Epsajee 28th January 2024

Page 1


‫أخبار اليبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬

‫تهاني‬

‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب القس‪ ،‬أندرو الكساندر‬ ‫الكاهن بكنيسة القديس يوحنا اإلنجيلي‪ ،‬ملبورن‬ ‫بمناسبة العيد الثاني ( اإلثنين ‪ 29‬يناير) لسيامته‪.‬‬ ‫نصلي من أجل أن يحفظ الرب كهنوته وأبوته‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في خدمته لسنين عديدة‬ ‫ُ‬ ‫مديدة قادمة‪.‬‬

‫‪Nomination for Priesthood.‬‬

‫‪Coptic Hope Charity‬‬ ‫‪Christmas Hamper Appeal 2024 – Update‬‬


EXTRACT FROM HOMILY 29 ON THE GOSPEL OF ST JOHN BY ST JOHN CHRYSOSTOM


CONTEMPLATIONS ON THE RESSURECTION A BOOK BY THE THRICE BLESSED POPE SHENOUDA III

‫عشرة مفاهيم‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة السابعة واألربعون ـ " الرمز والحقيقة ‪".‬‬ ‫تابع ما قبله في العدد السابق ‪...‬‬ ‫المجد على وجه موسى‪ :‬إن المجد الذي ظهر على وجه موسى كان رمزً ا للمجد الحقيقي وكما أن اليهود لم يستطيعوا‬ ‫“أن ينظروا إلى وجه موسى” (انظر ‪ 2‬كو ‪ ،) 7 :3‬هكذا فإن المسيحيين يحصلون على مجد النور في داخل نفوسهم‪ ،‬أما‬ ‫الظلمة‪ -‬إذ ال تحتمل لمعان النور‪ -‬تضمحل وتهرب‪.‬‬ ‫الختان وتطهيرات الجسد‪ :‬وأولئك القدماء كانوا ُيعرفون أنهم شعب اهلل بواسطة عالمة الختان الظاهر‪ .‬وأما هنا اآلن فإن‬ ‫السماوية تقطع الجزء الزائد من العقل‪ ،‬أي غلفة‬ ‫شعب اهلل ينالون عالمة الختان في قلوبهم من الداخل‪ .‬ألن السكين‬ ‫ّ‬ ‫الخطية النجسة‪ .‬وفي القديم كانت لهم معمودية لتطهير الجسد‪ .‬أما عندنا نحن فتوجد معمودية الروح القدس والنار‪ .‬فهذا‬ ‫هو ما كرز به يوحنا “هو سيعمدكم بالروح القدس ونار” (مت ‪.)11 :3‬‬ ‫مسكن خارجي وآخر داخلي‪ :‬وفي القديم كان هناك مسكن خارجي وآخر داخلي‪“ .‬وكان الكهنة يدخلون إلى المسكن‬ ‫األول كل حين صانعين الخدمة‪ .‬وأما إلى الثاني فرئيس الكهنة فقط مرة واحدة في السنة‪ ،‬بالدم‪ ،‬معلنً ا الروح القدس‬ ‫أهال لذلك‬ ‫ً‬ ‫بهذا أن طريق األقداس لم يكن قد ُأظهر بعد” (عب ‪ .)8-6 :9‬وأما هنا من الجهة األ خرى‪ ،‬فإن الذين ُيحسبون‬ ‫هم الذين يدخلون إلى “المسكن غير المصنوع بيد‪ ،‬حيث دخل المسيح كسابق ألجلنا” (عب ‪.)20 :6‬‬ ‫العصفوران‪ :‬إنه مكتوب في الناموس أن الكاهن يأخذ عصفورين ويذبح أحدهما ويرش العصفور الحي بدم المذبوح‪ ،‬ويطلق‬ ‫قديما إنما هو رمز “وظل” للحق‪ ،‬ألن المسيح قد ُذبح‪ ،‬وبدمه‬ ‫حرا (انظر ‪ .)7-4 :14‬ولكن هذا الذي كان ُيصنع‬ ‫ً‬ ‫الحي ليطير ً‬ ‫المرشوش علينا جعل لنا أجنحة‪ ،‬فإنه أعطانا أجنحة روحه القدوس‪ ،‬لكيما نطير في الجو اإللهي بال عائق‪.‬‬ ‫مكتوبا على ألواح من حجر‪ ،‬وأما لنا نحن‬ ‫الناموس المكتوب على ألواح حجر‪ :‬وفي العهد القديم ُأعطي لهم الناموس‬ ‫ً‬ ‫الروحانية “مكتوبة على ألواح قلب لحمية” (‪ 2‬كو ‪ ،) 3 :3‬ألنه مكتوب‪“ :‬أجعل نواميسي في قلوبهم‪ ،‬وأكتبها‬ ‫فالقوانين‬ ‫ّ‬ ‫في أذهانهم” (عب ‪ .) 16 :10‬وتلك األشياء كلها كانت إلى وقت معين وقد تالشت‪ ،‬وأما اآلن (في العهد الجديد) فكل‬ ‫أيضا في الداخل‪ ،‬وباإلجمال “فإن كل األشياء‬ ‫شيء يتم بالحق في اإلنسان الباطن‪ .‬فالعهد موجود في الداخل والمعركة ً‬ ‫مثاال‪ُ ،‬‬ ‫وكتبت إلنذارنا” (‪ 1‬كو ‪.)11 :10‬‬ ‫ً‬ ‫التي حدثت لهم‪ ،‬إنما كانت‬ ‫ويستعبدون‬ ‫قائال‪“ :‬اعلم يقينً ا أن نسلك سيكون‬ ‫ً‬ ‫عبودية مصر‪ :‬لقد أنبأ اهلل إبراهيم بما سيحدث‬ ‫غريبا في أرض ليست لهم ُ‬ ‫ً‬ ‫تغرب واستُ عبد للمصريين الذين‬ ‫لهم فيذلونهم أربع مئة سنة” (تك ‪ ،)13 :15‬وقد تحققت هذه النبوءة‬ ‫تماما‪ .‬ألن الشعب ّ‬ ‫ً‬ ‫قسرا‪.‬‬ ‫“مرروا حياتهم في الطين واللبن” (خر ‪ .)14 :1‬وقد جعل فرعون عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم ويسوقوهم‬ ‫ً‬ ‫وحينما تنهد بنو إسرائيل إلى اهلل من العبودية (خر ‪ ) 23 :2‬فإن اهلل نظر إليهم وافتقدهم بواسطة موسى (خر ‪.)25 :2‬‬ ‫وبعد أن ضرب المصريين ضربات كثيرة‪ ،‬أخرج بني إسرائيل من مصر في شهر الزهور عند بزوغ فصل البهجة أي فصل الربيع‬ ‫وبعد انتهاء ظلمة الشتاء‪.‬‬ ‫العليا “لئال‬ ‫ً‬ ‫دم الحمل على األبواب‪ :‬وقد أمر الرب موسى أن يأخذ‬ ‫حمال بال عيب‪ ،‬ويذبحه ويرش دمه على القائمتين والعتبة ُ‬ ‫يمسهم الذي أهلك أبكار المصريين” (عب ‪ ،)28 :11‬وعندما رأي المالك الذي ُأرسل‪ ،‬عالمة الدم من بعيد عبر (عن تلك‬ ‫البيوت)‪ ،‬ولكنه دخل إلى البيوت التي ليست عليها عالمة الدم وأهلك األبكار‪.‬‬ ‫أيضا أن ينزعوا الخمير من كل بيت‪ ،‬ويأكلوا خروف الفصح المذبوح‪ ،‬مع فطير‪،‬‬ ‫نزع الخمير وأكل خروف الفصح‪ :‬وأمرهم اهلل ً‬ ‫على أعشاب ُم ّرة‪ ،‬ويأكلوه وأحقاؤهم مشدودة وأحذيتهم في أرجلهم وعصيهم في أيديهم‪ .‬وهكذا أمرهم أن يأكلوا‬ ‫عظما منه‪“ .‬وأخرجهم بفضة وذهب” (مز ‪ ،)37 :105‬إذ أمرهم أن يستعير‬ ‫فصح الرب بكل عجلة في المساء‪ ،‬وأن ال يكسروا‬ ‫ً‬ ‫كل منهم من جاره المصري أواني ذهب وفضة‪ ،‬وخرجوا من مصر بينما كان المصريون يدفنون أبكارهم‪ ،‬وخرجوا فرحين‬ ‫بتحررهم من العبودية القاسية‪ ،‬أما الحزن والبكاء فكان من نصيب المصريين بسبب هالك أبكارهم‪ .‬ولذلك قال موسى‪:‬‬ ‫سر النفس التي افتُ ديت بمجيء‬ ‫“هذه الليلة هي للرب” (خر ‪ )42 :12‬التي وعد أن يفتدينا فيها‪ .‬فكل هذه األشياء إنما هي ّ‬ ‫المسيح‪ ،‬ألن كلمة “إسرائيل” تُ فسر بمعنى‪ :‬العقل الذي يعاين اهلل‪ -‬لذلك فالعقل يتحرر من عبودية الظلمة‪ ،‬أي من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحسكا تنبت لك‬ ‫“شوكا‬ ‫روحيا‪ .‬فإنه منذ أن مات اإلنسان بالمعصية ذلك الموت الخطير‪ ،‬ونال لعنة فوق لعنة‪:‬‬ ‫المصريين‬ ‫ً‬ ‫وأيضا‪“ :‬متى عملت األرض ال تعود تعطيك قوتها” (تك ‪ -)12 :4‬فمنذ ذلك الوقت نبت الشوك والحسك‬ ‫ً‬ ‫األرض” (تك ‪)18 :3‬‬ ‫وظهر في أرض القلب‪ .‬وجرده أعداؤه من مجده بالخديعة وألبسو ه العار والخزي‪ ..‬نزعوا عنه نوره وألبسوه لباس الظلمة‪،‬‬ ‫عبدا لفرعون الحقيقي‪،‬‬ ‫وقتلوا نفسه وشتتوا أفكاره وقسموها‪ ،‬وأحدروا عقله من األعالي حتى صار اإلنسان‪ -‬إسرائيل‪ً -‬‬ ‫مسخرين ليعمل أعماله الشريرة وليكمل بناء الطين واللبن‪ .‬وهذه األرواح الشريرة أبعدته عن حالة حكمته‬ ‫ّ‬ ‫فجعل عليه‬ ‫األرضية في الطين أي أعمال الشر وإلى الكلمات والرغبات والتصورات الباطلة‬ ‫المادية‬ ‫السماوية‪ ،‬وهبطت به إلى األعمال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشريرة‪ .‬ألن اإلنسان لما سقط من علوه‪ ،‬وجد نفسه في مملكة ُمعادية تكره اإلنسان‪ ،‬وفي هذه المملكة يغصبه حكامها‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬ ‫على أن يبني لهم مدنً ا شريرة للخطية‪.‬‬


‫من كتاب (الكنيسة المسيحية في عصر الرسل)‬ ‫لمثلث الرحمات األنبا يؤانس أسقف الغربية‬ ‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي ‪...‬‬ ‫جديدا بواسطة المسيحية‪ ..‬ف َّ‬ ‫حل الحب المسيحي محل قسوة األب الروماني‪.‬‬ ‫طورا‬ ‫وقد بدأت عالقة الوالدين بأوالدهم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فالوالدان عليهم أن يحبوا أوالدهم وال يغيظوهم‪ ،‬وعلى األوالد أن يطيعوا والديهم‪ ..‬لكنَّ ها عالقة غير قائمة على‬ ‫الخوف (أف ‪ .)4-1 :5‬والقديس بولس ُيظهر لنا المثال الحلو لألم المسيحية حينما يقول عنها إنَّ ها‪" :‬ست ْخلُ ُص بوالدة األ ْوالد‪،‬‬ ‫إ ْن ثبتْ ن في اإليمان والْ مح َّبة والْ قداسة مع التَّ ع ُّقل" (‪1‬تى ‪ ..)15:2‬إنَّ ه يرى في المرأة المسيحية‪ ،‬حواء التي تلد الذرية‬ ‫ويتممونه‪ ،‬هؤالء األوالد‬ ‫فيوما‬ ‫يوما‬ ‫خداما هلل‪ ،‬ينشرون عمل الخالص ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المباركة التي تسحق رأس الحية‪ ،‬والتي تنجب للعالم ً‬ ‫تُ غذيهم األم بالتعليم المسيحي‪ ..‬وهكذا تكون األسرة المسيحية‪.‬‬ ‫وشرعيا‬ ‫شائعا‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويؤكد قدسية الزواج في المسيحية ووضعه اإللهي‪ ،‬عدم الطالق‪ ..‬وكان الطالق في العصر الرسولي ً‬ ‫إال لعلة الزنا‪..‬‬ ‫ومألوفا‪ ،‬سواء بين الوثنيين أو اليهود‪ ..‬والرب يسوع نفسه هو واضع أساس هذه العقيدة‪ ..‬فال طالق َّ‬ ‫ً‬

‫عشرة مفاهيم‬

‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬

‫ويقصد به أن يكون أحد الزوجين‬ ‫المختلط ‪ :‬وهو من المشاكل التي واجهتها الكنيسة منذ عصرها الرسولي‪ُ ..‬‬ ‫الزواج ُ‬ ‫مسيحيا واآلخر غير مسيحي (وثني أو يهودي)‪ ..‬كان من الطبيعي أن يظهر هذا الموضوع كمشكلة منذ فجر المسيحية‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ففيما يعرض اإليمان المسيحي‪ ،‬كان يحدث أن تؤمن الزوجة بالمسيحية ً‬ ‫وتبعا‬ ‫مثال‪ ،‬وال يؤمن رجلها‪ ،‬وقد يحدث العكس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لذلك َّ‬ ‫فكر الطرف المتنصر أن يتحلل من رباط الزوجية‪ ،‬ظنً ا منه أنَّ ه أصبح في وضع غير إلهي وغير مقدس‪ ..‬لكن الكنيسة ‪-‬‬ ‫صرح‬ ‫فعال‪ ،‬واعتبرته‬ ‫صرحت باستمرار هذا الزواج المختلط القائم ً ً‬ ‫مقدسا‪ ..‬ومن ناحية أخرى لم تُ ِّ‬ ‫ً‬ ‫بالنسبة لهذا الوضع الخاص‪َّ -‬‬ ‫بأن يبدأ أحد أعضائها المؤمنين عالقة زوجية جديدة بزواج مختلط‪ .‬أثيرت هذه المشكلة في كنيسة كورنثوس‪ ،‬وأرسل‬ ‫المؤمنون إلى القديس بولس‪ ،‬يطلبون رأيه‪ ..‬فكان جوابه بالنسبة للزواج القائم والسابق على اإليمان‪" ..‬إ ْن كان أ ٌخ ل ُه‬ ‫امرأ ٌة غ ْي ُر ُم ْؤمن ٍة‪ ،‬وهي ت ْرتضي أن ت ْس ُكن مع ُه‪ ،‬فال يتْ ُر ْكها‪ .‬والْ م ْرأ ُة الَّ تي لها ر ُج ٌل غ ْي ُر ُم ْؤم ٍن‪ ،‬و ُهو ي ْرتضي أن ي ْس ُكن معها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫الر ُجل‪ .‬وإ َّال فأ ْوال ُد ُك ْم نج ُسون‪ ،‬وأ َّما‬ ‫الر ُجل غ ْير الْ ُم ْؤمن ُمق َّد ٌس في الْ م ْرأة‪ ،‬والْ م ْرأ ُة غ ْي ُر الْ ُم ْؤمنة ُمق َّدس ٌة في َّ‬ ‫فال تتْ ُر ْك ُه‪ .‬أل َّن َّ‬ ‫اآلن ف ُه ْم ُمق َّد ُسون " (‪1‬كو ‪ ..)14-12 :7‬وكانت الكنيسة تهدف بهذا التصريح‪ ،‬إلى خير أوالدها واستقرارهم‪ُ ..‬يضاف إلى‬ ‫أن الطرف المؤمن في مثل هذه األسرة‪ ،‬قادر ‪-‬بما له من إمكانيات روحية وأدبية‪ -‬أن‬ ‫أن الكنيسة كانت واثقة من َّ‬ ‫ذلك َّ‬ ‫يجذب ويربح للمسيح الطرف اآلخر غير المؤمن‪ .‬كان هذا استثناء بالنسبة لوضع خاص وقائم ً‬ ‫أما بالنسبة‬ ‫فعال كما أوضحنا‪َّ ..‬‬ ‫اموس‬ ‫لبدء عالقة زوجية جديدة بزواج مختلط‪ ،‬فقد نهى عنه الرسول بولس في نفس الموضع‪ ،‬وقال‪ " :‬الْ م ْرأ ُة ُم ْرتبط ٌة بالنَّ ُ‬ ‫الر ِّب فق ْ‬ ‫الر ِّب‬ ‫ط" (‪1‬كو ‪ ..) 39:7‬وعبارة " في َّ‬ ‫يد‪ ،‬في َّ‬ ‫ي تتز َّوج بم ْن تُ ر ُ‬ ‫ما دام ر ُجلُ ها ح ًّيا‪ .‬ولك ْن إ ْن مات ر ُجلُ ها‪ ،‬فهي ُح َّر ٌة لك ْ‬ ‫فق ْ‬ ‫مسيحيا ‪ ..‬هكذا فهم وعلم آباء الكنيسة ومعلميها منذ تاريخها المبكر ‪ ..‬وهكذا سارت الكنيسة‬ ‫ط"‪ ،‬تعني أن يكون‬ ‫ً‬ ‫على هدى هذا التشريع منذ عصرها الرسولي‪.‬‬ ‫المسيحية والتبتل‪ :‬منذ عصر الرسل‪ ،‬ظهرت رغبة ُمل َّحة لدى المسيحيين لحياة التبتل‪ ،‬وملكت عليهم شهوة عارمة لهذا‬ ‫اللون من الحياة‪ ..‬وقد أضرم هذه الشهوة المقدسة فيهم كلمات السيد المسيح عن التبتل‪ ،‬وسموهم الروحي الذي‬ ‫جعلهم فوق الجسد‪ ،‬وزهدهم في العالميات‪ ..‬لقد أظهر السيد المسيح سمو البتولية وقدسيتها‪ ،‬ورفعها إلى درجة العطية‬ ‫شبه بحياة المالئكة (مت ‪30:22‬؛ لو ‪.)35:20‬‬ ‫الروحية (مت ‪ ،)12-10 :19‬وأوضح أنَّ ها تُ َّ‬ ‫روج لها وتمنى لو صار الجميع مثله‬ ‫في ً‬ ‫اضا‪َّ ،‬بين فيه سموها وبركاتها‪ ،‬بل لقد َّ‬ ‫أما القديس بولس فتحدث عن البتولية حديثً ا َّ‬ ‫َّ‬ ‫وجهته إليه كنيسة‬ ‫بتوليين (‪1‬كو ‪ .)38،33،32،8:7‬ونالحظ َّ‬ ‫أن كالم بولس الرسول عن البتولية كان إجابة على سؤال َّ‬ ‫مبكرا في الكنيسة‪،‬‬ ‫أن موضوع البتولية والزواج قد ظهر‬ ‫كورنثوس بخصوص البتولية والزواج (‪1‬كو ‪ ..)1:7‬ومعنى ذلك‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫منذ عصر الرسل‪ ..‬والموضوع ال يرتبط بالرهبنة التي أخذت وضعها كنظام في النصف الثاني من القرن الثالث‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬فامتنع‬ ‫تعدتهم إلى المتزوجين ً‬ ‫وموجة الحماس الشديد للسمو عن الجنس والجسد‪ ،‬لم تقتصر على م ْن لم يتزوجوا‪ ،‬بل َّ‬ ‫البعض كلية عن المعاشرات الزوجية‪ ،‬وعاشوا مع بعضهم كإخوة وأخوات‪ ،‬األمر الذي دعا القديس بولس إلى التدخل‪،‬‬ ‫ل ُينظم موضوع المعاشرات الزوجية بين المتزوجين (انظر ‪1‬كو ‪ ..)7-3 :7‬كما ظهر في تلك الفترة ما ُعرف باسم "الزواج‬ ‫الروحي"‪ ،‬وهو أن يعيش رجل مع امرأة في بيت واحد‪ ،‬في أخوية روحية تقوية‪ ،‬بدون عالقة جنسية‪.‬‬ ‫موجه للخدام‪ ،‬وبالذات‬ ‫إن كالم بولس في هذا المقام‬ ‫ويحاول البعض أن ُيقلِّ ل من قيمة كالم الرسول عن البتولية‪ ،‬فيقول َّ‬ ‫َّ‬ ‫لكن الرسول‬ ‫وأوالد‪..‬‬ ‫وزوجة‬ ‫ببيت‬ ‫االرتباط‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫يناسبهم‬ ‫أن هذا اللون من الحياة‬ ‫َّ‬ ‫الذين يشتغلون بالكرازة‪ ،‬على اعتبار َّ‬ ‫امرأ ًة"‪ .‬وهنا يتكلم عن أي رجل‪ ،‬وليس الخادم‪..‬‬ ‫يتكلم‬ ‫عاما يوجهه لجميع المؤمنين‪ ،‬ويقول‪" :‬حس ٌن ل َّلر ُجل أن ال يم َّس ْ‬ ‫كالما ً‬ ‫ً‬ ‫والكالم كله يسير على هذا النمط‪ ،‬وبنفس النغمة‪( ..‬انظر ذهبي الفم في تفسيره لإلصحاح السابع من الرسالة األولى‬ ‫إلى كورنثوس) ‪Vo1 12 p. 105). ،N.P.N.F.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫تأمالت في القيامة‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫إذن القيامة هي قيامة الجسد واتحاده بالروح مرة ثانية‪ ..‬ونحن في طقس "جحد الشيطان "في‬ ‫روحا‪ ،‬معني هذا أن فكرة‬ ‫المعمودية نقول‪" :‬نؤمن بقيامة الجسد "فكون التالميذ ظنوا أنهم نظروا ً‬ ‫قيامة الجسد كانت بعيدة عن إقناعهم وقتذاك‪ .‬وكان البد من إقناعهم بها‪ ،‬ليقنعوا بها غيرهم‪.‬‬ ‫وهنا نذكر قول القديس بطرس السدمنتي‪ :‬إن السيد المسيح قبل صلبه كان يثبت للناس الهوته‪..‬‬ ‫أما بعد قيامته فأراد أن يثبت لهم ناسوته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كامال‪ ،‬فالبد من إثبات أن الجسد قد قام‪ ،‬لهذا قال لتوما "هات‬ ‫والروح وحدها ال تمثل ناسوتً ا‬ ‫أصبعك إلي هنا وأبصر يدي‪ .‬وهات يدك وضعها في جنبي‪ .‬وال تكن غير مؤمن بل مؤمنً ا" (يو ‪:20‬‬ ‫‪ . )27‬وقال للتالميذ "جسوني وانظروا‪ ،‬فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو ‪.)39 :24‬‬ ‫كما سمح لمريم المجدلية ومريم األخرى حينما سجدتا له بعد القيامة‪ .‬أن تمسكا بقدميه (متى ‪:28‬‬ ‫‪ .)9‬كل ذلك إلثبات قيامة الجسد‪.‬‬ ‫‪ -6‬هذا الجسد الممجد الروحاني هو الذي صعد إلي السماء‪.‬‬ ‫وعملية الصعود قد ال تتفق مع جسد مادي‪ ،‬يخضع لقانون الجاذبية األرضية ألنه أثقل من الهواء‪.‬‬ ‫ولكنه صعد بجسد روحاني‪ ،‬يرتفع إلي فوق في مجد‪ ،‬وبنفس المجد يجلس عن يمين اآلب‪.‬‬ ‫ونفس الجسد الممجد هو الذي سيأتي به في مجيئه الثاني "في مجده" (متى ‪ )31 :25‬بمجده‬ ‫ومجد اآلب (لو ‪ )26 :9‬وليس مجد الصعود أو المجيء الثاني مجرد معجزة بل هو وضع ثابت في‬ ‫طبيعته يستمر إلي األبد‪.‬‬ ‫‪ -7‬وهذا الجسد الممجد هو الذي ظهر به لشاول الطرسوسي في طريق دمشق‪ .‬إذ "بغتة أبرق‬ ‫حوله نور من السماء‪ .‬فسقط علي األرض وسمع صوتً ا قال له شاول شاول لماذا تضطهدني؟ فقال‬ ‫من أنت يا سيد؟ فقال الرب‪ " :‬أنا يسوع الذي أنت تضطهده" (أع ‪.)5-3 :9‬‬ ‫هذا الجسد الممجد هو نفس الجسد الذي ولد به من العذراء‪.‬‬ ‫آخذا‬ ‫ولكن جسده في ميالده لم يكن في مجد قيامته‪ ..‬ذلك ألنه في مولده كان قد "أخلي ذاته‪ً ،‬‬ ‫صورة عبد في شبه الناس" (في ‪.)7 :2‬‬ ‫وعملية اإلخالء هذه انتهت بمجد القيامة والصعود‪.‬‬ ‫‪ -8‬جسد القيامة هو نفس جسد الميالد‪ ..‬ولكن في حالة من التجلي‪:‬‬ ‫أعطانا عربونً ا لها علي جبل التجلي (مر ‪ )3 ،2 :9‬وكمثال للتشبيه‪ ،‬والقياس مع الفارق‪ ،‬حالة الثالثة‬ ‫فتية وهم في أتون النار‪ :‬جسدهم هو نفس الجسد‪ ،‬ولكنه ُوهب إلي حين لونً ا من التجلي حفظه‬ ‫أيضا‪ ،‬بنفس وجسد الميالد‪ ،‬ولكن بمجد أو في حالة‬ ‫من أذية النار‪ .‬فالقيامة للسيد المسيح‪ ،‬ولنا نحن ً‬ ‫من التجلي‪ ،‬يسبغ علي نفس الجسد طبيعة ممجدة فإذا به جسد روحاني‪.‬‬ ‫‪ -9‬ولكن البعض يسأل هل جسد المسيح أخذ طبيعته الممجدة بعد القيامة مباشرة أم بعد الصعود؟‬ ‫أقول بل في القيامة ذاتها‪ .‬وما الحاالت التي أثبت بها ناسوته سوي حالة استثنائية لكي يؤمن‬ ‫التالميذ أن جسده قد قام‪ ،‬وينشرون هذا اإليمان عن ثقة بقولهم "الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا‪،‬‬ ‫الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (‪ 1‬يو ‪" )1 :1‬نحن الذين أكلنا‪ ،‬وشربنا معه بعد قيامته" (أع ‪.)41 :10‬‬ ‫ماديا‪ ،‬وال يحتاج إلي‬ ‫طعاما‬ ‫وفي غير تلك الحاالت‪ ،‬فإن جسد القيامة الممجد ال يأكل‪ ،‬وال يشرب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬وال يجوع وال بعطش‪ .‬كما أنه في المجد ال يتعب‪ ،‬وال يتألم‪ ،‬وال يكون ً‬ ‫قابال للموت‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 28‬يناير ‪2024‬‬

‫‪ 19‬طوبه ‪1740‬‬

‫عدد رقم ‪959‬‬

‫نياحة األنبا أنطونيوس‬

‫‪ 22‬طوبه – ‪ 31‬يناير‬

‫"ا ْآل ُب ُيح ُّب‬ ‫ٱِل ْبن وق ْد‬ ‫دفع ُك َّل‬ ‫ي ٍء في‬ ‫ش ْ‬ ‫يده‪َّ .‬ٱلذي‬ ‫ُي ْؤم ُن‬ ‫بٱِل ْبن ل ُه‬ ‫اة أبد َّي ٌة‪،‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫و َّٱلذي‬ ‫ال ُي ْؤم ُن‬ ‫بٱِل ْبن ل ْن‬ ‫اة‬ ‫يرى حي ً‬ ‫ب ْل ي ْم ُك ُث‬ ‫عل ْيه غض ُب‬ ‫ٱهلل ‪".‬‬ ‫يوحنا ‪36 - 35 :3‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.