Epsajee 31st October 2021

Page 1


‫أخبار اإلبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫تهاني‬ ‫تهانينا القلبية لألب القمص يوحنا زكريا‪ ،‬الكاهن‬ ‫بكنيسة مارمرقس‪ ،‬برستون بمناسبة العيد التاسع‬ ‫والعشرين لسيامته كاهناً (األحد ‪ 31‬أكتوبر)‪ .‬نُ صلي‬ ‫ويكثر من‬ ‫من أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫الثمار الجيدة في خدمته لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫مهرجان كنيسة مارمرقس‬ ‫تقيم كنيسة مارمرقس مهرجانها السنوي يومي‬ ‫السبت ‪ 6‬من الساعة ‪ 10‬صباحاً – ‪ 6‬مساءاً ‪ ،‬واألحد ‪7‬‬ ‫نوفمبر من ‪ 11‬صباحاً إلى ‪ 4‬مساءاً ‪ .‬عنوان الكنيسة‪:‬‬ ‫‪40-42 Gilbert Rd, Preston VIC 3072‬‬

‫‪St Mark Church‬‬

‫‪40-42 Gilbert Rd, Preston VIC 3072‬‬

‫كنيسة األنبا أثناسيوس‬

‫‪St Athanasius Church‬‬

‫تدعوكم كنيسة األنبا أثناسيوس لحضور يومها‬ ‫العائلي السبت ‪ 13‬و أيضاً األحد ‪ 14‬نوفمبر من‬ ‫الساعة ‪ 11‬صباحاً – الساعة ‪ 6‬مساءاً ‪ .‬عنوان الكنيسة‪:‬‬

‫كنيسة مارمينا والقديسة مارينا‬

‫‪St Mina and St Marina Church‬‬

‫تقيم كنيسة مارمينا والقديسة مارينا معرضها‬ ‫السنوي يومي السبت ‪ ،20‬واألحد ‪ 21‬نوفمبر‪.‬‬ ‫عنوان الكنيسة‪41-59 Saffron Drive, Hallam, VIC 3178 :‬‬

‫كنيسة األنبا مكاريوس‬

‫‪St Macarius Church‬‬

‫تقيم كنيسة األنبا مكاريوس معرضها السنوي‬ ‫يومي السبت ‪ ،20‬واألحد ‪ 21‬نوفمبر‪ .‬عنوان‬ ‫الكنيسة‪:‬‬

‫‪Contributions to the Diocese‬‬

‫‪St Athanasius Theological College‬‬

‫‪St Anthony Monastery‬‬


EXCERPT FROM ST JOHN CHRYSOSTOM COMMENTARY ON (JOHN 12)


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط وكفر الشيخ والبرار ي‬

‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي‬ ‫َأ ْر َسلَ نِ ي َأل ْع ِص َب ُمنْ َك ِس ِري الْ َقلْ ِب‬

‫إذن فالمسألة ليست مجرد مسح الرب يسوع في نهر األردن ولكن إرساله بدأ بالتجسد؛ إذ َ‬ ‫ام َر َأ ٍة‪،‬‬ ‫ودا ِم ِن ْ‬ ‫"أ ْر َس َل اهللُ ْابنَ ُه َم ْولُ ً‬ ‫وس‪ ،‬لِ نَ نَ َ‬ ‫ي" (غل‪ .)4 :4‬لذلك قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح‪:‬‬ ‫ي الَّ ِذ َ‬ ‫ين تَ ْح َت النَّ ُ‬ ‫ودا تَ ْح َت النَّ ُ‬ ‫َم ْولُ ً‬ ‫ام ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ال التَّ َبنِّ َ‬ ‫وس لِ َي ْفتَ ِد َ‬ ‫ْ‬ ‫الْ‬ ‫يع" (يو‪.)31 :3‬‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫تِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫"الَّ ِذ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫أي أن السيد المسيح قد جاء من السماء ُم ً‬ ‫رسل من اآلب والروح القدس‪.‬‬

‫َم َس َحنِ ي‬ ‫عاما كان بنو هرون يبدأون خدمتهم الكهنوتية في خيمة االجتماع أو في الهيكل بأورشليم‪ .‬وهكذا‬ ‫في سن الثلثين ً‬ ‫عاما من جهة والدته اإلنسانية من العذراء مريم‪.‬‬ ‫بدأ السيد المسيح خدمته الخلصية في السن الثلثين ً‬ ‫ورقم ثلثين ال يخفى أنه حاصل ‪( 10×3‬ثلثة × عشرة)‪ .‬ورقم ثلثة يشير للثالوث القدوس‪ ،‬أما رقم عشرة فيشير إلى كمال‬ ‫كون األرقام الحسابية‪.‬‬ ‫العدد (العد على أصابع اليدين)‪ ،‬ومضاعفاته تُ ِّ‬ ‫في سن الثلثين في حياة السيد المسيح ظهر الثالوث عند عماد السيد المسيح في نهر األردن على يد يوحنا‬ ‫يب الَّ ِذي ِب ِه ُس ِر ْر ُت" (مت‪ )17 :3‬والروح‬ ‫المعمدان‪ ،‬فالسماوات قد انشقت وجاء صوت اآلب من السماء َ‬ ‫"ه َذا ُه َو ابني الْ َح ِب ُ‬ ‫القدس نزل من السماوات بهيئة جسمية مثل حمامة واستقرت على رأس السيد المسيح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ملكا وكاهنً ا‬ ‫ناسوتيا)‬ ‫ي َألنَّ ه َم َس َحنِ ي" (إش‪ ،)1 :61‬لقد مسح اآلب بالروح القدس السيد المسيح (‬ ‫ً‬ ‫الس ِّي ِد َّ‬ ‫وح َّ‬ ‫ُ"ر ُ‬ ‫الر ِّب َعلَ َّ‬ ‫ونبيا‪ .‬وهذا ما أشارت إليه هدايا المجوس عند زيارتهم للسيد المسيح بعد والدته وسجودهم له‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فالذهب كان إشارة إلى ملكه‪ ،‬واللبان إشارة إلى كهنوته‪ ،‬والمر إشارة إلى آالمه التي تنبأ عنها‬ ‫وخاصة موته بالصليب وقيامته في اليوم الثالث‪.‬‬ ‫الملك عندما َملَ َك‬ ‫فالسيد المسيح مارس الكهنوت على طقس ملكى صادق وهو رئيس الكهنة األعظم‪ .‬ومارس ُ‬ ‫ً‬ ‫ملكا‬ ‫وملَ َك على قلوب المؤمنين باسمه وهو في نفس الوقت ملك الملوك ورب األرباب وليس‬ ‫على خشبة الصليب َ‬ ‫فقط‪ .‬ومارس النبوة حينما تنبأ عن آالمه وصلبه وموته وقيامته‪ ،‬وعن خراب أورشليم‪ ،‬وعن نهاية العالم‪ ،‬ولكنه في نفس‬ ‫الوقت هو رب األنبياء ومرسلهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لْ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫يع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫وا‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫اذ‬ ‫ْ‬ ‫"ف‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫لتلميذه‬ ‫قال‬ ‫لذلك‬ ‫القدوس‪،‬‬ ‫والثالوث‬ ‫المعمودية‬ ‫بين‬ ‫المسيح‬ ‫فى نهر األردن ربط السيد‬ ‫تَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وح الْ ُق ُد ِس" (مت‪.)19 :27‬‬ ‫الر‬ ‫و‬ ‫االبن‬ ‫اآلب َو‬ ‫وه ْم ِباسم‬ ‫َو َع ِّم ُد ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فالمعمودية وهي معمودية واحدة يجب أن تكون على اسم الثالوث القدوس بثلث غطسات كل غطسة منها على‬ ‫اسم أحد األقانيم الثلثة ‪ .‬فوحدانية المعمودية تشير إلى وحدانية الثالوث في الجوهر‪ ،‬وثلثية الغطسات تشير إلى تمايز‬ ‫األقانيم الثلثة في اإلله الواحد المثلث األقانيم‪.‬‬ ‫ليعمد بالماء لمغفرة الخطايا‪ ،‬وفي نفس‬ ‫مهد السيد المسيح لفكرة الخلص بالمعمودية؛ بإرساله يوحنا المعمدان‬ ‫ّ‬ ‫وقد ّ‬ ‫أيضا لغفران الخطايا‪ .‬فالذبائح كانت إشارة إلى ذبيحة الصليب‪،‬‬ ‫تقدم في الهيكل ً‬ ‫الوقت الذي كانت الذبائح الحيوانية َّ‬ ‫ومعمودية يوحنا كانت ترمز لمعمودية العهد الجديد بالماء والروح‪.‬‬ ‫جنبا إلى جنب مع الذبائح في الهيكل؛ هكذا فإن المعمودية المسيحية تستمد فاعليتها‬ ‫وكما سارت معمودية يوحنا ً‬ ‫من ذبيحة الصليب باستحقاقات دم المسيح‪ ،‬ألن المعمودية هي اتحاد بالمسيح بشبه موته وقيامته‪.‬‬ ‫ين‬ ‫"والَّ ِذ َ‬ ‫ولما طُ عن السيد المسيح بالحربة في جنبه بعد أن سلّ م الروح على الصليب جرى من جنبه المقدس دم وماء َ‬ ‫ون ِفي َ‬ ‫الد ُم" (‪1‬يو‪ )8 :5‬والماء والروح أي المعمودية المسيحية‪ ،‬والدم أي‬ ‫َي ْش َه ُد َ‬ ‫وح‪َ ،‬والْ َم ُاء‪َ ،‬و َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫األ ْر ِض ُه ْم ثَ َلثَ ة‪ُّ :‬‬ ‫دم المسيح على الصليب وفي سر االفخارستيا‪.‬‬

‫يب الَّ ِذي ِب ِه ُس ِر ْر ُت‬ ‫َه َذا ُه َو ابني الْ َح ِب ُ‬

‫عندما َق ِبل السيد المسيح أن ينزل إلى مياه المعمودية في وسط الخطاة جاءت شهادة اآلب له وهو صاعد من الماء أنه‬ ‫يب الَّ ِذي ِب ِه ُس ِر ْر ُت" (مت‪ ،)17 :3‬وهو موضوع سرور اآلب منذ األزل‬ ‫هو البار الوحيد الذي بل خطية َ‬ ‫"ه َذا ُه َو ابني الْ َح ِب ُ‬ ‫باعتبار أن اآلب يرى فيه كل كماالت الجوهر اإللهي مثلما قال القديس أثناسيوس الرسولي‪:‬‬ ‫أيضا موضوع سرور اآلب باعتباره آدم الجديد ونائب البشرية ورأس الكنيسة الذي صنع كل مشيئة اآلب وهو في‬ ‫وهو ً‬ ‫مقدما طاعة كاملة ألبيه السماوي ليشفى عصيان آدم وباقي البشر‪.‬‬ ‫الهيئة كإنسان أي بحسب ناسوته‬ ‫ً‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة األولى‬ ‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي‬ ‫خارجا ويسترجع بيته وهيكله‪ .‬أي اإلنسان‪ .‬لهذا‬ ‫هذا هو الغرض الذي من أجله جاء الرب (إلى العالم)‪ ،‬لكيما يطرحهم‬ ‫ً‬ ‫السبب تُ سمى النفس “جسد ظلمة الخبث” طالما أن ظلمة الخطية موجودة فيها‪ .‬ألنها تحيا لعالم الظلمة الشرير‪ ،‬وهي‬ ‫وأيضا‬ ‫ً‬ ‫قائل‪“ :‬ليبطل جسد الخطية” (رو ‪.)6 :6‬‬ ‫ً‬ ‫ممسوكة بشدة هناك‪ .‬لذلك يسميها الرسول جسد الخطيئة أو جسد الموت‪،‬‬ ‫“من ينقذني من جسد هذا الموت” (رو ‪ ،)24 :7‬ومن الجهة األخرى فإن النفس التي قد آمنت بالرب ُ‬ ‫وأنقذت من الخطية‬ ‫حقا من الموت إلى الحياة‪،‬‬ ‫وأميتت عن حياة الظلمة وقد نالت نور الروح القدس كحياة لها‪ ،‬وبهذه الطريقة قد انتقلت ً‬ ‫فإنها تصرف زمانها بعد ذلك في نفس هذه الحياة‪ ،‬ألنها تكون هناك ممسوكة بشدة بقوة نور اللهوت‪.‬‬ ‫فإن النفس في ذاتها ال هي من طبيعة اللهوت‪ ،‬وال هي من طبيعة ظلمة الخبث‪ ،‬بل هي خليقة عاقلة‪ ،‬جميلة‪ ،‬عظيمة‪،‬‬ ‫وعجيبة‪ ،‬وحسنة كمثال وصورة اهلل‪ .‬وإنما عن طريق التعدي دخل فيها خبث أهواء الظلمة‪.‬‬ ‫ضرورة المجيء إلى المسيح لنموت ونحيا‪:‬‬ ‫إذن فما تختلط به النفس فإنها تكون متحدة معه في حركات إرادتها‪ ،‬فإما يكون لها نور اهلل في داخلها‪ ،‬وتعيش في‬ ‫النور‪ ،‬في كل الفضائل‪ ،‬وتنتسب إلى نور الراحة‪ .‬وإما يكون لها ظلمة الخطيئة فتقابل الدينونة‪ .‬فالنفس التي تشتهي أن‬ ‫سابقا‪ -‬إلى المسيح رئيس الكهنة الحقيقي لتُ ذبح وتموت‬ ‫ً‬ ‫تعيش مع اهلل في الراحة والنور األبدي يجب أن تأتي‪ -‬كما قلنا‬ ‫إلهية‪.‬‬ ‫عن العالم وعن حياة ظلمة الخبث السابقة‪ .‬وتنتقل إلى حياة أخرى وإلى سيرة‬ ‫ّ‬ ‫وكما يحدث عندما يموت إنسان في مدينة ما فإنه ال يسمع صوت الناس الساكنين فيها وال أحاديثهم وال الضوضاء التي‬ ‫يصنعونها‪ ،‬بل هو يصير ميتً ا مرة واحدة‪ ،‬وينتقل إلى منطقة أخرى حيث ال يوجد أصوات وال صرخات من تلك المدينة التي‬ ‫أيضا حينما تنذبح مرة وتموت عن مدينة األهواء الشريرة التي تسكن وتعيش فيها فإنها ال تعود‬ ‫خرج منها‪ ،‬كذلك النفس ً‬ ‫تسمع في داخلها صوت أفكار الظلمة‪ ،‬وال يعود ُيسمع فيها حديث وصراخ المنازعات الباطلة الشريرة أو ضجيج أرواح‬ ‫الظلمة بل تنتقل إلى مدينة مملوءة بالصلح والسلم‪ ،‬إلى مدينة نور اللهوت وتعيش هناك‪ ،‬وتسمع وتستوطن وتتكلم‬ ‫الروحانية التي تليق باهلل‪.‬‬ ‫وتشارك‪ ،‬وهناك تعمل أعمالها‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫فلنصل لكي ننذبح بقوته‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫فلنصل لكي ننذبح بواسطة قوته ونموت عن العالم الظلمة الخبيث ولكي يموت فينا روح الخطية‪ ،‬ولكيما نلبس‬ ‫لذلك‬ ‫وننال حياة الروح السماوي‪ ،‬من شر الظلمة إلى نور المسيح‪ ،‬لكي نستريح في الحياة إلى مدى الدهور‪ .‬فكما أن المركبات‬ ‫وعائقا حتى أنها ال تستطيع أن تتقدم وتصل إلى‬ ‫ً‬ ‫مانعا وحاجزً ا‬ ‫تتسابق في الميدان والمركبة التي تسبق األخرى تصير لها‬ ‫ً‬ ‫أيضا سباق أفكار النفس والخطيئة في اإلنسان‪ .‬فإذا حدث أن سبق فكر الخطيئة فإنه يعوق النفس ويحجزها‬ ‫النصرة‪ ،‬هكذا ً‬ ‫ويمنعها‪ ،‬حتى أنها ال تستطيع أن تقترب إلى اهلل وتنال النصرة منه‪.‬‬ ‫دائما يغلب ألنه بمهارة يدير ويقود مركبة النفس إلى ذهن‬ ‫ولكن حيث يركب الرب ويمسك بزمام النفس بيديه فإنه‬ ‫ً‬ ‫دائما القوة الفائقة والسلطان في نفسه‪ ،‬بل هو‬ ‫ملهم إلى األبد‪ .‬وهو ‪ -‬أي الرب ‪ -‬ال يحارب ضد الخبث إذ له‬ ‫ً‬ ‫سماوي َ‬ ‫يصنع النصرة بنفسه‪ .‬فالكاروبيم إذن ال تسير حيث تشاء من نفسها أن تسير‪ ،‬بل إلى حيث يقودها ويوجهها الراكب عليها‪.‬‬ ‫وهي تسير حيث يريد هو‪ ،‬وهو يسندها ألن الكتاب يقول “ويد إنسان كانت تحتها” (حز ‪.)8 :1‬‬ ‫فهذه النفوس المقدسة تنقاد وتسير بروح المسيح الذي يمسك بزمامها ويقودها إلى حيث يشاء‪ -‬فأحيانً ا يشاء أن تقيم‬ ‫السماوية‪ ،‬وأحيانً ا يشاء أن تلبث في الجسد‪ ،‬وهكذا حيثما يشاء هو فإنها تقوم بالخدمة‪.‬‬ ‫في التأملت‬ ‫َّ‬ ‫وكما أن أجنحة الطائر هي له بمثابة الرجلين كذلك فإن النور السماوي أي نور الروح يمسك بأجنحة األفكار التي للنفوس‬ ‫المستحقة‪ ،‬ويقودها ويدبرها كما يعرف هو أنه األحسن لها‪.‬‬ ‫جيدا‪:‬‬ ‫أنظر إلى نفسك ً‬ ‫جيدا‪ ،‬هل أنت حاصل على هذه األشياء ومالك لها بالفعل والحق في‬ ‫لذلك فحينما تسمع بهذه األشياء انظر إلى نفسك ً‬ ‫ً‬ ‫مالكا‬ ‫داخل نفسك أم ال؟ فإنها ليست مجرد كلمات تُ قال بل هي فعل الحق الذي يحدث في داخل نفسك‪ ،‬فإن لم تكن‬ ‫الروحانية‪ ،‬ينبغي لك أن تكتئب وتحزن وتسعى بلهفة‪ ،‬كإنسان ال يزال ميتً ا‬ ‫لها بل أنت معدم من مثل هذه الخيرات‬ ‫ّ‬ ‫شخصيا هذه الحياة‬ ‫دائما إلى الرب واطلب منه بإيمان أن يمنحك أنت‬ ‫ومنفصل عن الملكوت‪ .‬وكإنسان مجروح اصرخ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقيقية‪ .‬وحينما صنع اهلل جسدنا هذا فإنه لم يمنحه أن تكون له حياة‪ ،‬ال من طبيعة اهلل الخاصة وال أن يحيا الجسد بذاته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عين اهلل له أن يأخذ كل حاجات الحياة من الخارج إذ أنه صنع‬ ‫وهكذا دبر له الطعام والشراب واللباس واألحذية‪ ،‬وهكذا ّ‬ ‫الجسد نفسه عريانً ا‪ .‬وال يمكن للجسد أن يعيش بدون األشياء الخارجة عنه‪ ،‬أي بدون الطعام والشراب واللباس‪ ،‬فإن حاول‬ ‫أن يعتمد على طبيعته وحدها دون أن يأخذ شيئً ا من الخارج فإنه يضمحل ويموت‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‬ ‫أما روحية لجميع المسيحيين‪ .‬ويكفي أن السيد‬ ‫وإن كانت العذراء هي أم المسيح‪ ،‬فمن باب أولى تكون ً‬ ‫أما لهذا‬ ‫المسيح وهو على الصليب‪ ،‬قال عن العذراء للقديس يوحنا الرسول الحبيب "هذه أمك"‪ .‬فإن كانت ً‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫الرسول الذي يخاطبنا بقوله يا أوالدي (‪1‬يو‪ .)1:2‬فبالتالي تكون العذراء هي أم لنا‬ ‫ً‬ ‫أما للمسيح وأختً ا ألحد أبنائه‬ ‫وتكون عبارة (أختنا) ال تستحق الرد‪ .‬فمن غير المعقول وال المقبول أن تكون ً‬ ‫المؤمنين باسمه‪!..‬‬ ‫إن من يكرم أم المسيح ‪ ،‬إنما يكرم المسيح نفسه‪ .‬وإن كان إكرام األم هو أول وصية بوعد‬ ‫(أف‪( )2:6‬خر‪( )12:20‬تث‪ . )16:5‬أفل نكرم العذراء أمنا وأم المسيح وأم أبائنا الرسل؟! هذه التي قال لها‬ ‫أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن‬ ‫الملك "الروح القدس يحل عليك‪ ،‬وقوة العلي تظللك‪ .‬لذلك ً‬ ‫اهلل" (لو‪ .)35:1‬هذه التي طوبتها القديسة أليصابات بقولها "طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل‬ ‫الرب" (لو‪ .)45:1‬والتي جميع األجيال تطوبها‪..‬‬ ‫وعبارة "مباركة أنت في النساء" التي قيلت لها من الملك جبرائيل ومن القديسة أليصابات‪ ،‬تعني أنها إذا‬ ‫مجدا نالته العذراء في التجسد‬ ‫قورنت بكل نساء العالم‪ ،‬تكون هي المباركة فيهم‪ ،‬ألنه لم تنل واحدة منهن‬ ‫ً‬ ‫اإللهي‪.‬‬ ‫وال شك أن اهلل قد اختارها من بين كل ن ساء العالم‪ ،‬لصفات فيها لم تكن تتوافر في واحد منهن‪.‬‬ ‫ومن هنا يظهر علو مكانتها وارتفاعها‪ .‬لذلك لقبها إشعياء النبي بلقب "سحابة" أثناء مجيئها‬ ‫إلى مصر (أش‪.)1:19‬‬

‫ألقاب السيدة العذراء‬ ‫ومن حيث سكني اهلل في العذراء‪ ،‬في التجسد‪ ،‬تسميها الكنيسة بالسماء الثانية وتشبهها بخيمة االجتماع‬ ‫(القبة) أو قبة موسى‪ .‬ومن حيث سكني اهلل فيها‪ ،‬تسميها الكنيسة (مدينة اهلل) أو صهيون كما قيل في‬ ‫المزمور "صهيون األم تقول أن أنسانً ا وأنسانً ا صار فيها‪ .‬وهو العلي الذي أسسها إلى األبد" "أعمال مجيدة‬ ‫قد قيلت عنك يا مدينة اهلل" (مز‪.)87‬‬ ‫ولما كان السيد المسيح قد شبه نفسه بالمن باعتباره الخبز الحي النازل من السماء (يو‪ .)58:6‬لذلك فالكنيسة‬ ‫تلقبها بقسط المن‪.‬‬ ‫وكذلك من حيث بتوليتها تلقبها بعصا هارون التي أفرخت (عدد‪.)17‬‬ ‫وقد ُش ِّب َهت العذراء بالمنارة الذهبية (خر ‪ .)40-31 :25‬ألنها تحمل المسيح الذي هو النور الحقيقي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وش ِّب َهت أيضا بتابوت العهد (خر ‪ ،)22-10 :25‬الذي هو مغشي بالذهب من الداخل والخارج رمزً ا لنقاوة العذراء‬ ‫وعلو قيمتها‪ .‬وألنه من خشب السنط الذي ال يسوس رمزا أيضا لطهارة العذراء‪ .‬وألن في هذا التابوت المن‬ ‫الذي يرمز للمسيح باعتباره الخبز الحي النازل من السماء (يو‪ . )58:6‬ولوحا الشريعة اللذان يرمزان إليه باعتباره‬ ‫كلمة اهلل (يو‪.)1:1‬‬ ‫أيضا كانت‬ ‫أيضا بسلم يعقوب التي كانت منصوبة على األرض‪ ،‬وواصلة إلى السماء‪ .‬والعذراء ً‬ ‫ُش ِّب َهت العذراء ً‬ ‫تمثل هذه الصلة بين السماء واألرض‪ ،‬في ميلد المسيح‪ .‬فكانت هي األرض التي حلت فيها السماء‪ ،‬أو كانت‬ ‫وهي على األرض تحمل السماء داخلها‪( .‬انظر تك‪ .)12:28‬عن سلم يعقوب‪.‬‬ ‫والعليقة التي رآها موسى‪ ،‬والنار تشتعل فيها دون أن تحترق (خر‪ .)3‬ترمز إلى السيدة العذراء التي حل‬ ‫فيها الروح القدس بنار اللهوت‪ ،‬دون أن يحترق‪.‬‬ ‫وإن كان اتحاد اللهوت بالناسوت في السيد المسيح‪ ،‬يشبه باتحاد الفحم بالنار فإن مريم التي كانت تحوي‬ ‫داخله ا هذا االتحاد‪ ،‬تشبه بالمجمرة‪ .‬ويدعونها المجمرة الذهب لعلو مكانتها‪ ،‬أو يدعونها مجمرة هارون أو‬ ‫الشوريا‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 31‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫نياحة األنبا رويس (آفا تيجي)‬ ‫‪ 31‬أكتوبر – ‪ 21‬بابا‬

‫‪ 21‬بابا ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪842‬‬

‫وع‬ ‫" َف َع ِل َم َي ُس ُ‬ ‫َأ ْف َك َار ُه ْم‪َ ،‬و َق َ‬ ‫ال‬ ‫َل ُه ْم‪ُ “ :‬ك ُّل َم ْم َل َك ٍة‬ ‫ُمنْ َق ِس َم ٍة َع َلى‬ ‫َذ ِات َها تُ ْخ َر ُب‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫َم ِدينَ ٍة َأ ْو َب ْي ٍت‬ ‫م َع َلى َذ ِات ِه‬ ‫ُمنْ َق ِس ٍ‬ ‫ان‬ ‫َال َي ْث ُب ُت َف ِإ ْن َك َ‬ ‫الش ْي َ‬ ‫َّ‬ ‫ان ُي ْخ ِر ُج‬ ‫ط ُ‬ ‫الش ْي َ‬ ‫َّ‬ ‫ان َف َق ِد‬ ‫ط َ‬ ‫انْ َق َس َم َع َلى َذ ِات ِه‪.‬‬ ‫َف َك ْي َف َت ْث ُب ُت‬ ‫َم ْم َل َكتُ ُه؟‬ ‫َو ِإ ْن ُكنْ ُت َأنَ ا‬ ‫ِب َب ْع َلزَ ُب َ‬ ‫ول ُأ ْخ ِر ُج‬ ‫َّ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫الش َي ِ‬ ‫اط َ‬ ‫َف َأ ْبنَ ُ‬ ‫اؤ ُك ْم ِب َم ْن‬ ‫ذل َك‬ ‫ون؟ ِل ِ‬ ‫ُي ْخ ِر ُج َ‬ ‫ون‬ ‫ُه ْم َي ُكونُ َ‬ ‫ُق َضاتَ ُك ْم!‬ ‫لك ْن ِإ ْن ُكنْ ُت‬ ‫َو ِ‬ ‫وح اهللِ‬ ‫َأنَ ا ِب ُر ِ‬ ‫ُأ ْخ ِر ُج َّ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫الش َي ِ‬ ‫اط َ‬ ‫َف َق ْد َأ ْق َب َل َع َل ْي ُك ْم‬ ‫وت اهللِ!"‬ ‫َم َل ُك ُ‬ ‫(متى ‪)28-25:12‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.