Epsajee 26th December 2021

Page 1


‫أخبار اإلبارشية‬ ‫تهانـي‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب القمص دانيال غبريال‪ ،‬الكاهن‬ ‫بكنيسة رئيس المالئكة ميخائيل و األنبا أنطونيوس‪،‬‬ ‫بملبورن بمناسبة العيد التاسع عشر لسيامته كاهناً‬ ‫(األربعاء ‪ 29‬ديسمبر)‪ .‬نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته‬ ‫كهنوته وأبوته ُ‬ ‫لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫‪Coptic Hope Charity‬‬ ‫‪Christmas Hamper Appeal – 2022‬‬

‫تبرعات لإلبارشية‬ ‫نسبة إلزدياد مصروفات أعمال الصيانة المستمرة‬ ‫لمبنى اإلبارشية‪ ،‬الرجاء المساعدة بالتبرع للحساب‬ ‫البنكي التالي‪:‬‬

‫‪Donations to the Diocese‬‬


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫العذراء مريم والدة اإلله‬ ‫القديس كيرلس السكندري‬ ‫ولد الكلمة من اآلب بطريقة ال ندركها بل هى فوق مستوى اإلدراك لكنه فى الزمان األ خير تجسد وولد من امرأة‬ ‫حسب الجسد‪ .‬والذى حدث أنه أخذ من العذراء القديسة جسداً واتحد به اتحاداً حقيقياً ‪ .‬لذلك نعتقد ان العذراء‬ ‫القديسة هى والدة اإلله ألنها ولدته حسب الجسد لكنه مولود فى ذات الوقت من اآلب قبل كل الدهور ‪.‬‬ ‫إذن إن كان هناك أحد ما يتجرأ أو يعلم أ ن العذراء مريم ولدت الطبيعة اإللهية غير الجسدانية فإن هذا هو الجنون‬ ‫بعينه‪ ،‬إلن الطبيعة اإللهية ليست من تراب األرض حتى تولد منه وال تلك الخاضعة للفساد (أي العذراء) تصبح أماً‬ ‫لعدم الموت‪ ،‬والتلك الخاضعة للموت تلد الذى هو حياة الكل‪ ،‬وال غير المادى يصبح ثمرة للجسد الذى بطبيعته‬ ‫خاضع للميالد وله ابتداء فى الزمان‪ .‬الجسد ال يمكنه ان يلد الذى ال بداية له‪ .‬لكننا نؤكد ان الكلمة صار مثل ما نحن‬ ‫وولد حسب الجسد‪.‬‬ ‫وأخذ جسداً و اتحد به اتحاداً حقيقياً بطريقة فوق اإلدراك أو التعبير‪ ،‬وأنه تأنس ُ‬ ‫أال تولد النفس البشرية وهى من طبيعة مختلفة عن الجسد ألنها متحدة به‪ ،‬وال أظن ان أحداً سيفترض ان النفس‬ ‫لها طبيعة الجسد أو أنها تتكون معه‪ ،‬وإ نما اهلل بطريقة غير معروفة يغرسها فى الجسد وتولد معه‪ .‬ولذلك نحن‬ ‫نحدد ان الكائن الحى الواحد المولود هو من اثنين‪ .‬وهكذا الكلمة هو اهلل لكنه تجسد‪ ،‬وايضاً ولد حسب الجسد و‬ ‫بطريقة بشرية لذلك تدعى التى ولدته والدة اإلله‪.‬‬ ‫حيث ان العذراء القديسة ولدت جسدياً اهلل متحداً بالجسد ُ‬ ‫األقنوم فنحن نقول إنها “والدة اإلله” ليس أن طبيعة‬ ‫الكلمة تأخذ بداية وجودها من الجسد ألنه (أي الكلمة) كان فى البدء والكلمة كان اهلل “ َ‬ ‫ان الْ َكلِ َم ُة اللَّ َه” (يو‬ ‫وك َ‬ ‫(‪ )1:1‬وهو نفسه خالق الدهور وهو أزلي مع اآلب وخالق كل األشياء ألنه كما قلنا سابقاً أنه إذ وحد االنسانى‬ ‫موحداً نفسه بالجسد فسوف ترفع‬ ‫بنفسه ُأقنومياً فإنه احتمل الوالدة الجسدية من بطنها‪ .‬وإذا قد ولدته امرأة‬ ‫ِ‬ ‫اللعنة إ ذن عن كل الجنس البشرى‪ .‬من ال يعترف ان عمانوئيل هو اهلل بالحقيقة ؟! وبسبب هذا فالعذراء هى “والدة‬ ‫اإلله” ألنها ولدت جسدياً الكلمة الذى من اهلل‪ ،‬الذى تجسد فليكن محروماً ‪.‬‬ ‫نعترف ان ربنا يسوع المسيح ابن اهلل الوحيد هو إله كامل و إنسان كامل ذو نفس عاقلة و جسم‪ ،‬وهو مولود من‬ ‫اآلب قبل كل الدهور بحسب الهوته و أنه هو نفسه فى االيام األخيرة من أجلنا ومن أجل خالصنا ُولد من مريم‬ ‫العذراء بحسب ناسوته وهو نفسه من الجوهر نفسه الذى لآلب (أو مع اآلب) حسب الهوته ومن نفس الجوهر‬ ‫الذى لنا (أ و معنا) بحسب ناسوته النه قد حدث اتحاد بين الطبيعتين أل جل هذا نعترف بمسيح واحد‪ ،‬إبن واحد‪ ،‬رب‬ ‫واحد‪ ،‬و بحسب هذا الفهم لإلتحاد بدون اختالط نعترف بأن العذراء القديسة هى “والدة اإلله” الن اهلل الكلمه قد‬ ‫تجسد و تأنس‪.‬‬ ‫ربما يقول أحد أن اسم “المسيح” اليطلق فقط على عمانوئيل وحده بل سوف نجده يطلق على آخرين ايضاً ألن اهلل‬ ‫قال فى موضع ما عن اولئك الذين اختيروا و تقدسوا بالروح “ َال تَ َم ُّسوا ُم َس َحائِ ي َو َال تُ ِسيئُ وا ِإلَ ى َأنْ ِب َيائِ ي"‬ ‫(مز‪ .)15:105‬وعلى ذلك فان اسم المسيح يجب أن ُيطلق ليس فقط و بوجه خاص على عمانوئيل بل أيضاً على كل‬ ‫الباقين الذين يمسحون بنعمة الروح القدس‪ .‬ولكن توجد هوة كبيرة و اختالفات ال تقارن تفصل بين حالتنا و بين‬ ‫مجد و تفوق مخلصنا‪ .‬فان كان جميع اآلخرين هم مسحاء‪ ،‬وهذا معقول جداً بسبب انهم مسحوا‪ ,‬أما المسيح وحده‬ ‫فهو اإلله الحقيقى “عمانوئيل” وبالحقيقة‪ ,‬فإن أحداً ال يخطىء إن اختار أن يقول أن أمهات آخرين هم “والدات‬ ‫مسيح” ولكن ليسوا بآى حال “والدات إله”‪ ,‬أيضاً أ ن العذراء القديسة وحدها بالمقابلة مع أولئك النساء هى كما‬ ‫ندركها و ندعوها “والدة المسيح” و “والدة اإلله” معاً النها لم تلد مجرد إنسان بسيط مثلنا بل بالحرى الكلمة الذى‬ ‫من اهلل اآلب الذى تجسد و تأنس‪ ,‬ألننا نحن أيضاً ندعى آلهه بحسب النعمة أما اإلبن فليس إلهاً على هذا النحو‪ ،‬بل‬ ‫بالحرى هو إله بالطبيعة و بالحق حتى وإن صار جسداً ‪ .‬ولكن ربما تقولون هذا (قل لى إذن ‪ ،‬هل العذراء صارت‬ ‫والدة الهوته؟) ورداً على هذا نقول أن كلمة اهلل نفسه الحى‪ ،‬الكائن بإقنومه‪ ،‬ولد من جوهر اهلل اآلب ذاته وإن‬ ‫الذى كان بال بداية صار له بداية فى الزمن وكان دائماً موجوداً مع الذى ولده و كائناً فيه و موجوداً معه ويشاركه‬ ‫فى التفكير فى أزمنة الدهر األخير حينما صار جسداً ‪ ،‬أى حينما اتحد بجسد ذى نفس عاقلة‪ ،‬قيل أنه ُولِ د أيضاً جسدياً‬ ‫من امرأة‪ .‬إن سر تجسده هو بكيفية ما‪ ،‬مماثل لوالدتنا ألن أمهات أولئك الذين على األرض الخاضعات لقوانين‬ ‫قليال بحسب أفعال اهلل غير المدركة ويصل إلى‬ ‫ً‬ ‫الطبيعة‪ ،‬فيما يخص الوالدة لهم يثني فى الرحمة‪ ،‬وهو الذى ينمو‬ ‫النضوج ‪ .‬واهلل لم يرسل الروح فى الكائن الحى بكيفية معروفة له‪ .‬هذا بحسب قول زكريا النبى ألنه هو “ َجا ِب ُل‬ ‫اخلِ ِه" (زك ‪.)1 :12‬‬ ‫ان ِفي َد ِ‬ ‫اإلنْ َس ِ‬ ‫وح ِ‬ ‫ُر ِ‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي‪،‬‬ ‫أما باروخ الكاتب فقد أشار إلى الخالص والقيامة في أورشليم بقوله الرائع‪:‬‬ ‫* "اخلعي يا أورشليم لباس النوح والمذلة والبسي بهاء المجد من عند اهلل إلى األبد" (با ‪.)1 :5‬‬ ‫لقد احتمل السيد المسيح مذلة بني البشر‪ ،‬وتذلل في آالمه وما وقع عليه من تعييرات كنائب عن البشرية لكي يحمل‬ ‫وي َلبس كنيسته‬ ‫ّ‬ ‫مذلتنا ويوفى دين المذلة األبدي الذي جلبناه على أنفسنا وذلك لكي يرفع عن شعبه حلة النوح‬ ‫والمذلة ُ‬ ‫بهاء المجد من عند اهلل إلى األبد‪.‬‬ ‫مذلتك يا ربي يسوع المسيح هي التي أعدت لي حلة المجد األبدي‪ ،‬فاجعلني ً‬ ‫أهال لهذه المواعيد الثمينة والعظمى‬ ‫إن ّ‬ ‫بنعمتك القادرة‪.‬‬

‫اصينَ ا‬ ‫وح َأل ْج ِل َم َع ِ‬ ‫َم ْج ُر ٌ‬

‫يب َس َال ِمنَ ا‬ ‫اصينَ ا َم ْس ُح ٌ‬ ‫وح َأل ْج ِل َم َع ِ‬ ‫وق َأل ْج ِل آثَ ِ‬ ‫يقول النبي بوحي من الروح القدس عن آالم المخلّ ص‪َ " :‬و ُه َو َم ْج ُر ٌ‬ ‫امنَ ا‪ .‬تَ ْأ ِد ُ‬ ‫َعلَ ْي ِه َو ِب ُح ُب ِر ِه ُش ِفينَ ا" (إش‪.)5 :53‬‬ ‫إال على السيد المسيح ‪ ،‬ألنه هو الذي بال خطية وحده بين جميع البشر والذي يمكنه أن يشفى‬ ‫ال ينطبق هذا الكالم ّ‬ ‫وبخ زميله اللص الشمال على تعييره للسيد‬ ‫عبر بنفس األسلوب ً‬ ‫أيضا اللص اليمين حينما ّ‬ ‫بجراحه خطايا غيره‪ .‬وقد ّ‬ ‫م ِب َع ْينِ ِه؟‪َ .‬أ َّما نَ ْح ُن َف ِب َع ْدل َألنَّ نَ ا نَ نَ ُ‬ ‫اق َما َف َعلْ نَ ا َو َأ َّما َه َذا‬ ‫استِ ْح َق َ‬ ‫المسيح بقوله‪َ " :‬أ َو َال َأنْ َت تَ َخ ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫اف اهللَ ِإ ْذ َأنْ َت تَ ْح َت َه َذا الْ ُح ْك ِ‬ ‫َفلَ ْم َي ْف َع ْل َش ْيئً ا لَ ْي َس ِفي َم َحلِّ ِه" (لو‪.)41 ،40 :23‬‬ ‫عوضا عن الخطاة ليوفى دين خطاياهم‪ ،‬بل إنه‬ ‫ً‬ ‫عبر فقط عن أن السيد المسيح قد تألّ م‬ ‫وح َأل ْج ِل َم َع ِ‬ ‫اصينَ ا" ال ُي ّ‬ ‫"م ْج ُر ٌ‬ ‫إن تعبير َ‬ ‫المحبة‪ ..‬كيف تألّ م السيد المسيح‪ ،‬ألن الخطية تفسد حياة اإلنسان‪ ..‬إنها مشاعر الراعي الذي يتألّ م حينما‬ ‫يعبر عن جراح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يرى الذئب وهو يفترس إحدى خرافه المحبوبة‪ .‬بل هي مشاعر األب الذي يرى أحد أوالده وهو يلقى بنفسه من برج عال‬ ‫مهشما‪ .‬كما أن العصيان يجرح قلب األب العطوف‪ ،‬والتمرد يجرح مشاعره الرقيقة‪.‬‬ ‫ليسقط‬ ‫ً‬ ‫جسد‬ ‫ً‬ ‫قد يقول قائل ما الذي يخسره اهلل لسبب خطاياي؟‬ ‫مضيفا أن اهلل غير محتاج إلينا‪ .‬ولكن السيد المسيح بتجسده قد ّ‬ ‫وح ِفي َي َد ْي َك؟‬ ‫مشاعر قلب اهلل‪ .‬ووصل تجسيد الموقف في الحوار المذكور في سفر زكريا النبي " َف َيقول لَ ُه‪َ :‬ما َه ِذ ِه الْ ُج ُر ُ‬ ‫َف َي ُق ُ‬ ‫ي الَّ تِ ي ُج ِر ْح ُت ِب َها ِفي َب ْي ِت َأ ِح َّبائِ ي!" (زك‪.)6 :13‬‬ ‫ول‪ِ :‬ه َ‬ ‫يد‬ ‫إننا نقف في ذهول أمام جراحات الصليب‪ .‬أهذا كلّ ه من أجل الحب؟! أو َ‬ ‫"ه َك َذا َأ َح َّب اللَّ ُه الْ َعالَ َم َحتَّ ى َب َذ َل ْابنَ ُه الْ َو ِح َ‬ ‫الجنس!" (يو‪.)16 :3‬‬ ‫وفى الوقت نفسه نشاهد قداسة اهلل وكراهيته للخطية ‪ -‬وليس للخاطئ ‪ -‬إذ أنه حينما نقل خطايانا على ابنه الوحيد‬ ‫ً‬ ‫عادال‬ ‫قصاصا‬ ‫يء" (رؤ‪ .)15 :19‬لكي تنال الخطية‬ ‫وس َم ْع َص َر َة َخ ْم ِر َس َخ ِط َو َغ َض ِب اهللِ الْ َق ِ‬ ‫ً‬ ‫"ي ُد ُ‬ ‫صار اإلبن َ‬ ‫اد ِر َعلَ ى ُك ِّل َش ْ‬ ‫ويعلَ ن صالح اهلل وقداسته‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وح الْ ُم ِح ِّب‪َ ،‬و َغ َّ‬ ‫ي ُق ْب َال ُت الْ َع ُد ِّو" (أم‪ ،)6 :27‬أي أن المحب الذي يحرص‬ ‫ي ُج ُر ُ‬ ‫اش ٌة ِه َ‬ ‫ورد في سفر األمثال أنها "أ ِمينَ ٌة ِه َ‬ ‫جراحا عند توبيخه‪ ،‬أو تأديبه‪ ،‬أو مقاومة بعض رغباته التي قد تضره‪ .‬أما قبالت العدو‬ ‫على مصلحة من يحبه قد يسبب له‬ ‫ً‬ ‫تنبه الشخص إلى المخاطر المحيطة به‪ ،‬وتشعره باألمان إلى أن يضيع‪ .‬أو هي تحمل الخيانة‬ ‫فهي تتظاهر بالمحبة‪ ،‬بينما ال ّ‬ ‫مثل قبلة يهوذا اإلسخريوطي للسيد المسيح‪ ،‬والتي كانت العالمة لتسليمه للذين قبضوا عليه‪ ،‬فكانت قبلة غاشة‪.‬‬ ‫فإن كان من يجرح حبيبه ألجل خيره وصالحه ُيحسب أمينً ا‪ ،‬فكم يكون من ينجرح هو نفسه ألجل من يحب؟! وكم يكون‬ ‫من يحمل ذنوب غيره ويحمل عقوبتها؟! كم يكون من يحمل الجراحات لكي يبين ألحبائه بشاعة الخطية وعواقبها؟! كم‬ ‫يكون لو أن القاضي أخذ مكان المتهم لكي يوفى ما عليه من ديون؟! وكم يكون من يتحمل القبلة الغاشة من‬ ‫يقي‪ .‬الَّ ِذي َم َع ُه َكانَ ْت تَ ْحلُ و لَ نَ ا الْ ِع ْش َر ُة"‬ ‫ان َع ِديلِ ي ِإلْ ِفي َو َص ِد ِ‬ ‫أحد تالميذه وأصدقائه الذي يقول هو عنه في المزمور ِ"إنْ َس ٌ‬ ‫(مز‪)14 ،13 :55‬؟!‬ ‫لقد مضى يهوذا وشنق نفسه؛ ربما ألنه لم يحتمل الرقة التي عامله بها السيد المسيح في مقابل خيانته الرديئة وعدم‬ ‫ً‬ ‫وذا َأ ِب ُق ْبلَ ة تُ َسلِّ ُم ابن‬ ‫قائال‪"َ :‬يا َي ُه َ‬ ‫اذا ِجئْ َت؟" (مت‪ )50 :26‬ثم أردف‬ ‫اح ُب لِ َم َ‬ ‫"يا َص ِ‬ ‫محبته‪ .‬ولم يمنعه من تقبيله‪ ،‬بل قال له‪َ :‬‬ ‫ان؟!" (لو‪.)48 :22‬‬ ‫اإلنْ َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ِه" (مز‪.)18 ،17 :109‬‬ ‫اه َو َكزَ ْيت ِفي ِعظَ ِ‬ ‫لقد قيل عن يهوذا في المزمور‪َ " :‬و َأ َح َّب اللَّ ْعنَ َة َف َأ َتتْ ُه‪َ ..‬ف َد َخلَ ْت َك ِم َياه ِفي َح َش ُ‬ ‫لقد أسلم يهوذا قلبه للشيطان الذي قاده من الندم إلى اليأس والهالك‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة الرابعة ‪ -‬السعي للملكوت األبدي محبة اهلل الشديدة لإلنسان‬ ‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي ‪...‬‬ ‫مثال كأورشليم مدينة النور‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫وبالحقيقة‪ ،‬إذا ُس ّر اهلل أن يتشبه بإحدى خالئقه ‪ -‬ألجل بهجة وفرح خالئقه العاقلة ‪-‬‬ ‫صهيون الجبل السماوي‪ ،‬فإنه يستطيع أن يفعل كل ما يريد‪ ،‬بحسب المكتوب “قد أتيتم إلى جبل صهيون‪ ،‬إلى مدينة‬ ‫السماوية” (عب ‪ ،) 22 :12‬فكل األشياء سهلة ويسيرة عنده‪ ،‬وقد يتشكل بأي شكل يختاره ألجل‬ ‫اهلل الحي أورشليم‬ ‫َّ‬ ‫منفعة النفوس األ مينة التي تستحقه‪.‬‬ ‫السماوية‪ ،‬ومباهج‬ ‫ومرضيا إياه‪ ،‬فيرى في اختبار وشعور حقيقي‪ ،‬الخيرات‬ ‫صديقا له‬ ‫ً‬ ‫فليسع اإلنسان فقط‪ ،‬أن يكون‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الالهوت التي ال ُيعبر عنها وغناه غير المحدود‪ ،‬الذي لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر” (‪ 1‬كو‬ ‫وفرحا وبهجة وحياة أبدية للنفوس المستحقة‪ .‬ألن الرب ُي َج ّسم نفسه‬ ‫‪ ،)9 :2‬أعني روح الرب‪ ،‬الذي يجعل نفسه راحة‬ ‫ً‬ ‫حتى في الطعام والشراب كما هو مكتوب في اإلنجيل “من يأكل هذا الخبز يحيا إلى األبد” (يو ‪ ،)58 :6‬لكي‬ ‫ُيعطي النفس راحة ال ُينطق بها‪ ،‬ويمألها بهجة روحانية‪ ،‬ألنه هو يقول “أنا هو خبز الحياة” (يو ‪ .)25 :6‬وهو ُي َج ّسم‬ ‫نفسه في شراب الينبوع السماوي‪ ،‬كما يقول “كل من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا يصير فيه ينبوع ماء ينبع‬ ‫واحدا” (‪ 1‬كو ‪ 13 :12‬مع ‪ 1‬كو ‪.)4 :10‬‬ ‫شرابا‬ ‫وأيضاً يقول الرسول “وجميعنا ُسقينا‬ ‫ً‬ ‫إلى حياة أبدية” (يو ‪،)14 :4‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫ظهورات اهلل المتنوعة للنفوس‪:‬‬ ‫لقد ظهر اهلل لكل واحد من اآلباء القديسين بالطريقة التي أرادها واستحسنها لهم ‪ -‬فظهر إلبراهيم بطريقة وإلسحق‬ ‫بأخرى وليعقوب بطريقة غيرها‪ ،‬وبغيرها لنوح‪ ،‬ولدانيال‪ ،‬ولداود‪ ،‬ولسليمان‪ ،‬وألشعياء‪ ،‬ولكل واحد من األنبياء‬ ‫القديسين‪ ،‬وبطريقة إليليا‪ ،‬وبأخرى لموسى‪ .‬وفي اعتقادي أن موسى‪ -‬في كل ساعة على الجبل طوال صوم‬ ‫متمتعا ببهجتها‪.‬‬ ‫الروحانية ويتلذذ بها‬ ‫يوما‪ -‬كان يقترب إلى تلك المائدة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األربعين ً‬ ‫وخالصا‪ ،‬وليقودهم إلى معرفته‪ .‬وأي شيء‬ ‫وظهر اهلل‪ ،‬بحسب ما شاء هو‪ ،‬لكل واحد من القديسين ليعطيهم راحة‬ ‫ً‬ ‫منظورا لعيون أولئك الذين يحبونه‪،‬‬ ‫يشاءه هو سهل عنده‪ .‬فكما يريد‪ ،‬فهو ينقص نفسه ببعض التجسيم‪ ،‬ويجعل ذاته‬ ‫ً‬ ‫مظهرا ذاته ألولئك الذين يستحقون‪ ،‬في مجد نور ال ُيدنى منه‪ ،‬وذلك بحسب محبته العظيمة والتي ال ُينطق بها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أهال باشتياق شديد وانتظار هلل‪ ،‬وإيمان ومحبة‪ ،‬ألن تنال تلك القوة‬ ‫ً‬ ‫وبواسطة قوته الخاصة‪ .‬والنفس التي ُحسبت‬ ‫حقا من كل محبة‬ ‫السماوية‪ ،‬نار الحياة غير المائتة‪ ،‬فإنها تنفك ً‬ ‫السماوية‪ ،‬وقد نالت النار‬ ‫من األعالي‪ ،‬أي محبة الروح‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫عالمية وتنطلق حرة من كل رباط الشر‪.‬‬

‫اإللهية‪:‬‬ ‫تغيير النفس بنار المحبة‬ ‫ّ‬ ‫الطبيعية إلى قوام‬ ‫فكما أن الحديد‪ ،‬والرصاص والذهب‪ ،‬أو الفضة‪ ،‬حينما تُ لقى في النار تنصهر وتتغير من صالبتها‬ ‫ّ‬ ‫لين‪ ،‬وطوال بقائها في النار تستمر منصهرة ومتغيرة عن تلك الطبيعة الصلبة‪ ،‬بواسطة شدة حرارة النار‪ ،‬كذلك النفس‬ ‫وثبتت شوقها نحو الرب وحده‪ ،‬بتفتيش كثير وآالم وصراع النفس‪ ،‬وتداوم على انتظار الرب‬ ‫التي أنكرت العالم َّ‬ ‫السماوية‪ ،‬نار الالهوت ونار محبة الروح‪ ،‬فهذه نفس‬ ‫انتظارا غير منقطع بالرجاء واإليمان‪ ،‬والتي قد نالت تلك النار‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫تنفك حينئذ بال حقيقة من كل محبة العالم وتنطلق حرة من كل فساد األهواء وتطرح عنها كل شيء وتتغير من‬ ‫الطبيعية وصالبة الخطية‪ ،‬وتعتبر كل األشياء بال قيمة بالمقارنة مع العريس السماوي الذي قبلته‪ ،‬مستريحة‬ ‫عادتها‬ ‫ّ‬ ‫بذلك في حبه الشديد الذي يفوق الوصف‪.‬‬ ‫جدا الذين تبصرهم هذه النفس بعينها‪ ،‬إذا أعاقوها عن تلك المحبة‬ ‫وأقول لكم بالحقيقة إنه حتى اإلخوة المحبوبين ً‬ ‫الخفية الفائقة الوصف مع الملك السماوي‪.‬‬ ‫فإنها تتحول عنهم‪ .‬ألن حياة النفس وراحتها هي في تلك العشرة‬ ‫ّ‬ ‫األرضية (بالزواج) تتسبب في مفارقة اإلنسان ألبيه وأمه وإخوته بل وكل األشياء‬ ‫ألنه إن كانت شركة المحبة‬ ‫ّ‬ ‫سطحية‪ ،‬بينما‬ ‫تبتديء تصير في نظر الزوجين خارجة عنهما‪ ،‬ورغم أنهما يظالن يحبونهم فإنهما يحبونهم محبة أكثر‬ ‫َّ‬ ‫موجها نحو عالقته بعروسه ‪ -‬لذلك يقول الكتاب “من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه‬ ‫يكون انشغال اإلنسان كله‬ ‫ً‬ ‫واحدا” (تك ‪.)24 :2‬‬ ‫جسدا‬ ‫ويلتصق بامرأته ويكون اإلثنان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جدا أولئك الذين ُحسبوا‬ ‫فأقول إن كانت المحبة‬ ‫الجسدية تجعل اإلنسان ينفك من كل محبة أخرى فكم باألحرى ً‬ ‫ّ‬ ‫حقا في شركة الروح‪ ،‬ذلك الروح السماوي المحبوب‪ ،‬ينفكون من كل محبة عالمية ويصبح كل شيء‬ ‫أهال للدخول ً‬ ‫ً‬ ‫آخر عديم القيمة بالنسبة لهم أل نهم ُغمروا بشهوة سماوية وصاروا بكليتهم في ألفة وانسجام معها‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‪،‬‬

‫والقديس متى الرسول يذكر أنه عند صليب الرب "نسوة كثيرات كن هناك‪ ،‬ينظرون من بعيد‪،‬‬ ‫وبينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي‪ ،‬وأم ابني زبدي" (مت‪.)56 ،55 :27‬‬ ‫فمن هي مريم أم يعقوب ويوسي هذه؟ هل هي مريم العذراء؟ وهل يعقل أن العذراء أنجبت‬ ‫كل هذه المجموعة الكبيرة من األنبياء؟!‬ ‫أنها مريم زوجة حلفي أو كلوبا‪ ،‬التي قال عنها يوحنا الرسول "وكن واقفات عند صليب يسوع‪:‬‬ ‫أمه‪ ،‬وأخت أمه‪ :‬مريم زوجة كلوبا‪ ،‬ومريم المجدلية" (يو‪ -)25:19‬قارن مع (مت‪.)56 ،55 :27‬‬ ‫مريم أم يعقوب ويوسي كانت مع مريم المجدلية عند صليب المسيح (مت‪ .)56 ،55 :27‬وهما‬ ‫نفسهما‪ :‬مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي كانتا واقفتين وقت الدفن "تنظران أين‬ ‫ً‬ ‫أيضا كانتا‬ ‫حنوطا بعدما مضي السبت (مر‪ .)1:16‬وهما ً‬ ‫أيضا أحضرتا‬ ‫وضع" (مر‪ .)47:15‬وهما ً‬ ‫واقفتين عند الصليب مع مريم أمه وهما اللتان قصدهما يوحنا اإلنجيلي بقوله (وكانت واقفات‬ ‫عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا‪ ،‬ومريم المجدلية‪.‬‬ ‫إذن أخوة الرب يسوع هم أوالد خالته مريم زوجة كلوبا أو حلفي أم يعقوب ويوسي وباقي‬ ‫األخوة‪.‬‬ ‫خالفا في النطق أو كما‬ ‫ً‬ ‫أما عن الخالف بين أسم حلفى وأسم كلوبا‪ ،‬فإما أن يكون‬ ‫قال القديس جيروم‪ :‬من عادة الكتاب أن يحمل الشخص الواحد أكثر من أسم؛ فرعوئيل حمو‬ ‫أيضا يثرون (خر‪ .)18:4‬وجدعون يدعي يربعل (قض‪ .)32:6‬وبطرس‬ ‫موسى (خر‪ .)18:2‬يدعي ً‬ ‫دعي أيضا سمعان وصفا‪ ،‬ويهوذا الغيور دعي تداوس (مت‪.)3:10‬‬ ‫مطلقا‬ ‫ً‬ ‫واضح إذن أن أم مريم أم يعقوب ويوسي ليست هي مريم العذراء ولم يحدث‬ ‫أن الكتاب دعاها بهذا االسم‪.‬‬ ‫مالحظات‬ ‫‪ *)1‬من غير المعقول أن يكون لمريم أم المسيح كل هؤالء األبناء ويعهد بها الرب على الصليب‬ ‫إلى يوحنا تلميذه‪ .‬الشك أن أوالدها كانوا أولي بها لو كان لها أوالد‪..‬‬ ‫‪ *)2‬نالحظ في أسفار يوسف ومريم في الذهاب إلى مصر والرجوع منها‪ ،‬لم يذكر اسم أي ابن‬ ‫لمريم غير (يسوع) (مت‪ .)21 ،20 ،14 :2‬وكذلك في الرحلة إلى أورشليم وعمره ‪12‬‬ ‫سنة (لو‪.)43:2‬‬ ‫صحيحا ما يقول البعض أن (أخوة يسوع) هم أبناء ليوسف من امراة أخري ترمل‬ ‫‪ *)3‬وليس‬ ‫ً‬ ‫بموتها‪ .‬فالكتاب يذكر أن مريم أم يعقوب ويوسي كانت حاضرة صلب المسيح ودفنه كما‬ ‫ذكرنا (مر‪.)47:15‬‬ ‫‪ *)4‬وهناك نص كتابي واضح في نبوءة حزقيال يؤيد دوام بتولية العذراء‪ .‬لقد رأي حزقيال النبي‬ ‫مغلقا في المشرق‪ .‬وقيل له "هذا الباب يكون مغلق ال يفتح وال يدخل منه إنسان‪ .‬ألن الرب‬ ‫ً‬ ‫بابا‬ ‫ً‬ ‫مغلقا" (حز‪.)2:44‬‬ ‫ً‬ ‫إله إسرائيل دخل منه فيكون‬ ‫مغلقا لم يدخله ابن آخر لها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إنه رحم العذراء الذي دخل منه الرب‪ ،‬فظل‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 26‬ديسمبر ‪2021‬‬

‫‪ 17‬كيهك ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪850‬‬

‫" َف َل َّما َس ِم َع ْت‬ ‫ات َس َال َم‬ ‫يص َاب ُ‬ ‫َأ ِل َ‬ ‫َم ْر َي َم ْارتَ َك َض‬ ‫ين ِفي َب ْ‬ ‫ط ِن َها‪،‬‬ ‫ْال َج ِن ُ‬ ‫امتَ َأل ْت أليصابات ُ‬ ‫َو ْ‬ ‫وح ْال ُق ُد ِس‪،‬‬ ‫ِم َن ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫َو َص َر َخ ْت ِب َص ْوت‬ ‫َع ِظيم َو َق َال ْت‪:‬‬ ‫" ُم َب َار َك ٌة َأنْ ِت ِفي‬ ‫النِّ َس ِاء َو ُم َب َار َك ٌة‬ ‫ي َث َم َر ُة َب ْ‬ ‫ط ِن ِك!‬ ‫ِه َ‬ ‫َف ِم ْن َأ ْي َن ِلي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫هذا َأ ْن تَ ْأ ِت َ‬ ‫ي؟‬ ‫ُأ ُّم َر ِّبي ِإ َل َّ‬ ‫َف ُه َو َذا حين‬ ‫َص َار َص ْو ُت‬ ‫َس َال ِم ِك ِفي‬ ‫ي ْارتَ َك َض‬ ‫ُأ ُذنَ َّ‬ ‫ين ِب ْاب ِت َهاج‬ ‫ْال َج ِن ُ‬ ‫ِفي َب ْ‬ ‫ط ِني‬ ‫َف ُ‬ ‫وبى ِل َّل ِتي‬ ‫ط َ‬ ‫آمنَ ْت َأ ْن َي ِت َّم‬ ‫َ‬ ‫َما ِق َ‬ ‫يل َل َها‬ ‫الر ّب ‪".‬‬ ‫ِم ْن ِق َب ِل َّ‬ ‫(لوقا ‪)45-41 :1‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.