Alkeraza 13th August 2021

Page 1



‫يق ــول القديس بول ـ ـ ـ ــس الرس ـ ـ ـ ــول‬ ‫ف ــي رس ــالة فيلب ــي (‪« :)29:1‬ألن ــه‬ ‫ق ــد ُوِه ــب لك ــم ألج ــل المسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح‪،‬‬ ‫أيض ــا‬ ‫ال أن تؤمنـ ـوا ب ــه فق ــط‪ ،‬ب ــل ً‬ ‫أن تتألمـ ـوا ألجل ــه»‪ ،‬وه ــو بذل ــك يق ـ ّـرر أح ــد‬ ‫المب ــادئ األساس ــية الت ــي تحك ــم وجودن ــا ف ــي‬ ‫ه ــذه الحي ــاة‪ :‬اإليم ــان واآلالم كوجهي عطية‬ ‫واح ــدة موهوب ــة لنا من نعمة المس ــيح يس ــوع‪.‬‬ ‫وهذه العطية ذات الوجهين أحد قوانين الحياة‬ ‫المس ــيحية الت ــي ش ــاهدناها ونش ــاهدها ف ــي‬ ‫حي ــاة القديس ــين والش ــهداء والنس ــاك واألبـ ـرار‬ ‫والصديقي ــن وكل الس ــائرين ف ــي الطري ــق‬ ‫الروحي نحو الس ــماء‪ .‬بل أتجاس ــر وأقول إن‬ ‫ه ــذه العطي ــة ه ــي عالم ــة الصحة والس ــامة‬ ‫ف ــي مس ــيرتنا الروحية نح ــو الملكوت‪ ،‬بمعنى‬ ‫أن اآلالم صارت رفيق اإليمان‪ ،‬وأن اإليمان‬ ‫ه ــو القاع ــدة التي تحمل وتحتمل اآلالم على‬ ‫اخت ــاف أنواعها‪.‬‬ ‫لقد كان السيد المسيح رجل أوجاع‪ ،‬وفيه‬ ‫تتجس ــد ص ــورة العب ــد المتألم‪ ،‬ونـ ـراه يبكي في‬ ‫معجزة إقامة لعازر من الموت (يو‪.)35:11‬‬ ‫لق ــد كان ُم َّثق ـ ًـا بأمراضن ــا (إش ــعياء ‪،)4:53‬‬ ‫ولكن ــه يتم ــم النبـ ـوات ويعط ــي تالمي ــذه ق ــوة‬ ‫الش ــفاء باس ــمه (مرق ــس ‪ ،)18:16‬وش ــفاء‬ ‫مقع ــد ب ــاب الجمي ــل يش ــهد على قوة الكنيس ــة‬ ‫الناش ــئة (أعمال‪.)10-1:3‬‬ ‫بص ــورة أخ ــرى ه ــو ال يمح ــو األل ــم ب ــل‬ ‫يق ــدم التعزي ــة للحزين (مت ــى ‪ .)5:5‬ال يمحو‬ ‫الدم ــوع بل يجّففه ــا كما في معجزة إقامة ابن‬ ‫لم ــا رآه ــا ال ــرب تحن ــن عليه ــا‬ ‫أرمل ــة نايي ــن‪ّ ،‬‬ ‫وق ــال له ــا «ال تبك ــي» (ل ــو ‪ .)13:7‬وكذل ــك‬ ‫ف ــي معجـ ـزة إقام ــة ابن ــة يايرس (ل ــو‪.)52:8‬‬ ‫حت ــى أن ــه يمكنن ــا أن نق ــول إن دم ــوع األل ــم‬ ‫يهي ــئ‬ ‫س ــتكون «س ــعادة» ألن ــه (أي األل ــم) ّ‬ ‫الس ــتقبال الملك ـ ـ ـ ـ ـ ــوت‪ ،‬ألن ــه مكتـ ـ ـ ـ ــوب أن ــه‬ ‫«يمس ــح الدم ــوع م ــن كل الوج ـ ـ ـ ـ ـ ــوه» (رؤي ــا‬ ‫‪4:21 ،17:7‬؛ إش ــعياء ‪ ،)8:25‬ومكت ــوب‬ ‫جرًبا يق ــدر أن‬ ‫«ألن ــه ف ــي م ــا ه ــو ق ــد تأل ــم ُم َّ‬ ‫جربي ــن» (عبرانيي ــن ‪.)18:2‬‬ ‫الم َّ‬ ‫ُيعي ــن ُ‬ ‫وكل م ــا س ــبق ينطب ــق عل ــى حي ــاة أمن ــا‬ ‫الع ــذراء مريم فخر جنس ــنا‪ ،‬فق ــد كانت اآلالم‬ ‫رفيقة إيمانها ووداعتها‪ ،‬كما قال لها القديس‬ ‫س ــمعان الش ــيخ ‪-‬الرجل البار التقي‪ -‬عندما‬

‫قدم ــت م ــع يوس ــف النج ــار المول ــود اإلله ــي‬ ‫ليصنع ــا له حس ــب ع ــادة الناموس‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أيضا يجوز في نفس ــك س ــيف‬ ‫«‪ ...‬وأنت ً‬ ‫لتُعَلن أفكار من قلوب كثيرة» (لوقا ‪-25:2‬‬ ‫‪ .)35‬حًق ــا ل ــم تخ ـ ُـل حياته ــا م ــن الضيق ــات‬ ‫واآلالم والمتاع ــب العدي ــدة‪ ،‬وكم ــا نصل ــي‬ ‫بلس ــانها ف ــي صلـ ـوات الس ــاعة السادس ــة ف ــي‬ ‫«أم ــا‬ ‫األجبي ــة (كت ــاب صلـ ـوات الس ــاعات)‪ّ :‬‬ ‫العال ــم فيف ــرح لقبوله الخالص‪ ،‬وأما أحش ــائي‬ ‫فتلته ــب عن ــد نظري إل ــى صلبوتك الذي أنت‬ ‫صاب ــر علي ــه يا ابني وإله ــي»‪ .‬وهكذا يصير‬ ‫األل ــم عنص ــر نض ــج في حياة اإلنس ــان‪.‬‬ ‫كانت القديس ــة مريم ابنة وحيدة ألم عاقر‬ ‫حن ــة‪ ،‬وقدموه ــا للهي ــكل كأنه ــا طفلة في‬ ‫ه ــي ّ‬ ‫ملج ــأ حي ــث ترّب ــت عل ــى صدق ــات الن ــاس‪،‬‬ ‫وكان أهله ــا يزورونه ــا كل عي ــد فص ــح‪.‬‬ ‫وعندم ــا بلغ ــت ‪ 12‬س ــنة ُخطب ــت لرجل فقير‬ ‫كثير من أجل‬ ‫نج ــار متق ــدم عنه ــا في العم ــر ًا‬ ‫العناي ــة به ــا‪ .‬وه ــذا الرج ــل ب ــا أي مرك ــز أو‬ ‫مكان ــة ف ــي العال ــم وه ــي بالطب ــع ل ــم تختره‪..‬‬ ‫ث ــم كان ــت اآلالم الكب ــرى ف ــي حياته ــا‬ ‫عندم ــا ُوج ــدت ُحبل ــى وه ــي ع ــذراء‪ ،‬وه ــو‬ ‫أل ــم ٍ‬ ‫كاف لنـ ـوال اللعن ــة والش ــك وربم ــا الط ــرد‬ ‫والقت ــل‪ ،‬لـ ـوال ظه ــور المالك ليوس ــف النجار‬ ‫أيض ــا لوال اتضاع وحياة التس ــليم‬ ‫وطمأنت ــه‪ ،‬و ً‬ ‫الكل ــي لمش ــيئة هللا‪.‬‬

‫إال ف ــي مذود حيوانات بالطبع غير‬ ‫مالئم لس ــكنى البش ــر‪ ،‬وقد كان هذا‬ ‫كافي ــا للش ــك‪ ،‬وه ــل اب ــن هللا ال يجد‬ ‫ً‬ ‫مكانا بين الناس؟!‪ .‬ووس ــط هذه‬ ‫له ً‬ ‫األجـ ـواء وب ــرودة الطقس وأصوات الحيوانات‬ ‫وس ــنها الصغي ــر‪ ،‬تل ــد الع ــذراء متحمل ــة كل‬ ‫اآلالم الت ــي تصاح ــب تجربة الوالدة‪ ،‬وظهور‬ ‫المالئك ــة ومقابلة الرع ــاة ثم المجوس حكماء‬ ‫المش ــرق‪ ..‬ووس ــط قس ــوة الش ــتاء تتحم ــل‬ ‫اله ــروب إل ــى مص ــر حي ــث س ــلكت العائل ــة‬ ‫المقدس ــة طري ــق اللص ــوص لتبتع ــد ع ــن‬ ‫الطري ــق الرس ــمي المل ــيء بجن ــود المل ــك‪،‬‬ ‫وتظ ــل ف ــي مص ــر م ــن مدينة إل ــى أخرى في‬ ‫ترح ــال متواص ــل لم ــدة ثالث س ــنوات وأكثر‪،‬‬ ‫ثم تعود إلى أورشليم‪ ،‬وخالل سنوات يفارقها‬ ‫صبيا‪ ،‬وكانت تتعذب هي ويوس ــف‬ ‫المس ــيح ً‬ ‫النج ــار حارس ــها (لوق ــا ‪ ...)48:2‬وتظ ــل‬ ‫اآلالم مصاحب ــة لوال ــدة اإلل ــه حتى الصليب‪،‬‬ ‫حي ــث يوكل المس ــيح المصل ــوب رعايتها إلى‬ ‫تلمي ــذه المحب ــوب يوحن ــا الحبي ــب ويق ــول له‪:‬‬ ‫«ه ــوذا أم ــك»‪ ،‬ويق ــول له ــا‪« :‬ه ــوذا ابن ــك»‬ ‫(يوحن ــا ‪ 26:18‬و‪.)27‬‬ ‫وهك ــذا عاش ــت أمن ــا الع ــذراء حياته ــا بين‬ ‫اليتم والغربة والفقر والوحدة‪ ،‬في إيمان وآالم‬ ‫باتضاع ورضى‪ ،‬ألنها بالتأكيد س ــمعت عن‬ ‫أبط ــال اإليم ــان واآلالم ف ــي الكت ــاب المقدس‬ ‫مثلم ــا اختب ــر يوس ــف الصدي ــق حيات ــه حت ــى‬ ‫ف ــي الس ــجن‪ ،‬ولك ــن هذه اآلالم الت ــي اجتازها‬ ‫أوصلت ــه إل ــى ع ــرش مص ــر‪ .‬وكذل ــك أي ــوب‬ ‫الصدي ــق قادت ــه اآلالم إل ــى التوب ــة واتض ــاع‬ ‫أيضا اجتاز‬ ‫ال ــذات وانس ــحاقها‪ ،‬وداود النب ــي ً‬ ‫ـر وق ــال‬ ‫آالم ــا كثيـ ـرة حت ــى أن ــه ص ــرخ كثي ـ ًا‬ ‫ً‬ ‫«إل ــى مت ــى ي ــا رب تنس ــاني‪ ...‬اس ــندني ي ــا‬ ‫رب فأخل ــص‪ ....‬أرن ــي بهج ــة خالص ــك»‪.‬‬ ‫إن اآلالم سـ ـواء جس ــدية أو نفس ــية‪ ،‬سواء‬ ‫مادي ــة أو معنوي ــة‪ ،‬سـ ـواء ظاهـ ـرة أم خفي ــة‪،‬‬ ‫سـ ـواء مكش ــوفة أو مس ــتورة‪ ،‬وغير ذلك‪ ..‬ال‬ ‫يمك ــن أن يقبله ــا اإلنس ــان إال باإليمان القوي‬ ‫والرج ــاء الح ــي والمحب ــة الدائم ــة‪ ،‬واثًق ــا أن ــه‬ ‫جربي ــن‪.‬‬ ‫الم َّ‬ ‫دائم ــا أن يعي ــن ُ‬ ‫يق ــدر ً‬

‫وم ــع حمله ــا وبش ــارة الم ــاك وس ــفرها مع‬ ‫خطيبه ــا إل ــى بيت لح ــم لالكتتاب (اإلحصاء‬ ‫مكانا للوالدة في القرية‬ ‫السكاني)‪ ،‬ثم ال تجد ً‬ ‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫مجلة الك ارزة يشرف على إصدارها‪ :‬نيافة األنبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها‬ ‫متابعة اخبارية‪:‬‬ ‫المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية‬

‫تطبيق األندرويد ‪:iOS -‬‬ ‫القمص ابراهام عزمي‬

‫جرافيك‪:‬‬ ‫القس بوال وليم‬

‫المراجعة اللغوية‪:‬‬ ‫بشارة طرابلسي‬

‫التنسيق الداخلي‪:‬‬ ‫عادل بخيت‬

‫محرر‪:‬‬ ‫بيتر صموئيل‬

‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫ديفيد ناشد‬

‫خطوط‪:‬‬ ‫مجدي لوندي‬

‫المطبعة‪ :‬مطابع النوبار ‪ -‬العبور ‪ -‬موقع مجلة الك ارزة‪www.facebook.com/alkerazamagazine - www.alkirazamagazine.com :‬‬

‫تصوير‪:‬‬ ‫مرقص اسحاق‬

‫‪3‬‬


‫ّ‬ ‫يف ذكرى «‪ 4‬آب» رسالة من قداسة ابلابا توارضوس اثلاين إىل اللبنانيني‬ ‫ً‬ ‫«اختلفوا كما شئتم لكن أمام مصلحة الوطن العليا كونوا واحدا»‬ ‫في ذكرى مرور س ــنة على انفجار مرفأ بيروت في ‪ 4‬أغس ــطس ‪2020‬‬ ‫وجه قداس ــة‬ ‫التي جرحت‬ ‫اللبنانيين في صميم القلب كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫هزت العالم أجمع‪ّ ،‬‬ ‫الباب ــا تواض ــروس الثان ــي بابا اإلس ــكندرية وبطريرك الك ارزة المرقس ـ ّـية‪ ،‬رس ــالة‬ ‫تضام ــن إل ــى اللبنانيي ــن ُن ِش ــرت ف ــي الع ــدد الخ ــاص م ــن مجل ــة «المنت ــدى»‬ ‫تحية لبي ــروت وأهله ــا بعنوان‬ ‫الص ــادرة ع ــن مجل ــس كنائ ــس الش ــرق األوس ــط ّ‬ ‫قيامية»‪.‬‬ ‫«بي ــروت في قلب الكنيس ــة‪ ،‬بي ــروت ّ‬ ‫نص رسالة قداسة البابا كامالً جاء كما يلي‪:‬‬ ‫بعد عام من الكارثة‪...‬؟‬ ‫إن م ــرور ع ــام كام ــل عل ــى ه ــذا الح ــادث الخطي ــر وهو االنفج ــار الهائل‬ ‫ّ‬ ‫ف ــي مرف ــأ مدين ــة بي ــروت عاصم ــة لبن ــان الحبي ــب‪ ،‬ف ــي ‪ 4‬أغس ــطس‪ /‬آب ‪-‬‬ ‫ومعرضة‬ ‫وم ّ‬ ‫خزن ــة لوق ــت طوي ــل ّ‬ ‫ع ــام ‪ 2020‬بس ــبب مـ ـواد كيميائي ــة ملتهب ــة ُ‬ ‫للتفاعل‪ ،‬واالنفجار بالصورة المرعبة التي ش ــاهدناها عبر شاش ــات التلفزيون‬ ‫جعل ــت قلوبن ــا تس ــقط فين ــا‪ ...‬وقته ــا اعتبرناه ــا أزم ــة وحادث ــة مفزعة س ــتجعل‬ ‫ًّ‬ ‫ـانية‬ ‫وقلبا واح ـ ًـدا أمام هذه الكارثة بكل أبعادها اإلنس ـ ّ‬ ‫أه ــل الب ــاد صف ــا واح ـ ًـدا ً‬ ‫الحياتية‪.‬‬ ‫االقتصادي ــة و‬ ‫االجتماعي ــة و‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫وتنصه ــر ف ــي بوتق ــة واح ــدة أم ـ ًـا‬ ‫تتوح ــد‬ ‫فدائم ــا الش ــعوب أم ــام الكـ ـوارث ّ‬ ‫ً‬ ‫وكنا نأم ــل ونصّلي من أجل‬ ‫بالخ ــروج م ــن الكارث ــة بأش ـ ّـد ع ــزم وأكثر ق ـ ّـوة‪ّ ...‬‬ ‫لبن ــان الش ــقيق أن يق ــوم مم ــا ح ــدث وأن ينهض عفيًّا قويًّا ليبدأ رحلة اس ــتعادة‬ ‫مج ــده وتاريخ ــه وحاضـ ـره أم ـ ًـا ف ــي مس ــتقبل أفضل وأروع ل ــكل بنيه‪...‬‬

‫لك ــن لألس ــف‪ ،‬وكم ــا يق ــول المث ــل العرب ــي؛ تأت ــي الري ــاح بم ــا ال تش ــتهيه‬ ‫األي ــام واألس ــابيع واكتم ــل الع ــام‪ ،‬وم ــن الكارث ــة ّتول ــدت أزم ــة‬ ‫الس ــفن‪ ،‬فم ـ ّـرت ّ‬ ‫وأزم ــات‪ ،‬وته ــاوت آم ــال كثيرة‪ ،‬وتسـ ـّلل اإلحب ــاط واليأس إلى قل ــوب الكثيرين‬ ‫ف ــي لبن ــان وف ــي خارجه‪.‬‬ ‫ـخصية‪ ،‬وغ ــاب التع ــاون والعم ــل‬ ‫تغّلب ــت‬ ‫الذاتي ــة والمصال ــح الش ـ ّ‬ ‫الفردي ــة و ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع ــا ومصلح ــة الوط ــن أوًل وقب ــل كل ش ــيء‪ ...‬وحت ــى اآلن تتص ــارع الفئات‬ ‫ً‬ ‫والطوائ ــف والمذاه ــب والوط ــن يتم ـ ّـزق وين ــزف ولي ــس من ُمعي ــن؟!‪...‬‬ ‫قليل‬ ‫ي ــا إخوت ــي‬ ‫إن حياتن ــا م ــا ه ــي ّإل بخ ــار يظه ــر ً‬ ‫األحب ــاء ف ــي لبن ــان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫يضمح ــل‪ ...‬وأنت ــم أصح ــاب ه ــذا الزم ــان انظ ــروا إل ــى أبنائك ــم وبناتك ــم‬ ‫ث ــم‬ ‫ّ‬ ‫وصغارك ــم‪ ،‬انظ ــروا إلى مس ــتقبلكم وأحالمكم واش ــتياقات قلوبك ــم‪ ،‬انظروا إلى‬ ‫المتعبي ــن والثقيل ــي األحم ــال والذي ــن لي ــس أح ــد يذكرهم‪.‬‬ ‫متمي ًزا‪.‬‬ ‫ائعا‬ ‫ً‬ ‫ناجحا ّ‬ ‫المعا ر ً‬ ‫أرجوكم تعاونوا في الخير واجعلوا وطنكم ً‬

‫لكن‬ ‫ـكل‬ ‫إن أصاب ــع أيدين ــا تختل ــف ش ـ ً‬ ‫وتتنوع إمكاناته ــا‪ّ ...‬‬ ‫ً‬ ‫وموقعا وق ــدرة ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لكل إنس ــان‪...‬‬ ‫مع ــا عم ـ ًـا وجم ـ ً‬ ‫ـال و ً‬ ‫ّ‬ ‫إبداع ــا‪ ...‬وهذا ه ــو درس الخالق ّ‬ ‫تتح ــد ً‬ ‫أي‬ ‫اختلفـ ـوا كم ــا ش ــئتم ولك ــن أم ــام مصلح ــة الوطن العلي ــا كونوا واح ـ ًـدا بر ٍّ‬ ‫واح ـ ٍـد ونف ــس واح ــدة ولك ــم محبة واح ــدة لتراب ه ــذا البل ــد الجميل‪...‬‬

‫وحدِتك ــم‪ ،‬ويكفي الزم ــان الذي‬ ‫أكت ــب إليك ــم‬ ‫ًّ‬ ‫مصلي ــا م ــن قلب ــي م ــن أج ــل َ‬ ‫ـؤولية المطلوب ــة‪ ،‬وإله‬ ‫مض ــى ف ــي الفرق ــة والتح ـ ُّـزب‪ ،‬وارتفعـ ـوا عل ــى قدر المس ـ ّ‬ ‫كل عم ــل صالح‪.‬‬ ‫وقوت ــه لتكونـ ـوا ناجحي ــن ف ــي ّ‬ ‫الس ــام ُ‬ ‫يمنحك ــم س ــامه ّ‬ ‫البابا تواضروس الثاني‬

‫المرقسية‬ ‫بابا اإلسكندرية وبطريرك الكرازة‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫نص رسالة قداسة البابا باإلنجليزية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫?…‪One Year Post-Explosion‬‬ ‫‪A whole year has passed since the unfortunate event,‬‬ ‫‪the massive Beirut port explosion, our beloved Lebanese‬‬ ‫‪capital, on August 4, 2020, after flammable chemicals‬‬ ‫‪were stored there for a long time with no precautions. The‬‬ ‫‪terrifying picture we saw on TV made our hearts sink... At‬‬ ‫‪the time, we considered it a horrific crisis and incident that‬‬ ‫‪would bring people together and unify hearts to face this‬‬ ‫‪disaster with all its humanitarian, social, economic and life‬‬ ‫‪dimensions.‬‬ ‫‪Peoples have always united in the face of disaster,‬‬ ‫‪hoping to get out of it with the strength and determination...‬‬ ‫‪We hoped and prayed for Lebanon to get back on its feet‬‬ ‫‪and rise healthy and strong to restore its glory, history and‬‬ ‫…‪present in the hope of a better future for all its children‬‬ ‫‪Unfortunately, as the Arab proverb says, not all the‬‬ ‫‪wishes can be fulfilled, nor the ties serve the purpose of‬‬ ‫‪the ship. Days and weeks have passed, and the year came‬‬ ‫‪to an end. The disaster led to crises, hopes collapsed, and‬‬ ‫‪frustration and despair crept into the hearts of people in‬‬ ‫‪Lebanon and abroad.‬‬ ‫‪Individualism, subjectivity, and personal interests have‬‬ ‫‪prevailed, while cooperation, united work, and putting the‬‬ ‫‪interest of the nation first became lost values... Social‬‬ ‫‪groups, sects and religions are still competing with each‬‬ ‫…‪other while the country breaks and bleeds in silence‬‬ ‫‪My beloved brothers and sisters of Lebanon, our life is‬‬ ‫‪nothing but a spot of steam that would appear for a little‬‬ ‫‪while and then vanishes... but you own this life. Look at‬‬ ‫‪your sons, daughters, and children. Look at your future,‬‬ ‫‪your dreams, and the longings of your hearts. Look at the‬‬ ‫‪tired and heavy laden, whom no one remembers.‬‬ ‫‪Please unite in good so your country would go‬‬ ‫‪back to being shining, brilliant, successful, and‬‬ ‫‪distinguished.‬‬ ‫‪Our fingers differ in shape, position and ability, and‬‬ ‫‪their capabilities vary... But they unite in work, beauty, and‬‬ ‫‪creativity... This is the Lord’s lesson for every one of us...‬‬ ‫‪Differ as you wish, but unite under the higher interest of‬‬ ‫‪the nation, as one opinion, one soul, and one love for this‬‬ ‫‪beautiful country...‬‬ ‫‪I am writing to you praying with all my heart for your‬‬ ‫‪unity. The time for division and partisanship is over. Rise‬‬ ‫‪and take responsibility, and May God grant you His peace‬‬ ‫‪and strength, so that you may be successful in your good‬‬ ‫‪work.‬‬

‫‪Pope Tawadros II‬‬

‫‪Pope of Alexandria‬‬ ‫‪and Patriarch of the See of St. Mark‬‬

‫َ ُ ُ َُ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ََْ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ َ​َ ُ ُ ُ َْ ً‬ ‫َ ُ َ َُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫يح‪( ”.‬رسالة أفسس ‪)٣٢ :٤‬‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫اهلل‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ام‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ِني‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ام‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ِني‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫“وكونوا لطفاء بعضكم نو ب ٍ‬


‫خبصوص املجلس اإللكرييكي اخلاص بشئون الكهنة‬

‫نائب ــا لرئيس المجل ــس اإلكليريكي الخاص بش ــئون الكهنة‪ ،‬ف ــي دورة جديدة (‪-2021‬‬ ‫اس ــتمرار نياف ــة االنب ــا ثيؤدوس ــيوس أس ــقف وس ــط الجيـ ـزة‪ً ،‬‬ ‫‪ ،)2024‬م ــع األعض ــاء الموّقري ــن م ــن اآلباء الكهنة المش ــهود لهم‪.‬‬ ‫وعلى ابن الطاعة تحل البركة‪،،‬‬

‫قداسة ابلابا يستقبل ملك مقاطعة أونريو انليجريية‬ ‫اس ــتقبل قداس ــة الباب ــا تواض ــروس الثان ــي ظهر‬ ‫ي ــوم الثالث ــاء ‪ ٣‬أغس ــطس ‪٢٠٢١‬م‪ ،‬ف ــي المق ــر‬ ‫الباب ــوي بالقاهـ ـرة ‏‪His Royal Majesty, Oba‬‬ ‫‪ AbdulWasiu Gbolahan Lawal‬مل ــك‬ ‫مقاطع ــة أوني ــرو النيجيري ــة وبرفقت ــه أسـ ـرته‪ ،‬ال ــذي‬ ‫ح ــرص عل ــى لق ــاء قداس ــة الباب ــا للتع ــارف خ ــال‬ ‫زيارت ــه الحالي ــة لمص ــر‪ .‬تح ــدث قداس ــة الباب ــا أثناء‬ ‫اللق ــاء ع ــن مص ــر وتاريخه ــا العريق وكذل ــك تاريخ‬ ‫الكنيس ــة القبطية األرثوذكس ــية‪ .‬وشكر جاللته على‬ ‫تعاون ــه ودعمه للكنيس ــة القبطية إلنش ــاء مستش ــفي‬ ‫ف ــي مدين ــة الج ــوس الت ــي تق ــع ف ــي مقاطع ــة إيرو‪،‬‬ ‫وذل ــك لخدم ــة ش ــعب نيجيري ــا‪ .‬وف ــي خت ــام الزي ــارة‬ ‫ت ــم تب ــادل الهدي ــا بي ــن قداس ــة الباب ــا وجالل ــة المل ــك‬ ‫والتقط ــت الص ــور تذكاري ــة‪ .‬حض ــر اللق ــاء نياف ــة‬ ‫األنب ــا بول ــس أس ــقف ع ــام الكـ ـ ارزة في أفريقي ــا الذي‬ ‫تربط ــه عالق ــة محب ــة وم ــودة بمل ــك «إي ــرو»‪.‬‬

‫قداسة ابلابا جيتمع بأعضاء هيئة األوقاف القبطية‬

‫اجتماع ــا في المقر البابوي بكاتدرائية المرقس ــية الكبرى باألنب ــا رويس بالقاهرة‪،‬‬ ‫عق ــد قداس ــة الباب ــا تواض ــروس الثان ــي‪ ،‬ي ــوم الخمي ــس ‪ ٢٩‬يوليو ‪٢٠٢١‬م‪،‬‬ ‫ً‬

‫م ــع أعض ــاء هيئ ــة األوق ــاف القبطي ــة‪ ،‬ناق ــش خالله س ــبل ضبط إدارة األوقاف التابع ــة للهيئة وكيفية اس ــترداد بعض األوقاف‪.‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ِّ َ َ ُ ُ ُ َ ً ُ َّ‬ ‫م َّبة َأ َخويَّة‪ُ ،‬م ْشفق َ‬ ‫ح ِدي َّ‬ ‫الرأي ب ٍِّس َ‬ ‫ني‪ ،‬لُ َط َف َ‬ ‫اء” (رسالة بطرس الرسول األوىل ‪)٨ :٣‬‬ ‫ت‬ ‫“وانلهاية‪ ،‬كونوا جِيعا م‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ذ‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬

‫‪5‬‬


‫ُّ‬ ‫خترج ‪ ٥‬دفعات من معهد املشورة باملعادي‬

‫ش ــهد قداس ــة الباب ــا تواض ــروس الثاني‪ ،‬يوم األحد ‪ ٨‬أغس ــطس ‪٢٠٢١‬م‪،‬‬ ‫احتف ــال إيبارش ــية المع ــادي بتخريج خمس دفعات من معهد المش ــورة القبطي‬ ‫األرثوذكس ــي بالمع ــادي‪ .‬ومن ــح قداس ــته ش ــهادات التخ ــرج لخريج ــي الدفع ــات‬ ‫الخمس‪ .‬أُقيم الحفل بمسرح األنبا رويس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية‪،‬‬ ‫وحضـ ـره نياف ــة األنب ــا داني ــال أس ــقف المع ــادي وس ــكرتير المجم ــع المق ــدس‪،‬‬ ‫وأعض ــاء هيئ ــة التدري ــس بالمعهد‪ .‬والفئ ــات المتخرجة هي‪:‬‬ ‫يؤه ــل‬ ‫(‪ )1‬الدفع ــة الرابع ــة ل ــدورة إع ــداد المش ــير األرثوذكس ــي‪ ،‬الت ــي َّ‬ ‫خريجوه ــا للقي ــام بجلس ــات المش ــورة‪ ،‬وذل ــك بع ــد أن أت ــم الدارس ــون (ويبل ــغ‬ ‫عدده ــم ‪ )٢٤‬الد ارس ــة لم ــدة ‪ ٦‬س ــنوات‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الدفعة الثانية لدورة إعداد الم ِ‬ ‫حاضر المشوري‪ ،‬التي تؤهل خريجيها‬ ‫ُ‬

‫إللقاء المحاضرات المختلفة في مجال المش ــورة‪ ،‬بعد إتمام الدارس ــين (البالغ‬ ‫عددهم ‪ )٢٦‬مدة ‪ ٦‬س ــنوات من الد ارس ــة‪.‬‬ ‫دارس ــا لمعه ــد المش ــورة وذلك بعد ‪٤‬‬ ‫(‪ )3‬دفع ــة جدي ــدة مكون ــة م ــن ‪ً ١١٨‬‬ ‫س ــنوات من الدراسة‪.‬‬ ‫(‪١٠١ )4‬م ــن اآلب ــاء الكهن ــة عل ــى مس ــتوى العال ــم اجت ــازوا دورة عب ــر‬ ‫اإلنترن ــت بعنـ ـوان «متاع ــب النف ــس وأمـ ـراض الش ــخصية»‪ ،‬حض ــر االحتفال‬ ‫‪ ٣١‬منه ــم (وه ــم الموج ــودون ف ــي مص ــر)‪.‬‬ ‫(‪١٠٦ )5‬م ــن زوج ــات اآلب ــاء الكهن ــة عل ــى مس ــتوى العالم اجت ــزن دورة‬ ‫عب ــر اإلنترن ــت بعنـ ـوان دعم «زوج ــة األب الكاهن لزوجها»‪ ،‬حيث اش ــتركت‬ ‫في ــه ‪ ١٠٦‬م ــن زوج ــات الكهن ــة ح ــول العالم حض ــرت منهن ‪.٣٤‬‬

‫قداسة ابلابا يطلع ىلع اتلقرير السنوي ألسقفية اخلدمات‬

‫اس ــتقبل قداسـ ـ ــة الباب ــا تواض ــروس الثان ــي‪ ،‬يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 10‬أغس ــطس ‪2021‬م‪ ،‬في المقر البابوي‬ ‫بالقاهـ ـرة‪ ،‬نياف ــة األنب ــا يولي ــوس األس ــقف الع ــام‬ ‫لكنائ ــس مص ــر القديم ــة وأس ــقفية الخدم ــات العامة‬ ‫واالجتماعي ــة‪ ،‬وأعض ــاء اللجن ــة التنفيذي ــة ألس ــقفية‬ ‫الخدمـ ـ ـ ـ ـ ــات العام ـ ـ ـ ـ ـ ــة واالجتماعي ـ ـ ـ ـ ـ ــة والمسكونية‪،‬‬ ‫وأعض ــاء برنام ــج التخطي ـ ـ ـ ـ ـ ــط والمتابع ـ ـ ـ ـ ــة والتقييم‪،‬‬ ‫والمنسقين الميدانيي ـ ـ ــن‪ ،‬لتقديـ ـ ــم التقري ـ ـ ـ ـ ــر السنـ ـ ـ ـ ــوي‬

‫‪6‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫لخدمة األسقفية‪ ،‬وذلك بحض ـ ـ ـ ـ ــور نيافـ ـ ـ ـ ــة األنب ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫دانيال أس ــقف المعادي وس ــكرتير المجمع المقدس‪.‬‬ ‫وقد أش ــاد قداس ــته بالتقرير والجه ــد المبذول في‬ ‫أس ــقفية الخدم ــات وأوصى بما يلي‪:‬‬ ‫‪ -١‬التنس ــيق م ــع مبـ ـ ـ ـ ـ ــادرة حي ــاة كريم ــة ف ــي‬ ‫مناط ــق الخدم ــة المتع ــددة‪.‬‬ ‫الفع ــال للكنيس ــة في العمل‬ ‫‪ -٢‬أهميـ ـ ـ ـ ـ ــة ال ــدور ّ‬

‫ِ‬ ‫ـح‬ ‫المجتمع ــي كم ــا ق ــال الس ــيد المس ــيح‪« :‬أ َْنتُ ـ ْـم مْل ـ ُ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ـور اْل َعاَلـ ـمِ»‪.‬‬ ‫ض‪ ...‬أ َْنتُ ـ ْـم ُن ـ ُ‬

‫عاما‬ ‫‪ -٣‬التحضير لالحتف ـ ـ ـ ـ ـ ــال بم ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ً ٦٠‬‬ ‫عل ــى إنش ــاء أس ــقفية الخدمات العام ــة واالجتماعية‬ ‫في ‪ ٣٠‬س ــبتمبر ‪.٢٠٢٢‬‬ ‫وق ـ ـ ــد اختتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اللق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بالص ـ ـ ـ ــالة والتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاط‬ ‫الصور التذكارية‪.‬‬

‫ُ ْ ًَْ َ ً َ ْ َُ‬ ‫ُ ْ َ​َ ْ ُ َ ْ َ َْ َ ْ َْ ُ ُ ْ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ً َ َ ً َ‬ ‫ُ‬ ‫يك ْم َقلْ َب َ ْ‬ ‫ل ٍم‪( ”.‬حزقيال ‪)٢٦ :٣٦‬‬ ‫ل ِمك ْم َوأع ِط‬ ‫خلِكم‪ ،‬وأن ِزع قلب الج ِر مِن‬ ‫“وأع ِطيكم قلبا ج ِديدا‪َ ،‬وأجعل ُروحا ج ِديدة ِف دا ِ‬


‫قداسة ابلابا يلتيق وفد كهنة وخدام اجلايلة السودانية يف مرص‬

‫ـاء في المقر البابوي بكاتدرائية المرقس ــية الكبرى باألنبا روي ــس بالقاهرة‪ ،‬مع عدد‬ ‫عق ــد قداس ــة الباب ــا تواض ــروس الثان ــي‪ ،‬ي ــوم الجمعة ‪ ٦‬أغس ــطس ‪٢٠٢١‬م‪ ،‬لق ـ ً‬ ‫ملخصا عن نش ــاط خدمة الجالي ــة ونموها والتحدي ــات التي تواجهها‪.‬‬ ‫م ــن كهن ــة وخ ــدام الجالي ــة الس ــودانية المس ــيحية بالقاهـ ـرة‪ .‬وع ــرض اآلب ــاء الكهنة خ ــال اللقاء‬ ‫ً‬ ‫وم ــن جهت ــه أك ــد قداس ــة الباب ــا أن ــه يتاب ــع باهتم ــام خدم ــة الجالي ــة‪ ،‬وبح ــث معه ــم كيفي ــة توفير كنائ ــس وأماكن مناس ــبة إلقام ــة الخدمة‪ .‬وألقى قداس ــته كلم ــة عليهم‬ ‫تضمن ــت ث ــاث نق ــاط‪ :‬هللا مح ــب البش ــر‪ ،‬هللا صان ــع الخيـ ـرات‪ ،‬هللا ضاب ــط ال ــكل‪ .‬وف ــي خت ــام اللقاء منحهم قداس ــته بعض الهدايا وت ــم التقاط الص ــور التذكارية‪.‬‬

‫مقابالت قداسة ابلابا‬ ‫عددا من الزائرين‪ ،‬كالتالي‪:‬‬ ‫استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني‪ ،‬بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة‪ً ،‬‬

‫يوم الخميس ‪ ٢٩‬يوليو ‪٢٠٢١‬م‬

‫‪ +‬نياف ــة األنب ــا باس ــيليوس‪ ،‬أس ــقف ورئيس دير‬ ‫القدي ــس األنب ــا صموئي ــل المعت ــرف بجب ــل القلمون‪،‬‬ ‫بمغاغ ــة‪ ،‬واس ــتعرض قداس ــته م ــع رئي ــس الدي ــر‬ ‫خ ــال اللق ــاء بع ــض األم ــور الخاص ــة بالدي ــر‪.‬‬ ‫‪ +‬نياف ــة األنب ــا مت ــاؤس‪ ،‬أس ــقف ورئي ــس دي ــر‬ ‫الس ــيدة الع ــذراء بجب ــل إخمي ــم‪ ،‬ال ــذي ع ــرض عل ــى‬ ‫عددا من الموضوعات المتعلقة بالدير‪.‬‬ ‫قداسة البابا ً‬ ‫واستقب ـ ـ ـ ـ ــل قداست ـ ـ ـ ـ ــه بالمقر الباب ـ ـ ـ ـ ــوي بديـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫عددا م ــن‬ ‫القديس األنبا بيشوي ب ـ ـوادي النط ـ ــرون‪ً ،‬‬ ‫الزائري ــن‪ ،‬كالتالي‪:‬‬ ‫يوم الجمعة ‪ ٣٠‬يوليو ‪٢٠٢١‬م‬

‫‪ +‬نياف ــة األنب ـ ـ ـ ـ ــا ف ـ ـ ـ ـ ـ ــام‪ ،‬أس ــقف ش ــرق المني ــا‪،‬‬ ‫وعرض نيافته على قداس ـ ـ ـ ـ ـ ــة البابـ ـ ـ ـ ـ ــا خالل اللقاء‬ ‫بع ــض األم ــور الرعوي ــة الخاصة باإليبارش ــية‪.‬‬ ‫يوم السبت ‪ ٣١‬يوليو ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ +‬نياف ـ ـ ـ ـ ــة األنب ـ ـ ـ ـ ـ ــا أرسان ـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬أس ــقف هولندا‪،‬‬ ‫واطمئ ــن قداس ـ ـ ـ ـ ـ ــة البابـ ـ ـ ـ ـ ــا م ــن نيافت ــه عل ــى أحوال‬ ‫الخدم ــة الرعوي ــة باإليبارش ــية‪.‬‬

‫يوم األحد األول من أغسطس ‪٢٠٢١‬م‬

‫‪ +‬نيافة األنبا دوماديـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوس‪ ،‬أسقف ‪ ٦‬أكتوبر‬ ‫وأوسيـ ـ ـ ـ ـ ــم‪ ،‬وعرض نيافتـ ـ ـ ـ ــه على قداس ـ ـ ـ ـ ــة البابـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫خالل اللقاء بعض األمـ ـ ـ ـ ـ ــور الخاص ـ ـ ـ ـ ــة بالخدمـ ـ ــة‬ ‫الرعوية باإليبارش ــية‪.‬‬ ‫يوم االثنين ‪ ٢‬أغسطس ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ +‬الراهبة األم مارينا المشرفة على دير السيدة‬ ‫الع ــذراء والقدي ــس يوحن ــا الحبي ــب بوالي ــة أوهاي ــو‪،‬‬ ‫بالوالي ــات المتح ــدة األمريكي ــة‪ ،‬ومعه ــا اثنت ــان م ــن‬ ‫ير لقداس ــة البابا‬ ‫االراهب ــات‪ ،‬وقدم ــت األم الراهبة تقر ًا‬ ‫ع ــن الدي ــر وتدبيره‪.‬‬ ‫وف ــي نف ــس اليوم اس ــتقبل قداس ــة الباب ــا‪ ،‬بالمقر‬ ‫الباب ــوي بالكاتدرائي ــة المرقس ــية بالعباس ــية بالقاهرة‪:‬‬ ‫‪ +‬نيافة األنبا مكاريوس أسقف المنيا‪ ،‬وعرض‬ ‫نيافته على قداسة البابا خالل اللقاء بعض األمور‬ ‫الخاصة بالخدمة الرعوية باإليبارشية‪.‬‬ ‫يوم الثالثاء ‪ ٣‬أغسطس ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ +‬نيافة األنبا تادرس‪ ،‬مطران بورسعيد‪ ،‬وجرى‬ ‫خالل اللقاء مناقشة بعض األمور الرعوية‪.‬‬

‫االجتماع األسبويع لقداسة ابلابا‬

‫ألق ــى قداس ــة الباب ــا تواض ــروس الثان ــي عظت ــه ف ــي االجتم ــاع‬ ‫األس ــبوعي مس ــاء ي ــوم األربع ــاء ‪ ٢٨‬يولي ــو ‪٢٠٢١‬م‪ ،‬م ــن المق ــر‬ ‫وبثَّ ــت العظ ــة مباشـ ـرًة عب ــر القنـ ـوات الفضائي ــة‬ ‫الباب ــوي بالقاهـ ـرة‪ُ ،‬‬ ‫المس ــيحية وقن ــاة ‪ C.O.C‬التابع ــة للمركز اإلعالمي للكنيس ــة على‬ ‫ش ــبكة اإلنترن ــت‪ ،‬دون حض ــور ش ــعبي‪ .‬وواص ــل قداس ــته سلس ــلة‬ ‫«رس ــالة فرح» من خالل رس ــالة فيلبي‪ ،‬وكانت الرس ــالة عن «ســـر‬ ‫الفرح» (تجدها منش ــورة في هذا العدد صـ ‪ .)11‬كما ألقى قداس ــته‬ ‫عظت ــه ف ــي االجتم ــاع األس ــبوعي مس ــاء ي ــوم األربعاء ‪ ٤‬أغس ــطس‬ ‫‪٢٠٢١‬م‪ ،‬وقدم الرسالة السابعة من رسائل الفرح «سباق الحياة»‪.‬‬

‫‪ +‬نيافة األنبا مقار‪ ،‬أس ــقف الش ــرقية والعاش ــر‬ ‫ـر لقداس ــة الباب ــا عن‬ ‫م ــن رمض ــان‪ ،‬ال ــذي ق ــدم تقري ـ ًا‬ ‫زيارت ــه الرعوي ــة األخيـ ـرة للمنطق ــة الت ــي توج ــد به ــا‬ ‫الكنائ ــس الت ــي يش ــرف عليه ــا ف ــي كندا‪.‬‬ ‫يوم األربعاء ‪ ٤‬أغسطس ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ +‬نياف ــة األنب ــا أنطوني ــوس‪ ،‬مطـ ـران الكرس ــي‬ ‫األورش ــليمي والش ــرق األدن ــى‪ ،‬وبح ــث قداس ــة البابا‬ ‫ـددا م ــن األم ــور الخاص ــة بإيبارش ــية‬ ‫م ــع نيافت ــه ع ـ ً‬ ‫الكرس ــي األورش ــليمي‪.‬‬ ‫يوم الجمعة ‪ ٦‬أغسطس ‪٢٠٢١‬م‬

‫‪ +‬نيافة األنبا ديمتريوس‪ ،‬أسقف ملوي وأنصنا‬ ‫واألش ــمونين‪ ،‬وناقش قداس ــة البابا مع نيافته بعض‬ ‫األمور الرعوية الخاصة باإليبارش ــية‪.‬‬ ‫يوم االثنين ‪ ٩‬أغسطس ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ +‬نيافة األنبا اكليمندس‪ ،‬األسقف العام لكنائس‬ ‫قط ــاع ألماظ ــة ومدين ــة األمل وش ــرق مدين ــة نصر‪.‬‬ ‫حيث بحث مع نيافته بعض الموضوعات الرعوية‪.‬‬

‫الكنيسة تنيع شهداء الوطن بسيناء‬

‫تنع ــي الكنيس ــة القبطي ــة األرثوذكس ــية‬ ‫وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني‪،‬‬ ‫ببال ــغ الح ــزن ش ــهداء الوط ــن الذي ــن س ــقطوا‬ ‫خ ــال أداء واجبه ــم ف ــي تطهي ــر أ ارض ــي‬ ‫الوطن من البؤر اإلرهابية بس ــيناء الحبيبة‪،‬‬ ‫للحف ــاظ عل ــى أمن وس ــامة كل المصريين‪.‬‬ ‫نثق أن تضحيتهم الغالية ودماءهم النفيس ــة‬ ‫ل ــن تذه ــب س ــدى إذ أن مثل ه ــذه التضحية‬

‫والجه ــود الت ــي تق ــوم به ــا القـ ـوات المس ــلحة‬ ‫كاف ــة ه ــي م ــا يبق ــي مص ــر آمن ــة مس ــتقرة‪،‬‬ ‫ويضم ــن له ــا تحقي ــق التق ــدم والرخاء‪.‬‬

‫نصلي أن يش ــمل الرب أرواح الش ــهداء‬ ‫بالرحم ــة وال ارح ــة‪ ،‬وأن يع ــزي قل ــوب ذويهم‬ ‫وسالما‬ ‫ـفاء للمصابين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأحبائهم‪ ،‬ويمنح ش ـ ً‬ ‫ـعبا‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫قيادة‬ ‫أمن ــا لمصرنا الحبيبة‬ ‫و ً‬ ‫ً‬ ‫األول من أغسطس ‪2021‬م‪ 25-‬أبيب ‪1737‬ش‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫َّ َ َ‬ ‫ْ َ َ َْ َْ ُ َ ْ َُْ​ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫“البسوا ِسالح اهللِ الكمِل ل ِك تق ِدروا أن تثبتوا ِضد مكي ِ ِد إِبلِيس‪( ”.‬رسالة أفسس ‪)١١ :٦‬‬

‫‪7‬‬


‫حريق كنيسة مار جرجس بفانكوفر – كندا‬ ‫ فجر يوم‬،‫تعرض ــت كنيس ــة الش ــهيد م ــار جرج ــس لألقب ــاط األرثوذك ــس بفانكوف ــر غ ــرب كن ــدا‬ ‫ وقال‬.‫ ول ــم تح ــدث إصاب ــات ف ــي األرواح‬،‫تمام ــا‬ ّ ‫ إل ــى حري ــق‬،‫م‬2021 ‫ يولي ــو‬19 ‫االثني ــن‬ ً ‫دمره ــا‬ ‫» نأس ــف أن نس ــتيقظ فجر االثني ــن على خبر‬:‫الق ــس بس ــنتى جرج ــس كاه ــن الكنيس ــة ف ــي بيان له‬ ‫ وتقوم‬،‫ مف ــاده أن تمت ــد ي ــد الش ــر إل ــى كنيس ــتنا الجميلة مار جرج ــس بفانكوفر غرب كن ــدا‬،‫مح ــزن‬ ‫ وأجس ــاد القديس ــين ونفائ ــس‬،‫بح ــرق مبناه ــا بالكام ــل وكل محتوياته ــا وأيقوناته ــا وأدوات المذاب ــح‬ َّ ُ‫أخ ــرى م ــع ذكري ــات عق ــود طويل ــة ال ت‬ ‫ جدير بالذكر أن هذه الكنيس ــة هي إحدى أفدم‬.»‫قدر بثم ــن‬ ‫ وق ــد أعرب ــت الس ــفارة المصري ــة بكن ــدا ع ــن خال ــص‬.‫الكنائ ــس القبطي ــة األرثوذكس ــية ف ــي المهج ــر‬ .‫ وتق ــوم بمتابع ــة إجـ ـراءات التحقي ــق للوقوف على مالبس ــاته‬،‫أس ــفها له ــذا الح ــادث‬

‫بيان من اآلباء مطارنة وأساقفة أمريكا الشمايلة‬

‫ كندا‬- ‫خبصوص حريق كنيسة مار جرجس بفانكوفر‬ Statement Concerning the Burning of St George Coptic Orthodox Church Surrey BC, CANADA “On that day I will raise up the tabernacle of David, which has fallen down, and repair its damages; I will raise up its ruins, and rebuild it as in the days of old” (Amos 9:11) July 20, 2021 The Coptic Orthodox Metropolitan and Bishops of North America are deeply saddened to hear of the burning of St George Coptic Orthodox Church in Surrey BC in Canada early on Monday morning July 19. This parish is part of the Diocese of Mississauga, Vancouver and Western Canada and we all extend our sympathy and prayers to His Grace Bishop Mina, the bishop of the diocese and to the parish priests and all the community of this blessed church which was consecrated by His Holiness Pope Shenouda III of blessed memory in the late 1990’s. This parish served many Coptic Orthodox believers from Canada, Egypt, Eritrea, Ethiopia, Iraq and Lebanon. We pray that Our Lord Jesus Christ may strengthen the community and grant them peace and comfort during these difficult times in order to rebuild this beautiful church. The church is more than a building but in fact it is the Body of Christ, that is, the faithful believers. We were deeply touched to see the parish priests, deacons and the faithful congregation standing in front of the burnt church and chanting triumphantly with one voice the Midnight Praise. As St Paul teaches us, “We are hard-pressed on every side, yet not crushed; we are ‫رسالة دعم من أحد انلواب الفيدرايلني بكندا‬ perplexed, but not in despair; persecuted, but not forsaken; struck down, but not destroyed— always carrying about in the body the dying of the Lord Jesus, that the life of Jesus also may be manifested in our body. (2 Corinthians 4:8-10) There was an arson attempt on this church in the early morning of Wednesday July 14, just a few days prior to the complete destruction of this church. We request the authorities to promptly bring the investigation to a close and to find the cause of this horrific devastation. We also call upon the elected government officials to support the Coptic community of Surrey to find an alternate temporary place of worship until this church can be built as soon as possible. We also pray along other faith communities that have suffered similar incidents in the past few weeks. May the Lord of comfort grant peace to every member of St George Parish in Surrey BC and know that you are in our prayers, and you have our full support.

Signatures:

H.G. Bishop Youssef H.G. Bishop David H.G. Bishop Mina H.G Bishop Peter H.G. Bishop Kyrillos H.G. Bishop Basil H.G. Bishop Boulos

H.E. Metropolitan Serapion H.G. Bishop Suriel H.G. Bishop Angaelos H.G. Bishop Karas H.G. Bishop Abraham H.G. Bishop Seraphim H.G. Bishop Gregory 2021 ‫ أغسطس‬13 - ‫مج ةل الكرازة‬

ُ ُْ ْ َ​َ ْ َ ُ َّ َ َ َ ْ َ ً ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ ُ َ َ ُ ْ َ ُ َّ َ )٢٩ :١ ‫” (رسالة فيليب‬.‫ بل أيضا أن تتألموا ألجلِ ِه‬،‫يح ال أن تؤمِنوا ب ِ ِه فقط‬ ِ ‫“ألنه قد وهِب لكم ألج ِل الم ِس‬

8


‫بروتوكول تعاون بني ابلطريركية باإلسكندرية‬ ‫اجتماع اللجنة اتلنفيذية‬ ‫ملجلس كنائس الرشق األوسط عرب ‪ZOOM‬‬ ‫عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الش ــرق األوس ــط يوم الثالثاء‬ ‫اجتماع ــا م ــن خ ــال تطبي ــق ‪ ZOOM‬عب ــر‬ ‫‪ 3‬أغس ــطس ‪2021‬م‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ش ــبكة اإلنترن ــت‪ .‬تـ ـرأس االجتم ــاع قداس ــة البطري ــرك م ــار إغناطي ــوس‬ ‫أفـ ـرام الثان ــي بطري ــرك أنطاكي ــة وس ــائر المش ــرق للسـ ـريان األرثوذك ــس‪،‬‬ ‫وغبط ــة الكاردين ــال م ــار روفائي ــل لوي ــس س ــاكو بطري ــرك الكنيس ــة‬ ‫الكلداني ــة‪ ،‬وجن ــاب الق ــس الدكتور حبي ــب بدر رئيس الكنيس ــة اإلنجيلية‬ ‫الوطني ــة بلبن ــان‪ ،‬بينم ــا مث ــل كنيس ــتنا القبطي ــة األرثوذكس ــية نيافة األنبا‬ ‫توم ــاس أس ــقف القوصي ــة ومي ــر واألس ــتاذ جرج ــس صالح األمي ــن العام‬ ‫الفخ ــرى لمجل ــس كنائس الش ــرق األوس ــط‪.‬‬ ‫وبح ــث المجتمع ــون موضوع تأجيل موع ــد الجمعية العامة للمجلس‬ ‫ـر‬ ‫والت ــي كان م ــن المفت ــرض أن تُعق ــد ف ــى ش ــهر س ــبتمبر المقب ــل‪ ،‬ونظ ـ ًا‬ ‫لظ ــروف جائح ــة كورون ــا ت ــم االتف ــاق عل ــى أن تعق ــد ف ــي ش ــهر ماي ــو‬ ‫م ــن الع ــام المقب ــل بلبن ــان أو بمص ــر ف ــي ضياف ــة الكنيس ــة القبطي ــة‬ ‫األرثوذكس ــية‪ .‬كم ــا ت ــدارس المجتمع ــون أنش ــطة المجل ــس خ ــال الفتـ ـرة‬ ‫الماضي ــة من ــذ اجتم ــاع فب اري ــر ه ــذا الع ــام وحت ــى اآلن‪ .‬وش ــكلت اللجنة‬ ‫التنفيذي ــة لجن ــة لتعدي ــل بعض مواد النظام االساس ــي والداخلي للمجلس‬ ‫لتع ــرض عل ــى الجمعي ــة العام ــة القادمة‪.‬‬

‫واملعهد القبطي للتدبري الكنيس‬

‫ت ــم ي ــوم األربع ــاء ‪ 28‬يولي ــو ‪2021‬م‪ ،‬بمق ــر بطريركي ــة األقب ــاط‬ ‫األرثوذك ــس باإلس ــكندرية‪ ،‬توقي ــع بروتوكول تعاون بي ــن البطريركية والمعهد‬ ‫القبط ــي للتدبي ــر الكنس ــي والتنمي ــة )‪ ،(COPTICAD‬لتطوير مفاهيم الفكر‬ ‫المؤسس ــي والتنم ــوي للعم ــل اإلداري والرع ــوي بالبطريركية‪ ،‬بما يتناس ــب مع‬ ‫خصوصي ــة الكنيس ــة القبطي ــة كمؤسس ــة روحي ــة تجته ــد ف ــي تقدي ــم خدماته ــا‬ ‫بأس ــاليب ممنهج ــة‪ ،‬إل ــى جان ــب تطوير العمل اإلداري بالديـ ـوان البطريركي‪.‬‬ ‫وق ــع البروتوك ــول ع ــن البطريركية القم ــص أب اَرم إميل وكي ــل البطريركية‬ ‫باإلس ــكندرية‪ ،‬بينم ــا وق ــع األس ــتاذ الدكت ــور مج ــدي لطي ــف الس ــندي عمي ــد‬ ‫المعه ــد القبط ــي للتدبي ــر الكنس ــي والتنمي ــة‪ ،‬ممث ـ ًـا للمعه ــد‪ .‬حض ــر توقي ــع‬ ‫البروتوكول القس بولس عوض س ــكرتير البطريركية باإلس ــكندرية واألس ــتاذ‬ ‫كيرل ــس دمي ــان مدي ــر الديـ ـوان البطريرك ــي‪ ،‬وبع ــض م ــن موظف ــي الديـ ـوان‬ ‫ـض م ــن أس ــاتذة المعه ــد القبطي‪.‬‬ ‫وبع ـ ٌ‬

‫الكنيسة تشارك يف حفل افتتاح‬ ‫مقر انليابة اإلدارية اجلديد‬

‫دير القديس ابلابا أثناسيوس‬ ‫بشمال رشق إجنلرتا‬

‫ش ــارك نياف ــة األنب ــا اكليمن ــدس‪ ،‬األس ــقف الع ــام لكنائ ــس قط ــاع ألماظ ــة‬ ‫ومدين ــة األم ــل وش ــرق مدين ــة نص ــر‪ ،‬بتكلي ــف م ــن قداس ــة الباب ــا تواضروس‬ ‫الثان ــي‪ ،‬ف ــي حف ــل افتت ــاح مق ــر مجم ــع النياب ــات اإلداري ــة الجدي ــد بالتجم ــع‬ ‫الخام ــس بالقاهـ ـرة‪ ،‬ال ــذي حضـ ـره المستش ــار عم ــر م ــروان وزي ــر الع ــدل‪،‬‬ ‫والمستش ــار عص ــام المنش ــاوي رئي ــس هيئ ــة النياب ــة اإلداري ــة‪ ،‬وممثل ــو ع ــدد‬ ‫م ــن الهيئ ــات والمؤسس ــات‪ .‬وأه ــدى المستش ــار عصام المنش ــاوي درع النيابة‬ ‫اإلداري ــة لنياف ــة األنب ــا اكليمن ــدس وع ــدد م ــن المش ــاركين ف ــي الحف ــل‪.‬‬

‫ق ــام نياف ــة األنب ــا أنتون ــي أس ــقف أيرلن ــدا وش ــمال ش ــرق إنجلتـ ـ ار ورئي ــس‬ ‫دي ــر القدي ــس الباب ــا أثناس ــيوس بش ــمال ش ــرق إنجلتـ ـرا‪ ،‬صب ــاح ي ــوم االثني ــن‬ ‫‪ ٩‬أغس ــطس ‪٢٠٢١‬م‪ ،‬برهبن ــة اره ــب جدي ــد للدي ــر وذل ــك بع ــد اجتي ــازه فتـ ـرة‬ ‫االختبار الرهباني المقررة‪ ،‬وحمل الراهب الجديد اس ــم الراهب دانيال س ــانت‬ ‫أثناس ــيوس‪ .‬كما تم قبول طالب رهبنة جديد باس ــم األخ أكس ــيوس ليبدأ فترة‬ ‫االختب ــار الرهبان ــي‪ .‬خال ــص تهانين ــا لنياف ــة األنب ــا أنتون ــي‪ ،‬ولل اره ــب داني ــال‬ ‫واألخ أكس ــيوس‪ ،‬ولمجم ــع اآلب ــاء رهب ــان الدي ــر وكهن ــة اإليبارش ــية‪ ،‬وس ــائر‬ ‫أفراد الش ــعب‪.‬‬

‫َّ َ َ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ ْ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫كن كال ِم ال يزول‪( ”.‬مىت ‪)٣٥ :٢٤‬‬ ‫“السماء واألرض تزوال ِن ول ِ‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫‪9‬‬


‫قطاع مدينة السالم واحلرفيني بالقاهرة‬ ‫إيبارشية أبنوب والفتح وأسيوط اجلديدة‬

‫ق ــام نياف ــة األنب ــا ل ــوكاس أس ــقف أبن ــوب والفت ــح وأس ــيوط الجدي ــدة‪ ،‬ي ــوم‬ ‫الخمي ــس ‪ 5‬أغس ــطس ‪2021‬م‪ ،‬ف ــي دي ــر الش ــهيد م ــار مين ــا بجب ــل أبن ــوب‪،‬‬ ‫برس ــامة خمس ــة من كهنة اإليبارش ــية في رتبة القمصية‪ ،‬وهم‪ )1( :‬القمص‬ ‫بنيامي ــن حن ــا فـ ـؤاد‪ )2( ،‬والقم ــص إيلي ــا حكي ــم س ــعيد‪ )3( ،‬والقمص موس ــى‬ ‫بولس جرجس‪ )4( ،‬والقمص رويس زاهر س ــليمان‪ )5( ،‬والقمص ش ــاروبيم‬ ‫حبي ــب موس ــى‪ .‬خال ــص تهانين ــا لنياف ــة األنب ــا ل ــوكاس‪ ،‬ولآلب ــاء القمامص ــة‬ ‫الج ــدد‪ ،‬ولمجم ــع اآلب ــاء كهنة اإليبارش ــية‪ ،‬وس ــائر أفراد الش ــعب‪.‬‬

‫قام نيافة األنبا مكس ــيموس‪ ،‬األس ــقف العام لقطاع كنائس مدينة الس ــام‬ ‫والحرفي ــن‪ ،‬صب ــاح ي ــوم الجمعة ‪ 30‬يوليو ‪2021‬م‪ ،‬بكنيس ــة الس ــيدة العذراء‬ ‫والقديس ــة مري ــم المصري ــة بمنطق ــة أهالين ــا ف ــي مدين ــة الس ــام‪ ،‬بس ــيامة (‪)1‬‬ ‫الش ــماس فوزي لبيب‪ )2( ،‬والش ــماس عزت رياض‪ ،‬بدرجة دياكون (ش ــماس‬ ‫كام ــل) للخدم ــة ب ــذات الكنيس ــة‪ .‬خال ــص تهانين ــا لنياف ــة األنب ــا مكس ــيموس‪،‬‬ ‫والدياكونيي ــن الج ــدد‪ ،‬ولآلباء كهنة الكنيس ــة‪ ،‬وس ــائر أفراد الش ــعب‪.‬‬

‫إيبارشية اإلسماعيلية‬

‫إيبارشية ببا والفشن وسمسطا‬ ‫ق ــام نياف ــة األنب ــا س ــارافيم أس ــقف اإلس ــماعيلية وتوابعه ــا‪ ،‬بس ــيامة‪:‬‬ ‫(‪ )١‬الش ــماس ع ــادل ف ــوزي‪ )٢( ،‬الش ــماس د‪ .‬س ــمير دمي ــان‪ ،‬ف ــي درج ــة‬ ‫الدياكوني ــة‪ ،‬وذل ــك ي ــوم األح ــد ‪ 25‬يولي ــو ‪٢٠٢١‬م‪ ،‬بكنيس ــة الس ــيدة الع ــذراء‬ ‫مري ــم باإلس ــماعيلية‪ ..‎‎‬خال ــص تهانين ــا لنياف ــة األنب ــا س ــارافيم‪ ،‬والدياكونيي ــن‬ ‫الج ــدد‪ ،‬ولمجم ــع اآلب ــاء كهن ــة اإليبارش ــية‪ ،‬وس ــائر أفـ ـراد الش ــعب‪.‬‬

‫إيبارشية بنسلفانيا وديالوير ومرييالند‬ ‫وويست فرجينيا‬

‫ق ــام نياف ــة األنب ــا اس ــطفانوس‪ ،‬أس ــقف بب ــا والفش ــن وسمس ــطا‪ ،‬برس ــامة‬ ‫أربع ــة م ــن اآلب ــاء كهن ــة اإليبارش ــية قمامص ــة كالتال ــي‪ )1( :‬القم ــص بيم ــن‬ ‫القم ــص أنط ــون كاه ــن كنيس ــة الش ــهيد أب ــي س ــيفين بفابريقة ببا‪ ،‬ي ــوم األحد‬ ‫‪ 13‬يوني ــو ‪2021‬م‪ )2( .‬القم ــص يعق ــوب ت ــادرس كاه ــن كنيس ــة الس ــيدة‬ ‫الع ــذراء بقري ــة بن ــي هاش ــم‪ ،‬مرك ــز بب ــا‪ )3( ،‬والقم ــص أبـ ـرآم وني ــس كاه ــن‬ ‫كنيس ــة القدي ــس األنب ــا أبـ ـرآم بعزب ــة غال ــي‪ ،‬مركز بب ــا‪ ،‬يوم األح ــد ‪ 18‬يوليو‬ ‫‪2021‬م‪ )4( .‬القم ــص باس ــيليوس ثاب ــت كاه ــن كنيس ــة القدي ــس مار مرقس‬ ‫ال ــكاروز بعزب ــة مرق ــس‪ ،‬مرك ــز ببا‪ ،‬ي ــوم األحد ‪ 25‬يولي ــو ‪2021‬م‪ .‬خالص‬ ‫تهانين ــا لنياف ــة األنب ــا اس ــطفانوس‪ ،‬ولآلباء القمامصة الج ــدد‪ ،‬ولمجمع اآلباء‬ ‫كهن ــة اإليبارش ــية‪ ،‬وس ــائر أفراد الش ــعب‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫ق ــام نياف ــة األنب ــا كاراس أس ــقف بنس ــيلفانيا وديالوي ــر وميريالند وويس ــت‬ ‫فرجيني ــا‪ ،‬ي ــوم األح ــد ‪ 8‬أغس ــطس ‪2021‬م‪ ،‬بكنيس ــة الس ــيدة الع ــذراء ف ــي‬ ‫بيتس ــبرج‪ ،‬بس ــيامة الخ ــادم مج ــدي حبيب ف ــي درجة دياكون (ش ــماس كامل)‬ ‫باس ــم دياك ــون مكس ــيموس‪ ،‬للخدم ــة بالكنيس ــة ذاته ــا‪ .‬خال ــص تهانين ــا لنيافة‬ ‫األنب ــا كاراس‪ ،‬وللدياك ــون مكس ــيموس‪ ،‬ولمجم ــع اآلب ــاء كهن ــة اإليبارش ــية‪،‬‬ ‫وس ــائر أفراد الش ــعب‪.‬‬

‫َ ُ َ ْ َ َّ‬ ‫َ ّ َ ََْ ُ َُْ َ​َ َُ​ُ‬ ‫ْ َ​َْ َ ََْ​َ‬ ‫“إِن دققت األحق ِف هاو ٍن بي الس ِمي ِذ ب ِ ِمدق‪ ،‬ال تبح عنه حاقته‪( ”.‬أمثال ‪)٢٢ :٢٧‬‬


‫عظة األربعاء ‪ ٢٨‬يوليو ‪٢٠٢١‬م من المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الكبرى باألنبا رويس بالقاهرة‬

‫ف ــي األصح ــاح الثالث من رس ــالة فيلبي‪ ،‬يبدأ الرس ــول‬ ‫ـر ي ــا ِإ ْخوِت ــي ا ْفرحـ ـوا ِف ــي ال ـ َّـر ِب»‪« .‬أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ًيرا»‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫بول ــس «أَخي ـ ًا َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫يري ــد أن ينق ــل لهم ه ــذه الحياة وهذا االختبار‪ ،‬ويوصل لهم‬ ‫كي ــف يعي ــش اإلنس ــان ف ــي المس ــيح ف ــي حي ــاة الف ــرح‪ .‬ف ــي‬ ‫جدا‪:‬‬ ‫ه ــذا الج ــزء يوج ــد ‪ 3‬كلمات هام ــة ً‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـر َي ــا إ ْخ َوت ــي»‪،‬‬ ‫يـــر يق ــول الرس ــول له ــم‪« :‬أَخي ـ ًا‬ ‫َخ ًا‬ ‫وكلم ــة «إخوت ــي» كررها ثالث مـ ـرات كنوع من االتضاع‪،‬‬ ‫أخ ــا لك ــم»‬ ‫وكأن ــه يق ــول‪« :‬أن ــا لس ــت مس ــتحًقا أن أك ــون ً‬ ‫هذهِ‬ ‫«كتَابـ ـ ُة ِ‬ ‫باعتب ــاره أن ــه ع ــرف المس ــيح متأخرا‪ .‬ويق ــول‪ِ :‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُم ـ ِ‬ ‫ـي ثَِقيَلـ ـ ًة» بمعن ــى أن ــه ال يوج ــد‬ ‫ـور ِإَل ْي ُك ـ ْـم َل ْي َس ـ ْـت َعَل ـ َّ‬ ‫األ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َما َل ُك ْم َف ِهي ُم َؤ ّمَن ٌة»‪،‬‬ ‫«وأ‬ ‫ح‪،‬‬ ‫بفر‬ ‫لكم‬ ‫أكتب‬ ‫أنا‬ ‫و‬ ‫ثقيل‬ ‫ـيء‬ ‫شـ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومؤمن ــة بمعن ــى أن ما أكتب ــه لكم هذا فيه أمانكم وحمايتكم‬ ‫ّ‬ ‫دائم ــا في أمان وكأنه محاط بيد المس ــيح‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫اإلن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ويج‬ ‫ً‬ ‫تذكر وأن ــت تق أر الرس ــالة أن تضع‬ ‫الت ــي تجل ــب ل ــه الف ــرح‪ّ .‬‬ ‫ف ــي ذهن ــك باس ــتمرار أن القدي ــس بول ــس موج ــود ويعي ــش‬ ‫ف ــي س ــجن‪ ،‬في ضي ــق وظلمة وانعدام حريت ــه وألم‪ ،‬واأليام‬ ‫ثقيل ــة علي ــه‪ ،‬ورغ ــم كل ه ــذا يكلمن ــا عن الف ــرح! وهذا يثبت‬ ‫داخلي ــا‪ .‬اإلنس ــان سـ ـواء‬ ‫خارجي ــا ب ــل‬ ‫ل ــك أن الف ــرح لي ــس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان ف ــي س ــجن أو غيـ ـره ف ــإن الف ــرح ف ــي داخله‪ ..‬المس ــيح‬ ‫ظ ُروا‬ ‫ظ ُروا اْل ـ ِـكالَ َب‪ْ .‬ان ُ‬ ‫ظُروا «اُْن ُ‬ ‫ال ــذي ف ــي داخل ــه‪ )2( ..‬اُْن ُ‬ ‫َفعَلـ ـ َة َّ‬ ‫ط ـ َـع (أه ــل القط ــع يقص ــد بهم أهل‬ ‫ظ ـ ُـروا اْلَق ْ‬ ‫الش ـ ِّـر‪ْ .‬ان ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ـ ُـروا اْل ــكالَ َب‪ ..‬كم ــا تعرف ــون ف ــي التاري ــخ‬ ‫الخت ــان)»‪ .‬اُْن ُ‬ ‫يقس ــمون الن ــاس لنوعين‪ :‬يهود وأمم‪،‬‬ ‫اليه ــودي كان اليه ــود ّ‬ ‫ولكنه ــم كانـ ـوا يطلق ــون على األمم لفظ الكالب‪ ،‬وما يش ــرح‬ ‫لك ــم ه ــذا المعن ــى بقرب أكث ــر قصة المـ ـرأة الكنعانية عندما‬ ‫قابل ــت المس ــيح وقال ــت ل ــه ابنت ــي مريض ــة ج ـ ًـدا‪ ،‬وكان رد‬ ‫المس ــيح عليه ــا بال ــكالم ال ــذي يقولونه اليهود وق ــال‪َ« :‬ل ْي َس‬ ‫ِ‬ ‫ط ـ َـرَح ِلْل ِكالَب»‪ ،‬وردت هي‬ ‫ين َوُي ْ‬ ‫َح َس ـ ًـنا أ ْ‬ ‫َن ُي ْؤ َخـ ـ َذ ُخ ْب ـ ُـز اْلَبن َ‬ ‫جدا –وكان كالم المس ــيح لها بمثابة امتحان‬ ‫علي ــه بلط ــف ً‬ ‫ْكل ِم ــن اْلُفتَ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـات‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫«و‬ ‫ـت‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫أو اختب ــار– وقا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ً َ ُ​ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ط ِم ْن َم ِائ َد ِة أ َْرَباِب َها»‪ .‬وهنا يقول بولس الرس ــول‬ ‫َّال ِذي َي ْسـ ـُق ُ‬ ‫إن اليه ــود م ــا ازلـ ـوا يقول ــون ع ــن األمميي ــن إنه ــم كالب‪،‬‬ ‫أيض ــا يقول ــون عنهم «َفعَل َة َّ‬ ‫الش ـ ِّـر»‪ ،‬والمقصود بهم الذين‬ ‫و ً‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫شركا ليقع‬ ‫أو‬ ‫ا‬ ‫فخاخ‬ ‫يصنعو‬ ‫الذين‬ ‫و‬ ‫الخطية‬ ‫في‬ ‫يعيشو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في ــه اإلنس ــان‪َ ،‬فعَلـ ـ َة َّ‬ ‫الش ـ ِّـر ب ــكل أنـ ـواع الش ــر‪ ،‬كم ــا نصلي‬ ‫َ‬ ‫ف ــي ص ــاة الش ــكر ونقول‪« :‬كل حس ــد كل تجربة كل فعل‬ ‫الش ــيطان ومؤامـ ـرات الناس األشـ ـرار قي ــام األعداء الخفيين‬ ‫ط َع» أي الذين‬ ‫ظ ُروا اْلَق ْ‬ ‫«ان ُ‬ ‫والظاهري ــن‪ »...‬انظ ــروا الثالث ــة ْ‬ ‫يؤمنون بقطع جزء من الجس ــد فيما ُيس ــمى بالختان‪ ،‬وهذه‬ ‫ه ــي العالم ــة الجس ــدية الموج ــودة ل ــدى اليه ــود ف ــي ه ــذا‬ ‫مارس‬ ‫الوق ــت‪ ،‬وكان الخت ــان هو الممارس ــة اليهودية التي تُ َ‬ ‫ل ــكل ذك ــر‪ ،‬وم ــن خالله ــا يصي ــر اإلنس ــان ف ــي رعوية بني‬ ‫اسـ ـرائيل‪ ،‬كان ــت ه ــذه عالم ــة االفتخ ــار لديه ــم‪ ،‬ولك ــن في‬ ‫المس ــيحية تح ـ ّـول الخت ــان إل ــى مفهوم ــه الروح ــي ومعن ــاه‬ ‫ظ ُروا‪..‬‬ ‫ظ ـ ُـروا‪ْ ..‬ان ُ‬ ‫الروح ــي إل ــى المعمودية‪ ...‬وهنا يكرر ْان ُ‬ ‫ظ ـ ُـروا‪ ،‬يقص ــد احترسـ ـوا أو تجنبوا أو الحظـ ـوا أو انتبهوا‪،‬‬ ‫ْان ُ‬ ‫كم ــا يكتبه ــا ألن ــه س ــيتكلم ع ــن نفس ــه اآلن ف ــي الضعف ــات‬ ‫الت ــي كان يحي ــا فيه ــا كما س ــنعرفها ف ــي التفصيل اآلتي‪...‬‬ ‫يق ــول ِ‬ ‫«ا ْف َر ُحـ ـوا ِفي ال ـ َّـر ِّب»‪ ،‬ونرى الناس يفرحون ألس ــباب‬ ‫كثيـ ـرة‪ ،‬ولكنن ــا نفرح لثالثة أس ــباب رئيس ــية‪:‬‬ ‫أول ســـبب هـــو أن هللا هـــو ضابط الـــكل‪ ،‬كل الحياة‬ ‫الت ــي ت اره ــا مضبوط ــة‪ ،‬الفل ــك والطبيع ــة الت ــي نحي ــا فيه ــا‪،‬‬ ‫الكواك ــب والش ــموس والنج ــوم وأرضن ــا‪ ،‬والزم ــن مضب ــوط‪،‬‬ ‫له ــذا تف ــرح ألن هللا يضب ــط كل ش ــيء‪ ،‬أي أنن ــا ال نحي ــا‬

‫كل ألن كل ش ــيء مضبوط‬ ‫في فوضى‪ ،‬أو الال ش ــيء‪ّ ..‬‬ ‫والحي ــاة تس ــير بنظ ــام‪ ،‬لي ــس فق ــط األش ــياء الكبيـ ـرة الت ــي‬ ‫أيض ــا أصغ ــر خلية في جس ــم اإلنس ــان بكل‬ ‫حولن ــا‪ ،‬ولك ــن ً‬ ‫تفاصيلها‪ .‬افرح ألن هللا ضابط كل ش ــيء‪ ،‬وأنت تحيا في‬ ‫ش ــيء منظ ــم وكل م ــا حول ــك منظم‪..‬‬ ‫الســـبب الثانـــي‪ :‬نفـــرح ألن إلهنـــا هـــو محـــب لـــكل‬ ‫البشـــر‪ ،‬يح ــب األبـ ـرار واألشـ ـرار‪ ،‬ويه ــب عطاي ــاه ل ــكل‬ ‫البش ــر‪ ،‬حت ــى الخط ــاة‪ ،‬فاهلل يحب اإلنس ــان كإنس ــان ولكن‬ ‫ال يح ــب خطيت ــه‪ ،‬وعندم ــا يج ــد هللا اإلنس ــان يصنع خطية‬ ‫يطي ــل أنات ــه علي ــه‪ ،‬وينتظـ ـره حت ــى يت ــوب ويرج ــع‪ ،‬وط ــول‬ ‫أن ــاة هللا ولطف ــه لي ــس له ــا ح ــدود‪ ،‬وكمثال الل ــص اليمين‪..‬‬ ‫نحن نحب هللا ألنه محب لكل البش ــر‪ ،‬واحترس أن تس ــمع‬ ‫لدس ــائس الش ــيطان ال ــذي يتكل ــم ف ــي أذن اإلنس ــان ويقول‪:‬‬ ‫ربن ــا ال يحب ــك‪ ،‬أو ربن ــا نس ــيك‪ ،‬أو العال ــم ال ــذي ب ــه أكث ــر‬ ‫م ــن ‪ 7‬ملي ــار م ــن البش ــر وأنت ما حجمك بالنس ــبة لهم وال‬ ‫يذك ــرك أب ـ ًـدا‪ ...‬هللا ينظ ــر ويعرف ويرعى ويحب ويس ــامح‬ ‫كل إنس ــان‪..‬‬ ‫الســـبب الثالـــث‪ :‬نحـــب هللا ألنـــه يهتـــم بأمورنـــا‪،‬‬ ‫ويعمـــل معنـــا‪ ،‬ويد هللا حاضـ ـرة في حياة اإلنس ــان‪ ،‬وتعمل‬ ‫ـر ننظ ــر لي ــد ربن ــا التي جعل ــت األمور‬ ‫م ــع اإلنس ــان‪ ،‬وكثي ـ ًا‬ ‫س ــهلة وتس ــير ُبيس ــر‪ .‬بول ــس الرس ــول وه ــو يش ــعر بمـ ـ اررة‬ ‫فرح ــا ألن عيني ــه القلبي ــة ‪-‬وليس الجس ــدية‪-‬‬ ‫الس ــجن‪ ،‬كان ً‬ ‫ت ــرى ي ــد هللا ال ــذي يعم ــل‪ ،‬وعمل هللا عم ــل واضح وجميل‪.‬‬ ‫دائم ــا وأن ــت‬ ‫له ــذه األس ــباب نحب ــك ي ــا رب ونحب ــك ً‬ ‫تنظ ــر إلين ــا وإل ــى كل مف ــردات حياتنا‪ ،‬وتق ــدم لنا هذا الفرح‬ ‫عل ــى ال ــدوام‪ ،‬له ــذا بولس الرس ــول يقولها بق ــوة ِ‬ ‫«ا ْف َر ُحوا ِفي‬ ‫ال ـ َّـر ِّب ُك َّل ِحي ـ ٍـن»‪ .‬يب ــدأ بول ــس الرس ــول الحدي ــث بمقارن ــة‬ ‫ـيح‬ ‫«نْفتَ ِخ ـ ُـر ِف ــي اْل َم ِس ـ ِ‬ ‫بي ــن أن ــه الي ــوم أصب ــح ف ــي المس ــيح َ‬ ‫ِ‬ ‫ع‪َ ،‬والَ َنتَّ ـ ِـك ُل َعَل ــى اْل َج َس ـ ِـد»‪ ،‬فيق ــول إن ــه إذا افتخ ــر‬ ‫َي ُس ــو َ‬ ‫أي يه ــودي بش ــيء فاألول ــى أن يفتخ ــر ه ــو باالمتي ــازات‬ ‫والمكاس ــب الس ــبعة والتي ربما ال تكون موجودة لدى آخر‬ ‫ف ــي اليه ــود‪ ،‬وه ــي‪ )١( :‬مخت ــون أي يه ــودي ِ‬ ‫صرف‪)٢( ،‬‬ ‫من جنس إسـ ـرائيل‪ )٣( ،‬من س ــبط بنيامين‪ )٤( ،‬عبراني‪،‬‬ ‫(‪ )٥‬فريس ــي‪ )٦( ،‬مضطه ــد الكنيس ــة‪ )٧( ،‬ب ــا ل ــوم م ــن‬ ‫جه ــة النام ــوس‪ ..‬أي أن ــه ال يوج ــد يه ــودي يس ــتطيع أن‬ ‫يضارع ــه ف ــي يهوديته‪ .‬لماذا يش ــرح لنا هذا كله بالرغم من‬ ‫أنن ــا انتهين ــا وأصبحن ــا ف ــي العهد الجديد؟ إن ــه يريد أن يقدم‬ ‫لن ــا ص ــورة ع ــن كي ــف كان ــت مكاس ــبه كثيـ ـرة ج ـ ًـدا‪ ،‬وعندما‬ ‫أحيانا يكون‬ ‫ع ــرف المس ــيح اعتب ــر ه ــذه المكاس ــب نفاي ــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اإلنس ــان بعي ـ ًـدا ع ــن ربن ــا وغارًق ــا ف ــي أش ــياء كثيـ ـرة‪ ،‬ربم ــا‬ ‫ف ــي مش ــروعات ربم ــا في مناصب مس ــئول عنه ــا أو غارًقا‬ ‫ف ــي أعم ــال كثيـ ـرة‪ ..‬ويش ــعر أن ــه ضائ ــع‪ ،‬وعندم ــا نتح ــدث‬ ‫مع ــه ع ــن الف ــرح يتعج ــب ويقول أين هو الف ــرح!!‪ ..‬بعد أن‬ ‫يع ـ ّـدد الس ــبعة امتي ــازات التي عنده‪ ،‬ويعتبرها س ــبعة أش ــياء‬ ‫يفتخ ــر به ــا ف ــي ناموس ــه ويهوديت ــه‪ ،‬انظ ــر انتقال ــه‪ِ ،‬‬ ‫«لك ـ ْـن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ــا َك ِ‬ ‫ـيح‬ ‫َج ـ ِـل اْل َم ِس ـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ان ل ــي ِرْب ًح ــا‪َ ،‬فهـ ـ َذا َق ـ ْـد َحس ـ ْـبتُ ُه م ـ ْـن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـارًة»‪ ،‬وهنا أريدك أن تنتبه لكلمة «حس ــبته» ويكررها‪،‬‬ ‫َخ َس ـ َ‬ ‫أي يوج ــد هن ــا حس ــاب‪ ،‬وه ــي كلم ــة مفتاحي ــة‪ ،‬ألنه ــا كلمة‬ ‫تنق ــل م ــن حال ــه وه ــو ف ــي اليهودي ــة‪ ،‬ث ــم ب ــدأ يعم ــل عملية‬ ‫حس ــاب وأثن ــاء ذل ــك وج ــد أن ه ــذا كأن ــه نفاي ــة‪ِ ،‬‬ ‫«لك ـ ْـن َم ــا‬ ‫ِ‬ ‫ان ِل ــي ِرْب ًح ــا (الس ــبعة الذي ــن ذكرته ــم)‪َ ،‬فهـ ـ َذا َق ـ ْـد َحس ـ ْـبتُ ُه‬ ‫َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاوي‬ ‫ـيئا)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫(ال‬ ‫ة‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫خ‬ ‫ـيح‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫َج‬ ‫أ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاب)‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫(ح‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ًَ‬ ‫ْ ْ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ضلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ــل َف ْ‬ ‫ـب ُك َّل َش ـ ْـيء أ َْي ً‬ ‫ـارةً م ْن أ ْ‬ ‫َب ـ ْـل إّن ــي أ ْ‬ ‫ض ــا َخ َس ـ َ‬ ‫َحس ـ ُ‬ ‫مع ِرَف ـ ِـة اْلم ِ‬ ‫ع َرِّب ــي»‪ .‬أي ــن امتيا ازت ــك ي ــا بول ــس؟‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ـيح‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫َُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬

‫فيقول‪« :‬بل ِإِّني أَح ِس ــب ُك َّل َش ــي ٍء أَيضا خس ـ ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫ـارًة م ْن أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ ً َ​َ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫َجِل ِه َخ ِس ـ ْـر ُت‬ ‫ض ِل َم ْع ِرَف ِة اْل َم ِس ـ ِ‬ ‫ـيح َي ُس ــو َ‬ ‫َف ْ‬ ‫ع َرّبِي‪ ،‬الذي م ْن أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـيح»‪..‬‬ ‫ُك َّل األ ْ‬ ‫َش ـ َـياء‪َ ،‬وأَ​َن ــا أ ْ‬ ‫َحس ـ ُـب َها ُنَف َايـ ـ ًة ل َك ـ ْـي أ َْرَب ـ َـح اْل َمس ـ َ‬ ‫وه ــذا ي ــا إخوت ــي م ــا يجي ــب على سـ ـؤال‪ :‬كيف ه ــو فرحان‬ ‫وه ــو ف ــي الس ــجن؟ كي ــف يكت ــب عن الف ــرح في الس ــجن؟!‬ ‫ه ــذا ه ــو العج ــب‪ ،‬ولك ــن ه ــذا ه ــو العج ــب ال ــذي نناله في‬ ‫َح ِس ـ ُـب َها ُنَف َايـ ـ ًة»‪ ،‬انتب ــه‬ ‫«وأَ​َن ــا أ ْ‬ ‫اإليم ــان بيس ــوع المس ــيح‪َ ...‬‬ ‫أن الفع ــل لي ــس ف ــي الماض ــي‪ ،‬الفع ــل هن ــا أصل ــه اليوناني‬ ‫ـس ِل ــي‬ ‫«وَل ْي ـ َ‬ ‫ف ــي الماض ــي المس ــتمر م ــع الزم ــن‪ .‬ويق ــول‪َ :‬‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫النام ـ ِ‬ ‫ـوس‪َ ،‬ب ِل َّال ـ ِـذي ِبِإيم ِ‬ ‫ـيح‪ ،‬اْلِب ُّر‬ ‫ان اْل َم ِس ـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ب ـ ّـرِي ال ــذي م ـِ َـن َّ ُ‬ ‫َّال ـ ِـذي ِم ـ َـن هللا ِب ِ‬ ‫يم ــان»‪ ،‬لي ــس إ ًذا الب ــر م ــن الناموس أو‬ ‫اإل‬ ‫َ‬ ‫كل كل هذه األش ــياء خارج‬ ‫أنن ــي عب ارن ــي أو فريس ــي أو‪ّ ..‬‬ ‫القي ــاس والحس ــاب‪ ،‬اآلن أوج ــد ف ــي الحي ــاة الجدي ــدة حي ــاة‬ ‫الف ــرح‪ ،‬وكان الرس ــول بول ــس يكت ــب وه ــو متهل ــل بالف ــرح‪،‬‬ ‫ولذل ــك ق ــال قبل أن يبدأ المقارن ــة‪« :‬أ ِ‬ ‫ير َيا ِإ ْخ َوِتي ا ْف َر ُحوا‬ ‫َخ ًا‬ ‫ِف ــي ال ـ َّـر ِّب»‪ ،‬وه ــي مقدم ــة اإلصح ــاح‪ ..‬وعندم ــا يق ــول‪:‬‬ ‫ع‪َ ،‬والَ َنتَّ ِك ُل َعَلى اْل َج َس ـ ِـد»‪ ،‬إياك‬ ‫«نْفتَ ِخ ُر ِفي اْل َم ِس ـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ـيح َي ُس ــو َ‬ ‫بأي ــة ص ــورة م ــن الص ــور أو أي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫الج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫ش ــكل م ــن األش ــكال‪ ،‬اتكال ــي وفرح ــي فق ــط ومعرفت ــي ه ــي‬ ‫في ش ــخص المس ــيح يس ــوع‪..‬‬ ‫به ــذه الص ــورة الجميل ــة يص ــل بن ــا إل ــى االختب ــار‬ ‫مثل‬ ‫الحقيق ــي‪ ،‬فعندم ــا نس ــمع عن ضيقات ف ــي العالم‪ ،‬أو ً‬ ‫في فترة انتش ــار الوباء بصورة كبيرة‪ ،‬كيف يكون اإلنس ــان‬ ‫فرح ــا؟ احف ــظ مع ــي (آية ‪ )١٠‬والت ــي يدّلل بها عن اإلجابة‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫امِت ـ ِـه‪َ ،‬و َش ـ ِـرَك َة‬ ‫الحقيقي ــة لس ــبب فرح ــه‪« :‬أل ْ‬ ‫َع ِرَف ـ ُـه‪َ ،‬وُق ـ َّـوَة قَي َ‬ ‫آالَ ِم ِه‪ُ ،‬متَ َش ـ ِّـب ًها ِب َم ْوِت ِه»‪ ،‬وهذه اآلية رباعية التركيب‪ ،‬مثل‬ ‫ـــه‪ :‬فيه ــا كل اليقين‬ ‫َع ِرَف ُ‬ ‫الصلي ــب م ــن أربع ــة أف ــرع‪ -1 :‬أل ْ‬ ‫وجها لوجه‪ ،‬وبعد هذه‬ ‫وكل التأكيد‪ ،‬عرف المس ــيح وقابله ً‬ ‫المقابل ــة جل ــس فترة خل ــوة كإعداد للخدمة‪ .‬ه ــذه المعرفة يا‬ ‫إخوت ــي ليس ــت معرف ــة الس ــمع ولك ــن معرفة ش ــخصية‪ .‬إذا‬ ‫س ــألتني ما الهدف من كل ممارس ــاتنا الروحية؟ فأجاوبك‪:‬‬ ‫َع ِرَف ـ ُـه»‪ ،‬حت ــى ت ــزداد صلت ــك‬ ‫كله ــا له ــا ه ــدف واح ــد «أل ْ‬ ‫وثقتك في ش ــخص الس ــيد المس ــيح‪ ،‬وهذه المعرفة نس ــميها‬ ‫المعرف ــة االختباري ــة‪ ،‬إنس ــان يختبر حضور المس ــيح معه‪.‬‬ ‫كل م ــا يعطي ــه العال ــم لن ــا ال يش ــبع نفوس ــنا أب ـ ًـدا‪ ،‬ألنن ــا‬ ‫س ــنأخذها ونس ــتهلكها وتنتهي‪ .‬أي ش ــيء مادي أو معنوي‬ ‫يعطيه العالم لإلنس ــان ال ُيش ــبعه‪ ..‬هذه المعرفة االختبارية‬ ‫تأت ــي‪ :‬أوًل بالصلـ ـوات وله ــذا كنيس ــتنا به ــا صلـ ـوات كثيـ ـرة‬ ‫ثاني ــا باإلنجي ــل‪ :‬فف ــي كل مـ ـرة تفت ــح اإلنجي ــل تتقابل‬ ‫ج ـ ًـدا‪ً ،‬‬ ‫م ــع المس ــيح ش ــخصيًّا فتعرف ــه أكث ــر‪ ،‬وبالممارس ــة الروحية‬ ‫الت ــي نمارس ــها م ــن خ ــال االعتـ ـراف والتن ــاول واألسـ ـرار‪،‬‬ ‫وه ــذا كل ــه يس ــاعدك لنع ِرَف ــه‪ -2 .‬وُق َّوَة ِقيام ِت ِ‬ ‫ـــه‪ :‬إذا أردنا‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ـبها بموته‪،‬‬ ‫ترتيب كلمات اآلية س ــنقول‪ :‬ش ــركة آالمه‪ ،‬متش ـ ً‬ ‫كل! بولس الرس ــول عم ــل تبديل لتلك‬ ‫وق ــوة قيامت ــه‪ ،‬ولكن ّ‬ ‫األركان األربع ــة‪( :‬ألَع ِرَف ــه) ث ــم (ُق ـ َّـوَة ِ‬ ‫امِت ِه) مباشـ ـرة! قوة‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫القيام ــة المجي ــدة الت ــي نحتف ــل به ــا باس ــتمرار ونحي ــا به ــا‪.‬‬ ‫ـــرَك َة آالَ ِم ِ‬ ‫‪َ -3‬و َش ِ‬ ‫ـــه‪ :‬ش ــركة اآلالم الت ــي م ــن أجل ــك ُنمات‬ ‫كل النه ــار‪ .‬بول ــس الرس ــول وه ــو ف ــي الس ــجن ف ــي ش ــركة‬ ‫آالم‪ ،‬كم ــا تأملن ــا ف ــي األصح ــاح األول ف ــي آي ــة رق ــم ‪:٢٩‬‬ ‫ِ‬ ‫ط‪،‬‬ ‫َج ِل اْل َم ِس ـ ِ‬ ‫َن تُ ْؤ ِمُنـ ـوا ِب ِه َفَق ْ‬ ‫ـيح الَ أ ْ‬ ‫ـب َل ُك ـ ْـم أل ْ‬ ‫«ألََّن ـ ُـه َق ـ ْـد ُوه ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َجل ــه»‪ .‬ش ــركة اآلالم‪ ،‬التأل ــم م ــع‬ ‫ض ــا أ ْ‬ ‫َب ـ ْـل أ َْي ً‬ ‫َن تَتَأَل ُمـ ـوا أل ْ‬ ‫ـــبها ِبموِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـــه‪ :‬كأن ــي أموت مع المس ــيح‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪-4‬‬ ‫ـيح‪.‬‬ ‫المس ـ‬ ‫َ‬ ‫َُ ّ ً َ ْ‬ ‫ف ــي الخدم ــة‪ ،‬كما قال أحد القديس ــين‪ :‬رائحة عرق الصالة‬ ‫أزك ــى م ــن كل البخ ــور‪ ،‬كأن ــك تق ــف تصل ــي وعرق ــك ف ــي‬ ‫الص ــاة والمطاني ــات‪ ،‬ف ــإن ه ــذا الع ــرق رائحت ــه أجم ــل من‬ ‫رائح ــة البخ ــور‪َ« .‬لعِّلـــي أَبُلـــ ُغ ِإَلـــى ِقيام ِة األَمـــو ِ‬ ‫ات» وهنا‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫يتكل ــم ع ــن ش ــكل م ــن أش ــكال لغ ــة التواض ــع الت ــي يحياها‬ ‫القدي ــس ف ــي حياته‪.‬‬

‫يعطين ــا مس ــيحنا أن نحي ــا ف ــي ه ــذا الف ــرح ونتذوقه‬ ‫ونمارس ــه ونش ــعر ب ــه في حياتنا‪ ،‬وحال ــة الفرح واختبار‬ ‫الف ــرح ال ــذي يقدم ــه بول ــس الرس ــول ف ــي ه ــذه الرس ــالة‬ ‫نحي ــاه ونفهمه‪...‬‬ ‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫َ ْ َ َ​َ َ َ​َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫تض مِنك فال ترده‪( ”.‬مىت ‪)٤٢ :٥‬‬ ‫“من سألك فأع ِط ِه‪ ،‬ومن أراد أن يق ِ‬

‫‪11‬‬


‫حمافظ الغربية يزرو‬

‫كنيسة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود‬

‫االنب ــا ويص ــا مطـ ـران البلين ــا‪ ،‬و ٔ‬ ‫أصح ــاب النياف ــة‪ٔ :‬‬ ‫االنب ــا مرقس مطران ش ــب ار‬ ‫االنب ــا ديمتري ــوس أ س ــقف مل ــوي‪ ،‬و ٔ‬ ‫الخيم ــة‪ ،‬و ٔ‬ ‫االنب ــا أغابي ــوس أ س ــقف دي ــر‬ ‫االنبا توماس أ س ــقف القوصية ومير‪ ،‬و ٔ‬ ‫مواس ودلجا‪ ،‬و ٔ‬ ‫االنبا غبريال أس ــقف‬ ‫االنبا إس ــطفانوس أ س ــقف ببا والفشن وسمسطا‪ ،‬و ٔ‬ ‫بني س ــويف‪ ،‬و ٔ‬ ‫االنبا إسحق‬ ‫االنبا بيجول أ س ــقف و ٔرييس دير المحرق‪ ،‬و ٔ‬ ‫أ س ــقف طما‪ ،‬و ٔ‬ ‫االنبا أ رس ــانيوس‬ ‫ثاوفيل ــس أ س ــقف منفل ــوط‪ ،‬و ٔ‬ ‫أ س ــقف الـ ـوادي الجدي ــد‪ ،‬و ٔ‬ ‫االنب ــا مت ـ ٔـاوس‬ ‫االنب ــا ٔ‬ ‫أ س ــقف ورئي ــس دي ــر الس ــيدة الع ــذراء بجب ــل إخميم‪ ،‬و ٔ‬ ‫االنب ــا فيلوباتير أ س ــقف‬ ‫أ ب ــو قرق ــاص وتوابعه ــا‪ ،‬و ٔ‬ ‫االنبا فام أ س ــقف ش ــرق المنيا‪.‬‬

‫كرنفال «تشدد وتشجع»‬ ‫لشباب األرسات اجلامعية واملغرتبني‬ ‫ق ــام محاف ــظ الغربي ــة الدكتور طارق رحمي‪ ،‬ونائب ــه الدكتور أحمد عطا‪،‬‬ ‫يرافقهما عدد من أعضاء البرلمان‪ ،‬مساء يوم األربعاء ‪ 28‬يوليو ‪2021‬م‪،‬‬ ‫بزي ــارة كنيس ــة الس ــيدة الع ــذراء والش ــهيد أبان ــوب النهيس ــي بس ــمنود‪ ،‬لتقدي ــم‬ ‫التهنئ ــة بعي ــد الش ــهيد أبان ــوب النهيس ــي الذي تحتفل به الكنيس ــة القبطية يوم‬ ‫‪ ٢٤‬أبي ــب المواف ــق ‪ ٣١‬يولي ــو‪ .‬وكان ف ــي اس ــتقبالهم القم ــص أبان ــوب لويس‬ ‫والق ــس بيش ــوي القمص أبانوب كاهنا الكنيس ــة‪.‬‬

‫نيافة األنبا تادرس يستقبل‬ ‫مطران الالتني يف مرص‬

‫نظمت لجنة مهرجان األسـ ـرات الجامعية التابعة ألس ــقفية الش ــباب‪ ،‬يوم‬ ‫نفال للشباب‬ ‫الجمعة ‪ 30‬يوليو ‪2021‬م‪ ،‬في بيت الكرمة بوادي النطرون‪ ،‬كر ً‬ ‫والش ــابات م ــن األسـ ـرات الجامعي ــة والمغتربي ــن‪ ،‬بحضور نيافة األنب ــا رافائيل‬ ‫األس ــقف الع ــام لكنائ ــس قط ــاع وس ــط القاهرة‪ .‬وج ــاء الكرنفال بعنوان «تش ــدد‬ ‫وتش ــجع»‪ .‬تضم ــن الي ــوم فقـ ـرات فنية متنوع ــة منها عروض ك ــوراالت وفنون‬ ‫تش ــكيلية وغيره ــا‪ ،‬وكلم ــات ألقاها عدد من الش ــخصيات العامة الحاضرة‪.‬‬

‫تطوير دور اإليواء يف اجتماع‬ ‫جلنة اتلنمية االجتماعية‬ ‫اس ــتقبل نياف ــة األنب ــا ت ــادرس مطران بورس ــعيد‪ ،‬مس ــاء ي ــوم الخميس ‪٢٩‬‬ ‫يولي ــو ‪٢٠٢١‬م‪ ،‬بمق ــر المطراني ــة‪ ،‬نياف ــة المطـ ـران كالودي ــو لو ارت ــي مطـ ـران‬ ‫الالتي ــن بمص ــر‪ ،‬يرافق ــه ع ــدد من أعض ــاء الكنيس ــة الالتينية‪ .‬حض ــر اللقاء‬ ‫ع ــدد م ــن اآلب ــاء كهن ــة بورس ــعيد‪ .‬وف ــي ختام الزي ــارة قدم نياف ــة األنبا تادرس‬ ‫هدي ــة تذكاري ــة لضيفه‪.‬‬

‫افتتاح مغارة دير السيدة العذراء بدرنكة‬ ‫بعد جتديدها‬

‫ت ــم ي ــوم األح ــد األول م ــن أغس ــطس ‪٢٠٢١‬م‪ ،‬افتت ــاح مغارة دير الس ــيدة‬ ‫الع ــذراء األثري ــة بدرنك ــة بع ــد تجديده ــا مع االحتفاظ بطابعها األثري‪ .‬ش ــارك‬ ‫باالفتتاح من أحبار الكنيس ــة‪ ،‬إلى جانب نيافة األنبا يوأنس أس ــقف أس ــيوط‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫عق ــد نياف ــة األنبا آنجيلوس األس ــقف العام لكنائس قطاع ش ــب ار الش ــمالية‬ ‫ومقرر اللجنة المجمعية الفرعية لخدمة إخوة المس ــيح األصاغر‪ ،‬المس ــئولة‬ ‫اجتماع ــا بكنيس ــة‬ ‫ع ــن بي ــوت اإليـ ـواء‪ ،‬ي ــوم الس ــبت ‪ 7‬أغس ــطس ‪2021‬م‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الس ــيدة الع ــذراء والقدي ــس الباب ــا كيرل ــس بأغاخ ــان بش ــبرا‪ ،‬حضـ ـره ع ــدد م ــن‬ ‫اآلب ــاء الكهن ــة واألراخنة وأعض ــاء مجالس إدارات بعض دور الرعاية‪ ،‬حيث‬ ‫تم ــت مناقش ــة كيفي ــة تطوير وتنمي ــة دور اإليواء‪.‬‬ ‫ونت ــج ع ــن االجتم ــاع االتف ــاق عل ــى عم ــل كورس ــات متع ــددة لمجال ــس‬ ‫اإلدارات وش ــباب وخريجي الدور إلى جانب العاملين والمشـ ـرفين بها وكذلك‬ ‫األطفال النزالء بالدور المختلفة من أجل رفع مس ــتوى األداء للمس ــاهمة في‬ ‫بعيدا ع ــن الجوانب‬ ‫تحس ــين الخدم ــة واالرتق ــاء بالمس ــتوى الروح ــي والخدمي ً‬ ‫اإلداري ــة‪ .‬واتف ــق المجتمع ــون عل ــى تكري ــس ش ــعار «نس ــاعد وال ندير»‪ .‬كما‬ ‫ج ــرى االتف ــاق عل ــى عم ــل لق ــاء آخر عق ــب صوم الس ــيدة العذراء‪ ،‬لمناقش ــة‬ ‫ه ــذه التفاصي ــل م ــع اإلداريين ب ــدور اإليواء‪.‬‬

‫ً‬ ‫ال تكن ديانا لغريك‪ ،‬ألن لك واحد منا سيعطي إجابة عن أعماهل‪ .‬وأنت سوف ال تعطي إجابة عن أعمال غريك‪( .‬ما إفرام الرسياين)‬


‫لقاء الشباب القبطي بأسرتايلا عرب ‪ZOOM‬‬

‫نظم ــت إيبارش ــيتا س ــيدني وملب ــورن ي ــوم االثنين ‪ ٢‬أغس ــطس ‪٢٠٢١‬م‪،‬‬

‫ـاء للش ــباب حضـ ـره م ــا يق ــرب م ــن ‪ ٩٠٠‬ش ــاب وش ــابة من جمي ــع أنحاء‬ ‫لق ـ ً‬

‫أس ــتراليا ونيوزيلن ــدا وج ــزر المحي ــط اله ــادي‪ ،‬وذل ــك م ــن خ ــال تطبي ــق‬ ‫‪ ZOOM‬عب ــر ش ــبكة اإلنترن ــت‪ .‬حمل اللق ــاء عنوان «الرجاء في الرب»‪،‬‬

‫وحاض ــر في ــه نياف ــة األنب ــا آنجيل ــوس أس ــقف لن ــدن‪ ،‬ال ــذي أك ــد خ ــال‬ ‫المحاضـ ـرة عل ــى أن ــه عندم ــا يك ــون هن ــاك الكثي ــر م ــن التغيي ــر م ــن حولن ــا‬

‫بس ــبب وب ــاء )‪ (COVID 19‬فيج ــب علين ــا ترس ــيخ أنفس ــنا عل ــى القاع ــدة‬

‫الثابت ــة الوحي ــدة الت ــي نعرفه ــا وه ــي‪ :‬هللا!‬

‫نيافة األنبا فيلوباتري مع جممع الكهنة‬ ‫يف زيارة إليبارشية املنيا‬

‫اس ــتقبل نيافة األنبا مكاريوس أس ــقف المنيا‪ ،‬يوم ‪ 9‬أغس ــطس ‪2021‬م‬

‫نياف ــة األنب ــا فيلوباتي ــر أس ــقف أبو قرق ــاص وتوابعها‪ ،‬وبرفقت ــه مجمع اآلباء‬ ‫كهن ــة أب ــو قرق ــاص‪ ،‬والذين حضروا لزيارة مزار المتنيح األنبا أرس ــانيوس‪،‬‬

‫مطـ ـران المني ــا وأبو قرقاص السابـ ـ ـ ـ ـ ــق‪ ،‬بمناسبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى السنوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫الثالث ــة لنياحته‪..‬‬

‫القمص تيموثاوس ميالد‬ ‫شيخ كهنة إيبارشية سوهاج‬

‫رق ــد ف ــي ال ــرب بش ــيخوخة صالح ــة‪ ،‬ي ــوم األربع ــاء ‪ ٤‬أغس ــطس‬ ‫‪٢٠٢١‬م‪ ،‬القمـــص تيموثـــاوس ميـــاد‪ ،‬كاه ــن كنيس ــة رئي ــس المالئك ــة‬ ‫ميخائي ــل بس ــوهاج‪ ،‬وش ــيخ كهن ــة إيبارش ــية س ــوهاج والمنش ــاة والم ارغ ــة‪،‬‬ ‫عام ــا‪ ،‬قض ــى منه ــا م ــا يق ــارب ‪ ٥٢‬ف ــي خدم ــة‬ ‫ع ــن عم ــر تج ــاوز ‪ً ٩٢‬‬ ‫الكهن ــوت‪ .‬أُقيم ــت صلـ ـوات تجنيـ ـزه في التاس ــعة من مس ــاء الي ــوم التالي‪،‬‬ ‫ف ــي كنيس ــة الش ــهيد م ــار جرج ــس بمق ــر المطراني ــة‪ ،‬بحضور نياف ــة األنبا‬ ‫باخوم أس ــقف اإليبارش ــية‪ ،‬وأصحاب النيافة‪ :‬األنبا ويصا مطران البلينا‪،‬‬ ‫واألنب ــا مرقوري ــوس أس ــقف جرج ــا‪ ،‬واألنب ــا مت ــاؤس أس ــقف ورئي ــس دي ــر‬ ‫الس ــيدة الع ــذراء بجب ــل إخمي ــم‪ ،‬ووف ــود من اآلباء كهن ــة إيبارش ــيات البلينا‬ ‫وجرج ــا وإخمي ــم ورهب ــان م ــن أديرة الس ــيدة الع ــذراء بجبل إخمي ــم والقديس‬ ‫األنبا ش ــنوده بس ــوهاج واألنبا توماس بس ــاقلته‪ ،‬سوهاج‪ ،‬إلى جانب اآلباء‬ ‫نظر‬ ‫وس ــمح بمشاركة شعبية محدودة ًا‬ ‫كهنة س ــوهاج وأسـ ـرة األب المتنيح‪ُ ،‬‬ ‫للظ ــروف الحالي ــة‪ُ .‬وِل ــد األب المتني ــح ف ــي ‪ ١٦‬فب اري ــر ‪١٩٢٩‬م‪ ،‬وس ــيم‬ ‫كاهن ــا ي ــوم ‪ ٦‬س ــبتمبر ‪١٩٦٩‬م‪ِ ُ ،‬‬ ‫قمص ــا ف ــي ‪ ٦‬يوني ــو ‪١٩٧٦‬م‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ورس ــم ً‬ ‫بي ــد المتني ــح األنب ــا أنطونيوس مطران س ــوهاج الس ــابق‪ ،‬وركز في خدمته‬ ‫الكهنوتي ــة عل ــى خدم ــة التعلي ــم الت ــي ك ــرس له ــا حيات ــه‪ ،‬وت ــرك عالم ــات‬ ‫ب ــارزة ف ــي د ارس ــة الكت ــاب المق ــدس وخدم ــة التعليم وإع ــداد وتدريب أجيال‬ ‫عديدة من الخدام والكهنة والرهبان‪ .‬أس ــس جمعية «جنود المس ــيح» عام‬ ‫لح ــا لتقدي ــم التعلي ــم الكنس ــي‬ ‫‪١٩٤٦‬م‪ ،‬بع ــد أن وج ــد أن هن ــاك‬ ‫احتياج ــا ُم ًّ‬ ‫ً‬ ‫ف ــي م ارك ــز وق ــرى س ــوهاج إل ــى جان ــب المدين ــة‪ .‬وأطل ــق خدم ــة فص ــول‬ ‫إعداد الخدام بس ــوهاج في خمس ــينيات القرن الماضي‪ ،‬وتربت على يديه‬ ‫أجي ــال عدي ــدة مم ــن خدمـ ـوا بالكنيس ــة في جمي ــع أنحاء مص ــر وخارجها‪.‬‬ ‫عق ــد أول اجتم ــاع لد ارس ــة الكت ــاب المق ــدس ف ــي س ــوهاج ع ــام ‪١٩٦٨‬م‪،‬‬ ‫ـبوعيا‪ ،‬األول‬ ‫ث ــم ص ــار يش ــرح أس ــفار الكت ــاب المق ــدس ف ــي اجتماعي ــن أس ـ ً‬ ‫ف ــي كنيس ــة الش ــهيد م ــار جرج ــس بس ــوهاج والثان ــي بكنيس ــة الس ــيدة الع ــذراء‬ ‫كامل عدة مرات خالل فترة‬ ‫بسوهاج‪ ،‬حتى أنه شرح وفسر الكتاب المقدس ً‬ ‫خدمت ــه بش ــكل منتظ ــم ل ــم ينقط ــع إال مع توق ــف االجتماعات بس ــبب فيروس‬ ‫كورونا‪ .‬أس ــس االجتماعات المتخصصة في س ــوهاج مثل (اجتماع الش ــباب‬ ‫ اجتم ــاع الس ــيدات ‪ -‬اجتم ــاع األطب ــاء‪ ...‬إل ــخ)‪ .‬أس ــس خدم ــة «أبن ــاء‬‫الكت ــاب المق ــدس» الت ــي تعن ــي بد ارس ــة أس ــفار العهدين وتقدي ــم محتوى كلمة‬ ‫هللا بأش ــكال متنوع ــة ف ــي فعالي ــة تقام مرتين كل عام بعنوان «أس ــبوع الكتاب‬ ‫المق ــدس»‪ .‬ش ــملته قـ ـ اررات االعتق ــال الش ــهيرة الصادرة في س ــبتمبر ‪١٩٨١‬م‬ ‫فظ ــل ق ارب ــة س ــتة أش ــهر بعي ـ ًـدا ع ــن كنيس ــته‪ .‬ظ ــل يخ ــدم بال كل ــل حتى بعد‬ ‫أن تج ــاوز التس ــعين م ــن عمـ ـره‪ ،‬واس ــتمر ف ــي تفس ــير الكتاب المق ــدس بفكر‬ ‫متجدد‪ ،‬كما ظل ملتصًقا بالمذبح حتى أش ــهر قليلة قبل أن يعوقه المرض‪.‬‬ ‫خالـــص تعازينا لنيافة األنبا باخوم أســـقف إيبارشـــية ســـوهاج والمنشـــاة‬ ‫والمراغـــة‪ ،‬ولآلباء كهنة اإليبارشيــــــــــة‪ ،‬وألسرتــــــــه المباركة وكل محبيه‪.‬‬

‫القمص مينا ميخائيل‬ ‫شيخ كهنة إيبارشية أطفيح‬

‫رق ــد ف ــي ال ــرب بش ــيخوخة صالحة يوم االثنين ‪ ٩‬أغس ــطس ‪٢٠٢١‬م‪،‬‬ ‫القمـــص مينـــا ميخائيـــل كاه ــن كنيس ــة الش ــهيد م ــار مين ــا بقرية الشـ ـرفا‪،‬‬ ‫مركز الصف التابعة إليبارش ــية أطفيح‪ ،‬عن عمر تجاوز ‪ ٨٣‬س ــنة بعد‬ ‫خدم ــة كهنوتي ــة بلغ ــت ‪ ٥٠‬س ــنة‪ُ .‬وِل ــد األب المتني ــح بدي ــرب نج ــم ف ــي ‪٣‬‬ ‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫الكالم عن اهلل يشء عظيم‪ ،‬إال أن تنقية ذواتنا ألجل اهلل يشء أعظم‪( .‬القديس غريغوريوس الالهويت)‬

‫‪13‬‬


‫كاهن ــا عل ــى كنيس ــة المالك والش ــهيد مار جرجس‬ ‫يولي ــو ‪١٩٣٨‬م‪ ،‬وس ــيم ً‬ ‫بدي ــرب نج ــم بي ــد المتني ــح األنب ــا تيموث ــاوس مطـ ـران الدقهلي ــة ودمي ــاط‬ ‫األس ــبق ي ــوم ‪ ٢٩‬أغس ــطس ع ــام ‪١٩٦١‬م‪ .‬خ ــدم ف ــي مطراني ــة أمدرم ــان‬ ‫بالس ــودان م ــن ع ــام ‪١٩٨٨‬م وحت ــى ‪١٩٩١‬م‪ ،‬ث ــم ع ــاد إل ــى مصر وخدم‬ ‫ف ــي دي ــر اآلب ــاء الرس ــل بأطفي ــح وقت أن كان ج ــزًءا من إيبارش ــية الجيرة‬ ‫وذل ــك ف ــي عه ــد المتني ــح األنب ــا دوماديوس مطـ ـران الجيزة الس ــابق‪ ،‬انتقل‬ ‫بعده ــا إل ــى كنيس ــة القدي ــس البابا كيرل ــس بالجزيرة الش ــقرة‪ ،‬مركز الصف‬ ‫م ــن ‪٢٠٠٢‬م إل ــى أواخ ــر ع ــام ‪٢٠١٢‬م‪ ،‬ثم خدم عدة ش ــهور في كنيس ــة‬ ‫الع ــذراء بأس ــكر‪ ،‬مرك ــز الص ــف ع ــام ‪٢٠١٣‬م ليس ــتقر بعدها في كنيس ــة‬ ‫الش ــهيد م ــار مينا بقرية الش ــرفا حتى نياحته‪ .‬وأقيم ــت صلوات تجنيزه في‬ ‫مس ــقط أرس ــه‪ ،‬وذل ــك بكنيس ــة الش ــهيد م ــار جرج ــس بدي ــرب نج ــم التابع ــة‬ ‫إليبارش ــية مي ــت غم ــر ودق ــادوس ف ــي الرابع ــة م ــن مس ــاء الي ــوم ذات ــه‪،‬‬ ‫وصل ــى صلـ ـوات التجني ــز صاحب ــا النياف ــة‪ :‬األنب ــا صلي ــب أس ــقف مي ــت‬ ‫غمر ودقادوس وبالد الش ــرقية‪ ،‬واألنبا زوس ــيما أس ــقف أطفيح وتوابعها‪،‬‬ ‫مقدما خالص‬ ‫وع ــدد م ــن اآلب ــاء كهن ــة اإليبارش ــيتين‪ .‬ونعاه قداس ــة الباب ــا ً‬ ‫العـ ـزاء لنياف ــة األنب ــا زوس ــيما ومجم ــع كهن ــة اإليبارش ــية وأسـ ـرته وش ــعب‬ ‫كنيس ــته‪ .‬خال ــص تعازين ــا لنياف ــة األنب ــا زوس ــيما أس ــقف إيبارش ــية أطفي ــح‬ ‫وتوابعه ــا‪ ،‬ولآلب ــاء كهن ــة اإليبارش ــية‪ ،‬وألسـ ـرته المبارك ــة وكل محبيه‪.‬‬

‫القمص يونان رزق‬ ‫بإيبارشية شب ار الخيمة‬

‫رق ــد ف ــي ال ــرب‪ ،‬ي ــوم األح ــد األول م ــن أغس ــطس ‪2021‬م‪ ،‬القمـــص‬ ‫يونـــان رزق‪ ،‬كاه ــن كنيس ــة الش ــهيد مار جرج ــس والقديس األنبا ش ــنوده‬ ‫بش ــب ار الخيمة‪ ،‬التابعة إليبارش ــية ش ــب ار الخيمة‪ ،‬عن عمر ناهز ‪ ٦٦‬سنة‪،‬‬ ‫قض ــى منه ــا م ــا يزي ــد ع ــن ‪ ٣٠‬ف ــي خدم ــة الكهن ــوت‪ُ .‬وِل ــد األب المتني ــح‬ ‫ورِس ــم‬ ‫ف ــي ‪ ٧‬نوفمب ــر ‪١٩٥٦‬م‪ ،‬وس ــيم ً‬ ‫كاهن ــا ي ــوم ‪ ٢٧‬يناي ــر ‪١٩٩١‬م‪ُ ،‬‬ ‫ف ــي رتب ــة القمصي ــة ف ــي ‪ ١٨‬يناي ــر ‪٢٠٠٣‬م‪ .‬خالص تعازين ــا لنيافة األنبا‬ ‫مرقس مطران إيبارش ــية ش ــب ار الخيمة‪ ،‬ولآلباء كهنة اإليبارش ــية‪ ،‬وألسـ ـرته‬ ‫المبارك ــة وكل محبيه‪.‬‬

‫القس بطرس ويلم‬

‫كاهن الكنيسة المرقسية باألزبكية‬ ‫رق ــد ف ــي ال ــرب ف ــي س ــاعة متأخرة من مس ــاء يوم األربع ــاء ‪ 28‬يوليو‬ ‫‪2021‬م‪ ،‬القـــس بطـــرس وليم كاه ــن الكنيس ــة المرقس ــية باألزبكية‪ ،‬بعد‬ ‫صـ ـراع طوي ــل م ــع المرض‪ ،‬عن عمر بلغ ‪ ٥٣‬س ــنة‪ ،‬بع ــد خدمة كهنوتية‬ ‫امت ــدت ألكث ــر م ــن عشـ ـرين س ــنة‪ .‬والق ــس بط ــرس ولي ــم م ــن موالي ــد ‪٥‬‬ ‫كاهنا يوم ‪ ٣‬يونيو ‪٢٠٠١‬م‪ .‬وأقيمت صلوات‬ ‫أغس ــطس ‪١٩٦٨‬م‪ ،‬وس ــيم ً‬ ‫تجنيـ ـزه بكنيس ــته ف ــي الواح ــدة م ــن بع ــد ظه ــر الي ــوم التال ــي‪ ،‬وش ــارك ف ــي‬ ‫الصلـ ـوات م ــن أحب ــار الكنيس ــة أصح ــاب النياف ــة‪ :‬األنبا رافائيل األس ــقف‬ ‫الع ــام لقط ــاع كنائ ــس وس ــط القاهـ ـرة‪ ،‬واألنب ــا مارتي ــروس األس ــقف الع ــام‬ ‫لقطاع كنائس ش ــرق الس ــكة الحديد بالقاهرة‪ ،‬واألنبا إرميا األس ــقف العام‪،‬‬ ‫واألنب ــا صليب أس ــقف مي ــت غمر ودقادوس وبالد الش ــرقية‪ ،‬واألنبا مقار‬ ‫أس ــقف الش ــرقية والعاش ــر م ــن رمض ــان‪ ،‬وع ــدد كبي ــر م ــن اآلب ــاء الكهن ــة‬ ‫والرهب ــان‪ ،‬وخ ــورس شمامس ــة الكنيس ــة المرقس ــية باألزبكي ــة وش ــعبها‪.‬‬ ‫خال ــص تعازين ــا لنياف ــة األنب ــا رافائيل األس ــقف العام لقطاع كنائس وس ــط‬ ‫القاهـ ـرة‪ ،‬ولآلب ــاء كهن ــة القط ــاع‪ ،‬وألسـ ـرته المبارك ــة وكل محبيه‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫‪metropolitanpakhom@yahoo.com‬‬

‫ت ــرد قص ــة ش ــفاء نعم ــان السـ ـرياني‬ ‫رئي ــس جي ــش ملك آرام في س ــفر الملوك‬ ‫الثان ــي األصح ــاح الخام ــس‪ .‬القص ــة‬ ‫تش ــرح كيف تكلمت فت ــاة يهودية صغيرة‬ ‫في أذني سيدتها زوجة الرجل األبرص‪،‬‬ ‫ودّلته ــا أن ش ــفاء زوجه ــا مت ــاح عل ــى يد‬ ‫أليش ــع النبي الذي في الس ــامرة‪ .‬وتستمر‬ ‫القص ــة لتحك ــي كي ــف ذهب نعم ــان إلى‬ ‫مل ــك إسـ ـرائيل‪ ،‬ومن ــه إل ــى أليش ــع النب ــي‬ ‫الذي أوصاه ان يغتس ــل في نهر األردن‬ ‫س ــبع مرات لينال الشفاء‪ .‬تستمر القصة‬ ‫لتش ــرح رف ــض نعمان في البداي ــة‪ ،‬يتبعه‬ ‫إذعان ــه لكلم ــات أليش ــع‪ ،‬لتنته ــي القصة‬ ‫لي ــس بش ــفاء نعم ــان فق ــط ولك ــن بإيمان ــه‬ ‫أيض ــا ب ــاهلل إل ــه إسـ ـرائيل‪ .‬وفـــي هـــذه‬ ‫ً‬ ‫القصـــة لنا عـــدة تأمـــات روحية‪...‬‬ ‫‪ -1‬الب ــرص ف ــي الحي ــاة الروحي ــة‬ ‫يش ــير إل ــى الخطي ــة‪ ،‬ألن الب ــرص يمت ــد‬ ‫م ــن منطق ــة إل ــى منطق ــة ف ــي الجس ــم‪،‬‬ ‫أيض ــا تنتش ــر ف ــي حياتن ــا‪.‬‬ ‫والخطي ــة ً‬ ‫فالخطي ــة الواح ــدة تل ــد خطاي ــا‪ .‬وكم ــا‬ ‫قبيحا‪ ،‬فالخطية‬ ‫يجع ــل البرص اإلنس ــان ً‬ ‫تجع ــل اإلنس ــان ُمش ـ َّـو ًها فيفق ــد صورت ــه‬ ‫األول ــى الت ــي جبل ــه هللا عليه ــا‪ .‬وكم ــا‬ ‫فوض ــا‪،‬‬ ‫يجع ــل الب ــرص اإلنس ــان مر ً‬ ‫أيض ــا تس ـ ّـبب لن ــا العزل ــة ع ــن‬ ‫فالخطي ــة ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ـنا‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫أنف‬ ‫عن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫هللا واآلخري ـ‬ ‫ً‬ ‫عظيم ــا‬ ‫‪ -2‬كان نعم ــان «رج ـ ًـا‬ ‫ً‬ ‫وعن ــد س ــيده مرف ــوع الوج ــه‪ ،‬ألن م ــن‬ ‫خالص ــا آلرام»‬ ‫ي ــده أعط ــى ال ــرب‬ ‫ً‬ ‫(‪2‬م ــل‪ ،)2:5‬لكن ــه كان أب ــرص! وه ــذه‬ ‫قص ــة كل إنس ــان يهت ــم ويتع ــب من أجل‬ ‫خ ــاص اآلخري ــن‪ ،‬ولكن ــه ربم ــا يعان ــي‬ ‫قبيح ــا‬ ‫م ــن تأثي ــر الخطي ــة إذ تترك ــه‬ ‫ً‬ ‫ومتألم ــا‪ ،‬فيش ــعر‬ ‫فوض ــا م ــن الن ــاس‬ ‫مر ً‬ ‫ً‬ ‫عظيم ــا‬ ‫باالحتي ــاج للش ــفاء رغ ــم كون ــه‬ ‫ً‬ ‫ومرف ــوع الوج ــه‪.‬‬ ‫مشهورا‪ ،‬ربما‬ ‫رجل‬ ‫‪ -3‬كان نعمان ً‬ ‫ً‬ ‫يلتقي الرؤس ــاء وال ــوزراء وقادة الجيوش‪،‬‬ ‫لك ــن رس ــالة ش ــفائه ج ــاءت ل ــه عل ــى‬ ‫لس ــان فت ــاة صغيـ ـرة م ــن بن ــي إسـ ـرائيل‪،‬‬ ‫مس ــبية ف ــي أرض آرام‪ .‬هك ــذا نح ــن فق ــد‬ ‫تأتين ــا وس ــيلة الخالص م ــن الخطية عن‬ ‫طري ــق أمور بس ــيطة‪ ،‬كبضعة آيات في‬ ‫الكت ــاب المق ــدس‪ ،‬أو ف ــي كلم ــات عظ ــة‬ ‫قصيرة‪ ،‬أو وقفة صالة سريعة أمام هللا‪،‬‬ ‫أو بع ــض س ــطور في كت ــاب‪ ،‬أو حديث‬ ‫م ــع صدي ــق أو زمي ــل‪ ...‬وغيره ــا م ــن‬ ‫األم ــور الصغيـ ـرة الت ــي ال نتوقعها لكنها‬ ‫تقودن ــا إل ــى طري ــق الرب‪.‬‬ ‫‪ -4‬عندم ــا دّل ــت الفت ــاة نعم ــان‬ ‫بالذه ــاب إل ــى إسـ ـرائيل ُليش ــفى هن ــاك‪،‬‬ ‫توج ــه نعم ــان إل ــى مل ــك إسـ ـرائيل ولي ــس‬ ‫ـر م ــا نترّج ــى‬ ‫إل ــى رج ــل هللا أليش ــع‪ ،‬فكثي ـ ًا‬ ‫خالصن ــا ف ــي الطري ــق الخط ــأ‪ ،‬فنظن أن‬ ‫ش ــفاءنا ربم ــا ل ــدى م ــن لديهم الس ــلطان‪،‬‬

‫وربم ــا نظ ــن أن التقدم ــات الت ــي نقدمه ــا‬ ‫هلل ه ــي ثم ــن خالصن ــا «خ ــذ برك ــة م ــن‬ ‫عب ــدك» (آي ــة ‪ ،)15‬ولكنن ــا نحت ــاج أن‬ ‫نؤمن أن الطريق الوحيدة للشفاء من داء‬ ‫الخطي ــة ه ــي اإليمان بالرب يس ــوع فقط‪.‬‬

‫‪ -5‬م ـ ّـرات كثيـ ـرة نطل ــب الب ــرء م ــن‬ ‫متكلي ــن عل ــى آرائنا الش ــخصية‬ ‫خطايان ــا ّ‬ ‫وحس ــاباتنا الخاص ــة‪ ،‬فنعم ــان رف ــض أن‬ ‫ين ــزل إل ــى مي ــاه األردن ليغتس ــل حس ــب‬ ‫طلب أليش ــع النبي‪ ،‬وظن أن مياه نهري‬ ‫دمش ــق أفض ــل م ــن كل مي ــاه إسـ ـرائيل‪،‬‬ ‫لكن ش ــفاءه كان فقط باغتس ــاله في مياه‬ ‫ّ‬ ‫ـر م ــا نحت ــاج‬ ‫األردن‪ .‬كذل ــك نح ــن كثي ـ ًا‬ ‫أن نتعل ــم الطاع ــة آلبائن ــا ومرش ــدينا‪،‬‬ ‫ونقب ــل مش ــورتهم دون التش ــبُّث بآرائن ــا‬ ‫الش ــخصية‪ ،‬فاإلنس ــان ال ــذي يحت ــاج أن‬ ‫يبـ ـ أر من الخطية يحتاج أن يلجأ ألليش ــع‬ ‫بقل ــب وروح متضع ــة‪ ،‬ويخض ــع ذات ــه‬ ‫بطاع ــة كاملة‪.‬‬ ‫محتاجا أن يغتس ــل‬ ‫‪ -6‬كان نعمان‬ ‫ً‬ ‫س ــبع مـ ـرات حس ــب وصي ــة أليش ــع النبي‬ ‫«اذهب واغتسل سبع مرات في األردن»‬ ‫(‪ ،)7‬فلم تكن غس ــلة أو غس ــلتان كافية‬ ‫للش ــفاء‪ ،‬ورق ــم ‪ 7‬ف ــي الكت ــاب المق ــدس‬ ‫يش ــير إل ــى الكمال‪ .‬ففي الحي ــاة الروحية‬ ‫لي ــس هن ــاك معن ــى لألعم ــال الجزئي ــة!‬ ‫لكنن ــا يج ــب أن نتوب بالكم ــال‪ ،‬ونجتهد‬ ‫م ــن أج ــل خالصنا بالتم ــام‪ ،‬ونتبع الرب‬ ‫ب ــكل قلوبنا‪.‬‬

‫‪ -7‬لم يكن ش ــفاء نعمان هو أجمل‬ ‫م ــا ف ــي القص ــة‪ ،‬ب ــل إيمان ــه بال ــرب إل ــه‬ ‫فت أن ــه ليس إله‬ ‫إسـ ـرائيل «ه ــوذا ق ــد عر ُ‬ ‫في كل األرض ّإل في إسرائيل» (‪.)15‬‬ ‫أيض ــا نس ــتطيع أن نس ــتمتع‬ ‫هك ــذا نح ــن ً‬ ‫بالكثي ــر م ــن نع ــم ال ــرب وإحس ــاناته‪ّ ،‬إل‬ ‫أن أعظ ــم م ــا يمكنن ــا أن نختبـ ـره ف ــي‬ ‫حياتن ــا ه ــو فرحتن ــا بلق ــاء ال ــرب بص ــورة‬ ‫ش ــخصية‪ ،‬واختبارنا لوج ــوده في حياتنا‪.‬‬

‫‪ -8‬أراد نعم ــان أن يق ــدم ألليش ــع‬ ‫ثمن ــا لش ــفائه‪ّ ،‬إل‬ ‫النب ــي بع ــض الهداي ــا ً‬ ‫أن اليش ــع النب ــي رف ــض‪ ،‬وهك ــذا نح ــن‬ ‫المؤمني ــن ينبغ ــي أن ن ــدرك أن الخ ــاص‬ ‫ه ــو خ ــاص مجان ــي قدم ــه ال ــرب لن ــا‬ ‫أيض ــا كل الخدم ــات ف ــي‬ ‫بدم ــه‪ ،‬كذل ــك ً‬ ‫الكنيس ــة ال ب ــد أن تك ــون مجاني ــة‪ ،‬وكل‬ ‫عمل روحي ينبغي أن يعلو فوق مستوى‬ ‫الم ــادة والم ــال‪ ،‬ألن دم ربن ــا يس ــوع ه ــو‬ ‫ال ــذي نقدم ــه فداء عن كل خطايانا‪ ،‬وهذا‬ ‫ال ــدم ثمن ــه يف ــوق كل ثم ــن م ــادي‪.‬‬

‫أخيـــرا‪ ..‬لتكـــن قصـــة نعمـــان‬ ‫ً‬ ‫الســـرياني وشـــفائه قصـــة لمراجعـــة‬ ‫الحيـــاة الروحية بـــكل تقاصليها لتكون‬ ‫حســـب مشـــيئة الـــرب‪.‬‬

‫ً‬ ‫من يعاتبك ويوخبك ىلع زالتك‪ ،‬أحبه مثل نفسك واختذه لك صديقا‪( .‬القديس أثناسيوس الرسويل)‬


‫‪bishopserapion@lacopts.com‬‬

‫قب ـ ـ ـ ــول م ـ ـ ــوت المـ ـ ــخ إلعالن‬ ‫وف ـ ـ ـ ــاة اإلنسـ ـ ـ ـ ــان‪ ،‬أم ـ ـ ـ ـ ــر له كثير‬ ‫مـ ـ ـ ــن األبع ـ ـ ـ ــاد الطبي ـ ـ ـ ــة والقانونية‬ ‫والرعوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ .‬وأريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أن أتنـ ـ ـ ــاول‬ ‫األبعــاد الرعوية‪...‬‬

‫‪ -١‬األمــــــراض المزمنـــــــــة‬ ‫والحرجــــــة‪:‬‬

‫عندمــا يتعــرض أحـ ـ ــد األحبــاء‬ ‫لحـ ـ ـ ـ ــادث أو مــرض يؤثـ ـ ـ ـ ـ ــر علــى‬ ‫المـ ـ ـ ـ ــخ‪ ،‬قــد يتوقــف اإلنســان عــن‬ ‫التنفــس والقلــب عــن النبــض لفتـرة‪.‬‬ ‫عتبــر هــذه الفتـ ـ ـ ـرة فتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة حرجــة‬ ‫تُ َ‬ ‫وهامــة جـ ًـدا إلنقــاذ حيــاة المريــض‪.‬‬ ‫طبيــا يحتمــل المــخ فتـرة ينبغــي ّأل‬ ‫ً‬ ‫تزيــد عــن ثــاث دقائــق يظـ ّـل المــخ‬ ‫فيهــا يعمــل حتــى لــو كان المريــض‬ ‫فــي غيبوبــة‪ .‬إنقــاذ حيــاة هــذا‬ ‫المريــض يعتمــد علــى ســرعة إعــادة‬ ‫تنفس ـ ـ ــه ونبضــه‪ .‬لذلــك تطـ ـ ـ ـ ـ ــورت‬ ‫ط ـ ـ ـ ـ ــرق اإلســعاف السريـ ـ ـ ــع إلنقاذ‬ ‫حيــاة الكثيري ـ ـ ـ ـ ــن‪ .‬لــو كان المــوت‬ ‫هــو التوقــف عــن التنفــس وتوقــف‬ ‫القلــب عــن النبــض الُ ِعتبــر هـؤالء‬ ‫موتــي ولــم يتــم إنقاذهــم‪.‬‬ ‫من الناحي ـ ـ ـ ـ ـ ــة األخ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى قـ ـ ـ ــد‬ ‫يدخــل مريــض فــي مرحلــة حرجــة‬ ‫تحتــاج للعنايــة المركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزة‪ ،‬حيــث‬ ‫توضــع أجهـزة مثــل أجهـزة التنفــس‬ ‫الصناعــي والتغذيــة الصناعيــة‪،‬‬ ‫ويكــون المريــض فــي غيبوبــة‪،‬‬ ‫وتســتمر هــذه الحالــة فت ـرة طويلــة‬ ‫دون تقــدم‪ .‬ويخبــر األطبــاء أهــل‬ ‫المريــض أنــه ال أمــل فــي تقــدم‬ ‫حالتــه ويطلبــون منهــم الموافقــة‬ ‫علــى رفــع األجهـزة عــن المريــض‪.‬‬ ‫لــذا يلجــأ أهــل المريــض إلــى‬ ‫الكنيســة للس ـؤال هــل يوافقــون‬ ‫أم ال؟! إلجابــة التــي نقدمهــا‬ ‫ألهــل المريــض هــي س ـؤال‪ :‬هــل‬ ‫األطبــاء أعلن ـوا مــوت المــخ موتًــا‬ ‫وتامــا؟ إن كان المــخ‬ ‫كامـ ًـا‬ ‫ً‬ ‫قــد مــات بصفــة كاملــة ودائمــة‬ ‫بشــهادة األطبــاء يكــون المريــض‬ ‫قــد مــات‪ ،‬ونــزع األجه ـزة ال يعنــي‬ ‫إماتــة المريــض‪ .‬أمــا إن كان المــخ‬ ‫حيــا لــو جز ًئيــا‪ ،‬وحتــى‬ ‫ال ي ـزال ً‬

‫لــو توقــف لفت ـرة قصي ـرة ثــم عــاد‬ ‫حيــا حتــى‬ ‫للعمــل‪ُ ،‬يعتبــر المريــض ً‬ ‫لــو كان فاقـ ًـدا الوعــي لمــدة طويلــة‪،‬‬ ‫وال يجـ ـ ـ ـ ـ ــوز نـ ـ ـ ـ ـ ــزع األجه ـزة عنــه‬ ‫ألن معن ـ ـ ـ ــى ذلــك التدخــل إلنهــاء‬ ‫حيــاة المريــض‪.‬‬

‫‪ -٢‬نقــــل األعضـــــاء‪:‬‬

‫الكنيسـ ـ ـ ـ ـ ــة تواف ـ ـ ـ ـ ــق عل ـ ـ ــى نقل‬ ‫األعضــاء إلنقــاذ حيــاة مريــض‪،‬‬ ‫ونقــل األعضــاء يمك ـ ـ ــن أن يكــون‬ ‫مــن إنس ـ ـ ــان حـ ـ ـ ــي آلخــر مريــض‬ ‫مثــل التب ـ ـ ـ ــرع بالكلي ـ ـ ـ ــة أو جــزء‬ ‫مــن الكبــد‪ ،‬ولكــن هنــاك أعضــاء‬ ‫ال يمكــن نقلهــا مــن إنســان حــي‬ ‫مثــل القلــب أو الرئتيــن أو الكبــد‪،‬‬ ‫ولكــن يمكــن مــن إنس ـ ـ ـ ـ ــان مــات‬ ‫طبيــا بعــد مــوت اإلنســان‬ ‫حديثًــا‪ً .‬‬ ‫أيضــا‬ ‫تبــدأ أعضــاؤه فــي المــوت ً‬ ‫فــا تصلــح للنقــل‪ .‬لــذا توجــد فت ـرة‬ ‫زمنيــة حرجــة تختلــف مــن عضــو‬ ‫آلخر بين م ـ ـ ـ ــوت اإلنسـ ـ ــان وأخذ‬ ‫العض ـ ـ ـ ــو منـ ـ ـ ـ ــه إن كان أوص ـ ـ ــى‬ ‫بالتبــرع بأعضائــه بعــد الوفــاة‪.‬‬ ‫قبــول مــوت المـ ـ ـ ـ ــخ كتحديـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫لوفــاة اإلنســان جعــل مــن الممكـ ـ ــن‬ ‫نقــل األعضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء مــن اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫المنتقــل إلــى المريــض‪ ،‬خاص ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫األعضـ ـ ـ ـ ــاء التـ ـ ـ ـ ــي ال يمكن نقلها‬ ‫من إنسان حي‪ .‬كما أنها تقض ـ ــي‬ ‫علــى تجــارة نقــل األعضــاء‪ .‬ألنــه‬ ‫فــي حالــة عــدم قبــول مــوت المــخ‬ ‫كعالمــة لوفــاة اإلنســان ال يكــون‬ ‫نقــل األعضــاء ّإل مــن األحيــاء‪.‬‬ ‫لذلــك نجــد أنــه فــي الــدول التــي‬ ‫قانونيــا علــى قبــول مــوت‬ ‫ال توافــق‬ ‫ً‬ ‫المــخ تزدهــر فيهــا تجــارة نقــل‬ ‫األعضــاء‪ ،‬كمــا يســتحيل فيهــا‬ ‫نقــل أعضــاء حيويــة مثــل القلــب‬ ‫أو الرئتيــن أو الكبــد‪ .‬كذلــك ال‬ ‫يســتطيع أحــد أن يوصــي بالتبــرع‬ ‫بأعضائــه بعــد المــوت‪.‬‬ ‫قبــول مــوت المــخ كعالمــة‬ ‫لمــوت اإلنســان لــه فوائــده ولكــن لــه‬ ‫مخاط ـرة ولذلــك يحتــاج لضوابــط‬ ‫طبيــة وأخالقيــة ســوف نتناولهــا‬ ‫فــي اللقــاء القــادم‪.‬‬

‫‪mossa@intouch.com‬‬

‫ف ــي أعم ـ ـ ـ ـ ــاق اإلنس ــان ‪-‬كما‬ ‫يقول الفالسف ـ ـ ـ ـ ــة والمفكـ ـ ـ ـ ــرون‪-‬‬ ‫«العطش والجوع إلـ ــى المطل ـ ــق»‬ ‫أي إل ــى ال ــا نهائ ــي‪ .‬لذل ــك ففي‬ ‫أعم ــاق اإلنس ـ ـ ــان عطـ ـ ـ ــش إل ــى‬ ‫الخلود والال نهايـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ .‬ويس ــتحيل‬ ‫أن يش ــبع ه ــذا العط ـ ـ ـ ـ ــش غي ــر‬ ‫المحـ ـ ـ ـ ـ ــدود ّإل بكائ ـ ـ ـ ــن غي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫مح ــدود هو هللا متجس ـ ًـدا في رب‬ ‫المج ــد يس ــوع‪ ،‬ال ــذي يس ــكن ف ــي‬ ‫قلوبن ــا وي ــروي ظم ــأ نفوسن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫وأرواحن ــا وعقولن ــا!‬

‫إن كل مـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ـ ــي هذا العالم‬ ‫مح ــدود‪ ،‬وله ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ال ــرب‬ ‫للس ــامرية‪« :‬كل م ــن يش ــرب من‬ ‫ه ــذا الم ــاء (األم ــور المح ــدودة)‬ ‫أيضا‪ ،‬ولكن من يش ــرب‬ ‫يعط ــش ً‬ ‫م ــن الم ــاء الذي أعطي ــه أنا (ماء‬ ‫الحي ــاة األبدي ــة)‪ ،‬فل ــن يعط ــش‬ ‫إل ــى األب ــد» (ي ــو‪.)14،13:4‬‬

‫مـــن هنـــا كانـــت محـــاوالت‬ ‫االرتـــواء والشـــبع اإلنســـاني‪،‬‬ ‫من األمـــور المحدودة‪ ،‬فاشـــلة‬ ‫فمثـــا‪:‬‬ ‫وغيـــر كافيـــة‪،‬‬ ‫ً‬

‫أ‪ -‬ق ــد يجته ــد إنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان في‬ ‫جمـــــــع المـــــــــال‪ ،‬ولكن ـ ـ ـ ـ ــه حتى‬ ‫ـر‬ ‫بع ـ ـ ـ ــد أن يصي ـ ـ ـ ـ ـ ــر مليارديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًا‬ ‫ال يشبـ ـ ـ ــع‪ ،‬ويطل ــب المزي ــد‪ ،‬وال‬ ‫يح ــس بالكفاي ــة!‬

‫ب‪ -‬وآخ ــر قـ ـ ـ ـ ــد يجته ـ ـ ــد‬ ‫ف ــي تحصيـــل العلــــــــم‪ ،‬فيحصل‬ ‫عل ــى ش ــهادات دكت ــوراه كثيـ ـرة‪،‬‬ ‫ولكن ــه يظ ــل يطلـ ـ ـ ـ ــب المزي ــد‪،‬‬ ‫كم ــا ق ــال “اينشتاي ـ ـ ــن”‪“ :‬كلم ــا‬ ‫إحساس ــا‬ ‫علم ــا‪ ،‬ازددت‬ ‫ً‬ ‫ازددت ً‬ ‫بالجهال ـ ـ ـ ــة»‪ ،‬وكم ــا ق ــال نيوت ــن‪:‬‬ ‫«كنت كطفل صغي ـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬يلهـ ـ ـ ـ ـ ــو‬ ‫عل ــى ش ــاطئ محي ــط ضخ ــم»‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وق ــد يجته ــد آخ ــر ف ــي‬ ‫الفكـــر والفلســـفة‪ ،‬ويح ــاول أن‬ ‫يس ــبر أغـ ـوار الحي ــاة‪ ،‬والخليق ــة‪،‬‬ ‫وم ــا قبلها‪ ،‬وم ــا بعدها‪ ،‬والموت‪،‬‬ ‫وم ــاذا بع ــد الموت‪ ..‬وال يش ــبع‪..‬‬ ‫ـز وحائ ـ ًـرا‪ ،‬فالعقل‬ ‫ب ــل يقف عاج ـ ًا‬

‫المح ــدود‪ ،‬كي ــف يستوعـ ـ ـ ـ ـ ــب هللا‬ ‫غي ــر المح ــدود؟!‬ ‫د‪ -‬وق ــد ينغم ـ ـ ـ ــس آخ ــر ف ــي‬ ‫ممارســـة الخطيئــــــــــة‪ ،‬دون أن‬ ‫يش ــبع إطالًق ــا‪ ،‬ب ــل يتح ــول إل ــى‬ ‫«اإلدم ــان الجنس ــي”‪ ،‬وه ــو ن ــوع‬ ‫م ــن األمراض يجتاح العالم اآلن‬ ‫(‪ .)Sex Addiction‬وكلم ــة‬ ‫(‪ )Addiction‬مستم ـ ـ ـ ـ ــدة م ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫كلم ــة (‪ )Add‬أي «زيادة»‪ ،‬فهو‬ ‫يزي ــد الجرع ــة باس ــتمرار‪ ،‬ودون‬ ‫ش ــبع أو اكتف ــاء‪..‬‬ ‫وهنا يظه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر رب المجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫يس ــوع‪ ،‬ليش ــبع نفوس ــنا وقلوبن ــا‬ ‫وأرواحن ــا‪ ،‬بش ــخصه ال ــا نهائ ــي‬ ‫غير المحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود‪ ،‬ف ـ ـ ـ ــا نشع ـ ـ ـ ــر‬ ‫بالحاج ــة إل ــى ش ــيء‪ ،‬ب ــل وحتى‬ ‫إلى ش ــخص‪ ،‬أو موقع‪ ،‬فالمسيح‬ ‫يصي ــر ش ــبعنا ال ــا نهائ ــي‪ ،‬كما‬ ‫كان آلبائنا القديسين الذين تركوا‬ ‫العال ــم والم ــادة وكل المحدودات‪،‬‬ ‫وشبعوا بغي ـ ـ ـ ـ ــر المح ــدود‪ .‬انحّلوا‬ ‫ع ــن ال ــكل‪ ،‬ليتحـ ـ ـ ـ ــدوا بالواح ــد‪.‬‬ ‫وصار شعارهم ‪ -‬كمـــــــــا علمنا‬ ‫قداســـة البابا شـــنوده الثالث‪:‬‬ ‫شيئا من‬ ‫ لسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ً‬‫العالم‪ ،‬فليـ ـ ـ ـ ــس فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي العالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫شيء اش ــتهيه‪.‬‬ ‫ـيئا من‬ ‫ لس ـ ـ ـ ـ ـ ــت أريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ش ـ ً‬‫العالم‪ ،‬ألن العالـ ـ ـ ـ ـ ــم أفق ـ ـ ـ ـ ـ ــر من‬ ‫أن يعطين ــي‪.‬‬ ‫ـيئا م ــن‬ ‫ لسـ ـ ـ ـ ــت أريـ ـ ـ ـ ــد ش ـ ً‬‫العال ــم‪ ،‬فأن ــا لس ــت م ــن العال ــم‪.‬‬ ‫ـيئا‬ ‫ لس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ش ـ ً‬‫م ــن العال ــم‪ ،‬ألنـ ـ ـ ـ ـ ــي أبح ــث عن‬ ‫الباقي ــات الخال ــدات‪.‬‬ ‫ـيئا من‬ ‫ لسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أري ـ ـ ـ ـ ـ ــد ش ـ ً‬‫العالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‪ ،‬ألن هن ـ ـ ـ ـ ـ ــاك مـ ـ ـ ــن‬ ‫أطل ــب منه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فليعطنا الرب أن يكـ ـ ـ ـ ــون هو‬

‫وحده مصدر شبعنا وارتوائنا‪.‬‬ ‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫كثريون ال يقبلون االستسالم هلل‪ ،‬إال إذا فشلت طرقهم اإلنسانية‪( .‬ابلابا شنوده اثلالث)‬

‫‪15‬‬


‫‪avvatakla@yahoo.com‬‬

‫السيـ ـ ـ ــدة الع ـ ـ ـ ــذراء نمـ ـ ـ ــوذج حــي‬ ‫للتكريس الصادق للمسيـح‪ ،‬إذ أعطت‬ ‫فــي حياتهــا الممارســة العمليــة لمبــادئ‬ ‫التكري ـ ـ ـ ــس الثالث ــة (العفــة والطاعــة‬ ‫والفقــر االختيــاري)‪.‬‬ ‫أول‪ :‬العذراء العفيفة‬ ‫ً‬ ‫إن التكريــس يبــدأ بالعفــة‪ ،‬والعفــة‬ ‫ـف) أي ترّفــع‬ ‫(عـ ّ‬ ‫لغويــا مصدرهـ ـ ـ ــا َ‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫المكـ َّـرس ًّأيــا كان نــوع‬ ‫و‬ ‫ـاء‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫إ‬ ‫دو‬ ‫ُ‬ ‫عفيفــا كل‬ ‫تكريســه يلزمــه أن يكــون ً‬ ‫أيــام حياتــه‪ ،‬وأمنــا العــذراء عاشــت فــي‬ ‫طهــارة حقيقيــة بــدأت فــي أعماقهــا‪،‬‬ ‫وهــذا مــا جعلهــا اإلنــاء المختــار لحمــل‬ ‫معلــم ومنبــع الطهــارة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العذراء المطيعة‬ ‫ً‬ ‫أظهــر التكريــس فــي حيــاة العــذراء‬ ‫عجيبــا مــن الطاعــة الالزمــة لكل‬ ‫نوعــا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َمــن يهــوى طريــق التكريــس وتبعيــة‬ ‫الــرب‪ ،‬فقــد كانــت مطيعــة لألوامــر‬ ‫اإللهيــة إلــى أبعــد حــد‪:‬‬ ‫ كانــت مطيعــة فــي بقائهــا‬‫بالهيــكل بعيـ ًـدا عــن والديهــا‪ ،‬بعيـ ًـدا عــن‬ ‫حيــاة العالــم التــي يحياهــا كل طفــل‪.‬‬ ‫ كانــت مطيعــة فــي خروجهــا‬‫مــن الهيــكل وإيداعهــا لرجــل عجــوز‬ ‫فــي ســن جدهــا‪ ،‬وفقيــر‪.‬‬ ‫ كانت مطيعة في دعوة السماء‬‫مــن خــال بشــارة المــاك جبرائيــل‪،‬‬ ‫فأجابــت قائلــة‪« :‬هــوذا أنــا أمــة الــرب‪،‬‬ ‫ليكــن لــي كقولــك» (لــو‪.)38:1‬‬ ‫االستفســار قادهــا إلــى الطاعــة ال إلــى‬ ‫المجــادالت وعــدم التصديــق‪ ،‬فلــم يكــن‬ ‫مــن قبــل ولــن يكــون مــن بعــد مثــل‬ ‫هــذه الحالــة (عــذراء تحبــل وتلــد)‪.‬‬ ‫ كانــت مطيعــة فــي ذهابهــا إلــى‬‫بيــت لحــم وهــي متعبــة‪ ،‬ووالدتهــا فــي‬ ‫مــذود للبقــر‪.‬‬ ‫ كانــت مطيعــة فــي هروبهــا مــع‬‫يوس ـ ـ ـ ـ ـ ــف النجــار والطفــل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬ ‫وسالومـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬وف ـ ـ ـ ـ ــي عودته ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬وفي‬ ‫ذهابهــا للناص ـرة‪.‬‬ ‫ كانــت مطيعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة كذلــك فــي‬‫الســير وراء المســيح‪ ،‬ال تفــرض عليــه‬ ‫أمـ ًـرا‪ ،‬وإنمــا تحفــظ كل األمــور متفكـرة‬ ‫بهــا فــي قلبهــا‪.‬‬ ‫ كانــت مطيعـ ـ ـ ـ ــة البنهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا وهــو‬‫على الصليـب حيث أودعه ـ ـ ـ ــا عنـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫تلميـ ـ ـ ـ ـ ــذه الحبيـ ـ ـ ـ ــب يوحنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا «وم ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫تلك الساع ـ ـ ـ ـ ــة أخذهـ ـ ـ ـ ــا التلمي ـ ـ ـ ــذ إلى‬

‫‪16‬‬

‫خاصتــه» (يو‪.)27:19‬‬ ‫لقد أظهرت طاعة كاملة هلل‪..‬‬ ‫ثال ًثا‪ :‬العذراء الفقيرة‬ ‫حًقــا م ـ ـ ـ ـ ـ ــا قالــه الوح ـ ـ ـ ـ ـ ــي اإللهــي‬ ‫َمــا‬ ‫علــى لســان يعقــوب الرس ـ ـ ـ ــول‪« :‬أ َ‬ ‫اختــار هللا فق ـراء هــذا العالــم أغنيــاء‬ ‫فــي اإليمــان وورثــة الملك ـ ـ ـ ــوت الــذي‬ ‫وعــد بــه الذيــن يحبون ـ ـ ـ ــه؟ وأمــا أنتــم‬ ‫فأهنتــم الفقيــر» (يــع‪ .)6–5:2‬مــا‬ ‫أمجــد الع ـ ـ ـ ـ ـ ــذراء فــي ساح ـ ـ ـ ـ ـ ــة الفقــر‬ ‫االختي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاري‪ ،‬عاش ـ ـ ـ ـ ـ ــت وترَّبــت فــي‬ ‫أحضــان أسـرة فقيـرة‪ ،‬وتيتمــت مبكـ ًـرا‪،‬‬ ‫ثــم عاشــت فــي الهيــكل ُي َنفــق علــى‬ ‫طعامهــا واحتياجاتهــا مــن الهيــكل‪..‬‬ ‫ولمــا ُخ ِطبــت‪ ،‬اختــار هللا لهــا رجـ ًـا‬ ‫ـار فقيـ ًـرا‪ ،‬لــم يســتطع أن ُيقـ ِّـدم‬ ‫نجـ ًا‬ ‫ذبيحــة عــن الطفــل الــذي وضعتــه‬ ‫العــذراء ســوى تقدمــة الفق ـراء وهــي‬ ‫زوج يمــام أو فرخــي حمــام (لــو‪24:2‬؛‬ ‫ال‪ .)8،6،2:12‬حتــى ابنهــا الــذي‬ ‫ولدتــه وهــو إلــه‪ ،‬ولدتــه فــي مــذود‬ ‫صِلــب‬ ‫بقــر ومغــارة فقي ـرة‪ .‬وعندمــا ُ‬ ‫ابنهــا الحبيــب لــم يكــن لهــا أيــن تقيــم‪،‬‬ ‫فأخذهــا القديــس يوحنــا ليعولهــا‪ .‬ولكــن‬ ‫مــا أغنــى العــذراء الفقيـرة‪ ،‬إنهــا مصــدر‬ ‫شــبع للكثيريــن بشــفاعتها لــدى ابنهــا‪.‬‬ ‫هك ــذا صــارت أمنــا الع ــذراء صــورة‬ ‫للتكريــس الــذي عاشــه رب المجــد‬ ‫ـال لنتتبــع خطواتــه‪،‬‬ ‫ـاركا لنــا مثـ ً‬ ‫يســوع تـ ً‬ ‫اصفا نفسه ِ‬ ‫«للثَّ َع ِال ِب‬ ‫و‬ ‫فقير‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫فقد عاش ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َمــا‬ ‫السـ َـماء أ َْوَك ٌار‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫طُيــور َّ‬ ‫أ َْو ِجـ َـرةٌ‪َ ،‬وِل ُ‬ ‫ْابـ ُـن ِ‬ ‫اإل ْنسـ ِ‬ ‫ـس َلـ ُـه أ َْيـ َـن ُي ْسـ ِـن ُد‬ ‫ـان َفَل ْيـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـال‬ ‫ْسـ ُـه» (لــو‪ ،)58:9‬ال يملــك مـ ً‬ ‫َأر َ‬ ‫و لكنــه ينفــق آخــرون علــى خدمتــه‪،‬‬ ‫حتــي حينمــا مــات كّفنــه يوســف الرامي‬ ‫ووضعــه فــي قبــر يملكــه‪.‬‬ ‫لقــد حققــت القديســة الع ــذراء‬ ‫مريــم بحياتهــا أقــوى نمــوذج للتكريــس‬ ‫بالحيــاة حســب تعاليــم ووصايــا الســيد‬ ‫المســيح‪ ،‬وصــارت صــورة قويــة لــه‬ ‫محققــة فــي ذاتهــا حيــاة العفــة ونــذر‬ ‫الطاعــة إلــى المنتهــى‪ ،‬وعاشــت حيــاة‬ ‫الفقــر االختيــاري ولكــن فــي الوقــت‬ ‫اء‬ ‫ذاتــه كان لســان حالهــا يقــول َ‬ ‫«كُفَقـ َـر َ‬ ‫َوَن ْحـ ُـن ُن ْغِنــي َكِث ِ‬ ‫َن الَ َشــي َء‬ ‫يريـ َـن‪َ ،‬كأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـك ُك َّل َشــيء» (‪2‬كــو‬ ‫َلَنــا َوَن ْحـ ُـن َن ْملـ ُ‬ ‫ْ‬ ‫أمــا وشــفيعة‬ ‫‪ ،)10:6‬فقــد صــارت ً‬ ‫للعالــم أجمــع‪...‬‬ ‫برك ـ ـ ــة شفاعتهـ ـ ــا وطلبتهـ ـ ــا تكون‬ ‫معنــا‪ ...‬آميــن‪.‬‬

‫‪anbaraphael@copticholysynod.org‬‬

‫الع ــذراء الطاهـ ـرة مريم‪ ،‬تقدمت‬ ‫بوداعة‪ ،‬وانكس ـ ـ ـ ـ ــار قلـ ـ ـ ـ ــب‪ ،‬لكهنة‬ ‫الهيكـ ـ ـ ــل‪ ،‬فـ ـ ــي الي ـ ـ ـ ــوم األربعي ـ ـ ـ ــن‬ ‫لوالدتهـ ـ ــا الطاهـ ـرة لمخلص العالم؛‬ ‫لتق ــدم ذبيحة ع ــن تطهيرها!‬ ‫الع ــذراء‪ ،‬وه ــي تعلم أنه ــا والدة‬ ‫اإلل ــه‪ ،‬وه ــي متيقن ــة كي ــف حبل ــت‬ ‫بابنه ـ ـ ـ ــا القـ ـ ـ ــدوس‪ ،‬بـ ـ ـ ـ ــدون زواج‪،‬‬ ‫وبال ــروح القدس‪ .‬وتعلم قيمة ومقام‬ ‫المحم ــول بي ــن يديه ــا‪ ،‬لم تلتم ـ ـ ـ ــس‬ ‫ـاء م ـ ـ ـ ـ ــن واجبـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫لنفسها استثن ـ ـ ـ ـ ً‬ ‫النام ـ ـ ـ ــوس‪ ،‬ومتطّلب ـ ـ ــات التطهير‪،‬‬ ‫كباق ــي النس ــاء اللوات ــي يلدن‪.‬‬ ‫ل ــم تك ــن تع ــرف بع ــد‪ ،‬أن ابنها‬ ‫نفس ــه‪ ،‬س ـ ُـيخضع نفس ــه للنام ــوس‪،‬‬ ‫ويكم ــل كل ب ـ ّـر‪.‬‬ ‫لم تكـ ـ ـ ـ ــن سمعت بع ـ ـ ـ ـ ــد ابنها‪،‬‬ ‫وهو يعّلـ ـ ـ ـ ــم‪ :‬مـ ـ ـ ــا جئـ ـ ــت ألنق ـ ــض‬ ‫ألكمل‪.‬‬ ‫ب ــل ّ‬

‫لم تفكر إلى لحظـ ـ ــة‪ :‬هل ابنه ــا‬ ‫الطفل اإللهي س ــيقبل الخت ـ ـ ــان‪ ،‬أم‬ ‫أنه ال يحتاجه؟ س ــيخضع لناموس‬ ‫األربعي ــن أم ُيعفى منه؟!‬

‫ولكنهـ ـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ـ ــي ب ـ ـ ـ ـ ـ ـراءة النفس‬ ‫الوديع ـ ـ ــة‪ ،‬وقف ـ ــت ف ـ ـ ـ ــي الطاب ـ ـ ــور‪،‬‬ ‫تنتظ ــر دوره ــا بي ــن النس ــاء؛ لتق ــدم‬ ‫ذبيح ــة تطهيرها!‬

‫فوجئت الع ـ ـ ـ ـ ـ ــذراء أن القديسين‬ ‫تجمعـ ـوا حوله ــا‪ ،‬يتكلم ــون عن‬ ‫ق ــد ّ‬ ‫وليده ــا الطف ــل الرضي ــع‪ .‬س ــمعان‬ ‫الش ــيخ‪ ،‬وحنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بن ــت فنوئيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫من سبـ ـ ـ ـ ــط أشير‪ ،‬مع كل الذي ـ ـ ـ ــن‬

‫ن‬ ‫ـداء فـ ـ ــي إسرائيل‪ .‬كيف‬ ‫يتوقعو ف ً‬ ‫تجم ــع هـ ـؤالء؟ وم ــن ال ــذي أعلمهم‬ ‫ّ‬ ‫ودعاه ــم؟ لق ـ ـ ـ ـ ـ ــد ج ـ ـ ـ ـ ــاؤوا كس ــرب‬ ‫المبشر بالخيـ ـ ـرات والسالم‪.‬‬ ‫الحمام ِّ‬ ‫انجذبـ ـ ـ ـ ـ ـوا دون أن ي ـ ـ ـ ـ ــدروا‪ ،‬إلـ ـ ـ ـ ـ ــى‬ ‫مشتهى األجي ـ ـ ـ ـ ــال‪ ،‬الذي اشته ـ ــى‬ ‫يروه‪.‬‬ ‫أنبي ــاء‪ ،‬ومل ــوك‪ ،‬وآب ــاء أن ْ‬

‫لم تتعجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الع ـ ـ ـ ـ ـ ــذراء‪ ،‬فلقد‬ ‫سبق ان رأت المالئكة‪ ،‬والرع ـ ـ ـ ــاة‪،‬‬ ‫والجمـ ـ ـ ـ ــوع‪ ،‬وقـ ـ ـ ـ ــت ميـ ـ ـ ـ ـ ــالد االبن‬ ‫العجيـ ـ ـ ـ ــب‪ .‬لقـ ـ ـ ــد تكلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت م ـ ـ ـ ـ ــع‬ ‫جبرائي ــل رئي ــس المالئك ــة العظي ــم‪،‬‬ ‫وتناقش ــت مع ــه ع ــن كيفي ــة حبلها‪،‬‬ ‫وهـ ـ ـ ــي بت ـ ـ ـ ــول‪ .‬إنها تع ـ ـ ــودت على‬ ‫المالئك ــة‪ ،‬والقديس ــين‪ ،‬وصحب ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫األبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرار‪ ،‬كزكري ـ ـ ـ ـ ــا واليصابات‪.‬‬ ‫حًق ــا تق ــول ف ــي ش ــفافية األبـ ـرار‪»:‬‬ ‫شيئا سوى صوت‬ ‫ألن ـ ـ ــي ال أعرف ً‬ ‫ٍ‬ ‫الم ــاك‪ ،‬يبشـ ـرني بف ــرح آت إل ــي‬ ‫ّ‬ ‫من الس ــماء»‪.‬‬ ‫وكانـ ـ ـ ــت هـ ـ ـ ــذه األم األعجوبـ ــة‬ ‫والوديعة‪ ،‬تحفـ ـ ـ ـ ــظ جمي ـ ـ ـ ـ ــع ه ـ ـ ـ ـ ــذا‬ ‫ال ــكالم‪ ،‬متفكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ب ــه فـ ـ ـ ـ ــي قلبها‪،‬‬ ‫المن ـ ّـور واله ــادئ والجميل‪.‬‬

‫طوب ـ ِ‬ ‫ـاك ي ــا أم النـ ـ ـ ــور‪ ،‬يا والدة‬ ‫اإلله‪ ،‬يا شفيعة في جنـس البشـ ــر‪،‬‬ ‫ألنك بالحقيقـ ـ ـ ـ ـ ــة فخ ـ ـ ـ ـ ــر جنسن ـ ـ ــا‪.‬‬ ‫اش ــفعي فينا‪ ،‬أم ـ ـ ـ ــام ابنك الحبيب؛‬ ‫ليغفر لن ــا خطايانا‪.‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫باملسكنة والعوز ترتاح من األهواء‪ ،‬وعدم االنشغال باألشياء يشيف اإلنسان‪( .‬القديس بوال الطمويه)‬


‫‪f.beniamen@gmail.com‬‬

‫ب ـوالدة العــذراء للكلمــة المتجســد‬ ‫أمــا‬ ‫أصبحــت والــدة اإللــه‪ ،‬وصــارت ً‬ ‫لــكل الكنيســة‪ ،‬بــكل مــا تحملــه كلمــة‬ ‫أمومــة مــن معنــى‪ ،‬لــذا قــال عنهــا مــار‬ ‫اف ـرام الس ـرياني‪[ :‬كانــت مريــم بمثابــة‬ ‫ّ‬ ‫األرض األم التــى أنجبــت الكنيســة]‪.‬‬ ‫أمومــة العــذراء لكونهــا حــواء‬ ‫الثانيــة‪ :‬كمــا أن ح ـواء كانــت «أُم‬ ‫كل حـ ٍـي» (تــك‪ ،)20:3‬ألن منهــا‬ ‫ّ‬ ‫ُولــد كل بنــي آدم‪ ...‬فبعصيانهــا‬ ‫جلبــت علــى الجنــس البشــرِّي المــوت‬ ‫عــوض الحيــاة‪ ،‬فجــاءت القديســة‬ ‫مريــم بإيمانهــا وطاعتهــا واتضاعهــا‪،‬‬ ‫صــارت كمــا نصلــي فــي ثيؤطوكيــة‬ ‫األحــد‪[ :‬خــاص أبينــا آدم]‪ ،‬وكذلــك‬ ‫[تهليــل ح ـواء]‪ ،‬فبوالدتهــا للكلمــة‬ ‫المتجســد الــذي هــو آدم الثانــي‪:‬‬ ‫«صــار َآدم ِ‬ ‫ـان األََّو ُل َنْف ًســا‬ ‫اإل ْن َسـ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وحــا ُم ْحِيًيــا»‬ ‫َحَّي ـ ًة َو َآد ُم األَخيـ ُـر ُر ً‬ ‫(‪1‬كــو‪ ،)45:15‬رئيــس الحيــاة‪،‬‬ ‫ُمــا‬ ‫ورأس الخليقــة الجديــدة؛ صــارت أ ًّ‬ ‫لــكل الكنيســة أي جماعــة المؤمنيــن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـيح‬ ‫المتحديــن فــي جســد واحــد‪ ،‬واْل َمسـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـص‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ضــا َأر ُ‬ ‫يســة‪َ ،‬و ُهـ َـو ُم َخّلـ ُ‬ ‫ْس اْل َكن َ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َج َســد (أف‪ .)23:5‬قدمــت للجنــس‬ ‫البشــر ّي شــجرة الحيــاة ليأكل ـوا ويحي ـوا‬ ‫إلــى األبــد‪.‬‬ ‫أمومــة العــذراء تظهــر فــي قانــا‬ ‫جميعــا ألن‬ ‫الجليــل‪ :‬العــذراء أمنــا‬ ‫ً‬ ‫األمومــة هــى المحبــة واالهتمــام وفــي‬ ‫عــرس قانــا الجليــل ظهــر اهتمــام‬ ‫العذراء وانشغالها باحتياجات أصحاب‬ ‫العــرس‪ ،‬وطلبــت مــن ابنهــا‪ ،‬ولكونهــا‬ ‫«مــا‬ ‫أمــه أجــاب لشــفاعتها رغــم قولــه‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاعِتي‬ ‫امـ َأ‬ ‫ـرَةُ؟ َلـ ْـم تَ ـأْت َسـ َ‬ ‫لــي َوَلــك َيــا ْ‬ ‫َب ْعـ ُـد»؟ (يــو‪ .)4:2‬كلمــة «امـرأة» تعبــر‬ ‫ألن العــذراء‬ ‫عــن‪ :‬تفخيــم للك ارمــة ّ‬ ‫القديســة مريــم هــي ح ـواء الجديــدة‪،‬‬ ‫وكذلــك تحّققــت النبــوءة التــي قيلــت‬ ‫َضـ ُـع َعـ َـد َاوًة َب ْيَنـ ِـك‬ ‫«وأ َ‬ ‫قديمــا‪َ :‬‬ ‫لح ـواء ً‬ ‫ـرَِة‪َ ،‬وَب ْيـ َـن َن ْسـ ِـل ِك َوَن ْسـ ِـل َها‪.‬‬ ‫َوَب ْيـ َـن اْل َمـ ْأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هــو يســحق أر ِ‬ ‫ين‬ ‫ْســك‪َ ،‬وأ َْنــت تَ ْسـ َـحق َ‬ ‫َُ َْ َ ُ َ َ‬ ‫»هـ َـو‬ ‫َع ِقَبـ ُـه» (تكويــن ‪.)١٥:٣‬‬ ‫ُ‬ ‫يســحق أر ِ‬ ‫أن المســيح بــآالم‬ ‫ْســك«‪ ،‬أي ّ‬ ‫َْ َ ُ َ َ‬ ‫الصليــب وموتــه المحــي‪ ،‬قيــد الشــيطان‬ ‫وحطــم مملكتــه‪ ،‬وبقيامتــه المقدســة‪،‬‬ ‫انتصــر علــى المــوت وهزمــه‪.‬‬ ‫«ه َــوَذا‬ ‫بقــول المســيح ليوحنــا ُ‬ ‫أمــا لنــا‬ ‫أ ُّ‬ ‫ُمـ َ‬ ‫ـك»‪ ،‬صــارت العــذراء مريــم ً‬ ‫جميعــا‪ :‬يعلــق القديــس غريغوريــوس‬ ‫ً‬ ‫النزينــزي علــى اهتمــام المســيح إلهنــا‬ ‫بأمــه‪ ،‬مــن علــى الصليــب فيقــول فــي‬

‫قانــا الجليــل طلبــت العــذراء عندمــا‬ ‫ـال‬ ‫نفــذ الخمــر أن يصنــع معج ـزة‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـرَةُ! َلـ ْـم‬ ‫امـ َأ‬ ‫«مــا لــي َوَلــك َيــا ْ‬ ‫َل َهــا َي ُســوعُ‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ـاعِتي َب ْعـ ُـد» (يــو‪[ :)4:2‬كمــا‬ ‫تَ ـأْت َسـ َ‬ ‫قــادر علــى أن‬ ‫لــو أنــه ّ‬ ‫يوضــح إنــي ٌ‬ ‫أجــري المعجــزة‪ ،‬لكونهــا تأتينــي مــن‬ ‫اآلب (الــذي أنــا واحــد معــه فــي ذات‬ ‫الجوهــر) وليــس مــن أمــي‪ .‬ولكــن‬ ‫لكمــال ناســوته الــذي أخــذه مــن جوهر‬ ‫أمــه‪ ،‬فهــو قابــل للمــوت‪ ،‬فعندمــا كان‬ ‫معلقــا علــى الصليــب وقبيــل موتــه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أعلــن واعتــرف بأمــه التــي أســند‬ ‫أمرهــا إلــى التلميــذ الــذي كان يحبــه]‬ ‫ِ‬ ‫ـك‬ ‫(رسـ‬ ‫«و ِمـ ْـن تْلـ َ‬ ‫ـالة‪ ،)39:10‬وألنــه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصتــه»‬ ‫َخ َذ َهــا التّْلمي ـ ُذ إَلــى َخ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـاعة أ َ‬ ‫السـ َ‬ ‫(يــو‪ ،)27:19‬أصبحــت الســيدة‬ ‫جميعــا‪ ،‬ألن الكلمــة‬ ‫أمــا لنــا‬ ‫ً‬ ‫العــذراء ً‬ ‫المتجســد مــن أعلــى الصليــب فــي‬ ‫جميعــا‪.‬‬ ‫أمــا لنــا‬ ‫ً‬ ‫الجلجثــة‪ ،‬أعطانــا أمــه ً‬ ‫كيــف نصيــــــــــر أبنـــــــــــاء للعــذراء‬ ‫القديســة مريــم؟‬

‫‪ –1‬يقــول الســيد المســيح‪« :‬أل َّ‬ ‫َن‬ ‫ـيئ َة أَِبــي َّالـ ِـذي ِفــي‬ ‫صَنـ ُـع َم ِشـ َ‬ ‫َمـ ْـن َي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمــي»‬ ‫َّ‬ ‫السـ َـم َاوات ُهـ َـو أَخــي َوأ ْ‬ ‫ُختــي َوأ ّ‬ ‫(مــت‪ ،)50:12‬لــم يكــن ذلــك ُّ‬ ‫ـر‬ ‫تنكـ ًا‬ ‫ـيعا لهــا‪ .‬فنحــن‬ ‫ألس ـرته بــل توسـ ً‬ ‫مدعــوون لهــذه البنــوة بــأن نفعــل إرادة‬ ‫هللا فــي كل شــيء‪ .‬وكمــا نصلــي فــي‬ ‫ُلبــش آدام علــى ثيؤطوكيــة يــوم اإلثنين‬ ‫[يــا جميــع العــذارى أحببــن الطهــارة‪،‬‬ ‫لكــي تصــرن بنــات للقديســة مريــم]‪،‬‬ ‫فحيــاة العــذراء نب ـراس لحياتنــا نقتــدي‬ ‫بهــا فــي طهارتهــا وطاعتهــا وإيمانهــا‪،‬‬ ‫أيضــا التــي كانــت تحفــظ جميــع‬ ‫وهــي ً‬ ‫ِ‬ ‫تفك ـرة بــه فــي قلبهــا»‬ ‫«م ّ‬ ‫هــذا الــكالم ُ‬ ‫(لــو ‪.)19:2‬‬ ‫‪ –2‬ال بــد أن ُيتصــور المســيح‬ ‫فينــا‪ :‬بقــول الســيد المســيح للعــذراء‬ ‫ـرَةُ ُهـ َـوَذا ْابُنـ ِـك» (يــو‪،)26:19‬‬ ‫امـ َأ‬ ‫َ‬ ‫«يــا ْ‬ ‫جميعــا أبنــاء لوالــدة اإللــه مــع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫أصبح‬ ‫ً‬ ‫يوحنــا‪ ،‬يقــول العالَّمــة أوريجينــوس‪:‬‬ ‫[مــن أراد أن يصيــر كيوحنــا نفســه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫البــد أن يأخــذ المســيح نفســه (أي‬ ‫ُيتصــور فيــه المســيح)‪ ،‬ألنــه لــم يكــن‬ ‫عنــد مريــم ســوى يســوع‪ ،‬فيســوع يقــول‬ ‫ـرَةُ ُهـ َـوَذا ْابُنـ ِـك»‪ ،‬ولــم‬ ‫امـ َأ‬ ‫ألمــه‪َ :‬‬ ‫«يــا ْ‬ ‫أيضــا ابنــك» ‪ ..‬فــكل‬ ‫يقــل «هــا هــو ً‬ ‫مــن بلــغ الكمــال ال يحيــا بعــد‪ ،‬بــل‬ ‫يحيــا المســيح فيــه]‪( ،‬أوريجينــوس‪،‬‬ ‫تفســير إنجيــل يوحنــا‪ .)23:1‬فــكل مــن‬ ‫ابنــا للعــذراء‪ ،‬البــد أن‬ ‫يريــد أن يصيــر ً‬ ‫يســير فــي طريــق الكمــال‪.‬‬

‫‪fryohanna@hotmail.com‬‬

‫للقديـــس كيرلـــس الســـكندري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعليق بديع‪ ،‬على الموقف الش ــهير‬ ‫القدي ــس يوحن ــا‬ ‫ال ــذي في ــه أرس ــل ّ‬ ‫المعم ــدان اثني ــن من تالميذه للس ــيد‬ ‫المس ــيح قائـ ـاً‪ :‬أنـــت هـــو اآلتي أم‬ ‫ننتظر آخر؟! ويس ــعدني أن أش ــارك‬ ‫ـض‬ ‫معك ــم ف ــي ه ــذا المق ــال بع ـ َ‬ ‫مقتطف ـ ٍ‬ ‫ـات م ــن كلمات ــه‪:‬‬

‫فعلـــت ّأيهـــا المعمدان‬ ‫‪ +‬مـــاذا‬ ‫َ‬ ‫الرائـــع؟! أال تع ــرف ذل ــك ال ــذي‬ ‫ـت أن ــت نفس ــك‬ ‫َ‬ ‫كـــرزت عنـــه‪ ،‬إذ كن ـ َ‬ ‫س ــابًقا لظه ــوره‪ ،‬كما تســـ ِبق “نجمة‬ ‫وت ِ‬ ‫علـــن عن “الشـــمس”‬ ‫الصبـــح” ُ‬ ‫ـت أمام ــه مث ــل‬ ‫اآلتيـــة؟ لق ــد ذهب ـ َ‬ ‫ـرت للرس ــل‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫مصب ـ ٍ‬ ‫ـت أ َ‬ ‫ـاح‪ .‬وأن ـ َ‬ ‫بكل وض ــوح «هوذا‬ ‫ّ‬ ‫القديس ــين عن ــه ّ‬ ‫خطيـــة‬ ‫يرفـــع‬ ‫الـــذي‬ ‫هللا‬ ‫حمـــل‬ ‫ّ‬ ‫العالم» (يو‪« ..)29:1‬وأنا قـــــــــــد‬ ‫أن هـــذا هـــو ابـــن‬ ‫أيـــت‬ ‫ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫وشـــهدت ّ‬ ‫هللا» (يو‪ ،)34:1‬فكيف إ ًذا تس ــأل‬ ‫إن كان ه ــو اآلت ــي؟!‬ ‫‪ +‬المعمدان المبارك لم َيفشـــل‬ ‫فـــي أن َيعرف كلمة هللا الذي صار‬ ‫تتصوروا هذا‪ ،‬فقد كان‬ ‫إنســـاًنا‪ .‬ال‬ ‫ّ‬ ‫وبكل وض ــوح ّأنه هو‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫تمام‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مقتنع ــا ً‬ ‫أمـــر‬ ‫اآلت ــي؛ ولك ــن مـــا فعلـــه كان ًا‬ ‫ِ‬ ‫حكيمـــا وم َّ‬ ‫ـــبا‬ ‫خط ً‬ ‫طـــا ّ‬ ‫جي ًدا‪ ،‬ومناس ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫بدرجـــة كبيـــرة لمنفعـــة تالميـــذه‪..‬‬ ‫وه ــو إذ كان َيع ــرف َم ــن هو ذلك‪..‬‬ ‫إيمانا ارس ـ ًـخا‬ ‫وّ‬ ‫ألن ــه يري ــد أن ُينش ــئ ً‬ ‫ب ــه في قل ــوب أولئك الذي ال يزالون‬ ‫يعرج ــون‪ ،‬ول ــم يكونـ ـوا مقتنعي ــن بعد‬ ‫فإن ــه ي ّتخـــذ‬ ‫ّأن ــه المس ــيح‪ ،‬لذل ــك ّ‬ ‫وي ِ‬ ‫رسل إليه‬ ‫مظهـــــــــــر الجهـــــــــــــل‪ُ ،‬‬ ‫تالمي ــذه ليس ــأله قائـ ـاً «أن ــت ه ــو‬ ‫آخ ــر؟»‪.‬‬ ‫اآلت ــي أم ننتظ ــر َ‬ ‫‪ّ +‬إن ــه ي ّتخـــذ الجهل عن قصد‪،‬‬ ‫ليـــس لكـــــــــــي يتعّلـــم هـــو‪ ،‬إذ ّأن ــه‬ ‫كس ـ ٍ‬ ‫ـابق كان قد عرف الس ـ ّـر‪ ،‬وإّنما‬ ‫ِ‬ ‫لكـــي ُيقنع تالميذه بمقـــدار عظمة‬ ‫المخِّلص ورفعتـــــــــه‪“ ..‬المعمـ ـ ـ ــدان‬ ‫اإلله ــي” إذ ق ــد ع ــرف من الكتـ ـ ـ ــاب‬ ‫ّ‬ ‫فإنه‬ ‫الموح ــى به اس ـ ـ ـ ـ ـ ــم “اآلتـــــــي” ّ‬ ‫َ‬ ‫أرس ــل بع ــض أصدقائ ــه ليس ــأل‪:‬‬ ‫إن كان ه ــو اآلت ــي؟ والمســـيح إذ‬ ‫ف‬ ‫الحق هـــو هللا لم ُي ْخ َ‬ ‫بالطبيعـــة و ّ‬ ‫عنـــه غرض يوحّنـــا المعمدان‪ ،‬وإذ‬ ‫ع ــرف س ــبب مج ــيء تالمي ــذ يوحن ــا‬ ‫خاصـ ـ ًة‬ ‫ّ‬ ‫فإن ــه ب ــدأ ف ــي ذل ــك الوق ــت ّ‬

‫إلهي ــة أكث ــر بكثي ــر‬ ‫بعم ــل معجـ ـزات ّ‬ ‫ِم ّم ــا كان ق ــد فعله ــا قب ــل ذل ــك‪..‬‬ ‫وإذ ق ــد ص ــاروا مش ــاهدين وش ــهود‬ ‫ـاب‬ ‫لعظمت ــه‪ ،‬فق ــد ص ــار له ــم إعج ـ ٌ‬ ‫إمكانيات ــه‪.‬‬ ‫بقوت ــه و ّ‬ ‫عظي ــم ّ‬

‫‪ +‬أرجـــو أن تالحظـــوا الطريقة‬ ‫الجميلـــة فـــي معاملـــة المخِّلـــص؛‬ ‫ألن ــه ال يق ــول ببس ــاطة “أنـــا هو”‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫صحيحا‪،‬‬ ‫لكان‬ ‫هذا‬ ‫قال‬ ‫لو‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫رغ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ولكن ــه بالح ــر ّي يقودهم إلى البرهان‬ ‫ّ‬ ‫طـــى عـــن طريـــق األعمـــال‬ ‫المع َ‬ ‫ُ‬ ‫ـرب اذهبا‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫له‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫إذ‬ ‫نفســـها‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫يوحنا بما رأيتما وس ــمعتما‪..‬‬ ‫وأخبـ ـ ار ّ‬ ‫ث ـ ّـم بع ــد ذل ــك أض ــاف بالض ــرورة‪..‬‬ ‫لم ــن ال َيعثُ ــر ف ــي‪ ..‬أي‬ ‫طوب ــي َ‬ ‫ّ‬ ‫لمن يؤمـــن بي‪.‬‬ ‫طوبـــي َ‬ ‫القديـــس كيرلـــس‬ ‫يقـــدم ّ‬ ‫ثـــم ّ‬ ‫* ّ‬ ‫ِ‬ ‫مل ّخ ًصـــا لغنـــى إيماننا المســـيحي‪:‬‬ ‫‪ّ +‬أوالً نحـــن بالحقيقـــة نحصل‬ ‫(عـــن طريـــق اإليمـــان باإلنجيـــل)‬ ‫الحقيقيـــة‪.‬‬ ‫علـــى نـــور معرفـــة هللا‬ ‫ّ‬ ‫ثـــم بعـــد ذلـــك حينمـــا نغتســـل من‬ ‫المعمودية‬ ‫الخطية بواسطة‬ ‫أوساخ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نتطهـــر لكي نخدمه‬ ‫إذ‬ ‫و‬ ‫ســـة‪،‬‬ ‫المقد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا شـــركاء‬ ‫نصير‬ ‫نا‬ ‫ن‬ ‫فإ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫بطهـــار‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫اإللهية‪ ،‬ونربحه ليســـكن‬ ‫الطبيعـــة‬ ‫ّ‬ ‫فـــي داخلنا بالحصول على شـــركة‬ ‫أيضا نصير أبناء‬ ‫الروح القـــدس‪ .‬و ً‬ ‫هللا‪ ،‬ونكتســـب ألنفســـنا األُ ُخ َّوة مع‬ ‫ذلـــك الـــذي هـــو االبـــن بالطبيعـــة‬ ‫وبالحـــق‪ .‬وباإلضافـــة إلـــى هـــذه‬ ‫ّ‬ ‫نتمجـــد ونرتفع إلى‬ ‫نـــا‬ ‫ن‬ ‫فإ‬ ‫األشـــياء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونســـكن فـــي‬ ‫القديســـين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ميـــراث ّ‬ ‫ُّ‬ ‫بالتمتع بتلك البركات التي‬ ‫غبطـــةٍ‪،‬‬ ‫يحبونه‪ ،‬والتي‬ ‫ُتمَنـــح ألولئك الذين ّ‬ ‫يِ‬ ‫علن “بولس اإللهـــي” أّنها تفوق‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الفهـــم والوصـــف (‪1‬كـــو‪..)9:2‬‬ ‫حســـب مســـتحّقين لتلـــك‬ ‫نحـــن ُن َ‬ ‫ومحبـــة ذاك الذي‬ ‫األمـــور بنعمـــة‬ ‫ّ‬ ‫كل األشـــياء‬ ‫احـــد‬ ‫و‬ ‫لـــكل‬ ‫يعطـــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بســـخاء‪ ،‬وأعنـــي به المســـيح‪.‬‬ ‫للقديس‬ ‫[عن تفس ــير إنجيل لوقا ّ‬ ‫كيرّل ـ ـ ــس السكنـ ـ ــدري (عظـ ـ ــة ‪- )37‬‬ ‫إصـ ـ ـ ـ ـ ــدار المرك ـ ـ ـ ـ ــز األرثوذكس ـ ـ ـ ــي‬ ‫اآلبائيـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪ -‬ترجمـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫للد ارسـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫ّ‬ ‫الدكتور نصحي عبد الش ــهيد]‬ ‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫ذاتك يه أثمن ما تملك فعانقها‪ ،‬تصالح معها‪ ،‬أنصت إىل جوعها الصارخ إىل احلياة‪ ،‬ال ختدعها بمسكنات العالم‪ ،‬بل امحلها يف صالتك إىل اهلل‪( .‬القديس يوحنا ذهيب الفم)‬

‫‪17‬‬


‫الش ــهيد فهد بن ابراهي ـ ـ ــم الش ــهير‬ ‫بأبو العـ ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬من شه ـ ـ ـ ـ ـ ــداء القـ ـ ـ ـ ـ ــرن‬ ‫العاشر الميـ ـ ـ ـ ـ ــادي‪ .‬وكـ ـ ـ ـ ــان يشغ ـ ــل‬ ‫منص ــب «رئيس الدواوي ــن» في عهد‬ ‫الحاك ــم بأم ــر هللا (‪،)1021-969‬‬ ‫وه ــو يع ــادل منصب رئيس ال ــوزراء‪،‬‬ ‫وه ــو نف ـ ـ ـ ـ ــس المنص ــب ال ــذي تقل ــده‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ــي القـ ـ ـ ـ ـ ــرن الـ ــ‪ 18‬المعل ــم إبراهي ــم‬ ‫الجوه ـ ـ ـ ــري‪ .‬والمص ــادر الت ــي تحكي‬ ‫س ــيرته بعضها مص ــادر قبطية مثل‪:‬‬ ‫أب ــو الم ــكارم‪ ،‬وتاري ــخ أنب ــا يوس ــاب‬ ‫أس ــقف ف ــوه‪ ،‬وتاري ــخ البطارك ــة الب ــن‬ ‫المقف ــع‪ .‬وبعضه ــا غي ـ ـ ـ ـ ـ ــر قبطـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫كالمقري ــزي‪ ،‬والقالنس ــي‪ ،‬ويحي ــى ب ــن‬ ‫س ــعيد األنطاك ــي‪ ،‬واب ــن تغ ــري بردي‬ ‫األتابك ــي‪ ،‬وغيره ــم‪...‬‬ ‫وم ــن المع ــروف أن الـ ــ‪ 25‬س ــنه‬ ‫الت ــي حك ــم خالله ــا «الحاك ــم بأم ــر‬ ‫هللا» عان ــى فيه ــا المصريون المتاعب‬ ‫وخاص ــة األقب ــاط‪ ،‬فيش ــير المقري ــزي‬ ‫إل ــى منع ــه أكل الجرجي ــر ألنها كانت‬ ‫حبب ــه عن ــد الس ــيدة عائش ــة‪ ،‬ومن ــع‬ ‫ُم ّ‬ ‫أكل الملوخي ــة ألنه ــا األكل ــة المفضلة‬ ‫عن ــد معاوي ــة ب ــن أبي س ــيفيان‪ ،‬ومنع‬ ‫خروج الس ــيدات‪ ...‬ويش ــير ابن تغري‬ ‫ب ــردي والمقري ــزي إل ــى ه ــدم ‪ 30‬أل ــف‬ ‫كنيس ــة منه ــا القيام ــة! وف ــرض لب ــس‬ ‫صلي ــب وزنه خمس ــة أرطال على كل‬ ‫قبط ــي ومنها ج ــاء مصطلح «عظمة‬ ‫زرق ــاء»‪ .‬ويش ــير أنب ــا يوس ــاب ف ــي‬ ‫تاريخ ــه إل ــى أن ــه قت ــل ‪ 18‬أل ــف نفس‬ ‫منه ــم كثير من األقباط‪ ،‬ومنهم رئيس‬

‫‪18‬‬

‫حس ــب ل ــه أن ــه قب ــل‬ ‫الدواوي ــن فه ــد‪ُ .‬‬ ‫وي َ‬ ‫ـرد وترميم كثير‬ ‫موت ــه أصدر س ـ ً‬ ‫ـجل ب ـ ّ‬ ‫قبل‪.‬‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫م ــن الكنائ ــس وقد‬ ‫ً‬ ‫ب ــدأ فه ــد حياته ككات ــب لبرجوان‪،‬‬ ‫تير للحاك ــم‪ ،‬ث ــم وزي ـ ًـرا‪،‬‬ ‫ث ــم س ــكر ًا‬ ‫ويذك ــر ابن القالنس ــي كيفي ــة تعيينه‪:‬‬ ‫«جل ـ ـ ـ ـ ـ ــس الحاك ـ ـ ـ ـ ــم وقـ ـ ـ ـ ــت العشاء‪،‬‬ ‫واس ــتدعى (الكبـ ـ ـ ـ ــار) وق ــال له ــم‪ :‬إن‬ ‫ه ــذا فه ـ ًـدا كان أم ــس كات ــب برجـ ـوان‬ ‫عب ــدي‪ ،‬وهو الي ــوم وزيري‪ ،‬فاس ــمعوا‬ ‫ل ــه وأطيع ــوه‪ .»...‬ث ــم أس ــند إلي ــه‬ ‫كل الدواوي ــن (ال ــو ازرات)‪ ،‬وظ ــل‬ ‫يعم ــل بأمان ــه خم ــس س ــنوات حت ــى‬ ‫رحوم ــا ج ــدا عل ــى‬ ‫استش ــهاده‪ ..‬كان‬ ‫ً‬ ‫الفقـ ـراء‪ ،‬وكان يم ــد يده إلى مالبس ــه‪،‬‬ ‫وال ــذي يخ ــرج يعطي ــه للس ــائل‪ .‬ولم ــا‬ ‫تمس ــك بالمس ــيح‪ ،‬أم ــر الخليف ــة‬ ‫فض ِربت عنقه‬ ‫بض ــرب عنق ــه وحرقه‪ُ ،‬‬ ‫ي ــوم ‪ 19‬برمودة ‪719‬ش (‪ 14‬أبريل‬ ‫‪1003‬م)‪ ،‬وأُح ــرِق جس ــده بالن ــار‪،‬‬ ‫فأقام ــت الن ــار ثالث ــة أي ــام علي ــه ول ــم‬ ‫يحت ــرق‪ ،‬والعجي ــب أن ي ــده اليمن ــى‬ ‫ـدن منها‬ ‫الت ــي كان يتص ــدق به ــا لم ت ـ ُ‬ ‫الن ــار البت ــة‪ .‬ويذك ــر أبو الم ــكارم أنه‬ ‫بن ــي كنيس ــة مرقوري ــوس ف ــوق مقبـ ـرة‬ ‫ود ِف ــن أس ــفلها ف ــي الجه ــة‬ ‫أسـ ـرته ُ‬ ‫القبلي ــة‪ ،‬ولما ُد ِف ــن فيها القديس األنبا‬ ‫روي ــس بعد أربعة قرون ُع ِرفت باس ــم‬ ‫كنيس ــة األنب ــا روي ــس‪.‬‬

‫إنهــا الحــرب الرابعــة‪ ،‬تلــك الحــرب‬ ‫التــي يشــنها عــدو الخيــر اآلن علــى‬ ‫الكنيســة‪ ،‬حــرب يتعــرض لهــا أوالدنــا‬ ‫وشــعبنا ونتائجها ســتؤثر على الكنيســة‪،‬‬ ‫علــى تماســكها ورســالتها‪ ،‬إنهــا حــرب‬ ‫المشــغولية وتزييــف الوعــي‪ ،‬فيهــا جعــل‬ ‫ـز حــول ذاتــه‬ ‫الشــيطان اإلنســان متمركـ ًا‬ ‫وتوحــد الكثيــر مــن‬ ‫فــي أنانيــة بغيضــة‪ّ ،‬‬ ‫الشــباب مــع الميديــا وعاش ـوا فــي عالــم‬ ‫افت ارضــي‪ ،‬بــل ووقــع البعــض منهــم فــي‬ ‫اإلدمــان الرقمــي بصــورة مرعبــة‪.‬‬ ‫مســاكين بالفعــل أطفــال وشــباب‬ ‫اليوم إلنهم يتعرضون الســتنزاف وقتهم‬ ‫أيضــا‬ ‫وبالتالــي حياتهــم‪ ،‬ويتعرضــون ً‬ ‫لتزييــف وعيهــم‪ .‬فحيــن يكــون متوســط‬ ‫جلــوس الفــرد أمــام السوشــيال ميديــا مــن‬ ‫يعرضهــم‬ ‫يوميــا‪ ،‬فهــذا ّ‬ ‫‪ ٨-٦‬ســاعات ً‬ ‫لســلب حياتهــم اإليمانيــة والكنســية بــل‬ ‫أيضا مســاكين الخدام في‬ ‫وإنســانيتهم‪ .‬و ً‬ ‫أيامنــا هــذه ألنهــم يتعرضــون لتحديــات‬ ‫اقتصاديــة واجتماعيــة واســتهالكية‬ ‫أصعــب بكثيــر مــن ذي قبــل‪ .‬فهــم لــم‬ ‫يعــد لديهــم الوقــت الكافــي للخدمــة أو‬ ‫لالمتــاء بالتعليــم الكنســي الدســم الــازم‬ ‫لحياتهــم ولخدمتهــم‪.‬‬ ‫والنتيجــة هــي تسـ ُّـرب البع ـ ـ ـ ــض مــن‬ ‫المخدومي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن من الكنيس ـ ـ ــة ومكوثهم‬ ‫علــى منصــات السوشــيال ميديــا يتلقــون‬ ‫الفتــات مــن التعليــم الكنســي‪ .‬واكتفــى‬ ‫الكثيــرون بشــكلية العبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة وســطحية‬ ‫التعليــم وبــردت محبــة الكثيريــن‪.‬‬ ‫فمــا هــو الح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل؟! أال يوجــد مــن‬ ‫يرمــم الثغـرة؟!!‬ ‫فدائمــا تتعــرض‬ ‫بالطبــع يوجــد حــل‪ً ،‬‬ ‫الكنيســة لحــروب وتخــرج منهــا منتصـرة‬ ‫بأوالدهــا الغيوريــن الممتلئيــن نعمــة‪،‬‬ ‫فالكنيســة منــذ نشــأتها وهــي فــي حالــة‬ ‫حــرب مــع الشــيطان‪ ،‬لقــد حاربهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫بحــروب عديــدة ليفتــح ثغـرات فــي ســور‬ ‫عالقتهــا بــاهلل‪.‬‬ ‫األولــى كان ـ ـ ـ ـ ـ ــت حــرب الــدم‪ ،‬وفيهــا‬ ‫أشع ـ ـ ـ ــل الشيطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان االضطهـ ـ ـ ـ ــاد فــي‬ ‫ورمــم أبنـ ـ ـ ـ ــاؤها الشــهداء هــذه‬ ‫الكنيســة‪ّ ،‬‬ ‫الثغ ـرة بدمهــم الزكــي الطاهــر‪.‬‬ ‫وعندما فشل الشيطـ ـ ـ ـ ــان ف ـ ـ ـ ــي هذه‬ ‫الحــرب أثــار الح ـ ـ ـ ـ ـ ــرب الثانيـ ـ ـ ـ ـ ــة وهــي‬ ‫حــرب البــدع والهرطقــات والتشــكيك فــي‬ ‫طبيعــة المســيح وغيرهــا مــن االنح ارفــات‬ ‫اإليمانيــة‪ ،‬ونجحــت الكنيســة متمثلــة‬ ‫فــي أبنائهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا أثناسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوس وكيرلــس‬ ‫وديســقوروس فــي أن تغــوص فــي كلمــة‬ ‫ـددا وعتقــاء‬ ‫هللا وتخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرج منـ ـ ـ ـ ـ ــه ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ً‬ ‫ورمم ـوا الثغ ـرة‪.‬‬

‫بعدهــا شــن الشــيطان جولتــه الثالثــة‬ ‫بموجــة مــن التعالي ـ ـ ـ ـ ـ ــم الغريبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة علــى‬ ‫كنيســتنا‪ ،‬مــع نــدرة المعلميــن الكنســيين‪،‬‬ ‫فرمــم ابنهــا البــار حبيــب جرجــس الثغـرة‬ ‫ّ‬ ‫بإعــداد ‪ ٢٢٠‬ألــف خــادم‪.‬‬ ‫وهكـ ـ ـ ـ ــذا كـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان الشيط ـ ـ ـ ـ ــان يشــن‬ ‫الحــروب‪ ،‬والكنيســة تنتصــر بأوالدهــا‪.‬‬ ‫ولكــن الكنيســة اليـ ـ ـ ـ ـ ــوم يــا أحبائ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫تواجــه أكبــر تحـ ٍّـد علــى مـ ّـر تاريخهــا‪،‬‬ ‫لــن يجــدي معــه التعليــم الســطحي أو‬ ‫األيــادي المرتخيــة أو العبــادة الشــكلية‪.‬‬ ‫ولذلــك ال بــد للكنيســة أن تطـِّـور أدواتهــا‬ ‫واستثمار كاف ـ ـ ـ ـ ـ ــة إمكاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات أوالدها‬ ‫لتســتطيع مواجهــة هــذه التحديــات‪.‬‬ ‫والحل يكمن في أمرين‪..‬‬ ‫األول‪ :‬العمـــــــق‪ :‬وفيــه يتمتــع كل‬ ‫عضــو بعالقــة عميقــة وحيــة ومشــبعة‬ ‫مــع هللا‪ ،‬وهن ـ ـ ـ ــا أتذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر موقــف ألحــد‬ ‫آبــاء الكنيس ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬فقــد أرســل المســؤول‬ ‫عــن المؤتمــر بعــض خدامــه لي ِ‬ ‫حضــروا‬ ‫ُ‬ ‫المتكلــم (أبونــا تــادرس يعقــوب) مــن‬ ‫مــكان يبعــد عــن المؤتمــر ثلــث الســاعة‪،‬‬ ‫وفــي الســيارة ســأل الخــدام أبونــا أســئلة‬ ‫عــن سياســة الكنيســة‪ ،‬فــكان رد أبونــا‪:‬‬ ‫«أنــا يــا أحبائــي مشــغول هــذه الفت ـرة‬ ‫برســالة فيلبــي‪ ،‬وفتــح اإلنجيــل وتكلــم‬ ‫معهــم فــي الرســالة‪ .‬وفــي نهايــة المؤتمــر‬ ‫ســأل المســؤول خدامــه عــن تقييمهــم‬ ‫للمؤتمــر‪ ،‬فكانــت اإلجابــة إن أفضــل مــا‬ ‫فــي المؤتمــر هــي الثلــث ســاعة التــي‬ ‫قضوهــا مــع أبونــا فــي الســيارة‪ .‬هكــذا‬ ‫يكــون الحــال عندمــا يتواجــد أنــاس هللا‬ ‫فــي مــكان‪ .‬فقــد كان تأثيــر الثلــث ســاعة‬ ‫أكثــر مــن تأثيــر أيــام المؤتمــر األربعــة‪.‬‬ ‫األمـــــــر الثانـــــــــــي‪ :‬أن يكــون كل‬ ‫ـال‬ ‫عضــــــــو فـــــــــي الكنيســة عضـ ًـوا َف َّعـ ً‬ ‫متلقيــا فقــط‪ ،‬كل عضــو هــو‬ ‫وليــس‬ ‫ً‬ ‫حبيــب جرجــس جديــد يرمــم الثغ ـرة‪ .‬ا ًذا‬ ‫فاألمــر يحتــاج أن ينتفــض الجميــع فــي‬ ‫غيـرة روحيــة إنجيليــة علــى كنيســة هللا‪،‬‬ ‫األب فــي أسـرته‪ ،‬والخــادم فــي خدمتــه‪،‬‬ ‫والكاهــن فــي كنيســته‪ .‬إنهــا ســاعة اآلن‬ ‫لنرمــم الثغـرة‪ .‬نكــرز فــي‬ ‫لنســتيقظ ونقــوم ّ‬ ‫وقــت مناســب وغيــر مناســب‪ .‬نعلــي‬ ‫صــوت اإلنجيــل فــي بيوتنــا‪ ،‬ونتكلم عنه‬ ‫مــع جيراننــا وأصدقائنــا المســيحيين فــي‬ ‫العمــل وفــي الشــارع وفــي كل مــكان‪،‬‬ ‫نعلــي صــوت اإلنجيــل أعلــى وأعلــى‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫قوموا األيادي المســترخية‪ ،‬وشـ ّـددوا‬ ‫الرك ـ ـ ـ ـ ــب المخّلع ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وقـ ـ ـ ـ ّـووا النفــوس‬ ‫الضعيفــة‪ ،‬وأجبــروا القلـ ـ ـ ــوب الكســيرة‪،‬‬ ‫وارفعـوا النفــوس المحبط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة واليائســة‪،‬‬ ‫وفرح ـوا‬ ‫وانشــروا الرجــاء وبشــارة الفــرح‪ّ ،‬‬ ‫قلــب المســيح ورمم ـوا الثغ ـرة‪.‬‬

‫مج ةل الكرازة ‪ 13 -‬أغسطس ‪2021‬‬

‫َ َْ ُ َ‬ ‫َ َْ ُ َ ْ َ​َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ ِّ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ​َ‬ ‫َ​َ ْ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َّ‬ ‫َ​َ ْ ُ‬ ‫الس ِّي ُد َّ‬ ‫الر ُّب‪َ ،‬ف ِ ْ‬ ‫ك زمن‬ ‫ت ِل‪( ”.‬حزقيال ‪)٨ :١٦‬‬ ‫ك ِف عه ٍد‪ ،‬يقول‬ ‫الب‪ .‬فبسطت ذي ِل علي ِ‬ ‫ك‪ ،‬وإِذا زمن ِ‬ ‫ك َورأيت ِ‬ ‫“فم َررت ب ِ ِ‬ ‫ك‪َ ،‬ودخلت مع ِ‬ ‫ك‪َ ،‬وحلفت ل ِ‬ ‫ك َوستت عورت ِ‬ ‫ص ِ‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.