Epsajee 26th June 202

Page 1


‫أخبار اإليبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫قرار للمجمع المقدس‬ ‫أقر المجمع المقدس للكنيسة القبطية األرثوذكسية خالل فترة‬ ‫انعقاده بالجلسة العامة بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪ 2022‬بمركز لوجوس‬ ‫بدير األنبا بيشوي بوادي النطرون اإلعتراف بقداسة كل من‬ ‫القمص بيشوي كامل‪ ،‬والراهب يسطس األنطوني‪ .‬نسأل الرب‬ ‫أن ينفعنا بصلواتهما وشفاعاتهما‪.‬‬

‫تهاني‬

‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب القمص مارك عطااهلل الكاهن‬ ‫بكنيسة القديس يوحنا اإلنجيلي والقديسة فيرينا‪،‬‬ ‫ملبورن بمناسبة العيد الثامن عشر (اإلثنين ‪ 27‬يونيو)‬ ‫لرسامته‪ ،‬ونصلي من أجل أن يحفظ الرب كهنوته‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته لسنين‬ ‫وأبوته ُ‬ ‫عديدة قادمة‪.‬‬

‫‪Marriage Preparation Course‬‬


‫أخبار اإليبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪40th Day Commemoration‬‬

‫تذكار األربعين‬ ‫يقام يوم األحد ‪ 3‬يوليو بكنيسة األنبا بيشوي واألنبا‬ ‫شنوده ببولين أثناء القداس الثاني ‪ 11-9‬صباحا‪ ،‬تذكار‬ ‫األربعين للمرحومة السيدة إيريز عبود‪ ،‬زوجة المرحوم‬ ‫السيد نظيم عبود؛ ووالدة كل من إيهاب عبود زوج أمل‬ ‫عبود‪ ،‬ونهال عبد الملك زوجة المرحوم فريد عبد الملك‪،‬‬ ‫وألبير عبود زوج جيهان كيرلس‪ ،‬ودكتور عماد عبود زوج‬ ‫جيهان عبود؛ وأخت كل من المرحومة إيفينيس‪ ،‬والسيد‬ ‫ألفونس‪ ،‬والسيدة لوريس‪ ،‬والسيد ماجد‪ ،‬والدكتورة‬ ‫إيفيت نجيب‪ .‬نسأل الرب أن ينيح نفسها الطاهرة في‬ ‫فردوس النعيم‪ ،‬ويمنح العزاء لجميع أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪40th Day Commemoration‬‬

‫تذكار األربعين‬ ‫يقام يوم األحد ‪ 3‬يوليو بكنيسة األنبا أثناسيوس‬ ‫بدونفيل أثناء القداس اإلنجليزي ‪ 11-9‬صباحا تذكار‬ ‫األربعين للمرحوم السيد كمال اسحاق‪ ،‬زوج المرحومة‬ ‫السيدة برتا اسحاق؛ ووالد أشرف‪ ،‬وميري‪ ،‬ونبيل اسحاق‬ ‫(زوج أولجا اسحاق)؛ وجد كرستين ومايكل وجبريال‬ ‫اسحق‪ .‬نسأل الرب أن ُينيح نفسه الطاهرة في فردوس‬ ‫النعيم‪ ،‬ويمنح العزاء لجميع أفراد العائلة‪.‬‬

‫‪Coptic Hope Charity‬‬ ‫‪End of Financial Year 2022 Appeal‬‬


COMPARATIVE THEOLOGY A Book by The Thrice Blessed Pope Shenouda III


‫المسيح في سفر إشعيا ء‬

‫كتا ب لمثلث الرحمات‬

‫األنبا بيشو ي مطران دمياط‬

‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫َأ ْج َع ُل َك َع ْهدا لِ َّ‬ ‫لش ْع ِب‬

‫يخاطب اآلب في سفر إشعياء االبن الوحيد المتجسد بقوله‪َ " :‬أ ْج َعلُ َك َع ْهدا لِ َّ‬ ‫ي لِ تُ ْخ ِر َج‬ ‫م‪ .‬لِ تَ ْفتَ َح ُع ُي َ‬ ‫لش ْع ِب َونُ ورا لِ ُأل َم ِ‬ ‫ون الْ ُع ْم ِ‬ ‫ين ِفي الظُّ لْ َم ِة" (إش‪.)7 ،6 :42‬‬ ‫الس ْج ِن الْ َجالِ ِس َ‬ ‫ور َ‬ ‫ين ِم ْن َب ْي ِت ِّ‬ ‫ِم َن الْ َح ْب ِس الْ َم ْأ ُس ِ‬ ‫الجميل في هذا النص أن اآلب السماوي يقول إن السيد المسيح لم يقطع فقط عهدا مع الشعب المؤمن باسمه مثلما‬ ‫ورد في سفر إرميا (إر‪ ،)31 :31‬بل أنه هو نفسه "العهد"‪.‬‬ ‫والسبب في ذلك هو أن االبن الكلمة قد صار له جسدا يمكن أن يتألم وأن يعلّ ق على الصليب‪ ،‬وأن يقبل الموت‪ ،‬وأن‬ ‫يقوم من األموات‪ ،‬وأن يصعد إلى السماوات‪.‬‬ ‫عبارة َ‬ ‫"أ ْج َعلُ َك َع ْهدا لِ َّ‬ ‫"التجسد" الذي قال عنه السيد‬ ‫لش ْع ِب" تحمل في طياتها كل هذه المعاني بداية من معنى‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫"ه َّيأ َت لِ ي َج َسدا" (عب‪ ،5 :10‬انظر مز‪ 6 :40‬حسب الترجمة السبعينية)‪.‬‬ ‫المسيح لآلب في المزمور‪َ :‬‬ ‫في القديم صنع الرب عهدا مع شعب إسرائيل بيد موسى النبي ورش دم الذبائح الحيوانية‪ ،‬وحدث نقض لذلك العهد‬ ‫لسبب خطايا الشعب وزيغانهم‪.‬‬ ‫وقدم نفسه ذبيحة خالصية‪ ،‬وقال في ليلة آالمه لتالميذه عن كأس دمه المقدس الذي ُيسفك في‬ ‫وجاء السيد المسيح‬ ‫ّ‬ ‫يد ِب َد ِمي الَّ ِذي ُي ْس َف ُك َعنْ ُك ْم" (لو‪.)20 :22‬‬ ‫َجلده وفي سائر آالمه حتى على الصليب‪َ :‬‬ ‫ي الْ َع ْه ُد الْ َج ِد ُ‬ ‫"ه ِذ ِه الْ َك ْأ ُس ِه َ‬ ‫وبهذا أوضح السيد المسيح أن دمه المسفوك في آالمه والممنوح أيضا في كأس االفخارستيا هو العهد الجديد‪ .‬هو دمه‬ ‫الخاص‪ ،‬وما ُينسب إلى جسده وإلى دمه الخاص ُينسب إليه هو شخصيا‪.‬‬ ‫"اصنَ ُعوا َه َذا ُكلَّ َما َش ِر ْبتُ ْم لِ ِذ ْك ِري" (‪1‬كو‪.)25 :11‬‬ ‫وبهذا صنع السيد المسيح العهد الجديد وقال لتالميذه‪ْ :‬‬ ‫وصلب عنّ ا"‪.‬‬ ‫تجسد وتأنّ س ُ‬ ‫فالسيد المسيح هو "الْ َع ْه ُد" ألن دمه هو "الْ َع ْه ُد"‪ ،‬وذلك ألنه " ّ‬ ‫فما أجمل هذه األنشودة الجديدة َ‬ ‫"أ ْج َعلُ َك َع ْهدا لِ َّ‬ ‫م" التي تغنى بها اآلب نفسه على فم إشعياء النبي‪..‬‬ ‫لش ْع ِب َونُ ورا لِ ُأل َم ِ‬ ‫َ‬ ‫هل هناك حب أعظم من هذا‪..‬؟! َ‬ ‫ي الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن‬ ‫ابنه الْ َو ِح َ‬ ‫"ألنَّ ُه َه َك َذا أ َح َّب اللَّ ُه الْ َعالَ َم َحتَّ ى َب َذ َل ُ‬ ‫يد الجنس لِ َك ْ‬ ‫اة َ‬ ‫األ َب ِد َّي ُة" (يو‪.)16 :3‬‬ ‫ون لَ ُه الْ َح َي ُ‬ ‫ِب ِه َب ْل تَ ُك ُ‬ ‫"و َأ ْج َعلُ َك َع ْهدا لِ َّ‬ ‫لش ْع ِب"‪ .‬أي أن السيد المسيح هو نفسه العهد‬ ‫ولكن الملفت للنظر أن الرب يقول بفم إشعياء النبي‪َ :‬‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫هو العهد الجديد ألن دمه في كأس االفخارستيا وكذلك هو نفسه الذي سفك على الصليب‪ ،‬هو العهد الجديد‪.‬‬ ‫تكفر عن خطايا العالم سوى ذبيحة المسيح‪.‬‬ ‫وهو العهد الجديد ألنه لم يمكن ألية ذبيحة أن ّ‬ ‫وهو العهد الجديد ألنه ال يمكن أن يستمر العهد إال بضمان إلهي فال ينقض‪ ،‬وهل يمكن أن ينقض أحد المسيح نفسه؟!‬ ‫امنا لِ َع ْهد َأ ْف َض َل" (عب‪ )22 :7‬كقول معلمنا بولس الرسول‪.‬‬ ‫وع َض ِ‬ ‫إذن " َق ْد َص َار َي ُس ُ‬ ‫قدم ابنه الوحيد الجنس‬ ‫إن اهلل ِ"إ ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َأ ْعظَ ُم ُي ْق ِس ُم ِب ِه‪َ ،‬أ ْق َس َم ِبنَ ْف ِس ِه" (عب‪ ،)13 :6‬وإذ لم يجد أعظم يقدمه‪ّ ،‬‬ ‫المتجسد‪.‬‬ ‫قدم ذاته فصار هو العهد الذي ال يمكن أن ُينقض‪.‬‬ ‫بمعنى أن اهلل االبن ّ‬

‫م‬ ‫َأ ْج َع ُل َك‪ ..‬نُ ورا لِ ُأل َم ِ‬

‫لم يصر السيد المسيح فقط عهدا للشعب‪ ،‬بل صار نورا لألمم الجالسين في الظلمة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫م" (يو‪.)9 :1‬‬ ‫ور الْ َح ِق ِ‬ ‫"ك َ‬ ‫ان النُّ ُ‬ ‫يق ُّ‬ ‫ي الَّ ِذي ُينِ ُير ُك َّل ِإنْ َسان آتِ يا إلى الْ َعالَ ِ‬ ‫وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث –(أطال الرب حياة قداسته)‪ :‬السيد المسيح هو النور الحقيقي الذي يستمد منه‬ ‫الجميع النور‪ ،‬لذلك قيل عنه إنه هو "النور الحقيقي" وليس مجرد "النور"‪.‬‬

‫ي‬ ‫لِ تَ ْفتَ َح ُع ُي َ‬ ‫ون ْال ُع ْم ِ‬

‫لم يفتح السيد المسيح فقط عيني المولود أعمى‪ ،‬بل فتح بصيرته عندما طرده اليهود من المجمع إذ وجده وقال له‪:‬‬ ‫" َأتُ ْؤ ِم ُن ِبابن اللَّ ِه؟‬ ‫ُ‬ ‫وع‪َ :‬ق ْد َر َأ ْيتَ ُه َوالَّ ِذي َيتَ َكلَّ ُم َم َع َك ُه َو ُه َو‪َ .‬ف َق َ‬ ‫لَ‬ ‫َ‬ ‫وم ُن َيا َس ِّي ُد‪َ .‬و َس َج َد لَ ُه" (يو‪:9‬‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫؟‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫وم‬ ‫أل‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ُ :‬أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ ُ‬ ‫اب‪َ :‬م ْن ُه َو َيا َ ِّ ُ‬ ‫َأ َج َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ )38-35‬لقد انفتحت أعين قلبه وآمن بالهوت السيد المسيح‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير – العظة التاسعة‬ ‫حاالت الصالة ودرجات الكمال‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫االلتصاق بالرب وحده‪:‬‬ ‫فالعقل الذي ال يهمل تفتيش ذاته وال يهمل طلب الرب‪ ،‬يستطيع أن يقتني نفسه‪ -‬النفس التي كانت في هالك‬ ‫الشهوات‪ -‬يقتنيها بتقديم نفسه كأسير لمحبة الرب بكل غيرة وقوة‪ ،‬وبااللتصاق به وحده‪ ،‬كما هو مكتوب‪:‬‬ ‫“مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح” (‪ 2‬كو ‪ ،)5 :10‬لكي بواسطة مثل هذا السعي واالشتياق والطلب يمكن‬ ‫أن يصير العقل “روحا واحدا مع الرب” (‪ 1‬كو ‪ )17 :6‬وهذه هي عطية المسيح ونعمته التي تحل في إناء النفس‬ ‫المستعدة لكل عمل صالح‪ ،‬و”التي ال تزدري بروح الرب” (عب ‪ )29 :10‬باختيارها وإرادتها الذاتية أو بانحرافات هذا‬ ‫الجسدية‪ ،‬وألفة األشرار ومعاشراتهم‪.‬‬ ‫العالم‪ ،‬وأمجاده‪ ،‬ورئاساته‪ ،‬ولذاته‬ ‫ّ‬ ‫فحينما تخصص النفس ذاتها كلها للرب‪ ،‬وتلتصق به وحده وتسير حسب وصاياه‪ ،‬وتعطي روح المسيح حقه من‬ ‫اإلكرام‪ -‬الروح الذي قد أتى عليها وظللها‪ -‬فإنها تحسب حينئذ أهال ألن تصير روحا واحدا وكيانا واحدا معه‪ ،‬كما‬ ‫يقول الرسول‪:‬‬ ‫“وأما من التصق بالرب فهو روح واحد” (‪ 1‬كو ‪ )17 :6‬أما إذا سلَّ م اإلنسان نفسه للهموم أو لطلب المجد أو العظمة‬ ‫األرضية‪ ،‬أو ارتبطت وتقيدت بأي‬ ‫البشرية‪ ،‬وسعى وراء هذه األشياء واختلطت نفسه وامتزجت باألفكار‬ ‫أو الكرامات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شيء من أمور هذا العالم‪ ،‬فإن مثل هذه النفس إذا اشتاقت أن تنطلق وتنجو وتهرب من ظلمة الشهوات التي‬ ‫قيدتها بها قوات الشر‪ ،‬فألنها ال تستطيع أن تهرب‪ ،‬وذلك بسبب محبتها ألعمال الظلمة‪ ،‬وألنها ال تبغض أعمال الشر‬ ‫َّ‬ ‫بغضا كامال‪.‬‬ ‫لنتمم كل ما‬ ‫لذلك فلنعد أنفسنا للمجيء إلى الرب بكل عزم القلب وبإرادة غير منقسمة‪ ،‬ونصير تابعين للمسيح‪ِّ ،‬‬ ‫يريده‪ ،‬و”لنذكر وصاياه لنعملها” (مز ‪.)18 :103‬‬ ‫همنا‬ ‫هو‬ ‫ويكون‬ ‫عقولنا‬ ‫شاغل‬ ‫وحده‬ ‫هو‬ ‫ويكون‬ ‫وحده‪،‬‬ ‫بالرب‬ ‫نفوسنا‬ ‫ولنفصل أنفسنا تماما عن محبة العالم‪ ،‬ونربط‬ ‫ّ‬ ‫وهو م طلبنا وحده‪ .‬وإذا كان يلزمنا أن ننشكل بعض الشيء أيضا بالجسد‪ ،‬وباألشغال الموضوعة علينا‪ ،‬ومن أجل‬ ‫الطاعة هلل‪ ،‬فحتى في هذه الحاالت‪ ،‬ال ندع عقلنا يبتعد عن محبة الرب وطلبه والشوق إليه‪ ،‬وهكذا إذ نسعى‬ ‫ونجتهد بقلب يقظ‪ ،‬سائرين في طريق البر بقصد مستقيم‪ ،‬ونحترس دائما ألنفسنا‪ ،‬فألننا ننال موعد روحه‪ ،‬ونخلص‬ ‫بالنعمة من هالك ظلمة الشهوات التي تحارب النفس‪ ،‬فنصير حينئذ أهأل للملكوت األبدي ويوهب لنا أن نتنعم كل‬ ‫األبدية مع المسيح‪ ،‬ممجدين اآلب واالبن والروح القدس إلى األبد آمين‪.‬‬ ‫ّ‬

‫العظة العاشرة‬ ‫اإللهية تحفظ وتزاد باتضاع القلب واالهتمام الجاد‪ ،‬ولكنها تضيع بالكبرياء والكسل‪”.‬‬ ‫“مواهب النعمة‬ ‫ّ‬

‫المحبة الحارة للمسيح‪:‬‬ ‫إن النفوس التي تحب الحق وتحب اهلل‪ ،‬وتشتهي برجاء كثير وإيمان أن تلبس المسيح كلية‪ ،‬ال تحتاج كثيرا إلى تذكرة‬ ‫من اآلخرين‪ ،‬بل أنها ال تحتمل وال إلى لحظة‪ ،‬أن تكون محرومة من حبها المشتعل للرب واشتياقها السمائي له بل‬ ‫بالحري إذ يكونون مسمرين تماما وكلية في صليب المسيح‪ ،‬فإنهم يشعرون بإحساس النمو والتقدم الروحي نحو‬ ‫العريس الروحاني‪ ،‬وإذ يكونون مجروحين بالشوق السماوي‪ ،‬وجائعين إلى بر الفضائل‪ ،‬فألنه يكون لهم رغبة عظيمة‬ ‫ال تنطفيء في إشراق وإنارة الروح‪..‬‬

‫العطش والشوق المتزايد‪:‬‬ ‫السماوية‪،‬‬ ‫اإللهية وحتى إذا ُجعلوا شركاء في بهجة النعمة‬ ‫وحتى إذا نالوا بواسطة إيمانهم‪ ،‬امتياز معرفة األسرار‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫فإنهم مع ذلك ال يضعون ثقتهم في أنفسهم‪ ،‬وال يظنون أنهم شيء‪ ،‬بل بقدر ما يحسبون أهال لنوال المواهب‬ ‫السماوية‪ ،‬ويزدادون في طلبها باجتهاد وسهر‪.‬‬ ‫الروحية‪ ،‬بقدر ما يزدادون عطشا للشهوة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وبقدر ما يشعرون في أنفسهم بالتقدم الروحاني‪ ،‬فإنه يزدادون جوعا وعطشا إلى شركة النعمة وازديادها‪ ..‬وبقدر‬ ‫ما يزدادون في الغنى الروحاني‪ ،‬فإنهم بقدر ذلك يعتبرون أنفسهم فقراء‪ ،‬إذ أنهم ال يشبعون من الشوق الروحاني‬ ‫إلي جائعين‪ ،‬والذين يشربونني يعطشون”‬ ‫الحار إلى العريس السماوي‪ ،‬كما يقول الكتاب “الذين يأكلون يعودون َّ‬ ‫(ابن سيراخ ‪..)21 :24‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫الالهوت المقارن‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى‬ ‫البابا األنبا شنوده الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫‪ )9‬ونفس الكالم نقوله عن الصليب‪ ،‬الذي قال عنه القديس بولس الرسول ألهل غالطية‬ ‫"أنتم الذين أمام عيونكم قد ُر ِس َم يسوع المسيح بينكم مصلوبا" (غال‪.)1:3‬‬ ‫‪ )10‬ونحن نشكر اهلل أن أخوتنا البروتستانت يرفعون الصليب حاليا فوق كنائسهم دون أن‬ ‫يعتبروه تمثاال منحوتا‪.‬‬ ‫‪ )11‬ونحن نشكر اهلل أن أخوتنا البروتستانت يوزعون صورا في مدارس األحد عن السيد‬ ‫المسيح‪ ،‬والمالئكة واألنبياء‪ ،‬وفلك نوح بكل ما يحوي من حيوانات وكذلك صورة الراعي‬ ‫يرعى‪ ،‬وصورة إيليا والغربان تعوله‪،‬‬ ‫الصالح وغنمه‪ ،‬وصورة داود وهو‬ ‫َ‬ ‫ولعازر المسكين والكالب تلحس قروحه‪..‬‬ ‫وصورة بلعام وصورة الشيطان وهو يجرب المسيح على الجبل‪.‬‬ ‫وال يتعبهم في كل ذلك شك من جهة َك ْسر الوصية الثانية برسوم وصور مما فوق السماء‪،‬‬ ‫وما تحت األرض‪..‬‬ ‫‪ )12‬إننا ال ننسي تأثير الصور كدروس تشرح أحداث الكتاب‪ ،‬وأبطال اإليمان فيه وفي التاريخ‪.‬‬ ‫وربما تترك األيقونة تأثيرا عميقا في النفس أكثر مما تتركه العظة أو القراءة أو مجرد‬ ‫االستماع‪..‬‬ ‫وفي كل هذا تربط بين المؤمنين ههنا ومالئكة السماء واألبرار الذين يعيشون في‬ ‫الفردوس‪ .‬وتعطينا دفعا داخليا قويا ننفذ فيه قول الرسول "اذكروا مرشديكم‪ ..‬تمثلوا‬ ‫بأيمانهم" (عب‪.)7:13‬‬ ‫‪ ) 13‬ونحن في إكرام الصور‪ ،‬إنما نكرم أصحابها‪ ..‬حينما نقبل اإلنجيل إنما نظهر حبنا لكلمة‬ ‫اهلل‪ ،‬وهلل الذي أعطانا وصاياه إلرشادنا‪.‬‬ ‫وحينما نسجد للصليب فإنما ‪-‬كما قال أحد اآلباء‪ -‬نسجد للمصلوب عليه‪.‬‬ ‫وفي كل ذلك ال تنطبق علينا مطلقا عبارة "ال تسجد لهم وال تعبدهن" ‪.‬‬ ‫‪ )14‬والمعروف أن األيقونات ترجع إلى العصر الرسولي نفسه‪.‬‬ ‫ويقال إن القديس لوقا اإلنجيلي كان رساما وقد رسم صورة أو أكثر للسيدة العذراء مريم‪.‬‬ ‫ويروي التقليد أيضا قصة عن انطباع صورة للسيد المسيح فوق منديل والذي يتتبع التاريخ‬ ‫يجد أن أقوي عصور اإليمان كانت حافلة بأيقونات يوقرها الناس‪ ،‬دون أن تضعف إيمانهم‬ ‫بل على العكس كانت تقويه‪.‬‬ ‫‪ )15‬لماذا نحرم الفن ورجاله من المساهمة في تنشيط الحياة الروحية‪ ،‬بما تتركه الصور في‬ ‫نفوسهم من مشاعر روحية‪ ،‬وما تقدمه لم من حياة القديسين وتأثيرها‪.‬‬

‫إنتهى الكتاب‬


‫‪ 26‬يونيو ‪2022‬‬

‫‪ 19‬بؤونه ‪1738‬‬

‫عدد رقم ‪876‬‬

‫نياحةأليشع النبي‬ ‫‪ 20‬بؤونه – ‪ 27‬يونيو‬

‫َ‬ ‫الصالِ ُح‬ ‫"ا ِإلنْ َس ُ‬ ‫ان َّ‬ ‫ِم َن ْال َكنْ ِز‬ ‫الصالِ ِح ِفي‬ ‫َّ‬ ‫ْال َق ْلب ُي ْخ ِر ُج‬ ‫ات‪،‬‬ ‫الصالِ َح ِ‬ ‫َّ‬ ‫ان ِّ‬ ‫الش ِّر ُير‬ ‫اإلنْ َس ُ‬ ‫َو ِ‬ ‫ِم َن ْال َكنْ ِز‬ ‫ِّ‬ ‫ير ُي ْخ ِر ُج‬ ‫الش ِّر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫لك ْن‬ ‫ور‪َ .‬و ِ‬ ‫الش ُر َ‬ ‫َأ ُق ُ‬ ‫ول َل ُك ْم‪:‬‬ ‫ِإ َّن ُك َّل َكلِ َمة‬ ‫َب َّ‬ ‫ط َالة َيتَ َك َّل ُم‬ ‫اس‬ ‫ِب َها النَّ ُ‬ ‫َس ْو َف ُي ْع ُ‬ ‫ون‬ ‫ط َ‬ ‫َعنْ َها ِح َسابا‬ ‫ين‪.‬‬ ‫َي ْو َم ِّ‬ ‫الد ِ‬ ‫َألنَّ َك ِب َك َال ِم َك‬ ‫َتتَ َب َّر ُر َو ِب َك َال ِم َك‬ ‫ان"‪.‬‬ ‫تُ َد ُ‬ ‫(متى ‪)37-35:12‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.