Epsajee 5th December 2021

Page 1


DIOCESE NEWS

Congratulations

‫أخبار اإلبارشية‬


EXCERPT FROM ST AUGUSTINE SERMON 35


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي‪،‬‬ ‫لَ ِك َّن َأ ْحزَ انَ نَ ا َح َملَ َها َو َأ ْو َج َاعنَ ا تَ َح َّملَ َها‬ ‫اه ُم َص ًابا‬ ‫أكمل القديس إشعياء النبي نبواته عن آالم المسيح فقال‪" :‬لَ ِك َّن َأ ْحزَ انَ نَ ا َح َملَ َها َو َأ ْو َج َاعنَ ا تَ َح َّملَ َها‪َ .‬ونَ ْح ُن َح ِس ْبنَ ُ‬ ‫وبا ِم َن اللَّ ِه َو َم ْذلُ ً‬ ‫وال" (إش‪.)4 :53‬‬ ‫َم ْض ُر ً‬ ‫الخطية تستوجب الحزن على ارتكابها‪ .‬حزنً ا يمتد إلى األبد ألن عقوبة الخطية هي الموت األبدي‪.‬‬ ‫فكان ينبغي أن السيد المسيح يحمل أحزان كل الخطايا لجميع البشر في جميع العصور‪ .‬وفي حمله لها يكون قد‬ ‫أوفى دين الخطية الذي علينا‪ .‬ألنه بالرغم من أنه قد أخذ إنسانية حقيقية وشابهنا في كل شيء ما خال الخطية‬ ‫وحد ناسوته مع الهوته‪ .‬فأحزانه هو وحده‬ ‫وحدها‪ ،‬إال أنه في الوقت نفسه هو اهلل الكلمة المتجسد‪ ،‬والذي ّ‬ ‫عاديا بل هو نفسه اهلل الكلمة‬ ‫تساوى أحزان الجميع وموته هو وحده يساوى موت الجميع‪ .‬ألنه لم يكن إنسانً ا‬ ‫ً‬ ‫عوضت كل ما هو مطلوب من البشرية‬ ‫نسب إلى جسم بشريته الخاص ينسب إليه‪ .‬أحزان السيد المسيح قد ّ‬ ‫وكل ما ُي َ‬ ‫من أحزان أبدية‪ .‬ويتبقى أن نشاركه فقط في أحزانه وآالمه كعالمة على تقديرنا لبذله وآالمه ومحبته‪ .‬وبمعنى‬ ‫أوضح أن نحزن على ما سببناه له من أحزان‪ .‬نتحد به في شبه موته‪ ،‬ونتحد به في شبه قيامته في المعمودية (انظر‬ ‫رو‪ .)5 :6‬ونتشبه بموته‪ ،‬ولكن ال يمكننا أن نساويه في موته وأحزانه وطاعته في حمل اآلالم ألجلنا‪ ،‬تلك التي‬ ‫أرضت قلب اآلب السماوي‪ ،‬و صالحته مع البشرية التي سبق أن تأسف في قلبه أنه خلقها (انظر تك‪.)6 :6‬‬ ‫الحزن من أجل الخطية قيل عنه في الكتاب َ‬ ‫ئ تَ ْو َب ًة لِ َخ َال ٍص ِب َال‬ ‫"أل َّن الْ ُحزْ َن الَّ ِذي ِب َح َس ِب َم ِشيئَ ِة اهللِ ُينْ ِش ُ‬ ‫ام ٍة" (‪2‬كو‪.)10 :7‬‬ ‫نَ َد َ‬

‫وقيل عن السيد المسيح في هذا المجال َ‬ ‫الر ُّب َف ُس َّر ِب َأ ْن َي ْس َح َق ُه ِبالْ ُحزْ ِن" (إش‪.)10 :53‬‬ ‫"أ َّما َّ‬

‫ُكتب عن السيد المسيح وهو مقبل على إتمام الفداء كحامل لخطايا العالم " ْابتَ َد َأ َي ْحزَ ُن َو َي ْكتَ ئِ ُب‪َ .‬ف َق َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ :‬نَ ْف ِسي‬ ‫َح ِزينَ ة ِج ًّدا َحتَّ ى الْ َم ْو ِت" (مت‪.)38 ،37 :26‬‬ ‫إن آدم األول قد عصى اهلل حتى الموت‪ ،‬وآدم األخير أي السيد المسيح قد أطاع اهلل اآلب حتى الموت‪.‬‬ ‫يب" (فى‪.)8 :2‬‬ ‫إذ أنه حينما‬ ‫اع َحتَّ ى الْ َم ْو َت َم ْو َت َّ‬ ‫ان‪َ ،‬و َض َع نَ ْف َس ُه َو َأطَ َ‬ ‫تجسد َ‬ ‫ّ‬ ‫"و ِإ ْذ ُو ِج َد ِفي الْ َه ْيئَ ِة َك ِإنْ َس ٍ‬ ‫الصلِ ِ‬ ‫"حتَّ ى الْ َم ْو َت" قد تكررت في قول الكتاب عن حزن السيد المسيح " َحتَّ ى الْ َم ْو َت" (مت‪،)38 :26‬‬ ‫ونال حظ أن عبارة َ‬ ‫وعن طاعة المسيح " َحتَّ ى الْ َم ْو َت" (فى‪.)8 :2‬‬ ‫َأ ْو َج َاعنَ ا تَ َح َّملَ َها‬ ‫ميز في نبوته بين الحزن واأللم بقوله‪َ :‬‬ ‫"أ ْحزَ انَ نَ ا َح َملَ َها َو َأ ْو َج َاعنَ ا تَ َح َّملَ َها" (إش‪ )4 :53‬مميزً ا‬ ‫قد‬ ‫إشعياء‬ ‫النبي‬ ‫نالحظ أن‬ ‫ّ‬ ‫في كالمه بين " َأ ْحزَ انَ نَ ا" و" َأ ْو َج َاعنَ ا"‪ .‬فالسيد المسيح كما أنه أوفى الدين في الحزن على الخطية‪ ،‬كذلك أوفى‬ ‫الدين في احتمال اآلالم المستوجبة على الخطية وأهم هذه اآلالم العذاب األبدي‪.‬‬ ‫الحزن مسألة تخص النفس‪ ،‬أما األلم فيخص الجسد‪ .‬ومن جانب ثالث فإن الموت يخص الروح في مفارقتها للجسد‪.‬‬ ‫"و ِفي ِجيلِ ِه َم ْن‬ ‫وهذا الجانب الثالث ً‬ ‫أيضا قد ذكره القديس إشعياء النبي في كالمه عن آالم السيد المسيح وموته َ‬ ‫األ ْح َي ِاء َأنَّ ُه ُض ِر َب ِم ْن َأ ْج ِل َذنْ ِب َش ْع ِبي؟ َو ُج ِع َل َم َع َ‬ ‫ان َيظُ ُّن َأنَّ ُه ُق ِط َع ِم ْن َأ ْر ِض َ‬ ‫ي‬ ‫َك َ‬ ‫األ ْش َر ِار َق ْب ُر ُه َو َم َع َغنِ ٍّ‬ ‫ِعنْ َد َم ْوتِ ِه" (إش‪.)9 ،8 :53‬‬ ‫وأشار القديس بولس الرسول إلى ألم الموت بالنسبة للسيد المسيح بقوله‪َ " :‬ولَ ِك َّن الَّ ِذي ُو ِض َع َقلِ ًيال َع ِن الْ َم َالئِ َك ِة‪،‬‬ ‫اح ٍد" (عب‪.)9 :2‬‬ ‫ي َي ُذ َ‬ ‫وق ِبنِ ْع َم ِة اهللِ الْ َم ْو َت َأل ْج ِل ُك ِّل َو ِ‬ ‫اه ُم َكلَّ ًال ِبالْ َم ْج ِد َوالْ َك َر َ‬ ‫وع‪ ،‬نَ َر ُ‬ ‫َي ُس َ‬ ‫م الْ َم ْو ِت‪ ،‬لِ َك ْ‬ ‫ام ِة‪ِ ،‬م ْن َأ ْج ِل َألَ ِ‬ ‫وسوف نتكلم عن قضية الموت بالتفصيل بمشيئة الرب فيما بعد‪.‬‬ ‫تحملها السيد المسيح من أجل خالصنا‪ ،‬فنجد أن القديس بولس يقول‪َ :‬‬ ‫"ألنَّ ُه‬ ‫ونعود إلى الحديث عن األوجاع التي ّ‬ ‫َال َق ِب َذ َ‬ ‫م" (عب‪:2‬‬ ‫يس َخ َال ِص ِه ْم ِب َ‬ ‫اك الَّ ِذي ِم ْن َأ ْجلِ ِه الْ ُك ُّل َو ِب ِه الْ ُك ُّل‪َ ،‬و ُه َو ٍ‬ ‫آت ِب َأ ْبنَ ٍاء َكثِ ِير َ‬ ‫ين إلى الْ َم ْج ِد َأ ْن ُي َك ِّم َل َرئِ َ‬ ‫اآلال ِ‬ ‫‪.)10‬‬ ‫يح َأل ْجلِ نَ ا ِبالْ َج َس ِد‪ ،‬تَ َسلَّ ُحوا َأنْ تُ ْم َأ ْي ًضا ِب َه ِذ ِه‬ ‫كذلك يقول معلمنا بطرس الرسول في نفس المجال‪َ " :‬ف ِإ ْذ َق ْد تَ َألَّ َم الْ َم ِس ُ‬ ‫يح َأ ْي ًضا تَ َألَّ َم َأل ْجلِ نَ ا‪ ..‬الَّ ِذي َح َم َل ُه َو‬ ‫النِّ َّي ِة‪َ .‬ف ِإ َّن َم ْن تَ َألَّ َم ِفي الْ َج َس ِد ُك َّف َع ِن الْ َخ ِط َّي ِة" (‪1‬بط‪ .)1 :4‬ويقول‪َ " :‬ف ِإ َّن الْ َم ِس َ‬ ‫وت َع ِن الْ َخطَ َايا َفنَ ْح َيا لِ لْ ِب ِّر‪ .‬الَّ ِذي ِب َجلْ َدتِ ِه ُش ِفيتُ ْم" (‪1‬بط‪.)24 ،21 :2‬‬ ‫ي نَ ُم َ‬ ‫نَ ْف ُس ُه َخطَ َايانَ ا ِفي َج َس ِد ِه َعلَ ى الْ َخ َش َب ِة‪ ،‬لِ َك ْ‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة الرابعة ‪ -‬السعي للملكوت األبدي محبة اهلل الشديدة لإلنسان‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‪،‬‬ ‫فاإلنسان النشط والحذر بهذا القدر‪ ،‬يسير بكل حرص‪ ،‬إذ يلف عباءته على جسمه لتلتصق به‪ ،‬وكل هذا تحت قيادة عينه‪،‬‬ ‫فيحفظ نفسه من األذى ويحفظ عباءته التي يلبسها من االحتراق والتمزق‪ .‬ولكن إذا كان المسافر في مثل هذه األماكن‬ ‫مبال‪ ،‬فإن ثوبه يتهدل حوله من هنا ومن هناك‪ ،‬فيتمزق بواسطة األدغال واألشواك‬ ‫وثقيال غير‬ ‫ً‬ ‫ومتفائال‬ ‫ً‬ ‫متوانيا‬ ‫كسوال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫أو يحترق بالنار ألنه لم يلفه بإحكام حول جسمه ليحفظه‪ ،‬أو ربما يتقطع الثوب إلى قطع بواسطة تلك السيوف المنصوبة‬ ‫في الطريق‪ ،‬أو يتلوث بالوحل‪ -‬وبطريقة أو بأخرى فإن ه سرعان ما يتلف ثوبه الجميل الجديد‪ ،‬وذلك لقلة حرصه وإهماله‬ ‫وتكاسله‪ ،‬وإذا لم ينتبه االنتباه الجيد المناسب لما تخبره به عينه‪ ،‬فإنه هو نفسه يسقط في حفرة أو ربما يغرق في المياه‪.‬‬ ‫وبنفس الطريقة‪ ،‬فإن النفس التي تلبس رداء الجسد الحسن ككساء لها‪ ،‬تملك َملَ كة وقوة التمييز لتوجيه وقيادة الحياة‬ ‫كلها مع الجسد‪ ،‬بينما هي تعبر وسط أدغال وأشواك الحياة‪ ،‬والوحل والنار والمهاوي التي هي الشهوات واللذات‬ ‫وتحفظ من‬ ‫ّ‬ ‫وغيرها من أشياء هذا العالم الخاطئة‪ ،‬ينبغي لها أن تتحزم وتصون نفسها ولباسها الذي هو الجسد بحرص‬ ‫كل ناحية‪ ،‬وبحزم وغيرة وعنا ية‪ ،‬وتحفظ نفسها من أن تتمزق بأدغال وأشواك العالم ‪ -‬أي الهموم واالنشغاالت‬ ‫األرضية ومن أن تحترق بنار الشهوة‪.‬‬ ‫والمعوقات‬ ‫ّ‬ ‫وإذ هي البسة هكذا‪ ،‬فإنها تحول نظرها عن رؤية المناظر الشريرة وتحول أذنها عن اإلنصات للمذمة‪ ،‬ولسانها عن التكلم‬ ‫بالكالم الباطل‪ ،‬ويديها وقدميها عن المسالك الشريرة‪ .‬فالنفس لها إرادة‪ ،‬يمكن أن تحول بها وتحجز أعضاء الجسم عن‬ ‫أيضا‬ ‫المناظر القبيحة‪ ،‬وعن األصوات الشريرة المخزية وعن الكالم البذيء وعن المساعي العالمية الشريرة ‪.‬وهي تتحول ً‬ ‫بعيدا عن الخياالت الشريرة وتحفظ القلب كي ال يدع أعضاء فكره تتجول في العالم‪ .‬وهكذا إذ تسعى بجد واجتهاد‬ ‫ً‬ ‫وبحرص عظيم فإنها تضبط أعضاء الجسد من كل جهة عن كل ما هو رديء فإنها تحفظ ذلك الثوب الحسن أي الجسد‪،‬‬ ‫غير ممزق‪ ،‬غير محترق‪ ،‬غير ملوث‪ ،‬وهي ذاتها تُ حفظ بواسطة إرادة مبصرة عارفة ومميزة‪ ،‬وكل هذا يتم بقوة الرب‪ ،‬فبينما‬ ‫حقيقة من الكوارث‬ ‫ً‬ ‫هي تجمع ذاتها بكل قوتها وتتحول عن كل الشهوات العالمية فإنها تنال المعونة من الرب لتُ حفظ‬ ‫التي تكلمنا عنها‪.‬‬ ‫المادية والعالقات‬ ‫األرضية‪ ،‬ولالهتمامات‬ ‫ألنه حينما ينظر الرب أي إنسان يعطي ظهره بشجاعة للذات ولمعوقات الحياة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األرضية‪ ،‬ولخياالت األفكار ال باطلة‪ ،‬فإنه يعطيه معونة نعمته الخاصة ويحفظ تلك النفس بال سقوط‪ ،‬بينما هي تعبر بسمو‬ ‫ّ‬ ‫ونبل خالل هذا “العالم الحاضر الشرير” (غل ‪ .) 4 :1‬وهكذا تربح النفس المديح السماوي من اهلل والمالئكة ألنها حفظت‬ ‫أيضا حسنً ا‪ ،‬معرضة بكل ما تملك من قوة عن كل شهوات العالم‪ ،‬وبمعونة اهلل تكون قد نجحت‬ ‫ثوب جسدها وذاتها ً‬ ‫بسمو في شوط سباق هذا العالم‪.‬‬ ‫ولكن إن كان اإلنسان يسير في طريقه في هذه الحياة بتراخي وإهمال‪ ،‬وبدون حرص‪ ،‬وال يتحول عن كل شهوة العالم‪،‬‬ ‫وال يطلب الرب ‪ -‬والرب وحده ‪ -‬بكل شوقه‪ ،‬فإن أشواك وأدغال العالم تنغرس فيه وثوب الجسد يحترق هنا وهناك بنار‬ ‫الشهوة‪ ،‬ويتلوث بوحل اللذات‪ ،‬وبذلك فإن النفس تُ حرم من الدالة (الثقة) في يوم الدينونة (‪ 1‬يو ‪ ،)17 :4‬إذ أنها لم تنجح‬ ‫في حفظ ثوبها بال عيب‪ ،‬بل أفسدته بأمور هذا العالم الخادعة‪ ،‬ولهذا السبب فإنها تُ طرح خارج الملكوت‪.‬‬ ‫فما الذي يستطيع أن يفعله اهلل مع اإلنسان الذي يسلّ م نفسه بإرادته واختياره للعالم وينخدع بلذاته وينجذب بالمتاهات‬ ‫ويوجه عقله‬ ‫المادية وعن سيرته السابقة التي تعود عليها‬ ‫المادية؟ فاهلل يعطي المعونة لإلنسان الذي يتحول عن اللذات‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باجتهاد كل حين نحو الرب‪ ،‬وينكر نفسه ويطلب الرب وحده‪.‬‬ ‫هذا هو اإلنسان الذي يعتني به الرب ويحفظه تحت عنايته الخاصة ويحرس نفسه من كل جهة‪ ،‬من فخاخ وشباك هذا‬ ‫تمم خالصه بخوف ورعدة (في ‪ ،)12 :2‬إنه هو الذي يسير بكل حرص وسط‬ ‫العالم المادي‪ ،‬إنه هو ذلك اإلنسان الذي ّ‬ ‫فخاخ وشباك وشهوات هذا العالم‪ ،‬ويطلب نعمة الرب وعونه‪ ،‬ويترجى برحمته أن يخلص بالنعمة‪.‬‬

‫مثل العذارى‪:‬‬ ‫انظر وفكر في الخمس عذارى الحكيمات اللواتي كن ساهرات مستيقظات وقد أخذن في أوعية قلوبهن ذلك الذي لم‬ ‫تمكن من الدخول‬ ‫يكن من طبيعتهن الخاصة ‪ -‬وهو الزيت‪ ،‬الذي يعني نعمة الروح المنسكب من فوق‪ ،‬أولئك العذارى‬ ‫َّ‬ ‫مع العريس إلى العرس السماوي‪ ،‬ولكن ُ‬ ‫األ خر الخمس الجاهالت اللواتي اكتفين بطبيعتهن الخاصة فلم يتيقظن ولم‬ ‫يشغلن أنفسهن بنوال “زيت البهجة” (مز ‪ )7 :45‬في آنيتهن أثناء وجودهن في الجسد‪ ،‬بل غرقن كما في نوم اإلهمال‬ ‫كن من إرضاء العريس‬ ‫والتغافل والكسل والجهل‪ ،‬أو الدعائهن البر‪ ،‬ولذلك ُأغلق أمامهن عرس الملكوت إذ لم يتَ َم َّ‬ ‫السماوي‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‪،‬‬

‫‪ )1‬عبارة إبنها البكر‬ ‫أوال‪ ،‬حسب ترجمة هذه الكلمة باإلنجليزية ‪ First born‬والكتاب‬ ‫ً‬ ‫اإلبن البكر‪ ،‬هو اإلبن المولود‬ ‫المقدس واضح في تعريف معنى البكر‪ ،‬إذا يقول الوحي اإللهي‪ ،‬قبل تأسيس الكهنوت الهاروني‪:‬‬ ‫" َق ِّدس لي كل بكر‪ ،‬كل فاتح رحم من الناس‪ ،‬ومن البهائم إنه لي" (خر‪.)2:13‬‬ ‫مخصصا للرب‪ ،‬سواء ولد بعده إبن آخر أو لم يولد‪ .‬وال ينتظر‬ ‫مقدسا للرب‪،‬‬ ‫فكان كل فاتح رحم‪ ،‬يصير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بكرا!!) ثم يخصصونه‬ ‫أبواه إن كان إنسانً ا أو مالكوه أن كان من البهائم حتى يولد له أخوه (يصير بهم ً‬ ‫جدا أن‬ ‫للرب‪ .‬إنما من مولده يصير‬ ‫قدسا للرب‪ ،‬ال ألنه كبير أخوته‪ ،‬إنما ألنه فاتح رحم‪ .‬وهكذا يمكن ً‬ ‫ً‬ ‫يكون االبن البكر هو االبن الوحيد‪.‬‬ ‫وهكذا كان السيد المسيح‪ :‬هو االبن البكر‪ ،‬وهو االبن الوحيد وقد صدق القديس جيروم حينما قال‬ ‫كل ابن وحيد هو ابن بكر‪ .‬ولكن ليس كل ابن بكر هو ابن وحيد‪ .‬إن تعبير "البكر" ال يشير إلى شخص‬ ‫ُولِ د بعده آخرون‪ .‬ولكن إلى واحد ليس له َم ْن يسبقه‪..‬‬ ‫ولذلك فإن بكر الحيوانات النجسة كان يقبل فداؤه‪ ،‬من ابن شهر (عدد‪ .)17 ،16 :18‬وبكر الحيوانات‬ ‫الطاهرة كان يقدم ذبيحة للرب‪ .‬وما كانوا ينتظرون حتى يولد أبناء بعده‪ .‬إنه بكر حتى لو لم يولد‬ ‫بعده ألنه فاتح رحم‪.‬‬ ‫ولهذا فإن السيد المسيح ‪ -‬كإبن بكر للعذراء ‪ -‬قدموا عنه ذبيحة للرب في يوم األربعين (يوم تطهير‬ ‫العذراء بعد والدته ا) وفي هذا يقول الكتاب عن السيدة العذراء "ولما تمت أيام تطهيرها حسب‬ ‫شريعة موسى‪ ،‬صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب‪ ،‬كما هو مكتوب في ناموس الرب "إن كل‬ ‫ً‬ ‫قدسا للرب‪ ،‬ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي‬ ‫فاتح رحم يدعى‬ ‫حمام" (لو‪.)24-22 :2‬‬ ‫واضح أن السيد المسيح ُ‬ ‫وطبعا ال عالقة هنا‬ ‫طبقت عليه شريعة البكر في يوم األربعين من مولده‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بين البكر وميالد أخوة آخرين‪..‬‬ ‫وهنا يسأل القديس جيروم ‪ :‬هل حينما ضرب أبكار المصريين‪ ،‬ضرب فقط األبكار الذين لهم أخوة‪ ،‬أم‬ ‫كل فاتحي الرحم سواء كان لهم أخوة أو لم يكن‪..‬‬ ‫‪ )2‬عبارة إمرأتك‬

‫عبارة (امرأتك) تعني زوجتك‪ .‬وكانت تُ طلق على المرأة منذ خطوبتها‪ .‬وفي تفسير قول المالك‬ ‫ليوسف النجار "ال تخف أن تأخذ مريم امرأتك‪ .‬ألن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" مت‬ ‫‪.)20:1‬‬ ‫يقول القديس يوحنا ذهبي الفم (هنا يدعو الخطيبة زوجة‪ ،‬كما تعود الكتاب‪ ،‬أن يدعو المخطوبين‬ ‫أيضا (ماذا تعني عبارة (تأخذ إليك)؟ معناها أن تحفظها في بيتك‪.‬‬ ‫أزواجا حتى قبل الزواج‪ .‬ويقول ً‬ ‫ً‬ ‫كمن قد عهد بها إليك من اهلل وليس من أبويها‪ .‬ألنه قد عهد بها إليك ليس للزواج‪ ،‬وإنما لتعيش‬ ‫معك‪ ،‬كما عهد بها المسيح نفسه فيما بعد إلى تلميذه يوحنا (تفسير متى مقالة ‪.)11:4‬‬ ‫والقديس جيروم يقول أيضا أن لقب (امرأة) أو زوجة كان يمنح أيضا للمخطوبات‪ .‬ويستدل على ذلك‬ ‫بقول الكتاب "إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل‪ ،‬فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها‪..‬‬ ‫ارجموها‪ :‬الفتاة من أجل أنها لم تصرخ‪ .‬والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه" (تث‪، )24 ،23 :22‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬ ‫(تث‪.)7:20‬‬


‫‪ 5‬ديسمبر ‪2021‬‬

‫‪ 26‬هاتور ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪847‬‬

‫‪Coptic Hope Charity‬‬ ‫‪Christmas Hamper‬‬ ‫‪Appeal - 2022‬‬

‫القديس البابا بطرس خاتم الشهداء‬ ‫‪ 29‬هاتور – ‪ 8‬ديسمبر‬

‫وع‬ ‫اب َي ُس ُ‬ ‫" َف َأ َج َ‬ ‫ال‪ْ “ :‬ال َح َّق َأ ُق ُ‬ ‫َو َق َ‬ ‫ول‬ ‫َل ُك ْم َ‪:‬ل ْي َس َأ َحد تَ َركَ‬ ‫َب ْيتً ا َأ ْو ِإ ْخ َو ًة َأ ْو‬ ‫ات َأ ْو َأ ًبا َأ ْو ُأ ًّما‬ ‫َأ َخ َو ٍ‬ ‫ام َر َأ ًة َأ ْو َأ ْو َال ًدا‬ ‫َأ ِو ْ‬ ‫وال‪َ ،‬أل ْجلِ ي‬ ‫َأ ْو ُح ُق ً‬ ‫يل‪ِ ،‬إ َّال‬ ‫اإلنْ ِج ِ‬ ‫َو َأل ْج ِل ِ‬ ‫ف‬ ‫َو َي ْأ ُخ ُذ ِمئَ َة ِض ْع ٍ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫اآلن ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫هذا الزَّ َم ِ‬ ‫ُب ُيوتً ا َو ِإ ْخ َو ًة‬ ‫ات‬ ‫ات َو ُأ َّم َه ٍ‬ ‫َو َأ َخ َو ٍ‬ ‫وال‪،‬‬ ‫َو َأ ْو َال ًدا َو ُح ُق ً‬ ‫ات‪،‬‬ ‫َم َع ْ‬ ‫اد ٍ‬ ‫اض ِط َه َ‬ ‫الد ْه ِر اآلتِ ي‬ ‫َو ِفي َّ‬ ‫اة َ‬ ‫األ َب ِد َّي َة‪".‬‬ ‫ْال َح َي َ‬ ‫(مرقس ‪)31-29 :10‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.