ST AUGUSTINE ON ST JOHN’S GOSPEL EXTRACT FROM TRACTATE 6
COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed
سقطات في هروب يونان
من كتاب تأمالت في حياة يونان النبي مثلث الطوبى البابا شنوده الثالث
ً قائل :قم بعضا من ضعف يونان في موقفه من دعوة الرب .يقول الكتاب "وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاي سنرى ً اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ،ونادِ عليها ،ألنه قد صعد شرهم أمامي .فقام يونان ليخرج إلى تر شيش من وجه الرب" .وهنا نرى يونان النبي وقد سقط في عدة أخطاء. وكانت السقطة األولى له هي المخالفة والعصيان. لم يستطع أن يطيع الرب في هذا األمر ،وهو النبي الذي ليس له عمل سوى أن يدعو الناس إلي طاعة الرب .عندما نقع في المخالفة ،يجدر بنا أن نشفق على المخالفين ،واضعين أمامنا قول الرسول "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون أيضا مثلهم( " .عب .)3 : 13إن كان اهلل القدوس الذي بل خطية وحده يشفق على الساقطين ،فاألجدر بنا أن نشفق عليهم نحن الذين نسقط مثلهم .ومع ذلك فأن يونان سقط ،ولكنه مع ذلك لم يشفق…! على إن سقطة المخالفة التي وقع فيها يونان ،كانت تخفى وراءها سقطة أخرى أصعب وأشد هي الكبرياء ممثلة في االعتزاز بكلمته ،وترفعه عن أن يقول كلمة وتسقط إلى األرض وال تنفذ.. كان اعتزازه بكلمته هو السبب الذي دفعه إلى العصيان ،وحقا أن خطية يمكن أن تقود إلى خطية أخرى ،في سلسلة متلحمة الحلقات. كان يونان يعلم أن اهلل رحيم ورؤوف ،وأنه البد سيعفو عن هذه المدينة إذا تابت وهنا سبب المشكلة! وماذا يضيرك يا يونان في أن يكون اهلل رحيماً ويعفو؟ يضيرني الشيء الكثير :سأقول للناس كلمة ،وكلمتي ستنزل إلى األرض .سأنادى بهلك المدينة بسبب خطاياها ،ثم ال تهلك المدينة ،وتسقط كلمتي ،وتضيع كرامتي وهيبتي .هذا الرب ال أستطيع السير معه على طول الخط .لو كان يثبت على تهديده ،كنت أثبت معه! لكنى سأنادى بهلك المدينة ،فتتوب المدينة ،ويعود الرب فيشفق .وال تهلك المدينة .وتسقط كلمتي .فاألفضل أنى ال أذهب حرصاً على كرامتي الشخصية ،وحرصا على سمعتي ،وعلى هيبة النبوة!! إلى هذا الحد كان يونان متمركزا حول ذاته! لم يستطع أن ينكر ذاته في سبيل خلص الناس .كانت هيبته وكرامته وكلمته ،أهم عنده من خلص مدينة بأكملها … كان ال مانع عنده من أن يشتغل مع الرب ،على شرط أن يحافظ له الرب على كرامته وعلى هيبة كلمته ..من أجل هذا هرب من وجه الرب ،ولم يقبل القيام بتلك المهمة التي تهز كبرياءه.. صريحا مع الرب في كشف داخليته له إذ قال له فيما بعد عندما عاتبه "آه يا رب ،أليس هذا كلمي إذ كنت بعد وكان ً في أرض ،لذلك بادرت إلى الهرب إلى تر شيش ،ألني علمت إنك إله رؤوف ورحيم بطي الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر" (يون .)2: 4 وكان هرب يونان من وجه الرب يحمل في ثناياه خطية أخرى هي الجهل وعدم اإليمان... هذا الذي يهرب من الرب ،إلى أين يهرب ،والرب موجود في كل مكان؟! إن اهلل موجود في السفينة التي ستركبها ،وفي البحر الذي سيحمل السفينة ،وفي ترشيش الذي تهرب إليها .فأين تريد آن تختفي من وجه الرب؟! صدق داود النبي حينما قال للرب "أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك .وإن فرشت في الهاوية فها أنت .أن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر ،فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مز .)10- 7 :139 أما يونان فكان مثل جده آدم الذي ظن أن يختفي من وجه الرب وراء الشجر... أكان يونان يظن أن اهلل غير موجود في السفينة أو في البحر ،وأنه يمكنه أن يفلت من يده؟! أليس في هذا منتهى عمل طفو لياً لجأ إليه إنسان حائر ال يعرف كيف يتصرف؟! وما ً الجهل وعدم اإليمان بقدرة اهلل غير المحدودة؟! أم تراه درى أن أمر اهلل سيلحقه في كل موضع !..حقا أن الخطية تطفئ في اإلنسان نور المعرفة ،وتنسيه حتى البديهيات! وجد يونان في يافا سفينة ذاهبة إلى تر شيش ،فدفع أجرتها ،ونزل فيها... والعجيب أن الخطية كلفته ً وجهدا .دفع أجرة للسفينة ليكمل خطيته... ماال ً أما النعمة فننالها مجاناً ...عجيب أن نتعب فيها يضرنا ،ونبذل وننفق .لعلها كانت بركة ليونان لو أنه لم يكن يملك دراهم في ذلك الوقت تساعده على السفر والعصيان.. عندما دفع يونان أجرة السفينة خسر خسارة مزدوجة :خسر ماله ،وخسر أيضا طاعته ونقاوته... هذه فكرة عن أخطاء يونان في هروبه وعصيانه ،فماذا كان موقف اهلل من ذلك؟ العجيب أن اهلل أستخدم عصيان يونان للخير .حقا إن اهلل يمكنه أن يستخدم كل شي لمجد اسمه..
المسيح في سفر إشعيا ء
كتا ب لمثلث الرحما ت األنبا بيشو ي مطران دمياط
تابع ما قبله في العدد الماضي ... الصليب ومفتاح داود واآلن يلزمنا أن نتأمل في معنى "مفتاح داود" الذي ورد في هذه النبوة وتأكد في كلم السيد المسيح في سفر الرؤيا. نلحظ أن ما ورد في سفر إشعياء قد جعل المفتاح على كتف السيد المسيح .وال يخفى أن السيد المسيح قد وع َو َم َضوا بهَ .ف َخ َر َج َو ُه َو َحام ٌل َصل َيب ُه حمل الصليب على كتفه وهو خارج ليصلب كما ورد في إنجيل يوحنا " َف َأ َخ ُذوا َي ُس َ ال لَ ُه َموض ُع ال ُجم ُج َمة َو ُي َق ُ إلى ال َموضع الَّ ذي ُي َق ُ ال لَ ُه بالعب َران َّية ُجل ُجثَ ُة" (يو.)17 :19 ونفهم من ذلك أن مفتاح داود هو صليب السيد المسيح في أحد معانيه األساسية والذي بواسطته قد تم الفداء والخلص ،واقتحام الجحيم وفك المأسورين ،وفتح الفردوس وإدخال الذين رقدوا على رجاء الخلص إليه ،وكل ذلك ي ُق َّو ُة اهلل" (1كو.)18 :1 ين َج َهالَ ٌة َو َأ َّما عن َدنَ ا نَ ح ُن ال ُم َخلَّ ص َ الصليب عن َد ال َهالك َ بقوة الصليب " َفإ َّن َكل َم َة َّ ين َفه َ َ ُ ُ ثَ ون ك ي و ين م أ ع ض و م ي ف ا د و ه ب أ "و : داود والعجيب أن النبوة في إشعياء تشير إلى الصليب بوضوح فتقول عن مفتاح ُ ٍ َ َ َ َ ِّ تُ ُ َ تَ ً ٍ ون َعلَ يه ُك َّل َمجد َبيت َأبيه" (إش.)24 ،23 :22 ي َمج ٍد ل َبيت َأبيه َو ُي َعلِّ ُق َ ُكرس َّ وتدا ثابتً ا إلى أبد الدهور وفيه الخلص وفيه األمان إذ هو قوة ما أعجب هذا الصليب الذي دخل في حجارة الجلجثة وصار ً اهلل للخلص .وصار ً ي َمج ٍد ل َبيت َأبيه" ملك به على قلوب المفديين الذين اشتراهم بدمه الثمين. عرشا للملك المسيح " ُكرس َّ وعليه تم تعليق كل مجد بيت اآلب .فعلى الصليب تألقت المحبة في أجلى معانيها .تتغنى الكنيسة بالصليب في يوم يب ُملك َك" (مز ،6 :44عب:1 يب االست َق َ الجمعة العظيمة وتردد المزمور " ُكرس ُّي َك َيا اَ هللُ إلى َدهر ُّ ام ٍة هو َقض ُ الد ُهورَ .قض ُ .)8قيل هذا الكلم عن اإلبن الوحيد الجنس إنه هو اهلل الذي ملك على كرسيه وهو عرش الصليب. أيضا في سفر ون َعلَ يه ُك َّل َمجد َبيت َأبيه" (إش ،)24 :22ورد ً ي َمج ٍد ل َبيت َأبيه َو ُي َعلِّ ُق َ "و َي ُك ُ وعن عبارة َ ون ُكرس َّ ُ ون في َذل َك ال َيوم َأ َّن َأص َل َي َّسى ال َقائ َم َر َاي ًة ل ُّ ون َم َحلُّ ُه اه تَ طلُ ُب األ َم ُم َو َي ُك ُ إشعياء عن السيد المسيح " َو َي ُك ُ لش ُعوب إ َّي ُ َمج ًدا" (إش .)10 :11هذا هو مجد المحبة ،ومجد الخلص ،ومجد أبوة اهلل للبشرية ،ومجد الكنيسة .هذا هو مجد المصلوب ون َعلَ يه ُك َّل َمجد َبيت َأبيه" (إش.)24 :22 المعلّ ق على الصليب الذي " َُي َعلِّ ُق َ
المحيي وقبره نبوات عن موت المسيح ُ الموت المحيي حمل السيد المسيح أحزاننا وأوجاعنا الجسدية التي استحققناها بسبب خطايانا ،بل وصل األمر من تخطى الحزن والوجع أدى إلى إلى الموت الجسدي الذي اجتمعت فيه األحزان مع اآلالم المبرحة والجراحات الجسدية والنزيف الحاد الذي ّ الموت السريع حينما سلّ م روحه في يدي اآلب بعد أن أكمل ُشرب الكأس إلى النهاية. وبالرغم من أن الموت قد أخذ روحه من الجسد؛ إال أن روحه المتحد باللهوت قد هزم الموت .مثلما قال القديس مار أفرام السرياني { :ذبح الموت الحياة العادية ،ولكن الحياة فوق العادية ذبحته} وهو يقصد بالحياة العادية أي حياة الجسد، وبالحياة فوق العادية أي الحياة اإللهية التي للسيد المسيح بحسب الهوته.
ان َيظُ ُّن َأنَّ ُه ُقط َع من َأرض َ األح َياء َوفي جيله َمن َك َ "من من ُكم ُي َب ِّكتُ ني َعلَ ى َخط َّي ٍة؟" (يو.)46 :8 كان السيد المسيح هو الوحيد بين البشر الذي بل خطية ،لذلك قال لليهودَ : ولذلك لم يكن من المتوقع أن يموت السيد المسيح ألنه لم يرث حكم الموت وال الميل الطبيعي للخطية ،ألنه لم يرث ً قابل للموت إال أن اتحاد اللهوت بالناسوت قد منع عنه الفساد بعد الموت، جسدا الخطية األصلية .وبالرغم من أنه أخذ ً كما أنه قد أعطاه قوة التحرر من الموت بالقيامة من األموات .ولكن اللهوت لم يتدخل ليمنع عن السيد المسيح األلم والموت عندما حمل خطايا العالم ألنه كالتدبير قد ذاق بنعمة اهلل الموت ألجل كل أحد ليوفى دين جميع الذين مات من ان َيظُ ُّن َأنَّ ُه ُقط َع من َأرض َ األ ح َياء" (إش )8 :53أي أنه كان فوق "وفي جيله َمن َك َ أجلهم .لذلك يقول إشعياء النبيَ : اللَّ ي" (مت )16 :16أنه من الممكن أن يموت. ح ال ه ابن يح س م َ ُ تصور التلميذ الذين آمنوا أنه هو "ال َ ِّ كان التلميذ يتعجبون :كيف يموت من أقام لعازر من األموات بعد موته بأربعة أيام بكلمة من فمه القدوس؟!! أيضا :كيف من كان له سلطان على الطبيعة تأتمر بأمره ،أن ينحدر إلى الموت؟!! وكانوا يتعجبون ً اة " (يو .)25 :11ومن قال: ام ُة َوال َح َي ُ كيف يموت رب الحياة ورئيس الحياة..؟! كيف يموت من قال عن نفسهَ " :أنَ ا ُه َو الق َي َ اة لل َعالَ م " (يو .) 33 :6ومن قالَ : "كما "أنَ ا ُه َو ُخبزُ ال َح َياة " (يو )35 :6ومن قال: الس َماء ال َواه ُب َح َي ً ُ َ "خبزَ اللَّ ه ُه َو النَّ از ُل م َن َّ َ َ َ ي باآلب " (يو )57 :6ومن قالَ : اة في َذاته َك َذل َك أعطَ ى االبن أي ًضا أن اآلب لَ ُه َح َي ٌ "ك َما َأ َّن َأر َسلَ ني َ ي َو َأنَ ا َح ٌّ اآلب ال َح ُّ ُ اة في َذاته" ( يو .)26 :5كيف لمن قال كل ذلك أن يموت؟!! ون لَ ُه َح َي ٌ تَ ُك َ
يتبع في العدد القادم ...
عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة الخامسة الخليقة الجديدة و بيت الروح األبدي تابع ما قبله في العدد السابق ... كذلك كل النفوس التي تحب اهلل أعني المسيحيون الحقيقيون فإنه يأتيهم أول الشهور الذي يسمى نيسان :الذي هو موسم القيامة .وبقوة شمس البر يخرج مجد الروح القدس من الداخل فيكسو ويغطي أجساد القديسين -ذلك المجد مخفيا في داخل نفوسهم. سابقا ،ولكنه كان ً الذي كان لهم ً خارجا من الداخل وينكشف في جسده. فإن ما يكون لإلنسان اآلن ،سوف يظهر بعينه ً يقول الرب “هذا الشهر سيكون أول شهور السنة” (خر ،) 2 :12وهو يجلب الفرح للخليقة كلها فإنه يكسو األشجار العالية الحية ويعطي المرح للكل ،هذا بالنسبة للمسيحيين هو نيسان أول الشهور الذي ويفتح األرض وهو يبهج جميع الكائنات َّ ستتمجد أجسادهم بواسطة النور الفائق الوصف الذي هو فيهم منذ اآلن -وأعني به قوة هو موسم القيامة ،الذي فيه َّ ورداء وحياة أبدية ،ألن كل وسلما، وفرحا وشرابا وبهجة عاما الروح القدس -والذي سوف يصير لهم فيما بعد ً ً ً كساء وط ً ً ً أهل لقبوله في هذه الحياة الحاضرة. ً جمال البهاء والبريق السماوي سوف يصير لهم من روح اللهوت ذلك الذي ُحسبوا أهل ً فكم ينبغي إذن لكل واحد منا أن يؤمن ويجتهد وأن َيجد في كل سيرة فاضلة ،وبرجاء كثير وصبر نطلب أن نحسب ونحن في هذا العالم ،لنوال تلك القوة من السماء ومجد الروح القدس في نفوسنا في الداخل ،حتى حينما تنحل أجسادنا وأيضا إنه ً حينئذ ما سوف يكسونا ويحيينا .كما يقول الرسول “وإن كنا البسين ال نوجد عراة” ( 2كو ،)3 :5 يكون عندنا ٍ أيضا بروحه الساكن فينا” (رو .)11 :8 “سيحيي أجسادنا المائتة ً ألن موسى النبي المبارك أرانا في مثال -بواسطة مجد الروح الذي سطع على وجهه الذي لم يستطع أحد أن يتفرس فيه -كيف أنه في قيامة األبرار ستتمجد أجساد أولئك المستحقين ،بمجد تحصل عليه منذ اآلن النفوس المقدسة األمينة أهل القتناء هذا المجد في داخلها ،في اإلنسان الباطن .ألن الرسول يقول“ :ونحن ناظرين مجد الرب بوجه ً إذ تُ حسب مكشوف -أي في اإلنسان الباطل -كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد” ( 2كو .)18 :3 ماء” (خر )18 :24ولم يكن ممكنً ا وكذلك ُكتب عن موسى أنه لمدة أربعين ً يوما وأربعين ليلة “لم يأكل خبزً ا ولم يشرب ً بطبيعة جسده أن يعيش طوال هذه المدة بدون طعام إن لم يكن قد اشترك في نوع آخر من الطعام الروحاني ،هذا الطعام هو الذي تشترك فيه نفوس القديسين منذ اآلن بموهبة الروح بطريقة غير منظورة. المادية التي سيحصل عليها لذلك فإن موسى المبارك َّبين بطريقتين ما هو مجد النور وما هي أطعمة الروح اللذيذة غير ّ أيضا حينئذ وتنكشف ً خفية ،ولذلك فسوف تظهر المسيحيون الحقيقيون في القيامة ،والتي تُ منح لهم منذ اآلن بطريقة ٍ َّ على أجسادهم ،ألن المجد الذي يحصل عليه القديسون اآلن في نفوسهم -أي في الحياة الحاضرة -هو بعينه ،كما قلنا ونفسا جسدا سابقا سوف يغطي ويكسو أجسادهم العارية ويختطفهم إلى السماء ،فنستريح هناك مع الرب في ملكوته ً ً ً إلى األبد. فإنه حينما خلق اهلل آدم لم يزوده بأجنحة جسدية مثل الطيور ولكن قصد له في األصل أن تكون له أجنحة الروح القدس، تلك األجنحة التي قصد أن يعطيها له في القيامة لترفعه وتختطفه إلى حيث يشاء الروح -هذه هي األجنحة التي تنال النفوس المقدسة امتياز الحصول عليها منذ اآلن ،وتطير في عقولها إلى المجال السماوي. فالمسيحيون لهم عالم مختلف خاص بهم ،ومائدة أخرى وثوب آخر ونوع آخر من التمتع والتنعم ،وشركة أخرى وطريقة أخرى للتفكير والعقل ،ولهذا السبب فإنهم يتميزون عن باقي البشر .إذ أن لهم االمتياز أن ينالوا قوة هذه األمور في داخل نفوسهم منذ اآلن بواسطة الروح القدس. األبدية هذه ،وسوف تختلط بذلك المجد الذي أهل في القيامة للشتراك في خيرات الروح ً لذلك فإن أجسادهم تُ حسب ّ قد عرفته نفوسهم باالختبار في هذه الحياة. لذلك يجب على كل واحد منا أن يجتهد ويسعى ويجد في كل فضيلة ،وأن يؤمن ويطلب من الرب لكي يجعل اإلنسان ً شريكا في ذلك المجد هنا منذ اآلن وأن تصير للنفس شركة في قداسة الروح ،لكي ما نتطهر من أدناس الشر الباطن وليكون لنا في القيامة ما نكسو به ُع ري أجسادنا عند قيامتها وما نغطي به عيوبها ،وما يحييها وينعشها إلى األبد في ملكوت السموات ألن المسيح سوف ينزل من السماء ،ويقيم نسل آدم كله الذين رقدوا من بدء العالم ،حسب الكتب جميعا إلى قسمين. المقدسة وسيقسمهم ً فأولئك الذين يحملون علمته أي ختم الروح سيدعوهم إليه باعتبارهم خاصته وسيقيمهم عن يمينه ،كما يقول “ألن خرافي وحينئذ تلتحف أجساد هؤالء بالمجد اإللهي من أعمالهم الصالحة، تسمع صوتي -وخاصتي تعرفني” (يو )27 ،14 :10 ٍ ويمتلئون من مجد ال روح ،وهكذا إذ نتمجد في النور اإللهي ونختطف إلى السماء لنلقي الرب في الهواء حسب المكتوب (انظر 1تس ،) 17 :4فإننا نكون كل حين مع الرب مبتهجين معه إلى دهر الدهور بل نهاية.
يتبع في العدد القادم ...
الالهوت المقارن كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنوده الثالث تابع ما قبله في العدد القبل الماضي ...
الحركة الخمسينية والتكلم بألسنة لعل أبرز ما يميز هذه الحركة ،اعتقاد الخمسينيين بمعمودية الروح القدس (غير معمودية الماء والروح). هكذا ينادي الخمسينيون في مصر -كما هو واضح من كتبهم -وهكذا تنادي جماعة الكرزماتيين، ً حلوال أو امتلء. والذين يتبعون الخمسينيين دون أن يعلنوا ذلك يسمون هذا األمر ويرون أن أهم ما يميز معمودية الروح ،أو أهم ما يميز هذا الحلول أو االمتلء أو الملء هو التكلم بألسنة .فاأللسنة في نظرهم هي العلمة األولى على أن الشخص قد حل عليه الروح .لذلك في ضم أي إنسان إليهم ،يجاهدون أن يجعلوه يتكلم بألسنة لكي يشابه الرسل في يوم الخمسين. مفهوما كلما ويهتمون باأللسنة كأنها كل شيء -كما علمهم أساتذتهم ً -أيا كانت هذه األلسنة ً ً أو غير مفهوم ،وفي غالبية الحاالت إن لم يكن في كلها ،تكون هذه األلسنة أصواتً ا ال تعبر عن شيء. فما هو تعليم الكتاب عن التكلم بألسنة؟ التكلم بألسنة نلحظ النقاط اآلتية من دراسة الكتاب وبخاصة (1كو )14الذي يمكن أن نسميه أصحاح األلسنة: ( )1األلسنة هي األخيرة في ترتيب المواهب عندما ذكر بولس الرسول مواهب الروح في رسالته األولى إلى كورنثوس ،جعل التكلم بألسنة وترجمة األلسنة في آخر المواهب فقال: " فأنواع مواهب موجودة ،لكن الروح واحد ..فإنه لواحد يعطي بالروح كلم حكمة ،وآلخر كلم علم حسب الروح الواحد .وآلخر إيمان بالروح الواحد ،وآلخر مواهب شفاء بالروح الواحد .وآلخر أعمال قوات ،وآلخر نبوءة وآلخر تمييز األرواح .وآلخر أنواع األلسنة ،وآلخر ترجمة ألسنة ،ولكن هذه كلها قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو.)11-4 :12 يعملها الروح الواحد بعينه، ً وهكذا جعل التكلم بألسنة ،ترجمة األلسنة ،في آخر قائمة المواهب ،ويسبق األلسنة :الحكمة، والعلم واإليمان ،ومواهب الشفاء ،وأعمال القوات ،والنبوءة وتمييز األرواح.. وقال الرسول أيضا: ً أناسا في الكنيسةً : ثانيا أنبياء ثالثً ا معلمين ،ثم قوات ،وبعد ذلك مواهب أوال “فوضع اهلل رسلً ، ً شفاء ،أعوانً ا تدابير ،وأنواع ألسنة” (1كو.)28 :12 وهكذا وضع التكلم بألسنة في آخر المواهب.. يكم َ وقال" :ج ُّدوا لل َم َواهب ال ُحسنَ ىَ .و َأي ًضا ُأر ُ يقا َأف َض َل( ".رسالة بولس الرسول األولى إلى أهل طر ً كورنثوس .)31 :12 وشرح أن هذا الطريق األفضل هو المحبة (1كو .)13وشرح كيف أن هذه المحبة أهم وأعظم من النبوءة وكل علم ،ومن كل اإليمان الذي ينقل الجبال ،ومن العطاء والنسك. وشرح أن المحبة أهم من التكلم بالسنة الناس والملئكة ..وليس ألسنة الناس فقط .فقال“ :إن كنت صنجا نحاسا يطن أو أتكلم بألسنة الناس والملئكة ،ولكن ليس لي محبة ،فقد صرت ً ً يرن”1( .كو.)1:13 يتبع في العدد القادم ...
13فبراير 2022
6أمشير 1738
عدد رقم 857
VISIT PROGRAM OF
HIS GRACE BISHOP DANIEL Bishop and Abbot of St Shenouda Monastery - Sydney Tue 22 Feb 2022 – Sun 27 Feb 2022
فطر يونان النبي 10أمشير – 17فبراير
" َف َق َ وع: ال َي ُس ُ اس "اج َع ُلوا النَّ َ ان ون"َ .و َك َ َيتَّ كئُ َ في ال َم َكان ُعش ٌب الر َج ُ ال َكث ٌيرَ ،فاتَّ َك َأ ِّ َو َع َد ُد ُهم نَ ح ُو ف َو َأ َخ َذ َخم َسة َ آال ٍ َ وع األرغ َف َة َي ُس ُ َو َش َك َرَ ،و َوزَّ َع َع َلى يذ التَّ َلميذَ ،والتَّ َلم ُ َأع َ ين. ط ُوا ال ُمتَّ كئ َ َو َكذل َك م َن الس َم َكتَ ين َّ ب َقدر َما َش ُاءوا". (يوحنا)11-10:6