صحيفة بصائر العدد الاول

Page 1

‫‪8‬‬

‫غ‬

‫القبيلة‬

‫بدأ أحد أقاربي إقناعي بضرورة حضور اجتماع العائلة فهو االجتماع األول‬ ‫لها على مستوى القمة وأنني يجب أن أكون موجوداً على اعتبار أني أحد‬ ‫وجوه السَّحارة ‪،‬و أن هذا االجتماع يهدف إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف‬ ‫في مواجهة طغيان القبائل األخرى ‪ ،‬كما يهدف إلى التكافل االجتماعي بين‬ ‫أفراد القبيلة ‪ .‬فكل القبائل المجاورة قد سبقتنا في ذلك ‪ .....‬وأخذ يشرق‬ ‫ت منمقةٍ‬ ‫حكم وكلما ٍ‬ ‫ويغرب في الكالم وقد وضع كل ما علمته الحياة من ٍ‬ ‫تخدم موضوعه ‪...‬ألنه يعرف مسبقا ً موقفي من األفكار الجاهلية عموما ً ومن‬ ‫ُ‬ ‫استجمعت في رأسي كل عناد‬ ‫هذه الفكرة خصوصا ً ‪ ،..‬وبعد انتهائه ‪..‬‬ ‫الـ(‪ )....‬وقلت له ‪ :‬لن أحضر ‪ !!..‬سمعته يقول مبتعداً عني ‪ :‬فضلوا الفهم‬ ‫إنها رائحة‬ ‫على العلم ‪...‬عندها تذكرت كم أنا غبي ‪...‬وقليل فهم ‪!!..‬‬ ‫الجاهلية النتنة التي تفوح منه ومن بعض جهات البلدة على هيئة مجالس‬ ‫عائلية ظاهرها فيه الخير وباطنها فيه العذاب ‪ ،‬فمن مرور األيام الحظنا‬ ‫جميعا ً (نحن قليلي الفهم ) أن هذه القبائل ال تجتمع إال على االقتتال مع‬ ‫القبائل األخرى كما حصل مع عبس وذبيان مؤخراً ‪..‬بينما لم نالحظ‬ ‫اجتماعهم لزيارة قبيلة أخرى للتضامن معها ضد الشيطان األكبر الذي‬ ‫يتربص بالجميع غير بعيد عنا ‪..‬كما أننا ال نزال نرى أطفاالً ونساء ورجاالً‬ ‫يجمعون الشوك وأكياس النايلو وكل ما يمكن حرقه ليدفأوا بها في هذه األيام‬ ‫الباردة فأين زعيم قبيلتهم ‪..‬؟؟ أال يراهم ؟ ألم يأت اإلسالم فهدم القبلية وجعل‬ ‫الوالء للدين ‪..‬؟ فلماذا نهدم نحن الدين ونجعل الوالء للقبيلة ‪..‬؟ ثم من للفقير‬ ‫أليس جميالً أن نجعل من‬ ‫صاحب الحق ‪..‬؟ هل ندوس في بطنه ‪..‬؟‬ ‫قبيلة واحدةً ُتحق الحق ُ‬ ‫ً‬ ‫وتزهق الباطل ‪..‬؟ أليس األولى بقبائل البلدة‬ ‫بلدتنا‬ ‫ف كحلف الفضول الذي عقدته خمس قبائل من أفخاذ‬ ‫كلها أن تجتمع لعقد حل ٍ‬ ‫قريش ‪ ،‬تعاهدوا فيه على نصرة المظلوم وعلى التآسي في المعاش ‪ ،‬وكان‬ ‫حلفا ً فريداً حضره رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقال فيه ‪ :‬لقد شهدت مع‬ ‫عمومتي حلفا ً في دار عبد هللا بن جدعان ما أحب أن لي فيه حمر النعم ولو‬ ‫دعيت إليه في اإلسالم ألجبت ‪...‬‬ ‫إن الفضول تحالفوا وتعاهدوا‬

‫ومضات إســــــــــــالمية‬

‫أال يقيم ببطن مكة‬

‫وقال فيه الشاعر ‪:‬‬ ‫ظالم‬ ‫ب‬ ‫والطريف في األمر أن كل قبيلةٍ من هذه القبائل اكتشفت أنهم أصحاب نس ٍ‬ ‫ف يعود لعلي بن أبي طالب كرم هللا وجهه ‪ ،‬والقبيلة المتواضعة منهم‬ ‫شري ٍ‬ ‫تعود بنسبها لجعفر الصادق رحمه هللا ‪...‬إال أنا ‪ ..‬فمنسوب لزمرة القرباط‬ ‫‪..‬وقد تندر علي أحد األشراف مفتخراً وقال لي ‪ :‬حتى القرباط ال يعترفون‬ ‫بك ما لم يكن معك شجرةً تثبت رجوع أصلك لهم ‪...‬فقلت في نفسي ‪ :‬كم أنا‬ ‫قزم صغير ‪!!...‬‬ ‫ولكن عزائي أنني لم أجد بين القبائل المحيطة بي رجالً جواداً كحاتم الطائي‬ ‫‪،‬وال رجالً حكيما ً مثل قس بن ساعدة اإليادي‬ ‫فيا أيها القرباط الراحلون بعيداً ‪ ..‬توقفوا ‪ ....‬خذوني معكم ‪ ..‬أريد أن أتعلم‬ ‫دق الطبل وشد الغرابيل ‪!!..‬‬ ‫‬‫‪ ( -‬عبد الصبور الحسن )‬

‫النصر من عند هللا‬ ‫السنن الربانية ال تتغير وال تتبدل والخطاب اإللهي لألمة واحد ال‬ ‫يتبدل وال يتغير ‪ ،‬أنه من ينصر دين هللا تعالى ويسعى إلقامة‬ ‫هللا‬ ‫{إنْ َتنصُ رُ وا َّ َ‬ ‫هذا الدين سوف ينصره هللا تعالى ‪،‬قال تعالى‪ِ :‬‬ ‫َينصُ رْ ُك ْم} (محمد‪ )7:‬وهناك حقيقة قرآنية عظيمة ذكرها هللا تعالى‬ ‫في كتابه في مواضع عدة‪ ،‬وأثبتتها لنا األحداث التاريخية‪ ،‬والوقائع‬ ‫القائمة اليوم فصارت في حس المسلم المطلع من المشهودات بعد‬ ‫{إنْ‬ ‫أن كانت من الغيبيات‪ ،‬هذه الحقيقة تبين في قوله تعالى‪ِ :‬‬ ‫هللا َي ْنصُ رْ ُك ْم َو ُي َثب ْ‬ ‫ِّت أَقْدَ ا َم ُك ْم} (محمد‪ )7:‬هذه اآلية التي‬ ‫َت ْنصُ رُ وا َّ َ‬ ‫فيها وعد من هللا تعالى بالنصر لمن نصروه‪ ،‬وأقاموا دينه‪،‬‬ ‫والتزموا بأمره وابتعدوا عن نهيه‪ .‬ومثله أيضا ً قول هللا عز وجل‪:‬‬ ‫ِين آ َم ُنوا فِي الْ َح َيا ةِ ُّ‬ ‫الد ْن َيا َو َيوْ َم َيقُو ُم ْاألَ ْش َه ُاد‬ ‫{إِ َّنا لَ َن ْنصُ رُ رُ سُ لَ َنا َوالَّذ َ‬ ‫* َيوْ َم ال َي ْنفَعُ َّ‬ ‫ِين َمعْ ذ َِر ُت ُه ْم َولَ ُه ُم اللَّعْ َن ُة َولَ ُه ْم سُ و ُء َّ‬ ‫ار}‬ ‫الظالِم َ‬ ‫الد ِ‬ ‫(غافر‪ )22:‬فذكر هللا تعالى أنواع عديدة للنصر فاهلل تعالى ينصر‬ ‫رسله والذين آمنوا في الحيا ة الدنيا وكذلك ينصرهم يوم القيامة‪،‬‬ ‫وأما نصرهم في الحياة الدنيا يكون بصور كثيرة منها‪ :‬النصر‬ ‫الحقيقي المباشر وهزيمة أعدائهم‪ .‬و منها‪ :‬إظهار الحق الذي‬ ‫يحملون‪ .‬ومنها‪ :‬أن هللا تعالى يمنحهم الصبر والثبات على دينهم‪،‬‬ ‫وعقيدتهم‪ ،‬وما يقولون‪ ،‬وما يدينون به‪ ،‬فيظلون صابرين كما صبر‬ ‫أصحاب األخدود الذين عذبوا وأوذوا‪ ،‬وأحرقوا بالنار‪ ،‬فظلوا‬ ‫صامدين على مذهبهم ودينهم‪ ،‬وعقيدتهم‪.‬‬ ‫هللا َمنْ َي ْنصُ رُ هُ ِإنَّ َ​َّ‬ ‫هللا لَقَ ِويٌّ َع ِزيز *‬ ‫ومثله قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫{ولَ َي ْنصُ َرنَّ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض أقامُوا الصَّ ال ة َوآتوُ ا الزكا ة َوأ َمرُ وا‬ ‫ِين إِنْ َم َّك َّنا ُه ْم فِي األرْ ِ‬ ‫الَّذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُور} [الحج‪ ]14:‬فإن‬ ‫ِبالْ َمعْ رُ وفِ َو َن َهوْ ا َع ِن ال ُم ْن َك ِر َو ِ ِ‬ ‫هلل َعاقِ َبة األم ِ‬ ‫هذه اآلية صريحة في أن هللا تعالى ينصر الذين إن مكنهم في‬ ‫األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة‪ ،‬فجعل النصر معلقا ً بشرط‬ ‫مستقبلي ال يعلمه إال هللا‪ ،‬فال نستطيع مثالً أن نؤكد أن هؤالء‬ ‫المجاهدين‪ ،‬أو أن هؤالء المقاتلين إن نصروا ثبتوا‪ ،‬وقاموا بشريعة‬ ‫هللا‪ ،‬وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر‪ ،‬فكم من فئة أو طائفة‬ ‫قاتلت معلنة راية الدين‪ ،‬وأنها تجاهد في سبيل هللا‪ ،‬فلما رزقها هللا‬ ‫تعالى النصر نكلت عما كانت تدعو إليه‪ ،‬وغيرت وبدلت‪،‬‬ ‫وانحرفت عن منهجها وشريعة ربها ‪ .‬ولهذا قال هللا تعالى‪:‬‬ ‫هللا لَقَ ِويٌّ َع ِزيز} (الحج‪ )14:‬ثم قال‬ ‫َ‬ ‫{ولَ َي ْنصُ َرنَّ َّ ُ‬ ‫هللا َمنْ َي ْنصُ رُ هُ ِإنَّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ض} (الحج‪ )14:‬فإذا رأيت جماعتا ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِين إِنْ َمكنا ُه ْم فِي األرْ ِ‬ ‫{الذ َ‬ ‫تحمل راية الدين‪ ،‬ومع ذلك هي ال تنصر فعلينا أن نعلم بأنه يوجد‬ ‫خطأ في منهج هذه الجماعة أو الفئة ‪ ،‬وهذا الخطأ مخالف ألوامر‬ ‫هللا) (آل‬ ‫هللا تعالى قال هللا تعالى‪َ ( :‬و َما ال َّنصْ رُ ِإ َّال مِنْ عِ ْن ِد َّ ِ‬ ‫عمران‪.)421:‬‬ ‫( هيئة علماء حمص )‬

‫‪6441- 2- 4‬هــ‬

‫العدد االول‬ ‫‪ 2164‬م‬ ‫كلمة التحرير‬ ‫ال يخفى على من راقب أحداث الثورة السورية منذ انطالقتها ما‬ ‫بارز في قيادة دفة الثورة المباركة‬ ‫ي‬ ‫دور رياد ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫كان لحمص من ٍ‬ ‫حتى غدت رمز الثورة السورية األهم ‪ ،‬هذه الثورة التي أعادت‬ ‫لإلنسان إنسانيته وحريته التي سلبها منه النظام الظالم على مدى‬ ‫عقود ‪...‬وفي فضاء الحرية تتفتق المواهب وتتفجر اإلبداعات وما‬ ‫أكثر هذه وتلك بين أبناء الشعب السوري العظيم ‪ !..‬إنها ثورة نعم‬ ‫‪ ...‬ثورة فكر قبل أن تكون ثورة سالح ‪،‬ثورة كلمة قبل أن تكون‬ ‫ثورة مطالب ‪،‬فللكلمة أثر عظيم في مجرى الحدث ‪،‬فكم من كلمةٍ‬ ‫غيرت مصيرا ً ‪ !!...‬وكم من كلمةٍ غيرت تاريخا ً ‪ !...‬ألم تبدأ ثورتنا‬ ‫بكلمة ُخ طت على جدار ‪..‬؟فألهمية الكلمة ولنؤكد عظمة وأصالة‬ ‫هذه الثورة وهذا الشعب فإننا في هيئة علماء حمص نطلق صحيفة‬ ‫ط من نشاطات الهيئة لتكون منبرا ً إسالميا ً حرا ً يفك‬ ‫(بصائر) كنشا ٍ‬ ‫األصفاد الصدئة عن العقول التي لفها الجهل منذ سنين حتى غدت‬ ‫وكأنها عقول قادمة من العصر الجاهلي ‪ ،‬ولتنشر الفكر اإلسالمي‬ ‫الوسطي الصحيح انطالقا ً من كتاب هللا وسنة نبيه الكريم صلى هللا‬ ‫ضياع كثُرت فيه المنارات الكاذبة وتشعبت فيه‬ ‫علية وسلم في وقتِ‬ ‫ٍ‬ ‫مجتمع‬ ‫إلى‬ ‫المسلم‬ ‫المجتمع‬ ‫نقل‬ ‫في‬ ‫وللمساهمة‬ ‫الطرق الواهمة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حضاري ٍ متطو ٍر يحمل اإلسالم روحا ً وفكرا ً ومنهج حياة ‪ .‬لذلك‬ ‫نضع بين أيدي الناس هذه الصحيفة وكلنا رجاء باهلل أن تؤتي‬ ‫ثمارها اليانعة في التغيير نحو األفضل وعلى الوجه الذي يرضي‬

‫هللا ورسوله وإلبراز الوجه الحقيقي لإلسالم كدين عزةٍ ومنعةٍ‬ ‫وسالم ومحبةٍ وإنسانية رغم أنف كل من يريد تشويه هذا‬ ‫ٍ‬ ‫الوجه المضيء ‪.‬‬ ‫تتابعون في هذا العدد ‪:‬‬

‫لطرح آرائكم ومقترحاتكم وللمشاركة ‪ ،‬يرجى التواصل معنا على أحد العناوين التالية ‪:‬‬ ‫‪ ali_wali39@yahoo.com - Islamislam52@gmail.com‬او على الصفحة الرسمية للصحيفة ( هيئة علماء حمص )‬

‫شرحا مفصال عن كافة اعمال الهيئة‬ ‫باالضافة الى مواضيع منوعة في الفقه االسالمي‬ ‫ومجموعة من القصص المفيدة في الحكمة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫هيئة علماء حمص‬

‫حياة تتجدد‪ ...‬وآمال ال تُعد‬ ‫عندما قامت ثورتنا المباركة‬ ‫‪،‬كان طالب العلم على رأسها ‪،‬‬ ‫وظهر خطابهم القوي من خالل‬ ‫اجتماعات متكررة في الجامع‬ ‫النوري الكبير في حمص وتوج‬ ‫ذلك ببيان جمعية علماء حمص‬ ‫الشهير الذي تناقلته وسائل‬ ‫اإلعالم وأحدث تأثيراً واضحا ً‬ ‫في نهج الثورة وتمركزها فكان‬ ‫اللقاء مع المنافق وزير األوقاف‬ ‫وأخذ بعض ما يستحق في مكتبه‬ ‫‪ ،‬ثم مع السفاح بشار وتفاجئ‬ ‫بكالم لم يتوقعه حتى في األحالم‬ ‫‪.‬فقد كان متهما ً بين عشرين من‬ ‫القضاة وكل واحد منهم ذاق‬ ‫ألوان الظلم حتى صرخ المجرم‬ ‫أتحاسبونني حتى عن أبي ‪.‬‬ ‫(تابع المقال كامآل في الصفحة‬ ‫( ‪) 2‬‬ ‫بقلم رئيس الهيئة ‪ :‬عبد العزيز بكور‬

‫الموافق ‪6‬كانون األول‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫أهمية القضاء في االسالم‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول‬ ‫هللا ‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن وااله ‪ .‬أما‬ ‫بعد ‪:‬‬ ‫فإن القضاء أمر الزم لقيام األمم‬ ‫ولسعادتها وحياتها حياة طيبة ولنصرة‬ ‫المظلوم‪ ،‬وقمع الظالم‪ ،‬وقطع‬ ‫الخصومات‪...... ،‬‬ ‫)‬ ‫البقية في الصفحة ( ‪2‬‬


‫هيئة علماء حمص‬ ‫حياة تتجدد‪ ...‬وآمال ال ُتعد‬

‫‪2‬‬

‫فتاوى شرعية‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫حكم طلب العلم الشرعي‬

‫عندما قامت ثورتنا المباركة ‪،‬كان طالب العلم على رأسها وظهر‬ ‫خطابهم القوي من خالل اجتماعات متكررة في الجامع النوري الكبير‬ ‫في حمص وتوج ذلك ببيان جمعية علماء حمص الشهير الذي تناقلته‬ ‫وسائل اإلعالم وأحدث تأثيرا واضحا في نهج الثورة وتمركزها فكان‬ ‫اللقاء مع المنافق وزير األوقاف وأخذ بعض ما يستحق في مكتبه ‪،‬‬ ‫ثم مع السفاح بشار وتفاجئ بكالم لم يتوقعه حتى في األحالم ‪.‬فقد‬ ‫كان متهما بين عشرين من القضاة وكل واحد منهم ذاق ألوان الظلم‬ ‫حتى صرخ المجرم أتحاسبونني حتى عن أبي وقال( وما دخلي بما‬ ‫جرى بالثمانينيات ال يوجد أي سجين منهم )‪ ،‬وال انسى كلمة‬ ‫الشيخ سعيد الكحيل ( رحمه هللا )‬ ‫( خففوا عليه ماشايفين شلون صار) فكان التهرب بعد قرابة اربع‬ ‫وعدنا لنفاجئ بأن أسماءنا على‬ ‫ساعات بالوعود الكبيرة والكثيرة ‪ُ .‬‬ ‫قائمة المطلوبين و اشتغلت مخابرات العصابة األسدية بنا فاعتقلت‬ ‫الكثير و ك ّبرت و ك ّثرت ال ُتهم حتى فرقت الصفوف ‪،‬و نشرت و‬ ‫أشاعت التهم الباطلة للمشايخ ‪ ،‬فشوهت صورهم عند العوام ‪،‬‬ ‫وأثناء ذلك كانت أصوات الرصاص التي أرادها أسياد األسد تعلوا‬ ‫على أصوات المظاهرات لتفتح باب االنتقام من كل ثائر عاقل ‪.‬‬ ‫وخالل ذلك كان طالب العلم في مدينة تلبيسة األبية يجتمعون كل‬ ‫خميس (ومازال االجتماع قائما )‬ ‫ليبحثوا مع بعض العقالء مظاهرة يوم الجمعة ‪ ،‬وكان عددهم فوق‬ ‫الثالثين ‪ ،‬انتخبوا بحضور الثوار قيادة ولجنة افتاء واصالح فكانت‬ ‫الفتاوى توزع ‪ ( ،‬وما أقل الملتزمين )وقد اجتماع الخميس طالب‬ ‫العلم من القرى المجاورة ‪ ،‬فنتج عن ذلك والدة ( تجمع علماء‬ ‫الريف الشمالي ) الذي استمر أكثر من عام ‪ .‬وعمل في ظروف‬ ‫صعبة ‪ ،‬استشهد خاللها رئيسه ( الشهيد الشيخ عبد المطلب الحسن)‬ ‫تقبله هللا ‪ ،‬من خالل جريمة حقودة ( وضع السم في طعامه) دبرتها‬ ‫مخابرات العصابة االسدية‪ - .‬وبعد أن تم اختياري عن طريق‬ ‫االنتخابات ( رئيسا للتجمع ) سعيت مباشرة للم الشمل وتوحيد‬ ‫العلماء المتناثرين أفراد وهيئات وكان التوفيق من هللا عظيما حيث‬ ‫انتظمت الغالبية العظمى خالل أيام وتضاعف العدد ثالث مرات تقريبا‬ ‫ودرس النظام الداخلي بعناية ودقة في فترة قاربت الشهر وأصبح‬ ‫االسم بعد التشاور مع الداخل والخارج ( هيئة علماء حمص )‪،‬‬

‫والتي ترون بعض مشاريعها على أرض الواقع ‪ - :‬محاكم‬ ‫‪ ،‬ثانويات شرعية‪ ،‬معهد متوسط شرعي بفروعه ‪ ،‬معاهد‬ ‫قرآن‪ ............‬وللحدبث بقية ‪.‬‬ ‫رئيس هيئة علماء حمص‬ ‫فضيلة الشيخ ‪ :‬عبد العزيز بكور‬

‫‪7‬‬ ‫معهد الدعاة‬ ‫( العلم فريضة على كل مسلم ‪)......‬‬ ‫بناء على هذا الحديث الشريف ‪ ،‬وعلى ما كشفته ثورتنا المباركة ‪( ،‬‬ ‫من أن الحرب على االسالم ) ودليله الحخقبة المظلمة التي عشناها مع‬ ‫المجرم الخالد في النار ‪ ،‬وولده السفاح التي قتلت العلماء ‪ ،‬وسجنت كل‬ ‫من فتح فمه بالدعوة الى هللا ‪ ،‬ألجل ذلك تابعت هيئة علماء حمص‬ ‫مشاريعها في تنشئة المسلم ‪ ( ،‬وهي الثورة الحقيقية )‬ ‫فأعلنت عن ( معهد الدعاة ) ‪ ،‬وهو معهد يستقطب كل ما لم نستطيع‬ ‫الوصول اليه في الثانويات الشرعية والمعهد المتوسط الشرعي ‪،‬‬ ‫فالمعهد يقبل الجميع ( ذكوراً و إناثا ً ) دون النظر الى االعمار أو‬ ‫الشهادات ‪.‬‬

‫أهمية القضاء في اإلسالم‬ ‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا ‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬ ‫ومن وااله ‪.‬أما بعد ‪:‬‬ ‫فإن القضاء أمر الزم لقيام األمم ولسعادتها وحياتها حياة طيبة‬ ‫ولنصرة المظلوم‪ ،‬وقمع الظالم‪ ،‬وقطع الخصومات‪ ،‬وأداء الحقوق‬ ‫إلى مستحقيها‪ ،‬ولألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وللضرب‬ ‫على أيدي العابثين وأهل الفساد‪ ،‬كي يسود النظام في المجتمع‪،‬‬ ‫فيأمن كل فرد على نفسه وماله‪ ،‬وعلى عرضه وحريته‪ ،‬فتنهض‬ ‫البلدان ويتحقق العمران ويتفرغ الناس لما يصلح دينهم‪ ،‬ودنياهم فإن‬ ‫الظلم من شيم النفوس‪ ،‬ولو أنصف الناس استراح قضاتهم ولم يحتج‬ ‫إليهم‪ ".‬النظام القضائي (ص‪)2 :‬‬ ‫إن أهمية األشياء تقاس بغاياتها‪ ،‬والغاية في القضاء هي إقامة العدل‬ ‫وكبح الظلم‪ ،‬فحيثما وجد العدل زال الظلم‪ ،‬والظلم ظلمات في الدنيا‬ ‫واآلخرة‪ ،‬وهو قهر للنفوس‪ ،‬وهضم للحقوق‪ ،‬وهتك لألعراض‪،‬‬ ‫وهو قبيح في الجليل والحقير‪ ،‬وقد وصف هللا به أشنع الكبائر وهو‬ ‫اإلشراك به‪ ،‬قال تعالى‪ِ { :‬إنَّ ال ِّشرْ َك لَ ُظلْم َعظِ يم} (لقمان‪ :‬من اآلية‪:‬‬ ‫‪.)41‬‬ ‫ولعظم شأن العدل في دحض الظلم‪ ،‬وأنهما ضدان ال يجتمعان‬ ‫الع ْد ِل‬ ‫وردا في آية واحدة‬ ‫هللا َيأْمُرُ ِب َ‬ ‫بأمر ونهي‪ ،‬قال تعالى‪ِ { :‬إنَّ َّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫واإلِحْ َس ِ‬ ‫ان وإِي َتا ِء ذِي القرْ َبى و َين َهى َعنْ الفحْ شا ِء والمُنك ِر وال َبغ ِ‬ ‫ون} (النحل‪.)04 :‬‬ ‫َيع ُِظ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َت َذ َّكرُ َ‬ ‫وقد أدركت البشرية في مختلف العصور أهمية العدل فجعلوه هدفًا‬ ‫ألحكامه‪ ،‬وقد يختلفون في الوسائل والنتائج‪ ،‬ولكنهم متحدون فيما‬ ‫يهدفون إليه‪.‬‬ ‫ولما كان العدل قوة فاعلة تستأصل الظلم وتمحو آثاره جاء التعبير‬ ‫الكريم بأبلغ تصوير في زوال الظلم عندما يصطدم بالعدل‪ ،‬قال‬ ‫الح ِّق َعلَى الْ َباطِ ِل فَ َي ْد َم ُغ ُه فَ ِإ َذا ه َُو َزاهِق ولَ ُك ْم‬ ‫تعالى‪َ { :‬ب ْل َنقْذِفُ ِب َ‬ ‫ون} (األنبياء‪. )41 :‬‬ ‫الْ َو ْي ُل ِممَّا َتصِ فُ َ‬ ‫ومن هنا تبرز أهمية القضاء الذي هو وسيلة إلقامة العدل بين‬ ‫الناس‪ ،‬وألهمية تلك الغاية وخطورتها جاء التحذير والوعيد في‬ ‫استعمال هذه الوسيلة؛ لكي ال يستعملها من ال يُحسن استعمالها‬ ‫فتنحرف به عن الصراط‪ ،‬وتزل به األقدام؛ فيهوى في معاقل الظلم‬ ‫والبهتان‪ .‬يراجع كتاب ‪:‬السياسة الشرعية ‪ -‬جامعة المدينة (ص‪:‬‬ ‫‪)147‬‬ ‫( هيئة علماء حمص )‬

‫ومعهد الدعاة اربع مراحل على سنتين ‪ ،‬من الممكن ان يجتازه المجد‬ ‫خالل سنة واحدة ‪ ،‬ألن هناك إمتحان كل ثالثة اشهر‬ ‫السؤال‪:‬‬ ‫هل يعذر الشخص بعدم طلبه للعلم بسبب انشغاله بدراسته التي ليس لها‬ ‫عالقة بالعلم الشرعي‪ ،‬أو بسبب عمله أو غير ذلك؟‬ ‫الجواب‪:‬‬ ‫طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به َمن يكفي صار في حق اآلخرين‬ ‫سنة‪ ،‬وقد يكون طلب العلم واجبا على اإلنسان َع ْينا أي فرض عين‪ ،‬كما‬ ‫لو أراد اإلنسان أن يتعبد هلل بعبادة فإنه يجب عليه أن يعرف كيف يتعبد هلل‬ ‫بهذه العبادة‪ .‬وعلى هذا فإن الذي يشغله عن طلب العلم الشرعي حماية‬ ‫كفايته وأهله‪ ،‬مع محافظته على ما يجب الحفاظ عليه من العبادة نقول إن‬ ‫هذا معذور وال حرج عليه‪ ،‬ولكن ينبغي أن يتعلم من العلم الشرعي بقدر‬ ‫ما يستطيع‪.‬‬ ‫من فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه هللا ‪.‬‬

‫صفة الصالة على النبي‬ ‫إعتقد أنك إذا قمت إلى الصالة فإنما تقوم بين يدي هللا عز وجل‬ ‫الذي يعلم خائنة األعين وما تخفي الصدور‪ ،‬ويعلم ما توسوس به‬ ‫نفسك ‪ ،‬وحينئذ حافظ على أن يكون قلبك مشغوال بصالتك‪ ،‬كما أن‬ ‫جسمك مشغول بصالتك‪ ،‬جسمك متجه إلى القبلة إلى الجهة التي‬ ‫أمرك هللا عز وجل فليكن قلبك أيضا متجها إلى هللا ‪ .‬أما أن يتجه‬ ‫الجسم إلى ما أمر هللا بالتوجه إليه ولكن القلب ضائع فهذا نقص‬ ‫كبيرفإذا أقبلت إلى الصالة فاعتقد أنك مقبل على هللا عز وجل ‪.‬‬ ‫وإذا وقفت تصلى فاعتقد أنك تناجي هللا عز وجل ‪ ،‬كما قال ذلك‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ (( :‬إذا قام أحدكم يصلي ‪ ،‬فإنه‬ ‫يناجي ربه )) رواه البخاري ‪.‬‬

‫( علي والي )‬

‫والمنهاج متدرج ‪ ،‬وضعه المتخصصون ليصل دارسه الى االلمام‬ ‫البسيط بجميع العلوم الشرعية التي تمكن صاحبها من عبادة هللا على‬ ‫بصيرة ‪ ،‬وان يدعو الى هللا على بصيرة ‪.‬‬ ‫و ان يتابع العلم ما عاش ‪ ،‬سيما وقد ذاق طعم االيمان و بدء بالطريق‬ ‫الموصل الى الجنة ‪.‬‬

‫مكتب األوقاف‬ ‫هو أحد المكاتب التابعة لهيئة علماء حمص ويهتم باألمور الوقفية من‬ ‫المساجد وما يتبع لها من مخازن ودور ومكاتب وأمالك وأعضائه‬ ‫كلهم من حملة الشهادة الشرعية وتوزع المهام في المكتب على الشكل‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫رئيس ونائب وأمين سر ومسؤول فتوى واإلعالم والتنفيذ والعالقات‬ ‫الخارجية ينتخب رئيس المكتب من قبل األعضاء ثم يقوم هو بتوزيع‬ ‫المهام على األعضاء بما يراه مناسبا يتم اختيار ممثل لكل منطقة‬ ‫لمكتب األوقاف على أن يجتمع األعضاء كل أسبوع مرة واحدة في‬ ‫مقر المكتب ويقوم أمين السر بتدوين مناقشات الجلسة ‪ .‬للمكتب مقر‬ ‫يناوب فيه األعضاء من الساعة العاشرة صباحا حتى الواحدة بعد‬ ‫الظهر وله نظام داخلي قام بتوزيعه على رؤساء القطاعات ومن‬ ‫الضروري أن يطلع عليه كافة لجان المساجد‪ .‬وقام المكتب بإصدار‬ ‫فتوى تحرم استعمال األمالك الوقفية إال بمواقفة المكتب وبأجر يعود‬ ‫على المسجد ‪ .‬قام المكتب بتشكيل لجنة لدراسة تقديرية لألجر‬ ‫السنوي لكافة الممتلكات الوقفية والدراسة محفوظة لدينا ‪ .‬قام المكتب‬ ‫بتشكيل لجنة لكل مسجد وقام بتعين إمام وخطيب ومؤذن وخادم لكل‬ ‫مسجد ‪ .‬قام المكتب بدراسة األضرار التي لحقة بالمساجد جراء‬ ‫الظروف الراهنة والكلفة التقديرية لها ‪.‬‬ ‫رئيس مكتب األوقاف ‪ :‬أحمد الضحيك‬


‫ملجأ المسلم‬

‫‪1‬‬

‫دراســــــــــــــــات‬

‫مفهوم اإليمان‬ ‫اإليمان اعتقاد وقول وعمل؛ فهو اعتقاد القلب في هللا ورسوله ‪،‬وكل ما‬ ‫جاء به الشرع اعتقاداً جازما ال يرد عليه شك‪ ،‬وال ريبة ٌ‪ .‬ثم اتباع ذلك‬ ‫االعتقاد بعمل الجوارح حتى يطابق الظاهر الباطن‪ .‬قال هللا تعالى‪{:‬إ ِ َّن َما‬ ‫اهلل َو َرسُولِهِ ُث َّم لَ ْم َيرْ َتابُوا َو َجا َه ُدوا ِبأَمْ َوال ِ​ِه ْم َوأَنفُسِ ِه ْم‬ ‫ِين آ َم ُنوا ِب َّ ِ‬ ‫ون الَّذ َ‬ ‫ْالم ُْؤم ُِن َ‬ ‫ون} (‪ )42‬سورة الحجرات‪.‬‬ ‫ك ُه ُم الصَّادِقُ َ‬ ‫هللا أُ ْولَئِ َ‬ ‫فِي َسبِي ِل َّ ِ‬ ‫ب عن الناس‪ ،‬فاإليمانُ بهذا‬ ‫وهذا االعتقاد الجازم البد أن يكون في أمر مغ َّي ٍ‬ ‫الغيب هو الذي يتفاضل فيه الناس ويتفاوتون‪ .‬واإليمان يزي ُد بالطاعة‬ ‫هللا َوجِلَ ْ‬ ‫ت قُلُو ُبه ُْم‬ ‫ون الَّذ َ‬ ‫وينقصُ بالمعصية‪ ،‬قال تعالى‪{:‬إ ِ َّن َما ْالم ُْؤم ُِن َ‬ ‫ِين إ ِ َذا ُذك َِر َّ ُ‬ ‫َوإ ِ َذا ُتلِ َي ْ‬ ‫ُون‬ ‫ِين ُيقِيم َ‬ ‫ون (‪ )2‬الَّذ َ‬ ‫ت َعلَيْ ِه ْم آ َي ُات ُه َزاد َْته ُْم إِي َم ًانا َو َعلَى َرب ِ​ِّه ْم َي َت َو َّكلُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ون َحقا لَه ُْم د َ​َر َجات ع ِْن َد‬ ‫ك ُه ُم ْالم ُْؤم ُِن َ‬ ‫ون (‪ )1‬أولَئِ َ‬ ‫الص َ​َّالةَ َو ِممَّا َر َز ْق َناه ُْم ي ُْنفِقُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َرب ِ​ِّه ْم َو َم ْغف َِرة َو ِر ْزق َك ِريم (‪[ })1‬األنفال‪ ]1 - 2:‬وله ش َعب كثيرة كما أخبر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المصدوق‪ ،‬أعالها ال إله إال هللا‪ ،‬وأدناها إماطة األذى عن الطريق‪،‬‬ ‫الصادق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُون ‪ -‬أ ْو ِبضْ ع‬ ‫اإلي َمانُ ِبضْ ع َو َسبْ ع َ‬ ‫ف َعنْ أ ِبي ه َُريْ َرةَ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هللاِ ‪ِ ْ «:‬‬ ‫ضلُهَا قَ ْو ُل َال إِلَ َه إ ِ َّال هللاُ‪َ ،‬وأَ ْد َنا َها إ ِ َم َ‬ ‫اط ُة ْاألَ َذى َع ِن‬ ‫ون ‪ُ -‬شعْ َب ًة‪ ،‬فَأ َ ْف َ‬ ‫َوسِ ُّت َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ان»‪ .‬أخرجه مسلم وله عرى كثيرة أوثقها‪:‬‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫يق‪َ ،‬وال َح َيا ُء شعْ َبة م َِن ِ‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫الحبُّ في هللا والبغضُ في هللا‪ ،‬والمواالة ٌُ في هللا والمعاداةُ في هللا‪ .‬ف َع ِن‬ ‫َ‬ ‫ازبٍ‪ ،‬قَا َل ‪ُ :‬ك َّنا جُ لُوسًا ع ِْن َد َّ‬ ‫اإلسْ َال ِم‬ ‫الن ِبيِّ ‪،‬فَقَا َل‪ ":‬أيُّ ع َُرى ْ ِ‬ ‫ْال َب َرا ِء بْ ِن َع ِ‬ ‫ِي بِهَا؟ " قَالُوا‪َّ :‬‬ ‫الز َكاةُ‪ ،‬قَا َل‪":‬‬ ‫أَ ْو َث ُق؟ "‪،‬قَالُوا‪ :‬الص َ​َّالةُ‪ ،‬قَا َل‪َ ":‬ح َس َنة‪َ ،‬و َما ه َ‬ ‫ان‪ .‬قَا َل ‪َ ":‬ح َسن‪َ ،‬و َما ه َُو ِبهِ؟ "‬ ‫ض َ‬ ‫ِي ِب َها؟ " قَالُوا‪ :‬صِ َيا ُم َر َم َ‬ ‫َح َس َنة‪َ ،‬و َما ه َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫جهَا ُد ‪،‬قَا َل‪َ ":‬ح َسن‪َ ،‬و َما ه َُو‬ ‫قَالُوا‪ْ :‬ال َحجُّ‪ ،‬قَا َل‪َ ":‬ح َسن‪َ ،‬و َما ه َُو ِبهِ؟ " قَالوا‪ :‬ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ِض فِي هللاِ‬ ‫ان أَنْ ُتحِبَّ فِي هللاِ‪َ ،‬و ُتبْ غ َ‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫ِبهِ؟ " قَا َل‪ ":‬إِنَّ أ ْو َث َق ع َُرى ْ ِ‬ ‫هللا ‪َ «:‬يا ابْ َن َمسْ عُو ٍد»‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫هللا قَا َل‪ :‬قَا َل َرسُو ُل ِ‬ ‫"‪.‬أخرجه أحمد و َعنْ َعبْ ِد ِ‬ ‫ك َث َال ًثا‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬هلْ َت ْدرُ َ َ‬ ‫ان أَ ْو َث ُق؟» قُ ْل ُ‬ ‫هللا َو َرسُولُ ُه‬ ‫لَبَّيْ َ‬ ‫ت‪ُ :‬‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫ون أيُّ ع َُرى ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَعْ لَ ُم‪ ،‬قا َل‪ «:‬ال َوال َية فِي هللاِ‪َ ،‬والحُ بُّ فِي هللاِ‪َ ،‬والبُغضُ فِي هللاِ» (اخرحه‬ ‫انتقض إيمانه بشيء من نواقض اإليمان فكفر‪ ،‬لم تنفعْ ه‬ ‫الطبراني) ومن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫هللا الَ َي ْغفِرُ أن ي ُْش َر َ‬ ‫بقية ٌُ شعب اإليمان إن وجدت عنده لقوله تعالى‪ {:‬إِنَّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ك لِ َمن َي َشاء َو َمن ي ُْش ِركْ بِاهللِ فَقَ ِد ْاف َت َرى إِثمًا َعظِ يمًا }‬ ‫ون َذلِ َ‬ ‫بِهِ َو َي ْغفِرُ َما ُد َ‬ ‫ان فَقَ ْد َح ِب َ‬ ‫ط َع َملُ ُه َوهُو‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫(‪ )11‬سورة النساء‪ ،‬وقال تعالى‪َ ...{:‬و َمن َي ْكفُرْ ِب ِ‬ ‫ين} (‪ )2‬سورة المائدة‪.‬‬ ‫فِي اآلخ َِرةِ م َِن ْال َخاسِ ِر َ‬ ‫ومن ارتكب المعاصي (غير الكفر والشرك باهلل ) فهو إلى مشيئة هللا ‪،‬إن‬ ‫هللا َرضِ َي‬ ‫شاء عذبه‪ ،‬وإن شاء غفر له‪ ،‬ما دام عنده أصل اإليمان‪ ،‬ف َعنْ َعبْ ِد َّ ِ‬ ‫اهلل َشيْ ًئا د َ​َخ َل َّ‬ ‫ار» َوقُ ْل ُ‬ ‫هللا ‪َ «:‬منْ َم َ‬ ‫ت‬ ‫ات ي ُْش ِر ُ‬ ‫الن َ‬ ‫ك ِب َّ ِ‬ ‫هللا َع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َرسُو ُل َّ ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫أَ َنا‪َ «:‬منْ َم َ‬ ‫الج َّن َة»‪ (.‬أخرجه البخاري ) و َعنْ‬ ‫ات الَ ي ُْش ِر ُ‬ ‫اهلل َشيْ ًئا د َ​َخ َل َ‬ ‫ك ِب َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ان؟ فَقَا َل‪َ «:‬منْ‬ ‫َج ِاب ٍر‪ ،‬قَا َل‪ :‬أ َتى الن ِبيَّ َرجُ ل فَقَا َل‪َ :‬يا َرسُو َل هللاِ ‪َ ،‬ما المُوجِ َب َت ِ‬ ‫ك ِباهللِ َشيْ ًئا د َ​َخ َل َّ‬ ‫ك ِباهللِ َشيْ ًئا د َ​َخ َل ْال َج َّن َة‪َ ،‬و َمنْ َم َ‬ ‫َم َ‬ ‫ار»‬ ‫ات ي ُْش ِر ُ‬ ‫ات َال ي ُْش ِر ُ‬ ‫الن َ‬ ‫(أخرجه مسلم )‪.‬‬ ‫ت مِنْ َربِّي‪،‬‬ ‫هللا ‪ ":‬أَ َتانِي آ ٍ‬ ‫هللا َع ْنهُ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َرسُو ُل َّ ِ‬ ‫و َعنْ أَبِي َذ ٍّر َرضِ َي َّ ُ‬ ‫فَأ َ ْخ َب َرنِي ‪ -‬أَ ْو قَا َل‪َ :‬ب َّش َرنِي ‪ -‬أَ َّن ُه‪َ :‬منْ َم َ‬ ‫اهلل َشيْ ًئا د َ​َخ َل‬ ‫ات مِنْ أُ َّمتِي الَ ي ُْش ِر ُ‬ ‫ك بِ َّ ِ‬ ‫الج َّن َة " قُ ْل ُ‬ ‫ت‪َ :‬وإِنْ َز َنى َوإِنْ َس َر َق؟ قَا َل‪َ « :‬وإِنْ َز َنى َوإِنْ َس َر َق» (أخرجه‬ ‫َ‬ ‫البخاري)‬ ‫فينبغي علينا الحرص على الطاعة والمبادرة إلى العمل الصالح‪ .‬والمسابقة‬ ‫إلى الخيرات‪ ،‬ليبقى إيماننا في ازدياد‪ ،‬مع المحافظة دوما ً على أصل اإليمان‬ ‫وتحصينه‪ ،‬فإنه رأس المال وعروة النجاة الوثقى‪.‬‬ ‫( هيئة علماء حمص )‬

‫حكم دخول األطفال إلى المساجد‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫‪4‬‬

‫مكتب التعليم‬

‫أوال‪ :‬أقوال العلماء في سن التميز‬ ‫ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه‬ ‫يبدأ سن التمييز ببلوغ الصبي سبع سنين أو ثمان سنين‪ ،‬وتنتهي‬ ‫بالبلوغ‪ ،‬فتشمل المراهق وهو الذي قارب البلوغ ففي هذه المرحلة‬ ‫يصبح عند الصبي مقدار من اإلدراك والوعي يسمح له بمباشرة بعض‬ ‫التصرفات وال يؤمر بالصالة لما فيها من المشقة وللتخفيف عليه َعنْ‬ ‫َعبْ ِد هللاِ بْ ِن َعمْ ٍرو ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قَا َل‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هللاِ صلى هللا‬ ‫ِين ‪َ ،‬واضْ ِربُوه ُْم‬ ‫ص َالةِ َوه ُْم أَبْ َنا ُء َسبْ ِع سِ ن َ‬ ‫عليه وسلم‪ " :‬مُرُوا أَ ْو َالد َُك ْم بِال َ‬ ‫اج ِع‬ ‫َعلَيْ َها َوه ُْم أَبْ َنا ُء َع ْش ٍر ‪َ ،‬وفَرِّ قُوا َبيْ َنه ُْم فِي ْال َم َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ثانيا‪ :‬حكم دخول الغير مميز إلى المسجد‬ ‫أما بالنسبة ألخذ األطفال للمسجد‪ ،‬فإن بلغو السابعة فإنه يذهب بهم من‬ ‫أجل تمرينهم على الصالة وتربيتهم على أدائها جماعة في المسجد‪.‬‬ ‫أمن أذاهم‬ ‫وأما من هم دون ذلك فال يذهب بهم إلى المسجد إال إذا َ‬ ‫للمصلين وإساءتهم إلى المسجد‪ .‬قال الشافعي‪ :‬على اآلباء واألمهات أن‬ ‫يؤدبوا أوالدهم‪ ،‬ويعلموهم الطهارة والصالة‪ ،‬ويضربوهم على ذلك إذا‬ ‫عقلوا‪ ،‬فمن احتلم‪ ،‬أو حاض‪ ،‬أو استكمل خمس عشرة سنة‪ ،‬لزمه‬ ‫الفرض وينبغي عدم إحضار األطفال الصغار جداً إلى المساجد ألنهم ال‬ ‫ينضبطون فمثل من كان عمره سنة أو سنتين أو ثالث ال يحضر إلى‬ ‫المسجد وال بأس بإحضار األطفال الذين هم في الخامسة أو السادسة أو‬ ‫السابعة إلى المساجد‪ .‬ولو حصل أن بعض األطفال دخلوا إلى المسجد‬ ‫شوشوا على المصلين في المسجد بالبكاء والصياح مثالً فال ينبغي أن‬ ‫يثير ذلك المصلين فيحتجون على الطفل وعلى أبيه أو أمه وقد‬ ‫يشوشون بذلك االحتجاج أكثر من تشويش الطفل وإنما يتركون األمر‬ ‫إلمام المسجد ليعالج الموضوع بالحكمة واقتدا ًء بمنهج النبي ‪َ -‬‬ ‫صلَّى هللاُ‬ ‫َعلَيْ هِ َو َسلَّ َم ‪ -‬في ذلك‪ .‬وينبغي أن يعلم أن الرفق واللين أمران مطلوبان‬ ‫في مثل هذه المواقف‪ .‬فهناك عدد من الناس لم يدخلوا المساجد لموقف‬ ‫حصل معهم بالصغر وطردهم خارج المسجد فكان سببا ً لعدم دخول‬ ‫المسجد في الكبر فعن عائشة رضي هللا عنها أن النبي ‪َ -‬‬ ‫صلَّى هللاُ‬ ‫َعلَيْ هِ َو َسلَّ َم ‪ -‬قال‪« :‬إن الرفق ال يكون في شيء إال زانه‪ ،‬وال ينزع من‬ ‫شيء إال شانه»‬ ‫( هيئة علماء حمص )‬

‫مكتب االصالح‬

‫قال تعالى ‪َ ( :‬ه ْل َي ْس َت ِوي الَّ ِذينَ َي ْع َل ُمونَ َوالَّ ِذينَ َال‬ ‫ب (‪)9‬‬ ‫َي ْع َل ُمونَ ِإ َّن َما َي َت َذ َّك ُر أُولُو ْاألَ ْل َبا ِ‬ ‫اقرأ أساس ديننا ‪ ،‬وطريق الجنة أصله العلم ‪ .‬قال‬ ‫عليه الصالة والسالم ‪:‬‬ ‫( من سلك طريقا يلتمس فيه علما س ّهل هللا له به‬ ‫طريقا الى الجنة )‬ ‫مكتب التعليم في هيئة علماء حمص أكبر‬ ‫‬‫مكاتب الهيئة ‪ ،‬حيث يتعدى عدد أعضائه الخمسين ‪،‬‬ ‫يتوزعون الى عدد من اللجان تأتي في مقدمتها (‬ ‫لجنة القرآن ) والتي تشرف على المعاهد الكثيرة‬ ‫بأعدادها الكبيرة على مساحة الريف الشمالي ‪،‬‬ ‫فاالف الطالب والطالبات يتسابقون ويتنافسون في‬ ‫حفظ الجزء تلو اآلخر ‪ ،‬حتى أتم وهلل الحمد عشرة‬ ‫منهم حفظه كامآل‬ ‫وهناك لجنة التدريس ‪ ،‬فمن المساجد‬ ‫‬‫ودوراتها ( وخصوصا في الصيف ) الى تدريس‬ ‫المساجين ونعليمهم أمور الدين ‪ .‬أما الندوات فقد‬ ‫تفعلت خالل فترة ماضية والقت إقباال واثارت‬ ‫مواضيعها حركة بين الناس ونقاشا مفيدا ‪ ،‬ولربما‬ ‫جعل لها نهج واضح واوقات دائمة ‪ ،‬ان شاء هللا‬ ‫‪ ،‬ناهيك عن بعض اللجان التي لم ُتف ّعل بشكل‬ ‫‬‫واضح ‪ ،‬كالنشرات والبيانات ‪ ،‬وخصوصا ان اغلب‬ ‫االعضاء انشغلوا بالتدريس بالثانويات ‪.‬‬ ‫( اسرة مكتب التعليم )‬

‫يتكامل مكتب االصالح في هيئة علماء حمص ‪ ،‬مع بقية مكاتب‬ ‫الهيئة ‪ ،‬وخصوصا االفتاء والقضاء ‪ .‬فإذا جاءت الفتوى لجهة ‪،‬‬ ‫وكان الحكم قاسيا على طرف ( هكذا يظن المحكوم غالبا ) ‪ .‬فإن‬ ‫الصلح خير ‪ ،‬ألنه يط ّيب قلوب لطرفين ‪ ،‬ويزيل منها البغضاء‬ ‫( الشكاوى عداوة‬ ‫والكره ‪ ،‬وخصوصا اذا وصال إلى القضاء‬ ‫) فيجمعهما على المسامحة والعفو والصفاء ‪ ،‬وهذا هدف االسالم‬ ‫ولذلك جعل االسالم اإلصالح فرضا على الجميع ( االقرب فألقرب ) ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪ :‬إنما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا هللا‬ ‫لعلكم ترحمون ) ‪ .‬صدق هللا العظيم‬ ‫وجعل ثواب االصالح افضل من ثواب الصالة والصيام والصدقة ‪،‬‬ ‫وهذا يجعلنا ان نتحرك جميعا في االصالح ‪ ،‬بداية من كل طرف‬ ‫( ونخص المسلم ) ألنه حريص على دينه ‪ ( ،‬والبغضاء تحلق‬ ‫الدين ) ‪ ،‬وحريص على حسناته ان ُترفع ‪ ،‬والمتخاصمان يناديهما‬ ‫ّ‬ ‫العزة سبحانه ‪ ،‬عندما يقبل االعمال ( دعوهما حتى يصطلحا‬ ‫رب‬ ‫) ‪ ،‬والمسلم حريص على الخيرية وهي مقياس درجة االيمان‬ ‫( وخيرهما الذي يبدء صاحبه بالسالم )‬ ‫ويجب ان ينتبه المصلحون ‪ :‬أالّ تمتد فترة الخصام فوق ثالثة ايام‬ ‫( وهي فترة الحداد ) وفيها حكمة ال تخفى على المصلح ‪ ،‬لئالّ‬ ‫يتسلل النمامون والمفسدون ‪ ،‬و لئالّ يسري البغض الى القلوب ‪ ،‬و‬ ‫لئالّ تتفاقم المشكلة وتعظم ‪.‬‬ ‫فما احرانا جميعا وخصوصا في ايام ثورتنا المباركة ‪ ،‬أن نقوم‬ ‫بواجب االصالح ‪ ،‬لتقوى جبهتنا الداخلية ‪ ،‬فنتوجه بتفكيرنا وبأسنا‬ ‫وقوتنا الى عدونا الذي يقاتلنا ويدمر كل شيء ‪ ،‬ونكون بهذا قد‬ ‫أخذنا بأسباب النصر ( إن تنصروا هللا ينصركم ويثبت أقدامكم ) ‪،‬‬ ‫( مكتب االصالح )‬


‫المعهد المتوسط الشرعي‬ ‫ُون ِإ َّن َما‬ ‫ِين َال َيعْ لَم َ‬ ‫ُون َوالَّذ َ‬ ‫ِين َيعْ لَم َ‬ ‫قال تعالى ‪ُ (:‬ق ْل َه ْل َي سْ َت ِوي الَّذ َ‬ ‫َي َت َذ َّكرُ أُولُو ْ َ‬ ‫ب) الزمر (‪)0‬‬ ‫األلْ َبا ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويقو رسول هللا ‪ ( ‬من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل هللا به‬ ‫طريقا ً إلى الجنة )‬ ‫انطالقا ً من النصين السابقين قامت هيئة علماء حمص في الريف‬ ‫الشمالي من المدينة بفتتاح معهد متوسط للعلوم الشرعية رغبة‬ ‫من الهيئة بنشر العلم الشرعي في ربوع الشام المباركة وعمالً‬ ‫بحديث النبي‪( ‬جاهدو المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم )‬ ‫إذ أن هذه المعاهد الشرعية تسد ثغرة عظيمة في محاربة الجهل‬ ‫ومقاومة البدع والمنكرات ومعالجة االختالالت الفكرية وخا صة‬ ‫في زمن هذه الثورة المباركة وهذا من جهاد العلم وجهاد اللسان‬ ‫ج َه ًادا َك ِبيرً ا ) الفرقان‬ ‫كما ذكر ربنا في كتابه ( َو َجاه ِْد ُه ْم ِبهِ ِ‬ ‫(‪ )22‬أي بالقرآن لذلك نهيب بالمسلمين جميعا ً أن يكونوا خير‬ ‫عون لنا في هذه الخطوة المباركة إن شاء هللا‬ ‫نائب رئيس هيئة علماء حمص‬ ‫الشيخ ‪ :‬أحمد المحمد‬

‫الثانوية الشرعية في تلبيسة‬ ‫باألمس كانت فكرة واليوم هي مشروع قائم بين أيدينا وأملنا باهلل أن‬ ‫تكون غداً منارةً وقبلة ألبنائنا وبناتنا حتى يتربوا على أخالق اإلسالم‪.‬‬ ‫الثانوية الشرعية أنشئت بجهود مجموعة من طالب العلم في تلبيسة‬ ‫عام ‪2441/2441‬م ‪4112/4111،‬ه على قلة من الدعم ومتطلبات‬ ‫النجاح في المنهاج والمدرسين والمدرسين وأتمت عامها األول بنجاح‬ ‫بشعبة لصف السابع والعاشر الشرعي للذكور بإخوة من المدرسين‬ ‫المتبرعين وفي هذا العام أتسعت الثانوية حتى شملت صف سابع ذكو‬ ‫وإناث‪ ،‬وعاشر إناث‪ ،‬وثامن ذكور ‪ ،‬وعاشر ذكور‪ .‬ونأمل أن تستكمل‬ ‫باقي الشعب ( عاشر ذكور) وزيادة في األعداد علما ً أن الكوادر‬ ‫التدريسية كلها من ذوي اإلجازات في جميع االختصاصات ‪.‬‬ ‫وعملت هيئة علماء حمص جاهدة أن تقدم مااستطاعت من دعم‬ ‫ورعاية بغاية إنجاح هذا العمل وساهمت بطباعة منهاج شرعي كامل‬ ‫لكل الصفوف وتعمل على تأمين القرطاسية ودفع أجور المدرسين‬ ‫وأجور المكان وتأمين وسائل النقل ‪ ،‬لكن لكل عمل له معوقات ومنها‬ ‫وهو األهم ‪:‬‬ ‫‪4‬ـ عدم إكتراث بعض أولياء األمور بمصلحة أبنائهم‬ ‫‪2‬ـــ عدم وجود الدعم الكافي للمتطلبات االساسية لتسير العملية‬ ‫الدراسية‪.‬‬ ‫‪1‬ـــ الوضع األمن ي الراهن الذي يؤدي إلى اضطراب نظام الدوام رغم‬ ‫ذلك يوجد عزيمة قوية وهمة عالية من قبل الطالب والمدرسين إلنجاح‬ ‫هذا العمل‪.‬‬ ‫وألجل الوضع االمني ‪ ،‬فقد زرعت هيئة علماء حمص الريف‬ ‫بالثانويات الشرعية ‪ ،‬فمن الحولة وقراها غربا مرورا ً بجوالك وتير‬ ‫معلة والرستن ثم الزعفرانه ‪ ...‬الى عز الدين وما حولها شرقا ً ‪،‬‬ ‫وينعم طالب الثانوية و طالباتها بخدمة تعليمية وشرعية مميزة‬ ‫محفوفة بأخالق االسالم ‪.‬أمالً في جيل يتابع نهج الثورة ‪ ،‬ويقطف‬ ‫ثمارها اليانعة باذن هللا ‪ ،‬لذلك نهيب بأهلنا في هذه المناطق ان يقدموا‬ ‫فلذات اكبادهم لينعموا بثوابهم في الدنيا وبالولد الصالح بعد وفاتهم‬ ‫وبالتاج يوم الدين امام الخلق اجمعين ‪.‬‬ ‫إدارة الثانوية الشرعية‬ ‫أحمد شاكر الدرنب‬

‫‪1‬‬

‫مشاركات طالب ّية‬ ‫هكذا انتصر الحق بثبات‬ ‫روى اإلمام مسلم وغيره عن صهيب رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي صلى هللا‬ ‫عليه وعلى آله وسلم أنه قال‪( :‬كان ملك فيمن كان قبلكم‪ ،‬وكان له ساحر‪ ،‬فلما‬ ‫بغالم أعلمه السحر‪.‬‬ ‫كبر الساحر قال للملك‪ :‬ائتني‬ ‫ٍ‬ ‫بغالم نجيب يعلمه السحر‪ ،‬فكان الغالم إذا سلك إلى الساحر مر‬ ‫فجاءوه‬ ‫ٍ‬ ‫بصومعة راهب‪ ،‬فمال إليه يوما ً فسمع كالمه فأعجبه‪ ،‬وكان إذا ذهب إلى‬ ‫الساحر متأخراً ضربه‪ ،‬وإذا رجع إلى أهله ضربوه‪ ،‬فشكا ذلك إلى الراهب‪،‬‬ ‫فقال له‪ :‬إذا ضربك الساحر فقل‪ :‬حبسني أهلي‪ ،‬وإذا ضربك أهلك فقل‪:‬‬ ‫حبسني الساحر‪.‬‬ ‫وفي أحد األيام خرجت دابة عظيمة حبست الناس‪ ،‬فأرسل الساحر الغالم إليها‬ ‫ليقتلها‪ ،‬فأمسك الغالم بحجر‪ ،‬وقال‪ :‬اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى هللا عز‬ ‫وجل أم أمر الساحر! ثم قال‪ :‬اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر‬ ‫ب ‪-‬وقد‬ ‫بحجر فقتلها‪ .‬فرجع الغالم إلى الراه ِ‬ ‫الساحر فاقتل هذه الدابة‪ .‬ورماها‬ ‫ٍ‬ ‫انتشرت الواقعة ‪ -‬فدخل عليه فقال له الراهب‪ :‬أي بني! إنك اليوم صرت‬ ‫أفضل مني‪ ،‬وإنك ستبتلى‪ ،‬فإن ابتليت فال تدل علي‪ .‬وكان الغالم يُبرئ األكمه‬ ‫واألبرص‪ ،‬ويداوي الناس من سائر األدواء‪ ،‬وكان جليس الملك قد عمي‪ ،‬فلما‬ ‫سمع أن الغالم يشفي الناس من سائر األدواء ذهب إليه بهدايا عظيمة‪ ،‬وقال‬ ‫له‪ :‬ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني! فقال الغالم‪ :‬إني ال أشفي أحداً‪ ،‬إنما‬ ‫يشفي هللا تعالى‪ ،‬فإن آمنت به دعوته فشفاك‪ .‬فآمن جليس الملك باهلل عز وجل؛‬ ‫فرد هللا عليه بصره‪ .‬فدخل الجليس األعمى ‪-‬سابقا ً‪ -‬على الملك بال قائد يقوده‬ ‫وقد رجع إليه بصره‪ ،‬فقال الملك له‪ :‬من رد عليك بصرك؟ قال‪ :‬ربي‪ .‬قال‪:‬‬ ‫أولك رب غيري؟ قال‪ :‬هللا ربي وربك ورب العالمين‪ .‬فما زال يعذبه حتى دل‬ ‫على الغالم‪ ،‬فلما جاء الغالم‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أي بني! قد صار من أمرك ما‬ ‫أرى‪ :‬تبرئ األكمه واألبرص‪ ،‬وتداوي الناس من سائر األدواء! فقال الغالم‪:‬‬ ‫إني ال أشفي أحداً‪ ،‬إنما يشفي هللا تعالى‪ .‬فما زال يعذبه حتى دل على الراهب‪،‬‬ ‫فجيء بالراهب فقيل له‪ :‬ارجع عن دينك؟ فقال‪ :‬ال‪ .‬فجيء بالمنشار فوضع في‬ ‫مفرق رأسه ونشروه نصفين حتى سقط شقاه‪ ،‬ثم جيء بجليس الملك‪ ،‬فقيل له‪:‬‬ ‫ارجع عن دينك؟ فأبى؛ فوضع المنشار في مفرق رأسه ونشروه حتى سقط‬ ‫شقاه‪ .‬وجيء بالغالم‪ ،‬فقيل له‪ :‬ارجع عن دينك؟ قال‪ :‬ال‪ .‬فنادى الملك جماعةً‬ ‫من جنوده‪ ،‬وقال‪ :‬خذوه إلى قمة أعلى جبل‪ ،‬فإن رجع وإال فألقوه من على‬ ‫الجبل‪ ،‬فأخذوه‪ ،‬فلما كانوا على قمة الجبل قال الغالم‪ :‬رب! اكفنيهم بما شئت‪.‬‬ ‫فارتجف بهم الجبل فسقطوا ورجع هو‪ .‬فلما رآه الملك قال‪ :‬ويحك! أين‬ ‫ً‬ ‫طائفة أخرى من جنوده‪ ،‬وقال‬ ‫أصحابك؟ قال‪ :‬كفانيهم هللا بما شاء‪ .‬فأرسل‬ ‫لهم‪ :‬خذوه في قرقور ‪-‬القرقور‪ :‬نوع من السفن ‪ -‬وتوسطوا به لجة البحر‪ ،‬فإن‬ ‫رجع وإال لججوا به أي‪ :‬أغرقوه‪ .‬فلما توسطوا به البحر‪ ،‬قال الغالم‪ :‬رب!‬ ‫اكفنيهم بما شئت‪ ،‬فانكفأ بهم القارب فغرقوا ورجع هو‪ .‬فلما رآه الملك قال‪:‬‬ ‫ويحك! أين أصحابك؟ قال‪ :‬كفانيهم هللا بما شاء‪ .‬ثم قال الغالم للملك‪ :‬اعلم أنك‬ ‫لن تقتلني إال أن تفعل ما آمرك به‪ .‬فقال له‪ :‬وما ذاك؟ قال‪ :‬أن تجمع الناس في‬ ‫صعي ٍد واحد وتصلبني على هذه الخشبة‪ ،‬وتأخذ سهما ً من كنانتي‪ ،‬ثم تقول‪:‬‬ ‫باسم هللا رب الغالم‪ ،‬فإنك إن فعلت ذلك قتلتني‪ .‬فجمع الملك الناس في صعي ٍد‬ ‫واحد‪ ،‬وأخذ سهما ً من كنانة الغالم من بين السهام‪ ،‬وصوب السهم إلى صدره‪،‬‬ ‫فصاح‪ :‬باسم هللا رب الغالم‪ .‬فخرج السهم حيث أشار الغالم‪ ،‬فوقع في صدغه‬ ‫فمات‪ .‬فقال الناس جميعاً‪ :‬آمنا باهلل رب الغالم‪ .‬فقال رفقاء السوء للملك‪ :‬قد‬ ‫وقع ‪-‬وهللا ‪ -‬ما كنت تحذر‪ ،‬كنت تخشى أن يؤمن الناس فآمنوا‪ .‬قال‪ :‬فماذا‬ ‫نفعل؟ قالوا‪ :‬خد األخاديد على أفواه السكك‪- ،‬أضرم فيها النار ‪ -‬ثم اعرض‬ ‫الناس على هذه النار‪ ،‬فمن آمن برب الغالم فاطرح ه فيها‪ ،‬فجيء بالناس‪،‬‬ ‫وعرضوا على هذه النيران‪ ،‬فمن آمن برب الغالم ألقوه فيها‪ ،‬حتى جاء الدور‬ ‫على أم كانت ترضع ولدها‪ ،‬فأول ما فعلوا أخذوا الولد فقذفوه في النار‪ ،‬ثم‬ ‫كأن األم تقاعست أو خافت‪ ،‬فسمعت صوت ولدها من األخدود يقول لها‪ :‬يا‬ ‫أماه! اصبري فإنك على الحق)‪ ( .‬أخرجه مسلم ) ‪.‬‬ ‫فمن هذا الحديث العظيم ‪ ،‬نستنتج ان شهداء ثورتنا المباركة قد انتصروا‬ ‫بطلبهم الحق وموتهم من اجله ومهدوا الطريق لنا لنسير على نهجهم كما‬ ‫فعل اصحاب االخدود ‪.‬‬

‫الرجوع الى هللا‬ ‫نسأل هللا العظيم أن يتوب علينا لنتوب‪ ،‬وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في‬ ‫أمرنا‪.‬‬ ‫إن باب التوبة مفتوح ال ُيغلق حتى تطلع الشمس من مغربها‪ ،‬وحينها‬ ‫س َب ْت فِي إِي َم انِهَ ا َخ ْير ا‬ ‫(( ال َينفَ ُع َن ْفس ا إِي َم ا ُنهَ ا لَ ْم َت ُكنْ آ َم َن ْت مِنْ قَ ْبل ُ أَ ْو َك َ‬ ‫))[ األنعام‪ ]658:‬و ُيغلق هذا الباب أيضا إذا بلغت الروح الحلقوم‪ ،‬قال‬ ‫ض َر أَ َح َد ُه ُم‬ ‫س ِّي َئ ا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ت َح َّتى إ ِ َذ ا َح َ‬ ‫ت ال َّت ْو َب ُة لِ لَّذِينَ َي ْع َم لُونَ ال َّ‬ ‫تعالى‪َ (( :‬و لَ ْي َ‬ ‫ت قَ ال َ إ ِ ِّني ُت ْب ُ‬ ‫ا ْل َم ْو ُ‬ ‫ت اآلنَ ‪ [)) ...‬النساء‪ ،]68:‬وهللا تبارك وتعالى يبسط يده‬ ‫بالليل ليتوب مسيء النهار‪ ،‬ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ‪ ،...‬بل‬ ‫ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه‪ ،‬فسارع إلى الدخول في رحمة هللا‪،‬‬ ‫واحذر من تأخير التوبة‪ ،‬فإن اإلنسان ال يدري متى ينتهي به العمر‪ ،‬ولن‬ ‫يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة‪.‬‬ ‫والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى هللا ال يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في‬ ‫هذه الدنيا‪ ،‬فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي هللا يسمع كالمك‬ ‫ويجيب سؤالك‪ ،‬فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن‬ ‫عباده ويعفو عن السيئات‪.‬والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط‬ ‫بينها العلماء كما يلي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬أن يكون صاحبها مخلصا في توبته ال يريد بها إال وجه هللا‪ ،‬فليس‬ ‫تائبا من يترك المعاصي خوفا من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة‪ ،‬أو‬ ‫يترك الخمر خوفا على نفسه وحفاظا لصحته‪ ،‬أو يبتعد عن الزنا خوفا من‬ ‫طاعون العصر ( اإليذر)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن يكون صادقا في توبته‪ ،‬فال يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق‬ ‫بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أن يترك المعصية في الحال‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬أن يعزم على أن ال يعود‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬أن يندم على وقوعه في المخالفة‪ ،‬وإذا كانت المعصية متعلقة‬ ‫بحقوق اآلدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫سادسا‪ :‬رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم‪.‬‬ ‫ومما يعين التائب على الثبات ما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 6‬االبتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االجتهاد في تغيير بيئة المعصية؛ ألن كل ما فيها يذكر بالمعاصي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬االجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه باهلل ويعينوه على الطاعات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اإلكثار من الحسنات الماحية‬ ‫ت ))[هود‪.]664:‬‬ ‫س ِّي َئ ا ِ‬ ‫س َن ا ِ‬ ‫ت ُي ْذه ِْبنَ ال َّ‬ ‫(( إِنَّ ا ْل َح َ‬

‫‪2‬‬ ‫وابشر يا أخي‪ ،‬فإن هللا سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك‪،‬‬ ‫بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى ‪:‬‬ ‫هللا َس ِّي َئاتِ ِه ْم‬ ‫اب َوآ َمنَ َو َع ِمل َ َع َمال َ‬ ‫(( ِإ َّال َمنْ َت َ‬ ‫صالِحا فَأ ُ ْولَئِ َك ُي َبدِّ ل ُ َّ ُ‬ ‫َح َس َنات ))[ الفرقان ‪.]71:‬‬ ‫وكثرة االستغفار مطلوبة ومفيدة جدا‪ ،‬وذاك هدى النبي صلى هللا‬ ‫عليه وسلم الذي قال عنه ابن عمر رضي هللا عنه ‪( :‬كن نعد للنبي‬ ‫صلى هللا عليه وسلم في المجلس الواحد استغفر هللا وأتوب إليه‬ ‫أكثر من مائة مرة)‪ ،‬وقال عليه الصالة والسالم لحذيفة (‪ ...‬وأين‬ ‫أنت من االستغفار يا حذيفة؟ وإني ألستغفر هللا في اليوم أكثر من‬ ‫سبعين مرة)‪ ،‬وقد كان السلف يستغفرون هللا كثيرا‪ ،‬ويقصدون‬ ‫األوقات الفاضلة مثل ثلث الليل اآلخر‪ ،‬كما قال نبي هللا يعقوب‬ ‫ألبنائه ‪( :‬سوف أستغفر لكم ربي‪ ،)...‬قال ابن مسعود ‪ :‬ادخر‬ ‫استغفاره لهم إلى وقت السحر‪.‬‬ ‫والمسلم يستغفر هللا حتى بعد الطاعات؛ ألنه يعتقد أنه مقصر‪،‬‬ ‫ولجبر ما فيها من خلل ونقص‪ ،‬فبعد الصالة ينبغي على المسلم أن‬ ‫يقول أستغفر هللا ثالثا‪ ،‬وبعد الحج ‪ ...‬وهكذا‪.‬وقد كان سلف األمة‬ ‫األبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا هللا‪ ،‬وإذا طلبوا المال استغفروا‬ ‫هللا‪ ،‬وإذا أر ادوا الولد استغفروا هللا‪ ،‬أو طمعوا في نيل القوة في‬ ‫أبدأنهم وبلدانهم استغفروا هللا‪ ،‬وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك‬ ‫وتعالى ‪ (( :‬فَقُلْ ُ‬ ‫اء‬ ‫الس َم َ‬ ‫اس َت ْغف ُِروا َر َّب ُك ْم ِإ َّن ُه َكانَ َغفَّار ا * ُي ْرسِ ِل َّ‬ ‫ت ْ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم مِدْ َر ار ا ))[نوح ‪.]66- 61:‬‬ ‫والتوبة لها شروطها كما سبق‪ ،‬ويجب على المسلم أن يتوب إلى‬ ‫هللا من كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬وعلى المسلم أن يعود لسانه كثرة‬ ‫االستغفار‪ ،‬فال صغيرة مع اإلصرار وال كبيرة مع االستغفار ‪.‬‬ ‫( طلبة العلم في تلبيسة )‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.