Epsajee 26th November 2023

Page 1


DIOCESE NEWS

‫أخبار اليبارشية‬

Diocese Communication Chanel

Coptic Hope Charity Announcement Annual Christmas Appeal 2024


Extract from St Cyril of Alexandria Commentary on St Luke Gospel Sermon CV (14: 25-35)


CONTEMPLATIONS ON THE RESSURECTION A BOOK BY THE THRICE BLESSED POPE SHENOUDA III


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة الثامنة والثالثون ـ "مسيحيون بالحق"‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫درجات في النعمة‪ :‬إن بعض األشخاص قد صارت لهم ثقة داخل أنفسهم‪ ،‬وقد عملت فيهم النعمة بقوة‪ ،‬هؤالء وجدوا‬ ‫المسيحية‪ ،‬بل أنهم قد حصلوا على عقل‬ ‫أن أعضائهم قد تقدست لدرجة أنهم حسبوا أن الشهوة ال وجود لها في الحياة‬ ‫َّ‬ ‫تماما أن مثل هذا‬ ‫والسماوية حتى أنهم اعتقدوا‬ ‫اإللهية‬ ‫عاليا إلى األشياء‬ ‫متزن عفيف‪ ،‬وأن اإلنسان الباطن قد ارتفع‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فعال إلى درجة الكمال‪ .‬وحينما يظن اإلنسان أنه قد وصل إلى الميناء الهاديء تثور ضده أمواج‬ ‫ً‬ ‫الشخص قد وصل‬ ‫متالطمة‪ ،‬حتى أنه يجد نفسه مرة أخرى في وسط المحيط‪ ،‬وأنه محمول إلى حيث يكون البحر سماء والموت متربص به‪.‬‬ ‫وأيضا هناك بعض األشخاص قد نالوا درجة‬ ‫ً‬ ‫وهكذا دخلت الخطية وهكذا أنشأت كل “أنواع الشهوة ”الشريرة (رو ‪)8 :7‬‬ ‫ويوما‬ ‫من النعمة التي ُوهبت لهم‪ ،‬بمعنى أنهم قد حصلوا على قطرة من عمق البحر العظيم‪ ،‬ويجدونها‪ -‬ساعة بساعة‬ ‫ً‬ ‫فاعلية عمل اهلل الغريب‬ ‫بيوم‪ -‬إنها عمل عجيب مدهش حتى أن اإلنسان الذي يكون تحت تأثيرها ينذهل ويتعجب من‬ ‫ّ‬ ‫والعجيب حتى أنه ال يستطيع أن يتصور كيف حصل على هذه الحكمة واالستنارة‪ .‬وبعد هذا فإن النعمة تنيره‪ ،‬وترشده‬ ‫بالمقارنة به يحسب الملوك‬ ‫ولذلك فإنه‬ ‫وسماوية‪،‬‬ ‫إلهية‬ ‫النعمة نفسها‬ ‫الوجوه إذ أن‬ ‫كتابمن كل‬ ‫صالحا‬ ‫سالما وتجعله‬ ‫وتعطيه‬ ‫الثالث‬ ‫شنودة‬ ‫الطوبى‬ ‫لمثلث‬ ‫األنبا ّ‬ ‫البابا ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والرؤساء والنبالء أقل منه وبال قيمة‪ .‬ولكن بعد وقت يتغير الحال‪ ،‬حتى أن مثل هذا اإلنسان يحسب نفسه خاطئً ا أكثر من‬ ‫وحينئذ فإن العقل يقع في حيرة وارتباك‪ ،‬لماذا‬ ‫ضعيفا وفي غاية العوز والفاقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا في وقت آخر يرى نفسه‬ ‫ً‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تكون األحوال متقلبة هكذا؟ ألن الشيطان إذ هو يكره الصالح والخير فإنه يوحي بأمور شريرة ألولئك الذين يتبعون‬ ‫أرضا‪ -‬فإن هذا هو عمله‪..‬‬ ‫الفضيلة ويسعى أن ُيلقي بهم ً‬ ‫البر الذي يتحقق في اإلنسان الباطن‪ ،‬حيث‬ ‫تتمم ّ‬ ‫ثق في الرب الذي يقودك وأطعه‪ :‬ولكن ال تخضع للشيطان‪ ،‬بينما أنت ّ‬ ‫يوجد كرسي دينونة المسيح مع أقداسه الطاهرة حتى أن شهادة ضميرك تفتخر بصليب المسيح‪ ،‬الذي “طهر ضميرك من‬ ‫األعمال الميتة” (عب ‪ ،) 14 :9‬لكي تخدم اهلل بالروح‪ .‬ولكي تعرف من الذي تعبده على حسب قول الرب حينما قال “نحن‬ ‫نسجد لما نعلم” (يو ‪ .) 22 :4‬ثق في اهلل الذي يقودك وأطعه واجعل نفسك في شركة مع المسيح كالعروس مع عريسها‪.‬‬ ‫ألن “هذا السر عظيم‪ ،‬ولكني أقول عن المسيح” (أف ‪ )32 :5‬والنفس التي بال لوم‪ ،‬له المجد إلى األبد آمين‪.‬‬

‫عشرة مفاهيم‬

‫العظة التاسعة والثالثون – " لماذا أعطانا اهلل الكتاب المقدس "‬ ‫كما أن الملك يكتب رسائل ألولئك الذين يريد أن ينعم عليهم بامتيازات خاصة وهبات فريدة‪ ،‬ويقول لهم‪“ :‬بادروا بالمجيء‬ ‫الملوكية”‪ ،‬فإذا لم يذهبوا ويأخذوها فإن مجرد قراءة الرسائل ال تفيدهم شيئً ا بل بالعكس‬ ‫سريعا لتنالوا مني الهبات‬ ‫إلي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫معرضين لخطر ال موت ألنهم رفضوا أن يأتوا لينالوا الكرامة من يد الملك‪ .‬هكذا اهلل الملك الحقيقي‪ ،‬قد‬ ‫فإنهم يكونون‬ ‫ّ‬ ‫أرسل الكتب المقدسة كرسائل منه للبشر‪ ،‬وهو يعلن عن طريقها للناس أنه ينبغي أن يأتوا إلى اهلل ويدعونه بإيمان‬ ‫اإللهية” (‪ 2‬بط ‪ )4 :1‬ولكن إذا‬ ‫السماوية من اهلل نفسه‪ ،‬ألنه مكتوب “لتصيروا شركاء الطبيعة‬ ‫ويسألوا ويأخذوا الموهبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يأت اإلنسان ويسأل وينال‪ ،‬فإنه ال يستفيد شيئً ا من قراءته للكتاب‪ ،‬بل باألحرى فإنه يكون في خطر الموت ألنه لم يرد‬ ‫لم ِ‬ ‫األبدية غير المائتة‪ ،‬التي هي المسيح‬ ‫أن يأخذ عطية الحياة من الملك السماوي‪ ،‬التي بدونها ال يمكن الحصول على الحياة‬ ‫ّ‬ ‫نفسه الذي له المجد إلى األبد آمين‪.‬‬

‫ً‬ ‫معا "‬ ‫" العظة األربعون ـ ارتباط الفضائل‬ ‫الخارجية وأي عمل منها هو األفضل أو األحسن‪ ،‬فاعرفوا هذا أيها األحباء‪ ،‬أن‬ ‫معا‪ :‬فيما يخص الممارسة‬ ‫ّ‬ ‫ارتباط الفضائل ً‬ ‫روحية‪ :‬فالصالة مرتبطة بالمحبة‪ ،‬والمحبة‬ ‫جميع الفضائل مرتبطة بعضها ببعض‪ .‬فكل فضيلة مرتبطة باألخرى مثل سلسلة‬ ‫َّ‬ ‫بالفرح‪ ،‬والفرح بالوداعة‪ ،‬والوداعة بالتواضع‪ ،‬والتواضع بالخدمة‪ ،‬والخدمة بالرجاء‪ ،‬والرجاء باإليمان‪ ،‬واإليمان بالطاعة‪،‬‬ ‫والطاعة بالبساطة‪ .‬وكذلك من الجهة األخرى فإن الرذائل مرتبطة إحداها باألخرى‪ :‬فالبغضة مرتبطة بالغضب‪ ،‬والغضب‬ ‫بالكبرياء‪ ،‬والكبرياء بالمجد الباطل‪ ،‬والمجد الباطل بعدم اإليمان‪ ،‬وعدم اإليمان بقساوة القلب‪ ،‬وقساوة القلب باإلهمال‪،‬‬ ‫واإلهمال بالكسل‪ ،‬والكسل بالضجر‪ ،‬والضجر بعدم الصبر‪ ،‬وعدم الصبر بمحبة اللذة‪ .‬وباقي أجزاء الرذيلة هي بالمثل متعلقة‬ ‫معا‪.‬‬ ‫بعضها ببعض كما أنه من الجهة الصالحة فإن الفضائل متعلقة بعضها ببعض ومرتبطة ً‬ ‫أهمية المواظبة على الصلاة‪ :‬ولكن رأس كل سعي صالح‪ ،‬والقوة الموجهة والقائدة لكل عمل حسن إنما هو المواظبة‬ ‫يوميا على بقية الفضائل عن طريق طلبها من اهلل في الصالة‪ .‬وبواسطة الصالة تتولّ د‬ ‫على الصالة‪ .‬ومنها يمكن أن نحصل‬ ‫ً‬ ‫الروحانية والتصاق العقل بالرب وميله‬ ‫أهال لها‪ ،‬وتتولّ د فيهم الطاقة‬ ‫ً‬ ‫الشركة في قداسة اهلل في أولئك الذين ُيحسبون‬ ‫ّ‬ ‫إليه بمحبة تفوق الوصف ألن اإلنسان الذي يغصب نفسه كل يوم للمواظبة على الصالة‪ ،‬فإنه يشتعل بالحب اإللهي‬ ‫ويتقد برغبة نارية من الحب الروحاني نحو اهلل‪ ،‬وينال نعمة كمال تقديس الروح‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫من كتاب (الكنيسة المسيحية في عصر الرسل)‬ ‫لمثلث الرحمات األنبا يؤانس أسقف الغربية‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫ويؤكد التقليد الكنسي وإيريناؤس وإيرونيموس ويوسابيوس أن دومتيان هو الذي أمر بإلقاء القديس يوحنا اإلنجيلي‬ ‫الرسول في خلقين زيت مغلي في روما‪ ،‬ثم عاد ونفاه إلى جزيرة بطمس‪ .‬كما استشهد إبان عهده إنسيموس‬ ‫وديونيسيوس األريوباغي وكثيرون غيرهم‪.‬‬ ‫وتذكر قصة استشهاد القديس أغناطيوس األنطاكي أنباء اضطهادات كثيرة حلت بالمسيحيين في حكم دومتيان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عادال‪ ،‬أعاد المنفيين‪ ،‬ورفض اعتبار اعتناق المسيحية‬ ‫حاكما‬ ‫خلف دومتيان إمبراطور آخر يدعى نيرفا (‪ .. Nerva )98 - 96‬كان‬ ‫ً‬ ‫مسموحا بها‪.‬‬ ‫جريمة سياسية لكنه لم يعترف بالمسيحية ديانة‬ ‫ً‬

‫عشرة مفاهيم‬ ‫أشهر الكنائس الرسولية‬

‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬

‫كنيسة أورشليم‪:‬‬ ‫طبيعيا أن تحتل كنيسة أورشليم شهرة خاصة في عصر الرسل فأورشليم لها تاريخها الديني الطويل منذ أن كانت‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫كان ً‬ ‫مركز الديانة اليهودية في العالم كله وقلبها النابض‪ ،‬وقبلة أنظار اليهود المشتتين في أنحاء العالم‪ .‬وقد آل إلى كنيسة‬ ‫أورشليم المسيحية الكثير من الشهرة السابقة‪ ،‬بعد أن غدت الوريثة الشرعية األولى للديانة اليهودية‪ ..‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرى فإن مدينة أورشليم هي أول مدينة رددت صدى صوت الرب يسوع‪ ،‬وذاقت حالوته قبل العالم كله‪ ،‬وتقدس‬ ‫ثراها بدم الفادي الزكي الذي أهرق فيها‪..‬‬ ‫وفي أورشليم ولدت الكنيسة المسيحية‪ ،‬ومنها ذاعت بشرى الخالص في العالم كله‪ ،‬وحظيت بكرازة الرسل‪ ،‬والعجائب‬ ‫التي أجراها الرب على أيديهم‪ .‬وتبركت بدم باكورة شهداء الحمل‪ ،‬استفانوس رئيس الشمامسة‪ ،‬والرسولين يعقوب بن‬ ‫زبدي‪ ،‬ويعقوب أخي الرب‪ ،‬وغيرهم ممن لم يحفظ لنا التاريخ أسماءهم‪.‬‬ ‫أنشأ‪ ،‬وفيها ُعقد أول مجمع كنسي‪ .‬وكانت تعتبر بحق الكنيسة األم في تلك الفترة المبكرة‬ ‫كانت أول مركز ديني مسيحي ِ‬ ‫من تاريخ الكنيسة‪ ،‬التي يتطلع إليها المؤمنون(‪ ..)57‬وقد ورد في ليتورجية القديس يعقوب تلقيب كنيسة أورشليم "باألم"‬ ‫كما أجمع آباء الكنيسة على ذلك(‪.)58‬‬ ‫ولما ثارت ريح االضطهاد على الكنيسة الناشئة في أورشليم‪ ،‬واستشهد استفانوس" تشتت الجميع في كور اليهودية‬ ‫والسامرة‪ ،‬ما عدا الرسل( "أع ‪).. 1 :8‬وبقاء الرسل في أورشليم مع تزايد االضطهاد الدامي‪ ،‬يرينا أنهم كانوا يعتبرون تلك‬ ‫أيضا مع بقية المؤمنين‪،‬‬ ‫ومصدرا لإلشعاع المسيحي‪ ،‬وإال لكانوا تفرقوا هم ً‬ ‫ورأسا للكنيسة الناشئة‪،‬‬ ‫المدينة وال شك مركزً ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يكرزون بالكلمة حيثما حلوا‪..‬‬ ‫ومن أورشليم كانت الكنيسة تشرف على النشاط الكرازي الذي يقوم به الكارزون‪" ..‬ولما سمع الرسل الذين‬ ‫في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة اهلل‪ ،‬أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا ‪ ،‬اللذين لما نزال صليا ألجلهم لكي يقبلوا الروح‬ ‫القدس" (أع ‪.)14،15 :8‬‬ ‫أيضا بالنسبة ألنطاكية‪ ،‬فحالما سمعت كنيسة أورشليم إيمان عدد من سكانها "أرسلوا برنابا لكي يجتاز‬ ‫ً‬ ‫وكذلك‬ ‫إلى أنطاكية" (أع ‪.)22 :11‬‬ ‫وثمة ظاهرة واضحة ترينا مكانة كنيسة أورشليم بين كنائس عصر الرسل‪ ،‬وإحساس المسيحيين خارج أورشليم بحقها عليهم‬ ‫وواجبهم نحوها‪ ..‬تلك هي إرسال التقدمات لفقراء أورشليم من الكنائس المختلفة‪ ،‬يهودية وأممية‪ ..‬لقد اعتنى القديس‬ ‫بولس بهذا األمر‪ ،‬وكان يجمع التقدمات من كنائس األمم التي أسسها‪ ،‬ويرسلها إلى كنيسة أورشليم(‪ ..)59‬بل هو بنفسه‬ ‫كان يحمل هذه التقدمات‪ ،‬كما حدث في زيارته الثانية ألورشليم حوالي سنة ‪ 44‬م‪ ،‬حينما كان يحمل تقدمات‬ ‫كنيسة أنطاكية (أع ‪.)30 :11‬‬ ‫وقد تولى أمور كنيسة أورشليم القديس يعقوب البار أحد االثني عشر حتى سنة ‪ 62‬حين استشهد‪ .‬وقد كان أول أسقف‬ ‫مصلوبا على يد أتيكس والى اليهودية‬ ‫عليها‪ ،‬حسبما يخبرنا هيجيسبوس(‪ .)60‬وخلفه أخوه سمعان بن كلوبا الذي استشهد‬ ‫ً‬ ‫سنة ‪ 106‬وله من العمر ‪ 120‬سنة‪.‬‬ ‫مباشرة عقب استشهاده‪ ،‬ألنه هو الذي انتقل بالمسيحيين من أورشليم إلى‬ ‫ً‬ ‫ويبدو أن سمعان خلف يعقوب‬ ‫إتماما لوصية الرب‪.‬‬ ‫بال ‪ Pella‬قبيل خراب أورشليم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لكن كنيسة أورشليم لم تحتفظ بمركزها الديني المتميز‪ ،‬بسبب ما حل بالمدينة من خراب سنة ‪ 70‬م‪ .‬ولم يسترد الكرسي‬ ‫األورشليمي مركزه الديني‪ ،‬إال أوائل القرن الرابع الميالدي‪ ،‬حينما اتجهت أنظار المسيحيين إلى اعتبار األراضي المقدسة‬ ‫بعد تغير األحوال السياسية‪ ،‬وزيارة الملكة هيالنة أم الملك قسطنطين لها‪ ،‬واكتشافها صليب المخلص لها‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫تأمالت في القيامة‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬ ‫وهكذا استطاعت المسيحية العزالء‪ ،‬أن تقف أمام اليهودية وأمام الديانات القديمة األخرى‪ ،‬وأمام الفلسفات‬ ‫الوثنية‪ ،‬وأمام سطوة الرومان‪ ،‬وأمام المؤامرات والمحاكمات واالضطهادات‪ ،‬وظلت صامدة‪ ،‬تتقدم في‬ ‫قوة المسيح القائم من األموات‪ ،‬حتى صارت الدولة الرومانية كلها دولة مسيحية‪ ،‬واختفت الوثنية من العالم‪،‬‬ ‫وصارت األرض كلها للرب ولمسيحه‪.‬‬ ‫كذلك كانت قيامة الجسد رمزً ا للقيامة من الخطية‪.‬‬ ‫وفي هذا قال الرسول "وإذ كنتم أمواتً ا بالذنوب والخطايا‪ ..‬أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أف‬ ‫‪.)6 ،1 :2‬‬ ‫جميعا في قوة القيامة‪ ،‬القيامة التي غيرت التالميذ‪ ،‬والتي جعلت القبر الفارغ رمزً ا لالنتصار الدائم‪..‬‬ ‫ليتنا نعيش‬ ‫ً‬ ‫القيامة التي كانت بدء القوة في حياة الكنيسة األولي‪.‬‬

‫بعض أحداث القيامة‬ ‫إن اهلل في قيامته‪ ،‬قدس الطبيعة البشرية القابلة للموت‪ ،‬وجعلها قابلة للقيامة‪..‬‬ ‫أيضا‪ ،‬حتى حينما كان جسده في القبر‪..‬‬ ‫وقبل القيامة‪ ،‬كان الرب يعمل من أجلنا ً‬ ‫بالموت انفصلت روحه عن جسده ولكن الهوته لم ينفصل قط ال عن روحه وال عن جسده‪ .‬واستطاعت روحه‬ ‫المتحدة بالهوته أن تعمل ً‬ ‫عجيبا من أجل الراقدين علي رجاء‪.‬‬ ‫خالصيا‬ ‫عمال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان بموته قد دفع ثمن الخطية‪ ،‬واشترانا بدمه‪ ،‬لذلك كان من حقه وقد فدي البشرية‪ ،‬أن ينقل الراقدين من‬ ‫الجحيم إلي الفردوس‪ .‬وقد كان‪.‬‬ ‫بروحه المتحدة بالالهوت‪ ،‬ذهب إلي الجحيم‪ ،‬ليبشر الراقدين هناك علي رجاء‪.‬‬ ‫سبيا (أف ‪ .)9 ،8 :4‬وفتح باب الفردوس‪ ،‬ونقل إليه األبرار المنتظرين‬ ‫لقد نزل إلي أقسام األرض السفلى‪ ،‬وسبي ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫في الجحيم‪ ،‬وادخل معهم في الفردوس اللص اليمين ً‬ ‫حقا ما اصدق قوله للقديس يوحنا الرائي إن "بيده مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ ‪ )18 :1‬وإن كان قد فتح‬ ‫ً‬ ‫أيضا "أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تأسيس العالم" (رؤ ‪( )8 :17‬في ‪:4‬‬ ‫باب الفردوس ‪ ،‬فهو كما قال ً‬ ‫‪.)3‬‬ ‫حقا طوبي لهؤالء الذين أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة‪ .‬إذ ال سلطان للموت عليهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قد يقيمون فيه حينً ا‪ ،‬كما أقام يونان في بطن الحوت‪ ،‬ثم أخرجه الرب بسالم‪ ،‬دون أن يكون للحوت سلطان‬ ‫علي أذيته‪!..‬‬ ‫هكذا أخرج الرب الذين في الجحيم‪ ،‬وبسلطانه علي الفردوس أدخلهم إليه‪.‬‬ ‫أيضا‬ ‫وهذا العمل العظيم عمله الرب في الخفاء وتهللت له السماء‪ ،‬وتحققت به أقوال األنبياء‪ .‬وفي الخفاء ً‬ ‫قام الرب من بين األموات‪.‬‬ ‫أتت روحه المتحدة بالهوته‪ ،‬واتحدت بجسده المتحد بالهوته‪ .‬وقام بقوة الهوته‪ ،‬وخرج من القبر المغلق‪.‬‬

‫النسوة حامالت الطيب‬ ‫أطيابا وذهبن إلي القبر‪ ،‬بينما هذه األطياب كانت ال تتفق مع اإليمان بالقيامة‪ .‬ولكن‬ ‫عجيب أن النسوة أخذن‬ ‫ً‬ ‫الرب اهتم بما عندهن من حب‪ ،‬وعالج النقص الموجود في إيمانهن‪.‬‬ ‫هل يحملن الطيب ألجل الجسد الذي في القبر؟!‬ ‫أليس لهن اإليمان أن المسيح قد ترك القبر وقام؟! ولذلك فإن بشارة المالك كانت تحمل هذا العتاب الضمني‪،‬‬ ‫حينما قال للمريمتين "إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب‪ ،‬ليس هو ههنا‪ ،‬ألنه قام كما قال" (متى ‪:28‬‬ ‫‪.)6 ،5‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 26‬نوفمبر ‪2023‬‬

‫‪ 16‬هاتور ‪1740‬‬

‫عدد رقم ‪950‬‬

‫ش‪ .‬القديس فيلبس الرسول‬ ‫‪ 18‬هاتور – ‪ 28‬نوفمبر‬

‫وع‬ ‫" َك َ‬ ‫ان ُج ُم ٌ‬ ‫ين‬ ‫َكثِ َير ٌة َسائِ ِر َ‬ ‫َم َع ُه‪َ ،‬ف ْٱلتَ َف َت‬ ‫َو َق َ‬ ‫ال َل ُه ْم‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ان أ َح ٌد‬ ‫" ِإ ْن َك َ‬ ‫ي َو َال‬ ‫َي ْأتِ ي ِإ َل َّ‬ ‫اه‬ ‫ُي ْب ِغ ُض َأ َب ُ‬ ‫ٱم َر َأتَ ُه‬ ‫َو ُأ َّم ُه َو ْ‬ ‫َو َأ ْو َال َد ُه َو ِإ ْخ َوتَ ُه‬ ‫َو َأ َخ َواتِ ِه‪َ ،‬حتَّ ى‬ ‫نَ ْف َس ُه َأ ْي ًضا‪،‬‬ ‫َف َال َي ْق ِد ُر َأ ْن‬ ‫ون لِ ي‬ ‫َي ُك َ‬ ‫يذا‪َ .‬و َم ْن‬ ‫تِ ْل ِم ً‬ ‫َال َي ْح ِم ُل َصلِ َيب ُه‬ ‫َو َي ْأتِ ي َو َرائِ ي‬ ‫َف َال َي ْق ِد ُر َأ ْن‬ ‫ون لِ ي‬ ‫َي ُك َ‬ ‫يذا‪".‬‬ ‫تِ ْل ِم ً‬ ‫لوقا ‪27 - 25 :14‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.