EXCERPT FROM HOMILY 56 ON THE GOSPEL OF JOHN St John Chrysostom
COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed
المسيح في سفر إشعيا ء
كتا ب لمثلث الرحما ت األنبا بيشو ي مطران دمياط
تابع ما قبله في العدد الماضي ... لماذا صمت المسيح؟ قد يتساءل البعض :لماذا صمت السيد المسيح؟ ..لماذا لم يدافع عن نفسه أمام مجمع اليهود ،وأمام بيالطس البنطي؟.. ولماذا لم يظهر أمام الوالي الروماني بيالطس كذب رؤساء كهنة اليهود ورياءهم في قولهم" :لَ ْي َس لَ نَ ا َملِ ك ِإ ال العدة للثورة ضد قيصر باعتباره المستعمر الروماني الوثني؟ َق ْي َصر" (يو )15 :19في الوقت الذي كانوا فيه يجهزون ّ لقد حاولوا أن يظهروا السيد المسيح كمقاوم لقيصر ،بينما سبق أن قال رؤساء الكهنة والفريسيين في مجمع اليهود ون َم ْو ِض َعنَ ا َوأ امتَ نَ ا" (يو ،)48 :11وقال ون َو َي ْأخذ َ ومانِ ُّي َ الر َ عن السيد المسيح"ِ :إ ْن تَ َر ْكنَ اه َه َك َذا ي ْؤ ِمن الْ َج ِميع ِب ِه َف َي ْأتِ ي ُّ احد َع ِن ا الش ْع ِب َو َل تَ ْهلِ َك األ امة كلُّ َها" (يو.)50 :11 لهم قيافا رئيس الكهنة في تلك السنةَ : وت ِإنْ َسان َو ِ "خ ْير لَ نَ ا َأ ْن َيم َ وكانوا يقصدون أن تعاليم السيد المسيح عن السالم ومحبة األعداء تتعارض مع رغبتهم في محاربة الرومان .أي محاربة قيصر. المسبق بقتل السيد المسيح قبل وكان هذا هو المنطلق الذي اعتمد عليه المجمع اليهودي في إصدار حكم المجمع ّ القبض عليه .ولماذا لم يحتج السيد المسيح على إطالق باراباس المجرم المدان في مقابل الحكم عليه بالصلب وهو برئ؟ وجها للمقارنة بينهما ،ولم يكن من حق الوالي أن يطلب من اليهود أن يختاروا َمن يطلق لهم؛ يسوع إذ لم يكن هناك ً دان .ولماذا لم يشرح السيد المسيح لبيالطس رسالته ومجرم أو بين بار برئ وم ٍ ٍ ٍ أم باراباس! ألن الختيار ل يكون بين ٍ الخالصية ،وحقيقة لهوته ،وولدته األزلية من اآلب ،والهدف من تجسده وصلبه وقيامته؟ مع أن بيالطس سألهَ " :ما ه َو الْ َح ُّق؟" (يو ،)38 :18ولم يجبه السيد المسيح على سؤاله .ونجيب على هذه التساؤلت كما يلي: ً يقدم نفسه ذبيحة إثم ،أي أن يحتمل موت الصليب كحامل أول :إن السيد المسيح لم يدافع عن نفسه ألنه كان مزمعا أن ّ ً عوضا عن البشر ليوفى العدل اإللهي حقه .ولكنه في نفس الوقت نفى ما يمكن أن يمس تعاليمه ً لخطايا العالم وذلك م" (يو )36 :18في إجابته على لئال يساء فهم المسيحية؛ وذلك مثل قوله لبيالطسَ : "م ْملَ َكتِ ي لَ ْي َس ْت ِم ْن َه َذا الْ َعالَ ِ سؤال بيالطس إن كان هو ملك اليهود. يقدم صورة واضحة للمبادلة التي صلبا ،ألنه أراد أن ّ ثانيا :لم يحتج السيد المسيح على إطالق باراباس والحكم عليه بالموت ً ً حدثت بين اإلنسان الخاطئ والبار القدوس؛ كلمة اهلل الذي تجسد وتأنس ليأخذ محل الخطاة. مطالبا بقبول الحق األصغر قبل أن يعلن له الحق ثالثً ا :لم يشرح السيد المسيح لبيالطس "ما هو الحق؟" ألن بيالطس كان ً صلبا بالرغم األكبر أو الحق الكامل .وقد رسب بيالطس في المتحان ألنه لم يحكم بالحق إذ حكم على البريء بالموت ً م َه َذا الْ َب ِّار" (مت ، )24 :27ولم ينفعه بالطبع إنه غسل يديه بالماء ألنه اشترك مع من قوله المشهورِ " :إنِّ ي َب ِريء ِم ْن َد ِ اليهود في مسئولية صلب السيد المسيح .فالغتسال بالماء يفيد إذا كان مقترنً ا بالتوبة والسلوك في الحق وهذا ما فعله يوحنا المعمدان عند ممارسته لمعمودية التوبة بالماء؛ إذ كان ينذر الجميع إلصالح طرقهم والعتراف بخطاياهم اآلن َق ْد و ِض َع ِت الْ َف ْأس "اصنَ عوا َأثْ َم ًارا تَ لِ يق ِبالتا ْو َب ِةَ ..و َ (انظر مر ،)5 :1ويصرخ في الجموع الذين أقبلوا إلى معموديتهْ : َعلَ ى َأ ْص ِل ا الش َج ِر َفك ُّل َش َج َر ٍة َل تَ ْصنَ ع ثَ َم ًرا َج ِّي ًدا ت ْقطَ ع َوتلْ َقى ِفي النا ِار" (مت.)10 ،8 :3 تحذيرا قبل محاكمته للسيد زوجها إلى وأرسلت حلم في بيالطس زوجة ب قل ك حر قد الرب كان آخر ومن جانب ً ّ َ َ لْ َ الْ لا الْ َ َ م ِم ْن َأ ْجلِ ِه" (مت .)19 :27ولكن بيالطس لم ح ي ف ا ير ك م و ي ت م أ ي أل ار ب ك ذ َ و اك ي إ " بقولها مباشرة المسيح تَ نِّ ِ ثِ لِ َ ً ْ َ ْ ا َ َ ا ِ ٍ خوفا من ثورة اليهود ومن سلطان القيصر الروماني .وبذلك لم يكن من حقه أن يؤتمن على معرفة َمن ً يحكم بالحق م َف َم ْن َي ْأتَ ِمنك ْم َعلَ ى هو المسيح ،ألن السيد المسيح قال في َمثل وكيل الظلمِ " :إ ْن لَ ْم تَ كونوا أ َمنَ َاء ِفي َم ِ ال الظُّ لْ ِ الْ َح ِّق؟" (لو .)11 :16إن الروح القدس يعمل في جميع البشر ولكنه ل يعلن لهم ألوهية السيد المسيح ويدعوهم إلى "ولَ ْي َس َأ َحد َي ْق ِدر َأ ْن َيق َ ولَ :يسوع َرب معمودية الخالص إل إذا شعر أنهم يبحثون عن الحق بإخالص .ولذلك يقول الكتاب َ وح الْ قد ِس" (1كو.)3 :12 ِإ ال ِب ُّ الر ِ
الض ْغ َ الد ْينونَ ِة أ ِخ َذ ِم َن ُّ ط ِة َو ِم َن ا الد ْينونَ ِة أ ِخ َذ" (إش ،)8 :53لماذا كان عرق السيد المسيح يتساقط وأكمل إشعياء النبي نبواته وقالِ " :م َن ُّ الض ْغطَ ِة َو ِم َن ا جدا بصورة كقطرات الدم أثناء جهاده في الصالة في البستان (انظر لو)44 :22؟! لشك أن ضغط الدم كان مرتفعا ً ً محسوسة ألننا ل يمكننا أن نفصل المعنوية عن العوامل الطبيعية في الجسد .وكان السيد المسيح قد " ْابتَ َد َأ َي ْحزَ ن َو َي ْكتَ ئِ ب" (مت ،)37 :26ويقول لتالميذه" :نَ ْف ِسي َح ِزينَ ة ِج ًّدا َحتا ى الْ َم ْو ِت" (مت.)38 :26 كان اآلب قد بدأ ينقل خطايا العالم على فادينا الذي قال عنه يوحنا المعمدان" :ه َو َذا َح َمل اللا ِه الا ِذي َي ْر َفع َخ ِط اي َة يتبع في العدد القادم ... م" (يو.)29 :1 الْ َعالَ ِ
من أقوال األنبا أنطونيوس أب الرهبان مخافة الرب إن أراد أحد أن ينال حب اهلل ،فليكن فيه مخافة الرب ،ألن الخوف يولِّ د بكاء ،والبكاء يولد قوة .وإذا ما كملت هذه كلها في النفس ،تبدأ النفس تثمر في كل شيء .وإذ يرى اهلل في النفس هذه الثمار الحسنة ،فإنه يشتَ امها رائحة بخور طيبة ،ويفرح بها هو ومالئكته ،ويشبعها بالفرح ،ويحفظها في كل طرقها حتى تصل إلى موضع راحتها دون أن يصيبها ضرر. إذ يرى الشيطان ،الحارس العلوي العظيم يحيط بالنفس ،يخاف أن يقترب منها أو يهاجمها بسبب هذه القوة العظيمة. إذا ،اقتنوا هذه القوة حتى ترتعب الشياطين أمامكم ،وتصير أعمالكم سهلة ،وتتلذذوا بالعمل اإللهي ،ألن حالوة ً حقا أن كثيرين من الرهبان والعذارى في المجامع ،لم يتذوقوا هذه الحالوة اإللهية ،ولم حب اهلل أشهي من العسلً . حتما خالل المراحم يقتنوا القوة اإللهية ،ظانين أنهم قد نالوها ،بالرغم من عدم جهادهم .أما من يجاهد ألجلها فينالها ً اإللهية ،ألن اهلل ل يحابي الوجوه. فمن يريد أن يكون له نور اهلل وقوته ،يلزمه أن يستهين بكرامات هذا العالم ودنسه ،ويبغض كل أمور العالم ولذة الجسد، ودموعا ً ونهارا بال هوادة كصلوات نقية ،عندئذ يفيض اهلل عليه ليال وينقى قلبه من كل األفكار الرديئة .ويقدم هلل أصوام ً ً بتلك القوة .اجتهدوا أن تنالوا هذه القوة ،فتصنعوا كل أعمالكم بسهولة ويسر ،وتصير لكم دالة عظيمة قدام اهلل، ويهبكم كل ما تطلبونه. روح التمييز واإلفراز :صلوا لكي يهبكم اهلل نعمة اإلدراك السليم في كل األمور ،فتقدروا أن تميزوا بين الخير والشر تمييزً ا حسنً ا .لقد كتب الرسول بولس "وأما الطعام القوى فللبالغين" (عب .)14:5هؤلء الذين بواسطة العمل المتواصل درب حواسهم وميولهم على التمييز بين الخير والشر ،وقد أحصوا كأبناء الملكوت وصاروا من عداد أبناء اهلل، والجهاد ت ا هؤلء يعطيهم اهلل الحكمة والتمييز الحسن في كل أعمالهم ،فال يقدر إنسان أو شيطان أن يخدعهم .فالعدو يحارب المؤمنين تحت صورة الخير ،وينجح في خداع كثيرين ،هؤلء الذين ليس لهم حكمة ول تمييز حسن. لهذا علّ م الرسول بولس عن غنى الفهم الذي ل حد لعظمته ،المخصص للمؤمنين ،إذ كتب إلى أهل أفسس يقول" :كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة واإلعالن في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء كاتبا هذا بدافع حبه العظيم المتزايد نحوهم ،ولعلمه دعوته وما هو غنى مجد ميراثه مع القديسين" (أف .)17:1،18 ً ً وليال، نهارا أنهم إن اقتنوا الفهم ل يعود يكون بالنسبة لهم شيء فيه صعوبة ،ول يمسهم خوف ،بل يعزيهم فرح الرب ً وتصير األعمال بالنسبة لهم عذبة في كل حين. حقا إن كثيرين من الرهبان والعذارى في المجمع لم يقتنوا الفهم بهذه الدرجة ،وأما أنتم فإن أردتم أن تحصلوا عليه بهذا ً المقدار الذي فيه كمال ،فاهربوا من أولئك الذين يحملون اسم "رهبان وبتوليين" دون أن يكون لهم اإلدراك الحقيقي والتمييز الحسن .ألنكم إن اختلطتم بهم ،لن يدعوكم تتقدمون ،بل وربما يطفئون حرارة غيرتكم ،إذ ل حرارة لهم ،بل برودة، أرضية حسب أهوائهم الخاصة ،ل تستكينوا لهذا ،إذ أمور وهم يسيرون وراء أهوائهم .فإن أتوا إليكم وتحدثوا معكم في ٍ ٍ كتب الرسول بولس" :ل تطفئوا الروح ،ل تحتقروا النبوات" ( 1تس ،)5:.2عالمين أنه ل شيء يطفئ الروح أكثر من الكالم الباطل.
الروح القدس وتقديس الجسد: بتناسق وتساٍ و .فإذا وهب يتطلب الجهاد للحصول على النقاوة الكاملة جهاد النفس والجسد معا في أعمال التوبة، ٍ العقل نعمة ما ،يستطيع عندئذ أن يصارع ضد الشهوات بال هوادة أو تراٍ خ ،ويتقبل أفكار الروح القدس وتوجيهاته وتعزياته، ويستطيع أن يطرد عن النفس الميول الدنسة النابعة عن شهوات القلب .وبفضل الشركة بين عقل اإلنسان أو نفسه والروح القدس ،يساعد الروح القدس اإلنسان على تنفيذ الوصايا التي تعلمها ،ويرشده لطرد كل الشهوات عن النفس، سواء الشهوات النابعة عن النفس ذاتها مستقلة عن الجسد ،أو تلك التي لحقت بها عن طريق الجسد. والروح القدس يعلم اإلنسان أن يحفظ جسده كله -من الرأس إلى القدمين -في تناسق :فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة. ويحفظ األذنين لتصغيا في سالم ،أو تنصتا إلى األمور الخاصة بالسالم دون أن تتلذذا باألحاديث عن اآلخرين والفتراءات معطيا وزنً ا لكل كلمة فال يسمح لشيء دنس أو شهواني أن يختلط وذم الغير .ويحفظ اللسان لينطق بالصالح فقط، ً طبيعيا فترتفعان للصالة ولصنع الرحمة والكرم .ويحفظ المعدة ليكون لها حدود مناسبة بحديثه .ويحفظ اليدين لتتحركا ً لألكل والشراب ،وذلك حسب القدر الكافي لقوت الجسد ،فال يترك الشهوة أو النهم ينحرفا بها فتتعدى حدودها .ويحفظ القدمين ليسلكا ببر حسب إرادة اهلل ،بهدف القيام باألعمال الصالحة. بهذا يكون الجسد كله قد اعتاد على كل عمل صالح ،وصار خاض ًعا لسلطان الروح القدس ،فيتغير شيئً ا فشيئً ا حتى يشارك - إلى حد ما -في النهاية في صفات الجسد الروحي الذي يناله في القيامة العادلة.
عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة الخامسة الخليقة الجديدة و بيت الروح األبدي تماما عن طريقة حياة أهل إن عالم المسيحيين من جهة طريقة حياتهم ،وعقلهم ،وكالمهم وعملهم هو شيء مختلف ً هذا العالم وعقلهم وكالمهم وعملهم .فأولئك شيء وهؤلء شيء آخر والفرق بين هؤلء وأولئك فرق عظيم.
حالة أهل هذا العالم فسكان األرض أي أبناء هذا الدهر ،هم مثل القمح الذي يلقى في غربال هذه األرض ،فيغربلون باألفكار القلقة التي لهذا يحرك الشيطان األرضية والشهوات والتصورات العالم ،وتتقاذفهم -بال انقطاع -أمواج األمور ّ ّ المادية المتشابكة ،بينما ِّ األرضية -كل الجنس البشري الخاطيء ،وذلك منذ أن سقط نفوسهم ،إذ أنه يغربل في هذا الغربال -أي غربال الهموم ّ آدم بتعدي الوصية وصار تحت سلطان رئيس الشر .ومنذ ذلك الوقت الذي حصل فيه الشيطان على هذا السلطان إلى والتهيج ويقذف بهم بعنف على غربال هذه األرض. اآلن ،فإنه ل يفعل شيئً ا سوى أن يغربل أبناء هذا الدهر بأفكار الخداع ّ ً ومتصادما في داخل الغربال ،كذلك متحركا دائما من جهة إلى أخرى فكما أن القمح في الغربال يقلبه المغربل ويرتج ً ً ويهيجهم ،ويضربهم بأفكار يرجهم ويقلِّ بهم فإن رئيس الشر يمسك كل الناس بواسطة األمور ِّ األرضية ،وعن طريقها ّ ّ دائما بأسر كل جنس آدم الخاطيء عن طريق األرضية ،وهو يقوم التخيالت الباطلة والرغبات الدنيئة ،ورباطات العالم ً ّ وحذر الرسل كيف أن الشرير سيقوم ضدهم“ :هوذا الشيطان قد طلبكم لكي يغربلكم ا إثارتهم وإغرائهم ،كما سبق الرب كالحنطة ولكني طلبت من أجلكم لكي ل يفنى إيمانكم” (لو .)32-31 :22 وهاربا تكون في األرض” ،باإلضافة “تائها فالكلمة التي قيلت لقايين من خالقه ،وذلك القصاص الذي نطق به اهلل له ً ً السر في باطنهم (أي أنين وارتعاد واضطراب) .فإن إلى معناه الظاهر فهو نموذج ومثال لما يحدث لكل الخطاة في ّ جنس آدم بعد أن سقط من الوصية ودخل في الحالة الخاطئة ،أصبحت له تلك الصورة في اإلنسان الخفي ،فتتقاذفه أفكار متقلبة من الخوف والرعب وكل أنواع الضطراب إذ أن رئيس هذا العالم يقلب كل نفس على أمواج من كل نوع إل إذا كانت مولودة من اهلل ،وكما أن القمح يتحرك بال انقطاع في الغربال ،هكذا فإن اللذة والشهوة ،ا وصنف من أنواع ا جميعا بواسطة الشهوات العالمية ولذات يحرك أفكار الناس ويقلِّ بهم في اتجاهات مختلفة ويرجهم ويغويهم ً الشرير ِّ الجسد والمخاوف والضطرابات .لقد أظهر الرب أن أولئك الذين يتبعون خداعات ورغبات الشرير ،يحملون صورة شر قايين، ال للناس منذ البدء ولم يثبت في الحق” (يو :8 وذلك حين وبخهم وقال “وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا .وذاك كان قتا ً ،) 44حتى إن كان جنس آدم الخاطيء قد حصلوا على هذا الحكم في باطنهم ،وهو األنين والرعب والتقليب في غربال هذه األرض بيد الشيطان .فكما أنه من آدم انتشر كل جنس البشر على األرض ،هكذا فإن نوع واحد من األهواء الشريرة المادية المقلقة. جميعا بغربلة التصورات سرى وتعمق في جنس البشر الخاطيء حتى أن رئيس الشر يمكنه أن يغربلهم ّ ً واحدا تكفي لتحريك وهزّ كل النباتات والزروع ،أو كما أن ظلم الليل الواحد يعم على كل األرض المسكونة، ريحا ً فكما أن ً خفيا ،فإنه يهز كل هكذا فإن رئيس الشر هو نفسه الظالم الروحي -ظالم الخطية والموت -وهو ريح عاصف ،وإن كان ً جنس البشر على األرض ويقودهم باألفكار القلقة الطائشة ويغوي قلوب الناس بشهوات العالم ،ويمأل كل نفس بظالم إل أولئك الذين قد ولدوا من فوق وانتقلوا بقلوبهم وعقولهم إلى عالم آخر كما هو مكتوب والعمى والنسيانّ ، الجهل َ “إن مدينتنا هي في السموات” (في .)20:3
تميز المسيحيين الحقيقيين الخليقة الجديدة التي ِّ ِّ سابقا .فقلب ً يشكل الفرق بين المسيحيين الحقيقيين وبين بقية البشر ،والفرق بين الثنين فرق عظيم كما قلنا فهذا هو ما األبدية كما الخيرات ينظرون الحقيقيون فالمسيحيون السماوي، المجال في ا دائم هي تفكيره وطريقة وعقله المسيحي ّ ً في مرآة ،وذلك بسبب حصولهم على الروح القدس وشركته ،لسبب كونهم مولودين من اهلل من فوق وألنهم نالوا المتياز أن يصيروا أولد اهلل بالحق وبالفعل ،إذ يصلون -بعد حروب وأتعاب لفترة طويلة -إلى حالة ثابتة مستقرة من الحرية والتحرر من الضطراب ،حالة الراحة ،فال يعودون يغربلون ويموجون باألفكار القلقة الباطلة .بهذا هم أعظم وأفضل ّ من العالم ألن عقلهم واهتمام نفسهم هو في سالم المسيح ومحبة الروح فعن مثل هذا تكلم الرب حينما قال “إنهم قد انتقلوا من الموت إلى الحياة” (يو .)24 :5 يميزهم عن فالعالمة المميزة للمسيحيين ليست هي في األساليب واألشكال الخارجية فكثيرون يظنون أن الفرق الذي ِّ ّ العالم إنما هو في الشكل أو األساليب الظاهرة ،ويا لألسف فإنهم في عقولهم وتفكيرهم هم مثل العالم إذ أنهم أيضا في عدم اإليمان والحيرة والختالط والخوف يقلبون ويهتزون بقلق األفكار غير الثابتة مثل أهل العالم وهم مثلهم ً حد ما في مثل كل الناس اآلخرين .وقد يختلفون عن العالم في الشكل الخارجي والمظهر ،ويختلفون عن العالم ً أيضا إلى ٍ أبدا على الراحة في اهلل الممارسات الدينية ،ولكن في القلب والعقل هم مربوطون بالرباطات األرضية إذ لم يحصلوا ً ّ وسالم الروح السماوي في قلبهم ،ألنهم لم يطلبوها من اهلل ولم يؤمنوا أنه سيمنح لهم هذه األشياء.
يتبع في العدد القادم ...
الالهوت المقارن كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنوده الثالث تابع ما قبله في العدد القبل الماضي ...
تنظيم الصوم وسلطة الكنيسة إن الكنيسة نظمت الصوم ،ووضعت له أسسه الروحية ،ومواعيده الثابتة المبنية على قواعد روحية ليس اآلن مجالها .وهكذا احتفظت بالصوم ،وبقي كعمل روحي ل يستغني عنه احد. والكنيسة من حقها أن تنظم ،بل من واجبها أن تنظم ،من أجل صالح جماعة المؤمنين لكي يعبدوا اهلل ً مربوطا جميعا بروح واحدة .وهي تعتمد في ذلك على قول الرب لقادتها "ما ربطتموه على األرض يكون ً ً محلول في السماء" (مت.)18:18 في السماء .وما حللتموه على األرض يكون وهكذا يستند التنظيم الكنسي على نص كتابي. تقريبا عندهم. أما األخوة البروتستانت ،فمن أجل حرية الفرد ،أضاعوا فائدة الجماعة كلها واختفي الصوم ً وهو واسطة روحية ل ينافس أحد في مدي نفعها. مانعا لحريته ،بل هو منظم لستخدامها. عموما نافع للفرد ،ول يعتبر والنظام ً ً المواهب الروحية وموهبة التكلم بألسنة كثير من األخوة البروتستانت ،يتمسكون بالمواهب ،ويسعون إليها ،ويعتبرونها من حقوقهم كأبناء وورثة. طريقا ً وأيضا أريكم ويضعون أمامهم اآلية التي تقول "جدوا للمواهب الحسني" ول يكملون باقيها " ً أفضل" (1كو.)31:12 وهم يهتمون باأللسنة .وينسون أن الرسول قال مباشرة بعد هذه اآلية السابقة "إن كنت أتكلم بألسنة صنجا يرن" (1كو.)1:13 نحاسا يطن أو الناس والمالئكة .ولكن ليس محبة ،فقد صرت ً ً ويشرح كيف أن المحبة أفضل من جميع المواهب. ثمار الروح أهم لخالصكم من مواهب الروح: تحدث القديس بولس عن ثمار الروح في (غل )22:5فقال إنها" :محبة ،فرح سالم ،طول أناة ،لطف ،صالح، إيمان وداعة ،تعفف". والثمرة األولى (المحبة) قال عنها الرسول إنها أعظم من اإليمان والرجاء (1كو .)13 ،2 :13بل أعظم من اإليمان الذي ينقل الجبال ..وقال الرب عن المحبة .أنه يتعلق بها الناموس كله واألنبياء (مت.)40:22 إن التالميذ الذين فرحوا بالمواهب ،قال لهم الرب" :ل تفرحوا بهذا .بل أفرحوا بالحري أن أسماءكم قد كتبت في ملكوت السموات" (لو.)20:10 كثيرون كانت لهم مواهب ،وفقدوا الخالص وهلكوا.. لم تنفعهم المواهب ،ولم تخلصهم .وفي ذلك يقول الرب" :كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم :يا رب يا رب .أليس باسمك تنبأنا ،وباسمك أخرجنا شياطين ،وباسمك صنعنا قوات كثيرة .فحينئذ أصرح لهم أني لم أعرفكم قط .اذهبوا عني يا فاعلي اإلثم" (مت.)23 ،22 :7 المواهب ل فضل لك فيها .ولذلك ل مكافأة لك عليها .وأنت ل تخلص بها .لماذا إذن الصراع ألجل المواهب .المواهب تحارب الذين يريدون أن تظهر ذواتهم وتتمجد .أما القديسون الكبار ،المحبون لالتضاع ،فكانوا يهربون من المواهب. اتضاعا لكي يحمي هذه الموهبة. وعلي رأي أحد اآلباء( :إذا أعطاك اهلل موهبة ،فاطلب منه أن يعطيك ً أو اطلب من الرب أن ينزع هذه الموهبة منك). وبولس الرسول نال من الرب مواهب كثيرة .وقال بعدها" :ولئال أرتفع من فرط اإلعالنات ،أعطيت شوكة في الجسد .مالك الشيطان ليلطمني لكي ل أرتفع" (2كو .)7:12 يتبع في العدد القادم ...
30يناير 2022
22طوبه 1738
عدد رقم 855
األنبا أنطونيوس 22طوبه – 31يناير
يما ه َو م ْجتَ از َر َأى " َو ِف َ َ ِإنْ َسانً ا أ ْع َمى منْ ذ ِو َل َدتِ ِهَ ،ف َس َأ َله ينَ " :يا تَ َال ِميذه َقائِ لِ َ َ م َع ِّلمَ ،م ْن َأ ْخ َ هذا طأَ : َأ ْم َأ َب َواه َحتا ى ولِ َد اب َيسوع: َأ ْع َمى؟" َأ َج َ هذا َأ ْخ َ ط َأ َو َل " َل َ لك ْن لِ تَ ْ ظ َه َر َأ َب َواهِ ، يه. َأ ْع َمال اهللِ ِف ِ َينْ َب ِغي َأ ْن َأ ْع َم َل َأ ْع َم َ ال اال ِذي َأ ْر َس َلنِ ي ام نَ َهارَ .ي ْأتِ ي َل ْيل َما َد َ ين َل َي ْستَ ِطيع َأ َحد ِح َ َأ ْن َي ْع َم َلَ .ما د ْمت م َف َأنَ ا ِفي ْال َع َال ِ م ". نور ْال َع َال ِ (يو )5 - 1:9