مدى العراقية

Page 1

‫العدد االسبوعي‬

‫�أ�سو�شييتدبر�س‪ :‬تغري مناخي يخترب العراق ب�أمطار غزيرة ‪4‬‬

‫غري م�سبوقة‬

‫م�ست�شار فرن�سي‪ :‬ظهور البغدادي مل يكن‬ ‫مفاجئ ًا!‬

‫لطفية الدليمي‬ ‫تكتب‪ :‬املعرفة‬ ‫العابرة للتخوم‬

‫يا�سني طه حافظ‬ ‫يكتب‪ :‬ليلة يف‬ ‫الأدغال‬

‫‪5‬‬

‫الهاي عبد احل�سني‬ ‫تكتب‪:‬‬ ‫خلــــــــــود‬

‫�ستار كاوو�ش‬ ‫يكتب‪� :‬أجمل‬ ‫عر�ض يف العامل‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪9‬‬ ‫جريدة سياسية يومية‬

‫رقم الإيداع يف دار الكتب والوثائق ببغداد (‪ )768‬ل�سنة (‪)2004‬‬

‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬

‫‪� 12‬صفحة مع امللحق (‪ )500‬دينار‬

‫‪� 3‬سيناريوهات حلل �أزمة حكومة نينوى‬ ‫�أحدها عودة العاكوب ملن�صبه‬ ‫‪ ‬بغداد ‪ /‬وائل نعمة‬

‫احلل الأخري‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب م�صادر (املدى)‪ ،‬ف� ��إن بع�ض القوى‬ ‫ال�سيا�سي ��ة داخل حتالف البن ��اء‪ ،‬تراجعت يف‬ ‫اللحظ ��ات الأخ�ي�رة ع ��ن فك ��رة ح ��ل املجل�س‪،‬‬ ‫خ�شي ��ة �أن يطال ��ب ن ��واب بح � ّ�ل جمال� ��س‬ ‫املحافظ ��ات يف املدن املح ��ررة الأخرى او يف‬ ‫اجلنوب‪.‬‬ ‫وكان نواب ائتالف الوطنية والن�صر و�أطراف‬ ‫يف كتلة املحور‪ ،‬من �أ�شد املتحم�سني اىل فكرة‬ ‫ح ��ل جمل� ��س املحافظة‪ ،‬على الرغ ��م من وجود‬ ‫�شكوك يف مدى قانونية ذلك الإجراء‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب خ�ب�راء يف القانون‪ ،‬ف� ��إن ذلك الأمر‬ ‫ال ميكن �أن يت ��م �إال بطلب من ثلث عدد �أع�ضاء‬ ‫جمل� ��س املحافظ ��ة �أو من املحاف ��ظ عند حتقق‬

‫ثالث ��ة �سيناريوه ��ات متوقعة حلل‬ ‫�أزمة احلكوم ��ة املحلية يف نينوى‪،‬‬ ‫من بينها ع ��ودة املحافظ املقال نوفل العاكوب‬ ‫الذي مدّد الق�ضاء النظر يف ق�ضيته ‪� 4‬أيام‪.‬‬ ‫ومتن ��ع امل�صال ��ح جه ��ات �سيا�سي ��ة ع ��دة م ��ن‬ ‫االتفاق على وجهة نظ ��ر موحدة حلل امل�شكلة‬ ‫الت ��ي ا�شتعل ��ت بعد غرق العب ��ارة يف املو�صل‬ ‫قبل �أكرث من �شهر‪.‬‬ ‫وكان اتفاق و�شيك قد انهار قبل �أيام‪ ،‬يت�ضمن‬ ‫الإبق ��اء عل ��ى خلية الأزم ��ة وتو�سيعه ��ا مقابل‬ ‫حل جمل� ��س املحافظة‪ ،‬لكن اخلوف من انتقال‬ ‫ع ��دوى "حل املجال� ��س" اىل املحافظات �أف�شل‬

‫‪8‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬ ‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫مقرتح ب�إ�ضافة �شخ�صية كردية و�أخرى �إدارية اىل خل ّية الأزمة‬

‫حالة الإخالل اجل�سيم بالأعمال واملهام املوكلة‬ ‫�إليه (املجل�س) �أو خمالفة الد�ستور والقوانني‬ ‫�أو فق ��دان ثل ��ث الأع�ض ��اء �ش ��روط ع�ضوي ��ة‬ ‫جمل�س املحافظة‪.‬‬ ‫وقدم نح ��و ‪ 180‬نائب� � ًا نهاية ني�س ��ان املا�ضي‬ ‫تواقيعه ��م عل ��ى طلب ح ��ل جمل� ��س املحافظة‪،‬‬ ‫وهي املرة الثانية ال ��ذي يقوم فيها نواب بهذا‬ ‫الإج ��راء‪ ،‬حيث قام ‪ 120‬نائب ًا يف �آذار املا�ضي‬ ‫بجمع تواقيع �أي�ض ًا لل�ش�أن ذاته‪.‬‬ ‫ويف املرت�ي�ن مل تتح ��رك رئا�س ��ة الربمل ��ان‬ ‫حلل جمل� ��س حمافظ ��ة نين ��وى‪ ،‬و�آخرها كان‬ ‫اخلمي�س املا�ضي‪ ،‬حيث مت ت�أجيل بحث الأمر‬ ‫اىل وقت غري حمدد‪.‬‬ ‫يق ��ول ثاب ��ت العبا�س ��ي‪ ،‬النائ ��ب ع ��ن نينوى‪،‬‬

‫‪8‬‬

‫‪10‬‬

‫لـ(امل ��دى)‪�" :‬أعتق ��د �أن عملي ��ة ح ��ل املجل� ��س‬ ‫ق ��د انته ��ت الآن (‪ )...‬الأم ��ل �ضعي ��ف جد ًا يف‬ ‫الرجوع لها مرة �أخرى"‪.‬‬ ‫واعت�ب�ر م�س�ؤول ��ون جتاه ��ل رئا�س ��ة الربملان‬ ‫لطل ��ب ح ��ل جمل� ��س حمافظ ��ة نين ��وى‪ ،‬ب�أن ��ه‬ ‫"ابت ��زاز �سيا�س ��ي"‪ ،‬خ�صو�ص� � ًا و�أن رئي� ��س‬ ‫جمل� ��س الن ��واب حمم ��د احللبو�س ��ي �أح ��د‬ ‫الأقطاب املهمة يف ق�ضية احلكومة املحلية يف‬ ‫املو�صل‪.‬‬ ‫وهدد �أحمد اجلرب ��ا‪ ،‬النائب عن نينوى �ضمن‬ ‫حتالف القرار ال ��ذي يتزعمه �أ�سامة النجيفي‪،‬‬ ‫بذك ��ر "ال�شخ�صيات ال�سيا�سي ��ة" التي حتاول‬ ‫املتاجرة بق�ضية املو�صل‪.‬‬ ‫‪ ‬التفا�صيل �ص‪3‬‬

‫َ‬ ‫متفقني على ا�ستحداث من�صب �أمني جديد‬ ‫الإ�صالح والبناء غري‬

‫اخلالفات تلغي اتفاقات الكتل ب�ش�أن‬ ‫مر�شحي احلقائب ال�شاغرة‬ ‫‪ ‬بغداد‪ /‬املدى‬ ‫�أث ��ار ا�ستح ��داث من�ص ��ب نائ ��ب رئي� ��س‬ ‫جمل�س الوزراء لل�ش�ؤون الأمنية خالفات‬ ‫حادة ب�ي�ن حتالف ��ي الإ�ص�ل�اح والبن ��اء وت�سبب يف‬ ‫ت�أخ ��ر عر�ض الأ�سماء املر�شحة �إىل الوزارات الأربع‬ ‫داخل جمل�س النواب‪.‬‬ ‫ويتحدث النائب عن حتال ��ف البناء عبا�س الزاملي‪،‬‬ ‫يف ت�صري ��ح لـ(امل ��دى)‪ ،‬قائ�ل ً�ا‪�" :‬إن م�شكل ��ة ت�أخ ��ر‬ ‫عر� ��ض امللف ال ��وزاري داخل جمل� ��س النواب تعود‬ ‫�إىل اخلالف ��ات ب�ي�ن كتل حتالف ��ي الإ�ص�ل�اح والبناء‬ ‫على �أ�سماء املر�شحني لل ��وزارات الأربع ال�شاغرة"‪،‬‬ ‫م�ش�ي�ر ًا �إىل �أن "الق ��وى الكرد�ستاني ��ة ه ��ي الأخرى‬ ‫غري متفقة على ا�سم مر�شحها حلقيبة العدل"‪.‬‬ ‫وتو�ص ��ل حتالفا �سائ ��رون والفت ��ح يف �شهر ني�سان‬

‫املا�ض ��ي‪� ،‬أثن ��اء مفاو�ضاتهم ��ا الثنائي ��ة‪� ،‬إىل اتف ��اق‬ ‫يق�ض ��ي بعر�ض جمي ��ع �أ�سماء املر�شح�ي�ن للوزارات‬ ‫الأرب ��ع املتبقي ��ة يف حكوم ��ة عادل عب ��د املهدي على‬ ‫جمل�س النواب‪.‬‬ ‫و�سب ��ق �أن ح�ص ��ل تق ��ارب ب�ي�ن التحالف�ي�ن يف �شهر‬ ‫�شب ��اط املا�ضي متخ�ض عنه ت�شكي ��ل جلنة �سدا�سية‬ ‫�أخذت عل ��ى عاتقها مهمة التفاو� ��ض ب�ش�أن ا�ستكمال‬ ‫ح�سم ال ��وزارات املعطلة مبعزل عن الكتل املن�ضوية‬ ‫يف حتالفي الإ�صالح والبناء‪.‬‬ ‫وي�ش�ي�ر الزاملي اىل "�أن هن ��اك م�ستجدات وتطورات‬ ‫حدث ��ت يف مو�ضوع املل ��ف الوزاري بع ��د رف�ض فالح‬ ‫الفيا�ض كمر�شح لوزارة الداخلية وا�ستحداث من�صب‬ ‫�أمن ��ي ل ��ه"‪ ،‬منوه� � ًا �إىل "�أن االعرتا�ض ��ات على تويل‬ ‫الفيا�ض ملن�صب نائب رئي�س الوزراء لل�ش�ؤون الأمنية‬ ‫�أعاق مترير �صفقة الوزارات الأمنية‪".‬‬ ‫‪ ‬التفا�صيل �ص‪2‬‬

‫عبد املهدي قبل مغادرة باري�س‪:‬‬ ‫�أعداد كبرية من اخلاليا النائمة‬ ‫موجودة يف العراق‬ ‫ا�ستمرار خطر داع�ش‪".‬‬ ‫و�أ�ضاف رئي� ��س جمل�س ال ��وزراء �أن "الدور‬ ‫الفرن�س ��ي مهم يف حمارب ��ة الإرهاب‪ ،‬ونعول‬ ‫عل ��ى هذا ال ��دور يف �إع ��ادة �إعم ��ار العراق"‪.‬‬ ‫وتاب ��ع‪" :‬لدين ��ا خارطة طريق جدي ��دة تر�سم‬ ‫العالقة ال�سرتاتيجية بني فرن�سا والعراق"‪.‬‬ ‫م ��ن جهته‪ ،‬قال ماك ��رون �إن "فرن�سا تقف �إىل‬ ‫جان ��ب العراق يف تعزيز قدراته على حماربة‬ ‫الإرهاب"‪.‬‬ ‫وق ��ال ماك ��رون يف امل�ؤمت ��ر‪" :‬لدين ��ا كف ��اح‬ ‫م�شرتك �ضد الإرهاب والهمجية‪ .‬املعركة على‬ ‫الإرهاب مل تنته ويجب ا�ستكمالها‪".‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬فرن�سا تقف �إىل جانب العراق يف‬ ‫تعزيز قدراته على حماربة الإرهاب وتدريب‬ ‫قواته‪ ،‬و�ستدعم العراق �سيا�سي ًا ومالي ًا"‪.‬‬

‫‪ ‬بغداد ‪ /‬المدى‬ ‫�أنهى رئي�س جمل� ��س الوزراء عادل‬ ‫عب ��د امله ��دي زيارت�ي�ن �أجراهم ��ا‬ ‫الأ�سبوع املا�ض ��ي اىل كل من �أملانيا وفرن�سا‪.‬‬ ‫وقال عبد املهدي يف باري�س‪ ،‬قبل عودته‪� ،‬إنه‬ ‫ما تزال هن ��اك خاليا نائمة لتنظيم داع�ش يف‬ ‫العراق‪ .‬ولفت �إىل �أهمية الدور الفرن�سي يف‬ ‫حماربة الإرهاب و�إعادة �إعمار البالد‪.‬‬ ‫وقال عبد املهدي‪ ،‬يف م�ؤمتر �صحفي م�شرتك‬ ‫مع الرئي�س الفرن�س ��ي �إميانويل ماكرون يف‬ ‫باري� ��س ي ��وم اجلمع ��ة‪" ،‬ال نخف ��ي �أن هن ��اك‬ ‫�أع ��داد ًا كبرية من اخلالي ��ا النائمة لداع�ش ما‬ ‫زالت موجودة يف العراق"‪.‬‬ ‫وا�ست ��درك �إىل �أن ��ه "مت الق�ض ��اء على داع�ش‬ ‫على الأر�ض لكن التنظيم يحاول العودة بكل‬ ‫الط ��رق وخطاب البغ ��دادي الأخري ي�شري �إىل‬

‫‪ ‬التفا�صيل �ص‪3‬‬

‫حيدر نزار ال�سيد �سلمان‬ ‫يكتب‪:‬كيف ُنعدّ طالب ًا م� ً‬ ‫ؤهال‬ ‫للدرا�سة اجلامعية‬

‫‪10‬‬

‫ماراثون لذوي االحتياجات اخلا�صة للتثقيف باالنتخابات ‪ ......‬عد�سة‪ :‬حممود ر�ؤوف‬

‫ج�نرال كن��دي‪� :‬أ�سباب ظه��ور داع�ش ما ت��زال موجودة‬ ‫‪ ‬ترجمة ‪ /‬حامد �أحمد‬ ‫�أكد قائد قوات الطوارئ الكندية‬ ‫ملنطقة ال�شرق الأو�سط اجلرنال‬ ‫كولن كيفر �أن تنظي ��م داع�ش قد يكون هزم‬ ‫يف �أر�ض املعركة‪ ،‬ولكن امل�ساوئ ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية الت ��ي كانت ال�سبب يف ظهور‬ ‫هذه احلركة املتطرفة ماتزال بعيدة عن �أية‬ ‫حلول يف العراق ‪.‬‬

‫وا�ض ��اف اجل�ن�رال كيف ��ر‪ ،‬خ�ل�ال لق ��اء مع‬ ‫موقع ‪ CBC News‬الإخباري الكندي‪،‬‬ ‫�أن العراق كان قد انغم�س يف حرب طائفية‬ ‫طويلة �أثناء الغزو الأمريكي‪ ،‬وهو كابو�س‬ ‫بد�أ يتعافى منه الآن ب�شكل بطيء ‪.‬‬ ‫وق ��ال �أي�ض ًا �إن �ضم ��ان الق�ضاء على داع�ش‬ ‫عل ��ى امل ��دى البعيد ومنع عودت ��ه من جديد‬ ‫يتطلب ��ان بع� ��ض الإ�صالح ��ات يف تر�سيخ‬ ‫امل�صاحلة ب�ي�ن �أطياف ال�شع ��ب يف العراق‬

‫رم�ضان هذا العام‪..‬‬

‫مواطنون يرتقبون‬ ‫الأ�سعار‪ ..‬وباعة‬ ‫عيونهم على الزبائن‬

‫وتنفي ��ذ م�شاري ��ع �إع ��ادة �إعم ��ار املناط ��ق‬ ‫املح ��ررة وا�سرتجاع اخلدم ��ات الأ�سا�سية‬ ‫فيها بدء ًا من توفري املياه والكهرباء ‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار اجل�ن�رال‪ ،‬م ��ن مق ��ر بعث ��ة القوات‬ ‫الكندي ��ة يف الكوي ��ت‪" :‬نح ��ن ن ��رى ق ��ادة‬ ‫وم�س�ؤول�ي�ن حملي�ي�ن وحمافظ�ي�ن يبذلون‬ ‫جه ��د ًا للتقريب ما بني النا�س وحل امل�شاكل‬ ‫عل ��ى امل�ستوى املحلي‪ ،‬ولكن على امل�ستوى‬ ‫الوطني ال نرى مثل هذا اجلهــــد"‪.‬‬

‫‪ ‬متابعة ‪ /‬املدى‬ ‫"م�س ��واك رم�ضان" طق�س اعتاد امل�سلمون يف كل‬ ‫البل ��دان الإ�سالمي ��ة القي ��ام ب ��ه قبل حل ��ول ال�شهر‪،‬‬ ‫�إذ تب ��د�أ الأ�س ��رة الت�س ��وق ب�ش ��راء كل مايحتاج ��ه البيت من‬ ‫الأغذي ��ة والع�صائ ��ر واحللوي ��ات‪� ،‬إال �أن الظروف يف بع�ض‬ ‫البل ��دان ومنه ��ا العراق ق ��د غريت كث�ي�ر ًا من ه ��ذه التقاليد‪،‬‬ ‫ب�سب ��ب انت�ش ��ار مع ��دالت البطال ��ة‪ ،‬وازدي ��اد ن�سب ��ة الفق ��ر‬ ‫وارتفاع الأ�سعار ب�سبب غياب املنتج املحلي واالعتماد على‬ ‫اال�سترياد‪.‬‬ ‫�أم حمم ��د‪ ،‬رب ��ة بي ��ت‪ ،‬قال ��ت‪ :‬ارتف ��اع �أ�سع ��ار اخل�ض ��راوات‬ ‫الأ�سا�سي ��ة‪ ،‬كل هذه الأمور تل ��وح اىل �أزمة يف الأفق القريب‪،‬‬

‫ي ��وم الثالث ��اء املا�ض ��ي‪ ،‬ق ��ال التحال ��ف‬ ‫ال ��دويل �ضد داع� ��ش �إنه �سان ��د فرق ًا لقوات‬ ‫مكافحة الإرهاب العراقية يف هجوم نفذته‬ ‫الأ�سبوع املا�ضي على خاليا نائمة للتنظيم‬ ‫يف �سل�سل ��ة جب ��ال منطق ��ة وادي ال�ش ��اي‬ ‫�شم ��ايل الع ��راق‪ .‬وق ��ال اجل�ن�رال كيفر �إن‬ ‫تنظيم داع�ش يحاول جاه ��د ًا �إعادة ترتيب‬ ‫�صفوفه من جديد ‪.‬‬ ‫‪ ‬التفا�صيل �ص‪2‬‬

‫خا�ص ��ة م ��ع اق�ت�راب �شه ��ر رم�ض ��ان الك ��رمي‪ ،‬ظاه ��رة ارتفاع‬ ‫الأ�سع ��ار يف �شهر رم�ضان كانت وما زال ��ت تلقي ب�آثارها على‬ ‫املواطن الب�سي ��ط والكادح‪ ،‬فارتفاع �سعر امل ��واد الغذائية اىل‬ ‫�أك�ث�ر من �سعرها احلقيقي �أدى اىل زيادة الأعباء على املواطن‬ ‫الفق�ي�ر حتديد ًا‪ .‬من امل�س�ؤول عن ه ��ذه الظاهرة وملاذا يف هذا‬ ‫ال�شه ��ر بالتحديد ؟ لعل يف مقدمة امل�سبب ��ات هو غياب الرقابة‬ ‫وعدم ت�سعري املواد الغذائية‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت‪ :‬من ثم ي�أتي طم ��ع التجار وم�سعاهم للح�صول على‬ ‫�أرباح �إ�ضافية م�ستغلني حاجة املواطن اىل املواد الغذائية يف‬ ‫ه ��ذا ال�شهر ويعزو التجار (جت ��ار اجلملة) �سبب هذا االرتفاع‬ ‫اىل الأو�ضاع التي مير بها البلد‪.‬‬ ‫‪ ‬التفا�صيل �ص‪4‬‬

‫‪ّ 1500‬‬ ‫جثة ما تزال عالقة يف املدينة القدمية‬

‫الدمار يخ ّيم على املو�صل رغم تخ�صي�ص‬ ‫تريليون دينار لإعمارها‬ ‫‪ ‬متابعة‪ /‬املدى‬ ‫رغ ��م تخ�صي� ��ص ‪750‬‬ ‫ملي ��ار دين ��ار يف عام ��ي‬ ‫‪ 2017‬و‪ ،2018‬و‪ 280‬ملي ��ار‬ ‫دين ��ار يف ‪ 2019‬من قب ��ل احلكومة‬ ‫العراقية لإعمار املو�صل‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫الدعم الدويل‪� ،‬إال �أنه با�ستثناء �إزالة‬ ‫الركام من الطرق الرئي�سة‪ ،‬ال ميكن‬ ‫تل ّم� ��س تغيريات كب�ي�رة يف املدينة‬ ‫التي َّ‬ ‫قطعت احلرب �أو�صالها‪.‬‬

‫يتج ��ول عم ��اد �س ��امل‪ ،‬م ��ن �أه ��ايل‬ ‫املو�ص ��ل‪ ،‬يف �أزق ��ة وزواي ��ا ح ��ي‬ ‫"املي ��دان"‪ ،‬وي�ستذك ��ر الأي ��ام‬ ‫الت ��ي كان ��ت �أحياء مدينت ��ه تنب�ض‬ ‫باحلياة‪ .‬ي�شري عماد �إىل �أن ‪1500‬‬ ‫جث ��ة م ��ا ت ��زال عالق ��ة يف املو�صل‬ ‫القدمي ��ة‪ ،‬و�أن العظام حتولت �إىل‬ ‫رمي ��م‪ ،‬كم ��ا ي�ؤك ��د �أن الف�س ��اد فعل‬ ‫ب�أهل املو�صل ما هو �أ�سو�أ مما حل‬ ‫به ��م على ي ��د داع�ش‪ ،‬حي ��ث ال �أحد‬ ‫يعلم �أين ذهبت الأموال املخ�ص�صة‬

‫لإعادة �إعمار املدينة‪.‬‬ ‫وقال عماد �سامل‪ ،‬ل�شبكة (رووداو)‬ ‫الإعالمي ��ة‪� ،‬إن "الع ��راق �أ�شب ��ه‬ ‫باحلوت الذي يلتهم كل �شيء دون‬ ‫�أي يبقى �أيّ �أثر‪ ،‬فلو �أر�سلوا �إلينا‬ ‫نتح�ص ��ل حتى على‬ ‫َجم�ل ً�ا‪ ،‬فق ��د ال‬ ‫ّ‬ ‫ذيل ��ه‪ .‬ال يوجد �إعمار‪ ،‬كما ال توجد‬ ‫عمل ميكن م ��ن خاللها بنا ُء‬ ‫فر� � ُ�ص ٍ‬ ‫منزل وت�أمني امل�ستقبل"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬التفا�صيل �ص‪2‬‬

‫منظمة دولية ت�ساعد النازحات على تعلم حرفة لبناء حياتهن‬ ‫من جديد‬

‫‪5‬‬

‫ّ‬ ‫يع�ض��د مق�ترح انفانتين��و بزي��ادة ف��رق املوندي��ال‬ ‫االحت��اد‬

‫‪6‬‬


‫‪2‬‬

‫سياسة‬ ‫الإ�صالح والبناء غري‬ ‫َ‬ ‫متفقني على ا�ستحداث‬ ‫من�صب �أمني جديد‬

‫العدد (‪ ) 4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬ ‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬

‫اخلالفات تلغي اتفاقات الكتل ب�ش�أن مر�شحي‬ ‫احلقائب ال�شاغرة‬ ‫�أثار ا�س��تحداث من�ص��ب نائب رئي�س مجل�س الوزراء لل�ش���ؤون الأمني��ة خالفات حادة بين‬ ‫تحالفي الإ�صالح والبناء وت�سبب في ت�أخر عر�ض الأ�سماء المر�شحة �إلى الوزارات الأربع‬ ‫داخل مجل�س النواب‪.‬‬

‫‪ ‬بغداد‪ /‬املدى‬ ‫ويتح ��دث النائ ��ب ع ��ن حتال ��ف البن ��اء‬ ‫عبا� ��س الزاملي‪ ،‬يف ت�صري ��ح لـ(املدى)‪،‬‬ ‫قائ�ل ً�ا‪�" :‬إن م�شكل ��ة ت�أخ ��ر عر� ��ض امللف‬ ‫ال ��وزاري داخ ��ل جمل� ��س الن ��واب تعود‬ ‫�إىل اخلالف ��ات بني كتل حتالفي الإ�صالح‬ ‫والبن ��اء على �أ�سماء املر�شحني للوزارات‬ ‫الأربع ال�شاغرة"‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن "القوى‬ ‫الكرد�ستانية هي الأخرى غري متفقة على‬ ‫ا�سم مر�شحها حلقيبة العدل"‪.‬‬ ‫وتو�ص ��ل حتالف ��ا �سائ ��رون والفت ��ح يف‬ ‫�شهر ني�س ��ان املا�ضي‪� ،‬أثناء مفاو�ضاتهما‬ ‫الثنائية‪� ،‬إىل اتفاق يق�ضي بعر�ض جميع‬ ‫�أ�سم ��اء املر�شح�ي�ن لل ��وزارات الأرب ��ع‬ ‫املتبقية يف حكومة عادل عبد املهدي على‬ ‫جمل�س النواب‪.‬‬ ‫و�سب ��ق �أن ح�صل تقارب ب�ي�ن التحالفني‬ ‫يف �شه ��ر �شب ��اط املا�ض ��ي متخ� ��ض عن ��ه‬ ‫ت�شكيل جلنة �سدا�سية �أخذت على عاتقها‬ ‫مهم ��ة التفاو�ض ب�ش� ��أن ا�ستكم ��ال ح�سم‬ ‫ال ��وزارات املعطل ��ة مبع ��زل ع ��ن الكت ��ل‬ ‫املن�ضوية يف حتالفي الإ�صالح والبناء‪.‬‬ ‫وي�شري الزاملي اىل "�أن هناك م�ستجدات‬ ‫وتط ��ورات حدث ��ت يف مو�ض ��وع املل ��ف‬ ‫الوزاري بعد رف�ض فالح الفيا�ض كمر�شح‬ ‫ل ��وزارة الداخلي ��ة وا�ستح ��داث من�ص ��ب‬ ‫�أمن ��ي له"‪ ،‬منوه� � ًا �إىل "�أن االعرتا�ضات‬ ‫على تويل الفيا� ��ض ملن�صب نائب رئي�س‬ ‫ال ��وزراء لل�ش� ��ؤون الأمنية �أع ��اق مترير‬ ‫�صفقة الوزارات الأمنية‪".‬‬ ‫واتف ��ق حتالف ��ا الفت ��ح و�سائ ��رون يف‬ ‫الع�شرين م ��ن �شهر ني�س ��ان املا�ضي على‬ ‫ا�ستحداث من�صب "نائب رئي�س الوزراء‬

‫عبد املهدي‬ ‫خالل جل�سة‬ ‫منح الثقة ‪..‬‬ ‫ار�شيف‬ ‫لل�ش� ��ؤون الأمني ��ة" يف مفاو�ضاتهم ��ا‬ ‫الثنائية ومنحه �إىل فالح الفيا�ض مقابل‬ ‫ح�ص ��ول حتال ��ف �سائ ��رون عل ��ى رئا�سة‬ ‫جلنة الأمن والدفاع الربملانية‪.‬‬ ‫ووفق ًا لهذا االتفاق �سيتم �إلغاء م�ست�شارية‬ ‫الأمن الوطني وربطها باملن�صب اجلديد‬ ‫الذي �سيتمتع ب�صالحيات �أمنية وا�سعة‪.‬‬ ‫ويو�ض ��ح النائ ��ب ع ��ن مدين ��ة الديوانية‬ ‫�أن "اخلالف ��ات قائم ��ة حالي ًا ب�ي�ن القوى‬

‫ال�شيعي ��ة املوزعة ب�ي�ن حتالفي الإ�صالح‬ ‫والبن ��اء عل ��ى ا�س ��م املر�ش ��ح حلقيب ��ة‬ ‫ال�سنية‬ ‫الداخلي ��ة من جهة‪ ،‬وب�ي�ن القوى ُ‬ ‫يف حتالف ��ي الإ�صالح والبن ��اء على ا�سم‬ ‫مر�شح وزارة الدفاع من جهة اخرى‪".‬‬ ‫وكان قي ��ادي يف حتال ��ف �سائ ��رون ق ��د‬ ‫ك�ش ��ف لـ(امل ��دى)‪ ،‬يف وق ��ت �ساب ��ق‪� ،‬أن‬ ‫"الفيا� ��ض طالب مقابل �سح ��ب ّ‬ ‫تر�شحه‬ ‫م ��ن حقيبة وزارة الداخلية منحه من�صباً‬

‫‪ 1500‬ج ّثة ما تزال عالقة يف املدينة القدمية‬

‫الدمار يخ ّيم على املو�صل رغم تخ�صي�ص‬ ‫تريليون دينار لإعمارها‬

‫‪ ‬متابعة‪ /‬املدى‬ ‫رغ ��م تخ�صي� ��ص ‪ 750‬ملي ��ار دين ��ار‬ ‫يف عام ��ي ‪ 2017‬و‪ ،2018‬و‪280‬‬ ‫ملي ��ار دين ��ار يف ‪ 2019‬م ��ن قب ��ل‬ ‫احلكوم ��ة العراقية لإعم ��ار املو�صل‪،‬‬ ‫ف�ض�ل ً�ا ع ��ن الدع ��م ال ��دويل‪� ،‬إال �أن ��ه‬ ‫با�ستثن ��اء �إزال ��ة ال ��ركام م ��ن الطرق‬ ‫الرئي�س ��ة‪ ،‬ال ميك ��ن تل ّم� ��س تغيريات‬ ‫كبرية يف املدينة التي َّ‬ ‫قطعت احلرب‬ ‫�أو�صاله ��ا‪ .‬يتج ��ول عم ��اد �س ��امل‪ ،‬من‬ ‫�أه ��ايل املو�ص ��ل‪ ،‬يف �أزق ��ة وزواي ��ا‬ ‫حي "امليدان"‪ ،‬وي�ستذكر الأيام التي‬ ‫كانت �أحي ��اء مدينته تنب�ض باحلياة‪.‬‬ ‫ي�ش�ي�ر عم ��اد �إىل �أن ‪ 1500‬جث ��ة م ��ا‬ ‫تزال عالقة يف املو�صل القدمية‪ ،‬و�أن‬ ‫العظام حتول ��ت �إىل رميم‪ ،‬كما ي�ؤكد‬ ‫�أن الف�س ��اد فعل ب�أه ��ل املو�صل ما هو‬ ‫�أ�س ��و�أ مما حل به ��م على ي ��د داع�ش‪،‬‬ ‫حي ��ث ال �أحد يعلم �أين ذهبت الأموال‬ ‫املخ�ص�صة لإعادة �إعمار املدينة‪.‬‬

‫وقال عم ��اد �سامل‪ ،‬ل�شبك ��ة (رووداو)‬ ‫الإعالمية‪� ،‬إن "العراق �أ�شبه باحلوت‬ ‫الذي يلته ��م كل �ش ��يء دون �أي يبقى‬ ‫�أيّ �أث ��ر‪ ،‬فل ��و �أر�سل ��وا �إلين ��ا َجم�ل ً�ا‪،‬‬ ‫نتح�ص ��ل حت ��ى عل ��ى ذيله‪ .‬ال‬ ‫فق ��د ال‬ ‫ّ‬ ‫فر�ص‬ ‫يوج ��د �إعم ��ار‪ ،‬كم ��ا ال توج ��د ُ‬ ‫منزل‬ ‫عم � ٍ�ل ميك ��ن م ��ن خالله ��ا بن ��ا ُء ٍ‬ ‫وت�أم�ي�ن امل�ستقب ��ل"‪ .‬و�أ�ضاف �سامل‪:‬‬ ‫"م�ض ��ى عام ��ان على انته ��اء احلرب‬ ‫الت ��ي خرجنا منها ب�أ�ض ��رار ج�سيمة‪،‬‬ ‫ومل نح�صل �سوى على �سالت غذائية‬ ‫مرتني �أو ثالث مرات فقط ال غري"‪.‬‬ ‫مواطنو املو�ص ��ل يئ�سوا من الوعود‬ ‫الت ��ي تطلقها احلكومة دون �أن تدخل‬ ‫حيز التنفيذ فعلي ًا‪ ،‬فيما بادر البع�ض‬ ‫برتميم املن ��ازل‪ ،‬مث ��ل املواطن �أمين‬ ‫�صبح ��ي‪ ،‬وذل ��ك م ��ن �أج ��ل اخلال�ص‬ ‫م ��ن ع ��بء اال�ستئج ��ار والعي� ��ش‬ ‫داخ ��ل املخيمات ب�أي ثم ��ن‪ .‬و�أو�ضح‬ ‫�أمي ��ن �صبح ��ي‪ ،‬وهو م ��ن �سكان حي‬ ‫الزجنيل ��ي باملو�صل‪ ،‬ل ��رووداو‪� ،‬أنه‬

‫"يف ح ��ال كان املبلغ املخ�ص�ص لكل‬ ‫مواطن مت�ضرر ‪� 100‬ألف دوالر على‬ ‫�سبيل املث ��ال‪ ،‬فلن يتح�ص ��ل املواطن‬ ‫عل ��ى رب ��ع ه ��ذا املبل ��غ‪ ،‬وه ��ذا ه ��و‬ ‫الواقع"‪.‬بح�س ��ب التقديرات الأولية‪،‬‬ ‫ف�إن �إعمار املو�ص ��ل بحاجة �إىل ‪100‬‬ ‫ملي ��ار دوالر‪ ،‬خ�ل�ال احل ��رب عل ��ى‬ ‫داع� ��ش‪ ،‬فق ��د تعر�ض ‪� 11‬أل ��ف منزل‬ ‫للدمار‪� ،‬إىل جانب هدم ‪ 300‬مدر�سة‪،‬‬ ‫‪ 72‬مرك ��ز ًا �صحي� � ًا‪ 9 ،‬م�ست�شفي ��ات‬ ‫كب�ي�رة‪ 60 ،‬م�سج ��د ًا وكني�س ��ة‪،‬‬ ‫وع�شرات املباين والفنادق‪.‬‬ ‫يق ��ول �سكان املدين ��ة �إن �صرف لي�س‬ ‫‪ 100‬ملي ��ار دينار فقط‪ ،‬ب ��ل �أ�ضعاف‬ ‫ه ��ذا املبل ��غ يف ترمي ��م املو�ص ��ل‪ ،‬لن‬ ‫يجدي نفع ًا دون وجود رقابة دولية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬يق ُّر جمل�س حمافظة نينوى‬ ‫بوج ��ود نحو ‪ 100‬مكت ��ب اقت�صادي‬ ‫تابع للأح ��زاب واجلماعات امل�سلحة‬ ‫العراقية يف املدينة‪ ،‬و�أنه رغم �إغالق‬ ‫بع�ضه ��ا‪ ،‬لك ��ن بع�ضه ��ا الآخ ��ر يعمل‬ ‫ب�ش ��كل �س ��ري ويهيم ��ن عل ��ى تنفي ��ذ‬ ‫امل�شاريع‪ .‬يف هذا ال�سياق قال رئي�س‬ ‫جمل�س حمافظة نينوى‪� ،‬سيدو جتو‪،‬‬ ‫ل ��رووداو‪" :‬لقد وجهن ��ا كتاب ًا ر�سمي ًا‬ ‫ب�ش�أن ه ��ذه املكات ��ب االقت�صادية �إىل‬ ‫اجلهات الأمنية‪ ،‬مثل قيادة العمليات‬ ‫وقي ��ادة ال�شرط ��ة والأم ��ن الوطن ��ي‬ ‫وجه ��از اال�ستخب ��ارات‪ ،‬وق ��د طالبنا‬ ‫فيه اجله ��ات الأمنية مبراقبة املكاتب‬ ‫و�إغالقها"‪ .‬انت�شار الف�ساد املايل كان‬ ‫�أحد �أ�سباب ظهور داع�ش عام ‪،2014‬‬ ‫ولك ��ن بعد مرور ‪� 5‬سنوات من ظهور‬ ‫داع� ��ش‪ ،‬وعامني على ط ��رد التنظيم‪،‬‬ ‫ه ��ا ه ��و الف�س ��اد يع ��ود م ��رة �أخ ��رى‬ ‫تهديد ًا جدي� � ًا لزعزعة �أمن وا�ستقرار‬ ‫هذه املدينة‪.‬‬

‫رئي�س جمل�س االدارة رئي�س التحرير‬

‫فخري كرمي‬ ‫جريدة �سيا�سية يومية ت�صدر عن م�ؤ�س�سة‬ ‫املدى للإعالم والثقافة والفنون‬

‫�أمني� � ًا يف جمل�س ال ��وزراء"‪ ،‬منوه ًا �إىل‬ ‫�أن "حتالف ��ي �سائ ��رون والفت ��ح عر�ض ��ا‬ ‫علي ��ه البق ��اء يف �إدارة من�صبي ��ه رئي�س� � ًا‬ ‫لهيئة احل�شد ال�شعبي‪ ،‬وم�ست�شار ًا جلهاز‬ ‫الأمن الوطني"‪.‬‬ ‫وحددت رئا�سة جمل�س النواب بداية عقد‬ ‫اجلل�س ��ة الأوىل م ��ن الف�ص ��ل الت�شريعي‬ ‫الث ��اين موعد ًا للت�صوي ��ت على ا�ستكمال‬ ‫ما تبقى م ��ن وزارات �شاغرة يف حكومة‬

‫عبد املهدي �إال �أنها �أرج�أت املو�ضوع �إىل‬ ‫جل�سات �أخرى‪.‬‬ ‫وكان جمل� ��س الن ��واب ق ��د ت�سل ��م ا�سمي‬ ‫مر�شح ��ي وزارت ��ي الرتبي ��ة والعدل من‬ ‫قبل رئي�س الوزراء‪ ،‬لطرحهما للت�صويت‬ ‫بع ��د االتف ��اق على ا�سم ��ي املر�شحني بني‬ ‫الكتل ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وتع ��زو مق ��ررة جمل�س الن ��واب خديجة‬ ‫عل ��ي �أ�سباب عدم عر� ��ض هذين اال�سمني‬

‫دعا ال�سيا�سيني‬ ‫العراقيني لتحقيق‬ ‫امل�صاحلة و�إعمار املدن‬

‫للت�صوي ��ت داخ ��ل جمل� ��س الن ��واب �إىل‬ ‫"التغيريات احلا�صلة يف تفاهمات بع�ض‬ ‫الكتل"‪ ،‬م�ؤك ��دة �أن "الأطراف ال�سيا�سية‬ ‫اتفق ��ت على طرح ا�سمني للرتبية والعدل‬ ‫لكن حدث تراج ��ع يف مواقف البع�ض ما‬ ‫ت�سبب ب�إلغاء كل هذه االتفاقات"‪.‬‬ ‫وتتوقع علي يف ت�صريح لـ(املدى) عر�ض‬ ‫ما تبقى م ��ن ال ��وزارات ال�شاغرة "خالل‬ ‫ف�ت�رة �أ�سبوع�ي�ن �أو �أك�ث�ر"‪ ،‬الفتة �إىل ان‬

‫"جميع االتفاقات التي ح�صلت يف وقت‬ ‫�ساب ��ق بني القوى ال�سيا�سية على ت�سمية‬ ‫الوزارات ال�شاغرة تال�شت"‪.‬‬ ‫وتب�ّي�نّ �أن "ه ��ذه الأط ��راف ب ��د�أت‬ ‫مبفاو�ضات جديدة فيما بينها مع رئا�سة‬ ‫جمل� ��س ال ��وزراء لالتف ��اق عل ��ى �أ�سم ��اء‬ ‫ه ��ذه ال ��وزارات املعطل ��ة"‪ ،‬معت�ب�رة �أن‬ ‫"ال ��وزارات غري املح�سومة تعد من �أهم‬ ‫الوزارات يف حكومة عادل عبد املهدي"‪.‬‬ ‫وتت�ساءل مق ��ررة جمل�س النواب‪" :‬كيف‬ ‫�سيتم �إلغ ��اء املنا�صب التي تدار بالوكالة‬ ‫يف نهاي ��ة �شه ��ر حزي ��ران املقب ��ل دون‬ ‫ح�س ��م املل ��ف ال ��وزاري؟"‪ ،‬م�ش�ي�رة �إىل‬ ‫�أن "كل التوقع ��ات بات ��ت مفتوح ��ة خالل‬ ‫املفاو�ض ��ات القائم ��ة بني خمتل ��ف الكتل‬ ‫والأحزاب"‪.‬‬ ‫وا�ستبع ��د حتال ��ف �سائ ��رون ح�سم امللف‬ ‫الوزاري خالل فرتة الأ�سبوعني املقبلني‬ ‫"ب�سبب اخلالفات يف وجهات النظر بني‬ ‫الكتل على مر�شحي ال ��وزارات ال�شاغرة‬ ‫املتبقي ��ة"‪ ،‬الفت ًا �إىل �أن "رئي�س احلكومة‬ ‫ي�سع ��ى �إىل ت�صويت جمل�س النواب على‬ ‫الوزارات املتبقية يف جل�سة واحدة"‪.‬‬ ‫ويبني النائب عن التحالف رائد فهمي يف‬ ‫ت�صريح لـ(املدى) �أن "الكتل يف الإ�صالح‬ ‫والبن ��اء قدم ��ت مر�شحيه ��ا لوزارت ��ي‬ ‫الدف ��اع والداخلي ��ة �إىل رئي� ��س جمل� ��س‬ ‫الوزراء منذ ف�ت�رة"‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن "امل�شاكل‬ ‫الت ��ي �أعاق ��ت متري ��ر هات�ي�ن الوزارت�ي�ن‬ ‫يف ال�ساب ��ق مل حتل ومازال ��ت قائمة بني‬ ‫حتالفي الإ�صالح والبناء"‪.‬‬ ‫وي�ستبعد فهم ��ي "طرح �أ�سماء الوزارات‬ ‫ال�شاغ ��رة عل ��ى جمل� ��س الن ��واب خ�ل�ال‬ ‫الأ�سبوعني املقبلني"‪.‬‬

‫جرنال كندي‪� :‬أ�سباب ظهور داع�ش ما‬ ‫تزال موجودة‬

‫‪ ‬ترجمة ‪ /‬حامد �أحمد‬ ‫�أك ��د قائ ��د قوات الط ��وارئ الكندي ��ة ملنطقة‬ ‫ال�ش ��رق الأو�س ��ط اجل�ن�رال كول ��ن كيفر �أن‬ ‫تنظي ��م داع� ��ش ق ��د يك ��ون ه ��زم يف �أر� ��ض‬ ‫املعرك ��ة‪ ،‬ولك ��ن امل�س ��اوئ ال�سيا�سي ��ة‬ ‫واالجتماعية التي كان ��ت ال�سبب يف ظهور‬ ‫هذه احلركة املتطرفة ماتزال بعيدة عن �أية‬ ‫حلول يف العراق ‪.‬‬ ‫وا�ض ��اف اجل�ن�رال كيف ��ر‪ ،‬خ�ل�ال لق ��اء مع‬ ‫موقع ‪ CBC News‬الإخباري الكندي‪،‬‬ ‫�أن الع ��راق كان قد انغم�س يف حرب طائفية‬ ‫طويلة �أثناء الغزو الأمريكي‪ ،‬وهو كابو�س‬ ‫بد�أ يتعافى منه الآن ب�شكل بطيء ‪.‬‬ ‫وق ��ال �أي�ض ًا �إن �ضمان الق�ض ��اء على داع�ش‬ ‫عل ��ى املدى البعي ��د ومنع عودت ��ه من جديد‬ ‫يتطلب ��ان بع� ��ض الإ�صالح ��ات يف تر�سي ��خ‬ ‫امل�صاحل ��ة ب�ي�ن �أطياف ال�شع ��ب يف العراق‬ ‫وتنفي ��ذ م�شاري ��ع �إع ��ادة �إعم ��ار املناط ��ق‬ ‫املح ��ررة وا�سرتج ��اع اخلدم ��ات الأ�سا�سية‬ ‫فيها بدء ًا من توفري املياه والكهرباء ‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار اجل�ن�رال‪ ،‬م ��ن مق ��ر بعث ��ة القوات‬ ‫الكندي ��ة يف الكوي ��ت‪" :‬نح ��ن ن ��رى ق ��ادة‬ ‫وم�س�ؤول�ي�ن حملي�ي�ن وحمافظ�ي�ن يبذلون‬ ‫جهد ًا للتقري ��ب ما بني النا�س وحل امل�شاكل‬ ‫على امل�ست ��وى املحلي‪ ،‬ولكن على امل�ستوى‬ ‫الوطني ال نرى مثل هذا اجلهد "‪.‬‬ ‫ي ��وم الثالث ��اء املا�ض ��ي‪ ،‬ق ��ال التحال ��ف‬ ‫ال ��دويل �ضد داع� ��ش �إنه �ساند فرق� � ًا لقوات‬ ‫مكافحة الإرهاب العراقية يف هجوم نفذته‬ ‫الأ�سبوع املا�ضي على خاليا نائمة للتنظيم‬ ‫يف �سل�سل ��ة جب ��ال منطق ��ة وادي ال�ش ��اي‬ ‫�شم ��ايل الع ��راق‪ .‬وق ��ال اجلرنال كيف ��ر �إن‬ ‫تنظي ��م داع�ش يحاول جاه ��د ًا �إعادة ترتيب‬ ‫�صفوفه من جديد ‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف بقوله "�إنه ��م مايزالون يحاولون‬ ‫جاهدي ��ن �إع ��ادة تواجده ��م امل�سل ��ح يف كل‬ ‫م ��ن الع ��راق و�شم ��ال �ش ��رق �سوري ��ا‪ .‬على‬

‫املدير العام‬ ‫غادة العاملي‬

‫عدنان ح�سني‬

‫بغداد‪� .‬شارع �أبو نوا�س‬ ‫ حملة ‪ - 102‬زقاق ‪13‬‬‫بناء ‪141‬‬ ‫هاتف‪7177985 . 7178859 :‬‬

‫كرد�ستان‪� .‬أربيل‪� .‬شارع برايتي‬ ‫دم�شق‪� .‬شارع كرجية حداد‬ ‫�ص‪.‬ب‪� 8272:‬أو ‪7366‬‬ ‫هاتف‪2322276 - 232275 :‬‬

‫رئي�س التحرير التنفيذي‬

‫�سبيل املثال ن�شاهده ��م وهم يحاولون نقل‬ ‫م�سلح�ي�ن ومع ��دات على ط ��ول حو�ض نهر‬ ‫الف ��رات‪� .‬إنهم يحتل ��ون مناط ��ق جبلية يف‬ ‫ال�صحراء "‪ .‬وق ��ال �إن الغر�ض من الغارات‬ ‫وال�ضرب ��ات اجلوية الت ��ي ت�شن بني احلني‬ ‫والآخ ��ر �ضده ��م هو �إبق ��اء ال�ضغ ��ط عليهم‬ ‫ملنعهم من التو�سع �أكرث ‪.‬‬ ‫�إن ك�س ��اد االقت�ص ��اد العراق ��ي ومع ��دالت‬ ‫البطال ��ة العالي ��ة م ��ع ان�سح ��اب الق ��وات‬ ‫الأمريكية عام ‪ 2011‬جعلت كثري ًا من املدن‬ ‫العراقي ��ة �أر�ض ًا خ�صب ��ة لتجنيد املتطرفني‪.‬‬ ‫وحاملا دخل م�سلحو داع�ش املو�صل قادمني‬ ‫م ��ن قاعدته ��م يف �سوريا ان�سحب ��ت �أمامهم‬ ‫ق ��وات الأم ��ن املحلي ��ة‪ ،‬الأمر ال ��ذي ت�سبب‬ ‫باحت�ل�ال املو�ص ��ل ع ��ام ‪ .2014‬وتطل ��ب‬ ‫الأم ��ر ث�ل�اث �سن ��وات م ��ن حمل ��ة ع�سكرية‬ ‫تقليدي ��ة بدعم جوي للتحال ��ف لطردهم من‬ ‫كل مناطق العراق املحتلة ب�ضمنها املو�صل‬ ‫خملفة مدن ًا وقرى مدمرة ‪.‬‬

‫نائب رئي�س التحرير‬

‫علي ح�سني‬

‫فاك�س‪2322289:‬‬ ‫بريوت‪ .‬احلمرا‪�.‬شارع ليون‬ ‫بناية من�صور‪ .‬الطابق االول‬ ‫تليفاك�س‪752617 . 752616 :‬‬

‫الع ��ام املا�ضي تعهد املجتمع الدويل بتقدمي‬ ‫‪ 30‬ملي ��ار دوالر م�ساع ��دة لإع ��ادة �إعم ��ار‬ ‫البالد‪ ،‬وهو مبلغ �أقل بكثري من الكلفة التي‬ ‫خمّنتها حكومة بغ ��داد لتغطية �إعادة �إعمار‬ ‫املدن املحررة والبالغة ‪ 88‬مليار دوالر ‪.‬‬ ‫بع�ض اخل�ب�راء الدوليني وجدوا �أن �ضعف‬ ‫التوجه نحو التربع �ساهم كثري ًا يف حتقيق‬ ‫هذا املبلغ‪ ،‬يف وقت ماتزال فيه االنق�سامات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة النتخابات الع ��ام املا�ضي تلعب‬ ‫دور ًا يف زي ��ادة ال�شكوك بق ��درة البالد على‬ ‫حتقيق اال�ستقرار‪.‬‬ ‫بع ��د �سن ��ة ون�ص ��ف تقريب� � ًا م ��ن انتخابات‬ ‫الع ��راق الربملاني ��ة‪ ،‬م ��ا ي ��زال البل ��د بدون‬ ‫وزراء للدف ��اع والداخلية والعدل والرتبية‬ ‫‪.‬ي�ضي ��ف اجل�ن�رال كيف ��ر‪� :‬أن ال�ساعة تقرع‬ ‫نواقي� ��س اخلطر بالن�سب ��ة لرئي�س الوزراء‬ ‫ع ��ادل عب ��د امله ��دي وتدع ��وه لتحقي ��ق‬ ‫�إ�صالحات �ضرورية ‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف بقول ��ه‪" :‬و�صلوا اىل نقطة فتحوا‬

‫�سكرتري التحرير الفني‬

‫ماجد املاجدي‬

‫التوزيع‪ :‬وكالة املدى للتوزيع‬ ‫مكاتبنا‪ :‬بغداد‪ /‬كرد�ستان‪/‬‬ ‫دم�شق‪ /‬بريوت‪ /‬القاهرة‪/‬‬ ‫قرب�ص‬

‫املدير الفني‬

‫خالد خ�ضري‬

‫لأنف�سه ��م فر�صة لتحقيق ه ��ذه التغيريات‪.‬‬ ‫�إن الأم ��ر يع ��ود اىل حكوم ��ة الع ��راق للبدء‬ ‫بتحقيق تغيريات و�إدخال �إ�صالحات "‪.‬‬ ‫يف ال�شهر املا�ض ��ي مددت احلكومة الكندية‬ ‫مهل ��ة بقاء مدربيه ��ا الع�سكريني يف العراق‬ ‫اىل نهاية �شه ��ر �آذار من عام ‪ .2021‬متديد‬ ‫املهمة الذي بد�أ يف خريف عام ‪ 2014‬مل ي� ِأت‬ ‫ب�ش ��كل مفاجئ طامل ��ا �أن احلكوم ��ة الكندية‬ ‫وافق ��ت ال�صي ��ف املا�ضي على ت ��ويل قيادة‬ ‫مهمة حلف الناتو للتدريب يف بغداد‪.‬‬ ‫وتوف ��ر كندا قوة م ��ن ‪ 250‬جندي ًا لأغرا�ض‬ ‫الأم ��ن والنق ��ل م ��ع ‪ 12‬جندي� � ًا �آخري ��ن‬ ‫لأغرا�ض تدري ��ب القوات امل�سلحة العراقية‬ ‫لكي يت�سلوا مهام الأمن ب�أنف�سهم‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن‬ ‫قيام ق ��وات خا�صة كندي ��ة بتوفري امل�شورة‬ ‫وامل�ساعدة لقوات عراقية يف �شمال البالد ‪.‬‬ ‫وب�شكل ع ��ام متتلك كندا ق ��وة قوامها ‪850‬‬ ‫جندي� � ًا منت�شري ��ن يف كل �أنح ��اء ال�ش ��رق‬ ‫الأو�سط ‪.‬‬

‫‪AL – MADA‬‬

‫‪General Political Daily‬‬ ‫‪Issued by : Al – Mada‬‬ ‫‪Establishment for Mass‬‬ ‫‪Media, culture & Art‬‬ ‫طبعت مبطابع م�ؤ�س�سة املدى لالعالم والثقافة والفنون‬


‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬

‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫مقرتح ب�إ�ضافة �شخ�صية‬ ‫كردية و�أخرى �إدارية اىل‬ ‫خلية الأزمة‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬

‫‪3‬‬

‫سياسة‬

‫‪� 3‬سيناريوهات حلل �أزمة حكومة نينوى �أحدها‬ ‫عودة العاكوب ملن�صبه‬

‫‪ ‬بغداد‪ /‬وائل نعمة‬ ‫ثالث ��ة �سيناريوه ��ات متوقعة حلل �أزمة‬ ‫احلكوم ��ة املحلية يف نين ��وى‪ ،‬من بينها‬ ‫ع ��ودة املحاف ��ظ املق ��ال نوف ��ل العاكوب‬ ‫ال ��ذي م� �دّد الق�ضاء النظ ��ر يف ق�ضيته ‪4‬‬ ‫�أيام‪.‬‬ ‫ومتنع امل�صالح جهات �سيا�سية عدة من‬ ‫االتف ��اق على وجه ��ة نظ ��ر موحدة حلل‬ ‫امل�شكل ��ة التي ا�شتعلت بعد غرق العبارة‬ ‫يف املو�صل قبل �أكرث من �شهر‪.‬‬ ‫وكان اتف ��اق و�شي ��ك قد انه ��ار قبل �أيام‪،‬‬ ‫يت�ضم ��ن الإبق ��اء عل ��ى خلي ��ة الأزم ��ة‬ ‫وتو�سيعها مقابل حل جمل�س املحافظة‪،‬‬ ‫لك ��ن اخلوف م ��ن انتق ��ال ع ��دوى "حل‬ ‫املجال� ��س" اىل املحافظ ��ات �أف�شل احلل‬ ‫الأخري‪.‬‬ ‫وبح�س ��ب م�ص ��ادر (املدى)‪ ،‬ف� ��إن بع�ض‬ ‫القوى ال�سيا�سية داخ ��ل حتالف البناء‪،‬‬ ‫تراجع ��ت يف اللحظ ��ات الأخ�ي�رة ع ��ن‬ ‫فك ��رة ح ��ل املجل� ��س‪ ،‬خ�شي ��ة �أن يطالب‬ ‫نواب ّ‬ ‫بحل جمال�س املحافظات يف املدن‬ ‫املحررة الأخرى او يف اجلنوب‪.‬‬ ‫وكان ن ��واب ائتالف الوطني ��ة والن�صر‬ ‫و�أط ��راف يف كتل ��ة املح ��ور‪ ،‬م ��ن �أ�ش ��د‬ ‫املتحم�س�ي�ن اىل فك ��رة ح ��ل جمل� ��س‬ ‫املحافظة‪ ،‬عل ��ى الرغم من وجود �شكوك‬ ‫يف مدى قانونية ذلك الإجراء‪.‬‬ ‫وبح�سب خ�ب�راء يف القان ��ون‪ ،‬ف�إن ذلك‬ ‫الأم ��ر ال ميك ��ن �أن يت ��م �إال بطل ��ب م ��ن‬ ‫ثلث ع ��دد �أع�ض ��اء جمل� ��س املحافظة �أو‬ ‫م ��ن املحافظ عن ��د حتقق حال ��ة الإخالل‬ ‫اجل�سي ��م بالأعم ��ال وامله ��ام املوكل ��ة‬ ‫�إلي ��ه (املجل� ��س) �أو خمالف ��ة الد�ست ��ور‬ ‫والقوان�ي�ن �أو فق ��دان ثل ��ث الأع�ض ��اء‬ ‫�شروط ع�ضوية جمل�س املحافظة‪.‬‬ ‫وق ��دم نح ��و ‪ 180‬نائب� � ًا نهاي ��ة ني�س ��ان‬ ‫املا�ضي تواقيعهم على طلب حل جمل�س‬ ‫املحافظ ��ة‪ ،‬وهي املرة الثانية التي يقوم‬ ‫فيها نواب بهذا الإجراء‪ ،‬حيث قام ‪120‬‬ ‫نائب� � ًا يف �آذار املا�ض ��ي بجم ��ع تواقي ��ع‬ ‫�أي�ض ًا لل�ش�أن ذاته‪.‬‬

‫م�ؤمتر �سابق‬ ‫خللية االزمة يف‬ ‫نينوى‪.‬‬ ‫ويف املرت�ي�ن مل تتح ��رك رئا�سة الربملان‬ ‫حل ��ل جمل�س حمافظة نين ��وى‪ ،‬و�آخرها‬ ‫كان اخلمي� ��س املا�ض ��ي‪ ،‬حيث مت ت�أجيل‬ ‫بحث الأمر اىل وقت غري حمدد‪.‬‬ ‫يقول ثابت العبا�سي‪ ،‬النائب عن نينوى‪،‬‬ ‫لـ(املدى)‪�" :‬أعتقد �أن عملية حل املجل�س‬ ‫ق ��د انته ��ت الآن (‪ )...‬الأمل �ضعيف جد ًا‬ ‫يف الرجوع لها مرة �أخرى"‪.‬‬ ‫ابتزاز �سيا�سي‬ ‫واعت�ب�ر م�س�ؤول ��ون جتاه ��ل رئا�س ��ة‬ ‫الربمل ��ان لطل ��ب ح ��ل جمل� ��س حمافظ ��ة‬ ‫نين ��وى‪ ،‬ب�أن ��ه "ابت ��زاز �سيا�س ��ي"‪،‬‬

‫الوفد الوزاري عقد‬ ‫اتفاقيات م�شرتكة مع‬ ‫فرن�سا و�أملانيا‬ ‫‪ ‬بغداد‪ /‬املدى‬ ‫�أنه ��ى رئي� ��س جمل� ��س الوزراء ع ��ادل عبد‬ ‫املهدي زيارتني �أجراهما الأ�سبوع املا�ضي‬ ‫اىل كل م ��ن �أملاني ��ا وفرن�س ��ا‪ .‬وق ��ال عب ��د‬ ‫امله ��دي يف باري� ��س‪ ،‬قب ��ل عودت ��ه‪� ،‬إنه ما‬ ‫ت ��زال هناك خاليا نائمة لتنظيم داع�ش يف‬ ‫العراق‪ .‬ولف ��ت �إىل �أهمية الدور الفرن�سي‬ ‫يف حماربة الإرهاب و�إعادة �إعمار البالد‪.‬‬ ‫وق ��ال عب ��د امله ��دي‪ ،‬يف م�ؤمت ��ر �صحف ��ي‬ ‫م�شرتك م ��ع الرئي�س الفرن�س ��ي �إميانويل‬ ‫ماك ��رون يف باري� ��س ي ��وم اجلمع ��ة‪" ،‬ال‬ ‫نخف ��ي �أن هناك �أع ��داد ًا كبرية من اخلاليا‬ ‫النائم ��ة لداع� ��ش م ��ا زال ��ت موج ��ودة يف‬ ‫العراق"‪.‬‬ ‫وا�ستدرك �إىل �أنه "مت الق�ضاء على داع�ش‬ ‫عل ��ى الأر�ض لكن التنظي ��م يحاول العودة‬ ‫ب ��كل الط ��رق وخط ��اب البغ ��دادي الأخري‬ ‫ي�شري �إىل ا�ستمرار خطر داع�ش‪".‬‬ ‫و�أ�ض ��اف رئي� ��س ال ��وزراء �أن "ال ��دور‬ ‫الفرن�س ��ي مه ��م يف حمارب ��ة الإره ��اب‪،‬‬

‫خ�صو�ص� � ًا و�أن رئي� ��س جمل� ��س النواب‬ ‫حمم ��د احللبو�س ��ي �أح ��د الأقط ��اب‬ ‫املهم ��ة يف ق�ضي ��ة احلكوم ��ة املحلية يف‬ ‫املو�صل‪.‬‬ ‫وهدد �أحمد اجلرب ��ا‪ ،‬النائب عن نينوى‬ ‫�ضم ��ن حتال ��ف الق ��رار ال ��ذي يتزعم ��ه‬ ‫�أ�سام ��ة النجيف ��ي‪ ،‬بذك ��ر "ال�شخ�صيات‬ ‫ال�سيا�سي ��ة" الت ��ي حت ��اول املتاج ��رة‬ ‫بق�ضية املو�صل‪.‬‬ ‫وق ��ال اجلرب ��ا‪ ،‬يف م�ؤمت ��ر �صحفي قبل‬ ‫يوم�ي�ن‪� ،‬إن "جمل� ��س الن ��واب كان م ��ن‬ ‫املفرت� ��ض �أن ي�ص ��وت على ح ��ل جمل�س‬ ‫حمافظ ��ة نينوى‪ ،‬ولكنه ب ��د�أ ي�أخذ �إطار‬

‫االبتزاز ال�سيا�سي واملادي"‪.‬‬ ‫ب ��دوره‪ ،‬ق ��ال ثاب ��ت العبا�س ��ي �إن "�أب ��ا‬ ‫م ��ازن (النائ ��ب �أحم ��د اجلب ��وري)‬ ‫وخمي� ��س اخلنج ��ر تراجع ��ا ع ��ن فك ��رة‬ ‫العم ��ل على حل املجل� ��س لأنهما يرغبان‬ ‫بو�صول �شخ�صي ��ات معينة اىل من�صب‬ ‫املحافظ‪".‬‬ ‫وبح�س ��ب امل�ص ��ادر ال�سيا�سية‪ ،‬ف� ��إن �أبا‬ ‫م ��ازن يدع ��م م�س� ��ؤو ًال حملي� � ًا يف �شرق‬ ‫املو�ص ��ل لت ��ويل املن�ص ��ب‪ ،‬بينم ��ا يقدم‬ ‫اخلنج ��ر النائ ��ب ع ��ن نين ��وى �أحم ��د‬ ‫اجلبوري بدي ًال عن العاكوب‪.‬‬ ‫باملقابل قفز اىل ال�صورة ح�سام العبّار‪،‬‬

‫وه ��و ع�ض ��و جمل� ��س حمافظ ��ة نينوى‬ ‫�ضم ��ن احل ��زب الإ�سالم ��ي‪ ،‬كمر�ش ��ح‬ ‫قوي ملن�ص ��ب املحافظ بدع ��م من رئي�س‬ ‫الربملان‪.‬‬ ‫وذهب ��ت بع� ��ض امل�ص ��ادر املطلع ��ة اىل‬ ‫الق ��ول �إن "احللبو�س ��ي ا�ستخ ��دم ورقة‬ ‫حل جمل� ��س حمافظ ��ة نين ��وى لل�ضغط‬ ‫على الأخري يف قبول مر�شحه"‪.‬‬ ‫وينفي خل ��ف احلدي ��دي‪ ،‬ع�ضو جمل�س‬ ‫املحافظ ��ة‪ ،‬يف ات�ص ��ال مع (امل ��دى) تلك‬ ‫الأنب ��اء ويق ��ول‪" :‬رمب ��ا هن ��اك عالقات‬ ‫بني �أع�ضاء املجل�س ونواب ولكن عملية‬ ‫اختيار املحافظ �ستكون دميقراطية"‪.‬‬

‫عبد املهدي قبل مغادرة باري�س‪� :‬أعداد كبرية‬ ‫من اخلاليا النائمة موجودة يف العراق‬

‫ونع ��ول على هذا ال ��دور يف �إع ��ادة �إعمار‬ ‫الع ��راق"‪ .‬وتاب ��ع‪" :‬لدينا خارط ��ة طريق‬ ‫جديدة تر�س ��م العالق ��ة ال�سرتاتيجية بني‬ ‫فرن�سا والعراق"‪.‬‬ ‫م ��ن جهته‪ ،‬ق ��ال ماك ��رون �إن "فرن�سا تقف‬ ‫�إىل جان ��ب العراق يف تعزي ��ز قدراته على‬ ‫حماربة الإرهاب"‪.‬‬ ‫وق ��ال ماك ��رون يف امل�ؤمت ��ر‪" :‬لدينا كفاح‬ ‫م�شرتك �ضد الإره ��اب والهمجية‪ .‬املعركة‬ ‫على الإرهاب مل تنته ويجب ا�ستكمالها‪".‬‬ ‫و�أ�ض ��اف‪" :‬فرن�سا تقف �إىل جانب العراق‬ ‫يف تعزي ��ز قدرات ��ه على حمارب ��ة الإرهاب‬ ‫وتدريب قواته‪ ،‬و�ستدعم العراق �سيا�سي ًا‬ ‫ومالي ًا"‪.‬‬ ‫كم ��ا �أع ��رب ماكرون ع ��ن رغبة ب�ل�اده يف‬ ‫�أن "يرت�أ� ��س الع ��راق‪ ،‬يف فرن�سا اخلريف‬ ‫املقبل‪ ،‬امل�ؤمتر الدويل لدعم �ضحايا العنف‬ ‫الديني والعرقي يف ال�شرق الأو�سط"‪.‬‬ ‫كم ��ا التقى رئي� ��س جمل�س ال ��وزراء عادل‬ ‫عبد املهدي وزير اخلارجية الفرن�سي جان‬ ‫�إيف لودريان‪ ،‬وجرى خالل اللقاء الت�أكيد‬

‫عل ��ى �أهمية تطوي ��ر العالق ��ات الت�أريخية‬ ‫الت ��ي ترب ��ط البلدين وزي ��ادة التعاون يف‬ ‫جميع املجاالت ‪.‬‬ ‫و�أع ��رب رئي� ��س جمل� ��س ال ��وزراء ع ��ن‬ ‫"حر�ص العراق و�شعبه على �إقامة �أف�ضل‬ ‫العالق ��ات م ��ع فرن�سا وا�ستم ��رار التعاون‬ ‫يف جم ��ال مكافح ��ة الإره ��اب ونتائج ��ه‬ ‫وتعزيز قدرات القوات العراقية"‪ ،‬م�شيد ًا‬ ‫بـ"وقوف فرن�سا مع العراق يف حربه �ضد‬ ‫داع� ��ش ودوره ��ا يف املج ��االت الإن�سانية‬ ‫وامل�ساع ��دة يف جه ��ود �إع ��ادة اال�ستق ��رار‬ ‫وم�ساع ��دة النازح�ي�ن‪ ،‬و�أهمي ��ة ا�ستمرار‬ ‫التعاون ودعم توجهات احلكومة وخططها‬ ‫االقت�صادية وامل�ساهمة يف الإعمار والبناء‬ ‫وت�شجيع ال�ش ��ركات الفرن�سية على زيادة‬ ‫ح�ضورها يف العراق يف �ضوء اال�ستقرار‬ ‫الذي ي�شهده واحلياة الطبيعية يف جميع‬ ‫املحافظ ��ات"‪ ،‬بح�س ��ب بي ��ان ملكت ��ب عب ��د‬ ‫املهدي تلقت (املدى) ن�سخة منه ‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف البي ��ان �أن ��ه "ج ��رى بح ��ث دور‬ ‫الع ��راق الإقليم ��ي املت�صاع ��د وعالقات ��ه‬

‫املتنامي ��ة مع ال ��دول املحيط ��ة‪ ،‬والتعاون‬ ‫الدويل يف جمال مواجهة الإرهاب وق�ضية‬ ‫املعتقل�ي�ن من جمرمي داع�ش‪ ،‬والعديد من‬ ‫الق�ضايا التي تهم البلدين‪".‬‬ ‫وبح�ض ��ور رئي�س جمل�س ال ��وزراء "وقع‬ ‫وزي ��را اخلارجي ��ة العراق ��ي والفرن�س ��ي‬ ‫اتف ��اق تع ��اون يف املج ��االت االقت�صادي ��ة‬ ‫والثقافي ��ة واالجتماعي ��ة والع�سكري ��ة‬ ‫والتدري ��ب‪ ".‬كما التقى عبد املهدي وزيرة‬ ‫اجليو�ش الفرن�سية فلورن�س باريل‪.‬‬ ‫وقب ��ل و�صول ��ه اىل فرن�س ��ا‪ ،‬زار رئي� ��س‬ ‫جمل�س الوزراء العراق ��ي �أملانيا‪ .‬و�أجرى‬ ‫"�سل�سل ��ة لق ��اءات ومباحث ��ات ثنائي ��ة‬ ‫وم�شرتكة يف برلني مع امل�ست�شارة الأملانية‬ ‫�أجنيال مريكل‪ ،‬ورئي� ��س جمهورية املانيا‬ ‫االحتادية فرانك والرت �شتاينماير‪ ،‬ووزير‬ ‫التنمي ��ة والتع ��اون االقت�ص ��ادي الأملاين‪.‬‬ ‫فيما عقد ال ��وزراء وامل�س�ؤولون مباحثات‬ ‫مع نظرائهم يف اجلانب الأملاين"‪ ،‬بح�سب‬ ‫بيان ملكتب عبد املهدي‪.‬‬ ‫�أ�ض ��اف البي ��ان �أن ��ه "مت بح�ض ��ور رئي�س‬ ‫جمل� ��س ال ��وزراء وامل�ست�ش ��ارة الأملاني ��ة‬ ‫توقي ��ع اتفاق م ��ع �شركة �سيمن� ��س لتنفيذ‬ ‫خارط ��ة طري ��ق لتطوي ��ر قط ��اع الكهرباء‬ ‫يف الع ��راق من قب ��ل وزير الكهرب ��اء ل�ؤي‬ ‫اخلطي ��ب‪ ،‬ومم ّث ��ل ال�شرك ��ة الأملاني ��ة‬ ‫ورئي�سها التنفيذي ورئي�س جمل�س �إدارتها‬ ‫ج ��و كي ��زر‪ ،‬وي�شم ��ل العقد تطوي ��ر قطاع‬ ‫الكهرب ��اء الوطنية يف جم ��االت (الإنتاج‪،‬‬ ‫والنقل‪ ،‬والتوزيع) يف مدد زمنية حمددة‪،‬‬ ‫ما �سيفتح �أمام ال�ش ��ركات العاملية الكربى‬ ‫فر�ص� � ًا كثرية للم�شارك ��ة يف �إعمار العراق‬ ‫يف خمتل ��ف املج ��االت وبالأخ�ص جماالت‬ ‫تطوير االقت�صاد والطاقة‪".‬‬ ‫وعبرّ ت امل�ست�شارة الأملانية �أجنيال مريكل‬ ‫ع ��ن �سعادته ��ا بـ"زي ��ارة رئي� ��س جمل� ��س‬ ‫ال ��وزراء لأملاني ��ا"‪ ،‬و�أك ��دت �أن بالده ��ا‬ ‫"�ستعمل مابو�سعه ��ا لتكون �شريك ًا جيد ًا‬ ‫م ��ع الع ��راق و�شعب ��ه‪ ،‬ون�شع ��ر بااللت ��زام‬ ‫ب�إعم ��ار الع ��راق ودع ��م ا�ستق ��راره و�أمنه‬ ‫واقت�ص ��اده"‪ ،‬و�أن بالدها "تنظر باحرتام‬ ‫وتقدير لدوره املتميز يف املنطقة وعالقاته‬ ‫مع حميطه والدول املجاورة‪ ،‬و�سنوا�صل‬ ‫دع ��م وتدري ��ب الق ��وات العراقي ��ة وزيادة‬ ‫التعاون يف املجاالت كافة‪".‬‬

‫اخلطة "ب"‬ ‫وتق ��ول م�ص ��ادر (امل ��دى) يف املحافظة‬ ‫�إن ��ه يف حال ف�شلت عملي ��ة التهديد بحل‬ ‫املجل�س‪ ،‬فرمبا تنتقل القوى ال�سيا�سية‬ ‫اىل اخلط ��ة (ب) او ال�سيناري ��و الثاين‪،‬‬ ‫وه ��و �إع ��ادة العاك ��وب ب�ش ��روط‪ ،‬مث ��ل‬ ‫"تق ��دمي �ضمان ��ات ب�إعط ��اء ح�ص ��ة من‬ ‫امليزانية اىل بع�ض الأطراف ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫وعدم خو�ض الأخري االنتخابات املحلية‬ ‫املقبلة"‪.‬‬ ‫باملقابل‪ ،‬تتعهد تلك اجلهات بـ "ت�صفري"‬ ‫امللف ��ات الت ��ي يتهم فيها العاك ��وب‪ ،‬منها‬ ‫�ص ��رف نح ��و ‪ 70‬ملي ��ار دين ��ار ب ��دون‬

‫موافقات �أ�صولية‪.‬‬ ‫ودافع مهدي ال�صميدعي‪" ،‬مفتى ال�س ّنة‬ ‫يف الع ��راق"‪ ،‬ع ��ن حق ع ��ودة العاكوب‬ ‫اىل من�صب ��ه خالل زيارت ��ه الأخرية اىل‬ ‫املو�ص ��ل‪ ،‬قب ��ل �أن يرتاج ��ع يف بي ��ان‬ ‫�أ�ص ��دره الحق� � ًا‪ ،‬م�ؤك ��دا �أن ��ه مل يذه ��ب‬ ‫�إىل نين ��وى لدعم العاكوب‪ ،‬ب ��ل ملتابعة‬ ‫�أو�ضاع املحافظة‪.‬‬ ‫وقال ال�صميدعي‪� ،‬أمام ح�شد من ع�شائر‬ ‫نين ��وى الأ�سب ��وع املا�ض ��ي‪� ،‬إن ��ه "ال بد‬ ‫م ��ن �إع ��ادة املحاف ��ظ �إىل من�صب ��ه و�إن‬ ‫كان هن ��اك ع ��دم ر�ضا من قب ��ل املرجعية‬ ‫العلي ��ا ف�أنا �أق ��دم اعت ��ذار ًا �إىل مرجعية‬ ‫النجف ودار الإفتاء (التي يتزعمها) عن‬ ‫ت�صريحات العاكوب ال�سابقة"‪.‬‬ ‫وكان العاكوب قال‪� ،‬أثناء �أزمة العبارة‪،‬‬ ‫�إنه "غري معني" بانتقاد مرجعية النجف‬ ‫للأو�ضاع يف املو�صل‪.‬‬ ‫وكان م ��ن املفرت�ض �أن يح�س ��م الق�ضاء‪،‬‬ ‫يوم اخلمي�س املا�ضي‪ ،‬الطعن املقدم من‬ ‫العاكوب على ق ��رار �إقالته‪ ،‬لكن بح�سب‬ ‫م�ص ��ادر �سيا�سي ��ة ف� ��إن املحكم ��ة قررت‬ ‫ت�أجيل ذلك اىل يوم غد الإثنني‪.‬‬ ‫باملقابل‪ ،‬ا�ضطر جمل�س املحافظة اىل �أن‬ ‫ي�ؤخر للمرة الثانية �إغالق باب الرت�شيح‬ ‫ل�شغل من�صب املحافظ خوف ًا من الوقوع‬ ‫يف �أزم ��ة قانوني ��ة‪ .‬وقال احلدي ��دي �إن‬ ‫"ب ��اب الرت�شيح �سيغل ��ق االثنني (‪)...‬‬ ‫وع ��دد املر�شح�ي�ن و�صل حت ��ى الآن اىل‬ ‫‪ 48‬ا�سم ًا‪".‬‬ ‫وحت ��ى تل ��ك اللحظ ��ة مات ��زال هن ��اك‬ ‫"مفاج� ��آت" قد حتدث بح�سب ما يقوله‬ ‫نائب عن نينوى‪ ،‬طل ��ب عدم ذكر ا�سمه‪،‬‬ ‫يف ت�صري ��ح لـ(امل ��دى)‪ .‬وا�ض ��اف‪:‬‬ ‫"اذا ف�شل ��ت حماوالت �إع ��ادة العاكوب‬ ‫واختيار حمافظ �سنذهب اىل ال�سيناريو‬ ‫الثال ��ث وه ��و تثبيت خلي ��ة الأزمة حتى‬ ‫االنتخابات املحلية املقبلة"‪.‬‬ ‫ويقول النائ ��ب �إنه يف تلك احلالة �سيتم‬ ‫تو�سي ��ع "اخللي ��ة" ب�إ�ضاف ��ة ممث ��ل عن‬ ‫الأحزاب الكردية و�شخ�صية �إدارية اىل‬ ‫جانب �أع�ضاء احلكومة امل�ؤقتة‪.‬‬

‫ي�صوت على قانونني وقرار برملاين‬ ‫الربملان‬ ‫ّ‬

‫نائب ب�صري‪ :‬الأمطار وال�سيول‬ ‫د ّمرت ‪� 40‬ألف دومن‬

‫‪ ‬بغداد‪ /‬املدى‬ ‫�أكد النائب عن حمافظة الب�صرة فالح اخلزعلي‪� ،‬أم�س‬ ‫ال�سب ��ت‪ ،‬تعر�ض ‪� 40‬ألف دومن للدمار نتيجة الأمطار‬ ‫وال�سي ��ول‪ ،‬مطالب� � ًا احلكوم ��ة االحتادي ��ة بتحم ��ل‬ ‫م�س�ؤولياتها جتاه املحافظة وتعوي�ض الفالحني‪.‬‬ ‫وق ��ال اخلزعلي يف م�ؤمت ��ر �صحفي عقده يف جمل�س‬ ‫الن ��واب �إن "‪� ٤٠‬أل ��ف دومن تعر�ض ��ت للدم ��ار نتيجة‬ ‫الأمط ��ار وال�سي ��ول"‪ ،‬مطالب� � ًا‪ ،‬احلكوم ��ة االحتادية‬ ‫بـ"حتم ��ل م�س�ؤولياته ��ا جت ��اه الب�ص ��رة وتعوي� ��ض‬ ‫الفالحني ممن تعر�ضت �أرا�ضيهم لل�ضرر"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح اخلزعلي �أن "الكثري من الأرا�ضي الزراعية‬ ‫يف الب�صرة تعر�ضت للدمار نتيجة هطول الأمطار"‪،‬‬ ‫م�ؤك ��د ًا "جم ��ع ‪ ٥٠‬توقيع� � ًا لأع�ضاء املجل� ��س لإدراج‬ ‫املو�ضوع على جدول �أعمال جمل�س الوزراء من �أجل‬ ‫تعوي�ض الفالحني املت�ضررين‪".‬‬ ‫يف �سي ��اق مت�صل‪� ،‬صوّ ت جمل�س الن ��واب يوم �أم�س‬ ‫على قانونني وقرار برملاين‪ ،‬فيما قر�أ م�شروع قانون‬ ‫جدي ��د‪ .‬وقال ��ت الدائ ��رة الإعالمي ��ة ملجل� ��س النواب‪،‬‬ ‫يف بي ��ان تلقت ��ه (امل ��دى) ي ��وم �أم� ��س‪� ،‬إن "جمل� ��س‬ ‫الن ��واب �ص ��وّ ت على م�ش ��روع قان ��ون التعديل الأول‬ ‫لقان ��ون �صن ��دوق ا�س�ت�رداد �أم ��وال الع ��راق رقم (‪)9‬‬ ‫ل�سن ��ة ‪ 2012‬واملق� �دّم م ��ن جلنت ��ي النزاه ��ة واملالية‬ ‫بهدف ا�س�ت�رداد �أموال الع ��راق وت�شجيع املتعاونني‬ ‫ومن ��ح �صالحيات �أو�س ��ع لإدارة ال�صن ��دوق وتزويد‬ ‫جمل� ��س الن ��واب بن�سخ م ��ن التقارير‪ ".‬وق ��ال رئي�س‬ ‫الربملان حممد احللبو�سي �إن "القانون يخ�ص �أموال‬ ‫النظ ��ام ال�سابق قبل ع ��ام ‪ 2003‬ومت �إر�ساله من قبل‬ ‫احلكوم ��ة ال�سابق ��ة وخ�ضع للآلي ��ات الت�شريعية عرب‬ ‫الق ��راءة الأوىل‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا عن ق ��راءة ومناق�شة التقرير‬ ‫اخلا� ��ص به‪ ".‬و�أ�ضافت الدائ ��رة الإعالمية يف بيانها‬

‫�أن "املجل�س �أنهى القراءة الإوىل ملقرتح قانون �إعادة‬ ‫منت�سب ��ي وزارت ��ي الداخلي ��ة والدف ��اع اىل اخلدم ��ة‬ ‫واملق ��دم م ��ن جلن ��ة الأم ��ن والدف ��اع م ��ن �أج ��ل �إعادة‬ ‫الفر�ص ��ة للمنت�سب�ي�ن �ضم ��ن م�ل�اك وزارة الداخلي ��ة‬ ‫واملتطوعني م ��ن اجلنود يف وزارة الدف ��اع العاملني‬ ‫لف�ت�رات طويلة الذين جرى تدريبهم وت�أهيلهم للقيام‬ ‫مبهامه ��م وواجباته ��م لال�ستمرار ب� ��أداء تل ��ك املهام‪،‬‬ ‫ومل ��ا �أظه ��روه م ��ن �شجاع ��ة وقدم ��وه م ��ن ت�ضحيات‬ ‫للدف ��اع ع ��ن �أر�ض الوط ��ن يف احلرب �ض ��د ع�صابات‬ ‫داع� ��ش الإرهابية‪ ،‬ووفاء مل ��ن ا�ست�شهد او جرح منهم‬ ‫�أثناء �أداء الواجب وم ��ن جرائه‪ ،‬رغم قيامهم بتزويد‬ ‫ال ��وزارة ب�شهادة الدرا�سة االبتدائي ��ة غري الأ�صولية‬ ‫التي مل يكن لها ت�أثري على املراكز القانونية او املالية‬ ‫لغريهم من منت�سبي ال�شرطة واملتطوعني من اجلنود‬ ‫املتعاقدين‪ ".‬وتابع البيان �أن "جمل�س النواب �صوت‬ ‫عل ��ى ق ��رار نيابي يت�ضم ��ن تو�صية احلكوم ��ة ب�إلغاء‬ ‫العم ��ل بنظام ��ي الإحيائي والتطبيق ��ي املعتمد حالي ًا‬ ‫يف الف ��رع العلم ��ي للإع ��دادي وا�ستبدال ��ه بالنظ ��ام‬ ‫الدرا�س ��ي املعتم ��د �سابق� � ًا ابتدا ًء من الع ��ام الدرا�سي‬ ‫‪ 2020 –2019‬وتو�صي ��ة وزارة الرتبي ��ة بالت�شاور‬ ‫مع الأقاليم واملحافظات غري املنتظمة يف �إقليم بر�سم‬ ‫ال�سيا�س ��ات التعليمية والرتبوي ��ة وتنفيذها ا�ستناد ًا‬ ‫اىل �أحكام املادة ‪ 59‬ثانيا من الد�ستور‪".‬‬ ‫م ��ن جانب �آخ ��ر‪� ،‬أكد بيان جمل�س الن ��واب �أن الأخري‬ ‫"�أجن ��ز م�شروع قانون امل ��دن ال�صناعية واملقدّم من‬ ‫جلنة االقت�ص ��اد واال�ستثمار لغر�ض تنظي ��م و�إن�شاء‬ ‫وتطوير و�إدارة وت�شغيل املدن ال�صناعية و�صيانتها‬ ‫وفق� � ًا لتج ��ارب معا�ص ��رة ولت�شجي ��ع اال�ستثم ��ار‬ ‫اخلا� ��ص وتعزيز ق ��درات االقت�ص ��اد الوطني وجذب‬ ‫اال�ستثم ��ارات الأجنبية وخلق فر�ص العمل وحتقيق‬ ‫التنمية امل�ستدامة‪".‬‬


‫‪4‬‬

‫محليات‬ ‫قناطر‬

‫‪ ‬طالب عبد العزيز‬

‫عند باب فندق جهانكرد‬ ‫الهيجان‬ ‫�أك�ث�ر م ��ن ثالثة �أيام ام�ضيتها �صحب ��ة �صديقني ب�صريني يف حمافظة‬ ‫كي�ل�ان‪ ،‬زرنا فيه ��ا م ��دن جالو�س ورام�س ��ر ور�شت والهيج ��ان وقرى‬ ‫وق�صب ��ات �صغ�ي�رة‪ ،‬يف رحل ��ة كان ��ت الأجم ��ل‪ ،‬ه ��ذه الطبيع ��ة باهرة‬ ‫اجلم ��ال‪ ،‬حيث البحر (خزر) قري ��ب يجاور البوليف ��ار‪ ،‬الذي ميتد مع‬ ‫�سل�سل ��ة اجلب ��ال العالية‪ ،‬املغط ��اة بال�شج ��ر والثلج ما ت ��زال‪ .‬الطريق‬ ‫طويل ��ة‪ ،‬ت�صل جالو� ��س مبدينة م�شه ��د‪� ،‬أق�صى ال�شم ��ال الأيراين‪ ،‬يف‬ ‫خ�ض ��رة وماء وريح عاط ��رة‪ ،‬يزيدها الإن�سان الب�سي ��ط‪ ،‬هادئ الطبع‪،‬‬ ‫عايل التهذيب جما ًال ومباهج وم�سرات‪.‬‬ ‫ما كنت �أح�سب �أن �أ�شجار احلم�ضيات تزهر كلها يف �آن وت�ضوع بهذا‬ ‫العطر الزكي‪ ،‬الذي اتن�سمه حيث ما اكون‪ ،‬يف �سيارة االجرة واملطعم‬ ‫وال�شارع‪ ،‬وت�أتيك رائحته من النافذة املجاورة �أو تباغتك يف الر�صيف‬ ‫وج ��وار حمل البقالة وم�صعد الفندق ويف ثياب الن�سوة الذاهبات اىل‬ ‫املدر�س ��ة وال�سوق‪� .‬أن ��ا ال �أقدم �إعالن ًا �سياحي ًا للم ��كان‪ ،‬لكنْ ما يلزمني‬ ‫باحلديث عنه هو االن�سان قبل �أي �شيئ‪.‬‬ ‫يق ��ول �سيد ر�ض ��ا ح�سين ��ي‪� ،‬سائق ال�سي ��ارة التي �أخذتن ��ا من مدينة‬ ‫رام�س ��ر اىل مدين ��ة الهيجان‪ ،‬ب�أن ��ه رجل من مازن ��دران‪ ،‬وقد جند بني‬ ‫قوم ��ه‪ ،‬هن ��اك‪ ،‬من يكذب ويغ� ��ش‪ ،‬لكنك لن جتد بني �أه ��ل الهيجان من‬ ‫يغ�شك ويخدعك ويكذبك‪ ،‬قال ذلك بعد �أن حدثناه بحديث �سائقنا(عادل)‬ ‫ال ��ذي جاء بنا من طهران اىل جالو� ��س‪ ،‬والذي ي�ؤ�سفني ب�أنه �أ�ساء يف‬ ‫تعامل ��ه معنا‪ .‬كان رج ًال من ع ��رب الأهواز‪� ،‬أقام ب�ي�ن طهران وجالو�س‬ ‫طوي ًال‪ ،‬لكنه مل يتخل�ص بعد من عقدته يف �أخالقه وتعامله‪ ،‬ول�سنا هنا‬ ‫يف ب ��اب ف�ضل العرب على العج ��م‪ ،‬برواية اجلاحظ‪ ،‬فالأمر يقع خارج‬ ‫احلدود هذه‪.‬‬ ‫بدا لنا ب� ��أن الطبيعة اجلميلة والرغد يف العي� ��ش والنظام االجتماعي‬ ‫احل�س ��ن �أ�شياء تفر� ��ض على الإن�س ��ان ن�سق ًا حياتي ًا جمي�ل ً�ا ‪ ،‬خال�صته‬ ‫اخلل ��ق احل�سن واللطف وال�صدق‪ ،‬بعيد ًا ع ��ن م�ؤثر االيدولوجيا‪ .‬ظل‬ ‫�سيد ر�ضا احل�سيني‪ ،‬وهو من �أ�صول عربية‪ ،‬بح�سب قوله يحدثنا عن‬ ‫ال�ش ��اي يف مدينة الهيجان وعن الرز الذي يزرع يف ر�شت وعن جمال‬ ‫بح ��ر اخلزر وغريها‪ ،‬وملا بلغنا مدينة جميل ��ة �أخرى‪� ،‬سمّاها (�شريود‬ ‫�س ��ر) قال بان املدينة �سميت على ا�سم �أحد ال�شهداء الطيارين(�شريود)‬ ‫ال ��ذي �سقط ��ت طائرته فوق جب ��ال كرد�ست ��ان يف احلرب م ��ع العراق‪،‬‬ ‫ث ��م �س�ألنا ما �إذا كن ��ا ن�سمي املدن با�سماء ال�شه ��داء �أي�ض ًا‪ ،‬وعن معاين‬ ‫ال�شهادة وتفا�صيل بهذا اخل�صو�ص‪ ،‬فاجبناه بنعم‪.‬‬ ‫لك ��نَّ ‪ ،‬حكومتنا ال ت�سمي كل م ��ن ي�سقط دفاع ًا عن الوطن �شهيد ًا‪ ،‬فهي‬ ‫ت�سمي بع�ضهم وترتك غريهم بح�سب مزاجها‪ ،‬بل هي جتد يف اجلنود‬ ‫الذين قتلوا يف حرب ال�سنوات الثمانية غري ذلك‪ ،‬فتعجب‪ ،‬قائ ًال‪ ،‬هنا‪،‬‬ ‫يف اي ��ران‪ ،‬نحن ن�سمي كل من ي�سقط دفاع ًا ع ��ن �إيران �شهيد ًا‪ .‬الوطن‬ ‫�شيئ وال�سيا�سة والدين �شيئ �آخر‪ ،‬وكل من يقتل دفاعا عن بيته و�أهله‬ ‫فهو �شهيد‪ ،‬ويحظى بالكرامة والقدا�سة عند اهله ويف جمتمعه‪.‬‬ ‫م ��ا �أردت �أن �أق ��ول له ب� ��أنَّ �أخي الذي �سقط �شهي ��د ًا يف حرب الأعوام‬ ‫الثماني ��ة‪ ،‬الت ��ي قامت بني �إي ��ران والعراق‪ ،‬مل يدع �شهي ��د ًا يف �أدبيات‬ ‫ال�شه ��ادة ل ��دى احلكوم ��ة عندن ��ا الي ��وم‪،‬وان بع� ��ض امل�س�ؤول�ي�ن فيها‬ ‫يتحفظ ��ون عل ��ى كلم ��ة �شهي ��د‪ ،‬لعلم ��ي ب� ��أنَّ ذلك ل ��ن ينفعن ��ي ب�شيئ‪،‬‬ ‫فقداكتفي ��ت ب�صراحته ولطف ��ه عنوانا له‪ ،‬كانت رائحة ق ��داح الليمون‬ ‫والنارج تخرتق نافذة ال�سيارة قبل توقفها عند باب فندق (جهانكردي‬ ‫الهيج ��ان) اجلمي ��ل ببحريت ��ه العري�ض ��ة‪ ،‬الت ��ي م ��ا انفك ��ت الن�س ��وة‬ ‫اجلميالت ي�سرعن باجتاهها‪.‬‬ ‫بدا لنا ب���أن الطبيع��ة اجلميلة والرغ��د يف العي�ش‬ ‫والنظ��ام االجتماع��ي احل�س��ن �أ�ش��ياء تفر�ض على‬ ‫ً‬ ‫جمي�لا ‪ ،‬خال�ص��ته اخللق‬ ‫الإن�س��ان ن�س��ق ًا حياتي�� ًا‬ ‫احل�س��ن واللط��ف وال�ص��دق‪ ،‬بعي��داً ع��ن م�ؤث��ر‬ ‫االيدولوجيا‪.‬‬

‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬ ‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬

‫رم�ضان هذا العام‪ ..‬مواطنون يرتقبون الأ�سعار‬ ‫وباعة عيونهم على الزبائن‬ ‫م�س��واك رم�ضان" طق�س اعتاد امل�سلمون يف كل البلدان اال�س�لامية القيام به قبل حلول ال�شهر ‪� ،‬إذ تبد�أ الأ�سرة‬ ‫بالت�س��وق ب�ش��راء كل مايحتاجه البيت من الأغذية والع�ص��ائر واحللوي��ات ‪� ،‬إال �أن الظ��روف يف بع�ض البلدان‬ ‫ومنها العراق قد غريت كثرياً من هذه التقاليد ‪ ،‬ب�سبب انت�شار معدالت البطالة ‪ ،‬وازدياد ن�سبة الفقر وارتفاع‬ ‫الأ�سعار ب�سبب غياب املنتوج املحلي واالعتماد على اال�سترياد‬ ‫‪ ‬متابعة املدى‬ ‫وباملقاب ��ل تبح ��ث الأ�س ��واق‬ ‫يف رم�ض ��ان ع ��ن زبائ ��ن‪ ،‬ح ��ال‬ ‫تراج ��ع الق ��درة ال�شرائي ��ة ب�سب ��ب‬ ‫ك�ث�رة االلتزام ��ات ال�شخ�صي ��ة‪،‬‬ ‫دون تواجده ��م ب�ي�ن �أك ��وام املواد‬ ‫الغذائي ��ة‪ ،‬املطروح ��ة عل ��ى �أرف ��ف‬ ‫املح ��ال وواجهاتها الأمامية‪ ،‬فهناك‬ ‫تباي ��ن يف �ش ��كاوى املواطن�ي�ن‬ ‫والتجار قبل حلول ال�شهر الف�ضيل‪،‬‬ ‫فف ��ي ح�ي�ن ي�شك ��و امل�ش�ت�رون م ��ن‬ ‫ارتف ��اع الأ�سع ��ار‪� ،‬إال �أن الباع ��ة‬ ‫ي�ؤك ��دون �أن الدخ ��ول ت�آكل ��ت فيما‬ ‫ا�ستقرت الأ�سعار �أو تراجعت‪ .‬وما‬ ‫ب�ي�ن هذه ال�شكاوى‪ ،‬تنطلق دعوات‬ ‫لت�شديد الرقابة على انفالت متوقع‬ ‫يف الأ�سع ��ار‪ ،‬فيما ت�ؤك ��د احلكومة‬ ‫�إح ��كام قب�ضته ��ا عل ��ى الأ�سع ��ار‬ ‫و�ضمانه ��ا لتوف ��ر ال�سل ��ع ب�أ�سع ��ار‬ ‫منا�سبة للجميع‪.‬‬ ‫وبرغ ��م تطمين ��ات احلكوم ��ة‬ ‫للمواطن�ي�ن وجمال� ��س املحافظ ��ات‬ ‫فيم ��ا يتعل ��ق بالأ�سع ��ار وحماول ��ة‬ ‫تطمني املواطن �إال �أن الواقع ي�شري‬ ‫اىل �أن م ��ا يثق ��ل كاه ��ل املواطنني‬ ‫ه ��و ارتف ��اع الأ�سع ��ار املبال ��غ فيه‬ ‫من قب ��ل التجار الذين عملوا على‬ ‫ا�ستغ�ل�ال عدم ا�ستق ��رار الو�ضع‬ ‫الأمن ��ي لتحقي ��ق �أرب ��اح كب�ي�رة‬ ‫عل ��ى ح�س ��اب املواط ��ن املغلوب‬ ‫على �أمره‪ ،‬فيما يتو�ضح �ضعف‬ ‫الطاق ��ة الكهربائي ��ة يف ظ ��ل‬ ‫ارتفاع درجات احلرارة العالية‬ ‫م�صاحب� � ًا لغالء الأ�سعار‪ ،‬وهو‬ ‫ما ا�شتك ��ى منه املواطنون مطالبني‬ ‫وزارة الكهرب ��اء بزي ��ادة �ساع ��ات‬ ‫التجهيز لتوفري الراحة لل�صائم‪.‬‬ ‫�أم حمم ��د رب ��ة بيت قال ��ت‪ :‬ارتفاع‬ ‫�أ�سع ��ار اخل�ض ��راوات الأ�سا�سي ��ة ‪،‬‬ ‫‪،‬كل ه ��ذه الأمور تلوح اىل �أزمة يف‬ ‫الأف ��ق القريب‪ ،‬خا�ص ��ة مع اقرتاب‬ ‫�شه ��ر رم�ض ��ان الك ��رمي‪ ،‬ظاه ��رة‬ ‫ارتف ��اع الأ�سعار يف �شه ��ر رم�ضان‬ ‫كانت وما زالت تلق ��ي ب�آثارها على‬ ‫املواطن الب�سيط والكادح‪ ،‬فارتفاع‬ ‫�سعر امل ��واد الغذائي ��ة اىل �أكرث من‬ ‫�سعره ��ا احلقيق ��ي �أدى اىل زي ��ادة‬

‫الأعب ��اء عل ��ى املواط ��ن‬ ‫الفقري حتديد ًا ‪.‬وم ��ن امل�س�ؤول عن‬ ‫هذه الظاه ��رة وملاذا يف هذا ال�شهر‬ ‫بالتحديد ؟ لعل يف مقدمة امل�سببات‬ ‫ه ��و غي ��اب الرقاب ��ة وع ��دم ت�سعري‬ ‫امل ��واد الغذائي ��ة منع� � ًا لعملي ��ات‬ ‫التالع ��ب من قبل �ضع ��اف النفو�س‬ ‫�إ�ضاف ��ة اىل ع ��دم توف�ي�ر مف ��ردات‬ ‫البطاق ��ة التموينية م ��ن قبل وزارة‬ ‫التجارة ‪ ،‬ولكل ما �سبق دور رئي�س‬ ‫بغالء الأ�سع ��ار وندرة بع�ض املواد‬ ‫الغذائي ��ة �أحيان� � ًا‪ .‬و�أ�ضافت ‪ :‬ومن‬ ‫ث ��م ي�أت ��ي طم ��ع التج ��ار وم�سعاهم‬

‫للح�ص ��ول عل ��ى �أرب ��اح‬ ‫�إ�ضافي ��ة م�ستغلني حاج ��ة املواطن‬ ‫اىل امل ��واد الغذائي ��ة يف هذا ال�شهر‬ ‫‪ ،‬و يع ��زو التج ��ار (جت ��ار اجلملة)‬ ‫�سبب ه ��ذا االرتف ��اع اىل الأو�ضاع‬ ‫التي مير به ��ا البلد و ال�صعوبة يف‬ ‫ا�ست�ي�راد ه ��ذه امل ��واد الت ��ي يعتمد‬ ‫الع ��راق عل ��ى ا�سترياده ��ا ‪ ،‬وع ��دم‬ ‫وج ��ود الإنت ��اج املحل ��ي ال ��ذي من‬ ‫�ش�أن ��ه �أن يقل ��ل من االرتف ��اع العام‬ ‫للأ�سع ��ار‪ ،‬ولك ��ن ال�س� ��ؤال الأه ��م‬ ‫هو مل ��اذا يك ��ون االرتف ��اع يف �شهر‬

‫رم�ض ��ان ؟ فالظروف‬ ‫الت ��ي مي ��ر به ��ا البلد‬ ‫لي�س ��ت بجدي ��دة‬ ‫و�صعوب ��ة اال�سترياد‬ ‫كذل ��ك ‪،‬بينم ��ا جت ��ار‬ ‫املف ��رد (باع ��ة املح ��ال)‬ ‫يلقون باللوم على جتار‬ ‫اجلملة كونه ��م يبيعون‬ ‫املواد الغذائي ��ة ب�أ�سعار‬ ‫مرتفعة ومغايرة على ما‬ ‫هي عليه يف باقي الأ�شهر‬ ‫و بالت ��ايل ي�ضط ��ر بائ ��ع‬ ‫املف ��رد اىل بيعه ��ا ب�سع ��ر‬ ‫�أعل ��ى لتحقيق �شيء من الربح ‪�(.‬أم‬ ‫�س ��راب) تق ��ول ‪ :‬يف �شه ��ر رم�ضان‬ ‫جنتمع على طاول ��ة واحدة لتناول‬ ‫طع ��ام الإفط ��ار وتب ��ادل احلدي ��ث‬ ‫‪،‬ويتطل ��ب هذا ال�شه ��ر كميات �أكرب‬ ‫م ��ن امل ��واد الغذائية خالف� � ًا للأ�شهر‬ ‫الأخ ��رى كون ه ��ذا ال�شهر تكرث فيه‬ ‫احللوي ��ات وم ��ا �شاب ��ه لتعوي� ��ض‬ ‫ال�سكريات التي فقدها اجل�سم �إثناء‬ ‫ف�ت�رة ال�صي ��ام ‪،‬خا�ص ��ة و�إن �شه ��ر‬ ‫رم�ضان يتزامن م ��ع ف�صل ال�صيف‬

‫الذي ترتفع في ��ه احلرارة اىل �أكرث‬ ‫من ‪ 48‬درجة‪.‬‬ ‫م ��ن جاب ��ه ح� � ّذر جمل� ��س حمافظة‬ ‫بغداد‪ ،‬الأربعاء املا�ضي‪ ،‬من ارتفاع‬ ‫�أ�سعار املنتجات الغذائية خالل �شهر‬ ‫رم�ضان ب�سبب ج�شع بع�ض التجار‬ ‫وطمعهم يف حتقيق مكا�سب خيالية‬ ‫عل ��ى ح�س ��اب املواطن�ي�ن‪ ،‬فيما دعا‬ ‫�أجهزة الدولة املخت�صة �إىل مراقبة‬ ‫الأ�س ��واق ومن ��ع حم ��اوالت رف ��ع‬ ‫الأ�سع ��ار من خ�ل�ال ف ��رق التفتي�ش‬ ‫اجلوال ��ة وكذلك �إف�ساح املجال �أمام‬ ‫املواطنني لتقدمي ال�شكوى يف حال‬ ‫مواجهتهم ارتفاع الأ�سعار‪.‬‬ ‫وق ��ال ع�ض ��و املجل�س عل ��ي العالق‬ ‫�إنن ��ا «نحذر م ��ن ارتف ��اع املنتجات‬ ‫الغذائية خالل �شهر رم�ضان ب�سبب‬ ‫ج�ش ��ع بع� ��ض التج ��ار وطمعهم يف‬ ‫حتقيق مكا�سب خيالية على ح�ساب‬ ‫املواطن�ي�ن»‪ ،‬مبين� � ًا ب� ��أن "التج ��ار‬ ‫يرفع ��ون �أ�سع ��ار امل ��واد الغذائي ��ة‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا ال�سل ��ع املرتبط ��ة بهذا‬ ‫ال�شه ��ر وكذلك املالب� ��س خالل �شهر‬ ‫رم�ض ��ان نظ ��ر ًا لإقب ��ال املواطن�ي�ن‬

‫على ال�ش ��راء ويعتربون �أنه مو�سم‬ ‫وفر�ص ��ة بعيد ًا عن القيم التي يجب‬ ‫�أن ت�سود خالل �شهر رم�ضان‪ ،‬حيث‬ ‫عليه ��م �أنْ يخف�ض ��وا الأ�سعار ال �أن‬ ‫يرفعوها" ‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار الع�ل�اق‪� ،‬إىل �أن «�أجه ��زة‬ ‫الدولة املخت�صة مدعوة �إىل مراقبة‬ ‫الأ�س ��واق ومن ��ع حم ��اوالت رف ��ع‬ ‫الأ�سع ��ار من خ�ل�ال ف ��رق التفتي�ش‬ ‫اجلوال ��ة وكذل ��ك �إف�س ��اح املج ��ال‬ ‫�أم ��ام املواطنني لل�شك ��وى يف حال‬ ‫مواجهته ��م ارتف ��اع الأ�سع ��ار»‪،‬‬ ‫م�ؤك ��د ًا �أن ��ه "ال توجد �أي ��ة مربرات‬ ‫لرف ��ع الأ�سعار حيث مل يتغري �شيء‬ ‫بالن�سب ��ة للأ�س ��واق‪ ،‬فق ��ط الإقبال‬ ‫ق ��د ارتف ��ع‪ ،‬ولك ��ن �سع ��ر التكلف ��ة‬ ‫واال�ست�ي�راد ما يزال كم ��ا هو دون‬ ‫تغيري" ‪.‬‬ ‫م ��ن ج ��ة �أخ ��رى ‪ ،‬يق ��ول خال ��د‬ ‫قا�س ��م عل ��ي‪ ،‬وهو تاج ��ر يف �سوق‬ ‫ال�شورجة‪ ،‬لـ املدى � ّإن "عدم وجود‬ ‫�سيول ��ة نقدي ��ة يف ال�س ��وق له ��ذا‬ ‫العام �أ�ضعف من الق ��درة ال�شرائية‬ ‫للمواط ��ن‪ ،‬وغاب ��ت ع ��ن �ش ��وارع‬ ‫بغداد زين ��ة رم�ضان بع ��د �أن كانت‬ ‫العوائ ��ل البغدادي ��ة تت�ساب ��ق يف‬ ‫تزي�ي�ن ال�ش ��وارع العام ��ة والأزقة‪،‬‬ ‫لكنه ��ا �إىل يومنا هذا ه ��ي بال زينة‬ ‫رم�ضان وك�أين ل�ست يف بغداد"‪.‬‬ ‫ب ��دوره‪ ،‬يو�ضح ط ��ارق ياور‪ ،‬وهو‬ ‫تاج ��ر يف �س ��وق ال�شورج ��ة‪� ،‬أن‬ ‫"الإقب ��ال عل ��ى التب�ض ��ع �ضعي ��ف‬ ‫ج ��د ًا‪ ،‬وميكنن ��ا مالحظ ��ة �أن ��ه ب ��د�أ‬ ‫باالنخفا�ض منذ ‪ 15‬عاما‪ ،‬ولأ�سباب‬ ‫كثرية‪ ،‬فاملواط ��ن معر�ض ل�ضغوط‬ ‫نف�سي ��ة كث�ي�رة‪ :‬الإره ��اب والرعب‬ ‫ونق� ��ص يف اخلدم ��ات وم�ش ��اكل‬ ‫جمة‪ ،‬حتى �صار م ��ن ال�صعب عليه‬ ‫�أن يحاف ��ظ عل ��ى عادات ��ه وتقاليده‬ ‫التي تربى عليها"‪.‬‬ ‫يذك ��ر �أن الأ�س ��واق العراقية ت�شهد‬ ‫ارتفاع� � ًا كب�ي�ر ًا يف الأ�سع ��ار خالل‬ ‫�شه ��ر رم�ض ��ان و�س ��ط غي ��اب ت ��ام‬ ‫لأجه ��زة الدول ��ة املخت�ص ��ة يف‬ ‫احلف ��اظ على الأ�سعار مم ��ا ي�ساهم‬ ‫يف تزاي ��د هذه الظاه ��رة يف ال�سنة‬ ‫احلالية لتك ��ون الأ�سع ��ار �أعلى من‬ ‫ال�سنوات ال�سابقة‪.‬‬

‫تقري��ر‪ :‬تغ�ير مناخ��ي يخت�بر الع��راق ب�أمط��ار غزي��رة غ�ير م�سبوق��ة‬ ‫‪ ‬ترجمة املدى‬

‫بعد �سنوات من �شح يف‬ ‫الأمطار وف�صول �صيف‬ ‫حارقة ‪� ،‬أحيى �أكرث ف�صل‬ ‫�شتاء غزارة بالأمطار منذ‬ ‫عقود نهري العراق ال�شهريين‬ ‫وغمرت بحرياته باملياه‬ ‫جالبة بذلك �إغاثة مرحب‬ ‫بها لبلد يواجه حتديات‬ ‫قا�سية يف جمال املياه و�سط‬ ‫ع�صر التغري املناخي‪.‬‬ ‫الأمطار الغزيرة ا�ستعادت‬ ‫�أهوار املياه العذبة جلنوبي‬ ‫العراق ‪ ،‬وهي منطقة يراها‬ ‫بع�ض العلماء ب�أنها �أر�ض‬ ‫جنة عدن املوعودة ‪ ،‬وحولت‬ ‫�أرا�ضي كانت جافة ب�سبب‬ ‫�شح املياه اىل حقول تعمها‬ ‫اخل�ضرة وحما�صيل احلبوب ‪.‬‬ ‫لك ��ن في�ضان ��ات غ ��زارة املي ��اه اخت�ب�رت ‪ ،‬فا�ضت كل من �ضفتي نهر دجلة والفرات‬ ‫�أي�ض ��ا بل ��د ًا معت ��اد ًا عل ��ى اجلف ��اف �أكرث مع روافدهما التي غمرت مياههما حقو ًال‬ ‫مم ��ا ه ��و معت ��اد عل ��ى مي ��اه منهم ��رة ‪ ،‬وا�سعة ومدن ًا و�أحي ��ا ًء �سكنية كثرية يف‬ ‫و�أثارت هذه الظاهرة ت�سا�ؤالت فيما اذا الع ��راق ‪ ،‬هذا رغم وج ��ود �شبكة ال�سدود‬ ‫�سيكون با�ستطاعة بن ��ى العراق التحتية والقن ��وات الكبرية للبل ��د ‪ .‬ورغم وجود‬ ‫الت ��ي ان�شئت منذ حقبة الق ��رن الع�شرين مي ��ل معت ��اد نح ��و من ��اخ �أك�ث�ر �سخونة‬ ‫املا�ض ��ي �أن تق ��در عل ��ى مواكب ��ة تغريات وجف ��اف ف� ��إن �شه ��ر ني�س ��ان الب ��ارد م ��ع‬ ‫القرن الواح ��د والع�شري ��ن املناخية غري رطوبت ��ه العالي ��ة خالف ًا لدرج ��ات حرارة‬ ‫املتوقعة‪.‬‬ ‫املو�سم �أدى اىل �إتالف حما�صيل زراعية‬ ‫بعد �أن ُغمِ را مبياه الأمطار املحلية ومياه يف حقول وا�سعة حول بغداد‪.‬‬ ‫الثل ��وج الذائبة القادمة من تركيا و�إيران رئي�س الوزراء ع ��ادل عبد املهدي و�صف‬

‫الو�ض ��ع �إنه من �أولوي ��ات احلكومة الآن‬ ‫حت�س�ي�ن البنى التحتية اخلا�صة باملوارد‬ ‫املائي ��ة ف�ض�ل ً�ا ع ��ن حت�س�ي�ن ال�سيا�س ��ة‬ ‫املائي ��ة املعم ��ول به ��ا �أ�ستع ��داد ًا الحداث‬ ‫جوي ��ة �أك�ث�ر تطرف ًا ‪ ،‬هذا عل ��ى الرغم من‬ ‫�أن �أمط ��ار ه ��ذا العام ت�ش ��كل مع�ضلة يف‬ ‫وقت قد ت�سبب فيه �ضغوطات جوية غري‬ ‫متوقع ��ة اىل ح ��االت جف ��اف و في�ضانات‬ ‫يف وقت واحد‪.‬‬ ‫وق ��ال عب ��د املهدي خالل م�ؤمت ��ر �صحفي‬ ‫يف ني�س ��ان " ه ��ذا �سيك ��ون در�س� � ًا مهم� � ًا‬

‫ج ��دا بالن�سب ��ة لنا خ�ل�ال ال�سن ��ة القادمة‬ ‫وال�سنوات الالحقة الأخرى‪".‬‬ ‫خارج بل ��دة بهرز �شرق ��ي حمافظة دياىل‬ ‫حي ��ث تتدف ��ق مي ��اه نه ��ر �س�ي�روان يف‬ ‫الع ��راق قادم� � ًا من �إي ��ران كان امل ��زارع ‪،‬‬ ‫ن ��وري خ�ض�ي�ر ‪ ،‬يخو� ��ض ع�ب�ر ب�ست ��ان‬ ‫احلم�ضي ��ات الذي ميلكه املغم ��ور باملياه‬ ‫ل�ي�رى ما ق ��د ي�ستطيع انق ��اذه من ح�صاد‬ ‫هذا املو�سم‪.‬‬ ‫ق ��ال خ�ض�ي�ر " نحن نطال ��ب بتعوي�ضات‬ ‫من احلكومة ب ��دل الأ�ض ��رار التي حلقت‬

‫بنا ‪� ،‬إنه م�صدرنا الوحيد للمعي�شة‪".‬‬ ‫ا�ستناد ًا لوزارة املوارد املائية التي ذكرت‬ ‫بان احتياطيات خزينها من املياه الفائ�ضة‬ ‫بلغت بحدود ‪ 47‬ملي ��ار مرت مكعب ‪ ،‬ف�إن‬ ‫الع ��راق مل ي�شه ��د هط ��ول �أمط ��ار به ��ذه‬ ‫الغ ��زارة يف ف�صل �شت ��اء واحد منذ العام‬ ‫‪ . 1988‬وه ��ذا الفائ� ��ض املائ ��ي هو بقدر‬ ‫ث�ل�اث �أ�ضع ��اف كمية املي ��اه التي �سقطت‬ ‫يف نف� ��س الوقت من العام املا�ضي ‪ ،‬حيث‬ ‫منا�سيب مياه الأنهر انخف�ضت جد ًا االمر‬ ‫ال ��ذي دفع باحلكوم ��ة ملن ��ع مزارعني من‬

‫زراعة حما�صيله ��م املو�سمية خالل �أ�شهر‬ ‫ال�صيف‪.‬‬ ‫يف منطق ��ة اليو�سفي ��ة الزراعي ��ة جنوب‬ ‫بغ ��داد فان قنوات الري التي كانت خالية‬ ‫م ��ن املياه �أ�صبحت الآن مغمورة باملياه ‪،‬‬ ‫والآبار التي كان ��ت حتفر لعمق ‪ 24‬مرت ًا‬ ‫للح�ص ��ول عل ��ى امل ��اء ‪� ،‬أ�صبح امل ��اء الآن‬ ‫يتدفق منها من عمق ‪� 6‬أمتار فقط‪.‬‬ ‫امل ��زارع ‪� ،‬ص�ل�اح ال�سعي ��دي ‪ ،‬يق ��ول �إنه‬ ‫زرع هذا املو�سم �ضعف ما زرعه يف العام‬ ‫املا�ض ��ي ولك ��ن الأمطار الغزي ��رة والربد‬ ‫�أتلف جزء ًا من حم�صوله من ثمار اخليار‬ ‫والطماطم‪.‬‬ ‫ق ��ال ال�سعي ��دي " لدين ��ا فطري ��ات ب ��د�أت‬ ‫تنت�ش ��ر عل ��ى �أوراق الك ��روم ب�سب ��ب‬ ‫الرطوب ��ة والأمط ��ار ‪ ،‬مل نك ��ن نتوق ��ع‬ ‫ذل ��ك ‪ ،‬نح ��اول مكافحتها ولك ��ن من دون‬ ‫جدوى‪".‬‬ ‫في�ضان ��ات ف�ص ��ل الربي ��ع اعت ��ادت �أن‬ ‫تك ��ون �شائع ��ة يف العراق ‪ .‬ومن ��ذ �أزمنة‬ ‫بعي ��دة اعتمد املزارعون على الفي�ضانات‬ ‫الرواء حقولهم وزراعتها مبح�صول الرز‬ ‫واحلنطة وحبوب �أخرى‪.‬‬ ‫ولك ��ن في�ضان ��ات ه ��ذا الع ��ام كان ��ت غري‬ ‫متوقعة مت�سببة بارتفاع منا�سيب �ضفاف‬ ‫نهر دجل ��ة يف بغداد ومناط ��ق �أخرى مع‬ ‫نتائج كارثية‪.‬‬ ‫م�شاري ��ع الع�ص ��ر احلديث الت ��ي �شهدها‬ ‫الع ��راق خالل الق ��رن الع�شري ��ن �أ�شتملت‬ ‫على بن ��اء �سدود عل ��ى امت ��داد نهر دجلة‬ ‫ورواف ��ده ‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ع ��ن قن ��وات لتحويل‬ ‫جم ��رى املي ��اه ‪ .‬تركيا و�إي ��ران و �سوريا‬ ‫فعلوا نف�س ال�شيء حيث �أ�صبحت حاالت‬ ‫في�ضان ��ات املي ��اه م ��ن الذاك ��رة البعيدة ‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا م ��ع ت�سبب ارتفاع ��ات درجات‬ ‫احلرارة ب�ضعف هطول الأمطار و�سرعة‬ ‫تبخ ��ر املي ��اه م ��ن ال�ب�رك وامل�ستودع ��ات‬ ‫املائية‪.‬‬ ‫الع ��ام املا�ض ��ي ت�سبب �شح مي ��اه ال�شرب‬

‫النظيفة بخروج الأهايل يف احتجاجات‬ ‫جاب ��ت �ش ��وارع الب�ص ��رة ‪ .‬ن�س ��ب تدف ��ق‬ ‫نه ��ري دجلة والف ��رات �أ�صبح ��ت �ضعيفة‬ ‫جد ًا بحيث �أن مياه بحر اخلليج الزاحفة‬ ‫و�صل ��ت اىل �أحوا� ��ض مي ��اه �أه ��وار‬ ‫اجلباي� ��ش مت�سبب ��ة بتلويثه ��ا بامللوح ��ة‬ ‫العالية‪.‬‬ ‫ولكن رئي�س جمل�س حمافظة الب�صرة قال‬ ‫�إن ه ��ذا العام لن تكون هناك م�شكلة مياه‬ ‫حي ��ث قام ��ت وفرة مي ��اه دجل ��ة والفرات‬ ‫بج ��رف امللوح ��ة بعي ��د ًا وغم ��ر الأهوار‬ ‫مبياه عذبة‪.‬‬ ‫وقال �صباح البزوين " لدينا ما يكفي من‬ ‫كمي ��ات مياه له ��ذا العام وال�سن ��ة القادمة‬ ‫�أي�ض ًا مب�شيئة الله‪".‬‬ ‫ولكن وزير املوارد املائية ‪ ،‬جمال العاديل‬ ‫‪ ،‬يق ��ول �إن ت�أمني املياه لالجي ��ال القادمة‬ ‫�ستعتم ��د عل ��ى �ش ��يء �أكرث م ��ن الظروف‬ ‫اجلوي ��ة اجلي ��دة ‪ .‬م�ش�ي�ر ًا اىل �أن الأم ��ر‬ ‫يحت ��اج اىل جه ��د جماع ��ي ما ب�ي�ن تركيا‬ ‫و�سوريا و�إيران ‪ .‬حيث �أن ‪ %70‬من مياه‬ ‫الع ��راق تتدفق م ��ن منابع �أنه ��ر متر عرب‬ ‫تلك ال ��دول ‪ ،‬رغم ع ��دم وج ��ود اتفاقيات‬ ‫ر�سمي ��ة لل�شراكة بح�ص� ��ص مياه البلدان‬ ‫املت�شاطئة هذه‪.‬‬ ‫وقال العاديل لال�سو�شييتدبر�س " للعراق‬ ‫ح ��ق بهذه املياه ‪ ،‬الأنهر كانت هنا قبل ما‬ ‫توجد احلدود املر�سومة بني الدول‪".‬‬ ‫ومع امت�ل�اء امل�ستودعات باملياه ال يوجد‬ ‫�أف�ضل وقت لبدء النقا�شات بهذا املو�ضوع‬ ‫‪ .‬وم ��ن جانبه ق ��ال وزير خارجي ��ة تركيا‬ ‫مولود جاوي�ش �أوغلو ‪� ،‬إن بالده �سرت�سل‬ ‫قريب� � ًا ممثل عن احلكومة الرتكية لبغداد‬ ‫ملناق�شة مو�ضوع �إدارة املياه‪.‬‬ ‫و�أ�ض ��اف الع ��اديل قائ�ل ً�ا " املي ��اه يج ��ب‬ ‫�أن تك ��ون نقط ��ة و�صل لفتح جت ��ارة بني‬ ‫الع ��راق وتركي ��ا ‪ .‬و�إن تركي ��ا �ست�ستفيد‬ ‫باملقابل من التعاون مع العراق‪".‬‬ ‫عن �أ�سو�شييتدبر�س‬


‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net Email: info@almadapaper.net‬‬

‫باحث وم�ست�شار فرن�سي يف الق�ضايا الإ�سالمية ‪:‬‬

‫‪5‬‬

‫ترجمة‬

‫ظ���ه���ور ال���ب���غ���دادي مل ي��ك��ن م���ف���اج���ئ��� ًا!‪..‬‬

‫يعتقد الكثيرون �إنه توفي‪..‬ولكن ‪ ،‬وبعد �شهر من �سقوط باغوز – �آخر مدينة كانت تحت �سيطرة داع�ش – والذي ي�سجل النهاية الر�سمية‬ ‫ل " الخالفة" التي اعلنتها الجماعة الجهادية ‪ ،‬يعود زعيمها ابو بكر البغدادي ليولد من الرماد فيظهر جال�سا في خيمة وبجانبه بندقية‬ ‫كال�شنكوف ليحتفل بالهجمات التي تبنتها داع�ش والتي �أفجعت �سريالنكا في الحادي والع�شرين من ني�سان الفائت ‪..‬‬ ‫‪ ‬ترجمة ‪ :‬املدى‬ ‫عن جملة لوبوا الفرن�سية‬ ‫فبعد خم� ��س �سنوات من ظه ��وره الأول‬ ‫يف حزي ��ران عام ‪ 2014‬على منرب جامع‬ ‫املو�ص ��ل الكب�ي�ر حي ��ث �أعلن ع ��ن �إن�شاء‬ ‫اخلالف ��ة ودعا امل�سلمني يف جميع �أنحاء‬ ‫الع ��امل لالن�ضمام �إليه ‪ ،‬ي�ؤك ��د البغدادي‬ ‫عل ��ى م�صداقي ��ة وج ��وده ع�ب�ر �شري ��ط‬ ‫الفيديو الذي بثته وكالة داع�ش الدعائية‬ ‫حمذر ًا من انتقام منظمته ملقتل �أع�ضائها‬ ‫وم�ش ��دد ًا على �أن املعركة �ضد الغرب هي‬ ‫" معركة طويلة" ‪...‬‬ ‫يف مقابل ��ة م ��ع �أجرته ��ا جمل ��ة لوب ��وا‬ ‫الفرن�سي ��ة ‪ ،‬حل ��ل الباح ��ث وامل�ست�ش ��ار‬ ‫يف الق�ضاي ��ا اال�سالمي ��ة روم ��ان كايي ��ه‬ ‫املعن ��ى الكام ��ن خل ��ف ع ��ودة "خليف ��ة‬ ‫االره ��اب " ونتائجه ��ا ‪..‬فه ��و مل يك ��ن‬ ‫متفاجئ� � ًا من عودة البغ ��دادي لأنه – �أي‬ ‫البغ ��دادي – ق ��ادر على البق ��اء على قيد‬ ‫احلي ��اة طاملا اليك ��ون نا�شطا على اخلط‬ ‫الأمام ��ي للقت ��ال ب ��ل كان خمتبئ� � ًا ‪ ،‬فكل‬ ‫مايحتاج ��ه لذلك هو خدم ��ات لوج�ستية‬ ‫جيدة وخدمات فعالة ملكافحة التج�س�س‬ ‫‪ ،‬م�ش�ي�ر ًا اىل �أن �أ�سامة ب ��ن الدن كان قد‬ ‫�أر�س ��ل العدي ��د م ��ن مقاط ��ع الفيديو من‬ ‫منزله م ��ن الباك�ست ��ان ‪ ،‬وينطب ��ق الأمر‬ ‫ذات ��ه عل ��ى �أمي ��ن الظواه ��ري – الزعيم‬ ‫احلايل لتنظي ��م القاعدة – والذي يعتقد‬ ‫�إنه يف باك�ستان �أي�ض ًا ‪..‬‬ ‫وع ��ن �س�ؤال ��ه فيم ��ا �إذا كان �أب ��و بك ��ر‬ ‫البغدادي الزال يف �سوريا نظرا لظهوره‬ ‫يف خيم ��ة ‪ ،‬ق ��ال كايي ��ه �إن البغ ��دادي‬ ‫موج ��ود يف �سوري ��ا – وفق� � ًا للباح ��ث‬ ‫ه�ش ��ام الها�شم ��ي املق ��رب م ��ن �أجه ��زة‬ ‫املخاب ��رات العراقي ��ة – وه ��و موج ��ود‬ ‫يف �صح ��راء البادية حتدي ��د ًا بني مدينة‬ ‫تدم ��ر واحل ��دود العراقي ��ة ‪ ،‬ولهذا اطلق‬ ‫عل ��ى البغدادي منذ تلك الف�ت�رة " خليفة‬ ‫ال�صح ��راء " والدلي ��ل ال ��ذي ي�ستند �إليه‬ ‫الها�شم ��ي هو وفاة �أح ��د �أبناء البغدادي‬

‫هناك من ��ذ حوايل �ستة �أ�شه ��ر ‪ ،‬كما �إنها‬ ‫املنطق ��ة التي تن�شط فيه ��ا داع�ش وتقوم‬ ‫بعمليات �ضد اجلي�ش ال�سوري ‪..‬‬ ‫�أم ��ا ل ��دى �س�ؤال ��ه ع ��ن �سبب ع ��دم عثور‬ ‫ق ��وات التحال ��ف عل ��ى البغ ��دادي �أثن ��اء‬ ‫ا�ستع ��ادة مدين ��ة باغ ��وز قال كايي ��ه �إنه‬ ‫اليع ��رف زعيم� � ًا �أو جماع ��ة �إرهابي ��ة �أو‬ ‫دكتاتور ًا كان قد مت اعتقاله مبا�شرة لدى‬ ‫�سقوط �آخر معاقل ��ه ‪ ،‬والتاريخ احلديث‬ ‫يثب ��ت ذل ��ك فه ��م ينجح ��ون يف كل م ��رة‬ ‫بالف ��رار بف�ضل ال�شبكات التي يتعاملون‬ ‫معها وهذا ماحدث لأ�سامة بن الدن الذي‬

‫متك ��ن م ��ن مغ ��ادرة كه ��وف ت ��ورا بورا‬ ‫اىل باك�ست ��ان ‪ ،‬كما �سب ��ق ملعمر القذايف‬ ‫�أن متك ��ن م ��ن مغادرة معقل ��ه يف �سرت ‪،‬‬ ‫فكي ��ف بالبغ ��دادي ال ��ذي الي ��زال يعترب‬ ‫نف�سه قائد ًا للم�ؤمنني ‪..‬‬ ‫�أم ��ا ع ��ن هج ��وم �سرييالن ��كا و�إن كانت‬ ‫داع� ��ش حت ��اول ا�ستع ��ادة عافيته ��ا بعد‬ ‫�سقوط اخلالف ��ة بتوجي ��ه �ضرباتها اىل‬ ‫جن ��وب �شرق ��ي �آ�سي ��ا ‪ ،‬ف�ي�رى ب� ��أن هذا‬ ‫الهج ��وم الميث ��ل �سرتاتيجي ��ة حملي ��ة ‪،‬‬ ‫فعندم ��ا ت�شكل ��ت الدول ��ة اال�سالمي ��ة يف‬ ‫الع ��راق قبل احل ��رب يف �سوري ��ا بفرتة‬

‫طويل ��ة ‪ ،‬كان ��ت منظم ��ة حملي ��ة للغاية ‪،‬‬ ‫عل ��ى العك� ��س من تنظي ��م القاع ��دة الذي‬ ‫كان جماع ��ة عاملي ��ة ‪ ،..‬وبع ��د �إع�ل�ان‬ ‫اخلالفة على ظهور اخليل مابني �سوريا‬ ‫والع ��راق ‪� ،‬أعادت داع� ��ش تنظيم نف�سها‬ ‫واحتل ��ت مكان القاعدة ل ��ذا فان هجمات‬ ‫�سريالن ��كا الي ��وم ق ��د تتك ��رر غ ��د ًا يف‬ ‫افريقي ��ا بعد �إ�ضع ��اف القاع ��دة يف بالد‬ ‫املغ ��رب الأ�سالم ��ي �أو يف اليمن – التي‬ ‫ت�ش ��كل م�س ��رح ح ��رب دموية من ��ذ �أربع‬ ‫�سن ��وات – وكل ه ��ذا ي�ش ��كل ج ��زء ًا من‬ ‫�أجندة داع�ش ‪..‬‬

‫ول ��دى �س�ؤال ��ه �إن كان ��ت داع� ��ش فق ��دت‬ ‫العديد من �أتباعها يف العامل بعد �سقوط‬ ‫اخلالفة ‪ ،‬ق ��ال ب�أن نهاية اخلالفة �أثبطت‬ ‫هم ��م الذي ��ن �أرادوا العي� ��ش ج�سدي ًا يف‬ ‫الدول ��ة اال�سالمي ��ة ولي�س اولئ ��ك الذين‬ ‫يتم�سك ��ون مبفه ��وم اخلالف ��ة عل ��ى �إن ��ه‬ ‫توحي ��د امل�سلم�ي�ن ح ��ول زعي ��م روح ��ي‬ ‫‪ ،‬ويف �شري ��ط الفيدي ��و اخلا� ��ص ب ��ه ‪،‬‬ ‫اعت�ب�ر البغ ��دادي نف�سه قائ ��دا للم�ؤمنني‬ ‫داعي� � ًا امل�سلمني يف جمي ��ع �أنحاء العامل‬ ‫واجلهادي�ي�ن خ�صو�ص� � ًا اىل ال ��والء ل ��ه‬ ‫‪..‬ويف الاله ��وت الإ�سالم ��ي ‪ ،‬ي�ش ��كل‬

‫مفه ��وم اخلالف ��ة ق ��وة زمني ��ة وروحية‬ ‫�أي�ض� � ًا ‪ ،‬وعل ��ى �سبي ��ل املث ��ال ‪ ،‬عندم ��ا‬ ‫�سقطت الدول ��ة العبا�سية يف عام ‪1258‬‬ ‫‪ ،‬ف ��ر الناج ��ون منها اىل م�ص ��ر حيث مت‬ ‫ا�ستقباله ��م برتحاب من قب ��ل ال�سالطني‬ ‫املمالي ��ك ‪..‬لذا ف�إن فق ��دان اخلليفة لقوته‬ ‫الزمني ��ة اليعني فقدان ��ه لقوته الروحية‬ ‫خا�ص ��ة و�إن �أغل ��ب اجلهادي�ي�ن ال�شباب‬ ‫يتم�سك ��ون الي ��وم بالدول ��ة الإ�سالمي ��ة‬ ‫ولي� ��س بتنظي ��م القاع ��دة لأن خط ��اب‬ ‫داع�ش �أكرث تطرف ًا وعنف� � ًا وعوملة بعيد ًا‬ ‫عن �أية براغماتية ‪..‬‬

‫وعن امكاني ��ة ظهور داع� ��ش يف العراق‬ ‫�أو �سوري ��ا ‪ ،‬ق ��ال كايي ��ه ‪� ،‬إن ��ه كان م ��ن‬ ‫املعتق ��د �أن يبق ��ى تنظي ��م داع� ��ش يف‬ ‫الع ��راق – حي ��ث ول ��د وحي ��ث تنتم ��ي‬ ‫املنظمة اىل امل�شهد القبلي – لكن العديد‬ ‫من �أن�صاره ا�ستق ��روا يف مع�سكرات او‬ ‫رف�ضه ��م ال�سكان ‪ ،‬وه ��ذا ممكن ‪ ،‬يف ظل‬ ‫ع ��ودة الدول ��ة العراقية وانتف ��اء منطق‬ ‫التفاو�ض م ��ع القبائل ‪ ,‬ومع ذلك ‪ ,‬ميكن‬ ‫اعتب ��ار داع� ��ش ه ��ي الأف�ض ��ل بالن�سب ��ة‬ ‫لبع� ��ض القبائل يف دور ال ��زور ‪ ,‬ذلك �أن‬ ‫اجلهادي�ي�ن يج ��دون هذه القبائ ��ل قريبة‬ ‫م ��ن اداءهم وم ��ن ثقافتهم ‪ ،‬ل ��ذا �سارعت‬ ‫داع� ��ش اىل رعاي ��ة الأطف ��ال ال�سوري�ي�ن‬ ‫لتجنيدهم واىل املحافظة على ان�صارها‬ ‫والتفاو�ض مع زعماء القبائل على اطالق‬ ‫�سراح اجلهادي�ي�ن ف�إذا مل يعد اال�ستقرار‬ ‫اىل املنطق ��ة ‪� ،‬ستبق ��ى داع� ��ش تت�ص ��در‬ ‫امل�شه ��د هناك ‪�..‬أم ��ا عن احتم ��ال قيامها‬ ‫بهجم ��ات �ض ��د الغ ��رب ف�ي�رى كايي ��ه �أن‬ ‫�سنوات م ّرت ومل ت�ستطع فيها داع�ش �أن‬ ‫ت�ش ��ن هجمات وا�سعة النطاق يف الغرب‬ ‫فه ��ي لي�ست منظم للهجم ��ات التي وقعت‬ ‫يف �سريالن ��كا – عل ��ى �سبيل املثال – بل‬ ‫كانت ا�ستجابة لنداءات التنظيم ل�ضرب‬ ‫جمي ��ع انحاء العامل ‪ ،‬والآن اليزال خطر‬ ‫الهجمات التي تدع ��و �إليها داع�ش كبري ًا‬ ‫‪ ،‬خا�ص ��ة و�إنها تدعو لالنتق ��ام خل�سارة‬ ‫باغوز والرد على �ضربات التحالف �ضد‬ ‫ارا�ضيها ‪..‬وفيما يخ�ص اجلزائر فيمكن‬ ‫لداع� ��ش �أن ت�ستفي ��د م ��ن االنتفا�ض ��ات‬ ‫ال�شعبي ��ة التي �سادت هزته ��ا فهي قادرة‬ ‫عل ��ى �أن تعم ��ل يف �أي م ��كان ت�س ��وده‬ ‫الفو�ض ��ى ‪ ،‬وه ��ي موج ��ودة بالفع ��ل يف‬ ‫اجلزائر – البلد الذي ميتلك بنى جهادية‬ ‫من ��ذ �سنوات عديدة – وال ��ذي قد ميكنه‬ ‫اال�ستف ��ادة منه ��ا عندم ��ا يح�ي�ن الوق ��ت‬ ‫‪..‬وب�ش ��كل عام ‪ ،‬ف� ��إن اختف ��اء الدولة �أو‬ ‫�إ�ضعافه ��ا يعطي جما ًال �أك�ب�ر للجهاديني‬ ‫وينطبق هذا الأم ��ر اليوم على ال�سودان‬ ‫وعلى نيجرييا حيث توجد منظمة بوكو‬ ‫حرام التابعة لتنظيم داع�ش ‪..‬‬

‫منظمة دولية ت�ساعد �أمهات نازحات على تعلم حرفة لبناء حياتهن من جديد‬ ‫‪ ‬ترجمة حامد �أحمد‬

‫منظمة ‪� ،‬أك�شن اغين�ست هانغر‬ ‫‪� Action Against Hunger‬أو‬ ‫التحرك �ضد اجلوع ‪ ،‬الدولية‬ ‫ر�صدت خميم ‪ ،‬جام�سكو ‪،‬‬ ‫للنازحني �شمايل العراق لتنفذ‬ ‫فيه برناجمها التطوعي ل�صالح‬ ‫نزالء املخيم من نازحني ومهجرين‬ ‫عراقيني يعانون الفقر وعدم‬ ‫وجود فر�ص عمل ‪.‬‬ ‫يف مع�سكر جام�سكو ‪ ،‬وهو خميم‬ ‫ي�ضم ما يقارب من ‪� 30‬ألف عراقي‬ ‫�أجربوا على الفرار من املعركة‬ ‫�ضد داع�ش ‪ ،‬ت�صل درجات احلرارة‬ ‫فيه خالل ال�صيف اىل معدالت‬ ‫عالية جدا تقارب اخلم�سني مئوية‬ ‫‪ .‬نزالء املخيم ي�صارعون الظروف‬ ‫ب�شكل ال ي�صدق يومي ًا من �أجل‬ ‫�إعادة بناء حياتهم رغم الواقع املر‬ ‫بكونهم مت�ضررين نف�سي ًا ومنفيني‬ ‫بعيداً عن بيوتهم ‪.‬‬

‫يف حماول ��ة لت�أ�سي� ��س �شع ��ور باال�ستق ��رار‬ ‫واحلياة الطبيعية ح ��اول نزالء خميم جام�سكو‬ ‫خل ��ق �أ�شي ��اء مقاربة ج ��د ًا ملا عه ��دوه يف قراهم‬ ‫القدمية ‪ .‬يف �أحد الأزقة يقع هناك ك�شك للفاكهة‬ ‫واخل�ض ��راوات �أقيم بجانب خيم ��ة مع من�ضدة‬ ‫م�شرتك ��ة ‪ .‬وعلى بع ��د عدة خط ��وات �أقيم هناك‬ ‫حم ��ل حالق ��ة و�صالون جتمي ��ل �إحدهم ��ا مقابل‬ ‫الآخر ‪.‬‬ ‫العث ��ور على م�صدر دخل يعتم ��د عليه يف خميم‬ ‫جام�سك ��و يعت�ب�ر حتدي� � ًا كب�ي�ر ًا ‪ .‬وللم�ساع ��دة‬ ‫يف ذل ��ك �أقام ��ت منظمة ‪ ،‬التحرك �ض ��د اجلوع ‪،‬‬

‫الدولية برنامج خلق فر�ص عمل للعاطلني يقوم‬ ‫بتحقي ��ق هدف�ي�ن ‪� :‬أو ًال �إنه ي�ساع ��د �أكرث النزالء‬ ‫ت�ض ��رر ًا عل ��ى ك�س ��ب امل ��ال ‪ ،‬وي�ساعده ��م �أي�ض ًا‬ ‫التغلب على و�ضعه ��م النف�سي وا�سرتجاع الثقة‬ ‫ب�أنف�سه ��م ‪� .‬أكرث امل�شاركني يف هذا الربنامج من‬ ‫من الأمهات‪.‬‬ ‫ويف�سر ذلك ‪� ،‬أندريه بيغيو ‪ ،‬الذي يدير الربنامج‬ ‫بقول ��ه " عندم ��ا تنجز هك ��ذا نوع م ��ن م�شروع‬ ‫علي ��ك �أن ت�أخ ��ذ بنظ ��ر االعتب ��ار االحتياج ��ات‬ ‫املختلف ��ة للنا�س ‪� ،‬إنه ال يتعلق فقط باحتياجات‬ ‫ملحة مثل املال لبدء م�شروع جتاري بل �أي�ض ًا ما‬ ‫يتعلق بتلبية االحتياجات النف�سية والعاطفية ‪.‬‬ ‫بع ��د حدوث �أزم ��ة جميعنا بحاج ��ة لدعم خا�ص‬ ‫ملواجه ال�صعوبات وبدء حياتنا من جديد ‪".‬‬ ‫التدريب ��ات تتباين وتتما�شى مع ال�سوق املحلي‬ ‫‪ .‬من ب�ي�ن امل�شاركني يف الربنامج هناك م�صممة‬ ‫�أزي ��اء و م�صففة �شعر وخياطة ورئي�س طباخني‬ ‫وعامل معجنات وم�س� ��ؤول خمزن وعامل حمل‬ ‫هوات ��ف ومرب ��ي موا�ش ��ي ‪ .‬الع�ش ��رات با�شروا‬ ‫التدري ��ب على �صنعة ‪ ،‬و�أكرث م ��ن ‪ 100‬با�شروا‬ ‫مب�شاريعهم التجارية اخلا�ص ��ة والتي ا�شتملت‬ ‫عل ��ى �صالون ��ات جتميل ومطاع ��م وكل �شيء ما‬ ‫بني ذلك ‪.‬‬

‫�سعدية ‪ 30‬عام ًا ‪� ،‬إح ��دى الأمهات النازحات مع‬ ‫�أطفاله ��ا ال�ست ��ة ‪ ،‬متكنت من فت ��ح حمل مالب�س‬ ‫‪ ،‬بوتي ��ك ‪ ،‬يف املخي ��م وذلك من خ�ل�ال التدريب‬ ‫والدع ��م وامل�ش ��ورة النف�سي ��ة الت ��ي تلقته ��ا من‬ ‫منظمة ‪ ،‬التحرك �ضد اجل ��وع ‪� ،‬أك�شن �أغين�ست‬ ‫هانغر ‪ ،‬الدولية ‪.‬‬ ‫يف خيمته ��ا تتذكر الأوقات ال�سعيدة قبل �أن يتم‬ ‫�إجباره ��ا عل ��ى الهروب من منطقته ��ا ‪ ،‬وتقول "‬ ‫كن ��ا قادري ��ن على �أن نبن ��ي بيت ًا ‪ ،‬يع ��ود الف�ضل‬

‫يف ذل ��ك للم ��ال الذي كان يك�سب ��ه زوجي ‪ .‬ولكن‬ ‫كل �ش ��يء تغري عندما �سيط ��ر تنظيم داع�ش على‬ ‫املنطقة ‪ ،‬لقد ر�أيت �شريط فيديو م�ؤخر ًا لقريتنا‬ ‫يف املو�ص ��ل ‪ ،‬كان بيتي مدمر ًا بالكامل ‪ ،‬مل َ‬ ‫يبق‬ ‫�شيء ‪ ".‬قالت وهي مت�سك نف�سها من البكاء ‪.‬‬ ‫�أحل ��ان ‪ ،‬وهي �إح ��دى االخ�صائي ��ات النف�سيات‬ ‫يف منظم ��ة التحرك �ضد اجلوع ‪ ،‬تتحدث بهدوء‬ ‫م ��ع �سعدية بلغة كردية مطمئن ��ة �أياها وتذكرها‬ ‫بالتقدم الذي �أحرزته ‪ .‬عرب ال�سنة املا�ضية كانت‬

‫احل ��ان تعمل مع �سعدي ��ة مل�ساعدتها يف مواجهة‬ ‫حمن ��ة تهجريه ��ا وما�ضيه ��ا الألي ��م وفقدانه ��ا‬ ‫لزوجه ��ا ال ��ذي ت ��ويف بع ��د ف�ت�رة ق�ص�ي�رة م ��ن‬ ‫هروبهم ‪.‬‬ ‫بع ��د وفاة زوجه ��ا وبقائها لوحدها م ��ع �أطفالها‬ ‫ال�ست ��ة وه ��ي منك�س ��رة نف�سي ًا ‪� ،‬شع ��رت �سعدية‬ ‫بال�ضي ��اع ‪ .‬و�أ�ضافت بقوله ��ا " مل �أكن �أعرف ما‬ ‫علي �أن �أفع ��ل لرعايتهم ‪� ،‬شعرت باالرهاق دوام‬ ‫الوق ��ت مل �أكن � ْ‬ ‫أذق الطع ��ام ‪ ".‬وبالنهاية وجدت‬ ‫قوة يف �أطفالها وبد�أت مبقاومة الظروف ‪ " .‬لقد‬ ‫ر�أيتهم مت�ضررين من و�ضعي ‪ ،‬دون �أن يرعاهم‬ ‫�أحد غريي ‪ ،‬ثم حاولت �أن �أحتدى الظروف و�أن‬ ‫�أكون �أقوى و�أ�ساعدهم �أكرث ‪".‬‬ ‫وبينم ��ا كان ��ت �ضم ��ن م�ش ��ورة املنظم ��ة تلق ��ت‬ ‫�سعدية تدريب ونقود ودعم ا�شتمل على ماكنتي‬ ‫خياط ��ة ومول ��دة ‪ .‬وقالت �سعدي ��ة " كان هذا كل‬ ‫�شيء احتاجه ‪ .‬مل اكن اتخيل يوما بانني �ساحل‬ ‫عل ��ى كل هذا ‪ .‬حياتي تغريت بالكامل ‪ .‬ق�سم من‬ ‫زبائن ��ي هم جريان قدماء مل �أرهم منذ �سنوات ‪.‬‬ ‫لقد ا�صبحنا �أ�صدقاء ‪".‬‬ ‫حملها يقع قرب خيمة العائلة فهو مليء بالألوان‬ ‫‪ ،‬عك� ��س بقية م ��ا موجود يف بقي ��ة املخيم الذي‬ ‫ت�سط ��ع في ��ه ال�شم� ��س ويعل ��وه ال�ت�راب ‪ .‬اجلو‬

‫مليء ب�أ�صوات نقا�ش حيوي بني ن�ساء ي�ساومن‬ ‫عل ��ى �شراء مالب� ��س من املح ��ل ‪� .‬سعدية تتحرك‬ ‫و�سطه ��م تعر� ��ض عل ��ى زبائن ��ا �أن ��واع املالب�س‬ ‫ب�ضمنها مالب�س �أطفال ‪ .‬خالل ثالثة �أيام ك�سبت‬ ‫م ��ا ًال كافي� � ًا ي�ساعد يف تلبية احتياج ��ات عائلتها‬ ‫ل�شهر كامل ‪.‬‬ ‫تق ��ول عاملة املنظمة ‪� ،‬أحل ��ان " هنا تكمن القوة‬ ‫احلقيقي ��ة له ��ذا امل�شروع ‪ :‬كثري م ��ن الأ�شخا�ص‬ ‫الذي ��ن كنا نقدم امل�ش ��ورة لهم متكنوا من جتاوز‬ ‫�أو�ضاعه ��م ال�صعبة جد ًا التي �أثرت على قدرتهم‬ ‫ملزاول ��ة حياته ��م اليومية ‪ .‬الف�ضل يع ��ود للدعم‬ ‫النف�س ��ي ‪ .‬نح ��ن ن�شه ��د حت�سن� � ًا كب�ي�ر ًا ‪� .‬أ�شعر‬ ‫بال�سع ��ادة �أن �أرى ه ��ذه التغ�ي�رات وه� ��ؤالء‬ ‫الن�سوة املعتمدات على �أنف�سهم يحققن جناح‪".‬‬ ‫وق ��ال مدي ��ر الربنام ��ج ‪ ،‬اندريه بيغي ��و " العمل‬ ‫�سوية ي�سبب ت�أثري على م�ستوى الفرد وي�ساعد‬ ‫يف تعزي ��ز التناغ ��م االجتماع ��ي ب�ي�ن املكونات‬ ‫املختلف ��ة ‪ .‬وبينما يب ��د�أون حياتهم م ��ن جديد ‪،‬‬ ‫فكون ��ك ع�ضو فعال يف املجتم ��ع فهذا يعترب �أمر‬ ‫مهم ‪ .‬الحظنا حت�سن ًا كبري ًا يف ا�سرتجاع ه�ؤالء‬ ‫الن�سوة لثقتهن بانف�سنهن ‪".‬‬ ‫عن منظمة ‪Action Against‬‬ ‫‪Hunger‬‬


‫رياضة‬ ‫مصارحة حرة‬ ‫‪� ‬إياد ال�صاحلي‬

‫روابط الكرة ‪..‬ال للمرابطة!‬ ‫تعد روابط الالعبني الدوليني واملدربني واحلكام يف االحتادات الوطنية‬ ‫لكرة القدم من �أهم الكيانات التي يعوّ ل عليها لتطوير مفا�صل اللعبة عرب‬ ‫التن�سي ��ق �شبه اليومي بني �أمني �سر احت ��اد الكرة ور�ؤ�ساء تلك الروابط‬ ‫‪ ،‬م ��ع عق ��د اجتماعات مربجم ��ة تناق�ش ج ��دول الأعمال وت�ض ��ع احللول‬ ‫وتخ ��رج بو�صاي ��ا �أو تعليم ��ات �أو بيان ��ات تواك ��ب الأح ��داث الآنية وما‬ ‫ترت ّقبه اللعبة من ا�ستحقاق حملي ودويل‪.‬‬ ‫وج ��اء يف النظام اال�سا�سي ‪ ،‬املادة ‪ 10‬تكوي ��ن اع�ضاء االحتاد العراقي‪،‬‬ ‫من �ضمنهم رابطة احلكام (امل�ستوى الوطني) ورابطة الالعبني الدوليني‬ ‫القدام ��ى ورابطة املدربني (امل�ستوى الوطن ��ي) والتي فاز برئا�ساتها كل‬ ‫م ��ن طارق احمد ويون�س حممود ورحيم حميد على التوايل‪ ،‬مع التذكري‬ ‫�أن رابط ��ة احل ��كام مل تق ��م م�ؤمت ��ر ًا انتخابي� � ًا �شرعي� � ًا �أ�س ��وة برابطت ��ي‬ ‫الالعبني واملدربني‪ ،‬وهذا ما مل ّ‬ ‫يو�ضحه االحتاد منذ انتخابه يف ‪� 31‬أيار‬ ‫‪ 2018‬حتى الآن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طوال عام كامل تقريبا‪ ،‬بقي ال�س�ؤال يلحُّ ويوجّ ه ا�صابع االتهام للروابط‬ ‫الث�ل�اث واالحتاد‪ :‬هل مت انتخ ��اب ر�ؤ�ساء الروابط لغر� ��ض التمثيل يف‬ ‫امل�ؤمت ��ر االنتخابي ال ��ذي يجري كل �أربع �سن ��وات والإدالء بالت�صويت؟‬ ‫�أي ��ن مقار تل ��ك الروابط وما هي �أجنداتها‪ ،‬وك ��م اجتماع ًا عقدته جمال�س‬ ‫�إداراته ��ا ط ��وال اال�شهر املا�ضية‪ ،‬ه ��ل راجعت انظمته ��ا اال�سا�سية ‪ ،‬وما‬ ‫احلقوق والواجبات الت ��ي تقت�ضي تنفيذها‪ ،‬كم مرة �أقامت تلك الروابط‬ ‫ان�شطة ريا�ضية ودورات تطويرية ت�ستهدف النهو�ض ب�شريحة الكيانات‬ ‫املمثلة لها؟‬ ‫قبل �أن ُنع ّرج على مهام كل رابطة‪ ،‬ثمّة حقيقة �أنه البد �أن يعرتف االحتاد‬ ‫ب ��دوره ال�سلبي يف تعطيل عمل تلك الروابط‪ ،‬وهي حت�سّ �س جلان عاملة‬ ‫ُتعن ��ى بالتحكي ��م والتدريب والالعب�ي�ن من �أية حماولة لإ�ص�ل�اح �أمر ما‪،‬‬ ‫وتذه ��ب لتتقاطع م ��ع رئي�س الرابط ��ة �أو ت�سعى لثنيه ع ��ن اتخاذ �إجراء‬ ‫�ض ��روري‪ ،‬وبذلك تنتف ��ي احلاجة النبثاق هذه الرواب ��ط يف ظ ّل ّ‬ ‫التدخل‬ ‫ال�سافر يف �صميم عملها‪.‬‬ ‫�إذا ع ّرجنا على رابطة احلكام (امل�ستوى الوطني)‪ ،‬هناك التزامات كثرية‬ ‫يج ��ب �أن ت� ��ؤدّى مل�صلح ��ة ُق�ضاة املالع ��ب وخا�صة احلق ��وق املادية التي‬ ‫متن ��ح بالقطع ��ة بعد مرور ف�ت�رة طويلة على �أداء احل ��كام التزاماتهم يف‬ ‫دوري املو�سم‪ ،‬وعدم وج ��ود فعاليات ت�ؤ�شر تتابع رئي�س الرابطة طارق‬ ‫احمد �أو �أمني �س ّرها مع حاجة احلكام ال�شباب للتع ّلم وزيادة اخلربة من‬ ‫رجاالت ال�ص ّفارة املتقاعدين من خالل �إقامة دورات متنوعة طوال ال�سنة‬ ‫مين ��ح خاللها احلكم الرائ ��د مكاف�أة م�شجّ عة نظري �إلق ��اء حما�ضرة قيّمة‪،‬‬ ‫وهكذا بالن�سبة لتف ّقد احوال املر�ضى و�إقامة احتفالية تكرمي يف منا�سبة‬ ‫ما ي�شعر بقيمة ما قدمّه لوطنه‪.‬‬ ‫�أم ��ا بالن�سبة لرابط ��ة الالعبني الدوليني القدامى والت ��ي ير�أ�سها الكابنت‬ ‫يون� ��س حممود فه ��ي الأخرى ذات م�س�ؤوليات حم ��ددة ‪ ،‬وكنا نعتقد �أنها‬ ‫�ستك ��ون فر�صة كبرية ليون� ��س ليتخذها امتحان ًا لقدرات ��ه الإدارية قبيل‬ ‫ولوج ��ه جمل�س �إدارة االحت ��اد مثلما زعم يف ال ��دورة ‪�( 2026-2022‬إن‬ ‫مل تل ��غ حمكمة كا�س الدولية انتخاب ��ات ‪ 2018‬على خلفية �شكوى عدنان‬ ‫درج ��ال)‪ ،‬لكن يبدو �أن التزامات يون�س كمحلل يف برنامج املجل�س لقناة‬ ‫الكا�س القطرية ف�ض ًال ع ��ن ت�ش ّتت �أع�ضاء جمل�س �إدارة الرابطة يف مهام‬ ‫عم ��ل خمتلفة وغياب برنامج وا�ضح له ��ا �أدى اىل انعدام ت�أثري وجودها‬ ‫منذ مطلع حزيران ‪ 2018‬حتى الآن!‬ ‫نعتقد �أن يون�س �أمام فر�صة مهمة ‪ -‬وهو ميثل القائد ال�شبابي يف جميع‬ ‫جل ��ان وروابط االحت ��اد ‪ -‬لت�شكيل رابطة الالعب�ي�ن املحرتفني لأول مرة‬ ‫يف العراق تهتم وترعى �ش�ؤونهم وترتقي ب�شروط التفاو�ض وتدافع عن‬ ‫وتخ�ص�ص‬ ‫حقوقهم يف ن�صو�ص التعاقد مع الأندية وتتفاعل مع الدوري‬ ‫ّ‬ ‫جوائز لالف�ضل وتقيم ندوات لتقييم امل�ستوى والنتائج وعديد املبادرات‬ ‫الت ��ي ت�سه ��م يف �إ�ضف ��اء ج ��دوى حقيقي ��ة للرابط ��ة بني اع�ض ��اء االحتاد‬ ‫العراقي �أبعد من م�س�ألة الت�صويت يف امل�ؤمتر االنتخابي‪.‬‬ ‫وهك ��ذا احلال مع رابطة املدرب�ي�ن (امل�ستوى الوطن ��ي)‪ ،‬فالرئي�س رحيم‬ ‫حميد يع ��ي جيد ًا �أن م�ش ��اكل التدريب و�أهمية الإرتق ��اء بكفاءة املدربني‬ ‫وم ��ا ت�ستدعي ��ه احلاجة اىل تنظي ��م الئحة تنظم موجب ��ات االنخراط يف‬ ‫مهن ��ة التدري ��ب و�إقام ��ة دورات �صقل م�سائ ��ل غاية يف الأهمي ��ة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل تنمي ��ة ال�ث�روة الب�شرية بت�أهي ��ل مدربني �شباب للفئ ��ات العمرية مع‬ ‫فتح قنوات ات�صال خارجية لتبادل اخلربات مع احتادات �أوروبية ترفع‬ ‫م ��ن م�ستوى املدرب املحلي وتفتح له �آفاقا جدي ��دة ّ‬ ‫يطلع من خاللها على‬ ‫�آخ ��ر م�ستجدّات علمي التدريب والنف�س مع الالعبني ‪ ،‬ف�ض ًال عن م�ؤازرة‬ ‫الرابطة للمدرب املُقال من ناديه للحيلولة دون غمط حقوقه‪.‬‬ ‫نريد روابط متح ّركة وال ت�ست�سلم للتقاليد البالية التي اظهرتها كال�سابق‬ ‫م�شلول ��ة الإرادة وخاوية م ��ن �أي عطاء ومُرابطة يف مق ��ر االحتاد ا�سم ًا‬ ‫فق ��ط ب�ل�ا روح االنتم ��اء للعب ��ة �أو االح�سا� ��س بامل�س�ؤولي ��ة االن�ساني ��ة‬ ‫والوطني ��ة جت ��اه اع�ضاء الهيئ ��ة العامة الت ��ي و�ضعت ثقتها به ��ا لرعاية‬ ‫م�صاحلها امل�شرتكة‪.‬‬ ‫طوال عام كامل تقريب ًا‪ ،‬بقي ال�س�ؤال‬ ‫ويوجه ا�صابع االتهام للروابط‬ ‫يلح‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫الثالث واالحتاد‪ :‬هل مت انتخاب‬ ‫ر�ؤ�ساء الروابط لغر�ض التمثيل يف‬ ‫امل�ؤمتر االنتخابي الذي يجري كل �أربع‬ ‫�سنوات والإدالء بالت�صويت؟ �أين مقار‬ ‫تلك الروابط وما هي �أجنداتها‬

‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪-‬‬ ‫الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬

‫االتحاد ّ‬ ‫يع�ضد مقترح انفانتينو بزيادة فرق المونديال‬

‫‪ ‬ود ّي�����������������ة ������ص�����رب�����ي�����ا ت�����������س�����ه�����م ف���������ي ج�������ه�������ود رف�����������ع ال������ح������ظ������ر ال�����ك����� ّل�����ي‬ ‫‪ ‬بغداد ‪ /‬حيدر مدلول‬

‫�سمى اتحاد الكرة وفده‬ ‫للم�شاركة في االجتماع‬ ‫التا�سع وال�ستين الذي تعقده‬ ‫الجمعية العمومية لالتحاد‬ ‫الدولي لكرة القدم برئا�سة‬ ‫ال�سوي�سري جياني انفانتينو‬ ‫في العا�صمة الفرن�سية‬ ‫باري�س يوم ‪ 5‬حزيران المقبل‬ ‫بم�شاركة ‪ 211‬اتحاداً وطني ًا‬ ‫من جميع القارات لمناق�شة‬ ‫العديد من الموا�ضيع‬ ‫المطروحة على جدول‬ ‫الأعمال وتقف في مقدمتها‬ ‫م�س�ألة رفع عدد المنتخبات‬ ‫في بطولة ك�أ�س العالم‬ ‫المقبلة من ‪ 32‬الى ‪ 48‬منتخب ًا‪.‬‬ ‫وق ��ال م�ص ��در يف احتاد الك ��رة يف حديث‬ ‫خ�ص به املدى‪� :‬إن رئي�س احتاد كرة القدم‬ ‫عبد اخلالق م�سعود �سيرت�أ�س الوفد الذي‬ ‫ي�ضم اىل جانبه �أمني ال�سر العام د‪�.‬صباح‬ ‫حممد ر�ض ��ا ويحيى ك ��رمي ع�ضو جمل�س‬ ‫الإدارة ‪ ،‬م�ش�ي�ر ًا اىل �أن العراق �سي�صوّ ت‬ ‫ل�صال ��ح ق ��رار زي ��ادة ع ��دد املنتخب ��ات‬ ‫امل�شاركة يف مونديال ‪ 2022‬قطر اىل ‪48‬‬ ‫منتخب ًا بد ًال م ��ن عددها احلايل ‪ 32‬لكونه‬ ‫يهم كثري ًا م�صلحة الكرة العراقية ب�صورة‬ ‫خا�صة وم�صلحة الكرة الآ�سيوية ب�صورة‬ ‫عامة لكون القارة ال�صفراء �ستح�صل فيها‬ ‫زيادة يف ع ��دد منتخباتها التي �ستتواجد‬ ‫يف بطول ��ة ك�أ�س الع ��امل املقبلة اىل ‪ 8‬بد ًال‬ ‫‪ 4.5‬وهذا �سريفع من تط ّلعاتنا يف م�س�ألة‬ ‫حظ ��وظ �أ�س ��ود الرافدين يف قط ��ع تذكرة‬ ‫العب ��ور اىل املوندي ��ال للم ��رة الثانية بعد‬ ‫موندي ��ال ‪ 1986‬الذي �أقي ��م يف العا�صمة‬ ‫املك�سيكية مك�سيكو �سيتي‪.‬‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن مقرتح م�شارك ��ة ‪ 48‬منتخب ًا‬ ‫كان م ��ن �أب ��رز اخلط ��وات الت ��ي ق ��ام به ��ا‬ ‫ال�سوي�سري جياين انفانتينو بعد انتخابه‬ ‫رئي�س ًا جدي ��د ًا لالحتاد الدويل لكرة القدم‬ ‫خلف ًا لزميله ال�سابق ال�سوي�سري جوزيف‬ ‫بالت ��ر لتحقيق عوائد �أ�ضافي ��ة مع الرعاة‬ ‫الر�سمي�ي�ن �إ�ضاف ��ة اىل مداخي ��ل النق ��ل‬ ‫التلف ��ازي وبي ��ع التذاكر وو�ضع ��ه �ضمن‬

‫ج ��دول اجتم ��اع جمل� ��س الفيف ��ا التا�سع‬ ‫ال ��ذي عق ��د يف مدين ��ة ميام ��ي الأمريكية‬ ‫منت�ص ��ف �شهر �آذار املا�ض ��ي وح�صل على‬ ‫موافقة مبدئي ��ة ب�ش�أن درا�س ��ة تبني قرار‬ ‫رف ��ع املنتخب ��ات عل ��ى �أنه يخ�ض ��ع القرار‬ ‫النهائ ��ي للتو�صي ��ت علي ��ه يف االجتم ��اع‬ ‫املقب ��ل للجمعي ��ة العمومي ��ة للفيف ��ا الذي‬ ‫ت�ضيف ��ه العا�صم ��ة الفرن�سي ��ة باري� ��س‪،‬‬ ‫خا�ص ��ة و�أن ع ��دد املباري ��ات �سريتفع من‬ ‫‪ 64‬اىل ‪ 80‬وه ��ذا يتطل ��ب ا�ستقب ��ال بل ��د‬ ‫جم ��اور لقط ��ر عدد ًا م ��ن املباري ��ات ف�ض ًال‬ ‫عن �أن انفانتينو جنح يف ح�صول موافقة‬ ‫نهائية من جمل�سه بزيادة عدد عدد الأندية‬ ‫امل�شاركة يف ك�أ�س الع ��امل للأندية اىل ‪24‬‬ ‫فريق� � ًا ابت ��دا ًء م ��ن موندي ��ال ‪ 2021‬الذي‬ ‫�ستق ��ام مناف�سات ��ه خالل �شه ��ري حزيران‬ ‫ومتوز عام ‪.2021‬‬ ‫وتاب ��ع �أن الرئي� ��س انفانتين ��و ق ��ام بع ��د‬ ‫الت�ش ��اور مع قط ��ر بزي ��ارة اىل العا�صمة‬ ‫العمانية م�سقط للت�شاور مع قادتها ب�ش�أن‬ ‫امكاني ��ة �أن ت�صب ��ح عم ��ان البل ��د الث ��اين‬ ‫امل�ضي ��ف لقط ��ر‪ ،‬لك ��ن جه ��وده ا�صطدمت‬ ‫باالعت ��ذار نتيجة ع ��دم جاهزي ��ة مالعبها‬ ‫لت�ضييف ‪ 16‬مباراة ليتحرك نحو الكويت‬ ‫م ��ن �أج ��ل �إقن ��اع م�س�ؤوليه ��ا ب� ��أن تك ��ون‬ ‫دولته ��م موافقة علي طلب ��ه وعقد اجتماع ًا‬ ‫م ��ع �أم�ي�ر الكوي ��ت �صب ��اح �أحم ��د اجلابر‬ ‫ال�صباح ملناق�شة امللف الذي حمله معه اىل‬ ‫املنطق ��ة اخلليجية واخلا�ص ب�ضرورة �أن‬ ‫ت�ضي ��ف الكوي ��ت �إح ��دى املجموعات يف‬ ‫حالة قرار زيادة العدد النهائي للمنتخبات‬ ‫يف املونديال املقبل‪.‬‬ ‫و�أكد ان احتاد كرة القدم ينتظر من وزارة‬ ‫ال�شب ��اب والريا�ض ��ة �إكم ��ال النواق� ��ص‬ ‫واملتطلبات الت ��ي طلبتها جلن ��ة التفتي�ش‬ ‫اخلا�صة من االحتادين الدويل والآ�سيوي‬ ‫بعد زيارتها لعدد من املالعب يف العا�صمة‬ ‫بغ ��داد واملحافظ ��ات الو�سط ��ى و�إقلي ��م‬ ‫كرد�ستان يف �إط ��ار اجلهود احلثيثة لكلتا‬ ‫اجلهت�ي�ن يف م�س�ألة رفع احلظر الكلي عن‬ ‫املالع ��ب العراقي ��ة وال�سم ��اح للمنتخبات‬ ‫والأندي ��ة العراقي ��ة بخو� ��ض مبارياته ��ا‬ ‫الر�سمي ��ة والدولي ��ة وخا�ص ��ة على ملعب‬ ‫ال�شعب الدويل حي ��ث مت الت�أكيد على هذا‬ ‫الأم ��ر خالل االجتماع الأخ�ي�ر الذي عقده‬ ‫رئي�س االحتاد عبد اخلالق م�سعود ونائبه‬ ‫عل ��ي جبار مع وزي ��ر ال�شب ��اب والريا�ضة‬ ‫د‪�.‬أحم ��د الريا� ��ض و�أثم ��رت نتائج ��ه عن‬ ‫ت�شكي ��ل جلن ��ة علي ��ا يقودها ع�ص ��ام ثامر‬ ‫الديوان وكيل ال ��وزارة ل�ش�ؤون الريا�ضة‬ ‫تت ��وىل عل ��ى عاتقه ��ا متابع ��ة وتنفي ��ذ ما‬ ‫طلبته جلنة الفيفا ب�ش�أن تلك املالعب‪.‬‬ ‫و�أ�ش ��ار اىل �أن وزير ال�شب ��اب والريا�ضة‬ ‫ي�سع ��ى اىل بذل جه ��وده يف �سبيل تغطية‬ ‫التكاليف املالية التي طلبتها �شركة مات�ش‬ ‫وورلد �سبورت ال�سوي�سرية والبالغة ‪300‬‬ ‫�أل ��ف يورو لإقامة مباراة دولية ودية على‬ ‫ملعب ج ��ذع النخلة باملدينة الريا�ضية يف‬ ‫حمافظ ��ة الب�صرة ملنتخبن ��ا الوطني لكرة‬

‫القدم مع منتخ ��ب �صربيا لكرة القدم يوم‬ ‫الأول م ��ن �شهر حزي ��ران املقبل من خالل‬ ‫راع ر�سم ��ي له �أو الطل ��ب من قبل‬ ‫�إيج ��اد ٍ‬ ‫جمل�س الوزراء ت�أمني املبلغ حيث �سيكون‬ ‫املنتخ ��ب ال�صربي �أول منتخ ��ب �أوروبي‬ ‫يلعب على املالعب العراقية منذ قرار رفع‬ ‫احلظر اجلزئ ��ي عن الك ��رة العراقية يوم‬ ‫ال�ساد�س ع�شر من �آذار ‪ 2018‬وهو يحتل‬ ‫املرك ��ز التا�سع والع�شري ��ن عاملي ًا يف �آخر‬ ‫ت�صني ��ف �صادر من قبل الفيفا مو�ضحا �إن‬ ‫املدرب ال�سلوفين ��ي �سرتي�شكو كاتانيت�ش‬

‫�أبدى موافقته الر�سمية عليها بعد عر�ضها‬ ‫علي ��ه من قب ��ل جمل�س �إدارة احت ��اد الكرة‬ ‫حي ��ث �ستكون من �أه ��م مراحل اال�ستعداد‬ ‫اىل جان ��ب مباراتي تون� ��س وليبيا خالل‬ ‫ال�شه ��ر ذات ��ه يف طري ��ق امل�شارك ��ة يف‬ ‫الت�صفي ��ات الآ�سيوي ��ة امل�شرتك ��ة امل�ؤهلة‬ ‫ملوندي ��ال قطر وك�أ� ��س �آ�سي ��ا ‪ 2023‬التي‬ ‫�ستنطل ��ق ابت ��دا ًء م ��ن اخلام�س م ��ن �شهر‬ ‫�أيلول املقبل ‪.‬‬ ‫وك�شف �أن �شركة مات� ��ش وورلد �سبورت‬ ‫ال�سوي�سري ��ة املتخ�ص�ص ��ة ب�ش� ��ؤون كرة‬

‫القدم �ست�صب ��ح ال�شركة الراعية الر�سمية‬ ‫جلمي ��ع املنتخبات الوطني ��ة العراقية من‬ ‫خ�ل�ال عق ��د ر�سم ��ي �سي�ب�رم معه ��ا قريب ًا‬ ‫من قبل احت ��اد الكرة �ستت ��وىل مبوجبها‬ ‫العم ��ل عل ��ى ت�أم�ي�ن مع�سك ��رات تدريبية‬ ‫خارجي ��ة ومباري ��ات دولي ��ة ودي ��ة وف ��ق‬ ‫الربام ��ج الفني ��ة الت ��ي �سي�ضعه ��ا مدربو‬ ‫تل ��ك املنتخبات ومبا ي�سهم يف رفع درجة‬ ‫جاهزيتها خلو�ض اال�ستحقاقات الر�سمية‬ ‫التي تنتظرها خالل الفرتة القادمة �سواء‬ ‫عل ��ى ال�صعي ��د الإقليم ��ي �أو الق ��اري او‬

‫العامل ��ي حي ��ث �سب ��ق و�أن تع ��اون معه ��ا‬ ‫احت ��اد الك ��رة يف زم ��ن الرئي� ��س ال�سابق‬ ‫ناج ��ح حمود بحك ��م �أنه ��ا م ��ن ال�شركات‬ ‫العاملي ��ة التي له ��ا �سمعة طيب ��ة وتتواجد‬ ‫ب�ش ��كل مكثف يف البل ��دان اخلليجية ولها‬ ‫مقر يف مدينة دبي الإماراتية‪.‬‬ ‫وك�شف يف ختام حديثه‪� :‬أن جمل�س �إدارة‬ ‫االحت ��اد ر�ش ��ح جمي ��ع �أع�ضائ ��ه ومدي ��ر‬ ‫الدائ ��رة الإعالمية يف االحتاد و�شخ�صية‬ ‫كروي ��ة اىل اللج ��ان العامل ��ة يف االحتاد‬ ‫الآ�سي ��وي لك ��رة الق ��دم بن ��ا ًء عل ��ى طلب‬ ‫الأخ�ي�ر اىل جمي ��ع االحت ��ادات الوطنية‬ ‫ال�سبع ��ة و�أربعني املن�ضوي ��ة حتت لوائه‬ ‫بعد انتخاب مكتبه التنفيذي الذي تواجد‬ ‫في ��ه �ضمن ع�ضوية الرئي� ��س عبد اخلالق‬ ‫م�سع ��ود �إذ من امل�ؤم ��ل �أن يتم تعيني عدد‬ ‫منه ��م يف عدد من اللج ��ان التي �آن الأوان‬ ‫له ��ا ان ت�ض ��م من الع ��راق وخا�ص ��ة التي‬ ‫له ��ا دور ف ّع ��ال يف ان تطوي ��ر م�س�ي�رة‬ ‫الك ��رة العراقي ��ة اىل الأم ��ام عل ��ى جميع‬ ‫ال�صعد وتع ّزز كثري ًا يف تواجد ال�صفارة‬ ‫العراقية ب�ش ��كل خا�ص يف بطوالت ك�أ�س‬ ‫الع ��امل للنا�شئ�ي�ن وال�شب ��اب والوطن ��ي‬ ‫بحكم املكان ��ة املتميّزة الت ��ي حتتلها على‬ ‫ال�صعي ��د القاري اث ��ر امل�ستويات الرفيعة‬ ‫الت ��ي م ��ازال يقدمه ��ا احلكم ��ان الدوليان‬ ‫النخبوي ��ان علي �صب ��اح ومهند قا�سم يف‬ ‫البطوالت الآ�سيوية التي ت�سند لها قيادة‬ ‫عدد من املباريات فيها‪.‬‬

‫�أيمن ح�سين �سالح مدرب ال�صفاق�سي في مواجهة نه�ضة بركان‬ ‫‪ ‬بغداد ‪ /‬املدى‬ ‫�أختار الهولندي رود كرول مدرب ال�صفاق�سي التون�سي‬ ‫لك ��رة القدم مهاجم منتخبنا الوطن ��ي لكرة القدم �أمين‬ ‫ح�س�ي�ن �ضم ��ن قائمت ��ه النهائي ��ة الت ��ي �ستالقي فريق‬ ‫نه�ضة بركان املغربي يف ال�ساعة ال�سابعة م�ساء اليوم‬ ‫الأحد بتوقيت بغداد عل ��ى امللعب البلدي ملدينة بركان‬ ‫يف �إياب الدور ن�صف النهائ ��ي من ك�أ�س الكونفدرالية‬ ‫الإفريقية باملو�سم الكروي اجلاري ‪.‬‬ ‫وذكر نادي ال�صفاق�سي التون�سي على ح�سابه الر�سمي‬

‫مبوق ��ع التوا�صل االجتماع ��ي (الفي�سبوك) �أن املهاجم‬ ‫�أمي ��ن ح�س�ي�ن �شف ��ي م ��ن الإ�صاب ��ة الت ��ي تعر� ��ض لها‬ ‫م�ؤخر ًا و�ساهمت يف تغيبه ع ��ن مباراة الفريقني التي‬ ‫جرت الأح ��د املا�ضي �ضمن جولة الذهاب ومتكن فيها‬ ‫ال�صفاق�س ��ي م ��ن الف ��وز عل ��ى ملعب ��ه وب�ي�ن جماهريه‬ ‫بهدف�ي�ن نظيف�ي�ن‪ ،‬مبين� � ًا �أن قائمة الثالث ��ة والع�شرين‬ ‫العب ًا التي اختارها املدرب الهولندي رود كرول �ضمت‬ ‫ك ًال من �أمين دحمان و�صربي بن ح�سن وحممد الهادي‬ ‫قعل ��ول وحم ��زة املثلوث ��ي وحمم ��د ب ��ن عل ��ي وهاين‬ ‫عمامو و ن�سيم هني ��د وفرا�س مقني ومراد بن يون�س‬

‫و�أ�شرف الزواغي وح�سام الدقدوق وحمزة اجلال�صي‬ ‫واحلبي ��ب الو�سالت ��ي وكينج ��زيل �س ��وكاري وحممد‬ ‫عل ��ي من�صر وحممد عل ��ي الطرابل�س ��ي و�أمين ح�سني‬ ‫وح�س ��ام ب ��ن عل ��ي و�أمين احل ��رزي وع�ل�اء املرزوقي‬ ‫ونذير القري�شي ومانوت�شو وفرا�س �شواط‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن وفد فري ��ق ال�صفاق�سي التون�سي دخل يف‬ ‫مع�سكر تدريبي ق�صريمنذ حلظة و�صوله يوم الأربعاء‬ ‫املا�ض ��ي اىل مدين ��ة ب ��ركان املغربي ��ة ت�أهب� � ًا للموقعة‬ ‫امل�صريي ��ة الت ��ي ي�سع ��ى فيه ��ا اىل اخل ��روج بنتيج ��ة‬ ‫�إيجابي ��ة ي�ض ��ع فيها قدم ًا ل ��ه يف املب ��اراة النهائية من‬

‫ك�أ� ��س الكونفدرالي ��ة الإفريقية لكرة الق ��دم ‪� 2019‬أم ًال‬ ‫يف التتوي ��ج به ��ا لتعوي�ض خروجه املبك ��ر من بطولة‬ ‫زاي ��د للأندية االبطال باملو�س ��م ‪ 2019-2018‬من دور‬ ‫‪� 32‬أمام فريق النفط العراقي‪.‬‬ ‫جدير بالذك ��ر �أن مهاجم منتخبنا الوطن ��ي لكرة القدم‬ ‫�أمي ��ن ح�س�ي�ن انتق ��ل اىل �صف ��وف فري ��ق ال�صفاق�سي‬ ‫التون�س ��ي لكرة القدم خالل ف�ت�رة االنتقاالت ال�شتوية‬ ‫قادم� � ًا من �صف ��وف فريق النف ��ط وح�صل عل ��ى بطاقة‬ ‫االنتق ��ال الدولي ��ة الت ��ي �سمح ��ت باللع ��ب يف �صفوف‬ ‫ال�صفاق�س ��ي بع ��د انته ��اء م�شاركة الع ��راق يف بطولة‬

‫ك�أ� ��س الأمم الآ�سيوية ال�سابع ��ة ع�شرة التي �أقيمت يف‬ ‫دول ��ة الإمارات العربية املتحدة �إثر خ�سارته �أمام قطر‬ ‫بهدف دون رد �ضمن مناف�سات الدور ثمن النهائي‪.‬‬ ‫وكان املهاج ��م �أمي ��ن ح�س�ي�ن ق ��د لع ��ب دور ًا فعا ًال يف‬ ‫ح�صول منتخبن ��ا الوطني لكرة القدم على لقب بطولة‬ ‫ال�صداقة الدولي ��ة الثانية بعد ت�سجيل ��ه هدف التعادل‬ ‫يف املب ��اراة الأخرية الت ��ي جنح فيها �أ�س ��ود الرافدين‬ ‫يف هزمية املنتخب الأردين لكرة القدم بنتيجة (‪)2-3‬‬ ‫على ملعب جذع النخلة باملدينة الريا�ضية يف حمافظة‬ ‫الب�صرة‪.‬‬

‫المن�ش�آت الريا�ضية ‪ ..‬تبعث �أمل الحياة �أم تخطف الأرواح؟‬ ‫‪ ‬متابعة‪ :‬رعد العراقي‬

‫قضية األسبوع‬

‫�صدم ��ة �أ�صاب ��ت ال�ش ��ارع الريا�ضي حينما‬ ‫خط ��ف جدار نادي احل ��ر الريا�ضي روحي‬ ‫زهرت�ي�ن (�شهد وتب ��ارك) �شهيدت ��ي �صراع‬ ‫الفو�ض ��ي الريا�ضي ��ة �إدار ًة وتخطيط� � ًا‬ ‫ور�ؤية و�إهما ًال غري م�سبوق جتاوز حدود‬ ‫ال�ساحة الريا�ضي ��ة لي�صيب حتي املحتمني‬ ‫ب�أ�سوارها من عموم املواطنني‪.‬‬ ‫�شهد وتبارك فتحتا ب ��اب الت�شكيك بحقيقة‬ ‫الأعم ��ال وجودته ��ا الت ��ي ت�ص ��رف عل ��ى‬ ‫املن�ش� ��آت الريا�ضي ��ة من ��ذ �سن ��وات م�ض ��ت‬ ‫وكلف ��ت املالي�ي�ن م ��ن ال ��دوالرات وكي ��ف‬ ‫كان ��ت جت ��ري عملي ��ة املراقب ��ة والتدقي ��ق‬ ‫ل�سري الأعمال والفح�ص �أثناء وبعد انتهاء‬ ‫الأعم ��ال وقيا�س م ��دي مطابقته ��ا ل�شروط‬ ‫ال�سالم ��ة واجل ��ودة ح�س ��ب القيا�س ��ات‬ ‫املعتمدة‪.‬‬ ‫الغري ��ب يف الأمر �أن كل اجله ��ات �سارعت‬

‫ايل تقدمي التع ��ازي واملوا�س ��اة باحلادث‪،‬‬ ‫لكن امل�س�ؤولية ظ ّلت تتقاذفها الت�صريحات‬ ‫يتن�صل منها نتيجة‬ ‫وك�أن اجلميع يحاول �أن ّ‬ ‫غمو�ض ال�سياقات التي تك�شف اجلهة التي‬ ‫تقع عل ��ى عاتقها امل�س�ؤولي ��ة على الرغم �أن‬ ‫هن ��اك ت�أكي ��دات ب�أن ذات املن�ش� ��أة تع ّر�ضت‬ ‫اىل عا�صفة قوية ت�سبّبت يف �سقوط �سقف‬ ‫امللعب وعند لقاء وفد من نادي احلر بوزير‬ ‫ال�شباب والريا�ض ��ة وجّ ه الوزير بالوقوف‬ ‫عل ��ي الأ�ض ��رار واملهند�س�ي�ن �أك ��دوا عل ��ى‬ ‫�سالم ��ة اجل ��دار وانه غ�ي�ر �آي ��ل لل�سقوط‪،‬‬ ‫فكيف انه ��ار اجلدار �إن مل يك ��ن هناك خلل‬ ‫يف بنائ ��ه او وجود �ض ��رر �سابق ا�سهم يف‬ ‫�سرعة �سقوطه؟‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫لق ��د تعدّدت اللج ��ان التي �شكل ��ت للتحقيق‬ ‫يف املو�ضوع و�آخره ��ا اللجنة التي �شكلت‬ ‫م ��ن قبل وزي ��ر ال�شب ��اب والريا�ض ��ة �إال �أن‬ ‫خربتن ��ا مبا �سبق من �أحداث يجعلنا نوجّ ه‬ ‫تتو�سع تلك اللجان‬ ‫االنظار اىل �ضرورة �أن ّ‬

‫رياضة‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬ ‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫يف الوقوف على امل�سبب احلقيقي واجلهة‬ ‫الت ��ي تتحمل كل تل ��ك التبعي ��ات دون رمي‬ ‫احلادث عل ��ى قوة الري ��اح وتربيرات تنقذ‬ ‫امل�س ّبب�ي�ن وتذه ��ب بحقوق من دف ��ع الثمن‬ ‫ذل ��ك الإهم ��ال �إن كان بغ�ي�ر تع ّم ��د �أو ف�ساد‬ ‫بتعمّد‪.‬‬ ‫وم ��ع كل �أزم ��ة تخ ��رج ملف ��ات جدي ��دة عن‬ ‫ذات االجت ��اه يحاول البع� ��ض �أن يرمي بها‬ ‫لله ��روب م ��ن امل�س�ؤولي ��ة خوف ًا م ��ن تكرار‬ ‫احل ��دث ولي� ��س بعي ��د ًا م ��ا �صرح ب ��ه نائب‬ ‫رئي�س االحتاد عل ��ي جبار لإحدى القنوات‬ ‫الف�ضائي ��ة ح�ي�ن ن ّب ��ه اىل خط ��ورة البني ��ة‬ ‫التحتية مللع ��ب ال�شعب ال ��دويل و�ضرورة‬ ‫اتخ ��اذ احل ��ذر م ��ن تهال ��ك بنيان ��ه‪ ،‬بينم ��ا‬ ‫تنا�س ��ى دوره كرئي� ��س جلن ��ة امل�سابق ��ات‬ ‫يف رف� ��ض �إج ��راء مباري ��ات ال ��دوري على‬ ‫امللعب ك�إج ��راء احرتازي طاملا هو يثق يف‬ ‫معلومات ��ه ويرى فيه ��ا خطر ًا عل ��ى ارواح‬ ‫امل�شجع�ي�ن ولي�س اط�ل�اق التحذيرات دون‬

‫فعل حقيق ��ي م�س�ؤول من قبل ��ه وهنا تكمن‬ ‫خطورة التفكري ال�سائد يف معاجلة الأمور‬ ‫والفرق بني التفك�ي�ر بتج ّنب الكارثة وبني‬ ‫الت�سابق الثبات الرباءة منها بعد وقوعها!‬ ‫عل ��ى وزارة ال�شب ��اب والريا�ض ��ة �أن تعي ��د‬ ‫النظر بكامل ال�سياقات املعتمدة يف التثبت‬ ‫م ��ن �صالحي ��ة من�ش�آته ��ا الريا�ضي ��ة �سواء‬ ‫املنجزة �أو التي حت ��ت الإن�شاء ا�ضافة ايل‬ ‫اتخاذ تداب�ي�ر جديدة تتع ّلق ب� ��آراء فح�ص‬ ‫دوري ع ��ايل امل�ست ��وى للت�أ ّك ��د م ��ن ع ��دم‬ ‫تع ّر�ضه ��ا ال�ضرار نتيجة �س ��وء اال�ستخدام‬ ‫�أو لأ�سب ��اب التق ��ادم الزمن ��ي �أو لعوام ��ل‬ ‫الطبيع ��ة مع الإ�س ��راع بالك�شف على ملعب‬ ‫ال�شع ��ب الذي يحم ��ل بني يدي ��ه �أرواح ‪30‬‬ ‫�أل ��ف متف ّرج هم �أمانة يف �أعناق امل�س�ؤولني‬ ‫عنه‪� ،‬أما جلن ��ة التحقيق اخلا�ص ��ة بانهيار‬ ‫جدار ملعب احلر فنح ��ن �سننتظر نتائجها‬ ‫ع�س ��ى �أن تكون هذه امل ��رة دقيقة وحا�سمة‬ ‫ونقية بنقاء وبراءة الطفلتني‪.‬‬

‫الأمانة ي�ستعيد زمنه الذهبي مع حمد‬ ‫‪ ‬بغداد ‪ /‬املدى‬ ‫حق ��ق فري ��ق �أمان ��ة بغ ��داد لك ��رة القدم‬ ‫قف ��زة نوعية يف ترتيب ��ه بجدول دوري‬ ‫الك ��رة املمت ��از للمو�س ��م احل ��ايل من ��ذ‬ ‫تعاقد جمل�س �إدارة النادي يوم التا�سع‬ ‫والع�شري ��ن م ��ن �شه ��ر كان ��ون الأول‬ ‫املا�ضي مع امل ��درب ع�صام حمد بد ًال من‬ ‫امل ��درب ال�ساب ��ق ثائ ��ر �أحمد ال ��ذي قدّم‬ ‫ا�ستقالته �أثر �سل�سلة النتائج املتوا�ضعة‬ ‫الت ��ي تع ّر� ��ض له ��ا و�أدّت اىل حلول ��ه‬ ‫باملرك ��ز ال�سابع ع�ش ��ر بر�صيد ‪11‬نقطة‬ ‫‪ ،‬و�أ�صب ��ح من الف ��رق الثالث ��ة الأخرية‬ ‫الت ��ي تت�ص ��ارع فيما بينه ��ا للهروب من‬ ‫�شب ��ح الهبوط الذي يواجهها اىل دوري‬ ‫الدرجة الأوىل يف املو�سم املقبل‪.‬‬ ‫وا�ستط ��اع امل ��درب ع�ص ��ام حم ��د من ��ذ‬ ‫حلظ ��ة قيادته رئا�س ��ة امل�ل�اك التدريبي‬ ‫لفري ��ق �أمانة بغ ��داد �أن يثبت ب�أن فريقه‬ ‫�سيك ��ون خ�صم� � ًا �شر�س� � ًا وعني ��د ًا �أمام‬ ‫الف ��رق املناف�س ��ة ل ��ه عندم ��ا يلع ��ب على‬ ‫�أر�ض ��ه وكذل ��ك عل ��ى مالع ��ب العا�صمة‬ ‫بغ ��داد ومالع ��ب املحافظ ��ات اجلنوبية‬ ‫والو�سط ��ى ويف �أقلي ��م كرد�ستان حيث‬ ‫جن ��ح يف التغلب عل ��ى ال�سماوة (‪)0-1‬‬ ‫وعل ��ى النج ��ف (‪ )0-2‬وعلى ال ��زوراء‬ ‫(‪ )0-1‬وعلى النف ��ط (‪ )0-1‬وعلى نفط‬ ‫اجلن ��وب (‪ )1-2‬وعل ��ى املين ��اء (‪)1-2‬‬ ‫وتع ��ادل م ��ع الك ��رخ (‪ )1-1‬وتعادل مع‬ ‫البحري (‪ )1-1‬ومع نفط الو�سط (�صفر‬ ‫– �صف ��ر ) وتع ��ادل مع الطلب ��ة (�صفر‬ ‫–�صف ��ر ) ومل يتع ّر� ��ض اىل اخل�سارة‬ ‫�س ��وى يف مبارات�ي�ن �أم ��ام احل ��دود‬

‫بنتيج ��ة (‪ )2-1‬وب ��ذات النتيج ��ة �أمام‬ ‫ال�شرط ��ة ليتق ��دم ت�سعة مراك ��ز ويحتل‬ ‫الرتتي ��ب الثام ��ن بر�صي ��د ‪ 33‬نقطة ما‬ ‫�أثار عالمة االرتي ��اح لدى جمل�س �إدارة‬ ‫الن ��ادي برئا�سة فالح امل�سعودي ونائبه‬ ‫حمم ��د فرح ��ان الت ��ي باتت تتطل ��ع ب�أن‬ ‫يكون فريقها �ضمن دائرة املربع الذهبي‬ ‫يف نهاية املو�سم‪.‬‬ ‫وب ��ات امل�ل�اك التدريب ��ي لفري ��ق �أمان ��ة‬ ‫بغ ��داد والعب ��وه يرت ّقب ��ون ب�شغ ��ف‬ ‫مواجهة فريق ال ��زوراء يوم الثالث من‬ ‫�شهر حزيران املقبل �ضمن جولة الإياب‬ ‫م ��ن م�سابق ��ة الك�أ� ��س للمو�س ��م ‪-2018‬‬ ‫‪ 2019‬م ��ن �أجل جت ��اوزه بفارق هدفني‬ ‫م�ستغلني الظ ��روف ال�صعب ��ة التي مي ّر‬ ‫به ��ا الأخ�ي�ر لو�ضع ق ��دم يف دور ن�صف‬ ‫النهائ ��ي ال ��ذي �سيقام ي ��وم ال�سابع من‬ ‫ال�شهر ذات ��ه ال�سيما �أن مب ��اراة الذهاب‬ ‫ب�ي�ن الفريق�ي�ن انته ��ت زورائي ��ة بهدف‬ ‫نظيف حيث �سيك ��ون البوابة للو�صول‬ ‫اىل املب ��اراة النهائي ��ة و�أمكاني ��ة خطف‬ ‫لقبه ��ا لأول م ��رة يف تاري ��خ م�ش ��اركات‬ ‫النادي بهذه امل�سابقة‪.‬‬ ‫ومت ّك ��ن املهاجم م�صطفى كرمي عبد الله‬ ‫من ��ذ انتقال ��ه اىل �صف ��وف فري ��ق �أمانة‬ ‫بغداد خ�ل�ال فرتة االنتق ��االت ال�شتوية‬ ‫قادم ًا من فريق نفط الو�سط �أن ي�ستعيد‬ ‫ممار�سة هوايته التهديفية يف ه ّز �شباك‬ ‫حرا� ��س مرم ��ى الف ��رق املناف�س ��ة حيث‬ ‫�أح ��رز �سبعة �أه ��داف وكان �آخرها هدفا‬ ‫الف ��وز عل ��ى فري ��ق نف ��ط اجلن ��وب يف‬ ‫املباراة التي جرت عل ��ى ملعب الفيحاء‬ ‫باملدينة الريا�ضية يف حمافظة الب�صرة‬

‫�أديبايور يجدد فتح النار‬ ‫على مورينيو‬

‫‪ ‬حممد حمدي‬

‫جمل�س �أندية العراق‬

‫ليحت ��ل املركز الثامن يف قائمة الهدافني‬ ‫متخلف ًا بفارق ع�شرة �أهداف عن مهاجم‬

‫�ضمن مناف�س ��ات اجلول ��ة ال�ساد�سة من‬ ‫مرحل ��ة الإي ��اب ب ��دوري الك ��رة املمتاز‬

‫فريق ال�شرطة عالء عبدالزهرة �صاحب‬ ‫الزعامة‪.‬‬

‫"الإنقاذ" تك�شف عن خروق انتخابات العربي لل�صحافة‬

‫‪ ‬بغداد ‪ /‬املدى‬ ‫ج ��دد املهاجم التوغ ��ويل �إميانويل �أديبايورفت ��ح النار على امل ��درب الربتغايل‬ ‫جوزيه مورينيو املدير الفني ال�سابق لأندية ريال مدريد الإ�سباين و �إنرت ميالن‬ ‫الإيطايل وت�شيل�سي ومان�ش�سرت يونايتد الإنكليزيني‪.‬‬ ‫وع ��اد �إميانوي ��ل �أديبايور �إىل ف�ت�رة ان�ضمامه �إىل ريال مدري ��د الإ�سباين حتت‬ ‫قي ��ادة جوزي ��ه موريني ��و‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن ��ه عرفه يف غرف ��ة خلع املالب� ��س التي كانت‬ ‫تعي�ش فرتة جحيم مع املدرب الربتغايل‪ ،‬الذي و�صفه �أديبايور ب�أنه قتل اجلميع‬ ‫يف ريال مدريد حتى مواطنه كري�ستيانو رونالدو‪.‬‬ ‫وانتق ��ل �إميانوي ��ل �أديباي ��ور �إىل �صفوف ري ��ال مدريد يف الن�ص ��ف الثاين من‬ ‫مو�س ��م ‪ 2011-2010‬على �سبيل الإع ��ارة ملدة ‪� 6‬أ�شهر فقط عندما كان مورينيو‬ ‫مدرب ًا للنادي امللكي وقتها‪.‬‬ ‫ونقل ��ت �صحيف ��ة ‪ daily mail‬االنكليزية عن �أديباور قوله ‪ :‬يف ريال مدريد‬ ‫كن ��ا فائزين بنتيج ��ة ‪ 0-3‬يف ال�شوط الأول‪ ،‬مورينيو دخ ��ل غرفة خلع املالب�س‬ ‫وكان غا�ضب ًا ب�شكل كبري‪.‬‬ ‫وتابع ‪ :‬دخل �إىل غرفة خلع املالب�س وكان غا�ضب ًا فركل الثالجة وبع�ض زجاجات‬ ‫املياه‪ ،‬قتل اجلميع‪� ،‬أنا �أتذكر عندما قتل رونالدو بعد ت�سجيله هاتريك‪.‬‬ ‫وخت ��م �أديبايور حديثه ‪ :‬مورينيو �صدم رونالدو وقال له بعد ت�سجيله هاتريك‬ ‫"النا� ��س يقول ��ون عنك �أن ��ك الأف�ضل يف العامل �أثبت ذل ��ك‪ ،‬انت تلعب بطريقة‬ ‫�سيئة‪".‬‬ ‫ويف ال�ش� ��أن ذات ��ه حتدث الربتغ ��ايل جوزي ��ه موريني ��و‪ ،‬املدير الفن ��ي ال�سابق‬ ‫ملان�ش�سرت يونايتد‪ ،‬عن الكيفية التي يراه بها بع�ض الالعبني الذين دربهم‪.‬‬ ‫وق ��ال موريني ��و‪ ،‬يف ت�صريحات ل�شبك ��ة ‪ " "DAZN Italia" :‬ر�ؤية الالعبني‬ ‫يل؟ الأمر �سيكون حمل خالف‪ ،‬لكن بع�ضهم يراين وغد ًا"‪.‬‬ ‫وح ��ول ال�صفات التي يتميز بها‪� ،‬أجاب مدرب ري ��ال مدريد وت�شيل�سي ال�سابق‪:‬‬ ‫"اجلودة واملعرفة واخلربة‪ ،‬والطموح غري املحدود"‪.‬‬ ‫بينم ��ا �أب ��رز بع� ��ض عيوبه‪ ،‬قائ�ل ً�ا‪�" :‬أتعام ��ل بفظاعة عن ��د الهزمي ��ة‪ ،‬وكذلك مع‬ ‫الأ�شخا�ص الذين لديهم دوافع �أقل مني"‪.‬‬ ‫وميّز �أي�ض� � ًا بني "مورينيو املدرب" و"مورينيو ال�شخ�ص"‪ ،‬مو�ضح ًا‪" :‬جوزيه‬ ‫رجل هادئ وواقعي ولديه ذكاء عاطفي‪ ،‬لكنه م�ستبد"‪.‬‬

‫كلمة صدق‬

‫‪ ‬بريوت – املدى‬ ‫ك�شف ��ت جلن ��ة الإنق ��اذ لالحت ��اد العرب ��ي‬ ‫لل�صحاف ��ة الريا�ضي ��ة برئا�س ��ة الأردين‬ ‫�أجم ��د املج ��ايل خ�ل�ال م�ؤمت ��ر عقدته يف‬ ‫العا�صم ��ة اللبناني ��ة ب�ي�روت بح�ض ��ور‬ ‫‪11‬ممث�ل ً�ا ع ��ن احت ��اد �إعالم ��ي ريا�ضي‬ ‫عرب ��ي‪ ،‬ع ��دد ًا م ��ن املخالف ��ات القانوني ��ة‬ ‫التي قام بها االحتاد قبل وخالل اجلمعية‬ ‫العمومي ��ة الت ��ي عق ��دت ي ��وم ‪ ٢٨‬ني�سان‬ ‫املا�ضي يف عمّان‪.‬‬ ‫وق ��ال م�ص ��در يف جلن ��ة الإنق ��اذ �أن �أبرز‬ ‫م ��ا ج ��اء يف املكا�شف ��ة ه ��و قي ��ام االحتاد‬ ‫العرب ��ي ال ��ذي ير�أ�س ��ه حمم ��د جمي ��ل‬ ‫عبدالقادر بتجمي ��د ع�ضوية اليمن وليبيا‬ ‫قب ��ل اجلمعي ��ة العمومي ��ة و�أبعدهم ��ا عن‬ ‫الت�صويت يف اجلمعية العمومية متع ّذر ًا‬ ‫بوجود خ�ل�اف داخلي يف البلدين ونزاع‬ ‫م ��ن �أك�ث�ر م ��ن جلن ��ة دون انتظ ��ار ق ��رار‬ ‫اجلمعي ��ة العمومي ��ة ‪ ،‬يف الوق ��ت ال ��ذي‬

‫خاط ��ب وتلق ��ى ر�س ��وم اال�ش�ت�راكات من‬ ‫متح�صلتان‬ ‫اللجنتني برغ ��م �أن اللجنتني‬ ‫ّ‬ ‫على االعرتاف ال ��دويل ( االحتاد الدويل‬ ‫لل�صحافة الريا�ضية ) وهذا يخالف املادة‬ ‫(‪ )١/٥‬من النظام اال�سا�سي‪.‬‬ ‫وا�ض ��اف‪ :‬مل ت�ش� � ّكل جلن ��ة حماي ��دة‬ ‫لال�ش ��راف عل ��ى تلق ��ي الرت�شيح ��ات م ��ن‬ ‫ال ��دول االع�ض ��اء وق ��ام رئي� ��س االحت ��اد‬ ‫ب� ��إدارة الأم ��ور بنف�س ��ه وه ��ذه خمالف ��ة‬ ‫�صريحة لإج ��راءات االنتخاب ��ات ‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن ع ��دم ار�سال التقري ��ر الإداري واملايل‬ ‫جلمي ��ع ال ��دول االع�ض ��اء وه ��و خمال ��ف‬ ‫للنظ ��ام اال�سا�سي الذي يح� �دّد مدة ال تقل‬ ‫عن (�شهر) على الأق ��ل الر�سال التقريرين‬ ‫قب ��ل موعد اجلمعي ��ة العمومية‪ .‬ومع ذلك‬ ‫�أ�ص ��ر رئي�س االحت ��اد على جت ��اوز املادة‬ ‫القانوني ��ة الت ��ي تلغ ��ي �إقام ��ة اجلمعي ��ة‬ ‫العمومية يف الأ�صل!‬ ‫و�أو�ض ��ح �أن ح�ضور رئي�س جلنة الإعالم‬ ‫الريا�ض ��ي التون�سي ��ة ( بامل ��راد ) برغ ��م‬

‫جتمي ��ده وتوقيف ��ه من جلنت ��ه وخماطبة‬ ‫االحت ��اد العربي لل�صحاف ��ة بهذا التجميد‬ ‫يع ��د خرق� � ًا وا�ضح� � ًا للقان ��ون وت�ضارب ��ا‬ ‫�صريح ��ا يف موق ��ف وق ��رارات االحت ��اد‬ ‫العرب ��ي‪� .‬أم ��ا بخ�صو� ��ص قب ��ول االحتاد‬ ‫العرب ��ي ّ‬ ‫تر�شح ممثل اليم ��ن ب�شري �سنان‬ ‫للدخ ��ول يف االنتخاب ��ات وخماطبت ��ه‬ ‫ر�سمي� � ًا و�إع�ل�ان ذل ��ك يف تعمي ��م االحتاد‬ ‫العربي املر�سل للدول االع�ضاء بعد �إغالق‬ ‫ب ��اب الرت�شي ��ح فق ��د مت �إق�ص ��اء و�شط ��ب‬ ‫ا�سم ��ه كمر�ش ��ح لليم ��ن وقب ��ول ع�ضوي ��ة‬ ‫اليم ��ن ممثل ��ة بـ(اللجنة اجلدي ��دة) التي‬ ‫مت ت�شكيله ��ا يف ‪ ٢٣‬املا�ض ��ي وال�سماح له‬ ‫بالت�صويت برغ ��م �أن القانون ين�ص على‬ ‫عدم ال�سماح للع�ض ��و اجلديد بالت�صويت‬ ‫�س ��وى بعد اعتم ��اده يف اجلمعي ��ة املقبلة‬ ‫وهذا جتاوز قانوين �آخر‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬قب ��ول االحتاد العرب ��ي لل�صحافة‬ ‫الريا�ضية لرت�شح ممثل االحتاد ال�سعودي‬ ‫لالع�ل�ام الريا�ضي الدكت ��ور تركي العواد‬ ‫برغ ��م �أن ��ه مل يت ��م الت�صوي ��ت عل ��ى قبول‬ ‫ع�ضوي ��ة ال�سعودي ��ة بت�شكيله ��ا اجلدي ��د‬ ‫يخالف النظام اال�سا�سي ‪ ،‬وبالتايل يعترب‬ ‫الرت�شح ال�سعودي غري قانوين �أ�سا�س ًا‪.‬‬ ‫واختتم امل�صدر ت�صريحه‪ :‬برغم ان�سحاب‬ ‫�سب ��ع دول م ��ن اجلمعي ��ة العمومي ��ة ه ��ي‬ ‫ا ْالردن و�سوري ��ا ولبن ��ان وقط ��ر وعم ��ان‬ ‫واليم ��ن وليبي ��ا �إال �أن االحت ��اد العرب ��ي‬ ‫ق ��ام ب�إدراج ا�سمي �س ��امل احلب�سي ّ‬ ‫مر�شح‬ ‫ّ‬ ‫املرت�شحني‬ ‫عُمان و�إياد نا�صر �ضمن قائمة‬ ‫وه ��و خمالف ��ة وتالع ��ب وا�ض ��ح بالنظام‬ ‫واللوائح‪.‬‬

‫�إن كانت بع�ض الأطراف الر�سمية مل ت�ضع الجتماع الأندية يف‬ ‫النجف �أية �أهمية تذكر على اعتبار �أنها فورة غ�ضب تنتهي حال‬ ‫و�أد الأزم ��ات الريا�ضية الك�ب�رى ‪ ،‬لكن من ح�ضر امللتقى وتابع‬ ‫�أدق تفا�صيل ��ه وحج ��م احل�ضور الالفت البد �أن ي ��درك ب�أن ثمّة‬ ‫يخ�ص م�ستقبل الأندية‬ ‫متغيرّ ات �ستح�صل عاج ًال �أم �آج ًال فيما ّ‬ ‫الريا�ضي ��ة وطريق ��ة التعاطي معها يف امل�ؤ�س�س ��ات الريا�ضية‪:‬‬ ‫وزارة ال�شباب �أو اللجنة الأوملبية‪.‬‬ ‫�إن ط ��رح فكرة جمل�س �أندي ��ة العراق كم�ؤ�س�س ��ة راعية ر�سمية‬ ‫جلمي ��ع الأندية وح�صولها عل ��ى املوافقة الأولي ��ة لأهل ال�ش�أن‬ ‫هي بح ��د ذاتها بداية كبرية جد ًا وا�ستق�ل�ال ب�شخ�صية الأندية‬ ‫يف امل ��دى القريب وخروجها من دوام ��ة التبعات الإدارية التي‬ ‫ارهقته ��ا اىل �أبعد احلدود ووقوف روتينها امل�ؤ�س�ساتي حائ ًال‬ ‫�أمام التطوّ ر واال�ستثم ��ار واالحرتاف‪ .‬ومن يتابع التو�صيات‬ ‫االخ�ي�رة وما ا�شري عن انها حم ��اور ا�سا�سية للعمل يف م�ؤمتر‬ ‫االندية الذي عقد يف النجف �سريى انها انطوت وتناولت هذه‬ ‫الفقرات با�شارات يف غاية القوة مع ا�سئلة موجهة اىل االمانة‬ ‫العام ��ة ملجل�س الوزراء وجمال� ��س املحافظات ووزارة ال�شباب‬ ‫والريا�ض ��ة واللجنة الأوملبية‪ ،‬ا�سئل ��ة �صريحة حول اعاقات ال‬ ‫حتتمل‪ ،‬واحلقيقة �أن االندية ب�صوتها امل�شرتك مل تطرح جديد ًا‬ ‫على ال�ساحة فقد �سبقها ب�أيام معدودة م�ست�شار وزارة ال�شباب‬ ‫والريا�ضة ل�ش�ؤون الريا�ضة بالقول حرفي ًا اثناء احد الأن�شطة‬ ‫�إن "الندوة احلوارية ناق�ش ��ت جميع امل�شاكل التي تعاين منها‬ ‫الأندي ��ة‪ ،‬من خ�ل�ال عر�ض املقرتح ��ات والأف ��كار للو�صول اىل‬ ‫�صيغة عم ��ل م�شرتكة واخلروج بتو�صيات من �ش�أنها �أن ت�سهم‬ ‫بر�س ��م خارطة طريق ملنظوم ��ة عمل وا�ضح ��ة للأندية ب�صفتها‬ ‫الن ��واة الأ�سا�س التي ترتك ��ز عليها الريا�ض ��ة العراقية‪ ،‬و�أبرز‬ ‫احلل ��ول واجنعه ��ا تتمث ��ل بت�شريع قان ��ون خا� ��ص ينظم عمل‬ ‫الأندي ��ة ‪ ،‬ف�ض ًال عن حترير الأندي ��ة وجعلها م�ؤ�س�سات م�ستق ّلة‬ ‫غري تابعة لأية جهة‪".‬‬ ‫م ��ن ذل ��ك نرى �أن الأندية ق ��د مار�ست الدور املن ��وط بها بن�ضج‬ ‫كب�ي�ر‪ ،‬وطالبت بحق ��وق مت�أخرة حتاول احل�ص ��ول عليها وقد‬ ‫غيّبه ��ا الروت�ي�ن الإداري الثقي ��ل وعائديتها املبهم ��ة حتى و�إن‬ ‫كان ��ت م�ؤ�س�ساتية‪ ،‬وقد كان اعرتا�ض م�ست�شار رئي�س الوزراء‬ ‫�إي ��اد بني ��ان ال ��ذي ح�ض ��ر امل�ؤمت ��ر من�ص ّب� � ًا باجت ��اه امل�ؤ�س�سة‬ ‫اجلديدة التي ينبغي له ��ا �أن حتت�ضن االندية وو�صف املطالبة‬ ‫به ��ذا الكي ��ان امل�ستق ��ل ب�أنه �إج ��راء م�ستعج ��ل للغاي ��ة‪ ،‬ولكننا‬ ‫ن�سج ��ل ل ��ه ويف ذات الن ��دوة الت ��ي نظمته ��ا وزارة ال�شب ��اب‬ ‫ّ‬ ‫والريا�ضة يف فرتة �سابقة قوله وعن قناعة تامة �أن "النهو�ض‬ ‫بواق ��ع الريا�ضة العراقية يتط ّلب و�ضع اللبنة والأ�سا�س املتني‬ ‫لهم ��ا م ��ن خالل االرتقاء بواق ��ع االندية‪ ،‬و�سن قان ��ون لها كون‬ ‫القان ��ون احل ��ايل ال يلب ��ي الطموح وفي ��ه الكثري م ��ن الثغرات‬ ‫الت ��ي حالت دون تطوي ��ر الأندي ��ة‪ ،‬وبالتايل نح ��ن ب�صدد �سن‬ ‫قان ��ون يتنا�سب مع قوانني الدولة ويخ ��دم الأندية وي�سهم يف‬ ‫تطويرها مبختلف اجلوانب "‪.‬‬ ‫وم ��ن تع� �دّد الإ�ش ��ارات �سواء م ��ن متابع ��ة م�ؤمت ��ر النجف �أو‬ ‫الندوة احلوارية ل ��وزارة ال�شباب والريا�ضة نرى �أن التطابق‬ ‫يف ال ��ر�ؤى ه ��و ال�سم ��ة املاثل ��ة للعيان نح ��و م�ستقب ��ل الأندية‬ ‫لال�س ��راع بكتابة قانون الأندية الريا�ضي ��ة بر�ؤية حديثة ‪ ،‬اىل‬ ‫جانب التو�صية ب�إيقاف كافة الق�ضايا التي رفعتها الوزارة �ضد‬ ‫االندية يف جمال اال�ستثمار‪ ،‬ورفع تو�صية اىل جمل�س الوزراء‬ ‫بتملي ��ك الأرا�ض ��ي للأندي ��ة الريا�ضي ��ة‪ ،‬وا�ستح�ص ��ال موافقة‬ ‫ح�صة تنمية الأقاليم‬ ‫جمل�س الوزراء على تخ�صي� ��ص جزء من ّ‬ ‫لدع ��م االندية فيه ��ا‪ ،‬ومفاحتة وزارة املالية لإعف ��اء االندية من‬ ‫ال�ضرائ ��ب املفرو�ضة عليها‪ ،‬كل تل ��ك النقاط املهمة طرحت ومت‬ ‫التواف ��ق عليها واالجماع ب�أن انديتنا ل ��ن ترى عامل االحرتاف‬ ‫والتطوّ ر ما مل يتم تطبيقها‪ ،‬و�سنبقى امام ال�س�ؤال املحتوم من‬ ‫�سيطبقها؟ وهل �ستبقى جمرد ق�ضية م�ؤمترات للتداول اوقات‬ ‫الأزمات املحتدمة ام اننا نن�شد اال�صالح والتطور قو ًال وفع ًال؟‬ ‫من ذلك نرى �أن الأندية قد مار�ست‬ ‫الدور المنوط بها بن�ضج كبير‪،‬‬ ‫وطالبت بحقوق مت�أخرة تحاول‬ ‫الح�صول عليها وقد غ ّيبها الروتين‬ ‫الإداري الثقيل وعائديتها المبهمة‬ ‫حتى و�إن كانت م�ؤ�س�ساتية‪،‬‬

‫تحليل إحصائي‬

‫تغريدة‬ ‫نتمنى �أن يراعي احتاد كرة القدم ظروف‬ ‫حت�ضري منتخبي الأ�شبال والنا�شئني‬ ‫لال�ستحاقات املقبلة‪ ،‬فما يرد من �أخبار عن‬ ‫معاناة املالكات التدريبية و�صعوبة توفري‬ ‫م�ستلزمات �إجناح عملها يح ّتم على جلنة‬ ‫املنتخبات عقد اجتماع �سريع لبيان مدى‬ ‫احتياجات املنتخبني طاملا �أنهما يف مهد‬ ‫اال�ستعداد ال ّأويل ُبعيد اختيار العنا�صر‬ ‫الكفوءة لتمثيلهما‪ ،‬ليتم تدارك �أي تق�صري‬ ‫يف هذا اجلانب‪ ،‬علم ًا �أن النهج ال�صحيح‬ ‫الذي خطّ ه املدربان ح�سن كمال وعماد حممد‬ ‫باعتماد الأعمار ال�سليمة �ضمن ال�ضوابط‬ ‫ال�سارية لالحتاد الآ�سيوي للعبة ي�ؤكد �أن‬ ‫ح�صاد الكرة العراقية �سيكون وفري ًا بعد‬ ‫تدرج الالعبني �أ�صولي ًا‪،‬‬ ‫�أعوام عدة نتيجة ّ‬ ‫ولي�س كما ح�صل يف ال�سابق با�ستحواذ‬ ‫املزورين على فر�ص غري م�ستحقة مع‬ ‫بع�ض ّ‬ ‫منتخبات الفئات العمرية‪ ،‬ودفعت اللعبة الثمن‬ ‫يف الدوري واملنتخب الأول!!‬

‫�شحة ت�سجيل الأهداف ّ‬ ‫تهدد الدوري الممتاز والمنتخب الوطني‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬ح�سام املعمار*‬ ‫انت�ش ��ر م�صطلح "احلي ��ازة ال�سلبية"‬ ‫يف الو�س ��ط الريا�ضي العراقي ب�شكل‬ ‫وا�س ��ع و�أ�صب ��ح مت ��داو ًال بدرج ��ة‬ ‫كب�ي�رة يف اال�ستوديوهات التحليلية‬ ‫واملدرب�ي�ن والإعالمي�ي�ن وغريه ��م‪،‬‬ ‫بينما ذكر قبل �أيام ال�صحفي واملحلل‬ ‫الفن ��ي علي النعيم ��ي يف مو�ضوع له‬ ‫ب� ��أن ه ��ذا امل�صطلح غ�ي�ر موجود يف‬ ‫كت ��ب و�أبحاث كرة القدم و�أن و�سطنا‬ ‫الريا�ض ��ي ي�ص ��ف ع ��دم الفاعلي ��ة‬ ‫الهجومي ��ة للف ��رق العراقي ��ة �أثن ��اء‬ ‫امتالكهم للكرة بهذا امل�صطلح‪.‬‬ ‫�إن غي ��اب الفاعلي ��ة الهجومية ي�أخذنا‬ ‫اىل مو�ضوع ��ة تن ��وّ ع �أ�سالي ��ب بن ��اء‬ ‫اللعب خلل ��ق الفر�صة والو�صول اىل‬ ‫مرم ��ى املناف� ��س وتهدي ��ده والتكرار‬ ‫يف ذل ��ك لغر� ��ض ت�سجي ��ل الأه ��داف‪،‬‬ ‫و�س�أو�ضح بدوري وفق ًا لربنامج (اون‬ ‫�ساي ��د) الإح�صائ ��ي كي ��ف �أن دوري‬ ‫الكرة املمتاز �ضعيف هجومي ًا!‬ ‫�شح ��ة يف ت�سجي ��ل‬ ‫ال ��دوري ي�شه ��د ّ‬

‫الأه ��داف مقارن ��ة بدوري ��ات دول‬ ‫اجل ��وار �أو الدوري ��ات العاملية‪ ،‬وهذا‬ ‫نتاج غياب الفاعلي ��ة الهجومية �أثناء‬ ‫امتالك الكرة‪.‬‬ ‫لنطلع على الق ��درة الهجومية لبع�ض‬ ‫دوري ��ات دول اجل ��وار والدوري ��ات‬ ‫العاملي ��ة م ��ع مع� �دّل الت�سجي ��ل يف‬ ‫املباراة الواحدة‪:‬‬ ‫ الدوري ��ان الإنكلي ��زي والإيطايل ‪:‬‬‫فريقان ي�سج�ل�ان �أكرث من هدفني يف‬

‫املباراة الواحدة و‪ 4‬فرق ت�سجل �أقل‬ ‫من هدف يف املباراة الواحدة‪.‬‬ ‫ ال ��دوري الإ�سب ��اين ‪ :‬فري ��ق واحد‬‫فقط ي�سجل �أكرث من هدفني وفريقان‬ ‫ي�سج�ل�ان �أقل م ��ن ه ��دف يف املباراة‬ ‫الواحدة‪.‬‬ ‫ الدوري القطري ‪ :‬فريقان ي�سجالن‬‫�أك�ث�ر م ��ن هدف�ي�ن وفريق ��ان �أق ��ل من‬ ‫هدفني‪.‬‬ ‫�أي �أن معدّل ت�سجيل غالبية الفرق يف‬

‫تل ��ك الدوريات بني ه ��دف اىل هدفني‬ ‫يف املباراة الواحدة‪.‬‬ ‫�أما يف الدوري العراقي فيوجد فريق‬ ‫واح ��د فقط ي�سج ��ل �أكرث م ��ن هدفني‬ ‫يف املب ��اراة الواحدة وه ��و ال�شرطة‪،‬‬ ‫ي�سج ��ل �أقل من هدف يف‬ ‫و‪ 11‬فريق ًا ّ‬ ‫املب ��اراة الواحدة! الح ��ظ الفرق وما‬ ‫ميك ��ن �أن ينعك� ��س ه ��ذا التباين على‬ ‫م�ستوى اللعبة ب�شكل عام‪.‬‬ ‫هن ��اك اح�صائي ��ة �أخ ��رى تدل ��ل عل ��ى‬

‫�ضعف الت�سجيل يف الدوري العراقي‬ ‫وهي نتائج املباريات ‪ ،‬ف�أكرث النتائج‬ ‫تك ��رار ًا هي نتائ ��ج التع ��ادل ال�سلبي‬ ‫(�صف ��ر – �صف ��ر) �إذ تك� � ّررت ‪ 40‬مرة‬ ‫يف ه ��ذا املو�س ��م ‪،2019 2018-‬‬ ‫ونتيجة (‪ )0-1‬تك ّررت ‪ 55‬مرة !‬ ‫ومعلوم �أن الفرق املحلية هي �أ�سا�س‬ ‫�أي منتخ ��ب يعتم ��د يف الغال ��ب عل ��ى‬ ‫العبني حمليني‪ ،‬ف�إن �ض ّلت هذه الفرق‬ ‫طريقها الفن ��ي ال�صحيح يف �أن يكون‬

‫له ��ا �شخ�صية هجومي ��ة وا�ضحة ف�إن‬ ‫ه ��ذا �سينعك�س بالت�أكيد على املنتخب‬ ‫الوطني ‪.‬‬ ‫ثم ��ة م�س�أل ��ة �أخ ��رى �أن �أغل ��ب فرقن ��ا‬ ‫الي ��وم تفتقر مث�ل ً�ا ملا ُيع ��رف ب�صانع‬ ‫الألعاب �أو من يعوّ �ض عنه يف متويل‬ ‫املهاجمني بالك ��رات‪ .‬ولو �أح�صينا كم‬ ‫متريرة بينية وكم عر�ضية وكم فر�صة‬ ‫يخلقها الفريقان يف املباراة الواحدة‬ ‫�سنجدها قليلة جد ًا ال تتجاوز �أ�صابع‬ ‫اليد الواحدة للفريقني مع ًا‪.‬‬ ‫هنا يجب �أن يتدخل �أهل االخت�صا�ص‬ ‫يف بح ��ث وتدار� ��س امل�شكل ��ة ب�ش ��كل‬ ‫دقي ��ق‪ ،‬وم ��ن ث� � َّم و�ض ��ع العالج ��ات‬ ‫ال�صحيحة‪.‬‬ ‫اللجن ��ة الفني ��ة يف االحت ��اد العراقي‬ ‫لك ��رة القدم وكذلك اللج ��ان الفنية يف‬ ‫�إدارات الأندي ��ة العراقي (�إن وجدتْ )‬ ‫يجب �أن تكون لها وقفات واجتماعات‬ ‫ودرا�س ��ات ومباحثات للخروج بقرار‬ ‫م ��ن �ش�أن ��ه رف ��ع م�ست ��وى ت�سجي ��ل‬ ‫الأهداف يف الدوري العراقي‪.‬‬ ‫* املحلل الك ّمي يف كرة القدم‬


‫ثقافة‬ ‫باليت المدى‬ ‫‪� ‬ستار كاوو�ش‬

‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬

‫ل�������ي�������ل�������ة ف�����������ي الأدغ����������������������ال‬

‫�أجمل عر�ض في العالم‬ ‫م ��اذا لو �سنح ��ت ل�شخ�ص م ��ا فر�ص ��ة م�شاهدة �أجم ��ل عر�ض يف‬ ‫الع ��امل؟ م ��ا وقع ذل ��ك عليه‪ ،‬وكي ��ف �سيعي� ��ش اللحظ ��ة اجلمالية‬ ‫الت ��ي وهبها له الق ��در؟ وهل �سيتغري �شيئ ًا بداخ ��ل هذا ال�شخ�ص‬ ‫ح ��ال خروجه من امل�سرح‪ ،‬بع ��د �أن تمَ َ َّل َك ُه اجلم ��ال ومتاهى معه؟‬ ‫�شخ�صي� � ًا �أ�ستطيع القول ب�أين قد ح�ض ��رتُ البارحة �أجمل عر�ض‬ ‫�شاهدت ��ه يف حيات ��ي كله ��ا‪ ،‬ورمب ��ا ميكنن ��ي الق ��ول ب�أن ��ه �أف�ضل‬ ‫عم ��ل م�سرحي يعر�ض الآن يف العامل‪� .‬إنه ��ا امل�سرحية الهولندية‬ ‫(اجلن ��دي الربتقايل)‪ ،‬الت ��ي رغم توقعي جماله ��ا وت�أثريها‪ ،‬لكن‬ ‫بعد ح�ضوري العر�ض ت�أكدتُ �أن الأعمال العظيمة مازالت ممكنة‬ ‫احل ��دوث‪ ،‬و�أن ال�سحر الذي يجعل روح ��ك تهتز‪ ،‬مازال موجود ًا‬ ‫بهيئة ف ��ن �صايف و� ّأخاذ وفريد‪� ،‬شيء ما يفوق التوقعات‪ ،‬م�س�ألة‬ ‫تهب ��ط هكذا من ال�سماء لتلون كل �ش ��يء بالفتنة‪ .‬وهكذا هو الفن‬ ‫العظي ��م واحلا�ض ��ر‪� ،‬إن ��ه �ضوء ينبثق كنب ��ي واثق� � ًا بنف�سه‪ ،‬مثل‬ ‫�شم� ��س لي�س ب�إ�ستطاعة �أح ��د �إيقاف �شروقها‪ .‬عرف ��تُ الكثري من‬ ‫اجلمال و�شاهدتُ العدي ��د من االبتكارات الفنية التي خرجت عن‬ ‫ال�سائ ��د‪ ،‬لكني مل �أخرب �أبد ًا جما ًال كال ��ذي �شاهدته البارحة‪ ،‬حني‬ ‫�إلتمع ��ت املواه ��ب العظيمة بوه ��ج الفطنة والدراي ��ة والتجديد‪،‬‬ ‫و�أمط ��رت ال�سماء باقات من الزهور‪ ،‬و�أنا �أتابع عر�ض ًا ا�ستثنائي ًا‬ ‫ال �أريد له االنتهاء وال التوقف‪.‬‬ ‫وحت ��ى ال يظ ��ن الق ��ارئ الكرمي بـ�أين ق ��د �أبالغ يف ذل ��ك‪� ،‬أو �أبدو‬ ‫مندفع� � ًا �أكرث من الالزم‪ ،‬ف�س�أحتدث عن بع�ض ال�سحر الذي ر�أيته‬ ‫بعيني وكيف كنت �أح ��اول �أن �أثبت �أ�صابعي املرجتفة على حافة‬ ‫الكر�سي‪ ،‬وهي تت�شابك مع بع�ضها يف ظلمة امل�سرح‪.‬‬ ‫لأول م ��رة يف تاريخ العرو�ض امل�سرحي ��ة‪ ،‬ت�ضمن العر�ض الذي‬ ‫�شاهدته‪ ،‬طائرة حقيقية و�سيارة حقيقية ودراجات نارية حقيقية‬ ‫و�سفينة‪ ،‬ولي�س هذا فقط‪ ،‬بل ي�شمل العر�ض بحر ًا حقيقي ًا تتالطم‬ ‫�أمواج ��ه‪ ،‬حيث يبحر الأبطال بزورق حقيق ��ي �أي�ض ًا‪ ،‬ويو�شكون‬ ‫عل ��ى الغرق‪ ،‬ليع ��ودوا �سباح ��ة ب�إجتاهنا نحن اجلمه ��ور‪ ،‬واملاء‬ ‫يخر م ��ن مالب�سهم و�أج�ساده ��م‪ ،‬وقد �أ�صابتن ��ا احلرية والعجب‬ ‫ع ��ن كيفية ح ��دوث ذلك‪ ،‬وهذا كل ��ه لي�س خدعة م�سرحي ��ة �أو فيلم‬ ‫يتداخل مع العر�ض‪ ،‬وال عر�ض ثالثي الأبعاد‪ ،‬بل جميعه حقيقي‬ ‫وتاب ��ع للم�س ��رح ال ��ذي ُبن � َ�ي هن ��ا ب�شكل خا� ��ص‪ ،‬وه ��و يفتح كل‬ ‫جوانب ��ه ليتفاعل مع ه ��ذه التفا�صيل والأح ��داث‪ ،‬بحيث جعلني‬ ‫�أعي�ش يف حي ��اة �أخرى و�أجواء ال ميكن تخيلها‪ ،‬يف هذا امل�سرح‬ ‫ال ��ذي يتح ��رك ب�شكل دائ ��ري وبدرجة ‪ ٣٦٠‬درج ��ة كاملة‪ ،‬وحتى‬ ‫الكرا�س ��ي الت ��ي كنا جنل� ��س عليه ��ا كم�شاهدين ب ��د�أت يف بع�ض‬ ‫الأحداث تتحرك ومتيل للأعلى والأ�سفل يف م�شهد ال�سفينة التي‬ ‫تبحر يف بحر ال�شمال‪ ،‬وك�أننا ن�شارك البطل رحلته‪.‬‬ ‫امل�سرحي ��ة تتحدث عن احلب واملب ��ادئ وقت قيام احلرب العاملية‬ ‫الثاني ��ة‪ ،‬حيث يقرر بطل امل�سرحي ��ة �إيريك رولوف�سما الدفاع عن‬ ‫قي ��م هولندا‪ ،‬بلده الذي ول ��د فيه و�أحبه‪ .‬وقد �أقي ��م العر�ض على‬ ‫م�سرح هنغار الذي ُبن َِي خ�صي�ص ًا يف مطار قدمي مبدينة كاتفايك‬ ‫القريب ��ة م ��ن بح ��ر ال�شمال‪ ،‬حيث توف ��ر هناك كل م ��ا يتطلبه هذا‬ ‫العر� ��ض الن ��ادر‪ .‬يت�سع امل�س ��رح لأل ��ف ومائة م�شاه ��د‪ ،‬وت�ستمر‬ ‫امل�سرحية ثالث �ساعات‪ ،‬وقد �شاهدها حتى الآن ما يقارب الثالثة‬ ‫ماليني م�شاهد‪ ،‬وهي ُتع َر ُ‬ ‫�ض منذ ت�سع �سنوات متوا�صلة‪ ،‬وبهذا‬ ‫تكون �أطول م�سرحية عر�ضت يف تاريخ هولندا‪ ،‬ولي�س هذا فقط‬ ‫بل يتك ��رر العر� ��ض مرتني يف الي ��وم‪ ،‬وبفري َقي عم ��ل خمتلفني‪،‬‬ ‫ويتغ�ي�ر ه� ��ؤالء املمثل ��ون �أي�ض� � ًا كل �سن ��ة‪ ،‬وذل ��ك حلج ��م اجلهد‬ ‫والطاق ��ة الت ��ي يحتاجها العر� ��ض‪ ،‬بحيث تناوب عل ��ى دور بطل‬ ‫امل�سرحي ��ة ثمانية ع�شر ممث ًال من �أه ��م ممثلي امل�سرح الهولندي‪،‬‬ ‫وهذا �أي�ض ًا �شمل باقى ممثلي الأدوار املهمة الباقية‪.‬‬ ‫تتح ��رك كرا�س ��ي اجلمه ��ور وي ��دور امل�س ��رح لتظه ��ر ع�ش ��رات‬ ‫الغ ��رف والقاع ��ات والأر�صفة والأماك ��ن الأخرى‪ ،‬فم ��رة ن�شاهد‬ ‫قاع ��ة الدرا�س ��ة‪ ،‬و�أخرى يظهر لن ��ا ق�صر امللكة‪ ،‬الفن ��دق‪ ،‬البحر‪،‬‬ ‫ال�ساحل‪ ،‬مقهى ليلي ‪...‬وهكذا تتداخل الأحداث والأماكن ب�شكل‬ ‫باه ��ر‪ .‬وبعد ه ��ذا النجاح العظي ��م �ستنتقل امل�سرحي ��ة اىل لندن‪،‬‬ ‫حي ��ث ين�شغلون الآن يف بن ��اء م�سرح خا�ص للعر� ��ض ي�شمل كل‬ ‫موا�صفات العر�ض الهولندي‪.‬‬ ‫�إنته ��ى العر�ض‪ ،‬وع ��دتُ اىل املر�سم تنتابني الكث�ي�ر من امل�شاعر‬ ‫والعواطف‪ ،‬كن ��ت كمن مي�شي على �أطراف �أ�صابعه ويكاد يطري‪.‬‬ ‫ال �أعرف كيف �أ�صف حالتي بال�ضبط‪ ،‬لكن ال�شيء الأكيد بالن�سبة‬ ‫يل هو �إنني عدتُ اىل املر�سم وقد تغريت �أ�شياء كثرية يف داخلي‪،‬‬ ‫نعم لقد عدتُ �شخ�ص ًا �آخر‪.‬‬

‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬االحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬

‫يا�سني طه حافظ‬

‫ما كنت �أ�ستطيع الرف�ض‪� ،‬أو‬ ‫االعتذار‪ .‬ف�أنا �أو ً‬ ‫ال ال ر�أي‬ ‫ً‬ ‫بديال عندي وال �أدري تماماً‬ ‫�إلى �أين نحن ما�ضون وا�سكتني‬ ‫نوع كامن من الر�ضا‪ ،‬هو‬ ‫هاج�س الكتابة الذي ينقلني‬ ‫�أحيان ًا من مكان �إلى مكان‪.‬‬ ‫�أتوق لأن �أكون في مكان حميم‬ ‫ي�شعرني ببع�ض ما ي�سري لكي‬ ‫ال تظل كلماتي بال لم�سات‬ ‫روح وبال مذاقات خا�صة‬ ‫ودفق حياة‪.‬‬

‫هك ��ذا كان الأم ��ر‪ ،‬ه ��م له ��م �ش�أنه ��م فيما‬ ‫يختارون ��ه و�أنا �آم ��ن يف �صحبتهم و يل‬ ‫�ش� ��أين‪ .‬ه ��و مق�ت�رح م ��ن �صدي ��ق يعرف‬ ‫بلده ويعرف ما في ��ه ‪ ...‬وكانت ال�سيارة‬ ‫بانتظارنا‪ ،‬فا�ستقبلينا �إذن يا "جمر"!‬ ‫مل ن�شع ��ر "مبفاج� ��أة" وال مب ��ا يربك �أول‬ ‫الو�ص ��ول‪ .‬فق ��د ارت�شفن ��ا �شرابن ��ا ونلنا‬ ‫م ��ن بع ��د ح�ساءن ��ا ال�ساخ ��ن ث ��م ع�شاءنا‬ ‫ال ��ذي كان طي ��ور ًا م�شوية عل ��ى اخل�شب‬ ‫ومنن ��ا �إىل ال�صب ��اح يف الط ��رف القريب‬ ‫م ��ن الغابة على ما يب ��دو ‪ ...‬يف ال�صباح‬ ‫كانت املفاج�أة! ال �شيء غري الربد واملطر‬ ‫والري ��اح وا�ستم ��رت من ال�صب ��اح حتى‬ ‫الليل‪� .‬أقول ‪� :‬ش ��يء من اخلوف انتابنا‪،‬‬ ‫خ�شين ��ا ا�ستم ��رار وزيادة هط ��ول املطر‬ ‫فنظ ��ل حما�صرين يف ذل ��ك البيت الريفي‬ ‫ال ��ذي ال يبدو يقاوم اع�صار ًا وال طوفان‪.‬‬ ‫خط�أ ظننا �أن �أهل ال ��زرع يفرحون دائم ًا‬

‫باملط ��ر‪ .‬املط ��ر الغزي ��ر وطوي ��ل الهطول‬ ‫قد يدمر ال ��زروع وال�سواق ��ي‪� .‬أما ومعه‬ ‫الربد والرياح فذل ��ك يعني موت الطيور‬ ‫و�صعوبة التنقل و�أن يب ��د�أ تهديد خزين‬ ‫الطعام بالنفاد‪.‬‬ ‫نح ��ن الآن قابع ��ون يف غرف ��ة حمكم ��ة‬ ‫�إغ�ل�اق الب ��اب والنافذة‪ .‬يف م� � ّد اخل�شية‬ ‫هذا انتبهنا لغي ��اب اال�صوات التي كانت‬ ‫جت ��يء‪ ،‬ازي ��ز ًا �أو �صف�ي� ً‬ ‫را �أو خفق� � ًا �أو‬ ‫�صيحات �إ َبرية المع ��ة حادة‪ .‬انتبهنا �إىل‬ ‫�أن امل�س ��اء يق�ت�رب‪ .‬قلب ��ت كل توقعاتن ��ا‬ ‫فج� ��أة زقزق� � ُة ع�صاف�ي�ر فرح ��ة بتوق ��ف‬ ‫املطر‪ .‬خرجتْ و�إن ت�أخر الوقت والظالم‬ ‫يق�ت�رب‪� .‬سب ��ب ذل ��ك جوعه ��ا وط ��ول‬ ‫انتظارها‪ ،‬ورمبا ملله ��ا‪ .‬هو نفاد ال�صرب‬ ‫عل ��ى افتق ��اد احلري ��ة والط�ي�ران وانه ��ا‬ ‫اليوم كله مل تر النهار ‪...‬‬ ‫�سنتن ��اول ع�شاءن ��ا ب�سخاء فق ��د اطم�أنت‬

‫عــــودة اىل اجلــــــذور‬

‫موسيقى األحد‬ ‫ثائر �صالح‬ ‫ي�ص ��ادف �أن يح�ض ��ر امل ��رء حف�ل� ًا مو�سيقي� � ًا‬ ‫يخ ��ال �إن ��ه حف ��ل اعتي ��ادي‪ .‬لك ��ن م ��ع ابتداء‬ ‫النغم ��ات الأوىل يت�ض ��ح �إن ��ه �سيك ��ون حف ًال‬ ‫ا�ستثنائي� � ًا‪ .‬هذا ما ح�صل معي قبل �أ�سبوعني‬ ‫يف بوداب�س ��ت عن ��د ح�ض ��وري حلف ��ل ع ��دد‬ ‫م ��ن مو�سيقيي فرق ��ة بوداب�س ��ت االحتفالية‪،‬‬

‫نفو�سن ��ا �إىل ع ��ودة احلي ��اة و�إم ��كان‬ ‫و�صول طعام جدي ��د لنا بعد ان او�شك ما‬ ‫لدينا من النفاد‪ .‬الع�شاء مكتمل واالفطار‬ ‫غد ًا م�ضمون حتى الآن‪.‬‬ ‫ال�صباح الثاين كان ذهبي ًا‪ ،‬ورق اخلريف‬ ‫امل�شتعل‪ ،‬وامليت يحمل ناره امام الرياح‪،‬‬ ‫والثلج متناث ��ر على الع�شب و�صقيع بعد‬ ‫مل ي�ستح ��ل قط ��رات ت�سيل‪ .‬م ��ا يبهج �أن‬ ‫الأوراق املتبقي ��ة م ��ا ت ��زال تخف ��ق يف‬ ‫غ�صونه ��ا و�إن كان ��ت مه ��ددة بال�سقوط‪.‬‬ ‫امل�شهد ال ��ذي �أثارين �أي�ض� � ًا‪ ،‬هو عدد من‬ ‫�أ�شج ��ار احل ��ور تب ��دو م�شتعل ��ة الأعايل‬ ‫ونريانه ��ا ت ��رف ف ��وق الغاب ��ة املمطورة‬ ‫املثلجة‪ .‬لي�س �إال الورق يتطاير الآن على‬ ‫الأر�ض بع�ضه ��ا مثقل ما ًء يعلق بالأدغال‬ ‫وبع� ��ض مي�ض ��ي مبتع ��د ًا وكان توه ��م‬ ‫النجاة‪.‬‬ ‫�س�أل ��ت نف�سي و�أنا �أتابع ال�شجر املمطور‬

‫وحركة الغ�ص ��ون يف بقايا الريح ‪ :‬كيف‬ ‫تعي� ��ش العناك ��ب‪ ،‬اله ��وام الت ��ي �صع ��ق‬ ‫�أكرثه ��ا الربد فال ت�ستطي ��ع حركة وظلت‬ ‫تعي�ش على ما ت�أت ��ي به �إليها الريح؟ حق‬ ‫�إذن للح ��ور والبت ��وال �أن يتعالي ��ا ف ��وق‬ ‫�أ�شج ��ار الغاب ��ة ‪ .‬ه ��و الكف ��اح ال�صام ��ت‬ ‫والأزيل م ��ن �أجل ال�ضوء‪ .‬ال يعرف قيمة‬ ‫�ضوء ال�شم�س �إال من بات ليلة‪ ،‬وال �أقول‬ ‫ليايل‪ ،‬يف الربد ال�شديد والغيوم‪.‬‬ ‫مل �أ�س� ��أل �صاحب ��ي ع ��ن برناجمهما غدا‪،‬‬ ‫ف�أن ��ا حم�ض تابع يجهل الع ��امل الذي هو‬ ‫في ��ه ويعتمدهم ��ا يف كل �ش ��يء يخ� ��ص‬ ‫الطري ��ق‪ .‬وحني هممت بال�س� ��ؤال‪ ،‬ر�أيت‬ ‫عربة تنق ��ل خ�شب ًا للموق ��د ! خ�شب النار‬ ‫له من يزود العاجزي ��ن �أمثالنا‪ ،‬به‪ .‬تبدو‬ ‫عرب ��ة متخ�ص�ص ��ة بعمل مثل ه ��ذا‪ .‬ظهر‬ ‫�صديق ��ي ليعط ��ي الرج ��ل �أج ��ره‪ ،‬فر�آين‬ ‫�أط ��ل بر�أ�س ��ي مل يفارقن ��ي خ ��وف الربد‬

‫بع ��د‪ ،‬ابت�س ��م ق ��ال‪�" :‬سيك ��ون لن ��ا �شواء‬ ‫جي ��د ونار جيدة وكل �شيء على ما يرام‪.‬‬ ‫جاءن ��ا الرجل يحطب وطي ��ور ولن نعدم‬ ‫ال�ش ��راب الليلة‪ .‬هك ��ذا انت�ص ��ر الإن�سان‬ ‫على الطبيعة كل هذه الآالف من ال�سنني‪.‬‬ ‫من يدري لو ننق ��ب هنا لعرثنا رمبا على‬ ‫هي ��ا كل تع ��ود للزمن احلج ��ري"‪� ،‬ضحك‬ ‫و�أكمل م�ستطرف� � ًا"‪ ،‬وقد يجدون هياكلنا‬ ‫بعد �ألف �سنة مث ًال" ‪..‬‬ ‫دب ال ��دفء يف عروقي وبع�ض من‬ ‫هكذا ّ‬ ‫طع ��م احلياة املفق ��ود‪� ،‬شع ��رت بانتمائي‬ ‫الإن�س ��اين الق ��دمي و�صلت ��ي العتي ��دة‬ ‫املتوازن ��ة بالطبيع ��ة وانه ��ا مثلم ��ا كانت‬ ‫ر�ؤوم ال قاتل ��ة‪ ،‬على �أال ن�سهو �أوال نبايل‬ ‫به ��ا‪ ،‬ه ��ي حتت ��اج دائم ��ا �إىل اح�ت�رام‪.‬‬ ‫الطبيع ��ة متنح ��ك الدفء يف �أ�ش ��د الأيام‬ ‫ب ��رد ًا وموت ًا‪� ،‬ش ��رط �أن تنظر له ��ا باكبار‬ ‫و�أن تهي ��ئ لنف�س ��ك م ��ا ي�شعره ��ا بذل ��ك‪.‬‬ ‫�أم ��ا �أن تتحداها وق ��د ا�ستهنت مبا ر�أيت‬ ‫م ��ن عالئم حتوالت موا�سمه ��ا فوراء تلك‬ ‫ما تظهره ل ��ك هذه ال�شج ��رة البعيدة عن‬ ‫الأ�شجار واملطروحة �أمامنا �أر�ض ًا‪ ،‬حتى‬ ‫جذورها خرجت للعراء!‬ ‫نزلن ��ا �إىل غرفتن ��ا – القب ��و‪ ،‬نهب ��ط له ��ا‬ ‫عل ��ى �سلمتني‪ ،‬فنحن حتت �سطح الأر�ض‬ ‫من الطري ��ق �إىل عمقها الغام� ��ض‪ ،‬هي�أنا‬ ‫فرا�شن ��ا وق ��دور طعامن ��ا وزاجاجتن ��ا‬ ‫الأخ�ي�رة وج ��اء �صديقن ��ا الأك�ب�ر �أ�شيب‬ ‫العار�ض�ي�ن بكي� ��س م ��ن البن ��دق �أهال ��ه‬ ‫�أمامن ��ا‪ ،‬كومة م ��ن البلور املعت ��م الطري‬ ‫الداف ��ئ‪ .‬ق ��ال‪ ،‬موجه� � ًا ال ��كالم يل �أك�ث�ر‬ ‫مم ��ا ل�صاحبي ‪ :‬يف الوق ��ت الذي جنل�س‬ ‫في ��ه حتت الأر�ض خائف�ي�ن من الربد غري‬ ‫مطمئن�ي�ن متام� � ًا‪ ،‬يف ه ��ذا الوق ��ت تن ��ام‬ ‫الطي ��ور يف �أع�شا�شه ��ا يف �أعايل الغابة‪،‬‬ ‫وكلنا‪ ،‬نحن وهي‪ ،‬بانتظار ال�صباح‪.‬‬ ‫ليل �صحو‪ .‬ال �شيء يف اخلارج‪ ،‬ال�صمت‬ ‫مكتم ��ل متام� � ًا وال ري ��ح‪ ،‬م ��ن ينظ ��ر من‬ ‫الناف ��ذة – الكوة‪ ،‬ي َر التماع ��ات ال�صقيع‬ ‫وبقع املاء الزجاجية الالمعة‪ .‬ليلة دافئة‪،‬‬ ‫العرب ��ة تنتظرن ��ا يف الب ��اب لرنح ��ل غدا‬ ‫‪� ...‬أيه ��ا اال�صدق ��اء‪ ،‬ال تبقوا من ال�شراب‬ ‫�شيئ� � ًا وال م ��ن الطعام‪ .‬هي ليل ��ة احل�سم‬ ‫وهي ليلة الرحيل ‪...‬‬

‫عنوان ��ه "ع ��ودة اىل اجل ��ذور"‪ ،‬وه ��و حف ��ل‬ ‫ملو�سيق ��ى احلجرة من ع�صر الباروك‪ ،‬قدموه‬ ‫با�ستعمال �أدوات مو�سيقية من ذلك الع�صر‪.‬‬ ‫متي ��ز احلف ��ل بعدد م ��ن املزايا‪� ،‬أهمه ��ا تقدمي‬ ‫�أعمال ين ��در �سماعها منها �أعم ��ال مو�سيقيني‬ ‫كب ��ار يج ��ري الآن تقدميه ��م م ��ن جدي ��د‪ ،‬مثل‬ ‫النم�س ��اوي هايرني�ش �إغنات� ��س فران�س فون‬ ‫بي�ب�ر (‪� )1704 – 1644‬أو �أعمال ملو�سيقيني‬ ‫مل ن�سم ��ع به ��م مث ��ل البول ��وين باف ��ل يوزف‬

‫فيفانوف�سك ��ي ‪Vejvanovský (1633‬‬ ‫‪� )– 1693‬أو مواطن ��ه �آدام يا�شنب�سك ��ي‬ ‫‪( Jarzębski‬حوايل ‪.)1648 – 1590‬‬ ‫بد�أ احلفل ب�أعمال املو�سيقيني الطليان داريو‬ ‫كا�ست ّل ��و (‪ )1631 – 1602‬وه ��و واح ��د م ��ن‬ ‫�أوائ ��ل املو�سيقي�ي�ن الفيني�سي�ي�ن املهم�ي�ن‪،‬‬ ‫و�أركاجنيلو كوريلي الذي قد �أجتر�أ و�أعتربه‬ ‫�أه ��م م�ؤل ��ف �إيط ��ايل يف ع�ص ��ر الب ��اروك من‬ ‫ناحية ت�أثريه على معا�صريه ومن �أتى بعدهم‬

‫الم�سرحية تتحدث عن الحب‬ ‫والمبادئ وقت قيام الحرب‬ ‫العالمية الثانية‪ ،‬حيث يقرر بطل‬ ‫الم�سرحية �إيريك رولوف�سما‬ ‫الدفاع عن قيم هولندا‪ ،‬بلده الذي‬ ‫ولد فيه و�أحبه‪.‬‬

‫ب�سب ��ب تقليده ��م ل ��ه وا�ستعماله ��م اال�ش ��كال‬ ‫املو�سيقية التي ابتدعها‪.‬‬ ‫بعده ��ا فقد احلفل اهتمامه بالطليان‪ ،‬وحتول‬ ‫نح ��و املاني ��ا – النم�س ��ا وبولوني ��ا‪� .‬إذ ج ��اء‬ ‫بع ��د تلم ��ان وباخ كل م ��ن بي�ب�ر والنم�ساوي‬ ‫يوهان هايرني�ش �شملت�سر (‪)1680 – 1623‬‬ ‫والبولوني ��ان املذك ��وران قبل قلي ��ل‪ ،‬واختتم‬ ‫احلفل بعدد من �أعمال بيرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الرتكري على بيرب لي� ��س اعتباطيا‪ ،‬فهو �أ�شهر‬ ‫مو�سيقي ��ي مدينة زالت�سب ��ورغ على االطالق‬ ‫حت ��ى والدة موت�سارت فيها‪ ،‬وعده الكثريون‬ ‫�أعظ ��م عازف كم ��ان يف الق ��رن ال�سابع ع�شر‪.‬‬ ‫فق ��د �أدخل الكثري من التجديدات على تقنيات‬ ‫ع ��زف الكم ��ان وكتب �أوىل �سونات ��ات الكمان‬ ‫املنفرد‪ .‬ويبدو �أن ف ��ون بيرب كان على معرفة‬ ‫بالبول ��وين َفيفانوف�سك ��ي‪ ،‬ولرمبا در�س عند‬ ‫�شملت�س ��ر‪ ،‬وقد لعبت ه ��ذه ال�صالت دور ًا عند‬ ‫اختيار مفردات الربنامج يف هذا احلفل‪.‬‬ ‫ا�ستعم ��ل العازف ��ون الأدوات املو�سيقي ��ة‬ ‫الت ��ي كان ��ت م�ستعمل ��ة يف ذل ��ك الع�ص ��ر‪.‬‬ ‫منه ��ا الرتومبي ��ت ال ��ذي احتل ال�ص ��دارة يف‬ ‫الق�س ��م الث ��اين من احلف ��ل‪ ،‬فق ��د كان يختلف‬ ‫اختالف� � ًا كب�ي�را ع ��ن الرتومبي ��ت املع ��روف‬ ‫الي ��وم‪ ،‬فالعزف عليه يت ��م با�ستعمال ال�سالمل‬ ‫الطبيعي ��ة مب�ساع ��دة ع ��دد من الثق ��وب‪ .‬وقد‬ ‫ا�ضيف ��ت املكاب� ��س الحق� � ًا يف الق ��رن التا�س ��ع‬ ‫ع�شر لتح�سني الأداء الكروماتي للرتومبيت‪.‬‬

‫وح�س ��ب قول �شوم ��ا دينيي�ش ع ��ازف �أدوات‬ ‫املفاتي ��ح الذي عل ��ق على املقطوع ��ات املقدمة‬ ‫بتفا�صي ��ل غني ��ة مزجه ��ا ب ��روح الدعاب ��ة‪،‬‬ ‫�أنه ��م قدم ��وا يف ه ��ذه الأم�سي ��ة كل م ��ا كت ��ب‬ ‫للرتومبي ��ت يف ال�سل ��م ال�صغري خ�ل�ال ع�صر‬ ‫الب ��اروك كله‪� .‬إذ ي�صعب عزف ال�سلم ال�صغري‬ ‫(هن ��ا ال ال�صغري) عل ��ى الرتومبيت امل�صنوع‬ ‫عل ��ى �سلم دو الكبري دون مهارة عالية وخربة‬ ‫طويل ��ة‪ ،‬واج ��ادت فروجينا ه ��ارا العزف يف‬ ‫هذه املقطوعات ال�صعبة‪.‬‬ ‫كذل ��ك اختلف ��ت الأدوات الوتري ��ة با�ستعمال‬ ‫�أقوا� ��س خمتلف ��ة عن تل ��ك امل�ستعمل ��ة اليوم‪،‬‬ ‫وبق�ص ��ر زنده ��ا‪ .‬بالطب ��ع هن ��اك �إمكاني ��ة‬ ‫ال�ستعم ��ال �أوت ��ار م ��ن م�صاري ��ن احليوانات‬ ‫ب ��دال ع ��ن الأوت ��ار املعدني ��ة املعا�ص ��رة‪ ،‬لكن‬ ‫ه ��ذا �سيعن ��ي "خنق" �ص ��وت ه ��ذه الأدوات‬ ‫وا�ضعافه‪ .‬ا�ستعمل العازفون كذلك �أداة فيوال‬ ‫دا كـامب ��ا وه ��ي من عائل ��ة الفي ��ول املنقر�ضة‬ ‫وتقاب ��ل الچـل ��و املعا�ص ��ر‪ ،‬فيه ��ا �ست ��ة �أوتار‬ ‫وزندها مع ّتب مثل الـكيتار‪.‬‬ ‫ح�صل عمل باخ تريو�سوناتا يف دو (عمل رقم‬ ‫‪ )1037‬للفلوت والكم ��ان والـچـلو مب�صاحبة‬ ‫الهارپـ�سيك ��ورد عل ��ى �أك�ب�ر ا�ستح�سان‪ ،‬لي�س‬ ‫فقط لأنه العم ��ل الأكرث �شهرة و�سماع بني كل‬ ‫الأعم ��ال املقدمة ‪ ،‬ب ��ل بالدرجة االوىل جلمال‬ ‫ودق ��ة وحرفي ��ة الأداء الذي قدم ��ه العازفون‪،‬‬ ‫وبينهم ال�صديق ق�صي مهدي عازف الـچـلو‪.‬‬

‫د������س�����ت�����وي�����ف�����������س�����ك�����ي وغ��������وغ��������ول‬ ‫د‪� .‬ضياء نافع‬ ‫يربط القارئ العربي غالب ًا هذين اال�سمني‬ ‫الكبريي ��ن يف الأدب الرو�س ��ي بالق ��ول‬ ‫ال�شائع ‪ ,‬ال ��ذي ين�سبونه لد�ستويف�سكي‬ ‫– ( كلن ��ا خرجنا من معطف غوغول)‪,‬‬ ‫وه ��و تب�سي ��ط التب�سي ��ط للحدي ��ث ع ��ن‬ ‫عالقة هذين الكاتبني يف �إطار علم الأدب‬ ‫املقارن ‪ ,‬ويذك ��رين مبا قاله يل مرة �أحد‬ ‫مع ��اريف ‪ ,‬عندم ��ا �س�ألته ع ��ن انطباعاته‬ ‫ح ��ول العا�صم ��ة النم�ساوي ��ة فيينا التي‬ ‫زاره ��ا‪ ,‬والذي �أجابن ��ي قائ ًال – ( ليايل‬ ‫االن� ��س يف فيينا ‪� //‬سمعه ��ا الطري بكى‬ ‫وغ ّن ��ى ) ‪ ,‬وقد قهقهت عندها ‪ ,‬وقلت له ‪,‬‬ ‫�إنه من امل�ؤكد ‪� ,‬أن ا�سمهان نف�سها تعرف‬ ‫جي ��د ًا ‪� ,‬إن الط�ي�ر ال يبكي وال يغ ّني �أو ًال‬ ‫‪ ,‬و تع ��رف ثاني� � ًا ‪� ,‬إن الط�ي�ر ينام طوال‬ ‫الليايل بغ�ض النظر عن �أي �أن�س يجري‬ ‫يف زوايا تلك الليايل و �شعابها‪.‬‬

‫لق ��د كتب ��ت مقال ��ة قب ��ل �سن ��وات طويلة‬ ‫بعنوان – ( هل خ ��رج د�ستويف�سكي من‬ ‫معط ��ف غوغول ؟) وميكن الرجوع �إليها‬ ‫طبع� � ًا ‪ ,‬وحتدثت فيها بالتف�صيل عن ذلك‬ ‫القول ‪ ,‬و ذكرت يف نهاية املقالة املذكورة‬ ‫كيف �إين ا�ستمع ��ت اىل حما�ضرة �ألقاها‬ ‫بروفي�س ��ور �سوفيت ��ي يف باري�س نهاية‬ ‫�ستينيات القرن الع�شرين عن هذا القول‬ ‫‪ ,‬بعد بحث ومتحي� ��ص طويلني له حول‬ ‫�أوليّات ذلك ‪ ,‬وكيف ف ّند الر�أي القائل ‪� ,‬إن‬ ‫د�ستويف�سكي كتب هذا القول ‪ .‬ا�ستجدت‬ ‫بعد ذل ��ك عنا�ص ��ر جديدة �أخ ��رى باللغة‬ ‫الرو�سي ��ة حول هذا املو�ض ��وع ‪ ,‬منها ما‬ ‫ن�شرت ��ه جملة ( ق�ضايا الأدب) الرو�سية ‪,‬‬ ‫وما مت ن�شره يف املعجم الكبري للتعابري‬ ‫والأقوال املتداول ��ة حتت جملة – ( كلنا‬ ‫خرجن ��ا م ��ن معط ��ف غوغ ��ول) ‪...‬الخ ‪,‬‬ ‫وكل ه ��ذه امل�صادر ت�ش�ي�ر باالجماع اىل‬ ‫�أن د�ستويف�سك ��ي مل يكتب ه ��ذه اجلملة‬ ‫‪ ,‬و�إنه ��ا وردت يف كت ��اب �أح ��د الباحثني‬ ‫الفرن�سي�ي�ن ح ��ول الأدب الرو�س ��ي لي�س‬

‫�إال‪ ,‬وال جم ��ال هن ��ا للحدي ��ث التف�صيلي‬ ‫عن كل ذلك طبع ًا ‪.‬‬ ‫د�ستويف�سك ��ي وغوغ ��ول واملقارن ��ة‬ ‫بينهما – مو�ضوع عميق جد ًا يف تاريخ‬ ‫الأدب الرو�س ��ي ( يكف ��ي فق ��ط �أن ن�شري‬ ‫مث�ل ً�ا اىل مو�ضوعة مدين ��ة بطر�سبورغ‬ ‫وانعكا�ساته ��ا يف نتاجاتهم ��ا االدبية) ‪,‬‬ ‫وه ��و مو�ضوع عمي ��ق �أي�ض� � ًا يف تاريخ‬ ‫الفل�سف ��ة الرو�سي ��ة ( ويكف ��ي فق ��ط �أن‬ ‫ن�ش�ي�ر مث�ل ً�ا اىل مو�ضوع ��ة الكني�س ��ة‬ ‫االرثذوك�سي ��ة الرو�سي ��ة يف مفاهيمهما‬ ‫ودوره ��ا ال ��ذي ينبغ ��ي �أن ت�ؤدي ��ه يف‬ ‫املجتم ��ع ح�س ��ب ر�أيهم ��ا) ‪ .‬لق ��د ابت ��د�أ‬ ‫مو�ض ��وع املقارن ��ة بينهم ��ا واقعي� � ًا منذ‬ ‫ظه ��ور د�ستويف�سك ��ي يف دني ��ا االدب‬ ‫الرو�سي ‪ ,‬اذ �أ�سماه ال�شاعر وال�صحايف‬ ‫الرو�س ��ي الكب�ي�ر نكرا�س ��وف ( غوغول‬ ‫اجلديد ) عندما تكلم عنه مع بيلين�سكي ‪,‬‬ ‫�أما بيلين�سكي نف�سه ‪ ,‬فقال ‪� ,‬إن ( غوغول‬ ‫هو الأب لد�ستويف�سكي) ‪ ,‬وكل ذلك طبع ًا‬ ‫يف بداي ��ة ظه ��ور د�ستويف�سك ��ي ‪� ,‬أي‬

‫قب ��ل اعتقاله من قب ��ل ال�سلطة القي�صرية‬ ‫واحلك ��م علي ��ه بالإع ��دام ‪ ,‬ثم الغ ��اء هذا‬ ‫احلك ��م ونفي ��ه اىل �سيبريي ��ا ب ��د ًال ع ��ن‬ ‫الإعدام ‪ ,‬وهي وقائع معلومة يف تاريخ‬ ‫رو�سي ��ا و�أدبه ��ا ‪ ,‬ام ��ا د�ستويف�سكي بعد‬ ‫العودة م ��ن �سيبرييا ‪ ,‬وم�سريته الأدبية‬ ‫اجلدي ��دة ‪ ,‬وو�صوله اىل القمة والعاملية‬ ‫‪ ,‬ف ��ان الأمر يختلف طبع ًا ‪� ,‬إذ يبد�أ النقاد‬

‫والباحثون يتناول ��ون مبد�أ املقارنة بني‬ ‫د�ستويف�سك ��ي وغوغ ��ول باعتبارهم ��ا‬ ‫قمتني من قم ��م الأدب الرو�سي والعاملي‬ ‫�أي�ض� � ًا ‪ ,‬وهناك جمموعة م ��ن الدرا�سات‬ ‫املع ّمق ��ة يف هذا اخل�صو� ��ص ‪ ,‬منها على‬ ‫�سبيل املث ��ل ولي�س احل�ص ��ر كتاب كامل‬ ‫�ص ��در ع ��ام ‪ 1921‬يف رو�سي ��ا بعن ��وان‬ ‫– ( د�ستويف�سكي وغوغول ) من ت�أليف‬

‫تينيانوف ( ت�أمل ��وا �سنة �إ�صدار الكتاب‬ ‫‪ ,‬عندما كانت رو�سي ��ا تتبلور لتوّ ها بعد‬ ‫ثورة اكتوب ��ر ‪ 1917‬وتتحول اىل دولة‬ ‫االحت ��اد ال�سوفيت ��ي) ‪ ,‬وم�ؤل ��ف الكتاب‬ ‫تينيان ��وف ه ��و �أح ��د الأدب ��اء الرو� ��س‬ ‫و�أح ��د نق ��اد الأدب البارزين يف م�سرية‬ ‫الأدب الرو�س ��ي �آن ��ذاك ‪ ,‬وتع� � ّد كتب ��ه –‬ ‫وحل ��د الآن ‪ -‬م�صادرمعتم ��دة للباحث�ي�ن‬ ‫‪ ,‬وخ�صو�ص� � ًا عن �أع�ل�ام الأدب الرو�سي‬ ‫يف الق ��رن التا�س ��ع ع�ش ��ر مث ��ل بو�شكني‬ ‫وغريبويدي ��ف وغريه ��م ‪ .‬م ��ن املمك ��ن‬ ‫طبعا اال�شارة اىل م�صادر رو�سية اخرى‬ ‫تناولت مو�ض ��وع املقارنة ب�ي�ن غوغول‬ ‫ود�ستويف�سك ��ي من خمتل ��ف اجلوانب ‪,‬‬ ‫منها �أن د�ستويف�سك ��ي حاول �أن يحاكي‬ ‫غوغ ��ول ( وف ��ق �أ�سالي ��ب خمف ّي ��ة وغري‬ ‫مبا�ش ��رة ) ك ��ي يقارع ��ه فن ّي ��ا وي�صب ��ح‬ ‫بنف� ��س م�ست ��واه ‪ ,‬مثلما ح ��اول غوغول‬ ‫�أن يحاكي بو�شكني ( وفق تلك الأ�ساليب‬ ‫�أي�ض ًا) كي ي�صبح بنف�س م�ستواه ‪ ,‬ولكن‬ ‫ه ��ذا اجلانب غري الوا�ضح وغري املبا�شر‬

‫يحت ��اج اىل اثباتات وبراه�ي�ن عميقة و‬ ‫مو�ضوعي ��ة‪ ,‬ويخ�ض ��ع كل ذلك طبعا اىل‬ ‫وجهات نظر �شخ�صية للباحثني خمتلفة‬ ‫و متباين ��ة‪ ,‬ب ��ل وحت ��ى متناق�ضة بع�ض‬ ‫الأحي ��ان ‪ .‬اختت ��م العر� ��ض الوجيز لهذا‬ ‫املو�ض ��وع امله ��م يف عل ��م الأدب املق ��ارن‬ ‫باال�شارة اىل وجود فيلم وثائقي رو�سي‬ ‫بعن ��وان – ( غوغ ��ول و د�ستويف�سك ��ي‬ ‫) ‪ ,‬وه ��ذه ظاه ��رة ن ��ادرة يف الدرا�سات‬ ‫املقارنة ‪.‬‬ ‫د�ستويف�سك ��ي وغوغ ��ول – مو�ض ��وع‬ ‫كب�ي�ر ومه ��م يف تاري ��خ الأدب الرو�سي‬ ‫ويف عل ��م الأدب املق ��ارن ‪ ,‬وق ��د انعك�س‬ ‫ب�أ�شكال خمتلفة يف م�سرية النقد الأدبي‬ ‫الرو�س ��ي نهاي ��ة الق ��رن التا�س ��ع ع�ش ��ر‬ ‫وبداي ��ة الق ��رن الع�شري ��ن ‪ ,‬ويف النق ��د‬ ‫الأدب ��ي ال�سوفيت ��ي ‪ ,‬والزال مطروح� � ًا‬ ‫حل ��د الآن ‪ ,‬وك ��م نحتاج – نح ��ن العرب‬ ‫– اىل متابعة هذا املو�ضوع وغريه من‬ ‫�أج ��ل �أن نتفه ��م تاري ��خ الأدب الرو�س ��ي‬ ‫وخ�صائ�صه ‪. ...‬‬


‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬االحد (‪� )5‬أيار‬

‫‪2019‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net Email: info@almadapaper.net‬‬

‫ثقافة‬ ‫قناديل‬

‫ردا على مقال‬

‫‪ ‬لطفية الدليمي‬

‫ال����م����ك����ا�����ش����ق����ة الأخ������ي������رة‬

‫المعرفة العابرة للتخوم‬ ‫هن ��ا �أحتدث عن ع ��زام وال عالقة للدكتورة‬ ‫به �سوى �إغارتها على الن�ص دون متحي�ص‬ ‫وتثبت‪.‬‬ ‫الالف ��ت �أن عزام يقول ه ��ذا الكالم من غري‬ ‫توثي ��ق ف�ضال عن �أن الكتاب�ي�ن مل يردا يف‬ ‫قائم ��ة مراجعه‪ ،‬ب ��ل هو مل يرج ��ع �إىل �أي‬ ‫مرج ��ع �أجنب ��ي‪ ،‬وهو م ��ن �أوه ��م د‪.‬نادية‬ ‫با�س ��م �شكلوف�سكي لأنه كتب ��ه �شلوف�سكي‪،‬‬ ‫م ��ع �إنه ‪� Shklovsky‬أما �صيغته الالتينية‬ ‫كما كتبتها هي فهو من عندياتها وال وجود‬ ‫له �إطالقا‪.‬‬ ‫واقتب� ��س هن ��ا ن� ��ص الفق ��رة الأخ�ي�رة من‬ ‫مقدم ��ة كت ��اب نظري ��ة الن�ث�ر برتجمت ��ه‬ ‫االنكليزية ليتبني القارئ الكرمي ما توقعنا‬ ‫به الرتجمة �أحيانا م ��ن قلب للمفاهيم فهو‬ ‫يختتم مقدمته الق�صرية جدا بالقول‪:‬‬

‫د‪.‬ثائر العذاري‬

‫ردا على مقال د‪.‬نادية هناوي‬ ‫(المتتالية ‪ -‬التوليفة‪-‬‬ ‫المجموعة‪ -‬الزووم) في‬ ‫المدى الغراء ‪2019/4/9‬‬

‫اخت�ل�اف ال ��ر�ؤى يف الدرا�س ��ات الأدبي ��ة‬ ‫�أمر طبيعي‪ ،‬فلي� ��س يف هذا امليدان حقيقة‬ ‫مطلق ��ة‪ ،‬لكن هذا ال يعني �أبدا تعمد ت�سفيه‬ ‫الر�أي املخالف وتعمد الإ�ساءة �إىل �صاحبه‬ ‫كم ��ا تفعل د‪.‬نادية هن ��اوي منذ عام ‪2017‬‬ ‫حني كتبت مقا ًال بعن ��وان توريطات نقدية‬ ‫اف�ت�رت عل � َّ�ي في ��ه يومه ��ا �إين ادعي ��ت �أن‬ ‫امل�صري�ي�ن ه ��م رواد املتوالي ��ة الق�ص�صية‬ ‫وو�صفتن ��ي باجله ��ل والوه ��م‪ ،‬وم ��ا كنت‬ ‫�أمتن ��ى �أبد ًا �أن ت�ستمر يف نهجها هذا حتى‬ ‫ا�ضط ��ررت �إىل الرد‪ .‬واحلقيقة �أين ال �أفهم‬ ‫ما الذي يجرب د‪.‬هناوي على تتبع مقاالتي‬ ‫وال ��رد عليه ��ا خا�صة �إنه ��ا يف كل رد تكتبه‬ ‫تق ��ع يف �أخط ��اء فادح ��ة وعندم ��ا نك�شفها‬ ‫تغري اجت ��اه النقا�ش باجت ��اه �آخر‪ ،‬فتجهد‬ ‫نف�سه ��ا لإيج ��اد مق ��والت لف�ل�ان وف�ستان‪،‬‬ ‫وت�شغلن ��ي ع ��ن عمل ��ي البحث ��ي لأين �أجد‬ ‫نف�سي م�ضطرا للرد لت�صحيح املفاهيم‪.‬‬ ‫ويف مقالها الأخري يف املدى الغراء‪ ،‬جاءت‬ ‫بتهم ��ة جديدة ه ��ي �أين ال �أ�سري على هدي‬ ‫نظري‪ ،‬وعند هذه النقط ��ة قررت �أن �أكتب‬ ‫هذه املكا�شفة التي �أنوي �أن تكون الأخرية‬ ‫لأين لن �أن�شغل بعدها ب�أي رد على الزميلة‬ ‫التي ما زلت �أحمل لها كل التقدير‪.‬‬ ‫من ��ذ بداية اهتمام ��ي مبو�ض ��وع املتوالية‬ ‫الق�ص�صي ��ة ع ��ام ‪ 2011‬كنت �ألت ��زم بر�ؤية‬ ‫نظري ��ة وا�ضحة‪ ،‬وكل م ��ا كتبت متاح على‬ ‫ال�شبك ��ة‪ ،‬و�إذا ما ت�صفحه ��ا القارئ الكرمي‬ ‫�سيجد �إنها ت�سري عل ��ى نهج واحد من غري‬ ‫تناق�ض وال ارتباك مع و�ضوح يف الق�صد‪،‬‬ ‫ومب ��رور الزم ��ن كن ��ت �أطور ه ��ذه الر�ؤية‬ ‫و�أجعله ��ا �أك�ث�ر دق ��ة وو�ضوح� � ًا اعتم ��اد ًا‬ ‫عل ��ى الدرا�س ��ات الكث�ي�رة الت ��ي كتبت يف‬ ‫املو�ضوع واجتهادي ال�شخ�صي‪.‬‬ ‫يف املقاب ��ل ميك ��ن الرج ��وع �إىل مق ��االت‬ ‫د‪.‬هن ��اوي لك ��ي نكت�شف ب�سهول ��ة ت�شو�ش‬

‫ر�ؤيته ��ا وتذبذبه ��ا وعدم و�ض ��وح مفهوم‬ ‫التوايل يف ذهنها ما يوقعها يف تناق�ضات‬ ‫كب�ي�رة لي�س بني مق ��ال ومق ��ال ح�سب‪ ،‬بل‬ ‫يف املق ��ال الواحد نف�س ��ه فنجد عجز املقال‬ ‫يناق�ض �ص ��دره‪ ،‬وبينهما ح�شو كثري بعيد‬ ‫كل البع ��د ع ��ن املو�ضوع‪ ،‬كم ��ا يف ح�شرها‬ ‫لق�ضي ��ة ال�شكالنيني وتراج ��ع بع�ضهم عن‬ ‫مبادئ ال�شكالنية وعالقة الأدب باملجتمع‪،‬‬ ‫ومل �أ�ستط ��ع �أن �أفه ��م عالقة ه ��ذا الإ�سهاب‬ ‫مبو�ض ��وع املتوالي ��ة الق�ص�صي ��ة‪ ،‬على �أن‬ ‫املق ��ال ينط ��وي عل ��ى �أم ��ر خط�ي�ر ه ��و ما‬ ‫يجعلني �أتوقف ع ��ن الرد م�ستقب ًال على ما‬ ‫تكتبه‪.‬‬ ‫لي� ��س هن ��اك مرج ��ع لدرا�س ��ة املتوالي ��ة‬ ‫الق�ص�صي ��ة باللغ ��ة العربي ��ة �س ��وى مقالة‬ ‫روب ��رت لو�ش ��ر الت ��ي ترجمه ��ا ال�صدي ��ق‬ ‫د‪.‬خ�ي�ري دوم ��ة ون�شره ��ا يف كتاب ��ه املهم‬ ‫جد ًا (الق�ص ��ة الرواية امل�ؤل ��ف) ومقاالتي‬ ‫الت ��ي �أن�شره ��ا من ��ذ �سن ��وات‪� ،‬أم ��ا امله ��م‬ ‫م ��ن الدرا�س ��ات وه ��و كت ��ب ور�سائ ��ل‬ ‫و�أطاري ��ح و�أبحاث ومق ��االت فكله مكتوب‬ ‫باالنكليزي ��ة‪ ،‬وهذا �أهم �أ�سب ��اب الت�شو�ش‬ ‫يف ر�ؤي ��ة د‪.‬هناوي فق ��د �أثبتنا يف مقاالت‬ ‫�سابق ��ة �إنه ��ا ال تقر�أ بلغة ثاني ��ة فتعود �إىل‬ ‫الرتجمات‪ ،‬وحني ال جتد حتاول الرتجمة‬ ‫اعتم ��اد ًا عل ��ى القامو� ��س �أو عل ��ى ترجمة‬ ‫‪ ،google‬كما حدث معها حني كتبت عن‬ ‫كتاب �إجنرام وكتاب جنيفر �سميث اللذين‬ ‫مل تق ��ر�أ �س ��وى فهر�سيهم ��ا ومقدمتيهم ��ا‪،‬‬ ‫كم ��ا بين ��ا يف مقال �ساب ��ق‪ ،‬فه ��ي مل تدرك‬ ‫�آن جنيفر �سمي ��ث يف كتابها ‪� 2018‬أرادت‬ ‫�إثب ��ات جتني� ��س املتوالي ��ة الق�ص�صية عرب‬ ‫مدخل جدي ��د حيث �سمتها (اجلن�س الذري‬ ‫‪ )Atomic genre‬وو�ضحت الت�سمية يف‬ ‫الف�ص ��ل الأخري ب�أنها ترى وجود الق�ص�ص‬ ‫يف متوالية ق�ص�صية ي�شبه اندماج الذرات‬

‫يف القنبلة الذرية الذي �سيولد طاقة هائلة‬ ‫تتح ��ول عربه ��ا امل ��ادة �إىل م ��ادة �أخ ��رى‬ ‫متام� � ًا‪� ،‬إن عدم قراءتها باللغ ��ة االنكليزية‬ ‫هو م ��ا يوقعه ��ا يف الغلط‪ ،‬فم ��ن املعروف‬ ‫�أن لكل عل ��م معجمه اخلا�ص الذي غالبا ما‬ ‫ال يذك ��ر يف القوامي� ��س‪ .‬وه ��ذا يف�سر عدم‬ ‫ذكر د‪.‬نادية للدرا�سات اخلا�صة باملتوالية‬ ‫الق�ص�صية �إال بعد �أن ترد يف مقاالتي‪.‬‬ ‫كن ��ت ق ��د كتب ��ت يف املق ��ال ال ��ذي ت ��رد‬ ‫علي ��ه الدكت ��ورة ر�أي (�شكلوف�سك ��ي) يف‬ ‫�أن الت ��وايل ه ��و �أ�ص ��ل الرواي ��ة‪ ،‬لكن ��ي‬ ‫وج ��دت �أنه ��ا تكتبه �أربع م ��رات يف مقالها‬ ‫(�شلوف�سك ��ي)‪ ،‬مم ��ا جعلن ��ي �أظ ��ن �أنه ��ا‬ ‫تتحدث عن ناق ��د �آخر ال �أعرفه خا�صة �إنها‬ ‫كتبته باحلروف الالتيني ��ة ب�صيغة غريبة‬ ‫جعلتني �أم�ض ��ي يومني كاملني يف البحث‬ ‫عن هذا الناقد فقد كتبته ‪ .Shlovskij‬ويف‬ ‫النهاي ��ة تو�صلت �إىل ال�سب ��ب‪ ،‬فهي تق�صد‬ ‫�شكلوف�سك ��ي نف�س ��ه لكن هن ��اك من خدعها‬ ‫كما �سنبني‪.‬‬ ‫تق ��ول د‪.‬نادي ��ة‪( :‬و�شلوف�سك ��ي ه ��و الذي‬ ‫اع�ت�رف يف مقدم ��ة كتاب ��ه (نظري ��ة النرث‬ ‫‪ )1925‬بت�أثري الظ ��روف االجتماعية على‬ ‫الأدب والق�ص ��ور عن ر�ص ��د عالقات الأدب‬ ‫املت�شابكة بالظواهر الثقافية واالجتماعية‬ ‫املختلفة‪ ،‬قائال‪ ":‬لق ��د �شغلت يف درا�ساتي‬ ‫النظري ��ة بالقوان�ي�ن الداخلية ل�ل��أدب و�إذا‬ ‫كان يل �أن ا�ستخ ��دم عب ��ارة م�أخ ��وذة م ��ن‬ ‫املج ��ال ال�صناع ��ي ف�إنن ��ي كن ��ت مث ��ل م ��ن‬ ‫ال ي�شغ ��ل بو�ض ��ع القط ��ن ومنتجات ��ه يف‬ ‫الأ�س ��واق العاملية وال�سيا�س ��ة االحتكارية‬ ‫املتبع ��ة في ��ه و�إمن ��ا يرك ��ز اهتمام ��ه عل ��ى‬ ‫م�ش ��اكل الغ ��زل والن�سي ��ج م ��ن الوجه ��ة‬ ‫الفني ��ة" حتى ج ��اء كتابه (امل�صن ��ع الثالث‬ ‫‪ )1926‬حماو ًال التوفيق بني نظرية الأدب‬ ‫م ��ن جانب والبح ��ث االجتماعي والنف�سي‬

‫م ��ن جان ��ب �آخ ��ر وهذا يدل ��ل عل ��ى معاناة‬ ‫�شلوف�سكي الروحية واملنهجية‪).‬‬ ‫�إن االقتبا� ��س املفرت� ��ض م ��ن كت ��اب‬ ‫�شكلوف�سكي نظرية الن�ث�ر هو ما �أربكني‪،‬‬ ‫ف�أجه ��دت نف�س ��ي بالبح ��ث لأن العب ��ارة‬ ‫املقتب�س ��ة ال ت�ستقي ��م م ��ع طبيع ��ة الكتاب‪.‬‬ ‫فق ��د بن ��ى �شكلوف�سكي كتابه عل ��ى فر�ضية‬ ‫تق�ت�رب من فكرة الديالكتي ��ك‪ ،‬فهو يرى �أن‬ ‫الأجنا� ��س الأدبي ��ة يف كل ع�ص ��ر تت�صارع‬ ‫لتعط ��ي يف الع�صر الت ��ايل جن�س� � ًا جديد ًا‬ ‫يختلف عن املت�صارعني‪ ،‬وهكذا تتكرر هذه‬ ‫الدورة يف كل ع�صر‪ ،‬وهنا مفارقة غريبة‪،‬‬ ‫ف�شكلوف�سك ��ي عل ��ى الرغ ��م م ��ن م�شاركته‬ ‫يف ث ��ورة �أكتوب ��ر مل يك ��ن �شيوعي� � ًا‪ ،‬ب ��ل‬ ‫�إن ��ه �أ�س�س جمعية مناه�ض ��ة للبل�شفية عام‬ ‫‪ 1918‬وا�ضط ��ر للتخف ��ي ب�سب ��ب مالحقة‬ ‫ال�سلط ��ات له ث ��م الهج ��رة �إىل �أوروبا بعد‬ ‫�أن �أُع ��دم �شقيق ��اه لل�سب ��ب نف�س ��ه‪ .‬وكتابه‬ ‫�ش ��كالين �ص ��رف ال عالقة ل ��ه ال باالجتماع‬ ‫وال باالقت�صاد فكيف ي�صدره بعبارة يترب�أ‬ ‫فيه ��ا منه؟ �أما كتابه (امل�صن ��ع الثالث) فهو‬ ‫كت ��اب �سردي يق�ت�رب من ال�س�ي�رة الذاتية‬ ‫ي�سرد في ��ه �شكلوف�سكي حتول ��ه من الأدب‬ ‫�إىل ال�سينما وال عالقة له بنظرية الأدب‪.‬‬ ‫�إن �أ�س ��و�أ ما ميكن �أن يرتكب ��ه الباحث هو‬ ‫ال�سط ��و على جه ��د الآخري ��ن ون�سبته �إىل‬ ‫نف�س ��ه والأ�سو�أ من ذل ��ك �أن يكون ما ادعاه‬ ‫لنف�سه مغلوط ًا وي�أخذه من غري متحي�ص‪.‬‬ ‫لقد ا�ستلت د‪.‬نادي ��ة الن�ص الذي اقتب�سناه‬ ‫من مقالتها برمته من كتاب عنوانه (حتليل‬ ‫اخلط ��اب الأدب ��ي) لكات ��ب �س ��وري ا�سم ��ه‬ ‫(حممد عزام) يف ال�صفح ��ة ‪ 44‬و�أوهمتنا‬ ‫�إنه ��ا ق ��ر�أت كت ��اب نظري ��ة الن�ث�ر وكت ��اب‬ ‫امل�صن ��ع الثالث‪ ،‬على �أن ه ��ذه لي�ست املرة‬ ‫الأوىل‪ ،‬والن� ��ص فيه ارت ��كاب خلط�أ علمي‬ ‫ج�سي ��م ي�صل ح ��د التدلي�س والك ��ذب و�أنا‬

‫‪"As a literary critic, I've‬‬ ‫‪been engaged in the study‬‬ ‫‪of the internal laws that‬‬ ‫‪govern literature. If I may‬‬ ‫‪bring up the analogy of a‬‬ ‫‪factory, then I would say that‬‬ ‫‪neither the current state of‬‬ ‫‪the world cotton market nor‬‬ ‫‪the politics of cotton trusts‬‬ ‫‪interests me. One thing alone‬‬ ‫‪concerns me: the number‬‬ ‫‪of strands that make up the‬‬ ‫‪cotton plant and the different‬‬ ‫‪ways of weaving them. For‬‬ ‫‪that reason, this book is‬‬ ‫‪devoted in its entirety to‬‬ ‫‪a study of the changes in‬‬ ‫”‪literary form.‬‬

‫وترجمتها ال�صحيحة‪�" :‬أنا بو�صفي ناقد ًا‬ ‫�أدبي ًا مهتم بدرا�سة القوانني الداخلية التي‬ ‫حتك ��م الأدب‪ ،‬و�إذا كان يل �أن �أ�ستعري لغة‬ ‫ال�صناعة‪ ،‬ف�س�أق ��ول ال حالة �أ�سواق القطن‬ ‫الآن وال �سيا�س ��ة اعتم ��اد القط ��ن تهمن ��ي‪،‬‬ ‫�ش ��يء واحد �أنا مهتم به هو عدد (التيالت)‬ ‫الت ��ي ت�ؤلف نبتة القط ��ن والطرق املختلفة‬ ‫لن�سجه ًا ولهذا ال�سب ��ب كر�ست هذا الكتاب‬ ‫بكامل ��ه لدرا�س ��ة التغ�ي�رات يف ال�ش ��كل‬ ‫الأدبي"‬ ‫وي�ستطي ��ع الق ��ارئ الك ��رمي �أن ي ��رى �أن‬ ‫املعن ��ى م�ض ��اد متام� � ًا مل ��ا كتب ��ه ع ��زام فقد‬ ‫�أ�ضاف كلم ��ات من عنده قلبت الن�ص ر�أ�س ًا‬ ‫عل ��ى عق ��ب بحي ��ث يب ��دو �أن �شكلوف�سكي‬ ‫يت�ب�ر�أ م ��ن كتاب ��ه يف مقدمت ��ه‪ .‬ومل تدرك‬ ‫الدكت ��ورة ه ��ذا التعار� ��ض‪ ،‬فه ��ل هذه هي‬ ‫املعرف ��ة بالنظرية التي تعد د‪.‬نادية نف�سها‬ ‫فالقة نواها!‬ ‫�أخ�ي�ر ًا �أود �أن �أقول للدكت ��ورة‪ ،‬اعتربيني‬ ‫واهم� � ًا كم ��ا يحلو ل ��ك‪ ،‬لكن علي ��ك مناق�شة‬ ‫ع�ش ��رات الكتب التي تعامل ��ت مع املتوالية‬ ‫الق�ص�صي ��ة على �أنه ��ا جن�س �أدب ��ي ابتدا ًء‬ ‫م ��ن �إجن ��رام وانته ��ا ًء بجنيف ��ر �سمي ��ث‪،‬‬ ‫و�أ�ضي ��ف لك هنا درا�س ��ة �أخرى مل تتوقف‬ ‫عند جتني�س املتواية الق�ص�صية ح�سب بل‬ ‫راحت تبح ��ث يف �أجنا�س فرعي ��ة داخلها‪،‬‬ ‫وهي كتاب الناق ��د ال�سويدي الربوفي�سور‬ ‫رال ��ف لن ��دن ‪The United Stories of‬‬ ‫‪.America‬‬

‫�إنتهي ��تُ م�ؤخر ًا من قراءة الكتاب املمتع ال�صادر بعنوان (‬ ‫م�ستقب ��ل العقل ) �ضمن �سل�سلة ( عامل املعرفة ) التي �أواظب‬ ‫عل ��ى قراءتها بانتظام منذ �سنوات بعي ��دة ‪ ،‬وكان ثمة �سبب‬ ‫�إ�ض � ّ‬ ‫�ايف دفعن ��ي لق ��راءة ه ��ذا الكت ��اب بال ��ذات ؛ فم�ؤلفه هو‬ ‫الفيزيائ ��ي ومقدّم الربامج العلمي ��ة الأ�شهر ( مي�شيو كاكو )‬ ‫ال ��ذي لطاملا �شاهدن ��اه يف وثائقياته العلمي ��ة الرائعة املُعدّة‬ ‫عن كتبه ‪ ،‬مثل ‪ :‬ر�ؤى م�ستقبلية ‪ ،‬فيزياء امل�ستحيل ‪ ،‬العوامل‬ ‫املتعددة ‪ ،،،،‬الخ ‪.‬‬ ‫�إنّ مم ��ا يبعث عل ��ى الده�شة لدى ُم�شاهد ه ��ذه الوثائقيات‬ ‫ وق ��ارئ الكت ��ب كذل ��ك ‪ -‬ه ��و ذلك الك� � ّم الهائل م ��ن املعرفة‬‫املتداخل ��ة بني احلق ��ول املعرفي ��ة يف �شتى �ألوانه ��ا ( علمية‬ ‫وفل�سفية و�أدبية ‪ ،،،‬الخ ) ؛ �إذ ماعاد ممكن ًا تناول املع�ضالت‬ ‫اجلوهري ��ة الت ��ي تق�ت�رب من حاف ��ات الك ��وارث امل�ؤكدة يف‬ ‫عاملن ��ا املعا�صر من غ�ي�ر الإحاطة بجوان ��ب معرفية متعددة‬ ‫ومتداخلة ومبا مي ّكن من احل�صول على �صورة �شاملة طبق ًا‬ ‫مل ��ا تتطلب ��ه ( نظري ��ة الأن�س ��اق ‪ ) Systems Theory‬التي‬ ‫غدت النظرية الأ�سا�سية العابرة للتخوم املعرفية ‪ .‬نقر�أ يف‬ ‫الف�ص ��ل الأخري من كتاب ( كاكو ) عن ( الوعي الكمي ) وهو‬ ‫ّ‬ ‫معريف حديث بع� ��ض ال�شيء ي�سعى لتوظيف بع�ض‬ ‫مبحث‬ ‫النتائج املتح�صلة م ��ن البحث يف ميكانيك الك ّم على مفاهيم‬ ‫�أ�سا�سي ��ة يف الوج ��ود الب�ش ��ريّ مث ��ل الوع ��ي ‪ ،‬وتل ��ك مهمة‬ ‫التبحر يف‬ ‫ممتعة بقدر ماهي �شاقة ‪ ،‬وتتط ّلب قدر ًا هائ ًال من ّ‬ ‫علوم الفيزياء والريا�ضيات وهند�سة الربجميات والربجمة‬ ‫اللغوية الع�صبي ��ة وال�سايكولوجيا الإدراكية بالإ�ضافة �إىل‬ ‫�إمتالك ذائقة فل�سفية ت�ستطيب لغة ( كانت ) و ( اليبنتز ) و (‬ ‫�سبينوزا ) بقدر ا�ستطابتها ملفاهيم ميكانيك الك ّم احلديثة ‪.‬‬ ‫�إنّ مو�ضوع ��ة املعرف ��ة العاب ��رة للتخ ��وم م�س�أل ��ة معق ��دة‬ ‫وم�شتبك ��ة و�أكرب م ��ن مو�ضوعة (الثقافتان) الت ��ي �أ�شار لها‬ ‫(�س ��ي‪ .‬بي‪� .‬سن ��و) ع ��ام ‪ 1959‬؛ �إذ �أنّ ما�أ�شار له (�سنو) هو‬ ‫اله � ّ�وة الفا�صل ��ة بني الثقافت�ي�ن العلمية والأدبي ��ة على وجه‬ ‫التحدي ��د ‪ ،‬وكذل ��ك مايرت ّتب على تفاقم تل ��ك الهوة من خطل‬ ‫مفاهيمي يقود ملع�ضالت جمتمعية م�ؤذية ‪ .‬كان ذلك مع بداية‬ ‫العق ��د ال�ستين ��ي من القرن ال�سابق ؛ �أم ��ا يف عاملنا املعا�صر‬ ‫فق ��د بلغت الأمور ح ّد ًا ي�ستوجب الإمل ��ام ب�شيء من التداخل‬ ‫ب�ي�ن العلوم ( واحلقول املعرفي ��ة بعامة ) وذلك ل�سببني على‬ ‫الأق � ّ�ل ‪ :‬ال ّأول �إنّ هذا الفهم ه ��و مايجعل املرء م�ؤثر ًا وقادر ًا‬ ‫عل ��ى �إمتالك خلفية علمية ت�ؤهله لفهم طبيعة الع�صر واملدى‬ ‫الهائل لتعقيد �أن�ساق ��ه املعرفية وبخا�صة ونحن على �أعتاب‬ ‫الث ��ورة ال�صناعي ��ة الرابع ��ة الت ��ي �ست�شهد تر�سي ��خ �سطوة‬ ‫الأمتتة ومنظومات الذكاء الإ�صطناعي الفائق والروبوتات‬ ‫امل�ؤن�سن ��ة ‪� ،‬أم ��ا ال�سبب الث ��اين فهو �إنّ الفه ��م خطوة �أوىل‬ ‫باجت ��اه تكوي ��ن الداف ��ع لت�شكي ��ل جماع ��ات �ضغ ��ط ( بيئية‬ ‫بخا�ص ��ة ) تتوىل الدفاع ع ��ن حقوق الأر� ��ض امل�ستلبة التي‬ ‫ت�آكل ��ت بفع ��ل اجل�ش ��ع الب�ش ��ري املتوح� ��ش ‪ ،‬ولي� ��س خافي ًا‬ ‫�أنّ املعرف ��ة الر�صين ��ة هي املفت ��اح للتعامل املعقل ��ن مع هذه‬ ‫املو�ضوع ��ات املعق ��دة ‪ ،‬و�إذا كان الل ��ورد ( �سن ��و ) ممتع�ض ًا‬ ‫م ��ن �سوء الفهم ب�ي�ن الثقافتني العلمية والأدبي ��ة ف�إن احلالة‬ ‫يف عاملن ��ا املعا�صر �أكرث تعقي ��د ًا بكثري ولي�ست حم�ض �سوء‬ ‫فه ��م بل هي معرفة تنطوي عل ��ى �أن�ساق هائلة التعقيد مثلما‬ ‫نتح�سب لتلك‬ ‫تنط ��وي على ك ��وارث م�ؤكدة قادم ��ة ‪ ،‬وم ��امل‬ ‫ّ‬ ‫املعرفة والك ��وارث مبعرفة عابرة للتخ ��وم العلمية ال�ضيقة‬ ‫واملحدودة ف�إنّ خ�سائر بالغة �ستلحق بنا �أفراد ًا وبلدان ًا ‪.‬‬ ‫هذا ع�صر املعرفة العابرة للتخوم ‪ ،‬ولي�س �أمامنا من �سبيل‬ ‫للتغاف ��ل عن هذه احلقيق ��ة �أو الإنكفاء عل ��ى اجلزر املعرفية‬ ‫املعزولة‪.‬‬ ‫�إنّ مو�ضوعة المعرفة العابرة للتخوم‬ ‫م�س�ألة معقدة وم�شتبكة و�أكبر من‬ ‫مو�ضوعة (الثقافتان) التي �أ�شار لها‬ ‫(�سي‪ .‬بي‪� .‬سنو) عام ‪ 1959‬؛ �إذ �أنّ‬ ‫الهوة الفا�صلة‬ ‫ما�أ�شار له (�سنو) هو ّ‬ ‫بين الثقافتين العلمية والأدبية على‬ ‫وجه التحديد ‪،‬‬

‫الكاتبة الكندية ديني�س بومبارديه تن�شر مذكراتها اجلريئة‬

‫ح��ـ��ي��ـ��اة ب����ـ����دون خ���ـ���ـ���وف �أو �أ���س��ـ��ـ��ـ��ف‬ ‫ترجمة ‪ :‬عدوية الهاليل‬

‫احتلت الكاتبة الكندية من‬ ‫مقاطعة كيبيك (ديني�س‬ ‫بومبارديه ) م�ساحة متميزة لها‬ ‫في ال�ساحة الأدبية الفرن�سية‬ ‫منذ �صدور كتابها ( طفولة في‬ ‫المياه المقد�سة ) في عام ‪1985‬‬ ‫‪ ،‬واليوم تقوم بومبارديه بن�شر‬ ‫م�سل�سل حياتها المليئة بالأحداث‬ ‫والمنعطفات في كتاب �سيرة ذاتية‬ ‫جريء يقع في ‪� 460‬صفحة ويحمل‬ ‫عنوان (الحياة دون خوف ودون‬ ‫�أ�سف) ‪ ،‬وقد تم بيع ‪�34,000‬ألف‬ ‫ن�سخة منه في كيبيك منذ �صدوره‬ ‫عن دار بلون للن�شر‪ ،‬كما بيع منه‬ ‫‪� 340,000‬ألف ن�سخة في فرن�سا ‪..‬‬

‫ي�ض ��م الكتاب تفا�صيل �سريتها الذاتية ومقابالتها‬ ‫الالذعة م ��ع العديد من رج ��ال ال�سيا�سة م�شفوعة‬ ‫بال�ص ��ور ‪..‬تق ��ول بومباردي ��ه ‪ ":‬كان ��ت عائلت ��ي‬ ‫متوا�ضع ��ة ‪ ،‬لكنه ��ا جمنونة متام� � ًا ‪...‬كان جنون‬ ‫وال ��دي يفزعن ��ي ‪..‬وعندم ��ا كن ��ت �شاب ��ة ‪ ،‬مل �أكن‬ ‫�أخ�ش ��ى من �ضياع حيات ��ي �أو بقائي من دون لكنه‬ ‫كان يب ��ث الرعب فين ��ا زواج لكني كنت �أخ�شى �أن‬ ‫�أ�صبح جمنونة �أي�ض ًا " وتردف الكاتبة ‪ ":‬مل يكن‬ ‫والدي يهاجمنا ج�سدي ًا لكنه كان يبث الرعب فينا‬ ‫‪..‬وكانت والدتي تنكر كونه جمنون ًا ‪� ،‬أما خاالتي‬ ‫فقد كان ي�سمني الأ�شياء با�سمائها وي�صفن والدي‬ ‫باملجنون حتى الثمالة ‪..‬‬ ‫من جهة �أخ ��رى ‪ ،‬كان والدي ي�ش ��كل عالمة فارقة‬ ‫بالن�سبة ملجتم ��ع كيبيك املغلق منذ �أعوام ‪1950‬‬ ‫– ‪ 1960‬ورمبا يف�سر هذا ممار�ستي امل�شاك�سة‬ ‫ملهن ��ة ال�صحاف ��ة ‪ ،‬فق ��د كان يهاج ��م الكني�س ��ة يف‬ ‫وقت كانت له ��ا �سلطتها املطلقة يف كيبيك ‪ ،‬وكنت‬ ‫ممزق ��ة ماب�ي�ن خط ��اب وال ��دي املناه� ��ض للدي ��ن‬ ‫وب�ي�ن اخلطاب الديني الذي كن ��ت �أحبه ‪� ،‬إذ كانت‬ ‫املدر�س ��ة مالذي وكذل ��ك مدر�ساتي م ��ن الراهبات‬ ‫‪..‬مل تكن الراهبات –على �سبيل املثال – يتناولن‬ ‫الكح ��ول �أمامي بخالف عائلت ��ي التي كنت �أخجل‬ ‫من �إدمانها على الكحول ‪..‬كانت عمتي �أي�ض ًا تفعل‬ ‫الكثري من الف�ضائح كما كان انتقاد املجتمع يحيط‬ ‫ب�أقاربي ‪..‬على الرغم من ذلك ‪ ،‬ح�صلت على تعليم‬ ‫�أ�سا�سي جيد منحني احل�صانة نوع ًا ما ‪ ،‬وغر�ست‬ ‫والدتي يف نف�سي ع�شقها للغة الفرن�سية مادفعني‬

‫اىل االلتح ��اق بدورات يف االلق ��اء �ساعدتني على‬ ‫التعبري ع ��ن نف�سي ‪..‬ويف الواق ��ع ‪ ،‬كان ارتقائي‬ ‫الثق ��ايف �سالح ذو حدين �إذ �شع ��رت باين �أمار�س‬ ‫نوع� � ًا من اخل ��داع ملجتمعي املغل ��ق لكني حاربت‬ ‫ب�شدة لأ�صل اىل ماو�صلت اليه "‪..‬‬ ‫وتكم ��ل بومباردي ��ه ‪ ":‬قب ��ل �أن �أك ��ون �صحفية ‪،‬‬ ‫كن ��ت ممثلة يف البداية ‪ ،‬لكن ��ي �شعرت ب�أين غري‬ ‫ق ��ادرة عل ��ى ممار�سة مهن ��ة تقوم عل ��ى املتاجرة‬ ‫بامل�شاع ��ر ‪..‬كن ��ت بحاج ��ة اىل م�ساح ��ة كافي ��ة‬ ‫لأحت ��رك ووجدت ذل ��ك يف ممار�س ��ة ال�صحافة ‪،‬‬ ‫خا�صة عندما عملت يف الإذاعة الكندية حتى عام‬ ‫‪، 2004‬كنت قد خ�ضت جمال ال�صحافة يف �سن‬ ‫ال�سابع ��ة ع�شرة ع�ب�ر كتابة مق ��االت اليرغب بها‬

‫الآخ ��رون ‪..‬كان يطل ��ق على مقاالت ��ي ‪ ":‬القنبلة‬ ‫اجلريئ ��ة " ‪..‬ويف �سن ��وات ال�ستيني ��ات ‪ ،‬وم ��ع‬ ‫قيام ( الثورة الهادئة) ‪ ،‬خرجنا نحن ال�شباب من‬ ‫مرحلة مظلمة لنعرب اىل عامل مبهج ‪.‬كان كل يوم‬ ‫مي ��ر يحمل مع ��ه ن�صيب ًا م ��ن الإ�صالحات وبد�أت‬ ‫وقتها عملية علمنة امل�ؤ�س�سة الكهنوتية ‪ ،‬لذا كان‬ ‫جيلن ��ا من �شباب كيبك ي�شع ��ر بال�سعادة ‪ ،‬وخرج‬ ‫من معطف كيبيك العدي ��د من الفنانني املعروفني‬ ‫‪..‬بع ��د ذلك ‪ ،‬جاء ح ��زب كيبيك اىل ال�سلطة ومعه‬ ‫حلم اال�ستقالل لكن ��ه ف�شل يف انتخابات ‪1980‬‬ ‫و‪ ، 1995‬كم ��ا ظه ��ر رئي� ��س احل ��زب الليربايل‬ ‫امليكافيللي الرائع بيري �إليوت ترودو ‪ ،‬الذي كان‬ ‫�أب ًا حقيقي ًا ‪ ،‬وقد �أفقد حب الن�ساء لرتودو عقلهن‬

‫لأول م ��رة فف ��ي ع ��ام ‪ ، 1968‬التقي ��ت بالعدي ��د‬ ‫م ��ن امل�شاهري ورج ��ال ال�سيا�سة م ��ن �أمثال جان‬ ‫فران�سوا ريفي ��ل و�آالن بريفيت وباول غوميارد‬ ‫وبينول ��ت غرول ��ت ورمي ��ون �آرون وفران�س ��وا‬ ‫مي�ت�ران ‪..‬ويف ع ��ام ‪� ، 1990‬أعل ��ن غابريي ��ل‬ ‫ماتزني ��ف ع ��ن كتابه ال ��ذي حتدث في ��ه عن ولعه‬ ‫بال�صبي ��ة املراهقني وزهوه ب�ش ��ذوذه اجلن�سي‪،‬‬ ‫ف�شعرت ب�أين �س�أنفجر وهاجمته ‪ ،‬ف�شن املثقفون‬ ‫هجوم� � ًا قا�سي� � ًا �ض ��دي ‪ ،‬لك ��ن مي�ت�ران �ساندين‬ ‫ومنحن ��ي بع ��د ث�ل�اث �سن ��وات و�س ��ام ال�ش ��رف‬ ‫لدفاع ��ي ع ��ن اللغ ��ة والثقاف ��ة الفرن�سي ��ة وكان‬ ‫م�صدر فخر عظيم بالن�سبة يل ‪...‬‬ ‫وتكرر بومبارديه اعتزازها مبوطنها كيبيك على‬ ‫الرغ ��م م ��ن انغالق املجتم ��ع على نف�س ��ه ‪ ،‬فحتى‬ ‫وق ��ت قري ��ب ‪ ،‬كان اال�ستماع اىل اغ ��اين الكندية‬ ‫�سيل�ي�ن دي ��ون ا�شبه بالذه ��اب اىل �صال ��ة قمار ‪،‬‬ ‫م�ش�ي�رة اىل اعتزازها ب�سيلني دي ��ون لأنها بد�أت‬ ‫م ��ن ال�صف ��ر و�صع ��دت اىل القمة وق ��د كتبت لها‬ ‫�أغنيته ��ا ( ديف ��ا) كما �إنها حترتمه ��ا لأنها مل تفقد‬ ‫‪� ،‬أم ��ا �أنا فق ��د التقيت ب ��ه كث ً‬ ‫ريا لكن ��ي مل �أخ�ضع عقلها كبقية امل�شاهري وحافظت على توا�ضعها‪..‬‬ ‫ل�سحره ‪.. ،‬‬ ‫ح ��ازت بومباردي ��ه عل ��ى �شهادت ��ي املاج�ست�ي�ر‬ ‫وتتح ��دث ديني� ��س بومباردي ��ه يف مذكراتها عن والدكت ��وراه ‪ ،‬وا�شته ��رت برباجمه ��ا الإذاعي ��ة‬ ‫ع�شقه ��ا لفرن�س ��ا فتق ��ول ‪� ":‬أحبب ��ت كل �شيء يف ولقاءاتها اجلريئ ��ة مع ال�شخ�صي ��ات ال�سيا�سية‬ ‫فرن�س ��ا ‪ ،‬حت ��ى غطر�س ��ة الفرن�سيني ‪�..‬أن ��ا �أي�ض ًا ومقاالته ��ا الإعالمي ��ة الالذع ��ة ‪ ،‬كم ��ا عرف ��ت‬ ‫فرن�سي ��ة من فرع�ي�ن ‪ ،‬الأ ّم والأب ‪ ،‬ولدي �أ�سالف ب�شجاعته ��ا يف الدفاع عن و�ضع املر�أة يف فرن�سا‬ ‫ذوي �أ�ص ��ول نقية على الرغم من �أن جدتي كانت وكندا بعيد ًا عن التط� � ّرف الن�سائي ومبا ي�ضمن‬ ‫لها هيئ ��ة امر�أة هندية ‪..‬وعندم ��ا و�صلت فرن�سا مكانة عادلة للمر�أة ‪...‬‬


‫آراء وأفكار‬

‫‪10‬‬

‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬ ‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬

‫خ����������������������ل����������������������ود‪...‬‬ ‫قبل �أيام �أقدم الأخ الأكرب على قتل �أخته "خلود"‪� ،‬شنق ًا حتى املوت ب�سبب �صور مهينة‪ .‬جتاوزت الفتاة امل�شنوقة الأربعني عام ًا من العمر‪.‬‬ ‫ومما قيل يف واقع الفتاة �أ ّنها كانت تعي�ش يف ظل ظروف عائلية ع�صيبة تعامل فيها معاملة العبيد من قبل زوجات الأخوة والأخوة كذلك‬ ‫لكونها غري متزوجة وبلغت مرحلة العنو�سة ذات الو�صمة القا�سية يف املجتمع العراقي‪ .‬وتنقل و�سائل التوا�صل االجتماعي �أخبار عن‬ ‫حوادث مماثلة راح �ضحيتها ن�ساء �شابات متزوجات وغري متزوجات ومن كل املحافظات والأمكنة والأديان والطوائف‪.‬‬ ‫ال �أح ��د ي�ستطي ��ع الإدع ��اء �أ ّنه ��ا �سم ��ة‬ ‫جلماع ��ة دون �أخ ��رى �أو حمافظة دون‬ ‫�أخ ��رى‪ .‬ولي�س �صحيح ًا الق ��ول �أي�ض ًا‬ ‫�إ ّنه ��ا جرائم تط ��ال الن�س ��اء اجلميالت‬ ‫�أو امل�شهورات م ��ن ال�شابات على وجه‬ ‫التعيني ب ��ل تطال كل الن�س ��اء‪ .‬ظاهرة‬ ‫قدمية ورا�سخ ��ة ولك ّنها تخبو يف ظل‬ ‫ظ ��روف الأم ��ان الن�سب ��ي والأو�ض ��اع‬ ‫االقت�صادية املتحركة والواعدة وتظهر‬ ‫تدريجي� � ًا لت�صل مرحل ��ة ال�شرا�سة يف‬ ‫ظل ظ ��روف القلق والإ�ضط ��راب التي‬ ‫تق ��دم امل ��ر�أة فيه ��ا قربان� � ًا للتعبري عن‬ ‫التوتر والأ�سى وعدم الإرتياح‪.‬‬ ‫ال �أح ��د ينك ��ر مق ��دار اخل ��ذالن وخيبة‬ ‫الأم ��ل ال ��ذي ت�ص ��اب به العائل ��ة جراء‬ ‫ت�صرف ��ات طائ�شة وغ�ي�ر حم�سوبة من‬ ‫�أي ف ��رد م ��ن �أفرادها وبخا�ص ��ة �إناثها‬ ‫مهم ��ا كان ��ت امل�ب�ررات ب�سب ��ب الإرث‬ ‫الثق ��ايف الإ�سالم ��ي الذي ميت ��زج فيه‬ ‫املوق ��ف الأخالق ��ي بق ��وة وعم ��ق م ��ع‬ ‫املوق ��ف القان ��وين والفقه ��ي‪ .‬موق ��ف‬ ‫يعاقب فيه املتج ��اوز لل�سائد واملقبول‬ ‫وب�ش ��دة ميك ��ن �أنْ ت�ص ��ل ح ��د الإعاقة‬ ‫�أو امل ��وت العم ��د كم ��ا تظه ��ر درا�سات‬ ‫علمي ��ة متخ�ص�صة �إىل جان ��ب ال�شائع‬ ‫واملتع ��ارف علي ��ه اجتماعي� � ًا‪ .‬بي ��د �أنّ‬ ‫له ��ذا اجلان ��ب الأخالق ��ي جان ��ب �آخر‬ ‫ال يق ��ل �أهمي ��ة يتعل ��ق مب ��ن ي�ست ��درج‬ ‫ال�ضحي ��ة ويف ��رط بالثق ��ة ويعر�ضه ��ا‬ ‫للخطورة والهوان �أو ميار�س التهديد‬ ‫والإبتزاز‪ .‬و�صارت ه ��ذه ال�سلوكيات‬ ‫�أك�ث�ر ح�سا�سية اليوم يف ظ ��ل انت�شار‬ ‫و�سائ ��ل التوا�ص ��ل االجتماع ��ي الت ��ي‬

‫ت�ستخ ��دم لأغرا� ��ض متع ��ددة منه ��ا ما‬ ‫يتعل ��ق بال�شخ�ص ��ي واالجتماع ��ي كما‬ ‫�أك ��د خطي ��ب املرجعية الديني ��ة ال�سيد‬ ‫�أحمد ال�صايف عليها يف خطبة اجلمعة‬ ‫الفائت ��ة وحث على حماربته ��ا ووقفها‬ ‫حلماية ال�شباب من خماطرها‪.‬‬ ‫يتفق فقه ��اء القان ��ون وامل�شتغلون يف‬ ‫العلوم الإن�ساني ��ة على الدور اخلطري‬ ‫وامل� ��ؤذي ال ��ذي متار�س ��ه ال�ضغ ��وط‬ ‫االجتماعي ��ة والت ��ي ت� ��ؤدي �إىل �صنع‬ ‫ردود فع ��ل نف�سي ��ة يعاجله ��ا بع� ��ض‬ ‫م ��ن يق ��ع حت ��ت وط�أته ��ا ب�سلوكي ��ات‬ ‫ع�شوائي ��ة وغ�ي�ر من�ضبط ��ة‪ .‬وهذا ما‬ ‫يحتم تطوي ��ر مواق ��ف �أخالقية ال تقل‬ ‫�أهمي ��ة ع ��ن املوق ��ف الأخالق ��ي ال ��ذي‬ ‫يتطل ��ب الإن�ضب ��اط وحماي ��ة ال ��ذات‬ ‫من براث ��ن خمتلف �أ�ش ��كال الإ�ستغالل‬ ‫مب ��ا يف ذل ��ك الإ�ستغالل الذات ��ي للفرد‬ ‫بنف�س ��ه ولنف�س ��ه نتيج ��ة الإنهي ��ار‬ ‫والت�ساه ��ل و�إنع ��دام احليطة واحلذر‬ ‫م ��ن املرتب�ص�ي�ن ومتحين ��ي الفر� ��ص‬ ‫للني ��ل م ��ن ال�شاب ��ات وال�شب ��اب‪ ،‬على‬ ‫وجه التعيني‪.‬‬ ‫تتع ��دى جت ��اوزات م ��ن ه ��ذا الن ��وع‬ ‫حدود الأفراد لت�شم ��ل فئات اجتماعية‬ ‫تعرب ع ��ن ف�شله ��ا وخيبة �أمله ��ا بطرق‬ ‫متع ��ددة لإي ��ذاء ال ��ذات والإنتقام منها‬ ‫لي� ��س فقط من خ�ل�ال الت�سليم للعقوبة‬ ‫العائلي ��ة ب ��ل والذاتية �أي�ض� � ًا بالإقدام‬ ‫عل ��ى الإنتح ��ار‪ .‬فق ��د زادت مع ��دالت‬ ‫الإنتح ��ار حت ��ى �أ�صبحت ق�ضي ��ة ر�أي‬ ‫ع ��ام يف العراق‪ ،‬الي ��وم‪ .‬ق�ضية يرتدد‬ ‫�صداها فيما حتمله الأخبار عن حاالت‬

‫‪ ‬د‪ .‬الهاي عبد الح�سين‬

‫يق ��ع �ضحيته ��ا يف الغال ��ب �شب ��اب مل‬ ‫يتج ��اوزوا الع�شريني ��ات م ��ن العم ��ر‪.‬‬ ‫وي�أت ��ي ه� ��ؤالء �أي�ض� � ًا م ��ن خمتل ��ف‬ ‫املناط ��ق واجلماع ��ات والطوائ ��ف‬ ‫والأديان وكذلك امل�ستويات التعليمية‪.‬‬ ‫يبقى عام ��ل واحد يبدو �إ ّن ��ه ي�شذ على‬ ‫القاع ��دة وه ��و ال ��ذي يتعل ��ق بجن ��در‬ ‫ال�ضحية‪ .‬يتقدم عدد الإناث املنتحرات‬ ‫عل ��ى ع ��دد الذك ��ور ن�سبي ًا كم ��ا تف�صح‬ ‫اح�صائي ��ة ّ‬ ‫مت تداوله ��ا عل ��ى و�سائ ��ل‬ ‫التوا�صل االجتماع ��ي للربع الأول من‬ ‫ع ��ام ‪ .2019‬بلغ ع ��دد املنتح ��رات يف‬ ‫كرب�ل�اء ‪ 19‬مقاب ��ل ذك ��ر واح ��د‪ ،‬ويف‬ ‫مي�س ��ان انتحرت ثم ��اين �إن ��اث مقابل‬ ‫�ست ��ة م ��ن الذك ��ور‪ ،‬ويف وا�س ��ط بل ��غ‬ ‫عدد املنتحرات ثالث ��ة مقابل �إثنني من‬ ‫الذكور‪ .‬تبع ��ث هذه الإح�صائيات على‬

‫بال�سـالح �أم بالعقـل‬

‫‪ ‬د‪� .‬أثري ناظم اجلا�سور‬

‫مل تن�ش�أ التنظيمات االرهابية‬ ‫حتى تنتهي وت�ضمحل اىل الأبد‬ ‫‪ ،‬وبعيداً عن امل�ؤامرة وما ي�صاغ‬ ‫من م�شاريع دولية واقليمية قد‬ ‫ت�ؤثر ب�شكل �أو ب�آخر على طبيعة‬ ‫النظام واحلركة والتفاعل بني‬ ‫وحداته التي كونته وتعمل‬ ‫بني احلني والآخر على �إعادة‬ ‫�صياغته ور�سمه‪ ،‬ف�إنها وقياداتها‬ ‫وجدت لكي ت�ؤ�س�س لأر�ضية مهما‬ ‫�أطلقت عليها من م�سميات �إال �إنها‬ ‫وجدت لتبقى وت�ستمر طاملا كانت‬ ‫مواجهتها ه�شة‬

‫فاملنطلق���ات الفكرية التي تعد اخلزين لهذه‬ ‫التنظيم���ات الزال���ت ال���دول تواجهه بطرق‬ ‫غ�ي�ر منطقي���ة بعيدة ع���ن العق���ل‪ ،‬فقد رحل‬ ‫ب���ن الدن بطريقة درامية �أنهت حياته بغ�ض‬ ‫النظ���ر ع���ن الطريق���ة واحل���دث والأج���واء‬ ‫لك���ن الع���امل الزال يدفع ثمن م���ا اقرتفته يد‬ ‫ب���ن الدن والأك�ث�ر من ذلك ف����إن دو ًال احتلت‬ ‫ودمرت لأنه���ا قد تكون �شريكت���ه‪ ،‬لذلك فان‬ ‫التنظيمات االرهابية املوجودة ال ميكن �أن‬ ‫تنتهي بالقنابل واملدفعية وال�صواريخ لأنها‬ ‫بالأ�سا�س متت عل���ى الفكرة التي حتمل يف‬ ‫طياته���ا كل عوامل تف�س���ر العنف وجتيزه‪،‬‬ ‫باملح�صل���ة ف����إن الق�ضاء عل���ى كل ما متتلكه‬ ‫ه���ذه التنظيمات االرهابية م���ن قوة يعتمد‬ ‫عل���ى الفك���رة امل�ض���ادة الت���ي تُع���د ال�سالح‬ ‫الوحي���د الق���ادر عل���ى �إنه���اء كل املخططات‬ ‫التي تعمل على تنفيذها‪.‬‬ ‫فعل���ى م���دار ال�سن���وات الطويل���ة املا�ضي���ة‬ ‫من���ذ ت�أ�سي�س تنظيم القاع���دة ولغاية ظهور‬ ‫تنظي���م داع����ش االرهاب���ي واحل���روب التي‬

‫�شن���ت عليه���ا كان���ت لل�س�ل�اح كلم���ة الف�صل‬ ‫والغري���ب �إن �ضحاي���ا ه���ذه احل���روب ه���م‬ ‫املدني���ون الع���زل‪� ،‬إذ ًا نحن �أم���ام �صورتني‬ ‫الأوىل تنظي���م ارهاب���ي ي�سته���دف املدنيني‬ ‫بع���د �أن يطل���ق �شت���ى امل�سمي���ات ويج���زئ‬ ‫املجتمعات‪ ،‬نق���ف يف ال�صورة الثانية �أمام‬ ‫حتالفات ع�سكرية �ضخمة جتي�ش اجليو�ش‬ ‫للق�ض���اء عل���ى التنظيم���ات االرهاب���ي لك���ن‬ ‫نتيج���ة ه���ذه احلم�ل�ات بع���د الق�ض���اء على‬ ‫تواج���د التنظيمات ع�سكري��� ًا �أي�ض ًا �ضحايا‬ ‫م���ن املدني�ي�ن‪ ،‬بالنتيج���ة جن���د �إن املعاجلة‬ ‫اقت�ص���رت عل���ى حتري���ر الأر����ض وت���رك ما‬ ‫تبقى لعام���ل الوقت دون معاجل���ة حقيقية‪،‬‬ ‫وه���ذا م���ا ح���دث يف افغان�ست���ان والع���راق‬ ‫و�سوري���ا والعدي���د م���ن الدول الت���ي ركزت‬ ‫على املواجه���ة الع�سكري���ة وتركت املواطن‬ ‫رهينة لو�ضعه ال�سيئ‪.‬‬ ‫تعامل���ت الدول م���ع التنظيم���ات االرهابية‬ ‫وف���ق فكرة جتفي���ف املناب���ع والق�ضاء على‬ ‫احلوا�ض���ن ق���د تك���ون فك���رة الق�ض���اء هذه‬ ‫ح�سنة لكنها �آنية عل���ى اعتبار �أن تنظيمات‬ ‫به���ذا املطاطي���ة �أو كم���ا ي�سميه���ا البع����ض‬ ‫االخطبوطي���ة ه���ي ق���ادرة عل���ى تُخل���ق يف‬ ‫بيئ���ات مهي�أة �أكرث م���ن تلك الت���ي خ�سرتها‬ ‫خ�صو�ص��� ًا وله���ا م�ؤيدي���ن ومنا�صري���ن‪،‬‬ ‫فالدول خ�صو�ص ًا تلك التي اتهمت بالرعاية‬ ‫والتموي���ل والتدري���ب وحت���ى تل���ك الت���ي‬ ‫�أ�صبحت منتجة لل�شباب املنتمي للجماعات‬ ‫االرهابي���ة ه���ي يف احلقيق���ة �ساع���دت‬ ‫ب�ش���كل مبا�شر على تر�سي���خ كل ما له عالقة‬ ‫بالكراهي���ة واحلق���د والتهمي����ش م���ن خالل‬ ‫�سيا�ساته���ا املتناق�ض���ة العدواني���ة‪ ،‬فهي مل‬ ‫تعم���ل عل���ى �أن تكون حاجز ًا ملن���ع االرهاب‬ ‫ال ب���ل �ساعدت على انت�ش���اره يف �سبيل دفع‬ ‫اخلطر عن �أرا�ضيه���ا‪ ،‬هذا ما �ساعد على �أن‬ ‫تخلق البيئات املتعددة حتديد ًا تلك املناطق‬ ‫الت���ي تعر�ض���ت للأزم���ات واالنك�س���ارات‬ ‫�ساعدت عل���ى �أن تكون �إم���ا �أر�ضية خ�صبة‬ ‫له���ذه التنظيم���ات و�إما منتج���ة ملجاميع مت‬ ‫ت�صديره���م خ���ارج حدودها بحج���ة حماية‬ ‫الأمن‪.‬‬ ‫بالنتيج���ة ف�إن �أ�سا�س الإره���اب هو الأفكار‬ ‫الت���ي حتث على نف���ي الآخر و�أف���كاره التي‬ ‫ت�صل لتكفريه وقتله وهذا الفكر ال ينح�صر‬ ‫�ضم���ن ح���دود جغرافي���ة معين���ة �أو يف‬ ‫�أ�شخا����ص حمددين‪ ،‬بل ه���و قابل لالنت�شار‬ ‫وب�سرع���ة غ�ي�ر م�سيط���ر عليه���ا‪ ،‬باملح�صلة‬ ‫تكون �آثاره خطرية وغري عقالنية وامل�شاهد‬ ‫املروعة التي نراها يومي ًا من جراء الأعمال‬ ‫االرهابي���ة دلي���ل عل���ى �أن ال�س�ل�اح وح���ده‬ ‫غ�ي�ر ٍ‬ ‫كاف عل���ى مواجهة ه���ذه التنظيمات‪،‬‬ ‫والأج���در �أن تت���م معاجل���ة ه���ذه الأف���كار‬ ‫من خ�ل�ال تر�سي���خ كل م���ا له عالق���ة بالقيم‬ ‫االن�سانية وال�سل���م والتعاي�ش ونبذ العنف‬ ‫وخط���اب الكراهية واالبتعاد ع���ن التط ّرف‬ ‫والعمل على �أن الو�سطية هي احلل‪.‬‬

‫احلزن والقل ��ق ولك ّنها �أي�ض� � ًا ال تقول‬ ‫كل احلقيق ��ة م ��ن حي ��ث �أنّ بع�ض� � ًا من‬ ‫احل ��االت الت ��ي �أحيل ��ت �إىل الإنتح ��ار‬ ‫كانت باحلقيقة جرائم قتل ّ‬ ‫مت تنفيذها‬ ‫م ��ن قبل �أح ��د �أف ��راد العائلة م ��ع �سبق‬ ‫الإ�ص ��رار للأ�سب ��اب الأخالقي ��ة الت ��ي‬ ‫ي�ساء التعامل معها �أو يح�صل التورط‬ ‫بها وبخا�صة من قبل ال�شباب‪ .‬يتفاوت‬ ‫الذكور والإناث من حيث فر�ص التعليم‬ ‫والعم ��ل واحلرية الن�سبية على �صعيد‬ ‫احلياة االجتماعي ��ة الواقعية اليومية‬ ‫ولك ّنه ��م يت�س ��اوون على مذب ��ح املوت‬ ‫بالنتيجة النهائية عندما ي�ضعون حد ًا‬ ‫حلياتهم وب�أياديهم‪ .‬تذهب حينها معهم‬ ‫جهود �إن�سانية كبرية وم�ضنية �إبتداء ًا‬ ‫م ��ن الأ�شه ��ر الت�سع ��ة للحم ��ل ومرور ًا‬ ‫بالرعاي ��ة والإهتم ��ام حت ��ى يك�ب�روا‬

‫ويزه ��روا و�أخريا لي ��ذووا وينعدموا‬ ‫وهم بعد يف ريع ��ان ال�صبا وال�شباب‪،‬‬ ‫�أو يف الأق ��ل مل ي�أخ ��ذوا فر�صته ��م من‬ ‫احلياة‪ ،‬بعد‪.‬‬ ‫مم ��ا ال �ش ��ك في ��ه ف� ��إنّ جرائم م ��ن هذا‬ ‫النوع تعترب امتداد ًا ملواقف اجتماعية‬ ‫ال تقي ��م وزن ًا للمر�أة وال تهتم بها ف� ً‬ ‫ضال‬ ‫ع ��ن �أ ّنها تقع يف �صمي ��م الإنتهاك حلق‬ ‫الإن�س ��ان يف احلي ��اة مم ��ا ال تر�ض ��ى‬ ‫ب ��ه ال�سم ��اء قبل الأر�ض‪ .‬ي ��ردد النا�س‬ ‫مقول ��ة "لله ما �أعطى ولله ما �أخذ"‪� ،‬أو‬ ‫"�أخذ الله �أمانته"‪ ،‬يف حاالت املوا�ساة‬ ‫عن ��د امل ��وت تعب�ي�ر ًا ع ��ن الإق ��رار ب�أنْ‬ ‫ال �أح ��د ميل ��ك ح ��ق م�صادرة ح ��ق �أحد‬ ‫باحلي ��اة �س ��وى اخلال ��ق ال ��ذي خلق ��ه‬ ‫ابت ��داء ًا‪ .‬مفهوم ��ات ديني ��ة متداول ��ة‬ ‫�شعبي ًا يتم جتاهلها ا�ستجابة لعواطف‬

‫م ��ن نوع ما بداعي الع�صبية �أو الغرية‬ ‫وال�سمعة العائلية واالجتماعية‪.‬‬ ‫يحي ��ط امل�شتغلون يف جم ��ال القانون‬ ‫بالإ�ش ��كاالت القانوني ��ة ويعرف ��ون‬ ‫الن�صو�ص الت ��ي تعنى بهذه اجلوانب‬ ‫ولك ��ن العم ��ل لتعديلها ب�إجت ��اه توفري‬ ‫�ش ��روط احلي ��اة التي حتم ��ي الإن�سان‬ ‫وحتافظ علي ��ه ب�إعتباره قيم ��ة عليا ال‬ ‫ت ��زال تتحرك ببط ��ئ و�أحيان� � ًا تراوح‬ ‫يف مكانه ��ا‪ .‬يحك ��م بال�سج ��ن مث�ل ً�ا‬ ‫ف�ت�رة ال تق ��ل ع ��ن خم�س ��ة ع�ش ��ر عام ًا‬ ‫عل ��ى ال�شخ�ص الذي ميار� ��س اعتداء ًا‬ ‫يف�ض ��ي �إىل املوت بح�س ��ب املادة ‪410‬‬ ‫من قان ��ون العقوبات رق ��م ‪ 111‬ل�سنة‬ ‫‪ .1969‬ولك ��ن القان ��ون نف�س ��ه يوق ��ع‬ ‫حكم ًا خمفف ًا ال يزيد على ثالث �سنوات‬ ‫على من يقتل بداعي "غ�سل العار"‪ ،‬كما‬ ‫جاء يف املادة ‪ .409‬وهناك املادة ‪128‬‬ ‫التي توقع عقوبة خمففة �أو معفي ًا منها‬ ‫بح�سب مفهوم "الباعث ال�شريف"‪ ،‬كما‬ ‫ورد بالقان ��ون �إذا ما �أرتكبت اجلرمية‬ ‫ب�سب ��ب "�إ�ستف ��زاز خط�ي�ر"‪ ،‬م ��ن قبل‬ ‫املجن ��ي علي ��ه �أو عليها ب� �ـ "غري حق"‪.‬‬ ‫يعط ��ي ه ��ذا املفه ��وم امل�ب�رر القانوين‬ ‫لإرتكاب خمتلف اجلرائم والإعتداءات‬ ‫الت ��ي ميك ��ن �أنْ تو�ض ��ع �ضم ��ن خان ��ة‬ ‫الدفاع عن �شرف العائلة �أو �سمعتها �أو‬ ‫مكانته ��ا وما �إىل ذلك‪ .‬ه ��ذا يف الوقت‬ ‫الذي يفرت�ض �أنْ ي�شدد فيه على �أهمية‬ ‫ال�ضواب ��ط القانوني ��ة امل�صممة للدفاع‬ ‫عن ال�ضحاي ��ا املحتملني ويف مقدمتهم‬ ‫الن�س ��اء والبن ��ات والأوالد ال�صغ ��ار‬ ‫وال�شب ��اب من خالل �إ�ستغالل �أي �شرخ‬

‫و�إنْ بدا معقو ًال وغري م�ؤثر‪.‬‬ ‫ويظه ��ر �أداء جمل�س الن ��واب العراقي‬ ‫وئي ��د ًا متباطئ� � ًا عل ��ى ه ��ذا ال�صعي ��د‬ ‫حيث ي�صر على ت�أجيل تقدمي م�شروع‬ ‫قان ��ون مناه�ض ��ة العن ��ف الأ�س ��ري‬ ‫م ��رة بعد م ��رة فيما تغرق جلن ��ة املر�أة‬ ‫النيابية يف جلة االجتماعات الطويلة‬ ‫والإيف ��ادات اخلارجية دون �أنْ ت�ساءل‬ ‫نف�سها م ��ا الذي حققته للن�ساء وما هي‬ ‫ا�ستجابته ��ا للتزاي ��د امل ��روع بح ��االت‬ ‫الق�ض ��اء عل ��ى الن�س ��اء بته ��م متنوع ��ة‬ ‫تطاله ��ن ب�ل�ا رحمة‪ .‬قد يك ��ون مطلوب ًا‬ ‫واحلالة ه ��ذه تطوير م�ش ��روع قانون‬ ‫ي�صم ��م للح ��د م ��ن جرائ ��م الكراهي ��ة‬ ‫عل ��ى �أي �أ�سا�س �س ��واء كان الديني �أو‬ ‫الطائفي �أو اجلندري والعرقي‪ .‬وهذه‬ ‫واحدة م ��ن امل�س�ؤوليات التي يفرت�ض‬ ‫�أنْ ت�ضطل ��ع بها الهيئ ��ة الوطنية العليا‬ ‫يف جمال حق ��وق الإن�سان التي ال يكاد‬ ‫ي�سم ��ع له ��ا �صوت يف ظ ��روف من هذا‬ ‫الن ��وع عك� ��س ما تفع ��ل عن ��د ال�شروع‬ ‫بت�شكيله ��ا وتعي�ي�ن امل�شتغل�ي�ن به ��ا‪.‬‬ ‫ي�سم ��ع املواط ��ن كثري ًا ع ��ن الن�شاطات‬ ‫الإعالمي ��ة ملث ��ل ه ��ذه الهيئ ��ات املكلفة‬ ‫مليزاني ��ة الدول ��ة مث ��ل امل�ؤمت ��رات‬ ‫والن ��دوات وور�ش العم ��ل فيما ال يجد‬ ‫له ��ا ح�ض ��ور ًا يف ق�ضايا ته ��ز ال�ضمري‬ ‫االجتماع ��ي لتظهر عجزها ع ��ن القيام‬ ‫مب ��ا يبع ��ث عل ��ى الطم�أنين ��ة والأم ��ان‬ ‫ل ��دى املواطنني‪ .‬ولع ��ل هذا م ��ا يف�سر‬ ‫حالة الإحباط التي متنى بها اجلماعة‬ ‫جتاه مث ��ل هذه الهيئ ��ات �شبه العاطلة‬ ‫عن العمل‪.‬‬

‫كيف ُن��ع� ّ�د ط��ال��ب� ًا م���ؤه� ً‬ ‫لا ل��ل��درا���س��ة اجلامعية‬

‫خ����ط����وات ع��ل��ى ط���ري���ق ال���ب���ن���اء ال��ت��ح��ت��اين‪-‬‬‫مل يب ��ذل الباحث ��ون يف جم ��ايل الرتبي ��ة‬ ‫والتعلي ��م وك�ش ��افو �أ�س ��باب التده ��ور‬ ‫جهود ًا حقيقية لك�ش ��ط الق�ش ��رة اخلارجية‬ ‫ملو�ضوع ��ة بحثهم املتمحور ح ��ول �أ�سباب‬ ‫تدهور وتراجع م�ست ��وى التعليم باعتماد‬ ‫التحليل والتقييم بط ��رق �أ�صيلة وحقيقية‬ ‫بغي ��ة الو�ص ��ول للج ��ذور الأولي ��ة مل ��دار‬ ‫بحثه ��م‪� ،‬إذ تركزت كتاباته ��م وتنظرياتهم‬ ‫ح ��ول الق�ش ��رة اخلارجي ��ة دون التوغ ��ل‬ ‫ب�أعماقه ��ا‪ ،‬وميكن لنا الق ��ول �إن ما ُقدم يف‬ ‫هذا ال�سي ��اق ال يعد كونه تف�س�ي�ر ًا عر�ضي ًا‬ ‫تلفيقي ًا ال يهتم باخلفايا �أو الداء امل�ست�شري‬ ‫يف عم ��ق العملية التعليمية‪ ،‬وهذا ال يعني‬ ‫انع ��دام عوام ��ل تراجعي ��ة يف منظوم ��ة‬ ‫التعلي ��م الع ��ايل‪ .‬م ��ن امل�ؤك ��د �إن التعلي ��م‬ ‫الأويل مب�ستويات ��ه الث�ل�اث ( االبتدائ ��ي‬ ‫– املتو�سط – الإعدادي ) ي�شكل القاعدة‬ ‫الأ�سا�سي ��ة للتعلي ��م اجلامع ��ي وال ��رادف‬ ‫للكلي ��ات واملعاهد بالعنا�ص ��ر الرئي�سة يف‬ ‫التعليم وهُ م الطلبة‪ ،‬فالدرا�سات امل�ستعجلة‬ ‫الت ��ي حتدد م�شكلة تردي التعليم اجلامعي‬ ‫باجلامع ��ات لوحده ��ا م ��ا ه ��ي �إال عملي ��ة‬ ‫تلفيقية لن تبلغ بالباحث �إىل نتائج تتعلق‬ ‫ب�إيجاد احللول واملعالج ال�شافية‪.‬‬ ‫يف املدار� ��س ومب�ستوياته ��ا الثالث ترتبك‬ ‫العملي ��ة التعليمي ��ة والرتبوي ��ة �إىل درجة‬ ‫العب ��ث وتتدهور ب�شكل خطري ينذر ب�سوء‬ ‫اك�ب�ر ل ��ه ع ��دة �أوج ��ه‪ ،‬وت�ش ��كل ال�صفوف‬ ‫الدرا�سية املكتظة �أه ��م الإرباكات و�أ�شدها‬ ‫خطر ًا‪ ،‬فالقاعة الدرا�سي ��ة التي يتعلم فيها‬ ‫ع ��دد م ��ن التالمي ��ذ يتج ��اوز كل املعاي�ي�ر‬ ‫وال�شروط احلقيقية لتعلي ��م ناجح ومثمر‬ ‫مل تع ��د �إال مكان� � ًا للفو�ض ��ى والعبثي ��ة ‪،‬‬ ‫وعلى �سبيل املثال ف�إن العدد املثايل ل�صف‬ ‫درا�س ��ي يف مدر�س ��ة ابتدائي ��ة ال يتج ��اوز‬ ‫ال‪ 25‬تلمي ��ذ ًا ليتمكن املعل ��م والتالميذ من‬ ‫حتقيق الهدف امل ��راد والتفاعلية املطلوبة‬ ‫جت ��اوز كل ه ��ذه ال�ش ��روط لي�ت�راوح عدد‬ ‫التالميذ يف �أي ��ة مدر�سة ابتدائية حكومية‬ ‫ويف املراح ��ل املختلفة بني ‪ 90- 50‬تلميذ ًا‬ ‫يتلق ��ون تعليم� � ًا يف م ��واد علمي ��ة ولغوية‬ ‫م ��ن معلم فاق ��د ال�سيط ��رة على ه ��ذا العدد‬ ‫امل�ش ��كل �أ�ص�ل ً�ا م ��ن خليط م ��ن �أبن ��اء �أ�سر‬ ‫تتنوع يف �أو�ضاعها االجتماعية والنف�سية‬ ‫والرتبوية وينفرط حب ��ل ال�سيطرة عليهم‬ ‫م ��ن قبل معلميهم بالإ�ضاف ��ة �إىل �صعوبات‬ ‫يف التعلي ��م والعم ��ل الرتب ��وي م ��ع ع ��دد‬ ‫مثل ه ��ذا ‪ ،‬وميك ��ن �شمول حت ��ى املدار�س‬ ‫الأهلية بهذا الو�صف رغم �إن هذه املدار�س‬ ‫تق ��دم تعليم� � ًا ال يرتق ��ي مل�ست ��وى املبال ��غ‬ ‫املدفوع ��ة ثمن ًا له‪ ،‬كم ��ا �إن اجلهود املبذولة‬ ‫م ��ن معل ��م فاق ��د ل�ش ��روط املعل ��م الأ�صي ��ل‬ ‫كالثقاف ��ة واالحرتافي ��ة والعلمية والإرادة‬ ‫وال�شخ�صي ��ة واملظه ��ر اخلارج ��ي �إن ه ��ي‬

‫‪ ‬د‪ .‬حيدر نزار ال�سيد �سلمان‬

‫�إال �إ�ستثن ��اءات يف طريقه ��ا لل ��زوال تربك‬ ‫العملي ��ة التعليمي ��ة يف امل�ستويات الثالث‬ ‫املذك ��ورة بل تفقدها ق ��درة الإنتاج وبلوغ‬ ‫الأه ��داف العلمية والرتبوية وبالتايل ف�إن‬ ‫�صناعة تلميذ متعلم يحمل معلومات وفهم‬ ‫ابتدائي كقاعدة �أ�سا�سية للتعليم اجلامعي‬ ‫تنته ��ي الكث�ي�ر منه ��ا بالف�ش ��ل امللح ��وظ‬ ‫ليبل ��غ ه ��ذا التلمي ��ذ ونتيجة للته ��اون يف‬ ‫االختبارات وبكل املراحل الدرا�سية �ضمن‬ ‫امل�ستوي ��ات املذك ��ورة؛ املرحل ��ة اجلامعية‬ ‫وه ��و م�شوه تعليمي� � ًا ال ميلك قاعدة فكرية‬ ‫وعلمي ��ة يبن ��ي عليها مايتلق ��اه من درو�س‬ ‫وحما�ضرات يف جمال اخت�صا�صه‪ ،‬وحتم ًا‬ ‫�إن الأمر ال ي�ستغرق كل املعلمني والتالميذ‬ ‫بل �إنن ��ا ن�ش�ي�ر �إىل القط ��اع الأو�سع الذي‬ ‫يتنقل يف املراح ��ل وامل�ستويات الدرا�سية‬ ‫دون �أن يتمك ��ن م ��ن حف ��ظ املعلوم ��ات‬ ‫واملفاهي ��م �أو ًال وفه ��م امل ��ادة العلمية التي‬ ‫يتلقاه ��ا ثاني� � ًا‪ .‬وميكن لنا �أن نع ��زز �أدلتنا‬ ‫بالهب ��وط املث�ي�ر يف م ��ادة اللغ ��ة العربي ��ة‬ ‫وخ�صو�ص� � ًا فيم ��ا يتعلق بالإم�ل�اء وقدرة‬ ‫التعب�ي�ر‪ ،‬وه ��ذا ي�شمل قاع ��دة عري�ضة من‬ ‫امللتحق�ي�ن باجلامع ��ات العراقي ��ة الت ��ي ال‬ ‫ذن ��ب لها وال دور يف ه ��ذا ال�سياق الأويل‪،‬‬ ‫ف�أ�سات ��ذة اجلامعات ت�صلهم م ��ادة ((طالب‬ ‫جامعي)) وق ��د مت �إعدادها له ��ذا امل�ستوى‬ ‫م ��ن التعليم وال �أعتقد �إن من مهامهم �إعادة‬ ‫الطالب للتعليم االبتدائي والثانوي‪ ،‬ولعل‬ ‫يف ه ��ذه املرحلة تب ��د�أ امل�شكل ��ة الأ�سا�سية‬ ‫التي مل يلتف ��ت �إليها الباحثون بهذا ال�ش�أن‬ ‫وتغافلوا عن ال�ت�ردي الفا�ضح يف التعليم‬ ‫الأويل‪ ،‬ويف ه ��ذه املرحلة بال ��ذات يعاين‬ ‫�أ�سات ��ذة اجلامع ��ات م ��ن مع�ضل ��ة التعامل‬ ‫مع �أع ��داد كبرية من الطلبة غ�ي�ر امل�ؤهلني‬ ‫للدرا�سة اجلامعية فبالإ�ضافة �إىل ما �أ�شرنا‬ ‫له من �ضع ��ف البنية الأ�سا�سية التي ت�شكل‬ ‫قاع ��دة البن ��اء الكلي الفوقي ت�ب�رز م�شاكل‬ ‫�أخ ��رى ال تقل خطورة‪ ،‬وه ��ذا املرة تتعلق‬

‫باملعلومات العامة امل�ستقاة من املدر�سة �أو‬ ‫م ��ن و�سائل الإع�ل�ام �أو الق ��راءة ا ُ‬ ‫حلرة �أو‬ ‫احلي ��اة نف�سها من خ�ل�ال ح�ضور املجال�س‬ ‫والندوات واملحا�ض ��رات اخلارجية ولعل‬ ‫هذه امل�شكلة تتعل ��ق بالدرا�سات الإن�سانية‬ ‫�أكرث من تعلقها بالدرا�سات العلمية املجردة‬ ‫فعل ��ى �سبي ��ل املثال ميك ��ن مالحظة �ضعف‬ ‫وانعدام املعلومات يف جماالت اجلغرافية‬ ‫– ال�سيا�سية – التاريخ – ال�سري اخلا�صة‬ ‫بالعظماء والرموز يف الوقت الذي تتكد�س‬ ‫عن ��د عدد م ��ن الطلب ��ة معلوم ��ات مرتاكمة‬ ‫عن رم ��وز ت�شكلت بفع ��ل ال�صدفة وفنانني‬ ‫و�أبطال مزيفني وت�ش ��كل هذه االنقطاعات‬ ‫املعلوماتية والعلمية �سد ًا منيع ًا �أمام الفهم‬ ‫واحل�ص ��ول على املعلوم ��ات عند الطلبة �إذ‬ ‫يج� � ّد �أ�سات ��ذة اجلامع ��ات بق ��وة ومثابرة‬ ‫لإح ��داث خرق يف ه ��ذا اجل ��دار وال�سماح‬ ‫لتدف ��ق املعلومات وفتح �شهية الطالب على‬ ‫اال�ستيعاب والفهم‪.‬‬ ‫يف عملية البحث حتت الق�شرة اخلارجية‬ ‫والتوغ ��ل بعم ��ق بامتداد اجل ��ذور تت�ضح‬ ‫احلقيقة وتربز امل�شاكل الأ�صلية يف �ضعف‬ ‫وتدهور م�ستوى التعليم‪ .‬فالبناء الأ�سا�س‬ ‫ال ��ذي ي�ستغرق املدة الزمنية التعليمية من‬ ‫االبتدائي ��ة �إىل نهاية الثانوي ��ة هو املفتاح‬ ‫يف فه ��م امل�شكلة املراد �إيجاد معاجلات لها‪،‬‬ ‫وبدون �إيجاد حل ��ول لهذا البناء التحتاين‬ ‫ال ميك ��ن احلديث ع ��ن تطوي ��ر يف التعليم‬ ‫اجلامع ��ي‪ ،‬واحلل ��ول واملعاجلات قد تبدو‬ ‫بعيدة املنال لكنها �ضرورة حقيقية وميكن‬ ‫متثله ��ا ب�إنعا� ��ش التعلي ��م الأويل و�أحداث‬ ‫تغريات جذرية عميق ��ة يف بنيته املنهجية‬ ‫واملادي ��ة ولع ��ل ذل ��ك ي�ستدع ��ي درا�س ��ة‬ ‫املناه ��ج الدرا�سي ��ة وتطويره ��ا وت�شيي ��د‬ ‫�آالف املدار�س لتعزيز املوجود وفك الزخم‬ ‫واالختناق احلا�صل يف القاعات الدرا�سية‬ ‫و�إع ��ادة االعتب ��ار للمعاي�ي�ر الدرا�سي ��ة‬ ‫املتمثلة بعدد تالميذ القاعة الدرا�سية التي‬

‫ال يتج ��اوز ال‪ 25‬تلمي ��ذ ًا‪� ،‬إذ ميك ��ن للمعلم‬ ‫ال�سيط ��رة والتحكم بدر�س ��ه وزيادة قدرته‬ ‫عل ��ى التعام ��ل م ��ع ع ��دد تالمي ��ذ ي�ستطيع‬ ‫التفاعل معهم واخلو�ض مع كل واحد منهم‬ ‫مبوا�ضيع املادة املقررة‪ .‬ويرتتب على هذا‬ ‫�أي�ض� � ًا �إعادة ت�أهيل ع ��دد كبري من املعلمني‬ ‫عرب دورات م�ستمرة وجذرية وغري �شكلية‬ ‫وبروتوكولية ظاهرية‪ ،‬على �أن تتعهد هذه‬ ‫ال ��دورات عل ��ى تقيي ��م املعلم�ي�ن كل ح�سب‬ ‫مادت ��ه العلمي ��ة باختبار ج ��اد ور�صني هو‬ ‫م ��ا ي�شجع املعلمني على �إج ��راء �إختبارات‬ ‫ج ��ادة ور�صينة وعادل ��ة لتالمذتهم و�إبقاء‬ ‫الفا�شل�ي�ن باالختب ��ارات يف مراحله ��م‬ ‫الدرا�سي ��ة‪ .‬و�أعتقد �أن اخلط�أ العظيم الذي‬ ‫ارتكبت ��ه احلكوم ��ة عندما وف ��رت املبادرة‬ ‫التعليمية الفوقية و�أهملت مبادرة التعليم‬ ‫الأويل (القاع ��دة ‪ +‬الأ�سا�س) �إذ كيف يبنى‬ ‫م ��ا ف ��وق على ما حت ��ت املنخ ��ور املتهاوي‬ ‫ال�ضعيف يف �أ�س�س ��ه‪ ،‬وهنا مكمن الده�شة‬ ‫واال�ستغراب‪.‬‬ ‫حتم ًا �إن �ض ��خ الطلبة للجامعات �سيقت�صر‬ ‫عل ��ى املقتدري ��ن والأكف ��اء احلا�صلني على‬ ‫معلومات �أولي ��ة �أ�سا�سية ت�ؤهلهم للدرا�سة‬ ‫اجلامعية‪ ،‬و�س ُيعزل الفا�شلون من التالميذ‬ ‫خارج �أ�س ��وار اجلامعة لأنهم ال ي�ستحقون‬ ‫�أن يكون ��وا طلب ��ة جامعي�ي�ن لف�شله ��م يف‬ ‫الت�أه ��ل العلمي القائم عل ��ى احلفظ والفهم‬ ‫والأدراك والتمثي ��ل‪ ،‬وحينه ��ا �سيق ��ف‬ ‫الأ�ست ��اذ اجلامعي يف قاع ��ة درا�سية وهو‬ ‫يلق ��ي حما�ضرات ��ه عل ��ى �أفراد م ��ن الطلبة‬ ‫امل�ستعدين عقلي ًا لفهمها وتلقف معلوماتها‬ ‫وه�ضم مادتها معتمدين على ذاكرة حافظة‬ ‫وعقلي ��ة فاهمة دون احلاجة للتكرار ودون‬ ‫معان ��اة من تراكم البن ��اء العلمي والفكري‬ ‫بوج ��ود قاعدة ميكن �إيج ��اد تراكم معريف‬ ‫على �أُ�س�سها وركائزه ��ا املكونة يف مرحلة‬ ‫التعليم الأويل‪.‬‬ ‫تبدو هذه اخلطوات هي ال�سائدة يف العامل‬ ‫وب ��كل امل�ستوي ��ات واملراح ��ل الدرا�سي ��ة‬ ‫وميك ��ن لن ��ا التذك�ي�ر �أن ��ه ال ميك ��ن لأي‬ ‫�أ�ستاذ جامعي وهو حم ��دد مبدة زمنية �أن‬ ‫يعيد عقارب ال�ساعة لل ��وراء ويتحول �إىل‬ ‫معل ��م يلقن طلبته معلوم ��ات ومفاهيم كان‬ ‫عليه ��م تلقيه ��ا يف االبتدائي ��ة �أو الثانوية‬ ‫وبو�ساط ��ة معلم�ي�ن يعمل ��ون له ��ذه املهمة‬ ‫يف الوق ��ت ال ��ذي يعمل الأ�ست ��اذ اجلامعي‬ ‫ملهم ��ة البناء الرتاكمي عل ��ى قاعدة ما بناه‬ ‫املعلم ��ون و�إح ��داث نقالت فكري ��ة وعلمية‬ ‫و�إن�ض ��اج طال ��ب جامع ��ي وخل ��ق طاق ��ة‬ ‫جديدة يف اخت�صا� ��ص معني‪ ،‬فيكون بذلك‬ ‫ق ��د ح�صل العم ��ل التكامل ��ي امل�ؤ�س�س على‬ ‫الرتاك ��م املرحلي ولي�س كم ��ا نرى الآن من‬ ‫بناء فوقاين على قاعدة مهزوزة و�ضعيفة‬ ‫البناء‪.‬‬


‫العدد (‪ )4422‬ال�سنة ال�ساد�سة ع�شرة ‪ -‬الأحد (‪� )5‬أيار ‪2019‬‬

‫سؤال التنوير‬

‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫‪http://www.almadapaper.net‬‬

‫‪11‬‬

‫سيرة وكتاب‬

‫العلم اجلديد يعيد نظرة الإن�سان �إىل الكون واحلياة‬ ‫| احللقة ‪| 19‬‬ ‫‪ ‬علــي ح�ســـني‬ ‫الفل�س��فة تعني درا�س��ة احلكمة ‪ ،‬ونحن ال نعني‬ ‫باحلكم��ة التح��وط يف االم��ور العامة فح�س��ب‪،‬‬ ‫وامن��ا اي�ض��ا املعرف��ة التامة ب��كل اال�ش��ياء التي‬ ‫ميكن للمرء ان يعرفها "‬ ‫رينيه ديكارت‬

‫يف م�س ��اء �شت ��وي م ��ن �أما�س ��ي �شه ��ر ت�شرين‬ ‫الث ��اين ع ��ام ‪ ، 1619‬كان م�ستلقي ًا على ظهره‬ ‫يف غرفة دافئة ‪ ،‬م�شغول البال بتعاليم �أر�سطو‬ ‫الت ��ي اكت�ش ��ف �إنه ��ا مل تو�صل ��ه اىل احلقيق ��ة‬ ‫‪� ،‬أ ّ‬ ‫مت الع�شري ��ن م ��ن عم ��ره ‪ ،‬قبل ع ��ام التحق‬ ‫بجي�ش الأم�ي�ر موري�س دي نا�سو لكي يحارب‬ ‫‪� ،‬إال �أن احلي ��اة الع�سكري ��ة ق ��د �أتعبت ��ه ‪ ،‬ويف‬ ‫�أثناء وج ��وده يف بلدة بري ��دا جنوبي هولندا‬ ‫�أث ��ار انتباهه �إعالن مكت ��وب باللغة الهولندية‬ ‫يت�ضمن م�س�ألة تتطلب ح ًال ‪ .‬وملا كان اليعرف‬ ‫الهولندي ��ة فق ��د طل ��ب �إىل �شخ� ��ص يق ��ف اىل‬ ‫ج ��واره �أن يتف�ض ��ل برتجمت ��ه له ‪ ،‬وق ��ام ذلك‬ ‫ال�شخ� ��ص بقراءة الإع�ل�ان وهو ي�س� ��أل رينيه‬ ‫ديكارت ‪� ،‬إذا كان ي�ستطيع حل امل�س�ألة ‪ ،‬فطلب‬ ‫دي ��كارت م ��ن حمدث ��ه �أن ميهل ��ه يوم� � ًا ‪ ،‬ويف‬ ‫اليوم الت ��ايل كانت الإجاب ��ة ال�صحيحة معه ‪،‬‬ ‫كان الرج ��ل ال ��ذي قر�أ له الإع�ل�ان يعمل طبيب ًا‬ ‫ا�سم ��ه " ايزاك بكمان " مولع بامل�سائل العلمية‬ ‫مغ ��رم بكوبرنيكو� ��س ‪ ،‬ي�سع ��ى لبن ��اء فل�سف ��ة‬ ‫ميكانيكي ��ة تك�ش ��ف �أ�س ��رار الكون ي ��ردد ب�أن "‬ ‫الله ق ��د بن ��ى كل الطبيعة بحيث يجع ��ل فهمنا‬ ‫له ��ا ‪ ..‬ميك ��ن �أن ينفذ بالكام ��ل �إىل كل الأ�شياء‬ ‫عل ��ى الأر� ��ض " و�سرعان م ��ا �أ�صبحا ديكارت‬ ‫عب ديكارت‬ ‫وبكمان ‪� ،‬صديقني حميمني ‪ .‬ولقد رّ‬ ‫ل�صديق ��ه عن اعرتافه له باجلميل ‪� ،‬إذ �أنقذه من‬ ‫الف ��راغ الذي كان ي�ضيق ب ��ه يف حياة الثكنات‬ ‫فكت ��ب ل ��ه يف �إح ��دى ر�سائله ‪" :‬لق ��د كنت يف‬ ‫احلقيقة ال�شخ� ��ص الوحيد ال ��ذي �أيقظني من‬ ‫�سبات ��ي‪� ،‬إذ ق ��د �أث ��رت يف نف�س ��ي معرفة كادت‬ ‫تغي ��ب عن ذاكرتي ‪ ،‬ولق ��د وجهت تفكريي �إىل‬ ‫ت�أم�ل�ات هام ��ة �سامي ��ة كنت ق ��د ابتع ��دت عنها‬ ‫‪ .‬ف� ��إذا �ص ��درت عن ��ي �إذن معلوم ��ات ذات قيمة‬ ‫ف�إن من حق ��ك على �أن تطالبني بها ‪ ،‬ولن �أتردد‬ ‫يف �إطالع ��ك عليها وذلك بق�ص ��د �إفادتك منه �أو‬ ‫ت�صحيحك ملا �أعوج فيها"‪ .‬كان ديكارت مقتنع ًا‬ ‫ب�أف ��كار كوبرنيكو�س حول العالقة بني الأر�ض‬ ‫وال�شم� ��س كما حت ��دث مع بكم ��ان عن احلركة‬ ‫‪ ،‬و�سق ��وط الأ�شي ��اء ‪ ،‬و�آمن ب�أن ��ه ميتلك مهمة‬ ‫ليقي ��م منه ��ج التحلي ��ل الريا�ضي كمفت ��اح لكل‬ ‫معرف ��ة ‪ .‬وهو يخربنا �إن تلك املهمة جاءت �إليه‬ ‫يف احلل ��م ‪ ،‬ع ��ام ‪ 1619‬وقد ف�سره ��ا على �إنها‬ ‫وحي مقد� ��س ملهمته يف احلياة ‪ :‬ك�شف النقاب‬ ‫ع ��ن العلم ال ��ذي �سي�ساهم يف تط ��ور الب�شرية‬ ‫‪..‬وق ��د �سعى من خالل هذه املهمة اىل الت�شكيك‬ ‫بكل �سلطة فكرية خارج العقل املفكر " �أنا �أفكر‬ ‫‪� ،‬إذن �أن ��ا موج ��ود ‪ ،‬فالواج ��ب الأول للمهت ��م‬ ‫بالعل ��م ه ��و �أن يبح ��ر يف رحلة فكري ��ة طويلة‬ ‫تبد�أ بال�شك وتنتهي بت�أكيد الذات ‪.‬‬ ‫و ِل ��د رينيه ديكارت يف احل ��ادي والثالثني من‬ ‫�آذار �سن ��ة ‪ 1596‬يف مدين ��ة �صغ�ي�رة �شم ��ال‬ ‫غرب ��ي فرن�س ��ا ‪ ،‬مل يكن ينت�س ��ب اىل عائلة من‬ ‫العلماء ‪ .‬ج ��ده البيه ووالد جده كانا طبيبني ‪.‬‬ ‫غ�ي�ر �أن �أباه كان حمامي ًا ‪ ،‬وقد اخربنا ديكارت‬ ‫يف كتابه " مقالة عن املنهج " �إن �أمه توفيت بعد‬ ‫�أيام قليلة من والدت ��ه ب�سبب �إ�صابتها بالتهاب‬ ‫يف الرئتني ‪ ،‬ويقول ديكارت عن والدته ‪" :‬لقد‬ ‫ورث ��ت عنها �سع ��ا ًال جاف ًا وب�ش ��رة حائلة اللون‬ ‫الزم ��اين حتى �س ��ن الع�شري ��ن ‪ ،‬وحمال جميع‬ ‫الأطب ��اء الذي ��ن ر�أوين قب ��ل تل ��ك الف�ت�رة على‬ ‫االعتق ��اد ب�أنن ��ي �س�أم ��وت يف �س ��ن �صغرية" ‪.‬‬ ‫وله ��ذا تول ��ت تربية ريني ��ه يف من ��زل الأ�سرة‬ ‫مربي ��ة حفظ له ��ا دائم ًا حب ًا عميق� � ًا ‪ .‬وقد �سلمه‬ ‫والده اىل مربية منعته من االختالط بالأطفال‬ ‫واللعب معهم ‪ ،‬فن�ش�أ نتيجة هذه العزلة مبزاج‬ ‫�أنث ��ى ‪ ،‬رقيق� � ًا مي ��ا ًال اىل العزل ��ة ما جع ��ل �أباه‬ ‫يناديه �ساخر ًا ‪":‬فيل�سويف ال�صغري" ‪ ،‬وملا بلغ‬ ‫أدخل املدر�س ��ة وكان والده‬ ‫الثامنة من عم ��ره � ِ‬ ‫يريد له �أن يدر�س الأدب ‪� ،‬إال �أن ال�صبي �سرعان‬ ‫ما �أ�صيب بخيبة �أم ��ل فانتقل من درا�سة الأدب‬ ‫�إىل درا�س ��ة املنط ��ق والطبيع ��ة وامليتافيزيقا ‪،‬‬ ‫و�أوىل درا�س ��ة الريا�ضيات اهتمام بالغ ‪ ،‬ويف‬ ‫�سن ��ة ‪ 1612‬ترك دي ��كارت املدر�س ��ة وقد تعلم‬

‫جيم�س واط‬ ‫اللغة الالتينية والريا�ضيات ‪� ،‬أما فيما يخ�ص‬ ‫بقية امل ��واد فيقول عنها‪" ":‬لق ��د وجدت نف�سي‬ ‫يف �ضي ��ق بكثري م ��ن ال�شك ��وك والأوهام التي‬ ‫ات�ض ��ح يل �إنني مل �أجن من حماولة تعلمها �أية‬ ‫فائدة �إال اكت�شايف جلهلي اكت�شاف ًا تدريجي ًا" ‪.‬‬ ‫ولكن ديكارت قد اجته مع ذلك لدرا�سة القانون‬ ‫وح�ص ��ل على درج ��ة البكالوريو� ��س مع مرتبة‬ ‫ال�ش ��رف ‪ ،‬كما در�س يف نف� ��س الوقت �شيئ ًا من‬ ‫الدرا�س ��ات الطبي ��ة ‪ .‬ويف �سن ��ة ‪� 1616‬ساف ��ر‬ ‫�إىل باري� ��س نزو ًال على رغب ��ة والده الذي كان‬ ‫ي ��ود احلاق ��ه بال�سلك الع�سك ��ري ‪ ،‬وبعد عامني‬ ‫�سي�ساف ��ر اىل هولن ��دا ‪ ،‬و�سيوا�ص ��ل رحالت ��ه‬ ‫اىل �أملاني ��ا والدمن ��ارك ‪ ،‬ويف تل ��ك ال�سن ��وات‬ ‫�سيلتق ��ي " �إليزابي ��ت" ابن ��ة االمرباط ��ور‬ ‫فريدري ��ك اخلام� ��س ‪ ،‬كان دي ��كارت ق ��د بلغ يف‬ ‫الثامن ��ة والأربعني من عمره ‪ ،‬متكن من �شراء‬ ‫بي ��ت ريف ��ي بالقرب م ��ن مدين ��ة لي ��دن ‪ ،‬وكان‬ ‫�سكان القرية ي�شاهدون ��ه يجل�س طوال الوقت‬ ‫وه ��و يت�أمل ‪ ،‬ويف �سجالت املدينة جاء و�صف‬ ‫للفيل�س ��وف ال�شه�ي�ر ‪":‬كانت مالحم ��ه تنم عن‬ ‫هيئ ��ة فيل�سوف ق�صري القام ��ة ‪ ،‬نحيف اجل�سم‬ ‫‪� ،‬ضخ ��م الر�أ� ��س ‪� ،‬شع ��ره مر�س ��ل ‪ ،‬ي ��كاد يبلغ‬ ‫حاجبي ��ه ‪ ،‬حليت ��ه �سوداء فاحم ��ة ويلف رقبته‬ ‫بو�ش ��اح يقي ��ه من ال�ب�رد ‪ ،‬يلب�س �س�ت�رة داكنة‬ ‫و�سرو ًال ق� ً‬ ‫صريا وجوارب �سوداء طويلة ‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫جعل ��ه اخلوف من املر�ض يدثر ج�سمه بالكثري‬ ‫م ��ن املالب�س"‪..‬بعدها �سيعود اىل فرن�سا حيث‬ ‫يقيم يف باري�س وجن ��ده ين�شغل بالريا�ضيات‬ ‫وعلم االنك�سار ال�ضوئ ��ي ‪. .‬بعدها �سيعود من‬ ‫جديد اىل هولندا ‪ ،‬و�سيكتب يف �إحدى ر�سائله‬ ‫اىل اليزابيت �إنه انتهى من كتاب �سيهديه اىل‬ ‫العلم ��اء ح�صر ًا ‪ ،‬وكان بعن ��وان " "ر�سالة يف‬ ‫العامل" الذي فرغ منه �سنة ‪ 1633‬وكان عليه‬ ‫ن�ش ��ر الكت ��اب عندم ��ا فوج ��ئ باته ��ام حمكمة‬ ‫التفتي� ��ش لغاليليو ‪ ،‬فف�ض ��ل �أال ين�شر ر�سالته ‪،‬‬ ‫خوف� � ًا م ��ن التعر�ض لغ�ضب الكني�س ��ة ‪ ،‬لأنه –‬ ‫هو �أي�ض ًا كغاليليو – قد �أثبت بالربهان دوران‬ ‫الأر� ��ض حول ال�شم� ��س ‪ ،‬وكانت هذه احلركة ‪،‬‬ ‫�أي حرك ��ة الأر� ��ض حول ال�شم� ��س – " متعلقة‬ ‫بجمي ��ع �أجزاء الر�سالة – كم ��ا يقول يف كتاب‬ ‫ل ��ه �إىل �صديق ��ه الأب مر�سن ‪ ":‬وج ��دت �إين ال‬ ‫�أ�ستطي ��ع ف�صله ��ا منها دون �أن ي� ��ؤدي ذلك اىل‬ ‫نق� ��ص الر�سال ��ة نق�ص ًا كب�ي�ر ًا ‪ .‬ولكن ملا كنت ال‬ ‫�أرغ ��ب قط يف �شيء قدر رغبت ��ي يف �أال ي�صدر‬ ‫عن ��ي مو�ض ��وع ت�ستهج ��ن الكني�سة ول ��و كلمة‬ ‫واح ��دة من ��ه ‪ ،‬ف�ضل ��ت �أن �ألغي الكت ��اب جملة‬ ‫‪ ،‬ب ��د ًال م ��ن ن�شره يف �ص ��ورة مبت ��ورة ‪� ..‬إذ لو‬ ‫كان ��ت حركة الأر�ض غري �صحيحة ‪ ،‬ف�أن �أ�س�س‬ ‫فل�سفت ��ي كلها �ستكون غري �صحيحة كذلك ‪ ،‬لأن‬ ‫ه ��ذه الأ�س�س ت� ��ؤدي �إىل الربهن ��ة على وجود‬ ‫ه ��ذه احلرك ��ة ب�ش ��كل ال لب� ��س في ��ه " ‪ .‬ولك ��ن‬ ‫ديكارت ع ��دل مع ذلك عن ح ��رق خمطوطه ‪� ،‬إذ‬ ‫مل يفقد الأمل على حد تعبريه – "يف �أن كتابي‬ ‫عن العامل �س�ي�رى النور مع الزمن ‪ ،‬وذلك على‬ ‫غ ��رار ما حدث مل�ؤلف ��ات قدمية عن نقط التقابل‬ ‫الأر�ضية ‪ ،‬وهي امل�ؤلف ��ات التي اتهم �أ�صحابها‬ ‫قدمي� � ًا ه ��ذا النوع م ��ن االتهام" ‪ .‬ولق ��د ن�شرت‬ ‫فيما بعد ر�سالة ديكارت عن العامل �سنة ‪،1677‬‬ ‫واعت�ب�رت اوىل ال�صروح الت ��ي و�ضعت لبناء‬ ‫حركة التنوير االوربية‪.‬‬ ‫*********‬

‫غاليلو‬ ‫لقد متك��ن رجل واحد م��ن القيام‬ ‫بعمل �ألف رجل "‬ ‫اين�شتاين عن جيمي�س واط‬ ‫قب ��ل �أن ي�صب ��ح م�شه ��ور ًا على نط ��اق العامل ‪،‬‬ ‫كان ابن ��ا لتاج ��ر ا�سكتلندي مل يحق ��ق النجاح‬ ‫يف عمل ��ه ‪،‬واب ��ن �أخ ع ّم�ي�ن عرف ��وا ب�شغفه ��م‬ ‫ب�صناع ��ة الآالت ‪ ،‬ويف دف�ت�ر يوميات ��ه ال ��ذي‬ ‫ترك ��ه بعد وفاته ي�سجل جيم�س واط ‪ ،‬املولود‬ ‫يف ‪ 19‬كان ��ون الث ��اين ‪ 1736‬ه ��ذه املالحظة ‪:‬‬ ‫يف مكتب ��ة عم ��ي ع�ث�رت عل ��ى كت ��اب " ر�سالة‬ ‫اىل الع ��امل " لريني ��ه دي ��كارت " ‪ ،‬حي ��ث �سجل‬ ‫في ��ه الأدوات الفكري ��ة واملفاهيم الت ��ي تعلمها‬ ‫م ��ن كوبرنيكو� ��س وغاليل ��و "‪ ،‬وق ��د اع�ت�رف‬ ‫واط فيم ��ا بعد �أن �أفكار دي ��كارت �ساعدت على‬ ‫�أن ي�ش ��ق الإ�ص�ل�اح طريقه يف انكل�ت�را ‪.‬كانت‬ ‫اجل ��ذوة الفكرية للث ��ورة ال�صناعي ��ة بد�أت مع‬ ‫كتاب ��ات ديفي ��د هي ��وم وج ��ون ل ��وك ‪ ،‬ومعه ��م‬ ‫ح ��ريف يف مكان جمه ��ول ومدر�س ع�صامي لن‬ ‫يع ��رف عن ��ه �شيئ ًا لوال ابن �أخي ��ه جيم�س واط‬ ‫ال ��ذي �أ�صب ��ح م�شهور ًا ‪ ،‬وال ��ذي احتفظ بدفرت‬ ‫يوميات ��ه لو�ص ��ف دقي ��ق لعمه ج ��ون واط ‪":‬‬ ‫�ش ��اب ج ��اء اىل منطق ��ة ال�شاطئ ع ��ام ‪، 1730‬‬ ‫راغب� � ًا يف تدري�س الريا�ضي ��ات ‪ ،‬والعمل على‬ ‫توجي ��ه املراكب ال�شراعي ��ة با�ستخدام خطوط‬ ‫الط ��ول والعر� ��ض ‪ ،‬واالهتم ��ام بعل ��م الفل ��ك‬ ‫وم�س ��ح االرا�ضي ‪ ،‬و�صنع املج�سمات الكروية‬ ‫و كان لدي ��ه �إملام بتعاليم كل�ب�ر وكوبرنيكو�س‬ ‫ونيوت ��ن والفال�سف ��ة امليكانيكي�ي�ن " ‪ ،‬كان علم‬ ‫امليكانيكي ��ا اجلدي ��د ال ��ذي تط ��وّ ر يف الق ��رن‬ ‫ال�سابع ع�شر ‪ ،‬ق ��د ّ‬ ‫مت ت�شكيله يف كتب يدر�سها‬ ‫طلبة الفل�سف ��ة ‪ ،‬وكان هذا العلم اجلديد يعتمد‬ ‫عل ��ى ر�ؤية العامل – اله ��واء واملاء والأر�ض –‬ ‫مكون ًا من ج�سيم ��ات متتلك وزن ًا ولها قيا�سات‬ ‫‪ ،‬وكان ج ��ون واط و�أخ ��وه توما� ��س قد تعلما‬ ‫عل ��م امليكاني ��كك اجل ��دي\ بحيث قام ��ا بو�ضع‬ ‫ر�سوم ��ات الخرتاعات ته ��دف ال�ستخدامها يف‬ ‫البح ��ر لقيا�س امل�سافة الت ��ي تقطعها ال�سفينة ‪،‬‬ ‫وتثبت اليوميات الت ��ي كتبها توما�س واط ان‬ ‫عائلة واط كانت قادرة على التفكري بوزن املاء‬ ‫‪ ،‬والتفك�ي�ر باجل�سيم ��ات الأ�صغر لله ��واء كما‬

‫تث ّبت اليوميات �إنه ��م قاموا بتمارين ليحددوا‬ ‫وزن الدخ ��ان ال ��ذي ينفث ��ه �إي ج�سم حمرتق ‪،‬‬ ‫و�سنع ��رف �إن جون واط ن�شر عام ‪ 1723‬كتاب ًا‬ ‫ع ��ن مب ��ادئ امليكانيكيا ممل ��وء ًا باالفرتا�ضات‬ ‫العلمية وبالتعاريف عن ال�سرعة ومركز الثقل‬ ‫‪ ،‬ورغ ��م �إنهم ��ا در�س ��ا امليكاني ��ك والريا�ضيات‬ ‫والفل�سفة ‪� ،‬إال �أن �أي ًا من الع ّمني واط مل ينجحا‬ ‫يف تقدمي اخرتاعات متميزة ‪ ،‬لكنهما ا�ستطاعا‬ ‫م ��ن خالل بحوثه ��م �أن يو�ضح ��ا الطريقة التي‬ ‫علين ��ا �أن نفه ��م فيها العلم و�أي�ض� � ًا م�ساهمتهما‬ ‫اجل ��ادة يف الث ��ورة ال�صناعي ��ة ‪ ،‬ويف �سنوات‬ ‫‪ 1790 -1780‬كان الفرن�سي ��ون يعمل ��ون على‬ ‫و�ض ��ع �أ�س�س لنظ ��ام تربوي جدي ��د ‪ ،‬فيما كان‬ ‫الإنكلي ��ز ي�ؤ�س�سون يف لن ��دن لنه�ضة �صناعية‬ ‫ويعمل ��ون على جت�سي ��د الزواج ب�ي�ن النظرية‬ ‫والتطبيق ‪ ،‬كان ��ت املدار�س الربيطانية ُتدر�س‬ ‫الريا�ضي ��ات اال�سا�سية مثل اجل�ب�ر والهند�سة‬ ‫وم�س ��ح الأر�ض وعلم الفل ��ك ‪ ،‬ويف عام ‪1740‬‬ ‫�سنج ��د جيم� ��س واط يعط ��ي البن ��ه تعليمات‬ ‫حول درا�سته قائ ًال له �إن " الهند�سة واجلرب مع‬ ‫عل ��م احل�ساب هي �أ�س�س كل علم مفيد ‪ ،‬وبدون‬ ‫معرفة كاملة لها ال تكون الفل�سفة �سوى ت�سلية‬ ‫‪ ،‬ق ��اد واط ومعه جمموع ��ة من الرجال الثورة‬ ‫ال�صناعي ��ة يف بريطاني ��ا ‪ ،‬وه ��ي �أول دول ��ة‬ ‫تع ��رف الت�صنيع وتطوّ ر نظ ��ام امل�صنع‪ .‬كانت‬ ‫ث ��ورة يقودها التقدم العلم ��ي ‪ ،‬واعتمدت على‬ ‫زي ��ادات هائل ��ة يف الطاق ��ة لت�صني ��ع الب�ضائع‬ ‫ب�سرع ��ة كب�ي�رة ونقله ��ا على نط ��اق وا�سع‪� .‬إن‬ ‫عاملن ��ا احلدي ��ث املتط ��ور �صناعي� � ًا ال ميك ��ن‬ ‫ت�صوره بدون طاقة – بل الكثري منها‪ .‬وقد بد�أ‬ ‫كل �شيء بالبخار‪.‬‬ ‫مل يخ�ت�رع جيم� ��س واط املح ��رك البخ ��اري‪:‬‬ ‫فق ��د كان موج ��ود ًا من ��ذ �أك�ث�ر م ��ن مئ ��ة ع ��ام‬ ‫‪ ،‬لك ��ن النم ��اذج الأوىل كان ��ت بدائي ��ة وغ�ي�ر‬ ‫�أمين ��ة وغري فعالة‪ .‬وله ��ذا كان واط ال�شغوف‬ ‫بفل�سفة ديكارت هو العقل املدبر وراء حت�سني‬ ‫املح ��رك‪ .‬منوذج ��ه مل يوفر فقط الطاق ��ة التي‬ ‫�ساع ��دت بريطاني ��ا عل ��ى الت�صني ��ع ‪ ،‬ب ��ل ق ��اد‬ ‫العلم ��اء �أي�ض ًا �إىل البح ��ث يف قانون الطبيعة‬ ‫الأ�سا� ��س‪� .‬ساعدهم ذلك على ر�ؤية �أن احلرارة‬ ‫لي�ست مادة ‪ ،‬كما كان يعتقد الفوازييه ‪ ،‬بل هي‬ ‫�شكل من �أ�شكال الطاقة‪..‬‬ ‫*********‬ ‫" يف الق��رن الثام��ن ع�ش��ر اعت�بر‬ ‫الفال�سفة �إن كل املعارف االن�سانية‬ ‫مب��ا فيه��ا العل��م م��ن اخت�صا�ص��هم‬ ‫وناق�ش��وا ا�س��ئلة مثل ‪ :‬ه��ل للكون‬ ‫بداية ؟"‬ ‫�ستيفن هوكينغ‬ ‫يقال دائما �إن فل�سفة العلوم يف فرن�سا بد�أت مع‬ ‫ديكارت وم ��ن بعده بليز با�سكال ‪ ،‬الفيل�سوف‬ ‫ال ��ذي حت ��ول يف اواخ ��ر حيات ��ه م ��ن العلوم‬ ‫اىل درا�س ��ة الاله ��وت ‪ ،‬كان با�س ��كال املولود‬ ‫يف التا�س ��ع ع�ش ��ر م ��ن حزيران ع ��ام ‪، 1623‬‬ ‫مري�ض� � ًا ‪ ،‬ويف اللوح ��ات الفنية التي ر�سمت‬ ‫لوجهه ‪ ،‬يب ��دو متعب ًا عين ��اه دامعتان ‪ ،‬ينظر‬ ‫اىل الأف ��ق بح ��زن‪ ،‬غري �إنه حق ��ق الكثري يف‬ ‫وقت ق�صري‪� .‬أ�صبح با�سكال عامل ًا بت�شجيع من‬ ‫�أبيه‪ ،‬وا�شتغل على الفراغات و �صمم مقايي�س‬ ‫ال�ضغط اجل ��وي‪ .‬يف �سنة ‪ ،1642‬اخرتع �آلة‬ ‫حا�سب ��ة ميكانيكي ��ة كان ب�إمكانه ��ا اجلم ��ع و‬ ‫الطرح با�ستعمال قلم لتحريك �أقرا�ص مرتبطة‬ ‫مبع ��دات معق ��دة ‪�َ ،‬صن ��ع هذه الآل ��ة مل�ساعدة‬ ‫�أبيه يف تدب�ي�ر احل�سابات‪ .‬وتعترب هذه الآلة‬ ‫�إح ��دى �أوجه تق ��دم العل ��وم التطبيقي ��ة‪� .‬إنها‬ ‫فع�ل ً�ا اكت�ش ��اف جدي ��ر باالهتمام‪ ،‬فه ��و الذي‬ ‫�أو�صل الإن�سانية �إىل احلا�سبات احلديثة وما‬ ‫ميك ��ن �أن ت�صل �إلي ��ه يف امل�ستقبل‪ .‬فقد و�ضع‬ ‫ت�صميمها ونفذ �أول من ��وذج منها �سنة ‪1642‬‬ ‫وا�ستم ��ر بعد ذل ��ك لت�سع �سن ��وات يف تطوير‬ ‫�آلته‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل كونه كان عامل ًا و خمرتع ًا‪،‬‬ ‫فق ��د كان عامل ريا�ضيات عظي ��م‪ .‬كانت �أفكاره‬ ‫الريا�ضي ��ة الأك�ث�ر �إبداع� � ًا ه ��ي �أف ��كاره حول‬ ‫ح�ساب االحتماالت‪ .‬لك ��ن النا�س �سيتذكرونه‬ ‫كفيل�سوف مثله مثل ديكارت ‪ ،‬الذي �أدرك منذ‬ ‫البداي ��ة �أن االحتياج العظي ��م يف الفل�سفة هو‬ ‫�صياغة منهج دقيق للبح ��ث ‪ ،‬ولأنه كان مولع‬ ‫بالريا�ضيات منذ ال�صغ ��ر ‪ ،‬فقد انتهى اىل �إنه‬ ‫ميكن ابتكار منهج للفل�سفة ي�شبه املنهج الذي‬ ‫ي�ستخ ��دم يف الهند�س ��ة ‪ ،‬ويف كتاب ��ه " مق ��ال‬ ‫عن املنهج " ي�ضع لن ��ا وبطريقة مب�سطة �أربع‬

‫ال ��ذي يفعل ذلك كل ��ه ال بد �أن يك ��ون نف�س ًا �أي‬ ‫جوهر ًا روحي ًا يكون التفكري �صفته الأ�سا�سية‬ ‫‪ ،‬ف�ل�ا ميكن �أن تكون هناك �أفكار بدون مفكر ‪،‬‬ ‫والميك ��ن ل�صفة مثل التفكري �أن توجد ‪� ،‬إذا مل‬ ‫يكن هناك جوهر يالزمها ‪.‬‬

‫با�سكال‬

‫ديكارت‬ ‫قواعد يحددها كاالتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال �أقب ��ل �شيئ� � ًا على �أنه حق ‪ ،‬م ��ا مل �أعرف‬ ‫بو�ض ��وح �إن ��ه كذل ��ك ‪� ،‬أي يج ��ب �أن �أجتن ��ب‬ ‫الت�س� � ّرع وع ��دم الت�شبث بالأح ��كام ال�سابقة ‪،‬‬ ‫و�أن ال �أدخ ��ل يف �أحكامي �إال ما يتمثل لعقلي‬ ‫يف و�ضوح وتركيز يزول معهما كل �شك"‪.‬‬ ‫أق�س ��م كل واح ��دة من امل�ش ��كالت التي‬ ‫‪� -2‬أن � ّ‬ ‫�أبحثه ��ا اىل �أج ��زاء كث�ي�رة بق ��در امل�ستط ��اع‬ ‫ومبقدار ما يب ��دو �ضروري ًا حللها على �أح�سن‬ ‫الوجوه"‪.‬‬ ‫‪� -3‬أن �أرت ��ب اف ��كاري ‪ ،‬فاب ��د�أ باالمور الأكرث‬ ‫ب�ساط ��ة و�أي�سره ��ا معرفة ‪ ،‬حتى �أ�ص ��ل �شيئ ًا‬ ‫ف�شيئ� � ًا ‪� ،‬أو بالتدري ��ج �إىل معرف ��ة �أكرثه ��ا‬ ‫تعقي ��د ًا ‪ ،‬مفرت�ض ًا ترتيب� � ًا حتى لو كان خيالي ًا‬ ‫بني الأمور التي الي�سبق بع�ضها بع�ض ًا"‪.‬‬ ‫‪� -4‬أن �أعم ��ل يف جمي ��ع الأح ��وال م ��ن‬ ‫االح�صاءات الكامل ��ة واملراجعات ال�شاملة ما‬ ‫يجعلني على ثقة من �إنني مل �أغفل �شيئ ًا ‪.‬‬ ‫لق ��د كان ��ت �صياغة املنه ��ج بالن�سب ��ة لديكارت‬ ‫خط ��وة �أولية و�أ�سا�سية ‪ ،‬فق ��د كان يطمح �إىل‬ ‫اكت�شاف م ��ا ع�ساها �أن تك ��ون معرفة الأ�شياء‬ ‫املوج ��ودة التي ميكن بلوغه ��ا باليقني ‪ ،‬وكان‬ ‫يعتق ��د �إن الكثري م ��ن املعلوم ��ات التي ح�صل‬ ‫عليه ��ا زائفة ‪ ،‬ومل تك ��ن لديه و�سيلة لتميزها ‪،‬‬ ‫حت ��ى وجد منهج ًا خا�ص ًا ب ��ه ‪ ،‬وعندما �أ�صبح‬ ‫لديه منهج ب ��ادر با�ستخدامه يف الت�أمل الأول‬ ‫م ��ن كتابه الت�أمالت ‪،‬حيث �شرع يف ال�شك يف‬ ‫كل �شيء ميكن ال�شك فيه ‪ ،‬لكي يكت�شف ما هو‬ ‫على يقني منه ب�صورة مطلقة ‪ ،‬لأنه الي�ستطيع‬ ‫�أن ي�ش ��ك فيه بدون �أن يفرت� ��ض وجوده ‪ ،‬لقد‬ ‫وج ��د �إن احلوا�س تخدع الإن�سان با�ستمرار ‪،‬‬ ‫ولذل ��ك من الأف�ض ��ل عدم الثقة به ��ا ‪ ،‬لقد تذ ّكر‬ ‫�إن ��ه حلم يف ليلة �إنه يرت ��دي عباءته ويجل�س‬ ‫قرب النار ‪ ،‬بينما كان نائم ًا يف فرا�شه ‪ ،‬فرمبا‬ ‫يك ��ون يحلم الآن ‪ ،‬وقد اليك ��ون على الإطالق‬ ‫يف املكان الذي يفرت�ض نف�سه فيه يف الواقع ‪،‬‬ ‫لذلك وجد ديكارت �إنه من املمكن نظري ًا ال�شك‬ ‫يف �شهادة حوا�سه ‪ ،‬وذاكرته و�أفكاره ووجود‬ ‫الع ��امل اخلارج ��ي ‪ ،‬لكن ��ه وجد �شيئ� � ًا الميكن‬ ‫ال�شك فيه ‪ ،‬وهو واقعة وجوده اخلا�ص ‪�":‬أنا‬ ‫�أفك ��ر �إذن �أنا موجود" ‪ ،‬وي�س� ��أل ديكارت بعد‬ ‫ذلك "ما ع�ساي �أن �أكون ؟" و�إجابته �إنه �شيء‬ ‫يفك ��ر ‪� ،‬أعن ��ي �شيئ� � ًا ي�ش ��ك ويفه ��م ويت�صور‬ ‫وينكر ويري ��د ويرف�ض ويتخيل وي�شعر‪� ،‬إن‬

‫ق ��ال �أين�شتاين وهو ينظ ��ر اىل �صورة رينيه‬ ‫دي ��كارت املعلقة مبتح ��ف اللوفر " كن ��ت �أراه‬ ‫ينظر �إ ّ‬ ‫يل بعين�ي�ن مثقلتي اجلفون يف حتفظ‬ ‫وب�شيء من الكربي ��اء ‪ ،‬واالبت�سامة املرت�سمة‬ ‫على �شفتيه ابت�سامة �سخرية وازدراء �صادرة‬ ‫عن رج ��ل مهذب ‪ ،‬فكيف �أمكن له ��ذا الرجل �أن‬ ‫ي�ص ��وغ فل�سفة الع ��امل احلديث ال ��ذي نعي�ش‬ ‫في ��ه " ‪ .‬كان لدى دي ��كارت ازدراء خا�ص جتاه‬ ‫الفل�سف ��ة ‪ ،‬ويق ��ول �إن الفال�سف ��ة املتناف�س�ي�ن‬ ‫يناق�ض ��ون بع�ضهم بع�ض� � ًا دون �سند من يقني‬ ‫يف �أي م ��ن اجلانب�ي�ن ‪ ،‬والفال�سف ��ة يجهل ��ون‬ ‫الريا�ضي ��ات والعل ��وم وي�ؤ�س�س ��ون حججهم‬ ‫املنطقي ��ة على مراج ��ع قدمي ��ة ‪ ،‬والنتيجة �إن‬ ‫الفل�سف ��ة على نحو ما يدينها ديكارت ‪" :‬ظلت‬ ‫تدر� ��س لق ��رون طويلة م ��ن قبل �أب ��رز العقول‬ ‫دون �أن ت�أت ��ي ب�شيء مل يك ��ن مو�ضع خالف"‬ ‫‪ .‬ومل يك ��ن دي ��كارت يطلب االهتم ��ام بدرا�سة‬ ‫الفل�سفة بل كان يطلب احلقيقة والتخل�ص من‬ ‫املعتق ��دات الزائفة حت ��ى يتمكن من الو�صول‬ ‫اىل احلقيق ��ة ‪":‬كان ��ت ل ��ديّ رغب ��ة �شديدة يف‬ ‫تعلم كيفية التمييز بني ما هو حقيقي وما هو‬ ‫زائ ��ف ‪ ،‬حتى �أتبني ما يجب �أن �أفعل ‪ ،‬و�أكون‬ ‫ق ��ادر ًا عل ��ى �أن �أ�سلك طريق ��ي يف هذه احلياة‬ ‫بثق ��ة وطم�أنين ��ة" وجن ��د دي ��كارت ي�ستخدم‬ ‫عقل ��ه فقط ك�أ�سا�س للإميان ب�أي �شيء ؟ ‪ ،‬ومن‬ ‫هنا يب ��د�أ‪ ،‬ومن خالل الفل�سف ��ة بالإطاحة بكل‬ ‫املعتق ��دات واالنف�صال التام ع ��ن عامل الع�صر‬ ‫الو�سيط الذي �أراد ديكارت لأوروبا �أن ت�سدل‬ ‫ال�ستار عليه ‪.‬‬ ‫وميك ��ن الق ��ول ب� ��أن الفل�سف ��ة احلديث ��ة تبد�أ‬ ‫بكت ��اب ديكارت " الت�أم�ل�ات " الذي يطلب منا‬ ‫�صاحب ��ه �أن نت�أم ��ل ونع ��رف الأف ��كار الكاذبة‬ ‫وامل�شكوك فيها التي قبلناها طيلة حياتنا و�أن‬ ‫نتخذ الق ��رار ب�أن الوقت قد حان لإ�سقاط كافة‬ ‫املعتقدات‪ .‬وي�ستهل دي ��كارت الت�أمالت بقوله‬ ‫‪ ":‬لأب ��د م ��ن التخلي عن كل �ش ��يء يف حياتي‬ ‫متاما ومرة واح ��دة �إذا �أردت �إثبات �أي �شيء‬ ‫را�س ��خ ودائم يف العل ��وم "‪ ،‬وي�ضيف ‪ " :‬لقد‬ ‫حررت عقلي اليوم من كافة الهموم ‪� ،‬أنا وحيد‬ ‫متام ًا ‪ ،‬و�أخ�ي�ر ًا �سيكون لدي الوقت لتكري�س‬ ‫نف�سي بجد وحرية للتخل�ص من جميع �آرائي‬ ‫ال�سابقة ‪ ،‬ولكن كيف ميكنني �إثبات احلقيقة‬ ‫الرا�سخة والدائمة با�ستخدام عقلي فقط ؟" ‪.‬‬ ‫�إن �إجابة دي ��كارت عن هذا ال�س�ؤال هي �إجابة‬ ‫جميع فال�سف ��ة املذهب العقالين منذ �أفالطون‬ ‫الذي ق ��ال يف حم ��اورة اجلمهوري ��ة ‪":‬العقل‬ ‫كلي يف جميع الب�شر ‪ ،‬وهو العن�صر الأهم يف‬ ‫الطبيع ��ة الب�شري ��ة ‪ ،‬وهو الو�سيل ��ة الوحيدة‬ ‫للمعرف ��ة اليقينية ‪ ،‬وهو ال�سبيل لتقرير ماهو‬ ‫�صحيح و�صالح �أخالقي� � ًا وما ي�شكل جمتمع ًا‬ ‫�صاحل ًا "‪.‬‬ ‫ولك ��ن كيف ميكننا با�ستخ ��دام عقلنا ‪ ،‬الثبات‬ ‫حقيق ��ة را�سخ ��ة ودائم ��ة �أخف ��ق الفال�سف ��ة‬ ‫ال�سابق ��ون يف �إثباته ��ا ‪ ،‬يف كتاب ��ه "مقال يف‬ ‫املنه ��ج" يق ��ول دي ��كارت ‪":‬من ب�ي�ن جميع من‬ ‫بحث ��وا عن احلقيق ��ة ‪ ،‬مل ينجح �س ��وى علماء‬ ‫الريا�ضي ��ات يف الإتي ��ان ب�أ�سب ��اب وا�ضح ��ة‬ ‫وم�ؤك ��دة "‪ .‬ويعتق ��د دي ��كارت ب� ��أن منه ��ج‬ ‫الريا�ضيات با�ستخدام العقل وحده هو الذي‬ ‫م ّك ��ن عامل الفل ��ك البول ��وين كوبرنيكو�س من‬ ‫�إح ��داث ثورة يف علم الفلك بنظريته اجلديدة‬ ‫ع ��ن الك ��ون عل ��ى �أ�سا� ��س مركزي ��ة ال�شم�س ‪،‬‬ ‫وم ّك ��ن االيط ��ايل غاليل ��و من تق ��دمي الربهان‬ ‫على نظرية كوبرنيكو�س‪.‬‬ ‫يف �صباح احلادي ع�شر من �شباط عام ‪1950‬‬ ‫يفت ��ح ديكارت عيني ��ه وي�س�أل ب�ص ��وت خافت‬ ‫ك ��م الوق ��ت ؟ �إنه ��ا ال�ساع ��ة الرابع ��ة �صباح� � ًا‬ ‫يجيب ��ه املراف ��ق ‪ ،‬يح ��اول النهو� ��ض قائ�ل ً�ا ‪:‬‬ ‫امللك ��ة بانتظ ��اري‪ ،‬لكن ��ه يج ��د �صعوب ��ة فيقع‬ ‫على الفرا� ��ش وهو يهم� ��س "الوقت حان لأن‬ ‫تفارقن ��ي الروح ‪ ،‬لكني روح ح ��ي ‪� ،‬أنا �أبحث‬ ‫ع ��ن احلقيق ��ة " ‪ .‬عا� ��ش ديكارت وم ��ات وهو‬ ‫يتح�س ��ر لأن العل ��م الطبيع ��ي مل يح�صل على‬ ‫ا�ستقالليت ��ه بالقيا� ��س اىل العل ��م الدين ��ي ‪،‬‬ ‫وموقف ��ه من هذه الناحية اليختلف عن موقف‬ ‫غاليل ��و‪ ،‬ال ��ذي كان ي�ؤك ��د �إن ��ه‪� ،‬إذا م ��ا ح�صل‬ ‫تعار� ��ض بني الكت ��اب املقد�س م ��ن جهة وبني‬ ‫�إح ��دى نظريات العلم احلديث من جهة �أخرى‬ ‫‪ ،‬فينبغي �أن نعيد ت�أوي ��ل الكتاب املقد�س لكي‬ ‫يتما�شى مع العقل‪.‬‬


‫بسام فرج‬ ‫كاركاتيـــــــــــــــــر‬

‫العمود‬ ‫الثامن‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬

‫‪Fakhri Karim‬‬

‫‪General Political daily‬‬ ‫‪5 May 2019‬‬

‫‪www.almadapaper.net‬‬ ‫‪Email: info@almadapaper.net‬‬

‫اقــــرأ‬

‫لو � َّأن م�سافر ًا يف ليلة �شتاء‬ ‫�ص ��درت ع ��ن "دار امل ��دى" رواي ��ة الكات ��ب الإيط ��ايل �إيتالو‬ ‫كالفين ��و "لو �أن م�سافر ًا يف ليل ��ة �شتاء"‪ .‬وهي رواية ي�صفها‬ ‫النقاد ب�أنه ��ا غري م�سبوقة يف تاريخ الرواية العاملية‪ ،‬رواية‬ ‫الرواي ��ات‪ ،‬بطلها قارئ الرواية‪ ،‬الباحث عن اكتمال احلدث‪،‬‬ ‫ال ��ذي ال يكتمل �أب ��د ًا‪ ،‬والرواي ��ات املنقو�صة �أب ��د ًا‪ ،‬واملاهية‬ ‫امللتب�س ��ة للم�ؤلف�ي�ن‪ ..‬وك�أن "النق�ص ��ان" ه ��و جوهر العامل‪،‬‬ ‫�سراب وفكرة وهمية‪ .‬رواية‬ ‫�أو الرواية‪ ،‬وك�أن "االكتم ��ال"‬ ‫ٌ‬ ‫ال ت�شب ��ه م ��ا �سبقها من �إبداعات الع ��امل‪ ،‬وال ت�شبه‪ -‬على �أي‬ ‫تتما�س معها‪،‬‬ ‫نح ��و‪� -‬إبداعات كالفينو ال�سابقة‪� ،‬أو‪ -‬حتى‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫ك�أنه ��ا ال ��ذروة التي �أراد �أن ي�صل �إليها ه ��ذا الروائي املثري‬ ‫للده�شة‪.‬‬

‫بيت ( ) يحتفي ب�صاحب الق�صيدة املغايرة "عبدالكرمي الكا�صد"‬ ‫ال�شاعر عبدالكريم الكا�صد �أحد �شعراء المنفى‪ ،‬ا�ستقر في لندن ببريطانيا في ت�سعينات القرن الما�ضي بعد �أن رحل من العراق‬ ‫و�س��افر الى اليمن الجنوبية‪ ،‬وكان قد غادرالعراق نهاية ال�سبعينات الى �س��وريا ولبنان والجزائر وباري�س ثم لندن‪ .‬ح�صل على‬ ‫البكالوريو�س في الفل�سفة من دم�شق‪ .‬وتعلم اللغة الفرن�سية عندما كان في باري�س وهو يتكلم ويكتب بها كلغة ثانية‪.‬‬ ‫‪ ‬بغداد‪ /‬محمد جا�سم‬ ‫‪ ‬عد�سة‪ /‬محمود ر�ؤوف‬ ‫انتخ ��ب �سكرتي ��ر ًا لرابط ��ة الك ّت ��اب‬ ‫وال�صحفيي ��ن والفناني ��ن العراقيين‬ ‫ فرع اليمن‪ ,‬ونائب ًا لل�سكرتير العام‬‫للرابط ��ة‪� .‬أبرزدواوين ��ه ال�شعري ��ة‪:‬‬ ‫الحقائ ��ب ‪ - 1975‬النقر على �أبواب‬ ‫الطفول ��ة ‪ - 1978‬ال�شاهدة ‪- 1981‬‬ ‫وردة البيكاجي ‪ - 1983‬نزهة الآالم‬ ‫‪ .1991‬و�أب ��رز ترجمات ��ه‪ :‬كلم ��ات‬ ‫لج ��اك بريفي ��ر ‪� -‬أناب ��از ل�سان جون‬ ‫بيز� ��س ‪ -‬ق�صا�ص ��ات لريت�سو� ��س ‪.‬‬ ‫�أب ��رز ق�صائ ��ده "�أ�س ��د باب ��ل" الت ��ي‬ ‫يقول فيها‪:‬‬ ‫على بعد �أمتار يجل�س �أ�سد بابل‬ ‫الم�ساط ��ب تحي ��ط ب ��ه وال �أطف ��ال‬ ‫الجنائن وال �أبراج‬ ‫وحين يمر النا�س به ال يلتفتون‬ ‫يهز ر�أ�سه �أ�سف ًا مردد ًا جملة واحدة‪،‬‬ ‫جملة ال ي�سمعها �أحد‬ ‫و�إن �سمعها ال يعيرها انتباهاً‬ ‫�أنا �أ�سد بابل‬ ‫يت�س ��اءل عبدالكري ��م كا�ص ��د‪“ :‬كيف‬ ‫�أع� � ّرف المراح ��ل الت ��ي م ��ررت بها‪،‬‬ ‫بالأمكن ��ة؟ ب�أزمنته ��ا؟ بالمنفى الذي‬ ‫�ص ��ار وطن� � ًا؟ بالوطن ال ��ذي لم يكن‬ ‫غي ��ر منفى؟ بالحا�ضر الذي تقا�سمته‬ ‫�أمكنة �شتى؟ بم �أ�ؤرخ المراحل؟‬ ‫ويق ��ول‪“ :‬بع ��د مج ��يء القتل ��ة‬ ‫و�صعوده ��م �إل ��ى ال�سلط ��ة �سن ��ة‬ ‫‪ 1963‬اختفي ��ت �أ�شه ��ر ًا ث ��م وج ��دت‬ ‫و�سيل ��ة لله ��رب‪ ،‬فتغرب ��تُ ث ��م ع ��دتُ‬ ‫ث ��م تغربتُ م ��ن جديد‪ ،‬بع ��د مجيئهم‬ ‫ثانية في �أواخر ال�ستينات من القرن‬ ‫الع�شرين كان هربي الثاني موجع ًا‪.‬‬ ‫اختفي ��ت ف ��ي بغ ��داد طوي ًال بع ��د �أن‬ ‫�أطلق ��تُ لحيت ��ي وغي ��رتُ مالمح ��ي‬ ‫ول ��م �أج ��د و�سيلة للهرب ه ��ذه المرة‬ ‫�سوى الجم ��ل لأعتليه �أ�سبوع ًا كام ًال‬ ‫ف ��ي �صح ��راء قفر‪ ،‬م ��ع قافل ��ة �ضمت‬ ‫ثماني ��ة �أ�شخا� ��ص و�ستة جم ��ال‪ .‬ثم‬ ‫توال ��ت المناف ��ي‪ :‬الكوي ��ت‪ ،‬اليم ��ن‪،‬‬ ‫�سوري ��ا‪ ،‬لبنان‪ ،‬مو�سكو‪ ،‬لندن‪ ،‬وفي‬ ‫كل مو�ض ��ع ثم ��ة كت ��اب ون�صو� ��ص‬ ‫وعذاب ��ات وج ��وع وت�شيي ��ع �صديق‬ ‫وا�ستذكارات وطن ومناف ب�أحداثها‬

‫جناح كبه‬

‫علي حداد‬

‫علي الفواز مع مقدم اجلل�سة رفعت عبد الرزاق‬ ‫و�أنا�سها فاختلطت المراحل وما عاد ل ��ه ف ��ي مجل ��ة الآداب البيروتي ��ة‪،‬‬ ‫حا�ضرا لم يكن �إال ما�ضي ًا مكرور ًا‪ .‬كم ��ا تعرف على كب ��ار �أدباء �سورية‬ ‫مث ��ل الماغ ��وط ومم ��دوح ع ��دوان‬ ‫ال ��ذي كان ي�سك ��ن مع ��ه ف ��ي نف� ��س‬ ‫بيت المدى يحتفي‬ ‫ال�شقة‪ ،‬وعاد للب�صرة ليعمل مدر�ساً‬ ‫بالكا�صد‬ ‫ولأهمية ال�شاعر والمترجم والكاتب ف ��ي معه ��د المعلمي ��ن لعل ��م النف� ��س‬ ‫عب ��د الكريم الكا�ص ��د احتفى به بيت الترب ��وي‪ .‬واثن ��اء وج ��وده تعرف‬ ‫المدى ب�شارع المتنبي ف�أ�صدر ملحق ًا على كب ��ار �أدب ��اء الب�ص ��رة‪ ،‬ال�سيما‬ ‫خا�ص� � ًا ب ��ه من"عراقيون"‪،‬و�أقام له ال�شاع ��ر البريكان ال ��ذي كان زميله‬ ‫احتفالي ��ة �ضخم ��ة تلي ��ق ب ��ه ك�شاعر ف ��ي المعه ��د‪ ،‬ث ��م �أوف ��د للتدري� ��س‬ ‫كبير يحتل مكانة مرموقة في الم�شهد ف ��ي الجزائ ��ر‪ ،‬وكان ي�ستغ ��ل اي ��ام‬ ‫الثقاف ��ي العراق ��ي‪ .‬ق ��دم لالحتفالية العط ��ل لل�سفر ال ��ى باري� ��س وتعلم‬ ‫الباحث رفع ��ت عبدال ��رزاق و�شارك هن ��اك الفرن�سية واطل ��ع على الأدب‬ ‫فيه ��ا نخب ��ة م ��ن النق ��اد والباحثي ��ن الفرن�سي‪.‬‬ ‫غ�صت بهم قاعة المدى‪.‬‬ ‫والأدباء ّ‬

‫بتجربت ��ه ه ��و العتب ��ة الأول ��ى التي‬ ‫يمك ��ن من خاللها �أن نط ��ل ونكت�شف‬ ‫ونقارن خ�صو�صيتها ال�شعرية‪ ،‬التي‬ ‫كانت ج ��زء ًا من مخا� ��ض �شعري في‬ ‫مرحلة مابع ��د ال�ستين ��ات‪ ،‬واذا كان‬ ‫الجمي ��ع يدرك �أن مرحل ��ة ال�ستينات‬ ‫ه ��ي مرحل ��ة التكوي ��ن ال�شع ��ري‬ ‫والتح ��ول العا�ص ��ف لل�شعري ��ة‬ ‫فا�ضل ثامر العراقي ��ة بعد تجربة ال ��رواد‪� ،‬أمثال‬ ‫"الحقائب"‪� ..‬أول‬ ‫�سع ��دي يو�س ��ف ويو�س ��ف ال�صائغ‪،‬‬ ‫مجموعة �شعرية‬ ‫ف�إن تجربة ال�سبعينات هي التجربة‬ ‫بع ��د انته ��اء فت ��رة الإيف ��اد ع ��اد الى الأكثر تمث ًال لهذا التحول العا�صف‪.‬‬ ‫العراق و�أ�صدر �أول مجموعة �شعرية‬ ‫بعنوان "الحقائب" في بيروت‪ ،‬لكنه‬ ‫الطرد من ال�شهد‬ ‫ل ��م يت�سلمه ��ا ب�سبب الح ��رب الأهلية و�أ�ضاف‪ :‬لكن خ�صو�صية وخطورة‬ ‫اللبناني ��ة‪ ،‬فا�ضط ��ر لطباعته ��ا ثانية ه ��ذه التجرب ��ة �أنه ��ا كان ��ت ن�ص ��ف‬ ‫في مطبعة الأديب البغدادية‪ ،‬و�صمم الت�شكل ال�سيا�سي الذي كان حا�ضر ًا‬ ‫غالفه ��ا محم ��د �سعي ��د ال�ص ��كار‪ ،‬ث ��م في البلد‪ ،‬واليمكن �أن نف�صل تجربة‬ ‫�أ�ص ��در المجموع ��ة الثاني ��ة "النق�ش الكا�ص ��د ع ��ن التزام ��ه ال�سيا�س ��ي‬ ‫على �أبواب الطفولة"‪ .‬في عام‪ 1978‬وانتمائه الحزبي �آنذاك‪ ،‬وهذا يخ�ص‬ ‫غ ��ادر الع ��راق‪ ،‬ب�سب ��ب م�ضايق ��ات �آخرين �أي�ض ًا من ك ّتاب ق�صة و�شعراء‬ ‫ال�سلط ��ة‪ ،‬ال ��ى الكوي ��ت ث ��م ع ��دن وروائيي ��ن‪ ،‬خ�ضع ��وا لتو�صي ��ف‬ ‫ف�سوري ��ا‪ .‬بعده ��ا ا�ستق ��ر ف ��ي لندن خارج ��ي‪ ،‬وه ��ذا التو�صي ��ف �أ�سه ��م‬ ‫وح�صل عل ��ى الماج�ستي ��ر في علوم الحق ًا بطردهم م ��ن الم�شهد الثقافي‪.‬‬ ‫الفل�سف ��ة‪ ،‬و�أ�صبح ��ت م�ؤلفاته تربو وه ��ذا الط ��رد الثقافي كان ط ��رد ًا من‬ ‫عل ��ى الأربعي ��ن كتاب� � ًا بي ��ن ال�شع ��ر المكان والم�شهد وحتى من الذاكرة‪،‬‬ ‫والنق ��د والترجم ��ة و�أدب الرح�ل�ات وهو ماحدث للكا�صد وها�شم �شفيق‬ ‫وحوارات معه‪.‬‬ ‫وخلي ��ل المعا�ضي ��دي و�شاكر لعيبي‬ ‫وغيره ��م‪ .‬وخ�صو�صي ��ة الكا�ص ��د‬ ‫�شاعر مهم ومترجم مميز تتمي ��ز بثالث ��ة م�ستوي ��ات‪ :‬الأول‬ ‫وق ��د �أ�ش ��ار الناق ��د عل ��ي الف ��واز في يمث ��ل المرحل ��ة الثوري ��ة‪ ،‬والثان ��ي‬ ‫مداخلت ��ه ال ��ى‪� -:‬أن الكا�ص ��د �شاعر ي�شمل مرحل ��ة القلق الت ��ي بد�أت مع‬ ‫مه ��م ومترج ��م ممي ��ز‪ ،‬والتعري ��ف المنفى‪ ،‬والثالث يمثل المرحلة التي‬

‫�أول ق�صيدة‬ ‫مق ��دم الجل�س ��ة رفع ��ت عبدال ��رزاق‬ ‫قال‪ -:‬اليوم نحتفي ب�أديب مرموق‪،‬‬ ‫لك ��ن الغربة منعتن ��ا من اللق ��اء به‪.‬‬ ‫وه ��و جدي ��ر باالحت ��رام والتقدير‪،‬‬ ‫وه ��و لي� ��س ب�شاعر فح�س ��ب بل هو‬ ‫مترج ��م ورحال ��ة وناق ��د‪ ،‬وهوم ��ن‬ ‫موالي ��د الب�ص ��رة ع ��ام‪� ،1945‬أكمل‬ ‫تعليم ��ه ف ��ي بغ ��داد ودخ ��ل كلي ��ة‬ ‫الآداب – لغ ��ة فرن�سي ��ة‪ ،‬لكن ��ه ل ��م‬ ‫يكمله ��ا ب�سبب انقالب ‪� 8‬شباط فعاد‬ ‫للب�صرة‪ .‬ثم غادر العراق الى دم�شق‬ ‫ليكم ��ل البكلوريو� ��س بالفل�سفة في‬ ‫جامع ��ة دم�ش ��ق‪ .‬ن�ش ��ر�أول ق�صيدة‬

‫مايلي �ساير�س ‪ :‬زوجي‬ ‫ً‬ ‫طفال‬ ‫يريد �أن �أنجب ‪20‬‬

‫‪ ‬علي املندالوي‬ ‫الر�س ��ام‪ ،‬افتت ��ح �أم� ��س ال�سب ��ت‬ ‫معر�ض ��ه ال�شخ�ص ��ي الث ��اين ع�شر‬ ‫بعنوان "خارج املرايا"‪ ،‬وذلك على‬ ‫قاعة دار الأزي ��اء العراقية‪ ،‬الفنان‬ ‫املن ��دالوي يعد م ��ن �أب ��رز ر�سامي‬ ‫ثقافة الأطف ��ال حيث و�ضع ر�سوم ًا‬ ‫الكرث م ��ن ‪ 40‬كتاب ًا للأطف ��ال‪� ،‬أقام‬ ‫العديد من املعار�ض الفنية وح�صد‬ ‫عدد ًا من اجلوائز العاملية‪.‬‬ ‫‪ ‬عامر توفيق‬ ‫مط ��رب املقام ��ات‪ ،‬تعر� ��ض لأزم ��ة‬ ‫�صحي ��ة نق ��ل عل ��ى �إثره ��ا اىل‬ ‫امل�ست�شف ��ى‪� ،‬إذ يع ��اين م ��ن عج ��ز‬ ‫كل ��وي‪ ،‬وق ��د زاره وزي ��ر الثقاف ��ة‬ ‫الدكتور عب ��د الأمري احلمداين يف‬ ‫امل�ست�شفى و�أمر ب�أن تتكفل الوزارة‬ ‫بنفقات عالج الفنان القدير‪.‬‬ ‫‪� ‬صباح املندالوي‬ ‫نقي ��ب الفنان�ي�ن ال�ساب ��ق والناق ��د‬

‫قالت النجمة الأمريكية مايلي �ساير�س �إن زوجها املمثل الأ�سرتايل‬ ‫لي ��ام هيم�سورث يتمنى �أن تنجب ل ��ه ‪ 20‬طف ًال‪ ،‬وذلك حلبه ال�شديد لها‪.‬‬ ‫وكان ولي ��ام هيم�س ��ورث ق ��د قال يف ت�صريح ملجل ��ة ‪�" "GQ" :‬أمتنى‬ ‫يف ي ��وم م ��ا �أن �أجنب من مايلي ‪ 20‬طف�ًل‪،‬اً‪ ،‬و�أن ميتلئ منزيل بالأطفال‬ ‫وال ��دفء الأ�سري"‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن فكرة الإجناب م�ؤجلة الآن بالن�سبة‬ ‫لهما لأن لديهما خطط� � ًا م�ستقبلية �أخرى‪ .‬و�أكد هيم�سورث �أنه اربتط‬ ‫مبايلي وهو يف الـ ‪ 18‬من عمره‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن عالقتهما‬ ‫قوية‪ ،‬وقال ‪":‬مل تت�أثر عالقتنا بل تزداد قوة يوم ًا بعد يوم"‪.‬‬ ‫يذكر �أن مايلي �ساير�س تزوجت من ليام هيم�سورث بعد عالقة غرامية‬ ‫ا�ستمرت ‪� 10‬أعوام وذلك يف �شهر كانون الأوّ ل من العام املا�ضي يف‬ ‫حفل زفاف ب�سيط و�سري اقت�صر على الأهل والأ�صدقاء‪.‬‬

‫امل�سرح ��ي �ص ��در له م�ؤخ ��ر ًا كتاب‬ ‫بعن ��وان "م�سرحي ��ون راحل ��ون"‬ ‫�سلط ال�ضوء فيه على �أ�سماء بارزة‬ ‫ومهم ��ة �أ�سهمت يف ت�أ�سي�س �أركان‬ ‫امل�سرح العراقي‪.‬‬

‫الطقس‬

‫ت�شكل فيه ��ا ن�ضجه وانتاجه ال�ضخم‬ ‫والممي ��ز بع ��د ا�ستقراره ف ��ي لندن‪.‬‬ ‫ال�ضار والنافع‬ ‫ويح�س ��ب له �أنه �أول من ترجم ل�سان‬ ‫ج ��ون بيرك‪ ،‬كم ��اكان ي�ؤم ��ن ب�سحر وذكر الدكتور علي حداد‪ -:‬الحظت‬ ‫اللغ ��ة حينما تكون �شع ��ر ًا‪ ،‬و�أن قوة ق�ضيتي ��ن �أ�سا�سيتين ع ��ن الكا�صد‪،‬‬ ‫�أوالهم ��ا ق�ضي ��ة التجيي ��ل‪� :‬إذ �أن‬ ‫هذا ال�سحر تكمن في ال�شعر ذاته‪.‬‬ ‫هناك �شع ��راء اليمك ��ن �أن يح�سبوا‬ ‫عل ��ى جيل معين‪ ،‬كم ��ا الكا�صد‪ ،‬فهو‬ ‫مثقف مو�سوعي‬ ‫في حي ��ن �أ�ش ��ار الناقد فا�ض ��ل ثامر ال�ستيني وال�سبعين ��ي وهي م�س�ألة‬ ‫ال ��ى‪� -:‬أنه رغ ��م �أهميت ��ه ك�شاعر لم كان ��ت نافع ��ة �ض ��ارة ف ��ي �آن واحد‪،‬‬ ‫يحظ بالعناية الكافية ال من الإعالم وه ��ذا ربما يكون �سبب� � ًا في التعتيم‬ ‫وال م ��ن النق ��د‪ ،‬ب�سب ��ب خروج ��ه علي ��ه من قبل النقاد لأنهم يتعاملون‬ ‫للمنف ��ى ول�سيا�س ��ة التعتي ��م الت ��ي م ��ع الأجي ��ال المح ��ددة‪ .‬والق�ضي ��ة‬ ‫مار�سها النظام ال�سابق‪.‬‬ ‫الأخ ��رى ال�ض ��ارة والنافعة تخ�ص‬ ‫وم ��ع ذلك ا�ستط ��اع �أن ي ��زاوج بين المنفى‪،‬لأنه ��ا �أ�ض ��رت بالكا�ص ��د‬ ‫الوطن والمنفى‪ ،‬وتجربته ت�ضاهي ب�سب ��ب ع ��دم تواج ��ده ف ��ي الم�شهد‬ ‫تجرب ��ة �سع ��دي يو�س ��ف و�سركون اليوم ��ي‪ ،‬وحت ��ى النق ��اد �أي�ض ًا غاب‬ ‫بول�ص لكنه لم يحتل مكانة مرموقة ع ��ن كتاباته ��م ب�سب ��ب ع ��دم توف ��ر‬ ‫مثلهم ��ا ب�سب ��ب المنف ��ى والتغيي ��ب نتاج ��ه‪ ،‬لكنه ��ا �أتاحت ل ��ه �أن يكون‬ ‫المتعم ��د‪ .‬وه ��و ان�س ��ان مثق ��ف مثقف� � ًا مو�سوعي ًا كبي ��ر ًا في المنفى‬ ‫ومو�سوعي متكامل تعرفت اليه في وحق ��ق نتائج باه ��رة ج ��د ًا‪ .‬و�أتاح‬ ‫ال�ستينات وازدادت الأوا�صر بعد �أن ل ��ه المنف ��ى االنفت ��اح عل ��ى �آف ��اق‬ ‫كنا نن�شر في مجلة الثقافة الجديدة‪ ،‬ثقافي ��ة ربما لم تت ��ح له لوكان داخل‬ ‫والتقينا بالنظرة النقدية حول جيل العراق‪.‬‬ ‫ال�ستين ��ات مخالفي ��ن نظ ��رة �صالح‬ ‫خال� ��ص و�صال ��ح الطع ��ان اللذي ��ن‬ ‫المعري والحداثة‬ ‫يريان في ��ه نزعة برجوازية‪� ،‬إ�ضافة وع ّقب الدكتور نجاح كبّة على ماقاله‬ ‫ال ��ى عمل ��ه الترجمي ع ��ن الفرن�سية الفواز وثامر عن ال�شاعر �أبي العالء‬ ‫والإنكليزية الذي قدم فيه �إ�سهامات المع ��ري ودوره الكبي ��ر‪ ،‬ف�أ�شارالى‬ ‫كبي ��رة للثقافة العربي ��ة‪ ،‬كما رافقته �أن الحداث ��ة ل ��م تبد�أ م ��ن الغرب بل‬ ‫لأ�سبوع في �إحدى �سفراتي فوجدت بد�أت من تاريخ الأدب العربي‪ ،‬ومن‬ ‫في ��ه ذات� � ًا عراقي ��ة �صافي ��ة وراقية‪ ،‬ر�سالة الغف ��ران للمعري التي �أثرت‬ ‫ونموذج ًا لالن�سان الب�صري الرقيق عل ��ى دانتي في كتب ��ه‪ ،‬وعلى الكثير‬ ‫والكري ��م‪ .‬وقد تناول ��ت تجربته في م ��ن �شع ��راء الحداث ��ة م ��ن بع ��ده‪،‬‬ ‫كتابي "رهانات �شعراء الحداثة"‪ ،‬وكذلك �أبو نوا� ��س و�أبو تمام �أي�ض ًا‬ ‫وق ��د كان الم ��كان ب� ��ؤرة ا�شع ��اع كانوا قد ب ��د�أوا الحداثة قبل الغرب‬ ‫�شعري كبير في ق�صائده‪.‬‬ ‫فيجب درا�سة ذلك مجدد ًا‪.‬‬

‫‪ ‬علي ح�سني‬

‫عن التخلف‬ ‫والفي�سبوك امللعون‬ ‫عندما ُتق�سّ م م�ؤ�س�سات الدولة بني‬ ‫املذاهب‪ ،‬يخرج نائب يقول �إن‬ ‫من�صب وزير الدفاع "ا�ستحقاق‬ ‫�سُ ني"‪ ،‬فيما ت�صر قوائم �أخرى‬ ‫على �أن وزارة الداخلية لن تخرج‬ ‫عن ال�شيعة‪ ،‬وعندما ننتظر �أ�شهر ًا‬ ‫طوال لتعيني وزير للرتبية لأن‬ ‫القوى ال�سُ نية مل تتفق على‬ ‫ا�سم بعد‪ ،‬فيما القوى ال�شيعية‬ ‫تت�صارع للفوز يف معركة جمال�س‬ ‫املحافظات‪ ،‬ف�إنك عزيزي القارئ‬ ‫�ست�ضرب كف ًا ّ‬ ‫بكف وتقول‪ :‬ما هذا‬ ‫التخلف؟ نعم‪ ،‬لأننا نحوّ ل الدولة‬ ‫اىل قبائل ومذاهب وع�شائر‪.‬‬ ‫وعندما ت�صر ع�شرية على �أن‬ ‫ت�ستخدم ال�صواريخ حلل نزاع مع‬ ‫ع�شرية �أخرى‪ ،‬فماذا ت�سمي ذلك؟‬ ‫عندما ّ‬ ‫تعطل م�ؤ�س�سات الدولة‬ ‫وتنت�شر الر�شوة واملح�سوبية‪،‬‬ ‫وعندما يهان املواطن ب�سبب‬ ‫توقيع ب�سيط ملوظف يقب�ض راتب ًا‬ ‫من الدولة‪ ،‬لكنه يعتقد �أن الدولة‬ ‫�أن�شئت خلدمته؟ ماذا ت�سمي ذلك‪..‬‬ ‫هل هو ازدهار وتقدم؟ عندما يقف‬ ‫الق�ضاء عاجز ًا عن ا�سرتداد مئات‬ ‫املليارات نهبت يف و�ضح النهار‬ ‫"وال�س ّراق" يعي�شون يف منطقة‬ ‫حم�صنة �أمني ًا‪ ..‬ماذا ت�سمي ذلك؟‬ ‫ّ‬ ‫عندما تدار الدولة مبنطق الأقارب‬ ‫والأحباب‪ ،‬وعندما يعتقد ال�سيا�سي‬ ‫�أن "جنابه" خط �أحمر ومقد�س‪،‬‬ ‫ما الو�صف الذي تطلقه على‬ ‫ذلك؟ عندما يغيب مفهوم العدالة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وت�ضيع احلقوق‬ ‫وتنت�شر املح�سوبية‪ ،‬ويتدهور‬ ‫التعليم‪ ،‬وعندما ينظر امل�س�ؤول‬ ‫اىل الثقافة على �أنها عمل من رج�س‬ ‫ال�شيطان‪ ،‬فماذا ميكن �أن ت�سمي‬ ‫ذلك؟‬ ‫يكتب �سمري �أمني يف تعريف‬ ‫التخلف ب�أنه ‪":‬احلالة التي مل‬ ‫يتحقق فيها الإدراك الكامل للتنمية‬ ‫يف بلد ما‪� ،‬إما ب�سبب نق�ص املوارد‬ ‫�أو ا�ستخدام املوارد املتاحة يف غري‬ ‫مكانها‪ ".‬واحلمد لله‪ ،‬فنحن بلد‬ ‫منلك موارد و�ضعتنا يف م�صاف‬ ‫الدول الغنية‪� ،‬إال �أنها ا�ستخدمت‬ ‫مل�صلحة افراد و�أحزاب‪ ،‬فيما‬ ‫التقارير الدولية تقول �إن‪ :‬ن�سبة‬ ‫البطالة جتاوزت الـ ‪ 40‬باملئة‪..‬‬ ‫ويف كل عام نحن على قائمة الدول‬ ‫الأكرث ف�ساد ًا يف املجالني الإداري‬ ‫واملايل‪ ،‬وعلى ر�أ�س القائمة التي‬ ‫ت�ضم الدول التي تف�شل يف تقدمي‬ ‫اخلدمات ملواطنيها‪.‬‬ ‫هذه االيام انق�سم النا�س اىل‬ ‫فريقني االول يطالب باعدام هيفاء‬ ‫االمني ‪ ،‬والثاين يعتربها بطلة النها‬ ‫قالت احلقيقية ‪ ..‬بينما احلقيقة‬ ‫تقول اننا �شركاء يف هذا التخلف‬ ‫الننا ن�سكت على ال�سيا�سي الذي‬ ‫يلعب " الثالث ورقات " ‪ ،‬والننا‬ ‫اي�ضا �ساهمنا بانتخاب من ا�صر ان‬ ‫ي�صل اخلراب اىل كل مرافق احلياة‬ ‫يف العراق ‪ .‬وع معركة االمني‬ ‫�أثارت انتباهي خطبة ال�سيد �أحمد‬ ‫ال�صايف يف كربالء‪ ،‬وفيها يقول‬ ‫�أن م�شاكل العراق يقف وراءها‬ ‫الفي�سبوك‪ ،‬لأنه ح�سب قوله‪،‬‬ ‫يهدد املنظومة الفكرية والثقافية‬ ‫للعراقيني‪� ..‬أما غياب الكهرباء‪،‬‬ ‫الذي ه ّلت ب�شائره هذه الأيام‪،‬‬ ‫رغم كل الوعود الوردية التي‬ ‫اطلقتها احلكومة‪ ،‬وانعدام ال�ضمان‬ ‫ال�صحي والفقر والبطالة وانت�شار‬ ‫حاالت االنتحار‪ ،‬فهي �أمور حت ّل‬ ‫بال�صرب وانتظار الآخرة‪ ،‬فنحن‬ ‫ل�سنا طالب دنيا‪ ..‬الدنيا وجدت‬ ‫لناهبي ثروات البالد ‪.‬‬

‫�صورة دافن�شي تك�شف �سر عدم اكتمال "الموناليزا"‬ ‫طرحت درا�سة حديثة فر�ضية �أخرى‪ ،‬ب�ش�أن ال�سبب‬ ‫وراء ع ��دم �إنه ��اء �أيقونة الفن ليون ��اردو دافن�شي‪،‬‬ ‫لعمله الفني الأهم "الموناليزا"‪.‬‬ ‫وح�س ��ب الدرا�س ��ة الت ��ي ا�ستن ��دت �إل ��ى �ص ��ورة‬ ‫�شخ�صي ��ة مر�سوم ��ة لدافن�ش ��ي (بورتري ��ه)‪ ،‬ف�إن‬ ‫الأخي ��ر ربم ��ا لم يتمكن م ��ن �إنهاء اللوح ��ة الأ�شهر‬ ‫ف ��ي العالم‪ ،‬ب�سب ��ب مر� ��ض "اليد المخلبي ��ة" الذي‬ ‫جعله غير قادر عل ��ى الإم�ساك ب�أدوات الر�سم بطريقة‬ ‫�صحيحة‪.‬‬ ‫والي ��د المخلبي ��ة �أو انحبا� ��س الع�ص ��ب الزن ��دي �أو‬ ‫"المخل ��ب الزن ��دي"‪ ،‬حال ��ة يلت ��وي فيه ��ا الخن�صر‬ ‫والبن�صر الى الأعلى‪ ،‬وهي �إحدى عالمات االعتالل‬ ‫ال�شديد لأع�صاب اليد‪ .‬وتظهر �صورة فنان ع�صر‬ ‫النه�ضة الإيطالي‪ ،‬ي ��ده اليمنى ملفوفة بقطعة‬ ‫مالب� ��س ت�شب ��ه "ال�ضم ��ادة"‪ ،‬و"عل ��ى و�ض ��ع‬

‫�أعلنت الهيئة العامة للأنواء اجلوية العراقية‪ ،‬اليوم الأحد‪ ،‬عن ارتفاع‬ ‫ب�سيط يف درجات احلرارة‪ ،‬ون�شاط بالرياح يف الليل وت�ساقط �أمطار‬ ‫خفيفة يف بع�ض املناطق‪.‬‬

‫ثاب ��ت"‪ ،‬وفق� � ًا للبح ��ث المن�ش ��ور ف ��ي مجل ��ة "الجمعية‬ ‫الملكي ��ة للطب‪ ".‬ويعتق ��د �أن نوبة �شديدة م ��ن "الإغماء‬ ‫الع�صبي القلبي" الت ��ي كان يعانيها دافن�شي �سببت هذه‬ ‫الإ�صابة‪.‬‬ ‫وبالرغ ��م م ��ن �أن دافن�شي ر�س ��م بيده الي�س ��رى‪ ،‬فقد قال‬ ‫الباحث ��ون في الدرا�س ��ة الجديدة �إن ��ه كان ي�ستخدم يده‬ ‫اليمن ��ى �أي�ض� � ًا‪ ،‬ويعتق ��دون �أن الإ�صاب ��ة ربم ��ا �أجبرت ��ه‬ ‫عل ��ى ع ��دم �إكم ��ال العديد م ��ن الأعم ��ال الفنية‪ ،‬بم ��ا فيها‬ ‫"الموناليزا"‪ .‬و�سبق �أن اقترح �أن الفنان تعر�ض ل�سكتة‬ ‫دماغي ��ة في المراحل المت�أخرة م ��ن حياته المهنية‪ ،‬التي‬ ‫�أ�ضعفت الجانب الأيمن من ج�سمه‪.‬‬ ‫ويعتق ��د �أن لوحة "الموناليزا" ر�سمت بين عامي ‪1503‬‬ ‫و‪ ،1519‬وه ��ي ال�سنة التي توف ��ي فيها دافن�شي‪ ،‬ويقول‬ ‫خبراء ف ��ي الفن الت�شكيلي �إنه ��ا تنق�صها بع�ض الرتو�ش‬ ‫النهائية‪.‬‬

‫بغداد‪C° 11 - C° 33 /‬‬

‫الب�صرة ‪C° 12 -C° 34 /‬‬

‫�أربيل‪C° 8 - C° 27 /‬‬

‫النجف ‪C° 11 - C° 33 /‬‬

‫املو�صل‪ C° 10 - C° 28 /‬الرمادي ‪C° 11 - C° 32 /‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.