ومضــــات إســـــــــالم اية من اخالق الحبيب صلى هللا عليه وسلم الوفاء بالعهد لقد جبل هللا نبيه صلى هللا عليه وسلم على األخالق العالية الرفيعة حتى كان نورا يستضاء به في األخالق ،فجاء الثناء عليه من قبل هللا تعالى حين قال ( َوإ ِنَّ َك لَ َعلَى ُخلُق َع ِظ يم) القلم ( )4هذه أخالقه صلى هللا عليه وسلم مع العدو والصديق والكافر والمسلم على حد سواء ومن هذه األخالق وفائه بالعهد للناس أجمعين حتى لو كانوا مشركين محاربين في أحلك الظروف وأشدها على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقد أخرج مسلم عن ُح َذ ْيفَ ُة ْبنُ ا ْل يَ َما ِن ،قَال ََ :ما َم نَ َع نِ ي أ َ ْن أ َ ْ شهَ َد بَدْ را إ ِ َّّل أ َنِّ ي س ْيلٌ ،قَال َ :فَأ َ َخ َذ نَا ُكفَّا ُر قُ َر ْيش ،قَالُوا: َخ َر ْج ُ ت أ َنَا َوأ َ ِب ي ُح َ إ ِنَّ ُك ْم تُ ِر يدُونَ ُم َح َّمدا ،فَقُ ْل نَاَ :ما نُ ِر ي ُد ُهَ ،ما نُ ِر ي ُد إ ِ َّّل ا ْل َم ِد ي نَ َة، ص ِرفَنَّ إِلَى ا ْل َم ِد ي نَةَِ ،و َّل فَأ َ َخ ُذوا ِم نَّا َع ْه َد هللاِ َو ِم ي ثَاقَ ُه لَ نَ ْن َ سلَّمَ، هللا َعلَ ْيهِ َو َ سول َ هللاِ َ نُقَا تِل ُ َم َعهُ ،فَأ َتَ ْي نَا َر ُ صلَّى ُ ص ِرفَا ،نَفِ ي لَهُ ْم ِب َع ْه ِدهِ ْم، فَأ َ ْخ بَ ْر نَاهُ ا ْل َخ بَ َر ،فَقَال َ« :ا ْن َ َو نَ ْس تَ ِع ينُ هللاَ َعلَ ْيهِ ْم» لذلك جعل النبي صلى هللا عليه وسلم عدم الوفاء بالعهد صفة من صفات المنافقين وإذا عاهد غدر وفي المقابل جاء المديح لمن أوفى بعهده فقال تعالى ( َوا ْل ُموفُونَ ِب َع ْه ِدهِ ْم إ ِ َذا َعا َهدُوا) البقرة ()711 فالزموا إخوتي نهج حبيبنا صلى هللا عليه وسلم وأوفوا بالعهود حتى ّل تكونوا في زمرة المنافقين
الهيئة الشرعية
8
قواعد استخدام القوة والسالح في الشرع تتمتع بعض اجهزة الدول الملقى على عاتقها إنفاذ الشرع ،صالحيات اللجوء الى استخدام بعض مظاهر الشدة والعنف لبسط سلطتها ،مما يتعارض ظاهريا بشكل او بآخر مع المبادئ اّلساسية لحماية حقوق اّلنسان بهدف تنفيذ اّلمر الشرعي الصادر عن الجهة المشرعة .وبسط سلطة وهيبة الهيئة الشرعية ،ومن جهة اخرى يجب ان ّل يبرر ذلك اللجوء الى استخدام مثل هذه اّلساليب إّلا ضمن قيود و ضوابط محددة شرعا ،حتى ّل تشكل خرقا للشرع نفسه من جهة ،وحق اّلنسان في الحياة الكريمة من جهة اخرى ،التي تعد من اهم اّلمور التي تجب حمايتها من قبل الشرعية أصال . فالشرطة الشرعية عند قيامها بعملها ضابطة عدلية شرعية مساعدة للمسؤول الشرعي ( القاضي ) وفي احوال محدودة قد يضطر منفذو اّلمر الشرعي الى اللجوء ّلستخدام القوة مما يشكل مساسا بحق المشتبه به ( المتهم ) .لحقه في الحياة والسالمة الجسدية ، وعلى ذلك سنتناول في ابحاثنا القادمة ( مواضع استخدام القوة ) واّلسلحة النارية من قبل الشرطة الشرعية ،وبهذا ننوه بجهل عناصر الشرطة الشرعية بالعلم الشرعي وقلة الخبرة لديهم ،ما يترتب على هيئة علماء حمص من تدريب وتعليم العناصرؤ القواعد واّلصول والعلم الشرعي لحسن تعاملهم مع تنفيذ اّلوامر .
محمد أمين الضاهر
المحقق في الهيئة الشرعية ياسر بكور
لطرح آرائكم ومقترحاتكم ،ولنشر مقاّلتكم في الصحيفة ،يرجى التواصل معنا على البريد اّللكتروني islamislam52@gmail.com : -او الصفحة الرسمية على الفيس بوك ( صحيفة بصائـر )
او في أحد مكاتب هيئة علماء حمص
ِ ِ ِ ش ًدا )) َم ِرَنا َر َ (( َربَّ َنا َآت َنا م ْن َل ُد ْن َك َر ْح َم ًة َو َهيِّ ْ ئ َل َنا م ْن أ ْ
بسم هللا الرحمن الرحيم ِي فَ َعلَ ْي َها َو َما أَ َنا َعلَ ْي ُك ْم ِب َحفِيظ ()714 ص َر فَلِ َنفْسِ هِ َو َمنْ َعم َ صائ ُِر مِنْ َر ِّب ُك ْم فَ َمنْ أَ ْب َ اء ُك ْم َب َ قَدْ َج َ االنعام
نصف شهرية
العدد الثالث 71صفر 7411هـ الموافق 4174 / 7 / 1م كلمــــــة التحرير بسم هللا الرحمن الرحيم في زمن الثورة المباركة وما يصاحبها من فوضى البد منها ,لتفتح العقول وكثرة الغزو باسم الدين للجاهلين والمتحمسين المتعطشين لإلسالم ,بعد عقود من االستبداد والظلم ,يظهر لك ,وامامك ,من يتبجح بالعدالة المطلقة ,واقامة الحدود على الكبار قبل الصغار ,و يظهر لك من حيث ال يشعر ما يجب ان يخفيه ( ,عندما يتباكى على ايام االسد ) وعدل االسد ,وخبز االسد ,وغاز االسد ......يطالبك في هذه االيام ( بعدل عمر ) ..و ( كرم عثمان ) وشجاعة علي رضي هللا عنهم ,ويتناسى – جهآل او خبثا – ان الحال يشابه ايام الدعوة االولى من تعذيب وجوع و ايذاء واستهزاء وجوع وحصار .... هذا الشخص وامثاله ( وما اكثرهم ) ال يحتاج الى شرح او بيان ,فال عالقة له بالثورة , ذليل -جبان يحن الى الكفار و الظلمة لمثل هؤالء قولوا ...ونقول :ارحلوا سريعا الى االسد -ونبشرهم أن : ( من احب قوما حشر معهم )
اقرأ في هذا العدد -
كلمة رئيس هيئة العلماء :العالم اجتمع علينا فلما ّل نتحد ص 4 الحرية والشريعة ...تعارض ام تكامل ؟؟ بقلم ابو اسالم الحمصي ص 1
-
في ظالل آية ص 1 الهيئة الشرعية :قواعد استخدام القوة والسالح في الشرع ص 8
-
عظمة الرب ص 1
مع مواضيع اخرى منوعة تهم كل مسلم نرجو لكم من خاللها المتعة والفائدة في الدنيا و اآلخرة
هيئة علماء حمص العالم اجتمع علينا .........فلما ّل نتحد عندما قامت ثورتنا المباركة ،صاحبتها مواقف عربية ودولية مشجعة ظاهريا ،وتنامت هذه المواقف مع تعالى صيحات المتظاهرين ،وكانت كذبة البداية نزع الشرعية التي أكدوا من خاللها على شرعية األسد أوّل، وهذا يكذب ثورتنا التي فجرت لعدم الشرعية دينا ودنيا، وبعده تجمع األعداء بثوب األصدقاء ،وتتالت التصريحات وانتظارها ،واّلجتماعات وخطبها الرنانة ، التي تتناسب مع اجرام عصابة األسد ،وتشكلت أثناء ذلك المعارضات ،التي تتماشى مع العدو وتسمع وتطيع لمن وضعها ويدفع لها وكل هذا كان له تأثيرا واضحا على الثورة والثوار ،فظهر الكالم هنا وهناك ،لما التظاهر ،ولماذا الجهاد و التصعيد فوزير فرنسا سينزع الشرعية ،ورئيس أمريكا هدد و أرعد و أزبد ، واجتماع األصدقاء (األعداء ) القادم سيسقطه وخصوصا أن عدد الحاضرين فاق مائة دولة وشيئا فشيئا يسمحون لعميلهم بشار ويعلمونه كيف يقضي على الثورة ،فكل كلمة تحذير معناها افعل كذا حتى الخطوط الحمر من حماه حتى الكيماوي كانت أوامر من األسياد لعبدهم نفذها على الفور ،وتمضي السنوات مليئة بالشهداء والجرحى واإلعاقات والتشريد والدمار ومازال البعض منا ينتظر أن يحل األعداء قضيتنا بجنيف ظاهريا ،وتحت الطاوّلت وما أكثرها ،فهال أفقنا من هذا التخدير والمسكن الذي ثبط هممنا وابعد عنا اّلعتماد على ربنا فلعبة أمريكا وأتباعها وروسيا وأذنابها ،في مجلس األمن وغيره مكشوفة لكل عاقل و السيدة اسرائيل التي تغطي على كل كبيرة من كبائر األسد بطيرانها هي التي تقرر؛وما اجتماع الحلفاء بسرعة إّل أكبر دليل .فما العمل وما الحل ......الجواب واضح وصريح :أن نعتمد على هللا أوّل ثم نعتمد على أنفسنا فنتحد فالذي يجمعنا هو اإلسالم وان نأخذ باألسباب متوكلين على مسببها واثقين بأن النصر بيد هللا وحده سبحانهوهذا ما نقوم به في هيئة علماء حمص من خالل تعلمنا وتعليمنا اإلسالم الذي يجمعنا وبه ننتصر إن شاء هللا ونحرر قدسنا الذي قال عنه الفاروق عمر رضي هللا عنه على مشارفه ( نحن قوم أعزنا هللا باإلسالم فمهما ابتغينا العزة بغيره أزلنا هللا ) ...........وللحديث بقية رئيس هيئة علماء حمص الشيخ عبد العزيز بكور
4
من القصص النبوي
كنز المعلومات
ص َوأَ ْق َر َع َوأَ ْع َمى أَ ْب َر َ
.1أطلق على الصحابي الجليل جندب بن جنادة اسم (أبو ذر) ْلنه كان إذا لقي في طريقه ذرا حملها ورفعها عن الطريق. .2عدد الذين حملوا اسم "محمد" قبل النبي صلى هللا عليه وسلم 8أشخاص وقد أدرك أحدهم اْلسالم فأسلم وهو محمد بن سلمة. .3تسمى القصص اْلسطورية وغير المعقولة والتي يصعب تصديقها تسمى (قصص خرافية) وذلك نسبة إلى رجل اسمه خرافة من بني عذرة أدعى أن الجن خطفته وبقي عندهم فترة من الزمن ثم عاد إلى قومه يروي لهم مغامراته مع الجن وكان يصعب تصديقها لغرابتها وبعدها عن المعقول. .4المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة هو حكيم بن حزام ,واْلية الوحيدة التي نزلت في جوف ت إهلَى هللا َيأْمُرُ ُك ْم أَن ُتؤدو ْا اْلَ َما َنا ه الكعبة هي( :إهن ّ َ أَهْ لههَا [ )...النساء.]88 : .8أكبر جزء من فيتامينات الفاكهة يوجد في قشرها, ولذلك ينبغي أن نأكلها بقشرها كلما استطعنا ذلك. .6ليست جهنم -أعاذنا هللا منها -حمراء كما يعتقد البعض
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال : هللا -صلى هللا عليه وسلم « :-هإن ثَ َالثَة هفي َب هني قال رسول ه ص َوأ َ ْق َر َع َوأَعْ َمى فَأ َ َرا َد هللا أ َ ْن يَ ْبتَلهيَهُ ْم ,فَبَ َع َ ث هإسْ َرائهي لَ أ َ ْب َر َ ك؟» ص فَقَا لَ « :أَي شَيْ ء أ َ َحب هإلَ ْي َ هإلَي هْه ْم َملَكا .فَأَتَى ْاْل َ ْب َر َ ْ ب َعنِّي الذه ي قَ ْد قَذه َر هني قَا لَ « :لَ ْون َح َسن َو هج ْلد َح َسن َويَذ َه ُ ْ َ ي ل ْونا َح َسنا َو هجلدا ب َع ْن ُه قَ َذ ُرهُ َوأُعْ طه َ الناسُ » .فَ َم َس َح ُه فَ َذ َه َ َح َسنا. ْ اْل هب لُ أ َ ْو قَا لَ ْالبَقَ ُر». ال أ َ َحب إهلَ ْي َ قَا لَ « :فَأَي ْال َم ه ك؟» ,قَا لَ « :ه ص أ َ ْو [شَك هإسْ َح ُق ـ أحد رواة الحديث ـ :هإال أَن ْاْل َ ْب َر َ ْ َ ْ َ ي نَاقَة اْل هب لَُ ,وقَا لَ ْاْل َخ ُر ْالبَقَ ُر] .فَأُعْ طه َ اْل ْق َر َع قَا لَ أ َح ُد ُه َما :ه ك فهيهَا»َ.أَتَى ْاْل َ ْق َر َع فَقَا لَ « :أَي ك هللا لَ َ ُعشَ َرا َء ,فَقَا لَ « :بَا َر َ ك؟» شَيْ ء أ َ َحب هإلَ ْي َ ب َعنِّي َه َذا الذه ي قَ ْد قَذه َر هني قَا لَ « :شَ َعر َح َسنَ ,ويَ ْذ َه ُ ي شَ َعرا َح َسنا. ب َع ْنهَُ ,وأُعْ طه َ الناسُ » .فَ َم َس َح ُه فَ َذ َه َ ُ ْ ي بَقَ َرة ك؟» قَا لَ « :البَقَ ُر» .فَأعْ طه َ ال أ َ َحب إهلَ ْي َ قَا لَ « :فَأَي ْال َم ه َ ك فهيهَا» . ك هللا ل َ َحامه ال ,فَقَا لَ « :بَا َر َ َ َ َ َ َ َ ك؟» قا لَ « :أ ْن يَرُد فَأَتَى ْاْلَعْ َمى فَقَا لَ « :أي شيْ ء أ َحب إهل ْي َ اس». ص هري فَأُب ه ْص َر هب هه الن َ هللا هإلَي َب َ ْ َ َ َ َ ك؟» م ال ي أ ف « : ل ا ق . ه ُ ر ص ب ه ه ي ْ ل إ هللا د فَ َم َس َح ُه فَ َر ال أ َ َحب هإلَ ْي َ َ َ َ َ َ ه ه ي شَاة َوالهدا. قَا لَ ْ « :ال َغنَمُ» .فَأُعْ طه َ ُ ْ اْل هب هل َولههَ َذا َواد مه ْن ان َو َول َد َه َذا .فَ َك َ فَأ ْن هت َج َه َذ ه ان لههَ َذا َواد مه ْن ه َ ْ َ ُ ْ َ صو َر هت هه ص هفي ُ ْالبَقَ هر َولههَذا َواد مه ْن ال َغنَ هم .ثم إهن ُه أتَى اْل ْب َر َ ْ َو َه ْيئَ هت هه فَقَا لَ َ « :ر ُج ل مه سْ كهين قَ ْد ا ْنقَ َ ط َع ْ ي ال هحبَا لُ هفي ت هب َ ُ َ َ ك ـ هبالذه ي ك ,أسْ أل َ َسفَ هري فَ َال بَ َال َغ لهي ْاليَ ْومَ إهال هباهلل ثُم هب َ ْ أَعْ َ ل ـ َبعه يرا أَتَ َبل ُغ ا م ال ك الل ْو َن ْال َح َس َن َو ْال هج ْل َد ْال َح َس َن َو َ َ طا َ ل ْ « :ال ُحقُ ُ َ َ َ وق َكثهي َرة». ا ق ف . » ي ر ف س ي ف ه ه َعلَ ْي ه َ َ ه ك الناسُ ,فَقهيرا ص يَ ْق َذ ُر َ ك أَلَ ْم تَ ُك ْن أ َ ْب َر َ فَقَا لَ لَ ُهَ « :كأَنِّي أَعْ هرفُ َ فَأَعْ َ ك هللا» .فَقَا لَ « :هإن َما َو هر ْث ُ ت َه َذا ْال َما لَ َك هابرا َع ْن طا َ ت». ك هللا هإلَى َما ُك ْن َ َك هابر» .فَقَا لَ « :هإ ْن ُك ْن َ صي َر َ ت َكاذه با فَ َ صو َر هت هه فَقَا لَ لَ ُه مه ْث لَ َما قَا لَ لههَ َذاَ ,و َرد َوأَتَى ْاْل َ ْق َر َع هفي ُ ْ ُ َ ك هللا َعلَ ْي هه مه ْث لَ َما َرد َعلَى َهذا .فَقَا لَ :إه ْن كن َ صي َر َ ت َكاذه با فَ َ صو َر هت هه َو َه ْيئَ هت هه فَقَا لَ : تَ .وأَتَى ْاْلَعْ َمى هفي ُ إهلَى َما ُك ْن َ ْ َ ْ َ ْ َ ي ال هحبَا لُ هفي َسف هري « َر ُج ل مه سْ كهين َوابْنُ َس هبيل انق ط َعت هب َ ك ك هبالذه ي َرد َعلَ ْي َ ك ,أَسْ أَلُ َ فَ َال َب َال َغ لهي ْال َي ْو َم هإال هباهلل ثُم هب َ ك شَاة أَتَ َبل ُغ هب َها هفي َسفَ هري» . ص َر َ َب َ فَقَا لَ « :قَ ْد ُك ْن ُ ت ص هري؛ فَ ُخ ْذ َما شه ْئ َ ت أَعْ َمى فَ َرد هللا هإلَي بَ َ هلل» . ك ْاليَ ْومَ شَيْئا أ َ َخ ْذتَ ُه ه ه َودَعْ َما شه ْئتَ؛ فَ َوهللا َال أَجْ هَ ُد َ
ك ك فَإهن َما ابْ ُتلهي ُت ْم :فَقَ ْد رُ ضه َي َع ْن َ َف َقا َل« :أَمْ سه كْ َمالَ َ َو ُسخه َ ك». صاحه َبيْ َ ط َعلَى َ
1
حصن المسلم في ظالل آية
بل هي سوداءْ ,لن هللا أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت ,ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ,ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ,فهي سوداء كقطع الليل المظلم ال يضيء لهيبها.. .7الوحيد الذي أقسم هللا بحياته في القرآن الكريم هو نبينا ك هإنهُ ْم محمد صلى هللا عليه وسلم ,قال هللا تعالى ( :لَ َعمْ ُر َ ُون ) [ الحجر .] 72:يقول ابن عباس: لَ هفي َس ْك َرت ههه ْم يَعْ َمه َ ما خلق هللا وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم على هللا من محمد صلى هللا عليه وسلم ,وما سمعت هللا أقسم بحياة أحد غيره. .8هناك صحابيان عاش كل واحد منهما 66سنة في الجاهلية 66 ,سنة في اْلسالم وماتا بالمدينة عام 84هـ وهما حكيم بن حزام وحسان بن ثابت. .9هناك 4لم تحمل بهم أنثى وهم :آدم -حواء -كبش فداء إسماعيل -وناقة صالح (حيث خرجت من الصخرة) .16كثير من الصحابة -رضي هللا عنهم ُ -كفت أبصارهم في أواخر حياتهم ومنهم عبد هللا بن عباس ,وكعب بن مالك ,وعبد هللا بن عمرو ,وسعد بن أبي وقاص, وغيرهم ,وقد قيل لسعد بن أبي وقاص :لم ال تسأل ربك أن يعيد إليك بصرك وأنت مستجاب الدعاء؟ قال :بلغني أن هللا تعالى قال في الحديث القدسي "من أفقدته حبيبتيه (عينيه) وصبر فله الجنة ".
ت لَي َْس َت ْخله َفنهُ ْم فهي « َوعَ دَ هللا ُ الذهينَ آ َمنُوا هم ْنكُ ْم َوعَ مهلُوا الصالهحا ه َْ ض َك َما ْ ف الذهينَ م ْهن َق ْبل ههه ْم َولَيُ َمكِّ َنن لَهُ ْم دهي َنهُمُ ال هذي اس َت ْخلَ َ اْل ْر ه ْ ار َتضى لَهُ ْم َولَيُ َب ِّدلَنهُ ْم م ْهن َب ْع هد َخ ْوف ههه ْم أَ ْمناَ .ي ْعبُ ُدو َننهي ال يُ ْش هركُونَ بهي َش ْيئاَ .وم َْن َك َفرَ َب ْعدَ ذلهكَ َفأُولئهكَ هُ ُم الْفاسه قُونَ » .. ذلك وعد هللا للذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمة محمد -صلى هللا عليه وسلم -أن يستخلفهم في اْلرض .وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم .وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا ..ذلك وعد هللا .ووعد هللا حق .ووعد هللا واقع .ولن يخلف هللا وعده.. إن حقيقة اْليمان التي يتحقق بها وعد هللا طاعة هلل واستسالم ْلمره في الصغيرة والكبيرة ,ال يبقى معها هوى في النفس ,وال شهوة في القلب ,وال ميل في الفطرة إال وهو تبع لما جاء به رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -من عند هللا.يتمثل هذا في قول هللا سبحانه في اْلية نفسها تعليال لالستخالف والتمكين واْلمنَ « :ي ْعبُ ُدو َننهي ال يُ ْش هركُونَ هبي َش ْيئا » والشرك مداخل وألوان ,أما حقيقة االستخالف في اْلرض؟إنها ليست مجرد الملك والقهر والغلبة والحكم.إن االستخالف في اْلرض قدرة على العمارة واْلصالح ,ال على الهدم واْلفساد .وقدرة على تحقيق العدل والطمأنينة ,ال على الظلم والقهر .ليحققوا النهج الذي أراده هللا ويقرروا العدل الذي أراده هللا ويسيروا بالبشرية خطوات في طريق الكمال المقدر لها يوم أنشأها هللا..أما الذين يفسدون في اْلرض ,وينشرون فيها البغي والجور, وينحدرون بها إلى مدارج الحيوان ..فهؤالء ليسوا مستخلفين في اْلرض .إنما هم مبتلون بما هم فيه ,أو مبتلى بهم غيرهمَ «.ولَيُ َمكِّ َنن لَهُ ْم دهي َنهُمُ ال هذي ْ ار َتضى لَهُ ْم» ..وتمكين الدين يتم بتمكينه في القلوب ,كما يتم بتمكينه في تصريف الحياة وتدبيرها. « َولَيُ َب ِّدلَنهُ ْم م ْهن َب ْع هد َخ ْوف ههه ْم أَ ْمنا» ..ولقد كان أصحاب رسوهللا خائفين ,ال يأمنون ,وال يضعون سالحهم أبدا ثم أظهر هللا نبيه على جزيرة العرب ,فأمنوا ووضعوا السالح .ثم إن هللا قبض نبيه -صلى هللا عليه وسلم -فكانوا كذلك آمنين في إمارة أبي بكر وعمر وعثمان. حتى وقعوا فيما وقعوا فيه ,فأدخل هللا عليهم الخوف فاتخذوا الحجزة والشرط ,وغيروا فغير بهمَ « ..وم َْن َك َفرَ َب ْعدَ ذلهكَ َفأُولئهكَ هُمُ الْفاسه قُونَ » ..الخارجون على شرط هللا .ووعد هللا .وعهد هللا.. لقد تحقق وعد هللا مرة .ووعد هللا مذخور لكل من يقوم على الشرط من هذه اْلمة إلى يوم القيامة .إنما يبطئ النصر واالستخالف والتمكين واْلمن.لتخلف شرط هللا في جانب من جوانبه الفسيحة أو في تكليف من تكاليفه الضخمة .فهذه هي العدة ..االتصال باهلل, وتقويم القلب بإقامة الصالة .واالستعالء على الشح ,وتطهير النفس والجماعة بإيتاء الزكاة .وطاعة الرسول والرضى بحكمه ,وتنفيذ شريعة هللا في الصغيرة والكبيرة., فإذا استقمتم على النهج ,فال عليكم من قوة الكافرين .وقد ال تكونون في مثل عدتهم من الناحية المادية .ولكن القلوب المؤمنة التي تجاهد تصنع الخوارق واْلعاجيب. أال وإن وعد هللا قائم .أال وإن شرط هللا معروف .فمن شاء الوعد فليقم بالشرط .ومن أوفى بعهده من هللا؟
في ظالل الفرآن للشهيد سيد قطب (باختصار) .
أبو جهاد
مشـــــــــــا ركا ت عظمة الرب ض َجمه يعا قال هللا تعالى َ { :و َما َق َد ُروا هللاَ َح ق َق ْد هر هه َو ْاْلَرْ ُ ت َم ْط هويات هبيَمه ي هن هه ُس ْب َحان ُهَ اوا ُ ضتُ ُه يَ ْومَ ْال هقيَا َم هة َوالس َم َ قَ ْب َ ُ ْ َ ون ) ك ر ش ي ُ ا م ع ى ل ا َوتَ َع ه َ َ اْليمان باهلل أحد أركان اْليمان ,بل هو أفضلها وأصلها, وأعظمها ,وليس اْليمان مجرد قول باللسان من غير معرفة بالرب وأسمائه وصفاته .بل حقيقة اْليمان :أن يعرف العبد الرب الذي يؤمن به ,ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته ,ومعرفة آالئه وإحسانه ,حتى يبلغ درجة اليقين ,وكلما ازداد معرفة بربه زاد إيمانه ,وكلما نقص نقص إيمانه.هللا تبارك وتعالى هو العظيم في ذاته ,العظيم في أسمائه ,العظيم في صفاته ,العظيم في خلقه وأمره, العظيم في دينه وشرعه ,العظيم في ملكه وسلطانه .وهو سبحانه العظيم الذي خلق المخلوقات ,وأوجد الموجودات, وصور الكائنات ,وخلق اْلرض والسموات .وهو سبحانه القدير الذي قدر اْلقدار ,وكل شيء عنده بمقدار :قال ال) وهو سبحانه تعالى { َعالهمُ ْال َغيْبه َوالشهَا َد هة ْال َك هبي ُر ْال ُمتَ َع ه القوي الذي خضعت اْلعناق لعظمته ,وخشعت اْلصوات لهيبته ,وذل اْلقوياء لقوته ,وقهر الخالئق بقدرته. وهو سبحانه الملك المتفرد بالخلق واْليجاد ,والتصريف والتدبير ,كل يوم هو في شأن ,يخلق ويرزق ,ويحيي ويميت ,ويعز ويذل ,ويعطي ويمنع ,ويرفع ويخفض ,ال راد لقضائه ,وال معقب لحكم وهو سبحانه الغني الذي يرزق الخالئق ,ويهب اْلوالد ,ويقسم اْلرزاق ,ويرسل الرياح ,وينزل المياه ,ويجيب المضطر إذا دعاه , ويكشف السوء ,ويطعم الخلق ,ويدبر اْلمر .يفعل ذلك كله متى شاء ..وفي أي وقت شاء ..وبأي قدر شاء. وهو سبحانه الكبير الذي له الكبرياء ,الجبار الذي قهر الجبابرة بجبروته ,وعالهم بعظمته ,القاهر فوق عباده, القاهر لهم على ما أراد ,الفعال لما يشاء .وهو سبحانه القوي العزيز الذي ال يعجزه شيء ,وال يغلبه شيء ,وال يعزب عنه شيء ,القادر على كل شيء ,المالك لكل شيء ,المحيط بكل شيء ,العالم بكل شيء ,الذي يفعل ما يشاء ,ويحكم ما يريد .حجابه النور ,لو كشفه ْلحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ,ال تراه العيون ,وال تخالطه الظنون ,وال يصفه الواصفون كما س ينبغي لجالل وجهه ,وعظيم سلطانه :قال تعالى {لَ ْي َ صي ُر) مالك الملك ,يعز من َكمه ْثله هه شَيْ ء َو ُه َو السمه ي ُع ْالبَ ه ك ْال ُم ْلكه يشاء ,ويذل من يشاء :قال تعالى {قُ هل اللهُم َماله َ ك مه م ْن تَشَا ُء َوتُعه ز َم ْن ك َم ْن تَشَا ُء َوتَ ْن هز ُع ْال ُم ْل َ تُ ْؤ هتي ْال ُم ْل َ ْ ُ َ ك َعلى ك لِّ شَيْ ء قَده ير ك ال َخ ْي ُر إهن َ تَشَا ُء َوتُذه ل َم ْن تَشَا ُء هبيَده َ ()26
تتتــامة
1
عــــــــــــــــا مـــة
ار َوتُوله ُج الن َها َر هفي الل ْي هل َو ُت ْخ هر ُج ْال َحي تُوله ُج الل ْي َ ل هفي الن َه ه ْ ْ ُ ْ ُ ي َوتَرْ ز ُق َم ْن تَشَا ُء هب َغي هْر ت مه َن ال َح ِّ مه َن ْال َميِّته َوتخ هر ُج ال َميِّ َ هح َساب ) و قال النبي -صلى هللا عليه وسلم ْ « :-العه ز ْ از ُع هني َعذ ْبتُ ُه»وهللا جل هإ َزا ُرهَُ ,وال هكب هْريَا ُء هر َداؤُ هُ ,فَ َم ْن يُنَ ه جالله عظيم ال تراه العيون ,وال تدركه اْلبصار :قال صا َر َو ُه َو صا ُر َو ُه َو ي ُْد هر ُ ك ْاْل َ ْب َ تعالى { َال تُ ْد هر ُك ُه ْاْل َ ْب َ الل طه يفُ ْال َخ هبي ُر ) وحين جاء موسى -صلى هللا عليه وسلم -لميقات ربه ,تشوفت روحه واشتاقت نفسه لرؤية ربه ,فطلب من ربه أن ينظر إليه ,فأعلمه هللا أنه ال يطيق أن يراه ,وأمره أن ينظر إلى الجبل الذي هو أمكن وأثبت وأكبر من اْلنسان ,فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا .ومن رهبة الموقف خ ّر موسى صعقا ,ف ُغشي عليه ,وغاب عن وعيه كما قال سبحانه َ { :ولَما َجا َء ُمو َسى لهمه يقَا هتنَا َو َكل َم ُه ك قَا لَ لَ ْن تَ َرا هني َولَك ههن ا ْن ُ ب أَر هني أ َ ْن ُ ظرْ ظرْ إهلَ ْي َ َرب ُه قَا لَ َر ِّ ه َ ف تَ َرا هني فَلما تَ َجلى َرب ُه إهلَى ْال َجبَ هل فَإه هن اسْ تَقَر َم َكانَ ُه فَ َس ْو َ ك صعه قا فَلَما أَفَاقَ قَا لَ ُس ْب َحانَ َ ل ْهل َجبَ هل َج َعلَ ُه َد ّكا َو َخر ُمو َسى َ تُ ْب ُ ك َوأَنَا أَو لُ ْال ُم ْؤمه نهين ) وهللا سبحانه هو الخالق ت هإلَ ْي َ العليم ,الذي خلق السموات واْلرض ,وخلق الشمس والقمر ,وخلق الليل والنهار ,وخلق البر والبحر ,وخلق السهول والجبال ,وخلق اْلنس والجن ,وخلق الروح والمالئكة ,وخلق الجبال والرياح { :هللاُ َخال ُهق ُك لِّ شَيْ ء َو ُه َو َعلَى ُك لِّ شَيْ ء َوكهيل} فسبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ,الغني عما سواه .وسبحان الذي له ملك السموات واْلرض وهو على كل شيء قدير. وسبحان من بيده اْليجاد واْلنشاء ,واْلماتة واْلحياء, ك السموات واْلعادة واْلبداء . ,يأتي يوم القيامة «يُمْ سه ُ ْ يَ ْومَ ْال هقيَا َم هة َعلَى إهصْ بَعَ ,واْل َر ه ين َعلَى إهصْ بَعَ ,وال هجبَا لَ ض َ َوالش َج َر َعلَى إهصْ بَعَ ,و ْال َما َء َوالث َرى َعلَى إهصْ بَعَ ,و َسا هئ َر ك» ْال َخ ْل هق َعلَى هإصْ بَع ,ثُم يَهُزهُن فَيَقُو لُ :أنَا ْال َملهكُ ,أنَا ْال َمله ُ أين الجبارون أين المتكبرون أين فرعون أين هامان أين قارون أين رؤساء العرب وحكامهم أين الذين أذاقوا المؤمنون سوء العذاب ( َو َخشَ َعته ْاْلَصْ َوا ُ ت لهلرحْ َم هن فَ َال تَسْ َم ُع هإال َهمْ سا َي ْو َمئهذ َال تَ ْنفَ ُع الشفَا َع ُة هإال َم ْن أَذه َن لَ ُه يه ْم َو َما الرحْ َمنُ َو َر ه ض َ ي لَ ُه قَ ْوال ( )169يَعْ لَمُ َما بَي َْن أَيْده ه ْ َخ ْلفَهُ ْم َو َال يُح ُ ي ون هب هه عه ْلما (َ )116و َعنَته ْالوُ ُجوهُ لهل َح ِّ هيط َ ل ُ ْ ظ ْلما (َ )111و َم ْن َيعْ َم ْل مه َن ب َم ْن َح َم َ وم َوقَ ْد َخا َ القَي ه ْ ُ َ َ َ َ الصاله َحاته َو ُه َو ُم ْؤمه ن فال يَخافُ ظلما َوال َهضْ ما).
إضــــــــــــاءات
1
الحرية و الشريعة – تعارض أم تكامل من ميزات اْلحاث الحالية التي تمر بها اْلمة االسالمية أنها قد محصت النخب والعوام على حد سواء وعلى العكس من المتوقع كانت المعاناة في مواكبة اْلحداث عند بعض النخب هي أسواء مما كان متوقعا من عموم الشارع ,وعلى سبيل المثال حصول تصادم بين مطالبة الناس بالحرية كمطلب جماهيري يشعر الناس بفطرتهم أنه من مقاصد الشريعة االسالمية وال يمكن أن يتعارض معها ,فان ذلك دعى بعض النخب االسالمية الى التحفظ على هذه المطالبة والنظر اليها نظرة شك وريبة اعتمادا على قناعتهم بأنه ال حرية في االسالم وانما هي عبودية صرفة للخالق و ال مجال لوجود الحرية كمطلب وهدف تسعى وتنادي به الجماهير ,فهل فعال ال حرية في االسالم وهل فعال ما يطلبه الناس هو مخالف للشريعة ولمبدأ العبودية الذي أقره االسالم استدالال بقوله تعالى ( وما خلقت الجن و االنس اال ليعبدون )ان النظرة السطحية قد تعطي هذا المدلول ولكن هل من المتوقع أن يكون دين هللا عز وجل الذي كرم االنسان وأعطاه العزة وسجدت له المالئكة أن يكون منزوعا من الحرية وكرمه بأفضل نظام مقارنة باْلنظمة الوضعية ليفاجىء بأن هذه الشريعة الغراء تتصادم مع مبدأ الحرية الذي تطالب به الجماهير وهل من المعقول أن تكون هذه الشريحة الواسعة من الناس مضحوكا عليها وتطالب بشيء يخالف عقيدتها .اذا نظرنا الى الحرية من ناحية التشريع طبعا فمن الواضح أن اْلحكام الشرعية الخمسة ( حرام ,مكروه ,مباح ,مندوب , فرض ) تشمل كافة اْلفعال البشرية وبالتالي ال يوجد أي فعل اال وله حكم شرعي فاذا كان المقصود من الحرية هو وضع مرجعية غير المرجعية الشرعية من الكتاب و السنة فان هذا الكالم صحيح تماما فال حرية في التشريع في االسالم وانما هي عبودية صرفة فال اجتهاد فيما ورد فيه نص و ال حرية كبديل عن اْلحكام الشرعية ,ولكن هذه النظرة القاصرة ليست ما ينادي به الشارع المسلم الذي يعاني من الظلم والقهر على مستوى الفرد واْلمة منذ سنين طوال و أيضا ليست هي حقيقة العالقة بين الحرية واالسالم
وليست أصال ما يطالب به الناس في تحركاتهم الشعبية من رفض لحاكمية هللا عز و جل واستبدالها بشرائع وضعية ,وبالتالي فان مواجهة الناس برفض فكرة الحرية ( جملة وتفصيال ) كمطلب أساسي هو اجحاف واتهام للناس باالبتعاد عن روح الشريعة وكأن المسلمون يطالبون بفكرة اباحية وان ذلك يسبب لدى الناس شعورا باالحباط لمفاجئتهم بأن دين هللا عز و جل ال حرية فيه وبالتالي فمطلبهم الذي ينادون به ويقدمون أرواحهم من أجله هو مطلب خارج عن الشريعة من وجهة نظر بعض النخب . المشكلة أن هذه النخب تنظر بسطحية الى طلب الجماهير المسلمة في تحقيق الحرية وترد عليها بسذاجة يتبعها نوع من القمع الفكري يشعر الناس أنهم قد أحبطوا وغرر بهم ويتولد لديهم شعورا داخليا كاذبا أن هناك تناقض بين االسالم والحرية التي هي حاجة انسانية ومكرمة لالنسان وهذا الشعور بالتناقض بين الحرية والشريعة هو حقيقة مفتعل بسبب اْلزمة الفكرية لدى بعض النخب والتي لم تسعفها اْلدلة الشرعية التي تحملها على الوصول الى الفهم الصحيح لالسالم الذي وصل له العامة من الناس بالفطرة ودون الحاجة الى كتب صفراء تعقد الموقف أكثر مما توضحه. هناك شطرين البد من التمييز بينهما هما شطر التشريع الذي هو عبودية صرفة ,وشطر االيمان والعقيدة الذي هو قبل التشريع كمرحلة ايمانية وهو قائم على حرية االختيار في االيمان وحتى الحرية في االلتزام و التنقل بين اْلحكام الشرعية وامتالك االرادة على ذلك مع االقرار بالمحاسبة على صحة هذا االختيار يوم القيامة. أي ان ما نعنيه أن شطر االيمان والعقيدة الذي يسبق التشريع ( االيمان قبل العمل واْلحكام -كنا نتعلم االيمان قبل القرآن فلما تعلمنا القرآن ازددنا ايمانا) فان هذا الشطر قائم على الحرية في االختيار أساسا واال فال معنى لمبدأ المحاسبة في حال لم توجد الحرية القائمة على االختيار ,فالمقصود بالحرية هنا هي اعطاء الخالق عز وجل االنسان القدرة على االختيار بين طريق االيمان وطريق الكفر مثال, وطريق االلتزام بالحكم الشرعي أو رفضه وبالنهاية الحساب قائم على االختيار (..يتبع في العدد القادم)
د :أبو اسالم الحمصي
المكتب التعليمي
4
بسم هللا الرحمن الرحيم
صفات الخطيب صفات الخطيب سلسلة يقدمها المكتب التعليمي لكل طالب علم يدعو إلى سبيل هللا على بصيرة إذ أنّ صفات الخطيب كما أورد أهل العلم بهذا االختصاص تنقسم إلى صفات تتعلق بذات الخطيب وصفات تتعلق بمظهر الخطيب علما أن الصفات التي تتعلق بذات الخطيب تنقسم إلى قسمين - 1قبل الخطبة - 2أثناء الخطبة وسنبدأ بالحديث عن الصفات المتعلقة بالخطيب قبل الخطبة - 1االستعداد الفطري - 2قوّ ة البيان وفصاحة اللسان - 3الزاد العلمي - 4قوّ ة الشخصية - 8حسن الخلق – - 6اْلخالص االستعداد الفطري:سأل سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنهما صحار بن عباس العبيدي ما هذه البالغة التي فيكم ؟فأجابه صحار :شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا .و ذكر أبو دؤاد في الخطابة كالما قال فيه :رأس الخطابة الطبع ,و عمودها الدربة .فالخطابة إذا تستمد معينها من الفطرة ,و تستند إلى عطاء الطبع ,و الخطيب الحق هو من ولد معه االستعداد و القدرة على أداء الخطبة دون تصنع أو تكلف ,و إنما يجيء منه الكالم الخطابي عفو الخاطر دون عناء ,و لكنه يحتاج إلى الدربة و الممارسة ؛ ليشحذ مقدرته الخطابية ,و ينميها ,و يقويها ,و يهذبها .و أما إذا فقد ي للخطابة ؛ فإنه مهما بذل و اجتهد المرء استعداده الفطر ّ و تدرب ,فلن يبلغ مبلغ من كانت الخطابة أصيلة في فطرته مغروسة في طبعه .وكم من إنسان عميق الفكر واسع العلم لم يفلح في مجال الخطابة ,و لم ينجح في أدائها ـ على نسق من كانت الخطابة طبعه ـ ,فتجده إذا تكلم في موقف الخطيب كبا جواد لسانه ,والنت قناة منطقه ,و لكنك قد تجده في مجال آخر يرقى أعلى المنازل ,فهو إذا كتب أبدع ,وبلغ ببيانه و سداد قلمه ما لم يبلغه الخطيب المه صقع . فنجاح الخطبة و روعتها وقوة تأثيرها يتوقف على االستعداد الفطري عند الخطيب ,وهذا ال يعني أن نغض من شأن الدربة وننزل من قدرها ؛ فهي تغني بعض الشيء فيمن لم يملك االستعداد الفطري للخطابة ,ولكن ال ترقى به إلى مصاف الخطباء المبدعين الذين يشار إليهم بالبنان ,ويتمتعون بقوة الخطبة و طالقة اللسان , إال أنه ال يُستغنى عنها في دعم االستعداد الفطري و تنميته ,كما ذكرنا من قبل .وإلى أن نتحدث في العدد القادم عن صفة قوة البيان و فصاحة اللسان و الزاد العلمي و السالم عليكم .
غريب الدار
نحو جيل جديد
مكتب القضاء
قصة موسى عليه السالم مع قومه من أكثر قصص القران تكرارا ولكنك كلما قرأتها تجد عبرة وعظة جديدة ؛ فذلك هو شأن الكتاب العزيز وآياته العظام ,التي أعيت وأعجزت حتى اْلقحاح عن مجاراتها فأنت مثال إذا جمعت أجزاء هذه القصة كلها في مخيلتك حتى تصبح متكاملة ,ستجد الهدف اْلسمى والعبرة منها تأمل ,قوم مستضعفون يملكهم حكا م ظالمون يذيقونهم أصناف العذاب ,فيرسل هللا لهم نبيا منهم ؛ ويمده بالمعجزات والبراهين التي يؤمن بها حتى السحرة ,ثم ينجيهم من عدوهم في معجزة ما مر على البشرية مثلها ,ويريهم هالك عدوهم بأم أعينهم ؛ ليعلموا كيف تكون عاقبة الظالمين .ولكن عندما تركهم أربعين يوما ,عبدوا عجال ال يملك لهم ضرا وال نفعا .ترى لماذا عبدوه بعد كل تلك المعجزات ؟ وعندما قال لهم :ادخلوا اْلرض المقدسة ,خافوا ,وقالوا له:اذهب أنت وربك فقاتال .فكانت عاقبتهم من هللا أن يتيهوا في سيناء أربعين سنة .فلماذا هذه العقوبة بالذات ؟؟كانت هذه العقوبة بالذات؛ ْلن هذا الجيل الذي تربى على الذل والضعف والخوف ,ال يمكن أن يكون أهال للعدل والنصر والتمكين ,وبالتالي ال يمكن أن يكون أهال لدخول اْلرض المقدسة.هذا الجيل العفن وإن استطاع بطريقة أو بأخرى أن يقتلع ظالمه ,فإنه سيملك آخرا من جلدته ؛ ليكون اشد ظلما من سلفه .وهذا اْلمر واقع حي عايشناه في ثوراتنا العربية ,وبالتالي هو السبب اْلول لفشل هذه الثورات . والجيل الذي عاش الذل والتبعية والخضوع ,وكان بعيدا عن المبادئ والثوابت ال يمكن إصالحه ؛ ليعيش عزيزا كريما قويا صاحب مبدأ وعقيدة ,ومستقال بقراره وإرادته .وهذا هو سبب الخلل في الجانب العسكري في ثورتنا .لذلك كانت تلك العقوبة من هللا سبحانه ؛ حتى يخرج منهم جيل يعيش بعيدا عن الظلم والذل والخوف, و يعيش الكرامة والعزة والرجولة .وقبل كل ذلك يعيش اْليمان باهلل؛ ليكون أهال لدخول اْلرض المقدسة . فهذا هو العالج الوحيد الفريد ْلمتنا المريضة بكل اْلسقام .هذا العالج الذي يجب علينا أن نسهر ليلنا ,ونجهد نهارا من أجله ؛ حتى نبنيه.ذالك الجيل الذي يعبد هللا وحده وال يشرك به شيئا ؛ال يأكل إال من كسب يده , ويعيش بكرامة وعزة وقوة
بسم هللا الرحمن الرحيم
بل ويقدم نفسه وأوّلده واحدا تلو اآلخر؛ حتى يكونوا مشاعل في طريق بناء أمتهم ورقيها وقوتها.
عصام جمعة
ّل جريمة وّل عقوبة إّلا بنص ( قاعدة شرعية أم وضعية ؟ ) يحلو لكثير من طالب العلم إنكار كل قاعدة , كانت معروفة على زمن النظام البائد , العتقادهم بأن النظام من وضعها ,وبالتالي من يعتقد بصحتها كافر ,باالستناد أن الحاكمية هلل إلى أن الحاكمية هلل ,ومن هذه القواعد قاعدة(ال جريمة وال عقوبة إال بنص ) وهي قاعدة شرعية أول من جاء بها اْلسالم ولم تعرفه أوربا إال في عام 1789م وهي تستند إلى نصوص خاصة صريحة نورد منها قوله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال ) اْلسراء ()18 ان َرب َك ُم ْهل َهك الْقُ َرى َحتى وقال تعالى ( َو َما َك َ َيب َْع َ ث فهي أُ ِّم َها َر سُ وال َي ْتلُو َعلَ ْي هه ْم آ َياته َنا َو َما ُكنا َ َ ُ ْ ُ ُون) القصص ُم ْهلهكهي الق َرى هإال َوأ ْهل َها ظالهم َ َ هللا ى ل ع اس هلن ه ون ل ه َ ( )89وقال تعالى (له َئال َي ُك َ ان هللاُ َع هزيزا َحكهيما) النساء حُجة َبعْدَ الر سُ هل َو َك َ ()168وقوله ( َال ُي َكلِّ هللا َنفْ سا هإال وُ سْ َع َها) فُ ُ ُ هين َكفَرُ وا هإنْ البقرة ( )286وقوله تعالى (ق ْل لهلذ َ ف) اْلنفال ()78 َي ْن َتهُوا ي ُْغفَرْ لَ ُه ْم َما قَ ْد َسلَ َ فهذه النصوص قاطعة في ال جريمة إال بعد بيان ,وال عقوبة إال بعد إنذار ,وأن هللا تعالى ال يأخذ الناس بعقاب إال بعد إنذار فينذرهم على لسان رسله وأنه ال يكلف نفسا إال بما تطيقه لذلك يجب علينا أن ال نطلق اْلحكام حتى نتبين القاضي.
جمال سعيد األشقر
5
المكتب المالي يا لها من قضية ظالمة تطال الحجر !!...فهو المثال الذي يخطر ببالك دوما عندما تريد أن تضرب مثاال عن الجمادات ,هو صلب نعم ..هو ميت نعم ,ولكن ..ليس أقسى من قلوب بعض البشر بل إنك لتشاهد - بما وهبك هللا من بصر وبصيرة -أن الماء قد يتفجر من بعض الحجارة في الوقت الذي ال يمكن لقلب ما أن يتفجر بالعواطف ...قلبي على ولدي وقلب ولدي على حجر !!...إن الحجر الذي ال تقيم له وزنا قد استهلك من عمر الكون ماليين السنين حتى تشتبك وتتالصق ذراته ليعطي لإلنسان قطعة رخام مفيدة أو حجرا كريما على اختالف مسمياته زبرجد ,عقيق,فيروز ..في غاية الجمال ,أوأداة القتل اْلولى التي نال بها أحد ابني آدم من أخيه .إنه الحجر عندما ينطق يتحدث عن الحضارة فهذا حجر الرشيد الذي فك رموز اللغة الهيروغليفية التي اندثرت منذ قرون ,بل إنه لم يصلنا من آثار الحضارات القديمة إال الحجارة التي كانت كافية للحكم على مدى تقدم هذه الحضارة ,وأذكر أنني جاورت آثار أفاميا لمدة خمسة عشر يوما ولم أذهب لرؤيتها (تخلفي يغلب ذكائي غالبا) في الوقت الذي يظل فيه اْلجانب يدخرون رواتبهم سنوات لكي يأتوا لرؤي للحجر مكانة متدرجة في العلو أو االنخفاض بدءا من الحجر الذي يستعمله المرء بعد قضائه حاجته إلى الحجر الذي يعلقه برقبته كحجر كريم أو حتى إله يعبده الذين نزلوا بالعقل البشري إلى حضيضه ,ومن سوء حظ الحجر (أوالبشر) أن الحجر سيكون وقودا لنار جهنم مع العصاة الذين كانوا بقلوب وعقول متحجرة عن رؤية الحق .ولعل أقدس اْلحجار التي نراها اليوم هو الحجر اْلسود الذي جاء به جبريل إلى نبي هللا إبراهيم ليكون جزء من الكعبة المشرفة وقد سرقه القرامطة وبقي عندهم اثنين وعشرين عاما ولم يبق منه اليوم سوى ثمان حصيات بحجم حبة التمر..وكم زحفت الحضارة اْلنسانية (كواع وركب) حتى خرجت من عصرها الحجري إلى عصرها الذهبي ...دعك مما بينهما من معاناة بشرية !!..ليأتي من يعيدها إلى نشأتها اْلولى مرورا بعصر الجلة الذي بدأ بوقاحة يطل برأسه مبتسما ابتسامة النصر على باقي العصور ... عبد الصبور الحسن