Epsajee 19th June 2022

Page 1


‫أخبار اإليبارشية‬ ‫تهاني‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب جون رزق الل الكاهن بكنيسة‬ ‫القديسة مريم ورئيس المالئكة ميخائيل‪ ،‬بيرث بمناسبة‬ ‫العيد األول (اإلثنين ‪ 20‬يونيو) لرسامته‪ ،‬ونصلي من‬ ‫ويكثر من الثمار‬ ‫أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫الجيدة في خدمته لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫تهاني‬ ‫تهانينا القلبية لألب صمويل بقطر الكاهن بكنيسة‬ ‫القديسة مريم ورئيس المالئكة ميخائيل‪ ،‬بيرث بمناسبة‬ ‫العيد األول (اإلثنين ‪ 20‬يونيو) لرسامته‪ ،‬ونصلي من‬ ‫ويكثر من الثمار‬ ‫أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫الجيدة في خدمته لسنين عديدة قادمة‪.‬‬

‫عــزاء‬ ‫انتقل إلى الرب السيد وصفي باسيلي‪ ،‬والد ليديا (زوجة‬ ‫مايكل يواكيم)‪ ،‬وفادي باسيلي؛ وجد كيرلس يواكيم‪.‬‬ ‫تقام صالة الجناز بكنيسة مارمينا والقديسة مارينا يوم‬ ‫اإلثنين ‪ 20‬يونيو في الساعة التاسعة صباحا‪ .‬نسال‬ ‫الرب أن ينيح نفسه الطاهرة في فردوس النعيم ويمنح‬ ‫العزاء لكل أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪Congratulations‬‬

‫‪Condolences‬‬

‫‪Marriage Preparation Course‬‬


EXTRACT FROM ST CYRIL COMMENTARY ON THE GOSPEL OF ST LUKE (5:18-24)


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed Pope Shenouda III


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحمات‬

‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫تسابيح البهجة الخالصية‬ ‫تزدحم اإلصحاحات األخيرة من سفر إشعياء بأقوال عن الخالص وعن المسيا المنتظر وبتسابيح البهجة الخالصية‪ .‬وسوف‬ ‫نورد مقتطفات منها متتالية‪ ،‬ثم نحاول ربطها ببعضها البعض كما يلي‪:‬‬ ‫ام ٍة‪َ ،‬و ِمثْ َل‬ ‫* َ‬ ‫يس َيتَ زَ َّي ُن ِب ِع َم َ‬ ‫"ف َرحا َأ ْف َر ُح ِب َّ‬ ‫اب الْ َخ َال ِص‪َ .‬ك َسانِ ي ِر َد َاء الْ ِب ِّر‪ِ ،‬مثْ َل َع ِر ٍ‬ ‫الر ِّب‪ ،‬تَ ْبتَ ِه ُج نَ ْف ِسي ِب ِإلَ ِهي‪َ ،‬ألنَّ ُه َق ْد َألْ َب َسنِ ي ثِ َي َ‬ ‫وس َتتَ زَ َّي ُن ِب ُحلِ ِّي َها" (إش‪.)10 :61‬‬ ‫َع ُر ٍ‬ ‫اح َيتَّ ِق ُد‪َ .‬فتَ َرى ُ‬ ‫األ َم ُم ِب َّر ِك‬ ‫* ِ‬ ‫ور َشلِ َ‬ ‫"م ْن َأ ْج ِل ِص ْه َي ْو َن َال َأ ْس ُك ُت َو ِم ْن َأ ْج ِل ُأ ُ‬ ‫يم َال َأ ْه َد ُأ َحتَّ ى َي ْخ ُر َج ِب ُّر َها َك ِض َي ٍاء َو َخ َال ُص َها َك ِم ْص َب ٍ‬ ‫ين ِإ ْكلِ َ‬ ‫لُ‬ ‫الْ‬ ‫ُّ‬ ‫الر ِّب َوتَ اجا َملَ ِك ًّيا ِب َك ِّف ِإلَ ِه ِك" (إش‪:62‬‬ ‫اس‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫وك‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َو ُك‬ ‫تُ‬ ‫م َج ِد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِّب‪َ .‬وتَ ُكونِ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ِب َي ِد َّ‬ ‫يد ُي َع ِّينُ ُه َف ُم َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يل َج َم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪.)3-1‬‬ ‫وس َي ْف َر ُح ِب ِك ِإلَ ُه ِك" (إش‪.)5 :62‬‬ ‫* َ‬ ‫يس ِبالْ َع ُر ِ‬ ‫"و َك َف َر ِح الْ َع ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْ‬ ‫َ‬ ‫طَ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ئُ‬ ‫الر ُّب‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫لش‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫اي‬ ‫الر‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ار‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ار‬ ‫ج‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫وه‬ ‫ق‬ ‫ُّ‬ ‫‪.‬‬ ‫يل‬ ‫ب‬ ‫الس‬ ‫وا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫الش‬ ‫يق‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫وا‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫اب‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫األ‬ ‫ب‬ ‫نَ‬ ‫لِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ِ ُ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫* "اُ ْع ُب ُروا ْاع ُب ُروا ِ ْ َ ِ َ ِّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َق ْد َأ ْخ َب َر إلى َأ ْق َصى َ‬ ‫آت‪َ .‬ها ُأ ْج َرتُ ُه َم َع ُه َو ِجزَ ُ‬ ‫ام ُه‪َ .‬و ُي َس ُّمونَ ُه ْم َش ْعبا ُم َق َّدسا‪،‬‬ ‫األ ْر ِض ُقولُ وا ِال ْبنَ ِة ِص ْه َي ْو َن‪ُ :‬ه َو َذا ُم َخلِّ ُص ِك ٍ‬ ‫اؤ ُه َأ َم َ‬ ‫الر ِّب" (إش‪.)12-10 :62‬‬ ‫َم ْف ِد ِّيي َّ‬ ‫ي ِب َم َال ِب ِس ِه‪ .‬الْ ُمتَ َعظِّ ُم ِب َكثْ َر ِة ُق َّوتِ ِه؟‬ ‫"م ْن َذا اآلتِ ي ِم ْن َأ ُد َ‬ ‫* َ‬ ‫اب ُح ْم ٍر ِم ْن ُب ْص َر َة؟ َه َذا الْ َب ِه ُّ‬ ‫وم ِبثِ َي ٍ‬ ‫َ‬ ‫يم لِ لْ َخ َال ِص"‪.‬‬ ‫"أنَ ا الْ ُمتَ َكلِّ ُم ِبالْ ِب ِّر الْ َع ِظ ُ‬ ‫"ما َب ُ‬ ‫اس َك ُم َح َّم ٌر َوثِ َي ُاب َك َك َدائِ ِس الْ ِم ْع َص َر ِة؟"‬ ‫ال لِ َب ِ‬ ‫َ‬ ‫"ق ْد ُد ْس ُت الْ ِم ْع َص َر َة َو ْح ِدي َو ِم َن ُّ‬ ‫اض ٌد َف َخلَّ َص ْت‬ ‫َ‬ ‫ين َوتَ َح َّي ْر ُت ِإ ْذ لَ ْم َي ُك ْن َع ِ‬ ‫وب لَ ْم َي ُك ْن َم ِعي َأ َح ٌد‪َ ..‬فنَ ظَ ْر ُت َولَ ْم َي ُك ْن ُم ِع ٌ‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫ات َوتَ نْ ِز ُل! ِم ْن َح ْض َرتِ َك َتتَ زَ لْ زَ ُل الْ ِج َب ُ‬ ‫ال" (إش‪.)1 :64 ،5 ،3-1 :63‬‬ ‫او ِ‬ ‫لِ ي ِذ َر ِ‬ ‫الس َم َ‬ ‫اعي َو َغ ْي ِظي َع َض َدنِ ي‪ ..‬لَ ْيتَ َك تَ ُش ُّق َّ‬ ‫إال ألنها سيصير اسمها "كنيسة المسيح" و"عروس‬ ‫لماذا يقول الرب إنه سوف يعطى "أورشليم" اسما جديدا يعينه فم الرب‪ّ ،‬‬ ‫وس َتتَ زَ َّي ُن ِب ُحلِ ِّي َها"‪ ،‬وأيضا َ‬ ‫وس َي ْف َر ُح‬ ‫لمح الرب بقوله‪ِ :‬‬ ‫يس َيتَ زَ َّي ُن ِب ِع َم َ‬ ‫المسيح"‪ ،‬وقد ّ‬ ‫يس ِبالْ َع ُر ِ‬ ‫"ك َف َر ِح الْ َع ِر ِ‬ ‫ام ٍة‪َ ،‬و ِمثْ َل َع ُر ٍ‬ ‫"مثْ َل َع ِر ٍ‬ ‫"و ُي َس ُّمونَ ُه ْم‬ ‫ِب ِك ِإلَ ُه ِك"‪ .‬وهذه العبارات تشير إلى الكنيسة المفدية والمشتراة بدم السيد المسيح‪ ،‬لذلك يقول عن أوالدها‪َ :‬‬ ‫الر ِّب"‪.‬‬ ‫َش ْعبا ُم َق َّدسا‪َ ،‬م ْف ِد ِّيي َّ‬ ‫وقد ارتبط الخالص في هذه اآليات بدم المسيح بصورة واضحة إذ يقول‪َ :‬‬ ‫اح‬ ‫اب الْ َخ َال ِص"‪َ ،‬‬ ‫"ألْ َب َسنِ ي ثِ َي َ‬ ‫"و َخ َال ُص َها َك ِم ْص َب ٍ‬ ‫"ما َب ُ‬ ‫"ق ْد‬ ‫اس َك ُم َح َّم ٌر َوثِ َي ُاب َك َك َدائِ ِس الْ ِم ْع َص َر ِة؟"‪َ ،‬‬ ‫ال لِ َب ِ‬ ‫"ه َو َذا ُم َخلِّ ُص ِك ٍ‬ ‫َيتَّ ِق ُد"‪ُ ،‬‬ ‫"م ْن َذا اآلتِ ي ِم ْن َأ ُد َ‬ ‫اب ُح ْم ٍر؟"‪َ ،‬‬ ‫آت"‪َ ،‬‬ ‫وم ِبثِ َي ٍ‬ ‫ُد ْس ُت الْ ِم ْع َص َر َة"‪َ ،‬‬ ‫اعي َو َغ ْي ِظي َع َض َدنِ ي" ‪.‬‬ ‫يم لِ لْ َخ َال ِص"‪َ ،‬‬ ‫"خلَّ َص ْت لِ ي ِذ َر ِ‬ ‫"أنَ ا الْ ُمتَ َكلِّ ُم ِبالْ ِب ِّر الْ َع ِظ ُ‬ ‫"غ ْي ِظي َع َض َدنِ ي" أن الرب على الصليب قد أعلن غضب الثالوث القدوس على الخطية‪ .‬فهو لم يعلن‬ ‫والمقصود بعبارة‪َ :‬‬ ‫فقط محبة الثالوث للبشرية‪ ،‬بل أعلن قداسة الل ورفضه للخطية‪ ..‬ولهذا السبب أوفى الدين بذبيحة نفسه على‬ ‫تقبل اآلب هذه الكفارة التي‬ ‫الصليب حيث أخذ القاضي مكان المتهم وحمل خطايا كثيرين وشفع في المذنبين‪ .‬وقد ّ‬ ‫ي َق َّد َم نَ ْف َس ُه لِ لَّ ِه ِب َال‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫وح َأزَ لِ ٍّ‬ ‫أصعدها الروح القدس الناري فوق الجلجثة كقول معلمنا بولس الرسول عن المسيح‪" :‬الَّ ِذي ِب ٍ‬ ‫َع ْي ٍب" (عب‪.)14 :9‬‬ ‫وس َم ْع َص َر َة‬ ‫"و ُه َو َي ُد ُ‬ ‫وقد أشار يوحنا الرسول اإلنجيلي في رؤياه إلى المعصرة التي اجتازها السيد المسيح‪ ،‬فقال عنه‪َ :‬‬ ‫وك َو َر ُّب َ‬ ‫اب" (رؤ‪:19‬‬ ‫وب‪َ :‬ملِ ُك الْ ُملُ ِ‬ ‫َخ ْم ِر َس َخ ِط َو َغ َض ِب اللِ الْ َق ِ‬ ‫ي ٍء‪َ .‬ولَ ُه َعلَ ى ثَ ْو ِب ِه َو َعلَ ى َف ْخ ِذ ِه ْ‬ ‫اس ٌم َم ْكتُ ٌ‬ ‫اد ِر َعلَ ى ُك ِّل َش ْ‬ ‫األ ْر َب ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ثَ‬ ‫اس ُم ُه َكلِ َم َة اللِ" (رؤ‪.)13 :19‬‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫وس‬ ‫م‬ ‫غ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫"و‬ ‫الموضع‪:‬‬ ‫نفس‬ ‫‪ .)16 ،15‬وقال عنه في‬ ‫تَ‬ ‫ُ‬ ‫م‪َ ،‬و ُي ْد َعى ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬

‫َق ْد ُد ْس ُت ْال ِم ْع َص َر َة َو ْح ِدي‬ ‫يمت عنّ ا‪ .‬وذلك بدعوى أننا قد تألمنا معه‬ ‫يد عى البعض في أيامنا هذه أن السيد المسيح لم يتألم عنّ ا‪ ،‬ولم ُيصلب عنّ ا‪ ،‬ولم ُ‬ ‫ّ‬ ‫وصلب ألجلنا‪ ،‬ومات ألجلنا‪ .‬ويعتبرون "ألجلنا" أنها‬ ‫وصلبنا معه ومتنا معه‪ .‬ويقولون إن التعبير الصحيح هو أنه تألم ألجلنا‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ال تعنى "عوضا عنّ ا" أو "بدال منّ ا"‪.‬‬ ‫"ق ْد ُد ْس ُت الْ ِم ْع َص َر َة َو ْح ِدي َو ِم َن ُّ‬ ‫وب لَ ْم َي ُك ْن َم ِعي‬ ‫ولكن السيد المسيح يحسم األمر بفم إشعياء النبي ويقول‪َ :‬‬ ‫الش ُع ِ‬ ‫َأ َح ٌد" (إش‪ )3 :63‬أي أن السيد المسيح قد ُصلب وحده‪ .‬فهل يضع هؤالء المعلمون الجدد حكمتهم فوق إعالنات الوحي‬ ‫المقدس؟! وبماذا يجيبون‪..‬؟‬ ‫فسرها بولس الرسول بأن هذا قد تم في المعمودية وليس على الجلجثة‪،‬‬ ‫يح ُصلِ ْب ُت" (غل‪ )20 :2‬قد ّ‬ ‫إن عبارة َ‬ ‫"م َع الْ َم ِس ِ‬ ‫َ‬ ‫الْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫لُ‬ ‫ين َه َذا‪َ :‬أ َّن ِإنْ َسانَ نَ ا‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫وع‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫اع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫ون‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫تَ‬ ‫نَ‬ ‫نَّ‬ ‫فقال‪َ " :‬أ ْم تَ‬ ‫يح ْاعتَ َم ْدنَ ا لِ َم ْوتِ ِه‪َ .‬ف ُد ِفنَّ ا َم َع ُه ِبالْ َم ْع ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ‬ ‫ود َّي ِة لِ لْ َم ْو ِت‪َ ..‬عالِ ِم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬ ‫يق َق ْد ُصلِ َب َم َع ُه" (رو‪.)6-3 :6‬‬ ‫الْ َعتِ َ‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة التاسعة‬ ‫حاالت الصالة ودرجات الكمال‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫يأت‬ ‫ونوح أيضا‪ ،‬لما أمره الل وله من العمر خمسمائة سنة‪ ،‬أن يبني الفلك‪ ،‬وأخبره أنه سيجلب طوفانا على العالم‪ ،‬ولم ِ‬ ‫إال عندما كان نوح ابن ستمائة سنة‪ ،‬فظل منتظرا بصبر مائة سنة ولم يشك في قول الل له بل تقوى باإليمان‬ ‫الطوفان َّ‬ ‫موقنا بأن ما تكلم الل به البد أن يحدث‪ ،‬وإذ ُوجد مقبوال بسبب نية قلبه وايمانه وصبره‪ ،‬خلُ ص هو وأهل بيته فقط‪ ،‬ألنه‬ ‫حفظ الوصية بنقاوة‪.‬‬

‫امتحان اإلرادة وطاعة الوصايا‪:‬‬ ‫نبين أن نعمة الل في اإلنسان‪ ،‬وموهبة الروح القدس المعطاة‬ ‫لقد استخرجنا هذه البراهين من الكتب المقدسة لكي ِّ‬ ‫الحرة بكل أنواع‬ ‫للنفس المؤمنة‪ ،‬تعمل مع جهاد كثير‪ ،‬وصبر عظيم وطول أناة‪ ،‬وتجارب وامتحانات‪ ،‬إذ تمتحن إرادة اإلنسان ّ‬ ‫الشدائد‪.‬‬ ‫حينئذ أهال للحصول‬ ‫فإذا لم تحزن الروح في أي شيء‪ ،‬بل وجدت موافقة للنعمة بطاعتها لجميع الوصايا‪ ،‬فإنها تحسب‬ ‫ٍ‬ ‫الحرية من الشهوات وتنال ملء التبني بالروح‪ -‬المتكلم عنه في سر‪ -‬وتنال الغنى الروحي‪ ،‬والمعرفة والحكمة التي‬ ‫على‬ ‫ّ‬ ‫ليست من هذا العالم‪ ،‬هذه النعم التي قد ُأعطي للمسيحيين الحقيقيين أن يصيروا شركاء فيها‪ .‬وألجل هذا فإنهم أعلى‬ ‫من كل ذوى الفطنة والمعرفة والحكمة من أهل العالم الذين لهم روح العالم‪.‬‬ ‫فإن الشخص الروحي “يحكم في كل شيء” (‪ 1‬كو ‪ )15 :2‬كما هو مكتوب‪ .‬إنه يعرف كل إنسان‪ ،‬ومن أين يأتي بأفكاره‬ ‫وكالمه وما هو موقفه والدرجات والمقاييس التي هو فيها‪ ،‬ولكن ليس أحد من أولئك الذين لهم روح العالم يستطيع‬ ‫أن يعرف الشخص الروحي أو يحكم فيه‪ ،‬إنما يستطيع أن يعرفه ذلك الذي له الروح السماوي‪ -‬روح الالهوت‪ -‬مثله‪ ،‬وبذلك‬ ‫فإنه يكون له نفس معرفته كما يقول الرسول “قارنين الروحيات بالروحيات‪ ،‬ولكن اإلنسان الطبيعي ال يقبل األشياء‬ ‫الخاصة بروح الل ألنها في نظره جهالة‪ ،‬أما الروحي فيحكم في كل شيء‪ ،‬وهو نفسه ال يحكم فيه من أحد” (‪ 1‬كو ‪:2‬‬ ‫‪ )15-13‬فمثل هذا اإلنسان ينظر إلى كل األشياء التي يفخر بها العالم‪ ،‬ينظر إلى كل غنى العالم ولذاته وتمتعاته‪ -‬بل‬ ‫وحتى معرفته ذاتها‪ -‬وإلى كل األشياء المختصة بهذا الدهر كأشياء مرفوضة وكريهة عنده‪.‬‬

‫نار حب المسيح‪:‬‬ ‫وكما أن اإلنسان الذي تتملكه الحمى الشديدة‪ ،‬يكره ويرفض أحلى األطعمة واألشربة التي تقدم له بسبب اشتعال‬ ‫الحمى فيه‪ ،‬وشدة تأثيرها عليه‪ ،‬وهكذا الذين يشتعلون بالشهوة المقدسة‪ ،‬شهوة الروح‪ ،‬واشتياقه‪ ،‬وتجرح نفوسهم‬ ‫السماوية بشدة تلك النار التي “جاء الرب ليلقيها على األرض وهو ال يريد إالَّ‬ ‫بالمحبة‪ ،‬محبة الل‪ ،‬وتشتعل فيهم نار المحبة‬ ‫َّ‬ ‫السماوية للمسيح‪ ،‬هؤالء كما قلنا سابقا‪ ،‬يعتبرون كل األشياء المجيدة‬ ‫اضطرامها” (لو ‪ )49 :12‬ويلتهبون بالشهوة‬ ‫َّ‬ ‫والثمينة الخاصة بهذا العالم كأنها أشياء حقيرة وكريهة بسبب نار حب المسيح التي تحصرهم وتشعلهم وتضرمهم ليميلوا‬ ‫السماوية‪ -‬خيرات الحب اإللهي‪.‬‬ ‫بكل قلوبهم إلى الل وإلى الخيرات‬ ‫َّ‬ ‫ذلك الحب الذي ال تستطيع كل األشياء سواء في السماء أو على األرض أو تحت األرض‪ -‬أن تفصلهم عنه‪ ،‬كما يشهد‬ ‫الرسول قائال‪“ :‬من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف الخ‪ ..‬ال علو‬ ‫وال عمق وال خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الل التي في المسيح يسوع ربنا” (رو ‪.)39-35‬‬

‫االنشغال بالهدف الواحد‪:‬‬ ‫السماوية‪ -‬محبة الروح‪ ،‬بدون أن يجعل‬ ‫ولكن من غير الممكن ألي إنسان أن يقتني نفسه (لو ‪ )19 :21‬وأن يقتني المحبة‬ ‫َّ‬ ‫نفسه غريبا عن كل األشياء المختصة بهذا العالم‪ ،‬ويبذل نفسه في طلب حب المسيح‪ ،‬ويتجرد عقله من كل االهتمامات‬ ‫األرضية لكي يكون مشغوال انشغاال كليا بالهدف الواحد‪ ،‬ويتصرف في كل هذه األشياء بواسطة‬ ‫المادية واالرتباكات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوصايا كلها‪ ،‬حتى أن كل اهتمامه وسعيه وكل انهماك وانشغال نفسه‪ ،‬يكون منحصرا في اكتشاف الجوهر العقلي‬ ‫السماوية‪ -‬زينة الروح‪.‬‬ ‫غير المادي‪ ،‬وفي كيفية تزيين النفس بالوصايا والفضائل‪ ،‬وبالزينة‬ ‫َّ‬ ‫والمادية‪ ،‬وانطلق‬ ‫األرضية‬ ‫وتحرر من كل العوائق‬ ‫وبالشركة في نقاوة المسيح وقداسته‪ -‬حتى إذا تخلى عن كل شيء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجسدية‪ ،‬سواء كانت تعلقا بالوالدين أو األ قرباء‪ ،‬فإنه ال يدع عقله أيضا ينشغل أو يرتبك بأي أمر آخر مثل‬ ‫حرا من المحبة‬ ‫ّ‬ ‫الجسدية‪ ،‬أو أي أفكار أرضية أخرى بل يصير كل اهتمام عقله‬ ‫السلطان‪ ،‬أو المجد العالمي‪ ،‬أو الكرامات‪ ،‬وصداقات العالم‬ ‫ّ‬ ‫وانشغاله وتلهفه منحصرا في طلب جوهر النفس العقلي‪ ،‬وبكل قلبه ينتظر بتوقع ورجاء مجيء الروح عليه‪ ،‬كما يقول‬ ‫الرب‪“ :‬بصبركم اقتنوا أنفسكم” (لو ‪“ )19 :21‬وأيضا اطلبوا ملكوت الل وهذه كلها تزاد لكم” (مت ‪.)33 :6‬‬ ‫اإللهية‪،‬‬ ‫فاإلنسان الذي يسعى هكذا ويجتهد‪ ،‬ويكون محترسا دائما‪ ،‬سواء بالصالة أو بالطاعة‪ ،‬أو بكل نوع من األعمال‬ ‫ّ‬ ‫هذا اإلنسان يستطيع أن ينجو من ظلمة الشياطين األشرار‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫بل إن ربنا يسوع المسيح يعلمنا أن هذا العمل كان رمزا لصليبه المقدس‪ ،‬فيقول “وكما رفع موسى‬ ‫الحية في البرية‪ ،‬هكذا ينبغي أن يرفع ابن اإلنسان‪ .‬لكي ال يهلك كل َمن يؤمن به بل تكون له‬ ‫الحياة األبدية” (يو‪.)14:3‬‬ ‫‪ )4‬وعندما أمر الرب موسى بصنع تابوت العهد‪ ،‬أمره بصنع كاروبين من ذهب فوقه قائال‪“ :‬وتصنع‬ ‫كاروبين من ذهب‪ ،‬صنعه خراط تصنعها على طرفي الغطاء فاصنع كاروبا واحدا على الطرف من‬ ‫هنا‪ ،‬وكاروبا آخر على الطرف من هناك ويكون الكاروبان باسطين أجنحتهما إلى فوق‪ ،‬مظللين‬ ‫بأجنحتهما على الغطاء‪ ،‬ووجهاهما كل واحد على الطرف من هنا ‪ ..‬وأنا اجتمع بك هناك‪ ،‬وأتكلم‬ ‫معك من على الغطاء من بين الكاروبين اللذين على تابوت الشهادة” (خر‪.)22-17 :25‬‬ ‫وكان كذلك‪ .‬ولم يكن في نحت هذين الكاروبين مخالفة للوصية التي تأمر بعدم نحت تمثال منحوت‬ ‫مما في السماء من فوق‪ .‬ألن الغرض لم يكن هو عبادة المالئكة ممثلين في هذين الكاروبين‪..‬‬ ‫بل على العكس تم نحت هذين التمثالين بأمر إلهي‪ ،‬كما تم نحت الحية النحاسية بأمر إلهي أيضا…‬ ‫‪ )5‬وبنفس األسلوب صنع سليمان في بناء الهيكل وتزيينه‪ .‬عمل "كاروبين من خشب الزيتون علو‬ ‫الواحد عشر أذرع وخمس أذرع جناح الكاروب الواحد‪ ،‬وخمس أذرع جناح الكاروب اآلخر‪ ..‬قياس واحد‪،‬‬ ‫وشكل واحد‪ ،‬للكاروبين‪ .‬وجعل الكاروبين في وسط البيت الداخلي‪ ،‬وبسطوا أجنحة الكاروبين‪..‬‬ ‫وغشي الكاروبين بالذهب" (‪1‬مل‪.)28-23 :6‬‬ ‫‪ )6‬ولم يقتصر األمر على هذين الكاروبين‪ ،‬بل يقول الكتاب "وجميع حيطان البيت (بيت الرب) في‬ ‫مستديرها رسمها نقشا بنقر كاروبين ونخيل وبراعم زهور من داخل وخارج" (‪1‬مل‪ .)29:6‬وعمل للباب‬ ‫مصراعين (ورسم عليهما نقش كاروبيم ونخيل وبراعم زهور وغشاهما بذهب) (‪1‬مل‪ .)32:6‬انظر‬ ‫أيضا (‪1‬مل‪.)35:6‬‬ ‫وهكذا كان بيت الرب مزينا بالصور والرسوم والتماثيل‪ .‬وظل الناس يعبدون الرب‪ .‬ولم يعبدوا هذه‬ ‫الصور والتماثيل‪ ،‬ولم يخالفوا الوصية الثانية‪..‬‬ ‫‪ )7‬كذلك لم يكن تابوت العهد في كل احترام الكهنة والشعب والملوك له‪ ،‬يمثل شيئا على اإلطالق‬ ‫من العبادة الوثنية‪ .‬إن الكتاب يسجل لنا أنه بعد انهزام الشعب في عاي‪ ،‬أن يشوع بن نون خليفة‬ ‫موسى النبي يسجد أمام تابوت العهد إلى المساء هو وشيوخ إسرائيل‪ ،‬وصلي للرب (يش‪ .)6:7‬ولم‬ ‫يحدث أن الرب قال له (قد كسرت الوصية الثانية)‪.‬‬ ‫بل على العكس كلمه الرب‪ .‬وصنع معجزة في كشف عخان بن كرمي‪ ،‬ودفع الرب عاي إلى‬ ‫يد يشوع ورفع وجهه‪.‬‬ ‫ولم يخطئ يشوع في السجود أمام تابوت الرب ألنه لم يكن يعبد التابوت بل الرب الذي يحل عليه‬ ‫ويكلمه من بين الكاروبين‪ .‬وهكذا لم يخطئ داود النبي حينما احتفل برجوع التابوت بكل إكرام‬ ‫ورقص قدامه‪2( 0‬صم‪.)15-12 :6‬‬ ‫‪ )8‬وبالمثل‪ ،‬نقول إننا ال نعبد الصور وال األيقونات وإنما نكرمها‪ .‬وفي ذلك نكرم أصحابها‪ ،‬حسب‬ ‫قول الرب لتالميذه "إن كان أحد يخدمني يكرمه اآلب" (يو‪.)26:12‬‬ ‫فإن كان اآلب يكرم قديسيه‪ ،‬أال نكرمهم نحن؟!‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 19‬يونيو ‪2022‬‬

‫‪ 12‬بؤونه ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪875‬‬

‫‪Coptic Hope Charity‬‬ ‫‪End of Financial Year 2022 Appeal‬‬

‫القديس أبو نوفير السائح‬ ‫‪ 16‬بؤونه – ‪ 23‬يونيو‬

‫ي‬ ‫" َو ِ‬ ‫لك ْن لِ َك ْ‬ ‫َ‬ ‫الب ِن‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫تَ ْع َل ُم‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ان ُسلطانا‬ ‫اإلنْ َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َلى َ‬ ‫األ ْر ِض َأ ْن‬ ‫ط َايا‪َ ،‬ق َ‬ ‫َي ْغ ِف َر ْال َخ َ‬ ‫ال‬ ‫وج‪"َ :‬ل َك‬ ‫لِ ْل َم ْف ُل ِ‬ ‫َأ ُق ُ‬ ‫اح ِم ْل‬ ‫ول‪ُ :‬ق ْم َو ْ‬ ‫ِف َر َ‬ ‫اذ َه ْب‬ ‫اش َك َو ْ‬ ‫ِإ َلى َب ْيتِ َك!" َف ِفي‬ ‫ام‬ ‫ال َق َ‬ ‫ْال َح ِ‬ ‫ام ُه ْم‪َ ،‬و َح َم َل َما‬ ‫َأ َم َ‬ ‫ان ُم ْض َ‬ ‫ط ِجعا‬ ‫َك َ‬ ‫َ‬ ‫َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َم َضى ِإلى‬ ‫َب ْيتِ ِه َو ُه َو ُي َم ِّج ُد‬ ‫اللَ‪َ .‬ف َأ َخ َذ ِت‬ ‫يع َح ْي َر ٌة‬ ‫ْال َج ِم َ‬ ‫َو َم َّج ُدوا اللَ‪،‬‬ ‫امتَ ُألوا َخ ْوفا‬ ‫َو ْ‬

‫ين‪ِ " :‬إنَّ نَ ا َق ْد‬ ‫َقائِ لِ َ‬ ‫َر َأ ْينَ ا ْال َي ْو َم‬ ‫َع َجائِ َب!"‬ ‫(لوقا ‪)26-24:5‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.