Epsajee 23 Jan 2022

Page 1


DIOCESE NEWS

CONGRATULATIONS –

‫أخبار اإليبارشية‬


‫أخبار اإليبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬

‫تذكار األربعين‬ ‫يقام تذكار األربعين للمتنيح اآلرشيدياكون رويس فام‬ ‫أثناء صالة القداس اإللهي اليوم األحد ‪ 23‬يناير‬ ‫الساعة ‪ 11-9‬صباحاً بكنيسة القديس يوحنا اإلنجيلي‬ ‫بأرماديل‪ .‬نسأل الرب أن ينيح نفسه الطاهرة في‬ ‫فردوس النعيم‪ ،‬ويمنح العزاء لكل أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪40th Day Commemoration‬‬

‫تهـاني‬ ‫تهانينا القلبية لإلبن بيشوي كيرلس (حفيد األب القس ستيفين منقريوس) لتفوقه وحصوله‬ ‫التي حققت له الحصول على مكان هذه السنة لدراسة الطب‬ ‫على نتيجة‬ ‫بجامعة موناش بملبورن‪ .‬نسأل الرب أن يبارك بيشوي ويمنحه المزيد من النجاح والتفوق في‬ ‫دراسته‪ .‬تهانينا أيضاً ألبونا ستيفين وتسوني جوزفين‪ ،‬ووالدي بيشوي‪ ،‬وكل أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪CONGRATULATIONS‬‬


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫َأ َّما ُه َو َفتَ َذ َّل َل‬ ‫لماذا تذلل السيد المسيح؟‬ ‫عوضا عن الخطاة؛ لكي ينوب عن البشرية في ممارسة االتضاع ونبذ الكبرياء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫* لقد تذلل‬ ‫وخديك‬ ‫* وتذلل لكي يحتمل ظلم األشرار؛ كما ورد في القداس الغريغوري {احتملت ظُ لم األشرار‪ ،‬بذلت ظهرك للسياط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أهملتهما للّ طم‪ .‬ألجلى يا سيدي‪ ،‬لم ترد وجهك عن خزي البصاق}‪.‬‬ ‫* وتذلل لكي يعلّ منا كيف نواجه المواقف الصعبة‪ ..‬كيف نواجه اإلهانات‪ ..‬كيف نواجه الظلم‪ ..‬كيف نواجه اآلالم‪..‬‬ ‫هل نواجهها بروح الكبرياء أو التذمر‪ ،‬أم بروح االتضاع والطاعة والتسليم إلرادة اهلل؟ لهذا قال معلمنا بطرس الرسول‪:‬‬ ‫ي َتتَّ ِب ُعوا ُخطُ واتِ ِه" (‪1‬بط‪ )21 :2‬أي لكي نسلك باتضاع‪.‬‬ ‫َ‬ ‫"ف ِإ َّن الْ َم ِس َ‬ ‫يح َأ ْي ًضا تَ َألَّ َم َأل ْجلِ نَ ا‪ ،‬تَ ِار ًكا لَ نَ ا ِمثَ ًاال لِ َك ْ‬

‫اه‬ ‫َو َل ْم َي ْفتَ ْح َف ُ‬ ‫صمت السيد المسيح ؛ ألنه إذ حمل خطايا البشرية لم يرغب في الدفاع عن نفسه‪.‬‬ ‫كثيرا في الهيكل وانبهر الجميع من كلمات‬ ‫وصمت؛ ألن صمته في مواجهة الشر كان أقوى من الكالم‪ .‬وكان قد علّ م‬ ‫ً‬ ‫النعمة على شفتيه‪ .‬وألن للصمت وقت وللكالم وقت‪.‬‬ ‫اه" (إش‪َ ،)7 :53‬‬ ‫يها َفلَ ْم َي ْفتَ ْح‬ ‫"كنَ ْع َج ٍة َص ِ‬ ‫امتَ ٍة َأ َم َ‬ ‫ام َجازِّ َ‬ ‫وصمت؛ لكي يتمم النبوات التي قيلت عنه‪" :‬تَ َذلَّ َل َولَ ْم َي ْفتَ ْح َف ُ‬ ‫اه" (إش‪.)7 :53‬‬ ‫َف ُ‬ ‫بمجد عظيم‪.‬‬ ‫وصمت؛ لكي يترك اآلب يدافع عنه إذ أقامه من األموات‬ ‫ٍ‬ ‫"ق ُفوا َوانْ ظُ ُروا َخالَ َص‬ ‫وصمت؛ لكي يعلّ منا أن نحتمل ونصمت ونترك اهلل يعمل مثل قول موسى للشعب عند البحر األحمر‪ِ :‬‬ ‫ون" (خر‪.)14 ،13 :14‬‬ ‫الر ُّب ُي َقاتِ ُل َعنْ ُك ْم َو َأنْ تُ ْم تَ ْص ُمتُ َ‬ ‫الر ِّب‪َّ ..‬‬ ‫َّ‬ ‫ليتنا نتعلم من صمت مسيحنا في وقت يكثر فيه الكالم وكتابة األقالم‪.‬‬

‫الذ ْب ِح‬ ‫اق إلى َّ‬ ‫اة تُ َس ُ‬ ‫َك َش ٍ‬

‫جانب أساسي أراد الوحي أن يبرزه في عبارة َ‬ ‫اه" (إش‪:53‬‬ ‫اق إلى َّ‬ ‫اة تُ َس ُ‬ ‫"ك َش ٍ‬ ‫الذ ْب ِح‪َ ،‬و َكنَ ْع َج ٍة َص ِ‬ ‫امتَ ٍة َأ َم َ‬ ‫يها َفلَ ْم َي ْفتَ ْح َف ُ‬ ‫ام َجازِّ َ‬ ‫‪ )7‬وهو وداعة السيد المسيح في طريقه إلى الجلجثة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وديعا يفعل الناس به ما يريدون‪ .‬وكأنه مثل الحمل ال يعرف‬ ‫حمال‬ ‫أي أنه كان ال يقاوم الذين اقتادوه إلى الصليب‪ ،‬بل كان‬ ‫ً‬ ‫أنه يساق إلى الذبح‪ .‬أو حتى لو عرف الحمل فإنه ال يقاوم‪.‬‬ ‫كان بإمكان السيد المسيح بإشارة منه‪ ،‬أو حتى بمجرد اإلرادة الباطنية أن يبدد كل الذين ساقوه إلى الذبح‪ .‬ولكنه لم‬ ‫يفعل ألنه قد جاء لخالص العالم‪.‬‬ ‫كان األسد الخارج من سبط يهوذا يتصرف كشاة!! األسد الوديع ‪ ..‬األسد الذي استهزأوا به ‪ ..‬األسد الذي لطموه ‪ ..‬األسد‬ ‫الذي جلدوه ‪ ..‬األسد الذي استاقوه وهو يحمل الصليب ‪ ..‬األسد الذي سمروه ‪ ..‬األسد الذي طعنوه بعدما سلّ م الروح‪.‬‬ ‫هذا األسد قد سلّ م نفسه إلى أيدي األشرار واحتمل ظلمهم‪ ،‬قد فعل ذلك ُح ًبا لنا ألنه لم يكن ممكنً ا أن يتم الخالص إال‬ ‫منتصرا من األموات‪.‬‬ ‫به هو‪ ،‬وبتضحيته هو‪ ،‬وبقوته هو‪ ،‬إذ غلب الجحيم والموت وقام‬ ‫ً‬ ‫لذلك ففي المشهد السماوي رآه يوحنا الرسول في وسط العرش كحمل قائم كأنه مذبوح (انظر رؤ‪ .)6 :5‬ولكن قيل‬ ‫ليوحنا‪َ " :‬ال تَ ْب ِك‪ُ .‬ه َو َذا َق ْد َغلَ َب َ‬ ‫الس ْب َع َة" (رؤ‪.)5 :5‬‬ ‫األ َس ُد الَّ ِذي ِم ْن ِس ْب ِط َي ُه َ‬ ‫وم ُه َّ‬ ‫الس ْف َر َو َي ُف َّك ُختُ َ‬ ‫او َد‪ ،‬لِ َي ْفتَ َح ِّ‬ ‫وذا‪َ ،‬أ ْص ُل َد ُ‬ ‫فهل هو شاة أم أسد؟ يا للعجب!! هو أسد في صورة حمل ‪ ..‬وهو حمل وفي قدرته أسد ‪ ..‬وكيف ال‪ :‬ألم يتخذ الآلهوت‬ ‫واحدا مع الهوته؟ فمن حيث الهوته هو أسد ومن حيث ناسوته هو حمل‪ .‬وكان‬ ‫القوى ناسوتً ا من العذراء مريم وجعله‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يد‬ ‫ينبغي أن يصير األسد‬ ‫حمال ليخلّ ص باقي الحمالن‪ .‬لذلك فإن اهلل الكلمة " َص َار َج َس ًدا َو َح َّل َب ْينَ نَ ا َو َر َأ ْينَ ا َم ْج َد ُه َم ْج ًدا َك َما لِ َو ِح ٍ‬ ‫وءا نِ ْع َم ًة َو َح ًّقا" (يو‪.)14 :1‬‬ ‫ِم َن‬ ‫اآلب َم ْملُ ً‬ ‫ِ‬

‫اه‬ ‫َو َكنَ ْع َج ٍة َص ِ‬ ‫امتَ ٍة َأ َم َ‬ ‫يها َف َل ْم َي ْفتَ ْح َف ُ‬ ‫ام َجازِّ َ‬

‫اه" (إش‪ )7 :53‬من المعروف أن النعجة تقف في هدوء‬ ‫اق إلى َّ‬ ‫اة تُ َس ُ‬ ‫" َك َش ٍ‬ ‫الذ ْب ِح‪َ ،‬و َكنَ ْع َج ٍة َص ِ‬ ‫امتَ ٍة َأ َم َ‬ ‫يها َفلَ ْم َي ْفتَ ْح َف ُ‬ ‫ام َجازِّ َ‬ ‫أثناء جز الصوف من على جسمها‪ ،‬لينتفع به أصحابها‪ ،‬وهكذا لم يقاوم السيد المسيح َمن خلعوا عنه ثيابه عند الجلد وعند‬ ‫اه" (إش‪ )7 :53‬في هذه اآلية‪ ،‬مع عبارة "الصمت" ولذلك نعود إلى نفس السؤال‬ ‫الصلب‪ .‬وقد تكررت عبارة "لَ ْم َي ْفتَ ْح َف ُ‬ ‫شيء من التفصيل‪:‬‬ ‫في‬ ‫ٍ‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة الرابعة‬ ‫السعي للملكوت األبدي‬ ‫محبة اهلل الشديدة لإلنسان‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫لنرجع ونتوب بسرعة وال نيأس من الخالص‪:‬‬ ‫بنوع من التفصيل مبرهنين من أفكار الكتب المقدسة أنه يجب عينا أن نرجع ونتحول‬ ‫أيها األحباء لقد تناولنا هذه األمور‬ ‫ٍ‬ ‫تماما من كل شر وميل خبيث‪ ،‬وهو الذي يرحب‬ ‫متوقعا أن ننفك‬ ‫بسرعة‪ ،‬ونبادر إلى الرب‪ ،‬الذي بسبب لطفه يتأنى علينا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بفرح عظيم بتوبتنا وال يريد أن يزداد احتقارنا من يوم إلى يوم وال أن تتجمع خطايانا وتزداد علينا فتسبب غضب اهلل علينا‪.‬‬ ‫حقا‪ ،‬غير يائسين من الخالص ألن اليأس هو نفسه خطيئة وإثم وذلك‬ ‫فلنسع إذن بحماس وغيرة أن نأتي إليه بقلب تائب ً‬ ‫َ‬ ‫حينما يتملك علينا تذكر الخطايا السالفة فيقود اإلنسان إلى اليأس وقطع الرجاء وإلى التراخي واإلهمال والكسل‪ ،‬لكي‬ ‫ال يعود ويرجع إلى الرب لينال الخالص‪ ،‬حيث إن إحسان الرب العظيم ولطفه هو ممتد لكل جنس البشر‪.‬‬

‫ويحول ويجدد النفس‪:‬‬ ‫يغير‬ ‫ِّ‬ ‫هو الذي ِّ‬ ‫وإن كان يظهر لنا أن الرجوع من الخطايا الكثيرة أمر عسير ومستحيل وذلك بسبب أننا صرنا مستعبدين لها فإن هذا الفكر ‪-‬‬ ‫وتعويقا لحصولنا على الخالص‪ .‬فلنتذكر ونعتبر كيف أن ربنا حينما جاء بصالحه بيننا على‬ ‫ً‬ ‫كما قلت ‪ -‬هو خدعة من الشرير‬ ‫األرض‪ ،‬أعطى البصر للعميان وشفى المشلولين‪ ،‬وشفي كل أنواع المرض وأقام األموات بعد أن فسدت واضمحلت‬ ‫ً‬ ‫جيشا من الشياطين من إنسان واحد وأعاده إلى عقله بعد أن كان في غاية‬ ‫أجسادهم‪ ،‬وجعل الصم يسمعون وأخرج‬ ‫الجنون‪.‬‬ ‫جدا‪ ،‬النفس التي ترجع إليه طالبة رحمته وهي محتاجة إلى حمايته‪ ،‬ويحضرها إلى حالة‬ ‫حول ‪ -‬باألحرى ً‬ ‫غير وال ُي ِّ‬ ‫فكيف ال ُي ّ‬ ‫سعيدة‪ ،‬حالة التحرر من الشهوات وحالة الثبات المستمر في كل فضيلة بتجديد الذهن‪ ،‬ويغيرها إلى الصحة واإلبصار‬ ‫بدال من العمى والصمم وموت عدم اإليمان والجهالة وعدم المباالة‪ ،‬ويأتي بها إلى اتزان الفضيلة‬ ‫العقلي وأفكار السالم‪ً ،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬وكما أنه في سعيه على األرض حينما كان يجيء الناس‬ ‫ونقاوة القلب‪ .‬فالذي خلق الجسد هو الذي خلق النفس ً‬ ‫إليه طالبين منه المعونة والشفاء فإنه بلطف كان يمنحهم وال يضن عليهم بحسب ما تكون احتياجاتهم كمثل طبيب‬ ‫الروحية‪.‬‬ ‫صالح‪ ،‬بل الطبيب الحقيقي الوحيد‪ ،‬فهكذا يكون األمر في االحتياجات‬ ‫َّ‬ ‫تحرك بملء هذه الشفقة على األجساد التي تضمحل وتموت‪ ،‬وبلطف شديد أعطى لكل واحد حاجته التي‬ ‫فإن كان قد ّ‬ ‫جدا يصنع للنفس غير المائتة التي ال تفسد وال تضمحل‪ ،‬وهي تئن تحت وطأة مرض الجهل‬ ‫كان يطلبها‪ ،‬فكم باألحرى ً‬ ‫والشر وعدم اإليمان والالمباالة وكل أمراض الخطيئة األخرى‪ .‬فحينما تأتي إلى الرب وتلتمس معونته وتثبت أنظارها‬ ‫على رحمته‪ ،‬وترغب أن تنال من ه نعمة الروح ألجل إنقاذها وخالصها وتحررها من كل شر ومن كل شهوة‪ ،‬أفال يمنحها بأكثر‬ ‫وليال”؟ (لو ‪)7 :18‬‬ ‫ً‬ ‫نهارا‬ ‫استعداد خالصه الشافي‪ ،‬بحسب كلمته هو “أفال ينصف اآلب السماوي مختاريه الصارخين إليه‬ ‫ً‬ ‫سريعا” (لو ‪.)8 :18‬‬ ‫قائال “نعم أقول لكم إنه ينصفهم‬ ‫ً‬ ‫ويضيف‬ ‫ً‬ ‫وفي موضع آخر يحثنا “إسألوا تعطوا ألن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع ُيفتح له” (لو ‪ ،)10-9 :11‬ويختم‬ ‫هذا الحديث بقوله “كم بالحري أبوكم السماوي يعطي الروح القدس للذين يسألونه … الحق أقول لكم وإن كان ال يقوم‬ ‫ويعطيه لكونه صديقه فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج” (لو ‪.)13-8 :11‬‬

‫التماس عطية النعمة بلجاجة‪:‬‬ ‫فبل جاجة إذن‪ ،‬وبدون انقطاع‪ ،‬وبال كلل يستحثنا في كل هذه الكلمات أن نلتمس عطية النعمة‪ .‬فإنه جاء إلى العالم ألجل‬ ‫يحولهم ويرجعهم إلى نفسه ويشفي ويخلِّ ص الذين يؤمنون به‪ ،‬لذلك فلنتجنب الوساوس الشريرة‪ ،‬على‬ ‫الخطاة‪ ،‬لكي ِّ‬ ‫قدر طاقتنا‪ ،‬ونبغض المقاصد الرديئة وخداع العالم‪ ،‬ونعطي ظهورنا لألفكار الشريرة الباطلة‪ ،‬ونلتصق بالرب بأقصى طاقتنا‪،‬‬ ‫وهو على استعداد أن يسرع بإعطائنا معونته‪.‬‬ ‫فمن أجل هذه الغاية هو رحيم ومحيي وشافي لألمراض التي ال شفاء لها‪ .‬وهو يصنع الخالص ألولئك الذين يدعونه‬ ‫بعيدا عن األرض‬ ‫ويرجعون إليه‪ ،‬مبتعدين بأقصى طاقتهم ‪ -‬باإلرادة والقصد ‪ -‬عن كل تعلق عالمي‪ ،‬ويبعدون عقولهم‬ ‫ً‬ ‫ويثبتونها فيه بتوسل واشتياق‪.‬‬ ‫فعلى مثل هذه النفس يسبغ اهلل نعمته‪ ،‬تلك النفس التي تحسب كل شيء آخر بال أهمية أو ضرورة‪ ،‬وال تستريح على‬ ‫السماوية بمثل‬ ‫شيء في العالم‪ ،‬بل تتطلع لتجد الراحة والفرح في حضن لطفه ومحبته‪ ،‬وهكذا بعد أن تنال الموهبة‬ ‫َّ‬ ‫فصاعدا تخدم الروح القدس باتفاق‬ ‫هذا اإليمان‪ ،‬تحصل على إشباع رغبتها بيقين تام بواسطة النعمة‪ .‬ومنذ ذلك الحين‬ ‫ً‬ ‫ولياقة‪ ،‬وتتقدم نامية كل يوم في كل مكان في كل ما هو صالح وتثبت في طريق البر‪ ،‬وإذ تلبث غير متزعزعة أو مساومة‬ ‫حزن النعمة في شيء‪ ،‬فإنها تمنح الخالص األبدي مع كل القديسين ألنها قد عاشت في العالم كشريكة‬ ‫مع الشر‪ ،‬وال تُ ِ‬ ‫ورفيقة لهم متمثلة بهم آمين‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد القبل الماضي ‪...‬‬

‫إن هذه األطعمة المعتبرة نجسة ودنسة‪ ،‬قال بولس الرسول "ال يحكم عليكم أحد في أكل وشرب" ‪.‬‬ ‫وذلك ألنه في بدأ اإليمان بالمسيحية‪ ،‬كان أول من دخل المسيحية هم اليهود‪ ،‬فأرادوا تهويد المسيحية‬ ‫أي أن تدخل في المسيحية كل العادات اليهودية مثل النجاسات والتطهير‪.‬‬ ‫و كذلك ما يخص اليهودية من حفظ السبت واالحتفال بالهالل وأوائل الشهور‪ ،‬واألعياد اليهودية كما‬ ‫هي مثل‪( :‬الفصح‪ ،‬والفطير‪ ،‬واألبواق‪ ،‬والمظال‪ ،‬ويوم الكفارة) فأراد بولس مقاومة تهويد المسيحية‪.‬‬ ‫ولذلك قال "ال يحكم أحد عليكم في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هالل أو سبت التي هي ظل األمور‬ ‫العتيدة"‪( .‬كو ‪.)17 ،16 :2‬‬ ‫إذن لم ت كن مناسبة حديث عن الصوم‪ ،‬إنما عن العادات اليهودية التي يريدون إدخالها إلى المسيحية‪.‬‬ ‫اعتراض على الصوم النباتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬نحب أن نقول ً‬ ‫أوال أن الصوم في كنيستنا ليس هو مجرد طعام نباتي‪ ،‬إنما هو انقطاع عن الطعام فترة‬ ‫معينة يعقبها أكل نباتي (خال من الدسم الحيواني)‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الطعام النباتي كان الطعام الذي قدمه الرب‪،‬آلدم وحواء في الفردوس (تك‪ )29 :1‬وبعد الخطية‬ ‫أيضا (تك ‪.)18 :3‬‬ ‫ً‬ ‫نباتيا هو العشب (تك‪.)30 :1‬‬ ‫وكانت الحيوانات كلها تأكل‬ ‫طعاما ً‬ ‫ً‬ ‫جدا للدرجة‬ ‫ج‪ -‬لم يسمح الكتاب بأكل اللحم إال بعد فلك نوح (تك ‪ )3 :9‬وكان العالم قد هبط مستواه ً‬ ‫التي ألجأت الرب إلى الطوفان‪.‬‬ ‫نباتيا هو المن (عدد ‪ )8 ،7 :11‬ولم يسمح بأكل‬ ‫ا‬ ‫طعام‬ ‫لهم‬ ‫قدم‬ ‫سيناء‪،‬‬ ‫د‪ -‬لما قاد الرب شعبه في برية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اللحم (السلوى) إال بعد تذمرهم وبكائهم وهبوط مستواهم‪ .‬ومع عطية اللحم ضربهم ضربة شديدة‪.‬‬ ‫فمات منهم كثيرون (عدد ‪ )33 :11‬وسمى ذلك المكان قبروت هتأوه (أي قبور الشهوة)‪ ،‬ألنهم هناك‬ ‫اشتهوا أكل اللحم‪.‬‬ ‫هـ – ونالحظ أن الطعام النباتي هو الطعام الذي أكله دانيال النبي والثالثة فتية‪ ،‬وبارك الرب طعامهم‪،‬‬ ‫وصارت صحتهم أفضل من كل غلمان الملك‪.‬‬ ‫ولعل الحكمة في استخدام الطعام النباتي هي أمران‪ :‬استخدام األطعمة الخفيفة البعيدة عن الشهوة‬ ‫والتي ال تثير الجسد‪ ،‬كما أن الطعام النباتي كان النظام األصلي الذي وضعه اهلل لإلنسان‪.‬‬ ‫اعتراض (مانعين عن أطعمة)‪:‬‬ ‫الكتاب في النص الذي اعتمد عليه البروتستانت‪ ،‬ال يتحدث عن نظام في الكنيسة‪ ،‬إنما يقول "يرتد قوم عن‬ ‫أرواحا مض لة وتعاليم شياطين؛ مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها اهلل‬ ‫اإليمان‪ ،‬تابعين‬ ‫ً‬ ‫للتناول بالشكر " (‪1‬تي‪.)3-1 :4‬‬ ‫وح َّرموا الخمر‪ ،‬وقد‬ ‫وح َّرموا اللحم‪،‬‬ ‫ولعل المقصود بهذا‪ ،‬المانعين والمونتانيين الذين َح َّرموا الزواج‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حرمتهم الكنيسة وشجبت كل ما نشروه من بدع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نسكا وليس ألنها نجسة‪ .‬بدليل أن‬ ‫والكنيسة ال تُ حرم اللحوم وما ينتمي إليها‪ ،‬إنما تمتنع عنها في الصوم‬ ‫الصائمين يأكلون هذه األطعمة حينما يفطرون‪.‬‬ ‫إن دانيال أكل القطاني فقط وامتنع عن باقي األطعمة‪ ،‬ولم يقع تحت حكم هذه اآليات‪.‬‬ ‫وكذلك يوحنا المعمدان في كل ما امتنع عنه من أطعمة وكذلك النساك في كل زمان ومكان‪.‬‬ ‫إن النسك ‪ -‬و لوقت محدد ‪ -‬شيء‪ ،‬وتحريم األطعمة شيء آخر ‪...‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 23‬يناير ‪2022‬‬

‫‪15‬طوبه ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪854‬‬

‫‪Visit Program Of‬‬

‫‪HIS GRACE BISHOP DANIEL‬‬ ‫‪Bishop and Abbot of‬‬ ‫‪St Shenouda Monastery - Sydney‬‬ ‫‪Fri 21 Jan 2022 – Mon 31 Jan 2022‬‬

‫وحنَّ ا‬ ‫اب ُي َ‬ ‫" َ‬ ‫أج َ‬ ‫َو َق َ‬ ‫ال‪َ ” :‬ال َي ْق ِد ُر‬ ‫ان َأ ْن َي ْأ ُخ َذ‬ ‫ِإنْ َس ٌ‬ ‫َش ْيئً ا ِإ ْن َل ْم َي ُك ْن‬ ‫ي ِم َن‬ ‫َق ْد ُأ ْع ِط َ‬ ‫الس َم ِاء‪َ .‬أنْ تُ ْم‬ ‫َّ‬ ‫ون‬ ‫َأنْ ُف ُس ُك ْم تَ ْش َه ُد َ‬ ‫ِلي َأنِّ ي ُق ْل ُت‪:‬‬ ‫يح‬ ‫َل ْس ُت َأنَ ا ْال َم ِس َ‬ ‫َب ْل ِإنِّ ي ُم ْر َس ٌل‬ ‫ام ُه‪َ .‬م ْن َل ُه‬ ‫َأ َم َ‬ ‫وس َف ُه َو‬ ‫ْال َع ُر ُ‬ ‫يس‪َ ،‬و َأ َّما‬ ‫ْال َع ِر ُ‬ ‫يس‬ ‫َص ِد ُ‬ ‫يق ْال َع ِر ِ‬ ‫َّال ِذي َي ِق ُف‬ ‫َو َي ْس َم ُع ُه َف َي ْف َر ُح‬ ‫َف َر ًحا ِم ْن َأ ْج ِل‬ ‫يس‪.‬‬ ‫َص ْو ِت ْال َع ِر ِ‬ ‫ِإ ًذا َف َر ِحي‬ ‫هذا َق ْد َك َم َل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َينْ َب ِغي َأ َّن‬ ‫يد‬ ‫ِ‬ ‫ذل َك َي ِز ُ‬ ‫َو َأنِّ ي َأنَ ا َأنْ ُق ُص‪".‬‬ ‫(يو ‪)30-27:3‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.