Epsajee 21st November 2021

Page 1


‫أخبار اإلبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬

‫‪Coptic Hope Charity‬‬ ‫‪Christmas Hamper Appeal – 2022‬‬

‫تهاني‬

‫‪Congratulations‬‬

‫‪ +‬تهانينا القلبية لألب القس تداوس عبد الملك‪،‬‬ ‫الكاهن بكنيسة األنبا أثناسيوس‪ ،‬ملبورن بمناسبة‬ ‫العيد الخامس عشر لسيامته كاهناً (األحد ‪ 24‬نوفمبر)‪.‬‬ ‫ويكثر‬ ‫نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫من الثمار الجيدة في خدمته لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫‪Condolences‬‬


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫أمومة الكنيسة‬ ‫قداسة البابا تاوضروس الثاني‬ ‫في حياة البشر كلمات قليلة في حروفها وعظيمة في معانيها‪ ،‬مثل كلمات ‪ :‬أسرة‪ ،‬وطن‪ ،‬علم‪ ،‬هواء‪ ...‬ومن بين هذه‬ ‫الكلمات كلمة ُ‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫"أم" وهي من حرفين فقط‪ ،‬ويقولون إنها اختصار عبارة "اهلل محبة"‪ ،‬ولذا فهي كلمة غالية ً‬ ‫واألم إذ تعطي الحياة‪ ،‬تحتل مكانة ممتازة في حياة الناس كما في تاريخ الخالص‪ .‬وهذا ما قصده آدم بتسمية امرأته‬ ‫"حواء" بمعنى أنها "أم األحياء" (تكوين‪.)20 :3‬‬ ‫الص ْخ َر ِة‬ ‫والكنيسة ا ستودعها المسيح إلى تالميذه ورسله‪ ،‬عندما قال لبطرس الرسول في حضور التالميذ " َو َعلَ ى ِ‬ ‫هذ ِه َّ‬ ‫ات‪َ ،‬ف ُك ُّل َما تَ ْر ِبطُ ُه َعلَ ى َ‬ ‫يم لَ ْن تَ ْق َوى َعلَ ْي َها َو ُأ ْع ِط َ‬ ‫ون‬ ‫او ِ‬ ‫يح َملَ ُك ِ‬ ‫األ ْر ِض َي ُك ُ‬ ‫الس َم َ‬ ‫وت َّ‬ ‫يك َم َفاتِ َ‬ ‫َأ ْبني َكنِ َ‬ ‫يستِ ي‪َ ،‬و َأ ْب َو ُ‬ ‫اب الْ َج ِح ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫لُ‬ ‫ُ‬ ‫لَ‬ ‫لُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫أحد ان هذا‬ ‫يظن‬ ‫ًل‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪19‬‬ ‫‬‫‪18‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪16‬‬ ‫(مت‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬ ‫ات‬ ‫او‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫وًل‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ون‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ات‬ ‫او‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ي‬ ‫َم ْر ُبوطً ا ِف‬ ‫تَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ْ ِ َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫يخص بطرس الرسول فقط‪ ،‬رغم أن السيد المسيح قاله في حضور التالميذ‪ ،‬ولكن اندفاع بطرس الرسول وإجابته‬ ‫الكالم‬ ‫ّ‬ ‫يوجه له الكالم‪ ،‬ولكن نفس هذا الكالم قاله السيد المسيح الى جموع التالميذ في (متى‪،)18:18‬‬ ‫السريعة جعلت المسيح ّ‬ ‫الس َم ِاء‪َ ،‬و ُك ُّل َما تَ ُحلُّ ونَ ُه َعلَ ى َ‬ ‫ول لَ ُك ْم‪ُ :‬ك ُّل َما تَ ْر ِبطُ ونَ ُه َعلَ ى َ‬ ‫ون َم ْحلُ ً‬ ‫"اَ لْ َح َّق َأ ُق ُ‬ ‫وًل ِفي‬ ‫األ ْر ِض َي ُك ُ‬ ‫األ ْر ِض َي ُك ُ‬ ‫ون َم ْر ُبوطً ا ِفي َّ‬ ‫نسميها‪ :‬عروس المسيح أو كنيسة‬ ‫الس َماءِ‪ .".‬وهكذا صارت الكنيسة بصيغة الملكية للمسيح "كنيستي (متى‪ ،)18 :16‬لذا‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫عبر عنه أحد أبنائنا حين وضع كلمات الترنيمة‬ ‫المسيح أو بيت اهلل أو بيت المالئكة أو بيت القديسين‪ ...‬الخ‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫المشهورة "كنيستي كنيستي كنيستي هي بيتي‪ ،‬هي أمي‪ ،‬هي سر فرح حياتي"‪.‬‬ ‫وهذا تعبير بليغ عن وضعية ومكانة الكنيسة بالنسبة لإلنسان القبطي‪ ..‬إنها بيت‪ ،‬وأم‪ ،‬وفرح‪.‬‬ ‫أوًل‪ :‬بيت ألن فيها األبوة (سر الكهنوت )‪ ،‬وفيها الراحة والشفاء (سر مسحة المرضى)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تثب ُّت في عضويتها (سر الميرون)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وثانيا‪ :‬أم ألن أسرتي ُولِ دت فيها (سر الزيجة)‪ ،‬وأنا ُولِ دت فيها (سر المعمودية)‪،‬‬ ‫وايضا ّ‬ ‫ً‬ ‫أتغذى وأشبع (سر التناول) وأفرح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وثالثً ا‪ :‬فرح ألني في حضنها أتوب (سر اًلعتراف)‪ ،‬وعلى مائدتها‬ ‫وهكذا صارت أمومة الكنيسة حاضرة من خالل أسرارها السبعة المقدسة‪ ،‬التي نمارسها على يد آبائها األساقفة والكهنة‪،‬‬ ‫أما تتهلّ ل‪،‬‬ ‫من جيل إلى جيل‪ .‬وأمومة الكنيسة حاضرة‬ ‫دائما ألنها بكل فرح تلد كل يوم بنين وبنات‪ ،‬فالمرأة عندما تصبح ًّ‬ ‫ً‬ ‫وحواء عند وًلدتها األولى ابتهجت (تكوين‪ ،)1 :4‬وإسحق ّ‬ ‫يذكرنا بضحك سارة وفرحها ساعة وًلدته (تكوين‪.)6 :21‬‬ ‫ي تَ طُ َ‬ ‫تماما‪َ " :‬أ ْك ِر ْم َأ َب َ‬ ‫ام َك َعلَ ى‬ ‫احتراما مثل األب‬ ‫والوصايا العشر تعلن أنه يحق لألم أن تجد لها عند أبنائها‬ ‫ول َأ َّي ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اك َو ُأ َّم َك لِ َك ْ‬ ‫َ‬ ‫األ ْر ِض الَّ تِ ي ُي ْع ِط َ‬ ‫اه َأ ْو ُأ َّم ُه‬ ‫له َك" (خروج‪ .)12 :20‬وأي تهاون في حق األم أو األب له عقاب قاس‪َ " :‬و َم ْن َشتَ َم َأ َب ُ‬ ‫الر ُّب ِإ ُ‬ ‫يك َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫اه أ ْو أ َّم ُه‪َ .‬د ُم ُه َع ْي ِه" (ًلويين‪ ،)9 :20‬وكذلك‬ ‫اه أ ْو أ َّم ُه َف ِإنَّ ُه ُي ْقتَ ل‪َ .‬ق ْد َس َّب أ َب ُ‬ ‫ُي ْقتَ ل َقتْ ال" (خروج‪ ،)17 :21‬و "كل ِإنْ َسان َس َّب أ َب ُ‬ ‫م"‬ ‫ئ ِس َر ُ‬ ‫اه َأ ْو ُأ َّم ُه َينْ طَ ِف ُ‬ ‫أما في سفر األمثال فيقول‪َ " :‬م ْن َس َّب َأ َب ُ‬ ‫في سفر الالويين (‪ّ .)21-18 :21‬‬ ‫اج ُه ِفي َح َد َق ِة الظَّ َال ِ‬ ‫(أمثال‪.)20:20‬‬ ‫وهذه الوصايا ليست لألمومة الجسدية أو األبوة الجسدية فقط‪ ،‬ولكنها وثيقة الصلة باألمومة الروحية أي أمومة‬ ‫الكنيسة‪ ،‬وباألبوة الروحية أي آباء الكنيسة‪ .‬وهناك خطورة بالغة على من يكسر هذه الوصايا ويستهين بها‪ ،‬ويشرح السيد‬ ‫المسيح ذلك للجموع ً‬ ‫ان"‬ ‫م َ‬ ‫اس َم ُعوا َو ْ‬ ‫اإلنْ َس َ‬ ‫اإلنْ َس َ‬ ‫قائال‪ْ " :‬‬ ‫هذا ُينَ ِّج ُس ِ‬ ‫اف َه ُموا‪ .‬لَ ْي َس َما َي ْد ُخ ُل الْ َف َم ُينَ ِّج ُس ِ‬ ‫ان‪َ ،‬ب ْل َما َي ْخ ُر ُج ِم َن الْ َف ِ‬ ‫ان ِك َال ُه َما ِفي ُح ْف َرة" (متى‪ ،)14 :15‬ويختم‬ ‫(متى‪ ،)11-10 :15‬ثم قدم المثل الشهير " ِإ ْن َك َ‬ ‫ان َأ ْع َمى َي ُق ُ‬ ‫ود َأ ْع َمى َي ْس ُقطَ ِ‬ ‫م َف ِم َن الْ َقلْ ب َي ْص ُد ُر‪َ ،‬و َذ َ‬ ‫حقا " َف ِإنَّ ُه ِم ْن َف ْضلَ ِة الْ َقلْ ب َيتَ َكلَّ ُم‬ ‫ان» (متى‪ً .)18 :15‬‬ ‫اإلنْ َس َ‬ ‫اك ُينَ ِّج ُس ِ‬ ‫بقوله‪َ ..." :‬ما َي ْخ ُر ُج ِم َن الْ َف ِ‬ ‫َ‬ ‫الْ‬ ‫لْ‬ ‫الْ‬ ‫َ‬ ‫ير ُي ْخ ِر ُج ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫لك ْن‬ ‫ر‬ ‫الش‬ ‫ز‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ير‬ ‫ر‬ ‫الش‬ ‫ان‬ ‫س‬ ‫اإل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ات‬ ‫ح‬ ‫الص‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫الص‬ ‫ز‬ ‫ك‬ ‫نْ‬ ‫نْ‬ ‫نْ‬ ‫ور‪َ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الِ‬ ‫ِ‬ ‫الِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنْ َس ُ‬ ‫الش ُر َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ان َّ‬ ‫ِ‬ ‫الْ َف ُم‪ِ َ.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالِ ُح ِم َن الْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َ‬ ‫َأ ُق ُ‬ ‫ان"‬ ‫‪.‬ألنَّ َك ِب َك َال ِم َك َتتَ َب َّر ُر َو ِب َك َال ِم َك تُ َد ُ‬ ‫اس َس ْو َف ُي ْعطُ َ‬ ‫ون َعنْ َها ِح َسا ًبا َي ْو َم ِّ‬ ‫ول لَ ُك ْم‪ِ :‬إ َّن ُك َّل َكلِ َمة َبطَّ الَ ة َيتَ َكلَّ ُم ِب َها النَّ ُ‬ ‫الد ِ‬ ‫(متى‪.)37-33 :12‬‬ ‫أكتُ ب هذا بروح أمومة الكنيسة الصادقة‪ ،‬وخوفي الشديد علي من يستهينون بالكتابات والمقاًلت وما أكثرها‪ ،‬وهم ًل‬ ‫يدرون ما يفعلون؟! بماذا ستجيب الديان العادل يوم الدين؟؟ ًل تظن أيها الحبيب أنك ُمصلح أو عالم أو ُمعلّ م‪ ،‬فهذه خدع‬ ‫شياطين‪ .‬سوف ترتفع وترتفع وسوف تشتهر وتشتهر‪ ،‬وتظن أنهم يستمعون إليك‪ ،‬وأنت ًل تدري أنه " َق ْب َل الْ َك ْس ِر الْ ِك ْب ِر َي ُاء‪،‬‬ ‫وح" (أمثال‪.)18 :16‬‬ ‫الس ُق ِ‬ ‫ام ُخ ُّ‬ ‫وط تَ َش ُ‬ ‫َو َق ْب َل ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫هذه أقوال اهلل‪ ..‬هل تصدقها؟ ّإياك تستهين بلطف اهلل‪ .‬الكنيسة وأمومتها المتدفقة نحوك تحتمل وتصبر وتتأنى وتصلي‬ ‫من أجل كل شارد‪ ،‬حتى وان كان ابنها العزيز الذي تنتظر عودته ورجوعه وتوبته ونقاوة لسانه‪ .‬تنتظره حتى يستيقظ من‬ ‫استَ ْي ِق ْ‬ ‫ظ َأ ُّي َها النَّ ائِ ُم َ‪،‬و ُق ْم ِم َن‬ ‫غواية الشيطان له‪ .‬واستمع إلى كلمات القديس بولس الرسول الحاسمة وهو يناديك‪ْ " :‬‬ ‫ين الْ َو ْق َت َأل َّن َ‬ ‫َ‬ ‫ام ِش ِّر َير ٌة"‬ ‫األ ْم َو ِ‬ ‫األ َّي َ‬ ‫‪،‬م ْفتَ ِد َ‬ ‫يح‪َ .‬فانْ ظُ ُروا َك ْي َف تَ ْسلُ ُك َ‬ ‫يق‪ًَ ،‬ل َك ُج َه َال َء َب ْل َك ُح َك َم َاء ُ‬ ‫يء لَ َك الْ َم ِس ُ‬ ‫ات َ‪،‬ف ُي ِض َ‬ ‫ون ِبالتَّ ْد ِق ِ‬ ‫(أفسس‪.)16-14 :5‬‬ ‫ً‬ ‫باطال‪ ،‬وفي غفلة الحياة يأتيك الموت‪.‬‬ ‫بتمعن ‪ ..‬إنها لك حتى ًل يضيع عمرك‬ ‫من فضلك أعد قراءة الكلمات السابقة‬ ‫ُّ‬ ‫اج ُه ِفي َح َد َق ِة‬ ‫ئ ِس َر ُ‬ ‫اه َأ ْو ُأ َّم ُه َينْ طَ ِف ُ‬ ‫غدا‪ ،‬واترك ماضيك الرديء وقلمك الشرير‪ ،‬وأعلم " َم ْن َس َّب َأ َب ُ‬ ‫استيقظ اآلن وليس ً‬ ‫م" (أمثال‪.)20:20‬‬ ‫الظَّ َال ِ‬


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي‪،‬‬ ‫وف ُك َّل‬ ‫وع َيطُ ُ‬ ‫وقد أوضح القديس متى اإلنجيلي كيف خدم السيد المسيح‬ ‫كثيرا في منطقة الجليل فقال‪َ " :‬و َك َ‬ ‫ان َي ُس ُ‬ ‫ً‬ ‫وت َو َي ْش ِفي ُك َّل َم َرض َو ُك َّل َض ْعف ِفي َّ‬ ‫يع‬ ‫ام ِع ِه ْم َو َي ْك ِرزُ ِب ِب َش َار ِة الْ َملَ ُك ِ‬ ‫يل ُي َعلِّ ُم ِفي َم َج ِ‬ ‫الْ َجلِ ِ‬ ‫الش ْع ِب‪َ .‬ف َذ َاع َخ َب ُر ُه ِفي َج ِم ِ‬ ‫اه ْم‪.‬‬ ‫ين َوالْ َم ْص ُر ِ‬ ‫ين َف َش َف ُ‬ ‫وج َ‬ ‫وع َ‬ ‫ين ِب َأ ْم َراض َو َأ ْو َجاع ُم ْختَ لِ َفة َوالْ َم َجانِ َ‬ ‫الس َق َم ِاء الْ ُم َص ِاب َ‬ ‫يع ُّ‬ ‫ور َّي َة‪َ .‬ف َأ ْح َض ُروا ِإلَ ْي ِه َج ِم َ‬ ‫ين َوالْ َم ْفلُ ِ‬ ‫ُس ِ‬ ‫ود َّي ِة َو ِم ْن َع ْب ِر ُ‬ ‫الْ‬ ‫َ‬ ‫األ ْر ُد ِّن" (مت‪.)25-23 :4‬‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ٌ‬ ‫ير‬ ‫ك‬ ‫وع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫تْ‬ ‫يم َوالْ َي ُه ِ‬ ‫لِ‬ ‫ثِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ور َشلِ َ‬ ‫يل َوالْ َع ْش ِر الْ ُم ُد ِن َو ُأ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َفتَ ِب َ‬ ‫ِ‬ ‫وركز السيد المسيح كرازته باإلنجيل هناك ً‬ ‫كان شعب منطقة الجليل يرزح تحت ظالل الموت لكثرة اختالطهم باألمم؛ ّ‬ ‫أوًل‬ ‫قبل أن يذهب للخدمة في اليهودية وفي الهيكل في أورشليم إلى أن يتمم رسالته الخالصية بدخوله أورشليم كملك ثم‬ ‫الحكم عليه بالموت في مجمع اليهود هناك‪ ،‬وصلبه خارج أسوار أورشليم وما تبع ذلك من أحداث‪..‬‬ ‫"اذ َه َبا ُقوًل‬ ‫ولكن ًل يفوتنا أن السيد المسيح بعد قيامته من األموات وظهوره لمريم المجدلية ومريم األخرى قال لهما‪ْ :‬‬ ‫يل َو ُهنَ َ‬ ‫"اذ َه َبا‬ ‫أيضا قول مالك القيامة للمرأتين‪ْ :‬‬ ‫اك َي َر ْونَ نِ ي" (مت‪ ،)10 :28‬وقد سبق ذلك ً‬ ‫ِإل ْخ َوتِ ي َأ ْن َي ْذ َه ُبوا إلى الْ َجلِ ِ‬ ‫ام ِم َن َ‬ ‫يل‪ُ .‬هنَ َ‬ ‫اك تَ َر ْونَ ُه" (مت‪ .)7 :28‬وكأن السيد‬ ‫يعا ُق َ‬ ‫األ ْم َو ِ‬ ‫وًل لِ تَ َال ِم ِ‬ ‫يذ ِه ِإنَّ ُه َق ْد َق َ‬ ‫َس ِر ً‬ ‫ات‪َ .‬ها ُه َو َي ْس ِب ُق ُك ْم إلى الْ َجلِ ِ‬ ‫المسيح يريد أن يعيد ذكريات األيام األولى في خدمته هناك‪.‬‬ ‫وبالرغم من ظهوراته المتفرقة للتالميذ ثم ظهوره لهم وهم مجتمعين في أورشليم؛ مرة في غياب توما الرسول ومرة‬ ‫في حضوره‪ .‬إًل أنه بالفعل قد ظهر لهم بعد ذلك في الجليل على شاطئ البحر‪ .‬كما ذكر ذلك القديس يوحنا‬ ‫ام ِم َن‬ ‫وع لِ َ‬ ‫تال ِم ِ‬ ‫وع نَ ْف َس ُه لِ لتّ َال ِم ِ‬ ‫يذ ِه َب ْع َد َما َق َ‬ ‫يذ َعلَ ى َب ْح ِر طَ َب ِر َّي َة‪َ ...‬ه ِذ ِه َم َّر ٌة ثَ الِ ثَ ٌة ظَ َه َر َي ُس ُ‬ ‫اإلنجيلي " َب ْع َد َه َذا َأظْ َه َر َأ ْي ًضا َي ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫ات" (يو‪.)14 ،1 ،21‬‬ ‫األ ْم َو ِ‬ ‫وح الْ ُق ُد ِس‬ ‫م الَّ ِذي ْارتَ َف َع ِف ِ‬ ‫يه َب ْع َد َما َأ ْو َصى ِب ُّ‬ ‫بعد ذلك توالت ظهوراته للتالميذ كما ورد في سفر األعمال " ِإلَ ى الْ َي ْو ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ين َي ْو ًما َو َيتَ َكلَّ ُم َع ِن ُ‬ ‫ور‬ ‫ين ْ‬ ‫اه ْم َأ ْي ًضا نَ ْف َس ُه َح ًّيا ِب َب َر ِ‬ ‫ين َأ َر ُ‬ ‫ين َكثِ َيرة َب ْع َد َما تَ َألَّ َم َو ُه َو َيظْ َه ُر لَ ُه ْم َأ ْر َب ِع َ‬ ‫اه َ‬ ‫اختَ َار ُه ْم‪ .‬اَ لَّ ِذ َ‬ ‫الر ُس َل الَّ ِذ َ‬ ‫ُّ‬ ‫األ ُم ِ‬ ‫وت اهللِ" (أع‪.)3 ،2 :1‬‬ ‫الْ ُم ْختَ َّص ِة ِب َملَ ُك ِ‬ ‫إذن لقد اقترن اسم الجليل مع أحداث كبيرة في خدمة السيد المسيح في موعظته على الجبل‪ ،‬وفي معجزة قانا الجليل‪،‬‬ ‫وكثير من المعجزات‪ ،‬وبعد قيامته في بشارة المالك للمريمات وفي ظهوره الثالث لمجموعة من الرسل اًلثني‬ ‫عشر الذين عاش عدد منهم يعملون في صيد السمك في الجليل مثل بطرس ويعقوب ويوحنا‪ ،‬قبل أن يدعوهم السيد‬ ‫المسيح ليجعلهم صيادين للناس‪.‬‬ ‫يل ُ‬ ‫من كان يظن في عصر إشعياء النبي أن تحدث كل هذه البركات في منطقة الجليل المسماة " َجلِ ُ‬ ‫م"؟ ومن‬ ‫األ َم ِ‬ ‫المعروف أن "األمم" هو تعبير عن الشعوب الوثنية في ذلك الزمان!!‬ ‫عجيبا بالفعل أن يرد كل ما ورد عنه في سفر‬ ‫عجيبا" بل كان‬ ‫حقا إن المسيح في سفر إشعياء ليس فقط قد دعى اسمه "‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقا‪..‬‬ ‫إشعياء مما ذكرناه وما لم نذكره وما سوف نذكره ًل ً‬

‫نبوات عن آًلم السيد المسيح وصلبه‬ ‫آًلم المسيح‬ ‫اآلن نحن أمام أهم أصحاح في سفر إشعياء؛ الذي حمل نبوات كثيرة عن آًلم السيد المسيح‪ ،‬وذبيحته الكفارية على‬ ‫دبره اآلب السماوي بذبيحة ابنه الوحيد الجنس‪ ،‬وهو اًلصحاح الثالث والخمسين‬ ‫الصليب‪ ،‬وموته‪ ،‬وقيامته‪ ،‬والخالص الذي ّ‬ ‫الذي يرتبط بنهاية اًلصحاح الثاني والخمسين (‪.)15-12 :52‬‬ ‫ور َة لَ ُه َو ًَل َج َم َ‬ ‫يه‪ُ .‬م ْحتَ َق ٌر‬ ‫ال َفنَ نْ ظُ َر ِإلَ ْي ِه َو ًَل َمنْ ظَ َر َفنَ ْشتَ ِه ِ‬ ‫ام ُه َك َف ْرخ َو َك ِع ْرق ِم ْن َأ ْرض َيا ِب َسة ًَل ُص َ‬ ‫يقول النبي‪" :‬نَ َب َت ُق َّد َ‬ ‫َو َم ْخ ُذ ٌ‬ ‫وهنَ ا ُم ْحتَ َق ٌر َفلَ ْم نَ ْعتَ َّد ِب ِه" (إش‪.)3 ،53:2‬‬ ‫اس َر ُج ُل َأ ْو َجاع َو ُم ْختَ ِب ُر الْ ُحزْ ِن َو َك ُم َستَّ ر َعنْ ُه ُو ُج ُ‬ ‫ول ِم َن النَّ ِ‬ ‫سريعا‬ ‫العجيب أن النبي قد أشار إلى ميالد السيد المسيح العذراوي‪ ،‬أي بدون زرع بشر من العذراء القديسة مريم‪ .‬ثم انتقل‬ ‫ً‬ ‫ومباشرة إلى مرحلة اآلًلم حينما امتأل جسد المسيح بالجراحات من الجلد وإكليل الشوك بصورة تقشعر لها األبدان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبالرغم من أن المزمور قد ذكر عن السيد المسيح إنه َ‬ ‫"أ ْب َر ُع َج َم ًاًل ِم ْن َبنِ ي الْ َب َش ِر" (مز‪)2 :44‬؛ إًل أن النبي إشعياء قال عن‬ ‫ور َة لَ ُه َو ًَل َج َم َ‬ ‫يه"‪.‬‬ ‫حالته في مرحلة اآلًلم‪َ :‬‬ ‫ال َفنَ نْ ظُ َر ِإلَ ْي ِه َو ًَل َمنْ ظَ َر َفنَ ْشتَ ِه ِ‬ ‫"ًل ُص َ‬ ‫َ‬ ‫الْ‬ ‫َ‬ ‫مشيرا إلى جماله الروحي‬ ‫)‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪44‬‬ ‫(مز‬ ‫"‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫"قامت‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪44‬‬ ‫(مز‬ ‫"‬ ‫الملك‬ ‫"‬ ‫المسيح‬ ‫فالمزمور تكلّ م عن‬ ‫ينِ‬ ‫لِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وإلى مجده العظيم في ملكوته في الدهر اآلتي‪.‬‬ ‫سريعا إلى آًلم السيد واإلهانات التي لحقت به من جراء خطايانا‪.‬‬ ‫أما إشعياء فقد نقلنا‬ ‫ً‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‪،‬‬ ‫اإلنسان الجديد‬ ‫هؤًلء قد ألبسهم الرب لباس ملكوت النور الذي ًل ُينطق به‪ ،‬لباس اإليمان والرجاء والمحبة والفرح والسالم والصالح‬ ‫عبر عنها‪ ،‬حتى كما أن اهلل نفسه‬ ‫اإللهية‬ ‫واللطف وكل المالبس األخرى‬ ‫الحية التي لنور الحياة‪ ،‬مالبس الراحة التي ًل ُي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫هو محبة وفرح وسالم ولطف وصالح‪ ،‬فكذلك يكون اإلنسان الجديد بالنعمة‪.‬‬ ‫أيضا‬ ‫وكما أن مملكة الظلمة والخطيئة تبقى خفية في النفس إلى يوم القيامة‪ ،‬الذي فيه سوف تُ غمر أجساد الخطاة ً‬ ‫سرا داخل النفس‪،‬‬ ‫بالظلمة المختفية اآلن في النفس‪ ،‬هكذا مملكة النور‪ ،‬والصورة‬ ‫السماوية‪ -‬يسوع المسيح‪ -‬يضيء اآلن ً‬ ‫َّ‬ ‫حقا حتى يأتي‬ ‫ويملك في نفوس القديسين ولكنه مخفي عن عيون الناس‪ ،‬وعيون النفس فقط هي التي ترى المسيح ً‬ ‫أيضا بنور الرب ويتمجد به‪ ،‬ذلك النور المختفي اآلن في نفس اإلنسان‪ ،‬ليملك الجسد‬ ‫سيغمر الجسد ً‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬الذي فيه ُ‬ ‫أيضا مع ال نفس التي تنال منذ اآلن ملكوت المسيح وتستريح مستنيرة بالنور األبدي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فالمجد لمراحمه وحنانه وشفقته‪ ،‬ألنه هكذا يعطف على عبيده وينيرهم‪ ،‬وينقذهم من مملكة الظلمة ويمنحهم نوره‬ ‫الخاص وملكوته الخاص‪ .‬له المجد والقدرة إلى األبد آمين‪.‬‬

‫العظة الثالثة ‪ -‬الشركة األخوية ومقاومة أفكار الشر والخالص بيسوع وحده‬ ‫معا في محبة كثيرة‪ ،‬وسواء كانوا يصلُّ ون أو يطالعون الكتب المقدسة‪ ،‬أو‬ ‫الشركة األخوية‪ :‬ينبغي أن يسكن اإلخوة ً‬ ‫يمارسون أي نوع من العمل‪ ،‬يتأسسون على أساس المحبة المتبادلة‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬فإن الميول المتنوعة تكون مقبولة‪،‬‬ ‫جميعا في إخالص وبساطة بعضهم مع بعض ألجل‬ ‫فالذين يصلُّ ون والذين يقرأون‪ ،‬والذين يعملون يستطيعون أن يعيشوا‬ ‫ً‬ ‫منفعتهم‪ .‬فما هو المكتوب؟ “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على األرض” (مت ‪ )10 :6‬ألنه كما أن المالئكة في‬ ‫معا في محبة وإخالص‪،‬‬ ‫معا باتفاق عظيم‪ ،‬وسالم ومحبة‪ ،‬وًل يكون بينهم كبرياء وًل حسد بل يعيشون ً‬ ‫السماء يسكنون ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫هكذا ينبغي ً‬ ‫أيضا أن يسكن اإلخوة ً‬ ‫وليال في عمل شيء واحد‪ .‬لذلك فالبعض يعطون‬ ‫ً‬ ‫نهارا‬ ‫وقد يوجد ثالثون‬ ‫شخصا تحت تدبير واحد وًل يمكنهم أن يستمروا ً‬ ‫ً‬ ‫أنفسهم للصالة لمدة ست ساعات ثم بعد ذلك يميلو ن إلى القراءة‪ ،‬والبعض عندهم استعداد لخدمة الغير‪ ،‬بينما البعض‬ ‫اآلخر يمارسون أي نوع من العمل‪.‬‬ ‫فمهما كان انشغال اإلخوة‪ ،‬فينبغي أن يؤدوا عملهم في محبة وبشاشة بعضهم نحو البعض‪ .‬فالذي يشتغل منهم فليقل‬ ‫عن الذي يصلِّ ي “إن الكنز الذي يجده أخي هو كنز مشترك ولذلك فهو كنزي”‪ ،‬والذي يصلِّ ي يقول عن الذي يقرأ “إن كل‬ ‫ما استفاده أخي من القراءة هو لمنفعتي”‪ ،‬والذي يعمل فليقل “إن ما أعمله من الخدمة هو لمنفعة الجميع‪”.‬‬ ‫كما أن أعضاء الجسد كثيرة لكنها جسد واحد (‪ 1‬كو ‪ ) 12 :12‬وتساعد بعضها البعض‪ ،‬وكل عضو يؤدي وظيفته الخاصة‪،‬‬ ‫ولكن العين تنظر لحساب الجسد كله‪ ،‬واليد تعمل ألجل األعضاء كلها‪ ،‬والقدم تمشي وتحمل كل األعضاء‪ ،‬وعضو يتألم‬ ‫مع كل األعضاء بالمثل‪ ،‬هكذا فليكن اإلخوة بعضهم مع بعض‪ ،‬فال يدين المصلي ذلك الذي يعمل بسبب قلِّ ة صالته‪ ،‬وًل‬ ‫أخا آخر بل فليفعل كل‬ ‫قائال‪“ :‬إنه يستريح بينما أن ا أعمل”‪ .‬وًل يدين الذي يخدم ويعمل ً‬ ‫ً‬ ‫يدين الذي يعمل ذلك الذي يصلي‬ ‫واحد ما يفعله لمجد اهلل‪ .‬فالذي يقرأ فليقبل الذي يصلي بمحبة ولطف وهو يقول في نفسه “إنه يذكرني في صالته”‪،‬‬ ‫جميعا‪”.‬‬ ‫قائال في نفسه‪“ :‬إن ما يعمله إنما هو لخيرنا ومنفعتنا‬ ‫ً‬ ‫والمصلي فليفكر في الذي يعمل‬ ‫ً‬ ‫معا في إخالص‬ ‫وهكذا يكون اتفاق عظيم وسالم ووحدانية في رباط السالم تربطهم‬ ‫جميعا‪ ،‬ويستطيعون أن يعيشوا ً‬ ‫ً‬ ‫وبساطة وفي نعمة اهلل‪ .‬ولكن ًل شك أن األمر الرئيسي هو المداومة على الصالة‪ .‬وهناك أمر واحد ًلزم للجميع‪ ،‬وهو‬ ‫أن يحصل اإلنسان في داخل نفسه على كنز‪ ،‬وعلى الحياة في عقله‪ ،‬هذه الحياة التي هي الرب نفسه‪ -‬حتى أنه سواء‬ ‫حاصال على ذلك النصيب الذي ًل يزول‪ ،‬الذي هو الروح القدس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان يشتغل أو يصلي أو يقرأ فال يزال‬ ‫محاربة األفكار واستئصال الخطية‪ :‬ولكن البعض يفكرون هكذا ‪ -‬إن الرب ًل يطلب من اإلنسان سوى الثمار المنظورة‬ ‫الخفيات فإن اهلل هو الذي يصلّ حها‪ .‬ولكن الحقيقة ليست هكذا‪ .‬بل كما أن اإلنسان يدافع عن نفسه فيما يخص‬ ‫وأما‬ ‫ّ‬ ‫شخصه الخارجي‪ ،‬كذلك يجب عليه أن يداوم الصراع والحرب في أفكاره الداخلية‪ .‬فالرب يطلب منك أن تغضب على نفسك‬ ‫وتتعارك مع عقلك‪ ،‬وًل ترضى بأفكار الشر أو تتصالح معها‪.‬‬ ‫مستطاعا‬ ‫اإللهية‪ .‬فإنه ليس‬ ‫إًل بواسطة القوة‬ ‫ومع ذلك فإن استئصال الخطية والشر الساكن فينا فهذا ًل يمكن تحقيقه َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫لإلنسان وًل هو في إمكانه وطاقته أن يستأصل الخطية بقوته الخاصة‪ ،‬وإنما في قوتك أن تصارع ضدها وتحاربها‪ ،‬وأما‬ ‫استئصالها فهذا عمل اهلل‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‪،‬‬

‫نصا من الوحي اإللهي في المزامير فنقول للرب "ارجع‬ ‫ونحن نلقب الكنيسة بالكرمة‪ ،‬مقتبسين ً‬ ‫واطلع من السماء‪ .‬انظر وتعهد هذه الكرمة التي غرستها يمينك" (مز‪.)15 ،14 :80‬‬ ‫فهل وصف الكنيسة بالكرمة‪ ،‬تسلب فيه مجد اهلل‪ ،‬بينما هذا هو اللقب الذي منحه لها المسيح‪.‬‬ ‫وهل تلقيب الشعب بالكرمة سلب لمجد اهلل؟ بينما هو تعليم الكتاب نفسه؟! أم هي مجرد رغبة‬ ‫في مهاجمة الكنيسة التي يقول عنها الكتاب "غنوا للكرمة المشتهاة‪ .‬أنا الرب حارسها‪ .‬اسقيها‬ ‫في كل لحظة" (أش‪ .)3 ،2 :27‬بل أن لقب الكرمة يطلق على كل أم مباركة كما يقول المزمور‪:‬‬ ‫"امرأتك مثل كرمة مخصبة في جوانب بيتك" (مز‪.)3:128‬‬ ‫غريبا أن تُ َل َّقب العذراء القديسة بالكرمة‪.‬‬ ‫ليس‬ ‫ً‬ ‫العذراء باب الحياة‬ ‫السيدة العذراء لقبها الكتاب المقدس بالباب‪ .‬فقال عنها سفر حزقيال النبي أنها باب في المشرق‬ ‫دخل منه رب المجد وخرج (حز ‪.)2:44‬‬ ‫فإن كان الرب هو الحياة‪ ،‬تكون هي باب الحياة‪.‬‬ ‫والرب قد أعلن أنه الحياة في قوله‪:‬‬ ‫"أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو‪" .)6:14‬أنا هو القيامة والحياة" (يو‪ )25:11‬فمادامت العذراء‬ ‫هي الباب الذي خرج منه المسيح‪ ،‬إذن تكون هي باب الحياة‪.‬‬ ‫وبنفس الطريق تكون هي باب الخالص "ألن الرب هو الخالص‪ .‬إذ قد جاء خالصنا للعالم‪ ،‬يخلص ما‬ ‫قد هلك" (لو‪.)10:19‬‬ ‫أيضا ُل ِقبت بالباب منذ أقدم العصور‪ .‬إذ قال أبونا‬ ‫غريبا أن نلقب العذراء بالباب‪ .‬فالكنيسة ً‬ ‫وليس‬ ‫ً‬ ‫وعرف باسم بيت إيل‪ ،‬أي بيت اهلل قال‬ ‫كنيسة‬ ‫دشنه‬ ‫الذي‬ ‫المقدس‬ ‫المكان‬ ‫عن‬ ‫اآلباء‬ ‫أبو‬ ‫ب‬ ‫يعقو‬ ‫ُ‬ ‫عنه "ما أرهب هذا المكان ما هذا إًل بيت اهلل وهذا باب السماء" (تك‪.)17:28‬‬ ‫هل نصلي للعذراء‬ ‫نحن ًل نصلي للعذراء‪ .‬ولكننا نكلمها أثناء صالتنا‪ ،‬نتوسل إليها أن تتشفع فينا ونحن ًل نخاطب العذراء‬ ‫فقط إنما نخاطب المالئكة ونخاطب الطبيعة‪ ،‬ونخاطب الناس ونخاطب أنفسنا‪ ،‬ونخاطب حتى‬ ‫الشياطين‪ ..‬وكل هذا يعتمد على نصوص كتابية من الوحي اإللهي نفسه‪ .‬وهذه المخاطبة ًل تعتبر‬ ‫صالة‪ ..‬فلماذا أمنا العذراء بالذات ًل نخاطبها‪..‬؟!‬ ‫‪ -1‬إننا نخاطب المالئكة في صلواتنا فنقول "باركوا يا مالئكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره سماع‬ ‫صوت كالمه" (مز‪" )21 ،20 :103‬سبحوا الرب من السموات‪ ،‬سبحوه في األعالي‪ .‬سبحوه يا جميع‬ ‫مالئكته‪ .‬سبحوه يا كل جنوده" (مز‪.)2 ،1 :148‬‬ ‫‪ -2‬ونحن نخاطب الطبيعة في صلواتنا فنقول "سبحيه أيتها الشمس والقمر سبحيه يا جميع كواكب‬ ‫النور‪ ،‬سبحيه يا سماء السموات‪ ،‬ويا أيتها المياه التي فوق السموات‪ .‬سبحي الرب من األرض يا‬ ‫أيتها التنانين وكل اللجج النار والبرد‪ ،‬الثلج والضباب‪ .‬الريح العاصفة الصانعة كلمته‪ .‬الجبال وكل‬ ‫اآلكام‪( )..‬مز‪.)9-3 :148‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 21‬نوفمبر ‪2021‬‬

‫‪ 12‬هاتور ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪845‬‬

‫تذكار رئيس المالئكة جبرائيل‬ ‫‪ 13‬هاتور – ‪ 22‬نوفمبر‬

‫" ُه َو َذا الزَّ ِار ُع َق ْد َخ َر َج‬ ‫يما ُه َو َيزْ َر ُع‬ ‫لِ َيزْ َر َع‪َ ،‬و ِف َ‬ ‫َس َق َ‬ ‫ط َب ْع ٌض َع َلى‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ور‬ ‫ي‬ ‫الط‬ ‫ت‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫يق‪َ َ ،‬‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫َو َأ َك َلتْ ُه‪َ .‬و َس َق َ‬ ‫آخ ُر‬ ‫ط َ‬ ‫َع َلى َ‬ ‫اك ِن ْال ُم ْح ِج َر ِة‪،‬‬ ‫األ َم ِ‬ ‫َح ْي ُث َل ْم تَ ُك ْن َل ُه تُ ْر َب ٌة‬ ‫اًل‬ ‫َكثِ َير ٌة‪َ ،‬فنَ َب َت َح ً‬ ‫ِإ ْذ َل ْم َي ُك ْن َل ُه‬ ‫لك ْن َل َّما‬ ‫ُع ْم ُق َأ ْرض‪َ .‬و ِ‬ ‫َأ ْش َر َق ِت َّ‬ ‫احتَ َر َق‪،‬‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َو ِإ ْذ َل ْم َي ُك ْن ل ُه أ ْصل َج َّف‪.‬‬ ‫َو َس َق َ‬ ‫آخ ُر َع َلى ا َّ‬ ‫لش ْو ِك‪،‬‬ ‫ط َ‬ ‫َف َ‬ ‫ط َل َع َّ‬ ‫الش ْو ُك َو َخنَ َق ُه‪.‬‬ ‫َو َس َق َ‬ ‫آخ ُر َع َلى‬ ‫ط َ‬ ‫َ‬ ‫األ ْر ِض ْال َج ِّي َد ِة َف َأ ْع َ‬ ‫طى‬ ‫آخ ُر‬ ‫ثَ َم ًرا‪َ ،‬ب ْع ٌض ِمئَ ًة َو َ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ين َو َ‬ ‫آخ ُر ثَ َالثِ َ‬ ‫ِستِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان‬ ‫َم ْن ل ُه أ ُذنَ ِ‬ ‫لس ْم ِع‪َ ،‬ف ْل َي ْس َم ْع‪".‬‬ ‫لِ َّ‬ ‫(متى‪)9-3:13‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.