Epsajee 14th November 2021

Page 1


‫أخبار اإلبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫تهاني‬ ‫‪ +‬تهانينا القلبية لألب القمص فيلبس بغدادي‪،‬‬ ‫الكاهن بكنيسة القديسة مريم و األنبا بيشوي‪ ،‬أديليد‬ ‫بمناسبة الرابع واألربعين لسيامته كاهناً (األحد ‪14‬‬ ‫نوفمبر)‪ .‬نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته لسنين عديدة‬ ‫ُ‬ ‫قادمة‪.‬‬ ‫‪ +‬تهانينا القلبية لألب القمص أبرآم عبد الملك‪ ،‬الكاهن‬ ‫بكنيسة القديسة مربم و رئيس المالئكة ميخائيل ‪،‬‬ ‫بيرث بمناسبة العيد الخامس والعشرين لسيامته كاهناً‬ ‫(األحد ‪14‬نوفمبر)‪ .‬نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته‬ ‫كهنوته وأبوته ُ‬ ‫لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫تذكار األربعين‬

‫‪40th Day C0mmemoration‬‬

‫تذكار األربعين للمرحوم الدكتور نبيل فؤاد باخوم زوج‬ ‫السيدة لوريس واصف سدره‪ ،‬ووالد كل من ديفيد و‬ ‫زوج إيريني‪،‬ومايكل زوج إنجي باألقصر‪ ،‬ودكتور بيتر‬ ‫باخوم زوج مارسيل بملبورن؛ وجد كل من باتريك‪ ،‬وبيير‪،‬‬ ‫ومايكل باألقصر‪ ،‬وأنتوني وأيزاك بيتر بملبورن‪ ،‬ونسيب‬ ‫ميخائيل روفائيل وزوجته فيفيان بملبورن؛ يقام اليوم‬ ‫األحد ‪ 14‬نوفمبر وذلك أثناء صالة القداس اإللهي‬ ‫األول بكنيسة األنبا بيشوي واألنبا شنوده‪ ،‬بولين‪.‬‬ ‫نسأل الرب أن ينيح نفسه الطاهرة في فردوس النعيم‬ ‫ويمنح العزاء للعائلة المباركة‪.‬‬

‫كنيسة األنبا أثناسيوس‬ ‫تدعوكم كنيسة األنبا أثناسيوس لحضور يومها‬ ‫العائلي السبت ‪ 13‬واألحد ‪ 14‬نوفمبر من الساعة ‪11‬‬ ‫صباحاً – الساعة ‪ 6‬مساءاً ‪ .‬عنوان الكنيسة‪:‬‬

‫كنيسة األنبا مكاريوس‬ ‫تقيم كنيسة األنبا مكاريوس معرضها السنوي يومي‬ ‫السبت ‪ 20‬واألحد ‪ 21‬نوفمبر من الساعة ‪ 9‬صباحاً ‪–-‬‬ ‫الساعة ‪ 5‬مساءاً ‪ .‬عنوان الكنيسة‪:‬‬

‫‪St Athanasius Church‬‬

‫‪St Macarius Church‬‬

‫‪615 Yan Yean‬‬

‫كنيسة مارمينا والقديسة مارينا‬ ‫تقيم كنيسة مارمينا والقديسة مارينا معرضها السنوي‬ ‫يومي السبت ‪ 20‬واألحد ‪ 21‬نوفمبر من الساعة ‪10‬‬ ‫صباحاً – ‪ 5‬مساءاُ ‪ .‬عنوان الكنيسة‪:‬‬ ‫‪41- 59 Saffron Drive, Hallam‬‬

‫‪St Mina and St Marina Church‬‬


ST CYRIL ON THE PARABLE OF THE SOWER


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط وكفر الشيخ والبرار ي‬

‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي‪،‬‬ ‫وعلى العموم فقد ورد في سفر إشعياء قول اهلل اآلب‪َ :‬‬ ‫اس ُة َعلَ ى َكتِ ِف ِه‬ ‫"ألنَّ ُه ُيولَ ُد لَ نَ ا َولَ ٌد َونُ ْعطَ ى ابنا َوتَ ُك ُ‬ ‫الر َي َ‬ ‫ون ِّ‬ ‫م" (إش‪ .)6 :9‬فما قول هؤالء الذين يهاجمون ترجمة العهد‬ ‫َو ُي ْد َعى‬ ‫يس َّ‬ ‫اسمه َع ِج ًيبا ُم ِش ًيرا ِإلَ ًها َق ِد ًيرا َأ ًبا َأ َب ِد ًّيا َرئِ َ‬ ‫ُ‬ ‫الس َال ِ‬ ‫الجديد وما فيه من االقتباس المذكور من سفر إشعياء‪ ..‬ما قولهم في هذا النص الصريح في سفر‬ ‫"يولَ ُد لَ نَ ا َولَ ٌد َونُ ْعطَ ى ابنً ا‪.."..‬‬ ‫إشعياء أن المسيح هو ابن اهلل في قوله‪ُ :‬‬ ‫أيضا ما ورد في سفر إشعياء عن السيد المسيح في قول اهلل اآلب عنه‪َ " :‬و َع ْب ِدي الْ َبار‬ ‫وهل يقبل هؤالء المشككون ً‬ ‫ام ُه ْم ُه َو َي ْح ِملُ َها‪ .‬لِ َذلِ َك َأ ْق ِس ُم لَ ُه َب ْي َن َ‬ ‫يم ًة ِم ْن َأ ْج ِل َأنَّ ُه َس َك َب‬ ‫ِب َم ْع ِر َفتِ ِه ُي َب ِّر ُر َكثِ ِير َ‬ ‫األ ِعزَّ ِاء َو َم َع الْ ُعظَ َم ِاء َي ْق ِس ُم َغنِ َ‬ ‫ين َوآثَ ُ‬ ‫ين" (إش‪" ،)12 ،11 :53‬ظُ لِ َم َأ َّما ُه َو‬ ‫ين َو َش َف َع ِفي الْ ُم ْذنِ ِب َ‬ ‫ي َم َع َأثَ َم ٍة َو ُه َو َح َم َل َخ ِط َّي َة َكثِ ِير َ‬ ‫لِ لْ َم ْو ِت نَ ْف َس ُه َو ُأ ْح ِص َ‬ ‫الد ْينُ ونَ ِة‬ ‫اق إلى َّ‬ ‫اة تُ َس ُ‬ ‫اه َك َش ٍ‬ ‫الذ ْب ِح َو َكنَ ْع َج ٍة َص ِ‬ ‫امتَ ٍة َأ َم َ‬ ‫يها َفلَ ْم َي ْفتَ ْح َفا ُه‪ِ .‬م َن الض ْغطَ ِة َو ِم َن َّ‬ ‫ام َجازِّ َ‬ ‫َفتَ َذلَّ َل َولَ ْم َي ْفتَ ْح َف ُ‬ ‫األ ْح َي ِاء َأنَّ ُه ُض ِر َب ِم ْن َأ ْج ِل َذنْ ِب َش ْع ِبي؟ َو ُج ِع َل َم َع َ‬ ‫ان َيظُ ن َأنَّ ُه ُق ِط َع ِم ْن َأ ْر ِض َ‬ ‫َ‬ ‫األ ْش َر ِار َق ْب ُر ُه‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُأ ِخ َذ‪َ .‬و ِفي ِجيلِ ِه َم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫لَ‬ ‫لْ‬ ‫ظُ‬ ‫لَ‬ ‫لَ‬ ‫ٌّ‬ ‫الرب َف ُس َّر ِب َأ ْن َي ْس َح َق ُه ِبالْ ُحزْ ِن‪ِ .‬إ ْن َج َع َل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫ش‬ ‫غ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫نَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً َ ْ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ي ِعنْ َد َم ْوتِ َ‬ ‫َو َم َع َغنِ ٍّ‬ ‫ثْ‬ ‫م" (إش‪.)10-7 :53‬‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫يح‬ ‫نَ ْف َس ُه َذ ِب‬ ‫َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫وقد وردت كلمة "عبدي" باليوناني في الترجمة السبعينية لهذا النص (إش‪ )11 :53‬كفعل "‪ δουλεύω‬ذوليفو"‪،‬‬ ‫مثل االسم "ذولوس" أي عبد وليس "بيس" أي فتى أو غالم أو عبد‪ .‬وهنا نرى روعة الترجمة السبعينية‬ ‫المرتشدة بالروح القدس‪ .‬إذ في عبارة " َع ْب ِدي‪ ..‬الَّ ِذي ُس َّر ْت ِب ِه نَ ْف ِسي" (إش‪ )1 :42‬استخدمت كلمة "بيس"‪ .‬وفي‬ ‫عبارة " َع ْب ِدي الْ َبار‪َ ..‬و ُه َو َح َم َل َخ ِط َّي َة َكثِ ِيري َن" (إش‪ )12 ،11 :53‬استخدمت كلمة "ذولوس"‪ .‬ألن األولى تشير إلى‬ ‫بر المسيح الشخصي والثانية تشير إليه كحامل لخطايا غيره‪.‬‬ ‫وهكذا تأتى الترجمة السبعينية كموسيقى لسيمفونية الوحي الذي سجله إشعياء بالشعر العبري‪.‬‬ ‫ودفن‬ ‫إذا كان السيد المسيح قد أخذ لقب "عبد" فإن هذا اللقب قد اقترن بنبوات واضحة عن صلبه‪ ،‬وأنه قد مات ُ‬ ‫كفر عن خطايا العالم‪ .‬ونحن ال يضرنا شيء أن يقول اآلب عنه "عبدي" ألننا نؤمن بتجسده‬ ‫في القبر‪ ،‬وأنه بموته قد ّ‬ ‫الحقيقي وبأنه أخذ صورة عبد ليخلصنا‪ ،‬ولكنه هو نفسه بحسب الهوته ال يتألم وال يموت مثلما ال تموت أرواح‬ ‫الشهداء إذا ماتت أجسادهم‪ ،‬وال يقع عليها الضرب والجراحات أثناء تعذيب هذه األجساد‪..‬‬

‫جليل األمم‬ ‫يق‪َ .‬ك َما‬ ‫ون ظَ َال ٌم لِ لَّ تِ ي َعلَ ْي َها ِض ٌ‬ ‫كتب إشعياء النبي عن معمودية السيد المسيح وبداية خدمته فقال‪َ " :‬ولَ ِك ْن َال َي ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫يق الْ َب ْح ِر َع ْب َر ُ‬ ‫ون َو َأ ْر َض نَ ْفتَ الِ ي ُي ْك ِر ُم َ‬ ‫ان َ‬ ‫َ‬ ‫م‪ .‬اَ َّ‬ ‫السالِ ُك ِفي‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫يل‬ ‫األ ِخ ُير طَ ِر َ‬ ‫األ ْر ُد ِّن َجلِ‬ ‫األ َّو ُل َأ ْر َض زَ ُبولُ َ‬ ‫ان الزَّ َم ُ‬ ‫َأ َه َ‬ ‫لش ْع ُب َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ور" (إش‪.)2 ،1 :9‬‬ ‫يما‪ .‬الْ َجالِ ُس َ‬ ‫ون ِفي أ ْر ِض ِظ َال ِل الْ َم ْو ِت أ ْش َر َق َعلَ ْي ِه ْم نُ ٌ‬ ‫ورا َع ِظ ً‬ ‫الظلْ َم ِة أ ْب َص َر نُ ً‬ ‫وقد أورد إنجيل متى عماد السيد المسيح ومن بعده صعوده إلى البرية إلى جبل التجربة ثم بعد ذلك موضع سكناه‬ ‫اص َر َة َو َأتَ ى َف َس َك َن ِفي‬ ‫يل‪َ .‬وتَ َر َك النَّ ِ‬ ‫وع َأ َّن ُي َ‬ ‫وخدمته األولى في الجليل " َولَ َّما َس ِم َع َي ُس ُ‬ ‫وحنَّ ا ُأ ْسلِ َم انْ َص َر َف إلى الْ َجلِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي َيتِ َّم َما ِق َ‬ ‫يم‬ ‫ي‪ :‬أ ْر ُض زَ ُبولُ َ‬ ‫وم زَ ُبولُ َ‬ ‫اح َ‬ ‫ون َوأ ْر ُض نَ ْفتَ الِ َ‬ ‫ون َونَ ْفتَ الِ َ‬ ‫َك ْف ِرنَ ُ‬ ‫يل ِبإشعياء النَّ ِب ِّ‬ ‫يم‪ .‬لِ َك ْ‬ ‫وم الَّ تِ ي ِعنْ َد الْ َب ْح ِر ِفي تُ ُخ ِ‬ ‫يل ُ‬ ‫يق الْ َب ْح ِر َع ْب ُر ُ‬ ‫األ ْر ُد ِّن َجلِ ُ‬ ‫م‪َّ ،‬‬ ‫ور ِة الْ َم ْو ِت َو ِظ َاللِ ِه‬ ‫طَ ِر ُ‬ ‫يما َوالْ َجالِ ُس َ‬ ‫ون ِفي ُك َ‬ ‫ورا َع ِظ ً‬ ‫الش ْع ُب الْ َجالِ ُس ِفي ظُ لْ َم ٍة َأ ْب َص َر نُ ً‬ ‫األ َم ِ‬ ‫لَ‬ ‫ور" (مت‪.)16-12 :4‬‬ ‫َأ ْش َر َق َع ْي ِه ْم نُ ٌ‬ ‫علّ‬ ‫كثيرا‪ ،‬وألقى موعظته على الجبل‪ ،‬وصنع معجزات كثيرة حتى إن ثماني عشر‬ ‫فى منطقة الجليل م الرب يسوع‬ ‫ً‬ ‫المسجلة في األناجيل األربعة للسيد المسيح قد صنعها في تلك المنطقة‪،‬‬ ‫من ثالث وثالثين معجزة من المعجزات‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إجماال‪..‬‬ ‫إلى جوار آالف المعجزات التي ُذكرت‬ ‫يل ُ‬ ‫"جلِ ُ‬ ‫م" تشير إلى أن تلك المنطقة قد سكن فيها كثير من األمم من غير الشعب اإلسرائيلي وخالطوهم‬ ‫وعبارة َ‬ ‫األ َم ِ‬ ‫وكان ُيظن أنه ال يمكن أن يقوم نبي من الجليل‪ .‬لهذا قال رؤساء الكهنة والفريسيون لنيقوديموس عندما دافع‬ ‫يل" (يو‪.)52 :7‬‬ ‫عن السيد المسيح‪َ :‬‬ ‫ي ِم َن الْ َجلِ ِ‬ ‫"فتِّ ْش َوانْ ظُ ْر! ِإنَّ ُه لَ ْم َي ُق ْم نَ ِب ٌّ‬ ‫ون َو َأ ْر َض نَ ْفتَ الِ ي ُي ْك ِر ُم َ‬ ‫ان َ‬ ‫األ ِخ ُير" (إش‪ )1 :9‬وقد‬ ‫األ َّو ُل َأ ْر َض زَ ُبولُ َ‬ ‫ان الزَّ َم ُ‬ ‫لذلك قال إشعياء النبي عن الجليل‪َ " :‬ك َما َأ َه َ‬ ‫ذكر أسماء سبطي زبولون ونفتالي ألن هذه المنطقة في الجليل كانت من نصيبهم في توزيع األرض على أسباط‬ ‫إسرائيل االثني عشر في القديم‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة الثانية – اإلنسان العتيق واإلنسان الجديد‬ ‫لما أسر اإلنسان في البدء‪ ،‬قد غمر النفس وكساها بقوة الظلمة كما يكسو‬ ‫إن ملكوت الظلمة‪ ،‬أي الرئيس الشرير‪ّ ،‬‬ ‫اإلنسان إنسانً ا غيره لكيما يجعلوه ً‬ ‫الملوكية من رأسه إلى قدمه ‪.‬وبنفس هذه الطريقة قد كسا‬ ‫ملكا‪ ،‬ويلبسونه المالبس‬ ‫ّ‬ ‫واحدا‬ ‫عضوا‬ ‫يد ع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الرئيس الشرير‪ ،‬النفس وكل جوهرها بالخطيئة‪ .‬ولوثها بكليتها‪ ،‬وأخذها بكليتها أسيرة إلى ملكوته‪ ،‬ولم َ‬ ‫حرا منه‪ ،‬ال األفكار‪ ،‬وال القلب‪ ،‬وال الجسد‪ ،‬بل كساها كلها بأرجوان الظلمة‪.‬‬ ‫منها ً‬ ‫معا‪ ،‬هكذا النفس بكليتها تألمت بأوجاع الشقاء‬ ‫ألنه كما أن الجسد ال يتألم منه جزء أو عضو بمفرده‪ ،‬بل الجسد كله يتألم ً‬ ‫والخطيئة‪ .‬فالشرير كسا النفس كلها التي هي الجزء أو العضو األساسي في اإلنسان‪ ،‬كساها بشقائه الخاص‪ ،‬الذي هو‬ ‫قابال لأللم والفساد (االضمحالل)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الخطيئة‪ ،‬ولذلك أصبح الجسد‬ ‫اإلنسان العتيق‪:‬‬ ‫ألنه عندما يقول الرسول‪“ :‬اخلعوا اإلنسان العتيق” (كو ‪ ،)9 :3‬فهو يقصد إنسانً ا بتمامه‪ ،‬فيه عيون مقابل عيون‪ ،‬وآذان‬ ‫وجسدا‪ ،‬وأحدره‪ ،‬وكساه‬ ‫نفسا‬ ‫مقابل آذان‪ ،‬وأيدي مقابل أيدي‪ ،‬وأرجل مقابل أرجل‪ ،‬ألن الشرير قد لوث اإلنسان كله‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاضعا لناموس اهلل” (رو ‪ ،)7 :9‬بل هو بكلّ يته‬ ‫“بإنسان عتيق” أي إنسان ملوث‪ ،‬نجس‪ ،‬في حالة عداوة مع اهلل‪“ ،‬وليس‬ ‫ً‬ ‫خطيئة‪ ،‬حتى أن اإلنسان ال يعود ينظر كما يشاء هو بل ينظر بعين شريرة‪ ،‬ويسمع بأذن شريرة‪ ،‬وله أرجل تسرع إلى فعل‬ ‫شرورا‪ .‬لذلك فلنتوسل إلى اهلل أن ينزع منا اإلنسان العتيق‪ ،‬ألنه هو وحده القادر على‬ ‫الشر‪ ،‬ويديه تصنع اإلثم‪ ،‬وقلبه يخترع‬ ‫ً‬ ‫نزع الخطيئة منا‪ .‬ألن الذين قاموا بأسرنا وال يزالون يستبقوننا في مملكتهم‪ ،‬هم أقوى منا‪ .‬ولكنه قد وعدنا بأن يحررنا‬ ‫كال من الشمس والريح لها كيان‬ ‫من هذه العبودية المؤلمة‪ .‬فعندما تكون هناك شمس ساخنة وتهب معها الريح فإن ً‬ ‫إال اهلل الذي يستطيع وحده أن يمنع الريح من‬ ‫وطبيعة خاصة بها‪ ،‬ولكن ال يستطيع أحد أن يفصل بين الشمس والريح َّ‬ ‫الهبوب‪ ،‬وبنفس المثال‪ ،‬فإن الخطيئة ممتزجة بالنفس‪ ،‬على الرغم من أن لكل منهما طبيعته الخاصة‪.‬‬ ‫فمن المستحيل الفصل بين النفس والخطيئة‪ ،‬إن لم يوقف اهلل ويسكت الريح الشرير‪ ،‬الذي يسكن في النفس وفي‬ ‫الجسد‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬ولكنه ال يستطيع‪ ،‬ألنه ال يملك أجنحة يطير بها‪.‬‬ ‫عصفورا يطير‪ ،‬فإنه يشتاق أن يطير هو ً‬ ‫وكما أن اإلنسان إذا رأى‬ ‫ً‬ ‫وأال يكون فيه شيئً ا من‬ ‫َّ‬ ‫نقيا‪ ،‬وبال لوم‪ ،‬وبال عيب‪،‬‬ ‫كذلك ً‬ ‫أيضا فإن إرادة اإلنسان حاضرة (رو ‪ )8 :6‬وقد يشتهي أن يكون ً‬ ‫دائما مع اهلل‪ ،‬ولكنه ال يملك القو ة ليكون كذلك‪ .‬وقد تكون شهوته هي أن يطير إلى الجو اإللهي‪،‬‬ ‫الشر‪ ،‬بل أن يكون‬ ‫ً‬ ‫إال إذا ُأعطيت له أجنحة (لتحقيق هذه الغاية)‪ .‬فلنلتمس من اهلل أن ينعم‬ ‫حرية الروح القدس‪ ،‬ولكن ال يمكنه ذلك َّ‬ ‫وإلى ّ‬ ‫علينا “بأجنحة” (مز ‪ ،) 6 :55‬ولكي يفصل الريح الشرير ويقطعه من نفوسنا وأجسادنا‪ ،‬ذلك الريح الذي هو الخطية الساكنة‬ ‫إال هو (الروح القدس) الذي يستطيع أن يفعل هذا األمر‪.‬‬ ‫في أعضاء نفوسنا وأجسادنا‪ .‬ليس أحد َّ‬ ‫يقول الكتاب‪“ :‬هوذا حمل اهلل الذي يرفع خطية العالم” (يو ‪ ،)29 :1‬إنه وحده الذي أظهر هذه الرحمة ألولئك األشخاص‬ ‫دائما‬ ‫الذين يؤمنون به‪ ،‬إذ أنه يخلِّ صهم من الخطيئة‪ ،‬وهو يحقق هذا الخالص الذي ال ُينطق به ألولئك الذين ينتظرونه‬ ‫ً‬ ‫ويضعون رجاءهم فيه ويطلبونه بال انقطاع‪.‬‬ ‫وتحرك وتفتش كل الزروع والنباتات وتهزها‪ ،‬وهكذا‬ ‫وكما أنه يحدث في أحد الليالي المظلمة الكئيبة أن تهب ريح عاصفة‬ ‫ِّ‬ ‫حينما يسقط اإلنسان تحت سلطة ظالم ليل الشيطان‪ ،‬ويصير في الليل والظلمة‪ ،‬فإنه يتكدر بواسطة ذلك الريح المرعب‬ ‫أيضا كل أعضاء‬ ‫ريح الخطيئة الذي يهب (عليه) فيهزه ويقلبه ويفتش أعماق طبيعته كلها‪ :‬نفسه وأفكاره‪ ،‬وعقله‪ ،‬ويهز ً‬ ‫جسده‪ ،‬وال ينجو عضو سواء من أعضاء النفس أو أعضاء الجسد ويبقى بمأمن من الخطيئة الساكنة فينا‪.‬‬ ‫وبالمثل فهناك نهار النور والريح اإللهي‪ ،‬ريح الروح القدس‪ ،‬الذي يهب وينعش النفوس التي تكون في نهار النور اإللهي‪.‬‬ ‫والروح القدس ينفذ ف ي جوهر النفس كلها وفي أفكارها وكل كيانها‪ ،‬وكذلك ينعش ويريح كل أعضاء الجسد براحة‬ ‫إلهية تفوق الوصف‪ .‬وهذا هو ما أعلن عنه الرسول عندما قال‪“ :‬لسنا أبناء ليل أو ظلمة‪ ،‬بل جميعنا أبناء نور وأبناء نهار” (‪1‬‬ ‫ّ‬ ‫تس ‪.)5 :5‬‬

‫اإلنسان الجديد‬ ‫كما أنه هناك في الحالة األولى‪ -‬حالة الخطيئة والسقوط‪ -‬فإن اإلنسان القديم قد لبس إنسان الفساد بكليته‪ ،‬أي لبس‬ ‫ثوب مملكة الظلمة‪ ،‬ورداء التجديف وعدم اإليمان‪ ،‬وعدم المباالة والمجد الباطل والكبرياء والجشع والشهوة‪ ،‬وكل‬ ‫الفخاخ األخرى الوسخة غير الطاهرة البغيضة التي لمملكة الظلمة‪ ،‬هكذا يحدث اآلن‪ ،‬فإن كل الذين خلعوا اإلنسان‬ ‫العتيق‪ ،‬الذي هو من تحت ‪ -‬من األرض ‪ -‬كل الذين خلع عنهم يسوع رداء مملكة الظلمة ‪ -‬قد لبسوا اإلنسان الجديد‬ ‫السماوي‪ -‬أي يسوع المسيح‪ -‬بكل عضو مقابل (العتيق)‪ :‬عيون مقابل عيون‪ ،‬آذان مقابل آذان‪ ،‬رأس مقابل رأس‪ ،‬ليكون‬ ‫السماوية‪.‬‬ ‫نقيا بارتدائه الصورة‬ ‫َّ‬ ‫اإلنسان كله ً‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‪،‬‬

‫كثيرا ما يمنحنا بعض ألقابه‪:‬‬ ‫ونحب أن نسجل مالحظة هامة وهي‪ ،‬السيد المسيح‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬فهو يقول أنه هو الراعي (يو‪ .)12 ،11 :10‬وهذا اللقب يطلقه داود في مزاميره على الرب‬ ‫"الرب لي راعي" (مز‪ .)1:22‬ويلقب به الرب في سفر حزقيال (خر‪.)15:34‬‬ ‫ومع ذلك فإن الرب يقيم بعض أوالده رعاة‪ ،‬مع اهتمامه بأن تكون الكنيسة كلها "رعية واحدة لراع‬ ‫واحد" (يو‪ .)16:10‬فيقول لبطرس الرسول "ارع غنمي‪ ..‬ارع خرافي" (يو‪.)16 ،15 :21‬‬ ‫وفي العهد القديم يقول الرب "وأعطيكم رعاة حسب قلبي" (أر‪.)15:3‬‬ ‫خاصا باألساقفة خلفاء الرسل "ليرعوا كنيسة اهلل التي اقتناها‬ ‫وقد أصبح لقب الراعي‬ ‫ً‬ ‫بدمه" (أع‪ .)28:20‬ويقول القديس بطرس "ارعوا رعية اهلل التي بينكم" (‪1‬بط‪.)2:5‬‬ ‫‪ - 2‬السيد المسيح لقب نفسه بالنور وقال "أنا هو نور العالم" (يو‪( )12:8‬يو‪ .)5:9‬ومع ذلك يقول‬ ‫لتالميذه "أنتم نور العالم" (مت‪" .)14:5‬فليضئ نوركم هكذا قدام الناس" (مت‪.)16:5‬‬ ‫ال شك أنه نور بالمعنى المطلق‪ .‬وهو نور‪ ،‬ألنهم يستمدون النور منه وبنوره يضيئون لآلخرين‪ .‬كذلك‬ ‫هو الراعي بالمعنى الكامل للكلمة‪.‬‬ ‫أما هم فرعاة باعتبارهم وكالء هلل‪ ،‬مفوضين منه لعمل الرعاية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قيل عن السيد المسيح أنه هو األسقف "هو راعي نفوسكم وأسقفها" (‪1‬بط‪ .)25:2‬ومع ذلك‬ ‫فإن خلفاء الرسل أقيموا من الروح القدوس أساقفة (أع‪1( )28:20‬تي‪( )2:3‬في‪( )1:1‬تي‪.)7:1‬‬ ‫‪ -4‬قيل عن السيد المسيح أنه هو الكاهن "كاهن إلى األبد على طقس ملكي صادق" (مز ‪،)4:11‬‬ ‫(عب ‪)6:5‬‬ ‫وما أكثر اآليات التي في الكتاب المقدس عن الكاهن العظيم ورئيس الكاهن العظيم ورئيس‬ ‫الكهنة‪ ،‬وعن الكهنة الذين أعطاهم الرب كهنوتً ا أبديا في أجيالهم (خر‪.)15:40‬‬ ‫ثيابا مقدسة‬ ‫"كهنتك يلبسون البر" (مز‪ .)16 ،9 :132‬وقد قدس الرب الكهنة (ال‪( .)12:8‬وألبسهم ً‬ ‫ً‬ ‫كاهنا‬ ‫للمجد والبهاء (خر‪ .)2:28‬وفي العهد الجديد نري القديس بولس الرسول يدعو نفسه‬ ‫كاهنً ا (رو‪.)16:15‬‬ ‫إن السيد المسيح كاهن بمعنى أنه ذاته ذبيحة عنا‪ .‬أما الكهنة من البشر فهم خدام ووكالء السرائر‬ ‫اإللهية يقدمون ذبيحة السيد المسيح وما كان يرمز إليها ً‬ ‫قبال‪.‬‬ ‫‪ -5‬قيل عن السيد المسيح أنه ابن اهلل (‪1‬يو‪ .)14:4‬وقيل عنا أيضا أننا أبناء اهلل (‪1‬يو‪ .)1:3‬ولكنه ابن‬ ‫من جوهر اهلل وطبيعته والهوته‪ .‬أما نحن فأبناء بالمحبة‪ ،‬بالتبني‪ ..‬لذلك دعي السيد المسيح باالبن‬ ‫الوحيد (يو‪.)16:3‬‬ ‫كذلك في معنى الكرمة‪.‬‬ ‫السيد المسيح هو الكرمة‪ .‬وقد أطلق الكتاب على الكنيسة كلها لقب الكرمة فقد أنشد الرب عنها‬ ‫في سفر إشعياء نشيد الكرمة (أش‪ .)7-1 :5‬حيث يقول الرب "أحكموا بيني وبين كرمي‪ .‬ماذا يصنع‬ ‫أيضا لكرمي وأنا لم أصنعه له" ويقول "كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل" (أش‪.)7:5‬‬ ‫ً‬ ‫ونفس المعنى ينطبق على مثل الكرم والكرامين الذي قاله الرب (مت‪ ..)41-33 :21‬وفي هذا‬ ‫المثل‪ :‬الكرم هو الكنيسة‪ ،‬والكرامون هم الرعاة‪ ،‬وأما اهلل فهو صاحب الكرم‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 14‬نوفمبر ‪2021‬‬

‫‪ 5‬هاتور ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪844‬‬

‫‪VISIT PROGRAM OF‬‬ ‫‪HIS GRACE BISHOP DANIEL‬‬ ‫‪Bishop of St Shenouda‬‬ ‫‪Monastery – Sydney‬‬ ‫‪Thu 25 Nov 21 – Mon 29 Nov 21‬‬

‫عيد تجليس قداسة البابا األنبا‬ ‫تاوضروس الثاني ‪ 18‬نوفمبر – ‪ 9‬هاتور‬

‫يذ ُه‬ ‫" َف َس َأ َل ُه تَ َال ِم ُ‬ ‫ين‪َ " :‬ما َع َسى‬ ‫َق ِائ ِل َ‬ ‫ون‬ ‫َأ ْن َي ُك َ‬ ‫هذا ْال َم َث ُل؟"‬ ‫َ‬ ‫َف َق َ‬ ‫ال‪َ " :‬ل ُك ْم َق ْد‬ ‫ي َأ ْن تَ ْع ِر ُفوا‬ ‫ُأ ْع ِط َ‬ ‫وت‬ ‫َأ ْس َر َار َم َل ُك ِ‬ ‫اهللِ‪َ ،‬و َأ َّما‬ ‫ين َف ِب َأ ْم َثال‪،‬‬ ‫ِل ْل َب ِ‬ ‫اق َ‬ ‫َحتَّ ى ِإنَّ ُه ْم‬ ‫ين‬ ‫ُم ْب ِص ِر َ‬ ‫ون‪،‬‬ ‫َال ُي ْب ِص ُر َ‬ ‫ين‬ ‫َو َس ِ‬ ‫ام ِع َ‬ ‫ون‪".‬‬ ‫َال َي ْف َه ُم َ‬ ‫(لوقا ‪)10- 8 :9‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.