Epsajee 11th February 2024

Page 1


‫أخبار اليبارشية‬

‫‪DIOCESE NEWS‬‬

‫‪Marriage Preparation Course‬‬ ‫‪22 ND , 23 RD and 24 TH March 2024‬‬

‫‪Nomination for Ordination of a Full Deacon‬‬

‫تعازي‬ ‫إنتقلت إلى الرب السيدة لندا اسكندر زوجة المرحوم‬ ‫وديع اسكندر؛ ووالدة كل من السيد ميشيل اسكندر‪،‬‬ ‫والسيدة إيلين نافع زوجة السيد ريتشارد نافع؛ وشقيقة‬ ‫السيد جورج مرقس‪ .‬تقام صالة الجناز يوم الثالثاء ‪13‬‬ ‫فبراير الساعة ‪ 9:30‬صباحاً بكنيسة القديسة العذراء‬ ‫مريم بملبورن‪ .‬نسأل الرب أن ينيح نفسها الطاهرة في‬ ‫فردوس النعيم ويمنح العزاء للعائلة‪.‬‬

‫‪Condolences‬‬


EXTRACT FROM HOMILY 44 ON THE GOSPEL OF ST JOHN BY ST JOHN CHRYSOSTOM " "

"


CONTEMPLATIONS ON THE RESSURECTION A BOOK BY THE THRICE BLESSED POPE SHENOUDA III

‫عشرة مفاهيم‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬


‫عظات القديس مقاريوس الكبير‬ ‫العظة السابعة واألربعون ـ " الرمز والحقيقة ‪".‬‬ ‫تابع ما قبله في العدد السابق ‪...‬‬ ‫تدخل اهلل لإلنقاذ‪ :‬وترى النفوس قوة العدو وهو يسعى أن يقتلها ولكنه ال يستطيع‪ ،‬ألن الرب يقف بينها وبين أرواح‬ ‫بحرا من المرارة والشدائد واليأس‪ .‬وهي من ناحية ال تستطيع أن تعود إلى الوراء ألنها ترى العدو‬ ‫الشر‪ .‬وترى أمامها ً‬ ‫مستعدا لقتلها‪ ،‬ومن ناحية أخرى ال تستطيع أن تتقدم إلى األمام ألن خوف الموت‪ ،‬والشدائد المؤلمة المحيطة بها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يجعلها ترى الموت أمام عينيها‪ .‬لذلك فإن النفس تيأس من ذاتها‪“ ،‬إذ يكون لها حكم الموت في نفسها” (‪ 2‬كو ‪)9 :1‬‬ ‫بسبب كثرة أرواح الشر المحيطة بها‪ .‬وحينما يرى اهلل النفس وهي محصورة بخوف الموت‪ ،‬والعدو مستعد أن يبتلعها‪،‬‬ ‫حينئذ يأتي لمعونتها ويترفق بها‪ ،‬وهو يتأنى عليها لكي يختبرها‪ ،‬ويرى هل تثبت في اإليمان‪ ،‬وهل عندها حب صادق‬ ‫فإنه‬ ‫ٍ‬ ‫ضيقا وفيه امتحانات وتجارب ُمرة لكي‬ ‫ً‬ ‫كربا‬ ‫له‪ .‬ألن اهلل هكذا قد رسم “الطريق المؤدي إلى الحياة” (مت ‪ )14 :7‬أن يكون ً‬ ‫الحقيقية‪ -‬أرض أوالد اهلل‪.‬‬ ‫تصل النفس بواسطة هذا الطريق فيما بعد إلى األرض‬ ‫ّ‬ ‫لذلك فحينما يكف اإلنسان عن االعتداد بنفسه ويجحد ذاته بسبب الشدة العظيمة والموت الذي يراه أمام عينيه‪ ،‬ففي‬ ‫تلك اللحظة يمزق اهلل‪ -‬بيد شديدة وذراع رفيعة‪ -‬قوة الظلمة بواسطة إنارة الروح القدس‪ ،‬وتعبر النفس خالل األماكن‬ ‫المخيفة‪ ،‬تعبر بحر الظلمة‪ ،‬وتخلُ ص من النار المحرقة‪.‬‬ ‫حقا في اإلنسان الذي يسعى باجتهاد أن يأتي إلى موعد‬ ‫عبور البحر والفرح والتسبيح‪ :‬هذه هي أسرار النفس التي تحدث ً‬ ‫ويفتدى من مملكة الموت‪ ،‬وينال العربون من اهلل‪ ،‬وتكون له شركة في الروح القدس‪ .‬وهكذا فإن النفس إذ‬ ‫الحياة ُ‬ ‫المر‪ ،‬بقوة اهلل‪ ،‬وإذ ترى أعداءها الذين كانت مستعبدة لهم‪ ،‬وقد هلكوا أمام عينيها‪،‬‬ ‫تتخلّ ص من أعدائها‪ ،‬ي ُجوزها البحر ُ‬ ‫وحينئذ فإن الروح الذي نالته يسبح‬ ‫مجدا (‪ 1‬بط ‪ )8 :1‬وتتعزى باهلل وتستريح في الرب‪.‬‬ ‫فرحا ال ُينطق به ومملوء‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫فإنها تفرح ً‬ ‫الروحية التي هي النفس‪ ،‬وبأفكار النفس السامية وبمفتاح‬ ‫بالدف الذي هو الجسد‪ ،‬وبأوتار القيثارة‬ ‫تسبيحا‬ ‫فيها‬ ‫َّ‬ ‫جديدا هلل ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اإللهية الذي يضرب على األوتار‪ ،‬فترتفع التسابيح للمسيح الحي ومعطي الحياة‪ .‬ألنه كما أن نفخة الفم هي التي‬ ‫النعمة‬ ‫ّ‬ ‫تنطق وتتكلم حينما تسري فيها آالت النفخ‪ ،‬هكذا فإن الروح القدس هو الذي يسري في القديسين الذين يحملون الروح‪،‬‬ ‫وهو يسبح فيهم تسابيح ومزامير فيصلون هلل بقلب نقي‪.‬‬ ‫فالمجد لذلك الذي أنقذ النفس من عبودية فرعون وجعلها ً‬ ‫وعروسا نقية له‪ ،‬وأحضرها إلى‬ ‫وهيكال‬ ‫ً‬ ‫عرشا له‪ ،‬جعلها بيتً ا‬ ‫ً‬ ‫األبدية‪ ،‬وهي ال تزال في هذا العالم ‪.‬وبحسب الناموس كانت الحيوانات غير العاقلة تُ قدم كذبائح‪ .‬ولكن‬ ‫ملكوت الحياة‬ ‫ّ‬ ‫التقدمات ال يمكن أن تكون مقبولة ما لم تُ ذبح‪ .‬وهكذا اآلن إن لم تُ ذبح الخطية فإن تقدمتنا ال هي مقبولة أمام اهلل‪ ،‬وال‬ ‫حقيقية‪.‬‬ ‫هي تقدمة‬ ‫ّ‬ ‫مرا‪ ،‬ال يصلح‬ ‫المياه‬ ‫ماء ً‬ ‫ّ‬ ‫المرة تصير حلوة‪ :‬وعندما جاء الشعب في القديم إلى مارة (خر ‪ )22 :15‬كانت هناك عين ماء تنبع ً‬ ‫المر‪ ،‬فحينما ُألقيت الشجرة‬ ‫للشرب‪ .‬فلما تحير موسى وصرخ إلى الرب‪ ،‬أمره الرب بأن يلقي شجرة أراه إياها‪ ،‬في الماء‬ ‫ّ‬ ‫وصالحا ليشرب منه شعب اهلل‪ .‬وبنفس الطريقة‪ ،‬فإن‬ ‫مناسبا‬ ‫عذبا‪ ،‬إذ تحول عن مرارته وصار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هكذا في الماء‪ ،‬صار الماء ً‬ ‫الم ّرة وأصبحت خاطئة‪ .‬لذلك فإن اهلل يلقي شجرة‬ ‫الحية‪ ،‬وصارت مشابهة لطبيعة‬ ‫النفس صارت ُم ّرة من شرب سم‬ ‫الحية ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫جدا‬ ‫حلوا باتحاده بروح المسيح‪ .‬وهكذا يصير‬ ‫الم ّر فيتحول القلب من مرارته‪ ،‬ويصير‬ ‫نافعا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحياة في داخل ينبوع القلب ُ‬ ‫يحول مرارتنا إلى حالوة الروح وصالحه‪ .‬والويل لمن ال‬ ‫ويذهب في خدمة سيده ألنه يصير‬ ‫البسا للروح‪ .‬فالمجد لذلك الذي ّ‬ ‫ً‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫تُ لقى فيه شجرة الحياة‪ ،‬فإنه ال يستطيع أن‬ ‫يتغير إلى الصالح ً‬ ‫ّ‬ ‫حية تلدغ وتُ هلك‪ ،‬وأما بالنسبة لبني‬ ‫عصا موسى والصليب‪ :‬إن عصا موسى كان لها وجهان‪ :‬فإنها كانت بالنسبة لألعداء ّ‬ ‫الحقيقية‪ ،‬خشبة صليب المسيح‪ ،‬فإن صليب المسيح إنما هو‬ ‫أيضا‪ ،‬فالخشبة‬ ‫إسرائيل فقد كانت عكازً ا يستندون عليها‪ .‬هكذا ً‬ ‫ّ‬ ‫موت ألرواح الشر‪ ،‬وأما لنفوسنا فهو سند وملجأ أمين فيه نطمئن ونستريح‪ .‬إن الرموز والظالل في العهد القديم كانت‬ ‫ظال وصورة للعبادة الحاضرة‪ .‬فالختان‪ ،‬والخيمة‪ ،‬والتابوت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تشير إلى الحقائق الحاضرة ألن خدمة العبادة القديمة كانت‬ ‫والمن‪ ،‬وقسط المن‪ ،‬والكهنوت والبخور‪ ،‬والغسالت‪ ،‬وباختصار كل ما كان ُيصنع في إسرائيل وفي ناموس موسى وفي‬ ‫األنبياء‪ ،‬إنما كان إشارة إلى هذه النفس المخلوقة على صورة اهلل‪ ،‬والتي سقطت تحت نير العبودية وسلطان ظلمة‬ ‫المرارة‪.‬‬ ‫البشرية‪ .‬ويخطبها لنفسه كعروس للملك‪ ،‬ويغسلها‬ ‫عروس كاملة لعريس كامل‪ :‬فإن اهلل أراد أن يقيم شركة مع النفس‬ ‫ّ‬ ‫ويحييها من الموت‪ ،‬ويشفيها من انكسارها ويعطيها‬ ‫بدال من سوادها وعارها‪،‬‬ ‫ويطهرها من كل دنس‪ .‬ويجعلها بهية مضيئة ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عروسا البن الملك ويضمها إليه‬ ‫إال أن اهلل يخطبها‬ ‫السالم ويصالحها لنفسه من بعد العداوة‪ .‬ورغم أن النفس مخلوقة‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ويغيرها شيئً ا فشيئً ا وينميها ويزيدها بفيض نعمته‪ .‬فهو يوسع النفس ويقودها إلى نمو وازدياد بال حدود‬ ‫بقدرته الخاصة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أوال‪ ،‬ثم بنفسه ينميها بفعل نعمته‪ ،‬إلى أن‬ ‫ً‬ ‫عروسا بال عيب وبال لوم تليق به‪ .‬فإنه يلد النفس فيه‬ ‫وال قياس‪ ،‬إلى أن تصير‬ ‫ً‬ ‫تصل إلى قامة محبته الكاملة‪ ،‬فألنه هو عريس كامل‪ ،‬لذلك فهو يأخذها كعروس كاملة له إلى شركة العرس المقدسة‪،‬‬ ‫وحينئذ فإنها تملك معه إلى أبد الدهور آمين‪.‬‬ ‫السرية الطاهرة‪،‬‬ ‫الشركة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬


‫من كتاب (الكنيسة المسيحية في عصر الرسل)‬ ‫لمثلث الرحمات األنبا يؤانس أسقف الغربية‬ ‫تابع ما قبله في العدد قبل الماضي ‪...‬‬ ‫أشر أنواع العبودية‪ ،‬أال‬ ‫فالمسيحية تهدف قبل كل شيء إلى تحرير اإلنسان ‪-‬دون نظر إلى رتبة أو وضع اجتماعي‪ -‬من ّ‬ ‫وهي عبودية الخطية‪ ،‬وتهبه حرية روحية حقيقية‪ ،‬وتؤكد الوحدة األولى لكافة البشر المخلوقين على صورة اهلل‪ ،‬وتُ علِّ م‬ ‫يح ي ُسوع" (غل ‪..)28:3‬‬ ‫يعا و ِ‬ ‫بالفداء العام‪ ،‬والمساواة الروحية للجميع قدام اهلل "ليس عب ٌد وال ُح ّر‪ ..‬ألنَّ ُكم ج ِم ً‬ ‫اح ٌد ِفي الم ِس ِ‬

‫كثيرا من مشكالت الحياة‪.‬‬ ‫لقد تصرفت المسيحية إزاء مشكلة العبيد‪ ،‬بنفس طريقة الحل الموضوعي المنهجي‪ ،‬الذي عالجت به‬ ‫ً‬ ‫إنَّ ها تهتم ً‬ ‫ألن في هذا حسم للمشكلة واستئصال لها من جذورها‪.‬‬ ‫أوال‬ ‫ودائما بالعالج الجذري‪ ..‬تهتم بعالج أساس المشكلة‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫سلميا بما يتفق وطبيعة رسالتها‪ ..‬فنحن نرى أنَّ ها اهتمت بعالج المشكالت الروحية‬ ‫ومن ناحية أخرى تهتم أن يكون عالجها‬ ‫ً‬

‫عشرة مفاهيم‬

‫جذريا فعالجت القتل بالنهي عن مجرد الغضب ُ‬ ‫اه ف ُهو قاتِ ُل نف ٍس" (‪1‬يو ‪ .)15:3‬وعالجت شهوة الجسد‬ ‫"ك ُّل من ُيب ِغ ُض أخ ُ‬ ‫ً‬ ‫وأنواع الزنا‪ ،‬بالنهي عن مجرد النظرة المصحوبة بشهوة جسدية (مت ‪ ..)28:5‬وهذا يتفق مع منهجها‪ ،‬الذي يقضي بعدم‬ ‫األنبا‬ ‫البابا‬ ‫الطوبى‬ ‫لمثلث‬ ‫الثالثالمنهج؟ الجواب بفم‬ ‫شنودلوةلم ُيراع هذا‬ ‫ماذا يحدث‬ ‫عتيقة‪ ..‬ألنَّ ه‬ ‫زقاق‬ ‫خمرا جديدة في‬ ‫كتابعتيق‪ ،‬أو‬ ‫وضع رقعة جديدة على ثوب‬ ‫ً‬ ‫اق تتل ُف" (مت ‪.)17،16:9‬‬ ‫رب المجد‪" ..‬في ِص ُير الخر ُق أردأ‪ ..‬فالخم ُر تنص ُّب والزِّ ق ُ‬

‫هذا هو ما علَّ مته المسيحية إزاء مشكلة الرق والعبيد‪ ..‬لقد نادت باإلصالح األدبي‪ ،‬دون أن تدخل في صراع مع الدولة وتشريعها‬ ‫الخاص بالعبيد‪ ..‬لم يكن من رسالتها الروحية‪ ،‬ومبادئها التي حددتها لنفسها‪ ،‬أن تعلن أو تطلب ‪-‬من الوجهة القانونية‪ -‬إنهاء نظام‬ ‫عرض ما يؤخذ بالسيف إلى أن ُيفقد بالسيف‪ ..‬ما‬ ‫الرق‪ .‬لو فعلت لك لجعلت من نفسها قوة سياسية‪ ،‬وتدخل في صراع مسلح‪ ،‬وتُ ِّ‬

‫كان أسهل على المسيحية‪ ،‬أن تُ صدر شعارات َّبراقة تخص العبيد وتحريرهم‪ ،‬حتى ما تكسبهم إلى صفوفها‪ ،‬لكنَّ ها لم تفعل‬ ‫شيئً ا من ذلك‪ .‬كان ذلك معناه قيام العبيد بثورات عا رمة‪ ،‬لم تكن جديدة عليهم‪ ،‬فقد قاموا بعدة ثورات قبل ذلك وسحقتها‬ ‫توها إحدى ثورات العبيد بكل صعوبة‪،‬‬ ‫قوات الدولة وانتهت إلى ال شيء‪ .‬كانت إيطاليا في ذلك الوقت قد سحقت لِ َّ‬ ‫إن تحريك مثل هذه الثورات كان ال يؤدي إلى التقدم خطوة واحدة نحو الحرية‪ ..‬بل في‬ ‫ألية محاولة أخرى‪َّ .‬‬ ‫وكانت يقظة َّ‬ ‫فإن‬ ‫وإما أن تتوقف عن أن تكون ديانة الروح‪ ..‬ومن ناحية أخرى‪َّ ،‬‬ ‫إما أن تزول‪َّ ،‬‬ ‫هذه الحالة‪ ،‬كان أمام المسيحية طريقان‪َّ :‬‬ ‫حقا‪ ..‬فقد يبقى على كل‬ ‫(روحيا) ال يكون قد تحرر ً‬ ‫داخليا‬ ‫العبد الذي حطم قيود عبوديته المادية‪ ،‬ونال الحرية قبل أن يتحرر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫استبداديا خاطئً ا‪ ..‬وفي هذه الحالة كانت العبودية ستظل‬ ‫استخداما‬ ‫رذائل العبودية‪ ،‬ويستخدم حريته المكتسبة وقوته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المضطهدين سيتحولون إلى ُمضط ِهدين‪ ..‬كان من األهمية بمكان إذن‪ ،‬أن‬ ‫باقية بكل فظاعتها‪ ،‬مع تغير واحد‪ ،‬هو َّ‬ ‫أن ُ‬ ‫تحرص الكنيسة على عدم إحداث هزة في المجتمع يتعرض معها الجميع‪ ،‬وتتعرض رسالتها إلى خطر محقق‪ ..‬لم تُ بطل‬ ‫الكنيسة الرق بنص صريح‪ ،‬لكن من اإلنصاف القول أنَّ ها قوضت هذا النظام بما أحدثته من تغييرات جوهرية في حياة اإلنسان‪.‬‬

‫والنتيجة‪ ،‬أنَّ ه حينما يفيق ذلك المخلوق البائس ‪-‬الذي كان ُيعامل كآلة صماء أو كجسد بال نفس‪ -‬لكرامته األدبية‪ ،‬وحقوقه‬ ‫وواجباته‪ ،‬تبطُ ل الحجة إلبقائه في العبودية‪ .‬والمسيحية وقد ظهرت ً‬ ‫دائما إلى‬ ‫أوال حامية للعبد في ضعفه‪ ،‬كانت تميل‬ ‫ً‬ ‫تحريره الكامل‪.‬‬ ‫جهود الكنيسة إلبطال الرق‬ ‫‪ -1‬كان أول ما ينبغي عمله هو إصالح حالة العبيد بتبني قضيتهم وحمايتهم من سوء معاملة سادتهم‪ ..‬كان السادة غير‬ ‫أما المؤمنون فكانت توصيهم باللطف وطول األناة والعدل‪ ،‬وتُ ناشدهم أن ُيعاملوا‬ ‫المؤمنين خارجين عن سلطان الكنيسة‪َّ ،‬‬ ‫هذ ِه ُ‬ ‫أيضا‬ ‫األ ُمور‪ ،‬ت ِار ِكين التَّ ه ِديد‪ ،‬عالِ ِمين أ َّن س ِّيد ُكم أنتُ م ً‬ ‫الساد ُة‪ ،‬افعلُ وا ل ُهم (العبيد) ِ‬ ‫عبيدهم معاملة حسنة "وأنتُ م أ ُّيها َّ‬ ‫اة" (أف ‪.)9:6‬‬ ‫ات‪ ،‬وليس ِعند ُه ُمحاب ٌ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِفي َّ‬ ‫لقد أعاد القديس بولس ثانية‪ ،‬العبد الالجيء إليه ‪-‬إنسيموس‪ -‬إلى مواله األرضي فليمون‪ ،‬بعد أن جذبه إلى معرفة المسيح‪.‬‬

‫ويعامله فيما بعد كأخ محبوب في المسيح‪ ،‬بل كأحشاء الرسول (فل ‪ ..)16،12‬من‬ ‫لكنَّ ه أوصى فليمون أن يقبل العبد ُ‬ ‫المستحيل أن نتصور إمكان وجود عالج أفضل من ذلك‪ .‬ومن المستحيل أن نجد في األدب القديم‪ ،‬ما يوازي رسالة بولس‬ ‫ً‬ ‫فضال عن المشاركة الرقيقة لعبد مسكين‪.‬‬ ‫لطفا ورقة وإنسانية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الرسول القصيرة إلى فليمون‪ ،‬والمملوءة‬ ‫كافيا لطرد ذلك السيد من جماعة المؤمنين‪ .‬كما كانت‬ ‫سببا‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬كانت المعاملة القاسية التي يلقاها العبد من سيده المؤمن‪ً ،‬‬ ‫سقط لقب مسيحي عمن ُيسيئون معاملة تابعيهم وخدمهم‪.‬‬ ‫الكنيسة تُ ِ‬ ‫أدبيا‪ ،‬ف ُيعلِّ مونهم الحق‪،‬‬ ‫‪ -3‬ولم يكن مجرد إعطاء الحماية والمعاملة الحسنة للعبيد‬ ‫كافيا‪ ،‬بل كان على السادة أن يسمون بهم ً‬ ‫ً‬ ‫طواعية‪ ،‬تُ حركه‬ ‫مستعدا أن يضع نفسه لِ يكون ُمعلِّ م عبده‬ ‫ويقودونهم إلى النور ‪ ..‬وكان على السيد المسيحي أن يكون‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫غيرته نحو أخيه العبد إلى ذلك الواجب‪ ..‬وكان السادة ُيتممون هذا الواجب المقدس الصعب عن حب‪ .‬هذا األمر‬ ‫أن المسيحية آثرت االتجاه‬ ‫دعا الفيلسوف الوثني كلسوس ألن يسخر من المسيحية لِ ِعنايتها بالعبيد‪ .‬فر َّد عليه أوريجينوس‬ ‫موضحا َّ‬ ‫ً‬ ‫إلى منبوذي العالم القديم‪ُ ،‬مبتدئة بالعبيد‪ ،‬الذين لم ُيفكر فيهم أحد‪ .‬وقال له‪( :‬نحن نشعر أنَّ نا مدينون للعقالء والجهالء‪ ..‬نحن ال‬ ‫أحدا‪ ،‬وال حتى العبد العادي‪ .‬فنحن نميل نحوه كما إلى طفل أو امرأة جاهلة‪ ،‬آملين أن نجعله في وضع أفضل‪.‬‬ ‫نرفض ً‬

‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫تأمالت في القيامة‬ ‫كتاب لمثلث الطوبى البابا األنبا شنودة الثالث‬ ‫تابع ما قبله في العدد الماضي ‪...‬‬

‫مسكت أعينهما عن‬ ‫أيضا مع‬ ‫وفعل ذلك ً‬ ‫تلميذي عمواس اللذين "كان يمشي معهما‪ ،‬ولكن ُأ ِ‬ ‫ّ‬ ‫معرفته" (لو ‪ .)16 :24‬وهكذا مع باقي التالميذ‪ ،‬نفس أسلوب التدرج‪ ،‬لكي يحتملوا‪ ،‬ألن رؤيته‬ ‫ً‬ ‫سهال‪ .‬إنها قصة طويلة ال يحتملها هذا المقال‪.‬‬ ‫أمرا‬ ‫بجسده الممجد بعد القيامة ليست ً‬ ‫‪ -18‬هل معنى هذا أننا سوف ال نراه في مجده؟! وإن كنا سنراه‪ :‬فكيف؟ ومتى؟‬ ‫طبيعتنا هذه ستتغير حينما نقوم من األموات‪ ،‬ونأخذ "صورة جسد مجده" (في ‪ .)21 :3‬وحينئذ‬ ‫وجها لوجه" (‪ 1‬كو ‪.)12 :13‬‬ ‫سنراه‪ .‬وكما يقول الرسول "إننا ننظر اآلن في مرآة في لغز‪ ،‬لكن حينئذ‬ ‫ً‬ ‫"وجها لوجه "؟ وكيف تتم؟‬ ‫وما معني عبارة‬ ‫ً‬ ‫جدا‪..‬‬ ‫جدا‪ .‬وأسهل ً‬ ‫يا أخوتي‪ ..‬خير لي اآلن أن أصمت‪ ،‬فهذا أفضل ً‬ ‫ال تلمسيني‬ ‫سؤال‪ :‬لماذا ظهر الرب لمريم المجدلية بعد القيامة‪ ،‬لماذا قال لها "ال تلمسيني" (يو ‪ ..)17 :20‬بينما‬ ‫سمح للقديس توما أن يلمسه؟ (يو ‪ ،)27 :20‬وسمح لباقي الرسل أن يلمسوه (لو ‪ .)39 :24‬فهل‬ ‫منعها من لمسه ألنها امرأة‪ ،‬وسمح لهم ألنهم رجال؟‬ ‫جميعا‪ .‬وقد‬ ‫جواب‪ :‬والجواب علي ذلك أن السيد الرب سمح لمريم المجدلية أن تلمسه قبل الرسل‬ ‫ً‬ ‫ورد ذلك في أول لقاء لها معه بعد القيامة في (متى ‪ .)24‬لقد ذهبت مريم المجدلية مع مريم‬ ‫مدحرجا من عليه‪ ،‬وبشرهما المالك بقيامة الرب‪ ،‬وفي‬ ‫فارغا‪ ،‬والحجر‬ ‫ً‬ ‫األخرى إلي القبر‪ ،‬وأبصرتا القبر‬ ‫ً‬ ‫خروجهما قابلهما الرب وقال سالم لكما‪ .‬وهنا يقول القديس متى اإلنجيلي‪:‬‬ ‫"فتقدمتا وأمسكتا بقدميه‪ ،‬وسجدتا له" (متى ‪ .)9 :28‬إذن مريم المجدلية قد لمست المسيح بعد‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫ولم يمنعها الرب عن ذلك بسبب أنها امرأة‪ .‬بل علي العكس كلفها أن تمضي وتبشر تالميذه بالقيامة‬ ‫وبمقابلة الرب في الجليل‪ .‬وهذا شرف عظيم أن يكلف امرأة بتبشير الرسل‪.‬‬ ‫ولكن الذي حدث بعد ذلك‪ ،‬أن مريم المجدلية استسلمت للشكوك التي كان قد نشرها رؤساء‬ ‫الكهنة حول القيامة‪.‬‬ ‫نياما‪ .‬وكان من‬ ‫الحراس‬ ‫كان‬ ‫بينما‬ ‫القبر‪،‬‬ ‫من‬ ‫رق‬ ‫س‬ ‫قد‬ ‫الجسد‬ ‫أن‬ ‫شائعات‬ ‫الدنيا‬ ‫كانوا قد مألوا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مطلقا في نفس مريم‪ ،‬لوال أنها رأت أن الرسل أنفسهم‬ ‫ً‬ ‫الممكن أن هذه الشائعات ال تترك تأثيرها‬ ‫لم يصدقوا القيامة!‬ ‫أما شكوك التالميذ فواضحة من عدم تصديقهم لخبر القيامة‪ ،‬لقد ذهبت إليهم المجدلية‪ ،‬وبشرتهم‬ ‫بقيامة المسيح "فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته‪ ،‬لم يصدقوا" (مر ‪.)11-19 :16‬‬ ‫ولما أخبرهم بقيامة الرب تلميذا عمواس‪" ،‬لم يصدقوا وال هذين" (مر ‪ .)13 ،12 :16‬وكذلك لما‬ ‫أخبرهم النسوة بأمر القيامة "تراءي كالمهن لهم كالهذيان‪ ،‬ولم يصدقوهن" (لو ‪.)11-9 :24‬‬ ‫تلميذي عمواس‪،‬‬ ‫فلما رأت المجدلية أن رسل المسيح لم يصدقوها‪ ،‬ولم يصدقوا باقي النسوة‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫بدأت تشك هي األخرى‪..‬‬ ‫ً‬ ‫خياال‪ .‬أم هي أقوي إيمانً ا من الرسل؟! هذا غير‬ ‫حلما أو‬ ‫إنها فتاة صغيرة‪ ،‬ربما ظنت ما رأته عند القبر ً‬ ‫معقول‪ .‬وفكرت ربما يكون البعض قد سرقوا الجسد ونقلوه من موضعه! ليس الرسل وإنما آخرون‪،‬‬ ‫ربما البستاني ً‬ ‫مثال قد أخذه لسبب ما‪.‬‬ ‫يتبع في العدد القادم ‪...‬‬


‫‪ 11‬فبراير ‪2024‬‬

‫‪ 3‬أمشير ‪1740‬‬

‫عدد رقم ‪961‬‬

‫"أجاب ُهم‬ ‫وع وقال‪:‬‬ ‫ي ُس ُ‬ ‫"ٱلح َّق ٱلح َّق‬ ‫أ ُق ُ‬ ‫ول ل ُكم‪:‬‬ ‫أنتُ م‬ ‫تط ُل ُبون ِني‬ ‫ليس ِألنَّ ُكم‬ ‫ات‪،‬‬ ‫رأيتُ م آي ٍ‬ ‫بل ِألنَّ ُكم‬ ‫أكلتُ م ِمن‬ ‫ٱل ُخب ِز‬ ‫فش ِبعتُ م ‪.‬‬ ‫ِاعم ُلوا ال‬ ‫ِل َّ‬ ‫ام‬ ‫لطع ِ‬ ‫ٱلب ِائ ِد‪ ،‬بل‬ ‫ِل َّ‬ ‫ام‬ ‫لطع ِ‬ ‫اقي‬ ‫ٱلب ِ‬ ‫اة‬ ‫ِللحي ِ‬ ‫ٱألب ِد َّي ِة‬ ‫َّٱل ِذي‬ ‫ُيع ِط ُ‬ ‫يك ُم ٱب ُن‬ ‫ان‪ِ ،‬أل َّن‬ ‫ٱإلنس ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذا‬ ‫ٱهللُ ٱآل ُب‬ ‫قد ختم ُه‪".‬‬ ‫يوحنا ‪ 26 :6‬ـ ‪27‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.