في مسألة الدعم العمومي للثقافة مرة أخرى.. حسن الزكريتي *
ال
شك أن مسألة الدعم العمومي للثقافة بقدر ما استأثرت باىتمام الفاعلُت الثقافيُت و الرأي العام ،بقدر ما بدأت تتشكل مالمح منظومتها و تعقيدات مسالكها .و ىي منظومة ال تتحمل فيها "وزارة الثقافة" ادلسؤولية بقدر ما ىي مسؤولية قطاعات أخرى أيضا (وزارة ادلالية و الوزارة ادلكلفة باحلكامة مثال) ،بل
مسؤولية الدولة باعتبارىا الكيان أو اجلماعة الوطنية اليت تتوفر على الشخصية ادلعنوية و من خصائصها االستمرار خبالف الوزارات اليت ىي كيانات قطاعية قابلة للتحول أو "الذوبان" ،1ذلذا متت اإلشارة يف مقال سابق إىل ضرورة طرح نقاش عمومي حول الدعم العمومي بعيدا عن أي رؤية قطاعية.2 لكن ال مناص -يف سياق مقاربة ادلوضوع -من قراءة دلنظومة الدعم لدى "وزارة الثقافة" باعتبارىا منظومة موجهة بشكل صريح للفاعلُت الثقافيُت خبالف القطاعات االجتماعية األخرى أو حىت اجلماعات الًتابية اليت تساىم بشكل واضح يف دعم العمل الثقايف 3من خالل دعم اجلمعيات حيث تتقاطع أنشطة جلها –إن مل نقل كلها – يف العمل الثقايف .4و لنا يف إعالنات دعم اجلمعيات الثقافية اليت قامت هبا الوزارة مثال سنوات 2012و 2013و 2014خَت منوذج للقراءة.5
1دأب ادلشرع و معو رجال القانون على تسمية القطاعات الوزارية بــ"السلطة العمومية ادلكلفة ب ــ"..حىت ال يتم السقوط يف التسمية كمتغَت. 2انظر :حسن الزكرييت "دعم الثقافة و دور الدولة :أي مالئمة؟" ،جريدة اجلسور عددي 127و 10( 121و 15أبريل )2014 ص12.أو على الرابط اإللكًتوين .http://aljassour.com/writers/3818.html:
1
3ال يعتمد دعم اجلماعات الًتابية للعمل الثقايف على منظومة بقدر ما يعتمد على معايَت غَت واضحة ادلعامل ديتزج فيها الدعم ادلباشر (منح) و غَت ادلباشر (توفَت وسائل عمل لوجستية) 4انظر حسن الزكرييت ،ادلصدر نفسو. 5كان الدعم موجودا قبل سنة 2012طبعا ،غَت أنو مل يكن متاحا على مستوى ادلعلومة بشكل واسع حىت ارتأت الوزارة نشر اإلعالن يف موقعها الرمسي على شبكة اإلنًتنت.
دأبت "وزارة الثقافة" منذ عقد من الزمن –أو يزيد – على دعم الفرق ادلسرحية من خالل عملييت "دعم اإلنتاج" و "دعم الًتويج" ،6مث ظهرت يف السنوات القليلة ادلاضية ما يسمى بدعم النشر (و ىي عملية و إن تأخرت كثَتا و لكنها جديرة بالتنويو من حيث ادلبدأ على األقل) ،و تزامنت مع عملية دعم اجلمعيات الثقافية بشىت مآرهبا و يتم اإلعالن عنها مع مطلع كل سنة ،حيث مت وضع معايَت دقيقة تتوخى منها اإلدارة ربقيق نوع من "احلكامة" و "ترشيد ادلال العام" و سندىم القانوين و التنظيمي يف ذلك ىي دورية الوزير األول رقم 2003/7بتاريخ 26ربيع الثاين 1424ادلوافق 27يونيو 2003وادلتعلق بالشراكة بُت الدولة واجلمعيات (ىكذا) مع العلم بوجود ادلرسوم (الصادر يف 13ماي 7)2013و الذي ينظم مسألة الدعم للمشاريع الثقافية ،و ال ندري دلاذا مت إغفالو و ىو األجدر بالذكر و ليس دورية 2003اليت تقل درجة عن ادلرسوم يف سلم النصوص التنظيمية. و بقراءة سريعة للمرسوم ادلذكور ،يتبُت أن اإلدارة تسعى إىل تأسيس منظومة معيارية من خالل ربديد األىداف من ىذا التقنُت (ادلادة ،)2و ادلوارد ادلالية و البشرية ادلتاحة (ادلادة 3و ،)4و كيفية أجرأتو ( ادلادة ،)5و ذلك يف سياق "قواعد احلكامة و الشفافية ادللزمة للمؤسسات و الفرق و اذليئات الثقافية و الفنية" (ادلادة 2الفقرة.)6 بيد أن ادلرسوم ،يف سياق ربديد اجملاالت ادلستهدفة (ادلسرح ،ادلوسيقى ،الكتاب ،التظاىرات) ،يدرج معها "اجلمعيات و اذليئات الثقافية و النقابات الفنية"(ىكذا) مع العلم أن ىذه األخَتة ليست رلاال من اجملاالت الثقافية بل فاعال ثقافيا ال معٌت لوجوده يف غياب اجملاالت ادلذكورة و العكس صحيح ! مث تأيت ادلادة الثالثة لتزيد األمر حَتة ،حيث إهنا تشَت يف فقرهتا األوىل أن متويل اجملاالت األربع (ادلسرح و ادلوسيقى و الكتاب و التظاىرات) يأيت من "الصندوق الوطٍت للعمل الثقايف" بينما الفقرة الثانية تفيد أن موارد الدعم للجمعيات و اذليئات تأيت من ادليزانية العامة لوزارة الثقافة (ىكذا) أي بشكل منفصل !كما لو أننا أمام دعم مزدوج: مصدر متويل أول موجو للمجاالت الثقافية و مصدر متويل ثان موجو للجمعيات و اذليئات اليت تقدم مشاريع تندرج يف اجملاالت ادلذكورة كحقول لالشتغال و اليت يتم "متويلها" من ادلصدر األول! و إن كانت ادلادة الرابعة تقتضي – يف سياق دراسة و انتقاء ادلشاريع ادلقًتحة -إشراك أعضاء من قطاعات وزارية معنية و –إذا اقتضت الضرورة -أشخاصا من ذوي اخلربة يف اجملاالت ادلعنية ،فإننا ال جند مكانا سوى دلوظفُت من وزارة الثقافة (مع مشاركة يتيمة سنة 2014دلمثل من وزارة الداخلية !). و باإلضافة للمرسوم ادلذكور ،حري بنا الوقوف لوىلة على نص مرجعي وضع معايَت ادلشاركة و االختيار يعود
لسنة ،8 2012حيث توخت الوزارة الشفافية و احلكامة و ادلقاربة التشاركية (مع ادلديريات اجلهوية).9و ىو ينص على حرص اإلدارة على تفادي الدعم ادلتعدد لبعض اجلمعيات كما نصت على توسيع دائرة االستفادة من الدعم و لو من 6من ادلفارقات أن الوزير الذي أسس ذلذه ادلنظومة السيد زلمد األشعري اعًتف بنفسو بتدىور مستوى و جودة اإلنتاج ادلسرحي كنتيجة ذلذا الدعم ! 7ادلرسوم رقم 2.12.5313الصادر فب 2رجب 13( 1434ماي )2013يتعلق بدعم ادلشاريع الثقافية و الفنية.
2
8الرابط اإللكترونيwww.minculture.gov.ma/images/stories/pdf/rapport_sub_ass_cult.pdf : 9يتعلق األمر بتقرير 2102و لكن شقو األول يمكن اعتباره مرجعا من حيث المنهجية.
سبيل التناوب و لكن يف احًتام جلودة ادلشاريع اليت تعتربه احملدد الرئيس يف قبول ادلشروع.لكن ىذه الوثيقة ال يتم نشرىا يف كل إعالن بالرغم من كوهنا وثيقة مرجعية – و لو من باب االستئناس -و حجبها لسبب من األسباب سيؤدي هبا إىل السقوط يف دائرة النسيان. كما أن التقارير ادلنشورة تعترب وثائق ىامة الستقراء منظومة الدعم ادلباشر للفاعلُت الثقافيُت من النسيج اجلمعوي ،للوقوف على مكامن اخللل و إدراك مدى جناح ادلنظومة و اتساع دائرهتا و مدى تقليصها لالختالالت و التباينات اجملالية من حيث ادلشاريع الثقافية ادلرتبطة أساسا بالتجهيزات الثقافية.10
و من جهة أخرى ذبدر اإلشارة أن تنوع ادلقاربات و الصيغ ردبا بسبب تغَت أعضاء اللجنة و زلرري التقارير أفرز معطيات متباينة لكنها تشًتك يف معطيات ثابتة :عدد اجلمعيات ادلًتشحة ،عدد اجلمعيات ادلستفيدة (يف شقُت) و توزيعها اجلغرايف على مستوى اجلهات ال ـ ـ 16و أحيانا على مستوى ادلدن (يف غياب واضح للجماعات القروية) .و ديكن اعتبار تقرير 2013دقيقا نسبيا مقارنة بسابقيو ( 2011و )2012و الحقو ( ،)2014حيث قدم نسب مئوية الستفادة كل جهة من إمجايل الدعم باإلضافة دلبالغ الدعم لكل جهة ،بينما فضل زلررو تقرير 2014عدم إدراج عددالًتشيحات ادلوزعة حسب اجلهات. و بنظرة سريعة يتضح نوع من التذبذب يف األرقام بشكل يبعث على احلَتة !مما يصعب على الدارس استخراج مؤشرات حقيقية ،ردبا يتحقق ذلك لو توفرت ادلعطيات على ادلدى البعيد (كعقد من الزمن أو أكثر). كما يالحظ أيضا أنو كلما اقًتبنا من أحد األقطاب احلضرية و الثقافية قلت الًتشيحات (و بالتايل الدعم كنتيجة حتمية) بشكل يبعث على االستغراب ! و لنا يف جهيت "الغرب شراردة بٍت احسن" و "الشاوية ورديغة" (ادلتامختُت تباعا جلهيت "الرباط سال زمور زعَت" و "الدار البيضاء الكربى" (فضال عن جهة دكالة عبدة ادلتامخة من جهة جلهة الدار البيضاء الكربى وجهة مراكش تانسيفت من جهة ثانية) خَت دليل ،ردبا مرد ذلك الستئثار القطبُت بالتجهيزات الثقافية اذلامة على حساب اجلهات اجملاورة اليت تعاين من خصاص كبَت من حيث االستثمار يف التجهيزات الثقافية بسبب قرهبا لألقطاب بدون شك ! و ىي وضعية تعيشها أيضا اجلهات النائية نظرا العتبار أصحاب القرار االستثمار فيها "غَت ذي جدوى" بسبب العزلة و بعدىا عن ادلركز و قلة عدد ساكنتها ،بينما نرى اجلهات ادلتوسطة "أوفر" حظا نسبيا منهما ،و ىي مفارقة غريبة تستدعي الدراسة و التدقيق. لكن ما يستدعي االنتباه ىو وجود مجعيات "شريكة لإلدارة" (كما تشَت التقارير بشكل صريح ) و ىي اليت تستفيد من مبلغ يفوق 50.000درىم و يصل إىل 200.000درىم و ىي بذلك تستفيد من الدعم للصفة اليت تتوفر عليها و ليس من خالل ادلشروع اليت تقدمو ،و ىي مجعيات ذات "حضور وطٍت" و بعضها يتوفر على صفة ادلنفعة
3
10انظر يف فيما خيص التوزيع اجلغرايف للتجهيزات الثقافية: DIAGNOSTIC REGIONAL DE L’ECONOMIE PATRIMOINE CULTUREL AU MAROC, AAHD, 2010
العامة .11و ال ندري ما اجلدوى من صياغة مشروع إذا كانت الصفة تشفع باالستفادة من الدعم العمومي و دببالغ كبَتة؟ و ادلعروف أن ىذه اجلمعيات تستفيد من منح سنوية من الدولة باعتبارىا شريكا ذلا و فروعها تستفيد كذلك زلليا و جهويا ،و ال يتالءم وجودىا كمتنافس مع اجلمعيات الصغرى أو ادلتوسطة ذات االمتدادات احملدودة .و إال سيكون عاديا أن نرى أحزابا سياسية –و ىي مجعيات سياسية – تطلب من الدولة الدعم ادلباشر ألنشطتها "الثقافية"! و ىذا األمر يدعونا للتساؤل بإحلاح حول جدوى و مالئمة استفادة اذليئات ادلهنية (كالنقابات مثال) ،فماذا ديكن أن تقدم كمشروع ثقايف يتوخى اإلشعاع؟ و على مستوى آخر،ماذا ديكن أن تقدم "األوركسًتا الفيالرمونية ادلغربية"Orchestre Philarmoniqueمن مشروع ثقايف سوى عرض موسيقي؟ و ماذا ديكن أن تقدم مؤسسة من حجم "شرق غرب" مثال كمشروع و ىي يف الوقت ذاتو شريك لإلدارة و"منافس" ذلا (على مستوى االستثمار و اإلشعاع) ؟
ال
شك أن األزمة ألقت بظالذلا على حجم الدعم الذي تقلص خالل فًتة من الفًتات (انظر ادلبيان رقم 3و 4 و )5و ىذا من شأنو أن جيعل ادلعايَت أكثر إلزاما للجمعيات ادلرشحة ،أو ىكذا بدا األمر ! فكيف نفسر مثال أن سنة 2012كانت سنة مفصلية يف مسلسل الدعم ؟ حيث أن الدعم عرف احندارا
بالنسبة للجمعيات "الشريكة" قبل أن ينطلق دلستواه السابق ،و العكس متاما ما حدث بالنسبة للجمعيات "غَت الشريكة" و احلاملة دلشاريع ثقافية ،بينما حجم الدعم اإلمجايل عرف استقرارا نسبيا من حيث القيمة ادلطلقة دبعدل يقارب ( 5.672.500انظر ادلبيان رقم .)3و كيف نفسر أيضا يف السياق نفسو ،ادلنحٌت ادلقعر concavitéيف الفئة األوىل و ادلنحٌت احملدب convexitéيف الفئة الثانية (انظر ادلبيان رقم )5و التزايد من حيث العدد للفئة األوىل و تناقص الفئة الثانية عدديا ؟ (انظر ادلبيان رقم 3و .)4األكيد أننا أمام وضعية كما لو أن األموال انتقلت من الفئة الثانية إىل الفئة األوىل ألسباب تستدعي التحري و االستجالء. إذا كانت مسألة الدعم للجمعيات الثقافية و احلاملة دلشاريع ثقافيةال تستدعي مناقشة داخلية فحسب ،بل نقاشا عموميا ،من أجل تطوير آلياهتا ،فإن الدعم ادلباشر للمجاالت الثقافية اخلمس(الكتاب و النشر ،ادلسرح و فنون الفرجة ،ادلوسيقى و الفنون الكوريغرافية ،الفنون التشكيلية و البصرية ،التظاىرات الثقافية و الفنية) يفتقد لعنصر ادلشروعية و ادلالئمة و يستدعي نقاشا عموميا ،لذلك ال ̛ترى أي جدوى من تفكيك ىذه ادلنظومة باعتبارىا مؤسسة على ثقافة الريع !
4
12
11متثل ىذه اجلمعيات حوايل % 22من رلموع اجلمعيات ادلستفيدة من الدعم الذي يفوق 50.000درىم إىل 200.000درىم و تستفيد بنسبة تًتاوح بُت % 21إىل %25من إمجايل الدعم للفئة األوىل. 12انظر :حسن الزكرييت ،ادلصدر نفسو.
ىناك أشكال دعم يعلن عنها كل سنة ،لكنها تفتقد دلقاربة تقييمية من خالل مؤشرات ،ألن األرقام كثَتة و ال تكفي وحدىا لتصحيح االختالالت و من واجب اإلدارة توفَت مؤشرات حىت يسهل على ادلسؤولُت أخذ قرارات معقولة و قريبة ما أمكن من الصواب .13فماذا يفيدنا مثال أن يعلم الرأي العام حبجم مبالغ الدعم و ادلستفيدين منو إذا مل تصاحب ادلعطيات مؤشرات كمية و نوعية مالئمة بعيدة عن التالعب باألرقام و النسب؟لذلك وجب بعد ىذا الًتاكم من حيث برامج الدعم اعتماد مؤشرات حبيث ال جيب أن يكون اختيارىا اعتباطيا بل مالئما من أجل معرفة التطورات و التوجهات ،14مث الوقوف على االختالالت اليت لن تستثٍت حتما بعض االختالالت الدائمة كالتوزيع غَت العادل للتجهيزات و ادلؤسسات الثقافية على ادلستوى الوطٍت و اجلهوي و اإلقليمي (ادلركز مقابل اذلامش) و اجلماعي (احلضري مقابل القروي) ،و القصور يف التواصل و التأطَت على مستوى صياغة ادلشاريع.
15
إن احلديث عن الدعم العمومي و منظومتو يتطلب أكثر من مقال ،و يتطلب دراسة جادة جيب أن ذبد طريقها إىل الرأي العام عوض أن تبقى حبيسة األدراج (و تصرف عليها ادلاليُت بدون نتائج). جيب مراجعة منظومة الدعم الثقايف يف مشوليتها ،كما جيب الًتكيز على الدعم غَت ادلباشر على أن يصَت ىو القاعدة و الدعم ادلباشر ىو االستثناء و ليس العكس ،و ال مناص من التذكَت أن قطاع الكتاب – باعتباره صناعة ثقافية – ىو األجدر بالدعم أكثر من أي رلال ثقايف آخر و باعتباره "الشعبة الثقافية" األضعف من حيث اإلنتاج (العرض) و اإلقبال (الطلب) و يتطلب استثمارا خاصا و ترسانة قانونية متماسكة ،بينما اجملاالت األخرى تتطلب استثمارا عموميا من حيث البنيات األساسية و التجهيزات و ىو ما تسعى إليو الوزارة الوصية من خالل توسيع دائرهتا بفضل شراكات متعددة فيما خيص التمويل (التمويل ادلشًتك )Financement Croiséو اإلجناز (اإلشراف ادلنتدب على ادلشروع .)Maîtrise d’Ouvrage Déléguée ال ديكن احلكم على ادلنظومة يف صيغتها اجلديدة (بعد إصدار ادلرسوم ادلنظم لعملية الدعم الصادر سنة 2013
و إعالنات الدعم برسم سنة )2015ألن األمر يتطلب مسافة زمنية كافية للتقييم خصوصا يف أفق اجلهوية ادلوسعة و إفرازاهتا على مستوى التقطيع الًتايب الذي سيجعل من عملية التقييم ىاتو مقاربة منهجية غَت سليمة.
13جيب احلرص من باب الشفافية أن تنشر أيضا ادلشاريع اليت أىلت اجلمعيات لالستفادة من الدعم حىت يتبُت مدى مصداقية اللجنة اليت ربسم يف ملفات الًتشيح ،و درءا لكل ما من شأنو التشكيك يف مصداقيتها. 14
انظر النماذج ادلقًتحة يف الرسوم البيانية من 1إىل 5
15مثلما ىو متبع يف منظومة ادلبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث نشرت الوزارة الوصية دليال للراغبُت يف االستفادة من التمويل و الدعم (انظر
5
ادلوقع)www.indh.gov.ma :
لكن ال شك أن ىناك رلهودات لتطويرمنظومة الدعم و آلياهتا حسب ما ىو وارد يف إعالنات الدعم برسم سنة 2015اليت جاءت بصيغ و عناصر جديدة (كناش التحمالت ،دورتان يف شعبيت الكتاب و ادلشاريع الثقافيةـ، التوطُت لفائدة الفرق ادلسرحية 16)..لكنها مل تأت دبضامُت جديدة -باستثناء التوجو حنو التعاقد و ىو شكلي على كل حال -بدليل أن اذليئات "الشريكة" ال زالت تستفيد من الدعم بغض النظر عن طبيعة ادلشروع و جودتو ،و ال زالت النتائج غامضة من حيث طبيعة ادلشاريع على مستوى اجلمعيات خصوصا. لكن يبقى من الغريب -يف سياق احلكامة ادلنشودة -أن يتجو الدعم ادلباشر إىل رلاالت فنية من ادلفروض أن تلج السوق و يكون الطلب زلددا لبقائها من عدمو .17فال ديكن للوضع أن يستقيم و حنن نشاىد تدخل الدولة - بواسطة موظفُت عموميُت -يف اختيار األعمال بدل ادلتلقي و شرائها بامسو من مال دافعي الضرائب !18و مهما سعت "وزارة الثقافة " إىل مشاطرة ادلعلومة مع الفاعلُت الثقافيُت و الرأي العام ،فإن مسلسل عدم الرضا و السخط لدى الفاعلُت الثقافيُت الذين مل ينالوا نصيبهم من الدعم لن ينتهي ،كما أن دور اجمللس األعلى للحسابات مهم يف ىذا السياق ليس من أجل احملاسبة فحسب بل من أجل تصحيح االختالالت يف تدبَت ادلال العام ،دون نسيان دور ادلفتشية العامة للمالية ) (IGFاليت تضطلع هبذا الدور منذ عقود ،لكن آليات ادلراقبة ىاتو (أو االفتحاص كما يصطلح عليو) ال زالت ̛ترى بعُت الريبة و التوجس مع األسف.19 * إطار باحث في الشأن الثقافي
16من ادلفارقات أن يأيت التوطين للفرق ادلسرحية -كبديل للجوالت ادلرىقة بدنيا و ادلكلفة ماديا و لوجستيا للفرق -ليفرز دعما يفوق الدعم الذي كان خيصص للجوالت (يف إطار اإلنتاج أو الًتويج) ،و بالتايل تنتفي ىنا الغاية من الًتشيد. 17نفسو. 18نفسو.
6
19مل يرق االفتحاص Auditيف ادلؤسسات العمومية دلا بلغو ىذا األسلوب التقييمي و التصحيحي لالختالالت يف التدبَت لدى مؤسسات القطاع اخلاص ،ردبا لداللة الكلمة بالعربية (اليت ربيل على "الفحص" بينما اللفظ الالتيٍت حييلنا إىل "االستماع" ) دور كبَت يف ذلك.
وادي الذهب الكويرة 1%
تادلة أزيالل العيون بوجدور 1% الساقية الحمراء دكالة عبدة 2% 1%
سوس ماسة درعة 8% تازة الحسيمة تاونات 3% مكناس تافياللت 7% الشاوية ورديغة 3%
الدار البيضاء الكبرى 11%
الرباط -سال زمور زعير 26%
فاس بولمان 7%
الغرب شراردة بني احسن 2%
طنجة تطوان 10%
كلميم السمارة 5% الجهة الشرقية 5%
مراكش تانسيفت الحوز 7%
مبيان استفادة الجمعيات الثقافية من الدعم المباشر لوزارة الثقافة 2014-2011 40 35 30
20 15 10 5 وادي تادلة العيون دكالة الذهب أزيالل بوجدور عبدة الساقية لكويرة الحمراء 0 1 1 1
7
0
سوس تازة مكناس الشاوية الغرب فاس كاميم الشرقية مراكش تطوان الرباط الدار سال البيضاء تانسيفت طنجة شراردة يولمان السمارة ماسة الحسيمة تافياللت زمور الكبرى الحوز بني درعة تاونات زعير احسن 2011 12 26 11 9 2 4 6 1 2 8 1 3
1
2
2
2
17
8
10
6
5
12
14
11
13
19
39
15
2012
1
1
3
2
16
5
11
3
2
13
6
9
13
17
40
17
2013
1
2
3
4
9
5
8
4
3
10
6
5
6
11
38
15
2014
عدد الجمعيات المستفيدة
25
تطور حجم الدعم الموجه للجمعيات الثقافية بين سنوات 2014-2011 المبالغ المالية المخصصة للدعم
7.000.000 6.000.000 5.000.000 4.000.000 3.000.000 2.000.000 1.000.000 0
2014
2013
2012
2011
2.840.000
2.295.000
2.030.000
3.095.000
50 000 - 200 000
2.650.000
3.505.000
3.770.000
2.505.000
< 50 000
5.490.000
5.800.000
5.800.000
5.600.000
total
200 عدد الجمعيات المستفيدة من الدعم ( 50.000درهم - 200.000درهم)
150 100
عدد الجمعيات المستفيدة من دعم يقل عن 50.000درهم
50 0 2013
2014
2012
2011
مبيان يوضح التطور و التباين على مستوى النوعين من الدعم ()2014 -2011
3 505 000
3 77 0 000 2 505 000
2 650 000 2 295
2011 2012 2013
2014 < 50 000
3.000.000
2.000.000 3 095 000 1.000.000 2 030 000 0
2 840 000
8
4.000.000
50 000 - 200 000