أخبار اإلبارشية تهانـي
DIOCESE NEWS Congratulations
تهانينا القلبية لألب القمص دانيال غبريال ،الكاهن بكنيسة رئيس المالئكة ميخائيل و األنبا أنطونيوس، بملبورن بمناسبة العيد التاسع عشر لسيامته كاهناً (األربعاء 29ديسمبر) .نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته كهنوته وأبوته ُ لسنين عديدة قادمة.
Coptic Hope Charity Christmas Hamper Appeal – 2022
تبرعات لإلبارشية نسبة إلزدياد مصروفات أعمال الصيانة المستمرة لمبنى اإلبارشية ،الرجاء المساعدة بالتبرع للحساب البنكي التالي:
Donations to the Diocese
COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed
العذراء مريم والدة اإلله القديس كيرلس السكندري ولد الكلمة من اآلب بطريقة ال ندركها بل هى فوق مستوى اإلدراك لكنه فى الزمان األ خير تجسد وولد من امرأة حسب الجسد .والذى حدث أنه أخذ من العذراء القديسة جسداً واتحد به اتحاداً حقيقياً .لذلك نعتقد ان العذراء القديسة هى والدة اإلله ألنها ولدته حسب الجسد لكنه مولود فى ذات الوقت من اآلب قبل كل الدهور . إذن إن كان هناك أحد ما يتجرأ أو يعلم أ ن العذراء مريم ولدت الطبيعة اإللهية غير الجسدانية فإن هذا هو الجنون بعينه ،إلن الطبيعة اإللهية ليست من تراب األرض حتى تولد منه وال تلك الخاضعة للفساد (أي العذراء) تصبح أماً لعدم الموت ،والتلك الخاضعة للموت تلد الذى هو حياة الكل ،وال غير المادى يصبح ثمرة للجسد الذى بطبيعته خاضع للميالد وله ابتداء فى الزمان .الجسد ال يمكنه ان يلد الذى ال بداية له .لكننا نؤكد ان الكلمة صار مثل ما نحن وولد حسب الجسد. وأخذ جسداً و اتحد به اتحاداً حقيقياً بطريقة فوق اإلدراك أو التعبير ،وأنه تأنس ُ أال تولد النفس البشرية وهى من طبيعة مختلفة عن الجسد ألنها متحدة به ،وال أظن ان أحداً سيفترض ان النفس لها طبيعة الجسد أو أنها تتكون معه ،وإ نما اهلل بطريقة غير معروفة يغرسها فى الجسد وتولد معه .ولذلك نحن نحدد ان الكائن الحى الواحد المولود هو من اثنين .وهكذا الكلمة هو اهلل لكنه تجسد ،وايضاً ولد حسب الجسد و بطريقة بشرية لذلك تدعى التى ولدته والدة اإلله. حيث ان العذراء القديسة ولدت جسدياً اهلل متحداً بالجسد ُ األقنوم فنحن نقول إنها “والدة اإلله” ليس أن طبيعة الكلمة تأخذ بداية وجودها من الجسد ألنه (أي الكلمة) كان فى البدء والكلمة كان اهلل “ َ ان الْ َكلِ َم ُة اللَّ َه” (يو وك َ ( )1:1وهو نفسه خالق الدهور وهو أزلي مع اآلب وخالق كل األشياء ألنه كما قلنا سابقاً أنه إذ وحد االنسانى موحداً نفسه بالجسد فسوف ترفع بنفسه ُأقنومياً فإنه احتمل الوالدة الجسدية من بطنها .وإذا قد ولدته امرأة ِ اللعنة إ ذن عن كل الجنس البشرى .من ال يعترف ان عمانوئيل هو اهلل بالحقيقة ؟! وبسبب هذا فالعذراء هى “والدة اإلله” ألنها ولدت جسدياً الكلمة الذى من اهلل ،الذى تجسد فليكن محروماً . نعترف ان ربنا يسوع المسيح ابن اهلل الوحيد هو إله كامل و إنسان كامل ذو نفس عاقلة و جسم ،وهو مولود من اآلب قبل كل الدهور بحسب الهوته و أنه هو نفسه فى االيام األخيرة من أجلنا ومن أجل خالصنا ُولد من مريم العذراء بحسب ناسوته وهو نفسه من الجوهر نفسه الذى لآلب (أو مع اآلب) حسب الهوته ومن نفس الجوهر الذى لنا (أ و معنا) بحسب ناسوته النه قد حدث اتحاد بين الطبيعتين أل جل هذا نعترف بمسيح واحد ،إبن واحد ،رب واحد ،و بحسب هذا الفهم لإلتحاد بدون اختالط نعترف بأن العذراء القديسة هى “والدة اإلله” الن اهلل الكلمه قد تجسد و تأنس. ربما يقول أحد أن اسم “المسيح” اليطلق فقط على عمانوئيل وحده بل سوف نجده يطلق على آخرين ايضاً ألن اهلل قال فى موضع ما عن اولئك الذين اختيروا و تقدسوا بالروح “ َال تَ َم ُّسوا ُم َس َحائِ ي َو َال تُ ِسيئُ وا ِإلَ ى َأنْ ِب َيائِ ي" (مز .)15:105وعلى ذلك فان اسم المسيح يجب أن ُيطلق ليس فقط و بوجه خاص على عمانوئيل بل أيضاً على كل الباقين الذين يمسحون بنعمة الروح القدس .ولكن توجد هوة كبيرة و اختالفات ال تقارن تفصل بين حالتنا و بين مجد و تفوق مخلصنا .فان كان جميع اآلخرين هم مسحاء ،وهذا معقول جداً بسبب انهم مسحوا ,أما المسيح وحده فهو اإلله الحقيقى “عمانوئيل” وبالحقيقة ,فإن أحداً ال يخطىء إن اختار أن يقول أن أمهات آخرين هم “والدات مسيح” ولكن ليسوا بآى حال “والدات إله” ,أيضاً أ ن العذراء القديسة وحدها بالمقابلة مع أولئك النساء هى كما ندركها و ندعوها “والدة المسيح” و “والدة اإلله” معاً النها لم تلد مجرد إنسان بسيط مثلنا بل بالحرى الكلمة الذى من اهلل اآلب الذى تجسد و تأنس ,ألننا نحن أيضاً ندعى آلهه بحسب النعمة أما اإلبن فليس إلهاً على هذا النحو ،بل بالحرى هو إله بالطبيعة و بالحق حتى وإن صار جسداً .ولكن ربما تقولون هذا (قل لى إذن ،هل العذراء صارت والدة الهوته؟) ورداً على هذا نقول أن كلمة اهلل نفسه الحى ،الكائن بإقنومه ،ولد من جوهر اهلل اآلب ذاته وإن الذى كان بال بداية صار له بداية فى الزمن وكان دائماً موجوداً مع الذى ولده و كائناً فيه و موجوداً معه ويشاركه فى التفكير فى أزمنة الدهر األخير حينما صار جسداً ،أى حينما اتحد بجسد ذى نفس عاقلة ،قيل أنه ُولِ د أيضاً جسدياً من امرأة .إن سر تجسده هو بكيفية ما ،مماثل لوالدتنا ألن أمهات أولئك الذين على األرض الخاضعات لقوانين قليال بحسب أفعال اهلل غير المدركة ويصل إلى ً الطبيعة ،فيما يخص الوالدة لهم يثني فى الرحمة ،وهو الذى ينمو النضوج .واهلل لم يرسل الروح فى الكائن الحى بكيفية معروفة له .هذا بحسب قول زكريا النبى ألنه هو “ َجا ِب ُل اخلِ ِه" (زك .)1 :12 ان ِفي َد ِ اإلنْ َس ِ وح ِ ُر ِ يتبع في العدد القادم ...
المسيح في سفر إشعيا ء
كتا ب لمثلث الرحما ت األنبا بيشو ي مطران دمياط
تابع ما قبله في العدد قبل الماضي، أما باروخ الكاتب فقد أشار إلى الخالص والقيامة في أورشليم بقوله الرائع: * "اخلعي يا أورشليم لباس النوح والمذلة والبسي بهاء المجد من عند اهلل إلى األبد" (با .)1 :5 لقد احتمل السيد المسيح مذلة بني البشر ،وتذلل في آالمه وما وقع عليه من تعييرات كنائب عن البشرية لكي يحمل وي َلبس كنيسته ّ مذلتنا ويوفى دين المذلة األبدي الذي جلبناه على أنفسنا وذلك لكي يرفع عن شعبه حلة النوح والمذلة ُ بهاء المجد من عند اهلل إلى األبد. مذلتك يا ربي يسوع المسيح هي التي أعدت لي حلة المجد األبدي ،فاجعلني ً أهال لهذه المواعيد الثمينة والعظمى إن ّ بنعمتك القادرة.
اصينَ ا وح َأل ْج ِل َم َع ِ َم ْج ُر ٌ
يب َس َال ِمنَ ا اصينَ ا َم ْس ُح ٌ وح َأل ْج ِل َم َع ِ وق َأل ْج ِل آثَ ِ يقول النبي بوحي من الروح القدس عن آالم المخلّ صَ " :و ُه َو َم ْج ُر ٌ امنَ ا .تَ ْأ ِد ُ َعلَ ْي ِه َو ِب ُح ُب ِر ِه ُش ِفينَ ا" (إش.)5 :53 إال على السيد المسيح ،ألنه هو الذي بال خطية وحده بين جميع البشر والذي يمكنه أن يشفى ال ينطبق هذا الكالم ّ وبخ زميله اللص الشمال على تعييره للسيد عبر بنفس األسلوب ً أيضا اللص اليمين حينما ّ بجراحه خطايا غيره .وقد ّ م ِب َع ْينِ ِه؟َ .أ َّما نَ ْح ُن َف ِب َع ْدل َألنَّ نَ ا نَ نَ ُ اق َما َف َعلْ نَ ا َو َأ َّما َه َذا استِ ْح َق َ المسيح بقولهَ " :أ َو َال َأنْ َت تَ َخ ُ ال ْ اف اهللَ ِإ ْذ َأنْ َت تَ ْح َت َه َذا الْ ُح ْك ِ َفلَ ْم َي ْف َع ْل َش ْيئً ا لَ ْي َس ِفي َم َحلِّ ِه" (لو.)41 ،40 :23 عوضا عن الخطاة ليوفى دين خطاياهم ،بل إنه ً عبر فقط عن أن السيد المسيح قد تألّ م وح َأل ْج ِل َم َع ِ اصينَ ا" ال ُي ّ "م ْج ُر ٌ إن تعبير َ المحبة ..كيف تألّ م السيد المسيح ،ألن الخطية تفسد حياة اإلنسان ..إنها مشاعر الراعي الذي يتألّ م حينما يعبر عن جراح ّ ّ يرى الذئب وهو يفترس إحدى خرافه المحبوبة .بل هي مشاعر األب الذي يرى أحد أوالده وهو يلقى بنفسه من برج عال مهشما .كما أن العصيان يجرح قلب األب العطوف ،والتمرد يجرح مشاعره الرقيقة. ليسقط ً جسد ً قد يقول قائل ما الذي يخسره اهلل لسبب خطاياي؟ مضيفا أن اهلل غير محتاج إلينا .ولكن السيد المسيح بتجسده قد ّ وح ِفي َي َد ْي َك؟ مشاعر قلب اهلل .ووصل تجسيد الموقف في الحوار المذكور في سفر زكريا النبي " َف َيقول لَ ُهَ :ما َه ِذ ِه الْ ُج ُر ُ َف َي ُق ُ ي الَّ تِ ي ُج ِر ْح ُت ِب َها ِفي َب ْي ِت َأ ِح َّبائِ ي!" (زك.)6 :13 ولِ :ه َ يد إننا نقف في ذهول أمام جراحات الصليب .أهذا كلّ ه من أجل الحب؟! أو َ "ه َك َذا َأ َح َّب اللَّ ُه الْ َعالَ َم َحتَّ ى َب َذ َل ْابنَ ُه الْ َو ِح َ الجنس!" (يو.)16 :3 وفى الوقت نفسه نشاهد قداسة اهلل وكراهيته للخطية -وليس للخاطئ -إذ أنه حينما نقل خطايانا على ابنه الوحيد ً عادال قصاصا يء" (رؤ .)15 :19لكي تنال الخطية وس َم ْع َص َر َة َخ ْم ِر َس َخ ِط َو َغ َض ِب اهللِ الْ َق ِ ً "ي ُد ُ صار اإلبن َ اد ِر َعلَ ى ُك ِّل َش ْ ويعلَ ن صالح اهلل وقداسته.. ُ َ وح الْ ُم ِح ِّبَ ،و َغ َّ ي ُق ْب َال ُت الْ َع ُد ِّو" (أم ،)6 :27أي أن المحب الذي يحرص ي ُج ُر ُ اش ٌة ِه َ ورد في سفر األمثال أنها "أ ِمينَ ٌة ِه َ جراحا عند توبيخه ،أو تأديبه ،أو مقاومة بعض رغباته التي قد تضره .أما قبالت العدو على مصلحة من يحبه قد يسبب له ً تنبه الشخص إلى المخاطر المحيطة به ،وتشعره باألمان إلى أن يضيع .أو هي تحمل الخيانة فهي تتظاهر بالمحبة ،بينما ال ّ مثل قبلة يهوذا اإلسخريوطي للسيد المسيح ،والتي كانت العالمة لتسليمه للذين قبضوا عليه ،فكانت قبلة غاشة. فإن كان من يجرح حبيبه ألجل خيره وصالحه ُيحسب أمينً ا ،فكم يكون من ينجرح هو نفسه ألجل من يحب؟! وكم يكون من يحمل ذنوب غيره ويحمل عقوبتها؟! كم يكون من يحمل الجراحات لكي يبين ألحبائه بشاعة الخطية وعواقبها؟! كم يكون لو أن القاضي أخذ مكان المتهم لكي يوفى ما عليه من ديون؟! وكم يكون من يتحمل القبلة الغاشة من يقي .الَّ ِذي َم َع ُه َكانَ ْت تَ ْحلُ و لَ نَ ا الْ ِع ْش َر ُة" ان َع ِديلِ ي ِإلْ ِفي َو َص ِد ِ أحد تالميذه وأصدقائه الذي يقول هو عنه في المزمور ِ"إنْ َس ٌ (مز)14 ،13 :55؟! لقد مضى يهوذا وشنق نفسه؛ ربما ألنه لم يحتمل الرقة التي عامله بها السيد المسيح في مقابل خيانته الرديئة وعدم ً وذا َأ ِب ُق ْبلَ ة تُ َسلِّ ُم ابن قائال"َ :يا َي ُه َ اذا ِجئْ َت؟" (مت )50 :26ثم أردف اح ُب لِ َم َ "يا َص ِ محبته .ولم يمنعه من تقبيله ،بل قال لهَ : ان؟!" (لو.)48 :22 اإلنْ َس ِ ِ ام ِه" (مز.)18 ،17 :109 اه َو َكزَ ْيت ِفي ِعظَ ِ لقد قيل عن يهوذا في المزمورَ " :و َأ َح َّب اللَّ ْعنَ َة َف َأ َتتْ ُهَ ..ف َد َخلَ ْت َك ِم َياه ِفي َح َش ُ لقد أسلم يهوذا قلبه للشيطان الذي قاده من الندم إلى اليأس والهالك.
يتبع في العدد القادم ...
عظات القديس مقاريوس الكبير العظة الرابعة -السعي للملكوت األبدي محبة اهلل الشديدة لإلنسان تابع ما قبله في العدد قبل الماضي ... مثال كأورشليم مدينة النور ،أو ً وبالحقيقة ،إذا ُس ّر اهلل أن يتشبه بإحدى خالئقه -ألجل بهجة وفرح خالئقه العاقلة - صهيون الجبل السماوي ،فإنه يستطيع أن يفعل كل ما يريد ،بحسب المكتوب “قد أتيتم إلى جبل صهيون ،إلى مدينة السماوية” (عب ،) 22 :12فكل األشياء سهلة ويسيرة عنده ،وقد يتشكل بأي شكل يختاره ألجل اهلل الحي أورشليم َّ منفعة النفوس األ مينة التي تستحقه. السماوية ،ومباهج ومرضيا إياه ،فيرى في اختبار وشعور حقيقي ،الخيرات صديقا له ً فليسع اإلنسان فقط ،أن يكون َّ ً َ الالهوت التي ال ُيعبر عنها وغناه غير المحدود ،الذي لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر” ( 1كو وفرحا وبهجة وحياة أبدية للنفوس المستحقة .ألن الرب ُي َج ّسم نفسه ،)9 :2أعني روح الرب ،الذي يجعل نفسه راحة ً حتى في الطعام والشراب كما هو مكتوب في اإلنجيل “من يأكل هذا الخبز يحيا إلى األبد” (يو ،)58 :6لكي ُيعطي النفس راحة ال ُينطق بها ،ويمألها بهجة روحانية ،ألنه هو يقول “أنا هو خبز الحياة” (يو .)25 :6وهو ُي َج ّسم نفسه في شراب الينبوع السماوي ،كما يقول “كل من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا يصير فيه ينبوع ماء ينبع واحدا” ( 1كو 13 :12مع 1كو .)4 :10 شرابا وأيضاً يقول الرسول “وجميعنا ُسقينا ً إلى حياة أبدية” (يو ،)14 :4 ً ً
ظهورات اهلل المتنوعة للنفوس: لقد ظهر اهلل لكل واحد من اآلباء القديسين بالطريقة التي أرادها واستحسنها لهم -فظهر إلبراهيم بطريقة وإلسحق بأخرى وليعقوب بطريقة غيرها ،وبغيرها لنوح ،ولدانيال ،ولداود ،ولسليمان ،وألشعياء ،ولكل واحد من األنبياء القديسين ،وبطريقة إليليا ،وبأخرى لموسى .وفي اعتقادي أن موسى -في كل ساعة على الجبل طوال صوم متمتعا ببهجتها. الروحانية ويتلذذ بها يوما -كان يقترب إلى تلك المائدة ً ّ األربعين ً وخالصا ،وليقودهم إلى معرفته .وأي شيء وظهر اهلل ،بحسب ما شاء هو ،لكل واحد من القديسين ليعطيهم راحة ً منظورا لعيون أولئك الذين يحبونه، يشاءه هو سهل عنده .فكما يريد ،فهو ينقص نفسه ببعض التجسيم ،ويجعل ذاته ً مظهرا ذاته ألولئك الذين يستحقون ،في مجد نور ال ُيدنى منه ،وذلك بحسب محبته العظيمة والتي ال ُينطق بها، ً أهال باشتياق شديد وانتظار هلل ،وإيمان ومحبة ،ألن تنال تلك القوة ً وبواسطة قوته الخاصة .والنفس التي ُحسبت حقا من كل محبة السماوية ،نار الحياة غير المائتة ،فإنها تنفك ً السماوية ،وقد نالت النار من األعالي ،أي محبة الروح َّ َّ عالمية وتنطلق حرة من كل رباط الشر.
اإللهية: تغيير النفس بنار المحبة ّ الطبيعية إلى قوام فكما أن الحديد ،والرصاص والذهب ،أو الفضة ،حينما تُ لقى في النار تنصهر وتتغير من صالبتها ّ لين ،وطوال بقائها في النار تستمر منصهرة ومتغيرة عن تلك الطبيعة الصلبة ،بواسطة شدة حرارة النار ،كذلك النفس وثبتت شوقها نحو الرب وحده ،بتفتيش كثير وآالم وصراع النفس ،وتداوم على انتظار الرب التي أنكرت العالم َّ السماوية ،نار الالهوت ونار محبة الروح ،فهذه نفس انتظارا غير منقطع بالرجاء واإليمان ،والتي قد نالت تلك النار َّ ً تنفك حينئذ بال حقيقة من كل محبة العالم وتنطلق حرة من كل فساد األهواء وتطرح عنها كل شيء وتتغير من الطبيعية وصالبة الخطية ،وتعتبر كل األشياء بال قيمة بالمقارنة مع العريس السماوي الذي قبلته ،مستريحة عادتها ّ بذلك في حبه الشديد الذي يفوق الوصف. جدا الذين تبصرهم هذه النفس بعينها ،إذا أعاقوها عن تلك المحبة وأقول لكم بالحقيقة إنه حتى اإلخوة المحبوبين ً الخفية الفائقة الوصف مع الملك السماوي. فإنها تتحول عنهم .ألن حياة النفس وراحتها هي في تلك العشرة ّ األرضية (بالزواج) تتسبب في مفارقة اإلنسان ألبيه وأمه وإخوته بل وكل األشياء ألنه إن كانت شركة المحبة ّ سطحية ،بينما تبتديء تصير في نظر الزوجين خارجة عنهما ،ورغم أنهما يظالن يحبونهم فإنهما يحبونهم محبة أكثر َّ موجها نحو عالقته بعروسه -لذلك يقول الكتاب “من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه يكون انشغال اإلنسان كله ً واحدا” (تك .)24 :2 جسدا ويلتصق بامرأته ويكون اإلثنان ً ً جدا أولئك الذين ُحسبوا فأقول إن كانت المحبة الجسدية تجعل اإلنسان ينفك من كل محبة أخرى فكم باألحرى ً ّ حقا في شركة الروح ،ذلك الروح السماوي المحبوب ،ينفكون من كل محبة عالمية ويصبح كل شيء أهال للدخول ً ً آخر عديم القيمة بالنسبة لهم أل نهم ُغمروا بشهوة سماوية وصاروا بكليتهم في ألفة وانسجام معها.
يتبع في العدد القادم ...
الالهوت المقارن كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنوده الثالث تابع ما قبله في العدد الماضي،
والقديس متى الرسول يذكر أنه عند صليب الرب "نسوة كثيرات كن هناك ،ينظرون من بعيد، وبينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي ،وأم ابني زبدي" (مت.)56 ،55 :27 فمن هي مريم أم يعقوب ويوسي هذه؟ هل هي مريم العذراء؟ وهل يعقل أن العذراء أنجبت كل هذه المجموعة الكبيرة من األنبياء؟! أنها مريم زوجة حلفي أو كلوبا ،التي قال عنها يوحنا الرسول "وكن واقفات عند صليب يسوع: أمه ،وأخت أمه :مريم زوجة كلوبا ،ومريم المجدلية" (يو -)25:19قارن مع (مت.)56 ،55 :27 مريم أم يعقوب ويوسي كانت مع مريم المجدلية عند صليب المسيح (مت .)56 ،55 :27وهما نفسهما :مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي كانتا واقفتين وقت الدفن "تنظران أين ً أيضا كانتا حنوطا بعدما مضي السبت (مر .)1:16وهما ً أيضا أحضرتا وضع" (مر .)47:15وهما ً واقفتين عند الصليب مع مريم أمه وهما اللتان قصدهما يوحنا اإلنجيلي بقوله (وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ،ومريم المجدلية. إذن أخوة الرب يسوع هم أوالد خالته مريم زوجة كلوبا أو حلفي أم يعقوب ويوسي وباقي األخوة. خالفا في النطق أو كما ً أما عن الخالف بين أسم حلفى وأسم كلوبا ،فإما أن يكون قال القديس جيروم :من عادة الكتاب أن يحمل الشخص الواحد أكثر من أسم؛ فرعوئيل حمو أيضا يثرون (خر .)18:4وجدعون يدعي يربعل (قض .)32:6وبطرس موسى (خر .)18:2يدعي ً دعي أيضا سمعان وصفا ،ويهوذا الغيور دعي تداوس (مت.)3:10 مطلقا ً واضح إذن أن أم مريم أم يعقوب ويوسي ليست هي مريم العذراء ولم يحدث أن الكتاب دعاها بهذا االسم. مالحظات *)1من غير المعقول أن يكون لمريم أم المسيح كل هؤالء األبناء ويعهد بها الرب على الصليب إلى يوحنا تلميذه .الشك أن أوالدها كانوا أولي بها لو كان لها أوالد.. *)2نالحظ في أسفار يوسف ومريم في الذهاب إلى مصر والرجوع منها ،لم يذكر اسم أي ابن لمريم غير (يسوع) (مت .)21 ،20 ،14 :2وكذلك في الرحلة إلى أورشليم وعمره 12 سنة (لو.)43:2 صحيحا ما يقول البعض أن (أخوة يسوع) هم أبناء ليوسف من امراة أخري ترمل *)3وليس ً بموتها .فالكتاب يذكر أن مريم أم يعقوب ويوسي كانت حاضرة صلب المسيح ودفنه كما ذكرنا (مر.)47:15 *)4وهناك نص كتابي واضح في نبوءة حزقيال يؤيد دوام بتولية العذراء .لقد رأي حزقيال النبي مغلقا في المشرق .وقيل له "هذا الباب يكون مغلق ال يفتح وال يدخل منه إنسان .ألن الرب ً بابا ً مغلقا" (حز.)2:44 ً إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا لم يدخله ابن آخر لها. ً إنه رحم العذراء الذي دخل منه الرب ،فظل يتبع في العدد القادم ...
26ديسمبر 2021
17كيهك 1738
عدد رقم 850
" َف َل َّما َس ِم َع ْت ات َس َال َم يص َاب ُ َأ ِل َ َم ْر َي َم ْارتَ َك َض ين ِفي َب ْ ط ِن َها، ْال َج ِن ُ امتَ َأل ْت أليصابات ُ َو ْ وح ْال ُق ُد ِس، ِم َن ُّ الر ِ َو َص َر َخ ْت ِب َص ْوت َع ِظيم َو َق َال ْت: " ُم َب َار َك ٌة َأنْ ِت ِفي النِّ َس ِاء َو ُم َب َار َك ٌة ي َث َم َر ُة َب ْ ط ِن ِك! ِه َ َف ِم ْن َأ ْي َن ِلي ي َ هذا َأ ْن تَ ْأ ِت َ ي؟ ُأ ُّم َر ِّبي ِإ َل َّ َف ُه َو َذا حين َص َار َص ْو ُت َس َال ِم ِك ِفي ي ْارتَ َك َض ُأ ُذنَ َّ ين ِب ْاب ِت َهاج ْال َج ِن ُ ِفي َب ْ ط ِني َف ُ وبى ِل َّل ِتي ط َ آمنَ ْت َأ ْن َي ِت َّم َ َما ِق َ يل َل َها الر ّب ". ِم ْن ِق َب ِل َّ (لوقا )45-41 :1