Active Citizenship - المواطنة الفاعلة - H2O

Page 1



2015

©


‫الفهرس‬ ‫ •متهيد‬

‫ •آلية االستخدام‬ ‫ •مصطلحات‬

‫الفصل األول | نبذة عامة عن الديمقراطية‬ ‫أوال | املفهوم و املبادئ األساسية للدميقراطية‬ ‫ •الدميقراطية النيابية‬

‫ •الدميقراطية التشاركية‬ ‫ •أهم دعائم الدميقراطية‬

‫ثانياً | حقوق اإلنسان عاملية و غري قابلة للتجزئة‬

‫ •كيف نصنف احلقوق ؟‬

‫ •هل هناك حقوق أهم من حقوق أخرى ؟‬ ‫ •هل حقوق اإلنسان حقوق عاملية ؟‬ ‫ •الوضع يف ليبيا‬

‫الفصل الثاني | الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬ ‫ •ما هي العالقة بني حقوق اإلنسان و الدميقراطية ؟‬ ‫ •هل لألعالم دور مؤثر يف ترسيخ مبادئ الدميقراطية ؟‬ ‫ •هل هناك مربر للسرية يف النظام الدميقراطي ؟‬ ‫ •هل يوجد فرق بني حقوق املواطن و حقوق اإلنسان ضمن النظام الدميقراطي ؟‬ ‫ •الوضع يف ليبيا‬ ‫الفصل الثالث | الفاعلون في الشأن العام‬ ‫ •من هم الفاعلون ؟ و ماهي مهام كل منهم ؟‬ ‫ •ملاذا يتوجب الفصل بني سلطات الدولة و مهامها املختلفة ؟‬ ‫ •هل ألجهزة املخابرات مكان يف األنظمة الدميقراطية ؟‬ ‫ •كيف نقضي على الفساد السياسي ؟‬ ‫ •األحزاب السياسية‬ ‫ •الوضع يف ليبيا‬

‫أ‬ ‫ب‬ ‫ج‬

‫‪01‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪05‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬


‫الفصل الرابع | أنظمة الحكم‬ ‫ •ما هو الدستور ؟‬ ‫ •متى ال ميكن الفصل بني السلطات ؟‬ ‫ •ما هي خمتلف األنظمة السياسية ؟ و ما الفرق بينها ؟‬ ‫ •اهليئات املستقلة اليت ينص عليها الدستور‬ ‫ •الوضع يف ليبيا‬ ‫الفصل الخامس | أدوات الديمقراطية‬ ‫ •ما هي أهمية االنتخابات ؟‬ ‫ •هل االنتخاب حق لكل السكان ؟‬ ‫ •كيف ميكن التسجيل يف السجل االنتخابي ؟‬ ‫ •من حيق له الرتشح لالنتخابات ؟‬ ‫ •كيف نضمن نزاهة العملية االنتخابية ؟‬ ‫ •هل ميلك الناخبون سلطة بني االنتخابات ؟‬ ‫ •الوضع يف ليبيا‬

‫‪39‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪57‬‬

‫الفصل السادس | المواطنة الفاعلة‬ ‫ •ما هو اجملتمع املدني ؟‬ ‫ •هل ميكن أن متثل املنظمات عقبة يف وجه الدميقراطية ؟‬ ‫ •الوضع يف ليبيا‬

‫‪78‬‬

‫ •فريق العمل‬

‫‪71‬‬

‫ •مراجع‬

‫‪63‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪71‬‬


‫تمهيد‬ ‫بعد ‪ 4‬س�ن��وات م��ن اجتياح ري��اح‬ ‫التغيري لعدد من األقطار العربية على‬ ‫إثر انتفاضات حاشدة قادها الشباب باألساس‬ ‫‪ ,‬ب��ال �ط��رق ال�س�ل�م�ي��ة راف �ع�ين س�ق��ف تطلعاتهم‬ ‫وآماهلم ‪ُ ,‬مطالبني بدولة احلقوق و احلريات وفقاً‬ ‫ل�ل�م�س��ارات ال��دمي�ق��راط�ي��ة ال�ت�ي سبقتنا حن��وه��ا ال ��دول‬ ‫املتقدمة ‪ ,‬تعرضنا لعديد من التحديات و الصعوبات اليت‬ ‫أعاقت طريقنا حنو هذا التح ّول ‪ ,‬و ذلك جعلنا ندرك أن‬ ‫(التح ّول الدميقراطي) اليت طالبت به الشعوب ال يقتصر‬ ‫على تغيري النظم السياسية فحسب‪ ،‬بل جيب ترسيخ ثقافة‬ ‫الدميقراطية واملشاركة العامة جبميع قيمها و مبادئها‬ ‫يف خمتلف بُنى اجملتمع و مكوناته ‪,‬لذلك فإن املطلوب‬ ‫يتمثل يف العمل على تغيري وعينا كأفراد وتعزيز فرص‬ ‫تعاوننا وتضامننا وتنظيمنا ‪ ,‬ولن يتحقق هذا إال بـ تكثيف‬ ‫اجلهود املتواصلة من أجل حتري ُر اإلنسان‪ ،‬من الثقافات‬ ‫املخالفة لروح املواطنة اإلجيابية و البناءة ‪,‬فإسقاط النظام‬ ‫وحده ليس شرطاً كافياً إلحداث حت ّوالت عميقة يف بنية‬ ‫اجملتمع تؤدي بالضرورة إلي الدميقراطية ‪ ,‬ومع هذا تظل‬ ‫هذه التغيريات متثل اليوم الفرصة األنسب إلحداث حتول‬ ‫حقيقي حنو الدميقراطية إذا ما مت توفري املناخ املالئم‬ ‫لذلك واستثماره بشكل جيد‪ .‬وهذا هو التحدي األكرب‬ ‫الذي يواجهنا ‪.‬‬

‫أ‬

‫إن العقد التأسيسي لليونسكو ال��ذي ينص على ان‬ ‫العهد األساسي للمنظمة هو « املساهمة يف حفظ السلم‬ ‫وألمن ودعم التعاون بني الدول عن طريق الرتبية و العلم‬ ‫والثقافة لضمان االحرتام الدولي للعدل و حلقوق اإلنسان‬ ‫و للحريات األساسية « يأخذ أبعاداً قصوى يف هذه املنطقة‬ ‫من العامل اليت تشهد تغيرياً مطرداً ‪ .‬فمهمة اليونسكو‬ ‫جي��ب أن تركز أكثر م��ن أي وق��ت مضى على مواكبة‬ ‫تطور هذه اجملتمعات خبلق الظروف األكثر مالئمة لبناء‬

‫الدميقراطية‬ ‫اس � � �ت � � �ن� � ��اداً ع �ل��ى‬ ‫خربتها يف هذا امليدان‬ ‫‪.‬‬ ‫يف ليبيا قامت منظمة ‪H2O‬‬ ‫لدعم التحول الدميقراطي وتفعيل‬ ‫دور ال �ش �ب��اب ب ��اإلش ��راف ع�ل��ى إع� ��داد و‬ ‫تنظيم ب��رن��ام��ج ت��دري�بي يستهدف الشباب‬ ‫و ي�س�ع��ى ه ��ذا ال�برن��ام��ج إىل ال �ت��وع �ي��ة ب��أس��س‬ ‫الدميقراطية واملواطنة الفاعلة بغرض تنمية معارف‬ ‫الشباب ومتكينهم من املشاركة يف املسار الدميقراطي‬ ‫واملساهمة يف بناء دولة املؤسسات ‪ ,‬دولة القانون واحلريات‪,‬‬ ‫و هذا هو الدافع الرئيسي وراء هذا املشروع ‪.‬‬ ‫ويتكون ه��ذا الدليل ال��ذي ب�ين أيدينا م��ن ستة فصول‪,‬‬ ‫تتمحور ح��ول « مبادئ الدميقراطية و حقوق اإلنسان‪,‬‬ ‫املواطنة الفاعلة ‪ ,‬اجملتمع املدني و الدميقراطية ‪ ,‬الفاعلون‬ ‫يف الشأن العام » ‪.‬‬


‫آلية االستخدام‬ ‫« دليل الشباب الليبي إلى أسس الديمقراطية و المواطنة الفاعلة »‬ ‫يُشكل هذا الدليل أداة تطبيقية ميكن للمتدرب العودة‬ ‫إليها لـ مراجعة ما مت تناوله من مواد خالل «التدريبات‬ ‫العملية» حيث تتناول هذه األداة أسس الدميقراطية‬ ‫واملواطنة الفاعلة من خالل حمتوى بسيط ويتضمن‬ ‫‪ 6‬فصول ‪ ,‬حيث يسبق هذه الفصول قوائم بأهم‬ ‫املصطلحات ال��واردة يف هذا الدليل و اليت‬ ‫قد حتتاج للتفسري حتى يتمكن القارئ‬ ‫من فهم و استيعاب املعنى املقصود‬ ‫منها يف سياق الفصول ‪.‬‬

‫الفصل األول وال�ث��ان��ي ط��رح املوضوعات‬ ‫بصوره عامة واليت مت التفصيل فيها اكثر‬ ‫يف بقية الفصول‪ ,‬أم��ا الفصل الثالث وال��راب��ع‬ ‫ف�ق��د ض� � ّم أن�ظ�م��ة احل �ك��م ال��دمي�ق��راط�ي��ة وسلطات‬ ‫الدولة ‪ ,‬وخصص الفصل اخلامس لألدوات الدميقراطية‬ ‫والسادس للمواطنة الفاعلة‪.‬‬ ‫ب�ع��د ان �ت �ه��اء ال �ف �ص��ول س �ت �ج��دون ه �ن��اك جم�م��وع��ة من‬ ‫الروابط اإللكرتونية اليت ستعمل على متكني املتدربني من‬ ‫احلصول على معلومات مستوفية عن أهم ما مت طرحه‬ ‫يف الفصول السابقة ‪ ,‬و جاء هذا الدليل على هذا النحو‬ ‫للعمل على تعليم الشباب و دعم قدراتهم ليكون هلم دور‬ ‫فاعل و مؤثر يف نشر ثقافة الدميقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫و التعرف على أبرز مبادئ املواطنة الفاعلة‪.‬‬ ‫وال يدّعي هذا الدليل إطالقا أنه م ّوسع وشامل جلميع‬ ‫املواضيع ‪ ,‬بل هو أداة اجتهد القائمني عليه يف إعدادها‬ ‫مل�س��اع��دة ال�ش�ب��اب يف ه��ذا اجمل ��ال م��ن خ�لال املساهمة يف‬ ‫ترسيخ م��ا تناوله الدليل يف حم�ت��واه ‪ ،‬ع�بر تقديم‬ ‫الدعم املمكن للشباب املشارك ممن لديهم أفكار‬ ‫عملية ُت �ع��زز ه ��ذه امل �ب ��ادئ و احل �ق��وق ليتم‬ ‫ترمجتها على أرض الواقع ‪.‬‬

‫ب‬


‫تفسير المصطلحات الواردة بالمنهج‬

‫ •ابتزاز ‪:‬‬

‫هو القيام بالتهديد بكشف معلومات معينة عن شخص‪،‬‬ ‫أو فعل شيء لتدمري الشخص املهدد‪ ،‬إن مل يقم الشخص‬ ‫املهدد باالستجابة إىل بعض الطلبات‪ .‬وع��ادة تكون هذه‬ ‫املعلومات حمرجة أو ذات طبيعة مدمرة اجتماعياً‪ .‬ويسمى‬ ‫املال املدفوع نتيجة االبتزاز رشوة إسكات وكان مصطلح‬ ‫ابتزاز أص ً‬ ‫ال مقصو ًرا على مجع رسوم غري قانونية بوساطة‬ ‫موظف عام‪ .‬ويعاقب على االبتزاز بالسجن‪ ،‬أو بالغرامة ‪.‬‬

‫ •استقالل القضاء‪:‬‬

‫أي أن تكون أحكام القضاء (اليت يفرتض أن هدفها يف‬ ‫احملصلة حتقيق العدالة يف اجملتمع) حيادية وغري خاضعة‬ ‫لنفوذ السلطات السياسية األخرى ومتحررة بالكامل من‬ ‫أي مؤثر آخر‪ ,‬كاإلعالم مثال أو االحنياز لنصرة فئة على‬ ‫أخرى يف اجملتمع‪ ،‬كما تعين أال يكون االلتحاق مبؤسسات‬ ‫القضاء (مؤسسات العدالة) يف اجملتمع حكرا على فئة‬ ‫اجتماعية دون أخرى ‪.‬‬

‫ •اقتراع ‪:‬‬

‫هو أي وسيلة تتبع ألخذ رأي قطاع معني من الناس يف‬ ‫أمر ما أو الختاذ قرار ما‪ ،‬وعادة ما يكون مسبوقاً باحلمالت‬ ‫االنتخابية‪ .‬ويوجد عادة يف الدول الدميقراطية كما أنه‬ ‫كثرياً ما يرتبط مبصطلح آخر هو االنتخاب‪ ,‬وهو انتقاء‬ ‫أو اختيار شخص أو جمموعة أش�خ��اص للقيام بأعباء‬ ‫تسيري الدولة وأن يكونوا مسؤولني أمام املواطنني ‪.‬‬

‫ •النظام الفردي ‪:‬‬

‫يركز على األشخاص أكثر من األح��زاب والربامج‪.‬‬ ‫وفكرته تقسيم البالد إىل دوائر كثرية تنتخب كل دائرة‬ ‫نائباً أو نائبني لتمثيلها يف السلطة التشريعية ‪.‬‬

‫ج‬

‫ •إجماع ‪:‬‬

‫االتفاق الكامل بني جمموعة من األشخاص دون أي‬ ‫خالف ‪,‬حول أمر ما ‪.‬‬

‫ •إقصاء ‪:‬‬

‫أي استبعاد ‪.‬‬

‫ •أغلبية ‪:‬‬

‫مصطلح يستخدم لوصف ذل��ك اجل��زء ال��ذي يكون‬ ‫أكثر من نصف اجملموعة‪ ,‬وقد يستعمل املصطلح أيضا‬ ‫لوصف (األكثرية النسبية) أي أكرب عدد من األصوات‬ ‫أو الناخبني عندما يكون هناك اختيار بني بديلني أو أكثر‬ ‫م��ن املرشحني يف االنتخابات غ�ير أن ال�ع��دد ق��د يقل عن‬ ‫‪ %50‬من جمموع األصوات‪.‬‬

‫ •أنظمة كليانية ‪:‬‬

‫نظام سياسي لدولة م��ا‪ ،‬يتميز باهليمنة الكلية على‬ ‫النشاطات الفردية من خالل تبنيها إليديولوجية معينة‪,‬‬ ‫ويسعى لتخليد النظام احلاكم دون أن يقوم بأي إصالح ‪.‬‬

‫ •أيدولوجية ‪:‬‬

‫جمموعة اآلراء واألف �ك��ار والعقائد والفلسفات اليت‬ ‫أمة أو حزب أو مجاعة ما ‪ ,‬تشكل رؤية‬ ‫يؤمن بها شعب أو ّ‬ ‫شاملة حنو قضايا معينة تتعلق بأمور ذات طبيعة سياسية‬ ‫بشكل خاص ‪.‬‬

‫ •تداول ‪:‬‬

‫ه��و االن �ت �ق��ال و ال �ت �ب��ادل ‪ ,‬وي �ق��ال ت� ��داول السلطة أي‬ ‫انتقاهلا من جمموعة إىل جمموعة أخرى‪.‬‬


‫ •تجسس ‪ :‬هو مجع معلومات عن شيء معني‬ ‫جله ٍة ما ‪ ،‬بطريقة غري مشروعة ‪.‬‬

‫ •تحالف حاكم ‪:‬‬

‫جت�م��ع ي�ض��م جم�م��وع��ة م��ن األش��خ ��اص أو األح� ��زاب‬ ‫السياسية‪ ,‬تتوافق على التعاون فيما بينها من أجل حتقيق‬ ‫هدف مشرتك‪ ,‬و يتخذ التحالف عادة شكل اتفاق رمسي ‪.‬‬

‫ •تظاهر سلمي ‪:‬‬

‫هو أحد الوسائل املشروعة للتعبري عن ال��رأي‪ ،‬و كما‬ ‫ذك��رن��ا سابقاً ف��إن حرية ال ��رأي والتعبري كفلتها أو ً‬ ‫ال‬ ‫اإلع�لان العاملي حلقوق اإلنسان والعهد الدولي للحقوق‬ ‫املدنية والسياسية‪ ،‬وأصبحت مقدسة يف مجيع الدساتري‪,‬‬ ‫فلذلك جيب أن يعرب التظاهر عن اإلرادة الشعبية ويكون‬ ‫سلمياً ‪ ,‬أي بعيد عن التخريب والعنف واالع �ت��داء على‬ ‫املمتلكات ال�ع��ام��ة و اخل��اص��ة وال يعطل م�ص��احل الناس‬ ‫اليومية وال يلحق الضرر باآلخرين ويهدف إىل حتقيق‬ ‫غاية مشروعة‪.‬‬

‫ •تعسف ‪:‬‬

‫التشدد يف استعمال احلق‪ ,‬أي على وجه غري مشروع ‪.‬‬

‫ •تمييز إيجابي ‪:‬‬

‫هو متييز لفئة معينه من فئات اجملتمع ‪ ،‬ختتلف عن‬ ‫باقي فئاته يف العرق أو الدين أو اجلنس‪ ،‬أو املقدرات الذاتية‬ ‫‪ ،‬من خ�لال اخت��اذ جمموعة من اإلج��راءات التفضيلية ‪،‬‬ ‫اليت تعطى أفراد هذه الفئة األولوية يف اجملاالت املختلفة‬ ‫للحياة العامة كالتعليم والتوظيف والتمثيل التشريعي‬ ‫‪ ..‬بهدف إلغاء التمييز (السليب) ال��ذي م��ورس ضد هذه‬ ‫الفئات يف السابق‪ ،‬وحتقيق املساواة (الفعلية) بينها وبني‬ ‫باقي فئات اجملتمع ‪.‬‬

‫ •تهجير‪:‬‬

‫هو إجراء تقوم به احلكومات املتعصبة جتاه جمموعة‬ ‫عرقية أو دينية معينة وأح�ي��ان��ا ض��د جمموعات عديدة‬ ‫بهدف إخ�لاء أراض��ي الدولة لنخبة من املواطنني أو فئة‬ ‫معينة‪ ,‬و اجلدير بالذكر ان التهجري كممارسة فردية‬ ‫كان نوعا من أنواع العقاب فيما يسمى بالنفي من البلد ‪.‬‬

‫ •توافق ‪:‬‬

‫هو اتفاق اجلميع على التباحث يف آراء مجيع األطراف‬ ‫املعنيني و أخذها بعني االعتبار‪ ,‬وكذلك التوفيق بني‬ ‫وجهات النظر املتضاربة ‪ ,‬وهذا االتفاق ال يعين بالضرورة‬ ‫اإلمج��اع على رأي واح��د ‪,‬بل هو السبيل الخت��اذ القرارات‬ ‫على حنو يسمح بإشراك اجلميع يف املسار القائم ‪.‬‬

‫ •جمعيات مدنية ‪:‬‬

‫ه��ي مجعيات ينشئها أش�خ��اص تعمل لنصرة قضية‬ ‫مشرتكة‪ ,‬وهي تشمل املنظمات غري احلكومية‪ ،‬والنقابات‬ ‫العمالية‪ ،‬ومجاعات السكان األصليني‪ ،‬واملنظمات اخلريية‪،‬‬ ‫واملنظمات الدينية‪ ،‬والنقابات املهنية‪ ،‬ومؤسسات العمل‬ ‫اخلريي‪ ,‬أما امليزة املشرتكة اليت جتمع بينها‪ ،‬على شدة‬ ‫تنوعها‪ ،‬فهي تتمثل باستقالهلا عن احلكومة والقطاع‬ ‫اخلاص أقله من حيث املبدأ‪ .‬ولعل هذا الطابع االستقاللي‬ ‫هو ما يسمح هلذه املنظمات بأن تعمل على األرض وتضطلع‬ ‫بدور هام يف أي نظام دميقراطي‪.‬‬

‫ •حجب الثقة ‪:‬‬

‫و هو أمر تقوم به عادة السلطة التشريعية ( الربملان )‬ ‫حيث يصوتون على سحب الثقة من احلكومة أو من أحد‬ ‫وزرائها ‪ ,‬و الذي سيؤذي إىل منع استمرار توليه املنصب ‪.‬‬

‫د‬


‫ •حرية التعبير ‪:‬‬

‫حق الفرد يف التعبري عن رأيه يف أي موضوع و بأي شكل‬ ‫من األشكال ‪ ,‬سواء شفهياً ‪ ,‬خطياً ‪ ,‬مطبوعا ً ‪,‬أو بأشكال‬ ‫فنية ‪ ,‬و نتيجة هلذه احلرية حيق للفرد أيضاً بأن يطلب‬ ‫احل�ص��ول على املعلومات و األف �ك��ار ‪ ,‬و أن يتلقاها‪ ,‬وأن‬ ‫ينشرها ‪.‬‬ ‫اإلع �ل��ان ال �ع��امل��ي حل �ق��وق اإلن� �س ��ان ‪ ,‬يف امل � ��ادة ‪ 20‬منه‬ ‫والعهد الدولي املتعلق حبقوق الفرد املدنية و السياسية‬ ‫‪ ,‬يكفالن كالهما عاملية حرية التعبري كركيزة للنظام‬ ‫الدميقراطي ‪.‬‬

‫ •حكومات ائتالفية ‪:‬‬

‫و هي حكومة تضم أشخاص ينتمون ألكثر من حزب‬ ‫سياسي واحد ‪ ,‬و هي تنشأ يف أغلب األحيان ‪ ,‬حني خيفق‬ ‫حزب واحد يف احلصول على أكثرية ساحقة يف انتخابات‬ ‫عامة ‪.‬‬

‫ •دولة القانون ‪:‬‬

‫هو نظام حكم خيضع فيها اجلميع لسلطة القانون‪,‬‬ ‫مبن فيهم مؤسسات احلكم ‪ .‬لذلك‪ ,‬البد من أن يتمتع‬ ‫هذا النظام بسلطة قضائية مستقلة‪ ,‬وأن يتميز بشفافية‬ ‫قوانينه و نظامه القانوني و كذلك باالبتعاد عن النسبية‬ ‫و االحنياز يف تطبيق القوانني ‪.‬‬

‫ •رقابة ‪:‬‬

‫ه��ي متابعة العمل بهدف التأكد م��ن أن ك��ل شيء‬ ‫يتم وفق اخلطط املوضوعة‪ ،‬والتعليمات الصادرة‪ ،‬واملبادئ‬ ‫املعتمدة ‪ ,‬لكشف ن�ق��اط الضعف وتصحيحها وحتديد‬ ‫حجم األخطاء و حماسبة مرتكبيها ‪.‬‬

‫ه‬

‫ •الشأن العام ‪:‬‬

‫هي القضايا أو املشاكل اليت حتظى باالهتمام العام‬ ‫وتسعى احلكومة أو اجملتمع املدني إىل معاجلتها ‪ .‬و من‬ ‫ه��ذه املسائل على سبيل املثال ‪ ,‬قضايا الفقر ‪ ,‬والرعاية‬ ‫الصحية‪.‬‬

‫ •صنع القرارات ‪:‬‬

‫هي اهلدف األساسي الذي تهدف مجيع املؤسسات إىل‬ ‫حتقيقه من خالل العمليات اإلداري��ة املختلفة‪ ،‬فنجدها‬ ‫تسعى إىل اختاذ قرار مناسب لتطوير املؤسسة أو إىل حل‬ ‫مشكلة ما تواجهها املؤسسة‪ ،‬وحتتاج ه��ذه العملية عدة‬ ‫مراحل ووسائل‪.‬‬ ‫ •فــصــل عــرقــي ‪ :‬ه ��و ش �ع��ور ب ��ال �ع ��داء اجت ��اه‬ ‫األشخاص الذين ينتمون إىل أعراق خمتلفة ‪.‬‬

‫ •المركزية‪:‬‬

‫وه��ي عملية قانونية يتم مبوجبها ت��وزي��ع الوظائف‬ ‫احلكومية املختلفة «التشريعية والتنفيذية والقضائية»‬ ‫بني احلكومة املوجودة يف مركز البلد والسلطات املوجودة‬ ‫يف املراكز األخرى التابعة لنفس البلد كاجملالس البلدية‬ ‫‪ ,‬و متنح هذه اجملالس صالحيات معينة متكنها من تسيري‬ ‫شؤون البلدية ‪.‬‬

‫ •مال سياسي ‪:‬‬

‫امل��ال السياسي ه��و ال��ذي يدفع م��ن أج��ل تغري القرار‬ ‫السياسي على مستوى الدولة أو احلكومة‪ ,‬و كثرياً ما‬ ‫يتم استخدامه لشراء إرادة املواطنني و تزويرها مبا خيدم‬ ‫مصاحل أحد األطراف بشكل غري مشروع ‪.‬‬


‫ •محكمة دستورية ‪:‬‬

‫وه��ي أعلى سلطة قضائية يف ال�ب�لاد‪ ,‬تتحدد طريقة‬ ‫اختيار قضاتها وصالحياتها ضمن دستور الدولة وختتلف‬ ‫من دولة إىل أخرى‪ ,‬ولكن بشكل عام فإن احملكمة الدستورية‬ ‫هي صاحبة القول الفصل بتوافق أي ق��رار أو مرسوم أو‬ ‫ق��ان��ون أو حكم قضائي م��ع ال��دس�ت��ور ال ��ذي ه��و التشريع‬ ‫األعلى يف البالد وال جيوز خمالفته‪.‬‬

‫ •مجموعة ضغط ‪:‬‬

‫ً‬ ‫أشكال متنوعة من التأييد‬ ‫وهي جمموعات تستخدم‬ ‫مهما يف عملية‬ ‫للتأثري على ال��رأي ال�ع��ام‪ ,‬وق��د أدّت دو ًرا ً‬ ‫تطوير األنظمة السياسية واالجتماعية ‪ ,‬وختتلف هذه‬ ‫يرا م��ن حيث احلجم وال�ت��أث�ير وال��داف��ع‪,‬‬ ‫اجمل�م��وع��ات ك�ث� ً‬ ‫فبعضها لديها العديد من األهداف االجتماعية الطويلة‬ ‫امل��دى‪ ،‬والبعض اآلخر نشأت كرد فعل لقضية أو مسألة‬ ‫حالية‪ .‬وتستخدم جمموعات الضغط أساليب خمتلفة‬ ‫حمل��اول��ة حتقيق أه��داف �ه��ا‪ ،‬وتتضمن الضغط السياسي‬ ‫واحل�م�لات اإلعالمية واحليل الدعائية واالستفتاءات ‪,‬‬ ‫كما أنها تؤثر بشكل كبري على العملية السياسية ‪.‬‬

‫ •مكونات ثقافية ‪:‬‬

‫هي جمموعات بشرية ذات مسات وخصائص ختتلف‬ ‫عن مثيالتها يف جمتمع األكثرية‪ ،‬ولكل أقلية منها مسات‬ ‫قومية أو دينية أو عرقية أو لغوية مشرتكة بني أفرادها ‪.‬‬

‫ •مواطنة ‪:‬‬

‫هي عضوية اإلن�س��ان يف ال��دول��ة ال�تي حتكمه ومتنحه‬ ‫جنسيتها املسماة (هوية وطنية) ويرتتب على هذه العضوية‬ ‫م�ف�ه��وم��ان أس��اس �ي��ان يف ن�ف��س ال��وق��ت ‪ :‬م�ف�ه��وم احل�ق��وق‬ ‫ومفهوم الواجبات ‪.‬‬

‫ •ميثاق ‪:‬‬

‫هو مصطلح يطلق على االتفاقيات الدولية اليت يراد‬ ‫إض �ف��اء أهمية على موضوعها وه��ى ع ��ادة ت�ك��ون منشأة‬ ‫ملنظمات دولية أو إقليمية‪ ،‬مثل ميثاق األمم املتحدة املوقع‬ ‫يف ‪ 26‬يونيو ‪ 1945‬م ‪.‬‬

‫ •مداوالت ‪:‬‬

‫هي مناقشات جتري حول شأن معني بهدف الوصول‬ ‫لتوافق بني أطراف متعددة ‪ ,‬حول ذلك الشأن ‪.‬‬

‫ •مركزية ‪:‬‬

‫حصر خمتلف مظاهر الوظيفة اإلداري��ة يف الدولة يف‬ ‫أيدي أعضاء احلكومة وتابعيهم يف العاصمة مع خضوعهم‬ ‫مجيعا للرقابة الرئاسية ال�تي ميارسها عليهم ال��وزي��ر ‪,‬‬ ‫تعترب املركزية نسق إداري مؤسس على االنفراد املطلق يف‬ ‫صياغة القرارات السياسية واإلدارية وتدبري الشؤون العامة‬ ‫للبالد انطالقا من مركز العاصمة ‪،‬وتعين أيضا التوحيد‬ ‫وع��دم التجزئة‪ ،‬فاملركزية هي توحيد مظاهر النشاط‬ ‫اإلداري يف الدولة وجتميعها يف يد السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫و‬





‫الديمقراطية‬

‫ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﻧﺒﺬﺓ ّ‬

‫‪1‬‬

‫أوال ‪ :‬المفهوم و المبادئ األساسية للديمقراطية‬

‫ماهي الديمقراطية ؟‬

‫ينتمي كل واحد منا إىل جمموعات متعددة و خمتلفة تبدأ باألسرة ثم الدولة‪ ,‬إىل األمة و مروراً مبنطقة أو مدينة أو‬ ‫مدرسة‪ ,‬معهد‪ ,‬كلية أو مؤسسة ‪ .‬و تتفق كل اجملتمعات البشرية احلديثة يف هاجس معني ‪,‬و هو توقها إىل الدميقراطية !‏‬ ‫و يظهر هذا التوق على خمتلف األصعدة ‪ ,‬س��واء يف اجمل��ال السياسي بطبيعة احل��ال ‪ ,‬و كذلك يف اجمل��ال االقتصادي‬ ‫واالجتماعي والثقايف و الديين ‪.‬‬ ‫الدميقراطية من منظور سياسي‪ ,‬هي شكل من أشكال احلكم ميارس فيه املواطنني السلطة‪ ,‬إما بشكل مباشر أو من خالل‬ ‫ن ّواب يتم انتخابهم بصورة دورية‪ ,‬للمشاركة يف اختاذ القرارات اليت من شأنها التأثري يف حياة كل شخص م ّنا ‪.‬‬

‫ما هو النظام الديمقراطي ؟‬

‫حسب التعريف التقليدي و املتداول ‪ُ ,‬يثل النظام الدميقراطي «النظام الذي تكون فيه السيادة بيد املواطن» أي هو‬ ‫النظام الذي يقرر فيه املواطنني مصريهم باختاذ قراراتهم وفقاً إلجراءات خيتاروها بأنفسهم ‪ .‬و هو الذي من شأنه منح‬ ‫السلطة السياسية مشروعيتها الشعبية ‪ .‬و قد ع ّرف أبراهام لنكلن الدميقراطية بكونها «حكم الشعب للشعب و يف مصلحة‬ ‫الشعب» إ ّ‬ ‫ال أن األمور على الصعيد العملي ليست بهذه البساطة ‪ ,‬حيث أن قيمة الدميقراطية تكمن يف طريقة مشاركتنا‬ ‫يف اختاذ القرار باإلضافة إىل تعدد تلك الطرق و األدوات و تنوعها ‪.‬‬ ‫وهنا قمنا بالتمييز بني الدميقراطية مبعناها الشكلي أو اإلجرائي و هي اليت يضمنها الفصل بني السلطات و تنظيم‬ ‫انتخابات دورية ‪,‬حرة ‪,‬شفافة ونزيهة ‪ ,‬و املعنى املادي هلا القائم على ضمان حقوق اإلنسان و دعم مشاركة كل طرف يف‬ ‫القرارات اليت تعنيه يف خمتلف اجملموعات و املؤسسات اليت ينتمي إليها ‪.‬‬ ‫و تعترب الدميقراطية مبعناها الشكلي ‪,‬نظاماً غري ف ّعال ألن مشاركة املواطنني يف الشأن العام تقتصر على اختيار احلكام‬ ‫خالل مواعيد االنتخابات ‪ ,‬فال تكون مشاركة متواصلة و فعلية حيث ال تفسح االنتخابات وحدها جماال متواصل و مستمر‬ ‫للحوار و النقاش ‪ ,‬و إن كانت شكال من أشكال الرقابة اليت ميارسها املواطن على ممثليه إذ أنه يف حال مل يعيد الناخبني‬ ‫انتخاب نفس األطراف اليت اختاروها يف االنتخابات السابقة فهذا تعبري عن عدم رضاهم عن أدائهم السياسي ‪ ,‬وكذلك‬ ‫اقتناعهم بأن حكامهم قد خرجوا عن القيم و املبادئ اليت انتخبوا من اجلها ‪ ,‬فمواجهة احلكام لناخبيهم بشكل دوري يف‬ ‫االنتخابات تعد أحد مسؤولياتهم السياسية اليت قد جتعلهم أكثر حرصاً على عدم التعسف يف استخدام السلطة ‪.‬‬ ‫و بهذا تصبح االنتخابات أساس مشروعية الدميقراطيات النيابية «الشبه مباشرة» يف العامل ‪ ,‬اليت ميارس فيها املواطن‬ ‫السلطة بواسطة ممثلني عنه ‪ .‬و على عكس ذلك تعترب الدميقراطية قوية عندما تدعم ثقافة املواطنة الفاعلة اليت تنبع‬ ‫من اجملتمع نفسه ‪ .‬واملعيار األساسي يف هذه احلالة هو السعي جلعل كافة القرارات اليت تهم الشأن العام ُتتخذ بعد نقاش‬ ‫مفتوح ووفق إجراءات شفافة‪.‬‬ ‫إن الدميقراطية القوية هي اليت تعتمد على مواطنني ذوي ثقافة متينة ( مستوى تعليمي عال ‪ ,‬إعالم توعوي هادف )‬ ‫وبالتالي معرفة كل مواطن حبقوقه و واجباته ! ‪ .‬فالنظام الدميقراطي هو نظام يتاح فيه لنا كمواطنني فرصة املشاركة‬ ‫بشكل دائم يف النقاشات حول القرارات اليت تعنيه و مراقبة عملية صنع هذه القرارات ‪ ,‬سواء كان ذلك يف اجملال السياسي‬ ‫و االقتصادي ‪ ,‬او حتى يف اإلطار املهين و األسري ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫الديمقراطية‬ ‫ويقتضي النظام الدميقراطي كذلك االعرتاف لكل املواطنني دون متييز على أساس اجلنس ‪ ,‬األصل ‪ ,‬الدين أو الثروة‬ ‫حبقهم يف االنتخاب و حقهم يف الرتشح للمسؤوليات السياسية ‪.‬‬ ‫و الدميقراطية هي أيضاً النظام الذي تتخذ فيه القرارات داخل املؤسسات السياسية كـ (املؤمتر الوطين العام‪ ,‬جملس‬ ‫ال ّنواب )بالتوافق قدر اإلمكان ‪ ,‬بعد مداوالت واسعة و مفتوحة ‪ .‬وباعتبار اإلمجاع صعب التحقيق فإن الطريقة اليت عهدت‬ ‫األنظمة الدميقراطية علي اعتمادها هي األغلبية ‪.‬‬ ‫ويلزم القرار الذي ّت اختاذه باألغلبية كل األطراف مبا فيها تلك اليت عارضته على أن حتافظ األطراف املعارضة على‬ ‫حقها يف التعبري عن رأيها املخالف و حقها يف اقرتاح قرارات بديلة يف أول فرصة ‪.‬‬ ‫و تبعا ملا سبق فإن الدميقراطية ليست النظام الذي حيق فيه لألغلبية ألنها يف السلطة بأن تقرر ما تريد و تعمل على‬ ‫حتقيق مصلحتها اخلاصة ‪ ,‬بل إن الدميقراطية هي النظام الذي حتكم فيه األغلبية أو التحالف احلاكم ‪ ,‬من أجل الصاحل‬ ‫العام و الذي تضمن و حترتم فيه حقوق األقلية أو األقليات وحقوق املعارضة ‪.‬‬ ‫هو أيضاً ذلك النظام الذي تتنافس فيه جمموعة من األحزاب و التيارات السياسية و تتداول على السلطة لتنفيذ مشروع‬ ‫سياسي عرب ّ‬ ‫تول مسؤوليات حكومية لغرض خدمة الدولة و املواطن ‪.‬‬

‫تفرض الديمقراطية بمعناها الشكلي على األقل ثالثة مبادئ ‪:‬‬ ‫‪1 | 1‬يتعلق األول بطريقة انتداب أعضاء السلطتني التنفيذية و التشريعية أي ممثلينا ‪ ,‬و يكون عن طريق االنتخاب ‪,‬‬ ‫متساو أي لكل مواطن صوت واحد ‪ ,‬باإلضافة إىل أنه عام‬ ‫وخيضع هذا املبدأ بدوره لشروط إذ أن االنتخاب هو حق‬ ‫ِ‬ ‫وسري ‪ .‬كما أن حق االنتخاب جيب أن ميارس يف إطار انتخابات عامة‪ ,‬شفافة‪ ,‬عادلة و دورية ‪.‬‬

‫‪2 | 2‬يتعلق املبدأ الثاني بطريقة اختاذ القرارات يف النظام الدميقراطي ‪ .‬و تتمثل هذه اإلجراءات يف ضرورة اختاذ القرار‬ ‫تهمنا كمواطنني بالتوافق قدر اإلمكان ‪ ,‬وإن تعذر‬ ‫إثر مداوالت و بناء على إجراءات شفافة ‪ ,‬الختاذ القرارات اليت ّ‬ ‫ذلك باألغلبية مع احرتام املعارضة اليت جيب أن تتاح هلا إمكانية بسط رقابتها على األغلبية أو على التحالف‬ ‫احلاكم ‪.‬‬ ‫السلطات ‪ .‬هو مبدأ لتنظيم السلطة و تفادي تعسف أي منها يف إقرار السياسات‬ ‫‪3 | 3‬أما املبدأ الثالث فهو الفصل بني ُ‬ ‫واإلجراءات يف الدولة و يتمثل يف إسناد خمتلف اختصاصات السلطة إىل هياكل منفصلة ‪.‬‬

‫الديمقراطية النيابية‬

‫إن الشكل النيابي للدميقراطية هو الصيغة األكثر‬ ‫بساطة و األكثر انتشاراً للنظام الدميقراطي ‪ ,‬و يتميز‬ ‫بكون املواطن ال ميارس فيه السلطة بنفسه وبشكل مباشر‬ ‫ولكن عن طريق ن ّواب خيتارهم و يوكل إليهم مهمة اختاذ‬ ‫القرارات و اإلجراءات خلدمته‪ .‬ولقد ّت اللجوء إىل الشكل‬ ‫النيابي للدميقراطية ‪ ,‬ألن عدد املواطنني يقوم اليوم يف‬ ‫أغلب الدول على املاليني بل على مئات املاليني من األفراد‬ ‫ومن هنا استحال حشد هذا العدد يف ساحة عامة يقوم فيها‬ ‫مجيعهم مبناقشة شؤونهم العامة و اختاذ قرارات ختصها ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫الديمقراطية‬ ‫الديمقراطية التشاركية‬

‫الدميقراطية أكثر من جمرد احلق يف التصويت ‪ ,‬و من‬ ‫هنا جاءت الدميقراطية شبه املباشرة أو ما يسمى كذلك‬ ‫بالدميقراطية التشاركية لكي حتد و تقلل من السلبيات‬ ‫اليت تشوب الدميقراطية النيابية و اليت تكاد تقتصر فيها‬ ‫كما رأينا مشاركة امل��واط��ن يف السلطة السياسية على‬ ‫ممارسة حقه االنتخابي ‪.‬‬ ‫وعلى ه��ذا األس ��اس تأتي الدميقراطية التشاركية لكي‬ ‫تثري النظام النيابي ببعض آليات الدميقراطية املباشرة‬ ‫و ذلك عن طريق احلث على إش��راك املواطنني يف تسيري‬ ‫ال �ش��أن ال �ع��ام ب��امل��ؤس�س��ات املهنية و اجل�م��اع��ات العمومية‬ ‫كلما‬ ‫واحمل ّلية واجلمعيات و كذلك استخدام االستفتاء ّ‬ ‫أمكن ذلك ‪.‬‬

‫آليات الديمقراطية التشاركية «االستفتاء»‬

‫إذا ك ّنا نقوم يف إطار االنتخابات باختيار شخص أو قائمة متثلنا يف السلطة ففي االستفتاء يبدي املواطن موقفه من‬ ‫مسألة تعرضها عليه السلطة السياسية ‪ .‬فيمكن مثال أن يعرض عليه هذا السؤال ‪ ( :‬هل توافق على مشروع الدستور اآلتي‬ ‫ذكره ؟ ) و علينا كمواطنني أن جنيب إما بـ نعم أو بـ ال هنا‪ ,‬و يسمى االستفتاء يف هذه احلالة باالستفتاء التأسيسي ‪.‬‬ ‫و كذلك ميكن أن يتعلق السؤال بقانون ساري كأن تسأل السلطة املواطنني مثال ‪ ( :‬هل توافق على قانون رقم( ‪ )10‬بشأن‬ ‫العزل السياسي ؟ ) و يتعلق األمر هنا بإلغاء القانون أو استمرار سريانه ‪ ,‬ويسمى هذا النوع باالستفتاء التشريعي ‪.‬‬ ‫ونالحظ هنا أنه بفضل االستفتاء ال تقتصر مشاركة املواطن على اختيار من ميثله فحسب ‪ ,‬بل يتدخل يف أصل الشؤون‬ ‫العامة وذلك مبساهمته املباشرة يف اختاذ قرار يهم اجملموعة اليت ينتمي إليها ‪ .‬وبالتالي ليس من باب الصدفة أن تتميز‬ ‫األنظمة الدكتاتورية بالطابع املركزي املشدد للسلطة عن طريق حصر القرار يف نقطة واحدة و هي العاصمة و جعل‬ ‫كافة السلطات متمركزة فيها مبا يف ذلك القرارات اليت تهم اجلهات األخرى دون حتى استشاراتها ‪ ,‬فتتخذ القرارات‬ ‫بشأنها عن جهل تام الحتياجات تلك اجلهات ومشاكل املواطنني فيها‪.‬‬ ‫و بالتالي متثل الالمركزية احلقيقية وسيلة لدعم الدميقراطية ‪ .‬حيث أن االعرتاف لكل املدن أو البلديات أو احملافظات‬ ‫(على حسب الشكل النهائي للدولة يف الدستور) بسلطات واسعة فيما خيص القرارات اليت تعنيها ‪ ,‬من شأنه أن يضع حداً‬ ‫للتهميش و للعزلة اليت تعاني منها إذ ستتمكن من اختيار سياساتها االقتصادية و االجتماعية و الصحية و البيئية‪ ,‬بـ ُحرية‬ ‫مع مراعاة حاجياتها و خصوصياتها ‪.‬‬ ‫على أن منح هذه املدن و البلديات سلطة القرار يف املسائل ذات األهمية اليت ختصها ال يكفي ‪ ,‬إذ جيب متكينها كذلك من‬ ‫استقاللية مالية متكنها من ممارسة اختصاصاتها و مواجهة حاجياتها ‪.‬‬

‫أهم دعائم الديمقراطية ‪:‬‬

‫‪6‬‬


‫الديمقراطية‬

‫‪ | 1‬انتخابات حرة وشفافة ودورية ونزيهة‬

‫إن االنتخابات الدورية املبنية على املنافسة احلرة بني خمتلف املرتشحني هي اليت من شأنها أن تكرس مسؤولية احلكام‬ ‫أمام ناخبيهم ‪.‬‬ ‫و إمنا النظام االنتخابي ( القانون الذي حيدد املناصب الذي يتم االرتقاء إليها عن طريق االنتخاب ‪ ,‬شروط الرتشح هلذه‬ ‫املناصب ‪ ,‬شروط التمتع باحلق االنتخابي و ممارسته ‪ ) ....‬شأنه شأن املسار االنتخابي ( محلة التسجيل على القوائم‬ ‫االنتخابية ‪ ,‬احلملة االنتخابية ‪ ,‬فرز األص��وات ‪ ) ....‬جيب أن تتوفر فيهما العدالة و احلرية حتى يضمن فيهما تعدد‬ ‫الرتشحات‪ .‬وجيب احرتام املساواة يف احلقوق السياسية بني كل املواطنني و املواطنات من حق يف االنتخاب و حق يف الرتشح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الرتشح أو النتائج ‪....‬‬ ‫كما جيب احرتام حق الطعن يف املسار االنتخابي سواء تعلق األمر بالتسجيل على قوائم الناخبني أو‬ ‫و ذلك أمام هيئة حمايدة و مستقلة ‪.‬‬

‫‪ | 2‬توفر الحرية‬

‫وهذا أمر منطقي ألنه كما ذكرنا يف السابق ال دميقراطية بدون حق االنتخاب أو حق الرتشح ‪ .‬و بالتالي إذا انطلقنا‬ ‫من أن االنتخابات جيب أن تكون حرة مع وجود تعدّد يف املرتشحني ‪,‬علينا أن نعترب الدميقراطية هي النظام الذي يكفل‬ ‫للمواطنني مجيع حقوقهم املدنية و السياسية كحرية الفكر و التنقل و إنشاء األحزاب السياسية و وسائل اإلعالم ألنها‬ ‫هي اليت من شأنها أن تسمح للمواطن بالتعبري عن رأيه و باملشاركة يف احلوارات و مبمارسة خمتلف األنشطة كما أنها هي‬ ‫اليت ستمكنه من الرتشح و من القيام حبملته االنتخابية اليت سيتمكن من خالهلا من حشد األصوات لصاحلة ‪.‬‬ ‫لكن الدميقراطية ليست النظام الذي تكفل فيه احلقوق السياسية فقط ‪ ,‬بل هو النظام الذي يضمن كل حقوق اإلنسان‬ ‫كحق امللكية و احلق يف التعليم و احلق يف الشغل و يف املسكن و يف الصحة و يف املشاركة يف احلياة الثقافية وكافة احلقوق‬ ‫املندرجة ضمن احلقوق االقتصادية و الثقافية ‪.‬‬ ‫وعلى الدستور أن يضمن و حيمي كل هذه احلقوق و احلريات و ذلك مهما كانت نوع السلطة السياسية احلاكمة ‪ .‬أما‬ ‫األحزاب السياسية فهي ضرورية حلسن سري الدميقراطية ألنها تشكل اإلطار الذي ميارس فيه املواطن نشاطه السياسي و‬ ‫ال ميكن هلذه األحزاب أن تتواجد و ال أن تعمل من دون احلرية السالفة الذكر ‪.‬‬

‫‪ | 3‬الفصل بين السلطات‬

‫يقول الفيلسوف منتسيكيو يف كتابه « روح النواميس « ( إنها لظاهرة أبدية أن ينزع كل من بيده السلطة إىل اإلفراط‬ ‫يف ممارستها و ال يتوقف اإلنسان إال متى اعرتضه حد يوقفه ‪ ) .‬و بالتالي لتفادي اإلفراط يف السلطة البد أن حت ّد السلطة‬ ‫من السلطة ‪ .‬هلذا من األفضل أن ال ُتنح سلطة وضع القوانني و سلطة تنفيذها و سلطة الفصل يف النزاعات إىل نفس‬ ‫الشخص أو إىل نفس اجملموعة من األشخاص الذين بينهم مصاحل مشرتكة أو هلم مصاحل يف القرارات املتخذة ‪.‬‬ ‫و كما أشرنا سابقا أن الفصل بني السلطات هو مبدأ لتنظيم السلطة يف الدولة ‪ ,‬يتمثل هذا املبدأ يف إسناد خمتلف‬ ‫اختصاصات السلطة إىل هياكل منفصلة و مستقلة عن بعضها البعض و يتحقق ذلك بتمكني كل هيكل من هذه‬ ‫اهلياكل ليس فقط من القيام بالوظيفة الراجعة إليه ‪ ,‬بل باإلضافة إىل ذلك سيكون له دور مراقبة اهلياكل األخرى حتى‬ ‫ال تتجاوز حدود اختصاصاتها فتتعسف يف استعمال السلطة ‪ .‬و بهذا الشكل حت ّد السلطة من السلطة ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫الديمقراطية‬ ‫و بالتالي يكون الفصل بني السلطات يف كل دولة أمراً أساسياً و ذلك من خالل التمييز بني ثالثة وظائف رئيسية يف‬ ‫ثالث هياكل أساسية هي ‪:‬‬

‫‪ |1‬التشريعية‬

‫‪ | 2‬التنفيذية‬

‫و تتوىل إص��دار القوانني و القرارات‬ ‫الضرورية لتنظيم العالقات داخل‬ ‫اجمل�ت�م��ع و ه��ي ت��رج��ع إىل السلطة‬ ‫التشريعية ‪.‬‬

‫‪ | 3‬هيئة تــتــولــى الفصل‬ ‫في النزاعات‬

‫و ت �ت �م �ث��ل يف ال �س �ه��ر ع �ل��ى تنفيذ‬ ‫ال�ق��وان�ين و ه��ي ت��رج��ع إىل السلطة‬ ‫التنفيذية ‪.‬‬

‫بني الناس و هي ترجع إىل السلطة‬ ‫القضائية ‪.‬‬

‫لكن أهم شيء يف هذا النمط من التنظيم هو وجود سلطة قضائية قوية و مستقلة قادرة على فرض احرتام القانون عامة و‬ ‫الدستور بصفة خاصة ليس من قبل األفراد فحسب بل أيضا من قبل السلطات العامة أي من قبل اإلدارة و احلكومة و حتى‬ ‫الربملان ‪.‬‬

‫‪ | 4‬وجود المجتمع المدني‬

‫الصحي هو ذلك الذي يُفسح اجملال للمجتمع املدني ‪ ,‬أي هو النظام الذي ُيّكن اجلمعيات‬ ‫إن النظام الدميقراطي‬ ‫ّ‬ ‫والنقابات من النشأة و النشاط بكامل حرية واستقاللية عن السلطة العامة ‪ .‬و هو ما من شأنه أن حي ّد من سلطة الدولة‬ ‫ومي ّكن الرأي العام من التعبري عن مواقفه بعيداً عن هذه السلطة و من خلق شبكات تضامن اجتماعي و فضاءات للنهوض‬ ‫بثقافة املواطنة و الثقافة السياسية مما جيعل اجملتمع قادراً على مواجهة السلطة كلما تعسفت ‪.‬‬ ‫لكن ‪ ,‬حتى يكون اجملتمع املدني فعال سلطة مضادة ينبغي على املنظمات اليت يتكون منها أن تنشط هي كذلك بطريقة‬ ‫دميقراطية ‪ ,‬أي أن تسمح ألعضائها باختاذ مبادرات و مبناقشة أهداف املنظمة و االسرتاتيجيات اليت تنوي اتباعها لتحقيق‬ ‫هذه األهداف ‪.‬‬ ‫كل جزء من تلك األجزاء مهم لتماسك اجملموعة ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﺇﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ُﺣﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‬ ‫ﺗﻮﻓﺮ ُ‬ ‫‪8‬‬


‫الديمقراطية‬ ‫م�ه�م��ا ك ��ان ال�ن�م��ط ال��دمي �ق��راط��ي ال� ��ذي س�ي�ت��م تطبيقه ف��إن��ه م��ن ال� �ض ��روري أن ي�ن�ه��ض ف�ي��ه امل��واط �ن��ون بثقافة‬ ‫دمي�ق��راط�ي��ة ق��ائ�م��ة ع�ل��ى ال �ن �ق��اش احل� � ّر و امل �ف �ت��وح يف ك��ل ح�ل�ق��ات اجمل�ت�م��ع ل �ل��وص��ول إىل ح �ل��ول م�ع�ق��ول��ة و منصفة‬ ‫‪ .‬إذ أن ��ه و ب �غ��ض ال �ن �ظ��ر ع ��ن اجل ��ان ��ب ال�ش�ك�ل��ي أي اإلج ��رائ ��ي ل�ل��دمي�ق��راط�ي��ة أو ج��ان�ب�ه��ا امل � ��ادي ف ��إن ال��دمي�ق��راط�ي��ة‬ ‫ت�ب�ق��ى م �س��أل��ة ث �ق��اف��ة و م�ن�ه��ج ت �ع��ام��ل ي�ن�ب�غ��ي أن ي �ل �ت��زم ب ��ه ك ��ل امل��واط �ن�ين يف ع�لاق��ات �ه��م ب�ب�ع�ض�ه��م ال �ب �ع��ض داخ ��ل‬ ‫األس � ��رة أو يف م��وق��ع ع�م�ل�ه��م أو يف اجمل �ت �م��ع و مب ��ا يف ذل ��ك م��ؤس �س��ات ال�س�ل�ط��ة س� ��واء ال�ت�ن�ف�ي��ذي��ة او ال�ت�ش��ري�ع�ي��ة ‪.‬‏‬ ‫و بالتالي ‪ ,‬فإن قيم الدميقراطية ال ُتلي على األشخاص عن طريق القوانني ‪ ,‬الن الدميقراطية املفروضة بشكل سلطوي‬ ‫مصريها الفشل ‪ ,‬إن مل يكن ذلك على املدى القصري فعلى املدى البعيد ‪.‬و إمنا دميومة املشروع الدميقراطي تتطلب سعي‬ ‫مستمر يكون فيه كل مواطن طرفا فاع ً‬ ‫ال حبيث خيترب من خالله حماسن الدميقراطية يف إطار أسرته ثم يف مكان عمله‬ ‫و أخرياً يف احلياة العامة ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪2‬‬

‫الديمقراطية‬

‫ثانياً ‪ :‬حقوق اإلنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة‬

‫ماهي حقوق اإلنسان ؟‬

‫هي حقوق يتمتع بها كل الناس اعتبارا إلنسانيتهم ‪ ,‬حيت يعيشوا حبرية و كرامة ‪ ,‬هذه احلقوق متنح لكل فرد من‬ ‫اجملتمع على قدم املساواة وبدون متييز فهي حقوق عاملية نكتسبها لكوننا بشر قبل ان نكون مواطنني ‪,‬وهي مرتابطة غري‬ ‫للتصرف أو التجزئة ‪.‬‬ ‫قابلة ّ‬ ‫وقد بان للعيان ‪ ,‬عرب خمتلف مراحل التاريخ ‪ ,‬أن االكتفاء باملبادئ الفلسفية حلقوق اإلنسان مل يكن كافيا لضامنها‬ ‫و احرتامها من قبل السلطات ‪ ,‬بل كان من الضروري التنصيص عليها صراحة يف النصوص القانونية ‪ .‬من أشهر تلك‬ ‫النصوص املاجنا كارتا أو « الوثيقة العظمى » وه��ي وثيقة إجنليزية ص��درت سنة ‪1215‬م تضمن احلقوق و احلريات‬ ‫نص‬ ‫الشخصية ‪ .‬و اهم ما جاء فيها هو ( لن يتم إيقاف أو حبس أو نفي أو تهجري أو إيقاع الضرر بأي مواطن إال حبسب ما ّ‬ ‫عليه القانون ‪ ).‬كما نذكر اهلبايس كوربس مبا ترمجته ( املثول أمام القضاء ) و هي أيضاً وثيقة إجنليزية صدرت سنة‬ ‫‪1687‬م‪ ,‬و جاء فيها أنه ( مينع أن يسجن شخص بدون حماكمة ‪ ) .‬و منها جاءت القاعدة املعمول بها إىل األن واليت بدأت يف‬ ‫أمريكا و املعروفة باسم « قواعد مرياندا « ‪,‬و اليت جاء فيها ( كل شخص موقوف له احلق يف معرفة أسباب إيقافه والتهمة‬ ‫املوجهة إليه‪ ,‬كما أن من حقه التمتع باإلفراج بكفالة ريثما تقع حماكمته ) ‪.‬‬ ‫يف نفس السياق ميكن احلديث عن إعالن حقوق اإلنسان و املواطن الفرنسي الصادر سنة ‪ 1789‬م و الذي نص فصاله‬ ‫األوالن على ما يلي ‪:‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬ ‫« يولد الناس و يعيشون أحراراً متساوين يف احلقوق وال ميتاز بعضهم عن بعض إال فيما خيتص باملصلحة العمومية »‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬ ‫مسها‪ .‬وهذه احلقوق هي‪ ,‬حق امللك‪,‬‬ ‫«غرض كل اجتماع سياسي حفظ احلقوق الطبيعية لإلنسان و اليت ال جيوز ّ‬ ‫وحق األمن ‪,‬و حق مقاومة الظلم و االستبداد »‬ ‫نصا مهماً ‪ ,‬و قد جاء يف فصله األول ما يلي ‪:‬‬ ‫و من جهته يعترب اإلعالن األمريكي للحقوق ّ‬ ‫( ال يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من األدي��ان ‪ ,‬أو مينع حرية ممارسته ‪ ,‬أو حي ّد من حرية الكالم أو‬ ‫الصحافة ‪ ,‬أو من حق الناس يف االجتماع سلمياً و مطالبة احلكومة بإنصافهم من اإلجحاف )‬ ‫اعتمد اجملتمع الدولي مجلة من االتفاقيات و املعاهدات الدولية خاصة حبقوق اإلنسان ‪ ,‬مثلت أداة لوضع مفاهيم‬ ‫ومبادئ مشرتكة للجميع أمام القانون الدولي ‪ ,‬كما أنها أداة توضح حدود احلريات و احلقوق ‪ .‬و هي تعمل ‪ ,‬من جهة‬ ‫أخرى‪ ,‬على إلزام خمتلف الدول باختاذ اإلجراءات الالزمة حلماية احلقوق نصاً و تطبيقاً ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫الديمقراطية‬ ‫كيف نصنف الحقوق ؟‬

‫ه �ن��اك ال �ع��دي��د م ��ن ال�ت�ص�ن�ي�ف��ات حل �ق��و ق اإلن �س��ان‬ ‫‪ ,‬ل�ك��ن اك �ث��ر ت�ل��ك التصنيفات رواج� � �اً ه��ي املستعملة‬ ‫يف ال �ش��رع��ة ال��دول �ي��ة حل �ق��وق اإلن��س ��ان ال�ت�ي ت�ت�ك��ون من‬ ‫اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان (‪1948‬م) والعهد الدولي‬ ‫للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (‪1966‬م)‪،‬‬ ‫والعهد ال��دول��ي للحقوق املدنية والسياسية (‪1966‬م)‪،‬‬ ‫والربوتوكولني االختياريني اإلضافيني ‪.‬‬ ‫احل �ق��وق امل��دن �ي��ة و ال�س�ي��اس�ي��ة و ت�ض��م احل ��ق يف احل�ي��اة‬ ‫‪ ,‬وحتريم التعذيب ‪ ,‬و منع األشغال الشاقة ‪ ,‬و احلماية‬ ‫من االعتقال التعسفي ‪ ,‬و حرية الفكر و احرتام املعتقد‪,‬‬ ‫واحرتام احلياة اخلاصة ‪ ,‬و حرية التعبري ‪ ,‬وحرية التجمع‬ ‫و العمل يف الشؤون العامة ‪.‬‬ ‫أم� ��ا ف�ي�م��ا خي��ص احل �ق��وق االق �ت �ص��ادي��ة و االج�ت�م��اع�ي��ة‬ ‫ّ‬ ‫والثقافية ‪ ,‬فنذكر منها ‪ :‬احلق يف تغذية سليمة‪ ,‬و احلق‬ ‫يف الصحة‪ ,‬واحل��ق يف حياة كرمية ‪ ,‬و احل��ق يف العمل‪,‬‬ ‫واحل��ق يف تساوي األج��ر بني النساء و الرجال‪ ,‬واحل��ق يف‬ ‫التغطية االجتماعية‪ ,‬واحل��ق يف اإلض��راب‪ ,‬وحق السكن‪,‬‬ ‫و حق التعليم‪ ,‬و احل��ق يف العيش يف بيئة سليمة‪ ,‬و حق‬ ‫املشاركة يف احل�ي��اة الثقافية‪ ,‬واحل��ق يف اإلب ��داع الفين‬ ‫واألدبي ‪.‬‬ ‫كل احلقوق و مهما كانت طبيعتها تستدعي واجبات‬ ‫على الدول ‪:‬‬

‫‪ | 1‬االحترام ‪:‬‬

‫الدولة ‪ ,‬و من ورائها كل أجهزتها و موظفيها ‪ ,‬عليها‬ ‫أن متتنع عن كل ما من شأنه أن ميس حبرمة الفرد ويق ّيد‬ ‫حرياته‪ .‬وهذا يعين أنه جيب على الدول تسهيل عمل كل‬ ‫األطراف املفعلة للحقوق وعدم التدخل يف عملها ‪ ,‬وهلذا‬ ‫ك��ان واج �ب �اً م��راق�ب��ة ك��اف��ة األج �ه��زة وع ��دم اخل�ل��ط بني‬ ‫السلطات و الوظائف ‪ .‬كما إنه من واجب الدولة احرتام‬ ‫ت�ع��دد األط� ��راف العاملة يف جم��ال احل�ف��اظ على حقوق‬ ‫اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ | 2‬المحافظة ‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫جيب على الدولة و موظفيها اخت��اذ التدابري الالزمة‬ ‫حتى حيافظ كل فرد من اجملتمع على حرمته ‪ ,‬و حريته‪,‬‬

‫و كامل حقوقه و يتج ّنب ك��ل م��ا م��ن شأنه أن يهدده‬ ‫من طرف أشخاص أو جمموعات ‪ .‬و للدولة وسائل عدة‬ ‫حتى حتافظ على حقوق مواطنيها من كل اعتداء مثل‬ ‫(التوعية ‪ ,‬التنبيه ‪ ,‬الوسائل القانونية ‪ ,‬التدابري التشريعية‬ ‫‪ ,‬التنسيق بني األطراف السياسية ‪) .‬‬

‫‪ | 3‬التحقيق ‪:‬‬

‫على ال��دول��ة و موظفيها اخت ��اذ مجلة م��ن التدابري‬ ‫العملية حتى حتقق املمارسة الفعلية للحقوق ‪ ,‬و أهم‬ ‫تلك التدابري تتمثل يف ‪,‬تعزيز احلقوق ومتكني ممارستها‬ ‫و توفري البيئة املالئمة لذلك ‪ .‬و مبا أن ال��دول��ة ملزمة‬ ‫بتحقيق نتائــج ‪ ,‬ميكن تقسيم ه��ذا الواجب امللقى على‬ ‫عاتقها إل��ي نوعني ‪ ( :‬واج��ب غ�ير مباشر ) ح�ين تتعاون‬ ‫الدولة مع أط��راف أخ��رى و ( واج��ب مباشر ) حني يتعلق‬ ‫األمر بالدفاع عن حياة الناس من كل خطر داهم ‪.‬‬ ‫ال جيب أن يتعرض إنسان إىل متييز مبين على اجلنس أو‬ ‫العرق أو الفكر أثناء ممارسته حلقوقه وهذا مبدأ شديد‬ ‫األه�م�ي��ة ‪ ,‬و مرتبط مبختلف احل �ق��وق ‪ .‬لكن يف بعض‬ ‫األح�ي��ان تلتجئ السلطات إىل اخت��اذ ق ��رارات و إج��راءات‬ ‫حتى تصل إىل املساواة بني املرأة و الرجل أو متكني الشباب‬ ‫يف املشاركة يف احلياة السياسية على سبيل املثال ‪ .‬فتلجأ‬ ‫إذن إىل ما اصطلح على تسميته التمييز اإلجيابي يف هذه‬ ‫اإلجراءات ‪ ,‬و رغم أن الكثريين ينتقدونها ‪ ,‬هي قرار ضروري‬ ‫حتى تضمن الدول املساواة بني مواطنيها ‪ ,‬كـ بني النساء‬ ‫و الرجال مث ً‬ ‫ال ‪ ,‬أو بني املكونات الثقافية أو بني اجلهات ‪.‬‬

‫هل هناك حقوق أهم من حقوق أخرى؟‬

‫يف اجمل�ت�م�ع��ات ال��دمي�ق��راط�ي��ة ‪ ,‬ك��ل ح�ق��وق اإلن�س��ان‬ ‫امل�ع�ترف بها دول�ي��ا ه��ي حقوق مرتابطة و ي�ق� ّوي بعضها‬ ‫بعضاً ‪ ,‬فاحلقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية‬ ‫كما هو الشأن بالنسبة إىل احلقوق املدنية و السياسية‬ ‫إمنا هي حقوق أساسية وجب محايتها ‪ .‬يف القانون الدولي‬ ‫‪ ,‬كل دولة من واجبها احرتام حقوق كل مواطنيها بدون‬ ‫متييز ‪.‬‬ ‫إن ال�ت�ف��ري��ق ب�ين احل �ق��وق االق �ت �ص��ادي��ة و االج�ت�م��اع�ي��ة‬ ‫والثقافية من جهة و احلقوق املدنية و السياسية من جهة‬ ‫أخرى ال يعين أن فئة أهم من فئة أخرى ‪ .‬بل بالعكس ‪ ,‬كل‬ ‫احلقوق باختالف طبيعتها‪ ,‬هي حقوق مرتابطة ومتكاملة‪.‬‬


‫الديمقراطية‬ ‫هذا املبدأ هو مبدأ مهم و أساسي و جيب الرتكيز عليه فالسلطة السياسية ‪,‬يف األنظمة الدميقراطية ‪ ,‬تكتسب شرعيتها من‬ ‫كونها حترتم حقوق كل األفراد املوجودين على أراضيها و حرياتهم ‪ .‬إن الدميقراطية ‪,‬كما هو الشأن بالنسبة للمواطنة‬ ‫‪ ,‬ال تقتصر على االعرتاف باحلقوق السياسية فقط ‪ ,‬بل تتعداها لتشمل كل حقوق اإلنسان اليت وجب على كل دولة‬ ‫احرتامها و احلفاظ عليها ‪.‬‬

‫هل حقوق اإلنسان حقوق عالمية ؟‬

‫نعم ‪ .‬إن املعايري الدولية تشمل جمموع احلقوق‬ ‫املشرتكة للبشر و القدرات املكتسبة لدي األفراد مهما‬ ‫كانت جنسياتهم و مهما اختلف بلد اإلق��ام��ة ‪ .‬إن‬ ‫العامل يتكون من مناطق خمتلفة و ثقافات متنوعة ‪,‬‬ ‫من شعوب غنية و أخرى فقرية ‪ .‬و هذا االختالف جعل‬ ‫البعض يؤكد أن املعايري الدولية املتخذة يف جمال‬ ‫حقوق اإلنسان املتصلة أساساً بالفرد الواحد ال تتناسق‬ ‫مع طبيعة جمتمعات عديدة ُت ّغلب روح اجملموعة على‬ ‫الفرد ‪ .‬فأصبح هناك توافق على اعتبار أن العالقة‬ ‫تكاملية يف جم ��ال ح�ق��وق اإلن �س��ان ب�ين م��اه��و ف��ردي‬ ‫و ما هو مجاعي ‪ ,‬حيث أن املعايري املتصلة باحلقوق‬ ‫العاملية للفرد تهدف إىل محاية اجملموعات و الشعوب‬ ‫دون إهمال إمكانية احتاد األفراد مع بعضهم البعض‬ ‫للتخاطب بلغة خاصة بهم مث ً‬ ‫ال ‪ ,‬أو التشبث بهوية ‪ ,‬أو‬ ‫ثقافة أو ديانة مشرتكة ‪ .‬إن اإلع�لان العاملي حلقوق‬ ‫اإلنسان يتطرق إىل واجبات الفرد اجتاه اجملتمع ‪ .‬كما أن عاملية حقوق اإلنسان وقع التذكري بها يف مؤمتر فيينا سنة‬ ‫‪ 1993‬و قمة األمم املتحدة لسنة ‪. 2005‬‬ ‫اإلعالن العاملي لليونسكو للتنوع الثقايف لسنة ‪ 2001‬يعترب أن احملافظة على التعددية الثقافية ال يعترب حاجزاً ‪ ,‬بل هو أداة‬ ‫لتوظيف عاملية حقوق اإلنسان و احرتام الكرامة اإلنسانية ‪ ,‬إن االتفاقية الدولية حلماية ت ّنوع التعبيـرات الثقافية ‪ ,‬املنبثقة‬ ‫من اإلعالن ‪ ,‬و املصادق عليها يف ‪ 20‬أكتوبر ‪ . 2005‬تؤكد يف مادتها الثانية من الفقرة األوىل ( أن التنوع الثقايف ال ميكن‬ ‫محايته إال إذا مت ضمان احلق يف احلريات األساسية مثل حرية التعبري و الوصول إىل املعلومة ‪ ,‬إضافة إىل إمكانية اختيار‬ ‫األفراد للتعبريات الثقافية ‪ ,‬وال أحد ميكنه ادعاء تأثري إجراءات هذه االتفاقية على حقوق اإلنسان و احلريات األساسية‬ ‫كما حفظها اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان و ضمنها القانون الدولي أو ح ّد من آثارها ) ‪.‬‬

‫اإلطار القانوني‬ ‫املصدر األساسي ملبادئ حقوق اإلنسان يف العامل هو اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان الذي تبنته األمم املتحدة يف ‪10‬‬ ‫ديسمرب ‪. 1948‬‬ ‫يف ‪ 1966‬تبنت هيئة األمم املتحدة العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية و السياسية و العهد الدولي اخلاص باحلقوق‬ ‫االقتصادية ‪ ,‬االجتماعية ‪ ,‬و الثقافية و قد صادق عليهما ثلثا جمموع الدول ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫الديمقراطية‬

‫ﻗﺒﻞ‬

‫دستور ليبيا األول‪ ,‬هو الدستور الذي دخل حيز التنفيذ يف ‪ 7‬أكتوبر ‪1951‬م مباشرة قبل استقالل ليبيا‬ ‫والذي أجريت عليه بعض التعديالت كانت آخرها سنة ‪1963‬م و قد نص على كون ليبيا ملكية دستورية‬ ‫ذات نظام نيابي وأسندت فيه مهمة السلطة التشريعية للملك باالشرتاك مع جملس األمة ‪ ,‬أما السلطة‬ ‫التنفيذية فكانت تعني من قبل امللك وفقاً للحدود اليت وضعها الدستور ‪ ,‬و السلطة القضائية بيد احملكمة‬ ‫العليا ‪ ,‬ويكون امللك الرئيس األعلى للدولة‪ ,‬كما نص الدستور يف فصله الثامن الذي نظم أحكام السلطة‬ ‫القضائية على مبدأ استقالل القضاء ‪.‬‬ ‫أما يف عهد حكم القذايف و حتديداً سنة ‪1977‬م فقد مت إعالن قيام سلطة الشعب الذي جاء فيه إقراراً بأن‬ ‫ّ‬ ‫السلطة للشعب و ال سلطة لسواه ‪ ,‬كما متسك بالنظام االشرتاكي ‪ ,‬و رفض يف اإلعالن كافة أنواع أدوات‬ ‫احلكم التقليدية و شدد على كون سلطة الشعب املباشرة هي أساس نظام احلكم ‪ ,‬و ميارس الشعب سلطته‬ ‫عن طريق املؤمترات و اللجان الشعبية و النقابات و االحتادات و الروابط و االحتادات املهنية و مؤمتر الشعب‬ ‫العام ‪ ,‬ورغم كل هذه الشعارات اليت كان يرددها نظام القذايف و حاشيته إال أن الواقع كان خمالف متاماً‬ ‫لذلك‪ ,‬حيث تركزت كل السلطة بيد الفرد الواحد الذي كان حيكم وفقا ألهوائه و مصاحله الشخصية‬ ‫فقط ‪.‬‬

‫‪2011‬‬ ‫ﺑﻌﺪ‬ ‫‪13‬‬

‫فصل السلطات‬ ‫ •قبل ‪: 2011‬‬

‫ •بعد ثورة فبراير ‪: 2011‬‬

‫يف العهد اجلديد بدأ مبدأ الفصل بني السلطات يتبلور و يتضح شيئا فشيئاً ‪ ,‬خصوصاً عقب انتخاب‬ ‫السلطة التشريعية املتمثلة يف «املؤمتر الوطين» و اليت تلتها انتخابات «جملس النواب» حيث قامت السلطة‬ ‫التشريعية بتعيني السلطة التنفيذية يف أول اخلطوات الفعلية اليت خطتها الدولة حنو التحول الدميقراطي‬ ‫و ّ‬ ‫مت تفعيل استقاللية القضاء حيث لعبت السلطة القضائية دوراً أساسيا يف الفصل يف عدة قضايا مهمة آثرت‬ ‫يف املرحلة‪.‬‬ ‫و يف هذا اإلطار جيدر اإلشارة إىل هذه السابقة املتمثلة يف قيام املؤمتر الوطين « السلطة التشريعية » بإقالة‬ ‫رئيس احلكومة «رئيس السلطة التنفيذية» السيد ‪ /‬علي زيدان ‪ ,‬و تعيني السيد ‪ /‬عبداهلل الثين خلفاً مؤقتا‬ ‫له ‪ ,‬عقب ذلك أصدر املؤمتر قراراً بتعيني السيد ‪ /‬أمحد معتيق لرئاسة احلكومة « السلطة التنفيذية »‬ ‫األمر الذي مت الطعن فيه أمام الدائرة الدستورية باحملكمة العليا «السلطة القضائية»‪ ,‬و الذي نص حكمها‬ ‫على عدم صحة القرار لعدم بلوغه النصاب القانوني لألصوات ‪ ,‬و إع��ادة منصب رئاسة احلكومة للسيد ‪/‬‬ ‫عبداهلل الثين ‪ ,‬و هنا كانت بوادر عملية الفصل بني السلطات و احرتام مهام كال منها لألخرى بدأت يف‬ ‫الرتسخ مما يدعم مساعي االنتقال إىل الدميقراطية ‪.‬‬


‫روابط الفصل األول‬ ‫ •اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‬

‫الديمقراطية‬

‫‪• www.un.org/ar/documents/udhr/‬‬

‫ •موقع وزارة العدل الليبية (يشمل أرشيف للقوانني منذ العهد السابق باإلضافة إىل املعاهدات الدولية املوقعة من قبل ليبيا)‬

‫‪• www.aladel.gov.ly/‬‬

‫ •موقع اهليئة التأسيسية لصياغة الدستور (يشمل املقرتحات الدستورية املطروحة يف ديسمرب ‪ + 2014‬دستور ‪) 1963‬‬ ‫‪• www.cdalibya.org/‬‬

‫‪14‬‬





‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ما هي العالقة بين حقوق اإلنسان و الديمقراطية ؟‬

‫أ ّقرت القمة الدولية لألمم املتحدة املنعقدة سنة ‪ 2005‬بأن حقوق اإلنسان والدميقراطية والتنمية الداعمة لقدرات‬ ‫األفراد‪ ,‬هي مفاهيم مرتابطة و متالزمة كما أنها تكمل و تدعم بعضها البعض و بالتالي فقد أصبح اجملتمع الدولي جيمع‬ ‫على محايتها وفقاً هلذا الطرح باعتبارها غري قابلة للتجزئة وال جيوز اعتبار الدميقراطية جمرد عملية انتخابية تنظم من‬ ‫حني إىل آخر أو جمرد ترسانة من القواعد القانونية املنظمة للسلطة السياسية ‪.‬‬ ‫من جهة أخرى ال ميكن أن نق ّر أن دولة القانون هي بالضرورة مؤشر عن نظام دميقراطي مبا أنه ميكن أن نتصور العيش‬ ‫حتت نظام ما ميكن أن تنظم فيه القواعد القانونية كامل جوانب احلياة العامة و اخلاصة و يكون فيها الفرد يف نفس‬ ‫الوقت مسلوب احلقوق و احلريات ‪ .‬و هذا هو الشأن فعال بالنسبة لألنظمة الكليانية اليت يكون فيها النظام القانوني أداة‬ ‫لتكبيل حتركات األف��راد عوض أن يكون وسيلة لضمان حقوقهم و حرياتهم وتبعا لذلك ال ميكن االكتفاء بالتعريف‬ ‫الشكلي للدميقراطية و لدولة القانون ‪ .‬إذ أنه بالنسبة للمفهوم األول ال يكفي جمرد تنظيم انتخابات ‪ ,‬بل جيب أن تتوفر‬ ‫يف هذه االنتخابات مجلة من املواصفات اجلوهرية وهي طابعها التعدّدي و العادل و الشفاف ‪ .‬أما فيما خيص املفهوم الثاني‬ ‫فإن دولة القانون ليست فقط الدولة اليت ختضع فيها تصرفات السلطة إىل ضوابط قانونية أيّا كان حمتواها ‪ ,‬بل هي‬ ‫الدولة اليت تشكل فيها الضوابط اليت ختضع هلا تصرفات الدولة حدودا ال جيوز هلا أن تتعداها يف تعاملها مع األفراد و‬ ‫اجملموعات ‪ ,‬و متثل هذه احلدود احلقوق و احلريات األساسية هلؤالء األفراد و هذه اجملموعات اليت تقيم على إقليم هذه‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫و من هنا تصبح جمموعة القواعد القانونية اليت تؤطر السلطة السياسية ليست الغاية منها تنظيم السلطة بقدر ما هي‬ ‫ضمان حقوق وحريات األفراد ضد السلطة ‪ .‬و تدور هذه القواعد أساساً حول محاية مبدأي احلرية و املساواة ‪ .‬ومن هنا يأتي‬ ‫ليتمم تعريفهما الشكلي ‪ ,‬وانطالقاً من هذا البعد املادي هلما‬ ‫التعريف املادي أو اجلوهري للدميقراطية و لدولة القانون ّ‬ ‫فقط ميكن أن نربط بني الدميقراطية و دولة القانون من جهة و محاية حقوق اإلنسان من جهة أخرى ‪.‬‬

‫ماهي العالقة القائمة بين كال من الحقوق المدنية و السياسية و الديمقراطية ؟‬

‫إن ل�ض�م��ان احل �ق��وق امل��دن �ي��ة و ال�س�ي��اس�ي��ة للمواطن‬ ‫دور جوهري يتمثل يف متكينه من املشاركة الفعلية يف‬ ‫احلياة العامة ‪ ,‬س��واء بصفة فردية أو مجاعية ‪ .‬وبالفعل‬ ‫فهذه احلقوق أساسية من حيث دوره��ا يف ضمان املبدأين‬ ‫اجلوهريني اللذين تقوم عليهما الدميقراطية ‪ ,‬و هما أوال‬ ‫مراقبة الشعب حلكامه م��ن ناحية و امل �س��اواة ب�ين مجيع‬ ‫املواطنني على مستوى املشاركة يف الشأن العام من ناحية‬ ‫أخرى ‪.‬‬

‫ثانياً اعتبار هذه احلقوق احل ّد الفاصل بني الشأن العام‬ ‫الذي يتمتع فيه اجلميع على حد سواء باحلق يف التدخل‬ ‫و اختاذ القرار بشأنه ‪ .‬و الشأن اخلاص و هو الفضاء الذي‬ ‫ميارس داخله كل واحد م ّنا حرياته الفردية و الذي خيول‬ ‫له أن ميارس حقه يف االختيار احلر دون تدخل أو مضايقة من قبل أي طرف آخر سواء كانت السلطة أو أيا من األفراد‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫و متثل احلقوق املدنية و السياسية مجيعها العمود‬ ‫الفقري للحياة الدميقراطية و سنذكر بعض األمثلة‬ ‫منها‪:‬‬

‫‪19‬‬

‫‪|1‬‬

‫‪1‬حرية و أمان الفرد ‪ :‬إذا مل يكن الفرد حمميا ضد‬ ‫أي إيقاف أو سجن أو تهجري أو طرد تعسفي ‪ ,‬فإنه‬ ‫لن يكون قادراً على املشاركة بأمان يف الشأن العام‬ ‫سواء أكان باخنراطه يف العمل فيه ‪ ,‬أو مبساهمته‬ ‫يف النقاشات ال�تي ت��دور يف إط��اره ‪ .‬أم��ا إذا كانت‬ ‫ملكيته غري مضمونة و مثرة جهده غري حممية من‬ ‫االنتزاع التعسفي ‪ ,‬فإنك لن جتده يسعى لإلنتاج‬ ‫و بالتالي ل��ن يكون أب ��داً ف��اع� ً‬ ‫لا مثمراً يف اجمل��ال‬ ‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪|2‬‬

‫‪ 2‬حرية الفكر و احرتام املعتقد ‪ :‬من حق كل فرد‬ ‫يف جمتمع دميقراطي أن يف ّكر كما يشاء كما أن‬ ‫اجملتمع الدميقراطي حيرتم مجيع األديان و يوفر‬ ‫املناخ املناسب ملعتنقيها ملمارسة شعائرهم الدينية ‪,‬‬ ‫و تستوجب حرية الفكر ‪ ,‬كحرية فردية ‪ ,‬احلماية‬ ‫الكاملة يف كل احلاالت ‪.‬‬

‫‪|3‬‬

‫‪ 3‬حرية االجتماع و تكوين اجلمعيات و املنظمات‪:‬‬ ‫ال ميكن أن يسري النظام ال��دمي�ق��راط��ي م��ن دون‬ ‫ضمان حرية األفراد يف االجتماع ملناقشة شؤونهم‬ ‫العامة و خاصة السياسية منها ‪ ,‬أو من دون حقهم‬ ‫يف إن �ش��اء ن�ق��اب��ات و مجعيات لتصريف شؤونهم‬ ‫اخلاصة و تنظيم ح��وارات و دعم التضامن بينهم‬ ‫ل�ل��دف��اع ع��ن مصاحلهم اجت ��اه السلطة و تكوين‬ ‫أح � ��زاب س�ي��اس�ي��ة و االخن � ��راط ف�ي�ه��ا و ال�ن�ش��اط‬ ‫داخلها و كل ذلك يف حدود ما يضبطه القانون‬ ‫‪ ,‬وتتضمن هذه احلرية كذلك احلق يف التظاهر‬ ‫السلمي و احلق يف توجيه لوائح للسلطة بغرض‬ ‫حتقيق املطالب املنشودة ‪.‬‬

‫‪|4‬‬

‫‪ 4‬ضمان إج ��راءات قضائية ع��ادل��ة ‪ :‬م��ن ال�ض��روري‬ ‫محاية أي فرد من االتهامات الباطلة و املعامالت‬ ‫السيئة و من التعذيب و احملاكمات غري العادلة‬ ‫‪ ,‬ل��ذا م��ن ال �ض��روري أن تبنى الدميقراطية على‬ ‫مبدأ استقالل القضاء و النأي به عن التأثريات‬ ‫و امل �ن ��اورات السياسية و األي��دول��وج�ي��ة كما أنه‬ ‫من ال�ض��روري ضمان علوية القانون يف القضايا‬ ‫اجلزائية ‪.‬‬

‫‪|5‬‬

‫‪ 5‬حرية التعبري وحق الوصول للمعلومة و نشرها‪:‬‬ ‫ي �ف�ترض ج��وه��ر ال��دمي �ق��راط �ي��ة أن ي�ت�م�ك��ن كل‬ ‫مواطن من املساهمة يف النقاشات ح��ول املسائل‬ ‫املتعلقة ب��ال �ش��أن ال �ع��ام و أن ي �ك��ون ل��ه التكوين‬ ‫واملعلومة املناسبني لذلك ‪ ,‬كما ينبغي أن يكون‬ ‫له صوت و أن يتاح للجميع على ح ّد س��واء إبالغ‬ ‫أصواتهم ‪.‬‬

‫حيث إن ال�ق��وان�ين ال��دول�ي��ة املتعلقة حب��ري��ة التعبري‬ ‫و ال��وص��ول للمعلومة ال خت��ص فقط حرية التعبري عن‬ ‫ال��رأي ‪ ,‬بل كذلك احلق يف البحث ويف تلقي املعلومات‬ ‫و األفكار أيا كانت طبيعتها عن طريق أية وسيلة إعالم‬ ‫كانت دون اعتبار حدود الدول ‪ .‬و يرتتب على هذا احلق‬ ‫أن على اجملتمعات احلديثة أن تضمن استقاللية وسائل‬ ‫اإلعالم اليت من حقها أن تعلم املواطن بكامل حرية و أن‬ ‫تنتقد السلطة السياسية و أن تثري نقاشات حول اخليارات‬ ‫األساسية اليت ميكن أن تهم اجملتمع و ذلك مع احرتام‬ ‫ضوابط حم��ددة بشكل واض��ح خاصة ما يتعلق حبماية‬ ‫مسعة األشخاص و حياتهم اخلاصة‪ ,‬كما جيب ضمان‬ ‫انفتاح مجيع مفاصل الدولة اجت��اه املواطنني كمصدر‬ ‫موازي للقنوات اإلعالمية من خالل توفري املعلومة الكاملة‬ ‫و يف الوقت املناسب مع ضمان تيسري احلصول فعليا على‬ ‫املعلومات‪ ,‬كـ طلب املواطنني مث ً‬ ‫ال االطالع على السياسات‬ ‫املعتمدة يف تسيري شؤونهم‪.‬‬


‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫يعترب ضمان احلقوق األساسية ‪ ,‬كالشغل و املسكن‬ ‫والقوت و العيش الكريم و التعليم ‪ ,‬أساس اجملتمع املتمدن‬ ‫‪ .‬و ال ميكن أن تعمل املؤسسات الدميقراطية يف الدولة‬ ‫بشكل ناجح أو حتى بشكل مشروع إذا ك��ان جانب هام‬ ‫من اجملتمع يشكو من اجلوع أو ليس له مسكن مما يعوق‬ ‫ممارسته حلقوقه السياسية أو ليس له مستوى تعليمي‬ ‫خي�� ّول ل��ه امل�ش��ارك��ة يف احل�ي��اة الثقافية و االجتماعية‬ ‫والسياسية ‪ .‬إىل جانب هذا فإن الفقر الشديد ميكن أن‬ ‫حيول دون تنظيم انتخابات نزيهة إذ أنه يفتح الباب أمام‬ ‫إمكانية شراء بعض األح��زاب السياسية أصوات األطراف‬ ‫األكثر عوزاً يف اجملتمع‪.‬‬ ‫إن احرتام مبادئ الدميقراطية يفرض أن تكون ورقات‬ ‫اق�ت�راع ك��ل امل��واط�ن�ين مهما ك��ان وضعهم االجتماعي‬ ‫تعبريا عن اختيارهم احلر و ليست نتيجة لقلة خربتهم أو‬ ‫درايتهم و ال نتيجة هلشاشة وضعهم و قابليتهم لالستغالل‬ ‫بشتى األشكال ‪.‬و هلذا جند إن اهلوة الواسعة بني خمتلف‬ ‫شرائح اجملتمع من حيث املستوى املعيشي ‪ ,‬من شأنها أن‬ ‫تقلص بشكل كبري إمكانيات تدعيم الدميقراطية يف أي‬ ‫جمتمع كان ‪.‬‬

‫هل لألعالم دور مؤثر في ترسيخ مبادئ‬ ‫الديمقراطية ؟‬ ‫يلعب اإلعالم دوراً حمورياً يف هذا اجملال و يربز ذلك‬ ‫من خالل ‪:‬‬

‫ •إيصال املعلومة‬

‫ت��داول املعلومة ‪ :‬حت��اول كل احلكومات ‪ ,‬مهما كان‬ ‫نوعها ‪ ,‬كسب موافقة الشعب على سياستها ‪ ,‬و إذا كان‬ ‫حجم السكان مهما ج��دا ف��إن وسائل اإلع�لام تشكل أهم‬ ‫الوسائل املتاحة لالتصال بالشعب سواء أكان ذلك من‬ ‫خالل الصحافة املكتوبة و التلفزة و اإلذاع��ة أو اإلنرتنت‬ ‫وهذا ما يعطي أهمية كربى لكل هذه الوسائل ‪.‬‬ ‫متكن األنظمة الدميقراطية كل األفراد من حق البحث‬ ‫عن املعلومة و تلقيها و تقامسها مع اح�ترام كل أشكال‬ ‫التنوع الثقايف و االجتماعي ‪.‬و متثل وسائل اإلعالم إطاراً‬ ‫هاماً للنشاطات من شأنه أن يساهم يف تكوين رأي عام قد‬ ‫يؤثر يف احلكومة و يشكل وسيلة ضغط عليها ‪.‬‬ ‫كما ميكن أن يكون لوسائل اإلعالم دور حاسم يف حتديد‬

‫سياسة الدولة و اجتاهها حتى إن العديد يرى بأن السلطة‬ ‫الفعلية يف األنظمة الدميقراطية هي سلطة اإلعالم من‬ ‫خالل اإلعالم و هو ما حيمل هذه الوسائل مسؤولية هامة‬ ‫يف إطار األنظمة الدميقراطية ‪.‬‬

‫ •محاية املصلحة العامة‬

‫يعترب ال��دور ال��ذي تقوم به وسائل اإلع�لام يف جمال‬ ‫البحث و االستقصاء دوراً هاما حيد من سياسة التعتيم‬ ‫وال�س��ري��ة ال�تي مت��ارس�ه��ا احل�ك��وم��ات يف جم��ال العالقات‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫ال ميكن ألية حكومة أن تكون مسؤولة أمام املواطنني إذا‬ ‫مل تكن هلؤالء معلومات كافية و موضوعية متكنهم من‬ ‫تقييم األداء احلكومي مقارنة مع اخلطاب الرمسي ‪.‬‬ ‫و رغ��م ض��رورة اح�ترام احلياة اخلاصة ل�لأف��راد يبقى دور‬ ‫اإلعالم أساسياً يف اخبار املواطنني حبقيقة األمور و الدفاع‬ ‫عن املصلحة العامة ال على املصاحل الشخصية لألفراد‪.‬‬

‫ •منرب للحوار‬

‫إىل جانب دور تقديم املعلومة تشكل وسائل اإلع�لام‬ ‫اإلط� � ��ار األم� �ث ��ل ل� �ل� �ح ��وارات ال��وط �ن �ي��ة و ذل� ��ك ب��دع��وة‬ ‫الشخصيات أو املسؤولني و املسؤوالت يف جمال السياسة‬ ‫و متكينهم من اإلجابة عن تساؤالت املواطنني و املواطنات‬ ‫و متكن وسائل اإلعالم كل الفاعلني يف الشأن السياسي‬ ‫من األدالء بآرائهم س��واء كانوا ممثلني يف احلكومة أو‬ ‫يف أحزاب املعارضة أو اجملتمع املدني ‪ ,‬و هو ما يكمل دور‬ ‫الربملان يف املداولة و التحاور حول املسائل اإلنسانية اليت‬ ‫تهم اجملتمع ‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫هل هناك مبرر للسرية في النظام الديمقراطي ؟‬

‫أحد أهم املبادئ املهمة و اجلوهرية يف الدميقراطية هو‬ ‫الشفافية و اليت تنبذ بشكل عام أوجه العمل السري يف‬ ‫كل ما يتعلق بالشؤون العامة للدولة ‪ ,‬و لكن رغم ذلك‬ ‫هناك مقتضيات تفرض على الدولة التصرف خبالف هذا‬ ‫املبدأ ‪ ,‬من هذه األمور التخوف من خطر معني قد يلحق‬ ‫باستقرار الدولة و ميس أمن مواطنيها و سالمتهم ‪ ,‬وهنا‬ ‫ي�برر بعض التحركات السرية للحكومة و املتمثلة يف‬ ‫التجسس والتنصت و املراقبة و غريها من املمارسات اليت‬ ‫من شأنها أال تتماشى مع امل�ب��ادئ األساسية ال�تي تنادي‬ ‫بها الدميقراطية ‪ ,‬و لكن نظراً لضرورة هذه اإلج��راءات‬ ‫االح�ترازي��ة يف بعض األوق ��ات و يف ظ��روف خ��اص��ة فقد‬ ‫استلزم وضع قواعد تضمن تنظيم هذه التحركات مبا ال‬ ‫يسبب انتهاكات جسيمة ال م�برر هلا ‪ ,‬كما جيب قيام‬ ‫جلنة من السلطة التشريعية مبراقبة عمل اهليئة اليت تقوم بهذا النوع من األعمال ‪.‬‬

‫هل يوجد فرق بين حقوق المواطن و حقوق اإلنسان ضمن النظام الديمقراطي ؟‬ ‫هل يمكن حرمان شخص من المواطنة في النظام الديمقراطي ؟‬

‫علينا أن من ّيز أوال و قبل كل شيء بني حقوق اإلنسان وحقوق املواطن ‪ ,‬و يعترب اإلع�لان الفرنسي حلقوق اإلنسان‬ ‫واملواطن لسنة ‪ 1789‬م معربا يف هذا اجملال ‪ ,‬بالفعل و بناء على هذا التمييز علينا أن ندرك أن لكل فرد أن يتمتع بكامل‬ ‫حقوق اإلنسان مهما كانت الدولة ال�تي يتواجد بها ‪ ,‬أي س��واء ك��ان مواطنا هل��ذه الدولة أو مل يكن ‪ ,‬على إن��ه بصفة‬ ‫عامة يكون احلق يف املشاركة يف االنتخابات مقصوراً على حاملي جنسية الدولة اليت تدور فيها هذه االنتخابات أي على‬ ‫مواطنيها ‪ ,‬على أننا نشاهد نزعة لدى بعض الدول إىل توسيع جمال احلق االنتخابي لصاحل األجانب املقيمني بتلك الدول‬ ‫منذ مدّة حمددة و الذين يعملون بها ‪ ,‬و ذلك على األقل على مستوى االنتخابات احمللية أو البلدية ‪ .‬كما ميكن أن يقع‬ ‫احل ّد من بعض احلقوق األخرى لقصرها على املواطنني دون غريهم مثل احلق يف العمل ‪.‬‬ ‫نظريا ‪ ,‬من حق كل دولة أن تضبط الشروط الواجب توفرها للحصول على جنسيتها و تلك اليت تسمح بالتمتع‬ ‫باحلقوق اليت ترجع للمواطن‪ ,‬إال أن على الدولة يف ممارستها هلذا احلق الذي هو عنوان سيادتها ‪ ,‬أال تنهج منهجا قائماً‬ ‫على التمييز كأن تتبنى مث ً‬ ‫ال قوانني حول اهلجرة مبنية على التمييز العنصري ‪.‬‬

‫هل لألقليات حقوق خاصة في النظام الديمقراطي ؟‬

‫من املعلوم إن خمتلف املكونات الثقافية ألي دولة ‪ ,‬ينبغي أن تع ّد عنصراً من عناصر تنوعها و ثرائها ‪ ,‬و هذا التصور‬ ‫جوهري لتنمية ثقافة دميقراطية و ديناميكية من شأنها أن تضمن مشاركة كل األطراف يف ضبط السياسات الثقافية‬ ‫واالقتصادية و البيئية و االجتماعية ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫إن الغرض الرئيسي من الدميقراطية هو متكني كل األفراد من التمتع حبقوق اإلنسان دون أي متييز على أساس املكانة‬ ‫االجتماعية أو الثروة أو السن أو اجلنس أو السكن ( املدينة ‪ /‬الريف ‪ /‬املركز ‪ /‬الضاحية ‪ ) ...‬أو اخلصوصية الثقافية ‪.‬‬


‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫وإمنا إحدى املبادئ األساسية اليت يقوم عليها االقرتاع هي‬ ‫املساواة ‪ ,‬أي أن لكل فرد صوت واحد ‪ ,‬و يقول الفيلسوف‬ ‫الربيطاني جرمي بنثام يف هذا الغرض أن « كل فرد يع ّد‬ ‫واحداً و ال أحد ينبغي أن ي ّقيم بأكثر من واحد» ‪.‬‬ ‫إن ال� �ق ��ان ��ون االن �ت �خ ��اب ��ي ع �ل��ى األق � ��ل يف األن �ظ �م��ة‬ ‫الدميقراطية ‪ ,‬عند ضبطه شروط التمتع حبق االنتخاب‬ ‫‪ ,‬عليه احل ��رص على االق�ت�ص��ار على ش ��روط موضوعية‬ ‫و معقولة ‪ ,‬أي أن ال �ش��روط ال�تي يضعها جي��ب أن يكون‬ ‫الغرض الوحيد منها هو عقلنة ممارسة احلق االنتخابي‬ ‫‪ ,‬كاشرتاط التم ّتع جبنسية الدولة اليت ستنتخب فيها‬ ‫مث ً‬ ‫ال ‪ ,‬باعتبار االنتخاب وجهاً من وجوه ممارسة السيادة‬ ‫وي ّتصل بالتالي مببدأ املواطنة الفعالة‪ ,‬أو اش�تراط بلوغ‬ ‫ّ‬ ‫سن الرشد ملمارسة هذا احلق حتى يكون االختيار فعال‬ ‫ح ّرا ‪ ,‬أي على بينة بالنسبة لكل من ينتخب ( حق االنتخاب مكفول لكل بالغ راشد ) ‪.‬‬ ‫و كل شرط ال يندرج ضمن هذه األغ��راض يتح ّول إىل شرط غايته التمييز و اإلقصاء ال تنظيم ممارسة هذا احلق‬ ‫السياسي األساسي ‪.‬‬

‫هل يوجد مبرر لـ حكومة ديمقراطية أن تضع حدود لـ ممارسة الحقوق ؟‬

‫تعرتف القوانني الدولية حبدود مشروعة ميكن وضعها على ممارسة حقوقنا و حرياتنا و ذلك ألسباب حمددة متعلقة‬ ‫بالنظام العام و باألخالق احلميدة و باألمن وحبماية حقوق الغري ‪ ,‬على أن هنالك حقوقاً ال جيوز احلد منها أو املساس بها‪.‬‬ ‫هذا هو الشأن مث ً‬ ‫ال بالنسبة ملنع التعذيب أو التمييز أو األشغال الشاقة أو تشغيل األطفال كما هو الشأن بالنسبة لضمان‬ ‫حرية الفكر و احرتام املعتقد ‪.‬‬ ‫و ال جيوز احل ّد من حقوق اإلنسان أو تعليقها إال بقانون و هلدف مشروع كما أن هذا احل ّد جيب أن يكون مناسباً ألهمية‬ ‫سببه و يف هذا الصدد جيب إحداث حمكمة دستورية من شأنها أن تتثبت من الطابع املشروع هلذا احل ّد و من التناسب بني‬ ‫نسبة احل ّد من احلقوق و مربراته ‪.‬‬ ‫فمثال ال جيوز منع أي حزب سياسي من ممارسة نشاطه إال إذا تبث أن هذا األخري ضالع يف أعمال عنف أو يف تصرفات‬ ‫خمالفة ألحكام الدستور ‪ ,‬كما أن الرقابة على الصحف و باألخص وقف الصحف قبل صدورها ال تقبل حسب القانون‬ ‫الدولي ‪ ,‬إال إذا كانت الصحيفة املعنية مقدمة على نشر أخبار حساسة من شأنها ‪ ,‬و هذا بناء على تقدير حمكمة مستقل‪,‬‬ ‫أن تعرض حياة املواطنني للخطر أو أن تهدد األمن الوطين ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫ﻗﺒﻞ‬

‫نص الدستور اللييب يف عهد اململكة وفقاً آلخر تعديالته الواقعة سنة ‪ 1963‬م على جمموعة من احلقوق‬ ‫و احلريات‪ ,‬منها تساوي كافة الليبيني أمام القانون و تساويهم كذلك يف احلقوق ‪ ,‬كما نص على حرية‬ ‫اإلعالم و حرية التجمع و حق تكوين اجلمعيات ‪.‬‬ ‫أما أبان حكم القذايف فقد مت إصدار ما يعرف بالوثيقة اخلضراء الكربى حلقوق اإلنسان سنة ‪ 1988‬م ‪ ,‬أبرز‬ ‫ما ورد فيها ‪ ,‬أن أبناء اجملتمع اجلماهريي يقدسون حرية اإلنسان و حيمونها ‪ ,‬و أنهم حيرمون العمل السري‬ ‫و استخدام القوة و اإلرهاب و يضمنون حق التعبري عن الرأي وحرية التفكري و اإلبداع‪ ,‬و هم أحرار يف تكوين‬ ‫االحتادات و النقابات و الروابط‪ ,‬كما أنهم متساوون رجا ً‬ ‫ال و نساء‪ ,‬و يدعون إىل إلغاء أسلحة الدمار الشامل ‪,‬‬ ‫و رغم صدور هذه الوثيقة باإلضافة إىل مصادقة الدولة الليبية خالل حكم القذايف على أغلب املعاهدات‬ ‫واالتفاقيات الدولية اليت تناولت خمتلف أنواع احلقوق و شددت على ضمان حتقيق سقف معني فيها وتوفري‬ ‫كامل احلماية هلا ‪ ,‬إال أن كل ذلك مل يؤخذ به إذا ما نظرنا إىل واقع تلك األي��ام حيث كانت أغلب‬ ‫احلقوق ُمصادرة ومنتهكة من خالل العديد من املمارسات املخالفة حلقوق اإلنسان مثل ‪ ,‬التعذيب و احلجر‬ ‫على حرية الرأي و منع التظاهر و غريها العديد من االنتهاكات ‪ ,‬إال أنه و برغم كل هذه املساوئ ضمنت‬ ‫الدولة بعض احلقوق األساسية فقط مثل احلق يف توفري سكن آمن و تعليم جماني و األجر املتساوي بني‬ ‫الرجال و النساء ‪.‬‬

‫‪2011‬‬ ‫ﺑﻌﺪ‬ ‫‪23‬‬

‫ •قبل ‪: 2011‬‬

‫ •بعد ثورة فبراير ‪: 2011‬‬

‫اختلف الوضع بنحو يكاد يكون جيد بعد الثورة ‪ ,‬فقد ظهرت بشكل بارز احلقوق السياسية و املدنية اليت‬ ‫تطورت بشكل ملحوظ حيث انعكس ذلك بشكل مباشر على أبرز احلريات املتمثلة يف حرية التعبري عن الرأي‬ ‫و حرية اإلعالم نسبياً حيت ظهرت أكثر من ‪ 20‬حمطة تلفزيونية و عشرات من حمطات الراديو و حتقق‬ ‫حق املشاركة يف العملية السياسية و صنع القرار من خالل فتح باب الرتشح و االنتخاب ‪ ,‬كما أنه قد توفر‬ ‫املناخ املناسب لتأسيس منظمات اجملتمع املدني اليت تعمل على السعي لدعم و ترسيخ أسس الدميقراطية ‪,‬‬ ‫و قد تناول اإلعالن الدستوري املؤقت الصادر يف أغسطس ‪ 2011‬جمموعة من احلقوق‪ ,‬منها مبدأ املساواة يف‬ ‫احلقوق و احلريات و أمام القانون ‪ ,‬كما نص يف أحد مواده على احرتام املعاهدات اخلاصة حبقوق اإلنسان ‪,‬‬ ‫و خصص مواداً حلرية الرأي و اإلعالم وحرية تكوين األحزاب و منظمات اجملتمع املدني ‪.‬‬


‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫من خالل ما تناولته مقرتحات مسودة مشروع الدستور اللييب املقدمة من قبل جلنة الـ ‪, 60‬‬ ‫و فيما يتعلق بهذه املواضيع ‪:‬‬

‫المساواة ‪:‬‬

‫جيب دعم املساواة الكاملة بني الرجل و املرأة دستورياً و فعلياً يف ليبيا ‪ ,‬و متثل‬ ‫أحد املواد الواردة يف باب احلقوق و احلريات يف مقرتحات مسودة مشروع الدستور‬ ‫و اليت نصت على « حظر التمييز ضد املرأة » بداية جيدة لوضع إطار قانوني‬ ‫حيث ويلزم و مينع التمييز ضد املرأة‪.‬‬ ‫ميكن العمل من خالله و السعي لتطويره و دعمه من قبل املؤسسات الداعمة‬ ‫حلقوق املرأة من أجل ترسيخ ثقافة املساواة و حتقيقها يف اجملتمع استنادا على‬ ‫الدستور ‪.‬‬

‫الشباب ‪:‬‬

‫يف حني ظن اجلميع أنه سيتم دعم الشباب ال��ذي حقق التغيري يف الثورة‬ ‫مبنحه األولوية يف إيصال مطالبه للمسؤولني يف امليدان السياسي و االقتصادي‬ ‫بل جتاوزت توقعات البعض حدا وصلت فيه إىل الظن بأنه سيفتح اجملال للشباب‬ ‫ليكونوا هم بنفسهم يف مواقع صنع القرار‪.‬‬ ‫إال أن التهميش واإلقصاء كان هو أبرز ما كوفئ به هؤالء الشباب ‪ ,‬فلم نرى‬ ‫إشراك فع ّلي هلم يف شؤون الدولة ‪ ,‬و ما يزيد الوضع سوءاً عدم تطرق مقرتحات‬ ‫مسودة مشروع الدستور آلليات واضحة لضمان حقوق الشباب و تعترب بذلك‬ ‫مقصرة بشكل واضح وكبري إذا مل جيري العمل على تعديلها‪.‬‬

‫اإلقصاءات الجغرافية ‪:‬‬

‫تعيش ليبيا منذ عقود ه ّوة بني املناطق الساحلية واملناطق الداخلية حيث‬ ‫أن هذه األخ�يرة تعاني من انعزال حرمها حتى من البنية التحتية األساسية‬ ‫للتنمية وال��ذي من شأنه أن يقف عائقاً كبرياً يف ممارسة احلقوق واحلريات‬ ‫األساسية مما يؤثر بشكل مباشر على ف��رص خلق مواطن واع مثقف يدرك‬ ‫حقوقه وملتزم بواجباته‪ ,‬وهذا املناخ من عدم التوازن خلق ظلماً كبرياً لشرحية‬ ‫املواطنني قاطين تلك املناطق‪.‬‬ ‫وقد تناولت مقرتحات مسودة مشروع الدستور بعض املواد اليت سعت إىل معاجلة‬ ‫هذا الوضع‪ ,‬أب��رز هذه املقرتحات ما ورد يف باب الثروات الطبيعية ضمن أحد‬ ‫مواده «ختصيص نسبة ‪ 10%‬من عوائد الثروات االستخراجية ملناطق اإلنتاج ‪،‬‬ ‫خللق مشاريع بديلة ذات طابع االستدامة و الوطنية»‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫الديمقراطية و حقوق اإلنسان‬

‫روابط الفصل الثاني‬

‫ •اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‬

‫‪• www.un.org/ar/documents/udhr/‬‬

‫ •موقع وزارة العدل الليبية (يشمل أرشيف للقوانني منذ العهد السابق باإلضافة إىل املعاهدات الدولية املوقعة من قبل ليبيا)‬

‫‪• www.aladel.gov.ly/‬‬

‫ •موقع اهليئة التأسيسية لصياغة الدستور (يشمل املقرتحات الدستورية املطروحة يف ديسمرب ‪ + 2014‬دستور ‪) 1963‬‬ ‫‪• www.cdalibya.org/‬‬

‫ •اإلعالن الدستوري اللييب تعديل ‪2012‬‬

‫‪• www.constituteproject.org/constitution/Libya_2012.pdf‬‬

‫‪25‬‬






‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫ﺍﻟﻔﺎﻋ ُﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫َ‬

‫من هم الفاعلون ؟ و ماهي مهام كل منهم ؟‬ ‫رئيس الدولة‬

‫إن وظيفة رئاسة الدولة هلا بعد خاص و رمزي ألنها ترمز إىل وحدة الدولة و تتجاوز الصراعات احلزبية و ألنها ترمز إىل‬ ‫استمرارية الدولة رغم تعاقب احلكومات و استقرار الدستور رغم تغري التشريعات ‪.‬‬ ‫و تزداد وظيفة رئاسة اجلمهورية أهمية يف حالة األزمات السياسية أو يف حاالت األزمات الدستورية إذ تصبح للرئيس وظيفة‬ ‫أساسية يف جتاوز األزمة و حل النزاع ‪ ,‬كما تصبح له سلطات أوسع متكنه مثال من إقرار حالة الطوارئ مبا فيها تقييد‬ ‫احلقوق و احلريات ‪.‬‬ ‫ويتمتع رئيس الدولة يف النظام الرئاسي بعدة سلطات إذ جيمع بني الوظيفة التشريفية لرئاسة الدولة مع الوظيفة الفعلية‬ ‫لرئاسة احلكومة مثلما هو الشأن يف الواليات املتحدة األمريكية أو يف روسيا ‪.‬‬ ‫أما النظام الربملاني فإنه جيعل من رئيس الدولة رئيساً منتخباً ليس بشكل مباشر من قبل الشعب (كما هو احلال يف‬ ‫النظام الرئاسي) لكن من قبل اهليئة التشريعية املنتخبة (الربملان) و هو لذلك ال يتمتع بسلطة تنفيذية و جند هذا املثال‬ ‫يف أملانيا و يف إيرلندا و يف اهلند ‪.‬‬ ‫أما األنظمة امللكية أو امللكيات الدستورية فإن الوراثة تشكل أساس مشروعية رئيس الدولة كما نرى ذلك يف اململكة املغربية‬ ‫و إسبانيا و اململكة املتحدة و بلجيكا‪.‬‬ ‫فالنظام الرئاسي جيعل من رئيس اجلمهورية طرفا فاع ً‬ ‫ال يف النزاعات املتعلقة بسياسة الدولة ‪ ,‬كما نرى أن النظام امللكي‬ ‫يؤسس ال على إرادة الشعب بل على اعتبارات تارخيية قد يرى البعض انه ال ميكن تربيرها اليوم ‪.‬‬ ‫ان اختالف ه��ذه اخل�ي��ارات ال جيعلنا نفضل البعض منها عن البعض اآلخ��ر إذ أن ذل��ك يتوقف على اإلط��ار التارخيي‬ ‫والدستوري يف جممله ‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫السلطات الثالث‬

‫تنقسم السلطة يف األنظمة الدميقراطية إىل ثالثة فروع ‪:‬‬ ‫ •السلطة التشريعية ‪:‬‬

‫و هي املكلفة باملصادقة على القوانني و باملصادقة على‬ ‫امليزانية و مبراقبة احلكومة و تتمثل يف الربملان الذي ميكن‬ ‫أن يتكون من جملس أو جملسني ‪.‬‬ ‫ •السلطة التنفيذية ‪:‬‬

‫أو احلكومة ‪ ,‬و هي املسؤولة عن ضبط السياسة العامة‬ ‫للدولة و عن تطبيقها ‪.‬‬ ‫ •السلطة القضائية ‪:‬‬

‫وهي املكلفة بالسهر على اح�ترام القانون و بتسليط‬ ‫ج� ��زاء ع�ل��ى ك��ل م��ن خي��ال�ف��ه و ب��ال�ف�ص��ل يف ال �ن��زاع��ات‬ ‫بني األف ��راد (احمل��اك��م املدنية) أو بني األف ��راد و السلطة‬ ‫( احمل��اك��م اإلداري� ��ة ) أو السلطة و السلطة (احمل��اك��م‬ ‫الدستورية) ‪.‬‬

‫لماذا يتوجب الفصل بين سلطات الدولة‬ ‫ومهامها المختلفة ؟‬

‫إن الفصل بني السلطات ضروري للح ّد من السلطة و‬ ‫إلرساء نظام مراقبة السلطات بعضها البعض و بالتحديد‬ ‫ل�ض�م��ان م�س��ؤول�ي��ة احل �ك��وم��ة ع��ن أع �م��اهل��ا ‪ .‬و إن غياب‬ ‫الضمانات الكافية لرتكيز قضاء مستقل عن السلطتني‬ ‫التشريعية و التنفيذية لن ميكن هذا القضاء من السهر‬ ‫على فرض احرتام القانون من قبل هاتني السلطتني دون‬ ‫خوف من تشفيهما أو طمع يف إغراءاتهما ‪ ,‬كما أنه إذا‬ ‫عجز الربملان و هو هيئة منتخبة مباشرة من قبل املواطنني‬ ‫‪ ,‬على املصادقة على القوانني أو اعتماد امليزانية بكل حرية‬ ‫و باألخص إذا عجز على مراقبة احلكومة ‪ ,‬فإن املسؤولية‬ ‫السياسية و املالية للحكومة أمام الناخبني تفقد جدواها‬ ‫و فاعليتها ‪.‬‬

‫ماهو دور البرلمان في مراقبة مسؤولية‬ ‫الحكومة ؟‬

‫يضطلع ال�برمل��ان ب��دور حم��وري يف املراقبة السياسية‬ ‫و املالية للسلطة التنفيذية ‪ ,‬و ذلك من خالل السلطة‬ ‫اليت يتمتع بها فيما خيص املصادقة على القوانني عامة‬ ‫وعلى القوانني اجلنائية بصفة أخص ‪ ,‬كما أنه يسعى إىل‬ ‫التأكد من أن كل املبادرات التشريعية اليت يتلقاها و اليت‬ ‫تنبثق عن السلطة التنفيذية ّ‬ ‫متت مناقشتها و دراستها على‬ ‫الوجه املطلوب ‪ .‬ففي النظام الربملاني بالتحديد ‪ ,‬يتمتع‬ ‫ال�برمل��ان بصالحيات واس�ع��ة فيما يتعلق مبراقبة أعمال‬ ‫احل�ك��وم��ة و ذل��ك م��ن خ�لال حقه يف اس�ت�ج��واب ال ��وزراء‬ ‫واملوظفني و يف االط�لاع على امللفات و الوثائق اإلداري��ة ‪,‬‬ ‫و يقوم بهذه املهام إما الربملان يف تركيبته الكاملة و إما‬ ‫اللجان املتخصصة فيه ‪.‬‬

‫ماهي مسؤولية السلطة التنفيذية‬ ‫«الحكومة» ؟‬ ‫يرتكب مبدأ املسؤولية احلكومية من ثالثة عناصر ‪:‬‬

‫‪31‬‬

‫‪1 | 1‬أوهل��ا املسؤولية القانونية و ه��ي مسؤولية ك��ل من‬ ‫تق ّلد مناصب أو مسؤوليات عمومية س��واء كانت‬ ‫انتخابية أو غري انتخابية و اليت يرتتب عنها مساءلة‬ ‫أمام القضاء حول شرعية تصرفاتهم و ذلك بناء على‬ ‫مبدأ علوية القانون ‪.‬‬


‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫‪2 | 2‬ثانيهما املسؤولية السياسية و اليت مبقتضاها على‬ ‫احلكومة أن ختضع للمساءلة من قبل الربملان ومن‬ ‫قبل املواطنني فيما خيص سياستها ‪ ,‬إىل جانب كون‬ ‫اإلدارة العمومية و اجل�ي��ش ال��وط�ني و ق��وى األم��ن‬ ‫م�س��ؤول�ين أم ��ام رئ�ي��س السلطة التنفيذية «رئيس‬ ‫احلكومة» ‪ ,‬أو أمام الوزراء الذين يعينهم ‪ ,‬أما رئيس‬ ‫السلطة التنفيذية فهو مسؤول أم��ام الشعب و أمام‬ ‫السلطة التشريعية و كذلك فأن الوزراء مسؤولون‬ ‫أمامه و أمام السلطة التشريعية و خيضع أعضاء هذا‬ ‫األخري ملساءلة الشعب ‪.‬‬ ‫‪3 | 3‬ثالثهما امل�س��ؤول�ي��ة امل��ال�ي��ة وال�ت�ي مبقتضاها جترب‬ ‫احلكومة على االل�ت��زام بصرف األم ��وال املتأتية من‬ ‫جباية الضرائب وعوائد النفط فقط لألغراض اليت‬ ‫يرخص بها الربملان ‪ ,‬و علي احلكومة أن حترص على‬ ‫صرف هذه األموال بأكرب قدر من الدّقة والفاعلية ‪.‬‬ ‫و يضطلع باملراقبة املالية على أع�م��ال احلكومة دي��وان‬ ‫احملاسبة للتدقيق يف احلسابات و خيضع ه��ذا ال��دي��وان‬ ‫بدوره ملراقبة السلطة التشريعية ‪.‬‬

‫مــــا هــــو دور اإلدارة الـــعـــامـــة فــي‬ ‫الديمقراطية؟‬ ‫إن املوظفني العمومني هم من مي ّثلون اإلدارة العامة‬ ‫ال�تي تعتمد عليها احل�ك��وم��ة لتصريف ال �ش��ؤون العامة‬ ‫اليومية للدولة ‪ .‬وتقوم اإلدارة بوظيفة مزدوجة يف نفس‬ ‫الوقت‪,‬‬ ‫‪ 1 | 1‬يقوم خربائها بإعداد امللفات و مجع املعطيات اليت‬ ‫على ضوئها تتخذ القرارات السياسية‪ ,‬وهم كذلك‬ ‫يعدّون النصوص القانونية ‪.‬‬

‫ودون أي وج��ه م��ن أوج ��ه التمييز على أس ��اس ال��دي��ن أو‬ ‫اجلنس أو الرأي أو األصل أو غريها من االعتبارات ‪.‬‬

‫هل ألجهزة المخابرات السرية مكان في‬ ‫األنظمة الديمقراطية ؟‬

‫إن املبدأ يف النظام الدميقراطي هو نبذ أي وجه من‬ ‫أوج��ه السرية يف العمل احلكومي املتعلق بالشأن العام ‪.‬‬ ‫على أن كل ال��دول حتتاج يف بعض الظروف إىل اللجوء‬ ‫إىل حتركات سرية عندما ترى أن أمن أو حياة مواطنيها‬ ‫مهدد باخلطر أو أن الدولة ذاتها مستهدفة من الداخل أو‬ ‫من اخل��ارج بأعمال عنف ترمي إىل املساس بسالمتها أو‬ ‫استقرارها و إن أهم إشكال تطرحه مثل هذه التحركات‬ ‫أي بشكل عام مقتضيات السرية يف العمل احلكومي هو‬ ‫األساليب اليت تستدعيها أحياناً كاملراقبة أو التجسس‬ ‫اإللكرتوني أو التنصت على املكاملات اهلاتفية و غريها من‬ ‫املمارسات احملظورة ع��ادة باعتبارها متثل خرقاً للحقوق‬ ‫واحلريات الفردية و للحياة اخلاصة لألفراد يف مقام أول ‪,‬‬ ‫و يكمن اإلشكال يف أن الطابع السري ملثل هذه اإلجراءات‬ ‫ميكن أن ي ��ؤدي بسهولة إىل االحن ��راف بها ع��ن الغايات‬ ‫اليت وضعت من أجلها حبيث يقع استغالهلا للمراقبة أو‬ ‫للتجسس على مؤسسات تعمل يف كنف الشرعية لكن‬ ‫اليت قد ترى فيها احلكومة ما حيرجها أو ما ال يساير متاما‬ ‫مصلحتها هلذا الغرض مهما كانت سرية هذه التدابري‬ ‫و ما قد يربرها من أوضاع جيب متكني القضاء من التثبت‬ ‫من صحة هذه املربرات و تناسب التدابري املتخذة هلا ‪.‬‬

‫‪2 | 2‬السهر على تنفيذ ه��ذه السياسات و ال�ق��وان�ين من‬ ‫خالل املوارد البشرية و املادية اليت تتمتع بها ‪ .‬واالهم‬ ‫م��ن ذل��ك أن��ه على اإلدارة العامة االل �ت��زام باحلياد‬ ‫يف أدائ�ه��ا لوظائفها و جتنب اإلف�ص��اح عن مواقفها‬ ‫السياسية الشخصية من السياسات اليت هي مسؤولة‬ ‫عن تنفيذها ‪ ,‬و ذلك مهما كان الطرف السياسي‬ ‫احلاكم ‪.‬‬ ‫و ال ينطبق حياد اإلدارة يف األنظمة الدميقراطية فقط‬ ‫على طبيعة عالقتها بالسلطة السياسية اليت ال تعدو أن‬ ‫تكون سوى أداة بيدها‪ ,‬بل كذلك يف عالقة هذه اإلدارة‬ ‫باملواطنني جيب أن تقدم للجميع على أس��اس اإلنصاف‬

‫‪32‬‬


‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫من جهة أخرى ‪ ,‬فإن املسؤولية العامة للوزراء املعنيني بالتدابري السرية أمام الربملان ال تكفي ‪ ,‬بل جيب إحداث جلنة‬ ‫خاصة بذات الربملان و تلتزم هي األخرى بالطابع السري يف مراقبتها للحكومة ‪ ,‬فتتابع و تراقب األعمال السرية هلذه‬ ‫األخرية و تسعى على األقل إىل التثبت من مدى احرتام احلكومة ‪ ,‬حتى يف هذه احلاالت القصوى ‪ ,‬للتوصيات املوجهة هلا‬ ‫وللغايات اليت تربر اختاذ مثل هذه التدابري أي حل ّد أدنى من مقتضيات الشرعية ‪ .‬كما ينبغي إرساء مرفق إداري حيق لكل‬ ‫تنصت أو جتسس استهدفته و يرى أن فيها انتهاكات حلقوقه و حرياته األساسية ‪,‬‬ ‫فرد ال ّتوجه إليه للتظلم من إجراءات ّ‬ ‫خاصة و أنه مل يقم بأي تصرف غري شرعي‬

‫كيف نقضي على الفساد السياسي ؟‬

‫ميكن أن تظهر الرشوة يف كل مستويات إدارة الشؤون العامة ‪ ,‬و هي تتمثل أساسا يف ممارسات تقوم على استغالل‬ ‫املناصب السياسية من قبل من يتق ّلدها لتحقيق مصاحل ذاتية و بالتحديد لتحقيق أرباح مالية حلسابه اخلاص و ليست‬ ‫هذه الظاهرة حكراً على نظام معني ‪ ,‬إذ ميكن أن تتواجد يف شتى األنظمة السياسة و هي بالغة اخلطورة ألنها تقضي على‬ ‫ثقة املواطنني يف ممثليهم و يف مؤسساتهم السياسية و ميكن أن تهدد املسار الدميقراطي يف ال��دول اليت هي يف مرحلة‬ ‫انتقالية مثل بلدنا‪ ,‬بل ميكن أن يصل األمر إىل ح ّد اعتبار املواطنني أن الدميقراطية اليت تعزز مثل هذه املمارسات ال‬ ‫تستحق أن ندافع عنها أو أن نناضل من أجلها لذا جيدر بنا معرفة الفرق بني أسباب الفساد و الفشل السياسي‪.‬‬ ‫أهمها هشاشة املؤسسات ‪ ,‬فقدان القانون‬ ‫هنالك ظروف تشجع على ظهور و انتشار الرشوة و الفساد السياسي ‪ ,‬من ّ‬ ‫هليبته و غياب الفصل بني السلطات ‪ ,‬خاصة يف صورة غياب مشروعية السلطة ‪ ,‬كما تنتشر الرشوة عندما يكون تط ّور‬ ‫القطاع اخلاص و دعم استثماراته رهن السلطة التعسفية لإلدارة اخلاصة ألعوانها داخل سلطات الدولة و داخل مفاصلها‬ ‫الذين يصعب اكتشافهم و فضح فسادهم ‪ ,‬لغياب إطار قانوني يراقبهم أو لغياب اإلرادة السياسة بهذا الشأن ‪ ,‬مثل إرساء‬ ‫نظام رقابة ف ّعال‪ ,‬و لغياب اإلمكانيات الضرورية لذلك و بالتالي فإن األرضية املالئمة لظهور و تفشي الرشوة هو االستهتار‬ ‫بالقانون و االقتناع بأنه لن يطال جيوب الفساد ‪ .‬هلذا السبب يعترب إرساء مبدأ دولة القانون ‪ ,‬أي إرساء مؤسسات قادرة على‬ ‫فرض احرتام القانون على مجيع األطراف دون استثناء ‪ ,‬و فرض احرتامه على احلاكم قبل احملكوم ‪ ,‬أول اخلطوات اليت‬ ‫ينبغي اتباعها لقطع الطريق أمام الرشوة و الفساد السياسيني يف النظام الدميقراطي ‪.‬‬ ‫وللقضاء على الرشوة ينبغي اختاذ مجلة من التدابري‬ ‫ل�ع� ّ�ل أهمها منح م��رت�ب��ات و ح��واف��ز مناسبة للموظفني‬ ‫العمومني و وضع دليل دقيق لإلجراءات اليت ختضع هلا‬ ‫الصفقات العمومية و خمتلف الرتاخيص اليت حيتاجها‬ ‫اخل ��واص لالستثمار يف شتى امليادين ‪ ,‬و ذل��ك لتجنب‬ ‫إمكانيات ابتزازهم من قبل اإلدارة العامة يف أي قطاع أو‬ ‫فرص إغراء رجال األعمال هلا‪ .‬كما ينبغي استغالل مبدأ‬ ‫شفافية تصرف اإلدارة على أحسن وجه و متكني القضاء‬ ‫من التحقيق بكل أرحيية و يف أحسن الظروف يف امللفات‬ ‫اليت يشك يف وجود فساد أو تصرفات غري شرعية وراءها ‪.‬‬ ‫و يبقى أفضل سبيل ملقاومة الرشوة و الفساد غرس ثقافة‬ ‫و أخالقيات قائمتني على روح العطاء و التفاني يف خدمة‬ ‫الصاحل العام ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫األحزاب السياسية‬ ‫ما هو دور األحزاب السياسية بين سلطات الدولة ؟‬

‫يف األنظمة الدميقراطية يف حال اجتمع عدد كبري من األفراد لن يتمكنوا من التأثري يف عملية اختاذ القرار إال إذا وقع‬ ‫اتفاق بني عدد معني من بينهم ‪ ،‬جتمع األحزاب السياسية بني أفراد يتقامسون أفكار و مبادئ و أهداف معينة منها الوصول‬ ‫إىل احلكم أو على األقل التأثري يف كيفية اختاذ القرار ‪ .‬كما تسهل األحزاب السياسية عملية االختيار بالنسبة للناخبني‬ ‫بأن تتخذ مواقف سياسية و برامج تعرب عن توجهاتها بصفة عامة ‪.‬‬ ‫و متكن األحزاب السياسية احلكومات من تطبيق براجمها احلزبية يف حالة وصوهلا إىل السلطة ‪ ,‬عندما تكون هناك‬ ‫انتخابات حرة و نزيهة يكون جناح األحزاب من عدمه مرتبطاً مبدى تأثريه على الناخبني و احملافظة على هذا التأثري ‪ .‬وهذا‬ ‫يفرتض أن يبقى احلزب قريباً من قواعده عند حتديد براجمه حتى ال يقع استقطاب هذه القواعد من طرف أحزاب أخرى‪.‬‬

‫هل يتعين تقديم دعم مالي حكومي لألحزاب السياسية ؟‬

‫يعترب املدافعون عن التمويل العمومي ل�لأح��زاب أن‬ ‫هذه األخرية متثل ركنا أساسيا يف النظام الدميقراطي‬ ‫جي��ب تدعميه و تشجيعه ع�ل��ى ال�ن�ش��اط ال��دمي�ق��راط��ي‬ ‫وإجياد طريقة ألبعاده عن جمموعات الضغط اليت تؤثر‬ ‫على صنع القرارات بشكل بعيد عن الشفافية و بإمكانه‬ ‫جرف املسؤولني املنتخبني عن املبادئ اليت اختريوا هلا وقت‬ ‫االنتخاب ‪.‬‬ ‫كما يساعد التمويل العمومي ل�لأح��زاب على مراقبة‬ ‫مصادر هذه األحزاب و خاصة أن دور املال السياسي هام يف‬ ‫حتديد نتائج االنتخابات ‪.‬‬ ‫ميكن أن يكون هذا التمويل متناسباً مع عدد األصوات‬ ‫املتحصل عليها كما ميكن أن حت��رم م��ن ه��ذا التمويل‬ ‫األح��زاب اليت تدعو يف محلتها إىل حرمان املواطنني من‬ ‫حقوقهم املدنية و السياسية أو األحزاب اليت مارست الغش‬ ‫يف االنتخابات ‪.‬‬

‫أما معارضو التمويل احلكومي‪ ,‬فإنهم يعتقدون أن األحزاب ال ميكن أن تعكس الرأي العام إن كانت مرتبطة بشكل أو بآخر‬ ‫بالسلطة العمومية ‪ ,‬إذ أن التمويل العمومي لألحزاب بإمكانه أن جيعل هذه األخرية يف حالة تبعية للسلطة ‪.‬‬ ‫كما يرى هذا ّ‬ ‫الشق من األشخاص أن تأثري جمموعات الضغط ميكن أن يراقب من خالل حتديد سقف للتمويل‪ ,‬كذلك‬ ‫من خالل إجبار املؤسسات املمولة لألحزاب على إقرار هذا التمويل بعد موافقة أعضائها ‪ ,‬يف أغلب البلدان الدميقراطية‬ ‫يعتمد متويل األحزاب على املساهمات اخلاصة و االختيارية ألعضائها و مناصريهم لكن هذا ال ينفي مساهمة الدولة يف‬ ‫جماالت معينة مثل تكوين إطارات األحزاب أو متكينها من استعمال وسائل اإلعالم العمومية يف إطار احلملة االنتخابية ‪.‬‬ ‫هذه املساعدة تبدو ضرورية خاصة يف البلدان احلديثة العهد بالدميقراطية أو تلك اليت تعيش انتقا ً‬ ‫ال دميقراطياً حيث‬ ‫تكون قواعد املنافسة االنتخابية هشة وغري واضحة ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫من ناحية أخرى تطرح مسألة متويل األحزاب احياناً إذا كانت مستعدة للحصول على متويل أجنيب حيث يبقى الرأي‬ ‫العام عموما على خالف ذلك ملا يف هذا التمويل من تبعات تتمثل يف التدخل األجنيب يف الشؤون الداخلية للبلدان ‪.‬‬

‫هل يجوز الترخيص لألشخاص المنتخبين الذين يمثلون حزب بعينه ‪ ,‬بتغيير انتماءاتهم‬ ‫الحزبية بين االنتخابات ؟‬

‫هذا غري ممكن و جيب عدم السماح بهذا ! الن الناخبني اختاروا الشخص ال لذاته و إمنا على أساس انتمائه احلزبي‬ ‫وما ميثله من برامج و أهداف ‪ ,‬و اإلقرار خبالف ذلك يعين أن االنتخابات اليت متت على أساس برامج حزبية ال معنى هلا ‪.‬‬ ‫يف األنظمة اليت تعتمد على متثيل جهوي أو على مستوى الدوائر جيب على الشخص الذي ختلى عن حزبه أن يستقيل‬ ‫من وظيفته النيابية وأن يعيد تقديم نفسه يف انتخابات جزئية حتى يقع اختياره على أساس معرفة و دراية بانتمائه ‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة لالنتخابات باستخدام نظام القوائم فإن الشخص املستقيل يرتك مكانه للشخص الذي يليه مباشرة يف القائمة ‪.‬‬

‫هل الحكومات االئتالفية ديمقراطية ؟‬

‫يعترب املدافعون عن التمثيل النسيب أن نظام االنتخابات باألغلبية أو النظام التناوبي ال حيرتمان قواعد الدميقراطية‬ ‫ذلك أنها طرق ال تعرتف لكل تيار حبق يف التمثيلية يناسب عدد األص��وات اليت حتصل عليها ‪ ,‬فهي إذا طرق ال حترتم‬ ‫املساواة يف اجملال و ال متثل إال أقلية من األصوات ‪.‬‬ ‫أما منتقدي نظام التمثيل النسيب فهم يعتربون أنه نظراً لصعوبة وجود حزب واحد يف اجمللس التشريعي له أغلبية‬ ‫واضحة فإن تشكيل حكومة ائتالفية يصبح ضرورياً و هو ما يصعب حتقيقه خاصة إذا جنحت عدة أحزاب يف الرتشيح ‪.‬‬ ‫كما ميكن أن يؤذي ذلك إىل فشل السلطة التنفيذية املكونة على أساس توازن جزائي قد خيتل يف أي وقت ‪ .‬و هنا ميكن‬ ‫اإلشارة إىل أن تكوين احلكومات االئتالفية قد يعطي دوراً هاما و غري منطقي لألحزاب الصغرية اليت تتمكن من قلب موازين‬ ‫القوى لصاحل اليمني أو اليسار حبسب مصاحلها ‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫ﻗﺒﻞ‬

‫ •قبل ‪2011‬‬ ‫ •وفقاً لدستور اململكة ‪ ,‬و كما ذكرنا سابقاً ك��ان امللك هو رئيس ال��دول��ة‪ ,‬كما إن��ه تشارك السلطة‬

‫التشريعية مع جملس األم��ة ال��ذي تك ّون من جملس شيوخ و جملس ن � ّواب ‪ ,‬يقوم امللك بتعيني جملس‬ ‫الشيوخ‪ ,‬أما جملس الن ّواب فيتم انتخابه بواسطة اقرتاع عام ‪ ,‬أما السلطة التنفيذية فكانت بيد امللك الذي‬ ‫يقوم بتعيني الوزراء وهم مسؤولون أمام جملس الن ّواب ‪.‬‬ ‫ •أما يف حكم القذايف ألغي أي وجود لألحزاب ‪ ,‬و هو بذلك وضع حداً للتمثيل الشعيب يف املقابل عمل على‬ ‫ترسيخ منط التجمعات غري املنظمة املتجسدة يف املؤمترات الشعبية اليت كانت باإلمكان السيطرة على‬ ‫خمرجاتها و توجيهها مبنتهى السهولة ‪.‬‬

‫‪2011‬‬ ‫ﺑﻌﺪ‬

‫ •بعد ثورة فبراير ‪2011‬‬ ‫ •بعد قيام الثورة و إىل وقتنا احلالي وبالرغم من أن اإلعالن الدستوري نص على حق تكوين األحزاب ‪ ,‬إال‬

‫أنه مل يتم إصدار قانون ينظم عمل األحزاب و تأسيسها ‪ ,‬ولكن هذا مل مينع تكوين عدد كبري من األحزاب‬ ‫السياسية املتنافسة على مقاعد السلطة ‪.‬‬ ‫ • ظهرت خ�لال انتخابات السلطة التشريعية ( املؤمتر ‪ /‬اجمللس ) جمموعة كبرية من األح��زاب اليت‬ ‫شاركت يف سباق املنافسة على املقاعد‪ ,‬حاز بعضها على عدد من املقاعد بينما مل حيظى البعض اآلخر بأي‬ ‫مقعد ‪,‬ومن هذه األحزاب‪ ,‬حزب جبهة إنقاذ ليبيا و حزب التغيري وحزب الوطن و غريها ‪ ,‬إال أن أكثر األحزاب‬ ‫تنافساً على أغلبية املقاعد هما ( حتالف القوى الوطنية ) و ( العدالة و البناء ) ‪ ,‬حيث فاز التحالف بأغلبية‬ ‫يف مقاعد املؤمتر بنسبة بلغت ‪ , % 49‬و قد حتصل حزب العدالة و البناء على نسبة ‪ % 21‬من املقاعد ‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫َ‬ ‫الفاع ُلون في الشأن العام‬

‫روابط الفصل الثالث‬

‫ •اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‬

‫‪• www.un.org/ar/documents/udhr/‬‬

‫ •موقع وزارة العدل الليبية (يشمل أرشيف للقوانني منذ العهد السابق باإلضافة إىل املعاهدات الدولية املوقعة من قبل ليبيا)‬

‫‪• www.aladel.gov.ly/‬‬

‫ •موقع اهليئة التأسيسية لصياغة الدستور (يشمل املقرتحات الدستورية املطروحة يف ديسمرب ‪ + 2014‬دستور ‪) 1963‬‬ ‫‪• www.cdalibya.org/‬‬

‫ •اإلعالن الدستوري اللييب تعديل ‪2012‬‬

‫‪• www.constituteproject.org/constitution/Libya_2012.pdf‬‬

‫‪37‬‬






‫أنظمة الحكم‬

‫ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ‬ ‫ما هو الدستور ؟‬

‫ال��دس �ت��ور ن��ص حي ��دد ال�ع�ن��اص��ر األس��اس �ي��ة املتعلقة‬ ‫بالدولة بنظامها السياسي و بنمط اجملتمع الذي متثله‪,‬‬ ‫و ال��دس�ت��ور ه��و ال�ن��ص ال�ق��ان��ون��ي األع �ل��ى مرتبة يف كل‬ ‫دولة‪ .‬و هذا يعين أن بقية القوانني جيب أن تكون مطابقة‬ ‫للدستور و ال ختالفه أو حت ّد من نطاق القواعد الدستورية‬ ‫‪ ,‬الدستور أيضاً نص ملزم للجميع بدءاً باملواطنني وصو ً‬ ‫ال‬ ‫للمسؤولني السياسيني ‪.‬‬ ‫ميكن تلخيص تعريف الدستور بأنه جمموعة القواعد‬ ‫القانونية العليا ال�تي تنظم جمتمعاً معينا م��ن خالل‬ ‫حتديد حقوق و مسؤوليات كل فرد و طرق التعبري عن‬ ‫سيادة الشعب ‪ ,‬سيادة املؤسسات اليت تضمن هذه احلقوق‬ ‫و القواعد اليت حتدد العالقة بني خمتلف السلطات ‪.‬‬ ‫وال��دس �ت��ور مل ي�ع��د ف�ق��ط ذل ��ك ال �ن��ص امل�ن�ظ��م للحياة‬ ‫السياسية لكنه أيضا و باألساس ميثاق حقوق و حريات‪,‬‬ ‫لذلك جند دائماً أن الباب األول من الدساتري خمصص هلذه احلقوق ‪ ,‬و يعد احرتام هذه احلقوق واجباً مفروضاً على‬ ‫األفراد و كذلك على السلطات العمومية ‪.‬‬ ‫حيتوي الدستور أيضاً على العديد من األحكام العامة املتعلقة بشكل الدولة ‪ ,‬و باهلوية ( االنتماء احلضاري و اجلغرايف‬ ‫واللغوي و الفلسفي ) و برموز السيادة ‪ ,‬أما اجلزء الثاني من الدستور فيخصص عادة لتحديد هيكلة السلطات و عالقتها‬ ‫فيما بينها ‪.‬‬ ‫فالدستور حيدد السلطة التشريعية ( ذات غرفة واحدة أو غرفتني ) ‪ ,‬و السلطة التنفيذية ( ذات رأس واحد أو رأسيني‬ ‫أو مجاعية ) وينضم كذلك السلطة القضائية كما حيدد طبيعة النظام السياسي من خالل حتديده لعالقة السلطات‬ ‫فيما بينها ‪ .‬لو وقع االختيار مثال على النظام الرئاسي ‪ ,‬فلن تكون احلكومة مسؤولة عن اختيار سياسة الدولة بل هو رئيس‬ ‫الدولة كرئيس للسلطة التنفيذية ‪.‬‬ ‫يف حني لو كان النظام املختار نظاماً برملانيا فستكون احلكومة املنبثقة عن الربملان مسؤولة عن اختيار سياسة الدولة‬ ‫وتكون مسؤولة أمام الربملان أو رئيس اجلمهورية عن هذه السياسة ‪.‬‬

‫لكن من يضمن احترام كل هذه القواعد الدستورية ؟‬

‫هنا يأتي دور مراقبة دستورية القوانني ‪ ,‬و بالفعل فقد أقرت كل األنظمة الدميقراطية بضرورة وجود هيئة دستورية‬ ‫تسهر على مراقبة السلطة التشريعية و هو احلد الوحيد املسلط على ممثلي الشعب يف الربملان حتى ال يتجاوز هؤالء‬ ‫القواعد الدستورية العليا ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫أنظمة الحكم‬

‫متى ال يمكن الفصل بين السلطات ؟ « حاالت تجميد الدستور »‬

‫إن حالة الطوارئ و حالة احلصار حالتان استثنائيتان يرتتب عن إعالنهما تعليق العمل بدستور الدولة بسبب أحداث من‬ ‫شأنها أن تهدّد أمن و استقرار هذه األخرية ‪ ,‬و أن إعالن احلاالت االستثنائية من شأنه أن يؤذي إىل تعليق العمل مببدأ الفصل‬ ‫بني السلطات و ذلك جبمعها يف الغالب بيد السلطة التنفيذية كما أنه من شأنه أن ميس بدرجات متفاوتة ‪ ,‬حسب خطورة‬ ‫األوضاع الضمانات املتعلقة حبقوق و حريات اإلنسان و باألخص احلماية القضائية هلا ‪ ,‬هلذه األسباب نعترب أن إعالن إحدى‬ ‫حاالت االستثناء املذكورة يؤذي إىل تعليق العمل بالدستور ‪ ,‬وهلذه األسباب جيب احلرص على أن تبقى حاالت االستثناء‬ ‫هذه كما تشري تسميتها ‪ ,‬وضعيات استثنائية حمدودة يف الزمن و أن ال تتحول إىل نظام حكم عادي و دائم ‪.‬‬

‫ماهي ظروف الخطر التي يمكن أن تعلق فيها حقوق اإلنسان ؟‬

‫بناء على القوانني الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان جيوز تعليق الضمانات املتصلة ببعض احلقوق املدنية و السياسية‬ ‫إذا ما مت اإلعالن عن حالة الطوارئ وفقاً للقوانني املعمول بها يف الدولة املعنية باألمر و يف صورة وجود خطر يهدد كيان‬ ‫الدولة ‪ ,‬و إن أغلب الصور اليت تعلن فيها احلكومات حالة الطوارئ هي النزاعات الداخلية ذات الطابع السياسي أو القبلي‬ ‫واليت تتحول إىل أعمال عنف و إرهاب ‪ ,‬و يرتتب بصفة عامة عن إعالن حالة الطوارئ دعم صالحيات قوى األمن الداخلي‬ ‫واجليش الوطين يف جمال إيقاف و تفتيش األشخاص و ميكن أن يصل األمر إىل ح ّد االعرتاف هلذه القوى جبواز االحتفاظ‬ ‫باألفراد دون حماكمة ‪.‬‬ ‫ال تلجأ الدول الدميقراطية عادة إىل حالة االستثناء أو السلطات االستثنائية إال مكرهة و يف احلاالت القصوى وتستعمل‬ ‫السلطات االستثنائية اليت ترتتب عن إعالن مثل هذه احلاالت بأقل قدر ممكن أي فقط يف احلدود اليت حتتمها فع ً‬ ‫ال األوضاع‬ ‫‪ ,‬مع حرصها على إحاطة استعمال هذه الصالحيات بكامل االحتياطات اليت من شأنها أن جتنب اإلفراط يف استعماهلا ‪.‬‬ ‫و إن االتفاقية الدولية ملناهضة التعذيب و غريه من ضروب املعامالت أو العقوبات القاسية أو الالإنسانية أو املهينة املؤرخة‬ ‫سنة ‪ 1984‬م و اليت صادقت عليها ليبيا تق ّر بأن التعذيب يع ّد خرقاً فادحا للحقوق األساسية لإلنسان و أن مناهضة ممارسته‬ ‫ال يقبل أي وجه من أوجه االستثناء و ال ميكن أن يربر بأي وضع استثنائي حتى و إن تعلق األمر حبالة حرب ‪ ,‬و من باب أوىل‬ ‫و أحرى ال ميكن األمر بتسليط التعذيب أو إحدى املمارسات املشار إليها أعاله من قبل أي كان ‪ ,‬أن يع ّد مربرا له ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫أنظمة الحكم‬

‫ما هي مختلف األنظمة السياسية ؟ و ما الفرق بينها ؟‬ ‫األنظمة السياسية ‪:‬‬ ‫ •النظام الربملاني ‪ ...‬مثال ‪ :‬إيطاليا أملانيا‬ ‫ •النظام الرئاسي ‪ ...‬مثال ‪ :‬الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫ •النظام املختلط ‪ ....‬مثال ‪ :‬بولونيا ‪ ,‬فرنسا‬ ‫ •نظام اجملالس ‪ ....‬مثال ‪ :‬سويسرا‬ ‫ما هو الفرق بين األنظمة السياسية ؟‬ ‫‪ |1‬النظام الرئاسي‬ ‫ •فصل تام بني السلطات ‪.‬‬ ‫ •رئيس ال��دول��ة ل��ه صالحيات خاصة ب��ه و لكنه ال‬ ‫يستطيع حل الربملان «السلطة التشريعية » ‪.‬‬ ‫ • احلكومة و الربملان مستقالن عن بعضهما ‪.‬‬

‫ • مي� ��ارس امل��واط �ن�ين سلطتهم يف اخ �ت �ي��ار رئ�ي��س‬ ‫وممثلني يف الربملان ‪.‬‬ ‫ • رئيس الدولة يسمى رئيس احلكومة دون اعتبار‬ ‫األغلبية النيابية ‪.‬‬

‫‪ |2‬النظام البرلماني‬ ‫ •فصل مرن للسلطات ‪.‬‬ ‫ • رئيس الدولة ال ميارس السلطة و لكنه يستطيع‬ ‫حل الربملان «السلطة التشريعية»‬ ‫ • احل��ك ��وم ��ة م��س ��ؤول ��ة أم � ��ام ال �ب�رمل� ��ان «ال �س �ل �ط��ة‬ ‫التشريعية» و هو بإمكانه حجب الثقة عنهما ‪.‬‬ ‫ • ي �ش��ارك امل��واط �ن��ون يف التصويت على القوانني‬ ‫واختيار الرؤساء ‪.‬‬ ‫ • رئيس ال��دول��ة خيتار رئيس احلكومة م��ن صلب‬ ‫األغلبية النيابية ‪.‬‬

‫‪ |3‬النظام المختلط ‪:‬‬

‫النظام املختلط ميكن أن يطلق عليه اسم نظام نصف رئاسي أو نظام رئاسي برملاني أو نظام شبه الرئاسي ‪ ,‬وهو خليط‬ ‫بني النظام الرئاسي والربملاني‪ .‬حيث يكون فيه رئيس الدولة ورئيس الوزراء شريكان يف تسيري شؤون الدولة‪ .‬وتوزيع هذه‬ ‫السلطات بني رئيس الدولة ورئيس الوزراء خيتلف من بلد إىل آّخر ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫أنظمة الحكم‬

‫الهيئات المستقلة التي ينص عليها الدستور‬ ‫هيئة اإلعالم‬

‫الهيئة التأسيسية‬ ‫لصياغة الدستور‬

‫هيئة تنظيم اإلنتخابات‬

‫ال ميكن لإلعالم أن يكون نزيهاً‬ ‫و م��وض��وع �ي �اً إن مل ي �ك��ن مستق ً‬ ‫ال‬ ‫خاصة إزاء احلكومة و لكن أيضاً إزاء‬ ‫جمموعات الضغط اخلاصة ‪.‬‬ ‫مي �ك��ن ض �م��ان اس �ت �ق�لال �ي��ة اإلع�ل�ام‬ ‫عن احلكومة ب��إق��رار مراقبة هيئات‬ ‫مستقلة مث ً‬ ‫ال ‪ ,‬أو مجعيات يف اجملتمع‬ ‫املدني على وسائل اإلعالم العمومية‬ ‫و مقارنتها بوسائل اإلعالم اخلاصة‪,‬‬ ‫ك��م ��ا مي��ك ��ن احل � � � ّد م� ��ن ال �س �ل �ط��ة‬ ‫امل�ف��رط��ة ل��ه أو اح�ت�ك��ار اإلع �ل�ام من‬ ‫قبل أطراف معينة من خالل مراقبة‬ ‫استعمال املال اخلاص ‪.‬‬

‫هي هيئة مستقلة ميكن أن يتم‬ ‫تعينها من قبل السلطة التشريعية‬ ‫يف الدولة‪ ,‬أو يتم انتخابها مباشرة‬ ‫من قبل املواطنني‪ ,‬و تتجسد املهمة‬ ‫األس��اس �ي��ة وال��وح �ي��دة هل ��ذه اهليئة‬ ‫يف عملية صياغة أو تعديل دستور‬ ‫ال ��دول ��ة و مب �ج��رد جت�ه�ي��زه��ا ملقرتح‬ ‫الدستور‪ ,‬يتم طرحه لالستفتاء عليه‬ ‫من قبل املواطنني الذين سيقررون‬ ‫املوافقة عليه و اعتماده ‪ ,‬أو رفضه ‪.‬‬ ‫وأله�م�ي��ة ه��ذا ال�ع�م��ل‪ ,‬خ�ص��وص�اً يف‬ ‫الدول حديثة العهد بالدميقراطية‪.‬‬ ‫الب ��د م��ن ت��وف�ير ك��اف��ة ال�ض�م��ان��ات‬ ‫ال�ت�ي م ��ن ش��أن �ه��ا احل� ��رص ع �ل��ى أن‬ ‫ت�ق��وم ه��ذه اهل�ي�ئ��ات بتنفيذ عملها‬ ‫دون أي تأثريات من أي جهات ‪ ,‬حتى‬ ‫يكون مقرتح دستور الدولة عاكساً‬ ‫لتطلعات مجيع امل��واط�ن�ين و يُليب‬ ‫طموحهم ‪.‬‬

‫وه��ي أح��د اه��م اهليئات املستقلة‬ ‫‪ ,‬ال�ت�ي ت �ك��رر ب�ش�ك��ل م�س�ت�م��ر امل �ه��ام‬ ‫امل �س �ن��دة إل �ي �ه��ا‪ ,‬ون��ظ ��راً مل��ا تتطلبه‬ ‫وظيفة هذه اهليئة من حياد كامل‬ ‫و عمل بشفافية مطلقة ‪ ,‬و الوقوف‬ ‫على مسافة واح ��دة م��ن اجلميع ‪,‬‬ ‫جرى حديثا العمل على جعلها هيئة‬ ‫مستقلة كأحد أهم الضمانات اليت‬ ‫ستمكنها من حتقيق مهامها كما‬ ‫جيب‪.‬‬ ‫ف �ه��ي ت �ق��وم بتنظيم وإدارة ك��اف��ة‬ ‫ال �ع �م �ل �ي��ات االن �ت �خ��اب �ي��ة و ت �ش��رف‬ ‫ب��ال �ك��ام��ل ع �ل��ى مج �ي��ع م��راح �ل �ه��ا ‪،‬‬ ‫كما تضمن تطبيق ضوابط وآليات‬ ‫ال�ت�رش ��ح‪ ،‬و حت ��دد م��واع �ي��د تقديم‬ ‫املستندات وفق القواعد اليت تقررها‬ ‫قوانني الدولة ‪.‬‬

‫و رغ� ��م ك ��ل ه� ��ذا مي �ك��ن ال��ق ��ول إن‬ ‫ال�ت�ش��ري�ع��ات مب �ف��رده��ا ال مي�ك��ن أن‬ ‫تضمن استقاللية وس��ائ��ل اإلع�ل�ام‬ ‫لذلك جيب التأكيد على حرفية‬ ‫أهل املهنة و التزامهم باملوضوعية يف‬ ‫أداء عملهم ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫أنظمة الحكم‬

‫األنظمة االنتخابية في ليبيا‬

‫ﻗﺒﻞ‬

‫ •النظام االنتخابي في ظل حكم القذافي ‪:‬‬

‫‪2011‬‬

‫تبنى النظام آلية برملانية يف متثيل الشعب ‪ ,‬حيث كان املؤمتر الشعيب يقوم بدور السلطة التشريعية‬ ‫يف البالد ‪ ,‬وقد كان يتكون املؤمتر الشعيب العام من ‪ 2700‬ممثل يتم تصعيدهم عن املؤمترات األساسية ‪,‬‬ ‫واعتمدت آلية التصعيد على التصويت برفع اليد أو الكالم و كانت مسرية و غري نزيهة ‪.‬‬

‫‪2012‬‬

‫ •النظام االنتخابي للمؤتمر الوطني العام ( ‪: ) 2012‬‬

‫‪2014‬‬

‫ •النظام االنتخابي لمجلس النواب ( ‪: ) 2014‬‬

‫مت يف هذا النظام حتديد نسبة ممثلني الشعب يف السلطة التشريعية بعدد ‪ 200‬مقعد ‪ ,‬وقد قسمت البالد‬ ‫إىل ‪ 13‬دائرة انتخابية توزعت فيها عدد املقاعد على كل دائرة حبسب الكثافة السكانية ‪ ,‬كما مت ختصيص‬ ‫‪ 80‬مقعد للكيانات السياسية من ضمنهم ‪ 32‬فقط للمرأة‪ ,‬و ‪ 120‬مقعد لألفراد املستقلني ‪ ,‬و قد اشرتط على‬ ‫املرتشحني محل اجلنسية الليبية و بلوغ سن ‪ 21‬سنة ‪ ,‬و سارت العملية االنتخابية القائمة على هذا النظام‬ ‫بشكل جيد ‪.‬‬

‫حافظ القانون االنتخابي جمللس النواب على نفس نسبة املمثلني يف السلطة التشريعية و البالغ عددهم‬ ‫‪ 200‬مقعد ‪ ,‬و كذلك استمر تقسيم الدوائر إىل ‪ 13‬دائرة انتخابية ‪ ,‬إال أنه اعتمد النظام الفردي فقط يف‬ ‫انتخاب أعضاء اجمللس خصصت منهم ‪ % 16‬للنساء‪ ,‬و كذلك تشابهت شروط املرتشحني باستثناء تغيري‬ ‫سن الرتشح إىل ‪ 25‬سنة و إضافة شرط ال ّتحصل على مؤهل جامعي أو ما يعادله ‪.‬‬

‫ •النظام االنتخابي للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور (‪: ) 2014‬‬

‫إن النظام االنتخابي للهيئة التأسيسية حدد عدد املمثلني بـ ‪ 60‬عضو ‪ ,‬حيث توزعت املقاعد على األقاليم‬ ‫الثالث يف الدولة ‪ 20 ,‬مقعد لكل إقليم ‪ ,‬و هنا كذلك مت اعتماد النظام الفردي يف الرتشح ‪ ,‬كما خصص‬ ‫للمرأة نسبة ‪ % 10‬أي ما يعادل ‪ 6‬مقاعد ‪ ,‬و قد مت تفصيله على هذا النحو ليحاكي جلنة الستني اليت قامت‬ ‫بكتابة دستور ليبيا األول يف عهد اململكة أبان استقالل ليبيا ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫أنظمة الحكم‬

‫روابط الفصل الرابع‬

‫ •موقع اهليئة التأسيسية لصياغة الدستور (يشمل املقرتحات الدستورية املطروحة يف ديسمرب ‪ + 2014‬دستور ‪) 1963‬‬ ‫‪• www.cdalibya.org/‬‬

‫ •اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‬

‫‪• www.un.org/ar/documents/udhr/‬‬

‫ •موقع وزارة العدل الليبية (يشمل أرشيف للقوانني منذ العهد السابق باإلضافة إىل املعاهدات الدولية املوقعة من قبل ليبيا)‬

‫‪• www.aladel.gov.ly/‬‬

‫ •موقع املفوضية العليا لالنتخابات (يشمل نص قانون انتخابات جملس النواب و نص قانون العزل السياسي)‬

‫‪• www.hnec.ly/?lang=ar‬‬

‫‪47‬‬


‫أنظمة الحكم‬

‫ •معلومات عن إنتخابات املؤمتر الوطين العام‬ • www.en.wikipedia.org/wiki/Libyan_General_National_Congress_election,_2012

‫ •معلومات عن إنتخابات جملس النواب‬ • www.en.wikipedia.org/wiki/Libyan_Council_of_Deputies_election,_2014

2012 ‫ •مسودة قانون اإلنتخابات اللييب لسنة‬ • www.alsyasee.files.wordpress.com/201201//libyan_elections_law1.pdf

48





‫أدوات الديمقراطية‬

‫ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ما هي أهمية االنتخابات ؟‬

‫لالنتخابات وظيفتان ‪ :‬فهي على املستوى الوطين‬ ‫تسمح باختيار رئيس ال��دول��ة أو احلكومة و ذل��ك على‬ ‫أساس الربامج اليت يتقدم بها‪.‬‬ ‫وتتمثل الوظيفة الثانية يف متكني الشعب م��ن اختيار‬ ‫ممثليه يف إطار غرفة تشريعية تقوم بسن القوانني وحتديد‬ ‫الضرائب و أيضاً مراقبة احلكومة و سري أعماهلا ‪.‬يف حاالت‬ ‫االن�ت�ق��ال ال��دمي�ق��راط��ي كما ه��و احل ��ال يف ليبيا ميكن‬ ‫لالنتخابات أن تأخذ شكال آخر بأن تقوم باختيار أعضاء‬ ‫هيئة تأسيسية لصياغة دستور للبالد ‪.‬‬ ‫كما ميكن يف مثل هذه احلاالت استشارة املواطنني حول‬ ‫موضوع ذي أهمية و ذلك عرب االستفتاء ‪.‬‬ ‫إن االنتخابات احلرة و التعددية ملن يضطلعون بوظائف‬ ‫سياسية ‪,‬يشكل عنصراً هاما و حمددا يف كل دميقراطية‪,‬‬ ‫فاالنتخابات تعين أن الشعب هو مصدر كل سلطة سياسية‬ ‫و أن هذه األخرية تبقى مسؤولة عن أفعاهلا و خياراتها أمام‬ ‫م��ن انتخبها « امل��واط�ن�ين » لذلك تبقى إمكانية عدم‬ ‫جتديد ثقتهم حافزاً هاما حتى حترتم السلطة التزاماتها‬ ‫اجتاههم ‪.‬‬

‫ما هي المدة المناسبة لتواتر االنتخابات؟‬

‫جيب أن حترتم املواعيد االنتخابية إمكانيتني ‪:‬‬

‫إمكانية مراقبة ممثلي و ممثالت الشعب و مساءلتهم ‪ ,‬ثم‬ ‫إمكانية قيام هؤالء بتحقيق األهداف اليت انتخبوا ألجلها‪.‬‬ ‫ل��ذا ك�ث�يراً م��ا اع�ت�برت م��دة ‪ 4‬س�ن��وات معقولة لتطبيق‬ ‫سياسة معينة و متكني املواطنني من تقييمها ‪ ,‬و مهما‬ ‫يكن األم��ر فإن حتديد مدة النيابة ال جيب أن يبقى بني‬ ‫أي��دي احلاكمني أنفسهم ألن ه��ؤالء ق��د حي ��ددوا دوري��ة‬ ‫االنتخابات بطريقة ختدم مصاحلهم ‪.‬‬ ‫كما أن شفافية االن�ت�خ��اب��ات و نزاهتها تقتضي أن ال‬ ‫تتدخل األح ��زاب احلاكمة يف تنظيمها و مراقبتها أو‬ ‫يف حتديد تارخيها ‪ ,‬كما تقتضي نزاهة االنتخابات أال‬ ‫يسيطر احلزب احلاكم على وسائل اإلعالم و االتصال وأن‬ ‫يتمكن كل املرتشحني واملرتشحات من استعمال متساو‬ ‫هلذه الوسائل ‪.‬‬

‫هل االنتخاب حق لكل السكان ؟‬

‫امل�ب��دأ ه��و أن االن�ت�خ��اب ع��ام و هنا يعين أن��ه ح��ق لكل‬ ‫شخص متمتع باألهلية القانونية ‪ ,‬لكن أغلب البلدان‬ ‫الدميقراطية عملت على احل��د م��ن ه��ذا احل��ق و منعت‬ ‫بعض الشرائح م��ن التصويت كاألطفال و األشخاص‬ ‫امل�ص��اب�ين ب��أم��راض عقلية واألش �خ ��اص احمل �ك��وم عليهم‬ ‫جنائيا و األجانب ‪.‬‬ ‫إن إقصاء األطفال يربر على أساس عدم نضجهم و عدم‬ ‫متكنهم من اختاذ قرارات مسؤولة لكن هذا ال مينع ضرورة‬ ‫إعدادهم ملمارسة هذا احلق فما بعد ذلك بتعويدهم على‬ ‫حتمل مسؤوليات املواطنة و تشريكهم يف اختاذ القرارات‬ ‫اجلماعية سواء يف إطار األسرة أو املدرسة ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلقصاء األشخاص احملكوم عليهم جزائيا‬ ‫ّ‬ ‫‪ ,‬ف��إن إقصائهم ي�برر على أس��اس ع��دم متكني شخص من‬ ‫املساهمة يف بناء الصرح القانوني و هو ال��ذي مل حيرتم‬ ‫القانون و مل يلتزم به ‪ ,‬وهذا اإلقصاء من اجملال االنتخابي‬ ‫ال جيب طبعاً أن يؤدي إىل عدم احرتام بقية حقوقهم املدنية‬ ‫و خاصة إمكانية التواصل مع ممثلي الشعب حلمايتهم‬ ‫من املمارسات الالشرعية اليت قد تطاهلم مدة حبسهم ‪.‬‬ ‫من جهة أخرى جيب أن نبني اإلشكاليات املتعلقة باملصابني‬ ‫بأمراض عقلية و هم ال يشكلون صنفا متجانسا فإن كان‬

‫‪52‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫هؤالء غري واعيني مبصاحلهم فيجب أن يتم إقرار ذلك من قبل هيئة مستقلة ميكن الطعن يف قراراتها و جيب ان يكون هذا‬ ‫املانع حمدد مبدة معينة ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلقصاء األجانب من حق االنتخاب فوجب التفكري يف أولئك الذين يقطنون يف بلد معني و يريدون احلصول‬ ‫ّ‬ ‫على جنسيته و هو ما يدل على إرادتهم يف املشاركة يف احلياة املدنية و يف هذا االجتاه ميكن التذكري بإمكانية مساهمتهم‬ ‫على املستوى احمللي أو اجلهوي قبل اقرار ذلك على املستوى الوطين ‪.‬‬

‫كيف يمكن التسجيل في السجل االنتخابي ؟‬

‫قد يتبادر إىل ذهننا أن عملية التسجيل هي جمرد عملية فنية و يف الواقع يعترب التسجيل من أهم مراحل العملية‬ ‫االنتخابية ألنها ستحدد بقية املراحل ‪ ,‬حيث أن حتديد القوائم االنتخابية مرحلة ضرورية ألنها عملية متكن كل ناخب‬ ‫بصفة شخصية ‪ ,‬و هو ما مينع األشخاص من التصويت مرتني أو التصويت مكان شخص آخر أو التصويت دون أن يكون له‬ ‫احلق يف صفة الناخب ‪ ,‬كما تظهر أهمية التسجيل يف عملية قياس مدى إقبال املواطنني على املشاركة يف االنتخابات‬ ‫والذي بدوره يعكس رغبتهم يف اختيار األشخاص الذين سيعملون على متثيلهم يف السلطة‬ ‫لكن من جهة أخرى قد تؤدي عملية تسجيل الناخبني إىل بعض الصعوبات ‪ ,‬فنجد مثال أن التسجيل اإلرادي ميارس غالبا‬ ‫من قبل األشخاص املنخرطني حزبيا دون غريهم و قد يؤدي أيضا غلق آجال التسجيل بصورة مبكرة إىل وجود قائمة ناخبني‬ ‫غري مسجلة يوم االقرتاع ‪.‬‬ ‫كما يتخوف بعض املواطنني من تسجيل أمسائهم يف السجل االنتخابي ‪ ,‬خوفا من استغالل املعلومات املدىل بها إىل اإلدارة‬ ‫للحصول على معطيات شخصية تتعلق باألفراد خاصة يف اجملال اجلنائي أو احلياة اخلاصة ‪.‬‬ ‫هلذه األسباب يعترب التسجيل اإلجباري أكثر مطابقة لقواعد الدميقراطية خاصة و أنه يفرتض وج��ود أشخاص‬ ‫خمتصني ميتهنون هذا العمل سيحرصون على عدم استخدام السجل االنتخابي ألهداف إدارية أخرى ‪.‬‬

‫هل يجب أن يكون االنتخاب إجباريا ؟‬

‫يف البلدان اليت تعترب التصويت واجباً ( كأسرتاليا و بلجيكا مث ً‬ ‫ال ) ينظر إىل اختيار ممثلي الشعب ليس فقط كحق‬ ‫لكن كواجب مواطنة ناضلت من أجله عدة أجيال ‪.‬‬ ‫لكننا ننبه هنا إىل وجود نوع من التضارب بني احلديث عن « إجبارية التصويت » يف إطار « انتخابات حرة » خاصة و أن‬ ‫االمتناع عن التصويت يشكل يف حد ذاته تعبرياً عن موقف ونوع من اإلنذار باخللل يف املسار الدميقراطي ‪ ,‬و هو ما جعل‬ ‫أغلب البلدان الدميقراطية تعترب التصويت حقا و ليس واجباً ‪.‬‬

‫من يحق له الترشح لالنتخابات ؟‬

‫املبدأ هو أن كل ناخب ميكن أن يكون مرتشحاً لكن العديد من الدميقراطيات تتخذ إجراءات ملنع الرتشحات غري اجلدية‬ ‫و ذلك بوضع شروط حتدد الرتشح من عدمه ‪ ,‬و من هذه الشروط نذكر شرط احلصول على التزكية من طرف عدد معني‬ ‫من الناخبني أو دفع مبلغ مالي إذا مل حيصل املرتشح على حد أدنى من األصوات ‪ ,‬لكن من أبرز مساوئ هذه الشروط هي‬ ‫إمكانية عرقلتها لبعض الرتشحات اجلدية خاصة إذا كانت متعلقة بأشخاص ميثلون تيارات سياسية جديدة و غري معروفة‬ ‫و هذا ما حيصل يف بعض البلدان اليت ال تسمح بالرتشح إال ألعضاء األحزاب املوجودة و املعروفة مسبقاً ‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫يف الواليات املتحدة األمريكية جند مثال أن كل حزب ينتخب بصورة أولية مرشحيه و مرشحاته من قبل الناخبني املسجلني‬ ‫و املنتمني إىل احلزب ‪ .‬صحيح أن هذا اخليار يساعد الناخب على املساهمة يف اختيار املرتشحني و املرتشحات لكنه يتطلب‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫إمكانيات ضخمة قد ال يقدر كل املواطنني و املواطنات علي تلبيتها ‪ ,‬لذلك هناك من يفضل أال يقع هذا االختيار على‬ ‫مستوى الوطين بل على مستوى اجلهات حيث خيتار منخرطو األحزاب مرشحهم أو مرشحتهم ف كل دائرة على حدة ‪.‬‬

‫كيف نضمن نزاهة العملية االنتخابية ؟‬

‫ثالثة عناصر تؤثر يف قواعد اإلنصاف يف العملية االنتخابية ‪...‬‬ ‫‪1 | 1‬أول ه ��ذه ال�ع�ن��اص��ر ه��و وج� ��ود ن ��وع م��ن االم �ت �ي��ازات‬ ‫بالنسبة للحزب أو االئتالف احلاكم ‪ ,‬األكيد أنه‬ ‫ال ميكن القضاء متاماً على هذه الوضعية لكن ميكن‬ ‫احلد منها ‪ .‬ومن أهم اإلج ��راءات املعمول بها هو أن‬ ‫تدير العملية االنتخابية هيئة مستقلة تنظم كافة‬ ‫مراحل االنتخابات ‪ ,‬و تكون مشكلة من أشخاص يتم‬ ‫قبوهلم من قبل مجيع األحزاب و التيارات املشاركة يف‬ ‫العملية االنتخابية ‪.‬‬ ‫كما جيب تنظيم ظهور األح��زاب يف وسائل اإلعالم‬ ‫الوطنية العمومية خالل احلملة االنتخابية و ذلك‬ ‫بالفصل بني مسؤوليات األشخاص داخل أحزابهم و‬ ‫مسؤولياتهم احلكومية ‪.‬‬ ‫‪2 | 2‬العنصر الثاني ال��ذي يهدد وج��ود مسار دميقراطي ينصف اجلميع هو املمارسات الالدميقراطية لبعض األح��زاب‬ ‫ومنخرطيها كشراء األصوات و إخراج الناخبني و انتحال صفة الناخب أو التصويت مرتني و إىل غري ذلك ‪ ,‬لذا وجب‬ ‫احلد من هذه املمارسات و ردعها بإسناد هذه الوظيفة إىل أعوان خمتصني يف العملية االنتخابية يسهرون على محاية‬ ‫املرتشحني و املرتشحات و على احرتام قواعد الدميقراطية والنزاهة خالل املسار الدميقراطي ‪.‬‬ ‫وجتدر املالحظة هنا إىل أن وجود مراقبني دوليني وحملني حمايدين يشكل حافزاً على احرتام القواعد املتعلقة مبسار‬ ‫انتخابي منصف اجتاه اجلميع ‪.‬‬ ‫‪3 | 3‬العنصر الثالث واألخري املتعلق باإلنصاف يف املادة االنتخابية هو عنصر املال السياسي ‪ ,‬ذلك أن العديد من املرتشحني‬ ‫أو املرتشحات قد تكون هلم مصادر متويل ضخمة متكنهم من احلصول على نوع من األفضلية على اآلخرين ‪.‬‬ ‫و احلل األمثل هلذا األشكال هو فرض حد أقصى من امل��ال ال ميكن جت��اوزه يف احلملة االنتخابية بالنسبة جلميع‬ ‫املرتشحني و املرتشحات على حد سواء مع ضمان حقهم املتساوي يف استعمال وسائل اإلعالم العمومية ‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫هل يملك الناخبون سلطة بين االنتخابات؟‬

‫ال ميكن اع�ت�ب��ار الناخبني جم��ردي��ن م��ن ك��ل سلطة‬ ‫بعد أن أدلوا بأصواتهم خالل االنتخابات ‪ ,‬ذلك أن عمل‬ ‫األحزاب و خياراتهم السياسية تأخذ بعني االعتبار الرأي‬ ‫العام و خاصة رأي من صوت هلم ‪ ,‬و تبقى االنتخابات حمط‬ ‫أنظار كل األحزاب السياسية خالل فرتة حكمها ‪ ,‬ذلك‬ ‫أن بعض األح��زاب ميكنها أن ختسر معركة انتخابية ما‬ ‫وهو ما جيعلها أحياناً تعيد النظر يف سياستها أو حتى يف‬ ‫تركيبة احلكومة ‪.‬‬ ‫كما ميكننا كناخبني و ناخبات أن جنرب ممثلينا على‬ ‫إع��ادة النظر يف سياساتهم خالل الفرتة اليت تفصل بني‬ ‫االنتخابات و يتم ذل��ك ع��ادة من خ�لال األنشطة داخل‬ ‫املنظمات أو تكوين جمموعات ضغط على احلكومة أو‬ ‫ممارسة حق التظاهر للتعبري عن رفضنا أو احتجاجنا‬ ‫على السياسة املتبعة ‪ ,‬كما ميكن استعمال وسائل اإلعالم‬ ‫للتعريف بهذه التحركات و للضغط على احلكومة أو‬ ‫على السلطة التشريعية ‪.‬‬

‫االستفتاء‬

‫تقتضي القواعد القانونية املعمول بها يف األنظمة‬ ‫الدميقراطية أن تعرض مشاريع القوانني الدستورية ‪ ,‬أي‬ ‫تلك ال�تي تنقح ال��دس�ت��ور و ك��ذل��ك ال�ق��وان�ين ذات‬ ‫األهمية الوطنية الكربى على استفتاء شعيب قد يشرتط‬ ‫فيه اعتماد أغلبية مطلقة ‪.‬‬ ‫و ي�برر ذل��ك ب��أن ال��دس�ت��ور يعرب عما ي��ري��ده الشعب ال‬ ‫احلكومة أو الربملان احلاكم يف فرتة ما ‪ ,‬و ما يربر اللجوء‬ ‫اىل االستفتاء يف هذه احلالة مسألة إجيابية ألنه يعرب عن‬ ‫مشاركة الشعب يف اختاذ القرار بصورة مباشرة و هو ما‬ ‫نعرب عنه بالدميقراطية املباشرة و تسمى هذه االستفتاءات‬ ‫باالستفتاء الدستوري ‪.‬و جند أن العديد من الدساتري‬ ‫يف العامل تكرس إمكانية اللجوء إىل استفتاء الشعب يف‬

‫مسائل تعترب هامة و أساسية بالنسبة للمجتمع و هذا ما‬ ‫حصل مثال يف البلدان األوربية اليت أرادت االنضمام إىل‬ ‫االحتاد األوربي ‪ ,‬هذا االلتجاء إىل االستفتاء هو إذن شكل‬ ‫مباشر ملمارسة سيادة الشعب خاصة إذا كانت املسألة‬ ‫املطروحة متعلقة مبسائل أساسية و حتى مصريية وتسمى‬ ‫هذه االستفتاءات باالستفتاء التشريعي‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫يف بلدان أخ��رى مثل سويسرا ميكن اللجوء إىل املبادرات‬ ‫الشعبية حيث ميكن لعدد معني من أفراد الشعب التقدم‬ ‫باقرتاح مشاريع قوانني يف جماالت معينة ‪.‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫االقتراع‬

‫االقرتاع هو أن يدلي الشخص بصوته الختيار ممثليه‬ ‫وليساهم يف اختاذ القرارات اليت تهمه من خالل انتخابات‬ ‫أو استفتاء أو املساهمة يف أعمال مؤسسة خاصة أو عمومية‬ ‫تنظم على أساس دميقراطي ‪.‬‬ ‫االق �ت��راع جي��ب أن ي �ك��ون ع��ام��ا أي أن ي�س��اه��م ف�ي��ه كل‬ ‫املواطنني و املواطنات البالغني ‪.‬و االقرتاع املباشر يفرتض‬ ‫فيه أن مي��ارس الشخص حقه يف االق�ت�راع بنفسه ألجل‬ ‫اختيار املرتشح أو املرتشحة ‪ ,‬أما االقرتاع غري املباشر فعلى‬ ‫العكس من االقرتاع املباشر يفرتض ان يقع اختيار املرتشح‬ ‫أو املرتشحة من قبل جمموعة هي نفسها منتخبة من قبل‬ ‫الشعب ‪.‬‬

‫العصيان المدني « عدم الرضوخ للقوانين في األنظمة الديمقراطية»‬

‫إن احلق يف اعرتاض الوجدان أو الضمري هو حق أساسي يف النظام الدميقراطي ‪ ,‬و قد يعترب قانون ما غري مقبول وغري‬ ‫عادل إذا كان منافيا للحقوق األساسية لألفراد ‪ ,‬و يرتجم اعرتاض الضمري هذا برفض الشخص االلتزام بقاعدة قانونية‬ ‫بصورة مربرة ‪ ,‬و ميكن أن يتجلى اعرتاض الضمري هذا يف ما يسمى بالعصيان املدني‪.‬‬ ‫و هو يعين اختيار عدم االنصياع لسلطة القانون الذي نعتربه جائراً و ذلك بشكل سلمي ‪ ,‬و العصيان املدني ال يشكل‬ ‫جرماً باملعنى اجلنائي للكلمة نظراً ألسسه السياسية و ألهدافه املتعلقة بالعدل و اإلنصاف ‪ .‬و هو يهدف يف الغالب إىل لفت‬ ‫النظر إىل خطورة تطبيق بعض القوانني و إجبار الفاعلني السياسيني على إعادة النظر فيها خاصة إذا مل تسمح الوسائل‬ ‫العادية األخرى بتغيري األوضاع ‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫ماهي النظم السياسية المعتمدة و المطبقة في ليبيا بعد ثورة ‪ 17‬فبراير ؟‬ ‫اإلعالن الدستوري المؤقت ‪:‬‬

‫كما ذكرنا يف أكثر من موضع يف الفصول السابقة‪ ,‬بأن اجمللس الوطين االنتقالي قد أصدر اإلعالن‬ ‫الدستوري املؤقت بتاريخ ‪ 2011 / 8 / 3‬م ‪ ,‬ليكون أساسا للحكم يف املرحلة االنتقالية و الذي قد حلقته جمموعة‬ ‫مست خارطة الطريق للمرحلة االنتقالية ‪ ,‬اليت جتسدت أبرز حمطاتها يف املادة ( ‪) 30‬‬ ‫من التعديالت ‪ ,‬أغلبها ّ‬ ‫اليت نصت على انتخاب املؤمتر الوطين العام و انتخاب اهليئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور و االستفتاء‬ ‫على مسودة الدستور‪ ,‬باإلضافة لتعني املفوضية العليا لالنتخابات لتنظيم العمليات االنتخابية‪ ,‬و سيتم العمل‬ ‫بهذا اإلعالن الدستوري املؤقت إىل أن يتم التصديق على الدستور الدائم يف استفتاء شعيب عام ‪.‬‬

‫هل كانت االنتخابات في ليبيا ناجحة ؟ لماذا ؟‬ ‫ •من حيث النظام االنتخابي‬ ‫لقد مت جتربة نظامني انتخابيني يف ليبيا ‪:‬‬

‫‪1 | 1‬النظام املختلط‬ ‫‪2 | 2‬النظام الفردي‬

‫ •انتخابات املؤمتر الوطين العام‬

‫مت اعتماد النظام املختلط حيث فتح باب الرتشح لكال من ‪ :‬األفراد ‪ ,‬قوائم ‪ ,‬و أيضاً أحزاب فكانوا جمموعة‬ ‫األعضاء متنوعني و ينتمون إىل توجهات خمتلفة و قد مت حتقيق مبدأ التعددية‪.‬‬ ‫ •انتخابات جملس النواب‬

‫مت اعتماد النظام الفردي باألغلبية يف االنتخابات و هذا راجع للتخوف من استحواذ فصيل سياسي معني‬ ‫على أغلبية املقاعد فيكون ذو توجه وحيد خالي من التعددية ‪.‬‬ ‫ •انتخابات البلديات‬

‫‪57‬‬

‫مت اعتماد النظام الفردي باألغلبية ليختار سكان كل بلدية رئيس البلدية الذي بدوره يقوم بتعيني بقية‬ ‫الكوادر اإلدارية اليت حيتاجها اجمللس البلدي ‪.‬‬ ‫رئيس احلكومة‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫ال يتم انتخاب رئيس احلكومة بشكل مباشر بل تقوم السلطة التشريعية بتعيينه وفقا ملا جاء يف املادة ‪ 30‬من اإلعالن‬ ‫الدستوري ‪ ,‬يف حني طرحت مسودة مشروع الدستور املقدمة من قبل جلنة الـ ‪ 60‬يف طريقة اختيار رئيس احلكومة ‪ ,‬أن يكون‬ ‫عن طريق االنتخاب املباشر ليتسنى للشعب اختيار رئيس احلكومة اليت ستدير شؤنهم ‪.‬‬

‫ •من حيث كافة تفاصيل العملية االنتخابية‬ ‫المؤتمر الوطني العام‬

‫_ متت االنتخابات يف ‪ 2012 / 7 / 7‬م‪ ,‬وصل عدد املرشحني حوالي ‪ 4000‬مرتشح و مرتشحة ‪ ,‬ملقاعد املؤمتر اليت بلغ‬ ‫عددها ‪ 200‬مقعد ‪.‬‬ ‫_ كان باب الرتشح مفتوحاً أمام األفراد و األحزاب ( القوائم )‬ ‫سجل حوالي ‪ 2.7‬مليون ناخب من أصل ‪ 3.4‬مليون مواطن مؤهلني للمشاركة ‪ ,‬و قد أدىل بأصواتهم فعليا حوالي ‪1.7‬‬ ‫_ ّ‬ ‫مليون ناخب يف هذه االنتخابات ‪.‬‬ ‫_ مل يتم التشكيك يف نزاهة االنتخابات ‪ ,‬و مل يكن هناك أي طعون يف صحة العملية االنتخابية نفسها ‪.‬‬ ‫_ منح حق التصويت لكل من محل اجلنسية الليبية و بلغ السن القانونية و خال من املوانع القانونية ‪.‬‬ ‫_ خصص للمرأة كوتة بنسبة ‪ % 16‬من مقاعد املؤمتر ‪.‬‬ ‫_ مل خيصص أي مقاعد للشباب ‪.‬‬ ‫مجلس النواب‬ ‫_ متت االنتخابات يف ‪ 2014 / 06 / 25‬م‪ ,‬ترشح حوالي ‪ 1700‬مرشح و مرتشحة ‪ ,‬لعدد ‪ 200‬مقعد يف جملس النواب ‪.‬‬ ‫_ كان باب الرتشح مفتوحاً أمام األفراد فقط ‪.‬‬ ‫_ من أصل ‪ 3.4‬مليون مواطن مؤهلني للمشاركة ‪ ,‬سجل حوالي ‪ 1.4‬مليون ناخب و ص ّوت فعليا حوالي ‪ 630‬ألف‬ ‫_ يف البداية مل يتم التشكيك يف صحة االنتخابات ‪ ,‬اال ان العملية االنتخابية واجهتها بعض املشاكل يوم االقرتاع يف‬ ‫جمموعة من املدن مثل ( درنة ‪ ,‬الكفرة ‪ ,‬سبها )‬ ‫_ منح حق التصويت لكل من محل اجلنسية الليبية و بلغ السن القانونية و خال من املوانع القانونية ‪.‬‬ ‫_ خصص للمرأة كوتة بنسبة ‪ 16 %‬من مقاعد جملس النواب ‪.‬‬ ‫_ مل خيصص أي مقاعد للشباب ‪.‬‬

‫االنتخابات‬

‫إن العملية االنتخابية عبارة عن نظام متكامل و مرتابط‪ ,‬و ينظم قانون االنتخابات أسس هذا النظام و حيكم قواعده‬ ‫لينتج عنه انتخاب سياسي يتجسد يف أحد صور التمثيل املعمول بها يف العامل اليوم ‪ ,‬كالسلطة التشريعية (الربملان)‬ ‫أو السلطة التنفيذية ( رئيس احلكومة )‪ ,‬وإن أهم ما مييز أي نظام انتخابي هو قدرته على متثيل الشرائح والطبقات‬ ‫واالجتاهات السياسية املختلفة املوجودة والعاملة يف اجملتمع و هنا سنتناول بعض املواد اليت تناولتها قوانني االنتخابات يف‬ ‫ليبيا بعد الثورة ‪:‬‬

‫‪58‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫من له الحق في التصويت ؟‬

‫الشروط الواجب توفرها يف الناخبني ‪:‬‬ ‫‪1 | 1‬كل مواطن لييب اجلنسية متمتع باألهلية القانونية ‪.‬‬ ‫‪2 | 2‬أن يكون قد أمت ‪ 18‬سنة يوم التسجيل ‪.‬‬ ‫‪3 | 3‬أن يكون حام ً‬ ‫ال للرقم الوطين ‪.‬‬

‫من له الحق في الترشح ( المؤتمر الوطني ‪ /‬مجلس النواب ) ؟‬

‫املعايري الالزم تواجدها يف املرتشحني ‪:‬‬

‫‪1 | 1‬أن يكون قد ّ‬ ‫أت الـ ‪ 21‬سنة يوم التسجيل بالنسبة للمؤمتر الوطين‪ ,‬و ‪ 25‬سنة بالنسبة جمللس ال ّنواب ‪.‬‬

‫‪2 | 2‬أن جييد القراءة و الكتابة بالنسبة للمؤمتر الوطين‪ ,‬و أن يكون متحص ً‬ ‫ال على مؤهل جامعي أو ما يعادله بالنسبة‬ ‫جمللس الن ّواب ‪.‬‬ ‫‪3 | 3‬أن يكون حامال للرقم الوطين و مقيدا بسجل الناخبني‬

‫كيف يتم ضمان انتخابات نزيهة ؟‬

‫لضمان نزاهة االنتخابات وضع بعض التدابري منها ‪:‬‬ ‫ •تعيني املفوضية العليا لالنتخابات من قبل املؤمتر الوطين العام كهيئة مستقلة تشرف على االنتخابات ‪.‬‬

‫ •حضور مراقبني ملراقبة انتخابات املؤمتر الوطين و جملس النواب من بينهم منظمات دولية مثل االحتاد األوربي‪,‬‬ ‫وأخرى حملية كـ شبكة شاهد ملراقبة انتخابات املؤمتر الوطين ‪.‬‬ ‫ •العمل على استقالل اإلع�لام و حياده ‪ ,‬مع توفري مساحات إعالمية متساوية لكافة املرتشحني ‪ ,‬و مراقبة متويل‬ ‫احلمالت االنتخابية ‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫مظاهر مطالبات الحراك الشعبي و سعيها للتأثير في الشأن العام‬ ‫مبدأ املساءلة و مراقبة العمل السياسي اليزال جديد على املواطنني الليبيني و مع ذلك ظهرت يف السنوات القليلة‬ ‫املاضية حركات شعبية سعت للتأثري على سياسات الدولة و منها ‪:‬‬ ‫‪1 | 1‬مجعة إنقاذ بنغازي ‪:‬‬

‫نظمت هذه املظاهرة يف مدينة بنغازي بتاريخ ‪ , 2012 / 9 / 21‬خرج بها ما يزيد عن ‪ 30‬ألف شخص ‪ ,‬و قد مت فيها‬ ‫التنديد بالكتائب املسلحة الغري تابعة للقوات النظامية‪ ,‬و قد كانت نقطة التجمع بساحة «الكيش» حيث انطلقت‬ ‫احلشود حنو مقرات الكتائب و طالبوا بإخالئها ‪.‬‬ ‫‪2 | 2‬حركة ال للتمديد ‪:‬‬

‫ُنظم هذا احلراك على شكل سلسلة من املظاهرات اليت بدأت يف نوفمرب ‪ 2013‬و تواصلت حتى مطالع ‪ , 2014‬انطلقت‬ ‫بداية من مدينة طرابلس « ميدان الشهداء و ميدان اجلزائر « كما أنها انتشرت يف جمموعة من املدن األخرى‪ ,‬و كان‬ ‫املطلب الرئيسي اليت نادت به هذه املظاهرات هو رفض متديد والية املؤمتر الوطين و الدعوة النتخابات سلطة تشريعية‬ ‫جديدة ‪.‬‬ ‫‪3 | 3‬عصيان بلدية طرابلس ‪:‬‬

‫أو ما يسمى بـ ( أحداث غرغور ) ‪ ,‬حيث نظم يف بادئ األمر كمظاهرة انطلقت يوم ‪ 15‬نوفمرب ‪ 2013‬عقب صالة اجلمعة‬ ‫‪ ,‬خرج فيها أالف املتظاهرين للمطالبة بتفعيل قراري املؤمتر الوطين (رقم ‪ )27,53‬املتعلق بإخالء العاصمة من مجيع‬ ‫التشكيالت املسلحة‪ ,‬وكانت نقطة االنطالق ميدان القدس حنو منطقة غرور اليت كانت مقراً جملموعة من الكتائب‬ ‫‪ ,‬و نتج عن تواجد املتظاهرين هناك إطالق نار عشوائي أدي إىل مقتل ‪ 43‬قتيل و حوالي ‪ 460‬جريح ‪ ,‬األمر الذي جعل‬ ‫سكان مدينة طرابلس يعلنون عصياناً مدنياَ عاماً استمر ألكثر من أسبوع ‪.‬‬ ‫‪4 | 4‬حراك « أوقفوا احلرب » ‪:‬‬

‫ُنظم هذا احلراك يف ‪ 2014 / 7 / 25‬حتديداً يف ( ميدان اجلزائر ) طرابلس‪ ,‬و كان هدفه إيقاف احلرب اليت وقعت يف‬ ‫مدينة طرابلس‪ ,‬ومحاية املدنيني و حقن الدماء ‪ ,‬باإلضافة إىل املطالبة بإخراج كافة التشكيالت املسلحة خارج مدينة‬ ‫طرابلس ‪ ,‬و شكلت من خالله فرق من الشباب املتطوعني الذين عملوا على عمليات اإلغاثة للنازحني واملتضررين من‬ ‫املدنيني يف مناطق االشتباك ‪.‬‬ ‫‪5 | 5‬مظاهرات مناهضة حلوار األمم املتحدة ‪:‬‬

‫نظمت هذه املظاهرات يف نهاية سنة ‪ 2014‬و بداية سنة ‪ , 2015‬حيث رفعت شعاراتها الرافضة و املنددة للحوار الذي دعت‬ ‫له األمم املتحدة و انعقد حتت إشرافها ‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫روابط‬

‫ •موقع املفوضية العليا لالنتخابات (يشمل نص قانون انتخابات جملس النواب و نص قانون العزل السياسي)‬

‫‪• www.hnec.ly/?lang=ar‬‬

‫ •موقع اللجنة املركزية النتخابات جمالس البلدية‬

‫‪• http://ccmce.ly/‬‬

‫ •معلومات عن انتخابات املؤمتر الوطين العام‬ ‫‪• www.en.wikipedia.org/wiki/Libyan_General_National_Congress_election,_2012‬‬

‫ •معلومات عن انتخابات جملس النواب‬ ‫‪• www.en.wikipedia.org/wiki/Libyan_Council_of_Deputies_election,_2014‬‬

‫‪61‬‬


‫أدوات الديمقراطية‬

‫ •اإلعالن الدستوري اللييب تعديل ‪2012‬‬

‫‪• www.constituteproject.org/constitution/Libya_2012.pdf‬‬

‫ •موقع اهليئة التأسيسية لصياغة الدستور (يشمل املقرتحات الدستورية املطروحة يف ديسمرب ‪ + 2014‬دستور ‪) 1963‬‬ ‫‪• www.cdalibya.org/‬‬

‫ •مسودة قانون االنتخابات اللييب لسنة ‪2012‬‬ ‫‪• www.alsyasee.files.wordpress.com/201201//libyan_elections_law1.pdf‬‬

‫‪62‬‬





‫المواطنة الفاعلة‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ‬ ‫ما هو المجتمع المدني ؟‬

‫ميثل اجملتمع املدني أحد املكونات الضرورية و األساسية‬ ‫للدميقراطية ‪ ,‬ألنه أحد أهم الفضاءات اليت متارس فيه‬ ‫احلقوق و احلريات ‪ ,‬كما متارس فيه املسؤوليات املدنية‬ ‫والسياسية ‪ ,‬أي بعبارة أخرى هو فضاء املواطنة ‪ .‬و بالفعل‬ ‫ال ي ��درك ال��رج��ال و ال�ن�س��اء املعنى احلقيقي و امللموس‬ ‫حلقوقهم و حرياتهم ومسؤولياتهم إال متى اجتمعوا‬ ‫وشكلوا منظمات يعربون داخلها عن آرائهم و عن جتاربهم‬ ‫فيتبادلونها ك�م��ا ي�ت�ب��ادل��ون آم��اهل��م وم�ن�ه��ا خيططون‬ ‫وينظمون أفكارهم ‪ ,‬و من هنا سيتحولون إىل فاعلني داخل‬ ‫اجملتمع وذلك بإحداث شبكات تواصل و تضامن بينهم ‪.‬‬ ‫و انطالقاً من هنا ميكنهم املبادرة مبا خيول هلم املشاركة‬ ‫يف القرار السياسي و االحتجاج على السلطة السياسية‬ ‫واملؤسسات جبميع أصنافها مبا فيها املؤسسات اخلاصة ‪,‬‬ ‫وبشكل عام كل من بيده السلطة أياً كان نوعها ‪ ,‬لضمان‬ ‫حقوقهم و حقوق غريهم من األفراد ‪.‬‬ ‫و الغرض من كل هذا هو بناء جمتمع متمدن بإمكانه‬ ‫احل ّد من هيمنة الدولة على اجملتمع و السعي إىل منعها‬ ‫من التدخل لتنظيم كل اجملاالت و اقتحام مجيع جوانب‬ ‫احلياة االجتماعية بشكل جيعلها تنفرد بكامل املبادرات ‪,‬‬ ‫فتقطع على األفراد فرص إبراز مهاراتهم و قدراتهم ‪ ,‬و من‬ ‫هنا تلتزم الدولة بعدم التدخل يف اجملال اخلاص لألفراد‬ ‫و حبماية استقالليتهم ‪ ,‬كما تلتزم بعدم التدخل بشؤون‬ ‫املنظمات وبق ّية مكونات اجملتمع املدني ‪ .‬وميثل ضمان‬ ‫ه��ذه االستقاللية وه��ذه احل��ري��ات الفردية ال�تي ميارسها‬ ‫الناس فرادى أو جمتمعني ‪ ,‬الشرط األساسي لتألق األفراد‬ ‫وتنمية روابطهم االجتماعية مبا يسمح بظهور و دعم قوى‬ ‫خمتلفة داخل اجملتمع تراقب السلطة و توجهها ‪.‬‬ ‫وم ��ن ه ��ذا امل�ن�ظ��ور جي��ب دع ��م ن �ش��أة ف �ض��اءات خاصة‬ ‫ومستقلة عن السلطة ‪ ,‬يتمكن األفراد داخلها من االنتظام‬ ‫ملناقشة شؤونهم و مشاكلهم و حلها فيصبحوا بذلك‬ ‫حمطات للرأي العام و يف نفس الوقت ق��وى ضغط على‬ ‫مراكز السلطة عامة كانت أم خاصة ‪ ,‬وميكن لتدخل‬ ‫ق��وى الضغط ه��ذه أن يتخذ شك ً‬ ‫ال إجيابياً بالتأثري على‬ ‫القرار و املساهمة يف صنعه أو شك ً‬ ‫ال سلبياً بإعاقته عندما‬ ‫ترى فيه انتهاكاً حلريات املواطنني و تدخ ً‬ ‫ال يف الشؤون‬ ‫اخلاصة لألفراد ‪.‬‬

‫يشكل اجمل�ت�م��ع امل��دن��ي نسيجاً ث��ري �اً م��ن املنظمات‪,‬‬ ‫اجلمعيات ‪,‬النقابات و املؤسسات املختلفة ‪ ,‬قوياً بفضل ما‬ ‫يزخر به من الكفاءات اليت بإمكانها أن تق ّيم السياسات‬ ‫العامة وأن ُتشارك يف ضبطها أو االعرتاض عليها ‪ ,‬سواء‬ ‫أك��ان ذل��ك على املستوى االقتصادي أو االجتماعي أو‬ ‫الصحي أو الرتبوي أو السياسي البحث ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫وميكن للمجتمع املدني أن يضطلع بدور العني اليقظة‬ ‫اليت تلفت انتباه الرأي العام حول ما ينبغي أن يتبعه من‬ ‫سلوك حذر يف اجملال البيئي أو الصحي مث ً‬ ‫ال ‪ ,‬كما ميكن‬ ‫له إىل جانب هذا أن ي ّنبه املواطن إىل ما قد تذهب إليه‬ ‫السلطة من سياسة تقدم فيها االعتبارات القائمة على‬ ‫أرب��اح مادية ترغب يف حتقيقها على امل��دى القصري دون‬ ‫مراعاة ما حتتمه احملافظة على الصحة العامة و البيئة‬ ‫على سبيل املثال ‪ ,‬فهذا ما حيدث عندما تقدم دولة معينة‬ ‫م�ث�لا ع�ل��ى ق�ب��ول ن�ف��اي��ات م�ض��رة ك��ال�ن�ف��اي��ات امل�ش�ع��ة أو‬ ‫النفايات الكيميائية لدولة أخرى مقابل مبلغ مادي مغري‪.‬‬ ‫يتكون نسيج اجملتمع امل��دن��ي م��ن منظمات و نقابات‬ ‫مهنية و منظمات ل�ل��دف��اع ع��ن ح�ق��وق امل ��رأة و منظمات‬

‫‪66‬‬


‫المواطنة الفاعلة‬

‫املطالبة حبقوق أسر الشهداء و املفقودين و مجعيات توعوية حتث على العمل املدني ‪ ,‬و ميكن دعم كل أشكال التنظيم هذه‬ ‫باالعرتاف بها رمسيا ‪ ,‬من قبل السلطة ‪ ,‬وبدورها االستشاري و حتى التقريري يف بعض اجملاالت كأن تشارك يف جلسات‬ ‫احلوار و حضور جلسات انعقاد السلطات التشريعية لضمان وجود رقابة على العمل التشريعي‪.‬‬

‫هل يمكن أن تمثل المنظمات عقبة في وجه الديمقراطية ؟‬ ‫ •المشاركة في لجان استشارية ‪:‬‬

‫على اعتبار املنظمات الفاعلة يف اجملتمع املدني مستقلة سواء على مستوى تنظيمها أو متويلها ‪ ,‬فإنه بإمكانها التأثري‬ ‫على ال�ق��رارات السياسية إما باملساهمة يف تشكيلها أو يف الوقوف ضدها ‪ .‬و ليس من السهل أن حندد بدقة متى ميكن‬ ‫أن يصبح تدخلها خطراً يهدّد الدميقراطية ‪ ,‬على إنه غالباً ما تستشري احلكومات املنتخبة بصفة دميقراطية املنظمات‬ ‫الفاعلة داخل اجملتمع املدني ‪ ,‬فتجد معها أرضية اتفاق و هذا ما مييز األنظمة القائمة على سيادة املواطنني ‪ .‬إال أن هناك‬ ‫جمموعات ضغط قادرة أكثر من غريها على التأثري على القرار السياسي ال لشيء إال الن هلا من اإلمكانيات املادية ما‬ ‫يسمح هلا بذلك إضافة إىل إحكام تنظيمها و تطور شبكات عالقاتها و هذا ما ينبغي احلذر منه ‪.‬‬ ‫لكن ال ينبغي أن نرى يف كثرة املنظمات الفئوية تشبث اجملتمع بطابعه الفئوي أو الطائفي الن ميزة املنظمات الفئوية‬ ‫والطائفية كما عرفتها اجملتمعات سابقاً‪ ,‬أنها كانت تقوم على تنظيمات تسعى حصريا إىل حتقيق مصاحلها الذاتية ‪,‬‬ ‫دون أي اعتبار حلقوق اجملموعات أو الطوائف األخرى ‪ ,‬يف حني أن نشاط املنظمات يف اجملتمعات الدميقراطية املعاصرة يقوم‬ ‫على مقاصد خمتلفة متاما عن ذلك النمط ‪ ,‬فال ميكن للمنظمات أن توجد و أن تنشط يف جمتمعاتنا الدميقراطية إال‬ ‫بناء على احرتام مبدأ املساواة بني اجلميع أمام القانون و على الوعي بوجود مصلحة مشرتكة ‪ ,‬على كل األطراف ‪ ,‬مهما‬ ‫كانت االختالفات بينها أن تسعى إىل حتقيقها و إىل محايتها ‪.‬‬ ‫و أخريا ‪ ,‬على كل اجملتمعات الدميقراطية أن تعرتف للمنظمات أو اجلمعيات اخلاصة بالفئات ذات االحتياجات اخلاصة‬ ‫‪ ,‬إما بسبب إعاقة أو بسبب عوز اقتصادي و اليت يصعب عليها عادة إبالغ صوتها ‪ ,‬أن متيزها إجيابياً و أن تعرتف هلا بدورها‬ ‫االستشاري داخل مواقع اختاذ القرار ‪.‬‬ ‫غري أنه ميكن للمنظمات أن تتحول إىل خطر على الدميقراطية ‪ ,‬إن كانت طريقة عملها مثال متعارضة مع املبادئ اليت‬ ‫تقوم عليها هذه األخرية أي عندما يقوم هدفها و نشاطها مثال على مناهضة املساواة و املطالبة باحلق يف االختالف و اللذان‬ ‫هما أساس الدميقراطية كمثال على تلك اجلمعيات اليت تنشر ثقافة الفصل العرقي‪ ,‬و التميز الثقايف ‪.‬‬ ‫و من بني أفضل الطرق اليت من شأنها أن حت ّد من التأثري السليب ملثل هذه اجلمعيات و يفرض على هذه األخرية االلتزام‬ ‫بآليات دميقراطية يف طريقة عملها على غرار انتخاب هيئاتها املديرة بشكل دوري و اخلضوع لرقابة فيما خيص مصادر‬ ‫متويلها و طريقة استعماهلا هلذه األموال ‪ ,‬كما أن تعدد املنظمات و تنوعها ميثل يف ح ّد ذاته محاية من هيمنة بعضها على‬ ‫اجملتمع و حماولة انفرادها بالتأثري على مواقع القرار ‪.‬‬ ‫للحد منها و قدرتها للحذ من نزعة بعضها البعض إىل اهليمنة مشروط‬ ‫إن قدرة املنظمات على الوقوف يف وجه السلطة ّ‬ ‫بتعددها و تنوعها ‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫المواطنة الفاعلة‬

‫ﻗﺒﻞ‬

‫‪2011‬‬

‫ما دور المجتمع المدني في ليبيا ؟‬ ‫ •قبل ‪ 2011‬م‬

‫مل يكن للمجتمع املدني وج��ود فعلي يف عهد حكم القذايف ‪ ,‬حيث مل مينحه النظام أي فرصة لقيام‬ ‫منظمات اجملتمع املدني أو التكتالت السياسية واتبع طرق ممنهجة عملت على طمس و إعدام كل الفرص‬ ‫املمكنة لـ نشأته و ذلك ختوفاً من تشكل قوة ضاغطة حت ّد من مساحات نفوذه ‪ ,‬و قد حرص على تقنني ذلك‬ ‫ليكون ملزماً بقوة القانون ‪ ,‬حيث أصدر تشريعات حتظر مثل هذه املمارسات و املتمثلة يف كال من القانون‬ ‫رقم ‪ 45‬بشأن جتريم اإلضرابات واالعتصامات‏واملظاهرات و القانون رقم ‪ 71‬بشأن جتريم احلزبية و اللذان‬ ‫صدرا سنة ‪ 1972‬م ‪ ,‬لذلك مل يكن هناك جمال للمواطنني للمشاركة يف خمتلف شؤون الدولة خصوصا‬ ‫السياسية منها ‪.‬‬ ‫وحيت اجلمعيات اخلريية املعروفة يف ذلك الوقت كانت أغلبها تعمل حتت إدارة النظام ‪ ,‬مثل مجعية‬ ‫واعتصموا اليت تأسست سنة ‪ 2001‬م برئاسة عائشة القذايف ‪ ,‬و مقرها الرئيسي بطرابلس و اليت تعد أكثر‬ ‫اجلمعيات شهرة حيث عملت على تقديم اخلدمات اإلنسانية لك ً‬ ‫ال من ‪ ,‬املرأة و الطفل ‪ ,‬ذوي االحتياجات‬ ‫اخلاصة ‪ ,‬األيتام ‪ ,‬العجزة‪ ,‬و ذوي الدخل احملدود ‪ ,‬كما كانت هناك مؤسسة القذايف العاملية للجمعيات‬ ‫اخلريية و التنمية و قد تأسست يف سنة ‪ 2003‬م و اليت مت توقيع عقد إنشائها يف جنيف ‪ ,‬نفذت جمموعة‬ ‫من املشاريع عن الثروات الطبيعية ‪ ,‬كذلك برنامج حاسوب الطفل اإلفريقي و عدة مشاريع تنموية يف كال‬ ‫من ‪ ,‬التشاد ‪ ,‬النيجر ‪ ,‬باكستان ‪ ,‬بوركينا فاسو ‪ ,‬وقد تفرعت منها جمموعة من اجلمعيات مثل» مجعية‬ ‫مكافحة األلغام ‪ ,‬مجعة املستضعفني يف األرض ‪ ,‬مجعية أخوة اجلنوب ‪ ,‬اجلمعية الوطنية الليبية ملكافحة‬ ‫املخدرات واملؤثرات العقلية » ‪.‬‬ ‫و رغم ذلك كانت هناك بعض النماذج االستثنائية لنوع معني من املؤسسات يتمثل يف املنظمات الرتبوية‬ ‫والتنموية و اجلمعيات اخلريية الصغرية ‪ ,‬وأقدم هذه املؤسسات نشأة هي احلركة العامة للكشافة و املرشدات‬ ‫واليت تأسست يف كال من بنغازي و سبها سنة ‪ 1954‬م و هي مستمرة حتى اآلن و قد وصل عدد أعضائها إىل‬ ‫‪ 18,500‬عضو سنة ‪ 2008‬م ‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫المواطنة الفاعلة‬

‫‪2011‬‬ ‫ﺑﻌﺪ‬

‫‪2015‬‬

‫ •بعد ‪ 2011‬م‬

‫ﺍﻷﻥ‬

‫شهد اجملتمع املدني منواً ملحوظاً و ازدهاراً ال ميكن إغفاله ‪ ,‬حيث أسست أكثر من ‪ 3000‬منظمة يف‬ ‫كافة أحناء ليبيا تعمل على دعم قضايا خمتلفة و متنوعة ‪ ,‬مسجلني ضمن وزارة الثقافة و اجملتمع املدني‬ ‫‪ ,‬كما توجه طلبة اجلامعات لتأسيس احتادات لكلياتهم و جامعاتهم و أخذ زمام املبادرة يف كل ما يتعلق‬ ‫بالدراسة و النشاط داخل احلرم اجلامعي ‪ ,‬و رغم هذا ال يزال اجملتمع املدني خيطو أوىل خطواته و املشوار‬ ‫طويل أمامه للقيام بدوره الفعال و اهلام يف دعم حقوق اإلنسان و التحول الدميقراطي يف كافة سبل احلياة‬ ‫يف ليبيا ‪.‬‬

‫ •الحاضر ‪ 2015‬م‬

‫و بعد التغريات العديدة اليت طرأت على الساحة الليبية و نتيجة لتظافر عوامل خمتلفة أهمها عدم‬ ‫وجود بيئة آمنة و مستقرة يف أغلب مدن ليبيا ‪ ,‬باإلضافة للصراعات املسلحة اليت التزال قائمة يف بعض‬ ‫اجلبهات و اليت أدّت لنزوح و تهجري عدد كبري من األسر الليبية داخل و خارج ليبيا ‪ ,‬باإلضافة إىل استهداف‬ ‫العاملني داخ��ل املنظمات و منعهم من مزاولة بعض النشاطات‪ ,‬كل هذا انعكس بشكل سليب على عمل‬ ‫منظمات اجملتمع املدني داخل ليبيا مما سبب يف تناقص عددها ‪ ,‬و على صعيد آخر عملت بعض املنظمات‬ ‫جاهدة لالستمرار يف ظل الظروف الراهنة نتيجة اخلربة اليت اكتسبتها يف السنوات القليلة املاضية و تنوع‬ ‫أساليب تأثريها ‪ ,‬كما لوحظ ظهور منظمات ذات ختصصات جديدة بعيداً عن اإلطار السياسي ‪ ,‬حيث‬ ‫ختصصت بعض املنظمات يف التوعية البيئية و مجعيات خريية إلعانة احملتاجني ‪ ,‬كما ظهرت منظمات‬ ‫ختصصت يف التكنولوجيا و آخر تطوراتها ‪.‬‬ ‫و كمثال على املنظمات اليت استمر عملها إىل يومنا احلاضر منظمة ‪ H2O‬الشبابية الساعية لدعم‬ ‫التحول الدميقراطي وتفعيل دور الشباب يف اجملتمع و اختذت أساليب متعددة يف سبيل حتقيق هذا اهلدف‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫‪1 | 1‬التوعية املدنية مثل مشروع ( بصمتك مطلوبة للتوعية عن االنتخابات و أهميتها ) ‪.‬‬ ‫‪2 | 2‬تدريب و تطوير مثل مشروع ( املواطنة الفاعلة ) و ( إنرتنت للجميع )‬

‫‪3 | 3‬مناصرة قضايا الشباب مثل مشروع ( ماذا يريد الشباب يف الدستور ) ‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫‪4 | 4‬مراقبة االنتخابات عن طريق شبكة شاهد و تدريب مراقبني حمليني ‪.‬‬

‫‪5 | 5‬مراقبة األجسام التشريعية املنتخبة مثل مشروعي (عني على املؤمتر _ عني على النواب)‪.‬‬


‫روابط‬ ‫ •موقع منظمة الـ ‪H2O‬‬

‫المواطنة الفاعلة‬

‫‪• H2O.org.ly‬‬

‫‪70‬‬


‫فريق العمل‬ ‫إن هذا الدليل الذي بني أيدكم هو عبارة عن تظافر جمهودات جمموعة من شباب منظمة ‪ H2O‬و اليت تدعم التحول‬ ‫الدميقراطي و تسعى لتفعيل دور الشباب يف اجملتمع و رفع وعي املواطن ‪ ,‬حيث قام فريق عمل املشروع باإلشراف على إعداد‬ ‫و تطوير و تنسيق هذا املنهج ليكون مرجعاً للشباب حيتوي على أسس و مبادئ املواطنة الفاعلة و الدميقراطية ‪.‬‬

‫ •مدير المشروع ‪:‬‬ ‫حممد ِالراب‬

‫ •فريق تطوير المنهج ‪:‬‬ ‫حممد محودة‬ ‫ضوي‬ ‫حيدر ِّ‬ ‫آية بسباس‬ ‫فرح قريو‬

‫ •مصمم الجرافيك ‪:‬‬ ‫احلمدي‬ ‫زياد ِ‬

‫المراجع‬ ‫ •دليل شباب تونس يف تعلم الدميقراطية ‪ /‬اليونسكو – ‪2013‬‬

‫ •دليل لفائده املكونني والوسطاء إلستعمال «دليل شباب تونس يف تعلم الدميقراطية» ‪/‬اليونسكو ‪2013 -‬‬

‫ • املصطلحات االنتخابية ‪ -‬الدليل املرتجم للمصطلحات والعبارات الشائعة ‪ /‬املعهد الدميقراطي الوطين للشؤون‬ ‫الدولية ‪2009 -‬‬

‫‪71‬‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.