Epsajee 15th October 2023

Page 1


‫أخبار اليبارشية‬ ‫تهاني‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬ ‫‪Congratulations‬‬

‫‪ +‬تهانينا القلبية لألب القمص صليب نصيف‬ ‫الكاهن بكنيسة األنبا بيشوي واألنبا شنودة‬ ‫بملبورن‪ ،‬بمناس بة العيد الثالثون لسيامته‪ .‬نصلي‬ ‫ويكثر من‬ ‫من أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫الثمار الجيدة في خدمته لسنين عديدة مديدة‬ ‫قادمة‪.‬‬ ‫‪ +‬تهانينا القلبية لألب أنتوني ليميولو الكاهن‬ ‫بكنيسة القديسة مريم‪ ،‬فيجي‪ ،‬بمناسبة العيد‬ ‫السابع عشر لسيامته‪ .‬نصلي من أجل أن يحفظ‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في‬ ‫الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫خدمته لسنين عديدة مديدة قادمة‪.‬‬

‫كنيسة القديس يوحنا اإلنجيلي‬

‫‪St John The Evangelist Church‬‬

‫تقيم كنيسة القديس يوحنا اإلنجيلي مهرجانها‬ ‫السنوي يومي السبت ‪ ،14‬واألحد ‪ 15‬أكتوبر‬ ‫بموقع الكنيسة‪583, Orrong Rd, Armadale :‬‬ ‫الجميع مدعوون للحضور لدعم المهرجان والتمتع‬ ‫باألنشطة والمأكوالت المتنوعة‪.‬‬

‫كنيسة القديس فيلوباتير مرقوريوس‬ ‫تقيم كنيسة القديس فيلوباتير مرقوريوس‬ ‫معرضها السنوي يومي السبت ‪ ،28‬واألحد ‪29‬‬ ‫أكتوبر بموقع الكنيسة‪2B Barries Rd, :‬‬ ‫‪ Melton‬الجميع مدعوون للحضور لدعم المعرض‬ ‫والتمتع باألنشطة والمأكوالت المتنوعة‪.‬‬

‫‪St Philopater Church‬‬

‫‪For donations or you wish to volunteer, please follow the link:‬‬ ‫‪https://form.jotform.com/222572692230857‬‬


HOMILY ON THE PARALYTIC LET DOWN THROUGH THE ROOF ST JOHN CHRYSOSTOM


CONTEMPLATIONS ON THE RESSURECTION A BOOK BY THE THRICE BLESSED POPE SHENOUDA III


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة الثانية والثالثون ـ " ثوب المجد اآلن وفي القيامة "‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي‪...‬‬ ‫أفكار‪ ،‬وعقل في مواجهة‬ ‫واضعا أفكاراً في مواجهة‬ ‫وحينئذ تبتديء أن تقاتل وتحارب في الحرب‬ ‫النعمة تقودك في الشدائد‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫خفية‬ ‫عقل‪ ،‬ونفس ضد نفس‪ ،‬وروح ضد روح‪ .‬وبكلمة مختصرة فإن النفس تكون في آالم وتعب‪ .‬ألنه تنكشف هناك قوة ظالم‬ ‫ّ‬ ‫سماوية‬ ‫أفكارا‬ ‫جدا من نفسك وجسدك وهو يرى قتالك‪ ،‬ويضع في داخلك‬ ‫خبيثة‪ ،‬مختبئة في القلب‪ .‬ولكن الرب يكون‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫قريبا ً‬ ‫ً‬ ‫خفية‪ ،‬ويبتديء أن يعطيك راحة في الداخل ولكنه يسمح بتقويم وتهذيب نفسك والنعمة نفسها توجهك في كل هذه الشدائد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وهي التي تقودك‪ .‬وحينما تصل إلى الراحة فإن النعمة تعلن نفسها لك وتوضح لك أنه من أجل منفعتك قد سمحت لك بهذه‬ ‫مربيا لتهذيبه‪ .‬فلفترة من الوقت يؤدبه بالضربات‬ ‫اآلالم لتدريبك‪ .‬فكما يحدث حينما يكون لرجل غني ابن صغير ويحضر لهذا اإلبن‬ ‫ً‬ ‫حينئذ يبتديء أن يشكر المربي الذي‬ ‫جدا إلى أن يصير الولد إلى النضج والرجولة‪ ،‬فإنه‬ ‫ٍ‬ ‫والجروح والجلدات‪ ،‬وتبدو الضربات ثقيلة ً‬ ‫أيضا فإن النعمة تؤدبك بتدبير اهلل وتربيك إلى أن “تصل إلى إنسان كامل” (أف ‪ .)13 :4‬إن الفالح يلقي البذار في‬ ‫علَّ مه ‪ .‬هكذا ً‬ ‫ثمارا‪ .‬لذلك يستعمل منجل التشذيب لتنقية األغصان‪ ،‬وحينما ال يجد‬ ‫كرما يشتهي أن كل غصن فيه يحمل ً‬ ‫كل ناحية‪ ،‬والذي يغرس ً‬ ‫أيضا الرب يريد أن تُ زرع كلمته في قلوب الناس‪ .‬ولكن كما أن الفالح يحزن على األرض التي ال‬ ‫ثمرا بعد ذلك فإنه يحزن‪ .‬هكذا ً‬ ‫ً‬ ‫ثمرا‪ .‬وكما أن الرياح تهب في جميع االتجاهات على كل الخليقة‪ ،‬وكما أن‬ ‫ُتثمر‪ ،‬هكذا يحزن الرب على القلب الذي ال يعطي ً‬ ‫الشمس تضيء الكون كله‪ ،‬هكذا فإن اهلل هو في كل مكان‪ ،‬وتجده في كل مكان‪ .‬فإن طلبته في السماء فإنه موجود في‬ ‫أيضا في قلوب الناس‪ .‬ولكن قليل بين الكثيرين من المسيحيين هم الذين‬ ‫أفكار المالئكة‪ .‬وإن طلبته على األرض فإنه موجود ً‬ ‫يرضونه‪ .‬والمجد والعظمة لآلب واإلبن والروح القدس‪ .‬آمين‪.‬‬

‫عشرة مفاهيم‬

‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬

‫العظة الثالثة والثالثون ـ " ينبغي أن نصلي هلل بال انقطاع وبانتباه "‬ ‫جسدية‪ ،‬وال بعادة رفع الصوت والصراخ‪ ،‬وال بعادة الصمت‪ ،‬أو إحناء الركب‪.‬‬ ‫كيف نصلي‪ :‬ينبغي أن نصلي‪ ،‬ليس بحسب أي عادة‬ ‫ّ‬ ‫بل ينبغي أن يكون لنا عقل منتبه وبهدوء ورزانة ننتظر اهلل ونتوقعه‪ ،‬إلى أن يأتي إلينا ويفتقد النفس من خالل كل مخارجها‬ ‫حينئذ نكون صامتين حينما ينبغي الصمت‪ ،‬ونصلي بصوت مرتفع حينما ينبغي ذلك‪ ،‬ونصلي‬ ‫ومسالكها وحواسها‪ .‬وهكذا فإننا‬ ‫ٍ‬ ‫تماما بهذا العمل وكل‬ ‫منشغال‬ ‫ً‬ ‫مشدودا بقوة نحو اهلل‪ .‬وكما أن الجسد حينما يقوم بأي عمل‪ ،‬فإنه يكون‬ ‫بصراخ ما دام العقل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تماما بالصالة والمحبة نحو الرب‪ .‬وال تتشتت وتُ حمل‬ ‫عطاة للرب‬ ‫ً‬ ‫وم‬ ‫ً‬ ‫بعضا‪ ،‬كذلك فلتكن النفس ُم‬ ‫ً‬ ‫أعضاؤه يساعد بعضها‬ ‫ً‬ ‫قدمة ُ‬ ‫بواسطة أفكارها‪ ،‬بل تسعى بكل طاقتها وتجمع نفسها مع كل أفكارها مصممة على انتظار المسيح مالزمة إياه‪ .‬وهكذا فإنه‬ ‫النقية‪ ،‬والتي تليق باهلل‪“ ،‬والسجود الذي هو بالروح‬ ‫الروحانية‬ ‫معطيا إياها الصالة‬ ‫الحقيقية‪.‬‬ ‫سيشرق عليها‪ ،‬ويعلّ مها الصالة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والحق” (يو ‪ ،) 24 :4‬ولكن كما أن اإلنسان الذي يشتغل بالتجارة ال يكتفي بطريقة واحدة للحصول على المكسب بل يمتد بكل‬ ‫محترسا فقط مما ال ربح فيه‪ .‬بل إنه يجري‬ ‫ويجرب وسيلة بعد أخرى‪ ،‬ثم يجري محاوالت أخرى‪،‬‬ ‫طريقة ليضاعف أرباحه‪ ،‬ويزيدها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أيضا فلنعد أنفسنا بكل مهارة وبكل قدرة على الحركة والنشاط من جميع الجوانب لكي نربح‬ ‫إلى ما فيه الربح األكثر‪ ،‬هكذا نحن ً‬ ‫الربح الحقيقي العظيم‪ ،‬أي اهلل نفسه‪ ،‬الذي يعلّ منا كيف نصلي بالحق‪ .‬وبهذه الطريقة فإن الرب يحل على النفس ذات القصد‬ ‫ً‬ ‫وحانية التي كانت‬ ‫عرشا لمجده ويجلس ويستريح عليها‪ .‬وهذا ما سمعناه من النبي حزقيال عن الخالئق الر‬ ‫جاعال إياها‬ ‫ً‬ ‫الصالح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مربوطة بمركبة الرب‪ .‬وهو ُيظهرها لنا كأنها كلها عيونً ا‪ .‬وبطريقة مشابهة فإن النفس التي تحمل اهلل أو باألحرى يحملها اهلل‬ ‫فإنها تصير كلها عيونً ا‪.‬‬ ‫مملوء بالتنسيق والجمال واالنسجام‪ ،‬هكذا‬ ‫سكنى المسيح في النفس‪ :‬وكما أن البيت الذي يوجد سيده في داخله يكون‬ ‫ً‬ ‫الروحية ساكنً ا‬ ‫ومقيما فيها‪ ،‬فإنها تمتليء بكل جمال ونعمة‪ .‬إذ يكون لها الرب بكل كنوزه‬ ‫النفس التي يكون ربها ساكنً ا معها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫خربا ويمتليء من كل قذارة‬ ‫ويوجه حركتها‪ .‬ولكن الويل للبيت الذي ال يكون سيده فيه‪ .‬إذ يكون‬ ‫فيها وهو الذي يقودها‬ ‫مقفرا ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وفوضى وهناك كما يقول النبي تسكن “وحوش القفر والشياطين” (إش ‪ .)14-13 :34‬وفي البيت المهجور توجد القطط‬ ‫والكالب وكل نجاسة‪ .‬الويل إذن للنفس التي ال تقوم من سقوطها الفادح‪ ،‬وال تقبل في داخلها رب البيت الصالح‪ ،‬الذي هو‬ ‫ّ‬ ‫ويظل في داخلها أولئك الذين يقنعونها ويجبرونها على معاداة عريسها‪ ،‬وراغبين أن‬ ‫المسيح ليسكن فيها‪ ،‬بل تبقى في نجاستها‬ ‫ليال‬ ‫دائما منتظرة إياه ً‬ ‫بعيدا عن المسيح‪ .‬ولكن حينما يرى الرب أن النفس تجمع ذاتها بأقصى طاقتها‪ ،‬وتطلبه‬ ‫يفسدوا أفكارها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مطهرا إياها من الشر‬ ‫ونهارا‪ ،‬وتصرخ إليه‪ ،‬كما أوصى الرسول أن “نصلي بال انقطاع” (‪ 1‬تس ‪ )7 :5‬فإنه “ينصفها” (لو ‪،)17 :18‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫“عروسا” ال دنس فيها وال غضن” (أف ‪.)27 :5‬‬ ‫الذي في داخلها‪ .‬وهو “سيحضرها لنفسه‬ ‫ً‬ ‫جيدا‪ ،‬إن كانت نفسك‬ ‫انظر إلى ذاتك‪ :‬فإن كنت تؤمن وتصدق بأن هذه األشياء صحيحة كما هي في الحقيقة‪ ،‬فانظر إلى ذاتك ً‬ ‫ونهارا لكي تنال‪.‬‬ ‫ليال‬ ‫قد وجدت النور الذي يرشدها والطعام والشراب الحقيقي‪ ،‬الذي هو الرب‪ .‬فإذا لم تكن قد وجدت‪ ،‬فاطلب ً‬ ‫ً‬ ‫الحقيقية إذ أنك أعمى‪ .‬وحينما تنظر النور (الطبيعي)‪ ،‬فانظر إلى داخل نفسك‪،‬‬ ‫(الطبيعية) فاطلب الشمس‬ ‫وحينما ترى الشمس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقية الخاصة بالنفس‪ .‬فإنه يوجد‬ ‫هل قد وجدت النور الحقيقي الصالح؟ ألن كل األشياء المنظورة للحواس هي ظل لألمور‬ ‫ّ‬ ‫أصمها‪ .‬ويسوع قد جاء لكي‬ ‫داخلية قد أعماها الشيطان وآذان قد‬ ‫في داخلنا إنسان آخر غير هذا اإلنسان المنظور‪ ،‬وتوجد عيون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صحيحا معافى‪ .‬له المجد والقدرة‪ ،‬مع اآلب والروح القدس إلى األبد‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫يجعل هذا اإلنسان الداخلي‬ ‫ً‬


‫من كتاب (الكنيسة المسيحية في عصر الرسل)‬ ‫لمثلث الرحمات األنبا يؤانس أسقف الغربية‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫وبحرا‪ ،‬األمر الذي أدى إلى نشاط التبادل التجاري‬ ‫‪ -4‬كثرة الطرق التي شقتها اإلمبراطورية‪ ،‬واألمن الذي صاحبها ًبرا‬ ‫ً‬ ‫واالتصاالت الشخصية‪ ،‬وما صحب ذلك من تبادل األفكار‪ ،‬وتنقل التجار واألساتذة من مكان إلى آخر‪ ..‬وقد استفادت‬ ‫المسيحية من ذلك‪.‬‬ ‫‪ -5‬االعتقاد النظري والعملي في ت لك اآلونة‪ ،‬بضرورة وحدة الجنس البشري‪ ،‬والحقوق والواجبات اإلنسانية التي شجعت‬ ‫عليها الوحدة السياسية ‪ Orbis Romanus‬من ناحية‪ ،‬وتطور اآلراء الفلسفية من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل الخارجية أحدثت ثورة كبيرة في كيان البشر في ظل اإلمبراطورية‪ ..‬ثورة كان ال ُبد وأن تؤدي إلى انتشار‬ ‫متسعا‪ .‬وغدا العالم الممزق وحدة واحدة‪ ،‬يخضع لسلطة حاكمة واحدة‪،‬‬ ‫عالما‬ ‫الديانة المسيحية‪ ..‬لقد أصبح العالم الضيق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويتفاهم بلغة عالمية واحدة‪ ..‬وبعبارة أخرى‪ ،‬لقد أصبح الوضع وقت قيام الكنيسة المسيحية على النحو اآلتي‪ :‬إمبراطورية‬ ‫الثالث‬ ‫لمثلث‬ ‫كتاب‬ ‫شنودمخلّ‬ ‫ة ص‪..‬‬ ‫األنبا عام إلى‬ ‫البابا واشتياق‬ ‫الطوبى التوحيد‪،‬‬ ‫واحدة‪ ،‬تطور عام نحو‬ ‫حضارة‬ ‫واحدة‪ ،‬لغة عالمية واحدة‪،‬‬

‫عشرة مفاهيم‬ ‫عمل الرسل الكرازي‬

‫أسلوب الكرازة‪ :‬لم تحمل إلينا أسفار العهد الجديد شيئً ا مدونً ا عن أساليب الكرازة في عصر الرسل ‪-‬باستثناء أمثلة قليلة‬ ‫مقتضبة‪ -‬لكن اكتفت هذه األسفار بمجرد اإلشارة إليها‪ .‬وهي إ شارات عن كلمة اهلل الحية‪ ،‬واإلعالن المقدس عن الحق‬ ‫من شفاه شهود‪ ..‬وقد انتشرت الكرازة في الفترة األولى لتأسيس الكنيسة بالكلمة الحية المقولة أكثر من الكلمة‬ ‫المكتوبة‪ .‬وسنعود إلى معالجة هذه النقطة حينما نتكلم عن التقليد كمصدر من مصادر التعليم في الكنيسة‪.‬‬ ‫منهج الكرازة‪ :‬ال نعدو الحقيقة إن قلنا أن سفر األعمال لم يدخر لنا نماذج كاملة لعظات الرسل الكرازية‪ .‬اللهم إال‬ ‫عظة القديس بطرس في يوم الخمسين‪ ،‬وعظة للقديس بولس ألقاها في المجمع اليهودي في أنطاكية بيسيدية (أع‬ ‫‪ ،)41-16 :13‬وخطاب وجهه في أثينا في األريوس باغوس إلى جماعة من الفالسفة (أع ‪ ،)31-22 :17‬ولم تتح له فرصة‬ ‫إكماله‪ ..‬يضاف إلى ذلك بعض األحاديث واإلشارات العابرة‪ ،‬التي توضح جوهر الخدمة الكرازية‪ ،‬باإلضافة إلى رسائل‬ ‫الرسل‪ ..‬وسنأخذ خطابي بولس الرسول المذكورين نموذجين للكرازة بين اليهود وبين األمم‪.‬‬ ‫واآلن نستعرض عظة بولس الرسول في المجمع اليهودي في أنطاكية بيسيدية‪:‬‬ ‫(أ) بدأ بذكر تاريخ األمة اليهودية المجيد‪ ،‬وكيف اختارهم اهلل من بين الشعوب‪ ،‬واعتنى بهم‪ .‬لكنه أشار إلى أن هذا الماضي‬ ‫إعدادا لمستقبل ذي مجد أعظم‪.‬‬ ‫المجيد لم يكن إال‬ ‫ً‬ ‫(ب) أشار إلى أن أنبياء اليهود شهدوا لمجيء المسيا‪ ،‬ال ُليبطل الناموس بل ليتمه‪.‬‬ ‫(ج) رؤساء اليهود في أورشليم رفضوا المسيا وصلبوه لكنهم بهذا تمموا كل ما ُكتب عنه‪.‬‬ ‫(د) الحكام ‪-‬دون أن يعرفوا‪ -‬قتلوا المسيا‪ ،‬لكن اهلل أقامه من األموات‪ ،‬ودلل على ذلك بشهادة شهود أظهر لهم نفسه‬ ‫مرارا كثيرة بعد قيامته‪ ،‬وبشهادة داود في المزمور الثاني‪.‬‬ ‫حيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضا من رفض‬ ‫(هـ) وختم حديثه بأن اهلل يدعوهم لغفران خطاياهم‪ ،‬األمر الذي ال يستطيع موسى أن يهبه لهم‪ .‬ثم حذرهم ً‬ ‫هذه الدعوة‪ ،‬كما تنبأ األنبياء‪.‬‬ ‫وواضح مما تقدم أن الرسل في كرازتهم لليهود‪ ،‬كان من الطبيعي أن ُيقصروا كالمهم على إثبات أن يسوع المسيح الذي‬ ‫ُصلب‪ ،‬هو عينه المسيا الذي ينتظره اليهود‪ ،‬والذي تنبأ عنه األنبياء‪ ،‬وأنه قام من بين األموات‪ ،‬وأنه سيأتي في انقضاء‬ ‫ديانً ا للعالم‪ ..‬أما عن خطاب بولس في محفل فالسفة أثينا‪ ،‬ولو أن الرسول لم تتح له فرصة إكماله‪ ،‬إال أنه يحوي‬ ‫الدهر َّ‬ ‫نقاطً ا أساسية وهامة في تبشير األمم‪:‬‬ ‫(أ) بينما ‪-‬في كرازته لليهود‪ -‬يستشهد بولس بكلمة اهلل‪ ،‬إذ به في كرازته لألمم يستش ِهد بالطبيعة المخلوقة‪.‬‬ ‫(ب) يقدم لهم ‪-‬في أسلوب واضح‪ -‬مفاهيم سليمة عن اهلل وطبيعته بكل الجوانب األساسية (اهلل واحد‪ ،‬روح‪ ،‬كلي‬ ‫الوجود والقدرة‪ ،‬عنايته بالخليقة‪ ،‬وحدة الجنس البشري وقدراته‪ ،‬عبادة الروح)‪.‬‬ ‫(ج) يدعوهم للتوبة‪ ،‬ويعلن لهم أن اهلل مستعد أن يتغاضى عن أزمنة الجهل‪.‬‬ ‫(د) أعلن لهم عن الدينونة العامة التي بها سيدين اهلل المسكونة كلها بالعدل بيسوع المسيح‪.‬‬ ‫(هـ) وثمة ركن أساسي في الكرازة لألمم‪ ،‬وهو مطالبتهم بقطع صلتهم باألوثان‪ ..‬وهكذا قال للوثنيين في لسترة الذين‬ ‫أرادوا أن يذبحوا له هو وبرنابا كآلهة‪" :‬نبشركم أن تر جعوا عن هذه األباطيل إلى اإلله الحي الذي خلق السماء واألرض‬ ‫والبحر وكل ما فيها" (أع ‪.)15 :14‬‬ ‫وكشيء مكمل لمضمون هذه العظة نقول‪ ،‬إن الرسول في منهجه الكرازي بين الوثنيين‪ ،‬كان يكشف لهم ضالل البشر‬ ‫بعيدا عن اإلله الحقيقي‪ ،‬وأن جميع البشر زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد اهلل‪ ،‬وأنهم في حاجة إلى مخلص‪.‬‬ ‫الشنيع‬ ‫ً‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫تأمالت في القيامة‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫تماما‪ .‬إنه القيامة التي‬ ‫وظلما وتشتيتً ا ولكن حدث أمر غير الدفة إلي العكس‬ ‫هكذا كان يوم الجمعة شماتة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وشعبا‪.‬‬ ‫هزت الكيان اليهودي كله‪ ،‬قيادة‬ ‫ً‬ ‫حدثت القيامة في فجر األحد‪ ،‬علي الرغم من وجود الحراس‪ ،‬والحجر الكبير واألختام‪ ،‬والحرص الكبير علي ضبط‬ ‫ماديا علي القيامة‪ .‬وكذلك وجود األكفان مرتبة فيه مع المنديل‪ ..‬وحاول‬ ‫شاهدا‬ ‫القبر‪ ..‬ووقف القبر الفارغ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رؤساء اليهود بكافة الطرق أن يطمسوا حقيقة القيامة فلم يستطيعوا‪ .‬كان الواقع الملموس ذا تأثير أعمق‬ ‫من كل ادعاءاتهم‪..‬‬ ‫حيا لتالميذه‪ .‬ومنحهم هذا الظهور قوة غير عادية للشهادة لقيامته بكل مجاهرة وبال خوف‪.‬‬ ‫وظهر المسيح ً‬ ‫ظهر المسيح بعد قيامته لمريم المجدلية (مر ‪ )9 :16‬ولسمعان بطرس (‪ 1‬كو ‪ ،)5 :15‬ولتلميذي عمواس (لو‬ ‫‪ )31-12 :24‬وللتالميذ العشرة في غياب توما (لو ‪.)43-33 :24‬‬ ‫وظهر لهم مع توما وأراهم جروحه (يو ‪ )29-26 :20‬كما أنه ظهر لسبعة من تالميذه عند بحر طبرية (يو ‪:21‬‬ ‫حيا ببراهين كثيرة‪ ..‬وهو يظهر‬ ‫‪ .)1-7‬وظهر ليعقوب وألكثر من خمسمائة أخ (‪ 1‬كو ‪" .)7 ،6 :15‬أراهم نفسه ً‬ ‫يوما ويتكلم عن األمور المختصة بملكوت اهلل" (أع ‪.)3 :1‬‬ ‫لهم أربعين ً‬ ‫وكان معهم وقت صعوده إلي السماء حينما "ارتفع وهم ينظرون‪ ،‬وأخذته سحابة عن أعينهم" (أع ‪.)9 :1‬‬ ‫ً‬ ‫رسوال يحمل اسمه إلي األمم (أع‬ ‫أيضا لشاول الطرسوسي في طريق دمشق‪ ،‬وتحدث إليه‪ ،‬واختاره‬ ‫كما ظهر ً‬ ‫‪.)15-3 :9‬‬ ‫كل هذا منح التالميذ قوة عجيبة وفي ذلك يقول الكتاب "بقوة عجيبة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة‬ ‫يسوع‪ ،‬ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم" (أع ‪.)33 :4‬‬ ‫فماذا كانت قوة القيامة هذه التي منحتهم القوة؟‬ ‫قيامة السيد المسيح من األموات‪ ،‬كانت الحدث األكبر‪ ،‬الذي هز كيان اليهود فحاولوا أن يقاوموه بكافة‬ ‫الطرق‪ ،‬حتى أنهم قالوا عن القيامة إن هذه الضاللة األخيرة‪ ،‬ستكون أقوي من الضاللة األولي‪ ،‬التي هي‬ ‫كرازة المسيح‪.‬‬ ‫فماذا كانت قوة القيامة‪ ،‬وماذا كان مفعولها؟‬ ‫‪ -1‬لقد خرج المسيح من القبر وهو مغلق‪..‬‬ ‫أيضا من بطن القديسة العذراء وبتوليتها‬ ‫غريبا عليه‪ ،‬أو علي القوة المعجزية التي له‪ .‬فقد خرج ً‬ ‫ولم يكن ذلك‬ ‫ً‬ ‫مختومة‪.‬‬ ‫وكذلك في ظهوراته لتالميذه بعد القيامة‪ ،‬دخل علي التالميذ وهم مجتمعون في العلية "واألبواب‬ ‫مغلقة" (يو ‪.)19 :20‬‬

‫‪ -2‬ومن قوة القيامة‪ ،‬أن المسيح قام بذاته لم يقمه أحد‪..‬‬ ‫كل الذين قاموا من قبل‪ ،‬أقامهم غيرهم‪:‬‬ ‫فابن أرملة صرفة صيدا أقامه إيليا النبي (‪ 1‬مل ‪.)22 :17‬‬ ‫وابن الشونمية أقامه أليشع النبي (‪ 2‬مل‪.)36 :‬‬ ‫وأما ابنة يايرس وابن أرملة نايين‪ ،‬ولعازر‪ ،‬فهؤالء أقامهم المسيح‪.‬‬ ‫ولكن المسيح نفسه قام بذاته‪ ،‬ألن قوة القيامة كانت فيه‪ ،‬وما كان ممكنً ا أن ُيمسك من الموت‪ ،‬إذ أن فيه‬ ‫كانت الحياة (يو ‪.)4 :1‬‬ ‫‪ -3‬وقد قام المسيح علي الرغم من كل الحراسة المشددة‪ ،‬وضبط القبر‪ ،‬والحراس‪ ،‬واألختام والحجر الكبير الذي‬ ‫علي باب القبر‪..‬‬ ‫القوة العالمية بذلت كل جهدها‪ ،‬ولكنه كان أقوي منها‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 15‬أكتوبر ‪2023‬‬

‫‪ 4‬بابه ‪1740‬‬

‫عدد رقم ‪944‬‬

‫نياحة األنبا بوال الطموهي‬ ‫‪ 7‬بابه – ‪ 18‬أكتوبر‬

‫ي‬ ‫"ول ِك ْن لِ ك ْ‬ ‫ت ْعل ُموا أ َّن ِ​ِل ْب ِن‬ ‫ان ُس ْلطانً ا‬ ‫ٱإلنْ س ِ‬ ‫ِْ‬ ‫على ْٱأل ْر ِض أ ْن‬ ‫ي ْغ ِفر ْٱلخطايا"‪.‬‬ ‫وج‪:‬‬ ‫قال لِ ْلم ْف ُل ِ‬ ‫"لك أ ُق ُ‬ ‫ول‪ُ :‬ق ْم‬ ‫ٱح ِم ْل س ِريرك‬ ‫و ْ‬ ‫ٱذه ْب ِإلى‬ ‫و ْ‬ ‫ب ْيتِ ك!" فقام‬ ‫لِ ْلو ْق ِت وحمل‬ ‫ٱلس ِرير وخرج‬ ‫َّ‬ ‫ُق َّدام ْٱل ُك ِّل‪،‬‬ ‫حتَّ ى ُب ِهت‬ ‫يع وم َّج ُدوا‬ ‫ْٱلج ِم ُ‬ ‫ٱهلل قائِ لِ ين‪:‬‬ ‫"ما رأ ْينا ِم ْثل‬ ‫هذا قط!"‬ ‫مرقس ‪12 - 10 : 2‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.