Epsajee 16 January 2022

Page 1


‫أخبار اإليبارشية‬ ‫تهـاني‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب القس دانيال رشدي‪ ،‬الكاهن‬ ‫بكنيسة القديس يوحنا اإلنجيلي‪ ،‬بملبورن بمناسبة‬ ‫العيد الثامن عشر لسيامته كاهناً (األحد ‪ 16‬يناير)‪.‬‬ ‫ويكثر‬ ‫نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫من الثمار الجيدة في خدمته لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫تعـازي‬

‫‪Condolences‬‬

‫إنتقلت إلى الرب‪ ،‬في مصر‪ ،‬السيدة فيفي والدة‬ ‫إيريني غالي زوجة هاني غالي؛ وجدة كل من‬ ‫هولي‪ ،‬وهيفين‪ ،‬وهوزانا‪ .‬نسأل الرب أن ينيح نفسها‬ ‫في فردوس النعيم ويمنح العزاء لكل أفراد العائلة‬ ‫في مصر وأستراليا‪.‬‬

‫‪COPTIC HOPE CHARITY‬‬ ‫‪CHRISTMAS HAMPER APPEAL – 2021‬‬


EXCERPT FROM HOMILY 17 ON THE GOSPEL OF JOHN


‫رسالة عيد الميالد المجيد – يناير ‪2022‬‬ ‫قداسة البابا تاوضروس الثاني‬ ‫بإسم اآلب واالبن والروح القدس تحل علينا نعمته ورحمته من اآلن وإلى األبد آمين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خاصا‪ ،‬ألن هذا العيد نفتتح به أعيادنا فى‬ ‫احتفاال‬ ‫ونحن نحتفل أيها األحباء بعيد الميالد المجيد إنما نحتفل‬ ‫ً‬ ‫السنة الميالدية‪ ،‬وهذا العيد عيد الميالد والذى يحتفل به العالم كله إنما هو احتفال بدخول الفرح إلى العالم‪.‬‬ ‫بعيدا عن الفردوس‪.‬‬ ‫كان العالم قبل ميالد السيد المسيح ال يشعر بفرح حقيقى كان العالم يعيش‬ ‫ً‬ ‫مغلقا وكان الطريق الوحيد أمام البشر هو إلى الجحيم‬ ‫ً‬ ‫فحتى األبرار الذين عاشوا كان الفردوس أمامهم‬ ‫وكانت حياة اإلنسان تدور حول الذبائح المتكررة لعلى اهلل يرضى ويقبل‪ ،‬وكان تكرار هذه الذبائح يعنى أنها‬ ‫ذات نفع مؤقت وصار العالم فى حالة تخبط وتعدى على الوصية وانتشرت الوصية وانتشر الضعف فى حياة‬ ‫البشر واحتاج اإلنسان أن يكون فر ًحا ليشعر بإنسانيته‪.‬‬ ‫وكان الفرح فى ميالد السيد المسيح‪ ،‬فاإلنسان بدون المسيح فاقد الفرح والسعادة الداخلية‪ .‬وإن كانت‬ ‫الدول تعمل من أجل رعاية الشعوب إال أن السيد المسيح جاء من أجل رفاهية األفراد‪ .‬اهلل خلقنا لرسالة‬ ‫واإلنسان الذى ال يشعر بحياته يفقد الكثير من وجوده وال يشعر بلذة الحياة الجميلة وهذه هى النعمة التى‬ ‫مولودا فى مذود بيت لحم لكى ما يمنح‬ ‫أعطاها اهلل لإلنسان‪ .‬كان الفرح ينقص اإلنسان وجاء السيد المسيح‬ ‫ً‬ ‫كبيرا‪ .‬والسؤال اآلن من أين وكيف يأتى الفرح؟‬ ‫فرحا‬ ‫ً‬ ‫اإلنسان ً‬ ‫نحن نتعلم فى الكنيسة ونصلى فى أ لحاننا ونردد كلمة "هليللويا" وهى كلمة تهليل وفرح وهى كلمة‬ ‫مشهورة فى سفر المزامير وسفر الرؤيا وتتكرر أربع مرات وتشير إلى جهات األرض األربعة‪ .‬أريد أن أتامل‬ ‫معكم فى خمسة مشاهد عن الفرح من أين يأتي؟‬ ‫‪-1‬المشهد األول‪ :‬فى حياة أمنا العذراء مريم عندما نالت البشارة من المالك جبرائيل ذهبت بسرعة إلى‬ ‫القديسة أليصابات وذهبت إليها لتخدمها وعندما رأتها اليصابات ابتهج الجنين فى بطنها‪ ،‬أما أمنا العذراء‬ ‫الر َّب َوتَ ْبتَ ه ُج ُروحى باهلل ُم َخلِّ صي" فهذا هو المصدر األول‬ ‫حولت هذه المناسبة إلى صالة " تُ َعظِّ ُم نَ ْفسى َّ‬ ‫للفرح‪ ،‬الخالص‪ ،‬أمنا العذراء من البشر وعرفت أنها تحتاج للخالص وهكذا جميع أجيال العهد القديم كانت‬ ‫وي َخل ْص‪ .‬وحتى أجيال األمم كما قال سقراط "ال سبيل إلى معرفة الحقيقة إال‬ ‫تبحث باشتياق عن من يأتى ُ‬ ‫إذا جاء رب الحقيقة وأعالنها بذاته"‪.‬‬ ‫الر َّب َوتَ ْبتَ ه ُج ُروحى باهلل ُم َخلِّ صى" وكانها‬ ‫مريم العذراء أمنا وفخر جنسنا وقفت وصلت وقالت‪" :‬تُ َعظِّ ُم نَ ْفسى َّ‬ ‫تضع ايدينا على أول طريق الفرح‪ ،‬الفرح ال يأتى إ ال من خالل خالص السيد المسيح على الصليب ولذلك نحن‬ ‫فرحا أال فرح‬ ‫فرحا أيها المخلص عندما أتيت لتعين العالم" فليس هناك‬ ‫نصلى "نشكرك ألنك مألت الكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الصليب هذا هو المصدر الرئيسى وأمنا العذراء تشير إليه وتعلمنا وتعلن احتياجها للخالص فاإلنسان لن يعرف‬ ‫فرحا إال إذا بدء بالخالص الذى قدمه المسيح على الصليب‪ ،‬هذا هو المصدر األول للفرح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪-2‬المشهد الثانى‪ :‬نراه فى القديس يوسف النجار ذلك الشيخ الوقور الذى اختصه اهلل ليكون حارس لسر‬ ‫رفيقا ألمنا العذراء وفى الطريق لبيت لحم ‪ ،‬وهو الذى صاحب األم والطفل الرضيع إلى مصر‬ ‫ً‬ ‫التجسد وكان‬ ‫جدا‪ .‬الفرح هنا هو فرح المسئولية فاهلل عندما يمنحنا مسئولية تكون مصدر للفرح إذا‬ ‫عبر طرق شاقة ً‬ ‫يم َك َعلَ ى ْال َكثير‪ .‬اُ ْد ُخ ْل‬ ‫استخدمها اإلنسان بكل أمانة وأخالص‪ ،‬وفى مثل الوزنات " ُكنْ َت َأمينً ا فى ْال َقليل َف ُأق ُ‬ ‫وم ْخل ًصا‪ .‬قد تتعدد المسئوليات ولكن فى كل مسئولية إذا تاجر فيها اإلنسان‬ ‫إلَ ى َف َرح َس ِّيد َك " ألنه كان أمينً ا ُ‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫بكل أمانة يجد ً‬ ‫‪-3‬المشهد الثالث‪ :‬مشهد المالئكة الذين ظهروا فى السماء‪ ،‬جعلوا السماء منيرة ويسبحون ويرتلون " ْال َم ْج ُد‬ ‫األ َعالي‪َ ،‬و َعلَ ى َ‬ ‫هلل فى َ‬ ‫الس َال ُم‪َ ،‬وبالنَّ اس ْال َم َس َّر ُة"‪ .‬هذا الفرح هو فرح التسبيح‪ ،‬التسبيح هو اللغة الراقية‬ ‫األ ْرض َّ‬ ‫للصالة‪ ،‬كان فرح التسبيح فرحاً‬ ‫حقيقيا علمته لنا المالئكة من خالل هذه التسبحة القصيرة ولكنها شاملة‪ ،‬ال‬ ‫ً‬ ‫تسبيحا أال أن تُ مجد اهلل أ ً‬ ‫وال وأن تصنع سالم لتكون تسبحتك مقبولة‪.‬‬ ‫تستطيع أن تقدم‬ ‫ً‬


‫رسالة عيد الميالد المجيد – يناير ‪2022‬‬ ‫قداسة البابا تاوضروس الثاني‬ ‫والخطوة الثالثة بالناس المسرة وأنك أنت تشعر بهذا الفرح وتنشر الفرح فى حياة الناس‪ ،‬فعطية الحياة التى‬ ‫فرحا وفرح من حولك‪ ،‬المشهد الثالث‬ ‫يعطيها اهلل لنا هو صاحبها‪ ،‬فاطمئن اهلل يقود خطواتك فعيش أيامك ً‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫كان التسبيح والتسبيح يمألك ً‬ ‫‪ -4‬المشهد الرابع‪ :‬نجده عند الرعاة وهم أناس بسطاء ومؤتمنين على القطعان التى يرعونها وكانوا يعتبروا‬ ‫خارج سكان أى مدينة ألنهم يتنقلون‪ ،‬كانوا بكل أمانة يحرسوا القطعان فى البادية وكانت هذه البساطة‬ ‫هى سبب الفرح‪ .‬يقول القديس أغسطينوس"وقفت على قمة العالم عندما وجدت نفسى ال أشتهى شيء‬ ‫وال أخاف شيء" هؤالء كانوا كذلك وكانت الصفة الغالبة فيهم أنهم عاشوا حياة الرضا‪ ،‬اإلنسان الذى يتذمر‬ ‫ال يشعر بالفرح وهؤالء البسطاء الرعاة استحقوا أن يكونوا أول من يعرف ميالد السيد المسيح فى العالم‬ ‫فرحا وظهر لهم المالك وقال لهم " َف َها َأنَ ا ُأ َب ِّش ُر ُك ْم ب َف َر ٍح‬ ‫كله‪ ،‬ربما معيشتهم بسيطة ولكنها صنعت لهم‬ ‫ً‬ ‫ون ل َجميع َّ‬ ‫الش ْعب " ونعرف أنهم قاموا مسرعين وذهبوا إلى بيت لحم ونالوا الجائزة أنهم أول زوار‬ ‫يم َي ُك ُ‬ ‫َعظ ٍ‬ ‫فرحا ليست السعادة‬ ‫اإلنسان‬ ‫يجعل‬ ‫باألرضيات‬ ‫التمسك‬ ‫وعدم‬ ‫الحياة‬ ‫فى‬ ‫البساطة‬ ‫يسوع‪،‬‬ ‫الطفل‬ ‫وشاهدوا‬ ‫ً‬ ‫هما‪ ،‬الرعاة علمونا مشهد البساطة‬ ‫عب د لشيء فكل هذا سيتركه فلذلك ال يحمل ً‬ ‫فى التملك‪ .‬اإلنسان ال ُيستَ َ‬ ‫فرخا لإلنسان‪.‬‬ ‫والرضا التى تعطى ً‬ ‫شهورا فى رحلتهم كانوا‬ ‫‪-5‬المشهد الخامس‪ :‬مشهد المجوس القادمين من بالد المشرق الذين استغرقوا‬ ‫ً‬ ‫علماء وأغنياء وتحملوا مشقة الرحلة‪ ،‬وتبعوا النجم ووصلوا إلى أورشليم ووصلو للملك وسئلوا عن المولود‬ ‫ملك اليهود وطلب منهم هيرودس أن يبحثوا عن الصبى بتدقيق‪ ،‬أما هم فذهبوا وتبعوا النجم حتى وصلوا‬ ‫إلى البيت ومعهم الهدايا وهنا يظهر فرح المشاركة‪ ،‬عندما تشارك اآلخرين تحصل على فرح عظيم‪ ،‬وكان مع‬ ‫المجوس الهدايا واتوا ليشاركوا فرحة الملك المولود ملك اليهود رغم أنهم من األمم وقدموا هداياهم‬ ‫أيضا وكان هذا مبدأ المشاركة‪ ،‬أنت عندما تشارك‬ ‫وشاركوا فرحة أمنا العذراء والقديس يوسف النجار وفرحتنا ً‬ ‫اآلخرين فى أفراحهم تشعر بفرح داخلي‪ ،‬اإلنسان ال ُيخلق لنفسه بل لمجتمع يخدم ويعمل فيه‪ .‬وحياة الشركة‬ ‫هى الغالبة على اديرتنا القبطية‪.‬‬ ‫إذا يا أخوتى هذه المشاهد الخمسة هى مصادر للفرح‪:‬‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫‪.1‬من أمنا العذراء الخالص يعطى ً‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫‪ .2‬من القديس يوسف النجار المسؤولية تعطى ً‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫‪ .3‬من المالئكة التسبيح يعطى ً‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫‪ .4‬من الرعاة البساطة تعطى ً‬ ‫فرحا‪.‬‬ ‫‪ .5‬من المجوس المشاركة تعطى ً‬ ‫فيصير هذا العيد هو عي د دخول الفرح إلى العالم ونصلى أن يمأل هذا الفرح كل القلوب والعقول وكل البالد‬ ‫قريبا ويكون اإلنسان‬ ‫وكل إنسان‪ ،‬وتكون حياتنا فى العام الجديد طيبة بعد هذه الجائحة ونرجوا أن تنتهى‬ ‫ً‬ ‫متهلل من الداخل برغم وجود المشاكل وفرحان من داخله ويقبل على الحياة ويعطى اإلنسان طاقة‪.‬‬ ‫أكرر تهنئتى‪ ،‬وبإسم كل اآلباء األساقفة والمطارنة واآل باء الرهبان والشمامسة نهنئ الجميع بهذا العيد‬ ‫المجيد ونصلى لكى يمنح اهلل نعمة وسالم وصحة وعافية لكل آحد‪ ،‬نصلى من أجل كل المصابين وأن‬ ‫يمنحهم اهلل شفاء‪ ،‬ونصلى من أجل الذين رقدوا‪ ،‬ونصلى من أجل كل إنسان ونتذكر دائما اإلجراءات االحترازية‬ ‫الواجبة‪.‬‬ ‫ضيقا عند البعض ولكن األمر من‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ،‬وربما توقف الصالة فى هذه المناسبات يسبب‬ ‫ويجب أن نهتم بها‬ ‫ً‬ ‫سالما‬ ‫الغمة وهذه الجائحة ونعود إلى حياتنا الطبيعية ويعطينا‬ ‫أجل الحماية‪ ،‬نصلى أن يرفع اهلل هذه ُ‬ ‫ً‬ ‫وهدوئً ا‪ ،‬وأهنئكم وأرجو أن تدوم فرحة الميالد فى حياتكم‪.‬‬ ‫إللهنا كل مجد وكرامة من اآلن وإلى األبد آمين‪.‬‬


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫فقد شرح القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه عن "تجسد الكلمة" أهمية التجسد اإللهي في خالص البشرية؛‬ ‫فقال في الفصل التاسع‪:‬‬ ‫ً‬ ‫قابال للموت‪ .‬لكي باتحاده بالكلمة‬ ‫جسدا‬ ‫[إن كلمة اهلل إذ لم يكن من الممكن أن يموت (بحسب الهوته) أخذ‬ ‫ً‬ ‫نيابة عن الكل]‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جديرا بأن يموت‬ ‫الذي هو فوق الكل‪ ،‬يكون‬ ‫ً‬ ‫وبذلك شرح القديس أثناسيوس فكرة الموت النيابي‪ .‬فالسيد المسيح إذ حمل خطايا العالم‪ ،‬قد مات نيابة عن‬ ‫مساويا لحياة الكثيرين] (الرسالة إلى‬ ‫الكثيرين‪ .‬وكما قال القديس كيرلس الكبير عامود الدين‪[ :‬كان موته هو وحده‬ ‫ً‬ ‫فاليريان أسقف أيقونية ‪ -‬الفقرة ‪.)13‬‬

‫ُ‬ ‫ظل َم َأ َّما ُه َو َفتَ َذ َّل َل‬

‫يستكمل إشعياء النبي نبواته عن آالم السيد المسيح بمنتهى الدقة فيقول‪" :‬ظُ ل َم َأ َّما ُه َو َفتَ َذلَّ َل َولَ ْم َي ْفتَ ْح‬ ‫اه" (إش‪.)7 :53‬‬ ‫َف ُ‬ ‫ي َتتَّ ب ُعوا‬ ‫أشار معلمنا بطرس الرسول إلى مسألة الظلم بقوله‪َ " :‬فإ َّن الْ َمس َ‬ ‫يح َأ ْي ًضا تَ َألَّ َم َأل ْجلنَ ا‪ ،‬تَ ار ًكا لَ نَ ا مثَ ًاال ل َك ْ‬ ‫ُخطُ واته‪ .‬الَّ ذي لَ ْم َي ْف َع ْل َخط َّي ًة‪َ ،‬و َال ُوج َد في َفمه َم ْك ٌر‪ .‬الَّ ذي إ ْذ ُشت َم لَ ْم َي ُك ْن َي ْشت ُم ع َو ًضا َوإ ْذ تَ َألَّ َم لَ ْم َي ُك ْن ُي َه ِّد ُد َب ْل‬ ‫وت َعن الْ َخطَ َايا َفنَ ْح َيا‬ ‫ي نَ ُم َ‬ ‫َك َ‬ ‫ان ُي َسلِّ ُم ل َم ْن َي ْقضي ب َع ْد ٍل‪ .‬الَّ ذي َح َم َل ُه َو نَ ْف ُس ُه َخطَ َايانَ ا في َج َسده َعلَ ى الْ َخ َش َبة‪ ،‬ل َك ْ‬ ‫للْ ب ِّر‪ .‬الَّ ذي ب َجلْ َدته ُشفيتُ ْم" (‪1‬بط‪.)24-21 :2‬‬ ‫ويتضح من كالم معلمنا بطرس الرسول أن الظُ لم الذي وقع على السيد المسيح كان من الناس األشرار الذين تآمروا‬ ‫عذبوه‪ ،‬إذ ضربوه ولطموه وجلدوه وسمروه على الصليب‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬والذين شتموه‪ ،‬والذين ّ‬ ‫أيضا الحاكم الروماني بونتيوس‬ ‫اشترك في تعذيب السيد المسيح قيادات اليهود والعسكر الرومان‪ .‬واشترك ً‬ ‫وخوفا على منصبه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خضوعا للضغط الشعبي‬ ‫بيالطس‪ ،‬الذي أمر بجلده‪ ،‬ثم أمر بصلبه‬ ‫ً‬ ‫بالطبع لم يقع الظُ لم على السيد المسيح من ق َبل اآلب السماوي وإن كان قد سمح بذلك لتكميل عمل الفداء‬ ‫وإدانة الشر والخطية‪ .‬والدليل على أن الظلم لم يقع من جهة اآلب السماوي هو قول الكتاب عن السيد المسيح‪:‬‬ ‫قاضيا‬ ‫ان ُي َسلِّ ُم ل َم ْن َي ْقضي ب َع ْد ٍل" (‪1‬بط‪ ،)23 :2‬بمعنى أن السيد المسيح قد اعتبر اآلب‬ ‫"وإ ْذ تَ َألَّ َم لَ ْم َي ُك ْن ُي َه ِّد ُد َب ْل َك َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫"ي َسلِّ ُم ل َم ْن َي ْقضي ب َع ْد ٍل"‪.‬‬ ‫عادال فكان ُيسلّ م له الحكم ُ‬

‫لماذا َسمح الرب أن ُيظلم؟‬ ‫عوضا عن الخطاة؟ ولماذا يسمح اآلب بأن يقع الظلم على ابنه الوحيد‬ ‫ً‬ ‫يتساءل البعض‪ :‬هل من العدل أن يموت البار‬ ‫المتجسد؟! نجيب على ذلك باألسباب التالية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫جسديا‪.‬‬ ‫مجبرا على قبول اآلالم والموت‬ ‫تطوع لخالص البشرية‪ .‬فهو لم يكن‬ ‫أوال‪ :‬إن الفادي قد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫سريعا ولم يستطع الموت أن يمسكه‪ .‬وبذلك فقد تم التعويض عن الموت‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن اآلب قد أقامه من األموات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثالثً ا‪ :‬إنه قام بجسد ممجد ال يقوى عليه الموت‪.‬‬ ‫جسديا وبانتصاره على الموت وعلى الجحيم وعلى مملكة الظلمة‬ ‫تمجد بقيامته وبصعوده إلى السماء‬ ‫ً‬ ‫رابعا‪ :‬إنه قد ّ‬ ‫ً‬ ‫الروحية‪ .‬واحتفل السمائيون بهذا الدخول االنتصاري لملك المجد ورفعوا األبواب الدهرية ليدخل الرب العزيز القاهر‬ ‫ناسوتيا بأمجاد هي أضعاف ما أحاط به من إهانات في جسم بشريته‪ .‬وبهذا‬ ‫في الحروب‪ .‬وبهذا يكون قد أحيط‬ ‫ً‬ ‫يكون اآلب قد أكرمه في مقابل ظلم األشرار‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬إن الشر قد افتضح ُ‬ ‫ان الْ َخط َّي َة‬ ‫ابنه في ش ْبه َج َسد الْ َخط َّية َو َأل ْجل الْ َخط َّية َد َ‬ ‫وأدين كما قال الكتاب‪" :‬إ ْذ َأ ْر َس َل ُ‬ ‫ً‬ ‫في الْ َج َسد" (رو‪.)3 :8‬‬ ‫لذلك فإن الرسول بطرس حينما تكلم عن اإلهانات التي لحقت بالسيد المسيح وإنه إذ تألم كان ُيسلّ م لمن يقضى‬ ‫بعدل أي لمن سيحكم له في مقابل الظلم الذي وقع عليه‪ ،‬إال أن الرسول بطرس قد ربط ذلك بالسبب الرئيسي‬ ‫وت َعن الْ َخطَ َايا َفنَ ْح َيا للْ ب ِّر" (‪1‬بط‪ ،)24 :2‬أي‬ ‫ي نَ ُم َ‬ ‫فقال‪" :‬الَّ ذي َح َم َل ُه َو نَ ْف ُس ُه َخطَ َايانَ ا في َج َسده َعلَ ى الْ َخ َش َبة‪ ،‬ل َك ْ‬ ‫عوضا عن موتنا األبدي‪ .‬إنها قصة حب فائق من ق َبل اهلل؛‬ ‫ً‬ ‫عوضا عن آالمنا األبدية‪ .‬وموته كان‬ ‫ً‬ ‫أن آالم المسيح كانت‬ ‫جعلت القاضي يأخذ مكان المتهم‪ ،‬ويوفى عنه الدين‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة الرابعة‬ ‫السعي للملكوت األبدي‬ ‫محبة اهلل الشديدة لإلنسان‬ ‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي ‪...‬‬ ‫أمثلة من معامالت اهلل في الكتاب المقدس‪:‬‬ ‫وإن أردت أن تعرف طول أناة اهلل ولطفه العظيم فلنتعلمها من الكتب الموحى بها‪ .‬انظر إلى إسرائيل‪ ،‬الذي منه‬ ‫جاء اآلباء‪ ،‬الذين لهم ُأعطيت المواعيد‪ ،‬ومنهم جاء المسيح حسب الجسد والذين بهم اختصت خدمات “العبادة‬ ‫والعهد” (رو ‪ ،) 5-4 :9‬كيف أخطأوا خطيئة عظيمة‪ ،‬وكم من مرة حادوا عن الطريق‪ ،‬ومع ذلك فلم يطرحهم إلى‬ ‫يلين قساوة قلوبهم بالضيقات‬ ‫األبد بل من وقت إلى وقت كان يسلّ مهم للتأديبات إلى حين ألجل منفعتهم‬ ‫مريدا أن ّ‬ ‫ً‬ ‫واألحزان‪ ،‬وكان يعود إليهم ويشجعهم‪ ،‬ويرسل لهم األنبياء‪ .‬وكم من مرة أخطأوا وأغاظوه‪ ،‬ولكنه كان يطيل أناته‬ ‫َ‬ ‫يتخل عنهم‪ ،‬بل كان يدعوهم من جديد‬ ‫عليهم وحينما يرجعون إليه يقبلهم بفرح‪ ،‬وحينما يرتدون ثانية عن طريقة لم‬ ‫بواسطة األ نبياء أن يرجعوا إليه‪ ،‬وكم من المرات الكثيرة تحولوا عنه ثم رجعوا فكان يحتملهم بلطف ويقبلهم إليه‬ ‫سيدهم الذي تعلَّ موا‬ ‫برأفة‪ ،‬إلى أن سقطوا في النهاية في التعدي الذي فاق الكل وذلك حينما ألقوا أيديهم على ّ‬ ‫بواسطة تقاليد اآلباء واألنبياء القديسين أن ينتظروه كمنقذ لهم ومخلّ ص وملك ونبي‪.‬‬ ‫صلبا على الصليب‪،‬‬ ‫بالموت‬ ‫ا‬ ‫أخير‬ ‫وحينما جاء لم يقبلوه بل بالعكس‪ ،‬فبعد أن وجهوا له اإلهانة تلو اإلهانة عاقبوه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبهذا اإلثم العظيم والتعدي الذي فاق كل التعديات تزايدت خطاياهم أكثر من الحد وامتألت كأسهم‪ .‬ولذلك تُ ركوا‬ ‫خرابا‬ ‫وهدم‪ ،‬وصار‬ ‫إلى النهاية‪ ،‬وهجرهم الروح القدس منذ أن انشق حجاب الهيكل‪ .‬ولذلك ُأعطي هيكلهم لألمم ُ‬ ‫ً‬ ‫أخيرا لألمم وتشتتوا في األرض‬ ‫حجر ال ُينقض” (مت ‪ .)2 :24‬هكذا ُسلموا‬ ‫حسب إنذار الرب “إنه ال ُيترك هنا حجر على‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ومنعوا من الرجوع إلى أماكنهم األصلية‪.‬‬ ‫كلها بواسطة الملوك الذين أسروهم ُ‬ ‫وهذا هو نفس ما يعمله اهلل مع كل واحد منا حتى اآلن‪ ،‬فإنه كملك وإله صالح يطيل أناته علينا وهو يرى كم‬ ‫تائبا فيرحب‬ ‫يخطيء كل واحد منا‪ ،‬فيمسك يده ويسكت وينتظر أن يعود اإلنسان إلى نفسه ويرجع عن الخطية ً‬ ‫وأيضا‬ ‫ً‬ ‫بالخاطيء الراجع بمحبة عظيمة وفرح كثير‪ .‬فهذا هو ما يقوله “يكون فرح بخاطيء واحد يتوب” (لو ‪.)10 :15‬‬ ‫يقول “هكذا ليست مشيئة أمام أبيكم الذي في السموات أن يهلك أحد هؤالء الصغار” (مت ‪.)4 :18‬‬ ‫خفية أو ظاهرة‬ ‫ولكن إن كان أحد‪ ،‬تحت هذه الرحمة العظيمة وطول أناة اهلل الذي ال يسرع باالنتقام لكل خطيئة‬ ‫ّ‬ ‫منتظرا توبة الخاطيء‪ ،‬أقول إن كان اإلنسان يزدري هكذا بالرحمة ويضيف خطيئة‬ ‫بمجرد ارتكابها‪ ،‬بل ينظر ويسكت‬ ‫ً‬ ‫إثم‪ ،‬فإنه يمأل مكيال خطاياه‪ ،‬ويأتي في النهاية إلى إثم‬ ‫كسل‬ ‫كسال على‬ ‫ً‬ ‫على خطيئة ويجمع‬ ‫ويكوم ً‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫إثما فوق ٍ‬ ‫تهشما ويسلِّ م الشرير للهالك األبدي‪.‬‬ ‫أبدا‪ ،‬بل يتهشم‬ ‫ً‬ ‫جدا ال يمكنه القيام منه ً‬ ‫عظيم ً‬ ‫وهذا هو الذي حدث مع سدوم‪ .‬فإنهم مرات كثيرة أخطأوا استمروا يخطئون وبدون رجوع حتى وصلوا إلى قصدهم‬ ‫الشرير نحو المالئكة طالبين أن يرتكبوا اإلثم معهم على أنهم رجال‪ ،‬حتى أنهم لم يستطيعوا أن يتوبوا بعد ذلك بل‬ ‫أيضا في أيام‬ ‫اإللهية‪ .‬وهكذا حدث ً‬ ‫نهائيا‪ ،‬ألنهم مألوا مكيال خطاياهم بل تعدوه ولذا ُأحرقوا بنار النقمة‬ ‫رفضوا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تماما وهلكت‪.‬‬ ‫نوح‪ ،‬فإنهم كانوا يخطئون وال يتوبون ووصلت كثرة خطاياهم لدرجة أن األرض كلها فسدت‬ ‫ً‬ ‫لطيفا ولم يرسل عليهم ضربات‬ ‫ً‬ ‫وتعدوا على شعب اهلل‪ ،‬وكان اهلل‬ ‫كثيرا‬ ‫وهكذا حدث مع المصريين أنهم أخطأوا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫صابرا عليهم‬ ‫كاألوبئة لكي تفنيهم كلّ ية‪ ،‬بل ألجل تأديبهم ورجوعهم وتوبتهم أرسل عليهم جلدات أسواطه الصغيرة‬ ‫ً‬ ‫ومنتظرا توبتهم‪ .‬ولكنهم كانوا يخطئون ضد شعب اهلل ثم يندمون‪ ،‬ولكنهم يعودون مرة أخرى ويثبتون في عدم‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا حين أخرج اهلل الشعب من مصر‬ ‫ويضيقون على شعب اهلل من جديد‪،‬‬ ‫اإليمان القديم‪ ،‬الناتج عن قصد شرير‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بعجائب كثيرة بواسطة موسى فإنهم (المصريون) ارتكبوا اإلثم العظيم بسعيهم وراء شعب اهلل‪ ،‬الذي بسببه‬ ‫اإللهية وأفنتهم‪ ،‬واكتسحتهم بواسطة المياه إذ حسبتهم غير مستحقين حتى لهذه الحياة‬ ‫أهلكتهم النقمة‬ ‫ّ‬ ‫المنظورة‪.‬‬ ‫آثاما وخطايا‪ ،‬وقتلوا أنبياء اهلل وفعلوا أشياء أخرى‬ ‫سابقا فإن إسرائيل‬ ‫ً‬ ‫وبنفس الطريقة كما قلنا‬ ‫كثيرا ما ارتكبوا ً‬ ‫ً‬ ‫منتظرا بصبر توبتهم‪ ،‬انتهوا بارتكاب إثم عظيم بسببه سحقوا حتى‬ ‫محتمال وساكنً ا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شريرة كثيرة‪ .‬وبينما كان اهلل‬ ‫ً‬ ‫تماما ورفضهم ونُ زعت منهم النبوة والكهنوت‬ ‫أنهم لم يستطيعوا أن يقوموا ثانية‪ .‬ولهذا السبب تخلى عنهم الرب‬ ‫ً‬ ‫والعبادة ُ‬ ‫ويعطى ألمة تعطي أثماره” (مت‬ ‫وأعطيت لألمم الذين آمنوا كما قال الرب‪“ :‬إن ملكوت اهلل ُينزع منكم ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ )43 :21‬فقد ّ‬ ‫يتخل عنهم وذلك بكثرة شفقته عليهم‪،‬‬ ‫محتمال إياهم ولم‬ ‫ً‬ ‫مطيال أناته عليهم‬ ‫ً‬ ‫ظل اهلل إلى ذلك الحين‬ ‫تماما‬ ‫سيدهم الكريم صاروا مهجورين‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ ،‬وبإلقاء أيديهم على ّ‬ ‫ولكن حينما مالوا مكيال آثامهم وزادوا عن حدودها ً‬ ‫من اهلل‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 16‬يناير ‪2022‬‬

‫‪ 8‬طوبه ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪853‬‬

‫‪Visit Program Of‬‬

‫‪HIS GRACE BISHOP DANIEL‬‬ ‫‪Bishop and Abbot of‬‬ ‫‪St Shenouda Monastery - Sydney‬‬ ‫‪Fri 21 Jan 2022 – Mon 31 Jan 2022‬‬

‫تذكار القديسة دميانه‬ ‫‪ 13‬طوبه – ‪ 21‬يناير‬

‫اج ْال َج َسد ُه َو‬ ‫"س َر ُ‬ ‫ْال َع ْي ُن‪َ ،‬ف َمتَ ى َكانَ ْت‬ ‫َع ْينُ َك َبس َ‬ ‫يط ًة‬ ‫َف َج َس ُد َك ُك ُّل ُه‬ ‫ون نَ ِّي ًرا‪َ ،‬و َمتَ ى‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫َكانَ ْت ش ِّر َير ًة‬ ‫ون‬ ‫َف َج َس ُد َك َي ُك ُ‬ ‫ُم ْ‬ ‫ظل ًما‪ُ .‬انْ ُ‬ ‫ظ ْر إ ًذا‬ ‫ور‬ ‫لئَ َّال َي ُك َ‬ ‫ون النُّ ُ‬ ‫يك ُ‬ ‫َّالذي ف َ‬ ‫ظ ْل َم ًة‪.‬‬ ‫ان َج َس ُد َك‬ ‫َفإ ْن َك َ‬ ‫ُك ُّل ُه نَ ِّي ًرا َل ْي َس فيه‬ ‫ُجزْ ٌء ُم ْ‬ ‫ون‬ ‫ظل ٌم‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫نَ ِّي ًرا ُك ُّل ُه‪َ ،‬ك َما حينَ َما‬ ‫يء َل َك‬ ‫ُيض ُ‬ ‫اج ب َل َم َعانه ‪".‬‬ ‫الس َر ُ‬ ‫ِّ‬ ‫(لوقا ‪)36-34:11‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.