Epsajee 06 February 2022

Page 1


DIOCESE NEWS

‫أخبار اإليبارشية‬

CongratulatIons


‫أخبار اإليبارشية‬ ‫تهـاني‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب القمص تيموثاوس غبريال‬ ‫الكاهن بكنيسة مارمينا والقديسة مارينا بملبورن‪،‬‬ ‫بمناسبة العيد الخامس وأربعين لسيامته كاهناً‬ ‫(الجمعة ‪ 4‬فبراير)‪ .‬نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته‬ ‫كهنوته وأبوته ُ‬ ‫لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫تهـاني‬ ‫تهانينا القلبية لألب القس ديفيد كامل كاهن‬ ‫كنيسة القديس فيلوباتير مرقوريوس بملبورن‪،‬‬ ‫بمناسبة العيد السابع لسيامته كاهناً (اإلثنين ‪7‬‬ ‫فبراير)‪ .‬نُ صلي من أجل أن يحفظ الرب كهنوته‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته لسنين‬ ‫وأبوته ُ‬ ‫عديدة قادمة‪.‬‬

‫‪Congratulations‬‬


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحما ت‬ ‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫"م ْع َص َر َة‬ ‫كانت الساعة قد جاءت التي يبدأ فيها إيفاء العدل اإللهي حقه من خالل جسم بشريته حيث بدأ المخلص يجوز َ‬ ‫ي ٍء" (رؤ‪.)15 :19‬‬ ‫َخ ْم ِر َس َخ ِط َو َغ َض ِب اهللِ الْ َق ِ‬ ‫اد ِر َعلَ ى ُك ِّل َش ْ‬ ‫اذا َأ ُق ُ‬ ‫ول؟ َأ ُّي َها‬ ‫اضطَ َر َب ْت‪َ .‬و َم َ‬ ‫آلن نَ ْف ِسي َق ِد ْ‬ ‫وقد أشار السيد المسيح إلى مجيء هذه الساعة بعدة عبارات مثل قوله‪" :‬اَ َ‬ ‫ان الظُّ لْ َم ِة" (لو‪ ،)53 :22‬وقوله لتالميذه‪:‬‬ ‫الس َاع ِة" (يو‪ ،)27 :12‬وقوله لليهود‪َ :‬‬ ‫"ه ِذ ِه َس َاعتُ ُك ْم َو ُسلْ طَ ُ‬ ‫اآلب نَ ِّجنِ ي ِم ْن َه ِذ ِه َّ‬ ‫ُ‬ ‫يد الْ ِف ْص ِح َو ُه َو َعالِ م َأ َّن‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫وع َق ْب َل ِع ِ‬ ‫ان" (يو‪ ،)23 :12‬وقول يوحنا اإلنجيلي عنه‪َ " :‬أ َّ َ ُ ُ‬ ‫"ق ْد َأتَ ِت َّ‬ ‫اإلنْ َس ِ‬ ‫الس َاع ُة لِ َيتَ َم َّج َد ْاب ُن ِ‬ ‫َ‬ ‫الَ‬ ‫الْ‬ ‫الَّ‬ ‫َ‬ ‫الَ‬ ‫الْ‬ ‫َ‬ ‫م َأ َح َّب ُه ْم إلى الْ ُمنْ تَ َهى" (يو‪:13‬‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫اص‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫اآلب‬ ‫إلى‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫اع‬ ‫س‬ ‫تَ‬ ‫تَ‬ ‫نْ‬ ‫تَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َاع ُة‪َ .‬م ِّج ِد ْابنَ َك لِ ُي َم ِّج َد َك ْابنُ َك َأ ْي ًضا" (يو‪.)1 :17‬‬ ‫"أي َها‬ ‫اآلب َق ْد َأتَ ِت َّ‬ ‫‪ ،)1‬وفي قول السيد المسيح في مناجاته مع اآلب‪ُّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫كان الهدف في إيفاء العدل اإللهي حقه هو إظهار قداسة اهلل كرافض للشر والخطية في حياة البشر‪ ..‬وإنه ال يمكن‬ ‫مغفرة خطايا البشرية دون أن تدان الخطية وتظهر بشاعتها ألن "اللَّ ُه ِإ ْذ َأ ْر َس َل ْابنَ ُه ِفي ِش ْب ِه َج َس ِد الْ َخ ِط َّي ِة َو َأل ْج ِل الْ َخ ِط َّي ِة‬ ‫ان الْ َخ ِط َّي َة ِفي الْ َج َس ِد" (رو‪.)3 :8‬‬ ‫َد َ‬ ‫الدين الذي علينا‪ ،‬وهو الهالك األبدي‪ ،‬وكما‬ ‫وقد تجلّ ت بشاعة الخطية فيما سببته للسيد المسيح البار حينما أوفى َ‬ ‫مساويا لحياة الجميع] (الرسالة إلى فاليريان أسقف أيقونية)‪.‬‬ ‫قال القديس كيرلس الكبير‪[ :‬كان موته هو وحده‬ ‫ً‬ ‫إننا نرى بشاعة خطايانا حينما نرى حبيبنا ومخلصنا البار وهو يقاسى مرارة حملها‪ ،‬ويلتهب جسده المقدس بسياطها‪ ،‬بينما‬ ‫معرضين أبديتنا للضياع‪.‬‬ ‫تلهينا نحن بلذتها العابرة‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫قد ّ‬ ‫لذلك تتحرك قلوب المصلّ ين مع األب الكاهن في قداس القديس غريغوريوس الناطق باإللهيات وهو يقول‪{ :‬أنت يا سيدي‬ ‫وخديك أهملتهما للطم‪ .‬ألجلى يا سيدي لم ترد‬ ‫خالصا‪ ..‬احتملت ظلم األشرار‪ ،‬بذلت ظهرك للسياط‬ ‫حولت لي العقوبة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وجهك عن خزي البصاق}‪.‬‬ ‫الد ْينُ ونَ ِة ُأ ِخ َذ" (إش‪)8 :53‬؛ بمعنى أن السيد المسيح قد وقع عليه ضغط شديد‬ ‫"م َن ُّ‬ ‫إذن نستطيع فهم عبارة ِ‬ ‫الض ْغطَ ِة َو ِم َن َّ‬ ‫"ج َع َل الَّ ِذي لَ ْم َي ْع ِر ْف َخ ِط َّي ًة ‪-‬‬ ‫بسبب أنه حمل خطايا البشرية‪ ،‬وأوفى دينها‪ ،‬وصار في موقف الدينونة إذ أن اهلل اآلب قد َ‬ ‫يه" (‪2‬كو‪.)21 :5‬‬ ‫َخ ِط َّي ًة َأل ْجلِ نَ ا‪ ،‬لِ نَ ِص َير نَ ْح ُن ِب َّر اهللِ ِف ِ‬ ‫ُ‬ ‫لقد ُأخذ السيد المسيح إلى الحزن حتى الموت‪ ،‬وأخذ إلى مشاعر الكآبة التي ينبغي أن يشعر بها الخاطئ بعد ارتكابه‬ ‫للخطية‪ُ ،‬‬ ‫وأخذ إلى أن يتذوق الموت بنعمة اهلل ألجل كل واحد (انظر عب‪.)9 :2‬‬ ‫ألياقيم بن حلقيا‬ ‫وردت نبوة عن السيد المسيح في اإلصحاح الثاني والعشرين من سفر إشعياء كما يلي‪:‬‬ ‫او َد َعلَ ى َكتِ ِف ِه َف َي ْفتَ ُح َولَ ْي َس َم ْن ُي ْغلِ ُق‪َ ،‬و ُي ْغلِ ُق َولَ ْي َس َم ْن‬ ‫يم َولِ َب ْي ِت َي ُه َ‬ ‫َ‬ ‫"ف َي ُك ُ‬ ‫اح َب ْي ِت َد ُ‬ ‫وذا‪َ .‬و َأ ْج َع ُل ِم ْفتَ َ‬ ‫ور َشلِ َ‬ ‫ان ُأ ُ‬ ‫ون َأ ًبا لِ ُس َّك ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثَ‬ ‫يه" (إش‪.)24-21 :22‬‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫يه‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ون‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫تَ‬ ‫تُ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ُك َّل َم ْج ِد َب ْي ِت َأ ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َّ َ ْ َ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ْ ٍ ِ ٍ َ َ‬ ‫َي ْفتَ ُح‪َ .‬و ِّ ُ َ ً‬ ‫ِ‬ ‫يم ْب َن َحلْ ِق َّيا (إش‪ .)20 :22‬ولكن لو تأملنا معنى هذا االسم نجد أنه‬ ‫وقد قيلت هذه النبوة منسوبة إلى شخص يدعى َألِ َي ِ‬ ‫اق َ‬ ‫إشارة إلى السيد المسيح حيث إن‪:‬‬ ‫يثبته اهلل"‪.‬‬ ‫َألِ َي ِ‬ ‫يم‪ ،‬كلمة عبرية معناها "اهلل يقيم أو من ّ‬ ‫اق َ‬ ‫َحلْ ِق َّيا‪ ،‬كلمة عبرية معناها "يهوه حماية‪ ،‬أو يهوه قسمتي‪ ،‬أو يهوه نصيبي" (مع مالحظة أن يهوه هو االسم الخاص‬ ‫إلله إبراهيم)‪.‬‬ ‫وثبته‪ .‬واسم َحلْ ِق َّيا يشير إلى اآلب‬ ‫وال يخفى بالطبع أن اسم َألِ َي ِ‬ ‫يم يشير إلى السيد المسيح الذي أقامه اهلل اآلب ّ‬ ‫اق َ‬ ‫المتجسد والنائب عن البشرية) "يهوه حماية أو يهوه قسمتي أو يهوه‬ ‫السماوي؛ الذي يدعوه السيد المسيح (ابن اهلل‬ ‫ّ‬ ‫قدم نفسه هلل بال عيب وكنائب عن‬ ‫نصيبي"؛ ألن السيد المسيح جعل في اآلب حمايته وجعل اآلب قسمته‪ ،‬ونصيبه إذ َّ‬ ‫البشرية إذ َ‬ ‫ور َة َع ْب ٍد" (فى‪ ،)7 :2‬احتمى باآلب وأسلم روحه بين يديه‪.‬‬ ‫"أ ْخلَ ى نَ ْف َس ُه‪ِ ،‬‬ ‫آخ ًذا ُص َ‬ ‫ّ‬ ‫يؤكد أن هذه النبوة تخص السيد المسيح هو ما ورد على لسان السيد المسيح نفسه عندما ظهر لتلميذه يوحنا‬ ‫ومما‬ ‫الرسول اإلنجيلي وتم تدوينه في سفر الرؤيا كما يلي‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫او َد‪ ،‬الَّ ِذي َي ْفتَ ُح َو َال َأ َحد ُي ْغلِ ُق‪،‬‬ ‫يس ِة الَّ تِ ي ِفي ِف َ‬ ‫اح َد ُ‬ ‫وس الْ َح ُّق‪ ،‬الَّ ِذي لَ ُه ِم ْفتَ ُ‬ ‫يال َدلْ ِف َيا‪َ :‬ه َذا َي ُقولُ ُه الْ ُق ُّد ُ‬ ‫"اكتُ ْب إلى َم َال ِك الْ َكنِ َ‬ ‫"و َأ ْج َع ُل‬ ‫َو ُي ْغلِ ُق َو َال َأ َحد َي ْفتَ ُح" (رؤ‪ ،)7 :3‬فهي نفس الكلمات التي وردت في سفر إشعياء على لسان اآلب السماوي َ‬ ‫ين" (إش‪،22 :22‬‬ ‫اح َب ْي ِت َد ُ‬ ‫ِم ْفتَ َ‬ ‫او َد َعلَ ى َكتِ ِف ِه َف َي ْفتَ ُح َولَ ْي َس َم ْن ُي ْغلِ ُق َو ُي ْغلِ ُق َولَ ْي َس َم ْن َي ْفتَ ُح‪َ .‬و ُأثَ ِّبتُ ُه َوتَ ًدا ِفي َم ْو ِض ٍع َأ ِم ٍ‬ ‫‪.)23‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة الخامسة‬ ‫الخليقة الجديدة و بيت الروح األبدي‬ ‫تابع ما قبله في العدد السابق ‪...‬‬ ‫يميز الخليقة الجديدة التي للمسيحيين عن كل أهل العالم هو‪ :‬تجديد القلب‪ ،‬وسالم األفكار‪ ،‬والمحبة والشهوة‬ ‫فإن ما ّ‬ ‫حقا‪.‬‬ ‫السماوية للرب‪ .‬وهذا هو الغرض الذي ألجله جاء الرب إلى العالم‪ ،‬أن يهب هذه البركات ألولئك الذين يؤمنون به ً‬ ‫َّ‬ ‫فإن المسيحيين لهم مجد وجمال وغنى سمائي يفوق الوصف والتعبير‪ ،‬وهذه تُ كتسب باآلالم والعرق والتجارب ومحاربات‬ ‫كثيرة ولكن الكل يتحقق بنعمة اهلل‪.‬‬ ‫فإن كان منظر ملك أرضي يصير موضوع اشتهاء كل الناس‪ ،‬حتى أن كل من يسكن في مدينة الملك يرغب في الحصول‬ ‫البهي وكرامة حاشيته الجذابة‪ -‬فيما‬ ‫على نظرة خاطفة لجماله‪ ،‬وبهاء مالبسه ومجد أرجوانه‪ ،‬وجمال آللئه‪ ،‬ولمعان تاجه‬ ‫ّ‬ ‫عدا الناس الروحانيين‪ ،‬فإنهم ال يعتبرون كل هذه األشياء‪ ،‬بسبب حصولهم على اختبار مجد آخر هو مجد سماوي وخارج‬ ‫بجمال آخر ال ُينطق به‪ ،‬وصار لهم اهتمام وانشغال بغنى آخر وقد شعروا في اإلنسان الباطن‬ ‫عن الجسد وألنهم ُجرحوا‬ ‫ٍ‬ ‫بروح آخر وصاروا شركاء له‪ -‬فإن كان أهل هذا العالم الذين لهم روح العالم يرغبون بشدة أن يلقوا ولو نظرة على الملك‬ ‫األرضي بكل جماله ومجده‪ -‬بسبب أن نصيبه من الخيرات المنظورة أكبر من غيره من الناس‪ ،‬وهكذا فإن رؤيته هي امتياز‬ ‫أحدا يعطيني ذلك المجد والجمال والعظمة”‪ ،‬وينسب‬ ‫سرا “ليت ً‬ ‫وموضوع اشتهاء للجميع‪ ،‬وكل إنسان يقول في نفسه ً‬ ‫أيضا‪ ،‬ولكنه موضوع اشتهاء بسبب‬ ‫السعادة لذلك اإلنسان‪ -‬أي ا لملك‪ ،‬رغم أنه مثله من األرض وله شهوات مثله ومائت ً‬ ‫الجمال والمجد واللذان يتزين بهما لفترة محدودة من الزمن‪.‬‬ ‫أيضا إن كان الناس الجسديين يشتهون مجد ملك أرضي‪ ،‬فكم باألكثر أولئك الذين تساقط عليهم ندى روح الحياة‪،‬‬ ‫وأقول ً‬ ‫أي ندى الالهو ت‪ ،‬وجرح قلوبهم بحب إلهي للمسيح الملك السماوي‪ ،‬وارتبطوا بذلك الجمال وبذلك المجد الفائق الوصف‬ ‫والحسن غير المائت‪ ،‬والغنى الذي يفوق التصور‪ ،‬غنى المسيح الملك الحقيقي األبدي‪ ،‬وبرغبة يشتاقون نحو ذلك الذي‬ ‫أسرهم بحبه واستعبدهم‪ ،‬وبكل كيانهم يميلون إليه‪ ،‬ويشتهون نوال تلك الخيرات التي تفوق الوصف‪ ،‬التي يرونها بالروح‬ ‫كما في مرآة‪ .‬ومن أجله يعتبرون كل بهاء الملوك والرؤساء على األرض ومحاسنهم وأمجادهم وكرامتهم وغناهم‪ ،‬كلها‬ ‫السماوية على نفوسهم‪ .‬لذلك‬ ‫كال شيء بالمرة‪ ،‬ألنهم مجروحون بالجمال اإللهي وقد تساقطت قطرات حياة الخلود‬ ‫َّ‬ ‫ف إن شهوتهم موجهة نحو محبة الملك السماوي‪ ،‬ويضعونه أمام عيونهم بحب عظيم‪ ،‬ومن أجله يتخلون عن كل محبة‬ ‫دائما في أن يحفظوا في قلوبهم تلك الشهوة وحدها‪ ،‬وال‬ ‫الحرية‬ ‫عالمية‪ ،‬ويبتعدون عن كل رباط أرضي حتى تكون لهم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يخلطون بها شيئً ا آخر‪.‬‬

‫بيت الروح األبدي‪:‬‬ ‫ويخبرنا الرسول المبارك بولس بما ينبغي لكل واحد منا أن يسعى للحصول عليه في هذه الحياة إذ يقول “إننا نعلم أنه إن‬ ‫جميعا‬ ‫بيد‪ ،‬أبدي‪ 2( ".‬كو ‪ )1 :5‬لذلك يجب علينا‬ ‫نُ قض بيت خيمتنا األرضي فلنا في السماوات بناء من اهلل‪ ،‬بيت غير مصنوع ٍ‬ ‫ً‬ ‫أن نجتهد ونسعى بكل نوع من الفض يلة‪ ،‬وأن نؤمن أننا سنقتني ذلك البيت ونمتلكه منذ اآلن‪ .‬ألنه إن كان بيت جسدنا‬ ‫ينقض فليس لنا بيت آخر للنفس لكي تدخل فيه‪ .‬يقول الرسول “وإن كنا البسين ال نوجد عراة” (‪ 2‬كو ‪ )3 :5‬أي عراة من‬ ‫شركة الروح القدس واالندماج فيه‪ ،‬هذا الروح الذي فيه وحده تستطيع النفس المؤمنة أن تجد راحة‪.‬‬ ‫وبالفاعلية يكون لهم ثقة ويفرحون عند خروجهم من الجسد ألن‬ ‫لهذا السبب فإن المسيحيين الذين هم مسيحيون بالحق‬ ‫ّ‬ ‫لهم ذلك البيت غير المصنوع باأليدي‪ ،‬ذلك البيت الذي هو قوة الروح الساكن فيهم‪ .‬لذلك فحتى إن نقض بيت الجسد فال‬ ‫ويمجده‬ ‫أيضا‬ ‫يخافون ألن لهم البيت السماوي بيت الروح والمجد الذي ال يفسد‪ ،‬ذلك المجد الذي سوف يبني بيت الجسد ً‬ ‫ِّ‬ ‫أيضا بروحه الساكن‬ ‫في يوم القيامة كما يخبرنا الرسول “فالذي أقام المسيح من األموات سيحيي أجسادكم المائتة ً‬ ‫وأيضا “لكي ُيبتلع المائت من‬ ‫ً‬ ‫أيضا في جسدنا المائت” (‪ 2‬كو ‪،)11 :4‬‬ ‫أيضا “لكي تظهر حياة ً‬ ‫فيكم” (رو ‪ ،) 11 :8‬وقال ً‬ ‫الحياة” (‪ 2‬كو ‪.)4 :5‬‬ ‫فلنسع إذن باإليمان والحياة الفاضلة لكي نقتني ذلك اللباس هنا‪ ،‬حتى حينما نخلع الجسد ال نوجد عراة‪ ،‬إذ ال يكون هناك‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫شريكا‬ ‫أهال ‪ -‬بواسطة اإليمان واالجتهاد ليصير‬ ‫ً‬ ‫شيء في ذلك اليوم يجعل جسدنا ممجد‪ .‬ألن كل واحد بقدر ما ُيحسب‬ ‫للروح القدس بقدر ذلك يتمجد جسده في ذلك اليوم‪ .‬فكل ما خزنته النفس في داخلها في هذه الحياة الحاضرة‪ ،‬سوف‬ ‫ظاهرا في الجسد‪.‬‬ ‫حينئذ وينكشف من الخارج‬ ‫يعلن‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫وكما أن األشجار التي تجوز موسم الشتاء‪ ،‬حينما تدفئها الحرارة غير المنظورة التي للشمس والرياح‪ ،‬ينمو من باطنها كساء‬ ‫من األوراق ويغطيها‪ ،‬وكما أنه في ذلك الموسم تخرج زهور العشب من باطن األرض وتتغطى األرض وتكتسي بها‪،‬‬ ‫ويكون العشب مثل تلك الزنابق التي قال عنها الرب “إنها وال سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها” (مت ‪:6‬‬ ‫‪ .)29‬وكل هذه أمثال ونماذج ورموز عن المسيحيين في القيامة‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد القبل الماضي ‪...‬‬ ‫وبولس الرسول نال من الرب مواهب كثيرة‪ .‬وقال بعدها‪" :‬ولئال أرتفع من فرط اإلعالنات‪ ،‬أعطيت شوكة في الجسد‪.‬‬ ‫مالك الشيطان ليلطمني لكي ال أرتفع" (‪2‬كو ‪.)7:12‬‬ ‫هذا الرسول العظيم رجل النعمة الذي صعد إلى السماء الثالثة (‪2‬كو‪ )2:12‬كان في خطر من جهة المواهب! فإن‬ ‫كان هناك خوف على القديس العظيم بولس الرسول من المواهب‪ ،‬أفال يخاف الشبان المساكين في هذه األيام‬ ‫وهم يطلبون المواهب ويقولون إنها من حقهم؟! ويصلي قادتهم من أجلهم‪ ،‬ويضعون عليهم األيادي لينالوا‬ ‫المواهب!‬ ‫سلما بين الناس واألرض ومالئكة اهلل‪ ..‬ورأي اهلل نفسه وتكلم‬ ‫يعقوب أبو اآلباء نال مواهب‪ :‬أخذ البركة‪ ،‬ورأي‬ ‫ً‬ ‫معه‪ .‬وصارع مع اهلل والناس وغلب (تك‪.)28:32‬‬ ‫نوعا من الضعف في الجسد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخوفا على يعقوب من المواهب‪ ،‬ضربة اهلل على حق فخذه‪ ،‬فصار يخمع عليها‪ ..‬أعطاه ً‬ ‫يحميه من فكر الكبرياء بسبب المواهب‪..‬‬ ‫أما عبارة (جدوا للمواهب الروحية) فإنها ال تعني أن نطلبها ‪ .‬إنما إعداد القلب بالنقاوة واالتضاع‪ ،‬كي يقبل هذه‬ ‫أيضا الحكمة والعلم واإليمان‪ ..‬حسب تعليم‬ ‫المواهب التي ليست كلها من نطاق القوات والعجائب‪ ،‬وإنما منها ً‬ ‫الرسول (‪1‬كو‪.)9 ،8 :12‬‬ ‫أوال‬ ‫إن أردتم أن تطلبوا من اهلل عطية صالحة‪ ،‬فإن الرب يعلمنا ماذا نطلب‪ .‬اهلل يقول في عظته على الجبل‪" :‬أطلبوا ً‬ ‫ملكوت اهلل وبره‪ .‬وهذه كلها تزاد لكم" (مت‪.)33:6‬‬ ‫إن الصالة الربية التي علمنا الرب إياها‪ ،‬وهي صالة نموذجية نالحظ أنه ليس فيها طلب مواهب‪.‬‬ ‫أصعب من المواهب في هذه األيام‪ ،‬أن يقول الشخص آلخر (أسلمك الموهبة) أو تعال أسلمك االختيار‪ .‬ويضع يده‬ ‫عليه‪ ،‬ويصلي‪ ،‬ليمنحه الروح القدس‪ ،‬أو ليمنحه الملء‪.‬‬ ‫والعجب أنه حتى النساء‪ ،‬يضعن أيديهن على الناس لمنحهم الروح القدس! المرأة قد يمنحها اهلل موهبة الشفاء‪.‬‬ ‫ولكن منح الروح القدس هو عمل كهنوتي كان يمارسه الرسل أوال بوضع اليد‪ ،‬ثم صار يمارسه الكهنة في سر‬ ‫الميرون‪ .‬ونحن ننال الروح القدس في سر المسحة المقدسة بعد المعمودية‪.‬‬ ‫قد تحدث الكتاب عن هذه المسحة (‪1‬يو‪ .)27 ،20 :2‬كما تحدث عن وضع اليد بواسطة الرسل (أع‪.)17-14 :8‬‬ ‫هذا السلطان الذي كان للرسل‪ ،‬ثم لخلفائهم‪ ..‬يدعيه اآلن الشبان والناس ويسلمون الناس الروح القدس‪ ،‬لكي يمتلئوا‬ ‫ويتكلموا بألسنة!‬ ‫في الهوتنا األرثوذكسي ‪ ،‬كان الذي يحصل على موهبة يحاول إخفاءها‪ ،‬كما حدث مع القديس األنبا صرابامون‬ ‫أبي طرحة في الشفاء ومع غيره من القديسين‪ .‬نقطة أخري وهي‪:‬‬

‫هل المواهب تُ ْ‬ ‫ط َلب أم تُ ْمنَ ح؟‬ ‫إن اهلل يمنح الموهبة التي يشاء‪ ،‬لمن يشاء‪ ،‬في الوقت الذي تحدده حكمته اإللهية و "ملكوت اهلل ال يأتي‬ ‫نصيبا من اإليمان"‪( .‬رو‪..)3:12‬‬ ‫بمراقبة" (لو‪ .)20:17‬إنه كالريح التي تهب حيث تشاء "حسبما قسم اهلل لكل واحد‬ ‫ً‬ ‫فلماذا إذن طلب المواهب؟ ولماذا األلسنة بالذات‪.‬‬ ‫المواهب ال يسلمها أحد آلخر‪ ،‬بل هي مشيئة اهلل وعمل روحه القدوس‪.‬‬ ‫ولكن موهبة األلسنة لمن يطلبها قد ترضي كبرياء الذي يحبون المظاهر‪ ،‬إنها موهبة مغرية لإلنسان العتيق‪ ،‬وليس‬ ‫ُمغرية لإلنسان الروحي‪ .‬وأسوأ من هذا أن يحتقر هؤالء غيرهم ممن ال يملكون الموهبة ويعلنون أن مستواهم‬ ‫ضعيف‪ ،‬بينما الكتاب يعلن أن األلسنة ليست للكل (‪1‬كو‪.)14‬‬ ‫أليست هذه الكبرياء مدعاة للشك فيمن يدعون هذه الموهبة؟‬ ‫إن قال لك شخص‪( :‬تعال أسلمك هذا االختيار) قل له (أنا ال أستحق هذه المواهب‪ .‬وليس لي التواضع الذي يحتملها‪.‬‬ ‫تواضعا ليحميني‬ ‫أما إن أراد اهلل أن يعطيني موهبة فسيعطيني دون أن أطلب‪ .‬وحينئذ سأطلب منه أن يمنحني‬ ‫ً‬ ‫من الكبرياء‪ .‬وإن أعطاني اهلل موهبة‪ ،‬فلن أتحدث عنها‪ ،‬ولن أعلنها للناس‪ ،‬حتى ال أعرض نفسي لحروب روحية أنا‬ ‫أقل من مستواها)‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 6‬فبراير ‪2022‬‬

‫‪ 29‬طوبه ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪856‬‬

‫األنبا بوال أول السواح‬ ‫‪ 2‬أمشير – ‪ 9‬فبراير‬

‫وع‬ ‫" َأ َج َاب ُه ْم َي ُس ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫َو َق َ‬ ‫‪":‬ال َح َّق ْال َح َّق‬ ‫َأ ُق ُ‬ ‫ول َل ُك ْم‪َ :‬أنْ تُ ْم‬ ‫تَ ْ‬ ‫ط ُل ُبونَ ِني َل ْي َس‬ ‫ات‪،‬‬ ‫َألنَّ ُك ْم َر َأ ْيتُ ْم َآي ٍ‬ ‫َب ْل َألنَّ ُك ْم‬ ‫َأ َك ْلتُ ْم ِم َن ْال ُخ ْب ِز‬ ‫َف َش ِب ْعتُ ْم‪ِ .‬ا ْع َم ُلوا‬ ‫َال ِل َّ‬ ‫ام ْال َب ِائ ِد‪،‬‬ ‫لط َع ِ‬ ‫َب ْل ِل َّ‬ ‫اقي‬ ‫ام ْال َب ِ‬ ‫لط َع ِ‬ ‫َ‬ ‫اة األ َب ِد َّي ِة َّال ِذي‬ ‫ِل ْل َح َي ِ‬ ‫ُي ْع ِط ُ‬ ‫يك ُم ْاب ُن‬ ‫َ‬ ‫هذا‬ ‫ان‪ ،‬أل َّن َ‬ ‫اإلنْ َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلب‬ ‫هلل‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َق ْد َختَ َم ُه‪".‬‬ ‫(يوحنا‪)27-26:6‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.