Epsajee 10the October 2021

Page 1


‫أخبار اإلبارشية‬ ‫عــزاء‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Condolences‬‬

‫رقدت في الرب السيدة جماالت (جني) بشاره‬ ‫(من كنيسة مارمينا والقديسة مارينا‪ ،‬بملبورن)‬ ‫زوجة المرحوم السيد وصفي بشاره‪ ،‬ووالدة كل‬ ‫من تاسوني هاله زوجة القمص أبانوب عطااهلل‪،‬‬ ‫وشريف بشاره زوج كوني؛ وجدة كل من يوستينا‬ ‫عطااهلل وبيشوي عطاهلل زوج آن‪ .‬نسأل الرب أن‬ ‫ينيح نفسها الطاهرة في فردوس النعيم‪ .‬تعزياتنا‬ ‫الحارة ألبونا القمص أبانوب‪ ،‬وتسوني هاله‪،‬‬ ‫وشريف؛ سائلين الرب أن يمنح العزاء لكل العائلة‬ ‫المباركة‪ .‬ستقام صالة التجنيز يوم اإلثنين ‪10/11‬‬ ‫الساعة ‪ 2‬بعد الظهر‪ ،‬وسيقتصر الحضور على‬ ‫العائلة فقط نسبة لظروف اإلغالق‪.‬‬

‫‪ST ATHANASIUS THEOLOGICAL COLLEGE‬‬ ‫‪CERTIFICATE III IN CHRISTIAN MINISTRY AND THEOLOGY‬‬

‫ساك‪ +‬دورات قصيرة مجانية‬

‫‪SAC+ Free Short Courses‬‬

‫ساك‪ +‬مبادرة تعليمية عبر اإلنترنت بكلية األنبا‬ ‫أثناسيوس الالهوتية التابعة إليبارشية ملبورن‬ ‫لتقديم دورات قصيرة وبسيطة في الدراسات‬ ‫الالهوتية للمؤمنين المسيحين حول العالم‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن هذه الدورات غير معتمدة‪ ،‬لكنها‬ ‫تهدف إلى تقديم مفاهيم في مجال التعليم‬ ‫الالهوتي بالكلية!‬ ‫‪ .2‬أنشيء‬ ‫‪ .1‬أدخل إلى‬ ‫لك حساباً مستخدماً بريدك اإللكتروني‪ .3 .‬سجل‬ ‫في دورة‪ .4 .‬أكمل دورة واحصل على شهادة‬ ‫إتمام‪.‬هذه هدية رائعة مجانية من كلية األنبا‬ ‫أثناسيوس إلى العالم كله‪.‬‬

‫كنيسة القديس موسى القوي‬ ‫شعب كنيسة القديس موسى القوي في جيلونج‬ ‫يحتاج إلى مساعدتكم لبناء كنيستهم‪ .‬الرجاء التبرع‬ ‫في الحساب اآلتي‪:‬‬

‫‪St Moses the Strong’s Church‬‬


St John Chrysostom


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط وكفر الشيخ والبرار ي‬

‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي ‪...‬‬ ‫نبوات عن معمودية السيد المسيح وبداية خدمته في الجليل‬ ‫َص ْو ُت َصار ٍخ في ْال َب ِّر َّية‬ ‫استنادا إلى نبوة إشعياء النبي التالية‪:‬‬ ‫"ص ْو ُت َصار ٍخ في الْ َب ِّر َّية" قد تكررت في األناجيل األربعة‬ ‫ً‬ ‫نالحظ أن عبارة َ‬ ‫الر ِّب‪َ .‬ق ِّو ُموا في الْ َق ْفر َسب ًيال إللَ هنَ ا‪ُ .‬ك ُّل َوطَ ٍاء َي ْرتَ ف ُع َو ُك ُّل َج َب ٍل َو َأ َك َم ٍة َينْ َخف ُض َو َيص ُير‬ ‫"ص ْو ُت َصار ٍخ في الْ َب ِّر َّية َأع ُّدوا طَ ر َ‬ ‫يق َّ‬ ‫َ‬ ‫الر ِّب تَ َكلَّ َم" (إش‪.)5-3 :40‬‬ ‫يعا َأل َّن َف َم َّ‬ ‫اه ُك ُّل َب َش ٍر َجم ً‬ ‫الر ِّب َو َي َر ُ‬ ‫يب َس ْه ًال‪َ .‬ف ُي ْعلَ ُن َم ْج ُد َّ‬ ‫الْ ُم َع َّو ُج ُم ْستَ ق ً‬ ‫يما َوالْ َع َراق ُ‬ ‫أشارت األناجيل المقدسة إلى نبوة إشعياء النبي عن يوحنا المعمدان الذي قال عنه المالك في بشارته ألبيه زكريا‬ ‫اة إلى ف ْكر َ‬ ‫اآلباء إلى َ‬ ‫ئ ل َّلر ِّب‬ ‫األ ْبنَ اء َوالْ ُع َص َ‬ ‫ي ُي َه ِّي َ‬ ‫وب َ‬ ‫األ ْب َرار ل َك ْ‬ ‫الكاهن إنه يتقدم أمام الرب "ب ُروح إيل َّيا َو ُق َّوته ل َي ُر َّد ُقلُ َ‬ ‫َش ْع ًبا ُم ْستَ ع ًّدا" (لو‪.)17 :1‬‬ ‫"وفي تلْ َك َ‬ ‫وحنَّ ا‬ ‫األ َّيام َج َاء ُي َ‬ ‫وقد ورد في إنجيل معلمنا متى الرسول اإلشارة التالية إلى نبوة إشعياء النبى‪َ :‬‬ ‫ماوات‪َ .‬فإ َّن َه َذا ُه َو الَّ ذي ق َ‬ ‫يل َعنْ ُه بإشعياء‬ ‫وبوا َألنَّ ُه َقد ْ‬ ‫اقتَ َر َب َملَ ُك ُ‬ ‫الْ َم ْع َم َد ُ‬ ‫الس َ‬ ‫وت َّ‬ ‫ان َي ْكرزُ في َب ِّر َّية الْ َي ُهود َّية‪َ .‬قائ ًال‪ :‬تُ ُ‬ ‫لَ‬ ‫يم ًة" (مت‪.)3-1 :3‬‬ ‫ي‪َ :‬ص ْو ُت َصار ٍخ في الْ َب ِّر َّية َأع ُّدوا طَ ر َ‬ ‫اصنَ ُعوا ُس ُب ُه ُم ْستَ ق َ‬ ‫الر ِّب‪ْ .‬‬ ‫يق َّ‬ ‫النَّ ب ِّ‬ ‫وفى إنجيل معلمنا مرقس الرسول ورد في بدايته‪:‬‬ ‫"ك َما ُه َو َم ْكتُ وب في َ‬ ‫َ‬ ‫ام َك‪َ .‬ص ْو ُت َصار ٍخ في الْ َب ِّر َّية َأع ُّدوا‬ ‫ئ طَ ر َ‬ ‫األنْ ب َياء‪َ :‬ها َأنَ ا ُأ ْرس ُل َأ َم َ‬ ‫يق َك ُق َّد َ‬ ‫ام َو ْجه َك َم َالكي الَّ ذي ُي َه ِّي ُ‬ ‫وحنَّ ا ُي َع ِّم ُد في الْ َب ِّر َّية َو َي ْكرزُ ب َم ْع ُمود َّية التَّ ْو َبة ل َم ْغف َرة الْ َخطَ َايا" (مر‪.)4-2 :1‬‬ ‫طَ ر َ‬ ‫يم ًة‪َ .‬ك َ‬ ‫ان ُي َ‬ ‫اصنَ ُعوا ُس ُبلَ ُه ُم ْستَ ق َ‬ ‫الر ِّب ْ‬ ‫يق َّ‬ ‫وإنجيل معلمنا لوقا البشير ورد فيه‪:‬‬ ‫ورة الْ ُمحيطَ ة ب ُ‬ ‫َ‬ ‫األ ْر ُد ِّن َي ْكرزُ ب َم ْع ُمود َّية التَّ ْو َبة ل َم ْغف َرة‬ ‫وحنَّ ا ْبن زَ َكر َّيا في الْ َب ِّر َّية‪َ .‬ف َج َاء إلى َجميع الْ ُك َ‬ ‫"كانَ ْت َكل َم ُة اهلل َعلَ ى ُي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫طَ‬ ‫الْ‬ ‫يم ًة‪ُ .‬ك ُّل‬ ‫ي‪َ :‬ص ْو ُت َصار ٍخ في الْ َب ِّر َّية َأع ُّدوا طَ ر َ‬ ‫ب‬ ‫إشعياء‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫وب‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ا‪.‬‬ ‫اي‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫النَّ‬ ‫تُ‬ ‫ُ‬ ‫اصنَ ُعوا ُس ُبلَ ُه ُم ْستَ ق َ‬ ‫الر ِّب ْ‬ ‫يق َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫يم ًة َو ِّ‬ ‫اب طُ ُر ًقا َس ْهلَ ًة‪َ .‬و ُي ْبص ُر ُك ُّل َب َش ٍر َخ َال َص اهلل" (لو‪:3‬‬ ‫َو ٍ‬ ‫ئ َو ُك ُّل َج َب ٍل َو َأ َك َم ٍة َينْ َخف ُض َوتَ ص ُير الْ ُم ْع َو َّج ُ‬ ‫ات ُم ْستَ ق َ‬ ‫اد َي ْمتَ ل ُ‬ ‫الش َع ُ‬ ‫‪.)6-2‬‬ ‫ول َع ْن نَ ْفس َك؟ َق َ‬ ‫اذا تَ ُق ُ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫حوارا بين يوحنا المعمدان واليهود الذين سألوه‪َ " :‬م َ‬ ‫أما إنجيل معلمنا يوحنا الرسول فقد أورد‬ ‫ً‬ ‫يق ا َّلر ِّب َك َما َق َ‬ ‫ي" (يو‪.)23 ،22 :1‬‬ ‫َأنَ ا َص ْو ُت َصار ٍخ في الْ َب ِّر َّية‪َ :‬ق ِّو ُموا طَ ر َ‬ ‫ال إشعياء النَّ ب ُّ‬ ‫اه ُك ُّل َب َش ٍر‪.‬‬ ‫الر ِّب َو َي َر ُ‬ ‫ُي ْعلَ ُن َم ْج ُد َّ‬ ‫نبوة إشعياء ربطت بين رسالة يوحنا المعمدان واإلعداد لخدمة السيد المسيح بالمناداة بمعمودية التوبة َ‬ ‫يق‬ ‫"أع ُّدوا طَ ر َ‬ ‫أيضا بوضوح إلى ظهور مجد الرب لجميع البشر كوعد من فم الرب مع اإلشارة إلى أن المسيح هو كلمة‬ ‫الر ِّب"‪ .‬وأشارت ً‬ ‫َّ‬ ‫الر ِّب تَ َكلَّ َم"‪.‬‬ ‫يعا َأل َّن َف َم َّ‬ ‫اه ُك ُّل َب َش ٍر َجم ً‬ ‫"و َي َر ُ‬ ‫اهلل بقوله‪َ :‬‬ ‫األ َّيام َ‬ ‫"كلَّ َمنَ ا في َهذه َ‬ ‫مثلما قال بولس الرسول عن اآلب‪َ :‬‬ ‫األ خ َيرة في ابنه" (عب‪ .)2 :1‬بمعنى أن المسيح هو كلمة اهلل‬ ‫ور ُة اهلل َغ ْير الْ َمنْ ظُ ور" (كو‪.)15 :1‬‬ ‫"ص َ‬ ‫وهو ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫يق‬ ‫ئ الطَّ ر َ‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫أيضا‬ ‫ولكن لم ترد هذه النبوة فقط في سفر إشعياء‪ ،‬بل تنبأ مالخي النبي ً‬ ‫"هاأنَ َذا ُأ ْرس ُل َم َالكي َف ُي َه ِّي ُ‬ ‫ون به‪ُ .‬ه َو َذا َي ْأتي َق َ‬ ‫ال َر ُّب الْ ُجنُ ود" (مال‪:3‬‬ ‫لس ِّي ُد الَّ ذي تَ طْ لُ ُبونَ ُه َو َم َال ُك الْ َع ْهد الَّ ذي تُ َس ُّر َ‬ ‫َأ َمامي‪َ .‬و َي ْأتي َب ْغتَ ًة إلى َه ْي َكله ا َّ‬ ‫‪.)1‬‬ ‫معا‪ ،‬نبوة مالخي النبي ونبوة إشعياء النبي‪ ،‬وقال بصيغة الجمع‪:‬‬ ‫لذلك فإن القديس مرقس قد ضم في إنجيله النبوتين ً‬ ‫"ك َما ُه َو َم ْكتُ وب في َ‬ ‫َ‬ ‫األنْ ب َياء" (مر‪.)2 :1‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫طَ‬ ‫الَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام َك" (مر‪ ،)2 :1‬وإن كانت‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫يق‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ام‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫"ه‬ ‫عبارته‬ ‫وكتب‬ ‫مالخي‬ ‫من‬ ‫واقتبس‬ ‫نَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫مخاطبا االبن وفي سفر مالخي وردت في صيغة االبن كمتكلم‬ ‫في إنجيل مرقس قد جاءت في صيغة اآلب السماوي‬ ‫ً‬ ‫يق َأ َمامي"‪.‬‬ ‫ئ الطَّ ر َ‬ ‫"هاأنذا ُأ ْرس ُل َم َالكي َف ُي َه ِّي ُ‬ ‫َ‬ ‫لَ‬ ‫طَ‬ ‫الْ‬ ‫يم ًة" (مر‪.)3 :1‬‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫اص‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫يق‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫وا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ار‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫"ص‬ ‫عبارته‬ ‫واقتبس من إشعياء وكتب‬ ‫ُ ُ ُ ُ ْ تَ َ‬ ‫َّ ِّ ْ نَ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ِّ َّ‬ ‫َ ْ ُ َ ٍ‬ ‫"م َالكي" تشير إلى يوحنا المعمدان‪ ،‬وكلمة " َ​َم َال ُك الْ َع ْهد" تشير إلى السيد المسيح‪.‬‬ ‫كلمة‬ ‫أن‬ ‫ونالحظ في نبوة مالخي‬ ‫َ‬ ‫فوض"‪ .‬وال أحد ينكر أن السيد‬ ‫"م ّ‬ ‫على اعتبار أن كلمة "مالك" في اللغة العبرية "מלאך" تعنى "سفير" أو "مرسل" أو ُ‬ ‫ً‬ ‫مرسال من اآلب السماوي لخالص البشرية‪.‬‬ ‫سفيرا فوق العادة‬ ‫المسيح كان‬ ‫ً‬ ‫مهد لظهور السيد المسيح اهلل‬ ‫لقد اهتم اإلنجيليون األربعة بنبوة إشعياء النبي عن يوحنا المعمدان وإرساليته كمقدمة تُ ّ‬ ‫وءا ن ْع َم ًة َو َح ًّقا" (يو‪.)14 :1‬‬ ‫"و َر َأ ْينَ ا َم ْج َد ُه َم ْج ًدا َك َما ل َوح ٍ‬ ‫الكلمة المتجسد الذي قال عنه يوحنا اإلنجيلي‪َ :‬‬ ‫يد م َن اآلب َم ْملُ ً‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة األولى‬ ‫النفس عرش اهلل وهو قائدها‬ ‫تفسير مجازي للرؤيا الموصوفة في سفر حزقيال النبي‬ ‫يبين أنها مليئة باألسرار التي ال ُينطق‬ ‫يقص حزقيال النبي المبارك‪ ،‬الرؤيا المجيدة الملهمة التي رآها‪ ،‬ووصفه لهذه الرؤيا ّ‬ ‫حية‪ ،‬لكل منها أربعة أوجه‪ ،‬واحد منها وجه أسد‪،‬‬ ‫بها‪ .‬لقد رأى مركبة الشاروبيم وهي عبارة عن أربعة كائنات روحانية َّ‬ ‫وآخر وجه نسر‪ ،‬وآخر وجه ثور‪ ،‬والرابع وجه إنسان‪ .‬ولكل وجه أجنحة بحيث ال توجد أجزاء خلفية ألي واحد منهم‪ ،‬وظهورهم‬ ‫أيضا لكل‬ ‫مملوءا عيونً ا‪ .‬وكان ً‬ ‫مملوءة عيونً ا‪ ،‬وكذلك بطونهم مشحونة ومزدحمة بالعيون‪ ،‬وليس فيهم أي جزء لم يكن‬ ‫ً‬ ‫وجه بكرات‪ ،‬بكرة في وسط بكرة وكان الروح في البكرات‪.‬‬ ‫الحية كانت‬ ‫ورأى حزقيال منظر شبه إنسان قدميه كمنظر حجر العقيق (الياقوت) األزرق‪ .‬ومركبة الشاروبيم والكائنات‬ ‫َّ‬ ‫تحمل الرب الذي جلس فوقهم‪ .‬وحيثما شاء أن يسير فإنه يسير والوجه إلى األمام‪ .‬ورأى تحت الشاروبيم كمثل يد إنسان‬ ‫تسند وتحمل‪.‬‬ ‫سري وإلهي‪ -‬السر المكتوم‬ ‫حقيقيا‬ ‫وهذا الذي رآه النبي كان في جوهره‬ ‫وأكيدا‪ ،‬ولكنه يشير كظل مسبق إلى شيء آخر ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫السر‬ ‫بالحقيقة منذ الدهور ومنذ األجيال (كو ‪ ،)26 :1‬ولكنه ُأظهر في األزمنة األخيرة (‪ 1‬بط ‪ )10 :1‬بظهور المسيح‪ ،‬فإن‬ ‫ّ‬ ‫سر النفس التي كانت ستستقبل ربها وتصير هي ذاتها ً‬ ‫عرشا لمجده (مت ‪.)31 :25‬‬ ‫الذي رآه هو ّ‬ ‫ألن النفس التي تتمتع بامتياز االشتراك في روح ونور اهلل وتتشرب بأشعة جمال مجده غير الموصوف‪ -‬وهو الذي هيأها‬ ‫الروحانية‪ .‬أي ليس‬ ‫جزءا غير مملوء بعيون النور‬ ‫لتكون‬ ‫ّ‬ ‫كرسيا ومسكنً ا له‪ -‬فإنها تصير كلها ً‬ ‫ً‬ ‫نورا وكلها عينً ا! وال يكون فيها ً‬ ‫جزءا خلفي بل في كل اتجاه يكون‬ ‫مظلما بل تصير بكليتها نو ًرا‬ ‫جزءا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وروحا‪ ،‬وتمتليء كلها عيونً ا‪ ،‬فال يكون لها ً‬ ‫فيها ً‬ ‫وجهها إلى األمام بواسطة الجمال الذي يفوق التعبير الذي لمجد نور المسيح الجالس والراكب عليها‪.‬‬ ‫وكما أن الشمس هي بكليتها ذات شبه واحد‪ ،‬بدون أي جزء من الخلف أو من أسفل‪ ،‬بل هي مكسوة بالنور من كل‬ ‫ناحية‪ ،‬وهي بالحقيقة كلها نور‪ ،‬بدون اختالف بين أجزائها‪ ،‬أو كما أن النار‪ ،‬أي نفس نور النار‪ ،‬هي متشابهة كلها‪ ،‬وليس‬ ‫تماما بالجمال الذي ال ُيوصف‪ ،‬جمال مجد نور وجه‬ ‫فيها أول أو آخر‪ ،‬أو أكبر أو أصغر‪ ،‬هكذا أيضاً النفس التي تتشبع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعرشا له‪ ،‬فإنها تصير كلها عينً ا‪،‬‬ ‫المسيح وتكون في شركة تامة مع الروح القدس وتنال االمتياز بأن تكون محل سكن اهلل‬ ‫روحا‪ ،‬والمسيح الذي يقودها‪ ،‬ويرشدها‪ ،‬ويحملها‪ ،‬ويسندها‪ ،‬هو الذي‬ ‫مجدا‪ ،‬وكلها‬ ‫وجها‪ ،‬وكلها‬ ‫نورا‪ ،‬وكلها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وكلها ً‬ ‫يصنعها ويجعلها هكذا وينعم عليها ويزينها هكذا بالجمال الروحاني‪ ،‬ألن الكتاب يقول‪ :‬ويد إنسان كانت تحت‬ ‫الشاروبيم ألنه هو ذاك الذي يركب عليها ويوجهها‪.‬‬ ‫الشاروبيم رمز لقوى النفس‪:‬‬ ‫للملَ َكات (أي القوى) الحاكمة للنفس‪ .‬فكما أن النَ سر هو‬ ‫والكائنات‬ ‫الحية األربع التي حملت المركبة إنما كانت رمزً ا َ‬ ‫َّ‬ ‫عموما؛ هكذا‬ ‫ملك الطيور واألسد ملك الوحوش الضارية‪ ،‬والثور ملك الحيوانات والبهائم‪ ،‬واإلنسان ملك المخلوقات‬ ‫ً‬ ‫أيضا لها ملكاتها الحاكمة‪ .‬وهذه الملكات هي اإلرادة‪ ،‬والضمير‪ ،‬والعقل‪ ،‬وملكة الحب‪ .‬فهذه الملكات تضبط‬ ‫النفس ً‬ ‫مركبة النفس‪ ،‬وعليها يستريح اهلل‪ .‬وبحسب تفسير آخر فإن الرمز يشير إلى كنيسة القديسين في السماء‪.‬‬ ‫جدا‪ ،‬ومملوءة عيونً ا وأنه لم يستطع أحد أن يدرك عدد العيون أو االرتفاع‪،‬‬ ‫الحية كانت مرتفعة ً‬ ‫فكما ُيقال هنا إن الكائنات َّ‬ ‫ألننا لم نُ َ‬ ‫عط معرفة‪ ،‬وكما أنه‪ ،‬قد ُأعطي لجميع الناس‪ ،‬فيما يخص نجوم السماء‪ ،‬أن ينظروا النجوم ويتعجبوا منها‪ ،‬ولكن‬ ‫لم ُي َ‬ ‫عط لهم أن يعرفوا ويدركوا عددها‪ ،‬وكذلك هو الحال مع نباتات األرض‪ ،‬التمتع بها ُأعطي للجميع‪ ،‬ولكن مستحيل أن‬ ‫ي لكل‬ ‫يعرف أحد عددها‪ ،‬فهكذا ً‬ ‫أيضا الحال فيما يخص كنيسة القديسين في السماء‪ .‬فالدخول إليها والتمتع بها قد ُأعط َّ‬ ‫الذين يرغبون ويجاهدون في طلبها‪ ،‬أما كيفية رؤية وإدراك العدد الذي فيها‪ ،‬فهذا خاص بمعرفة اهلل وحده‪.‬‬ ‫الحية التي كلها عيونً ا‪ ،‬أو بمعنى آخر تحمله النفس التي أصبحت‬ ‫فالراكب إذن تنقله وتحمله مركبة أو عرش الكائنات‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫وكرسيا‪ ،‬وهي اآلن عين ونور‪ .‬إنه يصعد عليها ويحكمها بزمام الروح ويقودها بحسب فكره هو‪ .‬وكما أن الكائنات‬ ‫عرشا له‬ ‫ً‬ ‫الحية لم تذهب إلى حيث شاءت بل إلى حيث يعرف ويشاء ذاك الذي يجلس عليها ويوجهها‪ ،‬هكذا الحال هنا‪،‬‬ ‫الروحانية‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫فإنه هو نفسه الذي يمسك الزمام ويقود قوى النفس بروحه‪ ،‬حينما تتجه للسير إلى السماء‪ ،‬فهي تسير حسب قيادته‬ ‫وليس بحسب مشيئتها الخاصة‪.‬‬ ‫فأحيانً ا يطرح الجسد‪ ،‬ويقود النفس ويأخذها بالفكر إلى السماء‪ ،‬وأحيانً ا ‪ -‬حينما يشاء هو ‪ -‬يأتي بها للعمل في الجسد‬ ‫أسرارا بال حجاب‪ .‬آه‪ ،‬يا لسموه وصالحه‪ ،‬ذلك‬ ‫وشئونه‪ ،‬وأحيانً ا ‪ -‬متى شاء ‪ -‬يأتي بها إلى أقاصي األرض ويكشف للنفس‬ ‫ً‬ ‫أيضا ستنال األمتياز في القيامة‪ ،‬بعد أن تكون النفس قد‬ ‫القائد الحقيقي الوحيد (للنفس)!‪ .‬وبنفس الطريقة‪ ،‬فإن أجسادنا ً‬ ‫وتمجدت منذ اآلن على األرض وامتزجت مع الروح في الحياة الحاضرة‪.‬‬ ‫سبقت‬ ‫ّ‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫التشفع بالقديسين‬ ‫روحانية‬ ‫ُّ‬

‫أ – الشفاعة بالقديسين تحمل معنى اإليمان بالحياة األخرى‪ ،‬اإليمان بأن الذين انتقلوا ما زالوا أحياء‪ ،‬ولهم‬ ‫أيضا بإكرام القديسين‪ ،‬مادام اهلل نفسه‬ ‫عمل‪ .‬إنه إيمان بالصلة الدائمة بين السماء واألرض‪ .‬وإيمان ً‬ ‫يكرمهم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الشفاعة هي بركة حب بين أعضاء الجسد الواحد‪..‬‬ ‫الكنيسة هي جسد واحد‪ ،‬المسيح رأسه وكلنا أعضاؤه سواء في السماء أو على األرض‪ .‬والحب‬ ‫والصلوات والشركة‪ ،‬أمور متبادلة بين أعضاء الجسد الواحد‪ :‬نحن نشفع فيهم بصلواتنا عن الراقدين‪ .‬وهم‬ ‫أيضا‪ ،‬أنها رابطة ال تنفصم‪ .‬لماذا يريد منكرو الشفاعة تحطيم هذه الشركة؟ فال‬ ‫يشفعون فينا بصلواتهم ً‬ ‫صالة منا ألجل الراقدين‪ ،‬وال شفاعة من الراقدين فينا؟‬ ‫هل المحبة القائمة بين كل مؤمن واهلل واآلب‪ ،‬تمنع وجود المحبة والصلة بين األنبياء وبعضهم البعض؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحدا فينا"‬ ‫أيضا‬ ‫واحدا كما نحن"‪" ،‬ليكونوا هم ً‬ ‫قائال "ليكونوا‬ ‫أليس السيد المسيح قد طلب من اآلب‬ ‫ً‬ ‫"أنا فيهم‪ ،‬وأنت في‪ ،‬ليكونوا مكملين إلى واحد" (يو ‪.)17‬‬ ‫ج‪ -‬الشفاعة فائدة‪َ ،‬م ْن ينكرها يخسرها ‪ ...‬بال مقابل‪:‬‬ ‫الذين يؤمنون بالشفاعة‪ ،‬ينتفعون برابطة الحب التي بينهم وبين القديسين‪ ،‬وينتفعون بمجرد الصلة التي‬ ‫بينهم وبين أرواح المنتقلين‪ .‬ويضيفون إلى صلواتهم الخاصة صلوات أقوي وأعمق صادرة ألجلهم‪ ،‬من‬ ‫العالم اآلخر‪ ..‬وفي كل ذلك ال يخسرون شيئً ا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بسيطا غير‬ ‫أما منكرو الشفاعة‪ ،‬فإنهم يخسرون هذه الصلة وهذه الصلوات بال مقابل‪ ..‬بل يخسرون إيمانا‬ ‫معقد‪ ،‬نالحظه في كل من يحتفلون بأعياد القديسين‪ ،‬ومن يزورون كنائسهم‪ ،‬ومن يطلبون صلواتهم‪..‬‬ ‫بأ ي وجه سيقابلون القديسين في العالم اآلخر‪ ،‬وقد رفضوا إكرامهم ورفضوا صلواتهم وشفاعتهم؟!‬ ‫د‪ -‬والشفاعة تحمل في طياتها تواضع القلب‪..‬‬ ‫فالذي يطلب الشفاعة‪ ،‬هو إنسان متضع‪ ،‬غير مغرور بصلته الشخصية باهلل‪ ،‬يأخذ موقف الخاطئ الضعيف‬ ‫الذي يطلب شفاعة غيره فيه‪.‬‬ ‫وعلي العكس فمنكر الشفاعة‪ ،‬قد يسأل في انتفاخ‪:‬‬ ‫ما الفرق بيني وبين هؤالء القديسين؟ إن الصلة بيني وبين اهلل‪ ،‬أقوي من أن تحتاج إلى وساطتهم!!‬ ‫(واضعا نفسه في مصاف القديسين والشهداء والمالئكة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُيخجل هؤالء قول بولس الرسول (صلوا ألجلنا) (عب‪ ،.)18:13‬وألجل جميع القديسين (أف‪.)8:6‬‬ ‫هـ– الشفاعة دليل على عدل اهلل في مبدأ تكافؤ الفرص‪..‬‬ ‫إن كان اهلل قد سمح للشيطان أن يحارب أوالد اهلل‪ ،‬ويجربهم ويظهر لهم في رؤى وفي أحالم كاذبة‪،‬‬ ‫ويضايقهم‪ .‬فباألولى يقتضي العدل ومبدأ تكافؤ الفرص أن يسمح للمالئكة ولألرواح الخيرة‪ ،‬أن‬ ‫يساعدوا أوالده على األرض‪ ،‬كما سمح لألرواح الشريرة أن تضايقهم‪ .‬وبهذا يظهر العدل من جهة تدخل‬ ‫العالم اآلخر (األرواح) في حياة البشر‪.‬‬ ‫أيضا للمالئكة أن تعصب ضربات البشر‪ ،‬وأن‬ ‫وإن كان اهلل قد سمح للشيطان أن يضرب أيوب فليسمح ً‬ ‫أرواحا خادمة‪ ،‬مرسلة للخدمة‪،‬‬ ‫تخدم أوالده حتى بدون طلبهم‪ ،‬فكم باألولى إن طلبوا "أليسوا جميعهم‬ ‫ً‬ ‫ألجل العتيدين أن يرثوا الخالص؟" (عب‪.)14:1‬‬ ‫فمادام هؤالء مرسلين لهذا الغرض‪ ،‬فال مانع إذن من أن نطلب تدخلهم لمساعدتنا‪ ،‬وهم قريبون منا‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 10‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫‪ 30‬توت ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪839‬‬

‫وع‬ ‫" َو َأ َخ َذ َي ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫األ ْرغ َف َة َو َش َك َر‪،‬‬ ‫َو َوزَّ َع َع َلى التَّ َالميذ‪،‬‬ ‫يذ َأ ْع َ‬ ‫ط ُوا‬ ‫َوالتَّ َالم ُ‬ ‫ين‪َ .‬و َكذل َك‬ ‫ْال ُمتَّ كئ َ‬ ‫الس َم َكتَ ْين‬ ‫م َن َّ‬ ‫ب َق ْدر َما َش ُاءوا‪.‬‬ ‫َف َل َّما َشب ُعوا‪،‬‬ ‫َق َ‬ ‫ال لتَ َالميذه‪:‬‬ ‫اج َم ُعوا ْالك َس َر‬ ‫" ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ْال َفاضل َة لك ْ‬ ‫يء"‪.‬‬ ‫َال َيض َ‬ ‫يع َش ْ‬ ‫َف َج َم ُعوا َو َم ُألوا‬ ‫ي َع ْش َر َة ُق َّف ًة‬ ‫ْاثنَ تَ ْ‬ ‫م َن ْالك َسر‪ ،‬م ْن‬ ‫َخ ْم َسة َأ ْرغ َفة‬ ‫َّ‬ ‫الشعير‪َّ ،‬التي‬ ‫َف َض َل ْت َعن‬ ‫ين‪َ .‬ف َل َّما‬ ‫اآلكل َ‬ ‫اآلي َة‬ ‫اس َ‬ ‫َر َأى النَّ ُ‬ ‫َّالتي َصنَ َع َها‬ ‫وع َق ُالوا‪:‬‬ ‫َي ُس ُ‬ ‫هذا ُه َو‬ ‫"إ َّن َ‬ ‫ي‬ ‫ب ْال َحق َ‬ ‫يقة النَّ ب ُّ‬ ‫اآلتي إ َلى‬ ‫ا ْل َع َالم!"‬ ‫‪Martyrdom of St Anastasia, 1 Baba – 11 October‬‬

‫(يوحنا ‪)14-11:6‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.