المقدمة: .
ن { ] الية 92 م َفا عْ ُب ُدو ِ ك ْ ة َو أَ َنا َر ّب ُ ح َد ً م أ ُ ّم ًة َوا ِ ه أ ُ ّم ُت كُ ْ ه ِذ ِ ن َ } إِ ّ
النبياء [ ت ال ّل ِه م َ ع َ ميعا َول َت َف ّر ُقوا َوا ْذ ُك ُروا ِن ْ ج ِ ل ال ّل ِه َ ح ْب ِ موا ِب َ ص ُ ع َت ِ } َوا ْ خ َوانا م ِت ِه إ ِ ْ ع َ م ِب ِن ْ ح ُت ْ ص َب ْ ن ُق ُلو ِب كُ مْ َف َأ ْ ف َب ْي َ ء َف َأ ّل َ ع َدا ً م أَ ْ م إ ِ ْذ ُك ْن ُت ْ ع َل ْي كُ ْ َ م ِم ْن َها { ] آل عمران ن ال ّنا ِر َف َأ ْن َق َذ ُك ْ ة ِم َ ح ْف َر ٍ ش َفا ُ ع َلى َ م َ َو ُك ْن ُت ْ [103 م ن ُك ْن ُت ْ ل إِ ْ سو ِ ه إِ َلى ال ّل ِه َوال ّر ُ ء َف ُر ّدو ُ ي ٍ ش ْ م ِفي َ ع ُت ْ ن َت َنا َز ْ }َف ِإ ْ ن َتأويل { ] النساء [ } ، س ُ ح َ خ ْي ٌر َو أَ ْ ك َ خ ِر َذ ِل َ م ال ِ ن ِبال ّل ِه َوا ْل َي ْو ِ ُت ْؤ ِم ُنو َ م{ ك ْ ح ُ ب ِري ُ ه َ ش ُلوا َو َت ْذ َ عوا َف َت ْف َ سو َل ُه َول َت َنا َز ُ عوا ال ّل َه َو َر ُ طي ُ َو أَ ِ ] النفال [ م ا ْل َب ّي َنا ُ ت ه ُ ء ُ جا َ ع ِد َما َ خ َت َل ُفوا ِم نْ َب ْ ن َت َف ّر ُقوا َوا ْ كو ُنوا َكا ّل ِذي َ } َول َت ُ م { ] آل عمران [ ظي ٌ ع ِ ب َ ع َذا ٌ م َ ك َل ُه ْ َوأو َل ِئ َ آيات جلية تبني أمة واحدة و مجتمع متآلف يتآخى في سراء كان صلها القرآن في أو ضراء أوشدة أو رخاء ,هي ركائز اصيلة ا ّ
خ ْي َر أ ُ مّ ٍة م َ حياتنا و حركتنا لنصبو دوما نحو امة افضل و اكمل ) ُكن ُت ْ ك ِر ] ...آل من َ ن ا ْل ُ ن عَ ِ ف َو َت ْن َه ْو َ ع ُرو ِ م ْ ن ِبا ْل َ س َت ْأ ُم ُرو َ ت ِلل ّنا ِ ج ْ خ ِر َ أُ ْ عمران الية 110 . ومع كل هذا وبالرغم مايحمله مفهوم الوحدة من بداهة عقلية و انسانية ومنفعة سامية تجد ان هناك العديد من الناس مازال يهمشها تارة واخرى يقصيها .و هؤلء الناس عادة هم قشور ول لب ,و رواة ول عقل ينسجون بيوتا لفكارهم ليتخندقوا فيها طوائفا وفرقا يكفرون متفكهين و يجادلون عمهين قد استحوذ عليهم افك ابتدعوه وشرك مضو فيه و نصبوه وكأنهم لم يسمعوا ما ورد عن ما روي عن المعصومين رضي ا عنه " :عن أبي العباس قال :سألت أبا عبدا عليه السلم عن أدنى مايكون به النسان مشركا ،قال :فقال :من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض
عليه ".وما علموا وانى لهم ان فعلهم هذا تقيدا للمة واضعافا لها تماما كما انبأنا بذلك رسول ا صلى ا عليه و سلم :يقول: توشك المم أن تتداعي عليكم تداعي الكلة على قصعتها ،قال قائل منهم أمن قلة يا رسول ا يومئذ؟ قال ) ص( :بل انتم كثير ولكنكم كغثاء السيل ولينزعن ا من عدوكم المهابة منكم، وليقذف في قلوبكم الوهن .قال قائل يا رسول ا :وما الوهن؟ قال :حب الدنيا وكراهية الموت . فالوحدة السلمية هي تأصيل الفكر و الحركة ضمن إطار إسلمي موضوعي متجنبة حالة الغاء الخر أو الزامه بمذهب جديد أو سلبه اياه. و الوحدة ليست حلما أو بدعة ابتدعها مفكرون في هذه المة بل هي نهج اسلمي اصيل نشأ منذ لحظات السلم الولى حيث نجد ان السلم كان يعطي اي شخص ينطق بالشهادتين حصانة حقوقية لدمه وماله وعرضه كما ان المسلم يملك حقا عالميا على اخيه المسلم ":عن أبي عبدا عليه السلم قال :من لم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم".
العرض: . الوحدة الولى في المجتمع المكي: إن الساس الول الذي شاد عليه السلم بناءه الجتماعي هو الخوة بين أفراده جميعا ..فمن الطبيعي وهو مجتمع يقوم على عقيدة تجمع بين أبنائه أن يجعل منها رابطة قوية تش ّد كل المسلمين وتؤلف بين قلوبهم|. إنه يجعل هذه الخ ّوة علقة حقيقية تزيد على علقة الدم والنسب وتفضلها ..وقد كان السلم بذلك أول من أقام مجتمعا على أساس رابطة روحية يجعل لها العتبار الول ،ويعتمد عليها
في تقرير الحقوق والواجبات.. ففي المجتمع المكي كان رباط الخوة هو الساس المتين الذي يتجمع حوله المسلمون دون اعتبار لما كان بين العرب قبل السلم من روابط تقوم على النساب والجناس والتعصب لها.. ففي السلم ل تفاخر بالنساب ول اعتبار للجنس ،فالسلم يرفض أن يفترق الناس أجناسا مختلفة وأن تفصل بينهم فواصل من صنع أيديهم. ولهذا فقد احتضن المجتمع السلمي الول المسلمين من كل جنس ومن كل لون ،ولم يجد الفارسي أو الرومي أو الحبشي حائ ل ً يمنعهم من النتساب لهذا المجتمع بل والتصدر فيه.. وكانت هذه الخوة نوعا جديدا من العلقات لم يعهده المجتمع العربي قبل السلم ،إذ كان ذلك المجتمع يقوم على رباط النسب والجنس فجاء السلم ليجعل الترابط في مجتمعه يقوم على أساس روحي وفكري من وحدة العقيدة ووحدة الغاية، متخطيا في ذلك الروابط التي تحمل في طياتها عوامل التفكك وبذور النهيار. وكان المسلمون في المجتمع المكي صفا من العاملين ،أخذوا ء ولم يكن في طبيعة الدعوة هذه الدعوة أول أمرها ألما وعنا ً السلمية ما يجذب غير العاملين المخلصين ..وكان الرسول ) ص( ل يلقي من رمزا للسلم وأفقا واسعا من الصبر والحتمال ،وظ ّ العنت ما ذهب بماله ومال زوجه وأصحابه ،وكان يم ّر على المستضعفين من أصحابه فيقول :صبرا ل املك لكم من ا شيئا. وبذلك خ ّلى ما بينهم وبين ربهم وعرضهم عرضا مباشرا للمحنة واحتمل معهم ما يحتملون.. والمؤمنون يرون هذا ويحمل كل فرد ما يطيق من البلء ..لقد دخلوا السلم مغارم من أول يوم عرفوا فيه السلم وآمنوا بالرسول على أ ّنه مب ّلغ ل على أنه قادر على حمايتهم أو النتصار لهم .ورغم هذه اللم جميعا كانت لهم عبادتهم المح ّببة وأخ ّوتهم الخالصة ووقفاتهم الطويلة التي يفرضونها على
أنفسهم ..وتك ّونت المجموعة السلمية الولى ،فكانت مجموعة عالمية تدعو لدين عالمي و ُأخوة عالمية تفنى فيها فروق الجنس واللون والطبقات ،فالناس كلهم إخوة ينتسبون إلى أب واحد، ويعبدون ربا واحدا.. وقام المجتمع السلمي على أساس من التكافل والتكامل والتفاهم ..وكان في تكامله وتفاهم أعضائه ما جعل كل عضو فيه يؤدي واجبه ،ويقوم بالعمل الذي تؤهله له مواهبه ،ويمنحه المجتمع من الطاقة ما يكفيه للسير في هذه المهمة ..فإذا اشتكى عضو ظهر التكافل واضحا فيتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. فالسلم أقام عدالته الجتماعية على هذا المعنى الدقيق من التكافل ووحدة الشعور ..بل وكان في هذا المجتمع الكريم ما هو أسمى من العدالة الجتماعية ..كان فيه الكرم الجتماعي والغذاء الجتماعي ..وبه كان يدفع الفرد أكثر مما ُيطلب منه، ويبذل أكثر مما طلب منه الشرع السلمي ..إذ لم يكن المر أمر مال فقط ولكنهم كانوا جسدا واحدا له شعور واحد وهدف واحد وكيان واحد ومصلحة واحدة. ل على هذا: ومن أهم المظاهر التي تد ّ _1التكافل القتصادي :كان أغنياء المسلمين ينفقون الموال لتحرير إخوانهم من ال ّرق ،ومن المثلة على ذلك أبو بكر الصديق كان له مال كثير ،أنفقه على عتق الرقيق المعذبين ..وهم قوم خالط الدين قلوبهم وخالفوا ساداتهم في اليمان ،وثبت هؤلء الضعفاء على إيمانهم رغم ما أصابهم من أذى وإرهاق ..ويروي لنا التاريخ أن أبا فكيهة كان عبدا لصفوان بن أمية وأنه أسلم مع بلل فكان من السابقين الول ،وقد أخذه أمية بن خلف وربط في رجله حبل ،وأمر به فج ّر ثم ألقاه في الرمضاء ،وخنقه خنفا شديدا .وكان أخوه أبي بن خلف يقول زده عذابا حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره ،ولم يزل على تلك الحال حتى ظ ّنوا أنه مات .ثم أفاق فم ّر به أبو بكر فاشتراه وأعتقه.
وتك ّررت هذه الحوادث مع عمار وبلل وغيرهم كثير ،فما كان من لخوانهم في العقيدة أغنياء المسلمين إل أن جعلوا مالهم فداء ِ حتى يخففوا عنهم بعض ما يحملون من اللم. واشتد العذاب بالمسلمين جميعا حين قاطعتهم قريش اقتصاديا وألجأتهم إلى شعب أبي طالب ،فوضع المسلمون مالهم بين يدي المحنة ترعاه حتى أتت عليه ومضت العوام الثلثة وفنيت أموال المسلمين حتى أكلوا ورق الشجر من الفقر والجوع. _2رد الجوار :لقد دخل بعض الصحابة في جوار نفر من أقوياء الكفار ،ولكن أمر الذى اشتد بإخوانهم فلم تطب نفوسهم بأن يعيشوا في مكة آمنين وإخوانهم في العذاب .فما كان منهم إل أن ر ّدوا الجوار إلى أصحابه واقتحموا لهيب العذاب سعداء بما يلقون في جنب ا ..ويروي ابن هشام في كتابه ) السيرة النبوية( فيقول :لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول ا ) ص( من بلء وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة قال :وا إن غد ّوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك ،وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلء والذى في ا ما ل يصيبني لنقص كبير في نفسي ،فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له :يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت إليك جوارك، قال له :يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي :قال :ل ولكنني أرضى بجوار ا ول أريد أن أستجير بغيره. قال :فانطلق إلى المسجد فاردد علي جواري علنية كما أجرتك علنية. قال :فانطلقنا فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد :هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري :قال :صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار. ولكني أحببت أن ل أستجير بغير ا فقد رددت عليه جواره ثم انصرف وعثمان ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلب في مجلس من قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان :فقال لبيد :أل كل شيء ما خل ا باطل ،فقال عثمان صدقت قال :وكل نعيم ل محالة زائل ،قال عثمان :كذبت ،نعيم الجنة ل يزول .قال لبيد بن
ربيعة :يا معشر قريش وا ما كان يؤذي جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم :إن هذا سفيه في سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فل تجدن في نفسك من قوله .فرد عليه عثمان حتى سرى أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخفرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان .فقال :أما وا يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية لقد كنت في ذمة ن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل منيعة .قال عثمان :بل وا إ ّ ما أصاب أختها في ا واني وا لفي جوار من هو أعز منك م يا ابن أخي إن وأقدر يا أبا عبد شمس .فقال له الوليد :هل ّ شئت إلى جوارك فعد .فقال :ل. كما ر ّد أبو بكر جوار ابن الدغنة سيد الحابيش حينما طلب إليه أن يكف عن تلوة القرآن في المسجد قائل :أرد عليك جوارك وأرضى بجوار ا. _3الفداء :ومن نتائج وحدة الشعور عند المسلمين تقديرهم العميق لرسول ا ) ص( كرمز لهذه الدعوة ،ومما يدل على هذا ما حدث وقت الهجرة حين نام علي ابن أبي طالب في فراش جى ببرده وخرج الرسول مهاجرا إلى ر ّبه ..وهكذا الرسول وتس ّ كانت أخوة السلم تمل قلوب المسلمين وأرواحهم وتجعل منهم دروعا تحمي رسول ا ) ص( وتفديه. لقد كانوا قوما أح ّبوا هذا الدين من قلوبهم حبا صادقا ،ولم ل ،أو وراثة يحيون فيها، يأخذوا السلم ) وظيفة( يؤدون منها عم ً وإنما أخذوه روحا وعقيدة توجه كل أوضاع حياتهم. ولهذا لم ير العالم كأصحاب محمد ) ص( قوما من مختلف العناصر والبيئات والجناس والطبقات اجتمعوا على التضحية هذا سخي. الجتماع الرائع ،وبذلوا لخ ّوتهم هذا البذل ال ّ في المجتمع المدني: كموا عندما وصل المهاجرون إلى المدينة تنافس فيهم النصار فح ّ القرعة بينهم فما نزل مهاجر على أنصاري إل بقرعة ..وكانوا يؤثرون إخوانهم المهاجرين على أنفسهم ..وسجل القرآن ذلك
الموقف الفريد ) :والذين تبوؤا الدار واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاج ًة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ،ومن يوق ش ّ ح نفسه فأولئك هم المفلحون(. كن الرسول ) ص( بينهم هذا الخاء آخى بين المهاجرين وحتى ُيم ّ والنصار فكان كل أنصاري ونزيله أخوين في ا .ويستطيع النسان أن يدرك بحسه السلمي أن هذه الخوة كانت أرقى بكثير من الخوة العصبية ..فهي قلوب أ ّلف ا بينها حتى صارت شيئا واحدا في أجسام متفرقة ..حتى إنهم كانوا يتوارثون بعد الموت دون ذوي الرحام ،والرسول عليه السلم يقول لكل اثنين ) تآخيا في ا أخوين أخوين( ..ودام هذا الميراث إلى أن أنزل ا سبحانه قوله في سورة الحزاب ) :وأولو الرحام بعضهم أولى بعض في كتاب ا(. ولتثبيت دعائم الخوة في هذا المجتمع الكريم فإن الرسول ) ص( ابتدأ عمله في المدينة بإيجاد الروابط التي تربط أفراد الجماعة السلمية ،وك ّون وحدة تضم العناصر المختلفة النساب والماكن ،وجعل من ذلك المجتمع المختلف أنسابا وقبائل مجتمعا مؤتلفا في شعورهُ ،تمحى فيه الفوارق. لقد وجد النبي ) ص( مهاجرين من بطون مختلفة ،ووجد أنصارا أووا ونصروا ،ولكن الدماء لم تكن قد جفت بينهم فجاء إلى ذلك المجتمع الذي كان متنافرا ،ليؤلف بين قلوبهم ،والمم إنما تتكون بتأليف القلوب المتنافرة ،وجمعها على الحق ،وأشد ما يجمع الناس على الحق _ اليمان بالله والخضوع لحكامه.. قال السهيلي في كتابه الروض النف ) :آخى رسول ا ) ص( بين أصحابه حين نزلوا بالمدينة ،ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويؤنسهم من مفارقة الهل والعشيرة ويشد أزرهم بعضهم ببعض(.. وهذا أحد أغراض المؤاخاة ..فالمؤاخاة أول تتجه إلى تكوين وحدة الجماعة المؤمنة ،ولذلك كانت المؤاخاة بين المهاجرين
ل ،وكانت بين المهاجرين بعضهم مع بعض ثانيا ،وبين والنصار أو ً النصار بعضهم مع بعض ثالثا ،أوسهم مع خزرجهم ،ليقضي الرسول على الثغرة السابقة باللفة التي تجمع القلوب ،وتزيل نفورها. فالمؤاخاة كانت لتجعل رابطة الخ ّوة هي العلقة الوثيقة بين النسيب الشريف ،والمولى الضعيف ،ولذلك كانت المؤاخاة بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة مولى رسول ا ) ص(. والمؤاخاة كانت لتضع مبدأ المسأواة عمليا بين أفراد الجماعة المسلمة ..قال ابن إسحاق ) :وآخى رسول ا ) ص( بين أصحابه من المهاجرين والنصار ،فقال _ فيما بلغنا ،ونعوذ بالله أن نقول خوين ،ثم أخذ بيد علي بن خوين أ َ عليه ما لم ُيقل :تآخوا في ا أ َ أبي طالب ،فقال :هذا أخي .فكان رسول ا سيد المرسلين، وإمام المتقين ،ورسول رب العالمين ،الذي ليس له خطير ول خوين، نظير من العباد ،وعلي بن أبي طالب رضي ا عنه ،أ َ وكان حمزة بن عبد المطلب ،أسد ا وأسد رسوله ) ص( ،وعم خوين، رسول ا ) ص( ،وزيد بن حارثة ،مولى رسول ا ) ص( أ َ وإليه أوصى حمزة يوم أحد حين حضره القتال إن حدث بن حادث الموت ،وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين ،الط ّيار في خوين. الجنة ،ومعاذ بن جبل ،أخو بني سلمة ،أ َ وكان أبو بكر الصديق رضي ا عنه ،ابن أبي قحافة ،وخارجة بن زهير ،أخو بلحارث بن الخزرج ،أخوين .وعمر بن الخطاب رضي ا عنه ،وعتبان بن مالك ،أخو بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج أخوين :وأبو عبيدة بن عبد ا بن الج ّراح ،واسمه عامر بن عبد ا ،وسعد بن معاذ بن النعمان، عوف ،وسعد بن أخو بني عبد الشهل ،أخوين ،وعبد الرحمن بن َ الربيع ،أخو بلحارث بن الخزرج ،أخوين ،والزبير بن الع ّوام، وسلمة بن سلمة بن َوقش ،أخو بني عبد الشهل ،أخوين، ويقال :بل الزبير وعبد ا بن مسعود ،حليف بني زهرة ،أخوين. وعثمان بن ع ّفان ،وأوس بن ثابت بن المنذر ،أخو بني النجار،
أخوين وطلحة بن عبيد ا ،وكعب بن مالك ،أخو بني سلمة، أخوين ،وسعد بن زيد بن عمر بن ُنفيل ،وأبي بن كعب ،أخو بني النجار ،أخوين .ومصعب بن عمير بن هاشم ،وأبو ايوب خالد بن زيد ،أخو بني النجار ،أخوين .وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وع ّباد بن بشر بن وقش ،أخو بني عبد الشهل ،أخوين .وعمار بن عبس، حذيفة بن اليمان ،أخو بني عبد َ ياسر ،حليف بني مخزوم ،و ُ حليف بني عبد الشهل أخوين .ويقال ثابت بن قيس بن الشماس، أخو بلحارث بن الخزرج ،خطيب رسول ا ) ص( ،وعمار بن ياسر، جنادة الغفاري ،والمنذر بن عمرو، أخوين .وأبو ذ ّر ،وهو ُبرير بن ُ أخو بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ،أخوين. ى، وكان حاطب بن أبي بلتعة ،حليفة بني أسد بن عبد العز ّ عويم بن ساعدة ،أخو بني عمرو بن عوف ،أخوين وسلمان و ُ ع َويمر بن ثعلبة ،أخو بلحارث بن الفارسي ،وأبو الدرداءُ ، الخزرج ،أخوين .وبلل ،مولى أبي بكر رضي ا عنهما ،مؤذن رسول ا ) ص( وأبو ُرويحة ،عبد ا بن عبد الرحمن الخثعمي، من كان رسول ا ) ص( آخى سمي لنا ،م ّ أخوين .فهؤلء من ُ بينهم من أصحابه. ما د ّون عمر بن الخطاب الدوأوين بالشام، وقال ابن اسحاق :فل ّ وكان بلل قد خرج إلى الشام ،فأقام بها ُمجاهدا ،فقال عمر لبلل :إلى من تجعل ديوانك يا بلل؟ قال :مع أبي ُرويحة ،ل أفارقه أبدا ،للخوة التي كان رسول ا ) ص( عقد بينه وبيني، خثعم ،لمكان بلل منهم ،فهو م ديوان الحبشة الى َ ض ّ م إليه ،و ُ فض ّ في خثعم الى هذا اليوم بالشام(. يتبين لنا من هذا العرض الكبير لعقد الخاء العام بين المسلمين بعضهم وبعض أن هذا الخاء يرتبط بمعنى العقيدة التي يقررها القرآن الكريم بقوله تعالى ) :إنما المؤمنون إخوة( ..فالسلم دين تجميع و ُألفة .ومن هنا يجيء الخاء مظهرا من مظاهر الهدي السلمي الذي يستحق المؤمن عليه ثواب ا ورضوانه. يقول الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ) خاتم النبيين(.
إن المقصود من هذه المؤاخاة: أو ل ً :عقد اللفة بين الضعيف والقوي ،وتمكين الصحبة بين المؤمنين ،وأ ل ّ يتعالى مؤمن على مؤمن. ثانيا :أن المهاجرين كانوا من قبائل مختلفة ،والقرشيون منهم كانوا من بيوت متنافسة ،فكان ل بد من محو العصبية والدمج بينهم بحكم أخوة السلم. ثالثا :أن النصار لم يكونوا متآلفين فيما بينهم ،فكانت على مقربة من هدايتهم العدأوة المستعرة الوار بينهم ،بين الوس والخزرج ،فكان ل بد من العمل على نسيانها ،وذلك بالمؤاخاة السلمية. رابعا :أن النبي ) ص( عندما عقد عقد المؤاخاة كان يشرع للمة من بعده هذا النظام الذي يجمع المسلمين ،ولم يكن حكما لحادثة واقعة ،ول علجا مقصورا ،على ما بين المهاجرين والنصار بل هو تأليف للمؤمنين ونظام متبع ،وربما تكون الحاجة إليه من بعد أشد وأكبر(. ولهذا فإن الخوة السلمية تمتاز على كل أساس يهتدي إليه البشر ،لنها عقيدة قوية تحوي ركائز روحية وإنسانية ،ل افتعال فيها ول تزوير ..ولقد أصبحت هذه الخ ّوة الصادقة في المجتمع السلمي مقياسا من مقاييس اليمان يزكو بها العمل وتعلو بها الدرجة ..بل ترقى المحبة في ا والخوة في اليمان به حتى تصير أفضل العمال وأولها بالقبول ..يقول الرسول ) ص(: ) أفضل العمال الحب في ا(. إن هذا التصور لمنزلة الخوة في ا يحيط العلقة في المجتمع المسلم بهالة من نور العقيدة تحميها من النفصام وتثبتها على الدوام ،وتكفل للمجتمع السلمي أن يظل بمنأى عن الصراع والمنافسة.. يقول الدكتور مصطفى عبد الواحد في كتابه ) المجتمع السلمي( ) :والسلم يعلنها واضحة في مجتمعه على لسان رسوله ) :لتؤمنوا حتى تحا ّبوا( ..والقرآن يعلن هذه الحقيقة
وحين يبين أن الرابطة التي جمعت بين أبنائه لم تكن صنع قانون يفرض ،ولم ُتجتلب بغايات مادية ولم تدخل في نطاق المنفعة، بل صدرت عن العقيدة ونبعث من الخوة ،وتلك الصرة ل ُتشترى بشيء من الدنيا ولو كانت كل مافيها من أموال ،ولكنها تنبع ببساطة من القلوب المؤمنة حتى تسيطر عليها العقيدة ويدفعها اليمان ..يقول ا سبحانه ) :وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الرض جميعا ما أ ّلفت بين قلوبهم ،ولكن ا ألف بينهم(. وهذا ما حدث في المدينة فع ل ً حين قام أول مجتمع إسلمي بعد هجرة المسلمين إليها ،فكانت الخوة بين المؤمنين الدعامة الولى التي قام عليها المجتمع ..حيث أفلحت الخوة في شدهم برباط متين من المحبة واليثار ..فقد فتح أهل يثرب الذين اعتنقوا السلم قلوبهم لخوانهم الذين وفدوا من مكة ،على غير أرحام بينهم ،بعيدا عن نطاق العصبية للقبيلة فقط ،واتسعت ديارهم وأموالهم وأسواقهم لولئك الذين هاجروا إليهم. وهذا الذي قام به النصار نحو إخوانهم المهاجرين لم يصدر عن طبع أو كرم اعتاده العرب نحو من ينزل عليهم ،ولكنه صدر عن إدراك لعلقة جديدة أنشأها السلم بين أتباعه ،هي أن المسلم أخو المسلم ،وأن لتلك الخوة حقوقا تقتضيها ،ليست عاطفة مجردة ،بل هي تنظيم عملي للمجتمع الجديد يربط بين الفراد برباط وثيق.. ولذا لم يتحرج المهاجرون من بقائهم في ديار النصار ومن اعتمادهم على عونهم فترة من الزمان ،فقد قضت الخوة على التقاليد الجاهلية التي ل تعرف ارتباطا إل بالقبيلة ول تأوي إل إلى العصبية والنسب. قال أعداء السلم التسلسل الكلمة الكاتب " 18لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في السلم وفي قدرته على التوسع والخضاع وفي حيويته المدهشة" لورانس بروان
" 17من يدري؟ ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلد الغرب مهددة بالمسلمين يهبطون إليها من السماء لغزو العالم مرة ثانية ،وفي الوقت المناسب" ألبر مشادور " 16إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية ،أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له ،أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بل وزن ول تأثير" المنصر لورانس بروان " 15إن الوحدة السلمية نائمة ،لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ" أرنولد توينبي " 14إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم السلمي وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن السلم ينتصر في هذه البلد، وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب السلمية ودينها" المستشرق المريكي " و ك سميث" ) الخبير بشؤون الباكست " 13و ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا" لكوست ) وزير المستعمرات الفرنسي عام (1962 ل يوجد مكان على سطح الرض إل واجتاز السلم حدوده " 12 وانتشر فيه؛ فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق أي دين آخر" هانوتو ) وزير خارجية فرنسا سابقا( " 11إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم" سالزار " 10إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلم المناسب عن السلم ،فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى" المستشرق البريطاني مونتجومري وات " 9إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد" بن جوريون " 8يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم ،حتى ننتصر عليهم" الحاكم الفرنسي في
الجزائر بعد مرور مائة عام على اح " 7يجب أن ندرك أن الخلفات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلفات بين دول أو شعوب ،بل هي خلفات بين الحضارة السلمية والحضارة المسيحية" ..لقد كان الصراع محتدما ما بين المسيحية والسلم منذ القرون الوسطى ،وهو مستمر حتى هذه اللحظة ،بصور مختلفة .ومنذ قرن ونصف خضع السلم لسيطرة الغرب ،وخضع التراث السلمي للتراث المسيحي. إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي ،فلسفته ،وعقيدته ،ونظامه ،وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي السلمي ،بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين السلمي ،ول تستطيع أمريكا إل أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للسلم وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية ،لنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها .إن روستو يحدد أن هدف الستعمار في الشرق الوسط هو تدمير الحضارة السلمية ،وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط ،وأن ذلك ليس إل استمرارا للحروب الصليبية. ** أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية المريكية ومساعد وزير الخارجية المريكية ،ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الوسط حتى عام 1967م أيوجين روستو 6لقد كان إخراج القدس من سيطرة السلم حلم المسيحيين واليهود على السواء ،إن سرور المسيحيين ل يقل عن سرور اليهود ،إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين ،وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفأوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود .راندولف تشرشل 5كان قادتنا يخوفننا بشعوب مختلفة ،لكننا بعد الختبار لم نجد
مبررا لمثل تلك المخأوف ..كانوا يخوفنا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني الصفر ،والخطر البلشفي ..لكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا ،والبلشفة الشيوعيون حلفاؤنا ،أما اليابانيون ،فإن هناك دو ل ً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقأومتهم. لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في السلم ،وفي قدرته على التوسع والخضاع ،وفي حيويته المدهشة .لورانس برأون 4في كتابه " العالم العربي المعاصر" :إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالمة العربية ،ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة عند العرب ،بل بسبب السلم .يجب محاربة السلم ،للحيلولة دون وحدة العرب ،التي تؤدي إلى قوة العرب ،لن قوة العرب تتصاحب دائما مع قوة السلم وعزته وانتشاره .إن السلم يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الفريقية .مورو بيرجر 3لما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا ،احتج بعض النواب النكليز بعنف على كرزون ،واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلل تركيا ،التي يمكن أن تجمع حولها الدول السلمية مرة أخرى وتهجم على الغرب .فأجاب كرزون )) :لقد قضينا على تركيا ،التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم ..لننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين :السلم والخلفة .فصفق النواب النكليز كلهم وسكتت المعارضة (( .كرزون وزير خارجية إنكلترا 2إن الوحدة السلمية تجمع آمال الشعوب السلمية ،وتساعد التملص من السيطرة الوربية ،والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة ،من أجل ذلك يجب أن نح ّول بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة السلمية .القس سيمون 1إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية ،أمكن أن يصبحوا لعن ًة على العالم وخطرا ،أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له ،أما إذا بقوا متفرقين ،فإنهم يظلون حينئذ بل وزن ول تأثير ...يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين ،ليبقوا بل قوة ول تأثير.
أسباب التمزق و عقبات الوحدة : إن من أهم مشاكل الوحدة السلمية حسب ما بينه القادة والمفكرون السلميون أو ما هو واضح للمهتمين بها يتمثل في ثلث عقبات رئيسية وأخرى فرعية .هي: أول النعرات القومية ثانياـ النعرات الطائفية ثالثاـ الحكومات المهزومة ضح على أساس الجوانب الحياتية كما في 1ـ الجانب أو ُتو ّ العاطفي والنفسي 2ـ الجانب الفكري 3ـ الجانب السياسي. أولـ النعرات القومية ـ التعصب القومي والعنصري ظاهرة تسود كل المجتمعات الجاهلية فالمجتمع الجاهلي ينتقد القيم النسانية ويفتقد التربية النسانية ولذلك يعيش أفراده في مستوى منحط من التصورات والفكار والقيم وتصبح مظاهر اللغة أو اللون أو النسب هي معايير التمييز والتفضيل بين أبناء البشر وتهبط قيمة كل المعايير النسانية الصحيحة فالرسالة السلمية ) اللهية( تستهدف فيما تستهدف طرح معايير وتصورات إنسانية في المجتمع كي يتجأوز الكائن البشري ا ُ لطر الضيقة التي تؤطر فكر النسان الجاهلي مثل المرعى والقطيع. فالسلم واجه في الجزيرة العربية كما ذكرنا مجتمعا فرقته العصبيات القبلية واستفحلت فيه العداءات النسبية والعرقية من هنا كانت عملية القضاء على هذه النعرات والعصبيات من اصعب مهام القائد ) الرسول الكرم) ص( ( على طريق إنشاء المجتمع الموحد وعانى القائد ما عانى لستتباب معيار التقوى في المجتمع السلمي بدل المعايير الجاهلية لكن الجاهلية الحديثة أعادت لنا تلك القبائل والعصابات بأسلوب جديد ومسميات جديدة معقدة محاطة بأطر ونظريات علماء الجتماع الوربيين واليهود والمريكان ومحملة بكل الوسائل الرخيصة للقضاء على السلم فخلقت الفرقة وروح العداء بين أبناء المة السلمية . ثانياـ النعرات الطائفية .التجاهات الفكرية والجتهادية المختلفة ظاهرة شهدها العالم السلمي منذ فجر السلم بعضها طبيعي
يعود إلى طبيعة المجتمع البشري وبعضها الخر مفتعل استحدثه المغرضون لهدافهم الخاصة وخلل عصور تاريخية مختلفة استغلت هذه الختلفات لغراض شخصية ِمن قبل أفراد ل يؤمنون بالسلم أصل ولعبت السياسة على م ّر التاريخ السلمي دورا كبيرا في بروز التجاهات الفكرية والفقهية أو ضمورها وهذه المسألة واضحة لكل باحث في التاريخ السلمي ،والجانب الكبير من تفشي هذه النعرات يعود إلى جهل المسلمين فرعاع الناس كانوا دوما وقود النزاعات الطائفية واداة بيد المغرضين يستغلون تعصبهم العمى إلى هذه الجهة أو تلك ،فيثيرون المعارك والشتباكات 0فلكي نخطو للمام لبد أن تزول هذه النعرات الطائفية بين المسلمين وأن يحس المسلمون اجمع أن مشكلتهم واحدة هي طواغيت الرض الذين انقضوا على امتنا السلمية وسلبوا ثرواتها. ثالثاـ الحكومات المهزومة .بعد أن فشل الغزاة في فرض سيطرتهم المباشرة على العالم السلمي وضعوا خطة شاملة للسيطرة غير المباشرة على هذه المة شملت الجوانب السياسية والثقافية والقتصادية والجتماعية للمسلمين والذي ينهض بهذا كام الضعفاء في عالمنا السلمي فبعد أن تمزق الدور هو الح ّ العالم السلمي إلى دويلت متفرقة هنا وهناك اهتم الغزاة بتربية أفراد من هذه المة ليخلفوهم في تنفيذ مخطط التبعية ومارس هؤلء دورهم بكل إخلص فقمعوا كل حركة تحررية وقدموا ثروات المة المادية والمعنوية قربانا بين يدي أسيادهم، إن هذه الحكومات رغم تصاغرها أمام السياد وخضوعها وتخاذلها أمام المستعمرين لكنها تقف من شعوبها موقف الطاغية الجبار المتفرعن وبذلك ينفصل الجهاز الحاكم عن شعبه كام ويحرم المجتمع من أحد أهم دعائم الوحدة وهي وحدة الح ّ والمحكومين. كما ان هناك مشاكل وعقبات أمام الوحدة يمكن إيرادها على أساس أنها ثانوية وقد يع ّدها البعض أو قد تصل في بعض
الحيان إلى أسباب أو مشاكل رئيسية هي: 1ـ وعاظ السلطين ،إن هذه الظاهرة في عالمنا السلمي ليست جديدة فقد برزت في تأريخنا السلمي مع بروز النحراف عن السلم كما أنها ل تختص بالسلم بل تظهر كلما عصفت الهواء والغراض بالرسالت اللهية ومهمتهم هي إصدار الفتأوى التي تسند ذوي السلطة والنفوذ وتضفي عليهم الشرعية على انحرافهم وقد ظهرت ذروة المأساة حينما تولى زمام المور قيادات معادية للسلم ومعادية لكل تحرك إسلمي ب ّناء وهذه القيادات بدورها مارست كل ألوان الضغوط على علماء الدين كي يساعدوها على مسخ السلم والقضاء على الروح السلمية وحماية المشاريع الستعمارية في بلد المسلمين. 2ـ خلو ساحة الرسالة من القادة المبدئيين والمة المؤمنة. 3ـ فشل الطروحات الداعية للوحدة لن اغلبها انطلقت من الوساط المنحرفة عن الرسالة اللهية. 4ـ عدم تشخيص السبب الرئيسي للصراع ومن ثم عدم الستطاعة في تقديم العلج الناجح. 5ـ استغل المستعمرون سلبيات الحكومات الضعيفة فطرحوا الفكار البديلة للدولة السلمية مثل فكرة الدولة القومية خاصة أيام ضعف الحكم العثماني. طاع كبير من المة وذلك بعد الغزو 6ـ الهزيمة الداخلية بين ق ّ الستعماري من خلل البتعاد عن القيم والتعاليم السلمية واللجوء إلى الثقافة الغربية الرامية إلى تفكيك المة والسيطرة عليها. الخاتمة: . بعد تعريفنا للوحدة السلمية و الوقوف على نقاط مهمة منها الوحدة السلمية الولى وما قاله العداء عنا و أسباب تمزقنا ل يسعنا بعد العمل على قيامها إل أن نرفع أيدينا لخالقها و نتضرع
إليه بأن يرحمنا برحمته و يرشدنا إلى الطريق السليم فليس ذنبنا أننا ولدنا في زمن ليس بزماننا و مكان غير مكاننا .