الهجرة العاملية إلى إيران

Page 1

‫َاجر‬ ‫َر المه‬ ‫َعف‬ ‫ج‬

‫الِه ْج ُةرة ا َعل ام ّيل ة إ ة إ ْج ْجاة‬ ‫صفَوي‬ ‫في العَصْر ال َ‬

‫ّة‬ ‫ّة والسياسي‬ ‫َا التاريخية ونتائجها الثقافي‬ ‫أسبَابه‬


‫الكتاب ‪ :‬الهجرة العاملٌة إلى إٌران فً العهد الصفوي ‪.‬‬ ‫الكاتب ‪ :‬جعفر المهاجر ‪.‬‬ ‫اسم الناشر ‪ :‬دار الروضة للطباعة والنشر والتوزٌع ‪.‬‬ ‫عدد النسخ ‪ 3000 :‬نسخة ‪.‬‬

‫صدر فً ‪ :‬بٌروت ‪ /‬الطبعة األولى ‪ 1989‬م – ‪1410‬هـ‬


‫فهرست الموضوعات‬ ‫مقدمة‬

‫‪...................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪................................................................‬‬

‫معانً الرموز الواردة فً الكتاب ‪:‬‬ ‫مدخل‪:‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪................................‬‬

‫‪.................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪................................................................‬‬

‫إطار تارٌخً‬ ‫البَبابْب األول ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪- 1‬‬

‫‪........................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪................................‬‬

‫الصفوٌّون‬

‫‪................................‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬

‫‪:‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬العثمانٌّون‬

‫الباب الثانً ‪ :‬النهضة الشٌعٌة فً جبل عامل‬ ‫‪ -1‬إطار سٌاسً‬

‫‪.............................‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪36 ................................‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪..................................................................................................................‬‬

‫‪-2‬إطار ثقافي ‪45...........................................................................................‬‬ ‫‪ -3‬الشهٌد األول دمحم بن مكً الجزٌنً‪49...................................................................................‬‬

‫‪ -4‬اآلثار السياسية‪.‬والثقافية واإلجتماعية لحركة الشهيد ‪76.............................................‬‬ ‫‪ -5‬فترة الهجرة ‪78..........................................................................................‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬مسرح الهجرة‬ ‫تمهٌد ‪:‬‬

‫‪......................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪................................‬‬

‫‪.......................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬

‫‪ -1‬التشٌّع فً " إٌران " قبل الصفوٌ​ٌن ‪:‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪................................................................‬‬

‫‪ -1‬إعالن التشٌّع وردود الفعل األولى ‪:‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪................................................................‬‬

‫الباب الرابع ‪:‬‬

‫المهاجرون فً إٌران‬

‫‪ -1‬علً بن عبد العالً الكركً ‪:‬‬ ‫‪َ -2‬بمن بعد الكركً ‪:‬‬ ‫ــــ كمال الدٌن ‪ ،‬دروٌش دمحم بن الحسن ‪:‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪...........‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪................................................................‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪108.. ................................................................................................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪................................................................‬‬

‫‪112‬‬ ‫ـــ علً بن هالل الكركً ‪.................................................................................................................‬‬ ‫‪116‬‬ ‫ــــ حسٌن بن عبد الصمد الجباعً ‪.......................................................................................................‬‬ ‫ـــ بهاء الدٌن العاملً‬

‫‪................................‬‬ ‫‪122.. ................................................................................................‬‬


‫‪ -4‬نفوذ الفقهاء ‪:‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪................................................................‬‬

‫‪161‬‬ ‫‪-5‬الحركة اإلخبارٌة المعارضة لنفوذ المجتهدٌن ‪........................................................................................‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪-6‬الصراع بٌن الفقهاء والحركات الصوفٌّة ‪............................................................................................‬‬ ‫‪175‬‬ ‫زبدة الباب ‪...................................................................................................................................‬‬ ‫خاتمة المطاف ‪:‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪.........‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬

‫الملحق األول‬

‫‪................................‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬

‫الملحق الثانً‬

‫‪................................‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬

‫مكتبة البحث‬

‫‪................................‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬

‫كَبشــــّاف عــــام‬

‫‪................................‬‬ ‫‪.........‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬


‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬ ‫مقدمة‬ ‫اليجرة مف معالـ الحياة األساسية‪ ,‬فالناس بطبعيـ يتعّمقكف بأكطانيـ تعمقاً‬ ‫أف تيديد استقرارىـ في تمؾ األكطاف ىك مف أىـ أسباب التقاتل‬ ‫ديداً باللاً‪ ,‬إلى درجة ّ‬

‫كالحركب في تاريخ اإلنساف‪ .‬ذلؾ اف الكطف ىك عماد االستقرار‪ ,‬كاالستقرار ىك عماد‬ ‫اإلنتاج بكافة أ كالو الحضارية كالثقافية‪ .‬لكف حيف يعجز الكطف‪ ,‬لسبب أك آلخر‪،‬‬ ‫عف تقديـ عنصر ْؼ استمرار العيش‪ ،‬أعني األمف كاإلنتاج‪ ،‬فإف ركابط اإلنساف بو‬

‫تسقط ‪ ،‬كيفقد معناه بالنسبة ألىمو ‪ .‬عند ذلؾ تحدث اليجرة‪.‬‬

‫كحيف يياجر الناس ينسمخكف حقاً عف الكطف – األرض‪ ،‬كلكنيـ يحممكف معيـ‬ ‫– ك ّأنى ليـ اف ال يفعمكا‪ -‬كطنيـ الداخمي‪ ،‬الكطف – الثقافة‪ .‬مف ىنا تككف اليجرة‬

‫مناسبة فريدة تتسارع فييا عممية التثااق إلى أاصى ما يمكف ليا أف تككف‪ .‬ذلؾ انيا‬ ‫تُحدث اتصاالً مبا اًر ككامبلً بيف مجتمعيف بكل مذخكرييما المعنكؼ‪.‬‬

‫فالناس حيث‬

‫يستقركف مف جديد ينقمكف معيـ ثقافتيـ‪ ،‬كاذ ذاؾ تبدأ عممية تفاعل‪ ،‬تتبلاح فييا‬

‫الثقافة الطارئة مع الثقافة المحمية‪ .‬كىك تفاعل ال يمكف أف يحدث بالقكة نفسيا تحت‬ ‫أية ركو أخرػ‪ .‬يككف فيو‪ ،‬عمى مستكػ األفكار كالقيـ كالعادات‪ ،‬غالب كملمكب‬ ‫كمنتصر كمدحكر‪ .‬فتندثر أفكار كأنماو كتزدىر اخرػ‪ .‬كينتج مف بيف ىذا كذاؾ‬ ‫جديد‬ ‫يء جديد‪ .‬فكأنؾ صيرت معدنيف في بكتقة كاحدة‪ ،‬ليخرج مف المصير خمي ٌ‬ ‫ط ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫تفاكت في مساىمة كل‬ ‫مككنيو معاً‪ ،‬عمى‬ ‫ذك مكاصفات جديدة‪ ،‬ينتمي بأصمو إلى ّ‬ ‫اثية ‪ ،‬عمى‬ ‫منيما في تخميق ىذا الخميط‪ .‬تماماً مثمما يحمل اإلبف صفات أبكيو الكر ّ‬ ‫الرغـ مف أ ّف بيف تمؾ الصفات صفات غالبة كصفات ملمكبة‪.‬‬


‫ثـ إف ىناؾ لكناً مف ألكاف اليجرة يككف مكضكعو كمادتو فئة مختارة مف‬ ‫ٍ‬ ‫اضطياد يمحق بيا‪ ،‬في طمب األمف كحرية البحث‬ ‫المثقفيف‪ ،‬تترؾ كطنيا ىرباً مف‬ ‫عادة كبيرة‬ ‫كالممارسة‪ ،‬ناامة معيا ثقافتيا إلى الكطف الجديد‪ .‬كنتائج ىذا النكع ىي ً‬

‫كمتنكعة‪.‬‬

‫ىجرة فقياء "جبل عامل" كالمناطق المجاكرة لو مف "سيل البقاع" إلى "إيراف" في‬ ‫العصر الصفكؼ كاحدة مف تمؾ اليجرات اإلنتقائية ‪ .‬صنعت تاريخاً‪ ،‬كصاغػت حاض اًر‪،‬‬ ‫كرسمت مستقببلً ل عب مف أعرؽ عكب األرض كأغناىا مساىمة في حضارة اإلنساف‪.‬‬ ‫صاحب المساىمة التي ال تجارييا مساىم ُة‬ ‫كىك كذلؾ بيف‪ ،‬بيف ال عكب اإلسبلمية‪،‬‬ ‫ُ‬

‫أؼ عب مسمـ آخر في إنماء المعارؼ اإلسبلمية‪ .‬كما دمنا اد أ رنا إلى المستقبل‪،‬‬ ‫فإف عمينا أف نقكؿ‪ ،‬إف التفاعبلت التي بدأتيا ىذه اليجرة لـ تتكامل بعد‪ .‬كاف اياـ‬

‫ُمكر عند بداية جديدة‪ .‬إذ كضع حيكية ىذا ال عب التاريخية‬ ‫الجميكرية اإلسبلمية اد األ َ‬ ‫الفريدة كعبقريتو في مكاع القيادة لمطميعة اإلسبلمية المنت رة في دار اإلسبلـ‪ .‬كفي ٍ‬ ‫كات‬ ‫التبعية المفركض عمييا فرضاً مف‬ ‫يتصاعػُد فيو تمممل ال عكب اإلسبلمية مف كضع‬ ‫ّ‬

‫أف الفكر السياسي لمجميكرية اإلسبلمية ىك الكحيد الذؼ‬ ‫ابل الدكؿ الكبرػ‪ .‬خصكصاً ك ّ‬ ‫ينطمق مف مبدأ ذاتية العالـ اإلسبلمي فكرياً كسياسياً كتنمكياً‪ .‬كعمى الرغـ مف الطكؽ‬

‫العالمي المضركب عمى الجميكرية‪ ،‬كامع السمطات المحمية المتكاصل في كل األاطار‬ ‫اإلسبلمية‪ ،‬فإف طميعة إسبلمية متحِّفزة متنامية تتزايد كتنت ر في كل أنحاء دار‬ ‫اكتيا‬ ‫اإلسبلـ‪ ،‬مسّمحة برؤية سياسية كاضحة‪ ،‬كطامحة إلى دكر سياسي يتكافأ مع ّ‬

‫التمثيمية ألكسع الجماىير‪.‬ىذه الطميعة تجد مثاليا في نمكذج الجميكرية اإلسبلمية‪ .‬كال‬ ‫يزيدىا التطكيق العالمي كالقمع المحّمي إال كعياً عمى حقيقة أزمة األمة‪.‬‬ ‫امنا ابل اميل أف اليجرة تحدث تفاعبلً كصفناه نمكذجياً‪ .‬كنضيق اآلف أف ىذا‬

‫التفاعل يأخذ حجمو مف حجـ اليجرة ذاتيا‪ ،‬كأيضاً‪ ،‬كخصكصاً بالنسبة ليجرة المثقفيف‪،‬‬ ‫مف تكافؤ الفكر الذؼ يحممكنو مع تحّفزات كاستعدادات الميجر كاابميتو الستيعاب تمؾ‬ ‫األفكار‪ .‬كعميو فإف منيج ىذا الكتاب يدكر حكؿ مسألتيف أساسيتيف حمميما اسمو عمى‬ ‫اللبلؼ‪.‬‬


‫األولى ‪ :‬الخصكصية الفكرية لممراكز العممية التي كانت اائم ًة في "جبل عامل"‬ ‫كالمناطق المجاكرة لو مف "سيل البقاع"‪ .‬كيمكف اف نقكؿ أيضاً‪ ،‬عمى سبيل‬ ‫السياسي الذؼ أنجزتو تمؾ المراكز العممية‪ ،‬كتمّثمو فقياؤىا‪ ،‬ثـ‬ ‫ُّ‬ ‫التخصيص‪ ،‬الم ركعُ‬

‫حممكه معيـ مياجريف‪ .‬ىذه اإل كالية عالجناىا في دراسة أسباب اليجرة‬

‫‪.‬‬ ‫مكضكعياً‬ ‫ّ‬

‫صكصي ُة الفكرّي ُة أك الم ركعُ السياسي ىما أمر كاحد‪ .‬ففي أعماؽ أسباب اليجرة‬ ‫الخ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تكمف الخصكصية الفكرية ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬األرضية اإليرانية التي تفاعمت مع األفكار أك الم ركع الذؼ حممو‬ ‫معيـ المياجركف‪ ،‬بكامل عناصرىا الثقافية‬

‫كالسياسية كاالجتماعية‪ .‬ىذه المسألة‬

‫نكد أف نضيق ك‬ ‫عالجناىا تحت عنكاف النتائج الثقافية كالسياسية لميجرة‪ .‬كلقد كنا ّ‬

‫نقص المعمكمات‬ ‫(االجتماعية) ‪ ،‬لكف حاؿ دكف رغبتنا ُ‬

‫عػمى ىذه النقطة‪ .‬ذلؾ أف‬

‫ِ‬ ‫مسجل‬ ‫كاتب التاريخ الذؼ أخذنا عنو ىك أحد خصيف‪ .‬إما لساف حاؿ السمطة‪ ،‬أك ّ‬

‫التاريخ الرسمي‪ ،‬الذؼ ُيعنى بتسجيل التاريخ مف مكاع ككجية نظر الحاكـ‪ .‬كاما‬

‫استمرٌار لمنيج النقد الرجالي‪ ،‬الذؼ عني أساساً ب رح حاؿ رجاؿ الحديث‪ .‬كاستمر‬ ‫ِ‬ ‫أما‬ ‫السير كالطبقات التي ُّ‬ ‫بص َكر حياة الفقياء‪ّ .‬‬ ‫ىذا االتجاه ب كل ُكتُب التراجـ ك ّ‬ ‫تيتـ ُ‬ ‫أحكاؿ الناس العادييف فبل يأتي أح ٌػد عػمى ِ‬ ‫ذكرىا إالّ َع َػرضاً أك استطراداً ‪ .‬ليػذا السبب‬

‫التحكالت السياسية كالثقافية كاف دائما أم اًر ميسك اًر عمى كجو العمكـ‪ .‬أما‬ ‫فإف رصد‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية فيييات‪.‬‬ ‫***‬ ‫يتكامل بنياف البحث في األبكاب التالية ‪:‬‬ ‫األول ‪:‬‬ ‫‪ -‬الباب ّ‬

‫"إطار تاريخي"‪ .‬كىك‪ ،‬ككل إطار تاريخي يرسـ حدكد‬

‫السمات التي‬ ‫كمكاصفات الفترة التاريخية التي ّ‬ ‫يتحرؾ فييا البحث ‪ ،‬مع التركيز عمى ّ‬ ‫طيف تاريخييف التقيا عند اليجرة‪ ،‬ىما ‪:‬‬ ‫نتتب ُع خ ّ‬ ‫ىيأت ألحداثو كأدكار أبطالو‪ .‬كفيو ّ‬ ‫ّ‬

‫ػ ػ ػ ػ ػ‪ .1‬نمك كتصاعد الحركة الصفكية ‪ ،‬الصكفية – ال يعية ‪ ،‬مف طريقة صكفية‬

‫تمزؽ‪ ،‬كبدأت كضعيا عمى طريق الت ّيع اإلمامي‪.‬‬ ‫كحدت إيراف بعد طكؿ ّ‬ ‫إلى دكلة‪ّ ،‬‬


‫حرؾ لؤلحداث المتّجية إلى إنياء ما بقي مف الدكلة البيزنطية‪.‬‬ ‫الم ّ‬ ‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ‪ .2‬الدافع ُ‬

‫األكليف الذيف خرجكا لين ركا اإلسبلـ‪ ،‬بحيث ظل فتح‬ ‫كىك دافع يتصل بركح اللزاة ّ‬ ‫"القسطنطينية" حمماً تتكارثو األجياؿ‪ .‬كعندما تحّقق الحمـ العتيد عمى يد األمراء‬

‫كبراؽ‬ ‫العثمانييف في "آسيا الصلرػ" بدكا أماـ العالـ اإلسبلمي ككأنيـ يمّثمكف كل مجيد ّ‬

‫أىميـ لكراثة منصب الخبلفة العريق‪ ،‬مع كل ما يحيط بو كيناسبو‪.‬‬ ‫في تاريخيـ‪ .‬ىذا ما ّ‬ ‫القكتيف اإلسبلميتيف الجديدتيف كأىدافيما‬ ‫اكت اؼ التنااض في أساس تككيف ّ‬ ‫سِّر اليجرة حاف اًز كمنزعاً‪.‬‬ ‫سيسممنا إلى اكت اؼ ػ ػ‬ ‫ُ‬ ‫يعية في جبل عامل" التأريخ ليذه النيضة‬ ‫‪ -‬الباب الثاني ‪ " :‬النيضة ال ّ‬

‫تصاعدىا كانييارىا‪ ،‬يخدـ غرضيف يتّصبلف بيدؼ الرسالة المعمف‪ ،‬ىما ‪:‬‬

‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ‪ .1‬اإلتصاؿ ب خصية ىذه النيضة كمبلمسة سماتو ا الفكرية‪ ،‬مقدم ًة لنقميا‬ ‫مكي الجزيني‪،‬‬ ‫إلى "إيراف" مع المياجريف‪.‬‬ ‫كسنرك ُز ىنا عمى دكر ال ييد األكؿ‪ ،‬دمحم بف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ليس فقط ألنو بطل ىذه النيضة‪ ،‬بل أيضاً ألف المياجريف نقمكا معيـ افكاره إلى حيث‬

‫التعرؼ عمى خصية ىذه‬ ‫أتاح ليـ الحكـ الصفكؼ كضعيا‬ ‫مكضع التنفيذ‪ .‬ىكذا يككف ّ‬ ‫َ‬ ‫عرفنا عمى أحد طرفي التفاعل الذؼ حدث فيما‬ ‫النيضة‬ ‫ً‬ ‫خطكة نحك ذركة البحث‪ ،‬ألنو ُي ّ‬ ‫بعد‪ ،‬بيف المياجريف‪ ،‬أبناء تمؾ النيضة ‪ ،‬كبيئتيـ الجديدة في الميجر‪.‬‬

‫ػ ػ ػ ػ ػ‪ .2‬األسباب المبا رة لميجرة ‪ .‬كىذا جزء مف ىدؼ البحث المعَمف ‪.‬‬ ‫نرسـ صكرَة "إيراف" ابل دخكؿ‬ ‫ الباب الثالث ‪" :‬مسرح اؿ ة‬‫ىجر" كفيو نحاكؿ أف َ‬ ‫إف ما يجعل دراس ًة كيذه أم اًر ضركرياً لبحثنا‪ ،‬ىك أف كل التفاعبلت التي‬ ‫المياجريف‪ّ .‬‬

‫ٍ‬ ‫كتأثير لكجكدىـ كعامميف‬ ‫حصمت في مابعد بيف المياجريف كبيئتيـ الجديدة‪ ،‬إنما حدثت‬

‫تصكٍر لحقيقة‬ ‫عمى ن ر الت ّيع كما نضج في مرابعيـ‪ .‬كلف يككف لنا أف‬ ‫َ‬ ‫نحصل عمى ّ‬ ‫تـ عمى يدىـ‪ ،‬مالـ نكف عمى دراية كافية بمسرح ن اطيـ ابل أف يدخمكه‪.‬‬ ‫التليير الذؼ ّ‬ ‫الباب الرابع ‪" :‬المياجركف في إيراف" ىذا الباب ىك ذركة البحث‪.‬‬‫حقمي دراسة ‪:‬‬ ‫اسمناه إلى ْ‬ ‫كاد ّ‬


‫بأكليـ كأبعدىـ‬ ‫األول ‪ :‬كىك‬ ‫مخصص لمتعريق ِّ‬ ‫بدء ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأىـ المياجريف كأدكارىـ‪ً ،‬‬ ‫انتياء بأ يرىـ بياء الديف العاممي‪.‬‬ ‫أث اًر‪ ،‬عمي بف عبد العالي الكركي‪ ،‬ك ً‬ ‫الثاني ‪ :‬دراسة المياديف التي كاف لممياجريف أثر بارز فييا‪ .‬كاذا كاف الحقل‬

‫يعرفنا باألبطاؿ كأدكارىـ‪ ،‬فإف الثاني يقق بنا عمى التفاعبلت العميقة‪ ،‬بيف‬ ‫األكؿ ّ‬ ‫األرض المحمية‪ ،‬كاألفكار التي حمميا المياجركف‪ ،‬كطبعاً ما عممكه ىـ كالمتأثركف بيـ‬ ‫في سياؽ تنفيذ تمؾ األفكار‪.‬‬ ‫سميتو "زبدة الباب" رسمت فيو صكرة لممياجريف‬ ‫في خاتمة ىذا الباب كتبت ما ّ‬ ‫معززة لمباب كّمو‪.‬‬ ‫معززة مكثّفة‪ ،‬يمكف اعتبارىا خبلصة ّ‬ ‫في ميجرىـ‪ّ ،‬‬ ‫أما في "خاتمة المطاؼ" فنق أر استعراضاً امبلً ألىـ النتائج التي كصل إلييا‬ ‫ّ‬ ‫البحث في كافة مراحمو‪ .‬ثـ ااتراحات لبحكث إضافية تتصل باليجرة نفسيا‪ ،‬لكنيا تخرج‬ ‫عف غػرض الرسالة‪.‬‬ ‫تبرر ضمو‬ ‫في آخر الكتاب يجد القارغ عدة ممحقات‪ّ​ّ ،‬‬ ‫كل منيا مسبكؽ بمقدمة ّ‬

‫إلى مادة البحث‪.‬‬

‫يبقى التعريق بالمصادر األساسية لمبحث‪ .‬كأىميا ‪" :‬أمل اآلمل في عمماء جبل‬ ‫الحر الم لرؼ‪ ،‬نسبة إلى ارية "م لرة" القائمة في غرب‬ ‫عامل" لم يخ دمحم بف الحسف ّ‬

‫"سيل البقاع" عمى حدكد "جبل عامل" ‪ ،‬حيث ُكلد المؤلق في السنة ‪ 1033‬ق‪1623 /‬‬ ‫ـ كعاش حتى السنة ‪1073‬ق‪1662 /‬ـ ‪ .‬كىي السنة التي قاجر فييا إلى إيراف حيث‬ ‫استكطف حتى كفاتو في السنة ‪1104‬ق‪1692 /‬ـ‪.‬‬ ‫ؼ كعاصر في الكطف كالميجر‪.‬‬ ‫الحر في كتابو ىذا ألكثر مف َع َر َ‬ ‫ترجـ ال يخ ّ‬

‫كمف ىنا تأتي أىميتو الفريدة بالنسبة لبحثنا‪ .‬فيك ليس كثيقة اىد فقط‪ ،‬بل الكثيقة‬

‫سجل لممؤّلق ىذه‬ ‫الكحيدة‪ ،‬مف حيث عنايتيا المبا رة بالترجمة لممياجريف‪ .‬كلكننا إذ ُن ّ‬

‫نسجل عميو تجاىمو لمكثيريف‪ ،‬كبعضيـ ممف عرفيـ معرفة جيدة‪ ،‬فضبلً‬ ‫الميزة‪ ،‬فإننا ّ‬ ‫عف عدـ عنايتو بالتأريخ لمترجميو كبتفاصيل حيكاتيـ‪.‬‬


‫ىذا النقص أُتيح لنا إكمالو بمجمكعة مف المصادر ‪ ،‬يمكف تصنيفيا مف حيث‬ ‫مكضكعيا في مجمكعتيف ‪:‬‬ ‫األُولى ‪ :‬كتب التاريخ المعاصرة ‪ ،‬كىي أربعة كّميا فارسية ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫السير في أخبار أفراد الب ر ‪ ،‬لخكاند أمير ‪.‬‬ ‫ـــــ‪ .1‬حبيب ّ‬ ‫ــــ ‪ .2‬أحسف التكاريخ ‪ ،‬لحسف ركممك ‪.‬‬ ‫ــــ ‪ .3‬تاريخ عالـ آراؼ عباسي ‪ ،‬إلسكندر بيؾ من ي ‪.‬‬

‫ــــ ‪ .4‬ذيل تاريخ عالـ آراؼ عباسي ‪ ،‬لممن ي نفسو باإل تراؾ مع دمحم يكسق‬ ‫مؤرخ ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫سجمكىا كاألعبلـ الذيف‬ ‫ىذه المصادر لمؤّلفيف معاصريف ‪ ،‬عاي كا األحداث التي ّ‬ ‫ترجمكا ليـ ‪ ،‬كبينيـ الكثيركف مف المياجريف ‪ .‬كما إنيا بمجمكعيا تلطي فترة زمنية‬

‫طكيمة ‪ ،‬تمتد مف أكائل القرف العا ر اليجرؼ ‪ /‬السادس ع ر الميبلدؼ ‪ ،‬حتى أكاسط‬ ‫القرف الحادؼ ع ر ‪ ،‬أؼ ما يقارب مف ارف كنصق ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬كتب التراجـ ‪ ،‬كىي ‪:‬‬ ‫ػ ػ ػ ػ‪ .1‬تكممة أمل اآلمل‪ ،‬السيد حسف الصدر‪.‬كىك كتاب ي ي اسمو باللاية‬ ‫منو‪.‬‬ ‫ػادات ‪ .‬لمحـ ػد باؽ ػ ػر‬

‫الس‬ ‫ػ ػ‪ .2‬ركضات ّ‬ ‫الجنات في أحكاؿ العمماء ك ّ‬ ‫الخكانسارؼ ‪ .‬كىك كتاب ضخـ أراده مؤّلفو مكسكعة ألعبلـ ال يعة حتى عصره ‪.‬‬

‫عم ٌل ال يمكف أف ُيقاس بو مصدرنا‬ ‫كليست ىذه ىي ميزة الكتاب الكحيدة‪ ،‬فالحقيقة أنو َ‬ ‫األساسي‪ ،‬مف حيث الدّاة كال ّذكؽ التاريخي ‪ .‬أخذ عنو كأضاؼ إليو ما خبر ككجد ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كاألىـ مف ذلؾ ما الحع كدّاق ‪ٍ ،‬‬ ‫صاؼ كركح ناادة ‪.‬‬ ‫بذىف‬

‫‪.‬ػ ػ ػ‪ . 3‬اصص العمماء ‪ ،‬لدمحم بف سميماف التنكابني ‪ .‬كىك يكازؼ الخكانسارؼ‬ ‫في الدّاة كركح النقد الف ّذة ‪.‬‬ ‫ػ ػ ػ ػ‪ .4‬تذكرة القبكر ‪ ،‬لمصمح الديف ميدكؼ ‪ .‬في تراجـ المدفكنيف في مقابر‬ ‫"أصفياف" ‪ ،‬كخصكصاً مقبرة "تخت فكالذ" ال ييرة ‪ .‬كاد اتّبع المؤلق أسمكباً طريفاً ‪،‬‬ ‫كىك اراءة كاىد القبكر التي ما تزاؿ اائم ًة في ِ‬ ‫زمانو ‪.‬‬


‫ػ ػ ػ ػ‪ .5‬رياض العمماء كحياض الفضبلء ‪ ،‬لعبد هللا أفندؼ الجيراني األصفياني‪.‬‬ ‫حق كتابو أف يككف كثيقة أخرػ‬ ‫كاد عاصر مؤّلفو أكاخر فترة ازدىار اليجرة ‪ .‬فكاف ّ‬

‫كمل "أمل اآلمل" ‪ ،‬لكال أف مؤلفو اضى ط اًر كبي اًر مف عمره خارج "إيراف" مما أضعق‬ ‫تُ ُ‬ ‫صمتو ب ؤكف بمده كأعبلمو ‪ .‬كىذا ما جعمو غالباً يعتمد عمى النقل مف مصادر أخرػ‪.‬‬ ‫مل مكسكعة في تراجـ أعبلـ‬ ‫ػ ػ ػ ػ ‪ .6‬أعياف ال يعة ‪ّ ،‬‬ ‫لمسيد المحسف األميف ‪ .‬أ ُ‬ ‫منيج كاضح ‪ ،‬كالمعمكمات المكدعة فييا‬ ‫ال يعة حتى اليكـ‪ .‬حقاً ىي اائمة عمى غير‬ ‫ٍ‬ ‫غير مكثّقة ب ٍ‬ ‫نحك عممي ‪ .‬لكف مؤّلفيا أكدع فييا نتيجة رحبلتو الكاسعة في "إيراف" ك‬ ‫اللنية ‪.‬‬ ‫"العراؽ" كتنقيبو في مكتباتيا ّ‬

‫كفي ثبت المصادر الممحق بالكتاب معمكمات إضافية عف مصادر أخرػ أال‬

‫أىمية بالنسبة لمبحث‪.‬‬ ‫مح عمي إباف عممي في ىذه الدراسة ‪ ،‬كلـ أفمت منو‬ ‫أخي اًر ‪ ،‬ىناؾ عكر ظل ي‬ ‫ّ ُ ّ ّ‬ ‫حتى ىذه المحظة ‪ ،‬ال يمكف كصفو بلير عكر الرائد كىك يجكس أرضاً لـ تخفق بيا‬ ‫ادماف ‪ .‬ربما كاف مبعثو ِج ػ ػ ّدة المكضكع ‪ ،‬كخ ية أف تككف ّذت عني ركاية ‪ ،‬أك‬ ‫آؿ جيداً ‪ .‬كفكؽ كل ذؼ عمـ عميـ ‪.‬‬ ‫أخطأت في استنتاج ‪ ،‬كلكنني لـ ُ‬

‫حمرم احلرام ‪1409‬‬ ‫بعلبك يف ‪ّ 20‬‬ ‫‪ 30‬آب ‪1988‬‬

‫جعفر املهاجر‬



‫معاني الرموز الواردة في الكتاب ‪:‬‬

‫ه‪.‬‬

‫‪ :‬ىهرر‬

‫ه‪ .‬ش‪ : .‬ىهرر شمسي‬ ‫م‪.‬‬

‫‪ :‬ميالدر‬

‫ح‪.‬‬

‫‪ :‬حي‬

‫ت‪.‬‬

‫‪ :‬توفي‬

‫و‪.‬‬

‫‪ُ :‬ولد‬

‫ق‪.‬‬

‫‪ُ :‬قتل‬

‫ىا‪.‬‬

‫‪ :‬ىامش‬

‫الت‪.‬‬

‫‪ :‬ال تاريخ‬

‫حو‪.‬‬

‫‪ :‬حوالي‬

‫ط‪.‬‬

‫‪ :‬طبع‬

‫ص‪.‬‬

‫‪ :‬صفحة‬



‫مدخل‬ ‫يد النصق الثاني مف القرف التاسع اليجرؼ ‪ /‬الخامس ع ر الميبلدؼ ‪،‬‬ ‫اكتيف سياسيتيف كبيرتيف في العالـ‬ ‫كمطمع القرف العا ر ‪ /‬السادس ع ر ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ظيكر ّ‬ ‫بعضيا كاضحاً حتى‬ ‫تحكالت كبيرة عمى أكثر مف صعيد ما يزاؿ ُ‬ ‫اإلسبلمي ‪ّ ،‬أدػ إلى ّ‬

‫اليكـ ‪.‬‬

‫العثمانيكف ‪ ،‬الذيف انطمقكا أساساً مف آسيا الصلرػ ‪ ،‬ظّميـ عمى بقاع‬ ‫مد‬ ‫ػػ‬ ‫فقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫مف األرض ظّمت ٍ‬ ‫مف‬ ‫اع بيف اكػ سياسية متنااضة ‪:‬‬ ‫ألمد كبير مكضكع صر ٍ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نطي ِة العريقة ‪ ،‬إلى مراكز الخبلفة اإلسبلمية القديمة‬ ‫القسطنطينية ‪ ،‬عاصمة الدكلة البيز ّ‬

‫"دم ق" ك "بلداد" ك " القاىرة" ‪ ،‬كأعمنت استمرار ىذه الخبلفة‪.‬‬

‫كحد الصفكيكف الببلد التي عُ ػرفت فيما بعد باسـ "إيراف" ‪ ،‬بعد‬ ‫كفي نفس الفترة ‪ّ ،‬‬

‫فترة طكيمة مف ال تات كالنزاعات الدامية ‪ ،‬خصكصاً إباف العاصفة الملكلية الكاسحة ‪.‬‬ ‫مد دكلتيـ إلى الحجـ الذؼ كانت عميو األمبراطكرية‬ ‫بل كنجحكا في بعض الفترات في ّ‬

‫الفارسية زمف الساسانييف‪.‬‬

‫كفي حيف أعمف العثمانيكف نظاماً سياسياً يتّصل بالخبلفة ‪ ،‬التي ُيراد منيا أف‬

‫تككف استم ار اًر بملء المنصب الذؼ لر بكفاة رسكؿ هللا (ص) ‪ ،‬بالمفيكـ التقميدؼ‬ ‫الصفكيكف نظاماً يتّصل بالمفيكـ التقميدؼ ليذه الكالية ‪ ،‬أعمف‬ ‫ليذه الكالية ‪ ،‬أعمف‬ ‫ّ‬ ‫الصفكيكف نظاماً يتّصل بالمفيكـ ال يعي لئلمامة‪.‬‬ ‫ّ‬


‫كفي حيف أعمف العثمانيكف المذىب الحنفي مذىباً رسمياً إلمبراطكريتيـ ‪ ،‬كىك‬ ‫السنية األربعة مذاىب ُمعترفاً بيا‬ ‫اختيار تار ّ​ّ‬ ‫يخي عمى كل حاؿ‪ ،‬كما أعمنكا المذاىب ّ‬ ‫ٌ‬ ‫الصفكيكف الت ّيع‬ ‫عمى كجو الحصر ‪ ،‬كىك تدبير يعكد إلى عصر المماليؾ ‪ ،‬أعمف‬ ‫ّ‬

‫اإلمامي مذىباً رسمياً في دكلتيـ الجديدة‪.‬‬

‫أجياؿ مف الخبلؼ النظرؼ بيف ّقي المسمميف‪،‬‬ ‫تمخضت‬ ‫كأنما ّ‬ ‫ىكذا ‪ّ ....‬‬ ‫ٌ‬ ‫عف ساحة ُيتاح فييا لمطرفيف معاً ‪ ،‬أف يضعا آراءىما مكضع التنفيذ ‪ .‬دكف أف ينتقص‬

‫مف ىذا التحميل ‪ ،‬أف الكجو المذىبي ‪ ،‬كاف كجياً كاحداً مف صراع سياسي ‪ ،‬أع‬

‫ػرض‬

‫مف الحالة المذىبية بكثير ‪.‬‬ ‫أردت بيذا المدخل أف أُىيء لصكرة أكثر تفصيبلً ‪ ،‬نجمك فييا معالـ العصر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫العممية التي كانت اائمة في جبل عامل كالبقاع ‪،‬‬ ‫اؿذؼ يد ىجرة عمماء المراكز‬ ‫ّ‬

‫كالحالة السياسية التي سادت منطقتيـ ‪ ،‬ك ّأدت إلى زعزعة استقرارىا ‪ .‬كىي ‪ ،‬أؼ ىذه‬ ‫الحالة ‪ ،‬نتجت عف اياـ تانؾ القكتيف السياسيتيف ‪.‬‬

‫فسنتحدث فيما يمي ‪ ،‬في اياـ الدكلتيف الصفكية ثـ العثمانية ‪ ،‬كالنزاع‬ ‫كعميو‬ ‫ّ‬

‫نثني بالتعريق بتمؾ المراكز العممية ‪ ،‬ابل الكصكؿ إلى مسرح‬ ‫الذؼ ن ب بينيما ‪ ،‬ثـ ّ‬

‫اليجرة ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫اب األول‬ ‫الب ْ‬ ‫َ‬

‫إطار تاريخي‬

‫‪1‬ـــــــــ الص َفويو ْن ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فويين‪.‬‬ ‫‪2‬ــــــــــ العثمانيون َ‬ ‫الص ْ‬ ‫وعوامل وأشكال صراعيم َمع َ‬



‫الصفويون‬ ‫‪- 1‬‬ ‫ّ‬

‫اياـ الدكلة الصفكية أكبر ٍ‬ ‫حدث في تاريخ عكب دكلتيـ ‪ ،‬منذ سقكو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلمبراطكرية الساسانية ‪ .‬فقد أعادت إلى ىذه المنطقة ‪ ،‬ذات التاريخ العريق‪ ،‬ك ْح‬

‫ػ َدتَيا‬

‫السياسية بعد ما يقارب مف تسعة اركف ‪ .‬كجاء إعبلف الت ّيع اإلمامي مذىباً كحيداً في‬

‫السياسية في اإلطار الركحي المناسب ‪ .‬كبذلؾ‬ ‫الدكلة الجديدة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ليضع ىذه الكحدة ّ‬ ‫كجو "إيراف" كما ال يزاؿ مستم اًر حتى اليكـ ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫رسمت َ‬

‫ظيرت الحركة الصفكية في "آذربيجاف" عمى السكاحل اللربية لبحر ازكيف ( بحر‬

‫يكخيا المتكالكف استلبلؿ ىذا‬ ‫الخزر ) ‪ ،‬كحرؾٍة صكفية ذات كجو يعي ‪ .‬كاستطاع‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تحكلت‬ ‫الثنائي الصكفي – ال يعي ‪ ،‬في خصية حركتيـ ببراعة كبير ة كحػذؽ ‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫صكفية (‪ )1‬انتيت إلى الدكلة الصفكية ‪.‬‬ ‫يعية‬ ‫عمى يدىـ بالتدريج إلى ثكرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يبدأُ التاريخ الكاضح ليذه الحركة بال يخ صفي الديف إسحق ‪ ،‬كمنو أخذت‬

‫الحركة ثـ الدكل ُة اسميا ‪ .‬كاد كاف صكفياً أظير ميكالً صكفية ِّ‬ ‫مبكرة ‪ ،‬كصحب ال يخ‬ ‫َ‬ ‫قيـ‬ ‫زاىد الكيبلني ( تاج الديف بف رك ف السنجاني ‪ 700 :‬ق ‪ 1300 /‬ـ ) حيث كاف ُي ُ‬

‫استمرت ىذه الصحبة خمساً كع ريف سنة ‪،‬‬ ‫في "كيبلف" عمى ساحل بحر ازكيف ‪ .‬ك ّ‬

‫أس الطريقة‬ ‫تزكج خبلليا ابن َة ػ‬ ‫شيخو ‪ ،‬كأنجبت لو ثبلثة أكالد ‪ ،‬أكسطيـ صدر الديف ر ُ‬ ‫ّ‬ ‫لمدة خمس كثبلثيف سنة ‪ ،‬أؼ حتى كفاتو في السنة ‪ 735‬ق ‪ 1334/‬ـ ‪.‬‬ ‫كالظاىر أف ال يخ صفي الديف نجح نجاحاً كبي اًر في ن ر طريقتو ‪ ،‬بحيث أف‬

‫عشر ألفاً ‪ ،‬جّميـ ‪ ،‬إف لـ يكف كّميـ‪ ،‬جاؤكا مف‬ ‫الذيف زاركه ‪ ،‬خبلؿ أ ير ‪ ،‬بملكا ثبلثة ػ‬ ‫أمر لو داللتو الكبيرة‬ ‫آسيا الصلرػ (‪ . )2‬كما‬ ‫يحتمل أف ىؤالء كانكا يعة ( ‪ . )3‬كىك ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يعية‪ُ .‬يضاؼ إليو أف لم يخ ع اًر منظكماً ‪ ،‬منو رباعيات‬ ‫لجية اتجاىات ال يخ ال ّ‬ ‫يقكؿ فييا ‪ ،‬إف محب عمي يلفر هللا لو خطاياه ميما بملت‬

‫(‪ . )4‬كىاتاف حقيقتاف‬

‫يعية ‪ ،‬حتى بمكغيا اللاية في‬ ‫يق لمحركة‬ ‫الصفكية الصكفية ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىامتاف سترسماف الطر َ‬ ‫ّ‬ ‫الدكلة الصفكية ‪ ،‬عمى يد ال اه اسماعػيل األكؿ ‪ ،‬الحفيد السادس لم يخ صفي الديف‪.‬‬ ‫صدر الدين موسى بن الشيخ صفي الدين ‪794 -735( :‬ه‪1392-1334 /‬م) ‪:‬‬ ‫سجل نجاحاً باى اًر ‪ ،‬ففي عيده بدأ ن او‬ ‫تابع أعماؿ كالده ‪ .‬كالظاىر ّ‬ ‫اف ق ّ‬

‫يثير امق جيرانيا الحاكميف ‪ .‬كىذا يظير مما فعمو األ رؼ تيمكرتاش الملكلي ‪،‬‬ ‫األسرة ُ‬


‫حاكـ "تبريز" (ؽ‪744 :‬ق‪1343 /‬ـ) ‪ ،‬إذ أغ ػراه بالقدكـ إلى "تبريز" كحجزه لديو ثبلثة‬ ‫أ ير(‪.)5‬‬ ‫خواجه عـلي بن صدر الدين ‪830 -794( :‬ه‪1427 -1392 /‬م) ‪:‬‬ ‫ذكر لو‬ ‫خمق أباه في ايادة الطريقة ‪ ،‬لمدة ست كثبلثيف سنة ‪ .‬كمما ُي ُ‬

‫كحضو عمى القضاء عمى اليزيدية "أصحاب‬ ‫بإعجاب تيمكر ‪ ،‬الفاتح ال يير ‪ّ ،‬‬

‫أّنو فاز‬

‫يعية ‪ .‬كعندما‬ ‫أمر كاضح الملزػ لجية اتجاىات خكاج ق عمي ال ّ‬ ‫معاكية"(‪ . )6‬كىذا ٌ‬ ‫يتمنى عميو ما ي اء ‪ ،‬سألو إطبلؽ سراح أُسراه األتراؾ ‪ ،‬ففعل ‪،‬‬ ‫عرض عميو تيمكر اف ّ‬ ‫ككىبيـ لو ‪ ،‬كأصبح ىؤالء مف أكثر أنصاره حماساً ‪ ،‬كحافظكا عمى ركابطيـ بالعائمة‬

‫كككنكا أكؿ ِفرايا المحاربة ‪.‬‬ ‫الصفكية طكيبلً (‪ّ ، )7‬‬ ‫إبراىيم بن خواجه عـلي‪،‬المعروف بالشيخ شاه‪851 -830(:‬ه‪1447 -1427 /‬م) ‪:‬‬ ‫ال ُيعرؼ عنو إال القميل ‪ .‬كالظاىر انو لـ يصدر عنو أؼ عمل بارز ‪ ,‬حتى‬

‫أف خكاند أمير يتحدث عنو في ع رة أسطر ‪ ،‬أكثرىا مثنكيات ال تعني لمباحث يئاً‪.‬‬ ‫السمطان هنيد بن إبراه ـيم ‪ 865 -851( :‬ه ‪1460 -1447/‬م) ‪:‬‬

‫عند جنيد ىذا يبدأ خكاند أمير بإضفاء لقب (سمطاف) عمى سمسمة العائمة ‪.‬‬ ‫يحكليا‬ ‫كىذا يتّصل بالتّ ُّ‬ ‫حكؿ الكبير الذؼ تحّقق لمحركة في عيده ‪ .‬لقد استطاع جنيد اف ّ‬

‫صكفية‪ ،‬ذات طابع عسكرؼ‪.‬‬ ‫إلى ثكرة‬ ‫ّ‬

‫ااـ السمطاف جنيد بن او كاسع ‪ :‬زار"ديار بكر" ككسب إعجاب حاكميا‬

‫التركي أكزكف حسف (‪ 883 -857‬ق‪1478 -1453 /‬ـ) كتزكج أختو‪ .‬كما زار "اكنيا"‬ ‫ك "ارماف" ك "حمب" ك "سيكاس" ك "أماسيا" ‪ .‬كاتصل بالقبائل التركمانية ‪ ،‬كحثّيا عمى‬ ‫تجمع‬ ‫"اعتبار عائمة النبي ىـ المستحّقكف لمقب اإلمامة"( ‪ .)8‬كل ذلؾ ‪ ،‬فضبلً عف ّ‬

‫دكؿ ػ ػة‬ ‫شػاعات تطير بأف ػ ػ‬ ‫الصكفية المسّمحيف "غزاة الصكفية" (‪ ، )9‬كا ػ ػ‬ ‫عش ػرة آالؼ مف‬ ‫ػػ‬ ‫ّ‬


‫العمكييف المكعكدة ك يكة القياـ( ‪ ،)10‬أثار فزع األمراء المجاكريف ‪ .‬كىكذا سقط جنيد‬ ‫اتيبلً في معركة ضد صاحب " ركاف"‪ ،‬خميل هللا بف ابراىيـ (حك ‪:‬‬

‫‪869 -821‬ق‪/‬‬

‫تحكلت عمى يده ‪ ،‬إلى‬ ‫الصفكية‬ ‫‪1464 -1418‬ـ)‪ .‬كلكف الحركة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصكفية كانت اد ّ‬ ‫حركة ذات طابع عسكرؼ ‪ ،‬كانتيى األمر(‪.)11‬‬ ‫السمطان حيدر بن هنيد ‪:‬‬

‫(‪893 -865‬ه‪1487 -1460 /‬م) ‪:‬‬

‫سار السمطاف حيدر عمى نيج أبيو ‪،‬‬

‫بل كاطع كطاً بعيداً في االتجاه‬

‫ميز أتباعو بال عار ‪ ،‬الذؼ جعل العثمانييف يطمقكف عمييـ لقب‬ ‫السياسي ‪ .‬كىك الذؼ ّ‬

‫المحمرة" ‪ ،‬كىك عبارة عف امنسكة حمراء ‪ ،‬ذات اثنتي ع رة‬ ‫"القزلباش" ‪" :‬ذكؼ الرؤكس‬ ‫ّ‬

‫الحق أنو يمكف اعتبار‬ ‫قة ‪ُ ،‬تمق حكليا العمامة ‪ ،‬رم اًز لؤلئمة اإلثني ع ر ( ‪ . )12‬ك ُّ‬

‫كل يء يكحي بأف‬ ‫التحكؿ نحك المرحمة‬ ‫فترة حيدر ‪ ،‬فترة‬ ‫السياسية الخالصة ‪ .‬لقد كاف ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اكتو ‪ ،‬لف يتكاق ‪ ،‬عند أال مف دكلة اكية( ‪ .)13‬كلكف مقتمو أعاد األمكر إلى‬ ‫تصاعد ّ‬ ‫بداية جديدة ‪.‬‬

‫أتباعو حكؿ‬ ‫اعتُقل حيدر سنة ‪893‬ق‪1487 /‬ـ ارب "دربند"( ‪ ،)14‬فاجتمع‬ ‫ُ‬

‫ابنو يارعمي اه في "أردبيل"‪ .‬غير انو ما لبث اف ُابض عميو كعمى اخكيو ‪ ،‬إبراىيـ‬ ‫كاسماعيل(‪ .)15‬كمف بيف األخكة الثبلثة ‪ ،‬لـ تُقدر العكدة إال ألصلرىـ إسماعيل‪.‬‬

‫كحدت إيراف كحكمتيا مف‬ ‫كعمى يده تصاعدت الحركة حتى انتيت إلى الدكلة ‪ ،‬التي ّ‬

‫السنة ‪ 908‬حتى ‪1135‬ق‪1722 -1502 /‬ـ‪.‬‬ ‫الشاه إسماعيل األول ‪:‬‬

‫(و‪892 :‬ه‪1498 /‬م‪ .‬توج‪907 :‬ه‪1501 /‬م‪ .‬ت‪930 :‬ه‪1523 /‬م‪: ).‬‬ ‫سمى في المصادر الفارسية المعاصرة "خاااف اسكندر اف"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كي ّ‬ ‫عاد إسماعيل إلى "أردبيل" سنة ‪ 905‬ق‪1499 /‬ـ‪ ،‬فجمع حكلو جي اً أساسو‬

‫ابائل التركماف السبع (‪ )16‬التي ظّمت ٍ‬ ‫ألمد بعيد ‪ ،‬أساس القكة الصفكية العسكرية‬ ‫كالسياسية‪.‬‬

‫في السنة ‪901‬ق‪1501 /‬ـ بدأ باح تالؿ "باكك"( ‪ .)17‬كلـ ينس جماعة "آؽ‬ ‫ايكنمك" اتمة أبيو مف ابل ‪ ،‬فحاربيـ كأكاع بيـ ىزيمة حاسمة في السنة‬

‫‪907‬ق‪/‬‬

‫‪1502‬ـ (‪ .)18‬كفي السنة نفسيا استكلى عمى "تبريز" كجعميا عاصمة لو ‪ ،‬كىكذا‪ ،‬في‬


‫السنة ‪910‬ق‪1505 /‬ـ كاف اد ضـ إليو "أصفياف" ك "يزد" ك"كرماف" ك جنكبي‬ ‫"خراساف"‪.‬‬ ‫احتل "بلداد" كاضى عمى حكـ أسرة "آؽ ايكنمك"‬ ‫كفي السنة ‪914‬ق‪1509 /‬ـ ّ‬

‫طـ اكة األكزبؾ عند"طاىرآباد" ارب "مرك"‪،‬‬ ‫التركمانية‬ ‫اضاء نيائياً( ‪ .)21‬كبعد سنتيف ح ّ‬ ‫ً‬ ‫فأصبحت "م يد" التي تضـ ضريح ثامف األئمة ‪ ،‬اإلماـ عمي بف مكسى الرضا (ع)‬ ‫المقد َسػة في "س ػامراء" ك "بلداد" ك "كرببلء" ك‬ ‫تابع ًة لو ‪ ،‬باإلضافة إلى المش ػاىد ّ‬

‫"النجق" ‪ .‬كذلؾ أمر ال تخفى أىميتو كملزاه‪.‬‬

‫اضى ال اه إسماعيل ‪ ،‬ليل االثنيف ‪ 13‬رجب ‪ 930‬ق‪ّ 23 /‬أيار ‪1523‬ـ)‬

‫طـ القمب نتيجة ىزيمتو في "جاليدراف" عمى يد‬ ‫ػػ‬ ‫شاباً في الثامنة كالثبلثيف ‪ُ ،‬مح ّ‬

‫العثمانييف ‪ .‬كلكنو خبلؿ السنكات األربع كع ريف التي حكـ فييا ‪ ،‬بنى مممكة اكية‬ ‫ضمت "آذربيجاف" ك "عراؽ العرب" ك "خراساف" ك "فارس" ك" كرماف" ك "خكزستاف"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التكحد كالت ّيع اإلمامي ‪ ،‬ظيرت نتائجو‬ ‫ط لبمده مسمكاً جديداً في التاريخ عمى أساس‬ ‫ُّ‬ ‫كخ ّ‬ ‫الحقيقية فيما بعد ‪ .‬فبدأ بيذيف اإلنجازيف بناء خصية ىذا البمد كما ال تزاؿ مستمرة‬

‫حتى اليكـ(‪.)23‬‬ ‫ص ِّكرت‬ ‫إف بعض المصادر المعاصرة تعكس خصية ال اه إسماعيل ‪ ،‬كما ُ‬

‫ِ‬ ‫يقدس‬ ‫خارج إيراف ‪ ،‬كقاتل مجنكف ‪ّ ،‬‬

‫حد التأليو ‪ ،‬كيطيعكنو طاعة‬ ‫ق أتباعو إلى ّ‬

‫قكـ عيده اائبلً ‪ " :‬في فترة حكمو ‪ ،‬كاف السيق أبمغ‬ ‫عمياء(‪ .)24‬كما كتب براكف ُي ّ‬ ‫فعبلً مف القمـ"( ‪ ،)25‬كحقاً لقد ترؾ الرجل لسيفو العناف ‪ .‬كلكف بما أف براكف اد كضع‬ ‫القمـ في إحدػ كفتي الميزاف ‪ ،‬فإف مف اإلنصاؼ أف نقكؿ ‪ ،‬إف امـ اسماع ػيل اد ترؾ‬ ‫أث اًر ال يمكف تجاىمو ‪ .‬كاف اع اًر بالتركية ‪ ،‬يتخّمص ب ػ ػ ػ "خطايي" ‪ ،‬ع ػّبر عف أفكاره ‪،‬‬ ‫تحرؾ القمب ‪ ،‬كانت رت تعاليمو حيث لـ ِ‬ ‫كالعقيدة التي آمف بيا بملة ِّ‬ ‫يصل سيفو ‪ .‬كحتى‬ ‫ُ‬ ‫ط ٌع مف‬ ‫اليكـ فإف "ديكاف خطايي"‪ .‬كحتى اليكـ فإف "ديكاف خطايي"‬ ‫ائع جداً ‪ ،‬ككذلؾ ِا َ‬ ‫ٌ‬ ‫عره ‪ ،‬بيف الفرؽ المت ّيِعة في "تركيا" كالبكتا ية كالتحتاجية ‪ ،‬خاصة تمؾ القطع‬

‫المسماة "دكازده إماـ" أؼ‪" :‬األئمة اإلثنا ع ر"(‪.)26‬‬ ‫ّ‬ ‫يقكمو مف الزاكية األخرػ ‪ ،‬اائبلً ‪ُ " :‬يعتبر ال اه اسماعيل‬ ‫ليذا ‪ ،‬نرػ "بيرج" ّ‬ ‫مف أكثر المعّمميف كالمب ّ ريف تأثي اًر في التاريخ البكتا ي"(‪. )26‬‬


‫بعد ال اه اسماعيل ‪ ،‬حكـ ابنو ال اه طيماسب األكؿ ‪ ،‬الذؼ ُي ُّ‬ ‫عد كاحداً مف‬

‫كيعرؼ في المصادر‬ ‫أطكؿ الممكؾ حكماً ( ‪984 -930‬ق‪1576 -1524 /‬ـ) ‪ُ .‬‬

‫الفارسية ب ػ ػ ػ " اه ديف بناه" أؼ حامي الديف‪ .‬كىك لقب اكتسبو بجدارة ‪ ،‬ففضبلً عف أنو‬ ‫كاف عميق التديُّف ‪ ،‬فإف عيده كاف العيد الذىبي لممياجريف العاممييف ‪ ،‬الذيف انت ركا‬ ‫في ببلده مف أدناىا إلى أاصاىا ‪.‬‬

‫تؿ ْت فترة طيماسب األكؿ فترةٌ دمكية مضطربة ‪ ،‬طالت خمس ع رة سنة ‪ ،‬حكـ‬ ‫ػَ​َػ‬

‫فييا ابنو إسماعيل الثاني فترة اصيرة ( ‪ 27‬جمادػ األكلى ‪ 3-984‬ذؼ الحجة ‪985‬‬ ‫ق‪ 24 /‬تمكز ‪ 13-1576‬باو ‪1578‬ـ)‪ ،‬اضى خبلليا بقسكة يندر مثيميا‪ ،‬عل ػ كل‬ ‫ٍ‬ ‫حتـ ػ ٍؿ مف العائمة المالكة‪ .‬ثـ دمحم خدابنده ( ‪995-985‬ق‪1587-1578 /‬ـ)‬ ‫منافس ُم َ‬ ‫عباس‪ ،‬عف العرش الذؼ كاف في انتظاره ‪.‬‬ ‫المثّقق‪ ،‬المسالـ‪ ،‬العاجز‪ ،‬الذؼ تنازؿ لكلده ّ‬ ‫عباس الكبير ( ‪1038-996‬ق‪1629-1587 /‬ـ)‪ ،‬كصمت إيراف‬ ‫في عيد ال اه ّ‬

‫كاكتيا في العصر الحديث ‪ :‬ضبط أُمكر الببلد بعد طكؿ اضطراب ‪،‬‬ ‫إلى أكج ازدىارىا ّ‬ ‫اكًة ذات خطر ‪ ،‬كما ازدىرت الببلد في عصره‬ ‫كفرض ىيبة الحكـ ‪ ،‬كجعل ببلده ّ‬ ‫بالمن آت العمرانية ‪ ،‬كبالعمماء الذيف عمركا المدارس التي أااميا ليـ ‪ ،‬كبينيـ الكثير‬

‫مف المياجريف العاممييف ‪ .‬كىك باني "مسجد ال يخ لطق هللا" العاممي‪ ،‬أحد أركع اآلثار‬ ‫اإلسبلمية ‪ .‬كفي عيده عاش بياء الديف العاممي ال يير ‪.‬‬ ‫عباس ‪ ،‬تكالى عمى العرش حفيده ال اه صفي (‬ ‫بعد ال اه ّ‬ ‫ّ‬ ‫عباس الثاني (‬ ‫‪1642 -1629‬ـ) القاسي السّفاؾ ‪ .‬ثـ ابنو ال ّ اه ّ‬

‫‪1052 -1038‬ق‪/‬‬ ‫‪1077-1052‬ق‪/‬‬

‫بسميو الكبير ‪ ،‬فكاف الكمضة األخيرة في تاريخ العائمة ‪.‬‬ ‫يذكرنا‬ ‫‪1666 -1642‬ـ) الذؼ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثـ سميماف األكؿ ( ‪1106-1077‬ق‪1694-1666 /‬ـ)‪ ،‬كأخي اًر ال اه حسيف األكؿ‬

‫(‪1135-1106‬ق‪1722-1694 /‬ـ) الذؼ تنازؿ لؤلفلانييف عف العرش ‪ ،‬بعد اف‬ ‫حاصركا "أصفياف" العاصمة ‪ .‬كبو تنتيي سمسمة الحاكميف الصفكييف ‪ ،‬ليقكـ نادر اه‬ ‫أف ار ( ‪1160 -1148‬ق‪1747 -1735/‬ـ) فيطرد األفلانييف ‪ ،‬كيتسمى "طيماسب"‬ ‫بالتكحد بعد‬ ‫فكأنو كاف يحاكؿ أف ينفخ الركح في السبللة التي ااترنت في ذىف اكمو‬ ‫ّ‬ ‫ال تات ‪ ،‬كلكف التاريخ كاف اد ااؿ كممتو ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬



‫ىوامش‪:‬‬ ‫التحركات األولى لمحركة الصفوية ‪ .‬فقد‬ ‫التشيع والثورة كانا إرثاً لممنطقة التي شيدت‬ ‫(‪ )1‬من المناسب أن نذكر ىنا ‪ ،‬أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحق ‪،‬الحسن بن عمي األطروش (ت‪301 :‬ه‪913 /‬م)‬ ‫الزيدية ‪ ،‬عمى يد ناصر‬ ‫دخل أىميا اإلسالم ‪ ،‬عمى مذىب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العباسيين ‪ ،‬في أوائل القرن الرابع ‪ ،‬وأهالىم عنيا ‪ .‬وظل قسم كبير منيا تحت حكم‬ ‫الذر قام بثورة ىائمة عمى ّ‬ ‫زيدية‬ ‫العمويين حتى السنة ‪421‬ه‪1030 /‬م ‪ .‬وبعد انتياء سمطة العمويين ظل أىل "الىهان" احد قسمي "هيالن" ّ‬ ‫‪ ،‬وذلك حتى قيام الدولة الصفوية ‪ ،‬فصاروا إمامية ‪ ،‬راهع ‪:‬‬

‫ ابن األثير ‪ :‬الكامل في التاريخ ‪. 81 /8:‬‬‫ السيوطي ‪:‬تاريخ الخمفاء‪. 381 /‬‬‫ المسعودر ‪ :‬مروج الذىب ‪.308 /2 :‬‬‫ ابن عبد الحق البغدادر ‪:‬مراصد االطالع ‪.1195 /3 :‬‬‫ نور هللا التسترر ‪ :‬مهالس المؤمنين‪.42 /‬‬‫ِ‬ ‫السير في أخبار أفراد البشر ‪.418 /4 :‬‬ ‫(‪ )2‬خواند أمير ‪ :‬حبيب ّ‬ ‫(‪ )3‬إن وهود الشيعة في " سيا الصغرر" في ىذه الفترة ‪ ،‬ىو شبو مؤكد ‪ .‬لقد الحظ بروكممان (تاريخ الشعوب اإلسالمية‬ ‫‪ ،‬الترهمة العربية ‪ )445 /‬أن الشيعة كانوا ال يزالون منتشرين بكثرة في اإلمبراطورية العثمانية في عيد بايزيد‬ ‫بالتشيع اتهاىات شيعية مثل‬ ‫الثاني ( ‪918-886‬ه‪1512 -1481 /‬م) وىذا أمر واضح هداً ‪ ،‬إذا قصد‬ ‫ّ‬

‫يفسر المذابح التي أنزليا السمطان سميم‬ ‫البكتاشية ‪ ،‬وما شاع بين العسكر اليني ّ‬ ‫هرية (اإلنكشارية) ‪ ،‬ولكنو ال ّ‬

‫األول بـــــ "أصحاب الدين الفارسي" ‪:‬‬

‫‪Brown, o.g. “A Literary History of Persia” Vol. 4.p.72.‬‬ ‫وىذه إشارة واضحة إلى شيعة إمامية كالفرس ‪ .‬ولكن السؤال ىنا ‪ :‬كيف دخمت ىذه التيارات الشيعية‬ ‫إلى " سيا الصغرر" ‪ ،‬وىي منطقة كانت منذ بدء استيطانيا سّنّية ؟‬

‫التفسير الوحيد ‪ ،‬ىو أن اليهرات اإلسالمية الكبيرة إلى المنطقة ‪ ،‬خالل القرنين الخامس والسادس اليهريين ‪/‬‬

‫‪1203 -1009‬م حممت تأثيرات شيعية ‪ ،‬خصوصاً من التركمان الذين ىاهروا من خراسان وخوارزم ‪.‬لمتفصيل‬ ‫راهع ‪:‬‬ ‫‪Birge, J. K. “The Bektashi order of Dervishes” London 1965. PP.24-29.‬‬ ‫‪Browne,op.cit.vol.4,p.43.‬‬

‫(‪)4‬‬

‫والرباعية المشار إلييا في (دانشمندان ذربيهان) لدمحم عمي تربيت ‪ 234 /‬وىذه الفكرة نهدىا في البيت األخير من‬ ‫الرباعية ‪ ،‬يقول ‪:‬‬ ‫ىركس كو هور مير عمي در دل أو ست‬ ‫ِ‬ ‫السير ‪.22-411 /4 :‬‬ ‫(‪ )5‬حبيب ّ‬ ‫(‪)6‬‬

‫ىرهند كنو كند خدا مي بخشد‬

‫‪Brown, op.cit. vol. 4, p. 46.‬‬


‫(‪ )7‬اسكندر بيك تركمان ‪ :‬عالم رار عباسي ‪ .16/1 :‬وراهع ‪ :‬براون في المصدر السابق‪.46 /‬‬ ‫عمى أن سير برسي سايكس في كتابو ‪:‬‬ ‫‪“A literary History of Persia” vol.2.p.158.‬‬ ‫يقول إن تيمو اًر وىب أسراه لمشيخ صدر الدين ‪ .‬وىذا ال يمكن أن يكون صحيحاً ‪ ،‬ألن صدر الدين توفي سنة‬ ‫‪794‬ه‪1392 /‬م‪ ،‬وحروب تيمور في األناضول وقعت سنة ‪804‬ه‪1401 /‬م (راهع ‪ ،‬مثالً ‪ :‬القرماني‪ :‬أخبار‬ ‫الدول و ثار األول ‪ .)291 /‬وقد وقع مالكولم في نفس االشتباه ‪.‬‬ ‫‪Malcolm. “The history of Persia “ London 1929. Vol.1,p.321.‬‬ ‫وربما كان األديب والمؤرخ الفارسي " ىدايت" مسؤوالً عن إشاعة ىذا الخطأ التاريخي ‪ ،‬فيو أقدم مصدر فارسي ‪،‬‬ ‫في حدود تتبعي ‪ ،‬يتبّناه‪.‬‬

‫ىدايت ‪ ،‬رضاقمي خان ‪ :‬روضة الصفار ناصرر‪. 9 /‬‬ ‫‪Birge,op. cit. p.63.‬‬

‫(‪)8‬‬

‫‪Browne, op. cit. p. 47.‬‬

‫(‪)9‬‬

‫(‪ )10‬الشيبي ‪ ،‬كامل مصطفى ‪ :‬الفكر الشيعي والنزعات الصوفية حتى مطمع القرن الثاني عشر اليهرر ‪.403 /‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫‪Encyclopedia Britancia (1974) “PERSIA”.‬‬

‫ِ‬ ‫سماه الشاه طماسب األول (التاج الطيماسي) وبقي معموالً بو حتى عيد الشاه‬ ‫(‪ )12‬حبيب ّ‬ ‫السير ‪ .27 -426/4 :‬ثم ّ‬ ‫حسين األول ‪ ،‬خر الصفويين ‪ ،‬وفي عيد أوقف ‪ ،‬فكأن قدر ىذه الدولة كان مرتبطاً بيذا الشعار‪.‬‬

‫تدل عمى قوتو البالغة‪.‬‬ ‫(‪ )13‬يورد "خواند امير" وصفاً وافياً ألعمال حيدر العسكرية ‪ ،‬وكّميا ّ‬ ‫(حبيب السير ‪.)34-432 /4:‬‬

‫(‪ )14‬عالم رار عباسي ‪.21-20 /1:‬‬ ‫(‪ )15‬وكان ذلك سنة ‪896‬ه‪1490 /‬م‪ .‬حبسيم خاليم يعقوب بن أوزون حسن ( ‪896 -884‬ه‪1490-1479 /‬م)‪.‬‬ ‫وتفاصيل حبسيم ‪ ،‬ومقتل إبراىيم وحيدر معروضة في (عالم رار عباسي‪ )22-20 /1 :‬وحديث مستفيض عن‬ ‫األحوال السياسية القمقة والتغيرات السريعة التي اضطرب فييا األخوة الثالثة في (حبيب السير ‪)46-432 /4 :‬‬ ‫وخالصة وافية لكل ذلك في ‪:‬‬ ‫‪Browne ,op.cit.vol.4,pp.46-49‬‬ ‫(‪ )16‬استاهمو ‪ ،‬شاممو ‪ ،‬روممو ‪ ،‬توكمو ‪ ،‬ذو القدر ‪ ،‬أفشار ‪ ،‬قاهار ‪.‬‬ ‫(‪ )17‬روممو ‪ ،‬حسن ‪ :‬أحسن التواريخ ‪.46 /‬‬ ‫(‪ )18‬عالم رار عباسي ‪.28 /1 :‬‬ ‫(‪ )19‬عالم رار عباسي ‪ ،28/1 :‬أحسن التواريخ ‪ .61-60 /‬وفي حبيب السير أن هموس الشاه إسماعيل في تبريز سنة‬ ‫‪906‬ه‪1500 /‬م‪ .‬وقد عالج بعض الك ّتاب ىذا االختالف ‪ ،‬الذر قد يعود إلى ما يسمى بالتاريخ "اليهرر –‬ ‫التركي " ‪ ،‬والتأريخ الذر اخترناه يبدو أكثر مناسبة لمهرر األحداث‪.‬‬

‫(‪ )20‬المنطقة التي أصبحت سنة ‪1510 /916‬م تابعة لمشاه اسماعيل ‪ ،‬كانت موزعة كما يمي ‪:‬‬


‫السمطان مراد بن يعقوب في " أذربيهان " وأكثر "العراق" ‪ .‬مراد بيك بانيدارر في "يزد"‪ .‬الرئيس دمحم كره في "أبرقود"‬ ‫‪ .‬حسين كيايي همور في "سمنان" و "خوار"‪ .‬فيروز كوه باريك في "عراق العرب" ‪ .‬قاسم بن هيانكير في "ديار‬ ‫بكر" ‪ .‬القاضي دمحم (؟) باالشتراك مع موالنا محمود بيدكمي في "كاشان"‪.‬‬ ‫السمطان حسين مير از التيمورر في "خراسان" ‪ .‬األمير ذو النون (؟) في "قندىار"‪ .‬بديع الزمان مير از في "بمخ" ‪.‬‬ ‫أبو الفتح البياندارر في "كرمان" ‪( .‬أحسن التواريخ ‪.)62/‬‬ ‫(‪ )21‬المصدر نفسو‪.104-102 /‬‬ ‫(‪ )22‬أيضاً‪.22-11 /‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫‪Baussani, A. “The Persians” p.153.‬‬

‫(‪ )24‬النيروالي ‪ ،‬قطب الدين ‪ :‬كتاب األعالم بأعالم بيت هللا الحرام ‪.75-274/‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫‪Browne,op.cit.vol.4,p.61.‬‬ ‫وعبارة براون ىي ‪“In his reing the sowrd was more active Than The pen”. :‬‬

‫(‪)26‬‬

‫‪and (26) Birge, op. cit. p. 63.‬‬ ‫ولممزيد عن ثاره الشعرية ‪ :‬التبريزر ‪ ،‬دمحم عمي (مدرس) ‪ :‬ريحانة األدب في تراهم المعروفين بالكنية والنسب ‪:‬‬ ‫‪ .394 /1‬وقد ُنشر ديوانو في "باكو" ذربيهان المسماة سوفياتية‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬



‫العثمانيون ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫ّ‬

‫عـوامل وأشكال صراعيم مع الصفويين‬ ‫الصفكية ٍ‬ ‫العثمانيكف اد نجحكا في بسط‬ ‫بزمف طكيل ‪ ،‬كاف‬ ‫ابل اياـ الدكلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سمطانيـ عمى آسيا الصلرػ ‪ ،‬كبدأكا يتطّمعكف إلى حكـ عالمي ‪ .‬كبقياـ الصفكييف‬

‫تضاد تككيف الطرفيف ‪ ،‬بقدر‬ ‫جدلي ٌة ترتد إلى‬ ‫جدلي ُة العصر‬ ‫ّ‬ ‫السياسية ‪ ،‬كىي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت كمت ّ‬ ‫ما تعكد إلى تنااض مصالحيما‪.‬‬

‫بحث ىذا الصراع ‪ ،‬ىك مفتاح دراسة ىجرة العاممييف إلى "إيراف" كاألحكاؿ‬ ‫إف َ‬ ‫ّ‬ ‫ُميد بيا لمكضكع الصفحات التالية ‪ :‬اياـ‬ ‫التي كاجيتيـ في ميجرىـ ‪ .‬كىذه إ ارة أ ّ‬ ‫الصفكؼ ‪ ،‬ثـ األ كاؿ التي اتخذىا‬ ‫متممسيف ضد الكياف ّ‬ ‫اإلمبراطكرّية العثمانية ‪ّ ،‬‬ ‫الصراع بينيما ‪.‬‬

‫***‬

‫كر ُمؤثّرةٌ مدة اركف ‪:‬‬ ‫لقد كاف فتح "‬ ‫صٌ‬ ‫ّ‬ ‫القسطنطينية" حمماً اديماً ‪ ،‬غػذتو ُ‬ ‫الركـ(‪.)1‬‬ ‫أمتو ستظير عؿػ أرض ّ‬ ‫ُيركػ أف النبي (ص) أخبر أصحابو ‪ ،‬بأف ّ‬

‫لما مات غازياً بأرض الركـ في‬ ‫ُ‬ ‫كيقاؿ إف الصحابي الجميل ‪ ،‬أبك ّأيكب األنصارؼ ‪ّ ،‬‬ ‫السنة ‪52‬ىػ‪672 /‬ـ ‪ ،‬حمل المسممكف جنازتو ‪ ،‬كساغكا بيا في أرض العدك ‪ ،‬حتى‬

‫لكصيتو (‪ .)2‬كأف الحبلّج‬ ‫دفنكىا في أصل حصف " القسطنطينية" ‪ ،‬كذلؾ تنفي ػ ػ ػ ػ ػذاً‬ ‫ّ‬ ‫(ؽ ‪309 :‬ىػ‪921 /‬ـ) ااؿ لم رطي الذؼ كاف يسكطو‪ :‬إف عندؼ نصيحة ‪ ،‬إف‬ ‫كعندما كتب‬

‫عدلت عنده فتح اسطنطينية" ( ‪.)3‬‬ ‫أكصمتيا إلى أمير المؤمنيف ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫القاضي ابف ّداد تاريخو في صبلح الديف كفتكحاتو ‪ ،‬ااؿ عندما أتى عمى ذكر‬ ‫"القسطنطينية" ‪" :‬سيل هللا فتحيا" (‪ .)4‬فكأنما لـ تُ ِ‬ ‫نس ِو الفتكحات المجيدة الحمـ العتيد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬ككأنما اعتبر فتحيا اد اًر مقدك اًر ‪ .‬كال أف كل ال أف سيكلة فتح كعسكرتو‪.‬‬ ‫كل ذلؾ ُيرينا كيق صار القضاء عمى ما بقي مف الدكلة البيزنطية ‪ ،‬ىاجساً‬ ‫ّ‬ ‫تبدؿ األياـ ك ُّ‬ ‫الدكؿ ‪ .‬كىك أمر َيبرز بأجمى صكره ‪ ،‬في‬ ‫جماىيرياً عاماً ‪ ،‬ال ُينسيو ّ‬ ‫طاؿ ‪ ،‬اللازؼ ال يير الذؼ ُاتل‬ ‫البعد األسطكرؼ الذؼ آلت إليو‬ ‫خصية عبد هللا الب ّ‬ ‫ّ‬ ‫غازياً بأرض الركـ ك "كضعكا لو سيرة تُق أر في كل كات " ( ‪ . )5‬كال ريب أف ىذا‬

‫النبكية الكثيرة ‪،‬‬ ‫ىيأت ليا األحاديث‬ ‫الياجس الجماىيرؼ ‪ ،‬ير ّتد إلى‬ ‫ّ‬ ‫الخمفية التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫القصية ‪ ،‬ككأنيا ىدؼ المستقبل لممجاىديف(‪.)6‬‬ ‫حيث تمكح "القسطنطينية"‬ ‫ّ‬


‫القكة التي كسبيا العرب فيما بعد ‪ ،‬فإف ىذا اليدؼ ‪،‬‬ ‫عمى ّ‬ ‫الرغـ مف ذلؾ ‪ ،‬ك ّ‬ ‫يبد ككأنو أارب مناالً عمى يدىـ ‪ .‬بل إف أكؿ استقرار إسبلمي في "آسيا‬ ‫لـ ُ‬ ‫‪412‬ىػ‪/‬‬ ‫السبلجقة ‪ ،‬بعد معركة "مبلذكرد" في السنة‬ ‫الصلرػ" تحّقق عمى يد ّ‬

‫‪1071‬ـ(‪ ، )7‬التي فتحت الباب أماـ اليجرات التركية اليائمة ‪ ،‬تجتاح "آسيا‬

‫احتل اللزاة األتراؾ‬ ‫الصلرػ"(‪ ، )8‬تحت عار ن ر اإلسبلـ في الراعة‬ ‫ّ‬ ‫الركمية ‪ .‬ك ّ‬ ‫السبلجقة ( ‪ ، )9‬كأاامكا دكلة جعمكا عاصمتيا "سيكاس"‬ ‫األناضكؿ ‪ ،‬دكف مساعدة ّ‬

‫(‪ ، )10‬تمؾ ىي الدكلة الدان مندية اللزاة ‪ ،‬الذيف اصطنعكا ألنفسيـ نسباً يرتفع إلى‬ ‫الدكؼ الذؼ أحاو‬ ‫طاؿ ( ‪ )11‬البطل اللازؼ ‪ ،‬الذؼ أ رنا إليو ‪ ،‬كالى‬ ‫عبد هللا الب ّ‬ ‫ّ‬ ‫باسمو ‪ ،‬ابل اميل ‪.‬‬

‫اللزاة األتراؾ يتدفقكف عمى المنطقة ‪ .‬كاتساعُ حركة‬ ‫ظل ُ‬ ‫أثناء ىذه الفترة ‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫اللزاة ّأدت إلى مزيد مف االنييار في الدكلة البيزنطية ‪ .‬كىذا بدكره ّجع اللزاة عمى‬ ‫المزيد مف الملامرات ‪ .‬كنجاح ىذه الملامرات ظل يجمب المزيد منيـ ‪ .‬كىذه الدائرة‬

‫الجُدد( ‪ ، )12‬خاصة بعد أف‬ ‫المفرغة تنعكس عمى ميزاف القكػ لمصمحة النازليف ُ‬ ‫تحرر ىؤالء مف سيطرة الدكلة السمجكاية ‪ ،‬التي اضى عمييا الملكؿ في السنة‬ ‫ّ‬

‫السبلجقة معاً اد اضكا عمى الدكلة‬ ‫‪641‬ىػ ‪1243 /‬ـ(‪ ، )13‬بعدما كاف الصميبيكف ك ّ‬ ‫الدان مندية (‪. )14‬‬ ‫ذلؾ الفراغ السياسي استلّمو اادة اللزاة األتراؾ ‪ .‬فن طكا ‪ ،‬كااتطعكا لحسابيـ‬

‫تأسس في النصق‬ ‫ما عمق بأيدييـ ‪ ،‬كأصبحكا أُمراء األراضي التي افتتحكىا ‪ .‬كىكذا ّ‬ ‫التركية‪.‬‬ ‫عدد مف اإلمارات‬ ‫الثاني مف القرف السابع اليجرؼ ‪ /‬الثالث ع ر الميبلدؼ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫العثمانية ‪،‬‬ ‫ككاف "عثماف" كاحداً مف أكلئؾ األمراء ( ‪ . )15‬كىكذا ظيرت الدكلة‬ ‫ّ‬ ‫حكالي نياية القرف السابع اليجرؼ ‪ ،‬ىذا الظيكر المتكاضع (‪.)16‬‬

‫العثمانيكف دك اًر متكاضعاً ‪ ،‬حتّى بالقياس إلى اإلمارات‬ ‫في البداية مارس‬ ‫ّ‬ ‫العثمانية‬ ‫التركية األخرػ‪ .‬لكف ما ّكل الفارؽ فيما بعد ‪ ،‬أعني ما جعل اإلمارة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أف‬ ‫الصليرة تستمر ‪ ،‬لتنتيي إلى امبراطكرّية ‪ ،‬في حيف انتيت اإلمارات األخرػ ‪ ،‬ػ ػ ػ ّ‬ ‫المحرؾ األكؿ لؤلحداث في‬ ‫العثمانييف نجحكا في استيعاب حركة اللزاة ‪ ،‬التي ظّمت‬ ‫ّ‬ ‫خصيـ بيا البيزنطيكف ‪ ،‬إف أتاحت ليـ أف يبرزكا‬ ‫المنطقة ‪ .‬ككانت لممقاكمة التي ّ‬ ‫داخل حركة اللزاة بسرعة ‪ ،‬كذلؾ بال جاعة كالتخطيط الذكي(‬

‫‪ ، )17‬كفي حيف‬

‫استكانت اإلمارات األخرػ ‪ ،‬ففقدت بذلؾ ما كاف ي ُّد اللزاة إلييا ‪ ،‬ظل العثمانيكف‬


‫اكة حر ّبي ًة‬ ‫يتمّقكف المز َيد كالمز َيد منيـ ‪ .‬كبيذه الطريقة بنت اإلمارة‬ ‫العثمانية الصليرة ً‬ ‫ّ‬ ‫كبيرة ‪ ،‬ظّمت تتزايد باستمرار ‪.‬‬ ‫ظل نجـ العثمانييف يتصاعد ‪ ،‬ال يكّفركف كسيمة تزيد مف امتداد سمطانيـ ‪،‬‬

‫ظل العامل األكؿ في‬ ‫بالحرب كال راء كالمصاىرة ‪ .‬لكف استقطاب حركة اللزاة ‪ّ ،‬‬ ‫تصاعد نجميـ ‪ .‬كحقاً لقد كانكا أكفياء ليذه الحقيقة ‪ ،‬فظل لقب (اللازؼ) مف‬

‫الرسمية لسبلطينيـ‪.‬‬ ‫األلقاب‬ ‫ّ‬

‫في السنة ‪857‬ىػ ‪1453 /‬ـ‪ ،‬نجح السمطاف دمحم الثاني ‪ ،‬المعركؼ بالفاتح‪،‬‬

‫في فتح "القسطنطينية " كبذلؾ اضى عمى آخر كجكد لمبيزنطييف ‪ ،‬كافتتح العيد‬ ‫العثمانية ‪.‬‬ ‫اإلمبراطكرؼ لمدكلة‬ ‫ّ‬

‫مبلحظة أخيرة تعكد بنا إلى النقطة التي انطمق منيا ىذا الفصل ‪ ،‬كما تصمح‬

‫ضاع الحديث ‪،‬‬ ‫مدخبلً لما يمي ‪ .‬ىي أف فتح "القسطنطينية" كاف مناسبة انتيزىا ُك ّ‬ ‫فتقكلكا عمى لساف النبي (ص) أنو ااؿ ‪،‬‬ ‫ليبرزكا الحدث الكبير ‪ ،‬ككأنو إرادة ّ‬ ‫إليية ‪ّ ،‬‬

‫إف الخميفة الذؼ سيفتح "القسطنطينية" اسمو كاسـ النبي (ص)( ‪ُ . )18‬يضاؼ إلى‬ ‫اإلسبلمية ‪ ،‬أُبرز مف ابل ‪ ،‬كفي‬ ‫الساحة‬ ‫ّ‬ ‫ذلؾ ‪ ،‬أف دخكؿ العنصر التركي إلى ّ‬ ‫حديث كذب أيضاً ‪ ،‬عمى أنو نصرة لمذىب أبي حنيفة(‪. )19‬‬

‫***‬ ‫اإلسبلميتيف الجديدتيف ‪:‬‬ ‫القكتيف‬ ‫امل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىكذا تبدك لنا اآلف عك ُ‬ ‫التضاد في كياف ّ‬ ‫نمت‬ ‫صكفية –‬ ‫الصفكية ‪ ،‬انطبلااً مف اتجاىات‬ ‫ففي حيف اامت الحركة‬ ‫يعية ‪ْ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ابتداء مف ىجرة غُ ػزاة (‪ ، )20‬اتخذكا مف المذىب الحنفي ليـ‬ ‫اإلمبراطكرّية العثمانية‬ ‫ً‬ ‫مذىبياً ‪ ،‬ظل‬ ‫الصراع الذؼ دار بينيما كجياً‬ ‫ّ‬ ‫مذىباً ‪ ،‬احتضنكه ّ‬ ‫بقكة ‪ .‬كىذا ما أعطى ّ‬

‫كيسعراف الفكارؽ المذىبية ‪ ،‬لتلطية‬ ‫بقكة( ‪، )21‬‬ ‫ّ‬ ‫الطرفاف يدفعاف بو إلى السطح ّ‬ ‫فمنر ما ىي األ كاؿ التي اتخذىا الصراع بينيما ؟‬ ‫تنااض مصالحيما ‪َ .‬‬

‫كانت عيكف العثمانييف كالصفكييف كمييما معّمق ًة عمى راعة المماليؾ ال اسعة‪،‬‬ ‫لمتكسع ‪ .‬كمف جية أُخرػ ‪ ،‬كاف العثمانيكف ‪ ،‬الذيف تكارثكا نظرًة‬ ‫كمجاؿ مفتكح ّ‬

‫طمكح ًة إلى ُحك ٍـ عالمي ‪ ،‬منذ بداية القرف التاسع اليجرؼ‪ /‬أكاخر القرف الرابع ع ر‬ ‫ّ‬ ‫ضاؼ إلى ذلؾ ‪ ،‬أنيـ‬ ‫اكة الصفكييف( ‪ُ .)22‬ي ُ‬ ‫الميبلدؼ ‪ ،‬ينظركف بقمق إلى تصاعد ّ‬


‫ضدىـ( ‪ ،)23‬فضبلً‬ ‫تمّقكا نذي اًر مبك اًر بمحاكلة ال اه اسماع ػيل التحالق مع المصرييف ّ‬ ‫مد سمطانو إلى مصر ‪ ،‬عف طريق ن ر الت ّيع فييا ‪.‬‬ ‫عف أف ال اه اسماعيل حاكؿ ّ‬ ‫كفي سياؽ ذلؾ اامت فيما بعد ثكرة مسّمحة ‪ُ ،‬اتل مثيرىا أحمد با ا ‪" ،‬ككجدكا عنده‬

‫تاجاً مف عار الصكفي (لعمو عار القزلباش) ‪ .‬كعزـ عمى تقديـ اإلثفػ ع ر إماماً‬

‫عمى اعتقاد الرافضة "(‪ . )24‬ك أ ّف ثكرة صليرة اامت ابل ذلؾ في صعيد مصر‬ ‫تتّصل بالصفكييف بسبب أك بآخر(‪ . )25‬كأ ّنو حتى ابل اياـ الدكلة الصفكية ‪ ،‬كاف‬

‫احد عمى خبلؼ‬ ‫في حمب داعية لمصفكييف يقكؿ لمناس ‪" :‬سيظير مف أىل طريقتنا ك ٌ‬ ‫السنة كالجماعة "( ‪ ، )26‬كالظاىر أف دعكتو لـ تذىب سدػ ‪ ،‬بحيث أف أحد‬ ‫أىل ّ‬

‫الرد عمى المبلحدة‬ ‫فقياء حمب ظل "ثماني سنكات من لبلً بالتفسير كالحديث ك ّ‬ ‫كالرافضة سيما عمى طائفة أردبيل" ( ‪ . )27‬كربما كاف لمحركات المسّمحة التي اامت‬

‫يحدثنا عف‬ ‫في نكاحييا سنة ‪913‬ىػ‪1507 /‬ـ صمة بالصفكييف ‪ .‬فابف طكلكف ّ‬ ‫خارجي صكفي في نكاحي "حمب" ‪ ،‬كأف نائب "دم ق" "رمى عمى أىل الحارات م اة‬ ‫ألجل التجريد الصكفي " ‪ .‬كاف ىذه الحركة اتخذت كبلً خطي اًر ‪ ،‬فيما بعد ‪ ،‬بحيث‬

‫استدعت كضع كل ثقل السمطة المحّمية لمقضاء عمييا(‪.)28‬‬

‫امتد حتى‬ ‫كل ذلؾ ير ح عف تأثير كاسع لمحركة‬ ‫الصفكية في مصر كال اـ ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫تؤد إلى‬ ‫ضـ العثمانيكف المنطقة إلى امبراطكريتيـ ‪ .‬كلكف ىذه اإلمكانات لـ ِّ‬ ‫بعد أف ّ‬

‫الصراع ‪ ،‬بل ظل ذلؾ مذخك اًر لمنطقة أكثر ح اررة كحرجاً ‪.‬‬ ‫رفع ح اررة ّ‬

‫اإلسبلمية إلى آسيا الصلرػ ‪ ،‬حممت معيا تأثيرات‬ ‫لقد رأينا كيق أف اليجرات‬ ‫ّ‬ ‫يعية(‪ ، )29‬كما رأينا كيق أف ال يخ جنيداً بف ابراىيـ الصفكؼ ‪ ،‬كاف اد حّقق‬ ‫ّ‬ ‫التركمانية في " آسيا الصلرػ " كما كاالىا ‪ ،‬كااـ بدعكتيا إلى‬ ‫اتصاالً بالقبائل‬ ‫ّ‬

‫جده‬ ‫جيدة بالمنطقة حتى عمى عيد ّ‬ ‫الت ّيع ( ‪ ، )30‬كأنو كاف لمصفكييف صبلت ّ‬ ‫العثمانية كانت ت عر بثقل‬ ‫المؤسس ال يخ صفي الديف( ‪ . )31‬كال ؾ أف الدكلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ىؤالء المزدكجي الكالء(‪ .)32‬كفي السنة ‪917‬ق ‪1511 /‬ـ اامت ثكرة ال ّ يعة اليائمة‬ ‫الخّمص ‪ ،‬كاسمو‬ ‫في "آسيا الصلرػ" بقيادة كتدبير ابف أحد مريدؼ ال اه إسماعيل ُ‬ ‫" اه امي بابا تكمك " (‪. )33‬‬

‫الصلرػ" ‪ ،‬كنجح في ذلؾ‬ ‫حاكؿ اه امي تنظيـ االتجاىات ال ّ‬ ‫يعية في "آسيا ّ‬ ‫فعبلً ‪ .‬ثـ انتصر عمى حاكـ كالية "تكي ايمي" ‪ ،‬ك ّأدػ ذلؾ فعبلً إلى اجتذاب المزيد‬

‫كلكنو ُاتل في‬ ‫تكجو بعدىا إلى "سيكاس" ‪ّ ،‬‬ ‫مف األنصار ‪ .‬ثـ ىزـ حممة ّ‬ ‫تركية ثانية ‪ّ .‬‬


‫الحممة الثالثة ‪ ،‬التي رأسيا الصدر األعظـ بنفسو( ‪ . )34‬كفي ىذه الظركؼ فرض‬

‫مصمماً عمى القضاء عمى الجماعة‬ ‫األكؿ نفسو عمى العرش ‪،‬‬ ‫السمطاف سميـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعية في مممكتو ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫أراد السمطاف سميـ أف تككف ضربتو ااضية في الصدمة األكلى ‪ ،‬فقاـ بإحصاء‬

‫تفكايـ‬ ‫سرؼ لم يعة في مممكتو ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ككزع اطعاً مف عسكره تكزيعاً دايقاً ‪ ،‬ركعي فيو ّ‬ ‫كمف‬ ‫حيثما كانكا عمى اكة الضحايا‪ ،‬ثـ ضرب ضربتو فجأة ‪ ،‬كىك يعرؼ أيف َ‬

‫سيضرب ‪ .‬كىكذا كاعت كاحدة مف أب ع مذابح التاريخ‪ ،‬سقط‬ ‫ضحيتيا أربعكف ألفاً‬ ‫ّ‬ ‫المحمى ُليعرؼ إلى األبد‪،‬‬ ‫السيق بالحديد‬ ‫ينمو ّ‬ ‫فيما ُيقاؿ ( ‪ُ . )35‬‬ ‫كدمغ مف لـ ُ‬ ‫ّ‬ ‫حد ّ‬ ‫كأمر بنفي أارباء القتمى كأصداائيـ إلى أكركبا ‪ ،‬كت تيتيـ في "مكدكنيا" كغيرىا ‪،‬‬ ‫خكفاً مف ثكرة جديدة‪.‬‬

‫يخية ‪ ،‬ليس ىذا محل‬ ‫معجبلت تار ّ‬ ‫كل تمؾ العكامل مجتمع ًة ‪ ،‬باإلضافات إلى ّ‬ ‫تؤدؼ إلى صراع مبا ر ‪ .‬ككاف الحسـ في سيل‬ ‫سردىا(‪ ، )36‬كاف ال ّبد أف ّ‬ ‫"جاليدراف" ارب "تبريز" العاصمة ‪.‬‬

‫الصفكييف عند‬ ‫العثمانييف ك‬ ‫في ير رجب ‪ 920‬ق ‪ /‬آب ‪1514‬ـ‪ ،‬كاق جي ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"جاليدراف" ‪ ،‬بيف بحيرة أركمية (الرضائية ‪ ،‬اليكـ) ك"تبريز" ‪ .‬كلـ ُتدـ المعركة‬ ‫المدفعية‬ ‫طكيبلً‪ ،‬فإف فرساف ال اه ال جعاف المخمصيف ‪ ،‬لـ ُيفمحكا في الصمكد أماـ‬ ‫ّ‬

‫فاحتل العاصمة ‪ ،‬ثـ استكلى عمى‬ ‫التركية الحديثة ‪ .‬كتابع الجيش المنتصر سبيمو ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السيد ‪ ،‬صاحب‬ ‫اسـ مف "أرمينيا" ك "العراؽ" ( ‪ . )37‬كىكذا أثبت السمطاف سميـ أنو ّ‬ ‫الحق ‪ ،‬حق األاكػ ‪ .‬كىا إف "سكريا" تناديو ‪.‬‬

‫عمى ىذا رأيناه ينكفئ مسرعاً نحك ببلده ‪ ،‬بعد ثمانية ّأياـ مف دخكؿ‬ ‫ِ‬ ‫يمض عمى ذلؾ‬ ‫ييتـ بتثبيت النصر الذؼ حّققو( ‪ . )39‬كلـ‬ ‫"تبريز"(‪ ، )38‬دكف أف َّ‬

‫تقق في "مرج دابق" إلى ال ماؿ مف‬ ‫سكػ عاـ كاحد تقريباً ‪ ،‬حتى ّ‬ ‫كنا نرػ جيك و ُ‬ ‫اجو جيكش المماليؾ ‪ ،‬بقيادة سمطانيـ العجكز اانصكه اللكرؼ ( ‪– 906‬‬ ‫"حمب" ‪ ،‬تك ُ‬

‫العثمانييف‬ ‫مدفعية‬ ‫‪922‬ق‪1516 -1500 /‬ـ) ‪ .‬ككما حدث في "جاليدراف" عصفت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كبنادايـ الطكيمة بفرساف المماليؾ كسيكفيـ الحداد ‪ .‬كىكذا جثت سكريا أماـ الفاتح‪،‬‬ ‫فتابع سبيمو منتص اًر ليدخل "دم ق" عاـ (‪ 922‬ق ‪1516/‬ـ) ‪.‬‬


‫اآلف عمينا أف نختـ ىذا الفصل باإل ارة إلى ٍ‬ ‫أمر ىاـ ‪ ،‬يمكف اعتباره امة‬

‫تمخضت عف‬ ‫أحداث ىذه الفترة‬ ‫التحكلية ‪ .‬ذلؾ أف فتكحات السمطاف سميـ األكؿ ّ‬ ‫ّ‬ ‫اسية في مصر إلى سبلطيف بني‬ ‫العب ّ‬ ‫الركاية العثمانية ‪ ،‬القائمة بانتقاؿ الخبلفة ّ‬ ‫عثماف ‪.‬‬

‫النقد التاريخي ‪ .‬لكف الكااع أف السمطاف سميـ‬ ‫حقػاً إف ىذه الركاية لـ تثبت أماـ ّ‬ ‫كخمفاءه فعبلً عمى رأس األكثرّية المسممة ‪ .‬كأصبح ااد اًر ‪ ،‬كتحت أؼ‬ ‫اد كضع نفسو‬ ‫َ‬ ‫ىيناً جداً ‪ ،‬فإنو لـ‬ ‫غطاء ‪ ،‬عمى حمل لقب الخبلفة ‪ ،‬الذؼ ‪ ،‬كاف فقد ايمتو كأصبح ّ‬ ‫يفقد تأثيره السحرؼ عمى الجماىير ‪ .‬كمما ُيذكر ىنا ‪ ،‬أنو بعد فتح ال اـ حمل‬

‫سبلطيف آؿ عثماف لقب "خادـ الحرميف ال ريفيف"( ‪ ، )40‬كىك لقب أضفى عمييـ‬ ‫ِ‬ ‫العثمانية( ‪ ،)41‬كب كل‬ ‫لكل ذلؾ أثره البعيد في تكجيو السياسة‬ ‫ّ‬ ‫احتراماً كبي اًر ‪ .‬ككاف ّ‬ ‫اإلسبلمية ‪ ،‬كىي دعكة إلى تكحيد العالـ اإلسبلمي تحت سمطة‬ ‫خاص فكرة الجامعة‬ ‫ّ‬ ‫العثمانييف ‪ ،‬عمى أساس مبدأ الخبلفة العريق ‪ .‬لـ ينازعيـ ىذا الحق إال دكلة‬

‫يعية‪ ،‬التي حممت بالمقابل مبدأ اإلمامة ال يعي‪.‬‬ ‫الصفكييف ال ّ‬

‫***‬ ‫بالنسبة لم يعة في "سكريا" ‪ ،‬فقد أدخل كاكعُ المنطقة تحت الحكـ العثماني ‪،‬‬ ‫خاصة كأف العثمانييف اد‬ ‫تليي اًر أساسياً إلى المناخ ّ‬ ‫الحر الذؼ تمتعكا بو طكيبلً ‪ّ .‬‬

‫حممكا معيـ م اعر عنيفة ضد الت ّيع ‪ ،‬نتيجة تجربتيـ مع الصفكييف ‪ .‬كىذا ىك‬ ‫ىيأ لميجرة ‪.‬‬ ‫المناخ الذؼ ّ‬

‫بيد ّأننا لف نبدأ بيذه الطريقة في بحث ظركؼ اليجرة ‪ ،‬ذلؾ أنو ال ّبد لنا مف‬ ‫يعية في جبل عامل كالبقاع ‪ ،‬تمؾ التي أنجبت مادة‬ ‫اإللماـ بالنيضة‬ ‫العممية ال ّ‬ ‫ّ‬

‫اليجرة ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش‪:‬‬

‫(‪ )1‬الطبرؼ ‪ :‬تاريخ الرسل كالممكؾ ‪.569 /2 :‬‬

‫(‪ )2‬ابف سعد ‪ :‬الطبقات الكبرػ ‪.85 -584 /3 :‬‬

‫السير ‪. 292 /2 :‬‬ ‫(‪ )3‬حبيب ّ‬ ‫اليكسفية‪. 132 /‬‬ ‫(‪ )4‬ابف ّداد ‪ :‬النكادر السمطانية كالمحاسف‬ ‫ّ‬ ‫طاؿ غازؼ ‪ ،‬كىك ٍ‬ ‫غاز يير في‬ ‫سيد ب ّ‬ ‫(‪ )5‬ابف العماد الحنبمي ‪ :‬ذرات الذىب ‪ . 159 /1 :‬كعبد هللا البطاؿ ‪ ،‬أك ّ‬ ‫العصر األمكؼ ‪ ،‬ساىـ في عدة غزكات ضد البيزنطييف‪ ،‬ظير ألكؿ مرة سنة ‪109‬ق‪ 827 /‬ـ خبلؿ فترة‬ ‫حكلتو إلى خصية أسطكرية تنسج حكليا الحكايات ‪.‬‬ ‫حكـ ى اـ بف عبد الممؾ ‪ ،‬كأصاب يرة كبيرة‪ّ ،‬‬ ‫كىناؾ سيرة لو في األدب العربي كاألدب التركي ‪ ،‬تظير البعد األسطكرؼ ل خصيتو‪ .‬لممزيد راجع ‪:‬‬

‫‪The Incyclopaedia of Islam (New edition), Melinkoff, art. “Battal Saied” and‬‬ ‫‪Canard “Battal Abdulla”.‬‬

‫أمتي يلزكف ايصر مفلكر ليـ " كىك حديث م يكر جداً‪ .‬راجع مثبلً صحيح البخارؼ ‪:‬‬ ‫(‪ ...." )6‬أكؿ جيش مف ّ‬ ‫‪ .977 /12‬كلممزيد راجع أبكاب اللزك كالجياد في كتب الحديث ‪.‬‬ ‫(‪ )7‬ابف خمدكف ‪. 3 /5 :‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫(‪)9‬‬

‫‪Wittek , Paul , “The Rise of The Ottoman Empire” p.15.‬‬

‫(‪ )10‬العبر ‪. 344 /5 :‬‬

‫‪Ibid., p.21.‬‬

‫(‪)11‬‬

‫‪The Encyclopaedia of Islam (New edition) J.Melinkoff, art.”Danishmand”.‬‬

‫(‪)12‬‬

‫‪Wittek. Op. cit.p.19.‬‬

‫(‪ )13‬نعني أنو في ىذه السنة انتيت دكلة سبلجقة الركـ كقكة فاعمة في المنطقة ‪ ،‬بعد أف أصبح أمراؤىا تابعيف‬ ‫(‪)14‬‬

‫(‪)15‬‬

‫لمملكؿ ‪.‬كتفصيل ذلؾ في ‪ :‬العبر‪ 360 /5 :‬كما بعدىا ‪.‬‬

‫‪Melinkoff, op.cit.‬‬

‫‪Wittek . op .cit. pp.33-34.‬‬

‫(‪ )16‬ضربت النقكد العثمانية باسـ عثماف في السنة ‪699‬ق‪ 1299 /‬ـ ‪ .‬راجع‪:‬‬ ‫(‪)17‬‬

‫‪Creasy ,Sir Edward “History of The Ottoman Turk” p.9.‬‬ ‫‪Wittek .op.cit.pp.40-41.‬‬

‫(‪The Encyclopaedia of Islam.Mortman ,art. “constantipol”. )18‬‬ ‫(‪ )19‬الراكندؼ ‪ :‬راحة الصدكر كآية السركر (الترجمة العربية) ص ‪.56‬‬

‫الصفكية ‪ ،‬أياـ جنيد‬ ‫(‪ )20‬لسنا نجيل ‪ ،‬أك نتجاىل ‪ ،‬ىنا ما يقابل حركة اللزاة العثمانييف ‪ ،‬في تاريخ أصل الحركة‬ ‫ّ‬ ‫كحيدر ‪ .‬ككانت حركب "غزاة الصكفية" في منطقة "القكااس"‪ ،‬ت بو إلى ٍ‬ ‫حد كبير اللزاة األتراؾ في "آسيا‬ ‫ّ‬ ‫الصلرػ"‪ .‬كاد مات كل مف ال يخ جنيد كال يخ حيدر في تمؾ المنطقة غزاة ‪ .‬كال اه إسماعيل "اللازؼ"‬

‫كجده ‪ ،‬كفتح "باكك"ابل أف يفتح "تبريز" ‪ .‬لكف التركيز في ىذه المقدمة يجرؼ عمى الحركات‬ ‫أخذ بثأر أبيو ّ‬ ‫المرجكة منيا ‪.‬‬ ‫اإلسبلمية ‪ ،‬تبعاً لملاية‬ ‫يخية‬ ‫ّ‬ ‫التار ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصفكية ‪ ،‬راجع ‪:‬‬ ‫حكؿ تأثير حركة اللزاة في أصل الحركة‬ ‫ّ‬

‫‪Mazzawi, “The origin of The Safavids” Wicsbaden 1972.‬‬


‫الحقيقية كراء صراع‬ ‫الخمفية‬ ‫(‪ )21‬ينبلي أف يككف كاضحاً منذ اآلف ‪ ،‬أف مصالح كأطماع الحاكميف‪ ،‬كانت دائماً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلمامية في "آسيا الصلرػ" التي سن ير إلييا‬ ‫فابتداء مف مذبحة ال يعة‬ ‫اتّخذ دائماً اناعاً مذىبياً خادعاً ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫حد تعبير‬ ‫بعد اميل ‪ ،‬نرػ أنيا لـ ت مل سكػ الذيف حّققكا اتصاالً بالفرس "أصحاب الديف الفارسي" عمى ّ‬

‫يكنس با ا ‪ ،‬الصدر األعظـ ‪( .‬ؽ‪923 :‬ق‪ 1517 /‬ـ ) حيف أمر بإجراء إحصاء امل لم يعة في كل‬ ‫"آسيا الصلرػ"‪ .‬راجع ‪:‬‬

‫‪Browne , op.cit.vol.4.p.72.‬‬

‫يعية مماثمة ‪ ،‬لـ يحّققكا اتصاالً بالصفكييف ‪ ،‬كالقمندرية كالبكتا ية ‪.‬‬ ‫تمؾ المذابح لـ تنل ذكؼ اتجاىات ّ‬ ‫الصفكييف ‪ ،‬صارحكا بو السمطاف‬ ‫رغـ أف العسكر اليني جرية (اإلنك ارية) البكتا ييف‪ ،‬أظيركا تعاطفاً مع‬ ‫ّ‬ ‫سميـ األكؿ‪ ،‬كحكـ خططو العسكرية في صراعو مع الفرس ‪.‬‬

‫(‪)22‬‬

‫يعية القكية لدػ البكتا ية كالقمندرية ‪ ،‬راجع‪:‬‬ ‫بخصكص ىذه ّ‬ ‫النقطة ‪ ،‬كاالتجاىات ال ّ‬ ‫‪Birge, op. cit.pp. 66-67.‬‬ ‫‪ Browne, op.cit. vol. 4 pp. 67-69.‬كىنا ينقل براكف عف‬

‫الرسمية‪ ،‬ثبلث رسائل ذات أىمية خاصة بالنسبة ليذه‬ ‫(من آت السبلطيف) كىك مجمكع الرسائل العثمانية‬ ‫ّ‬ ‫النقطة ‪ .‬في األكلى يخبر يعقكب بف أكزكف حسف ( ‪896 -884‬ق‪ 1490 -1476 /‬ـ) السمطاف بايزيد‬ ‫يينئو بايزيد عمى اتل "رأس الضبللة الحيدرية" ‪،‬‬ ‫الثاني بمقتل حيدر ‪ ،‬كالد ال اه إسماعيل ‪ ،‬كفي الجكاب ّ‬

‫كالثانية مف ألكند بف يكسق ( ‪906 – 905‬ق‪ 1490 -1476 /‬ـ) كىك مف أمراء اآلؽ ايكنمك ‪ ،‬إلى بايزيد‬

‫ضد‬ ‫نفسو ‪ ،‬يحثّو فييا عمى االتحاد في كجو العدك الم ترؾ ‪ ،‬أؼ‬ ‫الصفكييف ‪ ،‬كفي الجكاب يعده بالعكف ّ‬ ‫ّ‬ ‫"الطائفة الباغية القزلبا ية" ‪ ،‬كفي الثالثة يسأؿ بايزيد الحاجي رستـ الكردؼ عف نتائج الصراع بيف القزلباش‬

‫األكؿ ‪608‬ق‪ /‬أيمكؿ ‪ 1502‬ـ ‪ .‬كالرسائل بمجمكعيا ت ي بقمق العثمانييف‬ ‫كاآلؽ ايكنمك ‪ّ ،‬‬ ‫مؤرخة في ربيع ّ‬ ‫ضدىـ ‪.‬‬ ‫‪ .‬كما أف األكصاؼ الكاردة فييا ‪ ،‬تفضح الم اعر التي حممكىا ّ‬

‫(‪ )23‬اللزؼ ‪ :‬الككاكب السائرة ‪. 55 /2 :‬‬

‫(‪ )24‬المصدر نفسو ‪ . 59 – 158/1 :‬كانظر ابف العماد الحنبمي ‪ :‬ذرات الذىب ‪ ، 173 /8 :‬فيك يعكد بحركة‬ ‫أحمد با ا إلى تأثير رجل أردبيمي ‪ ،‬حيث ظيرت الحركة الصفكية "استماؿ أحمد با ا إلى تأثير اعتقاد‬

‫إسماعيل اه الصكفي ‪ ،‬طمباً الستمداده كاستظياره معو بمكاتبات كغيرىا ‪ ،‬كعزـ عمى إظيار عار‬ ‫الرفض " ‪.‬كاألردبيمي المذككر ىك ظيير الديف ‪ ،‬كبير بف أكيس بف دمحم المطيفي ‪ ،‬ال يير بقاضي زاده ‪.‬‬

‫األكؿ في معركة "جاليدراف" كاصطحبو إلى "إسبلمبكؿ" ‪ ،‬ثـ رافقتو في حممتو عمى‬ ‫أسره السمطاف سميـ ّ‬ ‫العثمانية ‪ ، 116 /1 :‬كدان مند اف‬ ‫مصر ‪ .‬راجع ‪ :‬طا كبرؼ زاده ‪ :‬ال قائق النعمانية في عمماء الدكلة‬ ‫ّ‬ ‫آذربيجاف ‪.50-349 /‬‬

‫عجمية كبيرة‬ ‫(‪ )25‬ابف طكلكف ‪ :‬مفاكية الخبلّف ‪ :‬القسـ األكؿ ‪ . 302/‬كالظاىر أنو كانت عمى أرض مصر جالية‬ ‫ّ‬ ‫تحركاتيا بحذر ( ذرات الذىب ‪/8 :‬‬ ‫(راجع ‪ :‬ابف تلرؼ بردؼ ‪ :‬النجكـ الزاىرة ‪ )802 /12 :‬ترااب السمطة ّ‬ ‫‪. ) 236‬‬ ‫الطباخ ‪ :‬دمحم راغب ‪ :‬أعبلـ النببلء بتاريخ حمب ال يباء ‪.337/5:‬‬ ‫(‪)26‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )27‬الككاكب السائرة ‪. 55 /2 :‬‬

‫(‪ )28‬مفاكية الخبلّف‪65 /2 :‬كما بعدىا ‪ .‬كجدير بالذكر أف تاريخ ابف طكلكف حافل بأخبار ردكد فعل المنطقة‬

‫التحركات التي رافقتيا في الببلد ال امية ‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫كتكسعيا في "ديار بكر"‪ ،‬ك ّ‬ ‫امية عمى اياـ الدكلة الصفكية ّ‬ ‫كما أنو ال يخمك مف ملزػ ‪ ،‬أنو في ير المحرـ ‪ 624‬ق ‪ /‬كانكف الثاني ‪ 1518‬ـ حاكؿ يعة دم ق ‪،‬‬

‫ألكؿ مرة فيما يبدك ‪ ،‬إحياء ذكرػ عا كراء عمناً ‪ .‬كرأػ فييـ ابف طكلكف "أعجاماً يندبكف الحسيف"‬ ‫ّ‬ ‫(‪.)78/2‬‬


‫(‪ )29‬راجع الصفحة (‪)25‬ىا ‪.‬‬ ‫(‪ )30‬راجع الصفحة (‪. )21‬‬ ‫(‪ )31‬راجع الصفحة (‪. )20‬‬

‫يتيربكف بذلؾ مف الخدمة‬ ‫(‪ )32‬منع بايزيد الثاني ال يعة في "آسيا الصلرػ" مف زيارة "أردبيل" ‪ ،‬بحجة أنيـ ّ‬ ‫العثمانييف ‪ ،‬كانكا يعرفكف أف انتماء ىؤالء المذىبي‬ ‫كيمكف أف ُيفيـ مف ذلؾ ‪ ،‬أف أكلي األمر‬ ‫ّ‬ ‫العسكرية ‪ُ .‬‬

‫يحكؿ بينيـ كبيف الخدمة تحت العمـ العثماني ‪ .‬راجع الرسالة التي بعث بيا ال اه إسماعيل إلى بايزيد في‬

‫ىذا ال اف في ‪Browne , op. cit. vol. 4, pp. 66-68.:‬‬

‫(‪ )33‬اسمو "بابا تكمك" كلّقب نفسو " اه امي" أؼ غبلـ ال اه "اسماعيل" ‪ .‬كىذا يدّلنا عمى ما كاف السـ اسماعيل ‪،‬‬ ‫ممثل العائمة الصفكية ‪ ،‬مف تأثير ىذه الجماعة‪.‬‬

‫(‪ )34‬أحسف التكاريخ ‪ . 36 – 135 :‬كراجع أيضاً ‪:‬‬ ‫(‪)35‬‬

‫‪Birge, op. cit. p. 66.‬‬

‫‪Creasy , op. cit. p.32.‬‬

‫كراجع أيضاً ‪:‬‬ ‫فيك ينقل عف فكف ىامر أبياتاً فارسية ‪ ،‬منيا ‪:‬‬

‫د أعداد ايف ك تو ىاؼ ديار‬

‫‪Browne , op.cit. p.72.‬‬

‫فزكف از حساب جيل ىزار‬

‫مفصمة لدػ ‪:‬‬ ‫(‪ )36‬كتجدىا ّ‬ ‫(‪ )37‬اا أر المن كر الذؼ أذاعو السمطاف سميـ بعد انتصاره في "جاليدراف" في مفاكية الخبلّف ‪ :‬القسـ الثاني ‪/‬‬ ‫(‪)38‬‬

‫كما بعدىا ‪.‬‬

‫‪Creasy , op. cit. pp. 132- 33.‬‬

‫‪48‬‬

‫‪Creasy, op. cit. p. 140.‬‬

‫(‪ )39‬يعّمل بيرج ‪ 87 /‬ذلؾ بقمق الجنكد اإلنك ارية ‪ ،‬بعد معركة خاضكىا رغـ تصادميا مع م اعرىـ الدينية ‪ .‬أما‬ ‫م ير الدكلة فيرػ أف المقاكمة المحّمية جعمت إاامة العثمانييف مستحيمة ‪( .‬دكرة تاريخ إيراف ‪.) 667 /‬‬

‫(‪)40‬‬

‫التكسع في راعة المماليؾ ‪.‬‬ ‫كربما كاف ذلؾ صحيحاً ‪ّ .‬‬ ‫كلكننا نظف أف السبب التاريخي ‪ ،‬ىك تصميمو عمى ّ‬ ‫الم ار إلييا أعبله ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كسيتأيد ذلؾ بخطكتو التالية ‪ُ ،‬‬

‫ذرات الذىب ‪. 145 /8 :‬‬

‫العثمانية ‪ ،‬راجع ‪:‬‬ ‫(‪ )41‬حكؿ تأثير لقب الخبلفة في تكجيو السياسة‬ ‫ّ‬ ‫‪Creasy, op. cit. pp. 147-48.‬‬

‫كمادة "سميـ األكؿ" لكرامرز ك "خميفة" لتكماس أرنكلد في دائرة المعارؼ اإلسبلمية‪ ،‬الترجمة العربية ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬



‫الباب الثاني‬

‫يضة الشيعية في هبل ِ‬ ‫عامل‬ ‫الَن َ‬ ‫ّ‬ ‫َ​َ‬

‫‪ -1‬إطار سياسي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إطار ثقافي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال ييد األكؿ ‪ ،‬دمحم بف مكي الجزيني ‪.‬‬ ‫االجتماعية لحركة ال ييد ‪.‬‬ ‫الثقافية ك‬ ‫‪ -4‬اآلثار‬ ‫ّ‬ ‫السياسية ك ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -5‬فترة اليجرة ‪.‬‬



‫‪ -1‬إطار سياسي ‪:‬‬ ‫الظاىر أف جباؿ "لبناف" الحصينة كانت ‪ ،‬منذ زمف بعيد ‪ ،‬ممجأ الحركات‬

‫اإلمامية‪،‬‬ ‫اإلسماعيمية اػػد خرجكا مف ال يعة‬ ‫صح أف الدركز ك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لمسمطة ‪ .‬كاذا ّ‬ ‫المعارضة ّ‬ ‫في أكاخر القرف الرابع اليجرؼ كأكائل الخامس ‪ /‬أكاخر القرف العا ر الميبلدؼ كأكائل‬ ‫يدؿ عمى أنيـ ‪ ،‬أؼ ال يعة اإلمامية ‪،‬‬ ‫القرف الحادؼ ع ر ‪ ،‬كما ّ‬ ‫نرجح ‪ ،‬فإف ىذا ّ‬ ‫كانكا في جباؿ لبناف ابل ىذا التاريخ ‪.‬‬

‫الس ّكاف ع ّية الفتح اإلسبلمي ‪.‬‬ ‫مف الثابت أف جباؿ "لبناف" كانت خالية مف ُ‬ ‫أف عػمرانيا فيما بعد ‪ ،‬اد تحّقق بيجرات سكانية إلييا مف أماكف‬ ‫كما أنو مف‬ ‫ّ‬ ‫المؤكد ّ‬

‫كخية اد حظيتا باالنتباه ‪ ،‬فإنو ال يمكف‬ ‫اصية ‪ .‬كاذ كانت اليجرتاف الماركنية ك ّ‬ ‫التن ّ‬ ‫ّ‬ ‫السكانية ‪ ،‬دكف افتراض حدكث ىجر ٍ‬ ‫ات أُخرػ فاتت األعيف ‪،‬‬ ‫تفسير بعض الظكاىر ّ‬

‫ألنيا كانت اميمة العدد ‪ ،‬كاما ألنيا أرادت فعبلً أف ال تمفت األنظار إلييا ‪ ،‬أعني‬ ‫إما ّ‬ ‫سياسية تتصل‬ ‫أنيا تسّممت إلى تمؾ المناطق لتككف بمنأػ عف األعيف ‪ ،‬ألسباب‬ ‫ّ‬

‫طيدت كلكحقت في مختمق العيكد‬ ‫يعية ‪ ،‬التي اض ُ‬ ‫بأمنيا ‪ .‬كال ريب أف الجماعات ال ّ‬ ‫كاألاطار ‪ ،‬كاف لدييا ٍ‬ ‫سبب كاؼ لميجرة ناجية بنفسيا إلى مكاف غامر كحصيف‬

‫الضنية" التي كانت تُعرؼ اديماً‬ ‫كجباؿ لبناف ‪ .‬مف ذلؾ تكاجد ال يعة في جباؿ " ّ‬ ‫المؤرخيف أنيا أخذت‬ ‫ب ػ ػ"جباؿ ّ‬ ‫الظنيف " ‪ ،‬في أعالي ماؿ "لبناف" التي يرػ بعض ّ‬ ‫يعية عمرتيا في الماضي (‪ ، )1‬ككذلؾ كجكدىـ التاريخي في الجباؿ‬ ‫اسميا مف فراة‬ ‫ّ‬

‫المجاكرة ‪ ،‬منطقة "زغرتا" ‪ ،‬حيث ال يزاؿ أعقابيـ حتى اليكـ ‪.‬‬

‫يخية الكجكد ال يعي‬ ‫لكف م كمة الم اكل ‪ ،‬كدائماً بالنسبة لمباحث تتعّمق بتار ّ‬ ‫فية ‪ ،‬تعكد إلى أنو في زمف‬ ‫في جباؿ "كسركاف" ‪ ،‬كىي م كمة‬ ‫سياسية كليست معر ّ‬ ‫ّ‬

‫متأخر نسبياً ‪ ،‬صارت تمؾ الجباؿ امب الم ركع الماركني ‪ ،‬مما ااتضى ‪ ،‬بالنسبة‬ ‫ّ‬ ‫يخية تنزع إلى تأصيل كجكدىـ عمى‬ ‫ظرؼ الماركنية‬ ‫لمن ّ‬ ‫السياسية ‪ ،‬اصطناع مادة تار ّ‬ ‫ّ‬

‫تمؾ الجباؿ‪ .‬فميس مف المعقكؿ ‪ ،‬أف ينيض م ركع سياسي لجماعة ‪ ،‬عماده جلرافيا‬ ‫اتصمكا بيا باألمس القريب ‪ .‬كىكذا جرت كتابة تاريخ ‪ ،‬يرتفع إلى ستة آالؼ سنة ‪،‬‬

‫ساىمت فيو كل ال عكب التي عبرت تاريخ الببلد ‪ ،‬رغماً عف أنفيا ‪ ،‬في الم ركع‬

‫الماركني العتيد ‪ .‬كفي السياؽ صار الكجكد ال يعي في جباؿ "كسركاف" ىام ياً‪ ،‬إلى‬ ‫جانب كجكد ُنصيرؼ مزعكـ ‪.‬‬


‫طة الكتاب ‪ ،‬معالجة ىذه النقطة باإلسياب الذؼ‬ ‫مف الكاضح أف ليس مف خ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫كثيقة تجاىػميا الجميع ‪ ،‬ىي الرسالة التي كتبيا‬ ‫تستحّقو ‪ .‬كلكننا ن ير بسرعة ‪ ،‬إلى‬

‫الحراني ‪ ،‬الفقيو الحنبمي الدم قي ال يير ‪ ،‬جكاباً عمى أخرػ بعث بيا إلييا‬ ‫ابف ّ‬ ‫تيمية ّ‬ ‫يمكمو فييا عمى‬ ‫السمطاف المممككي دمحم بف ابلككف ( ت‪ 741 :‬ق ‪ 1340 /‬ـ ) ُ‬ ‫‪ 705‬ق‪/‬‬

‫الفظائع التي ارتُكبت أثناء الحممة التي ترأسيا إلى جباؿ "كسركاف" سنة‬ ‫‪1305‬ـ ‪ .‬مف إىراؽ لمدماء ‪ ،‬بمف فييـ النساء كاألطفاؿ‪ ،‬كتحريق الزركع كتقطيع‬

‫يحل حتى في دار الحرب بإجماع المسمميف ‪ ،‬فكيق في دار‬ ‫األ جار ‪ ،‬مما ال ّ‬ ‫فصل ‪ ،‬يحاكؿ ابف تيمية تبرير ما جرػ ‪ ،‬كفي ىذا السبيل‬ ‫الم ّ‬ ‫اإلسبلـ ‪ .‬كفي الجكاب ُ‬

‫ينعت ضحاياه بكل ما يرػ ‪ ،‬في رأيو كرأؼ السمطاف المممككي ‪ ،‬يصمح ُعػذ اًر ( ‪. )2‬‬ ‫كلكنو ‪ ،‬كىك الذؼ استعاف بخيالو في تدبيج بعض األعذار ‪ ،‬لـ ُي ِ ػر إلى أف ضحاياه‬ ‫أك بعضيـ كانكا مف غير المسمميف ‪ .‬كال ريب أنيـ لك كانكا كذلؾ ‪ ،‬لكاف لو مندكحة‬

‫عف كثير مما ااؿ ‪ ،‬كَلما كتمو حتماً ‪.‬‬

‫فإننا ‪ ،‬استناداً إلى ىذه الكثيقة ‪ ،‬التي ال ينقصيا يء مف صفات‬ ‫لذلؾ ‪ّ ،‬‬ ‫يعية خالصة ‪،‬‬ ‫الكثائق األكيدة سنداً كمتناً ‪ ،‬نرػ اف جباؿ "كسركاف " كانت منطقة‬ ‫ّ‬ ‫حتى أكائل القرف الثامف اليجرؼ ‪ /‬الرابع ع ر الميبلدؼ ‪.‬‬

‫كما أنو مما ال ؾ فيو أنيـ ‪ ،‬أؼ ال يعة ‪ ،‬كانكا منت ريف في السكاحل‬

‫المبنانية‪ ،‬أك في ثبلثة مف حكاضرىا عمى األال ‪.‬‬

‫صنق السيد المرتضى ‪ ،‬عمي بف الحسيف (‪ 433 -355‬أك ‪36‬ق‪-965 /‬‬ ‫فقد ّ‬ ‫‪ 1041‬أك ‪ 43‬ـ) الفقيو كالمتكّمـ ال يعي ال يير ألىل "طرابمس" رسالتاف عمى األال‪،‬‬ ‫ابمسية األخيرة " ( ‪ .)3‬كظل‬ ‫ابمسية األكلى" ك " المسائل الطر ّ‬ ‫ُعػرفتا باسـ "المسائل الطر ّ‬ ‫البراج ( ت‪481 :‬ق‪ 1088 /‬ـ ) كالمكصكؼ‬ ‫عبد العزيز بف نحرير ‪ ،‬ال يير بابف ّ‬

‫مدة ع ريف سنة ( ‪ )5‬أك ثبلثيف سنة‬ ‫ب ػ ػ ػ " كجو األصحاب كفقيييـ" ( ‪ )4‬ااضياً فييا ّ‬ ‫(‪ ، )6‬كمف بعده أبك الفضل ‪ ،‬أسعد بف أبي ركح (ت‪ :‬ابل ‪ 520‬ق‪1126 /‬ـ )(‪. )7‬‬

‫الرحالة ال يير ‪ ،‬الحع أف "سكاف‬ ‫ُيضاؼ إلى ذلؾ ‪ ،‬أف ناصر خسرك القبادياني ‪ّ ،‬‬ ‫مر فييا‬ ‫طرابمس كميـ يعة ‪ ،‬كاد ّيد ال يعة مساجد جميمة في كل الببلد" (‪ ،)8‬كىك ّ‬

‫إمامية مستقّمة مدة أربعيف سنة ‪ ،‬أؼ منذ‬ ‫يعية‬ ‫سنة ‪438‬ق‪1046 /‬ـ ‪ .‬كبقيت إمارة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السنة ‪462‬ق‪ 1070 /‬ـ حتى سقكطيا بيد الصميبييف سنة ‪502‬ق‪ 1109 /‬ـ‪ .‬بعد أف‬ ‫ػيعية أيضاً ‪ ،‬كلكف أمراءىا تابعكف لمفاطمييف ‪.‬‬ ‫ظّمت ّ‬ ‫مدة اثنتيف كع ريف سػػنة إمارة ػ ػ ّ‬


‫سماىا "الرسالة الصيداكية" أك‬ ‫ّ‬ ‫كصنق السيد المرتضى نفسو ‪ ،‬رسالة ألىل "صيدا" ّ‬ ‫"المسائل الصيداكية" (‪.)9‬‬ ‫سكاف "صكر" يعة ‪.‬‬ ‫كاد الحع ناصر خسرك‪ ،‬في رحمتو نفسيا أف معظـ ّ‬ ‫كالحقيقة أف ىذه الصكرة ‪ ،‬المحصكرة حتى اآلف ‪ ،‬فيما ُعرؼ فيما بعد باسـ‬

‫امية ‪.‬‬ ‫"لبناف" لـ تكف إال جزءاً مف حالة أ مل تمتد في المنطقة ال ّ‬ ‫الفاطمية ٍ‬ ‫بزمف طكيل (اامت ‪ 358 :‬ق ‪ 968/‬ـ )‪" ،‬كاف أىل‬ ‫فقبل اياـ الدكلة‬ ‫ّ‬ ‫عماف يعة" (‪.)10‬‬ ‫طبرية كادس كأكثر ّ‬ ‫كفي السنة ‪420‬ق‪ 1048 /‬ـ "كاف الفقياء في حمب يفتكف الناس عمى مذىب‬

‫ظل الت ّيع صبل َة "حمب"‬ ‫اإلمامية "( ‪ . )11‬كحتى السنة‬ ‫ّ‬ ‫‪463‬ق‪1070 /‬ـ ّ‬ ‫يؤد تليير الدكلة مذىبيا ‪ ،‬إلى تليير عقائد الناس ‪ .‬فقد ذكر‬ ‫رسمياً(‪ .)12‬كبعدىا لـ ّ‬ ‫حرض ابف نكر الديف‬ ‫ابف كثير في حكادث السنة ‪ 570‬ق ‪ 1174 /‬ـ ‪ ،‬أنو عندما ّ‬ ‫أىل "حمب" عمى مقاتمة صبلح الديف بف ّأيكب ‪ ،‬رو عميو يعتُيا "أف ُيعاد‬ ‫زنكي َ‬ ‫األذاف بحي عمى خير العمل ‪ ،‬كأف ُيذكر في األسكاؽ ‪ ،‬كأف يككف ليـ في الجامع‬ ‫ّ‬ ‫الجانب ال راي ‪ ،‬كأف تكك َف عقكد أنكحتيـ إلى ال ريق أبي طاىر حمزة بف زاىر‬ ‫الحسيني" (كذا ‪ ،‬كالصحيح ‪ُ :‬زىػرة ) فاضطر إلى امتثاؿ رطيـ(‪.)13‬‬

‫السنة في‬ ‫كيفيـ مف نص في رحمة ابف جبير ‪ ،‬أف ال يعة كانكا أكثر مف ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1664‬‬ ‫"دم ق"(‪ ،)14‬كذلؾ في أكاخر العقد الثامف مف القرف السادس اليجرؼ ‪/‬‬ ‫كيؤيده أنو في السنة ‪613‬ق‪1216 /‬ـ ثار الناس في "دم ق" عمى يااكت‬ ‫‪1761‬ـ ‪ّ .‬‬ ‫الحمكؼ ( ت‪626 :‬ق‪ 1228 /‬ـ ) ككادكا يقتمكنو ‪ ،‬ألنو ‪ ،‬كىك الذؼ يرػ رأؼ‬ ‫الخكارج ‪ ،‬ذكر عمياً (ع) بما ال يسكغ (‪.)15‬‬ ‫ابتداء مف القرف الرابع عمى‬ ‫كل ذلؾ ُينبئ عف تلملل الت ّيع في "سكريا" ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫األال‪ ،‬كحتى العقكد األخيرة مف القرف السادس اليجرؼ‪ /‬الثاني ع ر الميبلدؼ ‪ .‬كتمؾ‬ ‫عبر عنو السيكطي ‪ ،‬جبلؿ الديف ‪،‬‬ ‫صل بدكرىا ‪ ،‬بما ىك أع ّػـ كأ مل ‪ّ ،‬‬ ‫ظاىرة تتّ ُ‬ ‫بقكلو‪" :‬كفي ىذه السنة ( ‪ 364‬ق‪674 /‬ـ ) كبعدىا‪ ،‬غبل الرفض كفار بمصر‬

‫ضج بيا العالـ‬ ‫كالم رؽ كالملرب"( ‪ .)16‬م ي اًر إلى التلييرات‬ ‫السياسية التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلسبلمي‪ ،‬مع تبا ير القرف الرابع اليجرؼ‪ /‬العا ر الميبلدؼ ‪ ،‬كانتيت إلى اياـ حكـ‬

‫الفاطميكف في "مصر" ك‬ ‫اإلسبلمية ‪:‬‬ ‫يعي مف كل أك آخر ‪ ،‬في أغمب الراعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"ال اـ" ( ‪555 -358‬ق‪1160 -968 /‬ـ)‪ ،‬بنك حمداف في "حمب" ك "المكصل"‬


‫(‪399-317‬ق‪1008-929 /‬ـ)‪ ،‬كبنك بكيو في "بلداد" ك "فارس"( ‪440-320‬ق‪/‬‬

‫‪1048-932‬ـ)‪.‬‬

‫السمجكاية في "بلداد" سنة‬ ‫تتلير بقياـ الدكلة‬ ‫تمؾ الصكرة‬ ‫ّ‬ ‫السياسية بدأت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفاطمييف ‪ ،‬بعد أف كاف‬ ‫‪448‬ق‪1056 /‬ـ‪ ،‬التي أنيت الحكـ البكييي ‪ ،‬كناجزت‬ ‫ّ‬ ‫الحمدانييف‪ .‬ثـ‬ ‫البكيييكف معاً اد ااتسما الراعة التي كانت تحت حكـ‬ ‫الفاطميكف ك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األيكبييف ‪.‬‬ ‫كانت نياية‬ ‫الفاطمييف أنفسيـ عمى يد ّ‬ ‫ّ‬

‫السياسية مف تليير‪ ،‬اد صاحبو ‪ ،‬أك تبله ‪،‬‬ ‫أف ما داخل األكضاع‬ ‫ؾ في ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫تليير مناسب لخريطة التكزيع المذىبي في المنطقة السكرية ‪ .‬لسنا نعرؼ ما حدث‬ ‫ٌ‬ ‫عمار في‬ ‫لم يعة في "لبناف" بالضبط ‪ .‬لكف اإلمارتيف ال ّ‬ ‫يعيتيف الكبيرتيف ‪ ،‬إمارة بني ّ‬ ‫"طرابمس" ‪ ،‬كامارة بني عقيل في "صكر" صمدتا في كجو السبلجقة ‪ ،‬الذيف بسطكا‬

‫سمطانيـ عمى معظـ ال اـ عاـ ‪479‬ق‪1086 /‬ـ‪ ،‬بما فيو الساحل ‪ ،‬ككاف ادرىما‬ ‫عمى يد الصميبييف بعد اميل ‪.‬‬

‫كالحق أف الت ّيع ‪ ،‬الذؼ ازدىر كاارب أف يستكمل خصيتو في الساحل‬ ‫الصميبييف دكف سكاىـ ‪ .‬كمف‬ ‫ضرب عمى يد‬ ‫المبناني ‪ ،‬خصكصاً في "طرابمس" ‪ ،‬اد ُ‬ ‫ّ‬

‫عبث الزماف ‪ ،‬أف المماليؾ ‪ ،‬الذيف يعكد إلييـ الفضل في تدمير اإلمارات الصميبية ‪،‬‬

‫التي اامت عمى أنقاض ال يعة ‪ ،‬لـ يكف ليـ ى ّ​ّػـ بعد ذلؾ ‪ ،‬إال تجريد الحمبلت عمى‬ ‫المنطقة الكحيدة التي استعصت ‪ ،‬في تمؾ البقاع ‪ ،‬عمى الصميبييف ‪ ،‬أعني جباؿ‬

‫‪705‬ق‪/‬‬

‫فجركا عمييا الحممة تمك الحممة ‪ ،‬إلى أف دخمكىا مستيل السنة‬ ‫"كسركاف" ّ‬ ‫‪1305‬ـ ‪ .‬فأخربكىا كاتمكا أىميا دكف تمييز ‪ ،‬كاطعكا كركميا كبساتينيا ‪ ،‬كأحراكا‬ ‫غاباتيا ‪ ،‬األمر الذؼ أثار استنكار السمطاف في "مصر"‪ .‬في الرسالة التي سبقت‬

‫اإل ارة إلييا ابل اميل ‪ .‬كرّبما كانت ىذه الرسالة الكثيقة الكحيدة مف نكعيا ‪ .‬فما‬ ‫ُعرؼ عف المماليؾ أنيـ تأثّركا لد ٍـ ميرؽ اط ‪ .‬كذلؾ دليل آخر عمى أف ما جرػ في‬ ‫تمؾ الكاعة اػد تجاكز كل حػ ّػد ‪.‬‬

‫نتيجة تمؾ التطكرات ‪ ،‬التي المسنا منيا السطح ‪ ،‬عمى ادر الحاجة ‪ ،‬جبل‬

‫ال يعة عف ماؿ "لبناف" ساحبلً كجببلً ‪ ،‬كعف "كسركاف" ‪ ،‬كلـ يبق منيـ إال الذيف‬

‫رابطكا في اراىـ البعيدة ‪ .‬كظل "جبل عامل" كالجباؿ التي تتاخمو رااً ‪ ،‬جبل ال يعة‬ ‫اإلمامية ‪ ،‬ككذلؾ منطقة "بعمبؾ" ك "البقاع" البعمبكي ‪.‬‬


‫العمميات العسكرّية ّأياـ الصميبييف ‪،‬‬ ‫فمقد كاف مف حسف حع "جبل عامل" أف‬ ‫ّ‬ ‫تصكره مف تكزيع الحصكف‬ ‫كانت تجرؼ عمى أطرافو كحافاتو ‪ .‬كىذا أمر يمكف ّ‬

‫كالقبلع‪ ،‬التي أُايمت في ذلؾ الزماف ‪ ،‬ككانت مراكز لمحرب ‪ ،‬في "بانياس" ك "ىكنيف"‬

‫ك "تبنيف" ك " قيق ارنكف" ‪ .‬كبعد أف استعاد صبلح الديف امعة "ىكنيف" مف أيدؼ‬

‫الصميبييف ‪ ،‬في السنة ‪548‬ق‪ 1188/‬ـ ‪ ،‬كّلى عمى المنطقة أمي اًر محمياً ‪ ،‬ىك حساـ‬

‫الديف ب ارة بف أسد العاممي( ‪ )17‬كاف مف حسف أثره كجميل سيرتو‪ ،‬أف أعطى‬

‫ثـ بػ ػ ػ "ببلد ب ارة "‪ .‬كبو افتتح الحكـ اإلاطاعي في‬ ‫المنطقة اسمو‪ ،‬فصارت تعرؼ مف ّ‬ ‫الببلد(‪ ، )18‬كظّمت سبللتو في الحكـ حتى الفتح العثماني(‪ )19‬ككانكا يعة(‪. )20‬‬ ‫كسب بنك ب ارة ألنفسيـ مكان ًة ممتازة بيف زعماء "لبناف" في ىذه الفترة ( ‪.)21‬‬ ‫كالظاىر أنيـ أفمحكا في أف يكّفركا لمببلد حظاً ممتا اًز مف االستقرار الداخمي ‪ ،‬أساسو‬ ‫نظاـ اإلاطاع الخاص ‪ ،‬الذؼ يعكد بخطكطو الرئيسية إلى أياـ العباسييف ‪ .‬كيتضمف‬

‫سنكية ‪ ،‬يدفعيا كل مرؤكس إلى رئيسو ( ‪ ، )22‬ثـ‬ ‫نظاـ تكظيق ‪ ،‬اائماً عمى ضريبة ّ‬ ‫الداخمية لكل إاطاعي ‪ ،‬ما داـ‬ ‫ال يككف لمكالي أك السمطة المركزية أف في القضايا‬ ‫ّ‬

‫اائماً بالتزاماتو نحكىا ‪ .‬ىكذا كاف أىل "جبل عامل" يعي كف في جباليـ مستقّميف‬ ‫استقبلالً مادياً كثقافياً معاً ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىكامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬كماؿ صميبي ‪ :‬منطمق تاريخ لبناف‪.16 /‬‬

‫الدرية مف منااب يخ اإلسبلـ ابف تيمية ‪. 81 -179 /‬‬ ‫(‪ )2‬ابف عبد اليادؼ ‪ :‬العقكد ّ‬ ‫(‪ )3‬ابف ير آ كب ‪ ،‬دمحم بف عمي‪ :‬معالـ العمماء‪. 70 /‬‬ ‫القمي ‪ ،‬منتجب الديف ‪ :‬الفيرست(ضمف كتاب بحار األنكار) ‪.7/25‬‬ ‫(‪ )4‬ابف بابكيو ّ‬ ‫الجنات‪. 52-351 /‬‬ ‫(‪ )5‬الخكانسارؼ ‪ :‬ركضات ّ‬ ‫(‪ )6‬التفري ي ‪ :‬نقد الرجاؿ‪.189 /‬‬

‫(‪ )7‬ابف حجر ‪ :‬لساف الميزاف ‪. 386 /1 :‬‬ ‫(‪ )8‬ناصر خسرك ‪ :‬سفر نامو‪. 48 /‬‬ ‫(‪ )9‬معالـ العمماء‪.70 /‬‬

‫(‪ )10‬آدـ متز ‪ :‬الحضارة اإلسبلمية في القرف الرابع اليجرؼ ‪ . 121 /1 :‬كيتابع‬ ‫صنق السيد المرتضى ‪ ،‬اآلنق‬ ‫متز اائبلً ‪" :‬كال ندرؼ كيق تـ ذلؾ" كاد ّ‬

‫سماىا "المسائل الطبرية"(معالـ العمماء‪.)70 /‬‬ ‫الذكر ‪ ،‬رسالة ألىل "طبرية" ّ‬ ‫(‪ )11‬القفطي ‪ :‬تاريخ الحكماء‪. 296 /‬‬ ‫(‪ )12‬ابف األثير ‪ :‬الكامل ‪ . 63 /10 :‬كفيو أف كالي "حمب" ‪ ،‬حينما خ ي بطش‬

‫الج ُدد ‪ ،‬خطب في أىميا فقاؿ ‪":‬ىذه دكلة جديدة ‪،‬‬ ‫السبلجقة ‪ ،‬ح ّكاـ "بلداد" ُ‬ ‫كمممكة ديدة ‪ ،‬كنحف تحت الخكؼ منيـ ‪ ،‬كىـ يستحمكف دماءكـ ألجل‬

‫مذىبكـ‪ .‬كالرأؼ أف نقيـ الخطبة ‪ ،‬ابل أف يأتينا يكـ ال ينفع فيو اكؿ كال بذؿ "‪،‬‬

‫السكاد ‪ ،‬عار العباسييف ‪ ،‬كخطبكا‬ ‫فأجابو الم ايخ إلى ذلؾ ‪ ،‬كلبس المؤّذنكف ّ‬ ‫السمطاف ‪.‬‬ ‫لمقائـ بأمر هللا ك ّ‬ ‫(‪ )13‬ابف كثير ‪ :‬البداية كالنياية ‪. 298 /12 :‬‬ ‫(‪ )14‬ابف جبير‪ :‬الرحمة ‪. 216 /‬‬ ‫(‪ )15‬ابف خّمكاف ‪ :‬كفيات األعياف ‪. 210 / 2 :‬‬ ‫(‪ )16‬السيكطي ‪ :‬تاريخ الخمفاء ‪. 406 /‬‬

‫(‪ )17‬صفا ‪ :‬تاريخ جبل عامل‪ ، 28 /‬نقبلً عف ابف فتحكف ‪ .‬كاد أثارت نسبة المنطقة إلى "ب ارة" ىذا‬

‫طتنا ‪ .‬لكننا ن ير فيما يمي إلى المصادر‬ ‫جدالً تاريخياً طكيبلً غير دايق ‪ ،‬كالدخكؿ فيو خارج عف خ ّ‬ ‫تتبع "حساـ الديف ب ارة" خبلليا ‪ ،‬بحيث انتيينا إلى مكافقة "صفا" ‪:‬‬ ‫تيسر لنا ّ‬ ‫التي ّ‬ ‫‪ -1‬ابف تلرؼ بردؼ ‪ :‬النجكـ الزاىرة ‪ 59 /6 :‬ك ‪ 109‬ك ‪. 148‬‬ ‫مفرج الكركب ‪ 75 /3‬ك ‪. 117‬‬ ‫‪ -2‬ابف كاصل ‪ّ :‬‬ ‫‪ -3‬العماد األصفياني ‪ :‬الفتح القسي ‪ 276:‬ك ‪ 533‬ك ‪. 443‬‬

‫‪ -4‬ابف ّداد‪ :‬النكادر السمطانية ‪ . 245 /‬كاد ساىـ "حساـ الديف ب ارة" في أعماؿ صبلح‬ ‫ضد الصميبييف ‪ .‬ككاف مف سياسة صبلح الديف تكلية أمراء محمييف عمى‬ ‫الديف الحربية ّ‬ ‫المناطق القمقة ‪ .‬لمتنظير ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬القمق ندؼ ‪ :‬صبح األع ى ‪ 205 /4 :‬ك ‪. 206‬‬


‫ب‪ -‬طرخاف ‪ُّ :‬‬ ‫النظـ اإلاطاعية في ال رؽ األكسط‪ 39 /‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪ )18‬صفا ‪ :‬المصدر نفسو ‪. 101 /‬‬ ‫(‪ )19‬بكلياؾ ‪ :‬اإلاطاعية في مصر كسكريا كفمسطيف كلبناف ‪. 49 /‬‬

‫(‪ )20‬صبح األع ى ‪ 152 /4 :‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪ )21‬بكلياؾ ‪ :‬اإلاطاعية ‪. 46/ .....‬‬

‫(‪ )22‬كاد عرؼ ىذا اإلاطاع في مصر بػ ػ ػ (االلتزاـ) كفي "سكريا" ك "فمسطيف"‬ ‫لمتكسع ‪ :‬بكلياؾ ‪ 129 /‬ك ‪ 135‬كما بعدىا ‪ ،‬طرخاف‬ ‫بػ ػ (اإلاطاعية) ‪ّ .‬‬ ‫‪ 37 /‬كما بعدىا ‪ .‬فيميب حتّي ‪ :‬لبناف في التاريخ ‪. 408 /‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬



‫‪ -2‬اإلطار الثقافي ‪:‬‬ ‫طل‬ ‫ذلؾ ىك اإلطار السياسي ‪ ،‬لمنيضة‬ ‫العممية ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعية في "جبل عامل" كىك ُي ّ‬ ‫بنا عمى رديفو اإلجتماعي ‪ .‬كلف تتكامل الصكرة بيف أيدينا ‪ ،‬ما لـ ُنضق إلييا معالـ‬

‫أخرػ ‪ ،‬فييا التاريخ الثقافي ‪.‬‬

‫لكنني ال أاصد أف تككف ىذه الكممات ‪ ،‬كعداً ُممزماً بتقديـ صكرة كاممة الكضكح‬ ‫لمتاريخ الثقافي لممنطقة ‪ .‬خاصة ابل القرف السادس اليجرؼ‪ /‬الثاني ع ر الميبلدؼ‪.‬‬

‫فاللمكض الذؼ غّمق تاريخيا السياسي ‪ ،‬مل الجانب الثقافي أيضاً ‪ .‬عمى أنو ىناؾ‬

‫لمسياسي ‪ ،‬ىي كتاب ( أمل اآلمل في‬ ‫نقطة ّ‬ ‫متقدمة لصالح التاريخ الثقافي بالنسبة ّ‬ ‫لمحر العاممي ‪ ،‬دمحم بف الحسف الم لرؼ ( ‪1044 -1033‬ق ‪/‬‬ ‫عمماء جبل عامل ) ّ‬

‫‪ 1692 -1623‬ـ) أحد كبار المياجريف العاممييف إلى "إيراف" ‪ .‬كىك كتاب امل في‬ ‫التاريخ الثقافي لكطنو ‪ ،‬ترجـ فيو لعمماء "جبل عامل" في الكطف كالمياجر ‪ ،‬كىك‬

‫أعماؿ كثيرة ‪ ،‬كلدخمت غياىب‬ ‫أكفى عمل في ىذا الميداف ‪ ،‬لكاله لضاعت‬ ‫أسماء ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كنا نممؾ عمبلً في مستكاه في التاريخ السياسي الختمق األمر تماماً ‪.‬‬ ‫النسياف ‪ .‬كلك ّ‬ ‫كتب السيد محسف األميف ‪ ،‬كىك مف أكبر مف اعتػنكا ‪ ،‬في العصر الحديث ‪،‬‬

‫بتاريخ ال يعة كأعبلميـ ‪ ،‬يقكؿ ‪ " :‬يمكف أف يككف جميكر عمماء "جبل عامل" ‪،‬‬

‫حكالي القرف السادس كما ابمو ‪ ،‬إنما ىـ مف مياجرؼ "حمب" ك "طرابمس" ك‬

‫ألـ بال يعة في ىذه الحكاضر ‪ ،‬يحيث جمكا‬ ‫"صيدا"(‪ُ . )1‬مستنداً ‪ ،‬فيما يبدك ‪ ،‬إلى ما ّ‬ ‫عنيا ‪ ،‬بعد أف عمرت بيـ كبفقيائيـ كمدارسيـ دى اًر ‪ ،‬كبقاء "جبل عامل" الممجأ‬ ‫األخير ليـ في "سكريا" ‪ .‬إال أف ىذا (اإلمكاف) سيبقى حدساً خصياً ‪ ،‬صاد اًر عف‬

‫عارؼ ‪ ،‬إال أنو ال يستند إلى كاائع م يكدة ‪ ،‬نكتفي بتسجيمو اآلف بانتظار معمكمات‬

‫نعرؼ ممف ىاجر مف تمؾ الحكاضر إلى "جبل‬ ‫كبحكث جديدة ‪ .‬كالحقيقة ّأننا ال‬ ‫ُ‬ ‫عامل" ‪ ،‬إالّ ما ُيقاؿ عف بني ُزْىػرة ‪ ،‬أك ف ػػرع منيـ ‪ ،‬كاد كانكا فقياء "حمب" منذ أكاخر‬

‫جدىـ دمحم بف الحسيف بف اسحاؽ‬ ‫القرف الرابع اليجرؼ ‪ /‬العا ر الميبلدؼ ‪ ،‬انتقل إلييا ّ‬ ‫كيقاؿ إنيـ ىجركىا فيما بعد ‪،‬‬ ‫بف اإلماـ جعفر الصادؽ (ع) كن ر فييا الت ّيع( ‪ُ .)2‬‬ ‫كجاؤكا‪ ،‬أك اسـ منيـ إلى "جبل عامل" ‪ ،‬حيث ال يزاؿ أعقابيـ حتى اليكـ ‪ .‬كلكف‬

‫متأخر جداً ‪ .‬فمما ال ؾ فيو ‪ ،‬أف بني زىرة‬ ‫صح ‪ ،‬فقد حدث في زمف ّ‬ ‫ىذا أمر إف ّ‬ ‫كانكا في "حمب" في أكاسط القرف الثامف اليجرؼ‪ /‬الرابع ع ر الميبلدؼ( ‪ ، )3‬فضبلً‬


‫عف أف المصدر الذؼ نقمنا عنو ىذه المعمكمة ‪ ،‬لـ ُي ر إلى ىجرة في عائمتو ‪ ،‬عمى‬ ‫عناية مؤِّلفو بتاريخيا ‪ .‬كىك كاف حياً في السنة ‪753‬ق‪1352 /‬ـ ‪.‬‬ ‫إذا تجاكزنا ىذا الحدس‪ ،‬كرجعنا إلى ما نممؾ مف معمكمات ‪ ،‬نجد أف المنطقة‬ ‫يعية في "العراؽ" ‪ ،‬كاف ىذه الصبلت ظّمت‬ ‫طيبة بالمراكز‬ ‫العممية ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫أاامت صبلت ّ‬ ‫ِ‬ ‫الصبلت ‪ ،‬أف حدثاً كبي اًر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتطكر كتزداد تكثّقاً باستمرار ‪ .‬كمف أبكر الدالئل عمى ىذه ّ‬ ‫‪-336‬‬ ‫ككفاة يخ ال يعة في "العراؽ" ‪ ،‬ال يخ المفيد ‪ ،‬دمحم بف دمحم بف النعماف (‬ ‫صدػ عالياً بيف ال يعة في "جبل عامل" ‪ ،‬كما‬ ‫‪413‬ق‪1022-947 /‬ـ ) كاد ترؾ‬ ‫ً‬ ‫أبيات رثاه بيا اعر "صكر"‬ ‫في ّأية جماعة متحّفزة ‪ .‬كبقي لنا مف آثار ذلؾ الصدػ ٌ‬ ‫عبد المحسف بف غمبكف ‪ ،‬ال يير بالصكرؼ (ت ‪419‬ق‪ 1028 /‬ـ) منيا ‪:‬‬

‫ابف النعماف بالنعماف‬ ‫يا لو طارؽ مف الحدثاف‬ ‫ألحق َ‬ ‫َ‬ ‫‪.)4‬‬ ‫ػكت العكيػ ػ ػػل م ػ ػ ػ ػػف بل ػ ػ ػ ػػداف(‬ ‫صيحة أصبحت تُ َػبّم ػ ػ ػ ػ ػ ػػغ أىػ ػ ػ ػ ػػل ال ػ ػ ػ ػػا ـ صػ ػ ػ َ‬ ‫لمسيد المرتضى‪،‬‬ ‫كاد رأينا في الفصل السابق ‪ ،‬أف ااضي "طرابمس" كاف تمميذاً ّ‬

‫كذلؾ في أكاخر القرف الخامس اليجرؼ ‪ /‬الحادؼ ع ر الميبلدؼ ‪ ،‬كالسيد المرتضى‬ ‫خميفة ال يخ المفيد في م يخة حمقة التدريس ‪ ،‬التي كانت اائمة في الجانب اللربي‬

‫مف بلداد ‪ ،‬ابل أف تتحكؿ إلى "الحّمة" ثـ إلى "النجق األ رؼ" ‪ .‬كأف السيد المرتضى‬

‫كجيكىا إليو ‪.‬‬ ‫نفسو صنق ألىل "طرابمس" ك "صيدا" رسائل جكاباً عمى أسئمة ّ‬ ‫كنضيق ىنا أف أبا الفتح الكراجكي ‪ ،‬دمحم بف عمي بف عثماف (ت‪449 :‬ق‪1053 /‬ـ)‬ ‫تمميذ ال يخ المفيد ‪ ،‬ك "رأس ال يعة" ‪ ،‬كما كصفو ابف العماد الحنبمي ‪ ،‬اد حضر إلى‬

‫"صيدا" ك "صكر" كأااـ في كل منيما زمناً ‪ ،‬كأّلق كتباً كرسائل‪ ،‬منيا كتاب " تمقيف‬ ‫أكالد المؤمنيف" (‪ ،)5‬مما ي ير إلى اليدؼ الذؼ كضعو لنفسو في ىاتيؾ الربكع ‪.‬‬

‫الثقافية أخذت ‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬كبلً أكثر تحديداً كذلؾ بعدما افتتح‬ ‫تمؾ الصبلت‬ ‫ّ‬ ‫اسماعيل بف الحسيف العكدؼ الجزيني (ت‪580 :‬ق‪1190 /‬ـ ) الرحمة إلى "العراؽ "‬

‫في طمب العمـ ‪ .‬دخل ىذا الرائد "العراؽ" ‪ ،‬كحضر عمى عمماء "الحمة" ‪ ،‬ثـ رجع إلى‬

‫بمده "جزيف" كفييا تكفي( ‪ . )6‬ثـ لـ تتكاق الرحمة بعد ذلؾ أبداً ‪ ،‬تبعو طكماف بف‬ ‫احمد المنارؼ ‪( ،‬نسبة إلى ارية "المنارة" في األرض المحتّمة اليكـ ‪ .‬كالحع أف اسمو‬

‫تركي ) ‪ ،‬كأااـ في "الحّمة" سبعاً أك ثماني سنكات ‪ ،‬منذ السنة ‪630‬ق‪1232 /‬ـ حتى‬

‫السنة ‪637‬ق‪1239 /‬ـ ‪ ،‬كا أر عمى أ ير فقيائيا( ‪ .)7‬ثـ يكسق بف حاتـ ‪ ،‬تمميذ‬

‫‪676-602‬ق‪1277 -1205 /‬ـ) ‪ ،‬كابف‬

‫المحّقق الحّمي ‪ ،‬جعفر بف الحسف (‬ ‫طاككس‪ ،‬عمي بف مكسى (ت‪664 :‬ق‪1265 /‬ـ)(‪ . )8‬كبعده صالح بف م رؼ‪،‬‬


‫تمميذ العبلمة الحمي ‪ ،‬الحسف بف يكسق بف المطير (‬

‫‪726 -648‬ق‪-1250 /‬‬

‫‪1325‬ـ)(‪ )9‬ثـ عػ ػ ّػز الديف ‪ ،‬الحسف بف حساـ ‪ ،‬تمميذ فخر الديف دمحم بف العبلّمة‬ ‫الحمي ‪ ،‬كاد أجازه في السنة ‪753‬ق‪1352 /‬ـ (‪.)10‬‬

‫ذاتية ‪ ،‬أؼ‬ ‫عمى أف ىذه الرحبلت‬ ‫العممية المتتالية ‪ ،‬لـ ّ‬ ‫عممية ّ‬ ‫تؤد إلى حركة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنو لـ ينتج عنيا تأسيس دراسة منتظمة ‪ ،‬عمى نحك يعطي المنطقة استقبلالً عممياً ‪،‬‬ ‫كنا نعرؼ عدداً مف الفقياء الذيف أنجبتيـ‬ ‫ممي اًز ‪ ،‬كما حصل فيما بعد ‪ ،‬كاف ّ‬ ‫كطابعاً ّ‬ ‫مما ي يد بكجكد جذكر‬ ‫ىذه الفترة ‪ ،‬دكف االستعانة بالمراكز‬ ‫ّ‬ ‫العممية خارج المنطقة ‪ّ .‬‬

‫العممية التي تحّققػت فيما بعد ‪ .‬منيـ ‪ :‬طو بف دمحم بف فخر الديف الجزيني ‪،‬‬ ‫لمحركة‬ ‫ّ‬ ‫الحر العاممي بأنو "عالـ ثقة" ( ‪ ،)11‬كمكي بف دمحم بف حامد الجزيني (ت‪:‬‬ ‫كصفو ّ‬

‫‪728‬ق‪1327 /‬ـ) تمميذ نجـ الديف طكماف ‪ ،‬الم ار إليو ابل اميل ‪ .‬كأسد الديف‬

‫ياضية عميو" (‪.)12‬‬ ‫الصائغ ّ‬ ‫الجزيني ‪ ،‬الذؼ " لـ ي تير بيف الفقياء للمبة العمكـ الر ّ‬ ‫جزيف" ‪.‬‬ ‫سيبلحع القارغ بسرعة ‪ ،‬أف أكلئؾ الفقياء الثبلثة جميعيـ مف ارية " ّ‬ ‫عممية صليرة ‪ ،‬في ىذه القرية الجميمة‬ ‫كىذه مبلحظة ىامة ‪ ،‬إذ ت ير إلى اياـ حركة ّ‬

‫خاصة ‪ ،‬بحيث ىاجر إلييا‬ ‫التي تقع عمى أطراؼ "جبل عامل" ‪ ،‬أكسبتيا مكان ًة ّ‬ ‫كتكفي فييا فقيو يعي يير ‪ ،‬ىك أبك القاسـ بف الحسيف بف العكد األسدؼ ‪ ،‬المتكفي‬

‫في أكاخر القرف الرابع اليجرؼ ‪ /‬الثالث ع ر الميبلدؼ ‪ ،‬كرثاه ابف الحساـ العاممي‬

‫(جماؿ الديف ‪ ،‬إبراىيـ بف الحساـ بف أبي الليث ‪ ،‬ح ‪:‬‬ ‫نقتطق منيا ما يمي ‪:‬‬

‫بجزيف يا مستبعد النجق‬ ‫عرج ّ‬ ‫ّ‬ ‫نكر ثكػ في ثراىا فاستضاء بو‬ ‫ٌ‬

‫ٍ‬ ‫بأبيات‬ ‫‪669‬ق‪1270 /‬ـ)‬

‫ففضل مف حّميا يا صاح غير خفي‬ ‫ُ‬ ‫رب منيا معدف ال رؼ(‪.)13‬‬ ‫كأصبح التُّ ُ‬

‫العممية الصليرة ‪ ،‬ىي التي أنجبت "دمحم بف مكي الجزيني" ال يير‬ ‫ىذه الحركة‬ ‫ّ‬ ‫تحكؿ في تاريخ‬ ‫حكليا إلى نيضة ّ‬ ‫عممية حقيقية ‪ ،‬لعّميا أكبر ّ‬ ‫ب ػ ػ "ال ييد األكؿ" الذؼ ّ‬

‫كسنخصص القسـ التالي لدراستو ‪.‬‬ ‫ال يعة في "لبناف" ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬

‫(‪ )1‬األميف ‪ ،‬السيد محسف ‪ :‬خطط جبل عامل‪. 60 /1 :‬‬ ‫التكسع‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أعياف ال يعة ‪ .14 /9:‬كالمؤّلق ينقل ىنا نصكصاً ىامة لمف يريد ّ‬

‫(‪ )3‬تاج الديف بف دمحم بف زىرة ‪ :‬غاية االختصار في بيكت العمكية المحفكظة مف اللبار‪ 92 /‬كما بعدىا‬ ‫‪ .‬كالظاىر أف آخر نقيب لؤل راؼ مف بني زىرة في "حمب" ُعزؿ مف كظيفتو حكالي السنة ‪766‬ق‪/‬‬ ‫‪ 1364‬ـ ‪( .‬تاريخ ابف ااضي يبة ‪ ،‬مخطكطتنا ) كراة ‪ 60‬ك ‪. 120‬‬ ‫(‪ )4‬إعياف ال يعة ‪. 114 / 39:‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫ذرات الذىب في أخبار مف ذىب ‪ . 382 /3 :‬كراجع ‪ :‬الصفدؼ ‪ :‬الكافي بالكفيات ‪. 130 /4 :‬‬

‫الحر العاممي ‪ :‬أمل اآلمل في عمماء جبل عامل ‪ . 141 /1 :‬أعياف ال يعة ‪. 202 /11:‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫ّ‬ ‫الجنات ‪ . 337 /‬لؤلؤة البحريف‪.206-205/‬‬ ‫(‪ )7‬أمل اآلمل ‪ . 103 /1 :‬ركضات ّ‬ ‫(‪)8‬‬

‫أمل اآلمل ‪. 109 /1 :‬‬

‫(‪)9‬‬

‫أيضاً ‪.102/1 :‬‬

‫(‪ )10‬إيضاً ‪.67 -66 /1 :‬‬

‫(‪ )11‬أيضاً ‪.105 /1 :‬‬ ‫(‪ )12‬أعياف ال يعة ‪.94/11 :‬‬ ‫(‪ )13‬أعبلـ النببلء بتاريخ حمب ال يباء ‪. 520 /4:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪ -3‬الشييد األول ‪ ،‬دمحم بن مكي الهزيني ‪:‬‬ ‫(؟ ‪786 -‬ه‪ /‬؟ ‪ 1384 -‬م) ‪:‬‬

‫‪720‬ق‪1320 /‬ـ كابل‬

‫الجزيني بعد السنة‬ ‫ُكلد دمحم بف مكي بف دمحم بف حامد ّ‬ ‫مكي بف دمحم ‪" ،‬‬ ‫السػ ػ ػػنة ‪729‬ق‪ 1328 /‬ـ ( ‪ )1‬في اريػ ػػة "جػ ػ ّػزيف" ‪ .‬ككاف كالػ ػ ُػدهُ ‪ّ ،‬‬ ‫جده بأنو "عالِـ ‪ ،‬ثقة ‪ ،‬زاىد " ( ‪)3‬‬ ‫مف فضبلء الم ايخ في زمانو "( ‪ . )2‬كما ُكصق ّ‬ ‫‪ .‬ككانت القرية اليادئة الكادعة ‪ ،‬يكـ ُكلد فييا ‪ ،‬ت ػػيد حركة جديدة ‪ ،‬فييا درس‬ ‫ؾ أف ليذا المنبت‬ ‫كتدريس ‪ .‬ككانت عائمتو تتصل بتمؾ الحركة اتصاالً ما ‪ .‬فبل ّ‬ ‫أف في حياتو ‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫لسنا نعرؼ الكثير ‪ ،‬كال حتّى القميل ‪ ،‬عف حياتو في مسقط رأسو ‪ ،‬أباف سني‬ ‫ال باب األكلى ‪ .‬لكننا ن عر أنو‪ ،‬كىك الذؼ ّب يتيماً (تكفي أبكه سنة ‪ )728‬افتقد‬ ‫المحبب ‪ .‬مف ذلؾ أنو لـ يكف‬ ‫الكثير ‪ ،‬مما يعطي سني الطفكلة كالصبا طعميا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يدؿ عمى‬ ‫مما‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬ ‫‪720‬‬ ‫السنة‬ ‫بعد‬ ‫لد‬ ‫ك‬ ‫أنو‬ ‫فو‬ ‫ر‬ ‫يع‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتحديد‬ ‫يعرؼ سنة مكلده‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬

‫بتذكر ذلؾ التاريخ ‪ .‬كىذا يترؾ عند‬ ‫المتأمل في سيرتو ‪ .‬انطباعاً‬ ‫أنو ال أحد ُعني ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأنو لـ يكف مكضع عناية أحد ‪.‬‬

‫كجده مف ابل ‪ ،‬كاننا عمى‬ ‫الرغـ مف ّأنو اختار أف يسير عمى ُخطى أبيو ّ‬ ‫كعمى ّ‬ ‫مبك اًر في مسقط رأسو ‪ ،‬فإنو لـ يترؾ لنا ّأية إ ارة‬ ‫بو اليقيف مف ّأنو اد بدأ الدراسة ّ‬

‫كلعل السبب في ىذا اإلغفاؿ ‪ ،‬أنو لـ يحمل ذكرػ طيبة عف أياـ‬ ‫تتصل بتمؾ األياـ ‪ّ .‬‬ ‫مألكؼ لػدػ مثل الذيف ن أكا تمؾ الن أة القاسية ‪ .‬فضبلً عف أنو‬ ‫أمر‬ ‫" ّ‬ ‫ٌ‬ ‫جزيف" ‪ .‬كذلؾ ٌ‬ ‫مميزة ‪ ،‬كال‬ ‫لـ يأخذ مف بمده ما‬ ‫يستحق التسجيل ‪ .‬فبل يكخ كبار‪ ،‬كال دراسات ّ‬ ‫ّ‬ ‫العممية‬ ‫إجازات تستحق الذكر‪ .‬كال ريب في أنو اسػتنفد بسرعة إمكانات "جزيف"‬ ‫ّ‬ ‫الضئيمة ‪ ،‬ثـ ال ريب في أف ذلؾ القميل لـ يكف يئاً بجانب طمكح ال باب ‪.‬‬

‫عمى ىذا فقد رأيناه ‪ ،‬حكالي السنة ‪750‬ق‪1349 /‬ـ ( ‪ ، )4‬يترؾ كطنو كي ُّػد‬

‫ِّ‬ ‫أىـ مركز عممي لم يعة ‪ .‬بل كانت عندما‬ ‫الرحاؿ إلى "الحّمة"‪ .‬كاد كانت يكمذاؾ َّ‬ ‫دخميا في أكج مجدىا ‪ ،‬بعد أف حظيت ب يخيف تكاليا عمى رئاستيا ‪ ،‬مف أعظـ أعبلـ‬ ‫الفقو ال يعي في كل العصكر ‪ ،‬ىما العبلّمة الحّمي‪ ،‬الحسف بف يكسق بف‬


‫المطير(‪726 -648‬ق‪1352 -1250 /‬ـ)‪ ،‬ثـ مف بعده ابنو فخر المحّققيف ‪ ،‬دمحم‬ ‫ّ‬

‫( ‪771 -682‬ق‪ 1369-1283 /‬ـ)‪.‬‬

‫في "الحّمة" ا أر عمى تبلمذة العبلّمة الحمي ‪ ،‬عمى رأسيـ ابنو دمحم‪ ،‬كابف ُمعيَّة‬

‫دمحم بف القاسـ الحسني (ت‪776 :‬ق‪1374 /‬ـ) ‪ ،‬كابف نما الحسف بف أحمد ‪ .‬فضبلً‬ ‫عف ثبلثة يكخ آخريف ‪ ،‬استجازىـ كال نعرؼ عمى كجو التأكيد أنو كاف اد ا أر عمييـ‪،‬‬

‫الديف دمحم بف أحمد بف أبي المعالي المكسكؼ (ت‪:‬‬ ‫السيد مس ّ‬ ‫ىـ ّ‬ ‫‪1367‬ـ)‪ ،‬كعميد الديف عبد المطمب بف دمحم بف األعرج الحسيني ( ‪754 -681‬ق‪/‬‬ ‫‪769‬ق‪/‬‬ ‫‪ 6‬كاؿ‬

‫طراد المطار آبادؼ ‪ .‬كبتاريخ (‬ ‫‪1352 -1282‬ـ) ‪ ،‬كزيف الديف عمي بف ّ‬ ‫‪756‬ق‪ 8 /‬ت ريف األكؿ ‪1355‬ـ) تمّقى إجازتو مف يخو األكبر فخر المحّققيف (‪.)5‬‬ ‫عرج عمى "بلداد" ‪ .‬كفييا ا أر القراءات عمى‬ ‫في طريق عكدتو مف "الحّمة" ّ‬ ‫أصحاب ابف مؤمف(‪ . )6‬كما استجاز مس األئمة الكرماني ال افعي ‪ ،‬دمحم بف سعيد‬

‫‪758‬ق‪ /‬أكائل أيار ‪1356‬ـ(‪.)7‬‬

‫القر ي ‪ ،‬كذلؾ في أكائل جمادؼ األكلى سنة‬ ‫كالظاىر أف حرص ال ييد عمى استجازة فق ٍ‬ ‫ػيو افعي يير ‪ ،‬كصق بأنو "عالـ‬

‫طتو ‪.‬‬ ‫بلداد" (‪ ، )8‬يتصل بالجزء التالي مف خ ّ‬ ‫فمف "بلداد" انطمق في رحمة طكيمة ‪ ،‬زار خبلليا "دم ق" ك "مصر" ك "مكة" ك‬

‫السنة(‪)9‬‬ ‫"المدينة" كمقاـ الخميل إبراىيـ (ع) ‪ .‬كاػ ػ أر فييا عمى أربعيف ػػيخاً مف ُعػمماء ّ‬ ‫‪ .‬كيبدك انو كاف يتظاىر في ىذه الرحمة بأنو افعي(‪.)10‬‬ ‫يعية بأنو‬ ‫ككصق في مصادر‬ ‫ّ‬ ‫ىكذا كسب ال ييد لنفسو مكانة ّ‬ ‫عممية ممتازة ‪ُ ،‬‬ ‫"أفقو جميع فقياء اآلفاؽ"( ‪ .)11‬كااؿ فيو فقيو ُسّني يير ‪ ،‬عرفو معرفة كثيقة " يخ‬ ‫ط ُرؽ الركاية ما لـ يجتمع‬ ‫ال يعة كالمجتيد في مذىبيـ"( ‪ .)12‬كاجتمع لديو مف ُ‬ ‫اصية لبلستجازة منو( ‪ ،)14‬كحّقق صبلت‬ ‫لليره(‪ ،)13‬حتى لقد كاف ُيقصد مف أماكف ّ‬ ‫كاسعة بفقياء المذاىب األخرػ(‪.)15‬‬

‫ِ‬ ‫أكؿ‬ ‫إذا تجاكزنا صكرة ال خص ‪ ،‬لنص َل إلى ما تحمل مف معاني ‪ ،‬ألضفنا ّأنو ُ‬ ‫العممية كاف كما يزاؿ‬ ‫فقيو يعي كبير يخرج مف "جبل عامل" ‪ ،‬كاالعتراؼ بمكانتو‬ ‫ّ‬ ‫يصح إطبلؽ كممة عالمي عمى الت ّيع كانت اره‪.‬‬ ‫عالمياً ‪ ،‬بقدر ما‬ ‫ّ‬

‫كال ريب أف ذلؾ المكاع كاف بذاتو نقمة نكع ّػية ‪ ،‬بالنسبة لمتاريخ الثقافي لمجبل ‪.‬‬ ‫األساسييف المذيف تحّققا‬ ‫مف حيث أنو حسب اإلتباع ‪ ،‬كاف رطاً ضركرياً لئلنجازيف‬ ‫ّ‬


‫عمى يده ‪ ،‬كىما المذاف جعبل مف دراستو دراسة مستقّمة ‪ ،‬جزءاً في صمب م ركع‬

‫الكتاب‪.‬‬

‫العممية المستقّمة في‬ ‫فإلى ال ييد ‪ ،‬دكف سكاه‪ ،‬يعكد الفضل في تأسيس الحركة‬ ‫ّ‬ ‫"جبل عامل"‪ .‬كنعني باالستقبلؿ ‪ ،‬حداً مف اإلكتفاء الذاتي عمى صعيد الدراسة كانتاج‬

‫الفقياء ‪ .‬كاذا أخذنا بعيف االعتبار ‪ ،‬التأثير الفكرؼ كاالجتماعي النت ار عدد كبير‬ ‫جزيف" كتأثيرىـ المحّمي ‪ ،‬ألمكننا أف نبدأ في مراابة‬ ‫خريجي مدرسة " ّ‬ ‫مف الفقياء ‪ّ ،‬‬ ‫كتتبع الحالة الجديدة التي بدأت تنضج في "جبل عامل" ك "البقاع " ‪ ،‬كىي مف‬ ‫ّ‬

‫ُكميا فيما بعد في‬ ‫منا القكؿ ‪ ،‬ثـ أثمرت كآتت أ ُ‬ ‫المكاطف التاريخية لم يعة ‪ ،‬كما سمق ّ‬ ‫"إيراف" ‪ ،‬مع اليجرة الكبرػ لفقياء تمؾ المناطق إلييا‪.‬‬ ‫السياسية ‪ ،‬التي‬ ‫الفضل في إغناء الت ّيع بالفكرة‬ ‫كذلؾ إليو دكف سكاه ‪ ،‬يعكد‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الفقيية في اإلسبلـ ‪،‬‬ ‫صارت فيما بعد ميزتو ك عاره ‪ ،‬مف بيف كل المذاىب كالمدارس‬ ‫ّ‬

‫تطكر في الفكر السياسي ال يعي‪ .‬إذ‬ ‫نعني بيا "كالية الفقيو" ‪ ،‬التي تُعتبر ّ‬ ‫بحق أىـ ّ‬ ‫كزكدتيا برؤية ‪ ،‬بعد‬ ‫حركت البنية‬ ‫ّ‬ ‫أنيا ّ‬ ‫الثقافية ال ّ يعية الضخمة إلى مكاع سياسي ‪ّ ،‬‬

‫العمنية ‪ ،‬أؼ لمدة تزيد عمى الثبلثة‬ ‫أف خمدت تماماً عمى أثر انتياء عيد اإلمامة‬ ‫ّ‬ ‫اركف ‪ .‬كما خمدت لدػ المذاىب األخرػ ‪ ،‬بعد انتياء عيد الخبلفة ‪ ،‬بسقكو "بلداد"‬ ‫عمى يد الملكؿ‪.‬‬ ‫كمف الجدير بالذكر ىنا ‪ ،‬أف ىذه الفكرة لـ ُتمفت نظر أحد ‪ ،‬خارج الذيف تماىكا‬ ‫معيا ‪ ،‬إال بعد اياـ الجميكرية اإلسبلمية في "إيراف" كاعبلف دستكرىا‪ ،‬حيث برزت‬ ‫سياسي ٍة مركزّية ‪ .‬عند ذلؾ انطمق االىتماـ ‪ .‬كلكنو كاف أ بو‬ ‫"كالية الفقيو" كفكرٍة‬ ‫ّ‬ ‫بيقظة عنيفة لنائـ بعد طكؿ سبات ‪ ،‬مما ّأدػ ‪ ،‬خصكصاً في (الدراسات) التي‬ ‫صدرت في اللرب ‪ ،‬إلى سيادة الخياالت كاألكىاـ‪.‬‬

‫لكف ىنا أم اًر ال ّبد مف إيضاحو ‪ .‬ىك أنو حيف نقكؿ ‪ ،‬إف الفضل يعكد إلى‬ ‫ال ييد في طرح "كالية الفقيو" ‪ ،‬فإننا ال نعني أف الرجل اد اخترع الفكرة مف عند نفسو‬ ‫أف كظيفة الفقيو المجتيد إنما ىي استنباو األحكاـ مف أدّلتيا التفصيمية‬ ‫اختراعاً ‪ .‬ذلؾ ّ‬ ‫استنباطاً‪ ،‬كليس اختراعيا اختراعاً ‪ .‬كنحف نقكؿ إف مصادر االستنباو ىي القرآف‬ ‫السنة كاإلجماع كالعقل ‪ .‬لكف ىذا التحديد ‪ ،‬رغـ أنو صحيح كال ريب ‪ ،‬إال أنو ُيخفي‬ ‫ك ّ‬ ‫آلية ىذا‬ ‫ىامة ‪ .‬ذلؾ أنو يتناكؿ مصادر استنباو الحكـ ‪ ،‬كليس ّ‬ ‫تحتو حقيقة ّ‬ ‫االستنباو‪ ،‬التي تبدأ عند نقطة طرح الم كمة ‪ .‬كىذه ال يجب أف تكجد بالضركرة في‬


‫مصادر االسػتنباو نفسيا‪ ،‬بل في الظركؼ السػياس ّػية كاالجتماعػية التي يم ػ ُّػر بيا‬ ‫الناس ‪ .‬كاإلبداع ىك في المزاكجة المكّفقة بيف الكااع كالنص ‪ .‬حينذاؾ يصل الفقو‬

‫أف النصكص التي تعامل معيا‬ ‫كالفقيو إلى أكج حضكرىما ‪ .‬مف ىنا نفيـ ضمناً ‪ّ ،‬‬ ‫ال ييد ‪ ،‬كاستنبط منيا "كالية الفقػيو" ‪ ،‬كانت ماثم ًة دائماً أماـ الجميع في مصادرىا ‪.‬‬

‫المثير كالحافػز ‪ ،‬اعني ػػعكر الفقيو بالحاجػة إلى ملء فراغ‬ ‫لكف العنصر المفقكد ىك ُ‬ ‫ت ػريعي ‪ .‬كتمؾ حالة حضكر تاريخي‪ ،‬ال يمّقاىا إال ذك ٍ‬ ‫حع عظيـ ‪.‬‬ ‫ُ‬

‫***‬ ‫نقدر أنيا حدثت في حدكد‬ ‫مع عكدة ال ييد إلى "جزيف" كاستق ارره فييا ‪ ،‬التي ّ‬ ‫السنة ‪760‬ق‪ 1358 /‬ـ ‪ ،‬انصرؼ بكّميتو إلى العمل ‪ .‬كما عتّمت تمؾ القرية اليادئة‬ ‫تعج بالطبلب الطامحيف ‪ ،‬القادميف مف األماكف القريبة‬ ‫خمية عمل دائبة ‪ّ ،‬‬ ‫أف صارت ّ‬ ‫كالبعيدة ‪ .‬ككانت تمؾ أكؿ مرة يككف فييا "جبل عامل" مرك اًز ألؼ ٍ‬ ‫عمل كبير ‪ .‬كمف‬ ‫ّ‬ ‫أسق فإف كثي اًر مف تفاصيل تمؾ الحركة الرائعة ‪ ،‬التي يعكد إلييا الفضل في بعث‬ ‫تطكٍر ٍ‬ ‫ىائل لـ يتكاق ‪ ،‬كلـ تزؿ آثاره ماثم ًة حتى اليكـ ‪ ،‬انداح بعيداً عف حدكده ‪ ،‬اد‬ ‫ُّ‬ ‫ضاعت ربما إلى األبد ‪ .‬كلكال القميل الذؼ حفظتو لنا إجازات القراءة كالركاية ‪َ .‬لما‬

‫عما جرػ في تمؾ األياـ المجيدة ‪ .‬كحتى‬ ‫ّ‬ ‫تمكنا اليكـ أف ّ‬ ‫نتخيل ‪ ،‬أك حتى أف نتساءؿ ّ‬ ‫كتاب "أمل اآلمل" فإنو ال ُيسعفنا كثي اًر في ىذا المجاؿ ‪ ،‬كذلؾ ‪ ،‬أكالً بسبب الفترة‬

‫الحر العاممي ‪ ،‬كىي تزيد عف ثبلثة‬ ‫ّ‬ ‫الزمنية التي تفصل بيف عصر ال ييد كعصر ّ‬ ‫الحر في‬ ‫اركف ‪ .‬ثـ بسبب االختصار ال ديد كالفقر في التفاصيل ‪ ،‬الذؼ ّ‬ ‫ميز أسمكب ّ‬ ‫حد ال نعرفو ‪ ،‬بالقكؿ أف‬ ‫ىذا الكتاب ‪ .‬كن كر هللا تعالى انو التزـ عمى األال ‪ ،‬كالى ّ‬ ‫ىذا المترجـ لو أك ذاؾ " مف تبلميذ ال ييد " أك " يركؼ عف ال ييد " ‪ ،‬كىما عبارتاف‬

‫دليل عمى العكس ‪ .‬كال بد ىنا مف القكؿ‬ ‫ّ‬ ‫تؤدياف معنى كاحداً عادة ‪ ،‬أك حيف ال يقكـ ٌ‬ ‫الحر لو داللتو غير المبا رة أيضاً ‪ .‬مف حيث أنو ي ير إلى أف‬ ‫أف ىذا اإللتزاـ مف ّ‬

‫الحر كاف‬ ‫القراءة عمى ال ييد ‪ ،‬أك الركاية عنو ‪ ،‬امتياز يستحق التنكيو ‪ .‬كال ريب أف ّ‬ ‫كمف اتصل بو في مكانة‬ ‫ّ‬ ‫يعبر بالتزامو ىذا عف مكاق عاـ ‪َ ،‬كضع ال ييد كحركتو َ‬

‫عبر الثقافة عف‬ ‫سامية ‪ ،‬حتى بعد أف ُنسيت األحداث كضاعت األسماء ‪ .‬كىكذا تُ ّ‬ ‫الح َد ّثية الكاعية ‪.‬‬ ‫صبلبة عكدىا كجبركتيا ‪ ،‬حتى بعد أف يسقط التاريخ كتنيار الذاكرة َ‬ ‫أسماء كثيرة ‪ُ ،‬كصق كل مف أصحابيا‬ ‫لقد حفظت لنا اإلجازات ك "أمل اآلمل"‬ ‫َ‬ ‫الكركيكف ‪ ،‬نسبة‬ ‫بأنو " مف تبلميذ ال ييد " أك "يركؼ عف ال ييد " ‪ ،‬فييـ‬ ‫العامميكف ك ّ‬ ‫ّ‬


‫الحمبيكف كالحّميكف‪ ،‬نسبة إلى "الحمة " في "العراؽ "‬ ‫إلى ارية "كرؾ نكح " المعركفة ‪ ،‬ك ّ‬ ‫السيكرؼ ‪ ،‬جماؿ الديف المقداد بف‬ ‫(‪ )16‬كالى أحد ىؤالء التبلميذ الحّمييف ‪ ،‬المقداد ّ‬

‫المركعة لمقتل ال ييد في‬ ‫السيكرؼ الحمي ‪ ،‬يعكد الفضل في تسجيل التفاصيل‬ ‫عبد هللا ّ‬ ‫ّ‬ ‫" دم ق " ( ‪ .)17‬كلكف ‪ ،‬مف الجية األخرػ فإف كثي اًر مف األسماء اد ضاعت ‪ ،‬رّبما‬ ‫أحصيت أسماء أحد ع ر خصاً ‪ ،‬في الجزء الثاني‬ ‫أيضاً إلى األبد ‪ .‬ب يادة أنني‬ ‫ُ‬ ‫مف " أمل اآلمل " ‪ُ ،‬كصفكا بأنيـ "مف تبلميذ ال ييد" أك " يركؼ عف ال ييد" ‪،‬‬

‫اصية ‪ ،‬أارُبيا "حمب" ‪ .‬في حيف أننا لـ نعثر في الجزء‬ ‫كجميعيـ ينتمكف إلى أماكف ّ‬ ‫المخصص لعمماء " جبل عامل" ‪ ،‬حتى عمى اس ٍـ كاحد ُكصق بمثل ذلؾ ‪.‬‬ ‫األكؿ ‪،‬‬ ‫ّ‬

‫كىك أمر غير معقكؿ ‪ ،‬أعني أنو ال يمكف أف يككف صكرًة أمين ًة لمكااع ‪ ،‬ب يادة أننا‬ ‫نعثر في المجّمد الخامس كالع ريف مف " بحار األنكار " عمى أسماء كثيرة بعضيا‬

‫ُكصق بما ُي عر بأنو مف تبلميذ ال ييد ‪ ،‬ككثير منيا مجرد أسماء ‪ ،‬نعرؼ أنيـ‬ ‫أف أصحابيا مف معاصرؼ ال ييد ‪ ،‬ثـ ال يء ‪ .‬ىذا‬ ‫كتدؿ القرائف عػمى ّ‬ ‫ّ‬ ‫عامميكف ‪ّ ،‬‬

‫فضبلً عف ّ ٍ‬ ‫نص في مقدمة " أمل اآلمل " يقكؿ ‪ " :‬كاد سمعت مف بعض م ايخنا ‪،‬‬ ‫أنو اجتمع في ارية مف ارػ جبل عامل ‪ ،‬سبعكف مجتيداً ‪ ،‬في عصر ال ييد ‪ ،‬كما‬

‫يظل يطرح سؤاالً ىك ‪ :‬مف‬ ‫ااربو " (‪ .)18‬كميما يكف في ىذا العدد مف مباللة ‪ ،‬فإنو ّ‬ ‫ىـ ىؤالء المجتيدكف؟ نحف ال نعرؼ كاحداً منيـ ‪.‬‬ ‫نفيـ مف كل ىذه الكاائع ‪ ،‬أنو في الفترة القمقة التي تمت مقتل ال ييد ‪ ،‬اندثر‬

‫أما الذيف عا كا خارج " جبل‬ ‫تراث بأكممو ‪ :‬أعبلـ كأعماؿ ّ‬ ‫عممية ال بد ّأنيـ أنتجكىا ‪ّ .‬‬ ‫عامل " فقد نجكا مما حاؽ بإخكانيـ ‪ ،‬فعا كا في مختمق التسجيبلت ‪ .‬كىكذا فعندما‬

‫الحر العاممي ليكتب " أمل اآلمل " ‪ ،‬في السنكات األخيرة مف القرف الحادؼ‬ ‫جاء ّ‬ ‫سجل ما كجده ‪ ،‬فجاء كتابو صكرة أمينة ‪،‬‬ ‫ع ر اليجرؼ‪ /‬السابع ع ر الميبلدؼ ‪ّ ،‬‬

‫طل عميو‪.‬‬ ‫ليس لمكااع بذاتو‪ ،‬كانما كما أُتيح لو أف ُي ّ‬

‫بالنسبة لئلنجاز االثاني ‪ ،‬أعني إطبلؽ مبدأ " كالية الفقيو " ‪ ،‬فيي ستككف‬ ‫نذكر بما امناه في اسـ سابق مف ىذا الفصل ‪،‬‬ ‫مكضع عػنايتنا في ىذا القسـ ‪ .‬كلكننا ّ‬ ‫الجتماعية ‪.‬‬ ‫السياسية ك‬ ‫آلية استنباو الحكـ ال رعي ‪ ،‬كبيف الظركؼ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عف العبلاة بيف ّ‬

‫سياسية لمفترة ‪ ،‬نعتقد أنيا ذات عبلاة‬ ‫لذلؾ فإننا سنبدأ تكاً بمحاكلة إعادة تركيب صكرة‬ ‫ّ‬ ‫كثيقة بالمكضكع ‪.‬‬


‫تحرُك ُو الفكرؼ‬ ‫إف معالـ الفترة التار ّ‬ ‫يخية التي عاش فييا ال ييد ‪ ،‬كأتي ّ‬ ‫متليرات أساسية ‪ ،‬نالت‬ ‫كالسياسي عمى ااعدتيا ‪ ،‬تمثُل أمامنا اليكـ ‪ ،‬مف خبلؿ ّ‬

‫المبنانييف ‪.‬‬ ‫الجبل كالساحل‬ ‫ّ‬

‫ففي الجبل ‪ ،‬كأعني " كسركاف" ب كل خاص ‪ ،‬عمدت السمطة المممككية إلى‬

‫السكاني بعد إجبلء‬ ‫جمب أعداد كثيفة مف التركماف ‪ ،‬كأسكنتيـ ىناؾ لملء الفراغ ّ‬ ‫ال يعة عنو ‪ ،‬كما ذكرنا في الفصل األكؿ مف ىذا الباب ‪ .‬كلكف ىؤالء التركماف‬

‫الجبمية‬ ‫السيكب ‪ ،‬لـ ُيفمحكا في التكيُّق مع الطبيعة‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫الرعاة الذيف كانكا دائماً مف سكاف ّ‬ ‫القاسية لمسكنيـ الجديد ‪ .‬فسرعاف ما ترككه ىابطيف غرباً باتجاه السكاحل مما ّأدػ‬ ‫إلى فراغ الجبل ‪ .‬كالحقيقة أف ىذه الحالة تُ ّكل فاصمة تاريخية ىامة ما تزاؿ تتفاعل‬ ‫حتى اليكـ ‪ .‬ذلؾ أنيا منحت المكارنة الذيف كانكا ما يزالكف يقيمكف في األعالي‬

‫لمتحرر مف أُسار مكاعيـ الجلرافي ‪ ،‬فانطمقكا ىابطيف‬ ‫ال مالية ‪ ،‬فرصة تاريخية‬ ‫ُّ‬

‫بدكرىـ باتجاه الجنكب ‪ ،‬كصكالً إلى " كسركاف " ‪ .‬كخبلؿ القركف التالية ظّمكا يمتدكف‬

‫جنكباً مخترايف " ال كؼ " كما كراءه ‪ .‬كلعل ىذا التليير الديمكغرافي ىك أىـ حدث‬

‫في تاريخ البمد ‪ ،‬مف حيث أنو حمل القاعدة التي ن أت عمييا مجمكعة كبيرة كمترابطة‬

‫مف األحداث ‪ ،‬منيا ما اتخذ كل تفاعل ىادغ ‪ ،‬ينضج دكف مستكػ المبلحظة‬

‫اآلنية ‪ ،‬كمنيا ما اتخذ كل فتف عنيفة ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫أما التركماف المجمكبكف ‪ ،‬الذيف اتجيكا نحك حكاضر الساحل ‪ ،‬فقد بدأكا تليي اًر‬

‫ديمكغرافياً آخر ‪ .‬كمف الممكف الربط بسيكلة ‪ ،‬بيف ىذه الحقيقة ‪ ،‬كبيف ما يقكلو‬ ‫السنة ‪ ،‬في مدف الساحل ‪ ،‬يعكد إلى‬ ‫المؤرخكف ‪ ،‬مف أف ظيكر المسمميف مف أىل ّ‬ ‫ّ‬

‫العيد المممككي ‪ ،‬ال سيما منذ القرف الثامف اليجرؼ ‪ /‬الرابع ع ر الميبلدؼ ‪ .‬حيث‬ ‫‪ .)19‬كىذا تليير‬

‫تمركزىـ في " طرابمس " ك " بيركت " ك " صيدا " (‬ ‫تكثّق‬ ‫ُ‬ ‫ديمكغرافي أكثق عبلاة ببحثنا ‪ ،‬كبالفترة التاريخية التي نعنى بيا اآلف ‪ .‬كسنعالج ىذا‬

‫القكؿ فيما يمي ‪.‬‬

‫افياف الكبيراف نيضا عمى حساب المسمميف ال يعة ‪.‬‬ ‫ىذاف التلييراف الديمكغر ّ‬ ‫كلذلؾ فإنو مف المتكاع أف يحمبل إلييـ عك اًر بأنيـ يكاجيكف تيديداً حقيقياً لكجكدىـ ‪.‬‬

‫السكاني عمى المناطق الساحمية ‪ ،‬الذؼ كاف مدعكماً مف السمطة المممككية‬ ‫فالضلط ُ‬ ‫ب كل أك بآخر‪ ،‬اتخذ كال بد كل ضلط معنكؼ ‪" ،‬كأخذكا يختفكف مف أكثر مدف‬

‫سنية تركمانية " (‪ ،)20‬كفي ىذا اإلطار يمكف‬ ‫الساحل المبناني ‪ ،‬لتحل محّميـ جاليات ّ‬


‫المتسننيف "‬ ‫تكرر كركده ‪ ،‬في سياؽ سيرة ال ييد ‪ ،‬عف " أىل السكاحل‬ ‫ّ‬ ‫أف نفيـ نصاً ّ‬ ‫(‪ ،)21‬كىك نص نادر كىاـ جداً ‪ ،‬مف حيث أنو يثبت ضمناً كجكداً ُمػعػتَ ّػداً بو‬

‫لممسمميف ال يعة في " السكاحل " ‪ ،‬تأثر باالكتساح السكاني الجديد ‪ .‬خاصة كأنو ‪،‬‬ ‫أؼ النص‪ ،‬ال ريب في براءتو ‪ ،‬مف حيث أنو ال يأتي في سياؽ أؼ حديث عف حجـ‬

‫أف " الخكانسارؼ " اإليراني ‪ ،‬مؤّلق‬ ‫الكجكد ال يعي في "السكاحل " ‪ .‬كال ريب في ّ‬ ‫الجنات " ك "البحراني " الذؼ تدؿ نسبتو عمى مكطنو ‪ ،‬مؤّلق " لؤلؤة‬ ‫"ركضات ّ‬ ‫البحريف " كانا خاليي الذىف عف معالجة أؼ مكضكع كيذا ‪ .‬كمف ىنا نثق أنيما أخذا‬ ‫النص عف مصدر ثالث أك أكثر ‪ ،‬خفي عمينا ‪ ،‬أك ضاع نيائياً ‪ .‬كلكف ىذه‬

‫المبلحظة ال تنتقص مف ايمة النص ‪ ،‬لنفس ما تكحي بو المبلحظة األكلى ‪ .‬كمما ال‬

‫ستجدات ‪،‬‬ ‫الم ّ‬ ‫ؾ فيو أف المسمميف ال يعة كانكا ُمحّقيف ّ‬ ‫جداً في مخاكفيـ مف ىذه ُ‬ ‫خاصة كأنيـ ما زالكا يتذكركف جيداً ‪ ،‬كيق بدأت بنكبتيـ في " كسركاف " ‪ .‬كخاص ًة‬

‫التحرؾ‬ ‫ىجركا مف " كسركاف " اد لجأكا إلى " جزيف " مكطف‬ ‫ّ‬ ‫أكثر‪ ،‬أف كثيريف ممف ّ‬ ‫الجديد(‪.)22‬‬ ‫في ىذا اإلطار أيضاً يمكف أف نفيـ نصاً آخر ‪ ،‬نادر كىاـ أيضاً ‪ ،‬كرد لدػ‬

‫ابف يحيى في " تاريخ بيركت " ‪ ،‬تحدث فيو عف تح ُّػركات لممسػمميف ال ػيعة ‪ ،‬كأنيـ‬

‫بالسنة " (‪ .)33‬كىك نص نقػبُمو ‪ ،‬مع ضركرة إجراء تعديل أساسي عمى‬ ‫"أظيركا القياـ ّ‬ ‫كفيمنا أيضاً لمزاكية التي‬ ‫فيمنا اآلف لطبيعة ىذه‬ ‫ّ‬ ‫التحركات ‪ُ ،‬‬ ‫صياغتو ‪ .‬يمميو عمينا ُ‬ ‫فتحرؾ المسمميف ال يعة الذؼ رآه ابف يحيى‬ ‫برمتو ‪ّ .‬‬ ‫نظر منيا ابف يحيى لممكضكع ّ‬ ‫كجياً ضد سياسة السمطة المممككية ‪ ،‬التي اادت‬ ‫مذىبياً ‪ ،‬نراه نحف اليكـ سياسياً ‪ُ ،‬م ّ‬

‫ابتداء مف اجتياح " كسركاف " ‪،‬‬ ‫منذ البداية كل ما رأػ فيو أكلئؾ باعػثاً عمى الخكؼ ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ثـ جمب التركماف ‪ ،‬كما انتيى إليو كل ذلؾ ‪ ،‬كاد عرفناه ‪ .‬كعمى كل حاؿ ‪ ،‬فإف البف‬ ‫يحيى عذره في عدـ إدراؾ معنى كداللة األحداث التي يدناىا ألسباب كاضحة ‪.‬‬ ‫العممية أك باألحرػ ىذه‬ ‫ىذا ىك الكااع الذؼ كاجيو ال ييد يكـ عاد مف رحبلتو‬ ‫ّ‬ ‫مبلمح مف ىذا الكااع ‪ ،‬بالقدر الذؼ تعطينا إياه النصكص حتى اآلف ‪ .‬كىذه ىي‬

‫ارتكاساتو عند اكمو ‪ .‬كفي " جزيف " بدأ العمل ‪ ،‬مستفيداً مف مكاعيا الطبيعي‬

‫الصميبييف في الماضي ‪ ،‬كمستفيداً أيضاً مف‬ ‫الحصيف ‪ ،‬الذؼ طالما استعصى عمى ّ‬ ‫ذلؾ النحك مف االستقبلؿ ‪ ،‬الذؼ كاف " جبل عامل " يتمتّع بو ‪ .‬كما عتّمت أف‬ ‫صارت تعج بالفقياء ‪ ،‬الذيف كاف يجرؼ إعدادىـ عمى ادـ كساؽ ‪ ،‬كانت سياسية ‪،‬‬ ‫طو يخيـ ‪ ،‬في إطار ما صار ُيعرؼ‬ ‫مف خبلؿ المنحى الثقافي الجديد ‪ ،‬الذؼ خ ّ‬


‫فيما بعد باسـ " كالية الفقيو " ‪ .‬أك ‪ ،‬عمى األال ‪ ،‬ىذا ما تمخضت عنو األياـ‬ ‫كاألحداث ‪.‬‬

‫لـ نعثر فيما كصمت إليو مف كتب ال ييد ‪ ،‬عمى أية معالجة مستقّمة لمكضكع‬

‫"كالية الفقيو" ‪ .‬كلكنو في مقدمة كتابو " ذكرػ ال يعة " ‪ ،‬الذؼ أّلفو في السنة ‪784‬ق‪/‬‬

‫‪1382‬ـ أؼ ابل مقتمو بسنتيف‪ ،‬يتحدث عف " مقبكلة عمر بف حنظمة " ( ‪ ، )24‬ب كل‬ ‫يكحي بأنو ليس لديو أؼ تحفع تجاه مضمكنيا ‪ .‬كىي ت تير بيف أىل الفقو ‪ ،‬بسبب‬

‫يبيف تعريق الفقيو ككظيفتو بيف الناس ‪ ،‬ليس يخمك منيا أؼ‬ ‫أنيا المصدر األكؿ الذؼ ّ‬ ‫بحث في مكضكع " كالية الفقيو " ‪ .‬كمف أسق فإف ال ييد لـ تُتح لو أف يكتب سكػ‬

‫المجّمد األكؿ مف كتابو ىذا ‪ ،‬ككاق اممو عند نياية ( كتاب الصبلة ) ‪ ،‬أؼ أنو لـ‬

‫يصل إلى األبكاب التي ُيتكّاع أف يبرز فييا ‪ ،‬مف خبلؿ الفتاكػ ‪ ،‬مدػ نضج مفيكـ‬ ‫"كالية الفقيو" لديو‪ .‬كلكف كتابو اآلخر ‪ ،‬األكثر يرة كاختصا اًر " الممعة الدم قية" ‪،‬‬

‫صنفو في السنة ‪ 782‬ق‪ 1380 /‬ـ ( ‪ُ )25‬يسعفنا كثي اًر في ىذه المسألة حيث‬ ‫الذؼ ّ‬ ‫يكرد مجمكعة كبيرة مف الفتاكػ ‪ ،‬ال يمكف إال أف تككف اائمة عمى مبدأ "كالية الفقيو "‪.‬‬ ‫الخمس ‪ ،‬باب‬ ‫تصيد ىذه الفتاكػ مف األبكاب التالية ‪ :‬باب الزكاة ‪ ،‬باب ُ‬ ‫كيمكف ّ‬ ‫الجياد‪ ،‬باب األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر ‪ ،‬باب القضاء‪ ،‬باب الحجر‪ ،‬باب‬

‫النكاح ‪ ،‬باب الحدكد ‪ .‬كمف المفيد جداً أف نقارف كبلً مف ىذه األبكاب بمثيمو لدػ‬

‫فقياء سابقيف ‪ ،‬كال يخ الطكسي (ت‪460 :‬ق‪ 1067 /‬ـ ) في كتابو " النياية في‬

‫مجرد الفقو كالفتاكػ " ‪ ،‬ثـ لدػ المحّقق الحمي ( ت‪676 :‬ق‪ 1277 /‬ـ ) في كتابو‬

‫" رائع اإلسبلـ في معرفة الحبلؿ كالحراـ " ‪ .‬ىذه المقارنة ستساعدنا بالتأكيد عمى‬

‫تصكر المكاع الذؼ دفع ال ييد الفقيو ال يعي إليو ‪ ،‬بحيث يجكز ‪ ،‬بل ال يمكف إال‬ ‫ّ‬ ‫أف نعتبره مكاعاً سياسياً ‪ .‬كمف المفيد أيضاً أف نقق عند مبلحظة ارح الكتاب ‪،‬‬

‫أعني "الممعة الدم قية" عمى حكـ ال ييد بمزكـ دفع األخماس إلى " نائب اإلماـ "‬

‫(‪ ،)26‬أؼ الفقيو الجامع ل رائط الحكـ ‪ .‬كلعّميا ّأكؿ مرة تدخل فييا ىذه العبارة الملة‬ ‫الفقيية ال يعية ‪ ،‬كمنيا أخذت طريقيا إلى الثقافة بمجمميا ‪.‬‬ ‫كالبحث مف ثـ كاسع ُمت ّعب ‪ ،‬يستحق دراسة مستقمة ‪.‬‬

‫***‬


‫بمناسبة الحديث عف " الممعة الدم قية " ‪ ،‬كايمتو الخاصة لمف ييمو معرفة‬

‫المؤيد‬ ‫أفكار ال ييد ‪ ،‬نأتي إلى الحديث عف العبلاة بيف ال ييد نفسو كبيف ابف‬ ‫ّ‬

‫الخراساني ‪.‬‬

‫لقد كاف نجـ الديف ‪ ،‬عمي بف المؤيد العمكؼ الطكسي ممكاً عمى خراساف ‪،‬‬

‫(حكـ‪783 -766 :‬ق‪ 1381 -1364 /‬ـ‪ .‬تكفي ‪795 :‬ق‪1392 /‬ـ)‪ ،‬ككاف يعياً‬ ‫‪ .)27‬كفي السنة‬

‫السكة باسـ االثني ع ر إماماً ‪ ،‬كيخطب بأسمائيـ " (‬ ‫" يضرب ّ‬ ‫مس الديف دمحم اآلكؼ ‪ ،‬برسالة كىدايا يستقدمو‬ ‫‪782‬ق‪1380 /‬ـ بعث إلى ال ييد َ‬

‫إليو ‪ ،‬كلكنو أبى كاعتذر إليو ‪ ،‬كاكتفى بأف كتب لو " الممعة الدم قية " كبعثيا إليو مع‬

‫الرسكؿ ‪.‬‬

‫مؤكدة كمتكاترة ‪ ،‬كلكنيا تطرح أسئمة كثيرة ‪:‬‬ ‫ىذه الكاائع ّ‬ ‫المؤيد مف استقداـ ال ييد؟‬ ‫ ما كانت غاية ابف‬‫ّ‬ ‫ ىل كاف ثمة عبلاة خاصة بيف الرجميف؟‬‫‪ -‬مف ىك مس الديف دمحم اآلكؼ؟‬

‫ِ‬ ‫مب الدعكة الملرية؟‬ ‫ لماذا آثر ال ييد أف يبقى في " جبل عامل " كلـ ُي ّ‬‫صنفو‬ ‫ لماذا ‪ ،‬كاد آثر ال ييد البقاء حيث ىك ‪ ،‬استبدؿ تمبية الدعكة بكتاب ّ‬‫خصيصاً؟‬ ‫ّ‬

‫كالمعركؼ أف ابف المؤيد ‪ ،‬كاف آخر ممؾ في سبللة حكمت " خراساف " ك‬ ‫"داملاف" ‪ ،‬في ماؿ اليضبة اإليرانية ‪ ،‬منذ السنة ‪737‬ق‪1336 /‬ـ ‪ُ ،‬عرفت باسـ‬ ‫يعية غالية ‪.‬‬ ‫"السربداريكف" ‪ ،‬كيقاؿ إف ىذه السبللة كانت في أكائميا عمى األال‬ ‫ّ‬ ‫كلكف ذكر ابف المؤيد يترافق في المصادر الفارسية مع اإل ارة إلى أنو "بالغ في‬

‫إظيار عار مذىب اإلمامية في سبزكار" ( ‪ ،)28‬كأنو كاف " يخطب بأسماء األئمة‬

‫كيفيـ‬ ‫المعصكميف "(‪ .)29‬كىذا كبلـ مطابق لما ااتبسناه عف ابف عرب اه ابل اميل ‪ُ .‬‬

‫ط لنفسو خط ًة جديدة امتاز بيا عف نيج‬ ‫مف ىذا التخصيص أف ىذا الرجل اد اخت ّ‬ ‫يؤيد ىذا االستنتاج ‪،‬أف بعض فقياء الحنفية أفتى " بكجكب دفع ال يعة‬ ‫أسبلفو‪ .‬كمما ّ‬ ‫المؤيد استمرت‬ ‫عف ممؾ اإلسبلـ " ‪ ،‬كاتخذت ىذه الفتكػ حجة ل ف حرب عمى ابف‬ ‫ّ‬ ‫عما‬ ‫سنكات ( ‪ ، )30‬كفتكػ كيذا تُ عر بأف أم اًر طارئاً اد‬ ‫ّ‬ ‫استجد ‪ .‬كل ىذا فضبلً ّ‬

‫السكة كالخطبة بأسماء األئمة األثني ع ر(ع) ‪ ،‬كال يعة اللالية‬ ‫يحممو معنى ضرب ّ‬ ‫ما كانكا اثنى ع رية عمى اإلطبلؽ ‪.‬‬

‫المتضافرة ‪ ،‬كما فعناىا بو مف تحميل ‪ ،‬أف ابف المؤيد‬ ‫ُيفيـ مف تمؾ النصكص ُ‬ ‫حاكؿ ما نجح فيو الصفكيكف بعد ارف كربع تقريباً ‪ ،‬كما أنو أدرؾ ‪ ،‬كما أدرككا ‪ ،‬أنو‬


‫مؤىمكف اادركف‪ ،‬كأنو – كيا لملرابة –‬ ‫لـ ينجح في سياستو دكف مساعدة كفؤة ‪ّ ،‬‬ ‫يقدميا ّ‬ ‫التفت إذ ذاؾ صكب " جبل عامل " ‪ ،‬عمى ُبعد ال ّقة ‪ ،‬تماماً كما فعل الصفكيكف‬

‫فيما بعد ‪.‬‬

‫كيؤخذ مف ّ ٍ‬ ‫نص كتبو ال ييد الثاني ‪ ،‬زيف الديف بف عمي ‪ ،‬في مقدمة رحو‬ ‫أف الصمة بيف ال ييد كابف المؤيد ‪ ،‬تراى إلى الفترة التي‬ ‫عمى " الممعة الدم قية "‪ّ ،‬‬

‫البعد ‪ ،‬إلى العراؽ‬ ‫كاف فييا‬ ‫األكؿ في " العراؽ " ‪ .‬كاف " بينيما مكدة كمكاتبة عمى ُ‬ ‫ُ‬ ‫حيرة ‪ ،‬فنحف نعرؼ أف ال ييد غادر " العراؽ " في‬ ‫ثـ إلى ال اـ " (‪ .)31‬كىذه نقطة ُم ّ‬

‫السنة ‪758‬ق‪1356 /‬ـ‪ ،‬بعد أف استجاز مس األئمة الكرماني المذككرة آنفاً ‪ ،‬كما‬ ‫أننا عرفنا تكاً أف حكـ ابف المؤيد بدأ في السنة‬

‫‪766‬ق‪1364 /‬ـ‪ ،‬أؼ بعد ثماني‬

‫مفر منو‪،‬‬ ‫سنكات مف ملادرة ال ييد ل ػ ػ" العراؽ " ‪ .‬كنخمص مف ىذا إلى استنتاج ال ّ‬ ‫ىي أف العبلاة بيف الرجميف تعكد إلى ما ابل فترة حكـ ابف المؤيد ‪ .‬كىذه نتيجة في‬

‫ػق أف اتجاىو لـ يكف مجرد سياسة بعيدة‬ ‫صالح ابف المؤيد ‪ ،‬مف حيث أنيا تك ُ‬ ‫عمل يتناسب مع ما يعتق ػػده ‪.‬‬ ‫النظر ‪ ،‬بل ٌ‬ ‫لقد صار كاضحاً حتى اآلف ‪ ،‬أنو حيف بعث ابف المؤيد برسكؿ خاص إلى‬ ‫ال ييد يستقدمو إلى " خراساف " ‪ ،‬فإنو كاف يطمب عكف صديق اديـ ‪ ،‬في ٍ‬ ‫أف ليس‬ ‫ٍ‬ ‫يؤديو ‪.‬‬ ‫إال لفقيو كبير ‪ ،‬يتمتع ب خصية اكية اادرة ‪ ،‬كال ييد ‪ ،‬أف ّ‬ ‫أما اآلكؼ ‪ ،‬فمـ نعثر في المصادر الفارسية التي تحت يدنا ‪ ،‬مف كتب تاريخ‬ ‫الحر‬ ‫تخصو ‪ .‬كىناؾ رجل يحمل نفس االسـ ‪ ،‬ااؿ فيو ّ‬ ‫كسير‪ ،‬عمى أؼ إ ارة ّ‬ ‫العاممي‪ " :‬كاف فاضبلً ‪ ،‬جميل القدر‪ ،‬مف م ايخ ال ييد "(‪ ،)33‬كيعّقب ال ارح ‪" :‬أؼ‬ ‫المطيعيف ﵀ كلرسكلو" ‪ ،‬كىك كصق ليس مف المعتاد إطبلاو عمى أىل السياسة أك‬

‫نرجح أنو مف أىل الفقو بمعنى أك بآخر ‪ .‬كذلؾ ‪ ،‬مف الجية‬ ‫أعكانيـ ‪ .‬كعميو فإننا ّ‬ ‫أمر مفيكـ ‪ .‬فمف الميااة كحسف السياسة أف يككف الرسكؿ إلى الفقيو مثَمو ‪.‬‬ ‫األخرػ ‪ٌ ،‬‬

‫ك "آكه" التي ينتسب إلييا الرسكؿ ‪ ،‬ارية اريبة مف " ُاـ "‪ ،‬خرج منيا غير فقيو مف‬ ‫يعزز ما رجحناه ‪.‬‬ ‫ذكؼ ال أف كالمكانة ‪ ،‬كىذا ّ‬

‫عمى الرغـ مف كل ذلؾ ‪ :‬الصدااة القديمة كالمكدة كاغراء الدعكة ‪ ،‬فإنو ليس‬

‫مف الصعب أف نتصكر لماذا اعتذر ال ييد عف عدـ تمبية الدعكة ‪ .‬لقد كاف لديو‬

‫م ركعو ىك أيضاً ‪ .‬ككاف اد سار فيو خطكات كاسعة ‪ .‬فكيق لو أف يترؾ كل يء‬ ‫النية الحسنة لدػ صاحبو ‪.‬‬ ‫يسكغ لنفسو أف يتجاىل ّ‬ ‫كيمضي ‪ .‬كلكنو ‪ ،‬كفقيو ‪ ،‬لـ ّ‬ ‫أتميا في سبعة أياـ‪ ،‬كبعث بيا لتككف‬ ‫كعمى ىذا فقد ّ‬ ‫انكب عمى " الممعة الدم قية " ك ّ‬


‫بمثابة المر د لمم ركع الطمكح ‪ .‬كمف ىنا نجد فييا‪ ،‬عمى اختصارىا ‪ّ ،‬أكؿ كأكضح‬ ‫رؤية سياسية لفقيو ‪ ،‬بالنسبة لعصرىا‪.‬‬

‫***‬ ‫نتصكر مكاق السمطة المممككية ‪ ،‬مف اتجاه سياسي‬ ‫مف السيكلة بمكاف ‪ ،‬أف‬ ‫ّ‬ ‫جديد ‪ ،‬كالذؼ أتى بو ال ييد‪ ،‬ينزعُ إلى تأسيس كن ر مفيكـ جديد لمسمطة ال رعية‪،‬‬

‫يخالق تماماً مفيكـ " الخبلفة " ‪ ،‬الذؼ كانت السمطة تتكئ عمى صيلة مرّاعة منو ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حرؾ تمؾ‬ ‫كما مف ؾ في ّ‬ ‫تحرؾ ال ييد ‪ ،‬ىك الذؼ ّ‬ ‫أف ىذا الجانب مف ُمجمل ّ‬ ‫السيكرؼ الحمي ‪ ،‬الذؼ سبقت اإل ارة إليو ‪ ،‬يذكر‬ ‫السمطة في النياية‪ .‬فتمميذه المقداد ّ‬ ‫أنو كاف فيما أُخذ عمى يخو‪ ،‬ك ّأدػ إلى المحاكمة التي انتيت بقتمو في " دم ق " "‬ ‫إنو كاف عامبلً" ( ‪ ،)34‬كىذه عبارة غامضة كغير عادية ‪ ،‬ال بد مف تحميميا بدّاة ‪.‬‬

‫المعنية بتحديد معاني الكممات المستعممة في الملة الديكانية‬ ‫كلدػ العكدة إلى المصادر‬ ‫ّ‬ ‫لذلؾ العصر ‪ ،‬عثرنا لدػ القمق ندؼ ‪ ،‬عمى التعريق التالي ‪:‬‬ ‫" العامل‪ :‬وىو الذر ينظم الحسبانات ويكتبيا ‪ .‬وقد كان ىذا المقب‪ ،‬في األصل‪ ،‬إنما يقع‬ ‫وخصو بو دون غيره‬ ‫العرف إلى ىذا الكتاب ‪ّ ،‬‬ ‫عمى األمير المتوّلي العمل ‪ .‬ثم نقمو ُ‬ ‫"(‪.)35‬‬

‫إذف فنحف تجاه استعماليف لمكممة ‪:‬‬ ‫ تاريخي ميجكر ‪ ،‬ذك مضمكف سياسي " يقع عمى األمير المتكلي العمل"‪.‬‬‫كالتفسير الكحيد الممكف التياـ ال ييد ب يء كيذا ‪ ،‬ىك تمؾ الصمة التي‬

‫اامت بينو كبيف ابف المؤيد ‪ ،‬كاعتبرىا الك اة‪ ،‬عمى سبيل التحريض ‪ ،‬نكعاً‬

‫مف تكّلي العمل لو ‪ .‬كال ريب أف تيمة كيذه ستكفي لتذكير السمطة بدكر‬

‫المؤيد في فتح أبكا ب" خراساف " لتيمكر ( ‪ )36‬عدكىا المدكد ‪ .‬خاصة‬ ‫ابف‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ظل‬ ‫كأنو منذ السنة ‪783‬ق‪ 1381 /‬ـ‪ ،‬كاف ابف‬ ‫ّ‬ ‫المؤيد اد أصبح ّ‬ ‫مجرد ّ‬ ‫تصكر‬ ‫لتيمكر في " خراساف " ‪ ،‬بحيث أنو سيككف مف السيل تداعي ّ‬

‫ننس أف تيمك اًر كاف‬ ‫السمطة لتمؾ الصمة حتى تصل إلى تيمكر نفسو ‪ .‬كال َ‬ ‫تـ تحت‬ ‫يتظاىر بالميل إلى ال يعة ‪ ،‬حتى ّ‬ ‫أف ْفت َح " دم ق" فيما بعػد ‪ ،‬اد ّ‬ ‫عار االنتقاـ لئلماـ الحسيف (ع) مف نسل يزيد‪ ،‬يعني أىل"دم ق " (‪.)37‬‬

‫ظـ الحسبانات كيكتبيا "‪ ،‬كىك‬ ‫ عمى أف االستعماؿ الثاني لمكممة ‪ " :‬الذؼ ين ّ‬‫ال ائع في ذلؾ العصر ‪ ،‬في مقابل اآلخر الميجكر ‪ ،‬ىك ليذا السبب‪،‬‬


‫أدعى لبلىتماـ ‪ .‬كما أنو يبدك مفيكماً ‪ .‬لقد عرفنا ابل اميل ‪ ،‬أف ال ييد‬ ‫حكـ بدفع األخماس إلى الفقيو الجامع ل رائط الفتكػ " نائب اإلماـ " ‪ ،‬أك‬ ‫َ‬

‫ككبلء لو ‪ .‬كمف المفيكـ أف ىؤالء‬ ‫كسنعرؼ ّأنو كاف اد ن ر‬ ‫إلى ككيمو ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ليسددكىا إليو‪ .‬كال ّبد أف‬ ‫الككبلء كانكا يجبكف األخماس ‪ ،‬بحكـ ككالتيـ ‪ّ ،‬‬ ‫عمبلً كيذا اد استمزـ تنظيماً حسابياً مركزياً لمجباية ‪ ،‬تحت إ راؼ ال ييد‬ ‫نفسو ‪ .‬كعمى ىذا فالمقصكد بكممة " عامل " ‪ ،‬اإل ارة إلى نظاـ جباية ‪،‬‬

‫في مقابل نظاـ الدكلة ‪ .‬كىذه تيمة تاريخية ضد ال يعة الذيف كانكا يؤثركف‬ ‫حق هللا في أمكاليـ إلى أئمتيـ ‪.‬‬ ‫دائماً دفع ّ‬ ‫منا كافة اصيرة ‪ ،‬باعتبارىا عنص اًر أساسياً‬ ‫إف مسألة ىؤالء الككبلء ‪ ،‬تستحق ّ‬

‫تـ بيا‬ ‫في م ركع ال ييد ‪ .‬لقد ذكرنا ّ‬ ‫أف كل يء اػد بدأ في " جزيف " ‪ْ ،‬‬ ‫كعبر ما ّ‬ ‫أف األفكار الجديدة اد‬ ‫عمى يد ال ييد ‪ ،‬مف حركة عممية ‪ ،‬نمت بسرعة مدى ة‪ .‬ك ّ‬ ‫تكّلى ن رىا الفقياء الجدد مف تبلميذ ال ييد‪ ،‬باإلضافة إلى جباية األمكاؿ ‪ .‬إف‬

‫مرة في المصادر ال يعية ب كل‬ ‫اإل ارة إلى "أعكانو" أؼ أعكاف ال ييد ‪ُ ،‬‬ ‫ترد غير ّ‬ ‫خاص ‪ .‬كلكف مصدريف مف غيرىا يتحدثاف عف " رفيق " لو تسميو " عرفة " (؟) "‬ ‫ضربت عنقو في "طرابمس" في الفترة التي كاف ال ييد فييا في‬ ‫كاف عمى معتقده" ُ‬ ‫الحبس ‪ ،‬في امعة "دم ق" ( ‪ .)38‬كالظاىر أف "عرفة " ىذا مف أىل "طرابمس "‬

‫الحاضرة العريقة بالت ّػيع ‪ ،‬التي أصاب ال ػيعة فييا ما أصابيػـ في "بيركت" ك‬ ‫أف ن او ال ييد امتد إلى ىناؾ ‪ ،‬فكل‬ ‫ىامة جداً ‪ ،‬تدّلنا ضمناً ّ‬ ‫"صيدا" ‪ .‬كىذه إ ارة ّ‬ ‫يء يدؿ عمى أف "عرفة " ىذا مف أعكاف "ال ييد" ‪ .‬كالظاىر أف السمطة حيف‬

‫حرصت عمى ضرب عنقو في منطقة ن اطو ‪ ،‬كانت تقكؿ ضمناً لكل الذيف يعتبركف‬

‫الحد ‪ .‬كاد‬ ‫أنفسيـ مكضكعاً مبا اًر لمحركة التي يمّثميا ‪ ،‬إف الحمـ اد انتيى عند ىذا ّ‬ ‫آف ليـ أف يستيقظكا كيستسممكا لمكااع ‪.‬‬

‫أتـ‬ ‫ميما يكف فإف ال ييد أخذ يقترب مف أىدافو بسرعة ‪ .‬كىا ىك حتى اآلف اد ّ‬ ‫مستقل لمسمطة ‪ ،‬باإلضافة إلى إدارة مالية مستقمة ىي األخرػ ‪ .‬كا ّف‬ ‫تنظير مفيكـ‬ ‫ّ‬

‫يفكر بالكاكؼ عند أدنى مف اإلتماـ ‪ .‬إذف ‪،‬‬ ‫غ يسير باألمكر إلى ىذا المدػ لف ّ‬ ‫امر ً‬ ‫يفكر بإن اء اكة مسّمحة ‪ .‬حكؿ ىذه النقطة تُسعفنا‬ ‫فسيككف مف العجيب أف ال ّ‬ ‫تضف المصادر التقميدية ‪.‬‬ ‫المأثكرات ال عبية ‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫ىذه المأثكرات تتصل ببقعة مف األرض ‪ ،‬تُعرؼ حتى اليكـ باسـ "ابكر‬

‫ال يداء" ‪ ،‬تقع عمى يميف الطريق العاـ الذؼ يصل مدينة " النبطية " بقرية " النبطية‬

‫الفكاا " ‪ .‬كالناس ىناؾ يتداكلكف أنيا مقبرة يداء معركة جرت ىناؾ ‪ ،‬بيف أنصار‬


‫يحددكا مف كانكا ىؤالء األعداء بالذات ‪ .‬كفي أعمى بقعة‬ ‫ال ييد كأعداء ليـ ‪ ،‬دكف أف ّ‬ ‫ابة كبيرة ‪.‬‬ ‫مف المكاف ‪ ،‬حيث تبدأ بيكت " النبطية الفكاا " ينتصب بناء جميل ‪ ،‬تعمكه ّ‬ ‫مسكرة في الماضي كلكف السكر‬ ‫كالبناء كمو ضمف باحة صليرة ‪ ،‬يظير أنيا كانت ّ‬ ‫سقط ‪ ،‬كالبناء بمجممو آيل لمخراب ‪ .‬ىذا البناء ُيعرؼ بيف الناس ىناؾ ب ػ ػ "مقاـ دمحم‬

‫حاكلت في السنة ‪ 1974‬أف أاكـ بأبحاث ميدانية في المقبرة كالمقاـ‬ ‫ال ييد " ‪ .‬كلقد‬ ‫ُ‬ ‫المجاكر ‪ ،‬بمساعدة عدد مف أىل المنطقة‪ ،‬أمبلً في العثكر عمى ما يفيد الباحث ‪.‬‬ ‫فحفرنا في أرض المقاـ كامبنا صخك اًر مما كاف جزءاً مف البناء أك سكره ‪ ،‬عسى أف‬ ‫نعثر عمى كتابات مما يككف مراكماً عمى م اىد كيذه‪ ،‬كلكنني لـ أظفر بطائل ‪.‬‬

‫عمرؼ القرية أخبرنا إنو كانت تقكـ فكؽ المدخل الخارجي صخرة ‪،‬‬ ‫باستثناء أف أحد ُم ّ‬ ‫‪1180‬ق‪1776 /‬ـ ‪،‬‬ ‫ُراـ عمييا ما يفيد ‪ ،‬أف ىذا البناء اد أُعيد ترميمو في السنة‬ ‫رمـ أيضاً المقاـ المعركؼ باسـ " عمي الطاىر" ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بتبرع مف الحاج عمي ىبلؿ الذؼ ّ‬ ‫الذؼ يقكـ ىناؾ غير بعيد ‪ .‬كما الحظت أف ىذه المقبرة كاسعة جداً بحيث تتسع‬ ‫لقبكر يبمغ تعدادىا األلفيف أك الثبلثة آالؼ ‪.‬‬ ‫كما الحظت بتأثُّػػر أنو عمى الرغـ مف أف المقبرة الدارسة تقع عمى ارع‬

‫أحد االعػتداء عمى أرضيا ‪.‬‬ ‫رئيسي‪ ،‬كفي مكاع امتداد طبيعي لمبناء‪ ،‬فإنو لـ يحاكؿ ٌ‬ ‫مما يدؿ عمى أف ليا في نفكس الناس حرمة أكيدة ‪ ،‬ىي كال ريب ثمرة تر ٍ‬ ‫اث راسخ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إذا أخذنا بيذه المأثكرات ‪ ،‬كبما أُضيق إلييا مف مبلحظة ‪ ،‬نخرج بنتيجة‬ ‫تضمف فعبلً اكة مسّمحة بمعنى أك بآخر ‪ .‬بل إف‬ ‫كاضحة ىي أف م ركع ال ييد اد‬ ‫ّ‬ ‫تقدـ في معركة كاحدة ‪،‬‬ ‫ىذه القكة لـ تكف بالصليرة المتكاضعة ‪ ،‬ما دامت تستطيع أف ّ‬ ‫عدداً مف ال يداء ‪ ،‬كالذؼ تدؿ عميو سعة المقبرة ‪.‬‬

‫ىذا االستنتاج يطرح سؤاالً خطي اًر ىك ‪ :‬لماذا لـ تُ ر المصادر المحمية إلى‬ ‫حدث ىاـ كمعركة بيذا الحجـ؟‬

‫إف اإلجابة عمى ىذا التساؤؿ ‪ ،‬تكمف في مبلحظة المصادر التي جرػ التعامل‬

‫معيا في ىذه الدراسة ‪ .‬إذ ذاؾ سنبلحع بسيكلة أف المصادر المحّمية معدكم ٌة تماماً‪،‬‬ ‫كالمصادر المستعممة ىنا ‪ ،‬إما أنيا تنقل عف أخرػ مفقكدة ‪ ،‬كاما أنيا مصادر غير‬

‫سجمت أحداثاً كمعمكمات غير محّمية ىي أيضاً ‪ ،‬كلكنيا تتصل بمكضكع‬ ‫محّمية ‪ّ ،‬‬ ‫البحث بسبب ‪ .‬ىذا مع استثناء كاحد مف مجمل ىذه المبلحظة ‪ ،‬ىك المادة العممية ‪،‬‬

‫المتمّثمة في اإلجازات ‪ ،‬مف حيث داللتيا عمى مصادر ثقافة ال ييد ‪ ،‬كبعض التكاريخ‬ ‫ال خصية ‪ ،‬كاألُخرػ التي في كتابو " الممعة الدم قية " ‪ ،‬مف حيث أنو المصدر‬ ‫األساس آلرائو الفقيية السياسية ‪ .‬كطبعاً ال نتكاع أف نجد في ىذه المادة العممية أية‬


‫عناية بأحداث ككاائع ‪ ،‬خارج اإلطار العممي البحت ‪ .‬كلكف ال ّذاكرة ال ّ ػعبية حفظت‬

‫لنا ما أثبتناه أعبله ‪ .‬أف ىذه الذاكرة دائماً ‪ ،‬إذ ال يمفت نظرىا إال األحداث البارزة‬

‫العنيفة ب كل خاص ‪.‬‬

‫عمى أف بعض المصادر ال تخمك مف اإل ارة إلى أحداث عنيفة ‪ ،‬بيف أعكاف‬

‫ٍ‬ ‫الجنات "‬ ‫ال ييد‬ ‫كخائف كاف يكماً مف أنصاره( ‪ .)39‬كاد الحع مؤّلق " ركضات ّ‬ ‫أف مف بيف أعماؿ ال ييد ما " يدؿ عمى نفاذ أحكامو الصادرة في تمؾ‬ ‫بنظره الثااب‪ّ ،‬‬

‫المممكة " (‪.)40‬‬

‫***‬

‫تتعزز دفعة‬ ‫معظـ النتائج التي كصمنا إلييا بالجمع بيف النصكص كتحميميا ‪ّ ،‬‬ ‫الدينية ‪ ،‬صدر‬ ‫كاحدة بنص أثبتو القمق ندؼ ‪ ،‬كنمكذج لِما ُيكتب في األكامر كالنكاىي‬ ‫ّ‬ ‫عف كالي " دم ق " بتاريخ ‪ 25‬جمادؼ اآلخرة سنة ‪764‬ق‪ 20 /‬نيساف ‪1363‬ـ ‪.‬‬

‫كىك " تكايع كريـ بمنع أىل صيدا كبيركت كأعماليما مف اعتقاد الرافضة كال يعة‬

‫كردعيـ "(‪ .)41‬كالقمق ندؼ أثبت ىذا النص كنمكذج ‪ ،‬أؼ أف مضمكنو ال يعني يئاً‬

‫بالنسبة إليو ‪ .‬كلكف اختياره ىذا النمكذج بالذات ‪ُ ،‬يعتبر بالنسبة إلينا ‪ ،‬خصكصاً في‬ ‫ىذا البحث ضربة حع مكفقة ‪.‬‬ ‫فيذا النص يأخذ لدينا اليكـ أىمية ال تُضاىى بالقياس إلى كل النصكص التي‬ ‫عالجناىا حتى اآلف ‪ .‬لذلؾ فإنو يستحق تحميبلً امبلً ‪.‬‬ ‫يمكف اسمة نص التكايع الطكيل ‪ ،‬الذؼ يأخذ ثماني صفحات كبيرة ‪ ،‬إلى‬

‫ثبلثة عناصر أساسية ‪:‬‬

‫ المقدمة التقميدية ‪ :‬كىي غير ذات أىمية خاصة‪ ،‬إذ أنيا مجرد استعراض‬‫ابتداء مف البعثة النبكية ‪ ،‬إلى أف‬ ‫خطابي مسيب لمسيرة اإلسبلـ كدعكتو ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثير في ٍ‬ ‫كثير مف الحاالت " ‪،‬‬ ‫" ظيرت البدع في المقاالت ‪،‬‬ ‫كضل ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫متكصبلً مف ذلؾ إلى عرض كجية نظره في " طائفة الرافضة كال يعة "‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كالبااي مف ىذا القبيل فبل حاجة لئلضافة فيو ‪.‬‬

‫كصق ال يخمك مف الدّاة ‪ ،‬لمعالـ تحرؾ يعي جديد ‪،‬‬ ‫ العنصر الثاني ‪:‬‬‫ٌ‬ ‫ميدانو " بيركت كضكاحييا كصيدا كنكاحييا " كىك أىـ عناصر التكايع‬ ‫بالنسبة ليذه الدراسة ‪ ،‬لذلؾ نثبتو فيما يمي ‪:‬‬

‫" وقد بمغنا أن هماعة من أىل بيروت وضواحييا ‪ ،‬وصيدا ونواحييا وأعماليا‬ ‫المضافة إلييا ‪ ،‬وهياتيا المحسوبة عمييا ‪ ،‬ومزارع كل من الهيتين وضياعيا ‪،‬‬


‫وقرروه ‪،‬‬ ‫وأصقاعيا وبقاعيا ‪ ،‬قد انتحموا ىذا المذىب الباطل وأظيروه ‪ ،‬وعمموا بو ّ‬ ‫العامة ونشروه ‪ ،‬واتخذوه ديناً يعتقدونو ‪ ،‬وشرعاً يعتمدونو ‪ ،‬وسمكوا‬ ‫وب ّثوه في ّ‬

‫وفصموه ‪،‬‬ ‫أصموا فروعو‪ّ ،‬‬ ‫وتدينوا بو ّ‬ ‫وحصموه ّ‬ ‫وشرعوه ‪ّ ،‬‬ ‫منياهو ‪ ،‬وخاضوا لهاهو ‪ ،‬و ّ‬ ‫وتمموا‬ ‫ووصموه ‪ ،‬وع ّ‬ ‫ظموا أحكامو ‪ ،‬وقدموا ّ‬ ‫وبّمغوه إلى نفوس أتباعيم ّ‬ ‫حكامو ‪ّ ،‬‬

‫تبهيمو واعظامو ‪ .‬فيم بباطمو عاممون ‪ ،‬وبمقتضاه يتعاممون ‪ ،‬وألعالم عممو‬

‫السداد قائمون ‪ .‬وبحرم حرامو عائذون ‪ ،‬وبحمى‬ ‫حاممون ‪ .‬ولمفساد قابمون ‪ ،‬وبغير ّ‬ ‫حمايتو الئذون‪ ،‬وبكعبة ضاللو طائفون (‪ ). . . . .‬ويستحّمون دم أىل السّنة من‬ ‫المسممين ‪ .‬ويستبيحون نكاح المتعة ويرتكبونو‪. " . . . . . . .‬‬

‫مكجو إلى أكلئؾ ‪ .‬كمف الكاضح أنو غاية‬ ‫ العنصر الثالث ‪ :‬كىك إنذار ّ‬‫السمطة في النياية ‪:‬‬

‫" واردنا أن نهيز طائفة من عسكر اإلسالم ‪ ،‬وفرقة من هند اإلمام ‪ ،‬تستأصل شأفة‬ ‫ىذه العصبة الممحدة (‪ ) . . . .‬ثم رأينا أن نقدم اإلنذار ‪ ،‬ونسبق إلييم باإلعذار‪.‬‬

‫خاصتيم‬ ‫فكتبنا ىذا الكتاب ‪ّ ،‬‬ ‫ووهينا ىذا الخطاب ‪ُ ،‬ليق أر عمى كا ّفتيم ‪ ،‬ويبّمغ إلى ّ‬ ‫وعامتيم ‪ُ ،‬يعمميم أن ىذه األمور التي فعموىا ‪ ،‬والمذاىب التي انتحموىا ‪ُ ،‬تبيح‬ ‫دماءىم وأمواليم ‪. " . . . .‬‬

‫كلكف ابل الدخكؿ في تحميل نص التكايع ‪ ،‬لنا كافة عند تاريخ صدكره ‪.‬‬ ‫فاستناداً إلى المصدر الذؼ أخذنا النص عنو ‪ ،‬فإف التكايع صدر في السنة ‪764‬ق‪/‬‬

‫ككت في صحة ىذا التاريخ ألكؿ كىمة ‪ ،‬لفقداف التناسب‬ ‫‪1363‬ـ ‪ ،‬كلست أكتـ أنني‬ ‫ُ‬ ‫لدؼ أؼ فرصة‬ ‫بينو كبيف السياؽ التاريخي الذؼ يصفو أك ي ير إليو ‪ .‬كما كاف ّ‬ ‫لمتحّقق مف األمر ‪ ،‬ألنو نص كحيد في مطبكعة كاحدة ‪ ،‬ليست محّققة تحقيقاً عممياً ‪.‬‬ ‫إف كالده األمير يحيى‬ ‫كلكف ابف يحيى ‪ ،‬صاحب " تاريخ بيركت " اسعفني حيث يقكؿ ّ‬

‫ردية " ( ‪ )42‬مف كالي ال اـ‬ ‫بف زيف الديف صالح ‪ ،‬أمير اللرب ‪ ،‬جرت عميو " حركة ّ‬ ‫بالسّنة" ‪،‬‬ ‫َب ْي َد ُمر الخكارزمي ‪ ،‬كذلؾ " ّ‬ ‫لما تحركت ال يعة في بيركت كأظيركا القياـ ُ‬ ‫كىي المناسبة التي أصدر فييا الكالي نفسو التكايع ‪ .‬كبيدمر ىذا لـ ِ‬ ‫يل ال اـ إال في‬

‫السنة ‪780‬ق‪1378 /‬ـ (‪ .)43‬كاألمير يحيى صدر من كر إاطاعو ‪ ،‬أؼ صار أمي اًر‬

‫مسؤكالً تجاه السمطة المركزية في " دم ق " في السنة ‪774‬ق‪1372 /‬ـ (‪ .)44‬كمف‬ ‫كل ىذه القرائف صار مف المؤكد أف التاريخ المذككر أؼ تاريخ صدكر التكايع ‪ ،‬اد‬

‫نرجح أف يككف ىذا التكايع اد صدر في السنة‬ ‫نالو تصحيق ‪ ،‬كعميو فإننا ّ‬ ‫‪1382‬ـ‪.‬‬

‫‪784‬ق‪/‬‬

‫البيف الذؼ ال مراء فيو مف مجمل النص ‪ ،‬أف ىناؾ أم اًر جديداً يحدث ‪،‬‬ ‫مف ّ‬ ‫كالسمطة تعمل بيذا التكايع ‪ ،‬كىك عمل إعبلمي عمى كل حاؿ ‪ ،‬عمى تثبيط القائميف‬


‫بو كا عارىـ بانيـ تحت عينييا كمراابتيا ‪ ،‬فبل يكىمكا أنفسيـ بأنيـ أحرار يفعمكف ما‬

‫ي اؤف ‪ .‬كال ؾ أف السمطة المممككية كانت تستطيع أف تتّكل عمى يرتيا ‪ ،‬التي‬ ‫كسبتيا عف جدارة كاستحقاؽ ‪ ،‬في القضاء بالعنق الذؼ ال يعرؼ حدكداً ‪ ،‬عمى كل‬

‫طبقة الحاكمة ‪.‬‬ ‫تسكؿ لو نفسو تيديد النظاـ القائـ كامتيازات ال ّ‬ ‫مف ّ‬ ‫إف ما أطمقنا عميو ‪ ،‬عمى سبيل التحميل ‪ ،‬العنصر الثاني ‪ ،‬في نص التكايع ‪،‬‬

‫عدة أمكر ‪:‬‬ ‫كاضح الداللة عمى ّ‬ ‫ األكؿ ‪ :‬جلرافية انت ار الحركة ‪ .‬حيث يذكر " بيركت كضكاحييا ‪ ،‬كصيدا‬‫كنكاحييا ‪ ،‬كجياتيا المحسكبة عمييا ‪ ،‬كمزارع كل مف الجيتيف كضياعيا ‪،‬‬

‫كأصقاعيا كبقاعيا" ‪.‬‬

‫كعمى الرغـ مف أف الملة الديكانية التي ُكتب بيا التكايع ‪ ،‬محككمة لمقتضيات‬ ‫الداة ‪ .‬كذلؾ يبدك‬ ‫ببلغية لفظية ‪ ،‬يطلى فيو المفع عمى المعنى ‪ ،‬فإنيا ال تخمك مف ّ‬

‫مف خبلؿ المقارنة بيف كممتي " ضكاحييا " المعطكفة عمى " بيركت " ‪ ،‬ك"نكاحييا" ‪،‬‬ ‫ميز بيف‬ ‫المعطكفة عمى " صيدا " ‪ .‬كمنيا يظير بكضكح ّ‬ ‫أف الكاتب يريد بجبلء أف ُي ّ‬ ‫مدػ الحركة في كل مف الجيتيف ‪ .‬فيي في األكلى محصكرة في المدينة كضكاحييا ‪،‬‬ ‫أما في الثانية فتمتد إلى النكاحي ‪.‬‬

‫كالقارغ المستكعب لمعطيات المصادر األخرػ ‪ ،‬في ما يتعّمق بالتكزيع المذىبي‬

‫يفاجئو النص بأف "بيركت" كضكاحييا كانت في ذلؾ الزماف ‪،‬‬ ‫لمسكاف عمى الساحل ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سياسية أك‬ ‫عتد بيا ‪ ،‬بحيث أنيا يمكف أف تقكـ بحركة‬ ‫معمكرة بكتمة سكانية يعية ُم ّ‬ ‫ّ‬

‫تسكت عنو المصادر‬ ‫أمر‬ ‫ُ‬ ‫ذات مضمكف سياسي ‪ ،‬تزعج السمطة في " دم ق " كذلؾ ٌ‬ ‫ىجرىـ صبلح‬ ‫األخرػ ‪ .‬الميـ إال إذا افترضنا أف سكاف " صكر " ك " صيدا " المذيف ّ‬ ‫الديف إلى " بيركت " بعد أف ىدـ مدينتييما ‪ ،‬كإجرٍاء عسكرؼ احترازؼ ‪ ،‬اد استقركا ‪،‬‬ ‫أك اسـ منيـ في مسكنيـ الجديد حتى بعد أف عادت الحياة إلى مرابعيـ األصمية ‪.‬‬

‫المضافة إلييا ‪،‬‬ ‫كمف الكاضح أيضاً ‪ّ ،‬‬ ‫أف " صيدا " كنكاحييا ‪ ،‬كأعماليا ُ‬ ‫عامة المصادر‬ ‫كجياتيا المحسكبة عمييا تعني " جبل عامل " فمف المألكؼ في ّ‬

‫اإل ارة إلى ىذا الجبل بالقكؿ أنو مف أعماؿ " صيدا " ‪.‬‬

‫كما ُيفيـ مف مجمل التحديد المكاني ‪ ،‬أنو يعني الساحل ‪ ،‬مف " بيركت " إلى‬ ‫آخر ما يمكف أف تعنيو عػبارة نكاحي " صيدا " صعكداً في " جبل عامل " حتى حدكده‬

‫اج ٌػد‬ ‫الطبيعية رااً ‪ .‬أؼ أف الحركة اد غ ّ‬ ‫طت منطقة كاسعة ‪ ،‬ك ممت كل بقعة فييا تك ُ‬ ‫يعي كثيق‪ .‬كذلؾ أكفى كصق لؤلثر الذؼ تركو ال ييد بقيادتو كفكره ‪.‬‬


‫التحكؿ الجديد الذؼ ط أر عمى الجماعة ال يعية ‪ ،‬بحيث أصبحت‬ ‫ الثاني ‪:‬‬‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عميق بالذات الثقافية ‪ ،‬بعد أف كانت‬ ‫بإحساس‬ ‫جماعة متحّفزة ‪ ،‬تتحّمى‬ ‫خامدة ‪ ،‬ال تتطّم ُع إلى أبعد مف االستمرار بالعيش ‪.‬‬ ‫حتى األمس القريب‬ ‫ً‬

‫سجميا التكايع بأمانة ‪ ،‬عبر تسجيمو الكضع اإلنقبلبي ‪ ،‬ككأنو‬ ‫ىذه المبلحظة ّ‬ ‫عما كاف كامناً فصار فاعبلً ‪" :‬انتحموا ىذا المذىب الباطل‬ ‫ٌ‬ ‫تأسيس جديد ‪ ،‬كليس تأصيبلً ّ‬

‫وقرروه ( ‪ ) . . . . .‬واتخذوه ديناً يعتقدونو ‪ ،‬وشرعاً يعتمدونو ‪ ،‬وسمكوا‬ ‫وأظيروه‪ ،‬وعمموا بو ّ‬ ‫منياهو ‪ ،‬وخاضوا لهاهو ‪ . . . .‬إلخ " ‪.‬‬

‫ الثالث ‪ :‬تسجيل بركز ايادييف يعة ُجػ ُػدد ‪ ،‬عممكا عمى تركيب الذات‬‫الثقافية ال يعية محمياً ‪ ،‬كفق الخصكصية ال يعية في المعتقد كالت ريع ‪.‬‬

‫كذلؾ ما ع ّػبر عنو التكايع بقكلو " بثّكه في العامة كن ركه" ‪ " ،‬كبّملكه إلى‬ ‫كادمكا حكامو " ‪ .‬كال تفسير لذلؾ إال أنو ي ير‬ ‫ككصمكه " ‪ّ " ،‬‬ ‫نفكس أتباعيـ ّ‬

‫إلى دكر مدرسة " جزيف " ‪ ،‬كالفقياء مف تبلميذ ال ييد ‪ ،‬كالمكاع الجديد‬ ‫الذؼ كسبو الفقيو ال يعي ‪ ،‬كفػق آراء ال ييد‪ ،‬مما عالجناه مف ابل ‪.‬‬

‫بث في العامة كن ػر ‪ ،‬كأنو كاف ىناؾ‬ ‫إف النص صريح في أنو كاف ىناؾ مف ّ‬ ‫قدمكف ‪ ،‬فمف كاف ىؤالء؟ ىذا التساؤؿ يعكد بنا إلى ما‬ ‫أتباعٌ كاادة ‪ ،‬ككذلؾ‬ ‫حكاـ ُم ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ػجمناه ابل اميل ‪ ،‬عندما امنا إف كثي اًر مف أسماء تبلميذ ال ييد ‪ ،‬ممف عممكا تحت‬ ‫سّ‬

‫الحر العاممي مؤّلق‬ ‫لكائو ‪ ،‬اد ضاعت أثناء الفترة التالية ‪ ،‬الممتػػدة بيف زمانو كزماف ّ‬ ‫" أمل اآلمل " ‪.‬‬

‫صدؼ العممي‬ ‫ الرابع ‪ :‬تسجيل استعداد أنصار كأتباع الحركة الجديدة لمتّ ّ‬‫السنة‬ ‫لمسمطة ‪ ،‬بل كربما ممارسة ىذا التصدؼ فعبلً ‪ " ،‬كيستحّمكف دـ أىل ّ‬

‫تذكرنا بأخرػ مماثمة لدػ " ابف يحيى " ‪،‬‬ ‫مف المسمميف " ‪ .‬كىي عبارة ّ‬ ‫سبقت اإل ارة إلييا ابل اميل ‪ .‬حيث تمجأ السمطة إلى صيلة تمكيو مألكفة‪،‬‬

‫عرؼ الفعل‬ ‫ّ‬ ‫تتمخص في التماىي مع العقيدة الرسمية كأتباعيا ‪ ،‬بحيث تُ ّ‬ ‫حل‬ ‫النضالي المطمبي مف أؼ صفة إيجابية بالنسبة لمقائميف بو كغيرىـ ‪ ،‬كتُ ّ‬ ‫رمك اًز دينية ‪ ،‬أك ما لو ايمة الرمكز‪ ،‬في مكاع السمطة المستيدفة ‪ ،‬بحيث‬ ‫تبدك في حالة تماىي كاممة مع العقيدة كمعتنقييا ‪.‬‬

‫يعبر عنو النص بأنو استحبلؿ دـ ‪ ،‬ي ير ضمناً إلى كاائع فييا اتل‬ ‫إف ما ّ‬ ‫تعزز األدلة التي استخدمناىا حيث عالجنا مسألة كجكد اكة‬ ‫كاتاؿ ‪ .‬كىي إ ارة ّ‬

‫مسّمحة‪.‬‬


‫تصل‬ ‫كاف حتماً أف تصل حركة ال ييد إلى النياية المأساكية ‪ ،‬التي ال ّبد أف‬ ‫َ‬ ‫إلييا حركة اتسمت بيذا القدر مف الفركسية ‪ .‬بالمنظار التاريخي لـ يكف لديو أدنى‬

‫فرصة لمنجاح ‪ .‬لقد حكـ المماليؾ المنطقة بالسمطاف العسكرؼ المبا ر ‪ ،‬الذؼ أحسنكه‬

‫أؼ يء سكاه ‪ ،‬كبالتسكيات السياسية العنيفة الدمكية ‪ُ .‬مستنديف إلى‬ ‫أكثر مما أحسنكا َّ‬ ‫ااعدة ثقافية تميزت بتجميد الفاعمية اإلسبلمية في كمييا السياسي كالفقاىتي ‪ .‬كأعني‬ ‫بال كل السياسي ‪ :‬الخبلفة ‪ ،‬أك ما كاف اد بقي منيا ‪ ،‬التي نعرؼ كيق استخدمكىا‬

‫لمجرد إضفاء ال رعية عمى حكميـ ‪ .‬كأعني بال كل الفقاىتي ‪ :‬إعبلنيـ مف جانبيـ‬ ‫سد باب االجتياد في الفقو رسمياً ‪ ،‬أؼ ما يعني عممياً إنياء حرية الفقو‬ ‫كحدىـ ‪ّ ،‬‬ ‫كالفقيو ‪ ،‬ككضع حدكد نيائية لقدرتو عمى الم اركة في اضايا الناس السياسية‬

‫كاالجتماعية ‪ .‬كىا إف ال ييد جاء ليضرب بكل ذلؾ ‪ ،‬كاف في نطاؽ جلرافي محدكد‬ ‫عي ٍة مف خارج منطقة الخبلفة ‪ ،‬كبمفيكـ لمسمطة‬ ‫في " جبل عامل " ‪ .‬لقد جاء ب ر ّ‬ ‫المعني بذلؾ كمو " كالية الفقيو "‪،‬‬ ‫يختمق تماماً عف كل ما عميو الناس‪ .‬ككاضح أف‬ ‫َّ‬

‫نسميو اليكـ " ثكرة جذرّية " بكل ما‬ ‫الذؼ عزلتو السمطة كحجرت عميو ‪ .‬أؼ إنو ااـ بما ّ‬ ‫تعنيو الكممة ‪.‬‬ ‫أما بالمنظار االجتماعي أك الثقافي ‪ ،‬فقد خطا ال ييد الخطكة التي ال عكدة‬ ‫ّ‬ ‫كحركيا إلى‬ ‫السمطة ‪ّ ،‬‬ ‫عنيا ‪ .‬منح البنية الثقافية ال يعية في كطنو مفيكماً لم رعية ك ُ‬

‫أؼ كاف أف‬ ‫كزكدىا برؤية ‪ ،‬ككضع أماميا ىدفاً ‪ .‬كلـ يعد في طكؽ ٍّ‬ ‫مكاع سياسي ‪ّ ،‬‬ ‫تطكر البحث ‪ ،‬كيق حممت‬ ‫ينتزع منيا ىذا المكسب التاريخي‪ .‬كسنرػ كنحف نتابع ّ‬ ‫األجياؿ ىذه الفكرة كأمانة ‪ ،‬عبر األزماف كاألمكنة ‪ ،‬حتى كصمت بيا إلى "إيراف"‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بعد ال ييد بما يقرب مف ارف كنصق ‪ .‬ثـ كاف مف حظنا ىذه األياـ ‪ ،‬أف نرػ أكؿ‬ ‫تحكـ فعبلً كمبا رًة تحت لكاء " كالية الفقيو " ‪.‬‬ ‫رع ّػي ٍة‬ ‫ُ‬ ‫كلكف كيق كلماذا انيارت حركة ال ييد ؟‬ ‫في رأينا إف الجكاب يكمف في كضعو الداخمي ‪ .‬فقد كانت جباؿ ال اـ‬

‫السمطة ‪.‬‬ ‫الحصينة‪ ،‬منذ أمد بعيد ‪ ،‬مكئبلً لمف ال بد لو أف يككف بعيداً عف متناكؿ ّ‬ ‫ككانت حصانة الجباؿ كحدىا تعطييـ أف يككنكا أح ار اًر ‪ ،‬في مقابل اكة السمطة‬ ‫طاغي ‪ .‬كما مف ٍؾ في أف ال ييد كاف يضع في حس ِ‬ ‫ػبانو ىذه الحقيقة ‪،‬‬ ‫كنمطيا ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫رغـ تجربة " كسركاف " المريرة التي كانت ما تزاؿ ماثم ًة في األذىاف كال ؾ ‪ .‬عمى‬ ‫أف اجتياح كسركاف كّمق ما ينكؼ عمى الثماني سنكات‬ ‫أننا ينبلي أف ال ننسى أيضاً ّ‬

‫عمى األال مف األعداد كالحمبلت الفا مة ‪ ،‬كالخسائر الباىظة في األركاح ‪ .‬كربما ما‬


‫تيمية‬ ‫كاف لمحممة األخيرة أف تحّقق أغراضيا ‪ ،‬لكال الح د ال امل الذؼ عمل لو إبف ّ‬

‫محرضاً ثـ مترّئساً ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تفسر لنا تقاعس السمطة عف تنفيذ تيديدىا بالحسـ العسكرؼ ‪،‬‬ ‫ىذه المبلحظة ّ‬ ‫يفسر لنا الحرية التي‬ ‫الذؼ ختمت بو التكايع الذؼ عالجناه في القسـ السابق ‪ .‬كما ّ‬ ‫تمتّع بيا ال ييد في " جبل عامل " ‪.‬‬ ‫في سياؽ الحديث عف كضعو الداخمي ‪ ،‬ال بد مف اإل ارة إلى ٍ‬ ‫أمر أساسي ‪،‬‬

‫يتصل بنيج ال ييد ‪ .‬لقد رأينا كيق نجح في بعث نيضة عممية سريعة ‪ ،‬انطبلااً مف‬

‫العممية الضئيمة التي كانت في " جزيف " ‪ .‬كالظاىر أف نجاحو في الصعيد‬ ‫الحركة‬ ‫ّ‬ ‫كلكف‬ ‫العممي ‪ ،‬اد أغراه بالسعي إلى نجاح مماثل عمى الصعيد الثقافي الجماىيرؼ ‪ّ .‬‬ ‫كتجاىبلً لقدرة الجماىير عمى تمثُّل التلييرات‬ ‫ذلؾ كاف تحميبلً لؤلمكر فكؽ ما تُطيق ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إف " كالية الفقيو " اد احتاجت إلى ارنيف مف الزماف لكي‬ ‫الثقافية التي حممتيا أفكاره ‪ّ .‬‬ ‫تجتاز الطريق الصعب ‪ ،‬بيف ككنيا فكرة عممية ‪ ،‬تجرؼ البرىنة عمييا كفقاً لمناىج‬ ‫م ٍ‬ ‫ظػ ِـ الفكرة نفسيا في الثقافة السائدة لمجميكر ‪.‬‬ ‫عترؼ بيا بيف أىميا ‪ ،‬كبيف َن ْ‬ ‫ُ‬ ‫عممياً لقد أراد ال ييد أف يجني ثما اًر لـ تنضج بع ػ ػػد ‪.‬‬

‫أف ىذه المفاراة ‪ ،‬اد اتخذت كميا العممي عمى يد عدد مف الزعماء‬ ‫في رأينا ّ‬ ‫كعبركا بذلؾ عف ّتيار عبي ُمعارض ‪ .‬نذكر‬ ‫المحّمييف ‪ ،‬الذيف أعمنكا معارضتيـ لو ‪ّ ،‬‬

‫منيـ " دمحم اليالك ي " الذؼ ُينسب إلى ارية " برج بالكش " كالذؼ ُيقاؿ فيو " إنو كاف‬ ‫ُم عكذاً ‪ ،‬ك ّادعى النبكة ( ‪ ) . . . .‬ككاف مف تبلميذه " ‪ ،‬كاد ُاػتػل ىذا الرجل فيما بعد‬ ‫‪ ،‬في معركة حصمت بيف أنصاره كأنصار ال ييد ( ‪ ، )45‬كربما كاف المدفكنكف في‬ ‫مقبرة " ابكر ال يداء " التي أ رنا إلييا في اسـ سابق ‪ ،‬ىـ ضحايا ىذه المعركة ‪ .‬بيد‬ ‫ِ‬ ‫التمرد ‪ ،‬بل إف أنصاره ظمكا في مكاجية ال ييد ‪ ،‬كعمى رأسيـ "‬ ‫أف مقتمو لـ ينو حركة ّ‬ ‫تقي الديف الجبمي ِ‬ ‫الخيامي " ‪ ،‬نسبة إلى ارية " الخياـ " ‪ " ،‬الذؼ ظيرت إمارات‬ ‫االرتداد منو " ( ‪ .)46‬ثـ بعد كفاة ىذا األخير ‪ ،‬ااـ عمى طريقتو خص آخر اسمو‬

‫يكسق بف يحيى " ار ّتد عف مذىب اإلمامية " (‪.)47‬‬ ‫عتد بو عف طركحات ىؤالء المعارضيف ‪ .‬كلكننا نقق عند‬ ‫لسنا نعرؼ اليكـ ما ُي ّ‬

‫تضمنتيما النصكص المثبتة أعبله ‪ .‬األكلى تقكؿ أف "اليالك ي"‬ ‫إ ارتيف ذاتَي معنى ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ادعى النبكة ‪ ،‬أؼ إنو خرج عمى اكمو بما يتجاكز ما جاء بو ال ييد ‪ ،‬الذؼ إف يكف‬ ‫ٍ‬ ‫يتحدث عف ٍ‬ ‫تركيبة لمسمطة عمى ىذا األساس ‪ ،‬فإف ىناؾ مف‬ ‫فقيو ذؼ كالية ‪ ،‬كعف‬

‫ُيزايد عميو بدفع السمطة الدينية إلى أاصاىا ‪ ،‬إلى النبكة ‪ .‬كتمؾ إمارة مألكفة مف‬ ‫إمارات سكء تُمثّل األفكار الجديدة ‪ .‬أما الثانية فيك كصق " الخيامي " ك " ابف يحيى"‬


‫فيتو ‪ ،‬ما لـ ندخل في‬ ‫كمف معيما باإلرتداد ‪ ،‬كىك‬ ‫ٌ‬ ‫كصق ال يمكف أف ُيفيـ بحر ّ‬ ‫االعتبار التطكير الذؼ أدخمو ال ػييد عػمى ركح الجماعة ال ػيعية في منطقتو ‪،‬‬ ‫فحكليـ ‪ ،‬كما امنا مف ابل ‪ ،‬مف مجرد جماعة خامدة التتطّمع إلى أكثر مف االستمرار‬ ‫ّ‬ ‫الجبمية ‪ ،‬إلى ذكؼ تطّمعات سياسية‬ ‫في العيش ‪ ،‬بعد أف حكصركا في مناطقيـ‬ ‫ّ‬ ‫يذىبف بنا الظف إلى أف ىذيف‬ ‫الكصق باالرتداد ‪ .‬كال‬ ‫يعارضيا‬ ‫عريضة ‪ ،‬يستحق مف‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫المممحيف متنااضاف ‪ .‬ذلؾ اف التطمعات السياسية ال تعني بالضركرة نضجاً ثقافياً‬ ‫امبلً ‪.‬‬

‫المتسننيف" عمى حد‬ ‫ثـ ينبلي أف ُنضيق إلى ىؤالء جميعاً " أىل السكاحل مف‬ ‫ّ‬ ‫تعبير السيكرؼ ‪ ،‬تمميذ ال ييد ( ‪ .)48‬فالظاىر أف ىؤالء ساىمكا بتخاذليـ في خمخمة‬ ‫كضع ال ييد ‪ ،‬كذلؾ بحكـ ككنيـ في مرمى السمطة ‪ ،‬ككذلؾ بحكـ ارتباطيـ بالدكرة‬

‫المزايدكف‬ ‫السائدة‪ُ ،‬‬ ‫االاتصادية ّ‬ ‫فجبنكا ليذا كذاؾ عف المكاجية ‪ .‬كأخي اًر ا ترؾ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫محضر ُرفع إلى ااضي " صيدا " الذؼ رفعو بدكره إلى‬ ‫كالمتخاذلكف في كضع‬

‫برمتيا ‪،‬‬ ‫"دم ق"‪ .‬كىذا المحضر ّأدػ إلى كضع السمطة المركزية يدىا عمى القضية ّ‬ ‫يتفكؾ‪،‬‬ ‫كانتيى إلى محاكمة ال ييد كاتمو ‪ .‬أؼ ّأنيا انتظرت حتى رأت كضعو الداخمي ّ‬ ‫لكي تضرب ضربتيا المنتظرة ‪ .‬كىي ترمي ليس إلى اتل ال ييد فقط ‪ ،‬بل إلى اتل‬ ‫حركتو بقتمو ‪.‬‬

‫أُكدع ال ييد الحبس في " دم ق "‪ ،‬بعد اف سمع القاضي ال افعي ال يكد‬

‫كحكـ بصحة الدعكػ ‪ ،‬كبحبس ال ييد سنة كاممة ثـ استتابتو ‪ ،‬كما يقضي مذىبو ‪،‬‬

‫أثناء المدة التي كاف فييا في الحبس ‪ ،‬كانت السمط ُة تسعى‬ ‫أؼ مذىب ال افعي ‪ .‬ك َ‬ ‫محاكمة م ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كمتكررة في ػػاف‬ ‫يمكة لو ‪ .‬كالظاىر أنيا لقيت صعكبات سريعة‬ ‫إلى تدبير‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬

‫يتيربكف‬ ‫القضاة ‪ ،‬كىك أمر غير مألكؼ ‪ ،‬ال نرػ تفسي اًر لو إال أف ىؤالء القضاة كانكا ّ‬ ‫مف كزر دمػو ‪.‬‬ ‫كأخي اًر أُحضر ال ييد لمجمس الحكـ ‪ ،‬حيث بدا بكضكح أنو لف يستطيع أف‬

‫يلير يئاً مما كاف مقر اًر ‪ .‬عمى الرغـ مف أف الُقضاة تدافعكا فيما بينيـ مسؤكلية‬ ‫ّ‬ ‫الحكـ بإرااة دمو ‪ ،‬يحاكؿ كل منيـ أف يستدرج اآلخر إلصدار الحكـ المطمكب ‪.‬‬

‫مقيداً‬ ‫كأخي اًر " حكـ القاضي المالكي بكفره كارااة دمو كاف تاب " ( ‪ . )49‬كجعل حكمو ّ‬ ‫ب رطيف ‪ ،‬أحدىما أف ال يككف مسبكااً بحكـ بإسبلمو‪ ،‬كالثاني أف ينّفػذ القاضياف‬

‫حكمو كيكافقو الحنبمي أيضاً ‪ .‬كىذه محاكلة كاضحة لتكزيع المسؤكلية عمى الجميع ‪.‬‬ ‫ككاف لمقاضي المالكي ما أراد " فحكـ الحنبمي بزنداتو كارااة دمو كأنفذه القاضياف"‬

‫فضربت عنقو ‪ ،‬بعد أف صّمى‬ ‫(‪ .)50‬أؼ ال افعي كالحنفي ‪ ،‬فأُخرج إلى تحت القمعة ُ‬


‫صمب‬ ‫ركعتيف ‪" ،‬كلـ يظير منو خكؼ كال جزع" ( ‪ .)51‬كيضيق تمميذه السيكرؼ " ثـ ُ‬

‫ثـ ُرجـ ثـ أُحرؽ "( ‪ ،)52‬كذلؾ في العا ر مف جمادػ األكلى ‪786‬ق‪ 24 /‬آذار‬ ‫‪1384‬ـ ‪.‬‬ ‫كاآلف لماذا ُاتل ال ييد؟‬ ‫لقد عرفنا األسباب التاريخية النييار حركتو ‪ ،‬كلكف السبب أك األسباب‬

‫أف ُندرة المعمكمات عمى‬ ‫القضائية أك المبا رة بأؼ معنى ‪ ،‬ىي أف آخر‪ .‬كالحقيق ُة ّ‬ ‫كعصره حتى آخر اطرة فيو‬ ‫المكضكع بجممتو ‪ ،‬تجعمنا نت ّػب ُث بأؼ معمكمة أك نص ‪ْ ،‬‬ ‫‪ .‬خصكصاً كأننا الحظنا أف مكضكع السؤاؿ بالذات ‪ ،‬ىك مكضكع خبلؼ بيف‬ ‫المصادر‪ ،‬مما ُي عر بأف األمر يتصل بمكااق ككجيات نظر ‪ .‬إذف ‪ ،‬فيك فرصة ال‬ ‫تُترؾ الستبطاف الذيف أُتيح ليـ أف يتصمكا بالكاائع ب كل أك بآخر‪.‬‬ ‫مف استعراض المصادر التي بيف يدينا ‪ ،‬نستخمص أربعة أسباب مختمفة ‪:‬‬ ‫كسب الصحابة ‪.‬‬ ‫ األكؿ ‪ :‬الرفض ّ‬‫ الثاني ‪ :‬انحبلؿ العقيدة ‪ ،‬كاعتقاد مذىب النصيرية ‪ ،‬كاستحبلؿ الخمر‬‫الصرؼ ‪.‬‬

‫البينة بآرائو ‪.‬‬ ‫ الثالث ‪ :‬أنو اامت عميو ّ‬‫ الرابع ‪ :‬انو ك ى بو رجل مف أعدائو ‪ ،‬ككتب محض اًر ي تمل عمى مقاالت‬‫نيعة عند العامة كغيرىـ ‪ ،‬ك يدت بذلؾ جماعة كثيرة ‪.‬‬

‫مف الممكف طبعاً أف‬ ‫تتداخل ىذه األسباب ‪ ،‬فتككف ‪ ،‬أك بعضيا ‪ ،‬كجكىاً‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫لحقيقة كاحدة ‪ .‬كلكنيا في كضعيا ىذا ‪ ،‬تعكس لنا الزاكية التي أُتيح لممؤرخ أف ينظر‬ ‫منيا إلى الكااعة ‪ .‬كعمى ذلؾ فسنترؾ محاكمة النصكص تجمك لنا األمكر ‪.‬‬ ‫أما الرفض كسبب لمقتل ‪ ،‬فمـ يذكره إال ابف ااضي يبة (ت‪:‬‬

‫‪851‬ق‪/‬‬

‫‪1448‬ـ)(‪ )53‬كالعسقبلني (ت‪852 :‬ق‪1447 /‬ـ) ( ‪ ،)45‬كلكف األكؿ ُيضيق إلى‬ ‫الرفض " إطبلاة في عائ ة كأبييا كعمر – رضي هللا عنيـ‪ -‬عبارات منكرة " ‪،‬‬ ‫كيضيق العسقبلني "االنحبلؿ ‪ ،‬كاعتقاد مذىب النصيرية كاستحبلؿ الخمر الصرؼ ‪،‬‬ ‫كغير ذلؾ مف القبائح "‪.‬‬

‫كلنبلحع ‪ ،‬بداي ًة ‪ ،‬أف ال ييد اد ُكصق بالرفض في عامة المصادر غير‬ ‫ال يعية ‪ ،‬في غير معرض الحديث عف سبب اتمو ‪ .‬كعمى أية حاؿ ‪ ،‬فإف ت يعو لـ‬ ‫خفياً في " دم ق " عمى أحد ‪.‬‬ ‫يكف ّ‬ ‫أثناء‬ ‫أما لجية ّ‬ ‫السب ‪ ،‬فإنني أميل إلى تبرئة الرجل منو ‪ .‬لقد حّقق ال ييد َ‬ ‫ٍ‬ ‫السّنية في المنطقة ‪ ،‬كا أر عمى كثير مف‬ ‫سنيف عديدة صبلت ّ‬ ‫طيبة بالمراكز العممية ُ‬


‫يكخيا ‪ ،‬كظل حتى أكاخر عمره ُيقيـ ُمػدداً غير اصيرة في " دم ق " ‪ ،‬حيث كسب‬ ‫كنسجل ىنا يادة الجزرؼ التي يقكؿ فييا ‪:‬‬ ‫لنفسو مرك اًز عممياً ممتا اًز كتقدي اًر ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ .)55‬كىذا يدّلنا عمى داة‬

‫السّنة "(‬ ‫"صحبني مدة مديدة ‪ ،‬فمـ أسمع منو ما يخالق ُ‬ ‫الرجل ‪ ،‬حتى لقد كاف يحرص كىك يخط " الممعة الدم قية " ‪ ،‬التي امنا سابقاً إنيا‬

‫طمع عميو أحد(‪ .)56‬رجل كيذا في‬ ‫تتضمف أبرز فتاكاه ذات المممح السياسي ‪ ،‬أف ال ي ّ‬ ‫ِ‬ ‫السب ‪ .‬كعمى كل حاؿ فمماذا‬ ‫داتو كمركنتو كسعة أفقو ‪ ،‬ال يمكف أف يمجأ إلى النيل ك ّ‬ ‫يفعل ؟!‪.‬‬ ‫في تقديرنا ‪ ،‬أف ىذا السبب ليس أكثر مف ٍ‬ ‫ترديد لتيمة تاريخية ضد ال يعة ‪،‬‬ ‫كانت دائماً أرخص كأيسر كسيمة لبلستثارة عمييـ ‪.‬‬

‫أما انحبلؿ العقيدة ‪ ،‬كاعتقاد مذىب النصيرية ‪ ،‬كاستحبلؿ الخمر الصرؼ ‪،‬‬

‫فيذكرىا العسقبلني كابف العماد الحنبمي (ت‪1089 :‬ق‪1678 /‬ـ)‪.‬‬

‫مف الكاضح أف انحبلؿ العقيدة ىك يء عاـ ‪ ،‬ال يمكف أف ُيفيـ إال مف خبلؿ‬ ‫كسنقدـ فيما يمي نظرية لملزػ‬ ‫" اعتقاد مذىب النصيرية كاستحبلؿ الخمر الصرؼ " ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ىذه اإلتيامات ‪ .‬كلكف ما يمفت النظر ىنا ىك تناسق ىذه التيـ الثبلث كتبلزميا‪ ،‬كىك‬ ‫أمر ال يمكف أف يحدث عفكاً ‪ ،‬بل إنو ليس مف عمل ىكاة ‪ .‬كليذا فإنني أميل بقكة إلى‬ ‫صدػ أميناً لما أ اعتو السمطة عف ال ييد ‪.‬‬ ‫سجمو الحنبمي كالعسقبلني ‪،‬‬ ‫اعتبار ما ّ‬ ‫ً‬ ‫يعية ‪ ،‬مف‬ ‫يؤيد ذلؾ ما ت ْذكره بعض المصادر ال ّ‬ ‫كربما ما أُخذ عميو في محاكمتو ‪ّ .‬‬

‫أف ال ييد اد أُخذت عميو "مقاالت نيعة عند العامة مف مقاالت ال يعة‬

‫البينة‬ ‫كغيرىـ"(‪ُ .)57‬يضاؼ إليو اكؿ الجزرؼ معاصره كصاحبو ‪ ،‬أنو " اامت عميو ّ‬ ‫بآرائو" ( ‪ .)58‬كىذه إ ارة كاضحة ‪ ،‬إلى أف المحاكمة كانت عمى مكااق فكرية ‪.‬‬

‫كلسنا ندرؼ لماذا سكت الجزرؼ عف ىذه (اآلراء) ‪ .‬كلعمو آثر ىذه اإل ارة السريعة ‪،‬‬

‫محافظة عمى ذكرػ صديقو ‪ ،‬فبل يذكر التيـ الب عة التي ُك ّجيت إليو ‪ ،‬كىك الذؼ لـ‬ ‫يستطع إخفاء م اررتو لقتمو ‪ ،‬كاعتقاده الضمني ببراءتو ‪.‬‬ ‫ىكذا نصل إلى كاحد مف أىـ مفاتيح اضية ال ييد ‪ .‬الفقيو كالعالِـ الكبير‪ ،‬الذؼ‬ ‫ُاتل – كيا لممفاراة الميكلة – بتيمة النصيرية كاستحبلؿ الخمر الصرؼ ‪.‬‬ ‫كلكف ىذا بدكره يطرح سؤاالً ‪:‬‬ ‫ترػ لماذا اختارت السمطة ىذه التيمة بالذات ؟‬

‫يمكح لي أف الجكاب يكمف في مدػ حركة ال ييد ‪ .‬فينا أيضاً يمكف أف نستنتج‬ ‫امتد لينظـ العمكييف ‪ ،‬الذيف كانكا ‪ ،‬كما يزالكف ‪ ،‬منت ريف في " طرابمس"‬ ‫أف ن اطو اد ّ‬ ‫كالمناطق المتاخمة ليا ‪ ،‬مستلبلً فيما يبدك الصمة التاريخية بينيـ كبيف ال يعة‬


‫اإلمامية ‪ ،‬كحاجة الطرفيف إلى تجميع اكاىـ مقابل السمطة المممككية ‪ .‬كاد سبقت‬

‫اإل ارة إلى أف السمطة حرصت عمى أف تقتل في " طرابمس " رجبلً اسمو " عرفة "‬

‫كصق بأنو "رفيقو [‪ ]. . .‬ككاف عمى معتقده " (‬

‫‪ ،)59‬أؼ معتقد ال ييد ‪ .‬كمعتقد‬

‫ال ييد في سياؽ النص ىك النصيرية ‪ .‬إذف ‪ ،‬فكل يء يكحي بأف " عرفة " ىذا‬ ‫نصيرؼ ‪ ،‬خاصة كأف المصادر ال يعية لـ ِ‬ ‫تأت عمى ذكره مطمقاً ‪.‬‬ ‫لكنني بالنسبة ليذه النقطة بالذات ‪ ،‬أ عر بانيا ال تزاؿ تخفي أكثر مما‬

‫استظيرنا منيا بكثير ‪ ،‬كأننا رغـ التحميل الدايق ‪ ،‬لـ نفتح أسرارىا ‪ .‬فمف ىك " عرفة "‬ ‫كينتسب إلى‬ ‫ىذا ؟ مف المؤكد أف اسمو ليس ىكذا مقطكعاً ‪ ،‬فيك حتماً مف أب كعائمة‬ ‫ُ‬ ‫بمد ‪ ،‬فمماذا ااتصرت المصادر مف اسمو عمى ما ُذكر؟ ما كاف دكره حقاً ؟ ال ّبد أنو‬

‫حد تعبير العسقبلني " رفيقو " ‪ .‬لماذا‬ ‫كاف ذا دكر مميز ُليقتل مع يخو ‪ ،‬أك عمى ّ‬ ‫اختارت السمطة أف تقتمو في " طرابمس" كليس مع ال ييد في " دم ق " ؟ لماذا لـ‬ ‫تذكره المصادر ال يعية؟ ‪.‬‬

‫حية برسـ مف بعدنا ‪ ،‬فعسى‬ ‫أسئمة ال نممؾ ليا جكاباً ‪ ،‬كانما نطرحيا كي تبقى ّ‬ ‫أف ُيتاح ليـ مف المصادر كأدكات البحث ما لـ يقع لنا تحت يد ‪.‬‬ ‫أما السبب الرابع ‪ ،‬فيك الذؼ تقكلو المصادر ال يعية ‪ ،‬بصيلة أك بأخرػ ‪،‬‬ ‫تطل بنا عمى الحادثة مف زاكية جديدة ‪ ،‬بالنسبة لمثبلثة السابقات ‪ ،‬مف‬ ‫كىي بذلؾ ّ‬ ‫حيث أنيا تأخذ في اإلعتبار الظركؼ كاألحداث التي اضطرب فييا ال ييد داخل‬

‫منطقتو ‪ .‬أما تمؾ فإنيا تعكس ‪ ،‬فقط تعكس ‪ ،‬ما ُدّبر لو ‪.‬‬ ‫تستتب لم ييد ‪،‬‬ ‫كالذؼ يظير مف مجمكع تمؾ المصادر ‪ ،‬أف األمكر أخذت‬ ‫ّ‬ ‫دكف ‪ ،‬دكف أف يمقى مف السمطة عنتاً ‪ ،‬ال المحمية كال المركزية ‪ .‬كىذا أمر ُممفت‬ ‫لمنظر حقاً ‪ ،‬ال نجد لو تفسي اًر إال ما ذكرناه سابقاً ‪ ،‬مف استقبلؿ سياسي كثقافي‬

‫لممنطقة ‪ ،‬جعل السمطة المركزية غير مكترثة بما يحدث في الداخل ‪ ،‬كأف السمطة‬

‫لمتصدؼ لو ‪.‬‬ ‫المحمية لـ تجد سبباً أك حكالً‬ ‫ّ‬ ‫الميـ أف السبب الذؼ جعل األمكر تنحدر نحك النياية ‪ ،‬ال يتّصل بالسياسة‬ ‫كالسياسييف الرسمييف ‪ ،‬بل بالكضع الداخمي ‪ ،‬كالتركيبة الثقافية الجديدة كما أفرزتو مف‬ ‫تنااضات ‪ ،‬كىذا كمو اد عالجناه مف ابل ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىكامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬يذكر الجزرؼ أف ال ييد ُكلد بعد الع ريف كسبعمائة ‪ .‬كال بد مف األخذ بقكلو ‪ ،‬فيك الذؼ عرفو عف‬ ‫القراء ‪ . 265 /2 :‬كتكفي كالده سنة ‪728‬ق ‪.‬‬ ‫ارب ‪ ،‬كصحبو مدة مديدة ‪ .‬غاية النياية في طبقات ّ‬

‫أما ما ؼاكلو السيد حسف الصدر في (تكممة أمل اآلمل) مف أنو "تكلد سنة ‪ 734‬ببل خبلؼ" فيك أمر‬ ‫غير معقكؿ ‪ ،‬بالقياس إلى تاريخ كفاة كالده ‪( .‬نقمنا ركاية الصدر عف لؤلؤة البحريف ‪143 /‬ق)‪.‬‬

‫(‪ )2‬أمل اآلمل ‪.185 /1 :‬‬ ‫(‪ )3‬المصدر نفسو ‪.105 /1 :‬‬

‫(‪ )4‬يقكؿ السيد حسف الصدر في المصدر أعبله ‪ ،‬إنو ىاجر إلى " العراؽ " سنة خمسيف‪ ،‬كىك ابف ست‬ ‫ع رة سنة ‪ .‬كاد كافقناه في تاريخ اليجرة ‪ ،‬كلك اننا ال نممؾ اىداً مؤكداً ‪ ،‬أكالً ألف ىذا التاريخ يبدك‬

‫مقبكالً كمتناسباً مع مجمل سيرتو ‪ ،‬كثانياً ألنو تمقى إجازتو مف فخر المحققيف سنة‬

‫‪ ( 756‬بحار‬

‫األنكار ‪ . 177 /107 :‬كاا أر سند الحديث السابع في ( رح أربعيف حديثاً ) لبياء الديف العاممي )‪.‬‬ ‫لكف ىجرتو كىك ابف ست ع رة سنة يبدك أم اًر غير مألكؼ في ذلؾ الزماف ‪ .‬فضبلً عف أف‬ ‫المبلحظة التي عّمقنا بيا عمى ركايتو فيما يعكد إلى سنة كالدتو ‪ ،‬تنتيي إلى الحكـ عمى ىذا النص‬

‫بالتيافت ‪ .‬كالظاىر أنو عندما ىاجر كاف في حكالي الخامسة كالع ريف ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬تجدىا بنصيا في بحار األنكار ‪. 177 /107 :‬‬ ‫(‪ )6‬غاية النياية ‪. 265 /2 :‬‬

‫بنصيا أيضاً في بحار األنكار ‪ . 183 / 107 :‬كاد الحظنا في ىذه اإلجازة ‪ ،‬أف الكرماني‬ ‫(‪ )7‬تجدىا ّ‬ ‫لـ ينسب ال ييد فييا إلى مذىب بعينو ‪ ،‬بل نماه إلى " دم ق " ‪ ،‬فقاؿ‪ ..... :‬الدم قي ‪.‬‬ ‫(‪ )8‬المقريزؼ ‪ :‬كتاب السمكؾ ‪ /‬ج ػ ػ ‪ 3‬القسـ الثاني ‪. 27 /‬‬

‫(‪ )9‬بحار األنكار ‪ . 190 /107 :‬كىنا إجازة ال ييد البف الخازف الحائرؼ ‪ ،‬كفييا يستعرض أسماء أبرز‬

‫السنة كالكتب التي يركؼ عنيـ ‪ .‬كاد صدرت في دم ق سنة ‪784‬ق‪1382 /‬ـ‪.‬‬ ‫يكخو مف فقياء ّ‬ ‫‪ .)265 /2‬كفي أثناء‬ ‫(‪ )10‬ىكذا نسب ال ييد نفسو في استدعاء كتبو إلى الجزرؼ (غاية النياية ‪:‬‬ ‫محاكمتو ااؿ لقاضي " دم ق " ال افعي ‪ " :‬إني افعي المذىب ‪ ،‬كأنت إماـ ىذا المذىب ‪ ،‬فاحكـ‬ ‫عمي بمذىبؾ " ( لؤلؤة البحريف ‪.) 147 /‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )11‬ركضات الجنات ‪ .590 /‬الكنى كاأللقاب ‪. 346 /2 :‬‬ ‫(‪ )12‬غاية النياية ‪. 265 /2 :‬‬ ‫(‪ )13‬التنكابني‪ :‬دمحم بف سميماف ‪ :‬اصص العمماء ‪.237 /‬‬

‫(‪ )14‬اصده عمي بف دمحم بف الخازف الحائرؼ الكرببلئي ‪ ،‬كاجازتو لو في بحار األنكار‪ ، 188 /107 :‬كدمحم‬ ‫بف دمحم الرازؼ ‪ ،‬إجازتو لو في المصدر نفسو ‪.192 /17 :‬‬

‫كتذكر ما امناه ابل اميل‬ ‫(‪ )15‬ابف حجر العسقبلني ‪ :‬لساف الميزاف ‪ ، 390 /5 :‬لؤلؤة البحريف ‪ّ .146 /‬‬ ‫عف رحمتو كاراءاتو‪.‬‬


‫(‪ )16‬أمل اآلمل ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬في أماكف كثيرة ‪ .‬كالجزءاف ‪ 107‬ك ‪ 108‬مف بحار األنكار ‪.‬‬ ‫(‪ )17‬النص بأكممو في ‪ :‬بحار األنكار ‪. 184 /107 :‬‬ ‫(‪ )18‬أمل اآلمل ‪. 15 /1 :‬‬

‫(‪ )19‬كماؿ صميبي ‪ :‬تاريخ لبناف الحديث ‪ ،15 /‬كجيو ككثراني ‪ :‬االتجاىات االجتماعية – السياسية في‬ ‫جبل لبناف كالم رؽ العربي ‪.32 /‬‬

‫(‪ )20‬تاريخ لبناف الحديث ‪. 15 /‬‬ ‫(‪ )21‬ركضات الجنات ‪ ، 590 /‬لؤلؤة البحريف ‪. 146 /‬‬ ‫(‪ )22‬ابف يحيى ‪ :‬تاريخ بيركت ‪. 96 -95 /‬‬ ‫(‪ )23‬المصدر نفسو ‪.195 /‬‬

‫(‪ )24‬ذكرػ ال يعة ‪ .3 /‬ك (المقبكلة) ىي الركاية أك الحديث الذؼ تمقاه الفقياء بالقبكؿ كعممكا بو ‪.‬‬ ‫مقدمتو لم رح الذؼ سماه "الركضة‬ ‫(‪ )25‬نص عمى ذلؾ ال ييد الثاني ‪ ،‬ارح " الممعة الدم قية " في ّ‬ ‫البيية في رح الممعة الدم قية " ص‪ .10 /‬كىذا ىك تاريخ الكتابة الثانية التي انت رت عنيا النسخ‬ ‫المكجكدة اليكـ ‪ .‬أما النسخة األكلى فقد ُسّممت لرسكؿ عمي بف المؤيد الخراساني كلـ تُنسخ ‪ .‬كمف‬ ‫ذلؾ ُيعمـ أنو الصحة لمكبلـ ال ائع القائل أف ال ييد أّلق الممعة الدم قية في السجف بػ ػ " دم ق" ‪.‬‬ ‫(‪ )26‬الركضة البيية ‪. 137 /1 :‬‬ ‫(‪ )27‬ابف عرب اه الدم قي ‪ :‬عجائب المقدكر في أخبار تيمكر ‪.20 /‬‬ ‫السير ‪. 366 /3 :‬‬ ‫(‪ )28‬حبيب ّ‬ ‫(‪ )29‬المصدر نفسو ‪. 388 /‬‬ ‫(‪ )30‬أيضاً‪.‬‬

‫(‪ )31‬الركضة البيية ‪.10 /1 :‬‬ ‫(‪ )32‬أمل اآلمل ‪. 247/ 2 :‬‬

‫(‪ )33‬الركضة البيية ‪. 10/ 1 :‬‬ ‫(‪ )34‬لؤلؤة البحريف ‪ ، 146 /‬بحار األنكار ‪.184 /107 :‬‬ ‫(‪ )35‬صبح األع ى ‪. 466 / 5 :‬‬ ‫(‪ )36‬عجائب المقدكر ‪.19 :‬‬

‫السير ‪.98 -497 /3 :‬‬ ‫(‪ )37‬حبيب ّ‬ ‫(‪ )38‬ذرات الذىب ‪ ، 294 / 6 :‬إنباء اللمر ‪.200 /1 :‬‬ ‫(‪ )39‬لؤلؤة البحريف ‪ ، 146 /‬بحار األنكار ‪ ، 184 /107:‬ركضات الجنات‪. 590 /‬‬ ‫(‪ )40‬ركضات الجنات ‪.590 /‬‬

‫(‪ )41‬صبح األع ى ‪. 20 -13 /13 :‬‬ ‫(‪ )42‬ابف يحيى ‪ :‬تاريخ بيركت ‪. 195 /‬‬ ‫(‪ )43‬الصفدؼ ‪ :‬أمراء ال اـ ‪ . 20 /‬كالحع الفيرس ‪.‬‬ ‫(‪ )44‬تاريخ بيركت ‪. 193 /‬‬

‫(‪ )45‬خطط جبل عامل ‪.200 /‬‬ ‫(‪ )46‬بحار األنكار ‪ ، 185 /107 :‬لؤلؤة البحريف ‪. 146 /‬‬


‫(‪ )47‬أيضاً ‪.‬‬ ‫(‪ )48‬أيضاً ‪.‬‬

‫(‪ )49‬تاريخ ابف ااضي يبة ‪. 135 /3 :‬‬ ‫(‪ )50‬أيضاً ‪.‬‬ ‫(‪ )51‬أيضاً‪.‬‬

‫(‪ )52‬بحار األنكار ‪ ، 185 / 107 :‬لؤلؤة البحريف‪. 146 /‬‬ ‫(‪ )53‬تاريخ ابف ااضي يبة ‪. 135/3 :‬‬ ‫(‪ )54‬أنباء اللمر ‪. 299 /1 :‬‬ ‫(‪ )55‬غاية النياية ‪. 265/2 :‬‬ ‫(‪ )56‬لؤلؤة البحريف ‪. 146 /‬‬ ‫(‪ )57‬أمل اآلمل ‪. 182 /1 :‬‬

‫(‪ )58‬غاية النياية ‪. 265 /2 :‬‬ ‫(‪ )59‬أنباء اللمر‪. 200 /1 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫‪ -4‬اآلثار السياسية والثقافية واالهتماعـية لحركة الشييد ‪:‬‬

‫إنما ُنفرد لآلثار السياسية كالثقافية كاالجتماعية لحركة ال ييد اسماً مستقبلً‪،‬‬ ‫ليس فقط لِما لمبحث في ذاتو مف طرافة كأىمية ‪ ،‬كانما أيضاً ِلما لو مف أثر بالغ عمى‬ ‫فيـ التفاعل بيف المياجريف العاممييف في " إيراف " كاألفكار كاألنماو التي حممكىا ‪،‬‬ ‫سيظل ‪ ،‬رغـ ت ّعب البحث ‪ ،‬غرضنا األساس ‪.‬‬ ‫كبيف ميجرىـ ‪ .‬كىك أمر‬ ‫ُّ‬ ‫صدػ كاسعاً بيف ال يعة عمكماً كبيف اكمو خصكصاً ‪،‬‬ ‫كاف لقتل ابف مكي‬ ‫ً‬

‫بحيث ُلّقب باسـ " ال ييد " عمى اإلطبلؽ ‪ .‬كظل ىذا المقب عمماً عميو ‪ ،‬يكفي أف‬

‫ُيطمق ليبتدر الذىف إليو ‪ .‬حتى ُاتل ال يخ زيف الديف بف عمي الجباعي ‪ ،‬عمى يد‬ ‫مذك اًر ب خصية‬ ‫العثمانييف ‪ ،‬في السنة ‪965‬ق‪1557 /‬ـ ‪ ،‬كاد كاف في نضالو كمقتمو ّ‬

‫كمّيز ابف مكي مف بعد " ال ييد األكؿ "‪.‬‬ ‫سمفو ‪ ،‬فأطمق عميو لقب " ال ييد الثاني " ‪ُ ،‬‬ ‫كمع مقتل ال ييد األكؿ ‪ ،‬انبعثت فترة جديدة في تاريخ " جبل عامل " ‪ ،‬امتدت‬ ‫تميزت ‪ ،‬أؼ ىذه‬ ‫معالميا بسرعة لت مل المناطق المتاخمة لو مف " سيل البقاع" ‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الفترة ‪ ،‬بنيضة عممية كاسعة ‪ ،‬عمى ااعدة الحركة الدراسية الكاسعة ‪ ،‬التي كاف بدأىا‬ ‫تحدثنا عنيا ‪ .‬ككاف مف أركع كأكضح آثارىا المبا رة ‪ ،‬أف تضطمع‬ ‫في الظركؼ التي ّ‬ ‫ىذه المنطقة الصليرة نسبياً بعبء إنتاج ُخمس عمماء ال يعة مف المتأخريف (‪.)1‬‬

‫الحر مؤّلق " أمل اآلمل "‪ ،‬اد سجل ىذه‬ ‫كمف الجدير بالذكر ‪ ،‬أف ال يخ ّ‬ ‫تـ خبلؿ‬ ‫المبلحظة في السنة ‪1097‬ق‪ 1685 /‬ـ ‪ ،‬أؼ أف ىذا العمل العظيـ اد ّ‬ ‫ثبلثة اركف تقريباً ‪.‬‬

‫إذف ‪ ،‬فعمى الرغـ مف الف ل السياسي لحركة ال ييد األكؿ ‪ ،‬فقد كانت بداية‬

‫لحمقة جديدة في تاريخ اكمو ‪ .‬كىي ‪ ،‬أؼ ىذه الحمقة ‪ ،‬في بعض كجكىيا ‪ ،‬استمرٌار‬ ‫لِما كاف اائماً ‪ .‬يتجّمى ىذا األمر في كحدة كياف ‪ّ ،‬دت عراة الكحدة المذىبية في‬

‫تركز في " جبل عامل " في البداية ‪ ،‬ثـ انداح رااً نحك المناطق‬ ‫كدؼ ‪ّ ،‬‬ ‫محيط غير ّ‬ ‫المتاخمة مف " سيل البقاع " ‪ .‬ككاف مف أثر ال ييد األكؿ ‪ ،‬كتبلميذه مف بعده ‪ ،‬أف‬ ‫أغنى ذلؾ ال عكر العميق بالكحدة ‪ ،‬خمفي َة الكياف ‪.‬‬ ‫انت ر الفقياء مف تبلميذ ال ييد األكؿ ‪ ،‬كأبناء مدرستو ‪ ،‬في مناطقيـ ‪،‬‬

‫مسّمحيف بآراء يخيـ في "كالية الفقيو " ‪ .‬كبيذا أصبحكا مرجع الببلد في الفتيا‬

‫كالقضاء ‪ .‬ىذا باإلضافة إلى مركزىـ االجتماعي كالثقافي ‪ ،‬كنمكذج لمثقفي ذلؾ‬ ‫ٍ‬ ‫سمطات مطمقة يخضع ليا الجميع دكف‬ ‫العصر ‪ ،‬كمارسكا ‪ ،‬في حدكد صبلحياتيـ ‪،‬‬


‫استثناء ‪ .‬كبذلؾ أصبحكا ركح ذلؾ الكياف ‪ ،‬الذؼ كاف اائماً مف ابل عمى ما كصفناه‬

‫جسدىا كحمل لكاءىا أكلئؾ الفقياء‬ ‫مف عكر بالكحدة ‪ ،‬كاغتنى اآلف بأنظمة كأعراؼ ‪ّ ،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫كانت الخطكة التالية كالطبيعية ليذا التطكر الياـ ‪ ،‬أف يتراجع السياسيكف‬

‫المحميكف (اإلاطاعػيكف) مساف ًة مساكي ًة لممساحة التي احتميا الفقياء في ساحة النفكذ‪.‬‬ ‫كانتيت ىذه الفترة االنتقالية بتكزيع األدكار بينيما تكزيعاً دايقاً ‪.‬‬

‫نمخص الكضع السياسي كاالجتماعي ‪ ،‬في المناطق ال يعية مما‬ ‫ىكذا يمكف أف ّ‬ ‫أصبح ُيعرؼ فيما بعد بػ ػ " لبناف " ‪ ،‬عدا مف بقي منيـ في " جبل لبناف " منذ عصر‬ ‫ال ييد األكؿ حتى الفتح العثماني ‪ ،‬بال كل التالي ‪:‬‬

‫نظاـ سياسي ‪ ،‬اكامو اإلاطاع الخاص ‪ ،‬كّفػ َػر لمببلد حظاً‬ ‫عمى السطح يطفك ٌ‬ ‫كافياً مف االستقبلؿ السياسي كالثقافي ‪ .‬حيث مارس السياسيكف اإلاطاعيكف حكماً ال‬ ‫يتطّمع إلى أبعد مف جباية الضرائب ‪ ،‬لتسديد بدؿ اإللتزاـ لمسمطة المركزية ‪ ،‬مع‬

‫فائض يكفل لمحاكـ ( ربحاً ) مناسباً ‪.‬‬

‫كفي األعماؽ كاف الفقياء يقكمكف بدكر ُيتاح ليـ ألكؿ مرة في تاريخيـ ‪:‬‬ ‫بسطكا سمطانيـ عمى اطاع الثقافة بأكممو ‪ ،‬كصبلكا حياة عبيـ بصبلة يعية ال‬ ‫كائب فييا ‪ ،‬كرعكا ؤكنو الدينية ‪ ،‬كحكمكا في خصكماتو ‪.‬‬

‫ككل مف يعرؼ ىذه المناطق اليكـ عف اريب ‪ ،‬يرػ آثار ىذه الصيلة كاضحة‬

‫جمية ‪ .‬كىي نفسيا التي نجح أكلئؾ الفقياء في نقميا إلى " إيراف" يكـ ىاجركا إلييا ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المتليرات بنظر االعتبار ‪.‬‬ ‫مع أخذ‬ ‫ّ‬ ‫كلعل مف عجائب تصاريق المقدكر بالناس كأ ياء الناس ‪ ،‬أف يأبى ال ييد‬

‫األكؿ كضع نفسو كأفكاره في خدمة حركة اامت عمى أرض " إيراف" ‪ ،‬ثـ تككف نتيجة‬

‫حركتو في خدمة الحركة التالية عمى أرض " إيراف " نفسيا ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫(‪ )1‬أمل اآلمل ‪.15 /1 :‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫‪ -5‬فترة اليهرة ‪:‬‬

‫ذلؾ العصر الذىبي ارؼ نيايتو بدخكؿ األاطار ال امية تحت حكـ‬

‫اع‬ ‫العثمانييف‪ ،‬بعد أف حسمت معركة " مرج دابق " في السنة ‪922‬ق‪1516 /‬ـ ‪ ،‬صر َ‬ ‫البقاء بينيـ كبيف المماليؾ ‪.‬‬ ‫حكاـ " جبل‬ ‫لسنا نعرؼ ما الذؼ حدث لبني ب ارة ‪ ،‬أحفاد حساـ الديف ب ارة ‪ّ ،‬‬ ‫اإلاطاعيكف ‪ ،‬منذ أياـ صبلح الديف األيكبي حتى العثمانييف ‪ ،‬الذيف يرتبط‬ ‫عامل "‬ ‫ّ‬

‫اسميـ بذلؾ الماضي الزاىي ‪ .‬لكف التاريخ طكػ ذكرىـ مف بعد الفتح ‪ ،‬فمـ نعد نسمع‬

‫حساً ‪ .‬ترػ ىل ا ترككا في معركة " مرج دابق " مع سادتيـ المماليؾ ‪ ،‬كأطاحت‬ ‫ليـ ّ‬ ‫بيـ اليزيمة الساحقة فيمف أطاحت ؟ أـ ىل اضى عمييـ السمطاف سميـ األكؿ فيمف‬

‫اضى عميو ‪ .‬كىـ يعة كأخصامو الصفكييف ‪ ،‬ككالذيف ذبحيـ في " آسيا الصلرػ "‬ ‫ك " حمب " كغيرىـ كغيرىـ ؟ ‪.‬‬

‫ىذه األسئمة كأخرػ غيرىا كثيرة ‪ ،‬في تاريخ ىذه المنطقة اللامض ‪ ،‬ستبقى ‪،‬‬

‫ييمنا مف ىذه الدراسة ‪ ،‬نثق أف تمؾ الصيلة‬ ‫ربما ‪ ،‬دكف جكاب ‪ .‬إال أننا في إطار ما ّ‬ ‫األساسية االجتماعية ‪ ،‬التي كّفػرت لمفقياء ال يعة حرية الدراسة كالبحث كالتكجيو في‬ ‫تبدؿ الكالة‬ ‫كطنيـ ‪ ،‬اد ذىبت إلى غير رجعة ‪ :‬االستقرار السياسي اضى عميو ّ‬ ‫الحكاـ ‪ ،‬كليس العثمانيكف كالمماليؾ في ترؾ ؤكف الثقافة ألىميا ‪.‬‬ ‫ك ّ‬

‫كتب الصفدؼ ‪ ،‬أحمد دمحم الخالدؼ (ت‪1045 :‬ق‪1635 /‬ـ) في مقدمة تاريخو‬

‫الذؼ أّلفو في السنة ‪1033‬ق‪1622 /‬ـ ‪ ،‬يصق أحكاؿ الديار الصفدية ‪ ،‬كىك ابنيا ‪،‬‬ ‫الصفدية ‪ ،‬كانت‬ ‫لسنجقيتيا يقكؿ ‪ " :‬إف الديار‬ ‫كاد كاف "جبل عامل " كما كااله تابعاً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اد درست بعكاصق المحف معالميا ‪ ،‬كعفت برياح اإلحف مراسميا ‪ ،‬لِما اعتبلىا مف‬ ‫الحكاـ ‪،‬‬ ‫كتبدؿ الكالة عمييا ك ّ‬ ‫ظبلـ الظمـ كالجكر‪ ،‬كاعتراىا مف آلة الجكر كالككر ‪ّ ،‬‬ ‫كتلير الدكؿ كاختبلؼ األحكاـ ‪ ) . . . . . ( ،‬كابتمي غالب أىميا بخبلء الكطف ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كرحل كل منيـ إلى مممكة ‪ ،‬كلـ ِ‬ ‫يباؿ بأؼ مكاف سكف " (‪.)1‬‬

‫كاعتقد اف ىذا النص ‪ ،‬مف الكضكح كال مكؿ ‪ ،‬بحيث ُيلني عف أؼ تعميق ‪.‬‬ ‫ىذا لجية السياسة ‪.‬‬

‫أما في حرية الثقافة كأىميا ‪ .‬فإف القضاء عمى حكـ المماليؾ الطكيل ‪ ،‬اضى‬

‫الحرية الثقافية ‪ .‬ذلؾ أف سبلطينيـ ‪ ،‬بل كالطبقة العسكرية‬ ‫عمى لكف مف ألكاف ّ‬ ‫سيئاتيـ الكثيرة ‪ ،‬اد أحسنكا في أمر كاحد فقط ‪ ،‬ىك أنيـ لـ‬ ‫الحاكمة ‪ ،‬كانكا ‪ ،‬عمى ّ‬


‫يتدخمكف فييا‬ ‫يكترثكا بالنزاعات الفقيية كالكبلمية ‪ ،‬بل ترككا أمكر الثقافة ألىميا ‪ .‬ال ّ‬ ‫إال حيف تتقاطع ػؤك ُف الثقافة مع ػػؤك ِف السمطة ‪ .‬كانكا جنكد جاىميػف ‪ ،‬أكثػرىـ‬ ‫ُميكف ‪ ،‬بل كاف منيـ مف ال ُيحسف العربية إال لماماً ‪ .‬ال يبتلكف أكثر مف حماية‬ ‫أ ّ‬ ‫سمطانيـ ‪ ،‬كحماية امتيازات الطبقة العسكرية التي يمّثمكنيا ‪ .‬فترككا ؤكف الثقافة‬

‫كبمباليا لمفقياء ‪ ،‬يضطربكف فييا ما اؤكا‪ .‬مع الحرص ال ديد عمى أف يبقى ىؤالء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كافية مػف مكاطف التأثير ‪.‬‬ ‫مسافة‬ ‫عمى‬ ‫أما األتراؾ العثمانيكف ‪ ،‬فقد كانكا مختمفيف تماماً عف أسبلفيـ المماليؾ ‪ .‬فيـ‬

‫حاداً جداً ‪ ،‬حتى تجاه‬ ‫اكـ طككا نفكسيـ عمى طمكحات عالمية ‪ ،‬كحممكا لكناً مذىبياً ّ‬ ‫المذاىب التي لـ تُعاف مف صعكبات تكافق مع أ كاؿ السمطة ‪ ،‬التي عرفيا تاريخ‬

‫الثقافة اإلسبلمية ‪ .‬أضق إلى ذلؾ ‪ ،‬أنيـ حممكا معيـ ‪ ،‬مف تجربتيـ القريبة مع‬

‫الصفكييف ‪ ،‬مكافاً عدائياً خاصاً مف الت ّيع األثنى ع رؼ ‪.‬‬ ‫ىنا أيضاً لسنا نممؾ المعمكمات الكافية لتقديـ صكرة اممة ‪ ،‬لمكضع الجديد‬

‫الذؼ ن أ في "جبل عامل " بل في المراكز العممية األربعة الكبرػ أعني ‪ " :‬جزيف "‬

‫ك "عيناتا" ك" كرؾ نكح " ك " م لرة " ك " جباع " ‪ .‬كلكننا نعرؼ أف ال يخ زيف الديف‬ ‫بف عمي الجباعي ‪ ،‬يخ مدرسة " جباع " " كاف في غالب الزماف في الخكؼ‬

‫المكجب إلتبلؼ النفس‪ ،‬كالتستر كاإلخفاء "( ‪ . )2‬لكف التستر كاالختفاء لـ ينجياه مف‬

‫القتل عل يد العثمانييف ‪ ،‬بعد أف تعّقبكه إلى " مكة " فقبضكا عميو في الحرـ ‪ ،‬ثـ‬ ‫سااكه إلى "القسطنطينية " حيث أكردكه مكرد اليبلؾ ‪ ،‬ككاف ذلؾ في السنة ‪965‬ق‪/‬‬

‫‪1557‬ـ ‪ .‬كالظاىر أف ىذه الجريمة الفظيعة ‪ ،‬اد أثارت حالة ذعر حقيقية ‪ .‬فقد‬

‫ُكصق عمي بف أحمد بف أبي جامع بأنو " أكؿ مف خرج مف ببلد جبل عامل ‪ ،‬مف‬ ‫آؿ أبي جامع ‪ ،‬بعد يادة ال ييد الثاني خكفاً مف الفتف "( ‪ .)3‬كىي عبارة تتضمف‬ ‫اإللماح إلى اياـ ارتكاز في ذىػف كاتبيا ‪ ،‬بيف مقتل ال ييد الثاني كبيف اليجرة‬

‫كظاىرة ‪ .‬كىي ‪ ،‬أؼ العبارة ‪ ،‬منسكبة إلى حفيد ابف أبي جامع المذككر ‪ .‬كاف ال يخ‬ ‫حسيناً بف عبد الصمد‪ ،‬تمميذ ال ييد الثاني األثير كرفيق أسفاره ‪ ،‬ككالد بياء الديف‬

‫العاممي ال يير ‪ ،‬كتب في مقدمة أحد كتبو يقكؿ ‪ " :‬كمما حثّني عمى تأليق ىذه‬

‫الرسالة ‪ ،‬بعد ىربي مف أىل الطلياف كالنفاؽ" ( ‪ ، )4‬كاف حياة حفيد ال ييد الثاني ‪،‬‬

‫دمحماً بف حسف بف زيف الديف (ت‪:‬‬

‫‪1035‬ق‪1620 /‬ـ) كانت اضطراباً مؤلماً بيف‬

‫كطنو ك "العراؽ" ك "مكة" كذلؾ " خكفاً مف أىل النفاؽ ‪ ،‬كعداكة أىل ال قاؽ "( ‪. )5‬‬ ‫تحدث عنيا كلده ال يخ عمي بعبارات مؤثرة ‪ ،‬كىك يصق ما حاؽ‬ ‫كتمؾ ظركؼ اد ّ‬ ‫ببمده مف نكبات ‪ ،‬كاحراؽ مكتبتيـ التي كانت تحتكؼ عمى ألفي مجمد ‪ ،‬اسـ ال‬


‫ُيستياف بو منيا بخط ال ييد الثاني نفسو( ‪ .)6‬كاف ال يخ دمحماً بف عمي الحرفك ي‬ ‫الكػركػي (ت‪1059 :‬ق‪1649 /‬ـ) فػ ّػر ىارباً إلى " إيراف " بعد أف ُسعي بو لدػ‬ ‫الحكاـ ‪ ،‬لقتمو بتيمة الرفض (‪.)7‬‬ ‫ّ‬ ‫تمؾ النصكص ‪ ،‬كاف ااتصرت عمى كصق المبلبسات ‪ ،‬التي أحاطت بحياة‬ ‫خمسة مف المياجريف ‪ ،‬في ىذه الفترة ‪ ،‬كسبب ىجرة أربعة منيـ ‪ ،‬إال أنيا تكفي‬

‫لمداللة عمى جك الخكؼ الذؼ أحاو بزمبلئيـ ‪ ،‬كالضلكو التي عانكىا ‪ .‬كذلؾ‬ ‫كمبلبسات خصية ‪ ،‬بل عف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حالة عامة ‪ ،‬جرػ‬ ‫حاالت‬ ‫تتحد ُث عف‬ ‫بمبلحظة أنيا ال ّ‬ ‫ذكرىا في سياؽ سػَِي ٍر خصية ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ىناؾ فكرةٌ سائدة تقكؿ ‪ ،‬إف ىجرة الفقياء العاممييف إلى "إيراف" في العيد‬ ‫الجُدد مف فرص لمفقياء‬ ‫الصفكؼ ‪ ،‬اد حدثت بدافع اإلغراء ‪ ،‬كما أتاحو ّ‬ ‫حكاميا ُ‬ ‫عدؿ ىذا‬ ‫سن ّ‬ ‫ال يعة ‪ ،‬لـ تُتح ليـ مف ابل ‪ .‬لكننا ‪ ،‬كاد عرفنا الظركؼ العامة لميجرة ‪ُ ،‬‬ ‫الرأؼ ‪ ،‬إلى آخر أارب إلى الحقيقة ‪ ،‬خبلصتو ‪ :‬أنو إف كاف العيد الجديد في تمؾ‬

‫الببلد ‪ ،‬اد جذب إليو الكثير مف أكلئؾ الفقياء ‪ ،‬فإف الخكؼ كالضلكو في بمدىـ ىك‬

‫الذؼ دفع بيـ إلى اليجرة ‪.‬‬

‫إف طمب تككيف فكرة اممة عف اليجرة ‪ ،‬دعانا إلى القياـ بإحصاء ‪ ،‬مادتو مف‬

‫الحر العاممي في كتابو " أمل اآلمل في عمماء جبل عامل " ‪ ،‬كىك أحد‬ ‫ترجـ ليـ ّ‬ ‫الذيف ىاجركا مع مف ىاجر ‪ ،‬كذلؾ في السنة ‪1073‬ق‪1662 /‬ـ ‪.‬‬

‫المخصص لترجمة الفقياء العاممييف ‪ ،‬حسب‬ ‫تضمف الجزء األكؿ مف الكتاب ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مفيكـ المؤّلق لكممة (عاممي) ‪ ،‬ترجمة مائتيف كثبلثيف خصاً ‪ ،‬مف ىؤالء سبعة‬ ‫ع ر ليسكا عاممييف ‪ ،‬إنما اندفع المؤّلق إلى نسقيـ في كتابو ‪ ،‬بسبب كلعو ال ديد‬

‫يتكزع البااكف بيف‬ ‫بإضافة لقب " عاممي " إلى اسـ مف يترجـ لو ألال مناسبة( ‪ّ .)8‬‬ ‫"جبل عامل " ك " البقاع " ( م لرة ‪ ،‬كرؾ نكح ‪ ،‬بعمبؾ ) ‪ .‬منيـ إثناف كثبلثكف‬ ‫عا كا ابل القرف العا ر اليجرؼ ‪ /‬السادس ع ر الميبلدؼ ‪ ،‬فبل يصح اعتبارىـ في‬

‫مادة اإلحصاء ‪ُ ،‬يضاؼ إلييـ كاحد كع ركف لـ نستطع تككيف رأؼ عف ظركؼ‬ ‫حياتيـ ‪ ،‬حتى بمساعدة المصادر األخرػ ‪ ،‬يبقى مائة كثبلثة كأربعكف ‪ ،‬عا كا بيف‬

‫أكائل القرف العا ر اليجرؼ كالسنة ‪1097‬ق‪1685 /‬ـ ‪ ،‬أعني سنة تأليق الكتاب ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يستكؼ‬ ‫الحر العاممي لـ‬ ‫ىؤالء سنعتبرىـ لقطة ع كائية ‪ .‬كعمى كل حاؿ ‪ ،‬فإف ّ‬ ‫معاصريو ترجمة ‪ ،‬بل فاتو الكثيركف منيـ ‪ ،‬حتى مف الذيف عا كا معو في " إيراف " ‪.‬‬


‫ُيستفاد مف ىذه اإلحصائية عدة أمكر ‪ ،‬كميا ىاـ ‪:‬‬ ‫‪ -‬األكؿ ‪ :‬إننا أماـ ظاىرة ىجرة غير عادية ‪ ،‬تكاد تككف نزكحاً ‪ ،‬اامت ‪ ،‬كال‬

‫ؾ ‪ ،‬بسبب ظركؼ غير مؤاتية لئلاامة ‪ .‬ي يد لذلؾ نسبة المياجريف الكبيرة ‪98 :‬‬

‫مف ‪. 143‬‬

‫‪ -‬الثاني ‪ :‬إف ( إغراء ) " إيراف " لـ يكف ىك الدافع لميجرة ‪ ،‬بل المجاؿ الذؼ‬

‫ػب اسماً كبي اًر منيا ‪ .‬الحع أف بيف الذيف ىاجركا نيائياً ‪ ،‬كىـ كاحد كتسعكف ‪،‬‬ ‫استكع َ‬ ‫اف‬ ‫كاحد كثبلثكف ىاجركا إلى مختمق األاطار ‪ ،‬مقابل ستيف إلى " إيراف " ‪ .‬كلك ّ‬

‫"إيراف " ك ( إغراءىا ) ىك منزع اليجرة ‪ ،‬لما رأينا ىذه النسبة إلى غيرىا ‪.‬‬

‫يع ػػد منيـ إلى الكطف‬ ‫ الثالث ‪ :‬مف المياجريف ‪ ،‬كىـ ثمانية كتسعكف ‪ ،‬لـ ُ‬‫سكػ سبعة ‪ .‬كىذه نسبة ضئيمة جداً ‪ .‬عمى الرغـ مف الصعكبات التي عاناىا‬

‫الكثيركف في ملترباتيـ ‪ .‬كىذا يعكد إلى حياة الخكؼ كالقمق ‪ ،‬التي خّمفكىا كراءىـ في‬ ‫الكطف ‪ ،‬بحيث أف حاف ػ ػػز العكدة الطبيعي لـ يبرز إال بيذا القدر الضئيل ‪.‬‬

‫أخي اًر ‪ ،‬لعّمنا غير اادريف عمى تصكير الظركؼ العصبية التي اضطرب فييا‬

‫أكلئؾ الفقياء في كطنيـ ‪ ،‬بأبمغ مما تقص عمينا ظركؼ حياة عائمتيف ‪ ،‬مف أ ير‬ ‫العائبلت العممية في ذلؾ الزماف ‪ ،‬ىما آؿ زيف الديف كآؿ أبي الحسف ‪.‬‬

‫فقد ُاتل ال ييد الثاني ‪ ،‬عمى يد العثمانييف ‪ ،‬كما أسمفنا آنفاً ‪ .‬كمف بعد رحل‬

‫كلده ال يخ حسف ( ت ‪1011 :‬ق‪1602 /‬ـ ) إلى " العراؽ " لمدراسة ‪ ،‬مع أخيو ألمو‬ ‫دمحم بف عمي بف أبي الحسف ( ت ‪1009:‬ق‪1600 /‬ـ ) ‪ .‬كا ترطا عمى أستاذىما في‬

‫" النجق األ رؼ " أف ال يقرءا سكػ ما ىك " دخيل في االجتياد " (‬

‫‪ ، )9‬ألنيما‬

‫يبلياف العكدة إلى كطنيما ‪ ،‬الذؼ أخذ ي كك مف ندرة الفقياء ‪ ،‬بعد أف مزات مميـ‬

‫اليجرة كل ممزؽ ‪ .‬كفعبلً عادا كلبثا فيو حتى كفاتيما ‪ .‬كلكف دمحماً بف ال يخ حسف‬

‫المذككر ( ت‪1030 :‬ق‪1620 /‬ـ ) لـ يستطع الصمكد ‪ ،‬بعد أف أُحرات مكتبتو ‪.‬‬ ‫كطكحت بو اليجرة إلى مختمق البمداف ‪ ،‬حتى استراحت بو دركبو إلى ابر في " مكة "‬ ‫ّ‬ ‫كلده ال يخ عمي ( ت‪:‬‬ ‫(‪ ، )10‬حيث استقرت عائمتو زمناً مف بعده ( ‪ . )11‬كعاد ُ‬

‫‪1103‬ق‪1691 /‬ـ ) إلى الكطف ‪ ،‬كلكنو سرعاف ما تركو ‪ ،‬ليياجر إلى " أصفياف "‬

‫المرة ( ‪ . )12‬أما كلده اآلخر زيف الديف ( ت ‪1064 :‬ق‪1653 /‬ـ ) الذؼ‬ ‫نيائياً ىذه ّ‬ ‫يبدك أف أباه تركو في الكطف عندما ىاجر ‪ ،‬فقد تكفي ىك اآلخر في " مكة " ‪ ،‬بعد اف‬

‫أمضى حياتو متنقبلً بيف " العراؽ " ك " إيراف " ‪ .‬كىك القائل ‪:‬‬


‫ػداء‬ ‫سئ ػمػػت لػطػػكؿ تػنػق ػم ػػي الػ ػ ػ ػبػ ػي ػ ُ‬ ‫مكدع‬ ‫ما إف أرػ في الدىر غير ّ‬ ‫فقػػدت لطػػكؿ البػػيف عػين ػ ػ ػػي م ػػاؤىا‬

‫أبمى النكػ جمدؼ ‪ ،‬كأكاد في الح ا‬

‫األنضاء‬ ‫ترحمي‬ ‫ك كت لعظـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ػاء‬ ‫خبلً ‪ ،‬كتكديع الخم ػ ػيػػل عن ػ ُ‬

‫دماء‬ ‫فبكاؤىا ‪ ،‬بدؿ الدمكع ‪ُ ،‬‬ ‫إطفاء(‬ ‫نيراف كجد ما ليا‬ ‫ُ‬

‫‪.)13‬‬

‫أما عمي بف عمي بف أبي الحسف ‪ ،‬فقد ىاجر إلى " مكة " أيضاً ‪ ،‬كفييا تكفي‬ ‫ّ‬ ‫في السنة ‪1068‬ق‪1657 /‬ـ (‪ ، )14‬كمنيا رحل كلده جماؿ الديف ( ح ‪1097 :‬ق‪/‬‬

‫‪1685‬ـ ) إلى اليند ( ‪ )15‬كانقطعت أخباره ‪ .‬أما كلده اآلخر أبك الحسف ‪ ،‬فقد سكف‬ ‫"دم ق" غريباً ُاػػرب كطنو (‪. )16‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الصفدؼ ‪ :‬تاريخ األمير فخر الديف ‪. 2 - 1 :‬‬ ‫(‪ )2‬ركضات الجنات ‪/‬‬

‫‪ 290‬كاا أر الصفحات التالية ‪ .‬كاا أر سيرتو بقمـ تمميذه دمحم بف عمي العكدؼ‬

‫الجزيني في ‪ :‬الدر المنثكر مف المأثكر كغير المأثكر ‪ ،‬لحفيده الثاني عمي بف دمحم بف الحسف بف‬

‫زيف الديف ‪ 149 /2 :‬كما بعدىا ‪ .‬خصكصاً اإل ارة إلى تخّفيو في " جزيف " ‪ ،‬ص ‪. 183 /‬‬

‫(‪ )3‬آغا بزرؾ ‪ ،‬دمحم محسف الطيراني ‪ :‬الذريعة ‪. 22 – 21 / 14 :‬‬ ‫(‪ )4‬ال يخ حسيف بف عبد الصمد ‪ :‬الدراية ‪. 2 /‬‬

‫(‪ )5‬لؤلؤة البحريف‪ . 85/‬كالتفصيل في السيرة التي كتبيا ابنو في ‪ :‬الدر المنثكر ‪ 209 / 2 :‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪ )6‬الدر المنثكر ‪ 203 /2 :‬ك ‪. 209‬‬

‫(‪ )7‬المحبي ‪ ،‬دمحم بف فضل هللا ‪ :‬خبلصة األثر في أعياف القرف الحادؼ ع ر ‪. 49 / 4 :‬‬ ‫(‪ )8‬أمل اآلمل ‪ 35 / 1 :‬ك ‪ 50‬ك ‪ 66‬ك ‪ 82‬ك ‪ 109‬ك ‪ 111‬ك ‪ 113‬ك ‪ 114‬ك ‪ 116‬ك ‪ 117‬ك‬ ‫‪ 126‬ك ‪ 127‬ك ‪ 180‬ك ‪ 185‬ك ‪ 186‬ك ‪ 187‬ك ‪ 190‬ك ‪. 192‬‬

‫(‪ )9‬الكنى كاأللقاب ‪ ، 355 / 2 :‬الجزائرؼ ‪ ،‬نعمة هللا ‪ :‬األنكار العمانية ‪. 216 /‬‬ ‫(‪ )10‬الدر المنثكر ‪. 210 / 2 :‬‬ ‫(‪ )11‬المصدر نفسو كخبلصة األثر ‪ 192 /‬كسبلفة العصر ‪. 308 /‬‬ ‫(‪ )12‬سيرتو بقممو في ‪ :‬الدر المنثكر ‪ 238 / 2 :‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪ )13‬سبلفة العصر ‪. 308 /‬‬ ‫(‪ )14‬المصدر نفسو ‪. 302 /‬‬ ‫(‪ )15‬أمل اآلمل ‪. 46 / 1 :‬‬ ‫(‪ )16‬المصدر نفسو ‪. 192 / 1 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫الباب الثالث‬

‫مســرح الهــجـرة‬ ‫ـــ تمهيـــــد‬ ‫‪1‬ــ التشيع في " إيران " قبل الصفوييه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إعبلف الت يع كردكد الفعػ ػػل األكلى ‪.‬‬



‫تمييد ‪:‬‬ ‫ابل الدخكؿ إلى المسرح مع المياجريف العاممييف ‪ ،‬ال ّبد لنا مف الكاكؼ عػند‬ ‫كعػمى الخمفيات التي تعاممكا معيا ‪ .‬أعني بذلؾ التيارات التي كانت ِ‬ ‫فاعػم ًة داخل‬ ‫ّ‬ ‫الفقيية ‪ ،‬كبأنماطيـ‬ ‫انية ‪ .‬كجاء المياجركف بمفاىيميـ كأفكارىـ‬ ‫العقيدية ك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال عكب اإلير ّ‬ ‫ِ‬ ‫كبكل ما إلى ذلؾ ‪ .‬كعند ذلؾ حصل التفاعل بيف‬ ‫ػمككية ‪ ،‬كبمكاافيـ‬ ‫ّ‬ ‫الس ػ ّ‬ ‫األخبلاية ‪ّ ،‬‬ ‫الجػ ػ ُػدد ‪ ،‬كبيف الثكابت القائمة ‪ ،‬بكافة أ ػػكاليا ‪ :‬الثقاف ّػيػة كاالجتماعية‬ ‫الكافديف ُ‬ ‫كالسياسية ‪.‬‬

‫كالحقيقة أننا سنقتصر ىنا عمى دراسة أكضاع الت ّيع في " إيراف " ابل اليجرة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كتأثير لكجكد المياجريف‬ ‫ذلؾ ألف كل التفاعبلت التي أ رنا إلييا أعبله ‪ ،‬إنما حدثت‬ ‫العاممييف ‪ ،‬عامميف عمى ن ر الثقافة ال يع ّػية فييا ‪ .‬فضبلً عف أف تناكؿ المكضكع‬ ‫سيخدـ أغراضاً أخرػ ‪ ،‬كميا ىاـ ليذه الدراسة ‪ ،‬سنطرحيا‬ ‫مف ىذه الزاكية‬ ‫ُ‬ ‫كاستنتاجات خبلؿ البحث ‪.‬‬

‫أما فيما يعكد إلى التيارات األخرػ ‪ ،‬فسنعرض لما ىك ضركرؼ لمبحث منيا‬

‫في الباب التالي إف اء هللا ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬



‫التشيع في " إيران " قبل الصفويين ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا رسمنا خريطة ل ػ " إيراف " ‪ ،‬نظير عمييا التكزيع الجلرافي لم يعة اإلمامية‬

‫ابل الصفكييف ‪ ،‬بمساعدة المصادر البمدانية كالتاريخية ‪ ،‬نجد أف أكبر تجمع سكاني‬

‫تضميا دائرىا‬ ‫منيـ يتركز في الكسط باتجاه ال ماؿ ‪ .‬أؼ في الحكاضر الثبلث التي‬ ‫ّ‬ ‫أف ىذه‬ ‫مركزىا " اـ " ثـ " الر ّؼ " ( طيراف ‪ ،‬اليكـ ) ماالً ك " كا اف " جنكباً ‪ .‬ك ّ‬ ‫الكثافة تزداد كمما ااتربنا مف مركز الدائرة ‪.‬‬

‫صرت عمى أساس‬ ‫ىذا التكزيع يتّ ُ‬ ‫سق مع حقيقة تاريخية ‪ ،‬ىي أف " اـ " اد ُم ّ‬ ‫يعي ‪ ،‬أك أف الت يع اد رافق تمصيرىا ( ‪ ، )1‬كالظاىر أف الت يع اد ّع منيا ‪،‬‬

‫فإنيا كانت كما تزاؿ مرك اًز عممياً كدينياً لم يعة منذ عيد اإلماـ العسكرؼ (ع) (‪-323‬‬

‫‪260‬ق‪ 873 – 846 /‬ـ ) ‪.‬‬

‫كمنذ أكائل القرف السادس اليجرؼ ‪ /‬الثاني ع ر الميبلدؼ ‪ ،‬عمى األال ‪ ،‬كاف‬

‫أىل " كا اف " يعة إمامية (‬

‫‪ ، )2‬كاد استقبمت ال اه عباساً يكـ دخميا فاتحاً‬

‫بحماس‪ ،‬ككذلؾ " فيف " المجاكرة ( ‪ . )3‬ككاف كل أىل " ماه آباد " ‪ ،‬المجاكرة أيضاً ‪،‬‬ ‫يعة إمامية ( ‪ " . )4‬أما الر ّؼ " فقد كانت مرك اًز لمت ّيع منذ القرف الرابع اليجرؼ ‪/‬‬

‫كراـ " غير القصية عنيا (‪. )6‬‬ ‫العا ر الميبلدؼ (‪ ، )5‬ككذلؾ " ّ‬ ‫فإذا تطمعنا خارج ىذه الدائرة ‪ ،‬نجد تجمعات سكانية يعية كبيرة ‪ ،‬في كل‬

‫أنحاء " إيراف " تقريباً ‪ :‬ارب " أصفياف " ارية يعية اسميا " آكة " ( ‪ ،)7‬ارتبط اسميا‬ ‫بمحاكلتي ت ّيع في " إيراف " ما ابل الصفكييف ( ‪ . )8‬حتى " أصفياف " نفسيا ‪ ،‬كاف‬ ‫اما " ساكة " المجاكرة فقد كاف أىميا افعية ‪ ،‬كلكف‬ ‫اسـ كبير مف أىميا يعة ( ‪ّ . )9‬‬ ‫ريفيا يعة إثني ع رية (‪.)10‬‬

‫أما المناطق الجبمية ال مالية عمى سكاحل بحر"ازكيف"‪ .‬فقد كاف أىل "جرجاف"‬ ‫ّ‬ ‫م يكريف بالت يع منذ أياـ اإلماـ عمي بف مكسى الرضا(ع) ( ‪203 – 153‬ق‪770 /‬‬

‫– ‪ 818‬ـ) (‪ . )11‬ككانت جماعات يعية كبيرة تقيـ في "الطالقاف" ( ‪ )12‬التي خرج‬


‫منيا الصاحب بف عباد ‪ ،‬كزير البكييييف ال يير ‪ .‬كفي " طبرستاف " (مازندراف) ‪،‬‬

‫يدية ‪ ،‬كعندما ظيرت الدكلة الصفكية ‪،‬‬ ‫كخاصة في اراىا ‪" :‬سارؼ" ك"إرـ" كاف أىمو ز ّ‬ ‫لـ يجدكا صعكبة في إعبلف أنفسيـ إثنى ع رية (‪.)15‬‬

‫ُيضاؼ إلى كل ذلؾ مراكز متفراة ‪ " :‬فراىاف " ( ‪ ، )16‬مف رساتيق " ىمذاف "‬ ‫سنياً اكياً ‪ ،‬ك " تفريش " ( ‪ )17‬ك " اردستاف" ك‬ ‫التي ‪ ،‬أؼ " ىمذاف " ‪ ،‬كانت مرك اًز ّ‬ ‫أامية في " ازكيف " ‪.‬‬ ‫"نياكند" ك " م كيف "(‪ )18‬ك ّ‬ ‫أما " خراساف " ‪ ،‬فقد كاف ال يعة يتركزكف فييا في " ني ابكر" ك " سبزاكر" ك‬

‫"م يد" ( ‪ . )20‬فضبلً عف أنيا كانت ميداً لمحاكلتيف يعيتيف مف ابل ‪ ،‬كما سنرػ‬

‫بعد اميل ‪ .‬يضاؼ إليو ‪ ،‬أف الخاف دمحم يباني األزبكي ( ‪916 – 900‬ق‪– 1494 /‬‬

‫‪ 1510‬ـ) ذبح ال يعة فييا بكح ية ‪ ،‬مما أثار غضب ال اه إسماعػيل األكؿ فحاربو‬ ‫كاتمو (‪. )21‬‬

‫ىذا ‪ ،‬ثـ عمينا أف نبلحع ‪ ،‬أف ىذه التجمعات ال يعية لـ تكف خامدة أبداً ‪،‬‬

‫خاصة مف الناحية الثقافية ‪ .‬كىذا ما تظيره لنا كثرة المدارس التي أاامتيا ‪.‬‬

‫ففي " الرؼ " ‪ ،‬المركز التقميدؼ لم يعة ‪ ،‬أُن ػئت في عيد السبلجقة مدرستاف‬

‫عدة مدارس ‪ .‬ككاف في " اـ " تسع مدارس ‪ .‬فضبلً عف‬ ‫(‪ ، )22‬ككاف إلى جانبيا ّ‬ ‫المدارس الكثيرة المن رة في " كا اف " ك " آكة " ك " كراميف " ك " سبزاكر" (‪.)23‬‬

‫ذلؾ كّمو إذا ذكرنا الت يع اإلمامي ‪ ،‬المحدد بالفقو كالكبلـ المعيكديف ‪ .‬بيد إنو‬

‫كاف إلى جانب ذلؾ حركات يعية ‪ ،‬استقطبت جميك اًر كاسعاً ‪ ،‬كاستقت مادتيا مف‬ ‫تصكؼ ذؼ لكف يعي ‪.‬‬ ‫ت يع ذؼ صبلة صكفية ‪ ،‬أك ّ‬ ‫نذكر منيا الطريقة النكربخ ية ‪ ،‬المنسكبة إلى دمحم نكر بخش (‬

‫‪-795‬‬

‫‪869‬ق‪ 1465 – 1393 /‬ـ) ‪ ،‬الذؼ كرث طريقة السيد عمي اليمداني ‪ ،‬كاكتفى يكـ‬

‫البيعة بإثني ع ر خصاً ‪ ،‬عمى عدد األئمة (‪ ، )24‬كاجتمع حكلو مريدكف كثيركف ‪،‬‬ ‫بحيث حاكؿ إاامة دكلة يعية صكفية ‪ ،‬كما فعل الصفكية مف بعد ‪ ،‬كذلؾ في السنة‬

‫‪826‬ق‪ 1423 /‬ـ ( ‪ ، )25‬كلكف الحركة أُجيضت ‪ ،‬كاستمرت النكربخ ية طريقة‬

‫صكفية يعية ‪ .‬التقت ‪ ،‬فيما بعد ‪ ،‬مع اىداؼ الدكلة الصفكية ‪ ،‬بحيث أف أتباعيا لـ‬ ‫يجدكا كبير عناء في إعبلف أنفسيـ يعة إمامية ‪ ،‬ألف ذلؾ لـ يكمفيـ تليي اًر في‬

‫كيانيـ ‪ .‬كبحيث أف ال اه إسماعيل األكؿ ‪ ،‬لما دخل " تستر" ‪ ،‬كاف يرضى مف‬ ‫الناس جكاباً ‪ ،‬حيف يسأؿ عف عقيدتيـ ‪ " :‬نحف عمى طريقة السيد نكر هللا " أؼ ال يخ‬

‫النكربخ ي ( ‪ . )26‬ككانت ىذه الحركة مؤىم ًة ألف تقكـ في " إيراف " ‪ ،‬بنفس الدكر‬


‫الذؼ ااـ بو الصفكيكف ‪ ،‬لكال – ربما – الخطأ في التكايت ‪ ،‬فضبلً عف عكامل أخرػ‪،‬‬ ‫ليس ىذا مكاف الخكض فييا ‪.‬‬

‫كما اف عمينا أف نذكر الت يع الصكفي ‪ ،‬الذؼ كاف صبلة القبائل التي استقت‬

‫اكتيا الدافعة ( ‪ . )27‬ثـ حركة الم ع عييف في " إيراف " التي‬ ‫منيا الحركة الصفكية ّ‬ ‫بدأت بداية يعية غالية ‪ ،‬كانتيت إمامي ًة ُمعتدلة (‪. )28‬‬ ‫ُيضاؼ إلى كل ذلؾ ‪ ،‬حقيقة تتصل بكاعع كا في ‪ ،‬كماؿ الديف ‪ ،‬حسيف بف‬ ‫عمي ( ت ‪910 :‬ق‪1504 /‬ـ ) ككتابو ال يير " ركضة ال يداء " ‪ .‬فقد أّلق ىذا‬

‫المتعدد الثقافات ‪ ،‬كتابو ىذا في سيرة اإلماـ الحسيف (ع)‬ ‫الكاعع المكىكب ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ك يادتو‪ُ ،‬ليتمى في المجالس المعقكدة ليذا اللرض ‪ ،‬كىذه عيرة يعية خالصة ‪ .‬ثـ‬

‫صدػ بعيد في المجتمع القارغ لمفارسية ‪ ،‬بحيث صارت تبلكتو‬ ‫كاف ليذا الكتاب‬ ‫ً‬ ‫لمقراء الذيف يحيكف ىذه المجالس ‪،‬‬ ‫لل الناس ال اغل ( ‪ ، )29‬كبحيث أعطى اسمو ّ‬

‫فصار " ركضة خكاف " أؼ ‪ :‬اارغ الركضة ‪ .‬كما يزاؿ كذلؾ في " إيراف "ك " العراؽ"‬ ‫حتى اليكـ ‪ .‬كىذا كمو كاضح الداللة عمى مكضع الت يع مف " إيراف " في ىذه الفترة ‪.‬‬ ‫محصل ما ذكرناه ُينبئ عف تلملل الت يع كبلمياً كصكفياً ‪ ،‬في المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫أف الت يع كاف امبلً تتعمق بو‬ ‫الفارسي ‪ ،‬ابل الصفكييف ‪ُ .‬‬ ‫كنضيق اآلف بسرعة ‪ّ ،‬‬

‫الطبقات الضعيفة مف الحرفييف ‪ ،‬سكاف المدف ‪ ،‬كصلار المبلكيف كالصناع عمى‬

‫اختبلفيـ ( ‪ ، )30‬كاف الحركات الثكرية الفبلحية ‪ ،‬التي ثارت طكاؿ عيكد كثيرة مف‬ ‫تاريخ " إيراف " ابل الصفكييف ‪ ،‬كانت مصبكغة بالت يع ب كل أك بآخر (‬

‫‪ .)31‬كال‬

‫يفسر لنا كثرة‬ ‫ؾ أف تلملل الت ّيع ‪ ،‬بكافة أ كالو ككجكىو ‪ ،‬في ال عب اإليراني ‪ّ ،‬‬ ‫محاكالت إاامة أنظمة يعية فييا ‪.‬‬ ‫فقد افتتح العيد اإليمخاني بممؾ ‪ ،‬أعمف ت يعو يكـ اعتمى العرش ‪ .‬ذلؾ ىك‬

‫غازاف خاف محمكد ( ‪703 – 679‬ق‪1303 – 1280/‬ـ ) ( ‪ ، )32‬كضرب نقكداً‬ ‫ذىبية كبيرة نق ت عمييا آيات ارآنية كأسماء األئمة االثني ع ر (‬

‫‪ . )33‬كظمت‬

‫المحاكلة محصكرة ‪ ،‬حتى جاء إلى الحكـ أخكه أكلجايتك دمحم خدابنده ( ‪716-703‬ق‪/‬‬

‫‪1316 -1303‬ـ ) فأعمف الت يع مذىباً رسمياً لمدكلة ‪ .‬كذلؾ عمى أثر محاكرٍة جرت‬ ‫بيف يديو ‪ ،‬بيف القاضي نظاـ الديف بف عبد الممؾ ال افعي كتاج الديف اآلكؼ ‪ .‬ثـ‬

‫استدعى العبلّمة الحمي ‪ ،‬الحسف بف يكسق بف المطير ( ‪728 -638‬ق‪– 1250 /‬‬

‫‪1327‬ـ ) ‪ ،‬الذؼ كتب باسمو كتابيو "منياج الكرامة في اإلمامة " ك " منياج اليقيف‬

‫في أصكؿ الديف " ( ‪ .)34‬كربما ن طت خبلؿ ذلؾ حركة تعميـ يعية ‪ ،‬استُحدثت ليا‬


‫أساليب جديدة (‪ . )35‬كأخي اًر كصل األمر إلى نيايتو بكفاة دمحم خدابنده ‪ ،‬كاياـ األمير‬ ‫جكباف كصياً عمى كلده القاصر أبي سعيد ‪ ،‬فقاكـ االتجاه ال يعي مقاكمة عنيفة ‪.‬‬ ‫نذكر أيضاً عمياً بف المؤيد ‪ ،‬ممؾ خراساف ( ت‪:‬‬

‫‪795‬ق‪1392 /‬ـ ) الذؼ‬

‫ضرب السكة باسـ األئمة االثني ع ر ‪ ،‬ثـ التفت صكب " جبل عامل " حيف أراد‬

‫إغناء محاكلتو معرفياً ‪ ،‬كما فعل الصفكيكف مف بعد ‪ ،‬فبعث صاحبو مس الديف دمحماً‬ ‫اآلكؼ ‪ ،‬إلى ال ييد األكؿ يستقدمو ‪ ،‬فأبى كاعتذر إليو ‪ ،‬كبعث كتابو ال يير "الممعة‬

‫تيمكر الببلد في السنة‬ ‫الدم قية" ليككف مر د دكلتو ال يعية العتيدة ( ‪ . )36‬ثـ اجتاح‬ ‫ُ‬ ‫‪783‬ق‪1381 /‬ـ كضاع كل ذلؾ في الطكفاف ‪ .‬كلكف أمي اًر مف نسل تيمكر‪ ،‬ىك‬

‫حسيف بف بياا ار ‪ ،‬سمطاف "خراساف " كما كاالىا ( ‪911 – 875‬ق‪1505 -1470 /‬ـ‬

‫) ّثنى عمى المحاكلة ‪ ،‬ككبحيا كزيره المتسمط " مير عمي ير نكائي " ال اعر ال يير‬ ‫بناء عمى طمب‬ ‫(‪ . )37‬كلقد أّلق كاعع كا في كتابو الذؼ سبقت اإل ارة إليو آنفاً ‪ً ،‬‬ ‫مر د الدكلة عبد هللا ‪ ،‬اريب السمطاف(‪.)38‬‬

‫ميدت بتمؾ الحقائق أماـ الباب التالي ‪ ،‬لتزكدنا بصكرة كاضحة عف أىـ‬ ‫ُ‬ ‫عناصر األرضية ‪ ،‬التي كاجييا المياجركف العامميكف في " إيراف " ‪ .‬ثـ لتقكدنا إلى‬

‫صكرة أكثر داة لما فعمو الصفكيكف ‪ ،‬تحديداً ال اه إسماعػيل األكؿ ‪ ،‬إذ أعمنكا الت يع‬ ‫مياالً إلى تعديل الصبلة‬ ‫في " إيراف " ‪ .‬كاعتقد أف تمؾ الصكرة ال اممة ‪ ،‬تجعل القارغ ّ‬ ‫التي أسقطيا الكثيركف مف المؤلفيف ‪ ،‬عمى حقيقة ما فعمو أكلئؾ ‪ ،‬ككصفو بأنو كاف‬

‫فرضاً لممعتقد بقكة السيق ‪ ،‬عمى عب بأكممو ‪ ،‬إلى القكؿ ‪ ،‬بأف األمر كاف أ بو‬ ‫نضجيا ‪ ،‬كأصبحت مييأة لمقطاؼ ‪ ،‬فجاء الصفكيكف كدفعكىا إلى‬ ‫بجني ثمرة طاؿ‬ ‫ُ‬ ‫نيايتيا المحتكمة ‪.‬‬

‫لست أبلي أف ُيفيـ مف ذلؾ أف األمكر اد جرت ُبيسر كدكف تعقيد ‪ ،‬مف ضمنو‬ ‫ىيبة ذؼ السمطاف كسيفو الدامي ‪ .‬فيذه مباللة تُجانب الحقيقة مف الجانب اآلخر ‪.‬‬

‫إف مكاق الجميكر األعظـ لـ يكف مكاق الكاره كالمقاكـ لما يجرؼ‬ ‫بل أريد أف أاكؿ ‪ّ :‬‬ ‫‪ .‬كاف ما رافق ىذه الخطكة مف مظالـ ‪ ،‬لـ يكف نتيجة إلعبلف الت يع مذىباً رسمياً ‪،‬‬ ‫مرت بسبلـ أكثر مف مرة ‪ ،‬بل نتيجة ألسمكب ال اه‬ ‫فقد رأينا أف خطكة كيذه اد ّ‬ ‫إسماعػيل األكؿ كمحاكلتو فرض ما يريده فرضاً ‪ .‬كذلؾ في البداية ‪ ،‬كلفترة اصيرة ‪،‬‬ ‫كابل ىجرة الفقياء العاممييف ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬يااكت ‪ :‬معجـ البمداف ‪ . 98 – 397 / 4 :‬ككاف تمصيرىا في السنة ‪83‬ق‪702 /‬ـ‪ ،‬عمى أثر ثكرة‬ ‫ابف األ عث " كاع بعض مف كاف في جممتو في ناحية " اـ " بينيـ عبد هللا بف سعد بف مالؾ ‪،‬‬

‫ككاف لو كلد ُربي " بالككفة " فانتقل منيا إلى " اـ " ‪ ،‬ككاف إمامياً ‪ ،‬فيك الذؼ نقل الت يع إلييا ‪،‬‬ ‫كراجع أيضاً آثار الببلد كأخبار العباد لمقزكيني‪ . 442 /‬لكف دمحم الحسيف ناصر ال ريعة ‪ ،‬في‬ ‫"تاريخ اـ " المقدمة ‪ /‬د ‪ ،‬يرػ أف "اـ " كانت مكجكدة ابل اركف مف ظيكر اإلسبلـ ‪ ،‬استناداً إلى‬ ‫أنيا ذكرت في ال اىنامة لمفردكسي ‪ ،‬مما يدؿ عمى ا تيارىا في عيد الساسانييف ‪ .‬كالجمع بيف‬

‫الخبريف سيل ‪ ،‬فمعل ما ذكره يااكت كالقزكيني ناظر إلى عمرانيا كتكسعيا ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الركاندؼ ‪ ،‬دمحم بف عمي بف سميماف ‪ :‬راحة الصدكر كآية السركر ‪/‬‬

‫‪ 74‬ك ‪ 101‬ك ‪. 548‬‬

‫كالمستكفي ‪ :‬نزىة القمكب ‪ . 74 /‬مراصد اإلطبلع ‪. 1057 / 3 :‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪Browne, “ A Literary History of Persia “ vol. 4, p. 56.‬‬

‫ك ‪ :‬حبيب السير ‪. 74 – 473 / 4 :‬‬

‫(‪ )4‬ركضات الجنات ‪. 215 /‬‬

‫الليبة " إلى أىل‬ ‫(‪ )5‬كتب ال يخ الصدكؽ ‪ ،‬دمحم بف عمي بف بابكيو ( ت‪381 :‬ق‪991 /‬ـ ) رسالة في َ‬ ‫الرؼ كالمقيميف بيا " الكنتكرؼ ‪ ،‬إعجاز حسيف ‪ :‬ك ق الحجب كاألستار عف أسماء الكتب كاألسفار‬ ‫‪ . 275 /‬كراجع أيضاً ‪ :‬راحة الصدكر ‪ 74/‬ك ‪ ، 101‬نزىة القمكب ‪. 59 /‬‬ ‫(‪ )6‬معجـ البمداف ‪. 370 /5 :‬‬ ‫(‪ )7‬نزىة القمكب ‪ 59 /‬كمعجـ البمداف ‪. 50 / 1 :‬‬

‫(‪ )8‬رأينا أف مس الديف دمحماً اآلكؼ كاف رسكؿ عمي بف المؤيد إلى ال ييد ‪ ،‬في "جزيف" ‪ ،‬كسنرػ أف‬ ‫تاج الديف اآلكؼ ‪ ،‬ساىـ مساىمة كبيرة في دفع دمحم خدابنده إلى إعبلف الت يع مذىباً رسمياً ‪.‬‬ ‫(‪ )9‬ابف بطكطة ‪ :‬الرحمة ‪. 124 /‬‬ ‫(‪ )10‬نزىة القمكب ‪. 68 /‬‬ ‫(‪ )11‬البحراني ‪ ،‬ىا ـ ‪ :‬مدينة المعجزات في النص عمى األئمة اليداة ‪. 495 /‬‬ ‫(‪ )12‬مجالس المؤمنيف ‪. 42 /‬‬ ‫(‪Baussani, A. Religion in the Selguk period “ The Third plate in )13‬‬ ‫‪The 5th vol. fo “ The Cambridge History of Iran p. 294.‬‬

‫)‪ )14‬مجالس المؤمنيف ‪ 32 – 31 /‬ك ‪ ، 44‬عمى التكالي ‪.‬‬ ‫(‪ )15‬المصدر نفسو ‪. 42 /‬‬ ‫(‪ )16‬راحة الصدكر ‪ 548 ، 58 /‬كنزىة القمكب ‪. 76 /‬‬ ‫(‪)17‬‬

‫‪Baussani, op. cit. p. 294‬‬

‫)‪ )18‬نزىة القمكب ‪. 94/‬‬ ‫(‪ )19‬المصدر نفسو ‪. 63 /‬‬


‫(‪)20‬‬

‫‪Bausani, op. cit. p. 29.‬‬

‫)‪)21‬‬

‫‪Browne, op. cit. vol. 4. P. 60.‬‬

‫(‪)22‬‬

‫‪Baussani, op. cit. p. 174.‬‬

‫(‪)23‬‬

‫‪Baussani, loc. Cit.‬‬

‫كاسماعيل ميجكرؼ ‪ :‬تاريخ مازندراف ‪. 203 / 1 :‬‬

‫(‪ )24‬ك (‪ )25‬مجالس المؤمنيف ‪. 304 /‬‬

‫(‪ )26‬ال يبي ‪ ،‬كامل مصطفى ‪ :‬الفكر ال يعي كالنزعات الصكفية حتى القرف الثاني ع ر ‪. 341 /‬‬

‫(‪ )27‬القرماني ‪ :‬تاريخ الدكؿ ‪ . 344 /‬يقكؿ ‪ " :‬فخرج عند ذلؾ اه إسماعيل ‪ ،‬كأتى الىجاف ‪ ،‬ككاف بيا‬ ‫فييجكه كعّممكه الرفض " ‪.‬‬ ‫يعة مف أحباء أبيو ‪ّ ،‬‬ ‫(‪ )28‬أعياف ال يعة ‪ . 21 / 30 :‬كلمتكسع ‪ّ :‬بر ‪ ،‬جاسـ ‪ :‬تاريخ الم ع عييف كتراجـ اعبلميـ ‪.‬‬ ‫(‪ )29‬الفكر ال يعي كالنزعات الصكفية ‪. 245 /‬‬

‫(‪ )30‬زريف ككب ‪ ،‬عبد الحسيف ‪ " :‬مبلحظات انتقادية عمى تاريخ كمبردج إليراف " مقالة في مجمة "‬ ‫المعارؼ اإلسبلمية " ير جمادػ األكلى ‪1393‬ق‪ 1973 /‬ـ ‪.‬‬ ‫‪Baussani , “ The Persians “ p. 130 .‬‬

‫(‪)31‬‬

‫(‪ )32‬كاف بكذياً كأعمف إسبلمو يكـ اعتمى العرش ‪ .‬كاد استيل عيداً جديداً يعرؼ بالعيد اإليمخاني " كلـ‬ ‫يعد تابعاً لخانات الملكؿ ‪.‬‬

‫(‪ )33‬بدر ‪ ،‬الدكتكر مصطفى ‪ :‬ملكؿ إيراف بيف اإلسبلـ كالمسيحية ‪. 33 – 32 /‬‬ ‫(‪ )34‬ابف كثير ‪ :‬البداية كالنياية ‪ ، 77 / 14 :‬ابف بطكطة ‪ :‬الرحمة ‪ ،128 /‬مجالس المؤمنيف ‪. 390 /‬‬ ‫كنقل انو كجد في أكاخر بعض كتب العبلمة الحمي ‪ ،‬كاكع‬ ‫(‪ )35‬ركضات الجنات ‪ . 176 /‬كىنا يقكؿ ‪ُ " :‬‬ ‫الفراغ منو في المدرسة السيارة في كرمان اه " كىذا أمر ‪ ،‬إف ثبت ‪ ،‬يفيـ منو إن اء مدارس متنقمة ‪،‬‬

‫لتعميـ الناس أصكؿ الت يع ‪ ،‬تحت إ رافو ‪.‬‬ ‫(‪ )36‬راجع الفصل الثالث مف الباب الثاني ‪.‬‬ ‫(‪ )37‬دىخدا ‪ :‬للت نامو ‪. 22 / 150 :‬‬

‫(‪ )38‬الفكر ال يعي كالنزعات الصكفية ‪ ، 344 /‬نقبلً عف " ركضة ال يداء " ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫وردود الفعـل األُولى ‪:‬‬ ‫التشيع‬ ‫إعالن‬ ‫‪-2‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫عار إسماعػيل األكؿ كأنصاره ‪ ،‬في أكؿ معركة خاضكىا ‪ " :‬هللا ‪ ،‬هللا ‪،‬‬ ‫كاف‬ ‫ُ‬ ‫عمي كلي هللا " ( ‪ . )1‬كأنما أراد بيذا ال عار أف يصرخ بيكية الدكلة الجديدة ‪ .‬كليمة‬ ‫ّ​ّ‬ ‫تتكيجو في " تبريز" أعمف أف الت يع ىك المذىب الكحيد المسمكح بو ‪ .‬كأصدر أم اًر بأف‬ ‫يخطب خطباء " آذربيجاف " باسـ األئمة االثني ع ر ( ‪ ، )2‬كأف يككف األذاف ب ػ أ يد‬

‫أف عمياً كلي هللا ك حي عمى خير العمل " ( ‪ . )3‬كىذه كميا عائر لـ ُيصرخ بيا في‬ ‫ّ‬ ‫دار اإلسبلـ منذ أربعمائة كتسع كخمسيف سنة ‪ ،‬أؼ منذ دخكؿ " طلرؿ بؾ السمجكاي‬

‫" " بلداد " في السنة ‪448‬ق‪1056 /‬ـ ( ‪ )4‬كاطع الخطبة باسـ الخميفة الفاطمي ‪.‬‬

‫المبتَ َػدع في إاامة الصبلة " (‪.)5‬‬ ‫كما أمر أئمة المساجد " بنسخ المذمكـ ك ُ‬ ‫صمماً عمى أف تُنفذ‬ ‫كانت في " تبريز " أكثرية غير يعية ‪ .‬إال أف ال اه بدا ُم ّ‬ ‫سين ئ‬ ‫أكامره ‪ .‬حتى بعد أف جاءه النذير ‪ ،‬مف بعض ال يعة المحمييف ‪ ،‬بأف ذلؾ ُ‬

‫تـ بيدكء فيما بعد ‪ .‬بل إف ال اه الجديد‬ ‫كضعاً صعباً ( ‪ . )6‬كيبدك أف كل يء اد ّ‬ ‫المممكء حماسة ‪ ،‬حصل عمى مساعدة ثمينة ‪ ،‬حينما أخرج إليو ااضي البمد نصر هللا‬

‫أمس الحاجة إليو(‪.)7‬‬ ‫زيتكني كتاباً في الفقو الجعفرؼ ‪ ،‬كانت الحركة الجديدة في ّ‬ ‫ىذا األسمكب الحاسـ ‪ ،‬اتبعو ال اه إسماعيل حيثما امتد ظّمو ‪ .‬كحيف كاف‬

‫ظـ لو االستقباالت الحا دة ‪ ،‬كاف مف‬ ‫الجميكر يستكيف إلى حكـ ال اه الجديد ‪ ،‬أك ين ّ‬

‫حل ‪ ،‬أعني‬ ‫الفقياء غير ال يعة مف‬ ‫ّ‬ ‫يتصدػ لمراميو ‪ .‬كاذ ذاؾ يمجأ إلى أسيل كأفظع ّ‬ ‫القتل ‪ .‬كىكذا سقط منيـ ضحايا (‪ )8‬كفػ ػ ػ ّػر بعضيـ إلى العثمانييف (‪. )9‬‬ ‫نجد منيـ مف اتخذ بيف ذلؾ سبيبلً ‪ ،‬فتعاطق مع أغراض ال اه ‪ ،‬بل‬ ‫بيد إننا ُ‬ ‫كساىـ في ن ر الت يع فيما بعد ‪ .‬مثل األمير جماؿ الديف عطاء هللا الحسيني‬

‫الد تكي ال يرازؼ ‪ ،‬الذؼ " خطب في ىراة ابل كركد السمطاف ( ‪ ) .....‬ألجل‬ ‫تطييب خكاطر الناس ‪ ،‬كحثّيـ عمى متابعة أىل البيت" (‬

‫‪ ، )10‬كايل إنو " ترؾ‬

‫مطالعة أحاديث العامة " ( ‪ ، )11‬بحيث استحق ما كصفو بو عبد هللا أفندؼ ‪ ،‬فيما‬

‫بعد بأنو " مف أفاضل عمماء اإلمامية في دكلة ال اه إسماعيل " ( ‪ . )12‬كمثل دمحم بف‬

‫أحمد الخفرؼ ( ت‪957 :‬ق‪1550 /‬ـ ) الذؼ اتّقى القتل ‪ ،‬كأااـ فيما بعد في "كا اف"‬ ‫السير" عمى األاػل ‪ ،‬أؼ حتى السنة‬ ‫مركز الت ّيع القديـ ‪ ،‬حتى سنة تأليق " حبيب ّ‬

‫‪930‬ق‪1523 /‬ـ ‪ ،‬يقكـ بكظيفة اإلفتاء طبقاً لممذىب الجعفرؼ (‪ . )13‬ك ّأنو عند ادكـ‬ ‫أارىا " ( ‪ .)14‬ككذلؾ‬ ‫عمي بف عبد العالي الكركي إلى المدينة ‪" ،‬اطمع عمى فتاكاه ك ّ‬


‫الكىاب بف األميرعبد اللّفار‪ ،‬الذؼ كاف يخاً لئلسبلـ في"تبريز" منذ عيد‬ ‫األميرعبد ّ‬ ‫أاره ال اه‬ ‫السمطاف يعقكب بف أكزكف حسف ( ‪896 -884‬ق‪1490 -1471 /‬ـ ) ك ّ‬ ‫إسماعيل في منصبو ‪ ،‬حتى أرسمو في سفارة لدػ السمطاف سميـ‪ ،‬فاحتجزه لديو حتى‬

‫تكفي في السنة ‪927‬ق‪1520 /‬ـ (‪ . )15‬كالقاضي مس الديف الجيبلني ‪ ،‬أكؿ مف‬ ‫أسند إليو ال اه إسماعػيل منصب الصدارة ك "ضبط مكاكفات الممالؾ " (‬ ‫ككذلؾ األمير جماؿ الديف بف عبد هللا االسترابادؼ (ح‪:‬‬

‫الدكاني ال يير ( ت ‪:‬‬ ‫جبلؿ الديف ّ‬ ‫إسماعيل ‪ ،‬بعد القاضي الجيبلني (‪. )17‬‬

‫‪. )16‬‬

‫‪929‬ق‪1522 /‬ـ ) تمميذ‬

‫‪908‬ق‪1502 /‬ـ ) كالصدر في دكلة ال اه‬

‫تصكر لبداية‬ ‫ُ‬ ‫أفضت في سرد ىذه األسماء كالمبلبسات ‪ ،‬لكي تضعنا أماـ ّ‬ ‫جيد لمبدء في رصد الحياة العقمية ‪،‬‬ ‫نيضة الت ّيع في ببلد فارس ‪ .‬كانيا أيضاً‬ ‫مدخل ٌ‬ ‫ٌ‬

‫التي دارت حكؿ ن ر الت ّيع اإلمامي فييا ‪.‬‬ ‫إذف ‪ ،‬في البدء ‪ ،‬كجزئياً عمى األال ‪ ،‬ااـ فقياء ُسّنة في األساس ‪ ،‬ركبكا التيار‬ ‫الجديد ‪ ،‬بن ر التعميـ ال يعي ‪ .‬كىذا كمو ي ي ُبنػدرة مصادر كفقياء ال يعة ‪ ،‬بالنسبة‬

‫لحجـ الدكلة الجديدة كم ركعيا ‪ ،‬كبالصعكبات التي كانت تعترض ن ر كااامة الت ّيع‬ ‫عمى أساس متيف ‪.‬‬

‫عمى أف ىذه ( الصعكبات ) تبدك لنا ذات أثر جانبي ‪ ،‬حيف ُنضيق إلى ما‬ ‫عرفناه ‪ ،‬أف ال اه إسماعيل ُ لل بال ؤكف السياسية كالعسكرية لدكلتو النامية ‪ ،‬فمـ‬ ‫ِ‬ ‫يكؿ األمر عناية خاصة ‪ .‬كالذؼ نظنو أف ذلؾ يتّصل أيضاً بالصكرة الساذجة ‪ ،‬التي‬

‫يعية يلمب عمييا الطابع‬ ‫كاف يحمميا عف الت ّيع ‪ .‬فقد عاش طفكلتو في بيئة‬ ‫ّ‬ ‫الصكفي ‪ ،‬لـ تعرؼ الت يع فقياً ككبلماً ‪ ،‬كلـ تحّقق اتصاالً ذا باؿ بالمراكز العممية‬ ‫ال يعية ‪ .‬فضبلً عف أف حياتو العاصفة ‪ ،‬بما صاحبيا مف نضج مبكر ‪ ،‬لـ تكف‬ ‫الطراز المناسب لبناء إنساف يقدر أثر التلييرات العقمية التقدير الذؼ تستحقو ‪.‬‬ ‫حقاً ‪ ،‬لقد أااـ الرجل تنظيماً مرتجبلً لن ر التعميـ ال يعي (‬

‫‪ ، )18‬كلكننا ال‬

‫ن يد لذلؾ كبير أثر ‪ .‬كما حّقق اتصاالً مبك اًر كمبا اًر بػ ػ ػ " اـ " ك " النجق "‬ ‫الجامعتيف العريقتيف لم يعة ‪ ،‬كلكننا ال نعرؼ أنو حاكؿ اإلفادة منيما ‪ُ .‬يضاؼ إلى‬

‫كل ذلؾ ‪ ،‬أف ال يخ عمياً بف عبد العالي الكركي ‪ ،‬العاممي صاحب الدكر الياـ جداً‬

‫في ن ر التعميـ ال يعي في الراعة اإليرانية ‪ ،‬في عيد كلده طيماسب ‪ ،‬كاف في عيده‬

‫يمق التقدير البلئق‬ ‫أتمو في عيد طيماسب ‪ ،‬كلكف عممو لـ َ‬ ‫ىك في " إيراف " كبدأ ما ّ‬ ‫مف ال اه إسماعيل ‪ ،‬فانقمب عائداً إلى حيث أتى (‪. )19‬‬


‫ىكذا يمكف القكؿ ‪ ،‬اف المستكػ المتكاضع الذؼ حققو التعميـ ال يعي ‪ ،‬في‬

‫اكتيا الذاتية كفقياؤىا‬ ‫"إيراف" الصفكية ‪ ،‬حتى ىذه الفترة ‪ ،‬يمثّل أاصى ما تعطيو ّ‬ ‫لكف كل يء كاف يفرض عمبلً أكثر جدكػ ‪ .‬خاصة كاف الدكلة النامية‬ ‫المحميكف ‪ّ .‬‬

‫الطمكحة ‪ ،‬كانت المناجز الطبيعي لمدكلة العثمانية المترامية األطراؼ ‪ ،‬كالتي‬ ‫الممِثّػل الرسمي لمتيار التقميدؼ في العالـ اإلسبلمي ‪ .‬كأاامت نظاماً سياسياً‬ ‫أصبحت ُ‬ ‫سنده‬ ‫ركيناً ‪ ،‬خمفيتو مبدأ " الخبلفة " العريق ‪ .‬أما الحكـ الصفكؼ ‪ ،‬فقد كانت َ‬ ‫اللمب ُة َ‬ ‫الكحيد حتى اآلف ‪ .‬ككاف كضع الت ّيع في ميزاف الصراع السياسي ‪ ،‬بجعل أفكاره‬

‫كمبادئو ‪ ،‬بل ُمجمل بنيتو الثقافية الضخمة ‪ ،‬خمفية لمحكـ الصفكؼ ‪ ،‬يقتضي تمتيف‬ ‫تمزؽ ‪،‬‬ ‫كحده الحكـ الصفكؼ بعد طكؿ ّ‬ ‫كضعو أكالً في الجميكر اإليراني ‪ .‬الذؼ ‪ ،‬كاف ّ‬ ‫إال أف ىذه الكحدة السياسية ‪ ،‬لف تصبح حقيقة اائمة ‪ ،‬ما لـ ترافقيا كحدة ركحية‬

‫تحقيق ٍ‬ ‫أمر‬ ‫حقيقية كعػميقة ‪ .‬كما مف ؾ أف ليس بكسع السمطاف ككسائل السمطاف‬ ‫َ‬ ‫كيذا ‪.‬‬

‫ىكذا تكاق كل يء عمى مدد يأتي مف الخارج ‪ .‬كلف يتكّفى ال اه إسماعػيل‬ ‫(ت‪930 :‬ق‪1524 /‬ـ ) حتى نرػ تبا ير ىجرة عمماء " جبل عامل " ك " البقاع " ‪.‬‬ ‫انصبكا عمى الببلد ‪ ،‬كانت ركا في أرجائيا ‪ ،‬كاضعيف في خدمة نيضتيا ككحدتيا‬ ‫ثػـ‬ ‫ّ‬ ‫غنية ‪ ،‬ىي ثمرة ازدىار عممي عجيب ‪ ،‬عاش معزكالً ع رات السنيف ‪.‬‬ ‫معرفة ّ‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬ ‫‪Browne , A Literary History of Persia “ vol. 4. P. 53.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫السير ‪. 467 / 4 :‬‬ ‫(‪ )2‬حبيب ّ‬ ‫(‪ )3‬أحسف التكاريخ ‪. 61 /‬‬

‫(‪ )4‬ابف الجكزؼ ‪ :‬المنتظـ في تاريخ الممكؾ كاألمـ ‪ . 127 / 8 :‬كمف الطريق أف حسف ركممك ‪ ،‬مؤّلق‬ ‫سني تاريخ دخكؿ السمجكاي مف سني تتكيج اس ػ ػػماع ػػيل ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬ ‫" أحسف التكاريخ " لـ ُيحسف طرح‬ ‫ّ‬ ‫ّ​ّ‬ ‫" مف تاريخ مجيء السمطاف طلرؿ بؾ سمجكؽ كفرار البساسيرؼ حتى السنة المذككرة خمسمائة‬ ‫فحدد الفاصمة التاريخية‬ ‫كثماف كع ريف سنة " ( أحسف التكاريخ ‪ . ) 61 /‬كجاء براكف ليصحح ‪ّ ،‬‬

‫اائبلً ‪ " :‬منذ عيد األئمة " فكاع في خطأ تاريخي ‪.‬‬

‫السير ‪. 467 / 4 :‬‬ ‫(‪ )5‬حبيب ّ‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪Browne , op. cit. vol. 4. P. 63.‬‬

‫(‪ )7‬أحسف التكاريخ ‪ .‬كيقكؿ إف ذلؾ الكتاب كاف اكاعد اإلسبلـ لجماؿ الديف المطير الحمي (كذا) ‪ .‬كلكف‬ ‫براكف يبلحع بحق ‪ ،‬اف ليس بيف كتب الحسف بف يكسق بف المطير الحمي ‪ ،‬ال يير بالعبلّمة‬

‫الحّمي ‪ ،‬كتاب بيذا اإلسـ ‪ ،‬كيرػ اف الكتاب ىك " رائع اإلسبلـ" لنجـ الديف ‪ ،‬جعفر بف الحسف‬

‫الحمي ‪ ،‬ال يير بالمحقق الحّمي ‪ .‬كاألارب لدؼ أنو " اكاعد األحكاـ " البف المطير نفسو ‪ .‬فيذا‬ ‫يصحح ركاية حسف ركممك ‪ ،‬كىي مصدر ىذه المعمكمات ‪ ،‬مع تعديل بسيط عمييا ‪.‬‬

‫(‪ )8‬ركضات الجنات ‪ ، 646 ، 93 /‬أحسف التكاريخ ‪ ، 124 /‬األنكار النعمانية ‪ .240 /‬ككاف مف بيف‬ ‫الذيف ُاػتمكا أحمد بف يحيى بف سعد التفتازاني ‪ ،‬يخ اإلسبلـ في "ىراة" كااضييا لمدة ثبلثيف سنة ‪.‬‬ ‫ظل المحقق الكركي ‪ ،‬عمي بف عبد العالي ‪،‬‬ ‫اتمو ال اه لما فتحيا في السنة ‪916‬ق‪1510 /‬ـ ‪ .‬كاد ّ‬

‫الذؼ سنعرؼ دكره بعد اميل ‪ ،‬يأسق لمقتمو ‪ .‬راجع ‪ :‬النكرؼ ‪ ،‬مير از حسيف ‪ :‬مستدرؾ الكسائل ‪3 :‬‬

‫(‪)9‬‬

‫‪. 432 /‬‬

‫ذرات الذىب ‪( 138 ، 132 / 8 :‬مثبلً) ‪.‬‬

‫السير ‪. 258 / 3 :‬‬ ‫(‪ )10‬حبيب ّ‬ ‫(‪ )11‬مجالس المؤمنيف ‪. 219 /‬‬

‫(‪ )12‬الجيراني ‪ ،‬عبد هللا أفندؼ ‪ :‬رياض العمماء كحياض الفضبلء (مخطكو) ‪674 / 3 :‬‬

‫السير ‪. 611 / 4 :‬‬ ‫(‪ )13‬حبيب ّ‬ ‫(‪ )14‬مجالس المؤمنيف ‪ ، 341 /‬ركضات الجنات ‪ ، 646 /‬ركضة الصفاؼ ناصرؼ ‪. 71 – 570 /1 :‬‬ ‫أارىا ‪ ،‬ىك ال يخ عبد البااي (؟؟) ‪.‬‬ ‫كفي ركضة الصفا ‪ ،‬اف الذؼ ا ّ‬ ‫طمع عمى فتاكػ الخفرؼ ك ّ‬ ‫السير ‪ ، 609 /4 :‬دان منداف آذربيجاف ‪ ، 268 /‬يداء الفضيمة ‪.129 /‬‬ ‫(‪ )15‬حبيب ّ‬

‫السير ‪ . 468 /4 :‬كمنصب الصدارة عند الصفكييف منصب ديني ‪ .‬كسيأتي لذلؾ إف اء هللا‬ ‫(‪ )16‬حبيب ّ‬ ‫مزيد تفصيل ‪.‬‬ ‫(‪ )17‬ركضات الجنات ‪. 155 /‬‬


‫(‪ )18‬ترد اإل ارة إليو في مجالس المؤمنيف ‪ /‬كنثبت ترجمة أمينة لمنص الفارسي " ‪ ....‬انو لما استقر األمر‬ ‫النافذ ‪ ،‬في زمف السمطاف المؤيد ال اه إسماعيل ‪ ،‬عمى أف يمي الم ايخ كالمحتسبكف ‪ ،‬في ببلد ىذه‬

‫الممالؾ ‪ ،‬تعميـ عكاميـ األحكاـ الدينية ‪ ،‬كجعمكا يفعمكف ذلؾ ‪. " ....‬‬

‫كيزكدنا حبيب السير بترجمة كافية لثبلثة مف ىؤالء الفقياء ‪ ،‬كىـ ىذه المرة مف ال يعة ّأكليـ ‪ :‬اكاـ‬ ‫الديف حسيف ‪ ،‬الذؼ كاف مبلزماً لمككب ال اه إسماعيل عند كصكلو إلى حدكد " خراساف " أؼ‬

‫أار المياـ‬ ‫حكالي السنة ‪910‬ق‪1504 /‬ـ " كذىب إلى ّابة اإلسبلـ بمخ ‪ ،‬بمكجب أمر سمطاني ‪ ،‬ك ّ‬ ‫ال رعية ليذه المنطقة عمى مذىب اإلمامية " ‪ .‬كثانييـ ‪ ،‬ال اه تقي الديف ‪ ،‬كلده ‪ ،‬الذؼ " اسند إليو‬ ‫منصب يخ اإلسبلـ في "أصفياف" بمكجب فرماف الباد اه ‪ ،‬كأااـ أمكر أىل اإلسبلـ عمى نيج‬ ‫فتكػ عمماء مذىب األئمة الكراـ ‪ . " ....‬كفي السنة‬

‫‪930‬ق‪1523 /‬ـ كاف السيد عز الديف دمحم‬

‫يخاً لئلسبلـ في " أصفياف " " كاىتـ غاية االىتماـ بتطبيق أمكر أىل اإلسبلـ عمى نيج فتكػ‬

‫السير ‪. 608 /4 :‬‬ ‫عمماء مذىب األئمة الكراـ " حبيب ّ‬ ‫كننتيز فرصة إثبات ىذه النصكص لئل ارة إلى داللتيا عمى أمر ىاـ ‪ .‬فالظاىر أف التكميق الرسمي‬ ‫الم ار إلييا ىنا ‪ ،‬كاف يختص بالفقياء ال يعة ‪ .‬أما مف سكاىـ فقد كانت تسند إلييـ‬ ‫لمقياـ بالمياـ ُ‬ ‫مناصب إدارية في إطار الكظيفة الدينية ‪.‬‬ ‫(‪ )19‬سنحاكؿ إيفاء ىذه اإل ارة حقيا مف التفصيل في الفصل التالي ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬



‫الباب الرابع‬

‫المياهرون في إيران‬

‫‪ -1‬عمي بف عبد العالي الكركي‪.‬‬ ‫‪َ -2‬مف بعد الكركي‪.‬‬ ‫‪ -3‬حركة الترجمة كالتأليق‪.‬‬ ‫‪ -4‬نفكذ الفقياء‪.‬‬

‫ِ‬ ‫المعارضة لنفكذ المجتيديف‪.‬‬ ‫‪ -5‬الحركة اإلخبارية‬ ‫‪ -6‬الصراع بيف الفقياء كالحركات الصفكية‪.‬‬ ‫‪ -7‬زبدة الباب‪.‬‬



‫‪ -1‬عمي بن عـبد العالي الكركي ‪:‬‬ ‫(‪ 870‬؟ ‪940 -‬ق‪ 1465 /‬؟ ‪1533 -‬ـ )‪:‬‬

‫ُينسب ال يخ الكركي إلى ارية " كرؾ نكح " ‪ ،‬كىي اليكـ ارية صليرة في‬ ‫المطل عمى سيل "البقاع"‪ .‬ككانت‬ ‫ضاحية المدينة " زحمة " ‪ ،‬أدنى سفح " جبل لبناف"‬ ‫ّ‬ ‫يكـ ُكلد فييا مرك اًز عممياِّ ىاماً لم يعة ‪.‬‬ ‫لسنا نعرؼ بالتحديد تاريخ مكلده ‪ .‬كاللريب أنو ال ُيذكر عمى اإلطبلؽ في كاّفة‬

‫العصامييف ‪ ،‬الذيف يبرزكف مف بيف‬ ‫الرجاؿ‬ ‫المصادر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المعنية بسيرتو ‪ .‬كىذا أف ّ‬ ‫الحر‬ ‫ُ‬ ‫اللمار ‪ .‬كاإل ارة الكحيدة التي يمكف اف ُيستفاد منيا تاريخ تقريبي ‪ ،‬كردت لدػ ّ‬

‫السبعيف " ( ‪ ،)1‬فإذا اارّناىا بتاريخ‬ ‫العاممي ‪ ،‬حيث يقكؿ أف عمر الكركي " زاد عمى ّ‬ ‫كفاتو ‪ ،‬نصل إلى الراـ التقريبي الذؼ أثبتناه في العنكاف أعبله ‪.‬‬

‫كذلؾ ال نعرؼ يئاً عف مكاف مكلده كعائمتو كن أتو ‪ .‬كالظاىر أنو ُكلد في‬ ‫تقدـ أسماء معركفة ‪ .‬فبل ىك ‪ ،‬كال ُكتّاب سيرتو‬ ‫القرية التي ُينسب إلييا ‪ ،‬في عائمة لـ ّ‬ ‫كجده(‪.)2‬‬ ‫كالمترجمكف لو ‪ ،‬يذكركف سكػ اإلسـ ألبيو ّ‬

‫كالحقيقة أف حياة الكركي ‪ ،‬في خطكطيا العريضة تكرٌار عجيب لحياة ال ييد‬ ‫عممية ن يطة ‪ ،‬كجنى ثقافة كاسعة مف‬ ‫األكؿ ‪ ،‬دمحم بف ّ‬ ‫مكي ‪ .‬فكبلىما ن أ في بيئة ّ‬

‫خصية كالنبكغ ‪ ،‬ككضع لنفسو أىدافاً تتجاكز ؤكف‬ ‫بقكة ال‬ ‫ّ‬ ‫مصادر مختمفة ‪ ،‬كاتصق ّ‬ ‫يتـ الت ابو العجيب ‪ ،‬نجد مف‬ ‫العمـ كالمعرفة لتقترب مف السياسة ك جكنيا ‪ .‬كلكي ّ‬

‫يقكؿ أف الكركي اد ُاتل غػيم ًة ‪ ،‬كيعطيو لقب ال ييد الثاني دكف ال يخ زيف الديف بف‬ ‫عمي ‪.‬‬ ‫درس عمى فقياء كطنو ‪ :‬دمحم بف دمحم بف خاتكف ‪ ،‬الذؼ أجازه بتاريخ‬

‫‪ 19‬ذؼ‬

‫الحجة السنة ‪ 900‬ق‪ 15 /‬أيمكؿ ‪1495‬ـ(‪ ،)3‬ك مس الديف دمحم الجزيني ‪ ،‬ك مس‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْي َيكني( ‪ ، )4‬ككذلؾ عمى ال يخ عمي بف ىبلؿ الجزائرؼ‪،‬‬ ‫الديف بف دمحم بف أحمد ّ‬ ‫الفقيو العرااي الكبير ‪ ،‬الذؼ انتقل إلى "كرؾ نكح" كأااـ بيا ‪ .‬كيبدك أنو أبعد أساتذتو‬ ‫أجل‬ ‫تأثي اًر فيو ‪ ،‬فيك يقكؿ م ي اًر إليو ‪ " :‬الزمتو دى اًر طكيبلً كأزمنة كثيرة "‪ ،‬كأنو " ّ‬ ‫أ ياخي كأ يرىـ" ‪ ،‬ك " ارأت عميو المنطق كاألصكؿ كالفقو " ‪ .‬ثـ اختمق إلى "دم ق‬ ‫" ك "بيت المقدس" ك "الخميل" ‪ ،‬كأخذ مف فقيائيا‬ ‫كمحدثييا ‪ .‬كأااـ في "مصر" زمناً‬ ‫ّ‬ ‫حيػث اػ ػ أر عمى اثنيف مػ ػػف أ ػػير فقيائيا ىمػ ػػا ‪ :‬أبى يحػيى زكري ػػا األنصارؼ (ت‪:‬‬

‫‪926‬ق‪1519 /‬ـ ) ‪ ،‬ككماؿ الديف أبي عبد هللا إبراىيـ بف دمحم بف أبي ريق القدسي‬ ‫(ت‪923 :‬ق‪1517 /‬ـ)(‪.)6‬‬


‫بتاريخ ‪ 15‬رمضاف ‪909‬ق‪ 13 /‬آب ‪1503‬ـ تمّقى إجازتو مف يخو األكبر‪،‬‬

‫الجزائرؼ(‪ ،)7‬كبعدىا بيسير رحل إلى "العراؽ"(‪ )8‬أف الطامحيف مف أارانو ‪.‬‬

‫تضج بيا اليضبة اإليرانية ‪.‬‬ ‫في "العراؽ" صار أارب إلى األحداث التي كانت‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫الصفكية‬ ‫ااب نمك الدكلة‬ ‫ّ‬ ‫كما مف ؾ في أف المراكز ال ّ‬ ‫يعية العريقة ىناؾ ‪ ،‬كانت تر ُ‬ ‫يتحكؿ إلى‬ ‫ال ّ‬ ‫يعية برضى ‪ .‬كلكننا نبلحع أف رجعيا عمى تمؾ األحداث الخطيرة ‪ ،‬لـ ّ‬ ‫مبادرة ‪ ،‬تُسيـ إسياماً حقيقياً كفاعبلً ‪ ،‬في رسـ الطريق لممذاىب كالمكااق ‪ ،‬في نفس‬ ‫اتجاه السياسة ‪ .‬كاللريب أننا ال نجد فيما صدر عف تمؾ المراكز ‪ ،‬في تمؾ األياـ ما‬

‫ُي عر أف يئاً خطي اًر يحدث ‪ .‬ربما ألف طريقة ال اه اسماعيل العنيفة في معالجة‬ ‫األمكر ‪ ،‬لـ تترؾ فسحة إلسيا ٍـ كيذا ‪ .‬كربما أيضاً ألف تمؾ المراكز كانت في تمؾ‬

‫خصية كبيرة عمى رأسيا‪،‬‬ ‫الفترة تعاني حال ًة مف الضعق كالخمكد ‪ ،‬كت كك مف فقداف‬ ‫ّ‬ ‫‪-648‬‬ ‫بمستكػ ك خصية كثقافة العبلمة الحّمي (الحسف بف يكسق بف المطير‬

‫‪728‬ق‪1327 -1250 /‬ـ) الذؼ انتقل بنفسو إلى "خراساف " ‪ ،‬حيف أعمف أكلجايتك‬ ‫يعية ‪ ،‬ابل ارنيف مف‬ ‫دمحم خدابندة ( ‪716-703‬ق‪1316 -1303 /‬ـ) دكلتو ال ّ‬ ‫يعية رائدة (‪.)9‬‬ ‫أسس حركة تعميـ‬ ‫ّ‬ ‫الزماف ‪ ،‬ك ّ‬

‫الجك الذؼ اضطرب فيو الكركي ّإباف إاامتو في "العراؽ" ‪ .‬كال حاجة‬ ‫ذلؾ ىك ّ‬ ‫يمـ كجيو طر "إيراف" ‪ .‬عمى‬ ‫إلى القكؿ في تأثير ذلؾ عمى القرار الذؼ اتخذه ‪ ،‬إذ ّ‬

‫جد ْت عمى كطنو إثر الفتح العثماني‬ ‫ّأنو ال ّبد لنا مف اإل ارة إلى الظركؼ التي ّ‬ ‫لػ ػ"سكريا" ‪ ،‬كاضطراب أمر الفقياء ال يعة عمى ما كصفنا في الباب السابق ‪ .‬فمعّمو‬ ‫لذلؾ لـ يعد إلى كطنو أبداً ‪.‬‬ ‫في إيران ‪:‬‬

‫القكية القادرة ‪.‬‬ ‫عقمي ًة جديدة ‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫خصيتو ّ‬ ‫ّ‬ ‫حمل الكركي إلى "إيراف" ّ‬ ‫الرجميف ‪.‬‬ ‫ىذه‬ ‫ّ‬ ‫العقميػة كجدت نقيضيا في ال اه اسماعيل منذ المقاء األكؿ بيف ّ‬ ‫فقد دخل الكركي عمى العاىل الصفكؼ ‪ ،‬بعد فتح ىذا األخير " ىراة " في السنة‬

‫السنة ‪ ،‬بينيـ يخ‬ ‫‪916‬ق‪1510 /‬ـ ‪ ،‬فكجده ا ػػد أمر بقتل جماعة مف فقيائيا ّ‬ ‫اإلسبلـ فييا ‪ ،‬أحمد بف يحيى ‪ ،‬ال يير بأحمد الحفيد ‪ .‬فأنكر عميو ما فعل ‪ ،‬ألنو‬ ‫يتـ عميو بالحجج‬ ‫كضع ّ‬ ‫لمسيق في مكضع الحكار ‪ ،‬كااؿ ‪ " :‬لك لـ ُيقتل ألمكف أف ّ‬ ‫كالبراىيف ( ‪ ) . . . .‬حقػّية مذىب اإلمامية ( ‪ ) . . . .‬كيذعف بإلزامو جميع مع كراء‬

‫النير كخراساف"(‪.)10‬‬


‫ليذه الحادثة داللتُيا الكاضحة عمى ما أ رنا إليو مف عقمية جديدة ‪ ،‬حمميا‬ ‫الكركي إلى إيراف ‪ ،‬ك خصية اكية نادرة تتمتّع بثقة كبيرة بالنفس ‪ .‬كأراىا تصمح‬ ‫مفتاحاً لدراسة الرجل في ميداف عػممو الجديد‪ .‬كيمكح لي أف ىذا المكاق ال جاع‬

‫فالمتتبع لتاريخو مف بعد يبلحع‬ ‫كالبعيد النظر ‪ ،‬اد ترؾ أثره في ال اه اسماعيل ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اعتداالً لـ يكف يتمتّع بو مف ابل ‪.‬‬

‫صمـ عمى‬ ‫ىكذا استطاع الكركي أف يدفع ال اه اسماعػيل إلى المكاع الذؼ ّ‬ ‫نتصكر أف ال اه اد أطمق يده في العمل ‪،‬‬ ‫مفر لنا مف أف‬ ‫العمل مف خبللو ‪ .‬كال ّ‬ ‫ّ‬

‫كعمى كلّ حاؿ فقد با ر في تطبيق أفكاره ‪ :‬اتخذ مف "كا اف " معقل ال يعة العريق‬

‫يكجو الن او الديني في "إيراف" كّميا ‪" .‬أمر‬ ‫ك"بمد اإليماف" مقػ ّاً‬ ‫ػر لو( ‪ ،)11‬كمنيا صار ّ‬ ‫اضح‬ ‫بأف ُي َ‬ ‫كل بمد كارية إماماً يصّمي بالناس كيعّمميـ رائع الديف"( ‪ .)12‬كك ٌ‬ ‫فرد في ّ‬

‫طة لن ر التعميـ ال يعي ‪ ،‬ممت "إيراف " كّميا ‪ .‬كاف الكركي ُي رؼ‬ ‫أف ىذا يعني خ ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمييا بنفسو ‪ ،‬متنقبلً مف بمد إلى آخر( ‪ . )13‬كمف الجدير بالذكر أنو كاف يقكـ بنفسو‬ ‫الدكلة ‪ ،‬منيـ األمير جعفر الني ابكرؼ ‪ ،‬كزير ال اه ‪ .‬كاد أّلق‬ ‫بتدريس كبار رجاؿ ّ‬ ‫كيقاؿ أنو كاف ُينفق سبعيف ألق دينار رعي‬ ‫ألجمو رسالتو ال ييرة الجعفرية ( ‪ُ . )14‬‬

‫يدؿ عمى أف‬ ‫(‪ )15‬سنكياً عمى الطمبة( ‪ . )16‬كىذا مبمغ ىائل جداً في تمؾ األياـ ‪ّ ،‬‬ ‫يدؿ عمى‬ ‫التمكف كاالستقبلؿ في مكارده‬ ‫ال يخ كاف عمى درجة عالية مف ّ‬ ‫ّ‬ ‫المالية ‪ .‬كما ّ‬ ‫اىتمامو البالغ بتخريج أكبر عدد مف الفقياء ‪ .‬كىك أمر مفيكـ جداً ‪ ،‬بالقياس إلى ما‬ ‫مرًة أُخرػ‬ ‫عرفناه مف ندرة الفقياء ال يعة في " إيراف " حتّى ذلؾ الحيف ‪ .‬كما ُي ّ‬ ‫ذكرنا ّ‬ ‫بال ييد األكؿ كنيجو في " جبل عامل " ‪.‬‬

‫حكاـ اإلسبلـ " ‪ ،‬ك" مرجع العمماء"‬ ‫ىكذا صار الكركي " نقطة الدائرة " ك"معتقد ّ‬ ‫المؤرخ المعاصر(‪.)17‬‬ ‫عمى ّ‬ ‫حد تعبير خكاند أمير ‪ّ ،‬‬ ‫العودة إلى العراق ‪:‬‬ ‫طة الكركي الدايقة كالكاسعة تسير بنجاح ‪ ،‬فمف‬ ‫الحد ‪ ،‬كما دامت خ ّ‬ ‫عند ىذا ّ‬ ‫عممية التعميـ ال يعي ال ّ اممة إلى غايتيا ‪ .‬لكف الذؼ حدث أنو ترؾ‬ ‫المتكّاع أف تسير ّ‬

‫أثناء السنة ‪929‬ق‪1522 /‬ـ (‪ ،)18‬أؼ ابل كفاة ال اه‬ ‫ّ‬ ‫كل يء كعاد إلى "النجق " َ‬ ‫معرضاً لئلنييار كمضى إال‬ ‫اسماعيل بعاـ ‪ .‬كال ريب في أنو لـ يترؾ َّ‬ ‫كل ما بنى ّ‬ ‫ِ‬ ‫كنقدر أيضاً ‪،‬‬ ‫كرىاً ‪ .‬إننا ال نعرؼ ما حدث بالضبط ‪ ،‬كلكننا نستطيع أف نفيـ ‪ ،‬بل ّ‬ ‫ُم َ‬ ‫العقمية ل عب‬ ‫يكجو الحياة‬ ‫ّ‬ ‫خ ية ال اه اسماعيل مف امتداد نفكذ رجل استطاع أف ّ‬ ‫بأكممو ‪ .‬خاص ًة كأننا نعرؼ أفكاره في " كالية الفقيو" ‪ ،‬كىي أفكار ال ييد األكؿ مف‬


‫أف ن ْ َػر أفكار كيذه ‪،‬‬ ‫ابل ‪ ،‬باإلضافة ‪ ،‬إلى ما دخل عمييا مف تطكير ‪ .‬كال ّبد مف ّ‬ ‫كىك أمر اد حدث حتماً ‪ ،‬كاف يعني إن ػػاء س ٍ‬ ‫ػمطة أُخ ػػرػ في مقابل سمطة الحاكـ‬ ‫َ ُ‬

‫نفسو ‪ ،‬إف لـ نقل إنيا ّتدعي اإلستعبلء عمييا‪ .‬خاص ًة كأننا بما نعرفو عف ال اه‬ ‫يعية‬ ‫صكفية كعسكرية إلى‬ ‫خصيتو ‪ ،‬بما تمازج فييا مف عناصر‬ ‫اسماعيل ك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ينقاد لو ‪ ،‬ىكذا‬ ‫ساذجة ‪ ،‬بالقياس إلى ما يمّثمو الكركي ‪ ،‬سنستلرب حقاً لك رأيناه ُ‬ ‫نحس ٍ‬ ‫بدكر لمُقكػ اإلنتقالية المخضرمة ‪ ،‬التي‬ ‫كدكف اعتراض‪ُ .‬يضاؼ إلى ذلؾ أننا ّ‬

‫تكيفاً محدكداً‬ ‫التكيق مع الكضع الجديد ‪ ،‬الذؼ أن أه الحكـ الصكفي ‪ّ ،‬‬ ‫أفمحت في ّ‬ ‫ٍ‬ ‫حد ما السياسي الذؼ حممو الكركي ‪ .‬منيا ‪ ،‬مثبلً ‪ ،‬المير‬ ‫تجاكزه الكضع الثقافي كالى ّ‬ ‫غياث الديف منصكر الد تكي ‪ ،‬الصدر األكؿ في حككمة ال اه ‪ ،‬الذؼ كاف مف ابل‬ ‫ّ‬ ‫ككصق بأنو " م ككؾ االعتقاد بمراسـ‬ ‫كزي اًر لم اه حسيف بف بايق ار التيمكرؼ ‪ُ ،‬‬

‫المذىب الجعفرؼ"( ‪ ،)19‬كأنو "يأتي في الدرجة الثانية بعد مجتيد الزماف ال يخ عمي‬

‫بف عبد العالي"( ‪ .)20‬كرفض أف يتتممذ لو بإصرار إسكة بليره مف رجاؿ الدكلة( ‪.)21‬‬

‫يد لذلؾ أنو حرص ‪ ،‬أؼ الكركي ‪،‬عمى عزلو مف منصبو ‪ ،‬بعد عكدتو المنصكر‬ ‫ي ُ‬ ‫إلى إيراف ‪ ،‬كما سيأتي ‪.‬‬ ‫اضى الكركي في "العراؽ" ست سنكات تقريباً (‬

‫‪ ،)22‬تكفي خبلليا ال اه‬

‫إسماعيل ‪ ،‬كااـ مف بعده كلده طيماسب (‪984 -930‬ق‪1576 -1514 /‬ـ)‪.‬‬ ‫العودة إلى إيران ‪ ،‬الذروة ‪:‬‬

‫كاف طيماسب ‪ ،‬عمى النقيض مف أبيو‪ ،‬رجبلً يتحّمى بثقافة كاسعة كعناية‬ ‫التديف ‪ .‬كرث دكلة مترامية‬ ‫بالفنكف ( ‪ )23‬كفي غير اندفاع أبيو ‪ ،‬كما كاف عميق ّ‬

‫األطراؼ ‪ ،‬ما زالت تبحث عف رابط ركحي ي ّد رعاياىا إلى كيانيا السياسي كالبيت‬ ‫تصاع ُػد نفكذه‬ ‫الحاكـ ‪ .‬فمعّمو لذلؾ رأػ الكجو اآلخر لِما ااـ بو الكركي ‪ .‬حقاً لقد كاف‬ ‫ُ‬ ‫يدفع أؼ حاكـ بعيد النظر إلى التخّمص منو ‪ .‬كلكنو ‪ ،‬مف الجية األخرػ ‪ ،‬كاف يبني‬

‫يكحُدىا في مقابل خصكميا‬ ‫لمدكلة ّ‬ ‫الفتية ما يتطمع إليو أؼ حاكـ أبعد نظ اًر ‪ّ :‬‬ ‫لمتيار التقميدؼ في‬ ‫العثمانييف ‪ ،‬الذؼ أحيكا الخبلفة ‪ ،‬كأاامكا مف أنفسيـ ُح ً‬ ‫ماة ّ‬

‫اإلسبلـ‪ .‬كبذلؾ كاف اسـ ال ُيستياف بو مف ال عب اإليراني نفسو ‪ ،‬يتطمع إلييـ‬ ‫كييب الكضع اإلمبراطكرؼ لمدكلة‬ ‫لكل ما ىك عريق كمجيد في تاريخيـ ‪.‬‬ ‫كممثميف ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الجديدة ذلؾ الكىج الركحي المفقكد ‪.‬‬

‫ىكذا عاد الكركي إلى "إيراف " ‪ .‬كمع عكدتو ن ر ال اه طيماسب أم اًر ممكياً‬

‫(فرماف) يأمر بطاعػتو ‪ ،‬كيح ّذر مف مخالفتو تحذي اًر ديداً ‪ .‬كىك أمر صيغ بملة فقيية‬


‫الظف أنو مف كضع الكركي نفسو ‪ .‬كىذا بدكره يقكدنا‬ ‫كليجة ديدة ‪ .‬مما يحممنا عمى ّ‬ ‫إلى الظف أنو اد جعمو رطاً لعكدتو ‪ .‬كىذه ترجمة أمينة لو ‪:‬‬ ‫بسم‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا‬

‫" حيث أنو يبدو ويّتضح من الحديث الصحيح النسبة لإلمام الصادق عميو السالم " انظروا إلى‬ ‫من كان منكم قد رور حديثنا ‪ ،‬ونظر في حاللنا وحرامنا ‪ ،‬وعرف أحكامنا‪ ،‬فارضوا بو حكماً‪ ،‬فإني‬

‫رد ‪ ،‬وىو رّاد‬ ‫قد هعمتو حاكماً ‪ .‬فإذا حكم بحكم فمن لم يقبمو منو فإنما بحكم هللا‬ ‫استخف ‪ ،‬وعمينا ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيد‬ ‫عمى هللا ‪ ،‬وىو عمى ّ‬ ‫اضح ّ‬ ‫حد الشرك" ‪ .‬وو ٌ‬ ‫أن مخالفة حكم المهتيدين ‪ ،‬الحافظين لشرع ّ‬ ‫المرسمين ‪ ،‬ىو والشرك في درهة واحدة ‪ .‬لذلك فإن كل من يخالف حكم خاتم المهتيدين ‪ ،‬ووارث‬

‫سيد المرسمين ‪ ،‬ونائب األئمة المعصومين عمييم السالم ‪ ،‬ال يزال كاسمو العمي عمياً عالياً‬ ‫عموم ّ‬ ‫وال يتابعو ‪ ،‬فإنو ال محالة مردود ‪ ،‬وعن ميبط المالئكة مطرود ‪ ،‬وسيؤاخذ بالتأديبات البميغة‬ ‫والتدبيرات العظيمة ‪.‬‬

‫كتبو طيماسب بن شاه إسماعيل الصفور الموسور(‪.)24‬‬

‫ُيمثّل ىذا البياف أكؿ خطاب سياسي في اإلسبلـ عمى أساس " كالية الفقيو " ‪.‬‬ ‫يمر عبرىا ‪ .‬أؼ إنو لـ يمارس عممية‬ ‫كلنبلحع أنو كاف صدر عف السمطة ‪ ،‬إال أنو لـ ّ‬

‫تحرؾ مبا رًة مف‬ ‫تكفيق بيف الضركرة ال رعية ‪ ،‬كبيف مقتضيات السمطة‬ ‫ّ‬ ‫الفعمية ‪ .‬بل ّ‬ ‫أاكؿ‬ ‫مصدر الحكـ ال رعي ‪ ،‬دكف أف يعمل عمى تبرير السمطة السياسية القائمة ‪ .‬كاذ ُ‬ ‫المتعبة ‪،‬‬ ‫ىػ ػ ػ ػ ػ ػػذا ‪ُّ ،‬‬ ‫تمر في الذىف بسرعة ‪ ،‬كعمى سبيل المقارنة ‪ ،‬عمميات التكفيق ُ‬ ‫الفعمية ‪ ،‬أياـ السبلجقة أك‬ ‫بيف مقتضيات " الخبلفة " كمطالب السمطة العسكرية‬ ‫ّ‬

‫لكف ىذا بحث آخر ‪ ،‬لف نخرج في سبيمو عف عمكد المكضكع ‪.‬‬ ‫المماليؾ ّ‬

‫ميما يكف ‪ ،‬فقد بمغ الكركي في ىذه الفترة امة النفكذ ‪ .‬ك ممت صبلحياتو‬ ‫الفعمية " منع كزجر الفسقة كالفجرة ‪ ،‬كعرااة ( كذا ‪ ،‬كيستقيـ المعنى بقراءة الكممة ‪:‬‬

‫إرااة) الخمكر كالمسكرات ‪ ،‬كامع اكانيف المبتدعة ‪ ،‬كازالة الفجكر كالمنكرات ‪ ،‬كاجراء‬

‫دركء (كذا ‪ ،‬كلتُق أر ‪ :‬الحدكد) كالتعزيرات ‪ ،‬كااامة الفرائض كالكاجبات ‪ ،‬كأكاات الجمعة‬ ‫كتفحص أحكاؿ األئمة كالمؤذنيف ‪ ،‬كد ْفع‬ ‫كالجماعات ‪ ،‬كأحكاـ الصياـ كالصمكات ‪ُّ ،‬‬

‫عامة العكاـ بتعميـ أحكاـ رائع‬ ‫ركر المفسديف ‪ ،‬كزجر مرتكبي الفجكر" ‪ ،‬ك "رغب ّ‬ ‫اإلسبلـ"(‪ .)25‬كىذه كممات تنص أك ت ير إلى ٍ‬ ‫اسع جداً ‪ ،‬كالى عكدتو إلى‬ ‫نفكذ ك ٍ‬ ‫نقدر األسباب‬ ‫إحياء حركة التعميـ ال يعي ب كل كامل ‪ ،‬كالى نجاحيا ‪ .‬لذلؾ فإننا ّ‬ ‫التي جعمت المن ي يندفع في كصق نفكذ الكركي إلى حد القكؿ أنو "كاف في ذلؾ‬

‫الحيف ممؾ إيراف كأىميا" (‪ .)26‬كلكي ُنخرج تعبير المن ي عف حد المباللة المفرطة ‪،‬‬ ‫تتضمف اكانيف العدؿ ‪،‬‬ ‫يكجو إلى حكاـ الكاليات رسائل مبا رة "‬ ‫ُنضيق أنو كاف ّ‬ ‫ّ‬


‫كمدتو"( ‪ .)27‬فضبلً عف‬ ‫ككميتو ّ‬ ‫ّ‬ ‫العماؿ مع ّ‬ ‫الرعية ‪ ،‬في أخذ الخراج ّ‬ ‫ككيفية سمكؾ ّ‬ ‫أنو كاف يكّلي كبار المسؤكليف كيعزليـ عزؿ األمير منصكر الد تكي ‪( .‬ت‪946 :‬ق‪/‬‬

‫‪1539‬ـ) مف منصب الصدارة( ‪ )28‬كنصب تمميذه ‪ ،‬أؼ تمميذ الكركي ‪ ،‬المير معز‬ ‫الديف دمحم األصفياني (ت‪952 :‬ق‪1545 /‬ـ)(‪ ،)29‬ثـ عزلو ليقيـ األمير أسد هللا‬

‫ال ك ترؼ (ت‪963 :‬ق‪1555 /‬ـ)(‪.)30‬‬ ‫نياية الطريق‪:‬‬

‫كاف مف الطبيعي أف ُيثير ذلؾ النفكذ الكاسع غيرة كبار أمراء " القزلباش"‬ ‫التحرؾ في كجو الكركي ‪ ،‬حتى‬ ‫كالنافذيف مف غيرىـ ‪ .‬غير أف ىؤالء ما استطاعكا‬ ‫ُّ‬

‫بتطرفو في كل يء ‪ ،‬ذلؾ ىك ال يخ إبراىيـ‬ ‫كسبكا إلى جانبيـ فقيياً‬ ‫ّ‬ ‫اطيفياً‪ُ ،‬عرؼ ّ‬ ‫بف سميماف القطيفي ‪ ،‬الذؼ كاف تمميذاً لمكركي ‪ ،‬كاستطاع بحماية الساسة الحانقيف‬

‫كحثّيـ ‪ ،‬كباندفاع غريب ‪ ،‬أف ُيثير عاصف ًة في كجو استاذه ‪ .‬كىك اندفاع أثار ككؾ‬ ‫كعجب المؤلفيف مف بعده (‪. )32‬‬

‫نتأمل دكر القطيفي في ىذه المبلبسات ‪ ،‬ال يمكف‬ ‫كعمى الرغـ مف أننا ‪ ،‬كنحف ّ‬ ‫لمتطرؼ ‪ ،‬إال أننا أيضاً ال يمكف إال‬ ‫أف ننسى تركيبة الرجل ‪ ،‬كخصكصاً عنفو كميمو‬ ‫ّ‬

‫أف نأخذ بعيف اإلعتبار أنو ابف منطقة اختارت أف تنتحي كجي ًة فقيي ًة‬ ‫تختمق تماماً‬ ‫ُ‬ ‫عف "كالية الفقيو " ‪ .‬تمؾ ىي المدرسة األخبارّية ‪ ،‬التي تُنكر االجتياد ‪ ،‬كترػ إلى‬

‫جرد ناال فتكػ عف المعصكميف عمييـ السبلـ ‪ .‬إذف فيناؾ في خمفية‬ ‫الفقيو بكصفو ُم ّ‬ ‫عامل ثقافي ‪ .‬كسنخصص فيما يمي فصبلً خاصاً لدراسة الصراع بيف‬ ‫الصكرة‬ ‫ٌ‬ ‫المجتيديف كاالخبارييف ‪.‬‬

‫لمنيل منو ‪ ،‬حتى‬ ‫تجمعت في كجو الكركي اكػ كبيرة ‪ ،‬لـ ّتدخر كسيمة ّ‬ ‫أخي اًر ّ‬ ‫لقد جرت محاكلة لقتمو ‪ُ ،‬اتل بطُميا "محمكد بؾ ميردار" األمير القزلبا ي ( ‪. )33‬‬ ‫ككصمت إلى ال اه رسالة ُغػْفػل ‪ ،‬تضمنت اتيامات خطيرة بحّقو ‪ ،‬ك ق صاحبيا‬

‫ملبة انفجار الصراع ‪ ،‬فمجأ إلى‬ ‫كنفاه مف الببلد (‪ . )34‬كالظاىر أف طيماسب خ ي ّ‬ ‫إبعاد الكركي ثانية إلى " العراؽ " ‪ .‬ي يد لذلؾ أف حسف ركممك يربط بيف محاكلة‬ ‫ضده ‪ ،‬مف الخفاء إلى العمف ‪ ،‬كبيف " صدكر الرخصة‬ ‫خصكـ الكركي ‪ ،‬نقل ن اطيـ ّ‬ ‫طق عف‬ ‫لخاتـ المجتيديف بالتكجو إلى عػراؽ العرب"(‪ .)35‬ىذه الرخصة ىي تعبير مم ّ‬

‫اإلبعاد ‪ ،‬أك ىكذا ىي مف كجية نظر الكركي نفسو عمى األال ‪ .‬يقكؿ في مقدمة‬ ‫ِ‬ ‫لما أُلزمنا اإلاامة في ببلد العراؽ‪"...‬‬ ‫كتابو "ااطعة المجاج في ح ّل الخراج" ‪" :‬إن ػ ػّ ػػا ّ‬ ‫(‪. )36‬‬


‫يعزيو كىك في منفاه ‪ ،‬ىك رؤية ال اه طيماسب يعمل دائباً في‬ ‫عمى أف ما كاف ّ‬

‫ػادر "إيراف" في الفترة‬ ‫المبلحػ ُ‬ ‫ع أف القطيفي غ َ‬ ‫تمييد الطريق لعكدة ثانية منصكرة ‪ .‬ك َ‬ ‫نفسيا أيضاً (‪ ،)37‬كربما صدرت لو (الرخصة) ىك اآلخر ‪ ،‬تمييداً لعكدة الكركي ‪.‬‬

‫بتاريخ ‪ 16‬ذؼ الحجة ‪939‬ق‪ 9 /‬تمكز ‪1533‬ـ أصدر ال اه " فرماناً " ثانياً‬

‫بحق الكركي(‪ ، )38‬تجد ترجمة أمينة لو في ممحق آخر الكتاب ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ُكتب ىذا " الفرماف " خبلفاً لؤلكؿ ‪ ،‬بالملة الديكانية المألكفة في ذلؾ العصر‬ ‫كللتيا المعّقدة ‪ .‬كفيما خبل ذلؾ فقد أعاد إلى األذىاف مضمكف سابقو ‪ .‬كفيما يمي‬ ‫تمخيص لمجزء الياـ منو ‪.‬‬

‫تميد لظيكر اإلماـ‬ ‫‪ -1‬ن ر الت ّيع ىك رسالة الدكلة الصفكية ‪ ،‬كبذلؾ ّ‬ ‫الميدؼ‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يتـ ىذا القصد إال بمتابعة عمماء الديف فيـ بما يممككف مف معرفة ‪،‬‬

‫يقكدكف الناس إلى اليدػ ‪.‬‬

‫‪ -3‬لذلؾ فإف ال اه ‪ ،‬تحقيقاً لرسالة الدكلة السامية ‪ ،‬يأمر جميع أركاف الدكلة‬

‫يقدمكا لو مراسيـ الطاعة في جميع‬ ‫باتخاذه مقتدػ ليـ كاماماً ‪ ،‬كأف يمتثمكا ألمره ‪ ،‬كأف ّ‬ ‫األمكر ‪.‬‬ ‫المتصديف لؤلمكر ال رعية في‬ ‫يستقل بتعييف‬ ‫‪ -5‬كما كأنو ‪ ،‬أؼ الكركي ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫المناصب كعزليـ منيا ‪.‬‬

‫تمؾ السمطة الكاسعة ت ّكل سابقة ال مثيل ليا في تاريخ الفقياء ال يعة ‪.‬‬ ‫تصكر حتى لؾ الحيف ‪ .‬لقد اء‬ ‫كتصعيداً ل ػ ػ " كالية الفقيو " تجاكز عممياً أج أر ّ‬

‫طيماسب أف ُيسكت بفرمانو كل صكت يرتفع في كجو الكركي ‪ ،‬كأف يضمف لو عكدة‬ ‫آخػر ‪ .‬ذلؾ أنو‬ ‫المنتصر ‪ ،‬ليمارس نيجو كىك أاكػ ما كاف ‪ .‬كلكف كاف لؤلا ػػدار رأؼ َ‬ ‫لـ تتح لو بعد رجعة اط ‪ ،‬بل تكفي في "النجق" بتاريخ‬

‫تمكز ‪1534‬ـ(‪.)39‬‬

‫‪ 18‬ذؼ الحجة ‪940‬ق‪1 /‬‬

‫لقد ايل الكثير في مبلبسات كفاة الكركي ‪ ،‬ايل أنو اغتيل بالسـ ‪ ،‬كىك أمر ال‬

‫تساكؼ صعكبة نفيو إال محاكلة إثباتو ‪ .‬غير أننا في غمرة الجدؿ ‪ ،‬ال يمكننا اف‬ ‫نتجاىل رأؼ اثنيف مف معاصريو كمكاطنيو ‪ ،‬ىما ال يخ حسيف بف عبد الصمد‬

‫صر عمى تمقيبو بال ييد‬ ‫الجباعي ( ‪984-918‬ق‪1576-1512 /‬ـ) الذؼ كاف ُي ّ‬ ‫الثاني ‪ ،‬دكف استاذه زيف الديف بف عمي ‪ ،‬كابف العكدؼ دمحم بف عمي الجزيني (ح‪:‬‬


‫آخ ػ ُػر لم ػ ػػيخ زيف الديف ‪ ،‬الذؼ ع ػ ّػده مف جممة ال ػػيداء‬ ‫‪975‬ق‪1567 /‬ـ) كىك تمميذ َ‬ ‫(‪ ، )40‬خاصة كأف كل يء في مبلبسات سني حياتو األخيرة يكحي بمثل ىذه‬ ‫النياية ‪.‬‬ ‫ُلفت ال اه طيماسب إلى ضركرة تعييف َمػف يقكـ‬ ‫كيقاؿ إنو بعد كفاة الكركي ‪ ،‬أ َ‬ ‫ُ‬ ‫مقاـ ال يخ ‪ ،‬في منصب يخ اإلسبلـ ال اغ ػ ػػر ‪ ،‬فأبى كااؿ ‪ " :‬إني أريد مجتيد‬

‫جبل عامل"( ‪ . )41‬كلكف " مجتيد جبل عامل" ك ػػاف ا ػ ػػد مات ‪ ،‬بعػػد أف فػتػح في‬ ‫كتاب " إيراف" العريق صفحة جديدة ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىكامش ‪:‬‬ ‫(*) ىكذا كاف يكّاع ‪ ،‬كبيذا االسـ ُيعرؼ ‪ .‬كالحقيقة أنو ابف حسيف بف عبد العالي ‪ .‬كاد كّاع إجازتو‬ ‫لحسيف بف دمحم االسترابادؼ ىكذا ‪" :‬عمي بف عبد العاؿ" بحار األنكار ‪.53/108 :‬‬

‫(‪ )1‬أمل اآلمل ‪ . 122/1 :‬كاد تمّقى أكؿ إجازاتو مف يخو دمحم بف عمي بف خاتكف في ‪ 19‬ذؼ الحجة‬ ‫سنة ‪ 900‬ق‪ 15 /‬أيمكؿ ‪1495‬ـ (بحار األنكار ‪ )27/108 :‬كصفو فييا ب ػ ػ"ال يخ الفاضل كالعالـ‬ ‫العامل" كىي أكصاؼ تُمنح عادة لممبتدئيف ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ااؿ ابف خاتكف ذاك اًر كالد الكركي ‪ " :‬ال يخ الكرع التقي النقي الزاىد العابد " (بحار األنكار ‪/ 108 :‬‬ ‫كيفيـ مف ذلؾ أنو‬ ‫‪ )20‬كااؿ الجزائرؼ ‪ " :‬ال يخ عز الديف حسيف " ( بحار األنكار ‪ُ )31 /108 :‬‬ ‫لـ يكف ذا منزلة خاصة ‪.‬‬

‫(‪ )3‬بحار األنكار ‪ .27-20 / 108 :‬كىنا إجازة ابف خاتكف لمكركي ‪.‬‬

‫(‪ )4‬ذكرىما في إجازتو لحسيف بف دمحم االسترابادؼ ‪ ،‬الصادرة في السنة ‪907‬ق‪1501 /‬ـ ‪( .‬بحار األنكار‬ ‫‪. )53-49 /108 :‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫بحار األنكار ‪ .70/108 :‬كاجازة الجزائرؼ لو في ‪ :‬بحار األنكار ‪.34-28 /108 :‬‬ ‫ذكر الكركي ذلؾ في إجازتو لمقاضي صفي الديف عيسى ‪ ( .‬بحار األنكار ‪:‬‬

‫‪. )81-69 /108‬‬

‫ركيت عف رجاؿ العامة كعممائيـ‬ ‫كيقكؿ في إجازتو لم يخ عمي بف عبد العالي الميسي " ‪ ....‬كاد‬ ‫ُ‬ ‫بمصر كال اـ مف فنكف العمـ يئاً كثي اًر ‪ ،‬خصكصاً األصكؿ الم يكرة في الحديث " ( بحار األنكار‬

‫‪.)46 /108 :‬‬

‫نصيا في ‪ :‬بحار األنكار ‪. 34 -28 /108 :‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫ُّ‬

‫المقدسة ‪،‬‬ ‫(‪ )8‬يقكؿ في إجازتو لمقاضي صفي الديف عيسى ‪ " :‬كعند كركدؼ إلى مجاكرة تمؾ األعتاب ّ‬ ‫في سنة تسع كتسعماية تخميناً " ‪( .‬بحار األنكار ‪.)69 /108 :‬‬ ‫(‪ )9‬راجع ‪.‬‬

‫(‪ )10‬رياض العمماء ‪ ، 312/2 :‬مستدرؾ الكسائل ‪. 432 /3 :‬‬ ‫(‪ )11‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 154 /1 :‬‬ ‫(‪ )12‬ركضات الجنات‪. 390 /‬‬

‫(‪ )13‬بحار األنكار ( طبعة كمبني ) ‪. 68 /25 :‬‬ ‫(‪ )14‬الكركي ‪ :‬الجعفرية ( مخطكطة في مكتبة اإلماـ أمير المؤمنيف العامة في النجق األ رؼ ‪ ،‬براـ‬ ‫‪ 2807‬ص‪ . )1 /‬كنذكر بالمناسبة أف األمير غياث الديف منصكر الد تكي ‪ ،‬كاد كاف صد اًر في‬

‫دكلة ال اه إسماعيل األكؿ ‪ ،‬ثـ كلده طيماسب ‪ ،‬أبى أف يتممذ لمكركي في الفقو ‪ .‬كمف الطريق أنو‬

‫ِ‬ ‫المتعاكف اد‬ ‫احتاؿ حتى ا أر الكركي عميو أكالً يئاً مف عمـ الكبلـ ‪ .‬كسنرػ أف ىذا المكاق غير‬ ‫ّأدػ إلى عزلو نيائياً مف منصبو فيما بعد ‪.‬‬

‫(‪ )15‬يساكؼ الدينار الذىب ال رعي مثقاالً مف الذىب ‪ .‬ظل كزنو ثابتاً منذ ما ابل اإلسبلـ‪ ،‬حتى ضرب‬ ‫العثمانيكف ليرتيـ الذىب ‪ ،‬فجعمكا زنتيا ديناريف رعييف ‪ .‬انظر‪ :‬ال يخ إبراىيـ سميماف ‪ :‬األكزاف‬ ‫كالمقادير ‪51 /‬ك ‪. 107‬‬

‫(‪ )16‬أعياف ال يعة ‪ ، 176 /41 :‬ركضات الجنات‪. 391 /‬‬


‫أتـ تأليفو في السنة ‪930‬ق‪1523 /‬ـ ‪ .‬ذكر ذلؾ في الجزء‬ ‫(‪ )17‬حبيب ّ‬ ‫السير ‪ .10 -609 /4 :‬كاد ّ‬ ‫الرابع ‪. 609 /‬‬ ‫(‪ )18‬كاف في النجق بتاريخ ‪ 26‬رمضاف ‪929‬ق‪ 18 /‬آب ‪1523‬ـ ‪ ( .‬بحار األنكار ‪. )68 /108 :‬‬ ‫(‪ )19‬ركضات الجنات ‪. 640/‬‬

‫(‪ )20‬مجالس المؤمنيف ‪. 340 /‬‬ ‫(‪ )21‬أحسف التكاريخ ‪. 190 /‬‬ ‫(‪ )22‬بحار األنكار (طبعة كمبني) ‪ ، 63 /25 :‬أعياف ال يعة ‪ 140/41 :‬ك ‪ ، 62-157‬بحار األنكار‬ ‫‪ ، 59/25:‬ركضات الجنات ‪ ، 193 /‬بحار األنكار ‪ . 68 /25 :‬كترتيب المصادر بيذا ال كل‬

‫مقصكد ‪ ،‬فيي بيذا التسمسل تُػناسب أماكف إاامتو في العراؽ ‪ ،‬مف حيث تسمسميا التاريخي ‪.‬‬ ‫(‪ )23‬أحسف التكاريخ ‪ ، 448 /‬دان منداف آذربيجاف ‪. 248 /‬‬ ‫(‪ )24‬الفكائد الرضكية ‪ ، 305/‬ركضات الجنات ‪. 391 /‬‬ ‫(‪ )25‬أحسف التكاريخ ‪. 91-190 /‬‬

‫(‪ )26‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 154 /1:‬‬

‫(‪ )27‬الجزائرؼ ‪ :‬رح غكالي المئالي ‪ . 76 /‬كاد رأػ الجزائرؼ بنفسو عدداً مف ىذه الرسائل ‪.‬‬ ‫(‪ )28‬أحسف التكاريخ ‪244 /‬ك ‪ ، 304‬مجالس المؤمنيف ‪ ، 340 /‬ركضة الصفاؼ ناصرؼ ‪. 575 /‬‬ ‫(‪ )29‬أحسف التكاريخ ‪. 14 -313 /‬‬ ‫(‪ )30‬نفسو ‪. 398 /‬‬

‫السير ‪ ،610 /4 :‬لؤلؤة البحريف ‪ ،61-160 /‬ركضات الجنات‪ ، 8 /‬أعياف ال يعة ‪/41 :‬‬ ‫(‪ )31‬حبيب ّ‬ ‫‪ ، 181‬أحسف التكاريخ‪. 254 /‬‬ ‫(‪ )32‬انظر المصادر أعبله ‪ ،‬كلـ يدافع عف مكاق القطيفي إال مكاطنو عمي بف الحسف الببلدؼ ‪ .‬راجع‬

‫كتابو ‪ :‬أنكار البدريف‪ .286 /‬كلكي تطمع عمى اندفاع القطيفي كالملة العنيفة ‪ ،‬النابية أحياناً ‪ ،‬التي‬

‫الكىاج في مسألة‬ ‫لجأ إلييا في ىذه المكاجية ‪ ،‬اا أر مقدمة كتابيو ‪ ":‬رسالة في الرضاع " ك " السراج ّ‬ ‫الخراج " ‪.‬‬

‫(‪ )33‬مستدرؾ الكسائل ‪. 432 /3 :‬‬ ‫(‪ )34‬أحسف التكاريخ ‪. 14-313 /‬‬ ‫(‪ )35‬نفسو‪. 55-254 /‬‬

‫(‪ )36‬ااتبسنا النص عف مخطكطة في مكتبة ال يخ عمي كا ق اللطاء في " النجق " ‪.‬‬ ‫(‪ )37‬أنكار البدريف ‪ ، 283/‬أعياف ال يعة ‪.158 /5 :‬‬ ‫(‪ )38‬نص الفرماف في ‪ :‬رياض العمماء ‪ 314 /1 :‬كما يمييا كمستدرؾ الكسائل ‪. 34-433 /3 :‬‬ ‫(‪ )39‬أحسف التكاريخ ‪. 253 /‬‬ ‫(‪ )40‬رياض العمماء ‪:‬‬

‫‪ ، 318/1‬مستدرؾ الكسائل ‪:‬‬

‫الفضيمة ‪. 114 /‬‬ ‫(‪ )41‬رياض العمماء ‪. 110 /1 :‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫‪ ، 434 /3‬ركضات الجنات ‪/‬‬

‫‪ ،359‬يداء‬


‫‪َ -2‬من بعد الكركي ‪:‬‬ ‫إنما نضع ليذا الفصل عنكاناً يعكد بنا إلى الكركي ‪ ،‬ألف ىذا الرجل القكؼ ‪ ،‬اد‬ ‫كبكل ما‬ ‫طبع عصره بطابعو بكل ما تنطكؼ عميو كممة طابع مف خصية كنيج ‪ّ ،‬‬

‫تحكلت خبلؿ‬ ‫كسمبيات ‪ .‬كأعني‬ ‫إيجابيات‬ ‫ق عنو نيجو مف‬ ‫تك ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالسمبيات ‪ ،‬تمؾ التي ّ‬ ‫سمبيات بمعنى مف المعاني ‪ .‬كاف تكف ‪ ،‬مف‬ ‫ُ‬ ‫تفاعػميا مع تيارات العصر المتخالفة إلى ّ‬ ‫ً‬ ‫كجية نظر أخرػ ‪ ،‬دليبلً عمى خصب الحياة الفكرية ‪ ،‬الذؼ يعكد الفضل فيو إلى‬

‫مت بو‬ ‫عامل سياسي ىك‬ ‫نع ْ‬ ‫ّ‬ ‫التكحد بعد ال تات ‪ ،‬فضبلً عف االستقرار النسبي الذؼ ُ‬ ‫المنطقة ‪ .‬خصكصاً في الفترة الممتدة مف بداية حكـ ال اه طيماسب األكؿ ‪ ،‬حتى‬

‫نياية حكـ ال اه عباس الكبير ‪ ،‬أؼ لمدة تزيد عمى القرف ‪ .‬ثـ إلى عامل ثقافي ‪ ،‬ىك‬

‫دخكؿ الت ّيع إلى الميداف بتراثو الثقافي الضخـ ‪ ،‬كبقيمو الفكرية التاريخية الثابتة‪،‬‬ ‫بحػرّية االجتياد في الفقو خصكصاً ‪.‬‬ ‫الح ّػرية العقمية‪ ،‬التي تُعنكف عادة ُ‬ ‫كعمى رأسيا ُ‬ ‫كلكنيا في الحقيقة أكسع مف ذلؾ بكثير ‪ ،‬بحيث ت مل مجمل الحياة الفكرية ‪.‬‬

‫العاممية ‪ ،‬فإننا‬ ‫مف ىنا كنحف نخكض في اآلثار الثقافية كالسياسية لميجرة‬ ‫ّ‬ ‫سنتابع البحث في مرحمتيف أساسيتيف ‪:‬‬ ‫األكلى ‪ :‬فترة التّراب ‪ .‬كىي فترة غير اصيرة كفييا كانت اليجرة محدكدة ‪.‬‬ ‫سندرسيا بدراسة أبطاليا األربعة ‪ ،‬غير الكركي ‪ ،‬الذؼ غادرنا دراستو ابل اميل ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬فترة االتساع ‪ :‬كفييا استقبمت إيراف عدداً كبي اًر مف المياجريف ‪ ،‬بيف‬

‫طمكح ‪ .‬كسندرسيا بدراسة تيارات الحياة العقمية‬ ‫ىؤالء الفقيو الناضج ‪ ،‬كطالب العمـ ال ّ‬

‫في "إيراف" في ىذه الفترة ‪ ،‬خبلؿ تفاعميا مع المياجريف ‪ ،‬أك تفاعل المياجريف معيا‬ ‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‪.‬‬


‫‪ 1‬ـــــ كمال الدين ‪ ،‬درويش دمحم بن الحسن ‪:‬‬ ‫أكؿ ىؤالء األربعة ‪ ،‬كماؿ الديف دركيش دمحم بف الحسف العاممي ‪ُ .‬نسب فيما‬ ‫ط ْنزة " ( ‪ )1‬ثـ إلى "أصفياف "‪ ،‬فقيل في نسبتو ‪ :‬النطنزؼ ثـ‬ ‫بعد إلى " َن َ‬

‫تحكؿ‬ ‫األصفياني(‪ . )2‬مما ُيفيـ منو إنو أااـ أكؿ أمره في "إيراف" في تمؾ البمدة ‪ ،‬ثـ ّ‬ ‫أف إاامتو في " أصفياف " كانت ابل السنة ‪939‬ق‪/‬‬ ‫منيا إلى "أصفياف "‪ .‬كالظاىر ّ‬

‫ينسب ُو إلييا في إجا ٍزة أجازه ّإياىا ‪،‬‬ ‫‪1532‬ـ ‪ .‬فالكركي ‪ ،‬عمي بف عبد العالي ‪ُ ،‬‬ ‫صدرت في تمؾ السنة( ‪ . )3‬كما مف ٍؾ في أنو أااـ في كمتا البمدتيف مدة كافية ‪،‬‬ ‫لتصح نسبتو إلييما ‪ .‬إذف فمعّمو ثاني المياجريف بعد الكركي ‪.‬‬ ‫ابل ذلؾ التاريخ ‪،‬‬ ‫َّ‬

‫لسنا نعرؼ الكثير عف ىذا الجندؼ المجيكؿ ‪ .‬ال تاريخ كالدتو ‪ ،‬كال منبتو في‬

‫محاؿ دراستو فيو ‪ ،‬كال أساتذتو ‪ ،‬كال ظركؼ ىجرتو كتاريخيا ‪ .‬كاف ُك ّػنػا‬ ‫الكطف ‪ ،‬كال‬ ‫ّ‬ ‫ال نجد سبباً لم ؾ في أنيا تتصل بالظركؼ العامة لميجرة ‪ .‬كحده مؤّلق " الفكائد‬

‫الرضكية " يقكؿ أنو " مف تبلميذ ال ييد الثاني "( ‪ . )4‬كلكف ال مؤيد لو في اكلو ىذا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السف ‪ ،‬إف‬ ‫كخصكصاً أنو ال ركاية لو عنو ‪ .‬فضبلً عف أنيما يبدك أنيما ُمتقارناف في ّ‬ ‫لـ يكف ال يخ دركيش دمحم أكبر سناً ‪ .‬كلـ يثبت عندنا مف يكخ ركايتو سكػ ال يخ‬ ‫عمي بف عبد العالي الكركي(‪. )5‬‬

‫إذف‪ ،‬فمف الثابت أنو تممي ٌذ لمكركي ‪ .‬كالظاىر أنو رافقو فترة غير اصيرة أثناء‬

‫إاامتو في " إيراف " ثـ رحل معو إلى " النجق " في رحمتو األخيرة ‪ .‬كفييا كتب لو‬

‫اإلجازة التي أ رنا إلييا أعبله في السنة ‪939‬ق‪1535 /‬ـ ‪ .‬كأنو رجع بعد كفاة يخو‬

‫إلى " إيراف " ُليمضي فييا بقية عمره ‪ ،‬ك " ابره في نطنزه عميو ابة سامية" (‪. )6‬‬

‫يكصق ال يخ دركيش دمحم بأنو " مف أىل الزىد كالعبادة " ( ‪ .)7‬كمنو يظير أنو‬

‫مفت النظر ‪ .‬كىذه المبلحظة تساعدنا‬ ‫كاف مف ذلؾ النمط اليادػء الساكف ‪ ،‬الذؼ ال ُي ُ‬ ‫عمى فيـ سبب سككت المصادر عف ذكر خصكصياتو ‪ ،‬كندرة المعمكمات عنو ‪ ،‬كما‬

‫رأينا ‪.‬‬

‫لكنو يكصق أيضاً بأنو " أكؿ مف ت ر أحاديث ال يعة في عيد الصفكية"(‪. )8‬‬

‫إذف ‪ ،‬فيذا ىك الميداف الذؼ ارتاده ‪ .‬إف يكف الكركي اد منح كل عنايتو لمقاعدة‬

‫كمياً‬ ‫ال عبية كلم أف السياسي ‪ ،‬فإف تمميذه الزاىد العابد ‪ ،‬اد انصرؼ عف ىذا األمر ّ‬


‫ليعطي كل ما عنده لمتدريس كتخريج الفقياء ‪ .‬كذلؾ ابل أف ُيقتل ال ييد الثاني ‪،‬‬ ‫آخر ال يكخ الكبار لمنيضة العممية في "جبل عامل " ‪ ،‬كتنيار مدرسة " جباع " آخر‬ ‫نبضة في تمؾ النيضة ‪ ،‬كتنطمق اليجرة العاممية الكبرػ باتجاه " إيراف " ‪.‬‬

‫إف اتجاه ال يخ دركيش دمحم ‪ ،‬يبدك لممرااب اآلني ‪ ،‬الخطكة الكحيدة المعقكلة‪.‬‬

‫فالرائد األكؿ ‪ ،‬أؼ الكركي اد مات ‪ ،‬أك اغتيل ‪ ،‬عف عمل لـ يبمغ التماـ ‪ .‬ككاف كل‬

‫ييأ لو األيدؼ القادرة ‪ .‬كىذا ما اتجو إليو ال يخ‬ ‫عرضاً لئلنييار ‪ ،‬إف لـ تُ ّ‬ ‫ما بناه ُم ّ‬ ‫دركيش دمحم ‪ ،‬لكف المستقبل القريب تك َّ ق عف عامل جديد لـ يكف في حسباف أحد‪،‬‬

‫ميد لو الكركي ‪ .‬كل ذلؾ جعل‬ ‫أعني ‪ّ ،‬‬ ‫مرة أخرػ ‪ ،‬انطبلؽ اليجرة في االتجاه الذؼ ّ‬ ‫عمل ال يخ دركيش دمحم غير ذؼ معنى كبير ‪ .‬كىكذا أف الذيف يعادييـ التاريخ دكف‬

‫اف األمكر سارت عمى غير ىذا المنكاؿ ‪ ،‬لرّبما دخل ال يخ التاريخ مف‬ ‫ذنب ‪ .‬كلك ّ‬ ‫أكسع األبكاب ‪ ،‬كلربما عرفنا ما نركـ كأكثر مف تفاصيل سيرتو ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬ ‫(‪ " )1‬نطنزة " بفتح الحرفيف األكليف كتسكيف الثالث ‪ُ ،‬بميدة مف أعماؿ أصفياف ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أعياف ال يعة ‪ ، 371 /30 :‬تذكرة القبكر ‪ ،320 /‬ركضات الجنات‪، 391 /‬‬ ‫‪ ، 416 / 3‬الفكائد الرضكية ‪. 177 /‬‬ ‫(‪ )3‬بحار األنكار ‪. 84 /108 :‬‬ ‫(‪ )4‬الفكائد الرضكية ‪. 177 /‬‬

‫(‪ )5‬كسائل ال يعة ‪. 52 / 20 :‬‬ ‫(‪ )6‬بحار األنكار ‪ 84 /108 :‬ىا ‪ .‬نقبلً عف "منااب الفضبلء" ‪.‬‬ ‫(‪ )7‬المصدر نفسو ‪.‬‬

‫(‪ )8‬تذكرة القبكر ‪ ، 320 /‬الفكائد الرضكية ‪ ،177 /‬مستدرؾ الكسائل‪. 416 / 3 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫مستدرؾ الكسائل ‪:‬‬


‫‪ 2‬ـــــ عمي بن ىالل الكركي (ت‪993 :‬ى ػ ػ ػ ‪1585 /‬ـ ) ‪:‬‬ ‫أما الثاني فإنو تمميذ الكركي كبمديُّو ‪ ،‬ال يخ عمي بف ىبلؿ الكركي ‪ .‬كىك ‪ ،‬في‬ ‫الحقيقة عمي بف أحمد بف دمحم بف أحمد بف دمحم بف ىبلؿ ( ‪ . )1‬كلكنو ي تير أكثر في‬

‫كنا ال‬ ‫" إيراف " بال يخ عمي المن ار ‪ ،‬لقب كالده ‪ .‬تدّلنا نسبتو عمى منبتو ‪ ،‬كاف ّ‬ ‫نعرؼ عنو في الكطف يئاً سكػ أنو ا أر عمى يك ٍخ ُّ‬ ‫كميـ مف " جبل عامل " ‪ ،‬ىـ ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫تاج الديف الحسف بف جعفر األطراكؼ ‪ ،‬كأحمد البيضاكؼ النباطي ‪ ،‬كأحمد بف خاتكف‬ ‫العيناتي ( نظف أنو ابف مس الديف دمحم )(‪.)2‬‬

‫ترؾ ابف ىبلؿ كطنو بعد ‪ 26‬جمادػ اآلخرة ‪932‬ق‪ 11 /‬آب ‪1526‬ـ ‪ ،‬فيك‬

‫في ذلؾ التاريخ كاف في ارية " عيناتا " في مجمس يخو األخير ابف خاتكف(‬

‫‪. )3‬‬

‫كفي ‪ 18‬عباف ‪934‬ق ‪ 2 /‬حزيراف ‪1527‬ـ ‪ ،‬كاف في " النجق " ‪ ،‬حيث تمّقى‬

‫بمديو الكركي ‪ ،‬ال يخ ابف عبد العالي ‪ .‬إذاً ‪ ،‬فيجرتو حدثت بيف ىذيف‬ ‫إجازة مف ّ‬ ‫التاريخيف ‪.‬‬

‫ُيذكر عف ال يخ ابف ىبلؿ أنو رحل " اليند " كأااـ فييا زمناً ‪ .‬كال ؾ أنو ااـ‬ ‫برحمتو ىذه ‪ ،‬بعد تاريخ لقائو بالكركي في " النجق " ‪ .‬كالظاىر أنو مكث فييا حتى‬

‫بعد كفاة ىذا األخير ‪ .‬كمنيا تكجو إلى " إيراف " ناابلً معو مكتبة ضخمة ‪ ،‬يبمغ‬

‫تعدادىا أربعة آالؼ مجّمد ( ‪ ، )4‬حيث خّمق أستاذه الكركي ‪ ،‬في منصب يخ‬

‫اإلسبلـ ‪.‬‬

‫غ يترؾ كطنو الفقير مياج اًر ‪ ،‬ثـ ينجح في جمع مكتبة بيذا‬ ‫كال مراء في أف امر ً‬ ‫الحجـ ‪ ،‬في سنكات اميمة ‪ ،‬لـ يكف ي كك ‪ ،‬حيث كاف ‪ ،‬مف ضيق ذات اليد ‪ ،‬أك‬ ‫دكنية المكانة ‪ .‬كلكننا ‪ ،‬بسبب سككت المصادر‪ ،‬ال نعرؼ بالضبط أيف كاف كال ماذا‬ ‫ّ‬ ‫عما كاف فيو يكـ كاف في "اليند" ‪ ،‬إال‬ ‫أصاب ‪ .‬ككذلؾ ‪ ،‬فإننا ال نظف أنو تخّمى ّ‬

‫ٍ‬ ‫ظل مص اًر بعد كفاة الكركي عمى أف ال‬ ‫فمعل ال اه طيماسب ‪ ،‬الذؼ ّ‬ ‫لسبب كاؼ ‪ّ .‬‬ ‫بمدؼ الكركي كتمميذه‬ ‫يمؤل منصب يخ اإلسبلـ إال "مجتيد جبل عامل " ‪ ،‬اد كجد في ّ‬ ‫نحزر أنو ىك الذؼ طمب ادكـ إبف‬ ‫نعـ البديل ‪ ،‬كعمى ىذا فإننا ُنجيز ألنفسنا اف‬ ‫َ‬ ‫تـ تدبيره‬ ‫ىبلؿ إلى " إيراف "حيث ع ّػينو في منصب يخ اإلسبلـ ‪ّ .‬‬ ‫كلعل ىذا األمر اػد ّ‬ ‫العمنية ‪ ،‬بحيث لـ ير ح عف مبلبساتو يء إلى كتّاب‬ ‫كبأال ادر ممكف مف‬ ‫بيدكء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫السير ‪ ،‬كبذلؾ خفي عمييـ ثـ عمينا ‪ .‬كذلؾ بسبب الظركؼ السياسية التي‬ ‫التكاريخ ك ّ‬


‫أحاطت بحياة الكركي في أيامو األخيرة في " إيراف " ‪ .‬مما أفضنا في الحديث عنو في‬ ‫خكاتيـ الدراسة التي كضعناىا لو ‪ ،‬كغادرناىا ابل اميل ‪.‬‬

‫ثـ إننا ال نعرؼ الكثير ماذا كاف منو كىك في منصبو الكبير ‪ .‬خاصة إذا أخذنا‬ ‫بعيف االعتبار البناء الكبير غير التّاـ الذؼ تركو الكركي ‪ .‬كل ما عندنا أنو " كاف لو‬ ‫كماؿ االستقبلؿ في تنظيـ المعامبلت الدينية كالدنيكية ليذا الممؾ (ال اه طيماسب)‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫عامة جداً‬ ‫كلو في رفع تسمط المعتديف أياد بيضاء " ( ‪ . )5‬كىذه كممات كبيرة ‪ ،‬كلكنيا ّ‬ ‫التأمل يء ‪ .‬رغـ انيا تترؾ القارغ ي عر ألكؿ كىمة‬ ‫بحيث ال يبقى منيا في اليد بعد ّ‬

‫كسنتحدث في ما يمي في‬ ‫بانو ممتمئ اليديف ‪ .‬لذلؾ فإننا أثبتناىا ىكذا دكف تعميق ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منصب يخ اإلسبلـ كما كاف الصفكيكف ُينيطكف بو مف مياـ ‪.‬‬

‫الحر‬ ‫عرضاً ‪ .‬ك ّ‬ ‫نبلحع أيضاً أف ال ذكر لو في "أمل اآلمل " إطبلااً ‪ ،‬حتى كال َ‬ ‫العاممي صاحب مزاج أك فمنقل ‪ :‬مكاق ‪ُ ،‬ي ِ‬ ‫فكأن ُػو يبتلي أف‬ ‫عمف ال يعجبو ‪ّ ،‬‬ ‫عر ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫يمحكه محكاً لك تأتّى لو ‪ .‬كلعّمو لـ يرتح لئلنساف الذؼ استكاف إلى منصبو الكبير ‪،‬‬ ‫كمضى يقطع األياـ في ر ٍ‬ ‫احة كىدكء ‪ ،‬دكف أف يكترث بما يجرؼ مف حكلو أك بما‬

‫يجب أف يجرؼ بسعيو كمبادرتو ‪ .‬مف ذلؾ أنو خبلؿ النصق ارف تقريباً التي اضاىا‬ ‫في "إيراف" لـ ِ‬ ‫نجػ ػ ْػد لو تمميذاً كاحداً ‪ ،‬كلـ يستجزه أك ّأنو لـ يمنح إجازتو إال لدمحم بف‬

‫سمطاف حسيف األصفياني ‪ ،‬التي أ رنا إلييا في اليامش راـ( ‪ . )2‬كمف ذلؾ أننا لـ‬

‫‪985‬ق‪/‬‬

‫حساً كىك يخ اإلسبلـ ‪ ،‬يكـ ااـ ال اه اسماعيل الثاني (ت‪:‬‬ ‫نسمع لو ّ‬ ‫‪1576‬ـ) بحركتو اللريبة التي رمت إلى ىدـ كل ما بناه الصفكيكف كالكركي ‪ ،‬ككل‬ ‫مف نسج عمى منكاليـ ‪ ،‬ك لمت الناس لمدة تزيد عمى السنة ‪ .‬كلعّمنا نجد لو بعض‬

‫العاممية اد‬ ‫باب اليجرة‬ ‫ّ‬ ‫العذر‪ ،‬بالقكؿ أنو خبلؿ الربع القرف األخير مف كاليتو ‪ ،‬كاف ُ‬ ‫ُ‬ ‫انفتح عمى مصراعيو ‪ ،‬ككانت "إيراف " اد امتؤلت بالرجاؿ القادريف ‪ .‬ككاف منيـ مف‬ ‫ِ‬ ‫مبر اًر‬ ‫تصدػ ّ‬ ‫ّ‬ ‫مما النجد ّ‬ ‫لمردة كبطميا ‪ ،‬فقضكا عمى حركتو بل ايل كعميو أيضاً ‪ّ ،‬‬ ‫لمخكض فيو بيذه المناسبة ‪.‬‬ ‫‪939‬ق‪/‬‬

‫ظل في منصب الكبير حتى كفاتو في السنة‬ ‫عمى أية حاؿ ‪ ،‬فقد ّ‬ ‫‪1585‬ـ ‪ ،‬عمى األرجح( ‪ )6‬ليخمفو ال يخ دمحم بف الحسيف بف عبد الصمد ‪ ،‬ال يير‬ ‫سنخصو بدراسة في ما يمي ‪.‬‬ ‫ببياء الديف العاممي ‪ ،‬الذؼ‬ ‫ّ‬

‫الركاد األكائل ‪ ،‬ال ّبد أف ن ير إلى حقيقة تتّصل‬ ‫كلكننا ابل أف ننتقل إلى ثالث ّ‬ ‫أثناء ما يقرب مف خمسيف سنة ‪ .‬ىي‬ ‫بعمي بف ىبلؿ الكركي ‪ ،‬كبالمنصب الذؼ لمو َ‬


‫أىمية عمى عيد‬ ‫أف منصب يخ اإلسبلـ خبلؿ كاليتو ‪ ،‬اد َفَقد ما كاف لو مف بريق ك ّ‬ ‫سمفو ‪ .‬كيمكح لي أف ىذا يتّصل بتجربة الكركي مف ابل ‪ ،‬كما صاحبيا مف صراع‬ ‫عمى النفكذ ‪ ،‬أممتو غيرة السياسييف الحانقيف ‪ ،‬ك عكر الدكلة بالخطر الكامف في ّأية‬

‫تجربة مماثمة ‪ .‬كسنتّصل بدراستنا لثالث ىؤالء بمحاكلةإلحياء طريقة ابف عبد العالي‬ ‫في العمل ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ىكذا نسب نفسو في آخر نسخة مف " البياف " لم ييد األكؿ مكتكبة بخط يده ‪ .‬تجد صكرة عف‬ ‫الصفحة األخيرة منيا في ‪" :‬ريحانة األدب " ‪. 89/ 5‬‬ ‫(‪ )2‬ذكر ذلؾ في إجازتو لدمحم بف سمطاف حسيناألصفياني ‪ .‬بحار األنكار ‪. 83-80 /109 :‬‬ ‫(‪ )3‬ريحانة األدب ‪. 89 / 5 :‬‬

‫الرضكية ‪ ، 330 /‬أعياف ال يعة ‪. 201-200 / 42 :‬‬ ‫(‪ )4‬ركضات ّ‬ ‫الجنات ‪ ، 192 /‬الفكائد ّ‬ ‫(‪ )5‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 154 / 1 :‬‬ ‫(‪ )6‬في ركضات الجنات ‪ 390 /‬أنو تكفي في السنة ‪984‬ق‪1576 /‬ـ ‪ ،‬كىي نفس السنة التي أجاز فييا‬ ‫دمحم بف سمطاف األصفياني ( بحار األنكار ‪ ، )83-80 / 109 :‬كلكف صاحب أحسف التكاريخ ال‬

‫ي ير إلى كفاة يخ اإلسبلـ في ىذه السنة ‪ ،‬عمى عنايتو بتسجيل الكفيات في ختاـ حكادث كل سنة‬

‫كنقل‬ ‫‪ .‬بيد أف صاحب أعياف ال يعة يكر أنو تكفي ىك كال يخ عبد العاؿ الكركي في سنة كاحدة ‪ُ ،‬‬ ‫‪ ، )200 / 42‬كال يخ عبد العالي تكفي في السنة‬

‫جثمانيما معاً إلى م يد ( أعياف ال يعة ‪/‬‬ ‫يخية كعميو فقد‬ ‫يتطرؽ التحريق أك الخمل إلى ىذه المقارنات التار ّ‬ ‫‪993‬ق‪1585 /‬ـ ‪ ،‬كمف النادر أف ّ‬ ‫ممنا إلى األخذ بيذا التاريخ لكفاتو ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫‪ 3‬ـــــــ حسين بن عبد الصمد الهباعي ‪984 -918( :‬ه ‪1576 -1512 /‬م) ‪:‬‬ ‫بكصكلنا إلى ثالث الركاد األكائل المعركفيف ‪ِ ،‬‬ ‫نص ُل إلى المرحمة التي انفتح‬ ‫ّ‬ ‫أف ُّ‬ ‫ركب اػد امتؤلت‬ ‫باب اليجرة العاممية عمى مصراعيو ‪ ،‬حتى ليخاؿ المرء ّ‬ ‫الد َ‬ ‫فييا ُ‬

‫بيـ ‪ .‬فانطمقكا ُمخّمفيف أكطانيـ دكف أف يمتفتكا إلى الكراء ‪ .‬ذلؾ أنو صار منذ اآلف‬ ‫كطناً لمخكؼ كالمكت ‪ .‬فترككه دكف أف يبالكا أيف يتجيكف ‪ ،‬إلى " العراؽ " ك " مكة "‬

‫ٍ‬ ‫ألسباب‬ ‫ك " اليند " ك"إيراف" ‪ .‬كفازت " إيراف " مف المياجريف بالنصيب األكفى ‪،‬‬ ‫صارت معمكمة ‪ .‬ككذلؾ ِ‬ ‫نص ُل إلى أكؿ محاكلة مف بعد الكركي إلحياء طريقتو في‬ ‫العمل ‪.‬‬

‫كال يخ ابف عبد الصمد ‪ ،‬ابف العائمة التي يعكد إلييا الفضل في تأسيس الحياة‬ ‫ٍ‬ ‫العممية‬ ‫نبضة في النيضة‬ ‫آخر‬ ‫العممية في ارية " جباع " ‪ .‬كىي كما سبق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منا القكؿ ُ‬ ‫أكؿ‬ ‫في " جبل عامل " ‪ّ .‬‬ ‫فجده دمحم بف عمي الجباعي ( ت‪876 :‬ق ‪1471 /‬ـ ) ُ‬ ‫اسـ‬ ‫اس ٍـ ُبرز في تاريخ العائمة ‪ ،‬ك ُ‬ ‫أكؿ اس ٍـ كبير ُينسب إلى ىذه القرية ‪ .‬كىك أيضاً ٌ‬ ‫م يكر في مأثكرات كأخبارّيات ذلؾ الزماف ‪ ،‬يعرفو الباحثكف عف طريق المجمكعة‬ ‫الكبيرة كالدايقة التي تركيا ‪ ،‬كالمعركفة باسـ " مجمكعة الجباعي " ‪ ،‬التي استفاد‬

‫المجمسي منيا كثي اًر في المجّمد الخامس كالع ريف مف كتابو ال يير " بحار األنكار" ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كبذلؾ كاف لو الفضل في حفظيا لمف بعػده ‪ .‬كاد حافظت العائمة مف بعده عمى مكانة‬ ‫عممية ممتازة ‪ ،‬في ال أف الذؼ صارت إليو "جباع " ‪ُ ،‬ممّثمة بال يخ عبد الصمد بف‬ ‫دمحم ( ت‪935 :‬ق ‪1528 /‬ـ) الذؼ يد بداية الفترة المجيدة القصيرة لػ ػ " جباع " ‪.‬‬ ‫كىك ُّ‬ ‫رد ٍ‬ ‫فعل غريز ّؼ عمى الخكؼ كالتيديد ‪ ،‬إثر الفتح العثماني‬ ‫تأل ٌق حدث في سياؽ ّ‬ ‫تمركػ ٍػز في الكسط ‪ .‬بعد أف كانت الحكاضر العممية السابقة‬ ‫لممنطقة ‪ ،‬اتخذ كل ُ‬ ‫تستقر عمى أطراؼ الكثافة السكانية‬ ‫األربع (جزيف ‪ ،‬عيناتا ‪ ،‬كرؾ نكح ‪ ،‬م لرة )‬ ‫ُّ‬

‫ال يعية ‪ .‬كلكف ابنو ال يخ حسيناً ‪ ،‬عاش في امب الفترة المجيدة المتأّلقة ‪ ،‬كفي امب‬

‫تكػػف األُس ػرةُ اػػد فػقػػدت في زمانو مكاعيا في المركػػز‬ ‫الخكؼ كالتيديػ ػػد أيضاً ‪ .‬كاف ُ‬ ‫تبكأه عػف ج ػ ػػدارة كاس ػػتحقاؽ ال يخ زيف الديف بف عمي ‪،‬‬ ‫األكؿ في "جباع " ‪ ،‬بعد أف ّ‬ ‫ّ‬

‫ال ػيير ب ػ ػ " ال ييد الثاني" ‪ .‬كصار البطل التالي لمعائمة ‪ ،‬أعني ال يخ حسيناً نفسو ‪،‬‬ ‫أخصيـ بو كرفيق أسفاره ‪.‬‬ ‫تمميذاً لو بل أكؿ تبلميذه ك ّ‬

‫ُيذكر لم يخ ابف عبد الصمد ّأنو ارفػػق يخو في رحمتو ال ييرة إلى "إسبلمبكؿ"‬ ‫مدرساً في‬ ‫في السنة ‪952‬ق‪ 1545 /‬ـ ‪ .‬التي عاد منيا األستاذ إلى " بعمبؾ " ّ‬


‫"المدرسة النكرية " في حيف تابع التمميذ سبيمو إلى العراؽ ‪ ،‬حيث أااـ في "بلداد " فترة‬

‫اصيرة ‪ ،‬كما عتّـ أف التحق بأستاذه في " بعمبؾ " ‪ُ ،‬ليقيـ فييا أك في ارية مجاكرة‬ ‫مدة طكيمة امتدت إثنتي أك ثبلث ع ر سنة ‪ .‬كفي السنة ‪965‬ق ‪1558 /‬ـ ‪،‬‬ ‫ليا‪ّ ،‬‬

‫اتل العثمانيكف ال ييد الثاني ‪ ،‬بعد فت ٍرة مف الخكؼ كالتخّفي ‪ ،‬فكاعت كااعة اتمو عمى‬ ‫العممية ال يعية في "جبل عامل" ك "البقاع " فانفرو نظاميا ‪ .‬ككاف ال يخ‬ ‫الحكاضر‬ ‫ّ‬ ‫اكؿ مف ػ ّػد ِّ‬ ‫حاؿ كمضى(‪. )1‬‬ ‫الر َ‬ ‫ابف عبد الصمد ‪ ،‬بسبب عبلاتو الخاصة بال ييد َ َ‬ ‫أف ابف عبد الصمد اتجو إلى "إيراف" مبا رة ‪ ،‬بل إلى "أصفياف"‬ ‫كالظاىر ّ‬ ‫أف نسب َة َمف استقبمتيـ ىذه الحاضرة مف‬ ‫بالتحديد ‪ .‬كبالمناسبة ‪ ،‬فقد‬ ‫ُ‬ ‫الحظت ّ‬

‫مياجريف ‪ ،‬يفكؽ أؼ مدينة أك بمدة إيرانية أخرػ ‪ .‬كالظاىر أف ىذا يعكد إلى أكثر مف‬

‫األىمية السياسية كالعممية التي صارت لممدينة فيما‬ ‫سبب ‪ ،‬منيا المكاع الجلرافي ‪ ،‬ثـ‬ ‫ّ‬ ‫بعد ‪.‬‬ ‫أمضى في " أصفياف " ثبلث سنيف( ‪ . )2‬كفي أكاخر ذؼ القعدة سنة ‪968‬ق ‪/‬‬

‫ادمو إليو ال يخ عمي‬ ‫ت ريف الثاني ‪1560‬ـ ‪ .‬دخل ببلو ال اه طيماسب ( ‪ )3‬بعد أف ّ‬ ‫‪،‬فعينو‬ ‫بف ىبلؿ الكركي ‪ ،‬يخ اإلسبلـ ‪ ،‬أثناء زيا ٍرة لم اه إلى " أصفياف " ( ‪ّ )4‬‬

‫أثناء أربعة ع ر سنة أااـ مدداً متفاكتة في " ازكيف" ك‬ ‫يخاً لؤلسبلـ في "ازكيف" ‪ .‬ك َ‬ ‫"م يد " ك " ىراة " ( ‪ . )5‬كفي السنة ‪983‬ق‪ 1575 /‬ـ ترؾ " إيراف " ُمظي اًر أنو يريد‬ ‫حجو ‪،‬‬ ‫أتـ مناسؾ ّ‬ ‫الحج ‪ ،‬لكنو كاف يكتـ أم اًر ‪ .‬فمـ ُ‬ ‫يعػد إلييا أبداً ‪ .‬بل إنو بعد أف ّ‬ ‫يمـ كجيو طر" البحريف " كأااـ فييا حتى كفاتو في السنة التالية (‪.)6‬‬ ‫ّ‬

‫يكصق ال يخ ابف عبد الصمد بانو "كانت لو رغػبة في مدح م ايخ الصكفية ‪،‬‬

‫كنقل كمماتيـ " ( ‪ .)7‬كىذا مممح إلى خصيتو ُنثبتو اآلف دكف إفاضة أك تعميق ‪،‬‬ ‫المخصص لبحث ما جرػ بيف الفقياء‬ ‫عمى أمل أف نكليػو عناية أكبر في الفصل‬ ‫ّ‬

‫جدد اراءة‬ ‫ك‬ ‫المتصكفة في "إيراف " كبيف الفقياء المياجريف ‪ .‬كما يكصق بأنو "ممف ّ‬ ‫ّ‬ ‫كتب الحديث في ببلد العجـ"(‪ . )8‬كىذه إ ارة مقتضبة جداً إلى الدكر الياـ كالمؤثر ‪،‬‬ ‫الذؼ تابع بو ابف عبد الصمد ما كاف الكركي اد بدأه ‪ .‬كىك الذؼ عرفػنػا عنو العناية‬

‫الخاصة التي أكالىا لتخريج أكبر عدد ممكف مف الفقياء ‪ .‬كما نجد إ ارًة أكسع بنفس‬ ‫المؤدػ لدػ المن ي ‪ ،‬لكف طلت عمييا الملة األدبية التي درج عمييا المؤرخكف‬ ‫ّ‬

‫اإليرانيكف في ذلؾ الزماف (‪.)9‬‬


‫كمف الكاضح أف المقصكد في العبارة المقتبسة ‪ ،‬إنما ىك كتب حديث اإلمامية‪،‬‬

‫بل ما ىك أكسع مف ذلؾ بحيث ي مل فقييـ ‪ .‬كالحقيقة أف النضج العممي الذؼ‬ ‫ّ‬ ‫الصيت العريض ‪ ،‬بكصفو‬ ‫تمتّع بو ُ‬ ‫ابف عبد الصمد حيف دخل " إيراف " باإلضافة إلى ّ‬

‫أخص تبلميذ ال ييد الثاني بو ‪ ،‬الذؼ أثار مقتمو ضجة ىائمة في "إيراف "‪ .‬ػ ػ ػ كل ذلؾ‬ ‫ّ‬ ‫عممي ًة غػير عادية حيثما حػ ّػل ‪ ،‬خصكصاً فػي‬ ‫ا ػ ػػد أتاح لو أف ُين ػ ػػئ مف حكلو حرك ًة ّ‬

‫الجـ لتبلميذه ‪ ،‬الذيف‬ ‫" ازكيف " ك "م يد" ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫محكرىا التدريس ‪ .‬نعرؼ ذلؾ مف العدد ّ‬ ‫نجد أسماءىـ مبثكثة في مختمق كتب التراجـ ‪ ،‬المعنية برجاالت ذلؾ العصر ‪.‬‬ ‫لكف اإل كالية الكبرػ التي تثيرىا سيرتو ىي ‪ :‬لماذا أدار ظيره لػ ػ " إيراف "‬ ‫كلمنصبو كمكانتو ليمكت في " البحريف " ؟‬

‫مؤرخ الفترة ‪ ،‬يتجاىل كل يء‬ ‫حسف ركممك ‪ ،‬صاحب " أحسف التكاريخ " كىك ّ‬ ‫عف المكضكع ‪ ،‬عمى األال في القسـ المن كر مف تاريخو ىذا ‪ ،‬كحتى أنو ال ي ير‬

‫إلى كفاة ال يخ ‪ ،‬في السنة نفسيا التي أدرؾ فييا ال اه طيماسب األجل ‪ .‬كذلؾ عمى‬

‫عباس‬ ‫المؤرخ الرسمي لفترة ال اه ّ‬ ‫أما اسكندر بيؾ من ي ‪ّ ،‬‬ ‫األرجح أمر ذك ملزػ ‪ّ .‬‬ ‫الكبير ‪ ،‬فإنو يقكؿ ‪ . . . . . " :‬إلى أف أدركو ال كؽ لنيل سعادة الحج إلى بيت هللا‬ ‫الحراـ ‪ ،‬كزيارة الركضة المقدسة لخير األناـ ‪ ،‬كاألئمة العالي المقاـ ‪ ،‬عمييـ صمكات‬

‫الممؾ العبلّـ (‪ ،). . . . .‬إلى أف أدركو األجل المكعكد في البحريف "( ‪ . )10‬ككذلؾ‬ ‫نجد تكليفات مف مثل القكؿ ‪ ،‬أنو رأػ في المناـ ‪ ،‬كىك في "مكة" أف " البحريف "‬

‫ُرفعت بأىميا إلى الجنة ‪ ،‬فرغب باإلاامة فييا(‪ . )11‬كنعتقد أف ىذه كأمثاليا إنما ىي‬ ‫محاكلة لتقديـ المكضكع ب كل ال يفيـ منو القارغ ‪ ،‬أف أم اًر غير عادؼ اد أممى عمى‬

‫ال يخ ما فعل ‪.‬‬

‫نظنو ‪ ،‬بل كنذىب إليو أف األمر لـ يكف عمى ىذه المثابة مف البساطة ‪.‬‬ ‫كالذؼ ّ‬ ‫السياسية في "إيراف " مف جية ‪ ،‬كما يتّصل بمسمؾ ال يخ‬ ‫بل إنو عمى صمة بالظركؼ‬ ‫ّ‬

‫أثناء الفترة التي أمضاىا في "م يد"‪ .‬فقد‬ ‫ابف عبد الصمد مف جية أخرػ ‪ ،‬خصكصاً َ‬ ‫ايل أف ال اه طيماسب "كاف يأمر كاليو في خراساف بأف ُيحضر كل َػده ‪ -‬أؼ كلد ال اه‬ ‫‪ ،‬دمحم خدابنده ‪ ،‬ال اه فيما بعد – إلى مجمس ال يخ لسماع درسو ككعظو‪ ،‬كبأف ينّفذ‬ ‫فتاكاه كأحكامو " ( ‪ ، )12‬كانو " سعى إلى إاامة صبلة الجمعة ‪،‬التي كانت ركطيا‬

‫جمع كثير مف‬ ‫كىجرت مدة مديدة ‪ ،‬في ٍ‬ ‫مكضع خبلؼ بيف عمماء المّمة ‪ ،‬كتُركت ُ‬ ‫بحق‬ ‫المؤمنيف "( ‪ . )13‬كاذا كاف أمر ال اه ذاؾ ُي ّ‬ ‫ذكرنا بفرماف ال اه طيماسب ّ‬


‫جمع كثير مف‬ ‫الكركي ‪ ،‬فإف سعي ال يخ حسيف إلى إاامة صبلة الجمعة "في ٍ‬

‫المؤمنيف" ذك داللة مناسبة ‪ .‬ذلؾ أف صبلة الجمعة عند فقياء اإلمامية ‪ ،‬ليست‬ ‫صرؼ عمل عبادؼ فردؼ مف حيث المبادرة إليو ‪ ،‬بل إنيا ال تجب كجكباً عينياً إال‬

‫صل بال رعػية‬ ‫ب ركو ‪ ،‬مف جممتيا " السمطاف عادؿ " ‪ .‬كالعدالة ىنا مفيكـ يتّ ُ‬ ‫كمفيك ِميا كليس فقط بالمسمؾ ال خصي لمسمطاف ‪ .‬إذف ‪ ،‬فيي ذات مممح سياسي‬

‫كاضح ‪ .‬يتّصل بدكره بمفيكـ "كالية الفقيو " ‪ .‬ككاف الكركي يحرص عمى إاامتيا ‪.‬‬ ‫أمر اػد‬ ‫كترُكيا ّ‬ ‫مدة مديدة ٌ‬ ‫كسنرػ أف ذلؾ اد ّأدػ إلى خبلؼ استحكـ زمناً طكيبلً‪ْ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫نيجو ‪ .‬كمف كل ىذا‬ ‫ؾ بعد كفاة الكركي ‪ ،‬كمؤِّ ػ ػ ٌػر إلى‬ ‫حدث كال ّ‬ ‫انييار أصاب َ‬ ‫تتّضح الصمة بيف امر ال اه لكاليو بأف ينّفػذ فتاكػ كأحكاـ ال يخ ابف عبد الصمد ‪،‬‬ ‫كبيف إحياء ال يخ لصبلة الجمعة ‪ .‬فكأنو كاف يقكؿ ضمناً ‪ ،‬ىا إف العدؿ اد تحّقػق‬

‫ٍ‬ ‫جم ٍع كثير‬ ‫بسمطاف ُينّفػ ُذ أحكاـ ال رع ‪ ،‬فمنقـ صبلة الجمعة ! كىكذا كاف ‪ .‬كاستجاب ُة " ْ‬ ‫أف تدبير ال يخ اد لقي نجاحاً ُّ‬ ‫كتفيماً عبياً‬ ‫دليل عمى ّ‬ ‫مف المؤمنيف " ليذا االتجاه ‪ٌ ،‬‬

‫اطية القزلبا ية ذات السطكة ‪ ،‬كألىل‬ ‫كاسعاً ‪ .‬كالظاىر أف كل ذلؾ كاف نذي اًر لؤلرستقر ّ‬ ‫السياسة عمكماً ‪ ،‬بتصاعد نفكذ فقيو عاممي آخر ُيعيد منحتيـ مع الكركي ‪ .‬خاص ًة‬ ‫بتدينو ‪ ،‬كاف مييأً لخطكٍة كبيرٍة كيذه مرة أخرػ ‪.‬‬ ‫كّ‬ ‫أف ال اه طيماسب ‪ ،‬الذؼ ُعرؼ ّ‬

‫فجأة إلى "ىراة"‬ ‫كاّنا كاف كنا ال ندرؼ ما حصل بالضبط ‪ ،‬كلكننا رأينا ال يخ ُينقل ً‬ ‫كىكعمل أ بو بالنفي منو بأؼ يء‬ ‫يعية ‪،‬‬ ‫القصية ‪ ،‬التي تلمب عمييا أكثرّي ٌة غير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫آخر ‪ .‬كالظاىر أف ال يخ انتظر في "ىراة " فترًة كافية ‪ ،‬إلى أف تنكسيت القضية ‪ ،‬ثـ‬ ‫اصد ببلو ال اه مستئذناً بالسفر ‪ ،‬متعّمبلً بالحج ‪ ،‬كمنو عاد إلى "البحريف " كىناؾ‬ ‫تكفي ‪.‬‬

‫أردت‬ ‫كالمعركؼ أنو كىك في "البحريف" كتب إلى ابنو بياء الديف يقكؿ ‪ " :‬إف َ‬ ‫فابق‬ ‫أردت اآلخرة فاتبعني ‪ ،‬كاف َ‬ ‫الدنيا فارحل إلى اليند ‪ ،‬كاف َ‬ ‫أردت ال دنيا كال آخرة َ‬

‫في أرض العجـ "(‪ . )14‬كىذه كممات نابضة تُلني عف رٍح كتعميق ‪.‬‬

‫بملادرتنا البف عبد الصمد ‪ ،‬نلادر ّأكؿ كآخر محاكلة إلحياء طريقة الكركي‬ ‫الركاد ‪ ،‬الذيف يدخمكف أرضاً مفتكحة ‪ ،‬كل يء فييا‬ ‫في العمل ‪ .‬لقد انتيى دكر ّ‬ ‫مك ُيـ ‪ .‬كالدكر اآلف لمجنكد ‪ ،‬الذيف اد يككنكف يداء أك منتصريف ‪ ،‬كلكنيـ عمى أية‬ ‫ِم ُ‬ ‫منسيكف ‪ .‬يخمدكف إذا خمدكا بما أنجزكا كليس كأبطاؿ ‪.‬‬ ‫حاؿ‬ ‫ّ‬


‫صاحبو إلى المقاـ البطكلة كالريادة ‪ .‬كلكنيا‬ ‫بيف أكلئؾ الجنكد ‪ ،‬يبرز اسـ ارتفع‬ ‫ُ‬ ‫آخػػر ٍ‬ ‫تتـ ىذه الدراسة دكف الكاكؼ عند صاحبيا "بياء‬ ‫آخػػر ‪ .‬لف َّ‬ ‫لحقل َ‬ ‫بطكل ٌة مف نكع َ‬

‫سنخصو بالصفحات التالية ‪.‬‬ ‫الديف العاممي " الذؼ‬ ‫ّ‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫يقكؿ ال يخ حسيف في مقدمة كتابو " الدراية " ‪ " :‬كمما حثّني عمى تأليق ىذه الرسالة ‪ ،‬بعد ىربي مف‬

‫(‪)2‬‬

‫ركضات الجنات ‪. 193 /‬‬

‫(‪)3‬‬

‫ّأرخ لذلؾ بنفسو في مقدمة كتابو "رسالة في تطيير الحصر " مخطكطة في مكتبة ال يخ عمي كا ق‬ ‫اللطاء في النجق ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬

‫ركضات الجنات ‪. 193 /‬‬

‫أىل الطلياف ‪. " . . .‬‬

‫(‪)5‬‬

‫يحدد إاامتو في كل ٍ‬ ‫منزؿ بالسنيف ‪،‬‬ ‫المبلح ُ‬ ‫أف عبد هللا أفندؼ ّ‬ ‫ع ّ‬ ‫رياض العمماء ‪ . 46 – 245 / 2 :‬ك َ‬ ‫تحديداً ال يمكف بمجمكعو أف يككف صحيحاً ‪.‬‬

‫(‪)6‬‬

‫عالـ آراؼ عباسي ‪ ، 156 / 1‬أمل اآلمل ‪. 97 / 1 :‬‬

‫(‪)7‬‬

‫ركضات الجنات ‪ ، 193 /‬أعياف ال يعة ‪. 245 /26 :‬‬

‫(‪)8‬‬

‫ركضات الجنات ‪ 193 /‬نقبلً عف " نظاـ األاكاؿ" لنظاـ الديف دمحم القر ي المزني ‪ ،‬تمميذ ال ػ ػ ػ ػ ػػيخ‬ ‫حسيف ابف عبد الصمد ‪.‬‬

‫(‪)9‬‬

‫عالـ آراؼ عباسي ‪. 156 / 1 :‬‬

‫(‪ )10‬أيضاً‪.‬‬

‫(‪ )11‬اصص العمماء ‪. 248 /‬‬ ‫(‪ )12‬ركضات الجنات ‪ ،193 /‬أعياف ال يعة ‪. 241 / 26 :‬‬ ‫(‪ )13‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 156 / 1 :‬‬ ‫(‪ )14‬رياض العمماء ‪. 246 / 2 :‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫‪4‬ــــــ بياء الدين العاممي ‪1030 -953( :‬ه‪1621 – 1547 /‬م)‬ ‫الشخص ‪:‬‬ ‫دمحم بف الحسيف بف عبد الصمد ‪ُ .‬كلد في "بعمبؾ" مساء يكـ األربعاء ‪ 27‬ذؼ‬ ‫الحجة ‪953‬ق‪ 19 /‬باو ‪ 1547‬ـ ‪ .‬كفييا اضى أياـ صباه ك بابو األكؿ ‪ .‬ككاف‬ ‫يكـ ىاجر بو أبكه إلى "إيراف" يناىز الثبلث ع رة سنة ‪ .‬كاد حّققنا تاريخ ىجرة أبيو‬ ‫في الدراسة التي غادرناىا تكاً ‪ ،‬كيمكف الرجكع إلييا ىناؾ ‪.‬‬ ‫عاش في كنق أبيو في " أصفياف " يق أر عميو ‪ .‬كعندما انتقمت العائمة إلى‬

‫عينو ال اه طيماسب يخاً لئلسبلـ فييا ‪ ،‬إنفتحت أماـ بياء‬ ‫ازكيف تبعاً لرّبيا ‪ ،‬يكـ ّ‬ ‫الديف دنيا جديدة ‪ .‬فقد كانت يكـ ذاؾ عاصمة مزدىرة تضج بالحياة كالحركة ‪َ .‬ح َكت‬

‫مف أىل العمكـ كالفنكف َمف اعتُبركا أىـ رجاالت " إيراف" في الطب كالرياضيات كالفمؾ‬ ‫كاليندسة ‪ .‬ممػا أتاح لو فرصة التأسيس لماعػرؼ عنو فيما بعد مف ٍ‬ ‫ثقافة كاسعة ‪ .‬فييا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ا أر عمى أىـ أساتذتو بعد أبيو ‪ :‬عبد هللا بف ياب الديف حسيف اليزدؼ ‪ ،‬المعركؼ‬ ‫بالمبل عبد هللا (ت‪918 :‬ق‪1573 /‬ـ) ‪ .‬أخذ عنو المنطق كالكبلـ كالمعاني كالبياف‬ ‫ّ‬

‫كالعربية ‪ .‬كما أخذ الطب عف الحكيـ عماد الديف محمكد أ ير أطباء " إيراف " في‬ ‫عصره كالطبيب الخاص لم اه طيماسب ‪ ،‬كالرياضيات كالكبلـ كالفمسفة عف مكالنا‬

‫درس( ‪ . )1‬كاستناداً‬ ‫الم ّ‬ ‫أفضل القايني(؟) كالرياضيات أيضاً عف المكلى عمى المذىب ُ‬ ‫إلى عالـ آراؼ عباسي كحده فإف أكؿ أساتذتو في " ازكيف" ىك المير مرتضى ( كذا !‬

‫كلعّمو السيد مرتضى ال ريفي ال يرازؼ ‪ ،‬المتكفى في السنة ‪974‬ق ‪1566 /‬ـ ) ‪ .‬كلـ‬

‫يُقػل ماذا ككـ مف الزماف أخذ عػنو ‪ .‬كنظف أف اراءتو عميو كانت عابرة ‪ ،‬خبلؿ‬ ‫كيضيق " آغا بزرؾ ّأنو " ‪ :‬ا أر الرياضيات‬ ‫استك افو الجك العممي في ازكيف ‪ُ .‬‬

‫كالحكمة عمى ال يخ أحمد الكيمدؼ " ( ‪ )2‬المعركؼ بػ ػ " پػػير احمد " ‪ ،‬كلـ نعثُر عمى‬ ‫ىذه المعمكمة عند سكاه ‪.‬‬

‫في السنة ‪983‬ق ‪1575 /‬ـ ‪ ،‬ترؾ كالده " إيراف" ليمكت بعد عاـ في‬

‫فحل محّمو يخاً لئلسبلـ في " ىراة "‬ ‫"البحريف " ‪ ،‬كما ذكرنا في الفصل السابق ‪ّ .‬‬ ‫ككاف ذلؾ أكؿ منصب رسمي يتكالّه ‪.‬‬


‫أف فترة " ىراة " مظممة تماماً في سيرة بياء الديف ‪ .‬ال تُذكر في‬ ‫كالمبلحظث ّ‬ ‫مر ْت عرضاً عمى لساف‬ ‫المصادر ‪ ،‬كال يذكرىا ىك ال بخير كال ب ّر ‪ .‬كلكال إ ارة ّ‬

‫تمميذه حسيف بف حيدر الكركي(‪ ، )3‬لربما خفيت عمينا كّمياً ‪ .‬كال ؾ أف ليذا اسبابو‪،‬‬ ‫منيا أنيا كانت بالنسبة إليو أ بو بالنفي ‪ ،‬كما كانت بالنسبة ألبيو ‪ :‬حياة خامدة في‬

‫منطقة نائية ‪ .‬كالظاىر اف إاامتو فييا لـ تكف بالقصيرة ‪.‬‬ ‫ُبعيد ير رجب ‪991‬ق‪ /‬حزيراف ‪1583‬ـ ترؾ "إيراف" ىك اآلخر ‪ُ ،‬معيداً إلى‬ ‫األذىاف ما فعمو أبكه ابل تسع سنكات ‪ :‬خرج مف " ىراة " ‪ ،‬متعًمبلً بالحج ‪ .‬كلكنو ‪،‬‬

‫متجكالً في " الحجاز " فػ ػ " القدس "‬ ‫خبلفاً ألبيو عاد بعد اف أمضى حكالي السنة‬ ‫ّ‬ ‫ف ػ"مصر" فػ ػ " ال اـ " فػ ػ "آسيا الصلرػ" ‪ ،‬كمنيا عاد إلى "إيراف" (‪.)4‬‬

‫ٍ‬ ‫عينو ال اه عباس الكبير يخاً‬ ‫في كات ما بعد السنة ‪996‬ق‪1587 /‬ـ ‪ّ ،‬‬ ‫لئلسبلـ ‪ ،‬في عاصمتو الجديدة " أصفياف "‪ ،‬كىك أعمى منصب ديني رسمي في‬

‫‪ 12‬كاؿ ‪1030‬ق‪ 1 /‬أيمكؿ‬

‫كظل ي لل ىذا المنصب حتى كفاتو في‬ ‫الببلد ‪ّ .‬‬ ‫أصر ال اه عباس عمى‬ ‫‪1621‬ـ ‪ .‬ككانت لكفاتو رّنة أسى كبيرة في العاصمة ( ‪ ،)5‬ك ّ‬ ‫نقل الجثماف إلى " م يد " ف ُػدفف في ركضة ثامف األئمة ‪ ،‬اإلماـ الرضا (ع) ‪ .‬كما‬ ‫يزاؿ ابره فييا م از اًر م يكداً ‪.‬‬

‫صح فيو القكؿ ّأنو بيف أىل‬ ‫تمؾ ىي الصكرة‬ ‫السطحية الساذجة إلنساف ‪ ،‬ربما ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفكر أ ير إنساف عاش في القرف الحادؼ ع ر اليجرؼ ‪ /‬السابع ع ر الميبلدؼ في‬

‫أف كل الناس ‪ ،‬صكرة أخرػ‬ ‫العالـ اإلسبلمي ‪ْ .‬بيد أف ىذه الصكرة تُخفي تحتيا ‪َ ،‬‬ ‫بالتعرؼ عمى البيئة التي‬ ‫‪ ،‬ىي األعمق كاألكثر أصالة ‪ .‬ال يمكف استجبلؤىيا إال‬ ‫ّ‬ ‫عاش فييا ‪ ،‬متفاعمة مع ال خص ‪.‬‬ ‫البيئة ‪:‬‬ ‫باعتبار البيئة أك البيئات التي تبادلت عمى حياة بياء الديف ‪ ،‬مف الممكف‬

‫كربما مف الضركرؼ ‪ ،‬كضع خط فاصل عريض بيف مرحمتيف متمايزتيف في حياتو ‪،‬‬

‫ىي "أصفياف " كما أصاب فييا مف منصب جعمو أدنى ما يككف مف امب السمطة ‪.‬‬

‫كالمرحمة األكلى تبدأ بػ ػ "بعمبؾ " حتماً حيث ُكلد كدرج ك ّب ‪ .‬كلسنا نعرؼ‬ ‫يئاً ُيذكر عف ن أتو فييا ‪ .‬كلكف المعركؼ مف سيرة أبيو ‪ ،‬أنو ابع ىناؾ راضياً بأنو‬ ‫َمنسي ‪ .‬فعمى ىذا نستطيع أف نتصكر أف المؤمل المرتجى عاش في كنق أبيو كأف‬ ‫ّ‬


‫األب انصرؼ إلى تعميـ ابنو ما أف صار لذلؾ أىبلً ‪ ،‬كحتى خركج العائمة متّجي ًة إلى‬ ‫َ‬ ‫"إيراف" ‪ .‬كىكذا ِ‬ ‫أحمد األثر‬ ‫نص ُل إلى أنو عاش حياة عممية خصب ًة ُم ّ‬ ‫بك ػ ػرة ‪ ،‬كاف ليا َ‬ ‫في حياتو‪.‬‬

‫كما يمكننا القكؿ أف فترة " أصفياف " األُكلى كانت استم ار اًر لما سبقيا ‪ .‬إذ ال‬

‫ؾ أف حاجز الملة حاصر المياجر الفتي ‪ ،‬كحاؿ بينو كبيف االندماج في نمط الحياة‬

‫مجرد مكضكع لما يمنحو إياه أبكه ‪.‬‬ ‫الفائر ىناؾ ‪ ،‬أياً كاف ‪ ،‬كجعل مف حياتو فييا ّ‬ ‫كىكذا نعرؼ أنو حتى بمكغو السادسة ع رة تقريباً لـ يق أر عمى غير أبيو ‪.‬‬ ‫تحكلت العائمة إلى " ازكيف " بعد أف أمضت في "أصفياف " ثبلث‬ ‫عندما ّ‬ ‫سنكات كما عرفنا ‪ ،‬كاف حاجز الملة اد سقط مف ادامو ‪ ،‬فضبلً عف أف أباه أخذ‬ ‫ين لل عنو بأعباء منصبو الكبير ‪ .‬كمف ىنا انطمق بياء الديف الذؼ نعرفو ‪.‬‬

‫مف تعداد أساتذتو في " ازكيف " كما كاف يق أر عمييـ ‪ ،‬نعرؼ أنو انصرؼ فييا‬

‫حد تعبيره ىك ‪ :‬رياضيات كىندسة كطب ككبلـ‬ ‫إلى دراسة غير "العمكـ ال رعية" عمى ّ‬ ‫كفمسفة ‪ ،‬كال ّبد أنو أكلى عمـ الفمؾ عناية بمستكػ عطائو فيو فيما بعد ‪ .‬كحتى‬

‫ظل ىك حيث غايات نفسو ‪ ،‬مستكيناً‬ ‫عندما غادرىا أبكه ‪ ،‬إلى " م يد " ثـ " ىراة " ‪ّ ،‬‬ ‫إلى حياة الدراسة كالبحث ‪ ،‬مستأنساً إلى الج ّػك العممي الذؼ أصابو ‪ .‬كال ؾ أف‬ ‫تكميفو بم يخة اإلسبلـ في "ىراة " ‪ ،‬كانتقالو المفاجئ إلييا ‪ ،‬اد جاء ضربة غير‬

‫متكاعة لنمط الحياة اليادغ الذؼ ركف إليو ‪ .‬ك تّاف ما بيف " ازكيف " ك "ىراة " ‪ .‬كلقد‬ ‫امنا عػمى حياتو فييا في الفقرة السابقة ما يكفي ‪.‬‬ ‫أما المرحمة الثانية فتبدأ مف حيف دخكلو "أصفياف" بعد أف صار يخاً‬

‫لؤلسبلـ فييا ‪ .‬كلقػد كانت المدينة في تمؾ الفترة عاصمة لمصفكييف ‪ ،‬تنعـ بحكـ ال اه‬ ‫عادية إلى عاصمة جميمة ‪،‬‬ ‫حكليا مف بمدة ّ‬ ‫عباس الكبير أعظـ ممككيـ ‪ .‬كىك الذؼ ّ‬ ‫تحكلت إلييا الحركة العممية‬ ‫بما أااـ فييا مف من آت كمساجد كمدارس ‪ .‬كسرعاف ما ّ‬

‫التي كانت اائمة في " ازكيف " العاصمة القديمة مع انتقاؿ مراكز الدكلة ‪ .‬األمر الذؼ‬ ‫خضرمة التي تتصل بسبب متيف بالحياة العقمية ‪،‬‬ ‫الم‬ ‫َ‬ ‫يمكف اعتباره بداية النياية لمفترة ُ‬ ‫التي كانت سائدة في " إيراف " ما اػبل الصفكييف ‪.‬‬ ‫بيد اف ىذه الصكرة الم راة لمحيط بياء الديف الجديد ‪ ،‬تخفي تحتيا كااعاً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كخمكص‬ ‫كطمأنينة‬ ‫صفاء‬ ‫ملاي اًر تماماً ‪ ،‬ال يتّصل ب يء مما يكحيو الجك العممي مف‬


‫تعصب كفراة كعنق فكرؼ كسمككي في كل يء‬ ‫ٍ‬ ‫ركحي لممعرفة ‪ .‬كاف عصره عصر ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقريباً ‪ .‬غرؽ أىمو في الفراة ‪ ،‬كتنازعكا في كل صلير ككبير( ‪ . )6‬كما مف ر ٍ‬ ‫يب في‬ ‫ّ‬ ‫أف ااتراب الفقيو مف مكاع السمطة كاف أم اًر ُمحرجاً لو ‪ ،‬كالسمطة الصفكية لـ تكف‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أف ال اه عػباس اد عمل بدىائو المعركؼ‬ ‫ؾ في ّ‬ ‫بدعاً في ىذا الباب ‪ .‬ثـ ما مف ّ‬ ‫عمى اف تككف مراكز الدراسة الفقيية عمى مقر ٍ‬ ‫بة منو ‪ ،‬لكي تسيل عميو مراابتيا‬

‫كالسيطرة عمى أربابيا ‪ُ .‬يضاؼ إلى ذلؾ أف حركة الدراسة في "أصفياف " كانت تتّسـ‬ ‫بفقداف األصالة كالقدرة عمى التجديد ‪ ،‬كانيماؾ أساتذتيا فيما يعكد عمييـ بالنفع‬

‫كال يرة (‪. )7‬‬ ‫اإلنسان ‪:‬‬ ‫ػر طميقاً ‪ .‬لو المقاـ الرفيع في‬ ‫الجك اللريب عاش بياء الديف ُحػ ّاً‬ ‫في ذلؾ ّ‬ ‫الرحب مأكػ المحتاجيف كاألرامل كاأليتاـ ( ‪ . )8‬كما كانت رؤيتو‬ ‫الببلو ‪ ،‬كلكف بيتو ّ‬ ‫المتسكليف منظ اًر مألكفاً ‪ .‬كمف طريق ما ُيركػ أنو نمي إلى ال اه‪،‬‬ ‫بيف أككاخ الفقراء ك ّ‬ ‫أف يخ اإلسبلـ ‪ ،‬أؼ بياء الديف نفسو ‪ ،‬كثي اًر ما يجكس خبلؿ إحياء الفقراء كيدخل‬

‫أككاخيـ كيجالسيـ ‪ .‬فاستحسف أف ُيمفتو بمبااة إلى أف ىذه الزيارات ال تتناسب مع‬ ‫مكانة يخ اإلسبلـ ‪ .‬فقاؿ لو يكماً ‪ " :‬لقد سمعت أف أحد كبار العمماء يككف مع‬

‫الفقراء كاألراذؿ في أككاخيـ ‪ ،‬كىذا أمر غير الئق" ‪ .‬فأجابو ال يخ ‪" :‬ىذا أمر غير‬

‫صحيح ‪ ،‬فأنا كثي اًر ما أككف في تمؾ األماكف ‪ .‬كلـ يحدث أف رأيت أحػداً مف كبار‬

‫العمماء ىناؾ " (‪. )9‬‬

‫كمف جية أخرػ فإنو عاش بيف كل الفرؽ كاالتجاىات ‪ ،‬دكف أف يسمح ألؼ‬

‫منيا أف يحتكيو ‪ .‬كاف بصفتو يخاً لئلسبلـ حامياً لحمى ال رع كأىمو ‪ ،‬غير أف عره‬

‫المتعصب‪ ،‬لكف‬ ‫العرفاني أُغني ٌة في فـ الصكفي ‪ .‬ىك فقيو يعي كبير‪ ،‬في ذلؾ العالـ‬ ‫ّ‬ ‫يسجل احترامو ال خصي لو "النت ار صيتو‬ ‫ذلؾ لـ يمنع الخفاجي ال افعي مف أف ّ‬

‫في سداد دينو" (‪ . )10‬كاعتُبر كتابو ال يير " زبدة األصكؿ " ذك أثر كبير في ترسيخ‬ ‫كتطكير النيج األصكلي في الفقو ( ‪ ،)11‬كلكف اإلخبارييف ‪ ،‬الذيف سنعرفيـ في ما‬ ‫يمي ‪ ،‬دعمكا مكافيـ بآرائو (‪. )12‬‬

‫عاش بياء الديف طاىر الذيل في ذلؾ العالـ المحمكـ ‪ .‬كمارس كل جميل‬

‫السمكح ‪ ،‬كثقافتو‬ ‫كأصيل في تمؾ االتجاىات المتنافرة ‪ .‬كما أعطى مف نفسو ّ‬ ‫الحرة ّ‬


‫كسنقق فيما يمي‬ ‫العممية األصيمة ‪ ،‬كل ما ارؾ فيو ُبعداً جديداً ‪.‬‬ ‫كعقميتو‬ ‫الكاسعة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جدد ‪.‬‬ ‫الم ّ‬ ‫عمى ىذا المممح منو ‪ ،‬فنرػ بياء الديف المؤّلق ُ‬ ‫بياء الديف بنجاح عممية تكفيق كتكافق مرىقة ‪ ،‬بيف كل تمؾ‬ ‫ىكذا مارس ُ‬ ‫االتجاىات المتضاربة ‪ .‬لكف ىذه الممارسة الناجحة ‪ ،‬كانت تُخفي تحتيا سخري ًة مريرًة‬ ‫حيرتيـ ُ عب الدرب ‪ .‬كآمف بأف في تكافقو‬ ‫بالذيف أضاعكا الطريق إلى‬ ‫الحق ‪ ،‬حيف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىذا تحري اًر لنفسو مف آفات عصره ‪.‬‬

‫عقكليـ ‪ ،‬كي ال يفػ ػ ػ ػػكىػ ػكا بإنك ػ ػ ػ ػ ِ‬ ‫ػار ( ‪)13‬‬

‫ػاء الػ ػػزم ػ ػ ػػاف بم ػ ػقػت ػػضى‬ ‫أُخ ػ ػ ػ ػػال ُ‬ ‫ط أبنػ ػ ػ َ‬ ‫كصرخ في الفقياء الذيف صرفكا العمر في اػيل كااؿ ‪:‬‬

‫أيي ػػا القكـ األُلػى في المدرسػ ػػة‬

‫فكركـ إف كاف في غير الحبيب‬

‫كػ ػ ػ ػ ػػل م ػ ػػا حصػمتمكه كس ػ ػ ػػكس ػ ػ ػ ػػة‬

‫ما لكـ في الن أة األخرػ نصيب‬

‫كل عمـ ليس ُينجي في المعاد(‪)14‬‬ ‫فاغسمكا يا اكـ عػف لػ ػ ػػكح الفػؤاد‬ ‫َّ‬ ‫الخػمكص‬ ‫السػاخرة بالمتصكفة المزّيفيف ‪ ،‬الذيف يرفعكف ػعار ُ‬ ‫كما س ّ‬ ‫ػجل ىذه الصكرة ّ‬ ‫أسػ ػػر المنافع كالمناصب ‪ ،‬كلكنيـ ُيبطنكف تعّمقاً بأتفييا ‪:‬‬ ‫مف ْ‬ ‫المعنى‬ ‫أنا الفق ػػير‬ ‫ّ‬

‫ذك راػػة كحػػنيف‬

‫يعمك مقامػي اد اًر‬ ‫كلست أسمك ىكاىـ‬

‫إذا ىـ لمسػ ػػكنػػي‬

‫طر خدكـ‬ ‫لمناس ّاً‬

‫ىذا ‪ ،‬كمف سكء حظي‬

‫أف لست أُذكر إالّ‬

‫إذا ىـ استخدمكنػػي‬ ‫يكماً ‪ ،‬كلك اطعكني‬ ‫كحسرتي ك جكني‬

‫عقيب رفع الصحكف(‬

‫كاخي اًر ىذه الصكرة ‪ ،‬التي ال يساكؼ عنفيا إال مكليا ‪:‬‬ ‫فث ػػكر الثػ ػ ػريا كثػ ػ ػ ػػكر الثػ ػ ػػرػ‬ ‫كثكري ػػَف حاط ػ ػ ػػا بػ ػيػ ػ ػػذا ال ػ ػ ػػكرػ‬

‫‪.)15‬‬

‫مسرحة في ارػ(‬ ‫كىػ ػ ػ ػػـ تحت ىذا كمف فكؽ ذاؾ‬ ‫ٌ‬ ‫حمير ّ‬ ‫النافية لئلنساف في بياء الديف ‪.‬‬ ‫تتآزر‬ ‫مبي َة ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫ىػذه النصكص ُ‬ ‫لترسـ لنا الصكرَة ّ‬ ‫َ‬ ‫مكاق إيجابي ؟‬ ‫الرفض‬ ‫ٌ‬ ‫اء ّ‬ ‫كلكف ىل كاف كر َ‬ ‫ّ‬

‫‪.)16‬‬

‫كل جميل كأصيل في خصائص‬ ‫ال ريب في ذلؾ ‪ :‬فمقد رأينا كيق مارس الرجل َّ‬

‫عصره الفكرية كالسمككية ‪ .‬كتمؾ إيجابية ال مراء فييا ‪ .‬كلكف ىذا ال ُيجيب عمى‬ ‫السؤاؿ ‪ .‬فمف أيف نبعت إيجابيتو ؟ أعني ‪ :‬ما ىك المكاق األساس الذؼ ينتظـ كل‬ ‫إيجابياتو ‪ ،‬التي تبدك بظاىرىا ‪ ،‬كفي ميزاف عصره ‪ ،‬متنااضة تنااضاً داخمياً؟ ‪.‬‬


‫يمكح لي أف اإليجابية الكبرػ في حياتو ‪ ،‬تمؾ التي تصبح كل إيجابياتو ‪،‬‬

‫حبو اإلليي الكبير ‪.‬‬ ‫مجرد تفاصيل ‪ ،‬ىي ّ‬ ‫بالنسبة إلييا ّ‬

‫يلني حبو اإلليي بيذه األغنية الجميمة ‪:‬‬ ‫فمنستمع إليو في البداية ‪ّ ،‬‬ ‫في بحر صفاتؾ كاحتراكا‬ ‫ع ّ اؽ جمالؾ اد غراكا‬

‫في باب نكالؾ اد كافكا‬

‫كبلير صفاتؾ ما عػرفكا‬

‫مف غير زاللؾ ما ربكا‬

‫كبلير جمالؾ ما طربكا‬

‫نيػ ػراف الفراة تحرا ػػيـ‬

‫صدمات جمالؾ تُحيييـ‬ ‫كـ اد أحيكا ‪ ،‬كـ اد ماتكا‬

‫أمكاج األدمع تلرايـ‬

‫نفحات كصالؾ تُلنييـ‬ ‫عنيـ في الحب ركايات(‬

‫ػمبو ‪:‬‬ ‫فبياء الديف اد ُدعي دع َ‬ ‫ػكة اليكػ ّ‬ ‫كلبى ا ُ‬ ‫فدعاني كال تطيبل مبلمي‬ ‫كلباه امبي‬ ‫اد دعاني اليكػ ّ‬ ‫ال يب ػ ػػالي بكػ ػ ػػثرة الم ػ ػ ػ ّػكاـ(‬

‫‪.)17‬‬

‫‪.)18‬‬

‫إف مف ذاؽ ن كة الحب يكماً‬ ‫كاف امباً ّلبى دعكة اليكػ ‪ ،‬كذاؽ ن كة الحب ‪ ،‬لف يرػ في كل كجكه الحقيقة إال‬

‫كجو الحق تعالى ‪ ،‬كالقرب منيا ارب منو ‪ ،‬يزيد امبو المستياـ كعػياً عمى المحبكب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫السنة (‪.)19‬‬ ‫اـ كخاطبػ ػػني بكل األلسن ػػة‬ ‫ّ‬ ‫عل امبي ينتبو مف ذؼ ّ‬ ‫تفسر كيق‬ ‫تمؾ ‪ ،‬في ّ‬ ‫تصكرؼ ‪ ،‬اإليجابية الكبرػ عند بياء الديف ‪ .‬كىي التي ّ‬ ‫نجح في التكافق مع تيارات عصره الثقافية ‪ .‬كما أنيا تفسر لنا مف الجية األخرػ‬

‫لكل مظاىر الزيق كالبيرج لدػ معاصريو ‪.‬‬ ‫رفضو العنيق ّ‬ ‫تسممنا إلى العرفاني في بياء الديف ‪ .‬كلكنيا لف تلرينا بكلكج‬ ‫ىذه المبلحظة ُ‬

‫المكضكع ‪ .‬فيذا أمر سابق ألكانو ‪ ،‬ال ّبد لو أكالً مف تحقيق نصكص بعضيا م ككؾ‬ ‫النسبة إليو ‪.‬‬ ‫عدة مبلحظات ضركرية‬ ‫عمى أف ىذه الصعكبة المنيجية ال تمنع مف تسجيل ّ‬ ‫ليذا القسـ ‪:‬‬

‫‪ ،)20‬ك‬ ‫لقد ُكصق بياء الديف بأنو " مف أعاظـ أصحاب الذكؽ كالكجد " (‬ ‫ركحية م بكبة ‪ ،‬كتأثُّػ ٍػر‬ ‫"الفاضل صاحب الحاؿ" ( ‪ .)21‬كالحق أف آثاره تطفح بأ كاؽ‬ ‫ّ‬ ‫عرفاني ال ريب فييما ‪.‬‬ ‫عز عمى الفقياء أف يركا كاحداً مف‬ ‫ىذه الميكؿ أثارت جدالً كبي اًر ‪ ،‬بعد أف ّ‬ ‫أ يرىـ ينزلق إلى الضفة المقابمة ‪ .‬فكاف بينيـ مف طعف عميو ميكلو تمؾ ( ‪ ،)22‬إلى‬ ‫الرجاؿ " (‬ ‫درجة أف تمميذه فيض هللا التفري ي لـ يكثّقو في كتابو " ّ‬

‫‪ ، )23‬في حيف‬


‫يتطرؼ في يء ‪ ،‬كلكف يأخذ‬ ‫عمل آخركف عمى تلطيتيا بالقكؿ أنيا مجرد إعتداؿ لـ ّ‬ ‫مف كل يء بطرؼ (‪. )24‬‬ ‫تذكرنا باللزالي‬ ‫كالحق أف الدراسة األكلى آلثار بياء الديف تقق بنا أماـ ظاىرة ّ‬ ‫كنسجل في ىذه العجالة المبلمح التالية ‪:‬‬ ‫في أكثر مف مممح ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حيز الفقياء ‪ .‬كسنزداد معرفة فيما يمي‬ ‫األكؿ ‪ :‬إف تصكفو لـ يخرج بو مف ّ‬ ‫بمساىمتو الرائدة في باب الدراسات الفقيية ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬يمكح لي انو ال يمكف عمى أساس مف تراثو العرفاني أف ننسبو إلى‬

‫مدرسة أك مذىب معيف مف مذاىب التصكؼ كمدارسو ‪ .‬كلكنؾ تجده يأخذ بالجميع‬

‫الرغـ مف أف (حاج معصكـ) كصفو بأنو مف أتباع‬ ‫كعف الجميع في حدكد ‪ .‬ىذا عمى ّ‬ ‫الطريقة النكربخ ية " (‪. )25‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أف اتجاىو العرفاني لـ يخرج بو عف الت ّيع اإلمامي الرسمي ‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬يبدك أف تمؾ الميكؿ اد انتيت بو إلى كل مف أ كاؿ الصراع الداخمي‬

‫دفعو إلى ترؾ "إيراف" في رحمة طكيمة ‪ .‬إنو لمف المثير لؤلسق حقاً أنو لـ يترؾ لنا‬

‫تسجيبلً كافياً ألزمتو كما فعل اللزالي مف ابل ‪ .‬بيد اف كل يء يكحي بما ُيعيد إلى‬ ‫األذىاف أزمة اللزالي كرحمتو ‪ .‬كسنخصص القسـ التالي ليذه الرحمة ‪ ،‬أمبلً في إلقاء‬ ‫مزيد مف الضكء عمى مكضكع ىذا القسـ ‪.‬‬

‫الغريب باحثاً عن وطنو ‪:‬‬

‫ال ُيذكر بياء الديف إال كتُذكر رحمتو ال ييرة ‪ .‬كترػ السيد عمي خاف المدني‬ ‫يربط بينيما كبيف أ كااو العرفانية كنثبت نصو فيما يمي ‪:‬‬

‫مياب التوفيق رياحو ‪ .‬فترك تمك‬ ‫استيب من‬ ‫" ‪ . . . .‬ثم رغب في الفقر والسياحة ‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المناصب ومال لِما ىو لحالو مناسب‪ .‬فقصد حج البيت الحرام وزيارة النبي وأىمو الكرام ‪ ،‬عمييم‬ ‫أفضل الصالة والتحية والسالم ‪ .‬ثم أخذ في السياحة ‪ ،‬فساح ثالثين سنة ‪ .‬وأوتي في الدنيا‬

‫حسنة وفي اآلخرة حسنة ‪ .‬واهتمع في أثناء ذلك بكثير من أرباب الفقر والحال ونال من فيض‬ ‫صحبتيم ما تع ّذر عمى غيره واستحال ‪ .‬ثم عاد وقطن أرض العهم ‪. " . . .‬‬

‫ظل يتطّم ُع إلى السياحة ‪ ،‬غير أف المكت حاؿ بينو‬ ‫ثـ يضيق أف بعد عكدتو ّ‬ ‫مدة سياحتو لـ تتجاكز األربعة‬ ‫كبيف ما ّ‬ ‫تمنى ( ‪ . )26‬كفي " اصص العمماء " إف ّ‬

‫سنكات (‪. )27‬‬


‫كالحقيقة أف اصة ىذه الرحمة كما ارأناىا لدػ السيد المدني تتصل مف جية ‪،‬‬

‫بمكضكع الفقرة السابقة ‪ ،‬كمف جية أخرػ بمكضكع القسـ التالي ‪ .‬لكننا آثرنا إفرادىا ‪،‬‬ ‫ألنيا حدث بارز في حياتو كذك داللة خاصة ‪.‬‬

‫اصة ىذه الرحمة تصل بنا إلى أعماؽ اإلنساف في بياء الديف ‪ .‬كتتصل بالكجو‬

‫األسطكرؼ ال عبي ل خصيتو ‪ ،‬الذؼ سنتحدث فيو فيما يمي ‪ .‬كاد الحع التنكابني‬

‫الكجو الثاني بيف ىذيف ( ‪ . )28‬كالكااع أنو ااـ برحمة بدأىا بعيد ير رجب السنة‬

‫‪991‬ق ‪ /‬حزيراف ‪1583‬ـ ( ‪ ، )29‬كآب منيا في ير رمضاف سنة ‪992‬ق ‪ /‬آب‬ ‫‪1584‬ـ ( ‪ . )30‬إذف ‪ ،‬فمف الثابت أف ىذه الرحمة لـ تطل أكثر مف سنة ك يريف‬

‫تقريباً ‪ ، ،‬زار خبلليا " بو الجزيرة " ك " فمسطيف " ( ‪ )31‬ك " مصر" ك " ال اـ" ك‬ ‫"آسيا الصلرػ" ( ‪ ، )32‬متنك اًر بزؼ دركيش ( ‪ )33‬متظاى اًر بأنو افعي ( ‪ ، )34‬اابل‬ ‫خبلليا الكثيريف مف رجاؿ الفكر المعركفيف (‪. )35‬‬

‫ىناؾ حقيقة لـ ُتمفت نظر أحد ممف ترجـ لبياء الديف أك حاكؿ دراستو ‪ ،‬ىي‬ ‫أف الرجل عاش في ميجره غريباً ‪ ،‬بالمعنى النفسي كالركحي ‪ .‬حقاً إنو عاش ال طر‬

‫األكبر مف حياتو في " إيراف " حيث كاف يمقى كل ما يتمناه المرء ‪ .‬كحقاً أنو ال دليل‬

‫لدينا عمى ّأنو اد رأػ كطنو األصمي " جبل عامل " ‪ ،‬حتى مجرد رؤية ‪ .‬كمف المؤكد‬ ‫ِ‬ ‫حبب أكطاف الرجاؿ إلييـ ‪.‬‬ ‫أنو لـ‬ ‫يقض يئاً مف مآرب ال باب ىناؾ ‪ ،‬تمؾ التي تُ ّ‬

‫كمع ذلؾ فإف (الكطف) ظل نعيمو المفقكد ألنو يمثّل بالنسبة إليو حياة أجداده الكرعة‬ ‫الطاىرة ‪ ،‬كيرػ أف حياتو في " إيراف " كمجالسة ذكؼ السمطاف ‪ ،‬اد سمبتو تمؾ‬ ‫الطيارة‪ ،‬كيتمثّل بقكؿ حافع ‪:‬‬

‫مف مػ ػ ػػمؾ بػ ػ ػػكدـ كفػ ػ ػ ػػردكس برايف جػ ػػايـ‬

‫بػػكد‬

‫أؼ ‪:‬‬

‫آدـ آكرد د اري ػ ػػف ديػ ػ ػ ػػر خ ػ ػ ػراب آبػا ديػد(‪)36‬‬

‫لقد كنت ممكاً ‪ ،‬ككاف الفردكس مكاني‬ ‫كج ػ ػػاء آدـ فت ػ ػػرؾ ذلؾ الدي ػػر خػ اربػػا ‪.‬‬

‫كمف الكاضح أف (آدـ) رمز لمنزكؿ إلى عالـ الجسد كما يمميو مف حاجات‬

‫كرغبات ‪ .‬كبالنسبة لبياء الديف خصكصاً الذؼ كانت حاجات جسده ضئيمة ‪ ،‬ما يمميو‬ ‫عميو مكاعو كصاحب أعمى منصب ديني رسمي كمنصبو القريب مف امب السمطة ‪.‬‬

‫حقاً لقد نجح في التكافق معيا جميعاً إال أف ذلؾ ال يعني أف األمر لـ يكف مرىقاً‬ ‫سجمو في عره ‪.‬‬ ‫كملرياً بالفراغ ‪ .‬كسنحاكؿ استكماؿ الصكرة اعتماداً عمى ما ّ‬ ‫في ظبلؿ الصكرة نق أر عنده حنيناً غامضاً ‪ ،‬حافبلً بالرمكز ‪:‬‬


‫يا نزكالً بذؼ األراؾ إلى كـ‬ ‫أي ػػف أيامنػ ػػا ب ػراي نجػػد‬ ‫أيا دارنا باألثل ال زاؿ ىامياً‬ ‫اـ تكجو طر إاميـ النعيـ‬ ‫كيا جيرة بالمأزميف خياميـ‬

‫تنقضي في فرااكـ أيامي‬

‫‪)37‬‬

‫يا رعاىا اإللو مف أياـ(‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫‪)38‬‬

‫طاؿ(‬ ‫بربعؾ مسكي اللبللة ى ّ‬

‫‪)39‬‬

‫كاذكر األكطاف كالعيد القديـ(‬

‫عميكـ سبلـ هللا مف نازح الدار(‬

‫أفيـ أف " أيامنا ب راي نجد " ك " دارنا باألثل " عمى الرغـ مف أنيا تستعيف‬

‫‪)40‬‬

‫كر ٍ‬ ‫مكز عرية تقميدية يمكف تجاكزىا بسيكلة فإف ضمير المتكمميف فييا ي ير‬ ‫بص َكٍر ُ‬ ‫ُ‬ ‫إلى يء أارب إلى نفس ال اعر " نازح الدار" كالى ركح ظّمت في تطّمع إلى " إاميـ‬

‫النعيـ" كالى " األكطاف كالعيد القديـ " ‪.‬‬ ‫أيف ىك " إاميـ النعيـ " ىذا ؟‬

‫لقد عرفنا أف " جبل عامل " لـ يكف يعني بالنسبة إليو ما تعنيو األكطاف ألىميا‪.‬‬ ‫بتطمعػ ِ‬ ‫كاف يعػني كطناً ركحػيػاً ‪ ،‬لي ػػس م ػ ػػف الضركرؼ أف يرتبػػط بتاريخ حياتػػو ‪ ،‬بل ُّ‬ ‫ػات‬ ‫ّ‬ ‫ركحو ‪ .‬كىذه حقيقة يطمقيا ىك نفسو أمامنا ‪ ،‬في عره الفارسي ب كل صارخ ‪:‬‬ ‫أيف كطف مصر كعراؽ ك اـ نيست‬

‫أيف كطف يريست كان ار ناـ‬

‫ىذا الكطف ليس مصر كال العراؽ كال‬

‫ىػ ػ ػ ػػذا الػ ػ ػػكط ػ ػ ػػف ب ػ ػ ػ ػػمد ال اسػ ػ ػ ػػـ ل ػ ػ ػ ػػو ‪.‬‬

‫أؼ‪:‬‬

‫ال اـ‬

‫نيست(‪)41‬‬

‫نسيت( ‪)41‬‬

‫إذف ‪ ،‬فيك حيف طاؼ " مصر" ك " العراؽ" ك " ال اـ "كغيرىا ‪ ،‬كاف يبحث‬

‫مص ْر اط عمى سطح البسيطة بعػد ‪ ،‬ألنو ال‬ ‫عػػف بمد ال اسـ لو ‪ .‬كيكاد يقكؿ ٌ‬ ‫بمد لـ ُي ّ‬ ‫بمد بعيد عف أصناـ أىل األرض كرسكميـ ‪ُ .‬بني‬ ‫يتصل بعالـ األرض في يء ‪ٌ .‬‬

‫كتحرر بيما ‪ .‬إنو (الكطف) بالمعنى الذؼ عناه جبلؿ الديف الركمي ‪،‬‬ ‫بالحب كالمحبة ّ‬ ‫صكر نزعات اإلنساف الركحية تكااً إلى‬ ‫في كاحدة مف أ ير كأركع مثنكياتو ‪ ،‬حيث ّ‬ ‫كطنيا الحقيقي ‪.‬‬

‫ضمف‬ ‫ىذه المبلحظة ليست استنتاجاً ‪ ،‬فبياء الديف لـ يبخل بالتصريح ‪ ،‬إذ ّ‬

‫مطمع اصيدة جبلؿ الديف المذككرة آخر اصائد ديكانو ‪ ،‬الم يكر عند اإليرانييف باسـ‬

‫" ناف كحمكػ" ‪.‬‬

‫كسماه " سكانح سفر‬ ‫لقد أكدع بياء الديف ديكانو الذؼ نظمو أثناء رحمتو ‪ّ "،‬‬ ‫الحجاز " حنيف ركحو الباحثة ‪ ،‬كختمو بقصيدة ت رؼ بنا عمى " إاميـ النعيـ " نثبتيا‬ ‫بكامميا ‪ ،‬لصعكبة اإلجتزاء منيا ‪:‬‬


‫ا ق امبي أييا السااي الرحيـ‬

‫بالتي يحيى بعا العظـ الرميـ‬

‫زكج الصيباء بالماء الزالؿ‬ ‫ّ‬ ‫بنت كرـ تجعمف ال يخ اب‬

‫مف يذؽ منيا عف الككنيف غاب‬

‫اـ فبل تُميل ‪ ،‬فما في العمر ميل‬ ‫اـ كال تُميل ‪ ،‬فإف الصبح الح‬

‫كالثريا ىربت كالديؾ صاح‬

‫خمرة مف نار مكسى نكرىا‬

‫ال ل يخ امبو منيا نفكر‬

‫غـ‬ ‫يا ّ‬ ‫ملني إف عندؼ ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫ملني اـ فإف العمر ضاع‬ ‫يا ّ‬ ‫ملني ال تنـ‬ ‫أنت أيضاً يا ّ‬ ‫غف لي دك اًر فقد دار القدح‬ ‫ّ‬

‫كاذكرف عندؼ أحاديث الحبيب‬ ‫كاذكرف ذكرػ أحاديث الفراؽ‬

‫حف ركحي بأ عار العرب‬ ‫رك ّ‬ ‫ّ‬ ‫كافتتح منيا بنظ ٍـ مستطاب‬

‫كاجعمف عقمي ليا مي اًر حبلؿ‬

‫دنيا امبي ‪ ،‬كصدرؼ طكرىا‬ ‫ّ‬ ‫صعب ربيا كاألمر سيل‬ ‫ال تُ ّ‬ ‫ال تخق ! فا﵀ ّتكاب غفكر‬ ‫اـ كألق النار فييا بالنلـ‬

‫بالسماع‬ ‫ال يطيب العيش إال ّ‬

‫اـ كأذىب عف فؤادؼ كل غـ‬

‫كالصبا اد الح ‪ ،‬كالقمرؼ صدح‬ ‫إف عي ي مف سكاىا ال يطيب‬

‫البعد مما ال ُيطاؽ‬ ‫إف ذكر ُ‬ ‫يتـ الحع فينا كالطرب‬ ‫كي ّ‬

‫اد صرفنا العمر في ايل كااؿ‬

‫امتو في بعض ّأياـ ال باب‬ ‫يا نديمي اـ ‪ ،‬فقد ضاؽ المجاؿ‬

‫كابتدؼ منيا ببيت المثنكؼ‬

‫الحكيـ المكلكؼ المعنكؼ‬

‫ثـ أطربني بأ عار العجـ‬

‫" ب نك از ني چكف حكايت ميكند‬ ‫اـ كخاطبني بكل األلسنة‬ ‫إنو في غفمة عف حالو‬

‫كل يكـ ىك في يكـ جديد‬

‫ضل الطريق‬ ‫تائو في‬ ‫اللي اد ّ‬ ‫ّ‬ ‫عاكق دى اًر عمى أصنامو‬ ‫كـ أنادؼ كىك ال يسقي التناد‬

‫يا بيائي اتخذ امباً سكاه‬

‫كاطردف ىما عمى امبي ىجـ‬

‫كزجدايييا كايت ميكند(‬

‫عل امبي ينتبو مف ذؼ السنة‬ ‫ّ‬ ‫خائض في ايمو مع االو‬

‫‪)42‬‬

‫اائبلً مف جيمو ‪ ،‬ىل مف مزيد‬ ‫اط مف سكر اليكػ ال يستفيق‬ ‫تنفر الكّفار مف إسبلمو‬ ‫كافؤادؼ ‪ ،‬كافؤادؼ ‪ ،‬كافؤاد‬

‫فيك ما معبكده إال ىكاه(‬

‫طـ األصناـ ‪ ،‬كاىتدػ‬ ‫إنيا أغنية حرّية يبدك فييا ال اعر كاد كسر القيكد كح ّ‬ ‫الطريق ‪ .‬بعد أف الح الصبح كصاح الديؾ كدار القدح ‪ .‬ك أف كل الذيف طاؿ‬

‫‪)43‬‬


‫حريتو الجديدة ‪ :‬يسترحـ (السااي) أف‬ ‫سجنيـ كحرمانيـ ‪ ،‬يريد أف ينعـ بكل مباىج ّ‬ ‫يزكج خمر المحبيف بماء المحبة الصافي ‪ ،‬ليكىج فيو نار مكسى ‪ ،‬تمؾ التي سمع‬ ‫ّ‬

‫الملني) أف يمقي النار في ركحو ‪ ،‬فإف عمره اد‬ ‫منيا الكميـ نداء ربو ‪ .‬كيستعجل ( ّ‬ ‫يذكره‬ ‫يتميق إلى أحاديث الحبيب كحتى إلى ما ّ‬ ‫ضاع في غير النافع ‪ .‬كىا ىك اآلف ّ‬

‫الملترب ‪ ،‬فإف ذكرػ أياـ الفراؽ كاف تكف ال تُطاؽ‬ ‫بأياـ الفراؽ ‪ ،‬التي خّمفيا كراءه في ُ‬ ‫مجرد ذكرػ أليمة سيزيده استدعاؤىا كعياً عمى ل ّذات الحرية كالقرب ‪،‬‬ ‫فإنيا اليكـ ّ‬ ‫المذيف ينعـ بيما اآلف ‪.‬‬

‫كانت غربة بياء الديف جحيمو ‪ .‬لست أعني غربتو المادية ‪ ،‬بل غربة ركحو ‪،‬‬

‫في عالـ ال قاؽ ‪ ،‬كالمظاىر الزائفة ‪ ،‬كالتيافت عمى المناصب كمعاناة القرب مف ذكؼ‬ ‫السمطاف ‪ .‬أما اآلف ‪ ،‬كاد خّمق كل ذلؾ كراءه ‪ ،‬فقد أصاب (كطنو) الذؼ إليو ينتمي‪،‬‬

‫األخكة اإلنسانية ‪ ،‬التي رمز إلييا بتركيح الركح بأ عار‬ ‫حيث تحرر مف كل ايد كحيث‬ ‫ّ‬ ‫العرب كالعجـ ‪ ،‬كحيث تعكد الركح إلى مصدرىا ‪ ،‬بالحػب ‪ ،‬بعد أف رحمت ىابطة إلى‬

‫األسر ‪ .‬كىذا ىك الكطف الحقيقي ‪ ،‬الذؼ ترتفع فيو الركح إلى عالميا الحقيقي ‪ ،‬كتترؾ‬ ‫عالـ الفراؽ كآالمو‪ .‬كىنا يستعير تمؾ الصكرة البديعة ‪ ،‬مف يخ عراء أىل العرفاف ‪:‬‬

‫إف الناؼ إنما يصدر ذلؾ الصكت ال جي ألنو حزيف منذ أف ااتُطع مف مصدره ‪.‬‬ ‫كمف الكاضح أف الناؼ رمز لئلنساف ‪ ،‬الملترب عف عالمو الركحي ‪ ،‬كأنلامو الحزينة‬

‫رمز لحنيف الركح الملتربة إلى عالميا(‪. )44‬‬

‫لنيو) إلى مخاطبتو بكل األلسنة ‪ .‬كىذا تصعيد ل كاو اإلنساني‬ ‫أخي اًر ‪ ،‬يدعك ( ُم ّ‬ ‫عل امبو يجد في تجاكز الفراة كال قاؽ انتباىتو إلى الحق ‪ ،‬الذؼ يختمق الكل‬ ‫ال امل ّ‬

‫حكؿ كمو ‪ ،‬كلكنيـ جميعاً يبحثكف عنو ‪.‬‬

‫يتحرر‪ ،‬كاف مؤاتاً ‪ ،‬مف غربتو ‪ .‬كلكنيا‬ ‫ىكذا اتاحت ىذه الرحمة لبياء الديف أف ّ‬ ‫أتاحت لنا أف نعرفو معرفة أكفى ‪ .‬كىذا بالضبط ما عنيتو حينما امت ‪ ،‬اف اصة ىذه‬ ‫الرحمة تصل بنا إلى أعماؽ اإلنساف في بياء الديف ‪ .‬كلقد أ رنا في بداية القسـ‬

‫السابق ‪ ،‬إلى ما أصاب رحمتو مف تضخيـ ‪ ،‬بحيث امتدت إلى ثبلثيف سنة ‪ ،‬كجعمتو‬

‫دكؼ لدػ ال عب‬ ‫يصل إلى جباؿ سرنديب ‪ .‬كىذا ي ير إلى ما أحاو بيا مف ّ‬ ‫اإليراني‪ ،‬كالذؼ يمكح لي أنو يعكد إلى سببيف ىما ‪:‬‬

‫أف ال يخ حسيناً‬ ‫األكؿ ‪ :‬إف رحمتو كاف تأصيبلً لرحمة أبيو مف ابمو ‪ .‬فمقد عرفنا ّ‬ ‫متبرماً بظركؼ الحياة‬ ‫بف عبد الصمد اد ترؾ إيراف كمنصب يخ اإلسبلـ فييا ‪ّ ،‬‬

‫متذرعاً لذلؾ بالحج ‪ .‬كما عرفنا أف‬ ‫المعقدة ‪ ،‬مؤث اًر الحياة البسيطة في " البحريف " ‪ّ ،‬‬ ‫ابنو اد بدأ رحمتو بالحج أيضاً ‪ ،‬تاركاً منصب يخ اإلسبلـ ‪ .‬كالعمبلف المتماثبلف ‪،‬‬


‫في ىذيف العنصريف عمى األال ‪ُ ،‬يق ّػدماف نكعاً مف البطكلة إلى الجميكر ‪ ،‬يرتاح إليو‬ ‫كيعزيو ‪ ،‬عماده التخّمي اإلختيارؼ عف المنصب كبيرجو كمنافعو ‪ ،‬كايثار البساطة‬ ‫ّ‬ ‫كنذكر ىنا أيضاً بأف ابف عبد‬ ‫كالفقر‪ .‬كتمؾ كأمثاليا ايـ أساسية في البطكلة الدينية ‪ّ .‬‬ ‫الصمد حينما ف ل في اصطحاب كلده ‪ ،‬كتب إليو يقكؿ ‪ " :‬إف أردت الدنيا فارحل‬

‫فابق في أرض‬ ‫إلى اليند ‪ ،‬كاف أردت اآلخرة فاتبعني ‪ ،‬كاف أردت ال دنيا كال آخرة َ‬ ‫العجـ " ‪.‬‬ ‫كيضيق عبد هللا أفندؼ ‪ " :‬كاد نظـ بعض ال عراء ىذا المعنى " ‪:‬‬

‫دنيا خكاىي بجانب ىند گذر‬

‫عقبى خكاىي بكرببل ساز مقر‬

‫‪.)45‬‬

‫زنيار از ايراف ساز مقر(‬ ‫كر الكو نو دنيا نو عقبى خكاىي‬ ‫ٍ‬ ‫تعديل طفػيق ‪ .‬كلكف فمنبلحع‬ ‫كال حاجة لمترجمة ‪ ،‬فيك تكرار لنفس المعنى مع‬

‫أف الكااعة اد كصمت إلى الجميكر‪ ،‬كأنيا صارت مادة لممخاطبة ال عرية ‪ .‬كفي ىذا‬ ‫كاؼ عمى تفاعميا مع خمفي ٍة ٍ‬ ‫دليل ٍ‬ ‫يعزز ما ذىبنا إليو أعبله ‪.‬‬ ‫حية ‪ .‬مما ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الثاني‪ :‬كانت المنطقة التي ساح فييا تحت حكـ الدكلة العثمانية ‪ ،‬العدك المدكد‪،‬‬ ‫سياسياً كمذىباً ‪ ،‬لمدكلة الصفكية ‪ .‬كىذا ما أعطى رحمة يخ اإلسبلـ فييا طابع‬

‫الملامرة الخطرة ‪ ،‬خاصة كاد عرفنا أنو كاف اثناءىا متنك اًر في اسمو كممبسو كمذىبو‪.‬‬ ‫ىذاف العامبلف أسمما الكااعة إلى الجميكر ‪ .‬كىذا ىك الظرؼ النمكذجي الذؼ‬

‫تتحكؿ فيو األ ياء عف كااعيا ‪ُ ،‬ليقاـ منيا بناء أسطكرؼ ‪ ،‬آمل أف نزيده فيما يمي‬ ‫ّ‬ ‫كضكحاً ‪.‬‬ ‫األسطورة‪:‬‬

‫كل ذلؾ يعكد إلى الجانب الكااعي الحقيقي في خصية بياء الديف ‪ .‬بيد أف لو‬

‫السير‬ ‫خصية أخرػ ‪ ،‬غير تمؾ المكضكعية ‪ ،‬التي نمتمسيا في آثاره كفي كتب ّ‬

‫كالتاريخ ‪ ،‬أعني بيا خصيتو ال عبية ‪ ،‬األسطكرية ‪ ،‬المحفكظة في النقكالت ال عبية‪،‬‬ ‫المتداكلة في " إيراف" كبعض " لبناف" ‪ .‬كىي يء مختمق تماماً ‪ ،‬يبدك فييا بطبلً‬

‫أسجل ما‬ ‫حقيقياً ‪ ،‬كمحارباً ال ُييزـ ‪ ،‬في سبيل الخير العاـ كالعدالة ‪ .‬لقد أُتيح لي أف ّ‬ ‫الخير‪،‬‬ ‫كصل‬ ‫إلي مف تمؾ النقكالت ‪ .‬كالتحميل األكلي ليا ُيظير ال يخ رم اًز لممنتمي ك ّ‬ ‫ّ‬ ‫كالطرؼ الثاني ىك دائماً اآلخر كال رير‪ .‬كدائماً ‪ ،‬حسب تمؾ الحكايات ‪ ،‬ينتصر‬ ‫السرية منيا ‪،‬‬ ‫الخير ب خص ال يخ‬ ‫ِ‬ ‫المنتمي ك ّ‬ ‫جامع أ تات كل العمكـ ‪ ،‬خصكصاً ّ‬ ‫منمق تمؾ الحكايات ‪ ،‬أراد أف يقكؿ‬ ‫كجامع الفضائل أيضاً ‪ .‬كال ؾ أف الجميكر ‪ّ ،‬‬

‫ط َرَة في سيرة بطمو ‪ ،‬كاكت اؼ ذلؾ أمر جديد بالجيد ‪ ،‬ألنو‬ ‫يئاً ‪ ،‬عبر إدخالو األس َ‬


‫يطل بنا عمى ال خصية في حالة تفاعميا مع جميكرىا ‪ ،‬كىك جانب ال سبيل إلى‬ ‫ّ‬ ‫التعامل معو عبر النصكص المكضكعية ‪ .‬كمف المؤكد أف الجميكر لـ ِ‬ ‫يبف تمؾ‬

‫عية اد أدركت ما لـ يدركو الباحثكف‬ ‫الجم ّ‬ ‫ال خصية األسطكرية عػبثاً ‪ .‬كانما ألف الركح ْ‬ ‫جانب البطكلة كالرمزية التاريخية في الرجل ‪ ،‬فنسجت لو خصية‬ ‫حتى اآلف ‪ .‬رأت‬ ‫َ‬ ‫أخرػ ‪ ،‬تتصل بالمكضكعية اتصاؿ الدكحة بالجذكر ‪ .‬كاالت لنا الرمزية الخاصة ‪،‬‬ ‫كيق تفاعمت أىكاء الجميكر كآمالو مع بطميا ‪.‬‬

‫تدؿ داللة ااطعة ‪،‬‬ ‫لقد أصاب بياء الديف يرة كبيرة في حياتو ‪ .‬كلدينا ركايات ُّ‬

‫عمى أف يرتو تجاكزت " إيراف" أثناء حياتو ‪ ،‬كسبقتو إلى " مصر" ك "ال اـ"( ‪.)46‬‬

‫فية الكاسعة التي ارؾ فييا ‪ ،‬كالى خصيتو اإليجابية‬ ‫كىذا يعكد إلى الحقكؿ المعر ّ‬ ‫حاد ااطع ُملمق‪.‬‬ ‫السمحة المعتدلة ‪ ،‬في ذلؾ العصر الذؼ اتّسـ‬ ‫بتعصب مذىبي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُيضاؼ إلى ذلؾ ما ذكرناه ابل اميل عف رحمتو كطابع الملامرة الذؼ أُلصق بيا ‪.‬‬ ‫كىذه كّميا مادةٌ مناسب ٌة لمتضخيـ ال عبي ‪.‬‬

‫إف كعػيي عمى ىذا الكجو األسطكرؼ في خصية بياء الديف يعكد إلى أياـ‬

‫السيرات ‪ ،‬فتمؤل خياؿ النا ئ بصكرة‬ ‫الصبا ‪ .‬حيف كانت حكاياتو التي تُركػ في ّ‬ ‫السرية ‪ .‬حاضر دائماً‬ ‫خير‪ ،‬ذؼ معرفة التُ ّ‬ ‫عالـ كبير ّ‬ ‫حد ‪ ،‬خاصة بالسحر كالعمكـ ّ‬ ‫إلنقاذ المظمكميف كمساعدة المحتاجيف كالقضاء عمى األ رار ‪.‬‬

‫عندما اارنت الصكرة التي عمقت بذىني ‪ ،‬باألخرػ التي استخمصتيا مف‬

‫حكاياتو المثبتة في مصادرىا ‪ ،‬الحظت تطابقاً كبي اًر بيف الصكرتيف ‪ ،‬مع فارؽ‬ ‫ُ‬ ‫تقتضيو الكممة المكتكبة ‪ .‬فال يخ البيائي ‪ ،‬ىنا يضع رصداً عمى حدكد " إيراف "‬ ‫يحمييا مف الكباء ‪ ،‬كآخر خاصاً بػ ػ " أصفياف " لنفس اللرض ‪ .‬كيممؾ كحل‬

‫اإلستخفاء ‪ ،‬الذؼ يجعل كل مف يكتحل بو يختفي عف أعيف الناس ‪ .‬كما ُينسب إليو‬ ‫كتاب في العمكـ اللريبة اسمو " أسرار ااسمي " ‪ ،‬ككذلؾ ىندسة سكر الصحف المحيط‬ ‫ٌ‬ ‫لسر ‪ ،‬بحيث كّمما‬ ‫أف في ىندستو ّاً‬ ‫بم يد اإلماـ أمير المؤمنيف (ع) في "النجق" ‪ .‬ك ّ‬ ‫دؿ ذلؾ عمى ساعة الزكاؿ ‪ ،‬كذلؾ في جميع‬ ‫ّ‬ ‫نكر ال مس إلى أصل السكر ّ‬ ‫امتد ُ‬

‫كيقاؿ أف كل حجرة مف حجرات ىذا السكر ُبنيت بحيث تقابل‬ ‫فصكؿ السنة ( ‪ُ .)47‬‬ ‫كككباً مف الككاكب المرّبية لعمـ مف العمكـ ‪ ،‬فمف سكف غرف ًة أصاب في العمـ‬ ‫المناسب لذلؾ الكككب تكفيقاً ‪ .‬كينسب اإليرانيكف إليو عجائب ىندسية كثيرة ‪ .‬مثل‬

‫ىزىما إنساف ‪ .‬ك معة صليرة ال‬ ‫مبنيتيف بالحجر تيتزاف إذا ّ‬ ‫مأذنتيف في " أصفياف " ّ‬ ‫اـ مدينة أصفياف بالمياه الساخنة ‪ .‬كمف‬ ‫تنطفئ تبعث ح اررة ىائمة بحيث ّ‬ ‫تزكد ّ‬ ‫حم َ‬


‫فسر ىذه األسطكرة بأف ال يخ بياء الديف اد اىتدػ إلى‬ ‫الطريق أف مؤّلفاً يي اًر ّ‬ ‫تحطيـ الذرة كاستخدميا في كثير مف اإلختراعات(‪. )49‬‬ ‫ىذا ‪ ،‬كما تُنسب إليو كتب في العمكـ السرية منيا رسالة تُعرؼ باسـ‬ ‫فالنامو يخ بيائي " ( ‪ ،)51‬كاصيدة في‬ ‫"الزيارجة"(‪ ، )50‬كأخرػ في الفأؿ اسميا "‬ ‫ٔ‬ ‫تأكيل األحبلـ(‪. )52‬‬

‫تتبع الكجو األسطكرؼ ل خصية بياء الديف العاممي ‪ ،‬إيماناً مني‬ ‫ُ‬ ‫أفضت في ّ‬ ‫بأف النمك األسطكرؼ ال عبي ل خصية ما إنما يبدأ مف نقطة كاحدة ‪ ،‬تمؾ عندما ُيفمح‬ ‫ذات إلى رمز ‪ .‬كحقاً لقد أفمح ال يخ في أف يصبح رم اًز ٍ‬ ‫إنساف في أف يتحكؿ مف ٍ‬ ‫ألمة‬ ‫ٍ‬ ‫كسخر لو كل ما‬ ‫استراحت بعد‬ ‫عذاب طكيل إلى النظاـ الفكرؼ الذؼ أبدع فيو ىك ‪ّ ،‬‬ ‫اىتدت‬ ‫السائدة الذؼ‬ ‫ْ‬ ‫أبدع ‪ .‬إنو البطل ُم ّ‬ ‫عب اًر ‪ ،‬في إبداعو كمسمكياتو عف نمط الثقافة ّ‬

‫فإما أف‬ ‫عبره إلى الكحدة كاالستقرار‪ .‬كحيف يصادؼ‬ ‫ُ‬ ‫البطل فترتو فيك أحد نمكذجيف ‪ّ .‬‬ ‫تحكؿ يضع بيا الناس كأىداؼ حياتيـ عمى منعطق جديد ‪ ،‬كىذا ىك‬ ‫يقكد عممية ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫كتثبيت‬ ‫عنصر إارٍار‬ ‫بطل المرحمة التالية ‪ ،‬أؼ‬ ‫َ‬ ‫النمكذج األصعب ‪ .‬كاما أف يككف َ‬ ‫أف بياء الديف مف النمكذج الثاني ‪ .‬أما النمكذج األكؿ‬ ‫اضح ّ‬ ‫تـ فعبلً ‪ .‬كك ٌ‬ ‫ّ‬ ‫لمتحكؿ الذؼ ّ‬ ‫فيك الرائد عمي بف عبد العالي الكركي ‪.‬‬

‫المؤلف الشاعــــر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫المعركؼ أف بياء الديف اد ترؾ عدداً كبي اًر مف اآلثار ‪ ،‬في الفقو كاألصكؿ‬

‫كالتفسير كالحديث كالنحك كالفمؾ كاليندسة كالحساب ‪ُ .‬كتبت بالعربية كالفارسية ‪ ،‬فضبلً‬ ‫عف عره ‪.‬‬ ‫بعض ُكػتّاب سيرتو يذكر لو ما يزيد عمى المائة مؤّلق ‪ ،‬بيف ٍ‬ ‫كتاب كبير‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كرسالة صليرة ‪ .‬كاذا كاف حسباف رسالة صليرة عمبلً مستقبلً أم اًر ُم ّبر اًر ‪ ،‬فإف مثل‬

‫مبرر بالنسبة لعمل ُكضع ليككف مقدمة أك جزءاً مف كتاب تجد‬ ‫يفقد َّ‬ ‫ىذا الحسباف ُ‬ ‫كل ّ‬ ‫اسمو في مكاف آخر ‪ .‬مثل " الكجيزة " في عمـ الدراية التي ىي مقدمة كتاب " الحبل‬

‫المتيف " أك الرسالة الم يكرة باسـ " الفرائض البيائية " كىي مف أبكاب الكتاب نفسو‪.‬‬ ‫لمجرد‬ ‫مبرر إلفراد اصيدتو " كسيمة الفكز كاألماف" ‪ ،‬حيف نذكر ديكانو ‪ّ ،‬‬ ‫ككذلؾ فبل ّ‬ ‫ككضعت ليا ال ركح ‪.‬‬ ‫أنيا حظيت باىتماـ خاص ‪ُ ،‬‬ ‫أعتقد أف كضع ٍ‬ ‫ثبت نيائي آلثار بياء الديف ‪ ،‬كبالتالي تركيب صكرة اممة‬ ‫ْ َ‬ ‫لعالمو الفكرؼ ‪ ،‬ىك أمر ال يزاؿ مبك اًر جداً ‪ .‬يجب أف يسبقو تحقيق دايق لكل َّ‬ ‫مؤلق‬ ‫َّ‬ ‫مؤلػق تحقيقاً يتضمف بالطبع صحة النسبة إليو ‪.‬‬


‫لقد ثبت لدؼ ب ٍ‬ ‫ااطع ‪ ،‬اف ثبلثة مف الكتب المعركفة المتداكلة ‪ ،‬منسكبة‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬

‫إليو ىي بالتأكيد منحكلة عميو ‪.‬‬

‫المؤكػد انو ترؾ كتاباً بيذا االسـ ‪،‬‬ ‫منيا ىذا المعركؼ باسـ " المخبلة " ‪ .‬مف‬ ‫ّ‬ ‫كال يادات عمى ذلؾ مستفيضة ‪ .‬لكف ىذا المطبكع المتداكؿ يخمك مف بصمات بياء‬

‫الديف المميزة ‪ ،‬التي ال تخطئيا عيكف عارفيو ‪ .‬ىذا " المخبلة " ىك ‪ ،‬مف الكجية‬

‫المعرفية ‪ ،‬كتاب حيادؼ ‪ ،‬ال لكف لو كال طعـ ‪ ،‬يمكف ألؼ انساف إف يجمعو مف ىنا‬

‫كىناؾ دكف كبير جيد ‪ .‬إنو مجمكع ساذج ‪ ،‬ال ذات لو ‪ .‬اارنو بػ ػ " الك ككؿ" تعرؼ‬

‫الفرؽ ‪ .‬كعمى كل حاؿ ‪ ،‬فإنو غير ُمسند في ٍ‬ ‫أؼ مف طبعاتو ‪ ،‬كال تُعرؼ لو نسخة‬ ‫طّية ‪.‬‬ ‫خّ‬

‫طبعت عدة مرات في‬ ‫الكػ ػػر" ُ‬ ‫مف تمؾ الكتب المنحكلة " رسػ ػػالة في تحقيق ُ‬ ‫"إيراف" ‪ .‬في مكتبتنا منيا طبع ٌة عمى الحجر‪ ،‬صدرت في السنة ‪1319‬ق‪1901 /‬ـ ‪،‬‬ ‫كالحقيقة أنيا مف تأليق الكحيد البيبياني ‪ ،‬دمحم باار بف دمحم أكمل المتكفى سنة‬

‫‪1205‬ق‪1790 /‬ـ ‪ ،‬ىذا مع اإل ارة إلى أف بياء الديف ترؾ رسالة كبيرة حكؿ‬ ‫بمنيج مختمق ‪.‬‬ ‫المكضكع نفسو ‪ ،‬كاف‬ ‫ٍ‬

‫أما النحل الذؼ يصل إلى حد اإلفتراء ‪ ،‬فيك تحميل ال يخ كزر رسالة تُعرؼ‬ ‫طبعت في‬ ‫بػ ػ " رسالة في كحدة الكجكد" كىي رسالة كبيرة ‪ ،‬أك كتاب صلير ‪ .‬كاد ُ‬

‫"مصر" منسكبة إليو ‪ ،‬طبع ًة لست أعرؼ ليا ثانياً ‪ ،‬ثـ ُنسبت إليو في عامة الفيارس‬ ‫التي ُكضعت آلثاره ‪ ،‬كبنى عمييا أحد المؤلفيف نتائج طكيمة عريضة ‪ .‬كالحقيقة أنيا‬ ‫لمؤلق تركي ‪ ،‬ىك محيي الديف بف بياء الديف (ت‪953 :‬ق‪1546 /‬ـ) ‪.‬‬ ‫طبع في " مصر" سنة‬ ‫أما كتاب "أسرار الببلغة " الذؼ ُ‬

‫منسكباً إليو ‪ ،‬فيك كنسبتو معاً أىكف مف أف نقق عندىما ‪.‬‬

‫‪1377‬ق‪1957 /‬ـ‪،‬‬

‫كاذا أخذنا في اإلعتبار كل ما ُيذكر في الفيارس المكضكعة لمؤلفاتو ‪ ،‬فإف‬ ‫ستطكؿ كثي اًر ‪ .‬عمى أنو مف الكاضح أف ليس مف خطتنا ‪ ،‬في‬ ‫اائمة المنحكلة عميو‬ ‫ُ‬ ‫ىذا التقديـ لبياء الديف مياج اًر ‪ ،‬أف نعالج كل اإل كاليات التي تطرحيا سيرتو‬

‫كأعمالو‪ .‬خصكصاً ما يتعمق منيا بمسألة ُمعّق ػػدة ‪ ،‬مثل التحّقق مف صحة ما ُنسب‬ ‫بالمسػػارعة إلػى نفػي تمؾ المنحكلة عميو‬ ‫إليو مف أعػماؿ ‪ .‬كما كاف دخكُلػنا في األمػػر ‪ُ ،‬‬ ‫‪ ،‬إال كممة ال ّبد منيا ‪.‬‬ ‫أجل ما ُيذكر لبياء الديف مؤلفاً ‪ ،‬ىك أنو رجل المنيج الفريد الممتاز الذؼ‬ ‫لكف ّ‬

‫سخرة للاية كاحدة ‪ ،‬ىي تقريب ما بيف‬ ‫لـ ينسج عمى منكاؿ غيره ‪ ،‬كاف منيجيتو ُم ّ‬ ‫ابتلاء‬ ‫عبد سبيمو الخاص إلى غايتو ‪،‬‬ ‫الجميكر كالمعرفة ‪ .‬كفي ىذا السبيل كاف دائماً ُي ّ‬ ‫َ‬


‫جدداً منيجياً بالمعنى الكامل لمكممة ‪ .‬يعمد إلى‬ ‫تيسير مكضكعو لمقارئيف ‪ .‬كاف ُم ّ‬ ‫المادة المعرفية فيفتّتُيا ثـ ُيعي ُػد تركيبيا ‪ ،‬فإذا ىي عمى يده يء جديد ‪ ،‬خصكصاً في‬

‫كيسرىا ‪ .‬كاننا لف ندرؾ ايمة اتجاىو ىذا ‪ ،‬إال إذا اسناه إلى عصره ‪ .‬ففي‬ ‫سيكلتيا ُ‬ ‫المدرسكف يتباركف في تقعير الكبلـ كاغماضو ‪ .‬اعتقاداً‬ ‫ذلؾ العصر كاف المؤلفكف ك ّ‬

‫دؿ عمى ارتفاع‬ ‫منيـ بأنو كمما كاف بعيداً عف الفيـ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عصياً عمى السامع ‪ ،‬كمما ّ‬ ‫البيف فقد كاف يئاً مييناً مترككاً لمسكاة‪.‬‬ ‫كعمك كعبو ‪ .‬أما الكبلـ السيل ّ‬ ‫مكانة كاتبو ‪ّ ،‬‬ ‫البعد‬ ‫الحرة السمحة ‪ ،‬ذات ُ‬ ‫كنستطيع ىنا أف نرػ بسيكلة الصمة بيف خصيتو ّ‬ ‫اإلنساني ال امل ‪ ،‬كبيف منيجيتو تمؾ ‪ .‬كلعل ىذه المبلحظة تساعد القارغ عمى‬

‫تصكر أحد أسباب االنت ار كالركاج اليائل الذؼ لقيتو مؤلفاتو ‪ ،‬سكاء منيا ما كتب‬ ‫ّ‬ ‫بالفارسية أـ بالعربية ‪ ،‬بحيث أف أكثرىا ال يزاؿ متداكالً حتى اليكـ ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫معركؼ لػ ػػدػ ارائو بالعربية‬ ‫أجل ما كتبو بياء الديف ‪ ،‬ىػػك كتاب غػير‬ ‫أعتقد ّ‬ ‫أف ّ‬ ‫‪ ،‬لسبب بسيط ىك أنو كتبو بالفارسية ‪ ،‬كلـ ُيترجـ إلى العربية ‪ .‬أعني كتابو ال يير‬

‫عباسي" نسبة إلى ال اه عباس الكبير ‪.‬‬ ‫"جامع ّ‬

‫ميسر ‪.‬‬ ‫ك"جامع عباسي" ىك كتاب فقيي َّ‬

‫كامل المادة الفقيية ‪ ،‬التي نجدىا عادة في‬ ‫جامع ‪ ،‬مف حيث أنو استكعب‬ ‫َ‬ ‫الكتب الفقيية المتكسطة ‪ .‬بل إنو خرج عمى التبكيب التقميدؼ لمكتاب الفقيي ‪ ،‬بأف‬ ‫أضيفت إليو مادة كاسعة ‪ ،‬تتعمق ببعض األعماؿ المندكبة ‪ .‬مثل مكلد الرسكؿ‬

‫صمكات هللا عميو كعمى آلو ‪ ،‬كزيارة مرااد األئمة عمييـ السبلـ ‪ .‬فضبلً عف مناسؾ‬

‫الحج التي تُفرد عادة برسائل مستقمة ‪.‬‬ ‫كميسر ‪ ،‬مف حيث أنو ُكتب بملة سيمة جداً ‪ ،‬تكاد ال تستعصي عمى أؼ اارغ‪.‬‬ ‫َّ‬

‫"صلت تمؾ المسائل بعبارة كاضحة ‪ ،‬لكي ينتفع بو جميع الخبلئق مف الخكاص‬

‫كالعكاـ"(‪ .)53‬كفي سبيل تحقيق منيجو ىذا ‪ ،‬كضع المؤلق تراكيب جديدة ‪ ،‬كسرت‬ ‫الملة الفقيية التقميدية ‪.‬‬

‫الريادة ‪ ،‬ىي أنو‬ ‫عباسي " ‪ ،‬التي تصل إلى ّ‬ ‫إف القيمة الكبرػ ل ػ ػ " جامع ّ‬ ‫حد ّ‬ ‫ِ‬ ‫أكؿ ٍ‬ ‫بفضل‬ ‫كتاب نزؿ بالمعرفة الفقيية مف أبراجيا ‪ ،‬إلى مستكػ الجميكر ‪ .‬كذلؾ‬ ‫ُ‬ ‫خصكصيتيو اآلنفتي الذكر‪ .‬كبذلؾ أُتيح ليذا الكتاب أف يحّقق إنجا اًز ىائبلً عمى‬

‫المستكػ المعرفي كعمى المستكػ الحضارؼ ‪ ،‬في آف كاحد معاً ‪.‬‬ ‫فإنو أتاح‬ ‫أما عمى المستكػ المعرفي فكاضح ‪ .‬أما عمى المستكػ الحضارؼ ّ‬ ‫يتصل مبا رة بالحكافز السمككية ألكسع ااعدة جماىيرية ‪ .‬فساىـ‬ ‫لمتكجيو الفقيي أف‬ ‫َ‬ ‫في نسق منظكمة العبلاات النفسية كاإلجتماعية ‪ ،‬لدػ عب " إيراف" في تمؾ الفترة‬


‫الدايقة ‪ .‬كمف السيل أف ندرؾ تأثير ذلؾ عمى اإلتجاىات السياسية كاإلجتماعية‬

‫كاضعيف في الحسباف ‪ ،‬أنو جاء في الكات الذؼ كانت فيو "إيراف" ما تزاؿ في نياية‬ ‫تمؾ المرحمة اإلنتقالية الحرجة ‪ ،‬تجتاز جسرىا متجية مف األاكاـ إلى األمة ‪ .‬فجاء‬

‫كلعل مف‬ ‫"جامع عباسي" لييب تمؾ الصياغة النا طة رطاً ثقافياً ليس عنو بديل ‪ّ .‬‬ ‫حسف حع ىذه األمة أف يتزامف تأثير ىذا الكتاب ‪ ،‬مع فترة حكـ ال اه عباس الكبير‪،‬‬ ‫بما اتصفت بو مف عظمة كاستقرار ‪ .‬كمف كل ىذا فميس مف المستلرب أف يبقى ىذا‬

‫الكتاب ‪ ،‬الكتاب الفقيي األكثر انت ا اًر في " إيراف" مدة ارنيف مف الزماف ‪.‬‬

‫عباسي" ىك أحد أعظـ الكتب تأثي اًر في تاريخ ال عكب‬ ‫أعتقد أف " جامع ّ‬

‫اإلسبلمية ‪.‬‬

‫اليقل كضكحاً كىك كتاب‬ ‫الصمدية " فالتجديد المنيجي فيو‬ ‫أما كتاب " الفكائد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أخاؿ‬ ‫في النحك ‪ ،‬كضعو ل قيقو األصلر عبد الصمد ‪ ،‬الذؼ تكفي في مقتبل العمر‪ .‬ك ُ‬

‫أنو ما كتبو إال إ فاااً عمى أخيو مف كتب النحك الجافة المعقدة التي كاف عميو أف‬

‫يدرسيا ‪ .‬كالحقيقة أف ىذا الكتاب أصبح أحد أ ير الكتب الدراسية ‪ ،‬بعد أف انت ر‬ ‫كذاع كما يزاؿ ‪.‬‬

‫المختصرة ‪،‬‬ ‫يقدـ " الفكائد الصمدية" ّ‬ ‫ّ‬ ‫الماد َة التي نجدىا ً‬ ‫عادة في كتب النحك ُ‬ ‫مفت النظر‬ ‫مكزعة تكزيعاً ُمبتك اًر ‪ .‬إذا ّ‬ ‫كلكنيا ّ‬ ‫ركبو عمى خمسة (حدائق) أؼ أبكاب ‪ُ .‬‬ ‫كن ُ‬ ‫ىنا إلى ما في ىذا اإلستعارة مف إ ارة ‪ِ ،‬‬ ‫كصمتُيا بالمنيج مف جية ‪ ،‬كبما أحاو‬

‫تأليق الكتاب مف ٍ‬ ‫جك حمي ٍـ ‪ .‬فكأف المؤلق كاف يقكـ بعمل تزييني ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الجمل ‪،‬‬ ‫اسـ المؤلق مادة كتابو إلى خمسة أاساـ ‪ :‬المقدمة ‪ ،‬اإلسـ ‪ ،‬الفعل ‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫كمعرباً ‪،‬‬ ‫فخص اإلسـ بباب‬ ‫الحركؼ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مستقل ‪ ،‬فدرسو في مكاضعو المختمفة مبنياً ُ‬ ‫كمثنى كجمعاً ‪ ....‬إلخ ‪ .‬ثـ انتقل إلى األفعاؿ فدرس‬ ‫نكرة كمعرفة كانكاع المعارؼ‬ ‫ًّ‬ ‫المتعدؼ كما إلى‬ ‫المعرب ‪ ،‬كالبلزـ ك ّ‬ ‫أنكاعيا ‪ :‬الماضي كالمضارع كاألمر‪ ،‬كالمبني ك ُ‬

‫محل مف‬ ‫الجمل كما يتبعيا ‪ ،‬إسمية كفعمية ‪ ،‬التي ليا ّ​ّ‬ ‫ذلؾ ‪ .‬كفي الحديقة الرابعة ُ‬ ‫محل ليا ‪ .‬كختـ في الحديقة الخامسة بالمفردات ‪ ،‬أؼ الحركؼ‬ ‫اإلعراب ‪ ،‬كالتي ال ّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫ذات المعاني ‪ ،‬فأثبتيا منسكاة عمى األلق باء ‪ ،‬م ِ‬ ‫حرؼ ببياف مختصر‬ ‫محقاً َّ‬ ‫ُ‬ ‫بمعناه ككظيفتو ‪.‬‬

‫مف المعمكـ أف تيسير النحك لمدارسيف كاف ‪ ،‬كما يزاؿ ‪ ،‬م كمة تربكية معقدة ‪،‬‬

‫تكثر فييا المذاىب كاإلجتيادات ‪ ،‬لدرجة يصعب معيا القكؿ اكالً جازماً باتاً في ىذا‬ ‫المنيج أك ذاؾ ‪ .‬كلكنني أرػ منيج " الفكائد الصمدية" يجمع بيف البساطة كاإلبداع إلى‬ ‫يفكر أحد بمثل ىذا ابل بياء الديف ؟ نعـ بعد أربعة‬ ‫درجة أف المرء ليتساءؿ ‪ ،‬لماذا لـ ّ‬


‫اركف مف حياة الكتاب كذيكعو كانت اره ‪ ،‬خرج عمى الناس أستا ٌذ في جامعة مصرية‬

‫ضمنو كتاباً يحمل اسـ " للة األعػراب" ‪ .‬ىذا الم ركع ىك‬ ‫بم ركع لتيسير النحك ‪ّ ،‬‬ ‫ادمو عمى أنو‬ ‫تماماً منيج ال يخ في " الفكائد الصمدية " لـ يلادر صليرة كال كبيرة ‪ّ ،‬‬ ‫مف ابتكاره ىك ‪ ،‬لـ يسبقو إليو سابق (‪.)54‬‬

‫تتبع منيجية ال يخ التجديدية في كل ما‬ ‫كاننا حتماً لف نستطيع اإلستمرار في ّ‬ ‫كنحيل الراغب‬ ‫كتب ‪ ،‬ذلؾ ألف في كل كتاب كتبو تجديداً منيجياً ب كل أك بآخر ‪ُ .‬‬

‫في المزيد إلى مقالتنا " بياء الديف العاممي مؤلفاً ُمج ّػدداً "(‪.)55‬‬ ‫لكف المبلحظة ذات العبلاة المبا رة بدراستنا ‪ ،‬ىي أف كتب بياء الديف ظّمت‬

‫تقل عف ارنيف ‪ .‬فكتابو‬ ‫مرك اًز لعناية عجيبة في " إيراف" مف بعده لمدة طكيمة جداً ‪ ،‬ال ّ‬ ‫اآلخػر "خبلصة‬ ‫عباسي" الكتاب الفقيي ال عبي الكحيد بالملة الفارسية ‪ .‬ككتابو َ‬ ‫"جامع ّ‬ ‫درس في المدارس اإليرانية حتى ٍ‬ ‫أمد اريب ( ‪ ، )56‬ككذلؾ أ عاره‬ ‫ظل ُي َّ‬ ‫الحساب " ّ‬ ‫بالفارسية ‪ .‬أما كتاباه " زبدة األصكؿ " ك " الفكائد الصمدية " فيما دائراف حتى اليكـ‬ ‫في الحكزات العممية ‪ ،‬درج عمييما مئات األلكؼ مف طبلبيا ‪ .‬كيكفي أف نمقي نظرة‬

‫عمى اائمة ال ركح كالحكا ي كالتعميقات التي ُكضعت عمى ُمختمق كتبو (‬ ‫لنتصكر ككأنيا كانت لل الناس ال ّ ِ‬ ‫اغػل ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪)57‬‬

‫كاآلف لقد اضطررنا اضط ار اًر ‪ ،‬خبلؿ ىذه المبلمسة لسيرة بياء الديف اللنية‬

‫المتنكعة األكجو ‪ ،‬إلى فصل عناصر كتفاعبلت السيرة ‪ ،‬فصبلً تحميمياً طمباً لمتركيز‪.‬‬

‫ككثّق أفقد الصكرة تكاصميا كي ال‬ ‫كلكف لكل يء ثمف ‪ .‬فالتركيز مف حيث ُع ّزز ُ‬ ‫نقكؿ تّتيا ‪ .‬كعميو ‪ ،‬فسنعكد بنظرة سريعة إلى الجانب ذؼ العبلاة المبا رة بمكضكع‬ ‫ىذا الكتاب ‪.‬‬ ‫المفكر" ىي أكجو تحميمية في‬ ‫مف الكاضح أف " اإلنساف " ك " األسطكرة " ك " ّ‬

‫(ذات) بياء الديف كما ىي مكضكعياً ‪ ،‬ككما تفاعمت عبياً ‪ .‬ككل مف ىذه األكجو‬ ‫يحكي لنا ‪ ،‬مف زاكيتو الخاصة ‪ ،‬اصة ذات لكف عف إنساف – مركز ‪ ،‬أك إنساف –‬

‫اطب ‪ .‬فبل إنساف – أسطكرة ُيصنع في الفراغ ‪ ،‬كانما ىك ثمرة عبلاة مميزة جداً ‪ ،‬بيف‬ ‫إنساف كجميكر في لحظة تاريخية ‪.‬‬ ‫كالمحظة التاريخية التي تقاطع معيا بياء الديف ‪ ،‬إنساناً كمفك اًر ‪ ،‬بحيث كاف‬

‫مف جممة ثمرات التقاطع ‪ ،‬ىذا التعبير ال عبي الذؼ نسميو األسطكرة ‪ ،‬ىي إذ كانت‬ ‫"إيراف" تجتاز صراطيا الصعب ‪ ،‬انطبلااً مف ال عكب باتجاه األ ُّـ‪،‬ة ‪ ،‬مف الت تّت‬ ‫المقنع بقناع المذاىب ‪ ،‬إلى اإلندماج التاـ ال امل تحت راية عقيدة كاحدة‬ ‫األاكامي ّ‬


‫مكحدة ‪ ،‬تجاكزت كل عكامل الت تيت الجاىزة ‪ .‬كلـ يكف ينقص تمؾ الرابطة الركحية‬ ‫ّ‬ ‫سكػ الرمز‪ ،‬فكاف بياء الديف ذلؾ الرمز ‪.‬‬

‫بياء الديف كاف أ ير إنساف عاش في القرف الحادؼ ع ر‬ ‫لقد ذكرنا سابقاً أف َ‬ ‫اليجرؼ ‪ /‬السابع ع ر الميبلدؼ ‪ ،‬في م رؽ العالـ اإلسبلمي ‪ .‬كال مراء أف يرتو‬ ‫اػد بدأت حيث أمضى حياتو ‪ ،‬أعني في " إيراف" ‪ .‬كمنيا انداحت كذاعت ‪ .‬كليذا‬ ‫السبب فإف عمينا أف نبحث عف عّمة ذلؾ الصيت مف حيث انطمق ‪.‬‬

‫عبية األكلى في " إيراف" ‪.‬‬ ‫حتى اليكـ فإف بياء الديف ما يزاؿ ال خصية ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫كمفكر ‪.‬‬ ‫بحب الناس كتقديرىـ لو كإنساف ّ‬ ‫كجدير بالتذكير أف لكف يرتو امتاز ّ‬

‫ككمفكر مف حيث منح الثقافة‬ ‫كإنساف مف حيث مثّل في مسمكياتو الخير كالبساطة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السائدة اك التي كانت اد بدأت تسكد ‪ ،‬كل ما أبدع ‪ ،‬كما أكثره ‪ .‬كل ىذا أتاح لو أف‬ ‫معب اًر في‬ ‫يصبح رم اًز لما ارتاح إليو أكلئؾ الناس بعد عذاب طكيل ‪ .‬إنو البطل ّ‬

‫مسمكياتو كابداعو عف ضمير عبو كتطمعاتو ‪.‬‬

‫إف يكف الكركي رمز مرحمة إثارة األرض كالحالة اإلنقبلبية ‪ ،‬بكل ما صاحبيا‬

‫مف صعكبات ‪ ،‬كبكل ما أثارت مف تنااضات ‪ ،‬فإف بياء الديف رمز مرحمة االستقرار‬ ‫يفكز بما حظي بو في النفكس حياً كميتاً ‪،‬‬ ‫كالطمأنينة ‪ .‬كمف ىنا فميس عجيباً أف َ‬ ‫يخمق منو الناس خصية أسطكرية ‪ ،‬ما تزاؿ‬ ‫كمفك اًر ‪ .‬كلسي عجيباً أف‬ ‫إنساناً ّ‬ ‫َ‬

‫ننس‬ ‫لتؤدؼ لمف ُيحسف القراءة‬ ‫الحكايات عنيا تدكر ‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫يادة عف إنساف كعصر‪ .‬كال َ‬ ‫ػاء ما يقرب مف سػػتيف‬ ‫ػاء الػفػتػ ػ ػ ػرة الممتدة بيف الكركي كبياء الديف ‪ ،‬أؼ أثػنػ َ‬ ‫أنو أثػنػ َ‬ ‫المتكىج ‪ ،‬الذؼ ييب الرحى‬ ‫– الرمز‬ ‫عاماً ‪ ،‬كانت "إيراف " تفتقر إلى اإلنساف‬ ‫ّ‬ ‫القطب الذؼ تدكر حكلو ‪ ،‬كىي تجتاز أط ػػكؿ طريق يمك ػ ُػف أف يجتازه‬ ‫الجماىيرية‬ ‫َ‬ ‫عب ‪.‬‬

‫كال ؾ اف القارغ الحصيق ‪ ،‬الذؼ ا أر سيرتو في عناصرىا كتفاعبلتيا ‪،‬‬

‫يستطيع اآلف أف يستعيد مف أكجو السيرة المتنكعة ‪ ،‬التي أ بعناىا فيما سبق ‪،‬‬

‫التصكر ‪ ،‬مثمما انتظمت في الكااع ‪ .‬كتمؾ ىي غاية الكاتب ‪.‬‬ ‫عناصر ينظميا في‬ ‫ّ‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش‪:‬‬ ‫كمدرسيو ‪ :‬اه حسيف سيستاني ‪ :‬خير البياف ‪ ، 355 :‬كعالـ آراؼ عباسي ‪/1 :‬‬ ‫(‪ُ )1‬عني بذكر أساتذتو ّ‬ ‫‪ ، 156‬كىما مصدراف معاصراف ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الذريعة ‪. 519/1 :‬‬ ‫(‪ )3‬ركضات الجنات ‪. 611 :‬‬

‫(‪ّ )4‬أرخ نفسو لبداية رحمتو كصكرة خطو في ‪ :‬فيرست كتانجانو ادس رضكؼ ‪ ،457 /4 :‬كفيو ‪ " :‬لكاتبو‬ ‫طو أيضاً ‪ ،‬حيث ااؿ ‪ " :‬اد‬ ‫كىك ما سنح بالخاطر في طريق الحج سنة ‪ ، "992‬كما ّأرخ لعكدتو بخ ّ‬ ‫سنح بالخاطر ليمة الثبلثاء خامس ير رمضاف المبارؾ سنة‬

‫‪ ، 992‬أياـ المعاكدة مف مكة‬

‫الم رفة" " ‪ .‬كتب ذلؾ في بمدة " كاف " في "آذربيجاف" ‪ .‬راجع ‪ :‬احكاؿ كأ عار فارسي يخ بيائي ‪/‬‬

‫‪.127‬‬

‫(‪ )5‬ركضات الجنات ‪ ،611 /‬عالـ آراؼ عباسي (الطبعة الحجرية) ص ‪ .611‬كالحع خصكصاً ركاية‬

‫تمميذه حسيف بف حيدر الكركي في ركضات الجنات ‪ ، 605 /‬فيي ركاية اىد ال ُيدحض ‪ ،‬ككذلؾ‬ ‫الحع المقارنة التاريخية بيف كفاة ال يخ دمحم بف الحسف بف ال ييد الثاني ككفاة البيائي ‪ ،‬لدػ ابف‬

‫األكؿ في الدر المنثكر ‪ .223 /2 :‬إذف‪ ،‬فالقكؿ إف كفاتو في السنة ‪ 1031‬ىك خطأ ائع ‪.‬‬

‫(‪ )6‬اا أر فيما يمي ختاـ فصل (حركة الترجمة كالتأليق) ‪ ،‬ك(الصراع بيف المتصكفة كالفقياء) ‪.‬‬ ‫(‪ )7‬بياء الديف ‪ :‬ناف كحمكػ ‪. 16 ، 7/‬‬ ‫(‪ )8‬سبلفة العصر ‪. 290 /‬‬ ‫(‪ )9‬أحكاؿ كأ عار فارسي يخ بيائي ‪. 115 /‬‬ ‫(‪ )10‬سبلفة العصر ‪.102 /‬‬

‫(‪ )11‬ركضات الجنات ‪ ، 210 /‬نقبلً عف " مدارؾ األحكاـ " ‪.‬‬

‫(‪ )12‬البحراني ‪ :‬الحدائق الناضرة ‪ . 14-13 /1 :‬بياء الديف ‪ :‬م رؽ ال مسيف ‪.3-2/‬‬ ‫(‪ )13‬الك ككؿ ‪.444 /2 :‬‬ ‫(‪ )14‬ناف حمكػ ‪.6 /‬‬

‫(‪ )15‬أعياف ال يعة ‪ . 251 /44 :‬كاا أر صكرة مماثمة مف عره الفارسي في ‪ :‬ناف كحمكػ‪.19،21 /‬‬ ‫(‪ )16‬الك ككؿ ‪.18 /1 :‬‬ ‫(‪ )17‬بياء الديف ‪ :‬ير ك كر‪.33 /‬‬ ‫(‪ )18‬سبلفة العصر ‪. 293 /‬‬ ‫(‪ )19‬ناف كحمكػ‪. 24 /‬‬

‫(‪ )20‬ىدايت ‪ :‬تذكرة رياض العارفيف ‪. 58 /‬‬ ‫(‪ )21‬سيستاني ‪ :‬خير البياف (نقبلً عف ‪ :‬كميات يخ بيائي) المقدمة ‪ /‬ؼ ‪.‬‬

‫(‪ )22‬لؤلؤة البحريف ‪ ،13 /‬المقامات لممحدث التسترؼ (نقبلً عف ركضات الجنات ‪/‬‬ ‫العمماء ‪. 240/‬‬

‫(‪ )23‬ركضات الجنات ‪. 608 /‬‬ ‫(‪ )24‬المحبلتي ‪ ،‬ذبيح هللا ‪ :‬السيكؼ الباراة ‪ ، 27 ، 417 /‬اللدير ‪. 284 /11 :‬‬

‫‪ ،)607‬اصص‬


‫(‪ )25‬حاج معصكـ ‪ :‬طرائق الحقائق ‪ .123 /1 :‬كالطريقة النكربخ ية ‪ ،‬الصكفية ال يعية ‪ ،‬منسكبة إلى‬ ‫دمحم بف عبد هللا ‪ ،‬الممّقب " نكربخش" ( ‪869-795‬ق‪1464 -1393 /‬ـ) ‪ .‬بدأ حركة صكفية ثكرية‬ ‫في السنة ‪828‬ق‪1423 /‬ـ في " ككه تيرؼ" مف ابلع " ختبلف " بداية فا مة ‪ُ ،‬نفي عمى أثرىا إلى "‬ ‫يراز" حيث أُطمق سراحو ليختار منفاه بنفسو ‪ ،‬فطاؼ " تستر" ك " البصرة " ك " الحمة " ك " بلداد"‬

‫‪ .‬كزار العتبات المقدسة ‪ ،‬ثـ عاد إلى " كردستاف" ليبث دعكتو فييا ‪ ،‬فانقاد إلييا سكانيا ‪ ،‬كضرب‬

‫كسّير إلى " ىراة " عاصمة التيمكرييف‪ ،‬ليعمف مف عمى منبرىا‬ ‫النقكد باسمو ‪ ،‬فُقبض عميو مرة أخرػ ُ‬ ‫‪ ،‬كىك يرسق في ايكده ‪ ،‬انو يتنازؿ عف دعكػ الخبلفة كما يتصل بيا ‪ .‬لكف ُسمح لو بممارسة‬

‫التدريس ‪ ،‬كما مارس طريقتو الصكفية بقية حياتو في " كيبلف" ثـ في " الرؼ" حتى كفاتو ‪ .‬كرث ابنو‬

‫القاسـ طريقتو مف بعده ثـ حفيده ‪ .‬كعندما جاءت الدكلة الصفكية إلى الحكـ ‪ ،‬ىضمت ىذه الطريقة‬ ‫كتمثمتيا ‪ .‬لممزيد ‪ :‬تذكرة رياض الصالحيف ‪ 251 /‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪ )26‬سبلفة العصر ‪. 91-290 /‬‬ ‫(‪ )27‬اصص العمماء ‪. 238 /‬‬ ‫(‪ )28‬أيضاً ‪.‬‬

‫طو ‪ ،‬لدينا صكرة ضكئية لو ‪ ،‬كرد فيو‪" :‬في تاريخ الع ريف‬ ‫(‪ّ )29‬أرخ بداية رحمتو في نص ما يزاؿ مثبتاً بخ ّ‬ ‫مف ير رجب المرجب سنة ‪ ، 991‬أياـ العزـ عمى التكجو إلى بيت هللا الحراـ " ‪.‬‬ ‫طو " أؼ خط بياء‬ ‫(‪ )30‬كاد ّأرخ عكدتو في النص التالي ‪ ،‬ينقمو األستاذ نفيسي عف " المجمكعة التي بخ ّ‬ ‫الديف ‪ " :‬اد سنح بالخاطر ليمة الثبلثاء خامس ع ر ير رمضاف المبارؾ سنة ‪ ،992‬أياـ المعاكدة‬ ‫مف مكة الم رفة " كتبو في بمدة " كاف " في غرب "آسيا الصلرػ " ‪ .‬أحكاؿ كأ عار فارس يخ‬

‫بيائي ‪ 127 /‬ىا ‪.‬‬ ‫(‪ )31‬ال ؾ أنو كاف في " مكة " في مكسـ الحج سنة‬

‫‪991‬ق‪1583 /‬ـ ‪ .‬ككاف في "القدس" في ير‬

‫جمادػ األكلى مف السنة التالية ‪ ،‬كفييا تمقى إجازة مف ال يخ دمحم ال افعي ‪ .‬راجعيا في ‪ :‬بحار‬

‫األنكار ‪. 21-120 / 25 :‬‬

‫(‪ )32‬المحبي ‪ :‬خبلصة األثر في أعياف القرف الحادؼ ع ر ‪. 443 / 3 :‬‬ ‫(‪ )33‬نفسو ‪. 441 / 3 :‬‬ ‫(‪ )34‬ركضات الجنات ‪. 609 /‬‬

‫(‪ )35‬منيـ ‪ :‬دمحم بف عمي البكرؼ ‪ ،‬يخ اإلسبلـ في مصر (ت‪:‬‬

‫‪994‬ق‪1585 /‬ـ) ‪ ،‬راجع ‪ :‬الككاكب‬

‫السائرة ‪ ، 71-70 /3 :‬كال يخ دمحم ال افعي في القدس كاد أ رنا إلى ذلؾ أعبله ‪ ،‬كالحسف بف دمحم‬ ‫البكريني في دم ق ‪ ،‬كال يخ أبك الكفاء العرضي في حمب ‪ .‬راجع ‪ :‬مستدرؾ الكسائل ‪:‬‬

‫‪/3‬‬

‫‪419‬كخبلصة األثر ‪ ، 442 / 3 :‬كال يخ حسف بف زيف الديف ‪ ،‬في كرؾ نكح ‪ ،‬راجع ‪ :‬أمل اآلمل‬ ‫‪. 58 /1 :‬‬

‫(‪ )36‬ركضات الجنات ‪. 611 /‬‬ ‫(‪ )37‬سبلفة العصر ‪. 293 /‬‬ ‫(‪ )38‬نفسو ‪. 294‬‬

‫(‪ )39‬ناف كحمكػ ‪. 10 /‬‬ ‫(‪ )40‬الك ككؿ ‪. 436 /2 :‬‬


‫(‪ )41‬ناف كحمكػ ‪. 10 /‬‬ ‫اصتو‬ ‫(‪ )42‬أؼ ‪:‬‬ ‫استمع إلى الناؼ كىك ّ‬ ‫يقص ّ‬ ‫(‪ )43‬ناف كحمكػ ‪. 24-23 /‬‬

‫إنو ي كك آالـ الفراؽ‬

‫(‪ )44‬القصيدة ك رحيا في ‪ :‬جبلؿ الديف الركمي في حياتو ك عره ‪ ،‬لممرحكـ عبد السبلـ كفافي ‪/‬‬

‫‪137‬‬

‫كما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪ )45‬رياض العمماء ‪. 246 / 2 :‬‬ ‫(‪ )46‬مستدرؾ الكسائل ‪ ، 419 / 3 :‬خبلصة األثر ‪. 443 / 3 :‬‬

‫(‪ )47‬اصص العمماء ‪ .45 -238 /‬كاد حدثني الدكتكر حسيف محفكظ أف في " مسجد اه " في "‬ ‫يتلير‪.‬‬ ‫أصفياف " ابة كضع بياء الديف تصميميا ‪ ،‬تزاكليا ال مس في كل فصكؿ السنة ب كل ال ّ‬

‫(‪ )48‬النقدؼ ‪ ،‬ال يخ جعفر ‪ :‬منف الرحمف في رح اصيدة الفكز كاألماف ‪.17 -9 /‬‬

‫ملنية ‪ ،‬ال يخ دمحم جكاد ‪ :‬ال يعة كالت يع ‪. 208 -207 /‬‬ ‫(‪)49‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )50‬منيا مخطكطة في مكتبة اإلماـ الحكيـ العامة ‪ ،‬النجق ‪ ،‬لدينا صكرة خطية ليا ‪.‬‬ ‫(‪ )51‬طبعت في " إيراف" ‪ ،‬الت ‪ .‬مع مقدمة ضافية لدمحم كجداني ‪ ،‬لدينا نسخة منيا ‪.‬‬ ‫(‪ )52‬ن رت ضمف كتاب " سر المستتر" لسقا زاده ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ ،‬الت ‪.‬‬ ‫(‪ )53‬جامع عباسي ‪ /‬المقدمة ‪.‬‬ ‫(‪ )54‬الدكتكر بدير متكلي حميد ‪ :‬للة اإلعراب ‪.‬‬

‫(‪ )55‬مجمة الثقافة اإلسبلمية ‪ ،‬المست ارية الثقافية لمجميكرية اإلسبلمية اإلسبلمية في دم ق ‪ ،‬العدد‬ ‫الخامس ‪ 132 /‬كما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪ )56‬أحكاؿ كأ عار فارسي يخ بيائي ‪. 98 /‬‬ ‫(‪ )57‬راجع ثبتاً كبي اًر ‪ ،‬كلكنو غير ك ٍ‬ ‫اؼ ‪ ،‬بال ركح كالحكا ي كالتعميقات عمى كتبو في "اللدير" لؤلميني ‪:‬‬ ‫‪ . 71 -260 /11‬كمادة " رح" ك " حا ية " في " الذريعة " ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫‪ -3‬حركة الترهمة والتأليف ‪:‬‬ ‫الترهـــــمة ‪:‬‬ ‫استمزمت نيضة الت يع في " إيراف" ‪ ،‬حرك َة ترجمة كتأليق كبيرة ‪ ،‬غايتُيا أف‬ ‫كزكدت المكتبة‬ ‫تيسر لمقارغ الفارسي الملة االطبلع عمى الثقافة ال يعية بملتو ‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ال يعية بنتاج جديد ‪.‬‬ ‫أسسيا الرائد الكركي ‪،‬‬ ‫كل ذلؾ ‪ ،‬باإلضافة إلى حركة الدراسة كالبحث ‪ ،‬التي ّ‬ ‫ّأدػ في النياية إلى نقل مركز الثقل في الدراسة كالبحكث ال يعية ‪ ،‬مف مراكزه العريقة‬ ‫في " العراؽ" ‪ ،‬إلى مراكز جديدة ككثيرة في " إيراف" ‪ .‬كذلؾ بعد أف استكعبت اليجرةُ‬ ‫العممي َة في " جبل عامل " ك " البقاع " استيعاباً كاد يككف كامبلً ‪.‬‬ ‫النيض َة‬ ‫ّ‬

‫ضئيل جداً ‪،‬‬ ‫كالحقيقة أف دكر المياجريف في نقل الفكر ال يعي إلى الفارسية‬ ‫ٌ‬ ‫كىذا كاضح ‪ .‬كالعمل الكحيد الذؼ عثرت عميو ‪ ،‬كيبدك أنو مساىمتيـ الكحيدة في‬ ‫إغناء حركة الترجمة ‪ ،‬ىك الذؼ ااـ بو ال يخ بياء الديف العاممي إذ ترجـ " الرسالة‬

‫اإلمامية " المنسكبة إلى اإلماـ الرضا عميو السبلـ( ‪ . )1‬غير أننا نبلحع أف حركة‬

‫الزكاكؼ (ح ‪:‬‬ ‫الترجمة اد افتتحيا تمميذ لمكركي ‪ ،‬ىك عمي بف الحسيف ّ‬ ‫‪1540‬ـ) ‪ .‬كىذا يدعكنا إلى الظف القكؼ بأنو فعل ذلؾ بمبادرٍة مف أُستاذه ‪ .‬خاصة‬

‫‪947‬ق‪/‬‬

‫كأننا اد عرفنا أف الكركي تطّمع ‪ ،‬مف خبلؿ نيجو ‪ ،‬إلى جعل الت يع صبل َة ال عب‬ ‫اإليراني ‪ ،‬كعمل لذلؾ بذكاء كاكة ‪ ،‬بل كحّقػقو بنجاح يكاد يككف كامبلً ‪ ،‬بقدر الزماف‬

‫المتاح ‪ .‬كما مف ؾ في أنو كاف يعي جيداً أف غرضاً كيذا ال يمكف اف يتـ لو ‪ ،‬ما‬ ‫ُ‬ ‫ميس ٍرة لفارسيي الملة ‪ُ .‬يضاؼ إلى ذلؾ أف الزكاكؼ الذؼ‬ ‫دامت اراءة الت يع غير ّ‬

‫ميمتو بنقل كتاب يير ىك " ك ق اللمة في معرفة‬ ‫ّ‬ ‫كرس عمره لمترجمة ‪ ،‬اد بدأ ّ‬ ‫األئمة " لعمي بف عيسى األربمي ‪ ،‬ككاف ذلؾ في السنة ‪938‬ق‪1531 /‬ـ ( ‪ ، )2‬أؼ‬ ‫الكركي يبسط سمطانو عمى كل ِحػر ٍ‬ ‫اؾ ثقافي في الببلد ‪.‬‬ ‫يكـ كاف‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ػزت عنايتيا في البداية ‪ ،‬عمى نقل كتب‬ ‫ثـ أننا نبلحع أف حركة الترجمة اد ّ‬ ‫ركػ ْ‬ ‫الزكاكؼ ترجمة ثمانية منيا( ‪ ،)3‬كما كضع‬ ‫العقيدة ال يعية ‪ ،‬كما يتصل بيا ‪ .‬تكّلى ّ‬ ‫تفسي اًر لمقرآف ك رحاً لنيج الببلغة ‪ ،‬كبلىما بالفارسية ‪ .‬كمف الجدير بالذكر ‪ ،‬اف‬ ‫رحو عمى نيج الببلغة اد كضعو بأمر مف ال اه طيماسب األكؿ(‪. )4‬‬


‫الزكاكؼ ااـ تمميذه ‪ ،‬فتح هللا بف كر هللا القا اني (ت ‪:‬‬ ‫بعد كفاة ّ‬ ‫‪1580‬ـ) بمتابعة ميمة أستاذه (‪ ، )5‬كىذاف ىما رائدا حركة الترجمة ‪.‬‬

‫‪988‬ق‪/‬‬

‫يع ْػد‬ ‫بعد ىذيف الرائديف اتسعت حركة الترجمة اتساعاً كبي اًر كسريعاً ‪ .‬كلـ ُ‬ ‫المترجمكف يكتفكف بنقل كتب العقائد ‪ ،‬كما يتصل بيا ‪ ،‬بل تناكلكا كتب الفقو ‪،‬‬

‫ككضعكا ركحاً بالفارسية عمى الكثير مف ُكتُب الحديث ( ‪ . )6‬فضبلً عف الكتب غير‬ ‫خرج الفقياء ( ‪ . )7‬باإلضافة‬ ‫يسيا في المدارس الكثيرة التي تُ ّ‬ ‫الفقيية ‪ ،‬التي اع تدر ُ‬

‫إلى كتب الثقافة العامة ‪ ،‬ككتاب " الحيكاف " لمدميرؼ ‪ ،‬الذؼ ترجمو دمحم تقي بف‬ ‫خكاجة دمحم (؟) مختص اًر ‪ ،‬بطمب مف ال اه عباس األكؿ (‪. )8‬‬

‫ثـ كاف مف اتساع ىذه الحركة ‪ ،‬أف أصبح مف العسير‪ ،‬كربما مف غير المجدؼ‬

‫أيضاً تتبعيا ( ‪ . )9‬بيد أننا ال نممؾ إال أف ن ير إلى خصيتيف أنجبتيما ظركؼ‬ ‫ِ‬ ‫ىاـ في التراث ال يعي ‪ .‬أحدىما عمي بف دمحم األصفياني (ح‪:‬‬ ‫كل ٍّ‬ ‫الحماس إلى نقل ّ‬ ‫‪1045‬ق‪1315 /‬ـ ) الذؼ ترجـ ثمانية كتب يعية ييرة ‪ ،‬أخرجيا في مجمكٍع‬

‫أطمق عميو اسـ " ى ت بي ت " أؼ الجنات الثماف ( ‪ ، )10‬ما يزاؿ رائجاً ‪ .‬كاآلخر‬

‫ىادؼ بف صالح المازندراني ( ت‪1120 :‬ق‪1780 /‬ـ ) ‪ ،‬الذؼ ما تزاؿ الترجمة التي‬

‫كضعيا لمقرآف ذائعة حتى اليكـ ‪ ،‬كألجميا ُلّقب ب ػ ػ " المترجـ "(‪. )11‬‬

‫أخي اًر ‪ ،‬ربما كاف مف العسير تصكير مكؿ حركة الترجمة تمؾ ‪ ،‬دكف القكؿ ‪:‬‬

‫صّنق ابل الفترة التي نعني بيا ‪،‬‬ ‫انو مف العسير أف نجد اليكـ كتاباً يعياً ىاماً ‪ُ ،‬‬ ‫غير منقكؿ إلى الفارسية ‪.‬‬ ‫التـأ ليف ‪:‬‬

‫تسير بمكازاة‬ ‫إذا التفتنا صكب حركة التأليق ‪ ،‬نراىا ‪ ،‬في خطكطيا العريضة ‪ُ ،‬‬ ‫حركة الترجمة ‪ :‬بدأت بالتعريق بالعقيدة ال يعية ‪ ،‬كالفقو كالعمكـ المييئة لو كالحديث‬ ‫ٍ‬ ‫عناية ال يمكف تجاىميا‬ ‫بقية العمكـ كالفنكف ‪ ،‬مع‬ ‫منيا بخاصة ‪ ،‬ثـ انثنت إلى ّ‬ ‫بالرياضيات كالفمؾ كاليندسة ‪.‬‬ ‫رائد التأليق ال يعي بالفارسية ‪ ،‬ىك حسيف بف رؼ الديف األردبيمي ‪ .‬كىك ‪،‬‬

‫كما يظير مف نسبتو ‪ ،‬مف " أردبيل" دار اإلر اد ‪ ،‬كمكطف الحركة الصفكية ‪ُ .‬كصق‬

‫التصكؼ " ‪ .‬ا أر في "ىراة"‬ ‫بأنو "كاف إمامياً متصّمباً في الت يع" ‪ ،‬كذا " ميل ديد إلى‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫بصفة ُمريد ‪ .‬كفي ىذه‬ ‫ك " يراز" ‪ ،‬كالزـ حيد اًر بف جنيد ‪ ،‬كالد ال اه إسماعيل ‪،‬‬


‫الفترة كتب رحاً عمى مثنكيات ال بسترؼ ‪ ،‬محمكد بف عبد الكريـ بف يحيى ( ‪-650‬‬

‫‪720‬ق‪1320-1252 /‬ـ) المعركفة باسـ " گم ف راز" ‪ .‬ثـ عندما صعدت الحركة‬

‫صنق في ال رعيات عمى مذىب ال يعة بالفارسية "(‪.)12‬‬ ‫الصفكية ‪ ،‬صار" ّأكؿ مف ّ‬ ‫نبلحع أف كممة " ال ّ رعيات " تعبير غير دايق عف اتجاه األردبيمي في‬

‫التأليق‪ .‬كىذا يظير مف تعداد مصنفاتو ‪ :‬رح عمى نيج الببلغة ‪ ،‬كضعو بطمب مف‬ ‫ال اه اساعيل األكؿ ‪ ،‬كتاب في فضائل األئمة اإلثني ع ر كأدلة إمامتيـ ‪ ،‬تفسير‬

‫لمقرآف ‪ ،‬حا ية عمى " تيذيب األحكاـ " لم يخ الطكسي ‪ ،‬دمحم بف الحسف ( ت‪:‬‬

‫‪460‬ق‪1067 /‬ـ) كل ذلؾ بالفارسية( ‪ . )13‬كىذا األخير ىك الكتاب الكحيد الذؼ‬ ‫عيات " ب يء مف التجكز ألنو في الحديث ‪ ،‬باعتبار أف‬ ‫يمكف حسبانو في " ال ر ّ‬ ‫الحديث مف مصادر استنباو الحكـ ال رعي ‪.‬‬ ‫عتد بو ‪ .‬كنظف‬ ‫مف الم ككؾ بو كثي اًر أف تككف مؤلفات األردبيمي اد تركت أث اًر ُي ّ‬ ‫أف ذلؾ يتصل بالفترة القمقة التي عا تيا الببلد إباف اياـ الدكلة الصفكية ‪ ،‬كما أ رنا‬

‫إليو مف عدـ اتجاه ال اه اسماعيل األكؿ اتجاىاً فكرياً في ن ر الت ّيع ‪ُ .‬يضاؼ إليو‬ ‫الدارسيف ال يعة ‪ ،‬ابل انفتاح باب اليجرة العاممية ‪ ،‬كعندما حدث ذلؾ ‪،‬‬ ‫ندرة الفقياء ك ّ‬ ‫تجاكزت األمكر َمف ىـ مثل األردبيمي ‪ُ .‬ينبيؾ عف ضآلة األثر ‪ ،‬اف الخكانسارؼ ‪،‬‬

‫دة‬ ‫يقدـ أسماء ُم ّ‬ ‫الذؼ أّلق كتابو في السنة ‪1263‬ق‪1846 /‬ـ ‪ ،‬اد عجز عف أف ّ‬ ‫حد ً‬ ‫لمؤلفات األردبيمي ‪ ،‬مما ُيفيـ منو أنيا كانت اد ُىجرت في زمانو ‪.‬‬ ‫المصنفة في تمؾ الفترة ‪ ،‬كالتي تركت أث اًر ُيذكر‪،‬‬ ‫إف الحديث عف الكتب‬ ‫ّ‬ ‫سيضطرنا إلى العكدة إلى الرائد الكركي ‪ ،‬خصكصاً في كتابيو " جامع المقاصد " ك‬ ‫ّ‬

‫"الجعفرية"(‪ .)14‬فالحق أف تأثير ىذيف الكتابيف تاريخي ‪ ،‬بعدما حظيا بو مف يرة‬

‫كعناية ‪ ،‬امتدت حتى ما بعد كفاة مؤلفيما بزمف طكيل( ‪ . )15‬فضبلً عف أف ُكتُبو‬ ‫األخريات ‪ ،‬التي عالج فييا م كبلت كاجيت نيجو في ن ر الت ّيع ‪ .‬مثل " رسالة في‬ ‫السجكد عمى التربة الحسينية " ك "أاساـ األرضيف" في الخراج ‪ ،‬ك "نفحات البلىكت"‪.‬‬

‫ط لمناس طريقاً فسمككه ‪ ،‬كما فعل بنيجو ‪.‬‬ ‫صنق ‪ ،‬اد خ ّ‬ ‫كالحق أف الكركي بما ّ‬ ‫كخبلؿ ارنيف مف الزماف ‪ ،‬كاف النتاج الفقيي ىك البارز كاألفضل في النتاج الفكرؼ ل ػ‬

‫" إيراف" ‪ .‬كانزكػ النتاج األدبي ‪ ،‬مف حيث النكعية ‪ ،‬جانباً( ‪ . )16‬كلـ يجد ال عراء ‪،‬‬ ‫بعد أف تحكؿ عنيـ اإلىتماـ ‪ ،‬إالّ أف يرحمكا ب عرىـ إلى " اليند" ‪ ،‬حيث ازدىرت‬ ‫الثقافة كاألدب الفارسياف ‪ ،‬تحت ظل األباطرة الملكؿ(‪. )17‬‬


‫في ىذا النطاؽ ‪ ،‬ال ننسى التأثير غير العادؼ الذؼ تركتو بعض مؤلفات بياء‬

‫الديف العاممي ‪ .‬خصكصاً كتابو ال يير " جامع عباسي" ‪ .‬مما أ رنا إليو ب كل كاؼ‬ ‫في خكاتيـ دراستنا لو ابل اميل ‪.‬‬

‫إف أىـ ما أضافو العصر الصفكؼ إلى المكتبة ال يعية ‪ ،‬في حقل الدراسات‬

‫الفقيية كالعمكـ المييئة ليا ‪ ،‬ىك كتب الحديث الثبلثة المتداكلة اليكـ ‪ ،‬التي أتمت‬

‫سمسمة كتب الحديث ال يعية ‪ ،‬بعد أف جمعت مف أصكليا القديمة ‪ ،‬كما تـ بمؤلفييا‬ ‫الثبلثة سمسة الدمحميف الستة ‪ ،‬جامعي كمنسقي أحاديث اإلمامية ‪.‬‬ ‫ىذه الكتب ىي ‪:‬‬

‫الحر العاممي‬ ‫‪ -1‬كسائل ال يعة إلى تحصيل مسائل ال ريعة ‪ .‬لدمحم بف الحسف ّ‬ ‫(‪1104 -1033‬ق‪1692 -1623 /‬ـ) ‪ .‬أّلفو في مدة ثماني ع رة سنة ‪ ،‬بدأ تأليفو‬ ‫أتمو في ميجره " م يد " (‪.)18‬‬ ‫في كطنو " م لرة " ‪ ،‬ك ّ‬ ‫‪ -2‬الكافي ‪ .‬لدمحم محسف ‪ ،‬ال عير بالفيض الكا اني (‬

‫‪1090 -1010‬ق‪/‬‬

‫اسميا عمى خمسة‬ ‫‪1678 -1601‬ـ) جمع فيو نحك خمسيف ألق حديث ( ‪ّ ، )19‬‬ ‫كتاب برأسو ‪ ،‬مع مقدمة خاصة بكل كتاب منيا ‪ .‬تناكؿ فيو‬ ‫ع رة جزءاً ‪ّ​ّ ،‬‬ ‫كل منيا ٌ‬

‫مادة الكتب األربعة القديمة كأعاد تنسيقيا ( ‪ . )20‬كالحق أف عممو ىذا ىك اكفى كأدؽ‬

‫عمل في ىذا السبيل ‪.‬‬

‫‪ -3‬بحار األنكار ‪ .‬لدمحم باار المجمسي ‪ ،‬ال يير بالمجمسي الثاني ( ‪-1037‬‬

‫‪1111‬ق‪1699 -1627 /‬ـ) في خمسة كع ريف مجمداً ‪ .‬أتـ في حياتو سبعة ع ر‬

‫مجمداً ‪ ،‬كىي مف األكؿ حتى الخامس ع ر كالمجمديف الثامف ع ر كالثاني كالع ريف‪.‬‬ ‫كبعد كفاتو ااـ تمميذه عبد هللا بف عيسى الجيراني كاألصفياني ‪ ،‬ال يير بعبد هللا‬

‫أفندؼ ( ‪1130 -1066‬ق‪1717 -1655 /‬ـ) صاحب كتاب " رياض العمماء‬ ‫ككحياض الفضبلء " بتنقيح كتحرير مسكدات الكتاب التي خّمفيا أستاذه(‪. )21‬‬

‫جمع المجمسي في كتابو الضخـ كل ما نالت يده مف أحاديث اإلمامية دكف‬

‫تيذيب ‪ .‬كمف ىذه الجية ‪ ،‬فإف عممو فر ٌيد بيف ُكتُب الحديث الستّة ‪ .‬لذلؾ لـ يسمـ‬ ‫كتابو مف النقد ‪ ،‬خاصة حيف أدخل في مصادره أصبلً مف أصكؿ الحديث المفقكدة ‪،‬‬

‫ُّادعي اكت افو في زمانو كيعرؼ باسـ " الفقو الرضكؼ " ‪ّ ،‬كؾ كثيركف في صحة‬ ‫نسختو (‪ . )22‬عمى أف بحار األنكار ُيعتبر أكسع مصدر لمثقافة ال يعية ‪ .‬كن ُير إلى‬ ‫أف المجمسي لـ ينظـ الكتب األربعة القديمة في مجمكعو الضخـ ‪ ،‬مما ُي عر أنو أراد‬ ‫ّ‬ ‫صيانة تراث الحديث اإلمامي الضخـ ‪ ،‬بعدما انصرفت العناية إلى كتب الصحاح ‪.‬‬


‫تمؾ الكتب الثبلثة أكممت سمسمة كتب الحديث األربعة ذات القيمة التاريخية لفقو‬

‫كتطكره ‪ .‬كمف المفيد أف نكرد لمحة سريعة عند كل منيا ‪.‬‬ ‫اإلمامية‬ ‫ّ‬

‫‪ -1‬الكافي ‪ .‬لدمحم بف يعقكب الكميني (ت‪329 :‬ق‪941 /‬ـ) ‪ .‬كىك أكؿ محاكلة‬ ‫لجمع أحاديث اإلمامية مف األصكؿ كتصنيفيا حسب المكضكعات ‪ .‬ا تمل عمى ستة‬

‫ع ر ألفاً كمائة كتسعة كتسعيف حديثاً ( ‪ ، )23‬صنفو في ع ريف سنة ( ‪ )24‬كما انو‬ ‫الكحيد بيف الكتب السبعة مف حيث اىتمامو بأحاديث األصكؿ ‪ ،‬أؼ األحاديث التي‬

‫تعرض لمعقائد ‪ .‬في مقابل أحاديث الفركع ‪ ،‬أؼ تمؾ التي ييتـ بيا الفقيو ‪.‬‬

‫‪ -2‬كتاب مف ال يحضره الفقيو ‪ .‬لدمحم بف عمي بف بابكيو القمي (ت‪:‬‬

‫كيعتبر‬ ‫‪381‬ق‪991/‬ـ) ‪ ،‬جمع فيو خمسة آالؼ كتسعمائة كثبلثة كتسعيف حديثاً ‪ُ .‬‬ ‫صححيا‬ ‫أكؿ ُم َّ‬ ‫يسر لمفقو اإلمامي ‪ .‬فالحقيقة انو ليس مجمكعاً لؤلحاديث التي ُي ّ‬ ‫المؤلق ‪ ،‬أف األخريات‪ -‬عدا بحار األنكار‪ ، -‬بل لتمؾ التي يعمل كيفتي بيا ‪،‬‬ ‫بحيث يستلني بيا مف ال يحضره الفقيو (‪.)25‬‬

‫‪ -3‬تيذيب الحكاـ ‪ .‬ألبي جعفر ‪ ،‬دمحم بف الحسف الطكسي (‬

‫‪460-385‬ق‪/‬‬

‫‪1067 -995‬ـ) ‪ ،‬كىك رح لكتاب " المقنعة " ألستاذه ال يخ المفيد ‪ ،‬دمحم بف دمحم بف‬ ‫النعماف ( ‪ 366‬أك ‪413 -368‬ق‪ 1947 /‬ك ‪1022 -949‬ـ) ‪ ،‬جمع فيو أكثر‬

‫كعدتيا ثبلثة ع ر ألفاً كخمسمائة كتسعيف حديثاً (‪.)26‬‬ ‫األحاديث المتعمقة باألحكاـ ّ‬ ‫‪ -4‬االستبصار فيما اختمق مف األخيار ‪ .‬لمطكسي نفسو ‪ .‬كىك محاكلة لمجمع‬

‫بيف األحاديث المختمفة الداللة الستخبلص معنى م ترؾ منيا ‪ .‬جمع فيو خمسة‬ ‫ً‬ ‫آالؼ كخمسمائة كأحد ع ر حديثاً ( ‪ .)27‬كالحقيقة أنو بضع ٌة مف كتابو السابق ‪،‬‬ ‫كالذؼ اختمق ىك النيج ‪.‬‬

‫حد بعيد ‪ ،‬تجديداً في أسمكب‬ ‫إلى جانب تمؾ الكتب الثبلثة التي تُعتبر إلى ّ‬ ‫يفتر‪ .‬بل إنو خبلؿ‬ ‫عرض الحديث كتصنيفو ‪ ،‬نجد أف اإلىتماـ بالكتب األربعة لـ ّ‬

‫القرف الحادؼ ع ر اليجرؼ ‪ /‬السابع ع ر الميبلدؼ ‪ُ ،‬كضعت لبلستبصار ‪ ،‬مثبلً‬ ‫ثمانية ركح في " إيراف " ( ‪ ، )28‬كلـ يكف اد ُ رح مف ابل ‪ .‬كىذا يعكد بنا إلى‬ ‫االىتماـ الكبير الذؼ حظي بو التأليق الفكرؼ ‪.‬‬

‫ذلؾ ىك الخط المستقيـ ألكسع كأنجح حقل خاضو المؤلفكف في " إيراف " في‬

‫ىذا العصر ‪ .‬كتأثير المياجريف العاممييف فيو كاضح ‪ ،‬سكاء مف جية دفعو أك تلذيتو‪.‬‬ ‫متعرج عػنيق ‪ ،‬انعكست فيو سمات‬ ‫لكف ىذا الخط الكاسع اليادغ ‪ ،‬كاف ميداناً آلخر ّ‬ ‫نقص ُنضج ال خصية اإليرانية الجديدة ثقافياً ‪ .‬كحاجتيا إلى المزيد مف اإلنصيار ‪،‬‬


‫لمتلمب عمى الركاسب التي حممتيا مف تاريخيا الطكيل الحافل بالتلييرات الثقافية‬

‫كالسياسية السريعة كالعنيفة ‪ ،‬كما حممت مف تيارات ثقافية متخالفة ‪ ،‬استطاعت أف‬ ‫تتعايش كتتكازف ب ٍ‬ ‫كل ما لك لـ يكف في الميداف اكة كبرػ سياسياً كثقافياً ‪ .‬أما اآلف‬

‫تحكلت إلى تنااضات داخل التككيف الجديد ‪.‬‬ ‫فقد ّ‬

‫لعل خير مثاؿ عمى ىذه المبلحظة ‪ ،‬الصراع الذؼ ااـ بيف الفقياء ‪ ،‬سادة‬

‫كمؤسسكه التاريخيكف ‪،‬‬ ‫اطيكه‬ ‫التككيف الجديد ‪ ،‬ثقافياً عمى األال ‪ ،‬كبيف الصكفية أرستقر ّ‬ ‫ّ‬ ‫كانعكاسات ىذا الصراع عمى النتاج الفكرؼ ‪ .‬لكننا نكّف ػػر ىذا البحث لفصل مستقل ٍ‬ ‫تاؿ‬ ‫ُ‬ ‫‪ .‬خاصة كأننا لف نعدـ مثاالً عمى العنق الفكرؼ ‪ ،‬كىك كجو مف كجكه تمؾ الكضعية‬ ‫القمقة ‪ ،‬كتظاىر بتضخيـ بعض الخبلفات الفقيية ‪ ،‬لتصبح ميداناً عجيباً لمتأليق ‪.‬‬

‫إف دراسة ما ُكتب حكؿ كجكب صبلة الجمعة ك ركطو ‪ ،‬أك عدـ كجكبيا أك‬ ‫حتى منعيا – مثبلً ‪ -‬يقق بنا أماـ مممح لمعصر ‪ ،‬مف النادر اف نجد مثػَمو اىداً‬

‫عمى اختبلؼ المدارس كالتيارات ‪ ،‬مف إيرانية بكل خمفياتيا كعاممية كبحرينية ‪ .‬لكننا‬

‫ال نبتلي اآلف غير تقديـ صكرة لذلؾ العنق الفكرؼ ‪.‬‬

‫فقيي إلى‬ ‫يتحكؿ‬ ‫خبلؼ ّ​ّ‬ ‫ٌ‬ ‫إف المرء ُلي ُ‬ ‫صاب اليكـ بالذىكؿ ‪ ،‬كىك يرػ كيق ّ‬ ‫أساس لتصنيق الناس كالحكـ عمييـ ‪ .‬فبلف ‪ ،‬انو مف القائميف بكجكب صبلة الجمعة‪.‬‬

‫المصنفات تكضع ‪ ،‬كل‬ ‫اآلخر ‪ ،‬انو مف المانعيف ليا ‪ .‬ثـ ع رات بعد ع رات مف‬ ‫ّ‬ ‫منيا يستدعي ردكداً ‪ ،‬فردكداً عمى الردكد ‪ .‬كغالباً ما كاف يخرج النقاش المستعر عف‬

‫ػب‬ ‫أف ُل َّ‬ ‫السػ ُػر في ذلؾ إال ّ‬ ‫حدكد المناظرة ليتحكؿ إلى نكع مف التقاذؼ ( ‪ . )29‬كما ّ‬ ‫فقيياً ‪ ،‬كما ذكرنا فيما فات ‪.‬‬ ‫الخبلؼ ىك سػياسػي كليس ّ‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الذريعة ‪.92-191 /2 :‬‬ ‫(‪ )2‬ركضات الجنات ‪. 394 /‬‬ ‫(‪ )3‬ىي " ك ق اللمة في معرفة األئمة " الم ار إليو أعبله ‪ " ،‬مكارـ األخبلؽ " لمحسف الطبرسي ‪" ،‬‬ ‫ُعّدة الداعي " ألحمد بف فيد الحمي ‪ " ،‬االحتجاج " ألحمد بف عمي الطبرسي ‪ " ،‬االعتقاد" البف‬ ‫القمي ‪ ،‬تفسير القرآف المنسكب إلى اإلماـ العسكرؼ عميو السبلـ ‪ " ،‬رح أربعيف حديثاً "‬ ‫بابكيو ّ‬

‫لم ييد األكؿ ‪ " ،‬االعتقادات " لمصدكؽ ‪( .‬ركضات الجنات ‪ ، 394 /‬ريحانة األدب ‪. )135 /1 :‬‬

‫(‪ )4‬ريحانة األدب ‪. 136 / 1 /‬‬ ‫(‪ )5‬ركضات الجنات ‪. 394 /‬‬

‫(‪ )6‬تذكرة القبكر‪ 385 /‬ك ‪ ، 50 -449‬اصص العمماء ‪. 230/‬‬ ‫(‪ )7‬تذكرة القبكر‪ 385 /‬ك ‪. 50 – 449‬‬ ‫(‪ )8‬دان منداف آذربيجاف ‪. 32/‬‬ ‫(‪ )9‬لمتكسع ‪ :‬ك ق الحجب كاألستار عف أسماء الكتب كاألسفار ‪ 21 -111 :‬ففيو ثبت كاسع ‪.‬‬ ‫(‪ )10‬تذكرة القبكر‪. 436 /‬‬ ‫(‪ )11‬نفسو ‪. 385 /‬‬

‫(‪ )12‬ركضات الجنات‪. 185 /‬‬ ‫(‪ )13‬نفسو ‪. 186 /‬‬ ‫(‪ " )14‬جامع المقاصد " ىك رح عمى " اكاعد األحكاـ " لمعبلمة الحمي ‪ .‬أما " الجعفرية " فيك كتاب في‬ ‫الفقو كضعو الكركي ‪ ،‬عمى اسـ األمير جعفر الني ابكرؼ ‪،‬كزير ال اه إسماعيل األكؿ ‪ ،‬في ذركة‬ ‫حممة الن ر التعميـ ال يعي في إيراف ‪ ،‬كعنايتو ال خصية بتدريس كبار رجاؿ الدكلة ‪.‬‬ ‫(‪ ، )17(Browne : “A Literary History of Persia” vol . 4. P. 370 )16‬إيراف در زماف‬ ‫صفكيو ‪ ، 34-33 /‬تذكرة القبكر ‪ ،‬في مكاضيع كثيرة جداً‪ ،‬حيث ي ير إلى عراء كفنانيف رحمكا إلى "اليند‬

‫"‪.‬‬

‫الحر العاممي ‪ :‬كسائل ال يعة ‪. 374 /20 :‬‬ ‫(‪)18‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )19‬لؤلؤة البحريف ‪. 123 /‬‬ ‫(‪ )20‬الفيض الكا اني ‪ :‬الكافي ‪. 6 / 1 :‬‬

‫(‪ )21‬فيرست كتابخانة آستانة ادس رضكؼ ‪. 32 / 5 :‬‬

‫(‪ )22‬المجمسي ‪ :‬بحار األنكار ‪ . 42 / 1 :‬كاا أر في ركضات الجنات ‪ ، 92-191 /‬نمكذجاً عف الردكد‬ ‫اللاضبة التي أثارتيا محاكلة المجمسي ‪.‬‬

‫(‪ )23‬الفكائد الرجالية ‪ . 331 / 3 :‬كاا أر الحا ية أدنى ‪.‬‬ ‫(‪ )24‬النجا ي ‪ِّ :‬‬ ‫الرجاؿ ‪. 292 /‬‬ ‫(‪ )25‬كتاب مف ال يحضره الفقيو ‪. 3 / 1 :‬‬

‫(‪ )26‬النكرؼ ‪ :‬مستدرؾ الكسائل ‪. 756 / 3 :‬‬ ‫(‪ )27‬االستبصار ‪. 335 / 4 :‬‬


‫(‪ )28‬تراجع مقدمة االستبصار في الصفحات األكلى مف الجزء األكؿ ‪.‬‬ ‫(‪ )29‬أمثمة في ‪ :‬ركضات الجنات‪ . 362 ،60-359 ، 303 ، 294 ، 151 ، 125 ، 116 /‬تذكرة‬ ‫القبكر ‪ ، 456 /‬يداء الفضيمة ‪ ، 246 /‬األنكار النعمانية ‪ . 485 /‬كغيرىا كثير ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫‪ -4‬نفوذ الفقياء ‪:‬‬ ‫لعل مف أىـ النتائج التي ترتّبت عمى نيضة الت ّيع في " إيراف " ‪ ،‬اياـ سمطة‬ ‫ٍ‬ ‫ككممثّ ٍػل لممدرسة‬ ‫المجتيديف ‪ .‬كىي ظاىرة تعكد إلى الكركي ‪ ،‬كرائد ليذا النفكذ ‪ُ ،‬‬ ‫العاممية في الفقو – مف جية ‪ ،‬كما يعكد لمت يع اإلمامي نفسو ‪ ،‬كفكرتو عف الفقيو‬ ‫ككظيفتو ‪ ،‬مف جية أخرػ ‪.‬‬

‫إف إيضاح النقطة الثانية يستدعي التمييد بما يمي ‪:‬‬ ‫لكي نفيـ االجتياد عند ال يعة اإلمامية ‪ ،‬عمينا اعتبار الحقائق التالية ‪:‬‬ ‫إف الفقو اإلمامي ليس مجمكع الفتاكػ كاألحكاـ المنسكبة إلى فقيو بعينو ‪ .‬الفقو‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫الحنبمي كال افعي كالحنفي كالمالكي ‪ ،‬ىك مجمكع الفتاكػ كاألحكاـ المنسكبة إلى ّ‬ ‫ظركؼ‬ ‫مف ىؤالء األئمة ‪ ،‬في المكضكعات التي عنكا باستنباو أحكاميا ‪ .‬كاامت‬ ‫ٌ‬ ‫المؤسسكف ‪.‬‬ ‫يخية ّأدت إلى كضع ىذه المدارس في إطار ما حّققو األئمة‬ ‫تار ّ‬ ‫ّ‬

‫أما دارس الفقو اإلمامي ‪ ،‬بمختمق مدارسو كاتجاىاتو ‪ ،‬فإنو يكاجو حقيقة‬ ‫مختمفة تماماً ‪ :‬لقد تكالى فقياء اإلمامية عمى عممية ٍ‬ ‫بحث دائبة ‪ ،‬تنطكؼ عمى المعنى‬ ‫فظل الفق ُػو بيف أيدييـ مادة متطكرة ‪ ،‬استعصت عمى كل‬ ‫األصمي لكممة اجتياد( ‪ّ ، )1‬‬ ‫المستلرب أبداً ‪ ،‬أف تجد الفقياء القدماء‬ ‫عكامل التثبيت(‪ .)2‬ليس مف النادر ‪ ،‬كال مف ُ‬ ‫يجمعكف عمى فتكػ ‪ ،‬ثػـ يفتي المتأخركف عمى خبلفيـ ‪ ،‬استناداً إلى في ٍـ ٍ‬ ‫جديد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لمصادر ال ريعة ‪ ،‬فرض نفسو مف خبلؿ البحث ‪ .‬كما أف تعديل الفقيو فتكاه ظل‬ ‫ُينظر إليو كعبلمة حيكية مرغكبة تمقى التقدير ‪.‬‬

‫خصي ‪ ،‬يتأثّ ػ ُػر ب خص الفقيو‬ ‫فقو‬ ‫ّ​ّ‬ ‫ىكذا يمكف القكؿ ‪ ،‬إف الفقو اإلمامي ىك ٌ‬ ‫كبيئتو كثقافتو ( ‪ ، )3‬ادر تأثره بالمدرسة الفقيية كبلً ‪ُ .‬يضاؼ إلى ذلؾ أف الفقو‬

‫الجعفر ّؼ نظر دائماً إلى االجتياد ‪ ،‬مع بقية ػػركو الحكـ كالفتكػ ‪ ،‬ليس فقط بكصفو‬ ‫لكظيفة ػ ػػرع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ػية ‪ ،‬أاّميا القضاء‬ ‫مصد اًر لمعرفة األحكاـ ال رعػية ‪ ،‬إنما أيضاً مناطاً‬ ‫ػض الخصكمات ‪ ،‬حتى تصل إلى أف يككف لمفقيو " كل ما كاف لمنبي أك اإلماـ فيو‬ ‫كف ػ ُّ‬ ‫كالية " (‪.)4‬‬ ‫المؤدؼ إلى مبدأ "كالية‬ ‫اصدت بيذا التمييد أف أضع القارغ في الجك الفكرؼ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الفقيو" ‪ .‬ذلؾ المبدأ الذؼ أصبح جزءاً ىاماً كأسياسياً في الخمفية العقيدية لمحكـ‬


‫الصفكؼ ‪ ،‬بحيث كمف الحاكـ الصفكؼ نائباً عف الفقيو ‪ ،‬كىذا بدكره نائباً عاماً عف‬

‫اإلماـ ‪ .‬بكصفو ‪ ،‬أؼ الفقيو ‪ ،‬حاكماً رعياً ‪.‬‬

‫انبعاث نفكذ الفقياء‬ ‫مف الطبيعي أف يستتبع ىذا التركيب لمجرػ السمطة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تأسس منذ عيد الكركي ‪ .‬كلف نعكد إليو بأكثر مف‬ ‫ب كل اكؼ ‪ .‬كىك أمر رأينا كيق ّ‬

‫ىذه اإل ارة ‪.‬‬

‫كالحق إف ىذاالكجو السياسي لكالية الفقيو ظل نظرياً ‪ ،‬فما عرفنا ممكاً صفكياً‬

‫ااـ عمى العرش‪،‬ألف أكبر مجتيدؼ زمانو ػ ػ ػ مثبلً ػ ػ ػ اػد منحو تمؾ الككالة ‪ .‬إال ما كاف‬ ‫مف أمر دمحم باار بف دمحم الحسيني ‪ ،‬ال يير بالداماد (ت‪:‬‬

‫‪1040‬ق‪1630/‬ـ) سبط‬

‫عمي بف عبد العالي الكركي ‪ ،‬ك يخ اإلسبلـ ‪ ،‬حيف خطب باسـ ال اه صفي‬

‫(‪1052 -1038‬ق‪1642 -1629 /‬ـ) ككاف ذلؾ بمثابة إعبلنو سمطاناً عمى‬ ‫ٍ‬ ‫أف‬ ‫ؾ في ّ‬ ‫الببلد(‪ .)5‬كلكف حتى ىذه الحادثة الفريدة ال تصمح اىداً ‪ .‬فما مف ّ‬ ‫يتـ بتمؾ البساطة ‪.‬‬ ‫األمر لـ ّ‬ ‫إذا تجاكزنا ىذه الناحية النظرية ‪ ،‬نجد أنو ‪ ،‬عممياً ‪ ،‬اػ ػػد تراكح نفكذ الفقياء ‪ ،‬أك‬

‫أبرزىـ بنسبة ضعق الحاكـ أك اكتو ‪ ،‬كأف الصفكييف اد كضعكا نظاماً لممناصب‬

‫الدينية ‪ .‬كسنتحدث في كبل الجانبيف ‪ ،‬بادئيف بالثاني منيما ‪.‬‬ ‫المناصب الدينية ‪:‬‬

‫كدعي أيضاً (مبلّ با ي) أؼ رئيس العمماء ‪ .‬ككانت لو‬ ‫‪( -1‬شيخ اإلسالم) ‪ُ ،‬‬ ‫بالفعل تمؾ الرياسة ‪ .‬ككاف مجمسو الرسمي بجانب مجمس ال اه نفسو( ‪ .)6‬كالظاىر‬

‫محددة تحديداً ااطعاً ‪ ،‬بل تناكؿ " التحقيق كالتتبع في‬ ‫أف كظيفة يخ اإلسبلـ لـ تكف ّ‬ ‫المسائل ال رعية ‪ ،‬كانصاؼ المظمكميف ‪ ،‬كالقياـ بال فاعة "( ‪ ، )7‬فضبلً عف استدعاء‬ ‫يتدخ ُػل في اضايا أخرػ (‬ ‫الكظائق لطبلب العمـ كالفقراء ‪ .‬كما ّ‬ ‫ُيعتبر ااضياً أعمى( ‪ . )9‬كالظاىر أنو كاف لكل مقاطعة ىامة يخاً لئلسبلـ خاصاً‬

‫‪ . )8‬ككذلؾ كاف‬

‫ظل يتمتع بمنزلة كنفكذ‬ ‫بيا(‪ ،)10‬بيد أف يخ اإلسبلـ في العاصمة " أصفياف" ّ‬ ‫خاصيف ‪.‬‬

‫خبلؿ ما ينكؼ عمى القرف ‪ ،‬كاف ىذا المنصب كافاً عمى المياجريف العاممييف‬

‫عمي بف عبد العالي الكركي (ت‪940 :‬ق‪1533 /‬ـ) ثـ عمي بف ىبلؿ الكركي (ت‪:‬‬ ‫‪933‬ق‪1585 /‬ـ) ‪ ،‬ثـ دمحم بف الحسيف بف عبد الصمد بياء الديف العاممي (ت‪:‬‬


‫‪1030‬ق‪1620 /‬ـ) ‪ .‬كبعد كفاتو صار ىذا المنصب ألكؿ مرة إلى فقيو إيراني ‪ ،‬ىك‬

‫دمحم باار بف دمحم الحسيني ال يير بالمير الداماد ‪ ،‬الذؼ سبقت اإل ارة إليو ابل اميل ‪.‬‬ ‫كظل المنصب في الفقياء اإليرانييف حتى صار إلى المير از عمي رضا بف حبيب هللا‬

‫الكركي (ت‪1091 :‬ق‪1680 /‬ـ) (‪ ،)11‬كتبله المير از دمحم معصكـ بف دمحم بف ميدؼ‬ ‫الكركي (ت‪1095 :‬ق‪1684 /‬ـ)(‪. )12‬‬ ‫ن ير بمناسبة ذكر ىؤالء الكركييف ‪ ،‬إلى أف أبناء ىذه البمدة ظّمكا يتمتعكف في‬

‫ميجرىـ بنفكذ كمنزلة خاصيف ‪ .‬حتى اف الخكانسارؼ ال ُيخفي ككاه مف اف اتساع‬ ‫نفكذىـ ‪ ،‬كالمناصب الكبيرة التي لمكىا ‪ ،‬اد جعمتيـ مف " أمراء الدنيا " (‪. )13‬‬

‫ىذا ‪ ،‬كمف يكخ اإلسبلـ العاممييف ‪ ،‬ال يخ حسيف بف عبد الصمد الجباعي ‪،‬‬ ‫يخ اإلسبلـ في " ازكيف " ثـ " م يد " ثـ " ىراة " ‪ ،‬كاد تحدثنا عنو بإسياب ٍ‬ ‫كاؼ‬ ‫فيما سمق ‪ ،‬كالسيد حسيف بف دمحم بف أبي الحسف ‪ ،‬يخ اإلسبلـ في " م يد "‬

‫الحر الم لرؼ ‪ ،‬في " م يد " أيضاً (‬ ‫(‪ .)14‬كدمحم بف الحسف ّ‬ ‫الجكاد بف عمي الجامعي (ت‪1050 :‬ق‪1640 /‬ـ) يخ اإلسبلـ في " تستر"(‪. )16‬‬ ‫‪ ، )15‬كال يخ دمحم‬

‫الصدر ‪ ،‬ككاف لقبو الرسمي "اعتماد الدكلة " ‪ .‬كىك ممثّػل ال رع في ديكاف‬ ‫‪ّ -2‬‬

‫ال اه ‪ .‬كظيفتو مراابة حسف تطبيق الدكلة اكانيف ال رع ‪ ،‬كضبط األكااؼ (‬

‫‪. )17‬‬

‫كما كاف ُي رؼ عمى كل صلار مكظفي ال ؤكف الدينية ‪ ،‬كمبا رؼ األكااؼ ‪ ،‬كأئمة‬ ‫المدرسيف ‪ ...‬إلخ ‪ .‬كأيضاً كاف يختص بالنظر في بعض الدعاكػ( ‪، )18‬‬ ‫الجكامع ‪ ،‬ك ّ‬ ‫الصدكر العاممييف ‪ :‬المير از حبيب هللا بف‬ ‫ككاف مجمسو إلى يسار ال اه( ‪ )19‬كمف ُ‬ ‫حسيف الكركي (‪ ، )20‬ككلده المير از ميدؼ (‪.)21‬‬

‫‪ -3‬القاضي ‪ ،‬المقاـ الديني الثالث ‪ .‬عممو يتعمق بفصل الدعاكػ المعركضة‬

‫عيف بمرسكـ يصدر‬ ‫عميو ‪ ،‬كفقاً لممذىب الجعفرؼ( ‪ ، )22‬ككاف ااضي " أصفياف " ُي ّ‬ ‫عف ال اه نفسو (‪.)23‬‬ ‫نفوذىم المباشر ‪:‬‬

‫ٍ‬ ‫كمظير مف مظاىر نفكذىـ ‪.‬‬ ‫ذلؾ كمو يعكد إلى المناصب التي كانت لمفقياء ‪،‬‬

‫كلكف كاف ليـ إلى جانب ذلؾ ‪ ،‬أك ُاّدامو ‪ ،‬نفكذ في الناس كبير ‪ .‬عرضنا إلى أساسو‬ ‫في الفقو الجعفرؼ ‪ ،‬كمفيكـ االجتياد ‪ ،‬ككظيفة المجتيد ‪ ،‬كالى السياسة الصفكية‬

‫ذكر بطيماسب األكؿ كفرمانو بحق الكركي ‪ ،‬كأمره‬ ‫كيق ك ّ‬ ‫كن ّ‬ ‫ظ ْ‬ ‫فت ىذه األفكار ‪ُ .‬‬


‫اضح أف‬ ‫لكالي " خراساف " بأف ينفذ أحكاـ ال يخ حسيف بف عبد الصمد كفتاكاه ‪ .‬كك ٌ‬ ‫الدكر الذؼ ااـ بو الفقياء داخل ال عب ‪ ،‬كالكالية التي رأكىا ألنفسيـ ‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫سياسة الدكلة ‪ ،‬كل ذلؾ جعل منيـ القكة الحقيقية ‪ ،‬كربما األبعد تأثي اًر ‪.‬‬ ‫مما يساعدنا عمى تككيف صكرة عف ىذا النفكذ ‪ ،‬إف ال يخ أحمد بف دمحم‬ ‫ّ‬ ‫األردبيمي (ت‪993 :‬ق‪1585 /‬ـ) ال يير بالمقدس األردبيمي ‪ِ ،‬لما ُعرؼ بو مف كرع‬ ‫كتقكػ (‪ ، )24‬كتب إلى ال اه طيماسب األكؿ رسالة ‪ ،‬فأمر ال اه بحفع الرسالة كي‬

‫تكضع في كنفو ‪ ،‬ألف ال يخ خاطبو فييا بػ ػ " أييا األخ " ( ‪ . )25‬كفي مناسبة أخرػ‬

‫كادـ الرسالة بقكلو ‪ " :‬باني ممؾ عارية " ‪ ،‬أؼ باني‬ ‫كتب إلى ال اه عباس الكبير ‪ّ ،‬‬ ‫الممؾ المستعار ‪ ،‬أك " الذؼ ال يدكـ " ‪ ،‬كفي الجكاب كّاع ال اه " كمب مقاـ عمي "‬

‫(‪ . )26‬كاف المبلّ عبد هللا التكني الب ركؼ (ت‪:‬‬

‫‪1071‬ق‪1660 /‬ـ) أانع ال اه‬

‫اكب عمى حصاف ‪،‬‬ ‫عباس بأف يسير أمامو ‪ ،‬عمى ادميو ‪ ،‬كىك – أؼ التكني – ر ٌ‬ ‫عبر " ميداف اه " ‪ ،‬أكبر مياديف " أصفياف " العاصمة ‪ .‬كذلؾ ليعرؼ الجميع مقاـ‬

‫كيقاؿ أنو بمغ مف نفكذ المير الداماد في‬ ‫فيقبمكا عمى دراسة ال ريعة ( ‪ُ . )27‬‬ ‫العمماء ‪ُ ،‬‬ ‫الناس ‪ ،‬كااباليـ عميو ‪ ،‬إف ال اه عباس كاف يخ ى خركجو عميو (‪. )28‬‬ ‫إف أكبر ممثميف لنفكذ الفقياء ‪ ،‬عدا مف عرفناىـ ‪ ،‬ىما ‪ :‬السيد حسيف‬

‫الخكانسارؼ (‪1099 -1016‬ق‪1687 -1607 /‬ـ) المعاصر لم اه سميماف األكؿ ‪،‬‬ ‫الذؼ ايل أنو جمس فعبلً عمى العرش ‪ ،‬بطمب مف ال اه نفسو (‬

‫‪ ، )29‬كال يخ دمحم‬

‫باار المجمسي ( ‪1111 -1037‬ق‪1699 -1627 /‬ـ) الذؼ ‪ ،‬كاف لـ يجمس فعبلً‬ ‫عمى العرش ‪ ،‬لكنو ب خصيتو القكية القادرة ‪ ،‬استطاع أف يقبض عمى األمكر كسط‬

‫ييددكف‬ ‫الظركؼ الحالكة التي كانت ُّ‬ ‫تمر بيا الببلد في زمانو ‪ ،‬حيث كاف األفلانيكف ّ‬ ‫باجتياحيا‪ ،‬مستلميف ضعق ال اه حسيف األكؿ ‪ .‬كفعبلً حفع الببلد طيمة حياتو ‪ ،‬كلـ‬ ‫ينجح األفلانيكف في اجتياح إيراف إال بعد كفاتو (‪. )30‬‬

‫ضرب ‪ ،‬نظرياً عمى األال ‪ ،‬مف بيت أبيو ‪ ،‬أعني مف‬ ‫ذلؾ النفكذ الكاسع ‪ُ ،‬‬ ‫الفقياء أنفسيـ ‪ .‬كىذا مدخمنا لدراسة الحركة االخبارية ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش‪:‬‬ ‫(‪ )1‬يقكلكف أف ( اإلجتياد ) جاء مف فعل اجتيد بمعنى بذؿ الكسع كالجيد ‪ .‬كعمل الفقيو ىك ‪ ،‬استفراغ‬ ‫الكسع في تحصيل الظف بالحكـ ال رعي ‪ .‬بحث مسيب في ‪ :‬األصكؿ العامة لمفقو المقارف لمسيد‬

‫دمحم تقي الحكيـ ‪ 561 /‬كما بعدىا ‪.‬‬

‫تطكر الفقو‬ ‫(‪ )2‬كاف مف تأثير ال يخ الطكسي ‪ ،‬دمحم بف الحسف ‪ ،‬كىك أحد أعظـ الفقياء كأبعدىـ أث اًر في ّ‬ ‫التييب يتحكؿ إلى عامل تثبيت ‪ ،‬بحيث‬ ‫الجعفرؼ ‪ ،‬أف أخذ فقياء عصره ييابكف خبلفو ‪ ،‬ككاد ىذا ّ‬ ‫يصبح الفقو الجعفرؼ فقو الطكسي ‪ .‬لكف ااـ سبطو ابف إدريػ ػ ػ ػػس ‪ ،‬دمحم بف إدري ػ ػػس العجمي (‬

‫جده ‪ ،‬كبفضمو اجتاز الفقو الجعفرؼ ىذه‬ ‫‪598 -543‬ق‪1201 -1148 /‬ـ ) بنقد امل لنيج ّ‬ ‫األزمة ( راجع ‪ :‬السرائر البف إدريس ‪ ،‬كخصكصاً المقدمة ‪ .‬كاا أر عبارة ذات داللة خاصة في‬ ‫الصفحة السادسة ‪ ،‬ثـ في خاتمة الكتاب) ‪.‬‬

‫جدت‬ ‫(‪ )3‬ىذه المبلحظة تطرح سؤاالً ىاماً ‪ :‬كيق استجاب الفقو الجعفرؼ لمتطكرات التاريخية ‪ ،‬التي ّ‬

‫عميو بقياـ الدكلة الصفكية ‪ ،‬خاصة بعد أف أصبحت إيراف المركز األىـ لتدارسو كبحثو ؟ كىل ّأدػ‬

‫ذلؾ إلى منعطفات جديدة في تاريخو الحافل بالتطكرات ؟ يمكح لي أف التطكرات كبيرة جداً ‪ .‬لكف‬ ‫اإلجابة ال تككف إالّ جزءاً مف دراسة عامة ‪.‬‬

‫التكسع بحث فقيي في كالية‬ ‫(‪ )4‬ابف أبي ذر ‪ :‬عكائد األياـ ‪ ،‬العائدة الرابعة كالخمسكف ‪ .‬كىي لمف يريد ّ‬ ‫الفقيو ‪ .‬كاألحاديث المتّصمة بالباب في ‪ :‬كسائل ال يعة ج ‪( 16‬كتاب القضاء) الباب الحادؼ ع ر‬ ‫مف أبكاب صفات القاضي ‪.‬‬

‫(‪ )5‬ركضة الصفاؼ ناصرؼ ‪. 439 /‬‬ ‫عباس أكؿ ‪. 359 /‬‬ ‫(‪ )6‬فمسفي ‪ :‬زندگاني اه ّ‬ ‫(‪ )7‬إيراف درزماف صفكية ‪ . 403 /‬كراجع عالـ آراؼ عباسي ‪.154 /1 :‬‬ ‫(‪ )8‬زندگاني اه عباس أكؿ ‪. 395 /‬‬

‫(‪ )9‬أمل اآلمل ‪ ، 79 /1 :‬ركضات الجنات ‪. 619/‬‬ ‫(‪ )10‬أمل اآلمل ‪. 180 ،175 ،120 ،79 ، 75 ، 70/1 :‬‬ ‫(‪ )11‬نفسو ‪. 120 /1 :‬‬ ‫(‪ )12‬أيضاً ‪. 180 /1 :‬‬

‫(‪ )13‬ركضات الجنات ‪. 187 /‬‬ ‫(‪ )14‬أمل اآلمل ‪. 79 /1 :‬‬

‫(‪ )15‬ركضات الجنات ‪. 619 /‬‬ ‫(‪ )16‬الذريعة ‪. 56 /4 :‬‬ ‫(‪ )17‬إيراف درزماف صفكية ‪ ، 404 -403 /‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 144 /1 :‬‬ ‫(‪ )18‬زندگاني اه عباس أكؿ ‪. 395 /‬‬ ‫(‪ )19‬إيراف درزماف صفكية ‪. 404 /‬‬


‫(‪ )20‬أمل اآلمل ‪ ، 56 /1 :‬كذيل عالـ آراؼ عباسي ‪. 92-91 :‬‬ ‫(‪ )21‬أمل اآلمل ‪. 183 /1 :‬‬ ‫(‪ )22‬إيراف درزماف صفكية ‪. 403 /‬‬

‫(‪ )23‬زندگاني اه عباس أكؿ ‪. 395 /‬‬ ‫(‪ )24‬كاألردبيمي صكرة نقية لمفقيو ‪ .‬يحكى انو كاف في عاـ دة كغبلء يقاسـ الفقراء ما عنده ‪ ،‬فبل يصيبو‬ ‫إال نصيب كاحد منيـ ‪ .‬كظل ‪ ،‬عمى الرغـ مف مكانتو الكبيرة ‪ ،‬ممتزماً بمظير متكاضع جداً ‪ ،‬رافضاً‬

‫تكسػ ػ ػػبلت ال ػ ػػاه عػباس اف ينتقل إلى إيراف ‪ ،‬مؤث اًر البقاء في النجق ‪ ،‬متف ػ ّػرغاً لمعبادة كالبحث‬ ‫كالتدريس ‪ .‬راجع ‪ :‬أمل اآلمل ‪ ،23/2 :‬لؤلؤة البحريف ‪ ، 50 -148 /‬ركضات الجنات ‪-22 /‬‬ ‫‪ ،44‬أعياف ال يعة ‪. 98 -192 /9 :‬‬

‫(‪ )25‬الجزائرؼ ‪ :‬زىر الربيع ‪. 64 /‬‬ ‫(‪ )26‬نفسو ‪. 65 /‬‬

‫(‪ )27‬اصص العمماء ‪. 270 /‬‬ ‫(‪ )28‬بحار األنكار ‪. 126 / 25 :‬‬ ‫(‪ )29‬ىدايت ‪ :‬تذكرة رياض العارفيف ‪. 308 /‬‬ ‫(‪ )30‬إيراف درزماف صفكية ‪ ،403 /‬دكرة تاريخ إيراف ‪. 702 /‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫المعارضة لممهتيدين‪:‬‬ ‫‪ -5‬الحركة األخبارية ُ‬ ‫كانت الحركة األخبارية ‪ ،‬فيما تزعػـ ‪ ،‬حركة تصحيح كتأصيل ‪ .‬تطّمعت لمعكدة‬

‫جدت عميو ‪ ،‬حامم ًة معيا‬ ‫كتجاكز‬ ‫إلى الينابيع األكلى لمفقو الجعفرؼ ‪،‬‬ ‫التطكرات التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تأثيرات فمسفػية ككبلمية تى ‪ .‬كما مف ؾ في أف زّج الفقو كالفقياء في معترؾ‬ ‫السياسة الصفكية ‪ ،‬اد أعطى ىذه الحركة النبضة األكلى ‪ .‬كسنرػ أف دراسة ىذه‬

‫الحركة ‪ ،‬ينفذ بنا إلى إطار لمفقو ‪ ،‬كنيج في تناكؿ مصادره ‪ ،‬كبالتالي إلى كظيفة‬

‫تحدثنا فيو حتى اآلف ‪ ،‬مف إطار كنيج ككظيفة ‪.‬‬ ‫الفقيو ‪ ،‬يختمق تماماً عف كل ما ّ‬ ‫كاألخبارؼ أك الحركة األخبارية ‪ ،‬منسكب إلى األخبار ‪ ،‬مفردىا خبر ‪ .‬كالخبر‬

‫ىك في اصطبلح أىل الحديث تعبير آخر عف الحديث نفسو ‪ .‬فإذا امت (خبر) بينيـ‪،‬‬

‫فكأنؾ امت (حديث) دكف فرؽ ‪ .‬كلكال خكؼ االلتباس لصح أف ُيقاؿ في كاحدىـ‬ ‫حدث) بدالً عف (إخبارؼ)‪.‬‬ ‫( ُم ّ‬

‫ككاضح أف النسبة إلى (الخبر) بمعنى (الحديث) تعني أف ىذا المنسكب ىك‬

‫صاحب مكاق ‪ ،‬يتصل بالحديث ال ريق عمى كجو ال يعدكه إلى غيره ‪ .‬كىذا اللير‬ ‫ىك عمـ األصكؿ ‪ ،‬كغاية صاحبو منو ‪ ،‬أعني االجتياد في األحكاـ ‪.‬‬ ‫ابتداء مف فقو‬ ‫كلقد نظر اإلخباريكف إلى التطكر الذؼ حققو الفقو الجعفرؼ ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫محدثيف إلى فقو مجتيديف ‪ ،‬كانحراؼ عف الخط األصيل كالسميـ ‪ ،‬كالى العكدة إلى‬ ‫ّ‬

‫الحديث ال ريق كخطكة تصحيحية ال ّبد منيا ‪ .‬كذلؾ مكاق ال ّبد مف أجل فيمو مف‬ ‫مركر بتاريخ الفقو الجعفرؼ كتطكره ‪.‬‬ ‫حدثيف ‪ .‬حتى أف دمحماً بف عمي بف بابكيو‬ ‫كالحق إف الفقو الجعفرؼ بدأ فقو ُم ّ‬ ‫القمي (ت‪381 :‬ق‪991 /‬ـ) عندما أراد أف يضع كتاباً في الفقو ‪ ،‬يرجع إليو مف ال‬ ‫ّ‬ ‫يجد فقيياً يستفتيو( ‪ )1‬خرج العمل مف يده مجمكعاً منتخباً في الحديث ‪ .‬عمى انو ال‬ ‫مناص مف اعتبار ابف بابكيو استم ار اًر لمرحمة ‪ ،‬كانت االتجاىات الجديدة اد بدأت‬ ‫تتجاكزىا ‪.‬‬

‫ىذه االتجاىات الجديدة تعزػ إلى فقيييف عا ا في القرف الرابع اليجرؼ ‪/‬‬

‫العماني ‪ ،‬المعاصر‬ ‫العا ر الميبلدؼ ‪ ،‬ىما الحسف بف عمي ‪ ،‬المعركؼ بابف عقيل ّ‬ ‫لجعفر بف دمحم بف اكلكيو (ت‪368 :‬ق) الذؼ ُينسب إليو " إبداع أساس النظر في‬

‫األدلة ‪ ،‬كطريق الجمع بيف مدارؾ األحكاـ باالجتياد "( ‪ ، )2‬كيكصق بالمؤسس في‬


‫كتاب‬ ‫الفقو ( ‪ . )3‬كدمحم بف الجنيد البلدادؼ (ت‪381 :‬ق‪991 /‬ـ) الذؼ ُينسب إليو ٌ‬ ‫امل في الفقو أيضاً ‪ ،‬اسمو " تيذيب ال يعة ألحكاـ ال ريعة " نحك ع ريف مجمداً ‪،‬‬ ‫ٌ‬

‫صح‬ ‫ي تمل عمى جميع كتب الفقو ( ‪ ، )4‬كانو كاف يقكؿ بالقياس ( ‪ . )5‬كىذا أمر إف ّ‬ ‫دؿ عمى عمى تأثيرات غير أصيمة في نيجو ‪ .‬ثـ إف النيج الجديد فرض نفسو بقكة‬ ‫ّ‬

‫عمى الفقياء التاليف ‪ ،‬كالسيد المرتضى ‪ ،‬عمي بف الحسيف المكسكؼ (‪436 -355‬ق‪/‬‬

‫‪1044 -965‬ـ) ‪ ،‬كال يخ المفيد دمحم بف النعماف (‬

‫‪413 -336‬ق‪-947 /‬‬

‫المطير (‬ ‫‪1022‬ـ)(‪ ، )6‬كالعبلمة الحمي ‪ ،‬الحسف بف يكسق بف‬ ‫َّ‬

‫‪726-638‬ق‪/‬‬

‫صنق الحديث عند اإلمامية‬ ‫‪1325 -1250‬ـ) ( ‪ ، )7‬الذؼ ُينسب إليو أنو أكؿ مف ّ‬ ‫إلى أاسامو األربعة المعركفة ( ‪ . )8‬كىك التصنيق الذؼ أخذ بو النيج الرسمي لمفقياء‬ ‫ال يعة مف بعده ‪ .‬كمف جية أخرػ ‪ ،‬فقد كانت ن أة عمـ أصكؿ الفقو ‪ ،‬كالعناية‬

‫سجمو ىذا التيار في االبتعاد عف فقو‬ ‫الكبرػ التي حظي بيا لدػ الفقياء ‪ ،‬آخر مدػ ّ‬ ‫مصباً لتأثيرات فمسفية ككبلمية‬ ‫المحدثيف ‪ ،‬مف حيث أصبح ‪ ،‬أؼ عمـ أصكؿ الفقو ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تّى (‪. )9‬‬

‫عمى أنو ال ّبد مف اإل ارة إلى أف التطكرات الحادثة ‪ ،‬كاف تكف اد تمكنت‬ ‫تيب في كجييا مف‬ ‫كاستقرت فيما يبدك ‪ ،‬إال أف األمر لـ يكف يخمك مف انتفاضات ّ‬

‫كات آلخر ‪ .‬فال يخ المفيد ‪ ،‬مثبلً ‪ ،‬كضع كتاباً في " الرد عمى ابف الجنيد في اجتياد‬

‫الرأؼ "( ‪ ، )10‬كال يخ زيف الديف بف دمحم العاممي (‬

‫‪1064 -1009‬ق ‪-1600 /‬‬

‫‪1653‬ـ) ظل طكؿ عمره ُمضرباً عف التأليق ‪ ،‬خ ية أف يقع فيما كاع فيو الفقياء‬ ‫المتأثّركف بمناىج غير أصيمة عند اإلمامية (‪. )11‬‬

‫حكؿ ىذه اإلنتفاضات الصليرة إلى ثكرة حقيقية عمى المجتيديف‬ ‫بيد أف الذؼ ّ‬ ‫المحدث دمحم أمير االسترابادؼ (ت‪1033 :‬ق‪1623 /‬ـ) الذؼ ُكصق‬ ‫كنيجيـ ‪ ،‬ىك‬ ‫ّ‬

‫بأنو " أكؿ مف فتح باب الطعف عمى المجتيديف "(‬

‫االخبارييف "(‪. )13‬‬

‫جدد لمذىب‬ ‫الم ّ‬ ‫‪ ،)12‬كب ػ ػ " ُ‬

‫أخي اًر نضجت الحركة االخبارية ب كل مجمكعة مكااق نمخصيا فيما يمي ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬ال يجكز طمب األحكاـ ال رعية بالظف ‪ .‬كاالجتياد بالرأؼ ‪ ،‬ميما بذؿ‬ ‫كسع ‪ ،‬ظف ‪.‬‬ ‫المجتيد مف ْ‬


‫الثاني ‪ :‬إف األحاديث التي كصمت إلينا عف األئمة كّميا صحيحة ‪ ،‬مف حيث‬

‫ابتداء مف تسجيميا‬ ‫مرت بعمميات ضبط كتقنية ‪،‬‬ ‫صدكرىا عنيـ ‪ .‬كذلؾ بعد اف ّ‬ ‫ً‬ ‫كعرضيا عمى األئمة عمييـ السبلـ ‪ ،‬حتى عصر الدمحميف الثبلثة ‪ ،‬مؤّلفي كتب‬

‫الحديث األريعة اإلمامية ال ييرة ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬إف تصنيق األحاديث إلى صحيح كمكثّق كحسف كضعيق ‪ ،‬فضبلً‬ ‫عف انو طارغ عمى الحديث اإلمامي ‪ ،‬فإنو ال مكرد لو إال خبر الكاحد العارؼ عف‬ ‫القرائف ‪ .‬كما في كتب الحديث األربعة كمو صحيح محفكؼ بالقرائف الداّلة عمى‬ ‫صحتو ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬ال تجب طاعة المجتيد ‪ .‬كالناس كمـ مقّمدكف لؤلئمة عمييـ السبلـ ‪،‬‬

‫بمف فييـ الفقياء ( ‪ .)14‬ككظيفة الفقيو إنما ىي استنباو األحكاـ النظرّية مف الكتاب‬ ‫كمية ‪ ،‬مثل ( كل يء لؾ فيو حبلؿ كحراـ ‪ ،‬فيك لؾ حبلؿ حتى‬ ‫كالسنة ب كل اكاعد ّ‬

‫تعرؼ الحراـ منو بعينو )‪ .‬كمف الكاضح أف ىذا ينطكؼ عمى نظرة لكظيفة الفقيو تُلاير‬ ‫كتجرده مف كل خصيصة ‪ ،‬خاصة تمؾ التي ُبنيت عمييا‬ ‫كل ما عرفناه حتى اآلف ‪ّ ،‬‬ ‫كاليتو ‪ ،‬بالمعنى الذؼ فيمو كمارسو الفقياء في ذلؾ العصر (‪. )15‬‬

‫تطكر حّققو الفقو‬ ‫ىكذا يبدك لنا أف الحركة اإلخبارية كانت ثكرة حقيقية عمى كل ّ‬ ‫الجعفرؼ خبلؿ سبعة اركف تقريباً ‪ ،‬خصكصاً ما ساىـ بو فقياء "جبل عامل" ‪ .‬حمل‬

‫لكاء ىذه الثكرة‬ ‫المحدث االسترابادؼ ‪ ،‬حتى كفاتو في " مكة " بعد اف جاكر فييا زمناً‬ ‫ّ‬ ‫صادؽ إلى ضآلة النجاح‬ ‫(‪ . )16‬كمف الكاضح اف كفاتو بعيداً عف كطنو ‪ ،‬مؤ ّ ػ ػ ػ ٌػر‬ ‫ٌ‬ ‫الذؼ حققتو حركتو حتى ذلؾ الحيف ‪.‬‬

‫كالحق إف تصاعد الحركة االخبارية إنما تحّقػق عمى يد ال يخ دمحم بف الحسف‬ ‫الحر الم لرؼ ( ‪ ،)17‬بعد أف تجاكزت سني مراىقتيا العنيفة ‪ ،‬التي يمّثميا الفيض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكا اني ‪ ،‬دمحم محسف بف مرتضى (ت‪1090 :‬ق‪1679 /‬ـ) ‪ .‬الذؼ بمغ مف عنفو‬

‫أنو لّقب الفقياء بػ " الكجدنائيكف " ( ‪ ، )18‬إ ارة إلى اكلو تعالى " ﴿ ّإنا كجدنا آباءنا‬ ‫أمة كاّنا عمى آثارىـ مقتدكف ‪ .‬ال َأكلك جئتكـ بأىدػ مما كجدتـ عميو آباءكـ‬ ‫عمى ّ‬

‫‪ ، )19( ﴾...‬كدعا ُا ػ ػ ّػراء كتابو " الكافي" "إلى ترؾ سبيل المجتيديف" بإيراد اكلو تعالى‬ ‫‪ ﴿ :‬يا بني اركب معنا كال تكف مع الكافريف ﴾ (‪. )20‬‬ ‫ّ‬


‫الحر مف نجاح في ىذا السبيل ‪ ،‬انو لـ يسمح لمكافو‬ ‫سجمو ّ‬ ‫كلعل السبب فيما ّ‬ ‫ّ‬ ‫المبدئي ‪ ،‬كأخبارؼ ‪ ،‬أف يتحكؿ إلى مكاق مف اللير ‪ .‬كىك الخطأ الذؼ كاع فيو‬ ‫الكا اني ‪ .‬ثـ إنو الكحيد فيما أعمـ الذؼ نجح في تنفيذ فكرة االخبارييف القائمة ‪ ،‬إف‬ ‫السنة ‪.‬‬ ‫الكمية مف الكتاب ك ّ‬ ‫كظيفة الفقيو إنما ىي استنباو األحكاـ ال رعية النظرية ّ‬ ‫كذلؾ في كتابو " الفصكؿ الميمة في أصكؿ األئمة " الذؼ ي تمل عمى " األصكؿ‬

‫الكمية المركية ‪ ،‬كاألبكاب المكصمة إلى األحكاـ الجزئية " ( ‪ُ " ، )21‬ليستلنى بو عف‬ ‫ّ‬ ‫الظنية كاألدلة العقمية "( ‪ ، )22‬أؼ عف نيج المجتيديف ‪ .‬فضبلً عف‬ ‫االستنباطات ّ‬ ‫مجمكعو الضخـ في الحديث ‪ ،‬الذؼ سبقػػت اإل ارة إليو ابل اميل ‪ ،‬كالذؼ ي ير‬ ‫باسمو إلى اللاية التي رمى إلييا مف تأليفو ‪.‬‬

‫المؤسس الحقيقي لمحركة االخبارية ( ‪ ، )23‬كليس‬ ‫الحر العاممي‬ ‫مف ىنا يعتبر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىنا مجاؿ الخكض في تطكرات الحركة مف بعده ‪ .‬كلكننا ن ير إلى ما بملتو مف أف‬

‫ك أك خبلؿ القرف الثاني ع ر اليجرؼ ‪ /‬الثامف ع ر الميبلدؼ ( ‪ ، )24‬حتى عاد‬

‫النيج األصكلي الرسمي فيضميا مرة أخرػ ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ابف بابكيو ‪ :‬كتاب مف ال يحضره الفقيو ‪. 3 /1 :‬‬ ‫(‪ )2‬ركضات الجنات ‪. 169 /‬‬ ‫(‪ )3‬الصدر ‪ ،‬السيد حسف ‪ :‬تأسيس ال يعة لعمكـ اإلسبلـ ‪/‬‬

‫‪ ، 302‬الطكسي ‪ :‬الفيرست‪، 109 /‬‬

‫النجا ي ‪ :‬كتاب الرجاؿ ‪. 38 /‬‬

‫(‪ )4‬بحر العمكـ ‪ ،‬السيد ميدؼ ‪ :‬الفكائد الرجالية ‪. 206 /3 :‬‬ ‫(‪ )5‬الطكسي ‪ :‬الفيرست ‪ ، 160 /‬النجا ي ‪ :‬كتاب الرجاؿ ‪. 302 /‬‬

‫(‪ )6‬ركضات الجنات ‪ ، 160 /‬التسترؼ ‪ ،‬دمحم تقي‪ :‬اامكس الرجاؿ ‪ . 198 /3 :‬كىك ي ير إلى مكاق‬ ‫العماني كثنائو عميو ‪.‬‬ ‫المفيد مف ّ‬ ‫العماني مف كتبو ‪.‬‬ ‫(‪ )7‬الحّمي ‪ :‬خبلصة األاكاؿ في عمـ الرجاؿ ‪ . 4 /‬كىنا ُي ّ‬ ‫صرح الحّمي بأنو نقل أاكاؿ ّ‬ ‫(‪ )8‬الفيض ‪ :‬الكافي ‪.11 /1 :‬‬ ‫(‪ )9‬الصدر ‪ :‬تأسيس ال يعة ‪. 312 /‬‬ ‫(‪ )10‬كتاب الرجاؿ ‪. 315 /‬‬ ‫(‪ )11‬أمل اآلمل ‪. 93 -92 /1 :‬‬ ‫(‪ )12‬لؤلؤة البحريف ‪. 117/‬‬

‫(‪ )13‬البحراني ‪ :‬الحدائق الناضرة ‪. 70 -169 /1 :‬‬

‫(‪ )14‬كأاكػ تعبير عف ىذه الفكرة عند الفيض الكا اني ‪ ،‬الذؼ سن ير إلى دكره بعد اميل ‪ ،‬اكلو تعالى ‪:‬‬ ‫﴿ يا ّأييا الذيف ىمنكا ال ترفعكا أصكاتكـ فكؽ صكت النبي‬ ‫مكنكنة ‪. 226 /‬‬

‫﴾ (حجرات‪ ، )2 /‬انظر كتابو ‪ :‬كممات‬

‫(‪ )15‬لمتكسع في النظرية اإلخبارية ‪ :‬الحدائق الناضرة ‪ /‬المقدمة ‪ ،‬الكافي ‪ /‬المقدمة ‪ ،‬كممات مكنكنة ‪/‬‬

‫‪ 221‬كما يمييا ‪ .‬كالفركؽ بيف المجتيديف كاالخبارييف في ركضات الجنات ‪. 630 ، 364 ، 33 /‬‬

‫(‪ )16‬أمل اآلمل ‪. 246 / 2 :‬‬

‫الحر في " م لرػ " في ‪ 8‬رجب ‪1033‬ق‪1623 /‬ـ ‪ .‬كىي ارية في كادؼ " الميطاني"‬ ‫(‪ُ )17‬كلد ال يخ ّ‬ ‫إلى اللرب مف سيل البقاع ‪ ،‬في عائمة أنجبت الكثير مف الفقياء ‪ ،‬سكف اسـ منيـ " جباع " أيضاً ‪،‬‬ ‫كال يزاؿ أعقابيـ حتى اليكـ فييا ‪ .‬درس في مسقط رأسو ‪ ،‬كفي " جباع " أيضاً ‪ ،‬عمى أساتذة كثريف‬

‫‪ ،‬أكثرىـ مف أُسرتو ‪ .‬في السنة‬

‫‪1073‬ق‪1662 /‬ـ ىاجر إلى " إيراف " كسكف " م يد " حيث‬

‫أعطي منصب يخ اإلسبلـ كااضي القضاة فييا ‪ ،‬حتى تكفي سنة ‪1104‬ق‪1692 /‬ـ ‪ .‬ترؾ ال يخ‬

‫الحر مؤلفات كثيرة ‪ ،‬تُفصح عف نيجو اإلخبارؼ الصرؼ الذؼ التزمو بصدؽ ‪ ،‬اىميا كتابو ال يير "‬ ‫ّ‬ ‫الحر‬ ‫مر التعريق بو ‪ .‬كليست ىذه ىي مساىمة ّ‬ ‫كسائل ال يعة إلى تحصيل مسائل ال ريعة " الذؼ ّ‬

‫الكحيدة كاليامة في دراسة الفقو الجعفرؼ ‪ ،‬فيك أيضاً مؤلق " أمل اآلمل في عمماء جبل عامل "‬ ‫المصدر الكحيد في بابو حتى القرف الثاني ع ر اليجرؼ ‪ ،‬كالمرجع األكؿ لكتابنا ىذا ‪ .‬باإلضافة‬

‫كتانجانو ممؾ ) في "‬ ‫إلى ذلؾ ترؾ ديكاف عر يقارب ع ريف ألق بيت ‪ ،‬نسخة األصل في (‬ ‫ٔ‬ ‫طيراف " ك عره يفاجئ اارئو مف حيث جكدتو كجزالتو ‪.‬‬ ‫(‪ )18‬ركضات الجنات ‪ ، 37 /‬اصص العمماء ‪ ، 300/‬لؤلؤة البحريف ‪. 121/‬‬


‫(‪ )19‬الزخرؼ ‪. 24 ،23 /‬‬ ‫(‪ )20‬اآلية مف سكرة ىكد‪ . 41 /‬كالكااعة الم ار إلييا في اصص العمماء ‪ ، 323 /‬كلؤلؤة البحريف‪121 /‬‬ ‫‪ ،‬كبلىماعف الكافي ‪ .‬كالحقيقة إننا لـ نتمكف مف التأكد منيا في مصدرىا ‪ ،‬لصعكبة البحث في ىذا‬ ‫الكتاب الضخـ غير المفيرس ‪.‬‬

‫الحر ‪ :‬الفصكؿ الميمة ‪. 1 /‬‬ ‫(‪)21‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )22‬نفسو ‪. 2 /‬‬ ‫(‪ )23‬ركضات الجنات ‪. 629 /‬‬

‫(‪ )24‬نفسو ‪. 30 – 325 ، 152 /‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫الصوفـية ‪:‬‬ ‫‪ -6‬الصراع بين الفقياء والحركات‬ ‫ّ‬ ‫مما يتصل بنيضة الت يع في " إيراف" كاياـ نفكذ الفقياء ‪ ،‬ذلؾ الصراع الذؼ‬ ‫ّ‬ ‫دار بيف الت ّيع الرسمي كممثميو ‪ ،‬أعني الفقياء ‪ ،‬مف جية ‪ ،‬كبيف حاممي النزعات‬

‫الصكفية كذكييا ‪ ،‬مف جية أخرػ ‪.‬‬

‫أف اياـ الدكلة‬ ‫كحيف نبدأ بحث ىذا المكضكع نبلحع ‪ ،‬أكؿ ما نبلحع ‪ّ ،‬‬ ‫الصفكية ‪ ،‬بكل ما أصبح ى ػ ػػذا القياـ يعنيو لمقارغ حتى اآلف ‪ ،‬اد أن أ كضعاً‬

‫متنااضاً ‪ ،‬ليس عميو لكي ينفجر إالّ أف يمتقي طرفاه ‪ .‬كعند ذلؾ فإف تليي اًر كبي اًر‬

‫سيحدث ‪.‬‬

‫فمقد رأينا كيق اامت الدكلة مف ااعدة صكفية – يعية ‪ ،‬مادتُيا تمؾ القبائل‬ ‫التركمانية المكالية لمبيت الصفكؼ ‪ .‬ككاف مف الطبيعي أف يحمل البيت الصفكؼ إلى‬

‫الحكـ َمف حممكه إلى العرش ‪ .‬ىكذا أصبح الصكفيكف ارستقراطيي العيد الجديد ‪،‬‬ ‫كصار زعماء " القزلباش " أمراء السمـ كاادة الحرب ‪.‬‬

‫ىذا فضبلً عف طرؽ صكفػية ‪ ،‬لـ تجد كبير عناء في التبلؤـ مع الكضع الجديد‬

‫كاالنضكاء تحتو ‪ .‬نذكر منيا الطريقة النكربخ ّية ‪ ،‬التي كانت تجمع حكليا الكثير مف‬ ‫األنصار كالمريديف ‪ ،‬ككانت مر ح ًة لمقياـ بالدكر نفسو الذؼ ااـ بو الصفكيكف فيما‬

‫قربيف نافذيف لدػ الحكـ الصفكؼ ‪.‬‬ ‫بعد ‪ .‬كصار يكخيا أيضاً ُم ّ‬

‫لمتصكؼ كل أداة ليصبح الصبلة اللالبة في الناس ‪ ،‬أىل حكـ‬ ‫تييأ‬ ‫ىكذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫عية ‪ ،‬كنضيق ‪ :‬كمثقفيف أيضاً ‪ .‬فمقد رأينا أف أكؿ ناال لمفكر ال يعي إلى‬ ‫كر ّ‬

‫صنق في ال رعيات بالفارسية عمى مذىب ال يعة ‪ ،‬كبلىما كاف‬ ‫الفارسية‪ ،‬ك ّأكؿ مف ّ‬ ‫التصكؼ كثي اًر " ‪،‬‬ ‫ذا نزعة صكفية كاضحة ‪ُ :‬كصق األكؿ منيما بأنو " يميل إلى‬ ‫ّ‬ ‫ككاف الثاني ُمريداً لحيدر ‪ ،‬كالد ال اه إسماعيل األكؿ (‪. )1‬‬

‫سينيي األمكر عمى كجو ‪ ،‬لك لـ يكف الت ّيع اإلمامي في الميداف‪.‬‬ ‫كل ىذا كاف ُ‬ ‫مؤس ٌس مف التصكؼ بعامة ‪ ،‬يمكف تمخيصو بانو مكاق أىل‬ ‫كلمت يع اإلمامي مكاق َّ‬

‫ال ريعة التقميدؼ ‪ .‬كىك مكاق تاريخي يمتد إلى عصر األئمة عمييـ السبلـ (‬

‫‪، )2‬‬

‫كاذا كنا نجد بيف فقيائو مف حمل نزعة صكفػية ‪ ،‬فإف ىذا ال يتجاكز أف يككف اتجاىاً‬

‫التصكؼ ‪ ،‬أك يدكر حكؿ‬ ‫ُزىدياً فردياً ‪ ،‬لـ ُي َرد لو اف ينتيي أك ينتمي إلى مدرسة في‬ ‫ّ‬


‫فمسفة معينة ‪ ،‬أف االتجاىات الصكفية الكاممة ‪ .‬بل ظل أبطالو منيـ فقياء في‬

‫أعماايـ ‪ .‬فقياء بالمعنى ال يعي اإلمامي الرسمي ‪.‬‬

‫نذكر اآلف أف بيف الفقياء العاممييف ‪ ،‬الذيف ىاجركا إلى " إيراف " ‪ ،‬أكثر مف‬

‫ممف يمثمكف تعايش االتجاىيف الفقيي كالصكفي ‪ .‬نذكر منيـ ‪ :‬ال يخ حسيناً بف‬ ‫كاحد ّ‬ ‫عبد الصمد الجباعي ‪ ،‬تمميذ ال ييد الثاني ‪ ،‬الذؼ ُعرؼ باتجاىو الصكفي القكؼ ‪ ،‬ثـ‬

‫ليزكي اتجاه‬ ‫إف التمميذ الجباعي " زاد في الطنبكر نلم ًة "( ‪ . )3‬كجاء كلده بياء الديف ّ‬ ‫أبيو فيما أّلق كنظـ ‪ .‬ثـ السيد دمحم العيناثي (ح ‪1081 :‬ق‪1670 /‬ـ ‪ .‬ت ‪ .‬ابل‬

‫‪1097‬ق‪1685 /‬ـ ) سبط ال ييد الثاني كصاحب " التحفة االثنا ع رية " ‪.‬‬

‫كالحق إف االتجاىات الصكفية عريقة في فقياء " جبل عامل " ‪ .‬كاد رصدناىا‬

‫المخصص لو ‪ .‬كما اف المراكز العممية فيو حّققت‬ ‫لدػ ال ييد األكؿ ‪ ،‬في الفصل‬ ‫ّ‬ ‫بالتصكؼ ال يعي ب خص كاحد مف أبرز ممّثميو ‪ ،‬ىك أحمد بف فيد الحمي‬ ‫اتصاالً‬ ‫ّ‬

‫(‪841 -783‬ق‪1437 -1381 /‬ـ) الذؼ حضر إلى " جباع " ك " كرؾ نكح " ك‬

‫"جزيف " (‪ ، )4‬كصحب عمياً بف ىبلؿ الجزائرؼ ‪ ،‬الذؼ عرفناه استاذاً لمرائد الكركي ‪.‬‬ ‫كا أر عميو ‪ ،‬أؼ عمى ابف فيد ‪ ،‬كثيركف ‪ ،‬منيـ ال يخ عمي بف ال ييد األكؿ ( ‪، )5‬‬ ‫كال يخ دمحم بف عمي الجباعي ( ‪886 -822‬ق‪1481 – 1419 /‬ـ) جد ال يخ ابف‬

‫عبد الصمد ‪ ،‬ككذلؾ مفمح بف حسيف الصيمرؼ (‪. )6‬‬

‫أسسكا أساس التعميـ‬ ‫ما مف ؾ في أف يكع تمؾ االتجاىات ‪ ،‬بيف الذيف ّ‬ ‫لكل االحتماالت ‪ ،‬فمنع أك‬ ‫ال يعي في " إيراف " ‪ ،‬اد ااـ بدكر العازؿ في ذلؾ القابل ّ‬ ‫أجل الكصكؿ إلى النقطة الحرجة ‪ .‬كمف الممفت ‪ ،‬أف الكركي ‪ ،‬أكليـ كأبعدىـ‬ ‫فمنُقػل ّ‬ ‫التصدؼ لمصكفية ‪ ،‬رغـ ما لقيو مف " القزلباش " خصكصاً ‪ ،‬كعمى‬ ‫أث اًر ‪ ،‬لـ يحاكؿ‬ ‫ّ‬ ‫ػق مف مكافو المبدئي كفقيو‬ ‫الرغـ مف أنو ػػخصياً لـ يكف يحمل أية ميكؿ تُخّف ػ ُ‬ ‫صرؼ ‪ ،‬كانو عمل بقكة كحزـ كي ال يككف في الميداف غير اكة الت ّيع خالصاً ‪،‬‬

‫أف لذلؾ تعميبلً آخر ‪.‬‬ ‫كبلماً كفقياً كفقيياً ‪ .‬بيد ّ‬

‫كالذؼ يبدك لي اف الرائد الكركي نظر إلى األمكر نظرة كااعية ‪ ،‬فمـ ي أ أف يثير‬

‫التصكؼ ‪ .‬بل آثر منذ البداية أف يحارب في‬ ‫في كجيو القكػ الكبرػ التي يمّثميا‬ ‫ّ‬ ‫التصكؼ ال يعي ‪ ،‬عمى‬ ‫جبية كاحدة ‪ ،‬حيث تقق معو كل القكػ ‪ ،‬بما فييا الحكـ ك ّ‬ ‫ما رأينا في دراستنا لو ‪.‬‬


‫كلكف ما إف ذىب الزماف بعناصر التيدئة تمؾ ‪ ،‬كخمق مف بعدىـ خمق‬

‫بعقمية كم اعر آخر ‪ ،‬حتى أسفرت الككامف عف كجييا ‪ ،‬ككاف‬ ‫ينظركف إلى األمكر ّ‬ ‫ما ال ّبد أف يككف ‪.‬‬ ‫جدت ‪،‬‬ ‫ليس ىذا فقط ‪ .‬بل ال ّبد مف اإل ارة إلى التطكرات السياسية التي ّ‬ ‫كحممت معيا إلى " القزلباش " الصكفييف االرستقراطييف ‪ ،‬ما أزاحيـ عف مكانتيـ ‪،‬‬

‫عباس الكبير ‪ ،‬فقتل أمراءىـ‬ ‫بعد أف حاكلكا أف ي لبكا عمى الحاكـ القكؼ ‪ ،‬ال اه ّ‬ ‫تطكر ىاـ بالنسبة لمف يرصد الحركات الصكفية في "إيراف"‬ ‫ك تّت جمعيـ (‪ . )8‬كىك ّ‬

‫في ىذا العصر ‪ ،‬كعبلاتيا بالفقياء ال يعة ‪ ،‬كالعاممييف منيـ خصكصاً ‪ .‬رو أف ال‬

‫ُيفيـ مف ذلؾ أنو اضى عمى اكتيـ ‪ ،‬بل اف القكـ ما زالكا حتى اآلف عمى مكانتيـ‬ ‫(‪ ، )9‬كاف فقدكا سبباً ىاماً مف أسباب سطكتيـ كمنعتيـ ‪.‬‬ ‫بيد اف كل ذلؾ فتح الطريق أما المتربصيف ‪ .‬كعنصر المفاجأة ىنا ‪ ،‬اف‬

‫المعركة المترابة ن بت بيف فقيييف ‪ ،‬احدىما ذك نزعة صكفية عنيفة ‪ .‬لكف العنصر‬

‫األكثر مسرحية ‪ ،‬ىك أف يككف ممثل الت ّيع الرسمي مف أحفاد ال ييد الثاني ‪ ،‬ذلؾ‬ ‫الصكفية ‪ ،‬التي تركت أث اًر في تمميذه ابف عبد‬ ‫الفقيو الذؼ أ رنا ابل اميل إلى نزعتو‬ ‫ّ‬

‫امتد حتى كلده دمحم ال يير ببياء الديف العاممي ‪ ،‬إنو ال يخ عمي بف دمحم‬ ‫الصمد ‪ّ ،‬‬ ‫ال ييدؼ (‪1103 -1014‬ق‪1691 – 1605 /‬ـ ) (‪ ، )10‬أما الطرؼ الثاني‪ ،‬فكاف‬

‫دمحم محسف بف مرتضى ‪ ،‬ال يير بالفيض الكا اني ( ‪1090 -1010‬ق‪-1601 /‬‬

‫‪1678‬ـ ) األخبارؼ ‪ ،‬الصكفي ‪ ،‬اال رااي ‪ .‬كىك مف عرفنا ُعػنفو أخبارّيػاً ‪ ،‬في‬ ‫يقل ُعػنفاً‬ ‫دراستنا لمحركة االخبارية المعارضة لممجتيديف ‪ .‬كاد كاف مكافو متصكفاً ال ّ‬ ‫‪.‬‬

‫كاف الفيض الكا اني متصكفاً صمباً ‪ ،‬بقدر ما كاف أخبارياً صمباً ‪ ،‬ا أر عمى‬ ‫المبلّ صد ار ‪ ،‬دمحم بف ابراىيـ ال يرازؼ ( ت‪1050 :‬ق‪1640 /‬ـ ) الفيمسكؼ اال رااي‬

‫صنق عف تأثر كبير باللزالي ‪ ،‬أبي‬ ‫عبر فيما ّ‬ ‫ال يير ‪ ،‬صاحب " األسفار" ‪ ،‬كلكنو ّ‬ ‫دمحم حامد ‪ ،‬إلى درجة أف الخكانسارؼ يتّيمو بأنو ااتبس عنو الكثير ( ‪ . )11‬كليس مف‬ ‫أف الرجػل‬ ‫ييكف الحاجة إلى التمحيص ىػنا ‪ّ ،‬‬ ‫الميسكر اآلف تمحيص ذلؾ ‪ .‬كلكف ما ّ‬ ‫المحج ػ ػ ػػة‬ ‫ػيعي ػاً لػ ػ " إحػياء ُعػمكـ الػديف " ‪ ،‬س ػ ّػماه "‬ ‫ا ػػد كضع تيذيب ػاً ػ ّ‬ ‫ّ‬


‫فتحكؿ الكتاب عمى يده يعياً إمامياً ‪ ،‬محافظاً عمى‬ ‫البيضاء في إحياء اإلحياء " ‪ّ ،‬‬ ‫الركح التي أكدعيا اللزالي كتابو ال يير (‪ ، )12‬كىك أمر كاضح الملزػ (‪. )13‬‬ ‫كغمكىـ‬ ‫أصبح الفيض ميكػ ذكؼ النزعات‬ ‫الصكفية ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫كعبركا عف " ميميـ إليو ّ‬ ‫فيو " ( ‪ . )14‬كىذا ىك اإلطار الذؼ يجب أف يكضع فيو مكاق الفقياء منو ‪ ،‬ممثميف‬ ‫بال يخ عمي بف دمحم ال ييدؼ ‪.‬‬

‫سماىا "السياـ‬ ‫بقي لنا مف آثار تمؾ المعركة ال ديدة رسالة كتبيا ال يخ عمي ‪ّ ،‬‬ ‫الماراة مف أعراض الزناداة " ( ‪ ، )15‬كىي اسـ ي ي بعنق الصراع الضارؼ ‪َ .‬ع َرض‬ ‫التصكؼ التاريخييف ‪ ،‬كمخالفتيـ لما عميو ال يعة اإلمامية ‪ ،‬مقارناً بينيا‬ ‫فييا ألعبلـ‬ ‫ّ‬ ‫كبيف مثيبلتيا عند الفيض ( ‪ . )16‬كالظاىر اف الرسالة اد أثارت ضجة كبيرة ‪ ،‬تجد‬ ‫صداىا في الكتب التي تيتـ بالتعريق بيا كتنقل أفكارىا (‪. )17‬‬

‫عمى الرغـ مما جرػ مف الفيض كعميو ‪ ،‬في مكافو العنيق مف الفقياء كرجعيـ‬

‫عميو ‪ ،‬فقد ُكجد مف سعى إلى إعادتو إلى الحظيرة ‪ .‬كمف أجل ذلؾ ُرؤؼ في المناـ‬ ‫بعد كفاتو ‪ ،‬يتنصل مما جرػ منو ‪ ،‬معمناً تكبتو ‪ ،‬طالباً الرجكع إلى كتاب أخفاه ‪.‬‬

‫كايل اف الكتاب كجد فعبلً " ككاف فيو تبرئة نفسو مف جميع ما ُينسب إليو مف أاكاؿ‬ ‫تصدػ لمصكفية‬ ‫الضبلؿ " ( ‪ُ .)18‬يضاؼ إلى ذلؾ أف دمحم باار المجمسي الفقيو الذؼ ّ‬ ‫عده مف يكخ إجازتو ‪ ،‬ككصفو ب ػ " المكلى الجميل العالِـ العارؼ "‬ ‫كما لـ يفعل أحد ‪ّ ،‬‬ ‫(‪. )19‬‬

‫نمر‬ ‫ابل أف نصل إلى المجمسي ‪ ،‬كدكره في ىذا المعترؾ ال ّبد لنا مف أف َّ‬ ‫بالحر العاممي ‪ ،‬دمحم بف الحسف ‪ ،‬الذؼ عرفناه مف ابل يخاً لئلسبلـ في‬ ‫سريعاً‬ ‫ّ‬

‫ظ اًر لمحركة االخبارية ‪ .‬فإننا نظف أنو ىك الذؼ كضع عبلاة ال يعة‬ ‫"م يد" كمن ّ‬

‫كمحدد ‪ .‬مما أتاح لممجمسي اللطاء الفكرؼ‬ ‫بالتصكؼ في إطار كاضح‬ ‫اإلمامية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المن كد ‪.‬‬ ‫سماىا " االثني‬ ‫كضع ّ‬ ‫الحر العاممي ‪ ،‬بركحو العممية الدايقة اليادئة ‪ ،‬رسالة ّ‬ ‫الرد عمييـ ( ‪)21‬‬ ‫ع رية في الرد عمى الصكفية " ( ‪ ، )20‬فييا نحك ألق حديث في ّ‬

‫كالحق إف ليس بيف كل ما كتب في ىذا ال أف ‪ ،‬ما يمكف أف ُيقاس بعممو ىذا ‪ .‬كما‬ ‫انو يعد فاتحة ٍ‬ ‫لعدد كبير مف الكتب المماثمة ‪ ،‬التي جاءت بعد أكانيا ‪.‬‬ ‫ُ ّ‬


‫إنما نصق أكثر الكتب التي ُكضعت رداّ عمى الصكفية ‪ ،‬بانيا جاءت بعد‬ ‫أكانيا ‪ ،‬ألف المجمسي كاف اد اضى عمى كجكدىـ في " إيراف " ‪ ،‬بحيث صاركا غير‬

‫ذكؼ خطر ‪.‬‬

‫كاف المجمسي دمحم باار بف دمحم تقي ( ‪1110 -1037‬ق‪1698 -1627 /‬ـ )‬

‫‪ ،‬اد أصبح يخاً لئلسبلـ ابل عدة سنكات مف كفاة ال اه سميماف (ت‪:‬‬

‫‪1106‬ق‪/‬‬

‫كيقاؿ انو عند تتكيج ال اه حسيف ‪ ،‬رفض أف يتمّقى سيق الحكـ مف‬ ‫‪1694‬ـ) ‪ُ .‬‬ ‫الصكفية ‪ ،‬كما تقضي التقاليد ‪ ،‬كاستدعى المجمسي ليتكّلى ذلؾ بنفسو ‪ .‬كبعد‬ ‫االحتفاؿ سألو ال اه ‪ ،‬ماذا يطمب مقابل تمؾ الخدمة ‪ ،‬فسألو بأف يأمر بمنع‬

‫رب‬

‫الخمكر كالمناضمة ( ‪ )22‬كالمعب بالحماـ ‪ .‬فأصدر ال اه أم اًر بتنفيذ رغبة يخ‬

‫اإلسبلـ ‪ .‬ثـ انو إجابة لرغػبة المجمسي نفسو ‪ ،‬أمر بطرد جميع الصكفية مف‬

‫بالتصكؼ ( ‪. )24‬‬ ‫كح ّرـ كل ما يتعمق‬ ‫"أصفياف" ( ‪ ، )23‬كما ُمنعت إاامة األذكار ‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتتبعيـ في " إيراف" بقية عمره (‪. )25‬‬ ‫ثـ مضى المجمس ّ‬ ‫المقرب ‪ّ ،‬برر ما ااـ بو استاذه في‬ ‫السيد نعمة هللا الجزائرؼ ‪ ،‬تمميذ المجمسي ّ‬ ‫ىذا السبيل ‪ ،‬بأنيـ ‪ ،‬أؼ الصكفية " كانكا يقيركف الناس عمى رككب طريقتيـ "( ‪)26‬‬

‫كىذه إ ارة كاضحة إلى أنيـ ىـ الذيف بدأكا ‪ ،‬فنقمكا المعركة إلى حيث تككف السطكة‬

‫التصكؼ اد أصبح ميداناً لعقائد غريبة عف‬ ‫كالنفكذ ىما الفيصل ‪ .‬فضبلً عف اف‬ ‫ّ‬ ‫التصكؼ ( ‪ . )27‬كلقد تحدث المجمسي‬ ‫اإلسبلـ ‪ ،‬دكف أف تككف عمى صمة بحقيقة‬ ‫ّ‬

‫نفسو بإسياب ‪ ،‬في كتابو " عيف الحياة " عف رأيو بالتصكؼ كأصحابو كأسباب حممتو‬

‫عمييـ (‪. )28‬‬ ‫التصكؼ الذؼ حاربو المجمسي تمؾ الحرب ال ديدة ‪ ،‬كاف اد‬ ‫كالحق إف ذلؾ‬ ‫ّ‬ ‫كتحكؿ إلى أكثاف كرسكـ ك كميات‬ ‫فقػ َػد معناه منذ زمف بعيد ‪ ،‬كانطفأ كىجو الركحي ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ظمات تدكر حكؿ ال يكخ كالنافذيف فييا ‪ ،‬لتككف منفذىـ إلى لعبة السياسة ‪.‬‬ ‫كمن ّ‬ ‫كالحق أيضاً إف المجمسي عانى الكثير نتيجة جيكده اإلصبلحية ‪ .‬خاصة كاف‬

‫ال اه حسيف كاف لعبة في يد الحريـ ‪ ،‬ككاف مف تأثيرىف عميو أف عاد عف تحريـ‬

‫الخمكر ( ‪ ، )29‬كلعل مف أغرب المفاراات التي رافقت ىذا المعترؾ ‪ ،‬أف أحد أمراء‬

‫الصكفية أغرػ العكاـ بتخريب ابر الحافع أبي نعيـ ‪ ،‬صاحب " حمية األكلياء" ااصداً‬ ‫بذلؾ إيذاء المجمسي ‪ ،‬الذؼ كاف يرتفع بنسبو إليو (‪. )30‬‬


‫ِ‬ ‫بالتصكؼ‬ ‫يقض عمى عبلاة فقياء ال يعة‬ ‫عمى أف كل ما ااـ بو المجمسي ‪ ،‬لـ‬ ‫ّ‬

‫حتى في " إيراف " نفسيا ‪ .‬فبعد ما يقرب مف القرف مف كفاتو ‪ ،‬ااـ يخ اإلسبلـ في‬ ‫"ازكيف" دمحم فيع بف بياء الديف ‪ ،‬الكركي األصل ‪ ،‬ب رح مثنكيات جبلؿ الديف‬ ‫ّ‬ ‫ككجييا تكجيياً ُمرضياً‬ ‫الركمي ‪ُ ،‬م ّ‬ ‫ركػ ػ ػ ػ اًز عمى تمؾ التي يقدح فيو اإلمامية بسببيا ‪ّ ،‬‬ ‫(‪. )31‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫ىوامش‪:‬‬ ‫(‪ )1‬راجع فصل ( حركة التأليق كالترجمة ) ‪ ،‬كركضات الجنات ‪. 394 /‬‬ ‫(‪ )2‬القمي ‪ ،‬عباس ‪ :‬سفينة البحار ‪ .‬حيث تق أر مجمكعة مف الحاديث المنسكبة إلى اإلماميف الصادؽ‬ ‫الصكفية (كمثاؿ) ‪.‬‬ ‫ذـ‬ ‫ّ‬ ‫كالرضا (ع) في ّ‬ ‫(‪ )3‬ركضات الجنات ‪.193 /‬‬

‫(‪ )4‬ركضات الجنات ‪ ، 21-20 /‬لؤلؤة البحريف ‪ ، 156 /‬خطط جبل عامل ‪. 58 /‬‬ ‫(‪ )5‬خطط جبل عامل ‪. 58 /‬‬ ‫(‪ )6‬ركضات الجنات ‪ ، 638 /‬اصص العمماء ‪. 436 /‬‬ ‫(‪ )7‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 85 / 1 :‬‬

‫تجمع ‪ ،‬أاامو ال اه عباس الكبير كبديل لمقبائل‬ ‫(‪ )8‬المعركؼ اف " اىي سيكف " ىي منظمة ‪ ،‬أك ّ‬ ‫كيقاؿ أيضاً إنيـ ابيمة جاءت مف " آسيا‬ ‫التركمانية ‪ ،‬التي ُعرفت تاريخياً باسـ " القزلباش" ‪ُ .‬‬ ‫الصلرػ " بدعكة مف ال اه نفسو ‪ .‬راجع ‪:‬‬ ‫‪The Encyclopaedia of Islam. Minorsky, Art. “Sha – Sewan” and, Malcom. “A‬‬ ‫(‪ )9‬اصص العمماء ‪. 323 /‬‬

‫‪History of Persia” vol. 1, p. 556.‬‬

‫(‪ )10‬ىك ابف دمحم بف حسف بف ال ييد الثاني ‪ .‬ىاجر مف بمدة " جباع " في أكائل ال باب‪ ،‬بعد أف عاد‬ ‫إلييا مف " مكة " ‪ ،‬سػ ػ ػ ػػكف " أصفيػ ػ ػ ػ ػ ػػاف " " كاعتمى أم ػ ػره بيا " ترؾ كتباً كرس ػ ػ ػػائل كثيرة ‪ .‬تكفي في‬

‫" أصفياف " ( أمل اآلمل ‪. ) 129 / 1 :‬‬

‫(‪ )11‬ركضات الجنات ‪. 516 /‬‬

‫طبع الكتاب أخي اًر في إيراف ‪.‬‬ ‫(‪ )12‬كاد ُ‬

‫الحر العاممي ‪ ،‬صاحب " كسائل ال يعة " إحياء عمكـ الديف مف مكتب التي يعتمدىا في‬ ‫(‪ )13‬يستثني ّ‬ ‫كتابو ‪ .‬كىذا امر مستلرب ‪ ،‬ألنو ال ينقل عف أؼ كتاب للير اإلمامية ‪ .‬كربما كاف ىذا االستثناء ذا‬ ‫الصكفية ‪ ،‬بحيث‬ ‫ملزػ ‪ ،‬أعني أنو ي ير إلى تأثير ىذا الكتاب في األكساو الفقيية ذات الميكؿ‬ ‫ّ‬ ‫احتاج األمر إلى نص عمى االستثناء ‪ .‬ركضات الجنات ‪. 357 /‬‬

‫(‪ )14‬ركضات الجنات ‪ ، 520 /‬كنص م ابو في اصص العمماء ‪. 323 /‬‬ ‫(‪ )15‬لـ نتمكف مف الحصكؿ عمى نسخة مف الرسالة ‪ ،‬كىي ما تزاؿ مخطكطة ‪ .‬لكف المقتطفات‬ ‫كالتعريفات المتكفرة بيا تفي بالمطمكب ‪.‬‬

‫(‪ )16‬ركضات الجنات ‪. 517 ، 37 /‬‬

‫(‪ )17‬منيا ‪ ،‬باإلضافة إلى المصدر السابق ‪ ،‬أمل اآلمل ‪ 129 / 1 :‬كاصص العمماء ‪. 300 /‬‬ ‫(‪ )18‬ركضات الجنات ‪ ، 517 /‬ك ق الحجب ‪. 64 /‬‬ ‫(‪ )19‬بحار األنكار ‪. 163/25 :‬‬

‫(‪ )20‬رياض العمماء ‪. 357 / 1 :‬‬ ‫(‪ )21‬أمل اآلمل ‪. 141 /1 :‬‬


‫عباس الكبير ‪ ،‬يتسّمح فييا المصارعكف‬ ‫أسسيا ال اه ّ‬ ‫(‪ )22‬كىي نكع مف حفبلت المصارعة العمنية ‪ّ ،‬‬ ‫بالعصي كالحجارة ‪ .‬ككثي اًر ما كانت تنتيي بإيقاع أضرار بميلة بالمتصارعيف ‪ ،‬أك حتى فقدانيـ‬ ‫(‪)23‬‬

‫حياتيـ ‪.‬‬

‫‪Lock Hart, “The Fall of The Safavi Dynasty and The Afgan Occupation of‬‬ ‫‪Persia” pp. 38 – 59.‬‬

‫(‪ )24‬ال يبي ‪ :‬الفكر ال يعي كالنزعات الصكفية ‪. 422 /‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫‪op. cit. p. 71‬‬

‫(‪ )26‬الجزائرؼ ‪ :‬األنكار النعمانية ‪ .224 /‬كاا أر الصفحات التالية ‪.‬‬

‫(‪ )27‬نفسو ‪ .‬كالجزائرؼ يسكؽ ىنا اف احد يكخ المتصكفة كاف يقكؿ إذا رجع مف ت ييع جنازة ‪ " :‬كنا‬ ‫نزرع األمكات " ‪.‬‬ ‫(‪ )28‬المجمسي ‪ :‬عيف الحياة ‪ . 27 – 26 /‬كاا أر الصفحات التالية ‪.‬‬

‫(‪ )29‬كلذلؾ اصة ‪ ،‬اا أر عنيا كعف دسائس الحريـ في ‪Lockhart, op. cit. p. 39 – 41.:‬‬ ‫(‪ )30‬ركضات الجنات ‪. 643 /‬‬ ‫(‪ )31‬أعياف ال يعة ‪. 24 – 223 / 45 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫زبـــــدة الباب ‪:‬‬ ‫تجكلنا فييا مع اليجرة كالمياجريف ‪ ،‬ال ّبد لنا‬ ‫في خكاتيـ الرحمة الطكيمة ‪ ،‬التي ّ‬ ‫تفراػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت خبلؿ الفصكؿ الس ػ ػػتة‬ ‫مف التفاتة إلى الكراء ‪ُ ،‬نركػ ػ ػ ُػز فييا تاتاً ‪ّ ،‬‬

‫الماضيات ‪ ،‬مف ىذا الباب ‪.‬‬

‫ألساندرك بكساني " كىك مف أ ير الباحثيف اللربييف في الحضارة‬ ‫كتب " ّ‬ ‫الفارسية ‪ ،‬يقكؿ ‪ " :‬مف معالـ العصر الصفكؼ ‪ ،‬كالتي ن ات مف ابكؿ إيراف العقيدة‬

‫حدد معالـ كسمات ايراف الحديثة " ( ‪ . )1‬كاعتقد أف الرجل لك كاف أكثر‬ ‫ال يعية ‪ ،‬انو ّ‬ ‫داة لقاؿ‪" :‬مف معالـ العصر الصفكؼ ‪ ،‬انو فتح أبكاب ببلده لممياجريف مف جبل‬

‫حدد معالـ كسمات إيراف الحديثة " ‪.‬‬ ‫عامل كالبقاع ‪ ،‬أبناء المراكز العممية فييا‪ ،‬كبذلؾ ّ‬

‫حقاً لقد أعمف الصفكيكف تكحيد "إيراف" سياسياً ‪ ،‬لكف ىذا التكحيد لـ يكف لو سند‬ ‫مصباً لكل ال عكب المجاكرة ‪ ،‬مف‬ ‫سكػ غػمبتيـ ‪ .‬فخبلؿ اركف كاركف ظل ىذا البمد‬ ‫ّ‬ ‫عرب كتُرؾ كتركماف كملكؿ كأفلاف كبمك ﭺ كأكراد ‪ .‬حتى الصفكيكف أنفسيـ كانكا‬ ‫تركماناً‪ .‬كىكذا لـ يكف لسكاف "إيراف" مف رابط ركحي يجمعيـ حكلو ‪ .‬كجاء‬

‫المياجركف فأعطكا الكياف السياسي الجديد ذلؾ الرباو الركحي المفقكد ‪.‬‬

‫كحقاً لقد كاف ال اه إسماعيل ىك الذؼ أعمف الت يع مذىباً لػ " إيراف " كأىميا ‪.‬‬

‫فجة م كككة النتائج ‪ ،‬حتى تسّمـ ايادتيا الرائد الكركي‪،‬‬ ‫لكف ىذا اإلعبلف ظل محاكلة ّ‬ ‫ثـ مف بعده ع رات المياجريف ‪ ،‬الذيف مارسكا جميعاً عممية ت كيل صمبة كعميقة ‪،‬‬ ‫ممت كل ال عب اإليراني ‪ ،‬كانتيت إلى ن ر الت ّيع اإلمامي فيو ‪ ،‬ب كل امل‬ ‫فرايـ كل يء إال‬ ‫تقريباً ‪ .‬كبيذا صار الت ّيع القضية التي يجتمع حكليا مف ّ‬

‫األرض‪.‬‬

‫في إطار عممية التعميـ ال اممة تمؾ ‪ ،‬نيضت حركة ترجمة ىائمة ‪ ،‬انتيت إلى‬

‫يعية تقريباً إلى الملة الفارسية ‪ .‬كسارت في مكازاتيا حركة‬ ‫نقل كامل المكتبة ال ّ‬ ‫المصنفات ‪ ،‬بينيا عدد مف‬ ‫تأليق‪ ،‬أغنت المكتبة ال يعية الفارسية بع رات كع رات‬ ‫ّ‬

‫أ ير كتبيا ‪.‬‬

‫ُيضاؼ إلى ذلؾ أف " كالية الفقيو " التي ُكلدت ب كميا المعركؼ اليكـ عمى‬ ‫أرض " جبل عامل " كحمميا المياجركف معيـ ‪ ،‬أصبحت ‪ ،‬كلك كبلً ‪ ،‬ال رعية التي‬


‫يمارس البيت الصفكؼ الحكـ استناداً إلييا ‪ .‬كاستتبعت اياـ نفكذ كبير لمجتيدؼ‬

‫الفقياء ‪.‬‬

‫ىذه الكضعية بمجمميا أنجبت نقيضيف ‪.‬‬

‫األكؿ ‪ :‬إف تصاعد نفكذ الفقياء ّأدػ إلى إحياء االتجاه االخبارؼ في الفقو ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬إف تمؾ الحركة ال اممة ‪ ،‬بما ّأدت إليو مف نيضة كبيرة لمت يع‬

‫التقاء جدلياً ‪ ،‬ب كل آخر مف أ كاؿ الت ّيع‬ ‫اإلمامي الرسمي ‪ ،‬التقت في النياية ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫التصكؼ – ال يعي ‪ ،‬انتيى بصراع كبير‬ ‫التاريخية ‪ ،‬أعني بو الت ّيع الصكفي ‪ ،‬أك‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫يقض عمى االتجاه‬ ‫بيف االتجاىيف ‪ّ ،‬أدػ إلى سيطرة االتجاه الرسمي ‪ ،‬كاف لـ‬ ‫الصكفي نيائياً ‪.‬‬ ‫كتمؾ كميا ظكاىر ما تزاؿ بارزة في المجتمع اإليراني الحديث ‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Baussani, “The Persian” p. 153.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫المطاف‬ ‫خاتمة َ‬ ‫ىذه دراسة لميجرة العاممية إلى إيراف في العصر الصفكؼ ‪ ،‬أسبابيا التاريخية‬

‫كنتائجيا الثقافية كالسياسية ‪ .‬عالجنا في أبكابيا األربع ثبلث اضايا أساسية ‪ ،‬بعد أف‬ ‫أامناىا عمى أرضية تاريخية ‪.‬‬ ‫‪ -1‬األرضية التاريخية ‪ :‬األحداث التي صنعتيا في التاريخ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬النيضة العممية الشيعية في " هبل عامل " و " البقاع " ‪ :‬األحداث التي‬ ‫صنعت المياجريف اتجاىات كأفكا اًر ‪ .‬األسباب المبا رة لميجرة ‪.‬‬ ‫التشيع في " إيران " قبل الصفويين ‪ :‬مسرح اليجرة ابل دخكؿ المياجريف‪،‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫ّ‬ ‫بقدر ما يتصل تاريخ ىذا البمد بالكضعيات التي كاجييا المياجركف ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫اسمنا ىذا الباب إلى حقمي‬ ‫‪ -4‬المياهرو واليهرة ‪ :‬أبطاالً كأدكا اًر ‪ .‬كاد ّ‬ ‫دراسة ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬األكؿ ‪ :‬في التعريق باىـ المياجريف كأبعدىـ أث اًر ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الثاني ‪ :‬الحياة العقمية في " إيراف " في لحظات تفاعميا مع األفكار‬

‫كالمكااق التي نقميا المياجركف ‪.‬‬

‫كلست أريد في ىذه الخاتمة ‪ ،‬تمخيص الدراسة تماماً ‪ .‬إنما أسعى اآلف إلى‬

‫التذكير باىـ النتائج التي ّأدػ إلييا البحث ‪.‬‬

‫بخصكص األرضية التاريخية ‪ .‬فقد انتيينا مف رسـ صكرة تاريخية لمفترة ‪ ،‬إلى‬ ‫القكتيف اإلسبلميتيف الكبيرتيف ‪ .‬يكمذاؾ ‪ ،‬االمبراطكرية‬ ‫أف أسباب النزاع الذؼ ااـ بيف ّ‬ ‫العثمانية كالدكلة الصفكية ‪ ،‬تتصل بتنااض تككينيما ‪ :‬العثمانية أفادت مف ثكابت‬

‫الحضارة اإلسبلمية كايميا ‪ :‬الجياد ‪ ،‬الخبلفة ‪ ،‬االتجاه التقميدؼ عمكماً ‪ .‬أما‬

‫الصفكية فقد نيضت مف أساس صكفي – يعي ‪ .‬ىذا كّمو أعطى النزاع النا ب بينيـ‬ ‫ّ‬ ‫كجياً مذىبياً ‪.‬‬ ‫حددنا معالـ النيضة العممية ال يعية التي انطمقت مف "جبل‬ ‫في الباب الثاني ‪ّ ،‬‬

‫عامل" خبلؿ تتبع إطاراتيا في التاريخ ‪ ،‬كدراسة بطميا " دمحم بف مكي الجزيني" ‪،‬‬


‫كاستخرجنا كجييا السياسي ‪ ،‬كحركة تطّمعت إلى ّلـ عث ال يعة في المنطقة ‪ ،‬بعد‬ ‫أف تتيـ المماليؾ ‪ .‬ىذه الحركة ف مت كسياسة ‪ ،‬كلكف أىدافيا – ككل آماؿ ال عكب‬ ‫الملمكبة عمى أمرىا ‪ -‬ظّمت مكنكنة في الثقافة ‪ .‬ىكذا ‪ ،‬فعندما ىاجر أكلئؾ الرجاؿ ‪،‬‬ ‫سيرينا الباب الرابع كيق منحتيـ‬ ‫كانكا يحممكف أفكا اًر عف كيانية ككياف يعي ‪ُ ،‬‬

‫حددنا السبب المبا ر‬ ‫النيضة الصفكية فرصة أف يحققكه ‪ .‬كفي ختاـ ىذا الباب ّ‬ ‫القكتاف المتصارعتاف عمى فرضيا ‪ :‬العثمانيكف ‪،‬‬ ‫لميجرة ‪ .‬حيث رأينا كيق ( تآزرت ) ّ‬ ‫حد التركيع ‪،‬‬ ‫مف جانبيـ ‪ ،‬مارسكا ضلطاً عمى تمؾ المراكز العممية ‪ ،‬كصل إلى ّ‬ ‫فخمقكا حافز اليجرة ‪ .‬أما الصفكيكف فقد فتحكا أبكاب ببلدىـ لممياجريف ‪ ،‬فمنحكىـ‬ ‫المجاؿ الذؼ استكعب القسـ األكفى منيا ‪.‬‬

‫في الباب الثالث ‪ ،‬تعرفنا في معالـ المسرح الذؼ لعب فيو المياجركف أدكارىـ ‪،‬‬

‫عمى الكجو ال يعي إليراف ما ابل اليجرة‬

‫‪ .‬أك باألحرػ عمى الكجكه ال يعية ليا ‪.‬‬

‫كىناؾ رأينا كيق كانت ميداناً لحركات كتجمعات يعية اثني ع رية ن طة ‪ ،‬فضبلً‬ ‫كماً كنكعاً‬ ‫عف اتجاىات صكفية – يعية كأخرػ زيدية ‪ .‬باإلضافة إلى تكاجد ضخـ ‪ّ ،‬‬

‫غير يعي ‪ .‬كرأينا كيق أف تمؾ الحركات ال يعية حاكلت ثبلث مرات عمى األال‬

‫إاامة انظمة حكـ يعية بينيا كاحدة ذات كجو صكفي ‪ ،‬كالحركة الصفكية تماماً ‪.‬‬ ‫التصكر اف في أعماؽ المنطقة تحف اًز ‪ ،‬ب كل مف األ كاؿ ‪،‬‬ ‫كل ىذا دعانا إلى‬ ‫ّ‬ ‫في اتجاه الت ّيع ‪ .‬فإذا أضفنا إلى الصكرة ما ذكرناه أعبله ‪ ،‬مف تجمعات سكانية‬ ‫يعية كبيرة ‪ .‬نستنتج في النياية ‪ ،‬اف الحركة الصفكية ‪ ،‬عمى الرغـ مف األخطاء‬

‫التي ارتكبيا ال اه إسماعيل األكؿ في البداية ‪ ،‬اد دفعت التاريخ في االتجاه الذؼ كاف‬

‫يميل إليو ‪.‬‬

‫في الباب الرابع ‪ ،‬كىك ذركة البحث ‪ ،‬اتصمنا بالمياجريف في ميجرىـ ‪ .‬في‬

‫أبطاؿ اليجرة ‪ .‬درسنا رائدىا عمي بف عبد العالي الكركي ‪ .‬ذلؾ الطراز النادر مف‬ ‫الرجاؿ ‪ .‬ااـ كحده بعمل تعجز عنو جماعة كبيرة حسنة التنظيـ ‪ .‬دخل " إيراف "‬

‫كحيداً غريباً ‪ ،‬لكنو أصبح كاحداً مف أكثر الرجاؿ تأثي اًر في التاريخ الحديث ليذا البمد ‪:‬‬ ‫ااد كحده عممية تعميـ اممة ‪ ،‬انتظمت كل ال عب اإليراني ‪ ،‬مف سياسييو كمثقفيو‬

‫إلى سكاف القرػ كالدساكر ‪ .‬كاف مف نتيجتيا أف أصبحت الثقافة ال يعية جزءاً مف‬

‫ثقافة ال عكب اإليرانية ‪ .‬كما إنو كممثّل لمنيضة العاممية كأفكارىا ‪ ،‬نقل إلى ميجره‬

‫فك اًر كم ركعاً سياسياً ‪ ،‬ىي أفكار ال ييد األكؿ كم ركعو مف ابل ‪ .‬أىميا " كالية‬


‫الفقيو " التي أصبحت الخمفية الفكرية ل رعية الحكـ الصفكؼ ‪ ،‬كلكنيا أيضاً منحت‬

‫الكركي مرك اًز اكياً في الحكـ ‪ ،‬أفاد منو بكل كل ‪ ،‬في سبيل األمانة التي حمميا ‪.‬‬ ‫كالحقيقة إف ضخامة الدكر الذؼ ّأداه ىذا الرائد ‪ ،‬اد غطى عمى األبطاؿ الذيف‬ ‫مجرد استمرار لو ‪.‬‬ ‫جاؤكا مف بعده ‪ .‬بحيث يمكف أف نعتبرىـ مف زاكية مناىج عمميـ ّ‬ ‫عمى أف ىذا ال يعني أنيـ لـ يككنكا أبطاالً بمعنى الكممة ‪ .‬ال نستثني مف ىذه‬

‫االستم اررية سكػ بياء الديف العاممي ‪ ،‬الذؼ يعتبر ظاىرة مميزة بيف المياجريف ‪ .‬كاد‬ ‫ترؾ ‪ ،‬بطراز خصيتو المميز كثقافتو الكاسعة كأصالتو العممية ‪ ،‬كأدبو الرائع أث اًر كبي اًر‬

‫تحكؿ إلى أسطكرة ‪ .‬كحتى اليكـ فإف خصيتو عبية‬ ‫في عب المنطقة ‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫معركفة جداً كمحبكبة جداً في كل أنحاء " إيراف " ‪.‬‬ ‫المخصص لدراسة الحياة العقمية في " إيراف " في لحظات‬ ‫في الحقل الثاني‬ ‫ّ‬ ‫تفاعميا مع المياجريف ‪ ،‬رافقناىـ في فصكؿ أربعة ‪:‬‬ ‫في حركة الترجمة ‪ ،‬كرأينا كيق اامت حركة ترجمة ىائمة في إطار خطة‬

‫أف حركة تأليف‬ ‫الكركي ‪ ،‬انتيت إلى نقل عامة المكتبة ال يعية إلى الملة الفارسية ‪ .‬ك ّ‬ ‫اامت بمكازاتيا ‪ ،‬ساىـ فييا المياجركف مساىمة كبيرة ‪.‬‬ ‫ثـ رافقنا تصاعد نفكذ الفقياء في المجتمع اإليراني ‪ ،‬كاستمرار لخط الكركي‬

‫ييدية ‪ ،‬كرأينا كيق اتّسمت الحياة السياسية كاالجتماعية‬ ‫كأفكار المدرسة العاممية – ال‬ ‫ّ‬ ‫في تمؾ الفترة ‪ ،‬بسمطاف ليـ في الناس ‪ ،‬كما في السياسة ‪ ،‬كاف بينيـ الكثيريف مف‬

‫المياجريف ‪ .‬بل إف أكبر المناصب الدينية ظّمت محصكرة فييـ مدة تزيد عف ارف ‪.‬‬ ‫ظرىا‬ ‫في مقابل ىذا التصاعد لنفكذ الفقياء نيضت مدرسة فقيية جديدة ‪ ،‬من ّ‬

‫الحر العاممي " ‪ ،‬تطّمعت إلى العكدة إلى الينابيع‬ ‫كمنّفذ أفكارىا " دمحم بف الحسف ّ‬ ‫مختصيف ‪ ،‬عمييـ‬ ‫مجرد‬ ‫األكلى في الفقو‪ ،‬كأنكرت ما لمفقياء مف نفكذ ‪ ،‬معتبرة ّإياىـ ّ‬ ‫ّ‬

‫بأية صبلحيات‬ ‫حق التمتّع ّ‬ ‫أف ينقمكا لمناس ما يعرفكف ‪ ،‬دكف أف يمنحيـ كضعيـ ىذا ّ‬ ‫لتطكرات‬ ‫يختصكف بيا دكف غيرىـ ‪ .‬تمؾ ىي المدرسة األخبارية ‪ ،‬التي كانت فاتحة ّ‬ ‫ّ‬

‫تتبعيا عف‬ ‫ىامة ‪ ،‬خرجت عف إطار الثقافة ال يعية ‪ ،‬بل كعف إطار اإلسبلـ ‪ ،‬يخرج ّ‬ ‫غرض ىذا الكتاب ‪.‬‬ ‫التيار الفقيي – الكبلمي في الت ّيع –‬ ‫ىذا ‪ ،‬كمف جية اخرػ ‪ ،‬فقد استتبع نمك ّ‬ ‫كىك نتيجة لكل ما رصدناه حتى اآلف – اياـ صراع طرفو اآلخر التيار ال يعي –‬


‫مؤسسة ‪ ،‬تسبق تاريخياً الفترة التي عنيت بيا‬ ‫الصكفي ‪ .‬كىك صراع يمتد إلى مكااق َّ‬

‫– الكبلمي ‪ ،‬مف‬ ‫ظر مكاق الت يع الرسمي ‪ ،‬الفقيي‬ ‫ىذه الدراسة ‪ .‬كلكف الذؼ ن ّ‬ ‫ظ اًر‬ ‫الحر العاممي ‪ ،‬الذؼ عرفناه من ِّ‬ ‫التيار ال يعي – الصكفي ‪ ،‬ىك دمحم بف الحسف ّ‬ ‫لئلتجاه اإلخبارؼ ‪ .‬ىذا الصراع أدػ في النياية إلى إضعاؼ التيار الصكفي كثي اًر ‪،‬‬ ‫كاف لـ يقض عميو نيائياً ‪ .‬كىك مف المنعطفات اليامة في الثقافة ال يعية ‪.‬‬

‫أخي اًر ‪ ،‬إنني أدرؾ جيداً أف عممي ىذا ‪ ،‬عمى الرغـ مف النتائج الطريفة التي‬

‫مجرد محاكلة ‪ ،‬ربما ت ق الطريق لمحاكالت أفضل ‪.‬‬ ‫أراني كصمت إلييا ‪ ،‬يبقى ّ‬ ‫خاصة كاف دراسة ىذه اليجرة تنطكؼ عمى إمكانات كاسعة منا مثبلً ‪:‬‬ ‫‪ -‬ما ىك تأثير المياجريف عمى الحركة األدبية في " إيراف " ؟‬

‫ىذا المكضكع اد كضعناه منذ البدء خارج غرض الكتاب ‪ .‬كلكننا ن ير اآلف‬

‫إلى اف اليجرة اد أعطت األدب الفارسي أكثر مف اعريف بالفارسية ‪ ،‬نذكر منيـ‬

‫"بياء الديف العالممي " الذؼ أ رنا إلى آثاره ال عرية بالفارسية كايمتيا ‪ ،‬ك " مرتضى‬

‫بف أبي الحسف " الذؼ عاش في أكاخر العصر الصفكؼ كترؾ ع اًر فارسياً تخّمص فيو‬

‫بػ ػ " عمـ " ‪ .‬عمى أف أكثر المياجريف كانكا عراء ‪ .‬كال ؾ أف كجكدىـ عمى أرض‬

‫التماس بيف ال عر العربي كالفارسي ‪،‬‬ ‫"إيراف" عمى النحك الذؼ كصفناه اد رفع درجة‬ ‫ّ‬ ‫كمف المتكاع أف يترؾ ذلؾ آثا اًر تستحق االىتماـ ‪ ،‬في النتاج األدبي ‪ ،‬مما يقع في‬ ‫اختصاص دارسي األدب الفارسي ‪.‬‬

‫ لقد أ رنا في الكتاب ‪ ،‬إلى أف مف آثار نيضة الت ّيع في " إيراف " انتقاؿ‬‫مركز الثقل في الدراسات ال يعية إلييا ‪ .‬كاآلف ‪ ،‬ما كاف تأثير ذلؾ عمى‬ ‫الفقو الجعفرؼ كتطكره ؟ كاد أ رنا إلى ن أة الحركة اإلخبارية ‪.‬‬

‫ مف الجية األخرػ ‪ .‬ما كاف تأثير الصبلت الثقافية التي اامت بيف الكطف‬‫ادـ األب "المنس" اليسكعي نظرية ألصل ال يعة في "جبل‬ ‫كالميجر؟ ‪ .‬لقد ّ‬ ‫عامل" كجكاره تصميـ بالفرس ‪ ،‬كذلؾ استناداً إلى دراسة فيمكلكجية لملة‬

‫محق جداً في‬ ‫المحكية ‪ .‬حقاً لقد عاد الرجل عف ذلؾ فيما بعد ‪ ،‬كىك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عكدتو ‪ .‬كلكف ذلؾ ال ينفي صحة ما استند إليو ‪ ،‬أعني كجكد تأثيرات‬

‫فارسية كاضحة في الملة‬ ‫المحكية في "جبل عامل" ‪ ،‬كىذا يطرح سؤاالً‬ ‫ّ‬ ‫جديداً ‪ :‬كيق كصمت ىذه التأثيرات الملكية ؟ كيمكح لي أف السؤاؿ ير ّتد بنا‬ ‫إلى فترة اليجرة كالصبلت التي اامت بيف الكطف كالميجر ‪.‬‬


‫‪ -‬القصة التي يركييا الكتاب ‪ ،‬ىي في الكات نفسو اصة " كالية الفقيو " ‪.‬‬

‫كلكف ىنا لطبيعة المنيج ‪ ،‬جاءت مجتزأة مبتكرة ‪ ،‬ال تُلني إطبلااً عف‬ ‫القصة الكاممة منذ أف كانت " كالية الفقيو " م ركعاً جنينياً في النصكص‬ ‫الصادرة عف أئمة أىل البيت سبلـ هللا عمييـ ‪ ،‬حتى صارت جميكرية‬

‫إسبلمية ‪ .‬كتمؾ – لعمرؼ‪ -‬كاحدة مف أعظـ عمارات العقل ‪ .‬إنو التطكر‬ ‫المتآزر بكل عناصره ‪ :‬اإلر ادؼ كالعقمي كاألخبلاي ‪.‬‬

‫إف كتابة ىذه القصة ‪ ،‬إف أحسف الكاتب ‪ ،‬ستعطينا كاحداً مف أفضل الكتب‬ ‫ّ‬ ‫طيا امـ إنساف ‪.‬‬ ‫التي خ ّ‬

‫كمف الجدير بالذكر ما دمنا نتحدث عف اإلمكانات الخبيئة ‪ ،‬أف ىجرة مماثمة‬

‫خرجت مف نفس المصدر في الفترة نفسيا ‪ ،‬كلكنيا اتجيت إلى "اليند" ّأدت نكعياً دك اًر‬ ‫مماثبلً كاف يكف أال حجماً ‪ .‬كلكـ أتمنى أف يقكـ أحد المعنييف بالدراسات الحضارية‬ ‫في تمؾ المنطقة ‪ ،‬بدراسة اليجرة العاممية إلييا ‪ ،‬آمبلً أف يجد في عممي المتكاضع‬ ‫ميد لو السبيل ‪.‬‬ ‫ىذا ما ُي ّ‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬



‫الممحق األكؿ‬ ‫بحق ال يخ عمي بف عبد‬ ‫( الفرماناف المذاف أصدرىما ال اه طيماسب األكؿ الصفكؼ ّ‬ ‫العالي الكركي ‪ .‬كاد سبق تكثيقيما كتحميميما في القسـ المخصص لسيرتو كأعمالو في‬ ‫الكتاب )‪.‬‬

‫الفرماف األكؿ‬ ‫بسم‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا‬

‫" حيث أنو يبدك كيتضح مف الحديث الصحيح النسبة إلى اإلماـ الصادؽ عميع‬

‫السبلـ (أنظركا مف كتف منكـ اد ركػ حديثنا كنظر في حبللنا كحرامنا كعرؼ أحكامنا‬ ‫فارضكا بو حكماً فإني اد جعمتو حاكماً ‪ .‬فإف حكـ بحكـ فمف لـ يقبمو منو فإنما بحكـ‬ ‫حد ال رؾ ) ‪ .‬إف مخالفة حكـ‬ ‫هللا‬ ‫رد ‪ ،‬كىك رّاد عمى هللا كىك عمى ّ‬ ‫استخق كعمينا ّ‬ ‫ّ‬ ‫المجتيديف ‪ ،‬الحافظيف ل ريعة سيد المرسميف ‪ ،‬ىك كال رؾ في درجك كاحدة ‪ .‬لذلؾ‬

‫فإف كل مف يخالق حكـ خاتـ المجتيديف ‪ ،‬ككارث عمكـ سيد المرسميف كنائب األئمة‬

‫عمياً عالياً ‪ ،‬كال يتابعو ‪ ،‬فإنو ال‬ ‫المعصكميف عمييـ السبلـ ‪ ،‬ال يزاؿ كإسمو العالي ّ‬ ‫محالة ممعكف مردكد ‪ ،‬كعف ميبط المبلئؾ مطركد ‪ .‬كسيؤاخذ بالتأديبات البميلة ‪،‬‬ ‫كالتدبيرات العظيمة " ‪.‬‬


‫الفرماف الثاني ‪:‬‬ ‫بسم‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا‬

‫محمد يا عمي‬ ‫يا ّ‬ ‫صدور أمر ممكي ‪:‬‬ ‫حيث أف طمكع تبا ير الدكلة المتصمة باألبد ‪ ،‬كظيكر رايات السعادة كال ككة‬

‫الرفيعة ‪ ،‬المتاف لكال تكافقيما لـ يخط راـ السعادة ( باليمف ) عمى صحيفة أحكاؿ‬

‫– التي بظيكر مسيا‬

‫اللراء‬ ‫السعداء ‪ .‬كألننا نعمـ أف إعبلء أعبلـ ال ريعة النبكية ّ‬ ‫تزكؿ آثار الجيالة مف فضاء العالـ كالعالميف – مف جممة األركاف التي تقكـ عمييا‬ ‫السمطنة ‪ ،‬كالقكاعد التي يرتفع عميياء بناء الخيركالسعادة ‪ .‬كنعتبر أف إحياء رسكـ‬

‫سيد المرسميف ‪ ،‬كاظيار الطريقة الحقة لؤلئمة المعصكميف سبلـ هللا عمييـ ‪،‬‬ ‫ريعة ّ‬ ‫التي كالصبح الصادؽ تزيل غبار ظممة آثار بدع المخالفيف ‪ ،‬مف جممة مقدمات‬

‫ظيكر مس انت ار العدؿ ‪ ،‬كااامة ديف صاحب األمر ‪.‬‬

‫كمما ال ؾ فيو أف متابعة عمماء الديف ‪ ،‬كاالنقياد ليـ كالسير عمى ىدييـ ىك‬

‫أساس حصكؿ ىذه األمنية ‪ ،‬كمناو الكصكؿ إلى ىذا القصد ‪ .‬فيـ الذيف بمساعدتيـ‬ ‫كن رىـ ( لمديف ) كصيانة كحفع ريعة سيد المرسميف كبيداىـ كار ادىـ ‪ ،‬يستطيع‬

‫الناس جميعاً ‪ ،‬النفاذ مف مضيق الضبللة إلى ساحة اليداية ‪ .‬كمف يمف إفاداتيـ‬

‫الكثيرة البركات تمحى كدكرة الجيل كظممتو مف صحائق خكاطر أىل التقميد ‪ .‬ال‬

‫سيما في عصر ذؼ الفيض اللزير كال أف العالي ‪ ،‬المختص برتبة أئمة اليدػ عمييـ‬

‫السبلـ ‪ ،‬المتعالي إلى رتبة خاتـ المجتيديف ‪ ،‬كارث عمكـ سيد المرسميف حارس ديف‬ ‫أمير المؤمنيف ‪ ،‬ابمة األتقياء المخمصيف ‪ ،‬ادكة العمماء الراسخيف ‪ ،‬حجة اإلسبلـ‬ ‫كالمسمميف ىادؼ الخبلئق إلى الديف المبيف ‪ ،‬ناصب أعبلـ ال رع المتيف ‪ ،‬متبكع‬

‫مبيف الحبلؿ كالحراـ ‪ ،‬نائب اإلماـ‬ ‫أعاظـ الكالة في األكاف ‪ ،‬مقتدؼ كافة أىل الزماف ‪ّ ،‬‬ ‫عمياً عالياً ‪ .‬الذؼ بالقكة القدسية أكضح م كبلت‬ ‫عميو السبلـ ‪ ،‬ال زاؿ كاسمو العالي ّ‬

‫اكاعد المّمة كال رائع الحقة ‪ .‬بحيث أف العمماء الرفيعي ال أف ‪ ،‬مفتخريف كمباىيف بما‬ ‫استفادكا مف مقتبسات أنكار م كاة فيض آثاره ‪ .‬كأكابر أ راؼ الزماف لككا رأس‬

‫الطاعة كاإلنقياد إلى أكامر معقل اليداية كنكاىيو ‪ ،‬معتبريف أف اليداية كالنجاة في‬

‫متابعة أحكامو ‪.‬‬


‫تكجيت بكّميتيا إلعبلء أف‬ ‫العمية ك ّ‬ ‫كحيث أف اليمة ّ‬ ‫النية ال ريفة القدسية اد ّ‬ ‫ذلؾ الرفيع ال أف كتراية مكانتو كرفع رتبتو ‪ .‬لذلؾ فقد اررنا أف يتخذ السادات ِ‬ ‫العظاـ‬ ‫األكابر كاأل راؼ ِ‬ ‫الفخاـ كاألمراء كالكزراء كسائر أركاف الدكلة مف المكمى إليو ‪ ،‬ذؼ‬

‫الصفات القدسية ‪ ،‬مقتدػ ليـ كاماماً ‪ .‬كأف يقدمكا لو ( مراسيـ ) الطاعة في جميع‬

‫المتصديف لؤلمكر‬ ‫األمكر ‪ .‬فما أمر بو نافذ كما نيى عنو محظكر ‪ .‬كمف عزلو مف‬ ‫ّ‬ ‫ال رعية ‪ ،‬في الممالؾ المحركسة كالعساكر المنصكرة ‪ ،‬فإنو معزكؿ ‪ .‬كمف نصبو كاف‬ ‫منصكباً ال يحتاج في ىذا النصب كالعزؿ إلى سند آخر ‪ .‬كمف عزلو ال يعاد إلى‬

‫منصبو ما لـ يعد نصبو ذلؾ المتعالي المنقبة[ ‪ ]............................‬تحري اًر‬

‫في سادس ع ر ير ذؼ الحجة الحراـ سنة ‪. 939‬‬

‫كتبو طيماسب‬



‫الممحق الثاني‬

‫ٍ‬ ‫بفقياء مياجريف في الفترة التي عني بيا البحث ‪ ،‬دكف أف نرمي‬ ‫نعرؼ‬ ‫كفيو ّ‬ ‫إلى تقديـ ترجمة كافية لكل منيـ ‪ .‬بل عػنينا بالدرجة األكلى بذكر بمده األكؿ كميجره‬ ‫كزماف ىجرتو حيث أمكف ‪ .‬عمى أننا أثبتنا المصادر التي رجعنا إلييا أدنى كل ترجمة‬

‫ليستعيف بيا مف يريد التكسع ‪.‬‬

‫األكليف‬ ‫كما مف ريب عندنا في ّأنػو اد فاتنا الكثيركف ‪ .‬خصكصاً مف المياجريف ّ‬

‫الركاد ‪ ،‬الذيف ضاع ذكر الكثيريف منيـ كربما نيائياً ‪ .‬كذلؾ ابل أف تتحكؿ اليجرة إلى‬ ‫ّ‬ ‫ظاىرة بارزة تمفت النظر كتفكز بالمراابة كالتسجيل ‪ .‬كىك أمر لـ يحصل ‪ ،‬عمى أؼ‬

‫الحر العاممي في كتابو‬ ‫حاؿ إال بعد ما يزيد عمى ارف كنصق مف بدايتيا عمى يد ّ‬ ‫تتبعنا لئلجازات كالتمّمكات‬ ‫ال يير " أمل اآلمل" ‪ ،‬الذؼ فاتو بدكره الكثيركف ‪ .‬كلكال ّ‬

‫أؼ باحث يعرؼ أف ىذيف‬ ‫عمى بعض الكتب‬ ‫الخطية لكاف ما فاتنا أكثر بكثير ‪ .‬ك ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ظمة ‪ .‬بل‬ ‫المصدريف ‪ ،‬كخصكصاً الثاني منيما ‪ ،‬ال يمكف إخضاعيا لمنيج دراسة ُمن ّ‬

‫قرُر‬ ‫تخضع اإلستفادة منيا في مثل دراستنا لسمسمة مف المصادفات ‪ .‬تبػدأُ مف عندما ُي ّ‬ ‫الكاتب لئلجازة أك ُّ‬ ‫يخ كالمكاف ‪ .‬كتنتيي باننا نعػثػُػػر عمى األكتكبة‬ ‫التممؾ أف ُيثبت التار َ‬ ‫في الكات المناسب ‪ .‬مرك اًر بكل ما يمكف أف يحدث لمنص خبلؿ رحمتو في الزماف ‪.‬‬

‫تصكر القارغ عف مكضكع‬ ‫لكننا نعتقد أف ىذا الممحق ‪ ،‬ميما كاف ااص اًر ‪ُ ،‬‬ ‫سيلني ّ‬ ‫الكتاب ‪.‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫‪ -‬الشيخ إبراىيم بن إبراىيم بن فخر الدين البازورر ‪:‬‬

‫يظير مف النسبة أنو مف ارية " البازكرية " القريبة مف " صكر " ‪ .‬ا أر عمى ال يخ بياء الديف دمحم بف‬ ‫‪1030‬ق‪1620 /‬ـ ‪ ،‬كعمى ال يخ دمحم بف الحسف بف زيف‬

‫الجباعي المتكفي سنة‬ ‫الحسيف بف عبد الصمد ُ‬ ‫يؤخػ ػ ُذ مف ترجمتو‬ ‫أف اراءتو عمييما كانت في " إيراف " ‪ .‬كما ّ‬ ‫الديف المتكفي في السنة نفسيا ‪ .‬كال ؾ في ّ‬ ‫في ( أمل اآلمل ) أنو تكفي ابيل سنة تأليق ىذا الكتاب في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ في مدينة " طكس " ‪.‬‬ ‫كيفيـ مف مجمل ىذه المبلبسات انو ىاجر في سف مبكرة كعاش أكثر عمره في " إيراف " ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لو رسالة باسـ " رحمة المسافر كغنيتو عف المسامر" كديكاف عره ‪ .‬كأكثر عره في المدائح كالمراثي ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 25 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪.604/‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 63 / 5 :‬‬ ‫‪ -4‬الفكائد الرضكية ‪. 8 /‬‬

‫‪-5‬رياض العمماء ‪. 6 / 1 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ إبراىيم بن هعفر بن عبد الصمد الكركي ‪:‬‬

‫يظير مف النسبة أنو مف " كرؾ نكح " ىاجر في تاريخ غير معركؼ ‪ ،‬كسكف في بمدة " فراه " مف‬

‫الحر العاممي صاحب (أمل اآلمل) في أكاخر ذؼ الحجة سنة ‪1090‬ق‪1679 /‬ـ‬ ‫نكاحي " خراساف " ‪ .‬أجازه ّ‬ ‫حياً في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬ ‫‪ .‬كيظير أنو كاف ّ‬ ‫محدث ثقة محقق عابد ‪ .‬لو كتاب حسف كرسائل متعددة" ‪.‬‬ ‫الحر العاممي ‪ ":‬فاضل عالِـ فقيو ّ‬ ‫ااؿ فيو ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 27 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 65 / 5 :‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 8 / 1 :‬‬ ‫‪ -4‬الذريعة ‪. 633 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ إبراىيم بن عمي الهبعي ‪:‬‬

‫يظير مف النسبة أنو مف ارية " جباع " ‪ .‬تاريخ ىجرتو غير معركؼ ‪ .‬كلكنو كاف حياً في " إيراف "‬ ‫في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬

‫ااؿ فيو الحر العاممي ‪ " :‬فاضل صالح اعر أديب معاصر لو في رسالة في األصكؿ كأرجكزة في‬

‫المكاريث كغير ذلؾ " ‪ .‬كلكف في مخطكطتنا زيادة عمى ذلؾ ‪" :‬لو رسالة في طريق العمل كاالستدالؿ كلو‬

‫ديكاف عر ‪ .‬مف المعاصريف ‪ .‬سكف أصفياف " ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪ .29 / 1 :‬مخطكطتنا ‪. 10 /‬‬ ‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 19 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ إبراىيم بن عمي بن عبد العالي الميسي ‪:‬‬

‫مف ارية " ميس" في "جبل عامل "التي تُعرؼ أيضاً باسـ " ميس الجبل "‪.‬‬ ‫ىاجر إلى " إيراف " بعد السنة ‪934‬ق‪، /‬كتكفي ابل السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪ .‬فييا عمى األرجح ‪.‬‬

‫مف أجمة الفقياء كالمياجريف ‪ ،‬كلكف المعمكمات عف سيرتو كأعمالو في ميجره نادرة جداً ‪.‬‬


‫مصادر ترهمتو‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 29 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 10 /‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 311 / 5 :‬‬

‫‪ -4‬بحار األنكار ‪ . 59 – 57 / 25 :‬ك ‪ 87‬ك ‪. 93‬‬ ‫‪ -5‬رياض العمماء ‪. 19 /1 :‬‬

‫‪ -‬السيد مير از إبراىيم بن دمحم بن الحسين بن الحسن الموسور الكركي ‪:‬‬

‫كركي األصل ‪ُ ،‬كلد في " إيراف " ‪ .‬لل منصب يخ اإلسبلـ في " طيراف " التي كانت بمدة صليرة‬ ‫حياً أثناء تأليق امل اآلمل ( حك ‪1096 :‬ق‪1684 /‬ـ ) ‪.‬‬ ‫في زمانو ‪ ،‬كاف ّ‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 30 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪ 345 / 5 :‬ك ‪. 267 /25‬‬

‫كالسيد األميف ينقل نصكصاً م ككؾ بصحتيا تتعمق بسيرة المترجـ لو ‪.‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 27 / 1 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ إبراىيم بن دمحم بن عمي الحرفوشي الكركي ‪:‬‬

‫مف " كرؾ نكح " تكفي في " طكس " سنة ‪1080‬ق‪1669 /‬ـ ‪.‬كالظاىر انو ينتسب إلى األمراء آؿ‬

‫حرفكش ‪ ،‬الذيف حكمكا البقاع البعمبكي فترة طكيمة حتى اضت عمييـ الدكلة العثمانية في السنة‬

‫‪1866‬ـ ‪.‬‬

‫‪1286‬ق‪/‬‬

‫مصادر ترهمتو‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 30 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 347 / 5 :‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 28 / 1 :‬‬ ‫‪ -4‬فكائد الرضكية ‪. 12 /‬‬

‫‪ -‬الشيخ إبراىيم بن دمحم بن قاسم بن يوسف العاممي‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو سكػ القميل ‪ ،‬حتى أصمو في " جبل عامل "‪ ،‬كلكننا نظف ظناً يتاخـ اليقيف أنو ليس‬

‫كركياً ‪ ،‬فبالنسبة إلى ارية " كرؾ نكح " كانت في " إيراف " في ذلؾ العصر امتيا اًز كبي اًر ال يمكف إغفالو ‪ .‬كاف‬ ‫حياً في " إيراف " في السنة ‪1124‬ق‪1712 /‬ـ ‪ ،‬إذ ُكجدت بخطو إجازة صدرت مف الفيض الكا اني لحفيد‬ ‫ّ‬ ‫أخيو ‪ ،‬كتبيا عمى ظير نسخة مف ( الكافي ) مكجكدة في الخزانة الرضكية ‪ .‬كفيما خبل ذلؾ فبل ذكر لو في‬

‫كتب التراجـ ‪.‬‬

‫‪ -‬السيد أبو الحسن بن دمحم طاىر بن عبد الحميد بن موسى بن عمي بن معتوق الفتوني النباطي ‪:‬‬

‫كدفف في‬ ‫ُينسب إلى مدينة " النبطية " المعركفة في " جبل عامل " ‪ ،‬كلكنو ُكلد في "أصفياف" كتكفي ُ‬ ‫" النجق " ‪.‬‬

‫الحر العاممي ‪ ،‬كأااـ في " إيراف‬ ‫ا أر عمى ال يخ المجمسي صاحب (بحار األنكار) كالفيض الكا اني ك ّ‬ ‫" مدة طكيمة ‪ ،‬كجاكر آخر عمره في " النجق " حيث تكفي في السنة ‪1138‬ق‪1725 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬ركضات الجنات ‪. 630 /‬‬

‫‪ -2‬الذريعة ‪ 149 / 10 :‬ك ‪ 35 /14‬ك ‪. 113‬‬ ‫‪ -3‬لؤلؤة البحريف ‪. 107 /‬‬


‫‪ -‬الشيخ أحمد بن أحمد بن يوسف السوادر العيناثي ‪:‬‬

‫منسكب إلى ارية " عيناتا " ‪ .‬ك " السكادؼ " نسبة غير مفيكمة ‪ .‬ا أر عمى ال يخ دمحم بف الحسف بف‬

‫كيفيـ مف ذلؾ انو ىاجر إلى " إيراف " في أكائل عمره ‪ .‬كاف حياً‬ ‫ال ييد الثاني الذؼ ُكلد في " أصفياف " ‪ُ ،‬‬ ‫في السنة ‪1021‬ق‪ 1612 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 31 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬اعياف ال يعة ‪. 259 / 7 :‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 31 / 1 :‬‬

‫الحر ‪:‬‬ ‫ الشيخ أحمد بن الحسن بن عمي ّ‬‫الحر العاممي مؤّلق (أمل اآلمل) ‪ ،‬ىاجر إلى " إيراف " في السنة ‪1084‬ق‪1673 /‬ـ ‪ .‬كأااـ‬ ‫قيق ّ‬ ‫كظل ي لل ىذا المنصب حتى‬ ‫في " م يد " صار يخاً لئلسبلـ في " أصفياف " بعد كفاة أخيو ال يخ دمحم ّ‬ ‫كفاتو ‪ .‬كاف حياً في السنة ‪1120‬ق‪1708 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 31 /1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 302 / 7 :‬‬

‫‪ -3‬الذريعة ‪ 259 / 4 :‬ك ‪ 71 / 8‬ك ‪. 277 / 11‬‬ ‫‪ -4‬رياض العمماء ‪. 33 / 1 :‬‬

‫الحر المشغرر الهبعي ‪:‬‬ ‫ الشيخ أحمد بن الحسن بن دمحم بن عمي ّ‬‫نسبة إلى بمدة " م لرة " غربي سيل البقاع كعمى حدكد " جبل عامل " ك"الجبعي" نسبة إلى ارية "‬

‫جبع " أك "جباع " ال ييرة ‪ .‬كالبمداف مف المركز العممية المعركفة ‪ .‬كآؿ الحر سكنكا " م لرة " ثـ نزحكا عنيا‬

‫يفسر لنا النسبة المزدكجة لممترجـ لو ‪.‬‬ ‫إلى " جباع " كىذا ّ‬ ‫الحر العاممي صاحب (أمل اآلمل) كمف أبناء عمكمتو ‪ .‬كصفو بأنو "عالـ فاضل ماىر‬ ‫ىك ابف اخت ّ‬ ‫محدث ثقة ‪ ،‬مف المعاصريف " ‪.‬‬ ‫محقق عارؼ بالعقميات كالنقميات خصكصاً الرياضيات صالح كرع فقيو ّ‬ ‫كاف حياً في " أصفياف " في السنة ‪1106‬ق‪1694 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 32 / 1:‬‬ ‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 9/8 :‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 33 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ أحمد بن الحسين بن بدر الدين الحسن بن هعفر األعرهي الكركي ‪:‬‬

‫نسبة إلى " كرؾ نكح " ‪ .‬كىك مف عائمة حظيت بأرفع مكانة في "إيراف " لعدة أجياؿ ‪ .‬تمميذ لبياء‬

‫الديف العاممي ال يير‪ ،‬كاف حياً في الستة ‪1054‬ق ‪ 1644 /‬ـ كتكفي ابل السنة ‪1060‬ق‪ 1650 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 32 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪.18 /‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪.42 / 8 :‬‬

‫‪ -4‬فكائد الرضكية ‪ 15 /‬ك ‪. 397‬‬ ‫‪ -5‬رياض العمماء ‪. 35 / 1 :‬‬

‫‪ -6‬الذريعة ‪ 223 / 1 :‬ك ‪. 224 / 11‬‬


‫‪ -7‬بحار األنكار ‪ 131 / 25 :‬ك ‪. 132‬‬ ‫‪ -8‬ك ق الحجب ‪. 7 /‬‬

‫‪ -9‬تذكرة القبكر ‪. 121 /‬‬

‫‪ -‬السيد أحمد بن زين العابدين العمور ‪:‬‬

‫ابف زيف العابديف الذؼ سيأتي ذكره ‪ .‬كالظاىر أف السيد أحمد ُكلد في " إيراف " بعد ىجرة كالده أحد‬ ‫الحر العاممي بأنو " عالِـ فاضل زاىد محّقق متكّمـ " ‪.‬‬ ‫ركاد اليجرة ‪ .‬تمميذ الدامادكصيره ‪ .‬كصفو ّ‬ ‫ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪-1‬أمل اآلمل ‪. 33 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬تكرة القبكر ‪. 94 /‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 39 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ أحمد بن عمي بن عبد العالي الميسي ‪:‬‬

‫المتقدـ ذكره ‪ .‬سكف "‬ ‫نسبة إلى ارية " ميس " أك " ميس الجبل " في " جبل عامل " كىك أخك إبراىيـ‬ ‫ّ‬ ‫أصفياف " كمات بيا ‪.‬كاف حياً في السنة ‪1073‬ق‪1662 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 33 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬الذريعة ‪. 67 / 8 :‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 341 / 8 :‬‬ ‫‪ -4‬رياض العمماء ‪. 42 / 1 :‬‬

‫‪ -‬مير از غياث الدين أحمد بن دمحم بن عبد الحسيب العمور ‪:‬‬

‫تمخص‬ ‫سيأتي ذكر كالده السيد عبد الحسيب دمحم بف أحمد بف زيف العابديف ‪ .‬فقيو ك اعر بالفارسية ّ‬

‫بػ ػ " خياؿ " ‪ ،‬تكفي في السنة ‪1134‬ق‪1721 /‬ـ ‪ .‬عاش في " أصفياف " ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬تذكرة حزيف ‪. 57 /‬‬

‫‪ -2‬تذكرة القبكر ‪. 122 /‬‬ ‫‪ -‬الشيخ أسد هللا بن دمحم مؤمن الخاتوني ‪:‬‬

‫ىك مف "جبل عامل" بالتأكيد كاف كنا ال نعرؼ بمده األصمي بالتحديد‪ .‬كالظاىر أنو ُكلد في " إيراف " ‪.‬‬ ‫يعكد إليو الفضل في تأسيس المكتبة الرضكية التي صارت مف بعد مف اكبر كأثمف مكتبات العالـ‬

‫اإلسبلمي ‪ .‬حيث أكاق في السنة‬

‫‪1067‬ق‪1656 /‬ـ ثبلثمائة كتسعة كتسعيف كتاباً خطياً عمى الحضرة‬

‫الرضكية ‪ .‬كما تزاؿ الكتب التي أكافيا في عداد مخطكطات المكتبة كعمييا خاتـ الكافية ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 163 / 12 :‬‬ ‫‪ -2‬الذريعة ‪. 6 / 4 :‬‬

‫‪ -3‬فيرس المكتبة الرضكية ‪ /‬في أماكف كثيرة ‪.‬‬

‫‪ -‬السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني األنصارر ‪:‬‬

‫نسبة إلى ارية " أنصار" المعركفة في "جبل عامل" ىاجر ابل السنة ‪1025‬ق‪1616 /‬ـ ككاف في "‬

‫إيراف " حتى السنة ‪1057‬ق‪1647 /‬ـ عمى األال ‪ ،‬ا أر عمى ال يخ بياء الديف العاممي ال يير ‪ ،‬كأااـ في "‬ ‫طكس" كترؾ مؤلفات عديدة ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬


‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 42 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 55 /‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪ 158 / 13 :‬ك ‪. 102 / 46‬‬ ‫‪ -4‬ريحانة األدب ‪.54 / 3 :‬‬

‫‪ -5‬رياض العمماء ‪. 95 / 1 :‬‬ ‫‪ -‬السيد المير از هعفر بن إبراىيم بن دمحم بن الحسين بن الحسن الكركي ‪:‬‬

‫ابف مير از إبراىيـ المار ذكره ‪ .‬يخ اإلسبلـ في " طيراف " بعد أبيو ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 267 / 25 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ هعفر بن لطف هللا بن عبد الكريم بن إبراىيم بن عمي بن عبد العالي الميسي ‪:‬‬

‫الجـ ‪ ،‬سكاء في بمدىـ األصمي‬ ‫مف كبار الفقياء الذيف أنجبتيـ ىذه العائمة التي امتاز أبناؤىا بالفضل ّ‬ ‫" ميس " أـ في " إيراف " ‪.‬‬ ‫مف تبلمذة بياء الديف العاممي ‪ .‬سكف في " أصفياف " ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 65 / 16 :‬‬ ‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 10 /‬‬

‫‪ -3‬بحار األنكار ‪. 130 / 25 :‬‬ ‫‪ -4‬تذكرة القبكر ‪. 469 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ هعفر بن دمحم العاممي ‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو سكػ ما في إجازة كتبيا لمسيد أمير عمي كيا في " إيراف " كال ؾ ‪ ،‬يكـ الخميس ‪21‬‬

‫ذؼ الحجة سنة ‪959‬ق ‪1551 /‬ـ ‪ .‬كمنيا يظير انو في طميعة الفقياء العاممييف الذيف ىاجركا إلى " إيراف "‬

‫الحر العاممي لـ يذكره في ( أمل اآلمل ) ‪.‬‬ ‫‪ .‬كنبلحع اف ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬بحار األنكار ‪. 93 / 25 :‬‬ ‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 63 / 7 :‬‬

‫‪ -‬همال الدين حسين بن دمحم قاسم العاممي ‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو سكػ انو كاف في " م يد " في السنة ‪1113‬ق‪1701 /‬ـ ‪ ،‬حيث كتب أرجكزة نظميا‬

‫الحر ‪ ،‬الذؼ تجاىمو تماماً في ( أمل اآلمل ) ‪.‬‬ ‫ال يخ دمحم ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬الذريعة ‪. 466 / 1 :‬‬

‫‪ -‬السيد همال الدين بن يوسف بن أحمد بن نعمة هللا بن خاتون ‪:‬‬

‫مف آؿ خاتكف ‪ ،‬العائمة ال ييرة المنسكبة إلى ارية " عيناثا " في أعالي " جبل عامل " ‪ .‬ىاجر كالده‬

‫إلى " إيراف " كا أر عمى ال يخ حسيف بف عبد الصمد ككلده بياء الديف ‪ ،‬أؼ أف ىجرتو ابل السنة‬

‫‪983‬ق‪/‬‬

‫فالحر العاممي يصفو‬ ‫‪1575‬ـ التي تكفي فييا ابف عبد الصمد ‪ .‬كلعل ابنو ىذا ُكلد في الميجر كما نرجح ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ب ػ ػ " المعاصر" ‪ .‬تكفي ابل السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 45 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 118 / 1 :‬‬


‫‪ -‬السيد مير از حبيب هللا بن الحسين بن الحسن بن هعفر األعرهي الكركي ‪:‬‬

‫قيق السيد أحمد المار ذكره ‪ ،‬مف العائمة األعرجية الكركية التي لل أبناؤىا في " إيراف " أعمى‬

‫المناصب الدينية – السياسية ‪ .‬ىاجر مف " جبل عامل " كسكف "أصفياف " ‪ ،‬حيث ُعّيف في منصب الصدارة‬ ‫في السنة ‪1042‬ق‪1632 /‬ـ ‪ ،‬كظل في ىذا المنصب حتى كفاتو ‪ .‬كاف حياً في السنة ‪1050‬ق‪1640 /‬ـ ‪.‬‬ ‫كصفو في (أمل اآلمل) بأنو " كاف عالِماً عامبلً جميل القدر عظيـ ال أف كثير العمـ كالعمل " ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 56 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 90 / 20 :‬‬

‫‪ -3‬ذيل تاريخ عالـ آراؼ عباسي ‪. 91 /‬‬ ‫‪ -4‬ركضات الجنات ‪. 187 /‬‬

‫ الشيخ حسن بن إبراىيم بن عمي بن عبد العالي الميسي ‪:‬‬‫مر ذكر كالده ‪ .‬ااؿ فيو الحر العاممي " فاضل ِ‬ ‫عالـ جميل صالح معاصر" ‪ .‬سكف " أصفياف " ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬امل اآلمل ‪. 56 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 10/‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 440 / 20 :‬‬ ‫‪ -4‬رياض العمماء ‪. 141 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ بدر الدين حسن العاممي ‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو الكثير ‪ .‬عاش في " م يد " ككاف حياً فييا في السنة ‪1056‬ق‪1646 /‬ـ ‪ .‬حيث كتب‬ ‫بخطو في كتاب " التذكارات " المحفكظ اليكـ في مكتبة سبيساالر في " طيراف " إلى جانب أ ير فقياء ذلؾ‬ ‫الزماف القاطنيف في " أصفياف " ك " يراز " ك " اـ " ك " م يد " ‪ .‬كمف ذلؾ يظير جبللة ادره عمى الرغـ‬

‫مف تجاىل المترجميف لو ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬الذريعة ‪. 20 / 4 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 61 / 22 :‬‬ ‫‪ -3‬التذكارات ‪. 18 /‬‬

‫‪ -‬الشيخ حسن بن زين الدين بن دمحم بن حسن بن زين الدين الشييد الثاني ‪:‬‬

‫مف آؿ زيف الديف ‪ ،‬العائمة الجباعية ال ييرة التي أنجبت ع رات الفقياء ‪ ،‬منيـ ذكؼ األسماء‬

‫مؤسسيا ال يخ زيف الديف ال يير بال ييد الثاني‬ ‫البلمعة كاآلثار البااية ‪ ،‬كالتي تمزات في األاطار بعد مقتل ّ‬ ‫‪ ،‬ككصل بعض أبنائيا إلى " اليند "‪.‬‬

‫ااؿ فيو الحر العاممي ‪ " :‬عالـ فاضل صالح معاصر " ‪ .‬سكف " أصفياف " ككاف حياً فييا في السنة‬ ‫‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪ .‬كتكفي في السنة ‪1104‬ق‪1692 /‬ـ ‪ .‬كالظاىر أنو ىاجر في فترة مبكرة مف عمره‬ ‫صحبو كالده ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 63 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 410/ 21 :‬‬ ‫‪ -3‬يداء الفضيمة ‪. 159 /‬‬


‫‪ -4‬رياض العمماء ‪. 190 / 1 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ حسن بن عمي بن حسن بن يونس العيناثي ‪:‬‬

‫الحر العاممي ‪ " :‬كاف فاضبلً صالحاً معاص اًر " تكفي في "‬ ‫نسبة إلى ارية " عيناثا " ‪ .‬ااؿ فيو ّ‬ ‫أصفياف " ابل السنة ‪1096‬ق‪ 1684 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬امل اآلمل ‪. 65 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪.615 /‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 317 / 22 :‬‬ ‫‪ -4‬رياض العمماء ‪. 244 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ حسن بن عمي بن عبد العالي الكركي ‪:‬‬

‫ابف ال يخ الكركي ‪ ،‬المحقق الثاني ال يير ‪ ،‬ككاف مف عمماء دكلة ال اه طيماسب األكؿ الصفكؼ ‪.‬‬

‫ااؿ فيو مؤلق ( رياض العمماء ) ‪ " :‬فاضل عالـ فقيو متكمـ عظيـ ال أف " ‪ ،‬كاد الحع كل مف ترجـ لو‬

‫الحر العاممي لو في ( أمل اآلمل ) ‪ .‬كاف حياً في السنة ‪972‬ق‪1564 /‬ـ ‪.‬‬ ‫باستلراب تجاىل ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 321 / 22 :‬‬ ‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 260 / 1 :‬‬

‫‪ -3‬الذريعة ‪ 221 / 2 :‬ك ‪ 141 / 3‬كأماكف أخرػ ‪.‬‬ ‫دالحر ‪:‬‬ ‫محم ّ‬ ‫ الشيخ حسن بن عمي بن ّ‬‫كالد مؤلق ( أمل اآلمل ) ‪ّ .‬أكؿ مف ىاجر إلى " إيراف " مف ىذه العائمة ‪ .‬تكفي في السنة ‪1062‬ق‪/‬‬

‫كدفف في " م يد " ‪.‬‬ ‫‪1652‬ـ ُ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 65 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬الفكائد الرضكية ‪. 110 /‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 266 / 1 :‬‬

‫‪ -4‬أعياف ال يعة ‪. 436 / 22 :‬‬ ‫‪ -5‬ركضات الجنات ‪. 619 /‬‬ ‫‪ -‬الشيخ حسين العاممي ‪:‬‬

‫ال ُيذكر إال اسمو منسكباً " العاممي " ‪ ،‬ترجـ لو السيد األميف نقبلً عف ( ال جرة الطيبة ) ‪ ،‬فػق ػ ػ ػػاؿ ‪:‬‬ ‫"كاف عالماً فاضبلً كامبلً محققاً متبح اًر ثبتاً حافظاً حكيماً ميندساً متكّمماً ماى اًر في الفنكف الرياضية ال سيما‬

‫كدرس فييا"‪.‬‬ ‫أحكاـ النجكـ " ‪.‬سكف " م يد " ّ‬ ‫‪ -‬الشيخ حسين بن همال الدين بن يوسف بن خاتون العيناثي ‪:‬‬

‫الحر العاممي ‪ " :‬عالـ فاضل صالح محّقق مدّاق كرع معاصر "‬ ‫نسبة إلى ارية " عيناثا " ‪ .‬ااؿ فيو ّ‬ ‫‪ .‬كالظاىر أنو أااـ في " م يد " كاف حياً في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫طية ـ ‪. 24 /‬‬ ‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪ :‬نسختنا الخ ّ‬


‫‪-‬الشيخ حسين بن حسن المشغرر ‪:‬‬

‫الحر العاممي ‪ " :‬كاف فاضبلً صالحاً جميل القدر اع اًر أديباً " ‪ .‬كااؿ عبد هللا أفندؼ ‪" :‬‬ ‫ااؿ فيو ّ‬ ‫مؤرخو‬ ‫كاف رأس العامميف ‪ ،‬كرئيس‬ ‫ّ‬ ‫المحدثيف في عصره " ‪ .‬ا أر عمى بياء الديف العاممي كأجازه إجازة بخطو ّ‬ ‫في أكائل المائة الحادية ع رة ‪ .‬سكف "أصفياف" حتى مات ‪ .‬كاف حياً سنة ‪1048‬ق‪1638 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬امل اآلمل ‪. 69 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪ 43 / 2 :‬ك ‪. 45‬‬ ‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 295 / 25 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ حسين بن شياب الدين حسن الكركي ‪:‬‬

‫محدث اعر طبيب ‪ ،‬مف مؤسسي الحركة االخبارية في "إيراف" ‪ .‬عره ممتاز ‪،‬‬ ‫متعدد المكاىب ‪ّ ،‬‬ ‫كىك صاحب البيت السائر ‪:‬‬ ‫جػ ػ ػػكدؼ بكصػػل أك بػب ػيػف‬

‫فاليػػأس إحػػدػ ال ارح ػتػيػػف‬

‫ااـ برحبلت كاسعة حيث كصل إلى " اليند "كسكف "أصفياف" ‪ .‬تكفي في السنة ‪1076‬ق‪1665 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬سبلفة العصر ‪. 347 /‬‬

‫‪ -2‬خبلصة األثر ‪. 90 / 2 :‬‬

‫‪ -3‬الفكائد الرضكية ‪. 36 – 135 /‬‬ ‫‪ -4‬ركضات الجنات ‪. 629 /‬‬

‫‪ -5‬أعياف ال يعة ‪. 139 / 26 :‬‬ ‫‪ -6‬أمل اآلمل ‪. 70 / 1 :‬‬

‫‪ -7‬رياض العمماء ‪. 75 / 2 :‬‬ ‫‪ -‬السيد حسين بن حسن الكركي ‪:‬‬

‫سكف " أصفياف " كصار صد اًر لثبلثة مف ممكؾ العائمة الصفكية عمى التكالي‪ .‬مؤسس عائمة لمت‬

‫أرفع المناصب في " إيراف " ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 69 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 62 / 2 :‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 265 / 25 :‬‬

‫‪ -‬األمير السيد حسين بن حسن الكركي ‪:‬‬

‫سبط ال يخ الكركي عمي بف عبد العالي ‪ ،‬ىاجر مف " الكرؾ " إلى " إيراف " كسكف " ازكيف " ثـ "‬

‫أردبيل " فكاف يخاً لئلسبلـ بيا ‪ ،‬لو مكانة عالية جداً ‪ .‬تكفي في " ازكيف" في السنة ‪1001‬ق‪1592 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 190 / 26 :‬‬

‫‪ -2‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 145 / 1 :‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 62 / 2 :‬‬ ‫‪ -4‬الفكائد الرضكية ‪. 133 /‬‬

‫‪ -5‬ركضات الجنات ‪. 186 /‬‬

‫‪ -6‬أعياف ال يعة ‪. 282 / 25 :‬‬


‫‪ -‬السيد حسين بن حيدر بن قمر الحسيني الكركي ‪:‬‬

‫المعركؼ بالمجتيد ك بالمفتي بأصفياف بسبب تكليو منصبي القضاء كاإلفتاء بػ ػ" أصفياف " في دكلة‬

‫ال اه طيماسب الثاني‪.‬ا أر عمى بياء الديف العاممي كالسيد الداماد‪.‬كاف حياً في السنة ‪1038‬ق‪1628 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو‪:‬‬

‫‪ -1‬ركضات الجنات ‪. 89 – 188 /‬‬

‫‪ -2‬بحار األنكار ‪. 35 -133 / 25 :‬‬ ‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 378 / 25 :‬‬

‫‪ -4‬الذريعة ‪ 182 / 1 :‬ك ‪ 184‬ك ‪. 190‬‬ ‫‪ -5‬طرائق الحقائق ‪. 255 /‬‬

‫الشيخ حسين بن عبد الصمد الهباعي ‪:‬‬‫راجع سيرتو في الكتاب ‪.‬‬

‫‪ -‬الشيخ حسين بن عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد الهباعي ‪:‬‬

‫حفيد ال يخ حسيف بف عبد الصمد المار ذكره ‪ .‬كابف أخ بياء الديف العاممي ال يير ‪ .‬كاف ااضياً في‬ ‫" ىراة " كسكنيا كلو فييا أكالد كأحفاد ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬اعياف ال يعة ‪. 225 / 26 :‬‬ ‫رزلي ‪:‬‬ ‫‪ -‬الشيخ حسين بن عمي بن خضر ال ُف ُ‬

‫رزؿ " القريبة مف " كرؾ نكح " ‪ .‬سكف في " م يد " كمات بيا ‪.‬‬ ‫نسبة إلى ارية " ُ‬ ‫الف ُ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 77 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 34 / 27 :‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 143 / 2‬‬

‫الحر ‪:‬‬ ‫محمد ّ‬ ‫ الشيخ حسين بن عمي بن ّ‬‫عمذ مؤّلق ( أمل اآلمل ) ىاجر مف " جباع " أك " م لرة " كسكف "أصفياف"‪ .‬تكفي ُبعيد السنة‬ ‫‪1030‬ق‪ 1620 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 78 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 75 / 27 :‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 163 / 2:‬‬ ‫‪ -‬السيد حسين بن دمحم بن أبي الحسن الهباعي ‪:‬‬

‫مف آؿ أبي الحسف ‪ ،‬العائمة ال ييرة ‪ .‬سكف " م يد " فترة مديدة ‪ ،‬كصار يخاً لئلسبلـ فييا كسادناً‬

‫لمركضة ‪ .‬ا أر عمى بياء الديف العاممي المتكفى في السنة ‪1030‬ق‪1620 /‬ـ ‪ .‬كتكفي في السنة ‪1069‬ق‪/‬‬

‫‪1658‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 29 / 25 :‬‬ ‫‪ -2‬الذريعة ‪. 22 / 6 :‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 6 / 2 :‬‬ ‫‪ -‬السيد حسين بن دمحم بن عمي بن الحسين بن أبي الحسن الهبعي ‪:‬‬


‫مف عائمة ( أبي الحسف ) ال ييرة ‪ ،‬ىاجر مف " جباع " كسكف " م يد " كصار يخ اإلسبلـ بيا‬

‫باإلضافة إلى التدريس في الحضرة ال ريفة ‪ .‬تكفي في "م يد " في السنة ‪1069‬ق‪1658 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 79 /1 :‬‬ ‫‪ -2‬لؤلؤة البحريف ‪. 52 /‬‬

‫‪ -3‬ركضات الجنات ‪. 604 /‬‬

‫‪ -4‬أعياف ال يعة ‪. 214 / 25 :‬‬ ‫‪ -5‬رياض العمماء ‪. 670 / 2 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ بياء الدين حسين بن دمحم بن قاسم ‪:‬‬

‫طو كتبو في السنة‬ ‫ال ُيذكر في كتب التراجـ ‪ .‬كرأيت تممكاً عمى نسخة خطية لػ (تيذيب األحكاـ) بخ ّ‬ ‫منمق ‪ .‬كرأػ آغا بزرؾ كتاباً بخطو كتبو في " م يد " في السنة ‪1113‬ق‪/‬‬ ‫‪1101‬ق‪1689 /‬ـ بخط فارسي ّ‬ ‫‪1701‬ـ ‪ .‬مما ُيفيـ انو سكف ىناؾ مدة طكيمة ‪( ،‬الذريعة ‪. ) 466 / 1 :‬‬ ‫‪ -‬السيد حيدر العاممي المشيدر ‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو سكػ انو سكف ببلد " آذربيجاف " كابل ذلؾ في " م يد " ‪ُ .‬كصق بأنو " كاف فاضبلً‬ ‫متبح اًر في األحاديث " ‪ .‬كاف حياً في " آذربيجاف " في السنة ‪1158‬ق‪1745 /‬ـ ‪.‬‬ ‫ُم ّ‬ ‫حدثاً ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 22 / 29 :‬‬ ‫‪ -‬السيد حيدر بن نور الدين عمي بن أبي الحسن الهبعي ‪:‬‬

‫الحر العاممي بأنو " عالـ فاضل فقيو صالح جميل القدر " ‪،‬‬ ‫مف عائمة أبي الحسف‬ ‫ّ‬ ‫الجبعية ‪ .‬كصفو ّ‬ ‫كاف يسكف " أصفياف " في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪ .‬كىك ابف أخ صاحب (المدارؾ) ككالد السيد مرتضى‬ ‫اآلتي ذكره ‪ .‬كسبللتو حتى اآلف في "أصفياف" ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 84 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 226 / 2 :‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 214 / 28 :‬‬ ‫‪ -4‬فكائد الرضكية ‪. 167 /‬‬

‫‪ -5‬ركضات الجنات ‪. 603 /‬‬ ‫‪ -6‬لؤلؤة البحريف ‪. 44 /‬‬

‫ الشيخ خير الدين بن عبد الرزاق بن مكي بن عبد الرزاق بن عمي بن الشييد األول العاممي الشيرازر ‪:‬‬‫النقمية‬ ‫ااؿ فيو صاحب رياض العمماء ‪ " :‬فاضل عالـ فقيو متكّمـ محّقق مدّاق جامع لمعمكـ‬ ‫العقمية ك ّ‬ ‫ّ‬ ‫األدبية كالرياضية " ‪ .‬كاف معاص اًر لم يخ بياء الديف ‪ .‬سكف في " يراز " مدة طكيمة ‪ .‬ايل إنو لما أّلق‬ ‫ك ّ‬ ‫ال يخ بياء الديف كتاب " الحبل المتيف " أرسمو إليو إلى " يراز " ليطالعو كيستنسخو ‪ .‬إذف ‪ ،‬فقد كاف حياً‬ ‫في السنة ‪1007‬ق‪1598 /‬ـ ‪ ،‬تاريخ تأليق ذلؾ الكتاب ‪ .‬كليذا ال يخ اكالد كأحفاد كانكؿ يسكنكف في "‬ ‫طيراف " بتاريخ تألبق رياض العمماء في السنة ‪1106‬ق‪1694 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬رياض العمماء ‪. 260 / 2 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 175 /‬‬

‫‪ -3‬الذريعة ‪ 80 / 6 :‬ك ‪. 6 / 7‬‬


‫‪ -4‬ركضات الجنات ‪. 595 /‬‬ ‫ الشيخ درويش بن دمحم بن الحسن ‪:‬‬‫راجع سيرتو في الكتاب أعبله ‪.‬‬

‫‪ -‬السيد الرضي بن حسن بن محيي الدين ‪:‬‬

‫نظف أنو مف " جباع " كاف يسكف " جيبلف " في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 84 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 106 / 32 :‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 316 / 2 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ رضي الدين بن عمي بن أحمد بن دمحم بن أبي هامع الهباعي ‪:‬‬

‫مف آؿ جامع العائمة العممية الجباعية التي ما يزاؿ أعقابيا حتى اآلف في "جبل عامل" ك " العراؽ " ك‬

‫" إيراف " ‪ .‬ىاجر كسكف " ك تر " ‪ .‬أرجع إليو ال اه عباس األكؿ أمر القضاء ككالية األكااؼ في جنكب "‬

‫إيراف " ‪ ،‬كأف ينصب لمقضاء مف اء كيعزؿ مف اء ‪ .‬سكف " ىمذاف " أيضاً ‪ .‬جاكر أكاخر عمره " النجق‬ ‫" حيث تكفي ‪ .‬كىك أخك ال يخ عبد المطيق اآلتي ذكره ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 108 / 32 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ زين الدين بن عمي بن دمحم بن الحسن بن زين الدين الهباعي ‪:‬‬

‫مف أكالد ال ييد الثاني ‪ .‬ىاجر كالده ال يخ عمي مف " جباع " إلى " إيراف " كأااـ في " أصفياف " ‪،‬‬

‫كىي مسقط رأس المترجـ لو ‪ .‬تكفي اباً ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 92 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 298 / 33 :‬‬ ‫‪ -3‬الدر المنثكر ‪. 246 / 2 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ زين الدين بن دمحم بن الحسن بن زين الدين الهباعي ‪:‬‬

‫الحر العاممي ‪ " :‬يخنا األكحد " كااؿ فيو المحبي ‪ " :‬أحد فضبلء‬ ‫مف أجّمة آؿ زيف الديف ‪ .‬ااؿ فيو ّ‬ ‫الزماف " ‪ .‬ىاجر إلى " إيراف " كأااـ مدة ‪ .‬كآثر في آخر عمره المجاكرة في " مكة " حيث تكفي في السنة‬

‫‪1064‬ق‪1653 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 93 /1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 298 /‬‬ ‫‪ -3‬سبلفة العصر ‪. 308 /‬‬

‫‪ -4‬خبلصة األثر ‪. 191 / 2 :‬‬

‫‪ -5‬فكائد الرضكية ‪. 94 – 192 /‬‬ ‫‪ -6‬لؤلؤة البحريف ‪. 82 /‬‬

‫‪ -7‬أعياف ال يعة ‪. 302 / 33 :‬‬


‫الحر المشغرر ‪:‬‬ ‫ الشيخ زين العابدين بن الحسن بن عمي ّ‬‫قيق صاحب (أمل اآلمل) ‪ .‬تنّقل كثي اًر في الببلد ‪ .‬كترؾ مؤّلفات كثيرة بالعربية كالفارسية ‪ .‬تكفي‬ ‫في " صنعاء " اافبلً مف الحج في السنة ‪1078‬ق‪1667 /‬ـ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 98 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 11 /‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 329 / 33 :‬‬ ‫‪ -4‬الذريعة ‪.151 / 1 :‬‬

‫‪ -5‬كما ترجـ لو في ( نسمة السحر ) المخطكو ‪.‬‬ ‫‪ -‬السيد األمير زين العابدين الحسيني ‪:‬‬

‫ال ُيذكر إال ىكذا ‪ ،‬حتى اسـ أبيو ُيلفل ‪ .‬كىك ابف أخت بياء الديف العاممي ال يير كمف تبلميذه ‪.‬‬ ‫الحر العاممي في ( أمل اآلمل ) ‪.‬‬ ‫كاد تجاىل ذكره ّ‬ ‫ترؾ مؤلفات كثيرة بالفارسية ‪ .‬سكف " ازكيف " ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 330 / 33 :‬‬ ‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 397 / 2 :‬‬ ‫‪ -3‬الذريعة ‪. 63 / 5 :‬‬

‫‪ -‬السيد زين العابدين العمور الكركي ‪:‬‬

‫صير المحّقق الكركي ال يخ عمي بف عبد العالي ‪ .‬كالظاىر أنو ىاجر معو أك في أيامو إلى " إيراف‬ ‫مرت ترجمة ابنو السيد أحمد كستأتي‬ ‫" ‪ .‬كىك مؤسس عائمة مف الفقياء الذيف حظكا بأعمى المراكز ‪ .‬كاد ّ‬ ‫ترجمة أحفاده ‪ .‬كراجع م جر العائمة في ممحق خاص بيذا الكتاب ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬تكممة أمل اآلمل ‪. 225 /‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 204 / 18 :‬‬

‫‪ -‬مير عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين العمور الكركي ‪:‬‬

‫كفي بعض المصادر ( دمحم عبد الحسيب ) كىذا التركيب مألكؼ في أسماء أبناء ىذه العائمة ‪ .‬كيبدك‬

‫أف ( دمحم ) ُيضاؼ لمت ريق ‪ ،‬كىك من أ ىذا االضطراب‪ .‬مؤّلق مكثر بالفارسية ‪ .‬تكفي سنة‬ ‫كدفف في مقبرة " ِتخت فكالذ " ‪.‬‬ ‫‪1709‬ـ في " أصفياف " ‪ُ ،‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪1121‬ق‪/‬‬

‫‪ -1‬تذكرة القبكر ‪. 122 /‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 267 / 45 :‬‬ ‫‪ -3‬تكممة أمل اآلمل ‪. 260 /‬‬

‫‪ -‬الشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد الهباعي ‪:‬‬

‫قيق ال يخ بياء الديف العاممي ‪ُ .‬كلد في " إيراف " كتكفي في طريق الحج ارب "المدينة المنكرة" في‬ ‫كنقل جسده إلى " النجق " ‪ .‬صنق أخكه ألجمو كتابو " الصمدية " في النحك ‪.‬‬ ‫السنة ‪1020‬ق‪1611 /‬ـ ‪ُ ،‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 109 / 1 :‬‬


‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 231 /‬‬

‫‪ -3‬ركضات الجنات ‪. 193 /‬‬

‫‪ -4‬بحار األنكار ‪. 95 / 25 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ عبد العالي بن عمي بن عبد العالي الكركي ‪:‬‬

‫الحر العاممي ‪ " :‬الفاضل العالـ الفقيو الجميل‪ ...‬كاف ظير ال يعة‬ ‫ابف المحقق الكركي ‪ .‬ااؿ فيو ّ‬ ‫كظييرىا بعده كرأس اإلمامية إثر كالده " ‪ .‬أااـ في " كا اف " ااعدة أبيو مف ابل ‪ .‬تكفي في السنة ‪993‬ق‪/‬‬

‫كدفف فييا ‪ .‬ثـ نقل جثمانو إلى " م يد " ‪.‬‬ ‫‪1585‬ـ ‪.‬في " أصفياف " ُ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 110 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 280 / 25 :‬‬ ‫‪ -3‬الذريعة ‪. 110 / 5 :‬‬

‫‪ -4‬فكائد الرضكية ‪. 232 /‬‬

‫‪ -5‬اصص العمماء ‪. 335 /‬‬

‫‪ -6‬ركضات الجنات ‪. 351 /‬‬

‫‪ -7‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 154 / 1 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ عبد المطيف بن عمي بن أحمد بن أبي هامع الهباعي ‪:‬‬

‫كعائمى آؿ أبي جامع الجباعية مف العائبلت العممية العريقة ‪ .‬ىاجر ال يخ عمي بف أحمد كالد‬

‫المترجـ لو بعد مقتل ال ييد الثاني ‪ ،‬كتكفي في " الحكيزة " ‪ ،‬كعاش اإلبف فترة ما في " أصفياف " ‪ ،‬حيث ا أر‬

‫اختصت ىذه العائمة ‪ ،‬أعني‬ ‫عمى بياء الديف العاممي ‪ ،‬كأااـ فيما بعد في " خمق آباد " كفي " يراز " ‪ .‬كاد‬ ‫ّ‬ ‫أبناء ال يخ عبد المطيق كاخكتو رضي الديف كحسف كفخر الديف كأبنائيـ ‪ ،‬بجنكب " إيراف " ‪ ،‬كانتقل أبناء‬ ‫ال يخ محيي الديف بف حسيف بف محيي الديف بف عبد المطيق المترجـ لو إلى " العراؽ " ‪ ،‬حيث صاركا مف‬ ‫يكخ القبائل ‪ .‬كما يزاؿ أعقابيـ حتى اليكـ في "العراؽ " كيعرفكف بآؿ محيي الديف ‪ .‬راجع م جرة العائمة‬

‫أدناه ‪ .‬كسنستلني بيا عف ذكر أبنائيا كاحداً كاحداً ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 111 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬تكممة امل اآلمل ‪. 272 /‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 256 / 3 :‬‬ ‫‪ -4‬ريحانة األدب ‪. 55 / 3 :‬‬

‫كلمف يريد التكسع في دراسة ىذه العائمة كدكرىا مراجعة المصادر أعبله ‪ ،‬فضبلً عف أعياف ال يعة ‪.‬‬

‫‪ -‬الشيخ عبد هللا بن هابر ‪:‬‬

‫ركاد اليجرة األكائل ‪ ،‬ككأكثر ىؤالء ال نعرؼ عنو إال القميل ‪ ،‬مف ذلؾ أصمو في " جبل عامل "‬ ‫مف ّ‬ ‫‪ ،‬كالظاىر أنو ىاجر بعد السنة ‪940‬ق‪1533 /‬ـ تاريخ كفاة المحقق الكركي إذ ال ركاية لو عنو ‪ .‬كالظاىر‬ ‫أنو عاش كتكفي في " أصفياف " ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 112 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 177 /‬‬ ‫‪ -3‬تذكرة القبكر ‪. 320 /‬‬


‫‪ -‬الشيخ عبد هللا بن دمحم الفقعاني ‪:‬‬

‫كذا النسبة في ( أمل اآلمل ) ‪ ،‬كالظاىر أنو تصحيق عف ( العنقاني ) نسبة إلى ارية " عيف اانا "‬

‫الحر العاممي بأنو " عالـ فاضل عابد زاىد محقق " ‪ ،‬ثـ أنو ااؿ إنو كاف ريكو‬ ‫في " جبل عامل " ‪ .‬كصفو ّ‬ ‫الحر ‪ ،‬يعني في " م لرة " كأنو كاف يسكف " أصفياف " كات تأليق ( أمل‬ ‫في الدرس عمى عمو ال يخ دمحم ّ‬

‫اآلمل ) أؼ في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪ .‬كيؤخذ مف مجمل ىذا الكبلـ أنو ىاجر ابل ذلؾ التاريخ بمدة ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 113 /1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 256 /‬‬

‫‪ -‬الشيخ عمي بن أحمد النباطي ‪:‬‬

‫نسبة إلى بمدة " النبطية " ‪ .‬كالنباطي تمميذ لم يخ بياء الديف العاممي أجاز لو في السنة‬

‫‪1011‬ق‪/‬‬

‫‪1602‬ـ ‪ .‬كما أجاز لو أيضاً في السنة ‪1012‬ق‪1603 /‬ـ ‪ .‬كنفيـ مف ىذا أنو كاف يقيـ في " أصفياف " ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬الذريعة ‪ 113 / 1 :‬ك ‪. 301 / 5‬‬

‫الحر المشغرر ‪:‬‬ ‫ الشيخ عمي بن الحسن ّ‬‫الحر العاممي مؤلق ( أمل اآلمل ) ‪ .‬ااؿ فيو ‪ " :‬كاف فاضبلً صالحاً زاىداً عابداً " ‪ .‬تكفي اافبلً‬ ‫أخك ّ‬ ‫مف الحج في " الحسا " في السنة ‪1087‬ق‪1676 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 118 /1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 276 /‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 410 / 3:‬‬ ‫ الشيخ عمي بن الحسين بن عبد العالي الكركي ‪:‬‬‫راجع سيرتو في الكتاب ‪.‬‬

‫‪ -‬السيد مير از عمي رضا بن حبيب هللا األعرهي الكركي ‪:‬‬

‫مف العائمة األعرجية الكركية ‪ ،‬التي لل أبناؤىا أرفع المناصب في " إيراف " يخ اإلسبلـ في "‬

‫أصفياف " العاصمة مدة ثبلثيف سنة بعد كالده المار ذكره ‪ .‬تكفي في السنة‬ ‫م جرة العائمة في ممحق خاص في ىذا الكتاب‪.‬‬

‫‪1091‬ق‪1680 /‬ـ ‪ .‬راجع‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 620 / 1‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 187 /‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 268 / 25 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ عمي بن زين الدين بن دمحم بن الحسن بن زين الدين الهبعي ‪:‬‬

‫مف عائمة زيف الديف ‪ .‬سكف " أصفياف " حيث ا تير بال يخ عمي ككجؾ أؼ الصلير تمي اًز لو عف‬

‫عمو الذؼ يحمل اإلسـ نفسو ‪ .‬كاف حياً فييا في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 120 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 269 / 41 :‬‬ ‫‪ -3‬ركضات الجنات ‪. 398 /‬‬


‫‪ -4‬الذريعة ‪. 217 / 1 :‬‬

‫‪ -5‬رياض العمماء ‪. 99 / 4 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ عمي بن صبيح العاممي ‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو نسبو كأصمو إال ىذا ‪ .‬يخ اإلسبلـ في " يزد " معاصر لم يخ بياء الديف العاممي ‪.‬‬

‫كفي رياض العمماء ‪ :‬ابف صبح ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 121 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪.109 / 4 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ زين الدين عمي عرب ‪:‬‬

‫منجـ " سكف "ىراة" في السنة ‪ 928‬ق‪/‬‬ ‫مف ركاد اليجرة األكائل ‪ .‬يكصق بأنو " فاضل عالـ طبيب ّ‬ ‫فكض إليو ال اه إسماعيل األكؿ منصب يخ اإلسبلـ كالقضاء ‪ .‬كلكنو ما إف تكفي ال اه‬ ‫‪1521‬ـ ‪ .‬حيث ّ‬ ‫حتى انقمب عائداً إلى كطنو ‪ .‬كلذلؾ فإف ما نعرفو عنو اميل جداً ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫السير ‪. 316 / 3 :‬‬ ‫‪ -1‬حبيب ّ‬ ‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 323 / 3 :‬‬ ‫‪ -3‬الذريعة ‪. 33 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ عمي بن عمي بن أحمد بن هعفر العمرر الميسي ‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو الكثير ‪ .‬كالظاىر أنو عاش في " أصفياف " ‪ .‬كاف حياً في السنة ‪1105‬ق‪1693 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعياف ال يعة ‪. 349 / 41 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ عمي بن عمي الفقيو الفرزلي ‪:‬‬

‫نسبة إلى ارية " الفرزؿ " ارب " كرؾ نكح " ‪ .‬سكف " م يد " ككاف حياً فييا في السنة‬ ‫ركاد اليجرة ‪ .‬كىذا القميل أخذناه عف آغابزرؾ في ( الذريعة ‪:‬‬ ‫‪1575‬ـ ‪ ،‬ال نعرؼ عنو الكثير كأكثر ّ‬ ‫‪ ) 420‬الذؼ رأػ نسخة مف كتاب بخط الفرزلي كتبيا في " م يد " بتاريخ‬ ‫إجازة بخطو في السنة ‪ ، 983‬كتبيا في " م يد " أيضاً ‪.‬‬

‫‪ -‬الشيخ عمي بن دمحم بن الحسن بن زين الدين الهبعي ‪:‬‬

‫‪983‬ق‪/‬‬

‫‪ 14‬ذؼ الحجة ‪ ، 982‬عمييا‬

‫تصدػ لممتصكفة كاالخبارييف ‪ ،‬كاد أ رنا في الكتاب إلى‬ ‫ىاجر في بابو كسكف " أصفياف " ‪ّ .‬‬ ‫أعمالو في ىذا السبيل ‪ .‬تكفي في السنة ‪1103‬ق‪1691 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 129 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬الذريعة ‪ 220 / 1 :‬ك ‪. 86 / 8‬‬ ‫‪ -3‬اصص العمماء ‪. 301 /‬‬ ‫‪ -4‬لؤلؤة البحريف ‪ 85 /‬ىا ‪.‬‬

‫‪ -5‬طرائق الحقائق ‪. 175 / 1 :‬‬ ‫‪ -6‬ركضات الجنات ‪. 397 /‬‬

‫‪ -7‬الدر المنثكر ‪ . 222 / 2 :‬كىنا ترجمة بقممو ‪.‬‬ ‫‪ -8‬رياض العمماء ‪. 197 / 4 :‬‬

‫‪/1‬‬


‫ الشيخ عمي بن ىالل الكركي ‪:‬‬‫راجع سيرتو في الكتاب ‪.‬‬

‫‪ -‬الشيخ لطف هللا بن عبد الكريم الميسي ‪:‬‬

‫ال يير ‪ .‬ىاجر في أكائل عمره حيث أااـ في " م يد " ‪ ،‬ثـ في " ازكيف " ثـ بعد أف بنى لو ال اه‬

‫عباس األكؿ المسجد المنسكب إليو كالمعركؼ باسـ " مسجد ال يخ لطق هللا " ‪ ،‬حتى اآلف انتقل إلى "‬

‫أصفياف " حتى كفاتو في السنة ‪1032‬ق‪1622 /‬ـ ‪ .‬كىك كالد ال يخ جعفر المار ذكره ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 136 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬تذكرة القبكر ‪. 469 /‬‬

‫‪ -3‬عالـ آراؼ عباسي ‪. 157 /‬‬ ‫‪ -4‬فكائد الرضكية ‪. 367 /‬‬

‫‪ -5‬بحار األنكار ‪. 131 / 25 :‬‬ ‫‪ -6‬ركضات الجنات ‪. 10 /‬‬

‫‪ -‬السيد مير دمحم أشرف بن عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين الكركي ‪:‬‬

‫كجده‬ ‫مر ذكر كالده عبد الحسيب ّ‬ ‫عالـ فاضل ّ‬ ‫محدث أديب اعر ‪ .‬فرع العائمة العمكية الكركية ‪ .‬كاد ّ‬ ‫جده زيف العابديف ‪ .‬تمميذ المجمسي صاحب (بحار األنكار) كاجازتو لو في ( الذريعة ‪149 / 1 :‬‬ ‫احمد ككالد ّ‬ ‫) في ( تذكرة القبكر ‪ ،) 122 /‬إنو تكفي في السنة ‪1133‬ق‪1720 /‬ـ كفي ( الذريعة ‪ ) 96 /10 :‬في‬ ‫السنة ‪1145‬ق‪1732 /‬ـ ‪ .‬سكف " أصفياف " كآبائو ‪ .‬خّمق كلديف ‪ :‬مير دمحم حفيع كمير مرتضى ‪ ،‬ككانا‬

‫عالميف فاضميف ‪ .‬كاألخير خّمق دمحم باار ّأكؿ مف ىاجر مف ىذه السمسمة إلى " نجق آباد " ‪ .‬راجع م جرة‬ ‫العائمة في ممحق خاص بيذا الكتاب ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬تذكرة القبكر ‪ 122 /‬ك ‪. 147‬‬ ‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 296 / 43 :‬‬ ‫‪ -3‬تذكرة حزيف ‪.56 /‬‬

‫‪ -4‬فكائد الرضكية ‪. 396 /‬‬ ‫‪ -‬الشيخ دمحم الهوادبن عمي الهامعي ‪:‬‬

‫مف عائمة أبي جامع الجباعية التي سبقت اإل ارة إلييا ‪ .‬كال ذكر لممترجـ لو في كتب التراجـ التي‬

‫بيف يدؼ ‪ ،‬سكػ إ ارة في ( الذريعة ‪:‬‬

‫‪ ) 56 / 4‬تقكؿ أنو كاف يخاً لئلسبلـ في " تستر" في السنة‬

‫‪1042‬ق‪1632 /‬ـ ‪ ،‬إلى أف تكفي في السنة ‪1050‬ق‪ 1640 /‬ـ ‪.‬‬ ‫‪ -‬الشيخ دمحم بن الحسن بن زين الدين ‪:‬‬

‫مف عائمة زيف الديف الجباعية ذات المكانة كالصيت ‪ .‬عاش حياة امقة غير مستقرة بسبب‬

‫الفتف كالمبلحقة في ببلده ‪ .‬منيا فترة في " أصفياف " حيث استقر أكالده كلكف المترجـ لو تكفي في " مكة "‬ ‫في السنة ‪1030‬ق‪1620 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 138 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪ 349 / 43 :‬ك ‪. 65 /44‬‬


‫‪ -3‬اصص العمماء ‪. 297 /‬‬

‫‪ -4‬الدر المنثكر ‪ . 209 / 2 :‬كىنا سيرتو بقمـ كلده مؤلق الكتاب ‪.‬‬

‫الحر المشغرر ‪:‬‬ ‫ الشيخ دمحم بن الحسن بن عمي بن دمحم بن الحسين بن ّ‬‫مؤّلق ( أمل اآلمل ) المصدر األكؿ ليذه الدراسة ‪ ،‬كاد أ رنا إلى عممو اآلخر ( كسائل ال يعة )‬

‫الحر العاممي مف كبار المياجريف كأبعدىـ أث اًر ‪ .‬ىاجر في السنة ‪1073‬ق‪1662 /‬ـ ‪،‬‬ ‫كأثره ‪ ،‬في الكتاب ‪ .‬ك ّ‬ ‫كأعطي منصب يخ اإلسبلـ كااضي القضاة في " م يد " ‪ .‬تكفي فييا في السنة ‪1104‬ق‪1692 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪ . 141 / 1 :‬كىنا ترجمة بقممو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 55 / 44 :‬‬ ‫‪ -3‬سبلفة العصر‪. 359 /‬‬ ‫الح ُجب‪. 6 /‬‬ ‫‪ -4‬ك ق ُ‬

‫‪ -5‬خبلصة األثر ‪. 432 / 3 :‬‬

‫‪ -6‬الذريعة ‪ 263 / 11 :‬كأماكف أخرػ متعددة ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ركضات الجنات ‪. 619/‬‬ ‫‪ -8‬فكائد الرضكية ‪. 276 /‬‬

‫‪ -9‬كسائل ال يعة ‪. 324 / 20 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ دمحم بن حسن بن دمحم بن سميمان الشاطرر ‪:‬‬

‫مسكدة المؤّلق ‪ .‬كال ذكر لو في‬ ‫صيداكؼ األصل ‪ .‬مف تبلميذ مؤلق ( أمل اآلمل ) المأخكذة عف‬ ‫ّ‬ ‫كتب التراجـ التي بيف يدينا ‪ ،‬كالقميل الذؼ نعرفو عنو أخذناه عف ختاـ النسخة ‪ .‬كاف حياً في السنة‬

‫‪1118‬ق‪1706 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪ -‬السيد دمحم بن الحسين بن الحسن الكركي ‪:‬‬

‫عرفنا ىناؾ بعائمتو كأ رنا إلى المكانة الكبيرة التي حظيت‬ ‫أخك مير از حبيب هللا السابق ذكره ‪ .‬كاد ّ‬ ‫بيا في " إيراف " ‪ .‬كالظاىر اف المترجـ لو لـ يدخل في المناصب‪ ،‬بخبلؼ أكثر أفراد عائمتو ‪ .‬سكف "‬ ‫أصفياف " ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 154 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 187 /‬‬ ‫‪ -3‬تذكرة القبكر ‪. 94 /‬‬

‫‪ -‬الشيخ دمحم بن الحسين بن عبد الصمد الهباعي ‪:‬‬

‫كىك بياء الديف العاممي ال يير ‪ .‬انظر سيرتو في الكتاب ‪.‬‬

‫الحر المشغرر ‪:‬‬ ‫ الشيخ دمحم رضا بن دمحم بن الحسن ّ‬‫ابف مؤلق ( امل اآلمل ) يذكره كالده بمناسبة اىتمامو بجمع عر بياء الديف العاممي في ديكاف ( ‪1‬‬

‫‪. ) 157 /‬‬

‫‪ -‬دمحم طاىر بن عبد الحميد بن موسى ‪ ...‬النباطي ‪:‬‬

‫سكف " أصفياف " مدة كتزكج فييا ‪ .‬تكفي في " الكاظميف " سنة ‪1115‬ق‪1703 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬ركضات الجنات ‪. 630 /‬‬


‫‪ -2‬لؤلؤة البحريف ‪. 108 /‬‬ ‫‪ -3‬الذريعة ‪. 35 / 14 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ دمحم بن عمي التبنيني ‪:‬‬

‫نسبة إلى ارية " تبنيف " في " جبل عامل " ‪ .‬تمميذ لبياء الديف العاممي ‪ .‬كمف يكخ ركاية المجمسي‬

‫صاحب ( بحار األنكار) ‪ .‬تكفي ابل ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 162 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 612 /‬‬ ‫‪ -3‬اصص العمماء ‪. 215 /‬‬

‫‪ -4‬اعياف ال يعة ‪. 26 / 46 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ دمحم بن عمي بن أحمد الحرفوشي الحريرر الكركي ‪:‬‬

‫الحر ‪ " :‬كاف عالماً فاضبلً أديباً ماى اًر محققاً مداقاً اع اًر من أً حافظاً أعرؼ أىل عصره‬ ‫ااؿ فيو ّ‬ ‫الحكاـ في " دم ق " لقتمو ‪ .‬كىك صاحب‬ ‫بعمكـ العربية " ‪ .‬ىاجر كسكف " أصفياف " بسبب السعي بو عند ّ‬ ‫البيت السائر ‪:‬‬ ‫ما كل يتمنى المرء يدركو‬

‫تجرؼ الرياح بما ال ت تيي السفف‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 162 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 556 /‬‬

‫‪ -3‬سبلفة العصر ‪. 316 /‬‬

‫‪ -4‬خبلصة األثر ‪. 49 / 4 :‬‬

‫‪ -5‬أعياف ال يعة ‪. 149 / 46 :‬‬ ‫‪ -6‬ركضات الجنات ‪. 613 /‬‬

‫‪ -7‬مجمة معيد المخطكطات ‪ 1 / 3 :‬ص ‪. 42‬‬ ‫‪ -8‬رياض العمماء ‪. 128 / 4 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ دمحم بن أحمد بن موسى النباطي ‪:‬‬

‫نسبة إلى بمدة " النبطية " المعركفة في " جبل عامل " ‪ ،‬كاف يسكف " أصفياف" في السنة ‪1096‬ق‪/‬‬

‫‪1684‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 166 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 131 / 4 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ دمحم بن عمي بن الحسن العودر الهزيني ‪:‬‬

‫نسبة إلى " جزيف " المركز العممي العاممي ال يير ‪ .‬كالعكدؼ ىك تمميذ ال ييد الثاني ككاتب سيرتو ‪.‬‬

‫ىاجر إلى " إيراف " في السنة ‪962‬ق‪1554 /‬ـ ‪ .‬كسكف "خراساف" فترة ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 166 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪ 26 / 46 :‬ك ‪. 235 / 33‬‬ ‫‪ -3‬طرائق الحقائق ‪. 242 /‬‬

‫‪ -4‬الكنى كاأللقاب ‪. 362 / 1 :‬‬


‫‪ -‬الشيخ دمحم بن عمي بن محمود ‪ ...‬العاممي ‪:‬‬

‫ال نعرؼ بمده األصمي في " جبل عامل " ‪ ،‬كىك أستاذ مؤلق (سبلفة العصر)‪ .‬لو عر جيد ‪ .‬تكفي‬

‫بعيد السنة ‪1090‬ق‪1679 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 173 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬سبلفة العصر ‪. 323 /‬‬

‫‪ -3‬خبلصة األثر ‪. 65 / 4 :‬‬

‫‪ – 4‬أعياف ال يعة ‪. 146 / 46 :‬‬

‫‪ -‬السيد دمحم بن عمي بن محيي الدين الموسور ‪:‬‬

‫ال نعرؼ بمده األصمي في " جبل عامل " ىاجر إلى " إيراف " في أكائل عمره ‪ .‬تكلى القضاء في "‬

‫م يد " ككاف حياً فييا في السنة ‪1057‬ق‪1647 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 175 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 583 /‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 102 / 46 :‬‬ ‫‪ -4‬الذريعة ‪. 337 / 13 :‬‬

‫‪ -‬السيد دمحم بن دمحم بن حسن بن قاسم العيثاني ‪:‬‬

‫أتـ كتابو المعركؼ (االثنا ع رية في‬ ‫نسبة إلى ارية " عيناثا " ‪ .‬ىاجر كأااـ في " م يد " كفييا ّ‬ ‫المكاعع العددية) في السنة ‪1068‬ق‪1657 /‬ـ ‪ .‬ككاف حياً في السنة ‪1081‬ق‪1670 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 176 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 914 /‬‬ ‫‪ -3‬أدب النفس ‪ /‬د ‪.‬‬

‫‪ -4‬ركضات الجنات ‪. 615 /‬‬

‫‪ -5‬رياض العمماء ‪. 164 / 4 :‬‬

‫‪ -6‬أعياف ال يعة ‪. 151 / 43 :‬‬

‫الحر المشغرر ‪:‬‬ ‫ الشيخ دمحم بن دمحم بن حسين ّ‬‫مر ذكر أكثر مف عمـ منيا ‪ .‬ىاجر إلى " إيراف " كتكفي فييا في السنة‬ ‫الحر‪ ،‬العائمة التي ّ‬ ‫مف آؿ ّ‬

‫‪980‬ق‪1572 /‬ـ ‪ .‬كالظاىر أنو تكفي اباً ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 177 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 166 / 4 :‬‬ ‫‪ -3‬فكائد الرضكية ‪. 915 /‬‬

‫‪ -‬السيد مير از دمحم معصوم بن دمحم ميدر بن حبيب هللا الموسور الكركي ‪:‬‬

‫الحر العاممي ‪" :‬‬ ‫مف العائمة األعرجية الكركية التي حظيت بأعمى المناصب في " إيراف " ‪ .‬ااؿ فيو ّ‬ ‫‪1095‬ق‪/‬‬ ‫كاف فاضبلً عالماً محققاً جميل القدر " ُعّيف يخاً لئلسبلـ في "أصفياف " ‪ ،‬تكفي في السنة‬

‫‪1683‬ـ ‪ .‬راجع م جرة العائمة في ممحق خاص بيذا الكتاب ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬


‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 180 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 268 / 25 :‬‬ ‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 183 / 4 :‬‬ ‫‪ -4‬تذكرة القبكر ‪. 502 /‬‬

‫‪ -‬السيد المير از دمحم ميدر بن مير از حبيب هللا الكركي ‪:‬‬

‫كالد دمحم معصكـ السابق ذكره تكاً ‪ .‬الصدر في أكائل دكلة ال اه عباس األكؿ الممّقب اعتماد الدكلة ‪.‬‬

‫ثـ صار كزي اًر مدة تسع سنيف ‪ .‬تكفي في السنة ‪1080‬ق‪1669 /‬ـ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 183/1 :‬‬

‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 187/‬‬

‫‪ -3‬أعياف ال يعة ‪. 268 / 25 :‬‬

‫‪ -4‬ذيل تاريخ عالـ آراؼ عباسي ‪. 257 /‬‬ ‫‪ -‬دمحم مؤمن بن خاتون ‪:‬‬

‫كالد أسد هللا المار ذكره مؤسس المكتبة الرضكية ‪ .‬كآؿ خاتكف عائمة أنجبت العديد مف الفقياء ‪ ،‬تعكد‬

‫بأصميا إلى ارية " عيناثا " فمعل المترجـ لو مف ىذه القرية كلكف اسمو يحمل نكية إيرانية ‪ ،‬فمعّمو ُكلد ىناؾ ‪.‬‬ ‫كال ذكر لمرجل في كتب التراجـ التي بيف يدينا ‪ ،‬كانما استقينا ىذا مف ترجمة ابنو ‪.‬‬ ‫‪ -‬السيد مرتضى ل أبي الحسن ‪:‬‬

‫مف أكاخر مف عرفناىـ مف ىذه العائمة التي سبقت اإل ارة إلى ىجرة بعض المنتميف إلييا ‪ .‬عاش‬

‫في " أصفياف " في أكاخر الدكلة الصفكية ‪.‬‬

‫ُيذكر لو عر جيد بالفارسية تخمص فيو بػ ػ " عمـ " ‪ .‬كاف حياً في السنة ‪1131‬ق‪1718 /‬ـ ‪.‬‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬تذكرة حزيف ‪. 33 /‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 40 /48 :‬‬

‫‪ -3‬نزىة الجميس ‪. 229 / 1 :‬‬

‫‪ -‬الشيخ نعمة هللا بن أحمد بن دمحم ‪ ....‬بن خاتون ‪:‬‬

‫مف ارية " عيناثا " ‪ .‬أحد تبلميذ الكركي الكبير ‪ .‬كصفو في ( فكائد الرضكية ) بأنو " مف أجّمة‬

‫كنا ال نعرؼ لو دك اًر محدداً ‪.‬‬ ‫الركاد ‪ ،‬كاف ّ‬ ‫عمماء اإلمامية " ‪ .‬إذف فيك مف المياجريف ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 189 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬ركضات الجنات ‪. 22 /‬‬

‫‪ -3‬اصص العمماء ‪. 331 /‬‬ ‫‪ -4‬فكائد الرضكية ‪. 694 /‬‬

‫‪ -5‬رياض العمماء ‪. 247 / 4 :‬‬ ‫‪ -‬الشيخ نعمة هللا بن الحسين العاممي ‪:‬‬

‫ال نعرؼ عنو إال ىذا ‪ .‬تكفي في " إيراف " في السنة ‪1096‬ق‪1684 /‬ـ ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 189 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬رياض العمماء ‪. 250 / 4 :‬‬


‫‪ -‬الشيخ يحيى بن هعفر بن عبد الصمد الكركي ‪:‬‬

‫لمحر العاممي ‪ .‬سكف ببلد " فراه " مف نكاحي " خراساف " ‪ .‬ال نعرؼ عنو إال ىذا القميل ‪.‬‬ ‫معاصر ّ‬ ‫صرح عبد هللا أفندؼ بأنو لـ يسمع بو ‪.‬‬ ‫كلعل ذلؾ بسبب سكناه في ارية ّ‬ ‫اصية ‪ .‬كاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 190 / 1 :‬‬ ‫‪ -2‬فكائد الرضكية ‪. 707 /‬‬

‫‪ -3‬رياض العمماء ‪. 342 / 4 :‬‬

‫ الشيخ يوسف بن أحمد بن نعمة هللا بن خاتون ‪:‬‬‫ااؿ فيو الحر العاممي ‪ " :‬كاف ِ‬ ‫عالماً فاضبلً عابداً محققاً كرعاً فقيياً مف المعاصريف " ‪ .‬كفي نسختنا‬ ‫ّ‬ ‫الخطية أنو ا أر عمى ال يخ بياء الديف ككالده ‪.‬‬

‫مصادر ترهمتو ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمل اآلمل ‪. 191 / 1 :‬‬

‫‪ -2‬أعياف ال يعة ‪. 74 / 52 :‬‬ ‫‪ -3‬ركضات الجنات ‪.22 /‬‬

‫‪ -‬الشيخ يوسف بن دمحم بن قاسم العاممي الهبراني ‪:‬‬

‫كالنسبة األخيرة غير كاضحة ‪ .‬كعمى كل حاؿ فإف المترجـ لو ال ُيذكر في كتب التراجـ التي بيف‬ ‫يدينا ‪ .‬كل ما نعرفو عػنو أنو تمقى إجازة في مدينة " م يد " في السنة ‪1115‬ق‪1703 /‬ـ ‪ .‬أ ار إلييا إ ارًة‬ ‫في ( الذريعة ‪. ) 205/ 1 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


‫مكتبة البحــث‬

‫المصادر األساسية لمكتاب‬ ‫مرّتبة حسب أىميتيا‬ ‫التعريف بيا ‪ ،‬مع بيان عالقتيا بأبوابو وأقسامو ‪:‬‬ ‫المصادر الفارسية ‪:‬‬ ‫السير في أخبار أفراد الب ر ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ ،‬ال ت‪.‬‬ ‫‪ -1‬غياث الديف بف ىماـ الديف ‪ ،‬خكاند أمير ‪ :‬حبيب ّ‬ ‫فأرخ ليا حتى السنة ‪930‬ق‪1523 /‬ـ كما ترجـ ألعبلميا ‪.‬‬ ‫عاصر المؤلق اياـ الدكلة الصفكية ‪ّ ،‬‬

‫مف أىـ مصادر الكتاب األكؿ ‪ ،‬القسـ الثاني ‪ ،‬ككتاب تاريخ ‪ .‬كلكنو يظير في كثير مف أبكاب الكتاب‬ ‫مع األعبلـ الذيف ترجـ ليـ ‪.‬‬

‫‪ -2‬حسف ركممك ‪ :‬أحسف التكاريخ ‪ ،‬أكفست عف ن رة ت ارلس نارمف ‪ ،‬باركدا ‪ ،1931‬و ‪ .‬طيراف ‪1345‬‬ ‫ق ‪ .‬ش‪ 1947 / .‬ـ ‪.‬‬

‫فأرخ ليـ كترجـ ألعبلميا ‪ .‬كىك مف مصادر‬ ‫عاصر ركممك فترة حكـ ال اه طيماسب األكؿ الطكيمة ‪ّ ،‬‬ ‫تقدر بثمف عف حياة ال يخ عمي بف‬ ‫ادـ لنا معمكمات ال ّ‬ ‫الباب األكؿ ‪ ،‬القسميف الثالث كالرابع ‪ .‬كما ّ‬ ‫عبد العالي الكركي ‪ ،‬رائد المياجريف كأبعدىـ أث اًر ‪ ( .‬الباب الرابع ‪ ،‬القسـ األكؿ ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬اسكندر بيؾ من ي ‪ :‬عالـ آراؼ عباسي ‪ ،‬و ‪ .‬أصفياف ‪1344‬ق‪1906 /‬ـ أكفست عف و ‪ .‬طيراف‬ ‫‪1314‬ق‪1896 /‬ـ ‪.‬‬

‫فأرخ لفترة حكمو المجيدة ‪ .‬كما أنو ‪،‬‬ ‫كمف " المن ي " من ئاً أؼ كاتب ديكاف لدػ ال اه عباس الكبير ‪ّ ،‬‬ ‫عمى سنف المؤرخيف الفرس ‪ ،‬ترجـ ألعبلميا ‪.‬‬

‫ىك المصدر الثالث ‪ ،‬مف حيث التسمسل التاريخي ‪ ،‬لمقسـ الثاني مف الباب األكؿ ‪ .‬كتظير أىميتو‬ ‫الخاصة في دراسة بياء الديف العاممي ( الباب الرابع ‪ ،‬القسـ الخامس ) فضبلً عف غيره مف‬

‫المياجريف ‪ ،‬في بقية أاساـ ىذا الباب ‪.‬‬

‫‪ -4‬أحمد تاج بخش ‪ :‬إيراف در زماف صفكية ‪ ،‬و ‪ .‬تبريز ‪1340‬ق ‪ .‬ش ‪1962 / .‬ـ ‪.‬‬

‫الدينية الرس ػ ػ ػ ػػمية في ىذا العيػ ػ ػػد‬ ‫ادـ تعريفاً بالمناصب‬ ‫ادميا لعممنا انو ‪ ،‬دكف غػيره ‪ّ ،‬‬ ‫كأىـ مس ػ ػ ػ ػػاىمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫( الباب الرابع ‪ ،‬القسـ الثالث ) عمى أنو مصدر كثير الظيكر في الكتاب ‪.‬‬

‫‪ -5‬رضا امي خاف ( ىدايت ) ‪ :‬ركضة الصفاؼ ناصرؼ ‪ ،‬و ‪ .‬اـ‬

‫‪1339‬ق ‪ .‬ش‪1961 / .‬ـ ‪ .‬ك "‬

‫ىدايت " مف مؤرخي القرف التاسع ع ر الميبلدؼ ‪ ،‬كلكنو ُعني بتاريخ الدكلة الصفكية ‪ ،‬كاطمع عمى‬ ‫مصادر كثيرة عنيا ‪ ،‬بعضيا غير ُمتاح ‪.‬‬ ‫استفدنا منو في الباب األكؿ ‪ ،‬القسميف الثاني كالثالث ‪ ،‬كالباب الرابع ‪ ،‬القسـ الثالث ‪.‬‬

‫‪ -6‬نكر هللا التسترؼ ‪ :‬مجالس المؤمنيف ‪ ،‬و ‪ .‬تبريز ال ت ‪.‬‬

‫كضع التسترؼ كتابو ىذا ليق أر في مجالس المؤمنيف ‪ ،‬بحيث ا تمل عمى معمكمات ال ينظميا منيج‬ ‫سكػ اللرض منيا ‪ ،‬الذؼ ىك تثقيق القارغ ‪ .‬كلكنيا تعكس ثقافة مؤّلفو الكاسعة جداً كاىتماماتو‬


‫يتصيد منو معمكمات اد ال يجدىا في غيره ‪ .‬كاد‬ ‫المتعددة ‪ .‬مف ىنا فإنو منبع خصب جداً لمباحث ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أفاد ىذا المصدر ب كل خاص في الباب الثاني بقسميو ‪.‬‬

‫‪ -7‬دمحم عمي تربيت ‪ :‬دان منداف آذربيجاف ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪1314‬ق ‪ .‬ش ‪ 1956 / .‬ـ ‪.‬‬

‫‪ -8‬دمحم بف سميماف التنكابني ‪ :‬اصص العمماء ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ال ت ‪ .‬في ترجمة عدد مف م اىير الفقياء‬

‫‪ .‬كيمتاز التنكابني بدّاة عالية كركح نقد ف ػ ّذة ‪ .‬كاد سجل " براكف " في كتابو " تاريخ األدب الفارسي "‬ ‫( باإلنكميزية ) إعجابو ال ديد بو ‪ .‬مف أىـ مصادر الباب الرابع ‪.‬‬

‫‪ -9‬مصمح الديف ميدكؼ ‪ :‬تذكرة القبكر ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1348‬ق ‪ .‬ش ‪1960 / .‬ـ‪ .‬في ترجمة المدفكنيف في‬ ‫مقابر " أصفياف " خصكصاً مقبرتيا ال ييرة " تخت فكالذ " ‪ .‬كاد اتبع المؤّلق أسمكباً طريفاً ىك اراءة‬ ‫كاىد القبكر التي ما تزاؿ اائمة ‪.‬‬

‫‪ -10‬رضا امي خاف ( ىدايت ) ‪ :‬تذكرة رياض العارفيف ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1342‬ق ‪ .‬ش‪ 1964 /.‬ـ ‪ .‬في تراجـ‬ ‫أعبلـ التصكؼ مف فرس كغيرىـ ‪.‬‬

‫‪ -11‬نعمة هللا يرازؼ ( حاج معصكـ ) ‪ :‬طرائق الحقائق ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف‬ ‫تراجـ أعبلـ التصكؼ أيضاً ‪.‬‬

‫‪ 1319‬ق‪ .‬ش‪ 1964 / .‬ـ ‪ .‬في‬

‫‪ -12‬سعيد نفيسي ‪ :‬أحكاؿ كأ عار فارسي يخ بيائي ‪ .‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1316‬ق‪ .‬ش‪ 1937 /.‬ـ ‪.‬‬

‫كضع نفيسي في كتابو ىذا دراسة مختصرة لبياء الديف العاممي ‪ ،‬كجمع عره الفارسي الم تّت ‪ .‬كىي‬ ‫قدـ عر بياء الديف الفارسي البديع‬ ‫أكؿ محاكلة مف نكعيا ‪ ،‬ما تزاؿ تنتظر مف ّ‬ ‫يثني عمييا‪ ،‬بحيث ُي ّ‬ ‫محققاً تحقيقاً عممياً ‪..‬‬

‫‪ -13‬دمحم بف الحسيف العاممي ( بياء الديف ) ‪ :‬كميات يخ بيائي ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ال ت‪ .‬مجكعة مف أعماؿ‬ ‫بياء الديف األدبية الفارسية ‪ ،‬أغناىا النا ر بمقدمة فييا سيرة بياء الديف التي كضعيا اه حسيف‬

‫سيستياني ‪ ،‬المعاصر لممترجـ لو ‪ .‬كىذا ما أعطى ىذا العمل أىمية مزدكجة بالنسبة لدراستنا ‪ .‬كلكنو‬

‫كسابقو يفتقر إلى التحقيق العممي ‪.‬‬

‫التصكؼ ‪ .‬مف ىنا فإنو‬ ‫رد أصحاب‬ ‫‪ -14‬ذبيح هللا محبلتي ‪ :‬السيكؼ الباراة ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ال ت ‪ .‬في ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصكفية في‬ ‫يعكس مكاق الفقياء ‪ .‬أفاد كثي اًر في القسـ المتعّمق بالصراع الذؼ دار بيف الفقياء ك‬ ‫ّ‬ ‫الباب الرابع ‪.‬‬

‫‪ -15‬دمحم باار المجمسي ‪ :‬عيف الحياة ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪1376‬ق ‪1956 / .‬ـ ‪ .‬كىذه المصادر التسعة األخيرة‬ ‫كّميا تعكد إلى الباب الرابع ‪.‬‬

‫المصادر اإلنكميزية ‪:‬‬

‫‪1- Witteck, Paul, “The Rise of The Ottoman Empire” London 1971.‬‬

‫أىـ مصادر القسـ األكؿ مف الباب األكؿ ‪.‬‬

‫كالمعركؼ أف م كمة الباحث في التاريخ العثماني عمكماً ليس فقداف الكثائق بل كثرتيا اليائمة ‪،‬‬ ‫ميمة‬ ‫بحيث أف تركيب أؼ فترة تاريخية يقتضي الرجكع إلى عدد كبير جداً مف الكثائق غير المنسقة ‪ .‬كىي ّ‬ ‫ااـ بيا " ڤيتؾ " بجدارة بالنسبة لفترة اياـ االمبراطكرية العثمانية ‪ .‬كحتى اليكـ ‪ ،‬يبدك انو صاحب الكممة‬

‫األخيرة في ىذا ال أف‪.‬‬

‫‪2- Birge, J. K. “The Bektashi Order of Dervishes” London 1955.‬‬

‫الباب األكؿ ‪ ،‬القسماف األكؿ كالرابع ‪.‬‬

‫ادميا ىذا المصدر ىي المساعدة عمى تفسير كجكد ال يعة في آسيا الصلرػ ‪.‬‬ ‫أىـ مساىمة ّ‬ ‫‪3- Creasy, Sir Edward, “History of The Ottoman Turk” Beirut 1957.‬‬

‫الباب األكؿ ‪ ،‬القسـ األكؿ ‪.‬‬


‫ساىـ في تقديـ بعض المعمكمات عف ظركؼ الصراع بيف العثمانييف كالصفكييف ‪.‬‬

‫‪4- Browne, E.G. “A Literary History of Persia” Cambridge 1930.‬‬

‫كاحد مف أىـ مصادر الكتاب ‪ ،‬يسيل في أكثر أبكابو ‪.‬‬

‫‪5- Browne, E. G. “A Year Amongest The Persians “ London 1950.‬‬

‫الباب األكؿ ‪ ،‬القسـ الثالث ‪.‬‬

‫‪6- Sykes, Sir Percey, “A History of Persia” London 1963.‬‬ ‫‪7- Malcolm “The History of Persia “ London 1829.‬‬

‫كبلىما مف مصادر الباب األكؿ ‪ ،‬القسـ الثاني ‪.‬‬

‫‪8- Ellis, A. G. “ Catalogue of The Arabic Books in The British Musiem” ,‬‬

‫الطبعات األكركبية لكتب بياء الديف العاممي ‪ ،‬الفصل الرابع ‪ ،‬القسـ الخامس ‪.‬‬

‫‪Norwich 1907.‬‬

‫‪9- Lokhart, L. “The Fall of The Safavi Dynasty And The Afgan Occupation‬‬ ‫‪of Persia” Cambridge 1958.‬‬

‫كبلىما الباب الرابع ‪ ،‬القسـ السادس ‪.‬‬

‫‪10- The Encyclopeadia of islam .‬‬

‫‪11- Baussani, Alessandro “ The Persians “ London 1971.‬‬

‫الباب الثاني ‪ ،‬القسـ األكؿ ‪.‬‬ ‫المصادر العربية ‪:‬‬

‫الحر الم لرؼ ‪ :‬أمل اآلمل في عمماء جبل عامل ‪ ،‬و‪ .‬بلداد ‪1385‬ق‪1965 /‬ـ ‪ .‬أتـ تأليفو في‬ ‫‪ -1‬دمحم بف الحسف ّ‬ ‫السنة ‪1096‬ق ‪1684 /‬ـ ‪ .‬أىـ مصادر دراستنا عمى اإلطبلؽ ‪ .‬كىك الكتاب الذؼ أسس لدراسة " جبل‬ ‫عامل " كمراكزه العممية كرجاليا ‪ .‬كلكاله لضاع تاريخ كبير ‪ .‬ك " الم لرؼ " نسبة إلى ارية " م لرة " غرب‬

‫"سيل البقاع" عمى حدكد " جبل عامل " ال مالية كال راية ‪ ،‬حيث ُكلد المؤلق في السنة ‪1033‬ق‪1623 /‬ـ ‪.‬‬ ‫كعاش حتى السنة ‪1073‬ق‪1662 /‬ـ ‪ .‬السنة التي ىاجر فييا إلى " إيراف " ‪ ،‬حيث بقي حتى كفاتو في‬

‫السنة ‪1104‬ق‪1692 /‬ـ ‪.‬‬

‫كمحدث ف ّذ باإلجازات‬ ‫ترجـ الم لرؼ ألكثر مف عرؼ في الكطف كالميجر ‪ .‬كما أنو أفاد مف معرفتو الكاسعة‬ ‫ّ‬

‫كرجاليا ‪ .‬كمف ىنا تأتي أىميتو الخاصة بالنسبة لدراستنا ‪ .‬فيك كثيقة أساسية ككحيدة ‪ ،‬كلكال بعض المزاجية‬

‫التي كسمت عمل الم لرؼ كالقصكر المنيجي ‪ ،‬لقمنا أيضاً ‪ ،‬ككاممة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬دمحم باار الخكانسارؼ ‪ :‬ركضات الجنات في أحكاؿ العمماء كالسادات ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف‬ ‫تأليفو في السنة ‪1287‬ق‪1870 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪1367‬ق‪1947 /‬ـ ‪ .‬أتـ‬

‫كىك كتاب ضخـ ‪ ،‬ترجـ فيو ألعبلـ اختارىـ ‪ ،‬أكثرىـ مف فقياء ال يعة ‪ .‬أخذ فيو عف "أمل اآلمل" كأضاؼ‬

‫إليو ما خبر ككجد كما الحع كدّاق ‪ .‬كالحقيقة اف ىذا المؤرخ كالرجالي الف ّذ اد برىف عف حس تاريخي كركح‬ ‫نقد عالية ‪.‬‬

‫‪ -3‬عبد هللا أفندؼ الجيراني األصفياني ‪ :‬رياض العمماء كحياض الفضبلء ‪ ،‬و ‪ .‬اـ‬ ‫في السنة ‪1106‬ق ‪1694 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪1401‬ق‪1980 /‬ـ ‪ .‬أّلفو‬

‫كالمؤلق ممف عاصركا أكاخر فترة ازدىار الكجكد العاممي في " إيراف " فكاف مف حق كتابو أف يككف كثبقة‬

‫أخرػ تُضاؼ إلى " أمل اآلمل " ‪ ،‬لكال انو اضى ال طر األكبر مف حياتو خارج " إيراف " ‪ ،‬في " تركيا " ك "‬ ‫الحجاز " ‪ ،‬مما أضعق صبلتو ب ؤكف بمده كأعبلمو ‪ .‬كىذا ما جعمو يعتمد غالباً عمى النقل ‪.‬‬


‫طبعت أجزاؤه الكثيرة في أماكف كتكاريخ مختمفة‪ .‬أ مل كتاب في تراجـ‬ ‫‪ -4‬السيد محسف األميف ‪ :‬أعياف ال يعة ‪ُ ،‬‬

‫أعبلـ ال يعة حتى اليكـ ‪ .‬كلكنو ُكضع دكف منيج كاضح ‪ ،‬ككذلؾ دكف اكتراث بتكثيق ما فيو مف معمكمات ‪.‬‬ ‫كلكف مؤلفو أفرغ فيو نتيجة رحبلتو في " إيراف " ك " العراؽ " كتنقيبو في مكتباتيا اللنية ‪.‬‬

‫ىذه الكتب األربعة ىي المصادر األساسية لؤلبكاب الثاني كالثالث كالرابع ‪ .‬كىناؾ مصادر أخرػ ذات أىمية‬ ‫أدنى ‪ ،‬سنذكرىا في ثبت المراجع العامة التالي ‪.‬‬

‫المراهع عموماً ‪:‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬ ‫بالنسبة لمكتب العربية والفارسية فقد ُن ّسقت عمى أساس أسماء مؤلفييا ‪ ،‬معتمدين أشير ما يعرف بو‬ ‫المؤّلف من لقب أو تخمص ( اسم فني ) أو نسبة ‪ ،‬واال فاالسم‪ ،‬إن كان أشير ما يعرف بو ‪ .‬كما أننا لم‬ ‫نأخذ بعين االعتبار لفظي " أب " و " ابن"‪.‬‬

‫الفارسية ‪:‬‬

‫* ؟‬

‫‪ -‬فيرست كتابخانو آستانو ادس رضكؼ ‪ ،‬و ‪ .‬م يد ‪ 1325‬ق ‪ .‬ش ‪ 1947 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* بخش ‪ ،‬دكتكر أحمد خاف ‪:‬‬

‫‪ -‬إيراف درزماف صفكية ‪ ،‬و ‪ .‬تبريز ‪ 1340‬ق‪ .‬ش ‪ 1962 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* بياء الديف العاممي ‪ ،‬دمحم بف الحسيف ‪:‬‬

‫‪ -‬كميات يخ بيائي ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫‪ -‬ناف كحمكػ ( سكانح سفر الحجاز) و ‪ .‬إيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* التسترؼ ‪ ،‬القاضي نكر هللا ‪:‬‬

‫‪ -‬مجالس المؤمنيف ‪ ،‬و ‪ .‬تبريز عمى الحجر ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* التنكابني ‪ ،‬دمحم بف سميماف ‪:‬‬

‫‪ -‬اصص العمماء ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* حاج معصكـ ‪ ،‬معصكـ عمي اه ال يرازؼ ‪:‬‬

‫‪ -‬طرائق الحقائق ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1339‬ق ‪ .‬ش ‪1961 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* حزيف ‪ ،‬عمي بف أبي طالب ال يرازؼ ‪:‬‬

‫‪ -‬تذكرة العمماء ‪ ،‬و ‪ .‬أصفياف ‪ 1332‬ق ‪ .‬ش ‪ 1954 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* خكاند امير ‪ ،‬غياث الديف بف ىماـ الديف الحسيني ‪:‬‬

‫‪ -‬حبيب السير في أخبار أفراد الب ر ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1374‬ق ‪ .‬ش ‪ 1954 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* دىخدا ‪ ،‬عمي أكبر بف خاف باباخاف ‪:‬‬

‫‪ -‬للت نامة ‪ .‬مكسكعة بدأ ن رىا سنة ‪ 1325‬ق ‪ .‬ش ‪ 1946 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* ركممك ‪ ،‬حسف ‪:‬‬

‫‪ -‬أحسف التكاريخ ‪ ،‬أكفست في طيراف ‪ ،‬ال ت ‪ .‬عف ن رة جارلس نارمف ‪ ،‬باركدا ‪.‬‬

‫* فمسفي ‪ ،‬نصر هللا ‪:‬‬

‫‪ -‬زندگاني اه عباس أكؿ ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1344‬ق‪ .‬ش ‪ 1966 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* الفيض الكا اني ‪ ،‬دمحم محسف بف مرتضى ‪:‬‬

‫‪ -‬كممات مكنكنة مف عيكف أىل الحكمة ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫القمي ‪ ،‬عباس ‪:‬‬ ‫* ّ‬ ‫‪ -‬فكائد الرضكية في أحكاؿ عمماء المذىب الجعفرية ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬


‫* المجمسي ‪ ،‬دمحم باار ‪:‬‬

‫‪ -‬عيف الحياة ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1376 ،‬ق ‪ 1956 /‬ـ ‪.‬‬

‫* المحبلتي ‪ ،‬ذبيح هللا ‪:‬‬

‫‪ -‬السيكؼ الباراة ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* مدرس ‪ ،‬دمحم عمي تربيت ‪:‬‬

‫‪ -‬دان منداف آذربيجاف ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1314‬ق ‪ 1896 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪ -‬ريحانة األدب في تراجـ المعركفيف بالكنية كالنسب ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ 1373‬ق‪ 1953 /‬ـ ‪.‬‬

‫* المستكفي ‪ ،‬حمد هللا القزكيني ‪:‬‬

‫‪ -‬نزىة القمكب ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1336‬ق‪ .‬ش‪1958 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* م ير الدكلة ‪ ،‬حسف يپرنيا ‪:‬‬

‫ دك ٔره تاريخ إيراف ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ال ت ‪.‬‬‫* من ي ‪ ،‬إسكندر بيؾ تركماف ‪:‬‬

‫ تاريخ عالـ آراؼ عباسي ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1334‬ق‪ .‬ش ‪ 1956 / .‬ـ ‪.‬‬‫‪ .....‬باال تراؾ مع دمحم يكسق مؤرخ ‪:‬‬

‫‪ -‬ذيل عالـ آراؼ عباسي ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1317‬ق‪ .‬ش‪ 1939 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* ميجكرؼ ‪ ،‬إسماعيل ‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ مازندراف ‪ ،‬و‪ .‬سارؼ ( إيراف ) ال ت ‪.‬‬

‫* ميدكؼ ‪ ،‬سيد مصمح الديف ‪:‬‬

‫‪ -‬تذكرة القبكر ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1348‬ق ‪ .‬ش‪ 1960 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* ناصر ال ريعة ‪ ،‬دمحم حسيف ‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ اـ ‪ ،‬و ‪ .‬اـ ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* نفيسي ‪ ،‬سعيد ‪:‬‬

‫‪ -‬أحكاؿ كأ عار فارسي يخ بيائي ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1316‬ق ‪ .‬ش ‪ 1938 / .‬ـ ‪.‬‬

‫* كجداني ‪ ،‬دمحم ‪:‬‬

‫فالنامو يخ بيائي ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬ ‫‬‫ٔ‬ ‫* ىدايت ‪ ،‬رضا امي خاف ‪:‬‬

‫ تذكرة رياض العارفيف ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1344‬ق‪ .‬ش‪ 1962 / .‬ـ ‪.‬‬‫ ركضة الصفاؼ ناصرؼ ‪ ،‬و ‪ .‬اـ ‪ 1339‬ق‪ .‬ش‪ 1961 / .‬ـ ‪.‬‬‫‪ -‬مجمع الفصحا ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ق‪ .‬ش‪ 1958 / .‬ـ ‪.‬‬

‫اإلنكميزية ‪:‬‬

‫‪- Encyclopeadia Britancia London 1964 .‬‬ ‫‪- The Encyclopeadia if Islam .‬‬

‫‪- Baussani. A. “ Religion in The Selguk Period “ The Selguk Period “ The Third Plate‬‬ ‫‪Of the 5th vol. of “ The Cambridge History of Iran “ Cambridge 1968.‬‬

‫‪- “ The Persians “ London 1971.‬‬

‫‪- Birge, J. K. “ The Pektashi Order of Dervishes “ London 1965.‬‬

‫‪- Browne, E. G. “ A Literary History of Persia “ Cambridge 1930.‬‬


‫‪- “ A Year Amongest The Persians “ London 1950.‬‬

‫‪- Creasy, Sir Edward “ History of The Ottoman Turk “ London 1878.‬‬

‫‪- Ellis, A. G. “ Catalogue of The Arabic Books in The British Museum “ Norwich 1967‬‬

‫‪- Lokhart, I. “The Fall of the Safavi Dynasty and The Afgan Occupation of Persia” Cambridge‬‬ ‫‪1958.‬‬

‫‪- Malcolm , “ The History of Persia “ London 1829.‬‬

‫‪- Sykes, Sir Persey . “ A History of Persia “ London 1963.‬‬

‫‪- Wittek, Paul “ The Rise of The Ottoman Empire “ London 1971.‬‬ ‫العربية ‪:‬‬

‫* آغا بزرؾ ‪ ،‬دمحم محسف الطيراني ‪:‬‬

‫‪ -‬الذريعة إلى تصانيق ال يعة ‪ ،‬و ‪ .‬النجق كطيراف ‪.‬‬

‫* ابف األثير ‪ ،‬دمحم ال يباني ‪:‬‬

‫‪ -‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ 1386‬ق‪ 1966 /‬ـ ‪.‬‬

‫* ابف إدريس ‪ ،‬دمحم بف إدريس العجمي ‪:‬‬

‫‪ -‬السرائر ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ 1270‬ق‪ 1853 /‬ـ ‪ .‬كالطبعة غير مرامة صفحاتيا ‪.‬‬

‫* أميف ‪ ،‬الدكتكر حسيف ‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ العراؽ في العصر السمجكاي ‪ ،‬و ‪ .‬بلداد ‪1385‬ق‪ 1965 /‬ـ ‪.‬‬

‫* األميف ‪ ،‬السيد محسف ‪:‬‬

‫‪ -‬أعياف ال يعة ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬في دم ق كبيركت ‪.‬‬

‫‪ -‬خطط جبل عامل ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1380‬ق‪ 1961 /‬ـ ‪.‬‬

‫* األميني ‪ ،‬عبد الحسيف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يداء الفضيمة ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1355‬ق‪ 1936 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪ -‬اللدير ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪1373‬ق‪ 1952 /‬ـ ‪.‬‬

‫القمي ‪ ،‬دمحم بف عمي ‪:‬‬ ‫* ابف بابكيو ّ‬ ‫‪ -‬كتاب مف ال يحضره الفقيو ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1377‬ق‪ 1957 /‬ـ ‪.‬‬

‫القمي ‪ ،‬منتجب الديف ‪:‬‬ ‫* ابف بابكيو ّ‬ ‫ الفيرست ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ 1315‬ق‪ 1897 /‬ـ ( ضمف كتاب بحار األنكار ج ‪. )25 /‬‬‫* البحراني ‪ ،‬عمي بف الحسيف ‪:‬‬

‫‪ -‬أنكار البدريف في تراجـ عمماء القطيق كاإلحساء كالبحريف ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1380‬ق‪ 1960 /‬ـ ‪.‬‬

‫* البحراني ‪ ،‬السيد ىا ـ ‪:‬‬

‫‪ -‬مدينة المعجزات في النص عمى األئمة اليداة ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ 1300‬ق ‪1882 /‬ـ‪.‬‬

‫* البحراني ‪ ،‬ال يخ يكسق ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫الحدائق الناضرة في النص عمى األئمة الطاىرة ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1377‬ق ‪1957 /‬ـ‪.‬‬

‫لؤلؤة البحريف في اإلجازة لقرتي العيف ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1386‬ق‪1966 /‬ـ ‪.‬‬

‫* بحر العمكـ ‪ ،‬دمحم ميدؼ ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفكائد الرجالية ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1385‬ق ‪1965 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الصحيح ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* البخارؼ ‪ ،‬أبك عبد هللا دمحم بف إسماعيل ‪:‬‬


‫* برككمماف ‪ ،‬كارؿ ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تاريخ ال عكب اإلسبلمية ‪ ،‬ترجمة فارس كبعمبكي ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪. 1968‬‬

‫‪-‬‬

‫ظار في غرائب األمصار كعجائب األسفار‪ ،‬و ‪ .‬مصر‪1346‬ق‪1928 /‬ـ‪.‬‬ ‫تحفة الن ّ‬

‫‪-‬‬

‫الحبل المتيف في إحكاـ أحكاـ الديف ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ 1319‬ق ‪1901 /‬ـ ‪.‬‬

‫* ابف بطكطة ‪ ،‬دمحم بف عبد هللا الطنجي ‪:‬‬ ‫* بياء الديف العاممي ‪ ،‬دمحم بف الحسيف ‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫رح أربعيف حديثاً ‪ ،‬و ‪ .‬تبريز ‪1337‬ق‪ .‬ش‪ 1378 / .‬ـ ‪.‬‬

‫الك ككؿ ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1380‬ق‪ 1961 /‬ـ‪.‬‬

‫م رؽ ال مسيف كاكسير السعادتيف ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1319‬ق‪ 1901 /‬ـ ‪.‬‬

‫* بكركف ‪ ،‬الكابتف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدركز ‪ ،‬ترجمة عادؿ تقي الديف ‪ ،‬و ‪ .‬حريصا ‪ 1934‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫اإلاطاعية في مصر كسكريا كلبناف كفمسطيف ‪ .‬ترجمة عاطق كرـ ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت‬

‫* بكلياؾ ‪ ،‬أ ‪ .‬ف ‪:‬‬ ‫‪ 1938‬ـ ‪.‬‬

‫* التسترؼ ‪ ،‬دمحم تقي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫اامكس الرجاؿ ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪1379‬ق‪ 1959 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫النجكـ الزاىرة في ممكؾ مصر كالقاىرة ‪ ،‬و ‪ .‬مصر‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫نقد الرجاؿ ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1318‬ق‪ 1900 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫نظرة تاريخية في حدكث المذاىب الفقيية األربعة الحنفي المالكي ال افعي الحنبمي‬

‫* ابف تلرؼ بردؼ ‪ ،‬أبك المحاسف يكسق ‪:‬‬ ‫* التفري ي ‪ ،‬مصطفى بف حسيف ‪:‬‬ ‫* تيمكر ‪ ،‬أحمد ‪:‬‬

‫كانت ارىا عند جميكر المسمميف ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1384‬ق ‪ 1965 /‬ـ ‪.‬‬

‫* ابف جبير ‪ ،‬دمحم بف أحمد الكناني ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرحمة ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1388‬ق‪1968 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫األنكار النعمانية في بياف معرفة الن أة اإلنسانية ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1319‬ق‪1901 /‬ـ‪.‬‬ ‫زىر الربيع لِما فيو مف المقاؿ البديع ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1374‬ق‪1955 /‬ـ ‪.‬‬

‫* الجزائرؼ ‪ ،‬السنة نعمة هللا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫* الجزرؼ ‪ ،‬دمحم بف دمحم ‪:‬‬

‫القراء ‪ ،‬ن رة برجستراسر ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة ‪1352‬ق‪1933/‬ـ‪.‬‬ ‫ غاية النياية في طبقات ّ‬‫* ابف الجكزؼ ‪ ،‬عبد الرحمف بف عمي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫المنتظـ في تاريخ الممكؾ كاألمـ ‪ ،‬و ‪ .‬حيدر آباد ‪1357‬ق‪1938 /‬ـ ‪.‬‬

‫* ِ‬ ‫حتّي ‪ ،‬فيميب ‪:‬‬ ‫ لبناف في التاريخ ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ 1959‬ـ ‪.‬‬‫* ابف حجر العسقبلني ‪ ،‬أحمد بف عمي ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫لساف الميزاف ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1390‬ق‪1971 /‬ـ ‪.‬‬

‫إنباء اللمر بأنباء العمر ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة ‪1389‬ق‪1969 /‬ـ ‪.‬‬

‫الحر العاممي ‪ ،‬دمحم بف الحسف ‪:‬‬ ‫*‬ ‫ّ‬


‫‪-‬‬

‫أمل اآلمل في عمماء جبل عامل ‪ ،‬و ‪ .‬بلداد ‪1385‬ق‪1965 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫كسائل ال يعة إلى تحصيل مسائل ال ريعة ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1391‬ق‪1971 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الفصكؿ الميمة في أصكؿ األئمة ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1378‬ق‪1958 /‬ـ ‪.‬‬

‫* حسيف بف عبد الصمد الجباعي ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫الدراية ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1319‬ق‪1901 /‬ـ ‪.‬‬

‫رسالة في تطيير الحصر ‪ .‬مخطكو في مكتبة كا ق اللطاء ‪ ،‬النجق ‪.‬‬

‫* الحكيـ ‪ ،‬دمحم تقي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫األصكؿ العامة لمفقو المقارف ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ 1963‬ـ ‪.‬‬

‫* الحمي ‪ ،‬جعفر بف الحسف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫رائع اإلسبلـ في معرفة الحبلؿ كالحراـ ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1389‬ق‪1969 /‬ـ ‪.‬‬

‫* الحمي ‪ ،‬الحسف بف يكسق بف المطير ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫خبلصة األاكاؿ في عمـ الرجاؿ ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1381‬ق‪1961 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ريحانة األلباء كزىرة الحياة الدنيا ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1306‬ق‪1888 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫كتاب العبر كديكاف المبتدأ كالخبر ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1959‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ركضات الجنات في أحكاؿ العمماء كالسادات ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1367‬ق‪1947 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫عكائد األياـ ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1266‬ق‪1849 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫راحة الصدكر كآية السركر ‪ ،‬ترجمة إبراىيـ ال كاربي كآخريف ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة‬

‫* الخفاجي ‪ ،‬ياب الديف محمكد ‪:‬‬ ‫* ابف خمدكف ‪ ،‬عبد الرحمف ‪:‬‬

‫* ابف خمكاف ‪ ،‬أحمد اإلربمي ‪:‬‬ ‫* الخكانسارؼ ‪ ،‬دمحم باار ‪:‬‬

‫* ابف أبي ذر‪ ،‬دمحم بف أحمد ‪:‬‬ ‫* الركاندؼ ‪ ،‬دمحم بف عمي ‪:‬‬

‫‪1379‬ق‪1960 /‬ـ ‪.‬‬

‫* الزيف ‪ ،‬عمي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مع التاريخ العاممي ‪ ،‬و ‪ .‬صيدا ‪1954‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الطبقات الكبرػ ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1377‬ق‪1957 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫األكزاف كالمقادير ‪ ،‬و ‪ .‬صكر ‪1381‬ق‪1962 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تاريخ الخمفاء ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة ‪1378‬ق‪1959 /‬ـ ‪.‬‬

‫* ابف سعد ‪ ،‬دمحم بف سعد البصرؼ ‪:‬‬ ‫* سميماف ‪ ،‬ال يخ إبراىيـ ‪:‬‬

‫* السيكطي ‪ ،‬جبلؿ الديف عبد الرحمف ‪:‬‬

‫* ّبر ‪ ،‬جاسـ حسف ‪:‬‬ ‫ تاريخ الم ع عييف كتراجـ أعبلميـ ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1385‬ق‪1965 /‬ـ ‪.‬‬‫* ابف داد ‪ ،‬بياء الديف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫النكادر السمطانية كالمحاسف اليكسفية ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1964‬ـ ‪.‬‬

‫* ابف ي ار كب ‪ ،‬دمحم بف عمي ‪:‬‬


‫‪-‬‬

‫معالـ العمماء ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1380‬ق‪1960 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الركضة البيية في رح الممعة الدم قية ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ال ت ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الفكر ال يعي كالنزعات الصكفية حتى مطمع القرف الثاني ع ر اليجرؼ ‪ ،‬و ‪.‬‬

‫* ال ييد الثاني ‪ ،‬زيف الديف بف عمي ‪:‬‬ ‫* ال يبي ‪ ،‬د ‪ .‬كامل مصطفى ‪:‬‬

‫بلداد ‪1386‬ق‪1966 /‬ـ ‪.‬‬

‫* الصدر‪ ،‬السيد حسف ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫تأسيس ال يعة لعمكـ اإلسبلـ ‪ ،‬و ‪ .‬بلداد ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫تكممة أمل اآلمل ‪ ،‬و ‪ .‬اـ ‪1406‬ق‪1985 /‬ـ ‪.‬‬

‫* صفا ‪ ،‬دمحم جابر ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تاريخ جبل عامل ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الكافي بالكفيات ‪ ،‬و ‪ .‬فيسبادف ‪1381‬ق‪1961 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تاريخ لبناف الحديث ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1969‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ال قائق النعمانية في عمماء الدكلة العثمانية ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1310‬ق‪1982 /‬ـ‬

‫* الصفدؼ ‪ ،‬صبلح الديف خميل بف أيبؾ ‪:‬‬ ‫* الصميبي ‪ ،‬كماؿ ‪:‬‬

‫* طا كبرؼ زاده ‪ ،‬أحمد بف مصطفى ‪:‬‬ ‫( بيامش كفيات األعياف ) ‪.‬‬

‫الطباخ ‪ ،‬دمحم راغب ‪:‬‬ ‫*‬ ‫ّ‬ ‫ أعبلـ النببلء بتاريخ حمب ال يباء ‪.‬‬‫* الطبرؼ ‪ ،‬دمحم بف جرير ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تاريخ الرسل كالممكؾ ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1961‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫النظـ االاطاعية في ال رؽ األكسط في العصكر الكسطى ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة ‪1388‬ق‪/‬‬

‫* طرخاف ‪ ،‬إبراىيـ عمي ‪:‬‬ ‫‪1968‬ـ ‪.‬‬

‫* الطكسي ‪ ،‬دمحم بف الحسف ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫االستبصار فيما اختمق مف األخبار ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1375‬ق‪1955 /‬ـ ‪.‬‬

‫الفيرست ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1380‬ق‪1961 /‬ـ ‪.‬‬

‫مجرد الفقو كالفتاكػ ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1390‬ق‪1970 /‬ـ ‪.‬‬ ‫ النياية في ّ‬‫محمد ‪:‬‬ ‫* ابف طكلكف ‪ ،‬مس الديف ّ‬ ‫‪-‬‬

‫مفاكية الخبلف في حكادث الزماف ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة ‪1381‬ق‪1961 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تاريخ العمكييف ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1386‬ق‪1966 /‬ـ ‪.‬‬

‫* الطكيل ‪ ،‬دمحم غالب ‪:‬‬

‫الحق البلدادؼ ‪ ،‬عبد المؤمف ‪:‬‬ ‫* ابف عبد‬ ‫ّ‬ ‫ مراصد عمى أسماء األمكنة كالبقاع ‪ ،‬و ‪1374 .‬ق‪1955 /‬ـ ‪.‬‬‫* ابف عبد اليادؼ ‪ ،‬دمحم بف أحمد ‪:‬‬

‫ العقكد الدرّية مف منااب يخ اإلسبلـ ابف تيمية ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1356‬ق‪1938 /‬ـ‪.‬‬‫* ابف عرب اه الدم قي ‪ ،‬أحمد بف دمحم ‪:‬‬


‫‪-‬‬

‫عجائب المقدكر في أخبار تيمكر ‪ ،‬و ‪ .‬مصر ‪1305‬ق‪1887 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫رياض العمماء كحياض الفضبلء ‪ ،‬و ‪ .‬اـ ‪1401‬ق‪1981 /‬ـ ‪.‬‬

‫* عبد هللا أفندؼ األصفياني ‪:‬‬

‫* ابف العماد الحنبمي ‪ ،‬عبد الحي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ذرات الذىب في أخبار مف ذىب ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ ،‬المكتب التجارؼ ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* اللزؼ ‪ ،‬نجـ الديف دمحم بف بدر الديف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الككاكب السائرة بأعياف المائة العا رة ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1955‬ـ ‪.‬‬

‫* الفيض الكا اني ‪ ،‬دمحم محسف بف مرتضى ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكافي ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* القرماني ‪ ،‬أحمد بف يكسق ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أخبار الدكؿ كآثار األكؿ ‪ ،‬و ‪ .‬بلداد ‪1282‬ق‪1685 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫آثار الببلد كأخبار العباد ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1380‬ق‪1960 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫السراج الكىاج في مسألة الخراج ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1315‬ق‪1897 /‬ـ طبعة حجرية‬ ‫ّ‬ ‫ضمف مجمكع ‪.‬‬

‫* القزكيني ‪ ،‬زكريا بف دمحم ‪:‬‬

‫* القطيفي ‪ ،‬إبراىيـ بف سميماف ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫رسالة في الرضاع ‪ ،‬ضمف المجمكع نفسو ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تاريخ الحكماء ( كىك مختصر الزكزني المسمى المنتخبات الممتقطة مف كتاب‬

‫* القفطي ‪ ،‬عمي بف يكسق ‪:‬‬

‫إخبار العمماء بأخبار الحكماء ) و ‪ .‬اليبزغ ‪1903‬ـ ‪.‬‬

‫* القمق ندؼ ‪ ،‬أحمد بف عمي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫صبح األع ى في صناعة االن ا ‪ ،‬و ‪ .‬مصر‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫سفينة البحار كمدينة الحكـ كاآلثار ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1355‬ق‪1936 /‬ـ ‪.‬‬

‫* القمي ‪ ،‬عباس دمحم رضا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكنى كاأللقاب ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1376‬ق‪1956 /‬ـ ‪.‬‬

‫* ابف كثير ‪ ،‬عماد الديف أبك الفداء إسماعيل ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫البداية كالنياية ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1966‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ك ق الحجب كاألستار عف أسماء الكتب كاألسفار ‪ ،‬و ‪ .‬كمكتة ‪330‬ق‪1911/‬ـ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الحضارة اإلسبلمية في القرف الرابع اليجرؼ ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1387‬ق‪1967/‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بحار األنكار ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1315‬ق‪1897 /‬ـ ز‬

‫‪-‬‬

‫خبلصة األثر في أعياف القرف الحادؼ ع ر‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* الكنتكرؼ ‪ ،‬إعجاز حسيف ‪:‬‬ ‫* متز ‪ ،‬آدـ ‪:‬‬

‫* المجمسي ‪ ،‬دمحم باار ‪:‬‬

‫* المحبي ‪ ،‬دمحم بف فضل هللا ‪:‬‬ ‫* المدني ‪ ،‬صدر الديف عمي ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫الحدائق الندية في رح الفكائد الصمدية ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1318‬ق‪1900 /‬ـ ‪.‬‬ ‫سبلفة العصر في محاسف ال عراء بكل مصر ‪ ،‬و ‪ .‬طيراف ‪ ،‬ال ت ‪:‬‬


‫* المسعكدؼ ‪ ،‬عمي بف الحسيف ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مركج الذىب كمعادف الجكىر ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة ‪1377‬ق‪1958 /‬ـ ‪.‬‬

‫ملنية ‪ ،‬دمحم جكاد ‪:‬‬ ‫*‬ ‫ّ‬ ‫ال يعة كالت ّيع ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬ ‫‬‫* المقريزؼ ‪ ،‬أحمد بف عمي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب السمكؾ لمعرفة دكؿ الممكؾ ‪ ،‬و ‪ .‬القاىرة ‪1970‬ـ ز‬

‫مكي ‪ ،‬عباس عمي ‪:‬‬ ‫* ّ‬ ‫نزىة الجميس كمنية األنيس ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1387‬ق‪1967 /‬ـ ‪.‬‬ ‫‬‫* مكي ‪ ،‬دمحم كاظـ ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الحركة الفكرية كاألدبية في جبل عامل ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1963‬ـ ‪.‬‬

‫* ناصر خسرك ‪ ،‬أبك معيف القبادياني ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫سفرنامو ‪ ،‬تعريب يحيى الخ ّ اب ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪1970‬ـ ‪.‬‬

‫* النجا ي ‪ ،‬أبي العباس أحمد بف عمي ‪:‬‬

‫الرجاؿ ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬ ‫ كتاب ّ‬‫* النقدؼ ‪ ،‬جعفر ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫منف الرحماف في رح اصيدة كسيمة الفكز كاألماف ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1344‬ق‪/‬‬ ‫‪1925‬ـ ‪.‬‬

‫* النيركالي ‪ ،‬اطب الديف الحنفي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب اإلعبلـ بأعبلـ بيت هللا الحراـ ‪ ،‬و ‪ .‬غكتنغ ‪1374‬ق‪1957 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مستدرؾ الكسائل ‪ ،‬و ‪ .‬إيراف ‪1383‬ق‪1962 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تاريخ ابف الكردؼ ‪ ،‬و ‪ .‬النجق ‪1389‬ق‪1969 /‬ـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫معجـ البمداف ‪ ،‬و ‪ .‬بيركت ‪ ،‬ال ت ‪.‬‬

‫* النكرؼ ‪ ،‬المير از حسيف ‪:‬‬

‫* ابف الكردؼ ‪ ،‬زيف الديف عمر ‪:‬‬

‫* يااكت ‪ ،‬ياب الديف أبي عبد هللا الحمكؼ ‪:‬‬ ‫دوريات ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫* مجمة " العرفاف " صيدا ‪: 449 / 2 ،‬‬

‫‪ " -‬المتاكلة أك ال يعة في لبناف " مقالة لؤلمير كيب أرسبلف ‪.‬‬

‫* مجمة " المعارؼ اإلسبلمية " طيراف ‪: 95 – 64 / 14 ،‬‬

‫زريف ككب ‪.‬‬ ‫ " مبلحظات عمى تاريخ كمبردج إليراف " مقالة لمدكتكر عبد الحسيف ّ‬‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬



‫َك ػػّاؼ عػ ػػاـ‬ ‫لألعالم عموماً ‪ .‬وقد اعتمدنا في النسق أشير ما ُيعرف بو‬ ‫الشخص ‪ ،‬من كنية أو لقب أو تخّمص أو نسبة ‪ ،‬واال فاالسم‬

‫إن كان أشير ما ُيعرف بو ‪ .‬ولم نأخذ في النسق لفظي "أب" و "ابن" ‪.‬‬

‫‪ -‬آذربيجاف ‪. 248 :‬‬

‫(أ)‬

‫ آسيا الصلرػ ‪ 25 :‬ىا ‪ 37 ، 33 ، 30 ، 29 .‬ىا ‪ 38 .‬ىا ‪. 214 ، 162 ، 154 ، 93 ،‬‬‫ آؽ ايكنمك ‪ 38 ، 22 :‬ىا ‪.‬‬‫‪ -‬آمل ‪. 106 :‬‬

‫‪ -‬آكة ‪. 106 ، 105 ، 69 :‬‬

‫ إبراىيـ بف إبراىيـ بف فخر الديف البازكرؼ ‪. 230 :‬‬‫‪ -‬إبراىيـ بف حيدر الصفكؼ ‪ 26 ، 22 :‬ىا ‪.‬‬

‫‪ -‬إبراىيـ بف خكاجةعمي الصفكؼ ( ال يخ اه ) ‪. 20 :‬‬

‫ إبراىيـ بف سميماف القطيفي ‪ 132 , 129 , 128 :‬ىا ‪.‬‬‫‪ -‬إبراىيـ بف عمي الجبعي ‪. 231 :‬‬

‫ إبراىيـ بف عمي بف عبد العالي الميسي ‪. 236 ، 231 :‬‬‫‪ -‬إبراىيـ بف دمحم بف أبي ريق القدسي ‪. 122 :‬‬

‫ إبراىيـ بف دمحم بف الحسيف بف الحسف الكركي ‪. 238 ، 232 :‬‬‫ إبراىيـ بف دمحم بف ااسـ بف يكسق ‪. 233 :‬‬‫‪ -‬أبراكد ‪ 27 :‬ىا ‪.‬‬

‫ أبك أيكب األنصارؼ ‪. 29 :‬‬‫‪ -‬أحمد با ا ‪ 38 ، 32 :‬ىا ‪.‬‬

‫ أحمد بف أحمد بف يكسق السكادؼ العيناثي ‪. 234 :‬‬‫‪ -‬أحمد البيضاكؼ النباطي ‪. 141:‬‬

‫‪ -‬أحمد بف خاتكف العيناثي ‪. 141 :‬‬

‫‪ -‬أحمد بف حسف بف عمي الحر ‪. 234 :‬‬

‫‪ -‬أحمد بف الحسف بف دمحم بف عميالحر ‪. 234 :‬‬

‫ أحمد بف الحسيف بف بدر الديف حسف بف جعفر األعرجي الكركي ‪. 240 ،235 :‬‬‫ أحمد بف زيف العابديف العمكؼ ‪. 260 ، 253 ، 236 :‬‬‫ أحمد بف عمي بف عبد العالي الميسي ‪. 236 :‬‬‫‪ -‬أحمد بف فيد الحمي ‪. 208 :‬‬

‫‪ -‬أحمد بف دمحم األردبيمي ‪. 195 ، 194 :‬‬

‫ أحمد بف دمحم عبد الحسيب العمكؼ ‪. 236 :‬‬‫‪ -‬أحمد النيمني الكيمدؼ ‪. 154 :‬‬


‫ أحمد بف يحيى بف سعد الديف التفتازاني ‪ 117 :‬ىا ‪. 123 .‬‬‫‪ -‬ابف ادريس ‪ ،‬دمحم ‪. 196 :‬‬

‫ أردبيل ‪ 38 , 33 ، 22 :‬ىا ‪. 245 ، 183 .‬‬‫ أردستاف ‪. 106 :‬‬‫‪ -‬إرـ ‪. 106 :‬‬

‫‪ -‬أرمينية ‪. 34 :‬‬

‫‪ -‬أركمية ( بحيرة ) ‪. 34 :‬‬

‫‪ -‬استاجمك ( ابيمة ) ‪ 27 :‬ىا ‪.‬‬

‫‪ -‬أسد الديف الصائغ الجزيني ‪. 54 :‬‬

‫‪ -‬أسد هللا ال ك ترؼ ‪ ،‬األمير ‪. 127 :‬‬

‫ أسد هللا بف دمحم مؤمف الخاتكني ‪. 268 , 237 :‬‬‫‪ -‬أسعد بف أبي ركح ‪. 45 :‬‬

‫‪ -‬إسبلمبكؿ ‪ 38 :‬ىا ‪. 146 .‬‬

‫ إسماعيل األكؿ الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪ 37 ، 32 ، 22 ، 20 :‬ىا‪ 38 ، .‬ىا‪ 39 ، .‬ىا‪107 ، 107 ، 106 ،‬‬‫‪ 111 ، 109 ،‬ىا‪ 132 ،125 ، 124 ، 123 ، 122 ، 177 ، .‬ىا‪217 ، 208 ، 184 ، 183 ، .‬‬ ‫‪. 258 ، 221 ،‬‬

‫ إسماعيل الثاني الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪ 118 ، 115 ، 114 ، 113 ، 24 :‬ىا‪.143 ، .‬‬‫‪ -‬إسماعيل بف الحسيف العكدؼ الجزيني ‪. 53 :‬‬

‫‪ -‬ابف األ عث ‪ ،‬دمحم بف عبد الرحمف ‪ 110 :‬ىا ‪.‬‬

‫ أصفياف ‪ 118 ، 98 ، 24 ، 22 :‬ىا ‪ 139 ، 137 .‬ىا‪156 ، 155 ، 154 ،153 ، 147 ، 146 ، .‬‬‫‪ 179 ، 169 ، 168 ، 157 ،‬ىا‪، 237 ، 236 ، 234 ، 233 ، 231 ، 214 ،195 ، 193 ، .‬‬

‫‪، 257 ، 256 ، 255 ، 254 ، 253 ، 251 ، 249 ، 247 ، 246 ، 245 ، 244 ، 242 ، 240‬‬ ‫‪. 268 ، 264 ، 263 ، 261 ، 260 ، 259 ،258‬‬

‫ إف ار ( ابيمة ) ‪ 27‬ىا ‪.‬‬‫‪ -‬أفضل القايني ‪. 153 :‬‬

‫ ألكند بف يكسق ‪ 37 :‬ىا ‪.‬‬‫‪ -‬أماسيا ‪. 21 :‬‬

‫ أمير عمي كيا ‪. 238 :‬‬‫‪ -‬األناضكؿ ‪. 30 :‬‬

‫ أنصار ( ارية ) ‪. 237‬‬‫ أكركبا ‪. 34 :‬‬‫‪ -‬أكزبؾ ‪. 22 :‬‬

‫‪ -‬أكزكف حسف ‪. 21 :‬‬

‫ أكلجايتك دمحم خدابنده االيمخاني ‪. 123 ، 108 :‬‬‫‪ -‬إيراف ‪ :‬كردت كثي اًر جداً ‪.‬‬

‫(ب)‬

‫القمي ‪ ،‬دمحم بف عمي ‪. 200 ، 186 :‬‬ ‫‪ -‬ابف بابكيو ّ‬


‫‪ -‬البازكرية ‪. 230 :‬‬

‫ باكك ‪ 27 ، 22 :‬ىا‪ 37 ، .‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬بانياس ‪. 48 :‬‬

‫ بايزيد الثاني ‪ ،‬السمطاف ‪ 25 :‬ىا‪ 37 ، .‬ىا‪ 38 ، .‬ىا‪.‬‬‫ بابا تكمك ( اه امي ) ‪ 38 ، 33 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬بحر ازكيف ‪. 106 ، 19 :‬‬

‫‪ -‬البحريف ‪. 166 ، 149 ، 148 ، 147 :‬‬

‫ بدر الديف بف أحمد الحسيني األنصارؼ ‪. 237 :‬‬‫البراج ‪ ،‬عبد العزيز بف نحرير ‪. 45 :‬‬ ‫ ابف ّ‬‫ برج يالكش ‪. 10 :‬‬‫‪ -‬البساسيرؼ ‪ 117 :‬ىا‪.‬‬

‫ ب ارة العاممي ‪ ،‬حساـ الديف ‪ 49 ، 48 :‬ىا‪ 50 ، .‬ىا‪. 93 ، .‬‬‫‪ -‬البصرة ‪ 178 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬بعمبؾ ‪. 155 ، 153 ، 146 ، 96 ، 47 :‬‬

‫‪ -‬بلداد ‪ 178 ، 60 ، 58 ، 53 ، 46 ، 23 ، 22 :‬ىا‪.‬‬

‫ البقاع ( سيل ) ‪، 219 ، 217 ، 204 ، 181 ، 146 ، 121 ، 96 ، 90 ، 89 ، 59 ، 47 ، 35 :‬‬‫‪. 234 ، 232‬‬

‫ البكتا ية ‪ 25 ، 23 :‬ىا‪ 37 ، .‬ىا‪.‬‬‫ ببلد ب ارة ‪. 48 :‬‬‫‪ -‬بمخ ‪ 118 :‬ىا‪.‬‬

‫ بياء الديف العاممي ‪ ،‬دمحم بف الحسيف ‪210 ، 208 ، 193 ، 181 – 151 ، 150 ، 143 ، 95 ، 24 :‬‬‫‪256 ، 254 ، 253 ، 252 ، 251 ، 247 ، 246 ، 244 ، 239 ، 238 ، 235 ، 230 ، 223 ،‬‬ ‫‪.270 ، 264 ، 258 ،‬‬

‫‪ -‬بيت المقدس ‪. 122 :‬‬

‫‪ -‬بيدمر الخكارزمي ‪. 75 :‬‬

‫ بيركت ‪. 75 ، 74 ، 73 ، 71 ، 63 :‬‬‫‪ -‬تاج الديف اآلكؼ ‪ 110 ، 108 :‬ىا‪.‬‬

‫ تبريز ‪ 37 ، 34 ، 22 :‬ىا‪. 114 ، 113 ، .‬‬‫ تبنيف ‪. 264 ، 48 :‬‬‫‪ -‬التحتاجية ‪. 23 :‬‬

‫ تستر ‪ 178 ، 107 :‬ىا‪. 261، 194 ، .‬‬‫‪ -‬تفريش ‪. 106 :‬‬

‫‪ -‬تقي الديف الجبمي الخيامي ‪. 80 :‬‬

‫ تقي الديف بف اكاـ الديف حسيف ‪ 118 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬تكي ايمي ‪. 33 :‬‬

‫ تيمكر ‪ 26 ، 20 :‬ىا‪. 109 ، 70 ، .‬‬‫الحراني ‪. 44 :‬‬ ‫‪ -‬ابف تيمية ّ‬

‫(ت)‬


‫(ج)‬

‫‪ -‬جاليدراف ‪ 38 ، 34 ، 23 :‬ىا‪ 39 ، .‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬جباع ‪. 251 ، 250 ،248 ، 247، 234، 214 ،208 ، 204 ، 146 ، 145 ، 138 ،95 :‬‬

‫ جبل عامل ‪108 ، 95 ،93 ، 90 ،89 ، 79 ، 78 ، 68 ، 59 ، 54 ، 52 ، 51 ، 48 ، 47 ، 35 :‬‬‫‪217 ، 208 ، 202 ، 181 ، 163 ، 162 ، 146 ، 145 ، 142 ، 141 ، 138 ، 130 ، 124 ،‬‬ ‫‪256 ، 255 ، 250 ، 240 ، 237 ، 236 ، 234 ، 233 ،231 ، 223 ، 220 ، 219 ، 218 ،‬‬ ‫‪. 266 ،265 ، 264 ،‬‬

‫‪ -‬جبل لبناف ‪.121 :‬‬

‫ جزيف ‪ 99 ، 95 ، 79 ، 77 ، 70 ، 65 ، 64 ، 60 ، 59 ، 57 ، 54 ، 53 :‬ىا‪، 208 ، 146 ، .‬‬‫‪. 265‬‬

‫‪ -‬جعفر بف إبراىيـ بف دمحم بف الحسيف بف الحسف الكركي ‪،‬المير از ‪. 238 :‬‬

‫ جعفر بف لطق بف عبد الكريـ بف إبراىيـ بف عمي بف عبد العالي الميسي ‪. 260 ، 238 :‬‬‫‪ -‬جعفر بف دمحم العاممي ‪. 239 :‬‬

‫‪ -‬جعفر الني ابكرؼ ‪ ،‬األمير ‪. 124 :‬‬

‫‪ -‬جبلؿ الديف الركمي ( مكالنا ) ‪. 213 ، 164 :‬‬

‫ جماؿ الديف بف عبد هللا األسترابادؼ ‪ ،‬األمير ‪. 114 :‬‬‫‪ -‬جماؿ الديف بف عمي بف أبي الحسف ‪. 98 :‬‬

‫ جماؿ الديف بف يكسق بف أحمد بف نعمة هللا بف خاتكف ‪. 239 :‬‬‫ جنيد بف إبراىيـ الصفكؼ ‪ 37 ، 33 ، 21 :‬ىا‪.‬‬‫ ابف الجنيد البلدادؼ ‪ ،‬دمحم ‪. 200 :‬‬‫‪ -‬جكباف ‪ ،‬األمير ‪. 108 :‬‬

‫‪ -‬جيبلف ‪ 25 :‬ىا‪. 250 ، 106 ، .‬‬

‫(ح)‬

‫ حبيب هللا بف حسيف الكركي ‪ ،‬المير از ‪. 263 ، 240 ، 194 :‬‬‫‪ -‬الحجاز ‪. 164 ، 154 ، 97 :‬‬

‫الحر العاممي ‪ ،‬دمحم بف الحسف ‪، 233 ، 229 ، 222 ،211 ، 204 ، 203 ، 202 ، 194 ، 185 :‬‬ ‫ ّ‬‫‪. 262 ، 234‬‬ ‫‪ -‬الحسا ‪. 256 :‬‬

‫‪ -‬ابف الحساـ العاممي ‪ ،‬جماؿ الديف ‪. 54 :‬‬

‫ حسف بف إبراىيـ بف عمي بف عبد العالي الميسي ‪. 240 :‬‬‫الحسف بف جعفر األطراكؼ ‪ ،‬تاج الديف ‪. 141 :‬‬

‫‪ -‬الحسف بف الحساـ ‪. 53 :‬‬

‫‪ -‬حسف بف زيف الديف الجباعي ‪ 179 :‬ىا‪.‬‬

‫الحق ‪ 25 :‬ىا‪.‬‬ ‫ الحسف بف عمي األطركش ‪ ،‬ناصر‬‫ّ‬ ‫ حسف بف زيف الديف بف دمحم بف حسف بف زيف الديف الجباعي ‪. 241 :‬‬‫‪ -‬حسف العاممي ‪ ،‬بدر الديف ‪. 241 :‬‬

‫ حسف بف عمي بف أحمد بف أبي جامع الجباعي ‪. 254 :‬‬‫‪ -‬حسف بف عمي بف عبد العالي الكركي ‪. 242 :‬‬


‫ حسف بف عمي بف حسف بف يكنس العيناثي ‪. 242 :‬‬‫الحر ‪. 243 :‬‬ ‫ حسف بف عمي بف دمحم ّ‬‫‪ -‬الحسف بف دمحم البكريني ‪ 179 :‬ىا‪.‬‬

‫ حسيف األكؿ الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪ 26 ، 24 :‬ىا‪. 212 ، 195 ، .‬‬‫‪ -‬حسيف بف بياا ار ‪. 125 ، 109 :‬‬

‫ حسيف بف جماؿ الديف بف يكسفبف خاتكف العيناثي ‪. 243 :‬‬‫‪ -‬حسيف بف حسف الكركي ‪. 245 :‬‬

‫ حسيف بف حسف الكركي ‪ ،‬األمير ‪. 245 :‬‬‫‪ -‬حسيف بف حسف الم لرؼ ‪. 244 :‬‬

‫ حسيف بف حيدر الكركي ‪ 177 ، 154 :‬ىا‪.‬‬‫ حسيف بف حيدر بف امر الكركي ‪. 246 :‬‬‫‪ -‬حسيف الخكانسارؼ ‪. 195 :‬‬

‫‪ -‬حسيف بف رؼ الديف األردبيمي ‪. 183 :‬‬

‫ حسيف بف ياب الديف حسف الكركي ‪. 244 :‬‬‫‪ -‬حسيف العاممي ‪. 243 :‬‬

‫ حسيف بف عبد الصمد الجباعي ‪، 210 ، 208 ، 194 ، 193 ، 166 ، 151 – 145 ، 130 ، 95 :‬‬‫‪. 239‬‬

‫ حسيف بف عبد الصمد بف حسيف بف عبد الصمد الجباعي ‪. 246 :‬‬‫ حسيف بف عبد العالي الكركي ‪ 131 :‬ىا ‪.‬‬‫‪ -‬الحسيف بف عمي ( اإلماـ ) (ع) ‪. 107 :‬‬

‫ حسيف بف عمي بف خضر الفرزلي ‪. 246 :‬‬‫‪ -‬حسيف بف عمي بف دمحم الحر ‪. 246 :‬‬

‫ حسيف بف دمحم بف عمي بف الحسيف بف أبي الحسف الجبعي ‪. 248 :‬‬‫‪ -‬حسيف بف دمحم بف ااسـ ‪ ،‬بياء الديف ‪. 248 :‬‬

‫ حسيف بف دمحم بف ااسـ ‪ ،‬جماؿ الديف ‪. 239 :‬‬‫‪ -‬حسيف كيايي جمكؼ ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ حسيف بف دمحم بف أبي الحسف الجباعي ‪. 193 :‬‬‫‪ -‬حسيف بف دمحم األسترابادؼ ‪ 131 :‬ىا‪.‬‬

‫ حسيف بف مير از التيمكرؼ ‪ ،‬السمطاف ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬الحبلج ‪ ،‬حسيف بف منصكر ‪. 29 :‬‬

‫ حمب ‪ 49 ، 46 ، 45 ، 33 ، 21 :‬ىا‪ 179 ، 93 ، 62 ، 55 ، 52 ، 51 ، .‬ىا‪.‬‬‫ الحّمة ‪ 178 ، 61 ، 58 ، 53 :‬ىا‪.‬‬‫ حمزة بف زىرة الحسيني ‪. 46 :‬‬‫‪ -‬الحكيزة ‪. 254 :‬‬

‫‪ -‬أبك حنيفة ‪. 32 :‬‬

‫ حيدر بف جنيد الصفكؼ ‪ 26 ، 21 :‬ىا‪ 37 ، .‬ىا‪. 208 ، 183 ، .‬‬‫‪ -‬حيدر العاممي الم يدؼ ‪. 248 :‬‬

‫‪ -‬حيدر بف عمي بف أبي الحسف الجباعي ‪. 249 :‬‬


‫(خ)‬

‫ خراساف ‪ 25 ، 23 ، 22 :‬ىا‪ 27 ، .‬ىا‪ 118 ، 109 ، 108 ، 106 ، 70 ، 68 ، 67 ، .‬ىا‪123 ، .‬‬‫‪. 269 ، 265 ، 230 ، 194 ، 148 ،‬‬

‫ خطايي ‪ :‬ال اه إسماعيل األكؿ الصفكؼ ‪.‬‬‫ خمق آ باد ‪. 254 :‬‬‫‪ -‬الخميل ‪. 122 :‬‬

‫‪ -‬خميل هللا إبراىيـ ‪. 21 :‬‬

‫ خكاجة عمي بف صدر الديف الصفكؼ ‪. 20 :‬‬‫‪ -‬خكار ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ خكارزـ ‪ 25 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬خكزستاف ‪. 23 :‬‬

‫‪ -‬الخياـ ( بمدة ) ‪. 80 :‬‬

‫مكي بف عبد الرزاؽ بف عمي بف ال ييد األكؿ ‪ ،‬ال يرازؼ ‪. 249 :‬‬ ‫ خير الديف بف عبد الرزاؽ بف ّ‬‫(د)‬ ‫ الداماد ‪ ،‬المير دمحم باار بف دمحم الحسيني ‪. 246 ، 236 ، 195 ، 193 ، 192 :‬‬‫‪ -‬داملاف ‪. 67 :‬‬

‫‪ -‬دركيش دمحم بف الحسف ‪ ،‬كماؿ الديف ‪. 139 ،137 :‬‬

‫ دم ق ‪38 ، 35 ، 33 :‬ىا‪98 ، 87 ، 86 ، 85 ، 83 ، 81 ، 76 ، 73 ، 71 ، 70 ، 62 ، 58 ، .‬‬‫‪ 179 ، 122 ،‬ىا‪.‬‬

‫ ديار بكر ‪ 27 ، 21 :‬ىا‪ 38 ، .‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬ذك القدر ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ ذك النكف ‪ ،‬األمير ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬رستـ الكردؼ ‪ ،‬الحاجي ‪ 38 :‬ىا‪.‬‬

‫(ذ)‬

‫(ر)‬

‫‪ -‬رستمدار ‪. 106 :‬‬

‫ الرضا ‪ ،‬اإلماـ عمي بف مكسى (ع) ‪. 106 ، 22 :‬‬‫‪ -‬الرضائية ( بحيرة ) ‪ :‬أركمية ‪.‬‬

‫‪ -‬الرضي بف حسف بف محيي الديف ‪. 250 :‬‬

‫ رضي الديف بف عمي بف أحمد بف دمحم بف أبي جامع الجباعي ‪.254 ،250 :‬‬‫‪ -‬ركممك ( ابيمة ) ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ الرؼ ‪ 110 ، 106 ، 105 :‬ىا‪ 178 ، .‬ىا‪.‬‬‫ زاىد الكيبلني ‪. 19 :‬‬‫ زحمة ‪. 121 :‬‬‫‪ -‬زغرتا ‪. 43 :‬‬

‫ زكريا األنصارؼ ‪ ،‬أبك يحيى ‪. 122 :‬‬‫‪ -‬بنك زىرة ‪. 55 ، 52 :‬‬

‫(ز)‬


‫الحر الم لرؼ ‪. 252 :‬‬ ‫ زيف الديف بف الحسف بف عمي ّ‬‫‪ -‬زيف الديف بف عمي الجباعي ‪. 250 ، 98 :‬‬

‫ زيف الديف بف دمحم بف زيف الديف الجباعي ‪. 251 ، 200 :‬‬‫‪ -‬زيف العابديف الحسيني ‪ ،‬األمير ‪. 252 :‬‬

‫ زيف العابديف العمكؼ الكركي ‪. 260 ، 252 ، 236 :‬‬‫‪ -‬سارؼ ‪. 106 :‬‬

‫(س)‬

‫ سامراء ‪. 23 :‬‬‫‪ -‬ساكة ‪. 105 :‬‬

‫ سبزاكر ‪. 106 ، 67 :‬‬‫ السربداريكف ‪. 67 :‬‬‫‪ -‬سرنديب ‪. 166 :‬‬

‫ سميـ األكؿ ‪ ،‬السمطاف ‪ 37 ، 35 ، 34 :‬ىا‪ 38 ، .‬ىا‪ 39 ، .‬ىا‪.114 ، 93 ، .‬‬‫ سميماف األكؿ الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪. 212 ، 24 :‬‬‫‪ -‬سمناف ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ سكريا ( راجع أيضاً ‪ :‬ال اـ ) ‪ 50 ، 46 ، 35 ، 34 :‬ىا‪. 123 ، 51 ، .‬‬‫ سيكاس ‪. 33 ، 30 ، 21 :‬‬‫(ش)‬

‫ ال اـ ‪. 168 ، 163 ، 162 ، 154 ، 79 ، 75 ، 47 ، 46 ، 35 ، 33 :‬‬‫‪ -‬اممك ( ابيمة ) ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ ال بسترؼ ‪ ،‬محمكد بف عبد الكريـ ‪. 183 :‬‬‫ بو الجزيرة العربية ‪. 162 :‬‬‫‪ -‬ركاف ‪. 21 :‬‬

‫‪ -‬قيق أرنكف ‪. 48 :‬‬

‫ مس األئمة الكرماني ‪ ،‬دمحم بف سعيد القر ي ‪. 58 :‬‬‫‪ -‬مس الديف الجيبلني ‪.114 :‬‬

‫مكي الجزيني ‪. 221 ، 220 ، 208 ،124 ، 121 ، 109 ، 91 – 57 ، 54 :‬‬ ‫ ال ييد األكؿ ‪ ،‬دمحم بف ّ‬‫ ال ييد الثاني ‪ ،‬زيف العابديف بف عمي الجبعي ‪، 138 ، 137 ، 130 ، 121 ، 98 ، 95 ، 89 ، 68 :‬‬‫‪. 265 ، 254 ، 251 ، 241 ، 208 ، 147 ، 146‬‬

‫ ك تر ‪. 250 ، 106 :‬‬‫‪ -‬ال كؼ ‪. 63 :‬‬

‫ يراز ‪ 178 :‬ىا‪. 254 ، 249 ، 241 ، 183 ، .‬‬‫‪ -‬الصاحب بف عباد ‪. 106 :‬‬

‫(ص)‬

‫ الصادؽ ‪ ،‬اإلماـ جعفر بف دمحم (ع) ‪. 225 ، 126 :‬‬‫‪ -‬صالح بف م رؼ ‪. 53 :‬‬

‫‪ -‬صد ار ‪ ،‬المبل ‪ ،‬دمحم بف إبراىيـ ‪. 210 :‬‬

‫‪ -‬صدر الديف بف ال يخ صفي الديف ‪ 26 ، 20 ، 19 :‬ىا‪.‬‬


‫‪ -‬الصعيد ‪. 32 :‬‬

‫‪ -‬صفي الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪. 192 ، 24 :‬‬

‫ صفي الديف إسحاؽ ‪.33 ، 20 ، 19 :‬‬‫‪ -‬صفي الديف عيسى ‪ 131 :‬ىا‪.‬‬

‫ صبلح الديف األيكبي ‪ 50 ، 46 :‬ىا‪. 93 ، .‬‬‫ صنعاء ‪. 252 :‬‬‫‪ -‬صكر ‪. 47 :‬‬

‫‪ -‬صيدا ‪. 81 ، 75 ، 74 ، 73 ، 71 ، 64 ، 53 ، 51 ، 45 :‬‬

‫الضنية ‪. 43 :‬‬ ‫‬‫ّ‬ ‫‪ -‬الطالقاف ‪. 106 :‬‬

‫(ض)‬ ‫(و)‬

‫‪ -‬طاىر آباد ‪. 22 :‬‬

‫ ابف طاكس ‪ ،‬عمي بف مكسى ‪. 53 :‬‬‫‪ -‬طبرستاف ‪. 106 :‬‬

‫‪ -‬طبرية ‪ 49 ، 45 :‬ىا‪. 51 ، .‬‬

‫ طرابمس ‪. 85 ، 84 ، 71 ، 63 ، 53 ، 52 ، 47 ، 45 :‬‬‫‪ -‬طلرؿ بؾ السمجكاي ‪ 117 ، 113 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬طو بف دمحم بف فخر الديف الجزيني ‪. 54 :‬‬

‫‪ -‬طيراف ‪. 249 ، 241 ، 238 ، 232 ، 205 ، 105 :‬‬

‫ طيماسب األكؿ الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪ 26 ، 23 :‬ىا‪ 115 ، .‬ىا‪ 132 ، 130 ، 129 ، 126 ، 125 ، .‬ىا‪.‬‬‫‪. 242 ، 228 ، 225 ، 195 ، 194 ، 182 ، 153 ، 148 ، 146 ، 142 ، 135 ،‬‬

‫ طيماسب الثاني الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪. 246 :‬‬‫‪ -‬طكس ‪. 232 ، 230 :‬‬

‫ الطكسي ‪ ،‬ال يخ بف الحسف ‪. 196 ، 186 :‬‬‫‪ -‬طكماف بف أحمد المنارؼ ‪). 54 ، 53 :‬‬

‫(ع)‬

‫ عباس األكؿ الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪، 195 ، 182 ،173 ، 172 ، 154 ، 148 ، 135 ، 105 ، 24 :‬‬‫‪. 267 ، 250 ، 215 ، 214 ، 209 ، 197‬‬

‫‪ -‬عباس الثاني الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪. 24 :‬‬

‫ عبد الحسيب بف أحمد بف زيف العابديف العمكؼ الكركي ‪144 :‬ىا‪. 254 ، .‬‬‫ عبد الصمد بف حسيف الجباعي ‪. 173 :‬‬‫‪ -‬عبد الصمد بف دمحم الجباعي ‪. 145 :‬‬

‫ عبد المطيق بف عمي بف أحمد بف دمحم بف أبي جامع الجباعي ‪. 254 ، 250 :‬‬‫‪ -‬عبد هللا ‪ /‬مر د الدكلة ‪. 109 :‬‬

‫ عبد هللا أفندؼ األصفياني ‪. 185 :‬‬‫طاؿ ‪ 36 ، 30 :‬ىا‪.‬‬ ‫‪ -‬عبد هللا الب ّ‬

‫‪ -‬عبد هللا التكني الب ركؼ ‪ ،‬المبلّ ‪. 195 :‬‬


‫‪ -‬عبد هللا بف جابر ‪. 255 :‬‬

‫ عبد هللا بف سعد بف مالؾ اليمداني ‪ 110 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬عبد هللا بف ياب الديف اليزدؼ ‪. 153 :‬‬

‫ عبد هللا بف دمحم الفقعاني ( العينقاني ) ‪. 255 :‬‬‫‪ -‬عبد المحسف الصكرؼ ‪. 52 :‬‬

‫ عبد المطمب بف دمحم بف األعرج الحسيني ‪ ،‬عميد الديف ‪. 58 :‬‬‫ عبد الكىاب بف األمير عبد اللّفار ‪ ،‬األمير ‪. 114 :‬‬‫‪ -‬عثماف ( مؤسس الدكلة العثمانية ) ‪ 36 ، 31 :‬ىا‪.‬‬

‫ العراؽ ‪ 86 ، 68 ، 61 ، 53 ، 52 ، 34 :‬ىا‪، 125 ، 123 ، 122 ، 108 ، 98 ، 97 ، 95 ، .‬‬‫‪. 255 ، 250 ، 181 ، 163 ، 146 ، 145 ، 129 ، 128‬‬

‫‪ -‬عراؽ العرب ‪ 27 ، 23 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬عرفة ( خص ) ‪.85 ، 84 ، 71 :‬‬

‫عز الديف دمحم ‪ 118 :‬ىا‪.‬‬ ‫ ّ‬‫‪ -‬العسكرؼ ‪ ،‬اإلماـ الحسف بف عمي (ع) ‪. 105 :‬‬

‫‪ -‬عطاء هللا الحسيني الد تكي ‪ ،‬ال يرازؼ ‪ ،‬األمير جماؿ الديف ‪. 114 :‬‬

‫العماني ‪ ،‬الحسف بف عمي ‪. 204 ، 200 :‬‬ ‫ ابف عقيل ّ‬‫ العبلّمة الحمي ‪ ،‬الحسف بف يكسق بف المطير ‪ 112 ، 108 ، 58 ، 53 :‬ىا‪. 204 ، 200 ، 123 ، .‬‬‫ عمي بف أبي طالب (ع) ‪. 169 ، 113 ، 46 :‬‬‫ عمي بف أحمد بف أبي جامع الجباعي ‪. 95 :‬‬‫‪-‬عمي بف أحمد النباطي ‪. 256 :‬‬

‫الحر الم لرؼ ‪. 256 :‬‬ ‫ عمي بف الحسف ّ‬‫ عمي بف الحسيف بف عبد العالي الكركي ‪، 141 ، 138 ، 137 ، 135 ،133 -121 ، 115 ، 114 :‬‬‫‪، 221 ، 217 ، 209 ، 194 ، 193 ،192 ،184 ، 182 ، 181 ، 176 ، 169 ، 149 ، 148‬‬ ‫‪. 269 ، 255 ،252 ، 245 ، 242 ، 225 ، 223‬‬

‫‪ -‬عمي بف عبد العالي الميسي ‪ 131 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬عمي رضا بف حبيب هللا الكركي ‪ ،‬المير ‪. 257 ، 193 :‬‬

‫ عمي بف زيف الديف بف دمحم بف الحسف بف زيف الديف الجباعي ( ال يخ عمي ككچؾ) ‪. 258 :‬‬‫‪ -‬عمي بف صبيح العاممي ‪. 258:‬‬

‫طراد المطار آبادؼ ‪ ،‬المير ‪. 257 ، 193 :‬‬ ‫ عمي بف ّ‬‫ عمي عرب ‪ ،‬زيف الديف ‪. 258 :‬‬‫‪ -‬عمي بف عمي بف أبي الحسف الجباعي ‪. 98 :‬‬

‫ عمي بف عمي بف أحمد بف جعفر العمرؼ الميسي ‪. 258 :‬‬‫ عمي بف عمي بف الفقيو الفرزلي ‪. 259 :‬‬‫‪ -‬عمي بف عيسى األربمي ‪. 182 :‬‬

‫‪ -‬عمي بف دمحم األصفياني ‪. 182 :‬‬

‫ عمي بف دمحم بف الحسف بف زيف الديف الجباعي ‪ 99 ، 98 ، 95 :‬ىا‪. 259 ، 251 ،214 ، 210 ، .‬‬‫مكي الجزيني ‪. 208 :‬‬ ‫ عمي بف دمحم بف ّ‬‫المذىب المدرس ‪. 153 :‬‬ ‫ عمي‬‫ّ‬


‫المؤيد الطكسي ‪ 110 ، 108 ، 68 ، 67 ، 66 :‬ىا‪.‬‬ ‫ عمي بف ّ‬‫‪ -‬عمي بف ىبلؿ ‪ ،‬الحاج ‪. 72 :‬‬

‫ عمي بف ىبلؿ الجزائرؼ ‪ 131 ، 122 :‬ىا‪. 208 ، 193 ، 146 ، .‬‬‫ عمي بف ىبلؿ الكركي ( المن ار ) ‪. 144 – 141 :‬‬‫السيد ‪. 107 :‬‬ ‫ عمي اليمذاني ‪ّ ،‬‬‫‪ -‬عماد الديف محمكد ‪ ،‬الحكيـ ‪. 153 :‬‬

‫عماف ‪. 45 :‬‬ ‫ ّ‬‫‪ -‬ابف العكدؼ ‪ ،‬دمحم بف عمي الجزيني ‪. 130 :‬‬

‫ عيناتا ‪. 269 ، 268 ، 266 ، 243 ، 242 ، 239 ، 234 ، 141 :‬‬‫‪ -‬عيف اانا ‪. 256 :‬‬

‫‪ -‬غازاف خاف محمكد اإليمخاني ‪. 108 :‬‬

‫(غ)‬

‫‪ -‬اللزالي ‪ ،‬أبي دمحم حامد ‪. 210 ، 161 ، 160:‬‬

‫ غياث الديف منصكر الد تكي ‪ ،‬المير ‪ 132 ، 127 ، 125 :‬ىا‪.‬‬‫فتح هللا بف كر هللا القا اني ‪. 182 :‬‬

‫(ؼ)‬

‫ فخر المحققيف ‪ ،‬دمحم بف الحسف الحّمي ‪ 56 ، 58 ، 53 :‬ىا‪.‬‬‫ فراه ‪. 269 ، 230 :‬‬‫‪ -‬فراىاف ‪. 106 :‬‬

‫‪ -‬الفرزؿ ‪. 259 ، 246 :‬‬

‫ فمسطيف ‪ 50 :‬ىا‪. 162 ، .‬‬‫‪ -‬فيركز ككه باريؾ ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ الفيض الكا اني ‪ ،‬دمحم حسف ‪. 233 ، 210 ، 204 ، 202 ، 185 :‬‬‫‪ -‬فيف ‪. 105 :‬‬

‫‪ -‬ااجار ( ابيمة ) ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫(ؽ)‬

‫‪ -‬ااسـ بف جيانكير ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫ أبك القاسـ بف الحسيف بف العكد األسدؼ ‪. 54 :‬‬‫ اانصك اللكرؼ ‪ ،‬السمطاف ‪. 34 :‬‬‫‪ -‬ابكر ال يداء ‪. 80 ، 71 :‬‬

‫ القدس ( راجع ‪ :‬بيت المقدس ) ‪. 154‬‬‫ َا َدس ‪. 45 :‬‬‫‪ -‬ارماف ‪. 21 :‬‬

‫‪ -‬القزلباش ‪ 31, 21 :‬ىا‪. 214 ، 209 ، 207 ، 128 ، .‬‬

‫ ازكيف ‪. 260 ،252 ، 245 ، 213 ، 193 ، 156 ، 155 ، 154 ، 153 ، 147 :‬‬‫ القسطنطينية ‪. 95 ، 32 ، 30 ، 29 :‬‬‫‪ -‬القمندرية ‪ ،‬الطريقة ‪ 37 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬اـ ‪ 110 ، 106 ، 105 ، 69 :‬ىا‪. 241 ، 115 ، .‬‬


‫‪ -‬اكاـ الديف حسيف ‪ 118 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬القكااس ( القفقاس ) ‪ 37 :‬ىا‪.‬‬

‫ ابف اكلكيو ‪ ،‬جعفر بف دمحم ‪. 200 :‬‬‫‪ -‬اكنيا ‪. 21 :‬‬

‫(ؾ)‬

‫ كا اف ‪ 27 :‬ىا‪. 254 ، 124 ، 114 ، 106 ، 105 ، .‬‬‫‪ -‬الكاظميف ‪. 263 :‬‬

‫‪ -‬كبير بف أكيس المطيفي ‪ 38 :‬ىا‪.‬‬

‫ الكراكجي ‪ ،‬دمحم بف عمي بف عثماف ‪. 53 :‬‬‫ كرببلء ‪. 167 ، 23 :‬‬‫‪ -‬كردستاف ‪ 178 :‬ىا‪.‬‬

‫ كرؾ نكح ‪ 179 ، 146 ،122 ، 121 ، 96 ، 95 :‬ىا‪، 245 ، 235 ، 233 ،232 ، 230 ، 208 ، .‬‬‫‪. 259 ، 246‬‬

‫ كرماف ‪ 27 ، 23 ، 22 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬كرمان اه ‪ 112 :‬ىا‪.‬‬

‫ كسركاف ‪. 79 ، 65 ، 64 ، 63 ، 47 ، 44 :‬‬‫ الكميني ‪ ،‬دمحم بف يعقكب ‪. 186 :‬‬‫‪ -‬الككفة ‪ 110 :‬ىا‪.‬‬

‫ ككه تيرؼ ‪ ،‬امعة ‪ 178 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬كيبلف ‪. 178 ، 19 :‬‬

‫‪ -‬الىجاف ‪ 25 :‬ىا‪ 111 ، .‬ىا‪.‬‬

‫(ؿ)‬

‫ لبناف ‪ 50 ، 45 ، 43 :‬ىا‪. 167 ، 90 ، .‬‬‫ لطق هللا بف عبد الكريـ الميسي ‪. 260 :‬‬‫‪ -‬مازندراف ‪. 106 :‬‬

‫(ـ)‬

‫‪ -‬ماه آباد ‪. 105 :‬‬

‫ المجمسي ‪ ،‬دمحم باار ‪. 264 ، 260 ، 233 ، 213 ، 212 ، 211 ، 195 ، 185 :‬‬‫ المحّقق الحّمي ‪ ،‬جعفر بف الحسف ‪. 53 :‬‬‫ دمحم (ص) ‪. 32 ، 29 :‬‬‫‪ -‬دمحم ‪ ،‬القاضي (؟) ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬دمحم اآلكؼ ‪ ،‬مس الديف ‪ 110 ، 109 ، 66 :‬ىا‪.‬‬

‫ دمحم بف أحمد بف أبي المعالي المكسكؼ ‪ ،‬مس الديف ‪. 58 :‬‬‫‪ -‬دمحم بف أحمد الخفرؼ ‪. 114 :‬‬

‫ دمحم بف أحمد بف زيف العابديف العمكؼ الكركي ‪ ،‬عبد الحسيب ‪. 237 :‬‬‫‪ -‬دمحم بف أحمد الصييكني ‪ ،‬مس الديف ‪. 122 :‬‬

‫ دمحم أ رؼ بف عبد الحسيب بف أحمد بف زيف العابديف العمكؼ الكركي ‪. 260 :‬‬‫‪ -‬دمحم أميف األسترابادؼ ‪. 201 :‬‬


‫ دمحم باار بف مرتضى بف مير دمحم أ رؼ ‪ ...‬العمكؼ الكركي ‪. 261 :‬‬‫ دمحم تقي بف خكاجة دمحم ‪. 182 :‬‬‫‪ -‬دمحم الثاني ‪ ،‬السمطاف ‪. 31 :‬‬

‫‪ -‬دمحم الجزيني ‪ ،‬مس الديف ‪. 122‬‬

‫‪ -‬دمحم الجكاد بف عمي بف أبي جامع الجباعي ‪. 261 ، 194 :‬‬

‫ دمحم بف حسف بف زيف الديف الجباعي ‪ 177 ، 98 ، 95 :‬ىا‪. 261 ، 234 ، 230 ، .‬‬‫ دمحم بف حسف بف دمحم بف سميماف ال اطرؼ ‪. 262 :‬‬‫‪ -‬دمحم بف حسيف اإلسحااي ‪. 52 :‬‬

‫‪ -‬دمحم بف الحسيف بف الحسف الكركي ‪. 263 :‬‬

‫ دمحم بف حفيع بف مير دمحم ‪ ....‬العمكؼ الكركي ‪. 263 :‬‬‫‪ -‬دمحم خدابنده الصفكؼ ‪ ،‬ال اه ‪. 148 ، 24 :‬‬

‫الحر الم لرؼ ‪. 263 :‬‬ ‫ دمحم رضا بف دمحم بف الحسف ّ‬‫ دمحم بف سمطاف حسيف األصفياني ‪ 144 ، 143 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬دمحم ال افعي ‪ ،‬ال يخ ‪ 179 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬دمحم فيع بف بياء الديف الكركي ‪. 213 :‬‬

‫‪ -‬دمحم يباني األزبكي الخاف ‪. 106 ، 22 :‬‬

‫ دمحم طاىر بف عبد الحميد بف مكسى النباطي ‪. 263 :‬‬‫ دمحم بف عمي بف أبي الحسف ‪. 98 :‬‬‫ دمحم بف عمي البكرؼ ‪ 179 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬دمحم العيناثي ‪ ،‬السيد ‪. 208 :‬‬

‫ دمحم بف عمي بف أحمد الحرفك ي الحريرؼ الكركي ‪. 264 :‬‬‫‪ -‬دمحم بف عمي القمبنيني ‪. 264 :‬‬

‫ دمحم بف عمي الجباعي ‪. 208 ، 145 :‬‬‫‪ -‬دمحم بف عمي الحرفك ي ‪. 295 :‬‬

‫ دمحم بف عمي العكدؼ الجزيني ‪ 99 :‬ىا‪. 265 ، .‬‬‫‪ -‬دمحم بف عمي بف محمكد العاممي ‪. 265 :‬‬

‫ دمحم بف عمي بف محيي الديف المكسكؼ ‪. 266 :‬‬‫ دمحم بف ابلكف ‪ ،‬السمطاف ‪. 44 :‬‬‫‪ -‬دمحم كره ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬دمحم بف دمحم بف خاتكف ‪ 131 ، 121 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬دمحم بف دمحم بف حسف بف ااسـ العيناثي ‪. 266 :‬‬

‫الحر الم لرؼ ‪. 267 :‬‬ ‫ دمحم بف دمحم بف حسيف ّ‬‫ دمحم معصكـ بف دمحم ميدؼ الكركي ‪. 267 ، 193 :‬‬‫ دمحم ميدؼ بف مير از حبيب هللا الكركي ‪. 267 :‬‬‫ دمحم مؤمف بف خاتكف ‪. 268 :‬‬‫ دمحم نكربخش ‪. 107 :‬‬‫‪ -‬دمحم اليالك ي ‪. 80 :‬‬

‫‪ -‬محمكد بيدكمي ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬


‫‪ -‬محمكد بيؾ ميردار ‪ ،‬األمير ‪. 128 :‬‬

‫ محيي الديف بف حسيف بف محيي الديف بف عبد المطيق ‪ ....‬ابف أبي جامع ‪.254 :‬‬‫‪ -‬المدرسة النكرية ‪. 146 :‬‬

‫ المدينة المنكرة ‪. 253 ، 58 :‬‬‫‪ -‬مراد بيؾ بايندارؼ ‪27 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬مراد بف يعقكب ‪ ،‬السمطاف ‪ 27 :‬ىا‪.‬‬

‫‪-‬مرتضى بف حيدر بف عمي بف أبي الحسف الجباعي ‪. 249 :‬‬

‫ المرتضى ‪ ،‬عمي بف الحسيف ‪ 49 ، 45 :‬ىا‪. 200 ، 53 ، 52 ، .‬‬‫‪ -‬مرتضى ‪ ،‬المير‪. 153 :‬‬

‫‪ -‬مرتضى بف أبي الحسف ‪. 268 ، 223 :‬‬

‫ مرتضى بف مير دمحم ‪ ....‬العمكؼ الكركي ‪. 260:‬‬‫ مرج دابق ‪. 93 ، 34 :‬‬‫‪ -‬مرك ‪. 22 :‬‬

‫‪ -‬مسجد ال يخ لطق هللا العاممي ‪. 24 :‬‬

‫ م لرة ‪. 256 ، 247 ، 235 ، 234 ، 204 ، 185 ، 146 ، 96 ، 95 :‬‬‫‪ -‬م كيف ‪. 106 :‬‬

‫ م يد ‪، 239 ، 205 ، 194 ، 193 ، 185 ، 156 ، 154 ، 148 ، 147 ، 144 ، 106 ، 22 :‬‬‫‪. 270 ، 266 ، 262 ، 260 ، 259 ،254 ، 248 ، 247 ، 246 ، 243 ، 241‬‬

‫ مصر ‪ 38 ، 33 ، 32 :‬ىا‪ 50 ، 47 ، 46 ، .‬ىا‪171 ، 168 ، 163 ،162 ،154 ، 122 ، 58 ، .‬‬‫‪ 179 ،‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬معز الديف دمحم األصفياني ‪.127 :‬‬

‫ المفيد ‪ ،‬ال يخ ‪ ،‬دمحم بف دمحم بف النعماف ‪. 204 ، 200 ،186 ، 53 ، 52 :‬‬‫معية ‪ ،‬دمحم بف القاسـ الحسني ‪. 58 :‬‬ ‫ ابف ّ‬‫ مفمح بف حسيف الصيمرؼ ‪. 209 :‬‬‫‪ -‬مقاـ عمي الطاىر ( في النبطية ) ‪. 71 :‬‬

‫السيكرؼ ‪ ،‬جماؿ الديف بف عبد هللا ‪. 69 ، 61 :‬‬ ‫ المقداد ّ‬‫مكة ‪ 179 ، 177 ، 148 ، 145 ، 98 ، 95 ، 58 :‬ىا‪. 261 ، 251 ، 214 ، 202 ، .‬‬ ‫ ّ‬‫‪ -‬مكدكنيا ‪. 34 :‬‬

‫ مكي بف دمحم بف حامد الجزيني ‪. 54 :‬‬‫‪ -‬مبلذ كرد ‪. 30 :‬‬

‫‪ -‬المنارة ( ارية ) ‪. 53 :‬‬

‫ ميدؼ بف حبيب هللا الكركي ‪ ،‬المير از ‪. 194 :‬‬‫ ابف مؤمف ‪. 58 :‬‬‫‪ -‬المكصل ‪. 46 :‬‬

‫ ميس ‪. 238 ، 236 ، 231 :‬‬‫‪ -‬نادر اه أف ار ‪.24 :‬‬

‫‪ -‬ناصر خسرك القبادياني ‪. 45 :‬‬

‫(ف)‬


‫ النبطية ‪. 256 ، 233 ، 71 :‬‬‫‪ -‬نجد ‪. 163 :‬‬

‫ النجق ‪ 132 ، 130 ، 124 ، 115 ، 98 ، 53 ، 23 :‬ىا‪، 233 ، 197 ، 169 ، 141 ، 137 ، .‬‬‫‪. 253 ، 250‬‬

‫‪ -‬نجق آباد ‪. 261 :‬‬

‫ نصر هللا زيتكني ‪. 113 :‬‬‫‪ -‬نطنزة ‪ 139 ، 137 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬نظاـ الديف بف عبد الممؾ ال افعي ‪. 108 :‬‬

‫ نعمة هللا بف أحمد بف دمحم ‪ .....‬بف خاتكف العيناثي ‪. 269 :‬‬‫‪ -‬نعمة هللا الجزائرؼ ‪. 212 :‬‬

‫ نعمة هللا بف الحسيف العاممي ‪. 269 :‬‬‫‪ -‬أبي نعيـ ‪ ،‬الحافع ‪. 212 :‬‬

‫ ابف نما ‪ ،‬الحسف بف أحمد ‪. 58 :‬‬‫ نكائي ‪ ،‬مير عمي ير ‪. 109 :‬‬‫‪ -‬نياكند ‪. 106 :‬‬

‫ نكربخش ‪ :‬دمحم بف عبد هللا ‪ 178 :‬ىا ‪.‬‬‫ نكر الديف زنكي ‪. 46 :‬‬‫‪ -‬ني ابكر ‪. 106 :‬‬

‫‪ -‬ىادؼ بف صالح المازندراني ‪. 182:‬‬

‫(ق)‬

‫ ىراة ‪ 178 ، 156 ، 154 ، 149 ، 147 ، 123 ، 114 :‬ىا‪. 258 ، 246 ،193 ، 183 ، .‬‬‫‪ -‬ى اـ بف عبد الممؾ ‪ 36 :‬ىا‪.‬‬

‫ َى َمذاف ‪. 106 :‬‬‫ اليند ‪.244 ، 241 ، 224 ، 184 ، 166 ، 145 ، 142 ، 141 ، 98 ، 97 :‬‬‫‪ -‬ىكنيف ‪. 48 :‬‬

‫‪ -‬كاف ‪ 179 ، 177 :‬ىا‪.‬‬

‫(ك)‬

‫كراـ ‪. 106 ، 105 :‬‬ ‫ ّ‬‫ كاعع كا في ‪ ،‬كماؿ الديف حسيف ‪. 109 ، 107 :‬‬‫ أبك الكفاء العرضي ‪ 179 :‬ىا‪.‬‬‫‪ -‬يار عمي اه الصفكؼ ‪. 22 :‬‬

‫(ؼ)‬

‫ يحيى بف جعفر بف عبد الصمد الكركي ‪. 269 :‬‬‫ يحيى بف زيف الديف صالح ‪ ،‬األمير ‪.75 :‬‬‫‪ -‬يزد ‪ 27 ، 22 :‬ىا‪. 258 ، .‬‬

‫ يعقكب بف أكزكف حسف ‪ 26 :‬ىا‪ 37 ، .‬ىا‪. 114 ، .‬‬‫‪ -‬اليمف ‪. 97 :‬‬

‫‪ -‬يكسق بف أحمد بف نعمة هللا خاتكف العيناثي ‪. 270 :‬‬


‫‪ -‬يكسق بف حاتـ ‪. 53 :‬‬

‫ يكسق بف دمحم بف ااسـ العاممي الجبراني ‪. 270 :‬‬‫‪ -‬يكسق بف يحيى ‪. 80 :‬‬

‫‪ -‬يكنس با ا ( الصدر األعظـ ) ‪ 37 :‬ىا‪.‬‬

‫‪ -‬اليني جرية ( اإلنك ارية ) ‪ 25 :‬ىا‪ 37 ، .‬ىا‪ 39 ، .‬ىا‪.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.