Epsajee 4th Feb 2024

Page 1


‫أخبار اليبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬

‫تهاني‬

‫‪Congratulations‬‬

‫تهانينا القلبية لألب القمص‪ ،‬تيموثاؤس غبريال‬ ‫الكاهن بكنيسة مارمينا والقديسة مارينا‪،‬‬ ‫ملبورن بمناسبة العيد السابع واألربعون (األحد‬ ‫‪ 4‬فبراير) لسيامته‪ .‬نصلي من أجل أن يحفظ‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة‬ ‫الرب كهنوته وأبوته ُ‬ ‫في خدمته لسنين عديدة مديدة قادمة‪.‬‬

‫تهاني‬ ‫تهانينا القلبية لألب القس‪ ،‬ديفيد كامل‬ ‫الكاهن بكنيسة القديس فيلوباتير مرقوريوس‪،‬‬ ‫ملبورن بمناسبة العيد التاسع ( األربعاء ‪7‬‬ ‫فبراير) لسيامته‪ .‬نصلي من أجل أن يحفظ الرب‬ ‫ويكثر من الثمار الجيدة في‬ ‫كهنوته وأبوته ُ‬ ‫خدمته لسنين عديدة مديدة قادمة‪.‬‬

‫‪Congratulations‬‬

‫‪Marriage Preparation Course‬‬ ‫‪22 ND , 23 RD and 24 TH March 2024‬‬


EXTRACT FROM HOMILY 58 ON THE GOSPEL OF ST JOHN BY ST JOHN CHRYSOSTOM


CONTEMPLATIONS ON THE RESSURECTION A BOOK BY THE THRICE BLESSED POPE SHENOUDA III

‫عشرة مفاهيم‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة السابعة واألربعون ـ " الرمز والحقيقة ‪".‬‬ ‫تابع ما قبله في العدد السابق ‪...‬‬ ‫الصراخ إلى اهلل ودم الخروف‪ :‬ولكن إذا صرخ اإلنسان وتنهد إلى اهلل‪ ،‬فإنه يرسل إليه موسى الروحاني الذي يخلّ صه من‬ ‫أيضا تتحرر‬ ‫أوال وبعد ذلك تبتديء أن تحصل على الفداء والتحرر‪ ،‬وهي ً‬ ‫عبودية المصريين‪ .‬ولكن ينبغي على النفس أن تصرخ ً‬ ‫البر الجميلة المزهرة‪ ،‬وحين تكون عواصف‬ ‫في شهر الزهور الجديدة‪ ،‬في الربيع حينما تستطيع أرض النفس أن تنبت أغصان ّ‬ ‫أيضا بنزع‬ ‫وحينئذ يأمر الرب ً‬ ‫شتاء جهالة الظلمة قد انتهت وقد تالشى العمى الخطير الناشيء عن الخطايا واألعمال الشرير‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كل خميرة “عتيقة” (‪ 1‬كو ‪ ،)7 :5‬من كل بيت أي بطرد كل أعمال وأفكار “اإلنسان العتيق الفاسد” (أف ‪ )22 :4‬وكل أفكاره‬ ‫الشريرة ورغباته الدنيئة‪ .‬ثم أن الخروف كان ينبغي ذبحه وتضحيته وأن تُ رش األبواب بدمه‪ :‬ألن المسيح الحمل الصالح الذي‬ ‫بال عيب قد ُذبح من أجلنا‪ ،‬وبدمه ُرشت أبواب القلب‪ ،‬حتى أن دم المسيح المسفوك على الصليب يصير حياة وفداء للنفس‬ ‫وأما للشياطين فإنه يصير حزنً ا وموتً ا‪ .‬ألن دم الحمل الذي بال عيب هو حقيقة حزن لهم‪ ،‬أما للنفس فهو فرح وبهجة‪.‬‬ ‫مساء مع فطير وأعشاب ُم ّرة وبأحقاء مشدودة‬ ‫الم ّرة واألحقاء المشدودة‪ :‬وبعد رش الدم يأمر الرب بأكل الحمل‬ ‫األعشاب ُ‬ ‫ً‬ ‫واألحذية في األرجل والعصا في األيدي‪ -‬ألنه إن لم تستعد النفس من كل ناحية أن تمارس األعمال الصالحة بأقصى ما‬ ‫إال أن األعشاب‬ ‫تستطيع من قوة‪ ،‬فإنه ال ُيعطى لها أن تأكل من الحمل‪ .‬ورغم أن الحمل لذيذ وحلو والفطير حسن المذاق َّ‬ ‫ضيقا ومرارة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بتعبِ كثير ومرارة تأكل النفس من الفطير الصالح‪ ،‬ألن الخطية التي تسكن فيها تسبب لها‬ ‫ُم ّرة وخشنة فإنه‬ ‫ٍ‬ ‫أيضا إن الرب أمرهم أن يأكلوا خروف الفصح في المساء وهي الفترة المتوسطة بين‬ ‫مساء‪ :‬ويقول الكتاب ً‬ ‫أكل الفصح‬ ‫ً‬ ‫أيضا حينما تقترب من الفداء والتحرر فإنها توجد بين النور والظلمة‪ ،‬وفي هذه األثناء تقف‬ ‫النور والظلمة‪ .‬هكذا النفس ً‬ ‫قوة اهلل بجوارها وتسندها‪ ،‬وال تسمح للظلمة أن تدخل إلى النفس وتبتلعها‪ .‬وكما أن موسى قال‪ :‬هذه هي ليلة موعد‬ ‫أيضا حين ُدفع إليه الكتاب في المجمع‪ -‬كما هو مكتوب في اإلنجيل‪ -‬دعا تلك السنة “سنة الرب‬ ‫اهلل‪ ،‬هكذا المسيح ً‬ ‫المقبولة” ويوم الفداء‪ ،‬فهناك في (العهد القديم) كانت الليلة‪ ،‬ليلة عقاب‪ ،‬وأما هنا فاليوم هو نهار فداء‪ .‬وهكذا هو‬ ‫األمر بالحقيقة ألن كل تلك األشياء كانت رمزً ا وظالً للحق‪ ،‬وكانت ترسم‪ -‬بطريقة سرية‪ -‬صورة الخالص الحقيقي للنفس‬ ‫مغلقا عليها في الظالم‪ .‬مقيدة في “الجب األسفل” (مز ‪ )6 :88‬ومحبوسة وراء “مصاريع نحاس” (مز ‪.)16 :107‬‬ ‫ً‬ ‫التي كانت‬ ‫حرة بدون فداء المسيح‪.‬‬ ‫ولم يكن لها القدرة على أن تنطلق ّ‬ ‫المسيح ُيخرج النفس من العبودية‪ :‬فإنه ُيخرج النفس من مصر‪ -‬من العبودية التي فيها‪ -‬ويقتل أبكار مصر عند الخروج‪ .‬فإن‬ ‫جزء من قوة فرعون الحقيقي قد سقط واستولى الحزن على المصريين‪ -‬ألنهم كانوا يئنون حزنً ا على انفالت األسرى من‬ ‫ً‬ ‫بين أيديهم‪ .‬وقد أمر الرب الشعب أن يستعيروا أواني ذهب وفضة من المصريين‪ ،‬وأن يأخذوها معهم عند خروجهم‪ .‬ألن‬ ‫“مطهرة سبع مرات في‬ ‫النفس عند خروجها من الظلمة فإنها تسترد أواني الفضة والذهب‪ ،‬وأعني بها أفكارها الصالحة ُ‬ ‫قبال جيرانً ا‬ ‫ً‬ ‫النهار” (مز ‪ .)6 :12‬وهذه هي األفكار التي تُ قدم بها العبادة هلل وفيها يجد مسرته‪ .‬ألن الشياطين الذين كانوا‬ ‫شتتوا أفكارها واستولوا عليها وخربوها‪ .‬فطوبى للنفس التي تُ فتدى من الظلمة‪ ،‬وويل للنفس التي ال تصرخ‬ ‫للنفس‪ ،‬قد ّ‬ ‫وتئن إلى اهلل الذي يستطيع وحده أن يخلصها من أولئك الوالة القساة الظالمين‪.‬‬ ‫بدء التحرك بعد أكل الفصح‪ :‬لقد بدأ بنو إسرائيل يتحركون بعد أن صنعوا الفصح‪ .‬وهكذا فإن النفس تتحرك إلى األمام حينما‬ ‫تنال حياة الروح القدس‪ ،‬فتأكل من الحمل‪ ،‬وتكون قد ُمسحت بدمه‪ ،‬وأكلت الفصح الحقيقي‪ ،‬الكلمة الحي‪.‬‬ ‫عمود النار وعمود السحاب‪ :‬وكما أن عمود النار وعمود السحاب كانا يسيران أمام بني إسرائيل ليحفظانهم‪ ،‬هكذا فإن‬ ‫يشد د المؤمنين اآلن ويقويهم‪ ،‬ويشعلهم‪ ،‬ويرشد النفس بطريقة ملموسة‪ .‬وحينما علم فرعون والمصريون‬ ‫الروح القدس‬ ‫ّ‬ ‫أن شعب اهلل قد هرب فإنهم تجاسروا أن يقتفوا أثرهم حتى بعد قتل أبكار المصريين‪ .‬فإن فرعون جهز مركباته بسرعة‬ ‫وسعى مع كل شعبه وراء شعب اهلل لكي يهلكه‪ .‬ولما كاد أن يلحقهم‪ ،‬انتقل عمود السحاب من أمام بني إسرائيل‬ ‫ومرشدا‬ ‫نورا‬ ‫ووقف خلفهم‪ ،‬بينهم وبين فرعون‪ .‬فأعاق فرعون‪ ،‬وكان عمود السحاب‬ ‫ً‬ ‫ظالما بالنسبة للمصريين ولكنه كان ً‬ ‫ً‬ ‫الروحية‪.‬‬ ‫وحاميا لبني إسرائيل‪ .‬ولكي ال أطيل الحديث عليكم بسرد القصة كلها دعونا نطبق كل التفاصيل على األمور‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫أوال بالهروب من الشيطان‪ ،‬فإن قوة اهلل تقترب منها لتعينها وتقودها إلى الحق‪ .‬ولكن حينما يعرف‬ ‫فإنه حينما تبدأ النفس ً‬ ‫فرعون الروحاني‪ -‬أي ملك ظلمة الخطية‪ -‬أن النفس قد تمردت عليه وبدأت تهرب من مملكته فإنه يالحق األفكار التي‬ ‫قبال‪ -‬فإن األفكار كانت هي ممتلكاته‪ ،‬ويحاول بخبثه ويأمل أن ترجع إليه النفس مرة أخرى‪ .‬ولكن حينما يدرك‬ ‫كانت ملكه ً‬ ‫هروبا بال رجعة‪ -‬وهذا بالنسبة إليه ضربة أقوى من قتل األبكار وسرقة المقتنيات‪ -‬فإنه‬ ‫أن النفس قد هربت من طغيانه‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬ال يبقى له من يتمم إرادته ويعمل أعماله‪.‬‬ ‫يجري وراءها ألنه يخاف لئال بعد هروب النفس منه‬ ‫ً‬ ‫جرب‪،‬‬ ‫لذلك فهو يسعى وراءها بالشدائد والتجارب والحروب غير المنظورة‪ .‬وبهذه الشدائد والحروب تُ متحن النفس وتُ ّ‬ ‫وبواسطتها تُ ظهر محبتها نحو من أخرجها من مصر (العبودية)‪ .‬ألنها تُ سلّ م (للتجارب) لكي تُ وضع موضع االختبار وتُ متحن‬ ‫بطرق متنوعة‪.‬‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫من كتاب (الكنيسة المسيحية في عصر الرسل)‬ ‫لمثلث الرحمات األنبا يؤانس أسقف الغربية‬ ‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي ‪...‬‬ ‫وقد شجع على الحماس للبتولية‪ ،‬حياة العذراء مريم وميالد الرب يسوع منها وهي عذراء‪ ،‬وحياة يوحنا المعمدان‪ ،‬بل وحياة‬ ‫أن المؤمنين هم أعضاء في جسد المسيح وهيكل‬ ‫الرب يسوع نفسه‪ ،‬كما شجعتها‪ ،‬تلك الحقيقة التي علَّ مت بها المسيحية‪َّ ،‬‬ ‫أيضا ما كشفه القديس يوحنا في رؤياه عن مركز البتوليين في‬ ‫للروح القدس (‪1‬كو ‪ ..)19،15:6‬وشجع على حياة التبتل ً‬ ‫ألفا المصاحبين للخروف على جبل صهيون السمائي‪ ،‬الذين يترنمون بترنيمة‬ ‫العالم العتيد‪ ،‬حينما ذكر المائة واألربعة وأربعين ً‬ ‫خاصة بهم‪ ،‬وقال عنهم‪ُ " :‬‬ ‫ين لَ ْم َيتَ نَ َّج ُسوا َم َع النِّ َساء َألنَّ ُه ْم أبكار‪( " .‬رؤ ‪.)5-1 :14‬‬ ‫هؤ َالء ُه ُم الَّ ذ َ‬ ‫وقد أفاض آباء الكنيسة األوائل في مدح البتولية وتمجيدها‪ .‬وأظهرت الكنيسة تقديرها في معاملة المتبتلين وأماكن‬ ‫ومما يوضح شرف التبتل والعفة في‬ ‫جلوسهم في الكنيسة‪َ .‬ف َرتَّ بت أن يجلسوا في الصفوف األولى قبل بقية المؤمنين‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫أن المتزوج ثانية كان ال يتمتع بشرف الكهنوت‪ ..‬هكذا اشترط القديس بولس في األسقف والشماس أن‬ ‫الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬ ‫كنيسة الرسل‪ َّ ،‬كتاب لمثلث‬ ‫ام َر َأ ٍة َواح َد ٍة"‪ ،‬ال يقصد تعدد الزوجات‪ ،‬فهذا األمر ال وجود له في‬ ‫يكون كل منهما بعل امرأة واحدة‪ ..‬وحينما يقول‪َ " :‬ب ْع َل ْ‬ ‫أال يكون قد ارتبط بأكثر من زيجة واحدة‪ ..‬وحتى األرملة‪ ،‬التي لها وضع خاص وتخدم في الكنيسة‪،‬‬ ‫المسيحية‪ ،‬لكنَّ ه يقصد َّ‬ ‫إال إذا كانت قد ترملت بعد زيجة واحدة (‪1‬تى ‪.)9:5‬‬ ‫ال تحتسبها الكنيسة في صفوف األرامل َّ‬

‫عشرة مفاهيم‬

‫المسيجية والمجتمع‬ ‫المسيحية تُ علِّ م وتُ نادي بالمحبة‪ ..‬وأن كان أساس المحبة في الفرد واألسرة لكنَّ ها ال تقف عند هذه الحدود‪ .‬إنَّ ها تشمل‬ ‫قديما‪ ،‬حواجز ضخمة بين الشعوب المختلفة (يهود‬ ‫كل البشر وتضمهم بين ذراعي حنوها‪ ..‬فبينما أقامت الروح القومية‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ،‬وتُ علِّ م‬ ‫وأمم‪ ،‬ورومان ويونان وبرابرة) حتى كانوا كالغرباء بالنسبة لبعضهم البعض‪ ،‬إذ بالمسيحية تزيل هذه الحواجز‬ ‫ً‬ ‫ون َعلَ ى ُك ِّل َو ْجه َ‬ ‫األ ْرض" (أع ‪..)26:17‬‬ ‫م َواح ٍد ُك َّل ُأ َّم ٍة م َن النَّ اس َي ْس ُكنُ َ‬ ‫َّ‬ ‫أن اهلل " َصنَ َع م ْن َد ٍ‬ ‫وطعمت فكرة الوطنية‬ ‫غيرت المسيحية بالتدريج وجه العالم القديم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وبتمجيد فكرة اإلنسانية ووضعها فوق القومية‪َّ ،‬‬ ‫الجامدة بمشاعر أنبل وأفكار أرحب‪.‬‬ ‫لقد تغلغلت المسيحية في حياة الناس المدنية واالجتماعية بفضيلتها وأدبياتها‪ ،‬وقادتهم في الطريق نحو التمدين‬ ‫ً‬ ‫شكال معينً ا للحكم‪ ،‬بل إنَّ ها تمتنع عن كل التدخالت الخاطئة في الشئون السياسية الدنيوية‪ ..‬هي‬ ‫الحقيقي‪ ..‬هي ال تُ قدم‬ ‫تستطيع أن تحيا في ظل أي نظام من أنظمة الحكم‪ ،‬ويمكنها أن تنتعش تحت ضغط واضطهاد الحكومات‪ ،‬على نحو ما‬ ‫تُ ظهر الفترة المبكرة من تاريخها‪ ..‬لكنَّ ها تعلن واجبات الحكام والرعية‪ ،‬وتُ شجع على إبطال القوانين واألنظمة غير الصالحة‪،‬‬ ‫وإحالل ما هو صالح بدلها‪ ..‬وهي ال تُ قر الحكم االستبدادي والفوضوي‪ ،‬وتميل ‪-‬تحت كل وضع من أوضاع الحكم‪ -‬نحو‬ ‫النظام واللياقة والعدل واإلنسانية والسالم‪.‬‬ ‫إن روح المسيحية روح‬ ‫واإلنجيل ُيصلح العالقات الدولية‪ ،‬ويهدم فواصل البغضة والكراهية بين مختلف األمم واألجناس‪َّ ..‬‬ ‫جميعا في كنيسة أورشليم " َقلْ ب َواحد‬ ‫مسكونية جامعة‪ ،‬تسمو على كل النعرات اإلقليمية‪ ،‬على نحو ما كان المسيحيون‬ ‫ً‬ ‫َونَ ْفس َواح َدة" (أع ‪ ..)32:4‬لقد وقع لها بعض االضطرابات العرضية واالصطدامات الوقتية‪ ،‬كما حدث بين بولس وبطرس‪،‬‬ ‫وبين المتنصرين من اليهود واألمم‪ ،‬لكن ال تأخذنا الدهشة‪ ،‬بل نعجب على الغلبة المتواصلة لروح االنسجام والمحبة على‬ ‫الطبيعة القديمة المتبقية‪ ..‬فلقد أرسل مسيحيو كنائس بولس األمميون الفقراء في اليونان ومقدونية إحساناتهم لليهود‬ ‫المتنصرين في أورشليم‪ .‬وهكذا برهنوا على عرفانهم لإلنجيل وشركته التي اقتبلوها من الكنيسة األم بأورشليم‪.‬‬

‫المسيحية والرق‬ ‫أما‬ ‫سبق أن أشرنا إلى الرق في العالم الوثني‪ ،‬وما وصل إليه العبيد من مذلة واحتقار وسوء معاملة‪ ..‬هذا في الوثنية‪َّ ،‬‬ ‫اليهودية فقد أظهرت معاملة أفضل للعبيد‪ ،‬فأوصت بعدم إساءة معاملتهم‪ ،‬وأمرت بعتق جميع العبيد اليهود في سنة‬ ‫اليوبيل‪ ،‬التي تقع كل خمسين سنة (الويين ‪.)46-39 :25‬‬ ‫وصريحا ضد نظام الرق‪ ،‬بل على العكس تقابلنا بعض نصوص في رسائل الرسل تدعو‬ ‫عاما‬ ‫جاءت المسيحية ولم تُ صدر‬ ‫ً‬ ‫تشريعا ً‬ ‫ً‬ ‫العبيد إلى الطاعة الكاملة لسادتهم حسب الجسد‪ ،‬وتقديم اإلكرام والخضوع الالئقين بهم‪ ..‬وهذا ما دعا بعض أعداء‬ ‫المسيحية إلى أن يأخذوا عليها هذا الموقف‪ ،‬إنَّ ها لم تطالب بإلغاء الرق‪ ،‬بل شجعت عليه‪.‬‬ ‫أن اإلنجيل ‪-‬بروحه العام أكثر من أي نص خاص‪ -‬قاوم روح التعسف المستمر والتحقير األدبى نحو فئة األرقاء‪..‬‬ ‫والواقع َّ‬ ‫ألن ذلك ‪ً -‬‬ ‫فضال عن كونه يتعارض مع طبيعة‬ ‫وهو لم ُيوص في أي موضع منه بالعنف الخارجي أو المقاييس الثورية‪َّ ،‬‬ ‫داخليا‪،‬‬ ‫جذريا‬ ‫عالجا‬ ‫وعوضا عن ذلك‪ ،‬عالج المشكلة‬ ‫المسيحية ورسالتها‪ -‬فإنَّ ه كان عديم الجدوى‪ ،‬بل ضار في تلك األزمنة‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا إبطاله‬ ‫هادفا بالدرجة األولى إلى تلطيف حدة الشر ونزع شوكته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫تأمالت في القيامة‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫‪ -10‬ومن األدلة علي مجد جسد القيامة‪ :‬دخوله وخروجه من المغلقات‪.‬‬ ‫فقد دخل العلية علي التالميذ أكثر من مرة واألبواب مغلقة (يو ‪ .)26 ،19 :20‬وفي قيامته خرج‬ ‫من القبر وهو مغلق‪ .‬ولما أتي المالك ودحرج الحجر عن فم القبر‪ ،‬كان ذلك بعد القيامة‪ ،‬لكي يري‬ ‫فارغا (النسوة والتالميذ وكل الناس فيما بعد)‪ ،‬وليس لكي يقوم المسيح‪ ،‬إذ كان قد قام‬ ‫ً‬ ‫الكل القبر‬ ‫والقبر مغلق‪.‬‬ ‫ومن أمثلة خروجه من المغلقات‪ :‬خروجه من األكفان والحنوط‪ ،‬مع بقائها علي حالها‪.‬‬ ‫وكان قد خرج من قبل من بطن العذراء‪ .‬وهنا لعل البعض يسألون‪ :‬هل السيد المسيح قد ولد بجسد‬ ‫ممجد كجسد القيامة؟ فنجيب‪:‬‬ ‫‪ -11‬إن السيد المسيح ولد بجسد بمثل طبيعتنا‪ .‬شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية‪.‬‬ ‫ي (ابن اإلنسان)‪ ،‬والتي بها أمكن أن يفدينا‪ .‬وأجتاز مراحل النمو‬ ‫أخذ نفس طبيعتنا التي بها ُد ع َ‬ ‫الجسدي مثلنا (لو ‪ .)80 :1‬وكان يجوع (متى ‪ )2 :4‬ويعطش (يو ‪ )80 :19‬ويتعب (يو ‪:4‬‬ ‫‪ )7‬وينام (متى ‪ . )24 :8‬وفي بستان جثسيماني كان عرقه في جهاده يتساقط كقطرات دم نازلة‬ ‫علي األرض (لو ‪.)44 :22‬‬ ‫‪ -12‬ولوال أنه في طبيعتنا‪،‬ما كان ممكنً ا أن يتألم‪.‬‬ ‫إذ هو كان في طبيعة قابلة للتألم‪ .‬وقد تألم بالجسد‪ .‬ذاق آالم الضرب والجلد والصلب‪ .‬ووقع تحت‬ ‫الصليب وهو يحمله أكثر من مرة‪ ،‬فحمله عنه سمعان القيرواني‪ .‬وكانت طبيعته البشرية قابلة‬ ‫للموت‪ ،‬فمات عنا وفدانا‪ .‬بينما الجسد الممجد ال يتألم وال يتوجع وال يموت‪ .‬إذن هو قد ولد بطبيعة‬ ‫مثلنا قابلة لأللم والموت‪ ،‬وللتوجع وللحزن‪ ،‬وبهذا أمكنها أن تتم عملية الفداء‪ ..‬ثم تمجدت في‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫‪ -13‬أما المجد الذي كان لطبيعته قبل الفداء‪ ،‬فهو مجد العصمة من الخطية‪.‬‬ ‫منذ ميالده‪ ،‬بل منذ الحبل به‪ ،‬وطول فترة تجسده بيننا علي األرض‪ .‬هذا مجد روحي‪ ،‬وبإرادته‬ ‫الصالحة‪ .‬أما جسده‪ ،‬فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية‪ ،‬وقد أخلى ذاته‪.‬‬ ‫أيضا اتحاده بالالهوت‪.‬‬ ‫‪ -14‬وكان من مجده ً‬ ‫إطالقا من طبيعة ناسوته‪ ،‬ولم يلغ ضعفات الجسد من الجوع‬ ‫ً‬ ‫علي أن اتحاده بالالهوت لم ينقص‬ ‫والعطش والتعب والموت‪ ،‬وإال فقد الفداء طبيعته وقيمته‪ .‬كانت آالمه حقيقية‪ ،‬لذلك كان فداؤه‬ ‫حقيقيا‪ .‬أخلى ذاته من المجد‪ ،‬لكي يهبنا المجد في قيامته‪ .‬وألنه أخلى ذاته من المجد البشري‪،‬‬ ‫لنا‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ..‬واآلن مجدني أنت أيها اآلب عند ذاتك‬ ‫لذلك قال لآلب قبل صلبه "مجد ابنك‪ ،‬ليمجدك ابنك ً‬ ‫بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو ‪.)5 ،1 :17‬‬ ‫‪ -15‬وعن القيامة قيل "ولما تمجد يسوع‪( " .‬يو ‪.)16 :12‬‬ ‫‪ -16‬غير أن التالميذ ما كانوا يحتملون رؤية مجده‪.‬‬ ‫ولذلك لما رأي القديس يوحنا الحبيب شيئً ا من مجد الرب في سفر الرؤيا (وقع عند رجليه كميت)‬ ‫لماذا؟ ألن "وجهه كان كالشمس وهي تضئ في قوتها‪ ،‬وعيناه كلهيب نار" (رؤ ‪.)14 ،16 ،17 :1‬‬ ‫‪ -17‬لهذا كله‪ ،‬تدرج السيد مع تالميذه في إظهار مجد قيامته لهم‪.‬‬ ‫فعل هذا مع المجدلية التي ظنته ً‬ ‫أخيرا (يو ‪.)16 ،14 :20‬‬ ‫أوال البستاني وكشف ذاته لها‬ ‫ً‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 4‬فبراير ‪2024‬‬

‫‪ 26‬طوبه ‪1740‬‬

‫عدد رقم ‪960‬‬

‫نياحة األنبا بوال‬ ‫‪ 2‬أمشير – ‪ 10‬فبراير‬

‫وع‪:‬‬ ‫اب َي ُس ُ‬ ‫" َأ َج َ‬ ‫" َال َه َذا‬ ‫َأ ْخ َ‬ ‫ط َأ َو َال‬ ‫اه‪َ ،‬لك ْن‬ ‫َأ َب َو ُ‬ ‫ظ َه َر َأ ْع َم ُ‬ ‫لتَ ْ‬ ‫ال‬ ‫ٱهلل فيه‪.‬‬ ‫َينْ َبغي َأ ْن‬ ‫َأ ْع َم َل َأ ْع َم َ‬ ‫ال‬ ‫َّٱلذي َأ ْر َس َلني‬ ‫ام نَ َهار‪.‬‬ ‫َما َد َ‬ ‫َي ْأتي َل ْيل‬ ‫ين َال‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫يع أ َحد‬ ‫َي ْستَ ط ُ‬ ‫َأ ْن َي ْع َم َل‪.‬‬ ‫َما ُد ْم ُت في‬ ‫ْٱل َع َالم َف َأنَ ا‬ ‫ور ْٱل َع َالم‪".‬‬ ‫نُ ُ‬ ‫يوحنا ‪ 3 :9‬ـ ‪5‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.