مقارنة بين الوهـــابية و اليهـــود
هناك تشابه كبيرٌ بين الـــوهابية واليـــهود في أمور عدة نستعرض أهمها كلٌ على حدة -إن شاء اهلل. أوالً : حقدهم ومعاداتهم لإلسالم والمسلمين : الكل يعلم بأن اليهود هم أشد الناس حقداً على اإلسالم والمسلمين وليس من داعٍ لإلسترسال بشأنهم ،فقد صرح بذلك القرآن الكريم ،فقال جل وعلى : «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُ ْهبَانًا وَ َأنَّهُمْ الَ يَسْتَكْبِرُونَ»....المائدة. 28/ الوهابية ومن ضيق أفقهم وصدورهم وحقدهم الدفين على اإلسالم والمسلمين، رسخوا هذا الحقد لمصلحة اليهود والصهيونية على وجه التحديد ،فمن الحظ ويالحظ لهجتهم ونبرتهم في فعلهم وخطاباتهم وتعنتهم يجد فيهم هذا الحقد وضيق األفق والبغض والهمجية والتخلف بكل معانيها . وأكبر وأعظم دليلٍ على ذلك ،موافقتهم على زرع جرثومة الفساد والغدة السرطانية على أرض فلسطين الحبيبة ،ومن جهة آخرى حاربوا وواجهوا حركات التحرر بكل 1
الوسائل ،وبإعتقادي أنهم هم الموساد الخفي على كل األراضي العربية واإلسالمية، فهم األيادي اللعينة التي يحركها الغرب لمواجهة الصحوة اإلسالمية المتصاعدة اليوم ومساندة األنظمة العميلة والمنافقة التي تتولى قمع الصحوة اإلسالمية بالنار والحديد . وال غرابة في ذلك إذ أنهم أصال واحداً ال يتفرع ،وهذا مصطلح مني لهم "يهووهابية" أو "صهيووهابية" ،فمحمد بن عبدالوهاب ينحدر من أسرة يهودية كانت من يهود الدونمة في تركيا التي جاءت و إنخرطت في اإلسالم بقصد اإلساءة إليه والهرب من السلطات العثمانية آنذاك . واألمر اآلخر هو حربهم ضد "حـــزب اهلل" اللبناني الشيعي اإلثنا عشري والذي ذل آباءهم اليهود في جنوب لبنان فأخرجهم مدحورين خائبين ،يجرون أذيال الهزيمة التي كان البد لهم منا !!! ثانيا : إرتكابهم للمجازر البشعة في حق المسلمين األبرياء على مر العصور والزالوا . وال يخفى عليكم المجازر التي إرتكبها اليهود في حق النبيين والصالحين ،قال تعالى بسم اهلل الرحمن الرحيم : «وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ األَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَََ ٍٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ»...البقرة. 16/
2
وقال جل وعلى في موضع آخر بسم اهلل الرحمن الرحيم : ن بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ «إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّي َ شرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»...آل عمران. 86/ سطِ مِنْ النَّاسِ فَبَ ِّ بِالْقِ ْ وقتل األنبياء كان ديدنهم وفعلهم الذي ال يُتسترر عليه على مدى العصور ،قال تعالى بسم اهلل الرحمن الرحيم : «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا الَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ َوفَرِيقًا تَقْتُلُون»....البقرة. 28/ ومجازرهم مستمرة لآلن في حق رافعي كلمة "ال إله إال اهلل" وحتى جميع البشر غيرهم .فهذه مجازر صبرا وشاتيال ،ومجرزة خان يونس ومجرزة الخليل و ...ومجزرة دير ياسين ومجزرة قانه ...ومجزرة جنين التي أدهشت العالم فجعلوا المخيم وكأن زلزاالً مدمراً قد ضرب أركانه وهد بنيانه ...وتلك الجرائم البشعة من بقر بطون النساء وقتل األطفال األبرياء وسبيهم .. .إلخ والوهابية هم على هذا النهج بل زادوا على ذلك بكثير ،نذكر لكم مجزرة إغرورقت العيون لها بالدموع الحارة والمرة ،مجـــــــــــزرة كربــــــــــالء : ( سنة 6861ه ) وفيها سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد أرض كربالء ونازل أهل بلد الحسين .وذلك في ذي القعدة فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غال ٍ أهلها في األسواق والبيوت .وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين .وأخذوا ما في القبة وما حولها وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد .واليواقيت والجواهر 3
وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع األموال والسالح واللباس والفرش والذه ٍ والفَة والمصاحف الثمينة وغير ذلك ما يعجز عنه الحصر ولم يلبثوا فيها إال ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك األموال وقتل من أهلها قري ٍ ألفي رجل .ثم إن سعود ارتحل منها على الماء المعروف باألبيض فجمع الغنائم وعزل أخماسها وقسم باقيها في المسلمين غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان ثم ارتحل قافال إلى وطنه . راجع عنوان المجد ،ص . 688 - 686 ويقول الدكتور همايون همتي :وفي داخل المدينة ارتكبوا الكثير من األعمال الوحشية من تدمير ونه ٍ وفساد ،فكانوا يقتلون كل من يصادفهم من دون أية رحمة وال شفقة ،ونهبوا جميع الدور .لم يغامرهم في هذه المذبحة أي عطف على الشيخ والشاب والصغير والكبير والمرأة والرجل ،بحيث لم ينج أحد من قسوتهم البربرية" ، أنظر ،الوهابية نقد وتحليل ،ص .642يقول الباحث رايمون في تقرير له حول فاجعة كربالء " :رأينا مؤخرا في المصير الرهي ٍ الذي كان من نصي ٍ ضريح اإلمام الحسين مثاال مرعبا على قساوة تعص ٍ الوهابيين .فمن المعروف أنه تجمعت في هذه المدينة ثروات ال تعد وال تحصى وربما ال يوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي ،ألنه كانت تتوارد على ضريح الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفَة والذه ٍ واألحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة . ..وحتى تيمورلنك صفح عن هذه الحَرة ،وكان الجميع يعرفون إن نادر شاه قد نقل إلى ضريح اإلمام الحسين وضريح اإلمام علي قسما كبيرا من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثروته الشخصية وهاهي الثروات الهائلة التي تجمعت في الَريح األول تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل .فقد كانوا دوما يحلمون بنه ٍ 4
هذه المدينة وكانوا واثقين من نجاحهم لدرجة أن دائنيهم حددوا موعد تسديد الديون في ذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه أحالمهم .وها قد حل هذا اليوم في األخير وهو ( 82نيسان -أبريل 6228م ) فقد هجم 68ألف وهابي فجأة على ضريح اإلمام الحسين وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر االنتصارات تركوا ما تبقى للنار والسيف .وهلك العجزة واألطفال والنساء جميعا بسيوف هؤالء البرابرة .وكانت قساوتهم ال تشبع وال ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهارا ..وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آالف شخص . ..ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من أربعة آالف جمل .وبعد النه ٍ والقتل دمروا كذلك ضريح اإلمام وحولوه إلى كومة من األقذار والدماء .وحطموا خصوصا المنابر والقباب ألنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من ذه ٍ ،أنظر أرشيف السياسة الخارجية لروسيا ( 6221اإلضبارة 8812ص 42 - 12 ) نقال عن تاريخ العربية السعودية ،لفاسيليف ،ص . 668 - 661 وكت ٍ السيد محسن األمين عن وقعة الحاج اليماني يقول (كشف االرتباب ،ص 21 : )24في هذه السنة ( 6146ه ) .إلتقى الوهابيون بالحاج اليماني وهو أعزل من السالح وجميع آالت الدفاع وهم في الطريق وأعطوهم األمان ثم غدروا بهم فلما وصلوا إلى سفح جبل مشى الوهابيون في سفح الجبل واليمانيون تحتهم فعطفوا على اليمانيين وأطلقوا عليهم الرصاص حتى قتلوهم عن بكرة أبيهم وكانوا ألف إنسان ولم يسلم منهم غير رجلين هربا وأخبرا بالحال . وطبعا غنموا واستولوا على ما كان عندهم وقسموه بينهم للراجل سهم وللفارس سهمان . 5
وقبل سنتين أو ثالث قتل أحد القائمين على مسجد في األحساء ضرباً على أيديهم داخل المسجد بعد رفع للشهادة الثالثة !!! وال تنسوا مجزرتهم في مزار الشريف ،حيث شهدوا عليهم حتى السنة ،ولقد بان اإلستغراب على الصحفي السعودي ×××× عندما حكى ما رأى على قناة الشرق األوسط قائال : "واهلل رأيتهم بأم عيني يبقرون بطون النساء "...وذبحوا األطفال ذبح النعاج بال رأفة ورحمة . إن الذي يقرأ ما كتبه بعض الكتاب الشيعة من هذه المنطقة حول ما يتعرض له مجتمعهم من اضطهاد ومَايقة ،ال يسعه إال أن يصرخ عاليا ،ويعلن رفَه لهذه الممارسات الالإنسانية ،التي تسحق كرامة اإلنسان ،وتعتدي على أهم حق من حقوقه أال وهو حق االختيار العقائدي والديني !! يقول السيد محسن األمين : "أما سبي ذراري المسلمين فهو مقتَى قواعد المذه ٍ الوهابي الذي أساسه ومبناه ومحوره الذي يدور عليه ،التسوية بين عبدة األصنام وبين المسلمين في اإلشراك بالعبادة .وقد صرح الصنعاني في تطهير االعتقاد في عدة مواضع بما يدل على ذلك حيث قال :ومن فعل ذلك ( أي االستغاثة وما يجري مجراها ) لمخلوق فهذا شرك في العبادة وصار من تفعل له هذه األمور إلها لعابديه وصار الفاعل عابدا لذلك المخلوق وإن أقر باهلل وعبده فإن إقرار المشركين باهلل وتقربهم إليه لم يخرجهم عن الشرك وعن وجوب سفك دماءهم وسبي ذراريهم ونه ٍ أموالهم .وقال في موضع آخر فمن رجع وأقر ،حقن عليه دمه وماله وذراريه ومن أصر فقد أباح اهلل منه ما أباح لرسول اهلل ( ص ) من المشركين .وحكى الجبرتي في تاريخه في حوادث ( سنة 6
6868ه ) .أنهم أي الوهابية لما دخلوا الطائف قتلوا الرجال وأسروا النساء واألطفال. قال :وهذا دأبهم مع من يحاربهم .
ثالثاً : السيطرة على المجال الديني واإلعالمي من المعلوم أن اليهود من أشد الناس حرصاً على الدنيا ،وقد أخبر القرآن عنهم قائالً بسم اهلل الرحمن الرحيم : «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ»....البقرة. 61/ ومع حرصهم هذا إال أنهم وطنوا من األموال الطائلة ما يبقيهم أحياء يستعبدون اآلخرين .والحاضر يحكي ذلك إذ أنهم يسيطرون على مصادر األموال ويتحكمون في وسائل اإلعالم حتى اإلعالم العربي منها فَال عن الغربي أو األجنبي . فكان بذلك مصدراً يعول عليه لترسيخ برتوكوالتهم الصهيونية المتشددة الخالية من اإلنسانية القاضية على حقوق اإلنساء مسلما كان أو غير مسلم وها نحن نرى الفقر المدقع الذي يعشه العالم الذي تسيطر عليه القوى اإلستعمارية والتي تدار بأيدٍ يهودية صهيونية خفية . وهاهم بنو وهاب على هذا المقام المنحط األدنى ،فمبتغاهم تعدو تحقيق السيطرة والتوجيه للشأن الديني العام في العالم اإلسالمي والتحكم به .ومن ثم التحكم في ظاهرة الصحوة اإلسالمية التي أصبحت تشكل الهم االستراتيجي األكبر لجميع دوائر 7
األمن في العالمين الشرقي والغربي ،ومن ضمنهم بال شك مجمل الحكومات اإلسالمية .علما بأن هذا الحكم في المجال الديني والسيطرة عليه سيؤدي بالَرورة إلى التحكم في المجال السياسي العام .فالمؤسسة الدينية الوهابية " السلفية " التي تباشر حركة الدعوة وتمدها بما تحتاجه من كت ٍ وفتاوى ،هي مؤسسة مملوكة ألسرة آل سعود الحاكمة في الرياض .تأتمر بأمرها وتنتهي بنهيها ،وتخَع في النهاية لمفردات االستراتيجية السياسية لهذه الدولة .وأي انتصار للدعوة السلفية في أرجاء العالم يمكن أن تستثمره بالنتيجة السياسة السعودية .وبالتالي فأي تحكم أو توجيه للصحوة اإلسالمية اليوم ال يمكنه أن يخلو من التأثير السياسي المباشر أو غير المباشر للدولة السعودية .وال أحد ينكر مدى التشابك والعمق الذي يميز عالقة الدولة السعودية بالغرب في المجالين السياسي واالقتصادي .وإذن فمسألة انحراف الصحوة اإلسالمية عن أهدافها ،أو توجيهها خالف ما يريده لها أبناءها المخلصون ،تبقى مسألة تثير الكثير من التساؤالت ويلفها الغموض .ويكفي أن نعلم أن القرآن قد صرح وفي قوله الصدق والحق ،بأن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم . وهم جمعوا قوتهم ألجل هذه األهداف ،وإستخدموا : )(1نشر الجهل في داخل األوساط اإلسالمية . )(2تحريف مسار الصحوة اإلسالمية . )(3إشعال الفتن المذهبية .....وغيرها من األمور التابعة لمبتغاهم .
رابعاً : زرع الكراهية والبغَاء بين أبناء الديانات ضد المسلمين وبين المذاه ٍ اإلسالمية أنفسها . 8
اليهود وعلى مر العصور يعملون بزرع الفتن بين أبناء األديان وخصوصا اإلسالمية حتى ظهروا لنا بمقولة "أنتم معادون للسامية" ،وقد أطلقوا هذه الكلمة على كل من يقف بطريقهم حتى المسيحيين المعتدلين والطلبين بالسالم الحقيقي وهو خرجوهم من أرض فلسطين الحبيبة لو يختص ذلك بهجومهم على المسلمين . ومن ناحية آخرى وعلى نفس النهج ،سلك الوهابييون هذا الطريق وهذا األسلوب الذي ورثه الخلف عن السلف ،والذي يجعل من العنف والتهجم على المخالفين ورميهم بكل أنواع السباب والشتائم ونهش أعراضهم ،النهج القويم الذي يتم من خالله نشر عقائد وأفكار دعاة السلفية .فإثارة الفتن ونشر البغَاء بين فئات المجتمع اإلسالمي .وتعميق الخالفات المذهبية وصوال إلى الطائفية البغيَة ،غدت من مميزات التحرك السلفي .فحيث تستعر نار الطائفية والخالفات المذهبية ،تجد هناك دون شك أو ري ٍ عقل سلفي وهابي حنبلي يؤجج هذه النار ويمدها بالوقود كي تشتعل أكثر وتدوم .وال شك أن هذه النار قد أحرقت مساحات واسعة من أراضي التفاهم والتسامح التي كانت سائدة بين مجمل الفرق والمذاه ٍ اإلسالمية .خصوصا بين الشيعة والسنة .فلم يسمع عن قالقل واضطرابات بين التجمعات السكانية الشيعية والسنية .مثال في مناطق تواجدهم معا إال بعد ما نفخ العقل السلفي في بوق الطائفية البغيض فبدأ السني يسمع من أفواه الدعاية السلفية أن الشيعي كافر مرتد يسب ٍ أصحاب النبي محمد ( ص ) ،في المقابل وجد الشيعي نفسه محاصرا بدعاوي التكفير والردة أينما حل وتوجه .ولنا أن نتصور حجم المأساة ،ففي باكستان والهند والعراق تعيش الماليين من الناس في تداخل وانسجام ،تحت راية ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل .يتزاوجون في ما بينهم ،ويستحل الشيعي مأكل ومشرب السني ويحرم دمه وماله وعرضه .لكن هذا االنسجام تحول في اآلونة األخيرة وخصوصا في باكستان والهند إلى تباغض وأحقاد ،راح ضحيتها عشرات القتلى من الطرفين 9
وأحرقت المساجد .وما زالت نار الفتنة يتصاعد لهيبها ويكبر حجمها ،دون أن يكون هناك أمل في إخمادها أو التقليل من انتشارها .فاألطنان من الكت ٍ والفتاوى في تكفير الشيعة والتهجم على مذهبهم تنزل إلى األسواق باستمرار وتتابع .والفَل كل الفَل ألموال النفط السلفي التي توزع وتدفع بسخاء لكل مرتزق يستطيع أن يغدي هذه المعركة الخسيسة ،بين فئات المجتمع اإلسالمي الواحد . يقول حمزة الحسن :إن معظم الحروب الطائفية التي نشهدها في كل مكان في العالم إنما مولت بأموال النفط السعودي ،بل إن الحروب السنوية في باكستان لم تثرها إال الجماعات المتحالفة والمدعومة من السعودية ،وقد وصل أعالم آل سعود الطائفي إلى كل الدنيا ،إذ أن مهمة المؤسسات الدينية الرسمية السعودية ومهمة أعالم السعوديين ،هو إثارة الفتنة والبلبلة في صفوف المسلمين لكي يدعوا بعدئذ أنهم حماة " السنة "وما هم كذلك .الشيعة في المملكة العربية السعودية ،مؤسسة البقيع إلحياء التراث ،ط 6 6661م ،ج 8ص . 646
خامساً : نقض العهد بدأت المفاوضات مع اليهود منذ ظهور اإلسالم ،فكانت مفاوضاتهم تؤدي بهم إلى ما ال يحمدون عقباه بعد ما كان منهم من نقضٍ للعهود .قال تعالى في كتابه العزيز بسم اهلل الرحمن الرحيم : «الَّذِينَ يَنقَُُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَ ْق َطعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي األَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ»...البقرة. 88/ وقال جل وعلى أيَا بسم اهلل الرحمن الرحيم : 11
«الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقَُُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ الَ يَتَّقُونَ»....األنفال. 21/ وفي آية أخرى بسم اهلل الرحمن الرحيم : «وَالَّذِينَ يَنقَُُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَ ْقطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي األَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»....الرعد. 82/ وذكر تاريخ اليهود غني عن التعريــف ،ولذا نذكر نقض العهود من قبل الوهابية :
وأستمحكم العذر في هذا الشأن ،فلن أذكر ما فعله الوهابية من نقض العهود ألن ذلك سيؤذي إلى ذكر أشياء وأشياء تبين من وضع أيديهم في أيدي هؤالء وفقط أذكر نقَهم العهد مع أمير مكة المكرمة ألن تفصيل هذه األمور غير مرح ٍ به في الساحة .
وأخيرا وليس آخراً : الحوار مع الوهابية والمفاوضات مع اليهود المفاوضات مع اليهود بدأت من ذمن بعيد ،ولكن تختص بالحديث بالمفاوضات التي جرت بينهم وبين الرسول األعظم صلى اهلل عليه وآله الذي عراهم من نواياهم الخبيثة وكشفهم حتى أخرجهم من أرض الجزيرة أو يسلموا له األمر وقد حصل . ولكن ذاك مع سيد المرسلين محمد صلى اهلل عليه وآله ،فالمفاوضات التي تجري اليوم عرفت اليهود بمن هم ضعيفي النفوس وقصيري النفس ،فأصبحت هي بدورها تتصف بهذه األمور : 11
)(1النفس الطويل . )(2المراوغة وتَييع الوقت أو إكتسابه لنيل ما يطلبون . والذين أعتفروا بهذه الغدة السرطانية ،باعوا كل ما فاوضوا عليه ،كما هو الحال في فلسطين ،فلم يبق شيء للمساومة إال البقية الباقية من األرض المقدسة . ومن ناحية ثانية ،الذين لم يعترفوا بهذا الكيان أمثال حزب اهلل اللبناني الشيــــعي سددهم اهلل وحفظهم ،توقف ذلك التفاوض وأصبح الحزب العظيم هو من يَع الشروط وهو الذي يحدد الحدود حتى أجالهم عن األرض اللبنانية والذين كانوا قابعين بها من الشمال وحتى الجنوب قبل ذلك فجعلهم كعصف مأكور . وهو نفس الحال بالنسبة للوهابية ،إستخدموا وسائل الحوار المشروعة منها وغير المشروعة فبسطوا فكرهم الَال على بسطاء المسلمين وإستعبدوهم بتخاريفهم وأراجيزهم البالية فجعلوهم شرٌ يخاف على المسلمين منه . ولما وصل الحوار مع الشيعــــــــــــــــــــة زلزلت أركانهم وتحطم كيانهم وكشفت أسرارهم وما يَمرون من حقد على المسلمين بنشر تلك األفكار التي ما أنزل اهلل بها من سلطان ،فكانت الشيعة سيف اهلل المسلط على رقابهم لبيان زيفهم وضالل معتقداتهم ،وها نحن نشهد في كل ساحات الحوار الوهابية منها قبل الشيعية وكيف خسروا ما بنوه طوال تلك السنين بسب ٍ الحوار مع شيعة آل بيت محمد صلوات اهلل عليهم .
12