رسائل الامام حسن البنا رحمه الله

Page 1

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫رسائل الامام الشهيد‬ ‫حسن البنا‬

‫الامام الشهيد‪ /‬حسن البنا )‪1906‬م‪1949-‬م(‬


‫الفهرست‬ ‫دعوتنا‪3.................................................................................................................‬‬ ‫في امؤتمر طلبة الوخوان المسلمين‪174.......................................................................‬‬ ‫‪188....................................................................................................................‬‬ ‫دعوة للشباب ‪190...................................................................................................‬‬ ‫منتنـا ‪202..........................................................................................................‬‬ ‫امـهـ تّ‬ ‫امن هم الوخوان المسلمون؟‪216...............................................................................‬‬ ‫طور جديد في دعوة الوخوان المسلمين ‪239................................................................‬‬ ‫في اجنتماع رؤوساء المناطق وامراكز الجهاد‪260...........................................................‬‬ ‫نظـرات ثــــل ث ‪317................................................................................................‬‬ ‫أي لــون نخنتــار؟‪321..............................................................................................‬‬ ‫اعنتراضـــات‪325.....................................................................................................‬‬ ‫قضينتنا الوطنية في ضوء النتوجيه السلامي‪329.............................................................‬‬ ‫وحدتنا في ضوء النتوجيه السلامي ‪334.......................................................................‬‬ ‫نظام الحكم‪337.....................................................................................................‬‬ ‫النظام القنتصادي‪356..............................................................................................‬‬ ‫رسالة النتعاليم‪375..................................................................................................‬‬ ‫نظام السر‪392......................................................................................................‬‬ ‫رسالة العقائد‪396...................................................................................................‬‬ ‫رسالة الجهاد‪431....................................................................................................‬‬ ‫رسالة في علم الحديث ‪452......................................................................................‬‬ ‫المناجاة ‪477..........................................................................................................‬‬ ‫اتجاه النهضة الجديدة في العالم السلامي ‪498............................................................‬‬ ‫تربية النشئ ‪536.....................................................................................................‬‬ ‫المأثورات ‪ -‬امـقـدامــات ‪549......................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................................552‬القسم اللول ـ الوظيفة‬ ‫‪................................................................................................557‬القسم الثاني ـ الورد القرآني‬ ‫‪..........................................................................................563‬القسم الثالث ـ أدعية اليوم لوالليلة‬ ‫‪....................................570‬القسم الرابع ـ الدعية المأثورة في حال ت مختلفة في غير أحوال اليوم لوالليلة‬ ‫‪..............................................................576‬من ألوراد الـخــوان بعد الورد القرآني لولورد المأثورا ت‬


‫دعوتنا‬ ‫امصـــارحة‬ ‫نحب أن نصارح الناس بغاينتنا ‪ ،‬وأن نجلي أاماامهم امنهجنا ‪ ،‬وأن نوجه‬ ‫إليهم دعوتنا ‪ ،‬في غير لبس ول غموض ‪ ،‬أضوأ امن الشمس وأوضح امن‬ ‫فلق الصبح وأبين امن غرة النهار‪.‬‬

‫بـــراءة‬ ‫ونحب امع هذا أن يعلم قوامنا – و كل المسلمين قوامنا – أن دعوة‬ ‫الوخوان المسلمين دعوة بريئة نزيهة ‪ ،‬قد تساامت في نزاهنتها حنتى‬ ‫جاوزت المطاامع الشخصية ‪ ،‬واحنتقرت المنافع المادية ‪ ،‬ووخلفت وراءها‬ ‫الهواء والغراض ‪ ،‬وامضت قداما في الطريق النتي رسمها الحق تبارك‬ ‫وتعالى للداعين إليه ‪:‬‬ ‫ن س ِ‬ ‫ا‬ ‫حا َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫عس ِني َو ُ‬ ‫ة أ َ​َنا َوَامنس ِ اَّتَب َ‬ ‫صيَر أ ٍ‬ ‫عَلى َب س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫عو إ س َِلى س ِ‬ ‫سس ِبيس ِلي أ َه ْد ُ‬ ‫ه َ‬ ‫هس ِذ س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫ن( )يوسف‪. (108:‬‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫َوَاما أ َ​َنا س ِام َ‬ ‫فلسنا نسأل الناس شيئا ‪ ،‬و ل نقنتضيهم امال ول نطالبهم بأجر ‪ ،‬ول‬ ‫نسنتزيد بهم وجاهة ‪ ،‬ول نريد امنهم جزاء ول شكورا ‪ ،‬إن أجرنا في ذلك‬ ‫إل على الذي فطرنا‪.‬‬

‫عـاطــفة‬ ‫و نحب أن يعلم قوامنا أنهم احب إلينا امن أنفسنا ‪ ،‬و أنه حبيب إلى هذه‬ ‫النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء ‪ ،‬و أن تزهق ثمنا‬ ‫لمجدهم و كراامنتهم و دينهم و آامالهم إن كان فيها الغناء‪ ،‬و اما أوقفنا‬


‫هذا الموقف امنهم إل هذه العاطفة النتي اسنتبدت بقلوبنا و املكت علينا‬ ‫امشاعرنا ‪ ،‬فأقضت امضاجعنا ‪ ،‬و أسالت امداامعنا ‪ ،‬و إنه لعزيز علينا جد‬ ‫عزيز أن نرى اما يحيط بقوامنا ثم نسنتسلم للذل أو نرضى بالهوان أو‬ ‫نسنتكين لليأس ‪ ،‬فنحن نعمل للناس في سبيل ا أكثر امما نعمل‬ ‫لنفسنا‪ ،‬فنحن لكم ل لغيركم أيها الحباب ‪ ،‬و لن نكون عليكم في يوم‬ ‫امن اليام‪.‬‬

‫لله الفضل و المنة‬ ‫و لسنا نمنتن بشيء ول نرى لنفسنا في ذلك فضل ‪ ،‬و إنما نعنتقد قول‬ ‫ا تعالى ‪:‬‬ ‫صاس ِدس ِقينَ( )الحجرات‪:‬‬ ‫ن ُكه ْنُنتمه ْ َ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫لي َ‬ ‫هَداُك ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُّ‬ ‫ا َي ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫) َب س ِ‬ ‫م س ِل س ِ‬ ‫‪. (17‬‬ ‫وكم ننتمنى – لو تنفع المنى – أن تنتفنتح هذه القلوب على امرأى و امسمع‬ ‫امن أامنتنا ‪ ،‬فينظر إوخواننا هل يرون فيها إل حب الخير لهم و الشفاق‬ ‫عليهم و النتفاني في صالحهم ؟‬ ‫وهل يجدون إل ألما امضنيا امن هذا الحال النتي وصلنا إليها ؟ و لكن‬ ‫حسبنا أن ا يعلم ذلك كله ‪ ،‬و هو وحده الكفيل بالنتأييد الموفق‬ ‫للنتسديد‪ ،‬بيده أزامة القلوب و امفاتيحها ‪ ،‬امن يهد ا فل امضل له و امن‬ ‫يضلل ا فل هادي له و هو حسبنا و نعم الوكيل ‪ .‬أليس ا بكاف‬ ‫عبده؟‬

‫أصناف أربعة‬ ‫و كل الذي نريده امن الناس أن يكونوا أاماامنا واحدا امن أربعة ‪:‬‬


‫امؤامـن ‪:‬‬ ‫إاما شخص آامن بدعوتنا و صدق بقولنا و أعجب بمبادئنا ‪ ،‬و رأى فيها‬ ‫وخيرا اطمأنت إليه نفسه ‪ ،‬و سكن له فؤاده ‪ ،‬فهذا ندعوه أن يبادر‬ ‫بالنضمام إلينا و العمل امعنا حنتى يكثر به عدد المجاهدين و يعلوا‬ ‫بصوته صوت الداعين ‪ ،‬و ل امعنى ليمان ل ينتبعه عمل ‪ ،‬و ل فائدة في‬ ‫عقيدة ل تدفع صاحبها إلى تحقيقها و النتضحية في سبيلها ‪ ،‬و كذلك كان‬ ‫السابقون الولون اممن شرح ا صدورهم لهداينته فاتبعوا أنبيائه و آامنوا‬ ‫برسالته و جاهدوا فيه حق جهاده ‪ ،‬و لهؤلء امن ا أجزل الجر و أن‬ ‫يكون لهم امثل ثواب امن اتبعوهم ل ينقص ذلك امن أجورهم شيئا‪.‬‬ ‫امنتـردد ‪:‬‬ ‫وإاما شخص لم يسنتبين وجه الحق ‪ ،‬و لم ينتعرف في قولنا امعنى‬ ‫الوخل ص و الفائدة ‪ ،‬فهذا ننتركه لنتردده و نوصيه بأن ينتصل بنا عن كثب ‪،‬‬ ‫و يقرأ عنا امن قريب أو بعيد ‪ ،‬و يطالع كنتاباتنا و يزور أندينتنا و ينتعرف إلى‬ ‫إوخواننا ‪ ،‬فسيطمئن بعد ذلك لنا إن شاء ا ‪ ،‬و كذلك كان شأن‬ ‫المنترددين امن أتباع الرسل امن قبل ‪.‬‬ ‫نفـعي ‪:‬‬ ‫وإاما شخص ل يريد أن يبذل امعوننته إل إذا عرف اما يعود عليه امن فائدة‬ ‫و اما يجره هذا البذل له امن امغنم فنقول له ‪ :‬حنانيك ليس عندنا امن‬ ‫جزاء إل ثواب ا إن أوخلصت ‪ ،‬و الجنة إن علم فيك وخيرا ‪ ،‬أاما نحن‬ ‫فمغمورون جاها فقراء امال ‪ ،‬شأننا النتضحية بما امعنا و بذل اما في أيدينا‬ ‫‪ ،‬و رجاؤنا رضوان ا سبحانه و تعالى و هو نعم المولى و نعم النصير ‪،‬‬ ‫فإن كشف ا الغشاوة عن قلبه و أزاح كابوس الطمع عن فؤاده‬ ‫فسيعلم أن اما عند ا وخير و أبقى ‪ ،‬و سينضم إلى كنتيبة ا ليجود بما‬


‫امعه امن عرض الحياة الدنيا لينال ثواب ا في العقبى ‪ ،‬و اما عندكم‬ ‫ينفد و اما عند ا باق ‪ ,‬و إن كانت الوخرى فالله عني عمن ل يرى لله‬ ‫الحق الول في نفسه و اماله و دنياه و آوخرته و اموته و حياته ‪ ,‬و كذلك‬ ‫كان شأن قوم امن أشباهه حين أبوا امبايعة رسول ا صلى ا عليه و‬ ‫سلم إل أن يجعل لهم الامر امن بعده ‪ ,‬فما كان جوابه صلى ا عليه و‬ ‫سلم إل أن أعلمهم أن الرض لله يورثها امن يشاء امن عباده ‪ ,‬و العاقبة‬ ‫للمنتقين‬ ‫امنتحاامـل ‪:‬‬ ‫و إاما شخص أساء فينا ظنه و أحاطت بنا شكوكه ‪ ،‬فهو ل يرانا إل‬ ‫بالمنظار السود القاتم ‪ ،‬و ل ينتحد ث عنا إل بلسان المنتحرج المنتشكك ‪ ،‬و‬ ‫يأبى إل أن يلج في غروره و يسدر في شكوكه و يظل امع أوهاامه ‪ ،‬فهذا‬ ‫ندعو ا لنا و له أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و الباطل باطل و‬ ‫يرزقنا اجنتنابه ‪ ،‬و أن يلهمنا و إياه الرشد ‪ ،‬ندعوه إن قبل الدعاء و نناديه‬ ‫إن أجاب النداء و ندعو ا فيه و هو أهل الرجاء ‪ ،‬و لقد أنزل ا على‬ ‫نبيه الكريم في صنف امن الناس ‪:‬‬ ‫ء( )القصص‪. (56:‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ا َيه ْهس ِدي َام ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك َّ‬ ‫ت َوَل س ِ‬ ‫حَبه ْب َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ك ل َته ْهس ِدي َام ه ْ‬ ‫)إ س َِّن َ‬ ‫وهذا سنظل نحبه و نرجو فيئه إلينا و اقنتناعه بدعوتنا ‪ ،‬و إنما شعارنا‬ ‫امعه اما أرشدنا إليه المصطفى صلى ا عليه و سلم امن قبل ‪) :‬اللهم‬ ‫اغفر لقوامي فإنهم ل يعلمون(‪.‬‬ ‫نحب أن يكون الناس امعنا واحدا امن هؤلء ‪ ،‬و قد حان الوقت الذي‬ ‫يجب فيه على المسلم أن يدرك غاينته و يحدد وجهنته ‪ ،‬و يعمل لهذه‬ ‫الوجهة حنتى يصل إلى غاينته المنشودة ‪ ،‬أاما تلك الغفلة السادرة و‬


‫الخطرات اللهية و القلوب الساهية و النصياع العمى و اتباع كل ناعق‬ ‫فما هو امن سبيل المؤامنين في شيء ‪.‬‬

‫فــنـاء‬ ‫و نحب أن يعلم قوامنا إلى جانب هذا أن هذه الدعوة ل يصلح لها إل‬ ‫امن حاطها امن كل جوانبها و وهب لها اما تكلفه إياه امن نفسه و اماله و‬ ‫وقنته و صحنته ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫م َوأ َه ْامَوا ٌ‬ ‫ل‬ ‫ك ه ْ‬ ‫شيَرُت ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َوأ َه ْزَوا ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَواُن ُ‬ ‫م َوإ س ِ ه ْ‬ ‫م َوأَه ْبَناُؤُك ه ْ‬ ‫ن آَباُؤُك ه ْ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫ل إ س ِ ه ْ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ن‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب إ س َِله ْي ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫ضه ْوَنَها أ َ َ‬ ‫ن َته ْر َ‬ ‫ساس ِك ُ‬ ‫ها َوَام َ‬ ‫ساَد َ‬ ‫ن َك َ‬ ‫شه ْو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ة َت ه ْ‬ ‫جاَر ٌ‬ ‫ها َوس ِت َ‬ ‫مو َ‬ ‫اه ْقَنتَره ْفُنت ُ‬ ‫ال‬ ‫ه َو ُ‬ ‫ا س ِبَأه ْامس ِر س ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫حَّنتى َيه ْأس ِت َ‬ ‫صوا َ‬ ‫سس ِبيس ِلس ِه َفَنتَرَّب ُ‬ ‫جَهاأ ٍد س ِفي َ‬ ‫سوس ِلس ِه َو س ِ‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (24:‬‬ ‫سس ِقي َ‬ ‫م اه ْلَفا س ِ‬ ‫َيه ْهس ِدي اه ْلَقه ْو َ‬ ‫فهي دعوة ل تقبل الشركة إذ أن طبيعنتها الوحدة فمن اسنتعد لذلك فقد‬ ‫عاش بها و عاشت به ‪ ،‬و امن ضعف عن هذا العبء فسيحرم ثواب‬ ‫المجاهدين و يكون امع المخلفين و يقعد امع القاعدين ‪ ،‬و يسنتبدل ا‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫ن‬ ‫عَلى اه ْل َ‬ ‫ة َ‬ ‫عَّز أ ٍ‬ ‫ن أ َ س ِ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫عَلى اه ْل ُ‬ ‫لدعوته به قواما آوخرين )أ َس ِذَّلأ ٍة َ‬ ‫ا ُيه ْؤس ِتيس ِه َام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ل س ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ك َف ه ْ‬ ‫م َذس ِل َ‬ ‫ن َله ْوَامَة لس ِئ أ ٍ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫ا َول َي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫هُدو َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ُي َ‬ ‫ء( )المائدة‪. (54:‬‬ ‫شا ُ‬ ‫َي َ‬

‫وضــوح‬ ‫نحن ندعو الناس إلي )امبدأ( ‪ ..‬امبدأ واضح امحدود امسلم به امنهم جميعا‬ ‫‪ ،‬هم جميعا يعرفونه ويؤامنون به ويدينون بأحقينته ويعلمون أن فيه‬ ‫وخلصهم وإسعادهم وراحنتهم ‪ ...‬امبدأ أثبنتت النتجربة وحكم النتاريخ‬ ‫صلحينته للخلود وأهلينته لصلح الوجود ‪.‬‬

‫إيمانان‬


‫والفرق بيننا وبين قوامنا بعد اتفاقنا في اليمان بهذا المبدأ أنه عندهم‬ ‫إيمان امخدر نائم في نفوسهم ل يريدون أن ينزلوا علي حكمه ول أن‬ ‫يعملون بمقنتضاه ‪ ،‬علي حين أنه إيمان املنتهب امشنتعل قوي يقظ في‬ ‫نفوس الوخوان المسلمين ‪ .‬ظاهرة نفسية عجيبة نلمسها ويلمسها غيرنا‬ ‫في نفوسنا نحن الشرقيين أن نؤامن بالفكرة إيمانا يخيل للناس حين‬ ‫ننتحد ث إليهم عنا أنها سنتحملنا علي نسف الجبال وبذل النفس والمال‬ ‫واحنتمال المصاعب وامقارعة الخطوب حنتى نننتصر بها أو تننتصر بنا ‪ ،‬حنتى‬ ‫إذا هدأت ثائرة الكلم وانفض نظام الجمع نسي كل إيمانه وغفل عن‬ ‫فكرته ‪ ،‬فهو ل يفكر في العمل لها ول بحد ث نفسه بأن يجاهد أضعف‬ ‫الجهاد في سبيلها ‪ ،‬بل إنه قد يبالغ في هذه الغفلة وهذا النسيان حنتى‬ ‫يعمل علي ضدها وهو يشعر أو ل يشعر ؟ أولست تضحك عجبا حين‬ ‫تري رجل م ً امن رجال الفكر والعمل والثقافة في ساعنتين اثننتين‬ ‫امنتجاورتين امن ساعات النهار املحدا امع الملحدين وعابدا امع العابدين ! ‪.‬‬ ‫هذا الخور أو النسيان أو الغفلة أو النوم أو قل اما شئت هو الذي جعلنا‬ ‫نحاول أن نوقظ )امبدأنا( وهو هو المبدأ المسلم به امن قوامنا في‬ ‫نفوس هؤلء القوم المحبوبين ‪.‬‬

‫دعــــوات‬ ‫وإذن سأعود إلي أول كلمنتي فأقول إن دعوة الوخوان المسلمين دعوة‬ ‫امبدأ ‪ ،‬وفي الشرق والغرب اليوم دعوات وامبادئ وفكر وامذاهب وآراء‬ ‫وامنازع كلها تنتقسم عقول الناس وتنتنازع ألبابهم ‪ ،‬وكل امنها يزينه أهله‬ ‫ويقوم بالدعاية له أبناؤه وأتباعه وعشاقه وامريدوه ‪ ،‬ويدعون له المزايا‬ ‫والمحاسن ويبالغون في هذا الدعاء اما يبرزه للناس جميل م ً وخلبا رائعا ‪.‬‬


‫دعاة‬ ‫والدعاة اليوم غيرهم بالامس فهم امثقفون امجهزون امدربون أوخصائيون‬ ‫ ول سيما في البلد الغربية ‪ -‬حيث تخنتص بكل فكرة كنتيبة امدربة توضح‬‫غاامضها وتكشف عن امحاسنها وتبنتكر لها وسائل النشر وطرائق الدعاية ‪،‬‬ ‫وتنتلمس لها في نفوس الناس أيسر السبل وأهونها وأقربها إلي القنتناع‬ ‫والتباع ‪.‬‬

‫وســـائـل‬ ‫و وسائل الدعاية الن غيرها بالامس كذلك ‪ ,‬فقد كانت دعاية الامس‬ ‫كلمة تلقى في وخطبة أو اجنتماع أو كلمة تكنتب في رسالة أو وخطاب ‪ ,‬أاما‬ ‫الن فنشرات و امجلت و جرائد و رسالت و امسارح و وخيالت و حاك و‬ ‫امذياع ‪ ,‬و قد ذلل ذلك كله سبل الوصول إلى قلوب الناس جميعهم ‪,‬‬ ‫نساء و رجال في بيوتهم و امنتاجرهم و امصانعهم و امزارعهم‬ ‫لهذا كان امن واجب أهل الدعوة أن يحسنوا تلك الوسائل جميعا حنتى‬ ‫يأتي عملهم بثمرته المطلوبة‬ ‫و امالي و لهذا السنتطراد ؟ سأعود امرة ثانية فأقول إن العالم الن في‬ ‫حال تخمة بالدعوات اما بين سياسية و قوامية و وطنية و اقنتصادية و‬ ‫عسكرية و سلمية ‪ ,‬فأين دعوة الوخوان المسلمين امن هذا المزيج‬ ‫المركب كله ؟‬ ‫سيدعوني ذلك أن أتكلم في أامرين ‪ :‬أولهما هيكل دعوتنا اليجابي‬ ‫المجرد ‪ ,‬ثم بعد ذلك اموقفها امن كل نوع امن أنواع الدعوات ‪.‬‬ ‫ل تؤاوخذني بهذا السنتطراد فقد أوخذت على نفسي أن اكنتب في كما‬ ‫أتحد ث ‪ ,‬و أن أتناول اموضوعي بهذا اللون امن ألوان الكنتابة في غير‬


‫تكلف ول عناء ‪ ,‬و إنما أريد أن يفهمني كما الناس أنا و يصل كلامي إلى‬ ‫نفوسهم وخاليا امن النتزويق و النتقسيم‪.‬‬

‫إســلامـنا‬ ‫اسمع يا أوخي ‪ :‬دعوتنا دعوة أجمع اما توصف به أنها ) إسلامية ( و لهذه‬ ‫الكلمة امعنى واسع غير ذلك المعنى الضيق الذي يفهمه الناس‪ ،‬فإنا‬ ‫نعنتقد أن السلم امعنى شاامل يننتظم شؤون الحياة جميعا‪ ،‬و يفنتي في‬ ‫كل شأن امنها و يضع له نظااما امحكما دقيقا‪ ،‬و ل يقف امكنتوفا أامام‬ ‫المشكلت الحيوية و النظم النتي ل بد امنها لصلح الناس‪ .‬فهم بعض‬ ‫الناس وخطأ أن السلم امقصور على ضروب امن العبادات أو أوضاع امن‬ ‫الروحانية‪ ،‬و حصروا أنفسهم و أفهاامهم في هذه الدوائر الضيقة امن‬ ‫دوائر الفهم المحصور‪.‬‬ ‫و لكنا نفهم السلم على غير هذا الوجه فهما فسيحا واسعا يننتظم‬ ‫شؤون الدنيا و الوخرة ‪ ،‬و لسنا ندعي هذا ادعاء أو ننتوسع فيه امن أنفسنا‬ ‫‪ ،‬و إنما هو اما فهمناه امن كنتاب ا و سيرة المسلمين الولين‪ ،‬فإن شاء‬ ‫القارئ أن يفهم دعوة الوخوان بشيء أوسع امن كلمة إسلامية فليمسك‬ ‫بمصحفه و ليجرد نفسه امن الهوى و الغاية ثم ينتفهم اما عليه القرآن‬ ‫فسيرى في ذلك دعوة الوخوان‪.‬‬ ‫أجل ‪ :‬دعوتنا إسلامية ‪ ،‬بكل اما تحنتمل الكلمة امن امعان ‪ ،‬فافهم فيها اما‬ ‫شئت بعد ذلك و أنت في فهمك هذا امقيد بكنتاب ا و سنة رسوله و‬ ‫سيرة السلف الصالحين امن المسلمين ‪ ،‬فأاما كنتاب ا فهو أساس‬ ‫السلم و دعاامنته و أاما سنة نبيه فهي امبينة الكنتاب و شارحنته و أاما سيرة‬ ‫السلف الصالح فهم رضوان ا عليهم امنفذو أواامره و الوخذون بنتعاليمه‬ ‫و هم المثل العملية و الصورة الماثلة لهذه الواامر و النتعاليم‪.‬‬


‫اموقفنا امن الدعوات المخنتلفة‬ ‫و اموقفنا امن الدعوات المخنتلفة النتي طغت في هذا العصر ففرقت‬ ‫القلوب و بلبلت الفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به و اما‬ ‫وخالفها فنحن براء امنه و نحن امؤامنون بأن دعوتنا عاامة امحيطة ل تغادر‬ ‫جزءا صالحا امن أية دعوة إل ألمت به و أشارت إليه‬

‫الوطنية‬ ‫افنتنتن كثير امن الناس بدعوة الوطنية تارة و القوامية تارة أوخرى و بخاصة‬ ‫في الشرق حيث تشعر الشعوب الشرقية بإساءة الغرب إليها إساءة‬ ‫نالت امن عزتها و كراامنتها و اسنتقللها و أوخذت امن امالها و امن دامها و‬ ‫حيث تنتألم هذه الشعوب امن هذا النير الغربي الذي فرض عليها فرضا ‪,‬‬ ‫فهي تحاول الخل ص امنه بكل اما في و سعها امن قوة و امنعة و جهاد و‬ ‫جلد ‪ ,‬فانطلقت ألسن الزعماء و سالت انهار الصحف ‪ ,‬و كنتب الكاتبون‬ ‫و وخطب الخطباء و هنتف الهاتفون باسم الوطنية و جلل القوامية‬ ‫حسن ذلك و جميل و لكن امن غير الحسن وغير الجميل أنك تحاول‬ ‫إفهام الشعوب الشرقية و هي امسلمة أن ذلك في السلم بأوفى‬ ‫وأزكى و أسمى و أنبل امما هو في أفواه الغربيين و كنتابات الوروبيين‬ ‫أبوا ذلك عليك و لجوا في تقليدهم يعمهون ‪ ,‬و زعموا لك أن السلم‬ ‫امن ناحية و هذه الفكرة امن ناحية أوخرى ‪ ،‬و ظن بعضهم أن ذلك امما‬ ‫يفرق وحدة الامة و يضعف رابطة الشباب‬ ‫هذا الوهم الخاطئ كان وخطرا على الشعوب الشرقية امن كل الوجهات‬ ‫و بهذا الوهم أحببت أن أعرض هنا إلى اموقف الوخوان المسلمين و‬ ‫دعوتهم امن فكرة الوطنية و ذلك الموقف الذي ارتضوه لنفسهم و الذي‬ ‫يريدون و يحاولون أن يرضاه الناس امعهم ‪.‬‬


‫وطنية الحنين‬ ‫إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الرض‪ ،‬وألفنتها والحنين إليها‬ ‫والنعطاف حولها‪ ،‬فذلك أامر امركوز في فطر النفوس امن جهة‪ ،‬امأامور‬ ‫به في السلم امن جهة أوخرى‪ ،‬وإن بلل الذي ضحى بكل شيء في‬ ‫سبيل عقيدته‪ ،‬ودينه هو بلل الذي كان يهنتف في دار الهجرة بالحنين إلى‬ ‫امكة في أبيات تسيل رقة وتقطر حلوة‪:‬‬ ‫أل ليت شعري هل أبينتن ليلة‬

‫بواد وحولي إذ وخر وجليـل‬

‫وهل أردن يواما امياه امجـنة‬

‫وهل يبدون لي شاامة وطفيل‬

‫ولقد سمع رسول ص وصف امكة امن أصيل فجرى دامعه حنينا إليها‬ ‫وقال‪) :‬يا أصيل دع القلوب تقر(‪.‬‬ ‫وطنية الحرية والعزة‬ ‫وإن كانوا يريدون أن امن الواجب العمل بكل جهد في تحرير الوطن امن‬ ‫الغاصبين وتوفير اسنتقلله‪ ،‬وغرس امبادئ العزة والحرية في نفوس‬ ‫أبنائه‪ ،‬فنحن امعهم في ذلك أيضا وقد شدد السلم في ذلك أبلغ‬ ‫ك َّ‬ ‫ن‬ ‫مه ْؤس ِامس ِنينَ َوَل س ِ‬ ‫سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ‬ ‫ة َوس ِلَر ُ‬ ‫عَّز ُ‬ ‫النتشديد‪ ،‬فقال تبارك وتعالى‪َ) :‬وللس ِه اه ْل س ِ‬ ‫علَ ُ‬ ‫ا‬ ‫ج َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ن( )المنافقون‪ ، (8:‬ويقول‪َ) :‬وَل ه ْ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫مَناس ِفس ِقي َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫سس ِبيل م ً( )النساء‪. (141:‬‬ ‫ن َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫عَلى اه ْل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫س ِله ْل َ‬ ‫وطنية المجنتمع‬ ‫وإن كانوا يريدون بالوطنية تقوية الرابطة بين أفراد القطر الواحد‪،‬‬ ‫وإرشادهم إلى طريق اسنتخدام هذه النتقوية في امصالحهم‪ ،‬فذلك‬ ‫نوافقهم فيه أيضا ويراه السلم فريضة لزامة‪ ،‬فيقول نبيه صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪) :‬وكونوا عباد ا إوخوانا( ‪ ,‬ويقول القرآن الكريم‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ن‬


‫م َقه ْد َبَد س ِ‬ ‫ت‬ ‫عس ِن ُّنت ه ْ‬ ‫وخَبال م ً َو ُّدوا َاما َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م ل َيه ْأُلوَن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُدوس ِن ُ‬ ‫طاَنم ًة س ِام ه ْ‬ ‫خُذوا س ِب َ‬ ‫آَامُنوا ل َتَّنت س ِ‬ ‫ت إ س ِنه ْ‬ ‫م اليا س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫صُدوُر ُ‬ ‫خس ِفي ُ‬ ‫م َوَاما ُت ه ْ‬ ‫هس ِه ه ْ‬ ‫ن أ َه ْفَوا س ِ‬ ‫ء س ِام ه ْ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫اه ْلَب ه ْ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (118:‬‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫وطنية الفنتح‬ ‫وإن كانوا يريدون بالوطنية فنتح البلد وسيادة الرض فقد فرض ذلك‬ ‫السلم ووجه الفاتحين إلى أفضل اسنتعمار وأبرك فنتح‪ ،‬فذلك قوله‬ ‫ن الِّدينُ للس ِه( )البقرة‪.(193:‬‬ ‫كو َ‬ ‫ن س ِفه ْنتَن ٌة َوَي ُ‬ ‫كو َ‬ ‫حَّنتى ل َت ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫تعالى‪َ) :‬وَقاس ِتُلو ُ‬ ‫وطنية الحزبية‬ ‫و إن كانوا يريدون بالوطنية تقسيم الامة إلى طوائف تنتناحر و تنتضاغن و‬ ‫تنتراشق بالسباب و تنتراامى بالنتهم و يكيد بعضها لبعض ‪ ,‬و تنتشيع لمناهج‬ ‫وضعية أاملنتها الهواء و شكلنتها الغايات و العراض و فسرتها الفهام و‬ ‫فق المصالح الشخصية ‪ ,‬و العدو يسنتغل كل ذلك لمصلحنته و يزيد وقود‬ ‫هذه النار اشنتعال يفرقهم في الحق و يجمعهم على الباطل ‪ ,‬و يحرم‬ ‫عليهم اتصال بعضهم ببعض و تعاون بعضهم امع بعض و يحل لهم هذه‬ ‫الصلة به و اللنتفات حوله فل يقصدون إل داره و ل يجنتمعون إل زواره ‪,‬‬ ‫فنتلك وطنية زائفة ل وخير فيها لدعاتها و ل للناس‬ ‫فها أنت ذا قد رأيت أننا امع دعاة الوطنية ‪ ,‬بل امع غلتهم في كل امعانيها‬ ‫الصالحة النتي تعود بالخير على البلد و العباد ‪ ,‬و قد رأيت امع هذا أن تلك‬ ‫الدعوى الوطنية الطويلة العريضة لم تخرج عن أنها جزء امن تعاليم‬ ‫السلم‬


‫حدود وطنينتنا‬ ‫أاما وجه الخلف بيننا وبينهم فهو أننا نعنتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم‬ ‫يعنتبرونها بالنتخوم الرضية والحدود الجغرافية ‪ ,‬فكل بقعة فيها امسلم‬ ‫يقول ) ل إله إل ا امحمد رسول ا ( وطن عندنا له حرامنته و قداسنته و‬ ‫حبه و الوخل ص له و الجهاد في سبيل وخيره ‪ ,‬و كل المسلمين في هذه‬ ‫القطار الجغرافية أهلنا و إوخواننا نهنتم لهم و نشعر بشعورهم و نحس‬ ‫بإحساسهم ‪.‬‬ ‫ودعاة الوطنية فقط ليسوا كذلك فل يعنيهم إل أامر تلك البقعة المحدودة‬ ‫الضيقة امن رقعة الرض ‪ ،‬ويظهر ذلك الفارق العملي فيما إذا أرادت أامة‬ ‫امن الامم أن تقوى نفسها على حساب غيرها فنحن ل نرضى ذلك على‬ ‫حساب أي قطر إسلامي ‪ ،‬وإنما نطلب القوة لنا جميعا ‪ ،‬ودعاة الوطنية‬ ‫المجردة ل يرون في ذلك بأسا‪ ،‬وامن هنا تنتفكك الروابط وتضعف القوى‬ ‫ويضرب العدو بعضهم ببعض ‪.‬‬ ‫غاية وطنينتنا‬ ‫هذه واحدة ‪ .‬والثانية أن الوطنيين فقط ‪ ،‬جل اما يقصدون إليه تخليص‬ ‫بلدهم فإذا اما عملوا لنتقوينتها بعد ذلك اهنتموا بالنواحي المادية كما‬ ‫تفعل أوربا الن ‪ ،‬أاما نحن فنعنتقد أن المسلم في عنقه أامانة عليه أن‬ ‫يبذل نفسه ودامه واماله في سبيل أدائها تلك هداية البشر بنور السلم ‪ ,‬و‬ ‫رفع علمه وخفاقا في كل ربوع الرض ‪ ,‬ل يبغي بذلك امال و ل جاها و‬ ‫سلطاننا على أحد و ل اسنتعبادا لشعب ‪ ,‬و إنما يبغي وجه ا وحده و‬ ‫إسعاد العالم بدينه و إعلء كلمنته ‪ ,‬و ذلك اما حدا بالسلف الصالحين‬ ‫رضوان ا عليهم إلى هذه الفنتوح القدسية النتي أدهشت الدنيا و أربت‬ ‫على كل اما عرف النتاريخ امن سرعة و عدل ونبل و فضل ‪.‬‬


‫وحدة ‪:‬‬ ‫و أحب أن أنبهك إلى سقوط ذلك الزعم القائل إن الجري عن هذا المبدأ‬ ‫يمزق وحدة الامة النتي تنتألف امن عناصر دينية امخنتلفة ‪ ,‬فإن السلم و‬ ‫هو دين الوحدة و المساواة كفل هذه الروابط بين الجميع اما دااموا‬ ‫م س ِفي الِّدينس ِ‬ ‫م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫امنتعاونين على الخير ‪) ,‬ل َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ب‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوُته ْق س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَب ُّرو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ن س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫َوَل ه ْ‬ ‫ن( )الممنتحنة‪ , (8:‬فمن أين يأتي النتفريق إذا؟‬ ‫طي َ‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫أفرأيت بعد كيف أننا امنتفقون امع أشد الناس غلوا في الوطنية في حب‬ ‫الخير للبلد و الجهاد في سبيل في سبيل تخليصها و وخيرها و ارتقائها ‪ ,‬و‬ ‫نعمل و نؤيد كل امن يسعى في ذلك بإوخل ص ‪ ,‬بل أحب أن تعلم أن‬ ‫امهمنتهم إن كانت تننتهي بنتحرير الوطن و اسنترداد امجده فإن ذلك عند‬ ‫الوخوان المسلمين بعض الطريق فقط أو امرحلة امنه واحدة و يبقى بعد‬ ‫ذلك أن يعملوا لنترفع راية الوطن السلامي على كل بقاع الرض و‬ ‫يخفق لواء المصحف في كل امكان ‪.‬‬

‫القـوامـية‬ ‫و الن سأتحد ث إليك عن اموقفنا امن امبدأ القوامية ‪:‬‬ ‫قوامية المجد‬ ‫إن كان الذين يعنتزون بمبدأ "القوامية" يقصدون به أن الوخلف يجب أن‬ ‫ينهجوا نهج السلف في امراقي المجد والعظمة وامدارك النبوغ والهمة‬ ‫وأن تكون لهم بهم في ذلك قدوة حسنة‪ ،‬وأن عظمة الب امما يعنتز به‬


‫البن ويجد لها الحماس والريحية بدافع الصلة والوراثة‪ ،‬فهو امقصد‬ ‫حسن جميل نشجعه ونأوخذ به‪ ،‬وهل عدتنا في إيقاظ همة الحاضرين إل‬ ‫أن نحدوهم بأامجاد الماضين؟ ولعل الشارة إلى هذا في قول رسول‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم‪) :‬الناس امعادن وخيارهم في الجاهلية وخيارهم‬ ‫في السلم إذا فقهوا( ‪ ,‬فها أنت ذا ترى أن السلم ل يمنع امن القوامية‬ ‫بهذا المعنى الفاضل النبيل‪.‬‬ ‫قوامية الامة‬ ‫وإذا قصد بالقوامية أن عشيرة الرجل وأامنته أولى الناس بخيره وبره‬ ‫وأحقهم بإحسانه وجهاده فهو حق كذلك‪ ،‬وامن ذا الذي ل يرى أولى‬ ‫الناس بجهوده قوامه الذين نشأ فيهم ونما بينهم؟‬ ‫لعمري لرهط المرء وخير بقية‬

‫عليه وإن عالوا به كل امركب‬

‫وإذا قصد بالقوامية أننا جميعا امبنتلون امطالبون بالعمل والجهاد‪ ،‬فعلى‬ ‫كل جماعة أن تحقق الغاية امن جهنتها حنتى تلنتقي إن شاء ا في ساحة‬ ‫النصر فنعم النتقسيم هذا‪ ،‬وامن لنا بمن يحدو الامم الشرقية كنتائب كل‬ ‫في اميدانها حنتى نلنتقي جميعا في بحبوحة الحرية والخل ص؟‬ ‫كل هذا وأشباهه في امعنى القوامية جميل امعجب ل يأباه السلم‪ ،‬وهو‬ ‫امقياسنا‪ ،‬بل ينفسح صدرنا له ونحض عليه‪.‬‬ ‫القوامية الجاهلية‬ ‫أاما أن يراد بالقوامية إحياء عادات جاهلية درست‪ ،‬وإقاامة ذكريات بائدة‬ ‫وخلت وتعفية حضارة نافعة اسنتقرت‪ ،‬والنتحلل امن عقدة السلم ورباطه‬ ‫بدعوى القوامية والعنتزاز بالجنس‪ ،‬كما فعلت بعض الدول في المغالة‬ ‫بنتحطيم امظاهر السلم والعروبة‪ ،‬حنتى السماء وحروف الكنتابة وألفاظ‬


‫اللغة‪ ،‬وإحياء اما اندرس امن عادات جاهلية‪ ،‬فذلك في القوامية امعنى‬ ‫ذاميم ووخيم العاقبة وسيئ المغبة‪ ،‬يؤدي بالشرق إلى وخسارة فادحة‬ ‫يضيع امعها تراثه وتنحط بها امنزلنته ويفقد أوخص امميزاته وأقدس امظاهر‬ ‫ل َقه ْواما‬ ‫سَنته ْبس ِد ه ْ‬ ‫ن َتَنتَوَّله ْوا َي ه ْ‬ ‫شرقه ونبله‪ ،‬ول يضر ذلك دين ا شيئا ‪َ) :‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫م( )امحمد‪. (38:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫كوُنوا أ َه ْامَثاَل ُ‬ ‫م ل َي ُ‬ ‫م ُث َّ‬ ‫غه ْيَرُك ه ْ‬ ‫َ‬ ‫قوامية العدوان‬ ‫وأاما أن يراد بالقوامية العنتزاز بالجنس إلى درجة تؤدي إلى اننتقا ص‬ ‫الجناس الوخرى والعدوان عليها والنتضحية بها في سبيل عزة أامة‬ ‫وبقائها‪ ،‬كما تنادي بذلك ألمانيا وإيطاليا امثل‪ ،‬بل كما تدعي كل أامة تنادي‬ ‫بأنها فوق الجميع‪.‬فهذا امعنى ذاميم كذلك ليس امن النسانية في شيء‪،‬‬ ‫وامعناه أن ينتناحر الجنس البشري في سبيل وهم امن الوهام ل حقيقة‬ ‫له ول وخير فيه‪.‬‬ ‫دعاامنتان‬ ‫الوخوان المسلمون ل يؤامنون بالقوامية بهذه المعاني ول بأشباهها ول‬ ‫يقولون فرعونية وعربية وفينيقية وسورية ول شيئا امن هذه اللقاب‬ ‫والسماء النتي ينتنابز بها الناس‪ ،‬ولكنهم يؤامنون بما قال رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم النسان الكاامل بل أكمل امعلم علم النسان الخير‪) :‬إن‬ ‫ا قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالباء‪ ،‬الناس لدم وآدم‬ ‫امن تراب‪ ،‬ل فضل لعربي على أعجمي إل بالنتقوى(‪ .‬اما أروع هذا وأجمله‬ ‫وأعدله‪ ،‬الناس لدم فهم في ذلك أكفاء‪ ،‬والناس ينتفاضلون بالعمال‬ ‫فواجبهم النتنافس في الخير‪ ،‬دعاامنتان قويمنتان لو بنيت عليهما النسانية‬ ‫لرتفعت بالبشر إلى علياء السموات‪ ،‬الناس لدم فهم إوخوان فعليهم أن‬ ‫ينتعاونوا وأن يسالم بعضهم بعضا‪ ،‬ويرحم بعضهم بعضا‪ ،‬ويدل بعضهم‬ ‫بعضا على الخير‪ ،‬والنتفاضل بالعمال‪ .‬فعليهم أن يجنتهدوا كل امن ناحينته‬


‫حنتى ترقى النسانية‪ ،‬فهل رأيت سموا بالنسانية أعلى امن هذا السمو أو‬ ‫تربية أفضل امن هذه النتربية؟‬ ‫وخوا ص العروبة‪:‬‬ ‫ولسنا امع هذا ننكر وخوا ص الامم وامميزاتها الخلقية‪ ،‬فنحن نعلم أن لكل‬ ‫شعب امميزاته وقسطه امن الفضيلة والخلق‪ ،‬ونعلم أن الشعوب في هذا‬ ‫تنتفاوت وتنتفاضل‪ ،‬ونعنتقد أن العروبة لها امن ذلك النصيب الوفى‬ ‫والوفر‪ ،‬ولكن ليس امعنى هذا أن تنتخذ الشعوب هذه المزايا ذريعة إلى‬ ‫العدوان‪ ،‬بل عليها أن تنتخذ ذلك وسيلة إلى تحقيق المهمة السابقة النتي‬ ‫كلفها كل شعب‪ ،‬تلك هي النهوض بالنسانية‪ ،‬ولعلك لست واجدا في‬ ‫النتاريخ امن أدرك هذا المعنى امن شعوب الرض كما أدركنته تلك الكنتيبة‬ ‫العربية امن صحابة رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫هذا اسنتطراد اقنتضاه السير في البحث و ل أحب أن أتابعه حنتى ل يشط‬ ‫بنا القول و لكن أعود إلى اما نحن بسبيله‬ ‫رباط العقيدة‬ ‫أاما إذ عرفت هذا فاعلم – أيدك ا – أن الوخوان المسلمين بالنسبة‬ ‫إليهم قسمين ‪:‬‬ ‫قسم اعنتقد اما اعنتقدوه امن دين ا و كنتابه و آامن ببعثه و رسوله و اما‬ ‫جاء به ‪ ،‬و هؤلء تربطنا بهم أقدس الروابط ‪ ،‬رابطة العقيدة و هي‬ ‫عندنا أقدس امن رابطة الدم و رابطة الرض ‪ ,‬فهؤلء هم قوامنا‬ ‫ن إليهم ونعمل في سبيلهم و نذود عن حماهم و‬ ‫القربون الذين نح تّ‬ ‫نفنتديهم بالنفس و المال ‪ ,‬في أي أرض كانوا و امن أية سللة انحدروا ‪.‬‬


‫و قوم ليسوا كذلك و لم نرتبط امعهم بعد بهذا الرباط فهؤلء نسالمهم اما‬ ‫سالمونا و نحب لهم الخير اما كفوا عدوانهم عنا ‪ ,‬و نعنتقد أن بيننا و بينهم‬ ‫رابطة هي رابطة الدعوة ‪ ,‬علينا أن ندعوهم إلى اما نحن عليه لنه وخير‬ ‫النسانية كلها ‪ ,‬و أن نسلك إلى نجاح هذه الدعوة اما حدد لها الدين‬ ‫نفسه امن سبل و وسائل ‪ ,‬فمن اعنتدى علينا امنهم رددنا عدوانه بأفضل‬ ‫اما يرد به عنوان المعنتدين ‪.‬‬ ‫أاما إذا أردت ذلك امن كنتاب ا فاسمع ‪:‬‬ ‫كمه ْ( )الحجرات‪. (10:‬‬ ‫وخَوه ْي ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫حوا َبه ْي َ‬ ‫صس ِل ُ‬ ‫ة َفَأ ه ْ‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫‪) – 1‬إ س َِّن َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدينس ِ َوَل ه ْ‬ ‫م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫‪) – 2‬ل َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫ما َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫م‬ ‫طينَ ‪ ,‬إ س َِّن َ‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوُته ْق س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَب ُّرو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫عَلى‬ ‫هُروا َ‬ ‫ظا َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ن س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫وخَر ُ‬ ‫ن َوأ َ ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫ن َقاَتُلوُك ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫ُ‬ ‫م( )الممنتحنة‪. (9-8:‬‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَوَّله ْو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫وخَرا س ِ‬ ‫إ س ِ ه ْ‬ ‫و لعلي أكون بذلك قد كشفت لك عن هذه الناحية امن دعوتنا بما ل‬ ‫يدعها في نفسك املنتبسة أو غاامضة ‪ ,‬لعلك بعد ذلك عرفت إلى أي قبيل‬ ‫يننتسب الوخوان المسلمون‬

‫أامام الخـلفات الدينية‬ ‫أتحد ث إليك الن عن دعوتنا أاما الخلفات الدينية و الراء المذهبية‪.‬‬


‫نجمع ول نفرق‬ ‫اعلم ـ فقهك ا ـ أول‪ :‬أن دعوة الوخوان المسلمين دعوة عاامة ل‬ ‫تننتسب إلى طائفة وخاصة‪ ،‬ول تنحاز إلى رأي عرف عند الناس بلون‬ ‫وخا ص وامسنتلزامات وتوابع وخاصة‪ ،‬وهي تنتوجه إلى صميم الدين ولبه‪،‬‬ ‫وتود أن تنتوحد وجهة النظار والهمم حنتى يكون العمل أجدى والننتاج‬ ‫أعظم وأكبر‪ ،‬فدعوة الوخوان دعوة بيضاء نقية غير املونة بلون‪ ،‬وهي‬ ‫امع الحق أينما كان‪ ،‬تحب الجماع‪ ،‬وتكره الشذوذ وإن أعظم اما امني به‬ ‫المسلمون الفرقة والخلف‪ ،‬وأساس اما اننتصروا به الحب والوحدة‪ .‬ولن‬ ‫يصلح آوخر هذه الامة إل بما صلح به أولها‪ ،‬هذه قاعدة أساسية وهدف‬ ‫امعلوم لكل أخ امسلم‪ ،‬وعقيدة راسخة في نفوسنا‪ ،‬نصدر عنها وندعو‬ ‫إليها‪.‬‬

‫الخلف ضروري‬ ‫ونحن امع هذا نعنتقد أن الخلف في فروع الدين أامر ل بد امنه ضرورة‪،‬‬ ‫ول يمكن أن ننتحد في هذه الفروع والراء والمذاهب لسباب عدة‪ :‬امنها‬ ‫اوخنتلف العقول في قوة السنتنباط أو ضعفه‪ ،‬وإدراك الدلئل والجهل بها‬ ‫والغو ص على أعماق المعاني‪ ،‬وارتباط الحقائق بعضها ببعض‪ ،‬والدين‬ ‫آيات وأحاديث ونصو ص يفسرها العقل والرأي في حدود اللغة‬ ‫وقوانينها‪ ،‬والناس في ذلك جد امنتفاوتين فل بد امن وخلف‪.‬‬ ‫وامنها سعة العلم وضيقه‪ ،‬وإن هذا بلغه اما لم يبلغ ذاك والوخر شأنه‬ ‫كذلك‪ ،‬وقد قال امالك لبي جعفر‪ :‬إن أصحاب رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم تفرقوا في الامصار وعند كل قوم علم‪ ،‬فإذا حملنتهم على رأي‬ ‫واحد تكون فنتنة‪.‬‬


‫وامنها اوخنتلف البيئات حنتى أن النتطبيق ليخنتلف باوخنتلف كل بيئة‪ ،‬وإنك‬ ‫لنترى الامام الشافعي رضي ا عنه يفنتي بالقديم في العراق ويفنتي‬ ‫بالجديد في امصر‪ ،‬وهو في كليهما آوخذ بما اسنتبان له واما اتضح عنده ل‬ ‫يعدو أن ينتحرى الحق في كليهما‪.‬‬ ‫وامنها اوخنتلف الطمئنان القلبي إلى الرواية عند النتلقين لها‪ ،‬فبينما نجد‬ ‫هذا الراوي ثقة عند هذا الامام تطمئن إليه نفسه وتطيب بالوخذ به‪ ،‬تراه‬ ‫امجروحا عند غيره لما علم عن حاله‪.‬‬ ‫وامنها اوخنتلف تقدير الدللت فهذا يعنتبر عمل الناس امقداما على حبر‬ ‫الحاد امثل‪ ،‬وذاك ل يقول امعه به‪ ،‬وهكذا‪..‬‬

‫الجماع على أامر فرعي امنتعذر‬ ‫كل هذه أسباب جعلنتنا نعنتقد أن الجماع على أامر واحد في فروع الدين‬ ‫امطلب امسنتحيل‪ ،‬بل هو ينتنافى امع طبيعة الدين‪ ،‬وإنما يريد ا لهذا‬ ‫الدين أن يبقى ويخلد ويساير العصور‪ ،‬ويماشي الزامان‪ ،‬وهو لهذا سهل‬ ‫امرن هين‪ ،‬لين‪ ،‬ل جمود فيه ول تشديد‪.‬‬

‫نعنتذر لمخالفينا‪:‬‬ ‫نعنتقد هذا فنلنتمس العذر لمن يخالفوننا في بعض الفرعيات‪ ،‬ونرى أن‬ ‫هذا الخلف ل يكون أبدا حائل دون ارتباط القلوب وتبادل الحب‬ ‫والنتعاون على الخير‪ ،‬وأن يشملنا وإياهم امعنى السلم السابغ بأفضل‬ ‫حدوده‪ ،‬وأوسع امشنتملته‪ ،‬ألسنا امسلمين وهم كذلك؟ وألسنا نحب أن‬ ‫ننزل على حكم اطمئنان نفوسنا وهم يحبون ذلك؟ وألسنا امطالبين بأن‬ ‫نحب لوخواننا اما نحب لنفسنا؟ ففيم الخلف إذن؟ ولماذا ل يكون رأينا‬


‫امجال للنظر عندهم كرأيهم عندنا؟ ولماذا ل ننتفاهم في جو الصفاء‬ ‫والحب إذا كان هناك اما يدعو إلى النتفاهم؟‬ ‫هؤلء أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم كان يخالف بعضهم‬ ‫بعضا في الفنتاء فهل أوقع ذلك اوخنتلفا بينهم في القلوب؟ وهل فرق‬ ‫وحدتهم أو فرق رابطنتهم؟ اللهم ل واما حديث صلة العصر في قريظة‬ ‫ببعيد‪.‬‬ ‫وإذا كان هؤلء قد اوخنتلفوا وهم أقرب الناس عهدا بالنبوة وأعرفهم‬ ‫بقرائن الحكام‪ ،‬فما بالنا ننتناحر في وخلفات تافهة ل وخطر لها؟ وإذا كان‬ ‫الئمة وهم أعلم الناس بكنتاب ا وسنة رسوله قد اوخنتلف بعضهم امع‬ ‫بعض وناظر بعضهم بعضا‪ ،‬فلم ل يسعنا اما وسعهم؟ وإذا كان الخلف‬ ‫قد وقع في أشهر المسائل الفرعية وأوضحها كالذان الذي ينادى به‬ ‫وخمس امرات في اليوم الواحد‪ ،‬ووردت به النصو ص والثار‪ ،‬فما بالك في‬ ‫دقائق المسائل النتي امرجعها إلى الرأي والسنتنباط؟‬ ‫وثم أامر آوخر جدير بالنظر‪ ،‬إن الناس كانوا إذا اوخنتلفوا رجعوا إلى‬ ‫)الخليفة( وشرطه الاماامة‪ ،‬فيقضي بينهم ويرفع حكمه الخلف‪ ،‬أاما الن‬ ‫فأين الخليفة؟ وإذا كان الامر كذلك فأولى بالمسلمين أن يبحثوا عن‬ ‫القاضي‪ ،‬ثم يعرضوا قضينتهم عليه‪ ،‬فإن اوخنتلفهم امن غير امرجع ل‬ ‫يردهم إل إلى وخلف آوخر‪.‬‬ ‫يعلم الوخوان المسلمون كل هذه الحيثيات‪ ،‬فهم لهذا أوسع الناس صدرا‬ ‫امع امخالفيهم‪ ،‬ويرون أن امع كل قوم علما‪ ،‬وفي كل دعوة حقا وباطل‪،‬‬ ‫فهم ينتحرون الحق ويأوخذون به‪ ،‬ويحاولون في هوادة ورفق إقناع‬ ‫المخالفين بوجهة نظرهم‪ .‬فإن اقنتنعوا فذاك‪ ،‬وإن لم يقنتنعوا فإوخوان‬ ‫في الدين‪ ،‬نسأل ا لنا ولهم الهداية‪.‬‬


‫ذلك امنهاج الوخوان المسلمين أامام امخالفيهم في المسائل الفرعية في‬ ‫دين ا يمكن أن أجمله لك في أن الوخوان يجيزون الخلف‪ ،‬ويكرهون‬ ‫النتعصب للرأي‪ ،‬ويحاولون الوصول إلى الحق‪ ،‬ويحملون الناس على ذلك‬ ‫بألطف وسائل اللين والحب‪.‬‬

‫إلـى العـلج‬ ‫يا أوخي ‪ :‬اعلم و تعلم أن امثل الامم في قوتها و ضعفها و شبابها و‬ ‫شيخووخنتها و صحنتها و سقمها امثل الفراد سواء بسواء ‪ ,‬فالفرد بينما‬ ‫تراه قويا امعافى صحيحا سليما ‪ ,‬فإذا بك تراه قد اننتابنته العلل و أحاطت‬ ‫به السقام و هتّدت بنينته القوية الامراض و اللم ‪ ,‬و ل يزال يشكو و يئن‬ ‫حنتى تنتداركه رحمة ا تبارك و تعالى بطبيب اماهر و نطاسي بارع‬ ‫يعلم اموطن العلة و يحسن تشخيصها حنتى و ينتعرف اموضع الداء و‬ ‫يخلص في علجه ‪ ,‬فإذا بك بعد حين ترى هذا المريض و قد عادت إليه‬ ‫قوته و رجعت إليه صحنته ‪ ,‬ربما كان بعد هذا العلج وخيرا امن قبله ‪.‬‬ ‫قل امثل هذا في الامم تمااما ‪ ,‬تعنترضها حواد ث الزامن بما يهدد كيانها و‬ ‫يصدع بنيانها و يسري في امظاهر قوتها سريان الداء ‪ ,‬و ل يزال يلح‬ ‫عليها و ينتشبث بها حنتى ينال امنها فنتبدو هزيلة ضعيفة يطمع فيها‬ ‫الطاامعون و ينال امنها الغاصبون فل تقوى على رد غاصب و ل تمنع امن‬ ‫امطاامح طاامح ‪ ,‬و علجها إنما يكون بأامور ثلثة ‪ :‬امعرفة اموطن الداء ‪,‬و‬ ‫الصبر على آلم العلج ‪ ,‬و النطاسي الذي ينتولى ذلك حنتى يحقق اله‬ ‫على يديه الغاية و ينتمم الشفاء و الظفر ‪.‬‬


‫العــراض‬ ‫و قد علمنتنا النتجارب و عرفنتنا الحواد ث أن داء هذه الامم الشرقية‬ ‫امنتشعب المناحي كثير العراض قد نال امن كل امظاهر حياتها ‪ ,‬فهي‬ ‫امصابه في ناحينتها السياسية بالسنتعمار امن جانب أعدائها ‪ ,‬و الحزبية و‬ ‫الخصوامة و الفرقة و الشنتات امن جانب أبنائها ‪ ,‬و في ناحينتها القنتصادية‬ ‫باننتشار الربا بين كل طبقاتها و اسنتيلء الشركات الجنبية على امواردها و‬ ‫وخيراتها ‪ ,‬و هي امصابة امن الناحية الفكرية بالفوضى و المروق و اللحاد‬ ‫يهدم عقائدها و يحطم المثل العليا في نفوس أبنائها ‪ ,‬و في ناحينتها‬ ‫الجنتماعية بالباحية في عاداتها و أوخلقها و النتحلل امن عقدة الفضائل‬ ‫ورثنتها عن الغر المياامين امن أسلفها و بالنتقليد الغربي يسري في امناحي‬ ‫حياتها سريان لعاب الفاعي فيسمم دامائها و يعكر صفو هنائها و‬ ‫بالقوانين الوضعية النتي ل تزجر امجراما و ل تؤدب امعنتديا و ل ترد ظالما ‪,‬‬ ‫و ل تغني يواما امن اليام غناء القوانين السماوية النتي وضعها وخالق‬ ‫الخلق و امالك الملك و رب النفوس و بارئها ‪ ,‬و بفوضى في سياسة‬ ‫النتعليم و النتربية تحول دون النتوجيه الصحيح لنشئها و رجال امسنتقبلها و‬ ‫حملة أامانة النهوض بها ‪ ,‬و في ناحينتها النفسية بيأس قاتل و وخمول‬ ‫امميت و جبن فاضح و ذلة حقيرة و وخنوثة فاشية و شح و أنانية تكف‬ ‫اليدي عن البذل و تقف حجابا دون النتضحية و تخرج الامة امن صفوف‬ ‫المجاهدين إلى اللهين اللعبين ‪.‬‬ ‫واماذا يرجى امن أامة اجنتمعت على غزوها كل هذه العواامل بأقوى‬ ‫امظاهرها و أشد أعراضها‪ :‬السنتعمار و الحزبية ‪ ,‬و الربا و الشركات‬ ‫الجنبية ‪ ,‬و اللحاد و الباحية و فوضى النتعليم و النتشريع ‪ ,‬و اليأس و‬ ‫الشح ‪ ,‬و الخنوثة و الجبن ‪ ,‬و العجاب بالخصم إعجابا يدعو إلى تقليده‬ ‫في كل اما صدر عنه و بخاصة في سيئات أعماله ‪.‬‬


‫إن داء واحدا امن هذه الدواء يكفي لقنتل أامم امنتظاهرة ‪ ,‬فكيف و قد‬ ‫تفشت جميعا في كل أامة على حدة ؟ لول امناعة و حصانة و جلدة و‬ ‫شدة في هذه الامم الشرقية النتي جاذبها وخصوامها حبل العداء امن بعيد‬ ‫‪ ,‬و دأبوا على تلقيحها بجراثيم هذه الامراض زامنا طويل حنتى باضت و‬ ‫أفروخت ‪ ,‬لول ذلك لعفت آثارها و لبادت امن الوجود ‪ ,‬و لكن يأبى ا‬ ‫ذلك و المؤامنون ‪.‬‬ ‫يا أوخي ‪ :‬هذا هو النتشخيص الذي يلمسه الوخوان في أامراض هذه الامة‬ ‫‪ ,‬و هذا هو الذي يعملون في سبيل أن يبرئها امنه و يعيد إليها اما فقدت‬ ‫امن صحة و شباب ‪.‬‬

‫أامل و شعور‬ ‫أحب أن تعلم يا أوخي أننا لسنا يائسين امن أنفسنا و أننا نأامل وخيرا كثيرا و‬ ‫نعنتقد أنه ل يحول بيننا و بين النجاح إل هذا اليأس ‪ ،‬فإذا قوي الامل في‬ ‫نفوسنا فسنصل إلى وخير كثير إن شاء ا تعالى‪ ،‬لهذا نحن لسنا يائسين‬ ‫و ل ينتطرق إلى قلوبنا و الحمد لله‪.‬‬ ‫و كل اما حولنا يبشر بالامل رغم تشاؤم المنتشائمين‪ ،‬إنك إذا دوخلت على‬ ‫امريض فوجدته تدرج امن كلم إلى صمت وامن حركة إلى سكون شعرت‬ ‫بقرب نهاينته و عسر شفائه و اسنتفحال دائه ‪ ،‬فإذا انعكس الامر وأوخذ‬ ‫ينتدرج امن صمت إلى كلم و امن همود إلى حركة شعرت بقرب شفائه و‬ ‫تقدامه في طريق الصحة والعافية‪ .‬و لقد أتى على هذه الامم الشرقية‬ ‫حين امن الدهر جمدت فيه حنتى املها الجمود وسكنت حنتى أعياها‬ ‫السكون و لكنها الن تغلي غليانا بيقظة شااملة في كل امناحي الحياة‪،‬‬ ‫وتضطرم اضطرااما بالمشاعر الحية القوية و الحاسيس العنيفة‪ .‬و لول‬


‫ثقل القيود امن جهة والفوضى في النتوجيه امن جهة أوخرى لكان لهذه‬ ‫اليقظة أروع الثار‪ ،‬و لن تظل هذه القيود قيودا أبد الدهر فإنما الدهر‬ ‫قلب‪ ،‬و اما بين طرفة عين و اننتباهنتها يغير ا امن حال إلى حال‪ ،‬و لن‬ ‫يظل الحائر حائرا فإنما بعد الحيرة هدى و بعد الفوضى اسنتقرار ‪ ،‬ولله‬ ‫الامر امن قبل وامن بعد ‪.‬‬ ‫لهذا لسنا يائسين أبدا ‪ ,‬و آيات ا تبارك و تعالى و أحاديث رسوله صلى‬ ‫اله عليه و سلم وسننته تعالى في تربية الامم وإنهاض الشعوب بعد أن‬ ‫تشرف على الفناء ‪ ,‬و‬

‫اما قصه علينا في كنتابه ‪ ,‬كل ذلك ينادينا بالامل‬

‫الواسع ‪ ,‬و يرشدنا إلى طريق النهوض و لقد علم المسلون – لو‬ ‫ينتعلمون ‪. -‬‬ ‫و إنك لنتقرأ الية الكريمة في أول سورة القصص‪:‬‬ ‫عه ْو َ‬ ‫ن‬ ‫سى َوس ِفه ْر َ‬ ‫ن َنَبس ِأ ُامو َ‬ ‫ك س ِام ه ْ‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫ن ‪َ ,‬نه ْنتُلو َ‬ ‫مس ِبي س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ت اه ْل س ِ‬ ‫ك آَيا ُ‬ ‫)طسم ‪ ,‬س ِته ْل َ‬ ‫شَيعا‬ ‫هَلَها س ِ‬ ‫ل أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫عل س ِفي ال َه ْرضس ِ َو َ‬ ‫ن َ‬ ‫عه ْو َ‬ ‫ن س ِفه ْر َ‬ ‫ن ‪ ,‬إ س ِ َّ‬ ‫م ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ق س ِلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ح ِّ‬ ‫س ِباه ْل َ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫ن‬ ‫م إ س َِّنُه َكا َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫سا َ‬ ‫حس ِيي س ِن َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م َوَي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫ح أ َه ْبَنا َ‬ ‫م ُيَذِّب ُ‬ ‫طاس ِئَفم ًة س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫عَلُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ج َ‬ ‫ض َوَن ه ْ‬ ‫عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سُنت ه ْ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬وُنس ِريُد أ َ ه ْ‬ ‫سس ِدي َ‬ ‫مه ْف س ِ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫هاَاما َ‬ ‫ن‬ ‫ن َو َ‬ ‫عه ْو َ‬ ‫ي س ِفه ْر َ‬ ‫ض َوُنس ِر َ‬ ‫م س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م ِّ‬ ‫ن ‪َ ,‬وُن َ‬ ‫م اه ْلَواس ِرس ِثي َ‬ ‫عَلُه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مم ًة َوَن ه ْ‬ ‫أ َس ِئ َّ‬ ‫ن( )القصص‪. (6-1:‬‬ ‫حَذُرو َ‬ ‫م َاما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫ما س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جُنوَد ُ‬ ‫َو ُ‬ ‫تقرأ هذه الية الكريمة فنترى كيف يطغى الباطل في صولنته و يعنتز‬ ‫بقوته‪ ،‬و يطمئن إلى جبروته و يغفل عن عين الحق النتي ترقبه‪ ،‬حنتى إذا‬ ‫فرح بما أوتي أوخذه ا أوخذ عزيز امقنتدر‪ ،‬و أبت إرادة ا إل أن تننتصر‬ ‫للمظلوامين و تأوخذ بناصر المهضوامين المسنتضعفين فإذا الباطل امنهار‬ ‫امن أساسه و إذا الحق قائم البنيان امنتين الركان وإذا أهله هم الغالبون‬ ‫‪ ،‬وليس بعد هذه الية الكريمة وأامثالها امن آيات كنتاب ا عذر في‬


‫اليأس والقنوط لامة امن أامم السلم تؤامن بالله ورسوله وكنتابه‪ .‬فمنتى‬ ‫ينتفقه المسلمون في كنتاب ا ؟‬ ‫لمثل هذا يا أوخي وهو كثير في دين ا لم ييأس الوخوان المسلمون امن‬ ‫أن ينزل نصر ا على هذه الامم رغم اما يبدوا أاماامها امن عقبات ‪ ،‬وعلى‬ ‫ضوء هذا الامل يعملون عمل الامل المجد و ا المسنتعان‪.‬‬ ‫أاما الوسيلة النتي وعدتك الكلم عليها فهي أركان ثلثة تدور عليها فكرة‬ ‫الوخوان‪:‬‬ ‫أولها_ المنهاج الصحيح‪ :‬وقد وجده الوخوان في كنتاب ا و سنة رسوله‬ ‫و أحكام السلم حين يفهمها المسلمون على وجهها غضة نقية بعيدة‬ ‫عن الدوخائل و المفنتريات فعكفوا على دراسة السلم على هذا‬ ‫الساس دراسة سهلة واسعة امسنتوعبة‪.‬‬ ‫و ثانيها_ العااملون المؤامنون‪ :‬و لهذا أوخذ الوخوان أنفسهم بنتطبيق اما‬ ‫فهموه امن دين ا تطبيقا ل هوادة فيه و ل لين‪ ،‬و هم بحمد ا‬ ‫امؤامنون بفكرتهم امطمئنون لغاينتهم واثقون بنتأييد ا إياهم اما دااموا له‬ ‫يعملون و على هدي رسوله يسيرون‪.‬‬ ‫و ثالثها_ القيادة الحازامة الموثوق بها‪ :‬و قد وجدها الوخوان المسلمون‬ ‫كذلك‪ ،‬فهم لها امطيعون و تحت لوائها يعملون‪.‬‬ ‫هذا اما أردت أن أتحد ث به إليك عن دعوتنا و هو تعبير له تعبير‪ ،‬و أنت‬ ‫يوسف هذه الحلم‪ ،‬فإن راقك اما نحن عليه فيدك امع أيدينا لنعمل سويا‬ ‫في هذا السبيل و ا و لي توفيقنا و هو حسبنا و نعم الوكيل فنعم‬ ‫المولى و نعم النصير‪.‬‬


‫إلى أي شيء ندعو الناس؟‬


‫تمـهـيد‬ ‫قد تنتحد ث إلى كثير امن الناس في اموضوعات امخنتلفة فنتعنتقد أنك قد‬ ‫أوضحت كل اليضاح و أبنت كل البانة ‪ ,‬و أنك لم تدع سبيل للكشف عما‬ ‫في نفسك إل سلكنتها ‪ ,‬حنتى تركت امن تحدثهم على المحجة البيضاء و‬ ‫جعلت لهم اما تريد بحديثك امن الحقائق كفلق الصبح أو كالشمس في‬ ‫رابعة النهار كما يقولون ‪ ,‬و اما أشد دهشنتك بعد قيل حين ينكشف لك أن‬ ‫القوم لم يفهموا عنك و لم يدركوا قولك ‪.‬‬ ‫رأيت ذلك امرات و لمسنته امن عدة امواقف ‪ ,‬و اعنتقد أن السر فيه ل يعدوا‬ ‫أحد أامرين ‪:‬‬ ‫إاما أن الذي يقيس به كل امنا و اما يسمع عنه امخنتلف ‪ ,‬فيخنتلف تبعا لذلك‬ ‫الفهم و الدراك ‪ ,‬و إاما أن يكون القول في ذاته املنتبسا غاامضا و إن‬ ‫اعنتقد قائله أنه واضح امكشوف ‪.‬‬

‫المقياس‬ ‫و أنا أريد في هذه الكلمة أن أكشف للناس عن دعوة الوخوان المسلمين‬ ‫و غاينتها و امقاصدها و أساليبها و وسائلها في صراحة و وضوح و في‬ ‫بيان و جلء ‪ ,‬و أحب أول أن أحدد المقياس الذي نقيس به هذا النتوضيح‬ ‫‪ ,‬و سأجنتهد في أن يكون القول سهل اميسورا ل ينتعذر فهمه على قارئ‬ ‫يحب أن يسنتفيد ‪ ,‬و أظن أن أحدا امن الامة السلامية جميعا ل يخالفني‬ ‫في أن يكون هذا المقياس هو كنتاب ا نسنتقي امن فيضه و نسنتمد امن‬ ‫بحره و نرجع إلى حكمه ‪.‬‬ ‫يا قوامنا ‪..‬‬


‫إن القرآن الكريم كنتاب جاامع جمع ا فيه أصول العقائد و أسس‬ ‫المصالح الجنتماعية ‪ ,‬و كليات الشرائع الدنيوية ‪ ,‬فيه أواامر وفيه نواه ‪,‬‬ ‫فهل عمل المسلمون بما في القرآن فاعنتقدوا و أيقنوا بما ذكر ا امن‬ ‫المعنتقدات ‪ ,‬و فهموا اما أوضح لهم امن الغايات ؟ و هل طبقوا شرائعه‬ ‫الجنتماعية و الحيوية على تصرفاتهم في شؤون حياتهم ؟ إن اننتهينا امن‬ ‫بحثنا أنهم كذلك فقد وصلنا امعا إلى الغاية ‪ ,‬و إن تكشف البحث عن‬ ‫بعدهم عن طريق القرآن و إهمالهم لنتعاليمه و أواامره فاعلم أن امهمنتنا‬ ‫أن نعود بأنفسنا و بمن تبعنا إلى هذا السبيل‬

‫غاية الحياة في القرآن‬ ‫إن القرآن حدد غايات الحياة و امقاصد الناس فيها فبين أن قواما غاينتهم‬ ‫امن الحياة الكل و المنتعة‬ ‫فقال تبارك و تعالى ‪:‬‬ ‫م(‬ ‫ى َلُه ه ْ‬ ‫م َوالَّناُر َامه ْثو م ً‬ ‫عا ُ‬ ‫ل ال َه ْن َ‬ ‫ما َته ْأُك ُ‬ ‫ن َك َ‬ ‫ن َوَيه ْأُكُلو َ‬ ‫عو َ‬ ‫مَّنت ُ‬ ‫ن َكَفُروا َيَنت َ‬ ‫)َواَّلس ِذي َ‬ ‫)امحمد‪. (12:‬‬ ‫و بين أن قواما امهمنتهم في الحياة الزينة و العرض الزائل فقال تبارك و‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫ة س ِامنَ‬ ‫طَر س ِ‬ ‫مَقن َ‬ ‫طيس ِر اه ْل ُ‬ ‫ن َواه ْلَقَنا س ِ‬ ‫ساء َواه ْلَبس ِني َ‬ ‫ن الِّن َ‬ ‫ت س ِام َ‬ ‫شَهَوا س ِ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ح ُّ‬ ‫س ُ‬ ‫ن س ِللَّنا س ِ‬ ‫)ُزِّي َ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫ك َامَنتا ُ‬ ‫ ث َذس ِل َ‬ ‫حه ْر س ِ‬ ‫م َواه ْل َ‬ ‫عا س ِ‬ ‫سَّوَامس ِة َوال َه ْن َ‬ ‫م َ‬ ‫ل اه ْل ُ‬ ‫خه ْي س ِ‬ ‫ضس ِة َواه ْل َ‬ ‫ب َواه ْلس ِف َّ‬ ‫ه س ِ‬ ‫الَّذ َ‬ ‫ب( )آل عمران‪(14:‬‬ ‫مبآ س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫عنَد ُ‬ ‫ا س ِ‬ ‫َو ُ‬


‫وبين أن قواما آوخرين شأنهم في الحياة إيقاد الفنتن و إحياء الشرور ‪,‬‬ ‫أولئك الذين قال ا فيهم‪:‬‬ ‫عَلى َاما س ِفي‬ ‫ا َ‬ ‫شس ِهُد َ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا َوُي ه ْ‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫ك َقه ْوُلُه س ِفي اه ْل َ‬ ‫جُب َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫س َامن ُي ه ْ‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫)َوس ِام َ‬ ‫سَد س ِفس ِيَها َوُيه ْهس ِل َ‬ ‫ك‬ ‫عى س ِفي ال َه ْرضس ِ س ِلُيه ْف س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ‪َ ,‬وإ س َِذا َتَوَّلى َ‬ ‫صا س ِ‬ ‫خ َ‬ ‫هَو أ َ​َل ُّد اه ْل س ِ‬ ‫َقه ْلس ِبس ِه َو ُ‬ ‫ساَد( )البقرة‪(205-204:‬‬ ‫ب الَف َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ل َوا ُل َ ُي س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ ث َوالَّن ه ْ‬ ‫حه ْر َ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫تلك امقاصد امن امقاصد الناس في الحياة نزه ا المؤامنين عنها و‬ ‫برأهم امنها و كلفهم امهمة أرقى ‪ ,‬و ألقى على عاتقهم واجبا أسمى ذلك‬ ‫الواجب هو‪ :‬هداية الناس إلى الحق ‪ ,‬و إرشاد الناس جميعا إلى الخير ‪,‬‬ ‫و إنارة العالم كله بشمس السلم فذلك قوله تبارك و تعالى ‪:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَّل ُ‬ ‫خه ْيَر َل َ‬ ‫عُلوا اه ْل َ‬ ‫م َواه ْف َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عُبُدوا َرَّب ُ‬ ‫جُدوا َوا ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫عوا َوا ه ْ‬ ‫ن آَامُنوا اه ْرَك ُ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫م َوَاما َ‬ ‫جَنتَباُك ه ْ‬ ‫هَو ا ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جَهاس ِد س ِ‬ ‫ق س ِ‬ ‫ح َّ‬ ‫ا َ‬ ‫هُدوا س ِفي س ِ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬و َ‬ ‫حو َ‬ ‫ُته ْفس ِل ُ‬ ‫سس ِلمينَ س ِامن َقه ْب ُ‬ ‫ل‬ ‫م ه ْ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ماُك ُ‬ ‫س َّ‬ ‫هَو َ‬ ‫م ُ‬ ‫هي َ‬ ‫م إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ِّامَّلَة أ َس ِبي ُ‬ ‫حَر أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫س‬ ‫شَهَداء َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫م و َ​َت ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫شس ِهيم ًدا َ‬ ‫سولُ َ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫هَذا س ِلَي ُ‬ ‫َوس ِفي َ‬ ‫مه ْوَلى‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َفس ِن ه ْ‬ ‫هَو َامه ْولُك ه ْ‬ ‫موا س ِباللس ِه ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت س ِ‬ ‫ة َوا ه ْ‬ ‫ة َوآُتوا الَّزَكا َ‬ ‫صل َ‬ ‫موا ال َّ‬ ‫َفَأس ِقي ُ‬ ‫صيُر( )الحج‪.(78-77:‬‬ ‫م الَّن س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫َوس ِن ه ْ‬ ‫و امعنى هذا أن القرآن الكريم يقيم المسلمين أوصياء على البشرية‬ ‫القاصرة ‪ ,‬و يعطيهم حق الهيمنة و السيادة على الدنيا لخدامة هذه‬ ‫الوصاية النبيلة و إذا فذلك امن شأننا ل امن شأن الغرب و لمدنية السلم‬ ‫ل لمدنية المادة ‪.‬‬


‫وصاية المسلم تضحية ل اسنتفادة‬ ‫ثم بين ا تبارك و تعالى أن المؤامن في سبيل هذه الغاية قد باع لله‬ ‫نفسه و اماله فليس له فيها شيء و إنما هي وقف على نجاح هذه‬ ‫الدعوة وإيصالها إلى قلوب الناس و ذلك قوله تعالى ‪:‬‬ ‫جَّنَة( )النتوبة‪:‬‬ ‫م ال َ‬ ‫ن َلُه ُ‬ ‫م َوأ َه ْامَواَلُهم س ِبَأ َّ‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫ن َأنُف َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫شَنتَرى س ِام َ‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫‪.(111‬‬


‫و وامن ذلك نرى المسلم يجعل دنياه وقفا على دعونه ليكسب آوخرته‬ ‫جزاء تضحينته‬ ‫و امن هنا كان الفاتح المسلم أسنتاذا ينتصف بكل اما يجب أن ينتحلى به‬ ‫السنتاذ امن نور و هداية و رحمة و رأفة ‪ ,‬وكان الفنتح السلامي فنتح‬ ‫تمدين و تحضير و إرشاد و تعليم ‪ ,‬و أين هذا اما يقوم به السنتعمار‬ ‫الغربي الن ؟‬

‫أين المسلمون امن هذه الغاية؟‬ ‫فبربك عزيزي ‪ :‬هل فهم المسلمون امن كنتاب ربهم هذا المعنى فسمت‬ ‫نفوسهم و رقت أرواحهم ‪ ,‬و تحرروا امن رق المادة و تطهروا امن لذة‬ ‫الشهوات و الهواء ‪ ,‬و ترفعوا عن سفاسف الامور و دنايا المقاصد ‪ ,‬و‬ ‫وجهوا وجوههم للذي فطر السموات و الرض حنفاء يعلون كلمة ا و‬ ‫يجاهدون في سبيله ‪ ,‬و ينشرون دينه و يذودون عن حياض شريعنته ‪ ,‬أم‬ ‫هؤلء أسرى الشهوات و عبيد الهواء و المطاامع ‪ ,‬كل همهم لقمة لينة‬ ‫و امركب فاره و حلة جميلة و نوامة امريحة و اامرأة وضيئة و امظهر كاذب‬ ‫و لقب أجوف‬ ‫رضوا بالاماني و ابنتلوا بحظوظهم‬

‫و وخاضوا بحار الجد دعوى فما‬

‫ابنتلوا‬ ‫و صدق رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪) :‬تعس عبد الدينار ‪ ,‬تعس‬ ‫عبد الدرهم ‪ ,‬تعس عبد القطيفة(‬

‫الغاية أصل العمال‬ ‫و بما أن الغاية هي النتي تدفع إلى الطريق ‪ ,‬و لما كانت الغاية في أامنتنا‬ ‫غاامضة امضطربة كان لبد امن أن نوضح و نحدد ‪ ,‬و أظننا وصلنا إلى كثير‬


‫امن النتوضيح و اتفقنا على أن امهمنتنا سيادة الدنيا و إرشاد النسانية كلها‬ ‫إلى نظم السلم الصالحة و تعاليمه النتي بغيرها أن يسعد النسان ‪.‬‬

‫امصادر غاينتنا‬ ‫تلك هي الرسالة النتي يريد الوخوان المسلمون أن يبلغوها للناس و أن‬ ‫تفهمها الامة السلامية حق الفهم ‪ ,‬و تهب لنفاذها في عزم و في‬ ‫امضاء ‪ ,‬لم يبنتعها الوخوان ابنتداعا ‪ ,‬و لم يخنتلقوها امن أنفسهم ‪ ,‬و إنما‬ ‫هي الرسالة النتي تنتجلى في كل آية امن آيات القرآن الكريم ‪ ,‬و تبدوا‬ ‫في غاية الوضوح في كل حديث امن أحاديث الرسول العظيم صلى ا‬ ‫عليه و سلم و تظهر في كل عمل امن أعمال الصدر الول الذين هم‬ ‫المثل العلى لفهم السلم و إنفاذ تعاليم السلم ‪ ,‬فإن شاء المسلمون‬ ‫في أن يقبلوا هذه الرسالة كان ذلك دليل اليمان و السلم الصحيح ‪ ,‬و‬ ‫إن رأوا فيها حرجا أو غضاضة فبيننا و بينهم كنتاب ا تبارك و تعالى ‪,‬‬ ‫حكم عدل و قول فصل يحكم بيننا و بين إوخواننا و يظهر الحق لنا أو‬ ‫علينا‬ ‫حين( )العراف‪.(89:‬‬ ‫وخه ْيُر اه ْلَفاس ِت س ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َوَأن َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن َقه ْوس ِامَنا س ِباه ْل َ‬ ‫ح َبه ْيَنَنا َوَبه ْي َ‬ ‫)َرَّبَنا اه ْفَنت ه ْ‬

‫اسنتطراد‬ ‫ينتساءل كثير امن إوخواننا الذين أحببناهم امن كل قلوبنا و وقفنا لخيرهم و‬ ‫العمل لمصلحنتهم الدنيوية و الوخروية جهودنا و أاموالنا و أرواحنا‪ ،‬و فنينا‬ ‫في هذه الغاية‪ ،‬غاية إسعاد أامنتنا و إوخواننا ‪ ،‬عن أاموالنا و أنفسنا‪.‬‬ ‫و كم أتمنى أن يطلع هؤلء الوخوان المنتسائلون على شباب الوخوان‬ ‫المسلمين و قد سهرت عيونهم و الناس نيام‪ ،‬و شغلت نفوسهم و‬ ‫الخليون هجع‪ ،‬و أكب أحدهم على امكنتبه امن العصر إلى امننتصف الليل‬ ‫عاامل امجنتهدا و امفكرا امجدا‪ ،‬و ل يزال كذلك طول شهره‪ ،‬حنتى إذا اما‬


‫اننتهى الشهر جعل امورده اموردا لجماعنته‪ ،‬و نفقنته نفقة لدعوته‪ ،‬و اماله‬ ‫وخاداما لغاينته‪ ،‬و لسان حاله يقول‪ :‬ل أسألكم عليه أجرا إن أجري إل على‬ ‫ا‪ .‬و امعاذ ا أن نمن على أامنتنا فنحن امنها و لها و إنما ننتوسل إليها‬ ‫بهذه النتضحية أن تفقه دعوتنا و تسنتجيب لندائنا‪.‬‬

‫امن أين المال ؟‬ ‫ينتساءل هؤلء الوخوان المحبوبون الذين يرامقون الوخوان المسلمين‬ ‫عن بعد و يرقبونهم عن كثب قائلين‪ :‬امن أين ينفقون؟ و أنى لهم المال‬ ‫اللزم لدعوة نجحت و ازدهرت كدعوتهم و الوقت عصيب و النفوس‬ ‫شحيحة؟‬ ‫و إني أجيب هؤلء بأن الدعوات الدينية عمادها اليمان قبل المال ‪ ،‬و‬ ‫العقيدة قبل العراض الزائلة ‪ ،‬و إذا وجد المؤامن الصحيح و جدت امعه‬ ‫وسائل النجاح جميعا‪ ،‬و إن في امال الوخوان المسلمين القليل الذي‬ ‫يقنتطعونه امن نفقاتهم و يقنتصدونه امن ضرورياتهم و امطالب بيوتهم و‬ ‫أولدهم‪ ،‬و يجودون به طيبة نفوسهم سخية به قلوبهم‪ ،‬يود أحدهم لو‬ ‫كان له أضعاف أضعاف فينفقه في سبيل ا ‪ ،‬فإذا لم يجد بعضهم شيئا‬ ‫تولوا و أعينهم تفيض امن الدامع حزنا أل يجدوا اما ينفقون‪ .‬في هذا‬ ‫المال القليل و اليمان الكبير و لله الحمد و العزة بلغ لقوم عابدين و‬ ‫نجاح للعااملين الصادقين ‪ ,‬و إن ا الذي بيده كل شيء ليبارك في‬ ‫ا الِّربا َوُيه ْرس ِبي‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َ‬ ‫القرش الواحد امن قروش الوخوان ‪ ,‬و )َي ه ْ‬ ‫ت( )البقرة‪.(276:‬‬ ‫صَدَقا س ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ن( )الروم‪:‬‬ ‫عُفو َ‬ ‫ض س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫همُ اه ْل ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ا َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫جَه س ِ‬ ‫ن َو ه ْ‬ ‫ة ُتس ِريُدو َ‬ ‫ن َزَكا أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫)َوَاما آَته ْيُنت ه ْ‬ ‫‪. (39‬‬


‫نحن و السياسة‬ ‫و يقول قوم آوخرون إن الوخوان المسلمين قوم سياسيون و دعوتهم‬ ‫سياسية و لهم امن وراء ذلك امبآرب أوخرى ‪ .‬و ل ندري إلى امنتى تنتقارض‬ ‫أامنتنا النتهم و تنتبادل الظنون و تنتنابز باللقاب‪ ،‬و تنترك يقينا يؤيده الواقع‬ ‫في سبيل ظن توحيه الشكوك‪.‬‬ ‫يا قوامنا‪ :‬إننا نناديكم و القرآن في يميننا و السنة في شمالنا‪ ،‬و عمل‬ ‫السلف الصالحين امن أبناء هذه الامة قدوتنا‪ ،‬و ندعوكم إلى السلم و‬ ‫تعاليم السلم و أحكام السلم ‪ ،‬فإن كان هذا امن السياسة عندكم‬ ‫فهذه سياسنتنا‪ ،‬و إن كان امن يدعوكم إلى هذه المبادئ سياسيا فنحن‬ ‫أعرق الناس و الحمد لله في السياسة‪ ،‬و إن شئنتم أن تسموا ذلك‬ ‫سياسة فقولوا اما شئنتم فلن تضرنا السماء امنتى وضحت المسميات و‬ ‫انكشفت الغايات‪.‬‬ ‫يا قوامنا‪ :‬ل تحجبكم اللفاظ عن الحقائق و السماء عن الغايات‪ ،‬و ل‬ ‫العراض عن الجوهر‪ ،‬و إن للسلم لسياسة في طيها سعادة الدنيا و‬ ‫صلح الوخرة‪ ،‬و تلك هي سياسنتنا ل نبغي بها بديل فسوسوا بها أنفسكم‪،‬‬ ‫و احملوا عليها غيركم تظفروا بالعزة الوخروية‪ ،‬و لنتعلمن نبأه بعد حين‪.‬‬

‫قوامينتنا وعلى أي أساس ترتكز؟‬ ‫أيها الخ تعال نصغ امعا إلى صوت العزة اللهية يدوي في أجواء الفاق ‪,‬‬ ‫ويمل الرض و السبع الطباق ‪ ,‬و يوحي في نفس كل امؤامن أسمى‬ ‫امعاني العزة و الفخار ‪ ,‬حين يسمع هذا النداء الذي تسنتمع له السموات‬ ‫و الرض و امن فيهن امنذ أن بلغه المبين إلى هذا الوجود ‪ ,‬إلى حيث ل‬ ‫نهاية إذا كنتب له الخلود ‪:‬‬


‫أجل أجل يا أوخي ‪ :‬هذا نداء ربك إليك ‪ ,‬فلبيك اللهم لبيك ‪ ,‬و حمدا و‬ ‫شكرا لك لنحصي ثناء عليك ‪ ,‬أنت ولي المؤامنين و نصير العااملين و‬ ‫المدافع عن المظلوامين الذين حوربوا في بيوتهم و أوخرجوا امن ديارهم‬ ‫‪ ,‬عز امن لجأ إليك و اننتصر امن احنتمى بحماك‬ ‫أجل أجل يا أوخي ‪ :‬تعال نسنتمع امعا إلى صوت القرآن الكريم ‪ ,‬و نطرب‬ ‫بنتلوة اليات البينات ‪ ,‬و نسجل جمال هذه العزة في صحائف ذلك‬ ‫الكنتاب المطهر ‪.‬‬ ‫إلي إلي يا أوخي واسمع قول ا تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر( )البقرة‪:‬‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫جُه ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫ن آَامُنوا ُي ه ْ‬ ‫ي اَّلس ِذي َ‬ ‫ا َوس ِل ُّ‬ ‫‪ُ ) –1‬‬ ‫‪(257‬‬ ‫ن( )آل عمران‪. (150:‬‬ ‫صس ِري َ‬ ‫وخه ْيُر الَّنا س ِ‬ ‫هَو َ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ا َامه ْولُك ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫‪َ) – 2‬ب س ِ‬ ‫ة َوُيه ْؤُتو َ‬ ‫ن‬ ‫صل َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُيس ِقي ُ‬ ‫ن آَامُنوا اَّلس ِذي َ‬ ‫سوُلُه َواَّلس ِذي َ‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ما َوس ِل ُّي ُ‬ ‫‪) – 3‬إ س َِّن َ‬ ‫ن()المائدة‪.(55:‬‬ ‫عو َ‬ ‫م َراس ِك ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ة َو ُ‬ ‫الَّزَكا َ‬ ‫ن( )لعراف‪:‬‬ ‫حي َ‬ ‫صاس ِل س ِ‬ ‫هَو َيَنتَوَّلى ال َّ‬ ‫ب َو ُ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ا اَّلس ِذي َنَّزلَ اه ْل س ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫ن َوس ِلِّي َ‬ ‫‪) – 4‬إ س ِ َّ‬ ‫‪.(196‬‬ ‫ا َفه ْلَيَنتَوَّكلس ِ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫هَو َامه ْولَنا وَ َ‬ ‫ا َلَنا ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫صيَبَنا س ِإل َاما َكَنت َ‬ ‫ن ُي س ِ‬ ‫ل َل ه ْ‬ ‫‪ُ) – 5‬ق ه ْ‬ ‫ن( )النتوبة‪.(51:‬‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫ن آَامُنوا‬ ‫ن ‪ ,‬اَّلس ِذي َ‬ ‫م َيحه َْزُنو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َول ُ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫وخه ْو ٌ‬ ‫ال َ‬ ‫ء س ِ‬ ‫ن أ َه ْوس ِلَيا َ‬ ‫‪َ) – 6‬أل إ س ِ َّ‬ ‫ن( )يونس‪.(63-62:‬‬ ‫َوَكاُنوا َيَّنتُقو َ‬ ‫م( )امحمد‪:‬‬ ‫كاس ِفس ِرينَ ل َامه ْوَلى َلُه ه ْ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ن آَامُنوا َوأ َ َّ‬ ‫ا َامه ْوَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك س ِبَأ َّ‬ ‫‪َ) – 7‬ذس ِل َ‬ ‫‪.(11‬‬


‫ألست ترى في هذه اليات البينات أن ا تبارك و تعالى ينسبك إلى‬ ‫نفسه و تمنحك فضل ولينته و يفيض عليك امن فيض عزته ؟‬ ‫و في الحديث الشريف الذي يرويه المخنتار صلى ا عليه و سلم عن ربه‬ ‫فيما امعناه ‪) :‬يقول ا تبارك وتعالى يوم القياامة ‪ :‬يا بني آدم جعلت‬ ‫نسبا وجعلنتم نسبا فقلنتم فلن ابن فلن وقلت ‪ " :‬إن أكرامكم عند ا‬ ‫أتقاكم " فاليوم أرفع نسبى وأوضع نسبكم(‬ ‫لهذا أيها الخ الكريم فضل السلف الصالح أن يرفعوا نسبنتهم إلى ا‬ ‫تبارك و تعالى ‪ ,‬ويجعلوا أساس صلتهم وامحور أعمالهم تحقيق هذه‬ ‫النسبة الشريفة فينادي أحدهم صاحبه قائل‪:‬‬ ‫ل تدعني إل بيا عبدها‬

‫فإنه أشرف أسمائي‬

‫في حين يجيب الوخر امن سأله عن أبيه أتميمي هو أم قيسي ‪:‬‬ ‫أبي السلم ل أب لي سواه‬

‫إذا افنتخروا بقيس أو تميم‬

‫ليس بعد ذلك عزة‬ ‫أيها الخ العزيز ‪ :‬إن الناس إنما يفخرون بأنسابهم لما يأنسون امن المجد‬ ‫والشرف في أعمال جدودهم ‪ ،‬ولما يقصدون امن نفخ روح العزة و‬ ‫الكراامة في نفوس أبنائهم وراء هذين المقصدين شئ‪ ،‬أفل ترى نسبنتك‬ ‫إلى ا تبارك وتعالى أسمى اما يطمح إليه الطاامحون امن امعاني العزة‬ ‫ميعا(‬ ‫ج س ِ‬ ‫ة للس ِه َ‬ ‫عَّز َ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫والمجد ‪َ) :‬فس ِإ َّ‬

‫)النساء‪ , (139:‬وأولى اما يرفع‬

‫نفسك إلى عليين وينفخ فيها روح النهوض امع العااملين ‪ ،‬و أي شرف أكبر‬ ‫و أي رافع إلى فضيلة أعظم امن أن ترى نفسك ربانيا ‪ ،‬بالله صلنتك وإليه‬ ‫ما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م‬ ‫ن س ِب َ‬ ‫ن ُكوُنوا َرَّباس ِنِّيي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫نسبنتك ‪ ،‬ولامر اما قال ا تبارك وتعالى ‪َ) :‬وَل س ِ‬ ‫ن( )آل عمران‪(79:‬‬ ‫سو َ‬ ‫م َته ْدُر ُ‬ ‫ما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ب َوس ِب َ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫مو َ‬ ‫عِّل ُ‬ ‫ُت َ‬


‫أعظم امصادر القوة‬ ‫و في النسبة إلى الحق تبارك و تعالى امعنى آوخر يدركه امن النتحق بهذه‬ ‫النسبة ‪ ,‬ذلك هو الفيض العم امن اليمان ‪ ,‬و الثقة بالنجاح الذي يغمر‬ ‫قلبك فل تخشى الناس جميعا و ل ترهب العالم كله إن وقف أاماامك‬ ‫يحاول ان ينال عقيدتك أو يننتقص امن امبدأك ‪:‬‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َفَزاَد ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫شه ْو ُ‬ ‫وخ َ‬ ‫كمه ْ َفا ه ْ‬ ‫عوا َل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫س َقه ْد َ‬ ‫ن الَّنا َ‬ ‫س إ س ِ َّ‬ ‫م الَّنا ُ‬ ‫ن َقالَ َلُه ُ‬ ‫)اَّلس ِذي َ‬ ‫ل( )آل عمران‪. (173:‬‬ ‫م اه ْلَوس ِكي ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ا َوس ِن ه ْ‬ ‫سُبَنا ُ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫مانا َوَقاُلوا َ‬ ‫س ِإي َ‬ ‫و لامر اما كان الواحد امن أولئك القلئل المؤامنين بالله و ثقنته و تأييده‬ ‫يقف أامام الجحفل اللجب و الجيش اللهام ‪ ,‬فل يرهب صولنته و ل يخشى‬ ‫أذاه لنه ل يخشى أحدا إل ا ‪ ,‬و أي شيء أعظم امن تلك القوة النتي‬ ‫تنسكب امن قلب الرجل المؤامن حين يجيش صدره بقول ا ‪) :‬إ س ِنه ْ‬ ‫م( )آل عمران‪. (160:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب َل ُ‬ ‫غاس ِل َ‬ ‫ا َفل َ‬ ‫م ُ‬ ‫صه ْرُك ُ‬ ‫َيه ْن ُ‬

‫قوامينتنا عالية النسبة‬ ‫و هناك امعنى آوخر امن امعاني السمو الجنتماعي في اننتساب الناس إلى‬ ‫ا تبارك و تعالى ‪ ,‬ذلك هو تبآوخي الشعوب و تبآزر الجماعات و القضاء‬ ‫على تلك المطاامع النتي توحي بها العصبية و يؤر ث نيرانها بين الامم‬ ‫النتقاطع و النتخاصم ‪ ,‬فمن للعالم بان يجنتمع بقوة حول راية ا ‪ ..‬؟‬

‫أحلم الامس و حقائق اليوم‬ ‫هذا كلم طال عهد المسلمين باسنتماعه فقد يكون غاامضا عليهم غير‬ ‫امفهوم لديهم ‪ ,‬و قد يقول قائل ‪ :‬اما لهؤلء الجماعة يكنتبون في هذه‬ ‫المعاني النتي ل يمكن أن تنتحقق ‪ ,‬واما بالهم يسبحون في جو الخيال و‬ ‫الحلم ؟‬ ‫على رسلكم أيها الوخوان في السلم و الملة فغن اما ترونه اليوم‬ ‫غاامضا بعيدا كان عند بدهيا قريبا ‪ ,‬و لن يثمر جهادكم حنتى يكون كذلك‬ ‫عندكم ‪ ,‬و صدقوني إن المسلمين الولين فهموا امن القرآن لول اما‬ ‫قرأوه و نزل فيهم ‪ ,‬اما ندلي به اليوم و نقصه عليكم ‪.‬‬


‫و أصارحكم بان عقيدة الوخوان المسلمين يحيون بها يأاملون الخير فيها و‬ ‫يموتون عليها ‪ ,‬و يرون فيها كل اما تصبوا إليه نفوسهم امن امنتعة و جمال‬ ‫ا َوَاما‬ ‫م س ِلس ِذه ْكس ِر س ِ‬ ‫ع ُقُلوُبُه ه ْ‬ ‫ش َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫ن آَامُنوا أ َ ه ْ‬ ‫ن س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫م َيه ْأ س ِ‬ ‫و إسعاد و حق ‪) :‬أ َ​َل ه ْ‬ ‫م ال َ​َامُد‬ ‫عَله ْيس ِه ُ‬ ‫ل َ‬ ‫طا َ‬ ‫ن َقه ْبلُ َف َ‬ ‫ب س ِام ه ْ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ن ُأوُتوا اه ْل س ِ‬ ‫كوُنوا َكاَّلس ِذي َ‬ ‫ق َول َي ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ل س ِام َ‬ ‫َنَز َ‬ ‫ن( )الحديد‪. (16:‬‬ ‫سُقو َ‬ ‫م َفا س ِ‬ ‫م َوَكس ِثي ٌر س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ت ُقُلوُبُه ه ْ‬ ‫س ه ْ‬ ‫َفَق َ‬ ‫أيها الوخوان ‪ :‬إذا اتفقنتم امعنا على هذا الساس فاعلموا أن اننتسابكم‬ ‫إلى ا تبارك و تعالى يفرض عليكم أن تقدروا المهمة النتي ألقاها على‬ ‫عاتقكم ‪,‬و تنشطوا للعمل لها و النتضحية في سبيلها فهل أننتم فاعلون ؟‬

‫امهمة المسلم‬ ‫إن امهمة المسلم الحق لخصها ا تبارك و تعالى في آية واحدة امن‬ ‫كنتابه ‪ ,‬و رددها القرآن الكريم بعد ذلك في عدة آيات ‪ ,‬فأاما تلك الية‬ ‫النتي اشنتملت على امهمة السلمين في الحياة فهي قول ا تبارك‬ ‫وتعالى‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَّل ُ‬ ‫خه ْيَر َل َ‬ ‫عُلوا اه ْل َ‬ ‫م َواه ْف َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عُبُدوا َرَّب ُ‬ ‫جُدوا َوا ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫عوا َوا ه ْ‬ ‫ن آَامُنوا اه ْرَك ُ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫م َوَاما َ‬ ‫جَنتَباُك ه ْ‬ ‫هَو ا ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جَهاس ِد س ِ‬ ‫ق س ِ‬ ‫ح َّ‬ ‫ا َ‬ ‫هُدوا س ِفي س ِ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬و َ‬ ‫حو َ‬ ‫ُته ْفس ِل ُ‬ ‫سس ِلمينَ س ِامن َقه ْب ُ‬ ‫ل‬ ‫م ه ْ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ماُك ُ‬ ‫س َّ‬ ‫هَو َ‬ ‫م ُ‬ ‫هي َ‬ ‫م إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ِّامَّلَة أ َس ِبي ُ‬ ‫حَر أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫س‬ ‫شَهَداء َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫م و َ​َت ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫شس ِهيم ًدا َ‬ ‫سولُ َ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫هَذا س ِلَي ُ‬ ‫َوس ِفي َ‬ ‫مه ْوَلى‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َفس ِن ه ْ‬ ‫هَو َامه ْولُك ه ْ‬ ‫موا س ِباللس ِه ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت س ِ‬ ‫ة َوا ه ْ‬ ‫ة َوآُتوا الَّزَكا َ‬ ‫صل َ‬ ‫موا ال َّ‬ ‫َفَأس ِقي ُ‬ ‫صيُر( )الحج‪.(78-77:‬‬ ‫م الَّن س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫َوس ِن ه ْ‬ ‫هذا كلم ل لبس فيه و ل غموض ‪ ,‬و وا إن له لحلوة و إن عليه‬ ‫لطلوة ‪ ,‬و إنه لواضح كالصبح ظاهر كالنور ‪ ,‬يمل الذان و يدوخل على‬ ‫القلوب بغير اسنتئذان ‪ ,‬أفلم يسمعه المسلمون قبل الن ؟ أم سمعوه و‬ ‫لكن على قلوبهم أقفال فل تعي و ل تنتدبر ؟‬ ‫يأامر ا المسلمين أن يركعوا و يسجدوا و أن يقيموا الصلة النتي هي‬ ‫لب العبادة و عمود السلم و أظهر امظاهره ‪ ,‬و أن يعبدوا ا و ل‬ ‫يشركوا به شيئا ‪ ,‬و أن يفعلوا الخير اما اسنتطاعوا ‪ ,‬و هو حين يأامرهم‬


‫بفعل الخير ينهاهم بذلك عن الشر و إن امن أول الخير أن تنترك الشر ‪,‬‬ ‫فما أوجز و اما أبلغ ! و رتب لهم على ذلك النجاح و الفلح و الفوز و تلك‬ ‫هي المهمة الفردية لكل امسلم النتي يجب عليه أن يقوم بها بنفسه في‬ ‫وخلوة أو جماعة ‪.‬‬

‫حق النسانية‬ ‫ثم أامرهم بعد ذلك أن يجاهدوا في ا حق جهاده بنشر هذه الدعوة و‬ ‫تعميمها بين الناس بالحجة و البرهان ‪ ,‬فإن أبوا إل العسف و الجور و‬ ‫النتمرد فبالسيف والسنان ‪:‬‬ ‫والناس إذ ظلموا البرهان و اعنتسفوا‬

‫فالحرب أجدى على الدنيا‬

‫امن السلم‬

‫حراسة الحق بالقوة‬ ‫و اما أحكم القائل ‪ ) :‬القوة اضمن طريق لحقاق الحق ‪ ,‬و اما اجمل أن‬ ‫تسير القوة و الحق جنبا إلى جنب (‬ ‫فهذا الجهاد في سبيل نشر الدعوة السلامية فضل عن الحنتفاظ‬ ‫بمقدسات السلم فريضة ا على المسلمين كما فرض عليهم الصوم و‬ ‫الصلة و الحج و الزكاة و فعل الخير و ترك الشر ‪ ,‬و ألزامهم إياها و‬ ‫ندبهم إليها ‪ ,‬و لم يعذر في ذلك أحد فيه قوة و اسنتطاعة ‪ ,‬و إنها لية‬ ‫زاجرة رادعة و اموعظة بالغة زاجرة ‪:‬‬ ‫ا(‬ ‫سس ِبيلس ِ س ِ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ‬ ‫جا س ِ‬ ‫وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ‬ ‫)اه ْنس ِفُروا س ِ‬ ‫)النتوبة‪(41:‬‬ ‫و قد كشف ا سر هذا النتكليف و حكمة هذه الفريضة النتي افنترضها‬ ‫على المسلمين بعد هذا الامر ‪ ,‬فبين لهم أنه اجنتباهم و اوخنتارهم و‬ ‫اصطفاهم دون الناس ليكونوا سواس وخلقه و أامناءه على شريعنته و‬ ‫وخلفاءه في أرضه ‪ ,‬و ورثة رسوله في دعوته ‪ ,‬و امهد لهم الدين و أحكم‬ ‫النتشريع و سهل الحكام و جعلها امن الصلحية لكل زامان و امكان بحيث‬


‫ينتقبلها العالم ‪ ,‬و ترى فيها النسانية أامنينتها المرجوة و أاملها المننتظر ‪:‬‬ ‫هَو‬ ‫م ُ‬ ‫هي َ‬ ‫م إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ِّامَّلَة أ َس ِبي ُ‬ ‫حَر أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫م َوَاما َ‬ ‫جَنتَباُك ه ْ‬ ‫هَو ا ه ْ‬ ‫) ُ‬ ‫مو‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫شس ِهيم ًدا َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫هَذا س ِلَي ُ‬ ‫ل َوس ِفي َ‬ ‫ن س ِامن َقه ْب ُ‬ ‫سس ِلمي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ماُك ُ‬ ‫س َّ‬ ‫َ‬ ‫س( )الحج‪(78:‬‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫شَهَداء َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫َ​َت ُ‬ ‫و تلك هي المهمة الجنتماعية النتي ندب ا إليها المسلمين جميعا ‪ ,‬و أن‬ ‫يكونوا صفا واحدا و كنتلة و قوة ‪ ,‬و أن يكونوا هم جيش الخل ص الذي‬ ‫ينقذ النسانية و يهديها سواء السبيل ‪.‬‬

‫رهبان بالليل فرسان بالنهار‬ ‫ثم أوضح الحق تبارك و تعالى للناس بعد ذلك الرابطة بين النتكاليف امن‬ ‫صلة وصوم بالنتكاليف الجنتماعية و أن الولى وسيلة للثانية ‪ ,‬و أن‬ ‫العقيدة الصحيحة أساسهما امعا ‪ ,‬حنتى ل يكون لناس امندوحة امن‬ ‫القعود عن فرائضهم الفردية بحجة انهم يعملون للمجموع ‪ ,‬و حنتى ل‬ ‫يكون لوخرين امندوحة امن القعود عن العمل للمجموع بحجة أنهم‬ ‫امشغولين بعباداتهم امسنتغرقون في صلنتهم لربهم ‪ ,‬فما أدق و احكم ‪ ,‬و‬ ‫امن أحسن امن ا حديثا ؟‬ ‫أيها المسلمون ‪ :‬عبادة ربكم و الجهاد في سبيل النتمكين لدينكم و إعزاز‬ ‫شريعنتكم هي امهمنتكم في الحياة ‪ ,‬فإن أدينتموها حق الداء فاننتم‬ ‫الفائزون ‪ ,‬و إن أدينتم بعضها أو أهملنتموها جميعا فإليكم أسوق قول‬ ‫عو َ‬ ‫ن‬ ‫ج ُ‬ ‫م إ س َِله ْيَنا ل ُته ْر َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَبثا َوأ َ​َّن ُ‬ ‫م َ‬ ‫وخَله ْقَناُك ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م أ َ​َّن َ‬ ‫سه ْبُنت ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ا تبارك و تعالى ‪) :‬أَ​َف َ‬ ‫ق( )المؤامنون‪. (116-115:‬‬ ‫ح ُّ‬ ‫ك اه ْل َ‬ ‫مس ِل ُ‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫عاَلى ُ‬ ‫‪َ ,‬فَنت َ‬ ‫لهذا المعنى جاء أوصاف أصحاب امحمد و هم صفوة ا امن وخلقه و‬ ‫السلف الصالح امن عباده ‪ ) :‬رهبان بالليل فرسان بالنهار ( ترى أحدهم‬ ‫في ليله اماثل في امحرابه قابضا على لحينته ينتململ تململ السليم و يبكي‬ ‫بكاء الحزين و يقول ‪ ) :‬يا دنيا غري غيري ( فإذا انفلق الصباح و دوى‬ ‫النفير يدعو المجاهدين ‪ ,‬راينته رئبال على صهوة جواده ‪ ,‬يزار الزارة‬ ‫فنتدوي لها جنبات الميدان ‪.‬‬


‫بالله عليك اما هذا النتناسق العجيب و النتزاوج بين الغريب و المزيج الفريد‬ ‫بين عمل الدنيا و امهاامها و شؤون الوخرة و روحانينتها ؟ و لكنه السلم‬ ‫الذي جمع امن كل شيء أحسنه ‪.‬‬

‫اسنتعمار السنتاذية و الصلح‬ ‫و لهذا المعنى أيها المسلمون نفر المسلمون ‪ ,‬بعد أن اوخنتار نبيه – صلى‬ ‫ا عليه و سلم – الرفيق العلى في أقطار الرض ‪ ,‬قرآنه في‬ ‫صدورهم و امساكنهم على سروجهم و سيوفهم بأيديهم ‪ ,‬حجنتهم‬ ‫واضحة على ألسننتهم يدعون الناس إلى إحدى ثل ث ‪ :‬السلم أو الجزية‬ ‫أو القنتال ‪ ,‬فمن أسلم فهو أوخوهم له اما لهم و عليه اما عليهم ‪ ,‬و امن‬ ‫أدى الجزية فهو في ذامنتهم و عهدهم يقوامون بحقه و يرعون عهده و‬ ‫يوفون له بشرطه ‪ ,‬و امن أبى جالدوه حنتى يظهرهم ا عليه ‪َ) ,‬وَيه ْأَبى‬ ‫ه( )النتوبة‪. (32:‬‬ ‫م ُنوَر ُ‬ ‫ن ُيس ِنت َّ‬ ‫ا س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫اما فعلوا ذلك لسلطان ‪ ,‬فزهادتهم في الجاه و الشهرة امعروفة عند‬ ‫الخا ص و العام ‪ ,‬و لقد قضى دينهم على تلك المظاهر الزائفة النتي‬ ‫يسنتمنتع بها أقوام على حساب آوخرين ‪ ,‬فكان وخليفنتهم كأحدهم ‪ ,‬يفرض‬ ‫له امن المال و العطاء اما لرجل امنهم ليس بأفضلهم و ل أدركهم ‪ ,‬و ل‬ ‫يميزه إل بما أفاض ا عليه امن جلل اليمان و هيبة اليقين ‪ ,‬و لم ذلك‬ ‫لمال ‪ ,‬فحسب أحدهم كسرة يرد بها جوعنته و جرعة يطفئ بها ظمأته‬ ‫‪ ,‬و الصوم لديهم قربة ‪ ,‬و الجوع أحب عندهم امن الشبع ‪ ,‬و حظ أحدهم‬ ‫امن الملبس اما يسنتر به عورته ‪ ,‬و كنتابهم يناديهم بقول ا تعالى ‪:‬‬ ‫م(‬ ‫م َوالَّناُر َامه ْثم ًوى َّلُه ه ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫ل ال َه ْن َ‬ ‫ما َته ْأُك ُ‬ ‫ن َك َ‬ ‫ن َوَيه ْأُكُلو َ‬ ‫عو َ‬ ‫مَّنت ُ‬ ‫ن َكَفُروا َيَنت َ‬ ‫)َواَّلس ِذي َ‬ ‫)امحمد‪(12:‬‬ ‫و نبيهم يقول لهم ‪) :‬تعس عبد الدينار ‪ ,‬تعس عبد الدرهم ‪ ,‬تعس عبد‬ ‫القطيفة(‬ ‫إذا لم يكن امخرجهم امن ديارهم لجاه أو امال أو سلطة أو اسنتعمار أو‬ ‫اسنتبداد ‪ ,‬و إنما كان لداء رسالة وخاصة هي رسالة نبيهم النتي تركها‬


‫أامانة بين أيديهم ‪ ,‬و أامرهم أن يجاهدوا في سبيلها ‪ ,‬حنتى ل تكون فنتنة‬ ‫و يكون الدين كله لله ‪.‬‬

‫آن لنا أن نفهم‬ ‫كان المسلمون يفهمون هذا قديما و يعملون له و يحملهم إيمانهم على‬ ‫النتضحية في سبيله ‪ ,‬أاما في هذه اليام فقد تفرق المسلمون في فهم‬ ‫امهمنتهم و اتخذوا امن النتأويل و النتعطيل سندا للقعود و الكسل ‪ ,‬فمن‬ ‫قائل يقول لك ‪ :‬امضى وقت الجهاد و العمل ‪ ,‬و آوخر يثبط همنتك يقول‬ ‫لك بان الوسائل امعدوامة و الامم السلامية امقيدة ‪ ,‬و ثالث رضي امن‬ ‫دينه كلمات يلوكها لسانه صباح امساء ‪ ,‬و قنع امن عبادته بركعات يؤديها و‬ ‫قلبه هواء‬ ‫ل ل أيها الوخوان ‪ ,‬القرآن يناديكم بوضوح و جلء ‪:‬‬ ‫هُدوا‬ ‫جا َ‬ ‫م َلمه ْ َيه ْرَتاُبوا َو َ‬ ‫سوس ِلس ِه ُث َّ‬ ‫ن آَامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫)إ س َِّن َ‬ ‫ن( )الحجرات‪. (15:‬‬ ‫صاس ِدُقو َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ا ُأوَلس ِئ َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ‬ ‫و أاما في السنة فيقول لكم الرسول ‪) :‬إذا ضن الناس بالدينار و الدرهم‬ ‫و تبايعوا بالعينة و تبعوا أذناب البقر و تركوا الجهاد في سبيل ا ‪ ,‬أدوخل‬ ‫ا تعالى عليهم ذل ل يرفعه عنهم حنتى يراجعوا دينهم( رواه الامام‬ ‫أحمد في امسنده ‪ ,‬و الطبراني في الكبير ‪ ,‬و البيهقي في شعب اليمان‬ ‫عن عبد ا بن عمر ‪.‬‬ ‫و أننتم تقرأون في كنتب الفقه اما ألف امنها قديما أو حديثا امنتى يكون‬ ‫الجهاد فرض كفاية و امنتى يكون فرض عين ‪ ,‬و تعلمون حقائق ذلك و‬ ‫امعناه حق العلم ‪ ,‬فما هذا الخمول الذي ضرب بجدرانه ؟ و اما هذا‬ ‫اليأس الذي قبض على القلوب فل تعي ول تفيق ؟ هذا أيها المسلمون‬ ‫عصر النتكوين فكونوا أنفسكم و بذلك تنتكون أامنتكم ‪.‬‬ ‫إن هذه الفريضة تحنتاج إلى امنكم نفوسا امؤامنة و قلوبا سليمة ‪ ,‬فاعملوا‬ ‫على تقوية إيمانكم و سلامة صدوركم ‪ ,‬و تحنتاج امنكم تضحية بالمال و‬ ‫الجهود فاسنتعدوا لذلك فإن اما عندكم ينفد و اما عند ا باق ‪ ,‬و إن ا‬


‫اشنترى امن المؤامنين أنفسهم و أاموالهم بأن لهم جنة عرضها السموات و‬ ‫الرض ‪.‬‬

‫امن أين نبدأ؟‬ ‫إن تكوين الامم‪ ،‬وتربية الشعوب‪ ،‬وتحقيق الامال‪ ،‬وامناصرة المبادئ‪:‬‬ ‫تحنتاج امن الامة النتي تحاول هذا أو الفئة النتي تدعو إليه على القل‪ ،‬إلى‬ ‫"قوة نفسية عظيمة" تنتمثل في عدة أامور‪ :‬إرادة قوية ل ينتطرق إليها‬ ‫ضعف‪ ،‬ووفاء ثابت ل يعدو عليه تلون ول غدر‪ ،‬وتضحية عزيزة ل يحول‬ ‫دونها طمع ول بخل‪ ،‬وامعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم امن‬ ‫الخطأ فيه والنحراف عنه والمساوامة عليه‪ ،‬والخديعة بغيره‪ .‬على هذه‬ ‫الركان الولية النتي هي امن وخصو ص النفوس وحدها‪ ،‬وعلى هذه‬ ‫القوة الروحية الهائلة‪ ،‬تبنى المبادئ وتنتربى الامم الناهضة‪ ،‬وتنتكون‬ ‫ل‪.‬‬ ‫الشعوب الفنتية‪ ،‬وتنتجدد الحياة فيمن حراموا الحياة زامنا طوي م ً‬ ‫وكل شعب فقد هذه الصفات الربعة‪ ،‬أو على القل فقدها قواده‬ ‫ودعاة الصلح فيه‪ ،‬فهو شعب عابث امسكين‪ ،‬ل يصل إلى وخير‪ ،‬ول‬ ‫ل‪ ،‬وحسبه أن يعيش في جو امن الحلم والظنون والوهام‪:‬‬ ‫يحقق أام م ً‬ ‫شه ْيئا( )يونس‪. (36:‬‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫غس ِني س ِام َ‬ ‫ن ل ُي ه ْ‬ ‫ظ َّ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫هذا هو قانون ا تبارك وتعالى وسننته في وخلقه ولن تجد لسنة ا‬ ‫ل‪:‬‬ ‫تبدي م ً‬ ‫سس ِهمه ْ( )الرعد‪. (11:‬‬ ‫غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫م َ‬ ‫غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ‬ ‫ا ل ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫و هو أيضا القانون الذي عبر عنه النبي في الحديث الشريف الذي رواه‬ ‫أبو داود ‪:‬‬


‫)يوشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى الكلة إلى قصعنتها فقال‬ ‫ء كغثاء‬ ‫قائل‪ :‬وامن س ِقتّلأ ٍة نحن يوامئأ ٍذ؟ قال‪ :‬بل أننتم يوامئذأ ٍ كثي ٌر‪ ،‬ولكنكم غثا ٌ‬ ‫ن التّله امن صدور عدوكم المهابة امنكم ‪ ،‬وليقذفنَّ التّله في‬ ‫السيل‪ ،‬ولينزع َّ‬ ‫ب الدنيا‬ ‫قلوبكم الوهن ‪ ,‬فقال قائل‪ :‬يا رسول التّله واما الوهن ؟ قال‪ :‬ح ُّ‬ ‫وكراهية الموت(‬ ‫أولست تراه قد بين أن سبب ضعف الامم و ذلة الشعوب وهن نفوسها و‬ ‫ضعف قلوبها و وخلء أفئدتها امن الوخلق الفاضلة و صفات الرجولة‬ ‫الصحيحة ‪ ,‬و إن كثر عددها و زادت وخيراتها و ثمراتها‬ ‫و إن الامة إذا رتعت في النعيم و أنست بالنترف و غرقت في أعراض‬ ‫المادة و افنتنتنت بزهرة الحياة الدنيا ‪ ,‬و نسيت احنتمال الشدائد و امقارعة‬ ‫الخطوب و المجاهدة في سبيل الحق ‪ ,‬فقل على عزتها و آامالها العفاء‬ ‫‪.‬‬

‫بين القوتين‬ ‫يظن كثير امن الناس أن الشرق تعوزه القوة المادية امن المال و العنتاد و‬ ‫آلت الحرب و الكفاح لينهض و يسابق الامم النتي سلبت حقه و هضمت‬ ‫أهله ‪ ,‬ذلك صحيح و امهم ‪ ,‬و لكن أهم امنه و ألزم ‪ :‬القوة الروحية امن‬ ‫الخلق الفاضل و النفس النبيلة و اليمان و امعرفنتها و الرادة الماضية ‪ ,‬و‬ ‫النتضحية في سبيل الواجب و الوفاء الذي تنبني عليه الثقة و الوحدة ‪ ,‬و‬ ‫عنهما تكون القوة ‪.‬‬ ‫لو آامن الشرق بحقه و غير امن نفسه و اعنتنى بقوة الروح و عني بنتقويم‬ ‫الوخلق ‪ ,‬لتنته وسائل القوة المادية امن كل جانب و عند صحائف النتاريخ‬ ‫الخبر اليقين‬


‫يعنتقد الوخوان المسلمون هذا تمام العنتقاد ‪ ,‬و هم لهذا دائبون في‬ ‫تطهير أرواحهم و تقوية نفوسهم و تقوية أوخلقهم ‪ ,‬و هم لهذا يجاهدون‬ ‫بدعوتهم و يريدون الناس على امبادئهم و يطالبون الامة بإصلح النفوس‬ ‫و تقويم الوخلق ‪.‬‬ ‫و هم لم يبنتدعوا ذلك ابنتداعا شأنهم في كل اما يقولون و لكنهم‬ ‫يسنتمدونه امن القااموس العظم و البحر الخضم و الدسنتور المحكم و‬ ‫المرجع العلى ‪ ,‬ذلك هو كنتاب ا تبارك و تعالى ‪ ,‬و قد سمعت امن‬ ‫قبل تلك المادة الخالدة امن ذلكم القانون ‪:‬‬ ‫سس ِهمه ْ( )الرعد‪. (11:‬‬ ‫غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫م َ‬ ‫غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ‬ ‫ا ل ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫و لقد كشف القرآن عن هذا المعنى في كثير امن آياته ‪ ,‬بل إنه ضرب‬ ‫امثل تطبيقيا وخالدا واضحا كل الوضوح صادقا كل الصدق في قصة بني‬ ‫إسرائيل ‪ ,‬تلك القصة الرائعة النتي ترسم لكل أامة يائسة طريق النتكوين ‪.‬‬

‫المنهاج واضح‬ ‫يعنتقد الوخوان المسلمون أن ا تبارك و تعالى حين أنزل القرآن و أامر‬ ‫عباده أن ينتبعوا امحمدا و رضي لهم السلم دينا ‪ ,‬و وضع في هذا الدين‬ ‫القويم كل الصول اللزامة لحياة الامم و نهضنتها و إسعادها ‪ ,‬و ذلك‬ ‫امصداق قول ا تبارك و تعالى ‪:‬‬ ‫م س ِفي‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عنَد ُ‬ ‫كُنتوم ًبا س ِ‬ ‫جُدوَنُه َام ه ْ‬ ‫ي اَّلس ِذي َي س ِ‬ ‫ي ال ُِّام َّ‬ ‫ل الَّنس ِب َّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيَّنتس ِب ُ‬ ‫)اَّلس ِذي َ‬ ‫حل ُّ َلُه ُ‬ ‫م‬ ‫كس ِر َوُي س ِ‬ ‫من َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ف َوَيه ْنَها ُ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫هم س ِباه ْل َ‬ ‫ل َيه ْأُامُر ُ‬ ‫جي س ِ‬ ‫ة َوالس ِه ْن س ِ‬ ‫الَّنته ْوَرا س ِ‬ ‫ل اَّلس ِنتي َكاَن ه ْ‬ ‫ت‬ ‫غل َ َ‬ ‫م َوال َ ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫صَر ُ‬ ‫م إ س ِ ه ْ‬ ‫عه ْنُه ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ث َوَي َ‬ ‫خَببآس ِئ َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عَله ْيس ِه ُ‬ ‫م َ‬ ‫حِّر ُ‬ ‫ت َوُي َ‬ ‫طِّيَبا س ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫م( )العراف‪.(157:‬‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫َ‬


‫و امصداق قول الرسول في الحديث الشريف اما امعناه )وا اما تركت‬ ‫امن شر إل و نهينتكم عنه(‬ ‫و أنت إذا أامعنت النظر في تعاليم السلم وجدته قد وضع أصح القواعد‬ ‫و أنسب النظم و أدق القوانين لحياة الفرد رجل و اامرأة ‪ ,‬و حياة السرة‬ ‫في تكوينها و انحللها ‪ ,‬و حياة الامم في نشوئها و قوتها و انحللها ‪ ,‬و‬ ‫حلل الفكر النتي وقف أاماامها المصلحون ‪.‬‬ ‫فالعالمية و القوامية و الشنتراكية و الرأسمالية و البلشفية و الحرب و‬ ‫توزيع الثروة ‪ ,‬و الصلة بين المننتج و المسنتهلك و اما يمت بصلة قريبة أو‬ ‫بعيدة إلى هذه البحو ث النتي تشغل بال ساسة الامم و فلسفة الجنتماع‬ ‫‪ ,‬كل هذه نعنتقد أن السلم وخاض في لبها ‪ ,‬و وضع للعالم النظم النتي‬ ‫تكفل له الننتفاع بما فيها امن امحاسن ‪ ,‬و تجنب اما تسنتنتبعه امن وخطر و‬ ‫ويلت ‪ ,‬و ليس ذلك امقام تفصيل في هذا المقال ‪ ,‬فإنما نقول اما نعنتقد‬ ‫و نبين للناس اما ندعوهم إليه ‪ ,‬ولنا بعد ذلك جولت نفصل فيها اما نقول‬ ‫‪.‬‬

‫ل بد امن أن ننتبع‬ ‫وإذا كان الوخوان المسلمون يعنتقدون ذلك فهم يطالبون الناس بان‬ ‫يعملوا على أن تكون قواعد السلم الصول النتي تبنى عليها نهضة‬ ‫الشرق الحديث في كل شان امن شؤون الحياة ‪ ,‬ويعنتقدون أن كل امظهر‬ ‫امن امظاهر النهضة ينتنافى امع قواعد السلم و يصطدم بأحكام القرآن‬ ‫فهو تجربة فاسدة فاشلة ‪ ,‬سنتخرج امنها الامم بنتضحيات كبيرة في غير‬ ‫فائدة ‪ ,‬فخير للامم النتي تريد النهوض أن تسلك إليه أوخصر الطريق‬ ‫باتباعها أحكام السلم ‪.‬‬ ‫والوخوان المسلمون ل يخنتصون بهذه الدعوة قطرا دون قطر امن‬ ‫القطار السلامية ‪ ,‬ولكنهم يرسلونها صيحة يرجون أن تصل إلى آذان‬ ‫القادة و الزعماء في كل قطر يدين أبناؤه بدين السلم ‪ ,‬و إنهم‬


‫ليننتهزون لذلك هذه الفرصة النتي تنتحد فيها القطار السلامية و تحاول‬ ‫بناء امسنتقبلها على دعائم ثابنتة امن أصول الرقي و النتقدم و العمران ‪.‬‬

‫احذروا النحراف‬ ‫و إن أكبر اما يخشاه الوخوان المسلمون أن تندفع الشعوب الشرقية‬ ‫السلامية في تيار النتقليد ‪ ,‬فنترقع نهضاتها بنتلك النظم البالية النتي اننتقضت‬ ‫على نفسها و أثبنتت النتجربة فسادها وعدم صلحينتها ‪ ,‬إن لكل أامة امن‬ ‫أامم السلم دسنتورا عااما فيجب أن تسنتمد امواد دسنتورها العام امن‬ ‫أحكام القرآن الكريم ‪ ,‬و إن الامم النتي تقول في أول امادة امن امواد‬ ‫دسنتورها ‪ :‬إن دينها الرسمي السلم ‪ ,‬يجب أن تضع بقية المواد على‬ ‫أساس هذه القاعدة ‪ ,‬و كل امادة ل يسيغها السلم و ل تجيزها أحكاامه‬ ‫يجب أن تحذف امن حنتى ل يظهر النتناقض في القانون الساسي للدولة ‪.‬‬

‫أصلحوا القانون‬ ‫وإن لكل أامة قانونا ينتحاكم إليه أبنائها ‪ ,‬و هذا القانون يجب أن يكون‬ ‫امسنتمدا امن أحكام الشريعة السلامية امأوخوذا عن القرآن الكريم امنتفقا‬ ‫امع أصول الفقه السلامي ‪ ,‬و إن الشريعة السلامية و فيما وضعه‬ ‫المشنترعون المسلمون اما يسد الثغرة و يفي بالحاجة و ينقع الغلة ‪ ,‬و‬ ‫يؤدي إلى أفضل الننتائج و أبرك الثمرات ‪ ,‬و إن في حدود ا لو نفذت‬ ‫لزاجرا يردع المجرم و إن اعنتاد الجرام ‪ ,‬و يكف العادي و إن تأصل في‬ ‫نفسه العدوان و يريح الحكوامات امن عناء النتجارب الفاشلة ‪ ,‬و النتجربة‬ ‫تثبت ذلك و تؤيده ‪ ,‬و أصول النتشريع الحديث تنادي به و تدعمه ‪ ,‬و ا‬ ‫تبارك و تعالى يفرضه و يوجبه ‪:‬‬ ‫ن( )المائدة‪. (44:‬‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ا َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما أ َه ْنَز َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫)َوَام ه ْ‬

‫أصلحوا امظهر الجنتماع‬ ‫وإن في كل أامة امظاهر امن الحياة الجنتماعية تشرف عليها الحكوامات و‬ ‫ينظمها القانون و تحميها السلطات ‪ ,‬فعلى كل أامة شرقية إسلامية أن‬ ‫تعمل على أن تكون كل هذه المظاهر امما ينتفق و آداب الدين و يساير‬


‫و يساير تشريع السلم و أواامره ‪ ,‬إن البغاء الرسمي لطخة عار في‬ ‫جبين كل أامة تقدر هذه الفضيلة ‪ ,‬فما بالك بالامم السلامية النتي النتي‬ ‫يفرض عليها دينها امحاربة البغاء و الضرب على يد الزناة بشدة ‪:‬‬ ‫وخس ِر‬ ‫م ال س ِ‬ ‫ن س ِباللس ِه َواه ْلَيه ْو س ِ‬ ‫م ُته ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ا س ِإن ُكنُنت ه ْ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ما َره ْأَف ٌة س ِفي س ِدي س ِ‬ ‫وخه ْذُكم س ِبس ِه َ‬ ‫)َول َته ْأ ُ‬ ‫ن( )النور‪.(2:‬‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫طاس ِئَف ٌة ِّام َ‬ ‫ما َ‬ ‫عَذاَبُه َ‬ ‫شَهه ْد َ‬ ‫َوه ْلَي ه ْ‬ ‫إن حانات الخمر في أظهر شوارع المدن و أبرز أحيائها ‪ ,‬و تلك اللوحات‬ ‫الطويلة العريضة عن المشروبات الروحية ‪ ,‬و هذه العلنات الظاهرة‬ ‫الواضحة عن أم الخبائث امظاهر يأباها الدين ‪ ,‬و يجرامها القرآن الكريم‬ ‫أشد النتحريم ‪.‬‬

‫حاربوا الباحية‬ ‫و إن هذه الباحية المغرية و المنتعة الفاتنة و اللهو العابث في الشوارع و‬ ‫المجاامع و المصايف والمرابع يناقض اما أوصى به السلم باتباعه امن‬ ‫عفة و شهاامة و إباء و انصراف إلى الجد و ابنتعاد عن السفاف )إن ا‬ ‫تعالى يحب امعالي الامور و يكره سفاسفها( ‪.‬‬ ‫فكل هذه المظاهر و أشباهها ‪ ,‬على الامم السلامية أن تبذل في‬ ‫امحاربنتها و امناهضنتها كل اما في وسع سلطانها و قوانينها امن طاقة و‬ ‫امجهود ل تني عن ذلك و ل تنتواكل ‪.‬‬

‫نظموا النتعليم‬ ‫وإن لكل أامة و شعب إسلامي سياسة في النتعليم و تخريج الناشئة و‬ ‫بناء رجال المسنتقبل ‪ ,‬الذين تنتوقف عليهم حياة الامة الجديدة ‪ ,‬فيجب‬ ‫أن تبنى هذه السياسة على أصول حكيمة تضمن للناشئين امناعة دينية و‬ ‫حصانة وخلقية ‪ ,‬و امعرفة بأحكام دينهم ‪ ,‬و اعنتدادا بمجده الغابر‬ ‫وحضارته الواسعة ‪.‬‬ ‫هذا قليل امن كثير امن الصول النتي يريد الوخوان المسلمون أن ترعاها‬ ‫الامم السلامية في بناء النهضة الحديثة ‪ ,‬و هم يوجهون دعوتهم هذه‬ ‫إلى كل المسلمين شعوبا و حكوامات ‪ ,‬و وسيلنتهم في الوصول إلى‬


‫تحقيق هذه الغايات السلامية الساامية وسيلة واحدة ‪ :‬أن يبنوا اما فيها‬ ‫امن امزية و أحكام ‪ ,‬حنتى إذا ذكر الناس ذلك و اقنتنعوا بفائدته أننتج ذلك‬ ‫عملهم له و نزولهم على حكمه ‪:‬‬ ‫ن س ِ‬ ‫ا‬ ‫حا َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫عس ِني َو ُ‬ ‫ة أ َ​َنا َوَامنس ِ اَّتَب َ‬ ‫صيَر أ ٍ‬ ‫ا عَ​َلى َب س ِ‬ ‫عو إ س َِلى س ِ‬ ‫سس ِبيس ِلي أ َه ْد ُ‬ ‫ه َ‬ ‫هس ِذ س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫ن( )يوسف‪. (108:‬‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫َوَاما أ َ​َنا س ِام َ‬

‫اننتفعوا بإوخاء إوخوانكم‬ ‫ينادي السلم أبناءه و امنتبعيه فيقول لهم ‪:‬‬ ‫م إ س ِذه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ا َ‬ ‫مَة س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫عا َول َ َتَفَّرُقوه ْا َواه ْذُكُروه ْا س ِن ه ْ‬ ‫مي م ً‬ ‫ج س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫حه ْب س ِ‬ ‫موه ْا س ِب َ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت س ِ‬ ‫)َوا ه ْ‬ ‫وخَوام ًنا( )آل عمران‪:‬‬ ‫مس ِنتس ِه إ س ِ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫حُنتم س ِبس ِن ه ْ‬ ‫صَب ه ْ‬ ‫م َفَأ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُقُلوس ِب ُ‬ ‫ف َبه ْي َ‬ ‫عَداء َفَأَّل َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ُكنُنت ه ْ‬ ‫‪.(103‬‬ ‫ة( )الحجرات‪:‬‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫و يقول القرآن الكريم في آية أوخرى‪) :‬إ س َِّن َ‬ ‫‪(10‬‬

‫ض(‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫ء َب ه ْ‬ ‫م أ َه ْوس ِلَيا ُ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت َب ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامَنا ُ‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫و في آية أوخرى ‪َ) :‬واه ْل ُ‬

‫)النتوبة‪. (71:‬‬ ‫و يقول النبي الكريم صلى ا عليه و سلم ‪) :‬و كونوا عباد ا إوخوانا( و‬ ‫كذلك فهم المسلمون الولون – رضوان ا عليهم – امن السلم هذا‬ ‫المعنى الوخوي و أاملت عليهم عقيدتهم في دين ا أوخلد عواطف الحب‬ ‫و النتبآلف ‪ ,‬و أنبل امظاهر الوخوة و النتعارف ‪ ,‬فكانوا رجل واحدا و قلبا‬ ‫واحدا و يدا واحدة ‪ ,‬حنتى اامنتن ا بذلك في كنتابه فقال تبارك و تعالى ‪:‬‬ ‫ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ت َبه ْي َ‬ ‫ميعا َاما أ َ​َّله ْف َ‬ ‫ج س ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫م َله ْو أ َه ْنَفه ْق َ‬ ‫ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ف َبه ْي َ‬ ‫)َوأ َ​َّل َ‬ ‫م( )لنفال‪. (63:‬‬ ‫ف َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ا أ َ​َّل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك َّ‬ ‫َوَل س ِ‬

‫تطبيق‬ ‫وإن ذلك المهاجر الذي كان ينترك أهله ‪ ,‬و يفارق أرضه في امكة و يفر‬ ‫بدينه ‪ ,‬كان يجد أاماامه أبناء السلم امن فنتيان يثرب يننتظرون و كلهم‬ ‫شوق إليه و حب له و سرور بمقدامه ‪ ,‬و اما كان لهم سابق امعرفة و ل‬ ‫قديم صلة ‪ ,‬و اما ربطهم به وشيجة امن صهر أو عموامة ‪ ,‬و اما دفعنتهم‬ ‫إليه غاية أو امنفعة ‪ ,‬و إنما هي عقيدة السلم جعلنتهم يحنون إليه و‬


‫ينتصلون به ‪ ,‬و يعدونه جزءا امن أنفسهم و شقيقا لرواحهم ‪ ,‬و اما هو‬ ‫إل أن يصل المسجد حنتى يلنتف حوله الغر المياامين امن الوس و‬ ‫الخزرج ‪ ,‬كلهم يدعوه إلى بينته و يؤثره على نفسه و يفديه بروحه‬ ‫وعياله ‪ ,‬وينتشبث بمطلبه هذا حنتى يؤول الامر إلى القنتراع ‪ ,‬حنتى روى‬ ‫الامام البخاري اما امعناه ‪) :‬اما نزل امهاجري على أنصاري إل بقرعة( ‪.‬‬ ‫وحنتى وخلد القرآن للنصار ذلك الفضل أبد الدهر ‪ ,‬فما زال يبدو غرة‬ ‫امشرقة في جبين السنين في قول ا تبارك و تعالى ‪:‬‬ ‫م َول‬ ‫جَر إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ح ُّبونَ َامنه ْ َ‬ ‫م ُي س ِ‬ ‫ن س ِامن َقه ْبس ِلس ِه ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫)َواَّلس ِذي َ‬ ‫ن َتَبَّوءوا الَّداَر َوا س ِ‬ ‫م َوَله ْو َكا َ‬ ‫ن‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫عَلى َأنُف س ِ‬ ‫ما ُأوُتوا َوُيه ْؤس ِثُرونَ َ‬ ‫جم ًة ِّام َّ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫صُدوس ِر س ِ‬ ‫ن س ِفي ُ‬ ‫جُدو َ‬ ‫َي س ِ‬ ‫ن( )الحشر‪. (9:‬‬ ‫حو َ‬ ‫مه ْفس ِل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫سس ِه َفُأه ْوَلس ِئ َ‬ ‫ح َنه ْف س ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ص ٌة َوَامن ُيو َ‬ ‫صا َ‬ ‫وخ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِبس ِه ه ْ‬ ‫و على هذا درج أبناء السلم و وخص الرعيل الول اممن وجدت بين‬ ‫نفوسهم الوخوة اليمانية ‪ ,‬ل فرق بين امهاجرهم و أنصارهم ‪ ,‬و ل بين‬ ‫امكتّيهم و يمنتّيهم ‪ ,‬حنتى أثنى الرسول على الشاعرة امن أهل اليمن‬ ‫بقوله صلى ا عليه و سلم اما امعناه‬ ‫)نعم القوم الشعريون إذا جهدوا في سفر أو حضر جمعوا اما عندهم‬ ‫فوضعوه في امزادتهم ثم قسموه بينهم بالسوية(‬ ‫و أنت إذا قرأت القرآن الكريم ‪ ,‬و أحاديث النبي العظيم صلى ا عليه و‬ ‫سلم ‪ ,‬و طالعت سير الغر المياامين امن أبناء هذا الدين ‪ ,‬رأيت امن ذلك‬ ‫اما يقر عينك و يمل سمعك و قلبك ‪.‬‬

‫أوخوة تعلن النسانية‬ ‫و لقد أثمرت هذه العقيدة ثمرتين لبد لنا امن أن نجنيهما و ننتحد ث إليك‬ ‫عما فيهما امن حلوة لذة و وخير و فائدة ‪.‬‬ ‫فأاما الولى امنها ‪ :‬فقد أننتجت هذه العقيدة أن السنتعمار السلامي لم‬ ‫يشبهه أي اسنتعمار في النتاريخ أبدا ‪ ,‬ل في غاينته و ل في امسالكه و‬ ‫إدارته و ل في ننتائجه و فائدته ‪ ,‬فإن المسنتعمر المسلم إنما كان يفنتح‬ ‫الرض حين يفنتحها ليعلي فيها كلمة الحق ‪ ,‬و ينير أفقها بسنة القرآن‬


‫الكريم ‪ ,‬فإذا أشرقت على نفوس أهلها شمس الهداية المحمدية فقد‬ ‫زالت الفوارق و امحيت المظالم ‪ ,‬و شملها العدل و النصاف و الحب و‬ ‫الوخاء ‪ ,‬و لم يكن هناك فاتح غالب و وخصم امغلوب ‪ ,‬و لكن إوخوان‬ ‫امنتحابون امنتبآلفون ‪ ,‬و امن هنا تذوب فكرة القوامية ‪ ,‬و تنجاب كما ينجاب‬ ‫الثلج سقطت عليه أشعه الشمس قوية امشرقة أامام فكرة الوخوة‬ ‫السلامية النتي يبثها القرآن في نفوس امن ينتبعونه جميعا ‪.‬‬ ‫إن ذلك الفاتح المسلم قبل أن يغزوا امن غزا و يغلب امن غلب ‪ ,‬قد باع‬ ‫أهله ‪ ,‬و تجرد امن عصبينته و قوامينته في سبيل ا ‪ ,‬فهو ل يغزو لعصبية‬ ‫و ل يغلب لقوامية و ل يننتصر لجنسية ‪ ,‬و لكنه حين يعمل لله و لله وحده‬ ‫ل شريك له ‪ ,‬و إن أروع اما أثر امن الوخل ص في الغاية ‪ ,‬و تجريد النفس‬ ‫امن الهوى اما جاء في الحديث الشريف اما امعناه أن رجل جاء إلى النبي‬ ‫فقال له يا رسول ا ‪ ,‬إني أحب أن أجاهد في سبيل ا ‪ ,‬و أحب أن‬ ‫يرى اموقفي فسكت النبي و لم يجبه ‪ ,‬فنزلت الية الكريمة ‪:‬‬ ‫ة َرِّبس ِه‬ ‫عَباَد س ِ‬ ‫ك س ِب س ِ‬ ‫شس ِر ه ْ‬ ‫حا َول ُي ه ْ‬ ‫صاس ِل م ً‬ ‫مل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫جو س ِلَقاء َرِّبس ِه َفه ْلَي ه ْ‬ ‫ن َيه ْر ُ‬ ‫من َكا َ‬ ‫)َف َ‬ ‫حم ًدا( )الكهف‪.(110:‬‬ ‫أَ َ‬ ‫أرأيت كيف اعنتبر السلم تطلع هذا الشخص إلى الثناء و المدح و هما‬ ‫امن طبائع النفوس شركا وخفيا يجب أن ينتنزه عنه و يسمو بشرف الغاية‬ ‫النبيلة عنه ؟ و هل هناك أوخلص امن أن ينسى النسان نفسه في سبيل‬ ‫غاينته ؟ و هل تظن أن رجل يشنترط عليه دينه أن ينتجرد امن نفسه و‬ ‫يكبت عواطفها و اميولها و أهواءها حنتى يكون جهاده وخالصا لله وحده ‪,‬‬ ‫يفكر بعد هذا في أن يجاهد لعصبية أو يغزو لجنس أو قوامية ؟ ‪ ..‬اللهم‬ ‫ل‪.‬‬ ‫إن ذلك المغلوب الذي شاء له القدر أن يسعد بالسلم و يهنتدي به ‪ ,‬اما‬ ‫ترك بلده و أرضه لجنبي عنه ينتحكم فيها و يسخره تسخير العبد الذليل ‪,‬‬ ‫و يسنتأثر دونه بخيراتها ‪ ,‬و لكنه ترك اما ترك لنه يخلطه بنفسه و يمزجه‬


‫بروحه و يناديه بإوخل ص ‪ :‬لك اما لنا و عليك اما علينا ‪ ,‬وكنتاب ا تبارك و‬ ‫حى في سبيل امبدئه ‪ ,‬و‬ ‫تعالى يفصل بيننا ‪ ,‬فكلهما فني في غاينته و ض تّ‬ ‫ترك اما ترك ليعم النسانية نور ا ‪ ,‬و تسطع عليها شمس القرآن‬ ‫الكريم ‪ ,‬و في ذلك تمام إسعادها و كمال رقيها لو كانوا يعلمون ‪.‬‬

‫أفق الوطن السلامي‬ ‫أاما الثمرة الثانية ‪ :‬فإن الوخوة السلامية جعلت كل امسلم يعنتقد أن كل‬ ‫شبر امن الرض ‪ ,‬فيه أخ يدين بدين القرآن الكريم ‪ ،‬قطعة امن الرض‬ ‫السلامية العاامة النتي يفرض السلم علي كل أبنائه أن يعملوا لحماينتها‬ ‫وإسعادها فكان امن ذلك أن أتسع أفق الوطن السلامي وسما عن‬ ‫حدود الوطنية الجغرافية والوطنية الداموية إلى وطنية المبادئ الساامية‬ ‫والعقائد الخالصة الصحيحة ‪ ،‬والحقائق النتي جعلها ا للعالم هدى‬ ‫ونورا ‪ ,‬والسلم حين يشعر أبناءه بهذا المعنى ويقرره في نفوسهم‬ ‫يفرض عليهم فريضة لزامة لحماية أرض السلم امن عدوان المعنتدين ‪,‬‬ ‫وتخليصها امن غصب الغاصبين ‪ ،‬وتحصينها امن امطاامع المنتعدين ‪.‬‬

‫طريق طويلة‬ ‫أرجو أن تكون هذه الكلمات المنتنتاليات في بيان دعوة الوخوان‬ ‫المسلمين قد كشفت للقراء عن غاينتهم ‪ ,‬و أبانت لهم و لو إلى حد اما‬ ‫عن امناهجهم في السير إلى هذه الغاية ‪ ,‬و قد تحدثت امن قبل إلى‬ ‫إوخواننا الغيورين على السلم و امجده حديثا طويل هو أشبه بهذه‬ ‫الكلمات النتي رآها القراء تحت عنوان ‪ ) :‬إلى أي شيء ندعو الناس (‬ ‫و لقد أصغى إلى امن حدثنتهم إصغاء امشكورا ‪ ,‬و كنا ننتفهم القول تباعا‬ ‫أول فأول ‪ ,‬حنتى وخرجنا امن المحادثة امقنتنعين تمااما بشرف الغاية و‬ ‫نجاح الوسيلة ‪ ,‬و كم كانت دهشنتي عظيمة حين رأيت امنهم شبه إجماع‬ ‫على أن هذه السبيل امع النتسليم بنجاحها طويلة ‪ ,‬و أن النتيارات الجارفة‬


‫الهداامة في البلد قوية ‪ ,‬امما يجعل اليأس يدب إلى القلوب و القنوط‬ ‫يسنتولي على النفوس ‪ ,‬و حنتى ل يجد القراء الكرام هذا الشعور الذي‬ ‫وجده أولئك المنتحدثون امن قبل ‪ ,‬أحببت أن تكون هذه الكلمات امفعمة‬ ‫بالامل ‪ ,‬فياضة باليقين في النجاح إن شاء ا ‪ ,‬و لله الامر امن قبل و‬ ‫امن بعد ‪ ,‬و سأحصر الموضوع في نظرتين إيجابينتين ‪:‬‬

‫نظرة اجنتماعية‬ ‫يقول علماء الجنتماع إن حقائق اليوم هي أحلم الامس ‪ ,‬و أحلم اليوم‬ ‫هي حقائق الغد ‪ ,‬و تلك نظرة يؤيدها الواقع و يعززها الدليل و البرهان‬ ‫‪ ,‬بل هي امحور تقدم النسانية و تدرجها امدارج الكمال ‪ ,‬فمن ذا الذي‬ ‫كان يصدق أن يصل العلماء إلى اما وصلوا إليه امن المكنتشفات و‬ ‫المخنترعات قبل حدوثها ببضع سنين ‪ ,‬بل إن أساطين العلم أنفسهم‬ ‫أنكروها لول عهدهم بها ‪ ,‬حنتى أثبنتها الواقع و أيدها البرهان ‪ ,‬و المثل‬ ‫على ذلك كثيرة ‪ ,‬و هي امن البداهة بحيث يكفينا ذلك عن الطالة بذكرها‬ ‫‪.‬‬

‫نظرة تاريخية‬ ‫وإن نهضات الامم جميعا‪ ،‬إنما بدأت على حال امن الضعف يخَّيل للناظر‬ ‫إليها‪ ،‬أن وصولها إلى اما تبنتغي ضرب امن المحال‪.‬‬ ‫وامع هذا الخيال‪ ،‬فقد حدثنا النتاريخ أن الصبر والثبات والحكمة والناة‬ ‫وصلت بهذه النهضات الضعيفة النشأة‪ ،‬القليلة الوسائل‪ ،‬إلى ذروة اما‬ ‫يرجوه القائمون بها‪ ،‬امن توفيق ونجاح‪ ،‬وامن ذا الذي كان يصِّدق أن‬ ‫الجزيرة العربية وهي تلك الصحراء الجافة المجدبة تنبت النور والعرفان‪،‬‬ ‫وتسيطر بنفوذ أبنائها الروحي والسياسي على أعظم دول العالم؟ وامن‬ ‫ذا الذي كان يظن أن أبا بكر صاحب القلب الرقيق اللِّين‪ ،‬وقد اننتقض‬ ‫الناس عليه‪ ،‬وحار أنصاره في أامرهم‪ ،‬يسنتطيع أن يخرج في يوم واحد‬ ‫أحد عشر جيشا‪ ،‬تقمع العصاة وتقِّوم المعوج ‪ ،‬وتؤدب الطاغي وتننتقم‬ ‫امن المرتدين‪ ،‬وتسنتخلص حق ا في الزكاة امن المانعين؟‪ .‬وامن ذا‬


‫الذي كان يصدق أن هذه الشيعة الضئيلة المسنتنترة امن بني علي و‬ ‫العباس تسنتطيع أن تقلب ذلك الملك القوي الواسع الكناف اما بين عشية‬ ‫وضحاها ‪ ,‬و هي اما كانت في يوم امن اليام إل عرضة للقنتل و النتشريد و‬ ‫النفي و النتهديد ؟‪ .‬وامن ذا الذي كان يظن أن صلح الدين اليوبي يقف‬ ‫العوام الطوال ‪ ،‬فيرتّد املوك أوروبا على أعقابهم امدحورين ‪ ،‬امع توافر‬ ‫عددهم وتظاهر جيوشهم‪ ،‬حنتى اجنتمع عليه وخمسة وعشرون املكا امن‬ ‫املوكهم الكابر؟‬ ‫ذلك في النتاريخ القديم‪ ،‬وفي النتاريخ الحديث أروع المثل على ذلك‪ ،‬فمن‬ ‫كان يظن أن الملك عبد العزيز آل سعود ‪ ،‬وقد نفيت أسرته وشِّرد أهله‬ ‫ل‪ ،‬ثم يكون بعد ذلك‬ ‫سلب املكه‪ ،‬يسنترد هذا الملك ببضعة وعشرين رج م ً‬ ‫و ُ‬ ‫أامل م ً امن آامال العالم السلامي في إعادة امجده وإحياء وحدته؟ وامن‬ ‫كان يصدق أن ذلك العاامل اللماني) هنتلر ( يصل إلى اما وصل إليه امن‬ ‫قوة ‪1‬النفوذ و نجاح الغاية ؟‬

‫هل هناك طريق أوخرى؟‬ ‫و ثم نظرتان سلبينتان تحدثان الننتيجة بعينها و توجهان قلب الغيور إلى‬ ‫العمل توجيها صحيحا ‪.‬‬ ‫أولهما ‪ :‬أن هذه الطريق امهما طالت فليس هناك غيرها في بناء‬ ‫النهضات بناء صحيحا و قد أثبنتت النتجربة صحة هذه النظرية ‪.‬‬

‫الواجب أول‬ ‫و ثانينتهما ‪ :‬أن العاامل يعمل لداء الواجب أول ‪ ,‬ثم للجر الوخروي ثانيا ‪,‬‬ ‫ثم للفادة ثالثا ‪ ,‬و هو إن عمل فقد أدى الواجب ‪ ,‬و فاز بثواب ا اما‬ ‫في ذلك امن شك ‪ ,‬امنتى توفرت شروطه ‪ ,‬و بقيت الفادة و أامرها إلى‬ ‫ا ‪ ,‬فقد تأتي فرصة لم تكن في حسابه تجعل عمله يأتي بأبرك‬ ‫الثمرات ‪ ,‬على حين إنه إذا قعد عن العمل فقد لزامه إثم النتقصير ‪ ,‬و‬ ‫ضاع امنه أجر الجهاد و حرم الفادة قطعا ‪ ,‬فأي الفريقين وخير امقااما و‬


‫أحسن نديا ؟ و قد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في صراحة و وضوح‬ ‫في الية الكريمة ‪:‬‬ ‫عَذام ًبا‬ ‫م َ‬ ‫عِّذُبُه ه ْ‬ ‫م أ َه ْو ُام َ‬ ‫كُه ه ْ‬ ‫ا ُامه ْهس ِل ُ‬ ‫ن َقه ْوم ًاما ُ‬ ‫ظو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َت س ِ‬ ‫م س ِل َ‬ ‫ت أ َُّام ٌة ِّامه ْنُه ه ْ‬ ‫)َو إ س َِذ َقاَل ه ْ‬ ‫سوه ْا َاما ُذِّكُروه ْا س ِبس ِه‬ ‫ما َن ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬فَل َّ‬ ‫م َيَّنتُقو َ‬ ‫عَّلُه ه ْ‬ ‫م َوَل َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة إ س َِلى َرِّب ُ‬ ‫عس ِذَر م ً‬ ‫شس ِديم ًدا َقاُلوه ْا َام ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫س س ِب َ‬ ‫ب َبس ِئي أ ٍ‬ ‫عَذا أ ٍ‬ ‫موه ْا س ِب َ‬ ‫ظَل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وخه ْذَنا اَّلس ِذي َ‬ ‫ء َوأ َ َ‬ ‫سو س ِ‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َيه ْنَهه ْو َ‬ ‫جه ْيَنا اَّلس ِذي َ‬ ‫َأن َ‬ ‫ن( )العراف‪.(165-164:‬‬ ‫سُقو َ‬ ‫َكاُنوه ْا َيه ْف ُ‬

‫قصة أامة تنتكون‬ ‫ضعف‬ ‫نحن الن أامام جبار امنتكبر يسنتعبد عباد ا و يسنتضعفهم و ينتخذهم‬ ‫وخداما و حشما و عبيدا و وخول ‪ ,‬و بين شعب امن الشعوب الكريمة‬ ‫المجيدة اسنتعبده ذلك الطاغية الجبار ‪ ,‬ثم أراد ا تبارك تعالى أن‬ ‫يعيد لهذا الشعب المجيد حرينته المسلوبة و كراامنته المغصوبة و امجده‬ ‫الضائع و عزه البائد ‪ ,‬فكان أول شعاع امن فجر حرية هذا الشعب‬ ‫إشراق شمس زعيمه العظيم )اموسى ( على الوجود طفل رضيعا ‪:‬‬ ‫عه ْو َ‬ ‫ن‬ ‫ن س ِفه ْر َ‬ ‫ن ‪ ,‬إ س ِ َّ‬ ‫م ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ق س ِلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن س ِباه ْل َ‬ ‫عه ْو َ‬ ‫سى َوس ِفه ْر َ‬ ‫ك س ِامن َّنَبس ِإ ُامو َ‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫)َنه ْنتُلوا َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ح أ َه ْبَناء ُ‬ ‫م ُيَذِّب ُ‬ ‫طاس ِئَفم ًة ِّامه ْنُه ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫عا َي ه ْ‬ ‫شَي م ً‬ ‫هَلَها س ِ‬ ‫ل أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫عل س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫َ‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن ‪َ ,‬وُنس ِريُد َأن َّن ُ‬ ‫سس ِدي َ‬ ‫مه ْف س ِ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫م إ س َِّنُه َكا َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ساء ُ‬ ‫حس ِيي س ِن َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫َوَي ه ْ‬ ‫م س ِفي‬ ‫كنَ َلُه ه ْ‬ ‫م ِّ‬ ‫عَلُهمُ اه ْلَواس ِرس ِثين َوُن َ‬ ‫ج َ‬ ‫مم ًة َوَن ه ْ‬ ‫م أ َس ِئ َّ‬ ‫عَلُه ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َوَن ه ْ‬ ‫عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سُنت ه ْ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫ض( )القصص‪.(5-3:‬‬ ‫ال َه ْر س ِ‬

‫زعاامة‬ ‫و نحن بعد هذا أامام هذا الزعيم و قد بلغ أشده و اسنتوى ‪ ,‬و تولنته‬ ‫العناية اللهية ‪ ,‬بعد أن أنفت نفسه الظلم و عافت الضيم ‪ ,‬ففر بنفسه و‬ ‫هرب بحرينته ‪ ,‬حيث اصطنعه ا لنفسه و حمله عبء رسالنته ‪ ,‬و أسند‬ ‫إليه وخل ص شعبه ‪ ,‬فبآب امملوءا باليمان امؤيدا باليقين ‪ ,‬يواجه ذلك‬ ‫الجبار فيطلب إليه أن يعيد إلى شعبه حرينته و ينترك له كراامنته و يؤامن به‬


‫و ينتبعه ‪ .‬و اما أروع ذلك النتهكم المر اللذع حين يحكي القرآن الكريم‬ ‫قول الرسول العظيم‬ ‫ل( )الشعراء‪.(22:‬‬ ‫سَراس ِئي َ‬ ‫ت َبس ِني إ س ِ ه ْ‬ ‫عَّبد َّ‬ ‫ن َ‬ ‫ي أ َ ه ْ‬ ‫عَل َّ‬ ‫م ُّنَها َ‬ ‫م ٌة َت ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ك س ِن ه ْ‬ ‫)َوس ِته ْل َ‬ ‫أيها الجبار المنتحكم في عباد ا ل عبادك ‪ ,‬هل امن النعمة النتي تذكرنا‬ ‫بها و الجميل الذي تسديه إلي أن تسنتعبد شعبي و تحقر أامنتي و تمنتهن‬ ‫قوامي ؟ إنها صيحة الحق دوت امن فم النبي الكريم فزلزلت عرش‬ ‫الجبار و هزت املكه ‪:‬‬ ‫عَنا َبس ِني‬ ‫ل َام َ‬ ‫س ه ْ‬ ‫ن أ َه ْر س ِ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ ه ْ‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫سولُ َر ِّ‬ ‫ن َفُقول إ س َِّنا َر ُ‬ ‫عه ْو َ‬ ‫)َفه ْأس ِتَيا س ِفه ْر َ‬ ‫عه ْل َ‬ ‫ت‬ ‫سس ِنينَ ‪َ ,‬وَف َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫مس ِر َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت س ِفيَنا س ِام ه ْ‬ ‫ك س ِفيَنا َوس ِليم ًدا َوَلس ِبه ْث َ‬ ‫م ُنَرِّب َ‬ ‫ل أ َ​َل ه ْ‬ ‫ل ‪َ ,‬قا َ‬ ‫سَراس ِئي َ‬ ‫إ س ِ ه ْ‬ ‫ن‪,‬‬ ‫ضاِّلي َ‬ ‫عه ْلُنتَها إ س ِم ًذا َوأ َ​َنا س ِامنَ ال َّ‬ ‫ل َف َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ت س ِام َ‬ ‫ت َوَأن َ‬ ‫عه ْل َ‬ ‫ك اَّلس ِنتي َف َ‬ ‫عَلَنت َ‬ ‫َف ه ْ‬ ‫ن(‬ ‫سس ِلي َ‬ ‫مه ْر َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫عَلس ِني س ِام َ‬ ‫ج َ‬ ‫ما َو َ‬ ‫ك م ً‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ب س ِلي َرِّبي ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م َفَو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخه ْفُنت ُ‬ ‫ما س ِ‬ ‫م َل َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ت س ِامن ُ‬ ‫َفَفَره ْر ُ‬ ‫)الشعراء‪.(21-16:‬‬

‫صراع‬ ‫و نحن الن نشهد غضبة القوة على الحق كيف تثور عليه و تننتقم امنه و‬ ‫تعذب أهله و تقهر امناصريه ‪ ,‬ثم كيف يصبر أهل الحق على كل ذلك ‪ ,‬و‬ ‫كيف يعللهم رؤساؤهم بالامال الحلوة و الاماني العزبة حنتى ل يجد‬ ‫الخور إلى نفوسهم سبيل ‪:‬‬ ‫سُدوه ْا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ض‬ ‫سى َوَقه ْوَامُه س ِلُيه ْف س ِ‬ ‫ن أ َ​َتَذُر ُامو َ‬ ‫عو َ‬ ‫م س ِفه ْر َ‬ ‫مل ُ س ِامن َقه ْو س ِ‬ ‫)َوَقالَ اه ْل َ‬ ‫م َوإ س َِّنا َفه ْوَقُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ساء ُ‬ ‫حس ِيـي س ِن َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م َوَن ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ل أ َه ْبَناء ُ‬ ‫سُنَقِّنت ُ‬ ‫ك َقالَ َ‬ ‫ك َوآس ِلَهَنت َ‬ ‫َوَيَذَر َ‬ ‫ن ال َه ْرضَ للس ِه‬ ‫عيُنوا س ِباللس ِه َواصه ْس ِبُروه ْا إ س ِ َّ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫سى س ِلَقه ْوس ِامس ِه ا ه ْ‬ ‫ل ُامو َ‬ ‫ن ‪َ ,‬قا َ‬ ‫هُرو َ‬ ‫َقا س ِ‬ ‫ن( )العراف‪. (128-127:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ‬ ‫ه َواه ْل َ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫شاء س ِام ه ْ‬ ‫ُيوس ِرُثَها َامن َي َ‬

‫إيمان‬ ‫و اما أروع أن نشهد ذلك النموذج الخالد امن الثبات و الصبر ‪ ,‬و‬ ‫السنتمساك بعروة الحق ‪ ,‬و السنتهانة بكل شيء حنتى الحياة في سبيل‬ ‫اليمان و العقيدة امن أتباع هذا الزعيم الذين آامنوا بدعوته ‪ ,‬و قد تحدوا‬ ‫هذا الجبار في اسنتهانة و اسنتماتة ‪:‬‬


‫غس ِفَر‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا ‪ ,‬إ س َِّنا آَامَّنا س ِبَرِّبَنا س ِلَي ه ْ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ه اه ْل َ‬ ‫هس ِذ س ِ‬ ‫ضي َ‬ ‫ما َته ْق س ِ‬ ‫ض إ س َِّن َ‬ ‫ت َقا أ ٍ‬ ‫ض َاما َأن َ‬ ‫)َفاه ْق س ِ‬ ‫وخه ْي ٌر َوأ َه ْبَقى( )طه‪. (73-72:‬‬ ‫ا َ‬ ‫حس ِر َو ُ‬ ‫س ه ْ‬ ‫ن ال ِّ‬ ‫عَله ْيس ِه س ِام َ‬ ‫هَنتَنا َ‬ ‫طاَياَنا َوَاما أ َه ْكَر ه ْ‬ ‫وخ َ‬ ‫َلَنا َ‬

‫اننتصار‬ ‫فإذا رأينا كل ذلك رأينا عاقبنته في القسم الخاامس و اما أدراك اما هي ؟‬ ‫فوز و فلح و اننتصار و نجاح و بشرى تزف إلى المهضوامين ‪ ,‬و أامل‬ ‫ينتحقق للحالمين ‪ ,‬و صيحة الحق المبين تدوي في آفاق الرض ‪:‬‬ ‫م( )طه‪. (80:‬‬ ‫عُدِّوُك ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جه ْيَناُكم ِّام ه ْ‬ ‫ل َقه ْد َأن َ‬ ‫سَراس ِئي َ‬ ‫)َيا َبس ِني إ س ِ ه ْ‬

‫هل نحن قوم عمليون؟‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مــ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســـ س ِ‬ ‫س ِبـ ه ْ‬ ‫قد أجبنا في الرسالة السابقة )إلى أي شئ ندعو الناس(عن سؤال ينتردد‬ ‫كثيرا علي أفواه كثير امن الناس ‪ ,‬فهم كانوا يسألون دائما كلما دعاهم‬ ‫داع إلى تشجيع )جماعة الوخوان المسلمون( والي أي شيء تدعو‬ ‫جماعة الوخوان المسلمون؟ وأحسبني أوضحت امبادئ هذه الدعوة بما‬ ‫يجعل الجواب علي هذا السؤال واضحا ل لبس فيه ول غموض ‪,‬‬ ‫وأظنني أجملت لهؤلء السائلين امبادئ هذه الدعوة في الكلمة الولى‬ ‫ثم فصلنتها في الكلمات النتي تلنتها فلم يبق عذر للذي يريد أن ينتعرف‬ ‫حقيقة دعوة الوخوان إجمال وتفصيل ‪.‬‬

‫سؤال امهم ‪ ..‬وأصناف سائليه‬ ‫وبقي سؤال آوخر ينتردد كثيرا علي أفواه الناس كذلك كلما دعاهم داع‬ ‫إلى تشجيع هذه الجماعة ‪ ,‬النتي تدأب علي العمل ليل نهار ل تبنتغي امن‬ ‫أحد جزاء ول شكورا ‪ ,‬ول تعمل إل لله وحده ول تعنتمد في وخطواتها إل‬ ‫علي تأييده ونصره واما النصر إل امن عند ا ‪ ,‬وشعار كل عاامل امن‬ ‫العااملين ‪ :‬إن أريد إل الصلح اما اسنتطعت واما توفيقي إل بالله عليه‬


‫توكلت وإليه أنيب ‪ .‬هذا السؤال الوخر أن يقول لك ذلك الذي تدعوه في‬ ‫اسنتهانة وإعراض غالبا ‪:‬‬ ‫وهل هذه الجماعة جماعة عملية ؟وهل أعضاؤها قوم عمليون ؟‬ ‫وهذا السائل أحد أصناف امن الناس ‪...‬‬ ‫إاما شخص امنتهكم امسنتهنتر ل يعنيه إل أامر نفسه ‪ ,‬ول يقصد امن إلقاء هذا‬ ‫السؤال إل أن يهزأ بالجماعات والدعوات والمبادئ والمصلحين ‪ ,‬لنه ل‬ ‫يدين بغير امصلحنته الشخصية ‪ ,‬ول يهمه امن أامر الناس إل الناحية النتي‬ ‫يسنتغلهم امنها لفائدتهم فقط ‪..‬‬ ‫أو هو شخص غافل عن نفسه وعن الناس جميعا فل غاية ول وسيلة‬ ‫ول فكر ول عقيدة ‪..‬‬ ‫وإاما شخص امغرم بنتشقيق الكلم وتنميق الجمل والعبارات وإرسال‬ ‫اللفاظ فخمة ضخمة ليقول الساامعون إنه عالم ‪ ,‬وليظن الناس أنه‬ ‫علي شئ وليس هو علي شئ وليلقي في روعك أنه يود العمل ول‬ ‫يقعده عن امزاولنته إل أنه ل يجد الطريق العملي إليه ‪ ,‬وهو يعلم كذب‬ ‫نفسه في هذه الدعوى وإنما ينتخذها سنتارا يغطي به قصوره ووخوره‬ ‫وأنانينته وأثرته ‪..‬‬ ‫وإاما شخص يحاول تعجيز امن يدعوه لينتخذ امن عجزه عن الجابة عذرا‬ ‫للقعود بالعلة‬ ‫للخمول والمكسلة ‪ ،‬وسببا للنصراف عن العمل للمجموع ‪.‬‬ ‫ي ‪ ,‬وأوضحت‬ ‫وآية ذلك عند هؤلء جميعا أنك إذا فاجأتهم بالطريق العمل تّ‬ ‫لهم امناهج العمل المثمر ‪ ,‬وأوخذت بأبصارهم وأسماعهم وعقولهم‬ ‫وأيديهم إلى الطريق المسنتقيم لتّووا رؤوسهم وحاروا في أامرهم‬ ‫وأسقط في أيديهم ‪ ,‬وظهر الضطراب والنتردد في ألفاظهم وحركاتهم‬ ‫وسكناتهم وأوخذوا يننتحلون المعاذير ويرجئونك إلى وقت الفراغ‬ ‫وينتخلصون امنك بمخنتلف الوسائل ‪ ،‬ذلك بعد آن يكونوا أامضوك اعنتراضا‬ ‫وأجهدوك نقاشا وامحاوره ‪ ،‬ورأينتهم بعد ذلك يصدون وهم امسنتكبرون ‪.‬‬


‫وإنما امثلهم في ذلك كالذي حدثوا أن رجل م ً أعد سيفا قاطعا ورامحا نافذا‬ ‫ة وسلحا ‪ ،‬وأوخذ كل ليلة ينظر إليها وينتحرق أسفا م ً لنه ل يرى وخصما‬ ‫وعد م ً‬ ‫أاماامه ُيظهر في نزاله براعنته ويؤيد بحربه شجاعنته ‪ ،‬فأرادت اامرأة أن‬ ‫تخنتبر صدق قوله ‪ ،‬فأيقظنته ذات ليلة امع السحر ونادته بلهجة المسنتغيث ‪:‬‬ ‫قم أبا فلن فقد طرقنتنا الخيل ‪ ،‬فاسنتيقظ فزعا تعلوه صفرة الجبن وتهز‬ ‫أوصاله رعدة الخوف ‪ ،‬وأوخذ يردد في ذهول واضطراب ‪ :‬الخيل‪..‬‬ ‫الخيل‪ ..‬ل يزيد على ذلك ول يحاول أن يدفع عن نفسه ‪ ،‬وأصبح الصبح‬ ‫وقد ذهب عقله وخوفا وإشفاقا ‪ ،‬وطار لبه وجل ورعبا ‪ ،‬واما نازل وخصما‬ ‫ول رأى عدوا ‪ ،‬وذلك كما قال القائل ‪:‬‬ ‫وإذا اما وخل الجبان بأرض‬

‫طلب الطعن وحده والنزال‬

‫بل كما قال ا تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫م إ س َِله ْيَنا َول َيه ْأُتو َ‬ ‫ن‬ ‫هُل َّ‬ ‫م َ‬ ‫وخَواس ِنس ِه ه ْ‬ ‫ن لس ِ ه ْ‬ ‫م َواه ْلَقاس ِئس ِلي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن س ِامه ْن ُ‬ ‫عِّوس ِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ا اه ْل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عَل ُ‬ ‫)َقه ْد َي ه ْ‬ ‫ك َتُدوُر‬ ‫ن إ س َِله ْي َ‬ ‫ظُرو َ‬ ‫م َيه ْن ُ‬ ‫ف َرأ َه ْيَنتُه ه ْ‬ ‫خه ْو ُ‬ ‫ء اه ْل َ‬ ‫جا َ‬ ‫م َفس ِإَذا َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫حم ًة َ‬ ‫ش َّ‬ ‫س س ِإل َقس ِليل م ً ‪ ,‬أ َ س ِ‬ ‫اه ْلَبه ْأ َ‬ ‫سَنأ ٍة‬ ‫م س ِبَأه ْل س ِ‬ ‫سَلُقوُك ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خه ْو ُ‬ ‫هبَ اه ْل َ‬ ‫ت َفس ِإَذا َذ َ‬ ‫مه ْو س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫عَله ْيس ِه س ِام َ‬ ‫شى َ‬ ‫غ َ‬ ‫م َكاَّلس ِذي ُي ه ْ‬ ‫عُيُنُه ه ْ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ن َذس ِل َ‬ ‫ك‬ ‫م َوَكا َ‬ ‫ماَلُه ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫حَب َ‬ ‫م ُيه ْؤس ِامُنوا َفَأ ه ْ‬ ‫ك َل ه ْ‬ ‫خه ْيس ِر ُأوَلس ِئ َ‬ ‫عَلى اه ْل َ‬ ‫حم ًة َ‬ ‫ش َّ‬ ‫حَداأ ٍد أ َ س ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سيرا( )الحزاب‪. (19-18:‬‬ ‫ا َي س ِ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫َ‬ ‫وليس لنا امع هذا اللوان امن الناس قول وليس لهم عندنا جواب إل أن‬ ‫نقول لهم ‪ :‬سلم عليكم ل نبنتغى الجاهلين ‪ .‬واما لهؤلء كنتبنا ول إياهم‬ ‫وخطبنا ‪ .‬فلقد أاملنا فيهم الخير طويل ‪ ،‬انخدعنا بمعسول دعاويهم وعذب‬ ‫ألفاظهم حينا ‪ ..‬ثم تكشف أامرهم عن وقت أضيع ‪ ،‬وامجهود عقيم ‪،‬‬ ‫وتعويق عن الطريق ‪ ,‬ورأينا امنهم ضروبا وألوانا وأصنافا وأشكال جعلت‬ ‫النفس ل تركن إليهم ول تعنتمد في شأن امن الشؤون امهما كان صغيرا‬ ‫عليهم ‪.‬‬ ‫وهناك صنف آوخر امن الناس قليل بعدده كثير بجهده ‪ ,‬نادر ولكنه امبارك‬ ‫اميمون ‪ ،‬يسألك هذا السؤال إذا دعوته المشاركة والنتشجيع بغيرة‬ ‫وإوخل ص‪ ،‬إنه غيور تمل الغيرة قلبه ‪ ،‬عاامل يود لو علم طريق العمل‬


‫المثمر ليندفع فيها ‪ ،‬امجاهدا ولكنه ل يرى الميدان الذي تظهر فيه بطولنته‬ ‫‪ ،‬وخبر الناس ودرس الهيئات وتقلب في الجماعات فلم يرى اما يمل نفسه‬ ‫ويشبع نهمنته ويسكن فؤاده ويقر ثأر شعوره ويرضي يقظة ضميره ‪ ،‬ولو‬ ‫رآه لكان أول الصف ولعد في الميدان بألف ‪ ،‬ولكان في حلبة العااملين‬ ‫سابقا امجليا سائل الغرة اممسوح الجبين ‪.‬‬ ‫هذا الصنف هو الحلقة المفقودة والضالة المنشودة ‪ ،‬وأنا على ثقة أنه‬ ‫إن وقع في أذنه هذا النداء وتلقى فؤاده هذا النجاء لن يكون إل أحد‬ ‫الرجلين ‪ :‬إاما عاامل امع المجدين ‪ ،‬وإاما عاطف امن المحبين ‪ ،‬ولن يكون‬ ‫غير ذلك أبدا ‪ .‬فهو إن لم يكن للفكرة فلن يكون عليها ‪ .‬ولهذا الصنف‬ ‫نكنتب ‪ ..‬وإياه نخاطب وامعه ننتفاهم ‪..‬وان ا وحده هو الذي يخنتار‬ ‫ن َ‬ ‫ا‬ ‫ك َّ‬ ‫ت َوَل س ِ‬ ‫حَبه ْب َ‬ ‫ك ل َته ْهس ِدي َامنه ْ أ َ ه ْ‬ ‫جنده ويننتخب صفوة العااملين له ‪) :‬إ س َِّن َ‬ ‫ن( )القصص‪ , (56:‬ولعلنا نوفق إلى‬ ‫مه ْهَنتس ِدي َ‬ ‫م س ِباه ْل ُ‬ ‫عَل ُ‬ ‫هَو أ َ ه ْ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫َيه ْهس ِدي َام ه ْ‬ ‫اما قصدنا إليه ‪ ..‬وا يقول الحق وهو يهدى السبيل ‪.‬‬

‫للغيورين امن أبناء السلم‬ ‫لهذا الصنف ‪:‬الكريم المعادن ‪ ،‬النفيس الجواهر ‪،‬العالي الهمة ‪ ،‬النبيل‬ ‫النفس ‪ ،‬الذي يود العمل وينتمناه ‪ ،‬ويقعد بهم عن تحقيق أامنينته قول‬ ‫القائل ‪:‬‬ ‫وزهدي في الناس امعرفنتي بهم‬ ‫وخـل تسـرني‬ ‫فلم ترني اليام س ِ‬

‫وطول اوخنتباري صاحبا بعد صاحب‬ ‫امبـاديه إل سـاءنى في العواقـب‬

‫نقول‪ :‬أنت الن أامام دعوة جديدة وقوم ناشئين يدعونك إلى العمل‬ ‫امعهم والنضمام إليهم والسعي بجوارهم إلى الغاية النتي هي أامل كل‬ ‫امسلم ورجاء كل امؤامن ‪ ،‬وامن حقك أن تسأل عن امدي وسائلهم العملية‬ ‫‪ ،‬وامن واجبك أن تنتحرى وتنتفقه فيما يدعونك إليه‪ .‬ولقد أعجبني امن‬ ‫صديق دعوته إلى جماعنتنا أنه كان يراجعني في كل كلمه ويقف أامام‬ ‫كل عبارة ويناقش كل وسيله حنتى إذا اقنتنعت نفسه قال كلمنته فما زالت‬


‫امرعية الجانب امحققه المعني واضحة الثر ‪ ،‬واما زال هو العاامل المجد‬ ‫إلى الن وأرجو أن يظل كذلك بحول ا تعالى ‪ .‬ولكنا امع هذا نسوق‬ ‫لمثل هذا الخ الكريم هذه الملحظات ‪- :‬‬ ‫أل يرى الخ امعنا أن الجدر بنا بدل أن نسأل هذا السؤال أن ندوخل ضمن‬ ‫الجماعة ونعمل امع العااملين فيها ونلقى بدلونا بين الدلء ‪ ،‬فان رأينا‬ ‫وخيرا م ً فذلك ‪ ,‬وان كانت الوخرى فطريق النفصال واضحة ‪ ،‬ول سيما إذا‬ ‫كان الباب على امصراعيه لمن يدوخل أو يخرج وكانت أعمال الجماعة‬ ‫جلية على المكشوف كما يقولون ل وخفاء بها ول سر فيها ؟ ولقد حدثوا‬ ‫أن النحويين اوخنتلفوا فيما بينهم على عدد أبيات ألفية ابن امالك ‪ ،‬فكان‬ ‫هذا الخلف امثار جدل عنف لم يوصلهم إلى شيء ‪ ،‬حنتى تدوخل أحد‬ ‫عقلئهم فأحضر نسخة امنها وقال ‪ :‬ها هي ذه عدوها واتفقوا ‪...‬فكان‬ ‫في ذلك حسم الخلف ‪.‬‬ ‫هذه جماعة الوخوان يا عزيزي في كل امكان تنادى الناس وتفنتح لهم‬ ‫قلبها وبابها وناديها ‪ ،‬فهلم فان رأيت اما تحب فعلى بركة ا وان لم تر‬ ‫ذلك فقل كما قال بشار ‪:‬‬ ‫إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها‬

‫وخرجت امع البازي على سواد‬

‫أول م ً يرى الخ امعنا أن الجماعات هي الفراد امنضمة ‪ ،‬فإذا كان كل فرد‬ ‫يسأل هذا السؤال فأين الجماعة إذن ؟ هذه وخدعة عقلية يقع فيها كثير‬ ‫امن الناس ‪ ،‬فأنت إذا شئت أن تعرف الكرسي قلت هو جسم ينتركب امن‬ ‫امقعد وامسند وأربع أرجل ‪ ،‬ولكن ألست ترى أن هذه وخديعة وان ذلك‬ ‫ليس بصحيح ‪ ،‬فهل الجسم غير هذه الثلثة ؟ وإذا جردت الكرسي امن‬ ‫أرجله وامقعده وامسنده فهل يبقى هناك جسم أو أثر يصح أن تطلق‬ ‫عليه صفة الوجود فضل عن الصفات الوخرى؟‬ ‫كذلك يخدع الناس أنفسهم في قضية الجماعات والفراد ‪ ،‬فهم يظنون‬ ‫أن الجماعات شيء والفراد شيء واما الجماعات في الحقيقة إل أفراد ‪،‬‬ ‫واما الفراد إل حقائق الجماعات ولبنات بنائها ‪ ،‬فإذا تنافرت هذه اللبنات‬


‫وأوخذ كل فرد يسأل عن الجماعة‪ ...‬فأين الجماعة إذن؟ وامن السائل‬ ‫وامن المسئول؟ وإنما أوقعنا في هذه الورطة اما عودناه امن وخلق‬ ‫النتواكل الذي جعلنا ننترك العبء كله لفرد واحد أو يدفعه كل امنا على‬ ‫أوخيه ففل يزال امهمل ل يسنتقر على حال ول ينهض به أحد ‪ ،‬وها أنا ذا‬ ‫أصارح كل الغيورين امن أبناء السلم بأن كل جماعة إسلامية في هذا‬ ‫العصر امحنتاجة أشد الحاجة إلى الفرد العاامل المفكر ‪ ..‬إلى العنصر‬ ‫الجريء المننتج ‪ .‬فحرام على ككل امنت آنس امن نفسه شيئا امن هذا أن‬ ‫ينتأوخر عن النفير دقيقة واحدة ‪.‬‬ ‫أول يرى ـ أيده ا وأيد به ـ أن عليه أن يدوخل إلى الجماعة النتي تدعوه‬ ‫فان وجدها عملية كما يحب قرت عينه وفرحت نفسه ‪ ،‬وان لم يجدها‬ ‫كذلك حملها بوضوح شخصينته وقوة تأثيره على اما يجب امن وسائل‬ ‫العمل ‪ ،‬فان لم تسنتقم له كان قد أعذر إلى ربه ونفسه ولعلهم ينتقون ؟‬ ‫و لسيما إذا كان الذين يوجهون إليه هذه الدعوة قوم يعلمون أن فوق‬ ‫كل ذي علم عليم ‪ ،‬وأن لكل ذي رأى حقا في إبداء رأيه ‪ ،‬وإن‬ ‫المصطفى ‪ e‬وهو أصح الناس رأيا وأنضجهم فكرا وأكبرهم عقل –أوخذ‬ ‫برأي الحباب في بدر وبرأي سلمان في الخندق ‪ ،‬وهم يفرحون بكل امن‬ ‫يأوخذ بفكرتهم إلى وسائل العمل الصحيح ‪.‬‬ ‫أول يرى الخ كذلك أنه إن كان قد جرب امرة أو امرتين أو فوق ذلك فان‬ ‫ذلك ل ييئسه وامن واجبه أن يعاود الكره امرات حنتى يظفر بأامنينته‬ ‫ويصادف بغينته ‪ ،‬فانه إن قنط فاته بذلك وخير كثير ؟ كالذي حدثوا أن‬ ‫صيادا ظفر بسمكه كبيرة ثم رأى في قاع الماء صدفة ظنها لؤلؤه فنترك‬ ‫السمكة وأوخذ الصدفة ‪ ،‬فلما رآها ندم على اما فرط امنه ثم وقع له حوت‬ ‫صغير وعرضت لؤلؤة ظنها صدفة فأعرض عنها وقنع بحوته ففاته وخير‬ ‫كثير ‪ .‬أو كالذي حدثوا أن بطة في غدير رأت في الماء ظل ظننته سمكه‬ ‫فأوخذت تهوى بمنقارها تلنتقطه حنتى أتعبها ذلك فنتركنته غاضبة ‪ ،‬ثم‬


‫عرضت لها سمكة فظننتها ظل وتركنتها ففاتنتها الفرصة السانحة ووخسرت‬ ‫الامنية المطلوبة ‪.‬‬ ‫هذه املحظات ننتقدم بها إلى الذين يريدون أن يعملوا للسلم امن أبنائه‬ ‫الغيورين ‪ ،‬وهي جديرة بالنظر فيما نعنتقد ‪ .‬وندعوهم بدعوة الوخوان‬ ‫المسلمين ‪ ،‬فعليهم أن يجربوا ول ينتواكلوا ‪ ،‬ويندامجوا فإن وجدوا صالحا‬ ‫شجعوه ‪ ,‬وإن وجدوا امعوجا أقااموه ‪ ،‬ولتكن تجربنتهم حائل بينهم وبين‬ ‫النتقدم ‪ ،‬ونأامل أن يروا امن الوخوان اما تقر به أعينهم أن شاء ا تعالى ‪،‬‬ ‫وإنا اموجزون بعض ذلك في الكلمات النتالية‪.‬‬

‫امؤسسـات وامشـاريع‬ ‫يعنتقد كثير امن إوخواننا أن الجماعة العملية هي النتي تقوم بعمل‬ ‫المشروعات العاامة النافعة وتنترك في امقرها أثرا وخالدا امن المؤسسات‬ ‫المفيدة ‪ .‬وسنجاريهم في هذا المقال ‪ ،‬ونزن "جماعة الوخوان‬ ‫المسلمين " بهذا الميزان ‪ ،‬ولنا في الكلمات النتالية إن شاء ا تعالى‬ ‫اميزان آوخر ـ نزن به جماعنتنا ونقدر به الجهود العملية ـ قد يكون في باب‬ ‫نهضات الامم أصح تقديرا وأدق تعبيرا امن اميزان اليوم ‪ ،‬وكل م ً وعد ا‬ ‫الحسنى ‪.‬‬ ‫اننتشرت فكرة الوخوان المسلمين فيما يزيد علي وخمسين بلدا امن بلدان‬ ‫القطر المصري وقاامت في كل بلد امن هذه البلدان تقريبا بمشروع نافع‬ ‫أو امؤسسة امفيدة ‪ ،‬فأنت تراها في السماعيلية قد أسست امسجد‬ ‫الوخوان المسلمين ونادي الوخوان المسلمين وأنشأت امعهد حراء‬ ‫السلامي لنتعليم البنين وامدرسة أم المؤامنين ‪..‬‬ ‫وفي شبراوخيت قد أسست كذلك امسجد الوخوان ونادي الوخوان وامعهد‬ ‫حراء ‪ ،‬وأقاامت بجوار هذه العمارة الفخمة دارا للصناعة ينتعلم فيها طلبه‬ ‫المعهد الذين ل يسنتطيعون إتمام النتعليم وتريد الجمعية أن تهيئ لهم‬ ‫سبيل الحياة العملية بنتخريجهم صناعا امثقفين وعمال م ً امهذبين ‪..‬‬


‫وفي امحمودية البحيرة قاامت بمثل ذلك ‪ ،‬فأنشأت امنسجا للنسيج‬ ‫والسجاد إلى جوار امعهد تحفيظ القرآن بدار نادي الوخوان المسلمين‬ ‫الرحيب ‪ ..‬وفي المنزلة دقهلية امعهد لنتحفيظ القرآن ظهرت ثمرته رغم‬ ‫قصر المدة ‪ ،‬وها هو يقدم لنا حفاظا امنتقنين في هذه الفنترة الوجيزة‬ ‫النتي أنشئ فيها ‪..‬وقل امثل ذلك أو بعضه ـ ول لزوم للنتكرار ـ في كل‬ ‫شعبة امن شعب الوخوان المسلمين المننتشرة في أنحاء القطر المصري‬ ‫امن إدفو إلى السكندرية ‪..‬‬ ‫وفي كثير امن جمعيات الوخوان المسلمين تجد لجانا تطوعت للمصالحات‬ ‫بين الفراد والسر المنتخاصمة ‪ ,‬يجري ا علي يديها وخيرا كثيرا ويحل‬ ‫بها امن المشاكل اما شغل القضاء امدة طويلة ‪..‬‬ ‫وفي كثير امنها لجان للصدقات تنتفقد البائسين والمعوزين في المواسم‬ ‫والعياد وغيرها ‪ ,‬وتحاول بذلك القيام بواجب رعاية هؤلء امن جهة ورد‬ ‫شرين عنهم امن ناحية أوخري ‪..‬‬ ‫غائلة ذئاب المب تّ‬ ‫وفي كثير امنها لجان للوعظ والنتذكير في المجنتمعات النتي ل يظن أن‬ ‫تكون امجاامع وعظ كالمقاهي والندية العاامة وحفلت الفراح والنتعزية‬ ‫ونحوها ‪..‬‬ ‫وفي كثير امنها ول سيما في النواحي القروية لجان تطوعت للشراف‬ ‫علي المرافق العاامة في القرية امن تراميم المساجد وتنظيف الشوارع‬ ‫وإضاءة الطرقات والسعي في إيجاد المشافي المنتنقلة ‪ ،‬واما إلى ذلك‬ ‫امن كل اما يعود علي القرية بفائدة في دينها ودنياها ‪..‬‬ ‫وفي كثير امنها لجان لمحاربة العادات الفاسدة والجهالت المننتشرة في‬ ‫البيئات البعيدة عن امناهل العلم كالزار ونحوه ‪ ،‬وإلي جانبها لجان لحياء‬ ‫السنن والفرائض النتي نسيها الناس بالعمل ل بالقول ‪ :‬كجمع زكاة‬ ‫الحبوب في امخزن وخا ص وتوزيعها بمعرفة الجماعة علي المسنتحقين‬ ‫بدون امحاباة ول تحيز ‪ ،‬كما فعلت ذلك دائرة الوخوان ببرامبال القديمة‬ ‫ل‪..‬‬ ‫امث م ً‬


‫وفي القاهرة أنشئت "جريدة الوخوان المسلمين " السبوعية ‪ ،‬ولم‬ ‫تمض فنترة وجيزة قليلة حنتى وجدت إلى جانبها "امطبعة الوخوان‬ ‫المسلمين " وكل ذلك في وقت لم ينتجاوز عااما‪..‬‬ ‫ولقد كان لجماعة الوخوان المسلمين في حركة النتبشير الوخيرة بل في‬ ‫كل وقت عمل جليل في دفع وخطر النتبشير عن المسنتضعفين والفقراء‬ ‫وأبناء الامة ‪ ،‬فبيوت الوخوان ليوائهم ‪ ،‬ودور صناعاتهم امسنتعدة‬ ‫لنتعليمهم ‪ ،‬وامدارسهم ترحب قبولهم ولجانهم تحذر الناس امن شرور‬ ‫هؤلء المضللين الذين يخادعون الناس عن عقائدهم ويسنتغلون الفقر‬ ‫والمرض في إضللهم وإذللهم ‪.‬‬ ‫تلك بعض آثار جماعة الوخوان المسلمين العملية ‪ ،‬ول أذكر لك الدروس‬ ‫والمحاضرات والخطب والمقالت والوفود والرحلت والمجاامع والزيارات‬ ‫‪ ،‬فلعل هذه في عرف الناس وسائل قولية ‪ ،‬وقد قلنا حنتى امللنا القول‬ ‫وتكلمنا حنتى سئمنا الكلم ولم يبق إل أن نعمل ‪.‬‬ ‫ولعلك تعجب حين تعلم أن جماعة الوخوان المسلمين النتي قاامت بهذه‬ ‫العمال العظيمة لم تأوخذ إعانة حكوامية امرة امن المرات ‪ ،‬ولم تسنتعن‬ ‫بمال هيئة امن الهيئات اللهم إل وخمسمائة جنيه تبرعت بها شركة قناة‬ ‫السويس للجماعة بمناسبة عمارة المسجد والمدرسة بالسماعيلية ‪.‬‬ ‫وإن الناس لينتقولون كثيرا ‪ ،‬وليظنون وبعض الظن إثم ‪ ،‬ولينطقون بما‬ ‫ليس لهم به علم ‪ ،‬واما علينا في ذلك امن بأس ‪ .‬وحسبنا أن يعلم ا أن‬ ‫ذلك بنتوفيقه وأنها أاموال الوخوان الخاصة أنفقت بإوخل ص فأثمرت‬ ‫وبوركت وآتت أكلها كل حين بإذن ربها وحسبنا أن نقول لهم في عبارة‬ ‫صريحة واضحة ننتحدى بها كل إنسان وكل هيئة وكل شخص كائنا امن‬ ‫كان ‪ :‬أن جماعة الوخوان المسلمين لم تسنتعن في امشروعاتها بغير‬ ‫أعضائها ‪ ،‬وهي بذلك جد فخورة تجد لذة النتضحية ونشوة الفرح‬ ‫بالنفاق في سبيل ا ‪.‬‬


‫ولعلك تعجب كذلك إذا علمت أن الشنتراك المالي في جماعة الوخوان‬ ‫المسلمين اوخنتياري‬ ‫ل إجباري ‪،‬وأن العضو الذي ينتخلف عن دفع الشنتراك ل ينقض ذلك امن‬ ‫حقوق أوختّوته شيئا ‪ ،‬وامع أن هذا نص صريح في القانون الساسي‬ ‫للجماعة فان الوخوان ـ جزاهم ا وخيرا ـ يبادرون إلى النتضحية في‬ ‫سبيل ا إذا دعاهم إليها داعي الواجب ويأتون في ذلك بالعجب‬ ‫العاجب ‪،‬وأسمع أحدثك ‪.‬‬ ‫في بناء امسجد السماعيلية ‪ ،‬دعاهم رئيسهم إلى النتبرع فقام أحد‬ ‫العضاء الصناع وتبرع بجنيه ونصف بعد ثلثة أيام ‪ ،‬هو صانع فقير أنى‬ ‫له بهذا المبلغ ؟ أراد أن يقنترض فأبت نفسه ووخشي الممالطة ‪ ..‬حاول‬ ‫الحصول على هذا المبلغ امن غير هذا الباب فلم يجد السبيل اميسرة‪..‬لم‬ ‫يبق أاماامه إذا إل أن يبيع دراجنته النتي يركبها امن امحل عمله وامن امحل‬ ‫عمله إلى امنزله وبينهما سنتة كيلو امنترات ! وفعل م ً أنفذ الفكرة وأحضر‬ ‫المبلغ في نهاية الموعد تمااما فجمع بين الوفاء بموعده والقيام بنتبرعه‪..‬‬ ‫ولحظ رئيس الوخوان أنه صار ينتأوخر عن درس العشاء ول يدركه إل‬ ‫بشق النفس ‪ ،‬وسأله عن ذلك فلم يجب ‪ ،‬فأجاب عنه صديق عرف سره‬ ‫وأوخبر الرئيس أنه باع عجلنته ليفي بنتبرعه وأصبح يعود علي رجليه فينتأوخر‬ ‫عن الدرس ‪ ،‬وأكبر الرئيس والوخوان هذه الهمة وحيوا فيه هذه الريحية‬ ‫وأقروا تبرعه كما هو واكنتنتبوا له في دراجة جديدة وخير امن دراجنته لنتكون‬ ‫عنده ذكرى العجاب بهذا الوفاء ‪.‬‬ ‫ت بصلة إلى نفوس السابقين الولين امن‬ ‫بمثل هذه النفوس النتي تم ُّ‬ ‫رجال السلم الغتّر المياامين نهضت فكرة الوخوان المسلمين ‪ ،‬ونجحت‬ ‫امؤسساتهم وتمت امشروعاتهم ‪.‬‬ ‫إنهم فقراء ولكنهم كراماء ‪ ،‬إنهم قليلو المال ولكنهم أسخياء النفوس ‪،‬‬ ‫فهم يجودون بالكثير امن هذا القليل فيكون كثيرا وتباركه نعمة ا فيأتي‬ ‫بالخير العميم ‪.‬ولعلي بهذه الناحية قد كشفت ناحية غمضت علي بعض‬


‫الذين رأوا جهود الوخوان فلم يجدوا يجدوا لنجاحهم سرا إل أن ينتهموهم‬ ‫باسنتجداء الهيئات ووخدامة المصالح والغراض ‪ ،‬وهم والحمد لله امن ذلك‬ ‫براء ‪.‬‬ ‫وأاما بعد ‪ ،‬فهي صفحة امن صفحات جهاد الوخوان المسلمين العملي‬ ‫ننتقدم بها إلى الذين يريدون أن يس ِزنوا الجماعة بميزان المؤسسات‬ ‫والمشروعات ‪ .‬والوخوان دائبون في أن تصبح هذه الصفحة صفحات‬ ‫ينتألف امنها إن شاء ا تبارك وتعالى كنتاب امن أعمال الخير البريئة‬ ‫النزيهة الخالصة لوجه ا تبارك وتعالى ‪ .‬ولعلهم بذلك يفكرون في‬ ‫تشجيع هذه الجماعة الماضية قداما إلى غاينتها تعنتمد على ربها وتثق‬ ‫بصدق وعده وهناك صفحه أوخرى سننتحد ث عنها إن شاء ا ‪.‬‬

‫إعــداد الرجـال‬ ‫رأيت في المقال السابق أن "جماعة الوخوان المسلمين" كانت في‬ ‫طليعة الجمعيات المننتجة امن حيث المشروعات العاامة والمؤسسات‬ ‫النافعة ‪..‬امن امساجد وامدارس ‪ ،‬ولجان وخير وبر ‪ ،‬ودروس وامحاضرات‬ ‫ووخطب وعظات ‪ ،‬وأندية ينتناوبها القول والفعل ‪.‬‬ ‫ولكن الامم المجاهدة النتي تواجه نهضة جديدة وتجنتاز دور اننتقال وخطير‬ ‫‪ ،‬وتريد أن تبني حياتها المسنتقبلة على أساس امنتين يضمن للجيل الناشئ‬ ‫الرفاهة والهناءة ‪ ،‬وتطالب بحق امسلوب وعز امغصوب ‪ ،‬في حاجة إلى‬ ‫بناء آوخر غير هذه البنية ‪...‬‬ ‫إنها في امسيس الحادة إلى بناء النفوس وتشييد الوخلق وطبع أبنائها‬ ‫على وخلق الرجولة الصحيحة ‪ ،‬حنتى يصمدوا لما يقف في طريقهم امن‬ ‫عقبات وينتغلبوا علي اما يعنترضهم امن امصاعب‪.‬‬ ‫إن الرجل سر حياة الامم وامصدر نهضاتها وإن تاريخ الامم جميعا إنما‬ ‫هو تاريخ امن ظهر بها امن الرجال النابغين القوياء النفوس والرادات ‪.‬‬ ‫وإن قوة الامم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبنتها في إننتاج الرجال الذين‬


‫تنتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة ‪ .‬وإني اعنتقد ـ والنتاريخ يؤيدني ـ‬ ‫أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أامة إن صحت رجولنته ‪ ،‬وفي وسعه‬ ‫أن يهدامها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم ل ناحية البناء‬ ‫‪..‬‬ ‫وإن الامم تجنتاز أدوار امن الحياة كنتلك الدوار النتي يجنتازها الفراد علي‬ ‫السواء ‪ :‬فقد ينشأ هذا الفرد بين أبوين امنترفين آامنين ناعمين فل يجد‬ ‫امن امشاغل الحياة اما يشغل باله ويؤلم نفسه ول يطالب بما يرهقه أو‬ ‫يضنيه ‪ ،‬وقد ينشأ الفرد الوخر في ظروف عصبيه وبين أبوين فقيرين‬ ‫ضعيفين فل يطلع عليه فجر الحياة حنتى تنتكدس علي رأسه المطالب‬ ‫وتنتقاضاه الواجبات امن كل جانب وسبحان امن قسم الحظوظ فل عنتاب‬ ‫ول املامسة ‪.‬‬ ‫وقد شاءت لنا الظروف أن ننشأ في هذا الجيل الذي تنتزاحم الامم فيه‬ ‫بالمناكب وتنتنازع البقاء أشد النتنازع وتكون الغلبة دائما للقوي السابق ‪..‬‬ ‫وشاءت لنا الظروف كذلك أن نواجه ننتائج أغاليط الماضي وننتجرع‬ ‫امرارتها ‪ ،‬وأن يكون رأب الصدع وجبر الكسر ‪ ،‬وإنقاذ أنفسنا وأبنائنا ‪،‬‬ ‫واسنترداد عزتنا وامجدنا ‪ ،‬وإحياء حضارتنا وتعاليم ديننا ‪..‬‬ ‫وشاءت لن الظروف كذلك أن نخوض لجة عهد الننتقال الهوج ‪ ،‬حيث‬ ‫تلعب العواصف الفكرية والنتيارات النفسية والهواء الشخصية بالفراد‬ ‫وبالامم وبالحكوامات وبالهيئات وبالعالم كله ‪ ،‬وحيث ينتبلل الفكر‬ ‫وتضطرب النفس ويقف الربان في وسط اللجة ينتلمس الطريق‬ ‫وينتحسس السبيل وقد اشنتبهت عليه العلم وانطمست أاماامه الصور‬ ‫ووقف علي رأس كل طريق داع يدعوا إليه في ليل داامس امعنتكر‬ ‫وظلمات بعضها فوق بعض ‪ ،‬حنتى ل تجد كلمة تعبر بها عن نفسية الامم‬ ‫في امثل هذا العهد أفضل امن "الفوضى" ‪..‬‬ ‫كذلك شاءت لنا ظروفنا أن نواجه كل ذلك وأن نعمل على إنقاذ الامة‬ ‫امن الخطر المحدق بها امن كل ناحية ‪.‬‬


‫وإن الامة النتي تحيط بها ظروف كظروفنا ‪ ،‬وتنهض لمهمة كمهمنتنا ‪،‬‬ ‫وتواجه واجبات كنتلك النتي نواجهها ‪ ،‬ل ينفعها أن تنتسلى بالمسكنات أو‬ ‫تنتعلل بالامال والاماني ‪ .‬وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف‬ ‫وصراع قوي شديد ‪ :‬بين الحق والباطل وبين النافع والضار وبين صاحب‬ ‫الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكبه وبين المخلصين الغيورين‬ ‫والدعياء المزيفين ‪ .‬وأن عليها أن تعلم أن الجهاد امن الجهد ‪ ،‬والجهد‬ ‫هو النتعب والعناء ‪ ،‬وليس امع الجهاد راحه حنتى يضع النضال أوزاره‬ ‫وعند الصباح يحمد القوم السرى ‪.‬‬ ‫وليس للامة عدة في هذه السبيل الموحشة إل النفس المؤامنة والعزيمة‬ ‫مات وبغير ذلك‬ ‫القوية الصادقة والسخاء بالنتضحيات والقدام عند المل تّ‬ ‫تغلب علي أامرها ويكون الفشل حليف أبنائها‪.‬‬ ‫وامع أن ظروفنا هي اما علمت ‪ ..‬فإن نفوسنا ل تزال تلك النفوس الروخوة‬ ‫اللينة المنترفة الناعمة النتي تجرح وخديها وخطرات النسيم ويدامى بنانها‬ ‫لمس الحرير ‪ .‬وفنتياتنا وفنتياننا هم عدة المسنتقبل وامعقد الامل ل يزال‬ ‫حظ أحدهم أو إحداهن امظهرا فاوخرا أو أكلة طيبة أو حلة أنيقة أو امركبا‬ ‫فارها أو وظيفة وجيهة أو لقبا أجوف ‪ ،‬وإن اشنترى ذلك بحرينته وإن‬ ‫أنفق عليه امن كراامنته وإن أضاع في سبيله حق أامنته ‪.‬‬ ‫وهل رأيت أولئك الشبان الذين تنطق وجوههم بسمات الفنتوة وتلوح‬ ‫على امحياهم امخايل النشاط ويجرى في قسماتهم اماء الشباب المشرق‬ ‫الرقراق وهم ينتألمون على أبواب رؤساء المصالح والدواوين بأيديهم‬ ‫طلبات الوظائف ؟ وهل رأينتهم ينتوسلون بالصغير والكبير ويرجون الحقير‬ ‫والامير ويوسطون حنتى سعاة المكاتب وحجاب الوزارات في قضايا‬ ‫المأرب وقبول الطلبات ؟‬ ‫هل تظن ـ يا عزيزي القارئ ـ أن هذا الشباب إذا أسعفه الحظ وتحقق‬ ‫له الامل النتحق بوظيفة امن هذه الوظائف الرسمية يفكر يواما امن اليام‬


‫في تركها أو النتخلي عنها في سبيل عزة أو كراامة وإن سيم الخسف‬ ‫وسوء العذاب ؟‬ ‫نفوسنا الحالية في حاجة إلى عل ج كبير وتقويم شاامل وإصلح ينتناول‬ ‫الشعور الخاامد والخلق الفاسد والشح المقيم ‪ .‬وإن الامال الكبيرة النتي‬ ‫تطوف برؤوس المصلحين امن رجالت هذه الامة ‪ ،‬والظروف العصيبة‬ ‫ء غير هذا‬ ‫النتي نجنتازها تطالبنا بإلحاح بنتجديد نفوسنا وبناء أرواحنا بنا م ً‬ ‫الذي أبلنته السنون وأوخلقنته الحواد ث وذهبت اليام بما كان فيه امن امناعة‬ ‫وقوة ‪ ،‬وبغير هذه النتقوية الروحية والنتجديد النفسي ل يمكن أن نخطو‬ ‫إلى الامام وخطوة ‪.‬‬ ‫إذا علمت هذا وكنت امعي أن هذا المقياس أصح وأدق في نهضات‬ ‫الامم والشعوب فاعلم أن الغرض الول الذي ترامى إليه جمعيات‬ ‫الوخوان المسلمين )النتربية الصحيحة ( ‪ :‬تربية الامة على النفس الفاضلة‬ ‫والخلق النبيل الساامي ‪ ،‬وإيقاظ ذلك الشعور الحي الذي يسوق الامم‬ ‫إلى الذود على كراامنتها والجد في اسنترداد امجدها وتحمل كل عنت‬ ‫وامشقة في سبيل الوصول إلى الغاية ‪..‬‬ ‫ولعلك تسأل بعد هذا ‪ :‬واما الوسائل النتي اتخذها الوخوان المسلمين‬ ‫لنتجديد نفوسهم وتقويم أوخلقهم ؟ وهل جرب الوخوان هذه الوسائل ؟‬ ‫وإلى أي امدى نجحت تجربنتهم ؟‬ ‫واموعدنا الكلمات النتالية ان شاء ا ‪.‬‬

‫تحديد الوسيلة واعنتماد المبدأ‬ ‫قد علمت أيها القارئ الكريم أن الوخوان المسلمين يقصدون أول اما‬ ‫يقصدون إلى تربية النفوس وتجديد الرواح وتقوية الوخلق وتنمية‬ ‫الرجولة الصحيحة في نفوس الامة ‪ ،‬وقد يعنتقدون أن ذلك هو الساس‬ ‫الول الذي تبنى عليه نهضات الامم والشعوب ‪.‬‬


‫وقد اسنتعرضوا وسائل ذلك وطرائق الوصول إليه فلم يجدوا فيها‬ ‫أقرب ول أجدى امن الفكرة الدينية اسنتمساك بالهداب )الدين( ‪.‬‬ ‫الدين الذي يحيى الضمير ويوقظ الشعور وينبه القلوب ‪ ،‬وينترك امع كل‬ ‫نفس رقيبا ل يغفل وحارسا ل يسهو وشاهدا ل يجاامل ول يحابى ول‬ ‫يضل ول ينسى ‪ ،‬يصاحبها في الغدوة والروحة والمجنتمع والخلوة ‪،‬‬ ‫ويراقبها في كل زامان ويلحظها في كل امكان ‪ ،‬ويدفعها إلى الخيرات‬ ‫دفاعا ويدعها عن المبآثم دعا ‪ ،‬ويجنبها طريق الذلل ويبصرها سبيل الخير‬ ‫سُلَنا َلَده ْيس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َبَلى َوُر ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫جَوا ُ‬ ‫م َوَن ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫سَّر ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن أ َ​َّنا ل َن ه ْ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫والشر ‪) :‬أ َ ه ْ‬ ‫ن( )الزوخرف‪. (80:‬‬ ‫كُنتُبو َ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫الدين ‪ :‬الذي يجمع أشنتات الفضائل ويلم أطراف المكارم ويجعل لكل‬ ‫ء ويدعو إلى تزكية النفوس والسمو بها‬ ‫فضلة جزاء ولكل امكرامة كفا م ً‬ ‫ها(‬ ‫سا َ‬ ‫ب َامنه ْ َد َّ‬ ‫وخا َ‬ ‫ها ‪ ,‬وَ​َقه ْد َ‬ ‫ن َزَّكا َ‬ ‫ح َام ه ْ‬ ‫وتطعير الرواح وتصفينتها )َقه ْد أ َه ْفَل َ‬ ‫)الشمس‪. (10-9:‬‬ ‫الدين ‪ :‬الذي يدعو إلى النتضحية في سبيل الحق ‪ ،‬والفناء في إرشاد‬ ‫الخلق ‪ ،‬ويضمن لمن فعل ذلك أجزل المثوبة ‪ ،‬ويد لمن سلك هذا النهج‬ ‫أحسن الجزاء ‪ ,‬ويقدر الحسنة وان صغرت ويزن السيئة وان حقرت ‪،‬‬ ‫ويبدل الفناء في الحق وخلودا والموت في الجهاد وجودا ‪.‬‬ ‫عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ء س ِ‬ ‫حَيا ٌ‬ ‫ل أ َ ه ْ‬ ‫ا أ َه ْامَواتا َب ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن ُقس ِنتُلوا س ِفي َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫سَب َّ‬ ‫ح َ‬ ‫)َول َت ه ْ‬ ‫ن( )آل عمران‪(169:‬‬ ‫ُيه ْرَزُقو َ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫ن‬ ‫شه ْيئا َوإ س ِ ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ظَلمُ َنه ْف ٌ‬ ‫م اه ْلس ِقَياَامس ِة َفل ُت ه ْ‬ ‫ط س ِلَيه ْو س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن اه ْلس ِق ه ْ‬ ‫مَواس ِزي َ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫ض ُ‬ ‫)َوَن َ‬ ‫سس ِبينَ( )النبياء‪. (47:‬‬ ‫حا س ِ‬ ‫وخه ْرَدلأ ٍ أ َ​َته ْيَنا س ِبَها َوَكَفى س ِبَنا َ‬ ‫ن َ‬ ‫حَّبأ ٍة س ِام ه ْ‬ ‫س ِامه ْثَقالَ َ‬ ‫الدين‪:‬الذي يشنترى امن المرء هذه الغراض الدنيوية وتلك المظاهر‬ ‫المادية بسعادة تمنتلئ بها نفسه ويهنأ بها قلبه امن فضل ا ورحمنته‬ ‫ق( )النحل‪(96:‬‬ ‫ا َبا أ ٍ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫م َيه ْنَفُد َوَاما س ِ‬ ‫عه ْنَدُك ه ْ‬ ‫ورضوانه وامحبنته ‪َ) .‬اما س ِ‬ ‫الدين ‪ :‬الذي يجمع كل ذلك ‪ ،‬ثم هو بعد يصافح الفطرة ويمازج القلوب‬ ‫ويخالط النفوس فينتحد بها وتنتحد به ‪ ،‬وينتخلل ذرات الرواح ويساير‬


‫العقول فل يشذ عنها ول تنبو عنه ‪ ..‬يهش له الفلح في حقله ‪ ،‬ويفرح به‬ ‫الصانع في امعمله ‪ ،‬ويفهمه الصبي في امكنتبه ‪ ،‬ويجد ويجد لذته وحلوته‬ ‫العالم في بحوثه ‪ ،‬ويسمو بفكرته الفيلسوف في تأاملته ‪ .‬وهل رأيت‬ ‫على نفوس البشر سلطانا امن الدين ؟ وهل رأيت في تاريخ البشرية‬ ‫أعظم تأثيرا في حياة الامم والشعوب امنه وهل رأيت للفلسفة والعلماء‬ ‫اما كان امن النتأثير البليغ للمرسلين والنبياء ؟‬ ‫ل وأبيك فإنما الدين قبس امن روح ا السارية في ذرات هذه النفوس‬ ‫وفطرها يضئ ظلامها وتشرق بنوره ويأوي إليها فنتهش له ‪.‬فإذا تمكن‬ ‫امنها كان كل شئ له فداء ‪:‬‬ ‫م َوأ َه ْامَوا ٌ‬ ‫ل‬ ‫ك ه ْ‬ ‫شيَرُت ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َوأ َه ْزَوا ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَواُن ُ‬ ‫م َوإ س ِ ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْبَناُؤُك ه ْ‬ ‫ن آَباُؤُك ه ْ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫ل إ س ِ ه ْ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫م س ِامنَ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب إ س َِله ْي ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫ضه ْوَنَها أ َ َ‬ ‫ن َته ْر َ‬ ‫ساس ِك ُ‬ ‫ها َوَام َ‬ ‫ساَد َ‬ ‫ن َك َ‬ ‫شه ْو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ة َت ه ْ‬ ‫جاَر ٌ‬ ‫ها َوس ِت َ‬ ‫مو َ‬ ‫اه ْقَنتَره ْفُنت ُ‬ ‫ا ل َيه ْهس ِدي‬ ‫ه َو ُ‬ ‫ا س ِبَأه ْامس ِر س ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫حَّنتى َيه ْأس ِت َ‬ ‫صوا َ‬ ‫سس ِبيس ِلس ِه َفَنتَرَّب ُ‬ ‫جَهاأ ٍد س ِفي َ‬ ‫سوس ِلس ِه َو س ِ‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (24:‬‬ ‫سس ِقي َ‬ ‫م اه ْلَفا س ِ‬ ‫اه ْلَقه ْو َ‬ ‫الدين ‪ :‬الذي يسمو بقدسينته وجلله فوق كل نفس ‪ ،‬ويعلو علي كل‬ ‫رأس ‪ ،‬ويجل عن الوخنتلق ‪ ،‬وينتنزه عن النتقليد والمحاكاة ‪ ،‬فيوحد بذلك‬ ‫بين القلوب ويؤلف بين النفوس ‪ ،‬ويقطع امادة النزاع ‪ ،‬ويحسم أصول‬ ‫الخلف ‪ ،‬ويزيد ذلك ثباتا وقوة بنتوجيه القلوب إلى ا وحده ‪ ،‬وصرف‬ ‫النفوس عن الغراض والمطاامع والشهوات واللذائذ ‪ ،‬والسمو بالمقاصد‬ ‫والعمال إلى امراتب المخلصين الصادقين الذين يبنتغون بعملهم وجه ا‬ ‫صى س ِبس ِه‬ ‫م س ِامنَ الِّدينس ِ َاما َو َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ع َل ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ء ول شكورا ‪َ ) ,‬‬ ‫ل يرجون امن ورائه جزا م ً‬ ‫موا‬ ‫ن أ َس ِقي ُ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫عي َ‬ ‫سى َو س ِ‬ ‫م َوُامو َ‬ ‫هي َ‬ ‫صه ْيَنا س ِبس ِه إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ك َوَاما َو َّ‬ ‫حه ْيَنا إ س َِله ْي َ‬ ‫ُنوحا َواَّلس ِذي أ َه ْو َ‬ ‫ن َول َتَنتَفَّرُقوا س ِفيس ِه( )الشورى‪(13:‬‬ ‫الِّدي َ‬ ‫الدين ‪ :‬الذي يسمو بالوفاء إلى درجة الشهادة ‪ ،‬ويعده فريضة يسأل بين‬ ‫يدي ا عنها ‪ ،‬وفضيلة ينتقرب بها إلى ا بها ‪ ،‬ودليل م ً علي الرجولة‬ ‫هُدوا َ‬ ‫ا‬ ‫عا َ‬ ‫صَدُقوا َاما َ‬ ‫ل َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ن س ِر َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫الكااملة والعزيمة الصادقة ‪) ,‬س ِام َ‬


‫ي ُ‬ ‫ا‬ ‫جس ِز َ‬ ‫ظُر َوَاما َبَّدُلوا َته ْبس ِديل م ً ‪ ,‬س ِلَي ه ْ‬ ‫ن َيه ْنَنت س ِ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫حَبُه َوس ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ضى َن ه ْ‬ ‫ن َق َ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫مه ْنُه ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه َف س ِ‬ ‫َ‬ ‫م( )الحزاب‪. (24-23:‬‬ ‫صه ْدس ِقس ِه ه ْ‬ ‫ن س ِب س ِ‬ ‫صاس ِدس ِقي َ‬ ‫ال َّ‬ ‫الدين ‪ :‬امجنتمع الفكر الصائبة وامعقد الامال المنتشعبة ورامز الاماني‬ ‫الفردية والجنتماعية والقوامية والعالمية وذلك تعبير له تعبير ‪َ) ,‬وللس ِه‬ ‫ن( )المنافقون‪. (8:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫مَناس ِفس ِقي َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ك َّ‬ ‫ن َوَل س ِ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ‬ ‫ة َوس ِلَر ُ‬ ‫عَّز ُ‬ ‫اه ْل س ِ‬ ‫رأى قوم أن يصلحوا امن أوخلق الامة عن طريق العلم والثقافة ‪ ،‬ورأى‬ ‫آوخرون أن يصلحوه عن طريق الدب والفن ‪ ،‬ورأي غيرهم أن يكون‬ ‫هذا الصلح عن طريق أساليب السياسة ‪ ،‬وسلك غير هؤلء طريق‬ ‫الرياضة ‪ .‬وكل أولئك أصابوا في تحديد امعاني هذه اللفاظ أو أوخطأوا ‪،‬‬ ‫وسددوا أو تباعدوا ‪ ،‬وليس هذا امجال النقد والنتحديد ولكن أريد أن أقول‬ ‫أن الوخوان المسلمين رأوا أن أفعل الوسائل في إصلح نفوس الامم ‪:‬‬ ‫)الدين(‪.‬‬ ‫ورأوا إلى جانب هذا أن الدين السلامي جمع امحاسن كل هذه الوسائل‬ ‫وبعد عن امساوئها فاطمأنت إليه نفوسهم وانشرحت به صدورهم وكان‬ ‫أول وسائلهم العملية في تطهير النفوس وتجديد الرواح ‪) :‬تحديد‬ ‫الوسيلة واوخنتيار المبدأ( وعلي هذا الساس وضعت )عقيدة الوخوان‬ ‫المسلمين( امسنتخلصة امن كنتاب ا وسنة رسوله ل تخرج عنهما قيد‬ ‫شعرة ‪ .‬وفرض الوخوان علي أنفسهم حفاظها والنتزام حدودها وتنفيذ‬ ‫نصوصها والقيام بنتعهداتها ‪ .‬وأعنتقد أنها وسيلة عملية في تربية النفوس‬ ‫وتقويم الوخلق ‪ ،‬وبهذه المناسبة أذكر كل أخ امسلم بأن امن واجبه أن‬ ‫يحفظ عقيدته ويعمل علي إنفاذ اما تسنتلزامه امن تعهدات ‪َ) ,‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذينَ‬ ‫ن( )النتوبة‪.(119:‬‬ ‫صاس ِدس ِقي َ‬ ‫ع ال َّ‬ ‫ا َوُكوُنوا َام َ‬ ‫آَامُنوا اَّتُقوا َ‬

‫امنزلة الصــلة‬ ‫قد علمت ـ أعزك ا ـ أن الوخوان المسلمين رأوا في السلم أفضل‬ ‫الوسائل لنتهذيب نفوسهم وتجديد أرواحهم وتزكية أوخلقهم ‪ ،‬فاقنتبسوا‬


‫امن نوره عقيدتهم واغنترفوا امن فيضه امشربهم ‪ .‬وأنت جد عليهم بأن‬ ‫امنزلة الصلة امن السلم امنزلة الرأس امن الجسد ‪ ,‬فهي عماده‬ ‫ودعاامنته وركنه وشعيرته وامظهره الخالد وآينته الباقية ‪ ,‬وهى امع ذلك‬ ‫قرة العين وراحة الضمير وأنس النفس وبهجة القلب والصلة بين العبد‬ ‫والرب ‪ ,‬والمرفأة تصعد برقيها أرواح المحبين إلى أعلى عليين فنتنعم‬ ‫بالنس وترتع في رياض القدس وتجنتمع لها أسباب السعادة امن‬ ‫عالمي الغيب والشهادة ‪.‬‬ ‫وتلك بارقة تسطع في نفس امن قدح زنادها ‪ ،‬وحلوة يسنتشعرها امن‬ ‫تذوق شهدها ‪ ،‬وهل رأيت بربك أعزب وأحلى وأروع وأجلى امن امظهر‬ ‫ذلك الخاشع العابد الراكع الساجد القانت آناء الليل يحذر الوخرة ويرجو‬ ‫رحمة ربه وقد ناامت العيون وهدأت الجفون واطمأنت الجنوب في‬ ‫المضاجع ووخل كل حبيب بحبيبه ونادى امنادى العارفين امن المحبين ‪:‬‬ ‫سهر العيون لغير وجهك ضائع‬

‫وبكاؤهن لغير فقدك باطل‬

‫آه يا أوخي ‪ ،‬إن اموقفا واحدا امن هذه المواقف أنفع للقلب وأفعل في‬ ‫النفس وأذكى للروح امن ألف عظة قولية وألف رواية تمثيلية وألف‬ ‫امحاضرة كلامية ‪ ،‬وجرب تر ‪ ،‬ولامر اما كان ذلك في لسان القرآن آية‬ ‫ل َاما‬ ‫ن ‪َ ,‬كاُنوا َقس ِليل م ً س ِامنَ الَّله ْي س ِ‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ك ُام ه ْ‬ ‫ل َذس ِل َ‬ ‫م َكاُنوا َقه ْب َ‬ ‫الحسان ‪) ,‬إ س َِّنُه ه ْ‬ ‫ن( )الذريات‪. . (18-16:‬‬ ‫غس ِفُرو َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حاس ِر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِبال َ ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫َيه ْه َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ي َلُه ه ْ‬ ‫وخس ِف َ‬ ‫س َاما أ ُ ه ْ‬ ‫م َنه ْف ٌ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ولامر اما كان أجر هؤلء سنيا وخفيا ‪َ) ,‬فل َت ه ْ‬ ‫ن( )السجدة‪ ، (17:‬ألم يكن عملهم وخفيا‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫ء س ِب َ‬ ‫جَزا م ً‬ ‫ن َ‬ ‫عُي أ ٍ‬ ‫ة أ َ ه ْ‬ ‫ُقَّر س ِ‬ ‫كذلك ‪ ،‬وهل تصلح الخلوات في حضرة الرقباء؟ وهل يلذ لمحب في‬ ‫غير وخلوة نجاء ؟ وهل جزاء الحسان إل الحسان ؟ ولقد حدثوا أن أبا‬ ‫القاسم الجنيد رؤي بعد وفاته فقيل له ‪ :‬اما فعل ا بك ؟ فقال ‪ :‬طاحت‬ ‫الشارات وفنيت العبارات وغابت العلوم وضاعت الرسوم واما نفعنا إل‬ ‫ركيعات كنا نركعها في جوف الليل ‪.‬‬


‫ل تسنتغرب ـ أيها القارئ الكريم ـ فما نفع القلب وخير امن وخلوة يدوخل بها‬ ‫اميدان فكره ‪ ،‬واما تزكت النفس بأفضل امن ركعات وخاشعات تجلو‬ ‫القلوب وتقشع صدأ الذنوب وتغسل درن العيوب وتقذف في القلب نور‬ ‫اليمان وتثلج الصدر ببرد اليقين ‪.‬‬ ‫والمسلمون في هذا العصر أامام الصلة طرائق قدد وطوائف بدد‪:‬‬ ‫فمنهم قوم أضاعوها وأهملوها وتركوها وجهلوها ‪ ،‬وإذا ذكرتهم بأامرها‬ ‫أو وخضت امعهم في شأنها لتّووا رؤوسهم ورأينتهم يصدون وهم‬ ‫امسنتكبرون ويحسبونه هينا وهو عند ا عظيم ‪.‬‬ ‫ول أحب أن أقول أن امنهم امن ينهي عنها ويحقر امن أتّداها ويصفه‬ ‫بالرجعية والنتأوخر والجمود والنتقهقر ‪ ،‬وانك لنتسمع امن هؤلء وأشباههم‬ ‫أذى كثيرا وامزاعم غريبة وكلاما تعجب امنه وتندهش له وكأنهم لم‬ ‫صلس ِتس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫عنه ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ‪ ,‬اَّلس ِذي َ‬ ‫صِّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ل س ِله ْل ُ‬ ‫يسمعوا قول ا تعالى ‪َ) :‬فَوه ْي ٌ‬ ‫ن( )الماعون‪.(5-4:‬‬ ‫هو َ‬ ‫سا ُ‬ ‫َ‬ ‫وإنه ليزداد عجبك وينتضاعف اندهاشك حين تعلم أن امن الذين يعملون‬ ‫لدعوة السلم ‪ ،‬وينتصدرون كراسي الدفاع في القضية السلامية ‪ ،‬امن‬ ‫يهمل أامر الصلة ويصغر امن شأنها كأن النبي لم يصرح بأنها عماد الدين‬ ‫وفريضة المؤامنين ‪ ،‬وكأنهم لم يسمعوا قوله صلى ا عليه وسلم )ليس‬ ‫بين العبد والشرك إل ترك الصلة فإذا تركها فقد أشرك( ‪.‬‬ ‫ولسنا نحاول أن نقنع هؤلء بما هو أوضح امن الصبح وأجلي امن الضوء‬ ‫وأظهر امن الشمس ‪ ،‬ولكنا نسأل ا لنا ولهم كمال الهداية وتمام‬ ‫النتوفيق ‪.‬‬ ‫ونحن بعد هؤلء أامام صنفين امن المسلمين ‪:‬‬ ‫الغالبية العظمي والكثرة الساحقة ‪ ،‬وهؤلء يؤدون صلة آلية اميكانيكية‬ ‫ورثوها عن آبائهم واعنتادوها بمرور اليام وكر العوام ل ينتعرفون‬ ‫أسرارها ول يسنتشعرون آثارها ‪ ،‬وحسب أحدهم أن يلفظ الكلمات‬


‫ويأتي بالحركات ويسرد الهيئات ثم ينصرف امعنتقدا أنه أدي الفريضة‬ ‫وأقام الصلة ووخلص امن العقوبة ونال الثواب ‪..‬‬ ‫هذا وهم ل حقيقة له ‪ .‬وليست هذه القوال والفعال امن الصلة إل‬ ‫جسما روحه الفهم وقواامه الخشوع وعماده النتأثر ‪ ،‬وقد ورد في الحديث‬ ‫)إنما الصلة تمسكن وتواضع وتضرع وتأوه‪..‬الخ ( )ورد امن رواية‬ ‫النترامذى والنسائي(‪.‬‬ ‫ولهذا رأيت أكثر الناس ل يننتفعون بصلتهم ول يننتهون بها عن الفحشاء‬ ‫والمنكر ‪ ،‬امع أنها لو كملت لثمرت تزكية النفس وتطهير القلب ولمنعت‬ ‫صاحبها اقنتراف الثام وغشيان المحارم ‪.‬‬ ‫وصنف ثاني امن الناس ـ وهو قليل نادر ـ فهم هذه المعاني امن أسرار‬ ‫الصلة فهو جاد في تحقيقها عاامل علي اسنتكمالها ‪ ،‬يصلي بخشوع‬ ‫وتدبر واطمئنان وتفكر ‪ ،‬ويخرج امن صلته وقد تذوق حلوة العبادة‬ ‫وتأثر بمشاعر الطاعة واسنتنار بنور ا الذي ينتجلى به علي امن وصلوا‬ ‫نفوسهم بجلل امعرفنته ‪ .‬وفي الحديث ‪) :‬امن صلي صلة لوقنتها وأسبغ‬ ‫وضوءها وأتم ركوعها وسجودها ووخشوعها عرجت وهي بيضاء امصفرة‬ ‫تقول حفظك ا كما حفظنتني وامن صلها لغير وقنتها ولم يسبغ‬ ‫وضوءها ولم ينتم ركوعها ول سجودها ول وخشوعها عرجت وهي‬ ‫سوداء امظلمة تقول ضيعك ا كما ضيعنتني ‪ ،‬حنتى إذا كانت حيث شاء‬ ‫ا لفت كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه(‪.‬‬ ‫ولهذا تفاوتت درجات الناس واوخنتلفت ثوابهم وإن اتحدت الصلة شكل‬ ‫وامظهرا وقول وفعل م ً ‪.‬‬ ‫ولهذا كانت عناية السلف الصالحين رضوان ا عليهم عظيمة بإحضار‬ ‫قلوبهم في صلواتهم وتمام وخشوعهم في عباداتهم ‪ .‬ولهذا كان أول‬ ‫ن(‬ ‫عو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫وخا س ِ‬ ‫م َ‬ ‫صلس ِتس ِه ه ْ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫وصف وصف به المؤامنون ‪) :‬اَّلس ِذي َ‬ ‫)المؤامنون‪. (2:‬‬


‫علم الوخوان المسلمون هذا فأوخذوا أنفسهم به وحاولوا أن يدرجوا عليه‬ ‫وكان أهم امظهر امن امظاهرهم العملية ‪ :‬أن يحسنوا الصلة ‪ ،‬وهم‬ ‫يعنتقدون أنهم بهذا يسلكون أقرب السبل إلى تجديد النفوس وتطهير‬ ‫ا َام َ‬ ‫ع‬ ‫ن َ‬ ‫ة إ س ِ َّ‬ ‫صل س ِ‬ ‫صه ْبس ِر َوال َّ‬ ‫عيُنوا س ِبال َّ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ن آَامُنوا ا ه ْ‬ ‫الرواح ‪َ) ,‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )البقرة‪. (153:‬‬ ‫صاس ِبس ِري َ‬ ‫ال َّ‬ ‫فيا أيها الخ المسلم ‪ :‬تفهم ذلك جيدا ‪ ،‬وكن امثال الحسان في صلتك ‪،‬‬ ‫واعنتقد أن أول الخطوات العملية فيها بيننا أن نحسن الصلة والزكاة‪.‬‬ ‫هما فريضنتان ‪ ،‬جعلهما ا سياج الملة وامظهر الشريعة ‪ ,‬وقرن بينهما‬ ‫في كثير امن آيات كنتابه الكريم تنبيها علي عظيم فضلهما وإظهارالجللة‬ ‫قدرهما ‪:‬هما الصلة والزكاة ‪..‬فبالولي صلح اما بينك وبين ا ‪،‬‬ ‫وبالثانية صلح امابينك وبين الخلق ‪.‬وهل في الوجود إل وخالق وامخلوق ؟‬ ‫فإذا صلح شأنه امعهما فقد بلغت غاية الصلح ووصلت إلى ذروة‬ ‫السعادة ‪.‬‬

‫الــزكاة‬ ‫ولئن كانت الصلة امطهرة النفس وتصفية الروح ‪ ،‬فإن الزكاة امطهرة‬ ‫م س ِبَها‬ ‫م َوُتَزِّكيس ِه ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫طِّهُر ُ‬ ‫صَدَقم ًة ُت َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أ َه ْامَواس ِلس ِه ه ْ‬ ‫وخه ْذ س ِام ه ْ‬ ‫المال وتصفية الكسب ‪ُ ) :‬‬ ‫م( )النتوبة‪(103:‬‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫ك ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ك َ‬ ‫صلَت َ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ِّ‬ ‫َو َ‬ ‫ولقد جعل ا تبارك وتعالى الصلة والزكاة امظهر اليمان ودليل صحة‬ ‫صل َ‬ ‫ة‬ ‫العقيدة ‪ ،‬وأشار القرآن في الية الكريمة ‪َ) :‬فس ِإنه ْ َتاُبوا َوأ َ​َقاُاموا ال َّ‬ ‫ن( )النتوبة‪ , (11:‬وهو بمفهوامه يدل علي‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَواُن ُ‬ ‫ة َفس ِإ ه ْ‬ ‫َوآَتُوا الَّزَكا َ‬ ‫أن امن قصر في أداء الصلة والزكاة فليس امن الوخوان في الدين ‪.‬‬ ‫وكان هذا المعني هو الذي فهمه أبو بكر رضي ا عنه حين قاتل‬ ‫امانعي الزكاة وأقره عليه صحابة رسول ا وأطلق علي كثير اممن‬ ‫امنعوا الزكاة )المرتدون( ‪ :‬روي السنتة عن أبي هريرة رضي ا عنه قال‬ ‫‪) :‬لما توفي النبي ‪ ،‬وكفر امن كفر امن العرب ‪ ،‬قال عمر لبي بكر رضي‬


‫ا عنهما ‪ :‬كيف تقاتل الناس وقد قال رسول ا ‪) :‬أامرت أن أقاتل‬ ‫الناس حنتى يقولوا ل إله إل ا ‪ ،‬فمن قالها فقد عصم امني اماله ونفسه‬ ‫إل بحقه وحسابه علي ا تعالى(؟ فقال أبو بكر ‪ :‬وا لقاتلن امن‬ ‫فرق بين الصلة والزكاة ‪ ،‬فإن الزكاة حق المال ‪ .‬وا لو امنعوني عقال م ً‬ ‫كانوا يؤدونها إلى رسول ا لقاتلنتهم علي امنعها ‪ .‬قال عمر ‪ :‬فوا اما‬ ‫هو إل أن رأيت أن ا شرح صدر أبي بكر للقنتال فعرفت أنه الحق( ‪.‬‬ ‫وفي رواية عقال م ً )والعناق النثي امن ولد المعز ‪ ،‬والعقال الحبل الذي‬ ‫تقيد به الدابة( ‪.‬‬ ‫فانظر يا رعاك ا كيف عبر أبو هريرة رضي ا عنه عن امانعي الزكاة‬ ‫بقوله ‪) :‬كفر امن كفر( ‪ ،‬وكيف رأي أبو بكر أن امنع الزكاة هدم للدين‬ ‫يسنتوجب قنتال امانعها وأن شهد أن ل إله إل ا ‪ ،‬وكيف أقر عمر رأي أبي‬ ‫بكر وعرف أنه الحق ‪.‬‬ ‫ولقد توعد ا ورسوله امانعي الزكاة أشد الوعيد ‪ ،‬فقال تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫شه ْر ُ‬ ‫ا َفَب ِّ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ضَة َول ُيه ْنس ِفُقوَنَها س ِفي َ‬ ‫ب َواه ْلس ِف َّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الَّذ َ‬ ‫كس ِنُزو َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫)َواَّلس ِذي َ‬ ‫جُنوُبُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َو ُ‬ ‫هُه ه ْ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫كَوى س ِبَها س ِ‬ ‫م َفُنت ه ْ‬ ‫جَهَّن َ‬ ‫عَله ْيَها س ِفي َناس ِر َ‬ ‫مى َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫م ‪َ ,‬يه ْو َ‬ ‫ب أ َس ِلي أ ٍ‬ ‫عَذا أ ٍ‬ ‫س ِب َ‬ ‫ن( )النتوبة‪-34:‬‬ ‫كس ِنُزو َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫م َفُذوُقوا َاما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م له ْنُف س ِ‬ ‫هَذا َاما َكَنه ْزُت ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ظُهوُر ُ‬ ‫َو ُ‬ ‫‪ ، (35‬وفي الحديث أن رسول ا صلي ا عليه وسلم قال ‪) :‬امن آتاه‬ ‫ا امال م ً فلم يؤد زكاته امثل له يوم القياامة شجاعا أقرع له زبيبنتان يطوقه‬ ‫يوم القياامة يأوخذ بلهزامنتيه يقول أنا كنزك (‪ ,‬والشجاع القرع هو الثعبان‬ ‫الخطر واللهزامنتان هما الشدقان ‪.‬‬ ‫وفي الحديث كذلك ‪):‬ويل للغنياء امن الفقراء يوم القياامة ‪ ،‬يقولون ‪:‬‬ ‫ربنا ظلمونا حقوقنا النتي جعلت لنا فيقول ا تبارك وتعالى وعزتي‬ ‫وجللي لدنينكم ولبعدنهم(‪.‬‬ ‫وإنما كان ذلك كذلك لن الزكاة نظام المشروعات وقوام العمال‬ ‫النافعة وتقويم الفطرة الشحيحة ‪ ..‬تعود السخاء وتدرب علي القصد‬ ‫وتطبع القلوب علي الحب وتدعو النفوس إلى اللفة وتنزع الغلل‬


‫والحقاد ‪ ،‬وتدعو إلى النتعاون والنتساند في الخيرات وتجنب أصول‬ ‫الشرور والمفاسد ‪ ،‬وتخمد نار الثورات والفنتن ‪..‬وكل اامرئ يولي الجميل‬ ‫امحبب ‪ ،‬وامن وجد الحسان قيدا تقيدا ‪.‬‬ ‫والزكاة امهمة امن امهمات الحاكم ‪ :‬عليه القيام بجمعها ‪ ،‬وتنظيم تحصيلها‬ ‫والشراف علي إنفاقها في امصارفها النتي جعل ا لها ‪ .‬ولو أن‬ ‫الحكوامات السلامية عنيت بشأن الزكاة لكانت لها اموردا حلل م ً طيبا‬ ‫يغنيها عن الضرائب الجائرة والمكوس الظالمة ولحيت بذلك فريضة‬ ‫ضائعة وركنا امهمل امن أركان السلم ‪ .‬فأاما إذا نسيت الحكوامات‬ ‫ء ‪ ،‬فإن على الفراد أن‬ ‫السلامية واجبها حيال الزكاة جمعا وإعطا م ً‬ ‫يقواموا بإحياء هذه الشعيرة وإعادة هذه الفريضة وإوخراج حق ا‬ ‫لعيال ا ‪ ،‬فمن قصر في ذلك فإثمه على نفسه وجريرته على عنقه‬ ‫وجزاؤه أليم عند ربه ‪.‬‬ ‫وها أنت ترى أن أفراد المسلمين تغافلوا عن حق ا في أاموالهم ولم‬ ‫يخروا نصيب الفقراء امن إيرادهم ‪ ،‬امما قطع العلئق وأكثر الجرائم‬ ‫ولو ث النفوس وزاد أحقادها وأضغانها ‪.‬‬ ‫رأى الوخوان المسلمون ذلك فأرادوا أن يكونوا الرعيل الول يضربون‬ ‫للناس المثل عمليا في إحياء هذا الركن ‪ ،‬ويبدءون بأنفسهم فيخرجون‬ ‫زكاة أاموالهم طيبة بها نفوسهم ‪ ،‬فإذا نجحوا في ذلك كانوا حجة على‬ ‫المقصرين ودليل م ً للراغبين ودعاة للقاعدين ‪.‬‬ ‫وقد سبقت إلى الخير في هذا الشأن برامبال القديمة امن أعمال‬ ‫امديرية الدقهلية بالقطر المصري ‪ ،‬فجمعت الزكاة وصرفنتها في امصارفها‬ ‫النتي جاءت بها الية الكريمة ‪:‬‬ ‫مَؤَّلَفس ِة ُقُلوُبُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَله ْيَها َواه ْل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫عاس ِامس ِلي َ‬ ‫ن َواه ْل َ‬ ‫ساس ِكي س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ء َواه ْل َ‬ ‫ت س ِله ْلُفَقَرا س ِ‬ ‫صَدَقا ُ‬ ‫ما ال َّ‬ ‫)إ س َِّن َ‬ ‫ا‬ ‫ا َو ُ‬ ‫ضم ًة س ِامنَ س ِ‬ ‫سس ِبيلس ِ َفس ِري َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ا َواه ْب س ِ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن َوس ِفي َ‬ ‫غاس ِرس ِامي َ‬ ‫ب َواه ْل َ‬ ‫َوس ِفي الِّرَقا س ِ‬ ‫م( )النتوبة‪.(60:‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م َ‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫َ‬


‫ولقد كنت عظيم الشفاق شديد الخوف امن انقسام الوحدة وانصداع‬ ‫الكلمة ‪ ،‬لن في المسلمين الن وخصال تحول دون اجنتماعهم على امثل‬ ‫هذا الخير ‪ ،‬ول سيما إذا اتصل بالمادة والمال فما بالك إذا كان المشروع‬ ‫امن أساسه اماليا ؟ كنت أوخشى على إوخوان برامبال شح الغنياء وغلهم‬ ‫أيديهم عن العطاء ‪..‬وتهم الظنيين الذين يخلقون لكل شيء عيبا ولو‬ ‫كان هو الكمال امجسما ‪ ،‬فيلمزون المطوعين بالرياء ويلمزون الجاامعين‬ ‫بالمحاباة ‪ ..‬وجشع الوخذين الذين يود أحدهم أن لو كان اما جمع له كله‬ ‫ليس امن غيره امن امنصب ‪ ..‬والعادات المنتوارثة النتي درجنا عليها والنتي‬ ‫تجعل كل بيت اممن بقيت فيهم بقية امن المحافظة على إوخراج الزكاة‬ ‫يفضل أن يشرف بنفسه على صرف زكاة اماله ول يؤثر بذلك غيرة امهما‬ ‫كان في هذا اليثار امن فائدة ‪.‬‬ ‫كنت أوخشى على إوخوان برامبال هذه المعوقات الربعة وهي واضحة‬ ‫املموسة في امجنتمعاتنا امما يبكي ويؤسف ولكن إوخوان برامبال وأهل‬ ‫برامبال كانوا أرفع امن ذلك وأسمي فقرت بهم العين وسعدت بهم‬ ‫النفس واطمأن بعملهم القلب وأثبنتوا للناس أن الطهارة ـ إن وخالطت‬ ‫نفوسهم ـ والثقة ـ إن تبودلت بينهم ـ كفيلنتان بنتذليل كل عقبة ‪.‬‬ ‫لقد كان أغنياء برامبال أرفع امن أن يمنتنعوا عن أداء حق ا إذ داعي‬ ‫الزكاة بهم أهابا ‪..‬ولقد كان فقراء برامبال أرفع امن أن تمنتد أعينهم إلى‬ ‫حقوق إوخوانهم فما هو إل أن وصل إلى كل امنهم اما قسم له امن‬ ‫الزكوات المجموعة حنتى سرت نفسه ولهج لسانه بالدعاء للمزكين‬ ‫وللمنظمين ‪ ..‬ولقد كان إوخوان برامبال أحكم وأحزم بنتوفيق ا تعالى‬ ‫امن أن يدعو للنتهم امجال وللظنة شبهة ‪ .‬فنتكونت امنهم لجنة أولي لعمل‬ ‫الكشوف بالمسنتحقين أوخذ عليها العهد والميثاق أل تحابي ول تجاامل ول‬ ‫تفشي سرا ول تظهر عورة ثم تلنتها لجنه أوخرى للفحص عن هذه‬ ‫الكشوف وامراجعنتها والنتثبت امن صحنتها ثم لجنه ثالثة لنتقدير النصبة‬ ‫المسنتحقة لكل امن تثبت حاجنته واسنتحقاقه ثم لجنه رابعه لمراجعة هذا‬


‫النتقدير وإقراره ثم لجنه وخاامسه للقيام بالنتوزيع عمليا ‪ .‬وكان هذا النظام‬ ‫الدقيق الموفق امدعاة إلى العجاب والفرح امن كل امن شاهدوه أو‬ ‫علموا به أو رأوا آثاره الرضية في نفوس برامبال وجيران برامبال ‪..‬وكان‬ ‫أهل برامبال بعد ذلك أكبر امن العادات وأسمي امن القيود فاتبعوا الرشد‬ ‫وأثاروا النتعاون وضربوا في ذلك أروع المثل في تحقيق أامنية كنا نحلم‬ ‫بها امن زامن بعيد ‪.‬‬ ‫أفلست ترى أيها القارئ بعد هذا البيان أن الوخوان المسلمين قوم‬ ‫عمليون ‪ ...‬وأفل يري الوخوان المسلمون في ذلك تحقيقا لامالهم‬ ‫فيعملوا علي أن نسمع في القريب عن هذه الخطوات الموفقة في بقية‬ ‫هَو َامه ْولُك ه ْ‬ ‫م‬ ‫موا س ِباللس ِه ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت س ِ‬ ‫ة َوا ه ْ‬ ‫ة َوآُتوا الَّزَكا َ‬ ‫صل َ‬ ‫موا ال َّ‬ ‫الشعب النشيطة )َفَأس ِقي ُ‬ ‫صيُر( )الحج‪.(78:‬‬ ‫م الَّن س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫مه ْوَلى َوس ِن ه ْ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ع َ‬ ‫َفس ِن ه ْ‬

‫الجهـاد عتّزنــا‬ ‫امر السبوع الفائت ولم أناج القراء الكرام فيه بهذه الخطرات النتي تمليها‬ ‫العاطفة ويفيض بها القلب عن جهود الوخوان المسلمين ‪.‬ول أكنتم القراء‬ ‫الكرام أني وجدت لذلك ألم الحرامان وووخز الضمير ل لننا نحب أن نرائي‬ ‫الناس بعملنا أو نظهرهم علي جهودنا ‪ ,‬فقد يعلم ا أن الوخوان‬ ‫المسلمين يعملون وهم يبنتغون وجه ا ويريدون بذلك رضوانه ول‬ ‫يننتظرون امن أحد جزاء ول شكورا ‪ ,‬ويعنتقدون أنهم إنما يقوامون ببعض‬ ‫اما يوجبه السلم علي أبنائه ول يزالون بعد امقصرين ‪ .‬وإنما نحب أن‬ ‫نبلغ الناس دعوتنا ونحدد لهم وجهنتنا ونكشف عن حقيقنتنا ‪ ،‬لعلنا نجد‬ ‫امنهم أعوانا على الخير وهداة إلى البر فينتضاعف النفع ويقرب المدى‬ ‫وتدنو الغاية وينتحقق اما نرجو امن إصلح شاامل وإنقاذ عاجل ‪.‬‬ ‫وإن كل يوم يمضي ل تعمل فيه الامة عمل م ً للنهوض امن كبوتها يؤوخرها‬ ‫أامدا طويل م ً ‪.‬وإن في دعوة الوخوان لو فقهها الناس لمنقذا ‪ ،‬وإن في‬


‫امنهاجهم لو اتبعنته الامة لنجاحا ‪ ,‬وإن في جهودهم لو أعينوا عليها لامل م ً ‪،‬‬ ‫واما النصر إل امن عند ا العزيز الحكيم ‪.‬‬ ‫وبعد فقد ورد في الصحيح اما امعناه أن امعاذا ‪ t‬كان يسير امع رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم فقال له ‪) :‬إن شئت يا امعاذ حدثنتك برأس هذا الامر‬ ‫وذروة السنام امنه ‪ .‬إن رأس هذا الامر ل إله إل ا وحده ل شريك له‬ ‫وأن امحمدا عبده ورسوله ‪ ،‬وإن قوام هذا الامر إقاامة الصلة وإينتاء‬ ‫الزكاة وإن ذروة السنام امنه الجهاد في سبيل ا ‪ .‬إنما أامرت أن أقاتل‬ ‫الناس حنتى يقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة ويشهدوا أن ل إله إل ا وحده‬ ‫ل شريك له وأن امحمدا عبده ورسوله ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك فقد اعنتصموا‬ ‫وعصموا داماءهم وأاموالهم إل بحقها وحسابهم علي ا عز وجل ‪,‬‬ ‫والذي نفس امحمد بيده اما شحب وجه ول أغبرت قدم في عمل تبنتغي‬ ‫به درجات الجنة بعد الصلة المفروضة كجهاد في سبيل ا ‪ ،‬ول أثقل‬ ‫اميزان عبد كداتّبه تنفق )أي تموت( في سبيل ا أو يحمل عليها في‬ ‫سبيل ا(‪.‬‬ ‫ذلك تعريف النبي صلى ا عليه وسلم للسلم وهو أعرف الناس‬ ‫بالسلم وإن الوخوان المسلمين ل يحملون الناس علي غير السلم‬ ‫وامبادئ السلم ‪ ،‬ول ينهجون إل امناهج السلم وشعاب السلم ‪.‬‬ ‫وقد حدثنتك عنهم في الصلة والزكاة واما يريدون امن أنفسهم وامن‬ ‫الناس حيالها ‪ ،‬وهي قوام الامر ودعاامنته ‪ .‬فلتحد ث إليك الن عن‬ ‫الوخوان المسلمين المجاهدين ‪ ،‬واماذا يريدون امن أنفسهم وامن الناس‬ ‫حيال الجهاد في سبيل ا وهو امن السلم ذروة السنام ‪.‬‬ ‫امن الجهاد في السلم أيها الحبيب ‪ :‬عاطفة حيه قويه تفيض حنانا إلى‬ ‫عز السلم وامجده ‪ ،‬وتهفو شوقا إلى سلطانه وقوته ‪ ،‬وتبكي حزنا علي‬ ‫اما وصل إليه المسلمون امن ضعف واما وقعوا فيه امن امهانة ‪ ،‬وتشنتعل‬ ‫ألما علي هذا الحال الذي ل يرضي ا ول يرضي امحمدا عليه الصلة‬


‫والسلم ول يرضي نفسا امسلمة وقلبا امؤامنا ‪.‬و)امن لم يهنتم بأامر‬ ‫المسلمين فليس امنهم( كما ورد في الحديث الصحيح ‪.‬‬ ‫لمثل هذا يذوب القلب امن كمد‬

‫إن كان في القلب إسلم وإيمان‬

‫وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب ‪ :‬أن يحملك هذا الهم الدائم‬ ‫والجوى اللحق علي النتفكير الجدي في طريق النجاح وتلمس سبيل‬ ‫الخل ص وقضاء وقت طويل في فكرة عميقة تمحص بها سبل العمل‬ ‫وتنتلمس فيها أوجه الحيل لعلك تجد لامنتك امنفذا أو تصادف امنقذا ‪ ،‬ونية‬ ‫المرء وخير امن عمله وا يعلم وخائنة العين واما تخفي الصدور ‪.‬‬ ‫وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب ‪ :‬أن تنزل عن بعض وقنتك وبعض‬ ‫امالك وبعض امطالب نفسك لخير السلم وبني المسلمين ‪..‬فإن كنت‬ ‫قائدا ففي امطالب القيادة تنفق ‪ ،‬وإن كنت تابعا ففي امساعدة الداعين‬ ‫تفعل ‪ ،‬وفي كل وخير ‪ ,‬وكل وعد ا الحسني ‪ ,‬وا تبارك وتعالى يقول‬ ‫سو س ِ‬ ‫ل‬ ‫عنه ْ َر ُ‬ ‫خَّلُفوا َ‬ ‫ن َيَنت َ‬ ‫ب أ َ ه ْ‬ ‫عَرا س ِ‬ ‫ن ال َ ه ْ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫حه ْوَلُه ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ِديَنس ِة َوَام ه ْ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫ه س ِ‬ ‫ن ل َ ه ْ‬ ‫)َاما َكا َ‬ ‫ب َول‬ ‫ص ٌ‬ ‫م ٌأ َول َن َ‬ ‫ظ َ‬ ‫م َ‬ ‫صيُبُه ه ْ‬ ‫م ل ُي س ِ‬ ‫ك س ِبَأَّنُه ه ْ‬ ‫سس ِه َذس ِل َ‬ ‫ن َنه ْف س ِ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫غُبوا س ِبَأه ْنُف س ِ‬ ‫ا َول َيه ْر َ‬ ‫س ِ‬ ‫عُد ٍّو‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫كَّفاَر َول َيَناُلو َ‬ ‫ظ اه ْل ُ‬ ‫غي ُ‬ ‫طئا ُي س ِ‬ ‫ن َامه ْو س ِ‬ ‫طُأو َ‬ ‫ا َول َي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ص ٌة س ِفي َ‬ ‫م َ‬ ‫خ َ‬ ‫َام ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬ول‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫جَر اه ْل ُ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ا ل ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ح إ س ِ َّ‬ ‫صاس ِل ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م س ِبس ِه َ‬ ‫ب َلُه ه ْ‬ ‫َنه ْيل م ً س ِإل ُكس ِنت َ‬ ‫جس ِزَيُه ُ‬ ‫م‬ ‫م س ِلَي ه ْ‬ ‫ب َلُه ه ْ‬ ‫ن َواس ِديا س ِإل ُكس ِنت َ‬ ‫عو َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ة َول َيه ْق َ‬ ‫ة َول َكس ِبيَر م ً‬ ‫غيَر م ً‬ ‫ص س ِ‬ ‫ن َنَفَقم ًة َ‬ ‫ُيه ْنس ِفُقو َ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (121-120:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َاما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب ‪ :‬أن تأامر بالمعروف وأن تنهي عن‬ ‫المنكر ‪ ،‬وأن تنصح لله ورسوله ولكنتابه ولئمة المسلمين وعاامنتهم ‪ ،‬وأن‬ ‫تدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه واما ترك قوم النتناصح‬ ‫ال ذلوا واما أهملوا النتبآامر بالمعروف والنتناهي عن المنكر ال وخذلوا ‪,‬‬ ‫سى اه ْبنس ِ َامه ْرَي َ‬ ‫م‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوَد َو س ِ‬ ‫سا س ِ‬ ‫عَلى س ِل َ‬ ‫ل َ‬ ‫سرائي َ‬ ‫ن َبس ِني إ س ِ ه ْ‬ ‫ن َكَفُروا س ِام ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع َ‬ ‫)ُل س ِ‬ ‫س َاما‬ ‫ه َلس ِبه ْئ َ‬ ‫عُلو ُ‬ ‫كأ ٍر َف َ‬ ‫عنه ْ ُامه ْن َ‬ ‫هه ْونَ َ‬ ‫ن ‪َ ,‬كاُنوا ل َيَنتَنا َ‬ ‫عَنتُدو َ‬ ‫صه ْوا َوَكاُنوا َي ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك س ِب َ‬ ‫َذس ِل َ‬ ‫ن( )المائدة‪. (79-78:‬‬ ‫عُلو َ‬ ‫َكاُنوا َيه ْف َ‬


‫و امن الجهاد في سبيل ا ايها الحبيب ‪:‬ان تنتنكر لمن تنكر لدينه وان‬ ‫تقاطع امن عادي ا ورسوله فل يكون بينك وبينه صله ول امعاامله ول‬ ‫امؤاكله ول امشاربه وفي الحديث ‪) :‬إن أول اما دوخل النقص علي بني‬ ‫اسرائيل انة كان الرجل يلقى الرجل فيقول‪ :‬يا هذا اتق ا ودع اما تصنع‬ ‫فانه ل يحل لك ثم يلقاه امن الغد وهو علي حاله فل يمنعه ذلك أن‬ ‫يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلو ذلك ضرب ا قلوب بعضهم‬ ‫ببعض(‪.‬‬ ‫وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب ‪ :‬أن تكون جنديا لله تقف له‬ ‫نفسك وامالك ل تبقي علي ذلك امن شئ ‪ .‬فإذا هدد امجد السلم‬ ‫وديست كراامة السلم ودوي نفير النهضه لسنتعادة امجد السلم كنت‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن‬ ‫شَنتَرى س ِامنَ اه ْل ُ‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫أول امجيب للنداء وأول امنتقدم للجهاد ‪) ,‬إ س ِ َّ‬ ‫جَّنَة( )النتوبة‪ , (111:‬وفي الحديث‪) :‬امن‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ُ‬ ‫م س ِبَأ َّ‬ ‫م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫أ َه ْنُف َ‬ ‫امات ولم يغز ولم يحد ث به نفسه امات علي شعبة امن النفاق( رواه‬ ‫امسلم وأبو داود والنسائي ‪.‬وبذلك ينتحقق اما يريد ا امن نشر السلم‬ ‫حنتى يعم الرض جميعا ‪.‬‬ ‫وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب‪ :‬أن تعمل علي إقاامة اميزان‬ ‫العدل وإصلح شئون الخلق وانصاف المظلوم والضرب علي يد الظالم‬ ‫امهما كان امركزه وسلطانه ‪.‬‬ ‫وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه عن النبي صلي ا‬ ‫عليه وسلم قال ‪) :‬أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان أو أامير جائر(‬ ‫رواه أبو داود والبخاري بمعناه ‪ ،‬وعن جابر رضي ا عنه ‪ :‬قال رسول‬ ‫ا صلي ا عليه وسلم ‪) :‬سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل‬ ‫قام إلى إامام جائر فأامره ونهاه فقنتله( رواه ابن اماجه باسناد صحيح ‪.‬‬ ‫وامن الجهاد في سبيل ا تبارك وتعالى ان لم توفق إلى شئ امن ذلك‬ ‫كله ‪ :‬أن تحب المجاهدين امن كل قلبك وتنصح لهم بمحض رأيك وقد‬ ‫كنتب ا لك بذلك الجر وأوخلك امن النتبعة ‪ .‬ول تكن غير ذلك فيطبع‬


‫عَلى‬ ‫ء َول َ‬ ‫عَفا س ِ‬ ‫ض َ‬ ‫عَلى ال ُّ‬ ‫س َ‬ ‫علي قلبك ويؤاوخذك أشد المؤاوخذة ‪َ) :‬له ْي َ‬ ‫سوس ِلس ِه‬ ‫حوا للس ِه َوَر ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ج إ س َِذا َن َ‬ ‫حَر ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َاما ُيه ْنس ِفُقو َ‬ ‫جُدو َ‬ ‫ن ل َي س ِ‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ضى َول َ‬ ‫مه ْر َ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ن إ س َِذا َاما‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫م ‪َ ,‬ول َ‬ ‫حي ٌ‬ ‫غُفو ٌر َر س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫ل َو ُ‬ ‫سس ِبي أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫عَلى اه ْل ُ‬ ‫َاما َ‬ ‫م َتس ِفيضُ س ِام َ‬ ‫ن‬ ‫عُيُنُه ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه َتَوَّله ْوا َوأ َ ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫مُل ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫جُد َاما أ َ ه ْ‬ ‫ت ل أ َ س ِ‬ ‫م ُقه ْل َ‬ ‫مَلُه ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ك س ِلَنت ه ْ‬ ‫أ َ​َته ْو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ك َو ُ‬ ‫سَنته ْأس ِذُنوَن َ‬ ‫عَلى اَّلس ِذينَ َي ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سس ِبي ُ‬ ‫ما ال َّ‬ ‫ن ‪ ,‬إ س َِّن َ‬ ‫جُدوا َاما ُيه ْنس ِفُقو َ‬ ‫حَزنا َأل َي س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫الَّده ْام س ِ‬ ‫مل‬ ‫م َفُه ه ْ‬ ‫عَلى ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ا َ‬ ‫ع ُ‬ ‫طَب َ‬ ‫ف َو َ‬ ‫خَواس ِل س ِ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫كوُنوا َام َ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫ضوا س ِبَأ ه ْ‬ ‫ء َر ُ‬ ‫غس ِنَيا ُ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (93-91:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫وبعد فهذه بعض امراتب الجهاد في السلم ودرجاته فأين الوخوان‬ ‫المسلمون امن هذه الدرجات؟‬ ‫فأاما أنهم امحزونون لما وصل اليه المسلمون آلمون ‪ ،‬فعلم ا أن‬ ‫أحدهم يجد امن ذلك اما يذيب لفائف قلبة وينال امن أعماق نفسة ويحز‬ ‫في قرارة فؤادة ويمنعة في كثير امن الحايين النس بأهله وإوخوانه‬ ‫والمنتعة بكل اما في الوجود امن لذة وجمال ‪.‬‬ ‫وأاما انهم يفكرون في سبيل الخل ص ‪ ،‬فعلم ا أنه اما امن فكرة تحنتل‬ ‫أفكارهم واما امن وخطة تسنتهوى عواطفهم واما امن شان يشغل عقولهم‬ ‫كهذا الشان الذي املك عليهم رؤوسهم وقلوبهم واسنتبد امنهم بشعورهم‬ ‫وتفكيرهم‪.‬‬ ‫وأاما أنهم يبذلون في هذا السبيل وقنتا وامال ‪ ،‬فحسبك أن تزور ناديا امن‬ ‫أندينتهم لنترى عيونا أذبلها السهر ووجوها أشحبها الجلد وجسواما أضناها‬ ‫النصب وأوخذ امنها العياء على أنها فنتتّية بإيمانها قوية بعقيدتها ‪ ،‬وشبابا‬ ‫يقضون ليلهم إلى اما بعد اننتصافه امكبين على المكنتب أو عاكفين على‬ ‫المناضد وأترابهم في لهوهم وأنسهم وامنتعنتهم وسمرهم ‪ .‬ورب عين‬ ‫م ُّ‬ ‫ن‬ ‫ا َي ُ‬ ‫ساهرة لعين نائمة وإنما نحنتسب ذلك عند ا ولنمنتن به ‪َ) ,‬بلس ِ ُ‬ ‫ن( )الحجرات‪. (17:‬‬ ‫صاس ِدس ِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫لي َ‬ ‫هَداُك ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫م س ِل س ِ‬ ‫فإذا سألت عن المال الذي ينفق علي دعوتهم فما هو إل امالهم القليل‬ ‫يبذلونه في سخاء ورضاء وراحة وطمأنينة ‪ .‬وإنهم ليحمدون ا إذ‬


‫ترقت تضحينتهم بالمال امن درجة السخاء بكماليات العيش إلى درجة‬ ‫القنتصاد امن ضرورياته وإنفاق اما يقنتصد في سبيل الدعوة ‪َ) ,‬وَامنه ْ ُيو َ‬ ‫ق‬ ‫ن( )الحشر‪ , (9:‬اما أسعدنا أن يقبل ا‬ ‫حو َ‬ ‫مه ْفس ِل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫سس ِه َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫ح َنه ْف س ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫ُ‬ ‫امنا ذلك وهو امنه وإليه ‪.‬‬ ‫وأاما أنهم يأامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ‪ :‬فقد بدأوا في ذلك‬ ‫بأنفسهم ثم بأسرهم وبيوتهم ثم بإوخوانهم وأصدقائهم وهم ينتذرعون‬ ‫في ذلك بالصبر والناه والحكمة والموعظة وهل تري جريدتهم هذه إل‬ ‫امظهرا امن امظاهر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وهل تري‬ ‫عظاتهم وأقوالهم إل سبيل م ً في هذه السبيل ؟ وأاما اما بقي امن درجات‬ ‫الجهاد فواجب الجماعة فعلي الجماعة أن تجيب ‪ ,‬وإن الوخوان‬ ‫المسلمين في ذلك الرعيل الول ل يدوخرون وسعا ول يحنتجزون جهدا ‪،‬‬ ‫وهم يعلمون امنزلة ذلك امن السلم ويعلمون أن النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم قال ‪) :‬امن لقي ا بغير اثر امن جهاد لقي ا وفيه ثلمة( رواه‬ ‫النترامذي وابن اماجه ‪ .‬وهم يسألون ا أن يوفقهم إلى لقائه وليس بهم‬ ‫ن(‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ض اه ْل ُ‬ ‫حِّر س ِ‬ ‫ك َو َ‬ ‫س َ‬ ‫ف س ِإل َنه ْف َ‬ ‫كَّل ُ‬ ‫ثلمات ‪ .‬وقد قال ا تعالى لنبيه ‪) :‬ل ُت َ‬ ‫)النساء‪ ، (84:‬وإنا لنرجوا أن نكون بذلك قد أبلغنا الجماعة ‪ ،‬وأن يكون‬ ‫هذا الصوت قد وصل إلى نفوسهم فوجد امنها وخصوبة يزداد بها عدد‬ ‫هُدوا س ِفيَنا َلَنه ْهس ِدَيَّنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫جا َ‬ ‫ن َ‬ ‫العااملين وتننتظم امعها صفوف المجاهدين )َواَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )العنكبوت‪.(69:‬‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع اه ْل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ا َل َ‬ ‫ن َ‬ ‫سُبَلَنا َوإ س ِ َّ‬ ‫ُ‬

‫حــق القرآن‬ ‫اما رأيت ضائعا أشبه بمحنتفظ به ول امهمل م ً أشبه بمعني بشأنه امن القرآن‬ ‫الكريم في أامنتنا هذه ‪ :‬أنزل ا القرآن الكريم كنتابا امحكما ونظااما‬ ‫ن َيَده ْيس ِه َول س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ن َبه ْي س ِ‬ ‫ل س ِام ه ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫شاامل م ً وقوااما لامر الدين والدنيا ‪) ,‬ل َيه ْأس ِتيس ِه اه ْلَبا س ِ‬ ‫ميأ ٍد( )فصلت‪. (42:‬‬ ‫ح س ِ‬ ‫م َ‬ ‫كي أ ٍ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل س ِام ه ْ‬ ‫وخه ْلس ِفس ِه َته ْنس ِزي ٌ‬ ‫َ‬


‫وأعنتقد ان أهم الغراض النتي تجب علي الامة السلامية حيال القرآن‬ ‫الكريم ثلثة امقاصد ‪:‬‬ ‫أولها ‪ :‬الكثار امن تلوته ‪ ،‬والنتعبد بقراءته ‪ ،‬والنتقرب إلى ا تبارك‬ ‫وتعالى به ‪..‬‬ ‫وثانيها ‪ :‬جعله امصدرا لحكام الدين وشرائعه ‪ ،‬امنه تؤوخذ وتسنتنبط‬ ‫وتسنتقي وتنتعلم ‪..‬‬ ‫وثالثها‪ :‬جعله أساسا لحكام الدنيا امنه تسنتمد وعلي امواده الحكيمة‬ ‫تطبق ‪.‬‬ ‫تلك أهم المقاصد والغراض النتي أنزل ا لها كنتابه وأرسل به نبيه‬ ‫وتركه فينا امن بعده واعظا امذكرا وحكما عدل م ً وقسطاسا امسنتقيما ‪.‬‬ ‫ولقد فهم السلف رضوان ا عليهم هذه المقاصد فقااموا بنتحقيقها وخير‬ ‫قيام ‪ ,‬فكان امنهم امن يقرأ القرآن في ثل ث وامنهم امن يقرأه في سبع‬ ‫وامنهم امن يقرأه في أقل امن ذلك أو أكثر ‪ .‬ولقد كان بعضهم إذا شغل‬ ‫عن ورده امن القرآن نظر في المصحف وقرأ بعض اليات الكريمة وقال‬ ‫‪ :‬حنتى ل أكون اممن اتخذوا هذا القرآن امهجورا ‪ .‬فكان القرآن ربيع‬ ‫قلوبهم وورد عباداتهم ينتلونه آناء الليل وأطراف النهار ‪.‬ورضي ا عن‬ ‫الخليفة الثالث الذي لم يسل المصحف والحصار علي بابه والسيف علي‬ ‫عنقه‬ ‫تمني كنتاب ا أول ليلة‬

‫وآوخره ل في حمام المقادر‬

‫ويرحم ا ذلك الذي لم يجد في رثائه امن أن يقول ‪:‬‬ ‫ضحوا بأشمط عنوان السجود به‬

‫يقطع الليل تسبيحا وقرآنا‬


‫وأنت إذا رجعت إلى سيرهم لم تجد واحدا امنهم هجر كنتاب ا أو ترك‬ ‫تلوته أسبوعا واحدا فضل‬ ‫عن شهر كاامل فضل عن السنين والعوام ‪ .‬ول أحب أن أطيل عليك بما‬ ‫أشرقت به كنتب السير واسنتنارت بضوء سناه صحائف كنتب النتاريخ ‪ .‬وهم‬ ‫حينما أرادوا أن يسنتنبطوا أحكام دين ا كان القرآن أول المصادر ‪ ،‬واما‬ ‫الول إذن ان لم يكن كنتاب ا ؟ وها أنت ترى أن المصطفي صلى ا‬ ‫عليه وسلم قد أقر امعاذا حين سأله بم يحكم ‪ ،‬فقال بكنتاب ا وبدأ به‬ ‫ثم ثنا بالسنة المطهرة‪ .‬وقد علمت أن عمر رضي ا عنه حظر علي كثير‬ ‫امن الصحابة الكرام أن يحدثوا الناس ـ وهم حديثوا عهد بالسلم ـ‬ ‫بالحاديث والوقائع حنتى يفقهوهم في كنتاب ا أول ويقفوهم علي‬ ‫حلله وحراامه ‪ .‬وقد علمت كذلك أن الئمة امن صدور النتابعين وتابعيهم‬ ‫بإحسان أامثال سعيد بن المسيب اما كانوا يسمحون للناس بنتدوين‬ ‫فنتاويهم حذر النصراف بأقوالهم عن كنتاب ا ‪ .‬ولقد امزق سعيد‬ ‫الصحيفة امن يد امن دتّون إفنتاءه وقال ‪ :‬تأوخذ كلامي وتدع كنتاب ا ثم‬ ‫تذهب تقول قال سعيد قال سعيد ! عليك بكنتاب ا وسنة رسوله ‪.‬‬ ‫أفلست ترى امن هذا وغيره أن السلف الصالحين رضوان ا عليهم قد‬ ‫جعلوا كنتاب ا تعالى أصل الصول النتي يسنتنبطون امنها دين ا‬ ‫وأحكاامه ‪.‬‬ ‫واما كانت أحكام الدنيا عندهم ال وفق اما يأامر به ونزول م ً علي حكمه ‪..‬‬ ‫حقوق تؤدى وحدود تقام وأحكام تنفذ وأواامر تسري ل إلغاء ولتعطيل‬ ‫ول تعليل ول تأويل ‪.‬‬ ‫كذلك كان ‪ ،‬يوم كان السلم غضا طريا ‪ ،‬وثمر الدين بالغا جنيا ‪ ،‬ويوم‬ ‫فهم المسلمون حكمة وجود القرآن بينهم كما علمهم رب القرآن ونبي‬


‫ب(‬ ‫ك س ِلَيَّدَّبُروا آَياس ِتس ِه َوس ِلَيَنتَذَّكَر ُأوُلو ال َه ْلَبا س ِ‬ ‫ك ُامَباَر ٌ‬ ‫ه إ س َِله ْي َ‬ ‫ب أَه ْنَزه ْلَنا ُ‬ ‫القرآن ‪) ,‬س ِكَنتا ٌ‬ ‫ ص‪.(29:‬‬ ‫) تّ‬ ‫ثم دالت تلك الدولة ‪ ،‬وذهب اماكان للقرآن علي عقول الناس وألبابهم‬ ‫امن صولة ‪ ،‬وسرت في ألسننتهم وعقولهم لوثة العجمة ‪ ،‬فإذا هم في‬ ‫ناحية والقرأن في ناحية أوخرى وبين الناحينتين بعد المشرقين ‪:‬‬ ‫سارت امشرقة وسرت امغربا‬

‫شنتان بين امشرق وامغرب‬

‫فأاما النتعبد بنتلوة القرآن وقرائنته آناء الليل وأطراف النهار فالنذر اليسير‬ ‫امنا امن عني بذلك وعمل عليه ‪ ..‬وأاما بقية المنتعبدين فلهم فيما وضعوا‬ ‫لنفسهم ووضع لهم شيووخهم امن أوراد وأحزاب ووظائف وصلوات اما‬ ‫ة وترديدا‬ ‫تركوا به كنتاب ا وأحلوه امحله حفظا و اهنتمااما وتعبدا وتلو م ً‬ ‫وتكرارا ‪.‬‬ ‫واما نحرم تلوة الوراد الصحيحة ‪ ،‬ول نحول بين الناس والدعية‬ ‫والحزاب النتي ل تخالف ظاهر الشريعة ‪ .‬ولكن نقول لهم ‪ :‬كنتاب ا‬ ‫أولى أول م ً ‪ ،‬رتبوا على أنفسكم امنه أحزابا تصل قلوبكم به وتربط‬ ‫أرواحكم بفيضه وإشراقه ‪ ،‬ثم اذكروا ا بعد ذلك بما شئنتم امن الصيغ‬ ‫النتي تنطبق علي أحكام الدين ‪ .‬أاما أن تهملوا القرآن جملة وتجعلوا‬ ‫عبادتكم كلها امما وضعنتم لنفسكم أو وضع غيركم لكم فنترك لكنتاب ا‬ ‫‪ ،‬وإهمال لحقوقه ‪.‬‬ ‫وأاما اسنتنباط الحكام امنه فقد وقع الناس في جهالة بكنتاب ا تجعل‬ ‫بينهم وبين ذلك حجابا كثيفا وسدُا امنيعا ‪ ،‬امما اضطرهم إلى القناعة‬ ‫بالملخصات والرضا بالنتعليقات وقصر هممهم عن السمو إلى اما هو‬ ‫أرقي امن ذلك امن الغايات ‪.‬‬


‫وأاما تطبيق أحكاامه الدنيوية فقد اسنتبدلها القوم بغيرها وأحلوا سواها‬ ‫امحلها ‪ ،‬وجعلوا تشريع الجانب واما وضع الفرنسيون والروامان أساسا‬ ‫لنتشريعهم وامصدرا لحكاامهم ‪ .‬وبذلك تعطلت أحكام كنتاب ا وأصبحت‬ ‫بين المسلمين نسيا امنسيا وفيها ـ علم ا ـ لهم كل وخير لو كانوا‬ ‫يسمعون ‪ ..‬واكنتفى المسلمون بعد هذا كله امن القرآن الكريم بأن‬ ‫جعلوه تمائم لامراضهم وزينة لمجنتمعاتهم وسلوة في حفلهم وأفراحهم‬ ‫وأحزانهم ‪ .‬ولينتهم إذ جعلوه كذلك أعطوه حقه بل تراهم في امحله‬ ‫لهين غافلين لعبين امنصرفين إلى اللغو والحديث واللهو العبث ‪ ،‬وا‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَّل ُ‬ ‫صُنتوا َل َ‬ ‫عوا َلُه َوأ َه ْن س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ئ القرآن َفا ه ْ‬ ‫تبارك وتعالى يقول ‪َ) :‬وإ س َِذا ُقس ِر َ‬ ‫ن( )لعراف‪. (204:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ُته ْر َ‬ ‫كان القرآن فيما امضى زينة الصلوات فأصبح اليوم زينة الحفلت ‪ ،‬وكان‬ ‫قسطاس العدالة في المحاكم فصار سلوة العابثين في المواسم وكان‬ ‫واسطة العقد في الخطب والعظات فسار بواسطة العقد في الحلى‬ ‫ظ به‬ ‫والنتميمات ‪ ,‬أفلست امحقا حين قلت ‪ :‬اما رأيت ضائعا أشبه لمحنتف أ ٍ‬ ‫امن كنتاب ا ! تناقض عجيب في هذا الموقف امنا أامام القرآن ‪ :‬أننا‬ ‫نعظمه ‪ ،‬اما في ذلك شك ‪ ..‬ونذوذ عنه ‪ ،‬اما في ذلك شك ‪ ..‬ونقنترب إلى‬ ‫ا به اما في ذلك شك ‪ ،‬ولكن ياقوم ‪ :‬أوخطأتم طريق النتعظيم وتنكبنتم‬ ‫سبيل الذود عنه وضللنتم عن جادة النتقرب إلى ا به ‪.‬‬ ‫أليس امن الضاعة لكنتاب ا أن ترى المراكز النتي كان القرآن يعفي‬ ‫امنها عددا عظيما امن القرعة العسكرية صارت اليوم وخلوا اممن يحفظه‬ ‫وينتقدم للمعافاه به ؟‬ ‫أوليس امن الضاعة لكنتاب ا أن ترى الطالب يدوخل الزهر الشريف‬ ‫وهو يحفظه لن ذلك شرط دوخوله ‪ ،‬ثم يخرج امنه وقد نسيه لن القرآن‬ ‫لم يشنترط في إجازته بنهاية امدة تعليمه‪ .‬فنتراه إن وخرج ليكون إامااما‬ ‫يصلى بالناس قصر بهم ‪ ،‬وإن كان واعظا اسنتند إلى فقهاء الريف‬


‫الحافظين في عظاته ودروسه ‪ ،‬وإن كان امحااميا أو قاضيا لجأ إلى‬ ‫المصحف في تصحيح اليات النتي يسنتشهد بها امن كنتاب ا ! إننا حقيقم ًة‬ ‫أضعنا كنتاب ا وكأنه بيننا كنتاب أثري ل يسري امفعوله ول ينفذ حكمه ‪،‬‬ ‫وهذا في الحقيقه أصل اما أصابنا امن بلء وشر ‪.‬‬ ‫وإذا علمت هذا أيها القارىء الكريم ‪ ..‬فاعلم أن الوخوان المسلمين‬ ‫يحاولون في جد أن يعودوا هم أول م ً إلى كنتاب ا ‪ ،‬ينتعبدون بنتلوته‬ ‫ويسنتنيرون في تفهم أقوال الئمة العلم بأياته ويطالبون الناس بإنفاذ‬ ‫أحكاامه ويدعون الناس امعهم إلى تحقيق هذا الغاية النتي هى أنبل‬ ‫غايات المسلم في الحياة ‪ ,‬ولله الامر امن قبل وامن بعد ‪.‬‬

‫امنهج الوخوان واميزانهم‬ ‫أنت إذا رجعت تاريخ النهضات في الامم المخنتلفة شرقية وغربية قديما‬ ‫وحديثا ‪ ,‬رأيت أن القائمين بكل نهضة اموفقة نجحت وأثمرت كان لهم‬ ‫امنهاج امحدود عليه يعملون وهدف امحدود إليه يقصدون ‪ ..‬وضعه‬ ‫الداعون إلى النهوض وعملوا على تحقيقه اما اامنتد بهم الجل وأامكنهم‬ ‫العمل ‪ ,‬حنتى إذا حيل بينهم وبينه واننتهت بهم تلك الفنترة القصيرة فنتره‬ ‫الحياة في هذه الدنيا ‪ ,‬وخلفهم امن قوامهم غيرهم يعملون على‬ ‫امنهاجهم ‪ ،‬ويبدءون امن حيث اننتهى أولئك ‪ ،‬ل يقطعون اما وصل ‪ ،‬ول‬ ‫يهدامون اما بنو ‪ ،‬ول ينقضون اما أسسوا وشادوا ‪ ،‬ول يخربون اما عمروا ‪.‬‬ ‫فإاما زادوا عمل أسلفهم تحسينا ‪ ،‬أو امكنوا ننتائجه تمكينا ‪ ،‬وإاما تبعوهم‬ ‫على آثارهم فزادوا البناء طبقة وساروا بالامة شوطا إلى الغاية حيث‬ ‫يصلون بها إلى اما تبنتغي ‪ ،‬أو ينصرفون راشدين ويخلفهم غيرهم ‪.‬‬ ‫وهكذا دواليك حنتى تحقق الامال وتصدق الحلم وينتم النهوض ويثمر‬ ‫ل س ِامه ْثَقا َ‬ ‫ل‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫م ه ْ‬ ‫الجهاد وتصل الامة إلى اما إليه قصدت وله عملت ‪َ) ,‬ف َ‬ ‫وخه ْيرا َيَرهُ( )الزلزلة‪. (7:‬‬ ‫ة َ‬ ‫َذَّر أ ٍ‬


‫راجع تاريخ الهيئات والشعوب تر هذا القول واضحا بينا ‪ ،‬وأن أساس‬ ‫النجاح في كل نهضاتها امنهج امحدود وقوم يعملون في حدود هذا المنهج‬ ‫‪ ،‬ل يملون ول يفنترون وليسأامون ول يمنتنون ‪ ،‬ذلك واضح جلي في‬ ‫الخطوات النتي سلكنتها دعوة السلم الولى ‪ ،‬فقد وضع ا لها امنهاجا‬ ‫امحدودا يسير بالمسلمين الولين رضوان ا عليهم إليه ‪..‬دعوة في السر‬ ‫‪ ..‬ثم إعلن بهذه الدعوة ونضال في سبيلها ل يمل ‪ ..‬ثم هجرة إلى حيث‬ ‫القلوب الخصبة والنفوس المسنتعدة ‪ ..‬فإوخاء بين هذه النفوس وتمكين‬ ‫عرى اليمان في قلوبها ‪..‬ثم نضال جدي واننتصاف امن الباطل للحق ‪.‬‬ ‫وهذا أبو بكر يريد أن يخرج امن امكة إلى المدينة فيأامره النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم أن يننتظر حنتى يأتيه هو إذن ا بذلك ‪ .‬حنتى إذا تمت‬ ‫الخطوات في القسم الول امن امنهاج الدعوة ‪ ،‬وهى النتي أنيطت‬ ‫بالرسول صلى ا عليه وسلم تشريعا وتطبيقا ‪ ،‬أنزل ا قوله ‪) :‬اه ْلَيه ْو َ‬ ‫م‬ ‫م س ِدينا(‬ ‫سل َ‬ ‫م الس ِ ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ت َل ُ‬ ‫ضي ُ‬ ‫مس ِنتي َوَر س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫م س ِن ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْت َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م س ِديَن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ت َل ُ‬ ‫مه ْل ُ‬ ‫أ َه ْك َ‬ ‫)المائدة‪.(3:‬‬ ‫ثم جاء بعد رسول ا صلى ا عليه وسلم امن الصحابة والنتابعين امن‬ ‫نقلوا هذا النموذج الكاامل امن جزيرة العرب إلى غيرها امن بلدان العالم‬ ‫لنتكون كلمة ا هي العليا ‪ ,‬وحنتى ل تكون فنتنة ويكون الدين لله‪.‬‬ ‫وأنت إذا رجعت بذاكرتك إلى تاريخ الفرق السلامية ‪ ،‬وإلي الدوار النتي‬ ‫سبقت ‪ ،‬وقارنت قيام الدولة العباسية في الشرق ‪ ،‬ثم إلى نهضة الدول‬ ‫الحديثة الوربية امن فرنسا وايطاليا وروسيا وتركيا ـ سواء في الدور‬ ‫الول وهو دور تكوين الوحدات وتأسيس الحكوامات أو في هذا الدور‬ ‫وهو دور تكوين المبادىء وامناصرة النظريات ـ لرأيت ذلك يخضع إلى‬ ‫امناهج امعروفة الخطوات تؤدى إلى الننتيجة الحنتمية النتي تعمل لها الامة‬ ‫‪.‬‬


‫أعنتقد يا عزيزي أن كل انقلب تاريخى وكل نهضة في أامة تسير طبق‬ ‫هذا القانون ‪ ..‬حنتى النهضات الدينية النتي يرأسها النبياء والمرسلون‬ ‫صلوات ا عليهم ‪ ،‬إل أن هذه النهضات يرسم امنهاجها الحق تبارك‬ ‫وتعالى ويهدى الرسول وامن ورائه قوامه ويرشدهم إلى وخطوات المنهج‬ ‫وخطوة وخطوة ‪ ،‬كل وخطوة في وقنتها المناسب ‪ ،‬ويؤيدهم في كل ذلك‬ ‫سس ِلي‬ ‫غس ِلَبنَّ أ َ​َنا َوُر ُ‬ ‫ا ل َ ه ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫بنصره ‪ ..‬فنتكون النهضة اموفقه ل امحالة ‪َ) ,‬كَنت َ‬ ‫عس ِزي ٌز( )المجادلة‪ , (21:‬وامن أين يأتي الخطأ إذا كان واضع‬ ‫ي َ‬ ‫ا َقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫إ س ِ َّ‬ ‫المنهج العليم الخبير وامنفذه امعصوم امن الزلل امحفوظ امن الخطأ امؤيد‬ ‫بالنتوفيق والنصرـ وامن هنا كانت النبوات رحمم ًة للعالمين ـ ؟‬ ‫هذا كلم أعنتقد أن القراء فيه قسمان ‪ :‬قسم درس تاريخ الامم وأطوار‬ ‫نهوضها فهو امؤامن به امعنتقد له ‪ ،‬وقسم لم تنتح له هذه الفرصة فإن‬ ‫شاء ليعلم أني لم أقل إل الحق وإن شاء وثق فما أريد إل الصلح اما‬ ‫اسنتطعت ‪.‬‬ ‫كان ذلك في النهضات الموفقة ‪ ،‬فهل سارت نهضنتنا وفق هذا القانون‬ ‫الكوني والسنة الجنتماعية ‪..‬؟‬ ‫ذلك اما أشك فيه كثيرا ‪ ،‬فإني ألحظ أن وخلق النتسرع المركوز في طباعنا‬ ‫‪ ،‬وسرعة النتأثر وهياج العواطف الذي يبدو فينا واضحا ‪ ،‬وغيرهما امن‬ ‫أسباب اجنتماعية وغير اجنتماعيه ‪ ..‬جعلت نهضنتنا فورات عاطفية تشنتد‬ ‫وتقوى بقوة المؤثر الوقنتي وشدته ثم تخمد وتزول كأن لم يكن شىء ‪.‬‬ ‫ولئن كانت الغاية النتي نعمل لها جميعا واضحة امعروفة للكثيرين فأنا‬ ‫واثق امن أامرين يلزامان هذه المعرفة ‪:‬‬ ‫الامر الول ‪ :‬أن الوسائل غير امعروفة ول امحدودة ‪ ،‬وقد تكون امنتعاكسة‬ ‫يخبط بعضها بعضا ونحن ل نشعر ‪.‬‬


‫والامر الثاني ‪ :‬أن الصلة امنقطعة تمااما بين السابق اللحق ‪ ..‬يصل‬ ‫السابق إلى نصف الطريق فإذا جاء اللحق لم ينتبعه لنقطاع الصلة‬ ‫بينهم ‪ ،‬فيبدأ طريقا جيدا قد يصل فيه إلى امقدار اما وصل سابقه وقد‬ ‫يقصر عنه وقد يسبق قليل م ً ‪ ،‬ولكنه على كل حال ل يصل بالامانة إلى‬ ‫النهاية لن أعمار الفراد قصيرة بالنسبة لعمار النهضات والشعوب ‪.‬‬ ‫ونحن ننتصور أن الواحد يسنتطيع أن يحقق للامة كل اما تبنتغي ‪ ،‬وهى‬ ‫فكرة وخيالية ووخدعة نفسية عاطفية يجب أن تزول امن نفس كل عاامل‬ ‫حنتى يننتفع بها عمل سلفه ‪.‬‬ ‫هذا اسنتطراد لبد امنه وبعده أقول لك إن للوخوان المسلمين امنهاجا‬ ‫امحدودا ينتابعون السير عليه ويزنون أنفسهم بميزانه ويعرفون بين الفينة‬ ‫والفينة أين هم امنه ‪ .‬فإذا سألنتهم عن أصول هذا المنهاج النظرية اما‬ ‫هي؟ ‪ ..‬فإني أجيبك في صراحة تاامة ‪ :‬هو الصول و القواعد النتي جاء‬ ‫بها القرآن ‪ .‬فإذا قلت واما وسائلهم و وخطواتهم العملية أقول لك في‬ ‫صراحة كذلك ‪ :‬هي الوسائل والخطوات النتي أثرت عن الرسول العظيم‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ول يصلح آوخر هذه الامة إل بما صلح به أولها‪.‬‬ ‫وأاما بعد ‪ ،‬فبهذه الكلمة تننتهي تلك السلسلة المجملة امن الحديث عن‬ ‫الوخوان المسلمين العمليين ‪ .‬وأرجو أن يكون لها أثرها المنشود في‬ ‫نفس قرائنا الكرام ‪ ،‬فيؤازروا أولئك القوم الذين وقفوا كل شيء في‬ ‫سبيل ا والدعوة ‪ ،‬وينضموا إليهم ليساهموا امعهم في هذه النهضة‬ ‫الموفقة ‪ ،‬النتي يكسب العاامل فيها كل يوم نصرا جديدا ‪ ،‬إن لم يؤده إلى‬ ‫الفنتح فسيؤدي إليه امن بعده بفضل امجهوده إن شاء ا ‪:‬‬ ‫ن إ س َِلى‬ ‫سُنتَر ُّدو َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫سوُلُه َواه ْل ُ‬ ‫م َوَر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫مَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ا َ‬ ‫سَيَرى ُ‬ ‫مُلوا َف َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ا ه ْ‬ ‫)َوُق س ِ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (105:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة َفُيَنِّبُئ ُ‬ ‫شَهاَد س ِ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫غه ْي س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عاس ِل س ِ‬ ‫َ‬


‫بين الامس واليوم‬ ‫‪ 1‬ـ رسـالة النبـي الامـين‬ ‫امنذ ألف و ثلثمائة سنة و سبعين عااما نادى امحمد بن عبد ا النبي الامي‬ ‫في بطن امكة و على راس الصفا ‪:‬‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫ك ال َّ‬ ‫ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ‬ ‫ج س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا إ س َِله ْي ُ‬ ‫سولُ س ِ‬ ‫س إ س ِ​ِّني َر ُ‬ ‫ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫ي اَّلس ِذي‬ ‫ي ال ُِّام ِّ‬ ‫سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ‬ ‫ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫حس ِيي َوُي س ِ‬ ‫هَو ُي ه ْ‬ ‫ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫َوال َه ْر س ِ‬ ‫ن( )لعراف‪. (158:‬‬ ‫م َته ْهَنتُدو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫ه َل َ‬ ‫عو ُ‬ ‫ماس ِتس ِه َواَّتس ِب ُ‬ ‫ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ‬ ‫ُيه ْؤس ِام ُ‬ ‫فكانت تلك الدعوة الجاامعة حدا فاصل في الكون كله ‪ ,‬بين اماض امظلم ‪,‬‬ ‫و امسنتقبل باهر امشرق ‪ ,‬و حاضر زاوخر سعيد ‪ ,‬و إعلنا واضحا امبينا لنظام‬ ‫جديد شارعه ا العليم الخبير و امبلغه امحمد البشير النذير ‪ ,‬و كنتابه القرآن‬ ‫الواضح المنير ‪ ,‬و جنده السابقون الولون امن المهاجرين و النصار ‪ ,‬و‬ ‫الذين اتبعوهم بإحسان ‪ ,‬و ليس امن وضع الناس ‪ ,‬و لكنه صبغة ا ‪ ,‬و‬ ‫امن أحسن امن ا صبغة ‪:‬‬ ‫شاء‬ ‫ن َّن َ‬ ‫ه ُنوم ًرا َّنه ْهس ِدي س ِبس ِه َام ه ْ‬ ‫عه ْلَنا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كن َ‬ ‫ن َوَل س ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫لي َ‬ ‫كَنتا ُ‬ ‫ت َته ْدس ِري َاما اه ْل س ِ‬ ‫)َاما ُكن َ‬ ‫ب َول ا س ِ‬ ‫ا اَّلس ِذي َلُه َاما س ِفي‬ ‫ط س ِ‬ ‫صَرا س ِ‬ ‫م ‪ ,‬س ِ‬ ‫سَنتس ِقي أ ٍ‬ ‫ط ُّام ه ْ‬ ‫صَرا أ ٍ‬ ‫ك َلَنته ْهس ِدي إ س َِلى س ِ‬ ‫عَباس ِدَنا َوإ س َِّن َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫صيُر الُاموُر( )الشورى‪. (53-52:‬‬ ‫ا َت س ِ‬ ‫ض َأل إ س َِلى س ِ‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال َّ‬

‫‪ 2‬ـ امنهاج القرآن الكريم في الصلح الجنتماعي‬ ‫و القرآن هو الجاامع لصول هذا الصلح الجنتماعي الشاامل ‪ ,‬و قد أوخذ‬ ‫ينتنزل على النبي صلى ا عليه و سلم ‪ ,‬ويعلن به المؤامنين بين الن و‬ ‫الن بحسب الوقائع و الظروف و المناسبات‬


‫ح ِّ‬ ‫ق‬ ‫ك س ِباه ْل َ‬ ‫جه ْئَنا َ‬ ‫ل س ِإل س ِ‬ ‫مَث أ ٍ‬ ‫ك س ِب َ‬ ‫ه َته ْرس ِتيل ‪َ ,‬ول َيه ْأُتوَن َ‬ ‫ك َوَرَّته ْلَنا ُ‬ ‫ت س ِبس ِه ُفَؤاَد َ‬ ‫ك س ِلُنَثِّب َ‬ ‫)َكَذس ِل َ‬ ‫سيم ًرا( )الفرقان‪. (33-32:‬‬ ‫ن َته ْف س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫َوأ َ ه ْ‬ ‫حنتى اكنتمل به الوحي و حفظ في الصدور و السطور في امدى اثننتين و‬ ‫عشرين سنة و نيفا ‪ ,‬و قد جمع ا فيه لهذه الامة تبيان كل شيء ‪ ,‬و‬ ‫أصول الصلح الجنتماعي الكاامل الذي جاء به تكاد تنحصر في هذه‬ ‫الصول ‪:‬‬ ‫أ ـ الربانية ‪.‬‬ ‫ب ـ النتساامي بالنفس النسانية ‪.‬‬ ‫ج ـ تقرير عقيدة الجزاء ‪.‬‬ ‫د ـ إعلن الوخوة بين الناس ‪.‬‬ ‫هـ ـ النهوض بالرجل و المرأة جميعا ‪ ,‬و إعلن النتكافل و المساواة بينهما‬ ‫‪ ,‬و تحديد امهمة كل امنهم تحديدا دقيقا ‪.‬‬ ‫و ـ تأامين المجنتمع بنتقرير حق الحياة و الملك و العمل و الصحة و الحرية‬ ‫و العلم و الامن لكل فرد و تحديد اموارد الكسب ‪.‬‬ ‫ز ـ ضبط الغريزتين ‪ :‬غريزة حفظ النفس ‪ ,‬و حفظ النوع ‪ ,‬و تنظيم‬ ‫امطالب الفم و الفرج‬ ‫ح ـ الشدة في امحاربة الجرائم الصلية ‪.‬‬ ‫ط ـ تأكيد وحدة الامة و القضاء على كل امظاهر الفرقة و أسبابها ‪.‬‬ ‫ي ـ إلزام الامة الجهاد في سبيل امبادئ الحق النتي جاء بها النظام ‪.‬‬ ‫ك ـ اعنتبار الدولة اممثلة للفكرة و قائمة على حماينتها ‪ ,‬و امسؤولة عن‬ ‫تحقيق أهدافها في المجنتمع الخا ص ‪ ,‬و إبلغها للناس جميعا ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الشـعائر العـملية لهذا النظـام‬


‫و قد وخالف النظام القرآني غيره امن النظم الوضعية و الفلسفات النظرية‬ ‫فلم ينترك امبادئه و تعاليمه نظريات في النفوس ‪ ,‬و ل أراء في الكنتب ‪ ,‬و ل‬ ‫كلمات على الفواه و الشفاه ‪ ,‬و لكنه وضع لنتركيزها و تثبينتها و الننتفاع‬ ‫ببآثارها و ننتائجها امظاهر عملية ‪ ,‬و ألزم الامة النتي تؤامن به و تدين له‬ ‫بالحر ص على هذه العمال و جعلها فرائض عليها ل تقبل في تضييعها‬ ‫هوادة ‪ ,‬بل يثيب العااملين و يعاقب المقصرين عقوبة قد تخرج بالواحد‬ ‫امنهم امن حدود هذا المجنتمع السلامي و تطوح به إلى امكان سحيق ‪.‬‬ ‫و أهم هذه الفرائض النتي جعلها هذا النظام سياجا لنتركيز امبادئه هي ‪:‬‬ ‫أ ـ الصلة و الذكر و النتوبة و السنتغفار‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫ب ـ الصيام و العفة و النتحذير امن النترف ‪.‬‬ ‫ج ـ الزكاة و الصدقة و النفاق في سبيل ا ‪.‬‬ ‫د ـ الحج و السياحة و الرحلة و الكف و النظر في املكوت ا ‪.‬‬ ‫هـ ـ الكسب و العمل و تحريم السؤال ‪.‬‬ ‫و ـ الجهاد و القنتال و تجهيز المقاتلين ‪ ,‬و رعاية أهليهم و امصالحهم امن‬ ‫بعدهم ‪.‬‬ ‫ز ـ الامر بالمعروف و بذل النصيحة ‪.‬‬ ‫ح ـ النهي عن المنكر وامقاطعة امواطنه و فاعليه ‪.‬‬ ‫ط ـ النتزود بالعلم و المعرفة لكل امسلم و امسلمة في فنون الحياة‬ ‫المخنتلفة كل فيما يليق به ‪.‬‬ ‫ي ـ حسن المعااملة و كمال النتخلق بالوخلق الفاضلة ‪.‬‬ ‫ك ـ الحر ص على سلامة البدن و المحافظة على الحواس ‪.‬‬ ‫ل ـ النتضاامن الجنتماعي بين الحاكم و المحكوم بالرعاية و الطاعة امعا ‪.‬‬ ‫فالمسلم امطالب بأداء هذه الوجبات ‪ ,‬و النهوض بها كما فصلها النظام‬ ‫القرآني ‪ ,‬و عليه أل يقصر في شيء امنها ‪ ,‬و قد ورد ذكرها جميعا في‬


‫القرآن ‪ ,‬و بيننتها بيانا شافيا أعمال النبي و أصحابه و الذين اتبعوهم‬ ‫بإحسان في بساطة و وضوح ‪ ,‬كل عمل فيها أو عدة أعمال تقوي و تركز‬ ‫أو عدة امبادئ امن النظريات السابقة النتي جاء هذا النظام لنتحقيقها و‬ ‫إفادة الناس بننتائجها و آثارها ‪.‬‬

‫‪ -4‬الـدولـة السـلامـية الولــى‬ ‫على قواعد هذا النظام الجنتماعي القرآني الفاضل قاامت الدولة‬ ‫السلامية الولى تؤامن به إيمانا عميقا و تطبقه تطبيقا دقيقا و تنشره في‬ ‫العالمين ‪ ,‬حنتى كان الخليفة الول رضي ا عنه يقول ‪ ) :‬لو ضاع امني‬ ‫عقال بعير لوجدته في كنتاب ا ( و حنتى أنه ليقاتل امانعي الزكاة و‬ ‫يعنتبرهم امرتدين بهدامهم هذا الركن امن أركان النظام و يقول ‪ ) :‬وا لو‬ ‫امنعوني عقال كانوا يؤدونه لرسول ا لقاتلنتهم اما اسنتمسك السيف بيدي (‬ ‫‪.‬‬ ‫و كانت الوحدة بكل امعانيها و امظاهرها شمل هذه الامة الناشئة ‪,‬‬ ‫فالوحدة الجنتماعية شااملة بنتعميم نظام القرآن و لغة القرآن ‪ ,‬و الوحدة‬ ‫السياسية شااملة في ظل أامير المؤامنين و تحت لواء الخلفة في العاصمة‬ ‫‪ ,‬و لم يحل دونها أن كانت الفكرة السلامية فكرة ل امركزية في الجيوش‬ ‫‪ ,‬و في بيوت المال ‪ ,‬و في تصرفات الولة ‪ ,‬إذ أن الجميع يعملون بعقيدة‬ ‫واحدة و بنتوجيه عام امنتحد ‪.‬‬ ‫و لقد طردت هذه المبادئ القرآنية الوثنية المخرفة في جزيرة العرب و‬ ‫في بلد الفرس فقضت عليها ‪ ,‬و طاردت اليهودية الماكرة فحصرتها في‬ ‫نطاق ضيق و قضت على سلطانها الديني و السياسي قضاء تااما ‪,‬‬ ‫وصارعت المسيحية حنتى انحصر ظلها في قارتي آسيا و أفريقيا و انحازت‬ ‫إلى أوربا في ظل الدولة الروامانية الشرقية بالقسطنطينية ‪ ,‬و تركز بذلك‬


‫السلطان الروحي والسياسي بالدولة السلامية في القارتين العظيمنتين ‪,‬‬ ‫و ألحت بالغزو على القارة الثالثة تهاجم القسطنطينية امن الشرق‬ ‫وتحاصرها حنتى يجهدها الحصار ‪ ,‬و تأتيها امن الغرب فنتقنتحم الندلس‬ ‫وتصل جنودها المظفرة إلى قلب فرنسا و إلى شمال و جنوب إيطاليا ‪ ,‬و‬ ‫تقيم في غرب أوربا دولة شاامخة البنيان امشرقة بالعلم و العرفان ‪ ,‬و ينتم‬ ‫لها بعد ذلك فنتح القسطنطينية نفسها وحصر المسيحية و حصر المسيحية‬ ‫في هذا الجزء المحدود امن قلب أوربا ‪ ,‬وتمخر الساطيل السلامية عباب‬ ‫البحرين البيض و الحمر فيصير كل امنهما بحيرة إسلامية ‪ ,‬وتقبض قوات‬ ‫الدولة السلامية بذلك على امفاتيح البحار في الشرق والغرب وتنتم لها‬ ‫السيادة البرية و البحرية ‪.‬‬ ‫وقد اتصلت بغيرها امن الامم ‪ ،‬ونقلت كثيرا امن الحضارات ‪ ،‬ولكنها تغلبت‬ ‫بقوة إيمانها وامنتانة نظاامها عليها جميعا ‪ ،‬فعربنتها أو كادت ‪ ،‬واسنتطاعت أن‬ ‫تصبغها وأن تحملها على لغنتها ودينها بما فيهما امن روعة وحيوية وجمال ‪،‬‬ ‫ولم يمنعها أن تأوخذ النافع امن هذه الحضارات جميعا ‪ ،‬امن غير أن يؤثر‬ ‫ذلك في وحدتها الجنتماعية أو السياسية ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ عواامل النتحلل في كيان الدولة السلامية‬ ‫وامع هذه القوة البالغة والسلطان الواسع فإن عواامل النتحلل فإن‬ ‫عواامل النتحلل قد أوخذت تنتسلل إلى كيان هذه الامة القرآنية ‪ ,‬وتعظم و‬ ‫تننتشر و تقوى شيئا فشيئا حنتى امزقت هذا الكيان وقضت على الدولة‬ ‫السلامية المركزية في القرن السادس الهجري بأيدي النتنتار ‪ ,‬وفي القرن‬ ‫الرابع عشر الهجري امرة ثانية ‪ ,‬وتركت وراءها في كلنتا المرتين أامما‬ ‫امبعثرة و دويلت صغيرة تنتوق إلى الوحدة و تنتوثب للنهوض ‪.‬‬


‫و كان أهم هذه العواامل ‪:‬‬ ‫أ ـ الخلفات السياسية والعصبية وتنازع الرياسة والجاه ‪ ,‬امع النتحذير‬ ‫الشديد الذي جاء به السلم في ذلك و النتزهيد في الامارة و لفت النظر‬ ‫إلى هذه الناحية النتي هي سوس الامم و امحطمة الشعوب و الدول ‪:‬‬ ‫ن(‬ ‫صاس ِبس ِري َ‬ ‫ع ال َّ‬ ‫ا َام َ‬ ‫ن َ‬ ‫صس ِبُروا إ س ِ َّ‬ ‫م َوا ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب س ِري ُ‬ ‫ه َ‬ ‫شُلوا َوَته ْذ َ‬ ‫عوا َفَنته ْف َ‬ ‫)َول َتَناَز ُ‬ ‫)لنفال‪ , (46:‬و امع هذه الوصية البالغة بالوخل ص لله وحده في القول‬ ‫و العمل و النتنفير امن حب الشهرة و المحمدة ‪.‬‬ ‫ب ـ الخلفات الدينية والمذهبية والنصراف عن الدين كعقائد وأعمال إلى‬ ‫ألفاظ وامصطلحات امينتة ل روح فيها ول حياة ‪ ,‬وإهمال كنتاب ا و سنة‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ,‬و الجمود و النتعصب للراء و القوال ‪,‬‬ ‫والولع بالجدل والمناظرات و المراء ‪ ,‬وكل ذلك امما حذر امنه السلم‬ ‫ونهى عنه أشد النهي ‪ ,‬حنتى قال الرسول ‪) :‬اما ضل قوم بعدي على هدى‬ ‫إل أوتوا الجدل( ‪.‬‬ ‫ج ـ النغماس في ألوان النترف والنعيم ‪ ,‬والقبال على المنتعة والشهوات ‪,‬‬ ‫حنتى أثر عن حكام المسلمين في كثير امن العصور اما لم يؤثر عن غيرهم‬ ‫‪ ,‬امع أنهم يقرءون قول ا تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫عَله ْيَها اه ْلَقه ْو ُ‬ ‫ل‬ ‫ق َ‬ ‫ح َّ‬ ‫سُقوا س ِفيَها َف َ‬ ‫ك َقه ْرَيم ًة أ َ​َامه ْرَنا ُامه ْنتَرس ِفيَها َفَف َ‬ ‫ن ُنه ْهس ِل َ‬ ‫)َوإ س َِذا أ َ​َره ْدَنا أ َ ه ْ‬ ‫ها َته ْدس ِاميرا( )السراء‪. (16:‬‬ ‫َفَدَّامه ْرَنا َ‬ ‫د ـ اننتقال السلطة والرياسة إلى غير العرب‪ ،‬امن الفرس تارة‪ ،‬والديلم تارة‬ ‫أوخرى‪ ،‬والمماليك والتراك وغيرهم اممن لم ينتذوقوا طعم السلم‬ ‫الصحيح‪ ،‬ولم تشرق قلوبهم بأنوار القرآن لصعوبة إدراكهم لمعانيه ‪ ,‬امع‬ ‫أنهم يقرءون قول ا تبارك و تعالى ‪:‬‬


‫وخَبال م ً َو ُّدوا َاما‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م ل َيه ْأُلوَن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُدوس ِن ُ‬ ‫طاَنم ًة س ِام ه ْ‬ ‫خُذوا س ِب َ‬ ‫ن آَامُنوا ل َتَّنت س ِ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ك مُ‬ ‫م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫خس ِفي صُ​ُدوُر ُ‬ ‫م َوَاما ُت ه ْ‬ ‫هس ِه ه ْ‬ ‫ن أ َه ْفَوا س ِ‬ ‫ء س ِام ه ْ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫ت اه ْلَب ه ْ‬ ‫م َقه ْد َبَد س ِ‬ ‫عس ِن ُّنت ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ن( )آل عمران‪.(118:‬‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ت إ س ِ ه ْ‬ ‫اليا س ِ‬ ‫هـ ـ إهمال العلوم العملية والمعارف الكونية‪ ،‬وصرف الوقات وتضييع‬ ‫الجهود في فلسفات نظرية عقيمة وعلوم وخيالية سقيمة ‪ ,‬امع أن السلم‬ ‫يحثهم على النظر في الكون واكنتناه أسرار الخلق والسير في الرض ‪,‬‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫ظُروا َاماَذا س ِفي ال َّ‬ ‫ل اه ْن ُ‬ ‫ويأامرهم أن ينتفكروا في املكوت ا ‪ُ) :‬ق س ِ‬ ‫ض( )يونس‪. (101:‬‬ ‫َوال َه ْر س ِ‬ ‫و ـ غرور الحكام بسلطانهم‪ ،‬والنخداع بقوتهم‪ ،‬وإهمال النظر في النتطور‬ ‫الجنتماعي للامم امن غيرهم ‪ ،‬حنتى سبقنتهم في السنتعداد والهبة‪،‬‬ ‫وأوخذتهم على غرة ‪ ,‬وقد أامرهم القرآن باليقظة و حذرهم امن امغبة‬ ‫الغفلة و اعنتبر الغافلين كالنعام بل هم أضل ‪:‬‬ ‫ن س ِبَها َوَلُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ب ل َّ َيه ْفَقُهو َ‬ ‫م ُقُلو ٌ‬ ‫س َلُه ه ْ‬ ‫لن س ِ‬ ‫ج ِّ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫م َكس ِثيم ًرا ِّام َ‬ ‫جَهَّن َ‬ ‫)َوَلَقه ْد َذَره ْأَنا س ِل َ‬ ‫ن َوا س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ل ُ‬ ‫م َب ه ْ‬ ‫عا س ِ‬ ‫ك َكال َه ْن َ‬ ‫ن س ِبَها أ ُه ْوَلس ِئ َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ل َّ َي ه ْ‬ ‫م آَذا ٌ‬ ‫ن س ِبَها َوَلُه ه ْ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ن ل َّ ُيه ْب س ِ‬ ‫عُي ٌ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ن( )العراف‪.(179:‬‬ ‫غاس ِفُلو َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ل أ ُه ْوَلـس ِئ َ‬ ‫ض ُّ‬ ‫أَ َ‬ ‫ز ـ النخداع بدسائس المنتملقين امن وخصوامهم ‪ ،‬والعجاب بأعمالهم‬ ‫وامظاهر حياتهم ‪ ،‬والندفاع في تقليدهم فيما يضر ول ينفع ‪ ,‬امع النهي‬ ‫الشديد عن النتشبه بهم و الامر الصريح بمخالفنتهم و المحافظة على‬ ‫امقوامات الامة السلامية والنتحذير امن امغبة هذا النتقليد حنتى قال القرآن‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ب‬ ‫ن ُأوُتوه ْا اه ْل س ِ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫عوه ْا َفس ِريم ًقا ِّام َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ن آَامُنَوه ْا س ِإن ُت س ِ‬ ‫الكريم ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (100:‬‬ ‫م َكاس ِفس ِري َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماس ِن ُ‬ ‫عَد س ِإي َ‬ ‫َيُر ُّدوُكم َب ه ْ‬ ‫عوه ْا اَّلس ِذينَ َكَفُروه ْا َيُر ُّدوُكمه ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫ن آَامُنَوه ْا س ِإن ُت س ِ‬ ‫و قال في آية أوخرى ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (149:‬‬ ‫سس ِري َ‬ ‫وخا س ِ‬ ‫م َفَنتنَقس ِلُبوه ْا َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَقاس ِب ُ‬ ‫عَلى أ َ ه ْ‬ ‫َ‬


‫‪ 6‬ـ صــراع سيـاسـي‬ ‫) أ ( امحاولت القضاء على الامة السلامية ‪ :‬أوخذت هذه العواامل تعمل‬ ‫في كيان الدولة السلامية و الامة السلامية عملها ‪ ,‬و ظنت الامم‬ ‫الموتورة أن قد سنحت الفرصة لنتأوخذ بثأرها و تقضي على هذه الدولة‬ ‫السلامية النتي فنتحت بلدها امن قبل ‪ ,‬و غيرت امعالم أوضاعها في كل‬ ‫شؤون الحياة ‪ ,‬فانحدر النتنتار كالسيل الدافق على الدولة السلامية ‪ ,‬و‬ ‫أوخذوا يقطعون أشلءها جزءا جزءا حنتى وصلوا إلى بغداد قلب الخلفة‬ ‫العباسية ‪ ,‬و وطئوها بنعالهم في شخص الخليفة المسنتعصم ‪ ,‬و بذلك‬ ‫تبدد شمل الدولة و اننتثر عقد الخلفة لول امرة و تفرقت الامم إلى‬ ‫دويلت صغيرة ‪ ,‬فكل قبيلة فيها أامير المؤامنين و امنبر ‪ ,‬و تنبهت المسيحية‬ ‫في أوربا و جمعت جموعها و قذفت الشرق المسلم في آسيا و أفريقيا‬ ‫بكنتائبها في تسع حملت صليبية اشنتملت على وخير اما فيها امن فرسان و‬ ‫املوك و عنتاد ‪ ,‬و تمكنت هذه القوات الزاحفة امن إقاامة دولة صليبية في‬ ‫بيت المقدس و تهديد أامم السلم في الشرق و الغرب و امهاجمة امصر‬ ‫أقوى هذه الدول إذ ذاك ‪.‬‬ ‫) ب ( اننتصارات امنتنتالية ‪ :‬و لكن ا تبارك و تعالى لم يأذن بعد باننتصار‬ ‫الباطل على الحق ‪ ,‬فاسنتطاعت امصر أن تجمع حولها فلول بعض هذه‬ ‫الدويلت و تقذف بهم في نحر الصليبيين بقيادة صلح الدين ‪ ,‬فنتسنتعيد‬ ‫امنهم بيت المقدس و تريهم كيف تكون الهزيمة في حطين ‪ ,‬ثم تقف في‬ ‫وجه النتنتار بقيادة الظاهر بيبرس و تردهم على أعقابهم وخاسئين في‬ ‫عين جالوت ‪ ,‬ثم تعيد رسم الخلفة امن جديد ‪ ,‬و يريد ا بعد ذلك أن‬ ‫تقوم للسلم دولة وارفة الظلل قوية البأس شديدة المراس ‪ ,‬تجمع‬


‫كلمة أهله و تضم تحت لوائها امعظم أاممه و شعوبه ‪ ,‬و يأبى لها علو‬ ‫الهمة إل أن تغزو المسيحية في عقر دارها ‪ ,‬فنتفنتح القسطنطينية و يمنتد‬ ‫سلطانها في قلب أوربا حنتى يصل إلى فيينا ‪ ,‬تلك هي دولة التراك‬ ‫العثمانية ‪.‬‬ ‫) ج ( بواكير النهضة في أوربا ‪ :‬اطمأنت الدولة السلامية تحت لواء‬ ‫العثمانيين إلى سلطانها و اسنتناامت إليه ‪ ,‬و غفلت عن كل اما يدور حولها ‪,‬‬ ‫و لكن أوربا النتي اتصلت بأضواء السلم غربا بالندلس و شرقا‬ ‫بالحملت الصليبية ‪ ,‬لم تضع الفرصة و لم تغفل عن السنتفادة بهذه‬ ‫الدروس ‪ ,‬فأوخذت تنتقوى و تنتجمع تحت لواء الفرنجة في بلد الغال ‪,‬‬ ‫واسنتطاعت بعد ذلك أن تصد تيار الغزو السلامي الغربي ‪ ,‬و أن تبث‬ ‫الدسائس بين صفوف امسلمي الندلس ‪ ,‬و أن تضرب بعضهم ببعض إلى‬ ‫أن قذفت بهم أوخيرا إلى اما وراء البحر أو إلى العدوة الفريقية ‪ ,‬فقاامت‬ ‫امقاامهم الدولة السبانيولية الفنتية ‪ ,‬و اما زالت أوربا تنتقوى و تنتجمع و تفكر‬ ‫و تنتعلم ‪ ,‬و تجوب البلد و تكشف القطار ‪ ,‬حنتى كان كشف أامريكا عمل‬ ‫امن أعمال أسبانيا و كشف طريق الهند عمل امن أعمال البرتغال ‪ ,‬و‬ ‫توالت فيها صيحات الصلح و نبغ بها كثير امن المصلحين و أقبلت على‬ ‫العلم الكوني و المعرفة المننتجة المثمرة ‪ ,‬و اننتهت بها هذه الثورات‬ ‫الصلحية إلى تكوين القواميات و تكوين دولة قوية جعلت هدفها جميعا‬ ‫أن تمزق هذه الدول السلامية النتي قاسمنتها أوربا اسنتأثرت دونها‬ ‫بأفريقيا و آسيا ‪ ,‬و تحالفت هذه الدول الفنتية على ذلك أحلفا رقت بها‬ ‫إلى درجة القداسة في كثير الحيان ‪.‬‬ ‫) د ( هجوم جديد ‪ :‬و اامنتدت اليدي الوربية بحكم الكشف و الضرب في‬ ‫الرض و الرحلة إلى أقصى آفاقها البعيدة ‪ ,‬إلى كثير امن بلدان السلم‬ ‫كالهند و بعض الوليات السلامية المجاورة لها ‪ ,‬و أوخذت تعمل في جد‬


‫للوصول إلى تمزيق دولة السلم القوية الواسعة و أوخذت تضع لذلك‬ ‫المشروعات الكثيرة تعبر عنها أحيانا بالمسألة الشرقية ‪ ,‬و أوخرى باقنتسام‬ ‫تركة الرجل المريض ‪ ,‬و اوخذت كل دولة تننتهز الفرصة السانحة و تننتحل‬ ‫السباب الواهية ‪ ,‬و تهاجم الدولة الوادعة اللهية فنتنقص بعض أطرافها‬ ‫أو تهد جانبا امن كيانها ‪ ,‬و اسنتمرت هذه المهاجمة أامدا طويل انسلخ فيه‬ ‫عن الدولة العثمانية كثير امن القطار السلامية ‪ ,‬و وقعت تحت السلطان‬ ‫الوربي كالمغرب القصى و شمال أوربا و اسنتقل فيه كثير امن البلد غير‬ ‫السلامية النتي كانت تحت سلطان العثمانيين كاليونان و دول البلقان ‪ ,‬و‬ ‫كان الدور الخنتاامي في هذا الصراع الحرب العالمية الولى سنة ‪– 1914‬‬ ‫‪1918‬م الذي اننتهى بهزيمة تركيا و حلفائها و بذلك سنحت الرصة كااملة‬ ‫لقوى شعوب أوربا ) إنجلنترا و فرنسا ( و إلى جوارهما ) إيطاليا (‬ ‫فوضعت يدها على هذا الميرا ث الضخم امن أامم السلم و شعوبه ‪ ,‬و‬ ‫بسطت سلطانها عليها بأسماء امخنتلفة امن احنتلل و اسنتعمار و وصاية و‬ ‫اننتداب و تقاسمنته على هذا النحو ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أفريقيا الشمالية ) امراكش و الجزائر و تونس ( امسنتعمرات فرنسية ‪,‬‬ ‫تنتخللها امنطقة نفوذ دولية في طنجة ‪ ,‬و امسنتعمرات أسبانية في الريف ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬طرابلس و برقة امسنتعمرة إيطالية لم تشأ إيطاليا أن تبقي على‬ ‫شيء امن آثار السلم فيها ‪ ,‬ففرضت عليها النتجنس بالجنسية اليطالية و‬ ‫أسمنتها إيطاليا الجنوبية ‪ ,‬و قذفنتها باللف امن جياع السر و ذئاب البشر ‪.‬‬

‫‪ - 3‬امصر و السودان تحت الحماية النجليزية ل تملك إحداهما لنفسها امن‬ ‫أامرها شيئا ‪.‬‬


‫‪ - 4‬فلسطين امسنتعمرة إنجليزية أباحت إنجلنترا لنفسها أن تبيعها لليهود‬ ‫لينشئوا فيها الوطن القوامي الصهيوني ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬سوريا امسنتعمرة فرنسية ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬العراق امسنتعمرة إنجليزية ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الحجاز حكوامة ضعيفة امنتداعية تننتظر الصدقات و تنتشبث بالعهود‬ ‫الزائفة و المواثيق الباطلة ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬اليمن حكوامة امنزوية و شعب فقير امهدد بالغزو في كل امكان في أي‬ ‫وقت امن الوقات ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬بقية أقسام الجزيرة العربية إامارات صغيرة يعيش أامراؤها في كنف‬ ‫القناصل النجليزية و يقاتلون بفنتات اموائدهم و تشنتعل صدورهم بنيران‬ ‫النتحاقد و النتباغض ‪ ,‬هذا امع الوعود المؤكدة و المواثيق المغلظة النتي‬ ‫قطعها الحلفاء لعاهل الجزيرة الملك حسين أن يساعدوه على اسنتقلل‬ ‫العرب و تدعيم سلطان الخلفة العربية ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬إيران و الفغان حكوامات امضطربة تنتوزعها الطماع امن كل امكان‬ ‫فهي تحت كنف هذه الامة تارة و إلى جانب تلك تارة أوخرى ‪.‬‬ ‫‪ - 11‬الهند امسنتعمرة إنجليزية ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬تركسنتان و اما جاورها امسنتعمرات روسية يذيقها البلشفة امر العذاب‬ ‫‪.‬‬


‫و فيما عدا ذلك فهناك القليات السلامية المنثورة في كثير امن البلدان ل‬ ‫تعرف دولة تلجأ إلى حماينتها ‪ ,‬أو حكوامة امسلحة تحنتمي بجنسينتها‬ ‫كالمسلمين في الحبشة و الصين و البلقان و بلد أفريقية الوسطى و‬ ‫الجنوبية و الشرقية و الغربية ‪.‬‬ ‫وبهذا الوضع اننتصرت أوربا في هذا الصراع السياسي ‪ ,‬و تم لها اما أرادت‬ ‫امن تمزيق الامبراطورية السلامية و الذهاب بدولة السلم ‪ ,‬و حذفها‬ ‫سياسيا امن دائرة الدول الحية العظيمة ‪.‬‬ ‫) هـ ( إلى القوة امن جديد ‪:‬و لكن هذا العدوان الصارخ و السنتهنتار‬ ‫بالعهود و المواثيق أحرج الصدور و أثار النفوس ‪ ,‬فهبت هذه الامم‬ ‫تطالب باسنتقللها و تجاهد لسنترداد حرينتها و امجدها ‪ ,‬و اشنتعلت فيها‬ ‫الثورات لهذا المعنى ‪ ,‬فثارت تركيا و ثارت امصر و ثارت العراق و سوريا و‬ ‫تكررت الثورات في فلسطين و الريف في بلد المغرب ‪ ,‬و عمت اليقظة‬ ‫في النفوس كل امكان ‪ ,‬و وصلت شعوب السلم بذلك إلى بعض‬ ‫الحقوق ‪ ,‬فاسنتقلت تركيا في حدودها الجديدة ‪ ,‬و اعنتبرت امصر و العراق‬ ‫دولنتين امسنتقلنتين ‪ ,‬و قاامت في الحجاز و نجد دولة السعوديين ‪ ,‬و‬ ‫حافظت اليمن و إيران و أفغانسنتان على وضعياتها ‪ ,‬المسنتقلة ‪ ,‬و قاربت‬ ‫سوريا أن تسلب العنتراف باسنتقللها ‪ ,‬و لفنتت فلسطين أنظار العالم إليها‬ ‫بكفاحها ‪ ,‬و وخطا المسلمون و ل شك وخطوات طيبة و أن كانت قليلة و‬ ‫بطيئة نحو الهداف الكريمة النتي قصدوها امن اسنتعادة حرينتهم و‬ ‫اسنترداد امجدهم و بناء دولنتهم ‪ ,‬و لئن اتجهت هذه الخطوات إلى المعنى‬ ‫القوامي الخا ص و طالبت كل أامة بحقها في الحرية كأامة امسنتقلة ‪ ,‬و تعمد‬ ‫كثير امن العااملين لهذه النهضة أن يغفل فكرة الوحدة فإن امصير هذه‬ ‫الخطوات سيكون و ل شك النتجمع و عودة الامة السلامية كدولة امنتحدة‬ ‫تضم شنتات شعوب العالم السلامي و ترفع راية السلم و تحمل دعوته‬


‫‪ ,‬فليس في الدنيا أامة يجمعها اما يجمع المسلمون امن وحدة اللغة و‬ ‫الشنتراك في المصالح المادية و الروحية و النتشابه في اللم و الامال ‪.‬‬ ‫) و ( حرب جديدة‪:‬و لقد وخرجت الدول الوربية امن الحرب العالمية و بذور‬ ‫الحقد و البغضاء امنتأثرة في صدور الكثير امنها ‪ ,‬و جاء امؤتمر الصلح و‬ ‫امعاهداته لطمات قاسية لبعضها و وخيبة أامل امؤلمة لكثير امنها ‪ ,‬هذا إلى‬ ‫ظهور كثير امن الفكر الجديدة ‪ ,‬المبادئ المنتعصبة شديدة النتعصب ‪ ,‬و‬ ‫لبد أن تننتهي هذه الحال بهذه الامم إلى وخلف جديد و حرب طاحنة‬ ‫ضروس تبدد شملهم و تمزق وحدتهم و تعيدهم إلى رشدهم و تردهم‬ ‫عن ظلمهم ‪ ,‬و تهب لامم السلم فرصة أوخرى تسوي فيها صفوفها و‬ ‫تجمع شملها و تسنتكمل حرينتها و اسنتقللها و تسنترد دولنتها و وحدتها تحت‬ ‫لواء أامير المؤامنين ‪:‬‬ ‫مم ًة‬ ‫م أ َس ِئ َّ‬ ‫عَلُه ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َوَن ه ْ‬ ‫عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سُنت ه ْ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫)َوُنس ِريُد أ َ ه ْ‬ ‫ض( )القصص‪. (6-5:‬‬ ‫م س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م ِّ‬ ‫ن ‪َ ,‬وُن َ‬ ‫م اه ْلَواس ِرس ِثي َ‬ ‫عَلُه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َوَن ه ْ‬

‫‪ 7‬ـ صــراع اجــنتماعـي‬ ‫حضارة جديدة ‪ :‬إن الامم الوربية النتي اتصلت بالسلم و شعوبه في‬ ‫الشرق بالحروب الصليبية ‪ ,‬و في الغرب بمجاورة عرب الندلس و‬ ‫وخالطنتهم ‪ ,‬و لم تسنتفد امن هذا التصال امجرد الشعور القوي أو النتجمع و‬ ‫النتوحد السياسي ‪ ,‬و لكنها أفادت إلى جانب ذلك يقظة ذهنية و عقلية‬ ‫كبيرة و اكنتسبت علواما و امعارف جمة ‪ ,‬و ظهرت فيها نهضة أدبية و علمية‬ ‫واسعة النطاق ‪ ,‬و قاامت الكنيسة تناقض هذه الظاهرة الغريبة ‪ ,‬و قاامت‬ ‫الكنيسة تناقض هذه الظاهرة الغريبة بكل اما أوتيت امن قوة ‪ ,‬و تذيق‬


‫رجالها امن الدباء و العلماء امر العذاب ‪ ,‬و تعنتدي عليهم امحاكم النتفنتيش و‬ ‫تثير ضدهم الدول و الشعوب ‪ ,‬و لكن ذلك كله لم يجدها نفعا و لم تثبت‬ ‫تعاليمها أامام حقائق العلم و كشوفه ‪ ,‬و وخرجت النهضة العلمية امننتصرة‬ ‫كل الننتصار و تنبهت الدولة بذلك ‪ ,‬فصارعت الكنيسة هي الوخرى حنتى‬ ‫صرعنتها ‪ ,‬و تخلص بذلك المجنتمع الوربي تخلصا تااما امن سلطانها و طارد‬ ‫رجالها إلى المعبد و الديرة و ألزم البابا القاامة في الفاتيكان ‪ ,‬و حصر‬ ‫عمل رجال الدين في نطاق ضيق امن شؤون الحياة ل يخرجون عنه و ل‬ ‫ينتطلعون إلى سواه ‪ ,‬و لم تبق أوربا على المسيحية إل كنترا ث تاريخي ‪ ,‬و‬ ‫عاامل امن عواامل تهذيب البسطاء و الغرار امن دهماء الشعوب ‪ ,‬و وسيلة‬ ‫امن وسائل النتغلب و السنتعمار و قضاء المبآرب السياسية ‪.‬‬ ‫و اامنتد أامام الوربيين رواق العلم و انفسح امجال الوخنتراع و الكشف ‪ ,‬و‬ ‫ضعفت الماكينة الننتاج و وجهت الحياة وجهة صناعية ‪ ,‬و سار ذلك جنبا إلى‬

‫جنب امع‬

‫نشأة الدولة القوية‬

‫و اامنتداد سلطانها إلى كثير امن البلد و القطار ‪ ,‬فأقبلت الدنيا على هذه‬ ‫الامم الوربية و جبيت إليها ثمرات كل شيء ‪ ,‬و تدفقت عليها الاموال امن‬ ‫كل امكان ‪ ,‬فكان طبيعيا بعد ذلك أن تقوم الحياة الوربية و الحضارة‬ ‫الوربية على قاعدة إقصاء الدين عن امظاهر الحياة الجنتماعية و بخاصة‬


‫الدولة و المحكمة و المدرسة و طغيان النظرية المادية و جعلها المقياس‬ ‫في كل شيء ‪ ...‬و تبعا لذلك صارت امظاهر هذه الحضارة امظاهر امادية‬ ‫بحنتة تهدم اما جاءت به الديان السماوية ‪ ،‬وتناقض كل المناقضة تلك‬ ‫الصول النتي قررها السلم الحنيف‪ ،‬وجعلها أساسا لحضارته النتي جمعت‬ ‫بين الروحانية والمادية جميعها‪ ،‬وامن أهم الظواهر النتي لزامت المدنية‬ ‫الوروبية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ اللحاد والشك في ا وإنكار الروح ونسيان الجزاء الوخروي والوقوف‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫هرا س ِامنَ اه ْل َ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫عند حدود الكون المادي المحسوس‪َ) :‬ي ه ْ‬ ‫ن( )الروم‪.(7:‬‬ ‫غاس ِفُلو َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫ن ال س ِ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫َو ُ‬ ‫‪ 2‬ـ الباحية والنتهافت على اللذة والنتفنن في السنتمنتاع وإطلق الغرائز‬ ‫الدنيا امن عقالها‪ ،‬وإشباع شهوتي البطن والفرج‪ ،‬وتجهيز المرأة بكل‬ ‫صنوف المفاتن والمغريات‪ ،‬والغراق في الموبقات إغراقا يحطم‬ ‫الجسام والعقول ويقضي على نظام السر ويهدم سعادة البيوت‪:‬‬ ‫م(‬ ‫ى َلُه ه ْ‬ ‫م َوالَّناُر َامه ْثو م ً‬ ‫عا ُ‬ ‫ل ال َه ْن َ‬ ‫ما َته ْأُك ُ‬ ‫ن َك َ‬ ‫ن َوَيه ْأُكُلو َ‬ ‫عو َ‬ ‫مَّنت ُ‬ ‫ن َكَفُروا َيَنت َ‬ ‫)َواَّلس ِذي َ‬ ‫)امحمد‪.(12:‬‬ ‫‪ 3‬ـ الثرة في الفراد ‪ ،‬فكل إنسان ل يريد إل وخير نفسه‪ ،‬وفي الطبقات‪،‬‬ ‫فكل طبقة تنتعالى على امن سواها وتود أن تحظى بالمغانم دونها‪ ،‬وفي‬ ‫الشعوب‪ ،‬فكل أامة تنتعصب لجنسها وتننتقص غيرها وتحاول أن تلنتهم امن‬ ‫هي أضعف امنها‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ الربا والعنتراف بشرعينته واعنتباره قاعدة النتعاامل‪ ،‬والنتفنن في صوره‬ ‫وضروبه وتعميمه بين الدول والفراد‪.‬‬


‫وقد أننتجت هذه المظاهر المادية البحنتة في المجنتمع الوروبي فساد‬ ‫النفوس‪ ،‬وضعف الوخلق‪ ،‬والنتراوخي في امحاربة الجرائم ‪ ،‬فكثرت‬ ‫المشكلت ‪ ،‬وظهرت المبادئ الهداامة ‪ ،‬واشنتعلت الثورات المخربة المدامرة‬ ‫‪ ،‬واضطربت النظم القنتصادية والجنتماعية والسياسية فلم تسنتقر على‬ ‫حال‪ ،‬وتمزقت الدول بالطوائف والحزاب ‪ ،‬وتناحرت الشعوب على‬ ‫المطاامع والحقاد ‪ ،‬وأثبنتت هذه المدنية الحديثة عجزها النتام عن تأامين‬ ‫المجنتمع النساني ‪ ،‬وإقرار الطمأنينة والسلم فيه ‪ ،‬وفشلت في إسعاد‬ ‫الناس ‪ ،‬رغم اما فنتحت عليهم امن حقائق العلم والمعرفة ‪ ،‬واما وفرت لهم‬ ‫امن أسباب الغنى والثراء‪ ،‬واما امكنت لدولها في الرض امن قوة وسلطان‬ ‫و لما يمض عليها قرن كاامل امن الزامان ‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ طغيان المادة على بلد السلم‬ ‫وقد عمل الوروبيون جاهدين على أن تغمر اموجة هذه الحياة المادية ‪،‬‬ ‫بمظاهرها الفاسدة وجراثيمها القنتالة ‪ ،‬جميع البلد السلامية النتي اامنتدت‬ ‫إليها أيديهم ‪ ،‬وأوقعها سوء الطالع تحت سلطانهم ‪ ،‬امع حرصهم الشديد‬ ‫على أن يحنتجزوا دون هذه الامم عناصر الصلح والقوة ‪ ،‬امن العلوم‬ ‫والمعارف والصناعات ‪ ،‬والنظم النافعة ‪ ،‬وقد أحكموا وخطة هذا الغزو‬ ‫الجنتماعي ‪ ،‬إحكااما شديدا م ً‪ ،‬واسنتعانوا بدهائهم السياسي ‪ ،‬وسلطانهم‬ ‫العسكري ‪ ،‬حنتى تم لهم اما أرادوا‪.‬‬ ‫أغروا كبار المسلمين بالسنتدانة امنهم والنتعاامل امعهم ‪ ،‬وسَّهلوا عليهم ذلك‬ ‫وهَّونوه عليهم ‪ ،‬واسنتطاعوا بذلك أن يكنتسبوا حق النتدوخل القنتصادي ‪،‬‬ ‫وأن يغرقوا البلد برؤوس أاموالهم وامصارفهم وشركاتهم ‪ ،‬وأن يديروا‬ ‫دولب العمل القنتصادي كما يريدون ‪ ،‬وأن يسنتأثروا دون الهلين بالرباح‬


‫الطائلة ‪ ،‬والثروات العظيمة ‪ ،‬وتمكنوا بعد ذلك امن أن يغيروا قواعد الحكم‬ ‫والقضاء والنتعليم ‪ ،‬وأن يصبغوا النظم السياسية والنتشريعية والثقافية‬ ‫بصبغنتهم الخالصة في أقوى بلد السلم ‪.‬‬ ‫وجلبوا إلى هذه الديار نساءهم الكاسيات العاريات ‪ ،‬ووخمورهم‬ ‫وامسارحهم وامراقصهم واملهيهم‪ ،‬وقصصهم وجرائدهم‪ ،‬ورواياتهم‬ ‫ووخيالتهم ‪ ،‬وعبثهم وامجونهم ‪ ،‬وأباحوا فيها امن الجرائم اما لم يبيحوه في‬ ‫ديارهم ‪ ،‬وزينوا هذه الدنيا الصاوخبة العابثة ‪ ،‬النتي تعج بالثم وتطفح‬ ‫بالفجور ‪ ،‬في أعين البسطاء الغرار امن المسلمين الغنياء ‪ ،‬وذوي الرأي‬ ‫فيهم ‪ ،‬وأهل المكان والسلطان ‪.‬‬ ‫ولم يكفهم هذا حنتى أنشأوا المدارس والمعاهد العلمية والثقافية في‬ ‫عقر ديار السلم‪ ،‬تقذف في نفوس أبنائه الشك واللحاد وتعلمهم كيف‬ ‫يننتقصون أنفسهم‪ ،‬ويحنتقرون دينهم ووطنهم‪ ،‬وينسلخون امن تقاليدهم‬ ‫وعقائدهم‪ ،‬ويقدسون كل اما هو غربي‪ ،‬ويؤامنون بأن اما يصدر عن‬ ‫الوروبيين وحده هو المثل العلى في هذه الحياة‪.‬‬ ‫واحنتوت هذه المدارس على الطبقة العليا وحدها وصارت وقفا عليها‪،‬‬ ‫وأبناء هذه الطبقة هم العظماء والحكام‪ ،‬وامن سيكون بيدهم بعد قليل‬ ‫امقاليد الامور في هذه الامم والشعوب‪ ،‬وامن لم ينتم نضجه في هذه‬ ‫المعاهد الموضعية‪ ،‬فإن في البعثات المنتلحقة اما يكفل لهم النتمام‪.‬‬ ‫ونجح هذا الغزو الجنتماعي المنظم العنيف أعظم النجاح‪ ،‬فهو غزو امحبب‬ ‫إلى النفوس‪ ،‬لصق بالقلوب طويل العمر‪ ،‬قوي الثر‪ ،‬وهو لهذا أوخطر امن‬ ‫الغزو السياسي والعسكري بأضعاف الضعاف ‪.‬‬ ‫و تغالت بعض الامم السلامية في العجاب بهذه الحضارة الوربية و‬ ‫النتبرم بصبغنتها السلامية ‪ ,‬حنتى أعلنت تركيا أنها دولة غير إسلامية و تبعت‬ ‫الوربيين بعنف قاس في كل اما يصنعون ‪ ,‬و حاول ذلك أامان ا وخان‬ ‫املك الفغان فطاحت تلك المحاولة بعرشه ‪ ,‬و ازدادت في امصر امظاهر‬


‫هذا النتقليد و اسنتفحلت حنتى اسنتطاع رجل امن ذوي الرأي فيها أن يجهر‬ ‫بأنه ل سبيل إل النترقي إل بأن نأوخذ بهذه الحضارة وخيرها و شرها و حلوها‬ ‫و امرها و اما يحب امنها و اما يكره و اما يحمد امنها و اما يعاب ‪ ,‬و أوخذت‬ ‫تننتقل في سرعة و قوة امن امصر إلى اما جاورها امن البلد حنتى وصلت‬ ‫إلى أقصى المغرب ‪ ,‬و طوفت بالمشاعر المقدسة في ربوع الحجاز ‪.‬‬ ‫ونسنتطيع أن نقسم البلد السلامية بحسب تأثرها بهذه الحضارة المادية و‬ ‫طغيان امادتها عليها إلى ثلثة أقسام ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بلد بلغ هذا النتأثر امبلغا عظيما يصل إلى القلوب و المشاعر ‪ ,‬كما غير‬ ‫الوضاع و المظاهر ‪ ,‬و امن هذه البلد تركيا و امصر ‪ ,‬فقد انحسر ظل‬ ‫الفكرة السلامية في هذه البلد عن كل الوضاع الجنتماعية ‪ ,‬و طوردت‬ ‫الفكرة السلامية لنتقبع في المساجد و الزوايا و الربط و النتكايا ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بلد تأثرت بهذه الحضارة في أوضاعها و امظاهرها الرسمية ‪ ,‬و لكنها‬ ‫لم تنتغلب فيها على المشاعر القلبية كإيران و بلد المغرب و شمال أفريقيا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بلد لم تنتأثر بهذه الحضارة فيها إل طبقة وخاصة امن المثقفين و‬ ‫الحكام دون العاامة و الدهماء كسوريا و العراق و الحجاز و كثير امن‬ ‫أجزاء الجزيرة العربية و بقية اممالك السلم ‪.‬‬ ‫و امع هذا فالموجة تمنتد بسرعة البرق لنتصل إلى اما لم تصل إليه بعد امن‬ ‫النفوس و الطبقات و الوضاع ‪.‬‬ ‫ولقد اسنتطاع وخصوم السلم أن يخدعوا عقلء المسلمين وأن يضعوا‬ ‫سنتارا كثيفا أامام أعين الغير امنهم‪ ،‬بنتصوير السلم نفسه تصويرا قاصرا‬ ‫في ضروب امن العقائد والعبادات والوخلق‪ ،‬إلى جانب امجموعة امن‬ ‫الطقوس والخرافات والمظاهر الجوفاء‪ ،‬وأعانهم على هذه الخديعة‪:‬‬ ‫جهل المسلمين بحقيقة دينهم‪ ،‬حنتى اسنتراح كثير امنهم إلى هذا النتصوير‬


‫واطمأنوا إليه ورضوا به‪ ،‬وطال عليهم في ذلك الامد‪ ،‬حنتى صار امن‬ ‫العسير أن نفهم أحدهم أن السلم نظام اجنتماعي كاامل ينتناول كل‬ ‫شؤون الحياة‪.‬‬ ‫نسنتطيع بعد ذلك أن نقول‪ :‬إن الحضارة الغربية بمبادئها المادية‪ ،‬قد‬ ‫اننتصرت في هذا الصراع الجنتماعي على الحضارة السلامية‪ ،‬بمبادئها‬ ‫القويمة الجاامعة للروح والمادة امعا في أرض السلم نفسه‪ ،‬وفي حرب‬ ‫ضروس‪ ،‬اميدانها نفوس المسلمين‪ ،‬وأرواحهم وعقائدهم وعقولهم‪ ،‬كما‬ ‫اننتصرت في الميدان السياسي والعسكري‪ ،‬و ل عجب في هذا‪ ،‬فإن‬ ‫امظاهر الحياة ل تنتجزأ‪ ،‬والقوة قوة فيها جميعا‪ ،‬والضعف ضعف فيها‬ ‫س( )آل عمران‪ , (140:‬وإن‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫م ُنَداس ِوُلَها َبه ْي َ‬ ‫ك ال َ​َّيا ُ‬ ‫جميعا كذلك‪َ) :‬وس ِته ْل َ‬ ‫كان امبادئ السلم وتعاليمه ظلت قوية في ذاتها فياضة بالخصب والحياة‪،‬‬ ‫جذابة أوخاذة بروعنتها وجمالها‪ ،‬وسنتظل كذلك‪ ،‬لنها الحق ولن تقوم الحياة‬ ‫ح ُ‬ ‫ن‬ ‫النسانية كااملة فاضلة بغيرها‪ ،‬ولنها امن صنع ا وفي حياطنته‪) :‬إ س َِّنا َن ه ْ‬ ‫ه َوَله ْو‬ ‫م ُنوَر ُ‬ ‫ن ُيس ِنت َّ‬ ‫ا س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫ن( )الحجر‪َ) , (9:‬وَيه ْأَبى ُ‬ ‫ظو َ‬ ‫حاس ِف ُ‬ ‫َنَّزه ْلَنا الِّذه ْكَر َوإ س َِّنا َلُه َل َ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (32:‬‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫ه اه ْل َ‬ ‫َكس ِر َ‬ ‫يـقـظـة‪ :‬و كما كان لذلك العدوان السياسي أثره في تنبيه المشاعر‬ ‫القوامية ‪ ,‬كان لهذا الطغيان الجنتماعي أثره في اننتعاش الفكرة السلامية‬ ‫‪ ,‬فارتفعت الصوات امن كل امكان تطالب بالرجوع إلى السلم و تفهم‬ ‫أحكاامه و تطبيق نظاامه ‪ ,‬و لبد أن يأتي قريبا ذلك اليوم الذي تندك فيه‬ ‫صروح هذه المدنية المادية على رؤوس أهلها ‪ ,‬و حينئذ يشعرون بسعير‬ ‫الجوع الروحي تشنتعل به قلوبهم و أرواحهم و ل يجدون الغذاء و الشفاء‬ ‫و الدواء إل في تعاليم هذا الكنتاب الكريم ‪:‬‬


‫صُدوس ِر‬ ‫ما س ِفي ال ُّ‬ ‫ء س ِل َ‬ ‫شَفا ٌ‬ ‫م َو س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َرِّب ُ‬ ‫ظ ٌة س ِام ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َامه ْو س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ءه ْت ُ‬ ‫جا َ‬ ‫س َقه ْد َ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫هَو‬ ‫حوا ُ‬ ‫ك َفه ْلَيه ْفَر ُ‬ ‫مس ِنتس ِه َفس ِبَذس ِل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ا َوس ِبَر ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫ل س ِبَف ه ْ‬ ‫ن ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫م ٌة س ِله ْل ُ‬ ‫ح َ‬ ‫هدىم ً َوَر ه ْ‬ ‫َو ُ‬ ‫ن( )يونس‪.(58-57:‬‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ما َي ه ْ‬ ‫وخه ْي ٌر س ِام َّ‬ ‫َ‬

‫‪ 9‬ـ دعوتنا دعوة للبعث والنقاذ‬ ‫) أ ( تركة امثقلة ‪ :‬وهكذا أيها الوخوان أراد ا أن نر ث هذه النتركة المثقلة‬ ‫بالنتبعات ‪ ،‬وأن يشرق نور دعوتكم في ثنايا هذه الظلم وأن يهيئكم ا‬ ‫لعلء كلمنته وإظهار شريعنته وإقاامة دولنته امن جديد ‪ :‬ولينصرن ا امن‬ ‫ينصره إن ا لقوي عزيز ‪.‬‬ ‫) ب ( أهدافنا العاامة ‪ :‬اماذا نريد أيها الوخوان ؟ أنريد جمع المال وهو ظل‬ ‫زائل ؟ أم سعة الجاه وهو عرض حائل ؟ أم نريد الجبروت في الرض ‪:‬‬ ‫إن الرض لله يورثها امن يشاء امن عباده العراف ‪ .‬ونحن نقرأ قول ا‬ ‫عُلتّوا س ِفي ال َه ْرضس ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ل ُيس ِريُدو َ‬ ‫عُلَها س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة َن ه ْ‬ ‫وخَر ُ‬ ‫ك الَّداُر ال س ِ‬ ‫تبارك وتعالي )س ِته ْل َ‬ ‫ن( )القصص‪.(83:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ‬ ‫سادا َواه ْل َ‬ ‫َول َف َ‬ ‫شهد ا أننا ل نريد شيئا امن هذا واما لهذا عملنا ول إليه دعونا ‪ ،‬ولكن‬ ‫اذكروا دائما أن لكم هدفين أساسيين ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن ينتحرر الوطن السلامي امن كل سلطان أجنبي وذلك حق طبيعي‬ ‫لكل إنسان ‪ ،‬ل ينكره إل ظالم جائر أو امسنتبد قاهر ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام‬ ‫السلم وتطبق نظاامه الجنتماعي وتعلن امبادئه القويمة وتبلغ دعوته‬ ‫الحكيمة الناس ‪ ،‬واما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعا آثمون‬ ‫امسؤولون بين يدي ا العلي الكبير عن تقصيرهم في إقاامنتها وقعودهم‬ ‫عن إيجادهم ‪ .‬وامن العقوق للنسانية في هذه الظروف الحائرة أن تقوم‬ ‫فيها دولة تهنتف بالمبادئ الظالمة وتنادي بالدعوات الغاشمة ول يكون في‬


‫الناس امن يعمل لنتقوم دولة الحق والعدالة والسلم ‪.‬‬ ‫نريد تحقيق هذين الهدفين في وادي النيل وفي بلد العروبة وفي كل‬ ‫أرض أسعدها ا بعقيدة السلم ‪ :‬دين وجنسية وعقيدة توحد بين جميع‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫) ج ( أهدافنا الخاصة ‪ :‬ولنا بعد هذين الهدفين أهداف وخاصة ل يصير‬ ‫المجنتمع إسلاميا كاامل م ً إل بنتحقيقها ‪ .‬فاذكروا أيها الوخوان أن أكثر امن‬ ‫‪ %60‬امن المصريين يعيشون أقل امن امعيشة الحيوان ‪ ،‬ول يحصلون علي‬ ‫القوت إل بشق النفس ‪ ،‬وأن امصر امهددة بمجاعة قاتلة وامعرضة لكثير امن‬ ‫المشكلت القنتصادية النتي ل يعلم ننتيجنتها إل ا ‪ ،‬وأن امصر بها أكثر امن‬ ‫‪ 230‬شركة أجنبية تحنتكر كل المرافق العاامة وكل المنافع الهاامة في‬ ‫جميع أنحاء البلد ‪ ،‬وأن دولب النتجارة والصناعة والمنشبآت القنتصادية‬ ‫كلها في أيدي الجانب المرابين ‪ ،‬وأن الثروة العقارية تننتقل بسرعة البرق‬ ‫امن أيدي الوطنيين إلى أيدي هؤلء ‪ ،‬وأن امصر أكثر بلد العالم المنتمدين‬ ‫أامراضا وأوبئة وعاهات ‪ ،‬وان أكثر امن ‪ %90‬امن الشعب المصري امهدد‬ ‫بضعف البنية وفقد الحواس وامخنتلف العلل و الامراض ‪ ،‬وأن امصر ل زالت‬ ‫إلى الن جاهلة لم يصل عدد المنتعلمين فيها إلى الخمس بما في ذلك‬ ‫أكثر امن امائة ألف شخص ل ينتجاوز تعليمهم براامج امدارس اللزام ‪ ،‬وأن‬ ‫الجرائم تنتضاعف في امصر وتنتكاثر بدرجة هائلة حنتى أن السجون لنتخرج‬ ‫أكثر امما تخرج المدارس ‪ ،‬وأن امصر لم تسنتطع إلى الن أن تجهز فرقة‬ ‫واحدة في الجيش كااملة المعدات ‪ ،‬وأن هذه المعاني والصور تنتراءى في‬ ‫كل بلد امن بلدان العالم السلامي ‪ ،‬فمن أهدافكم أن تعملوا لصلح‬ ‫النتعليم وامحاربة الفقر والجهل والمرض والجريمة وتكوين امجنتمع‬ ‫نموذجي أن يننتسب إلى شريعة السلم‪.‬‬ ‫) د ( وسائلنا العاامة ‪ :‬كيف نصل إلى هذه الهداف ؟ إن الخطب والاموال‬


‫والمكاتبات والدروس والمحاضرات وتشخيص الداء ووصف الدواء كل‬ ‫ذلك وحده ل يجدي نفعا ول يحقق غاية ول يصل بالداعين إلى هدف امن‬ ‫الهداف ؛ ولكن للدعوات وسائل ل بد امن الوخذ بها والعمل لها ‪.‬‬ ‫والوسائل العاامة للدعوات ل تنتغير ول تنتبدل ول تعدو هذه الامور الثلثة ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اليمان العميق ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬النتكوين الدقيق ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬العمل المنتواصل ‪.‬‬ ‫وتلك هي وسائلكم العاامة أيها الوخوان فبآامنوا بفكرتكم وتجمعوا حولها‬ ‫واعملوا لها واثبنتوا عليها ‪.‬‬ ‫) هـ ( وسائل إضافية ‪ :‬وقد تكون إلى جانب هذه الوسائل العاامة وسائل‬ ‫إضافية ل بد امن الوخذ بها وسلوك سبيلها ‪ ،‬امنها السلبي وامنها اليجابي ‪،‬‬ ‫وامنها اما ينتفق امع عرف الناس وامنها اما يخرج علي هذا العرف ويخالفه‬ ‫ويناقضه ‪ ،‬وامنها اما فيه لين وامنها اما فيه شدة ‪ ،‬ول بد أن نروض أنفسنا‬ ‫علي تحمل ذلك كله و العداد لهذا كله حنتى نضمن النجاح ‪ .‬قد يطلب إلينا‬ ‫أن نخالف عادات وامألوفات وأن نخرج علي نظم وأوضاع ألفها الناس‬ ‫وتعارفوا عليها ‪ ،‬وليست الدعوة في حقيقة أامرها إل وخروجا علي‬ ‫المألوفات وتغييرا للعادات والوضاع ‪ ،‬فهل أننتم امسنتعدون لذلك أيها‬ ‫الوخوان ؟‬ ‫) و ( تثبيط ‪ :‬وسيقول كثير امن الناس ‪ :‬واماذا تعني هذه الوسائل ؟ واما‬ ‫عساها أن تنفع في بناء أامة وتراميم امجنتمع هذه المشكلت المزامنة وامع‬ ‫اسنتقرار الحال علي هذه المفاسد المنتعددة ؟ وكيف تعالجون القنتصاد‬ ‫علي غير أساس الربا ؟ وكيف تصنعون في قضية المرأة ؟ وكيف تنالون‬ ‫حقكم بغير قوة ؟ فاعلموا أيها الوخوان أن وساوس الشيطان يلقيها في‬ ‫أامنية كل امصلح فينسخ ا اما يلقي الشيطان ثم يحكم ا آياته وا عليم‬


‫حكيم واذكروا لهؤلء جميعا أن النتاريخ يقص علينا امن نبأ الامم الماضية‬ ‫والحاضرة اما فيه عظة وعبرة ‪ .‬والامة النتي تصمم علي الحياة ل يمكن أن‬ ‫تموت ‪.‬‬ ‫) ز ( العقبات في طريقنا ‪ :‬أحب أن أصارحكم أن دعوتكم ل زالت امجهولة‬ ‫عند كثير امن الناس ‪ ،‬ويوم يعرفونها ويدركون امرااميها سنتلنتقي امنهم‬ ‫وخصوامه شديدة وعداوة قاسية ‪ ،‬و سنتجدون أاماامكم كثيرا امن المشقات‬ ‫وسيعنترضكم كثير امن العقبات ‪ ،‬وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم‬ ‫تسلكون سبيل أصحاب الدعوات ‪ .‬أاما الن فل زلنتم امجهولين تمهدون‬ ‫للدعوة وتسنتعدون لما تنتطلبه امن كفاح وجهاد ‪ .‬سيقف جهل الشعب‬ ‫بحقيقة السلم عقبة في طريقكم ‪ ،‬وسنتجدون امن أهل النتدين وامن‬ ‫العلماء الرسميين امن يسنتغرب فهمكم للسلم وينكر عليكم جهادكم في‬ ‫سبيله ‪ ،‬وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان ‪،‬‬ ‫وسنتقف في وجهكم كل الحكوامات علي السواء ‪ ،‬وسنتحاول كل حكوامة‬ ‫أن تجد امن نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم ‪.‬‬ ‫وسينتذرع الغاصبون بكل طرق لمناهضنتكم وإطفاء نور دعوتكم ‪،‬‬ ‫وسيسنتعينون في ذلك بالحكوامات الضعيفة واليدي الممنتدة إليهم بالسؤال‬ ‫وإليكم بالساءة والعدوان ‪ .‬وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات‬ ‫وظلم التهاامات ‪ ،‬وسيحاولون أن يبصقوا بها كل نقيصة ‪ ،‬وأن يظهروها‬ ‫للناس في أبشع صورة ‪ ،‬امعنتمدين علي قوتهم وسلطانهم ‪ ،‬وامعنتدين‬ ‫ا س ِإل‬ ‫م َوَيه ْأَبى ُ‬ ‫هس ِه ه ْ‬ ‫ا س ِبَأه ْفَوا س ِ‬ ‫طس ِفُئوا ُنوَر س ِ‬ ‫ن ُي ه ْ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫بأاموالهم ونفوذهم ‪ُ) :‬يس ِريُدو َ‬ ‫ن( )النتوبة‪ . (32:‬وسنتدوخلون بذلك ول شك‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫ه اه ْل َ‬ ‫ه َوَله ْو َكس ِر َ‬ ‫م ُنوَر ُ‬ ‫ن ُيس ِنت َّ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫في دور النتجربة والامنتحان ‪ ،‬فسنتجنون وتعنتقلون ‪ ،‬وتنقلون وتشردون ‪،‬‬ ‫وتصادر امصالحكم وتعطل أعمالكم وتفنتش بيوتكم ‪ ،‬وقد يطول بكم امدي‬ ‫ن(‬ ‫م ل ُيه ْفَنتُنو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َيُقوُلوا آَامَّنا َو ُ‬ ‫ن ُيه ْنتَرُكوا أ َ ه ْ‬ ‫س أ َ ه ْ‬ ‫ب الَّنا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫هذا الامنتحان ‪) :‬أ َ َ‬ ‫)العنكبوت‪ . (2:‬ولكن ا وعدكم امن بعد ذلك كله نصرة المجاهدين‬


‫جاَر أ ٍ‬ ‫ة‬ ‫عَلى س ِت َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ل أ َُد ُّل ُ‬ ‫ن آَامُنوا هَ ه ْ‬ ‫وامثوبة العااملين المحسنين )َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫حوا‬ ‫صَب ُ‬ ‫م َفَأ ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عُدِّو س ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن آَامُنوا َ‬ ‫م ‪َ ..........‬فَأَّيه ْدَنا اَّلس ِذي َ‬ ‫ب أ َس ِلي أ ٍ‬ ‫عَذا أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جي ُ‬ ‫ُته ْن س ِ‬ ‫ن( )الصف‪. (14-10:‬‬ ‫هس ِري َ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫َ‬ ‫فهل أننتم امصرون علي أن تكونوا أنصار ا ؟‬ ‫) ح ( عواامل النجاح ‪ :‬وامن الحق أيها الوخوان أن نذكر أامام هذه العقبات‬ ‫جميعا أننا ندعو بدعوة ا وهي أسمي الدعوات ‪ ،‬وننادي بفكرة السلم‬ ‫وهي أقوي الفكر ‪ ،‬ونقدم للناس شريعة القرآن وهي أعدل الشرائع ‪,‬‬ ‫غم ًة( )البقرة‪ , (138:‬وأن العالم كله في‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ا َوَام ه ْ‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫) س ِ‬ ‫حاجة إلى هذه الدعوة وكل اما فيه يمهد لها و يهيئ سبيلها ‪ ،‬وأننا بحمد ا‬ ‫براء امن المطاامع الشخصية بعيدون عن المنافع الذاتية ‪ ،‬ول نقصد إل وجه‬ ‫ا ووخير الناس ول نعمل إل ابنتغاء امرضاته ‪ ،‬وإننا ننترقب تأييد ا ونصره‬ ‫كاس ِفس ِرينَ ل َامه ْوَلى‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ن آَامُنوا َوأ َ َّ‬ ‫ا َامه ْوَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك س ِبَأ َّ‬ ‫ا فل غالب له ‪َ) :‬ذس ِل َ‬ ‫م( )امحمد‪ . (11:‬فقوة دعوتنا وحاجة إليها ونبالة امقصدنا وتأييد ا إيانا‬ ‫َلُه ه ْ‬ ‫هي عواامل النجاح النتي ل تثبت أاماامها عقبة ول يقف في طريقها عائق ‪:‬‬ ‫ن( )يوسف‪. (21:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫س ل َي ه ْ‬ ‫ن أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫ه َوَل س ِ‬ ‫عَلى أ َه ْامس ِر س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غاس ِل ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫)َو ُ‬

‫‪ 10‬ـ وصـــيـة‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪ ،‬اسمعوا ‪:‬‬ ‫أردت بهذه الكلمات أن أضع فكرتكم أامام أنظاركم فلعل ساعات عصيبة‬ ‫تننتظرنا يحال فيها بيني وبينكم إلي حين ؛ فل أسنتطيع أن أتحد ث امعكم أو‬ ‫أكنتب إليكم ‪ ،‬فأوصيكم أن تنتدبروا هذه الكلمات وأن تحفظوها إذا‬ ‫اسنتطعنتم وأن تجنتمعوا عليها ‪ ،‬وإن تحت كل كلمة لمعاني جمة‪.‬‬ ‫أيها الوخوان ‪ :‬أننتم لسنتم جمعية وخيرية ول حزبا سياسيا ول هيئة اموضعية‬ ‫لغراض امحدودة المقاصد ‪ .‬ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الامة‬


‫فيحييه بالقرآن ‪ ،‬ونور جديد يشرق فيسدد ظلم المادة بمعرفة ا ‪،‬‬ ‫وصوت داو يعلو امرددا دعوة الرسول صلي ا عليه وسلم وامن الحق‬ ‫الذي ل غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلي عنه‬ ‫الناس ‪.‬‬ ‫إذا قيل إلم لكم تدعون ؟ ‪ ...‬فقولوا ندعو إلي السلم الذي جاء به‬ ‫امحمد صلي ا عليه وسلم والحكوامة جزء امنه والحرية فريضة امن‬ ‫فرائضه ‪ ،‬فإن قيل لكم هذه سياسة ! فقولوا هذا هو السلم ونحن ل‬ ‫نعرف هذه القسام ‪.‬‬ ‫وإن قيل لكم أننتم دعاة ثورة ‪ ،‬فقولوا نحن دعاة حق وسلم نعنتقده‬ ‫ونعنتز به ‪ ،‬فإن ثرتم علينا ووقفنتم في طريق دعوتنا فقد أذن ا أن ندفع‬ ‫عن أنفسنا وكننتم الثائرين الظالمين ‪ .‬وإن قيل لكم إنكم تسنتعينون‬ ‫ن(‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫ما ُكَّنا س ِبس ِه ُام ه ْ‬ ‫ه َوَكَفه ْرَنا س ِب َ‬ ‫حَد ُ‬ ‫بالشخا ص والهيئات فقولوا ‪) :‬آَامَّنا س ِباللس ِه َو ه ْ‬ ‫غي‬ ‫م ل َنه ْبَنت س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫جوا في عدوانهم فقولوا ‪َ ) :‬‬ ‫)غافر‪ , (84:‬فإن ل تّ‬ ‫ن( )القصص‪. (55:‬‬ ‫هس ِلي َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫اه ْل َ‬

‫واجــبات‬ ‫أيها الوخوان ‪..‬‬ ‫ـ آامنوا بالله واعنتزوا بمعرفنته والعنتماد عليه والسنتناد إليه ‪ ،‬فل تخافوا‬ ‫غيره ول ترهبوا سواه‪ .‬وأدوا فرائضه واجنتنبوا نواهيه ‪.‬‬ ‫ـ وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالت ‪ .‬وكونوا أقوياء بأوخلقكم أعزاء‬ ‫بما وهب ا لكم امن عزة المؤامنين وكراامة التقاء الصالحين ‪.‬‬ ‫ـ وأقبلوا علي القرآن تنتدارسونه ‪ ،‬وعلي السيرة المطهرة تنتذاكرونها ‪،‬‬ ‫وكونوا عمليين ل جدليين ؛ فإذا هدي ا قواما ألهمهم العمل ؛ واما ضل‬


‫قوم بعد هدي كانوا عليه إل أوتوا الجدل‪.‬‬ ‫ـ وتحابوا فيما بينكم ‪ ،‬واحرصوا كل الحر ص علي رابطنتكم فهي سر‬ ‫قوتكم وعماد نجاحكم ‪ ،‬واثبنتوا حنتى يفنتح ا بينكم وبين قوامكم بالحق‬ ‫وهو وخير الفاتحين ‪.‬‬ ‫ـ واسمعوا وأطيعوا لقيادتكم في العسر واليسر والمنشط والمكره ‪ ،‬فهي‬ ‫رامز فكرتكم وحلقة التصال فيما بينكم ‪.‬‬ ‫ـ وترقبوا بعد ذلك نصر ا وتأييده ‪ .‬والفرصة آتية ل ريب فيها ‪َ) ,‬وَيه ْوَامس ِئأ ٍذ‬ ‫م( )الروم‪-4:‬‬ ‫حي ُ‬ ‫عس ِزيُز الَّر س ِ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫صُر َام ه ْ‬ ‫ا َيه ْن ُ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫ن ‪ ,‬س ِبَن ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ح اه ْل ُ‬ ‫َيه ْفَر ُ‬ ‫‪. (5‬‬ ‫وفقنا ا وإياكم لما يحبه و يرضاه ‪ ،‬وسلك بنا وبكم امسالك الوخيار‬ ‫المهنتدين ‪ ،‬وأحيانا حياة العزاء السعداء وأاماتنا اموت المجاهدين‬ ‫والشهداء إنه نعم المولي ونعم النصير ‪.‬‬

‫رسالة المؤتمر الخاامس‬

‫امقدامــة‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫س ِبـ ه ْ‬ ‫أيها الوخوان ‪:‬‬ ‫كنت أود أن نظل دائما نعمل ول ننتكلم ‪ ,‬وأن نكل العمال وحدها‬ ‫الحديث عن الوخوان ووخطوات الوخوان ‪ ,‬وكنت أحب أن تنتصل‬ ‫وخطواتكم اللحقة بخطواتكم السابقة في هدوء وسكون امن غير هذا‬


‫الفاصل الذي نحدد به جهاد عشر سنوات امضت لنسنتأنف امرحلة أوخرى‬ ‫امن امراحل الجهاد الدائب في سبيل تحقيق فكرتنا الساامية ‪.‬‬ ‫ولكنكم أردتم هذا ‪ ,‬وأحببنتم أن تسعدونا بهذا الجنتماع الشاامل فشكرا‬ ‫لكم ‪ ,‬و ل بأس أن نننتهز هذه الفرصة الكريمة فنسنتعرض ننتائجنا ‪,‬‬ ‫ونراجع فهرس أعمالنا ‪ ,‬ونسنتوثق امن امراحل طريقنا ونحدد الغاية‬ ‫والوسيلة فنتنتضح الفكرة المبهمة ‪ ,‬و تصحح النظرة الخاطئة ‪ ,‬و تعلم‬ ‫الخطوة المجهولة ‪ ,‬وتنتم الحلقة المفقودة ‪ ,‬ويعرف الناس الوخوان‬ ‫المسلمين على حقيقة دعوتهم ‪ ,‬امن غير لبس ول غموض ‪.‬‬ ‫ل بأس بهذا ‪ ,‬ول بأس بأن ينتقدم إلينا امن وصلنته هذه الدعوة و امن‬ ‫سمع أو قرا هذا البيان ‪ ,‬برأيه في غاينتنا و وسيلنتنا و وخطواتنا فنأوخذ‬ ‫الصالح امن رأيه ‪ ,‬و ننزل على الحق امن امشورته ‪ ,‬فإن الدين النصيحة‬ ‫لله و لرسوله ولكنتابه ولئمة المسلمين وعاامنتهم ‪.‬‬ ‫أيها الوخوان ‪:‬‬ ‫أجدني في غنى عن تحينتكم و شكركم ‪ ,‬وعن وصف اما يغمرني امن‬ ‫السعادة بموقفي هذا بينكم ‪ ,‬وامن السرور و الفرح بلقائكم و امن الامل‬ ‫العظيم بمؤازرتكم و توفيق ا إياكم ‪.‬‬ ‫أجدني في غنى عن بيان هذا كله بهذا الفيض امن العواطف النبيلة الذي‬ ‫يغمر ج هذا الجنتماع ‪ ,‬فكان كل اما فيه ينطق بالحب العميق والرتباط‬ ‫الوثيق و الوخوة الصادقة و النتعاون المكين ‪ ,‬ووفقكم ا لخير اما يحب‬ ‫ويرضى ‪.‬‬

‫الوخوان فكرة في نفوس أربعة‬


‫أيها الوخوان الكرام ‪:‬‬ ‫طالعت كثيرا و جربت كثيرا و وخالطت أوساطا كثيرة و شهدت حواد ث‬ ‫عدة ‪ ,‬فخرجت امن هذه السياحة القصيرة المدى الطويلة المراحل‬ ‫بعقيدة ثابنتة ل تنتزلزل ‪ ,‬هي أن ‪:‬‬ ‫السعادة النتي ينشدها الناس جميعا إنما تفيض عليهم امن نفوسهم و‬ ‫قلوبهم ‪ ,‬و ل تأتيهم امن وخارج هذه القلوب أبدا ‪ ,‬و أن الشقاء الذي يحيط‬ ‫بهم و يهربون امنه إنما يصيبهم بهذه النفوس و القلوب كذلك ‪ ,‬و إن‬ ‫القرآن الكريم يؤيد هذا المعنى و يوضحه ‪ ,‬ذلك قول ا تعالى ‪ ) :‬إ س ِنَّ‬ ‫م( )الرعد‪. (11:‬‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫م َ‬ ‫غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ‬ ‫الَّلَه ل ُي َ‬ ‫و اما رأيت كلهما أعمق في فلسفة الجنتماع امن قول ذلك ‪:‬‬ ‫لعمرك اما ضاقت بلد بأهلها‬

‫و لكن أوخلق الرجال تضيق‬

‫اعنتقدت هذا و اعنتقدت إلى جانبه أنه ليست هناك نظم و ل تعاليم تكفل‬ ‫سعادة هذه النفوس البشرية و تهدي الناس إلى الطرق لهذه السعادة‬ ‫كنتعاليم السلم الحنيف الفطرية الواضحة ‪ ,‬و ليس هنا امجال تفصيل‬ ‫هذه النتعاليم هذه النتعاليم ‪ ,‬و ل امجال النتدليل على أنها تنتضمن هذه‬ ‫الننتيجة ‪ ,‬و تكفل سعادة البشرية جميعا فلذلك امجال آوخر ‪ ,‬فضل عن أننا‬ ‫كلنا فيما أعنتقد شركاء في النتسليم بصحة هذه النظرية ‪ ,‬على أن كثيرا‬ ‫امن غير المسلمين يقر بها و يعنترف بما في السلم امن جمال و كمال ‪.‬‬ ‫و لهذا وقفت نفسي امنذ نشأت على غاية واحدة هي إرشاد الناس إلى‬ ‫السلم حقيقة و عمل ‪ ,‬و لهذا كانت فكرة الوخوان المسلمين إسلامية‬ ‫بحنتة في غاينتها و في وسائلها ‪ ,‬ل تنتصل بغير السلم ي شيء ‪.‬‬ ‫ظلت هذه الخواطر حديثا نفسانيا وامناجاة روحية بها في نفسي لنفسي‬ ‫‪ ,‬و قد أفضي بها إلى كثير اممن حولي ‪ ,‬و قد تظهر في شكل دعة فردية‬ ‫أو وخطابة وعظية أو درس في المساجد إذا سنحت فرصة النتدريس ‪ ,‬أو‬


‫حث لبعض الصدقاء و العلماء على بذل الهمة و امضاعفة المجهود ‪,‬‬ ‫في إنقاذ الناس و إرشادهم إلى اما في السلم امن وخير ‪.‬‬ ‫ثم كانت في امصر و غيرها امن بلدان العالم السلامي حواد ث عدة‬ ‫ألهبت نفسي و أهابت كواامن في قلبي ‪ ,‬و لفنتت نظري إلى وجوب الجد‬ ‫و العمل ‪ ,‬و سلوك طريق النتكوين بعد النتنبيه ‪ ,‬و النتأسيس بعد النتدريس‬ ‫‪ ,‬و ل أطيل عليكم بنتفصيل حواد ث اننتهى أامرها و عفت آثارها ‪ ,‬و فاء‬ ‫إلى الرشد أو بعض الرشد أصحابها ‪.‬‬ ‫و لقد أوخذت أفاتح كثيرا امن كبار القوم في وجوب النهوض و العمل و‬ ‫سلوك طريق الجد و النتكوين ‪ ,‬فكنت أجد النتثبيط أحيانا و النتشجيع أحيانا‬ ‫و النتريث أحيانا ‪ ,‬و لكني لم أجد اما أريد امن الهنتمام بنتنظيم الجهود‬ ‫العملية ‪ ,‬و امن الوفاء أذكر في هذا المقام المرحوم أحمد باشا تيمور‬ ‫أفسح ا له في جننته ‪ ,‬فما رأينته إل امثال للهمة المنتوثبة و الغيرة‬ ‫المنتوقدة ‪ ,‬و اما تحدثت إليه في شأن امن شؤون الامة العاامة إل وجدت‬ ‫العقل الكاامل و السنتعداد النتام و اللمام الشاامل و ترقب ساعة العمل ‪,‬‬ ‫فرحمه ا و أجزل امثوبنته ‪.‬‬ ‫و ليت وجهي شطر الصدقاء و الوخوان اممن جمعني و إياهم عهد‬ ‫الطلب و صدق الود و الشعور بالواجب ‪ ,‬فوجدت اسنتعدادا حسنا ‪ ,‬و كان‬ ‫أسرعهم إلى امشاركنتي عبء النتفكير و أكثرهم اقنتناعا بوجوب العمل‬ ‫في إسراع و همة ‪ ,‬الوخوان الفضلء ‪ :‬أحمد أفندي السكري ‪ ,‬و الخ‬ ‫المفضال المرحوم الشيخ حاامد عسكرية اسكنه ا فسيح جننته ‪ ,‬و الخ‬ ‫الشيخ أحمد عبد الحميد وكثير غيرهم ‪.‬‬ ‫و كان عهد و كان اموثق أن يعمل كل امنا لهذه الغاية ‪ ,‬حنتى ينتحول‬ ‫العرف العام في الامة إلى وجهة إسلامية صالحة ‪.‬‬ ‫ليس يعلم أحد إل ا كم امن الليالي كنا نقضيها نسنتعرض حال الامة ‪،‬‬ ‫واما وصلت إليه في امخنتلف امظاهر حياتها‪ ،‬ونحلل العلل والدواء‪ ،‬ونفكر‬


‫في العلج وحسم الداء ‪ ,‬ويفيض بنا النتأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء ‪,‬‬ ‫وكم كنا نعجب إذ نرى أنفسنا في امثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة و‬ ‫الخليون هاجعون ينتسكعون بين المقاهي و ينترددون على أندية الفساد‬ ‫و التلف ‪ ,‬فإذا سألت أحدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة‬ ‫المملة قال لك ‪ :‬أقنتل الوقت ‪ ,‬و اما دري هذه المسكين أن امن يقنتل‬ ‫وقنته إنما يقنتل نفسه ‪ ,‬فإنما الوقت هو الحياة ‪.‬‬ ‫كنا نعجب لهؤلء الناس و كثير امنهم امن المثقفين ‪ ,‬و امن هم أولى امنا‬ ‫بحمل هذا العبء ‪ ,‬ثم يقول بعضنا لبعض ‪ :‬أليس هذا داء امن أدواء‬ ‫الامة و لعله أوخطرها ‪ ,‬أل تّ تفكر في امرضها و أل تّ تعمل لعلج نفسها ‪.‬‬ ‫و لهذا و أامثاله نعمل و لصلح هذا الفساد ‪ ,‬وقفنا أنفسنا فننتعزى و‬ ‫نحمد ا على أن جعلنا امن الداعين إليه العااملين لدينه ‪.‬‬ ‫و عمل الزامن عمله فنتفرقنا نحن الربعة فكان أحمد أفندي السكري‬ ‫بالمحمودية ‪ ,‬و كان المرحوم الشيخ حاامد عسكرية بالزقازيق ‪ ,‬و كان‬ ‫الشيخ أحمد عبد الحميد بكفر الدوار ‪ ,‬و كنت بالسماعيلية أذكر قول‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫بالشام أهلي و بغداد الهوى و أنا‬

‫بالرقمنتين و بالفسطاط‬

‫جيراني‬ ‫و في السماعيلية أيها الوخوان وضعت أول نواة تكوينية للفكرة ‪ ,‬و‬ ‫ظهرت أول هيئة امنتواضعة نعمل و نحمل لوائها نعاهد ا على الجندية‬ ‫النتاامة في سبيلها تحت اسم )الوخوان المسلمون( و كان ذلك في ذي‬ ‫القعدة سنة ‪ 1347‬هـ ‪.‬‬


‫إسلم الوخوان المسلمين‬ ‫و اسمحوا لي إوخواني اسنتخدام هذا النتعبير ‪ ,‬و لست أعني به أن‬ ‫للوخوان المسلمين إسلاما جديدا غير السلم الذي جاء به سيدنا امحمد‬ ‫صلى ا عليه وسلم عن ربه ‪ ,‬و إنما أعني أن كثيرا امن المسلمين في‬ ‫كثير امن المسلمين في كثير امن العصور وخلعوا عن السلم نعوتا و‬ ‫أوصافا و رسواما امن عند أنفسهم ‪ ,‬و اسنتخداموا امروننته و سعنته‬ ‫اسنتخدااما ضارا امع أنها لم تكن إل للحكمة الساامية ‪ ,‬فاوخنتلفوا في امعنى‬ ‫السلم اوخنتلفا ‪ ,‬و انطبعت للسلم في نفس أبنائه صور عدة تقرب أو‬ ‫تبعد أو تنطبق على السلم الول الذي امثله رسول ا و أصحابه وخير‬ ‫تمثيل ‪.‬‬ ‫فمن الناس امن ل يرى السلم شيئا غير حدود العبادة الظاهرة فإن‬ ‫أداها أو رأى امن يؤديها اطمأن إلى ذلك و رضي به و حسبه قد وصل‬ ‫على لب السلم ‪ ,‬و ذلك هو المعنى الشائع عند عاامة المسلمين ‪.‬‬ ‫و امن الناس امن يرى السلم إل الخلق الفاضل و الروحانية الفياضة ‪ ,‬و‬ ‫الغذاء الفلسفي الشهي للعقل و الروح ‪ ,‬و البعد بهما عن أدران المادة‬ ‫الطاغية الظالمة ‪.‬‬ ‫و امنهم امن يقف إسلامه عند حد العجاب بهذه المعاني الحيوية العملية‬ ‫في السلم فل ينتطلب النظر إلى غيرها و ل يعجبه النتفكير في سواها ‪.‬‬ ‫و امنهم امن يرى السلم نوع امن العقائد الموروثة و العمال النتقليدية‬ ‫النتي ل غناء فيها و ل تقدم امعها ‪ ,‬فهو امنتبرم بالسلم و بكل اما ينتصل‬ ‫بالسلم ‪ ,‬و تجد هذا المعنى واضحا في نفوس كثير امن الذين ثقفوا‬ ‫ثقافة أجنبية و لم تنتح لهم فر ص حسن التصال بالحقائق السلامية فهم‬ ‫لم يعرفوا عن السلم شيئا أصل ‪ ,‬أو عرفوه صورة امشوهة بمخالطة‬ ‫امن لم يحسنوا تمثيله امن المسلمين ‪.‬‬


‫و تحت هذه القسام جميعا تندرج أقسام أوخرى يخنتلف نظر كل امنها إلى‬ ‫السلم عن نظر الوخر قليل أو كثيرا ‪ ,‬وقليل امن الناس أدرك السلم‬ ‫صورة كااملة واضحة تننتظم هذه المعاني جميعا ‪.‬‬ ‫هذه الصور المنتعددة للسلم الواحد في نفوس الناس جعلنتهم‬ ‫يخنتلفون اوخنتلفا بينا في فهم الوخوان المسلمون وتصور فكرتهم ‪.‬‬ ‫فمن الناس امن ينتصور الوخوان المسلمون جماعة وعظية إرشادية كل‬ ‫همها أن تقدم للناس العظات فنتزهدهم في الدنيا و تذكرهم بالوخرة ‪.‬‬ ‫و امنهم امن ينتصور الوخوان المسلمين طريقة صوفية تعني بنتعليم الناس‬ ‫ضروب الذكر و فنون العبادة و فنون العبادة و اما ينتبع ذلك امن تجرد و‬ ‫زهادة ‪.‬‬ ‫و امنهم امن يظنهم جماعة نظرية فقهية كل نظرهم أن تقف عند طائفة‬ ‫امن الحكام تجادل فيها و تناضل عنها ‪ ,‬و تحمل الناس عليها و تخاصم‬ ‫أو تسالم امن لم يسلم بها امعها ‪.‬‬ ‫و قليل امن الناس وخالطوا الوخوان المسلمين و اامنتزجوا بهم و لم يقفوا‬ ‫عند حدود السماع و لم يخلعوا على الوخوان المسلمين إسلاما ينتصورنه‬ ‫هم ‪ ,‬فعرفوا حقيقنتهم و أدركوا كل شيء عن دعوتهم علما وعمل ‪,‬‬ ‫وهذا أحببت أن أتحد ث لحضراتكم عن امعنى السلم و صورته الماثلة‬ ‫في نفوس الوخوان ‪ ,‬المسلمين ‪ ,‬حنتى يكون الساس الذي ندعو إليه و‬ ‫نعنتز بالننتساب له و السنتمداد امنه واضحا جليا ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 1‬نحن نعنتقد أن أحكام السلم و تعاليمه شااملة تننتظم شؤون‬ ‫الناس في الدنيا و الوخرة ‪ ,‬و أن الذين يظنون أن هذه النتعاليم إنما‬ ‫تنتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها امن النواحي امخطئو نفي‬ ‫هذا الظن ‪ ,‬فالسلم عقيدة و عبادة ‪ ,‬و وطن و جنسية ‪ ,‬و دين ودولة ‪,‬‬ ‫‪ ,‬و روحانية و عمل ‪ ,‬و امصحف و سيف ‪ ,‬و القرآن الكريم ينطق بذلك‬ ‫كله و يعنتبره امن لب السلم و امن صميمه و يوصي بالحسان فيه‬


‫جميعه ‪ ,‬و إلى هذا تشير الية الكريمة ‪:‬‬

‫ا الَّداَر‬ ‫ك ُ‬ ‫ما آَتا َ‬ ‫غ س ِفي َ‬ ‫)َواه ْبَنت س ِ‬

‫ك(‬ ‫ا إ س َِله ْي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما أ َ ه ْ‬ ‫ن َك َ‬ ‫س ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ن ال ُّده ْنَيا َوأ َ ه ْ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫صيَب َ‬ ‫س َن س ِ‬ ‫ة َول َته ْن َ‬ ‫وخَر َ‬ ‫ال س ِ‬ ‫)القصص‪(77:‬‬ ‫و إنك لنتقرأ في القرآن و في الصلة إن شئت قول ا تبارك و تعالي‬ ‫صينَ َلُه الِّدينَ‬ ‫خس ِل س ِ‬ ‫ا ُام ه ْ‬ ‫عُبُدوا َ‬ ‫في العقيدة و العبادة ‪َ) :‬وَاما أ ُس ِامُروا إ س ِل تّ س ِلَي ه ْ‬ ‫مس ِة( )البينة‪. (5:‬‬ ‫ن اه ْلَقِّي َ‬ ‫ك س ِدي ُ‬ ‫ة َوَذس ِل َ‬ ‫ة َوُيه ْؤُتوا الَّزَكا َ‬ ‫صل َ‬ ‫موا ال َّ‬ ‫ء َوُيس ِقي ُ‬ ‫حَنَفا َ‬ ‫ُ‬ ‫كل‬ ‫وتقرأ قوله تعالى في الحكم والقضاء و السياسة ‪َ) :‬فل َوَرِّب َ‬ ‫حَرجا‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫م ل َي س ِ‬ ‫م ُث َّ‬ ‫جَر َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك س ِفي َ‬ ‫مو َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫سس ِليما( )النساء‪(65:‬‬ ‫موا َت ه ْ‬ ‫سِّل ُ‬ ‫ت َوُي َ‬ ‫ضه ْي َ‬ ‫ما َق َ‬ ‫س ِام َّ‬ ‫ن آَامُنوا إ س َِذا َتَداَيه ْنُنت ه ْ‬ ‫م‬ ‫و تقرأ قوله تعالى في الدين و النتجارة ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ب َكاس ِت ٌ‬ ‫ب‬ ‫ل َول َيه ْأ َ‬ ‫عه ْد س ِ‬ ‫ب س ِباه ْل َ‬ ‫م َكاس ِت ٌ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب َبه ْيَن ُ‬ ‫كُنت ه ْ‬ ‫ه َوه ْلَي ه ْ‬ ‫ى َفاه ْكُنتُبو ُ‬ ‫م م ً‬ ‫س تّ‬ ‫ل ُام َ‬ ‫ج أ ٍ‬ ‫ن إ س َِلى أ َ َ‬ ‫س ِبَده ْي أ ٍ‬ ‫ا َرَّبُه َول‬ ‫ق َ‬ ‫ق َوه ْلَيَّنت س ِ‬ ‫ح ُّ‬ ‫عَله ْيس ِه اه ْل َ‬ ‫ل اَّلس ِذي َ‬ ‫مس ِل س ِ‬ ‫ب َوه ْلُي ه ْ‬ ‫كُنت ه ْ‬ ‫ا َفه ْلَي ه ْ‬ ‫مُه ُ‬ ‫عَّل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ب َك َ‬ ‫كُنت َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫ع‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫عيفا أ َه ْو ل َي ه ْ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سس ِفيها أ َه ْو َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫عَله ْيس ِه اه ْل َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫شه ْيئا َفس ِإ ه ْ‬ ‫س س ِامه ْنُه َ‬ ‫خ ه ْ‬ ‫َيه ْب َ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َفس ِإ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جاس ِل ُ‬ ‫ن س ِامنه ْ س ِر َ‬ ‫شس ِهيَده ْي س ِ‬ ‫شس ِهُدوا َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ل َوا ه ْ‬ ‫عه ْد س ِ‬ ‫ل َوس ِل ُّيُه س ِباه ْل َ‬ ‫مس ِل ه ْ‬ ‫هَو َفه ْلُي ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫م َّ‬ ‫ن ُي س ِ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ضلَّ‬ ‫ن َت س ِ‬ ‫ء أ َ ه ْ‬ ‫شَهَدا س ِ‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫ضه ْو َ‬ ‫ن َته ْر َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن س ِام َّ‬ ‫ل َواه ْامَرأ َ​َتا س ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َفَر ُ‬ ‫جَله ْي س ِ‬ ‫كوَنا َر ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫سَأُاموا‬ ‫عوا َول َت ه ْ‬ ‫ء إ س َِذا َاما ُد ُ‬ ‫شَهَدا ُ‬ ‫ب ال ُّ‬ ‫وخَرى َول َيه ْأ َ‬ ‫ما ال ُ ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫حَدا ُ‬ ‫ما َفُنتَذِّكَر إ س ِ ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫حَدا ُ‬ ‫إ س ِ ه ْ‬ ‫شَهاَد س ِ‬ ‫ة‬ ‫م س ِلل َّ‬ ‫ا َوأ َه ْقَو ُ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫ط س ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م أ َه ْق َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جس ِلس ِه َذس ِل ُ‬ ‫غيرا أ َه ْو َكس ِبيرا إ س َِلى أ َ َ‬ ‫ص س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫كُنتُبو ُ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َفَله ْي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة ُتس ِديُروَنَها َبه ْيَن ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫حا س ِ‬ ‫ة َ‬ ‫جاَر م ً‬ ‫ن س ِت َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن َت ُ‬ ‫َوأ َه ْدَنى َأل َته ْرَتاُبوا س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫شس ِهي ٌد( )البقرة‪:‬‬ ‫ب َول َ‬ ‫ضاَّر َكاس ِت ٌ‬ ‫م َول ُي َ‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫شس ِهُدوا إ س َِذا َتَباَي ه ْ‬ ‫ها َوأ َ ه ْ‬ ‫كُنتُبو َ‬ ‫ح َأل َت ه ْ‬ ‫جَنا ٌ‬ ‫ُ‬ ‫‪(282‬‬ ‫م َ‬ ‫ت‬ ‫م َفَأَق ه ْ‬ ‫ت س ِفيس ِه ه ْ‬ ‫و تقرا قوله تعالى في الجهاد و القنتال و الغزو ‪َ) :‬وإ س َِذا ُكه ْن َ‬ ‫جُدوا‬ ‫س َ‬ ‫م َفس ِإَذا َ‬ ‫حَنتُه ه ْ‬ ‫سس ِل َ‬ ‫وخُذوا أ َ ه ْ‬ ‫ك َوه ْلَيه ْأ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م َام َ‬ ‫طاس ِئَف ٌة س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة َفه ْلَنتُق ه ْ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫َلُه ُ‬ ‫وخُذوا‬ ‫ك َوه ْلَيه ْأ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ص ُّلوا َام َ‬ ‫ص ُّلوا َفه ْلُي َ‬ ‫م ُي َ‬ ‫وخَرى َل ه ْ‬ ‫طاس ِئَف ٌة أ ُ ه ْ‬ ‫ت َ‬ ‫م َوه ْلَنته ْأ س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َوَراس ِئ ُ‬ ‫كوُنوا س ِام ه ْ‬ ‫َفه ْلَي ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عس ِنت ُ‬ ‫م َوأ َه ْامس ِنت َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫حس ِنت ُ‬ ‫سس ِل َ‬ ‫ن أَ ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫غُفُلو َ‬ ‫ن َكَفُروا َله ْو َت ه ْ‬ ‫م َوَّد اَّلس ِذي َ‬ ‫حَنتُه ه ْ‬ ‫سس ِل َ‬ ‫م َوأ َ ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حه ْذَر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫طأ ٍر أ َوه ْ‬ ‫ن َام َ‬ ‫ى س ِام ه ْ‬ ‫م َأذ م ً‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن س ِب ُ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫م إ س ِ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ح َ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ة َول ُ‬ ‫حَد م ً‬ ‫م َامه ْيَلم ًة َوا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ميُلو َ‬ ‫َفَي س ِ‬ ‫حه ْذَرُكمه ْ ( )النساء‪(102:‬‬ ‫وخُذوا س ِ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫حَنت ُ‬ ‫سس ِل َ‬ ‫عوا أَ ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ن َت َ‬ ‫ضى أ َ ه ْ‬ ‫م َامه ْر َ‬ ‫ُكه ْنُنت ه ْ‬


‫و إلى غير ذلك امن اليات الكثيرة البارعة في هذه الغراض نفسها و‬ ‫في غيرها امن الداب العاامة و شؤون الجنتماع ‪.‬‬ ‫و هكذا اتصل الوخوان بكل بكنتاب ا و اسنتلهموه و اسنترشدوه فأيقنوا‬ ‫أن السلم هو هذا المعنى الكلي الشاامل ‪ ,‬وأنه يجب أن يهيمن على‬ ‫كل شؤون الحياة و أن تصطبغ جميعها به و أن تنزل على حكمه ‪ ,‬وأن‬ ‫تساير قواعده و تعاليمه و تسنتمد امنها اما داامت الامة تريد أن تكون‬ ‫امسلمة إسلاما صحيحا ‪ ,‬أاما إذا أسلمت في عباداتها و قلدت غير‬ ‫المسلمين في بقية شؤونها ‪ ,‬فهي أامة ناقصة السلم تضاهئ الذين‬ ‫جَزا ُ‬ ‫ء‬ ‫ما َ‬ ‫ض َف َ‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫ن س ِبَب ه ْ‬ ‫كُفُرو َ‬ ‫ب َوَت ه ْ‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ض اه ْل س ِ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن س ِبَب ه ْ‬ ‫قال تعالى فيهم ‪) :‬أَ​َفُنته ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ن إ س َِلى‬ ‫م اه ْلس ِقَياَامس ِة ُيَر ُّدو َ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا َوَيه ْو َ‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫وخه ْزي ٌ س ِفي اه ْل َ‬ ‫م س ِإل س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ك س ِامه ْن ُ‬ ‫ل َذس ِل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َيه ْف َ‬ ‫َام ه ْ‬ ‫ن( )البقرة‪(85:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َت ه ْ‬ ‫ع َّ‬ ‫ل َ‬ ‫غاس ِف أ ٍ‬ ‫ا س ِب َ‬ ‫ب َوَاما ُ‬ ‫عَذا س ِ‬ ‫شِّد اه ْل َ‬ ‫أَ َ‬ ‫) ‪ ( 2‬إلى جانب هذا يعنتقد الوخوان المسلمون أن أساس النتعاليم‬ ‫السلامية امعينها هو كنتاب ا و سنة رسوله صلى ا عليه و سلم ‪,‬‬ ‫اللذان إن تمسكت بهما فلن تضل أبدا ‪ ,‬و أن كثيرا امن الراء و العلوم‬ ‫النتي اتصلت بالسلم و تلونت بلونه تحمل لون العصور النتي أوجدتها و‬ ‫الشعوب النتي عاصرتها ‪ ,‬و لهذا يجب أن تسنتقي النظم السلامية النتي‬ ‫تحمل عليها الامة امن هذا المعين الصافي امعين السهولة الولى ‪ ,‬و أن‬ ‫نفهم السلم كما كان يفهمه الصحابة و النتابعون امن السلف الصالح‬ ‫رضوان ا عليهم ‪ ,‬و أن نقف عند هذه الحدود الربانية النبوية حنتى ل‬ ‫نقيد أنفسنا بغير اما يقيدنا ا به ‪ ,‬و ل نلزم عصرنا لون عصر ل ينتفق‬ ‫امعنا‪.‬‬ ‫) ‪ ( 3‬و إلى جانب هذا أيضا يعنتقد الوخوان المسلمون أن السلم كدين‬ ‫عام اننتظم كل شؤون الحياة في كل الشعوب و الامم لكل العصار و‬ ‫الزامان ‪ ,‬جاء أكمل و أسمى امن أن يعرض لجزئيات هذه الحياة و‬


‫وخصوصا في الامور الدنيوية البحنتة ‪ ,‬فهو إنما يضع القواعد الكلية في كل‬ ‫شأن امن هذه الشؤون ‪ ,‬و يرشد الناس إلى الطريق العملية للنتطبيق‬ ‫عليها و السير في حدودها ‪.‬‬ ‫و لضمان حق الصواب في هذا النتطبيق أو تحريهما على القل ‪ ,‬عني‬ ‫السلم عناية تاامة بعلج النفس النسانية و هي امصدر النظم و امادة‬ ‫النتفكير و النتصوير و النتشكل ‪ ,‬فوصف لها امن الدوية الناجعة اما يطهرها‬ ‫امن الهوى و يغسلها امن أضرار الغرض و الغاية و يهديها إلى الكمال و‬ ‫الفضيلة ‪ ,‬و يزجرها عن الجور القصور العدوان ‪ ,‬و إذا اسنتقاامت النفس‬ ‫و صفت فقد أصبحت كل اما يصدر عنها صالحا جميل ‪ ,‬يقولون إن العدل‬ ‫ليس في نص القانون و لكنه في نفس القاضي ‪ ,‬و قد تأتي بالقانون‬ ‫الكاامل العادل إلى القاضي ذي الهوى و الغاية فيطبقه تطبيقا جائرا ل‬ ‫عدل امعه ‪ ,‬و قد تأتي بالقانون الناقص و الجائر إلى القاضي الفاضل‬ ‫العادل البعيد عن الهواء و الغايات فيطبقه تطبيقا فاضل عادل فيه كل‬ ‫الخير و البر و الرحمة و النصاف و امن هنا كانت النفس النسانية امحل‬ ‫عناية كبرى في كنتاب ا ‪ ,‬و كانت النفوس الولى النتي صاغها هذا‬ ‫السلم امثال الكمال النساني ‪ ,‬و لهذا كله كانت طبيعة السلم تساير‬ ‫العصور و الامم ‪ ,‬و تنتسع لكل الغراض و المطالب ‪ ,‬و لهذا أيضا كان‬ ‫السلم ل يأبى أبدا السنتفادة امن كل نظام صالح ل ينتعارض امع‬ ‫قواعده الكلية و أصوله العاامة ‪.‬‬ ‫ل أحب أيها أن اسنترسل في هذا البيان فذلك باب و اسع و حسبنا هذه‬ ‫اللماامة الموجزة تلقي ضوءا على هذا المعنى للفكرة السلامية في‬ ‫نفوس الوخوان المسلمين ‪.‬‬

‫الوخوان فكرة إصلحية شااملة‬


‫كان امن ننتيجة هذا الفهم العام الشاامل للسلم عند الوخوان المسلمين‬ ‫أن شملت فكرتهم كل نواحي الصلح في الامة ‪ ،‬وتمثلت فيها كل عناصر‬ ‫غيرها امن الفكر الصلحية ‪ ،‬وأصبح كل امصلح امخلص غيور يجد فيها‬ ‫أامنينته ‪ ،‬والنتقت عندها آامال امحبي الصلح الذين عرفوها وفهموا امرااميها‬ ‫‪ ،‬وتسنتطيع أن تقول ول حرج عليك ‪ ،‬إن الوخوان المسلمين ‪:‬‬ ‫) ‪ ( 1‬دعوة سلفية ‪ :‬لنهم يدعون إلى العودة بالسلم إلى امعينه‬ ‫الصافي امن كنتاب ا وسنة رسوله‪.‬‬ ‫) ‪ ( 2‬وطريقة سنية ‪ :‬لنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة‬ ‫المطهرة في كل شيء ‪ ،‬وبخاصة في العقائد والعبادات اما وجدوا إلى‬ ‫ذلك سبيل ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 3‬وحقيقة صوفية ‪ :‬لنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس‬ ‫‪ ،‬ونقاء القلب ‪ ،‬والمواظبة علي العمل ‪ ،‬و العراض عن الخلق ‪ ،‬والحب‬ ‫في ا ‪ ،‬والرتباط علي الخير ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 4‬وهيئة سياسية ‪ :‬لنهم يطالبون بإصلح الحكم في الداوخل‬ ‫وتعديل النظر في صلة الامة السلامية بغيرها امن الامم في الخارج ‪،‬‬ ‫وتربية الشعب علي العزة والكراامة والحر ص علي قوامينته إلي أبعد حد ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 5‬وجماعة رياضية ‪ :‬لنهم يعنون بجسوامهم ‪ ،‬ويعلمون أن‬ ‫المؤامن القوي وخير امن المؤامن الضعيف ‪ ،‬وأن النبي صلي ا عليه‬ ‫وسلم يقول ‪) :‬إن لبدنك عليك حقا( و إن تكاليف السلم كلها ل يمكن‬ ‫أن تؤدي كااملة صحيحة إل بالجسم القوي ‪ ،‬فالصلة والصوم والحج‬ ‫والزكاة ل بد لها امن جسم يحنتمل أعباء الكسب والعمل والكفاح في‬ ‫طلب الرزق ‪ ،‬ولنهم تبعا لذلك يعنون بنتشكيلتهم وفرقهم الرياضية‬ ‫عناية تضارع وربما فاقت كثيرا امن الندية المنتخصصة بالرياضة البدنية‬ ‫وحدها ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 6‬ورابطة علمية ثقافية ‪ :‬لن السلم يجعل طلب العلم فريضة‬ ‫علي كل امسلم وامسلمة ‪ ،‬ولن أندية الوخوان هي في الواقع امدارس‬


‫للنتعليم والنتثقيف وامعاهد لنتربية الجسم والعقل والروح ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 7‬وشركة اقنتصادية ‪ :‬لن السلم يعني بنتدبير المال و كسبه امن‬ ‫وجهه وهو الذي يقول نبيه صلي ا عليه وسلم ‪) :‬نعم المال الصالح‬ ‫للرجل الصالح( ويقول ‪) :‬امن أامسي كال م ً امن عمل يده أامسي امغفورا‬ ‫له( ‪) ،‬إن ا يحب المؤامن المحنترف(‬ ‫) ‪ ( 8‬وفكرة اجنتماعية ‪ :‬لنهم يعنون بأدواء المجنتمع السلامي‬ ‫ويحاولون الوصول إلي طرق علجها وشفاء الامة امنها ‪.‬‬ ‫وهكذا نري أن شمول امعني السلم قد أكسب فكرتنا شمول م ً لكل‬ ‫امناحي الصلح ‪ ،‬ووجه نشاط الوخوان إلي كل هذه النواحي ‪ ،‬وهم في‬ ‫الوقت الذي ينتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها ينتجهون إليها‬ ‫جميعا ويعلمون أن السلم يطالبهم بها جميعا ‪.‬‬ ‫وامن هنا كان كثير امن امظاهر أعمال الوخوان يبدو أامام الناس امنتناقضا‬ ‫واما هو بمنتناقض ‪.‬‬ ‫فقد يري الناس الخ المسلم في المحراب وخاشعا امنتبنتل م ً يبكي وينتذلل ‪،‬‬ ‫وبعد قليل سكون هو بعينه واعظا امدرسا يقرع الذان بزواوخر الوعظ ‪،‬‬ ‫وبعد قليل تراه نفسه رياضيا أنيقا يرامي بالكرة أو يدرب علي العدو أو‬ ‫يمارس السباحة ‪ ،‬وبعد فنترة يكون هو بعينه في امنتجره أو امعمله يزاول‬ ‫صناعنته في أامانة وفي إوخل ص ‪ .‬هذه امظاهر قد يراها الناس امنتنافرة ل‬ ‫يلنتئم بعضها ببعض ‪ ،‬ولو علموا أنها جميعا يجمعها السلم ويأامر بها‬ ‫السلم ويحض عليها السلم لنتحققوا فيها امظاهر اللنتئام وامعاني‬ ‫النسجام ‪ ،‬وامع هذا الشمول فقد اجنتنب الوخوان كل اما يؤوخذ علي هذه‬ ‫النواحي امن المبآوخذ وامواطن النقد والنتقصير‪.‬‬ ‫كما اجنتنبوا النتعصب لللقاب إذ جمعهم السلم الجاامع حول لقب واحد‬ ‫هو الوخوان المسلمون‪.‬‬


‫وخصائص دعوة الوخوان‬ ‫لعل امن صنع ا لدعوة الوخوان المسلمين أن تنبت بالسماعيلية ‪ ,‬و أن‬ ‫يكون ذلك على أثر وخلف فقهي بين الهلين و انقسام دام سنوات حول‬ ‫بعض النقاط الفرعية النتي أذكى نار الفرقة فيها ذوو المطاامع و‬ ‫الغراض ‪ ,‬و أن تصادف نشأتها عهد الصراع القوي العنيف بين الجنبي‬ ‫المنتعصب و الوطني المجاهد ‪ ,‬فكان امن أثر هذه الظروف أن تميزت‬ ‫هذه الدعوة بخصائص وخالفت فيها كثيرا امن الدعوات النتي عاصرتها ‪.‬‬ ‫و امن هذه الخصائص ‪:‬‬ ‫) ‪ ( 1‬البعد عن امواطن الخلف‬ ‫) ‪ ( 2‬البعد عن هيمنة العيان و الكبراء‬ ‫) ‪ ( 3‬البعد عن الحزاب و الهيئات‬ ‫) ‪ ( 4‬العناية بالنتكوين و النتدرج في الخطوات‬ ‫) ‪ ( 5‬إيثار الناحية العملية الننتاجية على الدعاية والعلنات‬ ‫) ‪ ( 6‬وشدة القبال امن الشباب‬ ‫) ‪ ( 7‬و سرعة الننتشار في القرى و المدن‬

‫‪ - 1‬البعد عن امواطن الخلف‬ ‫فأاما البعد عن امواطن الخلف الفقهي فلن الوخوان يعنتقدون أن‬ ‫الخلف في الفرعيات أامر ضروري لبد امنه‪ ،‬إذ إن أصول السلم آيات‬ ‫وأحاديث وأعمال تخنتلف في فهمها وتصورها العقول و الفهام ‪ ،‬لهذا‬ ‫كان الخلف واقعا بين الصحابة أنفسهم وامازال كذلك‪ ،‬وسيظل إلى يوم‬ ‫القياامة‪ ،‬واما أحكم الامام امالك ـ رضي ا عنه ـ حين قال لبي جعفر‬ ‫وقد أراد أن يحمل الناس على الموطأ‪" :‬إن أصحاب رسول ا ص‬


‫تفرقوا في الامصار وعند كل قوم علم‪ ،‬فإذا حملنتهم على رأي واحد‬ ‫تكون فنتنة"‪ ،‬وليس العيب في الخلف ولكن العيب في النتعصب للرأي‬ ‫والحجر على عقول الناس وآرائهم‪ ،‬هذه النظرة إلى الامور الخلفية‬ ‫جمعت القلوب المنتفرقة على الفكرة الواحدة‪ ،‬وحسب الناس أن‬ ‫يجنتمعوا على اما يصير به المسلم امسلما كما قال زيد ـ رضي ا عنه ـ‬ ‫وكانت هذه النظرة ضرورية لجماعة تريد أن تنشر فكرة في بلد لم تهدأ‬ ‫بعد فيه ثائرة الخلف على أامور ل امعنى للجدل ول للخلف فيها ‪.‬‬

‫‪ - 2‬البعد عن هيمنة الكبراء و العيان ‪:‬‬ ‫و أاما البعد عن هيمنة الكبراء و العيان فلنصرافهم عن هذه الدعوات‬ ‫الناشئة المجردة امن الغايات و الهواء إلى الدعوات القائمة ‪ ,‬النتي‬ ‫تسنتنتبع المغانم و تجر المنافع و لو في ظن الناس ل في حقيقة الحال ‪,‬‬ ‫و لننا امعشر القائمين بدعوة الوخوان تعمدنا هذا ‪ ,‬لول عهد الدعوة‬ ‫بالظهور ‪ ,‬حنتى ل يطمس لونها الصافي لون آوخر امن ألوان الدعوات‬ ‫النتي يروج لها هؤلء الكبراء ‪ ,‬و حنتى ل يحاول أحد امنهم أن يسنتغلها أو‬ ‫يوجهها في غير الغاية النتي تقصد إليها ‪ ,‬و ذلك إلى أن كثير امن العظماء‬ ‫ينقصه الكمال السلامي الذي يجب أن ينتصف به المسلم العادي فضل‬ ‫عن المسلم العظيم الذي يحمل اسم دعوة إسلامية لرشاد الناس ‪ ,‬و‬ ‫على هذا فقد ظل هذا الصنف بعيدا عن الوخوان اللهم إل قليل امن‬ ‫الكرامين الفضلء ‪ ,‬يفهم فكرتهم و يعطف على غاينتهم و يشارك في‬ ‫أعمالهم و ينتمنى لهم النتوفيق و النجاح ‪.‬‬


‫‪ - 3‬البعد عن الهيئات و الحزاب‬ ‫وأاما البعد عن التصال بالحزاب و الهيئات فلما كان و ل يزال بين هذه‬ ‫الهيئات امن النتنافر و النتناحر الذي ل ينتفق امع أوخوة السلم ‪ ,‬و دعوة‬ ‫السلم عاامة تجمع و ل تفرق و ل ينهض بها و ل يعمل لها إل امن تجرد‬ ‫امن كل ألوانه و صار لله وخالصا ‪ ,‬و قد كان هذا المعنى امن قبل عسيرا‬ ‫على النفوس الطاامحة ‪ ,‬النتي تريد أن تصل عن طريق حزبينتها أو‬ ‫جماعنتها إلى اما تريد امن جاه و امال ‪ ,‬لهذا آثرنا أن ننتجنب الجميع و أن‬ ‫نصبر على الحرامان امن كثير امن العناصر الصالحة حنتى ينكشف الغطاء ‪,‬‬ ‫و يدرك الناس بعض الحقائق المسنتورة عنهم فيعودوا إلى الخطة‬ ‫المثلى بعد النتجربة و قد اامنتلت قلوبهم باليقين و اليمان ‪.‬‬ ‫و نحن الن وقد اشنتد ساعد الدعوة و صلب عودها و أصبحت تسنتطيع‬ ‫أن توجه و ل توجه و أن تؤثر و ل تنتأثر ‪ ,‬نهيب بالكبراء و العيان و‬ ‫الهيئات و الحزاب أن ينضموا إلينا ‪ ,‬و أن يسلكوا سبيلنا و أن يعملوا امعنا‬ ‫و أن ينتركوا هذه المظاهر الفارغة النتي ل غناء فيها ‪ ,‬و ينتوحدوا تحت‬ ‫لواء القرآن العظيم يسنتظلوا براية النبي الكريم و امنهاج السلم القويم ‪,‬‬ ‫فإن أجابوا فهو وخيرهم و سعادتهم في الدنيا و الوخرة و تسنتطيع الدعوة‬ ‫بهم أن تخنتصر الوقت و الجهود ‪ ,‬و إن أبوا فل بأس علينا أن نننتظر قليل و‬ ‫نلنتمس المعونة امن ا و حده حنتى يحاط بهم أو يسقط في أيديهم و‬ ‫يضطرون إلى العمل للدعوة أذنابا و قد كانوا يسنتطيعون أن يكونوا‬ ‫ن( )يوسف‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫س ل َي ه ْ‬ ‫ن أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫ه َوَل س ِ‬ ‫عَلى أ َه ْامس ِر س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غاس ِل ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫رؤساء ‪َ ) ,‬و ُ‬ ‫‪(21‬‬


‫‪ - 4‬النتدرج في الخطوات‬ ‫وأاما النتدرج والعنتماد على النتربية ووضوح الخطوات في طريق الوخوان‬ ‫المسلمين‪ ،‬فذلك أنهم اعنتقدوا أن كل دعوة لبد لها امن امراحل ثل ث‪:‬‬ ‫امرحلة الدعاية والنتعريف والنتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير امن‬ ‫طبقات الشعب‪ ،‬ثم امرحلة النتكوين وتخير النصار وإعداد الجنود وتعبئة‬ ‫الصفوف امن بين هؤلء المدعوين‪ ،‬ثم بعد ذلك كله امرحلة النتنفيذ‬ ‫والعمل والننتاج‪ ،‬وكثيرا اما تسير هذه المراحل الثل ث جنبا إلى جنب نظرا‬ ‫لوحدة الدعوة وقوة الرتباط بينها جميعا‪ ،‬فالداعي يدعو‪ ،‬وهو في‬ ‫الوقت نفسه ينتخير ويربي‪ ،‬وهو في الوقت عينه يعمل وينفذ كذلك ‪.‬‬ ‫ولكن لشك في أن الغاية الوخيرة أو الننتيجة الكااملة ل تظهر إل بعد‬ ‫عموم الدعاية وكثرة النصار‪ ،‬وامنتانة النتكوين‪.‬‬ ‫في حدود هذه المراحل سارت دعوتنا ول تزال تسير‪ ،‬فقد بدأنا بالدعوة‬ ‫فوجهناها إلى الامة في دروس امنتنتالية وفي رحلت امنتلحقة وفي‬ ‫امطبوعات كثيرة وفي حفلت عاامة ووخاصة‪ ،‬وفي جريدة الوخوان‬ ‫المسلمين الولى ثم في امجلة النذير السبوعية‪ ،‬ول زلنا ندعو‪ ،‬وسنظل‬ ‫كذلك‪ ،‬حنتى ل يكون هناك فرد واحد لم تصله دعوة الوخوان المسلمين‬ ‫على حقيقنتها الناصعة‪ ،‬وعلى وجهها الصحيح‪ ،‬ويأبى ا إل أن ينتم نوره‪،‬‬ ‫وأظن أننا وصلنا في هذه المرحلة إلى درجة نطمئن عليها وعلى اطراد‬ ‫السير فيها‪ ،‬وصار امن ألزم واجباتنا أن نخطو الخطوة الثانية‪ ،‬وخطوة‬ ‫الوخنتيار والنتكوين والنتعبئة ‪.‬‬ ‫وخطونا الخطوة الثانية في صور ثل ث‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ الكنتائب‪ :‬ويراد بها تقوية الصف بالنتعارف‪ ،‬وتمازج النفوس والرواح‬ ‫وامقاوامة العادات والمألوفات‪ ،‬والمران على حسن الصلة بالله تبارك‬


‫وتعالى‪ ،‬واسنتمداد النصر امنه‪ ،‬وهذا هو امعهد النتربية الروحية للوخوان‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ الفرق للكشافة والجوالة واللعاب الرياضية‪ :‬ويراد بها تقوية الصف‬ ‫بنتنمية جسوم الوخوان‪ ،‬وتعويدهم الطاعة والنظام والوخلق الرياضية‬ ‫الفاضلة‪ ،‬وإعدادهم للجندية الصحيحة النتي يفرضها السلم على كل‬ ‫امسلم‪ ،‬وهذا هو امعهد النتربية الجسمية للوخوان المسلمين‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ درس النتعاليم في الكنتائب أو في أندية الوخوان المسلمين‪ :‬ويراد بها‬ ‫تقوية الصف بنتنمية أفكار الوخوان وعقولهم بدراسة جاامعة لهم اما يلزم‬ ‫الخ المسلم امعرفنته لدينه ودنياه‪ ،‬وهذا هو امعهد النتربية العلمية‬ ‫والفكرية للوخوان المسلمين‪ ،‬ذلك إلى امخنتلف نواحي النشاط الوخرى‬ ‫النتي يدرب بها الوخوان على الواجب الذي يننتظرهم كجماعة تعد نفسها‬ ‫لقيادة أامة‪ ،‬بل لهداية العالمين‪.‬‬ ‫بعد أن نطمئن على اموقفنا امن هذه الخطوة نخطو إن شاء ا الخطوة‬ ‫الثالثة‪ ،‬وهي الخطوة العملية النتي تظهر بعدها الثمار الكااملة لدعوة‬ ‫الوخوان المسلمين ‪.‬‬

‫امصارحة‬ ‫أيها الوخوان المسلمون وبخاصة المنتحمسون المنتعجلون امنكم ‪:‬‬ ‫اسمعوها امني كلمة عالية داوية امن فوق هذا المنبر في امؤتمركم هذا‬ ‫الجاامع ‪ :‬إن طريقكم هذا امرسوامة وخطواته اموضوعة حدوده ‪ .‬ولست‬ ‫امخالفا هذه الحدود النتي اقنتنعت كل القنتناع بأنها أسلم طريق للوصول ‪،‬‬ ‫أجل قد تكون طريقا طويلة ولكن ليس هناك غيرها ‪ .‬إنما تظهر الرجولة‬ ‫بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب ‪ ،‬فمن أراد امنكم أن يسنتعجل‬ ‫ثمرة قبل نضجها أو يقنتطف زهرة قبل أوانها فلست امعه في ذلك بحال ‪،‬‬ ‫ووخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها امن الدعوات ‪ .‬وامن‬


‫صبر امعي حنتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف‬ ‫فأجره في ذلك علي ا ‪ ،‬ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين ‪ :‬إاما النصر‬ ‫والسيادة ‪ ،‬وإاما الشهادة والسعادة ‪.‬‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول ‪ ،‬وأنيروا أشعة العقول بلهب‬ ‫العواطف ‪ ،‬وألزاموا الخيال صدق الحقيقة والواقع ‪ ،‬واكنتشفوا الحقائق‬ ‫في أضواء الخيال الزاهية البراقة ‪ .‬ول تميلوا كل الميل فنتذروها‬ ‫كالمعلقة ‪ ،‬ول تصاداموا نوااميس الكون فأنها غلبة ‪ ،‬ولكن غالبوها‬ ‫واسنتخداموها وحولوا تيارها واسنتعينوا ببعضها علي بعض ‪ ،‬وترقبوا‬ ‫ساعة النصر واما هي امنكم ببعيد ‪.‬‬ ‫أيها الوخوان المسلمون‬ ‫إنكم تبنتغون وجه ا وتحصيل امثوبنته ورضوانه ‪ ،‬وذلك امكفول لكم اما‬ ‫دامنتم امخلصين ‪ .‬ولم يكلفكم ا ننتائج العمال ولكن كلفكم صدق‬ ‫النتوجه وحسن السنتعداد ‪ ،‬ونحن بعد ذلك إاما امخطئون فلنا أجر‬ ‫العااملين المجنتهدين ‪ ،‬وإاما امصيبون فلنا أجر الفائزين المصيبين ‪ .‬علي أن‬ ‫النتجارب في الماضي والحاضر قد أثبنتت أنه ل وخير إل طريقكم ‪ ،‬ول إننتاج‬ ‫إل امع وخطنتكم ‪ ،‬ول صواب إل فيما تعملون ‪ ،‬فل تغاامروا بجهودكم ول‬ ‫تقاامروا بشعار نجاحكم ‪ .‬واعملوا وا امعكم ولن ينتركم أعمالكم‬ ‫س َلَرُؤو ٌ‬ ‫ف‬ ‫ا س ِبالَّنا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماَن ُ‬ ‫ع س ِإي َ‬ ‫ضي َ‬ ‫ا س ِلُي س ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫والفوز للعااملين )َوَاما َكا َ‬ ‫م( )البقرة‪. (143:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫َر س ِ‬

‫امنتي تكون وخطوتنا النتنفيذية ؟‬


‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫نحن هنا في امؤتمر أعنتبره امؤتمرا عائليا يضم أسرة الوخوان المسلمين ‪،‬‬ ‫وأريد أن أكون امعكم صريحا للغاية فلم تعد تنفعنا إل المصارحة ‪:‬‬ ‫إن اميدان القول غير اميدان الخيال ‪ ،‬واميدان العمل غير اميدان القول ‪،‬‬ ‫واميدان الجهاد غير اميدان العمل ‪ ،‬واميدان الجهاد الحق غير اميدان الجهاد‬ ‫الخاطئ ‪.‬‬ ‫يسهل علي كثير ين أن ينتخيلوا ‪ ،‬ولكن ليس كل وخيال يدور بالبال يسنتطاع‬ ‫تصويره أقوال باللسان ‪ ،‬وإن كثيرين يسنتطيعون أن يقولوا ولكن قليل م ً‬ ‫امن هذا الكثير يثبت عند العمل ‪ ،‬وكثير امن هذا القليل يسنتطيع أن يعمل ‪،‬‬ ‫ولكن قليل امنهم يقدر علي حمل أعباء الجهاد الشاق والعمل المضني ‪.‬‬ ‫وهؤلء المجاهدون وهم الصفوة القلئل امن النصار قد يخطئون‬ ‫الطريق ول يصيبون الهدف إن لم تنتداركهم عناية ا ‪ ،‬وفي قصة‬ ‫طالوت بيان لما أقول ‪ ،‬فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالنتربية الصحيحة‬ ‫والوخنتبار الدقيق واامنتحنوها بالعمل ‪ ،‬العمل القوي البغيض لديها الشاق‬ ‫عليها ‪ ،‬وافطموها عن شهواتها وامألوفاتها وعاداتها ‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي يكون فيه امنكم ـ امعشر الوخوان المسلمين ـ ثلثمائة‬ ‫كنتيبة قد جهزت كل امنها نفسيا روحيا باليمان والعقيدة ‪ ،‬وفكريا بالعلم‬ ‫والثقافة ‪ ،‬وجسميا بالنتدريب والرياضة ‪ ،‬في هذا الوقت طالبوني بأن‬ ‫أوخوض بكم لحج البحار ‪ ،‬وأقنتحم بكم عنان السماء ‪ .‬وأغزو بكم كل‬ ‫عنيد جبار ‪ ،‬فإني فاعل إن شاء ا ‪ ،‬وصدق رسول ا القائل‪) :‬ولن‬ ‫يغلب اثنا عشر ألفا امن قلة(‪ .‬إني أقدر لذلك وقنتا ليس طويل م ً بعد توفيق‬ ‫ا واسنتمداد امعوننته وتقديم إذنه وامشيئنته ‪ ،‬وقد تسنتطيعون أننتم امعشر‬ ‫نواب الوخوان وامندوبهم أن تقصروا هذا الجل إذا بذلنتم همنتكم‬ ‫وضاعفنتم جهودكم ‪ ،‬وقد تهملون فيخطئ هذا الحساب ‪ ،‬وتخنتلف الننتائج‬ ‫المنترتبة عليه ‪ ،‬فأشعروا أنفسكم العبء وألقوا الكنتائب وكونوا الفرق ‪،‬‬ ‫وأقبلوا علي الدروس ‪ ،‬وسارعوا إلي النتدريب وانشروا دعوتكم في‬


‫الجهاد النتي لم تصل إليها بعد ‪ ،‬ول تضيعوا دقيقة بغير عمل ‪.‬‬ ‫وقد يظن امن يسمع هذا أن الوخوان المسلمين قليل عددهم أو ضعيف‬ ‫امجهودهم ‪ ،‬ولست إلى هذا أقصد وليس هذا هو امفهوم كلامي ‪،‬‬ ‫فالوخوان المسلمون والحمد لله كثيرون ‪ ،‬وإن جماعة يمثلها في هذا‬ ‫الجنتماع آلف امن أعضائها كل امنهم ينوب عن شعبة كااملة لكثر امن أن‬ ‫يسنتقل عددها أو ينسي امجهودها أو يغمط حقها ‪ ،‬ولكن أقصد إلى اما‬ ‫ذكرت أول امن أن رجل القول غير رجل العمل ‪ ,‬و رجل العمل غير رجل‬ ‫الجهاد ‪ ,‬و رجل الجهاد فقط غير رجل الجهاد المننتج الحكيم الذي يؤدي‬ ‫إلى أعظم الربح بأقل النتضحيات ‪.‬‬

‫‪ - 5‬إيثار الناحية العملية‬ ‫و أاما إيثار الناحية العملية فقد أثارها في نفوس الوخوان و دعا إليها في‬ ‫امنهاجهم أامور ‪:‬‬ ‫امنها اما جاء في السلم وخاصا بهذه الناحية بالذات ‪ ,‬و امخافة أن تشوب‬ ‫هذه العمال شوائب الرياء فيسرع إليها النتلف و الفساد و الموازنة بين‬ ‫هذه النظرة و بين اما ورد في إذاعة الخير والامر به والمسارعة إلى‬ ‫إعلنه لينتعدى نفسه ‪ ,‬أامر دقيق قلما ينتم إل بنتوفيق ‪.‬‬ ‫و امنها نفور الوخوان الطبيعي امن اعنتماد الناس على الدعايات الكاذبة و‬ ‫النتهريج الذي ليس امن ورائه عمل ‪ ,‬و اما أننتجه في هذه الامة امن أثر‬ ‫سيئ و تضليل كبير و فساد املموس ‪.‬‬ ‫و امنها اما كان يخشاه الوخوان امن امعاجلة الدعوة بخصوامة حادة أو‬ ‫صداقة ضارة يننتج عن كليهما تعويق السير أو تعطيل عن الغاية ‪.‬‬ ‫كل هذه أامور و ضعها الوخوان في اميزانهم آثروا أن يسيروا في دعوتهم‬ ‫بجد و إسراع و إن لم يشعر بهم إل امن حولهم ‪ ,‬و إن لم يؤثر ذلك إل‬ ‫في امحيطهم ‪.‬‬ ‫قليل امن الناس امن يعرف أن الداعية امن دعاة الوخوان قد يخرج امن‬


‫عمله المصلحي في عصر الخميس ‪ ,‬فإذا هو في العشاء بالمنيا يحاضر‬ ‫الناس ‪ ,‬و إذا هو في صلة الجمعة يخطب بمنفلوط ‪ ,‬فإذا هو في‬ ‫العصر يحاضر بأسيوط ‪ ,‬و بعد العشاء يحاضر بسوهاج ‪ ,‬ثم يعود‬ ‫أدراجه هادئ النفس امطمئن القلب يحمد ا على اما وفقه إليه و ل‬ ‫يشعر به إل الذين اسنتمعوه ‪.‬‬ ‫هذا امجهود لو قام به غير الوخوان لمل الدنيا صياحا و دعاية ‪ ,‬و لكن‬ ‫الوخوان ـ لما قدامت ـ يؤثرون أل يراهم الناس إل عااملين ‪ ,‬فمن أقنعه‬ ‫العمل فبها ‪ ,‬و امن لم يؤثر فيه العمل فلن يرشده القول ‪.‬‬ ‫قد يقضي الخ شهرا أو شهرين بعيدا عن أهله و بينته و زوجه و ولده‬ ‫يدعو إلى ا ‪ ,‬هو في الليل امحاضر و في النهار امسافر ‪ ,‬يواما بحزوى و‬ ‫يواما بالعقيق ‪ ,‬فيلقي أكثر امن سنتين امحاضرة امن شرق القطر إلى غربه‬ ‫‪ ,‬و قد تضم الحفلت النتي يحاضر فيها اللف امن امخنتلف الطبقات ‪ ,‬ثم‬ ‫هو بعد ذلك يوصي أل يكون امحل دعاية أو إعلن ‪.‬‬ ‫يعقد الوخوان امعسكرا نموذجيا بالسكندرية قرابة شهر فيكون امعسكرا‬ ‫نموذجيا بحق ‪ ,‬يجمع رياضة الفكر و الروح إلى رياضة البدن و الجسم ‪,‬‬ ‫و تنتمثل فيه بجلء وضوح المعاني الرياضية و العسكرية الكااملة ‪ ,‬و يدوم‬ ‫ذلك طول هذه الفنترة ‪ ,‬و يضم تحت وخياامه المباركة امائة امن الشباب‬ ‫النتقي المؤامن ‪ ,‬فل يكون لذلك صداه في غير امن حضروه امن الوخوان‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫يعقد امؤتمر كمؤتمركم هذا و هو في الواقع أصدق برلمان لمصر إذ‬ ‫امثلت فيه امديرياتها و امراكزها و قراها و حواضرها امن كل الطبقات‬ ‫أصدق تمثيل ‪ ,‬و قد حضرتم جميعا ل يحملكم إلى ذلك إل الرغبة الكيدة‬ ‫في العمل المننتج ‪ ,‬فنوجه إليكم الدعوة و يضمكم امعشر الوخوان‬ ‫المسلمين هذا المكان المبارك ‪.‬‬ ‫يقوم الوخوان المسلمون بهذا و بغيره امن ضروب الصلح النتي تننتج‬ ‫أحسن الثار ثم هم بذلك ل ينتشدقون و ل يباهون ‪ ,‬و ل يذكرون حنتى‬


‫الحقيقة فضل عن المبالغة و الغراق ‪ ,‬و لو كان بعض هذا النشاط و‬ ‫بعض هذه العمال امما يوفق إليه غير الوخوان امن الهيئات لملئوا الدنيا‬ ‫صراوخا ‪ ,‬و لسمعوا امن في المشرق و المغرب ‪ ,‬و عجب فنحن في‬ ‫عصر الدعايات ‪.‬‬ ‫أيها الوخوان ‪:‬‬ ‫ذلك المعنى الذي تقصدون إليه امعنى جميل حقا و وخطة امحمودة عند‬ ‫ا و عند الناس ‪ ,‬فادرجوا عليها و ل بأس عليكم ‪ ,‬و لكن ل حظوا أنكم‬ ‫الن و قد أرغمنتكم الدعوة على أن تنتخطوا الحواجز الخاصة إلى ا‬

‫لميادين الواسعة ‪ ,‬و قد‬ ‫أظهرت الدعوة نفسها فأوخذ الناس ينتساءلون عنها و عنكم ‪ ,‬و أوخذ‬ ‫بعض الفضوليين ينتطوع بنتصويركم لغيركم و هو ل يدري قليل و ل كثيرا‬ ‫امن شؤونكم ‪ ,‬فقد وجب عليكم أن تبينوا للناس غاينتكم و وسيلنتكم و‬ ‫حدود فكرتكم و امنهاج أعمالكم ‪ ,‬و أن تعلنوا هذه العمال على الناس‬ ‫ل للمباهاة بها و لكن للرشاد إلى اما فيها امن نفع للامة و وخير لبنائها‬ ‫فاكنتبوا إلى النذير و هي لسانكم ‪ ,‬و اكنتبوا إلى الصحف اليوامية و أظنها ل‬ ‫تقف ي سبيلكم ‪ ,‬و احرصوا على أن تكونوا صادقين ل تنتجاوزون‬ ‫الحقيقة ‪ ,‬و أن تكون دعاينتكم في حدود الدب الكاامل و الخلق الفاضل‬


‫و الحر ص النتام على جمع القلوب و تأليف الرواح ‪ ,‬و اسنتشعروا كلما‬ ‫م أ َنه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُّ‬ ‫ا َي ُ‬ ‫ظهرت دعوتكم أن الفضل في ذلك كله لله ‪َ) :‬بلس ِ ُ‬ ‫ن( )الحجرات‪. (17:‬‬ ‫صاس ِدس ِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫لي َ‬ ‫هَداُك ه ْ‬ ‫َ‬ ‫م س ِل س ِ‬

‫‪ - 6‬إقبال الشباب على الدعوة‬ ‫و أاما إقبال الشباب على الدعوة ‪ ,‬و نموها في كثير امن الوساط النتي‬ ‫هي أوخصب المنابت للدعوات النتي هي أوخصب المنابت للدعوات امن‬ ‫الطبقات العااملة و الوسطى ‪ ,‬فنتوفيق كبير نحمد ا عليه ‪ ,‬فقد أقبل‬ ‫الشباب امن كل امكان على دعوة الوخوان يؤامن بها و يؤيدها و يناصرها‬ ‫‪ ,‬و يعاهد ا على النهوض بحقها و العمل في سبيلها ‪.‬‬ ‫تقدم سنتة امن شباب الجاامعة امنذ سنوات يهبون ا نفوسهم و جهودهم‬ ‫‪ ,‬و علم ا امنهم ذلك فأيدهم و آزرهم ‪ ,‬فإذا بالجاامعة كلها امن أنصار‬ ‫الوخوان المسلمين تحبهم و تحنترامهم و تنتمنى لهم النجاح ‪ ,‬و إذا امن‬ ‫الشباب الجاامعي فئة كريمة امؤامنة تنتفانى في الدعوة و تبشر بها في كل‬ ‫امكان ‪.‬‬ ‫قل امثل ذلك في الزهر الشريف ‪ ,‬و الزهر بطبعه امعقل الدعوة‬ ‫السلامية و اموئل السلم ‪ ,‬فليس غريبا عليه أن يعنتبر دعوة الوخوان‬ ‫المسلمين دعوته و أن يعد غاينتها غاينته ‪ ,‬و أن تمنتلئ الصفوف الوخوانية‬ ‫و الندية الوخوانية بشبابه الناهض و علمائه الفضلء و امدرسيه و وعاظه‬ ‫‪ ,‬و أن يكون لهم جميعا أكبر الثر في نشر الدعوة و تأييدها و المناداة‬ ‫بها في كل امكان ‪ ,‬و لم يقنتصر إقبال الشباب على طوائف الطلبة و‬ ‫الفضلء و امن إليهم ‪ ,‬بل إن كثيرا امن طبقات الشعب المؤامنة أقبل على‬ ‫الدعوة و كان وخير امعوان في امناصرتها ‪ ,‬و إن كثيرا امن الشباب كان‬ ‫ضال فهداه ا و كان حائرا فأرشده ا ‪ ,‬و كانت المعصية له عادة‬ ‫فوفقه ا إلى الطاعة ‪ ,‬و كان ل يعرف له غاية امن الحياة فوضحت‬ ‫ء( )النور‪. (35:‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ه َام ه ْ‬ ‫ا س ِلُنوس ِر س ِ‬ ‫أاماامه الغاية ‪َ) ,‬يه ْهس ِدي ُ‬


‫و إنا لنعنتبر ذلك امن علامات النتوفيق و نلمس كل يوم تقداما جديدا في‬ ‫هذا الباب يدعونا إلى الامل القوي و المثابرة و امضاعفة الجهود ‪َ) ,‬وَاما‬ ‫م( )آل عمران‪. (126:‬‬ ‫كي س ِ‬ ‫ح س ِ‬ ‫عس ِزيس ِز اه ْل َ‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫عه ْنس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫صُر س ِإل س ِام ه ْ‬ ‫الَّن ه ْ‬

‫‪ - 7‬سرعة الننتشار في القرى و المدن‬ ‫و أاما سرعة اننتشار الدعوة في القرى و المدن فقد قدامت لكم أن‬ ‫الدعوة نشأت في السماعيلية ‪ ,‬و ترعرعت في جوها الصافي و درجت‬ ‫على رامالها الممنتدة الجميلة ‪ ,‬يغذيها و ينميها اما ترى اما ترى كل صباح و‬ ‫امساء امن امظاهر الحنتلل الجنبي و السنتئثار الوربي بخير هذا البلد ‪,‬‬ ‫فهذه قناة السويس علة الداء و أصل البلء ‪ ,‬و في الغرب المعسكر‬ ‫النجليزي بأدواته و امعداته ‪ ,‬و في المشرق المكنتب العام لدارة شركة‬ ‫القناة بأثاثه و رياسنته و عظمنته و امرتباته ‪ ,‬و المصري غريب بين كل‬ ‫هذه الجواء في بلده امحروم و غيره ينعم بخير وطنه ذليل ‪ ,‬و الجنبي‬ ‫يعنتز بما يغنتصبه امن اموارد رزقه ‪ ,‬كان هذا الشعور غذاء جميل و امدادا‬ ‫طيبا لدعوة الوخوان فبسطت رواقها في امنطقة القناة ثم تخطنتها إلى‬ ‫البحر الصغير ثم إلى امديرية الدقهلية ‪ ,‬تحنتل قلوب المؤامنين بها بذرة‬ ‫صغيرة امنتواضعة ‪ ,‬ثم ل تلبث أن تسنتولي على هذه القلوب و تسنتغرق‬ ‫شعورها و تفكيرها ‪ ,‬و تصبح للرجل أامل الامال و غاية الغايات فيدعو و‬ ‫يضحي و يبذل ‪.‬‬ ‫و وخطت الدعوة إلى القاهرة بانداماج جمعية الحضارة السلامية بدعاتها‬ ‫و أدواتها إلى الوخوان ‪ ,‬إيمانا بفكرتهم و إيثارا للعمل امع الجماعة ‪ ,‬و‬ ‫زهادة في اللقاب و السماء ‪ ,‬و احنتقارا لهذه النانية الفردية النتي‬ ‫أفسدت علينا كل عمل ‪ ,‬ثم تبع ذلك تكون امكنتب الرشاد العام بالقاهرة‬ ‫و إشرافه على شعب الجماعة الناشئة في القاليم و البلدان ‪ ,‬و عمله‬ ‫الدائب على نشر الفكرة و إيصالها للبلدان النتي لم تنتصل بها بعد ‪.‬‬


‫و دأب المكنتب بعد ذلك يقنتطع أعضاؤه امن قوتهم و أوقاتهم و جهودهم‬ ‫اما يسنتعينون به على وخدامة عقيدتهم في عفة السد ‪ ,‬و في طهارة اماء‬ ‫الغمام ‪ ,‬ل يمدون لحد يدا و ل يسألون كبيرا و ل هيئة شيئا ‪ ,‬و ل‬ ‫يأوخذون امن امال حكوامة و ل يطلبون امعونة أحد إل ا ‪ ,‬حنتى اننتشرت‬ ‫شعب الوخوان بسرعة فائقة في جميع نواحي القطر المصري امن‬ ‫أسوان إلى السكندرية إلى رشيد إلى بورسعيد إلى السويس إلى طنطا‬ ‫‪ ,‬إلى الفيوم إلى بني سويف ‪ ,‬إلى المنيا ‪ ,‬إلى أسيوط ‪ ,‬إلى جرجا ‪ ,‬إلى‬ ‫قنا ‪ ,‬و فيما بين ذلك امن المراكز و القرى ‪.‬‬ ‫و لم تقف عند هذه الحدود المصرية بل تجاوزتها إلى القسم الجنوبي‬ ‫امن الوطن الغالي ‪ ,‬إلى السودان المفدى ‪ ,‬ثم إلى بقية أجزاء الوطن‬ ‫السلامي العزيز ‪ :‬سوريا بأقساامها شرقا ‪ ,‬و المغرب بأقساامه غربا ‪ ,‬ثم‬ ‫إلى غير ذلك امن بقية بلدنا السلامية المباركة ‪.‬‬ ‫كنا نوجه الدعوة و نعمل على اننتشارها ‪ ,‬أاما الن فقد صارت الدعوة‬ ‫تسبقنا إلى البلد و القرى و تضطرنا إلى املحقنتها و أداء حقوقها امهما‬ ‫كان في ذلك امن عنت و امن إرهاق ‪ ,‬و المهم أن الصلة بين هذه الهيئات‬ ‫كلها ليس امجرد النتشابه في السم أو الوحدة في المقصد العام ‪ ,‬كل‬ ‫بل إنها أقوى الصلت جميعا ‪ ,‬إنها صلة الحب العميق و النتعاون الوثيق‬ ‫‪,‬و الرتباط القدسي المنتين ‪ ,‬و اللنتفاف النتام حول امحور الدعوة و‬ ‫امركزها ‪ ,‬و الوحدة و الشااملة في اللم و الامل و الجهاد و العمل ‪ ,‬و‬ ‫الوسائل و الغايات و المناهج و الخطوات ‪ ,‬و ليس بعد ذلك زيادة‬ ‫لمسنتزيد ‪.‬‬ ‫و ليست هذه الهيئات في البلدان القرى امقنتصرة في عملها على تنفيذ‬ ‫تعليمات المكنتب الرئيسي لها بالقاهرة ‪ ,‬بل إنها تجد و تعمل في امناحي‬ ‫الخدامة العاامة فنتبني أندينتها ‪ ,‬و كثير امنها قد بنى داره و أصبحت املكا‬ ‫وخالصا له وخاصا به ‪ ,‬و كثير امنها كذلك قام بالكثير امن المشروعات‬ ‫الخيرية و القنتصادية و الجنتماعية ‪ ,‬و جميعها دائمة النشاط جمة الننتاج‬


‫كما أن صلة المكنتب بفروعه و هيئاته المخنتلفة ليست صلة الرئيس‬ ‫بالمرؤوس ‪ ,‬و ليس صلة الدارة البحنتة و الشراف العلمي فقط ‪,‬و‬ ‫لكنها صلة فوق ذلك كله ‪ :‬صلة الروح أول ‪ ,‬و صلة أفراد السرة الواحدة‬ ‫بعضهم ببعض ‪ ,‬النتزاور في ا ‪ ,‬فدعاة الوخوان يزورن إوخوانهم و‬ ‫يخنتلطون بهم و يعرفون أهم اما ينتصل بحياتهم و شؤونهم الخاصة و‬ ‫العاامة ‪ ,‬و لم ينتوفر ذك لهيئة امن الهيئات القائمة فيما أعلم ‪ ,‬وذلك فضل‬ ‫ا يؤتيه امن يشاء ‪.‬‬ ‫أيها الوخوان ‪:‬‬ ‫ل أكنتمكم أني امزهو بهذه الوحدة الوخوانية الصادقة ‪ ,‬فخور بهذا‬ ‫الرتباط الرباني القوي المنتين ‪ ,‬عظيم الامل في المسنتقبل ‪ ,‬اما دامنتم‬ ‫كذلك أوخوة في ا امنتحابين امنتعاونين ‪ ,‬فاحرصوا على هذه الوحدة‬ ‫فإنها سلحكم و عدتكم ‪.‬‬ ‫و عن كثيرا امن الناس لينتساءل ‪ :‬و امن أين يقوم الوخوان المسلمون‬ ‫بنفقات هذه الدعوة ‪ ,‬و هي نفقات كثيرة تعجز الغنياء فضل عن‬ ‫الفقراء ؟‬ ‫أل فليعلم هؤلء و ليعلم غيرهم أن الوخوان المسلمين ل يبخلون على‬ ‫دعوتهم يواما امن اليام بقوت أولدهم و عصارة دامائهم و ثمن‬ ‫ضرورياتهم ‪ ,‬فضل عن كمالياتهم و الفائض امن نفقاتهم ‪ ,‬و أنهم يوم أن‬ ‫حملوا هذا العبء عرفوا جيدا أنها دعوة ل ترضى بأقل امن الدم و المال‬ ‫شَنتَرى‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ ,‬فخرجوا عن ذلك كله لله و فقهوا امعنى قوله تعالى ‪) :‬إ س ِ َّ‬ ‫جَّنَة( )النتوبة‪ , (111:‬فقبلوا‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ُ‬ ‫م س ِبَأ َّ‬ ‫م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫ن أ َه ْنُف َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫س ِام َ‬ ‫البيع و قداموا البضاعة عن رضا و طيب نفس ‪ ,‬امعنتقدين أن الفضل كله‬ ‫لله ‪ ,‬فاسنتغنوا بما في أيديهم عما في أيدي الناس ‪ ,‬و امنحهم ا البركة‬ ‫في القليل فأننتج الكثير ‪.‬‬ ‫إلى الن أيها الوخوان لم يمنح امكنتب الرشاد العام إعانة واحدة امن‬


‫حكوامة أيا كانت ‪ ,‬و ها هو يباهي و يفاوخر و ينتحدى الناس جميعا أن‬ ‫يقول أحدهم إن هذا المكنتب قد دوخل وخزاننته قرش واحد امن غير جيوب‬ ‫أعضائه ‪ ,‬و لسنا نريد إل هذا ‪ ،‬ولن نقبل إل امن عضو أو امن امحب ‪ ،‬ولن‬ ‫نعنتمد علي الحكوامات في شيء ‪ ،‬ول تجعلوا في ترتيبكم ول امنهاجكم‬ ‫ا َكا َ‬ ‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ضس ِلس ِه إ س ِ َّ‬ ‫ن َف ه ْ‬ ‫ا س ِام ه ْ‬ ‫سَأُلوا َ‬ ‫ذلك ول تنظروا إليه ول تعملوا له ‪َ) ،‬وا ه ْ‬ ‫عس ِليما( )النساء‪.(32:‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫س ِب ُ‬ ‫تلك أيها الوخوان بعض وخصائص دعوتكم ‪ ،‬اننتهزت هذه الفرصة لتحد ث‬ ‫إليكم عنها ‪ ،‬وأننتقل بعد ذلك إلى ناحية هاامة امن نواحي الدعوة قد‬ ‫يلنتبس الامر في اموقف الوخوان امنها علي كثير امن الناس ‪ ،‬وربما وخفي‬ ‫علي بعض الوخوان أنفسهم حنتى نحدد امعا ونكشف امعا اما عسي أن‬ ‫يكون امن إبهام ‪.‬‬

‫امنهاج الوخوان المسلمين‬ ‫الغاية والوسيلة‬ ‫أظنكم أيها الوخوة الفضلء قد عرفنتم امن هذا الحديث الطويل غاية‬ ‫الوخوان ووسيلنتهم وامهمنتهم تمااما ‪.‬‬ ‫إن غاية الوخوان تنحصر في تكوين جيل جديد امن المؤامنين بنتعاليم‬ ‫السلم الصحيح يعمل علي صبغ الامة بالصبغة السلامية الكااملة في‬ ‫كل امظاهر حياتها ‪ :‬صيغة ا وامن أحسن امن ا صيغة وأن وسيلنتهم‬ ‫في ذلك تنحصر في تغيير العرف العام وتربية أنصار الدعوة علي هذه‬ ‫النتعاليم حنتى يكونوا قدوة لغيرهم في النتمسك بها والحر ص عليها‬ ‫والنزول علي حكمها ؛ وأنهم ساروا إلى غاينتهم في حدود وسيلنتهم‬ ‫فوصلوا إلى درجة امن النجاح يطمئنون إليها ويحمدون ا عليها ‪ ،‬و‬ ‫أظنني لست في حاجة إلي امزيد شرح أو بيان في هذه الناحية ‪.‬‬


‫الوخوان والقوة والثورة‬ ‫وينتساءل كثير امن الناس ‪ :‬هل في عزم الوخوان المسلمين أن‬ ‫يسنتخداموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلى غاينتهم ؟ وهل‬ ‫يفكر الوخوان المسلمين في إعداد ثورة عاامة علي النظام السياسي أو‬ ‫النظام الجنتماعي في امصر ؟ ‪....‬‬ ‫ول أريد أن أدع هؤلء المنتسائلين في حيرة ‪ ،‬بل إني أننتهز هذه الفرصة‬ ‫فأكشف اللثام عن الجواب السافر لهذا في وضوح وفي جلء ‪ ،‬فليسمع‬ ‫امن يشاء ‪.‬‬ ‫أاما القوة فشعار السلم في كل نظمه و تشريعاته ‪ ,‬فالقرآن الكريم‬ ‫ط‬ ‫ن س ِرَبا س ِ‬ ‫ة َوس ِام ه ْ‬ ‫ن ُقَّو أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫سَنت َ‬ ‫م َاما ا ه ْ‬ ‫ع ُّدوا َلُه ه ْ‬ ‫ينادي في وضوح و جلء‪َ) :‬وأ َ س ِ‬ ‫م( )لنفال‪.(60:‬‬ ‫عُدَّوُك ه ْ‬ ‫ا َو َ‬ ‫عُدَّو س ِ‬ ‫ن س ِبس ِه َ‬ ‫هُبو َ‬ ‫ل ُته ْر س ِ‬ ‫خه ْي س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫و النبي يقول )المؤامن القوي وخير امن المؤامن الضعيف( ‪ ,‬بل إن القوة‬ ‫شعار السلم حنتى في الدعاء و هو امظهر الخشوع و المسكنة ‪,‬‬ ‫واسمع اما كان يدعو به النبي في وخاصة نفسه و يعلمه أصحابه و يناجي‬ ‫جس ِز‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫ن‪َ ،‬وَأعوُذ س ِب َ‬ ‫حَز س ِ‬ ‫م َواه ْل َ‬ ‫ن اه ْلَه تّ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫م إ س ِتّني َأعوُذ س ِب َ‬ ‫به ربه ‪) :‬التّلُه تّ‬ ‫ن َوَقه ْهس ِر‬ ‫غَلَبس ِة التّده ْي س ِ‬ ‫ك س ِامنه ْ َ‬ ‫ل َوأعوُذ س ِب َ‬ ‫خ س ِ‬ ‫ن واه ْلُب ه ْ‬ ‫جه ْب س ِ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫ل‪َ ،‬وأعوُذ س ِب َ‬ ‫س س ِ‬ ‫ك َ‬ ‫َواه ْل َ‬ ‫جال( ‪ ,‬أل ترى في هذه الدعية أنه قد اسنتعاذ بالله امن كل امظهر امن‬ ‫التّر َ‬ ‫امظاهر الضعف ‪ :‬ضعف الرادة بالهم و الحزن ‪ ,‬و ضعف الننتاج بالعجز‬ ‫و الكسل ‪ ,‬و ضعف الجيب و المال بالجبن و البخل ‪ ,‬و ضعف العزة و‬ ‫الكراامة بالدين و القهر ؟ ‪ ..‬فماذا تريد امن إنسان ينتبع هذا الدين إل أن‬ ‫يكون قويا في كل شيء ‪ ,‬شعاره القوة في كل شيء ؟‪ ..‬فالوخوان‬ ‫المسلمون لبد أن يكونوا أقوياء ‪ ,‬و لبد أن يعملوا في قوة ‪.‬‬ ‫و لكن الوخوان المسلمين أعمق فكرا و أبعد نظرا امن أن تسنتهويهم‬ ‫سطحية العمال و الفكر ‪ ,‬فل يغوصوا في أعماقها و ل يزنوا ننتائجها و‬ ‫اما يقصد امنها و اما يراد بها ‪ ,‬فهم يعلمون أن أول درجة امن درجات القوة‬


‫قوة العقيدة و اليمان ‪ ,‬ثم يلي ذلك قوة الوحدة و الرتباط ‪ ,‬ثم بعدهما‬ ‫قوة الساعد و السلح ‪ ,‬و ل يصح أن توصف جماعة بالقوة حنتى تنتوفر‬ ‫لها هذه المعاني جميعا ‪ ,‬و أنها إذا اسنتخدامت قوة الساعد و السلح و‬ ‫هي امفككة الوصال امضطربة النظام أو ضعيفة العقيدة وخاامدة اليمان‬ ‫فسيكون امصيرها الفناء و الهلك ‪.‬‬ ‫هذه نظرة ‪ ,‬و نظرة أوخرى ‪ :‬هل أوصى السلم ـ و القوة شعاره ـ‬ ‫باسنتخدام القوة في كل الظروف و الحوال ؟ أم حدد لذلك حدودا و‬ ‫اشنترط شروطا و وجه القوة توجيها امحدودا ؟‬ ‫و نظرة ثالثة ‪ :‬هل تكون القوة أول علج أم أن آوخر الدواء الكي ؟ و‬ ‫هل امن الواجب أن يوازن النسان بين ننتائج اسنتخدام القوة النافعة و‬ ‫ننتائجها الضارة و اما يحيط بهذا السنتخدام امن ظروف ؟ أم امن واجبه أن‬ ‫يسنتخدم القوة و ليكن بعد ذلك اما يكون ؟‬ ‫هذه نظرات يلقيها الوخوان المسلمون على أسلوب اسنتخدام القوة قبل‬ ‫أن يقداموا عليه ‪ ,‬و الثورة أعنف امظاهر القوة ‪ ,‬فنظر الوخوان‬ ‫المسلمون إليها أدق و أعمق ‪ ,‬و بخاصة في وطن كمصر جرب حظه‬ ‫امن الثورات فلم يجن امن ورائها إل اما تعلمون ‪.‬‬ ‫و بعد كل هذه النظرات و النتقديرات أقول لهؤلء المنتسائلين ‪ :‬إن‬ ‫الوخوان المسلمين سيسنتخدامون القوة العملية حيث ل يجدي غيرها ‪،‬‬ ‫وحيث يثقون أنهم قد اسنتكملوا عدة اليمان والوحدة ‪ ،‬وهم حين‬ ‫ل‪،‬‬ ‫يسنتخدامون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أو م ً‬ ‫ويننتظرون بعد ذلك ثم يقدامون في كراامة وعزة ‪ ،‬ويحنتملون كل ننتائج‬ ‫اموقفهم هذا بكل رضاء وارتياح‪.‬‬ ‫وأاما الثورة فل يفكر الوخوان المسلمون فيها ‪ ,‬ول يعنتمدون عليها ‪ ،‬ول‬ ‫يؤامنون بنفعها وننتائجها ‪ ،‬وإن كانوا يصارحون كل حكوامة في امصر بأن‬ ‫الحال إذا داامت علي هذا المنوال ولم يفكر أولو الامر في إصلح عاجل‬ ‫وعلج سريع لهذا المشاكل ‪ ،‬فسيؤدي ذلك حنتما إلي ثورة ليست امن‬


‫عمل الوخوان المسلمين ول امن دعوتهم ‪ ،‬ولكن امن ضغط الظروف‬ ‫وامقنتضيات الحوال ‪ ،‬وإهمال امرافق الصلح ‪ ,‬وليست هذه المشاكل‬ ‫النتي تنتعقد بمرور الزامن و يسنتفحل أامرها بمضي اليام إل نذيرا امن‬ ‫هذه النذر ‪ ،‬فليسرع المنقذون بالعمال ‪.‬‬

‫الوخوان المسلمون والحكم‬ ‫وينتساءل فريق آوخر امن الناس ‪ :‬هل في امنهاج الوخوان المسلمين أن‬ ‫يكونوا حكوامة وأن يطالبوا بالحكم ؟ واما وسيلنتهم إلى ذلك ؟ ‪...‬‬ ‫ول أدع هؤلء المنتسائلين أيضا في حيرة ‪ ،‬ول نبخل عليهم بالجواب ‪.‬‬ ‫فالوخوان المسلمون يسيرون في جميع وخطواتهم وآامالهم وأعمالهم‬ ‫علي هدي السلم الحنيف كما فهموه ‪ ،‬وكما أبانوا عن فهمهم هذا في‬ ‫أول هذه الكلمة ‪ .‬وهذا السلم الذي يؤامن به الوخوان المسلمون‬ ‫يجعل الحكوامة ركنا امن أركانه ‪ ،‬ويعنتمد علي النتنفيذ كما يعنتمد علي‬ ‫الرشاد ‪ ،‬وقديما قال الخليفة الثالث رضي ا عنه ‪) :‬إن ا ليزع‬ ‫بالسلطان اما ل يزع بالقرآن( ‪ .‬وقد جعل النبي صلي ا عليه وسلم‬ ‫الحكم عروة امن عري السلم ‪ .‬والحكم امعدود في كنتبنا الفقهية امن‬ ‫العقائد والصول ‪ ،‬ل امن الفقهيات والفروع ‪ ،‬فالسلم حكم وتنفيذ ‪ ،‬كما‬ ‫هو تشريع وتعليم ‪ ،‬كما هو قانون وقضاء ‪ ،‬ل ينفك واحد امنها عن الوخر‬ ‫‪ .‬والمصلح السلامي إن رضي لنفسه أن يكون فقيها امرشدا يقرر‬ ‫الحكام ويرتل النتعاليم ويسرد الفروع والصول ‪ ،‬وترك أهل النتنفيذ‬ ‫يشرعون للامة اما لم يأذن به ا ويحملونها بقوة النتنفيذ علي امخالفة‬ ‫أواامره ‪ ،‬فان الننتيجة الطبيعية أن صوت هذا المصلح سيكون صروخة في‬ ‫واد ونفخة في راماد كما يقولون ‪.‬‬ ‫قد يكون امفهواما أن يقنع المصلحون السلاميون برتبة الوعظ و الرشاد‬ ‫إذا وجدوا امن أهل النتنفيذ امن أهل النتنفيذ إصغاء لواامر ا و تنفيذا‬


‫لحكاامه و إيصال لياته و لحاديث نبيه ‪ ,‬و أاما الحال كما نرى ‪ :‬النتشريع‬ ‫السلامي في واد و النتشريع الفعلي في واد آوخر ‪ ,‬فإن قعود المصلحين‬ ‫السلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية ل يكفرها إل النهوض‬ ‫واسنتخل ص قوة النتنفيذ امن أيدي الذين ل يدينون بأحكام السلم‬ ‫الحنيف ‪.‬‬ ‫هذا كلم واضح لم نأت به امن عند أنفسنا ‪ ,‬و لكننا نقرر به أحكام‬ ‫السلم الحنيف‬ ‫وعلى هذا فالوخوان المسلمون ل يطلبون الحكم لنفسهم فإن وجدوا‬ ‫امن الامة امن يسنتعد لحمل العبء وأداء هذه الامانة والحكم بمنهاج‬ ‫إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه وإن لم يجدوا فالحكم امن‬ ‫امنهاجهم وسيعملون لسنتخلصه امن أيدي كل حكوامة ل تنفذ أواامر ا ‪.‬‬ ‫وعلى هذا فالوخوان المسلمون أعقل و أحزم امن أن ينتقداموا لمهمة‬ ‫الحكم و نفوس الامة على هذا الحال ‪ ,‬فلبد امن فنترة تننتشر فيها امبادئ‬ ‫الوخوان و تسود ‪ ,‬و ينتعلم فيها الشعب كيف يؤثر المصلحة العاامة على‬ ‫المصلحة الخاصة ‪.‬‬ ‫و كلمة لبد أن نقولها في هذا الموقف ‪ :‬هي أن الوخوان المسلمين لم‬ ‫يروا في حكوامة امن الحكوامات النتي عاصروها ـ و ل الحكوامة القائمة و‬ ‫ل الحكوامة السابقة ‪ ,‬و ل غيرهما امن الحكوامات الحزبية ـ ن ينهض بهذا‬ ‫العبء أو امن يبدي السنتعداد الصحيح لمناصرة الفكرة السلامية ‪,‬‬ ‫فلنتعلم الامة ذلك ‪ ,‬و لنتطالب حكاامها بحقوقها السلامية ‪ ,‬و ليعمل‬ ‫الوخوان المسلمون ‪.‬‬ ‫و كلمة ثانية ‪ :‬أنه ليس أعمق في الخطأ امن ظن بعض الناس أن‬ ‫الوخوان المسلمين كانوا في أي عهد امن عهود دعوتهم امطية لحكوامة‬ ‫امن الحكوامات ‪ ,‬أو امنفذين لغاية غير غاينتهم ‪ ,‬أو عااملين على امنهاج غير‬ ‫امنهاجهم ‪ ,‬فليعلم ذلك امن لم يكن يعلمه امن الوخوان و امن غير الوخوان‬ ‫‪.‬‬


‫الوخوان المسلمون و الدسنتور‬ ‫وينتساءل كذلك فريق امن الناس اما اموقف امجموعة الوخوان المسلمين‬ ‫امن الدسنتور المصري ؟ و لسيما بعد أن كنتب الخ صالح أفندي عشماوي‬ ‫رئيس تحرير امجلة النذير في هذا الموضوع ‪ ,‬و تناولت كنتابنته صحيفة‬ ‫) امصر الفنتاة ( بالنقد و الموازنة ‪,‬و هذه فرصة طيبة لتحد ث إلى‬ ‫حضراتكم فيها عن رأي الوخوان المسلمين و اموقفهم امن الدسنتور‬ ‫المصري ‪ ,‬وأحب قبل هذا أن نفرق دائما بين ) الدسنتور ( وهو نظام‬ ‫الحكم العام الذي ينظم حدود السلطات وواجبات الحاكمين وامدى‬ ‫صلنتهم بالمحكوامين ‪ ,‬وبين ) القانون ( وهو الذي ينظم صلة الفراد‬ ‫بعضهم ببعض ويحمى حقوقهم الدبية والمادية ويحاسبهم على اما‬ ‫يأتون امن أعمال ‪.‬‬ ‫و أسنتطيع بعد هذا البيان أن أجلي لكم اموقفنا امن نظام الحكم‬ ‫الدسنتوري عاامة ‪ ,‬و امن الدسنتور المصري وخاصة ‪:‬‬ ‫الواقع أيها الوخوان ‪ :‬أن الباحث حين ينظر إلى امبادئ الحكم الدسنتوري‬ ‫النتي تنتلخص في المحافظة على الحرية الشخصية بكل أنواعها ‪ ,‬وعلى‬ ‫الشورى واسنتمداد السلطة امن الامة وعلى امسئولية الحكام أامام الشعب‬ ‫و امحاسبنتهم على اما يعملون امن أعمال ‪ ,‬وبيان حدود كل سلطة امن‬ ‫السلطات هذه الصول كلها ينتجلى للباحث أنها تنطبق كل النطباق على‬ ‫تعاليم السلم ونظمه وقواعده في شكل الحكم ‪.‬‬ ‫ولهذا يعنتقد الوخوان المسلمون أن نظام الحكم الدسنتوري هو أقرب‬ ‫نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى السلم‪ ،‬وهم ل يعدلون به‬ ‫نظااما آوخر ‪.‬‬


‫بقي بعد ذلك أامران ‪ :‬أولهما النصو ص النتي تصاغ في قالبها هذه‬ ‫المبادئ ‪ ,‬و ثانيهما طريقة النتطبيق النتي تفسر بها عمليا هذه النصو ص ‪,‬‬ ‫إن المبدأ السليم القويم قد يوضع في نص امبهم غاامض فيدع امجال‬ ‫للعبث و بسلامة المبدأ في ذاته ‪ ,‬و إن النص الظاهر الواضح للمبدأ‬ ‫السليم القويم قد يطبق و ينفذ بطريقة يمليها الهوى و توحيها الشهوات ‪,‬‬ ‫فيذهب هذا النتطبيق بكل اما يرجى امن فائدة ‪.‬‬ ‫و إذا تقرر هذا فإن امن نصو ص امن الدسنتور المصري اما يراه الوخوان‬ ‫المسلمون غاامضا امبهما يدع امجال واسعا للنتأويل و النتفسير الذي تمليه‬ ‫الغايات و الهواء ‪ ,‬فهي في حاجة إلى وضوح و إلى تحديد و بيان ‪...‬‬ ‫هذه واحدة ‪ ,‬و الثانية ‪ :‬هي أن طريقة النتنفيذ النتي يطبق بها الدسنتور ‪ ,‬و‬ ‫ينتوصل بها إلى جني ثمرات الحكم الدسنتوري في امصر ‪ ,‬طريقة أثبنتت‬ ‫النتجارب فشلها و جنت الامة امنها الضرار ل المنافع ‪ ,‬فهي في حاجة‬ ‫شديدة إلى تحوير و إلى تعديل يحقق المقصود و يفي بالغاية ‪.‬‬ ‫و حسبنا أن نشير هنا إلى قانون الننتخاب ‪ ,‬و هو وسيلة اوخنتيار النواب‬ ‫الذين يمثلون الامة و يقوامون بنتنفيذ دسنتورها و حماينته ‪ ,‬و اما جره هذا‬ ‫القانون على الامة امن وخصوامات و حزازات ‪ ,‬و اما أننتجه يشهد به الواقع‬ ‫الملموس ‪ ,‬و لبد أن تكون فينا الشجاعة الكافية لمواجهة الوخطاء و‬ ‫العمل على تعديلها ‪.‬‬ ‫لهذا يعمل الوخوان المسلمون جهدهم حنتى تحدد النصو ص المبهمة في‬ ‫الدسنتور المصري ‪ ,‬و تعدل الطريقة النتي ينفذ بها هذا الدسنتور في البلد‬ ‫‪ ,‬و أظن أن اموقف الوخوان قد وضح بهذا البيان ‪ ,‬و ردت الامور إلى‬ ‫نصابها الصحيح ‪.‬‬ ‫إن الخ صالح أفندي عشماوي قد أراد أن يعبر في امقاله الول عن‬ ‫وجهة النقد النتي يراها الوخوان فاحنتد و اشنتد ‪ ,‬و لما نبهناه إلى أن هذا‬


‫ليس اموقفنا في الواقع ‪ ,‬فنحن نسلم بالمبادئ الساسية للحكم‬ ‫الدسنتوري باعنتبارها امنتفقة بل امسنتمدة امن نظام السلم ‪ ,‬و إنما ننقد‬ ‫البهام و طرائق النفاذ ‪ ,‬أراد أن يعبر عن ذلك و يقر الامر في وضعه‬ ‫الطبيعي بالنسبة للوخوان فنتساهل و لن ‪ ,‬و هو في كل الموقفين‬ ‫امأجور ‪ ,‬فالخير أراد ‪ ,‬و نية المرء وخير امن عمله ‪ ,‬و نحن نشكر الذين‬ ‫أوخذوا على الخ صالح أفندي هذا الموقف ‪ ,‬و ل يضره فيما أعنتقد أن‬ ‫يسنتفيد امن هذا النتنبيه فيؤثر العنتدال في كل حال ‪ ,‬و أعنتقد أنه ل امجال‬ ‫لقول بعد هذا البيان ‪ ,‬أاما الامثلة النتفصيلية و الدلة الوافية و وصف‬ ‫طرائق العلج و الصلح ففي رسالة وخاصة إن شاء ا ‪.‬‬

‫لوخوان المسلمون و القانون‬ ‫قدامت أن الدسنتور شيء و القانون شيء آوخر ‪ ,‬و قد أبنت اموقف‬ ‫الوخوان امن الدسنتور ‪ ,‬و أبين لحضراتكم الن اموقفهم امن القانون ‪.‬‬ ‫إن السلم لم يجئ وخلوا امن القوانين‪ ،‬بل هو قد أوضح كثيرا امن أصول‬ ‫النتشريع وجزئيات الحكام‪ ،‬سواء أكانت امادية أم جنائية‪ ،‬تجارية أم دولية‬ ‫‪ ،‬والقرآن والحاديث فياضة بهذه المعاني‪ ،‬وكنتب الفقهاء غنية كل الغنى‬ ‫بكل هذه النواحي‪ ،‬وقد اعنترف الجانب أنفسهم بهذه الحقيقة‪ ،‬وأقرها‬ ‫امؤتمر لهاي الدولي أامام اممثلي الامم امن رجال القانون في العالم كله‬ ‫‪.‬‬ ‫فمن غير المفهوم ول المعقول أن يكون القانون في أامة إسلامية‬ ‫ضا امع تعاليم دينها وأحكام قرآنها وسنة نبيها‪ ،‬امصطداما كل‬ ‫امنتناق م ً‬ ‫الصطدام بما جاء عن ا ورسوله‪ ،‬وقد حذر ا نبيه ص امن ذلك امن‬ ‫ا َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ع‬ ‫ل ُ‬ ‫ما أ َه ْنَز َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫قبل‪ ،‬فقال تبارك وتعالى‪َ) :‬وأ َ س ِ‬ ‫ن َتَوَّله ْوا‬ ‫ك َفس ِإ ه ْ‬ ‫ا إ س َِله ْي َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ض َاما أ َه ْنَز َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َيه ْفس ِنتُنو َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حَذه ْر ُ‬ ‫م َوا ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫هَوا َ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ن َكس ِثيرا س ِامنَ الَّنا س ِ‬ ‫س‬ ‫م وَإ س ِ َّ‬ ‫ض ُذُنوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م س ِبَب ه ْ‬ ‫صيَبُه ه ْ‬ ‫ن ُي س ِ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫ما ُيس ِريُد ُ‬ ‫م أ َ​َّن َ‬ ‫عَل ه ْ‬ ‫َفا ه ْ‬


‫كما س ِلَقه ْو أ ٍ‬ ‫م‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ا ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫سنُ س ِام َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ن َوَام ه ْ‬ ‫غو َ‬ ‫هس ِلَّيس ِة َيه ْب ُ‬ ‫جا س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ​َف ُ‬ ‫سُقو َ‬ ‫َلَفا س ِ‬ ‫ما‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ن( )المائدة‪ , (50-49:‬ذلك بعد قوله تعالى‪َ) :‬وَامنه ْ َل ه ْ‬ ‫ُيوس ِقُنو َ‬ ‫ن( )المائدة‪, 44:‬‬ ‫سُقو َ‬ ‫ن ـ اه ْلَفا س ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ظاس ِل ُ‬ ‫ن ُـ ال َّ‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ا َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫أ َه ْنَز َ‬ ‫‪ ، (47 , 45‬فكيف يكون اموقف المسلم الذي يؤامن بالله وكلماته إذا‬ ‫سمع هذه اليات البينات وغيرها امن الحاديث والحكام‪ ،‬ثم رأى نفسه‬ ‫امحكواما بقانون يصطدم امعها؟ فإذا طالب بالنتعديل قيل له‪ :‬إن الجانب‬ ‫ل يرضون بهذا ول يوافقون عليه ‪ ،‬ثم يقال بعد هذا الحجر والنتضييق ‪:‬‬ ‫إن المصريين امسنتقلون وهم لم يملكوا بعد أن ينتمنتعوا بحرية الدين‪،‬‬ ‫وهي أقدس الحريات ‪.‬‬ ‫على أن هذه القوانين الوضعية كما تصطدم بالدين ونصوصه تصطدم‬ ‫بالدسنتور الوضعي نفسه الذي يقرر أن دين الدولة هو السلم ‪ ,‬فكيف‬ ‫نوافق بين هذين يا أولى اللباب ؟‬ ‫وإذا كان ا ورسوله قد حرم الزنا وحظر الربا وامنع الخمور وحارب‬ ‫الميسر وجاء القانون يحمى الزانية و الزاني ويلزم بالربا ويبيح الخمر‬ ‫وينظم القمار فكيف يكون اموقف المسلم بينهما ؟ أيطيع ا ورسوله‬ ‫ويعصى الحكوامة وقانونها وا وخير وأبقى ؟ أم يعصى ا ورسوله‬ ‫ويطيع الحكوامة فيشقى في الوخرة والولى ؟ نريد الجواب على هذا‬ ‫امن رفعة رئيس الحكوامة و امعالي وزير العدل و امن علمائنا الفضلء‬ ‫الجلء ‪.‬‬ ‫أاما الوخوان المسلمون فهم ل يوافقون على هذا القانون أبدا ول‬ ‫يرضونه بحال وسيعملون بكل سبيل على أن يحل امكانه النتشريع‬ ‫السلامي العادل الفاضل في نواحي القانون ولسنا هنا في امقام الرد‬ ‫على اما قيل في هذه الناحية امن شبهات أو اما يعنترض سبيلها امن توهم‬ ‫العقبات ولكننا في امقام بيان اموقفنا الذي عملنا وسنعمل عليه امنتخطين‬


‫في سبيله كل عقبة اموضحين كل شبهة حنتى ل تكون فنتنة ويكون الدين‬ ‫كله لله ‪.‬‬ ‫و لقد تقدم الوخوان المسلمون إلى امعالي وزير العدل بمذكرة إضافية‬ ‫في هذا الموضوع ‪ ,‬و لقد حذروا الحكوامة في نهاينتها امن إحراج الناس‬ ‫هذا الحراج ‪ ,‬فالعقيدة أثمن اما في الوجود ‪ ,‬و سوف يعاودون الكتّرة ‪,‬‬ ‫ه َوَله ْو َكس ِر َ‬ ‫ه‬ ‫م ُنوَر ُ‬ ‫ن ُيس ِنت َّ‬ ‫ا س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫و سوف ل يكون ذلك آوخر امجهودهم )َوَيه ْأَبى ُ‬ ‫ن()النتوبة‪(32:‬‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫اه ْل َ‬

‫الوخوان والقوامية والعروبة والسلم‬ ‫كثيرا اما تنتوزع أفكار الناس في هذه النواحي الثلثة ‪ :‬الوحدة القوامية‬ ‫والوحدة العربية والوحدة السلامية وقد يضيفون إلى ذلك الوحدة‬ ‫الشرقية ثم تنطلق اللسنة والفكار بالموازنة بينها وإامكان تحققها أو‬ ‫صعوبة ذلك الامكان ‪ ،‬وامبلغ الفائدة أو الضر امنها و النتشجيع لبعضها‬ ‫دون البعض الوخر ‪.‬‬ ‫فما اموقف الوخوان المسلمين امن هذا الخليط وامن الفكار والمناحي ؟‬ ‫ول سيما وكثير امن الناس يغمزون الوخوان المسلمين في وطنينتهم‬ ‫ويعنتبرون تمسكهم بالفكار السلامية امناعة إياهم امن الوخل ص للناحية‬ ‫الوطنية ‪.‬‬ ‫والجواب عن هذا أننا لن نحيد عن القاعدة النتي وضعناها أساسا لفكرتنا‬ ‫وهى السير على هدى السلم وضوء تعاليمه الساامية ‪ .‬فما اموقف‬ ‫السلم نفسه امن هذه النواحي ؟‬ ‫إن السلم قد فرضها فريضة لزامة ل امنا ص امنها وأن يعمل كل إنسان‬ ‫لخير بلده وأن ينتفانى في وخدامنته ‪ ,‬و أن يقدم أكثر اما يسنتطيع امن الخير‬


‫للامة النتي يعيش فيها وأن يقدم في ذلك القرب فالقرب رحما وجوارا‬ ‫حنتى أنه ل يجز أن تنقل الزكوات أبعد امن امسافة القصر – إل لضرورة –‬ ‫إيثارا للقربين بالمعروف فكل امسلم امفروض عليه أن يسد الثغرة النتي‬ ‫هي عليها وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه وامن هنا كان المسلم أعمق‬ ‫الناس وطنية لن ذلك امفروض عليه امن رب العالمين وكان الوخوان‬ ‫المسلمون بالنتالي أشد الناس حرصا على وخير وطنهم وتفانيا في وخدامة‬ ‫قوامهم ‪ ,‬وهم ينتمنون لهذه البلد العزيزة المجيدة كل عزة وامجد وكل‬ ‫تقدم ورقى ‪ ,‬وكل فلح ونجاح ‪ ,‬و قد اننتهت إليها رياسة الامم السلامية‬ ‫بحكم ظروف كثيرة تضافرت على هذا الوضع الكريم ‪ ,‬و إن حب المدينة‬ ‫لم يمنع رسول ا أن يحن إلى امكة و أن يقول لصيل ‪ ,‬و قد أوخذ‬ ‫يصفها )يا أصيل دع القلوب تقر( و أن يجهل بلل يهنتف في قرارة نفسه ‪:‬‬ ‫أل ليت شعري هل أبينتن ليلة‬ ‫وهل أردن يواما اميـاه امجنة‬

‫بواد وحولي إذوخر وجليـل‬ ‫وهل يبدون لي شاامة وطفيل‬

‫فالوخوان المسلمون يحبون وطنهم ‪ ,‬ويحرصون على وحدته القوامية‬ ‫بهذا العنتبار ل يجدون غضاضة على أي إنسان يخلص لبلده ‪ ,‬وأن يفنى‬ ‫في سبيل قوامه وأن ينتمنى لوطنه كل امجد وكل عزة وفخار ‪ ,‬هذا امن‬ ‫وجهة القوامية الخاصة ‪.‬‬ ‫ثم إن السلم الحنيف نشأ عربيا و وصل إلى الامم عن طريق العرب ‪ ,‬و‬ ‫جاء كنتابه بلسان عربي امبين ‪ ,‬و توحدت الامم باسمه على هذا اللسان‬ ‫يوم كان المسلمون امسلمين ‪ ,‬و قد جاء في الثر ‪ :‬إذا ذل العرب ذل‬ ‫السلم ‪ ,‬و قد تحقق هذا المعنى حين دال سلطان العرب السياسي و‬ ‫اننتقل المر امن أيديهم إلى غيرهم امن العاجم و الديلم و امن إليهم ‪,‬‬ ‫فالعرب هم عصبة السلم و حراسه ‪.‬‬


‫و أحب هنا أن ننوه إلى أن الوخوان المسلمين يعنتبرون العروبة ‪ ,‬كما‬ ‫عرفها النبي ‪ ,‬فيما يرويه ابن كثير عن امعاذ بن جبل رضي ا عنه ‪) :‬أل‬ ‫إن العربية اللسان ‪ ,‬أل إن العربية السان( ‪.‬‬ ‫وامن هنا كانت وحدة العرب أامرا لبد امنه لعادة السلم وإقاامة دولنته‬ ‫وإعزاز سلطانه ‪ ,‬وامن هنا وجب على كل امسلم أن يعمل لحياء الوحدة‬ ‫العربية وتأييدها وامناصرتها‪ ،‬وهذا اموقف امجموعة البحث امن الوحدة‬ ‫العربية ‪.‬‬ ‫بقي علينا أن نحدد اموقفنا امن الوحدة السلامية ‪ ,‬و الحق أن السلم‬ ‫كما هو عقيدة وأنه قضى على الفوارق النسبية بين الناس فالله تبارك‬ ‫ة( )الحجرات‪ , (10:‬والنبي صلى ا‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫وتعالى يقول ‪) :‬إ س َِّن َ‬ ‫عليه وسلم قال‪) :‬المسلم أوخو المسلم( والمسلمون تنتكافأ داماؤهم‬ ‫ويسعى بذامنتهم أدناهم وهم يد على سواهم ‪.‬‬ ‫فالسلم والحالة هذه ل يعنترف بالحدود الجغرافية ول يعنتبر الفروق‬ ‫الجنسية والداموية ‪ ,‬ويعنتبر المسلمين جميعا أامة واحدة ‪ ,‬ويعنتبر الوطن‬ ‫السلامي وطنا واحدا امهما تباعدت أقطاره وتناءت حدوده ‪.‬‬ ‫وكذلك الوخوان المسلمون يقدسون هذه الوحدة ويؤامنون بهذه الجاامعة‬ ‫‪ ,‬ويعملون لجمع كلمة المسلمين وإعزاز أوخوان السلم وينادون بأن‬ ‫وطنهم هو كل شبر أرض فيه امسلم يقول )ل إله إل ا امحمد رسول‬ ‫ا( واما أروع اما قال في هذا المعنى شاعر امن شعراء الوخوان ‪:‬‬ ‫ولست أدرى سوى السلم لي‬ ‫وكلمـــا ذكر اسم ا فى بلــد‬

‫وطنا الشام فيها و وادي النيل سيان‬ ‫عددت أرجاءه امن لب أوطـاني‬


‫يقول بعض الناس ‪ :‬إن ذلك يناقض تيار الفكرة السائدة في العالم‬ ‫فكرة النتعصب للجناس و اللوان ‪ ,‬و العالم الن تجربة اموجة القواميات‬ ‫الجنسية ‪ ,‬فكيف تقفون أامام هذا النتيار ‪ ,‬و كيف تخرجون على اما اتفق‬ ‫عليه الناس ؟‬ ‫و جواب ذلك أن الناس يخطئون و أن ننتائج وخطئهم في ذلك ظاهرة‬ ‫املموسة في إقلق راحة الامم و تعذيب ضمائر الشعوب امما ل يحنتاج‬ ‫إلى برهان ‪ ,‬و ليست امهمة الطبيب أن يجاري المرضى و لكن أن‬ ‫يعالجهم و أن يهديهم سواء السبيل ‪ ,‬و تلك امهمة السلم و امن وصل‬ ‫دعوته بالسلم ‪.‬‬ ‫و يقول آوخرون ‪ :‬إن ذلك غير اممكن و العمل له عبث ل طائل امن تحنته و‬ ‫امجهود ل فائدة امنه ‪ ,‬و وخير للذين يعملون لهذه الجاامعة أن يعملوا‬ ‫لقواامهم يخداموا أوطانهم الخاصة بجهودهم ‪.‬‬ ‫و الجواب على هذا أن هذه لغة الضعف و السنتكانة ‪ ,‬فقد كانت هذه‬ ‫الامم امفرقة امن قبل امنتخالفة في كل شيء ‪ :‬الدين و اللغة ‪ ,‬و المشاعر‬ ‫و الامال و اللم ‪ ,‬فوحدها السلم و جمع قلوبها على كلمة سواء ‪ ,‬و‬ ‫امازال السلم كما هو بحدوده و رسوامه ‪ ,‬فإذا وجد امن أبنائه امن ينهض‬ ‫بعبء الدعوة إليه و تجديده في نفوس المسلمين ‪ ,‬فإنه يجمع هذه‬ ‫الامم جميعا امن جديد كما جمعها امن قديم ‪ ,‬و العادة أهون امن‬ ‫البنتداء ‪ ,‬و النتجربة أصدق دليل على الامكان ‪.‬‬ ‫يهنتف بعض الناس بعد هذا بالوحدة الشرقية ‪ ,‬و أظن أنه لم يثر هذه‬ ‫النعرة في نفوس الهاتفين بها إل تعصب الغربيين لغربهم و سوء‬ ‫عقيدتهم في الشرق و أبنائه ‪ ,‬و هم في ذلك امخطئون ‪ ,‬و إذا اسنتمر‬ ‫الغربيون على عقيدتهم هذه فسنتجر عليهم الوبال و النكال ‪ ,‬و الوخوان‬ ‫المسلمون ل ينظرون إلى هذه الوحدة الشرقية إل امن وخلل هذه‬


‫العاطفة فقط ‪ ,‬و الشرق و الغرب عندهم سيان إذا اسنتوى اموقفهما‬ ‫امن السلم ‪ ,‬و هم ل يزنون الناس إل بهذا الميزان ‪.‬‬ ‫وضح إذا أن الوخوان المسلمين يحنترامون قوامينتهم الخاصة باعنتبارها‬ ‫الساس الول للنهوض المنشود ‪ ,‬و ل يرون بأسا بأن يعمل كل إنسان‬ ‫لوطنه ‪ ,‬و أن يقدامه للوطن على سواه ‪ ,‬ثم هم بعد ذلك يؤيدون الوحدة‬ ‫العربية باعنتبارها الحلقة الثانية في النهوض ‪ ,‬ثم هم يعملون للجاامعة‬ ‫السلامية باعنتبارها السياج الكاامل للوطن السلامي العام ‪ ,‬ولى أن‬ ‫أقول بعد هذا ‪ :‬إن الوخوان يريدون الخير للعالم كله ‪ ,‬فهم ينادون‬ ‫بالوحدة العالمية لن هذا هو امرامى السلم وهدفه وامعنى قول ا‬ ‫ن( )النبياء‪. (107:‬‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫مم ًة س ِله ْل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك س ِإل َر ه ْ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫تبارك وتعالى ‪َ) :‬وَاما أَه ْر َ‬ ‫و أنا في غنى بعد هذا البيان أن أقول أنه ل تعارض بين هذه الوحدات‬ ‫بهذا العنتبار ‪ ,‬و بان كل امنهما يشد أزر الوخرى يحقق الغاية امنها ‪ ,‬فإذا‬ ‫أراد أقوام أن ينتخذوا امن المناداة بالقوامية الخاصة سلحا يميت الشعور‬ ‫بما عداها ‪ ,‬فالوخوان المسلمون ليسوا امعهم و لعل هذا هو الفارق بيننا‬ ‫و بين كثير امن الناس ‪.‬‬

‫الوخوان المسلمون و الخلفة‬ ‫و لعل امن تمام هذا البحث أن أعرض لموقف الوخوان السلمين امن‬ ‫الخلفة و اما ينتصل بها ‪ ,‬و بيان ذلك أن الوخوان يعنتقدون أن الخلفة رامز‬ ‫الوحدة السلامية ‪ ,‬و امظهر الرتباط بين أامم السلم ‪ ,‬و إنها شعيرة‬ ‫إسلامية يجب على المسلمين النتفكر في أامرها و الهنتمام بشأنها ‪ ,‬و‬ ‫الخليفة امناط كثير امن الحكام في دين ا ‪ ,‬و لهذا قدم الصحابة‬ ‫رضوان ا عليهم النظر في شأنها على النظر في تجهيز النبي و دفنه ‪,‬‬ ‫حنتى فرغوا إلى تلك المهمة و اطمأنوا إلى إنجازها ‪.‬‬


‫و الحاديث النتي وردت في وجوب نصب الامام ‪ ,‬و بيان أحكام الاماامة و‬ ‫تفصيل اما ينتعلق بها ‪ ,‬ل تدع امجال للشك في أن امن واجب المسلمين أن‬ ‫يهنتموا بالنتفكير في أامر وخلفنتهم امنذ حورت عن امنهاجها ثم ألغيت بنتاتا‬ ‫إلى الن ‪.‬‬ ‫والوخوان المسلمون لهذا يجعلون فكرة الخلفة والعمل لعادتها في‬ ‫رأس امناهجهم ‪ ،‬و هم امع هذا يعنتقدون أن ذلك يحنتاج إلى كثير امن‬ ‫النتمهيدات النتي لبد امنها ‪ ,‬و أن الخطوة المباشرة لعادة الخلفة لبد أن‬ ‫تسبقها وخطوات ‪:‬‬ ‫ل بد امن تعاون تام ثقافي و اجنتماعي و اقنتصادي بين الشعوب‬ ‫السلامية كلها ‪ ،‬يلي ذلك تكوين الحلف والمعاهدات ‪ ،‬وعقد المجاامع‬ ‫والمؤتمرات بين هذه البلد ‪،‬و إن المؤتمر البرلماني السلامي لقضية‬ ‫فلسطين و دعوة وفود الممالك السلامية إلى لندن للمناداة بحقوق‬ ‫العرب في الرض المباركة لظاهرتان طيبنتان و وخطوتان واسعنتان في‬ ‫هذا السبيل ‪ ,‬ثم يلي ذلك تكوين عصبة الامم السلامية ‪ ,‬حنتى إذا تم‬ ‫ذلك للمسلمين ننتج عنه الجنتماع على )الامام( الذي هو واسطة العقد ‪،‬‬ ‫وامجنتمع الشمل ‪ ،‬وامهوى الفئدة ‪ ،‬وظل ا في الرض ‪.‬‬

‫الوخوان والهيئات المخنتلفة‬ ‫الوخوان المسلمون و الهيئات السلامية‬ ‫و الن و قد أفصحت عن رأي الوخوان و اموقفهم في كثير امن المسائل‬ ‫العاامة النتي تشغل أذهان الامة في هذه الوقات ‪ ,‬أحب كذلك أن أفصح‬ ‫لحضراتكم عن اموقف الوخوان المسلمين امن الهيئات السلامية في‬ ‫امصر ‪ ,‬ذلك أن كثيرا امن امحبي الخير ينتمنون أن تجنتمع هذه الهيئات و‬


‫تنتوحد في جمعية إسلامية ترامي عن قوس واحدة ‪ ,‬ذلك أامل كبير و‬ ‫أامنية عزيزة ينتمناها كل امحب للصلح في هذا البلد ‪.‬‬ ‫والوخوان المسلمون يرون في الهيئات السلامية على اوخنتلف اميادينها‬ ‫تعمل لنصرة السلم ‪ ،‬وينتمنون لها جميعا النجاح ‪ ،‬و لم يفنتهم أن يجعلوا‬ ‫امن امنهاجهم النتقرب امنها والعمل على جمعها و توحيدها حول الفكرة‬ ‫العاامة ‪،‬و قد تقرر هذا في المؤتمر الدوري الرابع للوخوان بالمنصورة و‬ ‫أسيوط في العام الفائت ‪ ,‬و أبشركم بأن امكنتب الرشاد حين أوخذ يعمل‬ ‫على تنفيذ هذا القرار ‪ ,‬وجد روحا طيبة امن كل الهيئات النتي اتصل بها و‬ ‫تحد ث إليها ‪ ,‬امما يبشر بنجاح المسعى امع الزامن إن شاء ا ‪.‬‬

‫الوخوان و الشبان‬ ‫كثيرا اما ينتردد سؤال على أذهان الناس ‪ :‬اما الفرق بين جماعة الوخوان‬ ‫المسلمين و جماعة الشبان ؟ و لماذا ل تكونان هيئة واحدة تعملن‬ ‫على امنهاج واحد ؟‬ ‫و أحب قبل الجواب أن أؤكد للذين يسرهم وحدة الجهود و تعاون‬ ‫العااملين أن الوخوان و الشبان و بخاصة هنا في القاهرة ‪ ,‬ل يشعرون‬ ‫بأنهم في اميدان امناقشة و لكن في اميدان تعاون قوي وثيق ‪ ,‬و أن كثيرا‬ ‫امن القضايا السلامية العاامة يظهر فيها الوخوان و الشبان شيئا واحدا و‬ ‫جماعة واحدة ‪ ,‬إذ أن الغاية العاامة امشنتركة و هي العمل لما فيه إعزاز‬ ‫السلم وإسعاد المسلمين ‪ ,‬و إنما تقع فروق يسيرة في أسلوب الدعوة‬ ‫و في وخطة القائمين بها و توجيه جهودهم في كلنتا الجماعنتين ‪ ,‬و إن‬ ‫الوقت الذي سنتظهر فيه الجماعات السلامية كلها جبهة اموحدة غير بعيد‬ ‫على اما أعنتقد ‪ ,‬الزامن كفيل بنتحقيق ذلك إن شاء ا ‪.‬‬

‫الوخوان المسلمون و الحزاب‬


‫و الوخوان المسلمون يعنتقدون أن الحزاب السياسية المصرية جميعا قد‬ ‫وجدت في ظروف وخاصة ‪ ,‬و لدواع أكثرها شخصي ل امصلحي ‪ ,‬و شرح‬ ‫ذلك تعلمونه حضراتكم جميعا ‪.‬‬ ‫و يعنتقدون كذلك أن هذه الحزاب لم تحدد براامجها و امناهجها إلى الن‬ ‫‪ ,‬فكل امنها سيدعي أنه يعمل لمصلحة الامة في كل نواحي الصلح ‪ ,‬و‬ ‫لكن اما تفاصيل هذه العمال ‪ ,‬و اما وسائل تحقيقها ؟ و اما الذي أعد امن‬ ‫هذه الوسائل ‪ ,‬و اما العقبات النتي يننتظر أن تقف في سبيل النتنفيذ ‪ ,‬و اما‬ ‫أعد لنتذليلها ؟ كل ذلك ل جواب له عند رؤساء الحزاب و إدارات الحزاب‬ ‫‪ ,‬فهم قد اتفقوا في هذا الفراغ ‪ ,‬كما اتفقوا في أامر آوخر هو النتهالك‬ ‫على الحكم وتسخير كل دعاية حزبية وكل وسيلة شريفة وغير شريفة‬ ‫في سبيل الوصول إليه ‪ ,‬و تجريح كل امن يحول امن الخصوم الحزبيين‬ ‫دون الحصول عليه ‪.‬‬ ‫ويعنتقد الوخوان كذلك أن هذه الحزبية قد أفسدت على الناس كل‬ ‫امرافق حياتهم وعطلت امصالحهم ‪ ,‬وأتلفت أوخلقهم ‪ ,‬وامزقت روابطهم ‪,‬‬ ‫وكان لها في حياتهم العاامة والخاصة أسوأ الثر ‪.‬‬ ‫ويعنتقدون كذلك أن النظام النيابي ‪ ,‬بل حنتى البرلماني ‪ ,‬في غنى عن‬ ‫نظام الحزاب بصورتها الحاضرة في امصر ‪ ,‬و إل لما قاامت الحكوامات‬ ‫الئنتلفية في البلد الديمقراطية فالحجة القائلة بأن النظام البرلماني ل‬ ‫ينتصور إل بوجود الحزاب حجة واهية وكثير امن البلد الدسنتورية‬ ‫البرلمانية تسير على نظام الحزب الواحد وذلك في الامكان ‪.‬‬ ‫كما يعنتقد الوخوان أن هناك فارقا بين حرية الرأي والنتفكير والبانة‬ ‫والفصاح والشورى والنصيحة ‪ ،‬وهو يوجبه السلم ‪ ،‬و بين النتعصب‬ ‫للرأي و الخروج على الجماعة والعمل الدائب على توسيع هوة النقسام‬ ‫في الامة وزعزعة سلطان الحكام ‪ ،‬و هو اما تسنتلزامه الحزبية و يأباه‬


‫السلم و يحرامه أشد النتحريم ‪ ،‬و السلم في كل تشريعاته إنما يدعو‬ ‫إلى الوحدة و النتعاون ‪.‬‬ ‫هذا امجمل نظرة الوخوان إلى قضية الحزبية و الحزاب في امصر ‪ ,‬و هم‬ ‫لهذا قد طلبوا إلى رؤساء الحزاب ‪ ,‬امنذ عام تقريبا أن يطرحوا هذه‬ ‫الخصوامة جانبا و ينضم بعضهم إلى بعض ‪ ,‬كما اقنترحوا النتوسط في‬ ‫هذه القضية على صاحب السمو الامير عمر طوسون ‪ ..‬كما طلبوا امن‬ ‫جللة الملك حل هذه الحزاب القائمة حنتى تندامج جميعا في هيئة‬ ‫شعبية واحدة تعمل لصالح الامة على قواعد السلم ‪.‬‬ ‫و إذا كانت الظروف لم تساعد في الماضي على تحقيق هذه الفكرة ‪,‬‬ ‫فإننا نعنتقد أن هذا العام كان دليل على صدق نظرة الوخوان ‪ ,‬و كان‬ ‫امقنعا لمن كان في شك بأنه ل وخير في بقاء هذه الحزاب ‪ ,‬و سيواصل‬ ‫الوخوان جهودهم في هذا السبيل ‪ ,‬و سيصلون إلى اما يريدون بنتوفيق‬ ‫ا و فضل يقظة الامة ‪ ,‬و بنتوالي فشل رجال الحزاب في اميادينها‬ ‫ء َوأ َ​َّاما َاما َيه ْنَف ُ‬ ‫ع‬ ‫جَفا م ً‬ ‫هبُ ُ‬ ‫سينتحقق قطعا نااموس ا ‪َ) :‬فَأَّاما الَّزَبُد َفَيه ْذ َ‬ ‫ض( )الرعد‪. (17:‬‬ ‫ث س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫م ُ‬ ‫س َفَي ه ْ‬ ‫الَّنا َ‬ ‫يظن بعد رجال الحزاب أننا إنما نقصد بهذه النتعاليم هدم حزبهم وخدامة‬ ‫لغيره امن الحزاب و جريا وراء امنفعة وخاصة ‪ ,‬و ليس أدل على وخطأ‬ ‫هذه النظرة امن أن هذا الوهم قد سرى إلى نفوس الحزاب جميعا ‪,‬‬ ‫فكثير امن رجال الوفد امن ينتهم الوخوان المسلمين بأنهم يعملون‬ ‫لمحاربنته و بأنه وحده هو المقصود بهذه النعوت و الوصاف ‪ ,‬و بأن‬ ‫الوخوان إنما يحملون الناس على امحاربنته و النفضاض عنه ‪ ,‬و بأنهم‬ ‫إنما يقصدون بذلك وخدامة الحكوامة و تقوية الحزاب الممثلة فيها ‪ ,‬و في‬ ‫الوقت الذي نسمع فيه هذه النتهمة بعينها امن أحزاب الحكوامة أيضا !‬ ‫فهل هناك دليل أصدق امن هذا على أن الوخوان يقفون امن الجميع‬ ‫اموقفا واحدا ‪ ,‬و يصدرون فيه عن عقيدتهم ‪ ,‬و يعملون فيه بوحي امن‬ ‫ضمائرهم و إيمانهم ؟‬


‫أحب أن أقول لوخواننا امن دعاة الحزاب و رجالها ‪ :‬إن اليوم الذي‬ ‫يسنتخدم فيه الوخوان المسلمون لغير فكرتهم السلامية البحنتة لم يجئ و‬ ‫لن يجئ أبدا ‪ ,‬و إن الوخوان ل يضمرون لحزب امن الحزاب أيا كان‬ ‫وخصوامة وخاصة به ‪ ,‬و لكنهم يعنتقدون أن امن قرارة نفوسهم أن امصر ل‬ ‫يصلحها و ل ينقذها إل أن تنحل هذه الحزاب كلها ‪ ,‬و تنتألف هيئة وطنية‬ ‫عااملة تقود الامة إلى الفوز وفق تعاليم القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫و بهذه المناسبة أقول إن الوخوان المسلمين يعنتقدون عقم فكرة‬ ‫الئنتلف بين الحزاب ‪ ,‬يعنتقدون أنها امسكن ل علج ‪ ,‬و سرعان اما‬ ‫ينقض المؤتلفون بعضهم على بعض ‪ ,‬فنتعود الحرب بينهم جذعة على‬ ‫أشد اما كانت عليه قبل الئنتلف ‪ ,‬و العلج الحاسم الناجح أن تزول هذه‬ ‫الحزاب امشكورة فقد أدت امهمنتها واننتهت الظروف النتي أوجدتها و لكل‬ ‫زامان دولة و رجال كما يقولون ‪.‬‬

‫الوخوان و امصر الفنتاة‬ ‫بهذه المناسبة لبد لي أن أعرض لموقف الوخوان المسلمين امن جماعة‬ ‫امصر الفنتاة ‪ ,‬لقد تكونت هذه جماعة الوخوان امنذ عشر سنين و تكونت‬ ‫جماعة امصر الفنتاة امنذ وخمس سنين ‪ ,‬فجمعية الوخوان تكبر جمعية‬ ‫امصر الفنتاة بضعف عمرها تمااما ‪ ,‬و امع هذا أيضا شاع في كثير امن‬ ‫الوساط أن جماعة الوخوان امن شعب امصر الفنتاة ‪ ,‬و سبب ذلك أن‬ ‫امصر الفنتاة اعنتمدت على الدعاية و العلن في الوقت الذي آثر فيه‬ ‫الوخوان العمل و الننتاج ‪ ,‬و اما علينا امن ذلك كله فسواء أكان الوخوان‬ ‫هم الذين رسموا لمصر الفنتاة طريق الجهاد و العمل للسلم أم أن‬ ‫امصر الفنتاة هي النتي أظهرت الوخوان و أبرزتهم للناس ‪ ,‬و هم قد ولدوا‬ ‫قبلها و سبقوها إلى الجهاد و الميدان بخمس سنوات أي بمثل عمرها ‪ ,‬و‬ ‫ذلك أامر نظري ل يقيم له الوخوان وزنا ‪ ,‬و لكن الذي أنبه أريد أن إليه في‬ ‫هذه الكلمة أن الوخوان المسلمين لم يكونوا يواما امن اليام في صفوف‬ ‫امصر الفنتاة و ل عااملين لها ‪ ,‬و ل أقصد بذلك أن أنال امنها أو امن القائمين‬


‫بدعوتها و لكن أقول تقريرا للواقع ‪ ,‬و أن جريدة امصر الفنتاة هاجمت‬ ‫الوخوان و اتهمنتهم تهما غير صحيحة و زعمت أنهم يعنتدون عليها و‬ ‫ينتهمونها و ذلك غير صحيح أيضا ‪ ,‬و نحن امعشر الوخوان لم نعقب على‬ ‫اما كنتب أهمية ‪ ,‬و ل نحب أن نؤاوخذ بشيء امنه ‪ ,‬و أرجو أن يكون ذلك‬ ‫هو شعور الوخوان جميعا ‪.‬‬ ‫و أن كثيرا امن الناس يود لو اتحدت جماعة امصر الفنتاة امع الوخوان‬ ‫المسلمين ‪ ,‬و هذا شعور اما امن شك في أنه جميل نبيل فليس أجمل امن‬ ‫الوحدة و النتعاون على الخير ‪ ,‬و لكن امن الامور اما ليس يفصل فيه إل‬ ‫الزامن وحده ‪ ,‬في امصر الفنتاة امن ل يرى الوخوان إل جماعة وعظية و‬ ‫ينكر عليهم كل اما سوى ذلك امن امنهاجهم ‪ ,‬و في الوخوان امن يعنتقد أن‬ ‫امصر الفنتاة لم ينضج في نفوس كثيرا امن أعضائها بعد المعنى‬ ‫السلامي الصحيح نضجا يؤهلهم للمناداة بالدعوة السلامية وخالصة‬ ‫سليمة ‪ ,‬فلننترك للزامن أداء امهمنته و إصدار حكمه و هو وخير كفيل‬ ‫بالصقل و النتميز ‪.‬‬ ‫و ليس امعنى هذا أن الوخوان سيحاربون امصر الفنتاة بل إنه ليسرنا أن‬ ‫يوفق كل عاامل للخير و إلى الخير ‪ ,‬و ل يحب الوخوان أن يخلطوا البناء‬ ‫بهدم ‪ ,‬و في اميدان الجهاد امنتسع للجميع ‪.‬‬ ‫ذلك اموقفنا امن امصر الفنتاة اماداامت قد أعلنت أنها ليست حزبا سياسيا ‪ ,‬و‬ ‫أنها تعمل و سنتظل تعمل للفكرة السلامية و لمبادئ السلم ‪ ,‬و في‬ ‫ذلك الواقع اننتصار جديد لمبادئ الوخوان المسلمين ‪.‬‬ ‫بقي أامر أوخير ذلك هو اموقف الوخوان امن امصر الفنتاة في قضية تحطيم‬ ‫الحانات ‪ ,‬و امعلوم أنه اما امن غيور في امصر ينتمنى أن يرى فوق أرضها‬ ‫حانة واحدة ‪ ,‬و قد ألقى الوخوان تبعة هذا النتحطيم على الحكوامة قبل‬ ‫الذين فعلوه ‪ ,‬لنها هي النتي أحرجت شعبها المسلم هذا الحراج و لم‬ ‫تفطن إلى ذلك النتغيير النفساني ‪ ,‬و التجاه الجديد القوي الذي طرأ عليه‬ ‫امن تقديس السلم و العنتزاز بنتعاليمه ‪ ,‬و قديما قيل ‪) :‬قبل أن تأامر‬


‫الباكي بالكف عن البكاء ‪ ,‬تأامر الضارب بالكف أن يرفع العصا( ‪ ,‬و نحن‬ ‫نعنتقد أن هذا النتحدي لم يحن وقنته بعد ‪ ,‬و لبد امن تخير الظروف‬ ‫المناسبة أو اسنتخدام امننتهى الحكمة فيه ‪ ,‬و إنفاذه بصور أوخف ضررا و‬ ‫أبلغ في الدللة على المقصد ‪ ,‬كلفت نظر الحكوامة إلى واجبها السلامي‬ ‫‪ ,‬و بالرغم امن أن المقبوض عليهم لم يعنترفوا ‪ ,‬فقد وجه الوخوان إلى‬ ‫امعالي وزير العدل ‪ ,‬يلفنتون نظر امعاليه فيه إلى وجوب النظر في هذه‬ ‫القضية نظرة وخاصة تنتناسب امع الدافع الشريف فيها ‪ ,‬و أن يسرع بإصدار‬ ‫تشريع يحمي البلد امن هذه المهالك الخلقية ‪.‬‬

‫اموقف الوخوان امن الدول الوربية‬ ‫بعد هذا البيان عن اموقف الوخوان المسلمين ‪ ,‬الذي يمليه عليهم السلم‬ ‫‪ ,‬في أهم القضايا الداوخلية ‪ ,‬يحسن أن أتحد ث إلى حضراتكم عن‬ ‫اموقفهم امن الدول الوربية ‪:‬‬ ‫السلم كما قدامت يعنتبر المسلمين أامة واحدة تجمعها العقيدة و يشارك‬ ‫بعضها بعضا في الامال و اللم ‪ ,‬و أي عدوان يقع على واحدة امنها أو‬ ‫على فرد امن المسلمين فهو واقع عليهم جميعا ‪.‬‬ ‫أضحكني و أبكاني حكم فقهي رأينته عرضا في كنتاب )الشرح الصغير‬ ‫على أقرب المسالك( قال امؤلفه ‪) :‬امسألة اامرأة امسلمة سبيت بالمشرق‬ ‫وجب على أهل المغرب تخليصها و افنتداؤها و لو أتي ذلك على جميع‬ ‫أاموال المسلمين( ‪ ,‬و رأيت امثله قبل ذلك في كنتاب ) البحر في امذهب‬ ‫الحناف ( ‪ ,‬رأيت هذا فضحكت و بكيت و قلت لنفسي ‪ :‬أين عيون هؤلء‬ ‫الكاتبين لنتنظر المسلمين جميعا في أسر غيرهم امن أهل الكفر و‬ ‫العدوان ؟؟‬ ‫أريد أن اسنتخلص امن هذا أن الوطن السلامي واحد ل ينتجزأ ‪ ,‬و أن‬ ‫العدوان على جزء امن أجزائه عدوان عليه كله ‪ ,‬هذه واحدة ‪ ,‬و الثانية‬


‫أن السلم فرض على المسلمين أن يكونوا أئمة في ديارهم ‪ ,‬سادة‬ ‫في أوطانهم ‪ ,‬بل ليس ذلك فحسب ‪ ,‬بل إن عليهم أن يحملوا غيرهم‬ ‫على الدوخول في دعوتهم و الهنتداء بأنوار السلم النتي اهنتدوا بها امن‬ ‫قبل ‪.‬‬ ‫و امن هنا يعنتقد الوخوان المسلمين أن كل أامة اعنتدت و تعنتدي على‬ ‫أوطان السلم دولة ظالمة لبد أن تكف عن عدوانها و لبد امن أن يعد‬ ‫المسلمون أنفسهم و يعملوا امنتساندين على النتخلص امن نيرها ‪.‬‬ ‫إن إنجلنترا ل تزال تضايق امصر رغم امحالفنتها إياها ‪ ,‬و ل فائدة في أن‬ ‫نقول إن المعاهدة نافعة أو ضارة أو ينبغي تعديلها أو يجب إنفاذها فهذا‬ ‫كلم ل طائل تحنته و المعاهدة غل في عنق امصر و قيد في يدها اما‬ ‫في ذلك شك ‪ ,‬و هل تسنتطيع أن تسنتطيع أن تنتخلص امن هذا القيد إل‬ ‫بالعمل و حسن السنتعداد ؟ فلسان القوة هو أبلغ لسان ‪ ,‬فلنتعمل على‬ ‫ذلك و لنتكنتسب الوقت إن أرادت الحرية و السنتقلل ‪.‬‬ ‫و إن إنجلنترا ل تزال تسئ إلى فلسطين و تحاول أن تنقص امن حقوق‬ ‫أهلها ‪ ,‬و فلسطين وطن لكل امسلم باعنتبارها امن أرض السلم و‬ ‫باعنتبارها امهد النبياء ‪ ,‬و باعنتبارها امقر المسجد القصى الذي بارك ا‬ ‫حوله ‪ ,‬ففلسطين دين على إنجلنترا للمسلمين ل تهدأ ثائرتهم حنتى‬ ‫توفيهم فيه حقهم ‪ ,‬و إنجلنترا تعلم ذلك العلم ‪ ,‬ذلك اما حداها إلى دعوة‬ ‫اممثلي البلد السلامية إلى امؤتمر لندن ‪ ,‬و آنا نننتهز هذه الفرصة‬ ‫فنذكرها بأن حقوق العرب ل يمكن أن تنقص ‪ ,‬و بأن هذه العمال‬ ‫القاسية النتي يدأب اممثلوها على ارتكابها في فلسطين ليست امما يساعد‬ ‫على حسن ظن المسلمين بها ‪ ,‬و وخير لها أن تكف هذه الحملت‬ ‫العداونية عن البرياء الحرار ‪ ,‬و إنا لنبعث لسماحة المفنتي الكبر امن‬ ‫فوق هذا المنبر أوخلص تحيات الوخوان المسلمين بها و أطيب تمنياتهم ‪,‬‬ ‫و لن يضر سماحنته و لن يضير آل الحسيني أن تفنتش دورهم و يسجن‬ ‫أحرارهم ‪ ,‬فذلك امما يزيدهم شرفا إلى شرفهم و فخارا إلى فخارهم ‪,‬‬


‫و نذكر الوفود السلامية بمكر إنجلنترا و وخداعها و بوجوب القيام على‬ ‫حقوق العرب كااملة غير امنقوصة ‪.‬‬ ‫و بهذه المناسبة أذكر الوخوان بأنه قد تألفت لجنة عاامة بدار الشبان‬ ‫المسلمين امن الجمعيات السلامية جميعا ‪ ,‬للنتعاون على إصدار قرش‬ ‫اموحد يوزع امن أول السنة الهجرية إغاثة لفلسطين المجاهدة ‪ ,‬و سيحل‬ ‫هذا الطابع امحل كل الطوابع المخنتلفة لكل الهيئات ‪ ,‬فالوصية للوخوان‬ ‫أن يبذلوا جهدهم في تشجيع هذه اللجنة بنتوزيع طوابعها حين صدورها‬ ‫‪ ,‬و بنتصفية اما قد يكون اموجودا لديهم امن حساب الطوابع القديمة و‬ ‫إعادتها إلى المكنتب لعداامها ‪.‬‬ ‫و لنا حساب بعد ذلك امع إنجلنترا في القاليم السلامية النتي تحنتلها بغير‬ ‫حق ‪ ,‬و النتي يفرض السلم على أهلها و علينا امعهم أن نعمل لنقاذها‬ ‫و وخلصها ‪.‬‬ ‫أاما فرنسا النتي ادعت صداقة السلم حينا امن الدهر فلها امع المسلمين‬ ‫حساب طويل ‪ ,‬و ل ننسى لها هذا الموقف المخجل امع سوريا الشقيقة ‪,‬‬ ‫و ل ننسى لها اموقفها في قضية المغرب القصى و الظهير البربري ‪ ,‬و ل‬ ‫ننسى أن كثيرا امن إوخواننا العزاء ‪ ,‬شباب المغرب القصى الوطني الحر‬ ‫المجاهد ‪ ,‬في أعماق السجون و أطراف المنافي ‪ ,‬و سيأتي اليوم الذي‬ ‫س( )آل عمران‪:‬‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫م ُنَداس ِوُلَها َبه ْي َ‬ ‫ك ال َ​َّيا ُ‬ ‫يصفى فيه هذا الحساب ‪َ) ,‬وس ِته ْل َ‬ ‫‪. (140‬‬ ‫و ليس حسابنا امع إيطاليا بأقل امن حسابنا امع فرنسا ‪ ,‬فطرابلس العربية‬ ‫المسلمة الجارة القريبة العزيزة ‪ ,‬يعمل الدوتشى و رجاله على إفنائها و‬ ‫إبادة أهلها و اسنتئصالها و امحو كل أثر للعروبة و السلم امنها ‪ ,‬و كيف‬ ‫يكون فيها أثر للعروبة و السلم و قد اعنتبرت جزءا امن إيطاليا ؟ و ل‬ ‫يجد الدوتشي بعد ذلك امانعا يمنعه امن أن يدعي أنه حاامي السلم و‬ ‫أن يطلب بهذا العنوان صداقة المسلمين !!‬


‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫هذا الكلم يدامي القلوب و يفنتت الكباد ! و حسبي هذه الفواجع في‬ ‫هذا البيان ‪ ,‬فنتلك سلسلة ل آوخر لها ‪ ,‬و اننتم تعرفون هذا ‪ ,‬و لكن عليكم‬ ‫أن تبينوه للناس ‪ ,‬و أن تعلموهم أن السلم ل يرضى امن أبنائه بأقل‬ ‫امن الحرية والسنتقلل ‪ ،‬فضل م ً عن السيادة وإعلن الجهاد ‪ ،‬ولو كلفهم‬ ‫ذلك الدم والمال فالموت وخير امن هذه الحياة ‪ ,‬حياة العبودية و الرق و‬ ‫السنتذلل ! و أننتم إن فعلنتم ذلك و صدقنتم ا العزيمة فلبد امن النصر‬ ‫إن شاء ا ‪:‬‬ ‫عس ِزي ٌز( )المجادلة‪. (21:‬‬ ‫ا َقس ِوي ٌّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سس ِلي إ س ِ َّ‬ ‫ن أ َ​َنا َو ُر ُ‬ ‫غس ِلَب َّ‬ ‫ا ل َ ه ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫)َكَنت َ‬

‫وخـاتـمـة‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫تقدامت إليكم في هذا البيان بخلصة وافية اموجزة عن فكرتكم في‬ ‫امظهرها الخا ص ‪ ,‬و اليوم كنت احب أن اسنتعرض امعكم بعض‬ ‫المشاكل الجنتماعية و القنتصادية القائمة في المجنتمع المصري ‪ ,‬و إن‬ ‫شئنتم فقولوا السلامي فإن الداء يكون واحدا في الجميع ‪ ,‬لول ضيق‬ ‫الوقت ‪ ,‬و لول أن ينحصر في واحدة هي ‪ :‬ضعف الوخلق و فقدان‬ ‫المثل العليا ‪ ,‬و إيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العاامة ‪ ,‬و الجبن‬ ‫عن امواجهة الحقائق ‪ ,‬و الهروب امن تبعات العلج ‪ ,‬و الفرقة قاتلها ا‬ ‫‪ ,‬هذا هو الداء ‪ ,‬و الدواء كلمة واحدة أيضا هي ضد هذه الوخلق ‪ ,‬هي‬ ‫علج النفوس أيها الوخوان و تقويم أوخلق الشعب ‪:‬‬ ‫ها( )الشمس‪. (10-9:‬‬ ‫سا َ‬ ‫ن َد َّ‬ ‫ب َام ه ْ‬ ‫وخا َ‬ ‫ها ‪َ ,‬وَقه ْد َ‬ ‫ن َزَّكا َ‬ ‫ح َام ه ْ‬ ‫)َقه ْد أ َه ْفَل َ‬


‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫لقد قام هذا الدين بجهاد أسلفكم علي دعائم قوية امن اليمان بالله ‪ ،‬و‬ ‫الزهادة في امنتعة الحياة الفانية وإيثار دار الخلود ‪ ،‬والنتضحية بالدم‬ ‫والروح والمال في سبيل امناصرة الحق ‪ ،‬وحب الموت في سبيل ا‬ ‫والسير في ذلك كله علي هدي القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫فعلي هذه الدعائم القوية أسسوا نهضنتكم و أصلحوا نفوسكم‬ ‫م َوَلنه ْ َيس ِنتَرُك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ا َام َ‬ ‫وركزوا دعوتكم وقودوا الامة إلي الخير ‪َ) ،‬و ُ‬ ‫م ( )امحمد‪. (35:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫ل تيئسوا فليس اليأس امن أوخلق المسلمين ‪ ،‬وحقائق اليوم أحلم‬ ‫الامس ‪ ،‬وأحلم الامس ‪ ،‬وأحلم اليوم حقائق الغد ‪ .‬ول زال في الوقت‬ ‫امنتسع ‪ ،‬ول زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم‬ ‫المؤامنة رغم طغيان امظاهر الفساد ‪ .‬والضعيف ل يظل ضعيفا طول‬ ‫عَلى اَّلس ِذينَ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫حياته ‪ ،‬والقوي ل تدوم قوته أبد البدين ‪َ) :‬وُنس ِريُد أ َ ه ْ‬ ‫ن( )القصص‪. (5:‬‬ ‫م اه ْلَواس ِرس ِثي َ‬ ‫عَلُه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مم ًة َوَن ه ْ‬ ‫م أ َس ِئ َّ‬ ‫عَلُه ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َوَن ه ْ‬ ‫عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سُنت ه ْ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫إن الزامان سينتمخض عن كثير امن الحواد ث الجسام ‪ ،‬وإن الفر ص‬ ‫سنتسنح للعمال العظيمة ‪ ،‬وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية‬ ‫والفوز والسلم لنتخلصه امما هو فيه امن آلم ‪ ,‬وإن الدور عليكم في‬ ‫قيادة الامم وسيادة الشعوب ‪ ،‬وتلك اليام نداولها بين الناس ‪ ،‬وترجون‬ ‫امن ا اما ل يرجون ‪ ،‬فاسنتعدوا واعملوا اليوم ‪ ،‬فقد تعجزون عن العمل‬ ‫غدا ‪.‬‬ ‫لقد وخاطبت المنتحمسين امنكم أن ينتريثوا و يننتظروا دورة الزامان ‪ ،‬و إني‬ ‫لوخاطب المنتقاعدين أن ينهضوا و يعملوا فليس امع الجهاد راحة ‪:‬‬ ‫ن( )العنكبوت‪:‬‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع اه ْل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ا َل َ‬ ‫ن َ‬ ‫سُبَلَنا َوإ س ِ َّ‬ ‫م ُ‬ ‫هُدوا س ِفيَنا َلَنه ْهس ِدَيَّنُه ه ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ن َ‬ ‫)َواَّلس ِذي َ‬


‫‪(69‬‬ ‫وإلي الامام دائما ‪...‬‬ ‫وا أكبر ولله الحمد‬

‫حسـن البنــا‬


‫في امؤتمر طلبة الوخوان المسلمين‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫الحمد لله والصلة والسلم علي سيدنا امحمد وعلي آله وصحبه‬ ‫م ُنورا‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْنَزه ْلَنا إ س َِله ْي ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َرِّب ُ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫ها ٌ‬ ‫م ُبه ْر َ‬ ‫ءُك ه ْ‬ ‫جا َ‬ ‫س َقه ْد َ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫مأ ٍة‬ ‫ح َ‬ ‫م س ِفي َر ه ْ‬ ‫وخُلُه ه ْ‬ ‫سُيه ْد س ِ‬ ‫موا س ِبس ِه َف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت َ‬ ‫ن آَامُنوا س ِباللس ِه َوا ه ْ‬ ‫ُامس ِبينا ‪َ ,‬فَأَّاما اَّلس ِذي َ‬ ‫سَنتس ِقيمام ً(‬ ‫صَراطا ُام ه ْ‬ ‫م إ س َِله ْيس ِه س ِ‬ ‫ل َوَيه ْهس ِديس ِه ه ْ‬ ‫ض أ ٍ‬ ‫س ِامه ْنُه َوَف ه ْ‬ ‫المحرم ‪1357‬هجرية‬

‫إلـي العمـــل‬ ‫أيها الوخوة ‪..‬‬ ‫كلما وقفت هذا الموقف امن جمهور يسنتمع ‪ ،‬سألت ا أن يقرب اليوم‬ ‫الذي ندع فيه اميدان الكلم إلي اميدان العمل ‪ ،‬واميدان وضع الخطط‬ ‫والمناهج إلي اميدان النفاذ والنتحقيق ‪ ،‬فقد طال الوقت الذي قضيناه‬ ‫وخطباء امنتكلمين والزامن يطالبنا في إلحاح بالعمال الجدية المننتجة ‪،‬‬ ‫والدنيا كلها تأوخذ بأسباب القوة والسنتعداد ‪ ،‬ونحن امازلنا بعد في دنيا‬ ‫ن ‪َ ,‬كُبَر َامه ْقنتا‬ ‫عُلو َ‬ ‫م َتُقوُلونَ َاما ل َته ْف َ‬ ‫ن آَامُنوا س ِل َ‬ ‫القاويل والحلم ‪َ):‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫سس ِبيس ِلس ِه‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ب اَّلس ِذينَ ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪ ,‬إ س ِ َّ‬ ‫عُلو َ‬ ‫ن َتُقوُلوا َاما ل َته ْف َ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ ص( )الصف‪(4-2:‬‬ ‫صو ٌ‬ ‫ن َامه ْر ُ‬ ‫م ُبه ْنَيا ٌ‬ ‫صتّفا َكَأَّنُه ه ْ‬ ‫َ‬ ‫أيها الوخوة ‪..‬‬ ‫تحد ث إليكم الوخوان في شمول امعني السلم وإحاطنته واسنتيعابه لكل‬ ‫امظاهر حياة الامم ‪ ،‬ناهضة أو امسنتقرة امنشئة أو امسنتكملة ‪ ،‬وعرض‬


‫بعضهم لموقف السلم امن الوطنية ‪ ،‬فأظهركم علي أن وطنية السلم‬ ‫هي أوســع الوطنية حدودا ‪ ،‬وأعمها وجودا ‪ ،‬وأسماها وخلودا ‪ ،‬وأن أشد‬ ‫المنتطرفين لوطنه المنتعصبين لقوامه لن يجد في دعــوة الوطنيين‬ ‫المجردين اما يلقاه امن حماسة وطنية المؤامنين ‪ ،‬ولست أفيض في شرح‬ ‫ذلك بعد إذ عرضوا له ‪ ،‬ولكــــني سأعرض إلي ناحية واحدة كثر فأغظ‬ ‫الناس بها وكثر تبعا لذلك غلطهم فيها ‪ ،‬هي ‪) :‬السياسة والسلم( ‪.‬‬

‫الـدين ‪ ..‬والسـياسـة‬ ‫قلما تجد إنسانا ينتحد ث إليك عن السياسة والسلم إل وجدته يفصل‬ ‫بينهما فصل م ً ‪ ،‬ويضع كل واحد امن المعنيين في جانب ‪ ،‬فهما عند الناس‬ ‫ل يلنتقيان ول يجنتمعان ‪ ،‬وامن هنا سميت هذه جمعية إسلامية ل سياسية‬ ‫‪ ،‬وذلك اجنتماع ديني ل سياسة فيه ‪ ،‬ورأيت في صدر قوانين الجمعيات‬ ‫السلامية وامناهجها )ل تنتعرض الجمعية للشئون السياسية( ‪.‬‬ ‫وقبل أن أعرض إلي هذه النظرة بنتزكية أو تخطئة احب أن الفت النظر‬ ‫إلى أامرين امهمين ‪:‬‬ ‫أولهما ‪ :‬أن الفارق بعيد ن عن الحزبية والسياسية ‪ ،‬وقد يجنتمعان وقد‬ ‫يفنترقان ‪ ،‬فقد يكون الرجال سياسيا بكل اما في الكلمة امن امعان وهو ل‬ ‫ينتصل بحزب ول يموت إليه ‪ ،‬وقد يكون حزبيُا وليدري امن أامر السياسة‬ ‫شيئا‪ ،‬وقد يجمع بينهما فيكون سياسيا حزبيا أو حزبيا سياسيا حد سواء ‪،‬‬ ‫وأنا حين أتكلم عن السياسة في هذه الكلمة فإنما أريد السياسة‬ ‫المطلقة ‪ ،‬وهى النظر في شؤون الامة الداوخلية والخارجية غير امقيدة‬ ‫بالحز بينة بحال ‪ ..‬هذا أامر‪.‬‬


‫والثاني ‪ :‬أن غير المسلمين حينما جهلوا هذا السلم ‪ ،‬أو حينما أعياهم‬ ‫أامر وثباته في نفوس اتباعه ‪ ،‬ورسووخه فت قلوب المؤامنين به ‪،‬‬ ‫واسنتعداد كل امسلم لنتفدينتة بالنفس والمال ‪ ،‬لم يحول أن يجرحوا في‬ ‫نفوس المسلمين اسم السلم ول امظاهره وشكلياته ‪ ،‬ولكنهم حاولوا‬ ‫يحصروا امعناه في دائرة ضيقة تذهب بكل امافية امن نواح قوية عملية ‪،‬‬ ‫وان تركب للمسلمين بعد ذلك قشور امن اللقاب والشكال والمظهريات‬ ‫ل تسمن ول تغنى امن جوع ‪ ....‬فافهموا المسلمين أن السلم شئ‬ ‫والجنتماع شيء أوخر ‪ ،‬وان السلم شيء والقانون شئ غيره ‪ ،‬وان‬ ‫السلم شئ وامسائل القنتصاد ل تنتصل به ‪ ،‬وان السلم شئ والثقافة‬ ‫العاامة سواه ‪ ،‬وان السلم شئ يجب أن يكون بعيدا عن السياسة ‪.‬‬ ‫فحدثوني بربكم أيها الوخوان ‪ ،‬إذا كان السلم شيئا غير السياسة وغير‬ ‫الجنتماع ‪،‬وغير القنتصاد ‪ ،‬وغير الثقافة ‪ ...‬فما هو إذن ؟ ‪....‬‬ ‫أهو هذه الركعات الخالية امن القلب الحاضر‪..‬‬ ‫أم هذا اللفاظ النتي هي كما تقون رابعة العدوية ‪:‬اسنتغفار يحنتاج إلى‬ ‫اسنتغفار ‪..‬‬ ‫ك ِّ‬ ‫ل‬ ‫ألهذا أيها الوخوة نزل القران نظااما كاامل امحكما امفصل ‪):‬س ِته ْبَيانا س ِل ُ‬ ‫ن( )النحل‪. (89:‬‬ ‫مي َ‬ ‫سس ِل س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫شَرى س ِله ْل ُ‬ ‫مم ًة َوُب ه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫هدىم ً َوَر ه ْ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫َ‬ ‫هذا المعنى المنتضائل لفكر السلم ‪ ،‬وهذه الحدود الضيقة النتي حددها‬ ‫امعنى السلم ‪ ،‬هي النتي حاول وخصوم السلم أن يحصر فيها‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وان يضحكوا عليهم بأن يقولوا لهم بأن تركنا لكم حرية‬ ‫الدين ‪ ،‬وان الدسنتور ينص على أن دين الدولة الرسمي هو السلم ‪.‬‬

‫السـلم الشـاامـل‬


‫أنا أعلن أيها الوخوان امن فوق المنبر بكل صراحة ووضوح وقوة ‪ ،‬أن‬ ‫السلم شئ غير هذا المعنى الذي أراد وخصوامة والعداء امن أبنائه أن‬ ‫يحصرون فيه ويقيدون به ‪ ،‬وأن السلم عقيدة وعبادة ‪ ،‬ووطن وجنسية‬ ‫‪ ،‬وسماحة وقوه ‪ ،‬ووخلق وامادة ‪ ،‬وثقافة وقانون ‪ ,‬وأن المسلم امطالب‬ ‫بحكم إسلامه أن يعني بكل شؤون أامنته ‪ ،‬وامن لم يهنتم بأامر المسلمين‬ ‫فليس امنهم ‪.‬‬ ‫واعنتقد أن أسلفنا رضوان ا عليه اما فهموا للسلم امعنى غير هذا ‪،‬‬ ‫فبه كانوا يحكمون ‪ ،‬وله كانوا يجاهدون ‪ ،‬وعلى قواعده كانوا ينتعلمون ‪،‬‬ ‫وفى حدوده كانوا يسيرون في كل شان امن شؤون الحياة الدنيا العملية‬ ‫قبل شؤون الوخرة الروحية ‪ ،‬ورحم ا الخليفة الول إذ يقول ‪) :‬لو ضاع‬ ‫امني عقال بعير لوجدته في كنتاب ا(‪.‬‬ ‫بعد هذا النتحديد العام لمعنى السلم الشاامل ولمعنى السياسة‬ ‫المجردة عن الحزبية ‪ ،‬أسنتطيع أن اجهر في صراحة بأن المسلم لن ينتم‬ ‫إسلامه إل إذا كان سياسيا ‪ ،‬يعيد النظر في شؤون أامنته ‪ ،‬امهنتما بها غيور‬ ‫عليا ‪ .‬وأسنتطيع كذلك أن أقول أن هذا النتحديد النتجريد أامر ل يقره‬ ‫السلم ‪ ،‬وأن على كل جمعية إسلامية أن تضع في رأس برناامجها‬ ‫الهنتمام بشؤون أامنتها السياسية وإل كانت تحنتاج هي نفسها إلى أن‬ ‫تفهم امعنى السلم‪.‬‬ ‫دعوني أيها الوخوة اسنترسل امعكم قليل في تقرير هذا المعنى الذي قد‬ ‫يبدو امفاجأة غريبة على قوم تعودوا إن يسمعوا دائما نغمة النتفريق بين‬ ‫السلم والسياسة ‪ ،‬والذي قد يدع بعض الناس يقولون بعد انصرافنا‬ ‫امن هذا الحفل ‪ :‬إن جماعة الوخوان المسلمين قد تركت امبادئها ‪،‬‬ ‫ووخرجت علي صفنتها ‪ ،‬وصارت جماعة سياسية بعد أن كانت جمعية دينية‬ ‫‪ ،‬ثم يذهب كل امنتأول في ناحية امن نواحي النتأويل املنتمسا أسباب هذا‬ ‫النقلب في نظره ‪ ،‬وعلم ا أيها السادة أن الوخوان اما كانوا يواما امن‬


‫اليام غير سياسيين ‪ ،‬ولن يكونوا يواما امن اليام غير امسلمين ‪ ،‬واما‬ ‫فرقت دعوتهم أبدا بين السياسة والدين ‪ ،‬ولن يراهم الناس في ساعة‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ماُلَنا َوَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫عه ْنُه َوَقاُلوا َلَنا أ َ ه ْ‬ ‫ضوا َ‬ ‫عَر ُ‬ ‫غَو أ َ ه ْ‬ ‫عوا الَّل ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫امن نهار حزبيين)َوإ س َِذا َ‬ ‫ن( )القصص‪ ، (55:‬وامحال أن‬ ‫هس ِلي َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫غي اه ْل َ‬ ‫م ل َنه ْبَنت س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماُل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫يسيروا لغاية غير غاينتهم أو يعملوا لفكرة سوي فكرتهم أو ينتلونوا بلون‬ ‫ن َلُه‬ ‫ح ُ‬ ‫غم ًة َوَن ه ْ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ا َوَام ه ْ‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫غير السلم الحنيف ‪ ):‬س ِ‬ ‫ن( )البقرة‪. (138:‬‬ ‫عاس ِبُدو َ‬ ‫َ‬

‫السـياسـة الداوخـليـة‬ ‫دعوني أيها الوخوة أسنترسل امعكم في تقرير هذا المعني ‪ ،‬فأقول إن‬ ‫كان يراد بالسياسة امعناها الداوخلي امن حيث تنظيم أامر الحكوامة وبيان‬ ‫امهماتها وتفصيل حقوقها وواجباتها وامراقبة الحاكمين والشراف عليهم‬ ‫ليطاعوا إذا أحسنوا وينقدوا إذا أساءوا ‪ ...‬فالسلم قد عني بهذه الناحية‬ ‫‪ ،‬ووضع لها القواعد والصول ‪ ،‬وفصل حقوق الحاكم والمحكوم ‪ ،‬وبين‬ ‫امواقف الظالم والمظلوم ‪ ،‬ووضع لكل حدا ل يحدوه ول ينتجاوزه ‪.‬‬ ‫فالدساتير والقوانين المدنية والجنائية بفروعها المخنتلفة عرض لها‬ ‫السلم ‪ ،‬ووضع نفسه امنها بالموضع الذي يجعله أول امصادرها وأقدس‬ ‫امنابعها ‪ .‬وهو حين فعل هذا إنما وضع الصول الكلية ‪ ،‬والقواعد العاامة‬ ‫‪ ،‬والمقاصد الجاامعة ‪ ،‬وفرض علي الناس تحقيقها ‪ ،‬وترك لهم الجزئيات‬ ‫والنتفاصيل يطبقونها بحسب ظروفهم وعصورهم ‪ ،‬ويجنتهدون في ذلك‬ ‫اما وسعنتهم المصلحة وواتاهم الجنتهاد ‪.‬‬ ‫وقد قرر السلم سلطة الامة وأكدها ‪ ،‬وأوصي بأن يكون كل امسلم‬ ‫امشرفا تمام الشراف علي تصرفات حكوامنته ‪ ،‬يقدم لها النصح والمعونة‬ ‫ويناقشها الحساب ‪ ،‬وهو كما فرض علي الحاكم أن يعمل لمصلحة‬ ‫المحكوامين بإحقاق الحق وإبطال الباطل فرض علي المحكوامين‬


‫كذلك أن يسمعوا ويطيعوا للحاكم اما كان كذلك ‪ ،‬فإذا انحرف فقد وجب‬ ‫عليهم أن يقواموه علي الحق ويلزاموه حدود القانون ويعيدوه إلي نصاب‬ ‫ح ِّ‬ ‫ق‬ ‫ب س ِباه ْل َ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ك اه ْل س ِ‬ ‫العدالة ‪ ،‬هذه تعاليم كلها امن كنتاب ا ‪َ):‬وأ َه ْنَزه ْلَنا إ س َِله ْي َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ا‬ ‫ما أ َه ْنَز َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫عَله ْيس ِه َفا ه ْ‬ ‫منا َ‬ ‫ب َوُامَهه ْي س ِ‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫ن َيَده ْيس ِه س ِام َ‬ ‫ما َبه ْي َ‬ ‫صِّدقا س ِل َ‬ ‫ُام َ‬ ‫عم ًة َوس ِامه ْنَهاجا‬ ‫شه ْر َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جعَه ْلَنا س ِامه ْن ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ٍّ‬ ‫ق س ِل ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫ء َ‬ ‫جا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ع َّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫هَوا َ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫سَنتس ِبُقوا‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫م س ِفي َاما آَتاُك ه ْ‬ ‫ن س ِلَيه ْبُلَوُك ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة َوَل س ِ‬ ‫حَد م ً‬ ‫م أ َُّامم ًة َوا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ا َل َ‬ ‫ء ُ‬ ‫شا َ‬ ‫َوَله ْو َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وأ َنس ِ‬ ‫خَنتس ِلُفو َ‬ ‫م س ِفيس ِه َت ه ْ‬ ‫ما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ميعا َفُيَنِّبُئ ُ‬ ‫ج س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ا َامه ْر س ِ‬ ‫ت إ س َِلى س ِ‬ ‫خه ْيَرا س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ك َ‬ ‫ن َيه ْفس ِنتُنو َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َواحه َْذه ْر ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫هَوا َ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫ا َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ما أ َه ْنَزلَ ُ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫عضس ِ‬ ‫م س ِبَب ه ْ‬ ‫صيَبُه ه ْ‬ ‫ن ُي س ِ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫ما ُيس ِريُد ُ‬ ‫م أ َ​َّن َ‬ ‫عَل ه ْ‬ ‫ن َتَوَّله ْوا َفا ه ْ‬ ‫ك َفس ِإ ه ْ‬ ‫ا إ س َِله ْي َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ض َاما أ َه ْنَز َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫َب ه ْ‬ ‫ن َوَامنه ْ‬ ‫غو َ‬ ‫هس ِلَّيس ِة َيه ْب ُ‬ ‫جا س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ​َف ُ‬ ‫سُقو َ‬ ‫س َلَفا س ِ‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫ن َكس ِثيرا س ِام َ‬ ‫م َوإ س ِ َّ‬ ‫ُذُنوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ن( )المائدة‪ ، (50-48:‬إلي عشر امن‬ ‫م ُيوس ِقُنو َ‬ ‫كما س ِلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ا ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫اليات الكريمة النتي تناولت كل اما ذكرنا بالبيان والنتفصيل ‪.‬‬ ‫ويقول رسول ا صلى ا عليه وسلم في تقرير سلطة الامة وتقرير‬ ‫الرأي العام فيها ‪) :‬الدين النصيحة( ‪ .‬قالوا ‪ :‬لمن يا رسول ا ؟ قال ‪:‬‬ ‫)لله ولرسوله ولكنتابه ولئمة المسلمين و عاامنتهم( ‪ ..‬ويقول أيضا )إن‬ ‫امن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر( ‪ ،‬ويقول كذلك )سيد‬ ‫الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلي إامام جائر فأامره ونهاه‬ ‫فقنتله( ‪ ..‬وإلي امئات الحاديث النتي تفصل هذا المعني وتوضحه ‪،‬‬ ‫وتوجب علي المسلمين أن يأامروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر ‪ ،‬وأن‬ ‫يراقبوا حكاامهم ويشرفوا علي امبلغ احنتراامهم للحق وإنفاذهم لحكام‬ ‫ا‪.‬‬ ‫فهل كان رسول ا صلى ا عليه وسلم حين يأامر بهذا النتدوخل ‪ ،‬أو‬ ‫الشراف أو النتناصح ‪ ،‬أو سمه اما شئت ‪ ،‬وحين يحض عليه ‪ ،‬ويبين أنه‬ ‫الجهاد الكبر ‪ ،‬وأن جزاءه الشهادة العظمي ‪ ..‬يخالف تعاليم السلم‬ ‫فيخلط السياسة بالدين ‪ ،‬أم أ‪ ،‬هذه هي طبيعة السلم الذي بعث ا به‬


‫نبيه صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬وأننا في الوقت الذي نعدل فيه بالسلم عن‬ ‫هذا المعني نصور لنفسنا إسلاما وخاصا غير الذي جاء به رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم عن ربه ‪.‬‬ ‫لقد تقرر هذا المعني الفسيح للسلم الصحيح في نفوس السلف‬ ‫الصالح لهذه الامة ‪ ،‬ووخالط أرواحهم وعقولهم ‪ ،‬وظهر في كل أدوار‬ ‫حياتهم السنتقللية قبل ظهور هذا السلم السنتعماري الخانع الذليل ‪.‬‬ ‫وامن هنا أيها الوخوان كان أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫ينتكلمون في نظم الحكم ‪ ،‬ويجاهدون في امناصرة الحق ‪ ،‬ويحنتملون‬ ‫عبء سياسة الامة ‪ ،‬ويظهرون علي الصفة النتي وصفوا أنفسهم بها‬ ‫)رهبان بالليل فرسان بالنهار( حنتى كانت أم المؤامنين عائشة الصِّديقة‬ ‫تخطب الناس في دقائق السياسة ‪ ،‬وتصور لهم امواقف الحكوامات في‬ ‫بيان رائع وحجة قوية ‪ ،‬وامن هنا كانت الكنتيبة النتي شقت عصا الطاعة‬ ‫على الحجاج وحاربنته وأنكرت عليه بقيادة ابن الشعث تسمي كنتيبة‬ ‫الفقهاء ‪ ،‬إذ كان فيها سعيد بن جبير وعاامر الشعبي وأضرابهما امن‬ ‫فقهاء النتابعين وجلة علمائهم‪.‬‬ ‫وامن هنا رأينا امن امواقف الئمة رضوان ا عليهم في امناصحة الملوك‬ ‫وامواجهة الامراء والحكام بالحق اما يضيق بذكر بعضه فضل م ً عن كله‬ ‫المقام ‪.‬‬ ‫وامن هنا كذلك كانت كنتب الفقه السلامي قديما وحديثا فياضة بأحكام‬ ‫الامارة والقضاء والشهادة والدعاوى والبيوع والمعااملت والحدود‬ ‫والنتعزيزات ‪ ،‬ذلك إلي أن السلم أحكام عملية وروحية ‪ ،‬إن قررتها‬ ‫السلطة النتشريعية فإنما تقوم علي حراسنتها وإنفاذ السلطة النتنفيذية‬ ‫والقضائية ‪ ،‬ول قيمة لقول الخطيب كل جمعة علي المنبر)َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ن‬ ‫طا س ِ‬ ‫ن‬ ‫شه ْي َ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫م س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫س س ِام ه ْ‬ ‫م س ِرجه ْ ٌ‬ ‫ب َوال َه ْزل ُ‬ ‫صا ُ‬ ‫سُر َوال َه ْن َ‬ ‫مه ْي س ِ‬ ‫مُر َواه ْل َ‬ ‫خ ه ْ‬ ‫ما اه ْل َ‬ ‫آَامُنوا إ س َِّن َ‬


‫ن( )المائدة‪ ، (90:‬في الوقت الذي يجيز فيه‬ ‫حو َ‬ ‫م ُته ْفس ِل ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫ه َل َ‬ ‫جَنتس ِنُبو ُ‬ ‫َفا ه ْ‬ ‫القانون السكر وتحمي الشرطة السكيرين وتقودهم إلي بيوتهم آامنين‬ ‫امطمئنين ‪ ،‬ولهذا كانت تعاليم القرآن ل تنفك عن سطوة السلطان ‪،‬‬ ‫ولهذا كانت السياسة جزءا امن الدين ‪ ،‬وكان امن واجبات المسلم أن‬ ‫يعني بعلج الناحية الحكوامية كما يعني بعلج الناحية الروحية ‪.‬‬ ‫وذلك اموقف السلم امن السياسة الداوخلية ‪.‬‬

‫السـياسـة الخـارجـية‬ ‫فإن أريد بالسياسة امعناها الخارجي ‪ ،‬وهو المحافظة علي اسنتقلل‬ ‫الامة وحرينتها ‪ ،‬وأشعارها كراامنتها وعزتها ‪ ،‬والسير بها إلي الهداف‬ ‫المجيدة النتي تحنتل بها امكاننتها بين الامم وامنزلنتها الكريمة في الشعوب‬ ‫والدول ‪ ،‬وتخليصها امن اسنتبداد غيرها بها وتدوخله في شؤونها ‪ ،‬امع‬ ‫تحديد الصلة بينها وبين سواها تحديدا يفصل حقوقها جميعا ‪ ،‬ويوجه‬ ‫الدول كلها إلي السلم العالمي العام وهو اما يسمونه )القانون‬ ‫الدولي( ‪ ..‬فإن السلم قد عني بذلك كل العناية وأفنتي فيه بوضوح‬ ‫وجلء ‪ ،‬وألزم المسلمين أن يأوخذوا بهذه الحكام في السلم والحرب‬ ‫علي السواء ‪ ،‬وامن قصر في ذلك وأهمله فقد جهل السلم أو وخرج‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫قرر السلم سيادة الامة السلامية وأسنتاذينتها للامم في آيات كثيرة امن‬ ‫س َته ْأُامُرو َ‬ ‫ن‬ ‫ت س ِللَّنا س ِ‬ ‫ج ه ْ‬ ‫وخس ِر َ‬ ‫وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫القرآن وامنها قوله تعالى‪ُ):‬كه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن س ِباللس ِه( )آل عمران‪ ، (110:‬وقوله‬ ‫كس ِر َوُته ْؤس ِامُنو َ‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َوَته ْنَهه ْو َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س ِباه ْل َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن‬ ‫س َوَي ُ‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫سطا س ِلَنت ُ‬ ‫م أ َُّامم ًة َو َ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫تعالى ‪َ):‬وَكَذس ِل َ‬ ‫عَّز ُ‬ ‫ة‬ ‫شس ِهيدا( )البقرة‪ ، (143:‬وقوله تعالى‪َ):‬وللس ِه اه ْل س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫سولُ َ‬ ‫الَّر ُ‬ ‫مونَ( )المنافقون‪ ، (8:‬وأكد‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫مَناس ِفس ِقي َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ك َّ‬ ‫ن َوَل س ِ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ‬ ‫َوس ِلَر ُ‬


‫قواامنتها وأرشدها إلي طريق صياننتها وإلي ضرر تدوخل غيرها في‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ن ُدوس ِن ُ‬ ‫طاَنم ًة س ِام ه ْ‬ ‫خُذوا س ِب َ‬ ‫ن آَامُنوا ل َتَّنت س ِ‬ ‫شؤونها بمثل قوله تعالى ‪َ):‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫خس ِفي‬ ‫م َوَاما ُت ه ْ‬ ‫هس ِه ه ْ‬ ‫ء س ِامنه ْ أ َه ْفَوا س ِ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫ت اه ْلَب ه ْ‬ ‫م َقه ْد َبَد س ِ‬ ‫عس ِن ُّنت ه ْ‬ ‫وخَبال م ً َو ُّدوا َاما َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ل َيه ْأُلوَن ُ‬ ‫م ُأول س ِ‬ ‫ء‬ ‫ها أ َه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن‪َ ,‬‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ت إ س ِ ه ْ‬ ‫م اليا س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫صُدوُر ُ‬ ‫ُ‬ ‫م( )آل عمران‪ ، (119-118:‬وأشار إلي امضار‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُّبوَن ُ‬ ‫م َول ُي س ِ‬ ‫ح ُّبوَنُه ه ْ‬ ‫ُت س ِ‬ ‫ك إ س َِذا‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫السنتعمار وسوء أثره في الشعوب فقال تبارك وتعالى ‪):‬إ س ِ َّ‬ ‫ن( )النمل‪:‬‬ ‫عُلو َ‬ ‫ك َيه ْف َ‬ ‫هس ِلَها أ َس ِذَّلم ًة َوَكَذس ِل َ‬ ‫ة أ َ ه ْ‬ ‫عَّز َ‬ ‫عُلوا أ َ س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ها َو َ‬ ‫سُدو َ‬ ‫وخُلوا َقه ْرَيم ًة أَه ْف َ‬ ‫َد َ‬ ‫‪. (34‬‬ ‫ثم أوجب علي الامة المحافظة علي هذه السيادة ‪ ،‬وأامرها باسنتعداد‬ ‫العدة و اسنتكمال القوة ‪ ،‬حنتى يسير الحق امحفوظا بجلل السلطة كما‬ ‫ة( )لنفال‪(60:‬‬ ‫م س ِامنه ْ ُقَّو أ ٍ‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫سَنت َ‬ ‫م َاما ا ه ْ‬ ‫ع ُّدوا َلُه ه ْ‬ ‫هو امشرق بأنوار الهداية)َوأ َ س ِ‬ ‫‪ ،‬ولم يغفل النتحذير امن صورة النصر ونشوة العنتزاز واما تجلبه امن‬ ‫امجانبة للعدالة وهضم للحقوق ‪ ،‬فحذر المسلمين العدوان علي أية حال‬ ‫عس ِدُلوا( )المائدة‪، (8:‬‬ ‫عَلى َأل َت ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َقه ْو أ ٍ‬ ‫شَنبآ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جس ِرَامَّن ُ‬ ‫في قوله تعالى ‪َ):‬ول َي ه ْ‬ ‫ة َوآَتُوا الَّزَكا َ‬ ‫ة‬ ‫صل َ‬ ‫ض أ َ​َقاُاموا ال َّ‬ ‫م س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫كَّنا ُ‬ ‫ن َام َّ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫امع قوله تعالى)اَّلس ِذي َ‬ ‫عاس ِقَبُة ال ُ​ُاموس ِر( )الحج‪.(41:‬‬ ‫كس ِر َوللس ِه َ‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ف َوَنَهه ْوا َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫َوأ َ​َامُروا س ِباه ْل َ‬ ‫وامن هنا أيها الوخوة رأينا أوخلء المسجد ‪ ،‬وأنضاء العبادة ‪ ،‬وحفظة‬ ‫الكنتاب الكريم ‪ ،‬بل وأبناء الروابط والزوايا امن السلف رضوان ا عليهم‬ ‫‪ ،‬ل يقنعون باسنتقلل بلدهم ‪ ،‬ول بعزة قوامهم ‪ ،‬ول بنتحرير شعوبهم ‪،‬‬ ‫ولكنهم ينسابون في الرض ‪ ،‬ويسيحون في آفاق البلد فاتحين امعلمين‬ ‫‪ ،‬يحررون الامم كما تحرروا ‪ ،‬ويهدونها بنور ا الذي اهنتدوا به ‪،‬‬ ‫ويرشدونها إلي سعادة الدنيا والوخرة ‪ ،‬ل يغلون ول يغدرون ‪ ،‬ول‬ ‫يظلمون ول يعنتدون ‪ ،‬ول يسنتعبدون الناس وقد ولدتهم أامهاتهم أحرارا‪.‬‬


‫وامن هنا رأينا عقبة بن نافع يخوض الطلسي بلبة جواده قائل م ً ‪) :‬اللهم‬ ‫لو علمت وراء هذا البحر أرضا لمضيت في البلد امجاهدا في سبيلك( ‪،‬‬ ‫في الوقت الذي يكون فيه أبناء العباس الشقاء قد دفن أحدهم‬ ‫بالطائف إلي جوار امكة ‪ ،‬والثاني بأرض النترك امن أقصي الشرق ‪،‬‬ ‫والثالث بأفريقيا امن أقصي المغرب ‪ ،‬جهادا في سبيل ا وابنتغاء‬ ‫لمرضاته ‪ .‬وهكذا فهم الصحابة والنتابعون لهم بإحسان أن السياسة‬ ‫الخارجية امن صميم السلم ‪.‬‬

‫الحـقوق الـدولــية‬ ‫وأحب قبل أن أوخنتم هذا السنترسال أن أؤكد لحضراتكم تأكيدا قاطعا أن‬ ‫سياسة السلم داوخلية أو وخارجية تكفل تمام الكفالة حقوق غير‬ ‫المسلمين ‪ ،‬سواء أكانت حقوق دولية أم كانت حقوق وطنية للقليات‬ ‫غير المسلمة ‪ ،‬وذلك لن شرف السلم الدولي أقدس شرف عرفه‬ ‫وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ‬ ‫م س ِ‬ ‫ن س ِامنه ْ َقه ْو أ ٍ‬ ‫خاَف َّ‬ ‫النتاريخ ‪ ،‬وا تبارك وتعالى يقول ‪َ):‬وإ س َِّاما َت َ‬ ‫ن( )لنفال‪ ، (58:‬ويقول ‪):‬س ِإل‬ ‫خاس ِئس ِني َ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ل ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ء إ س ِ َّ‬ ‫سَوا أ ٍ‬ ‫عَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫هُروا َ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫م ُي َ‬ ‫م شَه ْيئا َوَل ه ْ‬ ‫صوُك ه ْ‬ ‫م َيه ْنُق ُ‬ ‫م َل ه ْ‬ ‫ن ُث َّ‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫هه ْدُت ه ْ‬ ‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )النتوبة‪، (4:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ا ُيحس ِ ُّ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫م إ س َِلى ُامَّدس ِتس ِه ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عه ْهَد ُ‬ ‫م َ‬ ‫موا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫حدا َفَأس ِت ُّ‬ ‫أَ َ‬ ‫هَو‬ ‫ا إ س َِّنُه ُ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ح َلَها َوَتَوَّكله ْ َ‬ ‫جَن ه ْ‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫سه ْل س ِ‬ ‫حوا س ِلل َّ‬ ‫جَن ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ويقول تعالى ‪َ):‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫م( )لنفال‪.(61:‬‬ ‫عس ِلي ُ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ولئن كانت إيطاليا المنتمدنة قد غزت الحبشة حنتى اسنتولت عليها ولم‬ ‫تعلن عليها حربا ولم تسبق إلي ذلك بإنذار ‪ ،‬وحذت حذوها اليابان‬ ‫الراقية فهي تحارب الصين ولم تخطرها ولم تعلنها ‪ ،‬فإن النتاريخ لم يؤثر‬


‫عن رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ول عن صحابنته أنهم قاتلوا قواما‬ ‫أو غزوا قبيل م ً دون أن يوجهوا الدعوة وينتقداموا بالنذار وينبذوا إليه علي‬ ‫سواء ‪.‬‬ ‫وقد كفل السلم حقوق القليات بنص قرآني هو قول ا تبارك‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫م‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫ن َوَل ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫وتعالى ‪):‬ل َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫طينَ(‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوُته ْق س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَب ُّرو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ن س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫)الممنتحنة‪. (8:‬‬ ‫كما أن هذه السياسة السلامية نفسها ل تنافي أبدا الحكم الدسنتوري‬ ‫الشورى ‪ ،‬وهي واضعة أصله وامرشدة الناس إليه في قوله تعالى امن‬ ‫شوَرى‬ ‫م ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ة َوأ َه ْامُر ُ‬ ‫صل َ‬ ‫م َوأ َ​َقاُاموا ال َّ‬ ‫جاُبوا س ِلَرِّبس ِه ه ْ‬ ‫سَنت َ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫أوصاف المؤامنين)َواَّلس ِذي َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫شاس ِوه ْر ُ‬ ‫ن( )الشورى‪ ، (38:‬وقوله تعالى‪َ):‬و َ‬ ‫م ُيه ْنس ِفُقو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ما َرَزه ْقَنا ُ‬ ‫م َوس ِام َّ‬ ‫َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ا( )آل عمران‪ ، (159:‬وقد كان صلى‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ت َفَنتَوَّك ه ْ‬ ‫عَزه ْام َ‬ ‫س ِفي ال َه ْامس ِر َفس ِإَذا َ‬ ‫ا عليه وسلم يشاور أصحابه وينزل علي رأي الفرد امنهم امنتي وضح له‬ ‫صوابه كما فعل ذلك امع الحباب بن امنذر في غزوة بدر ‪ ،‬ويقول لبي‬ ‫بكر وعمر ‪) :‬لو اجنتمعنتما اما وخالفنتكما( ‪ ،‬وكذلك ترك عمر الامر شوري‬ ‫بين المسلمين ‪ ،‬وامازال المسلمون بخير اما كان أامرهم شورى بينهم ‪.‬‬

‫سـعة النتشـريع السـلامي‬ ‫كما أن تعاليم السلم وسياسنته ليس فيها امعني رجعي أبدا ‪ ،‬بل هي‬ ‫علي أدق قواعد النتشريع الصالح ‪ ،‬وقد اعنترف النتشريع لكثير امنها ـ‬ ‫وسيكشف الزامن للناس علي جلله اما لم يعرفوا ـ بأنها قد سبقنته في‬ ‫دقة الحكام وتصوير الامور وسعة النظر ‪ ،‬وشهد بذلك كثير امن غير‬ ‫المسلمين كما ورد كثيرا في كلم "الميسو لامبير" و إضرابه ‪ ،‬وأكدت ذلك‬


‫امؤتمرات النتشريع الدولية علي أن السلم قد وضع امن القواعد الكلية اما‬ ‫ينترك للمسلم بابا واسعا في الننتفاع بكل تشريع نافع امفيد ل ينتعارض‬ ‫امع أصول السلم وامقاصده و أثاب علي الجنتهاد بشروطه ‪ ،‬وقرر‬ ‫قاعدة المصالح المرسلة ‪ ،‬واعنتبر العرف ‪ ،‬واحنترم رأي الامام ‪ .‬كل هذه‬ ‫القواعد تجعل النتشريع السلامي في الذروة الساامية بين الشرائع‬ ‫والقوانين والحكام ‪.‬‬ ‫هذه امعان أحب أيها السادة أن تذيع بيننا وأن نذيعها في الناس ‪ ،‬فإن‬ ‫كثيرين لزالوا يفهمون امن امعنى النظام السلامي اما ل ينتفق بحال امع‬ ‫الحقيقة ‪ ،‬وهم لهذا ينفرون امنه ويحاربون الدعوة إليه ‪ ،‬ولو فقهوه علي‬ ‫وجهه لرجعوا به ولكانوا امن أوائل أنصاره وأشدهم تحمسا له وأعلهم‬ ‫صوتا في الدعوة إليه ‪.‬‬

‫الحـزبيـة السـياسـية‬ ‫أيها الوخوة الكرام ‪..‬‬ ‫بقي للسياسة امعني آوخر يؤسفني أن أقول أنه وحده هو المعني الذي‬ ‫يرادفها ويلزامها بغير حق في أذهان كثير امنا ‪ ،‬ذلك هو )الحزبية(‪.‬‬ ‫وإن لي في الحزبية السياسية آراء هي لي وخاصة ول أحب أن أفرضها‬ ‫علي الناس فإن ذلك ليس لي ول لحد ‪ ،‬ولكني كذلك ل أحب أن أكنتمها‬ ‫عنهم ‪ ،‬وأري أن واجب النصيحة للامة ـ ووخصوصا في امثل هذا الظروف‬ ‫ـ يدعوني إلي المجاهرة بها وعرضها علي الناس في وضوح وجلء ‪،‬‬ ‫وأحب كذلك أن يفهم جيدا أني حينما أتحد ث عن الحزبية السياسية‬ ‫فليس امعني هذا أني أعرض لحزب دون حزب ‪ ،‬أو أرجح أحد الحزاب‬ ‫علي غيره ‪ ،‬أو أن أننتقص أحدها وأزكي الوخر ‪ ،‬ليس ذلك امن امهماتي ‪،‬‬ ‫ولكني سأتناول المبدأ امن حيث هو ‪ ،‬وسأعرض للننتائج والثار المنترتبة‬


‫عليه ‪ ،‬وأدع الحكم علي الحزاب للنتاريخ وللرأي العام والجزاء الحق لله‬ ‫سو أ ٍ‬ ‫ء‬ ‫ت س ِامنه ْ ُ‬ ‫مَل ه ْ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ضرا َوَاما َ‬ ‫ح َ‬ ‫وخه ْيأ ٍر ُام ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت س ِام ه ْ‬ ‫مَل ه ْ‬ ‫ع س ِ‬ ‫س َاما َ‬ ‫ل َنه ْف أ ٍ‬ ‫جُد ُك ُّ‬ ‫م َت س ِ‬ ‫وحده)َيه ْو َ‬ ‫عيدا( )آل عمران‪. (30:‬‬ ‫ن َبه ْيَنَها َوَبه ْيَنُه أ َ​َامدا َب س ِ‬ ‫َتَو ُّد َله ْو أ َ َّ‬ ‫أعنتقد أيها السادة ‪ ،‬أن الحزبية السياسية إن جازت في بعض الظروف‬ ‫في بعض البلدان ‪ ،‬فهي ل تجوز في كلها ‪ ،‬وهي ل تجوز في امصر أبدا ‪،‬‬ ‫ووخاصم ًة في هذا الوقت الذي نسنتفنتح فيه عهدا جديدا ‪ ،‬ونريد أن نبني‬ ‫أامنتنا بناء قويا يسنتلزم تعاون الجهود وتوافر القوي والننتفاع بكل‬ ‫المواهب ‪ ،‬والسنتقرار الكاامل والنتفرغ النتام لنواحي الصلح ‪ .‬إن وراءنا‬ ‫في الصلح الداوخلي امنهاجا واسعا امطول م ً ‪ ،‬يجب أن نصرف كل الجهود‬ ‫إلي تحقيقه ‪ ،‬لنقاذ هذا الشعب الدائم الحيوية ‪ ،‬الجم النشاط ‪ ،‬المجهز‬ ‫بكل وسائل النشاط ‪ ،‬الذي ل ينقصه إل القيادة الصالحة والنتوجيه القويم‬ ‫‪ ،‬حنتى ينتكون أصلح تكوين ‪ ،‬يقضي علي الضعف والفقر والجهل‬ ‫والرذيلة ‪ ،‬وهي امعاول الهدم وسوس النهضات ‪ ،‬وليس هنا امحل تفصيل‬ ‫هذا المنهاج فذلك له وقت آوخر ‪ ،‬وأنا أعلم أننا جميعا نشعر بثقل وطأة‬ ‫العباء ‪ ،‬وبالمجهودات العظيمة النتي يجب أن تبذل في سبيل النتنظيم‬ ‫الداوخلي في كل امظاهر الحياة ‪.‬‬ ‫وأعنتقد كذلك أننا جربنا الوحدة امرتين ‪ ,‬كانت كل واحدة امنهما ألمع نجم‬ ‫في تاريخ النهضة ‪ ,‬أاما أولهما ففي فجر النهضة حينما برزت الامة صفا‬ ‫امنتحدا تنادي بحقها وتطالب باسنتحقاقها في اجنتماع أفزع الغاصبين وروع‬ ‫المسنتعمرين ووهنت أامام سلطانه قوى الظالمين ‪ ,‬أاما الثاني فحين‬ ‫تكوين الجبهة الوطنية النتي وخطت بنا وخطوة امهما كانت قصيرة فهي إلى‬ ‫الامام على كل حال ‪ ,‬وجربنا النتفرقة في امرات كثيرة امن قبل وامن بعد‬ ‫فما رأينا إل تمزيق الجهود ‪ ,‬وإحباط العمال ‪ ,‬وإفساد الشؤون ‪ ,‬وإتلف‬ ‫الوخلق ‪ ,‬ووخراب البيوت وتقطيع الرحام ‪ ,‬واسنتفادة الخصوم على‬ ‫حساب المخنتلفين المنتنابزين ‪.‬‬


‫الحزبيـة والنتدوخل‬ ‫وأعنتقد أيها السادة أن النتدوخل الجنبي في شؤون الامة ‪ ,‬ليس له امن‬ ‫باب إل النتدابر والخلف ‪ ,‬وهذا النظام الحزبي البغيض ‪ ,‬وأنه امهما اننتصر‬ ‫أحد الفريقين فإن الخصوم بالمرصاد ‪ ,‬يلتّوحون له بخصمه الوخر ‪,‬‬ ‫ويقفون امنهما اموقف القرد امن القطنتين ‪ ,‬ول يجني الشعب امن وراء‬ ‫ذلك إل الخسارة امن كراامنته واسنتقلله وأوخلقه وامصالحه ‪.‬‬ ‫إننا يا إوخوان أامة لم نسنتكمل اسنتقللنا بعد اسنتكمال تااما ‪ ,‬ول زلنا في‬ ‫الميزان ‪ ,‬ول زالت المطاامع تحيط بنا امن كل امكان ‪ ,‬ول سياج لحماية‬ ‫هذا السنتقلل والقضاء على تلك المطاامع إل الوحدة والنتكلف ‪.‬‬ ‫وإذا جاز لبعض الامم النتي اسنتكملت اسنتقللها وفرغت امن تكوين‬ ‫نفسها أن تخنتلف وتنتحزب في فرعيات الامور ‪ ,‬فإن ذلك ل يجوز في‬ ‫الامم الناشئة أبدا ‪ ,‬على أننا نلحظ أن الحواد ث العالمية قد ألجأت الامم‬ ‫جميعا إلى النتجرد امن الحزبية امطلقا ‪ ,‬أو البقاء على حزبية صورية‬ ‫تقليدية امع الوحدة في كل التجاهات‬

‫ل أحـزاب في امصـر‬ ‫وأعنتقد كذلك أن هذه الحزاب المصرية الحالية أحزاب امصنوعة أكثر امنها‬ ‫حقيقية ‪ ,‬وأن العاامل في وجودها شخصي أكثر امنه وطني ‪ ,‬وأن المهمة‬ ‫والحواد ث النتي كونت هذه الحزاب ويجب أن يننتهي هذا النظام باننتهائها‪.‬‬ ‫لقد تكتّون الوفد المصري امن الامة كلها للمطالبة بالسنتقلل على أساس‬ ‫المفاوضة وتلك هي امهمنته ‪ ,‬ثم تفرع امنه حزب الحرار الدسنتوريين‬ ‫للخلف في أسلوب المفاوضات ‪ ,‬وقد اننتهت المفاوضة بأساليبها ونظمها‬ ‫وقواعدها فاننتهت امهمنتها بذلك ‪ , ,‬وتكتّون حزب الشعب ليجاد نظام‬ ‫وخا ص ودسنتور وخا ص ‪ ,‬وقد اننتهى ذلك الدسنتور وذلك النظام بأشكاله‬ ‫وأوضاعه فاننتهت امهمنته هو الوخر ‪ ,‬وتكون حزب الشعب لموقف وخا ص‬


‫بين السراي والحزاب ‪ ,‬لقد اننتهت هذه الظروف جميعا ‪ ,‬وتجددت‬ ‫ظروف أوخرى تسنتدعي امناهج وأعمال ‪ ,‬فل امعنى أبدا لبقاء هذه‬ ‫الحزاب ‪ ,‬ول امعنى أبدا للرجوع على الماضي والمسنتقبل يلح إلحاحا‬ ‫صاروخا بالعمل والسير بأسرع اما يمكن امن الخطوات‪.‬‬

‫السـلم ل يقـر الحـزبية‬ ‫وبعد هذا كله أعنتقد أيها السادة أن السلم وهو دين الوحدة في كل‬ ‫شئ ‪ ,‬وهو دين سلامة الصدور ‪ ,‬ونقاء القلوب ‪ ,‬والوخاء الصحيح ‪,‬‬ ‫والنتعاون الصادق بين بني النسان جميعا فضل عن الامة الواحدة‬ ‫والشعب الواحد ‪ ,‬ل يقر نظام الحزبية ول يرضاه ول يوافق عليه ‪,‬‬ ‫ميعا َول َتَفَّرُقوا( )آل‬ ‫ج س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫حه ْب س ِ‬ ‫موا س ِب َ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت س ِ‬ ‫والقرآن الكريم يقول ‪َ):‬وا ه ْ‬ ‫عمران‪ , (103:‬ويقول رسول ا ‪) e‬هل أدلكم على أفضل امن درجة‬ ‫الصلة والصوم ؟ قالوا بلى يا رسول ا قال إصلح ذات البين ‪ ,‬فإن‬ ‫فساد ذات البين هي الحالقة ‪ ,‬ل أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين( ‪.‬‬ ‫وكل اما يسنتنتبعه هذا النظام الحزبي ‪,‬امن تنابز وتقاطع ‪ ,‬وتدابر وبغضاء ‪,‬‬ ‫يمقنته السلم أشد المقت ‪ ,‬ويحذر امنه في كثير امن الحاديث واليات ‪,‬‬ ‫وتفصيل ذلك يطول و وكل حضراتكم به عليم‪.‬‬

‫حـرية الـرأي‬ ‫وفرق أيها الوخوان بين الحزبية النتي شعارها الخلف والنقسام في‬ ‫الرأي والوجهة العاامة وفي كل اما ينتفرع امنها ‪ ,‬وبين حرية الراء النتي‬ ‫يبيحها السلم ويحض عليها ‪ ,‬وبين تمحيص الامور وبحث الشؤون‬ ‫والوخنتلف فيما يعرض تحريا للحق ‪ ,‬حنتى إذا وضح نزل على حكمه‬


‫الجميع سواء أكان ذلك اتباعا للغلبية أو للجماع ‪ ,‬فل تظهر الامة إل‬ ‫امجنتمعة ول يرى القادة إل امنتفقين‪.‬‬ ‫أيها الوخوان لقد آن الوان أن ترتفع الصوات بالقضاء على نظام‬ ‫الحزبية في امصر ‪ ,‬وأن يسنتبدل به نظام تجنتمع به الكلمة وتنتوحد به‬ ‫جهود الامة حول امنهاج إسلامي صالح تنتوافر على وضعه وإنفاذه القوى‬ ‫والجهود ‪.‬‬ ‫هذه نظرات يرى الوخوان المسلمون أن واجبهم السلامي أول والوطني‬ ‫ثانيا والنساني ثالثا يفرض عليهم فرضا ل امنا ص امنه أن يجهروا بها وأن‬ ‫يعرضوها على الناس و في إيمان عميق وبرهان وثيق ‪ ,‬امعنتقدين أن‬ ‫تحقيقها هو السبيل الوحيد لنتدعيم النهضة على أفضل القواعد والصول‬ ‫موا‬ ‫عَل ُ‬ ‫م َوا ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫حس ِيي ُ‬ ‫ما ُي ه ْ‬ ‫م س ِل َ‬ ‫عاُك ه ْ‬ ‫سولس ِ إ س َِذا َد َ‬ ‫جيُبوا للس ِه َوس ِللَّر ُ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ن آَامُنوا ا ه ْ‬ ‫‪َ),‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫شُرونَ( )لنفال‪. (24:‬‬ ‫ح َ‬ ‫ء َوَقه ْلس ِبس ِه َوأ َ​َّنُه إ س َِله ْيس ِه ُت ه ْ‬ ‫مه ْر س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ل َبه ْي َ‬ ‫حو ُ‬ ‫ا َي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫أ َ َّ‬

‫وخـاتمــــة‬ ‫وبعد أيها الوخوان ‪ ,‬فهذه نظرات سيضحك لها كثير امن الناس حين‬ ‫يسنتمعون إليها ‪ ,‬وأولئك هم الذين يئسوا امن أنفسهم وغفلوا عن تأييد‬ ‫ا لعباده المؤامنين ‪ ,‬وجهلوا أن هذا الذي تجهرون به اليوم ليس شيئا‬ ‫جديدا ولكنه دعوة السلم النتي جاء بها رسول ا ‪ e‬وجاهد في سبيلها‬ ‫وعمل لها أصحابه امن بعده ‪ ,‬والنتي يجب على كل امسلم يؤامن بالله‬ ‫وبرسوله وكنتابه أن يعمل لها كما عملوا ويجاهد في سبيلها كما جاهدوا‪.‬‬ ‫أتّاما أننتم أيها الوخوان فنتؤامنون بذلك كله و وتعنتقدون أن ا غالب على‬ ‫أامره ‪ ,‬وان ا امعكم على ذلك البرهان العلمي والنتطور النتاريخي‬ ‫والوضع الجغرافي والنتأييد الرباني ‪ ,‬وتجدون البشرى في قول رب‬ ‫عَلُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ج َ‬ ‫عُفوا س ِفي ال َه ْرضس ِ َوَن ه ْ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سُنت ه ْ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫العالمين ‪َ):‬وُنس ِريُد أ َ ه ْ‬ ‫ن( )القصص‪ , (5:‬واعلموا أن ا امعكم ‪ ,‬ول أطيل‬ ‫م اه ْلَواس ِرس ِثي َ‬ ‫عَلُه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مم ًة َوَن ه ْ‬ ‫أ َس ِئ َّ‬ ‫عليكم في بيان واجبكم فإنكم لنتعلمونه ‪ ,‬فبآامنوا وأوخلصوا واعملوا‬


‫واننتظروا ساعة الفوز وترقبوا وقت الننتصار ‪..‬‬

‫ن َقه ْبلُ‬ ‫و)للس ِه ال َه ْامُر س ِام ه ْ‬

‫عس ِزيُز‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫صُر َام ه ْ‬ ‫ا َيه ْن ُ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫ن ‪ ,‬س ِبَن ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ح اه ْل ُ‬ ‫عُد َوَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫َوس ِام ه ْ‬ ‫م( )الروم‪. (5:‬‬ ‫حي ُ‬ ‫الَّر س ِ‬ ‫والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته‬ ‫حسـن البنــا‬

‫دعوة للشباب‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫س ِبسه ْــــــ س ِ‬ ‫الحمد لله والصلة والسلم على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وامن‬ ‫واله ‪.‬‬

‫ن َتُقوُاموا للس ِه َامه ْثَنى َوُفَراَدى‬ ‫ة أ َ ه ْ‬ ‫حَد أ ٍ‬ ‫م س ِبَوا س ِ‬ ‫ظكُ ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ما أ َ س ِ‬ ‫ل إ س َِّن َ‬ ‫}ُق ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫هَو س ِإل َنس ِذي ٌر َل ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫جَّنأ ٍة إ س ِ ه ْ‬ ‫ن س ِ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫حس ِب ُ‬ ‫صا س ِ‬ ‫كُروا َاما س ِب َ‬ ‫م َتَنتَف َّ‬ ‫ُث َّ‬ ‫جأ ٍر َفُهَو‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫سَأه ْلُنتكُ ه ْ‬ ‫ل َاما َ‬ ‫شس ِديأ ٍد ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫ب َ‬ ‫عَذا أ ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ن َيَد ه ْ‬ ‫َبه ْي َ‬ ‫شس ِهي ٌد ‪,‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫هَو َ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ي س ِإل َ‬ ‫جس ِر َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫م إ س ِ ه ْ‬ ‫َلكُ ه ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ء‬ ‫ل َ‬ ‫ب ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫غُيو س ِ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫عل ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ف س ِباه ْل َ‬ ‫ن َرِّبي َيه ْقس ِذ ُ‬ ‫ل إ س ِ َّ‬ ‫ُق ه ْ‬ ‫ما‬ ‫ت َفس ِإَّن َ‬ ‫ضَله ْل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إ س ِ ه ْ‬ ‫عيُد ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫ل َوَاما ُي س ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫ئ اه ْلَبا س ِ‬ ‫ق َوَاما ُيه ْبس ِد ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ي َرِّبي‬ ‫حي إ س َِل َّ‬ ‫ما ُيو س ِ‬ ‫ت َفس ِب َ‬ ‫هَنتَده ْي ُ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫سي َوإ س ِ س ِ‬ ‫عَلى َنه ْف س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ُّ‬ ‫أ َ س ِ‬ ‫ب {‬ ‫ع َقس ِري ٌ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س س ِ‬ ‫إ س َِّنُه َ‬


‫عـواامـل النجــاح‬ ‫أيها الشباب ‪:‬‬ ‫أحمد إليكم ا الذي ل إله إل هو ‪ ،‬وأصلي وأسلم على سيدنا امحمد‬ ‫إامام المصلحين وسيد المجاهدين ‪ ،‬وعلى اله وصحبه والنتابعين‪.‬‬ ‫أيها الشباب ‪:‬‬ ‫إنما تنجح الفكرة إذا قوي اليمان بها ‪ ،‬وتوفر الوخل ص في سبيلها ‪،‬‬ ‫وازدادت الحماسة لها ‪ ،‬ووجد السنتعداد الذي يحمل على النتضحية‬ ‫والعمل لنتحقيقها ‪ .‬وتكاد تكون هذه الركان الربعة ‪ :‬اليمان‪،‬‬ ‫والوخل ص ‪ ،‬والحماسة ‪ ،‬والعمل امن وخصائص الشباب ‪ .‬لن أساس‬ ‫اليمان القلب الذكي ‪ ،‬وأساس الوخل ص الفؤاد النقي ‪ ،‬وأساس‬ ‫الحماسة الشعور القوي ‪ ،‬وأساس العمل العزم الفنتي ‪ ،‬وهذه كلها ل‬ ‫تكون إل للشباب‪ .‬وامن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أامة عماد‬ ‫نهضنتها ‪ ،‬وفي كل نهضة سر قوتها ‪ ،‬وفي كل فكرة حاامل راينتها‪) :‬إ س َِّنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫هدىم ً( )الكهف‪. (13:‬‬ ‫م ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َوس ِزه ْدَنا ُ‬ ‫س ِفه ْنتَي ٌة آَامُنوا س ِبَرِّبس ِه ه ْ‬ ‫وامن هنا كثرت واجباتكم ‪ ،‬وامن هنا عظمت تبعاتكم ‪ ،‬وامن هنا تضاعفت‬ ‫حقوق أامنتكم عليكم ‪ ،‬وامن هنا ثقلت الامانة في أعناقكم ‪ .‬وامن هنا‬ ‫وجب عليكم أن تفكروا طويل ‪ ،‬وأن تعملوا كثيرا ‪ ،‬وأن تحددوا اموقفكم ‪،‬‬ ‫وأن تنتقداموا للنقاذ ‪ ،‬وأن تعطوا الامة حقها كاامل امن هذا الشباب‪.‬‬ ‫قد ينشأ الشاب في أامة وادعة هادئة ‪ ،‬قوي سلطانها واسنتبحر عمرانها ‪،‬‬ ‫فينصرف إلى نفسه اكثر امما ينصرف إلى أامنته ‪ ،‬ويلهو ويعبث وهو هادئ‬ ‫النفس امرتاح الضمير ‪ .‬وقد ينشأ في أامة جاهدة عااملة قد اسنتولى عليها‬ ‫غيرها ‪ ،‬واسنتبد بشؤونها وخصمها فهي تجاهد اما اسنتطاعت في سبيل‬


‫اسنترداد الحق المسلوب‪ ،‬والنترا ث المغصوب ‪ ،‬والحرية الضائعة والامجاد‬ ‫الرفيعة‪ ،‬والمثل العالية‪ .‬وحينئذ يكون امن أوجب الواجبات على هذا‬ ‫الشباب أن ينصرف إلى أامنته أكثر امما ينصرف إلى نفسه‪ .‬وهو إذ يفعل‬ ‫ذلك يفوز بالخير العاجل في اميدان النصر‪ ،‬و الخير الجل امن امثوبة ا‪.‬‬ ‫ولعل امن حسن حظنا أن كنت امن الفريق الثاني فنتفنتحت أعيننا على أامة‬ ‫دائبة الجهاد امسنتمرة الكفاح في سبيل الحق والحرية‪ .‬واسنتعدوا يا‬ ‫رجال فما أقرب النصر للمؤامنين واما أعظم النجاح للعااملين الدائبين‪.‬‬ ‫أيها الشباب‪:‬‬ ‫لعل امن أوخطر النواحي في الامة الناهضة‪ -‬وهي في فجر نهضنتها‪-‬‬ ‫اوخنتلف الدعوات‪ ،‬واوخنتلط الصيحات‪ ،‬وتعدد المناهج ‪ ،‬وتباين الخطط‬ ‫والطرائق ‪ ،‬و كثرة المنتصدين للنتزعم والقيادة ‪ .‬وكل ذلك تفريق في‬ ‫الجهود وتوزيع للقوى ينتعذر امعه الوصول إلى الغايات‪ .‬وامن هنا كانت‬ ‫دراسة هذه الدعوات والموازنة بينها أامرا أساسيا ل بد امنه لمن يريد‬ ‫الصلح ‪.‬‬ ‫وامن هنا كان امن واجبي أن أشرح لكم في وضوح اموجز دعوة السلم‬ ‫في القرن الهجري الرابع عشر‪.‬‬

‫دعوتنـا في العصـر الحـديث‬ ‫لقد آامنا إيمانا ل جدال فيه ول شك امعه‪ ،‬واعنتقدنا عقيدة أثبت امن‬ ‫الرواسي وأعمق امن وخفايا الضمائر‪ ،‬بأنه ليس هناك إل فكرة واحدة‬ ‫هي النتي تنقذ الدنيا المعذبة وترشد النسانية الحائرة وتهدي الناس‬ ‫سواء السبيل‪ ،‬وهي لذلك تسنتحق أن يضحي في سبيل إعلنها و النتبشير‬ ‫بها وحمل الناس عليها بالرواح والاموال وكل روخيص وغال‪ ،‬هذه‬


‫الفكرة هي السلم الحنيف الذي ل عوج فيه ول شر امعه ول ضلل لمن‬ ‫اتبعه ‪:‬‬ ‫ط ل إ س َِلَه س ِإل‬ ‫س س ِ‬ ‫عه ْلمس ِ َقاس ِئما س ِباه ْلس ِق ه ْ‬ ‫كُة َوُأوُلو اه ْل س ِ‬ ‫ملس ِئ َ‬ ‫هَو َواه ْل َ‬ ‫ا أ َ​َّنُه ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫شس ِهَد ُ‬ ‫) َ‬ ‫م( )آل عمران‪. (18:‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫عس ِزيُز اه ْل َ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ُ‬ ‫سل َ‬ ‫م‬ ‫م الس ِ ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ت َل ُ‬ ‫ضي ُ‬ ‫مس ِنتي َوَر س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫م س ِن ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْت َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م س ِديَن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ت َل ُ‬ ‫مه ْل ُ‬ ‫م أ َه ْك َ‬ ‫)اه ْلَيه ْو َ‬ ‫س ِدينا( )المائدة‪. (3:‬‬ ‫ففكرتنا لهذا إسلامية بحنتة‪ ،‬على السلم ترتكز وامنه تسنتمد وله تجاهد‬ ‫وفي سبيل إعلء كلمنته تعمل ‪ ,‬ل تعدل بالسلم نظااما ‪ ،‬ول ترضى‬ ‫سواه إامااما ‪ ،‬ول تطيع لغيره أحكااما‪.‬‬ ‫ل س ِامه ْنُه( )آل عمران‪. (85:‬‬ ‫ن ُيه ْقَب َ‬ ‫م س ِدينا َفَل ه ْ‬ ‫سل س ِ‬ ‫غه ْيَر الس ِ ه ْ‬ ‫غ َ‬ ‫ن َيه ْبَنت س ِ‬ ‫)َوَام ه ْ‬ ‫و لقد أتى على السلم والمسلمين حين امن الدهر توالت فيه الحواد ث‬ ‫وتنتابعت الكوار ث‪ ،‬وعمل وخصوم السلم على إطفاء روائه وإوخفاء بهائه‬ ‫وتضليل أبنائه و تعطيل حدوده ‪ ،‬و إضعاف جنوده ‪ ،‬وتحريف تعاليمه‬ ‫وأحكاامه تارة بالنقص امنها ‪ ،‬وأوخرى بالزيادة فيها ‪ ،‬وثالثة بنتأويلها على‬ ‫غير وجهها ‪ ،‬وساعدهم على ذلك ضياع سلطة السلم السياسية و‬ ‫تمزيق إامبراطورينته العالمية وتسريح جيوشه المحمدية ووقوع أاممه في‬ ‫قبضة أهل الكفر امسنتذلين امسنتعمرين‪.‬‬ ‫فأول واجباتنا نحن الوخوان أن نبين للناس حدود هذا السلم واضحة‬ ‫كااملة بينة ل زيادة فيها ول نقص بها ول لبس امعها‪ ،‬وذلك هو الجزء‬ ‫النظري امن فكرتنا‪ ،‬وأن نطالبهم بنتحقيقها ونحملهم على إنفاذها‬ ‫ونأوخذهم بالعمل بها‪ ،‬وذلك هو الجزء العملي لي هذه الفكرة‪.‬‬


‫وعمادنا في ذلك كله كنتاب ا الذي ل يأتيه الباطل امن بين يديه ول امن‬ ‫وخلفه ‪ ،‬والسنة الصحيحة الثابنتة عن رسول ا صلى ا عليه و سلم ‪،‬‬ ‫والسيرة المطهرة لسلف هذه الامة ‪ ،‬ل نبغي امن وراء ذلك إل إرضاء‬ ‫ا وأداء الواجب وهداية البشر وإرشاد الناس‪.‬‬ ‫وسنجاهد في سبيل تحقيق فكرتنا‪ ،‬وسنكافح لها اما حيينا وسندعو‬ ‫الناس جميعا إليها ‪ ،‬وسنبذل كل شيء في سبيلها ‪ ،‬فنحيا بها كرااما أو‬ ‫نموت كرااما ‪ ،‬وسيكون شعارنا الدائم ‪ :‬ا غاينتنا ‪ ،‬والرسول زعيمنا ‪،‬‬ ‫والقرآن دسنتورنا ‪ ،‬والجهاد سبيلنا ‪ ،‬والموت في سبيل ا أسمى أامانينا‪.‬‬ ‫أيها الشباب ‪:‬‬ ‫إن ا قد أعزكم بالنسبة إليه واليمان به والنتنشئة على دينه‪ ،‬وكنتب لكم‬ ‫بذلك امرتبة الصدارة امن الدنيا وامنزلة الزعاامة امن العالمين وكراامة‬ ‫السنتاذ بين تلامذته‪.‬‬ ‫كس ِر‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َوَته ْنَهه ْو َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن س ِباه ْل َ‬ ‫س َته ْأُامُرو َ‬ ‫ت س ِللَّنا س ِ‬ ‫ج ه ْ‬ ‫وخس ِر َ‬ ‫وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫)ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن س ِباللس ِه( )آل عمران‪. (110:‬‬ ‫َوُته ْؤس ِامُنو َ‬ ‫س( )البقرة‪(143:‬‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫سطا س ِلَنت ُ‬ ‫م أ َُّامم ًة َو َ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫)َوَكَذس ِل َ‬ ‫فأول اما يدعوكم إليه أن تؤامنوا بأنفسكم ‪ ،‬أن تعلموا امنزلنتكم وأن‬ ‫تعنتقدوا أنكم سادة الدنيا وإن أراد لكم وخصوامكم الذل ‪ ،‬وأساتذة‬ ‫العالمين وإن ظهر عليكم غيركم بظاهر امن الحياة الدنيا والعاقبة‬ ‫للمنتقين‪.‬‬ ‫فجددوا أيها الشباب إيمانكم ‪ ،‬وحددوا غاياتكم وأهدافكم‪ ،‬وأول القوة‬ ‫اليمان ‪ ،‬وننتيجة هذا اليمان الوحدة ‪ ،‬وعاقبة الوحدة النصر المؤزر‬ ‫المبين‪ .‬فبآامنوا وتبآوخوا واعلموا وترقبوا بعد ذلك النصر‪ ..‬وبشر المؤامنين‪.‬‬


‫إن العالم كله حائر يضطرب ‪ ،‬كل اما فيه امن النظم قد عجز عن علجه‬ ‫ول دواء له إل السلم‪ ،‬فنتقداموا باسم ا لنقاذه‪ ،‬فالجميع في اننتظار‬ ‫المنقذ‪ ،‬ولن يكون المنقذ إل رسالة السلم النتي تحملون امشعلها‬ ‫وتبشرون بها‪.‬‬

‫امــاذا نريــد؟‬ ‫أيها الشباب ‪:‬‬ ‫إن امنهاج الوخوان المسلمين امحدود المراحل واضح الخطوات‪ ،‬فنحن‬ ‫نعلم تمااما اماذا نريد ونعرف الوسيلة إلى تحقيق هذه الرادة ‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬نريد أول الرجل المسلم في تفكيره وعقيدته ‪ ،‬وفي وخلقه وعاطفنته ‪،‬‬ ‫وفي عمله وتصرفه‪ .‬فهذا هو تكويننا الفردي‪.‬‬ ‫‪ -2‬ونريد بعد ذلك البيت المسلم في تفكيره وعقيدته وفي وخلقه‬ ‫وعاطفنته وفي عمله وتصرفه ونحن لهذا نعنى بالمرأة عناينتنا بالرجل ‪،‬‬ ‫ونعنى بالطفولة عناينتنا بالشباب وهذا هو تكويننا السري‪.‬‬ ‫‪ -3‬ونريد بعد ذلك الشعب المسلم في ذلك كله أيضا ونحن لهذا نعمل‬ ‫على أن تصل دعوتنا إلى كل بيت ‪ ،‬وأن يسمع صوتنا في كل امكان ‪ ،‬وأن‬ ‫تنتيسر فكرتنا وتنتغلغل في القرى والنجوع والمدن والمراكز والحواضر‬ ‫والامصار‪ ،‬ل نألو في ذلك جهدا ول ننترك وسيلة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ونريد بعد ذلك الحكوامة المسلمة النتي تقود هدا الشعب إلى المسجد‬ ‫‪ ،‬وتحمل به الناس على هدى السلم امن بعد كما حملنتهم على ذلك‬ ‫بأصحاب رسول ا صلى ا عليه و سلم أبي بكر وعمر امن قبل ‪.‬‬ ‫ونحن لهذا ل نعنترف بأي نظام حكوامي ل يرتكز على أساس السلم ول‬ ‫يسنتمد امنه ‪ ،‬ول نعنترف بهذه الحزاب السياسية ‪ ،‬ول بهذه الشكال‬


‫النتقليدية النتي أرغمنا أهل الكفر وأعداء السلم على الحكم بها والعمل‬ ‫عليها‪ ،‬وسنعمل على إحياء نظام الحكم السلامي بكل امظاهره ‪،‬‬ ‫وتكوين الحكوامة السلامية على أساس هذا النظام‪.‬‬ ‫‪ -5‬ونريد بعد ذلك أن نضم إلينا كل جزء امن وطننا السلامي الذي فرقنته‬ ‫السياسة الغربية وأضاعت وحدته المطاامع الوروبية‪ .‬ونحن لهذا ل‬ ‫نعنترف بهذه النتقسيمات السياسية ول نسلم بهذه التفاقات الدولية‪ ،‬النتي‬ ‫تجعل امن الوطن السلامي دويلت ضعيفة اممزقة يسهل ابنتلعها على‬ ‫الغاصبين‪ ،‬ول نسكت على هضم حرية هذه الشعوب واسنتبداد غيرها‬ ‫بها‪ .‬فمصر وسورية والعراق والحجاز واليمن وطرابلس وتونس‬ ‫والجزائر وامراكش وكل شبر أرض فيه امسلم يقول ‪ :‬ل إله إل ا ‪ ،‬كل‬ ‫ذلك وطننا الكبير الذي نسعى لنتحريره وإنقاذه ووخلصه وضم أجزائه‬ ‫بعضها إلى بعض‪.‬‬ ‫ولئن كان الرايخ اللماني يفرض نفسه حااميا لكل امن يجري في عروقه‬ ‫دم اللمان ‪ ،‬فإن العقيدة إسلامية توجب على كل امسلم قوي أن يعنتبر‬ ‫نفسه حااميا لكل امن تشربت نفسه تعاليم القرآن ‪ .‬فل يجوز في عرف‬ ‫السلم أن يكون العاامل العنصري أقوى في الرابطة امن العاامل‬ ‫اليماني‪ .‬والعقيدة هي كل شيء في السلم‪ ،‬وهل اليمان إل الحب‬ ‫والبغض؟‬ ‫‪ -6‬ونريد بعد ذلك أن تعود راية ا وخافقة عالية على تلك البقاع النتي‬ ‫سعدت بالسلم حينا امن الدهر ودوى فيها صوت المؤذن بالنتكبير‬ ‫والنتهليل ‪ ،‬ثم أراد لها نكد الطالع أن ينحسر عنها ضياؤه فنتعود إلى الكفر‬ ‫بعد السلم ‪ .‬فالندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا وجزائر بحر‬ ‫الروم ‪ ،‬كلها امسنتعمرات إسلامية يجب أن تعود إلى أحضان السلم ‪،‬‬ ‫ويجب أن يعود البحر البيض والبحر الحمر بحيرتين إسلامينتين كما كاننتا‬


‫امن قبل ‪ ,‬ولئن كان السنيور اموسوليني يرى امن حقه أن يعيد‬ ‫الامبراطورية الروامانية ‪ ،‬واما تكونت هذه الامبراطورية المزعوامة قديما‬ ‫إل على أساس المطاامع والهواء ‪ ،‬فإن امن حقنا أن نعيد امجد‬ ‫الامبراطورية السلامية النتي قاامت على العدالة والنصاف ونشر النور‬ ‫والهداية ببن الناس‪.‬‬ ‫‪ -7‬نريد بعد ذلك وامعه أن نعلن دعوتنا على العالم وان نبلغ الناس‬ ‫جميعا ‪ ،‬وأن نعم بها آفاق الرض ‪ ،‬وأن نخضع لها كل جبار ‪ ،‬حنتى ل‬ ‫تكون فنتنة ويكون الدين كله لله ويوامئذ يفرح المؤامنون بنصر ا ‪ ،‬ينصر‬ ‫امن يشاء وهو العزيز الرحيم ‪.‬‬ ‫ولكل امرحلة امن هذه المراحل وخطواتها وفروعها ووسائلها‪ ،‬وإنما نجمل‬ ‫هنا القول دون إطالة ول تفصيل ‪ ،‬وا المسنتعان وهو حسبنا ونعم‬ ‫الوكيل‪.‬‬ ‫ليقل القاصرون الجبناء أن هذا وخيال عريق ووهم اسنتولى على نفوس‬ ‫هؤلء الناس ‪ ،‬وذلك هو الضعف الذي ل نعرفه ول يعرفه السلم ‪ .‬ذلك‬ ‫هو الوهن الذي قذف في قلوب هذه الامة فمكن لعدائها فيها ‪ ،‬وذلك‬ ‫هو وخراب القلب امن اليمان وهو علة سقوط المسلمين ‪ .‬وإنما نعلن‬ ‫في وضوح وصراحة أن كل امسلم ل يؤامن بهذا المنهاج ول يعمل لنتحقيقه‬ ‫لحظ له في السلم ‪ ،‬فليبحث له عن فكرة أوخرى يدين بها ويعمل لها‪.‬‬ ‫يا شباب ‪:‬‬ ‫لسنتم أضعف اممن قبلكم اممن حقق ا على أيديهم هذا المنهاج فل‬ ‫تهنوا وتضعفوا‪ ،‬وضعوا نصب أعينكم قوله تعالى‪:‬‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َفَزاَد ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫شه ْو ُ‬ ‫وخ َ‬ ‫كمه ْ َفا ه ْ‬ ‫عوا َل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫س َقه ْد َ‬ ‫ن الَّنا َ‬ ‫س إ س ِ َّ‬ ‫م الَّنا ُ‬ ‫ن َقالَ َلُه ُ‬ ‫)اَّلس ِذي َ‬ ‫ل( )آل عمران‪. (173:‬‬ ‫م اه ْلَوس ِكي ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ا َوس ِن ه ْ‬ ‫سُبَنا ُ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫مانا َوَقاُلوا َ‬ ‫س ِإي َ‬


‫سنربي أنفسنا ليكون امنا الرجل المسلم ‪ ،‬وسنربي بيوتنا ليكون امنها‬ ‫البيت المسلم ‪ ،‬وسنربى شعبنا ليكون امنه الشعب المسلم؟ وسنكون امن‬ ‫بين هذا الشعب المسلم ‪ ،‬وسنسير بخطوات ثابنتة إلى تمام الشوط ‪،‬‬ ‫والى الهدف الذي وضعه ا لنا ل الذي وضعناه لنفسنا‪ ،‬وسنصل بإذن‬ ‫ا وبمعوننته ‪ ،‬ويأبى ا إل أن ينتم نوره ولوكره الكافرون‪.‬‬ ‫وقد أعددنا لذلك إيمانا ل ينتزعزع ‪ ،‬وعمل ل ينتوقف‪ ،‬وثقة بالله ل تضعف‬ ‫‪ ،‬وأرواحا أسعد أياامها يوم تلقى ا شهيدة في سبيله‪.‬‬ ‫فليكن ذلك امن صميم السياسة الداوخلية والخارجية ‪ ،‬فإنما نسنتمد ذلك‬ ‫امن السلم‪ ،‬ونجد بأن هذا النتفريق بين الدين والسياسة ليس امن‬ ‫تعاليم السلم الحنيف ‪ ،‬ول يعرفه المسلمون الصادقون في دينهم‬ ‫الفاهمون لروحه وتعاليمه‪ ،‬فليهجرنا امن يريد تحويلنا عن هذا المنهاج‬ ‫فإنه وخصم للسلم أو جاهل به‪ ،‬وليس له سبيل إل أحد هذين‬ ‫الوضعين‪.‬‬

‫امـن هـم الوخوان المسـلمـين؟‬ ‫أيها الشباب‪ :‬يخطئ امن يظن أن جماعة الوخوان المسلمين )جماعة‬ ‫دراويش( قد حصروا أنفسهم في دائرة ضيقة امن العبادات السلامية ‪،‬‬ ‫كل همهم صلة وصوم وذكر وتسبيح‪ .‬فالمسلمون الولون لم يعرفوا‬ ‫السلم بهذه الصورة‪ ،‬ولم يؤامنوا به على هذا النحو؟ ولكنهم آامنوا به‬ ‫عقيدة وعبادة‪ ،‬ووطنا وجنسية ‪ ،‬ووخلقا وامادة ‪ ،‬وثقافة وقانونا ‪ ،‬وسماحة‬ ‫و قوة ‪ .‬واعنتقدوه نظااما كاامل يفرض نفسه على كل امظاهر الحياة‬ ‫وينظم أامر الدنيا كما ينظم الوخرة ‪ .‬اعنتقدوه نظااما عمليا وروحيا امعا‬ ‫فهو عندهم دين ودولة ‪ ،‬وامصحف وسيف ‪ .‬وهم امع هذا ل يهملون أامر‬ ‫عبادتهم ول يقصرون في أداء فرائضهم لربهم ‪ ،‬يحاولون إحسان الصلة‬ ‫وينتلون كنتاب ا ‪ ،‬ويذكرون ا تبارك وتعالى على النحو الذي أامر به‬


‫وفي الحدود النتي وضعها لهم‪ ،‬في غير غلو ول سرف ‪ ،‬فل تنطع ول‬ ‫تعمق ‪ ،‬وهم أعرف بقول رسول ا صلى ا عليه و سلم ‪) :‬إن هذا‬ ‫الدين امنتين فأوغل فيه برفق‪ ،‬إن المنبت ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى( ‪،‬‬ ‫وهم امع هذا يأوخذون امن دنياهم بالنصيب الذي ل يضر ببآوخرتهم‪،‬‬ ‫ويعلمون قول ا تبارك وتعالى‪:‬‬ ‫ن الِّره ْزقس ِ( )لعراف‪:‬‬ ‫ت س ِام َ‬ ‫طِّيَبا س ِ‬ ‫ه َوال َّ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫ج س ِل س ِ‬ ‫وخَر َ‬ ‫ا اَّلس ِنتي أ َ ه ْ‬ ‫م س ِزيَنَة س ِ‬ ‫حَّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َام ه ْ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫‪. (32‬‬ ‫و إن الوخوان ليعلمون أن وخير وصف لخير جماعة هو وصف أصحاب‬ ‫رسول ا صلى ا عليه و سلم ‪) :‬رهبان في الليل فرسان في النهار( ‪،‬‬ ‫وكذلك يحاولون أن يكونوا وا المسنتعان‪.‬‬ ‫ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين ينتبرامون بالوطن والوطنية‪،‬‬ ‫فالمسلمون أشد الناس إوخلصا لوطانهم وتفانيا في وخدامة هذه‬ ‫الوطان واحنترااما لكل امن يعمل لها امخلصا‪ ،‬وها قد علمت إلى أي حد‬ ‫يذهبون في وطنينتهم والى أي عزة يبغون بأامنتهم ‪ .‬ولكن الفارق بين‬ ‫المسلمين وبين غيرهم امن دعاة الوطنية المجردة أن أساس وطنية‬ ‫المسلمين العقيدة السلامية‪ .‬فهم يعملون لوطن امثل امصر ويجاهدون‬ ‫في سبيله ويفنون في هذا الجهاد لن امصر امن أرض السلم وزعيمة‬ ‫أاممه؟ كما أنهم ل يقفون بهذا الشعور عند حدودها بل يشركون امعها‬ ‫فيه كل أرض إسلامية وكل وطن إسلامي ‪ ،‬على حين يقف كل وطني‬ ‫امجرد عند حدود أامنته ول يشعر بفريضة العمل للوطن إل عن طريق‬ ‫النتقليد أو الظهور أو المباهاة أو المنافع‪ ،‬ل عن طريق الفريضة المنزلة‬ ‫امن ا على عباده ‪ .‬وحسبك امن وطنية الوخوان المسلمين أنهم‬ ‫يعنتقدون عقيدة جازامة لزامة أن النتفريط في أي شبر أرض يقطنه‬


‫امسلم جريمة ل تغنتفر حنتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته‪ ،‬ول نجاة لهم‬ ‫امن ا إل بهذا‪.‬‬ ‫ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين دعاة كسل أو إهمال‪ ،‬فالوخوان‬ ‫يعلنون في كل أوقاتهم أن المسلم ل بد أن يكون إامااما في كل شيء ‪،‬‬ ‫ول يرضون بغير القيادة والعمل والجهاد والسبق في كل شيء ‪ ،‬في‬ ‫العلم وفي القوة وفي الصحة وفي المال‪ .‬والنتأوخر في أية ناحية امن‬ ‫النواحي ضار بفكرتنا امخالف لنتعاليم ديننا ‪ ،‬ونحن امع هذا ننكر على‬ ‫الناس هذه المادية الجارفة النتي تجعلهم يريدون أن يعيشوا لنفسهم‬ ‫فقط وأن ينصرفوا بمواهبهم وأوقاتهم وجهودهم إلى النانية الشخصية‬ ‫‪ ،‬فل يعمل أحدهم لغيره شيئا ول يعنى امن أامر أامنته بشيء ‪ ،‬والنبي‬ ‫صلى ا عليه و سلم يقول‪) :‬امن لم يهنتم بأامر المسلمين فليس امنهم( ‪،‬‬ ‫كما يقول‪) :‬إن ا كنتب الحسان على كل شيء(‪.‬‬ ‫ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين دعاة تفريق عنصري بين‬ ‫طبقات الامة فنحن نعلم أن السلم عني أدق العناية باحنترام الرابطة‬ ‫ق َبه ْينَ‬ ‫النسانية العاامة بين بني النسان في امثل ‪ .‬قوله تعالى‪) :‬ل ُنَفِّر ُ‬ ‫سس ِلس ِه( )البقرة‪ . (285:‬وقد حرم السلم العنتداء حنتى في‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫حأ ٍد س ِام ه ْ‬ ‫أَ َ‬ ‫عَلى‬ ‫م َ‬ ‫ن َقه ْو أ ٍ‬ ‫شَنبآ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جس ِرَامَّن ُ‬ ‫حالت الغضب والخصوامة فقال تعالى‪َ) :‬ول َي ه ْ‬ ‫ب س ِللَّنته ْقَوى( )المائدة‪. (8:‬‬ ‫هَو أ َه ْقَر ُ‬ ‫عس ِدُلوا ُ‬ ‫عس ِدُلوا ا ه ْ‬ ‫َأل َت ه ْ‬ ‫وأوصى بالبر والحسان بين المواطنين وإن اوخنتلفت عقائدهم وأديانهم‪:‬‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫ن َوَل ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫)ل َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫م( )الممنتحنة‪.(8:‬‬ ‫طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوُته ْق س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَب ُّرو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫كما أوصى بإنصاف الذاميين وحسن امعااملنتهم‪ ) :‬لهم اما لنا وعليهم اما‬ ‫علينا (‪ .‬نعلم كل هذا فل ندعو إلى فرقة عنصرية ‪ ،‬ول إلى عصبية‬ ‫طائفية ‪ .‬ولكننا إلى جانب هذا ل نشنتري هذه الوحدة بإيماننا ول نساوم‬


‫في سبيلها على عقيدتنا ول نهدر امن أجلها امصالح المسلمين ‪ ،‬وإنما‬ ‫نشنتريها بالحق والنصاف والعدالة وكفى‪ .‬فمن حاول غير ذلك أوقفناه‬ ‫عند حده وأبنا له وخطأ اما ذهب إليه‪ :‬ولله العزة ولرسوله وللمؤامنين‪.‬‬ ‫ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين يعملون لحساب هيئة امن‬ ‫الهيئات أو يعنتمدون على جماعة امن الجماعات ‪ .‬فالوخوان المسلمون‬ ‫يعملون لغاينتهم على هدى امن ربهم‪ ،‬وهي السلم وأبناؤه في كل‬ ‫زامان وامكان ‪ ،‬وينفقون امما رزقهم ا ابنتغاء امرضاته‪ ،‬ويفخرون بأنهم‬ ‫إلى الن لم يمدوا يدهم إلى أحد ولم يسنتعينوا بفرد ول هيئة ول‬ ‫جماعة‪.‬‬ ‫أيها الشباب‪:‬‬ ‫على هذه القواعد الثابنتة وإلى هذه النتعاليم الساامية ندعوكم جميعا‪.‬‬ ‫فإن آامننتم بفكرتنا ‪ ،‬واتبعنتم وخطواتنا ‪ ،‬وسلكنتم امعنا سبيل السلم‬ ‫الحنيف ‪ ،‬وتجردتم امن كل فكرة سوى ذلك ‪ ،‬ووقفنتم لعقيدتكم كل‬ ‫جهودكم فهو الخير لكم في الدنيا والوخرة ‪ ،‬وسيحقق ا بكم إن شاء‬ ‫ا اما حقق بأسلفكم في العصر الول ‪ ،‬وسيجد كل عاامل صادق‬ ‫امنكم في اميدان السلم اما يرضى همنته ويسنتغرق نشاطه إذا كان امن‬ ‫الصادقين ‪.‬‬ ‫وإن أبينتم إل النتذبذب والضطراب ‪ ،‬والنتردد بين الدعوات الحائرة‬ ‫والمناهج الفاشلة ‪ ،‬فإن كنتيبة ا سنتسير غير عابئة بقلة ول بكثرة ‪َ) :‬وَاما‬ ‫م( )آل عمران‪.(126:‬‬ ‫كي س ِ‬ ‫ح س ِ‬ ‫عس ِزيس ِز اه ْل َ‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫عه ْنس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫صُر س ِإل س ِام ه ْ‬ ‫الَّن ه ْ‬

‫حســن البنــا‬


‫منتنـا‬ ‫امـهـ تّ‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫الحمد لله ‪ ,‬وصلى ا على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫أحييكم بنتحية السلم تحية امن عند ا امباركة طيبة ‪ ,‬فسلم ا عليكم‬ ‫ورحمنته وبركاته‪.‬‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪...‬‬ ‫أيها الناس أجمعون ‪...‬‬ ‫في هذا الصخب الداوي امن صدى الحواد ث الكثيرة المريرة ‪ ,‬النتي تلدها‬ ‫الليالي الحبالى في هذا الزامان ‪,‬وفي هذا النتيار المنتدفق الفياض امن‬ ‫الدعوات النتي تهنتف بها أرجاء الكون ‪ ,‬وتسري بها أامواج الثير في أنحاء‬ ‫المعمورة ‪ ,‬امجهزة بكل اما يغري و يخدع امن الامال والوعود والمظاهر‬ ‫‪.‬‬ ‫ننتقدم بدعوتنا نحن الوخوان المسلمون ‪...‬‬ ‫هادئة ‪...‬‬ ‫لكنها أقوى امن الزوابع العاصفة ‪...‬‬ ‫امنتواضعة ‪...‬‬ ‫لكنها أعز امن الشم الرواسي ‪...‬‬ ‫امحدودة ‪...‬‬ ‫لكنها أوسع امن حدود هذه القطار الرضية جميعا ‪..‬‬ ‫وخالية امن المظاهر والبهرج الكاذب ‪...‬‬ ‫ولكنها امحفوفة بجلل الحق ‪ ،‬وروعة الوحي ‪ ،‬ورعاية ا ‪...‬‬ ‫امجردة امن المطاامع والهواء والغايات الشخصية والمنافع الفردية ‪،‬‬ ‫ولكنها تور ث المؤامنين بها والصادقين في العمل لها السيادة في الدنيا‬ ‫والجنة في الوخرة ‪.‬‬


‫على ضـوء الدعـوة الولـى‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪...‬‬ ‫أيها الناس أجمعون ‪...‬‬ ‫اسمعوها صريحة داوية ‪ ,‬يجلجل بها صوت الداعي الول امن بعد كما‬ ‫جلجل بها امن قبل ‪:‬‬ ‫كِّبه ْر( )المدثر‪. (3:‬‬ ‫ك َف َ‬ ‫م َفَأه ْنس ِذه ْر ‪َ ,‬وَرَّب َ‬ ‫مَّدِّثُر ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن‬ ‫ض َ‬ ‫عس ِر ه ْ‬ ‫ما ُته ْؤَامُر َوأ َ ه ْ‬ ‫ع س ِب َ‬ ‫صَد ه ْ‬ ‫ويدوي امعها سر قوله تعالى ‪َ) :‬فا ه ْ‬ ‫ن( )الحجر‪. (94:‬‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫ويهنتف بها لسان الوحي امخاطبا الناس أجمعين ‪:‬‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫ك ال َّ‬ ‫ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ‬ ‫ج س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا إ س َِله ْي ُ‬ ‫سولُ س ِ‬ ‫س إ س ِ​ِّني َر ُ‬ ‫ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫ي اَّلس ِذي‬ ‫ي ال ُِّام ِّ‬ ‫سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ‬ ‫ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫حس ِيي َوُي س ِ‬ ‫هَو ُي ه ْ‬ ‫ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫َوال َه ْر س ِ‬ ‫ن( )لعراف‪(158:‬‬ ‫م َته ْهَنتُدو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫ه َل َ‬ ‫عو ُ‬ ‫ماس ِتس ِه َواَّتس ِب ُ‬ ‫ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ‬ ‫ُيه ْؤس ِام ُ‬

‫أين نحن امن تعاليم السلم؟‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪...‬‬ ‫أيها الناس أجمعون ‪...‬‬ ‫إن ا بعث لكم إامااما ‪ ،‬ووضع لكم نظااما ‪ ،‬وفصل أحكااما ‪ ،‬وأنزل كنتابا ‪،‬‬ ‫وأحل حلل م ً ‪ ،‬وحرم حرااما ‪ ،‬وأرشدكم إلى اما فيه وخيركم وسعادتكم ‪،‬‬ ‫وهداكم سواء السبيل ؛ فهل اتبعنتم إاماامه ‪ ،‬واحنترامنتم نظاامه ‪ ،‬وأنفذتم‬ ‫أحكاامه ‪ ،‬وقدسنتم كنتابه ‪ ،‬وأحللنتم حلله ‪ ،‬وحرامنتم حراامه؟‬


‫كونوا صرحاء في الجواب ‪ ،‬وسنترون الحقيقة واضحة أاماامكم ‪ ،‬كل‬ ‫النظم النتي تسيرون عليها في شؤونكم الحيوية نظم تقليدية بحنتة ل‬ ‫تنتصل بالسلم ‪ ،‬ول تسنتمد امنه ول تعنتمد عليه ‪:‬‬ ‫نظام الحكم الداوخلي‪.‬‬ ‫نظام العلقات الدولية‪.‬‬ ‫نظام القضاء‪.‬‬ ‫نظام الدفاع والجندية‪.‬‬ ‫نظام المال والقنتصاد للدولة والفراد‪.‬‬ ‫نظام الثقافة والنتعليم‪.‬‬ ‫بل نظام السرة والبيت‪.‬‬ ‫بل نظام الفرد في سلوكه الخا ص‪.‬‬ ‫الروح العام الذي يهيمن على الحاكمين والمحكوامين ‪ ،‬ويشكل امظاهر‬ ‫الحياة على اوخنتلفها ‪ ،‬كل ذلك بعيد عن السلم وتعاليم السلم‪.‬‬ ‫واماذا بقي بعد هذا؟‬ ‫هذه المساجد الشاامخة القائمة النتي يعمرها الفقراء والعاجزون ‪،‬‬ ‫فيؤدون فيها ركعات وخالية امن امعاني الروحانية والخشوع إل امن هَدى‬ ‫ا؟‬ ‫هذه اليام النتي تصام في العام فنتكون اموسما للنتعطل والنتبطل‬ ‫والطعام والشراب ‪ ،‬وقلما تنتجدد فيها نفس أو تزكو بها روح‪..‬‬ ‫ ص‪. (24:‬‬ ‫همه ْ( ) تّ‬ ‫ل َاما ُ‬ ‫ت َوَقس ِلي ٌ‬ ‫حا س ِ‬ ‫صاس ِل َ‬ ‫مُلوا ال َّ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن آَامُنوا َو َ‬ ‫)س ِإل اَّلس ِذي َ‬ ‫هذه المظاهر الخادعة امن المسابح والملبس ‪ ،‬واللحى والمراسم ‪،‬‬ ‫والطقوس واللفاظ والكلمات‪..‬‬ ‫أهذا هو السلم الذي أراده ا أن يكون رحمنته العظمى ‪ ،‬وامننته‬ ‫الكبرى على العالمين؟‬ ‫أهذا هدي امحمد صلى ا عليه وسلم الذي أراد به أن يخرج الناس امن‬ ‫الظلمات إلى النور؟‬


‫أهذا هو تشريع القرآن الذي عالج أدواء الامم وامشكلت الشعوب ‪،‬‬ ‫ووضع للصلح أدق القواعد وأرسخ الصول؟‬

‫اموجة النتقليد الغربي‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪ ...‬بل أيها الناس أجمعون ‪...‬‬ ‫امن الحق أن نعنترف بان اموجة قوية جارفة وتيارا شديدا دفاقا قد طغى‬ ‫على العقول والفكار في غفلة امن الزامن ‪ ,‬وفي غرور امن أامم السلم‬ ‫‪ ,‬وانغماس امنهم في النترف والنعيم ‪ ..‬فقاامت امبادئ ودعوات ‪ ,‬وظهرت‬ ‫نظم وفلسفات ‪ ,‬وتأسست حضارات وامدنيات ‪ ,‬ونافست هذه كلها فكرة‬ ‫السلم في نفوس أبنائها ‪ ,‬وغزت أاممه في عقر دارها ‪ ,‬وأحاطت بهم‬ ‫امن كل امكان ‪ ,‬ودوخلت عليهم بلدانهم وبيوتهم وامخادعهم ‪ ,‬بل احنتلت‬ ‫قلوبهم وعقولهم وامشاعرهم ‪ ,‬وتهيأت لها امن أسباب الغواء والغراء‬ ‫والقوة والنتمكن اما لم ينتهيأ لغيرها امن قبل ‪ ,‬واجنتاحت أامما إسلامية‬ ‫بأسرها ‪ ,‬وانخدعت بها دول كانت في الصميم والذؤابة امن دول السلم‬ ‫‪ ,‬وتأثر اما بقي تأثرا بالغا ‪ ,‬ونشأ في كل الامم السلامية جيل امخضرم ‪,‬‬ ‫إلى غير السلم أقرب ‪ ,‬تصتّدر في تصريف أامورها واحنتل امكان الزعاامة‬ ‫الفكرية والروحية والسياسية والنتنفيذية امنها ‪ ,‬فدفع بالشعوب امغافلة‬ ‫إلى اما يريد ‪ ,‬بل إلى اما ألف وهي ل تدري اما تدري اما يراد بها ول اما‬ ‫تصير إليه ‪ ,‬وارتفعت أصوات الدعاة إلى الفكرة الطاغية ‪ :‬أن وخلصونا‬ ‫امما بقي امن السلم وآثار السلم ‪ ,‬وتقبلوا امعنا راضين ل كارهين‬ ‫امسنتلزامات هذه الحياة وتكاليفها وأفكارها وامظاهرها ‪ ,‬واطرحوا بقية‬ ‫الفكرة البالية امن رؤوسكم ونفوسكم ‪ ,‬ول تكونوا امخادعين امنافقين‬ ‫امعاندين ‪ ,‬تعملون عمل الغربيين وتقولون قول المسلمين ‪.‬‬ ‫امن الحق أن نعرف أننا بعدنا عن هدي السلم وأصوله وقواعده ‪،‬‬ ‫والسلم ل يأبى أن نقنتبس النافع وأن نأوخذ الحكمة أنى وجدناها ‪،‬‬ ‫ولكنه يأبى كل الباء أن ننتشبه في كل شيء بمن ليسوا امن دين ا‬


‫على شيء ‪ ،‬وأن نطرح عقائده وفرائضه وحدوده وأحكاامه ‪ ،‬لنجري‬ ‫وراء قوم فنتننتهم الدنيا واسنتهوتهم الشياطين‪.‬‬ ‫حقا لقد تقدم العلم ‪ ،‬وتقدم الفن ‪ ،‬وتقدم الفكر ‪ ،‬وتزايد المال‪ ،‬وتبرجت‬ ‫الدنيا ‪ ،‬وأوخذت الرض زوخرفها وازينت ‪ ،‬وأترف الناس ونعموا ؛ ولكن‬ ‫هل جلب شيء امن هذا السعادة لهم؟ وهل أامن لهم شيء امن هذا‬ ‫الحياة ‪ ،‬أو ساق إلى نفوسهم الهدوء والطمأنينة؟‬ ‫هل اطمأنت الجنوب في المضاجع؟‬ ‫هل جفت الجفون امن المداامع؟‬ ‫هل حوربت الجريمة ‪ ،‬واسنتراح المجنتمع امن شرور المجرامين؟‬ ‫هل اسنتغنى الفقراء وأشبعت المليين النتي تفوق الحصر بطون‬ ‫الجائعين؟‬ ‫هل ساقت هذه الملهي والمفاتن ‪ ،‬النتي املت الفضاء وسرت امسرى‬ ‫الهواء ‪ ،‬العزاء إلى المحزونين؟‬ ‫هل تذوقت الشعوب طعم الراحة والهدوء ‪ ،‬وأامنت عدوان المعنتدين‬ ‫وظلم الظالمين؟‬ ‫ل شيء امن هذا أيها الناس ‪ ،‬فما فضل هذه الحضارة إذن على غيرها‬ ‫امن الحضارات؟‬ ‫وهل هذا فحسب؟‬ ‫ألسنا نرى هذه النظم والنتعاليم والفلسفات حنتى في العلوم والرقام‬ ‫يحطم بعضها بعضا ‪ ,‬ويقضي بعضها على بعض ‪ ,‬ويرجع الناس بعد‬ ‫طول النتجربة وعظيم النتضحيات فيها بمرارة الفشل ووخيبة الامل وألم‬ ‫الحرامان؟‬

‫منتنـا‬ ‫امـهـ تّ‬ ‫اما امهمنتنا إذا نحن الوخوان المسلمين؟‬


‫أاما إجمال ‪ :‬فهي أن نقف في وجه هذه الموجة الطاغية امن امدنية‬ ‫المادة ‪,‬وحضارات المنتع والشهوات ‪,‬النتي جرفت الشعوب السلامية ‪,‬‬ ‫فأبعدتها عن زعاامة النبي وهداية القرآن ‪ ,‬وحرامت العالم امن أنوار‬ ‫هديها ‪ ,‬وأوخرت تقدامه امئات السنين ‪ ,‬حنتى تنحسر عن أرضنا ويبرأ امن‬ ‫بلئها قوامنا ‪ ,‬ولسنا واقفين عند هذا الحد بل سنلحقها في أرضها ‪,‬‬ ‫وسنغزوها في عقر دارها ‪ ,‬حنتى يهنتف العالم كله باسم النبي ‪ ,‬وتوقن‬ ‫الدنيا كلها بنتعاليم القرآن ‪ ,‬ويننتشر ظل السلم الوارف على الرض ‪,‬‬ ‫وحينئذ ينتحقق للمسلم اما ينشده ‪,‬فل تكون فنتنة ويكون الدين كله لله و‬ ‫صُر َامنه ْ‬ ‫ا َيه ْن ُ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫ن ‪ ,‬س ِبَن ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ح اه ْل ُ‬ ‫عُد َوَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫ل َوس ِام ه ْ‬ ‫ن َقه ْب ُ‬ ‫)للس ِه ال َه ْامُر س ِام ه ْ‬ ‫م( )الروم‪. (5:‬‬ ‫حي ُ‬ ‫عس ِزيُز الَّر س ِ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫َي َ‬ ‫هذه امهمنتنا نحن الوخوان المسلمين إجمال‪.‬‬ ‫وأاما في بعض تفاصيلها ‪ :‬فهي أن يكون في امصر أول – بحكم أنها في‬ ‫المقدامة امن دول السلم وشعوبه – ثم في غيرها كذلك ‪:‬‬ ‫ـ نظام داوخلي للحكم ينتحقق به قول ا تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫ن َيه ْفس ِنتُنو َ‬ ‫ك‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حَذه ْر ُ‬ ‫م َوا ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫هَوا َ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫ا َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما أ َه ْنَز َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫)َوأ َ س ِ‬ ‫ك( )المائدة‪. (49:‬‬ ‫ا إ س َِله ْي َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ض َاما أ َه ْنَز َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ـ ونظام للعلقات الدولية ينتحقق به قول القرآن الكريم ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫س َوَي ُ‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫سطا س ِلَنت ُ‬ ‫م أ َُّامم ًة َو َ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫)َوَكَذس ِل َ‬ ‫شس ِهيدا( )البقرة‪. (143:‬‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ـ ونظام عملي للقضاء يسنتمد امن الية الكريمة ‪:‬‬ ‫جُدوا س ِفي‬ ‫م ل َي س ِ‬ ‫م ُث َّ‬ ‫جَر َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك س ِفي َ‬ ‫مو َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ل ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫)َفل َوَرِّب َ‬ ‫سس ِليما( )النساء‪.(65:‬‬ ‫موا َت ه ْ‬ ‫سِّل ُ‬ ‫ت َوُي َ‬ ‫ضه ْي َ‬ ‫ما َق َ‬ ‫حَرجا س ِام َّ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫أ َه ْنُف س ِ‬ ‫ـ ونظام للدفاع والجندية يحقق امرامى النفير العام ‪:‬‬


‫ا(‬ ‫سس ِبيلس ِ س ِ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ‬ ‫جا س ِ‬ ‫وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ‬ ‫)اه ْنس ِفُروا س ِ‬ ‫)النتوبة‪. (41:‬‬ ‫ـ ونظام اقنتصادي اسنتقللي للثروة والمال والدولة والفراد أساسه قول‬ ‫ا تعالى ‪:‬‬ ‫كمه ْ س ِقَيااما( )النساء‪. (5:‬‬ ‫ا َل ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫م اَّلس ِنتي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ء أ َه ْامَواَل ُ‬ ‫سَفَها َ‬ ‫)َول ُته ْؤُتوا ال ُّ‬ ‫ـ ونظام للثقافة والنتعليم يقضي على الجهالة والظلم ‪, ,‬ويطابق جلل‬ ‫ق( )العلق‪:‬‬ ‫وخَل َ‬ ‫ك اَّلس ِذي َ‬ ‫م َرِّب َ‬ ‫س س ِ‬ ‫الوحي في أول آية امن كنتاب ا ‪) :‬اه ْقَره ْأ س ِبا ه ْ‬ ‫‪. (1‬‬ ‫ـ ونظام السرة والبيت ينشئ الصبي المسلم والفنتاة المسلمة والرجل‬ ‫المسلم ويحقق قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ة(‬ ‫جاَر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫س َواه ْل س ِ‬ ‫ها الَّنا ُ‬ ‫م َنارا وَُقوُد َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هس ِلي ُ‬ ‫م َوأ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن آَامُنوا ُقوا أ َه ْنُف َ‬ ‫)يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫)النتحريم‪. (6:‬‬ ‫ـ ونظام للفرد في سلوكه الخا ص يحقق الفلح المقصود بقوله تعالى ‪:‬‬ ‫ها( )الشمس‪. (9:‬‬ ‫ن َزَّكا َ‬ ‫ح َام ه ْ‬ ‫)َقه ْد أ َه ْفَل َ‬ ‫ـ وروح عام يهيمن على كل فرد في الامة امن حاكم أو امحكوم قواامه‬ ‫قول ا تعالى ‪:‬‬ ‫ما‬ ‫ن َك َ‬ ‫س ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ك س ِامنَ ال ُّده ْنَيا َوأ َ ه ْ‬ ‫صيَب َ‬ ‫س َن س ِ‬ ‫ة َول َته ْن َ‬ ‫وخَر َ‬ ‫ا الَّداَر ال س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫ما آَتا َ‬ ‫غ س ِفي َ‬ ‫)َواه ْبَنت س ِ‬ ‫ض( )القصص‪. (77:‬‬ ‫ساَد س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫غ اه ْلَف َ‬ ‫ك َول َته ْب س ِ‬ ‫ا إ س َِله ْي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫نحن نريد‪:‬‬ ‫ـ الفرد المسلم ‪...‬‬ ‫ـ والبيت المسلم ‪...‬‬ ‫ـ والشعب المسلم ‪...‬‬


‫ـ والحكوامة المسلمة ‪...‬‬ ‫ـ والدولة النتي تقود الدول السلامية ‪ ،‬وتضم شنتات المسلمين ‪ ،‬وتسنتعيد‬ ‫امجدهم ‪ ،‬وترد عليهم أرضهم المفقودة وأوطانهم المسلوبة وبلدهم‬ ‫المغصوبة ‪ ،‬ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى ا ‪ ،‬حنتى تسعد‬ ‫العالم بنتعاليم السلم‪.‬‬

‫عـدتنــا‬ ‫هذه غاينتنا أيها الناس ‪ ...‬وهذا امنهاجنا‬ ‫فما عدتنا لنتحقيق هذا المنهاج ؟‬ ‫عدتنا هي عدة سلفنا امن قبل ‪ ,‬والسلح الذي غزا به زعيمنا وقدوتنا‬ ‫امحمد رسول ا صلى ا عليه وسلم وصحابنته امعه العالم ‪ ,‬امع قلة‬ ‫العدد وقلة المورد وعظيم الجهد ‪:‬‬ ‫‪ ,‬هو السلح الذي سنحمله لنغزو به العالم امن جديد ‪.‬‬ ‫لقد آامنوا أعمق اليمان وأقواه وأقدسه وأوخلده ‪:‬‬ ‫م( ) آل‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب َل ُ‬ ‫غا س ِل َ‬ ‫ا َفل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ص ه ْر ُك ُ‬ ‫ـ بالله ونصره وتأييده ‪ ) :‬إ س ِ نه ْ َي ه ْن ُ‬ ‫عمران‪. (160:‬‬ ‫س َو ٌ‬ ‫ة‬ ‫ا أ ُ ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫سو س ِ‬ ‫ل‬ ‫م س ِفي َر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َل ُ‬ ‫ـ وبالقائد وصدقه وإاماامنته ‪َ ) :‬ل َق ه ْد َكا َ‬ ‫س َن ٌة( ) الحزاب‪.(21:‬‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫ب ُام س ِبي ن ٌ‬ ‫ا ُنو ٌر َو س ِك َنتا ٌ‬ ‫م س ِام نَ س ِ‬ ‫ء ُك ه ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ـ وبالمنهاج وامزينته وصلحينته ‪َ ) :‬ق ه ْد َ‬ ‫م( ) المائدة‪(16 -15:‬‬ ‫سل س ِ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫س ُب َ‬ ‫ض َوا َن ُه ُ‬ ‫ع س ِر ه ْ‬ ‫ن ا َّت َب َ‬ ‫ا َام س ِ‬ ‫‪َ ,‬ي ه ْه س ِدي س ِب س ِه ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ة( ) الحجرات‪:‬‬ ‫وخ َو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫م ه ْؤ س ِام ُنو َ‬ ‫ما ا ه ْل ُ‬ ‫ـ وبالوخاء وحقوقه وقدسينته ‪ ) :‬إ س ِ َّن َ‬ ‫‪. (10‬‬ ‫م ٌأ َول‬ ‫ظ َ‬ ‫م َ‬ ‫صي ُب ُه ه ْ‬ ‫م ل ُي س ِ‬ ‫ك س ِب َأ َّن ُه ه ْ‬ ‫ـ وبالجزاء وجلله وعظمنته وجزالنته ‪َ ) :‬ذ س ِل َ‬ ‫ك َّفا َر‬ ‫ظ ا ه ْل ُ‬ ‫غي ُ‬ ‫طئا ُي س ِ‬ ‫ط ُأو نَ َام ه ْو س ِ‬ ‫ا َول َي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫س س ِبي س ِ‬ ‫ص ٌة س ِفي َ‬ ‫م َ‬ ‫خ َ‬ ‫ب َول َام ه ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫َن َ‬


‫ال‬ ‫َ‬ ‫ح إ س ِ َّ‬ ‫ن‬ ‫صا س ِل ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ع مَ ٌ‬ ‫م س ِب س ِه َ‬ ‫ب َل ُه ه ْ‬ ‫ع ُد ٍّو َن ه ْي ل م ً س ِإل ُك س ِنت َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫َول َي َنا ُلو َ‬ ‫ن( ) النتوبة‪. (120:‬‬ ‫س س ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ج َر ا ه ْل ُ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ُي س ِ‬ ‫ـ وبأنفسهم ‪ :‬فهم الجماعة النتي وقع عليها اوخنتيار القدر لنقاذ العالمين ‪,‬‬ ‫وكنتب لهم الفضل بذلك ‪,‬فكانوا وخير أامة أوخرجت للناس ‪.‬‬ ‫لقد سمعوا المنادي ينادي لليمان فبآامنوا ‪ ,‬ونحن نرجو أن يحبب ا إلينا‬ ‫هذا اليمان ‪ ,‬ويزينه في قلوبنا كما حببه إليهم وزينه امن قبل في قلوبهم‬ ‫‪...‬فاليمان أول عدتنا ‪.‬‬ ‫ولقد علموا أصدق العلم وأوثقه أن ‪ ,‬أن دعوتهم هذه ل تننتصر إل‬ ‫بالجهاد ‪ ,‬والنتضحية والبذل وتقديم النفس والمال ‪ ,‬فقداموا النفوس‬ ‫وبذلوا الرواح ‪,‬وجاهدوا في ا حق جهاده ‪ ,‬وسمعوا هاتف الرحمن‬ ‫يهنتف بهم ‪:‬‬ ‫ك مه ْ‬ ‫شي َر ُت ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َو أ َ ه ْز َوا ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخ َوا ُن ُ‬ ‫م َو إ س ِ ه ْ‬ ‫م َو أَ ه ْب َنا ُؤ ُك ه ْ‬ ‫ن آ َبا ُؤ ُك ه ْ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫ل إ س ِ ه ْ‬ ‫) ُق ه ْ‬ ‫سا س ِك نُ‬ ‫ها َو َام َ‬ ‫سا َد َ‬ ‫ن َك َ‬ ‫ش ه ْو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ة َت ه ْ‬ ‫جا َر ٌ‬ ‫ها َو س ِت َ‬ ‫مو َ‬ ‫َو أ َ ه ْام َوا ل ٌ ا ه ْق َنت َر ه ْف ُنت ُ‬ ‫صوا‬ ‫س س ِبي س ِل س ِه َف َنت َر َّب ُ‬ ‫ج َها أ ٍد س ِفي َ‬ ‫سو س ِل س ِه َو س ِ‬ ‫ا َو َر ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب إ س ِ َل ه ْي ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫ض ه ْو َن َها أ َ َ‬ ‫َت ه ْر َ‬ ‫ه( ) النتوبة‪. (24:‬‬ ‫ا س ِب َأ ه ْام س ِر س ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫ح َّنتى َي ه ْأ س ِت َ‬ ‫َ‬ ‫فأصاوخوا للنذير ‪ ,‬ووخرجوا عن كل شيء ‪ ,‬طيبة بذلك نفوسهم ‪ ,‬راضية‬ ‫قلوبهم ‪ ,‬امسنتبشرين ببيعهم الذي بايعوا ا به ‪.‬‬ ‫يعانق أحدهم الموت وهو يهنتف ‪ :‬ركضا إلى ا بغير زاد ‪.‬‬ ‫ويبذل أحدهم المال كله قائل ‪ :‬تركت لعيالي ا ورسوله ‪.‬‬ ‫ويخطر أحدهم والسيف على عنقه ‪:‬‬ ‫ولست أبالي حين اقنتل امسلما‬

‫عن أي جنب كان في ا امصرعي‬

‫كذلك كانوا ‪ :‬صدق جهاد ‪ ,‬وعظيم تضحية ‪ ,‬وكبير بذل ‪ ,‬وكذلك نحاول أن نكون ‪...‬‬ ‫فالجهاد امن عدتنا كذلك ‪.‬‬

‫ونحن بعد هذا كله واثقون بنصر ا ‪ ,‬امطمئنون إليه ‪:‬‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ع س ِزي ٌز ‪ ,‬ا َّل س ِذي َ‬ ‫ي َ‬ ‫ا َل َق س ِو ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ه إ س ِ َّ‬ ‫ن‬ ‫ص ُر ُ‬ ‫ن َي ه ْن ُ‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ص َر َّ‬ ‫) َو َل َي ه ْن ُ‬ ‫ة َو أ َ َام ُروا‬ ‫ة َوآ َت ُوا ال َّز َكا َ‬ ‫صل َ‬ ‫ض أ َ َقا ُاموا ال َّ‬ ‫م س ِفي ا ل َه ْر س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ك َّنا ُ‬ ‫َام َّ‬


‫عا س ِق َب ُة ا ل ُ​ُامو س ِر( ) الحج‪-40:‬‬ ‫ك س ِر َولل س ِه َ‬ ‫م ه ْن َ‬ ‫ن ا ه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ف َو َن َه ه ْوا َ‬ ‫ع ُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س ِبا ه ْل َ‬ ‫‪. (41‬‬

‫بين الخيال و الحقيقة‬ ‫سيقول الذين يسمعون هذا إنه الخيال بعينه وإنه الوهم ‪ ,‬وإنه الغرور ‪.‬‬ ‫وأتّنى لهؤلء الذين ل يملكون إل اليمان والجهاد أن يقاواموا هذه القوى‬ ‫المنتبآلبة المجنتمعة ‪ ,‬والسلحة المنتنوعة المخنتلفة ‪ ,‬وأن يصلوا إلى حقهم‬ ‫‪,‬وهم بين ذراعي و جبهة السد ؟‬ ‫سيقول كثيرون هذا ‪ ,‬و لعل لهم بعض العذر ‪,‬فهم قد يئسوا امن‬ ‫أنفسهم ‪ ,‬ويئسوا امن صلنتهم بالقوي القادر ‪ ,‬أاما نحن فنقول إنها الحقيقة‬ ‫النتي نؤامن بها ونعمل لها ‪ ,‬ونحن نقرأ قول ا تعالى ‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ن‬ ‫م َي ه ْأ َل ُ‬ ‫ن َف س ِإ َّن ُه ه ْ‬ ‫مو َ‬ ‫كو ُنوا َت ه ْأ َل ُ‬ ‫ن َت ُ‬ ‫م إ س ِ ه ْ‬ ‫ء ا ه ْل َق ه ْو س ِ‬ ‫غا س ِ‬ ‫) َول َت س ِه ُنوا س ِفي ا ه ْب س ِنت َ‬ ‫ن( ) النساء‪. (104:‬‬ ‫جو َ‬ ‫ا َاما ل َي ه ْر ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫جو َ‬ ‫ن َو َت ه ْر ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ما َت ه ْأ َل ُ‬ ‫َك َ‬ ‫وإن الذين فنتحوا أقطار الدنيا ‪ ,‬وامكن ا لهم في الرض امن أسلفنا لم‬ ‫يكونوا أكثر عددا ‪ ,‬ول أعظم عدة ‪ ,‬ولكنهم امؤامنون امجاهدون ‪ ,‬ونحن‬ ‫سنعنتد اليوم بما اعنتد به رسول ا صلى ا عليه وسلم يوم قال يبشر‬ ‫وخبابا ‪) :‬وا لينتمن هذا الامر ‪ ،‬حنتى يسير الراكب امن صنعاء إلى‬ ‫حضراموت ‪ ،‬ل يخاف إل ا و الذئب على غنمه( وكانوا إذ ذاك‬ ‫يسنتنترون‪.‬‬ ‫ويوم وعد سراقة بن امالك سوار كسرى ‪ ,‬وكان امهاجرا بدينه ليس امعه‬ ‫إل ا وصاحبه ‪.‬‬ ‫ويوم هنتف امطلعا على قصور الروم البيضاء ‪ ,‬وقد حاصره المشركون‬ ‫صا ُر‬ ‫ت ا ل َه ْب َ‬ ‫غ س ِ‬ ‫في امديننته بجنود امن فوقهم وامن أسفل امنهم ‪َ ) :‬و إ س ِ ه ْذ َزا َ‬ ‫ج َر( ) الحزاب‪. (10:‬‬ ‫ح َنا س ِ‬ ‫ب ا ه ْل َ‬ ‫ت ا ه ْل ُق ُلو ُ‬ ‫غ س ِ‬ ‫َو َب َل َ‬ ‫ثم اماذا كان بعد ذلك ‪.....‬؟؟‬ ‫كان أن أصغى امسمع الدهر لدعوة رسول ا ‪ ,‬وترددت في فم الزامان‬ ‫آيات قرآنية ‪ ,‬وأشرقت شموس الهداية في كل امكان امن قلوب أصحابه‬


‫م الكون نور ‪ ,‬ورفرف على الدنيا سلم ‪ ,‬وتذوقت النسانية‬ ‫وأتباعه ‪ ,‬وع تّ‬ ‫حلوة السعادة بعدالة الحكم ‪ , ,‬وأامن المحكوم في ظل هذا الرعيل‬ ‫الول امن تلامذة امحمد صلوات ا عليه وسلامه ‪ ,‬وفنتحت قصور الروم ‪,‬‬ ‫ودانت امدائن الفرس ‪ ,‬وامدت الرض بأعناقها ‪ ,‬وألقت بجرانها وزويت‬ ‫أكنافها ‪ ,‬واسنتسلمت امخنتارة للهداية المنقذة ‪ ,‬ترف عليها أنفاس النبوة ‪,‬‬ ‫وتمازجها أنفاس الوحي المقدس ‪ ,‬وتحققت بها رحمة ا امن كل جانب‬ ‫‪:‬‬ ‫م َي َنا ُلوا وخَ ه ْيرا َو َك َفى ُ‬ ‫ا‬ ‫م َل ه ْ‬ ‫ظ س ِه ه ْ‬ ‫غ ه ْي س ِ‬ ‫ن َك َف ُروا س ِب َ‬ ‫ا ا َّل س ِذي َ‬ ‫) َو َر َّد ُ‬ ‫ل ا َّل س ِذي نَ‬ ‫ع س ِزيزا ‪َ,‬و أ َ ه ْن َز َ‬ ‫ا َق س ِو تّيا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل َو َكا َ‬ ‫ن ا ه ْل س ِق َنتا َ‬ ‫م ه ْؤ س ِام س ِني َ‬ ‫ا ه ْل ُ‬ ‫ف س ِفي ُق ُلو س ِب س ِه ُ‬ ‫م‬ ‫م َو َق َذ َ‬ ‫صي س ِه ه ْ‬ ‫ص َيا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ب س ِام ه ْ‬ ‫ك َنتا س ِ‬ ‫ل ا ه ْل س ِ‬ ‫ه س ِ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ه ُرو ُ‬ ‫ظا َ‬ ‫َ‬ ‫ض ُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م أ َ ه ْر َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َف س ِريقا ‪َ,‬و أ َ ه ْو َر َث ُ‬ ‫س ُرو َ‬ ‫ن َو َت ه ْأ س ِ‬ ‫ب َف س ِريقا َت ه ْق ُنت ُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ال ُّر ه ْ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ء‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َلى ُك ِّ‬ ‫ا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ها َو َكا َ‬ ‫ط ُأو َ‬ ‫م َت َ‬ ‫م َو أ َ ه ْرضا َل ه ْ‬ ‫م َو أ َ ه ْام َوا َل ُه ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫َو س ِد َيا َر ُ‬ ‫َق س ِديرا( ) الحزاب‪. (27 -25:‬‬ ‫سنعنتد أيها الناس اليوم بهذه العدة ‪ ,‬وسنننتصر كما اننتصر أسلفنا بالامس‬ ‫القريب ‪ ,‬واما النصر إل امن عند ا العزيز الحكيم و وسينتحقق لنا وعد‬ ‫ا تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫ع َل ُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ج َ‬ ‫ض َو َن ه ْ‬ ‫ع ُفوا س ِفي ا ل َه ْر س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫س ُنت ه ْ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫ع َلى ا َّل س ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫) َو ُن س ِري ُد أ َ ه ْ‬ ‫ض( ) القصص‪:‬‬ ‫م س ِفي ا ل َه ْر س ِ‬ ‫ن َل ُه ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م ِّ‬ ‫ن ‪َ,‬و ُن َ‬ ‫م ا ه ْل َوا س ِر س ِثي َ‬ ‫ع َل ُه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م م ًة َو َن ه ْ‬ ‫أ َ س ِئ َّ‬ ‫‪. (6 -5‬‬ ‫ن(‬ ‫ك ا َّل س ِذي نَ ل ُيو س ِق ُنو َ‬ ‫خ َّف َّن َ‬ ‫س َنت س ِ‬ ‫ق َول َي ه ْ‬ ‫ح ٌّ‬ ‫ا َ‬ ‫ع َد س ِ‬ ‫ن َو ه ْ‬ ‫ص س ِب ه ْر إ س ِ َّ‬ ‫) َفا ه ْ‬ ‫) الروم‪. (60:‬‬

‫لو كانت لنا حكوامة‬ ‫لو كانت لنا حكوامة إسلامية صحيحة السلم ‪ ,‬صادقة اليمان ‪ ,‬امسنتقلة‬ ‫النتفكير والنتنفيذ ‪ ,‬تعلم حق العلم عظمة الكنز الذي بين يديها ‪ ,‬وجلل‬ ‫النظام السلامي الذي ورثنته ‪ ,‬وتؤامن بان فيه شفاء شعبها و وهداية‬ ‫الناس جميعا ‪ ...‬لكان لنا أن نطلب إليها أن تدعم الدنيا باسم السلم ‪,‬‬


‫وأن تطالب غيرها امن الدول بالبحث والنظر فيه ‪ ,‬وأن تسوقها سوقا إليه‬ ‫بالدعوات المنتكررة والقناع والدليل والبعثات المنتنتالية ‪ ,‬وبغير ذلك امن‬ ‫وسائل الدعوة والبلغ ‪ ,‬ولكنتسبت امركزا روحيا وسياسيا وعمليا بين‬ ‫غيرها امن الحكوامات ‪ ,‬ولسنتطاعت أن تجدد حيوية الشعب ‪ ,‬وتدفع به‬ ‫نحو المجد والنور ‪ ,‬وتثير في نفسه الحماسة والجد والعمل ‪.‬‬ ‫عجيب أن تجد الشيوعية دولة تهنتف بها ‪ ,‬وتدعو إليها ‪ ,‬وتنفق في سبيلها ‪,‬‬ ‫وتحمل الناس عليها ‪ ,‬وأن تجد الفاشية والنازية أامما تقدسها ‪ ,‬وتجاهد‬ ‫لها ‪,‬وتعنتز باتباعها ‪ ,‬وتخضع كل النظم الحيوية لنتعاليمها ‪ ,‬وأن تجد‬ ‫المذاهب الجنتماعية والسياسية المخنتلفة أنصار أقوياء ‪ ,‬يقفون عليها‬ ‫أرواحهم وعقولهم وأفكارهم وأقلامهم وأاموالهم وصحفهم وجهودهم ‪,‬‬ ‫ويحيون ويموتون لها‪.‬‬ ‫ول نجد حكوامة إسلامية تقوم بواجب الدعوة إلى السلم ‪ ,‬الذي جمع‬ ‫امحاسن هذه النظم جميعا وطرح امساوئها ‪ ,‬وتقدامه لغيرها امن‬ ‫الشعوب كنظام عالمي فيه الحل الصحيح الواضح المريح لكل امشكلت‬ ‫البشرية ‪ ,‬امع أن السلم جعل الدعوة فريضة لزامة ‪ ,‬وأوجبها على‬ ‫المسلمين شعوبا وجماعات قبل أن تخلق هذه النظم ‪ ,‬وقبل أن يعرف‬ ‫فيها نظام الدعايات ‪:‬‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ف َوَيه ْنَهه ْو َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن س ِباه ْل َ‬ ‫خه ْيس ِر َوَيه ْأُامُرو َ‬ ‫ن إ س َِلى اه ْل َ‬ ‫عو َ‬ ‫م أ َُّام ٌة َيه ْد ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن س ِامه ْن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫)َوه ْلَنت ُ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (104:‬‬ ‫حو َ‬ ‫مه ْفس ِل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫كس ِر َوُأوَلس ِئ َ‬ ‫مه ْن َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫ولكن أتّنى لحكاامنا هذا ‪ ,‬وهم جميعا قد تربوا في أحضان الجانب ‪,‬‬ ‫ودانوا بفكرتهم ‪ ,‬على آثارهم يهرعون ‪ ,‬وفي امرضاتهم ينتنافسون ؟‬ ‫ولعلنا ل نكون امبالغين إذا قلنا إن الفكرة السنتقللية في تصريف‬ ‫الشؤون والعمال لم تخطر ببالهم ‪,‬فضل عن أن تكون امنهاج عملهم‪.‬‬ ‫لقد تقدامنا بهذه الامنية إلى كثير امن الحاكمين في امصر ‪ ,‬وكان طبيعيا أل‬ ‫يكون لهذه الدعوة اثر عملي ‪ ,‬فإن قواما فقدوا السلم في أنفسهم‬


‫وبيوتهم وشؤونهم الخاصة والعاامة لعجز امن أن يفيضوه على غيرهم ‪,‬‬ ‫وينتقداموا بدعوة سواهم إليه ‪ ,‬وفاقد الشيء ل يعطيه ‪.‬‬ ‫ليست هذه امهمنتهم أيها الوخوان ‪ ,‬فقد أثبنتت النتجارب عجزهم المطلق‬ ‫عن أدائها ‪ ,‬ولكنها امهمة هذا النشء الجديد ‪ ,‬فأحسنوا دعوته ‪ ,‬وجدوا‬ ‫في تكوينه ‪,‬وعلموه اسنتقلل النفس والقلب ‪ ,‬واسنتقلل الفكر والعقل ‪,‬‬ ‫واسنتقلل الجهاد والعمل ‪ ,‬وااملوا روحه الوثابة بجلل السلم وروعة‬ ‫القرآن ‪ ,‬وجتّندوه تحت لواء امحمد وراينته ‪ ,‬وسنترون امنه في القريب‬ ‫الحاكم المسلم الذي يجاهد نفسه ويسعد غيره ‪.‬‬

‫طبيعة فكرتنـا‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪...‬‬ ‫بل أيها الناس أجمعون ‪...‬‬ ‫لسنا حزبا سياسيا ‪ ,‬وإن كانت السياسة على قواعد السلم امن صميم‬ ‫فكرتنا‪..‬‬ ‫ولسنا جمعية وخيرية إصلحية ‪ ،‬وإن كان عمل الخير والصلح امن أعظم‬ ‫امقاصدنا‪..‬‬ ‫ولسنا فرقا رياضية ‪ ،‬وإن كانت الرياضة البدنية والروحية امن أهم‬ ‫وسائلنا‪..‬‬ ‫لسنا شيئا امن هذه النتشكيلت ‪ ،‬فإنها جميعا تبررها غاية اموضعية‬ ‫امحدودة لمدة امعدودة ‪ ،‬وقد ل يوحي بنتأليفها إل امجرد الرغبة في تأليف‬ ‫هيئة ‪ ،‬والنتحلي باللقاب الدارية فيها‪.‬‬ ‫ولكننا أيها الناس ‪ :‬فكرة وعقيدة ‪ ،‬ونظام وامنهاج ‪ ،‬ل يحدده اموضع ‪ ,‬ول‬ ‫يقيده جنس ‪ ،‬ول يقف دونه حاجز جغرافي ‪ ،‬ول يننتهي بأامر حنتى ير ث‬ ‫ا الرض وامن عليها ‪ ,‬ذلك لنه نظام رب العالمين ‪ ،‬وامنهاج رسوله‬ ‫الامين ‪.‬‬ ‫نحن أيها الناس ـ ول فخر ـ أصحاب رسول ا ‪ ،‬وحملة راينته امن بعده ‪،‬‬ ‫ورافعو لوائه كما رفعوه ‪ ،‬وناشرو لوائه كما نشروه ‪ ،‬وحافظو قرآنه كما‬


‫حفظوه ‪ ،‬والمبشرون بدعوته كما بشروا ‪ ،‬ورحمة ا للعالمين‬ ‫ ص‪. (88:‬‬ ‫ن( ) تّ‬ ‫حي أ ٍ‬ ‫عَد س ِ‬ ‫ه َب ه ْ‬ ‫ن َنَبَأ ُ‬ ‫م َّ‬ ‫عَل ُ‬ ‫)َوَلَنت ه ْ‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫هذه امنزلنتكم ‪ ,‬فل تصغروا في أنفسكم ‪ ,‬فنتقيسوا أنفسكم بغيركم ‪ ,‬أو‬ ‫تسلكوا في دعوتكم سبيل غير سبيل المؤامنين ‪ ,‬أو توازنوا بين دعوتكم‬ ‫النتي تنتخذ نورها امن نور ا وامنهاجها امن سنة رسوله ‪ ,‬بغيرها امن‬ ‫الدعوات النتي تبررها الضرورات ‪ ,‬وتذهب بها الحواد ث واليام ‪.‬‬ ‫لقد دعوتم وجاهدتم ‪ ,‬ولقد رأينتم ثمار هذا المجهود الضئيل أصواتا تهنتف‬ ‫بزعاامة رسول ا وهيمنة نظام القرآن ‪ ,‬ووجوب النهوض للعمل ‪,‬‬ ‫وتخليص الغاية لله ‪ ,‬وداماء تسيل امن شباب طاهر كريم في سبيل ا ‪,‬‬ ‫ورغبة صادقة للشهادة في سبيل ا ‪ .‬وهذا نجاح فوق اما كننتم تننتظرون‬ ‫م(‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ن َيس ِنتَرُك ه ْ‬ ‫م َوَل ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ا َام َ‬ ‫‪ ,‬فواصلوا جهودكم ‪ ,‬واعملوا ‪َ) ,‬و ُ‬ ‫)امحمد‪. (35:‬‬ ‫فمن تبعنا الن فقد فاز بالسبق ‪ ,‬وامن تقاعد عنا امن المخلصين اليوم‬ ‫فسيلحق بنا غدا ‪ ,‬وللسابق عليه الفضل ‪ .‬وامن رغب عن دعوتنا ‪ ,‬زهادة‬ ‫‪ ,‬أو سخرية بها ‪ ,‬أو اسنتصغارا لها ‪ ,‬أو يائسا امن اننتصارها ‪ ,‬فسنتثبت له‬ ‫اليام عظيم وخطأه ‪ ,‬وسيقذف ا بحقنا على باطله فيدامغه فإذا هو‬ ‫زاهق‪.‬‬ ‫فإلينا أيها المؤامنون العااملون ‪ ,‬والمجاهدون المخلصون ‪ ,‬فهنا الطريق‬ ‫السوي ‪ ,‬والصراط المسنتقيم ‪ ,‬ول توزعوا القوى والجهود ‪.‬‬ ‫سس ِبيس ِلس ِه‬ ‫عنه ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ق س ِب ُ‬ ‫سُبلَ َفَنتَفَّر َ‬ ‫عوا ال ُّ‬ ‫ه َول َتَّنتس ِب ُ‬ ‫عو ُ‬ ‫سَنتس ِقيما َفاَّتس ِب ُ‬ ‫طي ُام ه ْ‬ ‫صَرا س ِ‬ ‫هَذا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫)َوأ َ َّ‬ ‫ن( )النعام‪. (153:‬‬ ‫م َتَّنتُقو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫م س ِبس ِه َل َ‬ ‫صاُك ه ْ‬ ‫م َو َّ‬ ‫َذس ِلكُ ه ْ‬

‫حسـن البنــا‬


‫امن هم الوخوان المسلمون؟‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫هَداَنا‬ ‫ن َ‬ ‫ي َله ْول أ َ ه ْ‬ ‫هَداَنا س ِلَهَذا َوَاما ُكَّنا س ِلَنه ْهَنتس ِد َ‬ ‫مدُ للس ِه اَّلس ِذي َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫والصلة والسلم علي سيدنا امحمد إامام المجاهدين وعلي آله وصحبه‬ ‫وامن جاهد في سبيل دعوته إلى يوم الدين‬

‫امن هم الوخوان المسلمون؟‬ ‫أيها الوخوان المسلمون ‪:‬‬ ‫بعد عاامين امن امؤتمركم الماضي بدار آل لطف ا )في الثالث عشر امن‬ ‫ذي الحجة سنة ‪ 1357‬هجرية ( دار فيهما الفلك دورته ‪ ،‬ورأي العالم‬ ‫فيها امخنتلف الحدا ث والظروف ‪ ،‬وانفجر أوخيرا )امخزن البارود( ‪ ،‬ودوي‬ ‫علي الرض امن جديد نفير الحرب بعد أن زعم أهلوها أنهم قد أقروا‬ ‫فيها السلم ‪ ،‬تجنتمعون الن ـ أيها الوخوان ـ لنتراجعوا صفحة أعمالكم ‪،‬‬ ‫ولنتبينوا امراحل امنهاجكم ‪ ،‬ولنتنتحدثوا إلى أنفسكم وإلي الناس عن‬ ‫دعوتكم امن جديد ‪ ،‬لعل في ذلك تبصرة وذكري ‪ ،‬والذكري تنفع‬ ‫المؤامنين ‪.‬‬ ‫أيها الوخوان المجاهدون الذين اجنتمعت الليلة امن أقصي امصر المباركة‬ ‫إلى أقصاها ‪..‬‬ ‫أحب أن تنتبينوا جيدا امن أننتم في أهل هذا العصر ؟ ‪ ..‬واما دعوتكم بين‬ ‫الدعوات ‪ ..‬وأية جماعة جماعنتكم ‪ ..‬ولي امعني جمع ا بينكم ووحد‬ ‫قلوبكم ووجهنتكم ‪ ،‬وأظهر فكرتكم في هذا الوقت العصيب الذي تنتلهف‬ ‫فيه الدنيا إلى دعوة السلم والنقاذ ‪.‬‬ ‫فاذكروا جيدا أيها الوخوة ‪ ..‬أنكم الغرباء الذين يصلحون عند فساد‬ ‫الناس ‪ ،‬وأنكم العقل الجديد الذي يريد ا أن يفرق به بين الحق‬


‫والباطل في وقت النتبس عليها فيه الحق بالباطل ‪ ،‬وأنكم دعاة السلم ‪،‬‬ ‫وحملة القرآن ‪ ،‬وصلة الرض بالسماء ‪ ،‬وورثه امحمد ‪ r‬ووخلفاء صحابنته‬ ‫امن بعده ‪ ،‬فضلت دعوتكم الدعوات ‪ ،‬وسمت غاينتكم علي الغايات ‪،‬‬ ‫واسنتندتم إلى ركن شديد ‪ ،‬واسنتمسكنتم بعروة وثقي ل انفصام له ‪،‬‬ ‫وأوخذتم بنور امبين وقد النتبست علي الناس المسالك وضلوا سواء السبيل‬ ‫‪ ,‬وا غالب على أامره‪.‬‬

‫تجــرد‬ ‫واذكروا جيدا أيها الوخوان أنه اما امن رجل امنكم ـ أوامن إوخوانكم الذين‬ ‫حبسهم العذر عن حضور امؤتمركم ـ يرجو بمناصرة هذه الدعوة‬ ‫والعمل تحت راينتها غاية امن غايات الدنيا أو عرضا امن أعراضها ‪ ،‬وأنكم‬ ‫تبذلون امن ذات أنفسكم وذات يدكم ‪ ،‬ل تعنتمدون إل علي ا ‪ ،‬ول‬ ‫تسنتمدون المعونة والنتأييد إل امنه ‪ ،‬ول ترجون إل ثوابه ول تبنتغون إل‬ ‫صيرا( )النساء‪(45:‬‬ ‫وجهه ‪َ) ,‬وَكَفى س ِباللس ِه َوس ِلتّيا َوَكَفى س ِباللس ِه َن س ِ‬

‫فهــم‬ ‫واذكروا جيدا أيها الوخوان ‪ ..‬أن ا قد امن عليكم ‪ ،‬ففهمنتم السلم‬ ‫فهما نقيا صافيا ‪ ،‬سهل م ً شاامل م ً ‪ ،‬كافيا ووافيا ‪ ،‬يساير العصور ويفي‬ ‫بحاجات الامم ‪ ،‬ويجلب السعادة للناس ‪ ،‬بعيدا عن جمود الجاامدين‬ ‫وتحلل الباحيين وتعقيد المنتفلسفين ‪ ،‬ل غلو فيه ول تفريط ‪ ،‬امسنتمدا امن‬ ‫كنتاب ا وسنة رسوله وسيرة السلف الصالحين اسنتمدادا امنطبقا امنصفا‬ ‫‪ ،‬بقلب المؤامن الصادق ‪ ،‬وعقل الرياضي الدقيق ‪ ،‬وعرفنتموه علي وجهه‬ ‫‪ :‬عقيدة وعبادة ‪ ،‬ووطن وجنس ‪ ،‬ووخلق وامادة ‪ ،‬وسماحة وقوة ‪،‬‬ ‫وثقافة وقانون ‪ .‬واعنتقدتموه علي حقيقنته ‪ :‬دين ودولة ‪ ،‬وحكوامة وأامة ‪،‬‬ ‫وامصحف وسيف ‪ ،‬ووخلفة امن ا للمسلمين في أامم الرض أجمعين ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫س َوَي ُ‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫سطا س ِلَنت ُ‬ ‫م أ َُّامم ًة َو َ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫)َوَكَذس ِل َ‬ ‫شس ِهيدا( )البقرة‪. (143:‬‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫َ‬

‫ُأوخــتّوة‬


‫واذكروا جيدا أيها الوخوان ‪ ..‬أن كل شعبة امن شعبكم وحدة امنتصلة‬ ‫الروح امؤتلفة القلوب ‪ ،‬جمعنتها الغاية الساامية علي هدف واحد وأامل‬ ‫واحد وألم واحد وجهاد واحد ‪ ،‬وأن هذه الوحدات المؤتلفة يرتبط بعضها‬ ‫ببعض وينتصل بعضها ببعض ويحن بعضها إلى بعض ويقدر بعضها‬ ‫بعضا ‪ ،‬وتشعر كل أامة امنها أنها ل تنتم إل باوخوتها ول تكمل أوخوتها إل بها ‪،‬‬ ‫كلبنات البناء المرصو ص يشد بعضه بعضا ‪ ،‬وأنها جميعا ترتبط بمركزها‬ ‫العام أوثق ارتباط وأسماه وأعله ‪ ،‬روحيا وإداريا وعمليا وامظهريا ‪،‬‬ ‫وتدور حوله كما تدور المجموعة المنتماسكة امن الكواكب المنيرة حول‬ ‫امحورها الجاذب وأصلها الثابت ‪ ،‬لنتحقق بذلك قول ا تبارك وتعالي ‪:‬‬ ‫ة( )الحجرات‪. (10:‬‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫)إ س َِّن َ‬

‫جـهاد‬ ‫واذكروا جيدا أيها الوخوة أن ا تبارك وتعالي قد بارك جهادكم ونشر‬ ‫فكرتكم وجمع القلوب عليكم ‪ ،‬فل يمر يوم حنتى تنتكون لكم شعب‬ ‫ويننتصر لمبادئكم عدد غير قليل اممن كانوا يجهلونها أو ييأسون امن‬ ‫نجاحها أو ينتبرامون بها أو يكيدون لها ‪ ،‬وبذلك وصلت دعوتكم إلى امخنتلف‬ ‫الطبقات ‪ ،‬وتغلغلت في المجنتمعات ‪ ،‬ووجدت التباع والنصار في كل‬ ‫الوساط البيئات ‪:‬‬ ‫ـ آلف امن الشباب المؤامن امسنتعدون للعمل والجهاد في سبيل الصلح‬ ‫الحق ‪.‬‬ ‫ـ دور في كل امكان امجهزة للدعوة والرشاد والنتوجيه الصالح ‪.‬‬ ‫ـ فرق امنظمة تزاول الرياضة البدنية والروحية بلذة وشغف وسرور ‪.‬‬ ‫ـ شعب امنبثة في القرى والكفور والنجوع والمدن والحواضر تربو علي‬ ‫الخمسمائة تنتعاون وتنتكاتف وتنتسابق في الخيرات ‪.‬‬ ‫ـ ألسنة وأقلم امفصحة امبينة تكشف للناس عن جمال السلم وروعة‬ ‫السلم وحقائق السلم‪.‬‬ ‫ـ بعثات امسنتمرة تنفر في سبيل ا لنتنتفقه في الدين ولنتعلمه الناس ‪.‬‬


‫هذه بعض آثار جهادكم أيها الوخوان ترونها واضحة تنتضاعف وتزداد ‪:‬‬ ‫ء( )النعام‪. (88:‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ا َيه ْهس ِدي س ِبس ِه َام ه ْ‬ ‫هَدى س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫)َذس ِل َ‬

‫تضـحية‬ ‫واذكروا جيدا أيها الوخوة أن دعوتكم أعف الدعوات ‪ ،‬وأن جماعنتكم‬ ‫أشرف الجماعات ‪ ،‬وأن امواردكم امن جيوبكم ل امن جيوب غيركم ‪،‬‬ ‫ونفقات دعوتكم امن قوت أولدكم وامخصصات بيوتكم وأن أحدا امن‬ ‫الناس أو هيئة امن الهيئات أو حكوامة امن الحكوامات ‪ ,‬أو دولة امن الدول‬ ‫‪ ..‬ل تسنتطيع أن تجد لها في ذلك امنة عليكم ‪ ,‬واما ذلك بكثير على دعوة‬ ‫أقل اما يطلب امن أهلها النفس والمال ‪:‬‬ ‫جَّنَة( )النتوبة‪:‬‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ُ‬ ‫م س ِبَأ َّ‬ ‫م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫ن أ َه ْنُف َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫شَنتَرى س ِام َ‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫‪. (111‬‬

‫إوخـل ص‬ ‫اذكروا هذا جيدا ـ أيها الوخوان ـ ل للفخر و ل للمباهاة ‪ ,‬ولكن لنتعلموا أن‬ ‫ا قد كنتب لدعوتكم امن اليمان والوخل ص والفهم والوحدة والنتأييد‬ ‫والنتضحية اما لم يكنتبه لكثير امن الدعوات الرائجة السوق ‪ ,‬العالية البوق ‪,‬‬ ‫الفخمة المظاهر ‪ ,‬وتلك الصفات هي دعائم الدعوات الصالحة ‪.‬‬ ‫فاجنتهدوا أن تحرصوا عليها كااملة ‪ ،‬وأن تزيدوها في أنفسكم ثباتا وقوة ‪،‬‬ ‫م أ َنه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُّ‬ ‫ا َي ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫واعلموا أنه ليس لكم في ذلك فضل ول امنة ‪َ) ,‬ب س ِ‬ ‫صاس ِدس ِقينَ( )الحجرات‪.(17:‬‬ ‫م َ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫لي َ‬ ‫هَداُك ه ْ‬ ‫َ‬ ‫م س ِل س ِ‬

‫هـل نحن قوم غـاامضون؟‬ ‫أيها الوخوان المسلمين ‪..‬‬ ‫بعد اثني عشرة عااما امضت وأننتم تجهرون بدعوتكم وتبلغونها للناس ‪ ,‬ل‬ ‫زال هناك فريق ينتساءل عن الوخوان المسلمين ‪ ,‬ويراهم أاماامه جماعة‬ ‫غاامضة ‪ ,‬فهل أننتم قوم غاامضون؟ وسأجيب على هذا السؤال بصراحة‬


‫ووضوح ‪ .‬وسأتكلم عن غاية الوخوان المسلمين ‪ ,‬وعن وسيلنتهم وعن‬ ‫اموقفهم امن الهيئات المخنتلفة ‪ ,‬وعن اموقفهم في هذه الظروف‬ ‫الحاضرة النتي تظلل الناس حوادثها ‪ .‬والكثير امنكم أحاط بذلك علما ‪,‬‬ ‫وقد سبق لنا أن فصلناه في رسائل الوخوان وكنتاباتهم وامحاضراتهم ‪,‬‬ ‫وإنما نذكر ذلك الن في إيجاز تذكرة للغافل وتعليما لمن لم يكن يعلم ‪.‬‬

‫غاية الوخوان المسلمين‬ ‫يعمل الوخوان المسلمون لغاينتين ‪ :‬غاية قريبة يبدو هدفها وتظهر ثمرتها‬ ‫لول يوم ينضم فيه الفرد إلى الجماعة ‪ ,‬أو تظهر الجماعة الوخوانية فيه‬ ‫في اميدان العمل العام ‪ .‬وغاية بعيدة لبد فيها امن ترقب الفر ص‬ ‫واننتظار الزامن وحسن العداد وسبق النتكوين ‪.‬‬ ‫فأاما الغاية الولى فهي امساهمة في الخير العام أيا كان لونه ونوعه ‪,‬‬ ‫والخدامة الجنتماعية كلما سمحت بها الظروف ‪.‬‬ ‫ينتصل الخ بالوخوان ‪ ,‬فيكون امطالبا بنتطهير نفسه وتقويم امسلكه وإعداد‬ ‫روحه وعقله وجسمه للجهاد الطويل الذي يننتظره في امسنتقبل اليام ‪,‬‬ ‫ثم هو امطالب بأن يشيع هذه الروح في أسرته وأصدقائه وبيئنته ‪ ,‬فل‬ ‫يكون الخ أوخا امسلما حقا حنتى يطبق على نفسه أحكام السلم وأوخلق‬ ‫السلم ‪ ,‬ويقف عند حدود الامر والنهي النتي جاء بها رسول ا صلى‬ ‫ها‬ ‫ها َوَته ْقَوا َ‬ ‫جوَر َ‬ ‫مَها ُف ُ‬ ‫ها ‪َ ,‬فَأه ْلَه َ‬ ‫سَّوا َ‬ ‫س َوَاما َ‬ ‫ا عليه وسلم عن ربه ‪َ) :‬وَنه ْف أ ٍ‬ ‫ها( )الشمس‪. (10-7:‬‬ ‫سا َ‬ ‫ن َد َّ‬ ‫ب َام ه ْ‬ ‫وخا َ‬ ‫ها ‪َ ,‬وَقه ْد َ‬ ‫ن َزَّكا َ‬ ‫ح َام ه ْ‬ ‫‪َ ,‬قه ْد أ َه ْفَل َ‬ ‫وتنتكون الجماعة امن جماعات الوخوان ‪ ،‬فنتنتخذ دارا وتعمل علي تعليم‬ ‫الاميين وتلقين الناس أحكام الدين وتقوم بالوعظ والرشاد والصلح‬ ‫بين المنتخاصمين ‪ ،‬وإقاامة المنشبآت النافعة امن امدارس وامعاهد و‬ ‫امسنتوصفات وامساجد في حدود امقدرتها والظروف النتي تحيط بها ‪،‬‬ ‫وكثير امن شعب الوخوان ينهض بهذه الواجبات يؤديها غلي حالة امرضية‬ ‫امن حسن الداء ‪.‬‬


‫فهل هذا اما يريده الوخوان المسلمون ويجهزون أنفسهم له ويأوخذونها به‬ ‫؟!‬ ‫ل أيها الوخوان ليس هذا ك اما نريد ‪ ،‬هو بعض اما نريد ابنتغاء امرضاة ا‬ ‫‪ ..‬هو الهدف الول القريب ‪ ،‬صرف الوقت في طاعة ووخير حنتى يجيء‬ ‫الظرف المناسب وتحين ساعة العمل للصلح الشاامل المنشود ‪.‬‬ ‫أاما غاية الوخوان الساسية ‪ ..‬أاما هدف الوخوان السمى ‪ ..‬أاما الصلح‬ ‫الذي يريده الوخوان ويهيؤن له أنفسهم ‪ ..‬فهو إصلح شاامل كاامل تنتعاون‬ ‫عليه قوي الامة جميعا وتنتجه نحوه الامة جميعا وينتناول كل الوضاع‬ ‫القائمة بالنتغيير والنتبديل ‪.‬‬ ‫إن الوخوان المسلمين يهنتفون بدعوة ‪ ،‬ويؤامنون بمنهاج ‪ ،‬ويناصرون‬ ‫عقيدة ‪ ،‬ويعملون في سبيل إرشاد الناس إلى نظام اجنتماعي ينتناول‬ ‫شؤون الحياة جميعا اسمه )السلم( ‪ ..‬نزل به الروح الامين علي قلب‬ ‫سيد المرسلين ليكون به امن المنذرين بلسان عربي أامين ‪ ..‬ويريدون‬ ‫بعث الامة السلامية النموذجية النتي تدين بالسلم الحق ‪ ،‬فيكون لها‬ ‫هاديا وإامااما ‪ ،‬وتعرف في الناس بأنها دولة القرآن النتي تصطبغ به والنتي‬ ‫تذود عنه والنتي تدعو إليه والنتي تجاهد في سبيله وتضحي في هذا‬ ‫السبيل بالنفوس والاموال ‪.‬‬ ‫لقد جاء السلم نظااما وإامااما ‪ ،‬دينا ودولة ‪ ،‬تشريعا وتنفيذا ‪ ،‬فبقي‬ ‫النظام وزال الامام ‪ ،‬واسنتمر الدين وضاعت الدولة ‪ ،‬وازدهر النتشريع‬ ‫وذوي النتنفيذ ‪ .‬أليس هذا هو الواقع أيها الوخوان ؟! وإل فأين الحكم بما‬ ‫أنزل ا في الداماء والاموال والعراض ؟ وا تبارك وتعالي يقول‬ ‫م أ َنه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حَذه ْر ُ‬ ‫م َوا ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫هَوا َ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫ا َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما أ َه ْنَز َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫لنبيه ‪َ) : r‬وأ َ س ِ‬ ‫ا أ َنه ْ‬ ‫ما ُيس ِريُد ُ‬ ‫م أ َ​َّن َ‬ ‫عَل ه ْ‬ ‫ن َتَوَّله ْوا َفا ه ْ‬ ‫ك َفس ِإ ه ْ‬ ‫ا إ س َِله ْي َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ض َاما أ َه ْنَز َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫َيه ْفس ِنتُنو َ‬ ‫ن( )المائدة‪. (49:‬‬ ‫سُقو َ‬ ‫س َلَفا س ِ‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫ن َكس ِثيرا س ِام َ‬ ‫م َوإ س ِ َّ‬ ‫ض ُذُنوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م س ِبَب ه ْ‬ ‫صيَبُه ه ْ‬ ‫ُي س ِ‬ ‫والوخوان المسلمون يعلمون لينتأيد النظام بالحكام ‪ ،‬ولنتحيا امن جديد‬ ‫دولة السلم ‪ ،‬ولنتشمل بالنفاذ هذه الحكام ‪ ،‬ولنتقوم في الناس حكوامة‬


‫امسلمة ‪ ،‬تؤيدها أامة امسلمة ‪ ،‬تنظم حياتها شريعة امسلمة أامر ا بها نبيه‬ ‫عَها َول‬ ‫ن ال َه ْامس ِر َفاَّتس ِب ه ْ‬ ‫عأ ٍة س ِام َ‬ ‫شس ِري َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ك َ‬ ‫عه ْلَنا َ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫‪ r‬في كنتابه حيث قال ‪ُ) :‬ث َّ‬ ‫شه ْيئا َوإ س ِنَّ‬ ‫ا َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫عه ْن َ‬ ‫غُنوا َ‬ ‫ن ُي ه ْ‬ ‫م َل ه ْ‬ ‫مون ‪ ,‬إ س َِّنُه ه ْ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫ء اَّلس ِذي َ‬ ‫هَوا َ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ن( )الجاثـية‪. (19-18:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫ي اه ْل ُ‬ ‫ا َوس ِل ُّ‬ ‫ض َو ُ‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫ء َب ه ْ‬ ‫م أ َه ْوس ِلَيا ُ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫ال َّ‬

‫بعض ننتائج فساد النظام الجنتماعي الحالي في امصر‬ ‫أيها الوخوان ‪..‬‬ ‫إننا في اوخصب بقاع الرض وأعذبها اماء ‪ ,‬وأعدلها هواء ‪ ,‬وأيسرها رزقا‬ ‫‪,‬وأكثرها وخيرا ‪ ,‬وأوسطها دارا ‪,‬وأقدامها امدنية وحضارة وعلما وامعرفة ‪,‬‬ ‫وأحفلها ببآثار العمران الروحي والمادي والعملي والفني ‪ ,‬وفي بلدنا‬ ‫المواد الولية والخاامات الصناعية والخيرات الزراعية وكل اما تحنتاج إليه‬ ‫أامة قوية تريد أن تسنتغني بنفسها وتسوق الخير إلى غيرها ‪ ,‬واما امن‬ ‫أجنبي هبط هذا البلد الامين إل صح بعد امرض واغنتنى بعد فاقة وعز‬ ‫بعد ذلة وأترف بعد البؤس والشقاء ‪ ..‬فماذا أفاد المصريون أنفسهم امن‬ ‫ذلك كله؟ ل شيء ‪ ..‬وهل يننتشر الفقر والجهل والمرض والضعف في‬ ‫بلد كما يننتشر في امصر الغنية امهد الحضارة وزعيمة أقطار الشرق غير‬ ‫امدافعة؟!‬ ‫إليكم أيها الوخوان بعض الرقام النتي تنطق بما يهددنا امن أوخطار‬ ‫اجنتماعية اماحقة ساحقة إن لم ينتداركنا فيها ا برحمنته فسيكون لها‬ ‫أفدح الننتائج وأعظم الثار‪:‬‬ ‫) ‪ ( 1‬الفلحون في امصر يبلغون ثمانية امليين ‪ ,‬والرض المنزرعة نحو‬ ‫سنتة امليين امن الفدنة وعلى هذا العنتبار يخص الفرد الواحد نحو ثلثي‬ ‫فدان ‪.‬‬ ‫فإذا لحظنا على جانب هذا أن الرض تفقد وخواصها لضعف المصارف‬ ‫وكثرة الجهاد ‪ ,‬وإنها لهذا السبب تأوخذ امن السماد الصناعي أضعاف‬ ‫غيرها امن النتي تقل عنها جودة ووخصوبة ‪ ,‬وإن عدد السكان ينتكاثر‬


‫تكاثرا سريعا ‪ ,‬وإن النتوزيع في هذه الرض يجعل امن هذا العدد أربعة‬ ‫امليين ل يملكون شيئا ‪ ,‬وامليونين ل يزيد املكهم عن نصف فدان وامعظم‬ ‫الباقي ل يزيد املكه على وخمسة أفدنة ‪ ,‬علمنا امبلغ الفقر الذي يعانيه‬ ‫الفلحون المصريون ودرجة إنحطاط امسنتوى المعيشة بينهم درجة‬ ‫ترعب وتخيف‪.‬‬ ‫إن أربعة امليين امن المصريين ل يحصل أحدهم على ثمانين قرشا في‬ ‫الشهر بشق النفس ‪ ,‬فإذا فرضنا أن له زوجة وثلثة أولد وهو امنتوسط‬ ‫اما يكون عليه الحال في الريف المصري بل السر المصرية عاامة ‪ ,‬كان‬ ‫امنتوسط اما يخص الفرد في العام جنيهين ‪ ,‬وهو أقل بكثير امما يعيش‬ ‫به الحمار ‪ ,‬فإن ينتكلف صاحبه )‪ 140‬قرشا وخمس فدان برسيم و ‪30‬‬ ‫قرشا حمل ونصف الحمل امن النتبن و ‪ 150‬قرشا أردب فول و ‪ 20‬قرشا‬ ‫أربعة قراريط عفش ذرة وامجموعها ‪ 340‬قرشا( وهو ضعف اما يعيش‬ ‫به الفرد امن هؤلء الداميين في امصر ‪ ,‬وبذلك يكون أربعة امليين‬ ‫امصري يعيشون اقل امن عيشة الحيوان‪.‬‬ ‫ثم إذا نظرت إلى طبقة الملك الكبار وجدتهم امكبلين بالديون أذلء‬ ‫للمحاكم والبنوك‪.‬‬ ‫إن البنك العقاري وحده يحوز امن الرهون قريبا امن نصف امليون فدان ‪,‬‬ ‫ويبلغ دينه على الملك المصريين ‪ 17‬امليونا امن الجنيهات إلى أكنتوبر سنة‬ ‫‪ , 1936‬وهذا بنك واحد‪.‬‬ ‫وقد بلغ ثمن اما نزعت املكينته للديون امن الرض والمنازل في سنة‬ ‫‪ 346.256) 1939‬جنيها( فعلى أي شيء تدل هذه الرقام؟‬ ‫) ‪ ( 2‬العمال في امصر يبلغون )‪ (5.718.127‬أي نحوا امن سنتة امليين‬ ‫عاامل ‪ ,‬يشكو النتعطل )‪ (511.119‬أي أكثر امن نصف امليون ل يجدون‬ ‫شيئا ‪ ,‬وهناك الجيوش امن حملة الشهادات العاطلين‪.‬‬ ‫فكيف يشعر إنسان هذه حاله بكراامنته النسانية أو يعرف امعنى العاطفة‬ ‫القوامية والوطنية وهو بلد ل يسنتطيع أن يجد فيه القوت ‪ ,‬ولقد اسنتعاذ‬


‫النبي ـ صلى ا عليه وسلم ـ امن الفقر ‪ ,‬وقديما قيل ‪ :‬يكاد الفقر أن‬ ‫يكون كفرا ‪ ,‬فضل عن أن المشنتغلين امن العمال امهددون باسنتغلل‬ ‫أصحاب رأس المال وضعف الجور والرهاق في العمل ‪ ,‬ولم تصدر‬ ‫الحكوامات بعد النتشريع الكافي لحماية هؤلء البائسين ‪ ,‬وقد ضاعفت‬ ‫حالة الحرب القائمة هذا العدد امن المنتعطلين وزادت العااملين امنهم‬ ‫بؤسا على بؤسهم‪.‬‬ ‫) ‪ ( 3‬شركات الحنتكار في امصر قد وضعت يدها على امرافق الحياة‬ ‫والمنافع العاامة ‪ ,‬فالنور والمياه والملح والنقل ونحوها كلها في يد هذه‬ ‫الشركات النتي ل ترقب في امصري إل تّ ول ذامة ‪ ,‬والنتي تحقق أفحش‬ ‫الرباح وتضن حنتى باسنتخدام المصريين في أعمالها‪.‬‬ ‫لقد بلغت أرباح شركة المياه امنذ تأسست في ‪ 27‬امايو سنة ‪ 1865‬إلى‬ ‫سنة ‪ 1933‬عشرين امليونا امن الجنيهات ‪ ,‬وقد بلغ النتفريط والنتهاون‬ ‫بالحكوامة المصرية أن باعت حصنتها في أرباح الشركة في عهد وزارة‬ ‫رياض باشا )وكان ناظر الشغال حينذاك امحمد زكي باشا( بمبلغ عشرين‬ ‫ألفا امن الجنيهات امع أن حصنتها في صافي الربح امن تاريخ البيع وهو ‪10‬‬ ‫يوليو سنة ‪ 1899‬إلى سنة ‪ 1934‬فقط امبلغ امليونين ونصف امن الجنيهات‬ ‫‪.‬‬ ‫إن في امصر ‪ 320‬شركة أجنبية تسنتغل جميع امرافق الحياة ‪ ,‬وقد بلغت‬ ‫أرباحها في سنة ‪ 1938‬الماضية )‪ 7.637.482‬جنيها( وهذه الشركات‬ ‫جميعا تخالف نصو ص العقود في كثير امن النتصرفات ثم ل يكون‬ ‫النتصرف امعها إل امنتراوخيا ضعيفا يفوت الفائدة على الحكوامة والجمهور‬ ‫امعا‪.‬‬ ‫ولعل امن الطريف المبكي أن نقول إن عدد الشركات المصرية إلى سنة‬ ‫‪ 1938‬بلغ إحدى عشر شركة فقط امقابل ‪ 320‬شركة أجنبية‪.‬‬ ‫) ‪ ( 4‬لقد اسنتقبلت العيادات الحكوامية المصرية سنة ‪) 1934‬‬ ‫‪ (7.241.383‬امريضا امنهم امليون بالبلهارسيا ‪ ,‬وأكثر امن نصف امليون‬


‫بالنكلسنتواما ‪ ,‬وامليون ونصف بالرامد ‪ ,‬وفي امصر ‪ 90‬في المائة امريض‬ ‫بالرامد والطفيليات ‪ ,‬وفيها ‪ 55.575‬امن فاقدي البصر ‪ ,‬ويكشف لنا‬ ‫الكشف الطبي في المدارس وفي المعاهد وفي الجاامعة ـ وامنها الكلية‬ ‫الحربية ـ حقائق عجيبة عن ضعف بنية الطلب وهم زهرة شباب الامة ‪,‬‬ ‫وكل ذلك في أامة علمها نبيها أن تسأل ا أن يعافيها في أبدانها وفي‬ ‫سمعها وفي بصرها‪.‬‬ ‫) ‪ ( 5‬إن امصر بعد هذا الجهاد الطويل ل زالت بها آلف كثير اممن ل يخط‬ ‫اللف ‪ ,‬ولزال عدد المنتعلمين فيها ل يجاوز الخمس )‪ 20‬في المائة( امن‬ ‫بينهم تلاميذ المدارس اللزاامية الذين ل يحسنون شيئا وكثير امنهم لم‬ ‫يجاوز شهادة إتمام الدراسة البنتدائية و حنتى الذين تعلموا تعليما عاليا ل‬ ‫تنقطع الشكوى امن أن امؤهلتهم العلمية ل تمكنهم امن النجاح الكاامل‬ ‫في الحياة العملية ‪ ,‬وتنتردد هذه الشكوى على لسان وزراء المعارف‬ ‫ورؤساء دوائر العمال وغيرهم ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 6‬وقد انحط امسنتوى الخُلق انحطاطا عجيبا فقد بلغ عدد الذين‬ ‫حوكموا بجرائم تخالف القانون في سنة ‪ 1938‬أكثر امن امليون امصري‬ ‫وامصرية دوخل امنهم السجن زهاء امائة ألف أو يزيدون ‪ ,‬عدا امن لم تصل‬ ‫إليهم يد القضاء ولم تعرف جرائمهم بعد‪.‬‬ ‫هذا امع جرأة كثير امن الشبان وغير الشبان على المخالفات الدينية النتي‬ ‫ل يؤاوخذ عليها القانون الوضعي كشرب الخمر والقبال على القمار‬ ‫واليانصيب والسباق ونحوها ‪ ,‬والعبث واما إليه امما ل يحصيه العد ‪ ,‬بدون‬ ‫وخشية ول حياء‪.‬‬ ‫) ‪ ( 7‬وامع أننا فقدنا امقوامات الحياة المادية امن العلم الدنيوي النافع‬ ‫وامن الثروة والمال وامن القوة الصحية ‪ ,‬فهل أبقينا على شيء امن قوانا‬ ‫الروحية؟ كل ‪ ..‬كل‪.‬‬ ‫كم امن المصريين يؤامن بالله حق اليمان ‪ ,‬ويعنتمد عليه حق العنتماد؟‬ ‫‪...‬‬


‫وكم امنهم يعنتز بكراامنته القوامية وعزته السلامية؟ ‪...‬‬ ‫وكم امنهم يؤدي الصلوات؟ ‪...‬‬ ‫وكم امن هؤلء المؤدين يقيمها على وجهها وينتعرف أحكاامها وأسرارها؟‬ ‫‪...‬‬ ‫وكم امنهم يؤدي الزكاة وينتحرى بها امصارفها والغاية امنها؟ ‪...‬‬ ‫وكم امنهم يخشى ا وينتقيه ويبنتعد عن المعصية وينتجنب كبائر الثم‬ ‫والفواحش؟ ‪...‬‬ ‫يجيبنا الواقع المشاهد عن السئلة جميعا جوابا يؤلم ويحزن ويحز نفس‬ ‫كل امؤامن غيور‪.‬‬

‫الـداء والـدواء‬ ‫أيها الوخوان ‪..‬‬ ‫هذه لغة الرقام ‪ ,‬وهذا قليل امن كثير امن امظاهر البؤس والشقاء في‬ ‫امصر‪.‬‬ ‫فما سبب ذلك كله؟ ‪..‬‬ ‫وامن المسؤول عنه؟ ‪..‬‬ ‫وكيف ننتخلص امنه واما الطريق ‪ ,‬واما الطريق إلى الصلح؟ ‪..‬‬ ‫السـبب ‪:‬‬ ‫أاما سبب ذلك ففساد النظام الجنتماعي في امصر فسادا لبد له امن علج‬ ‫‪ ,‬فقد غزتنا أوربا امنذ امائة سنة بجيوشها السياسية وجيوشها العسكرية‬ ‫وقوانينها ونظمها وامدارسها وعلوامها وفنونها‪ ,‬وإلى جانب هذا بخمرها‬ ‫ونسائها وامنتعها وترفها وعاداتها وتقاليدها ‪ ,‬ووجدت امنا صدورا رحبة‬ ‫وأدوات طيعة تقبل كل اما يعرض عليها ‪ ,‬ولقد أعجبنا بذلك كله ‪ ,‬ولم‬ ‫نقف عند حد الننتفاع بما يفيد امن علم وامعرفة وفن ونظام وقوة وامنعة‬ ‫وعزة واسنتعلء ‪,‬بل كنا عند حسن ظن الغاصبين بنا فأسلمنا لهم قيادنا ‪,‬‬ ‫وأهملنا امن أجلهم ديننا ‪ ,‬وقدامو لنا الضار امن بضاعنتهم فأقبلنا عليه ‪,‬‬ ‫وحجبوا عنا النافع امنها وغفلنا عنه ‪ ,‬وزاد الطين بتّلة أن تفرقنا على‬


‫الفنتات شيعا وأحزابا يضرب بعضنا وجوه بعض وينال بعضنا امن بعض ‪,‬‬ ‫ل ننتبين هدفا ول نجنتمع على امنهاج‪.‬‬ ‫المسؤول ‪:‬‬ ‫أاما المسؤول عن ذلك فالحاكم والمحكوم على السواء ‪ :‬الحاكم الذي‬ ‫لنت قناته للغاامزين ‪ ,‬وسلس قياده للغاصبين ‪ ,‬وعني بنفسه اكثر امما‬ ‫عني بقوامه ‪ ,‬حنتى فشت في الدارة المصرية عطلت فائدتها وجرت على‬ ‫الناس بلئها ‪ ..‬فالنانية والرشوة والمحاباة والعجز والنتكاسل والنتعقيد‬ ‫كلها صفات بارزة في الدارة المصرية ‪ ,‬والمحكوم الذي رضي بالذلة‬ ‫وعجز وغفل عن الواجب ووخدع بالباطل وانقاد وراء الهواء وفقد قوة‬ ‫اليمان وقوة الجماعة فأصبح نهب الناهبين وطعمة الطاامعين‪.‬‬ ‫الخــل ص ‪:‬‬ ‫أاما كيف ننتخلص امن ذلك فبالجهاد والكفاح ‪ ,‬ول حياة امع اليأس ول يأس‬ ‫امع الحياة ‪ ,‬فنخلص امن ذلك كله بنتحطيم هذا الوضع الفاسد وأن‬ ‫نسنتبدل به نظااما اجنتماعيا وخيرا امنه ‪ ,‬تقوم عليه وتحرسه حكوامة حازامة‬ ‫تهب نفسها لوطنها وتعمل جاهدة لنقاذ شعبها ‪ ,‬يؤيدها شعب امنتحد‬ ‫الكلمة قوي اليمان ‪,‬ولئن فقدت الامة امصباح وهاج نهنتدي بنوره ونسير‬ ‫على هداه‪.‬‬ ‫ول تسنتطيع حكوامة امصرية أن تقوم بهذا الصلح الجنتماعي حنتى تنتحرر‬ ‫تمااما امن الضعف والعجز والخوف والنتدوخل السياسي الذي يقيد‬ ‫وخطواتها ‪ ,‬وتنتخلص امن هذا النير الفكري الذي وضعنته أوربا في أعناقنا‬ ‫فأضعف نفوسنا وأوهن امقاوامنتنا‪.‬‬ ‫ونحن نسنتقبل في هذه اليام حواد ث جسااما تغير النظم والوضاع‬ ‫وتجدد الدول والممالك ‪ ,‬فاولى بنا أن ننتخذها فرصة سانحة للنتحلل امن‬ ‫آثار الماضي وبناء المسنتقبل المجيد على دعائم قويمة امن هذا الصلح‬ ‫السلامي القويم‪.‬‬ ‫ولهذا كان هدف الوخوان المسلمين ينتلخص في كلمنتين ‪:‬‬


‫ـ العودة للنظام السلامي الجنتماعي‬ ‫ـ والنتحرر الكاامل امن كل سلطان أجنبي‬ ‫وبذلك نسنتطيع أن ننقذ امصر امن آثار هذه الويلت ‪.‬‬ ‫ولنا بعد ذلك آامال جسام في إحياء امجد السلم وعظمة السلم ‪,‬‬ ‫خَّفَّنكَ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ق َول َي ه ْ‬ ‫ح ٌّ‬ ‫ا َ‬ ‫عَد س ِ‬ ‫ن وَ ه ْ‬ ‫صس ِبه ْر إ س ِ َّ‬ ‫يراها الناس بعيدة ونراها قريبة ‪َ) :‬فا ه ْ‬ ‫ن( )الروم‪.(60:‬‬ ‫ن ل ُيوس ِقُنو َ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬

‫وسيلة الوخوان المسلمين‬ ‫أاما وسائلنا العاامة‪:‬‬ ‫ـ فالقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حنتى يفقهها الرأي العام‬ ‫ويناصرها عن عقيدة وإيمان‪.‬‬ ‫ـ ثم اسنتخل ص العناصر الطيبة لنتكون هي الدعائم الثابنتة لفكرة‬ ‫الصلح‪.‬‬ ‫ـ ثم النضال الدسنتوري حنتى يرتفع صوت هذه الدعوة في الندية‬ ‫الرسمية وتناصرها وتنحاز إليها القوة النتنفيذية‪ ،‬وعلى هذا الساس‬ ‫سينتقدم امرشحو الوخوان المسلمين حين يجيء الوقت المناسب إلى‬ ‫الامة ليمثلوها في الهيئات النيابية‪ ،‬ونحن واثقون بعون ا امن النجاح‬ ‫عس ِزي ٌز(‬ ‫ي َ‬ ‫ا َلَقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إ س ِ َّ‬ ‫صُر ُ‬ ‫ن َيه ْن ُ‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫صَر َّ‬ ‫امادامنا نبنتغي بذلك وجه ا )َوَلَيه ْن ُ‬ ‫)الحج‪.(40:‬‬ ‫أاما سوي ذلك امن الوسائل فلن نلجأ إليه إل امكرهين ن ولن نسنتخدامه إل‬ ‫امضطرين ‪ ،‬وسنكون حينئذ صرحاء شرفاء ‪ ،‬ل نحجم عن إعلن اموقفنا‬ ‫واضحا ل لبس فيه ول غموض امعه ‪ ،‬ونحن علي اسنتعداد تام لنتحمل‬ ‫ننتائج عملنا أيا كانت ‪ ،‬ل نلقي النتبعة علي غيرنا ‪ ،‬ول ننتمسح بسوانا ‪،‬‬ ‫ونحن نعلم أن اما عند ا وخير وأبقي ‪ ،‬وأن الفناء في الحق هو عين‬ ‫البقاء ‪ ،‬وأنه ل دعوة بغير جهاد ‪ ،‬ول جهاد بغير اضطهاد ‪ ،‬وعندئذ تدنو‬ ‫ساعة النصر ويحين وقت الفوز ‪ ،‬وينتحقق قول الملك الحق المبين ‪:‬‬


‫ي َام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ج َ‬ ‫صُرَنا َفُن ِّ‬ ‫م َن ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫جا َ‬ ‫م َقه ْد ُكس ِذُبوا َ‬ ‫ظ ُّنوا أ َ​َّنُه ه ْ‬ ‫ل َو َ‬ ‫س ُ‬ ‫س ال ُّر ُ‬ ‫سَنته ْيَأ َ‬ ‫حَّنتى إ س َِذا ا ه ْ‬ ‫) َ‬ ‫ن( )يوسف‪.(110:‬‬ ‫جس ِرس ِامي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ن اه ْلَقه ْو س ِ‬ ‫ع س ِ‬ ‫سَنا َ‬ ‫ء َول ُيَر ُّد َبه ْأ ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫َن َ‬

‫نحن و السياسة‬ ‫وقد يقول بعض الناس ‪ :‬واما للوخوان والبرلمان والوخوان جماعة دينية‬ ‫وهذه سبيل الهيئات السياسية؟ أليس هذا يؤيد اما يقول الناس امن أن‬ ‫الوخوان المسلمين قوم سياسيون ل يقفون عند حد الدعوة للسلم كما‬ ‫يدعون؟‬ ‫وأقول لهذا القائل في صراحة ووضوح ‪ :‬أيها الخ ‪ ..‬أاما أنا سياسيون‬ ‫حزبيون نناصر حزبا ونناهض آوخر فلسنا كذلك ولن نكونه ‪ ,‬ول يسنتطيع‬ ‫أحد أن يأتي على هذا بدليل أو شبه دليل‪.‬‬ ‫وأاما أننا سياسيون بمعنى أننا نهنتم بشئون أامنتنا ‪ ،‬ونعنتقد أن القوة‬ ‫النتنفيذية جزء امن تعاليم السلم تدوخل في نطاقه وتندرج تحت أحكاامه ‪،‬‬ ‫وأن الحرية السياسية والعزة القوامية ركن امن أركانه وفريضة امن‬ ‫فرائضه ‪ ،‬وأننا نعمل جاهدين لسنتكمال الحرية ولصلح الداة النتنفيذية‬ ‫فنحن كذلك ‪ ،‬ونعنتقد أننا لم نأت فيه بشيء جديد ‪ ،‬فهذا المعروف عن‬ ‫كل امسلم درس السلم دراسة صحيحة ونحن ل نعلم دعوتنا ولننتصور‬ ‫امعنى لوجودنا إل تحقيق هذه الهداف‪ .‬ولم نخرج بذلك قيد شعرة عن‬ ‫الدعوة إلى السلم ‪ ،‬والسلم ل يكنتفي امن المسلم بالوعظ والرشاد‬ ‫هُدوا س ِفيَنا َلَنه ْهس ِدَيَّنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫جا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ولكنه يحدوه دائما إلى الكفاح والجهاد )َواَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )العنكبوت‪.(69:‬‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع اه ْل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ا َل َ‬ ‫ن َ‬ ‫سُبَلَنا َوإ س ِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫أاما اموقفنا امن الهيئات في امصر فصريح واضح ننتحد ث به ونكنتب عنه في‬ ‫كل الظروف والمناسبات‪......‬‬

‫نحن والحكوامات‬ ‫فأاما اموقفنا امن الحكوامات المصرية على اوخنتلف ألوانها فهو اموقف‬ ‫الناصح الشفيق ‪ ,‬الذي ينتمنى لها السداد والنتوفيق ‪ ,‬وأن يصلح ا بها‬


‫الفساد ‪ ,‬وإن كانت النتجارب الكثيرة كلها تقنعنا بأننا في واد وهي في واد‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ي امن الخل تّ‬ ‫‪ ,‬ويا ويح الشج تّ‬ ‫لقد رسمنا للحكوامات المصرية المنتعاقبة كثيرا امن امناهج الصلح ‪,‬‬ ‫وتقدامنا لكثير امنها بمذكرات إضافية في كثير امن الشؤون النتي تمس‬ ‫صميم الحياة المصرية ‪..‬‬ ‫لقد لفنتنا نظرها إلى وجوب العناية بإصلح الداة الحكوامية نفسها باوخنتيار‬ ‫الرجال وتركيز العمال وتبسيط الجراءات وامراعاة الكفايات و القضاء‬ ‫على السنتثناءات ‪..‬‬ ‫وإلى إصلح امنابع الثقافة العاامة بإعادة النظر في سياسة النتعليم‬ ‫وامراقبة الصحف والكنتب والسينما والمسارح والذاعة ‪ ,‬واسنتدراك‬ ‫نواحي النقص فيها وتوجيهها الوجهة الصالحة‪.‬‬ ‫وإصلح القانون باسنتمداده امن شرائع السلم ‪ ,‬وامحاربة المنكر‬ ‫وامقاوامة الثم بالحدود وبالعقوبات الزاجرة الرادعة ‪..‬‬ ‫وتوجيه الشعب وجهة صالحة بشغله بالنافع امن العمال في أوقات‬ ‫الفراغ‪.‬‬ ‫فماذا أفاد كل ذلك؟ ‪ ..‬ل شيء ‪ ,‬ولقد قاامت وزارة الشؤون الجنتماعية‬ ‫لسد هذا الفراغ فماذا فعلت وقد امضى عليها أكثر امن عام ونصف عام؟‬ ‫اماذا أنجزت امن العمال ؟ ‪ ..‬ل شيء ‪ ,‬وسنتظل "ل شيء" هي الجواب‬ ‫لكل المقنترحات امادامنا ل نجد الشجاعة الكافية للخروج امن سجن النتقليد‬ ‫والثورة على هذا الروتين العنتيق ‪ ,‬واما دامنا لم نحدد المنهاج ولم ننتخير‬ ‫لنفاذه الكفاء امن الرجال ‪ ,‬وامع هذا فسنظل في اموقف الناصحين‬ ‫يفنتح ا بيننا وبين قوامنا بالحق وهو وخير الفاتحين‪.‬‬

‫نحن و الحزاب‬ ‫أاما اموقفنا امن الحزاب السياسية فلسنا نفاضل بينها ول ننحاز إلى واحد‬ ‫امنها ولكننا نعنتقد أنها تنتفق جميعا في عدة أامور ‪:‬‬


‫تنتفق في أن كثيرا امن رجالها قد عملوا على وخدامة القضية السياسية‬ ‫المصرية‪ ،‬واشنتركوا فعل م ً في الجهاد في سبيلها‪ ،‬وفي الوصول إلى اما‬ ‫وصلت إليه امصر امن ثمرات هذا الجهاد الضئيلة أو الجليلة‪ ،‬فنحن في‬ ‫هذه الناحية ل نبخس هؤلء الرجال حقهم‪.‬‬ ‫جا دقيقا لما يريد امن‬ ‫وتنتفق كذلك في أن حزبا امنها لم يحدد بعُد امنها م ً‬ ‫ضروب الصلح ‪ ،‬ولم يضع هدفا يرامي إليه ‪ ،‬وهي لهذا ل تنتفاوت في‬ ‫المناهج والغراض والغايات‪.‬‬ ‫وتنتفق كذلك في أنها جميعا لم تقنتنع بعُد بوجوب المناداة بالصلح‬ ‫الجنتماعي على قواعد السلم وتعاليم السلم ‪ ،‬ول زال أقطابها جميعا‬ ‫يفهمون السلم على أنه ضروب امن العبادات والروحانيات ل صلة لها‬ ‫بحياة الامم والشعوب الجنتماعية والدنيوية‪.‬‬ ‫وتنتفق بعد ذلك في أنها تعاقبت على حكم هذا البلد فلم تأت بجديد ‪،‬‬ ‫ي‪,‬‬ ‫ولم يجد الناس في ظل حكمها اما كانوا يأاملون امن تقدم اماتّدي أو أدب تّ‬ ‫ولقد كان لهذا أثر العملي ‪ ,‬فقاامت في امصر الحكوامات غير الحزبية في‬ ‫أحرج الظروف وأدق المواقف ‪ ,‬وامنها الحكوامة الحالية‪.‬‬ ‫وإذا فل وخلف بين الحزاب المصرية إل في امظاهر شكلية ‪ ،‬وشؤون‬ ‫شخصية ‪ ،‬ل يهنتم لها الوخوان المسلمون ‪ ،‬ولهذا فهم ينظرون إلى هذه‬ ‫الحزاب جميعا نظرة واحدة ‪ ،‬ويرفعون دعوتهــم ـ وهي اميرا ث رسول‬ ‫ا ـ فوق هذا المسنتوى الحزبي كله ‪ ،‬ويوجهونها واضحة امسنتنيرة إلى‬ ‫كل رجال هذه الحزاب على السواء ‪ ،‬ويوتّدون أن لو أدرك حضراتهم‬ ‫هذه الحقيقة ‪ ،‬وقتّدروا هذه الظروف الدقيقة ‪ ،‬ونزلوا على حكم الوطنية‬ ‫الصحيحة ‪ ،‬فنتوحدت كلمنتهم ‪ ،‬واجنتمعوا على امنهاج واحد ‪ ،‬تصلح به‬ ‫الحوال وتنتحقق الامال ‪ ،‬وليس أاماامهم إل امنهاج الوخوان المسلمين ‪ ،‬بل‬ ‫ت َوَاما س ِفي‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ا اَّلس ِذي َلُه َاما س ِفي ال َّ‬ ‫ط س ِ‬ ‫صَرا س ِ‬ ‫هدى رب العالمين ) س ِ‬ ‫صيُر ال ُ​ُاموُر( )الشورى‪(53:‬‬ ‫ا َت س ِ‬ ‫ض َأل إ س َِلى س ِ‬ ‫ال َه ْر س ِ‬


‫ونحن ل نهاجم لننا في حاجة إلى الجهد الذي يبذل في الخصوامة‬ ‫والكفاح السلبي لننفقه في عمل نافع وكفاح إيجابي وندع حسابهم‬ ‫ء َوأ َ​َّاما َاما َيه ْنَف ُ‬ ‫ع‬ ‫جَفا م ً‬ ‫ب ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫للزامن امعنتقدين أن البقاء للصلح )َفَأَّاما الَّزَبُد َفَيه ْذ َ‬ ‫ض( )الرعد‪.(17:‬‬ ‫ث س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫م ُ‬ ‫س َفَي ه ْ‬ ‫الَّنا َ‬

‫نحن والهيئات السلامية‬ ‫وأاما اموقفنا امن الهيئات السلامية علي اوخنتلف نزعاتها ‪ ،‬فموقف حب و‬ ‫إوخاء وتعاون وولء ‪ ،‬نحبها ونعاونها ‪ ،‬ونحاول جاهدين أن نقرب بين‬ ‫وجهات النظر ونوفق بين امخنتلف الفكر توفيقا يننتصر به الحق في ظل‬ ‫النتعاون والحب ‪ .‬ول يباعد بيننا وبينها رأي فقهي أو وخلف امذهبي ‪،‬‬ ‫فدين ا يسر ‪ ،‬ولن يشاد الدين أحد إل غلبه ‪ .‬ولقد وفقنا ا إلى وخطة‬ ‫امثلي ‪ ،‬إذ ننتحري الحق في أسلوب لين يسنتهوي القلوب وتطمئن إليه‬ ‫العقول ‪ ،‬ونعنتقد أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه السماء واللقاب‬ ‫والفوارق الشكلية والحواجز النظرية وتحل امحلها وحدة عملية تجمع‬ ‫صفوف الكنتيبة المحمدية حيث ل يكون هناك إل إوخوان امسلمون ‪ ،‬للدين‬ ‫سوَلُه َواَّلس ِذي َ‬ ‫ن‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َيَنتَو َّ‬ ‫عااملون وفي سبيل ا امجاهدون ‪َ) :‬وَام ه ْ‬ ‫ن( )المائدة‪. (56:‬‬ ‫غاس ِلُبو َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ا ُ‬ ‫ب س ِ‬ ‫حه ْز َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫آَامُنوا َفس ِإ َّ‬

‫كلمة حــق‬ ‫نحب بعد هذا أن نقول كلمة صريحة لولئك الذين ل زالوا يظنون أن‬ ‫الوخوان يعملون لحساب شخص أو جماعة ‪ :‬اتقوا ا أيها الناس ‪ ،‬ول‬ ‫تقولون اما ل تعملون ‪ .‬واذكروا قول ا تعالي ‪َ) :‬واَّلس ِذينَ ُيه ْؤُذو َ‬ ‫ن‬ ‫مُلوا ُبه ْهَنتانا َوإ س ِه ْثما ُامس ِبينا(‬ ‫حَنت َ‬ ‫سُبوا َفَقس ِد ا ه ْ‬ ‫غه ْيس ِر َاما اه ْكَنت َ‬ ‫ت س ِب َ‬ ‫مه ْؤس ِامَنا س ِ‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫)الحزاب‪ ، (58:‬وقول رسول ا ‪: r‬‬ ‫)وإن أبغضكم إلى وأبعدكم امني امجلسا يوم القياامة المشاؤون بالنميمة‬ ‫المفرقون بين الحبة الملنتمسون للبرءاء العيب( ‪ ،‬وليعلموا تمااما أن‬ ‫اليوم الذي يكون فيه الوخوان المسلمون امطية لغيرهم أو أداة لمنهاج ل‬


‫ينتصل بمنهاجهم لم يخلق بعد ‪ .‬و أذكر أنني كنتبت في إحدى المناسبات‬ ‫وخطابا لحد الباشوات جاء في آوخره ‪:‬‬ ‫)والوخوان المسلمون يا رفعة الباشا ل يقادون برغبة ول برهبة ‪ ،‬ول‬ ‫يخشون أحدا إل ا ‪ ،‬ول يغريهم جاه ول امنصب ‪ ،‬ول يطمعون في‬ ‫امنفعة ول امال ‪ ،‬ول تعلق نفوسهم بعرض امن أعراض هذه الحياة‬ ‫الفانية ‪ ،‬ولكنهم يبنتغون رضوان ا ويرجون ثواب الوخرة ‪ ،‬وينتمثلون في‬ ‫م س ِامه ْنُه َنس ِذي ٌر‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا إ س ِ​ِّني َل ُ‬ ‫كل وخطواتهم قول ا تبارك وتعالي ‪َ) :‬فس ِف ُّروا إ س َِلى س ِ‬ ‫ن( )الذريات‪(50:‬‬ ‫ُامس ِبي ٌ‬ ‫فهم يفرون امن كل الغايات والمطاامع إلى غاية واحدة وامقصد واحد هو‬ ‫رضوان ا ‪ ،‬وهم لهذا ل يشنتغلون في امنهاج غير امنهاجهم ول يصلحون‬ ‫ا َوَام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫لدعوة غير دعوتهم ‪ ،‬ول يصطبغون بلون غير السلم ‪ ) :‬س ِ‬ ‫غم ًة( )البقرة‪ ... (138:‬فمن حاول أن يخدعهم وخدع ‪،‬‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫وامن أراد أن يسنتغلهم وخسر ‪ ،‬وامن طمع في تسخيرهم لهواه أوخفق ‪...‬‬ ‫وامن أوخلص امعهم في غاينتهم ووافقهم على امنتن طريقهم سعد بهم‬ ‫وسعدوا به ‪ ،‬ورأى فيهم الجنود البسلء والوخوة الوفياء ‪ ،‬يفدونه‬ ‫بأرواحهم ويحوطونه بقلوبهم وجهودهم ‪ ،‬ويرون له بعد ذلك الفضل‬ ‫عليهم‪........‬‬ ‫أكنتب لكم هذا يا رفعة الباشا ل رجاء امعونة امادية لجماعة الوخوان‬ ‫المسلمين ول رغبة في امساعدة نفعية لحد أعضائها العااملين ‪ ،‬ولكن‬ ‫لدعوكم إلى صف هؤلء الوخوان بعد دراسنتهم دراسة جدية صحيحة‬ ‫تقنعكم بمنهاجهم وتننتج تعاونكم امعهم في إصلح المجنتمع المصري‬ ‫على أساس امنتين امن الخلق السلامي وتعاليم السلم ‪ ..‬و )للس ِه ال َه ْامُر‬ ‫هوَ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫صُر َامنه ْ َي َ‬ ‫ا َيه ْن ُ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫ن ‪ ,‬س ِبَن ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ح اه ْل ُ‬ ‫عُد َوَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫ل َوس ِام ه ْ‬ ‫ن َقه ْب ُ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫م( )الروم‪. (5-4:‬‬ ‫حي ُ‬ ‫عس ِزيُز الَّر س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫بمثل هذا السلوب نخاطب الناس ‪ ,‬ونكنتب لرفعة النحاس باشا وامحمد‬ ‫امحمود باشا وعلي اماهر باشا وحسين سري باشا ‪ ,‬وغيرهم امما نريد أن‬


‫نعذر إلى ا بإبلغهم الدعوة وتوجيههم إلى اما نعنتقد أن فيه الخير‬ ‫والصواب لهم وللناس ‪..‬‬ ‫أفيقال بعد هذا أن الوخوان المسلمين يعملون لحساب شخص أو هيئة‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ن‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ظ َّ‬ ‫ه َ‬ ‫مو ُ‬ ‫عُنت ُ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫كبر ذلك أم صغر قل أم كثر ‪َ) ..‬له ْول إ س ِه ْذ َ‬ ‫ن( )النور‪ . (12:‬وامعاذ ا‬ ‫ك ُامس ِبي ٌ‬ ‫هَذا إ س ِه ْف ٌ‬ ‫وخه ْيرا َوَقاُلوا َ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫ت س ِبَأه ْنُف س ِ‬ ‫مه ْؤس ِامَنا ُ‬ ‫َواه ْل ُ‬ ‫أن نكون في يوم امن اليام لغير السلم وتعاليم السلم ‪.‬‬

‫اموقفنا في الظروف الحاضرة‬ ‫امن المؤتمر الخاامس إلى المؤتمر السادس امضى عاامان ‪ ,‬تعاقبت فيها‬ ‫الحواد ث الجسام على امصر في الداوخل والخارج ‪ .‬وقد قابل المركز‬ ‫العام للوخوان المسلمين وامن ورائه شعبه جميعا كل حادثة بما يناسبها ‪,‬‬ ‫ووقفوا امنها الموقف الذي يلئمها ‪ ,‬امن تأييد أو تسديد أو نقد أو تزكية ‪,‬‬ ‫امسنتنيرين في ذلك بوحي الغاية الساامية ‪ ,‬وبقواعد امنهاجهم السليم ‪.‬‬ ‫وكان أجل تلك الحواد ث وأشدها وخطرا وأعمقها أثرا إعلن الحرب‬ ‫واامنتداد لهيبها إلى امصر ‪,‬ووقوف أوربا امعسكرين امنتناحرين يعمل كل‬ ‫امنهما على إفناء الوخر وإبادته ‪,‬حنتى أوخفقت وسائل النتهدئة وسل‬ ‫الحسام بعد أن وخرس الكلم ‪.‬‬ ‫لقد أعلنت الحكوامة المصرية اموقف امصر ‪ ,‬وأيدها في ذلك البرلمان ‪,‬‬ ‫وأيدها في ذلك الرأي العام ‪ ,‬وأيدها الوخوان المسلمون أيضا ‪ ,‬ويمكن‬ ‫تلخيص هذا الموقف في كلمنتين )الحياد والسنتعداد( ‪.‬‬ ‫وهو اموقف واضح امسنتنير لو اسنتكمل شروط الصحة فإن هذا الحياد‬ ‫امحال أن يكون حقيقيا والمعاهدة المصرية النجليزية تفرض علينا أن‬ ‫نقدم كل المساعدات الممكنة للقوات البريطانية ونحن قد قمنا بذلك‬


‫فعل ‪ ,‬وجندت امصر تجنيدا حقيقيا لمساعدة إنجلنترا ‪ ,‬فأعلنت الحكام‬ ‫العرفية وفرضت الرقابة على الصحف واسنتخدامت السكك الحديدية‬ ‫والمطارات والموانئ والنتليفونات والنتلغرافات وكل طرق المواصلت ‪,‬‬ ‫وقدامت طلبات السلطة العسكرية البريطانية في جميع الشؤون على كل‬ ‫الطلبات ‪ ,‬وحجزت المواد اللزامة للجيش وللعمال الحربية امهما كانت‬ ‫الحاجة إليها شديدة ‪ ,‬وأرسل الجيش المصري إلى الحدود وإلى‬ ‫السودان ‪ ,‬وصارت امصر حقيقة ل وخيال في حالة حرب امما جعل هذا‬ ‫الحياد ل قيمة له في الواقع ‪.‬‬ ‫كما أن السنتعداد لن يكون كاامل وأاماامه عقبات امادية وسياسية تجعل‬ ‫الوقت يمر دون أن نجهز أنفسنا بالقليل امن المعدات العسكرية أو‬ ‫المدنية ‪.‬‬ ‫وإذا فرضاء امصر بهذا الموقف الصوري العجيب ليس عن طواعية‬ ‫واوخنتيار ‪ ,‬وكلنه عن كراهية واضطرار ‪ ,‬وليس هناك اموقف أفضل امنه‬ ‫امادامنا امجبرين عليه ‪,‬ونهيب بالحكوامة المصرية جاهدين أن تعمل اما‬ ‫وسعها العمل على اسنتكمال العدة ‪ ,‬وتجهيز الشعب بوسائل الدفاع‬ ‫العسكرية والمدنية أوخذا بالحيطة واسنتعدادا للطوارئ ‪.‬‬ ‫أاما الوقف الذي ترضاه امصر وتهش له وتقنع به فل يخرج عن أحد أامرين‬ ‫‪:‬‬ ‫إاما أن إنجلنترا ل تثق بنا ول تعنتمد علينا ول تعنتبرنا حلفاء حقيقين لها ‪,‬‬ ‫وحينئأ ٍذ يكون عليها أن تصارحنا بذلك وأن تخلي أرضنا وأن توفر علينا‬ ‫امساعداتنا وأن تحلنا امن قيود المعاهدة النتي تنص على المحالفة وترتب‬ ‫عليها المساعدة ‪ ,‬وذلك فرض امسنتبعد طبعا ‪.‬‬


‫وإاما أنها تثق بنا وتعنتبرنا حلفاء لها وتقدر حسن نينتنا وصدق امعوننتنا ‪,‬‬ ‫وقد قدامنا البرهان على ذلك فعل ‪,‬فمنذ نشبت الحرب إلى الن‬ ‫والحكوامة المصرية ل تدوخر وسعا في امشاركنتها سراء الحرب وضرائها ‪,‬‬ ‫فعليها حينئأ ٍذ أن تطمئنا على امسنتقبلنا في هذه الحواد ث وبعدها ‪ ,‬فنتعلن‬ ‫الن بصفة رسمية المحافظة على اسنتقلل امصر والسودان ‪ ,‬وأن بققاء‬ ‫القوات البريطانية في امصر اموقوت بالحرب ‪ ,‬وتشمل هذا العلن‬ ‫بالمساعدة الفعلية لنا ‪ ,‬فنتسمح لنا بزيادة عدد جيشنا وبنتقوية سلحنا‬ ‫وبإعداد شعبنا ‪ ,‬وحينئأ ٍذ ننتعاون تعاونا صادقا ونحمل أعباء الحرب امعا‬ ‫وننتقاسم العمال العسكرية والمدنية ‪,‬فيحمل الجيش المصري عبء‬ ‫الحرب في السودان امثل حنتى يطهره ا امن العدو المغير ‪ ,‬وتحرس‬ ‫الجيوش البريطانية الحدود الغربية حنتى تضع الحرب أوزارها ‪.‬هذا كلم‬ ‫صريح نعنتقد أنه امن الخير أن يكون واضحا ‪ ,‬ول يغني امصر شيئا أن‬ ‫تسمع ثناء الجرائد والمجلت النجليزية وعبارات المجااملة النتي يحييها بها‬ ‫الساسة البريطانيون ‪ ,‬ول عبارات النتقدير النتي يشكرون بها المساعدة‬ ‫المصرية الجليلة ‪ ,‬وإنما ينفعها الكلم الرسمي والعمل المننتج ‪.‬إن امصر‬ ‫سنتفي امن جانبها بالنتزااماتها النتي سجلنتها عليها المعاهدة ‪ ,‬لنها ل تملك‬ ‫إل هذا ول تسنتطيع غيره اماديا وأدبيا ‪ ,‬ولكن تمسك الحكوامة البريطانية‬ ‫تمسكا جاامدا بروح المعاهدة ونصها في وقت واحد تفسر فيه هذه‬ ‫النصو ص لمصلحة طرف واحد ‪ ,‬وفي ظروف تعصف بالدول والشعوب‬ ‫والاموال والرواح والامم والحكوامات والنظم والمعاهدات ‪ ,‬فهو تمسك‬ ‫إن رضيه الفقه السياسي فلن يرضاه الشعب البي ‪ ,‬ولقد جاهدت امصر‬ ‫في سبيل اسنتقللها ‪ ,‬وسنتجاهد في سبيل ذلك إن أعوزها الجهاد ‪ ,‬وهي‬ ‫ضنية بهذا السنتقلل أن يسلب قبل أن يكنتمل ‪,‬ويزول قبل أن ينتم ‪ ,‬ول‬ ‫تريد أن تكون في حمى غيرها ‪ ,‬أو أن تظل تحت رحمة سواها امهما‬ ‫كلفها ذلك امن النتضحيات ‪ ,‬وإذ كانت الحكوامة البريطانية تسمع امن‬


‫الحكوامة المصرية أو الساسة المصريين كلاما غير هذا فإنما هي‬ ‫المجااملة الدبلواماسية ‪.‬‬ ‫أاما نحن فنصور عقائد الشعب الحقيقية على صورتها الطبيعية ‪ ,‬ل نبنتغي‬ ‫امن وراء ذلك إل تعاونا سليما على أساس سليم ‪.‬‬ ‫بل إننا نريد أن نننتهز هذه الفرصة ‪ ,‬فننتقدم امخلصين إلى الساسة‬ ‫الغربيين فنلفت أنظارهم إلى فرصة سانحة لعلها إن أفلنتت امنهم اليوم‬ ‫فلن تعود إل بعد حين ل يعلم إل ا امداه ‪ ,‬وإن وفقوا إلى الننتفاع بها‬ ‫فهو الخير لهم وللعالم أجمع ‪.‬‬ ‫لقد ردد الساسة جميعا كلمة " النظام الجديد " ‪ ...‬فهنتلر يريد أن ينتقدم‬ ‫للناس بنظام جديد ‪ ،‬وتشرشل يقول إن إنجلنترا المننتصرة سنتحمل الناس‬ ‫على نظام جديد ‪ ،‬وروزفلت ينتنبأ ويشيد بهذا النظام الجديد ‪ ،‬والجميع‬ ‫يشيرون إلى أن هذا النظام الجديد سينظم أوروبا ويعيد إليها الامن‬ ‫والطمأنينة والسلم ‪ ،‬فأين حظ الشرق والمسلمين امن هذا النظام‬ ‫المنشود ؟‬ ‫نريد هنا أن نلفت أنظار الساسة الغربيين إلى أن الفكرة السنتعمارية إن‬ ‫كانت قد أفلست في الماضي امرة ‪ ،‬فهي في المسنتقبل أشد فشل م ً ل‬ ‫امحالة ‪ ،‬وقد تنبهت المشاعر وتيقظت حواس الشعوب ‪ ،‬وان سياسة‬ ‫القهر والضغط والجبروت لم تأت في الماضي إل بعكس المقصود امنه ‪،‬‬ ‫وقد عجزت عن قيادة القلوب والشعوب ‪ ،‬وهى في المسنتقبل أشد‬ ‫عجزا ‪.‬‬ ‫وأن سياسة الخداع والدهاء والمرونة السياسية إن هدأ بها الجو حينا فل‬ ‫تلبث أن تهب العاصفة قوية عنيفة ‪ .‬وقد تكشفت هذه السياسة عن كثير‬


‫امن الوخطاء والمشكلت والمنازعات ‪ ،‬وهى في المسنتقبل أضعف امن‬ ‫أن توصل إلى المقصود ‪.‬‬ ‫وإذا فل بد امن سياسة جديدة ‪ ،‬وهى سياسة النتعاون والنتحالف الصادق‬ ‫البريء ‪ ،‬المبنى على النتبآوخي والنتقدير ‪ ،‬وتبادل المنافع والمصالح المادية‬ ‫والدبية بين أفراد السرة النسانية في الشرق والغرب ‪ ،‬ل بين دول‬ ‫أوروبا فقط ‪ ،‬وبهذه السياسة وحدها يسنتقر النظام الجديد ويننتشر في‬ ‫ظله الامن والسلم ‪.‬‬ ‫إن حكم الجبروت والقهر قد فات ‪ ،‬ولن تسنتطيع أوروبا بعد اليوم أن‬ ‫تحكم الشرق بالحديد والنار ‪ .‬وأن هذه النظريات السياسية البالية لن‬ ‫تنتفق امع تطور الحواد ث ورقى الشعوب ونهضة الامم السلامية ‪ ،‬ول امع‬ ‫المبادئ والمشاعر النتي سنتطلع بها هذه الحرب الضروس على الناس ‪.‬‬ ‫ولسنا وحدنا الذين نقول هذا ‪ ،‬بل هم الساسة الوروبيون أنفسهم ‪،‬‬ ‫ونحن نضع هذه النظريات أامام أعين الساسة البريطانيين والساسة‬ ‫الفرنسيين وغيرهم امن ساسة الدول السنتعمارية ‪ ،‬على أنها نصائح‬ ‫طم ًنا‬ ‫تنفعهم أكثر امما هي امطالب تنفعنا ‪ ،‬فليأوخذوا أو ليدعوا ‪ ،‬وقد و َ‬ ‫أنفسنا على ان نعيش أحرارا عظماء أو نموت أطهارا كراماء ‪.‬‬ ‫ونحن ل نطمع في حق سوانا ‪ ،‬ول يسنتطيع أحد أن ينكر علينا حقنا‪ .‬وان‬ ‫وخيرا لكل أامة أن تعيش امنتعاونة امع غيرها ‪ ،‬امن أن تعيش امنتنافسة امع‬ ‫سواها حينا امن الدهر‪ ،‬يندلع بعده لهيب الثورة في البلد المغصوبة ‪،‬‬ ‫وجحيم الحرب بين الدول المنتنافسة‬ ‫هذا كلم قد يراه الناس امن الفراط في حسن الظن ‪ ,‬ولعله إلى‬ ‫الخيال أقرب ‪ ,‬ولعل امن الناس امن يرى أن امن الكياسة أل يقال في‬ ‫امثل هذه الظروف ‪ ,‬ولكني أعنتقد أن المصارحة دائما هي أفضل طريق‬


‫للوصول ‪ ,‬ول ندري امنتى وكيف تنتم هذه الحرب ‪ ,‬ولن ننبه أذهان قوامنا‬ ‫إلى اما يجب أن يكون فنبرئ بذلك ذامنتنا ونقدم نصيحنتنا أولى بنا امن أن‬ ‫ل(‬ ‫سس ِبي َ‬ ‫هَو َيه ْهس ِدي ال َّ‬ ‫ق َو ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫ا َيُقو ُ‬ ‫نفوت الفرصة المواتية ‪َ) ,‬و ُ‬ ‫)الحزاب‪.(4:‬‬ ‫وعلى هذه السس العادلة يظفر العالم بنتعاون شريف وسلم طويل ‪,‬‬ ‫أاما أغنية الديمقراطية والديكنتاتورية فأنشودة نعنتقد أنم الحرب الحالية‬ ‫سنتدوخل عليها ألحانا جديدة وأنغااما جديدة ‪ ,‬ولكن يكون في الدنيا بعد‬ ‫هذه المحنة ديمقراطية كالنتي عهدها الناس ‪ ,‬ول ديكنتاتورية كهذه‬ ‫الديكنتاتورية النتي عرفوها ‪ .‬ولن تكون هناك فاشية ول شيوعية على‬ ‫غرار هذه الوضاع المألوفة ‪ ,‬ولكن سنتكون هناك نظم في الحكم‬ ‫وأساليب في الجنتماع تبدعها الحرب ابنتداعا ويخنترعها الساسة اوخنتراعا ‪,‬‬ ‫ثم يضعونها اموضع النتجربة امن جديد ‪ .‬وتلك سنة ا ونظام المجنتمع ‪.‬‬ ‫واما أجل أن يهنتدي أولئك الساسة يوامئذ بنور ا ‪ ,‬ويكشفوا عن قلوبهم‬ ‫وأسماعهم وأبصارهم غشاوة النتعصب الممقوت ‪ ,‬وينتخذوا السلم‬ ‫الحنيف الذي أوخذ امن كل شيء أحسنه أساسا لنظمهم السياسية‬ ‫والمدنية والجنتماعية ‪ ,‬فنتنتحقق الوحدة النسانية الروحية النتي طال‬ ‫عليها الامد والنتي ل يحققها إل سماحة السلم وهدي السلم ‪َ) ,‬قه ْد‬ ‫سُبلَ‬ ‫ضَواَنُه ُ‬ ‫ع س ِر ه ْ‬ ‫ن اَّتَب َ‬ ‫ا َام س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬يه ْهس ِدي س ِبس ِه ُ‬ ‫ب ُامس ِبي ٌ‬ ‫ا ُنو ٌر َوس ِكَنتا ٌ‬ ‫ن س ِ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ءُك ه ْ‬ ‫جا َ‬ ‫َ‬ ‫صَرا أ ٍ‬ ‫ط‬ ‫م إ س َِلى س ِ‬ ‫ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه وَ​َيه ْهس ِديس ِه ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫جُه ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م َوُي ه ْ‬ ‫سل س ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫م( )المائدة‪. (16-15:‬‬ ‫سَنتس ِقي أ ٍ‬ ‫ُام ه ْ‬ ‫حسـن البنــا‬

‫طور جديد في دعوة الوخوان المسلمين‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫بس ِـ ه ْ‬


‫‪ ،‬هذا طور جديد في دعوة الوخوان المسلمين‬ ‫أحببت أن أتحد ث إلى القراء عنها فيه‪ ..‬فقد نشأت هذه الدعوة والناس‬ ‫في انصراف عن الفكرة السلامية وفى إعجاب بالفكرة الغربية المادية‬ ‫فأوخذت طريقها في هدوء إلى قلوب الطبقة الولى امن الناس ‪ ،‬طبقة‬ ‫الجماهير المؤامنة السليمة العقائد والصدور‪ ،‬وظلت في نفوسهم أامينة‬ ‫عزيزة وعاطفة امنتوقدة كريمة وشعلة امشرقة امنيرة ‪ ،‬على حين كانت‬ ‫جمهرة المفكرين وأهل الرأي والنتوجيه يروجون للفكرة الوخرى‬ ‫ويهنتفون بها ويدعون الناس إليها ويزينوها في السماع والبصار‬ ‫والقلوب بمخنتلف صنوف النتزيين والنتحسين‪.‬‬ ‫وشاء ا أن تقع الحدا ث العنيفة )الحرب العالمية الثانية( النتي هزت كل‬ ‫العقول والمشاعر والقلوب والفكار‪ ،‬وأشعرت النسانية الحاجة الشديدة‬ ‫إلى إعادة النظر في امناهج الحياة وقواعد المدنية ودعائم النتحضر ‪،‬‬ ‫وانطلقت الصوات امن كل امكان تهيئ لنظام جديد وعلج جديد‪.‬‬ ‫وصادف ذلك اامنتحان لدعوة الوخوان كشف عن جوهرها ولفت أنظار‬ ‫الناس إليها ‪ ،‬وجمع كثيرا امن القلوب النافرة حولها ‪ ،‬وبذلك اننتقلت‬ ‫ما‬ ‫الدعوة إلى القلوب المؤامنة والعقول المفكرة ‪ ،‬وأصبحت قاعدة امسل تّ‬ ‫بها بعد أن كانت عاطفة امنتحمسة ‪ ،‬ونظر إليها كثير امن الناس على أنها‬ ‫امبادئ اممكنة النتحقيق صالحه للنتطبيق ‪ ،‬فلم تعد حلما في الرؤوس أو‬ ‫وجدانا في النفوس فقط‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن تكثر السئلة عن امراامي الدعوة وكنهها وعن الطرق‬ ‫النتي يسلكها أهلها والقائمون بها في علج اما يحيط بنتطبيق امبدئها‬ ‫وتعاليمها امن امشاكل داوخلية ووخارجية ‪ ،‬ولم يعد يكفى في الجواب عن‬ ‫ذلك كلم امرتجل أو وخطابة تثير المشاعر أو عبارات تؤثر في العواطف ‪،‬‬ ‫بل صار واجبا على أهل هذه الدعوة أن يصورها للناس تصويرا امنطقيا‬


‫دقيقا واضحا امبينا على أدق قواعد البحث العلمي ‪ ،‬وأن يرسموا أامام‬ ‫الناس الطرق العملية المننتجة النتي أعدوها لنتحقيق اما يريدون ‪ ،‬ولنتذليل‬ ‫اما سيصادفون امن عقبات لبد امن وجودها في الطريق ‪.‬‬ ‫ولعل طورا آوخر يننتظر هذه الدعوة حين توضع اموضع النتجربة العملية‬ ‫‪،‬وحينئذ ينتم هذا الهيكل الذي تجهز له هذه اللبنات ‪ ،‬وحينئذ يرى الناس‬ ‫أي وخير سينالون امن تطبيق هذه المبادئ الساامية وتحقيق هذه‬ ‫الهداف العالية‪.‬‬ ‫وسأتناول إن شاء ا وخصائص هذه الدعوة وامرااميها ‪ ،‬والشبهات النتي‬ ‫تورد عليها والعقبات النتي تحيط بها في هذا الطور الجديد ‪ ،‬امسنتمدا امن‬ ‫ا المعونة والنتوفيق‪.‬‬

‫ربانية عالمية‬ ‫أوخص وخصائص دعوتنا أنها ربانية عالمية ‪:‬‬ ‫أ ـ أاما أنها ربانية فلن الساس الذي تدور عليه أهدافنا جميعا ‪ ،‬أن‬ ‫ينتعرف الناس إلى ربهم ‪ ،‬وأن يسنتمدوا امن فيض هذه الصلة روحانية‬ ‫كريمة تسموا بأنفسهم عن جمود المادة الصماء وجحودها إلى طهر‬ ‫النسانية الفاضلة وجمالها‪ .‬نحن الوخوان المسلمين لنهنتف امن كل قلوبنا‪:‬‬ ‫"ا غاينتنا" فأول أهداف هذه الدعوة أن ينتذكر الناس امن جديد هذه‬ ‫الصلة النتي تربطهم بالله تبارك وتعالى والنتي نسوها فأنساهم ا‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ن س ِامنه ْ َقه ْبس ِل ُ‬ ‫م َواَّلس ِذي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَلَق ُ‬ ‫م اَّلس ِذي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫عُبُدوا َرَّب ُ‬ ‫س ا ه ْ‬ ‫أنفسهم )َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫ن( )البقرة‪ . (21:‬وهذا في الحقيقة هو المفنتاح الول‬ ‫م َتَّنتُقو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫َل َ‬ ‫لمغاليق المشكلت النسانية النتي أوصدها الجمود والمادية في وجوه‬ ‫البشر جميعا فلم يسنتطيعوا إلى حلها سبيل م ً ‪ ،‬وبغير هذا المفنتاح فل‬ ‫إصلح ‪.‬‬


‫ب ـ وأاما أنها عالمية فلنها اموجهه إلى الناس كافه لن الناس في‬ ‫حكمها إوخوة ‪ :‬أصلهم واحد ‪ ،‬وأبوهم واحد ‪ ،‬ونسبهم واحد ‪ ،‬ل ينتفاضلون‬ ‫إل بالنتقوى و بما يقدم أحدهم المجموع امن وخير سابغ وفضل شاامل )َيا‬ ‫جَها‬ ‫ق س ِامه ْنَها َزه ْو َ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ة َو َ‬ ‫حَد أ ٍ‬ ‫س َوا س ِ‬ ‫ن َنه ْف أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَلَق ُ‬ ‫م اَّلس ِذي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫س اَّتُقوا َرَّب ُ‬ ‫أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫م إ س ِنَّ‬ ‫حا َ‬ ‫ن س ِبس ِه َوال َه ْر َ‬ ‫ءُلو َ‬ ‫سا َ‬ ‫ا اَّلس ِذي َت َ‬ ‫ء َواَّتُقوا َ‬ ‫سا م ً‬ ‫جال م ً َكس ِثيرا َوس ِن َ‬ ‫ما س ِر َ‬ ‫ث س ِامه ْنُه َ‬ ‫َوَب َّ‬ ‫م َرس ِقيبا( )النساء‪ . (1:‬فنحن ل نؤامن بالعنصرية الجنسية ول‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ا َكا َ‬ ‫َ‬ ‫نشجع عصبية الجناس واللوان ‪ ،‬ولكن ندعو إلى الوخوة العادلة بين‬ ‫بنى النسان ‪.‬‬ ‫قرأت لحد زعماء الغرب أنه يقسم الجنس البشرى إلى امبنتكرين‬ ‫وامحافظين وامخربين ‪ ،‬وهو يعنتبر قوامه امبنتكرين ويعنتبر قواما آوخرين امن‬ ‫الغربيين امحافظين ‪ ،‬ويعنتبرنا نحن الشرقيين واما إلينا عدا هذين امخربين‬ ‫وامدامرين ‪ ,‬هذا النتقسيم ظالم جائر فضل عن أنه غير صحيح بأصله ‪،‬‬ ‫فالجنس البشرى كله امرده إلى دم واحد وطينه واحدة وإن اوخنتلفت‬ ‫البيئات والوسائط والمدارك والثقافات ‪ .‬وإذا هذب النسان اسنتطاع أن‬ ‫يرتقي امن رتبنته إلى أعلي امنها بدرجة اما يصل إليه امن تهذيب ‪ .‬وليس‬ ‫هناك جنس امن بني آدم ل يمكن إصلحه في حدود ظروفه وبيئنته‬ ‫الخاصة به ‪ .‬هذا امن جهة ‪ ,‬وامن جهة أوخري فإن هذا الشرق الذي وضع‬ ‫في صف المخربين والمدامرين هو امبعث المدنيات وامشرق الحضارات‬ ‫وامهبط الرسالت ‪ ،‬وهو امفيض ذلك كله علي الغرب ‪ ،‬ل ينكر هذا إل‬ ‫جاحد امكابر ‪ .‬وامثل هذه المزاعم الباطلة إنما هي نزوات امن غرور‬ ‫النسان وطيش الوجدان ل يمكن أن تسنتقر علي أساسها نهضات أو‬ ‫تقوم على قاعدتها امدنيات ‪ ,‬واما دام في الناس امن يشعر بمثل هذا‬ ‫الشعور لوخيه النسان فل أامن ول سلم ول اطمئنان حنتى يعود الناس‬ ‫إلى علم الوخوة فيرفعونه وخفاقا ‪ ،‬ويسنتظلون بظله الوارف الامين ‪ ،‬ولن‬ ‫يجدوا طريقا امعبدة إلى ذلك كطريق السلم الذي يقول كنتابه ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها‬ ‫عاَرُفوا إ س ِنَّ‬ ‫عوبا َوَقَباس ِئلَ س ِلَنت َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َذَكأ ٍر َوأ ُه ْنَثى َو َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫وخَله ْقَناُك ه ْ‬ ‫س إ س َِّنا َ‬ ‫الَّنا ُ‬


‫م( )الحجرات‪ . (13:‬ويقول نبيه ‪) : r‬ليس امنا امن‬ ‫ا أ َه ْتَقاُك ه ْ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫أ َه ْكَرَام ُ‬ ‫دعا إلى عصيبة ‪ ،‬وليس امنا امن امات علي عصيبة( رواه أحمد امن حديث‬ ‫جبير بن امطعم ‪. t‬‬ ‫ولهذا كانت دعوة الوخوان المسلمين ربانية إنسانية ‪.‬‬

‫بين العقلية الغيبية والعقلية العلمية‬ ‫ولقد تذبذب العقل البشري امنذ وجد النسان علي ظهر الرض إلى يوامه‬ ‫هذا ـ وأغلب الظن كذلك حنتى تنتداركه هداية امن ا ـ بين أطوار ثلثة ‪،‬‬ ‫وإن شئت قلت بين ألوان ثلثة امن ألوان النتفكير والنتصوير ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ طور الخرافة والبساطة والنتسليم المطلق للغيب المجهول والقوي‬ ‫الخفية البعيدة عنه ‪ .‬فهو ينسب إليها كل شيء ويفسر بها كل شيء ‪ .‬ول‬ ‫يري لنفسه امعها عمل م ً ول فكرا ‪ ،‬وكثيرا اما اسنتبد هذا الطور بالنسان‬ ‫في أدوار حياته الولي يوم عاش علي هذه الرض يجهلها وتجهله ‪،‬‬ ‫ولعل أقوااما امن بني النسان ل يزالون يعيشون علي هذا النحو إلى الن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ وطور الجمود والمادية والنتنكر لهذا الغيب المجهول ‪ ،‬والخروج علي‬ ‫هذه القوي البعيدة علي حس النسان والنتمرد علي كل اما ينتصل إليها‬ ‫بسبب ‪ ،‬وامحاولة تفسير امظاهر الكون جميعا امحاولة امادية صرفة وفق‬ ‫قوانين تجريبية اهنتدي إليها النسان بطول تجاربه ودوام بحثه وتفكيره ‪.‬‬ ‫وكثيرا اما طغى هذا النتفكير علي العقل النساني في هذه العصور‬ ‫الحديثة ‪ ،‬النتي وصل فيها النسان إلى الكشف عن كثير امن امجهولت‬ ‫الطبيعة ‪ ،‬وعرف فيها الكثير امن وخوا ص الكائنات ‪ ،‬فظن أنه واصل ل‬ ‫امحالة بهذا السلوب إلى امعرفة اما هناك ‪ ،‬وإن كان الذي يعرفه بالنسبة‬ ‫إلى اما يجهله كالذرة امن الرامال في الفلة الواسعة الفسيحة ‪.‬‬ ‫وفي هذا الدور أنكر النسان المادي اللوهية واما ينتصل بها والنبوات واما‬ ‫يمت إليها والوخرة والجزاء والعالم الروحي بكل اما فيه ‪ ،‬ولم ير شيئا إل‬


‫هذا العالم الدنى المحدود يفسر ظواهره بحسب قوانينه المادية‬ ‫الصرفة ‪.‬‬ ‫كل هذين اللونين امن ألوان النتفكير وخطأ صريح وغلو فاحش وجهالة امن‬ ‫النسان بما يحيط بالنسان ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ولقد جاء السلم الحنيف يفصل القضية فصل م ً حقا ‪ ،‬فيقرر حق‬ ‫العالم الروحي ويوضح صلة النسان بالله رب الكائنات جميعا وبالحياة‬ ‫الوخرة بعد هذه الحياة الدنيا ‪ ،‬ويجعل اليمان بالله أساس إصلح‬ ‫النفس النتي هي امن عالم الروح فعل م ً والنتي ل سبيل إلى صلحها إل‬ ‫بهذا اليمان ‪ ,‬ويصف ذلك العالم الغيبي المجهول وصفا يقربه إلى‬ ‫الذهان ول ينتنافى امع بدهيات العقول ‪ ،‬وهو امع هذا يقرر فضل هذا‬ ‫العالم المادي واما فيه امن وخير للناس لو عمروه بالحق واننتفعوا في‬ ‫حدود الخير ‪ ،‬ويدعو إلى النظر السليم في املكوت السماوات والرض ‪،‬‬ ‫ويعنتبر هذا النظر أقرب إلى امعرفة ا العلي الكبير ‪ .‬هذا الموقف امن‬ ‫السلم الحنيف ألزم العقل البشري لونا امن ألوان النتفكير ‪ ،‬هو أكملها‬ ‫وأتمها وأكثرها انطباقا علي واقع الحياة وامنطق الكون ‪ ،‬وأعظمها نفعا‬ ‫لبني النسان ‪ :‬ذلك هو الجمع بين اليمان بالغيب والننتفاع بالعقل ‪.‬‬ ‫فنحن نعيش في عالمين فعل م ً ل في عالم واحد ‪ ،‬ونحن عاجزون عن‬ ‫تفسير كثير امن ظواهر الكون فعل م ً ‪ ،‬عاجزون عن إدراك كل الحقائق‬ ‫الولية النتي تحيط بنا ‪ .‬ونحن في إدراكها نننتقل امن امجهول إلى امجهول‬ ‫حنتى يننتهي بنا العجز إلى القرار بعظمة ا ‪ ،‬ونحن نشعر امن أعماق‬ ‫قلوبنا بعاطفة اليمان قوية امشبوبة ‪ ،‬لن اليمان امن فطرة نفوسنا وهو‬ ‫لها ضرورة امن ضرورات حياتها كالغذاء والهواء والماء للجسام سواء‬ ‫بسواء ‪ .‬ونحن بعد ذلك نلمس أن المجنتمع النساني لن يصلحه إل‬ ‫اعنتقاد روحي يبعث في النفوس امراقبة ا والنتعزي بمعرفنته ‪ ،‬وامن هنا‬ ‫كان لزااما علي الناس أن يعودوا إلى اليمان بالله والنبوات وبالروح‬


‫ل َذَّر أ ٍ‬ ‫ة‬ ‫مله ْ س ِامه ْثَقا َ‬ ‫ع َ‬ ‫منه ْ َي ه ْ‬ ‫وبالحياة الوخرة ‪ ،‬وبالجزاء فيها علي العمال )َف َ‬ ‫ه( )الزلزلة‪. (8-7:‬‬ ‫شتّرا َيَر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ل س ِامه ْثَقالَ َذَّر أ ٍ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ه ‪َ ,‬وَام ه ْ‬ ‫وخه ْيرا َيَر ُ‬ ‫َ‬ ‫كل هذا في الوقت الذي يجب عليهم فيه أن يطلقوا لعقولهم العنان‬ ‫لنتعلم وتعرف وتخنترع وتكنتشف وتسخر هذه المادة الصماء وتننتفع بما‬ ‫عه ْلما( )طـه‪, (114:‬‬ ‫ب س ِزه ْدس ِني س ِ‬ ‫ل َر ِّ‬ ‫في الوجود امن وخيرات واميزات ‪َ) :‬وُق ه ْ‬ ‫وإلي هذه اللون امن النتفكير الذي يجمع بين العقلينتين الغيبية والعلمية‬ ‫ندعو الناس ‪ .‬لقد عاش الغرب أوخريات أياامه امادي النزعة ل يشعر بغير‬ ‫المادة ول يعنترف بغير المادة ول يحس بوجود غيرها حنتى اماتت في‬ ‫نفوس أبنائه عواطف الرحمة النسانية ‪ ،‬ووخبت أنواع الروحانية الربانية ‪.‬‬ ‫وهيمن الغرب علي الدنيا بأسرها بعلوامة وامعارفه وامباهجه وزوخارفه‬ ‫وكشوفه وامخنترعاته وجنوده وأامواله ‪ ,‬وصبغ الفكر البشري في كل‬ ‫امكان بصبغنته هذه ‪.‬‬ ‫والن والدنيا كلها تكنتوي بهذه النيران تنبثق الدعوة امن جانب جديد لنتهيب‬ ‫بالناس في الشرق والغرب امعا أن يمزجوا المادة بالروح ‪ ,‬وأن يؤامنوا‬ ‫ا إ س ِ​ِّني‬ ‫بالغيب والشهادة ‪ ،‬وأن يعنترفوا امن جديد إلى ا ‪َ) :‬فس ِف ُّروا إ س َِلى س ِ‬ ‫ن( )الذريات‪. (50:‬‬ ‫م س ِامه ْنُه َنس ِذي ٌر ُامس ِبي ٌ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫َل ُ‬

‫القوامية والعروبة والشرقية والعالمية‬ ‫وكما أن دعوتنا هذه ربانية تدعو إلى هجر المادية وامقاوامنتها والوقوف‬ ‫في وجه طغيانها والحد امن سلطانها والفرار إلى ا واليمان به‬ ‫والعنتماد عليه وحسن امراقبنته في كل عمل ‪ ,‬فهي كذلك إنسانية تدعو‬ ‫إلى الوخوة بين بني النسان وترامى إلى إسعادهم جميعا لنها إسلامية ‪,‬‬ ‫والسلم للناس كافه ليس لجنس دون جنس ول لامه دون أوخرى ‪,‬‬ ‫مينَ َنس ِذيرا( )الفرقان‪(1:‬‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ن س ِله ْل َ‬ ‫كو َ‬ ‫ه س ِلَي ُ‬ ‫عه ْبس ِد س ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اه ْلُفه ْرَقا َ‬ ‫ك اَّلس ِذي َنَّز َ‬ ‫)َتَباَر َ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫ك ال َّ‬ ‫ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ‬ ‫ج س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا إ س َِله ْي ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س إ س ِ​ِّني َر ُ‬ ‫ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫‪ُ) ,‬ق ه ْ‬ ‫ي اَّلس ِذي‬ ‫ي ال ُِّام ِّ‬ ‫سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ‬ ‫ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫حس ِيي َوُي س ِ‬ ‫هَو ُي ه ْ‬ ‫ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫َوال َه ْر س ِ‬


‫ن( )العراف‪َ) , (158:‬وَاما‬ ‫م َته ْهَنتُدو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫ه َل َ‬ ‫عو ُ‬ ‫ماس ِتس ِه َواَّتس ِب ُ‬ ‫ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ‬ ‫ُيه ْؤس ِام ُ‬ ‫شيرا َوَنس ِذيرا( )سـبأ‪. (28:‬‬ ‫س َب س ِ‬ ‫ك س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫أَه ْر َ‬ ‫وامن هذا العموم في بعثة النبي صلى ا عليه وسلم وامدى رسالنته‬ ‫اسنتمدت دعوتنا العموم في هدفها وامراماها ‪ ،‬فهي دعوة توجه الناس‬ ‫جميعا وتسعى لخيرهم جميعا وتؤاوخي بينهم جميعا ول تعنترف بفوارق‬ ‫الجناس واللوان و ل تنتغير بنتغير الشعوب والوطان ‪.‬‬ ‫وتنتردد في أفواه الدعاة والناس ألفاظ كثيرة يعنون بها أراء وامذاهب‬ ‫فأين امكان هذه اللفاظ في دعوتنا؟ إن لكل لفظ امن هذه اللفاظ‬ ‫ولكل رأى امن هذه الراء امكانا في دعوتنا ل لننا نعمل لرضاء الجميع‬ ‫و نجاامل في الفكرة وعلى حسابها ولكن لن طبيعة دعوتنا هكذا عموم‬ ‫وشمول ‪:‬‬ ‫أ ـ فالـمصرية أو القوامية‪ :‬لها في دعوتنا امكانها وحقها في الكفاح‬ ‫والنضال‪.‬‬ ‫إننا امصريون بهذه البقعة الكريمة النتي نبنتنا فيها ونشأنا عليها ‪ .‬وامصر بلد‬ ‫امؤامن تلقي السلم تلقيا كريما وذاد عنه العدوان في كثير امن أدوار‬ ‫النتاريخ وأوخلص في اعنتناقه و طوى عليه أعطف المشاعر وأنبل‬ ‫العواطف ‪ ،‬وهو ل يصلح إل بالسلم ول يداوى إل بعقاقيره ول يطب له‬ ‫إل بعلجه ‪ .‬وقد اننتهت إليه بحكم الظروف الكثيرة حضانة الفكرة‬ ‫السلامية والقيام عليها فكيف ل نعمل لمصر و لخير امصر ؟ وكيف ل‬ ‫ندفع عن امصر بكل اما نسنتطيع ‪ ،‬وكيف يقال إن اليمان بالمصرية ل‬ ‫ينتفق امع اما يجب أن يدعو إليه رجل ينادي بالسلم ويهنتف بالسلم! إننا‬ ‫نعنتز بأننا امخلصون لهذا الوطن الحبيب عااملون له امجاهدون في سبيل‬ ‫وخيره ‪ ،‬وسنظل كذلك اما حيينا امعنتقدين أن هذه هي الحلقة الولي في‬ ‫سلسلة النهضة المنشودة ‪ ،‬وأنها جزء امن الوطن العربي العام ‪ ،‬وأننا‬ ‫حين نعمل لمصر نعمل للعروبة والشرق والسلم ‪.‬‬


‫وليس يضيرنا في هذا كله أن نعني بنتاريخ امصر القديم ‪ ,‬وبما سبق إليه‬ ‫قداماء المصريين الناس امن المعارف والعلوم ‪ .‬فنحن نرحب بمصر‬ ‫القديمة كنتاريخ فيه امجد وفيه علم وامعرفة ‪ .‬ونحارب هذه النظرية بكل‬ ‫قوانا كمنهاج عملي يراد صبغ امصر به ودعوتها إليه بعد أن هداها ا‬ ‫بنتعاليم السلم وشرح لها صدرها وأنار به بصيرتها وزادها به شرفا‬ ‫وامجدا فوق امجدها ‪ ،‬ووخلصها بذلك امما لحق هذا النتاريخ امن أوضار‬ ‫الوثنية وأدران الشرك وعادات الجاهلية ‪.‬‬ ‫ب ـ والعروبة ‪ :‬أو الجاامعة العربية ‪ ،‬لها في دعوتنا كذلك امكانها البارز‬ ‫وحظها الوافر ‪ ,‬فالعرب هم أامة السلم الولي وشعبة المنتخير ‪ ،‬وبحق‬ ‫اما قاله ‪) : r‬إذا ذل العرب ذل السلم( ولن ينهض السلم بغير اجنتماع‬ ‫كلمة الشعوب العربية ونهضنتها ‪ ،‬وإن كل شبر أرض في وطن عربي‬ ‫نعنتبره امن صميم أرضنا وامن لباب وطننا ‪.‬‬ ‫فهذه الحدود الجغرافية والنتقسيمات السياسية ل تمزق في أنفسنا أبدا‬ ‫امعني الوحدة العربية السلامية النتي جمعت القلوب علي أامل واحد‬ ‫وجعلت امن هذه القطار جميعا أامة واحدة امهما حاول المحاولون‬ ‫وافنتري الشعوبيون ‪.‬‬ ‫وامن أروع المعانـي في هذا السبيل اما حدد به الرسول ‪ r‬امعني العروبـة‬ ‫إذ فسرها بأنها اللسان والسلم ‪.‬‬ ‫فقد روي الحافظ بن عساكر بسنده عن امالك قول النبي ‪) : r‬يا أيها‬ ‫الناس إن الرب واحد ‪ ,‬والب واحد ‪ ،‬والدين واحد ‪ ،‬وليست العربية‬ ‫بأحدكم امن أب ول أم ‪ ،‬وإنما هي اللسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي(‬ ‫‪.‬‬ ‫وبذلك نعلم أن هذه الشعوب الممنتدة امن وخليج فارس إلى طنجة‬ ‫وامراكش علي المحيط الطلسي كلها عربية تجمعها العقيدة ويوجد بينها‬ ‫اللسان ‪ ،‬وتؤلفها بعد ذلك هذه الوضعية المنتناسقة في رقعة امن الرض‬ ‫واحدة امنتصلة امنتشابهة ل يحول بين أجزائها حائل ‪،‬ول يفرق بين حدودها‬


‫فارق ‪ ،‬ونحن نعنتقد أننا حين نعمل للعروبة نعمل للسلم ولخير العالم‬ ‫كله ‪.‬‬ ‫ج ـ والشرقية ‪:‬لها في دعوتنا امكانها وإن كان المعني الذي يجمع‬ ‫المشاعر فيها امعني وقنتيا طارئا ‪ ،‬إنما ولده وأوجده اعنتزاز الغرب‬ ‫بحضارته وتغاليه بمدنينته ‪ ،‬وانعزاله عن هذه الامم النتي سماها الامم‬ ‫الشرقية وتقسيمه العالم إلى شرقي وغربي ‪ ،‬وندائه بهذا النتقسيم حنتى‬ ‫في قول أحد شعرائه المأثور ‪ :‬الشرق شرق والغرب غرب ول يمكن أن‬ ‫يجنتمعا ‪ .‬هذا المعني الطارئ هو الذي جعل الشرقيين يعنتبرون أنفسهم‬ ‫صفا يقابل الصف الغربي ‪ ،‬أاما حين يعود الغرب إلى النصاف ويدع‬ ‫سبيل العنتداء والجحاف فنتزول هذه العصبية الطارئة وتحل امحلها‬ ‫الفكرة الناشئة ‪ ،‬فكرة النتعاون بين الشعوب علي اما فيه وخيرها‬ ‫وارتقاؤها ‪.‬‬ ‫د ـ أاما العالمية ‪:‬أو النسانية فهي هدفنا السمى وغاينتنا العظمي ووخنتام‬ ‫الحلقات في سلسلة الصلح ‪ .‬والدنيا صائرة إلى ذلك ل امحالة فهذا‬ ‫النتجمع في الامم ‪ ،‬والنتكنتل في الجناس والشعوب ‪ ،‬وتداوخل الضعفاء‬ ‫بعضهم في بعض ليكنتسبوا بهذا النتداوخل قوة ‪ ،‬وانضمام المنتفرقين‬ ‫ليجدوا في هذا النضمام أنس الوحدة ‪ ,‬كل ذلك اممهد لسيادة الفكرة‬ ‫العالمية وحلولها امحل الفكرة الشعوبية القوامية النتي آامن بها الناس امن‬ ‫قبل ‪ ،‬وكان ل بد أن يؤامنوا هذا اليمان لنتنتجمع الخليا الصلية ‪ ،‬ثم كان ل‬ ‫بد أن ينتخلوا عنها لنتنتألف المجموعات الكبيرة ‪ ،‬ولنتحقق بهذا النتبآلف‬ ‫الوحدة الوخيرة ‪ .‬وهي وخطوات إن أبطأ بها الزامن فل بد أن تكون ‪،‬‬ ‫وحسبنا أن ننتخذ امنها هدفا ‪ ،‬وأن نضعها نصب أعيننا امثل م ً ‪ ،‬وأن نقيم هذا‬ ‫البناء النساني لبننته وليس علينا أن ينتم البناء ‪ ،‬فلكل أجل كنتاب ‪.‬‬ ‫وإذا كان في الدنيا الن دعوات كثيرة ونظم كثير يقوم امعظمها على‬ ‫أساس العصبية القوامية النتي تسنتهوي قلوب الشعوب وتحرك عواطف‬ ‫الامم ‪ ،‬فان هذه الدروس القاسية النتي ينتلقاها العالم امن آثار هذه‬


‫القوة الطاغية بأن يفنى الناس إلى الرشد ويعودوا إلى النتعاون والوخاء‬ ‫‪.‬‬ ‫ولقد رسم السلم للدنيا هذه السبيل فوحد العقيدة أول‪ ،‬ثم وحد النظام‬ ‫والعمال بعد ذلك ‪ ،‬وظهر هذا المعنى الساحر النيل في كل فروعه‬ ‫العملية ‪.‬‬ ‫فرب الناس واحد ‪ ،‬وامصدر الدين واحد ‪ ،‬والنبياء جميعا امقدسون‬ ‫امعظمون ‪ ،‬والكنتب السماوية كلها امن عند ا ‪ ،‬والغاية المنشودة‬ ‫حه ْيَنا‬ ‫صى س ِبس ِه ُنوحا َواَّلس ِذي أ َه ْو َ‬ ‫ن َاما َو َّ‬ ‫ن الِّدي س ِ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ع َل ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫اجنتماع القلوب ‪َ ) ,‬‬ ‫ن َول َتَنتَفَّرُقوا‬ ‫موا الِّدي َ‬ ‫ن أ َس ِقي ُ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫عي َ‬ ‫سى َو س ِ‬ ‫م َوُامو َ‬ ‫هي َ‬ ‫صه ْيَنا س ِبس ِه إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ك َوَاما َو َّ‬ ‫إ س َِله ْي َ‬ ‫س ِفيس ِه( )الشورى‪ , (13:‬والقرآن عربي وهو أساس هذا الدين ‪،‬وركن‬ ‫الصلة أفضل القربات إلى ا ‪ ،‬وتلك هي الوسيلة العملية إلى وحدة‬ ‫اللسان بعد وحدة اليمان ‪.‬‬ ‫وهذه الصلة وتلك الزكاة ‪ ،‬والحج والصوم إنما هي كلها تشريعات‬ ‫اجنتماعية يراد بها توثيق الوحدة وجع الكلمة وإزالة الفوارق وكشف‬ ‫الحجب والموانع بين بنى النسان ‪.‬‬ ‫وامن هنا كانت دعوتنا ذات امراحل نرجو أن تنتحقق تباعا ‪ ،‬وأن نقطعها‬ ‫جميعا وأن نصل بعدها إلى الغاية ‪.‬‬ ‫نرجو أن تقوم في امصر دولة امسلمة تحنتضن دعوة السلم ‪ ،‬وتجمع‬ ‫كلمة العرب وتعمل لخيرهم وتحمي المسلمين في أكناف الرض امن‬ ‫عدوان كل ذي عدوان ‪ ،‬وتنشر كلمة ا وتبلغ رسالنته ‪ ..‬حنتى ل تكون‬ ‫فنتنة ويكون الدين كله لله‪.‬‬

‫يقظة الروح ـ اليمان والعزة والامل‬ ‫وينظر الناس في الدعوات إلى امظاهرها العملية وألوانها الشكلية ‪،‬‬ ‫ويهملون كثيرا النظر إلى الدوافع النفسية واللهاامات الروحية النتي هي‬ ‫في الحقيقة امدد الدعوات وغذاؤها وعليها ينتوقف اننتصارها ونماؤها ‪.‬‬


‫وتلك حقيقة ل يجادل فيها إل البعيد عن دراسة الدعوات وتعرف‬ ‫أسرارها ‪ ،‬إن امن وراء المظاهر جميعا في كل دعوة روحا دافعة ‪،‬‬ ‫وقوة باطنة تسيرها وتهيمن عليها وتدفع إليها ‪ ،‬وامحال أن تنهض أامة‬ ‫ال‬ ‫ن َ‬ ‫بغير هذه اليقظة الحقيقية في النفوس والرواح والمشاعر‪) :‬إ س ِ َّ‬ ‫م( )الرعد‪. (11:‬‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫م َ‬ ‫غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ‬ ‫ُي َ‬ ‫ولهذا أسنتطيع أن أقول إن أول اما نهنتم له في دعوتنا ‪ ،‬وأهم اما نعول‬ ‫علية في نمائها وظهورها واننتشارها هذه اليقظة الروحية المرتجلة ‪.‬‬ ‫فنحن نريد أول اما نريد يقظة الروح ‪ ،‬حياة القلوب ‪ ،‬صحوة حقيقية في‬ ‫الوجدان والمشاعر ‪ ،‬وليس يعنينا أن ننتكلم عما نريد بهذه الدعوة امن‬ ‫فروع الصلح في النواحي العملية المخنتلفة بقدر اما يعنينا أن نركز في‬ ‫النفوس هذه الفكرة ‪.‬‬ ‫نحن نريد نفوسا حية قوية فنتية ‪ ،‬قلوبا جديدة وخفاقة ‪ ،‬امشاعر غيورة‬ ‫املنتهبة امنتأججة ‪ ،‬أرواحا طموحة امنتطلعة امنتوثبة ‪ ،‬تنتخيل امثل م ً عليا ‪،‬‬ ‫وأهدافا ساامية لنتسمو نحوها وتنتطلع إليها ثم تصل إليها ‪ ،‬ولبد امن أن‬ ‫تحدد هذه الهداف والمثل ‪ ،‬ولبد امن أن تحصر هذه العواطف‬ ‫والمشاعر ‪ ،‬ولبد امن أن تركز حنتى تصبح عقيدة ل تقبل جدل م ً ول تحنتمل‬ ‫شكا ول ريبا ‪ .‬وبغير هذا النتحديد والنتركيز سيكون امثل هذا الصحوة امثل‬ ‫الشعاع النتائه في البيداء ل ضوء له ول حرارة فيه ‪ ،‬فما حدود الهداف‬ ‫واما امننتهاها ؟!‬ ‫إننا ننتحرى بدعوتنا نهج الدعوة الولي ونحاول أن تكون هذه الدعوة‬ ‫الحديثة صدي حقيقيا لنتلك الدعوة السابقة النتي هنتف بها رسول ا ‪r‬‬ ‫في بطحاء امكة قبل ألف وامئات امن السنين ‪ ،‬فما أولنا بالرجوع بأذهاننا‬ ‫وتصوراتنا إلى ذلك العصر المشرق بنور النبوة ‪ ،‬الزاهي بجلل الوحي ‪،‬‬ ‫لنقف بين يدي السنتاذ الول وهو سيد المربين وفخر المرسلين الهادين ‪،‬‬ ‫لننتلقى عنه الصلح امن جديد ‪ ،‬وندرس وخطوات الدعوة امن جديد ‪.‬‬


‫أي نور امن وهج الشموس الربانية أشعله النبي الكريم في قلوب‬ ‫صحابنته فأشرقت وأضاءت بعد ظلمة و ديجور ؟ وأي اماء امن فيض‬ ‫الحياة الروحية أفاضه عليها فاهنتزت وربت ونمت فيها الزاهير وأورقت‬ ‫بالوجدانيات والمشاعر وترعرعت فيها العواطف والضمائر ؟!‬ ‫إن النبي ‪ r‬قذف في قلوب صحابنته بهذه المشاعر الثلثة فأشرقت بها‬ ‫وانطبعت عليها ‪:‬‬ ‫) أ ( قذف في قلوبهم أن اما جاء به هو الحق واما عداه الباطل وأن‬ ‫رسالنته وخير الرسالت ‪ ،‬ونهجه أفضل المناهج ‪ ،‬وشريعنته أكمل النظم‬ ‫النتي تنتحقق بها سعادة الناس أجمعين ‪ ،‬وتل عليهم امن كنتاب ا اما يزيد‬ ‫هذا المعني ثباتا في النفس وتمسكا في القلب ‪:‬‬ ‫م ‪َ ,‬وإ س َِّنُه َلس ِذه ْك ٌر َل َ‬ ‫ك‬ ‫سَنتس ِقي أ ٍ‬ ‫ط ُام ه ْ‬ ‫صَرا أ ٍ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ك إ س َِّن َ‬ ‫ي إ س َِله ْي َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك س ِباَّلس ِذي ُأو س ِ‬ ‫س ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫)َفا ه ْ‬ ‫ا إ س َِّن َ‬ ‫ك‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ن( )الزوخرف‪َ) , (44-43:‬فَنتَوَّكله ْ َ‬ ‫سَألو َ‬ ‫ف ُت ه ْ‬ ‫سه ْو َ‬ ‫ك َو َ‬ ‫َوس ِلَقه ْوس ِام َ‬ ‫ن ال َه ْامس ِر‬ ‫عأ ٍة س ِام َ‬ ‫شس ِري َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ك َ‬ ‫عه ْلَنا َ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫ن( )النمل‪ُ) , (79:‬ث َّ‬ ‫مس ِبي س ِ‬ ‫ق اه ْل ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫عَلى اه ْل َ‬ ‫َ‬ ‫كل‬ ‫ن( )الجاثـية‪َ) , (18:‬فل َوَرِّب َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫ء اَّلس ِذي َ‬ ‫هَوا َ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫عَها َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫َفاَّتس ِب ه ْ‬ ‫حَرجا‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫م ل َي س ِ‬ ‫م ُث َّ‬ ‫جَر َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك س ِفي َ‬ ‫مو َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫سس ِليما( )النساء‪. (65:‬‬ ‫موا َت ه ْ‬ ‫سِّل ُ‬ ‫ت َوُي َ‬ ‫ضه ْي َ‬ ‫ما َق َ‬ ‫س ِام َّ‬ ‫فبآامنوا بهذا واعنتقدوه وصدروا عنه ‪.‬‬ ‫) ب ( وقذف في قلوبهم أنهم اما دااموا أهل الحق واما دااموا حملة‬ ‫رسالة النور وغيرهم ينتخبط في الظلم ‪ ،‬واما دام بين يديهم هدى‬ ‫السماء لرشاد الرض فهم إذن يجب أن يكونوا أساتذة الناس وان‬ ‫يقعدوا امن غيرهم امقعد السنتاذ امن تلميذه ‪ :‬يجنوا عليه ويرشده‬ ‫ويقوامه ويسدده ويقوده إلى الخير ويهديه سواء السبيل ‪.‬‬ ‫وجاء القرآن الكريم يثبت هذا المعني ويزيده كذلك وضوحا ‪ ،‬وصاروا‬ ‫ينتلقون عن نبيهم امن وحي السماء ‪:‬‬ ‫كس ِر‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َوَته ْنَهه ْو َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن س ِباه ْل َ‬ ‫س َته ْأُامُرو َ‬ ‫ت س ِللَّنا س ِ‬ ‫ج ه ْ‬ ‫وخس ِر َ‬ ‫وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫)ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫كوُنوا‬ ‫سطا س ِلَنت ُ‬ ‫م أ َُّامم ًة َو َ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن س ِباللس ِه( )آل عمران‪َ) , (110:‬وَكَذس ِل َ‬ ‫َوُته ْؤس ِامُنو َ‬


‫شس ِهيدا( )البقرة‪, (143:‬‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫سولُ َ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫س َوَي ُ‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫ُ‬ ‫م س ِفي الِّدينس ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫علَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م َوَاما َ‬ ‫جَنتَباُك ه ْ‬ ‫هَو ا ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جَهاس ِد س ِ‬ ‫ق س ِ‬ ‫ح َّ‬ ‫ا َ‬ ‫هُدوا س ِفي س ِ‬ ‫جا س ِ‬ ‫)َو َ‬ ‫ج( )الحج‪.(78:‬‬ ‫حَر أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫فبآامنوا بهذا أيضا واعنتقدوه وصدروا عنه ‪.‬‬ ‫) ج ( وقذف في قلوبهم أنهم اما دااموا كذلك امؤامنين بهذا الحق امعنتزين‬ ‫باننتسابهم إليه ‪ ،‬فإن ا امعهم يعينهم ويرشدهم وينصرهم ويؤيدهم‬ ‫ويمدهم إذا تخلي عنهم الناس ‪ ،‬ويدفع عنهم إذا أعوزهم النصير وهو‬ ‫امعهم أينما كانوا ‪ .‬وإذا لم ينهض امعهم جند الرض تنزل عليهم المدد‬ ‫امن جند السماء وأوخذوا يقرءون هذه المعاني الساامية واضحة في كنتاب‬ ‫ا‪:‬‬ ‫ن( )لعراف‪:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ‬ ‫ه َواه ْل َ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ء س ِام ه ْ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ض للس ِه ُيوس ِرُثَها َام ه ْ‬ ‫ن ال َه ْر َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫صَر َّ‬ ‫ن‬ ‫ن( )النبياء‪َ) , (105:‬وَلَيه ْن ُ‬ ‫حو َ‬ ‫صاس ِل ُ‬ ‫عَباس ِديَ ال َّ‬ ‫ض َيس ِرُثَها س ِ‬ ‫ن ال َه ْر َ‬ ‫‪) , (128‬أ َ َّ‬ ‫ن أ َ​َنا‬ ‫غس ِلَب َّ‬ ‫ا ل َ ه ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫عس ِزي ٌز( )الحج‪َ) , (40:‬كَنت َ‬ ‫ي َ‬ ‫ا َلَقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إ س ِ َّ‬ ‫صُر ُ‬ ‫ن َيه ْن ُ‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫كنَّ‬ ‫ه َوَل س ِ‬ ‫عَلى أ َه ْامس ِر س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غاس ِل ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫عس ِزي ٌز( )المجادلة‪َ) , (21:‬و ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ا َقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫سس ِلي إ س ِ َّ‬ ‫َوُر ُ‬ ‫كس ِة أ َِّني‬ ‫ملس ِئ َ‬ ‫ك إ س َِلى اه ْل َ‬ ‫حي َر ُّب َ‬ ‫ن( )يوسف‪) , (21:‬إ س ِه ْذ ُيو س ِ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫س ل َي ه ْ‬ ‫أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ‬ ‫ن(‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫صُر اه ْل ُ‬ ‫عَله ْيَنا َن ه ْ‬ ‫حتّقا َ‬ ‫ن آَامُنوا( )لنفال‪َ) , (12:‬وَكانَ َ‬ ‫م َفَثِّبُنتوا اَّلس ِذي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫َام َ‬ ‫ض(‬ ‫عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سُنت ه ْ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫)الروم‪َ) , (47:‬وُنس ِريُد أ َ ه ْ‬ ‫)القصص‪. (5:‬‬ ‫قرءوا هذا وفقهوه جيدا فبآامنوا به واعنتقدوه وصدروا عنه ‪.‬‬ ‫وبهذه المشاعر الثلثة ‪ :‬اليمان بعظمة الرسالة والعنتزاز باعنتناقها‬ ‫والامل في تأييد ا إياها ‪ ،‬أحياها الراعي الول ‪ r‬في قلوب المؤامنين‬ ‫امن صحابنته بإذن ا ‪ ,‬وحدد لهم أهدافهم في هذه الحياة ‪ ،‬فاندفعوا‬ ‫يحملون رسالنتهم امحفوظة في صدورهم أو امصاحفهم ‪ ،‬بادية في‬ ‫أوخلقهم وأعمالهم امعنتدين بنتكريم ا إياهم واثقين بنصره وتأييده ‪,‬‬ ‫فدانت لهم الرض وفرضوا علي الدنيا امدنية المبادئ الفاضلة وحضارة‬


‫الوخلق الرحيمة العادلة ‪ ،‬وبدلوا فيها سيئات المادية الجاامدة إلى‬ ‫حسنات الربانية الخالدة ‪ ,‬ويأبى ا إل أن ينتم نوره ‪.‬‬ ‫إلى هذه المشاعر الثلثة ندعو الناس أول م ً‬ ‫أيها الناس ‪ ,‬قبل أن ننتحد ث إليكم في هذه الدعوة عن الصلة والصوم‬ ‫وعن القضاء والحكم وعن العادات والعبادات وعن النظم وعن‬ ‫المعااملت ‪ ،‬ننتحد ث إليكم عن القلب الحي والروح الحي والنفس‬ ‫الشاعرة والوجدان اليقظ واليمان العميق بهذه الركان الثلثة ‪ :‬اليمان‬ ‫بعظمة الرسالة والعنتزاز باعنتناقها والامل في تأييد ا إياها ‪ ,‬فهل أننتم‬ ‫امؤامنون ؟ ‪.‬‬

‫الفرد المسلم ‪ ،‬البيت المسلم ‪ ،‬الامة المسلمة‬ ‫وهذا الشعور القوي الذي يجب أن تفيض به النفوس ‪ ،‬وهذه اليقظة‬ ‫الروحية النتي ندعو الناس إليها لبد أن يكون لها أثرها العملي في‬ ‫حياتهم‬

‫!ولبــد أن تسبقها ول شــك نهضــة عمليــة تنتنــاول الفـــراد‬

‫والســر والمـجنتمعات ‪.‬‬ ‫) أ ( سنتعمل هذه اليقظة عملها في الفرد فإذا به نموذج قائم لما يريده‬ ‫السلم في الفراد ‪ ...‬إن السلم يريد في الفرد وجدانا شاعرا ينتذوق‬ ‫الجمال والقبح ‪ ،‬وإدراكا صحيحا ينتصور الصواب والخطأ ‪ ،‬وإدارة حازامة‬ ‫ل تضعف ول تلين أامام الحق ‪ ،‬وجسما سليما يقوم بأعباء الواجبات‬ ‫النسانية حق القيام ويصبح أداة صالحة لنتحقيق الرادة الصالحة وينصر‬ ‫الحق والخير ‪.‬‬ ‫وقد وضع السلم تكاليفه الشخصية علي القواعد النتي توصل إلى هذه‬ ‫الننتائج كلها ‪ ،‬وفي النظر السلامي اما يرقي بالعقول واللباب ويدفعها‬ ‫إلى كشف سنتائر الكون وامعرفة دقائق الوجود ‪.‬‬ ‫وفي الخلق السلامي اما يربي الرادة الحازامة والعزيمة الماضية‬ ‫الصارامة ‪ ،‬وفي النظام السلامي في الطعام والشراب والمنام وتوابع‬


‫ذلك امن شؤون الحياة اما لو اتبعه الفرد لحفظ جسمه امن امهلكات ل‬ ‫دواء لها ‪ ،‬ولظل في وقاية امن فواتك الامراض ‪.‬‬ ‫ولهذا نجوب علي الخ المسلم أن ينتعبد بما أامره ا به ليرقي وجدانه ‪،‬‬ ‫وأن ينتعلم اما وسعه العلم لينتسع إدراكه وأن ينتخلق بأوخلق السلم‬ ‫لنتقوي إرادته ‪ ،‬وأن يلنتزم نظام السلم في الطعام والشراب والنوم‬ ‫ليحفظ ا عليه بدنه امن غوائل الامراض والسقام ‪.‬‬ ‫والسلم حين يضع هذه القواعد ل يضعها للرجال ويدع النساء ولكن‬ ‫الصنفين في هذه الناحية الفردية في السلم سواء ‪ ،‬فعلي الوخت‬ ‫المسلمة أن تكون كالخ المسلم في دقة وجدانها وسمو إدراكها وامكانة‬ ‫وخلقها وسلامة بدنها ‪.‬‬ ‫) ب ( وسيكون لهذا الصلح الفردي أثره في السرة ‪ ،‬ذلك أن السرة‬ ‫امجموعة أفراد ‪ ،‬فإذا صلح الرجل وصلحت المرأة ـ وهما عماد للسرة ـ‬ ‫اسنتطاع أن يكونا بينتا نموذجيا وفق القواعد النتي وضعها السلم ‪ ،‬وقد‬ ‫وضع السلم قواعد البيت فأحكم وضعها ‪ ،‬فأرشد إلى حسن الوخنتيار ‪،‬‬ ‫وبين أفضل الطرائق للرتباط وحدد الحقوق والواجبات ‪ ،‬وأوجب علي‬ ‫الطرفين رعاية ثمرات هذا الزواج حنتى ينع وتنضج في غير عبث ول‬ ‫إهمال ‪ ،‬وعالج اما يعنترض هذه الحياة الزوجية امن المشكلت أدق علج‬ ‫‪ ،‬وأوخنتط في كل نظراته طريقا وسطا ل تفريط فيه ول إفراط ‪.‬‬ ‫) ج ( وإذا صلحت السرة فقد صلحت الامة امجموعة هذه السر وإنما‬ ‫السرة أامة امصغرة والامة أسرة امكبرة ‪ ،‬وقد وضع السلم للامة‬ ‫قواعد الحياة الجنتماعية السعيدة ‪ ،‬فعقد بين بنيها آصرة الوخوة وجعلها‬ ‫قرينة اليمان ‪ ،‬ورفع امسنتوى هذه الصلة إلى المحبة بل إلى اليثار ‪،‬‬ ‫وقضى على كل اما امن شأنه أن يمزق هذه الروابط أو يضعف هذه‬ ‫الوشائج ‪ ،‬وحدد الحقوق والواجبات والصلت ‪،‬فللبوة حقها وعليها‬ ‫واجبها ‪ ،‬وللنبوة امثال ذلك ‪ ،‬ولذوى القربى حقوقهم وعليهم واجباتهم ‪،‬‬ ‫وفصل امهمة الحاكم والمحكوم أدق تفصيل ‪ ،‬وبين المعااملت بين‬


‫الناس أحكاامها بأفصح بيان ‪ ،‬ولم يجعل لحد علي أحد فضل م ً إل بالنتقوى‬ ‫فل سيد ول امسود ول أامراء ول عبيد ‪ ،‬ولكن الناس في ذات ا سواسية‬ ‫كأسنان المشط ‪ ،‬إنما ينتفاوتون بعمل الصالحات ‪ ،‬وكذلك حدد صلت‬ ‫الامم بعضها ببعض ‪ ،‬وبين حقوق كل صنف فيها وواجباته ‪ ،‬ولم يدع امن‬ ‫ذلك صغيرة ول كبيرة إل أحصاها ‪.‬‬ ‫وقد عالج السلم بعد ذلك امشاكل المجنتمعات ‪ .‬فالوقاية امما يؤدي إليها‬ ‫أول م ً واسنتئصال اما عساه أن يحد ث امنها ثانيا ‪ .‬فلكل امشكلة اجنتماعية‬ ‫عنده دواء ‪ ،‬والدواء الول في كل علج صلح النفوس والنتضاامن‬ ‫الجنتماعي بين بني النسان ‪.‬‬ ‫والسلم يحيط بكل ذلك ل يسلك سبيل العنت ‪ ،‬ول يحمل الناس علي اما‬ ‫يؤدي إلى الحرج ولكن يريد بالناس اليسر ول يريد بهم العسر ‪ ،‬ويضع‬ ‫القواعد الكلية ويدع الفرعيات الجزئية ويرسم طرائق النتطبيق ‪ ،‬ويكل‬ ‫للزامان والعصور وبعد ذلك أن تعمل عملها وهو لذلك شريعة كل زامان‬ ‫وامكان ‪ ،‬وهو لذلك يفرض نشر الدعوة حنتى تشمل الناس أجمعين‬ ‫ن( )النبياء‪. (107:‬‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫مم ًة س ِله ْل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك س ِإل َر ه ْ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫وينتحقق قوله تعالي ‪َ) :‬وَاما أَه ْر َ‬ ‫وإذا قوي الشعور الذي أشرنا إليه آنفا ‪ ،‬وأدي إلى ننتيجنته النتي وضعناها‬ ‫الن ‪ ،‬فطبق نظام السلم علي الفرد والبيت والامة ‪ ،‬ووصلت الرسالة‬ ‫إلى القلب والذان ‪ ،‬فقد نجحت فكرتنا واسنتجيبت دعوتنا ويأبى ا إل أن‬ ‫ينتم نوره ‪.‬‬

‫بين الصبغة السنتقللية والصبغة النتقليدية‬ ‫نحن نريد الفرد المسلم ‪ ،‬والبيت المسلم ‪ ،‬والشعب المسلم ‪ ،‬ولكنا نريد‬ ‫قبل ذلك أن تسود الفكرة السلامية حنتى تؤثر في كل هذه الوضاع‬ ‫وتصبغها بصبغة السلم ‪ ،‬وبدون ذلك لن نصل إلى شيء ‪ ،‬نريد أن نفكر‬ ‫تفكيرا اسنتقلليا يعنتمد علي أساس السلم الحنيف ل علي أساس‬ ‫الفكرة النتقليدية النتي جعلنتنا ننتقيد بنظريات الغرب واتجاهاته في كل‬ ‫شيء ‪ ،‬نريد أن ننتميز بمقواماتنا وامشخصات حياتنا كأامة عظيمة امجيدة‬


‫تجر وراءها أقدم وأفضل اما عرف النتاريخ امن دلئل وامظاهر الفخار‬ ‫والمجد‪.‬‬ ‫لقد ورثنا هذا السلم الحنيف واصطبغنا به صبغة ثابنتة قوية ‪ ،‬تغلغلت‬ ‫في الضمائر والمشاعر ولصقت بحنايا الضلوع وشغاف القلوب ؛‬ ‫واندامجت امصر بكلينتها في السلم بكلينته ‪ :‬عقيدته ولغنته وحضارته‬ ‫ودافعت عنة وذادت عن حياضه وردت عنة عادية المعنتدين ‪ ،‬وجاهدت‬ ‫في سبيله اما وسعها الجهاد بمالها ودم أبنائها ‪ ،‬وأنقذته امن براثن النتنتار‬ ‫وأنياب الصليبيين ‪ ،‬وردت الجميع على أعقابهم وخاسرين ‪ ،‬اسنتقرت فيها‬ ‫فيها علوم السلم وامعارفه ‪،‬واحنتوت الزهر أقدم جاامعة تقوم على‬ ‫حياطنتة ورعاينته وحراسنته ‪ ،‬واننتهت إليها زعاامة شعوبه الدبية‬ ‫والجنتماعية ‪ ،‬وصارت امطمح أنظار الجميع وامعقد آامالهم‪.‬‬ ‫هذا السلم ‪ ،‬عقيدته ونظمه ولغنته وحضارته ‪ ،‬اميرا ث عزيز غال على‬ ‫امصر ليس تفريطها فيه بالشيء الهين ول إبعادها عنه بالامر المسنتطاع‬ ‫امهما بذلت في سبيل ذلك الجهود الهداامة المدامرة ‪ .‬وامن هنا بدت‬ ‫امظاهر السلم قوية فياضة زاهرة دفاقة في كثير امن جوانب الحياة‬ ‫المصرية ‪ :‬فأسماؤها إسلامية ولغنتها عربية ‪ ،‬وهذه المساجد العظيمة‬ ‫يذكر فيها اسم ا ويعلو امنها نداء الحق صباح امساء ‪ ،‬وهذه امشاعرنا ل‬ ‫تهنتز لشيء اهنتزازها للسلم واما ينتصل بالسلم ‪ .‬كل ذلك حق ‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه الحضارة الغربية قد غزتنا غزوا قويا عنيفا بالعلم والمال ‪،‬‬ ‫وبالسياسة والنترف ‪ ،‬والمنتعة واللهو وضروب الحياة الناعمة العابثة‬ ‫المغرية النتي لم نكن نعرفها امن قبل ‪ .‬فأعجبنا بها ‪ ،‬وركنا إليها ‪ ،‬وأثر‬ ‫هذا الغزو فينا أبلغ الثر وانحسر ظل الفكرة السلامية عن الحياة‬ ‫الجنتماعية في كثير امن شؤونها الهاامة ‪ ،‬واندفعنا نغير أوضاعنا الحيوية‬ ‫ونصبغ امعظمها بالصبغة الوروبية ‪ ،‬وحصرنا سلطان السلم في حياتنا‬ ‫علي القلوب والمحاريب ‪ ،‬وفصلنا عنه شؤون الحياة العملية ‪ ،‬وباعدنا‬


‫بينه وبينها امباعدة شديدة وبهذا أصبحنا نحيا حياة ثنائية امنتذبذبة أو‬ ‫امنتناقضة ‪.‬‬ ‫السلم بما فيه امن روعة وجلل ‪ ،‬وبسلطانه الساحر العذب الجذاب ‪،‬‬ ‫وأصوله الثابنتة المدعمة القوية ‪ ،‬وحجنته البـالغة يجذب إليـه القلـوب‬ ‫والمشاعر ‪ ،‬ويجعلنا نحن المؤامنين به في حنين دائم إليه ‪ .‬وهذه الحياة‬ ‫الغربية بما تحنتويه امن امباهج وامفاتن وبما لها امن امظاهر القوة المادية‬ ‫تحاول أن تسيطر وتهيمن علي اما بقي لنا امن شؤوننا الحيوية ‪ .‬هذا‬ ‫وضع امشاهد املموس يراه ويعلمه كل اما يعنيه أامر هذه الامة ‪ ،‬ول بد أن‬ ‫يننتهي هذا النتذبذب إلى اسنتقرار ولبد أن ينتغلب أحد الجانبين علي الوخر‬ ‫فلكل شيء نهاية !‪.‬‬ ‫فنحن الوخوان المسلمين نشفق كل الشفاق امن أن تكون هذه النهاية‬ ‫هي النتحلل امما بقي امن امظاهر السلم والنغماس الكلي في الحياة‬ ‫الغربية بكل امظاهرها ‪ ،‬ولقد ارتفعت بذلك صيحات وقاامت علي قواعده‬ ‫دعوات ‪ ،‬وسبقنتنا غليه شعوب وحكوامات ‪ ،‬وإن كان ذلك كله قد وخفت‬ ‫وطأته الن أامام اما يقاسي العالم كله امن امحن وويلت‪.‬‬ ‫نحن نشفق امن هذا المصير ‪ ،‬وندعو إلى أن تعود امصر إلى تعاليم‬ ‫السلم وقواعده ‪ ،‬تعنتمد عليها وتسنتمد امنها وتبني علي أساسها النهضة‬ ‫الجديدة وتركز عليها الوضاع الجنتماعية في المسنتقبل إن شاء ا ‪.‬‬ ‫وإذ كان السلم يدعو إلى أن نأوخذ امن كل شيء أحسنه ‪ ،‬وينادي بأن‬ ‫الحكمة ضالة المؤامن أني وجدها فهو أحق الناس بها ‪ ،‬ول يمنع امن أن‬ ‫تقنتبس الامة السلامية الخير امن أي امكان ‪ ،‬فليس هناك اما يمنع امن أن‬ ‫ننقل كل اما هو نافع امفيد عن غيرنا امفيد ونطبقه وفق قواعد ديننا‬ ‫ونظام حياتنا وحاجات شعبنا ‪.‬‬ ‫أاما أثر هذا النتذبذب في امظاهر حياتنا العملية فكبير واضح ‪ ،‬ولعلة امصدر‬ ‫كثير امن المشكلت في النتعليم والقضاء ‪ ،‬وفى حياة السرة وفى امنابع‬ ‫الثقافة العاامة وفى غير ذلك امن الشؤون العاامة ‪ ،‬هل هناك أامة غير‬


‫امصر يسير النتعليم فيها امن أول وخطواته على هذين اللونين امن ألوان‬ ‫النتربية ‪ ،‬فهناك النتعليم الديني ينتصل بنصف الامة ويننتهي إلى الزهر‬ ‫وامعاهدة وكلياته ‪ ،‬وهناك النتعليم المدني ينتصل بالنصف الثاني وينتميز‬ ‫كل امنها بخواصه وامميزاته ؟ وهل لذلك امن سبب سوى أن السلسلة‬ ‫الولى هي أثر السلم الباقي في نفوس هذه الامة وأن السلسلة‬ ‫الثانية هي ننتاج امجاراة الغرب والوخذ عنة ‪ ،‬فما الذي يمنع امن توحيد‬ ‫النتعليم في امراحله الولى على أساس النتربية القوامية السلامية ثم‬ ‫يكون بعد ذلك النتخصص ؟ وهل هناك أامة غير امصر ينقسم فيها‬ ‫القضاء إلى شرعي وغير شرعي كما ينقسم القضاء المصري وهل‬ ‫لذلك سبب سوى أن القضاء الول أثر السلم في الحياة المصرية‬ ‫والثاني وليد النقل عن الغرب والوخذ عنه ‪ ،‬واما الذي يمنع امن أن تنتوحد‬ ‫المحكمة على أساس اعنتبار الشريعة السلامية هي شريعة البلد‬ ‫وامصدر النتقنين ؟‬ ‫وهذه البيوت المصرية ‪ ،‬ألسنا نلمح فيها أثر هذه الحياة المذبذبة‬ ‫المنتناقضة ‪ ،‬فكثير امن السر المصرية ل تزال شديدة المحافظة على اما‬ ‫ور ث امن تعاليم السلم وآدابه في الوقت في الوقت الذي انسلخ فيه‬ ‫الكثير عن هذه النتعاليم ووخرج على هذه الداب وغلبت علية نزعة النتقليد‬ ‫في كل شيء بل جاوز بعضنا ذلك الحد حنتى صار غريبا أكثر امن‬ ‫الغربيين ‪.‬‬ ‫ول بد امن وضع حد لهذا النتفاوت الغريب حنتى نظفر بالامة الموحدة ‪،‬‬ ‫فبدون الوحدة ل تحقق نهضة ول تحيا أامة حياة الكمال ‪.‬‬ ‫لهذا يدعوا الوخوان المسلمون إلى أن يكون الساس الذي تعنتمد علية‬ ‫نهضنتنا هو توحيد امظاهر الحياة العملية في الامة على أساس السلم‬ ‫وقواعده وبذلك تبنى امصر نفسها ‪ ،‬وتقدم للعالم كله أكمل نماذج الحياة‬ ‫النسانية الصحيحة‪.‬‬

‫وسيلنتنا العاامة ‪ ..‬بين جماعة وفكرة‬


‫الكلم عن الوسيلة العاامة للوخوان المسلمين يقف بنا أامام هذه الدعوة‬ ‫كجمعية امن الجمعيات النتي تقوم بالخدامة العاامة ‪ ،‬ثم يقف بنا كذلك‬ ‫أاماامها كدعوة امن الدعوات النتجديدية لحياة الامم والشعوب النتي ترسم‬ ‫لها امنهاجا جديدا تؤامن به وتسير عليه‪.‬‬ ‫أ ـ ل شك أن جماعات الوخوان تقوم بالخدامة العاامة امن بناء المساجد‬ ‫وعماراتها ‪ ،‬وامن فنتح المدارس والمكاتب والشراف عليها‪ ،‬وامن إنشاء‬ ‫الندية والفرق وتوجيهها ورعاينتها ‪ ،‬وامن الحنتفال بالذكريات السلامية‬ ‫احنتفال يليق بجللها وعظمنتها ‪ ،‬وامن الصلح بين الناس في القرى‬ ‫والبلدان إصلحا يوفر عليهم كثيرا امن الجهود والاموال ‪ ،‬وامن النتوسط‬ ‫بين الغنياء الغافلين والفقراء المعوزين بنتنظيم الحسان وجمع‬ ‫الصدقات لنتوزع في المواسم والعياد ‪ ،‬لشك أن الوخوان يقوامون بهذا‬ ‫كله ولهم فيه والحمد لله أثر يذكر‪ ،‬وقد تضاعفت نشاطهم في هذه‬ ‫النواحي امضاعفة املموسة في هذا الدور امن أدوار الدعوة بطبيعة‬ ‫النتفات الناس إليها وإقبالهم عليها ‪ ،‬ووسيلة الوخوان في هذه الميادين‬ ‫النتنظيم والنتطوع والسنتعانة بأهل الرأي والخبرة ‪ ،‬وتدبير اما تحنتاج إليه‬ ‫هذه المشروعات امن أاموال امن المشنتركين تارة وامن المنتبرعين أوخرى‬ ‫إلى اما ينفع لمثل هذه المشروعات ‪ ،‬ولسنا نقول إن الوخوان قد اكنتملت‬ ‫جهودهم في هذه الناحية ولكنا نقول انهم يسيرون بخطوات واسعة‬ ‫نحو الكمال ‪ ،‬وا الموفق المسنتعان‪ .‬هؤلء هم الوخوان وتلك هي‬ ‫دعوتهم كجماعة امن جماعات الخدامة العاامة ‪.‬‬ ‫ب ـ ولكن الوخوان كما علمت ليسوا كذلك فحسب ‪ ،‬ولكن لب دعوتهم‬ ‫فكرة وعقيدة يقذفون بها في نفوس الناس لينتربى عليها الرأي العام‬ ‫وتؤامن بها القلوب وتجنتمع امن حولها الرواح ‪ :‬تلك هي العمل للسلم‬ ‫والعمل به في كل نواحي الحياة ‪.‬‬ ‫أاما الوسيلة إلى تحقيق ذلك فليست المال ‪ ،‬والنتاريخ امنذ عرف إلى الن‬ ‫يحدثنا أن الدعوات ل تقوم أول أامرها بالمال ول تنهض به بحال ‪ ،‬فهي‬


‫تحنتاج إلى امال في بعض امراحل طريقها ولكن امحال أن يكون قواامها‬ ‫ودعاامنتها‪ ،‬فرجال الدعوات وأنصارها هم دائما المقلون امن هذا المال‬ ‫وسل النتاريخ ينبئك ‪ ،‬وليست الوسيلة القوة كذلك فالدعوة الحقة إنما‬ ‫تخاطب الرواح أول وتناجى القلوب وتطرق امغاليق النفوس ‪ ،‬وامحال أن‬ ‫تثبت بالعصا أو أن تصل إليها على شبا السنة والسهام ‪ ،‬ولكن الوسيلة‬ ‫في تركيز كل دعوة وثباتها امعروفة امعلوامة امقروءة لكل امن له إلمام‬ ‫بنتاريخ الجماعات ‪...‬‬ ‫ووخلصة ذلك جملنتان ‪ :‬إيمان وعمل وامحبة وإوخاء ‪ .‬اماذا فعل رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم في تركيز دعوته في نفوس الرعيل الول امن‬ ‫أصحابه أكثر امن أنه دعاهم إلى اليمان ‪ ،‬ثم جمع قلوبهم على الحب‬ ‫والوخاء ‪ ،‬فاجنتمعت قوة العقيدة إلى قوة الوحدة وصارت جماعنتهم هي‬ ‫الجماعة النموذجية النتي لبد أن تظهر كلمنتها وتننتصر دعوتها وان ناوأها‬ ‫أهل الرض جميعا‪ ،‬واماذا فعل الدعاة امن قبل وامن بعد أكثر امن هذا ؟‬ ‫ينادون بالفكرة ويوضحونها ويدعون الناس إليها فيؤامنون بها ويعملون‬ ‫لنتحقيقها ويجنتمعون عليها ويزدادون عددا فنتزداد الفكرة بهم ظهورا حنتى‬ ‫تبلغ امداها وتبنتلع اما سواها ‪ ،‬وتلك سنة ا ولن تجد لسنة ا تبديل ‪.‬‬ ‫وليست دعوة الوخوان بدعا في الدعوات فهي صدى امن الدعوة الولى‬ ‫يدوي في قلوب هؤلء المؤامنين ويزداد على ألسننتهم ‪ .‬ويحاولون أن‬ ‫يقذفوا به إيمانا في قلوب الامة المسلمة ليظهر عمل في تصرفاتها‬ ‫ولنتجمع قلوبها علية ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك فأيدهم ا ونصرهم وهداهم‬ ‫سواء السبيل ‪ ..‬فإلى اليمان والعمل وإلى الحب والوخاء أيها الوخوان‬ ‫وا امعكم وتلك هي وسيلنتكم وا غالب على أامره ‪..‬‬

‫في اجنتماع رؤوساء المناطق وامراكز الجهاد‬ ‫المنعقد بالقاهرة في‬ ‫‪ 3‬شوال سنة ‪1364‬هـ‬


‫الموافق ‪ 8‬سبنتمبر سنة ‪1945‬م‬ ‫امقدامـة‬ ‫حيـمِ‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬

‫الحمد لله والصلة والسلم على سيدنا امحمد وعلى اله وصحبه وامن‬ ‫دعا بدعوته إلى يوم الدين ‪..‬‬ ‫أيها الوخوة الفضلء‪..‬‬ ‫السلم عليكم ورحمة ا وبركاته ‪ .‬وبعد ‪ ،‬فقد وخطر لي أن أشكركم‬ ‫على اما تجشمنتم امن امشقة وتحملنتم امن عناء وأنفقنتم امن نفقة في‬ ‫سبيل حضوركم هذا الجنتماع ‪ ،‬ولكنى سألت نفسي ‪ :‬أليس ذلك هو‬ ‫أيسر اما تقنتضيه الدعوة امن واجبات ؟ وإذا ففيم الشكر ‪ ،‬وقديما قيل ‪ :‬ل‬ ‫شكر على واجب ‪ ،‬ولهذا عدلت عن أن أتقدم إليكم شاكرا ‪ ،‬ولكن ذلك ل‬ ‫يحول بيني وبين أن أتقدم إليكم امبشرا ‪ ،‬بما أعد ا لعباده العااملين‬ ‫المخلصين امن عظيم الجر وجزيل المثوبة امنتى عملوا واوخلصوا‬ ‫واسنتجابوا لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم ‪ ،‬فبشراكم أيها الوخوان ‪..‬‬ ‫إنكم اما وخطوتم وخطوة أو أنفقنتم نفقة تبنتغون بها إعزاز كلمة ا ونصر‬ ‫الدعوة والجنتماع على الحب في ا والنتبآوخي في ا ‪ ,‬إل كنتب ا لكم‬ ‫بها ‪ ،‬ورفع لكم بها في المل العلى ذكرا ‪ ،‬وصدق ا العظيم ‪َ) :‬ول‬ ‫جس ِزَيُه ُ‬ ‫م‬ ‫م س ِلَي ه ْ‬ ‫ب َلُه ه ْ‬ ‫ن َواس ِديا س ِإل ُكس ِنت َ‬ ‫عو َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ة َول َيه ْق َ‬ ‫ة َول َكس ِبيَر م ً‬ ‫غيَر م ً‬ ‫ص س ِ‬ ‫ن َنَفَقم ًة َ‬ ‫ُيه ْنس ِفُقو َ‬ ‫ن( )النتوبة‪ , (121:‬كما أني أتقدم كذلك امهنئنا‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َاما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫بهذا الموسم ‪ ,‬اموسم عيد الفطر ‪ ,‬سائل ا تبارك وتعالى أن يعيده‬ ‫على النسانية النتائهة بالهداية والنتوفيق ‪ ,‬وإن كان عيدنا الحقيقي يوم‬ ‫تننتصر دعوتنا ‪ ,‬وتنهض دولنتنا ‪ ,‬وتعلو بنا كلمة ا في أرضه ويوامئذ يفرح‬ ‫المؤامنون بنصر ا ‪.‬‬ ‫أيها الوخوة الحبة الفضلء ‪...‬‬


‫أي امعنى جليل ‪ ,‬وأي شعور نبيل يثيره اجنتماعكم في نفس امن يراكم ‪,‬‬ ‫إذا اتصل شعوره بشعوركم ‪ ,‬ونفذت بصيرته إلى أعماق نفوسكم ‪,‬‬ ‫فرأى أي دافع كريم اسنتولى عليكم فدفع بكم إلى هذا المكان ‪ ،‬ورأي‬ ‫أي تفكير سام بريء طهور تزدحم به في هذه الساعات وخواطركم ‪،‬‬ ‫وأي جلل ووقار ورحمة وسكينة ورضوان تحف الن بمجلسكم هذا‬ ‫وتنتغشاكم في أاماكنكم‪.‬‬ ‫أامة جديدة ‪:‬‬ ‫جديدة في قلوبها النقية البيضاء النتي يغمرها اليمان واليقين جديدة في‬ ‫عقولها المشرقة المسنتنيرة بنتعاليم القرآن الكريم ‪ ,‬وهداية رب العالمين‬ ‫‪.‬‬ ‫جديدة في آامالها وأامانيها النتي ل تمت إلى النانية بسبب ‪ ،‬ولكنها تبقي‬ ‫الخير والسعادة للناس أجمعين‪.‬‬ ‫جديدة في وسائلها الواضحة الصريحة العادلة الرحيمة النتي تبدأ بالحكمة‬ ‫والموعظة الحسنة وتننتهي بالنصاف والعدالة الرحمة ‪ ،‬وتننتظر امثوبة‬ ‫عُلتّوا‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ل ُيس ِريُدو َ‬ ‫عُلَها س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫ج َ‬ ‫ة َن ه ْ‬ ‫وخَر ُ‬ ‫ك الَّداُر ال س ِ‬ ‫ذلك في قوله تعالى ‪) :‬س ِته ْل َ‬ ‫ن( )القصص‪.(83:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ‬ ‫سادا َواه ْل َ‬ ‫ض َول َف َ‬ ‫س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫أيها الوخوة الفضلء ‪..‬‬ ‫اذكروا نعمة عليكم واقدروا أنفسكم واقدروا دعوتكم ‪ ،‬وأبشروا‬ ‫فالمسنتقبل لكم وا امعكم ولن ينتركم أعمالكم ‪ ،‬وثقوا بأنكم تمثلون‬ ‫تمثيل حقيقيا أامة وادي النيل النتي يفوق عددها ثلثين امليونا ‪ ،‬وامعها بقية‬ ‫الامة العربية النتي تناهز سبعين امليونا ‪ ،‬وامن ورائها العالم السلامي‬ ‫الذي يبلغ ثلثمائة امليونا امن المسلمين ‪ ،‬أننتم تمثلون هذه المجموعة امن‬ ‫الناس تمثيل حقيقيا صحيحا قد تنكره عليكم الجهات الرسمية والشكليات‬ ‫العملية ‪ ،‬ولكن هل يشك امنصف عادل في أنكم هنا في اجنتماعكم هذا‬ ‫تخنتلج نفوسكم بما تخنتلج به هذه النفوس جميعا امن المشاعر؟ وتمنتلئ‬


‫رؤوسكم بما تمنتلئ به هذه الرؤوس جميعا امن الفكار؟ وتنطلق‬ ‫ألسننتكم بما تردده تلك اللسن امن الكلمات؟‬ ‫وختّلي بين هؤلء وبين حرينتهم لصافحت أيديهم أيديكم في حرارة‬ ‫ولو ُ‬ ‫وشوق ‪ ،‬وضمت صدورهم صدوركم في حب ولهف ‪ ،‬ودتّوى هنتافهم‬ ‫عاليا قويا امع هنتافكم ‪ :‬ا اكبر ولله الحمد ‪ ،‬وهي الوخوة النتي ل‬ ‫تنفصم والنتي جمع عليها القرآن قلوب المؤامنين به في كل امكان ‪،‬‬ ‫ة( )الحجرات‪. (10:‬‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫جلها لهم إذ يقول ‪) :‬إ س َِّن َ‬ ‫وس تّ‬ ‫فيا أيها الممثلون الحقيقيون لخير أامة أوخرجت للناس اسمعوا ‪..‬‬

‫أول م ً ـ اما هي دعوتكم؟‬ ‫لقد أعلننتم امن أول يوم أن دعوتكم "إسلامية صميمة" على السلم‬ ‫تعنتمد وامنه تسنتمد ‪ ،‬وهنتفنتم بها امن كل قلوبكم )ا غاينتنا ‪ ،‬والرسول‬ ‫قدوتنا ‪ ،‬والقرآن دسنتورنا ‪ ،‬والجهاد سبيلنا ‪ ،‬الموت في سبيل ا أسمى‬ ‫أامانينا ‪ (..‬ولكنكم امع هذا فهمنتم السلم فهما شاامل ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ فبآامننتم به نظااما اجنتماعيا كاامل يصحح للناس أوضاع امجنتمعهم في‬ ‫كل شئ ‪ ،‬فل يدع صغيرة ول كبيرة امن شؤون الحياة إل تناولها ‪ ،‬وأوضح‬ ‫اما فيها امن وخير ليقبل الناس عليه ‪ ،‬واما فيها امن شر ليجنتنبوه ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ وآامننتم كذلك بأن امن واجب المسلم الحق أن يجاهد في سبيل هذا‬ ‫السلم حنتى يهيمن على المجنتمع كله ‪ ،‬ويحنتل امكانه الذي هيأه ا له‬ ‫في دنيا البشر‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ وآامننتم كذلك بأن ذلك أامر اممكن اميسور لو أراده المسلمون‬ ‫واجنتمعوا عليه ‪.‬‬ ‫ل وخلف بينكم وبين فريق امن‬ ‫وقد تكون هذه الامور الثلثة امح تّ‬ ‫المسلمين أنفسهم ‪ ،‬فل زال كثيرون ل يرون السلم إل في صور امن‬ ‫العقائد الصحيحة أو الفاسدة ‪ ,‬والعبادات الكااملة أو الناقصة ‪ ..‬ول يزال‬ ‫الكثيرون يرون أن الجهاد في سبيل هذا السلم أامر قد انقضى وقنته‬


‫وامضى زامنه ‪ ..‬ول يزال الكثيرون يرون أن العقبات أامام المجاهدين في‬ ‫سبيل هذه الغاية أكبر امن أن يزيلها شئ ‪.‬‬ ‫ولهذا القصور في الفهم والصغر في الهمم واليأس في النفوس‬ ‫اسنتسلم كثير امن الناس للامر الواقع ‪ ،‬وظنوا أن ذلك يرفع عنهم اللوم‬ ‫في الدنيا والعذاب في الوخرة ‪ ،‬ونسوا قول ا تبارك وتعالى ‪) :‬إ س ِنَّ‬ ‫م َقاُلوا ُكَّنا‬ ‫م ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م َقاُلوا س ِفي َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫مي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫كُة َ‬ ‫ملس ِئ َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن َتَوَّفا ُ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫جُروا س ِفيَها‬ ‫عم ًة َفُنتَها س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ا َوا س ِ‬ ‫ض س ِ‬ ‫ن أ َه ْر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َت ُ‬ ‫ض َقاُلوا أ َ​َل ه ْ‬ ‫ن س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫عس ِفي َ‬ ‫ض َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ُام ه ْ‬ ‫صيرا( )النساء‪ ، (97:‬فقمنتم أننتم أيها‬ ‫ت َام س ِ‬ ‫ء ه ْ‬ ‫سا َ‬ ‫م َو َ‬ ‫جَهَّن ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ك َامه ْأَوا ُ‬ ‫َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫الوخوان المسلمون تنفضون عنكم وعن الناس أوضار القصور والضعف‬ ‫ا َامنه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫صَر َّ‬ ‫واليأس ‪ ،‬وتننتظرون اموعود ا تبارك وتعالى ‪َ) :‬وَلَيه ْن ُ‬ ‫صل َ‬ ‫ة‬ ‫م س ِفي ال َه ْرضس ِ أ َ​َقاُاموا ال َّ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫كَّنا ُ‬ ‫ن َام َّ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫عس ِزي ٌز ‪ ,‬اَّلس ِذي َ‬ ‫ي َ‬ ‫ا َلَقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إ س ِ َّ‬ ‫صُر ُ‬ ‫َيه ْن ُ‬ ‫عاس ِقَبُة ال ُ​ُاموس ِر(‬ ‫كس ِر َوللس ِه َ‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ف َوَنَهه ْوا َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ة َوأ َ​َامُروا س ِباه ْل َ‬ ‫َوآَتُوا الَّزَكا َ‬ ‫)الحج‪. (41-40:‬‬

‫بين دورين‬ ‫لقد جاء السلم الحنيف يقرر للدنيا أعدل المبادئ وأقوم الشرائع الربانية‬ ‫‪ ،‬ويسمو بالنفس النسانية ويقدس الوخوة العالمية ‪ ،‬ويضع عقيدة‬ ‫الخلود والجزاء دافعا إلى العمال الصالحة وامانعا امن الفساد في‬ ‫الرض ‪ ،‬ويرسم الطريق العملي لذلك كله في حياة الناس اليوامية ثم‬ ‫في أوضاعهم المدنية ‪ ،‬ويحيى على ذلك القلوب ‪ ،‬ويجمع عليه الامة ‪،‬‬ ‫ويقيم على أساسه الدولة ‪ ،‬ويوجب الدعوة إليه في الناس كلهم حنتى ل‬ ‫تكون فنتة ويكون الدين كله لله‪.‬‬ ‫وامضت على هذا حياة المسلمين حينا امن الدهر ‪ ،‬علت فيها دعوتهم ‪،‬‬ ‫واامنتدت دولنتهم ‪ ،‬وتمكن سلطانهم ‪ ،‬وسادوا أامم الدنيا ‪ ،‬وكانوا أساتذة‬ ‫الناس ‪ ،‬ووعدهم ا على ذلك أجمل المثوبة ‪ ،‬وحقق لهم هذا الوعد ‪:‬‬


‫ن( )آل‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ة َو ُ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫ب ال س ِ‬ ‫ن َثَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ب ال ُّده ْنَيا َو ُ‬ ‫ا َثَوا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫)َفبآَتا ُ‬ ‫عمران‪.(148:‬‬ ‫ثم اوخنتلط عليهم بعد ذلك الامر ‪ ،‬فاتخذوا الدين طقوسا وأشكال ‪ ،‬والعلم‬ ‫والمعرفة جدل وامراء ‪ ،‬ووزعوا امهمة الصلح لنتكون أداة للدنيا ووسيلة‬ ‫للجاه والمال ‪ ،‬ففسدت النفوس أول وتفرقت الكلمة بعد ذلك ‪ ،‬ودالت‬ ‫الدولة تبعا لهذا ‪ ،‬وطمع في المسلمين امن ل يدفع عن نفسه ‪ ،‬فوقعوا‬ ‫غيرت تبعا لذلك كل أوضاع حياتهم‬ ‫تحت حكم غيرهم وسلطانه ‪ ،‬وت تّ‬ ‫الدبية والعلمية‪.‬‬ ‫وأراد المصلحون الغيورون أن ينتداركوا الامر ‪ ،‬فقاامت طائفة تحاول‬ ‫إصلح النفوس ‪ ،‬وقاامت أوخرى تحاول وخدامة الشعوب ‪ ،‬واوخنتصت ثالثة‬ ‫نفسها بنتقويم أداة الحكم ‪،‬وأطلق كل على نفسه اسما يرضاه ووصفا‬ ‫يعجبه ‪ ،‬اننتصر لمهمنته ‪ ،‬واننتقص امهمة غيره ‪ ،‬وكان شرط هذا‬ ‫الوخنتصا ص ـ ليكون نافعا امفيدا ـ أن تقتّوى كل ناحية الوخرى وتكون‬ ‫سنادا لها ‪ ،‬فيدفع امن يهيمنون على تربية النفوس أتباعهم إلى وخدامة‬ ‫المجنتمعات ‪ ،‬وهؤلء ينبهون امن امعهم إلى أن صلح المجنتمع بصلح‬ ‫الحكم ‪ ،‬حنتى ينتبآزر الجميع على الصلح العام ‪ .‬وكان شرط هذا‬ ‫الوخنتصا ص كذلك أن تقوم هناك الهيئة الجاامعة النتي تأوخذ بأطرافه‬ ‫وتجمع بين حواشيه ‪ ،‬وكان شرط هذا الوخنتصا ص أوخيرا أن به الكفاء‬ ‫المخلصون ‪ ،‬ولكن هذا كله لم ينتوفر إل نادرا ‪ ،‬والنادر ل حكم له ‪.‬‬

‫امقاصد الدعوة ووسائلها العاامة‬ ‫وظهرت دعوتكم أيها الوخوان في ثنايا هذه السحب المنتراكمة جميعا ‪,‬‬ ‫فلمعت كما يلمع البرق الواامض ‪ ,‬ثم أنارت كما تنير الشمس المشرقة ‪,‬‬ ‫تبعث في القوم النور والحياة واليقظة بعد طول نوم ووخمود ‪ ,‬فكانت‬ ‫أغراضكم وأهدافكم هي أغراض السلم الحنيف وامقاصده ‪.‬‬


‫‪1‬ـ تصحيح فهم المسلمين لدينهم وشرح دعوت القرآن الكريم شرحا‬ ‫وضحا ‪ ،‬وعرضها عرضا كريما يوافق روح العصر ‪ ،‬ويكشف عما فيها امن‬ ‫روعة وجمال ‪ ،‬ويرد عنها الباطيل والشبهات‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ثم جمع المسلمين عمليا على امبادئ كنتابهم الكريم بنتجديد أثره البالغ‬ ‫القوى في النفوس ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ثم وخدامة المجنتمعات وتنقينتها بمحاربة الجهل والمرض والفقر‬ ‫والرذيلة ‪ ،‬وتشجيع البر والنفع العام في آية صورة ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ولن يسنتشعر أحد العزة والكراامة وينتذوق طعم الحياة الكريمة إل‬ ‫إذا شبع بطنه واسنتغني عن غيره ‪ ،‬وتوفرت له ضروريات حياته ‪ ،‬وإلي‬ ‫ذلك نظر السلم فلم يهمل المعاني القنتصادية ولم ينتغافل عن الصلح‬ ‫المالي ‪ ،‬بل إنه وضع لذلك أفضل القواعد النتي تنمي وحدة الامة أفرادا‬ ‫وجماعات ‪ ,‬وترفع امسنتوي المعيشة وتقرب بين الطبقات ‪ ،‬وتؤامن‬ ‫الجميع أنفسهم وزراريهم وأولدهم ‪ ،‬وتضمن لهم العدالة الجنتماعية‬ ‫الصحيحة ‪ ،‬وتوفر الفر ص المنتكافئة للجميع علي السواء ‪.‬‬ ‫لم يحنتقر السلم المال ‪ ،‬ولم يزهد في الثروة ولم يحرم الطيبات ‪ ,‬بل‬ ‫اعنتبر المال امن نعم ا الواجبة الشكر ‪ ،‬وقال النبي ‪) : r‬نعم المال‬ ‫الصالح للرجل الصالح( ‪ ،‬واسنتعاذ امن العوز والفقر وقرنه بالكفر فقال ‪:‬‬ ‫)اللهم إني أعوذ بك امن الكفر والفقر( ‪ ،‬وحث بعد ذلك علي العمل‬ ‫والكسب ‪ ،‬واعنتبر ذلك قربة إلي ا تؤدي إلي حبه وامثوبنته وامغفرته ‪.‬‬ ‫فقال رسول ا ‪) : r‬إن ا يحب المؤامن المحنترف( كما قال ‪) :‬امن‬ ‫أامسي كال م ً امن عمل يده أامسي امغفورا له( ‪ ،‬وحرم السؤال والسنتجداء‬ ‫لما في ذلك امن امذلة وهوان ‪.‬‬ ‫ثم أوصي بعد هذا بالمحافظة علي هذا المال والعنتدال في إنفاقه‬ ‫سَفَها َ‬ ‫ء‬ ‫وابنتغاء أفضل السبل به فقال القرآن الكريم ‪َ) :‬ول ُته ْؤُتوا ال ُّ‬ ‫ن إ س َِذا‬ ‫م س ِقَيااما( )النساء‪ ، (5:‬وقال ‪َ) :‬واَّلس ِذي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا َل ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫م اَّلس ِنتي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫أ َه ْامَواَل ُ‬ ‫ك َقَوااما( )الفرقان‪. (67:‬‬ ‫ن َذس ِل َ‬ ‫ن َبه ْي َ‬ ‫م َيه ْقُنتُروا َوَكا َ‬ ‫سس ِرُفوا َوَل ه ْ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫أ َه ْنَفُقوا َل ه ْ‬


‫ثم لفت النظر إلي امنابع الثروة وأصول طرائق الكسب امن النتجارة‬ ‫والزراعة والصناعة والثروات الحيوانية والمعدنية والمائية والهوائية‬ ‫والقوي الكونية ‪ ،‬وكل ذلك واضح في كنتاب ا العلي الكبير ‪ ،‬وحث‬ ‫المسلمين علي اسنتغللها وتثميرها والننتفاع بها وعدم الغفلة عنها ‪،‬‬ ‫م َاما س ِفي‬ ‫ك ه ْ‬ ‫خَر َل ُ‬ ‫س َّ‬ ‫ا َ‬ ‫م َتَره ْوا أ َنَّ َ‬ ‫جمع لهم ذلك في إشارة واضحة ‪) ,‬أ َ​َل ه ْ‬ ‫طَنم ًة( )لقمان‪:‬‬ ‫ة َوَبا س ِ‬ ‫هَر م ً‬ ‫ظا س ِ‬ ‫مُه َ‬ ‫ع َ‬ ‫م س ِن َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫غ َ‬ ‫سَب َ‬ ‫ض َوأ َ ه ْ‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال َّ‬ ‫‪.(20‬‬ ‫ثم حرم الكسب الحرام كله إلي البغضاء والشحناء وفساد المجنتمعات ‪،‬‬ ‫لن السلم حين أراد لن يوفر للفرد وسائل الحياة والرفاهية أراد كذلك‬ ‫أن يوفر للمجنتمع حياة النتكافل والطمأنينة ‪ ,‬ويقضي فيه علي فحش‬ ‫الثرة والنانية ‪ ،‬فحرم الربا وحرم النصب وحرم الحنتيال ‪ ,‬ووضع في‬ ‫ذلك القاعدة المعروفة امن تقديم المنفعة العاامة علي المنفعة الخاصة‬ ‫دائما ‪ ،‬فإذا تعارضت حقوق الفرد امع حقوق الجماعة أهدرت الحقوق‬ ‫الفردية وعوض عنها أصحابها ‪ ،‬وأقيمت حقوق الجماعة بما يوصل للخير‬ ‫العام ‪.‬‬ ‫ولم يقف أامر النظام القنتصادي السلامي عند هذا الحد ‪ ,‬ولكنه رسم‬ ‫الخطط الساسية للنتقريب بين الطبقات فاننتقص امن امال الغني بما‬ ‫هده في النترف‬ ‫يزكيه ويطهره وينقيه ويكسبه القلوب والمحاامد ‪ ,‬وز تّ‬ ‫غبه في الصدقة والحسان ‪ ,‬وأجزل له في ذلك المثوبة‬ ‫والخيلء ور تّ‬ ‫والعطاء وقرر للفقير حقا امعلواما وجعله في كفالة الدولة أول م ً وفي‬ ‫كفالة القارب ثانيا وفي كفالة المجنتمع بعد ذلك ‪ .‬ثم قرر بعد هذا صور‬ ‫النتعاامل النافع للفرد الحافظ للجماعة تقريرا عجيبا في دقنته وشموله‬ ‫وآثاره وننتائجه ‪ ،‬وأقام الضمير النساني امهيمنا عليها امن وراء هذه‬ ‫الصور الظاهرية ‪ .‬كل هذا بعض اما وضع السلم امن قواعد ينظم بها‬ ‫شأن الحياة القنتصادية للمؤامنين ‪ ،‬وقد فصلت الحياة القنتصادية‬ ‫الممسووخة النتي يحياها الناس في هذه العصر بين القنتصاد والسلم ‪،‬‬


‫فقمنتم أننتم وامن أهدافكم وأغراضكم الصلح القنتصادي بنتنمية الثروة‬ ‫القوامية وحماينتها ‪ ،‬والعمل علي رفع امسنتوي المعيشة ‪ ،‬والنتقريب بين‬ ‫الطبقات ‪ ،‬وتوفير العدالة الجنتماعية ‪ ،‬والنتأامين الكاامل للمواطنين جميعا‬ ‫‪ ،‬وإقرار الوضاع النتي جاء بها السلم في ذلك كله ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ وإذا كانت هذه الهداف جميعا ل تنتحقق إل في ظل الدولة الصالحة‬ ‫وقد عرفنتنا اليام ألوان الحكوامات النتي تقوم علي غير النظام السلامي‬ ‫‪ ,‬فإذا هي جميعا ل تزيد الامر إل شدة ‪ ،‬امع أن دسنتور بلد الذي ارتضنته‬ ‫نظااما لنفسها يعلن في المادة )‪ (149‬امنه ‪) :‬أن دين الدولة السلم‬ ‫ولغنتها الرسمية اللغة العربية ( ‪ ،‬فكان لبد أن تطالبوا بحق السلم في‬ ‫إقاامة الحكوامة النتي ترتكز علي أصوله وأحكاامه وتعاليمه ‪ ,‬وشرط ذلك‬ ‫الحرية والسنتقلل الكاامل فكان طبيعيا أن يكون امن أهدافكم ـ كدعوة‬ ‫إسلامية صحيحة كااملة ـ تحرير وادي النيل والبلد العربية والوطن‬ ‫السلامي بكل أجزاؤه امن كل سلطان أجنبي ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ ودعوة السلم الحنيف ليست قاصرة علي شعب دون شعب أو قطر‬ ‫شيرا‬ ‫س َب س ِ‬ ‫سه ْلَناكَ س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ‬ ‫دون قطر فإن ا يقول لنبيه ‪َ) : r‬وَاما أَه ْر َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن‬ ‫ه س ِلَي ُ‬ ‫عه ْبس ِد س ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اه ْلُفه ْرَقا َ‬ ‫ك اَّلس ِذي َنَّز َ‬ ‫َوَنس ِذيرا( )سـبأ‪ ، (28:‬ويقول )َتَباَر َ‬ ‫ت إ س َِلى‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫س س ِام َ‬ ‫خس ِرجَ الَّنا َ‬ ‫ن َنس ِذيرا( )الفرقان‪ ، (1:‬ويقول ‪) :‬س ِلُنت ه ْ‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫س ِله ْل َ‬ ‫ال ُّنوس ِر( )إبراهيم‪ ، (1:‬وذلك أول أساس روحي وعملي ‪ ،‬وضع في هذه‬ ‫الرض للوحدة العالمية النتي يهنتف بها الزعماء وتمهد لها المخنترعات‬ ‫وتنتجمع عليها أفكار الرض وتنتهيأ لها الشعوب والامم في هذه اليام ‪,‬‬ ‫فمن دعواتكم أيها الوخوة الحبة أن تساهموا في السلم العالمي وفي‬ ‫بناء الحياة الجديدة للناس بإظهارهم علي امحاسن دينكم وتجليه امبادئه‬ ‫وتعاليمه لهم وتقديمها إليهم بعد هذا الظمأ القاسي الذي النتهبت به‬ ‫أكبادهم في هذه الحياة المادية الميكانيكية القاسية ‪.‬‬


‫تلك هي امقاصد دعوتكم وأغراض هيئنتكم ‪ ،‬كلها امن السلم الحنيف ل‬ ‫ي َله ْول أ َنه ْ‬ ‫هَداَنا س ِلَهَذا َوَاما ُكَّنا س ِلَنه ْهَنتس ِد َ‬ ‫مُد للس ِه اَّلس ِذي َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫تخرج عنه قيد شعرة و )اه ْل َ‬ ‫ا( )لعراف‪.(43:‬‬ ‫هَداَنا ُ‬ ‫َ‬ ‫أاما وسائلكم امن هذه الغاية فهي وسائل الدعوة الولي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ نشر الدعوة للنتبليغ وتربية النفوس علي هذه النتعاليم عمليا للنتكوين‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ووضع المناهج الصالحة في شؤون الحياة للنتوجيه والنتقدم إلي‬ ‫الئمة والهيئات النيابية والنتنفيذية والدولية‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ وفي أثناء ذلك امن امهمنتكم إسداء الخير والمعروف للناس ‪.‬‬ ‫هكذا كننتم امنذ وضع الساس الول لدعوتكم في شهر ذي القعدة‬ ‫‪1347‬هـ ‪1928 ،‬م ‪ ,‬وعلي هذا ظللنتم وثبنتم وسنتظلون وتثبنتون حنتى‬ ‫يحقق ا وعده إن شاء ا ‪.‬‬

‫وصفنا‬ ‫وسيقول الناس اما امعني هذا واما أننتم أيها الوخوان ؟ أننا لم نفهمكم بعد‬ ‫‪ ،‬فأفهمونا أنفسكم وضعوا لنفسكم عنوانا نعرفكم به كما تعرف‬ ‫الهيئات بالعناوين ‪.‬‬ ‫هل أننتم طريقة صوفية ؟ أم امؤسسة اجنتماعية ؟ أم حزب سياسي ؟‬ ‫كونوا واحدا امن هذه السماء والمسميات لنعرفكم بأسمائكم وصفنتكم‬ ‫‪.‬‬ ‫فقولوا لهؤلء المنتسائلين ‪ :‬نحن دعوة القرآن الحق الشااملة الجاامعة ‪:‬‬ ‫ـ طريقة صوفية نقية ‪ :‬لصلح النفوس وتطهير الرواح وجمع القلوب‬ ‫علي ا العلي الكبير ‪.‬‬ ‫ـ وجمعية وخيرية نافعة تأامر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتواسي‬ ‫المكروب وتبر بالسائل والمحروم وتصلح بين المنتخاصمين ‪.‬‬ ‫ـ وامؤسسة اجنتماعية قائمة ‪ :‬تحارب الجهل والفقر والمرض والرذيلة‬ ‫في أية صورة امن الصور ‪.‬‬


‫ـ وحزب سياسي نظيف يجمع الكلمة ويبرأ امن الغرض ويحدد الغاية‬ ‫ويحسن القيادة والنتوجيه ‪.‬‬ ‫وقد يقولون بعد هذا كله لزلنتم غاامضين فأجيبوهم ‪ :‬لنه ليس في‬ ‫يدكم امفنتاح النور الذي تبصروننا علي ضوئه ‪ ...‬نحن السلم أيها الناس‬ ‫فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا كما يعرف نفسه فافهموا‬ ‫السلم أو قولوا عنا بعد ذلك اما تريدون ‪!.‬‬

‫نحن ووزارة الشؤون الجنتماعية‬ ‫أيها الوخوة الحبة ‪..‬‬ ‫على هذا الوضع الواضح الكريم نشأت دعوتكم ودرجت ‪،‬ثم أنشئت‬ ‫وخلل ذلك وزارة الشؤون الجنتماعية وكان امن امهمنتها تنشيط أعمال البر‬ ‫وتشجيع الهيئات الشعبية والجمعيات الخيرية وإعاننتها اماديا وأدبيا على اما‬ ‫هي بسبيله امن عمل الخير ‪ ،‬ورأينا أن ل امانع امن أن ننتعاون امعها في‬ ‫ذلك في الناحية النتي تخصها امن نشاطنا واتصالنا بها على هذا الساس‬ ‫وأذتّنا لشعب الوخوان أن تنتصل بها كذلك ‪ ،‬واسنتمرت صلنتنا بوزارة‬ ‫الشؤون على هذا النحو امن النتفاهم والنتعاون إلى الن ‪ ،‬حنتى صدر‬ ‫القانون رقم ‪ 49‬لسنة ‪1945‬م الخا ص بنتنظيم الجمعيات الخيرية‬ ‫والمؤسسات الجنتماعية والنتبرع للوجوه الخيرية وفيه تحديد لمعنى‬ ‫الجمعية والمؤسسة ‪ .‬وبنتطبيق هذا النتحديد على هيئة الوخوان‬ ‫المسلمين نراه ل ينطبق عليها بحال فل هي جمعية وخيرية ول هي‬ ‫امؤسسة اجنتماعية وإن كانت تعمل الخير وتخدم المجنتمع فإنها تعنتمد‬ ‫في ذلك أول على امال أعضائها وعلى اما يجمع امن الجمهور‪.‬‬ ‫هذا امن جهة وامن جهة أوخرى فان هذا ليس كل أغراضها ولم تنشأ له‬ ‫وخاصة ‪ .‬ولسنا نأبى أن ننتعاون امع وزارة الشؤون في الخير ووخدامة‬ ‫الناس فإننا نرحب بذلك ونوده ولكننا نريد أن توضع الامور في وضعها‬ ‫الصحيح وأل نضع أنفسنا ودعوتنا النتي وقفنا لها الدم والمال والحياة‬


‫والبناء وهي عندنا أامل الامال في اموضع يغل يدها ويحول بينها وبين‬ ‫العمل لنتحقيق أغراضها والوصول إلي أهدافها ‪.‬‬ ‫هل ينتوهم إنسان أن دعوة الوخوان وجماعنتهم تكون في عرف القانون‬ ‫وامنطق الوضاع السليمة الصحيحة ـ وهي الهيئة النتي تعمل لنتنشر في‬ ‫الدنيا دعوة القرآن وتحيي أامنته وتقيم دولنته وتواجه الدنيا بنتعاليمه لينعم‬ ‫ن س ِ‬ ‫ا‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ءُك ه ْ‬ ‫جا َ‬ ‫الناس في ظله بما يحلمون به امن سعادة وسلم ‪َ) ,‬قه ْد َ‬ ‫جُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م َوُي ه ْ‬ ‫سل س ِ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫سُب َ‬ ‫ضَواَنُه ُ‬ ‫ع س ِر ه ْ‬ ‫ن اَّتَب َ‬ ‫ا َام س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬يه ْهس ِدي س ِبس ِه ُ‬ ‫ب ُامس ِبي ٌ‬ ‫ُنو ٌر َوس ِكَنتا ٌ‬ ‫م( )المائدة‪-15:‬‬ ‫سَنتس ِقي أ ٍ‬ ‫صَراطأ ٍ ُام ه ْ‬ ‫م إ س َِلى س ِ‬ ‫ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه َوَيه ْهس ِديس ِه ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫س ِام َ‬ ‫‪ ، (16‬هذه الهيئة أيها الوخوان وهذا امقصدها ـ هل ينتوهم أحد أن تكون‬ ‫في عرف القانون وفي امنطق الوضاع كجماعة لنتكفين اموتي الفقراء ؟‬ ‫وجماعة قطرة الحليب ؟ وجماعة أنصار الحسان ؟ وعلم ا أننا ل‬ ‫نسنتصغر ناحية امن نواحي البر ول نننتقص عمل م ً امن أعمال الخير امهما‬ ‫كان ‪ ،‬ولكن لكل امقام امقال ‪.‬‬ ‫لهذا رأي امكنتب الرشاد أن يعدل النظام الساسي تعديل م ً يوضح أهداف‬ ‫الدعوة ووسائلها وضوحا ينص علي انفصال ناحينتي البر والرياضة في‬ ‫إداراتهما وحساباتهما عن الهيئة الرئيسية لها تسهيل م ً لمهمة النتعاون امع‬ ‫وزارة الشؤون الجنتماعية ـ إن شاء ا ـ امن جهة وامع كل الهيئات النتي‬ ‫تعمل لهاتين الناحينتين امن جهة أوخري ‪ .‬وسيعرض عليكم امشروع‬ ‫النتعديل وقرار المكنتب في هذا الشأن كله في نهاية هذا الجنتماع ‪,‬‬ ‫ل( )الحزاب‪. (4:‬‬ ‫سس ِبي َ‬ ‫هَو َيه ْهس ِدي ال َّ‬ ‫ق َو ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫ا َيُقولُ اه ْل َ‬ ‫)َو ُ‬

‫ثانيا ـ حقوقنا الوطنية‬ ‫أاما فيما ينتعلق بالامر الثاني الذي اجنتمعنتم امن أجله وهو النتذكير‬ ‫بالحقوق الوطنية لوادي النيل وللعالم السلامي وتبيين طرق العمل‬ ‫لحقاقها والوصول إليها فاسمعوا أيها الوخوان ‪:‬‬


‫تأكدوا أن واجبكم أننتم في ذلك كأفراد وهيئة امن أثقل الواجبات ‪ ،‬وأن‬ ‫تبعنتكم امن أعظم النتبعات ‪ ،‬أنكم في ذلك تطالبون بأكثر امما يطالب به‬ ‫الناس ‪ ،‬وتحملون امنه أكثر امما يحملون ‪ ،‬فلقد أراد ا ‪...‬‬ ‫ط غيركم في نوامه ‪...‬‬ ‫أن تسنتيقظوا حين كان يغ تّ‬ ‫وأن تؤامنوا حين كان يهيم سواكم في شكه ‪...‬‬ ‫وأن تأاملوا حين تغشت الناس سحابة اليأس ‪...‬‬ ‫وأن تنتجمعوا وقد تشققت العصا واوخنتلف أامر الهيئات والحزاب ‪...‬‬ ‫أن يلنتف الناس حولكم وتننتهي الثقة إليكم ويحف الامل بكم حين فقد‬ ‫الناس أاملهم وثقنتهم ‪ ,‬وكاد كل واحد يشك حنتى في نفسه ‪..‬‬ ‫ويظهر ا أامركم فلم يقف عند حدود امصر والسودان بل جاوزها إلى‬ ‫غيرها امن القطار والبلدان ‪.‬‬ ‫ويشاء ا لكم بعد هذا أن تمر بكم عواصف هذه الحرب الضروس‬ ‫ست سنوات كااملة ‪ ،‬فنتمزق امن غيركم امن الداوخل والخارج اما شاء ا‬ ‫لها أن تمزق ‪ ،‬ولكنها تمر بكم أننتم امرا رفيقا ُيقوي ول ُيضعف ول يزعزع‬ ‫وينبه ول يوهن ‪ ،‬ويزيدكم بنصر ا إيمانا وبرعاينته ثقة لنكم بكلمنته‬ ‫ك س ِ‬ ‫م‬ ‫ح ه ْ‬ ‫صس ِبه ْر س ِل ُ‬ ‫تنطقون ولدعوته تعملون فأننتم لذلك على عينه تصنعون )َوا ه ْ‬ ‫م( )الطور‪. (48:‬‬ ‫ن َتُقو ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫مس ِد َرِّب َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ح س ِب َ‬ ‫سِّب ه ْ‬ ‫عُيس ِنَنا َو َ‬ ‫ك س ِبَأ ه ْ‬ ‫ك َفس ِإَّن َ‬ ‫َرِّب َ‬ ‫وامن هنا كان واجبكم أكبر الواجبات وكانت تبعنتكم أثقل النتبعات ‪.‬‬

‫اننتهاز الفرصة‬ ‫ثم تأكدوا بعد ذلك أنها الفرصة السانحة النتي ل تعوض ‪ ،‬واماذا تننتظرون‬ ‫بعد ذلك ‪ ،‬ولقد اننتهت هذه الحرب الضروس ووخرج امنها الحلفاء بنصر لم‬ ‫يكونوا ينتوقعونه ‪ ،‬وسلم لهم أعداؤهم بغير قيد ول شرط ‪ ،‬وعرفت‬ ‫حكواماتهم وهيئاتهم وشعوبهم قيمة الوقت ‪ ،‬فلم يضيعوه سدي ولم‬


‫ينفقوه هباء في الجدل الفارغ والخصوامة القاتلة والنوم العميق ‪،‬‬ ‫ولكنهم كانوا يحاربون ويرتبون ‪ ،‬حنتى إذا وضعت الحرب أوزارها ‪ ،‬كان‬ ‫امؤتمر سان فرانسيسكو وامؤتمر بوتسدام وامؤتمر وزراء الخارجية في‬ ‫لندن ولم تبق عليه إل ليال وأيام ‪ ،‬وفي وخلل ذلك امقابلت واجنتماعات‬ ‫وتصريحات وقرارات ‪ ،‬ووخطب وامقالت ‪ ،‬وحكوامات أثر حكوامات ‪،‬‬ ‫وهكذا تسير الدول الكبرى وتنتأهل الدول الوخرى ‪ ،‬في سرعة ويقظة‬ ‫واهنتمام ‪ ،‬ويقرر امصائر العالم ويحدد امسنتقبل الامم والشعوب في هذه‬ ‫الساعات الفاصلة في تاريخ الناس ‪ ،‬فإذا وقع الامر فقلما ينتغير إل‬ ‫بالمجهود العنيف والدأب المخيف فما الذي تننتظرون ؟ والامر أامركم‬ ‫وأننتم اموضع البحث والنتقرير ‪ ،‬علي امصالحكم يشنتد الجدل والخلف ‪،‬‬ ‫وإليها تنتجه المطاامع والامال ‪ ،‬أفل ترون بعد هذا كله أنها ساعات لها اما‬ ‫بعدها بل أنها أحرج الساعات في تاريخنا الحديث ‪.‬؟‬

‫بين الوطنية والجنتماع‬ ‫قال لي أحد أصدقاء الوخوان الذين ل ينتهمون في رأي ول في نصيحة‬ ‫امنذ أيام قلئل ‪ :‬أليس الروح للوخوان والجدى علي الوطن أن تشنتغل‬ ‫هيئة الوخوان بالغراض الدبية والجنتماعية والقنتصادية امن برناامجها ـ‬ ‫وهي امن السلم أيضا ـ وتدع الناحية القوامية أو الوطنية أو السياسية‬ ‫بعبارة أوخري لسواها امن الهيئات حنتى ل ينتعرض للعواصف القاسية هذا‬ ‫البناء العالي الذي أصبح للغيورين أامل م ً وفي تاريخ هذه النهضة عمل م ً ؟ ‪.‬‬ ‫فقلت له في صراحة وإوخل ص وتأثر ‪ :‬وا يا أوخي إني لشاركك هذا‬ ‫الرأي ‪ ،‬وأجد في أعماق نفسي هذا الشعور قويا عميقا ‪ ،‬وأكره أشد‬ ‫الكراهية اما يصحب هذا النضال امن امظاهر وآثار في النفوس وفي‬ ‫الصلت واما يجر إليه امن نواحي الشهرة والجاه الكاذب الذي يلهي‬ ‫الناس عن الحقائق والواجبات ‪ ،‬وكم كنت أتمني أن تكون الظروف‬ ‫امعي وامعك ‪ ،‬وأن تدع لنا الحواد ث امن الوقت اما ينتسع لهذا الذي تحب‬


‫وأحب ‪ ،‬وليس ذلك عن حب للراحة أو إيثارا للدعة ‪ ،‬ولكن الامور هي‬ ‫كما تري الن ‪:‬‬ ‫الدول الكبرى ـ وقد وخرجت امننتصرة ـ تعمل جاهدة ليل نهار وتحاول بل‬ ‫تنتعمد أن تنتغافل عن حقوقنا وأن تنسي اما بذلت لنا امن عهود وامواثيق‬ ‫والوقت يمر امر السحاب ‪.‬‬ ‫والهيئات السياسية عندنا قد غفلت عن هذا الواجب واشنتغلت عنه بما‬ ‫تقرأ في صحفها وجرائدها امن تنابز باللقاب وتخاصم علي السلب ‪،‬‬ ‫علي أن الحواد ث قد أعانت ذوي الغراض علي أن يفرقوا وحدتها ‪،‬‬ ‫ويفضوا الناس عنها ‪ ،‬ويظهروا رجالها أامام الرأي العام بمظهر الملوثين‬ ‫العابثين ‪ ،‬ففقد الشعب ثقنته بقادته ‪ ،‬ووخسر القادة الجنود ‪ ،‬والنصار‬ ‫فقدوا هم أيضا الثقة بأنفسهم والثقة بحقهم ‪.‬‬ ‫والشعور الوطني كما تري في ثورة وقوة وحماس وبخاصة في هذا‬ ‫النفر امن الشباب المثقف ‪ ،‬وإن لم يكن في هذا الشعب كله الذي ألح‬ ‫عليه الفقر وأامضه الجوع والعري وأكل امنه الغلء والجهد ‪ ،‬واما لم تقده‬ ‫أيد حكيمة وتصرفه عقول امجربة فقد يسير في طريق ل تؤدي إلي نجاح‬ ‫ول تصل إلي غاية ‪.‬‬ ‫وإلي جانب هذا الشعور الوطني هذا النتهيؤ امن جانب الامة العربية واما‬ ‫جاورها امن السلم للوحدة والجنتماع والرغبة في تنسيق الجهود‬ ‫والعمال ‪ ،‬وليست هيئة امن الهيئات أقرب إلي قلوب هذه الشعوب‬ ‫وأقدر علي الظهور في هذا الميدان امن الوخوان ‪.‬‬ ‫كل ذلك يا أوخي جعلنا وقد قضينا سبعة عشر عااما في العداد‬ ‫والسنتعداد ‪ ،‬وأفهمنا الناس فيها الامر علي حقيقنته ‪ ،‬امن أن السياسة‬ ‫والحرية والعزة امن أواامر القرآن ‪ ،‬وأن حب الوطان امن اليمان ‪ ،‬ولم‬ ‫ينتبق بعد هيئة امن الهيئات علي وحدتها وثقة الناس بها وأاملهم فيها إل‬ ‫الوخوان ‪ ،‬كل ذلك يا أوخي جعلني أشعر شعورا قد ارتقي إلي امرتبة‬ ‫العنتقاد ‪ ،‬إننا لم يعد لنا الخيار ‪ ،‬وإن امن واجبنا الن أن نقود هذه‬


‫النفوس الحائرة ونرشد هذه المشاعر الثائرة ونخطو هذه الخطوة وا‬ ‫المسنتعان ‪.‬‬ ‫علي أن هناك نظرة أوخري ليست بأقل امما تقدم أهمية ‪ .‬ألست ترى يا‬ ‫أوخي أن أهم عواامل الفساد والفساد لحياة هذا الشعب المصري وغيره‬ ‫امن الشعوب العربية والسلامية هذا النتدوخل والنتحكم الجنبي الذي‬ ‫أفقدنا عزتنا ووجهنا غير وجهنتنا وبدل أوضاع حياتنا وضحك علينا بالقشور‬ ‫وصرفنا عن اللباب ‪ ،‬ثم هذا الضعف المنتناهي امن هذه الحكوامات النتي‬ ‫جعلت امن نفسها أداة طيعة إن لم تكن امسرعة في يد الجنبي ينتحكم‬ ‫بها في رقاب الناس كما يشاء وينفذ بها امطالبه ووخططه كما يريد سافرا‬ ‫أو امسنتنترا ‪.‬‬ ‫أولست ترى أن أول باب للصلح أن نجاهد هذين المظهرين ‪ ،‬وأن‬ ‫ينتحرر الناس امن هذين النيرين ‪ ،‬وإل فكل امجهود إلي ضياع ‪ ،‬وقد جربنا‬ ‫ذلك في أنفسنا وفي غيرنا ولمسناه وعرفناه ‪ ،‬فإذا لم ندوخل علي القوم‬ ‫امن الباب في هذه الفنترة امن الزامن فمنتي إذن ؟‪.‬‬ ‫وا يا أوخي لو كنا أامة امسنتقلة تصرف أامورها حكوامة يقظة لكان في‬ ‫كل غرض امن أغراض دعوتنا علي حدة امنتسعة لكل أوقاتنا وامجهوداتنا‬ ‫‪ ،‬فهذا الغرض العلمي امن شرح دعوة السلم والكشف عما فيها امن‬ ‫روعة وجمال ‪ ،‬وهذا الغرض الجنتماعي امن امساواة المنكوبين وامعاونة‬ ‫البائسين ‪ ،‬وهذا الغرض القنتصادي امن اسنتنفاد الثروة القوامية وتنمينتها‬ ‫وحماينتها ‪ ،‬كل غرض امن هذه الغراض يسنتغرق أضعاف وقنتنا ويسنتنفد‬ ‫أامثال جهودنا ولكن اما كل اما ينتمني المرء يدركه وا أعلم حيث يجعل‬ ‫رسالنته ‪.‬‬ ‫وفي امثل هذه الساعات الهاامة الفاصلة يكون هذا الجهاد الوطني فرضا‬ ‫عينيا علي كل الفراد والهيئات ‪ ...‬فقال ذلك الصديق الخ في تأثر‬ ‫وحماس ‪ :‬صدقت سيروا علي بركة ا وا امعكم‪.‬‬ ‫أيها الوخوة الفضلء ‪..‬‬


‫تأكدوا كذلك أن لبلدنا حقوقا وامطالب قوامية لم تنلها بعد ‪ ،‬ول فائدة امن‬ ‫ذكر العواامل النتاريخية والحواد ث النتي أدت إلي اننتقا ص هذه الحقوق‬ ‫واغنتصابها ‪ ،‬ولكن الذي يفيد ويجدي أن نؤامن إيمانا قويا جارفا بهذه‬ ‫الحقوق ‪ ،‬وأن نجاهد جهادا داعبا عنيفا في سبيل تخليصها والوصول‬ ‫إليها ‪ ،‬وباليمان والجهاد والامل والعمل نننتصر ونصل إن شاء ا واما‬ ‫ضاع حق وراءه امطالب ‪.‬‬ ‫نحن حين نؤامن ونجاهد ل نعنتمد في جهادنا علي قوة السلح وكثرة‬ ‫الجيوش والساطيل ‪ ،‬فنحن نعلم أننا عزل امن ذلك كله ‪ ،‬ونشعر أعمق‬ ‫الشعور بما يكبل أيدينا وأرجلنا امن القيود والغلل الثقال ‪ ،‬وحسب‬ ‫العالم اما قاسي امن العنتماد علي القوة ونبذ القانون وإهمال قواعد‬ ‫العدالة والنصاف ‪ ،‬ولكننا نعمد علي أن هذا هو حقنا الطبيعي الذي ل‬ ‫ينكره علينا إل جاحد وامكابر ‪ ،‬فلسنا أامة بدائبة تحنتاج إلي الرعاية‬ ‫والوصاية والنتوجيه ولكنا أامة ورثت أامجد الحضارات وأعرق المدنيات‬ ‫وأنارت الدنيا بالعلم والمعرفة وحين لم تكن هذه الامم الحديثة تدري‬ ‫امن أامر الوجود شـيئا‪.‬‬ ‫ونعنتمد علي أننا ساهمنا في المجهود العربي بأاموالنا ودامائنا وأبنائنا‬ ‫وأرضنا وامواصلتنا وأقواتنا وكل امرافق حياتنا ‪ ،‬وعرضنا كل شيء للخطر‬ ‫الداهم ‪ ،‬ووقفنا إلي جانب الامم المنتحدة وقفات كان لها أثرها في هذا‬ ‫النصر ول شك ‪ ،‬ولم نشأ أن نساوم في ساعة العسرة علي حق امن‬ ‫حقوقنا أو نثير امطلبا امن امطالبنا ‪ ،‬ولكنا تركنا ذلك كله وديعة بين يدي‬ ‫الضمير النساني العالمي امعنتمدين علي نبل حلفائنا وصدق وعودهم ‪.‬‬ ‫ونعنتمد علي هذه العهود والمواثيق النتي قطعها الحلفاء علي أنفسهم‬ ‫وامنها اميثاق الطلنطي ‪ ،‬وتلك النتصريحات والخطب ‪ ،‬والكلمات والنشرات‬ ‫النتي أعلنوا فيها شعوبا وحكوامات ‪ ،‬أنهم يحاربون في سبيل العدالة‬ ‫والنتحرير ويريدون نصرة المظلوامين وإنقاذ البشرية امن العبودية‬


‫والسنتبداد ‪ ،‬وإنشاء عالم جديد يقوم علي النتعاون وكفالة الحريات‬ ‫والقانون والنصاف ‪.‬‬ ‫ونعنتمد كذلك علي النتطور في النتفكير العالمي وهذه اليقظة في الضمير‬ ‫النساني ‪ ،‬ويا ويح الدنيا إذا كانت سنتسودها وتصرفها امن جديد الفكار‬ ‫الرجعية ‪ ،‬وتنتحكم فيها المطاامع السنتعمارية ‪ ،‬وإذا كانت الدول المننتصرة‬ ‫تظن أن في اسنتطاعنتها أن تقود الدنيا امن جديد بالحديد والنار ‪ ،‬فما أبعد‬ ‫هذا الظن وأعرقه في الوهم والخيال ‪ ،‬فإن اموجة اليقظة النتي أحدثنتها‬ ‫هذه الهزات العنيفة ل يمكن أن يقف تيارها حنتى يصل إلي غاينته ويبلغ‬ ‫امداه ‪ ،‬ولن يسنتقر بعد اليوم في الرض السلم إل إذا أدركت الدول‬ ‫الكبرى هذه الحقيقة واعنترفت لغيرها امن الامم والشعوب بحقها في‬ ‫الحياة والحرية والسنتقلل ‪.‬‬ ‫ولسنا امن الغفلة وضعف الدراك بحيث نعنتقد أن في وسعنا أن نعيش‬ ‫بمعزل عن الناس و بمنأى عن الوحدة العالمية النتي ينتهيأ لها الرض‬ ‫جميعا والنتي انطلق امن حناجرنا نحن المسلمين أول امن صوت يهنتف بها‬ ‫ن(‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫مم ًة س ِله ْل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك س ِإل َر ه ْ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫ويدعو إليها وينتلو آيات الرحمة والسلم )َوَاما أَه ْر َ‬ ‫)النبياء‪ ، (107:‬ولكنا ندرك أن الدنيا لم تكن في حاجة إلي النتعاون‬ ‫وتبادل المصالح والمنافع في يوم امن اليام كما هي في حاجة إلي ذلك‬ ‫الن ‪ ،‬ونحن علي اسنتعداد لمناصرة هذا النتعاون وتحقيقه ‪ ،‬في ظل امثل‬ ‫عليا فاضلة ‪ ،‬تضمن الحقوق وتصون الحريات ويأوخذ امعها القوي بيد‬ ‫الضعيف حنتى ينهض ‪.‬‬

‫امطالبنا‬ ‫ونحن حين نطالب بحقنا ل نغالي ول ننتعسف ‪ ،‬ول نريد علوا في الرض‬ ‫ول فسادا ‪ ،‬ولكنا نقف عند الحق الطبيعي الذي ل يمكن أن يحيا بدونه‬ ‫فرد أو شعب حياة عزيزة كريمة ‪.‬‬ ‫* وادي النيل‬ ‫فنحن نطلب ‪ :‬لوادي النيل‬


‫‪ 1‬ـ أن تجلو عنه الجنود الجنبية ‪ :‬فل يكون هناك جيش احنتلل في أية‬ ‫بقعة امن بقاعه ‪ .‬واماذا تغني هذه الفئة القليلة امن الجنود إذا فقدت‬ ‫الثقة وفسدت العلقات وإرضاء النفوس والعنتراف بالحقوق هو أضمن‬ ‫وسيلة لنتبادل المنافع والمحافظة علي المصالح ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ وأن ترفع هذه القيود والغلل النتي فرضت علي تجارتنا وزراعنتنا‬ ‫وصناعنتنا إبان الحرب وقبل الحرب والنتي قبلناها امساهمة امنا في‬ ‫المجهود الحربي ‪ ،‬وأن تلحظ الدول الجنبية أننا أامة ينتكاثر عددها‬ ‫باضطراد وتضيق بها أرضها واموارد ثروتها ‪ ،‬وأنه ليس امن العدل أن يأوخذ‬ ‫الجنبي كل شيء أيضا ‪ ،‬إننا ل نكره الجانب ول نريد أن نقطع صلت‬ ‫النتعاون بيننا وبينهم ‪ ،‬ونحن نعلم تمااما أننا ل نسنتغني عن رؤوس‬ ‫أاموالهم وعن وخبرتهم الفنية ‪ ،‬ولكنا ل نريد كذلك أن يكون هذا النتعاون‬ ‫علي قاعدة أن لهم الغنم وعلينا الغرم ‪ .‬والواجب أن تقدر كل هذه‬ ‫العواامل الجنتماعية والقنتصادية ‪ .‬إن عددنا يكثر وامسنتوي المعيشة عندنا‬ ‫أقل امنه في أية أامة امن الامم الراقية ‪ ،‬فأكثر امن نصف المصريين يعيش‬ ‫أقل امن عيشة الحيوان ‪ ،‬وامع هذا يفكر الجانب في الهجرة إلي أرضنا‬ ‫وفي تقييد حرينتنا في النتصدير والسنتيراد والنتجارة والزراعة والنقد ‪ .‬ول‬ ‫يننتج ذلك كله إل حرج الصدور وإثارة الشعور ‪ ،‬والضغط الشديد يولد‬ ‫النفجار ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ وقناة السويس ـ أرض امصرية حفرت بداماء امصرية وجهود أبنائها‬ ‫فيجب أن يكون لمصر حق الشراف عليها وحماينتها وتنظيم شأنها ‪ ،‬ولقد‬ ‫قارب أامد اامنتيازها الننتهاء وتفكر بعض الدول في النتدوخل في شأنها أنها‬ ‫قد اشنترت عددا كبيرا امن أسهمها ‪ .‬إن امصير هذه القناة إلينا بعد عدد‬ ‫قليل امن السنين ‪ ،‬وامن واجبنا أن ننتنبه لذلك امن الن وأن نطالب بزيادة‬ ‫عدد الموظفين امن المصريين في القسام المخنتلفة وبخاصة القسام‬ ‫الفنية النتي تحنتاج إلي دراية وامران ‪ .‬يجب أن نسنتعد للمسنتقبل وأل نننتظر‬


‫الحواد ث حنتى تفاجئنا ونحن علي غير اسنتعداد ‪ .‬ويجب أن تعنترف لنا‬ ‫الدول بهذا الحق الثابت وتقرنا عليه ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ والسودان ‪ :‬ل نقول أننا نطالب بحق امصر فيه فليس لمصر حقوق‬ ‫في السودان ولكن السودان جزء امن الوطن فهو امصر الجنوبية وامصر‬ ‫هي السودان الشمالي وكلهما وادي النيل ‪ ،‬هذا كلم نريد أن يكون‬ ‫امفهواما جيدا للدول الجنبية كلها عاامة ولوخواننا وامواطنينا أبناء السودان‬ ‫وخاصة ‪ .‬إن النيل الذي تنتوقف عليه حياة امصر أرضا ونباتا وحيوانا وأناسا‬ ‫إنما ينحدر إليها امن السودان وامن امائه وامن طميه تكونت أرض الجنوب‬ ‫كما نشأت أرض الشمال وامنها نشأت هذه الجسوم وجرت هذه الداماء‬ ‫فنحن أيها الوخوة السودانيون امن اماء واحد وطينة واحدة وإذا قال لكم‬ ‫قائل أن امصر تريد أن تسنتعمركم لنتسنتغل أرضكم وتسنتغلي عليكم‬ ‫وتسنتطيل بالسلطان في أرضكم فقولوا أنها فرية كاذبة نحن نريد‬ ‫السودان جزءا امن امصر كما أن امصر جزءا امنه للسوداني اما للمصري‬ ‫امن حقوق وعليه اما عليه امن واجبات ‪ .‬إذا فنتحت المدارس في امصر‬ ‫امثلها في السودان وإذا أنشئت المحاكم في الشمال أنشئت في الجنوب‬ ‫وتنتوحد الجنسية وينتوحد القانون وينتوحد كل شيء في امظاهر الحياة‬ ‫الجنتماعية في جزأي الوطن الواحد وادي النيل ‪ .‬وإذا كان المغرضون‬ ‫قد اسنتطاعوا أن يصوروا الامور علي غير وضعها الصحيح فإن ذلك‬ ‫الباطل ل يغني امن الحق شيئا ‪ .‬لقد عملت الدعاية الجنبية عملها في‬ ‫السودان ‪ ،‬ولكن إوخواننا السودانيين امؤامنون وأذكياء وهم يشعرون‬ ‫تمااما أن اما يجدونه الن امن املطفة ولين اموقوت إلي حين ثم بعد ذلك‬ ‫ينكشف السنتعمار عن السنتعمار وينتحقق لهم قول ا العلي الكبير‪:‬‬ ‫هس ِلَها أ َس ِذَّلم ًة َوَكَذس ِل َ‬ ‫ك‬ ‫ة أ َ ه ْ‬ ‫عَّز َ‬ ‫عُلوا أ َ س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ها َو َ‬ ‫سُدو َ‬ ‫وخُلوا َقه ْرَيم ًة أَه ْف َ‬ ‫ك إ س َِذا َد َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫ن( )النمل‪ . (34:‬ولقد حاولت الدارة السودانية أن تفصل‬ ‫عُلو َ‬ ‫َيه ْف َ‬ ‫السودان الجنوبي عن السودان الشمالي فصل م ً تااما ‪ ،‬والسودان الجنوبي‬ ‫هو امنبع الثروة هو امسنتقرها في السودان كله فهو اموضع الغابات‬


‫وامرعي الحيوان وامسنتقر المعادن ‪ ،‬ولقد حجبنته الحكوامة عن أهل‬ ‫السودان الشمالي وضربت عليه نطاقا امن المراقبة الشديدة ‪ ،‬وحرامت‬ ‫الذهاب إليه حنتى علي النتجار امن السودانيين أنفسهم ‪ ،‬وأطلقت فيه‬ ‫الدعاية النتبشيرية امن امخنتلف الرساليات وجعلنته نهبا امقسما بينها وامع‬ ‫ب علي أامره وامن‬ ‫هذا كله فلزال السلم يشق طريقه إليه وا غال ٌ‬ ‫الغريب أن حكوامة امصر ل تهنتم لكثير امما يقع في السودان ول تخطو‬ ‫وخطوة إيجابية في سبيله ولكنا لن نسكت علي هذا الحال ‪ .‬ونعنتقد أن‬ ‫الهيئات السودانية النتي تطالب الوحدة النتاامة امع امصر ـ إن وجدت هذه‬ ‫الهيئات ـ لو علمت هذا الوضع الصحيح الذي نعلنه ونؤامن به ونعمل علي‬ ‫أساسه لبادرت بأسرع اما يمكن لعلن هذا الرأي وتقريره ‪ ،‬فإن امصر إذا‬ ‫كانت تحنتاج السودان لنتطمئن علي اماء النيل وهو حياتها فإن السودان‬ ‫أحوج اما يكون إلي امصر في كل امقوامات الحياة كذلك وكلهما جزء‬ ‫ينتمم الوخر ول شك ‪ ،‬وذلك فضل م ً عن وحدة اللغة والدين والمشاعر‬ ‫والمظاهر والنساب والداماء ‪ .‬وسنظل نطالب بهذا الحق ونسنتمسك به‬ ‫حنتى نصل إليه إن شاء ا لنه حق والحق لبد أن يعلو ويظهر‪َ) ,‬ب ه ْ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫م اه ْلَوه ْيلُ س ِام َّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ق َوَل ُ‬ ‫ه ٌ‬ ‫هَو َزا س ِ‬ ‫غُه َفس ِإَذا ُ‬ ‫ل َفَيه ْدَام ُ‬ ‫ط س ِ‬ ‫عَلى اه ْلَبا س ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ف س ِباه ْل َ‬ ‫َنه ْقس ِذ ُ‬ ‫ن( )النبياء‪. (18:‬‬ ‫صُفو َ‬ ‫َت س ِ‬ ‫* برقة وطرابلس‬ ‫‪ 5‬ـ ونريد بعد ذلك تأامينا لحدودنا ‪ ،‬حدودنا الغربية ‪ ،‬ل بأن نحنتل برقة ‪،‬‬ ‫ول بأن نسنتعمر طرابلس ‪ ،‬فنحن أكرم علي أنفسنا والحق أكرم علينا امن‬ ‫أن نذهب هذا المذهب الظالم ‪ ،‬ولكن أننا نأامن علي حدودنا الغربية يوم‬ ‫تسلم ليبيا لهلها العرب الذين جاهدوا في سبيلها عشرات السنين جهاد‬ ‫البطال ‪ ،‬وكان وخنتام ذلك أن اشنترك جيشهم الحديث في الحرب جنبا‬ ‫إلي جنب امع جنود الحلفاء ‪ ،‬وتقوم فيها حكوامة عربية امسنتقلة وتظل‬ ‫وطنا اموحدا حرا امسنتقل م ً ‪ ،‬وإذا كانت إنكلنترا قد حررت الحبشة امن نير‬


‫السنتعمار اليطالي ثم سلمنتها إلي إامبراطورها امملكة امسنتقلة اموحدة ‪،‬‬ ‫فإن امن واجبها أن تفعل ذلك في ليبيا وليس جهادها في سبيل حرينتها‬ ‫بأقل امن جهاد الحبشة ‪ .‬وليس للنتفريق بينهما في المعااملة إل تأويل‬ ‫واحد هو أن روح النتعصب للمسيحية علي السلم لزالت تنتحكم في‬ ‫نفوس بعض الدول الغربية الراقية حنتى في القرن العشرين ‪ ،‬وامع هذا‬ ‫يقال أننا نحن المنتعصبون وإلي ا المشنتكي ‪ ،‬وليس في الدنيا أبلغ في‬ ‫السنتهنتار بكراامة العرب والمسلمين امن أن يقال أن هناك تفكير امن‬ ‫بعض الدول في إعادة المسنتعمرات اليطالية إلي إيطاليا !! هذا عجيب‬ ‫وامدهش حقا ‪ ..‬إيطاليا العدو المحارب ترد إليها حرينتها وامسنتعمراتها‬ ‫والغرب الحلفاء المجاهدون يسنتبعد وطنهم ويسلمه حلفاؤهم رغم‬ ‫المواثيق والعهود ويريد الناس بعد ذلك أن يسنتقر في الرض أامن‬ ‫وسلم !! ‪.‬‬ ‫وقريب امن هذا اما يشاع امن أن طرابلس سنتكون ليطاليا تحت إشراف‬ ‫هيئة دولية وأن ساحل برقة سيعطي لليونان وأن صحراء ليبيا سنتكون‬ ‫للعرب تحت اننتداب ثنائي امصري إنكلـيزي امعـا ! اما هـذا أيها المننتصرون‬ ‫؟ اما شأن اليونان بساحل برقة وأي غفلة هذه تغشي عقول المصريين‬ ‫لينتقداموا إلي صحراء تسنتنزف الدم والجهد والمال ليعمروها ثم ينتركوها‬ ‫؟ وأي ذليل يرضي بأن يحكم كثبانا امن الرامال تحت سلطان الننتداب و‬ ‫الحنتلل ‪ ..‬وهل ترضي اليونان بهذا العدوان ؟ وهل نسيت درس احنتلل‬ ‫الناضول امن قبل ؟ ‪.‬‬ ‫والليالي امن الزامان حبالي‬

‫امثقلت يلدن كل عجيب‬

‫نحن نريد أن تؤامن حدودنا الغربية باسنتقلل ليبيا ووحدتها وقيام حكوامة‬ ‫عربية صديقة فيها ورد اما أوخذ امنا ظلما وعدوانا فنتعود إلينا جعبوب‬ ‫امصرية كما كانت امن قبل ‪.‬‬ ‫* وفلسطين أيضا‬


‫كما نريد أن تؤامن حدودنا الشرقية بحل قضية فلسطين حل م ً يحقق وجهة‬ ‫النظر العربية أيضا يحول دون تغلب اليهود علي امرافق هذه البلد ‪ .‬إن‬ ‫امصر والعالم العربي والسلامي كله يفنتدي فلسطين ‪ ،‬فأاما امصر فلنها‬ ‫حدها الشرقي المنتاوخم ‪ ،‬وأاما بلد العرب فلن فلسطين قلبها الخافق و‬ ‫واسطة عقدها وامركز وحدتها وهي ضنينة بهذه الوحدة أن تنتمزق امهما‬ ‫كانت الظروف وامهما كلفها ذلك امن تضحيات ‪ ،‬وأاما العالم السلامي‬ ‫فلن فلسطين أولي القبلنتين وثاني الحرامين وامسرى ‪ r‬رسول ا ‪.‬‬ ‫وهذه الحقيقة يجب أن تضعها الدول المنتحدة نصب عينها ‪ ،‬فصداقة‬ ‫المسلمين والعرب في كفة وامطاامع اليهود في فلسطين في الكفة‬ ‫الوخرى ‪ ،‬ولعل امن وخير اليهود أنفسهم أن يصرفوا وجوههم عن هذه‬ ‫الناحية ‪ .‬ل شك في أننا ننتألم لمحنة اليهود تألما شديدا ولكن ليس امعني‬ ‫هذا أن ينصفوا بظلم العرب وأن ترفع عنهم بهلك غيرهم والعدوان‬ ‫عليه ‪ ،‬وفي الرض امندوحة وفي الوطان امنتسع ‪ ،‬وكل تفكير أو تصريح‬ ‫أو عمل ينتنافى امع إنصاف العرب ول يحقق آامالهم في فلسطين ل‬ ‫يكون امن ورائه إل الثارة والحراج ‪.‬‬ ‫نحن نطالب بهذا لنه تأامين لحدودنا وامصلحة امباشرة لنا ونطالب به‬ ‫كذلك لنه حق أامنتين عربينتين في الشرق والغرب هم امنا ونحن امنهم‬ ‫ولن يفرق بيننا شيء واما وحده ا يسنتطيع أن يفصله الناس ‪.‬‬ ‫* إرينتريا وزيلع وهرر وامصوع‬ ‫ونريد بعد ذلك أن تؤامن حدودنا الجنوبية بأن تحفظ حقوقنا في إرينتريا‬ ‫ثم زيلع وهرر وأعالي النيل ‪ ..‬تلك المناطق النتي اوخنتلط بنتربنتها دم الفاتح‬ ‫المصري وعمرتها اليد المصرية ورفرف في سمائها العلم المصري‬ ‫الخفاق ‪ .‬ثم اغنتصب امن جسم الوطن ظلما وعدوانا ‪ ،‬وليس هناك‬ ‫اتفاق دولي أو وضع قانوني يجعل الحق فيها لغير امصر وإن أبي علينا‬ ‫ذلك الناس ‪ ،‬وامن واجبنا أل ننتلقى حدود بلدنا عن غيرنا وأن نرجع في‬


‫ذلك إلي تاريخنا ولنر أي ثمن غال دفعناه امن الداماء والرواح في سبيل‬ ‫تأامين حدودنا ل لمطاامع اسنتعمارية ول لمغانم جغرافية ولكن لضرورات‬ ‫حيوية ل امحيص امنها ول امعدي عنها ‪ ،‬والفرصة الن سانحة لنتطالب‬ ‫امصر برد اما أوخذ امنها في غفلة امن الزامن وإهمال امن الحكوامات وذلك‬ ‫اما نطلب لوادي النيل ـ أول م ً ـ‬ ‫* البلد العربية‬ ‫ونطلب للبلد العربية أن تثق الدول الكبرى بالجاامعة العربية وأن تفسح‬ ‫لها المجال لنتقوي وتنهض ‪ ،‬ففي نهضنتها وقوتها أكبر عاامل يساعد علي‬ ‫اسنتقرار السلم والطمأنينة في الشرق العربي ‪ ،‬كما يجب أن يعنترف‬ ‫لكل أامة عربية بحقها في الحرية والسنتقلل الكاامل ‪ ..‬فنتجلو القوات‬ ‫الجنبية عن سوريا ولبنان ‪ ..‬وتعدل المعاهدة العراقية بما يحقق وجهة‬ ‫نظر الشعب العراقي ويصدق أاملهم في الحلفاء ‪ ..‬ويعنترف لشرق‬ ‫الردن بحقه حنتى تقنتنع الشعوب الصغيرة بضرورة النتجمع في زامن لم‬ ‫تعد تصلح فيه العزلة والنفراد ‪ ،‬وتكف الدول الكبرى عن المطاامع غير‬ ‫المشروعة في اليمن والحجاز ‪ ..‬هذا في الشرق ‪.‬‬ ‫وفي غرب امصر وليبيا وخمسة وعشرون امليونا امن المسلمين في تونس‬ ‫والجزائر وامراكش ‪ ...‬نكبوا بالسنتعمار الفرنسي تحت اسم الحماية أو‬ ‫الفنتح الظالم أو الحنتلل البغيض ‪ ،‬وجاهدوا عشرات السنين وبذلوا في‬ ‫ذلك الضحايا غالية امن الحريات والداماء فاامنتلت بهم السجون‬ ‫والمعنتقلت وسالت بدامائهم الباطح والودية وشرد زعماؤهم وشبابهم‬ ‫المجاهد في كل امكان ‪ ،‬وحاول السنتعمار الغاشم أن ينال امن دينهم‬ ‫بالنتبشير وامن عروبنتهم بالعجمة والنتنصير وامن حرينتهم بالضغط والقهر‬ ‫والجبروت ‪ ،‬فلم يفد ذلك كله شيئا وثبت المجاهدون علي جهادهم‬ ‫كالرواسي الشاامخات ‪ .‬وجاءت هذه الحرب الوخيرة وانهزامت فرنسا‬ ‫وانضمت لللمان وتنكرت لحلفائها القدامين واحنتل الحلفاء إفريقيا‬


‫الشمالية ‪ ،‬فوجدوا امن أبناء هذه الوطان أعظم المساعدة واشنتركوا‬ ‫امعهم اشنتراكا فعاليا في القنتال في إفريقيا وفي إيطاليا وفي حملة‬ ‫فرنسا وثبنتوا امعهم في أعنف المواقع وفي أحرج الساعات ‪ ،‬وهل كان‬ ‫جيش فرنسا الحرة إل هؤلء البطال البواسل امن أبناء المغرب الشهيد ‪،‬‬ ‫وقد اعنترف بذلك المسنتر تشرشل وأثني علي بطولة هؤلء المجاهدين‬ ‫أطيب الثناء ‪ ،‬واننتهت الحرب ولم تنتورع فرنسا ـ وهي لم تنس بعد وقع‬ ‫أقدام المحنتلين ـ عن أن تدك المدن والقرى بقذائف الطائرات ‪ ،‬وأن‬ ‫تقنتل في الجزائر في ثورة واحدة أربعين ألفا امن المدنيين ‪ ،‬وأن تقضى‬ ‫علي وخمس وأربعين قرية عاامرة ‪ ،‬ول ذنب لهؤلء إل أنهم أرادوا أن‬ ‫يحقق الحلفاء وعودهم فقااموا يطلبون الحرية والسنتقلل وهما الحق‬ ‫الطبيعي لهم ‪ .‬وتريد فرنسا المناهرة في عيون الناس الراماد ‪ ،‬فنتدعي‬ ‫أنها ثورة وخبز وطعام وتزعم لنفسها حقوقا اموهوامة إن بررتها غفلة‬ ‫العرب والمسلمين في الماضي فقد امضي ذلك الوان ‪ ،‬وسنتنتلحق‬ ‫الثورات وينتنفس البركان ‪ ،‬و ها هي امراكش تشعل نارا وجحيما ‪ ،‬ول‬ ‫يقل عنها صدر الجزائر وتونس لهبا وحميما ‪ ،‬وليس علي هذه المشاعر‬ ‫يبني السلم أو يسنتقر الامن والطمئنان ‪ ،‬فنحن نطلب لكل هذه‬ ‫الوطان وهي قطع امن قلب وطننا العربي الكبير أن تنال حقها وأن‬ ‫تنضم انضمااما فعاليا إلي جاامعة الدول العربية ‪ ،‬وإذا كان هناك اسنتفنتاء‬ ‫لشكل الحكوامة النتي يجب أن تكون في هذه البلد فلبد أن يكون هذا‬ ‫السنتفنتاء بإشراف امجلس الجاامعة وأن تمثل فيه الدول العربية‬ ‫المسنتقلة علي القل ‪.‬‬ ‫* البلد السلامية و القليات السلامية‬ ‫ونطلب ‪ :‬للبلد السلامية و القليات السلامية أن تسنتقل وتنتحرر وتنال حقوقها ويرفع‬ ‫عنها الظلم والحيف وتكون بمأامن امن الظلم والعدوان ‪.‬‬


‫فهذه إيران يجب أن تجلو عنها الجنود البريطانية والروسية طبقا لنتصريح‬ ‫الدول المشنتركة في وخلل سنتة أشهر امن اننتهاء الحرب امع اليابان ‪،‬‬ ‫وهذه إندونيسيا بأقساامها ل امبرر لن تعود امرة ثانية إلي هولندا ‪،‬‬ ‫وحسب هولندا وقد ذاقت امرارة الظلم والجبروت أن تقنع بأرضها وأن‬ ‫تعمل لمصالحها في ظل العدالة والنصاف وتبادل المنافع وذلك وخير‬ ‫وأبقي امن اسنتلب الحقوق واغنتصاب الحريات وقضية الهند يجب أن تحل‬ ‫حل م ً يحفظ حقوق المسلمين في كل الوليات ويساعد علي رقيهم‬ ‫وحفظ حقوقهم في كل امكان ‪ ،‬ولقد كانت ألبانيا حكوامة إسلامية قبل‬ ‫هذه الحرب بما أن غالب سكانها امن المسلمين امن بقايا المهاجرين امن‬ ‫البلقان والنترك ‪ ،‬فمن الواجب أن تعود هذه الحكوامة وامن العدل‬ ‫والنصفة أن تساعد امساعدة فعلية علي أن تكون حاامية لحقوق‬ ‫القليات السلامية في بلد البلقان ‪ ،‬ففي يوغسلفيا وفي اليونان وفي‬ ‫بلغاريا وفي غيرها أقليات إسلامية امظلوامة يعنتدي عليها وتسنتلب حقوقها‬ ‫ول يدري بذلك أحد ‪ ،‬والمسلمون في كل امكان أامة واحدة يسعى‬ ‫بذامنتهم أدناها إذا اشنتكي عضو امنهم تداعي له سائر الجسد بالسهر‬ ‫والحمي ‪ ،‬فمن الواجب أن تسند امهمة الشراف علي إنصاف هؤلء إلي‬ ‫أقرب الحكوامات السلامية إليهم ‪.‬‬ ‫ولقد فكرت تركيا بعد الحرب الماضية في النسلخ امن الشرق والامم‬ ‫السلامية و الرتماء في أحضان الغرب والنتزلف إلي الدول الوروبية ظنا‬ ‫امنها أن ذلك يساعدها علي أن تطمئن في دارها وتأامن في أرضها ‪،‬‬ ‫وأكب الظن أنها بعد هذه الحرب قد أدركت امبلغ اما فاتها امن الفوائد‬ ‫بهذه العزلة عن العرب وأامم السلم ول نريد أن نحاسبها الن علي اما‬ ‫فات فنحن إياها أحوج اما نكون إلي النتعاون والنتساند في هذا المعنترك‬ ‫الطافح بالرغبات والطماع ولن ندعها امنفردة في امحننتها ولعلها تدرك‬ ‫ذلك فنتعود إلي اما نسيت امن إسلامها وتنتمسك امن جديد بهذه الوخوة‬


‫الخالدة النتي تزول الدنيا ول تزول ‪ ،‬وتفني اليام وهي أبقي علي الزامان‬ ‫الباقي امن الزامن ‪.‬‬ ‫ونحن نريد بعد هذا كله وننتمنى للعالم كله أامنا وطمأنينة وسلاما طويل م ً‬ ‫وراحة بال ول نظن ذلك ينتأتى إل بالعدل والنصاف ونحن علي هذه‬ ‫الفطرة جبلنا فاصفح عنهم وقل سلم فسوف يعلمون ‪.‬‬

‫ثالثـا ـ حـق السـلم‬ ‫أيها الوخوة العزة الفضلء ‪..‬‬ ‫أريد بعد ذلك بعد ذلك أقول لكم أن الدول الكبرى قد صرحت أكثر امن‬ ‫امرة ‪ ،‬بأنها سوف ل تنتدوخل في شؤون الامم الداوخلية البحنتة وامن ذلك‬ ‫شكل الحكوامات ‪ ،‬وبخاصة إذا اتفقت امع قواعد الديمقراطية العاامة ‪.‬‬ ‫وقد ظفرت الفكرة السلامية بالنتقدير الكاامل في امؤتمر لهاي سنة‬ ‫‪ ، 1938‬إذا قرر المؤتمر إنها شريعة امسنتقلة قابلة للنتطور النماء امنتفقة‬ ‫امع أحد ث قواعد النتشريع ‪ .‬كما ظفرت بهذا النتقرير امرة ثانية في امؤتمر‬ ‫واشنطن امايو ‪ 1945‬الذي امثل امصر فيه وزير العدل حافظ باشا رامضان‬ ‫‪ ،‬واسنتطاع امن المؤتمرين بقرار يؤكد القرار السابق ‪ ،‬ويحفظ لمصر بناء‬ ‫علي ذلك الحق في أن يكون لها اممثل في امحكمة العدل الدولية باسم‬ ‫الشريعة السلامية ‪ .‬ذلك إلي أن السلم في ذاته نظام اجنتماعي‬ ‫عالمي ‪ ،‬يكفل للناس الخير والسعادة ‪ ،‬ويحل لهم اما في امجنتمعهم امن‬ ‫امشكلت لو نفذوا إلي روحه وأنفذوه علي وجهه ‪ .‬وقد قرر الدسنتور‬ ‫المصري في المادة ‪) 149‬إن دين الدولة السلم ولغنتها الرسمية اللغة‬ ‫العربية( ‪ .‬وقد تهيأت الدنيا امن جديد للعودة إلي روح النتدين ‪ ،‬وأدركت‬ ‫وخطأ الفكرة القديمة ‪ ..‬فكرة النتجرد امن العقائد والديان ‪ ،‬حنتى إن‬ ‫لجان النتعليم في إنكلنترا وأامريكا قررت وجوب إدوخال الدين إلي‬ ‫المدارس وذهب بعضها في ذلك إلي حد أن يكون الدرس الول في كل‬ ‫المعاهد صلة علمية ‪ ،‬وعلي هذا فنحن نطلب امن أية حكوامة امصرية‬


‫أول م ً وعربية أو إسلامية بعد ذلك أن تعود في نظام حياتها السلامية‬ ‫والمدنية إلي السلم ‪ ،‬ويكون امن المظاهر العملية لذلك ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أن تعلن أنها حكوامة إسلامية تمثل فكرة السلم دوليا تمثيل م ً رسميا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أن تحنترم فرائضه وشعائره وأن تلزم بأدائها كل اموظفيها وعمالها‬ ‫وأن يكون الكبار في ذلك قدوة لغيرهم ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ أن تحرم الموبقات النتي حرامها السلم امن الخمر واما يلحق بها ‪،‬‬ ‫وامن الزنا واما يمهد له ‪ ،‬والربا واما ينتصل به امن أنواع القمار والكسب‬ ‫الحرام ‪ ،‬وأن تكون الحكوامات قدوة في ذلك فل تبيح شيئا امن هذا ول‬ ‫تعمل علي حماينته بسلطة القانون ول تنتعاامل امع شعبها علي أساسه ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أن تجدد امناهج النتعليم بحيث تقوم علي النتربية السلامية والوطنية ‪،‬‬ ‫ويعني بها باللغة العربية والنتاريخ القوامي عناية فائقة ‪ ،‬وتؤدي إلي طبع‬ ‫نفوس المنتعلمين بنتعاليم السلم وتثقيف عقولهم في أحكاامه وحكمه ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ أن تكون الشريعة السلامية المصدر الول للقانون ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ أن تصـدر الحكـوامات عن هـذا النتوجيه السلامي في كـل‬ ‫النتصرفات‪.‬‬ ‫ذلك هو حق السلم علينا وقد بلغنا ‪ ،‬اللهم اشهد ‪ ،‬ول نري لهذا وقنتا‬ ‫أنسب امن هذا الوان ‪.‬‬ ‫يقول الناس واما تفعلون بالجانب وبغير المسلمين امن المواطنين ‪،‬‬ ‫فنقول يا سبحان ا لقد حل السلم هذا الشكال ‪ ،‬وصان وحدة الامة‬ ‫عن النتشقق والنقسام ‪ ،‬وقرر حرية العقيدة والنتعبد واما يلحق بهما‬ ‫ن( )البقرة‪ ، (256:‬كما كان شعا‬ ‫ه س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫فقال القرآن الكريم )ل إ س ِه ْكَرا َ‬ ‫النتعاامل بين المواطنين في أرض السلم دائما )لهم اما لنا وعليهم اما‬ ‫علينا( ‪ ،‬وليس وراء ذلك امن النتساامح زيادة لمسنتزيد ‪.‬‬ ‫علي أننا نعود فنقول ‪ :‬أي نظام في الدنيا ـ ديني أو امدني ـ اسنتطاع أن‬ ‫يفسح في قلوب المؤامنين به والمنتعصبين له والفانين فيه لغيرهم امن‬


‫المخالفين اما أفسح امن ذلك السلم الحنيف الذي يفرض علي المسلم‬ ‫أن يؤامن بكل نبي سبق ‪ ،‬وبكل كنتاب نزل ‪ ،‬وأن يثني علي كل أامة امضت‬ ‫‪ ،‬وأن يحب الخير لكل الناس ‪ ،‬وأن يكون رحيما بكل ذي كبد رطبة ‪ ،‬حنتى‬ ‫إن الجنة لنتفنتح أبوابها الثمانية لرجل أطفأ ظمأ كلب ‪ ،‬وتسعر النار بأعمق‬ ‫دركاتها لامرأة حبست هرة ‪ ،‬هذا الدين الرحيم ل يمكن إل أن يكون‬ ‫امصدر حب ووحدة وسلم ووئام ‪.‬‬

‫رابعا ـ وســائلنـا‬ ‫أيها الوخوة الكرام ‪..‬‬ ‫ويقول الناس كذلك ‪ :‬واما وسائلكم أيها المغلوبون علي أامركم لنتحقيق‬ ‫امطالبكم والوصول إلي حقكم ؟ ونقول نحن في سهولة ويسر ‪ :‬واماذا‬ ‫يريد امنا الناس ؟ ولو أننا امغلوبون علي أامرنا امدفوعون عن حقنا ؟‬ ‫وهل يليق بكريم أن يذل و يسنتخزى والرسول ‪ r‬يقول ‪) :‬امن أعطي‬ ‫عَّز ُ‬ ‫ة‬ ‫الذلة امن نفسه طائعا غير امكره فليس امني( ؟ وا يقول ‪َ) :‬وللس ِه اه ْل س ِ‬ ‫مونَ( )المنافقون‪. (8:‬‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫مَناس ِفس ِقي َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ك َّ‬ ‫ن َوَل س ِ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ‬ ‫َوس ِلَر ُ‬ ‫إن لنا سلحا ل يفل ول تنال امنه الليالي واليام هو )الحق ( والحق باق‬ ‫ه ٌ‬ ‫ق‬ ‫هَو َزا س ِ‬ ‫غُه َفس ِإَذا ُ‬ ‫ل َفَيه ْدَام ُ‬ ‫ط س ِ‬ ‫عَلى اه ْلَبا س ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ف س ِباه ْل َ‬ ‫ل َنه ْقس ِذ ُ‬ ‫وخالد وا يقول ‪َ) :‬ب ه ْ‬ ‫ن( )النبياء‪. (18:‬‬ ‫صُفو َ‬ ‫ما َت س ِ‬ ‫ل س ِام َّ‬ ‫م اه ْلَوه ْي ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫َوَل ُ‬ ‫ء َوأ َ​َّاما‬ ‫جَفا م ً‬ ‫ب ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل َفَأَّاما الَّزَبُد َفَيه ْذ َ‬ ‫ط َ‬ ‫ق َواه ْلَبا س ِ‬ ‫ح َّ‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ضس ِر ُ‬ ‫ك َي ه ْ‬ ‫ويقول‪َ) :‬كَذس ِل َ‬ ‫ل( )الرعد‪:‬‬ ‫ا ال َه ْامَثا َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ضس ِر ُ‬ ‫ك َي ه ْ‬ ‫ض َكَذس ِل َ‬ ‫ث س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫م ُ‬ ‫س َفَي ه ْ‬ ‫ع الَّنا َ‬ ‫َاما َيه ْنَف ُ‬ ‫هوقا(‬ ‫ن َز ُ‬ ‫ل َكا َ‬ ‫ط َ‬ ‫ن اه ْلَبا س ِ‬ ‫طلُ إ س ِ َّ‬ ‫ق اه ْلَبا س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ق َوَز َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ء اه ْل َ‬ ‫جا َ‬ ‫ل َ‬ ‫‪ ، (17‬ويقول ‪َ) :‬وُق ه ْ‬ ‫)السراء‪. (81:‬‬ ‫ولنا سلح آوخر بعد ذلك وهو )اليمان( ‪ .‬واليمان كذلك سر امن أسرار‬ ‫القوة ل يدركه إل المؤامنون الصادقون ‪ ،‬وهل جاهد العااملون امن قبل‬ ‫وهل يجاهدون امن بعد إل باليمان ‪ ،‬وإذا فقد اليمان ؟ فهل تغني‬ ‫أسلحة المادة جميعا عن أهلها شيئا ؟ ‪ .‬وإذا وجد اليمان فقد وجدت‬


‫عَله ْيَنا‬ ‫حتّقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫السبيل إلي الوصول ‪ ،‬وإذا صدق العزم وضح السبيل ‪َ) ,‬وَكا َ‬ ‫ن( )الروم‪ ، (47:‬ولئن تخلي عنا جند الرض فإن امعنا جند‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫صُر اه ْل ُ‬ ‫َن ه ْ‬ ‫ن آَامُنوا(‬ ‫كمه ْ َفَثِّبُنتوا اَّلس ِذي َ‬ ‫ع ُ‬ ‫كس ِة أ َِّني َام َ‬ ‫ملس ِئ َ‬ ‫ك إ س َِلى اه ْل َ‬ ‫حي َر ُّب َ‬ ‫السماء )إ س ِه ْذ ُيو س ِ‬ ‫)لنفال‪. (12:‬‬ ‫والامل بعد ذلك سلح ثالث فنحن ل نيأس ول ننتعجل ول نسبق الحواد ث‬ ‫ول يضعف امن همنتنا طول الجهاد والحمد لله رب العالمين ‪ ،‬لننا نعلم‬ ‫أننا امثابون امنتي حسنت النية ووخلصت الضمائر وهي وخالصة بحمد ا ‪،‬‬ ‫فكل يوم يمضي تبنا فيه ثواب جديد والنصر امن وراء ذلك ل ينتخلف )َكَنت َ‬ ‫ب‬ ‫حَّنتى إ س َِذا‬ ‫عس ِزي ٌز( )المجادلة‪َ ) , (21:‬‬ ‫ي َ‬ ‫ا َقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫سس ِلي إ س ِ َّ‬ ‫ن أ َ​َنا َوُر ُ‬ ‫غس ِلَب َّ‬ ‫ا ل َ ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ء َول‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َن َ‬ ‫ي َام ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫صُرَنا َفُن ِّ‬ ‫م َن ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫جا َ‬ ‫م َقه ْد ُكس ِذُبوا َ‬ ‫ظ ُّنوا أ َ​َّنُه ه ْ‬ ‫ل َو َ‬ ‫س ُ‬ ‫س ال ُّر ُ‬ ‫سَنته ْيَأ َ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫ن( )يوسف‪ , (110:‬ففيم اليأس و فيم‬ ‫جس ِرس ِامي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ن اه ْلَقه ْو س ِ‬ ‫ع س ِ‬ ‫سَنا َ‬ ‫ُيَر ُّد َبه ْأ ُ‬ ‫ن َره ْو س ِ‬ ‫ح‬ ‫س س ِام ه ْ‬ ‫القنوط ‪ .‬لن يجد اليأس إلى قلوبنا سبيل م ً بإذن ا )إ س َِّنُه ل َيه ْيَأ ُ‬ ‫ن( )يوسف‪. (87:‬‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ا س ِإل اه ْلَقه ْو ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وسنعمل علي ضوء هذه المشاعر وسنعمل بالحق يدفعنا اليمان‬ ‫ويحدونا الامل ‪ ،‬فنذيع النشرات والبيانات ونوضح للناس اما وخفي عنهم‬ ‫امن حقوقهم ونكشف لهم اما سنتر امن ألعيب المخادعين لهم والمغررين‬ ‫بهم في الداوخل والخارج وسنجمع كلمة الناس علي هذا في امؤتمرات‬ ‫جاامعة في كل امكان وسندعو إلي عقد امؤتمر عربي إسلامي جاامع‬ ‫لنتوحيد الجهود وتنسيق الخطط ‪ ،‬وسنبعث بإوخواننا في كل امكان امن‬ ‫البلدان الجنبية يثيرون الشعوب والحكوامات في القضية السلامية‬ ‫الوطنية فإذا لم يفد ذلك كله ولم نجد النصفة امن العالم الجديد الذي‬ ‫يريد أن تنتركز الحياة فيه علي الطمأنينة والسلم فسنعرف كيف نضبط‬ ‫أنفسنا ونضع حاجزا حصينا قويا بيننا نحن المؤامنين وبين هؤلء‬ ‫الظالمين المفنترين ‪ ،‬وسيرون أن هذا السلح السلبي سيفوت عليهم‬ ‫قصدهم ويعكس عليهم عدوانهم ويرد عليهم كيدهم في نحورهم‬


‫وسيعلم الذين ظلموا أي امنقلب ينقلبون ولنا النصر في النهاية وا امعنا‬ ‫م( )آل عمران‪.(160:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب َل ُ‬ ‫غاس ِل َ‬ ‫ا َفل َ‬ ‫م ُ‬ ‫صه ْرُك ُ‬ ‫ن َيه ْن ُ‬ ‫‪) .‬إ س ِ ه ْ‬ ‫أيها الوخوة الفضلء ‪..‬‬ ‫إنها الساعات الفاصلة في تاريخكم ففكروا وقرروا واعملوا واثبنتوا‬ ‫واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا ا لعلكم تفلحون وا أكبر ولله‬ ‫الحمـد ‪.‬‬ ‫والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته ‪ ،‬حسـن البنـا‬

‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫شدا‬ ‫ن أ َه ْامس ِرَنا َر َ‬ ‫ئ َلَنا س ِام ه ْ‬ ‫هِّي ه ْ‬ ‫مم ًة َو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َر ه ْ‬ ‫ن َلُده ْن َ‬ ‫َرَّبَنا آس ِتَنا س ِام ه ْ‬ ‫القاهرة عاصمة الديار المصرية في رجب ‪1366‬هـ‬ ‫حضرة صاحب ‪...‬‬ ‫السلم عليكم ورحمة ا وبركاته‬ ‫وبعد ‪ ,‬فإنما حملنا على النتقدم بهذه الرسالة إلى امقاامكم الرفيع رغبة‬ ‫أكيدة في توجيه الامة النتي اسنترعاكم ا أامرها ‪ ,‬ووكل إليكم شأنها في‬ ‫عهدها الجديد ‪ ,‬توجيها صالحا يقيمها على أفضل المسالك ‪ ,‬ويرسم لها‬ ‫وخير المناهج ‪ ,‬ويقيها النتزلزل والضطراب ‪ ,‬ويجنبها النتجارب المؤلمة‬ ‫الطويلة ‪.‬‬ ‫ولسنا نبغي امن وراء ذلك شيئا إل أن نكون قد أدينا الواجب وتقدامنا‬ ‫بالنصيحة ‪ ...‬وثواب ا وخير وأبقى ‪.‬‬

‫تبعة الراعي‬ ‫يا صاحب ‪...‬‬ ‫إن ا وكل إليكم أامر هذه الامة ‪ ,‬وجعل امصالحها وشؤونها وحاضرها‬ ‫وامسنتقبلها أامانة لديكم ووديعة عندكم ‪ ,‬وأننتم امسؤولون عن ذلك كله‬ ‫بين يدي ا تبارك وتعالى ‪ ,‬ولئن كان الجيل الحاضر عدتكم ‪ ,‬فإن‬


‫الجيل التي امن غرسكم ‪ ,‬واما أعظمها أامانة وأكبرها تبعة أن يسأل‬ ‫الرجل عن أامة ‪) :‬كلكم راع وكلكم امسؤول عن رعينته( ‪.‬‬ ‫وقديما قال الامام العادل عمر بن الخطاب رضي ا عنه ‪) :‬لو عثرت‬ ‫بغلة بالعراق لرأينتني امسؤول عنها بين يدي ا تبارك وتعالى س ِلم َلم أستّو‬ ‫لها الطريق؟( ‪.‬‬ ‫وصتّور الامام عمر بن الخطاب عظم النتبعة في جملة فقال ‪) :‬لوددت أن‬ ‫أوخرج امنها كفافا ل لي ول علي(‪.‬‬

‫امـقدامــات‬ ‫) أ ( عهد الننتقال ‪:‬‬ ‫وإن أوخطر العهود في حياة الامم وأولها بنتدقيق النظر عهد الننتقال امن‬ ‫حال إلى حال ‪ ,‬إذ توضع امناهج العهد الجديد وترسم وخططه وقواعده‬ ‫النتي يراد تنشئة الامة عليها والنتزاامها إياها ‪ ,‬فإذا كانت هذه الخطط‬ ‫والقواعد والمناهج واضحة صالحة قويمة فبشر هذه الامة بحياة طويلة‬ ‫امديدة وأعمال جليلة امجيدة ‪ ,‬وبشر قادتها إلى هذا الفوز ‪ ,‬وأدلنتها في‬ ‫هذا الخير ‪,‬بعظيم الجر ووخلود الذكر وإنصاف النتاريخ وحسن الحدوثة ‪.‬‬

‫) ب ( على امفنترق طريقين ‪:‬‬ ‫ولقد كانت المهمة ذات شطرين ‪:‬‬ ‫أولهما ‪ :‬تخليص الامة امن قيودها السياسية حنتى تنال حرينتها ‪ ,‬ويرجع‬ ‫إليها اما فقدت امن اسنتقللها وسيادتها‪.‬‬ ‫ثانيهما ‪ :‬بناؤها امن جديد لنتسلك طريقها بين الامم ‪ ,‬وتنافس غيرها في‬ ‫درجات الكمال الجنتماعي ‪.‬‬ ‫والن وقد وضع النضال السياسي أوزاره إلى حين ‪ ,‬وأصبحنتم تسنتقبلون‬ ‫بالامة عهدا جديدا ‪ ,‬فإنكم سنترون أاماامكم طريقين‪ ،‬كل امنهما يهيب بكم‬ ‫أن توجهوا الامة وجهنتها وتسلكوا بها سبيله‪ ،‬ولكل امنهما وخواصه وامميزاته‬


‫وآثاره وننتائجه ودعاته وامروجوه‪ .‬فأاما الول فطريق السلم وأصوله‬ ‫وقواعده وحضارته وامدنينته‪ ،‬وأاما الثاني فطريق الغرب وامظاهر حياته‬ ‫ونظمها وامناهجها‪.‬‬ ‫وعقيدتنا‪ :‬أن الطريق الول طريق السلم وقواعده وأصوله هو‬ ‫الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلك وأن توجه إليه الامة الحاضرة‬ ‫والمسنتقبلة‪.‬‬

‫) ج ( امزايا النتوجه السلامي ‪:‬‬ ‫وإننا إذا سلكنا بالامة هذا المسلك اسنتطعنا أن نحصل على فوائد كثيرة؛‬ ‫امنها أن المنهاج السلامي قد جرب امن قبل وشهد النتاريخ بصلحينته‪،‬‬ ‫وأوخرج للناس أامة امن أقوى الامم وأفضلها وأرحمها وأبرها وأبركها على‬ ‫النسانية جميعا؛ وله امن قدسينته واسنتقراره في نفوس الناس اما يسهل‬ ‫على الجميع تناوله وفقهه والسنتجابة له والسير عليه امنتى وجهوا إليه‪،‬‬ ‫فضل عن العنتزاز بالقوامية والشادة بالوطنية الخالصة‪ .‬إذ أننا نبني‬ ‫حياتنا على قواعدنا وأصولنا ول نأوخذ عن غيرنا‪ .‬وفي ذلك أفضل امعاني‬ ‫السنتقلل الجنتماعي والحيوي بعد السنتقلل السياسي‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬ثم للوحدة‬ ‫وفي السير على هذا المنهاج تقوية للوحدة العربية أو م ً‬ ‫السلامية ثانيا‪ ،‬فيمدنا العالم السلامي كله بروحه وشعوره وعطفه‬ ‫وتأييده‪ ،‬ويرى فينا إوخوة ينجدهم وينجدونه ويمدهم ويمدونه‪ ،‬وفي ذلك‬ ‫ربح أدبي كبير ل يزهد فيه عاقل‪.‬‬ ‫وهذا المنهاج تام شاامل‪ ،‬كفيل بنتقرير أفضل النظم للحياة العاامة في‬ ‫الامة عملية وروحية‪ .‬وهذه هي الميزة النتي يمنتاز بها السلم‪ ،‬فهو يضع‬ ‫نظم الحياة للامم على أساسين امهمين‪ :‬أوخذ الصالح وتجنب الضار‪.‬‬ ‫فإذا سلكنا هذا السبيل اسنتطعنا أن ننتجنب المشكلت الحيوية النتي‬ ‫وقعت فيها الدول الوخرى‪ ،‬النتي لم تعرف هذا الطريق ولم تسلكه‪ ،‬بل‬ ‫اسنتطعنا أن نحل كثيرا امن المشكلت المعقدة النتي عجزت عن حلها‬ ‫النظم الحالية ‪ ,‬وإنا نذكر هنا كلمة جورج برنارد شو‪:‬‬


‫)اما أشد حاجة العالم في عصره الحديث إلى رجل كمحمد يحل امشكلنته‬ ‫القائمة العقدة بينما ينتناول فنجان القهوة(‪.‬‬ ‫وبعد ذلك كله‪ ،‬فإننا إذا سلكنا هذا السبيل‪ ،‬كان تأييد ا امن ورائنا‪ ،‬يقوينا‬ ‫عند الوهن‪ ،‬وينقذنا في الشدائد‪ ،‬ويهون علينا المشاق‪ ،‬ويهيب بنا دائما‬ ‫إلى الامام‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ن‬ ‫ما َته ْأَل ُ‬ ‫ن َك َ‬ ‫مو َ‬ ‫م َيه ْأَل ُ‬ ‫ن َفس ِإَّنُه ه ْ‬ ‫مو َ‬ ‫كوُنوا َته ْأَل ُ‬ ‫ن َت ُ‬ ‫م إ س ِ ه ْ‬ ‫ء اه ْلَقه ْو س ِ‬ ‫غا س ِ‬ ‫)َول َتس ِهُنوا س ِفي اه ْبس ِنت َ‬ ‫كيما( )النساء‪. (104:‬‬ ‫عس ِليما حَ س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن َوَكا َ‬ ‫جو َ‬ ‫ا َاما ل َيه ْر ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫جو َ‬ ‫َوَته ْر ُ‬

‫) د ( المدنية الغربية الن ‪:‬‬ ‫وامن تمام هذا البحث أن نقول ‪ :‬إن امدنية الغرب‪ ،‬النتي زهت بجمالها‬ ‫العلمي حينا امن الدهر‪ ،‬وأوخضعت العالم كله بننتائج هذا العلم لدوله‬ ‫وأاممه‪ ،‬تفلس الن وتندحر ‪ ,‬وتندك أصولها وتنهدم نظمها وقواعدها ‪,‬‬ ‫فهذه أصولها السياسية تقوضها الدكنتاتوريات‪ ،‬وأصولها القنتصادية‬ ‫تجنتاحها الزامات ‪ ,‬ويشهد ضدها امليين البائسين امن العاطلين‬ ‫والجائعين ‪ ,‬وأصولها الجنتماعية تقضي عليها المبادئ الشاذة والثورات‬ ‫المندلعة في كل امكان‪ ،‬وقد حار الناس في علج شأنها وضلوا السبيل ‪,‬‬ ‫امؤتمراتهم تفشل ‪ ,‬وامعاهداتهم تخرق ‪ ,‬وامواثيقهم تمزق ‪ ,‬وعصبة‬ ‫أاممهم شبح ل روح فيه ول نفوذ له ‪ ,‬ويد العظيم فيهم توقع امع غيره‬ ‫اميثاق السلم والطمأنينة في ناحية ‪ ,‬ثم تلطمه اليد الثانية امن ناحية‬ ‫أوخرى أقسى اللطمات ‪ ,‬وهكذا أصبح العالم بفضل هذه السياسات‬ ‫الجائرة الطاامعة كسفينة في وسط اليم ‪ ,‬حار ربانها وهبت عليها‬ ‫العواصف امن كل امكان ‪ .‬النسانية كلها امعذبة شقية قلقة امضطربة ‪,‬‬ ‫وقد اكنتوت بنيران المطاامع والمادة ‪ ,‬فهي في أشد الحاجة إلى عذب امن‬ ‫سؤر السلم الحنيف يغسل عنها أوضار الشقاء ويأوخذ بها إلى السعادة ‪.‬‬ ‫لقد كانت قيادة الدنيا في وقت اما شرقية بحنتة ‪ ،‬ثم صارت بعد ظهور‬ ‫اليونان والروامان غربية ‪ ،‬ثم نقلنتها النبوات الموسوية والعيسوية‬ ‫والمحمدية إلى الشرق امرة ثانية ‪ ،‬ثم غفا الشرق غفوته الكبرى ‪،‬‬


‫ونهض الغرب نهضنته الحديثة ‪ ،‬فكانت سنة ا النتي ل تنتخلف ‪ ,‬وور ث‬ ‫الغرب القيادة العالمية ‪ ،‬وها هو ذا الغرب يظلم ويجور ويطغى ويحار‬ ‫وينتخبط ‪ ،‬فلم تبق إل أن تمنتد يد "شرقية" قوية ‪ ،‬يظللها لواء ا ‪،‬‬ ‫وتخفق على رأسها راية القرآن ‪ ،‬ويمدها جند اليمان القوي المنتين ‪،‬‬ ‫مُد للس ِه اَّلس ِذي‬ ‫ح ه ْ‬ ‫فإذا بالدنيا امسلمة هانئة ‪ ،‬وإذا بالعوالم كلها هاتفة‪) :‬اه ْل َ‬ ‫ا( )لعراف‪. (43:‬‬ ‫هَداَنا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫هَداَنا س ِلَهَذا َوَاما ُكَّنا س ِلَنه ْهَنتس ِديَ َله ْول أ َ ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ليس ذلك امن الخيال في شيء ‪ ,‬بل هو حكم النتاريخ الصادق ‪,‬إن لم‬ ‫مه ْؤس ِامس ِنينَ‬ ‫عَلى اه ْل ُ‬ ‫م َوُيحس ِ ُّبوَنُه أ َس ِذَّلأ ٍة َ‬ ‫ح ُّبُه ه ْ‬ ‫م ُي س ِ‬ ‫ا س ِبَقه ْو أ ٍ‬ ‫ف َيه ْأس ِتي ُ‬ ‫سه ْو َ‬ ‫ينتحقق بنا ‪َ) ,‬ف َ‬ ‫م َذس ِل َ‬ ‫ك‬ ‫ن َله ْوَامَة لس ِئ أ ٍ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫ا َول َي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫هُدو َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ن ُي َ‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫عَلى اه ْل َ‬ ‫ة َ‬ ‫عَّز أ ٍ‬ ‫أ َ س ِ‬ ‫ء( )المائدة‪. (54:‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ا ُيه ْؤس ِتيس ِه َام ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫َف ه ْ‬ ‫بيد أننا نحر ص على أن تكون امما يحوزون هذه الفضيلة ‪ ,‬ويكنتبون في‬ ‫ء َوَيخه َْنتاُر( )القصص‪. (68:‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ق َاما َي َ‬ ‫خُل ُ‬ ‫ك َي ه ْ‬ ‫ديوان هذا الشرف ‪َ) ,‬وَر ُّب َ‬

‫السلم كفيل بإامداد الامة‬ ‫ليس في الدنيا نظام يمد الامة الناهضة بما تحنتاج إليه امن نظم وقواعد‬ ‫وعواطف وامشاعر كما يمد السلم بذلك كله أاممه الناهضة ‪ ,‬ولقد اامنتل‬ ‫القرآن الكريم بنتصوير هذه الناحية وخاصة ‪ ,‬وضرب الامثال فيها بالجمال‬ ‫تارة وبالنتفصيل تارة أوخرى ‪ ,‬وعالج هذه النواحي علجا دقيقا واضحا ‪,‬‬ ‫ل تأوخذ به أامة حنتى تصل إلى اما تريد ‪.‬‬

‫أ ـ السلم والامل‬ ‫تحنتاج الامة الناهضة إلى الامل الواسع الفسيح ‪ ,‬وقد أامد القرآن أاممه‬ ‫بهذا الشعور بأسلوب يخرج امن الامة المينتة أامة كلها حياة وهمة وأامل‬ ‫وعزم ‪ ,‬وحسبك انه يجعل اليأس سبيل إلى الكفر والقنوط امن امظاهر‬ ‫الضلل ‪ ,‬وإن أضعف الامم إذا سمعت قوله تعالى ‪:‬‬ ‫مم ًة‬ ‫م أ َس ِئ َّ‬ ‫عَلُه ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫عُفوا س ِفي ال َه ْرضس ِ َوَن ه ْ‬ ‫ض س ِ‬ ‫سُنت ه ْ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫)َوُنس ِريُد أ َ ه ْ‬ ‫ض( )القصص‪. (6-5:‬‬ ‫م س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م ِّ‬ ‫ن ‪َ ,‬وُن َ‬ ‫م اه ْلَواس ِرس ِثي َ‬ ‫عَلُه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َوَن ه ْ‬


‫ن ‪ ,‬إ س ِنه ْ‬ ‫م ُامه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫عَله ْو َ‬ ‫م ال َ ه ْ‬ ‫حَزُنوا َوأ َه ْنُنت ُ‬ ‫وقوله تعالى ‪َ) :‬ول َتس ِهُنوا َول َت ه ْ‬ ‫س(‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫م ُنَداس ِوُلَها َبه ْي َ‬ ‫ك ال َ​َّيا ُ‬ ‫ح س ِامه ْثُلُه َوس ِته ْل َ‬ ‫م َقه ْر ٌ‬ ‫س اه ْلَقه ْو َ‬ ‫ح َفَقه ْد َام َّ‬ ‫م َقه ْر ٌ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫س ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫)آل عمران‪. (140-139:‬‬ ‫همه ْ‬ ‫ب س ِامنه ْ س ِدَياس ِر س ِ‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ل اه ْل س ِ‬ ‫ه س ِ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ن َكَفُروا س ِام ه ْ‬ ‫ج اَّلس ِذي َ‬ ‫وخَر َ‬ ‫هَو اَّلس ِذي أ َ ه ْ‬ ‫وقوله تعالى ‪ُ ) :‬‬ ‫م س ِامنَ س ِ‬ ‫ا‬ ‫صوُنُه ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عُنتُه ه ْ‬ ‫م َاماس ِن َ‬ ‫ظ ُّنوا أ َ​َّنُه ه ْ‬ ‫جوا َو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ظَنه ْنُنت ه ْ‬ ‫شس ِر َاما َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫ل َ​َّو س ِ‬ ‫خس ِرُبو َ‬ ‫ن‬ ‫ب ُي ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م ال ُّر ه ْ‬ ‫ف س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ُ‬ ‫سُبوا َوَقَذ َ‬ ‫حَنت س ِ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ث َل ه ْ‬ ‫حه ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ا س ِام ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫َفَأَتا ُ‬ ‫صاس ِر( )الحشر‪.(2:‬‬ ‫عَنتس ِبُروا َيا ُأوس ِلي ال َه ْب َ‬ ‫ن َفا ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫م َوأ َه ْيس ِدي اه ْل ُ‬ ‫م س ِبَأه ْيس ِديس ِه ه ْ‬ ‫ُبُيوَتُه ه ْ‬ ‫وخَله ْوا‬ ‫م َامَثلُ اَّلس ِذينَ َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ما َيه ْأس ِت ُ‬ ‫جَّنَة َوَل َّ‬ ‫وخُلوا اه ْل َ‬ ‫ن َته ْد ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫سه ْبُنت ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م َ‬ ‫وقوله تعالى ‪) :‬أ َ ه ْ‬ ‫ل َواَّلس ِذينَ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل الَّر ُ‬ ‫حَّنتى َيُقو َ‬ ‫ء َوُزه ْلس ِزُلوا َ‬ ‫ضَّرا ُ‬ ‫ء َوال َّ‬ ‫سا ُ‬ ‫م اه ْلَبه ْأ َ‬ ‫سه ْنتُه ُ‬ ‫م َام َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َقه ْبس ِل ُ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫ب( )البقرة‪. (214:‬‬ ‫ا َقس ِري ٌ‬ ‫صَر س ِ‬ ‫ن َن ه ْ‬ ‫ا َأل إ س ِ َّ‬ ‫صُر س ِ‬ ‫عُه َامَنتى َن ه ْ‬ ‫آَامُنوا َام َ‬ ‫إن أضعف الامم إذا سمعت هذا النتبشير كله ‪ ,‬وقرأت اما إليه امن قصص‬ ‫تطبيقية واقعية ‪ ,‬لبد أن تخرج بعد ذلك أقوى الامم إيمانا وأرواحا ‪ ,‬ولبد‬ ‫أن ترى في هذا الامل اما يدفعها إلى اقنتحام المصاعب امهما اشنتدت ‪,‬‬ ‫وامقارعة الحواد ث امهما عظمت ‪,‬حنتى تظفر بما تصبو إليه امن كمال ‪.‬‬

‫ب ـ السلم والعزة القوامية‬ ‫وتحنتاج الامم الناهضة إلى العنتزاز بقوامينتها كأامة فاضلة امجيدة لها‬ ‫امزاياها وتاريخها ‪ ,‬حنتى تنطبع الصورة في نفوس البناء ‪ ,‬فيفدون ذلك‬ ‫المجد والشرف بدامائهم وأرواحهم ‪ ,‬ويعملون لخير هذا الوطن وإعزازه‬ ‫وإسعاده ‪ .‬هذا المعنى لن نراه واضحا في نظام امن النظم عادل فاضل‬ ‫رحيما كما هو السلم الحنيف ‪ ,‬فإن الامة النتي تعلم أن كراامنتها وشرفها‬ ‫قد قدسه ا في سابق علمه وسجله في امحكم كنتابه فقال تبارك‬ ‫س( )آل عمران‪ , (110:‬وقال تعالى‬ ‫ت س ِللَّنا س ِ‬ ‫ج ه ْ‬ ‫وخس ِر َ‬ ‫وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫وتعالى ‪ُ) :‬كه ْنُنت ه ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ن‬ ‫س َوَي ُ‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫سطا س ِلَنت ُ‬ ‫م أ َُّامم ًة َو َ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َ‬ ‫‪َ) :‬وَكَذس ِل َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن‬ ‫سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ‬ ‫ة َوس ِلَر ُ‬ ‫عَّز ُ‬ ‫شس ِهيدا( )البقرة‪َ) , (143:‬وللس ِه اه ْل س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫سولُ َ‬ ‫الَّر ُ‬ ‫ن( )المنافقون‪ , (8:‬لهي أجدر الامم بافنتداء‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫مَناس ِفس ِقي َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ك َّ‬ ‫َوَل س ِ‬ ‫عزتها الربانية بالدنيا واما فيها‪.‬‬


‫ولقد عملت الامم الحديثة على ترسيخ هذا المعنى في نفوس شبابها‬ ‫ورجالها وأبنائها جميعا ‪ ,‬وامن هنا سمعنا ‪) :‬ألمانيا فوق الجميع( ‪,‬‬ ‫)إيطاليا فوق الجميع( ‪) ,‬وسودي يا بريطانيا واحكمي( ‪ .‬ولكن الفارق‬ ‫بين الشعور الذي يمليه المبدأ السلامي وبين الشعور الذي أاملنته هذه‬ ‫الكلمات والمبادئ ‪ ,‬أن شعور المسلم ينتساامى حنتى ينتصل بالله ‪ ,‬على‬ ‫حين ينقطع شعور غيره عند حد القول فقط امن جهة ‪ ,‬وامن جهة أوخرى‬ ‫فإن السلم حدد الغاية امن وخلق هذا الشعور وشدد في النتزاامها ‪ ,‬وبين‬ ‫أنها ليست العصبية الجنسية والفخر الكاذب بل قيادة العالم إلى الخير ‪,‬‬ ‫كس ِر‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َوَته ْنَهه ْو َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن س ِباه ْل َ‬ ‫ولهذا قال تبارك وتعالى ‪َ) :‬ته ْأُامُرو َ‬ ‫ن س ِباللس ِه( )آل عمران‪. (110:‬‬ ‫َوُته ْؤس ِامُنو َ‬ ‫وامعنى ذلك امناصرة الفضيلة وامقارعة الرذيلة واحنترام المثل العلى‬ ‫واملحظنته عند كل عمل ‪ ,‬ولهذا أننتج الشعور بهذه السيادة في السلف‬ ‫المسلم امننتهى اما أثر عن الامم امن عدالة ورحمة ‪ ,‬أاما امبدأ السيادة في‬ ‫نفس الامم الغربية فلم يحدد غاينته بغير العصبية الخاطئة ‪ ,‬ولهذا أننتج‬ ‫النتناحر والعدوان على الامم الضعيفة ‪ ,‬فكان المبدأ السلامي أوخذ وخير‬ ‫اما في هذه الناحية ‪ ,‬وأراد أن ينطبع بذلك أبناؤه ‪ ,‬وجنبهم اما فيها امن‬ ‫شر وطغيان ‪,‬ولقد وسع السلم حدود الوطن السلامي ‪ ,‬فالوطن في‬ ‫عرف السلم يشمل ‪:‬‬ ‫ل‪.‬‬ ‫‪ – 1‬القطر الخا ص أو م ً‬ ‫‪ – 2‬ثم يمنتد إلى القطار السلامية الوخرى فكلها للمسلم وطن ودار‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ثم يرقى إلى الامبراطورية السلامية الولى النتي شادها السلف‬ ‫بدامائهم الغالية العزيزة فرفعوا عليها راية ا ‪ ,‬ول تزال آثارهم فيها‬ ‫تنطق بما كان لهم امن فضل وامجد ‪ ,‬فكل هذه القاليم ُيسأل المسلم‬ ‫بين يدي ا تبارك وتعالى لماذا لم يعمل على اسنتعادتها‪.‬‬


‫‪ – 4‬ثم يسمو وطن المسلم بعد ذلك كله حنتى يشمل الدنيا جميعا ‪,‬‬ ‫ن س ِفه ْنتَن ٌة‬ ‫كو َ‬ ‫حَّنتى ل َت ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ألست تسمع قول ا تبارك وتعالى ‪َ) :‬وَقاس ِتُلو ُ‬ ‫ن ُك ُّلُه للس ِه( )لنفال‪. (39:‬‬ ‫ن الِّدي ُ‬ ‫كو َ‬ ‫َوَي ُ‬ ‫وبذلك يكون السلم قد وفق بين شعور الوطنية الخاصة وشعور‬ ‫الوطنية العاامة بما فيه الخير كل الخير للنسانية جميعا ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫س‬ ‫عاَرُفوا( )الحجرات‪:‬‬ ‫ل س ِلَنت َ‬ ‫عوبا َوَقَباس ِئ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َذَكأ ٍر َوأ ُه ْنَثى َو َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫وخَله ْقَناُك ه ْ‬ ‫إ س َِّنا َ‬ ‫‪. (13‬‬

‫ج ـ السلم والقوة الجندية‬ ‫وتحنتاج كذلك الامم الناهضة إلى القوة وطبع أبنائها بطابع الجندية ‪ ,‬ول‬ ‫سيما في هذه العصور النتي ل يضمن فيها المسلم إل بالسنتعداد للحرب‬ ‫‪ ,‬والنتي صار شعار أبنائها جميعا ‪) :‬القوة أضمن طريق لحقاق الحق(‪.‬‬ ‫‪1‬والسلم لم يغفل هذه الناحية ‪ ,‬بل جعلها فريضة امحكمة امن فرائضه‬ ‫‪ ,‬ولم يفرق بينها وبين الصلة والصوم في شيء ‪ ,‬وليس في الدنيا كلها‬ ‫نظام عني بهذه الناحية ‪ ,‬ل في القديم ول في الحديث ‪ ,‬كما عني بذلك‬ ‫السلم في القرآن وفي حديث رسول ا وإنك لنترى ذلك اماثل واضحا‬ ‫في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫عُدَّو س ِ‬ ‫ا‬ ‫ن س ِبس ِه َ‬ ‫هُبو َ‬ ‫ل ُته ْر س ِ‬ ‫خه ْي س ِ‬ ‫ط اه ْل َ‬ ‫ن س ِرَبا س ِ‬ ‫ة َوس ِام ه ْ‬ ‫ن ُقَّو أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫سَنت َ‬ ‫م َاما ا ه ْ‬ ‫ع ُّدوا َلُه ه ْ‬ ‫)َوأ َ س ِ‬ ‫هَو‬ ‫ل َو ُ‬ ‫م اه ْلس ِقَنتا ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ب َ‬ ‫م( )لنفال‪ , (60:‬وفي قوله تعالى ‪ُ) :‬كس ِنت َ‬ ‫عُدَّوُك ه ْ‬ ‫َو َ‬ ‫شه ْيئا‬ ‫ح ُّبوا َ‬ ‫ن ُت س ِ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخه ْي ٌر َل ُ‬ ‫هَو َ‬ ‫شه ْيئا َو ُ‬ ‫هوا َ‬ ‫كَر ُ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ه َل ُ‬ ‫ُكه ْر ٌ‬ ‫م( )البقرة‪. (216:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ش ٌّر َل ُ‬ ‫هَو َ‬ ‫َو ُ‬ ‫وهل رأيت امنشورا عسكريا في كنتاب امقدس ينتلى في الصلة والذكر‬ ‫والعبادة والمناجاة كهذا المنشور الذي يبنتدئ بالمر المنجز في قوله‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫ة( ثم بين‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا س ِبال س ِ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ا اَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ل س ِفي َ‬ ‫)َفه ْلُيَقاس ِت ه ْ‬ ‫سه ْو َ‬ ‫ف‬ ‫ب َف َ‬ ‫غس ِل ه ْ‬ ‫ا َفُيه ْقَنتله ْ أ َه ْو َي ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ل س ِفي َ‬ ‫ن ُيَقاس ِت ه ْ‬ ‫الجزاء بعد ذلك ‪َ) :‬وَام ه ْ‬ ‫ظيما( )النساء‪. (74:‬‬ ‫ع س ِ‬ ‫جرا َ‬ ‫ُنه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ‬


‫ثم ينتلو ذلك باسنتثارة أنبل العواطف في النفوس وهي اسنتنقاذ الهل‬ ‫والوطن فيقول ‪:‬‬ ‫سا س ِ‬ ‫ء‬ ‫ل َوالِّن َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ن الِّر َ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫عس ِفي َ‬ ‫ض َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ا َواه ْل ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫م ل ُتَقاس ِتُلو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫)َوَاما َل ُ‬ ‫عله ْ‬ ‫ج َ‬ ‫هُلَها َوا ه ْ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫ه اه ْلَقه ْرَيس ِة ال َّ‬ ‫هس ِذ س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جَنا س ِام ه ْ‬ ‫وخس ِر ه ْ‬ ‫ن َرَّبَنا أ َ ه ْ‬ ‫ن َيُقوُلو َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫َواه ْلس ِوه ْلَدا س ِ‬ ‫صيرا( )النساء‪. (75:‬‬ ‫ك َن س ِ‬ ‫ن َلُده ْن َ‬ ‫ل َلَنا س ِام ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َوس ِلتّيا َوا ه ْ‬ ‫ن َلُده ْن َ‬ ‫َلَنا س ِام ه ْ‬ ‫ثم يوضح لهم شرف غاينتهم ودناءة غاية عدوهم ‪ ,‬ليبتّين لهم أنهم‬ ‫يجودون بثمن غال هو الحياة على سلعة غالية وتربوا عليه وهي‬ ‫رضوان ا ‪,‬على حين يقاتل غيرهم لغير غاية ‪ ,‬فهم أضعف نفوسا‬ ‫وأوخزى أفئدة‪ ,‬فذلك قوله تعالى ‪:‬‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ل‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ن َكَفُروا ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫ا َواَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ن آَامُنوا ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫)اَّلس ِذي َ‬ ‫عيفا( )النساء‪:‬‬ ‫ض س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫طا س ِ‬ ‫شه ْي َ‬ ‫ن َكه ْيَد ال َّ‬ ‫ن إ س ِ َّ‬ ‫طا س ِ‬ ‫شه ْي َ‬ ‫ء ال َّ‬ ‫ت َفَقاس ِتُلوا أ َه ْوس ِلَيا َ‬ ‫غو س ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫‪. (76‬‬ ‫ثم يندد بالذين جنبوا عن أداء هذا الواجب ‪ ,‬وأوخذوا النتكاليف السهلة‬ ‫وتركوا تكاليف البطولة ‪ ,‬ويبين لهم وخطأ اموقفهم هذا ‪ ,‬وأن القدام لن‬ ‫يضرهم شيئا بل سيكسبون به الجزاء الكبير ‪ ,‬والحجام ل يغنيهم شيئا‬ ‫فالموت امن ورائهم ل امحالة فيقول بعد اليات السابقة امباشرة ‪:‬‬ ‫ما‬ ‫ة َفَل َّ‬ ‫ة َوآُتوا الَّزَكا َ‬ ‫صل َ‬ ‫موا ال َّ‬ ‫م َوأ َس ِقي ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م ُك ُّفوا أ َه ْيس ِدَي ُ‬ ‫ل َلُه ه ْ‬ ‫ن س ِقي َ‬ ‫م َتَر إ س َِلى اَّلس ِذي َ‬ ‫)أ َ​َل ه ْ‬ ‫شَّد‬ ‫ا أ َه ْو أ َ َ‬ ‫شَيس ِة س ِ‬ ‫خ ه ْ‬ ‫س َك َ‬ ‫ن الَّنا َ‬ ‫شه ْو َ‬ ‫خ َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ق س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ل إ س َِذا َفس ِري ٌ‬ ‫م اه ْلس ِقَنتا ُ‬ ‫عَله ْيس ِه ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ُكس ِنت َ‬ ‫ب ُق ه ْ‬ ‫ل‬ ‫ل َقس ِري أ ٍ‬ ‫ج أ ٍ‬ ‫وخه ْرَتَنا إ س َِلى أ َ َ‬ ‫ل َله ْول أ َ َّ‬ ‫عَله ْيَنا اه ْلس ِقَنتا َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َكَنته ْب َ‬ ‫شَيم ًة َوَقاُلوا َرَّبَنا س ِل َ‬ ‫وخ ه ْ‬ ‫َ‬ ‫كوُنوا‬ ‫ما َت ُ‬ ‫ن َفس ِنتيل م ً ‪ ,‬أ َه ْيَن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ظَل ُ‬ ‫ن اَّتَقى َول ُت ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫وخه ْي ٌر س ِل َ‬ ‫ة َ‬ ‫وخَر ُ‬ ‫ل َوال س ِ‬ ‫ع ال ُّده ْنَيا َقس ِلي ٌ‬ ‫َامَنتا ُ‬ ‫ة( )النساء‪. (78-77:‬‬ ‫شَّيَد أ ٍ‬ ‫ج ُام َ‬ ‫م س ِفي ُبُرو أ ٍ‬ ‫ت َوَله ْو ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫مه ْو ُ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ُيه ْدس ِره ْك ُ‬ ‫بربك أي امنشور عسكري في هذه القوة وفي هذا الوضوح يبعث في‬ ‫نفس الجندي كل اما يريد القائد امن همة وعزة وإيمان ؟؟‬ ‫وإذا كان قوام الحياة العسكرية في عرفهم أامرين ‪ ,‬هما النظام‬ ‫والطاعة ‪ ,‬فقد جمعهما ا في آينتين امن كنتابه فقال تبارك وتعالى ‪:‬‬


‫صو ص ٌ(‬ ‫ن َامه ْر ُ‬ ‫م ُبه ْنَيا ٌ‬ ‫صتّفا َكَأَّنُه ه ْ‬ ‫سس ِبيس ِلس ِه َ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ن ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫ب اَّلس ِذي َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫ف(‬ ‫عُرو ٌ‬ ‫ل َام ه ْ‬ ‫ع ٌة َوَقه ْو ٌ‬ ‫طا َ‬ ‫م‪َ ,‬‬ ‫)الصف‪ , (4:‬كما قال تعالى ‪َ) :‬فَأه ْوَلى َلُه ه ْ‬ ‫)امحمد‪. (21-20:‬‬ ‫وإنك إذا قرأت اما جاء به السلم في إعداد العدة واسنتكمال القوة‬ ‫وتعليم الرامي ورباط الخيل ‪ ,‬وفضل الشهادة وأجر الجهاد وثواب النفقة‬ ‫فيه ورعاية أهله واسنتيعاب صنوفه ‪ ,‬لرأيت امن ذلك اما ل يحصيه الحصر ‪,‬‬ ‫سواء في اليات الكريمة أو الحاديث الشريفة أو السير المطهرة أو‬ ‫عه ْلما( )طـه‪. (98:‬‬ ‫ء س ِ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ُك َّ‬ ‫س َ‬ ‫الفقه الحنيف ‪َ) :‬و س ِ‬ ‫ولقد عنيت بذلك الامم الحديثة فبنت نفسها على هذه القواعد ‪ ,‬ورأينا‬ ‫أساس فاشية اموسوليني ونازية هنتلر وشيوعية سنتالين أساسا عسكريا‬ ‫بحنتا ‪ ,‬ولكن الفرق بين ذلك كله وبين عسكرية السلم فرق عظيم ‪,‬‬ ‫فإن السلم الذي قدس القوة هذا النتقديس ‪ ,‬وهو الذي آثر عليها السلم‬ ‫جَن ه ْ‬ ‫ح‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫سه ْل س ِ‬ ‫حوا س ِلل َّ‬ ‫جَن ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فقال تبارك وتعالى بعد آية القوة امباشرة‪َ) :‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫ا( )لنفال‪. (61:‬‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َلَها َوَتَوَّك ه ْ‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ن ُ‬ ‫صَر َّ‬ ‫وهو الذي حدد ثمن النصر وامظاهره فقال تعالى ‪َ) :‬وَلَيه ْن ُ‬ ‫صل َ‬ ‫ة‬ ‫م س ِفي ال َه ْرضس ِ أ َ​َقاُاموا ال َّ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫كَّنا ُ‬ ‫ن َام َّ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫عس ِزي ٌز ‪ ,‬اَّلس ِذي َ‬ ‫ي َ‬ ‫ا َلَقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إ س ِ َّ‬ ‫صُر ُ‬ ‫َيه ْن ُ‬ ‫عاس ِقَبُة ال ُ​ُاموس ِر(‬ ‫كس ِر َوللس ِه َ‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ف َوَنَهه ْوا َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ة َوأ َ​َامُروا س ِباه ْل َ‬ ‫َوآَتُوا الَّزَكا َ‬ ‫)الحج‪. (41:‬‬ ‫وهو الذي وضع أساس القانون الدولي الحربي فقال تعالى ‪َ) :‬وإ س َِّاما‬ ‫ن(‬ ‫خاس ِئس ِني َ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ل ُي س ِ‬ ‫ء إ س ِنَّ َ‬ ‫سَوا أ ٍ‬ ‫عَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ن َقه ْو أ ٍ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫خاَف َّ‬ ‫َت َ‬ ‫)لنفال‪. (58:‬‬ ‫ولامر اما كانت وصية الرسول صلى ا عليه وسلم ووخلفائه امن بعده‬ ‫لقواد جنودهم أروع امظاهر الرحمة والرفق ‪) :‬ل تغدروا ‪ ،‬ول تغلوا ‪ ،‬ول‬ ‫تمثلوا ‪ ،‬ول تقنتلوا اامرأة ول طفل م ً ول شيخا كبيرا ‪ ،‬ول تقطعوا شجرة‬ ‫امثمرة ‪ ،‬ول تجهزوا على جريح ‪ ،‬وسنتمرون بأقوام ترهبوا في الصواامع‬ ‫فدعوهم واما فرغوا أنفسهم له(‪.‬‬


‫كذلك كانت العسكرية في السلم بوليس العدالة وشرطة القانون‬ ‫والنظام ‪ ,‬أاما عسكرية أوربا الن فقد علم الناس جميعا عنها أنها جيش‬ ‫الظلم وجند المطاامع ‪ ,‬فأي الفرقين وخير امقااما وأحسن نديا؟‬

‫د ـ السلم والصحة العاامة‬ ‫ولما كانت الامم الناهضة في حاجة إلى هذه الجندية الفاضلة ‪ ,‬وكان‬ ‫قوام هذه الجندية صحة البدان وقوة الجسام ‪ ,‬فقد أشار القرآن إلى‬ ‫هذا المعنى في بيان قصة أامة امجاهدة تحفزت للنهوض بعبء النضال‬ ‫في سبيل حرينتها واسنتقللها وتكوين نفسها ‪ ,‬فاوخنتار ا لها زعيما قوي‬ ‫الفكر وقوي الخلق ‪ ,‬وجعل امن أركان نهوضه بعبئه قوة بدنه ‪ ,‬فذلك اما‬ ‫ن َ‬ ‫ا‬ ‫ل إ س ِ َّ‬ ‫حكاه القرآن الكريم عن بني إسرائيل في تزكينته طالوت ‪َ) :‬قا َ‬ ‫سمس ِ( )البقرة‪. (247:‬‬ ‫ج ه ْ‬ ‫م َواه ْل س ِ‬ ‫عه ْل س ِ‬ ‫طم ًة س ِفي اه ْل س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه َب ه ْ‬ ‫م َوَزاَد ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ه َ‬ ‫طَفا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫ولقد شرح رسول ا هذا المعنى في كثير امن أحاديثه ‪ ,‬وحث المؤامنين‬ ‫على المحافظة على قوة أبدانهم ‪ ,‬كما حثهم على قوة أرواحهم ‪,‬‬ ‫فالحديث الصحيح يقول ‪) :‬المؤامن القوى وخير امن المؤامن الضعيف(‬ ‫ويقول )إن لبدنك عليك حقا( ‪ .‬ولقد بين رسول ا للامة كثيرا امن قواعد‬ ‫الصحة العاامة وبخاصة في علم الوقاية ‪ ,‬وهو أفضل شطري الطب‬ ‫فقوله صلى ا عليه وسلم ‪) :‬نحن قوم ل نأكل حنتى نجوع وإذا أكلنا ل‬ ‫نشبع( وتحريه فيما يشرب امن اماء ‪ ,‬وفي الحديث ‪) :‬كان يسنتعذب الماء(‬ ‫‪ ,‬ونهيه عن البول والنتبرز في المياه الراكدة ‪ ,‬وإعلنه الحجر الصحي‬ ‫على البلد المطعون وأهله ‪ ,‬فل ينتركونه ول ينزله غيرهم ‪ ,‬وتحذيره امن‬ ‫العدوى وطلب الفرار امن المجذوم ‪ ,‬وأوخيرا عناينته بكثير امن فروع رياضة‬ ‫البدن كالرامي والسباحة والفروسية والعدو ‪ ,‬وحث أامنته عليها وعلى‬ ‫العناية بها حنتى جاء في الحديث ‪) :‬امن تعلم الرامي ثم نسيه فليس امني(‬ ‫‪ ,‬ونهيه نهيا امشددا عن النتبنتل والنترهب وتعذيب الجسوم وإضوائها تقربا‬ ‫إلى ا تبارك وتعالى ‪ ,‬وإرشاد الامة إلى جانب العنتدال في ذلك كله ‪,‬‬


‫كل هذا ينطق بعناية السلم البالغة بصحة الامة العاامة وتشديده في‬ ‫المحافظة عليها وإفساح صدره لكل اما فيه وخيرها وسعادتها امن هذا‬ ‫الجنب الهام‪.‬‬

‫هـ ـ السلم والعلم‬ ‫وكما تحنتاج الامم إلى القوة تحنتاج كذلك إلى العلم الذي يؤازر هذه‬ ‫القوة ويوجهها أفضل توجيه ‪ ،‬ويمدها بما تحنتاج إليه امن امخنترعات‬ ‫وامكنتشفات ‪ ،‬والسلم ل يأبى العلم ‪ ،‬بل يجعله فريضة امن فرائضه‬ ‫كالقوة ويناصره ‪ ،‬وحسبك أن أول آية نزلت امن كنتاب ا تعالى ‪:‬‬ ‫م‪,‬‬ ‫ك ال َه ْكَر ُ‬ ‫ق ‪ ,‬اه ْقَره ْأ َوَر ُّب َ‬ ‫عَل أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ق الس ِه ْن َ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ق‪َ ,‬‬ ‫وخَل َ‬ ‫ك اَّلس ِذي َ‬ ‫م َرِّب َ‬ ‫س س ِ‬ ‫)اه ْقَره ْأ س ِبا ه ْ‬ ‫م( )العلق‪(5-1:‬‬ ‫عَل ه ْ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ن َاما َل ه ْ‬ ‫سا َ‬ ‫م الس ِه ْن َ‬ ‫عَّل َ‬ ‫م‪َ ,‬‬ ‫م س ِباه ْلَقَل س ِ‬ ‫عَّل َ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫وأن رسول ا قد جعل امن فداء المشركين في بدر أن يعلم أحدهم‬ ‫امن السرى عشرة امن أبناء المسلمين القراءة والكنتابة ‪,‬عمل على امحو‬ ‫الامية ‪ ,‬ولم يسو ا بين العلماء وبين الجاهلين ‪ ,‬فقال تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫ب(‬ ‫ما َيَنتَذَّكُر ُأوُلو ال َه ْلَبا س ِ‬ ‫ن إ س َِّن َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫ن َواَّلس ِذي َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫سَنتس ِوي اَّلس ِذي َ‬ ‫ل َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫)الزامر‪ , (9:‬وقد وزن السلم امداد العلماء بدم الشهداء ‪ ,‬ولزم القرآن‬ ‫ل س ِفه ْرَقأ ٍة س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫بين العلم والقوة في الينتين الكريمنتين ‪َ) :‬فَله ْول َنَفَر س ِامنه ْ ُك ِّ‬ ‫عَّلُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َل َ‬ ‫عوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫م إ س َِذا َرجَ ُ‬ ‫ن َوس ِلُيه ْنس ِذُروا َقه ْوَامُه ه ْ‬ ‫طاس ِئَف ٌة س ِلَيَنتَفَّقُهوا س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫َ‬ ‫جُدوا‬ ‫كَّفاس ِر َوه ْلَي س ِ‬ ‫م س ِامنَ اه ْل ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َيُلوَن ُ‬ ‫ن آَامُنوا َقاس ِتُلوا اَّلس ِذي َ‬ ‫ن ‪َ ,‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫حَذُرو َ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (123-122:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫ع اه ْل ُ‬ ‫ا َام َ‬ ‫ن َ‬ ‫موا أ َ َّ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ظم ًة َوا ه ْ‬ ‫غه ْل َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ِفي ُ‬ ‫ولم يفرق القرآن بين علم الدنيا وعلم الدين ‪ ،‬بل أوصى بهما جميعَا ‪،‬‬ ‫وجمع علوم الكون في آية واحدة ‪ ،‬وحث عليها وجعل العلم بها سبيل‬ ‫وخشينته وطريق امعرفنته ‪ ،‬فذلك قول ا تعالى ‪:‬‬


‫ء( وفي ذلك إشارة إلى الهيئة‬ ‫ء َاما م ً‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ا أ َه ْنَزلَ س ِام َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َتَر أ َ َّ‬ ‫)أ َ​َل ه ْ‬ ‫مَرا أ ٍ‬ ‫ت‬ ‫جَنا س ِبس ِه َث َ‬ ‫وخَر ه ْ‬ ‫والفلك وارتباط السماء بالرض ‪ ,‬ثم قال تعالى‪َ) :‬فَأ ه ْ‬ ‫خَنتس ِلفا أ َه ْلَواُنَها( وفي ذلك الشارة إلى علم النبات وغرائبه وعجائبه‬ ‫ُام ه ْ‬ ‫سو ٌد(‬ ‫ب ُ‬ ‫غَراس ِبي ُ‬ ‫ف أ َه ْلَواُنَها َو َ‬ ‫خَنتس ِل ٌ‬ ‫م ٌر ُام ه ْ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ض َو ُ‬ ‫جَد ٌد س ِبي ٌ‬ ‫ل ُ‬ ‫جَبا س ِ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫وكيميائه ‪َ) ,‬وس ِام َ‬ ‫وفي ذلك الشارة إلى علم الجيولوجيا وطبقات الرض وادوارها‬ ‫ك( وفيها‬ ‫ف أ َه ْلَواُنُه َكَذس ِل َ‬ ‫خَنتس ِل ٌ‬ ‫م ُام ه ْ‬ ‫عا س ِ‬ ‫ب َوال َه ْن َ‬ ‫س َوالَّدَوا ِّ‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫وأطوارها ‪َ) ,‬وس ِام َ‬ ‫الشارة إلى علم البيولوجيا والحيوان بأقساامه امن إنسان وحشرات‬ ‫وبهائم‬

‫فهل ترى هذه الية غادرت شيئا امن علوم الكون ؟ ثم يردف‬

‫ماءُ( )فاطر‪-27:‬‬ ‫عَل َ‬ ‫ه اه ْل ُ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫شى الَّلَه س ِام ه ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ما َي ه ْ‬ ‫ذلك كله بقوله تعالى ‪) :‬إ س َِّن َ‬ ‫‪. (28‬‬ ‫أفلست ترى امن هذا النتركيب العجيب أن ا يأامر الناس بدراسة الكون‬ ‫ويحضهم على ذلك ‪ ,‬ويجعل العارفين امنهم بدقائقه وأسراره هم أهل‬ ‫امعرفنته ووخشينته ؟‬ ‫اللهم فقه المسلمين في دينهم ‪.‬‬

‫و ـ السلم والخلق‬ ‫والامة الناهضة أحوج اما تكون إلى الخلق ‪ ..‬الخلق الفاضل القوي‬ ‫المنتين والنفس الكبيرة العالية الطموحة ‪ ،‬إذ أنها سنتواجه امن امطالب‬ ‫العصر الجديد امال تسنتطيع الوصول إليه إل بالوخلق القوية الصادقة‬ ‫النابعة امن اليمان العميق والثبات الراسخ والنتضحية الكثيرة والحنتمال‬ ‫البالغ ‪ ,‬وإنما يصوغ هذه النفس الكااملة السلم وحده ‪ ،‬هو الذي جعل‬ ‫ها‬ ‫ن َزَّكا َ‬ ‫ح َام ه ْ‬ ‫صلح النفس و تزكينتها أساس الفلح ‪ ،‬فقال تعالى ‪َ) :‬قه ْد أ َه ْفَل َ‬ ‫ها( )الشمس‪. (10-9:‬‬ ‫سا َ‬ ‫ن َد َّ‬ ‫ب َام ه ْ‬ ‫وخا َ‬ ‫‪َ ,‬وَقه ْد َ‬


‫وجعل تغيير شئون الامم وقفا على تغير أوخلقها وصلح نفوسها فقال ‪:‬‬ ‫سس ِهمه ْ( )الرعد‪. (11:‬‬ ‫غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫م َ‬ ‫غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ‬ ‫ا ل ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫وإنك لنتسمع اليات البالغة في امفردات الوخلق الكريمة فنتراها القوة‬ ‫النتي ل تغالب في إصلح النفوس وإعدادها وتزكينتها وتصفينتها ‪ ,‬امثل‬ ‫هُدوا َ‬ ‫ا‬ ‫عا َ‬ ‫جال ٌ صَ​َدُقوا َاما َ‬ ‫ن س ِر َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫قوله تعالى في الوفاء ‪) :‬س ِام َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ا‬ ‫جس ِز َ‬ ‫ظُر َوَاما َبَّدُلوا َته ْبس ِديل م ً ‪ ,‬س ِلَي ه ْ‬ ‫ن َيه ْنَنت س ِ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫حَبُه َوس ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ضى َن ه ْ‬ ‫ن َق َ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫مه ْنُه ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه َف س ِ‬ ‫َ‬ ‫م( )الحزاب‪. (24-23:‬‬ ‫صه ْدس ِقس ِه ه ْ‬ ‫ن س ِب س ِ‬ ‫صاس ِدس ِقي َ‬ ‫ال َّ‬ ‫مل‬ ‫ك س ِبَأَّنُه ه ْ‬ ‫وفي البذل والنتضحية والصبر والحنتمال وامغالبة الشدائد ‪َ) :‬ذس ِل َ‬ ‫غي ُ‬ ‫ظ‬ ‫طئا ُي س ِ‬ ‫ن َامه ْو س ِ‬ ‫طُأو َ‬ ‫ا َول َي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ص ٌة س ِفي َ‬ ‫م َ‬ ‫خ َ‬ ‫ب َول َام ه ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫م ٌأ َول َن َ‬ ‫ظ َ‬ ‫م َ‬ ‫صيُبُه ه ْ‬ ‫ُي س ِ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ع‬ ‫ا ل ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ح إ س ِ َّ‬ ‫صاس ِل ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫عمَ ٌ‬ ‫م س ِبس ِه َ‬ ‫ب َلُه ه ْ‬ ‫عُد ٍّو َنه ْيل م ً س ِإل ُكس ِنت َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫كَّفاَر َول َيَناُلو َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫ن َواس ِديا س ِإل‬ ‫عو َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ة َول َيه ْق َ‬ ‫ة َول َكس ِبيَر م ً‬ ‫غيَر م ً‬ ‫ص س ِ‬ ‫ن َنَفَقم ًة َ‬ ‫ن ‪َ ,‬ول ُيه ْنس ِفُقو َ‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫جَر اه ْل ُ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (121-120:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َاما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫جس ِزَيُه ُ‬ ‫م س ِلَي ه ْ‬ ‫ب َلُه ه ْ‬ ‫ُكس ِنت َ‬ ‫وليس كالسلم عاامل على إيقاظ الضمير وإحياء الشعور وإقاامة رقيب‬ ‫على النفس وذلك وخير الرقباء ‪ ،‬وبغيره ل يننتظم قانون اما إلى أعماق‬ ‫السرائر ووخفيات الامور‬

‫ز ـ السلم والقنتصاد‬ ‫والامة الناهضة أحوج اما تكون إلى تنظيم شؤونها القنتصادية ‪ ,‬وهي‬ ‫أهم الشؤون في هذه العصور ‪ ,‬ولم يغفل السلم هذه الناحية بل‬ ‫وضع كلياتها ولم يقف أامام اسنتكمال أامرها ‪ ,‬وها أنت ذا تسمع قول ا‬ ‫تبارك وتعالى في المحافظة على المال وبيان قيمنته ووجوب الهنتمام‬ ‫م س ِقَيااما( )النساء‪. (5:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا َل ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫م اَّلس ِنتي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ء أ َه ْامَواَل ُ‬ ‫سَفَها َ‬ ‫به ‪َ) :‬ول ُته ْؤُتوا ال ُّ‬


‫عُنس ِق َ‬ ‫ك‬ ‫غُلوَلم ًة إ س َِلى ُ‬ ‫ك َام ه ْ‬ ‫ل َيَد َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ويقول في اموازنة النفاق والدوخل ‪َ) :‬ول َت ه ْ‬ ‫ط( )السراء‪. (29:‬‬ ‫س س ِ‬ ‫ل اه ْلَب ه ْ‬ ‫طَها ُك َّ‬ ‫س ه ْ‬ ‫َول َته ْب ُ‬ ‫ويقول رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪) :‬اما عال امن اقنتصد( وهو كما‬ ‫يصدق في الفرد يصدق في الامة امع قوله صلى ا عليه وسلم ‪) :‬نعم‬ ‫المال الصالح للرجل الصالح( ‪ ,‬وأي نظام اقنتصادي فاضل يرحب به‬ ‫السلم ويدعو الامة إلى تشجيعه ول يقف أبدا في سبيله ‪ ,‬والفقه‬ ‫السلامي امملوء بأحكام المعااملت المالية ‪ ,‬وقد فصلها تفصيل ل يدع‬ ‫زيادة لمسنتزيد ‪.‬‬ ‫وبعد فإن الامة إذا توفرت لها هذه الدعائم امن الامل والوطنية والعلم‬ ‫والقوة والصحة والقنتصاد فهي بل شك أقوى الامم والمسنتقبل لها ‪ ,‬ول‬ ‫سيما إذا أضيف إلى ذلك أنها قد طهرت امن الثرة والعدوان والنانية‬ ‫والطغيان ‪ ,‬وأصبحت تنتمنى الخير للعالم كله ‪ ,‬وإن السلم قد كفل ذلك‬ ‫فل حجة لامة تريد النهوض في النكول عنه والعدول عن طريقه‪.‬‬

‫ح ـ نظم السلم العاامة‬ ‫هذه ناحية امن نواحي الجمال في بعض النظم السلامية وهي النظم‬ ‫الخاصة بنهضة الامم ‪ ,‬على اعنتبار أننا نسنتقبل عهد النهضة ‪ ,‬أاما كل‬ ‫نواحي الجمال في كل النظم السلامية فذك اما يحنتاج إلى امجلدات‬ ‫ضخام وبحو ث واسعة امنتراامية الطراف ‪ ,‬وحسبنا أن نقول كلمة امجملة‬ ‫كل الجمال وهي ‪ :‬إن نظم السلم فيما ينتعلق بالفرد أو السرة أو‬ ‫الامة حكوامنتها وشعبها ‪ ,‬أو صلة الامم بعضها ببعض ‪ ,‬نظم السلم في‬ ‫ذلك كله قد جمعت بين السنتيعاب والدقة وإيثار المصلحة وإيضاحها ‪,‬‬ ‫وإنها أكمل وأنفع اما عرف الناس امن النظم قديما أو حديثا ‪ .‬هذا حكم‬ ‫يؤيده لنتاريخ ويثبنته البحث الدقيق في كل امظاهر حياة الامة ‪.‬‬


‫ولقد كان هذا الحكم يشهد به كل امنصف ‪ ,‬وكلما تغلغل الباحثون في‬ ‫بحوثهم كشفوا امن نواحي الجمال في هذه النظم الخالدة اما لم يكن‬ ‫قد وخطر ببال سلفهم ‪ ,‬وصدق ا القائل ‪:‬‬ ‫ق أ َ​َوَل ه ْ‬ ‫م‬ ‫ح ُّ‬ ‫م أ َ​َّنُه اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫حَّنتى َيَنتَبَّي َ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫ق َوس ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ‬ ‫سُنس ِريس ِه ه ْ‬ ‫) َ‬ ‫شس ِهي ٌد( )فصلت‪. (53:‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫ك أ َ​َّنُه َ‬ ‫ف س ِبَرِّب َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫َي ه ْ‬

‫اموقف السلم امن القليات والجانب‬ ‫يا صاحب ‪...‬‬ ‫يظن الناس أن النتمسك بالسلم وجعله أساسا لنظام الحياة ينافي‬ ‫وجود أقليات غير امسلمة في الامة المسلمة ‪ ،‬وينافي الوحدة بين عناصر‬ ‫الامة ‪ ،‬وهي دعاامة قوية امن دعائم النهوض في هذا العصر ‪ ،‬ولكن‬ ‫الحق غير ذلك تمااما ‪ ،‬فإن السلم الذي وضعه الحكيم الخبير الذي يعلم‬ ‫اماضي الامم وحاضرها وامسنتقبلها قد احنتاط لنتلك العقبة وذللها امن قبل‬ ‫‪ ،‬فلم يصدر دسنتوره المقدس الحكيم إل وقد اشنتمل على النص الصريح‬ ‫الذي ل يحنتمل لبسا ول غموضا في حماية القليات ‪ ،‬وهل يريد الناس‬ ‫أصرح امن هذا النص‪:‬‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدينس ِ َوَل ه ْ‬ ‫م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫)ل َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫طينَ( )الممنتحنة‪:‬‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوُته ْق س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَب ُّرو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫‪. (8‬‬ ‫فهذا نص لم يشنتمل على الحماية فقط‪ ،‬بل أوصى بالبر والحسان إليهم‬ ‫‪ ،‬وأن السلم الذي قتّدس الوحدة النسانية العاامة في قوله تعالى‪:‬‬ ‫عوبا َوَقَباس ِئ َ‬ ‫ل‬ ‫ش ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عه ْلَناُك ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َذَكأ ٍر َوأ ُه ْنَثى َو َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫وخَله ْقَناُك ه ْ‬ ‫س إ س َِّنا َ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫عاَرُفوا( )الحجرات‪. (13:‬‬ ‫س ِلَنت َ‬ ‫ثم قدس الوحدة الدينية العاامة كذلك فقضى على النتعصب وفرض على‬ ‫أبنائه اليمان بالرسالت السماوية جميعا في قوله ‪:‬‬


‫حاقَ‬ ‫س َ‬ ‫عيلَ َوإ س ِ ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َوإ س ِ ه ْ‬ ‫هي َ‬ ‫ل إ س َِله ْيَنا َوَاما أ ُه ْنس ِزلَ إ س َِلى إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫)ُقوُلوا آَامَّنا س ِباللس ِه َوَاما أ ُه ْنس ِز َ‬ ‫ن س ِامنه ْ َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ي الَّنس ِب ُّيو َ‬ ‫سى َوَاما ُأوس ِت َ‬ ‫عي َ‬ ‫سى َو س ِ‬ ‫ي ُامو َ‬ ‫ط َوَاما ُأوس ِت َ‬ ‫سَبا س ِ‬ ‫ب َوال َ ه ْ‬ ‫عُقو َ‬ ‫َوَي ه ْ‬ ‫م س ِبس ِه‬ ‫ل َاما آَامه ْنُنت ه ْ‬ ‫مه ْث س ِ‬ ‫ن آَامُنوا س ِب س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬فس ِإ ه ْ‬ ‫مو َ‬ ‫سس ِل ُ‬ ‫ن َلُه ُام ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َوَن ه ْ‬ ‫حأ ٍد س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ق َبه ْي َ‬ ‫ل ُنَفِّر ُ‬ ‫ميعُ‬ ‫س س ِ‬ ‫هَو ال َّ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫كُه ُ‬ ‫كس ِفي َ‬ ‫سَي ه ْ‬ ‫ق َف َ‬ ‫شَقا أ ٍ‬ ‫م س ِفي س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن َتَوَّله ْوا َفس ِإَّن َ‬ ‫هَنتَده ْوا َوإ س ِ ه ْ‬ ‫َفَقس ِد ا ه ْ‬ ‫غم ًة( )البقرة‪. (138-136:‬‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ا َوَام ه ْ‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫م ‪ ,‬س ِ‬ ‫عس ِلي ُ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ثم قدس بعد ذلك الوحدة الدينية الخاصة في غير صلف ول عدوان فقال‬ ‫تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ُته ْر َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫ا َل َ‬ ‫م َواَّتُقوا َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَوه ْي ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫حوا َبه ْي َ‬ ‫صس ِل ُ‬ ‫ة َفَأ ه ْ‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫)إ س َِّن َ‬ ‫)الحجرات‪. (10:‬‬ ‫هذا السلم الذي بني على هذا المزاج المعنتدل والنصاف البالغ ل‬ ‫يمكن أن يكون أتباعه سببا في تمزيق وحدة امنتصلة ‪ ,‬بل بالعكس إنه‬ ‫أكسب هذه الوحدة صفة القداسة الدينية بعد أن كانت تسنتمد قوتها امن‬ ‫نص امدني فقط ‪.‬‬ ‫وقد حدد السلم تحديدا دقيقا امن يحق لنا أن نناوئهم ونقاطعهم ول‬ ‫ننتصل بهم فقال تعالى بعد الية السابقة ‪:‬‬ ‫ن س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫م‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫وخَر ُ‬ ‫ن وَأ َ ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫ن َقاَتُلوُك ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫)إ س َِّن َ‬ ‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫ظاس ِل ُ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫م َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫ن َيَنتَوَّلُه ه ْ‬ ‫م َوَام ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَوَّله ْو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫وخَرا س ِ‬ ‫عَلى إ س ِ ه ْ‬ ‫هُروا َ‬ ‫ظا َ‬ ‫َو َ‬ ‫)الممنتحنة‪. (9:‬‬ ‫وليس في الدنيا امنصف واحد يكره أامة امن الامم على ترضى بهذا‬ ‫الصنف دوخيل فيها وفسادا كبيرا بين أبنائها ونقضا لنظام شؤونها ‪.‬‬ ‫ذلك اموقف السلم امن القليات غير امسلمة ‪ ,‬واضح ل غموض فيه ول‬ ‫ظلم امعه ‪ ,‬واموقفه امن الجانب اموقف سلم ورفق اما اسنتقااموا‬


‫وأوخلصوا ‪ ,‬فإن فسدت ضمائرهم وكثرت جرائمهم فقد حدد القرآن‬ ‫اموقفنا امنهم بقوله ‪:‬‬ ‫وخَبال م ً َو ُّدوا َاما‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م ل َيه ْأُلوَن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُدوس ِن ُ‬ ‫طاَنم ًة س ِام ه ْ‬ ‫خُذوا س ِب َ‬ ‫ن آَامُنوا ل َتَّنت س ِ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ك مُ‬ ‫م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫خس ِفي صُ​ُدوُر ُ‬ ‫م َوَاما ُت ه ْ‬ ‫هس ِه ه ْ‬ ‫ن أ َه ْفَوا س ِ‬ ‫ء س ِام ه ْ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫ت اه ْلَب ه ْ‬ ‫م َقه ْد َبَد س ِ‬ ‫عس ِن ُّنت ه ْ‬ ‫َ‬ ‫م( )آل‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُّبوَن ُ‬ ‫م َول ُي س ِ‬ ‫ح ُّبوَنُه ه ْ‬ ‫ء ُت س ِ‬ ‫م ُأول س ِ‬ ‫ها أ َه ْنُنت ه ْ‬ ‫ن‪َ ,‬‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ت إ س ِ ه ْ‬ ‫اليا س ِ‬ ‫عمران‪. (119-118:‬‬ ‫وبذلك يكون السلم قد عالج هذه النواحي جميعا أدق العلج وأنجحه‬ ‫وأصفاه ‪.‬‬

‫اموقف السلم امن العلقة امع الغرب‬ ‫وقد يظن الناس كذلك أن نظم السلم في حياتنا الجديدة تباعد بيننا‬ ‫وبين الدول الغربية ‪ ،‬وتعكر صفو العلئق السياسية بيننا وبينها بعد أن‬ ‫كادت تسنتقر ‪ ،‬وهو أيضا ظن عريق في الوهم ‪ ،‬فإن هذه الدول إن‬ ‫كانت تسيء بنا الظنون فهي ل ترضى عنا سواء تبعنا السلم أم غيره ‪،‬‬ ‫وإن كانت صادقنتنا بإوخل ص وتبودلت الثقة بينها وبيننا فقد صرح وخطباؤها‬ ‫وساسنتها بأن كل دولة حرة في النظام الذي تسلكه في داوخل أرضها ‪،‬‬ ‫امادام ل يمس حقوق الوخرين فعلى ساسة هذه الدول جميعا ‪ :‬أن‬ ‫يفهموا أن شرف السلم الدولي هو أقدس شرف عرفه النتاريخ ‪ ،‬وأن‬ ‫القواعد النتي وضعها السلم الدولي لصيانة هذا الشرف وحفظه أرسخ‬ ‫القواعد وأثبنتها‪.‬‬ ‫فالسلم الذي يقول في المحافظة على النتعهدات وأداء اللنتزاامات‪:‬‬ ‫سُؤول م ً( )السراء‪ ، (34:‬ويقول‪) :‬س ِإل‬ ‫ن َام ه ْ‬ ‫عه ْهَد َكا َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫عه ْهس ِد إ س ِ َّ‬ ‫)َوأ َه ْوُفوا س ِباه ْل َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫هُروا َ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫م ُي َ‬ ‫م شَه ْيئا َوَل ه ْ‬ ‫صوُك ه ْ‬ ‫م َيه ْنُق ُ‬ ‫م َل ه ْ‬ ‫ن ُث َّ‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫هه ْدُت ه ْ‬ ‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )النتوبة‪, (4:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ا ُيحس ِ ُّ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫م إ س َِلى ُامَّدس ِتس ِه ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عه ْهَد ُ‬ ‫م َ‬ ‫موا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫حدا َفَأس ِت ُّ‬ ‫أَ َ‬ ‫م( )النتوبة‪ ، (7:‬ويقول في‬ ‫موا َلُه ه ْ‬ ‫سَنتس ِقي ُ‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫سَنتَقاُاموا َل ُ‬ ‫ما ا ه ْ‬ ‫ويقول‪َ) :‬ف َ‬


‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫ن‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ح ٌد س ِام َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫إكرام اللجئين وحسن جوار المسنتجير‪َ) :‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫غُه َامه ْأَامَنُه( )النتوبة‪ ، (6:‬وهذا‬ ‫م أ َه ْبس ِل ه ْ‬ ‫ا ُث َّ‬ ‫م س ِ‬ ‫ع َكل َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫حَّنتى َي ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جه ْر ُ‬ ‫ك َفَأ س ِ‬ ‫جاَر َ‬ ‫سَنت َ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫بالمشركين فكيف بالكنتابيين؟‬ ‫فالسلم الذي يضع هذه القواعد ويسلك بأتباعه هذه الساليب‪ :‬يجب‬ ‫أن يعنتبره الغربيون ضمانة أوخرى ‪ ،‬تضمن لهم ‪ .‬نقول إنه امن وخير أوربا‬ ‫نفسها أن تسودها النظريات السديدة في امعااملت دولها بعضها لبعض‪،‬‬ ‫فذلك وخير لهم وأبقى ‪.‬‬

‫أصول النهضة في الشرق غير الغرب‬ ‫يا صاحب ‪...‬‬ ‫امن السباب النتي دعت بعض الامم الشرقية إلى النحراف عن السلم‬ ‫واوخنتيار تقليد الغرب دراسة قادتها للنهضة واقنتناعهم بأنها لم تقم إل على‬ ‫تحطيم الدين وهدم الكنائس ‪ ,‬والنتخلص امن سلطة البابوية وإلجام‬ ‫القساوسة ورجال الكهنوت ‪ ,‬والقضاء على كل امظاهر السلطة الدينية‬ ‫في الامة ‪ ,‬وفصل الدين عن سياسة الدولة العاامة فصل تااما ‪ ,‬وذلك إن‬ ‫صح في الامم الغربية فل يصح أبدا بالامم السلامية ‪ ,‬لن طبيعة‬ ‫النتعاليم السلامية غير طبيعة تعاليم أي دين آوخر ‪ ,‬وسلطة رجال الدين‬ ‫المسلمين امحصورة امحدودة ل تملك تغيير الوضاع ول قلب النظم ‪ ,‬امما‬ ‫جعل القواعد الساسية في السلم على امر القرون‪ ,‬تساير العصور‬ ‫وتدعو إلى الرقي و تعضد العلم وتحمي العلماء ‪ ,‬فما كان هناك ل‬ ‫يصح أن يكون هنا ‪ ,‬وتلك بحو ث واسعة وضعت فيها الكنتب الكثيرة ‪,‬‬ ‫وامهمنتنا الن أن نلم بالموضوع إلماامة قصيرة امن باب النتذكرة والقضاء‬ ‫على الشبهات ‪ ,‬ونحن على يقين امن أن كل امنصف امعنا في هذه‬ ‫القاعدة ‪ ,‬وعلى ذلك فل يجوز أبدا أن يكون هذا الشعور رائدنا في‬ ‫نهضنتنا الجديدة ‪ ,‬النتي يجب أن ترتكز أول اما ترتكز على دعائم قوية امن‬ ‫الخلق الفاضل والعلم الغزير والقوة السابغة ‪ ,‬وهو اما يأامر به السلم ‪.‬‬


‫رجال الدين غير الدين‬ ‫وامن المبررات النتي اتخذها بعض الذين سلكوا سبيل الغربيين ‪ ,‬أنهم‬ ‫أوخذوا يشهرون بمسلك رجال الدين المسلمين امن حيث اموقفهم المناوئ‬ ‫للنهضة الوطنية ‪ ,‬وتجنيهم على الوطنيين واممالتهم للغاصبين وإيثارهم‬ ‫المنافع الخاصة والمطاامع الدنيوية على امصلحة البلد والامة ‪ ,‬وذلك إن‬ ‫صح فهو ضعف امن رجال الدين أنفسهم ل في الدين ذاته ‪ ,‬وهل يأامر‬ ‫الدين بهذا؟ ‪ ,‬وهل يمليه سيرة الجلء الفاضل امن علماء الامة‬ ‫السلامية الذين كانوا يقنتحمون على الملوك والامراء أبوابهم وسدودهم‬ ‫‪ ,‬فيقرعونهم ويأامرونهم وينهونهم ويرفضون أعطياتهم ويبتّينون لهم‬ ‫الحق وينتقدامون إليهم بمطالب الامة ‪ ,‬بل ويحملون السلح في وجوه‬ ‫الجور والظلم ‪ ,‬واما نسي النتاريخ بعد كنتيبة الفقهاء في صف ابن‬ ‫الشعث في شرق الدولة السلامية ‪ ,‬ول ثورة القاضي بن يحيى الليثي‬ ‫المالكي في غربها ‪.‬‬ ‫هذه تعاليم الدين وهذا اماضي رجاله امن فقهاء المسلمين فهل فيه‬ ‫شيء امن هذا الذي يزعمون؟ وهل امن النصاف أن ينتحمل الدين تبعة‬ ‫رجال انحرفوا عنه؟‬ ‫وعلى هذه المزاعم إن صحت في قوم فليست صحيحة للجميع ‪ ,‬وإن‬ ‫وقعت لظرف وخا ص فليست تسار كل الظروف‪ ,‬وهذا تاريخ النهضات‬ ‫الحديثة في الشرق حافل بمواقف رجال الدين المسلمين في كل أامة‬ ‫امن الامم ‪ ,‬واما اموقف الزهر في امصر والمجلس العلى في سوريا‬ ‫الجنوبية )فلسطين( وسوريا الشمالية )لبنان( وامولنا أبي الكلم وإوخوانه‬ ‫امن جلة العلماء الهند وزعماء المسلمين في إندونيسيا بمنسي ول ببعيد‬ ‫‪ ,‬فنتلك إذا امزاعم يجب أل تنتخذ ذريعة لنتحويل الامة عن دينها باسم‬ ‫الوطنية المجردة ‪ ,‬أو ليس النفع للامة أن تصلح رجال الدين وتصطلح‬ ‫عليهم بدل امن أن تقف امنهم الموقف المبيد ‪.‬‬


‫على إن هذه النتعبيرات النتي سرت إلينا تقليدا وامنها )رجال الدين( ل‬ ‫تنطبق ول تنتفق امع عرفنا ‪ ,‬فإنها إن كانت امع الغرب وخاصة‬ ‫)بالكليروس( ‪ ,‬فأنها في العرف السلامي تشمل كل امسلم ‪,‬‬ ‫فالمسلمون جميعا امن أصغرهم لكبرهم رجال دين ‪.‬‬

‫وخطوة جريئة ولكنها اموفقة‬ ‫يا صاحب ‪...‬‬ ‫بعد كل اما تقدم ل عذر لنا إن جانبنا طريق الحق ‪ :‬طريق السلم ‪,‬‬ ‫واتبعنا طريق الشهوات والزوخارف ‪ :‬طرق أوربا ‪ ,‬وفي طريق أوربا زينة‬ ‫وبهرج ‪ ,‬وفيه لذائذ وترف ‪ ,‬وفيه تحلل وإباحية ‪ ,‬وفيه اما تهوى النفس‬ ‫امن امنتعة ‪ ,‬وكل ذلك إلى النفس حبيب وقد قال تعالى ‪:‬‬ ‫ة س ِامنَ‬ ‫طَر س ِ‬ ‫مَقه ْن َ‬ ‫طيس ِر اه ْل ُ‬ ‫ن َواه ْلَقَنا س ِ‬ ‫ء َواه ْلَبس ِني َ‬ ‫سا س ِ‬ ‫ن الِّن َ‬ ‫ت س ِام َ‬ ‫شَهَوا س ِ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ح ُّ‬ ‫س ُ‬ ‫ن س ِللَّنا س ِ‬ ‫)ُزِّي َ‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫ة‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫ك َامَنتا ُ‬ ‫ ث َذس ِل َ‬ ‫حه ْر س ِ‬ ‫م َواه ْل َ‬ ‫عا س ِ‬ ‫سَّوَامس ِة َوال َه ْن َ‬ ‫م َ‬ ‫ل اه ْل ُ‬ ‫خه ْي س ِ‬ ‫ضس ِة َواه ْل َ‬ ‫ب َواه ْلس ِف َّ‬ ‫ه س ِ‬ ‫الَّذ َ‬ ‫ال ُّده ْنَيا( )آل عمران‪. (14:‬‬ ‫ولكن طريق السلم عزة وامنعة ‪ ,‬وحق وقوة ‪ ,‬وبركة واسنتقاامة ‪ ,‬وثبات‬ ‫وفضيلة ونبل ‪ ,‬فاسلكوها بالامة وفقكم ا ‪:‬‬ ‫حس ِنتَها‬ ‫جس ِري س ِامنه ْ َت ه ْ‬ ‫ت َت ه ْ‬ ‫جَّنا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫عه ْنَد َرِّبهس ِ ه ْ‬ ‫ن اَّتَقه ْوا س ِ‬ ‫م س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َذس ِل ُ‬ ‫خه ْيأ ٍر س ِام ه ْ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ل أَُؤَنِّبُئ ُ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫عَباس ِد(‬ ‫صي ٌر س ِباه ْل س ِ‬ ‫ا َب س ِ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫ن س ِامنَ س ِ‬ ‫ضَوا ٌ‬ ‫ة َوس ِر ه ْ‬ ‫طَّهَر ٌ‬ ‫ج ُام َ‬ ‫ن س ِفيَها َوأ َه ْزَوا ٌ‬ ‫وخاس ِلس ِدي َ‬ ‫ال َه ْنَهاُر َ‬ ‫)آل عمران‪. (15:‬‬ ‫وإنما أهلك الامم النترف ‪ ,‬وإنما زلزلت أوربا المنتع والمطاامع ‪:‬‬ ‫عَله ْيَها اه ْلَقه ْو ُ‬ ‫ل‬ ‫ق َ‬ ‫ح َّ‬ ‫سُقوا س ِفيَها َف َ‬ ‫ك َقه ْرَيم ًة أ َ​َامه ْرَنا ُامه ْنتَرس ِفيَها َفَف َ‬ ‫ن ُنه ْهس ِل َ‬ ‫)َوإ س َِذا أ َ​َره ْدَنا أ َ ه ْ‬ ‫ها َته ْدس ِاميرا( )السراء‪. (16:‬‬ ‫َفَدَّامه ْرَنا َ‬ ‫وإن ا تعالى قد أرسل رسوله رحمة للعالمين إلى يوم القياامة ‪ ,‬وبعث‬ ‫امعه كنتابه الحق نورا وهدى إلى يوم القياامة ‪ ,‬وإن زعاامة الرسول صلى‬ ‫ا عليه وسلم باقية بسننته ‪ ,‬وإن سلطان القرآن قوي بحجنته ‪ ,‬وإن‬ ‫النسانية صائرة إليهما ل امحالة بعز عزيز أو بذل ذليل امن قريب أو امن‬ ‫ن ُكِّلس ِه( )الفنتح‪. (28:‬‬ ‫عَلى الِّدي س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ظس ِهَر ُ‬ ‫بعيد حنتى ينتحقق قول ا ‪) :‬س ِلُي ه ْ‬


‫فكونوا أول امن ينتقدم باسم رسول ا بقارورة الدواء امن طب القرآن‬ ‫لسنتنقاذ العالم المعذب المريض ‪.‬‬ ‫إنها وخطوة جريئة ولكنها اموفقة إن شاء ا تعالى وا غالب على أامره‬ ‫عس ِزيُز‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫صُر َام ه ْ‬ ‫ا َيه ْن ُ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫ن ‪ ,‬س ِبَن ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ح اه ْل ُ‬ ‫‪َ) :‬وَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ‬ ‫م( )الروم‪(5-4:‬‬ ‫حي ُ‬ ‫الَّر س ِ‬

‫بعض وخطوات الصلح العملي‬ ‫يا صاحب ‪...‬‬ ‫بعداما وضحنا اما يجب أن يسود الامة في نهضنتها الجديدة امن شعور‬ ‫روحي ‪ ,‬نحب أن نعرض وخنتااما لبعض هذه المظاهر والثار العملية النتي‬ ‫يجب أن يمليها هذا الشعور ‪ ,‬وسنذكر هنا رؤوس اموضوعات فقط ونحن‬ ‫نعلم تمام أن كل امطلب امن هذه المطالب يحنتاج إلى بحث فسيح واسع‬ ‫دقيق تنتوافر فيه جهود الوخصائيين وكفاينتهم ‪ ,‬كما أننا نعلم أننا لم‬ ‫نسنتقص بعد كل حاجيات الامة وامطالبها وامظاهر النهضة جميعا ‪ ,‬ولسنا‬ ‫نعنتقد أن تحقيق هذه المطالب امن الهنات الهينات بحيث ينتم في عشية‬ ‫أو ضحاها ‪ ,‬كما أننا نعلم أن كثيرا امنها أاماامه امن العقبات المنتشعبة اما‬ ‫يحنتاج إلى طول الناة وعظيم الحكمة واماضي العزيمة ‪ ,‬كل ذلك نعلمه‬ ‫ونقدره ‪ ,‬ونعلم إلى جانبه أنه إذا صدق العزم وضح السبيل ‪ ,‬وان الامة‬ ‫القوية الرادة إذا أوخذت في سبيل الخير فهي ل بد واصلة إلى اما تريد إن‬ ‫شاء ا تعالى ‪ ,‬فلنتنتوجهوا وا امعكم ‪ ,‬أاما رؤوس امناحي الصلح‬ ‫المرتكز على الروح السلامي الصحيح فهي ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬في الناحية السياسية والقضائية والدارية ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬القضاء على الحزبية وتوجيه قوى الامة السياسية في وجهة واحدة‬ ‫ف واحد ‪.‬‬ ‫وص تّ‬ ‫‪ – 2‬إصلح القانون حنتى ينتفق امع النتشريع السلامي في كل فروعه ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬تقوية الجيش والكثار امن فرق الشباب وإلهاب حماسنتها على أسس‬ ‫امن الجهاد السلامي‪.‬‬


‫‪ – 4‬تقوية الروابط بين القطار السلامية جميعا ‪ ,‬وبخاصة العربية امنها‬ ‫تمهيدا للنتفكير الجدي العملي في شأن الخلفة الضائعة‪.‬‬ ‫‪ – 5‬بث الروح السلامي في دواوين الحكوامة بحيث يشعر الموظفون‬ ‫جميعا بأنهم امطالبون بنتعاليم السلم ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬امراقبة سلوك الموظفين الشخصي وعدم الفصل بين الناحية‬ ‫الشخصية والناحية العملية ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬تقديم امواعيد العمل في الدواوين صيفا وشنتاء حنتى يعين ذلك على‬ ‫الفرائض ويقضي على السهر الكثير ‪.‬‬ ‫‪ – 8‬القضاء على الرشوة والمحسوبية والعنتماد على الكفاية‬ ‫والمسوغات القانونية فقط‪.‬‬ ‫‪ – 9‬أن توزن كل أعمال الحكوامة بميزان الحكام والنتعاليم السلامية ‪ ,‬فنتكون‬ ‫نظم الحفلت والدعوات والجنتماعات الرسمية والسجون والمسنتشفيات بحيث‬ ‫ل تصطدم بقاعدة بنتعاليم السلم ‪ ,‬وتكون الدوريات في العمال على تقسيم‬ ‫ل ينتضارب امع أوقات الصلة‪.‬‬ ‫‪ – 10‬اسنتخدام الزهريين في الوظائف العسكرية والدارية وتدريبهم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬في الناحية الجنتماعية والعلمية ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تعويد الشعب احنترام الداب العاامة ‪ ,‬ووضع إرشادات امعززة‬ ‫بحماية القانون في ذلك الشأن ‪ ,‬وتشديد العقوبات على الجرائم الدبية ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬علج قضية المرأة علجا يجمع بين الرقى بها والمحافظة عليها وفق‬ ‫تعاليم السلم ‪ ،‬حنتى ل تنترك هذه القضية النتي هي أهم قضايا‬ ‫الجنتماع تحت رحمة القلم والراء الشاذة امن المفرطين والمفرطين‪.‬‬ ‫‪ - 3‬القضاء على البغاء ‪ ,‬بنوعيه السري والعلني ‪ ,‬واعنتبار الزنا امهما‬ ‫كانت ظروفه جريمة امنكرة يجلد فاعلها ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬القضاء على القمار بكل أنواعه امن ألعاب ويناصيب وامسابقات‬ ‫وأندية ‪.‬‬


‫‪ - 5‬امحاربة الخمر كما تحارب المخدرات ‪ ,‬وتحرامها وتخليص الامة امن‬ ‫شرورها ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬امقاوامة النتبرج والخلعة وإرشاد السيدات إلى اما يجب أن يكون ‪,‬‬ ‫والنتشديد في ذلك بخاصة على المدرسات والنتلميذات والطبيبات‬ ‫والطالبات وامن في حكمهن ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬إعادة النظر في امناهج تعليم البنات ووجوب النتفريق بينها وبين‬ ‫امناهج تعليم الصبيان في كثير امن امراحل النتعليم ‪.‬‬ ‫‪ – 8‬امنع الوخنتلط بين الطلبة والطالبات ‪ ,‬واعنتبار وخلوة أي رجل باامرأة ل‬ ‫تحل له جريمة يؤاوخذان بها ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬تشجيع الزواج و النسل بكل الوسائل المؤدية إلى ذلك ‪ ,‬ووضع‬ ‫تشريع يحمي السرة ويحض عليها ويحل امشكلة الزواج ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬إغلق الصالت والمراقص الخليعة وتحريم الرقص واما إلى ذلك ‪.‬‬ ‫‪ - 11‬امراقبة دور النتمثيل وأفلم السينما والنتشديد في اوخنتيار الروايات‬ ‫والشرطة ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬تهذيب الغاني واوخنتيارها وامراقبنتها والنتشديد في ذلك ‪.‬‬ ‫‪ - 13‬حسن اوخنتيار اما يذاع أو يعرض على الامة امن براامج وامحاضرات‬ ‫وأغاني واموضوعات واسنتخدام الذاعة والنتلفاز في تربية وطنية وخلقية‬ ‫فاضلة ‪.‬‬ ‫‪ - 14‬امصادرة الروايات المثيرة والكنتب المشككة المفسدة والصحف‬ ‫النتي تعمل على إشاعة الفجور وتسنتغل الشهوات اسنتغلل فاحشا ‪.‬‬ ‫‪ - 15‬تنظيم المصايف تنظيما يقضى على الفوضى والباحية النتي تذهب‬ ‫بالغرض الساسي امن الصطياف ‪.‬‬ ‫‪ - 16‬تحديد امواعيد افنتنتاح وإغلق المقاهي العاامة وامراقبة اما يشنتغل به‬ ‫رواده وإرشادهم إلى اما ينفعهم وعدم السماح لها بهذا الوقت الطويل‬ ‫كله ‪.‬‬


‫‪ - 17‬اسنتخدام هذه المقاهي في تعليم الاميين القراءة والكنتابة‬ ‫ويساعد على ذلك هذا الشباب المنتوثب امن رجال النتعليم اللزاامي‬ ‫والطلبة‬ ‫‪ - 18‬امقاوامة العادات الضارة اقنتصاديا أو وخلقيا أو غير ذلك وتحويل‬ ‫تيارات الجماهير عنها إلى غيرها امن العادات النافعة ‪ ،‬أو تهذيب نفسها‬ ‫تهذيبا ينتفق امع المصلحة وذلك كعادات الفراح والمبآتم والموالد والزار‬ ‫والمواسم والعياد واما إليها ‪ ،‬وتكون الحكوامة قدوة صالحة في ذلك ‪.‬‬ ‫‪ - 19‬اعنتبار دعوة الحسبة وامؤاوخذة امن يثبت عليه امخالفة شئ امن‬ ‫تعاليم السلم أو العنتداء عليه ‪ ،‬كالفطار في رامضان وترك الصلة‬ ‫عمدا أو سب الدين وأامثال هذه الشؤون ‪.‬‬ ‫‪ - 20‬ضم المدارس اللزاامية في القرى و المساجد وشمولها امعا‬ ‫بالصلح النتام امن حيث الموظفين و النظافة وتمام الرعاية ‪ ,‬حنتى ينتدرب‬ ‫الصغار على الصلة وينتدرب الكبار على العلم‪.‬‬ ‫‪ - 21‬تقرير النتعليم الديني امادة أساسية في كل المدارس على اوخنتلف‬ ‫أنواعها كل بحسبه وفى الجاامعة أيضا‪.‬‬ ‫‪ - 22‬تشجيع تحفيظ القرآن في المكاتب العاامة الحرة ‪ ,‬وجعل حفظه‬ ‫شرطا في نيل الجازات العلمية النتي تنتصل بالناحية الدينية واللغوية ‪ ,‬امع‬ ‫تقرير حفظ بعضه في كل امدرسة‪.‬‬ ‫‪ - 23‬وضع سياسة ثابنتة للنتعليم ‪ ،‬تنهض به وترفع امسنتواه ‪ ,‬وتوحد‬ ‫أنواعه المنتحدة الغراض و المقاصد ‪ ,‬وتقرب بين الثقافات المخنتلفة في‬ ‫الامة ‪ ,‬وتجعل المرحلة الولى امن امراحله وخاصة بنتربية الروح الوطني‬ ‫الفاضل والخلق القويم ‪.‬‬ ‫‪ - 24‬العناية باللغة العربية في كل امراحل النتعليم وإفرادها في المراحل‬ ‫الولى عن غيرها امن اللغات الجنبية ‪.‬‬ ‫‪ - 25‬العناية بالنتاريخ السلامي والنتاريخ الوطني النتربية الوطنية وتاريخ‬ ‫حضارة السلم‪.‬‬


‫‪ – 26‬النتفكير في الوسائل المناسبة لنتوحيد الزياء في الامة تدريجيا‪.‬‬ ‫‪ - 27‬القضاء على الروح الجنبية في البيوت امن حيث اللغة والعادات‬ ‫والزياء والمربيات والممرضات ‪..‬الخ ‪ ،‬وتصحيح ذلك وبخاصة في بيوت‬ ‫الطبقات الراقية ‪.‬‬ ‫‪ - 28‬توجيه الصحافة توجيها صالحا وتشجيع المؤلفين والكاتبين على‬ ‫طرق الموضوعات السلامية الشرقية‪.‬‬ ‫‪ - 29‬العناية بشؤون الصحة العاامة ‪ ,‬امن نشر الدعاية الصحية بمخنتلف‬ ‫الطرق والكثار امن المسنتشفيات والطباء والعيادات المنتنقلة وتسهيل‬ ‫سبل العلج ‪.‬‬ ‫‪ - 30‬العناية بشأن القرية امن حيث نظاامها ونظافنتها وتنقية امياهها‬ ‫ووسائل الثقافة والراحة والنتهذيب فيها‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬في الناحية القنتصادية ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬تنظيم الزكاة دوخل وامنصرفا بحسب تعاليم الشريعة السمحة ‪,‬‬ ‫والسنتعانة به في المشروعات الخيرية النتي لبد امنها كملجئ العجزة‬ ‫والفقراء والينتاامى وتقية الجيش ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬تحريم الربا وتنظيم المصارف تنظيما يؤدي إلى هذه الغاية ‪ ,‬وتكون‬ ‫الحكوامة قدوة في ذلك بإلغاء الفوائد في امشروعاتها الخاصة بها كبنك‬ ‫النتسليف والسلف الصناعية وغيرها ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬تشجيع المشروعات القنتصادية والكثار امنها ‪ ,‬وتشغيل العاطلين امن‬ ‫المواطنين فيها واسنتخل ص اما في أيدي الجانب امنها للناحية الوطنية‬ ‫البحنتة‪.‬‬ ‫‪ – 4‬حماية الجمهور امن عسف الشركات المحنتكرة وإلزاامها حدودها‬ ‫والحصول على كل امنفعة اممكنة للجمهور‪.‬‬ ‫‪ – 5‬تحسين حال الموظفين الصغار برفع امرتباتهم واسنتبقاء علواتهم‬ ‫وامكافأتهم وتقليل امرتبات الموظفين الكبار‪.‬‬


‫‪ – 6‬حصر الوظائف ووخصوصا الكثيرة امنها ‪ ,‬والقنتصار على الضروري ‪,‬‬ ‫وتوزيع العمل على الموظفين توزيعا عادل والنتدقيق في ذلك‪.‬‬ ‫‪ – 7‬تشجيع الرشاد الزراعي والصناعي والنتجاري ‪ ,‬والهنتمام بنترقية‬ ‫الفلح والصانع امن الناحية الننتاجية‪.‬‬ ‫‪ – 8‬العناية بشؤون العمال الفنية والجنتماعية ‪ ,‬ورفع امسنتواهم في‬ ‫امخنتلف النواحي الحيوية ‪.‬‬ ‫‪ – 9‬اسنتغلل الموارد الطبيعية كالرض البور والمناجم المهملة وغيرها‪.‬‬ ‫‪ – 10‬تقديم المشروعات الضرورية على الكماليات في النشاء والنتنفيذ ‪.‬‬ ‫وبعد ‪ ,‬فهذه رسالة الوخوان المسلمين ‪ ,‬ننتقدم بها‪ ,‬وإنا لنضع أنفسنا‬ ‫وامواهبنا وكل اما نملك تحت تصرف أي هيئة أو حكوامة تريد أن تخطو‬ ‫بأامة إسلامية نحو الرقي والنتقدم ‪ ,‬نجيب النداء ونكون الفداء ‪ ,‬ونرجو أن‬ ‫نكون قد أدينا بذلك أاماننتنا وقلنا كلمنتنا والدين النصيحة لله ولرسوله‬ ‫ولئمة المسلمين وعاامنتهم ‪.‬‬ ‫وحسبنا ا وكفى ‪ ...‬وسلم على عباده الذين اصطفى ‪...‬‬ ‫حسـن البنــا‬


‫نظـرات ثــــل ث‬ ‫حيــ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســـ س ِ‬ ‫بس ِـ ه ْ‬ ‫س س ِلُيس ِذيَقُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ت أ َه ْيس ِدي الَّنا س ِ‬ ‫سَب ه ْ‬ ‫ما َك َ‬ ‫حس ِر س ِب َ‬ ‫ساُد س ِفي اه ْلَبِّر َواه ْلَب ه ْ‬ ‫ظَهَر اه ْلَف َ‬ ‫} َ‬ ‫ن {‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َيه ْر س ِ‬ ‫عَّلُه ه ْ‬ ‫مُلوا َل َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ض اَّلس ِذي َ‬ ‫ع َ‬ ‫َب ه ْ‬ ‫إلى رئيس الحكوامة باعنتباره المسؤول الول ‪..‬‬ ‫وإلى أعضاء الهيئات السلامية ـ على اوخنتلفها ـ باعنتبارهم الدعاة‬ ‫الرسميين لنظام السلم ‪..‬‬ ‫وإلى رؤساء الهيئات الشعبية السياسية والوطنية باعنتبارهم قادة الفكر‬ ‫واموجهي الجماهير‬ ‫وإلى كل امحب لخير العالم وسيادة بني النسان ‪..‬‬ ‫أوجه هذه الكلمات ‪ ,‬أداء للامانة ‪ ,‬وقيااما بحق الدعوة ‪..‬‬ ‫أل قد بلغت ‪ ...‬اللهم فاشهد‬ ‫حسـن البنــا‬ ‫فأاما النظرة الولى ‪ :‬فإلى اما وصلت إليه الحال في وطننا العزيز امصر‬ ‫امن فساد تغلغل في كل المرافق ‪ ،‬وشمل كل امظاهر الحياة ‪:‬‬ ‫امطالبنا الوطنية لم نصل فيها إلى شيء ‪...‬‬ ‫و روح الشعب المعنوية امحطمة أشد تحطيم بسب الركود ‪ ،‬والشقاق‬ ‫والخلف يملك نفوس القادة والزعماء حاكمين وامحكوامين على السواء‬ ‫…‬ ‫والجهاز الداري أفسدته المطاامع الشخصية ‪ ,‬والغايات الحزبية ‪ ,‬وسوء‬ ‫النتصرفات ‪ ,‬وضعف الوخلق ‪ ،‬والمركزية القاتلة والجراءات المعقدة ‪,‬‬ ‫والهرب امن تحمل النتبعات ‪.‬‬


‫والقانون قد ضعف سلطانه على النفوس و الوضاع لكثرة اما اقنتحم‬ ‫عليه امن تحايل واسنتثناءات ‪.‬‬ ‫‪..‬وشدة الغلء ‪ ،‬وكثرة المنتعطلين لقلة العمال وانخفاض امسنتوى‬ ‫المعيشة – إلى حد ل يكاد ينتصوره إنسان – بين الغلبية العظمى امن‬ ‫السكان ‪ ,‬امع نضوب امعين الرحمة امن القلوب واسنتيلء القسوة وروح‬ ‫الجبروت والظلم على النفوس كل ذلك أوخذ ينتحول إلى حال امن السخط‬ ‫تنتمثل في كثرة الضرابات وتنتجلى في كثير امن المظاهر والعبارات …‬ ‫والوخلق قد اننتهى أامرها – أو كاد – وعصف بها الجهل و الفقر و الحاجة‬ ‫والفاقة واننتشرت الرذائل و امظاهر النحلل الخلقي في كل امكان …‬ ‫والفكار امبلبلة والنفوس قلقة ل تكاد تسنتقر في شئ على حال ‪.‬‬ ‫وكل هذه المعاني تزداد بمرور اليام ‪ ،‬وتنتضاعف ساعة بعد ساعة ‪,‬‬ ‫وتنذر ببلء امحيط وشر امسنتطير ‪ ,‬إن لم ينتداركها العقلء قبل فوات‬ ‫الوان ‪...‬‬ ‫وأاما النظرة الثانية ‪ :‬فإلى اما وصلت إليه الحال في أوطاننا الغالية‬ ‫العزيزة امن بلد العروبة وأامم السلم ‪:‬‬ ‫فلسطين ‪ :‬امهددة بهذا الجنتياح الذي اننتهت إليه هذه المؤاامرة الدولية امن‬ ‫الامريكان والروس والنجليز على السواء ‪ ,‬بفعل الصهيونية العالمية‬ ‫النتي سخرت الحكوامات والشعوب الغربية بالمال ‪ ,‬امع اسنتعدادها‬ ‫السابق ‪ ,‬بكل تعصب ذاميم على العرب والمسلمين أينما كانوا‪...‬‬ ‫و الباكسنتان الناشئة ‪ :‬تقاسي الامرين امن هذا العدوان الوثني المسلح ‪,‬‬ ‫المؤبد بدسائس السنتعمار وأسلحة السنتعمار على اوخنتلف دوله ‪ ,‬حنتى‬


‫روسيا – النتي تنتظاهر باحنترام إرادة وأامم الشعوب – تنتبآامر هي الوخرى‬ ‫على الدولة الناشئة إن صح اما ولفنتنا به اليوم البرقيات الوخبار ‪...‬‬ ‫وإندونيسيا ‪:‬النتي تبلغ سبعين امليونا أكثرهم امن المسلمين ‪ ,‬تضغط عليها‬ ‫هولندا النتي لم تكسر قيد الحنتلل اللماني إل بيد غيرها امن جنود‬ ‫الحلفاء ‪ ,‬وتريد أن تحول بين الشعب السلم الباسل وبين اما هو حق‬ ‫طبيعي له امن حرية واسنتقلل ‪..‬‬ ‫وطرابلس الغرب وبرقة ‪ :‬تجهز لها حبائل السنتفنتاء ول يدري عواقب‬ ‫هذه اللعنة السياسية إل ا ‪ ,‬وإن غدا لناظره قريب ‪...‬‬ ‫وشمال أفريقيا بأقساامه ‪ :‬تونس والجزائر وامراكش ‪ ,‬يسنتغيث ول امغيث‬ ‫‪ ,‬ويجاهد اما سنتطاع ليكسر القيود والغلل النتي ضربنتها امن حوله فرنسا‬ ‫‪ ,‬وحرامنته بها حقه في العيش الحر الكريم ‪ ,‬وامن السنتقلل النتام ‪...‬‬ ‫وقل امثل ذلك في كل شعب عربي إسلامي ‪ ,‬فإنك لن تجد واحدا امنها‬ ‫قد سلم امن امناورات الغصب ودسائس السنتعمار ‪ ...‬هذا في أوضاعه‬ ‫السياسية ‪ ،‬وكلها امن حيث الوضاع الجنتماعية ليست أحسن حال امما‬ ‫تقدم ذكره في وادي النيل ‪ ...‬وكلنا في الهم شرق ‪.‬‬ ‫وأاما النظرة الثالثة ‪ :‬فإلى اما انحدر إليه النتفكير بين زعماء العالم‬ ‫وساسة الشعوب والذين أتاحت لهم المقادير أن يكونوا قادة الدنيا في‬ ‫هذه اليام بعد الحرب العالمية الثانية ‪.‬‬ ‫لقد اوخنتفت المثل العليا تمام الوخنتفاء ‪ ,‬وغابت عن النظار و القلوب تلك‬ ‫الهداف الجميلة النتي نادى بها هؤلء الناس ساعة العسرة ‪ ,‬وجندوا‬ ‫باسمها قوى الامم ضد الظلم و الطغيان ‪ ...‬فالعدالة الجنتماعية ‪,‬‬ ‫والحريات الربع ‪ ,‬وامبادئ اميثاق الامم‪ ..‬الخ ‪.‬‬


‫هذه القائمة الطويلة العريضة امن المبادئ الساامية والهداف المغرية‬ ‫أصبحت في وخبر كان ولم تعد لهؤلء الساسة و الزعماء " فلسفة راقية "‬ ‫يقودون بنتوجيهها العالم إل فلسفة المصالح المادية ‪ ،‬والمطاامع‬ ‫السنتعمارية وامناطق النفوذ والسنتيلء على المواد الخام ! ‪ .‬وكل ذلك‬ ‫على صورة امن الجشع و النهم لم تر الدنيا لها امثيل ول بعد الحرب‬ ‫العالمية الولى ‪ .‬وأصبحت هذه المعاني وحده امحور النتنافس بيت‬ ‫الدول المننتصرة ‪ ,‬روسيا امن جانب وأامريكا وإنجلنترا امن جانب آوخر ‪ ,‬وإن‬ ‫حاولت كل امنها أن تسنتر جشعها وامناورتها بسنتار امن دعوى المبادئ‬ ‫الجنتماعية الصالحة ‪ ,‬والنظم النسانية الفاضلة ‪ ,‬باسم الشيوعية أو‬ ‫الديمقراطية ‪ ,‬وليس وراء هاتين اللفظنتين إل المطاامع السنتعمارية‬ ‫والمصالح المادية في كل امكان ‪.‬‬ ‫وننتيجة هذا النحراف – الذي هو في حقيقة أامره امسخ لنسانية بنى‬ ‫النسان – ليست إل "الحرب الثالثة " المسلحة بالقنابل الذرية ‪ ،‬والغازات‬ ‫الخانقة والسلحة المهلكة ‪ ,‬واما سمعنا واما لم نسمع عنه بعد امن‬ ‫امعدات الهلك والدامار النتي تمثل اما جاءت به الكنتب السماوية وامن‬ ‫ ث ‪,‬‬ ‫مه ْبُثو س ِ‬ ‫ش اه ْل َ‬ ‫س َكاه ْلَفَرا س ِ‬ ‫ن الَّنا ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫م َي ُ‬ ‫وصف القارعة وهول القياامة ‪َ) :‬يه ْو َ‬ ‫ش( )القارعة‪. (5-4:‬‬ ‫مه ْنُفو س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫عه ْه س ِ‬ ‫ل َكاه ْل س ِ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫َوَت ُ‬ ‫هذه هي صورة الحال في وطننا الخا ص ‪ ,‬وفى وطننا العربي‬ ‫والسلامي وفى وطننا النساني العام ‪ ,‬وإذا لم تقم في الدنيا أامة "‬ ‫الدعوة الجديدة " تحمل رسالة الحق والسلم فعلى الدنيا العفاء ‪,‬‬ ‫وعلى النسانية السلم ‪...‬‬ ‫وإن امن واجبنا وفى يدنا شعلة النور وقارورة الدواء ‪ ,‬أن ننتقدم لنصلح‬ ‫أنفسنا وندعو غيرنا ‪ ,‬فإن نجحنا فذاك ‪ ,‬وإل فحسبنا أن نكون قد بلغنا‬ ‫الرسالة وأدينا الامانة وأردنا الخير للناس ‪ ,‬ول يصح أبدا أن نحنتقر أنفسنا‬


‫‪ ,‬فحسب الذين يحملون الرسالت ويقوامون بالدعوات امن عواامل النجاح‬ ‫أن يكونوا بها امؤامنين ‪ ,‬ولها امخلصين ‪ ,‬وفى سبيلها امجاهدين ‪ ,‬وأن‬ ‫يكون الزامن يننتظرها و العالم ينترقبها ‪ ...‬فهل امن امجيب ؟‬ ‫كُروا َاما‬ ‫م َتَنتَف َّ‬ ‫ن َتُقوُاموا للس ِه َامه ْثَنى وَُفَراَدى ُث َّ‬ ‫ة أ َ ه ْ‬ ‫حَد أ ٍ‬ ‫م س ِبَوا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ما أ َ س ِ‬ ‫ل إ س َِّن َ‬ ‫)ُق ه ْ‬ ‫شس ِديأ ٍد( )سـبأ‪(46:‬‬ ‫ب َ‬ ‫عَذا أ ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ن َيَد ه ْ‬ ‫م َبه ْي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هَو س ِإل َنس ِذي ٌر َل ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫جَّنأ ٍة إ س ِ ه ْ‬ ‫ن س ِ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫حس ِب ُ‬ ‫صا س ِ‬ ‫س ِب َ‬ ‫‪.‬‬

‫أي لــون نخنتــار؟‬ ‫ن(‬ ‫عاس ِبُدو َ‬ ‫ن َلُه َ‬ ‫ح ُ‬ ‫غم ًة َوَن ه ْ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ا َوَام ه ْ‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫) س ِ‬ ‫تسود امجنتمعنا اليوم حيرة ‪ ...‬و إذا داامت هذه الحيرة فليس وراءها إل‬ ‫الثورة ‪ ,‬و الثورة الهوجاء النتي ل غاية لها ‪ ,‬ول ضابط ول نظام ول حدود‬ ‫‪ ,‬ول تعقيب إل الهلك و الدامار والخسارة البالغة ‪ ,‬وبخاصة في هذا‬ ‫العصر الذي ل يرحم والذي تنتجارى بأهله الهواء كما ينتجارى الكلب‬ ‫بصاحبه ‪ ،‬وفى وطن كمصر تنتطلع إليه النظار وتنتقاذفه المطاامع في‬ ‫الداوخل والخارج ‪.‬‬ ‫هذا الكلم امنتفق عليه بين كل امن يعنيهم أامر هذا الوطن ‪ ,‬وإنك‬ ‫لنتسمعه امن الزعماء و المفكرين كما تسمعه امن العاامة في امجالسهم‬ ‫و المجنتمعين في أندينتهم وذوى العمال في أاماكن عملهم ‪ ،‬وامن سائق‬ ‫العربة إذا ركبت امعه ‪ ,‬وامن بائع الخضر إذا تحدثت إليه ‪ ..‬وإذا أنكرنا ذلك‬ ‫أو تغافلنا عن أثره ‪ ,‬أو اسنتصغرنا ننتائجه كنا كالنعاامة النتي تدفن رأسها‬ ‫في الرامل وتظن أنها بذلك تخدع الصياد ‪.‬‬ ‫وامن هذه الثغرة وتطبيقا لهذا القانون الجنتماعي الذي ل ينتخلف ‪ ,‬تأامل‬ ‫المبادئ الجديدة والدعوات الجديدة أن تنفذ إلى امصر ‪ ,‬وتكافح في‬


‫سبيل اسنتيلئها على النفوس المصرية والقلوب المصرية أشد الكفاح‬ ‫وتسلك إلى ذلك كل سبيل امسنتطاع وغير امسنتطاع وامن هنا سمعنا كثيرا‬ ‫امن هذه الصوات ينتردد في الصحف السيارة وفى المجالس والمننتديات‬ ‫‪ ,‬فالشيوعية جادة في فرض تعاليمها على أبناء هذا المجنتمع ‪,‬‬ ‫والديمقراطية السنتعمارية الهزيلة تحاول امن جانبها أن تقاوم هذا النتيار ‪,‬‬ ‫وينتوسطهم قوم داعون للشنتراكية ‪ ,‬ويقف السلم العنتيد المسنتقر في‬ ‫هذه القلوب أربعة عشر قرنا ‪,‬المسنتولى عليها ‪ ,‬المؤثر فيها بجماله‬ ‫وجلله وسموه وروعنته ‪ ,‬يأبى على الجميع أن ينزل عن امرتبنته أو ينتخلى‬ ‫عن هذه القلوب النتي أامنت به وجاهدت أكرم الجهاد في سبيل إعلئه‬ ‫وبقائه ورفعنته وردت عنه بهذا الجهاد غارات الصليبيين وهجمات النتنتار‬ ‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫س ل َي ه ْ‬ ‫كنَّ أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ‬ ‫ه َوَل س ِ‬ ‫عَلى أ َه ْامس ِر س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غاس ِل ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫وامكايد الصهيونية ‪َ) :‬و ُ‬ ‫)يوسف‪. (21:‬‬ ‫ولك إلى امنتى هذا النتطاحن بين هذه الراء و الوضاع ‪ ,‬وهو إن كان‬ ‫اليوم صغيرا فهو لن يظل كذلك ‍‬ ‫؟!‬ ‫و إلى امنتى ينظر أهل الرأي في امصر إلى هذا الصراع في غفلة وبله‬ ‫وانصراف كأن الامر ل يعنيهم ‪ ,‬وكأنه ينتناول بلدا غير بلدهم وأشخاصا‬ ‫غير أشخاصهم ؟!‪ ..‬ل امنا ص لنا امن أن نخنتار ‪.‬‬ ‫وإذا لم نخنتر اليوم ونحن راضون ‪ ,‬فسنقبل غدا – بل الغد القريب جدا –‬ ‫ونحن امرغمون ‪ ,‬وإني لرى الواميض وخلل الراماد ويوشك أن يكون له‬ ‫ضرام ‪.‬‬ ‫لبد امن أن نخنتار لون الحياة الجديدة النتي نحياها ‪ ,‬ولم تعد أوضاع‬ ‫الحياة الجنتماعية بكل نواحيها في امصر صالحة أامام النتطور الجديد في‬ ‫الوخلق و الفكار وحاجات الناس ‪ ,‬والعاقل امن تدبر الامر قبل وقوعه‬ ‫وأعد له عدته ‪.‬‬


‫وأاماامنا الشيوعية والشنتراكية ‪ ,‬وهما امعنتبرتان في امنطق النتحالف‬ ‫الدولي اليوم امن امعاني الديمقراطية ‪ ,‬ول يسنتطيع الديمقراطيون أن‬ ‫يقداموا غير هذا ‪ .‬وأاماامنا كذلك )نظام السلم( وتوجيه السلم ‪,‬‬ ‫وتعاليم السلم ‪ ,‬وأحكام السلم ‪.‬‬ ‫ونحن في الحقيقة لسنا امخيرين ولسنا أحرارا في الوخنتيار ‪ ,‬فإننا جميعا‬ ‫آامنا بهذا السلم الحنيف دينا ودولة ‪ ,‬واعنتبرنا امصر دولة إسلامية ‪ ,‬بل‬ ‫هي زعيمة دول السلم ‪ .‬وقال دسنتورنا صراحة " دين الدولة الرسمي‬ ‫السلم ولغنتها اللغة العربية "‪.‬‬ ‫وهذا الشعب – شعب وادي النيل كله في الشمال والجنوب – يدين بهذا‬ ‫الدين الحنيف والقلية غير المسلمة امن أبناء هذا الوطن تعلم تمام‬ ‫العلم كيف تجد الطمأنينة والامن و العدالة و المساواة النتاامة في كل‬ ‫تعاليمه و أحكاامه ‪ ,‬هذا الذى يقول كنتابه ‪:‬‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدينس ِ َوَل ه ْ‬ ‫م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫)ل َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫طينَ( )الممنتحنة‪:‬‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوُته ْق س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَب ُّرو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫‪. (8‬‬ ‫والكلم في هذا المعنى امفروغ امنه ‪ ,‬وهذا النتاريخ الطويل العريض‬ ‫للصلة الطيبة الكريمة بين أبناء هذا الوطن جميعا – امسلمين وغير‬ ‫امسلمين – يكفينا امؤونة الفاضة والسراف ‪ ,‬فإن امن الجميل حقا أن‬ ‫نسجل لهؤلء المواطنين الكرام أنهم يقدرون هذه المعاني في كل‬ ‫المناسبات ‪ ,‬ويعنتبرون السلم امعنى امن امعاني قوامينتهم وإن لم تكن‬ ‫أحكاامه وتعاليمه امن عقيدتهم ‪.‬‬ ‫وإذا ل امنا ص للحكوامة المصرية و الهيئات المصرية والحزاب المصرية‬ ‫امن أن تفي بعهدها الشرعي لله ولرسوله يوم نطقت بالشهادتين‬


‫فالنتزامت السلم ‪ ,‬وبعهدها المدني الوطني لهذا الشعب يوم أصدرت‬ ‫الدسنتور ‪ ,‬ونصت فيه على أن الدين الرسمي هو السلم ‪ ,‬وبغير ذلك‬ ‫تكون قد غدرت بعهدها ‪ ,‬و وخانت أامانة ا و الناس عندها ‪ ,‬وعليها أن‬ ‫تصارح الشعب ليحدد اموقفه امنها واموقفها امنه ‪ ،‬ول امحل اليوم للمداورة‬ ‫والخداع ‪.‬‬ ‫وهذا الوفاء سيحمى الوطن امما يهدده امن أوخطار اجنتماعية داهمة ‪,‬‬ ‫ويعيد الطمأنينة و السكينة إلى النفوس و القلوب ‪ ,‬لكنه يسنتلزم حال‬ ‫تغيير التجاهات و الوضاع كلها و المجاهرة بأن وادي النيل هو حاامل‬ ‫رسالة السلم و امنفذها وامبلغها فى غير امواربة ول وهن ‪ ,‬ول يغنى‬ ‫عن العمل الكلم ‪.‬‬ ‫فهل تصيخ الذان المغلقة إلى هذا النذير ‪ ,‬فنتعود إلى حجر السلم قول‬ ‫جَر َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك س ِفي َ‬ ‫مو َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ل ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫وعمل وتطبيقا ؟؟ )َفل َوَرِّب َ‬ ‫سس ِليما( )النساء‪:‬‬ ‫موا َت ه ْ‬ ‫سِّل ُ‬ ‫ت َوُي َ‬ ‫ضه ْي َ‬ ‫ما َق َ‬ ‫حَرجا س ِام َّ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫م ل َي س ِ‬ ‫ُث َّ‬ ‫‪. (65‬‬ ‫يا دولة رئيس الحكوامة ‪.‬‬ ‫ويا رجال الزهر الشريف ‪.‬‬ ‫ويا رؤساء الهيئات و الجماعات والحزاب ‪.‬‬ ‫ويا أيها الغيور على امصلحة هذا الوطن العزيز ‪.‬‬ ‫ويا أبناء هذا الوطن جميعا ‪...‬‬ ‫سنُ س ِام َ‬ ‫ن‬ ‫ح َ‬ ‫ا َوَامنه ْ أ َ ه ْ‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫إليكم أوجه النداء ‪ ,‬فإلى تعاليم السلم ‪ ) ،‬س ِ‬ ‫ن( )البقرة‪. (138:‬‬ ‫عاس ِبُدو َ‬ ‫ن َلُه َ‬ ‫ح ُ‬ ‫غم ًة َوَن ه ْ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫س ِ‬


‫أل قد بلغت ‪ ...‬اللهم فاشهد ‪.‬‬

‫اعنتراضـــات‬ ‫م َيُقوُلو َ‬ ‫ن‬ ‫ن س ِفيس ِه ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ساس ِر ُ‬ ‫ض ُي َ‬ ‫م َامَر ٌ‬ ‫ن س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫) َفَنتَرى اَّلس ِذي َ‬ ‫ح أ َه ْو أ َه ْامأ ٍر‬ ‫ي س ِباه ْلَفه ْنت س ِ‬ ‫ن َيه ْأس ِت َ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫سى ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ة َف َ‬ ‫صيَبَنا َداس ِئَر ٌ‬ ‫ن ُت س ِ‬ ‫شى أ َ ه ْ‬ ‫خ َ‬ ‫َن ه ْ‬ ‫ن(‬ ‫م َناس ِدس ِامي َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫س ُّروا س ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫عَلى َاما أ َ َ‬ ‫حوا َ‬ ‫صس ِب ُ‬ ‫ه َفُي ه ْ‬ ‫عه ْنس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫دعوت قوامي إلى أن يخنتاروا ‪ ،‬أو بعبارة أصح و أوضح ‪ ,‬إلى أن يبروا‬ ‫بعهدهم امع ا وامع أنفسهم فيقيموا دعائم حياتنا الجنتماعية في كل‬ ‫امظاهرها على قواعد السلم الحنيف ‪ ,‬وبذلك يسلم امجنتمعنا امن هذا‬ ‫القلق والضطرابات و البلبلة النتي شملت كل شيء ‪ ,‬والنتي وقفت بنا عن‬ ‫كل تقدم ‪ ,‬والنتي حالت بيننا وبين أن ننتعرف الطريق السوي إلى علج‬ ‫أية قضية امن قضايانا الكثيرة المعلقة في الداوخل و الخارج ‪ ,‬وقلت إنه ل‬ ‫سبيل إلى النجاة إل هذا التجاه عقيدة وعمل بكل اما نسنتطيع امن حزم‬ ‫وسرعة ‪.‬‬ ‫وقد يقال ‪ :‬كيف ذلك والحياة العصرية في العالم كله ل تقوم على‬ ‫أساس الدين في أية ناحية امن نواحيها ‪ ,‬وقد اصطلحت أامم العالم ‪,‬‬ ‫النتي بيدها اليوم امقاليد الامور وتوجيه امقدرات الامم والشعوب ‪ ,‬على‬ ‫فصل الحياة الجنتماعية عن العقائد الدينية ‪ ,‬وإقصاء الدين عن كل‬ ‫امرافق الحياة وحصره بين الضمير والمعبد ‪ ،‬وهى وحدها نافذة المؤامن‬ ‫النتي ينتصل امنها بالله ‪.‬‬ ‫والذين يقولون هذا القول لم يعرفوا " السلم " ‪ ,‬ولم يدرسوا تعاليمه‬ ‫وأحكاامه ‪ ,‬ولم يفقهوه بعد على طبيعنته الصحيحة ووضعه السليم ‪ ..‬امن‬ ‫أنه دين وامجنتمع ‪ ,‬وامسجد ودولة ‪ ,‬ودنيا وآوخرة ‪ ،‬وأنه تعرض لشؤون‬ ‫الحياة الدنيوية العلمية بأكثر امما تعرض به للعمال النتعبدية ‪ ,‬وإن كان‬


‫قد أقام الشطرين امعا على دعاامة امن سلامة القلب ‪ ،‬وحياة الوجدان ‪,‬‬ ‫وامراقبة ا ‪ ,‬وطهر النفس ‪ .‬فالدين على هذا جزء امن نظام السلم ‪,‬‬ ‫والسلم ينظمه كما ينظم الدنيا تمااما‪ .‬ونحن كمسلمين امطالبون بأن‬ ‫ن س ِامنَ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫يقوم ديننا ودنيانا على أساس القواعد السلامية ‪َ ) :‬وَامنه ْ أ َ ه ْ‬ ‫ن( )المائدة‪. (50:‬‬ ‫م ُيوس ِقُنو َ‬ ‫كما س ِلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ا ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وامن هنا فرق الفقهاء في النظرة النتشريعية بين اما هو امن قواعد‬ ‫أحكام المعااملت وشؤون الحياة الجنتماعية ‪ ,‬فأفسح للنظر والجنتهاد‬ ‫في الثانية اما ليس في الولى حنتى ل يكون على الناس في ذلك حرج‬ ‫سَر( )البقرة‪. (185:‬‬ ‫ع ه ْ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫سَر َول ُيس ِريُد س ِب ُ‬ ‫م اه ْلُي ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ا س ِب ُ‬ ‫ول امشقة ‪ُ) ,‬يس ِريُد ُ‬ ‫وتحد ث للناس أقضية بقدر اما أحدثوا امن الفجور ‪.‬‬ ‫وقد يقال ‪ :‬إن هذا جمود ورجوع بالعالم إلى الوراء ألف عام أو تزيد ‪،‬‬ ‫فكيف يعقل أننا نطبق اليوم نظما جاءت لامة عاشت قبلنا بأربعة عشر‬ ‫جيل في أرض غير أرضنا وعلى لون امن الحياة غير ألوان حياتنا ؟! وأين‬ ‫سنة النتطور وقوانين النتقدم والرتقاء ؟‬ ‫ونقول لهؤلء كذلك إنكم أيضا لم تفهموا طبيعة السلم الحنيف ‪ ,‬الذي‬ ‫جاء للناس فكرة ساامية تحدد الهداف العليا ‪ ,‬وتضع القواعد الساسية‬ ‫‪ ,‬وتنتناول المسائل الكلية ‪ ,‬ول تنتورط في الجزئيات ‪ ,‬وتدع بعد ذلك‬ ‫للحواد ث الجنتماعية و النتطورات الحيوية أن تفعل فعلها وتنتسع لها‬ ‫جميعا ول تصطدم بشيء امنها ‪.‬‬ ‫وهذا تاريخ النتشريع السلامي يحدثنا أن ابن عمر رضى ا عنه كان‬ ‫يفنتى في الموسم في القضية امن القضايا برأي ‪ ,‬ثم تعرض عليه في‬ ‫الموسم النتالي امن العام القابل فيفنتى برأي آوخر ‪ ..‬فيقال له في ذلك ‪,‬‬ ‫فيقول ‪ :‬ذاك على اما علمنا وهذا على اما نعلم أو كلم هذا نحوه ‪.‬‬ ‫كما يحدثنا أن الشافعي رضى ا عنه وضع بالعراق امذهبه القديم ‪,‬‬ ‫فلما تمصر وضع امذهبه الجديد نزول على حكم البيئة ‪ ,‬وتمشيا امع‬


‫امظاهر الحياة الجديدة امن غير أن يخل ذلك بسلامة النتطبيق على‬ ‫امقنتضى القواعد الساسية الكلية الولى ‪ ...‬وأصبحنا نسمع ‪ " :‬قال‬ ‫الشافعي في القديم ‪ .‬وقال الشافعي في الجديد " ونرى تغير رأى‬ ‫الرجل الواحد في القضية بحسب الزامان تارة – كما فعل بن عمر –‬ ‫وبحسب المكان تارة أوخرى – كما فعل الشافعي – أو بحسبهما امعا كما‬ ‫سمعنا أن عمر رضى ا عنه أامر بعدم القطع في السرقة عام المجاعة‬ ‫‪ ,‬وجاءه رجل يشكو سرقة وخدامه فأحضرهم فأقروا وذكروا أن السبب‬ ‫ذلك أنه ل يقوم بكفاينتهم امن طعام واملبس ‪ ...‬الخ ‪ .‬فنتركهم عمر قائل ‪:‬‬ ‫) إذا سرق وخدامك امرة ثانية قطعت يدك أنت ( واعنتبرها شبهة تدرأ الحد‬ ‫‪ ،‬ولحظ الظروف والملبسات ‪..‬‬ ‫فهل يقال بعد هذا إن في الرجوع إلى النظام السلامي رجعية وجمودا‬ ‫‪ ,‬وليست في الدنيا شريعة تقبل النتطور ‪ ,‬وتساير امقنتضيات النتقدم ‪,‬‬ ‫وتنتمنتع بمعاني المرونة و السلسة والسعة كشريعة السلم الحنيف ‪,‬‬ ‫مَنتُه‬ ‫ع َ‬ ‫م س ِن ه ْ‬ ‫م َوس ِلُيس ِنت َّ‬ ‫طِّهَرُك ه ْ‬ ‫ن ُيس ِريُد س ِلُي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج َوَل س ِ‬ ‫حَر أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ا س ِلَي ه ْ‬ ‫)َاما ُيس ِريُد ُ‬ ‫ن( )المائدة‪. (6:‬‬ ‫كُرو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫م َل َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫وقد يقال إن الجهر بالعودة إلى نظام السلم امما يخيف الدول الجنبية‬ ‫و الامم الغربية ‪ ,‬فنتنتألب علينا وتنتجمع ضدنا ‪ ,‬ول طاقة لنا بهم ول قدرة‬ ‫لنا عليهم ‪ ,‬وهذا امننتهى الوهن وغاية الفساد في النتقدير وقصر النظر ‪..‬‬ ‫وها نحن أولء نرى هذه الدول وقد سايرناها في نظمها ‪ ,‬وأوخذنا بألوان‬ ‫حياتها ‪ ,‬واتبعناها في تقاليدها ‪ ,‬فهل أغنى ذلك عنا شيئا ؟! وهل دفع‬ ‫امن كيدها ؟ وهل امنعها امن أن تحنتل أرضنا ‪ ،‬وتسلب اسنتقللنا وتسنتأثر‬ ‫بخيرات بلدنا ‪ ،‬ثم تنتجمع في كل امؤتمر أو امجنتمع دولي ضد حقوقنا‬ ‫وتثير المشكلت والصعاب والعقبات في وجوهنا ‪ ,‬ول تنتأثر إل بشيء‬ ‫واحد هو ظروفها وامصالحها فقط ‪ ،‬ول يعنيها بعد ذلك إل أنها نصرانية‪,‬‬ ‫فقد رأيناها في الحرب الماضية يحطم بعضها بعضا ‪ ,‬وكلها امسيحية ‪,‬‬ ‫وتنتملق امع هذا دول السلم وأاممه وشعوبه ‪ ,‬وتنتزلف إليه بمعسول‬


‫وحلو الحديث ‪ ,‬وهاهم أولء جميعا يناصرون الصهيونية اليهودية وهى‬ ‫أبغض اما تكون إليهم لرتباط امصالحهم المادية وأغراضهم السنتعمارية‬ ‫بهذه المناصرة ‪ .‬وقد أصبح هذا المعنى امعلواما في تصرفات كل‬ ‫الساسة الغربيين‪.‬‬ ‫إذن فلن يجدينا شيئا عندهم أن ننتنصل امن السلم ‪ ,‬ولن يزيدهم فينا‬ ‫بغضا أن نعلن النتمسك به والهنتداء بهديه ‪ ,‬وبخاصة وهم الن‬ ‫امعسكران امخنتلفان امنتنافسان على المصالح المادية وحدها‪.‬‬ ‫ولكن وخطر النتنصل امن السلم والنتنكر له عظيم على كياننا نحن ‪ ,‬فما‬ ‫دامنا بعيدين عن تشرب روحه وتحقيق تعاليمه ‪ ,‬فسنظل حائرين‬ ‫فنتنتحطم امعنوياتنا ‪ .‬امنتفرقين فنتضعف قوتنا ‪ .‬ولو أوخذنا بالحزم وأعلناها‬ ‫صريحة واضحة ‪ :‬أننا امعشر أامم السلم ل شيوعيون ول ديمقراطيون‬ ‫ول شئ امن هذا الذي يزعمون ‪ ،‬ولكننا بحمد ا امسلمون ‪ ،‬لرتسمت‬ ‫أاماامنا توا طريق الهداية والنور ‪ ،‬ولجمعنتنا كلمة السلم ‪ ,‬ووحدت بيننا‬ ‫وبين إوخواننا جميعا في أقطار الرض ‪ ...‬وفى ذلك وحده – ول شئ‬ ‫غيره – القوة والمنقذ أامام هذا العدوان الغربي السنتعماري الجارف‬ ‫الذي يهددنا في كل امكان ‪.‬‬ ‫ووخلصة هذا الكلم في إيجاز ‪ :‬أننا إذا لحظنا غضب الغربيين ورضاهم‬ ‫في تمسكنا بالسلم أو بعدنا عنه ‪ ،‬فليس لهذا امن امعنى إل أننا إن لم‬ ‫ننتمسك بالسلم فلن نكسب رضاهم وسنخسر أنفسنا ‪ ،‬في حين أننا إذا‬ ‫تمسكنا به وتجمعنا امن حوله واهنتدينا بهديه كسبنا أنفسنا ول شك ‪.‬‬ ‫وكان هناك احنتمال قوى أن نكسبهم أيضا بنتأثير قوة الوحدة فأي الرأيين‬ ‫أولى بالتباع يا أولي اللباب ؟ !‬ ‫أاما اعنتراض القليات الغير امسلمة فقد أشرنا إليه امن قبل ول نريد أن‬ ‫نطيل فيه القول اليوم ‪ ,‬فالامر أوضح امن أن يكون اموضع امراء ‪.‬‬


‫إنه ليس أامام الامم السلامية اليوم إل هذه الفرصة ‪ ،‬وإن الدول الغربية‬ ‫تدرك هذا تمااما ‪ ،‬فهي تشغلنا بأنفسنا ‪ ،‬وتزيدنا حيرة على حيرة ‪ .‬وليس‬ ‫في الوقت امنتسع للنتردد ‪ ,‬وإن تبعة امن ل يعلم في عنق امن يعلم ‪ ،‬ول‬ ‫يصلح الناس فوضى ل سراة لهم ‪.‬‬ ‫فيا رئيس الحكوامة ‪ ...‬ويا رجال الزهر الشريف‪...‬‬ ‫ويا أعضاء الجماعات والحزاب ويا ذوى الغيرة على هذا الوطن ‪.‬‬ ‫ويا أبناءه جميعا ‪ ...‬إليكم أقول ‪:‬‬ ‫عوا‬ ‫ن إ س َِذا ُد ُ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ل اه ْل ُ‬ ‫ن َقه ْو َ‬ ‫ما َكا َ‬ ‫عودوا إلى السلم تغنموا وتسلموا ‪) :‬إ س َِّن َ‬ ‫عَنا( )النور‪. (51:‬‬ ‫ط ه ْ‬ ‫عَنا َوأ َ َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫ن َيُقوُلوا َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ُ‬ ‫سوس ِلس ِه س ِلَي ه ْ‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫إ س َِلى س ِ‬ ‫أل قد بلغت ‪ ...‬اللهم فاشهد‬

‫قضينتنا الوطنية في ضوء النتوجيه السلامي‬ ‫حقوقنا الوطنية امعروفة ‪ ،‬أعلننتها الامة بكل وضوح وجلء على لسان‬ ‫أحزابها وهيئاتها وجماعاتها وأفرادها في كل المناسبات ‪ ،‬وهى ‪ :‬تحقيق‬ ‫وحدة وادي النيل جنوبه وشماله ‪ ,‬وجلء القوات الجنبية عنه جميعا ‪,‬‬ ‫لنتنتم بذلك حرينته واسنتقلله ‪.‬‬ ‫والسلم الحنيف يعلن الحرية ويزكيها ‪ ،‬ويقررها للفراد والامم‬ ‫والجماعات بأفضل امعانيها ‪ ،‬ويدعوهم إلى العنتزاز بها والمحافظة عليها‬ ‫‪ ،‬ويقول نبيه صلى ا عليه وسلم ‪) :‬امن أعطى الذلة امن نفسه طائعا‬ ‫غير امكره فليس امنى( ‪ .‬وهو يحارب هذه اللصوصية الدولية النتي‬ ‫يسمونها السنتعمار بكل اما فيه امن قوه ‪ ،‬ول ترضى تعليمها أبدا بأن‬ ‫تسود أامة أو يرهق شعب شعبا آوخر ‪ ،‬ول تزال كلمة عمر الفاروق رضى‬


‫ا عنه ترن في الذن حين قال لعاامله عمرو بن العا ص ‪) :‬امنتى تعبدتم‬ ‫الناس وقد ولدتهم أامهاتهم أحرارا( ‪.‬‬ ‫ويوم حمل الفاتح المسلم سيفه على عاتقه ‪ ،‬وانطلق غازيا في أراضى‬ ‫ا لم يكن يرجوا امن وراء ذلك امغانم دنيوية ‪ ،‬ولم يكن ينتطلع إلى‬ ‫وخيرات الامم والشعوب ليسنتأثر بها دونها وإن اامنتلت يداه امنها بغير قصد‬ ‫امنه ‪ ..‬ولكن كان يؤامن بدعوته ويحمى رسالنته ‪ ،‬ويحمى في العالم‬ ‫امبادئ الحق والعدل والسلم وتاريخ الصدر الول امن أئمة المسلمين‬ ‫الراشدين المهديين – وهم الحجة للسلم – يعطيك هذه الصورة بنية‬ ‫المعالم ‪ ،‬واضحة الحدود ‪.‬‬ ‫والسلم امع هذا يعنتبر الامة السلامية أامينة على رسالة ا في أرضه ‪،‬‬ ‫وله في العالم امرتبة الساتذة – ول نقول امرتبة السيادة – بحكم هذه‬ ‫الامانة ‪ ،‬فل يسمح لها أن تذل لحد ‪ ،‬أو تسنتعبد لحد ‪ ،‬أو تلين قناتها‬ ‫عَلى‬ ‫ن َ‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫ا س ِله ْل َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫لغاامز أو تخضع لغاصب امعنتدا أثيم ‪َ) :‬وَل ه ْ‬ ‫سس ِبيل م ً( )النساء‪. (141:‬‬ ‫ن َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫ويوم قرر السلم هذا ‪ ،‬قرر الطريق العلمي لحماية هذه الحرية ‪.‬‬ ‫فافنترض الجهاد بالنفس والمال ‪ ،‬وجعله فرض كفاية لنتأامين الدعوة ‪،‬‬ ‫وفرض عين على كل أبناء الامة لرد العدوان على الوطن إذ واجهنته‬ ‫قوات الغزاة امن غير المسلمين ‪ ،‬وجعل الشهادة أعلى امراتب اليمان ‪,‬‬ ‫ووعد المجاهدين النصر و النتأييد في الدنيا ‪ ,‬والخلود والبقاء والنعيم‬ ‫المقيم في الوخرة ‪ ،‬وأعلن أن الجهاد أفضل العمال بعد اليمان ‪,‬‬ ‫ظ ُ‬ ‫م‬ ‫ع َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫ا س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫هُدوا س ِفي َ‬ ‫جا َ‬ ‫جُروا َو َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن آَامُنوا َو َ‬ ‫)اَّلس ِذي َ‬ ‫ضَوا أ ٍ‬ ‫ن‬ ‫مأ ٍة س ِامه ْنُه َوس ِر ه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م س ِبَر ه ْ‬ ‫م َر ُّبُه ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫شُر ُ‬ ‫ن ‪ُ ,‬يَب ِّ‬ ‫م اه ْلَفاس ِئُزو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ا َوُأوَلس ِئ َ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫جم ًة س ِ‬ ‫َدَر َ‬ ‫م(‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ج ٌر َ‬ ‫ه أ َ ه ْ‬ ‫عه ْنَد ُ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِفيَها أ َ​َبدا إ س ِنَّ َ‬ ‫وخاس ِلس ِدي َ‬ ‫م‪َ ,‬‬ ‫م ُامس ِقي ٌ‬ ‫عي ٌ‬ ‫م س ِفيَها َن س ِ‬ ‫ت َلُه ه ْ‬ ‫جَّنا أ ٍ‬ ‫َو َ‬ ‫)النتوبة‪. (22-20:‬‬


‫وامع هذا فقد رحب السلم بالوسائل السلمية وإنهاء الخصوامة امنتى أدت‬ ‫سه ْل س ِ‬ ‫م‬ ‫حوا س ِلل َّ‬ ‫جَن ُ‬ ‫ن َ‬ ‫هذه الوسائل إلى العنتراف بحق الكمال لصحابه ‪َ) ,‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫ا( )لنفال‪ . (61:‬واما وخير النبي صلى ا عليه‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ‬ ‫جَن ه ْ‬ ‫َفا ه ْ‬ ‫وسلم بين أامرين إل اوخنتار أيسرهما اما لم يكن امحراما ‪ ,‬وامن السلم‬ ‫المفاوضة إذا أوصلت إلى الحق الكاامل ‪ ,‬وقد فاوض رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم في الحديبية ‪ ,‬وامن السلم النتحاكم إذا أدى إلى هذا الحق‬ ‫أيضا ‪ .‬وإن كنا ل نعلم إن رسول ا صلى ا عليه وسلم – أو أحد امن‬ ‫الخلفاء الراشدين المهديين رضي بنتحكيم كافر ‪ .‬ولكنه امقنتضى عموم‬ ‫الية ‪ ,‬ولزم التفاق على الخير ‪ ،‬الذي ل يمنعه السلم بين المسلمين‬ ‫وغيرهم امنتى كان فيه امصلحة لهم وليس فيه ضرر عليهم ‪.‬‬ ‫فإذا فشلت هذه الجهود السلمية فإن رأى السلم صريح في )النبذ(‬ ‫الذي ينتضمن إعلن الخصوامة ‪ ،‬ثم الوخذ توا بكل وسيلة امن وسائل‬ ‫ال‬ ‫ن َ‬ ‫ء إ س ِ َّ‬ ‫سَوا أ ٍ‬ ‫عَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ن َقه ْو أ ٍ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫خاَف َّ‬ ‫الجهاد ‪َ) :‬وإ س َِّاما َت َ‬ ‫ع ُّدوا‬ ‫ن ‪َ ,‬وأ َ س ِ‬ ‫جُزو َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م ل ُي ه ْ‬ ‫سَبُقوا إ س َِّنُه ه ْ‬ ‫ن َكَفُروا َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫سَب َّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ‪َ ,‬ول َي ه ْ‬ ‫خاس ِئس ِني َ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ُي س ِ‬ ‫عُدَّو س ِ‬ ‫ا‬ ‫ن س ِبس ِه َ‬ ‫ل ُته ْرهس ُِبو َ‬ ‫خه ْي س ِ‬ ‫ط اه ْل َ‬ ‫ن س ِرَبا س ِ‬ ‫ة َوس ِام ه ْ‬ ‫ن ُقَّو أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫سَنت َ‬ ‫م َاما ا ه ْ‬ ‫َلُه ه ْ‬ ‫م( )لنفال‪. (60-58:‬‬ ‫عُدَّوُك ه ْ‬ ‫َو َ‬ ‫وقد وعد ا المجاهدين للحق أن يدافع عنهم ‪ ،‬وينصرهم ل امحالة على‬ ‫أعدائهم امهما يكن عدوهم كاامل الهبة ‪ ،‬عظيم العدد ‪ ،‬امراموق العدة ‪،‬‬ ‫قوى الوسائل ‪ ،‬وعليهم أل يعبأوا بذلك ‪ ،‬وإن يعنتمدوا على ا وحده ‪,‬‬ ‫ن( )الروم‪ , (47:‬هذه الحكام جميعا‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫صُر اه ْل ُ‬ ‫عَله ْيَنا َن ه ْ‬ ‫حتّقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫)َوَكا َ‬ ‫امقررة في السلم يعرفها بنتفصيل أوسع واسنتدلل أقوى وأدق وأحكام‬ ‫كل امن نهل امن امعينه ‪ ,‬وأوخذ بحظ امن الفقه فيه ‪ ,‬وعلى ضوئها نسنتطيع‬ ‫أن نحل قضينتنا الوطنية النتي وصلت إلى حد امن الرتباك ‪ ,‬واضطربت‬ ‫الذهان ‪ ,‬وإليك بيان بذلك ‪:‬‬


‫لقد فاوضنا فلم نصل إلى شيء لنتعنت النجليز وتصلبهم وامناورتهم ‪.‬‬ ‫واحنتكمنا فلم نصل إلى شئ ‪ ،‬كذلك أامام تغليب المصالح الدولية‬ ‫والمطاامع السنتعمارية ‪ ,‬ولقد قال كاتب فاضل ‪ :‬أننا وصلنا إلى كسب‬ ‫أدبي عظيم بالدعاية الواسعة لقضينتنا بطرحها أامام أنظار العالم كله ‪،‬‬ ‫وإوخراجها امن حيث النتفاهم الثنائي الضيق ‪ ,‬إلى حيز النتحاكم الدولي‬ ‫الواسع ‪ ،‬وذلك صحيح ولكن هذا الكسب الدبي لم يغنى عن الحقيقة‬ ‫الواقعة شيئا ‪ ،‬وهى أننا امازلنا امع النجليز حيث كنا لم نقدم وخطوة ‪ ,‬بل‬ ‫أن هذا الركود كان امدعاة إلى النتساؤل والبلبلة ‪.‬‬ ‫لم يبقى إذا إل )النبذ على سواء( بأن نعلنهم بالخصوامة الصريحة‬ ‫السافرة ‪ ،‬ونقرر في صراحة إلغاء اما بيننا وبينهم امن امعاهدات واتفاقات‬ ‫‪ ,‬ونعلن اعنتبارا أامة وادي النيل امعهم في حالة حرب ‪ -‬ولو سلبية ‪-‬‬ ‫وننظم حياتنا على هذا العنتبار ‪.‬‬ ‫اقنتصاديا ‪ :‬بالكنتفاء والقنتصار على اما عندنا وعند إوخواننا امن العرب‬ ‫والمسلمين والدول الصديقة إن كانت‪.‬‬ ‫واجنتماعيا ‪ :‬تشجيع روح العزة والكراامة وحب الحرية ‪.‬‬ ‫وعلميا ‪ :‬بنتدريب الشعب كله تدريبا عسكريا حنتى يأتى أامر ا‪.‬‬ ‫وتهيأ نفوس الشعب لذلك بدعاية واسعة تاامة كااملة ‪ ،‬كم تفعل الامم إذا‬ ‫واجهت حالة الحرب الحقيقية ‪ ،‬وتنتغير كل الوضاع الجنتماعية على هذه‬ ‫الساس ‪.‬‬ ‫وهذا العمل ل ينتسنى للفراد ول للهيئات ابنتداء ‪ ,‬ولكن الحكوامة هي‬ ‫المسئولة عنه أول م ً وأوخيرا ‪ ،‬فأاما الشعب نقولها في صراحة ووضوح وثقة‬ ‫‪ ،‬أنه على أتم اسنتعداد لبذل كل شيء لو سلكت الحكوامة هذا السبيل ‪،‬‬


‫إنه امسنتعد ليجوع ويعرى … وليموت ويناضل ‪ ،‬ويكافح بأشد النضال‬ ‫والكفاح ‪ ..‬ولكن على شريطة أن يكون ذلك في سبيل حرينته واسنتقلله‬ ‫ل في سبيل ارتباك اللجان الحكوامية ‪ ،‬وضعف الوسائل الدارية والنتخبط‬ ‫في السياسة القنتصادية والوقوف أامام امكائد النجليز وضغطهم اموقف‬ ‫المسنتسلمين العاجزين ‪.‬‬ ‫لقد سمعت عاامل فقيرا يقول حين صدرت الواامر بخلط الخبز ‪ :‬إنني‬ ‫امسنتعد أنا وأولدي أن نأكل كل يوم امرة واحدة ‪ ,‬إذا وثقنا امن أن هذا‬ ‫في سبيل الحرية والنتخلص امن النجليز ‪ ,‬ولكنني ساوخط كل السخط‬ ‫لني ل أفهم لماذا نلجأ إلى هذا الخلط ونحن بلد زراعي أعظم امحصوله‬ ‫المواد الغذائية؟!‬ ‫فالشعب على أتم اسنتعداد للبذل ‪ ,‬ولكن في الطريق واضحة امرسوامة‬ ‫تؤدى إلى الحرية أو الشهادة ‪ ,‬بقيادة حكوامة حازامة ترسم له في قوة‬ ‫وإوخل ص امراحل هذا الطريق ‪ ,‬أاما إذا اسنتمرت الحكوامة في ترددها‬ ‫وتراوخيها واضطرابها ‪ ،‬فلن يؤدى ذلك بالشعب إل إلى أحد أامرين ‪ ،‬إاما أن‬ ‫يثور ‪ ،‬وإاما أن يموت ‪ ،‬و كلهما جريمة وطنية ل يغنتفرها أبدا النتاريخ ‪.‬‬ ‫فيا دولة رئيس الحكوامة ‪..‬‬ ‫ويا رجال الزهر الشريف ‪..‬‬ ‫و يا زعماء الهيئات والحزاب ‪..‬‬ ‫ويا ذوى الغيرة على هذا الوطن ‪..‬‬ ‫ويا أبناء الامة جميعا ‪:‬‬ ‫هذه هي الطريق فاسلكوها في ضوء السلم وا امعكم ‪.‬‬


‫أل قد بلغت ‪ ..‬اللهم فأشهد‬

‫وحدتنا في ضوء النتوجيه السلامي‬ ‫م َفاَّتُقو س ِ‬ ‫ن‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة َوأ َ​َنا َر ُّب ُ‬ ‫حدَ م ً‬ ‫م أ َُّامم ًة َوا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ه أ َُّامُنت ُ‬ ‫هذس ِ س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َوإ س ِ َّ‬ ‫بالامس وضعت بين يدي قوامي وفي قضينتنا الوطنية الخاصة ‪ ،‬توجيه‬ ‫السلم الذي هو أوخصر الطرق كلها حل م ً حاسما كريما ‪ ،‬والذي ل يعدوا‬ ‫النبذ بالخصوامة ‪ ،‬وإعداد وسائل الجهاد ‪ ,‬وامنتى فعلنا ذلك ‪ ,‬فقد وخرجنا‬ ‫ول شك امن هذه الحيرة ‪ ،‬ووجدنا الجواب الصحيح لهذا السؤال الذي‬ ‫ينتحرك به كل لسان ‪ ،‬وينتردد في وخاطر كل امواطن ‪ :‬اماذا نعمل الن ؟ ‪.‬‬ ‫والحق أننا ل نحار لننا ل نريد أن نفعل شيئا ‪ ,‬ونهرب امن تبعات العمل ‪,‬‬ ‫ونفر امن ثقل النتضحيات وتكاليف الكفاح ‪ ،‬ونلنتمس اللين والسهولة دائما‬ ‫‪ ،‬ول نفكر في سواهما ‪ ,‬وننتصور أن الحرية والسنتقلل يهبطان امن‬ ‫السماء بغير عمل ‪ ,‬والسماء ل تمطر ذهبا ول فضة ‪ ،‬ول تفيض بحرية‬ ‫أو اسنتقلل ‪ ..‬ولو كنا جادين حقيقة في الطلب ‪ ،‬لسرنا في الطريق بعد‬ ‫أن عرفنا في كلمنتين اثنين )ننبذ ‪ ،‬ونجاهد( ‪ ،‬والنصر بعد ذلك امن عند ا‬ ‫‪.‬‬ ‫والن أعرض لموضوع آوخر ينتصل بقضينتنا الوطنية العاامة ‪ ،‬النتي تننتظم‬ ‫قضايا الامة العربية بمخنتلف شعوبها والعالم السلامي كله ‪ ,‬لنرى كيف‬ ‫تحل هي الوخرى في ضوء توجيه السلم الحنيف ‪.‬‬ ‫امعلوم أن السلم رسالة عالمية جاءت لخير الامم والشعوب جميعا ‪ ،‬ل‬ ‫ك اَّلس ِذي َنَّز َ‬ ‫ل‬ ‫فرق بين عربي أو عجمي أو شرقي أو غربي ‪َ) :‬تَباَر َ‬ ‫ن َنس ِذيرا( )الفرقان‪ . (1:‬ولهذا دعا إلى‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ن س ِله ْل َ‬ ‫كو َ‬ ‫ه س ِلَي ُ‬ ‫عه ْبس ِد س ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫اه ْلُفه ْرَقا َ‬ ‫القضاء على الفوارق الجنسية والعنصرية ‪ ،‬و أعلن الوخوة النسانية ‪،‬‬


‫ورفع لواء العالمية بين الناس لول امرة في تاريخ البشرية ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها‬ ‫جَها َوَب َّ‬ ‫ث‬ ‫ق س ِامه ْنَها َزه ْو َ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ة َو َ‬ ‫حَد أ ٍ‬ ‫س َوا س ِ‬ ‫ن َنه ْف أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَلَق ُ‬ ‫م اَّلس ِذي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫س اَّتُقوا َرَّب ُ‬ ‫الَّنا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ا‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫حا َ‬ ‫ن س ِبس ِه َوال َه ْر َ‬ ‫ءُلو َ‬ ‫سا َ‬ ‫ا اَّلس ِذي َت َ‬ ‫ء َواَّتُقوا َ‬ ‫سا م ً‬ ‫جال م ً َكس ِثيرا َوس ِن َ‬ ‫ما س ِر َ‬ ‫س ِامه ْنُه َ‬ ‫م َرس ِقيبا( )النساء‪. (1:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َكا َ‬ ‫وامعلوم أن السلم كذلك قد قرر امن باب الول أقوى امعاني الوخوة بين‬ ‫المؤامنين به والمننتسبين إليه والمعنتقدين لرسالنته ‪ ،‬حنتى جعل الوخوة‬ ‫ة(‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫امعنى امن امعاني اليمان ‪ ،‬بل هي أكمل امعانيه ‪) :‬إ س َِّن َ‬ ‫)الحجرات‪) , (10:‬المسلم أوخو المسلم ‪ ،‬ل يظلمه ول يسلمه( ‪) ،‬وامثل‬ ‫المؤامنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا إشنتكى‬ ‫امنه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى( ‪) ,‬والمؤامن للمؤامن‬ ‫كالبنيان يشد بعضهم بعضا( ‪.‬‬ ‫ويوم واجه المسلمون العالم كله صفا واحدا وقلبا واحدا في ظل هذه‬ ‫الوخوة الصادقة الحقة ‪ ،‬لم تلبث أاماامهم اممالك الروابط الدارية أو‬ ‫السياسية المجردة ساعة امن نهار ‪ ،‬وانهزم أاماامهم – بغير نظام – الروم‬ ‫والفرس على السواء ‪ .‬وكونوا إامبراطورية ضخمة تمنتد امن المحيط إلى‬ ‫المحيط ‪ ،‬ذات علم وحضارة ‪ ،‬وقوة وإشراق ‪.‬‬ ‫عوا‬ ‫ويوم غفلوا عن سر قوتهم ‪ ,‬ولم يأوخذوا بهدى كنتابهم ‪َ) :‬ول َتَناَز ُ‬ ‫ن( )لنفال‪, (46:‬‬ ‫صاس ِبس ِري َ‬ ‫ع ال َّ‬ ‫ا َام َ‬ ‫ن َ‬ ‫صس ِبُروا إ س ِ َّ‬ ‫م َوا ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب س ِري ُ‬ ‫ه َ‬ ‫شُلوا َوَته ْذ َ‬ ‫َفَنته ْف َ‬ ‫ودب إليهم داء الامم امن قبلهم امن تغليب المصالح المادية الزائلة على‬ ‫الوخوة اليمانية الباقية … تمزقت هذه الامبراطورية أيدي ابن سبأ ‪,‬‬ ‫ولعبت بها المطاامع الخارجية والداوخلية ‪ ،‬واننتهى أامرها امؤوخرا بعد الحرب‬ ‫العالمية الولى إلى النهيار ‪ ،‬والوقوع في أسر وخصوامها امن غير‬ ‫المسلمين ‪ ,‬الذين احنتلوا أرضها ‪ ،‬واملكوا أامرها ‪ ,‬وتقاسموها فيما بينهم ‪،‬‬ ‫وظنوا أنه قد اننتهى أامر السلم ووخنتمت الحروب الصليبية أفضل وخنتام ‪.‬‬


‫وكانت الدسيسة الكبرى النتي اقنتحمت على المسلمين عقولهم وقلوبهم‬ ‫أول م ً ‪ ،‬ثم أراضيهم وبلدهم ثانيا ‪ ،‬هي تأثرهم بالعنصرية والشعوبية ‪،‬‬ ‫واعنتداد كل أامة امنهم بجنسها ‪ ،‬وتناسى اما جاء به السلم امن القضاء‬ ‫على عصبية الجاهلية والنتفاوخر بالجناس واللوان والنساب ‪.‬‬ ‫وقد اننتهت الحرب العالمية الثانية ‪ ,‬النتي قضت على العنصريات الحديثة‬ ‫في أوربا ‪ ،‬عنصرية النازية والفاشية ‪ ،‬فرأينا بعدها الدول الوربية الكبرى‬ ‫تسعى سعيا حثيثا إلى النتجمع والنتكنتل ‪ ،‬باسم العنصريات تارة ‪,‬‬ ‫والمصالح تارة أوخرى ‪ ..‬فروسيا تحاول أن تجمع العنصر الصقلبى بكل‬ ‫شعوبه تحت لواء التحاد السوفينتي ‪ ,‬وإنجلنترا وأامريكا تنتجمعان باسم‬ ‫الجنس واللغة ‪ ،‬ثم تنتقاسمان بعد ذلك أامم العالم وامناطق النفوذ في‬ ‫الرض باسم المصالح والضروريات الحيوية ‪ ,‬وتسنتر هذا النتنافس بينها‬ ‫بنتكوين هيئة الامم المنتحدة لنتوهم الناس أنها تزكى العالمية ‪ ،‬وتعمل‬ ‫لخير بنى النسان ‪ ,‬كما رأينا هذه الدول نفسها تنتجمع ضد حقوقنا‬ ‫الوطنية ‪ ،‬وتخذلنا في كل قضية امن قضايانا الجوهرية ‪ ,‬سواء عرضت‬ ‫على امجلس الامن أم في هيئة الامم المنتحدة ‪ ,‬كما حد ث في قضية‬ ‫امصر ‪ ,‬وفى قضية فلسطين ‪ ,‬وفي قضية إندونيسيا ‪.‬‬ ‫نحن أامام كل هذه الوضاع العالمية الجديدة ‪ ،‬وأامام تشابه قضايانا ‪،‬‬ ‫فهي كلها قضية واحدة امعناها اسنتكمال الحرية والسنتقلل ‪ ,‬وتكسير‬ ‫قيود السنتغلل والسنتعمار ‪ ..‬ول بد أن نلجأ امن جديد إلى اما فرضه‬ ‫السلم على أبناءه امنذ أول يوم ‪ ،‬حين جعل الوحدة امعنى امن امعاني‬ ‫اليمان … يجب أن ننتكنتل وننتوحد ‪ .‬وقد بدأنا بالجاامعة العربية ‪ ،‬وهى‬ ‫وإن كانت لم تسنتقر بعد السنتقرار الكاامل ‪ ،‬إل أنها نواه طبية امباركة على‬ ‫كل حال ‪ ،‬فعلينا أن ندعمها ونقويها ‪ ،‬ونخلصها امن كل اما يحيط بها امن‬ ‫عواامل الضعف والنتخلخل ‪ .‬وعلينا أن نوسع الدائرة حنتى تنتحقق رابطة‬ ‫أامم السلم – عربية وغير عربية – فنتكون نواه )لهيئة الامم السلامية(‬


‫بأذن ا … وبهذه الطريقة ‪ ،‬والنتي سنتضيف إلى وسائلنا الخاصة بكل‬ ‫أامة ‪ ،‬امن النبذ والجهاد امعنى آوخر امن امعاني القوة ‪ ,‬وهي الوحدة‬ ‫والنتجمع ‪ ،‬نسنتطيع أن ننتخلص ‪ ،‬وأن نحفظ النتوازن العالمي بين الامم‬ ‫الطاامعة ‪ ،‬والدول المنتنافسة على المغانم والحطام ‪.‬‬ ‫والمسؤول عن تحقيق هذه الخطوات ‪ ،‬الحكوامات العربية والسلامية‬ ‫جميعا ‪ ،‬وكل دعاة الصلح في هذه الشعوب امن رسميين وأهليين ‪.‬‬ ‫ميعا َول َتَفَّرُقوا( )آل‬ ‫ج س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫حه ْب س ِ‬ ‫موا س ِب َ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت س ِ‬ ‫واليوم أوجه النداء ‪َ) :‬وا ه ْ‬ ‫عمران‪. (103:‬‬ ‫أل قد بلغت ‪ ..‬اللهم فاشهد ‪.‬‬ ‫حسـن البنــا‬

‫نظام الحكم‬ ‫م أ َنه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َواحه َْذه ْر ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫ع أ َهه َْوا َ‬ ‫ا َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما أ َه ْنَز َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫َوأ َ س ِ‬ ‫ا إ س ِلَه ْي َ‬ ‫ك‬ ‫ل ُ‬ ‫ض َاما أ َه ْنَز َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫َيه ْفس ِنتُنو َ‬ ‫الحكوامة في السلم‬ ‫يفنترض السلم الحنيف الحكوامة قاعدة امن قواعد النظام الجنتماعي‬ ‫الذي جاء به للناس ‪ ،‬فهو ل يقر الفوضى ‪ ،‬ول يدع الجماعة المسلمة‬ ‫بغير إامام ‪ ،‬ولقد قال الرسول صلى ا عليه وسلم لبعض أصحابه ‪:‬‬ ‫)إذا نزلت ببلد وليس فيه سلطان فارحل عنه(‪ ,‬كما قال في حديث آوخر‬ ‫لبعض أصحابه كذلك ‪) :‬إذا كننتم ثلثة فأامروا عليكم رجل( ‪.‬‬


‫فمن ظن أن الدين – أو بعبارة أدق السلم – ل يعرض للسياسة ‪ ،‬أو‬ ‫أن السياسة ليست امن امباحثه ‪ ،‬فقد ظلم نفسه ‪ ،‬وظلم علمه بهذا‬ ‫السلم ول أقول ظلم السلم فإن السلم شريعة ا ل يأتيها الباطل‬ ‫امن بين يده ول امن وخلفه ‪ ..‬وجميل قول الامام الغزالي رضى ا عنه ‪:‬‬ ‫)اعلم أن الشريعة أصل ‪ ،‬والملك حارس ‪ ،‬واما ل أصل له فمهدوم واما ل‬ ‫حارس له فضائع( فل تقوم الدولة السلامية إل على أساس الدعوة ‪،‬‬ ‫حنتى تكون دولة رسالة ل تشكيل إدارة ‪ ،‬ول حكوامة امادة جاامدة صماء‬ ‫ل روح فيها ‪ ,‬كما ل تقوم الدعوة إل في حماية تحفظها وتنشرها وتبلغها‬ ‫وتقويها ‪.‬‬ ‫وأول وخطئنا أننا نسينا هذا الصل ففصلنا الدين عن السياسة عمليا ‪ ,‬وإن‬ ‫كنا لن نسنتطيع أن ننتنكر له نظريا فنصصنا في دسنتورنا على أن دين‬ ‫الدولة الرسمي هو السلم ‪ ,‬ولكن هذا النص لم يمنع رجال السياسة‬ ‫وزعماء الهيئات السياسية أن يفسدوا الذوق السلامي في الرؤوس ‪،‬‬ ‫والنظرة السلامية في النفوس ‪ ,‬والجمال السلامي في الوضاع ‪،‬‬ ‫باعنتقادهم وإعلنهم وعملهم على أن يباعدوا دائما بين توجيه الدين‬ ‫وامقنتضيات السياسة ‪ ،‬وهذا أول الوهم و أصل الفساد ‪.‬‬ ‫عائم الحكم السلامي‬

‫والحكوامة في السلم تقوم على قاعدة امعروفة امقررة ‪ ،‬هي الهيكل‬ ‫الساسي لنظام الحكم السلامي ‪ ..‬فهي تقوم على امسؤولية الحاكم‬ ‫ووحدة الامة واحنترام أرادتها ول عبرة بعد ذلك بالسماء والشكال ‪.‬‬ ‫امسئولية الحاكم ‪:‬‬ ‫فالحاكم امسئول بين يدي ا وبين الناس ‪ ،‬وهو أجير لهم وعاامل لديهم‬ ‫‪ ،‬ورسول ا صلى ا عليه وسلم يقول ‪) :‬كلكم راع وكلكم امسئول عن‬


‫رعينته( ‪ ،‬وأبو بكر رضى ا عنه يقول ‪ :‬عنداما ولى الامر وصعد المنبر‪:‬‬ ‫)أيها الناس ‪ ،‬كنت أحنترف لعيالي فأكنتسب قوتهم ‪ ،‬فأنا الن أحنترف لكم‬ ‫‪ ،‬فافرضوا لي امن بيت امالكم( ‪ .‬وهو بهذا قد فسر نظرية العقد‬ ‫الجنتماعي أفضل وأعدل تفسير ‪ ،‬بل هو وضع أساسه ‪ ,‬فما هو إل‬ ‫تعاقد بين الامة والحاكم على رعاية المصالح العاامة ‪ ,‬فإذا أحسن فله‬ ‫أجره ‪ ,‬وإن أساء فعليه عقابه ‪.‬‬ ‫وحدة الامة ‪:‬‬ ‫والامة السلامية واحدة ‪ ,‬لن الوخوة النتي جمع السلم عليها القلوب‬ ‫أصل امن أصول اليمان ل ينتم إل بها ول ينتحقق إل بوجودها ‪ .‬ول يمنع‬ ‫ذلك حرية الرأي وبذل النصح امن الصغير إلى الكبير ‪ ،‬وامن الكبير إلى‬ ‫الصغير ‪ ،‬وذلك هو المعبر عنه في عرف السلم ببذل نصيحة ‪ ،‬والامر‬ ‫المعروف النهى عن المنكر ‪ ،‬وقال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫)الدين النصيحة( ‪ ،‬قالوا‪ :‬لمن يا رسول ا ؟ قال‪) :‬لله ولرسوله ولكنتابه‬ ‫ولئمة المسلمين وعاامنتهم( وقال ‪) :‬إذا رأيت أامنتي تهاب أن تقول للظالم‬ ‫يا ظالم فقد تودع امنها( ‪ ،‬وفي رواية ‪) :‬وبطن الرض وخير لهم امن‬ ‫ظهرها( ‪ ،‬وقال ‪) :‬سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ‪ ،‬ورجل قام إلى‬ ‫إامام جائر فأامره ونهاه فقنتله( ‪.‬‬ ‫ول تكون الفرقة في الشؤون الجوهرية في الامة السلامية ‪ ،‬لن نظام‬ ‫الحياة الجنتماعية الذي يضمها نظام واحد هو السلم ‪ ،‬امعنترف به امن‬ ‫أبنائها جميعا ‪ .‬والخلف في الفروع ل يضر ‪ ،‬ول يوجد بغضا ول وخصوامة‬ ‫ول حزبية يدور امعها الحكم كم تدور ‪ ..‬ولكنه يسنتلزم البحث والنتمحيص‬ ‫والنتشاور وبذل النصيحة ‪ ,‬فما كان امن المنصو ص عليه فل اجنتهاد فيه‬ ‫واما ل نص فيه فقرار ولى الامر يجمع الامة عليه وهى شيء بعد هذا ‪.‬‬ ‫احنترام إرادة الامة ‪:‬‬


‫وامن حق الامة السلامية أن تراقب الحاكم أدق امراقبة ‪ ،‬وأن تشير عليه‬ ‫بما ترى فيه الخير ‪ ,‬وعليه أن يشاورها وأن يحنترم إرادتها ‪ ,‬وأن يأوخذ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫شاس ِوه ْر ُ‬ ‫بالصالح امن آراءها ‪ ,‬وقد أامر ا الحاكمين بذلك فقال ‪َ) :‬و َ‬ ‫س ِفي ال َه ْامس ِر( )آل عمران‪ . (159:‬وأثنى به على المؤامنين وخيرا فقال ‪:‬‬ ‫م( )الشورى‪. (38:‬‬ ‫شوَرى َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫)َوأ َه ْامُر ُ‬ ‫ونصت على ذاك سنة رسول ا صلى ا عليه وسلم والخلفاء‬ ‫الراشدين المهدين امن بعدهم ‪ ..‬إذا جاءهم ‪ ,‬أامر جمعوا أهل الرأي امن‬ ‫المسلمين واسنتشاروهم ونزلوا عند الصواب امن آرائهم ‪ ،‬بل أنهم‬ ‫ليندبونهم إلى ذلك ويحثونهم عليه ‪ .‬فيقول أبو بكر رضى ا عنه ‪) :‬فإن‬ ‫رأينتموني على حق فأعينوني وإن رأينتموني على باطل فسددوني أو‬ ‫ي اعوجاجا فليقوامه( ‪.‬‬ ‫قواموني( ‪ ,‬ويقول عمر بن الخطاب‪) :‬امن رأى ف تّ‬ ‫)والنظام السلامي( في هذا ل يعنيه الشكال ول السماء امنتى تحققت‬ ‫هذه القواعد الساسية النتي ل يكون الحكم صالحا بدونها ‪ ,‬وامنتى طبقت‬ ‫تطبيقا يحفظ النتوازن ول يجعل بعضها يطغى على بعض ‪ ,‬ول يمكن أن‬ ‫يحفظ هذا النتوازن بغير الوجدان الحي والشعور الحقيقي بقدسية هذه‬ ‫النتعاليم ‪ ،‬وإن في المحافظة عليها وصياننتها الفوز في الدنيا والنجاة في‬ ‫الوخرة ‪ ،‬وهو اما يعبرون عنه فالصطلح الحديث )بالوعي القوامي( أو‬ ‫النضج السياسي أو )النتربية الوطنية( أو نحو هذه اللفاظ ‪ ،‬وامردها‬ ‫جميعا إلى حقيقة واحدة هي اعنتقاد صلحية النظام ‪ ،‬والشعور بفائدة‬ ‫المحافظة عليه … إذ أن النصو ص وحداها ل تنهض بأامة كااملة كما ل‬ ‫ض عادل نزيه ‪.‬‬ ‫ينفع القانون إذا لم يطبقه قا أ ٍ‬ ‫ونحن في حياتنا العصرية قد نقلنا امن أوربا هذا النظام النيابي الذي‬ ‫تعيش في ظله حكواماتنا الن ‪ ,‬ووضعنا دسنتورنا على أساسه ‪ ،‬وتغيير‬ ‫هذا الدسنتور امرة باسمه كذلك ‪ ،‬وجربنا الكثير امن آثاره ‪ ،‬فإلى أي امدى‬


‫ينطبق هذا النظام على السلم ؟ وإلى أي امدى كانت فائدتنا امنه طوال‬ ‫هذه المدة ؟‬ ‫ذلك اما سنعرض له إن شاء ا ‪.‬‬

‫امسؤولية الحاكم‬ ‫م ُيوس ِقُنو َ‬ ‫ن‬ ‫كما س ِلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ا ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ن َوَام ه ْ‬ ‫غو َ‬ ‫هس ِلَّيس ِة َيه ْب ُ‬ ‫جا س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫أ َ​َف ُ‬

‫قدامت في الكلمة السابقة أن الدعائم النتي يقوم عليها نظام الحكم‬ ‫السلامي ثل ث ‪:‬‬ ‫) أ ( امسؤولية الحاكم ‪.‬‬ ‫)ب( ووحدة الامة ‪.‬‬ ‫)جـ( واحنترام إرادتها ‪.‬‬ ‫ولقد تحقق هذا النظام بأكمل صورة في عهد الخلفاء الراشدين بعد‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم ا عليه وسلم ‪ .‬فكانوا يشعرون أتم‬ ‫الشعور بالنتبعات الملقاة على كواهلهم كحكام امسؤولين عن رعاياهم ‪.‬‬ ‫ويظهر ذلك في كل أقوالهم وتصرفاتهم وحسبك أن تقرأ اما قاله عمر بن‬ ‫الخطاب رضى ا عنه حيت ولي الخلفة ‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز حين‬ ‫وليها كذلك ‪ ,‬وجاءت سيرتاهما امطابقنتين لقولهما ‪) :‬أيها الناس قد وليت‬ ‫عليكم ‪ ،‬ولول رجاء أن أكون وخيركم لكم ‪ ،‬وأقواكم عليكم ‪ ،‬وأشدكم‬ ‫اضطلعا بما ينوب امن امهم أاموركم ‪ ،‬اما توليت ذلك امنكم ‪ ،‬وكفي عمر‬ ‫ُامس ِهما امحزنا اننتظار اموافقة الحساب ‪ ،‬يأوخذ حقوقكم كيف أوخذها ووضعها‬ ‫أين أضعها ‪ ،‬وبالسير امنكم كيف أسير فربى المسنتعان( ‪ ،‬فإن عمر أصبح‬ ‫ل يثق بقوة و ل حيلة إن لم ينتداركه ا عز وجل برحمنته وعونه وتأييده ‪،‬‬


‫وكان يقول ‪) :‬لو أن جمل م ً هلك ضياعا بشط الفرات لخشيت أن يسأل‬ ‫ا عنه آل الخطاب( ‪.‬‬ ‫وقال عمر بن عبد العزيز في وخطبنته ‪) :‬أاما بعد ‪ ،‬فإنه ليس بعد نبيكم‬ ‫صلى ا عليه وسلم نبي ‪,‬ول بعد الكنتاب الذي أنزل عليه كنتاب ‪ ,‬أل اما‬ ‫أحل ا عز وجل إلى يوم القياامة ‪ ،‬واما حرم ا حرام إلى يوم القياامة ‪،‬‬ ‫أل لست يقاض ولكنني امنفذ ‪ ،‬أل إني لست بخيركم ولكنى رجل امنكم‬ ‫غير أن ا جعلني أثقلكم حمل م ً( ‪ .‬وقدامت إليه امراكب الخلفة بعد دفن‬ ‫سليمان بن عبد الملك فأامر بنتأوخيرها ‪ ،‬وركب بغلنته وعاد إلى امنزله ‪،‬‬ ‫؟ فقال ‪:‬‬ ‫فدوخل عليه اموله امزاحم فقال ‪ :‬يا أامير المؤامنين لعلك امهنتم ‍‬ ‫)بمثل هذا الامر الذي نزل بي اهنتممت ‪ ،‬إن ليس امن أامة امحمد في‬ ‫امشرق ول امغرب أحد إل له قبلي حق يحق علي أداؤه إليه ‪ ،‬غير كاتب‬ ‫إلي فيه ول طالبه امني( ‪.‬‬ ‫وكانت الامة امجنتمعة الكلمة باسنتمساكها بأهداب الدين ‪ ،‬واعنتقادها‬ ‫فضل اما جاء به امن أحكام ‪ ،‬ورعاينتها لامر رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم وتشديده في الوحدة حنتى أامر بقنتل امن فارق الجماعة أو وخرج‬ ‫على الطاعة ‪ ،‬فقال ‪) :‬امن أتاكم وأامركم جميع يريد أن يشق عصاكم‬ ‫فاضربوه بالسيف كائنا امن كان( ‪ ،‬كما قال ‪) :‬امن وخرج على الطاعة‬ ‫ووخالف الجماعة فمات ‪ ،‬امات امينتة جاهلية ‪ ،‬وامن قاتل تحت راية عمتّية‬ ‫يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة ‪ ،‬أو ينصر عصبة ‪ ،‬فقنتل ‪ ،‬فقنتلة جاهلية‬ ‫‪ .‬وامن وخرج على أامنتي يضرب برها وفاجرها ول ينتحاشى امن امؤامنها ‪،‬‬ ‫ول يفي ذا عهد عهده ‪ ،‬فليس امنى ولست امنه( ‪.‬‬ ‫كما كانت إرادتها امحنترامة امقدرة ‪ ،‬فما كان أبو بكر يمضى في الناس‬ ‫أامرا إل بعد أن يسنتشيرهم ووخصوصا فيما ل نص فيه ‪ ،‬وكذلك كان عمر‬


‫بن الخطاب ‪ ،‬فقد جعل الخلفة امن بعده شورى في السنتة اللذين توفي‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم وهو عنهم راض ‪.‬‬ ‫وقلت في الكلمة السابقة أيضا إننا نقلنا هذا النظام النيابي ‪ ،‬الذي تعيش‬ ‫حكوامنتنا في ظله ‪ ،‬عن أوربا ‪ ،‬فإلى أي امدى ينطبق على السلم ؟ واما‬ ‫الذي أفدناه امنه امنذ طبق في عهده الوخير في بلدنا إل الن ‪ ,‬وهي امدة‬ ‫تبلغ ربع قرن امن الزامان تقريبا ؟‬

‫اموقف السلم امن النظام النيابي والدسنتور المصري‬ ‫يقول علماء الفقه الدسنتوري إن النظام النيابي يقوم على امسؤولية‬ ‫الحاكم ‪ ،‬وسلطة الامة ‪ ،‬واحنترام إرادتها ‪ ،‬وإنه ل امانع فيه يمنه وحده‬ ‫الامة واجنتماع كلمنتها ‪ ،‬وليست الفرقة والخلف شرطا فيه ‪ ,‬وإن كان‬ ‫بعضهم يقول إن امن دعائم النظام النيابي البرلماني ‪ :‬الحزبية ‪ ,‬ولكن‬ ‫هذا إذا كان عرفا فليس أصل في قيم هذا النظام ‪ ,‬لنه يمكن تطبيقه‬ ‫بدون هذه الحزبية وبدون إوخلل بقواعده الصلية ‪.‬‬ ‫وعلى هذا فليس في قواعد هذا النظام النيابي اما ينتنافى امع القواعد‬ ‫النتي وضعها السلم لنظام الحكم ‪ ،‬وهو بهذا العنتبار ليس بعيدا عن‬ ‫النظام السلامي ول غريبا عنه ‪ ,‬وبهذا العنتبار يمكن أيضا أن نقول في‬ ‫اطمئنان إن القواعد الساسية النتي قام عليها الدسنتور المصري ل تنتنافى‬ ‫امع قواعد السلم ‪ ،‬وليست بعيدة امن النظام السلامي ول غريبة عنه ‪,‬‬ ‫بل إن واضعي الدسنتور المصري رغم أنهم وضعوه على أحد ث المبادئ‬ ‫والراء الدسنتورية وأرقاها ‪ ،‬فقد تووخوا فيه أل يصطدم أي نص امن‬ ‫نصوصه بالقواعد السلامية ‪ ،‬فهي إاما امنتمشية امعها صراحة كالنص الذي‬


‫يقول ‪) :‬دين الدولة السلم( أو قابلة للنتفسير الذي يجعلها ل تنتنافى امعها‬ ‫كالنص الذي يقول ‪) :‬حرية العنتقاد امكفولة(‪.‬‬ ‫وأحب أن أنبه هنا إلى الفرق بين الدسنتور وبين القوانين النتي تسير عليها‬ ‫المحاكم إذ أن كثيرا امن هذه القوانين ينتنافى صراحة امع اما جاء به‬ ‫السلم ‪ ،‬وذلك بحث أوخر سنعرض له في اموضعه إن شاء ا ‪.‬‬ ‫وامع أن النظام النيابي والدسنتور المصري في قواعدهما الساسية ل‬ ‫ينتنافيان امع اما وضعه السلم في نظام الحكم ‪ ،‬فإننا نصرح بأن هناك‬ ‫قصورا في عبارات الدسنتور ‪ ،‬وسوءا في النتطبيق ‪ ،‬وتقصيرا في حماية‬ ‫القواعد الساسية النتي جاء بها السلم وقام عليها الدسنتور ‪ ،‬أدت جميعا‬ ‫إلى اما نشكو امنه ‪ ،‬اما وقعنا فيه امن اضطراب في كل هذه الحياة النيابية‬ ‫‪.‬‬ ‫وسنتناول هذا اليجاز بشيء امن البيان ‪.‬‬

‫الــوزارة‬ ‫فأاما عن امسؤولية الحاكم فإن الصل فيها في النظام السلامي أن‬ ‫المسؤول فيها هو رئيس الدولة كائنا امن كان ‪ ،‬له أن ينتصرف ‪ ،‬وعليه أن‬ ‫يقدم حساب تصرفه للامة ‪ ،‬فإن أحسن أعاننته ‪ ،‬وإن أساء قوامنته ‪ ،‬ول‬ ‫امانع في السلم في أن يفوض رئيس الدولة غيره في امباشرة هذه‬ ‫السلطة وتحمل هذه المسؤولية ‪ ،‬كما عرف ذلك في )وزارات النتفويض(‬ ‫في كثير امن العهود السلامية ‪ ،‬وروخص الفقهاء المسلمون في ذلك‬ ‫وأجازوه اما دام فيه امصلحة ‪ ،‬والقاعدة في امثل هذه الامور رعاية‬ ‫المصلحة العاامة ‪ ،‬قال الماوردي في كنتاب الحكام السلطانية ‪:‬‬ ‫)والوزارة على ضربين ‪ ،‬وزارة تفويض ‪ ،‬ووزارة تنفيذ ‪ ،‬فأاما وزارة‬ ‫النتفويض فهو أن يسنتوزر الامام امن يفوض إليه تدبير الامور برأيه ‪،‬‬


‫وإامضاءها على امقنتضى اجنتهاده ‪ ،‬وليس يمنتنع جواز هذه الوزارة ‪ ،‬قال‬ ‫عله ْ س ِلي َوس ِزيرا س ِامنه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫تعالى حكاية عن نبيه عليه الصلة والسلم ‪َ) :‬وا ه ْ‬ ‫شس ِره ْكُه س ِفي أ َه ْامس ِري( )طـه‪(32-29:‬‬ ‫شُده ْد س ِبس ِه أ َه ْزس ِري ‪َ ,‬وأ َ ه ْ‬ ‫وخي ‪ ,‬ا ه ْ‬ ‫ن أ َ س ِ‬ ‫هاُرو َ‬ ‫هس ِلي ‪َ ,‬‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫‪ .‬فإذا جاز ذلك في النبوة كان في الاماامة أجوز ‪ .‬لن اما وكل إلى الامام‬ ‫امن تدبير الامة ل يقدر على امباشرة جميعها إل باسنتنابة ‪ ،‬ونيابة الوزير‬ ‫المشارك له في النتدبير أصح في تنفيذ الامور في تفرده بها ليسنتظهر بها‬ ‫على نفسه ‪ ،‬وبها يكون أبعد امن الزلل وأامنع امن الخلل( ‪.‬‬ ‫والصل في هذه المسؤولية في النظام النيابي ‪ ،‬أن المسؤول هو‬ ‫الوزارة امسؤولية على رئيس الدولة ‪ ،‬وقد جرى على هذا الدسنتور‬ ‫المصري والدسنتور النجليزي ‪ ،‬فصرح كل امنهما بمسؤولية الوزارة ‪،‬‬ ‫وإوخلء رئيس الدولة امن كل امسؤولية واعنتباره ل يخطئ ‪ ،‬واعنتبار ذاته‬ ‫امصونة ل تمس ‪.‬‬ ‫على أنه ل امانع في النظام النيابي امن تحمل رئيس الدولة المسؤولية‬ ‫واعنتبار الوزارة تابعة له في ذلك ‪ ،‬كما يقرر ذلك دسنتور الوليات المنتحدة‬ ‫‪ .‬والغريب أن تشير كنتب الفقه السلامي إلى هذا الوضع أيضا ‪ ،‬وتسمى‬ ‫هذه الوزارة )وزارة النتنفيذ( فيقول الماوردي في كنتابه )الحكام‬ ‫السلطانية( أيضا ‪) :‬وأاما وزارة النتنفيذ فحكمها أضعف ‪ ،‬وشروطها أقل ‪،‬‬ ‫لن النظر امقصور فيها على رأى الامام وتدبيره ‪ ،‬وهذا الوزير وسط بينه‬ ‫وبين الرعايا والولة ‪ ،‬يؤدى عنه اما أامر ‪ ،‬وينفذ اما ذكر وُيمضي اما حكم‬ ‫…( ول شك أن هذا امن سعة امادة الفقه السلامي وامروننته وصلحينته‬ ‫لكل زامان وامكان ‪.‬‬

‫غموض الدسنتور المصري‬ ‫هذه هي قواعد النظام السلامي والنيابي امعا في )امسؤولية الحاكم( ‪,‬‬ ‫فماذا فعلنا نحن في امصر؟ وقفنا في امننتصف الطريق نصا وتطبيقا ‪.‬‬


‫وجاء دسنتورنا في هذا المعنى غاامضا امقنتضبا غير واضح ول امفصل ‪،‬‬ ‫امع أنها أهم نقطة في تحديد لون الحياة النيابية والسلامية النتي نحياها‬ ‫‪ ..‬وشرحا لذلك سأسوق اما كنتبه السنتاذان الدكنتور إبراهيم امدكور عضو‬ ‫امجلس الشيوخ المصري ‪ ,‬والسنتاذ امريت غالي في امذكرتهما )نظام‬ ‫جديد( قال تحت عنوان الدسنتور وغموضه ‪:‬‬ ‫} فأاما العاامل الول فملخصه أن دسنتورنا على الرغم امن دقنته وضبط‬ ‫عباراته ‪ ،‬قد وقع في نفس الغموض الذي وقعت فيه دساتير أسبق امنه‬ ‫‪ ،‬وترك أهم نقطة في الحكم النيابي دون أن يحددها النتحديد الكافي ‪،‬‬ ‫ونعني بها سلطة الوزراء وصلنتهم بالشعب اممثلة في نوابه امن جهة ‪،‬‬ ‫وإشراقهم على اما يؤدى إليه امن وخدامات امن طريق المصالح والدارات‬ ‫امن جهة أوخرى ‪ .‬كما أجمل إجمال م ً امخل م ً في بيان اموقفهم امن رئيس‬ ‫الدولة و امليك البلد ‪ ،‬واكنتفى بأن يصوغ هنا في عبارات تصلح لكل اما‬ ‫يراد امنها ‪ ,‬وواضح أن الوزارة هي العمود الفقري لهيكل النظام النيابي‬ ‫الجديد وحلقة التصال بين النتشريع والنتنفيذ وامبعث الحياة والحركة في‬ ‫نظام يراد به احنترام سلطة الشعب امع تصريف شؤون الدولة تصريفا‬ ‫امحكمَا سريعا ‪ .‬وإذا اما رجعنا إلى الدسنتور وجدنا أن اما جاء به امنتصل‬ ‫بهذه النقطة الحساسة ل يكاد ينتجاوز ثلثة أسطر كلها غموض وعموم ‪,‬‬ ‫فيقرر في المادة ‪) : 29‬أن السلطة النتنفيذية ينتولها الملك في حدود‬ ‫هذا الدسنتور( ‪ ,‬وفي المادة ‪) : 48‬الملك ينتولى سلطنته بواسطة‬ ‫وزرائه( ‪ ,‬وفي المادة ‪) : 49‬الملك يعين وزراءه ويقيلهم( ‪ ,‬وفي المادة‬ ‫‪) : 57‬امجلس وزرائه هو المهيمن على امصالح الدولة( ‪ ,‬وفي المادة‬ ‫‪) : 61‬الوزراء امسؤولون امنتضاامنون لدى امجلس النواب عن السياسة‬ ‫العاامة للدولة ‪ ,‬وكل امنهم امسؤول عن أعمال وزارته( ‪ ,‬وفي المادة‬ ‫‪) : 63‬أواامر الملك – شفهية أو كنتابية – ل تخلي الوزراء امن المسؤولية‬ ‫على أية حال( {‬


‫تلك تقريبا جملة النصو ص المنتصلة بهذا الموضوع ‪ ,‬ول نظن أن فيها اما‬ ‫يكفي امطلقا لحل أي امشكل امن المشاكل النتي أشرنا إليها ‪.‬‬ ‫وقد أفاضا بعد ذلك في الشرح والنتمثيل بما يفصل اما تقدم امن هذه‬ ‫المعاني ‪ ..‬والمهم أن هذه النقطة وهي لب الامر تحنتاج على إيضاح‬ ‫واسنتقرار ‪ ,‬وهي القاعدة الولى امن قواعد )النظام السلامي( أو‬ ‫النيابي على السواء ‪ ,‬و بغير ذلك ل يمكن أن تسنتقيم الامور أو تسلم ‪.‬‬

‫وحـدة الامـــة‬

‫ء َ‬ ‫ك‬ ‫جا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ع َّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫ع أ َهه َْوا َ‬ ‫ا َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما أ َه ْنَز َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫َفا ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫ا‬ ‫شا َ‬ ‫عم ًة َوس ِامه ْنَهاجا َوَله ْو َ‬ ‫شه ْر َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عه ْلَنا س ِامه ْن ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ٍّ‬ ‫ق س ِل ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫س ِام َ‬ ‫حدَ م ً‬ ‫ة‬ ‫م أ َُّامم ًة َوا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َل َ‬ ‫وأاما عن وحدة الامة فقد أبنت أن السلم الحنيف يفنترضها افنتراضا ‪,‬‬ ‫ويعنتبرها جزءا أساسيا في حياة المجنتمع السلامي ل ينتساهل فيه بحال‬ ‫ة( ‪ ,‬كما يعنتبر‬ ‫‪ ,‬إذ أنه يعنتبر الوحدة قرين اليمان )إنما المؤامنون أوخو م ً‬ ‫ن آَامُنوا إ س ِنه ْ‬ ‫الخلف والفرقة قرين الكفر كما فال تعالى ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )آل‬ ‫م َكاس ِفس ِري َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماس ِن ُ‬ ‫م َبعه َْد س ِإي َ‬ ‫ب َيُر ُّدوُك ه ْ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ن ُأوُتوا اه ْل س ِ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫عوا َفس ِريقا س ِام َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ُت س ِ‬ ‫عمران‪ . (100:‬أي بعد وحدتكم امنتفرقين كما قال رسول ا ‪) : e‬ل‬ ‫ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم وجوه بعض( فعبر بكلمة الكفر على‬ ‫الفرقة والخلف وأن يضرب بعضهم وجوه بعض ‪.‬‬ ‫وأعنتقد أن الحكم النيابي – برلمانيا وغير برلماني ‪ -‬ل يأبى هذه الوحدة ‪,‬‬ ‫وبخاصة إن كان لون الحياة الجنتماعية واحدا في أصوله واتجاهاته‬ ‫العاامة ‪ ,‬كما هو شأن الامة السلامية جميعا في هذه اليام ‪ ,‬وإنما‬ ‫لزامت الحزبية والفرقة والخلف هذا النظام النيابي في أوربا وغيرها ‪,‬‬


‫لنها نشأت على أنقاضها ‪ ,‬وكانت الخلفات المنتكررة الداامية بين‬ ‫الشعوب وحكاامها هي السبب في نشأته فعل م ً امع تباين المشارب‬ ‫واوخنتلف الراء ‪ ...‬أاما الامم السلامية فقد حماها ا امن ذلك كله ‪,‬‬ ‫وعصمها بوحدة السلم وسماحنته امن هذا النتبلبل والضطراب ‪.‬‬ ‫وامع هذا فإن الحكم النيابي في أعرق امواطنه لم يقم على هذه‬ ‫الحزبية المسرفة ‪ ,‬فليس في إنجلنترا إل حزبان هما اللذان ينتداولن فيها‬ ‫الامر ‪ ,‬وتكاد تكون حزبينتهما داوخلية بحنتة ‪ ,‬وتجمعهما دائما المسائل‬ ‫القوامية المهمة ‪ ,‬فل تجد لهذه الحزبية أثرا البنتة ‪ ,‬كما أن أامريكا ليس فيها‬ ‫إل حزبان كذلك ل نسمع عنهما شيئا إل في امواسم الننتخابات ‪ ,‬أاما فيما‬ ‫عدا هذا فل حزبية ول أحزاب ‪ ,‬والبلد النتي تطورت في الحزبية وأسرفت‬ ‫في تكوين الحزاب ذاقت وبال أامرها في الحرب والسلم على السواء ‪,‬‬ ‫وفرنسا أوضح امثال لذلك‪.‬‬ ‫وإذا كان الامر كذلك ‪ ,‬وكانت وحدة الامة أساسا في النظام الجنتماعي‬ ‫السلامي ول يأباه النظام النيابي فإن امن الواجب أن ننتحول سريعا إلى‬ ‫الوحدة بعد أن أهلكت الحزبية في امصر الحر ث والنسل ‪.‬‬

‫الحزاب المصرية‬ ‫لقد انعقد الجماع على أن الحزاب المصرية هي سيئة هذا الوطن‬ ‫الكبرى ‪ ,‬وهي أساس الفساد الجنتماعي الذي نصطلي بناره الن ‪ ,‬وأنها‬ ‫ليست أحزابا حقيقية بالمعنى الذي تعرف به الحزاب في أي بلد امن بلد‬ ‫الدنيا ‪ ,‬فهي ليست أكثر امن سلسلة انشقاقات أحدثنتها وخلفات شخصية‬ ‫بين نفر امن أبناء هذه الامة ‪ ,‬اقنتضت الظروف في يوم اما أن ينتحدثوا‬ ‫باسمها وأن يطالبوا بحقوقها القوامية ‪ ,‬كما انعقد الجماع على أن هذه‬ ‫الحزاب ل براامج لها ول امناهج ‪ ,‬ول وخلف بينها في شيء أبدا إل في‬ ‫الشخصيات ‪ ,‬وآية ذلك واضحة فيما تعلن امن بيانات وخارج الحكم وفيما‬


‫تطلع به امن وخطب العرش داوخل الحكم ‪ ,‬وبما أن الحزاب هي النتي‬ ‫تقدم الشيوخ و النواب ‪ ,‬وهي النتي تستّير دفة الحكم في الحياة النيابية‬ ‫فإن امن البديهي أل يسنتقيم أامر الحكم وهذا حال امن يستّيرون دفنته ‪.‬‬ ‫وهذا الكلم الذي انعقد إجماع الامة عليه ‪ ,‬أعلنه شيوخ ونواب وفقهاء‬ ‫ودسنتوريون في صراحة ووضوح ‪ ,‬وامن قرأ اما كنتبه علوبة باشا في كنتابه‬ ‫)امبادئ وطنية( ‪ ,‬أو السنتاذ حسن الجداوي في كنتابه )عيوب الحكم في‬ ‫امصر( أو غيرهما امن الكنتاب ‪ ,‬رأى صدق اما نقول ‪ ,‬وحسبنا هنا أن ننقل‬ ‫فقرة امن كنتاب الفقيه الدسنتوري السنتاذ سيد صبري )امبادئ القانون‬ ‫الدسنتوري( عن الحزاب المصرية قال ‪) :‬والواقع أنه لم يعد لغلب‬ ‫الحزاب السياسية في امصر برناامج يدافع عنه أنصاره ‪ ,‬بل أصبح كل‬ ‫حزب عبارة عن وزير سابق له أنصار وامريدون ‪ ,‬ولهذه الننتيجة أهمينتها ‪,‬‬ ‫فإن الننتخاب لن يقوم على المفاضلة بين البراامج ‪ ,‬فقد أصبحت واحدة‬ ‫للجميع ‪ ,‬بل سيقوم على الثقة بالشخا ص أو المفاضلة بينهم ‪ ,‬وسنتكون‬ ‫الننتخابات شخصية ل حزبية بالمعنى المفهوم لدى الشعوب الغربية ‪,‬‬ ‫وبديهي أن بقاء الحزاب على هذا المنوال يقسم البلد شيعا وأحزابا‬ ‫ويثير الشقاق والمنازعات بين الفراد والسر بل سبب امفهوم ول أساس‬ ‫امعقول(‪.‬وإذا أضيف إلى هذا أن امصر بلدا امحنتل إلى الن ‪ ,‬وأن الذي‬ ‫يسنتفيد امن هذه الفرقة هم المحنتلون الغاصبون فقط ‪ ,‬وأنه إذا اسنتسيغ‬ ‫الخلف – وهو غير امسنتساغ بحال – في أامة امن الامم ‪ ,‬فإن أامة وادي‬ ‫النيل هي أحوج اما تكون إلى أكمل امعاني الوحدة لنتنتجمع قواها في‬ ‫نضال السنتقلل وفي عمل الصلح الداوخلي ‪ ,‬إذا أضيف هذا كله كان‬ ‫الامر أوخطر امن أن يهمل أو يسنتهان به ‪.‬‬

‫حل الحزاب المصرية‬


‫ول أدري إذا كان الامر كذلك فل أدري اما الذي يفرض على هذا الشعب‬ ‫الطيب المجاهد المناضل الكريم هذه الشيع والطوائف امن الناس النتي‬ ‫تسمي نفسها الحزاب السياسية؟‬ ‫إن الامر وخطير ‪ ,‬ولقد حاول المصلحون أن يصلوا إلى وحدة ولو امؤقنتة‬ ‫لمواجهة هذه الظروف العصيبة النتي تجنتازها البلد ‪ ,‬فيئسوا وأوخفقوا ‪,‬‬ ‫ولم يعد الامر يحنتمل أنصاف الحلول ‪ ,‬ول امنا ص بعد الن امن أن تحل‬ ‫هذه الحزاب جميعا وتجمع قوى الامة في حزب واحد يعمل لسنتكمال‬ ‫اسنتقللها وحرينته ‪ ,‬ويضع أصول الصلح الداوخلي العام ‪ ,‬ثم ترسم‬ ‫الحواد ث بعد ذلك للناس طرائق في النتنظيم في ظل الوحدة النتي‬ ‫يفرضها السلم‪.‬‬

‫احنترام رأى الامة‬

‫ك َ‬ ‫م‬ ‫ح ُ‬ ‫سوس ِلس ِه لس َِي ه ْ‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫عوا إ س َِلى س ِ‬ ‫ن إ س َِذا ُد ُ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ل اه ْل ُ‬ ‫ن َقه ْو َ‬ ‫ما َكا َ‬ ‫إ س َِّن َ‬ ‫عَنا‬ ‫ط ه ْ‬ ‫عَنا َوأ َ َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫ن َيُقوُلوا َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫نظام الننتخابات‬ ‫وأاما عن احنترام رأى الامة ‪ ,‬ووجوب تمثيلها واشنتراكها في الحكم‬ ‫اشنتراكا صحيحا ‪ ،‬فإن السلم لم يشنترط اسنتبانة رأى أفرادها جميعا‬ ‫في كل نازلة ‪ ،‬وهو المعبر عنه ‪ ،‬في الصطلح الحديث بالسنتفنتاء العام‬ ‫‪ ،‬ولكنه اكنتفى في الحوال العادية )بأهل الحل والعقد( ولم يعينهم‬ ‫بأسمائهم ‪ ،‬ول بأشخاصهم ‪ ،‬والظاهر امن أقوال الفقهاء ووصفهم إياهم‬ ‫أن هذا الوصف ينطبق على ثل ث فئات هم ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الفقهاء المجنتهدون الذين يعنتمد على أقوالهم في الفنتيا واسنتنباط‬ ‫الحكام ‪.‬‬


‫‪ - 2‬وأهل الخبرة في الشؤون العاامة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬وامن لهم نوع قيادة أو رئاسة في الناس كزعماء البيوت والسر‬ ‫وشيوخ القبائل ورؤوساء المجموعات ‪.‬‬ ‫فهؤلء جميعا يصح أن تشملهم عبارة "أهل الحل والعقد" ‪.‬‬ ‫ولقد رتب النظام النيابي الحديث طريق الوصول إلى أهل الحل والعقد‬ ‫بما وضع الفقهاء الدسنتوريون امن نظام الننتخابات وطرائقه المخنتلفة ‪،‬‬ ‫والسلم ل يأبى هذا النتنظيم اما دام يؤدى إلى اوخنتيار أهل الحل والعقد‬ ‫‪ ،‬وذلك اميسور إذا لوحظ في أي نظام امن نظم تحديد الننتخاب صفات‬ ‫أهل الحل والعقد ‪ ،‬وعدم السماح لغيرهم بالنتقدم للنيابة عن الامة ‪.‬‬

‫عيوب نظم الننتخابات في امصر‬ ‫ونحن في امصر قد أوخذنا بنظام الننتخاب المباشر تارة في قانون سنة‬ ‫‪ , 1923‬وبنظام الننتخاب على درجنتين في قانون سنة ‪ , 1930‬وكلهما‬ ‫في الواقع لم يحقق الغرض المقصود امنه ‪ ,‬وظهر له حين النتطبيق‬ ‫عيوب يجب أن نعمل على إصلحها بنتعديل شاامل ‪ ,‬وليس الخطأ عيبا‬ ‫في ذاته ‪ ,‬ولكن الرضا به والسنتمرار عليه والدفاع عنه هو الخطأ كل‬ ‫الخطأ ‪.‬‬ ‫ولقد شعر الجميع بقصور قانون الننتخابات الحالي عن الوفاء بالغرض‬ ‫الذي وضع امن أجله وهو الوصول إلى اوخنتيار الصالحين للنيابة عن الامة‬ ‫‪ ،‬ووجهت إليه اننتقادات امرة كشفت عن كثير امن العيوب وأهمها اما ذكره‬ ‫الدكنتور سيد صبري في كنتابه )امبادئ القانون الدسنتوري( ‪} :‬أنه أوجد‬ ‫هيئة ناوخبة ل يمكنها تحقيق الغرض امن الننتخابات على الوجه المطلوب‬ ‫‪ ،‬وأنه لم يحقق فكرة تمثيل الامة تمثيل م ً صحيحا ‪ ،‬وأنه لم يصل إلى‬


‫إيجاد هيئة تعمل للصالح العام امجردة امن كل قيد ‪ ( ...‬وقد أورد بعد‬ ‫ذلك إحصائية دقيقة وخلص امنها بالرقام إلى أن قرارات البرلمان‬ ‫المصري في أدواره المخنتلفة ل تعبر عن رأى الامة ول عن رأى أكثرينتها ‪،‬‬ ‫ول عن رأى أقلية امحنترامة عن أبنائها ‪ ,‬وإنما تعبر عن رأى نسبة ضئيلة‬ ‫امن امجموع امن له حق الننتخاب ‪ ,‬لم تصل يواما إلى ‪ %12‬وبيان ذلك ‪:‬‬ ‫أن امجلس نواب سنة ‪ 1936‬ل تمثل قراراته – امع أنها صحيحة ونافذة‬ ‫بحكم القانون – إل ‪ %10.75‬امن هيئة الناوخبين ‪.‬‬ ‫وامجلس سنة ‪ 1929‬نسبة النتمثيل فيه ‪. %9.25‬‬ ‫وامجلس سنة ‪ 1936‬النسبة فيه ‪. %10.75‬‬ ‫وامجلس سنة ‪ 1938‬النسبة فيه ‪. %11.75‬‬ ‫وامجلس سنة ‪ 1942‬النسبة فيه ‪. %9.75‬‬ ‫فكيف يقال بعد هذا إن ذلك تعبير عن رأي الامة وتمثيل لها تمثيل‬ ‫صحيحا؟!‬

‫تعديل وإصلح‬ ‫ل بد امن تعديل وإصلح لقانون الننتخاب ‪ ،‬وامن وجوه هذا الصلح‬ ‫الضرورة ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وضع صفات وخاصة للمرشحين أنفسهم ‪ ،‬فإذا كانوا اممثلين لهيئات‬ ‫فل بد أن يكون لهذه الهيئات براامج واضحة وأغراض امفصلة ينتقدم على‬ ‫أساسها هذا المرشح ‪ ،‬وإذا لم يكونوا اممثلين لهيئات فل بد أن يكون لهم‬ ‫امن الصفات والمناهج الصلحية اما يؤهلهم للنتقدم للنيابة عن الامة ‪،‬‬


‫وهذا المعنى امرتبط إلى حد كبير بإصلح الحزاب في امصر ‪ ،‬واما يجب‬ ‫أن يكون عليه أامر الهيئات السياسية فيها ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وضع حدود للدعاية الننتخابية ‪ ،‬وفرض عقوبات على امن يخالف‬ ‫هذه الحدود ‪ ،‬بحيث ل تنتناول السر ول البيوت ول المعاني الشخصية‬ ‫البحنتة النتي ل دوخل لها في أهلية المرشح وإنما تدور حول المناهج‬ ‫والخطط الصلحية ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إصلح جداول الننتخابات ‪ ،‬وتعميم نظام تحقيق الشخصية ‪ ،‬فقد‬ ‫أصبح أامر جداول الننتخابات أامرا عجبا بعد أن لعبت بها الهواء الحزبية‬ ‫والغراض الحكوامية طول هذه الفنترات المنتعاقبة ‪ ،‬وفرض النتصويت‬ ‫إجباريا ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وضع عقوبة قاسية للنتزوير امن أي نوع كان ‪ ،‬وللرشوة الننتخابية‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وإذا عدل إلى الننتخابات بالقائمة ‪ ،‬ل الننتخاب الفردي كان ذلك أولى‬ ‫وأفضل ‪ ،‬حنتى ينتحرر النواب امن ضغط ناوخبيهم ‪ ،‬وتحل المصالح العاامة‬ ‫امحل المصالح الشخصية في تقدير النواب والتصال بهم ‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فأبواب الصلح والنتعديل كثيرة ‪ ،‬هذه نماذج امنها ‪ ،‬وإذا‬ ‫صدق العزم وضح السبيل ‪ ،‬والخطأ كل الخطأ في البقاء على هذا‬ ‫الحال والرضا به ‪ ،‬والنصراف عن امحاولة الصلح‪.‬‬

‫الواقع الحالي‬ ‫ما أ َ​َرا َ‬ ‫ك‬ ‫س س ِب َ‬ ‫ن الَّنا س ِ‬ ‫م َبه ْي َ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ق س ِلَنت ه ْ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ب س ِباه ْل َ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ك اه ْل س ِ‬ ‫إ س َِّنا أ َه ْنَزه ْلَنا إ س َِله ْي َ‬ ‫صيما‬ ‫وخ س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫خاس ِئس ِني َ‬ ‫ن س ِله ْل َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا َول َت ُ‬ ‫ُ‬


‫عرضت في الكلمات السابقة لدعائم الحكم الصالح الثل ث في النظام‬ ‫السلامي أو النيابي على السواء ‪ ,‬وهي ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬امسؤولية الحاكم‬ ‫‪ – 2‬ووحدة الامة‬ ‫‪ – 3‬واحنترام إرادتها‬ ‫وأشرت في إيجاز بالغ إلى نواحي الغموض في النتشريع ‪ ,‬والقصور‬ ‫والفساد في النتطبيق ‪ ,‬في أسلوب الحكم الذي جربناه امنذ صدور‬ ‫الدسنتور المصري إلى الن ‪ ,‬وقد كانت ننتيجة هذا الغموض والقصور‬ ‫والفساد ‪ ...‬اما نحن عليه الن امن حيرة قلق و ارتباك ‪ ,‬واما وصلنا إليه‬ ‫امن فرقة وتمزق وشنتات ‪.‬‬

‫ضعف الحكوامات‬ ‫ل يجادل أحد في أن الحكوامات المنتعاقبة قد ضعفت عن أداء واجبها ‪،‬‬ ‫وفقد امعظم هيبنتها في النفوس كحكوامة ‪ ,‬بسبب هذا النتجريح بالحق‬ ‫وبالباطل الذي تمليه الروح الحزبية البحنتة ‪ ،‬وبسبب هذا العجز الناتج عن‬ ‫عدم تحديد المسؤولية والضطلع بها كااملة غير امنقوصة ‪ ،‬ولول أن‬ ‫النفوس في امصر امطبوعة بطابع الطاعة والسنتسلم ‪ ،‬والعمال تسير‬ ‫بطريق روتيني ل تجديد فيه ول ابنتكار ‪ ..‬لنتعطل كل شئ ‪ ،‬ولعجز‬ ‫الدولب الداري المضطرب عن أن ينهض بحاجات الشعب أو أن يؤدى‬ ‫ل‪.‬‬ ‫للناس عم م ً‬

‫هيبة القانون‬


‫ول شك أن سلطان القانون قد تزعزع وفقد امعظم احنتراامه كذلك ‪،‬‬ ‫بسبب هذه السنتثناءات والمحسوبيات والحيل المنتكررة ‪ ،‬والعنتداء أحيانا‬ ‫بنسخ القانون لغرض شخصي ‪ ..‬ولو أن هذا النسخ بقانون في ظاهر‬ ‫الامر ‪ ,‬ولكن الدوافع تكون امعروفة دائما ول تخفي على أحد ‪ ،‬فيعمل‬ ‫ذلك عمله في النفوس وينال امن هيبة القانون واحنترام النظام ‪.‬‬

‫حزبية عمياء‬ ‫ول شك أن نار الخصوامة والحقد قد اضطرب في نفوس الحاكمين‬ ‫والمحكوامين على السواء ‪ ،‬بفعل هذه الحزبية الخاطئة ‪ ,‬النتي لم نفهمها‬ ‫نحن في امصر في يوم امن اليام على أنها وخلف في الرأي ل يفسد للود‬ ‫قضية ‪ ,‬بل فهمناها عداوة وبغضاء تنتعدى النظر في المصالح العاامة‬ ‫إلى المقاطعة في كل الشؤون عاامة ووخاصة ‪ ,‬وإلى أن نرى الحق في‬ ‫جانب وخصوامنا الحزبيين باطل ‪ ,‬والباطل في جانب أنصارنا الحزبيين حقا‬ ‫‪ ,‬ونصدر امن هذا الشعور في كل تصرفاتنا وصلتنا ‪ ,‬ويسنتفحل هذا‬ ‫الداء ويسنتشري حنتى في أحرج المواقف ‪ ,‬فل نسنتطيع أن نوحد صفوفنا‬ ‫في أي اموقف قوامي امهما يكن ينتوقف عليه إصلح أامرنا وامسنتقبل بلدنا‬ ‫‪.‬‬ ‫وهذا الشعور البغيض ‪ ,‬والفهم الخاطئ للحزبية الذي تحول إلى عداوة‬ ‫امنتأصلة ‪ ,‬قد كان امن ننتائجه ‪ :‬أن انصرفت امعظم الجهود الفكرية‬ ‫والعملية إلى أامرين اسنتغرقا كل اهنتمام رجالنا ‪ ,‬وهما ‪ :‬اليقاع‬ ‫بالخصوم الحزبيين واتقاء امكائدهم ‪ ,‬فالحاكم يصرف جل همه في‬ ‫هاتين الناحينتين ‪ ,‬والمعارضة ل تقل عن الحاكم اهنتمااما بها ‪ ,‬وفي‬ ‫سبيل ذلك تضيع الحقوق وتنتعطل المصالح ‪ ,‬ويرثى الصدقاء ويشمت‬ ‫العداء ‪ ,‬ويسنتفيد الخصم الجاثم على صدر البلد ‪.‬‬


‫هذه الحال قد أننتجت النتحطم في المعنويات ‪ ،‬والفساد والضطراب في‬ ‫الماديات وقد بلغ الامر امننتهاه ولم يعد قوس الصبر امنزع ‪ ،‬ولبد امن‬ ‫تغيير حازم حاسم سريع ‪ ..‬فأاما أن يفقه أولو الامر هذه الحقيقة‬ ‫ويقدروها ‪ ،‬فيبادروا في سرعة إلى إجراء النتغيير الصالح برأيهم وعلى‬ ‫أيديهم ‪ ،‬وفي ذلك السلامة والسنتقرار ‪ ،‬وامازال في الوقت امنتسع‬ ‫للصلح ‪ ،‬وإاما أن يظلوا في هذا النصراف فنتسبقهم الحواد ث ‪ ،‬ويفلت‬ ‫امن يدهم الزامام ‪ ،‬ول يدري عاقبة ذلك إل ا ‪.‬‬ ‫يا أولى الامر في هذا البلد ‪..‬‬ ‫ويا دولة رئيس الحكوامة ‪..‬‬ ‫ويا رجال الزهر ‪...‬‬ ‫ويا زعماء الحزاب والهيئات والجماعات ‪...‬‬ ‫ويا ذوى الغيرة على هذا الوطن السيف ‪:‬‬ ‫تداركوا الامر قبل الفوات ‪ ..‬وأاماامكم سفينة النجاة بنظام السلم ‪ ..‬ولله‬ ‫عاقبة الامور ‪.‬‬ ‫أل قد بلغت ‪ ...‬اللهم فاشهد ‪.‬‬ ‫حسـن البنــا‬

‫النظام القنتصادي‬ ‫تمـهـيد‬


‫كنتبت تحت عنوان )امشكلتنا الداوخلية في ضوء النظام السلامي( عدة‬ ‫كلمات سالفة بينت فيها أن نظام الحكم السلامي يعنتمد على قواعد‬ ‫ثل ث ‪:‬‬ ‫أ ـ امسؤولية الحاكم‬ ‫ب ـ احنترام إرادة الامة‬ ‫ج ـ والمحافظة على وحدتها‬ ‫وإن امن حسن الحظ أن هذه هي أيضا دعائم النظام النيابي الحديث‬ ‫الذي اوخنترناه لنفسنا ‪ ,‬كما بينت أننا لم نطبق هذا النظام ول ذاك تطبيقا‬ ‫صحيحا ‪ ,‬وبذلك اضطربت الامور تبعا لذلك ‪ ,‬فإن هذا المر اصل واما‬ ‫عداه تابع له ‪) :‬أل وإن في الجسد امضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ‪,‬‬ ‫وإذا فسدت فسد الجسد كله ‪ ,‬أل وهي القلب ( ‪ ,‬الحكوامة ول شك قلب‬ ‫الصلح الجنتماعي كله ‪ ,‬فإذا فسدت أوضاعها فسد الامر كله وإذا‬ ‫صلحت صلح المر كله ‪ ...‬وقد أهبت بالقائمين أن يبادروا بالصلح ‪ ,‬وأن‬ ‫يعودوا إلى السلم الحنيف جماع الخير ليهنتدوا بهديه ويسيروا على‬ ‫ضوئه ‪ ,‬وبغير ذلك ل يمكن أن نظفر بالصلح الحقيقي ‪.‬‬ ‫وهنا أتناول )وضعنا القنتصادي( بمثل هذا البيان ‪ ،‬رجاء أن تجد هذه‬ ‫الكلمات المخلصة آذانا امصغية ‪ ،‬وقلوبا واعية ‪ ،‬تسنتشعر الخطر وتعمل‬ ‫على تلفيه ‪ ،‬امن قبل أن يسنتشري الداء ‪ ،‬ويعز الدواء ‪ ،‬وينتسع الخرق‬ ‫على الراقع ‪...‬ول يحرك النفوس ويثير الخواطر ‪ ،‬ويؤلم المشاعر شئ‬ ‫كالضائقة المالية ‪ ،‬تأوخذ بخناق الجماهير فنتحول بينهم وبن الحصول على‬ ‫ضروريات الحياة فضل م ً عن كمالينتها ‪ ..‬ول أزامة أعنف امن أزامة الرغيف ‪،‬‬ ‫ول عضة أقوى امن عضة الجوع والمسغبة ‪ ..‬ول حاجة أشد امن حاجة‬ ‫القوت ‪ ،‬وطالب القوت اما تعدى ‪ .‬دوخلت الجارية على امحمد بن الحسن‬


‫الشيباني صاحب أبي حنيفة ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا سيدي فني الدقيق ‪ .‬فقال ‪:‬‬ ‫قاتلك ا ! أذهبت امن رأسي أربعين امسألة‪.‬‬

‫واقعنا القنتصـادي‬ ‫وهناك حقائق ل يسنتطيع أحد أن ينكرها أو ينتجاهلها امنها ‪:‬‬

‫غنى الطبيعة‬ ‫إن هذا البلد ليس فقيرا ‪ ،‬بل لعله أغنى بلد ا تبارك وتعالى بخيراته‬ ‫الطبيعية ‪ ،‬وثرواته المخنتلفة امن زراعية وامائية وحيوانية وامعدنية ‪ ،‬ونيله‬ ‫العجيب ‪ ،‬وواديه الخصيب ‪ ،‬واما شئت امن فضل ا تبارك وتعالى على‬ ‫م(‬ ‫سَأه ْلُنت ه ْ‬ ‫م َاما َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َل ُ‬ ‫صرا َفس ِإ َّ‬ ‫طوا س ِام ه ْ‬ ‫هس ِب ُ‬ ‫امصر وأهل امصر امنذ القدم ‪) :‬ا ه ْ‬ ‫)البقرة‪. (61:‬‬

‫فساد اقنتصادي‬ ‫وامنها أن الجانب الذين احنتلوا هذا الوطن بغفلة امن أهله ‪ ,‬وتساهل امن‬ ‫حكاامه ‪ ,‬وظلم امن غاصبيه ‪ ,‬أسعد حال امن أهله وبنيه ‪ ,‬وأنهم قد‬ ‫وضعوا أيديهم على أفضل امنابع الثروات فيه‪ ,‬شركات أو أفرادا ‪,‬‬ ‫فالصناعة والنتجارة ‪ ,‬والمنافع العاامة ‪ ,‬والمرافق الرئيسية ‪ ,‬كلها بيد‬ ‫هؤلء الجانب حقيقة ‪,‬أو الجانب الذين اتخذوا امن الجنسية المصرية‬ ‫شعارا وامازالوا يحنون بعد إلى أوطانهم ويؤثرونها بأكبر أرباحهم ‪.. ,‬وإن‬ ‫كثيرا امازال ينظر إلى المواطن المصري ‪ ,‬والعاامل المصري ‪ ,‬والحاكم‬ ‫المصري نظرة ل تقدير فيها ول إنصاف‪.‬‬

‫ثراء فاحش وفقر امدقع‬


‫وامنها أن النتفاوت عظيم ‪ ،‬والبون شاسع ‪ ،‬والفرق كبير ‪ ،‬بين الطبقات‬ ‫المخنتلفة في هذا الشعب ‪ ،‬فثراء فاحش وفقر امدقع ‪ ،‬والطبقة‬ ‫المنتوسطة تكاد تكون امعدوامة ‪ ،‬والذي نسميه نحن الطبقة المنتوسطة‬ ‫ليس إل امن الفقراء المعوزين وإن كنا نسميهم امنتوسطين ‪ ،‬على قاعدة‬ ‫‪ :‬بعض الشر أهون امن بعض ‪ .‬ورحم ا فقهاءنا الذين حَّبروا البحو ث‬ ‫الطويلة في الفرق بين الفقراء والمساكين وإن كلهما امن المحنتاجين‬ ‫البائسين ‪.‬‬

‫تخبط اقنتصادي‬ ‫وامنها وهو الهم ‪ ،‬أننا في وسط هذا المعنترك الحاد الصاوخب العنيف‬ ‫بين المبادئ القنتصادية‪ ،‬امن رأسمالية أو اشنتراكية أو شيوعية ‪ ،‬لم نحدد‬ ‫لونا نصبغ به حياتنا القنتصادية ‪ ,‬في وقت تحنتم فيه النتحديد ‪ ،‬وتعقدت‬ ‫فيه الامور ‪ ،‬بحيث لم تعد تنفع فيها أنصاف الحلول ‪ ،‬ولم يعد يجدي إل‬ ‫الوضوح الكاامل ‪ ،‬وتحديد الهداف تحديدا دقيقا ‪ ،‬والسير إليها في قوة‬ ‫وعزيمة ‪.‬‬ ‫وهذه الوضاع ‪ ،‬وإن اامنتزجت بها المعاني السياسية ‪ ،‬إل أنها في أغلب‬ ‫صورها ودوافعها وننتائجها تعاليم وأوضاع اقنتصادية ‪ ،‬ولهذا ل بد لنا امن‬ ‫أن نخنتار لونا امن هذه اللوان أو امن غيرها إن اسنتطعنا ‪ ،‬لنعيش في‬ ‫حدود وضع امعلوم له وخصائصه وامميزاته ‪ ،‬يحدد أهدافنا الرئيسية ‪،‬‬ ‫ويرسم لنا طريق العمل للوصول إلى هذه الهداف ‪.‬‬

‫إلى الســلم‬ ‫وأعنتقد أنه ل وخير لنا في واحد امن هذه النظم جميعا ‪ ،‬فلكل امنها عيوبه‬ ‫الفاحشة ‪ ،‬كما له حسناته البادية ‪ ،‬وهى نظم نبنتت في غير أرضنا‬ ‫لوضاع غير أوضاعنا ‪ ،‬وامجنتمعات فيها غير اما في امجنتمعنا ‪ ...‬فضل م ً عن‬


‫أن بين أيدينا النظام الكاامل الذي يؤدى إلى الصلح الشاامل في‬ ‫توجيهات السلم الحنيف ‪ ،‬واما وضع للقنتصاد قواعد كلية أساسية لو‬ ‫علمناها وطبقناها تطبيقا سليما ‪ ،‬لنحلت امشكلتنا ‪ ،‬ولظفرنا بكل اما في‬ ‫هذه النظم امن حسنات ‪ ،‬وتجنبنا كل اما فيها امن سيئات ‪ ،‬وعرفنا كيف‬ ‫يرتفع امسنتوى المعيشة وتسنتريح كل الطبقات ‪ ،‬ووجدنا أقرب الطرق‬ ‫إلى الحياة الطيبة ‪.‬‬

‫قواعد النظام القنتصادي في السلم‬ ‫قدامت في الكلمة السابقة أن امصر تنتقاذفها اللوان القنتصادية وتنتضارب‬ ‫فيها النظم والراء العصرية ‪ ,‬امن رأسمالية أو اشنتراكية أو شيوعية ‪ ,‬وأن‬ ‫امن الخير كل الخير أن تبرأ امصر امن هذه اللوان كلها ‪ ،‬وأن تركز حياتها‬ ‫القنتصادية على قواعد السلم وتوجيهاته العليا ‪ ،‬وتسنتمد امنه وتعنتمد‬ ‫عليه ‪ ،‬وذلك تسلم امن كل اما يصحب هذه الراء امن أوخطاء واما يلصق‬ ‫بها امن عيوب عليه ‪ ،‬وبذلك تسلم امن كل اما يصحب هذه الراء امن‬ ‫أوخطاء ‪ ،‬واما يلصق بها امن عيوب ‪ ،‬وتنحل امشاكلنا القنتصادية امن أقصر‬ ‫طريق‪.‬‬ ‫وينتلخص نظام السلم القنتصادي في أهمها ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اعنتبار المال الصالح قوام الحياة ‪ ،‬ووجوب الحر ص عليه ‪ ،‬وحسن‬ ‫تدبيره وتثميره‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إيجاب العمل والكسب على قادر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكشف عن امنابع الثروات الطبيعية ‪ ،‬ووجوب السنتفادة امن كل اما‬ ‫في الوجود امن قوى وامواد‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تحريم اموارد الكسب الخبيث‪.‬‬


‫‪ - 5‬تقريب الشقة بين امخنتلف الطبقات ‪ ،‬تقريبا يقضى على الثراء‬ ‫الفاحش والفقر المدقع ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬الضمان الجنتماعي لكل امواطن ‪ ,‬وتأامين حياته ‪ ,‬والعمل على‬ ‫راحنته وإسعاده‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الحث على النفاق في وجوه الخير ‪ ،‬وافنتراض النتكافل بين‬ ‫المواطنين ‪ ،‬ووجوب النتعاون على البر والنتقوى ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬تقرير حرامة المال ‪ ،‬واحنترام الملكية الخاصة اما لم تنتعارض امع‬ ‫المصلحة العاامة‪.‬‬ ‫‪ - 9‬تنظيم المعااملت المالية بنتشريع عادل رحيم ‪ ،‬والنتدقيق في شؤون‬ ‫النقد‪.‬‬ ‫‪ - 10‬تقرير امسؤولية الدولة في حماية هذا النظام ‪.‬‬ ‫والذي ينظر في تعاليم السلم ‪ ،‬يجد فيه هذه القواعد امبينة في القرآن‬ ‫الكريم والسنة المطهرة وكنتب الفقه السلامي بأوسع بيان ‪.‬‬

‫المال الصالح قوام الحيــاة‬ ‫فقد اامنتدح السلم المال الصالح ‪ ،‬وأوجب الحر ص عليه وحسن تدبيره‬ ‫وتثميره ‪ ،‬وأشاد بمنزلة الغنى الشاكر الذي يسنتخدم اماله في نفع الناس‬ ‫وامرضاة ا ‪ ،‬وليس في السلم هذا المعنى الذي يدفع الناس إلى‬ ‫الفقر والفاقة امن فهم الزهد على غير امعناه ‪.‬‬ ‫واما ورد في ذم الدنيا والمال والغنى والثروة إنما يراد به اما يدعو إلى‬ ‫الطغيان والفنتنة والسراف ‪ ,‬ويسنتعان به على الثم والمعصية والجور‬ ‫وكفران نعمة ا ‪ ،‬وفى الحديث )نعم المال الصالح للرجل الصالح( ‪،‬‬


‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ا َل ُ‬ ‫علَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كمُ اَّلس ِنتي َ‬ ‫ء أ َه ْامَواَل ُ‬ ‫سَفَها َ‬ ‫وفى الية الكريمة ‪َ) :‬ول ُته ْؤُتوا ال ُّ‬ ‫س ِقَيااما( )النساء‪. (5:‬‬ ‫وفى ذلك الشارة إلى أن الاموال قوام العمال ‪ ،‬وقد نهى رسول ا ‪e‬‬ ‫عن إضاعة المال في غير وجهه ‪ ،‬فقال ‪) :‬إن ا ينهاكم عن قيل وقال ‪،‬‬ ‫وكثرة السؤال ‪ ،‬وإضاعة المال( كما أن امن امات امدافعا عن اماله فهو‬ ‫شهيد كما جاء في الحديث ‪) :‬امن امات دون عرضه فهو شهيد ‪ ،‬وامن امات‬ ‫دون اماله فهو شهيد ‪ (...‬الحديث ‪.‬‬

‫العمل على كل قادر‬ ‫وفى السلم الحث على العمل والكسب ‪ ،‬واعنتبار الكسب واجبا على‬ ‫كل قادر عليه ‪ ,‬والثناء كل الثناء على العمال والمحنترفين ‪ ،‬وتحريم‬ ‫السؤال ‪ ،‬وإعلن أن امن أفضل العبادة العمل ‪ ،‬وأن العمل امن سنة‬ ‫النبياء ‪ ،‬وأن أفضل الكسب اما كان امن عمل اليد ‪ ،‬والزراية على أهل‬ ‫البطالة ‪ ،‬والذين هم عالة على المجنتمع امهما كان سبب تبطلهم ‪ ،‬ولو‬ ‫كان النقطاع لعبادة ا ‪ .‬فإن السلم ل يعرف هذا الضرب امن النتبطل‬ ‫‪ ..‬والنتوكل على ا إنما هو الوخذ في السباب وأيضا بالننتائج ‪ ،‬فمن فقد‬ ‫أحدهما فليس بمنتوكل ‪ ..‬والرزق المقدور امقرن بالسعي الدائب ‪ ،‬وا‬ ‫سوُلُه‬ ‫م َوَر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫مَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ا َ‬ ‫سَيَرى ُ‬ ‫مُلوا َف َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ا ه ْ‬ ‫تبارك وتعالى يقول ‪َ) :‬وُق س ِ‬ ‫ما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة َفُيَنِّبُئ ُ‬ ‫شَهاَد س ِ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫غه ْي س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عاس ِل س ِ‬ ‫ن إ س َِلى َ‬ ‫سُنتَر ُّدو َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫َواه ْل ُ‬ ‫ن( )النتوبة‪ . (105:‬ويقول الرسول ‪) : e‬اما أكل أحد طعااما قط‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫وخيرا امن أن يأكل امن عمل يده ‪ ،‬وإن نبي ا داود عليه السلم كان‬ ‫يأكل امن عمل يده( ‪ ,‬ويقول عمر ‪) :‬ل يقعد أحدكم عن طلب الرزق‬ ‫وهو يقول اللهم ارزقني ‪ ،‬وقد علم أن السماء ل تمطر ذهبا ول فضة( ‪,‬‬ ‫وفى الحديث ‪) :‬ول يزال الرجل يسأل الناس حنتى يأتي يوم القياامة‬ ‫وليس في وجهه امزعة لحم( ‪.‬‬


‫الكشف عن امنابع الثروات‬ ‫كما أن فيه لفت النظر إلى في الوجود امن امنابع الثروة وامصادر الخير ‪،‬‬ ‫والحث على العناية بها ووجوب اسنتغللها ‪ ،‬وأن كل اما في هذا الكون‬ ‫خَر‬ ‫س َّ‬ ‫ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َتَره ْوا أ َ َّ‬ ‫العجيب امسخر للنسان ليسنتفيد امنه ويننتفع به ‪) ,‬أ َ​َل ه ْ‬ ‫هَر م ً‬ ‫ة‬ ‫ظا س ِ‬ ‫مُه َ‬ ‫ع َ‬ ‫م س ِن َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫غ َ‬ ‫سَب َ‬ ‫ض َوأ َ ه ْ‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َاما س ِفي ال َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫َل ُ‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ض‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َاما س ِفي ال َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫خَر َل ُ‬ ‫س َّ‬ ‫طَنم ًة( )لقمان‪َ) , (20:‬و َ‬ ‫َوَبا س ِ‬ ‫ميعا( )الجاثـية‪ . (13:‬وامن قرأ آيات القرآن الكريم ‪ ،‬علم تفصيل ذلك‬ ‫ج س ِ‬ ‫َ‬ ‫بأوسع بيان وأوفاه ‪.‬‬

‫تحريم الكسب الخبيث‬ ‫وامن تعاليمه ‪ :‬تحريم اموارد الكسب الخبيثة ‪ ،‬وتحديد الخبث في الكسب‬ ‫بأنه اما كان بغير امقابل امن عمل ‪ :‬كالربا والقمار واليناصيب ونحوها ‪ ،‬أو‬ ‫كان بغير حق ‪ :‬كالنصب والسرقة والغش ونحوها ‪ .‬أو كان عوضا لما‬ ‫يضر ‪ :‬كثمن الخمر والخنزير والمخدر ونحوها ‪ .‬فكل هذه اموارد للكسب‬ ‫ل يبيحها السلم ‪ ،‬ول يعنترف بها ‪.‬‬

‫النتقريب بين الطبقات‬ ‫وقد عمل السلم على النتقريب بين الطبقات بنتحريم الكنز وامظاهر‬ ‫النترف على الغنياء ‪ ،‬والحث على رفع امسنتوى المعيشة بين الفقراء ‪،‬‬ ‫وتقرير حقهم في امال الدولة وامال الغنياء ‪ ،‬ووصف الطريق العملي‬ ‫لذلك ‪.‬‬ ‫وأكثر امن الحث على النفاق في وجوه الخير والنترغيب في ذلك ‪ ،‬وذم‬ ‫ن والذى ‪ ،‬وتقرير طريق النتعاون والقرض الحسن‬ ‫البخل والرياء والم تّ‬


‫عَلى اه ْلس ِبِّر‬ ‫عاَوُنوا َ‬ ‫ابنتغاء امرضاة ا تبارك وتعالى ورجاء اما عنده ‪َ) :‬وَت َ‬ ‫ن( )المائدة‪. (2:‬‬ ‫عه ْدَوا س ِ‬ ‫م َواه ْل ُ‬ ‫عَلى الس ِه ْث س ِ‬ ‫عاَوُنوا َ‬ ‫َوالَّنته ْقَوى َول َت َ‬

‫حرامة المال واحنترام الملكيات‬ ‫وقرر حرامة المال ‪ ،‬واحنترام الملكية الخاصة اما داامت ل تنتعارض امع‬ ‫المصلحة العاامة ‪) :‬كل المسلم على المسلم حرام ‪ :‬دامه وعرضه‬ ‫واماله( ‪ ..‬و )ل ضرر ول ضرار( ‪.‬‬

‫تنظيم المعااملت المالية‬ ‫وشرع تنظيم المعااملت المالية في حدود امصلحة الفراد والمجنتمع ‪،‬‬ ‫واحنترام العقود واللنتزاامات ‪ ،‬والدقة في شؤون النقد والنتعاامل به ‪ ،‬حنتى‬ ‫أفردت له أبواب في الفقه السلامي تحرم النتلعب فيه كالصرف ونحوه‬ ‫ولعل هنا اموضعا امن امواضع الحكمة في تحريم اسنتخدام الذهب‬ ‫والفضة باعنتبارهما الرصيد العالمي للنقد ‪.‬‬

‫الضمان الجنتماعي‬ ‫وقرر الضمان الجنتماعي لكل امواطن ‪ ،‬وتأامين راحنته وامعيشنته كائنا امن‬ ‫كان ‪ ،‬امادام امؤديا لواجبه ‪ ،‬أو عاجزا عن هذا الداء بسبب قهري ل‬ ‫يسنتطيع أن ينتغلب عليه ‪ .‬ولقد امر عمر على يهودي ينتكفف الناس ‪،‬‬ ‫فزجره واسنتفسر عما حمله على السؤال ‪ ،‬فلما تحقق امن عجزه رجع‬ ‫على نفسه باللئمة وقال له ‪) :‬اما أنصفناك يا هذا ‪ ،‬أوخذنا امنك الجزية‬ ‫قويا وأهملناك ضعيفا ‪ ،‬افرضوا له امن بيت المال اما يكفيه(‪.‬‬ ‫وهذا امع إشاعة روح الحب والنتعاطف بين الناس جميعا ‪.‬‬

‫امسؤولية الدولة‬


‫وأعلن امسؤولية الدولة عن حماية هذا النظام ‪ ,‬وعن حسن النتصرف في‬ ‫المال العام ‪ ,‬تأوخذه بحقه وترفه بحقه ‪ ,‬وتعدل في جباينته ‪ , ,‬ولقد قال‬ ‫عمر اما امعناه ‪) :‬إن هذا المال امال ا ‪ ,‬وأننتم عباده ‪ ,‬وليصلن الراعي بأقصى‬ ‫ل في النار(‪.‬‬ ‫ل غ تّ‬ ‫غ تّ‬ ‫الرض قسمه امن هذا المال وإنه ليرعى في غنمه ‪ ,‬وامن َ‬

‫اسنتغلل النفوذ ‪ ..‬امن أين لك هذا ؟‬ ‫كما حظر السلم اسنتخدام السلطة والنفوذ ‪ ،‬ولعن الراشي والمرتشي‬ ‫ماله‬ ‫والرائش ‪ ,‬وحرم الهدية على الحكام والامراء ‪ ،‬وكان عمر يقاسم ع تّ‬ ‫اما يزيد عن ثرواتهم ‪ ،‬ويقول لحدهم ‪) :‬امن أين لك هذا ؟ إنكم‬ ‫تجمعون النار وتورثون العار( ‪ ،‬وليس للوالي امن امال الامة إل اما يكفيه ‪،‬‬ ‫وقد قال أبو بكر لجماعة المسلمين حين ولي عليهم ‪) :‬كنت أحنترف‬ ‫لعيالي فأكنتسب قوتهم ‪ ،‬وأنا الن احنترف لكم ‪ ،‬فافرضوا لي امن بيت‬ ‫امالكم( ‪ ,‬ففرض له أبو عبيدة قوت رجل امن المسلمين ليس بأعلهم‬ ‫ول بأوكسهم ‪ ،‬وكسوة الشنتاء وكسوة الصيف ‪ ،‬وراحلة يركبها ويحج عليها‬ ‫‪ ،‬وُق ُّوامت هذه الفريضة بألفي درهم ‪ ..‬ولما قال أبو بكر ‪ :‬ل يكفيني ‪،‬‬ ‫زادها له وخمسمائة وُقضي الامر ‪.‬‬ ‫تلك هي روح النظام القنتصادي في السلم ‪ ,‬ووخلصة قواعده‬ ‫أوجزناها امننتهى اليجاز ‪ ،‬ولكل واحدة امنها تفصيل يسنتغرق امجلدات‬ ‫ضخااما ‪ ،‬ولو اهنتدينا يهديها وسرنا على ضوئه لوجدنا في ذلك الخير‬ ‫الكثير ‪.‬‬

‫صور تطبيق النظام القنتصادي السلامي‬ ‫اسنتقلل النقد‬


‫ذكرنا بعض الصول النتي يقوم عليها النظام القنتصادي السلامي ‪,‬‬ ‫والروح النتي تمليها علينا تلك الصول ‪ ,‬النتي تننتج امع النتطبيق الصحيح‬ ‫وضعا اقنتصاديا سليما ليس أفضل امنه ‪ ,‬فهي توجب اسنتقلل نقدنا ‪,‬‬ ‫واعنتماده على رصيد ثابت امن امواردنا وامن ذهبنا ‪ ,‬ل على أذونات‬ ‫الخزانة البريطانية ودار الضرب البريطانية والبنك الهلي البريطاني – وإن‬ ‫ك ُ‬ ‫م‬ ‫ء أ َه ْامَواَل ُ‬ ‫سَفَها َ‬ ‫كان امقره امصر – وتأامل الية الكريمة ‪َ) :‬ول ُته ْؤُتوا ال ُّ‬ ‫م س ِقَيااما( )النساء‪. (5:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا َل ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫اَّلس ِنتي َ‬ ‫وامن أفظع النتغرير بهذا الشعب ‪ ,‬أن يسلم جهوده وامننتجاته نظير أوراق‬ ‫ل قيمة لها إل بالضمان النجليزي ‪ ,‬وإن امصر إذا حزامت أامرها ‪ ,‬وأحكمت‬ ‫تصرفاتها ‪ ,‬سنتصل ول شك إلى هذا السنتقلل ‪ ...‬ولقد انفصلنا عن‬ ‫الكنتلة السنترلينية ‪ ,‬وفكرنا في تأاميم البنك الهلي ‪ ,‬وطالبنا بالديون النتي‬ ‫لنا على النجليز ‪ ,‬وكل هذه ونحوها امشروعات تؤامن النقد المصري ‪...‬‬ ‫فماذا فعل ا بها؟ واماذا أعددنا العدة لنقاذها؟‬ ‫لعل امن المفارقات أن أكنتب هذه الكلمات في الوقت الذي يذاع فيه أن‬ ‫المفاوضات بين امصر وإنجلنترا حول الرصدة السنترلينية باءت أو قاربت‬ ‫أن تبوء بالفشل ‪ ,‬لنتعنت النجليز وتمسكهم بأل يدفعوا لمصر عن سنة‬ ‫‪ 1948‬أكثر امن ‪ 12‬امليونا ‪ ,‬في الوقت الذي تطلب فيه امصر طلبا‬ ‫امنتواضعا هو ‪ 18‬امليونا‪.‬‬ ‫ولقد أننتج ضعف الرقابة على النقد ‪ ,‬والسنتهانة بأامره اسنتهانة بلغت حد‬ ‫السنتهنتار ‪ ,‬هذه المبآسي النتي نصطلي بنارها امن النتضخم الذي اسنتنتبع‬ ‫غلء المعيشة ‪ ,‬وصعوبة السنتيراد والنتصدير‪.‬‬ ‫ولم يحد ث في تاريخ الدول الراقية فيما نعلم أن بنكا يسنتغل قرارا امن‬ ‫وزير هذا السنتغلل الشائن ‪ ,‬كما فعل ذلك البنك الهلي بقرار امن وزير‬


‫المالية غير الموقع عليه امن أحد في يونيو سنة ‪ , 1916‬فيصدر بمقنتضاه‬ ‫امن الوراق اما يشاء ‪.‬‬

‫تمصير الشركات‬ ‫كما توجب هذه الصول الهنتمام الكاامل بنتمصير الشركات ‪ ,‬وإحلل‬ ‫رؤوس الاموال الوطنية امحل رؤوس الاموال الجنبية كلما أامكن ذلك ‪,‬‬ ‫وتخليص المرافق العاامة – وهي أهم شيء للامة – امن يد غير أبنائها ‪,‬‬ ‫فل يصح بحال أن تكون الرض والبناء والنقل والماء والنور والمواصلت‬ ‫الداوخلية والنقل الخارجي حنتى الملح و الصودا ‪ ..‬في يد شركات أجنبية‬ ‫تبلغ رؤوس أاموالها وأرباحها المليين امن الجنيهات ‪ ,‬ل يصيب الجمهور‬ ‫الوطني ول العاامل الوطني امنها إل البؤس والشقاء والحرامان ‪.‬‬

‫اسنتغلل امنابع الثروة‬ ‫واسنتغلل امنابع الثروة الطبيعية اسنتغلل م ً سريعا امننتجا ‪ ،‬أامر يوجبه‬ ‫السلم ‪ ،‬الذي لفت كنتابه أنظارنا إلى آثار رحمة ا في الوجود ‪ ،‬واما‬ ‫أودع في الكون امن وخيرات في الرض وفى السماء ‪ ،‬وأفاض في‬ ‫أحكام الركاز ‪ ،‬وحث على طلب الخير أينما كان ‪ .‬في الماء عندنا ثروات ‪،‬‬ ‫وفى الصحاري ثروات ‪ ،‬وفى كل امكان ثروات ‪ ،‬ل ينقصها إل فكر يوجه ‪،‬‬ ‫م َتَر أ َنَّ‬ ‫وعزيمة تدفع ‪ ،‬ويد تعمل ‪ ،‬ووخذ بعد ذلك امن الخير اما تشاء ‪) :‬أ َ​َل ه ْ‬ ‫جَبا س ِ‬ ‫ل‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫ت ُامخه َْنتس ِلفا أ َه ْلَواُنَها َوس ِام َ‬ ‫مَرا أ ٍ‬ ‫جَنا س ِبس ِه َث َ‬ ‫وخَر ه ْ‬ ‫ء َفَأ ه ْ‬ ‫ء َاما م ً‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ل س ِام َ‬ ‫ا أ َه ْنَز َ‬ ‫َ‬ ‫س َوالَّدَوا ِّ‬ ‫ب‬ ‫سو ٌد ‪َ ,‬وس ِامنَ الَّنا س ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫غَراس ِبي ُ‬ ‫ف أ َه ْلَواُنَها َو َ‬ ‫خَنتس ِل ٌ‬ ‫م ٌر ُام ه ْ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ض َو ُ‬ ‫جَد ٌد س ِبي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ء( )فاطر‪:‬‬ ‫ما ُ‬ ‫عَل َ‬ ‫ه اه ْل ُ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫ا س ِامنه ْ س ِ‬ ‫شى َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما َي ه ْ‬ ‫ك إ س َِّن َ‬ ‫ف أ َه ْلَواُنُه َكَذس ِل َ‬ ‫خَنتس ِل ٌ‬ ‫م ُام ه ْ‬ ‫عا س ِ‬ ‫َوال َه ْن َ‬ ‫‪ ، (28-27‬والعلماء هنا فيما يظن الذين يعلمون علم الكائنات واما فيها‬ ‫للناس امن وخير ‪ ،‬واما ينتجلى في دقيق صنعها امن واسع علم ا وخالق‬ ‫الرض والسموات ‪.‬‬


‫والعناية بالمشروعات الوطنية الكبرى المهملة النتي طال عليها الامد ‪،‬‬ ‫وقعد بها النتراوخي والكسل ‪ ،‬أو أحبطنتها الخصوامة الحزبية أو طمرتها‬ ‫المنافع الشخصية ‪ ،‬أو قضت عليها اللعيب السياسية والرشوة الحرام ‪،‬‬ ‫كل هذه يجب أن تنتوجه إليها الهمم امن جديد ‪) :‬إن ا يحب امن أحدكم‬ ‫ل عمل م ً أن ينتقنه( ‪.‬‬ ‫إذا عم َ‬ ‫كم كنا نربح لو أن امشروع وخزان أسوان تحقق فعل امنذ سنة ‪, 1937‬‬ ‫وكم كنا نحنتاج ونعرى لو لم يلهم ا طلعت حرب ‪ -‬عليه الرضوان – أن‬ ‫ينتقدم بمشروعات )المحلة( ‪.‬‬ ‫هناك امشروعات كثيرة درست وبحثت ‪ ،‬ثم وضعت على الرف وطال‬ ‫عليها الامد قبل الحرب ‪ ،‬ول اموجب لهذا الهمال ‪ ،‬والضرورة قاسية‬ ‫والحاجة املحة ‪ ،‬والامر ل يحنتمل النتأوخير ‪.‬‬ ‫انفضوا الغبار عن املفات هذه المشروعات واسنتذكروها امن جديد‬ ‫ن( )النتوبة‪. (105:‬‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫سوُلُه َواه ْل ُ‬ ‫م َوَر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫مَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ا َ‬ ‫سَيَرى ُ‬ ‫ونفذوا ‪َ) :‬ف َ‬

‫الصناعـة‬ ‫والنتحول إلى الصناعة فورا امن روح السلم الذي يقول نبيه ‪) : e‬إن ا‬ ‫يحب المؤامن المحنترف( ‪) ,‬امن أامسى كال م ً امن عمل يده أامسى امغفورا‬ ‫له( ‪ .‬والذي أثنى كنتابه على داود وسليمان بهذا النتقدم الصناعي ‪ ،‬وذكر‬ ‫لنا امن دقائق الرقى فيه اما أعجز البشر ‪ ،‬واسنتغل قوى الجن والشيطان‬ ‫‪..‬‬ ‫حرام على الامة النتي تقرأ في كنتابها امن الثناء على داود عليه السلم ‪:‬‬ ‫صاس ِلحا إ س ِ​ِّني‬ ‫مُلوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫سه ْرس ِد َوا ه ْ‬ ‫ت َوَقِّده ْر س ِفي ال َّ‬ ‫غا أ ٍ‬ ‫ساس ِب َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫حس ِديَد ‪ ,‬أ َ س ِ‬ ‫)َوأ َ​َلَّنا َلُه اه ْل َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫س َل ُ‬ ‫عَة َلُبو أ ٍ‬ ‫صه ْن َ‬ ‫ه َ‬ ‫مَنا ُ‬ ‫عَّل ه ْ‬ ‫صي ٌر( )سـبأ‪ ، (11-10:‬وتقرأ ‪َ) :‬و َ‬ ‫ن َب س ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َت ه ْ‬ ‫س ِب َ‬


‫ن( )النبياء‪ , (80:‬ثم ل يكون فيها‬ ‫شاس ِكُرو َ‬ ‫م َ‬ ‫ل أ َه ْنُنت ه ْ‬ ‫م َفَه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َبه ْأ س ِ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫صَن ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫س ِلُنت ه ْ‬ ‫امصنع للسلح ‪.‬‬ ‫سه ْلَنا‬ ‫شه ْه ٌر َوأ َ َ‬ ‫حَها َ‬ ‫شه ْه ٌر َوَرَوا ُ‬ ‫ها َ‬ ‫غُد ُّو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن الِّري َ‬ ‫ما َ‬ ‫سَله ْي َ‬ ‫ثم تقرأ في كنتابها ‪َ) :‬وس ِل ُ‬ ‫غ س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ن َيس ِز ه ْ‬ ‫ن َرِّبس ِه َوَام ه ْ‬ ‫ن َيَده ْيس ِه س ِبس ِإذه ْ س ِ‬ ‫ل َبه ْي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ن َام ه ْ‬ ‫ج ِّ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫طس ِر َوس ِام َ‬ ‫ن اه ْلس ِق ه ْ‬ ‫عه ْي َ‬ ‫َلُه َ‬ ‫حاس ِري َ‬ ‫ب‬ ‫ن َام َ‬ ‫ء س ِام ه ْ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َلُه َاما َي َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫عيس ِر ‪َ ,‬ي ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫عَذا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أ َه ْامس ِرَنا ُنس ِذه ْقُه س ِام ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫َ‬ ‫كرا( )سـبأ‪:‬‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َداُوَد ُ‬ ‫مُلوا آ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ت ا ه ْ‬ ‫سَيا أ ٍ‬ ‫ب َوُقُدوأ ٍر َرا س ِ‬ ‫جَوا س ِ‬ ‫ن َكاه ْل َ‬ ‫جَفا أ ٍ‬ ‫ل َو س ِ‬ ‫ماس ِثي َ‬ ‫َوَت َ‬ ‫‪ .. (13-12‬ثم ل يكون فيها امسبك عظيم ‪ ,‬ول امصنع كاامل للدوات‬ ‫المعدنية ‪.‬‬ ‫س( )الحديد‪.. (25:‬‬ ‫ع س ِللَّنا س ِ‬ ‫شس ِدي ٌد َوَامَناس ِف ُ‬ ‫س َ‬ ‫حس ِديَد س ِفيس ِه َبه ْأ ٌ‬ ‫ثم تقرأ ‪َ) :‬وأ َه ْنَزه ْلَنا اه ْل َ‬ ‫ثم تهمل اما عندها امن هذا المعدن هذا الهمال ‪ ،‬وهو امن أجود النواع‬ ‫ويكفي العالم امائنتي عام كما قدر الخبراء ‪...‬‬ ‫حرام هذا كله !!!‬

‫نظام الملكيات في امصر‬ ‫عرضت في الكلمة السابقة لبعض صور النتطبيق النتي تمليها علينا قواعد‬ ‫النظام السلامي القنتصادي ‪ ,‬وأعرض في هذه الكلمة لبعض الصور‬ ‫النتي تمليها هذه القواعد أيضا في صميم الصلح القنتصادي القوامي ‪.‬‬ ‫توجب علينا روح السلم الحنيف ‪ ،‬وقواعده الساسية في القنتصاد‬ ‫القوامي ‪ ،‬أن نعيد النظر في نظام الملكيات في امصر ‪ ,‬فنخنتصر الملكيات‬ ‫الكبيرة ‪ ,‬ونعوض أصحابها عن حقهم بما هو أجدى عليهم وعلى‬ ‫المجنتمع ‪ ,‬ونشجع الملكيات الصغيرة ‪ ،‬حنتى يشعر الفقراء المعدامون‬ ‫بأنه قد أصبح لهم في هذا الوطن اما يعنيهم أامره ‪ ،‬ويهمهم شأنه ‪ ..‬وأن‬ ‫نوزع أاملك الحكوامة حال م ً على هؤلء الصغار كذلك حنتى يكبروا ‪.‬‬


‫تنظيم الضرائب‬ ‫وتوجب علينا روح السلم في تشريعه القنتصادي ‪ ،‬أن نبادر بنتنظيم‬ ‫الضرائب الجنتماعية ‪ ،‬وأولها الزكاة ‪ ،‬وليس في الدنيا تشريع فرض‬ ‫الضريبة على رأس المال ل على الربح وحده كالسلم ‪ ،‬وذلك لحكم‬ ‫جليلة امنها ‪ :‬امحاربة الكنز وحبس الاموال عن النتداول ‪ ،‬واما جعلت‬ ‫الاموال إل وسيلة لهذا النتداول الذي يسنتفيد امن ورائه كل الذين يقع في‬ ‫أيديهم هذا المال المنتداول ‪..‬‬ ‫وإنما جعل السلم امصارف الزكاة اجنتماعية بحنتة لنتكون سببا في جبر‬ ‫النقص والقصور الذي ل تسنتطيع المشاعر النسانية والعواطف الطيبة‬ ‫وخه ْذ‬ ‫أن تجبره ‪ ،‬فيطهر بذلك المجنتمع ويزكو ‪ ،‬وتصفو النفوس وتسمو ‪ُ ) :‬‬ ‫م س ِبَها( )النتوبة‪. (103:‬‬ ‫م َوُتَزِّكيس ِه ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫طِّهُر ُ‬ ‫صَدَقم ًة ُت َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أ َه ْامَواس ِلس ِه ه ْ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫فل بد امن العناية بفرض ضرائب اجنتماعية على النظام النتصاعدي –‬ ‫بحسب المال ل بحسب الربح – يعفى امنها الفقراء طبعا ‪ ،‬وتجبى امن‬ ‫الغنياء الموسرين وتنفق في رفع امسنتوى المعيشة بكل الوسائل‬ ‫عمر رضى ا عنه ‪ ،‬أنه كان يفرض الضرائب‬ ‫المسنتطاعة ‪ ..‬وامن لطائف ُ‬ ‫الثقيلة على العنب لنه فاكهة الغنياء ‪ ،‬والضريبة النتي ل تذكر على النتمر‬ ‫لنه طعام الفقراء ‪ ,‬فكان أول امن لحظ هذا المعنى الجنتماعي في‬ ‫الحكام والامراء رضى ا عنه‪.‬‬

‫امحاربة الربا‬ ‫ويوجب علينا روح السلم أن نحارب الربا حال م ً ‪ ،‬ونحرامه ونقضي على‬ ‫كل تعاامل على أساسه ‪) :‬أل وإن الربا اموضوع ‪ ،‬وأول ربا أبدأ به ربا‬ ‫عمى العباس بن عبد المطلب( وصدق رسول ا ‪.‬‬


‫ولقد كان المصلحون ينتجنبون أن يقولوا في الماضي هذا الكلم حنتى ل‬ ‫يقال لهم إن هذا امسنتحيل وعليه دولب القنتصاد العالمي كله ‪ ,‬أاما اليوم‬ ‫‪ ..‬فقد أصبحت هذه الحجة واهية ساقطة ل قيمة لها بعد أن حرتّامت‬ ‫روسيا الربا وجعلنته أفظع المنكرات في دارها ‪,‬وحرام أن تسبقنا روسيا‬ ‫الشيوعية إلى هذه المنقبة السلامية ‪ ,‬فالربا حرام ‪ ...‬حرام ‪ ...‬حرام‬ ‫وأولى الناس بنتحريمه أامم السلم ودول السلم ‪.‬‬

‫تشجيع الصناعات المنزلية‬ ‫وتوجب علينا روح السلم تشجيع الصناعات اليدوية المنزلية ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫باب السعاف السريع لهذه العائلت المنكوبة ‪ ،‬وباب النتحول إلى الروح‬ ‫الصناعي والوضع الصناعي ‪ ..‬وأول اما تفعله هذه اليدي العاطلة ‪،‬‬ ‫الغزل والنسيج بالنوال الصغيرة ‪ ،‬وصناعة الصابون ‪ ،‬وصناعة العطور‬ ‫والمربيات ‪ ،‬وأنواع كثيرة امن صنوف كبيرة تسنتطيع النساء والبنات‬ ‫والولد أن يشغلوا الوقت فيها ‪ ،‬فنتعود بالربح الوفير ‪ ،‬وتمنعهم بؤس‬ ‫الحاجة وذل السؤال ‪..‬‬ ‫وقد رأينا هذا بأعيننا امنذ زامن في )فوه(‪-‬غربية ‪ ,‬و)بني عدي( – امنفلوط‬ ‫‪ ,‬وغيرها امن بلدان القطر المصري ‪ ،‬ورأينا في هذه البلد الثروة والغنى‬ ‫ويسر الحال ‪.‬ولقد كانت وزارة الشئون قد فكرت في هذا المشروع‬ ‫الحيوي ‪ ,‬واسنتحضرت أصنافا امن المغازل ‪ ,‬ول ندري اماذا فعل ا بها‬ ‫‪ ...‬ويوم الحكوامة بسنة كما يقولون ‪ ,‬ولكن الامر لم يعد يحنتمل الننتظار‬

‫تقليل الكماليات والكنتفاء بالضروريات‬ ‫وإرشاد الشعب إلى النتقليل امن الكماليات والكنتفاء بالضروريات ‪ ،‬وأن‬ ‫يكون الكبار في ذلك قدوة للصغار ‪ ،‬فنتبطل هذه الحفلت الماجنة ‪،‬‬ ‫ويحرم هذا النترف والسراف الفاسد ‪ ،‬وظهور الجسد بخشوننته وعبوسنته‬


‫ووقاره وهيبنته على الدور والقصور والوجوه والمننتديات ‪ ..‬أامر يحنتمه‬ ‫السلم الحنيف ‪ ،‬وكل ذلك يحنتاج إلى إعداد ‪.‬‬ ‫هذه كلها واجبات لبد أن تنهض بأعبائها حال م ً ‪ ..‬فإلى العمل ‪.‬‬

‫وخـاتمـة‬ ‫وبعد ‪...‬‬ ‫فهنا نحن قد رأينا امما تقدم كيف أننا لم نسر على نظام اقنتصادي‬ ‫امعروف ل نظريا ول عمليا ‪ ،‬وأن هذا الغموض والرتجال قد أَّتّديا بنا إلى‬ ‫ضائقة أوخذت بمخانق الناس جميعا ‪.‬‬ ‫وليس الشأن أن نرتجل الحلول ‪ ،‬ونواجه الظروف ‪ ،‬بالمخدرات‬ ‫والمسكنات النتي يكون لها امن رد الفعل اما ينذر بأوخطر العواقب ‪ ،‬ولكن‬ ‫المهم في أن ننظر إلى الامور نظرة شااملة امحيطة ‪ ،‬وأن نردها إلى‬ ‫أصل ثابت تسنتند إليه ‪ ،‬وترتكز علي ‪ .‬وليس ذلك الامر إل )النظام‬ ‫السلامي( الشاامل الدقيق ‪ ،‬وفيه وخير السداد ‪.‬‬ ‫لقد أتاح ا لنا امن أسباب اليسر القنتصادي ‪ ،‬والنجاح المادي اما لم ينتجه‬ ‫لغيرنا امن الامم والشعوب ‪ ،‬فهذه الرابطة الوثيقة امن اللغة والعقيدة‬ ‫والمصلحة والنتاريخ بيننا وبين أامم العروبة والسلم ‪ ،‬وهى بحمد ا‬ ‫أغنى بلد ا في أرضه ‪ ،‬أوخصبها تربة ‪ ،‬وأعدلها جوا ‪ ،‬وأكثرها وخيرات ‪،‬‬ ‫وأثراها بالمواد الولية وبالخاامات امن كل شئ ‪..‬‬ ‫هذه الرابطة ‪ ،‬تمهد لنا – لو أحسنا الننتفاع بها – سبيل الكنتفاء الذاتي‬ ‫والسنتقلل القنتصادي ‪ ،‬وتنقذنا امن هذا النتحكم الغربي في النتصدير‬ ‫والسنتيراد واما إليهما ‪.‬‬


‫ول يكلفنا الامر أكثر امن أن نعزم وننتقدم ‪ ،‬ونقوي الصلة ‪ ،‬ونحكم‬ ‫الرابطة ‪ ،‬ونوالي البعثات والدراسات ‪ ،‬ونحاول بكل سبيل إنشاء أسطول‬ ‫تجارى ‪ ،‬ونشيع روح الوحدة والنتعاون بيننا وبين أامم العروبة وشعوب‬ ‫السلم ‪.‬‬ ‫لقد صبر الشعب المصري صبرا طويل م ً على هذه الحياة الجافية القاسية‬ ‫‪ ،‬وهذا الحرامان العجيب الذي ل يصبر عليه آدامي إل بمعجزة امن‬ ‫امعجزات اليمان ‪ ،‬وامن نظر إلى العاامل المصري والفلح المصري وامن‬ ‫إليهما امن عاامة الشعب المصري ‪ ،‬أوخذه العجب امما يشاهد امن فاقة‬ ‫وصبر ‪.‬‬ ‫لقد أوخجلني أحد الوخوان الهنود وقد قدم امن إنجلنترا ‪ ,‬حين عاد امن‬ ‫جولة قصيرة في القاهرة ‪ ،‬يقول لي ‪ :‬لقد كنا نظن أن اما تنشره‬ ‫الصحف في إنجلنترا امن سوء حالة الشعب المصري ‪ ،‬وانخفاض امسنتوى‬ ‫ط امن كراامنته ولكنى قضيت هذه‬ ‫امعيشنته ‪ ،‬امجرد دعاية يراد بها الح تّ‬ ‫الفنترة القصيرة في القاهرة وزرت بعض أحياء عاامنتها فأسفت لما رأيت‬ ‫فخجلت لقوله هذا ‪ ,‬ولكنني رددت عن نفسي وعن الشعب بقولي له‪:‬‬ ‫سل هذه الجرائد النتي تنشر ‪ ,‬أليس هذا البؤس امن امظالم الحنتلل؟‬ ‫ض عن‬ ‫ي امدير شركة أجنبي قوله ‪ :‬أأنت را أ ٍ‬ ‫وتألمت امرة ثانية حين وجه إل تّ‬ ‫حال هؤلء العمال المساكين ؟! ولكنني رددت عليه أيضا ‪ :‬أولست تعلم‬ ‫أن السبب في هذه المسكنة اسنتئثار هذه الشركات وبخلها على هؤلء‬ ‫العمال بما يوازي ضروريات الحياة؟!‬ ‫إن الامر ج ٌد ل هزل فيه ‪ ،‬وقد بلغ غاينته ‪ ،‬ووصل إلى امداه ‪ ،‬ول بد امن‬ ‫علج حاسم وسريع ‪ ،‬ولن نجده كما قلت إل في طب السلم الحنيف‬ ‫وعلجه‬


‫فيا رئيس الحكوامة ‪ ،‬ويا رؤساء الهيئات والجماعات ‪ ،‬ويا امن يعنيهم أامر‬ ‫الطمأنينة والسلم في هذا الوطن ‪..‬‬ ‫تداركوا الامر بحزم ‪ ...‬وعودوا إلى نظام السلم ‪..‬‬ ‫أل قد بلغت ‪ ..‬اللهم فاشهد ‪..‬‬ ‫حسـن البنــا‬


‫رسالة النتعاليم‬ ‫امـقـدامـة‬ ‫بسـم ا الرحمـن الرحيـم‬ ‫الحمد لله والصلة و السلم على إامام المنتقين وقائد‬ ‫المجاهدين سيدنا امحمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وامن تبع‬ ‫هداهم إلى يوم الدين ‪.‬‬ ‫أاما بعد ‪:‬‬ ‫فهذه رسالنتي إلى الوخوان المجاهدين امن الوخوان المسلمين الذين‬ ‫آامنوا بسمو دعوتهم ‪ ،‬وقدسية فكرتهم ‪ ،‬وعزاموا صادقين على أن‬ ‫يعيشوا بها ‪ ،‬أو يموتوا في سبيلها ‪ ،‬إلى هؤلء الوخوان فقط أوجه هذه‬ ‫الكلمات ‪ ،‬وهي ليست دروسا تحفظ ‪ ،‬ولكنها تعليمات تنفذ ‪ ,‬فإلى العمل‬ ‫سوُلُه‬ ‫م َوَر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫مَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ا َ‬ ‫سَيَرى ُ‬ ‫مُلوا َف َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ا ه ْ‬ ‫أيها الوخوان الصادقون ‪َ) :‬وُق س ِ‬ ‫ما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة َفُيَنِّبُئ ُ‬ ‫شَهاَد س ِ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫غه ْي س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عاس ِل س ِ‬ ‫ن إ س َِلى َ‬ ‫سُنتَر ُّدو َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫َواه ْل ُ‬ ‫عوا‬ ‫ه َول َتَّنتس ِب ُ‬ ‫عو ُ‬ ‫سَنتس ِقيما َفاَّتس ِب ُ‬ ‫طي ُام ه ْ‬ ‫صَرا س ِ‬ ‫هَذا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن( )النتوبة‪َ) , (105:‬وأ َ َّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫ن( )النعام‪:‬‬ ‫م َتَّنتُقو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫م س ِبس ِه َل َ‬ ‫صاُك ه ْ‬ ‫م َو َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫سس ِبيس ِلس ِه َذس ِل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ق س ِب ُ‬ ‫ل َفَنتَفَّر َ‬ ‫سُب َ‬ ‫ال ُّ‬ ‫‪. (153‬‬ ‫أاما غير هؤلء‪ ..‬فلهم دروس وامحاضرات ‪ ,‬وكنتب وامقالت ‪ ,‬وامظاهر‬ ‫وإداريات ‪ ,‬ولكل وجهة هو اموليها فاسنتبقوا الخيرات ‪ ,‬وكل وعد ا‬ ‫الحسنى ‪.‬‬ ‫والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته‬ ‫حسـن البنـا‬


‫أركـان البيـعـة‬ ‫أيها الوخوان الصادقون‬ ‫أركان بيعنتنا عشر فاحفظوها‪:‬‬ ‫الفهم و الوخل ص و العمل و الجـهــاد و النتضحية و الطاعة و الثبات و‬ ‫النتجرد و الوخـَّوة و الثقة ‪.‬‬

‫الفهــم‬ ‫إنما أريد بالفهم ‪:‬‬ ‫أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة و أن تفهم السلم كما نفهمه ‪,‬‬ ‫في حدود هذه الصول العشرين الموجزة كل اليجاز ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬السلم نظام شاامل ينتناول امظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو‬ ‫حكوامة وأامة ‪ ،‬وهو وخلق وقوة أو رحمة وعدالة ‪ ،‬وهو ثقافة وقانون أو‬ ‫علم وقضاء ‪ ،‬وهو امادة أو كسب وغنى ‪ ،‬وهو جهاد ودعوة أو جيش‬ ‫وفكرة ‪ ،‬كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬والقرآن الكريم والسنة المطهرة امرجع كل امسلم في تعرف أحكام‬ ‫السلم ‪ ،‬ويفهم القرآن طبقا لقواعد اللغة العربية امن غير تكلف ول‬ ‫تعسف ‪ ،‬ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ولليمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلوة‬ ‫يقذفهما ا في قلب امن يشاء امن عباده ‪ ،‬ولكن اللهام والخواطر‬ ‫والكشف والرؤى ليست امن أدلة الحكام الشرعية ‪ ,‬ول تعنتبر إل بشرط‬ ‫عدم اصطداامها بأحكام الدين ونصوصه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬والنتمائم والرقي والودع والرامل والمعرفة والكهانة وادعاء امعرفة‬ ‫الغيب ‪ ,‬وكل اما كان امن هذا الباب امنكر تجب امحاربنته إل اما كان آية امن‬ ‫قرآن أو رقية امأثورة ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ورأي الامام ونائبه فيما ل نص فيه ‪ ،‬وفيما يحنتمل وجوها عدة وفي‬ ‫المصالح المرسلة امعمول به اما لم يصطدم بقاعدة شرعية ‪ ,‬وقد ينتغير‬ ‫بحسب الظروف والعرف والعادات ‪ ,‬و الصل في العبادات النتعبد دون‬


‫اللنتفات إلى المعاني ‪ ,‬وفي العاديات اللنتفات إلى السرار و الحكم و‬ ‫المقاصد ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬وكل أحد يؤوخذ امن كلامه وينترك إل المعصوم صلى ا عليه وسلم ‪,‬‬ ‫وكل اما جاء عن السلف رضوان ا عليهم اموافقا للكنتاب والسنة قبلناه ‪,‬‬ ‫و إل فكنتاب ا وسنة رسوله أولى بالتباع ‪ ،‬ولكنا ل نعرض للشخا ص ـ‬ ‫فيما اوخنتلف فيه ـ بطعن أو تجريح ‪ ,‬ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى اما‬ ‫قداموا ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ولك امسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الحكام الفرعية أن ينتبع‬ ‫إامااما امن أئمة الدين ‪ ،‬ويحسن به امع هذا التباع أن يجنتهد اما اسنتطاع‬ ‫في تعرف أدلنته ‪ ،‬وان ينتقبل كل إرشاد امصحوب بالدليل امنتى صح عنده‬ ‫صلح امن أرشده وكفاينته ‪ ,‬وأن يسنتكمل نقصه العلمي إن كان امن أهل‬ ‫العلم حنتى يبلغ درجة النظر ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬والخلف الفقهي في الفروع ل يكون سببا للنتفرق في الدين ‪ ,‬ول‬ ‫يؤدي إلى وخصوامة ول بغضاء ولكل امجنتهد أجره ‪ ,‬ول امانع امن النتحقيق‬ ‫العلمي النزيه في امسائل الخلف في ظل الحب في ا والنتعاون على‬ ‫الوصول إلى الحقيقة ‪ ,‬امن غير أن يجر ذلك إلى المراء المذاموم‬ ‫والنتعصب ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬وكل امسألة ل ينبني عليها عمل فالخوض فيها امن النتكلف الذي نهينا‬ ‫عنه شرعا ‪ ,‬وامن ذلك كثرة النتفريعات للحكام النتي لم تقع ‪ ,‬والخوض‬ ‫في امعاني اليات القرآنية الكريمة النتي لم يصل إليها العلم بعد ‪،‬‬ ‫والكلم في المفاضلة بين الصحاب رضوان ا عليهم واما شجر بينهم‬ ‫امن وخلف ‪ ,‬ولكل امنهم فضل صحبنته وجزاء نينته وفي النتأول امندوحة ‪.‬‬


‫‪ - 10‬وامعرفة ا تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد السلم ‪،‬‬ ‫وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة واما يليق بذلك امن النتشابه ‪ ,‬نؤامن بها‬ ‫كما جاءت امن غير تأويل ول تعطيل ‪ ,‬ول ننتعرض لما جاء فيها امن‬ ‫وخلف بين العلماء ‪ ,‬ويسعنا اما وسع رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫ع ه ْن س ِد‬ ‫ل س ِام نه ْ س ِ‬ ‫ن آ َام َّنا س ِب س ِه ُك ٌّ‬ ‫م َي ُقو ُلو َ‬ ‫ع ه ْل س ِ‬ ‫ن س ِفي ا ه ْل س ِ‬ ‫خو َ‬ ‫س ُ‬ ‫وأصحابه ) َوال َّرا س ِ‬ ‫َر ِّب َنا( ) آل عمران‪(7:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 11‬وكل بدعة في دين ا ل أصل لها ـ اسنتحسنها الناس بأهوائهم‬ ‫سواء بالزيادة فيه أو بالنقص امنه ـ ضللة تجب امحاربنتها والقضاء عليها‬ ‫بأفضل الوسائل النتي ل تؤدي إلى اما هو شر امنها ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬والبدعة الضافية والَّنترس ِكية واللنتزام في العبادات المطلقة وخلف‬ ‫فقهي ‪ ,‬لكل فيه رأيه ‪ ,‬ول بأس بنتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان ‪.‬‬ ‫‪ - 13‬وامحبة الصالحين و احنتراامهم والثناء عليهم بما عرف امن طيب‬ ‫أعمالهم قربة إلى ا تبارك وتعالى ‪ ,‬والولياء هم المذكورون بقوله‬ ‫ن( ‪ ,‬والكراامة ثابنتة بشرائطها‬ ‫ن آ َام ُنوا َو َكا ُنوا َي َّنت ُقو َ‬ ‫تعالى ) ا َّل س ِذي َ‬ ‫الشرعية ‪ ,‬امع اعنتقاد أنهم رضوان ا عليهم ل يملكون لنفسهم نفعا ول‬ ‫ضرا في حياتهم أو بعد امماتهم فضل عن أن يهبوا شيئا امن ذلك لغيرهم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 14‬وزيارة القبور أيا كانت سنة امشروعة بالكيفية المأثورة ‪ ,‬ولكن‬ ‫السنتعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات‬ ‫امنهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشيد القبور وسنترها وأضاءتها‬ ‫والنتمسح بها والحلف بغير ا واما يلحق بذلك امن المبنتدعات كبائر تجب‬ ‫امحاربنتها ‪ ,‬ول ننتأول لهذه العمال سدا للذريعة ‪.‬‬ ‫‪ - 15‬والدعاء إذا قرن بالنتوسل إلى ا تعالى بأحد امن وخلقه وخلف‬ ‫فرعي في كيفية الدعاء وليس امن امسائل العقيدة ‪.‬‬


‫‪ - 16‬والعرف الخاطئ ل يغير حقائق اللفاظ الشرعية ‪ ,‬بل يجب النتأكد‬ ‫امن حدود المعاني المقصود بها ‪ ,‬والوقوف عندها ‪ ,‬كما يجب الحنتراز‬ ‫امن الخداع اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين ‪ ,‬فالعبرة المسميات ل‬ ‫بالسماء ‪.‬‬ ‫‪ - 17‬والعقيدة أساس العمل ‪ ,‬وعمل القلب أهم امن عمل الجارحة ‪,‬‬ ‫وتحصيل الكمال في كليهما امطلوب شرعتّا وإن اوخنتلفت امرتبنتا الطلب ‪.‬‬ ‫‪ - 18‬والسلم يحرر العقل ‪ ,‬ويحث على النظر في الكون ‪ ,‬ويرفع قدر‬ ‫العلم والعلماء ‪ ,‬ويرحب بالصالح والنافع امن كل شيء ‪ ،‬والحكمة ضالة‬ ‫المؤامن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ‪.‬‬ ‫‪ - 19‬وقد ينتناول كل امن النظر الشرعي والنظر العقلي اما ل يدوخل في‬ ‫دائرة الوخر ‪ ,‬ولكنهما لن يخنتلفا في القطعي ‪ ,‬فلن تصطدم حقيقة‬ ‫علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابنتة ‪ ،‬ويؤول الظني امنهما لينتفق امع‬ ‫القطعي ‪ ,‬فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالتباع حنتى يثبت‬ ‫العقلي أو ينهار ‪.‬‬ ‫‪ - 20‬ول نكفر امسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقنتضاهما وأدى الفرائض‬ ‫ـ برأي أو بمعصية ـ إل إن أقر بكلمة الكفر ‪ ,‬أو أنكر امعلواما امن الدين‬ ‫بالضرورة ‪ ,‬أو كذب صريح القرآن ‪ ,‬أو فسره على وجه ل تحنتمله أساليب‬ ‫اللغة العربية بحال ‪ ,‬أو عمل عمل ل يحنتمل تأويل غير الكفر ‪.‬‬ ‫و إذا علم الخ المسلم دينه في هذه الصول ‪ ,‬فقد عرف امعنى هنتافه‬ ‫دائما ) القرآن دسنتورنا و الرسول قدوتنا( ‪.‬‬

‫الوخـــــل ص‬ ‫و أريد بالوخل ص ‪:‬‬ ‫أن يقصد الخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه ا ‪ ,‬وابنتغاء‬ ‫امرضاته وحسن امثوبنته امن غير نظر إلى امغنم أو امظهر أو جاه أو لقب أو‬ ‫تقدم أو تأوخر ‪ ,‬وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة ‪ ,‬ل جندي غرض و‬ ‫ما س ِتي لل س ِه َر ِّ‬ ‫ب‬ ‫ح َيا يَ وَ َام َ‬ ‫كي َو َام ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫صل س ِتي َو ُن ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إ س ِ َّ‬ ‫امنفعة ‪ُ ) ,‬ق ه ْ‬


‫ن( ) النعام‪ , (162:‬و بذلك يفهم الخ المسلم امعنى هنتافه‬ ‫مي َ‬ ‫عا َل س ِ‬ ‫ا ه ْل َ‬ ‫الدائم ) ا غاينتنا( و ) ا أكبر ولله الحمد( ‪.‬‬

‫العمـــل‬ ‫و أريد بالعمل ‪:‬‬ ‫سو ُل ُه‬ ‫م َو َر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ا َ‬ ‫س َي َرى ُ‬ ‫م ُلوا َف َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ا ه ْ‬ ‫ثمرة العلم والوخل ص ‪َ ) :‬و ُق س ِ‬ ‫ما‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ة َف ُي َن ِّب ُئ ُ‬ ‫ش َها َد س ِ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫غ ه ْي س ِ‬ ‫م ا ه ْل َ‬ ‫عا س ِل س ِ‬ ‫ن إ س ِ َلى َ‬ ‫س ُنت َر ُّدو َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫م ه ْؤ س ِام ُنو َ‬ ‫َوا ه ْل ُ‬ ‫ن( ) النتوبة‪. (105:‬‬ ‫م ُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ُك ه ْن ُنت ه ْ‬ ‫و امراتب العمل المطلوبة امن اللخ الصادق ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬إصلح نفسه حنتى يكون ‪ :‬قوي الجسم ‪ ,‬امنتين الخلق ‪ ,‬امثقف الفكر‬ ‫‪ ,‬قادرا على الكسب ‪ ,‬سليم العقيدة ‪ ,‬صحيح العبادة ‪ ,‬امجاهدا لنفسه ‪,‬‬ ‫حريصا على وقنته ‪ ,‬امنظما في شؤونه ‪ ,‬نافعا لغيره ‪ ,‬وذلك واجب كل أخ‬ ‫على حدته ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وتكوين بيت امسلم ‪ ,‬بان يحمل أهله على احنترام فكرته ‪ ,‬والمحافظة‬ ‫على آداب السلم في امظاهر الحياة المنزلية ‪ ,‬وحسن اوخنتيار الزوجة ‪,‬‬ ‫و توقيفها على حقها و واجبها ‪ ,‬وحسن تربية الولد ‪ ,‬والخدم وتنشئنتهم‬ ‫على امبادئ السلم ‪ ,‬وذلك واجب كل أخ على حدته كذلك ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬وإرشاد المجنتمع ‪ ,‬بنشر دعوة الخير فيه ‪ ,‬وامحاربة الرزائل و‬ ‫المنكرات ‪ ,‬و تشجيع الفضائل ‪ ,‬والامر بالمعروف ‪ ,‬والمبادرة إلى فعل‬ ‫الخير ‪ ,‬وكسب الرأي العام إلى جانب الفكرة السلامية ‪ ,‬وصبغ امظاهر‬ ‫الحياة العاامة بها دائما ‪ ,‬وذلك واجب كل أخ على حدته ‪ ,‬و واجب‬ ‫الجماعة كهيئة عااملة ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬وتحرير الوطن بنتخليصه امن كل سلطان أجنبي ـ غير إسلامي ـ‬ ‫سياسي أو اقنتصادي أو روحي ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وإصلح الحكوامة حنتى تكون إسلامية بحق ‪ ,‬وبذلك تؤدي امهمنتها‬ ‫كخادم للامة و أجير عندها و عاامل على امصلحنتها ‪ ,‬والحكوامة إسلامية‬


‫اما كان أعضاؤها امسلمين امؤدين لفرائض السلم غير امنتجاهرين‬ ‫بعصيان ‪ ,‬وكانت امنفذة لحكام السلم وتعاليمه ‪0‬‬ ‫ول بأس أن نسنتعين بغير المسلمين عند الضرورة في غير امناصب‬ ‫الولية العاامة و ل عبرة بالشكل الذي تنتخذه و ل بالنوع ‪ ,‬امادام اموافقا‬ ‫للقواعد العاامة في نظام الحكم السلامي ‪.‬‬ ‫وامن صفاتها ‪ :‬الشعور بالنتبعية ‪ ,‬والشفقة ‪ ,‬على الرعية ‪ ,‬و العدالة بين‬ ‫الناس ‪ ,‬والعفة عن المال العام ‪ ,‬والقنتصاد فيه ‪.‬‬ ‫وامن واجباتها ‪ :‬صيانة الامن ‪ ,‬وإنفاذ القانون ‪ ,‬ونشر النتعليم ‪ ,‬وإعداد‬ ‫القوة ‪ ,‬وحفظ الصحة ‪ ,‬ورعاية المنافع العاامة ‪ ,‬وتنمية الثروة ‪ ,‬وحراسة‬ ‫المال ‪ ,‬وتقوي الوخلق ‪ ,‬ونشر الدعوة ‪.‬‬ ‫وامن حقها ‪ -‬امنتى أدت واجبها ‪ : -‬الولء والطاعة ‪ ,‬والمساعدة بالنفس‬ ‫والاموال ‪.‬‬ ‫فإذا قصرت ‪ :‬فالنصح والرشاد ‪ ،‬ثم الخلع والبعاد ‪ ،‬ول طاعة لمخلوق‬ ‫في امعصية الخالق‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إعادة الكيان الدولي للامة السلامية ‪ ,‬بنتحرير أوطانها وإحياء امجدها‬ ‫وتقريب ثقافنتها وجمع كلمنتها ‪ ,‬حنتى يؤدى ذلك كله إلى إعادة الخلفة‬ ‫المفقودة والوحدة المنشودة ‪.‬‬ ‫حَّنتى ل‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫‪ – 7‬و أسنتاذية العالم بنشر دعوة السلم في ربوعه )َوَقاس ِتُلو ُ‬ ‫ن ُيس ِنت َّ‬ ‫م‬ ‫ا س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫ن ُك ُّلُه للس ِه( )لنفال‪َ) , (39:‬وَيه ْأَبى ُ‬ ‫ن الِّدي ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن س ِفه ْنتَن ٌة َوَي ُ‬ ‫كو َ‬ ‫َت ُ‬ ‫ن( )النتوبة‪. (32:‬‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫ه اه ْل َ‬ ‫ه َوَله ْو َكس ِر َ‬ ‫ُنوَر ُ‬ ‫وهذه المراتب الربعة الوخيرة تجب على الجماعة امنتحدة وعلى كل أخ‬ ‫باعنتباره عضوا في الجماعة ‪ ,‬واما أثقلها تبعات واما أعظمها امهمات ‪,‬‬ ‫يراها الناس وخيال ويراها الخ المسلم حقيقة ‪ ,‬ولن نيأس أبدا ‪ ,‬ولنا في‬ ‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫س ل َي ه ْ‬ ‫ن أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫ه َوَل س ِ‬ ‫عَلى أ َه ْامس ِر س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غاس ِل ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫ا أعظم الامل )َو ُ‬ ‫)يوسف‪. (21:‬‬


‫الجهــــاد‬ ‫و أريد بالجهاد‬ ‫الفريضة الماضية إلى يوم القياامة و المقصود بقول رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪ ) :‬امن امات ولم يغز ولم ينو الغزو امات امينتة جاهلية‬ ‫( ‪ ,‬وأول امراتبه إنكار القلب ‪ ,‬وأعلها القنتال في سبيل ا ‪,‬‬ ‫وبين ذلك جهاد اللسان و القلم واليد وكلمة الحق عند‬ ‫السلطان الجائر ‪ ,‬ول تحيا دعوة إل بالجهاد ‪ ,‬وبقدر سمو‬ ‫الدعوة وسعة أفقها ‪ ,‬وبقدر سمو الدعوة و سعة أفقها تكون‬ ‫عظمة الجهاد في سبيلها ‪ ,‬وضخاامة الثمن الذي يطلب‬ ‫ح َّ‬ ‫ق‬ ‫ا َ‬ ‫ه ُدوا س ِفي س ِ‬ ‫جا س ِ‬ ‫لنتأييدها ‪ ,‬و جزالة الثواب للعااملين‪َ ) :‬و َ‬ ‫ه( ) الحج‪. (78:‬‬ ‫ج َها س ِد س ِ‬ ‫س ِ‬ ‫وبذلك تعرف امعنى هنتافك الدائم ‪ ) :‬الجهاد سبيلنا( ‪.‬‬

‫النتضـحـية‬ ‫وأريد بالنتضحية ‪:‬‬ ‫بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية ‪ ,‬وليس‬ ‫في الدنيا جهاد ل تضحية امعه ‪ ,‬ول تضيع في سبيل فكرتنا تضحية ‪ ,‬وإنما‬ ‫هو الجر الجزيل و الثواب الجميل وامن قعد عن النتضحية امعنا فهو آثم ‪:‬‬ ‫م( الية ‪ُ ) ,‬ق ه ْ‬ ‫ل‬ ‫م َو أ َ ه ْام َوا َل ُه ه ْ‬ ‫س ُه ه ْ‬ ‫ن أ َ ه ْن ُف َ‬ ‫م ه ْؤ س ِام س ِني َ‬ ‫ن ا ه ْل ُ‬ ‫ش َنت َرى س ِام َ‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫) إ س ِ َّ‬ ‫م ٌأ‬ ‫ظ َ‬ ‫م َ‬ ‫صي ُب ُه ه ْ‬ ‫م ل ُي س ِ‬ ‫ك س ِب َأ َّن ُه ه ْ‬ ‫م‪ (..‬الية ‪َ ) ,‬ذ س ِل َ‬ ‫م َو أَ ه ْب َنا ُؤ ُك ه ْ‬ ‫ن آ َبا ُؤ ُك ه ْ‬ ‫إ س ِ نه ْ َكا َ‬ ‫جرا( ‪ ,‬وبذلك‬ ‫م ال َّل ُه أَ ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫عوا ُي ه ْؤ س ِت ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫ن ُت س ِ‬ ‫ب( الية ‪َ),‬ف س ِإ ه ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫َول َن َ‬ ‫تعرف امعنى هنتافك الدائم ‪ ) :‬والموت في سبيل ا أسمى‬ ‫أامانينا( ‪.‬‬

‫الطــاعـة‬ ‫وأريد بالطاعة ‪:‬‬ ‫اامنتثال الامر وإنفاذه توا في العسر و اليسر و المنشط و المكره ‪ ,‬و ذلك‬ ‫أن امراحل هذه الدعوة ثل ث ‪:‬‬


‫‪ – 1‬النتعريف ‪ :‬بنشر الفكرة العاامة بين الناس ‪ ,‬ونظام الدعوة‬ ‫في هذه المرحلة نظام الجمعيات الدارية ‪ ,‬و امهمنتها العمل‬ ‫للخير العام و وسيلنتها الوعظ و الرشاد تارة وإقاامة المنشبآت‬ ‫النافعة تارة أوخرى ‪ ,‬إلى غير ذلك امن الوسائل العملية ‪ ,‬وكل‬ ‫شعب الوخوان القائمة الن تمثل هذه المرحلة امن حياة‬ ‫الدعوة ‪ ,‬و ينظمها القانون الساسي ‪ ,‬وتشرحها وسائل‬ ‫الوخوان و جريدتهم ‪ ,‬والدعوة في هذه المرحلة عاامة ‪.‬‬ ‫وينتصل بالجماعة فيها كل امن أراد امن الناس امنتى رغب المساهمة في‬ ‫أعمالها ووعد بالمحافظة على امبادئها ‪ ,‬وليست الطاعة النتاامة لزامة في‬ ‫هذه المرحلة بقدر اما يلزم فيها احنترام النظم و المبادئ العاامة للجماعة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 2‬النتكوين ‪ :‬باسنتخل ص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد‬ ‫وضم بعضها إلى بعض ‪ ,‬و نظام الدعوة – في هذه المرحلة –‬ ‫صوفي بحت امن الناحية الروحية ‪ ,‬وعسكري بحت امن الناحية‬ ‫العملية ‪ ,‬وشعار هاتين الناحينتين ) أامر وطاعة( امن غير تردد‬ ‫ول امراجعة ول شك ول حرج ‪ ,‬وتمثل الكنتائب الوخوانية هذه‬ ‫المرحلة امن حياة الدعوة ‪ ,‬وتنظمها رسالة المنهج سابقا ‪,‬‬ ‫وهذه الرسالة الن ‪.‬‬ ‫والدعوة فيها وخاصة ل ينتصل بها إل امن اسنتعد اسنتعدادا تااما حقيقيا‬ ‫لنتحمل أعباء جهاد طويل المدى كثير النتبعات ‪ ,‬وأول بوادر هذا السنتعداد‬ ‫كمال الطاعة ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬النتنفيذ ‪ :‬وهي امرحلة جهاد ل هوادة فيه ‪ ،‬وعمل امنتواصل‬ ‫في سبيل الوصول إلى الغاية ‪ ،‬واامنتحان وابنتلء ل يصبر‬ ‫عليهما إل الصادقون ‪ ,‬ول يكفل النجاح في هذه المرحلة إل‬


‫كمال الطاعة كذلك وعلى هذا بايع الصف الول امن الوخوان‬ ‫المسلمين في يوم ‪ 5‬ربيع الول سنة ‪ 1359‬هـ ‪.‬‬ ‫وأنت بانضماامك إلى هذه الكنتيبة ‪ ,‬وتقبلك لهذه الرسالة ‪ ,‬وتعهدك بهذه‬ ‫البيعة ‪ ,‬تكون في الدور الثاني ‪ ,‬وبالقرب امن الدور الثالث ‪ ,‬فقتّدر النتبعة‬ ‫النتي النتزامنتها وأعتّد نفسك للوفاء بها ‪.‬‬

‫الثبــات‬ ‫وأريد بالثبات ‪:‬‬ ‫أن يظل الخ عاامل امجاهدا في سبيل غاينته امهما بعدت المدة وتطاولت‬ ‫السنوات والعوام ‪ ,‬حنتى يلقى ا على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين ‪,‬‬ ‫صَدُقوا َاما‬ ‫ل َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِنينَ س ِر َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫فإاما الغاية وإاما الشهادة في النهاية ‪) ,‬س ِام َ‬ ‫ظُر َوَاما َبَّدُلوا‬ ‫ن َيه ْنَنت س ِ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫حَبُه َوس ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ضى َن ه ْ‬ ‫ن َق َ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫مه ْنُه ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه َف س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫هُدوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫َ‬ ‫َته ْبس ِديل م ً( )الحزاب‪ , (23:‬والوقت عندنا جزء امن العلج ‪ ,‬والطريق طويلة‬ ‫المدى بعيدة المراحل كثيرة العقبات ‪ ,‬ولكنها وحدها النتي تؤدي إلى‬ ‫المقصود امع عظيم الجر وجميل المثوبة ‪.‬‬ ‫وذلك أن كل وسيلة امن وسائلنا السنتة تحنتاج إلى حسن العداد وتحين‬ ‫هَو ُق ه ْ‬ ‫ل‬ ‫ن َامَنتى ُ‬ ‫الفر ص ودقة النفاذ ‪ ,‬وكل ذلك امرهون بوقنته )َوَيُقوُلو َ‬ ‫ن َقس ِريبا( )السراء‪. (51:‬‬ ‫كو َ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬

‫النتجــرد‬ ‫أريد بالنتجرد‪:‬‬ ‫أن تنتخلص لفكرتك امما سواها امن المبادئ والشخا ص ‪ ،‬لنها أسمى‬ ‫غم ًة(‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أ َحه ْ َ‬ ‫ا َوَام ه ْ‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫الفكر وأجمعها و أعلها ‪ ) :‬س ِ‬


‫عُه‬ ‫ن َام َ‬ ‫م َواَّلس ِذي َ‬ ‫هي َ‬ ‫سَن ٌة س ِفي إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫سَو ٌ‬ ‫م أ ُ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ت َل ُ‬ ‫)البقرة‪َ) , (138:‬قه ْد َكاَن ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ا َكَفه ْرَنا س ِب ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِامنه ْ ُدو س ِ‬ ‫عُبُدو َ‬ ‫ما َت ه ْ‬ ‫م َوس ِام َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ء س ِامه ْن ُ‬ ‫إ س ِه ْذ َقاُلوا س ِلَقه ْوس ِامس ِهمه ْ إ س َِّنا ُبَرآ ُ‬ ‫ه س ِإل َقه ْو َ‬ ‫ل‬ ‫حَد ُ‬ ‫حَّنتى ُته ْؤس ِامُنوا س ِباللس ِه َو ه ْ‬ ‫ء أ َ​َبدا َ‬ ‫ضا ُ‬ ‫غ َ‬ ‫ة َواه ْلَب ه ْ‬ ‫عَداَو ُ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫َوَبَدا َبه ْيَنَنا َوَبه ْينَ ُ‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫ك‬ ‫ء َرَّبَنا َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ا س ِامنه ْ َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫ك َل َ‬ ‫ك َوَاما أ َه ْامس ِل ُ‬ ‫ن َل َ‬ ‫غس ِفَر َّ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م ل َس ِبيس ِه ل َ ه ْ‬ ‫هي َ‬ ‫إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫صيُر( )الممنتحنة‪. (4:‬‬ ‫م س ِ‬ ‫ك اه ْل َ‬ ‫ك أ َ​َنه ْبَنا َوإ س َِله ْي َ‬ ‫َتَوَّكه ْلَنا َوإ س َِله ْي َ‬ ‫والناس عند الخ الصادق واحد امن سنتة أصناف‪ :‬امسلم امجاهد ‪ ,‬أو‬ ‫امسلم قاعد ‪ ،‬أو امسلم آثم ‪ ،‬أو ذامي امعاهد ‪ ،‬أو امحايد ‪ ،‬أو امحارب ‪ ,‬و‬ ‫لكل حكمه في اميزان السلم ‪ ,‬وفى حدود هذه القسام توزن‬ ‫الشخا ص و الهيئات ‪ ،‬ويكون الولء أو العداء ‪.‬‬

‫الوخـوة‬ ‫وأريد بالوخوة ‪:‬‬ ‫أن ترتبط القلوب والرواح برباط العقيدة ‪ ،‬والعقيدة أوثق الروابط‬ ‫وأغلها ‪ ،‬والوخوة أوخت اليمان ‪ ،‬والنتفرق أوخو الكفر ‪ ،‬وأول القوة ‪ :‬قوة‬ ‫الوحدة ‪ ،‬ول وحدة بغير حب ‪ ,‬وأقل الحب‪ :‬سلامة الصدر ‪ ,‬وأعله ‪:‬‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ق‬ ‫ص ٌة َوَام ه ْ‬ ‫صا َ‬ ‫وخ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن س ِبس ِه ه ْ‬ ‫م َوَله ْو َكا َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫عَلى أ َه ْنُف س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫امرتبة اليثار ‪َ) ,‬وُيه ْؤس ِثُرو َ‬ ‫ن( )الحشر‪. (9:‬‬ ‫حو َ‬ ‫مه ْفس ِل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫سس ِه َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫ح َنه ْف س ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫ُ‬ ‫والخ الصادق يرى إوخوانه أولى بنفسه امن نفسه ‪ ،‬لنه إن لم يكن بهم ‪،‬‬ ‫فلن يكون بغيرهم ‪ ،‬وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره ‪) ,‬وإنما يأكل‬ ‫الذئب امن الغنم القاصية( ‪) ,‬والمؤامن للمؤامن كالبنيان‪ ،‬يشد بعضه‬ ‫عضأ ٍ( )النتوبة‪, (71:‬‬ ‫ء َب ه ْ‬ ‫م أ َه ْوس ِلَيا ُ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت َب ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامَنا ُ‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫بعضا(‪َ) .‬واه ْل ُ‬ ‫وهكذا يجب أن نكون ‪.‬‬

‫الثقــة‬ ‫و أريد بالثقة ‪:‬‬ ‫اطمئنان الجندي إلى القائد في كفاءته وإوخلصه اطمئنانا عميقا يننتج‬ ‫مو َ‬ ‫ك‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫حَّنتى ُي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ل ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫الحب والنتقدير والحنترام والطاعة ‪َ) ,‬فل َوَرِّب َ‬


‫موا‬ ‫سِّل ُ‬ ‫ت َوُي َ‬ ‫ضه ْي َ‬ ‫ما َق َ‬ ‫حَرجا س ِام َّ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫م ل َي س ِ‬ ‫م ُث َّ‬ ‫جَر َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫سس ِليما( )النساء‪. (65:‬‬ ‫َت ه ْ‬ ‫والقائد جزء امن الدعوة ‪ ،‬ول دعوة بغير قيادة ‪ ،‬وعلى قدر الثقة‬ ‫المنتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة ‪ ،‬وإحكام وخططها‬ ‫‪ ،‬ونجاحها في الوصول إلى غاينتها ‪ ,‬وتغلبها على اما يعنترضها امن عقبات‬ ‫ف( )امحمد‪. (21-20:‬‬ ‫عُرو ٌ‬ ‫ع ٌة َوَقه ْول ٌ َام ه ْ‬ ‫طا َ‬ ‫م َ‬ ‫)َفَأه ْوَلى َلُه ه ْ‬ ‫وللقيادة في دعوة الوخوان حق الوالد بالرابطة القلبية ‪ ,‬و السنتاذ‬ ‫بالفادة العلمية ‪ ,‬والشيخ بالنتربية الروحية ‪ ,‬والقائد بحكم السياسة‬ ‫العاامة للدعوة ‪ ,‬ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعا ‪ ,‬والثقة بالقيادة‬ ‫هي كل شيء في نجاح الدعوات ‪.‬‬ ‫ولهذا يجب أن يسأل الخ الصادق نفسه هذه السئلة لينتعرف على امدى‬ ‫ثقنته بقيادته ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬هل تعرف إلى قائده امن قبل و درس ظروف حياته ؟‬ ‫‪ – 2‬هل اطمأن إلى كفاينته وإوخلصه ؟‬ ‫‪ – 3‬هله هو امسنتعد لعنتبار الواامر النتي تصدر إليه امن القيادة في غير‬ ‫امعصية طبعا قاطعا ل امجال فيها للجدل ول للنتردد ول للننتقا ص ول‬ ‫للنتحوير امع إبداء النصيحة والنتنبيه إلى الصواب؟‬ ‫‪ – 4‬هل هو امسنتعد لن يفنترض في نفسه الخطأ وفي القيادة‬ ‫والصواب ‪ ,‬إذا تعارض اما أامر به امع اما تعلم في المسائل الجنتهادية‬ ‫النتي لم يرد فيها نص شرعي ؟‬ ‫‪ – 5‬هل هو امسنتعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة ؟ وهل‬ ‫تملك القيادة في نظره حق النترجيح بين امصلحنته الخاصة وامصلحة‬ ‫الدعوة العاامة ‪.‬‬ ‫بالجابة على هذه الامثلة وأشباهها يسنتطيع الخ الصادق أن يطمئن‬ ‫على امدى صلنته بالقائد ‪ ,‬وثقنته به ‪ ,‬والقلوب بيد ا يصرفها كيف يشاء‬


‫ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ت َبه ْي َ‬ ‫ميعا َاما أ َ​َّله ْف َ‬ ‫ج س ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫م َله ْو أ َه ْنَفه ْق َ‬ ‫ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ف َبه ْي َ‬ ‫)َوأ َ​َّل َ‬ ‫م( )لنفال‪. (63:‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح س ِ‬ ‫عس ِزي ٌز َ‬ ‫م إ س َِّنُه َ‬ ‫ف َبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ا أ َ​َّل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك َّ‬ ‫َوَل س ِ‬

‫واجـبـات الخ العاامــل‬ ‫أيها الخ الصادق ‪:‬‬ ‫إن إيمانك بهذه البيعة يوجب عليك أداء هذه الواجبات حنتى تكون لبنة‬ ‫قوية في البناء ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أن يكون لك ورد يوامي امن كنتاب ا ل يقل عن جزء ‪ ,‬واجنتهد أل‬ ‫تخنتم في أكثر امن شهر ‪ ,‬ول في أقل امن ثلثة أيام ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬أن تحسن تلوة القرآن و السنتماع إليه والنتدبر في امعانيه ‪ ,‬وأن‬ ‫تدرس السير المطهرة و تاريخ السلف بقدر اما ينتسع له وقنتك ‪ ,‬و أقل اما‬ ‫يكفي في ذلك كنتاب )حماة السلم( ‪ ,‬و إن تكثر امن القراءة في حديث‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ,‬وأن تحفظ أربعين حديثا على القل‬ ‫ولنتكن الربعين النووية ‪ ,‬وأن تدرس رسالة في أصول العقائد و رسالة‬ ‫في فروع الفقه ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬أن تبادر بالكشف الصحي العام وان تأوخذ في علج اما يكون فيك‬ ‫امن أامراض ‪ ,‬وتهنتم بأسباب القوة و الوقاية الجسمانية وتبنتعد عن أسباب‬ ‫الضعف الصحي ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬أن تبنتعد عن السراف في قهوة البن والشاي ‪,‬ونحوها امن‬ ‫المشروبات المنبهة ‪ ,‬فل تشربها إل لضرورة ‪ ,‬وأن تمنتنع بنتاتا عن النتدوخين‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ – 5‬أن تعني بالنظافة في كل شيء في المسكن و الملبس و المطعم‬ ‫و البدن و امحل العمل ‪ ,‬فقد بني الدين على النظافة ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬أن تكون صادق الكلمة فل تكذب أبدا ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬أن تكون وفيا بالعهد والكلمة و الوعد ‪ ,‬فل تخلف امهما كانت‬ ‫الظروف ‪.‬‬


‫‪ – 8‬أن تكون شجاعا عظيم الحنتمال ‪ ,‬وأفضل الشجاعة الصراحة في‬ ‫الحق وكنتمان السر ‪ ,‬والعنتراف بالخطأ والنصاف امن النفس واملكها‬ ‫عند الغضب ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬أن تكون وقورا تؤثر الجد دائما ‪ ,‬ول يمنعك الوقار امن المزاح‬ ‫الصادق و الضحك في تبسم ‪.‬‬ ‫‪ – 10‬أن تكون شديد الحياء دقيق الشعور ‪ ,‬عظيم النتأثر بالحسن و‬ ‫القبح ‪ ,‬تسر للول و تنتألم للثاني ‪ ,‬و أن تكون امنتواضع في غير ذلة ول‬ ‫وخنوع ول املق ‪ ,‬وأن تطلب أقل امن امرتبنتك لنتصل إليها ‪.‬‬ ‫‪ – 11‬أن تكون عادل صحيح الحكم في جميع الحوال ‪ ,‬ل ينسيك‬ ‫الغضب الحسنات ول تغضي عين الرضا عن السيئات ‪ ,‬ول تحملك‬ ‫الخصوامة على نسيان الجميل ‪ ,‬وتقول الحق ولو كان على نفسك أو‬ ‫على أقرب الناس إليك وإن كان امتّرا ‪.‬‬ ‫‪ – 12‬أن تكون عظيم النشاط امدربا على الخدامات العاامة ‪ ,‬تشعر‬ ‫بالسعادة والسرور إذا اسنتطعت أن تقدم وخدامة لغيرك امن الناس ‪,‬‬ ‫فنتعود المريض وتساعد المحنتاج و تحمل الضعيف وتواسي المنكوب و‬ ‫لو بالكلمة الطيبة ‪ ,‬وتبادر دائما إلى الخيرات ‪.‬‬ ‫‪ – 13‬أن تكون رحيم القلب كريما سمحا تعفو وتصفح و تلين وتحلم‬ ‫وترفق بالنسان و الحيوان ‪ ,‬جميل المعااملة حسن السلوك امع الناس‬ ‫جميعا ‪ ,‬امحافظا على الداب السلامية الجنتماعية فنترحم الصغير وتوقر‬ ‫الكبير و تفسح في المجلس ‪ ,‬ول تنتجسس ول تغنتاب ول تصخب ‪,‬‬ ‫وتسنتأذن في الدوخول والنصراف ‪..‬الخ ‪.‬‬ ‫‪ – 14‬أن تجيد القراءة و الكنتابة ‪ ,‬وأن تكثر امن المطالعة في رسائل‬ ‫الوخوان وجرائدهم و امجلتهم ونحوها ‪ ,‬و أن تكون لنفسك امكنتبة‬ ‫وخاصة امهما كانت صغيرة ‪ ,‬وأن تنتبحر في علمك و فنك إن كنت امن أهل‬ ‫الوخنتصا ص ‪ ,‬وان تلم بالشؤون السلامية العاامة إلمااما يمكنك امن‬ ‫تصورها و الحكم عليها حكما ينتفق امع امقنتضيات الفكرة ‪.‬‬


‫‪ – 15‬أن تزاول عمل اقنتصاديا امهما كنت غنيا ‪ ,‬وأن تقدم العمل الحر‬ ‫امهما ضئيل ‪ ,‬وأن تزج بنفسك فيه امهما كان كانت امواهبك العملية ‪.‬‬ ‫‪ – 16‬أل تحر ص على الوظيفة الحكوامية ‪ ,‬و أن تعنتبرها الضيق أبواب‬ ‫الرزق ول ترفضها إذا أتيحت لك ‪ ,‬ول تنتخل عنها إل إذا تعارضت تعارضا‬ ‫تااما امع واجبات الدعوة ‪.‬‬ ‫‪ – 17‬أن تحر ص كل الحر ص على أداء امهننتك امن حيث الجادة والتقان‬ ‫وعدم الغش و ضبط الموعد ‪.‬‬ ‫‪ – 18‬أن تكون حسن النتقاضي لحتّقك ‪ ,‬وأن تؤدي حقوق الناس كااملة‬ ‫غير امنقوصة بدون طلب ‪ ,‬ول تماطل أبدا ‪.‬‬ ‫‪ – 19‬أن تبنتعد عن الميسر بكل أنواعه امهما كان المقصد امن ورائها ‪,‬‬ ‫وتنتجنب وسائل الكسب الحرام امهما كان وراءها امن ربح عاجل ‪.‬‬ ‫‪ – 20‬أن تبنتعد عن الربا في جميع المعااملت وأن تطهر امنه تمااما ‪.‬‬ ‫‪ – 21‬أن تخدم الثروة السلامية العاامة بنتشجيع المصنوعات والمنشبآت‬ ‫القنتصادية السلامية ‪ ,‬وأن تحر ص على القرش فل يقع في يد غير‬ ‫إسلامية امهما كانت الحوال ‪ ,‬ول تلبس ول تأكل إل امن صنع وطنك‬ ‫السلامي ‪.‬‬ ‫‪ – 22‬أن تشنترك في الدعوة بجزء امن امالك ‪ ,‬تؤدي الزكاة الواجبة فيه ‪,‬‬ ‫وان تجعل امنه حقا امعلواما للسائل والمحروم امهما كان دوخلك ضئيل ‪.‬‬ ‫‪ – 23‬أن تدوخر للطوارئ جزءا امن دوخلك امهما قل ‪ ,‬وأل تنتورط في‬ ‫الكماليات أبدا ‪.‬‬ ‫‪ – 24‬أن تعمل اما اسنتطعت على إحياء العادات السلامية و إاماتة‬ ‫العادات العجمية في كل امظاهر الحياة ‪ ,‬وامن ذلك النتحية و اللغة‬ ‫والنتاريخ والزي والثا ث ‪ ,‬وامواعيد العمل والراحة ‪,‬والطعام و الشراب ‪,‬‬ ‫والقدوم والنصراف ‪ ,‬والحزن والسرور ‪..‬الخ ‪ ,‬وأن تنتحرى السنة‬ ‫المطهرة في ذلك ‪.‬‬


‫‪ – 25‬أن تقاطع المحاكم الهلية وكل قضاء غير إسلامي ‪ ,‬والندية‬ ‫والصحف و الجماعات والمدارس والهيئات النتي تناهض فكرتك‬ ‫السلامية امقاطعة تاامة ‪.‬‬ ‫‪ – 26‬أن تديم امراقبة ا تبارك وتعالى ‪ ,‬وتذكر الوخرة وتسنتعد لها ‪,‬‬ ‫وتقطع امراحل السلوك إلى رضوان ا بهمة وعزيمة ‪ ,‬وتنتقرب إليه‬ ‫سبحانه بنوافل العبادة وامن ذلك صلة الليل وصيام ثلثة أيام امن كل‬ ‫شهر على القل ‪ ,‬والكثار امن الذكر القلبي واللساني ‪ ,‬و تحتّري الدعاء‬ ‫في المذكور في كل الحوال ‪.‬‬ ‫‪ – 27‬أن تحسن الطهارة وأن تظل على وضوء غالب الحيان ‪.‬‬ ‫‪ – 28‬أن تحسن الصلة وتواظب على أدائها في أوقاتها ‪ ,‬وتحر ص على‬ ‫الجماعة والمسجد اما أامكن ذلك ‪.‬‬ ‫‪ – 29‬أن تصوم رامضان و تحج البيت إن اسنتطعت إليه سبيل ‪ ,‬وتعمل‬ ‫على ذلك إن لم تكن امسنتطيعا الن ذلك ‪.‬‬ ‫‪ – 30‬أن تسنتصحب دائما نية الجهاد و حب الشهادة وأن تسنتعد لذلك اما‬ ‫وسعك السنتعداد ‪.‬‬ ‫‪ – 31‬أن تجدد النتوبة والسنتغفار دائما وأن تنتحرز امن صغائر الثام فضل‬ ‫عن كبارها ‪ ,‬وأن تجعل لنفسك ساعة قبل النوم تحاسبها فيها على اما‬ ‫عملت امن وخير أو شر ‪ ,‬وأن تحر ص على الوقت فهو الحياة فل تصرف‬ ‫جزءا امنه امن غير فائدة ‪ ,‬وأن تنتورع عن الشبهات حنتى ل تقع في‬ ‫الحرام ‪.‬‬ ‫‪ – 32‬أن تجاهد نفسك جهادا عنيفا حنتى يسلس قيادتها لك ‪ ,‬وأن تغض‬ ‫طرفك وتضبط عاطفنتك وتقاوم نوازع الغريزة في نفسك ‪ ,‬وتسمو بها‬ ‫دائما إلى الحلل الطيب ‪ ,‬وتحول بينها وبين الحرام امن ذلك أيا كان ‪.‬‬ ‫‪ – 33‬أن تنتجنب الخمر والمسكر والمفنتر وكل اما هو امن هذا القبيل كل‬ ‫الجنتناب ‪.‬‬


‫‪ – 34‬أن تبنتعد عن أقران السوء و أصدقاء الفساد و أاماكن المعصية و‬ ‫الثم ‪.‬‬ ‫‪ – 35‬أن تحارب أاماكن اللهو فضل عن أن تقربها ‪ ,‬وأن تبنتعد عن امظاهر‬ ‫النترف و الروخاوة جميعا ‪.‬‬ ‫‪ – 36‬أن تعرف أعضاء كنتيبنتك فردا فردا امعرفة تاامة ‪ ,‬وتعرفهم نفسك‬ ‫امعرفة تاامة كذلك ‪ ,‬وتؤدي حقوق أوخوتهم كااملة امن الحب والنتقدير‬ ‫والمساعدة واليثار وأن تحضر اجنتماعاتهم فل تنتخلف عنها إل بعذر قاهر‬ ‫‪ ,‬وتؤثرهم بمعااملنتك دائما ‪.‬‬ ‫‪ – 37‬أن تنتخلى عن صلنتك بأية هيئة أو جماعة ل يكون التصال بها في‬ ‫امصلحة فكرتك ووخاصة إذا أامرت بذلك ‪.‬‬ ‫‪ – 38‬أتعمل على نشر دعوتك في كل امكان وأن تحيط القيادة علما‬ ‫بكل ظروفك ول تقدم على عمل يؤثر فيها جوهريا إل بإذن ‪ ,‬وأن تكون‬ ‫دائم التصال الروحي و العملي بها ‪ ,‬وأن تعنتبر نفسك دائما جنديا في‬ ‫الثكنة تننتظر الواامر ‪.‬‬

‫وخـاتمـة‬ ‫أيها الخ الصادق ‪:‬‬ ‫هذه امجمل لدعوتك ‪ ,‬وبيان اموجز لفكرتك ‪ ,‬وتسنتطيع أن تجمع هذه‬ ‫المبادئ في وخمس كلمات‪:‬‬ ‫)ا غاينتنا ‪ ,‬و الرسول قدوتنا ‪ ,‬و القرآن شرعنتنا ‪ ,‬و الجهاد سبيلنا ‪ ,‬و‬ ‫الشهادة أامنينتنا( ‪.‬‬ ‫و أن تجمع امظاهرها في وخمس كلمات أوخرى ‪:‬‬ ‫البساطة ‪ ,‬والنتلوة ‪ ,‬والصلة ‪ ,‬والجندية ‪ ,‬والخلق ‪.‬‬ ‫فخذ نفسك بشدة بهذه النتعاليم ‪ ,‬وإل ففي صفوف القاعدين امنتسع‬ ‫للكسالى و العابثين ‪.‬‬ ‫وأعنتقد أنك إن عملت بها وجعلنتها أامل حياتك وغاية غاينتك ‪ ,‬كان جزاؤك‬ ‫العزة في الدنيا والخير والرضوان في الوخرة ‪ ,‬وأنت امنا ونحن امنك ‪,‬‬


‫وإن انصرفت عنها وقعدت عن العمل لها فل صلة بيننا وبينك ‪ ,‬وإن‬ ‫تصدرت فينا المجالس وحملت أفخم اللقاب وظهرت بيننا بأكبر المظاهر‬ ‫‪ ,‬وسيحاسبك ا على قعودك أشد الحساب ‪ ,‬فاوخنتر لنفسك ونسأل ا‬ ‫لنا ولك الهداية و النتوفيق ‪.‬‬ ‫م‪:‬‬ ‫ب أ َس ِلي أ ٍ‬ ‫عَذا أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جي ُ‬ ‫ة ُته ْن س ِ‬ ‫جاَر أ ٍ‬ ‫عَلى س ِت َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ل أ َُد ُّل ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن آَامُنوا َ‬ ‫) َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫سوس ِلس ِه‬ ‫ن س ِباللس ِه َوَر ُ‬ ‫) ‪ُ ( 1‬ته ْؤس ِامُنو َ‬ ‫م إ س ِنه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخه ْي ٌر َل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َذس ِل ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫هُدو َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫) ‪َ ( 2‬وُت َ‬ ‫ن‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫م ُذُنوَب ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫غس ِفه ْر َل ُ‬ ‫‪َ - 1‬ي ه ْ‬ ‫جَّنا س ِ‬ ‫ت‬ ‫طِّيَبم ًة س ِفي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ساس ِك َ‬ ‫حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َوَام َ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫جس ِري س ِام ه ْ‬ ‫ت َت ه ْ‬ ‫جَّنا أ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخه ْل ُ‬ ‫‪َ - 2‬وُيه ْد س ِ‬ ‫ظي ُ‬ ‫م‬ ‫ع س ِ‬ ‫ك اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ‬ ‫ن َذس ِل َ‬ ‫عه ْد أ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ا‬ ‫ص ٌر س ِام َ‬ ‫ح ُّبوَنَها َن ه ْ‬ ‫وخَرى ُت س ِ‬ ‫‪َ - 3‬وأ ُ ه ْ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫شس ِر اه ْل ُ‬ ‫ب َوَب ِّ‬ ‫ح َقس ِري ٌ‬ ‫‪َ - 4‬وَفه ْنت ٌ‬ ‫حَواس ِرِّيي َ‬ ‫ن‬ ‫م س ِله ْل َ‬ ‫سى اه ْبنُ َامه ْرَي َ‬ ‫عي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ا َك َ‬ ‫صاَر س ِ‬ ‫ن آَامُنوا ُكوُنوا أ َه ْن َ‬ ‫َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫طاس ِئَف ٌة س ِامنه ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ا َفبآَامَن ه ْ‬ ‫صاُر س ِ‬ ‫ن أ َه ْن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن َن ه ْ‬ ‫حَواس ِر ُّيو َ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫ا َقا َ‬ ‫صاس ِري إ س َِلى س ِ‬ ‫ن أ َه ْن َ‬ ‫َام ه ْ‬ ‫حوا‬ ‫صَب ُ‬ ‫م َفَأ ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عُدِّو س ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن آَامُنوا َ‬ ‫طاس ِئَف ٌة َفَأَّيه ْدَنا اَّلس ِذي َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل َوَكَفَر ه ْ‬ ‫سرائي َ‬ ‫َبس ِني إ س ِ ه ْ‬ ‫ن( )الصف‪. (14-10:‬‬ ‫هس ِري َ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫َ‬ ‫والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته‬

‫نظام السر‬ ‫حي س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫س س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫الحمد لله والصلة والسلم على رسوله وامن واله‬

‫الســـرة‬


‫يحر ص السلم على تكوين أسر امن أهله يوجههم إلى المثل العليا‬ ‫ويقوي روابطهم ‪ ,‬ويرفع أوخوتهم امن امسنتوى الكلم و النظريات إلى‬ ‫امسنتوى الفعال والعمليات ‪ ,‬فاحر ص يا أوخي أن تكون لبنة صالحة في‬ ‫هذا البناء السلم ‪.‬‬ ‫وأركان هذا الرباط ثلثة فاحفظها واهنتم بنتحقيقها حنتى ل يكون هذا‬ ‫تكليفا ل روح فيه ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬النتعارف‪:‬هو أول هذه الركان ‪ ,‬فنتعارفوا وتحابوا بروح ا تعالى‪،‬‬ ‫واسنتشعروا امعنى الوخوة الصحيحة الكااملة فيما بينكم ‪ ,‬واجنتهدوا أل‬ ‫يعكر صفو علقنتكم شيء وتمثوا اليات الكريمة دائما والحاديث‬ ‫ما‬ ‫الشريفة ‪ ,‬اجعلوها نصب أعينكم وتذاكروا قول ا تعالى )إ س َِّن َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫ا‬ ‫حه ْب س ِ‬ ‫موا س ِب َ‬ ‫ص ُ‬ ‫عَنت س ِ‬ ‫ة( )الحجرات‪ , (10:‬وقوله تعالى ‪َ) :‬وا ه ْ‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫ميعا َول َتَفَّرُقوا( )آل عمران‪ , (103:‬وقول رسول ا صلى ا عليه‬ ‫ج س ِ‬ ‫َ‬ ‫وسلم ‪) :‬المؤامن للمؤامن كالبنيان يشد بعضه بعضا( ‪) ,‬المسلم أوخو‬ ‫المسلم ل يظلمه ول يسلمه( )امثل المؤامنين في توادهم وتراحمهم‬ ‫وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد( ‪.‬‬ ‫ولقد ظلت هذه الواامر الربانية والنتوجيهات المحمدية بعد الصدر الول‬ ‫كلاما على ألسنة المسلمين ‪ ,‬ووخيال في نفوسهم ‪ ,‬حنتى جئنتم امعشر‬ ‫الوخوان المنتعارفين ‪ ,‬تحاولون تطبيقها في امجنتمعكم ‪ ,‬وتريدون تأليف‬ ‫الامة ‪ ,‬المنتبآوخية بروح ا وأوخوة السلم امن جديد ‪ ,‬فهنيئا لكم عن كننتم‬ ‫صادقين ‪ ,‬وأرجو أن تكونوا كذلك ‪ ,‬وا ولي توفيقكم ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬والنتفاهم ‪ :‬وهو الركن الثاني امن أركان هذا النظام ‪ ,‬فاسنتقيموا‬ ‫على امنهج الحق ‪ ،‬وافعلوا اما أامركم ا به ‪ ،‬واتركوا اما نهاكم عنه ‪،‬‬ ‫وحاسبوا أنفسكم حسابا دقيقا على الطاعة والمعصية ‪ ,‬ثم بعد ذلك‬


‫لينصح كل امنكم أوخاه امنتى رأى فيه عيبا ‪ ،‬وليقبل الخ نصح أوخيه بسرور‬ ‫وفرح ‪ ،‬وليشكر له ذلك ‪ ,‬وليحذر الناصح أن ينتغير قلبه على أوخيه‬ ‫المنصوح بمقدار شعرة ‪ ,‬وليحذر أن يشعر باننتقاصه ‪ ,‬أو بنتفضيل نفسه‬ ‫عليه ‪ ,‬ولكنه ينتسنتر عليه شهرا كاامل ‪ ,‬ول يخبر بما لحظه أحدا إل رئيس‬ ‫السرة وحده إذا عجز عن الصلح ‪ ,‬ثم ل يزال بعد ذلك على حبه لوخيه‬ ‫وتقديره إياه امودته له ‪ ,‬حنتى يقضي ا أامرا كان امفعول ‪ ,‬وليحذر‬ ‫المنصوح امن العناد والنتصلب وتغير القلب على أوخيه الناصح قيد شعرة ‪،‬‬ ‫فإن امرتبة الحب في ا هي أعلى المراتب ‪ ،‬والنصيحة ركن الدين ‪:‬‬ ‫)الدين النصيحة( وا يعصمكم امن بعض ‪ ,‬ويعزكم بطاعنته ‪ ,‬ويصرف‬ ‫عنا وعنكم كيد الشيطان ‪.‬‬

‫‪ – 3‬والنتكافل ‪:‬هو الركن الثالث ‪ ,‬فنتكافلوا ‪ ,‬وليحمل بعضكم عبء‬ ‫بعض ‪ ،‬وذلك صريح اليمان ولب الوخوة ‪ ,‬فلينتعهد بعضكم بعضا‬ ‫بالسؤال والبر ‪ ،‬وليبادر إلى امساعدته اما وجد إلى ذلك سبيل م ً ‪ ,‬وتصورا‬ ‫قول رسول ا ‪) :‬لن يمشي أحدكم في حاجة أوخيه وخير له امن أن‬ ‫يعنتكف في امسجدي هذا شهرا( ‪) ,‬امن أدوخل السرور على أهل بيت امن‬ ‫المسلمين لم ير ا له جزاء دون الجنة( ‪ ,‬وا يؤلف بين قلوبكم بروحه‬ ‫إنه نعم المولى ونعم النصير ‪.‬‬

‫أيها الوخوان ‪ :‬في الواجبات النتي بين أيديكم إن وعينتموها والعمال النتي‬ ‫بين أيديكم إن اتبعنتموها اما يكفل تحقيق هذه الركان ‪ ,‬فراجعوا دائما‬ ‫واجبات الخ النتعاوني ‪ ,‬وليحاسب كل امنكم نفسه على إنفاذها ‪ ,‬ثم‬ ‫ليحر ص كل أخ على الجنتماعات المحددة امهما كانت أعذاره ‪ ,‬ثم ليبادر‬ ‫كل امنكم إلى تسديد اما عليه لصندوق أسرته ‪ ,‬حنتى ل ينتخلف عن‬ ‫الواجبات امنتخلف ‪ ,‬فإذا أدينتم هذه الواجبات الفردية و الجنتماعية و‬


‫المالية ‪ ,‬فإن هذا النظام سينتحقق ول شك ‪ ,‬وإذا قصرتم فيها‬ ‫فسينتضاءل حنتى يموت ‪ ,‬وفي اموته أكبر وخسارة لهذه الدعوة ‪ ,‬وهي‬ ‫اليوم أامل السلم والمسلمين ‪.‬‬ ‫ويسال كثر امنكم عما يشغلون به وقت اجنتماعهم السبوعي كأسرة ‪,‬‬ ‫وذلك أامر سهل اميسور ‪ ,‬واما أكثر الواجبات وأقل الوقات فليكن اما‬ ‫تشغل به السرة وقنتها واجنتماعاتها ‪:‬‬ ‫أ ـ يعرض كل أخ امشاكله ويشاركه إوخوانه في دراسة حلولها في جو امن‬ ‫صدق الوخوة وإوخل ص النتوجه إلى ا ‪ ,‬وفي ذلك توطيد للثقة ‪ ,‬وتوثيق‬ ‫للرابطة )والمؤامن امرآة أوخيه( ‪ ،‬وحنتى ينتحقق فينا شيء امن امأثور قوله‬ ‫عليه الصلة والسلم )امثل المؤامنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ‪,‬‬ ‫كمثل الجسد الواحد إذا اشنتكى امنه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر‬ ‫والحمى( ‪.‬‬ ‫ب ـ امذاكرة حول شؤون السلم ‪ ،‬وتلوة الرسائل والنتوجيهات الواردة‬ ‫امن القيادة العاامة للسر ‪ ،‬ول امحل في السرة للجدل أو الحدة ورفع‬ ‫الصوت ‪ ,‬فذلك حرام في فقه السرة ‪ ,‬ولكن بيان واسنتيضاح في حدود‬ ‫الدب والنتقدير المنتداول امن الجميع ‪,‬فإذا أغلق شيء أو أريد اقنتراح‬ ‫شيء أو اسنتيضاحه احنتفظ به النقيب حنتى يرجع إلى القيادة ‪ ,‬وقد عاب‬ ‫عوا س ِبس ِه ‪(..‬‬ ‫ف أ َ​َذا ُ‬ ‫خه ْو س ِ‬ ‫ن أ َس ِو اه ْل َ‬ ‫ن ال َه ْام س ِ‬ ‫م أ َه ْام ٌر س ِام َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫جا َ‬ ‫ا أقوااما فقال ‪َ) :‬وإ س َِذا َ‬ ‫ل َوإ س َِلى‬ ‫سو س ِ‬ ‫ه إ س َِلى الَّر ُ‬ ‫ثم أرشدهم إلى اما يجب أن يكون فقال ‪َ) :‬وَله ْو َر ُّدو ُ‬ ‫طوَنُه( )النساء‪. (83:‬‬ ‫سَنته ْنس ِب ُ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫مُه اَّلس ِذي َ‬ ‫عس ِل َ‬ ‫م َل َ‬ ‫ُأوس ِلي ال َه ْامس ِر س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫جـ ـ امدارسة نافعة في كنتاب امن الكنتب القيمة ‪ ،‬وليحر ص الوخوان بعد‬ ‫هذا على تحقيق امعنى الوخوة في المجااملت الطارئة ‪ ,‬النتي ل تحضرها‬ ‫الكنتب ول تحيط بها النتوجيهات ‪ ,‬وأشار إليها الصادق الامين ‪ :‬عيادة‬ ‫المريض ‪ ,‬وامواساة المحنتاج ولو بالكلمة الطيبة ‪ ,‬وتفقد الغائب ‪ ,‬وتعهد‬


‫المنقطع ‪ ..‬كلها تزيد رابطة الوخاء ‪ ,‬وتضاعف في النفوس والشعور‬ ‫بالحب والصلة ‪.‬‬ ‫ولزيادة النترابط بين الوخوان عليهم أن يحرصوا على ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬القيام برحلت ثقافية لزيارة الثار والمصانع وغير ذلك ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬القيام برحلت قمرية رياضية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬القيام برحلت نهرية للنتجديف ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬القيام برحلت جبلية أو صحراوية أو حقلية ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬القيام برحلت امنتنوعة بالدراجة ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬صيام يوم في السبوع أو كل أسبوعين ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬صلة الفجر جماعة امرة كل أسبوع على القل في المسجد‪.‬‬ ‫‪ – 8‬الحر ص على امبيت الوخوان امع بعضهم امرة كل أسبوع أو أسبوعين‬ ‫‪.‬‬ ‫حسـن البنــا‬

‫رسالة العقائد‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫امقدامـــات‬ ‫‪ - 1‬تعريف العقائد ‪:‬‬


‫العقائد ‪ :‬هي الامور النتي يجب أن يصدق بها قلبك ‪ ,‬و تطمئن إليها نفسك ‪,‬‬ ‫و تكون يقينا عندك ‪ ,‬ل يمازجه ريب ‪ ,‬و ل يخالطه شك ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬درجات العنتقاد ‪:‬‬ ‫و الناس في قوة العقيدة و ضعفها أقسام كثيرة ‪ ,‬بحسب وضوح الدلة ‪ ,‬و‬ ‫تمكنها امن نفوس كل قسم ‪ ,‬و لنوضح لك هذا المقام بضرب التي ‪:‬‬ ‫لو أن رجل سمع بوجود بلد لم يره ‪ ,‬كاليمن امثل ‪ ,‬امن رجل آوخر غير‬ ‫امعروف بالكذب ‪ ,‬فإنه يصدق بوجود هذا البلد و يعنتقده ‪ ,‬فإذا سمع هذا‬ ‫الخبر امن عدة رجال زاد به ثقة ‪ ,‬و إن كان ل يمنعه ذلك امن أن يشك في‬ ‫اعنتقاده إذا عرضت له الشبهات ‪ ,‬فإذا رأى صورته الفوتوغرافية زاد‬ ‫اعنتقاده بوجوبه ‪ ,‬و أصبح الشك امنتعسرا عليه أامام قوة هذا الدليل ‪ ,‬فإذا‬ ‫سافر و بدت له أعلامه و بشائره زاد إيقانه و زال شكه ‪ ,‬فإذا نزله و رآه‬ ‫رأي العين ‪ ,‬لم يعد هناك امجال للريبة ‪ ,‬و رسخت في نفسه هذه العقيدة‬ ‫رسووخا قويا حنتى يكون امن المسنتحيل رجوعه عنها و لو أجمع الناس على‬ ‫وخلفها ‪ ,‬فإذا سار في طرقه و شوارعه ‪ ,‬و درس شؤونه و أحواله ازداد به‬ ‫وخبرة و امعرفة ‪ ,‬و كان ذلك أامرا اموضحا لعنتقاده زائدا عليه ‪.‬‬ ‫و إذا علمت هذا فاعلم أن الناس أامام العقائد الدينية أقسام كذلك ‪:‬‬ ‫امنهم امن تلقاها تلقينا ‪ ,‬و اعنتقدها عادة ‪ ,‬و هذا ل يؤامن عليه امن أن‬ ‫ينتشكك إذا عرضت الشبهات ‪ ,‬و امنهم امن نظر وفكر فازداد إيمانه ‪ ,‬و امنهم‬ ‫امن أدام النظر و أعمل الفكر ‪ ,‬و اسنتعان بطاعة ا تعالى و اامنتثال أامره ‪,‬‬ ‫و إحسان عبادته ‪ ,‬فأشرقت امصابيح الهداية في قلبه ‪ ,‬فرأى بنور بصيرته‬ ‫اما أكمل و أتم يقينه ‪ ,‬و ثبت فؤاده ‪:‬‬ ‫م( )امحمد‪. (17:‬‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َته ْقَوا ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫هدىم ً َوآَتا ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫هَنتَده ْوا َزاَد ُ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫)َواَّلس ِذي َ‬ ‫و إنما ضربنا لك هذا المثل لنترقى بنفسك عن امواطن النتقليد في النتوحيد ‪ ,‬و تعمل‬ ‫الفكر في تفهم عقيدتك ‪ ,‬و تسنتعين بطاعة امولك في امعرفة أصول دينك ‪ ,‬و‬


‫تسنتعين بطاعة امولك في امعرفة أصول دينك حنتى تصل إلى امراتب الرجال ‪ ,‬و‬ ‫تنترقى في امدارج الكمال ‪:‬‬ ‫قد رشحوك لامر لو فطنت له‬

‫فاربأ بنفسك أن ترعى امع الهمل‬

‫‪ - 3‬تقدير السلم للعقل ‪:‬‬ ‫أساس العقائد السلامية – ككل الحكام الشرعية – كنتاب ا تعالى و‬ ‫سنة رسوله ‪.‬‬ ‫و يجب أن تعلم ‪ ,‬امع ذلك ‪ ,‬أن كل هذه العقائد يؤيدها العقل ‪ ,‬و يثبنتها‬ ‫النظر الصحيح ‪ ,‬و لهذا شرف ا تعالى العقل بالخطاب ‪ ,‬و جعله امناط‬ ‫ظُروا‬ ‫ل اه ْن ُ‬ ‫النتكليف ‪ ,‬و ندبه إلى البحث و النظر و النتفكير ‪ ,‬قال تعالى ‪ُ) :‬ق س ِ‬ ‫ن(‬ ‫م ل ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ن َقه ْو أ ٍ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ت َوال ُّنُذُر َ‬ ‫غس ِني اليا ُ‬ ‫ض َوَاما ُت ه ْ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫َاماَذا س ِفي ال َّ‬ ‫م َكه ْي َ‬ ‫ف‬ ‫ماء َفه ْوَقُه ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ظُروا إ س َِلى ال َّ‬ ‫م َين ُ‬ ‫)يونس‪ , (101:‬وقال تعالى ‪) :‬أ َ​َفَل ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ي‬ ‫ها َوأ َه ْلَقه ْيَنا س ِفيَها َرَوا س ِ‬ ‫ض َامَده ْدَنا َ‬ ‫ج ‪َ ,‬وال َه ْر َ‬ ‫ها َوَاما َلَها س ِامن ُفُرو أ ٍ‬ ‫ها َوَزَّيَّنا َ‬ ‫َبَنه ْيَنا َ‬ ‫ب ‪َ ,‬وَنَّزه ْلَنا س ِامنَ‬ ‫عه ْبأ ٍد ُّامس ِني أ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ة َوس ِذه ْكَرى س ِل ُ‬ ‫صَر م ً‬ ‫ج ‪َ ,‬ته ْب س ِ‬ ‫ج َبس ِهي أ ٍ‬ ‫ل َزه ْو أ ٍ‬ ‫َوَأنَبه ْنتَنا س ِفيَها س ِامن ُك ِّ‬ ‫طه ْل ٌ‬ ‫ع‬ ‫ت َّلَها َ‬ ‫سَقا أ ٍ‬ ‫خلَ َبا س ِ‬ ‫صيدس ِ ‪َ ,‬والَّن ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ح َّ‬ ‫توَ َ‬ ‫جَّنا أ ٍ‬ ‫ماء َاماء ُّامَباَرم ًكا َفَأنَبه ْنتَنا س ِبس ِه َ‬ ‫س َ‬ ‫ال َّ‬ ‫ق‪ , (11, 6:‬و ذم‬ ‫ج ( ) تّ‬ ‫خُرو ُ‬ ‫ك اه ْل ُ‬ ‫ة َامه ْينتا َكَذس ِل َ‬ ‫حَيه ْيَنا س ِبس ِه َبه ْلَد م ً‬ ‫عَباس ِد َوأ َ ه ْ‬ ‫ضي ٌد ‪ ,‬س ِره ْزقا س ِله ْل س ِ‬ ‫َّن س ِ‬ ‫ت‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫الذين ل ينتفكرون و ل ينظرون فقال تعالى ‪) :‬وَ​َكَأِّينه ْ س ِامنه ْ آَيأ ٍة س ِفي ال َّ‬ ‫ن( )يوسف‪ , (105:‬و طالب‬ ‫ضو َ‬ ‫عس ِر ُ‬ ‫عه ْنَها ُام ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عَله ْيَها َو ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُّرو َ‬ ‫ض َي ُ‬ ‫َوال َه ْر س ِ‬ ‫الخصوم بالدليل و البرهان حنتى فيما هو ظاهر البطلن ‪ ,‬تقديرا للدلة ‪ ,‬و‬ ‫إظهارا لشرف الحجة ‪ ,‬و قد ورد في الحديث أن بلل جاء يؤذن النبي‬ ‫بصلة الصبح ‪ ,‬فرآه يبكي فسأله عن سبب بكائه ‪ ,‬فقال ‪) :‬ويحك يا بلل‬ ‫وخه ْل س ِ‬ ‫ق‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫اما يمنعني أن أبكي و قد أنزل ا علي هذه الليلة ‪ ) :‬إ س ِ َّ‬ ‫ت ُ‬ ‫ب( )آل عمران‪:‬‬ ‫لوس ِلي ال َه ْلَبا س ِ‬ ‫ل َوالَّنَهاس ِر ليا أ ٍ‬ ‫ف الَّله ْي س ِ‬ ‫وخس ِنتل س ِ‬ ‫ض َوا ه ْ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال َّ‬ ‫‪ , (190‬ثم قال ‪) :‬ويل لمن قرأها و لم ينتفكر فيها( رواه ابن أبي الدنيا في‬ ‫كنتاب النتفكر ‪.‬‬


‫و امن هنا تعلم أن السلم لم يحجر على الفكار و لم يحبس العقول ‪ ,‬و‬ ‫عن أرشدها إلى النتزام حدها ‪ ,‬و عرفها قلة علمها ‪ ,‬و ندبها إلى السنتزادة‬ ‫م إ س ِل تّ َقس ِليل م ً( )السراء‪(85:‬‬ ‫عه ْل س ِ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫امن امعارفها ‪ ,‬فقال تعالى ‪َ) :‬وَاما ُأوس ِتيُنت ه ْ‬ ‫عه ْلما( )طـه‪. (114:‬‬ ‫ب س ِزه ْدس ِني س ِ‬ ‫ل َر ِّ‬ ‫‪ ,‬و قال تعالى )َوُق ه ْ‬ ‫‪ - 4‬أقسام العقائد السلامية‬ ‫العقائد السلامية تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسية ‪ ,‬تحت كل قسم امنها‬ ‫فروع عدة ‪:‬‬ ‫القسم الول ‪ :‬اللهيات‬ ‫وتبحث فيما ينتعلق بالله سبحانه و تعالى امن حيث صفاته و أسماؤه و‬ ‫أفعاله ‪ ,‬و يلحق بها اما يسنتلزامه اعنتقاده امن العبد لموله ‪.‬‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬النبوات‬ ‫و تبحث في كل اما ينتعلق بالنبياء ‪ ,‬صلوات ا و سلامه عليهم ‪ ,‬امن حيث‬ ‫صفاتهم و عصمنتهم و امهمنتهم و الحاجة إلى رسالنتهم ‪ ,‬و يلحق بهذا‬ ‫القسم اما ينتعلق بالولياء رضوان ا عليهم ‪ ,‬و المعجزة و الكراامة ‪ ,‬و‬ ‫الكنتب السماوية ‪.‬‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬الروحانيات‬ ‫و تبحث فيما ينتعلق بالعالم غير المادي ‪ :‬كالملئكة عليهم السلم ‪ ,‬و الجن‬ ‫‪ ,‬و الروح ‪.‬‬ ‫القسم الرابع ‪ :‬السمعيات‬ ‫فيما ينتعلق بالحياة البرزوخية ‪ ,‬و الحياة الوخروية ‪ :‬كأحوال القبر ‪ ,‬و علامات‬ ‫القياامة ‪ ,‬و البعث ‪ ,‬و الموقف ‪ ,‬و الحساب ‪ ,‬و الجزاء ‪.‬‬

‫ذات ا تعــالى‬ ‫اعلم يا أوخي ‪ ,‬هدانا ا و إياك إلى الحق ‪ ,‬أن ذات ا تبارك و تعالى أكبر‬ ‫امن أن تحيط بها العقول البشرية ‪ ,‬أو تدركها الفكار النسانية ‪ ,‬لنها امهما‬ ‫بلغت امن العلو و الدراك امحدودة القوة ‪ ,‬امحصورة القدرة ‪ ,‬و سنفرد بحثا‬


‫وخاصا إن شاء ا تعالى ‪ ,‬تعلم امنه امبلغ قصور العقل البشري عن إدراك‬ ‫حقائق الشياء ‪ ,‬و لكن يكفي أن أذكرك بما نلمسه الن امن أن عقولنا ‪,‬‬ ‫امن أكبرها إلى أصغرها ‪ ,‬تننتفع بكثير امن الشياء و ل تعلم حقائقها ‪,‬‬ ‫فالكهرباء ‪ ,‬و المغناطيس و غيرهما ‪ ,‬قوى نسنتخدامها و نننتفع بها و ل نعلم‬ ‫عنها شيئا امن حقيقنتها ‪ ,‬و ل يسنتطيع أكبر عالم الن أن يفيدك بشيء ‪,‬‬ ‫على أن امعرفة حقائق الشياء ل يفيدنا بشيء ‪ ,‬و يكفينا اما نعرف امن‬ ‫وخواصها اما يعود بالفائدة علينا ‪.‬‬ ‫فإذا كان هذا شأننا في الامور النتي نلمسها و نحسها فما بالك بذات ا‬ ‫تبارك و تعالى ؟! و قد ضل أقوام تكلموا في ذات ا تبارك و تعالى‬ ‫فكان كلامهم سببا لضللهم و فنتننتهم اوخنتلفهم لنهم ينتكلمون فيما ل‬ ‫يدركون تحديده ‪ ,‬و ل يقدرون على امعرفة كنهه ‪ ,‬و لهذا نهى الرسول عن‬ ‫النتفكر في ذات ا ‪ ,‬و أامر بالنتفكر في امخلوقاته ‪.‬‬ ‫عن ابن عباس رضي ا عنهما إن قواما تفكروا في ا عز و جل فقال‬ ‫النبي ‪) :‬تفكروا في وخلق ا ‪ ,‬و ل تنتفكروا في ا ‪ ,‬فإنكم لن تقدروا‬ ‫قدره( قال العراقي ‪ :‬رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد ضعيف ‪ ,‬و رواه‬ ‫الصبهاني في النترغيب و النترهيب بإسناد أصح امنه ‪ ,‬و رواه أبو الشيخ‬ ‫كذلك ‪ ,‬و هو على كل حال صحيح المعنى ‪.‬‬ ‫و ليس ذلك حجر على حرية الفكر ‪ ,‬و ل جمودا في البحث ‪ ,‬و ل تضييقا‬ ‫على العقل ‪ ,‬و لكنه عصمة له امن النتردي في امهاوي الضلل ‪ ,‬و إبعاد له‬ ‫عن امعالجة أبحا ث لم تنتوفر له وسائل بحثها ‪ ,‬و ل تحنتمل قوته – امهما‬ ‫عظمت – علجها ‪ ,‬و هذه هي طريقة الصالحين امن عباد ا العرفين‬ ‫بعظمة ذاته ‪ ,‬و جلل قدره ‪ ,‬سئل الشبلي رحمه ا تعالي عن ا تبارك‬ ‫و تعالى فقال ‪ :‬هو ا الواحد المعروف ‪ ,‬قبل الحدود و قبل الحروف ‪ .‬و‬ ‫قيل ليحيى بن امعاذ ‪ :‬أوخبرني عن ا عز و جل ؟ فقال ‪ :‬إله واحد ‪ ,‬فقيل‬ ‫له كيف هو ؟ فقال املك قادر ‪ ,‬فقيل له ‪ :‬أين هو ؟ فقال هو بالمرصاد ‪,‬‬


‫فقال السائل ‪ :‬لم أسألك عن هذا ‪ ,‬فقال ‪ :‬اما كان غير هذا كان صفة‬ ‫المخلوق ‪ ,‬فأاما صفنته اما أوخبرتك عنه ‪.‬‬ ‫فاحصر همنتك في إدراك عظمة ربك بالنتفكر في امخلوقاته و النتمسك‬ ‫بلوازم صفاته ‪.‬‬

‫أسمـــاء ا الحســنى‬ ‫إن الخالق المنتصرف جل و عل تعرف إلى وخلقه بأسماء و صفات تليق‬ ‫بجلله ‪ ,‬يحسن بالمؤامن حفظها تبركا ‪ ,‬و تلذذا بذكرها ‪ ,‬و تعظيما لقدرها‬ ‫‪ .‬و إليك الحديث الصحيح الذي جمعها ‪ ,‬فنعم المعلم حديث رسول ا ‪ ,‬و‬ ‫نعم المرشد و الهادي لسان الوحي ‪ ,‬و امشكاة النبوة ‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة رضي التّله عنه ‪ :‬قال رسول التّله صلى التّله عليه وسلم ‪) :‬‬ ‫وخ َ‬ ‫ل‬ ‫حدا‪ ،‬ل يحفظها أحد إل َد َ‬ ‫سما ‪ ،‬امائة إ س ِل َّ َوا س ِ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫عي َ‬ ‫س س ِ‬ ‫عم ًة َوس ِت ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫للس ِه َتعالى س ِت ه ْ‬ ‫ب الس ِوه ْتس ِر( رواه البخاري و امسلم و في رواية البخاري‬ ‫ح ُّ‬ ‫جَّنَة ‪ ،‬و هو س ِوه ْت ٌر ُي س ِ‬ ‫ال َ‬ ‫صاها ( ‪،‬و رواه النترامذي و زاد فيه ‪:‬‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ ه ْ‬ ‫)َام ه ْ‬ ‫سل ُ‬ ‫م‬ ‫س ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ك ‪ ،‬الُق ُّدو ُ‬ ‫مس ِل ُ‬ ‫م ‪ ،‬ال َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ن ‪ ،‬الَّر س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫هَو ‪ ،‬الَّر ه ْ‬ ‫ا اَّلذي ل س ِإلَه إ س ِل َّ ُ‬ ‫هَو ُ‬ ‫) ُ‬ ‫صوتُّر‬ ‫م َ‬ ‫ء ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ق ‪ ،‬البارى ُ‬ ‫كِّبُر ‪ ،‬الخاس ِل ُ‬ ‫مَنت َ‬ ‫جَّباُر ‪ ،‬ال ُ‬ ‫عس ِزيُز ‪ ،‬ال َ‬ ‫ن ‪ ،‬ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫مَهه ْي س ِ‬ ‫ن ‪ ،‬ال ُ‬ ‫مه ْؤس ِام ُ‬ ‫‪ ،‬ال ُ‬ ‫خاس ِفضُ ‪،‬‬ ‫ط ‪ ،‬ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ‪ ،‬البا س ِ‬ ‫ح ‪ ،‬العَس ِلي ُ‬ ‫ق ‪ ،‬الَفَّنتا ُ‬ ‫ب ‪ ،‬الَّرَّزا ُ‬ ‫ها ُ‬ ‫غَّفاُر ‪ ،‬الَقَّهاُر ‪ ،‬الَو َّ‬ ‫‪ ،‬ال َ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫طي ُ‬ ‫ل ‪ ،‬الَّل س ِ‬ ‫عه ْد ُ‬ ‫م ‪ ،‬ال َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صيُر ‪ ،‬ال َ‬ ‫ع ‪ ،‬الَب س ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫ل ‪ ،‬ال َّ‬ ‫مس ِذ ُّ‬ ‫ع ُّز ‪ ،‬ال ُ‬ ‫م س ِ‬ ‫ع ‪ ،‬ال ُ‬ ‫الَّراس ِف ُ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫مس ِقي ُ‬ ‫كس ِبيُر ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ي ‪ ،‬ال َ‬ ‫عس ِل ُّ‬ ‫كوُر ‪ ،‬ال َ‬ ‫ش ُ‬ ‫غُفوُر ‪ ،‬ال َّ‬ ‫م ‪ ،‬ال َ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م ‪ ،‬ال َ‬ ‫حلي ُ‬ ‫خبيُر ‪ ،‬ال َ‬ ‫ال َ‬ ‫م ‪ ،‬الَوُدوُد ‪،‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ع ‪ ،‬ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ب ‪ ،‬الَوا س ِ‬ ‫جي ُ‬ ‫م س ِ‬ ‫ب ‪ ،‬ال ُ‬ ‫م ‪ ،‬الَّرس ِقي ُ‬ ‫كس ِري ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ال َ‬ ‫جس ِلي ُ‬ ‫ب ‪ ،‬ال َ‬ ‫سي ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ميُد‬ ‫ح س ِ‬ ‫ي ‪ ،‬ال َ‬ ‫مس ِنتينُ ‪ ،‬الَول ُّ‬ ‫ي ‪ ،‬ال َ‬ ‫ل ‪ ،‬الَقس ِو ُّ‬ ‫ق ‪ ،‬الَوس ِكي ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫شس ِهيُد ‪ ،‬ال َ‬ ‫ث ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ع ُ‬ ‫جيُد ‪ ،‬البا س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ال َ‬ ‫جُد‬ ‫م ‪ ،‬الَوا س ِ‬ ‫ي ‪ ،‬الَق ُّيو ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ميتُ ‪ ،‬ال َ‬ ‫م س ِ‬ ‫حس ِيي ‪ ،‬ال ُ‬ ‫م ه ْ‬ ‫عيُد ‪ ،‬ال ُ‬ ‫م س ِ‬ ‫ء ‪ ،‬ال ُ‬ ‫مه ْبس ِدى ُ‬ ‫صي ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫‪ ،‬ال ُ‬ ‫ل‪،‬‬ ‫وخُر ‪ ،‬الَّو ُ‬ ‫مَؤ ِّ‬ ‫م ‪ ،‬ال ُ‬ ‫مه ْقَنتس ِدُر ‪ ،‬المَُقِّد ُ‬ ‫مُد ‪ ،‬القاس ِدُر ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ص َ‬ ‫حُد ‪ ،‬ال َّ‬ ‫جُد ‪ ،‬الَوا س ِ‬ ‫ما س ِ‬ ‫‪ ،‬ال َ‬ ‫عُفو ُّ‬ ‫م ‪ ،‬ال َ‬ ‫مه ْنَنتس ِق ُ‬ ‫ب ‪ ،‬ال ُ‬ ‫مَنتعالس ِ ‪ ،‬الَبر ُّ ‪ ،‬الَّنتَّوا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬الَوالي ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫هُر ‪ ،‬الَبا س ِ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫وخُر ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ال س ِ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫غس ِن ُّ‬ ‫ع ‪ ،‬ال َ‬ ‫سط ُ‪ ،‬الجاس ِام ُ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫م ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ل َوالس ِه ْكَرا س ِ‬ ‫جل س ِ‬ ‫ك ‪ُ ،‬ذو ال َ‬ ‫مه ْل س ِ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫‪ ،‬الًّرُؤوف ‪ ،‬اماس ِل ُ‬


‫ ث ‪،‬‬ ‫ع ‪ ،‬الباس ِقي ‪ ،‬الَواس ِر ُ‬ ‫ع ‪ ،‬ال ُّنوُر ‪ ،‬الَهاس ِدي ‪ ،‬الَبس ِدي ُ‬ ‫ضار ‪ ،‬الَّناف ُ‬ ‫ع ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ماس ِن ُ‬ ‫غس ِني ‪ ،‬ال َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ال ُ‬ ‫صُبور (‬ ‫شيُد ‪ ،‬ال َّ‬ ‫الَر س ِ‬

‫امعاني بعض أسماء ا ‪:‬‬ ‫م ( الامان لخلقه ‪ ,‬أو هو السالم‬ ‫سل ُ‬ ‫س ( المطهر امن العيوب ‪ ) ،‬ال َّ‬ ‫) الُق ُّدو ُ‬ ‫ن ( المصدق وعده لخلقه و المؤتّامن لهم امن عذابه ‪،‬‬ ‫مه ْؤس ِام ُ‬ ‫امن العيوب ‪ ) ،‬ال ُ‬ ‫عس ِزيُز ( القاهر الغالب‬ ‫ن( المسيطر المنتصرف ‪ ,‬الشهيد الرقيب ‪ ) ،‬ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫مَهه ْي س ِ‬ ‫) ال ُ‬ ‫كِّبُر ( العالي عن صفات الخلق المنتفرد‬ ‫مَنت َ‬ ‫جَّباُر ( المنفذ لواامره ‪ ) ،‬ال ُ‬ ‫‪ ) ،‬ال َ‬ ‫بصفات عظمنته ‪ ) ،‬البارئ ( الخالق و هو في وخلق ذي الروح أظهر ‪ ,‬يقال ‪:‬‬ ‫ت( العالم العارف ‪،‬‬ ‫مس ِقي ُ‬ ‫بارئ النسم و وخالق السموات و الرض ‪) ,‬ال ُ‬ ‫صي ( هو الذي أحصى كل شيء‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ب ( الكافي لخلقه ‪ ) ،‬ال ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫) ال َ‬ ‫يعلمه فل يفوته شيء امن الشياء ‪ ) ،‬الَب ُّر ( المنتعطف على عباده ببره و‬ ‫صُبور( هو الذي‬ ‫شيُد ( الذي يرشد الخلق إلى امصالحهم ‪ ) ،‬ال َّ‬ ‫لطفه ‪ ) ،‬الَر س ِ‬ ‫ل يعاجل العصاة بالننتقام امنهم ‪.‬‬

‫* بحو ث تنتعلق بأسماء ا الحسنى‬ ‫‪ - 1‬السماء الزائد عن النتسعة النتسعين ‪:‬‬ ‫هذه النتسعة و النتسعون ليس كل اما ورد في اسماء ا تبارك و تعالى ‪,‬‬ ‫بل وردت الحاديث بغيرها امن السماء ‪ ,‬فقد ورد في الحديث امن رواية‬ ‫أوخرى ) الحنان ( ‪ ) ,‬المنان ( ‪ ) ,‬البديع ( ‪ ,‬و ورد كذلك امن أسمائه تعالي )‬ ‫المغيث ( ‪ ,‬و ) الكفيل ( و ) ذو الطول ( ‪ ,‬و )ذو المعارج( و )ذو الفضل( ‪,‬‬ ‫لق( ‪.‬‬ ‫و )الخ تّ‬ ‫قال أبوبكر بن العربي في شرح النترامذي حاكيا عن بعض اهل العلم ‪ :‬إنه‬ ‫جمع امن الكنتاب و السنة امن أسمائه تعالى ألف اسم ‪ ,‬و في كلم صاحب‬ ‫)القصد المجرد( اما يفيد ذلك ‪ ,‬و أشار إلى ذلك الشوكاني في )تحفة‬ ‫الذاكرين( ثم قال ‪ :‬و أنهض اما ورد في إحصائها الحديث المذكور ‪ ,‬و فيه‬ ‫الكفاية ‪.‬‬


‫‪ - 2‬الحاديث النتي وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء ا تعالى‬ ‫على المجاز ‪:‬‬ ‫ثم اعلم أن بعض الحاديث وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء ا تعالى ‪,‬‬ ‫و لكن قرائن الحال و أصل الوضع يدل على غير ذلك ‪ ,‬فاعلم أن ذلك امن‬ ‫قبيل المجاز ل الحقيقة ‪ ,‬و امن قبيل تسمية الشيء باسم غيره لعلقة‬ ‫بينهما أو على تقدير بعض المحذوفات ‪ ,‬امثال ذلك الحديث الذي رواه‬ ‫أبوهريرة رضي ا عنه عن النبي قال ‪) :‬ل تسبوا الدهر فإن ا هو‬ ‫الدهر( رواه امسلم ‪ ,‬و حديث عائشة رضي ا عنها ‪) :‬دعوه يئن فإن‬ ‫النين اسم امن أسماء ا تعالى يرتاح إليه المريض( ‪ ,‬ذكره الجلل‬ ‫السيوطي ي الجاامع الصغير عن الرافعي و حسنه ‪ ,‬و ليس هو امن رواية‬ ‫امسلم ‪ ,‬و ل امن حديث أبي هريرة كما يخطئ بعض الناس ‪ ,‬و امنه اما ورد‬ ‫في إطلق اسم رامضان على الحق تبارك و تعالى في بعض الثار ‪.‬‬ ‫فكل هذه ل يراد امنها ظواهرها و حقيقة الطلق ‪ ,‬بل المقصود في‬ ‫الول امنها امثل ‪ :‬فإن ا هو امسبب لحواد ث الدهر فل يصح أن ينسب إلى‬ ‫ا شيء و ل أن يسب و يذم ‪ ,‬و في الثاني ‪ :‬فإن النين أثر قهر ا‬ ‫تعالى يرتاح إليه المريض ‪ ,‬و هكذا في المعاني النتي تدل عليها قرائن‬ ‫الحوال ‪.‬‬

‫‪ - 3‬النتوقيف في أسماء ا تعالى و صفاته ‪:‬‬ ‫و اعلم أن جمهور المسلمين على انه ل يصح أن نطلق على ا تبارك و تعالى اسما‬ ‫أو وصفا لم يرد به الشرع ‪ ,‬بقصد اتخاذه اسما له تعالى و إن كان ُيشعر بالكمال ‪,‬‬ ‫فل يصح أن نقول ‪ :‬امهندس الكون العظم ‪ ,‬و ل أن نقول المدير العام لشؤون الخلق‬ ‫‪ ,‬على أن تكون هذه أسماء أو صفات لله تعالى يصطلح عليها ‪ ,‬و ينتفق على إطلقها‬ ‫عليه تعالى ‪ ,‬و لكنها إن جاءت في عرض الكلم لبيان تصرفه تعالى امن باب النتقريب‬ ‫للفهام فل بأس ‪ ,‬و الولى العدول عن ذلك تأدبا امع الحق تعالى ‪.‬‬

‫‪ - 4‬العلمية و الوصفية في هذه السماء ‪:‬‬


‫و هذه السماء المنتقدامة امنها علم واحد وضع للذات القدسية و هو لفظ‬ ‫الجللة ‪ :‬ا ‪ ,‬و باقيها كلها املحظ فيها امعنى الصفات ‪ ,‬و لهذا صح أن‬ ‫تكون أوخبارا للفظ الجللة ‪ ,‬و هل هو امشنتق أو غير امشنتق ؟ امسألة‬ ‫وخلفية ‪ ,‬ل ينترتب عليها أامر عملي ‪ ,‬و حسبنا أن نعلم اسم الذات هو هذا‬ ‫السم المفرد و بقية السماء امشربة بالوصفية ‪ ,‬و في هذا الكفاية ‪.‬‬

‫‪ - 5‬وخوا ص أسماء ا الحسنى ‪:‬‬ ‫يذكر البعض أن لكل اسم امن أسماء ا تعالى وخوا ص و أسرارا تنتعلق‬ ‫به على إفاضة فيها أو إيجاز ‪ ,‬و قد ينتغالى البعض فينتجاوز هذا القدر إلى‬ ‫زعم أن لكل اسم وخاداما روحانيا يخدم امن يواظب على الذكر به ‪ ,‬و هكذا‬ ‫‪ ,‬و الذي أعلمه في هذا ‪ ,‬و فوق كل ذي علم عليم ‪ ,‬أن أسماء ا تعالى‬ ‫ألفاظ امشرفة لها فضل على سائر الكلم ‪ ,‬و فيها بركة و في ذكرها ثواب‬ ‫عظيم ‪ ,‬و أن النسان إذا واظب على ذكر ا تعالى ظهرت نفسه ‪ ,‬و‬ ‫صفت روحه ‪ ,‬و ل سيما إذا كان ذكره بحضور قلب و فهم للمعنى ‪ ,‬أاما اما‬ ‫زاد على ذلك فلم يرد في كنتاب و ل سنة ‪ ,‬و قد نهينا عن الغلو في دين ا‬ ‫تعالى ‪ ,‬و الزيادة فيه ‪ ,‬و حسبنا القنتصار على اما ورد ‪.‬‬

‫‪ - 6‬اسم ا العظم ‪:‬‬ ‫ورد اسم ا العظم في أحاديث كثيرة ‪ ,‬امنها ‪:‬‬ ‫سَّلم رجل م ً‬ ‫عله ْيس ِه و َ‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ع اه ْلَّنب ُّ‬ ‫سم َ‬ ‫‪ - 1‬عن بريدة رضي ا عنه قال ‪َ :‬‬ ‫ا ل إلَه إل تّ أن َ‬ ‫ت‬ ‫ت ُ‬ ‫ك أن َ‬ ‫ك بأَّني أشهُد أَّن َ‬ ‫م إِّني أسأُل َ‬ ‫ل‪ :‬اَّللُه َّ‬ ‫عو وهَو َيُقو ُ‬ ‫يد ُ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ل َفَقا َ‬ ‫ن لُه كفوا أح ٌد‪َ .‬قا َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫مي ُ‬ ‫م ُيوَله ْد ول ه ْ‬ ‫م َيله ْد ول ه ْ‬ ‫صمُد اَّلس ِذي ل ه ْ‬ ‫حُد ال َّ‬ ‫ال َ‬ ‫ي بس ِه أجا َ‬ ‫ب‬ ‫ا باسمس ِه العظمس ِ اَّلس ِذي إذا ُدع َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه لَقه ْد سأ َ‬ ‫)واَّلس ِذي نفسي بيد س ِ‬ ‫ل بس ِه أعطى( رواه أبو داود و النترامذي و النسائي و ابن اماجة ‪ ,‬و‬ ‫سس ِئ َ‬ ‫وإذا ُ‬ ‫قال المنذري ‪ :‬قال شيخنا أبو الحسن المقدسي ‪ :‬هو إسناد ل امطعن فيه‬ ‫‪ ,‬و ل أعلم أنه روي في هذا الباب حديث أجود إسنادا امنه ‪ ,‬و قال الحافظ‬ ‫ابن حجر ‪ :‬هذا الحديث أرجح اما ورد في هذا الباب امن حيث السند ‪.‬‬


‫عله ْيس ِه‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ل اه ْلَّنب ُّ‬ ‫وخ َ‬ ‫عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال ‪َ :‬د َ‬ ‫‪َ -2‬‬ ‫مل‬ ‫ل في ُدعاس ِئس ِه اَّللُه َّ‬ ‫عو وهو َيُقو ُ‬ ‫هَو يد ُ‬ ‫صَّلى و ُ‬ ‫ل َقه ْد َ‬ ‫سَّلم المسجَد ورج ٌ‬ ‫و َ‬ ‫ل اه ْلَّنبي ُّ‬ ‫م‪َ .‬فَقا َ‬ ‫ل والكرا س ِ‬ ‫ض ذا الجل س ِ‬ ‫ت وال َه ْر س ِ‬ ‫سماوا س ِ‬ ‫ع ال َّ‬ ‫ن بدي َ‬ ‫مَّنا ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫إلَه إل تّ أن َ‬ ‫م اَّلس ِذي‬ ‫مس ِه العظ س ِ‬ ‫ا باس س ِ‬ ‫عا َ‬ ‫ا؟ َد َ‬ ‫عا َ‬ ‫ن بما َد َ‬ ‫سَّلم )أتدرو َ‬ ‫عله ْيس ِه و َ‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫َ‬ ‫طى( رواه أبو داود و النترامذي و النسائي‬ ‫ع َ‬ ‫ل س ِبس ِه أ ه ْ‬ ‫سس ِئ َ‬ ‫ب وإذا ُ‬ ‫ي به أجا َ‬ ‫إذا ُدع َ‬ ‫و ابن اماجه ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عن أسماء بنت يزيد رضي ا عنها أن النبي صلى ا عليه و سلم‬ ‫هوَ‬ ‫ح ٌد ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫م إ س َِل ٌه َوا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫قال ‪) :‬اسم ا العظم في هاتين الينتين ) َوإ س َِلهُ ُ‬ ‫م( ‪ .‬رواه أحمد و‬ ‫ي اه ْلَق ُّيو ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ا ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫م( ‪ ) ,‬ألـم ‪ُ ,‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫الَّر ه ْ‬ ‫أبو داود و النترامذي و ابن اماجه ‪ ,‬و قال النترامذي حديث حسن صحيح ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬عن سعد بن امالك رضي ا عنه قال ‪ :‬سمعت رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم يقول ‪) :‬هل أدلكم على اسم ا العظم ‪ ,‬الذي إذا دعي به‬ ‫أجاب ‪ ,‬و إذا سئل به أعطى ؟ الدعوة النتي دعا بها يونس حيث نادى في‬ ‫ن( ‪,‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫ت س ِامنَ ال َّ‬ ‫ك إ س ِ​ِّني ُكه ْن ُ‬ ‫حاَن َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن ل إ س َِلَه إ س ِل تّ أ َه ْن َ‬ ‫الظلمات الثل ث ‪) :‬أ َ ه ْ‬ ‫فقال رجل ‪ :‬يا رسول ا هل كانت ليونس وخاصة أم للمؤامنين عاامة ؟‬ ‫فقال رسول ا صلي ا عليه وسلم ‪) :‬أل تسمع قول ا عز وجل ‪:‬‬ ‫مه ْؤس ِامس ِنينَ( ‪ .‬رواه الحاكم ‪.‬‬ ‫جي اه ْل ُ‬ ‫ك ُنه ْن س ِ‬ ‫م َوَكَذس ِل َ‬ ‫غ ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ه س ِام َ‬ ‫جه ْيَنا ُ‬ ‫جه ْبَنا َلُه َوَن َّ‬ ‫سَنت َ‬ ‫)َفا ه ْ‬ ‫فأنت ترى امن هذه الحاديث و امن غيرها أنها لم تعين اسم ا العظم‬ ‫بالذات ‪ ,‬و أن العلماء امخنتلفون في تعيينه لوخنتلفهم في ترجيح الحاديث‬ ‫بعضها على بعض ‪ ,‬حنتى اوخنتلفوا على نحو الربعين قول ‪ ,‬و الذي نأوخذه‬ ‫امن هذه الحاديث الشريفة ‪ ,‬و امن أقوال الثقات امن رجال الملة ‪ ,‬أن‬ ‫السم العظم دعاء امركب امن عدة أسماء امن أسمائه تعالى إذا دعا به‬ ‫النسان ‪ ,‬امع توفر شروط الدعاء المطلوبة شرعا اسنتجاب ا له ‪ ,‬و قد‬ ‫صرحت به الحاديث الشريفة في عدة امواضع ‪.‬‬


‫و إذا تقرر هذا ‪ ,‬فما يدعيه بعض الناس امن أته سر امن السرار يمنح‬ ‫لبعض الفراد ‪ ,‬فيفنتحون به المغلقات ‪ ,‬و يخرقون به العادات ‪ ,‬و يكون‬ ‫لهم به امن الخوا ص اما ليس لغيرهم امن الناس ‪ ,‬أامر زائد عما ورد عن‬ ‫ا و رسوله ‪ ,‬و إذا احنتج هؤلء البعض بالية الكريمة و هي قوله تعالى‬ ‫ك(‬ ‫طه ْرُف َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َيه ْرَتَّد إ س َِله ْي َ‬ ‫ل أ َ ه ْ‬ ‫ك س ِبس ِه َقه ْب َ‬ ‫ب أ َ​َنا آس ِتي َ‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ن اه ْل س ِ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫عه ْل ٌ‬ ‫ه س ِ‬ ‫عه ْنَد ُ‬ ‫ل اَّلس ِذي س ِ‬ ‫‪َ) :‬قا َ‬ ‫)النمل‪ , (40:‬على أن القول بأن امعنى )عنده علم امن الكنتاب( أنه اسم‬ ‫ا العظم ‪ ,‬نقول لهم ‪ :‬قد صرح المفسرون بأن ذلك المدعو به كان ‪ :‬يا‬ ‫حي يا قيوم ‪ ,‬أو ‪ :‬ا ل إله إل هو الحي القيوم ‪ .‬و ادعى بعضهم أنه‬ ‫سرياني لفظه ‪ ) :‬آهيا شراهيا ( ‪ ,‬و هي دعوى بغير دليل ‪ ,‬فلم يخرج‬ ‫الامر عما ورد في الحاديث الصحيحة ‪.‬‬ ‫و وخلصة البحث أن بعض الناس ولعوا بالمعميات ‪ ,‬و ادعاء الخصوصيات‬ ‫‪ ,‬و الزيادة في المأثورات ‪ ,‬فقالوا اما لم يرد في كنتاب و ل في سنة ‪ ,‬و قد‬ ‫نهينا عن ذلك نهيا شديدا ‪ ,‬فلنقف امع المأثور ‪.‬‬

‫صــفات ا تعــالى‬ ‫‪ - 1‬صفات ا تبارك و تعالى في نظر العقل‬ ‫أنت إذا نظرت إلى الكون واما فيه امن بدائع الحكم ‪ ,‬وغرائب المخلوق ‪ ,‬و‬ ‫دقيق الصنع ‪ ,‬و كبير الحكام ‪ ,‬امع العظمة و التساع ‪ ,‬و النتناسق والبداع‬ ‫‪ ,‬والنتجدد و الوخنتراع ‪ ,‬و رأيت هذه السماء الصافية ‪ ,‬بكواكبها و أفلكها ‪ ,‬و‬ ‫شموسها و أقمارها و امداراتها ‪ ,‬و رأيت هذه الرض بنباتها و وخيراتها ‪ ,‬و‬ ‫امعادنها و كنوزها و عناصرها و امواتّدها ‪ ,‬و رأيت عالم الحيوان و اما فيه‬ ‫امن غريب الهداية و اللهام ‪ ,‬بل لو رأيت تركيب النسان و اما احنتواه امن‬ ‫أجهزة كثيرة ‪ ,‬كل يقوم بعمله ‪ ,‬و يؤدي وظيفنته ‪ ,‬و رأيت عالم البحار و اما‬ ‫فيه امن عجائب و غرائب ‪ ,‬و عرفت القوى الكونية و اما فيها امن حكم و‬ ‫أسرار ‪ ,‬امن كهرباء و أثير و امغناطيس و راديوم ‪ ,‬ثم اننتقلت إلى ذوات‬


‫العالم و أوصافها ‪ ,‬إلى الروابط و الصلت فيما بينها ‪ ,‬و كيف أن كل امنها‬ ‫ينتصل بالوخر اتصال امحكما وثيقا ‪ ,‬بحيث ينتألف امن امجموعها وحدة كونية‬ ‫كل جزء امنها يخدم الجزاء الوخرى ‪ ,‬كما يخدم العضو في الجسم الواحد‬ ‫بقية العضاء ‪ ,‬لخرجت امن كل ذلك ‪ ,‬بغير أن يأتيك دليل أو برهان ‪ ,‬أو‬ ‫وحي أو قرآن ‪ ,‬بهذه العقيدة النظرية السهلة و هي ‪ :‬أن لهذا الكون وخالقا‬ ‫صانعا اموجدا ‪ ,‬و أن هذا الصانع ل بد أن يكون عظيما فوق اما ينتصور‬ ‫العقل البشري الضعيف امن العظمة ‪ ,‬و قادرا فوق اما يفهم النسان امن‬ ‫امعاني القدرة ‪ ,‬و حيا بأكمل امعاني الحياة ‪ ,‬و أنه امسنتغن أ ٍ عن كل هذه‬ ‫المخلوقات ‪ ,‬لنه كان قبل أن تكون ‪ ,‬و عليما بأوسع حدود العلم ‪ ,‬و أنه‬ ‫فوق نوااميس هذا الكون لنه واضعها ‪ ,‬و أنه قبل هذه المخلوقات لنه‬ ‫وخالقها ‪ ,‬و بعدها لنه هو الذي يحكم عليها بالعدم ‪ ,‬و إجمال سنترى نفسك‬ ‫امملوءا بالعقيدة بان صانع هذا الكون و امدبره امنتصف بكل صفات الكمال‬ ‫فوق اما ينتصورها العقل البشري الصغير ‪ ,‬و امنزه عن صفات النقص ‪ ,‬و‬ ‫سنترى هذه العقيدة وحي وجدانك لوجدانك ‪ ,‬و شعور نفسك لنفسك ‪:‬‬ ‫م(‬ ‫ن اه ْلَقِّي ُ‬ ‫ك الِّدي ُ‬ ‫ا َذس ِل َ‬ ‫ق س ِ‬ ‫خه ْل س ِ‬ ‫ل س ِل َ‬ ‫عَله ْيَها ل َته ْبس ِدي َ‬ ‫س َ‬ ‫طَر الَّنا َ‬ ‫ا اَّلس ِنتي َف َ‬ ‫ت س ِ‬ ‫طَر َ‬ ‫)س ِف ه ْ‬ ‫)الروم‪. (30:‬‬ ‫و نسوق إليك بعد هذه المقدامة بعضا امن غرائب الحواد ث في هذا الكون‬ ‫‪ ,‬و سنترى انها على قلنتها بالنسبة لعظمة الكون و اما فيه امن دقة و إحكام‬ ‫سنتكون كافية لن تشعر في نفسك بما قدامت لك ‪.‬‬ ‫الملحظة الولى ‪ :‬هذا الهواء الذي نسنتنشقه امركب امن عدة عناصر ‪ ,‬امنها‬ ‫جزءان هاامان ‪ :‬جزء صالح لنتنفس النسان و يسمى باصطلح الكيميائيين‬ ‫الكسجين ‪ ,‬و جزء ضار به و يسمى الكربون ‪ ,‬فمن دقائق الرتباط بين‬ ‫وحدات هذا الوجود المعجز أن هذا الجزء الضار بالنسان ينتنفسه النبات و‬ ‫هو نافع له ‪ ,‬ففي الوقت الذي يكون النسان فيه يسنتنشق الكسجين و‬ ‫يطرد الكربون يكون النبات يعمل عكس هذه العملية ‪ ,‬فيسنتنشق الكربون‬ ‫و يطرد الكسجين ‪ ,‬فانظر إلى الرابطة النتعاونية بين النسان و النبات في‬


‫شيء هو أهم عناصر الحياة عندهما ‪ ,‬و هو النتنفس ‪ ,‬و قل لي بعد ذلك ‪:‬‬ ‫هل يفعل هذا في الكون العظيم غير عظيم قادر واسع العلم ‪ ,‬دقيق‬ ‫الحكمة ؟‬ ‫الملحظة الثانية ‪ :‬أنت تأكل الطعام و هو ينتركب امن عدة عناصر نباتية أو‬ ‫حيوانية ‪ ,‬يقسمها العلماء إلى امواد زللية ‪ ,‬أو نشوية ‪ ,‬أو دهنية ‪ ,‬امثل ‪,‬‬ ‫فنترى أن الريق يهضم بعض المواد النشوية ‪ ,‬و يذيب المواد السكرية و‬ ‫نحوها امما يقبل الذوبان ‪ ,‬و المعدة يهضم عصيرها المواد الزللية كاللحم‬ ‫و غيره ‪ ,‬و الصفراء المنفرزة امن الكبد تهضم الدهنيات ‪ ,‬و تجزئها إلى‬ ‫أجزاء دقيقة يمكن اامنتصاصها ‪ ,‬ثم يأتي البنكرياس بعد ذلك فيفرز أربع‬ ‫عصارات تنتولى كل واحدة امنها تنتميم الهضم في عنصر امن العناصر الثلثة‬ ‫‪ :‬النشوية أو الزللية أو الدهنية ‪ ,‬و الرابعة تحول اللبن إلى جبن ‪ ,‬فنتأامل‬ ‫هذا الرتباط العجيب بين عناصر الجسم البشري ‪ ,‬و عناصر النبات و‬ ‫الحيوان و الغذية النتي ينتغذى بها النسان ‪.‬‬ ‫الملحظة الثالثة ‪ :‬ترى الزهرة في النبات فنترى لها أوراقا جميلة جذابة‬ ‫املونة بألوان بهيجة ‪ ,‬فإذا سألت علماء النبات عن الحكمة في ذلك ‪,‬‬ ‫أجابوك بأن هذا إغواء للنحل و أشباهه امن المخلوقات النتي تمنتص رحيق‬ ‫الزهار لنتسقط على الزهرة ‪ ,‬حنتى إذا وقفت على عيدانها علقت حبوب‬ ‫اللقاح و اننتقلت امن الزهرة الذكر إلى الزهرة النثى فينتم النتلقيح ‪ ,‬فانظر‬ ‫كيف جعلت هذه الوراق الجميلة الزهرة حلقة اتصال بين النبات و‬ ‫الحيوان حنتى يسنتخدم النبات و الحيوان في عملية النتلقيح الضرورية‬ ‫للثمار و الننتاج !‬ ‫كل اما في الكون ينبئك بوجود حكمة عالية ‪ ,‬و إرادة ساامية ‪ ,‬و سيطرة‬ ‫قوية ‪ ,‬و نوااميس في غاية الدقة و الحكام يسير عليها هذا الوجود ‪ ,‬و رب‬ ‫هذه الحكمة ‪ ,‬و صاحب هذه العظمة ‪ ,‬و واضع هذه النوااميس هو ‪ :‬ا‬


‫و قد أفاض القرآن في ذلك ‪ ,‬وفي لفت النظار إلى هذه الحكم البارعة ‪,‬‬ ‫و السرار العالية ‪ ,‬فل تكاد تخلو صورة امن صوره امن ذكر آلء ا و نعمه‬ ‫‪ ,‬و امظاهر قدرته و حكمنته و حث الناس على تجديد النظر في ذلك ‪ ,‬و‬ ‫دوام النتفكر فيه ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫ن آَياس ِتس ِه أ َنه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫شُرو َ‬ ‫شر ٌ َتنَنت س ِ‬ ‫م إ س َِذا َأنُنتم َب َ‬ ‫ب ُث َّ‬ ‫كم ِّامن ُتَرا أ ٍ‬ ‫وخَلَق ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه أ َ ه ْ‬ ‫)َوس ِام ه ْ‬ ‫مم ًة إ س ِنَّ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َوَر ه ْ‬ ‫كم َّامَوَّد م ً‬ ‫ل َبه ْيَن ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫كُنوا إ س َِله ْيَها َو َ‬ ‫س ُ‬ ‫جا ِّلَنت ه ْ‬ ‫م أ َه ْزَوا م ً‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َأنُف س ِ‬ ‫كم ِّام ه ْ‬ ‫ق َل ُ‬ ‫وخَل َ‬ ‫َ‬ ‫ت َوال َه ْرضس ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال َّ‬ ‫وخه ْل ُ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫كُرو َ‬ ‫م َيَنتَف َّ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ك لَيا أ ٍ‬ ‫س ِفي َذس ِل َ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫مي َ‬ ‫عاس ِل س ِ‬ ‫ت ِّله ْل َ‬ ‫ك لَيا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْلَواس ِن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫سَنس ِنت ُ‬ ‫ف أَه ْل س ِ‬ ‫وخس ِنتل ُ‬ ‫َوا ه ْ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫م‬ ‫ك َلَيا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫ضس ِلس ِه إ س ِ َّ‬ ‫غاُؤُكم ِّامن َف ه ْ‬ ‫ل َوالَّنَهاس ِر َواه ْبس ِنت َ‬ ‫كم س ِبالَّله ْي س ِ‬ ‫َامَناُام ُ‬ ‫ماء َاماء‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ل س ِام َ‬ ‫عا َوُيَنِّز ُ‬ ‫م م ً‬ ‫ط َ‬ ‫وخه ْوم ًفا َو َ‬ ‫ق َ‬ ‫م اه ْلَبه ْر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه ُيس ِري ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫ن( )الروم ‪:‬‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ك َلَيا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫عَد َامه ْوس ِتَها إ س ِ َّ‬ ‫ض َب ه ْ‬ ‫حس ِيي س ِبس ِه اه ْل َه ْر َ‬ ‫َفُي ه ْ‬ ‫‪. ( 24 : 20‬‬ ‫ماء‬ ‫س َ‬ ‫طُه س ِفي ال َّ‬ ‫س ُ‬ ‫حام ًبا َفَيه ْب ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َفُنتس ِثيُر َ‬ ‫ل الِّرَيا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ا اَّلس ِذي ُيه ْر س ِ‬ ‫و قال تعالى ‪ُ ) :‬‬ ‫ب س ِبس ِه َامن‬ ‫صا َ‬ ‫وخلس ِلس ِه َفس ِإَذا أ َ َ‬ ‫ج س ِامن ه ْ س ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ق َي ه ْ‬ ‫سم ًفا َفَنتَرى اه ْلَوه ْد َ‬ ‫عُلُه س ِك َ‬ ‫ج َ‬ ‫شاء َوَي ه ْ‬ ‫ف َي َ‬ ‫َكه ْي َ‬ ‫عَله ْيس ِهم‬ ‫ل َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِإن َكاُنوا س ِامن َقه ْبلس ِ َأن ُيَنَّز َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫سَنته ْب س ِ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ه إ س َِذا ُ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫شاء س ِام ه ْ‬ ‫َي َ‬ ‫عَد َامه ْوس ِتَها‬ ‫ض َب ه ْ‬ ‫حس ِيي ال َه ْر َ‬ ‫ف ُي ه ْ‬ ‫ا كَه ْي َ‬ ‫ت س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ظه ْر إ س َِلى آَثاس ِر َر ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬فان ُ‬ ‫سي َ‬ ‫مه ْبس ِل س ِ‬ ‫ِّامن َقه ْبس ِلس ِه َل ُ‬ ‫ء َقس ِدير( )الروم‪. (50-48 :‬‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫هَو َ‬ ‫مه ْوَتى َو ُ‬ ‫حس ِيي اه ْل َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ك َل ُ‬ ‫ن َذس ِل َ‬ ‫إ س ِ َّ‬ ‫و غير ذلك كثير في سورة الرعد ‪ ,‬و القصص ‪ ,‬و النبياء ‪ ,‬و النمل ‪ ,‬و ق~‬ ‫و غيرها امن سور القرآن ‪.‬‬

‫‪ - 2‬امجمل صفات ا في القرآن‬ ‫أشارت آيات القرآن الكريم إلى بعض الصفات الواجبة لله تعالى ‪ ,‬و النتي‬ ‫يقنتضيها كمال اللوهية ‪ ,‬و إليك بعض هذه اليات ‪:‬‬ ‫وجود ا تعالى ‪:‬‬


‫عَلى‬ ‫سَنتَوى َ‬ ‫م ا ه ْ‬ ‫مأ ٍد َتَره ْوَنَها ُث َّ‬ ‫ع َ‬ ‫غه ْيس ِر َ‬ ‫ت س ِب َ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ع ال َّ‬ ‫ا اَّلس ِذي َرَف َ‬ ‫قال تعالى ) ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ل‬ ‫مى ُيَدِّبُر ال َه ْامَر ُيَف ِّ‬ ‫س ًّ‬ ‫جلأ ٍ ُّام َ‬ ‫جس ِري ل َ َ‬ ‫ل َي ه ْ‬ ‫مَر ُك ٌّ‬ ‫س َواه ْلَق َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫خَر ال َّ‬ ‫س َّ‬ ‫ش َو َ‬ ‫عه ْر س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ل س ِفيَها‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫هَو اَّلس ِذي َامدَّ ال َه ْر َ‬ ‫ن ‪َ ,‬و ُ‬ ‫م ُتوس ِقُنو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫كم س ِبس ِلَقاء َرِّب ُ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫ت َل َ‬ ‫الَيا س ِ‬ ‫ل الَّنَهاَر‬ ‫شي الَّله ْي َ‬ ‫غ س ِ‬ ‫ن ُي ه ْ‬ ‫ل س ِفيَها َزه ْوجَه ْينس ِ اه ْثَنه ْي س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ت َ‬ ‫مَرا س ِ‬ ‫ل الَّث َ‬ ‫ي َوأ َه ْنَهام ًرا َوس ِامن ُك ِّ‬ ‫س َ‬ ‫َرَوا س ِ‬ ‫جَّنا ٌ‬ ‫ت‬ ‫ت َو َ‬ ‫جاس ِوَرا ٌ‬ ‫ع ُّامَنت َ‬ ‫ط ٌ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِفي ال َه ْرضس ِ س ِق َ‬ ‫كُرو َ‬ ‫م َيَنتَف َّ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ك لَيا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫إ س ِ َّ‬ ‫ض ُ‬ ‫ل‬ ‫حأ ٍد َوُنَف ِّ‬ ‫ماء َوا س ِ‬ ‫ن ُيسه َْقى س ِب َ‬ ‫صه ْنَوا أ ٍ‬ ‫غه ْيُر س ِ‬ ‫ن َو َ‬ ‫صه ْنَوا ٌ‬ ‫ل س ِ‬ ‫خي ٌ‬ ‫ع َوَن س ِ‬ ‫ب َوَزه ْر ٌ‬ ‫عَنا أ ٍ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ِّام ه ْ‬ ‫ن( )الروم ‪-2:‬‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ك لَيا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫ل إ س ِ َّ‬ ‫ض س ِفي ال ُ​ُك س ِ‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫عَلى َب ه ْ‬ ‫ضَها َ‬ ‫ع َ‬ ‫َب ه ْ‬ ‫‪. (4‬‬ ‫ة َقس ِليل َّاما‬ ‫صاَر َوال َه ْفس ِئَد َ‬ ‫ع َوال َه ْب َ‬ ‫م َ‬ ‫س ه ْ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ك ُ‬ ‫شَأ َل ُ‬ ‫هَو اَّلس ِذي َأن َ‬ ‫وقال تعالى )َو ُ‬ ‫حس ِيي‬ ‫هَو اَّلس ِذي ُي ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬و ُ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ض َوإ س َِله ْيس ِه ُتحه ْ َ‬ ‫م س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫هَو اَّلس ِذي َذَرأ َُك ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬و ُ‬ ‫كُرو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫ن( )المؤامنون‪. (80-78 :‬‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫ل َوالَّنَهاس ِر أ َ​َفل َت ه ْ‬ ‫ف الَّله ْي س ِ‬ ‫وخس ِنتل ُ‬ ‫ت َوَلُه ا ه ْ‬ ‫مي ُ‬ ‫َوُي س ِ‬ ‫فكل هذه اليات تنبئك بوجود ا تبارك وتعالى ‪ ,‬و نسنتدل عليه بما ترى‬ ‫امن تصرفاته في شؤون هذا الكون العجيب ‪.‬‬ ‫قدم ا تعالى وبقائه ‪:‬‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ء‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫هَو س ِب ُ‬ ‫ن َو ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫هُر َواه ْلَبا س ِ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫وخُر َوال َّ‬ ‫ل َوال س ِ‬ ‫هَو ال َ​َّو ُ‬ ‫قال ا تعالى ‪ُ ) :‬‬ ‫م( )الحديد‪. (3:‬‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫َ‬ ‫ك س ِإل‬ ‫هاس ِل ٌ‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫هَو ُكل ُّ َ‬ ‫وخَر ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫ا إ س َِلها آ َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ع َام َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬ول َته ْد ُ‬ ‫ن( )القصص‪. (88:‬‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َوإ س َِله ْيس ِه ُته ْر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫جَهُه َلُه اه ْل ُ‬ ‫َو ه ْ‬ ‫م(‬ ‫ل َوال س ِه ْكَرا س ِ‬ ‫جل س ِ‬ ‫ك ُذو اه ْل َ‬ ‫جُه َرِّب َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَيه ْبَقى َو ه ْ‬ ‫عَله ْيَها َفا أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َام ه ْ‬ ‫وقال تعالى ‪ُ) :‬ك ُّ‬ ‫)الرحمن‪. (27:‬‬ ‫و في هذه اليات الكريمة إشارة إلى صفنتي القدم ‪ ,‬و البقاء لله تبارك و تعالى ‪.‬‬

‫كن َّلُه‬ ‫م َي ُ‬ ‫م ُيوَله ْد ‪َ ,‬وَل ه ْ‬ ‫م َيس ِله ْد َوَل ه ْ‬ ‫مُد ‪َ ,‬ل ه ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ال َّ‬ ‫ح ٌد ‪ُ ,‬‬ ‫ا أَ َ‬ ‫هَو ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫قال تعالى ‪ُ) :‬ق ه ْ‬ ‫ح ٌد( الوخل ص‬ ‫ُكُفم ًوا أ َ َ‬ ‫م أ َه ْزَواجا‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أ َه ْنُف س ِ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ل َل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫طُر ال َّ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬فا س ِ‬ ‫صيُر(‬ ‫ع اه ْلَب س ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫هَو ال َّ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫مه ْثس ِلس ِه َ‬ ‫س َك س ِ‬ ‫م س ِفيس ِه َله ْي َ‬ ‫م أ َه ْزَواجا َيه ْذَرأ ُ​ُك ه ْ‬ ‫عا س ِ‬ ‫ن ال َه ْن َ‬ ‫َوس ِام َ‬ ‫)الشورى‪. (11:‬‬


‫وفي ذلك إشارة إلى امخالفنته تبارك للحواد ث امن وخلقه ‪ ,‬وتنزهه عن الولد و الوالد و‬ ‫الشبيه و النظير ‪.‬‬

‫قيام ا تعالى بنفسه ‪:‬‬ ‫ميُد(‬ ‫ح س ِ‬ ‫ي اه ْل َ‬ ‫غس ِن ُّ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ا ُ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫ء إ س َِلى س ِ‬ ‫م اه ْلُفَقَرا ُ‬ ‫س أ َه ْنُنت ُ‬ ‫قال تعالى )َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫)فاطر‪. (15:‬‬ ‫م َوَاما‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫ق أ َه ْنُف س ِ‬ ‫وخه ْل َ‬ ‫ت َوال َه ْرضس ِ َول َ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال َّ‬ ‫وخه ْل َ‬ ‫م َ‬ ‫شَهه ْدُتُه ه ْ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬اما أَ ه ْ‬ ‫ضدا( )الكهف‪. (51:‬‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ضِّلي َ‬ ‫م س ِ‬ ‫خَذ اه ْل ُ‬ ‫ت ُامَّنت س ِ‬ ‫ُكه ْن ُ‬ ‫وفي ذلك إشارة إلى قياامه تعالى بنفسه و اسنتغنائه عن وخلقه امع حاجنتهم إليه ‪.‬‬

‫وحدانية ا تعالى ‪:‬‬ ‫ح ٌد َفإَّيا َ‬ ‫ي‬ ‫هَو س ِإل ٌه َوا س ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن إ س َِّن َ‬ ‫ن اه ْثَنه ْي س ِ‬ ‫خُذوه ْا س ِإلـَهه ْي س ِ‬ ‫ا ل َ َتَّنت س ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫قال تعالى ‪َ) :‬وَقا َ‬ ‫غه ْيَر س ِ‬ ‫ا‬ ‫صم ًبا أ َ​َف َ‬ ‫ن َوا س ِ‬ ‫ض َوَلُه الِّدي ُ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَلُه َاما س ِفي اه ْل َّ‬ ‫هُبو س ِ‬ ‫َفاه ْر َ‬ ‫جَأُرون(‬ ‫ض ُّر َفس ِإَله ْيس ِه َت ه ْ‬ ‫م ال ُّ‬ ‫ك ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م إ س َِذا َام َّ‬ ‫ا ُث َّ‬ ‫ن س ِ‬ ‫م َ‬ ‫مأ ٍة َف س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫كم ِّامن ِّن ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَاما س ِب ُ‬ ‫َتَّنتُقو َ‬ ‫)النحل‪. (53-51:‬‬ ‫ن إ س َِلأ ٍه س ِإل إ س َِل ٌه‬ ‫ث َثلَثأ ٍة َوَاما س ِام ه ْ‬ ‫ا َثاس ِل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َقاُلوا إ س ِ َّ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬لَقه ْد َكَفَر اَّلس ِذي َ‬ ‫م ‪ ,‬أ َ​َفل‬ ‫ب أ َس ِلي ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن َكَفُروا س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫س َّ‬ ‫م َّ‬ ‫ن َلَي َ‬ ‫ما َيُقوُلو َ‬ ‫ع َّ‬ ‫م َيه ْنَنتُهوا َ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ح ٌد َوإ س ِ ه ْ‬ ‫َوا س ِ‬ ‫م( )المائدة‪. (74-73:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫غُفو ٌر َر س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫غس ِفُروَنُه َو ُ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ا َوَي ه ْ‬ ‫ن إ س َِلى س ِ‬ ‫َيُنتوُبو َ‬ ‫ما آس ِلَه ٌة‬ ‫ن س ِفيس ِه َ‬ ‫ن ‪َ ,‬له ْو َكا َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫م ُين س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ن ال َه ْر س ِ‬ ‫خُذوا آس ِلَهم ًة ِّام َ‬ ‫م اَّت َ‬ ‫وقال تعالى ‪) :‬أ َ س ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل‬ ‫ما َيه ْف َ‬ ‫ع َّ‬ ‫ل َ‬ ‫سَأ ُ‬ ‫ن ‪ ,‬ل ُي ه ْ‬ ‫ما َيصس ُِفو َ‬ ‫ع َّ‬ ‫ش َ‬ ‫عه ْر س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ا َر ِّ‬ ‫ن س ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫سَدَتا َف ُ‬ ‫ا َلَف َ‬ ‫إ س َِّل ُ‬ ‫هَذا س ِذه ْكُر َامن‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هاَن ُ‬ ‫هاُتوا ُبه ْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫خُذوا س ِامن ُدوس ِنس ِه آس ِلَهم ًة ُق ه ْ‬ ‫م اَّت َ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ س ِ‬ ‫سَأُلو َ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫َو ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَاما‬ ‫ضو َ‬ ‫عس ِر ُ‬ ‫ق َفُهم ُّام ه ْ‬ ‫ح َّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م ل َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ل أ َه ْكَثُر ُ‬ ‫ي َوس ِذه ْكُر َامن َقه ْبس ِلي َب ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫َّام س ِ‬ ‫ن(‬ ‫عُبُدو س ِ‬ ‫حي إ س َِله ْيس ِه أ َ​َّنُه ل إ س َِلَه س ِإل أ َ​َنا َفا ه ْ‬ ‫ل س ِإل ُنو س ِ‬ ‫سو أ ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ك س ِام ه ْ‬ ‫ن َقه ْبس ِل َ‬ ‫سه ْلَنا س ِام ه ْ‬ ‫أ َه ْر َ‬ ‫)النبياء‪. (25-21:‬‬ ‫ن للس ِه‬ ‫سَيُقوُلو َ‬ ‫ن‪َ ,‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ض َوَامن س ِفيَها س ِإن ُكنُنت ه ْ‬ ‫ن ال َه ْر ُ‬ ‫م س ِ‬ ‫وقال تعالى ‪ُ) :‬قل ِّل َ‬ ‫م‪,‬‬ ‫ظي س ِ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ش اه ْل َ‬ ‫عه ْر س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ع َوَر ُّ‬ ‫سه ْب س ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ل َامن َّر ُّ‬ ‫ن ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫ل أ َ​َفل َتَذَّكُرو َ‬ ‫ُق ه ْ‬ ‫جيُر َول‬ ‫هَو ُي س ِ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ُك ِّ‬ ‫كو ُ‬ ‫ه َامَل ُ‬ ‫ل َامن س ِبَيس ِد س ِ‬ ‫ن ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫ل أ َ​َفَل َتَّنتُقو َ‬ ‫ن للس ِه ُق ه ْ‬ ‫سَيُقوُلو َ‬ ‫َ‬ ‫هم‬ ‫حُرون ‪َ ,‬بله ْ أ َ​َته ْيَنا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل َفَأَّنى ُت ه ْ‬ ‫ن للس ِه ُق ه ْ‬ ‫سَيُقوُلو َ‬ ‫ن‪َ ,‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه س ِإن ُكنُنت ه ْ‬ ‫جاُر َ‬ ‫ُي َ‬


‫ب‬ ‫ه َ‬ ‫ن إ س َِلأ ٍه إ س ِم ًذا َّلَذ َ‬ ‫عُه س ِام ه ْ‬ ‫ن َام َ‬ ‫ا س ِامن َوَلأ ٍد َوَاما َكا َ‬ ‫خَذ ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬اما اَّت َ‬ ‫كاس ِذُبو َ‬ ‫م َل َ‬ ‫ق َوإ س َِّنُه ه ْ‬ ‫ح ِّ‬ ‫س ِباه ْل َ‬ ‫عاس ِلمس ِ‬ ‫ن‪َ ,‬‬ ‫صُفو َ‬ ‫ما َي س ِ‬ ‫ع َّ‬ ‫ا َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫عَلى َب ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫عل َب ه ْ‬ ‫ق َوَل َ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل إ س َِلأ ٍه س ِب َ‬ ‫ُك ُّ‬ ‫ن( )المؤامنون‪. (92-83:‬‬ ‫شس ِرُكو َ‬ ‫ما ُي ه ْ‬ ‫ع َّ‬ ‫عاَلى َ‬ ‫ة َفَنت َ‬ ‫شَهاَد س ِ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫غه ْي س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫وخه ْي ٌر‬ ‫طَفى آللُه َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫ه اَّلس ِذي َ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫مُد للس ِه َو َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫وقال تعالى ‪ُ) :‬ق س ِ‬ ‫ماء َاماء‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫كم ِّام َ‬ ‫ل َل ُ‬ ‫ض َوَأنَز َ‬ ‫ت َوال َه ْر َ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال َّ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ​َّام ه ْ‬ ‫شس ِرُكو َ‬ ‫أ َ​َّاما ُي ه ْ‬ ‫ا َب ه ْ‬ ‫ل‬ ‫ع س ِ‬ ‫ءإ س َِل ٌه َّام َ‬ ‫ها َ‬ ‫جَر َ‬ ‫ش َ‬ ‫م َأن ُتنس ِبُنتوا َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َل ُ‬ ‫جأ ٍة َّاما َكا َ‬ ‫ت َبه ْه َ‬ ‫ق َذا َ‬ ‫حَداس ِئ َ‬ ‫َفَأنَبه ْنتَنا س ِبس ِه َ‬ ‫ل َلَها‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫وخلَلَها أ َه ْنَهام ًرا َو َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ض َقَرام ًرا َو َ‬ ‫ل ال َه ْر َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ​َّامن َ‬ ‫عس ِدُلو َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫م َقه ْو ٌ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن‪,‬‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م ل َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ل أ َه ْكَثُر ُ‬ ‫ا َب ه ْ‬ ‫ع س ِ‬ ‫جم ًزا ءإ س َِل ٌه َّام َ‬ ‫حا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حَره ْي س ِ‬ ‫ن اه ْلَب ه ْ‬ ‫ل َبه ْي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ي َو َ‬ ‫س َ‬ ‫َرَوا س ِ‬ ‫ض ءإ س َِل ٌه‬ ‫وخَلَفاء ال َه ْر س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عُل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ء َوَي ه ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ف ال ُّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ك س ِ‬ ‫ه َوَي ه ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫طَّر إ س َِذا َد َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫أ َ​َّامن ُي س ِ‬ ‫سلُ‬ ‫حس ِر َوَامن ُيه ْر س ِ‬ ‫ت اه ْلَبِّر َواه ْلَب ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫م س ِفي ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ​َّامن َيه ْهس ِدي ُ‬ ‫ا َقس ِليل َّاما َتَذَّكُرو َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫َّام َ‬ ‫ن ‪ ,‬أ َ​َّام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫شس ِرُكو َ‬ ‫ما ُي ه ْ‬ ‫ع َّ‬ ‫ا َ‬ ‫عاَلى ُ‬ ‫ا َت َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫مس ِنتس ِه ءإ س َِل ٌه َّام َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َر ه ْ‬ ‫ن َيَد ه ْ‬ ‫شم ًرا َبه ْي َ‬ ‫ح ُب ه ْ‬ ‫الِّرَيا َ‬ ‫ا ُقله ْ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ء َوال َه ْرضس ِ ءإ س َِل ٌه َام َ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َيه ْرُزُق ُ‬ ‫ه َوَام ه ْ‬ ‫عيُد ُ‬ ‫م ُي س ِ‬ ‫ق ُث َّ‬ ‫خه ْل َ‬ ‫َيه ْبدأ ُ اه ْل َ‬ ‫ن( )النمل‪. (64-59:‬‬ ‫صاس ِدس ِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م إ س ِ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هاَن ُ‬ ‫هاُتوا ُبه ْر َ‬ ‫َ‬ ‫إلى غير ذلك امن اليات النتي تثبت أن ا تعالى واحد في ذاته ‪ ,‬واحد في‬ ‫صفاته ‪ ,‬واحد في أفعاله و تصرفاته ‪ ,‬ل رب غيره ‪ ,‬و ل إله سواه ‪.‬‬ ‫قدرة ا تعالى ‪:‬‬ ‫وخَله ْقَناُك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ث َفس ِإَّنا َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن اه ْلَب ه ْ‬ ‫ب س ِام َ‬ ‫م س ِفي َره ْي أ ٍ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫س إ س ِ ه ْ‬ ‫قال ا تعالى ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫خَّلَقأ ٍة‬ ‫غه ْيس ِر ُام َ‬ ‫خَّلَقأ ٍة َو َ‬ ‫ضغَأ ٍة ُام َ‬ ‫ن ُام ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫عَلَقأ ٍة ُث َّ‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫طَفأ ٍة ُث َّ‬ ‫ن ُن ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ب ُث َّ‬ ‫ن ُتَرا أ ٍ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫طه ْفل م ً‬ ‫م س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُن ه ْ‬ ‫ى ُث َّ‬ ‫م م ً‬ ‫س تّ‬ ‫ل ُام َ‬ ‫ج أ ٍ‬ ‫ء إ س َِلى أ َ َ‬ ‫شا ُ‬ ‫م َاما َن َ‬ ‫حا س ِ‬ ‫م َوُنس ِق ُّر س ِفي ال َه ْر َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َل ُ‬ ‫س ِلُنَبِّي َ‬ ‫كه ْيل‬ ‫مس ِر س ِل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل اه ْل ُ‬ ‫ن ُيَر ُّد إ س َِلى أ َه ْرَذ س ِ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُيَنتَوَّفى َوس ِامه ْن ُ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوس ِامه ْن ُ‬ ‫شَّدُك ه ْ‬ ‫غوا أ َ ُ‬ ‫م س ِلَنته ْبُل ُ‬ ‫ُث َّ‬ ‫هَنتَّز ه ْ‬ ‫ت‬ ‫ء ا ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫عَله ْيَها اه ْل َ‬ ‫ة َفس ِإَذا أ َه ْنَزه ْلَنا َ‬ ‫هاس ِامَد م ً‬ ‫ض َ‬ ‫شه ْيئا َوَتَرى ال َه ْر َ‬ ‫م َ‬ ‫عه ْل أ ٍ‬ ‫عس ِد س ِ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫عَل َ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫مه ْوَتى‬ ‫حس ِيي اه ْل َ‬ ‫ق َوأ َ​َّنُه ُي ه ْ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا هَُو اه ْل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك س ِبَأ َّ‬ ‫ج ‪َ ,‬ذس ِل َ‬ ‫ج َبس ِهي أ ٍ‬ ‫ل َزه ْو أ ٍ‬ ‫ن ُك ِّ‬ ‫ت س ِام ه ْ‬ ‫ت َوأ َه ْنَبَنت ه ْ‬ ‫َوَرَب ه ْ‬ ‫ث َام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ع ُ‬ ‫ا َيه ْب َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب س ِفيَها َوأ َ َّ‬ ‫عَة آس ِتَي ٌة ل َره ْي َ‬ ‫سا َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ء َقس ِدي ٌر ‪َ ,‬وأ َ َّ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫َوأ َ​َّنُه َ‬ ‫س ِفي اه ْلُقُبوس ِر( )الحج‪. (7-5:‬‬ ‫م َوَاما‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫ق أ َه ْنُف س ِ‬ ‫وخه ْل َ‬ ‫ت َوال َه ْرضس ِ َول َ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال َّ‬ ‫وخه ْل َ‬ ‫م َ‬ ‫شَهه ْدُتُه ه ْ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬اما أَ ه ْ‬ ‫ضدا( )الكهف‪. (51:‬‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ضِّلي َ‬ ‫م س ِ‬ ‫خَذ اه ْل ُ‬ ‫ت ُامَّنت س ِ‬ ‫ُكه ْن ُ‬


‫م َوَاما‬ ‫سَّنتس ِة أ َ​َّيا أ ٍ‬ ‫ما س ِفي س ِ‬ ‫ض وَ​َاما َبه ْيَنُه َ‬ ‫ت َوال َه ْر َ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫وخَله ْقَنا ال َّ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬وَلَقه ْد َ‬ ‫ق‪. (38:‬‬ ‫ب( ) تّ‬ ‫غو أ ٍ‬ ‫ن ُل ُ‬ ‫سَنا س ِام ه ْ‬ ‫َام َّ‬ ‫عُلُه ُرَكااما‬ ‫ج َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ف َبه ْيَنُه ُث َّ‬ ‫م ُيَؤِّل ُ‬ ‫حابا ُث َّ‬ ‫س َ‬ ‫جي َ‬ ‫ا ُيه ْز س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م َتَر أ َ َّ‬ ‫وقال تعالى ‪) :‬أ َ​َل ه ْ‬ ‫ن َبَرأ ٍد‬ ‫ل س ِفيَها س ِام ه ْ‬ ‫جَبا أ ٍ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ء س ِام ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ل س ِام َ‬ ‫وخلس ِلس ِه َوُيَنِّز ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ج س ِام ه ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ق َي ه ْ‬ ‫َفَنتَرى اه ْلَوه ْد َ‬ ‫صاس ِر ‪,‬‬ ‫ب س ِبال َه ْب َ‬ ‫ه ُ‬ ‫سَنا َبه ْرس ِقس ِه َيه ْذ َ‬ ‫كادُ َ‬ ‫ء َي َ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ن َام ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫صس ِرُفُه َ‬ ‫ء َوَي ه ْ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ب س ِبس ِه َام ه ْ‬ ‫صي ُ‬ ‫َفُي س ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫ق ُكلَّ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ا َ‬ ‫صاس ِر ‪َ ,‬و ُ‬ ‫لوس ِلي اه ْل َه ْب َ‬ ‫عه ْبَر م ً‬ ‫ك َل س ِ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫ل َوالَّنَهاَر إ س ِ َّ‬ ‫ا الَّله ْي َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ُيَقِّل ُ‬ ‫جَله ْي س ِ‬ ‫ن‬ ‫عَلى س ِر ه ْ‬ ‫شي َ‬ ‫م س ِ‬ ‫طس ِنس ِه َوس ِامه ْنُهمه ْ َامنه ْ َي ه ْ‬ ‫عَلى َب ه ْ‬ ‫شي َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫مه ْنُه ه ْ‬ ‫ء َف س ِ‬ ‫ن َاما أ ٍ‬ ‫َداَّبأ ٍة س ِام ه ْ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ء‬ ‫ش ه ْ‬ ‫عَلى ُكلِّ َ‬ ‫ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ء إ س ِ َّ‬ ‫شا ُ‬ ‫ا َاما َي َ‬ ‫ق ُ‬ ‫خُل ُ‬ ‫ع َي ه ْ‬ ‫عَلى أ َه ْرَب أ ٍ‬ ‫شي َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫َوس ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫َقس ِدي ٌر( )النور‪. (45-43:‬‬ ‫إلى غير ذلك امن اليات الدالة على عظيم قدرته تبارك و تعالى و باهر عظمنته ‪.‬‬

‫إرادة ا تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫ن( )تّيـس‪(82:‬‬ ‫كو ُ‬ ‫ن َفَي ُ‬ ‫ن َيُقولَ َلُه ُك ه ْ‬ ‫شه ْيئا أ َ ه ْ‬ ‫ه إ س َِذا أ َ​َراَد َ‬ ‫ما أ َه ْامُر ُ‬ ‫قال ا تعالى )إ س َِّن َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ح َّ‬ ‫ق‬ ‫سُقوا س ِفيَها َف َ‬ ‫ك َقه ْرَيم ًة أ َ​َامه ْرَنا ُامه ْنتَرس ِفيَها َفَف َ‬ ‫ن ُنه ْهس ِل َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬وإ س َِذا أ َ​َره ْدَنا أ َ ه ْ‬ ‫ها َته ْدس ِاميرا( )السراء‪. (16:‬‬ ‫ل َفَدَّامه ْرَنا َ‬ ‫عَله ْيَها اه ْلَقه ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫وقال تعالى حكاية عن الخضر في قصنته امع اموسى عليهما السلم ‪:‬‬ ‫عه ْلُنتُه‬ ‫ك َوَاما َف َ‬ ‫ن َرِّب َ‬ ‫مم ًة س ِام ه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َر ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جا َكه ْنَز ُ‬ ‫خس ِر َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ما َوَي ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫شَّد ُ‬ ‫غا أ َ ُ‬ ‫ن َيه ْبُل َ‬ ‫ك أ َ ه ْ‬ ‫)َفَأَراَد َر ُّب َ‬ ‫صه ْبرا( )الكهف‪. (82:‬‬ ‫عَله ْيس ِه َ‬ ‫ع َ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ل َاما َل ه ْ‬ ‫ك َته ْأس ِوي ُ‬ ‫ن أ َه ْامس ِري َذس ِل َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫َ‬ ‫م َوَيُنتو َ‬ ‫ب‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َقه ْبس ِل ُ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫سَننَ اَّلس ِذي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوَيه ْهس ِدَي ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َل ُ‬ ‫ا س ِلُيَبِّي َ‬ ‫وقال تعالى ‪ُ) :‬يس ِريُد ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن‬ ‫م َوُيس ِريُد اَّلس ِذينَ َيَّنتس ِب ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ن َيُنتو َ‬ ‫ا ُيس ِريُد أ َ ه ْ‬ ‫م ‪َ ,‬و ُ‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م َ‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ن‬ ‫ق الس ِه ْن َ‬ ‫وخس ِل َ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عه ْن ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خِّف َ‬ ‫ن ُي َ‬ ‫ا أ َ ه ْ‬ ‫ظيما ‪ُ ,‬يس ِريُد ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ميُلوا َامه ْيل م ً َ‬ ‫ن َت س ِ‬ ‫ت أ َ ه ْ‬ ‫شَهَوا س ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫عيفا( )النساء‪. (28-26:‬‬ ‫ض س ِ‬ ‫َ‬ ‫إلى غير ذلك امن اليات الكريمة النتي تشير إلى إثبات إرادة ا تعالى و‬ ‫ا( )النسان‪(30:‬‬ ‫ء ُ‬ ‫شا َ‬ ‫ن َي َ‬ ‫ن س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫ءو َ‬ ‫شا ُ‬ ‫أنها فوق كل إرادة و امشيئة ‪َ) :‬وَاما َت َ‬ ‫‪.‬‬ ‫علم ا تعالى ‪:‬‬


‫ض َوَلُه‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫مُد للس ِه اَّلس ِذي َلُه َاما س ِفي ال َّ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫قال ا تعالى ‪) :‬اه ْل َ‬ ‫خُرجُ‬ ‫ض َوَاما َي ه ْ‬ ‫ج س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫م َاما َيس ِل ُ‬ ‫عَل ُ‬ ‫خس ِبيُر ‪َ ,‬ي ه ْ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ة َو ُ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫مُد س ِفي ال س ِ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫غُفوُر( )سـبأ‪(2-1:‬‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫حي ُ‬ ‫هَو الَّر س ِ‬ ‫ج س ِفيَها َو ُ‬ ‫عُر ُ‬ ‫ء َوَاما َي ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫س ِامه ْنَها َوَاما َيه ْنس ِزلُ س ِام َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ن َوَاما‬ ‫س ُّرو َ‬ ‫م َاما ُت س ِ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ض َوَي ه ْ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َاما س ِفي ال َّ‬ ‫عَل ُ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬ي ه ْ‬ ‫صُدوس ِر( )النتغابن‪. (4:‬‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫م س ِبَذا س ِ‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫ن َو ُ‬ ‫عس ِلُنو َ‬ ‫ُت ه ْ‬ ‫ل‬ ‫ك س ِامه ْثَقا َ‬ ‫ن َت ُ‬ ‫ي إ س َِّنَها إ س ِ ه ْ‬ ‫وقال تعالى حكاية عن لقمان في وصينته لبنه ‪َ) :‬يا ُبَن َّ‬ ‫ت س ِبَها‬ ‫ض َيه ْأ س ِ‬ ‫ت أ َه ْو س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ة أ َه ْو س ِفي ال َّ‬ ‫خَر أ ٍ‬ ‫ص ه ْ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخه ْرَدلأ ٍ َفَنت ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حَّبأ ٍة س ِام ه ْ‬ ‫َ‬ ‫وخس ِبي ٌر( )لقمان‪. (16:‬‬ ‫ف َ‬ ‫طي ٌ‬ ‫ا َل س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ا إ س ِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫مل ُ اَّلس ِذي َ‬ ‫ن‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫وقال تعالى في حكاية اما وقع بين شعيب وقوامه ‪َ) :‬قا َ‬ ‫ن َقه ْرَيس ِنتَنا أ َوه ْ‬ ‫ك س ِام ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن آَامُنوا َام َ‬ ‫ب َواَّلس ِذي َ‬ ‫عه ْي ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ك َيا ُ‬ ‫جَّن َ‬ ‫خس ِر َ‬ ‫ن َقه ْوس ِامس ِه َلُن ه ْ‬ ‫كَبُروا س ِام ه ْ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫ن‪,‬‬ ‫هي َ‬ ‫ن س ِفي س ِامَّلس ِنتَنا َقالَ أ َ​َوَله ْو ُكَّنا َكاس ِر س ِ‬ ‫عوُد َّ‬ ‫َلَنت ُ‬

‫عده َْنا‬ ‫ن ُ‬ ‫ا َكس ِذبا إ س ِ ه ْ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫َقس ِد اه ْفَنتَره ْيَنا َ‬

‫ء ُ‬ ‫ا‬ ‫شا َ‬ ‫ن َي َ‬ ‫عوَد س ِفيَها إ س ِل تّ أ َ ه ْ‬ ‫ن َن ُ‬ ‫ن َلَنا أ َ ه ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫ا س ِامه ْنَها َوَاما َي ُ‬ ‫جاَنا ُ‬ ‫عَد إ س ِه ْذ َن َّ‬ ‫م َب ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ِفي س ِامَّلس ِنت ُ‬ ‫ح َبه ْيَنَنا َوَبه ْينَ َقه ْوس ِامَنا‬ ‫ا َتَوَّكه ْلَنا َرَّبَنا اه ْفَنت ه ْ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫عه ْلما َ‬ ‫ء س ِ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َر ُّبَنا ُك َّ‬ ‫س َ‬ ‫َر ُّبَنا َو س ِ‬ ‫ن( )لعراف‪. (89-88:‬‬ ‫حي َ‬ ‫وخه ْيُر اه ْلَفاس ِت س ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َوأ َه ْن َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫س ِباه ْل َ‬ ‫ض َاما‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َاما س ِفي ال َّ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ا َي ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َتَر أ َ َّ‬ ‫وقال تعالى ‪) :‬أ َ​َل ه ْ‬ ‫م َول أ َه ْدَنى‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫ساس ِد ُ‬ ‫هَو َ‬ ‫سأ ٍة س ِإل ُ‬ ‫م َ‬ ‫وخ ه ْ‬ ‫م َول َ‬ ‫عُه ه ْ‬ ‫هَو َراس ِب ُ‬ ‫جَوى َثلَثأ ٍة إ س ِل تّ ُ‬ ‫ن َن ه ْ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫م اه ْلس ِقَياَامس ِة‬ ‫مُلوا َيه ْو َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م ُيَنِّبُئُه ه ْ‬ ‫ن َاما َكاُنوا ُث َّ‬ ‫م أ َه ْي َ‬ ‫عُه ه ْ‬ ‫هَو َام َ‬ ‫ك َول أ َه ْكَثَر س ِإل ُ‬ ‫ن َذس ِل َ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫م( )المجادلة‪. (7:‬‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ا س ِب ُ‬ ‫ن َ‬ ‫إ س ِ َّ‬ ‫إلى غير ذلك امن اليات الكثيرة الدالة على سعة علمه تبارك وتعالى ‪ ,‬و إحاطنته بكل‬ ‫شيء ‪ ,‬قل أو كثر ‪ ,‬دق أو عظم ‪.‬‬

‫حياة ا تعالى ‪:‬‬ ‫م َلُه َاما‬ ‫سَن ٌة َول َنه ْو ٌ‬ ‫ه س ِ‬ ‫وخُذ ُ‬ ‫م ل َته ْأ ُ‬ ‫ي اه ْلَق ُّيو ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ا ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫قال ا تعالى ‪ُ ) :‬‬ ‫ض( )البقرة‪. (255:‬‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫س ِفي ال َّ‬


‫ح ِّ‬ ‫ق‬ ‫ب س ِباه ْل َ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ك اه ْل س ِ‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫ل َ‬ ‫ي اه ْلَق ُّيومُ ‪َ ,‬نَّز َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ا ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫و قال تعالى ‪ ) :‬ألـم ‪ُ ,‬‬ ‫ى س ِللَّناسس ِ َوأ َه ْنَز َ‬ ‫ل‬ ‫هد م ً‬ ‫ل ُ‬ ‫ن َقه ْب ُ‬ ‫ل ‪ ,‬س ِام ه ْ‬ ‫جي َ‬ ‫ة َوالس ِه ْن س ِ‬ ‫ل الَّنته ْوَرا َ‬ ‫ن َيَده ْيس ِه َوأ َه ْنَز َ‬ ‫ما َبه ْي َ‬ ‫صِّدقا س ِل َ‬ ‫ُام َ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (4-1:‬‬ ‫اه ْلُفه ْرَقا َ‬

‫صَّوَرُك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ء َو َ‬ ‫ء س ِبَنا م ً‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ض َقَرارا َوال َّ‬ ‫م ال َه ْر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ل َل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ا اَّلس ِذي َ‬ ‫قال تعالى ‪ُ ) :‬‬ ‫ا َر ُّ‬ ‫ب‬ ‫ك ُ‬ ‫م َفَنتَباَر َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م اُ َر ُّب ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ت َذس ِل ُ‬ ‫طِّيَبا س ِ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوَرَزَق ُ‬ ‫صَوَرُك ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫َفَأ ه ْ‬ ‫ب‬ ‫مُد للس ِه َر ِّ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫صينَ َلُه الِّدي َ‬ ‫خس ِل س ِ‬ ‫ه ُام ه ْ‬ ‫عو ُ‬ ‫هَو َفاه ْد ُ‬ ‫ي ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ن‪ُ ,‬‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ن( )غافر‪. (65-64:‬‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫إلى غير ذلك امن آيات كثيرة تدل على أن ا تبارك و تعالى امنتصف‬ ‫بالحياة الكااملة النتي ليس َثم أكمل امنها ‪.‬‬ ‫سمع ا تعالى و بصره ‪:‬‬ ‫كي إ س َِلى‬ ‫شَنت س ِ‬ ‫جَها َوَت ه ْ‬ ‫ك س ِفي َزه ْو س ِ‬ ‫جاس ِدُل َ‬ ‫ل اَّلس ِنتي ُت َ‬ ‫ا َقه ْو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫س س ِ‬ ‫قال ا تعالى ‪َ) :‬قه ْد َ‬ ‫صي ٌر( )المجادلة‪. (1:‬‬ ‫ع َب س ِ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما إ س ِ َّ‬ ‫حاُوَرُك َ‬ ‫ع َت َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ا َي ه ْ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫س ِ‬ ‫عَلى اه ْلُهَدى‬ ‫ن َ‬ ‫ت س ِإن َكا َ‬ ‫صَّلى ‪ ,‬أ َ​َرأ َه ْي َ‬ ‫عه ْبم ًدا إ س َِذا َ‬ ‫ت اَّلس ِذي َيه ْنَهى ‪َ ,‬‬ ‫وقال تعالى ‪) :‬أ َ​َرأ َه ْي َ‬ ‫ا َيَرى( )العلق‪:‬‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِبَأ َّ‬ ‫عَل ه ْ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ب َوَتَوَّلى ‪ ,‬أ َ​َل ه ْ‬ ‫ت س ِإن َكَّذ َ‬ ‫‪ ,‬أ َه ْو أ َ​َامَر س ِبالَّنته ْقَوى ‪ ,‬أ َ​َرأ َه ْي َ‬ ‫‪. (14-9‬‬ ‫هَبا إ س َِلى‬ ‫وقال تعالى لموسى و هارون حين أرسلهما إلى فرعون ‪) :‬اه ْذ َ‬ ‫شى ‪َ ,‬قال َرَّبَنا إ س َِّنَنا‬ ‫خ َ‬ ‫عَّلُه َيَنتَذَّكُر أ َه ْو َي ه ْ‬ ‫غى ‪َ ,‬فُقول َلُه َقه ْول َّلِّيم ًنا َّل َ‬ ‫ط َ‬ ‫ن إ س َِّنُه َ‬ ‫عه ْو َ‬ ‫س ِفه ْر َ‬ ‫ع َوأ َ​َرى(‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما أ َ ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ع ُ‬ ‫خاَفا إ س َِّنس ِني َام َ‬ ‫غى ‪َ ,‬قالَ ل َت َ‬ ‫ط َ‬ ‫عَله ْيَنا أ َه ْو َأن َي ه ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ف َأن َيه ْفُر َ‬ ‫خا ُ‬ ‫َن َ‬ ‫)طه‪. (46-43:‬‬ ‫ح ِّ‬ ‫ق‬ ‫ضي س ِباه ْل َ‬ ‫ا َيه ْق س ِ‬ ‫خس ِفي الص ُُّدوُر ‪َ ,‬و ُ‬ ‫ن َوَاما ُت ه ْ‬ ‫عُي س ِ‬ ‫وخاس ِئَنَة ال َ ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬ي ه ْ‬ ‫صيُر(‬ ‫ع اه ْلَب س ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫هَو ال َّ‬ ‫ا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ء إ س ِ َّ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ن س ِب َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ن ُدوس ِنس ِه ل َيه ْق ُ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيه ْد ُ‬ ‫َواَّلس ِذي َ‬ ‫)غافر‪. (20-19:‬‬ ‫إلى غير ذلك امن اليات النتي تدل على اتصافه تبارك وتعالى بالسمع و‬ ‫البصر ‪.‬‬ ‫كلم ا تعـالى ‪:‬‬ ‫كس ِليما( )النساء‪. (164:‬‬ ‫سى َت ه ْ‬ ‫ا ُامو َ‬ ‫م ُ‬ ‫قال ا تعالى ‪َ) :‬وَكَّل َ‬


‫عو َ‬ ‫ن‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ق س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ن َفس ِري ٌ‬ ‫م َوَقه ْد َكا َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُيه ْؤس ِامُنوا َل ُ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ط َ‬ ‫وقال تعالى ‪) :‬أ َ​َفَنت ه ْ‬ ‫ن( )البقرة‪. (75:‬‬ ‫مو َ‬ ‫م َيعه َْل ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ه َو ُ‬ ‫عَقُلو ُ‬ ‫عس ِد َاما َ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫حِّرُفوَنُه س ِام ه ْ‬ ‫م ُي َ‬ ‫ا ُث َّ‬ ‫م س ِ‬ ‫َكل َ‬ ‫إلى غير ذلك امن اليات النتي تدل على اتصافه تبارك وتعالى بصفة الكلم ‪.‬‬

‫صفات ا ل تنتناهى‬ ‫و صفات ا تبارك و تعالى في القرآن الكريم ‪ ,‬و كمالته تبارك و تعالى‬ ‫ل تنتناهى ‪ ,‬و ل تدرك كنهها عقول البشر ‪ ,‬سبحانه ل نحصي ثناء عليه هو‬ ‫كما أثنى على نفسه ‪.‬‬

‫بين صفات ا و صفات الخلق‬ ‫و الذي يجب أن ينتفطن إليه المؤامن أن المعنى الذي يقصد باللفظ في‬ ‫صفات ا تبارك و تعالى يخنتلف اوخنتلفا كليا عن المعنى يقصد بهذا اللفظ‬ ‫عينه في صفات المخلوقين ‪ ,‬فأنت تقول ‪ :‬ا والعلم صفة لله تعالى ‪,‬‬ ‫وتقول فلن عالم و العلم صفة لفلن امن الناس ‪ ,‬فهل اما يقصد بلفظة‬ ‫العلم في النتركيبين واحد ؟ حاشا أن يكون كذلك ‪ ,‬و إنما علم ا تبارك و‬ ‫تعالى علم ل ينتناهى كماله و ل يعد علم المخلوقين شيئا إلى جانبه ‪,‬‬ ‫وكذلك الحياة ‪ ,‬وكذلك السمع ‪ ,‬وكذلك البصر ‪ ,‬وكذلك الكلم ‪ ,‬وكذلك‬ ‫القدرة و الرادة ‪ ,‬فهذه كلها امدلولت اللفاظ فيها تخنتلف عن امدلولتها‬ ‫في حق الخلق امن حيث الكمال و الكيفية اوخنتلفا كليا ‪ ,‬لنه تبارك وتعالى‬ ‫ليشبه أحدا امن وخلقه ‪ ,‬فنتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق ‪ ,‬وإنما حسبك أن‬ ‫تعلم آثارها في الكون ‪،‬ولوازامها في حقك ‪ ,‬وا نسأل العصمة امن الزلل‬ ‫وحسن النتوفيق ‪.‬‬

‫الدلة العقلية و المنطقية على إثبات صفات ا تعالى ‪:‬‬ ‫يعمد علماء العقائد إلى إثبات صفات ا تبارك وتعالى بأدلة عقلية ‪ ,‬و‬ ‫أقيسة امنطقية ‪ ,‬ونحن نقول ‪ :‬إن ذلك حسن ‪ ,‬لن العقل أساس المعرفة‬ ‫‪ ,‬و امناط النتكليف ‪ ,‬و حنتى ل يكون في نفس أحد أثر امن آثار الشبهات و‬ ‫الباطيل ‪ ,‬و لكن الامر أوضح امن ذلك ‪ ,‬و وجود الخالق تبارك و تعالى و‬


‫إثبات صفات الكمال المطلق له صار في حكم البديهيات النتي ل يحنتاج إلى‬ ‫إثباتها دليل أو برهان ‪ ,‬و ل يطالب بالدليل عليها إل كل امكابر امريض القلب‬ ‫ل يجديه دليل ‪ ,‬ول تنفع امعه حجة ‪ ,‬و امع هذا فنتنتميما للفائدة نذكر بعض‬ ‫الدلة العقلية الجمالية و النتفصيلية ‪ ,‬فنقول ‪:‬‬ ‫الدليل الول ‪ :‬هذا الوجود الذي يدل بعظمنته و إحكاامه على وجود وخالقه‬ ‫و عظمنته و كماله‬ ‫الدليل الثاني ‪ :‬إن فاقد الشيء ل يعطيه ‪ ,‬فإذا لم يكن اموجد الكون‬ ‫امنتصفا بصفات الكمال فكيف تكون آثار هذه الصفات في امخلوقاته ‪.‬‬ ‫الدليل الثالث ‪ :‬و هو وخا ص بان هذا الخالق واحد ل ينتعدد ‪ ,‬إن النتعدد‬ ‫امدعاة للفساد و الخلف و العلو ول سيما و شان اللوهية الكبرياء و‬ ‫العظمة ‪ ,‬و أيضا فلو اسنتقل أحد المنتعددين بالنتصرف تعطلت صفات‬ ‫الوخرين ‪ ,‬و لو اشنتركوا تعطلت بعض صفات كل امنهم ‪ ,‬و تعطيل صفات‬ ‫اللوهية ينتنافى امع جللها و عظمنتها ‪ ,‬فلبد أن يكون الله واحدا ل رب‬ ‫غيره ‪.‬‬ ‫هذه نماذج امن الدلة المنطقية على وجود الخالق ‪ ,‬و إثبات صفاته ‪ ,‬و امن‬ ‫أراد السنتيعاب فعليه بالمطولت ‪ ,‬على أن الامر كله امركوز في فطر‬ ‫ا‬ ‫علس ِ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫النفوس الصافية امسنتقر في أعماق القلوب السليمة ‪َ) ,‬وَام ه ْ‬ ‫ن ُنوأ ٍر( )النور‪. (40:‬‬ ‫ما َلُه س ِام ه ْ‬ ‫َلُه ُنورا َف َ‬

‫سؤال يقف أاماامه كثير امن الناس‬ ‫ورد في حديث أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪) :‬ل يزال الناس ينتساءلون حنتى يقال وخلق ا الخلق ‪ ,‬فمن‬ ‫وخلق ا ؟ فمن وجد امن ذلك شيئا فليق آامنت بالله( رواه امسلم ‪.‬‬


‫و هذا السؤال و عن كان وخطأ امن أساسه ‪ ,‬لننا أامرنا أل نبحث في ذات‬ ‫ا تبارك وتعالى ‪ ,‬لن عقولنا القاصرة النتي تعجز عن إدراك حقيقة‬ ‫نفسها تعجز امن باب الولى عن إدراك حقيقة ذات ا تبارك وتعالى ‪ ,‬إل‬ ‫انه يخنتلج في نفوس بعض الناس ‪ ,‬و نريد أن نوضح لهم الجواب عليه‬ ‫بمثال يريح ضمائرهم ‪ ,‬إن شاء ا تعالى ‪ ,‬فنقول ‪:‬‬ ‫إذا وضعت كنتاب على امكنتبنتك ثم وخرجت امن الحجرة و عدت إليها بعد قليل‬ ‫فرأيت الكنتاب الذي تركنته على المكنتب اموضوعا في الدرج ‪ ,‬فإنك تعنتقد‬ ‫تمااما أن أحدا ل بد أنيكون وضعه في الدرج ‪ ,‬لنك تعلم امن صفات هذا‬ ‫الكنتاب أنه ل يننتقل بنفسه ‪.‬‬ ‫احفظ هذه النقطة و اننتقل امعي إلى نقطة أوخرى ‪ :‬لو كان امعك في‬ ‫حجرة امكنتبك شخص جالس على الكرسي ثم وخرجت و عدت إلى‬ ‫الحجرة فرأينته جالسا على البساط امثل فإنك ل تسأل عن سبب اننتقاله ‪ ,‬و‬ ‫ل تعنتقد أن أحدا نقله امن اموضعه ‪ ,‬لنك تعلم امن صفات هذا الشخص انه‬ ‫يننتقل بنفسه ول يحنتاج على امن ينقله ‪.‬‬ ‫احفظ هذه النقطة الثانية ثم اسمع اما أقوله لك ‪ :‬لما كانت هذه‬ ‫المخلوقات امحدثة و نحن نعلم امن طبائعها أنها ل توجد بذاتها بل ل بد لها‬ ‫امن اموجد ‪ ,‬عرفنا أن اموجدها هو ا تبارك وتعالى ‪ ,‬و لما كان كمال‬ ‫اللوهية يقنتضي عدم احنتياج اله إلى غيره ‪ ,‬بل إن امن صفاته قياامه بنفسه‬ ‫‪ ,‬عرفنا أن ا تبارك و تعالى اموجود بذاته و غير امحنتاج إلى امن يوجده ‪,‬‬ ‫و إذا وضعت النقطنتين السابقنتين إلى جانب هذا الكلم ‪ ,‬اتضح لك هذا‬ ‫المقام ‪ ,‬و العقل البشري أقصر امن أن ينتورط في أكثر امن ذلك ‪ ,‬و ا‬ ‫نسأل العصمة و الزلل ‪ ,‬إنه رؤوف رحيم ‪.‬‬ ‫و إليك أقوال العلماء الوربيين في إثبات وجود ا تعالى و القرار بكمال‬ ‫صفاته ‪ ,‬و ا ولي توفيقنا و توفيقك ‪:‬‬

‫كلم العلماء الطبيعين في إثبات وجود ا و صفاته‬


‫قدامنا إليك أن هذه العقيدة فطرية في النفوس السليمة ‪ ,‬امسنتقرة في الذهان‬ ‫الصافية ‪ ,‬تكاد تكون امن بدهيات المعلوامات ‪ ,‬تؤكدها ننتائج العقول جيل بعد‬ ‫جيل ‪ ,‬و لذلك اعنتقدها علماء الكون امن الوربيين و غيرهم و إن لم ينتتّلقوا عن‬ ‫دين امن الديان ‪ ,‬و سننقل لك بعض شهاداتهم ‪ ,‬ل تأييدا للعقيدة ‪ ,‬ولكن إثباتا‬ ‫لسنتقرارها في النفوس ‪,‬و قطعا للسنة الذين يريدون أن ينتحللوا امن رباط‬ ‫العقائد ‪ ,‬و يخادعوا ضمائرهم و أرواحهم بالباطل ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬قال ديكارت العالم الفرنسي ‪:‬‬ ‫)إني امع شعوري بنقص ذاتي أحس في الوقت نفسه بوجود ذات كااملة ‪ ,‬و‬ ‫أراني امضطرا للعنتقاد بأن هذا الشعور قد غرسنته في ذاتي تلك الذات الكااملة‬ ‫المنتحلية بجميع صفات الكمال ‪ ,‬و هي ‪ :‬ا (‬

‫فهو يثبت في كلامه هذا ضعف نفسه و نقصها ‪ ,‬و وجود ا و كماله ‪ ,‬و‬ ‫ت الَّلس ِه‬ ‫طَر َ‬ ‫يعنترف بأن شعوره و إحساسه هبه امن ا له و فطرة فيه ‪) ,‬س ِف ه ْ‬ ‫عَله ْيَها( )الروم‪. (30:‬‬ ‫س َ‬ ‫طَر الَّنا َ‬ ‫اَّلس ِنتي َف َ‬ ‫‪ - 2‬وقال إسحاق نيوتن العالم النجليزي الشهير ‪ ,‬و امكنتشف قانون‬ ‫الجاذبية ‪:‬‬ ‫كوا في الخالق فإنه امما ل يعقل أن تكون المصادفات وحدها هي‬ ‫)ل تش تّ‬ ‫قائدة هذا الوجود( ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وقال هرشل الفلكي النجليزي ‪:‬‬ ‫)كلما اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الداامغة القوية على وجود وخالق أزلي ل حد‬ ‫لقدرته و ل نهاية ‪ ,‬فالجيولوجيون و الرياضيون و الفلكيون و الطبيعيون قد تعاونوا على‬ ‫تشييد صرح العلم ‪ ,‬و هو صرح عظمة ا وحده( ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وقال لينيه ‪ ,‬كما نقله عنه كااميل فلامريون الفرنسي في كنتابه المسمى )ا في‬ ‫الطبيعة( ‪:‬‬ ‫)إن ا الزلي البدي العالم بكل شيء و المقنتدر على كل شيء ‪ ,‬قد تجلى لي ببدائع‬ ‫صنعه حنتى صرت امندهشا امبهوتا ‪ ,‬فأي قدرة و أي حكمة و أي ‪ ,‬و أي إبداع أبدعه في‬ ‫امصنوعاته ! سواء في أصغر الشياء أو أكبرها ! إن المنافع النتي نسنتمدها امن هذه‬


‫الكائنات تشهد بعظمة رحمة ا الذي سخرها لنا ‪ ,‬كما أن كمالها و تناسقها ينبئ‬ ‫بواسع حكمنته ‪ ,‬وكذلك حفظها عن النتلشي و تجددها يقر بجماله و عظمنته ( ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬و يقول هوبرت سبنسر النجليزي في هذا المعنى في رسالنته في النتربية ‪:‬‬ ‫)العلم يناقض الخرافات ‪ ,‬و لكنه ل يناقض الدين ‪ ,‬يوجد في شيء كثير امن العلم‬ ‫الطبيعي الشائع روح الزندقة ‪ ,‬ولكن العلم الذي تجاوز المعلوامات السطحية ‪ ,‬و رسب‬ ‫في اعماق الحقائق ‪ ,‬براء امن هذه الروح ‪ ,‬العلم الطبيعي ل ينافي الدين ‪ ,‬و النتوجه‬ ‫للعلم الطبيعي عبادة صاامنتة و اعنتراف صاامت بنفاسة الشياء النتي تعاين و تدرس ‪,‬‬ ‫ثم بقدرة وخالقها ‪ ,‬فليس ذلك النتوجه تسبيحا شفهيا ‪ ,‬بل هو تسبيح عملي ‪ ,‬و ليس‬ ‫باحنترام ُامتّدعى ‪ ,‬إنما هو احنترام أثمرته تضحية الوقت و النتفكير و العمل ‪ ,‬و هذا العلم‬ ‫ل يسلك طريق السنتبداد في تفهيم الناس اسنتحالة إدراك السبب الول و هو ا ‪ ,‬و‬ ‫لكنه ينهج بنا النهج الوضح في تفهيمنا السنتحالة ‪ ,‬بإبلغنا جميع أنواع الحدود النتي ل‬ ‫يسنتطاع اجنتيازها ‪ ,‬ثم يق بنا في رفق و هوادة عند هذه النهاية ‪ ,‬و هو بعد ذلك يرينا‬ ‫بكيفيأ ٍة ل تعادل صغر العقل النساني إزاء ذلك الذي يفوت العقل ‪ , (...‬ثم أوخذ يضرب‬ ‫الامثلة على اما يقول فقال ‪) :‬إن العالم الذي يرى قطرة الماء فيعلم أنها تنتركب امن‬ ‫الكسجين و اليدروجين بنسبة وخاصة ‪ ,‬بحيث لو اوخنتلفت هذه النسبة لكانت شيئا آوخر‬ ‫غير الماء ‪ ,‬يعنتقد عظمة الخالق و قدرته و حكمنته و علمه الواسع بأشد و أعظم و‬ ‫أقوى امن غير العالم الطبيعي الذي ل يرى فيها إل أنها قطرة اماء فحسب ‪ ,‬وكذلك‬ ‫العالم الذي يرى قطعة البَرد فيرى تحت امجهره اما فيها امن جمال الهندسة و دقة‬ ‫النتقسيم ‪ ,‬ل شك انه يشعر بجمال الخالق و دقيق حكمه أكبر امن ذلك الذي ل يعلم‬ ‫عنها إل أنها امطر تجمد امن شدة البرد( ‪.‬‬ ‫و أقوال علماء الكون في ذلك ل تقع تحت حصر ‪ ,‬و فيما ذكرناه الكفاية ‪ ,‬وإنما‬ ‫اسنتشهدنا بذلك حنتى يعلم شبابنا أن دينهم امؤيد امن عند ا تبارك و تعالى ‪ ,‬ل يزيده‬ ‫ق َوس ِفي‬ ‫م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ‬ ‫سُنس ِريس ِه ه ْ‬ ‫العلم إل قوة و ثباتا و تأييدا ‪ ,‬امصداقا لقول ا تعالى ‪َ ) :‬‬ ‫شس ِهي ٌد( )فصلت‪:‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫ك أ َ​َّنُه َ‬ ‫ف س ِبَرِّب َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ق أ َ​َوَل ه ْ‬ ‫ح ُّ‬ ‫م أ َ​َّنُه اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫حَّنتى َيَنتَبَّي َ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫أ َه ْنُف س ِ‬ ‫‪. (53‬‬

‫آيات الصفات و أحاديثها‬ ‫وردت في القرآن الكريم آيات و في السنة المطهرة أحاديث ‪ ,‬توهم بظاهرها امشابهة‬ ‫الحق تبارك و تعالى لخلقه في بعض صفاتهم ‪ ,‬نورد بعضها على سبيل المثال ‪ ,‬ثم‬ ‫نقتّفي بذكر اما ورد فيها امن القوال ‪ ,‬و ا نسأل أن يوفقنا إلى بيان وجه الحق في‬


‫هذه المسألة ‪ ,‬النتي طال فيها جدل الناس و نقاشهم في هذا العصر ‪ ,‬و أن يجنبنا‬ ‫الزلل ‪ ,‬و يلهمنا الصواب ‪ ,‬و هو حسبنا و نعم الوكيل ‪.‬‬

‫نماذج امن آيات الصفات ‪:‬‬ ‫م(‬ ‫ل َوال س ِه ْكَرا س ِ‬ ‫جل س ِ‬ ‫ك ُذو اه ْل َ‬ ‫جُه َربِّ َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَيه ْبَقى َو ه ْ‬ ‫عَله ْيَها َفا أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َام ه ْ‬ ‫‪ -1‬قال ا تعالى ‪ُ) :‬ك ُّ‬ ‫)الرحمن‪. (27-26:‬‬ ‫و امثلها كل آية ورد فيها لفظ الوجه امضافا إلى الحق تبارك وتعالى ‪.‬‬ ‫حى ‪ ,‬أ َنس ِ‬ ‫ك َاما ُيو َ‬ ‫حه ْيَنا إ س َِلى أ ُِّام َ‬ ‫وخَرى ‪ ,‬إ س ِه ْذ أ َه ْو َ‬ ‫ة أ ُ ه ْ‬ ‫ك َامَّر م ً‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫‪ -2‬قال ا تعالى ‪َ) :‬وَلَقه ْد َامَنَّنا َ‬ ‫عُد ٌّو َلُه‬ ‫عُد ٌّو س ِلي َو َ‬ ‫ه َ‬ ‫وخه ْذ ُ‬ ‫ل َيه ْأ ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫سا س ِ‬ ‫م س ِبال َّ‬ ‫م َفه ْلُيه ْلس ِقس ِه اه ْلَي ُّ‬ ‫ت َفاه ْقس ِذس ِفيس ِه س ِفي اه ْلَي ِّ‬ ‫اه ْقس ِذس ِفيس ِه س ِفي الَّنتاُبو س ِ‬ ‫عه ْيس ِني( )طـه‪(39-37:‬‬ ‫عَلى َ‬ ‫ع َ‬ ‫صَن َ‬ ‫حَّبم ًة س ِامِّني َوس ِلُنت ه ْ‬ ‫ك َام َ‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫ت َ‬ ‫َوأ َه ْلَقه ْي ُ‬ ‫ما‬ ‫س س ِب َ‬ ‫ن َفل َته ْبَنتس ِئ ه ْ‬ ‫ن َقه ْد آَام َ‬ ‫ك إ س ِل تّ َام ه ْ‬ ‫ن َقه ْوس ِام َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫ن ُيه ْؤس ِام َ‬ ‫ح أ َ​َّنُه َل ه ْ‬ ‫ي إ س َِلى ُنو أ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬وُأو س ِ‬ ‫موا إ س َِّنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ظَل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫طه ْبس ِني س ِفي اَّلس ِذي َ‬ ‫خا س ِ‬ ‫حس ِيَنا َول ُت َ‬ ‫عُيس ِنَنا َوَو ه ْ‬ ‫ك س ِبَأ ه ْ‬ ‫ع اه ْلُفه ْل َ‬ ‫صَن س ِ‬ ‫عُلونَ ‪َ ,‬وا ه ْ‬ ‫َكاُنوا َيه ْف َ‬ ‫ن( )هود‪. (37-36:‬‬ ‫غَرُقو َ‬ ‫ُام ه ْ‬ ‫و امثلها كل آية ورد فيها لفظ العين امضافا إلى ا تبارك وتعالى ‪.‬‬ ‫كثَ‬ ‫ن َن َ‬ ‫م َفمَ ه ْ‬ ‫ق أ َه ْيس ِديس ِه ه ْ‬ ‫ا َفه ْو َ‬ ‫ن اَ َيُد س ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُيَباس ِي ُ‬ ‫ك إ س َِّن َ‬ ‫عوَن َ‬ ‫ن ُيَباس ِي ُ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫‪ -3‬قال ا تعالى ‪) :‬إ س ِ َّ‬ ‫ظيما( )الفنتح‪(10:‬‬ ‫ع س ِ‬ ‫جرا َ‬ ‫سُيه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ‬ ‫ا َف َ‬ ‫عَله ْيُه َ‬ ‫هَد َ‬ ‫عا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أ َه ْوَفى س ِب َ‬ ‫سس ِه َوَام ه ْ‬ ‫عَلى َنه ْف س ِ‬ ‫ث َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ما َيه ْن ُ‬ ‫َفس ِإَّن َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ل َيَدا ُ‬ ‫ه‬ ‫ما َقاُلوا َب ه ْ‬ ‫عُنوا س ِب َ‬ ‫م َوُل س ِ‬ ‫ت أ َه ْيس ِديس ِه ه ْ‬ ‫غَّل ه ْ‬ ‫غُلوَل ٌة ُ‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ت اه ْلَيُهوُد َيُد س ِ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬وَقاَل س ِ‬ ‫ء( )المائدة‪. (64:‬‬ ‫شا ُ‬ ‫ف َي َ‬ ‫ق َكه ْي َ‬ ‫طَنتانس ِ ُيه ْنس ِف ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َامه ْب ُ‬ ‫ن( )تّيـس‪:‬‬ ‫كو َ‬ ‫م َلَها َاماس ِل ُ‬ ‫عااما َفُه ه ْ‬ ‫ت أ َه ْيس ِديَنا أ َه ْن َ‬ ‫مَل ه ْ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م س ِام َّ‬ ‫وخَله ْقَنا َلُه ه ْ‬ ‫م َيَره ْوا أ َ​َّنا َ‬ ‫و قال تعالى ‪) :‬أ َ​َوَل ه ْ‬ ‫‪. (71‬‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ل‬ ‫ن َيه ْف َ‬ ‫ن َوَام ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ن ُدو س ِ‬ ‫ء س ِام ه ْ‬ ‫ن أ َه ْوس ِلَيا َ‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫مه ْؤس ِامُنونَ اه ْل َ‬ ‫خس ِذ اه ْل ُ‬ ‫‪ -4‬قال ا تعالى ‪) :‬ل َيَّنت س ِ‬ ‫سُه َوإ س َِلى س ِ‬ ‫ا‬ ‫ا َنه ْف َ‬ ‫م ُ‬ ‫ة َوُيحَِّذُرُك ُ‬ ‫م ُتَقا م ً‬ ‫ن َتَّنتُقوا س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ء س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ا س ِفي َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫س س ِام َ‬ ‫ك َفَله ْي َ‬ ‫َذس ِل َ‬ ‫صيُر( )آل عمران‪. (28:‬‬ ‫م س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ي إ س َِلَهه ْينس ِ‬ ‫خُذوس ِني َوأ ُِّام َ‬ ‫س اَّت س ِ‬ ‫ت س ِللَّنا س ِ‬ ‫ت ُقه ْل َ‬ ‫ءأ َه ْن َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َامه ْرَي َ‬ ‫سى اه ْب َ‬ ‫عي َ‬ ‫ا َيا س ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬وإ س ِه ْذ َقا َ‬ ‫ت ُقه ْلُنتُه َفَقه ْد‬ ‫ن ُكه ْن ُ‬ ‫ق إ س ِ ه ْ‬ ‫ح ٍّ‬ ‫س س ِلي س ِب َ‬ ‫ل َاما َله ْي َ‬ ‫كونُ س ِلي أ َنه ْ أ َُقو َ‬ ‫ك َاما َي ُ‬ ‫حاَن َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ا َقا َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن ُدو س ِ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫ب( )المائدة‪(116:‬‬ ‫غُيو س ِ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫عل ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ك أ َه ْن َ‬ ‫ك إ س َِّن َ‬ ‫س َ‬ ‫م َاما س ِفي َنه ْف س ِ‬ ‫عَل ُ‬ ‫سي َول أ َ ه ْ‬ ‫م َاما س ِفي َنه ْف س ِ‬ ‫عَل ُ‬ ‫مَنتُه َت ه ْ‬ ‫عس ِل ه ْ‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬


‫سَنتَوى( )طـه‪(5:‬‬ ‫ش ا ه ْ‬ ‫عه ْر س ِ‬ ‫عَلى اه ْل َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ -5‬قال ا تعالى ‪) :‬الَّر ه ْ‬ ‫و امثلها كل آية تنسب السنتواء على العرش إلى ا تبارك وتعالى ‪.‬‬

‫حَّنتى‬ ‫ظم ًة َ‬ ‫حَف َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫س ُ‬ ‫ه َوُيه ْر س ِ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫ق س ِ‬ ‫هُر َفه ْو َ‬ ‫هَو اه ْلَقا س ِ‬ ‫‪ -6‬قال ا تعالى ‪َ) :‬و ُ‬ ‫ن( )النعام‪. (61:‬‬ ‫طو َ‬ ‫م ل ُيَفِّر ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫سُلَنا َو ُ‬ ‫ت َتَوَّفه ْنتُه ُر ُ‬ ‫مه ْو ُ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫حَدُك ُ‬ ‫ء أَ َ‬ ‫جا َ‬ ‫إ س َِذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ي‬ ‫م ال َه ْرضَ َفس ِإَذا س ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫ف س ِب ُ‬ ‫س َ‬ ‫خ س ِ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ء أ َ ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن س ِفي ال َّ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫ءأ َس ِامه ْنُنت ه ْ‬ ‫و قال تعالى ‪َ ) :‬‬ ‫موُر( )الملك‪. (16:‬‬ ‫َت ُ‬ ‫كس ِل ُ‬ ‫م‬ ‫عُد اه ْل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ميعا إ س َِله ْيس ِه َي ه ْ‬ ‫ة جَ س ِ‬ ‫عَّز ُ‬ ‫ة َفس ِلَّلس ِه اه ْل س ِ‬ ‫عَّز َ‬ ‫ن ُيس ِريُد اه ْل س ِ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫و قال تعالى ‪َ) :‬ام ه ْ‬ ‫شس ِدي ٌد‬ ‫ب َ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ت َلُه ه ْ‬ ‫سِّيَئا س ِ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫كُرو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫عُه َواَّلس ِذي َ‬ ‫ح َيه ْرَف ُ‬ ‫صاس ِل ُ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫م ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ب َواه ْل َ‬ ‫طِّي ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫هَو َيُبوُر( )فاطر‪. (10:‬‬ ‫ك ُ‬ ‫كُر ُأوَلس ِئ َ‬ ‫َوَام ه ْ‬ ‫امما يؤوخذ امنه نسبة الجهة لله تبارك و تعالى ‪.‬‬ ‫ا س ِفي ال ُّده ْنَيا‬ ‫م ُ‬ ‫عَنُه ُ‬ ‫سوَلُه َل َ‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ُيه ْؤُذو َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫‪ -7‬قال ا تعالى ‪) :‬إ س ِ َّ‬ ‫عَذابا ُامس ِهينا( )الحزاب‪. (57:‬‬ ‫م َ‬ ‫عَّد َلُه ه ْ‬ ‫ة َوأ َ َ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫َوال س ِ‬ ‫خَنا س ِفيس ِه س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫جَها َفَنَف ه ْ‬ ‫ت َفه ْر َ‬ ‫صَن ه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن اَّلس ِنتي أ َ ه ْ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫م اه ْبَنَة س ِ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬وَامه ْرَي َ‬ ‫ن( )النتحريم‪. (12:‬‬ ‫ن اه ْلَقاس ِنس ِنتي َ‬ ‫ت س ِام َ‬ ‫ت َرِّبَها َوُكُنتس ِبس ِه َوَكاَن ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫كس ِل َ‬ ‫ت س ِب َ‬ ‫صَّدَق ه ْ‬ ‫حَنا َو َ‬ ‫ُرو س ِ‬ ‫صتّفا(‬ ‫صتّفا َ‬ ‫ك َ‬ ‫مَل ُ‬ ‫ك َواه ْل َ‬ ‫ء َر ُّب َ‬ ‫جا َ‬ ‫ض َدتّكا َدتّكا ‪َ ,‬و َ‬ ‫ت ال َه ْر ُ‬ ‫وقال تعالى ‪َ) :‬كل إ س َِذا ُدَّك س ِ‬ ‫)الفجر‪. (22-21:‬‬ ‫نماذج امن أحاديث الصفات‬ ‫وردت في الحاديث الشريفة ألفاظ كالنتي في اليات السابقة ‪ ,‬امنسوبة‬ ‫إلى ا تبارك وتعالى ‪ :‬كالوجه و اليد و نحوهما ‪ ,‬فنكنتفي باليات عن‬ ‫ذكرها ‪ ,‬و ورد في أحاديث كثيرة ألفاظ أوخرى امن هذا القبيل امنسوبة إلى‬ ‫ذات ا تبارك تعالى نورد بعضها ‪ ,‬فمن ذلك ‪:‬‬ ‫‪ -1‬عن أبي هريرة رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫)وخلق ا آدم على صورته ‪ ،‬طوله سنتون ذراعا م ً‪ ،‬فلما وخلقه قال‪ :‬اذهب‬ ‫فسلم على أولئك ‪ -‬نفر امن الملئكة جلوس‪ -‬فاسنتمع اما يحيونك ‪ ،‬فإنها‬ ‫تحينتك وتحية ذرينتك ‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم ‪ ،‬فقالوا‪ :‬السلم عليك ورحمة‬


‫ا ‪ ،‬فزادوه‪ :‬ورحمة ا ‪ ،‬فكل امن يدوخل الجنة على صورة آدم ‪ ،‬فلم‬ ‫يزل الخلق ينقص بعد حنتى الن( رواه البخاري و امسلم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬عن أنس بن امالك رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه‬ ‫قال )ل تزال جهنم يلقى فيها وتقول ‪ :‬هل امن امزيد حنتى يضع رب العزة‬ ‫فيها قدامه ‪ ,‬فينزوي بعضها إلى بعض وتقول‪ :‬قط قط ‪ ,‬بعزتك وكرامك ‪,‬‬ ‫ول يزال في الجنة فضل حنتى ينشئ ا لها وخلقا‪ ،‬فيسكنهم فضل الجنة(‬ ‫رواه البخاري و امسلم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬عن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪) :‬لله أشد فرحا بنتوبة أحدكم ‪ ،‬امن أحدكم بضالنته ‪ ،‬إذا وجدها( رواه‬ ‫البخاري و امسلم ‪.‬‬ ‫انقسم الناس في هذه المسالة على أربع فرق ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬فرقة أوخذت بظواهرها كما هي ‪ ,‬فنسبت لله وجوها كوجوه الخلق ‪,‬‬ ‫و يدا أو أيديا كأيديهم ‪ ,‬و ضحكا كضحكهم ‪ ,‬وهكذا حنتى فرضا الله شيخا‬ ‫‪ ,‬و بعضهم فرضه شابا ‪ ,‬وهؤلء هم المجسمة و المشبهة ‪ ,‬و ليسوا امن‬ ‫السلم في شيء ‪ ,‬و ليس لقولهم نصيب امن الصحة ‪ ,‬و يكفي في الرد‬ ‫صيُر(‬ ‫ع اه ْلَب س ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫هَو ال َّ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫مه ْثس ِلس ِه َ‬ ‫س َك س ِ‬ ‫عليهم ‪ ,‬قول ا تبارك وتعالى ‪َ) :‬له ْي َ‬ ‫م َيس ِله ْد َوَل ه ْ‬ ‫م‬ ‫مُد ‪َ ,‬ل ه ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ال َّ‬ ‫ا أ َحَ ٌد ‪ُ ,‬‬ ‫هَو ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫)الشورى‪ . (11:‬وقوله تعالى ‪ُ) :‬ق ه ْ‬ ‫ح ٌد( الوخل ص ‪.‬‬ ‫كن َّلُه ُكُفم ًوا أ َ َ‬ ‫م َي ُ‬ ‫ُيوَله ْد ‪َ ,‬وَل ه ْ‬ ‫‪ -2‬فرقة عطلت امعاني هذه اللفاظ على أي وجه ‪ ,‬يقصدون بذلك نفي‬ ‫امدلولتها امطلقا عن ا تبارك و تعالى ‪ ,‬فالله تبارك و تعالى عندهم ل‬ ‫ينتكلم و ل يسمع و ل يبصر ‪ ,‬لن ذلك ل يكن إل بجارحة ‪ ,‬و الجوارح يجب‬ ‫أن تنفى عنه سبحانه ‪ ,‬فبذلك يعطلون صفات ا تبارك وتعالى و‬ ‫ينتظاهرون بنتقديسه ‪,‬وهؤلء هم المعطلة ‪ ,‬و يطلق عليهم بعض علماء‬ ‫تاريخ العقائد السلامية ‪) :‬الجهمية( ‪ ,‬ول أظن أن أحدا عنده امسكة امن‬ ‫عقل يسنتسيغ هذا القول المنتهافت ! و ها قد ثبت الكلم و السمع و البصر‬


‫لبعض الخلئق بغير جارحة ‪ ,‬فكيف ينتوقف كلم الحق تبارك وتعالى على‬ ‫الجوارح ؟! تعالى ا عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫ظ لهما امن النظر ‪ ,‬و بقي أاماامنا رأيان هما امحل‬ ‫هذان رأيان باطلن ل ح تّ‬ ‫أنظار العلماء في العقائد ‪ ,‬وهما رأي السلف و رأي الخلف ‪.‬‬ ‫امذهب السلف في آيات الصفات و أحاديثها ‪:‬‬ ‫‪ - 3‬أاما السلف رضوان ا عليهم فقالوا‪ :‬نؤامن بهذه اليات والحاديث كما‬ ‫وردت ‪ ،‬وننترك بيان المقصود امنها لله تبارك وتعالى ‪ ,‬فهم يثبنتون اليد‬ ‫نل‬ ‫والعين والعين والسنتواء والضحك والنتعجب‪ ...‬الخ ‪ ,‬وكل ذلك بمعا أ ٍ‬ ‫ندركها ‪ ,‬وننترك لله تبارك وتعالى الحاطة بعلمها ‪ ,‬ولسيما و قد نهينا عن‬ ‫ذلك في قول النبي صلى ا عليه وسلم ‪) :‬تفكروا في وخلق ا ‪ ,‬و ل‬ ‫تنتفكروا في ا ‪ ,‬فإنكم لن تقدروا قدره ( ‪.‬‬ ‫قال العراقي ‪ :‬رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد ضعيف ‪ ,‬و رواه الصبهاني في‬ ‫النترغيب و النترهيب بإسناد أصح امنه ‪ ,‬و رواه أبو الشيخ كذلك ‪.‬‬ ‫امع قطعهم رضوان ا عليهم بعدم امشابهة باننتفاء المشابهة بين ا وبين الخلق ‪ ,‬و‬ ‫إليك أقوالهم في ذلك ‪:‬‬ ‫) أ ( روى الللكائي في )أصول السنة( عن امحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رضي‬ ‫ا عنهما قال ‪) :‬اتفق الفقهاء كلهم امن المشرق إلى المغرب على اليمان بالقرآن‬ ‫وبالحاديث النتي جاء بها الثقات عن رسول ا صلى ا عليه وسلم في صفة الرب‬ ‫عز وجل امن غير تفسير ول وصف ول تشبيه ‪ ،‬فمن فسر اليوم شيئا امن ذلك فقد‬ ‫وخرج امما كان عليه النبي صلى ا عليه وسلم وفارق الجماعة ‪ ,‬فإنهم لم يصفوا و لم‬ ‫يفسروا ‪ ,‬ولكن أفنتوا بما في الكنتاب و السنة ثم سكنتوا( ‪.‬‬ ‫) ب ( ذكر الخلل في كنتاب )السنة( و ذكره حنبل في كنتبه امثل كنتاب )السنة و‬ ‫المحنة( ‪:‬‬ ‫قال حنبل ‪ :‬سألت أبا عبد ا ‪ :‬عن الحاديث النتي تروى )إن ا تبارك وتعالى ينزل‬ ‫إلى سماء الدنيا( و )إن ا تعالى يرى( و )إن ا يضع قدامه( و اما أشبه هذه‬ ‫الحاديث‬ ‫فقال أبو عبد ا ‪) :‬نؤامن بها و نصدق بها و ل كيف و ل امعنى ‪ ,‬ول نرد امنها شيئا ‪,‬‬ ‫ونعلم أن اما جاء به الرسول حق إذا كان بأسانيد صحاح ‪ ,‬و ل نرد على ا قوله ‪ ,‬و‬


‫ل يوصف ا تبارك وتعالى بأكثر امما وصف به نفسه بل حد ول غاية ‪ ,‬ليس كمثله‬ ‫شيء( ‪.‬‬ ‫) ج ( و روى حراملة بن يحيى قال ‪ :‬سمعت امالك بن أنس يقول ‪) :‬امن وصف شيئا امن‬ ‫غُلوَل ٌة( )المائدة‪ (64:‬فأشار بيده‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ت اه ْلَيُهوُد َيُد س ِ‬ ‫ذات ا عز وجل امثل قوله‪َ) :‬وَقاَل س ِ‬ ‫إلى عنقه ‪ ,‬وامثله قوله )وهو السميع البصير( فأشار إلى عينيه أو أذنه أو شيء امن‬ ‫يديه ‪ ,‬قطع ذلك امنه ‪ ،‬؛ لنه شبه ا تعالى بنفسه( ‪ ,‬ثم قال امالك ‪) :‬أاما سمعت قول‬ ‫البراء حين حد ث أن النبي صلى ا عليه وسلم ل يضحي بأربع امن الضحايا و أشار‬ ‫البراء بيده كما أشار النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ,‬قال البراء ‪ :‬و يدي أقصر امن يد‬ ‫رسول ا ‪ ,‬فكره البراء أن يصف يد رسول ا إجلل له و هو امخلوق ‪ ,‬فكيف‬ ‫الخالق الذي ليس كمثله شيء ؟!(‬ ‫) د ( و روى أبو بكر بن الثرم ‪ ,‬و أبو عمرو الطلمنكي و أبو عبد ا بن أبي سلمة‬ ‫الماجشون كلاما طويل في هذا المعنى وخنتمه بقوله ‪) :‬فما وصف ا امن نفسه‬ ‫فسماه على لسان رسوله سميناه كما سماه ‪ ,‬و لم ننتكلف امنه صفة اما سواه ‪ ,‬ل هذا‬ ‫‪ ,‬و ل هذا ‪ ,‬ل نجحد اما وصف و ل ننتكلف امعرفة اما يصف( ‪.‬‬

‫اعلم رحمك ا أن العصمة في الدين تننتهي حيث اننتهى بك ‪ ,‬ول تجاوز اما‬ ‫قد حدد لك ‪ ,‬فإن امن قوام الدين امعرفة المعروف و إنكار المنكر ‪ ,‬فما‬ ‫بسطت عليه المعرفة ‪ ,‬و سكنت إليه الفئدة ‪ ,‬و ُذكر أصله في الكنتاب و‬ ‫ن في ذكره و صفنته امن ربك اما‬ ‫السنة ‪ ,‬و توار ث علمه الامة فل تخاف تّ‬ ‫وصف امن نفسه عينا ‪ ,‬و ل تكلفن بما وصف امن ذلك قدرا ‪ ,‬واما أنكرته‬ ‫نفسك ‪ ,‬و لم تجد ذكره في كنتاب ربك ‪ ,‬و ل في الحديث عن نبيك امن ذكر‬ ‫صفة ربك فل تنتكلفن علمه بعقلك ‪ ,‬ول تصفه بلسانك ‪ ,‬و اصمت كما‬ ‫صمت الرب عنه امن نفسه ‪ ,‬فإن تكلفك امعرفة اما لم يصف به نفسه امثل‬ ‫إنكارك اما وصف امنها ‪ ,‬فكما أعظمت اما جحد الجاحدون امما وصف امن‬ ‫ظم تكلف اما وصف الواصفون امما لم يصف نفسه ‪ ,‬فقد‬ ‫نفسه ‪ ,‬فكذلك أع س ِ‬ ‫وا عز على المسلمون الذين يعرفون المعروف و بمعرفنتهم يعرف ‪ ,‬و‬ ‫ينكرون المنكر وبإنكارهم ينكر ‪ ,‬يسمعون اما وصف ا به نفسه امن هذا‬ ‫في كنتابه ‪ ,‬واما يبلغهم امثله عن نبيه ‪ ,‬فما امرض ذكر هذا و تسمينته امن‬


‫الرب قلب امسلم ‪ ,‬ول تكلف صفة قدره ‪ ,‬ول تسمية غيره امن الرب امؤامن‬ ‫مى و وصف‬ ‫‪ ,‬و اما عن رسول ا أنه سماه امن صفة ربه فهو بمنزلة اما س تّ‬ ‫الرب تعالى امن نفسه ‪ ,‬و الراسخون في العلم ‪ ,‬و الواقفون حيث اننتهى‬ ‫بهم علمهم ‪ ,‬و الواصفون لربهم بما وصف به نفسه ‪ ,‬النتاركون لما ترك‬ ‫امن ذكرها ل ينكرون صفة اما سمى امنها جحدا ‪ ,‬ول ينتكلفون وصفه بما لم‬ ‫غه ْيَر‬ ‫ع َ‬ ‫مى ‪ ,‬و امن )َيَّنتس ِب ه ْ‬ ‫مى اما س تّ‬ ‫يسم تعمقا ‪ ,‬لن الحق ترك اما ترك و س تّ‬ ‫صيرا( )النساء‪(115:‬‬ ‫ت َام س ِ‬ ‫ء ه ْ‬ ‫سا َ‬ ‫م َو َ‬ ‫جَهَّن َ‬ ‫صس ِلس ِه َ‬ ‫ن ُنَوِّلس ِه َاما َتَوَّلى َوُن ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ل اه ْل ُ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ ,‬وهب ا لنا حكما و ألحقنا بالصالحين ‪.‬‬

‫امذهب الخلف في آيات الصفات و أحاديثها ‪:‬‬ ‫‪ -4‬قدامت لك أن السلف رضوان ا عليهم يؤامنون ببآيات الصفات وأحاديثها‬ ‫كما وردت ‪ ,‬و ينتركون بيان المقصود امنها لله تبارك وتعالى امع اعنتقادهم‬ ‫بنتنزيه ا تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقه ‪.‬‬ ‫فأاما الخلف فقد قالوا ‪ :‬إننا نقطع بأن امعاني ألفاظ هذه اليات و الحاديث‬ ‫ل يراد بها ظواهرها ‪ ,‬وعلى ذلك فهي امجازات ل امانع امن تأويلها ‪ ,‬فاوخذوا‬ ‫يؤولون )الوجه( بالذات و )اليد( بالقدرة ‪ ..‬واما إلى ذلك هربا امن شبهة‬ ‫النتشبيه ‪ ,‬و إليك نماذج امن أقوالهم في ذلك ‪:‬‬ ‫) أ ( قال أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي في كنتابه )دفع شبهة النتشبيه( ‪:‬‬ ‫)قال ا تعالى ‪) :‬ويبقى وجه ربك( قال المفسرون ‪ :‬ويبقى ربك ‪,‬‬ ‫وكذلك قالوا في قوله تعالى ‪) :‬يريدونه وجهه( أي يريدونه ‪ ,‬وقال الضحاك‬ ‫و أبو عبيدة ‪) :‬كل شيء هالك إل وجهه( أي إل هو( ‪.‬‬ ‫وعقد في أول الكنتاب فصل إضافيا في الرد على امن قالوا أن الوخذ‬ ‫بظاهر هذه اليات و الحاديث هو امذهب السلف ‪ ,‬ووخلصة اما قاله هو أن‬ ‫الوخذ بالظاهر هو تجسيم و تشبيه ‪ ,‬لن ظاهر اللفظ هو اما وضع له ‪ ,‬فل‬ ‫امعنى لليد حقيقة إل الجارحة ‪ ,‬وهكذا ‪.‬‬


‫و أاما امذهب السلف فليس أوخذها على ظاهرها ‪ ,‬ولكن السكوت جملة‬ ‫عن البحث فيها ‪ ,‬و أيضا فقد ذهب إلى أن تسمينتها آيات صفات و أحاديث‬ ‫صفات تسمية امبنتدعة لم ترد في كنتاب و ل في سنة ‪ ,‬وليست حقيقية فإنها‬ ‫إضافات ليس غير ‪ ,‬و اسنتدل على كلامه في ذلك بادلة كثيرة ل امجال‬ ‫لذكرها هو ‪.‬‬ ‫) ب ( وقال فخر الدين الرازي في كنتابه أساس النتقديس ‪) :‬واعلم أن‬ ‫نصو ص القرآن ل يمكن إجراؤها على ظاهرها لوجوه ‪ :‬الول أن ظاهر‬ ‫قوله تعالى )ولنتصنع على عيني( يقنتضي أن يكون اموسى اموسى امسنتقرا‬ ‫على تلك العين املنتصقا بها امسنتعليا عليها وذلك ل يقوله عاقل ‪ ,‬و الثاني أن‬ ‫قوله تعالى )واصنع الفلك بأعيننا( يقنتضي أن تكون آلة تلك الصنعة هي‬ ‫تلك العين ‪ ,‬والثالث أن إثبات العين في الوجه الواحد قبيح فثبت أنه لبد‬ ‫امن المصير إلى النتأويل و وذلك أن تحمل هذه اللفاظ على شدة العناية‬ ‫والحراسة( ‪.‬‬ ‫) ج ( قال الامام الغزالي في الجزء الول امن كنتابه إحياء علوم الدين عند‬ ‫كلامه على نسبة العلم الظاهر إلى الباطن و أقسام اما ينتأتّتى فيه الظهور و‬ ‫البطون ‪ ,‬و النتأويل و غير النتأويل ‪:‬‬ ‫)القسم الثالث أن يكون الشيء بحيث لو ذكر صريحا لفخم و لم فيه ضرر‬ ‫‪ ,‬و لكن يكنى عنه على سبيل السنتعارة و الرامز ‪ ,‬ليكون وقعه في قلب‬ ‫المسنتمع أغلب ‪.........‬و امنه قوله صلى ا عليه وسلم ‪) :‬إن المسجد‬ ‫لينزوي امن النخاامة كما تنزوي الجلدة على النار( وعناه أن روح المسجد‬ ‫و كونه امعظما ‪ ,‬ورامي النخاامة تحقير له فيضاد امعنى المسجدية امعنى‬ ‫النار لتصال أجزاء الجلدة ‪ ,‬وأنت ترى أن ساحة المسجد ل تنقبض امن‬ ‫نخاامة ‪ ,‬وكذلك قوله صلى ا عليه وسلم )أاما يخشى الذي يرفع رأسه‬ ‫قبل الامام أن يحول ا رأسه رأس حمار( وذلك امن حيث الصورة لم‬ ‫يكن قط و ل يكون ‪ ,‬ولكن امن حيث المعنى هو كائن ‪ ,‬إذ رأس الحمار‬ ‫لم يكن بحقيقنته و كونه و شكله بل بخاصينته ‪ ,‬وهي البلدة و الحمق ‪ ,‬و‬


‫امن رفع راسه قبل الامام ‪ ,‬وامن رفع رأسه قبل الامام فقد صار رأسه‬ ‫رأس الحمار في امعنى البلدة و الحمق ‪ ,‬و هو المقصود دون الشكل ‪ ,‬و‬ ‫إنما يعرف هذا السر على وخلف الظاهر إاما بدليل عقلي أو شرعي ‪ ,‬أاما‬ ‫العقلي فان يكون حمله على الظاهر غير اممكن كقوله ‪) :‬قلب المؤامن‬ ‫بين إصبعين امن أصابع الرحمن( إذ لو فنتشنا عن قلوب المؤامنين لم نجد‬ ‫فيها أصابع ‪ ,‬فعلم انها كناية عن القدرة النتي هي سر الصابع و روحها‬ ‫الخفي ‪ ,‬وكني بالصابع عن القدرة لن ذلك أعظم وقعا في تفهم تمام‬ ‫القنتدار( ‪.‬‬ ‫و قد نعرض لمثل هذا الكلم في اموضع امن هذا البحث ‪ ,‬و فيما ذكرناه‬ ‫كفاية ‪.‬‬ ‫إلى هنا وضح أاماامك طريقا السلف و الخلف ‪ ,‬وقد كان هذان الطريقان‬ ‫امثار وخلف شديد بين علماء الكلم امن أئمة المسلمين ‪ ,‬و أوخذ كل يدعم‬ ‫خه ْلف بين‬ ‫ن امسافَة ال ُ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫ت الامَر لعس ِلم َ‬ ‫امذهبه بالحجج و الدلة ‪ ,‬ولو بحث َ‬ ‫ف والغلَّو ‪,‬‬ ‫ل كل ٍّ امنهما النتطر َ‬ ‫الطريقنتين ل تحنتمل شيئا امن هذا لو ترك أه ُ‬ ‫ث في امثل هذا الشأن امهما طال فيه القول ل يؤدي في النهاية إل‬ ‫ن البح َ‬ ‫وأ َّ‬ ‫ة ‪ ،‬هي النتفويض لله تبارك وتعالى ‪ ,‬وهذا اما سنفصله لك‬ ‫إلى ننتيجأ ٍة واحد أ ٍ‬ ‫إن شاء ا ‪.‬‬ ‫بين السلف و الخلف ‪:‬‬ ‫قد علمت أن امذهب السلف في اليات المنتشابهات والحاديث النتي تنتعلق بصفات ا‬ ‫تبارك وتعالى أن يمروها على اما جاءت عليه ‪ ،‬ويسكنتوا عن تفسيرها أو تأويلها ‪ ،‬وأن‬ ‫امذهب الخلف أن يؤولوها بما ينتفق امع تنزيه ا تبارك وتعالى عن امشابهة وخلقه ‪،‬‬ ‫وعلمت أن الخلف شديد بين أهل الرأيين حنتى أدى بينهما إلى النتنابز باللقاب العصبية‬ ‫‪ ،‬وبيان ذلك امن عدة أوجه ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬اتفق الفريقان على تنزيه ا تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقه ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬كل امنهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصو ص في حق ا تبارك وتعالى غير‬ ‫ظواهرها النتي وضعت لها هذه اللفاظ في حق المخلوقات ‪ ،‬وذلك امنترتب على‬ ‫اتفاقهما على نفي النتشبيه ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬كل امن الفريقين يعلم أن اللفاظ توضع للنتعبير عما يجول في النفوس ‪ ،‬أو يقع‬ ‫تحت الحواس امما ينتعلق بأصحاب اللغة وواضعيها ‪ ،‬وأن اللغات امهما اتسعت ل تحيط‬ ‫بما ليس لهلها بحقائقه علم ‪ ،‬وحقائق اما ينتعلق بذات ا تبارك وتعالى امن هذا‬ ‫القبيل ‪ ،‬فاللغة أقصر امن أن تواتينا باللفاظ النتي تدل على هذه الحقائق ‪ ،‬فالنتحكم‬ ‫في تحديد المعاني بهذه اللفاظ تغرير ‪.‬‬

‫وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل النتأويل ‪ ،‬وانحصر الخلف بينهما في‬ ‫أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة النتنزيه إلى ذلك حفظا‬ ‫لعقائد العوام امن شبهة النتشبيه ‪ ،‬وهو وخلف ل يسنتحق ضجة ول إعناتا ‪.‬‬

‫ترجيح امذهب السلف ‪:‬‬ ‫ونحن نعنتقد أن رأي السلف امن السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى‬ ‫ا تبارك وتعالى أسلم وأولى بالتباع ‪ ،‬حسما لمادة النتأويل والنتعطيل ‪،‬‬ ‫فإن كنت اممن أسعده ا بطمأنينة اليمان ‪ ،‬وأثلج صدره ببرد اليقين ‪ ،‬فل‬ ‫تعدل به بديل ‪ ،‬ونعنتقد إلى جانب هذا أن تأويلت الخلف ل توجب الحكم‬ ‫عليهم بكفر ول فسوق ‪ ،‬ول تسنتدعي هذا النزاع الطويل بينهم وبين‬ ‫غيرهم قديما وحديثا ‪ ،‬وصدر السلم أوسع امن هذا كله ‪.‬‬ ‫وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف ‪ ،‬رضوان ا عليهم ‪ ،‬إلى النتأويل‬ ‫في عدة امواطن ‪ ،‬وهو الامام أحمد بن حنبل رضي ا عنه ‪ ،‬امن ذلك‬ ‫تأويله لحديث ‪) :‬الحجر السود يمين ا في أرضه( وقوله صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪):‬قلب المؤامن بين إصبعين امن أصابع الرحمن( وقوله صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪) :‬إني لجد نفس الرحمن امن جانب اليمن( ‪.‬‬


‫وقد رأيت للامام النووي رضي ا عنه اما يفيد قرب امسافة الخلف بين‬ ‫الرأيين امما ل يدع امجال للنزاع والجدال ‪ ،‬ول سيما وقد قيد الخلف أنفسهم‬ ‫في النتأويل بجوازه عقل وشرعا ‪ ،‬بحيث ل يصطدم بأصل امن أصول الدين‬ ‫‪.‬‬ ‫قال الرازي في كنتابه ) أساس النتقديس ( ‪ ) :‬ثم إن جوزنا النتأويل اشنتغلنا‬ ‫على سبيل النتبرع بذكر تلك النتأويلت على النتفصيل ‪ ،‬وإن لم نجز النتأويل‬ ‫فوضنا العلم بها إلى ا تعالى ‪ ،‬فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في‬ ‫جميع المنتشابهات ‪ ،‬وبالله النتوفيق ( ‪.‬‬ ‫ووخلصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير‬ ‫الظاهر المنتعارف بين الخلق ‪ ،‬وهو تأويل في الجملة ‪ ،‬واتفقا كذلك على‬ ‫أن كل تأويل يصطدم بالصول الشرعية غير جائز ‪ ،‬فانحصر الخلف في‬ ‫تأويل اللفاظ بما يجوز في الشرع ‪ ،‬وهو هين كما ترى ‪ ،‬وأامر لجأ إليه‬ ‫بعض السلف أنفسهم ‪ ،‬وأهم اما يجب أن تنتوجه إليه همم المسلمين الن‬ ‫توحيد الصفوف ‪ ،‬وجمع الكلمة اما اسنتطعنا إلى ذلك سبيل ‪ ،‬وا حسبنا‬ ‫ونعم الوكيل‪.‬‬

‫حسـن البنــا‬


‫رسالة الجهاد‬ ‫ق جس َِهاس ِد س ِ‬ ‫ه‬ ‫ح َّ‬ ‫ا َ‬ ‫هُدوا س ِفي س ِ‬ ‫جا س ِ‬ ‫َو َ‬ ‫الجهاد فريضة على كل امسلم‬ ‫بسـم ا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا امحمد سيد‬ ‫المجاهدين وإامام المنتقين وقائد الغر المحجلين ‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬ ‫وامن جاهد فى سبيل ا شريعة الى يوم الدين‪.‬‬ ‫فرض ا الجهاد على كل امسلم فريضة لزامة حازامة لامنا ص امنها ول‬ ‫امفر امعها ‪ ،‬ورغب فيه أعظم النترغيب ‪ ،‬وأجزل ثواب المجاهدين‬ ‫والشهداء ‪ ،‬فلم يلحقهم في امثوبنتهم إل امن عمل بمثل عملهم وامن‬ ‫اقنتدي بهم في جهادهم ‪ .‬وامنحهم امن الامنتيازات الروحية والعملية في‬ ‫الدنيا والوخرة اما لم يمنح سواهم ‪ ،‬وجعل داماءهم الطاهرة الذكية‬ ‫عربون النصر في الدنيا وعنوان الفوز والفلح في العقبى ‪ ،‬وتوعد‬ ‫المخلفين القاعدين بأفظع العقوبات ‪ ،‬وراماهم بأبشع النعوت والصفات‬ ‫ووبخهم علي الجبن والقعود ‪ ،‬ونعني عليهم الضعف والنتخلف ‪ ،‬وأعد‬ ‫لهم في الدنيا وخزيا ل يرفع إل إن جاهدوا ‪ ،‬وفي الوخرة عذابا ل يفلنتون‬ ‫امنه ولو كان لهم امثل أحد ذهبا ‪ ،‬واعنتبر القعود والفرار كبيرة امن أعظم‬ ‫الكبائر وإحدى الموبقات المهلكات ‪.‬‬ ‫ولست تجد نظااما قديما أو حديثا دينيا أو امدنيا ‪ ،‬عني بشأن الجهاد‬ ‫والجندية واسنتنفار الامة ‪ ،‬وحشدها كلها صفا واحدا للدفاع بكل قواها‬ ‫عن الحق ‪ ،‬كما تجد ذلك في دين السلم وتعاليمه ‪ ،‬وآيات القرآن ‪،‬‬ ‫وأحاديث الرسول العظيم ‪ r‬فياضة بكل هذه المعاني الساامية ‪ ،‬داعية‬


‫بأفصح عبارة وأوضح أسلوب إلي الجهاد والقنتال والجندية وتقوية‬ ‫وسائل الدفاع والكفاح بكل أنواعها امن برية وبحرية وغيرها علي كل‬ ‫الحوال والملبسات ‪.‬‬ ‫وسنورد لك طرفا امن ذلك علي سبيل النتمثيل ل علي سبيل السنتقراء‬ ‫والحصر ‪ ،‬وسوف ل ننتناول شيئا امن اليات والحاديث بشرح أو تعليق‬ ‫طويل ‪ .‬فسنتري في جزالة ألفاظها ونصاعة بيانها ووضوح امعانيها وقوة‬ ‫الروحانية فيها اما يغنيك عن ذلك كله ‪.‬‬

‫بعض آيات الجهاد في القرآن‬ ‫فمن القرآن الكريم قوله تعالي ‪:‬‬ ‫وخه ْي ٌر‬ ‫هَو َ‬ ‫شه ْيئا َو ُ‬ ‫هوا َ‬ ‫كَر ُ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ه َل ُ‬ ‫هَو ُكه ْر ٌ‬ ‫ل َو ُ‬ ‫م اه ْلس ِقَنتا ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ب َ‬ ‫‪ُ) – 1‬كس ِنت َ‬ ‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م ل َت ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْنُنت ه ْ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ا َي ه ْ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ش ٌّر َل ُ‬ ‫هَو َ‬ ‫شه ْيئا َو ُ‬ ‫ح ُّبوا َ‬ ‫ن ُت س ِ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫َل ُ‬ ‫)البقرة‪. (216:‬‬ ‫م ( في نفس‬ ‫صَيا ُ‬ ‫م ال ِّ‬ ‫ك ُ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ب َ‬ ‫وامعني كنتب ‪ :‬فرض ‪ ,‬كما قال تعالي )ُكس ِنت َ‬ ‫السورة وبنفس العبارة والنتركيب ‪.‬‬ ‫م إ س َِذا‬ ‫وخَواس ِنس ِه ه ْ‬ ‫ن َكَفُروا َوَقاُلوا لس ِ ه ْ‬ ‫كوُنوا َكاَّلس ِذي َ‬ ‫ن آَامُنوا ل َت ُ‬ ‫‪َ) – 2‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫عه ْنَدَنا َاما َاماُتوا َوَاما ُقس ِنتُلوا س ِلَي ه ْ‬ ‫ى َله ْو َكاُنوا س ِ‬ ‫غتّز م ً‬ ‫ض أ َه ْو َكاُنوا ُ‬ ‫ضَرُبوا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫َ‬ ‫صي ٌر ‪,‬‬ ‫ن َب س ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َت ه ْ‬ ‫ا س ِب َ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫حس ِيي َوُي س ِ‬ ‫ا ُي ه ْ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ة س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫سَر م ً‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ا َذس ِل َ‬ ‫ُ‬ ‫ما‬ ‫وخه ْي ٌر س ِام َّ‬ ‫م ٌة َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن اس ِ َوَر ه ْ‬ ‫ة س ِام َ‬ ‫غس ِفَر ٌ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م َل َ‬ ‫ا أ َه ْو ُام ُّنت ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫ن ُقس ِنته ْلُنت ه ْ‬ ‫َوَلس ِئ ه ْ‬ ‫شُرونَ( آل عمران اليات امن‬ ‫ح َ‬ ‫ا ُت ه ْ‬ ‫م لس َِلى س ِ‬ ‫م أ َه ْو ُقس ِنته ْلُنت ه ْ‬ ‫ن ُام ُّنت ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَلس ِئ ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫‪. 158-156‬‬ ‫وامعني ضربوا في الرض ‪ :‬وخرجوا فيها امجاهدين ‪ ،‬وغزي ‪ :‬غزاة‬ ‫الحرب ‪.‬‬


‫وانظر إلي امقارنة المغفرة والرحمة للقنتل أو الموت في سبيل ا في‬ ‫الية الولي ‪ ،‬وإلي وخلو الية الثانية امن ذلك لخلوها امن امعني الجهاد ‪،‬‬ ‫وفي الية إشارة إلي أن الجبن امن أوخلق الكافرين ل المؤامنين ‪ ،‬فانظر‬ ‫كيف انعكست الية ‪.‬‬ ‫عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ء س ِ‬ ‫حَيا ٌ‬ ‫ل أ َ ه ْ‬ ‫ا أ َه ْامَواتا َب ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن ُقس ِنتُلوا س ِفي َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫سَب َّ‬ ‫ح َ‬ ‫‪َ) – 3‬ول َت ه ْ‬ ‫حُقوا‬ ‫م َيه ْل َ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫ن س ِباَّلس ِذي َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫سَنته ْب س ِ‬ ‫ضس ِلس ِه َوَي ه ْ‬ ‫ن َف ه ْ‬ ‫ا س ِام ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ما آَتا ُ‬ ‫ن س ِب َ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ‪َ ,‬فس ِر س ِ‬ ‫ُيه ْرَزُقو َ‬ ‫حَزُنونَ( آل عمران اليات ‪-169‬‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َول ُ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫وخه ْو ٌ‬ ‫م َأل َ‬ ‫وخه ْلس ِفس ِه ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫س ِبس ِه ه ْ‬ ‫‪ , 175‬فارجع إلى تماامها في المصحف ‪.‬‬ ‫ة َوَام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا س ِبال س ِ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ا اَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ل س ِفي َ‬ ‫‪َ) – 4‬فه ْلُيَقاس ِت ه ْ‬ ‫ظيما( سورة‬ ‫ع س ِ‬ ‫جرا َ‬ ‫ف ُنه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ‬ ‫سه ْو َ‬ ‫ب َف َ‬ ‫غس ِل ه ْ‬ ‫ل أ َه ْو َي ه ْ‬ ‫ا َفُيه ْقَنت ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ل س ِفي َ‬ ‫ُيَقاس ِت ه ْ‬ ‫النساء اليات ابنتداء امن ‪ , 78 – 71‬فارجع إليها في المصحف الكريم‬ ‫لنترى كيف يحض ا المسلمين على الحذر ‪ ,‬واممارسة القنتال في‬ ‫جيوش او عصابات فرادى كما يقنتضيه الحال ‪ ,‬وكيف يوبخ القاعدين‬ ‫والجبناء والمخلفين والنفعيين ‪ ,‬وكيف يسنتثير الهمم لحماية الضعفاء‬ ‫وتخليص المظلوامين ‪ ,‬وكيف يقرن القنتال بالصلة والصوم ويبين أن‬ ‫امثلهما امن أركان السلم ‪ ,‬وكيف يفند شبهات المنترددين ويشجع‬ ‫الخائفين أكبر تشجيع على وخوض المعاامع وامقابلة الموت بصدر رحب‬ ‫وجنان جريء ‪,‬امبينا لهم أنالموت سيدركهم ل امحالة وأنهم إن اماتوا‬ ‫امجاهدين فسيعوضون عن الحياة أعظم العوض ول يظلمون فنتيل امن‬ ‫نفقة أو تضحية ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬سورة النفال كلها حث على القنتال وحض على الثبات فيه ‪ ,‬وبيان‬ ‫لكثير امن احكاامه ‪ ,‬ولهذا اتخذها المسلمون الولون نشيدا حربيا ينتلونه‬ ‫إذا اشنتد الكرب وحمي الوطيس ‪ ,‬وحسبك امنها قول ا تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫عُدَّو س ِ‬ ‫ا‬ ‫ن س ِبس ِه َ‬ ‫هُبو َ‬ ‫خه ْيلس ِ ُته ْر س ِ‬ ‫ط اه ْل َ‬ ‫ن س ِرَبا س ِ‬ ‫ة َوس ِام ه ْ‬ ‫ن ُقَّو أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫سَنت َ‬ ‫م َاما ا ه ْ‬ ‫ع ُّدوا َلُه ه ْ‬ ‫)َوأ َ س ِ‬ ‫عَلى اه ْلس ِقَنتا س ِ‬ ‫ل‬ ‫مه ْؤس ِامس ِنينَ َ‬ ‫حِّرضس ِ اه ْل ُ‬ ‫ي َ‬ ‫م( إلى قوله تعالى ‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها الَّنس ِب ُّ‬ ‫عُدَّوُك ه ْ‬ ‫َو َ‬


‫غس ِلُبوا‬ ‫م س ِاماَئ ٌة َي ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن س ِامه ْن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫ن وَإ س ِ ه ْ‬ ‫غس ِلُبوا س ِاماَئَنته ْي س ِ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫صاس ِبُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن س ِامه ْن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫إ س ِ ه ْ‬ ‫ن( ‪.‬‬ ‫م ل َيه ْفَقُهو َ‬ ‫م َقه ْو ٌ‬ ‫ن َكَفُروا س ِبَأَّنُه ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫أ َه ْلفا س ِام َ‬ ‫‪ – 6‬سورة النتوبة وكلها كذلك حث على القنتال وبيان لحكاامه ‪ ,‬وحسبك‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫امنها قول ا تبارك وتعالى في قنتال المشركين الناكثين ‪َ) :‬قاس ِتُلو ُ‬ ‫م ُامه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن‬ ‫صُدوَر َقه ْو أ ٍ‬ ‫ف ُ‬ ‫ش س ِ‬ ‫م َوَي ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫صه ْرُك ه ْ‬ ‫م َوَيه ْن ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫خس ِز س ِ‬ ‫م َوُي ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا س ِبَأه ْيس ِدي ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عِّذه ْبُه ُ‬ ‫ُي َ‬ ‫م( ‪.‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م َ‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫ء َو ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫عَلى َام ه ْ‬ ‫ا َ‬ ‫ب ُ‬ ‫م َوَيُنتو ُ‬ ‫ظ ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫غه ْي َ‬ ‫ب َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫‪َ ,‬وُيه ْذ س ِ‬ ‫وقوله تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫م ُ‬ ‫ا‬ ‫حَّر َ‬ ‫ن َاما َ‬ ‫حِّرُامو َ‬ ‫وخس ِر َول ُي َ‬ ‫م ال س ِ‬ ‫ن س ِباللس ِه َول س ِباه ْلَيه ْو س ِ‬ ‫ن ل ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫)َقاس ِتُلوا اَّلس ِذي َ‬ ‫جه ْزَيَة‬ ‫طوا اه ْل س ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫حَّنتى ُي ه ْ‬ ‫ب َ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ن ُأوُتوا اه ْل س ِ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ق س ِام َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ن س ِدي َ‬ ‫سوُلُه َول َيس ِديُنو َ‬ ‫َوَر ُ‬ ‫ن( ‪ ,‬ثم إعلن النفير العام في آيات داوية صاروخة‬ ‫غُرو َ‬ ‫صا س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َيأ ٍد َو ُ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫س ُ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جاهس ُِدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ‬ ‫وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ‬ ‫وخنتاامها قوله تعالى ‪) :‬اه ْنس ِفُروا س ِ‬ ‫ن( ‪ ,‬ثم تنديد صارخ بموقف‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ن ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م إ س ِ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخه ْي ٌر َل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا َذس ِل ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫القاعدين الجبناء النذال ‪ ,‬وحرامان لهم امن شرف الجهاد أبد البدين في‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬ ‫هُدوا‬ ‫جا س ِ‬ ‫ن ُي َ‬ ‫هوا أ َ ه ْ‬ ‫ا َوَكس ِر ُ‬ ‫سولس ِ س ِ‬ ‫ف َر ُ‬ ‫وخل َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عس ِد س ِ‬ ‫مه ْق َ‬ ‫ن س ِب َ‬ ‫خَّلُفو َ‬ ‫م َ‬ ‫ح اه ْل ُ‬ ‫)َفس ِر َ‬ ‫جَهَّن َ‬ ‫م‬ ‫ل َناُر َ‬ ‫حِّر ُق ه ْ‬ ‫ا َوَقاُلوا ل َته ْنس ِفُروا س ِفي اه ْل َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ‬ ‫ما َكاُنوا‬ ‫ء س ِب َ‬ ‫جَزا م ً‬ ‫كوا َكس ِثيرا َ‬ ‫كوا َقس ِليل م ً َوه ْلَيه ْب ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ‪َ ,‬فه ْلَي ه ْ‬ ‫حتّرا َله ْو َكاُنوا َيه ْفَقُهو َ‬ ‫ش ُّد َ‬ ‫أَ َ‬ ‫ج َفُقله ْ َل ه ْ‬ ‫ن‬ ‫خُرو س ِ‬ ‫ك س ِله ْل ُ‬ ‫سَنته ْأَذُنو َ‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫طاس ِئَفأ ٍة س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ا إ س َِلى َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫ن ‪َ ,‬فس ِإ ه ْ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫ل َامَّر أ ٍ‬ ‫ة‬ ‫عوس ِد أ َ​َّو َ‬ ‫م س ِباه ْلُق ُ‬ ‫ضيُنت ه ْ‬ ‫م َر س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عُدتّوا إ س َِّن ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ُتَقاس ِتُلوا َام س ِ‬ ‫ي أ َ​َبدا َوَل ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫جوا َام س ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫ن( اليات ‪.‬‬ ‫خاس ِلس ِفي َ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫عُدوا َام َ‬ ‫َفاه ْق ُ‬ ‫ثم إشادة بموقف المجاهدين وعلى راسهم سيدهم الكريم صلى ا‬ ‫عليه وسلم وبيان أن هذه هي امهمنته المطهرة وسنة أصحابه الغر‬ ‫هُدوا‬ ‫جا َ‬ ‫عُه َ‬ ‫ن آَامُنوا َام َ‬ ‫ل َواَّلس ِذي َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫ك س ِ‬ ‫المياامين في قوله تعالى ‪َ) :‬ل س ِ‬


‫عَّد ُ‬ ‫ا‬ ‫ن ‪ ,‬أَ َ‬ ‫حو َ‬ ‫مه ْفس ِل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ت َوُأوَلس ِئ َ‬ ‫خه ْيَرا ُ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ك َلُه ُ‬ ‫م َوُأوَلس ِئ َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ‬ ‫م( ‪.‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ك اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ‬ ‫ن س ِفيَها ذَس ِل َ‬ ‫وخاس ِلس ِدي َ‬ ‫حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫جس ِري س ِام ه ْ‬ ‫ت َت ه ْ‬ ‫جَّنا أ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫َلُه ه ْ‬ ‫ثم بيعة بعد ذلك جاامعة امانعة ل تدع عذرا لمعنتذر في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫جَّنَة ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫ن‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ُ‬ ‫م َوأ َه ْامَواَلُهمه ْ س ِبَأ َّ‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫ن أ َه ْنُف َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫شَنتَرى س ِام َ‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫جي س ِ‬ ‫ل‬ ‫ة َوال س ِه ْن س ِ‬ ‫حتّقا س ِفي الَّنته ْوَرا س ِ‬ ‫عَله ْيس ِه َ‬ ‫عدا َ‬ ‫ن َو ه ْ‬ ‫ن َوُيه ْقَنتُلو َ‬ ‫ا َفَيه ْقُنتُلو َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫م س ِبس ِه‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫م اَّلس ِذي َباَي ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫شُروا س ِبَبه ْي س ِ‬ ‫سَنته ْب س ِ‬ ‫ا َفا ه ْ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ه س ِام َ‬ ‫عه ْهس ِد س ِ‬ ‫ن أ َه ْوَفى س ِب َ‬ ‫ن َوَام ه ْ‬ ‫َواه ْلُقه ْرآ س ِ‬ ‫م( ‪.‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫هَو اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫َوَذس ِل َ‬ ‫‪ – 7‬سورة القنتال ‪ ,‬وتصور سورة بأكملها تسمى سورة القنتال في كنتاب‬ ‫ا الحكيم ‪ ,‬وأن أساس الروح العسكرية كما يقولون أامران ‪ :‬الطاعة‬ ‫والنظام ‪ ,‬وقد جمع ا هذا الساس في آينتين امن كنتابه ‪ ,‬فأاما الطاعة‬ ‫ففي هذه السورة في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫م ٌة َوُذس ِكَر س ِفيَها‬ ‫ك َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة ُام ه ْ‬ ‫سوَر ٌ‬ ‫ة َفس ِإَذا أ ُه ْنس ِزَلته ْ ُ‬ ‫سوَر ٌ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن آَامُنوا َله ْول ُنِّزَل ه ْ‬ ‫)َوَيُقولُ اَّلس ِذي َ‬ ‫عَله ْيس ِه‬ ‫ي َ‬ ‫ش ِّ‬ ‫غ س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ظَر اه ْل َ‬ ‫ك َن َ‬ ‫ن إ س َِله ْي َ‬ ‫ظُرو َ‬ ‫ض َيه ْن ُ‬ ‫م َامَر ٌ‬ ‫ن س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ت اَّلس ِذي َ‬ ‫اه ْلس ِقَنتالُ َرأ َه ْي َ‬ ‫صَدُقوا‬ ‫م ال َه ْامُر َفَله ْو َ‬ ‫عَز َ‬ ‫ف َفس ِإَذا َ‬ ‫عُرو ٌ‬ ‫ل َام ه ْ‬ ‫ع ٌة َوَقه ْو ٌ‬ ‫طا َ‬ ‫م‪َ ,‬‬ ‫ت َفَأه ْوَلى َلُه ه ْ‬ ‫مه ْو س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫س ِام َ‬ ‫م(‬ ‫وخه ْيرا َلُه ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ا َل َ‬ ‫َ‬ ‫ب اَّلس ِذي َ‬ ‫ن‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وأاما النظام ففي سورة الصف في قوله تعالى ‪) :‬إ س ِ َّ‬ ‫ ص( ‪.‬‬ ‫صو ٌ‬ ‫ن َامه ْر ُ‬ ‫م ُبه ْنَيا ٌ‬ ‫صتّفا َكَأَّنُه ه ْ‬ ‫سس ِبيس ِلس ِه َ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫‪ – 8‬سورة الفنتح ‪ ,‬وهي أيضا كلها في غزوة امن غزوات رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ ,‬وفي الشادة بموقف رائع امن امواقف الجهاد‬ ‫العزيز ‪ ,‬تحت ظل الشجرة المباركة ‪ ,‬حنتى أعطيت بيعة الثبات والموت ‪,‬‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن‬ ‫ا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ض َ‬ ‫فاثمرت السكينة السكينة والفنتح فذلك قوله تعالى ‪َ) :‬لَقه ْد َر س ِ‬ ‫كيَنَة‬ ‫س س ِ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫م َفَأه ْنَز َ‬ ‫م َاما س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫عس ِل َ‬ ‫ة َف َ‬ ‫جَر س ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َت ه ْ‬ ‫عوَن َ‬ ‫ن إ س ِه ْذ ُيَباس ِي ُ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫م َفه ْنتحا َقس ِريبا( ‪.‬‬ ‫م َوأ َ​َثاَبُه ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫َ‬


‫هذا يااوخي بعض المواضع النتي ورد فيها ذكر الجهاد ‪ ,‬وبيان فضله وحث‬ ‫المؤامنين عليه وتبشير أهله بالثواب الجزيل والجزاء الجميل ‪ ,‬وكنتاب ا‬ ‫امملوء بمثلها فنتصفحه وتدبر اما جاء فيه امن هذا الباب ‪ ,‬تر العجب‬ ‫العجيب ‪ ,‬وتدهش لغفلة المسلمين عن اغنتنام هذا الثواب ‪.‬‬

‫نماذج امن الحاديث النبوية في الجهاد‬ ‫وإليك بعض الحاديث النبوية الشريفة في ذلك ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪ :‬سمعت رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم يقول ‪) :‬والذي نفسي بيده لول أن رجال امن المؤامنين ل‬ ‫تطيب أنفسهم بأن ينتخلفوا عني ول أجد اما أحملهم عليه اما تخلفت عن‬ ‫سرية تغزو في سبيل ا ‪ ,‬والذي نفسي بيده لوددت أني أقنتل في‬ ‫سبيل ا ثم أحيا ثم أقنتل ثم أحياثم أقنتل( رواه البخاري وامسلم ‪.‬‬ ‫السرية ‪ :‬القطعة امن الجيش ل يكون فيها القائد العام ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عن أبي هريرة رضي ا عنه ‪ :‬أن رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫قال ‪) :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬ل يكلم أحد في سبيل ا ‪ ،‬وا أعلم بمن‬ ‫يكلم في سبيله ‪ ،‬إل جاء يوم القياامة ‪ ،‬واللون لون الدم ‪ ،‬والريح ريح‬ ‫المسك(‪ .‬رواه البخاري وامسلم ‪.‬‬ ‫الكلم ‪ :‬الجرح ‪ ,‬ويكلم ‪ :‬يجرح‬ ‫‪ - 3‬عن أنس رضي ا عنه قال ‪ :‬غاب عمي أنس بن النضر عن قنتال‬ ‫بدر ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ا ‪ ،‬غبت عن أول قنتال قاتلت المشركين ‪ ،‬لئن‬ ‫ا أشهدني قنتال المشركين ليرين ا اما أصنع ‪ .‬فلما كان يوم أحد ‪،‬‬ ‫وانكشف المسلمون ‪ ،‬قال ‪ :‬اللهم إني أعنتذر إليك امما صنع هؤلء ‪ ،‬يعني‬ ‫أصحابه ‪ ،‬وأبرأ إليك امما صنع هؤلء ‪ ،‬يعني المشركين ‪ .‬ثم تقدم‬ ‫فاسنتقبله سعد بن امعاذ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا سعد بن امعاذ الجنة ورب النضر ‪،‬‬ ‫إني أجد ريحها امن دون أحد ‪ ،‬قال سعد ‪ :‬فما اسنتطعت يا رسول ا اما‬ ‫صنع ‪ ،‬قال أنس ‪ :‬فوجدنا به بضعا وثمانين ‪ :‬ضربة بالسيف أو طعنة‬


‫برامح أو رامية بسهم ‪ ،‬ووجدناه قد قنتل وقد امثل به المشركون ‪ ،‬فما‬ ‫عرفه أحد إل أوخنته ببنانه ‪ .‬قال أنس ‪ :‬كنا نرى ‪ ،‬أو نظن ‪ :‬أن هذه الية‬ ‫نزلت فيه وفي أشباهه ‪) :‬امن المؤامنين رجال صدقوا اما عاهدوا ا‬ ‫عليه(‪ .‬إلى آوخر الية ‪ .‬رواه البخاري‬ ‫امن دون ُأحد ‪ :‬أي امن جهة جبل أحد ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬وعن أم حارثة بن سراقة أنها أتت النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫فقالت‪ :‬يا نبي ا ‪ ،‬أل تحدثني عن حارثة ‪ -‬وكان قنتل يوم بدر‪ ،‬أصابه‬ ‫سهم غرب ‪ -‬فإن كان في الجنة صبرت‪ ،‬وإن كان غير ذلك ‪ ،‬اجنتهدت‬ ‫عليه في البكاء؟ قال‪) :‬يا أم حارثة ‪ ،‬إنها جنان في الجنة ‪ ،‬وإن ابنك‬ ‫أصاب الفردوس العلى( ‪ .‬أوخرجه البخاري‬ ‫السهم الغرب ‪ :‬الذي ل يعرف رااميه ‪ ،‬اجنتهدت عليه في البكاء ‪ :‬بكيت‬ ‫بكاء شديدا‬ ‫فانظر يا أوخي كيف كانت الجنة تنسيهم الهموم والمصائب وتحملهم على‬ ‫الصبر عند المكاره ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وعن عبد ا بن أبي أوفى رضي ا عنهما‪ :‬أن رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم قال‪) :‬واعلموا أن الجنة تحت ظلل السيوف(‪ .‬أوخرجه‬ ‫الشيخان وأبي داود ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬زيد بن وخالد الجهني رضي ا عنه‪ :‬أن رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم قال‪) :‬امن جهز غازيا في سبيل ا فقد غزا ‪ ،‬وامن وخلف غازيا‬ ‫في سبيل ا بخير فقد غزا( ‪ .‬رواه البخاري وامسلم و أبو داود و‬ ‫النترامذي ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬له أجره ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬وعن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪) :‬امن احنتبس فرسا في سبيل ا ‪ ،‬إيمانا بالله ‪ ،‬وتصديقا بوعده‬ ‫‪ ،‬فإن شبعه و رتّيه و روثه وبوله في اميزانه يوم القياامة( ‪.‬رواه البخاري‬


‫وامثل الفرس كل عدة في سبيل ا‬ ‫‪ - 8‬وعن أبي هريرة رضي ا عنه قيل ‪ :‬يا رسول ا اما يعدل الجهاد‬ ‫في سبيل ا ؟ قال )ل تسنتطيعونه( قال ‪ :‬فأعادوا عليه امرتين أو ثلثا‬ ‫كل ذلك يقول )ل تسنتطيعونه(‪ .‬ثم قال ‪) :‬امثل المجاهد في سبيل ا‬ ‫كمثل الصائم القائم القانت ببآيات ا ‪ ,‬ل يفنتر امن صيام ول صلة ‪,‬‬ ‫حنتى يرجع المجاهد( ‪ .‬السنتة إل أبو داود‪.‬‬ ‫‪ - 9‬عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم ‪) :‬أل أوخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن امن وخير‬ ‫الناس رجل عمل في سبيل ا على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو‬ ‫على قدامه حنتى يأتيه الموت ‪ ,‬وإن امن شر الناس رجل فاجرا يقرأ كنتاب‬ ‫ا ل يرعوي إلى شيء امنه( رواه النسائي‬ ‫ل يرعوي ‪ :‬أي ل ينكف ول ينتعظ ول ينزجر ‪.‬‬ ‫صَّلى‬ ‫ا َ‬ ‫سول س ِ‬ ‫عنُهما قال ‪ :‬سمعت َر ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ - 10‬وعن ابن عباس َر س ِ‬ ‫سَّلم يقول‪) :‬عينان ل تمسهما النار ‪ :‬عين بكت امن وخشية ا‬ ‫عَليس ِه َو َ‬ ‫ا َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ه الِّنترس ِامس ِذ تّ‬ ‫‪ ،‬وعين باتت تحرس في سبيل ا( َرَوا ُ‬ ‫‪ - 11‬عن ابن أبي عميرة رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪) :‬لن أقنتل في سبيل ا أحب إلي امن أن يكون لي أهل‬ ‫المدر والوبر( رواه النسائي ‪.‬‬ ‫أهل المدر والوبر ‪ :‬أي أهل الحواضر والبوادي ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬وعن راشد بن سعد رضي ا عنه عن رجل امن الصحابة أن‬ ‫رجل قال ‪ :‬يا رسول ا اما بال المؤامنين يفنتنون في قبورهم إل الشهيد‬ ‫؟ فقال‪) :‬كفى ببارقة السيوف على رأسه فنتنة( أوخرجه النسائي ‪.‬‬ ‫وهذه امن اامنتيازات الشهيد في الموقعة ‪ ,‬وكم له امن اامنتيازات كهذه‬ ‫سنتأتي بعد ‪.‬‬ ‫عَليس ِه‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ا َ‬ ‫سول س ِ‬ ‫عنُه أن َر ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫‪ - 13‬وعن أبي هريرة َرض َ‬ ‫سَّلم قال ‪) :‬اما يجد الشهيد امن امس القنتل إل كما يجد أحدكم امن امس‬ ‫َو َ‬


‫ي والنسائي والدارامي َوَقال النترامذي ‪ :‬حديث‬ ‫القرصة( رواه النترامذ ُّ‬ ‫حسن غريب ‪.‬‬ ‫وهذا اامنتياز آوخر للشهيد ‪.‬‬ ‫‪ - 14‬وعن ابن امسعود رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪) :‬عجب ربنا تبارك وتعالى امن رجلأ ٍ غزا في سبيل ا‬ ‫فانهزم أصحابه ‪ ,‬فعلم اما عليه‪ ،‬فرجع حَّنتى أريق دامه ‪ ،‬فيقول ا‬ ‫ما‬ ‫تعالى لملئكنته ‪ :‬انظروا إلى عبدي رجع رغبم ًة فيما عندي ‪ ،‬وشفقم ًة ام َّ‬ ‫عندي حنتى أريق دامه ‪ ,‬أشهدكم أني قد غفرت له ( أوخرجه أبو داود‬ ‫شفقة ‪ :‬وخوفا‬

‫‪ ,‬أريق دامه ‪:‬سال دامه ‪.‬‬

‫ماس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬ ‫‪ - 15‬وعن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن ش َّ‬ ‫جده قال ‪ :‬جاءت اامرأة إلى رسوا ا صلى ا عليه وسلم يقال لها أ تّ‬ ‫م‬ ‫وخلد وهي امنتنقبة تسأل عن ابن لها قنتل في سبيل ا تعالى ‪ ,‬فقال‬ ‫لها بعض أصحابه‪ :‬جئت تسألين عن ابنك وأنت امنتنقبة ؟ فقالت ‪ :‬إن أ ُه ْرزأ‬ ‫حيائي ‪ ،‬فقال لها النبي صلى ا عليه وسلم ‪) :‬ابنك له‬ ‫ابني فلن أ ُه ْرزأ َ‬ ‫أجر شهيدين( قالت ‪ :‬ولم ؟ قال‪) :‬لنه قنتله أهل الكنتاب( ‪ .‬أوخرجه أبو‬ ‫داود ‪.‬‬ ‫أرزأ ابني ‪ :‬أفقده وأصاب فيه ‪.‬‬ ‫وفي هذا الحديث إشارة إلى وجوب قنتال أهل الكنتاب ‪ ,‬وأن ا‬ ‫يضاعف أجر امن قاتلهم ‪ ,‬فليس القنتال للمشركين فقط ولكنه لكل امن‬ ‫لم يسلم ‪.‬‬ ‫عَليس ِه‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ا َ‬ ‫سول س ِ‬ ‫عنُه أن َر ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ض َ‬ ‫حنيف َر س ِ‬ ‫‪ - 16‬وعن سهل بن ُ‬ ‫سَّلم قال‪) :‬امن‬ ‫َو َ‬ ‫سأل ا تعالى الشهادة بصدق بتّلغه ا امنازل الشهداء وإن امات على‬ ‫فراشه( رواه الخمسة إل البخاري‪.‬‬


‫‪ - 17‬وعن وخريم بن فاتك قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫)امن أنفق نفقة في سبيل ا تعالى كنتبت له بسبعمائة ضعف (‪ .‬رواه‬ ‫النترامذي وحسنه ‪,‬والنسائي ‪.‬‬ ‫سول‬ ‫عنُه قال ‪ :‬امر رجل امن أصحاب َر ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ - 18‬وعن أبي هريرة َر س ِ‬ ‫سَّلم بشعب فيه عيينة امن اماء عذبة فأعجبنته ‪،‬‬ ‫عَليس ِه َو َ‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ا َ‬ ‫س ِ‬ ‫سول س ِ‬ ‫ا‬ ‫فقال لو اعنتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ‪ ،‬فذكر ذلك لَر ُ‬ ‫سَّلم فقال‪) :‬ل تفعل فإن امقام أحدكم في سبيل ا‬ ‫عَليس ِه َو َ‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫َ‬ ‫أفضل امن صلته في بينته سبعين عااما ‪ ،‬أل تحبون أن يغفر ا لكم‬ ‫غُزوا في سبيل ا ‪ ،‬امن قاتل في سبيل ا فواق‬ ‫ويدوخلكم الجنة؟ ُا ه ْ‬ ‫ناقة وجبت له الجنة( رواه النترامذي ‪.‬‬ ‫عيينة ‪ :‬عين صغيرة تفيض بالماء ‪.‬‬ ‫عَليس ِه‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ب قال‪ :‬قال َر ُ‬ ‫ن امعس ِد يكر َ‬ ‫م ب س ِ‬ ‫‪ - 19‬وعن المقدا س ِ‬ ‫ل ُدفعأ ٍة وُيرى‬ ‫ل يغفُر لُه في أَّو س ِ‬ ‫ت وخصا أ ٍ‬ ‫اس ُ‬ ‫شهيُد عنَد س ِ‬ ‫سَّلم‪) :‬لل َّ‬ ‫و َ‬ ‫ع الكبس ِر ويوض ُ‬ ‫ع‬ ‫ن امن الفز س ِ‬ ‫ب القبس ِر ويأام ُ‬ ‫ه امن الجَّنس ِة ويجاُر امن عذا س ِ‬ ‫امقعد ُ‬ ‫ج اثننتي س ِ‬ ‫ن‬ ‫ج الوقاس ِر الياُقوتُة امنها وخي ٌر امن ال ُّدنيا واما فيها ويزَّو ُ‬ ‫على رأسس ِه تا ُ‬ ‫ن امن أقربائس ِه( ‪ .‬رواه‬ ‫ع في سبعي َ‬ ‫ن ويشَّف ُ‬ ‫ن زوجم ًة امن الحوس ِر العي س ِ‬ ‫وسبعي َ‬ ‫النترامذي وابن اماجه ‪.‬‬ ‫سَّلم ‪:‬‬ ‫عَليس ِه و َ‬ ‫ا َ‬ ‫ا صَ​َّلى ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ة قال ‪ :‬قال َر ُ‬ ‫هَريَر َ‬ ‫‪ - 20‬وعن أبي ُ‬ ‫ا وفيس ِه ُثلم ٌة( ‪ .‬رواه النترامذي‬ ‫ي َ‬ ‫ا بغيس ِر أثأ ٍر امن جهاأ ٍد لق َ‬ ‫ي َ‬ ‫)امن لق َ‬ ‫وابن اماجه‪.‬‬ ‫عَليس ِه‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ا َ‬ ‫سول س ِ‬ ‫عنُه قال ‪ :‬قال َر ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ض َ‬ ‫‪ - 21‬وعن أنس َر س ِ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ه ُامسس ِل ٌ‬ ‫سَّلم ‪) :‬امن طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه( َرَوا ُ‬ ‫َو َ‬ ‫‪ – 22‬وعن عثمان بن عفان رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه‬ ‫ف َله ْيَلأ ٍة‪،‬‬ ‫ت َكَأل س ِ‬ ‫حاَنُه‪َ ،‬كاَن ه ْ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫ا ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سبي س ِ‬ ‫ط َله ْيَلم ًة في َ‬ ‫ن َراَب َ‬ ‫وسلم قال ‪َ) :‬ام ه ْ‬ ‫صَياَامها َوس ِقَياَامها(‪ .‬رواه ابن اماجة‬ ‫س ِ‬


‫ا صلى ا عليه‬ ‫ل س ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ء رضي ا عنه أ َ َّ‬ ‫ن َأبي الَّده ْرَدا س ِ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫‪ - 23‬و َ‬ ‫سَدُر‬ ‫ت في الَبِّر‪ .‬س ِواَّلذي َي ه ْ‬ ‫غَزَوا أ ٍ‬ ‫شس ِر َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫حس ِر س ِامه ْث س ِ‬ ‫ة في الَب ه ْ‬ ‫غه ْزَو ٌ‬ ‫ل‪َ ):‬‬ ‫وسلم َقا َ‬ ‫حاَنُه( ‪ .‬رواه ابن اماجة‬ ‫سه ْب َ‬ ‫ا ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ط في َدس ِامس ِه‪ ،‬في َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ش ِّ‬ ‫مَنت َ‬ ‫حس ِر‪َ ،‬كاه ْل ُ‬ ‫في الَب ه ْ‬ ‫يسدر ‪ :‬يميل ويهنتز وترتج به السفينة‬ ‫وفيه الشارة لغزو البحر ولفت نظر الامة إلى وجوب العناية بحفظ‬ ‫سواحلها وتقوية أسطولها ‪ ,‬ويقاس عليه الجو فيضاعف ا للغزاة في‬ ‫الجو في سبيله أضعافا امضاعفة ‪.‬‬ ‫عه ْبُد‬ ‫ل س ِ‬ ‫ما ُقس ِنت َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َّ‬ ‫ا رضي ا تعالى عنه يُقو ُ‬ ‫عه ْبس ِد س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫جاس ِبَر ه ْب َ‬ ‫‪ – 24‬وعن َ‬ ‫ل ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫سو ُ‬ ‫حأ ٍد ‪َ ،‬قالَ َر ُ‬ ‫م أُ ُ‬ ‫م ‪َ ،‬يه ْو َ‬ ‫حَرا أ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ِرو ه ْب س ِ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ا ه ْب ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ‪َ) :‬اما‬ ‫ت‪َ :‬بَلى ‪َ .‬قا َ‬ ‫ك ؟( ُقه ْل ُ‬ ‫ل ل َس ِبي َ‬ ‫ج َّ‬ ‫ا عَّز و َ‬ ‫ك َاما َقالَ ُ‬ ‫وخس ِبُر َ‬ ‫جاس ِبُر! أ َل َ أ ُ ه ْ‬ ‫‪َ):‬يا َ‬ ‫عه ْبس ِدي!‬ ‫ل ‪َ :‬يا َ‬ ‫ك س ِكَفاحا ‪َ ,‬فَقا َ‬ ‫م أ َ​َبا َ‬ ‫ب ‪َ ,‬وَكَّل َ‬ ‫جا أ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ء س ِ‬ ‫ن َوَرا س ِ‬ ‫حدا إ س ِل َ س ِام ه ْ‬ ‫ا أَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫َكَّل َ‬ ‫ل ‪ :‬إ س َِّنُه‬ ‫ك َثاس ِنيم ًة ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ل س ِفي َ‬ ‫حس ِيس ِيني َفُأه ْقَنت ُ‬ ‫ب! ُت ه ْ‬ ‫ك ‪َ ,‬قالَ ‪َ :‬يا َر ِّ‬ ‫ط َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ى أ ُ ه ْ‬ ‫عَل َّ‬ ‫ن َ‬ ‫م َّ‬ ‫َت َ‬ ‫ن س ِوس ِرائي ‪ ,‬فَأه ْنس ِز َ‬ ‫ل‬ ‫غ َام ه ْ‬ ‫ب! فَأه ْبس ِل ه ْ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ِّ‬ ‫ن( َقا َ‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م س ِإله ْيها ل َيه ْر َ‬ ‫ق س ِامِّني )أ َ​َّنُه ه ْ‬ ‫سَب َ‬ ‫َ‬ ‫ا أ َه ْامَواتا‪..‬‬ ‫ل س ِ‬ ‫سبي س ِ‬ ‫ن ُقس ِنتُلوا في َ‬ ‫ن اَّلذه ْي َ‬ ‫سَب َّ‬ ‫ح َ‬ ‫ه الَيَة ‪َ) :‬ول َ َت ه ْ‬ ‫هذ س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ج َّ‬ ‫ا عَّز َو َ‬ ‫س ِ‬ ‫الَيَة ُكَّلهَا( ‪ .‬رواه ابن اماجة‬ ‫ن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ن أ َس ِبيس ِه ‪َ ،‬‬ ‫ع ه ْ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫ن أ َ​َن أ ٍ‬ ‫ل ه ْب س ِ‬ ‫سه ْه س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫‪ - 25‬و َ‬ ‫ة أ َوه ْ‬ ‫غه ْدَو م ً‬ ‫حس ِلس ِه ‪َ ،‬‬ ‫عَلى َر ه ْ‬ ‫ا َفَأُكَّفُه َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫هدا س ِفي َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ع ُام َ‬ ‫شِّي َ‬ ‫ن أُ َ‬ ‫َقال ‪) :‬ل َ ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُّده ْنَيا َوَاما س ِفه ْيَها(‪ .‬رواه ابن اماجة ‪.‬‬ ‫ي س ِام َ‬ ‫ب س ِإل َّ‬ ‫ح ُّ‬ ‫حم ًة ‪ ،‬أ َ َ‬ ‫َره ْو َ‬ ‫فأكففه على رحله ‪ :‬فأساعده عليه ‪ .‬عدوة ‪:‬بالغدو وهو الصباح ‪ .‬روحة‬ ‫‪ :‬بالرواح وهو المساء‬ ‫‪ – 26‬وعن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫)وفد ا ثلثة ‪ :‬الغازي والحاج والمعنتمر(‪ .‬رواه امسلم‪.‬‬ ‫‪ – 27‬وعن أبي التّدرداء قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫)يشفع الشهيد في سبعين امن أهل بينته( ‪ .‬رواه أبو داود ‪.‬‬ ‫‪ - 28‬وعن عبد ا بن عمر قال ‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫‪) :‬إذا تبايعنتم بالعينة وأوخذتم أذناب البقر ‪ ،‬ورضينتم بالزرع ‪ ،‬وتركنتم‬


‫الجهاد ‪ ،‬سلط ا عليكم ذل ًّ ل ينزعه حنتى ترجعوا إلى دينكم( ‪ .‬رواه‬ ‫أحمد وأبو داود وصححه الحاكم ‪.‬‬ ‫‪ – 29‬وعن أنس رضي ا عنه قال ‪ :‬انطلق رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم وأصحابه حنتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون ‪ ,‬فقال‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪) :‬قواموا إلى جنة عرضها السماوات‬ ‫والرض( ‪ ,‬قال عمير بن الحمام ‪ :‬بخ بخ ‪ ,‬فقال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪) :‬اما يحملك على قولك بخ بخ( قال‪ :‬ل وا يا رسول ا‬ ‫إل رجاء أن أكون امن أهلها ‪ ,‬قال ‪) :‬فإنك امن أهلها( ‪ ,‬فأوخرج تمرات‬ ‫امن قرنه فجعل يأكل امنهن ‪ ,‬ثم قال‪ :‬لئن أنا حييت حنتى آكل تمراتي‬ ‫هذه ‪ ،‬إنها لحياة طويلة ‪ ,‬فرامى بما كان امعه امن النتمر‪ ,‬ثم قاتل‬ ‫حنتى قنتل ‪ .‬رواه امسلم ‪.‬‬ ‫‪ - 30‬عن أبي عمران قال ‪ :‬كنا بمدينة الروم فأوخرجوا الينا صفا عظيما‬ ‫امن الروم فخرج اليهم امن المسلمين امثلهم أو أكثر‪ ،‬وعلى أهل امصر‬ ‫عقبة بن عاامر وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل امن‬ ‫المسلمين على صف امن الروم حنتى دوخل عليهم فصاح الناس وقالوا‬ ‫سبحان ا يلقي بيده إلى النتهلكة‪ ،‬فقام أبو أيوب النصاري فقال‪ :‬ياأيها‬ ‫الناس إنكم لنتأولون هذه الية هذا النتأويل؛ وانما نزلت هذه الية فينا‬ ‫امعشر النصار لما أعز ا السلم وكثر ناصروه‪ .‬فقال بعضنا لبعض‬ ‫سرا دون رسول ا صلى ا عليه وسلم‪ :‬إن أاموالنا قد ضاعت وان‬ ‫ا قد أعز السلم وكثر ناصروه فلو أقمنا في أاموالنا فأصلحنا اما ضاع‬ ‫امنها‪ ،‬فأنزل ا تبارك وتعالى على نبيه صلى ا عليه وسلم يرد علينا‬ ‫اماقلنا )وأنفقوا في سبيل ا ول تلقوا بأيديكم إلى النتهلكة( فكانت‬ ‫النتهلكة القاامة على الاموال واصلحها وتركنا الغزو‪ .‬فما زال أبو أيوب‬ ‫شاوخصا في سبيل ا حنتى دفن بأرض الروم ‪ .‬رواه النترامذي‬


‫ولحظ يا أوخي أن أبا أيوب حين يقول هذا كان في سن كبيرة قد‬ ‫جاوزت الشباب والكهولة ‪ ,‬وامع هذا فقلبه وروحه و إيمانه امثال للفنتوة‬ ‫القوية بنتأييد ا وعزة السلم ‪.‬‬ ‫‪ - 31‬وعن أبي هريرة رضي ا عنه عن رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم أنه قال ‪) :‬امن امات ولم يغز ‪ ،‬ولم يحد ث به نفسه ‪ ،‬امات على‬ ‫شعبة امن النفاق(‪ .‬رواه امسلم وأبو داود ونظائره كثيرة ‪.‬‬ ‫كذلك وفي تفصيل أحكام القنتال ‪ ,‬أكثر امن أن يحيط به امجلد كبير ‪,‬‬ ‫وندلك على كنتاب )العبرة فيما ورد عن ا ورسوله في الغزو والجهاد‬ ‫والهجرة( للسيد حسن صديق وخان وهو وخا ص بذلك البحث ‪ ,‬وكنتاب‬ ‫)امشارع الشواق إلى امصارع العشاق امثير الغرام إلى دار السلم( واما‬ ‫جاء في كنتب الحديث كلها في باب الجهاد ترى الكثير الطيب ‪.‬‬

‫حكم الجهاد عند فقهاء الامة‬ ‫امرت بك اليات الكريمة في فضل الجهاد ‪ ،‬وأحب أن أنقل إليك طرفا امما‬ ‫قاله فقهاء المذاهب ‪ ،‬حنتى المنتأوخرين امنهم في أحكام الجهاد ووجوب‬ ‫السنتعداد ‪ ،‬لنتعلم إلي أي حد ضيعت الامة السلامية أحكام دينها في‬ ‫قضية الجهاد بإجماع آراء المسلمين في كل عصر امن أعصارهم فاسمع‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قال صاحب )امجمع النهر في شرح املنتقى البحر( امقررا أحكام‬ ‫الجهاد في امذهب الحناف ‪ ) :‬الجهاد في اللغة بذل اما في الوسع امن‬ ‫القول والفعل ‪ ،‬وفي الشريعة قنتل الكفار ونحوه امن ضربهم ونهب‬ ‫أاموالهم وهدم امعابدهم وكسر أصناامهم ‪ ،‬والمراد الجنتهاد في تقوية‬ ‫الدين بنحو قنتال الحربيين والذاميين إذا نقضوا والمرتدين الذين هم أوخبث‬ ‫الكفار ‪ ،‬للنقض بعد القرار والباغين ‪ .‬بدءا امنا فرض كفاية ‪ ،‬يعني‬ ‫يفرض علينا أن نبدأهم بالقنتال بعد بلوغ الدعوة ‪ ،‬وإن لم يقاتلونا ‪،‬‬


‫فيجب علي الامام أن يبعث سرية إلي دار الحرب كل سنة امرة أو امرتين‬ ‫وعلي الرعية إعاننته وإذا قام به بعض سقط عن الباقين ‪ ،‬فإذا لم تقع‬ ‫الكفاية بذلك البعض وجب علي القرب فالقرب ‪ ،‬فإن لم تقع الكفاية‬ ‫إل بجميع الناس فحينئذ صار فرض عين كالصلة ‪،‬أاما الفريضة فلقوله‬ ‫تعالي )فاقنتلوا المشركين( ولقولة ‪) u‬الجهاد اماض إلي يوم القياامة (‬ ‫وإن تركه الكل أثموا ‪ ..‬إلي أن قال ‪ :‬فإن غلب العدو علي بلد امن بلد‬ ‫السلم أو ناحية امن نواحيها ففرض عين ‪ ،‬المرأة والعبد بل إذن الزوج‬ ‫والمولي ‪ ،‬وكذا يخرج الولد امن غير إذن والديه ‪ ،‬والغريم بغير إذن دائنه‬ ‫(‪.‬‬ ‫وفي كنتاب البحر ‪) :‬اامرأة امسلمة سبيت بالشرق وجب علي أهل المغرب‬ ‫تخليصها اما لم تدوخل حصونهم وحرزهم (‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وقال صاحب ) بلغة السالك لقرب المسالك في امذهب الامام امالك(‬ ‫‪) :‬الجهاد في سبيل ا لعلء كلمة ا تعالي كل سنة فرض كفاية إذا‬ ‫قام به البعض سقط عن الباقي ‪ ،‬وينتعين )أي يصير فرض عين كالصلة‬ ‫والصوم ( بنتعيين الامام وبهجوم العدو علي امحله قوم ‪ ،‬فينتعين عليهم‬ ‫وعلي امن بقربهم إن عجزوا ‪ ،‬وينتعين علي المرأة والرقيق امع هذه‬ ‫الحالة ولو امنعهم الولي والزوج والسيد و رب الدين إن كان امدينا ‪،‬‬ ‫وينتعين أيضا بالنذر ‪ ،‬وللوالدين المنع في فرض الكفاية فقط ‪ ،‬وفك‬ ‫السير امن الحربيين وإن لم يكن له امال يفك امنه فرض كفاية وإن أتي‬ ‫علي جميع أاموال المسلمين( ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬وامنتن المناهج للامام النووي الشافعي ‪) :‬كان الجهاد في عهد‬ ‫رسول ا ‪ r‬فرض كفاية وقيل عين ‪ ،‬وأاما بعده فللكفار حالن ‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ -‬يكونون ببلدهم ففرض كفاية ‪ ،‬إذا فعله امن فيهم الكفاية‬ ‫امن المسلمين سقط الحجر عن الباقي ‪.‬‬


‫والثاني ‪ -‬يدوخلون بلدة لنا فيلزم أهلها الدفع بالممكن وإن أامكن تأهب‬ ‫لقنتال وجب الممكن حنتى علي فقير وولد وامدين وعبد بل إذن(‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وفي )المغني ( لبن قداامه الحنبلي قال ‪) :‬امسألة – والجهاد فرض‬ ‫علي الكفاية إذا قام به قوم سقط عن الباقين ‪ ،‬وينتعين في ثلثة‬ ‫امواضع ‪:‬‬ ‫أ ـ إذا النتقي الزحفان وتقابل الصفان حرم علي امن حضر النصراف‬ ‫وينتعين عليه المقام ‪.‬‬ ‫ب ـ إذا نزل الكفار ببلدة تعين علي أهله قنتالهم ودفعهم ‪.‬‬ ‫ج ـ إذا اسنتنفر الامام قواما لزامهم النفير امعه ‪.‬‬ ‫وأقل اما يفعل امرة كل عام ‪.‬‬ ‫قال أبو عبد ا )يعني الامام بن حنبل( ل أعلم شيئا امن العمل بعد‬ ‫الفرائض أفضل امن الجهاد ‪ ،‬وغزوة البحر أفضل امن غزوة البر ‪ .‬قال‬ ‫أنس بن امالك ‪ ) : t‬نام رسول ا ‪ r‬ثم اسنتيقظ وهو يضحك ‪ ،‬قالت أم‬ ‫حرام ‪ :‬فقلت ‪ :‬اما يضحكك يا رسول ا ؟ قال‪ ) :‬ناس امن أامنتي عرضوا‬ ‫علي غزاة في سبيل ا ‪ ،‬يركبون ثبج هذا البحر املوكا علي السرة أو‬ ‫امثل الملوك علي السرة ( امنتفق عليه ‪ ،‬وامن تمام الحديث أن أم حرام‬ ‫سألت النبي ‪ r‬أن يدعو ا لها لنتكون امن هؤلء فدعا لها ‪ ،‬فعمرت حنتى‬ ‫ركبت البحر في أسطول المسلمين الذي فنتح جزيرة قبر ص واماتت بها‬ ‫ودفنت فيها ‪ ،‬وهناك امسجد وامشهد ينسب إليها رحمها ا ورضي ا‬ ‫عنها(‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وقال في )المحلي ( لبن حزم الظاهري ‪) :‬امسألة – والجهاد فرض‬ ‫علي المسلمين ‪ ،‬فإذا قام به امن يدفع العدو ويغزوهم في عقر دارهم‬ ‫ويحمي ثغور المسلمين سقط فرضه عن الباقين ‪ ،‬وإل فل قال ا‬


‫م( )النتوبة‪(41:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ‬ ‫جا س ِ‬ ‫وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ‬ ‫تعالي ‪) :‬اه ْنس ِفُروا س ِ‬ ‫ول يجوز الباذن الوالدين ‪ ،‬إل أن ينزل العدو بقوم امن المسلمين‬ ‫ففرض على كل امن يمكن إعاننتهم أن يقصدهم امغيثا لهم ‪،‬إذن البوان‬ ‫أم لم يأذن ‪ ،‬إل أن يضيعا أو أحدهما بعده ‪ ،‬فل يحل له ترك امن يضيع‬ ‫امنها(‪0‬‬ ‫‪-6‬وقال الشوكانى في ) السيل الجرار ( ‪) :‬الدلة الواردة في فرضيه‬ ‫الجهاد كنتابا وسنه اكثر امن أن تكنتب هاهنا ‪ ،‬ولكن ل يجب ذلك العلى‬ ‫الكفاح ‪ ،‬فإذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪ .‬وقبل أن يقوم به‬ ‫البعض هو فرض عين على كل امكلف ‪ ،‬و هكذا يجب على امن اسنتنفره‬ ‫الامام أن ينفر وينتعين ذلك عليه(‪.‬‬ ‫فها أنت ذا تري امن ذلك كله كيف اجمع أهل العلم امجنتهدين وامقلدين ‪،‬‬ ‫سلفيين ووخلفيين ‪ ،‬علي أن الجهاد فرض كفاية علي الامة السلامية ‪،‬‬ ‫لنشر الدعوة ‪ ،‬وفرض عين لدفع هجوم الكفار عليها ‪.‬‬ ‫والمسلمون الن كما تعلمون امسنتذلون لغيرهم امحكوامون بالكفار قد‬ ‫ديست أرضهم واننتهكت حراماتهم ‪ ،‬وتحكم في شؤونهم وخصوامهم‬ ‫وتعطلت شعائر دينهم في ديارهم ‪ ،‬فضل م ً عن عجزهم عن نشر‬ ‫دعوتهم ‪ ,‬فوجب وجوبا عينا ل امنا ص امنه أن ينتجهز كل امسلم وأن‬ ‫ينطوي علي نية الجهاد وإعداد العدة له حنتى تحين الفرصة ويقضي أامرا‬ ‫كان امفعول م ً ‪.‬‬ ‫ولعل امن تمام هذا البحث أن أذكر لك أن المسلمين في أي عصر امن‬ ‫عصورهم ‪ ،‬قبل هذا العصر المظلم الذي اماتت فيه نخوتهم ‪ ،‬لم ينتركوا‬ ‫الجهاد ولم يفرطوا فيه حنتى علمائهم والمنتصوفة امنهم والمحنترفون‬ ‫وغيرهم ‪ ،‬فكانوا جميعا علي أهبة السنتعداد ‪ ،‬كان عبد ا بن المبارك‬ ‫الفقيه الزاهد امنتطوعا في أكثر أوقاته بالجهاد ‪ ،‬وكان عبد الواحد بن زيد‬


‫الصوفي الزاهد كذلك ‪ ،‬وكان شقيق البلوخي شيخ الصوفية في وقنتها‬ ‫يحمل نفسه وتلامذته علي الجهاد ‪.‬‬ ‫وكان البدر العيني شارح البخاري الفقيه المحد ث يغزو ويدرس العالم‬ ‫سنة ويحج سنة ‪ ،‬وكان القاضي أسد بن الفراط المالكي أاميرا للبحر في‬ ‫وقنته ‪ ،‬وكان الامام الشافعي يرامي عشرة ول يخطئ كذلك كان السلف‬ ‫رضوان ا عليه ‪ ،‬فأين نحن امن هذا النتاريخ؟ ‪.‬‬

‫لمـاذا يقاتـل المسـلم؟‬ ‫أتي علي الناس حين امن الدهر وهم يغمزون السلم فرضية الجهاد‬ ‫ق َوس ِفي‬ ‫م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ‬ ‫سُنس ِريس ِه ه ْ‬ ‫وإباحاته ‪ ،‬حنتى تحققت اليات الكريمة ‪َ ) :‬‬ ‫ق( )فصلت‪ . (53:‬فها هم الن يعنترفون‬ ‫ح ُّ‬ ‫م أ َ​َّنُه اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫حَّنتى َيَنتَبَّي َ‬ ‫م َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫أ َه ْنُف س ِ‬ ‫بأن السنتعداد هو أضمن طريق للسلم ‪ .‬فرض ا الجهاد علي‬ ‫المسلمين ل آداه العدوان ول وسيلة للمطاامع الشخصية ولكن ضمان‬ ‫للسلم وآداه للرسالة الكبرى النتي حمل عبئها المسلمون ‪ ،‬رسالة هداية‬ ‫الناس إلي الحق والعدل ‪ ،‬وإن السلم كما فرض القنتال شاد بالسلم‬ ‫ا(‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ‬ ‫جَن ه ْ‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫سه ْل س ِ‬ ‫حوا س ِلل َّ‬ ‫جَن ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فقال تبارك وتعالي ‪َ) :‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫)لنفال‪. (61:‬‬ ‫كان المسلم يخرج للقنتال وفي نفسه أامر واحد أن يجاهد لنتكون كلمة‬ ‫ا هي العليا ‪ ،‬وقد فرض دينه عليه أن بهذا المقصد غاية أوخري فحب‬ ‫الجاه عليه حرام ‪ ،‬وحب الظهور عليه حرام ‪ ،‬وحب المال عليه حرام ‪،‬‬ ‫والغلول امن الغنيمة عليه حرام ‪ ،‬وقصد الغلب بغير الحق عليه حرام ‪.‬‬ ‫والحلل أامر واحد أن يقدم دامائه وروحه فداء لعقيدته وهداية للناس‬ ‫عن الحارس بن امسلم بن الحارس عن أبيه قال ‪) :‬بعثنا رسول ا ‪r‬‬ ‫في سرية ‪ ،‬فلما بلغنا المغار اسنتحثثت فرسي فسبقت أصحابي ‪،‬‬


‫فنتلقاني أهل الحي بالرنين ‪ ،‬فقلت لهم ‪ :‬قولوا ل إله إل ا تحرزوا ‪،‬‬ ‫فقالوها ‪ ،‬فلامني أصحابي وقالوا ‪ :‬حرامنتنا الغنيمة ‪ ،‬فلما قدامنا علي‬ ‫رسول ا ‪ r‬أوخبروه بالذي صنعت ‪ ،‬فدعاني فحسن لي اما صنعت ثم‬ ‫قال لي ‪) :‬أل إن ا تعالي قد كنتب لك بكل إنسان كذا وكذا امن الجر( ‪،‬‬ ‫وقال ‪) :‬أاما إني سأكنتب لك بالوصاية بعدي( ‪ ،‬ففعل ووخنتم عليه ودفعه‬ ‫إلي( أوخرجه أبو داوود‪.‬‬ ‫وعن شداد بن الهادي رضي ا عنه ‪ :‬أن رجل م ً امن العراب جاء فبآامن‬ ‫بالنبي صلى ا عليه وسلم‪ ،‬فكانت غزاة غنم فيها النبي صلى ا علية‬ ‫وسلم شيئا فقسم وقسم له ‪ .‬فقال ‪ :‬اما هذا ‪ :‬فقال ‪) :‬قسمنته لك( ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬اما على هذا اتبعنتك ‪ ،‬ولكنى اتبعنتك على إن أرامى إلى ههنا ـ‬ ‫وأشار بيده حلقه ـ بسهم فأاموت فادوخل الجنة ‪ .‬قال ‪) :‬إن تصدق ا‬ ‫يصدقك( ‪ .‬فلبثوا قليل ثم نهضوا في قنتال العدو فأتى به النبي امحمول‬ ‫قد أصابه سهم حيث اشار‪ ،‬فقال النبي صلى ا عليه وسلم ‪ :‬اهو هو ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال )صدق ا فصدقه( ‪ ,‬ثم كفن في جبه النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم ثم قدامه فصلى عليه ‪ .‬فكن امما ظهر امن صلته ‪) :‬اللهم‬ ‫هذا عبدك وخرج اما امهاجرا في سبيلك فقنتل شهيدا وأنا شهيد على ذلك(‪.‬‬ ‫أوخرجه أبو داود ‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ) t‬أن رجل م ً قال ‪ :‬يا رسول ا رجل يريد الجهاد في‬ ‫سبيل ا وهو يبنتغي عرضا امن الدنيا فقال ‪) :‬ل أجر له( ‪ .‬فأعادها عليه‬ ‫ثلثا كل ذلك يقول ‪) :‬ل أجر له( أوخرجه أبو داود ‪.‬‬ ‫وعن أبي اموسى ‪ t‬قال ‪) :‬سئل رسول ا ‪ r‬عن الرجل يقاتل شجاعة‬ ‫ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل ا ؟‬ ‫قال ‪) :‬امن قاتل لنتكون كلمة ا هي العليا فهو في سبيل ا( أوخرجه‬ ‫الخمسة ‪.‬‬


‫وأنت إذا قرأت وقائع الصحابة رضوان ا عليهم وامسالكهم في البلد‬ ‫النتي فنتحوها ‪ ،‬رأيت امبلغ عزوفهم عن المطاامع والهواء وانصرافهم‬ ‫لغاينتهم الساسية الصلية ‪ ،‬وهي إرشاد الخلق إلي الحق حنتى تكون‬ ‫كلمة ا هي العليا ورأيت امبلغ الخطأ في اتهاامهم رضوان ا عليهم‬ ‫بأنهم إنما كانوا يريدون الغلب علي الشعوب والسنتبداد بالامم والحصول‬ ‫علي الرزاق ‪.‬‬

‫الرحمة في الجهاد السلامي‬ ‫لما كانت الغاية في الجهاد السلامي أنبل الغايات ‪ ،‬كانت وسيلنته كذلك‬ ‫ح ُّ‬ ‫ب‬ ‫ا ل ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أفضل الوسائل فقد حرم ا العدوان ‪ ،‬فقال تعالي ‪) :‬إ س ِ َّ‬ ‫ن( )البقرة‪ , (190:‬وأامر بالعدل حنتى امع الخصوم فقال تعالي‪:‬‬ ‫عَنتس ِدي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫ب س ِللَّنته ْقَوى(‬ ‫هَو أ َه ْقَر ُ‬ ‫عس ِدُلوا ُ‬ ‫عس ِدُلوا ا ه ْ‬ ‫عَلى َأل َت ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َقه ْو أ ٍ‬ ‫شَنبآ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جس ِرَامَّن ُ‬ ‫)َول َي ه ْ‬ ‫)المائدة‪ , (8:‬وأرشد المسلمين إلي امننتهى الرحمة ‪.‬‬ ‫فهم حينما يقاتلون ل يعنتدون ول يفجرون ول يمثلون ول يسرقون ول‬ ‫يننتهبون الاموال ‪ ،‬ول يننتهكون الحرامات ول ينتقدامون بالذى ‪ ،‬فهم في‬ ‫حربهم وخير امحاربين كما أنهم في سلمهم أفضل امسالمين ‪.‬‬ ‫عن بريدة رضى ا عنه قال ‪) :‬كان لرسول ا صلى ا عليه و سلم‬ ‫إذا أامر الامير على جيش أو سريره أوصاه في وخاصاته بنتقوى ا تعالى‬ ‫وامن امعه امن المسلمين وخيرا ثم قال‪) :‬اغزوا بسم ا في سبيل ا ‪،‬‬ ‫قاتلوا امن كفر بالله ‪ ،‬أغزوا ولتغلوا ول تغدروا ول تمثلوا ول تقنتلوا وليدا(‬ ‫رواه امسلم ‪.‬‬ ‫وعن أبى هريرة رضى ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪) :‬إذا قاتل أحدكم فليجنتنب الوجه( أوخرجه الشيخان ‪.‬‬


‫وعن ابن امسعود رضى ا عنه قال ‪:‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪) :‬أعف الناس قنتلة أهل اليمان( أوخرجه أبو داود ‪.‬‬ ‫وعن عبد ا بن يزيد النصاري رضى ا عنه قال ‪):‬نهى رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم عن النهب و المثله ( أوخرجه البخاري ‪.‬‬ ‫كما ورد النهى عن قنتل النساء والصبيان و الشيوخ و الجهاز عن‬ ‫الجرحى وإهاجة الرهبان والمنعزلين وامن ل يقاتل امن الامنين ‪ ،‬فأين‬ ‫هذه الرحمة امن غارات المنتمدين الخانقة وفظائعهم الشنيعة ؟ وأين‬ ‫قانونهم الدولي امن هذا العدل الرباني الشاامل ؟‬ ‫اللهم فقه المسلمين في دينهم وأنقذ العالم امن هذه الظلمات بأنوار‬ ‫السلم ‪.‬‬

‫اما يلحق بالجهاد‬ ‫شاع بين كثير امن المسلمين أن قنتال العدو هو الجهاد الصغر وأن هناك‬ ‫جهادا أكبر هو جهاد النفس ‪ ،‬وكثير امنهم يسنتدل لذلك بما يروي ‪) :‬رجعنا‬ ‫امن الجهاد الصغر إلي الجهاد الكبر ‪ ،‬قالوا‪:‬واما الجهاد الكبر ؟ قال‪:‬‬ ‫جهاد القلب أو جهاد النفس ( ‪.‬‬ ‫وبعضهم يحاول بهذا أن يصرف الناس عن أهمية القنتال والسنتعداد له‬ ‫ونية الجهاد والوخذ في سبيله ‪ .‬فأاما هذا الثر فليس بحديث علي‬ ‫الصحيح ‪ ،‬قال أامير المؤامنين في الحديث الحافظ ابن حجر في تسديد‬ ‫القوس ‪ :‬هو امشهور علي اللسنة وهو امن كلم إبراهيم بن عبلة ‪.‬‬ ‫وقال العراقي في تخريج أحاديث الحياء ‪ :‬رواه البيهقي بسند ضعيف‬ ‫عن جابر ‪ ،‬ورواه الخطيب في تاريخه عن جابر ؛ علي أنه لو صح فليس‬ ‫يعطي أبدا النصراف عن الجهاد والسنتعداد لنقاذ بلد المسلمين ورد‬


‫عادية أهل الكفر عنها ‪ ،‬وإنما يكون امعناه وجوب امجاهدة النفس حنتى‬ ‫تخلص لله في كل عملها ‪ ،‬فليعلم ‪ .‬وهناك أامور تلحق بالجهاد امنها ‪:‬‬ ‫الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد جاء في الحديث ‪) :‬إن امن‬ ‫أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر( ‪ .‬ولكن شيئا امنها ل يوجب‬ ‫لصاحبه الشهادة الكبرى وثواب المجاهدين إل أن َيقنتل أو يقنتل في‬ ‫سبيل ا‪.‬‬

‫وخـاتمـة‬ ‫أيهـا الوخـوة ‪:‬‬ ‫إن الامة النتي تحسن صناعة الموت ‪ ،‬وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة‬ ‫‪ ،‬يهب لها ا الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الوخرة ‪ ,‬واما‬ ‫الوهن الذي أذلنا أل حب الدنيا وكراهية الموت ‪ ،‬فاعدوا أنفسكم لعمل‬ ‫عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ‪.‬‬ ‫واعلموا أن الموت لبد امنه وأنه ل يكون إل امرة واحدة ‪ ،‬فان جعلنتموها‬ ‫فى سبيل ا كان ذلك ربح الدنيا وثواب الوخرة‪ ،‬واما يصيبكم إل اما كنتب‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م أ َه ْنَز َ‬ ‫ا لكم ‪ ،‬و تدبروا جيدا قول ا تبارك وتعالى ‪ُ) :‬ث َّ‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م أ َه ْنُف ُ‬ ‫مه ْنتُه ه ْ‬ ‫ه َّ‬ ‫طاس ِئَف ٌة َقه ْد أ َ َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫طاس ِئَفم ًة س ِامه ْن ُ‬ ‫شى َ‬ ‫غ َ‬ ‫عاسا َي ه ْ‬ ‫م أ َ​َامَنم ًة ُن َ‬ ‫غ ِّ‬ ‫عس ِد اه ْل َ‬ ‫َب ه ْ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ء‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َلَنا س ِامنَ ال َه ْامس ِر س ِامنه ْ َ‬ ‫ن هَ ه ْ‬ ‫هس ِلَّيس ِة َيُقوُلو َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ظ َّ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫غه ْيَر اه ْل َ‬ ‫ن س ِباللس ِه َ‬ ‫ظ ُّنو َ‬ ‫َي ُ‬ ‫ن َله ْو َكا َ‬ ‫ن‬ ‫ك َيُقوُلو َ‬ ‫ن َل َ‬ ‫م َاما ل ُيه ْبُدو َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫ن س ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫خُفو َ‬ ‫ن ال َه ْامَر ُكَّلُه للس ِه ُي ه ْ‬ ‫ل إ س ِ َّ‬ ‫ُق ه ْ‬ ‫م َلَبَرَز اَّلس ِذينَ ُكس ِنت َ‬ ‫ب‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م س ِفي ُبُيوس ِت ُ‬ ‫ل َله ْو ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫هَنا ُق ه ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫ء َاما ُقس ِنته ْلَنا َ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ن ال َه ْامس ِر َ‬ ‫َلَنا س ِام َ‬ ‫ص َاما‬ ‫ح َ‬ ‫م ِّ‬ ‫م َوس ِلُي َ‬ ‫صُدوس ِرُك ه ْ‬ ‫ا َاما س ِفي ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫م َوس ِلَيه ْبَنتس ِل َ‬ ‫عس ِه ه ْ‬ ‫ج س ِ‬ ‫ضا س ِ‬ ‫ل إ س َِلى َام َ‬ ‫م اه ْلَقه ْنت ُ‬ ‫عَله ْيس ِه ُ‬ ‫َ‬ ‫صُدوس ِر( )آل عمران‪. (154:‬‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫م س ِبَذا س ِ‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ِفي ُقُلوس ِب ُ‬ ‫فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكااملة ‪ ,‬رزقنا ا وإياكم‬ ‫وكراامة السنتشهاد فى سبيله ‪.‬‬


‫حسـن البنــا‬

‫رسالة في علم الحديث‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســـ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫القاهرة‬ ‫غرة المحرم ‪1367‬هـ‬

‫الرواية والسناد‬ ‫اما السناد؟ ‪ ..‬واما المنتن؟‬ ‫تقرأ الحديث الشريف فيطالعك أول اما يطالعك "السند" وهو‪ :‬سلسلة الرواة‬ ‫الذين نقل عنهم هذا الحديث امن لدن رسول ا إلى أن اننتهى إلى أحد‬ ‫الحفاظ المشهورين كمالك أو البخاري أو امسلم رضي ا عنهم‪.‬‬ ‫والسناد ‪ :‬رفع الحديث إلى قائله‪.‬‬ ‫وقال ابن جماعة ‪ :‬المحدثون يسنتعملون السند والسناد لشيء واحد ‪.‬‬ ‫وأاما المنتن ‪ :‬فهو ألفاظ الحديث نفسها ‪.‬‬ ‫وامعرفة السند هي الساس عند المحدثين في الحكم على درجة الحديث إذ‬ ‫إن عماد الصحة أو الضعف عندهم درجة الرازي امن الصدق ‪ ،‬ودرجة رواينته‬ ‫امن الوضوح والثقة ‪.‬‬ ‫ولهذا كانت عناينتهم بالسانيد عظيمة ‪ ،‬نشأ عنها علم امصطلح الحديث بلواحقه‬ ‫امن علم الرجال والنساب والكنى والسماء والجرح والنتعديل ‪.‬‬

‫السناد امن وخصائص الامة السلامية‪:‬‬ ‫ولم يؤثر عن أامة امن الامم العناية برواة أوخبارها وكنتبها ‪ ،‬وامأثورات أنبيائها كما‬ ‫عرف ذلك عن هذه الامة السلامية النتي عنيت بهذه الناحية أتم العناية ‪ ،‬حنتى‬ ‫إن اهنتماامها بالسانيد والرواة لم يقف عند حد العلوم الشرعية ‪ ،‬بل تعداها‬


‫إلى العلوم الدبية والوخبار النتاريخية وغيرها ‪ ،‬وإن كان في الحديث النبوي واما‬ ‫إليه أدق وأوضح ‪.‬‬ ‫قال أبوعلي الجياني ‪) :‬وخص ا تعالى هذه الامة بثلثة أشياء لم يعطها امن‬ ‫قبلها ‪ :‬السناد ‪ ،‬والنساب ‪ ،‬والعراب(‪.‬‬ ‫وقال ابن حزم ‪:‬‬ ‫)نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي "صلى ا عليه وسلم" امع التصال وخص‬ ‫ا به المسلمين دون سائر الملل ‪ ،‬وأاما امع الرسال والعضال فيوجد في‬ ‫كثير امن اليهود ‪ ،‬ولكن ل يقربون فيه امن اموسى قربنا امن امحمد "صلى ا‬ ‫عليه وسلم" ‪ ،‬بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين اموسى أكثر امن ثلثين عصرا‬ ‫‪ ..‬ول يمكن أن يبلغوا إلى صاحب نبي ول إلى تابع له(‪.‬‬ ‫وقد أثر عن السلف في الحث على العناية بالسناد أقوال كثيرة ‪:‬‬ ‫قال ابن المبارك‪) : .‬السناد امن الدين ‪ ،‬لول السناد لقال امن شاء اما يشاء(‪.‬‬ ‫وقال سفيان بن عيينة ‪) :‬حتّد ث الزهري يواما بحديث فقلت ‪ :‬هاته بل إسناد ‪،‬‬ ‫فقال الزهري ‪ :‬أترقى السطح بل سلم ؟(‪.‬‬ ‫وقال الثوري ‪) :‬السناد سلح المؤامن(‪.‬‬ ‫وقال أحمد بن حنبل ‪) :‬طلب السناد العالي سنة عن السلف ؟ لن أصحاب‬ ‫عبد ا كانوا يرحلون امن الكوفة إلى المدينة فينتعلمون امن عمر ويسمعون‬ ‫امنه(‪.‬‬ ‫وقال امحمد بن أسلم الطوسي ‪) :‬قرب السناد قرب أو قربة إلى ا تعالى(‪.‬‬ ‫وقال امحمد بن سيرين ‪) :‬إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأوخذون دينكم( ‪..‬‬ ‫وقال‪) :‬لم يكونوا يسألون عن السناد ‪ ،‬فلما وقعت الفنتنة قالوا سموا لنا‬ ‫رجالكم ‪ ،‬فينظر إلى أهل السنة فيؤوخذ حديثهم ‪ ،‬وينظر إلى أهل البدع فل‬ ‫يؤوخذ حديثهم(‪.‬‬ ‫وحكى الوزاعي عن سليمان بن اموسى قال‪) :‬لقيت طاووسا فقلت‪ :‬حدثني‬ ‫فلن كيت وكيت قال ‪ :‬إن كان صاحبك " ‪ "....‬فخذ عنه( ‪.‬‬

‫أنواع النتحمل ودرجاته‪:‬‬


‫وكما كانوا ينتحرون حال الراوي كانوا يعنون كذلك بالطريقة النتي تلقى بها عن‬ ‫شيخه ‪.‬‬ ‫وطرق النتلقي تخنتلف في السلوب وفى الرتبة ‪ .‬وامنها ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬السماع امن لفظ الشيخ إاملء امن حفظه ‪ ،‬أو تحديثا امن كنتابه ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قراءة الطالب على الشيخ ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سماع الطالب على الشيخ بقراءة غيره‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المناولة امع الجازة كأن يدفع له الشيخ أصل سماعه ‪ ،‬أو فرعا امقابل به‬ ‫ويقول له‪ :‬أجزت لك رواينته عنى ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الجازة المجردة عن المناولة ‪ ،‬ولها أنواع كثيرة امفصلة في كنتب الفن‪.‬‬ ‫‪ - 6‬المناولة امن غير إجازة بأن يناوله الكنتاب امقنتصرا على قوله هذا سماع ول‬ ‫يقول اروه عني ‪ ،‬ول أجزت لك رواينته‪.‬‬ ‫قيل‪ :‬تجوز الرواية بهذه المناولة ‪ ..‬والصحيح عندهم عدم الجواز ‪.‬‬ ‫وامثلها‪:‬‬ ‫‪ - 7‬العلم‪ :‬كأن يقول‪ :‬هذا الكنتاب امن امسموعاتي امن غير أن يأذن له في‬ ‫رواينته عنه‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الوصية‪ :‬كأن يوصى بكنتاب عند سفره أو اموته ‪ ..‬والرجح عدم جواز‬ ‫الرواية به ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الوجادة ‪ :‬كأن يجد حديثا أو كنتابا بخط شيخ امعروف ل يرويه الواحد عنه‬ ‫بسماع ول إجازة فله أن يقول ‪ :‬وجدت أو قرأت بخط فلن‪.‬‬ ‫وفى امسند الامام أحمد كثير امن ذلك امن رواية ابنه عنه‪.‬‬ ‫قال النووي‪) :‬وأاما بالوجادة فعن المعظم أنه ل يجوز وقطع البعض بوجوب‬ ‫العمل بها عند حصول الثقة‪ (..‬قال ‪) :‬وهذا هو الصحيح الذي ل ينتجه في هذه‬ ‫الزامان غيره(‪.‬‬

‫أقدم إجازتين امأثورتين ‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬إجازة أبي وخيثمة لزكريا بن يحيى ‪:‬‬


‫جاء في شرح ألفية العراقي نقل عن الامام أبي الحسن امحمد بن أبي‬ ‫الحسين بن الوزان قال ‪) :‬ألفيت بخط أبي بكر أحمد بن أبي وخيثمة زهير بن‬ ‫حرب الحافظ الشهير صاحب يحيى بن امعين وصاحب النتاريخ اما امثاله‪" :‬قد‬ ‫أجزت لبى زكريا يحيى بن امسلمة أن يروي عنى اما أحب امن كنتاب النتاريخ‬ ‫الذي سمعه امني أبو امحمد القاسم بن الصبح وامحمد بن عبد العلى كما‬ ‫سمعاه امنى ‪ ،‬وأذنت له في ذلك ولمن أحب امن أصحابه ‪ ،‬فإن أحب أن تكون‬ ‫الجازة لحد بعد هذا فأنا أجزت له ذلك بكنتابي هذا" وكنتب أحمد بن وخيثمة‬ ‫بيده في شوال سنة ست وسبعين وامائنتين(‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إجازة حفيد بن شيبة للخلل‬ ‫وكذلك أجاز حفيد يعقوب بن شيبة وهذه نسخنتها فيما حكاه الخطيب‪ :‬يقول‬ ‫امحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ‪) :‬قد أجزت لعمر بن أحمد الخلل وابنه‬ ‫عبد الرحمن بن عمر ولخنتنه على بن الحسن جميع اما فاته امن حديثي امما لم‬ ‫يدرك سماعه امن المسند وغيره ‪ ،‬وقد أجزت ذلك لمن أحب عمر ‪ ،‬فليرووه‬ ‫عنى إن شاءوا‪ .‬وكنتبت لهم ذلك بخطى في صفر سنة اثننتين وثلثين‬ ‫وثلثمائة(‪.‬‬

‫دقة النتحري وسعة امعرفة أئمة الفن بأحوال الرواة‪:‬‬ ‫وإن اما أثر عن أئمة رواية الحديث في دقة تحريهم عن أقوال الرواة وسعة‬ ‫امعرفنتهم بكل اما ينتصل بهم امن شئون وخاصة أو عاامة لمما يقضي امنه‬ ‫العجب‪.‬‬ ‫ولقد كانوا ينتحرجون امن الرواية حنتى عن الثقات لنتوهم الشبهة في بعض‬ ‫تصرفاتهم المنتصلة بالرواية‪.‬‬ ‫ول تثبت صفة النتقدم والحفظ لحد امن رجال الحديث حنتى يكون قد حفظ‬ ‫امنتن الحديث وألفاظه وسنده حفظا تااما ‪ ،‬ثم ألم بمعرفة رجاله وأحوالهم‬ ‫فردا فردا ‪ ،‬ثم أضاف إلى ذلك العلم بطرق رواينته المخنتلفة ‪.‬‬ ‫وهذا الامام امسلم بن الحجاج يحدثنا في امقدامة صحيحه عن شيء امن هذا‬ ‫فيقول شارحا امنهاجه في الرواية ‪:‬‬


‫)ثم إنا إن شاء ا امبنتدئون في تخرج اما سألت وتأليفه على شريطة سوف‬ ‫أذكرها لك وهو ‪:‬‬ ‫أنا نعمد إلى جملة اما أسند امن الوخبار عن رسول ا "صليالله عليه وسلم"‪,‬‬ ‫فنقسمها على ثلثة أقسام وثل ث طبقات امن الناس ‪ ,‬فأاما القسم الول ‪ :‬فإنا‬ ‫ننتووخى أن نقدم الوخبار النتي هي أسلم امن العيوب امن غيرها ‪ ،‬وأنقى امن أن‬ ‫يكون ناقلوها أهل اسنتقاامة في الحديث وإتقان لما نقلوا ‪.‬‬ ‫فإذا نحن تقصينا أوخبار هذا الصنف امن الناس أتبعناها أوخبارا يقع في‬ ‫أسانيدها بعض امن ليس بالموصوف بالحفظ والتقان كالصنف المقدم قبلهم‬ ‫‪ ،‬على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم فإن اسم السنتر والصدق وتعاطى‬ ‫العلم يشملهم‪ :‬كعطاء بن السائب ‪ ،‬ويزيد بن أبي زياد ‪ ،‬وليث بن أبي سليم‬ ‫وأضرابهم امن حمال الثار ونقال الوخبار‪ .‬فهم وإن كانوا بما وصفنا امن العلم‬ ‫والسنتر عند أهل العلم امعروفين ‪ ،‬فغيرهم امن أقرانهم اممن عندهم اما ذكرنا‬ ‫امن التقان والسنتقاامة في الرواية يفضلونهم في الحال والمرتبة ‪ ،‬لن هذا‬ ‫عند أهل العلم درجة رفيعة ‪ ،‬ووخصلة سنيه ‪ ,‬أل ترى أنك إذا وازنت هؤلء‬ ‫الثلثة الذين سميناهم ‪ :‬عطاء ‪ ،‬ويزيد ‪ ،‬وليثا بمنصور بن المعنتمر ‪ ،‬وسليمان‬ ‫العمش ‪ ،‬وإسماعيل بن أبى وخالد في إتقان الحديث والسنتقاامة فيه وجدتهم‬ ‫امباينين لهم ل يدانونهم ‪ ،‬ل شك عند أهل العلم بالحديث في ذلك للذي‬ ‫اسنتفاض عندهم امن صحة حفظ امنصور والعمش وإسماعيل وإتقانهم‬ ‫لحديثهم ‪ ،‬وأنهم لم يعرفوا امثل ذلك امن عطاء ويزيد وليث‪.‬‬ ‫وفي امثل امجرى هؤلء إذا وازنت بين القران كابن عون ‪ ،‬وأيوب السخنتياني‬ ‫امع عوف بن أبي جميلة وأشعث الحراني وهما صاحبا الحسن وابن سيرين ‪،‬‬ ‫كما أن ابن عون وأيوب صاحباهما إل أن البون بينهما وبين هذين بعيد في‬ ‫كمال الفضل ‪ ,‬وصحة النقل ‪ ,‬وإن كان عوف وأشعث غير امدفوعين عن‬ ‫صدق وأامانة عند أهل العلم‪..‬‬ ‫فعلى نحو اما ذكرنا امن الوجوه نؤلف اما سألت امن الوخبار عن رسول ا‬ ‫"صلى ا عليه سلم"‪.‬‬


‫فأاما اما كان امنها عن قوم هم عند أهل الحديث امنتهمون أو عند الكثر امنهم ‪،‬‬ ‫فلسنا ننتشاغل بنتخريج حديثهم كعبد ا بن امسور أبي جعفر المدائني ‪،‬‬ ‫وعمرو بن وخالد ‪ ،‬وعبد القدوس الشاامي ‪ ،‬وامحمد بن سعيد المصلوب ‪،‬‬ ‫وغيا ث بن إبراهيم ‪ ،‬وسليمان بن عمرو أبي داود النخعي ‪ ،‬وأشباههم اممن‬ ‫اتهم بوضع الحاديث ‪ ،‬وتوليد الوخبار ‪ ,‬وكذلك امن الغالب على حديثه المنكر أو‬ ‫الغلط ‪ ،‬أامسكنا أيضا عن حديثهم(‪.‬‬ ‫ـ وامن أامثلة النتورع في الرواية حنتى عن الثقات اما رواه امسلم بعد ذلك عن‬ ‫أبي الزناد عن أبيه قال‪) :‬أدركت بالمدينة امائة كلهم امأامون اما يؤوخذ عنهم‬ ‫الحديث ‪ ،‬يقال ‪ :‬ليس امن أهله(‪.‬‬ ‫وإذا رجعت إلى كنتب الرجال والعلل والجرح والنتعديل أدهشك اما ترى امن ذلك‬ ‫‪.‬‬

‫جودة الحفظ وسرعنته ودقنته وكثرته ‪:‬‬ ‫ولقد اشنتهر الكثير امن أئمة الحديث بسرعة الحفظ وجودته ‪ ،‬ودقنته وكثرته‬ ‫حنتى كانوا أعاجيب الدنيا في هذه المعاني‪.‬‬ ‫وامنهم أبو عبد ا امحمد بن إسماعيل البخاري الذي روي عنة في ذلك‬ ‫الغرائب المدهشة امنذ كان غلاما حنتى لقي ربه‪.‬‬ ‫ولقد حد ث عن نفسه فيما رواه الفريري ‪:‬‬ ‫)قال‪ :‬ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكنتاب"‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬وكم أتى عليك إذ ذاك؟‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬عشر سنين أو أقل ‪ ,‬ثم وخرجت امن الكنتاب فجعلت أوخنتلف إلى الداوخلي‬ ‫وغيره فقال يواما فيما كان يقرأ للناس‪ :‬سفيان عن أبى الزبير عن إبراهيم ‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم‪ ..‬فاننتهرني ‪.‬‬ ‫فقلت له‪ :‬ارجع إلى الصل إن كان عندك ‪.‬‬ ‫فدوخل فنظر فيه ثم رجع فقال‪ :‬كيف هو يا غلم ؟‬ ‫فقلت ‪ :‬هو الزبير وهو ابن عدى عن إبراهيم‪.‬‬ ‫فأوخذ القلم وأصلح كنتابه وقال لي‪ :‬صدقت‪.‬‬


‫فقال له إنسان ‪ :‬ابن كم حين رددت عليه؟‬ ‫فقال ‪ :‬ابن إحدى عشرة سنة‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كنتب ابن المبارك ووكيع ‪.‬‬ ‫وعرفت كلم هؤلء ـ يعنى أصحاب الرأي(‪.‬‬ ‫وقال حاامد بن إسماعيل وآوخر‪) :‬كان البخاري يخنتلف امعنا إلى السماع وهو‬ ‫غلم ‪ ،‬فل يكنتب ‪ ،‬حنتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له‪ .‬فقال ‪ :‬إنكما قد‬ ‫أكثرتما علي فاعرضا علي اما كنتبنتما ‪ ،‬فأوخرجنا إليه اما كان عندنا ‪ ،‬فزاد على‬ ‫وخمسة عشرة ألف حديث ‪ ،‬فقرأها كلها عن ظهر قلب حنتى جعلنا نحكم كنتبنا‬ ‫امن حفظه‪ .‬ثم قال ‪ :‬أترون أني أوخنتلف هدرا وأضيع أياامي؟ فعرفنا أنه ل‬ ‫ينتقدامه أحد(‪.‬‬ ‫وقال امحمد بن أبي حاتم ‪ :‬سمعت سليم بن امجاهد يقول ‪) :‬كنت عند امحمد‬ ‫بن سلم البيكندي فقال لي‪ :‬لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف‬ ‫حديث‪ .‬قال‪ :‬فخرجت في طلبه فلقينته ‪ ،‬فقلت‪ :‬أنت الذي تقول ‪ :‬أنا أحفظ‬ ‫سبعين ألف حديث؟‬ ‫فقال‪ :‬نعم وأكثر‪ ،‬ول أجيئك بحديث عن الصحابة أو النتابعين إل عرفت امولد‬ ‫أكثرهم ووفاتهم وامساكنهم‪.‬‬ ‫ولست أروي حديثا امن حديث الصحابة أو النتابعين إل ولي في ذلك أصل‬ ‫أحفظه حفظا امن كنتاب ا أو سنة رسول ا "صلى ا عليه وسلم"(‪.‬‬ ‫وامن ذلك الحادثة المشهورة النتي يرويها ابن عدي فيقول ‪:‬‬ ‫)سمعت عدة امشايخ يحكون أن البخاري قدم بغداد ‪ ،‬فاجنتمع أصحاب الحديث‬ ‫‪ ،‬فعمدوا إلى امائة حديث فقلبوا امنتونها وأسانيدها ‪ ،‬وجعلوا امنتن هذا لسناد‬ ‫هذا ‪ ،‬وإسناد هذا لمنتن هذا " ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها‬ ‫على البخاري في المجلس ‪ ،‬فاجنتمع الناس ‪ ،‬واننتدب أحدهم ‪ ،‬فقام وسأله‬ ‫عن حديث ‪ .‬فقال ‪ :‬أل أعرفه ‪ .‬فسأله عن آوخر‪ .‬فقال‪ :‬ل أعرفه‪ .‬حنتى فرغ امن‬ ‫العشرة‪ .‬وفعل امثل ذلك امع امن بقي امن المشايخ ‪ ،‬ل يزيدهم على قوله ‪ :‬ل‬ ‫أعرفه‪.‬‬


‫حنتى إذا فرغوا ‪ ،‬النتفت إلى الول فقال‪ :‬أاما حديثك الول فإسناده كذا وكذا ‪،‬‬ ‫والثاني كذا وكذا ‪ ،‬والثالث إلى آوخر العشرة ‪ ،‬فرتّد كل امنتن إلى إسناده ‪ .‬وفعل‬ ‫بالثاني امثل ذلك إلى أن فرغ‪ ..‬فأقر له الناس بالحفظ والنتقدم(‪.‬‬

‫اوخنتلف درجات الحديث باوخنتلف امراتب الرواة‪:‬‬ ‫وبهذا الوخنتلف في درجات الرواة ‪ ،‬وقوة السانيد ‪ ،‬اوخنتلفت امراتب الحديث ‪،‬‬ ‫وقوة الحنتجاج بها‪ ،‬ووضع لكل امنها اسم ووصف يكشف عن درجنته‪.‬‬ ‫فالصحيح ‪ ،‬والحسن ‪ ،‬والضعيف ‪ ،‬واما إلى ذلك امن أوصاف وألقاب للحاديث‬ ‫‪ ،‬إنما امرده وأصله هذا الوخنتلف في طبقات الرواة‪.‬‬ ‫ونرجو أن نوفق في الكلمة النتالية إلى النتعرض لهذه الناحية بالذات حنتى نضع‬ ‫بين يدي القراء الكرام امن الذين لم ينتصلوا بهذه الدراسات وخلصة اموجزة‬ ‫واضحة لنترجمة هذه الصطلحات ليسهل عليهم التصال بهذه الكنتب والفنون‬ ‫إذا وجدوا الوقت والرغبة‪.‬‬

‫الحديـث والخبـر والثـــر‬ ‫تدور هذه اللفاظ الثلثة على ألسنة المحدثين ‪ ،‬والمشنتغلين بهذا الفن ‪،‬‬ ‫والمنتصلين به ‪.‬‬ ‫ـ وامنهم امن يعنتبرها بمعنى واحد ‪ :‬وأنها جميعا اما أضيف إلى النبي "صلى ا‬ ‫عليه وسلم" قول أو فعل أو تقريرا أو صفة‪.‬‬ ‫ـ وقيل‪ :‬الحديث‪ :‬اما جاء عن النبي "صلى ا عليه وسلم" وخاصة ‪ ,‬والخبر‪ :‬اما‬ ‫جاء عن غيره ‪ ,‬والثر‪ :‬اما روي عن صحابي أو تابعي‪.‬‬ ‫ـ وقيل ‪ :‬بين الحديث والخبر عموم ووخصو ص امطلق ‪ ..‬فكل حديث وخبر ‪،‬‬ ‫وليس كل وخبر حديث‪.‬‬ ‫ولعل وخير اما يقال في هذا الشأن‪ :‬إن الحديث إذا أطلق هكذا انصرف إلى اما‬ ‫أثر عن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" وخاصة ‪ ،‬وأن الخبر والثر ينصرفان‬


‫إلى هذا المعنى بالقرينة المميزة امع صحة إطلقها على غير الحديث امن‬ ‫الوخبار والمرويات عن الصحابة والنتابعين رضوان ا عليهم‪.‬‬ ‫وامعلوم أن السنة هي فعل النبي "صلى ا عليه وسلم" أو قوله أو إقراره‪.‬‬

‫الحديث القدسي‪:‬‬ ‫أطال أهل الفن القول في تعريف الحديث القدسي ‪ ،‬والفرق بينه وبين‬ ‫القران والحديث النبوي ‪ ,‬ووخلصة اما ذكروه في ذلك ‪ ،‬وأوله بالصواب إن‬ ‫شاء ا‪:‬‬ ‫أن الحديث القدسي إلهام امن ا تبارك وتعالى لنبيه في اليقظة أو في النوم‬ ‫صورا امن المعاني والمقاصد ‪ ،‬يشعر النبي"صلى ا عليه وسلم" أن ا‬ ‫يأامره بنتصويرها لعباده ‪ ،‬فيصورها لهم بعبارة امن لفظه هو "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" على أنه يرويها عن ربه عز وجل‪.‬‬ ‫وامثاله‪ :‬حديث أبي ذر الغفاري المطول الذي رواه النووي في أربعينه ‪ ،‬وهو‬ ‫الرابع والعشرون امنها‪:‬‬ ‫)يا عبادي إني حرامت الظلم على نفسي ‪ ،‬وجعلنته امحراما بينكم ‪ ،‬فل تظالموا(‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫وهو بهذا النتعريف غير امعجز ‪ ،‬ولم يوح به إلى النبي "صلى ا عليه وسلم"‬ ‫بواسطة جبريل عليه السلم ‪ ،‬وليست ألفاظه امن عند ا بداهة‪.‬‬ ‫أاما القرآن الكريم‪ :‬فنترتسم امعانيه وألفاظه في نفس رسول ا "صلى ا‬ ‫عليه وسلم" بإلقاء الملك ‪ ،‬ويننتهي الوحي وقد وعى النبي "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" اما ألقي إليه بلفظه وامعناه ‪ ،‬ويبلغه الناس‪ .‬فيكون امعجزا ‪ ،‬لن لفظه‬ ‫وتركيبه امن عند ا ‪.‬‬

‫وأاما الحديث النبوي‪:‬‬ ‫فهو تعبير عن الحقائق والمعاني والفكار النتي تفيض بها نفس النبي "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" بلفظه هو عليه الصلة والسلم ‪ ..‬وهو صدق وحق لنه "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" ل ينطق عن الهوى أبدا‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬ورواية الحديث القدسي صيغنتان‪:‬‬


‫إحداها‪ :‬أن يقول‪ :‬قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم" فيما يرويه عن ربه ‪,‬‬ ‫وهى عبارة السلف‪.‬‬ ‫وثانينتها‪ :‬أن يقول‪ :‬قال ا تعالى فيما رواه عنه رسول ا "صلى ا عليه‬ ‫وسلم"‪ ..‬والمعنى واحد‪.‬‬ ‫ول شك أن الولى أفضل لنها ل توهم النتشبيه بالقران الكريم‪.‬‬

‫بين المنتن والسناد‪:‬‬ ‫عرفنا في الفصل السابق كيف أن أئمة هذا الفن ‪ -‬جزاهم ا وخيرا ‪ -‬بذلوا‬ ‫امننتهى الجهد في تحري أحوال الرواة وشئونهم ‪ ،‬وأن هذا كان امدار ترجيحهم‬ ‫لصدق الحديث وقوته أو ضعفه‪.‬‬

‫سؤال‬ ‫ويقول بعض الباحثين‪) :‬إنه كان يجب أن تبذل العناية كذلك لنتمحيص المنتن ‪،‬‬ ‫والحكم على قوة الحاديث وضعفها بما يسفر عنه النتمحيص‪ .‬فقد يأتي‬ ‫بعض المنتون وفيه امال ينتفق امع ننتائج البحث العلمي ‪ ,‬ففي الوقت الذي‬ ‫تصرف فيه الهمة إلى الكشف عن أحوال الرجال ‪ ،‬وتحري شئون الرواة ‪،‬‬ ‫يجب كذلك أن نعنتني بنتطبيق امنتن الحديث على حقائق البحث العلمي ‪،‬‬ ‫والحكم بعد ذلك على الحديث بالميزانين امعا ل بميزان واحد(‪.‬‬ ‫الجواب‬

‫وهذا قول له بعض المبررات ‪ ،‬وفيه كثير امن الوجاهة ‪ .‬ويجب أن يكون ذلك‬ ‫امن عمل هذا الجيل الممحص النقاد الذي ارتقت فيه وسائل النقد العلمي‬ ‫إلى حد كبير‪.‬‬ ‫ولكن ل يجب أن تفوتنا امع ذلك هذه الملحظات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إن اتهام السلف رضوان ا عليهم بإهمال النظر في المنتون جملة غير‬ ‫صحيح ‪ ،‬فكثيرا اما كانوا يعنون بهذه النظرة ‪ ،‬ويردون بعض المرويات لهذا‬ ‫السبب ‪ ،‬وينتخذون امن عدم انطباق المنتن على قواعد الشرع الجلية دليل على‬ ‫ضعف إسناده ‪ ،‬وعدم نسبنته إلى رسول ا "صلى ا عليه وسلم" ‪ ،‬ووهم‬


‫راويه ‪ ,‬كما رد ابن عباس حديث أبى هريرة رضى ا عنه‪) :‬امن حمل جنازة‬ ‫فلينتوضأ(‪.‬‬ ‫وعلل هذا الرد بقوله ‪) :‬ل يلزامنا الوضوء في حمل عيدان يابسة( ‪ ,‬فروح‬ ‫النظر في المنتون ‪ ،‬والسنتدلل بهاعلى درجة الحديث كانت اموجودة إذن‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إن هذا الميزان اميزان اعنتباري بحسب العقول والعصور كذلك ‪ ،‬فما نعده‬ ‫نحن اليوم حديث وخرافة ‪ ،‬كان يعنتبر في بعض العصور الماضية حقيقة امن‬ ‫حقائق العلوم والمعارف الرسمية حينذاك‪.‬‬ ‫والشواهد على هذا كثيرة‪.‬‬ ‫واما نعنتبره نحن اليوم حقيقة علمية امقررة ‪ ،‬لو ذكر لمن سبقونا لعنتبروا قائله‬ ‫امجنونا ‪ ،‬ولحكموا عليه بالعدام ‪ .‬وقد فعلوا ‪ ,‬وتلك طبيعة النتطور العلمي‪.‬‬ ‫يواما كنا لنكلف سلفنا فوق اما يطيقون ‪ ،‬وجزاهم ا أفضل الجزاء بما‬ ‫جاهدوا‪.‬‬ ‫أاما الوخذ بميزان تمحيص السناد ‪ ،‬وامعرفة حال الرواة ‪ ،‬والحكم على درجة‬ ‫الحديث بهذا العنتبار ‪ ،‬فهو أدق الموازين وأضبطها ‪ ,‬لنه يعنتمد على أامور‬ ‫حسية واقعية ‪ ،‬ل يخنتلف امعها النقد الصحيح إل إذا تدوخلت الغايات والهواء ‪.‬‬ ‫وامن حسن الحظ أنها لم تنتدوخل إل بعد أن تناولت هذا الميزان أطهر النفوس‬ ‫‪ ،‬وأنقى القلوب ‪ ،‬وأعف اليدي ‪ ،‬فنفت عنه تحريف الغالين ‪ ،‬وتأويل المبطلين‬ ‫‪ ,‬والحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ولهذا كان اما عرف امن الحاديث النتي حكم عليها أهل هذا الفن بالصحة‬ ‫امخالف لبعض امقررات العلوم قليل جدا ‪ ،‬نادرا كل الندرة ‪ ،‬قد أحصى وعرف‬ ‫‪ ،‬فلم ينتعد العشرات إلى المئات إن لم يكن الحاد ‪ ,‬وكثير امنها يمكن النتوفيق‬ ‫بينه وبين هذه المقررات بضرب امقبول اميسور امن النتأويل ‪ ،‬والباقي يحمل‬ ‫ي ال َه ْامُر اَّلس ِذي س ِفيس ِه‬ ‫ض َ‬ ‫على أنه رواية بالمعنى لم يدقق فيها الراوي ‪ ,‬و )ُق س ِ‬ ‫ن( )يوسف‪. (41:‬‬ ‫سَنته ْفس ِنتَيا س ِ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫وسنعرض لشيء امن الامثلة وخلل هذا البحث إن شاء ا ‪.‬‬

‫المنتواتـر والحــاد‬


‫الحديث المنتواتر‪:‬‬ ‫هو اما نقل عن عدد امن الرواة يحصل العلم بصدقهم ضرورة بأن يكونوا‬ ‫جمعا ‪ ،‬ل يمكن تواطؤهم على الكذب ‪ ،‬يروونه عن امثلهم عن امثلهم إلى‬ ‫رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‪.‬‬ ‫ولهذا كان امفيدا للعلم الضروري ‪ ،‬ويجب العمل واوخنتلفوا في تحديد هذا‬ ‫العدد‪ :‬فمن قائل أربعة ‪ ،‬وامن قائل سبعة ‪ ،‬وامن قائل عشرة ‪ ،‬وامن قائل‬ ‫سبعين ‪ ,‬ولم يجمع أهل الفن على عدد امعين‪.‬‬ ‫والمنتواتر قسمان‪:‬‬ ‫لفظي‪ :‬وهو اما تواتر لفظه‪.‬‬ ‫وامعنوي ‪ :‬وهو اما تواتر القدر المشنترك فيه ‪ .‬وللول أامثلة كثيرة امنها‪:‬‬ ‫ـ حديث )امن كذب على امنتعمدا فلينتبوأ امقعده امن النار(‪ .‬رواه نحو المائنتين‪.‬‬ ‫ـ وحديث المسح على الخفين‪ .‬رواه سبعون‪.‬‬ ‫ـ وحديث رفع اليدين في الصلة‪ .‬رواه نحو الخمسين‪.‬‬ ‫وامن أامثلة الثاني‪ :‬أحاديث رفع اليدين في الدعاء‪ .‬وقد روي عنه "صلى ا‬ ‫عليه وسلم" نحو امائة حديث فيها‪ :‬رفع يديه في الدعاء‪ ,‬ولكنها في قضايا‬ ‫وامواضع امخنتلفة ‪ ,‬فكل اموضع امنها لم ينتواتر ‪ ،‬ولكن القدر المشنترك وهو‪:‬‬ ‫رفع اليدين في الدعاء تواتر باعنتبار المجموع‪.‬‬ ‫ـ والحاديث المنتواترة قليلة طبعا لدقة هذا الشرط ‪ ،‬وتعسر توفره ‪ ،‬وخصوصا‬ ‫إذا بالغنا في العدد ‪ ،‬وأوخذنا بقول امن حددوه بالمائة أو بالسبعين أو نحوها ‪.‬‬ ‫ولهذا أثر عن أبي حنيفة رضي ا عنه أنه لم يظفر امن المنتواتر إل بسبعة‬ ‫عشر حديثا ‪ ،‬فحرف هذا المعنى بعض المغرضين الذين يريدون أن يهربوا‬ ‫امن القول بحجية الحديث ‪ ،‬ووجوب العمل به ‪ ،‬وزعموا أن أبا حنيفة امع جللة‬ ‫قدره في الفقه لم يجد امن الحاديث الصحيحة إل سبعة عشر حديثا ‪ ،‬فوضع‬ ‫الصحيح بدل امن المنتواتر ‪ ،‬للسنتدلل على اما يريدون ‪ ،‬وهو زعم غير صحيح ‪،‬‬ ‫وقد نبهنا عليه ‪.‬‬


‫الحديث الحاد ‪:‬‬ ‫وأاما حديث الحاد ‪ :‬فهو اما لم ينتوفر فيه شرط النتواتر السابق‪.‬‬ ‫وجوب العمل بخبر الحاد ‪:‬‬ ‫قال النووي رحمه ا تعالى في شرح امقدامة امسلم‪:‬‬ ‫)نبه امسلم رحمه ا تعالى على القاعدة العظيمة النتي ينبني عليها امعظم‬ ‫أحكام الشرع وهى ‪ :‬وجوب العمل بخبر الواحد ‪ ،‬فينبغي الهنتمام بها ‪،‬‬ ‫والعنتناء بنتحقيقها(‪.‬‬ ‫وقد أطنب العلماء رحمهم ا في الحنتجاج لها وإيضاحها ‪ ,‬وأفردهما جماعة‬ ‫امن السلف بالنتصنيف ‪ ،‬واعنتنى بها أئمة المحدثين ‪ ,‬وأول امن بلغنا تصنيفه فيها‬ ‫الامام الشافعي رحمه ا ‪ ,‬وقد تقررت أدلنتها النقلية والعقلية في كنتب أصول‬ ‫الفقه‪ ,‬ونذكر هنا طرفا فنقول‪ :‬اوخنتلف العلماء في حكمه ‪:‬‬ ‫ـ فالذي عليه جماهير المسلمين امن الصحابة والنتابعين فمن بعدهم امن‬ ‫المحدثين والفقهاء وأصحاب الصول‪ :‬أن وخبر الواحد الثقة حجة امن حجج‬ ‫الشرع ‪ ،‬يلزم العمل بها ‪ ،‬ويفيد الظن ‪ ،‬ول يفيد العلم‪.‬‬ ‫وإبطال قول امن قال ل حجة فيه ظاهر‪:‬‬ ‫ـ فلم تزل كنتب النبي "صلى ا عليه وسلم" وآحاد رسله يعمل بها ‪ ،‬ويلزامهم‬ ‫النبي "صلى ا عليه وسلم" العمل بذلك‪.‬‬ ‫ـ واسنتمر على ذلك الخلفاء الراشدون فمن بعدهم امن السلف والخلف على‬ ‫اامنتثال وخبر الواحد إذا أوخبرهم بسنة ‪ ,‬وقضائهم به ‪ ،‬ورجوعهم إليه في القضاء‬ ‫والفنتيا ‪ ،‬ونقضهم به اما حكموا على وخلفه ‪ ،‬وطلبهم وخبر الواحد عند عدم‬ ‫الحجة اممن هو عنده ‪ ،‬واحنتجاجهم بذلك على امن وخالفهم ‪ ،‬وانقياد المخالف‬ ‫لذلك ‪ ,‬وهذا كله امعروف ‪ ،‬لشك في شيء امنه ‪ .‬والعقل ل يحيل العمل بخبر‬ ‫الواحد ‪ ,‬وقد جاء الشرع بوجوب العمل به ‪ .‬فوجب المصير إليه ‪.‬‬ ‫ـ وأاما امن قال ‪ :‬يوجب العلم ‪ :‬فهو امكابر للحس ‪ .‬وكيف يحصل العلم‬ ‫واحنتمال الغلط والوهم والكذب وغير ذلك امنتطرق إليه؟!!‬ ‫ـ ونقل في الفنتح عن ابن القيم اما املخصه‪:‬‬


‫)السنة امع القرآن على ثلثة أوجه‪:‬‬ ‫أحدها ‪ :‬أن توافقه امن كل وجه فيكون امن توارد الدلة‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬أن تكون بيانا لما أريد بالقرآن‪.‬‬ ‫ثالثها‪ :‬أن تكون دالة على حكم سكت عنه القرآن‪ .‬وهذا الثالث يكون حكما‬ ‫امبنتدأ امن النبي "صلى ا عليه وسلم" فنتجب طاعنته فيه(‪.‬‬ ‫ولو كان النبي "صلى ا عليه وسلم" ل يطاع إل فيما وافق القرآن لم تكن له‬ ‫ا َوَامنه ْ َتَوَّلى‬ ‫ع َ‬ ‫طا َ‬ ‫ل َفَقه ْد أ َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ع الَّر ُ‬ ‫ط س ِ‬ ‫ن ُي س ِ‬ ‫طاعة وخاصة ‪ .‬وقد قال تعالى‪َ) :‬ام ه ْ‬ ‫حس ِفيظا( )النساء‪.(80:‬‬ ‫م َ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫ما أَه ْر َ‬ ‫َف َ‬ ‫وقد تناقض امن قال ‪ :‬إنه ل يقبل الحكم الزائد على القران إل إن كان امنتواترا‬ ‫أو امشهورا ‪ ،‬فقد قالوا بنتحريم المرأة على عمنتها ووخالنتها ‪ ،‬وتحريم اما تحرم‬ ‫امن النسب بالرضاعة ‪ ،‬ووخيار الشرط والشفعة والرهن في الحضر ‪ ،‬واميرا ث‬ ‫الجدة ‪ ،‬وتخيير الامة إذا أعنتقت ‪ ،‬وامنع الحائض امن الصوم والصلة ‪ ،‬ووجوب‬ ‫إحداد المعنتدة عن الوفاة ‪ ،‬وتجويز الوضوء بنبيذ النتمر ‪ ،‬وإيجاب الوتر ‪ ،‬وأن‬ ‫أقل الصداق عشرة دراهم ‪ ،‬وتوريث بنت البن السدس امع البنت ‪ ،‬واسنتبراء‬ ‫المسبية بحيضة ‪ ،‬ول يقاد الوالد بالولد ‪ ،‬وأوخذ الجزية امن المجوس ‪ ،‬وقطع‬ ‫رجل السارق في الثانية ‪ ،‬وترك القصا ص امع الجرح قبل الندامال ‪ ،‬والنهي‬ ‫عن بيع الكالئ بالكالئ ‪ ،‬وغيرها امما يطول شرحه‪.‬‬ ‫وهذه الحاديث كلها آحاد ‪ ،‬وبعضها ثابت ‪ ،‬وبعضها غير ثابت ‪ ،‬ولكنهم‬ ‫قسموها إلى ثلثة أقسام ‪ ,‬ولهم في ذلك تفاصيل يطول شرحها ‪ ،‬وامحل‬ ‫بسطها أصول الفقه‪ ..‬وبالله النتوفيق‪.‬‬

‫أنواع الحـاديث ودرجاتها‬ ‫علمت امما تقدم أن الحديث يحكم على درجنته بأحوال رواته ـ وأحوال الرواة‬ ‫ل تحصى ‪ ،‬وأحوال المنتون كذلك ‪ ,‬وامن هنا قال السيوطي بعد أن ذكر هو‬ ‫والنووي وخمسة وسنتين نوعا للحاديث‪) :‬ليس هذا آوخر الممكن في ذلك فإنه‬ ‫قابل للنتنويع إلى امال يحصى(‪.‬‬


‫وامع ذلك فهذه النواع النتي ل تحصى ل تخرج عن ثلثة أقسام‪ :‬الصحيح ‪،‬‬ ‫والحسن ‪ ،‬والضعيف ‪ ,‬لنه إن اشنتمل امن أوصاف القبول على أعلها‬ ‫فالصحيح ‪ ,‬أو على أدناها فالحسن ‪ ,‬أو لم يشنتمل على شيء امنها فالضعيف‪.‬‬ ‫وينتصل بكل قسم امن هذه القسام بحو ث نجملها فيما يلي‪-:‬‬

‫الحديث الصحيح‪:‬‬ ‫هو اما اتصل سنده ‪ ،‬بنقل العدل الضابط عن امثله ‪ ،‬امع السلامة امن الشذوذ‬ ‫والعلل‪ ..‬وهذا هو الصحيح لذاته‪.‬‬ ‫وهناك الصحيح لغيره وهو‪ :‬اما لم تنتوفر فيه هذه الشروط بأكمل امعانيها ‪،‬‬ ‫ولكنه اكنتسب وصف الصحة لسبب آوخر‪ ..‬كالرواية امن غير وجه ‪ ،‬أو تلقي‬ ‫العلماء له بالقبول ‪ ،‬أو النطباق النتام على اليات المحكمة ‪ ،‬أو بعض أصول‬ ‫الشريعة ‪ ،‬فإن هذه المعاني وأشباهها ترفعه إلى درجة الصحة‪.‬‬

‫امراتب الصحيح‪:‬‬ ‫إن رتب الصحيح ودرجاته تنتفاوت في القوة بحسب تفاوت الوصاف المنتقدامة‪.‬‬ ‫فما يكون رواته في الدرجة العليا امن العدالة‬ ‫والضبط وسائر الصفات النتي توجب النترجيح كان أصح امما دونه‪.‬‬ ‫وامن المرتبة العليا في ذلك اما أطلق عليه بعض أئمة الفن أنه أصح السانيد‪:‬‬ ‫كالزهري عن سالم بن عبد ا بن عمر عن أبيه ‪ ,‬وكمحمد بن سيرين عن‬ ‫عبيدة بن عمر السلماني عن علي‪.‬‬ ‫وكإبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن امسعود ‪ ,‬وكمالك عن نافع عن ابن‬ ‫عمر‪.‬‬ ‫قال النووي رحمه ا ‪) :‬والصحيح أقسام‪:‬‬ ‫ـ وأعلها‪ :‬اما اتفق عليه البخاري وامسلم‬ ‫ـ ثم اما انفرد به البخاري‬ ‫ـ ثم اما انفرد به امسلم‬ ‫ـ ثم اما كان على شرطهما وإن لم يخرجاه‬ ‫ـ ثم على شرط البخاري‬


‫ـ ثم على شرط امسلم‬ ‫ـ ثم اما صححه غيرهما امن الئمة‪.‬‬ ‫‪ ..‬فهذه سبعة أقسام(‪.‬‬ ‫ولم تسنتوعب الحاديث الصحيحة في امؤلف واحد ‪ ،‬وإن كانت الصول‬ ‫الخمسة وهى ‪) :‬صحيح البخاري ‪ ،‬وصحيح امسلم ‪ ،‬وسنن أبي داود ‪،‬‬ ‫والنترامذي ‪ ،‬والنسائي( ‪ ،‬لم يفنتها امن الصحيح إل اليسير‪ .‬كذا قال النووي‪.‬‬ ‫وأول امصنف في الصحيح ‪ :‬اموطأ الامام امالك ‪ ,‬وتله‪ :‬صحيح البخاري‪.‬‬ ‫وإذا قيل‪ :‬أصح شيء في هذا الباب ‪ ،‬فل يلزم امن هذه العبارة صحة الحديث‬ ‫‪ ,‬فإنهم يقولون‪ :‬هذا أصح اما جاء في هذا الباب‬ ‫وإن كان ضعيفا‪ ,‬وامرادهم‪ :‬أرجحه أو أقله ضعفا‪.‬‬

‫الحديث الحسن‪:‬‬ ‫قال الشيخ تقي الدين بن تيمية‪:‬‬ ‫)أول امن عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف أبو عيسى‬ ‫النترامذى ‪ ,‬ولم تعرف هذه النتسمية عن أحد قبله‪ .‬وقد بين أبو عيسى امراده‬ ‫بذلك‪ :‬فذكر أن الحسن امما تعددت طرقه‪ .‬ولم يكن فيهم امنتهم بالكذب ‪ ،‬ولم‬ ‫يكن شاذا ‪ ،‬وهو دون الصحيح الذي عرف عدالة ناقليه وضبطهم(‪.‬‬ ‫وأاما امن قبل النترامذي امن العلماء ‪ ،‬فما عرف عنهم هذا النتقسيم الثلثي ‪،‬‬ ‫لكن كانوا يقسمونه إلى ‪ :‬صحيح ‪ ،‬وضعيف‪ .‬والضعيف كان عندهم نوعان‪:‬‬ ‫ـ ضعيف ضعفا ل يمنتنع العمل به ‪ ,‬وهو يشبه الحسن في اصطلح النترامذي‪.‬‬ ‫ـ وضعيف ضعفا يوجب تركه‪ ..‬وهو الواهي‪.‬‬

‫أقسام الحسن‪:‬‬ ‫والحسن قسمان ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬حسن لذاته‪ :‬وهو اما اشنتهر رواته بالصدق ولم يصلوا في الحفظ رتبة‬ ‫رجال الصحيح‪ ..‬وهذا تعريف ابن الصلح‪.‬‬


‫وقال الطيبي‪) :‬الحسن‪ :‬امسند امن قرب امن درجة الثقة ‪ ،‬أو امرسل ثقة ‪،‬‬ ‫وروي كلهما امن غير وجه ‪ ،‬وسلم امن شذوذ وعلة( ‪ ,‬وقد تقدم تعريف‬ ‫النترامذي‪.‬‬ ‫وامن ألطف تعاريفه ‪) :‬اما اتصل إسناده بنقل عدل قل ضبطه عن الصحيح غير‬ ‫شاذ ول امعلل(‪.‬‬ ‫ووخلصنتها جميعا‪ :‬أنه أقل امن الصحيح ‪ ،‬وفوق الضعيف‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حسن لغيره ‪ :‬وعرفه ابن الصلح بما كان في إسناده امسنتور لم تنتحقق‬ ‫أهلينته ‪ ،‬غير امغفل ‪ ،‬ول كثير الخطإ في رواينته ‪ ،‬ول امنتهم ينتعمد الكذب فيها ‪،‬‬ ‫ول ينسب إلى امفسق آوخر ‪ ،‬واعنتضد بمنتابع أو شاهد‪ ..‬فأصله ضعيف ‪ ،‬وإنما‬ ‫طرأ عليه الحسن بالعاضد الذي عضده ‪ ،‬فاحنتمل لوجود العاضد ‪ ،‬ولوله‬ ‫لسنتمرت صفة الضعف فيه ‪ ،‬ولسنتمر على عدم الحنتجاج به‪.‬‬

‫امراتب الحسن‪:‬‬ ‫وللحسن رتب كالصحيح ‪:‬‬ ‫ـ فأعلها‪ :‬اما قبل لصحنته ‪ ..‬كبهز بن حكيم عن أبيه عن جده ‪ ,‬وعمرو بن‬ ‫شعيب عن أبيه عن جده ‪ ,‬وامحمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن جابر ‪.‬‬ ‫وأامثال ذلك ‪ ,‬وهو أدنى امراتب الصحيح‪.‬‬ ‫ـ ثم بعد ذلك اما اوخنتلف في تحسينه وضعفه ‪ ,‬كحديث الحار ث بن عبد ا ‪,‬‬ ‫وعاصم بن ضمرة ‪ ,‬وحجاج بن أرطأة ‪ ,‬ونحوهم ‪ .‬قاله الذهبي ‪.‬‬ ‫ـ والحسن لذاته المشهور رواته بالعدالة والصدق اشنتهارا دون اشنتهار رجال‬ ‫الصحيح ‪ ،‬إذا روي امن وجه آوخر ‪ ،‬ترقى امن الحسن إلى الصحيح ‪ ,‬وهذا هو‬ ‫الصحيح لغيره‪.‬‬ ‫وامثاله ‪ :‬حديث النترامذي امن طريق امحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي‬ ‫هريرة أن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال‪) :‬لول أن أشق على أامنتي‬ ‫لامرتهم بالسواك عند كل صلة(‪.‬‬ ‫فإن امحمدا وإن اشنتهر بالصدق ‪ ،‬والصيانة ‪ ،‬ووثقه بعضهم لذلك ‪ ،‬لم يكن‬ ‫امنتقنا لسوء حفظه‪ ..‬فحديثه حسن لذاته‪ ..‬وبمنتابعة امحمد عليه في شيخ‬


‫شيخه وهو أبو هريرة يرتقي إلى الصحة لغيره ‪ ،‬فقد رواه جماعة غير أبي‬ ‫سلمة عن أبي هريرة‪ ..‬والمنتابعة قد يراد بها امنتابعة الشيخ ‪ ,‬وقد يراد بها‬ ‫امنتابعة شيخ الشيخ‪.‬‬ ‫والحديث رواه الشيخان امن طريق العرج عن أبي هريرة فهو‪ :‬صحيح لذاته‬ ‫امن هذا الطريق ‪ ,‬صحيح لغيره امن طريق امحمد بن عمرو‪.‬‬

‫الحنتجاج بالحسن‪:‬‬ ‫وجمهور المحدثين ‪ ،‬وعاامة الفقهاء على أن الحسن كالصحيح في الحنتجاج به‬ ‫‪ ،‬وإن كان دونه في القوة ‪ ,‬ولهذا أدرجه طائفة في أنواع الصحيح ‪ ،‬كالحاكم‬ ‫وابن حبان وابن وخزيمة‪.‬‬ ‫وقال السخاوي‪) :‬امنهم امن يدرج الحسن في الصحيح لشنتراكهما في‬ ‫الحنتجاج ‪ ،‬بل نقل ابن تيمية إجماعهم عليه إل النترامذي وخاصة(‪.‬‬ ‫وقال الخطابي‪) :‬على الحسن امدار أكثر الحديث ‪ ،‬لن غالب الحاديث ل تبلغ‬ ‫رتبة الصحيح ‪ ،‬وعمل به عاامة الفقهاء ‪ ،‬وقبله اكثر العلماء‪ (..‬قال‪) :‬وشدد‬ ‫بعض أهل الحديث ‪ ،‬فرد بكل علة قادحة كانت أم ل(‪.‬‬ ‫كما روى عن أبي حاتم أنه قال‪) :‬سألت أبى عن حديث ‪ ،‬فقال ‪ :‬إسناده‬ ‫حسن‪ ,‬فقلت ‪:‬يحنتج به؟ فقال‪ :‬ل(‪.‬‬ ‫ـ وزيادة راوي الصحيح والحسن امقبولة‪ ,‬إذ هي في حكم الحديث المسنتقل ‪،‬‬ ‫وهذا إن لم تناف رواية امن لم ترد ‪ ،‬فإن نافنتها ‪ ،‬ولزم امن قبولها رد الوخرى ‪،‬‬ ‫احنتيج للنترجيح ‪ ,‬فإن كان لحدهما امرجح فالوخرى شاذة‪.‬‬ ‫قال الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها‪) :‬وزيادة راويهما ‪ :‬ـ أي الصحيح‬ ‫والحسن ـ امقبولة ‪ ،‬اما لم تقع امنافية لرواية امن هو أوثق اممن لم يذكر تلك‬ ‫الزيادة ‪ ،‬لنه إاما أن تكون ل تنافي بينها وبين رواية امن لم يذكرها ‪ ،‬فهذه تقبل‬ ‫امطلقا ‪ ،‬لنها في حكم الحديث المسنتقل الذي ينفرد به الثقة ‪ ،‬ول يرويه عن‬ ‫شيخه غيره‪ ...‬وإاما أن تكون امنافية بحيث يلزامهم امن قبولها رد الرواية الوخرى‬ ‫‪ ,‬فهذه النتي يقع النترجيح بينها وبين امعارضها ‪ ،‬فيقبل الراجح ‪ ،‬ويرد المرجوح(‪.‬‬


‫ـ واشنتهر عن جمع امن العلماء القول بقبول الزيادة امطلقا امن غير تفصيل ‪,‬‬ ‫ول ينتأتى ذلك عن طريق المحدثين الذين يشنترطون في الصحيح أل يكون‬ ‫شاذا ‪ .‬ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة امن هو أوثق امنه ‪ ,‬والعجب اممن‬ ‫أغفل امنهم ذلك امع اعنترافه باشنتراط اننتفاء الشذوذ في حد الحديث الصحيح‬ ‫وكذا الحسن ‪.‬‬ ‫ـ والنقول عن أئمة الحديث المنتقدامين ‪ ،‬كعبد الرحمن بن امهدي ‪ ،‬ويحيى‬ ‫القطان ‪ ،‬وأحمد بن حنبل ‪ ،‬ويحيى بن امعين ‪ ،‬وعلى بن المديني ‪ ،‬والبخاري ‪،‬‬ ‫وأبي زرعة وأبي حاتم ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والدارقطني ‪ ،‬وغيرهم اعنتبار النترجيح‬ ‫فيما ينتعلق بالزيادة وغيرها ‪ ,‬ول يعرف عن أحد امنهم إطلق قبول الزيادة‪....‬‬ ‫ـ ويصف النترامذي بعض الحاديث بأنه "حسن صحيح " ‪ ,‬وروى بعض‬ ‫المحدثين في هذا النتعبير اما يسنتوقف النظر ‪ ,‬لن وصف الحسن قاصر عن‬ ‫الصحة‪.‬‬ ‫وقد أجاب عن ذلك الحافظ ابن حجر بقولة ‪) :‬إن تردد أئمة الحديث في حال‬ ‫ناقليه اقنتضى للمجنتهد أل يصفه بأحد الوصفين‪ .‬فيقال فيه ‪ :‬حسن وصفه عند‬ ‫قوم‪ ..‬وصحيح باعنتبار وصفه عند قوم(‪.‬‬ ‫وغاية اما فيه أنه حذف امنه حرف النتردد ‪ ،‬لن حقه أن يقول‪ :‬حسن أو صحيح‪.‬‬ ‫وعليه ‪ ,‬فما قيل فيه‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬دون اما قيل فيه صحيح ‪ ,‬لن الجزم‬ ‫أقوى امن النتردد ‪ ,‬وهذا حيث النتفرد ‪ ,‬فإن لم يحصل تفرد ‪ ،‬فإطلق الوصفين‬ ‫على الحديث يكون باعنتبار إسنادين‪ :‬أحدهما‪ :‬صحيح فقط ‪ ،‬والوخر حسن‪.‬‬ ‫وعلى هذا ‪ ،‬فما قيل فيه‪ :‬حسن صحيح فوق اما قيل فيه صحيح فقط إذا كان‬ ‫فردا ‪ ،‬لن كثرة الطرق تقوي‪.‬‬

‫ألقاب تشمل الصحيح والحسن‪:‬‬ ‫الجيد ‪ ،‬والقوى ‪ ،‬والصالح ‪ ،‬والمعروف ‪ ،‬والمحفظ ‪ ،‬والمجود ‪ ،‬والثابت ‪،‬‬ ‫والمقبول ـ كلها ألفاظ امسنتعملة عند أهل الحديث في الخبر المقبول ‪ ،‬صحيحا‬ ‫كان أو حسنا ‪ ،‬أو ضعيفا يصلح للعنتبار‪.‬‬


‫لواحـــق‬ ‫‪ - 1‬هل توجب صحة الحديث القطع به؟‬ ‫للعلماء في هذه المسألة ثلثة أقوال‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬الوجوب امطلقا ‪ .‬وقد ذهب إلى ذلك ابن طاهر المقدسي ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬عدم الوجوب لجواز الخطإ والنسيان على الثقة ‪ ,‬وعزاه النووي في‬ ‫النتقريب للكثرين والمحققين ‪ ،‬وأنهم قالوا ‪ :‬إنه يفيد الظن اما لم ينتواتر‪.‬‬ ‫قال في شرح امسلم‪) :‬أن ذلك شأن الحاد ‪ ،‬ول فرق في ذلك بين الشيخين‬ ‫وغيرهما ‪ ,‬وتلقى الامة بالقبول إنما أفاد وجوب العمل بما فيهما امن غير‬ ‫توقف على النظر فيه ‪ ،‬بخلف غيرهما ‪ ،‬فل يعمل به حنتى ينظر فيه ‪ ،‬ويوجد‬ ‫فيه شروط الصحيح ‪ ,‬ول يلزم امن إجماع الامة على العمل بما فيهما القطع‬ ‫بأنه كلم النبي "صلى ا عليه وسلم"(‪.‬‬ ‫جـ ‪ -‬تخصيص الوجوب بما رواه الشيخان أو أحدهما ‪ ,‬وهو اوخنتيار ابن الصلح‬ ‫‪ .‬وأضاف إليه ابن حجر المشهور المسلسل بالئمة‪.‬‬ ‫قال أبو إسحاق السفراييني‪ :‬أهل الصنعة امجمعون على أن الوخبار النتي‬ ‫اشنتمل عليها الصحيحان امقطوع بصحة أصولها وامنتونها ‪ ،‬ول يحصل الخلف‬ ‫فيها بحال ‪ ،‬وإن حصل فذلك وخلف في طرقها ورواتها‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فمن وخالف حكمه وخبرا امنها ‪ ,‬وليس له تأويل سائغ للخبر ‪ ،‬نقضنا حكمه‬ ‫لن هذه الوخبار تلقنتها الامة بالقبول‪.‬‬ ‫واسنتثنى ابن الصلح امن المقطوع بصحنته في الصحيحين اما تكلم فيه امن‬ ‫أحاديثها‪.‬‬ ‫وقال ابن حجر في شرح النخبة‪) :‬الخبر المحنتف بالقرائن يفيد العلم وخلفا‬ ‫لمن أبى ذاك(‪.‬‬ ‫قال ‪) :‬وهو أنواع‪ :‬امنها اما أوخرجه الشيخان في صحيحيهما امما لم يبلغ النتواتر ‪،‬‬ ‫فإنه احنتف به قرائن امنها ‪:‬‬ ‫ـ جللنتهما في هذا الشأن ‪ ،‬وتقدامهما في تمييز الصحيح على غيرهما‪.‬‬


‫ـ وتلقى العلماء لكنتابيهما بالقبول ‪ ,‬وهذا النتلقي وحده أقوى في إفادة العلم‬ ‫امن امجرد كثرة الطرق القاصرة عن النتواتر‪.‬‬ ‫إل أن هذا امخنتص بما لم يننتقده أحد امن الحفاظ ‪ ,‬وبما لم يقع النتجاذب بين‬ ‫امدلوليه حيث ل ترجيح ‪ ،‬لسنتحالة أن يفيد المنتناقضان العلم بصدقهما امن غير‬ ‫ترجيح لحدهما على الوخر ‪ ,‬واما عدا ذلك فالجماع حاصل على تسليم‬ ‫صحنته(‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وإذا صح الحديث فقد وجب العمل به ‪ ،‬وإن لم يخرجه الشيخان ‪ ،‬ول ينترك‬ ‫العمل به لرأي ول تقليد إامام ول يوهم إجماع‪.‬‬ ‫قال ابن القيم في إعلم الموقعين‪:‬‬ ‫)والذي ندين ا عليه ‪ ،‬ول يسعنا غيره ‪ ،‬أن الحديث إذا صح عن رسول ا‬ ‫"صلى ا عليه وسلم" ‪ ،‬ولم يصح عنه حديث آوخر ينسخه ‪ ،‬أن الفرض علينا‬ ‫وعلى الامة الوخذ بحديثه ‪ ،‬وترك اما وخالفه ‪ ،‬ول ننتركه لخلف أحد امن الناس ‪،‬‬ ‫كائنا امن كان ‪ ،‬ل راويه ول غيره‪.‬‬ ‫إذ امن الممكن أن ينسى الراوي الحديث ‪ ،‬ول يحضره وقت الفنتيا ‪ ،‬أو يفطن‬ ‫لدللنته على تلك المسألة ‪ ،‬أو ينتأول فيه تأويل امرجوحا ‪ ،‬أو يكون في ظنه اما‬ ‫يعارضه ول يكون امعارضا في نفس الامر ‪ ،‬أو يقلد غيره في فنتواه بخلفه‬ ‫لعنتقاده أنه أعلم امنه ‪ ،‬وأنه إنما وخالفه لما هو أقوى امنه‪.‬‬ ‫ولو قدر اننتفاء ذلك كله ـ ول سبيل إلى العلم باننتفائه ول ظنه ـ لم يكن الراوي‬ ‫امعصواما ولم توجب امخالفنته لما رواه سقوط عدالنته حنتى تغلب سيئاته‬ ‫حسناته ‪ ،‬وبخلف هذا الحديث الواحد ل يحصل له ذلك ‪...‬‬ ‫كان الامام أحمد إذا وجد النص أفنتى بموجبه ‪ ،‬ولم يلنتفت إلى اما وخالفه ‪ ،‬ول‬ ‫امن وخالفه كائنا امن كان ‪ ،‬ولذا لم يلنتفت إلى وخلف عمر رضي ا عنه في‬ ‫المبنتوتة لحديث فاطمة بنت قيس ‪ ،‬ول إلى وخلفه في النتيمم للجنب لحديث‬ ‫عمار‪ ..‬وهذا كثير جدا ‪ ,‬ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عمل ول رأيا ول‬ ‫قياسا ‪ ,‬ول قول صاحب ‪ ،‬ول عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير امن الناس‬ ‫إجماعا ‪ ،‬ويقدامونه على الحديث الصحيح(‪.‬‬


‫ـ وقال الشعراني في الميزان‪:‬‬ ‫)فإن قلت‪ :‬فما أصنع في الحاديث النتي صحت بعد اموت إاماامي ولم يأوخذ‬ ‫بها؟‪..‬‬ ‫فالجواب‪ :‬ينبغي لك أن تعمل بها ‪ ،‬فإن إاماامك إن ظفر بها ‪ ،‬وصحت عنده‬ ‫لربما كان أامرك بها‪ .‬فإن ‪ ،‬الئمة كلهم أسرى في يد الشريعة ‪ ,‬وامن فعل ذلك‬ ‫فقد حاز الخير بكلنتا يديه‪.‬‬ ‫وامن قال‪ :‬ل أعمل بالحديث إل إن أوخذ به إاماامي ‪ ،‬فاته وخير كثير ‪ ،‬كما عليه‬ ‫كثير امن المقلدين لئمة المذاهب ‪ ،‬وكان الولى لهم العمل بكل حديث صيح‬ ‫بعد إاماامهم ـ تنفيذا لوصية الئمة ‪ ،‬فإن اعنتقادنا فيهم أنهم إن عاشوا وظفروا‬ ‫بنتلك الحاديث النتي صحت بعدهم ‪ ،‬لوخذوا بها ‪ ،‬وعملوا بها ‪ ،‬وتركوا كل قياس‬ ‫كانوا قاسوه ‪ ،‬وكل قول كانوا قالوه‪.‬‬ ‫وقد بلغنا امن طرق صحيحة أن الامام الشافعي أرسل يقول للامام أحمد بن‬ ‫حنبل ‪ :‬إذا صح عندكم حديث ‪ ,‬فأعلمونا به لنأوخذ به وننترك كل قول قلناه قبل‬ ‫ذاك ‪ ،‬أو قاله غيرنا ‪ ،‬فإنكم أحفظ للحديث ‪ ،‬ونحن أعلم به(‪.‬‬ ‫‪ .‬وقال في الرد على امن زعم أن الامام أبا حنيفة رضى ا عنه يقدم القياس‬ ‫على الحديث اما نصه‪:‬‬ ‫)ويحنتمل أن الذي أضاف إلى الامام أبي حنيفة أنه يقدم القياس على النص ‪،‬‬ ‫ظفر بذلك في كلم امقلديه الذين يلزامون العمل بما وجدوه عن إاماامهم امن‬ ‫القياس وينتركون الحديث الذي صح بعد اموت الامام ‪ .‬فالامام امعذور ‪ ،‬وأتباعه‬ ‫غير امعذورين‪ .‬وقولهم‪ :‬إن إاماامنا لم يأوخذ بهذا الحديث ل ينهض حجة ‪،‬‬ ‫لحنتمال أنه لم يظفر به أو ظفر به لكن لم يصح عنده ‪.‬‬ ‫وقد تقدم قول الئمة كلهم ‪ :‬إذا صح الحديث فهو امذهبنا ‪ .‬وليس لحد امعه‬ ‫قياس ول حجة إل طاعة ا وطاعة رسوله ‪ ،‬بالنتسليم له(‪.‬‬ ‫ـ وقال ابن عابدين الدامشقي في شرح المنظوامة المسماة بعقود رسم‬ ‫المفنتى‪) :‬صح عن أبي حنيفة أنه قال ‪ :‬إذا صح الحديث فهو امذهبي( ‪.‬‬


‫ونقل فيها عن العلامة قاسم أنه قال في رسالنته المسماة "رفع الشنتباه عن‬ ‫امسالة المياه"‪) :‬لما امنع علماؤنا رضى ا عنهم امن كان له أهلية النظر امن‬ ‫امحض تقليدهم على اما رواه الشيخ الامام العالم العلامة أبو إسحاق إبراهيم‬ ‫بن يوسف قال‪ :‬حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة رحمه ا تعالى أنه قال‪:‬‬ ‫ليس لحد أن يفنتى بقولنا اما لم يعرف امن أين قولنا؟ تنتبعت امبآوخذهم ‪،‬‬ ‫وحصلت امنها بحمد ا تعالى على الكثير ‪ ،‬ولم أقنع بنتقليد اما في صحف كثير‬ ‫امن المحدثين(‪.‬‬ ‫وقال في رسالة أوخرى‪) :‬وإني ولله الحمد ‪ ،‬لقول كما قال الطحاوي لبن‬ ‫حربويه ‪ :‬ل يقلد إل عصي أو غبي(‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يجب أن تفهم ألفاظ الحديث على طبيعنتها ودللنتها امن غير غلو في‬ ‫النتأويل ‪ ،‬ول تقصير دون المراد‪.‬‬ ‫ـ قال ابن القيم في كنتاب الروح‪:‬‬ ‫)ينبغي أن يفهم عن الرسول "صلى ا عليه وسلم" امن غير غلو ول تقصير ‪،‬‬ ‫فل يحمل كلامه امال يحنتمله ‪ ،‬ول يقصر به عن امراده ‪ ،‬واما قصده امن الهدى‬ ‫والبيان ‪ ,‬وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه امن الضلل عن الصواب امال‬ ‫يعلمه إل ا ‪ ,‬بل سوء الفهم عن ا ورسوله أصل كل بدعة وضللة نشأت‬ ‫في السلم ‪ ،‬بل هو أصل كل وخطإ في الصول والفروع ‪ ،‬ول سيما إذا أضيف‬ ‫إليه سوء القصد ‪ ,‬فينتفق سوء الفهم في بعض الشياء امن المنتبوع امع حسن‬ ‫قصده ‪ ،‬وسوء القصد امن النتابع ‪ ،‬فيا امحنة الدين وأهله ‪ ,‬وا المسنتعان‪..‬‬ ‫واما أوقع القدرية والمرجئة ‪ ،‬والخوارج ‪ ،‬والمعنتزلة ‪ ،‬والجهمية ‪ ،‬والروافض ‪،‬‬ ‫وسائر طوائف أهل البدع إل سوء الفهم عن ا ورسوله "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" حنتى صار الدين بأكثر أيدي الناس هو اموجب هذه الفهام‪ ..‬والذي‬ ‫فهمه الصحابة رضي ا عنهم وامن تبعهم عن ا ورسوله فمهجور ل يلنتفت‬ ‫إليه ‪ ،‬ول يرفع هؤلء به رأسا(‪.‬‬ ‫لني المالكي في كنتابه "إيقاظ الهمم"‪:‬‬ ‫ـ وقال الشيخ علم الدين الُف تّ‬


‫)نرى بعض الناس إذا وجد حديثا يوافق امذهبه ‪ ،‬فرح به ‪ ،‬وانقاد له وسلم ‪,‬‬ ‫وإن وجد حديثا صحيحا سالما امن النسخ والمعارض ‪ ،‬امؤيدا لمذهب غير‬ ‫إاماامه ‪ ،‬فنتح له باب الحنتمالت البعيدة ‪ ،‬وضرب عنه الصفح ‪ ،‬والعارض ‪،‬‬ ‫ويلنتمس لمذهب إاماامه أوجها امن النترجيح امع امخالفنته للصحابة والنتابعين‬ ‫والنص الصريح ‪ ,‬وإن شرح كنتابا امن كنتب الحديث ‪ ،‬صرف كل حديث وخالف‬ ‫رأيه ‪ ,‬وإن عجز عن ذلك كله ادعى النسخ بل دليل ‪ ،‬أو الخصوصية ‪ ،‬أو عدم‬ ‫العمل به ‪ ،‬أو غير ذلك امما يحفر ذهنه العليل ‪ ,‬وإن عجز عن ذلك كله ادعى‬ ‫أن إاماامه اطلع على كل امروي أو جله ‪ ،‬فما ترك هذا الحديث الشريف إل وقد‬ ‫اطلع على طعن فيه برأيه المنيف ‪ ,‬فينتخذ علماء امذهبه أربابا ‪ ،‬ويفنتح‬ ‫لمناقبهم وكرااماتهم أبوابا ‪ ،‬ويعنتقد أن كل امن وخالف ذلك لم يوافق صوابا ‪،‬‬ ‫وإن نصحه أحد امن علماء السنة اتخذه عدوا ولو كانوا قبل ذلك أحبابا ‪ ,‬وإن‬ ‫وجد كنتابا امن كنتب إاماامه المشهورة ‪ ،‬قد تضمن نصحه ‪ ،‬وذم الرأي والنتقليد ‪،‬‬ ‫وحتّرض على اتباع الحاديث المشهورة نبذه وراء ظهره وأعرض عن نهيه‬ ‫وأامره ‪ ،‬واعنتقده حجرا امحجورا‪.(....‬‬ ‫‪ - 4‬وامن الحكمة والكياسة في النتحديث تحري المصلحة والمناسبات في‬ ‫الرواية فل يحد ث بكل صحيح كل أحد‪.‬‬ ‫ـ روى الشيخان عن امعاذ رضي ا عنه قال‪) :‬كنت ردف النبي "صلى ا‬ ‫عليه وسلم" على حمار‪ .‬قال‪" :‬يا امعاذ ‪ ،‬هل تدري اماحق ا على عباده؟ واما‬ ‫حق العباد على ا؟" قلت‪ :‬ا ورسوله أعلم ‪ ,‬قال‪" :‬فإن حق ا على‬ ‫العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا وحق العباد على ا أل يعذب امن ل‬ ‫يشرك به شيئا"‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول ا ‪ ،‬أفل أبشر به الناس‪ .‬قال‪" :‬ل تبشرهم ‪،‬‬ ‫فينتكلوا"‪.(..‬‬ ‫ـ وفي رواية لهما عن أنس‪) :‬أن النبي "صلى ا عليه وسلم" وهو ردفه قال‪:‬‬ ‫"اما امن أحد يشهد أن ل إله إل ا ‪ ،‬وأن امحمدا رسول ا صدقا امن قلبه ‪ ,‬إل‬ ‫حرامه ا على النار"‪ ,‬قال‪ :‬يا رسول ا ‪ ,‬أفل أوخبر به الناس فيسنتبشروا‪.‬‬ ‫فقال‪" :‬إذن ينتكلوا"‪ ...‬فأوخبر بها امعاذ عند اموته تأثما(‬


‫ـ وروى البخاري تعليقا عن علي رضي ا عنه قال‪) :‬حدثوا الناس بما‬ ‫تعرفون ‪ ,‬أتحبون أن يكذب ا ورسوله(‪.‬‬ ‫ـ وروى امسلم عن ابن امسعود قال‪) :‬اما أنت امحد ث قواما حديثا ل تبلغه‬ ‫عقولهم كان لبعضهم فنتنة(‪.‬‬ ‫ـ وقال الحافظ ابن حجر‪) :‬واممن كره النتحديث ببعض دون بعض ‪:‬‬ ‫أحمد في الحاديث النتي ظاهرها الخروج على الامير ‪ ,‬وامالك في أحاديث‬ ‫الصفات ‪ ,‬وأبو يوسف في الغرائب‪..‬‬ ‫وامن قبلهم أبو هريرة ‪ ,‬كما روي عن في الجرابين‪ ...‬وأن المراد اما يقع امن‬ ‫الفنتن ونحوه عن حذيفة‪.‬‬ ‫وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصه العرنيين ‪ ,‬لنه اتخذها‬ ‫وسيلة إلى اما كان ينتعمده امن المبالغة في سفك الداماء بنتأويله الواهي(‪.‬‬ ‫وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة ‪ ,‬وظاهره في الصل غير‬ ‫امراد فالامساك عنه عند امن يخشى عليه الوخذ بظاهره امطلوب‪.‬‬ ‫وصلى ا علي سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫حسـن البنــا‬


‫المناجاة‬ ‫م‪(...‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب َلـ ُ‬ ‫ســـَنتجس ِ ه ْ‬ ‫م اه ْدعـُـوس ِنى أ َ ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫) َوَقـالَ َر ُّب ُ‬ ‫امـقدامـة‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫سـ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا امحمد إامام المنتقين ‪،‬‬ ‫وعلى آله وصحبه وامن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين‪ ..‬وبعد‪:‬‬ ‫فلما كان امن أوراد الوخوان المسلمين أن يجنتمعوا ليلة في السبوع على‬ ‫تعارف وإوخاء وذكر ودعاء ‪ ،‬أحببت أن أتقدم إليهم بهذه المذكرة الموجزة‬ ‫في فضل القيام والدعاء والسنتغفار واما ينحو هذا المنحي‪ ..‬وفى بعض‬ ‫أدعية امأثورة امخنتارة لعل فيها تذكرة بالداب المسنونة وإرشادا إلى‬ ‫الكيفيات المطلوبة ‪ ،‬ولم أقصد بذلك السنتيعاب والحصر ‪ ،‬وإنما قصدت‬ ‫النتذكير والنتمثيل ‪ ،‬واما بين العبد واموله أدق امن أن يحصر في كنتاب ‪,‬وا‬ ‫أسأل لي لهم كمال الوخل ص وحسن الهداية والنتوفيق وصلى ا على‬ ‫سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫فضل قيام الليل ووقت السحر‬ ‫يا أوخي‪ :‬لعل أطيب أوقات المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام والخليون‬ ‫هجع ‪ ،‬وقد سكن الكون كله وأروخى الليل سدوله وغابت نجوامه ‪ ،‬فنتسنتحضر‬ ‫قلبك وتنتذكر ربك وتنتمثل ضعفك وعظمة امولك ‪ ،‬فنتأنس بحضرته ويطمئن‬ ‫قلبك بذكره وتفرح بفضله ورحمنته ‪ ،‬وتبكى امن وخشينته وتشعر بمراقبنته ‪،‬‬ ‫وتلح في الدعاء وتجنتهد في السنتغفار ‪ ،‬وتفضي بحوائجك لمن ل يعجزه‬ ‫شيء ‪ ،‬ول يشغله شيء عن شيء ‪ ،‬إنما أامره إذا أراد شيئا أن يقول له كن‬ ‫فيكون ‪ ،‬وتسأله لدنياك وآوخرتك وجهادك ودعوتك وآامالك وأامانيك ووطنك‬ ‫وعشيرتك ونفسك وإوخوتك ‪ ،‬واما النصر إل امن عند ا العزيز الحكيم‪.‬‬ ‫ولهذا يا أوخي وردت اليات الكثيرة والحاديث المنتواترة في فضل هذه‬ ‫الساعات وتزكية تلك الوقات وندب الصالحين امن العباد إلى أن يغنتنموا امنها‬


‫ثواب الطاعات ‪ ،‬ولهذا يا أوخي حر ص السلف الصالحون على أل يفوتهم هذا‬ ‫الفضل العظيم فهم في هذه الوقات تائبون عابدون حاامدون ذاكرون‬ ‫راكعون ساجدون يبنتغون فضل امن ا ورضوانا ويزدادون يقينا وإيمانا‬ ‫ويسألون ا امن فضله وهو أكرم امسئول وأفضل امأامول‪.‬‬

‫فمن اليات القرآنية قوله تعالى‪:‬‬ ‫ن‪,‬‬ ‫جُدو َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ل َو ُ‬ ‫ء الَّله ْي س ِ‬ ‫ا آَنا َ‬ ‫ت س ِ‬ ‫ن آَيا س ِ‬ ‫م ٌة َيه ْنتُلو َ‬ ‫ب أ َُّام ٌة َقاس ِئ َ‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ل اه ْل س ِ‬ ‫ه س ِ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ـ )س ِام ه ْ‬ ‫كس ِر‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َوَيه ْنَهه ْو َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن س ِباه ْل َ‬ ‫وخس ِر َوَيه ْأُامُرو َ‬ ‫م ال س ِ‬ ‫ن س ِباللس ِه َواه ْلَيه ْو س ِ‬ ‫ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫وخه ْيأ ٍر َفَل ه ْ‬ ‫ن‬ ‫عُلوا س ِامنه ْ َ‬ ‫ن ‪ ,‬وَ​َاما َيه ْف َ‬ ‫حي َ‬ ‫صاس ِل س ِ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫ت َوُأوَلس ِئ َ‬ ‫خه ْيَرا س ِ‬ ‫ن س ِفي اه ْل َ‬ ‫عو َ‬ ‫ساس ِر ُ‬ ‫َوُي َ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (115-113:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫م س ِباه ْل ُ‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫ا َ‬ ‫ه َو ُ‬ ‫كَفُرو ُ‬ ‫ُي ه ْ‬ ‫ن س ِفيَها َوأ َه ْزَوا ٌ‬ ‫ج‬ ‫وخاس ِلس ِدي َ‬ ‫حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫جس ِري س ِام ه ْ‬ ‫ت َت ه ْ‬ ‫جَّنا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫ن اَّتَقه ْوا س ِ‬ ‫ـ )س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫ن َرَّبَنا إ س َِّنَنا آَامَّنا‬ ‫عَباس ِد ‪ ,‬اَّلس ِذينَ َيُقوُلو َ‬ ‫صي ٌر س ِباه ْل س ِ‬ ‫ا َب س ِ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫ضَوا ٌ‬ ‫ة َوس ِر ه ْ‬ ‫طَّهَر ٌ‬ ‫ُام َ‬ ‫مه ْنس ِفس ِقينَ‬ ‫صاس ِدس ِقينَ َواه ْلَقاس ِنس ِنتينَ َواه ْل ُ‬ ‫ن َوال َّ‬ ‫صاس ِبس ِري َ‬ ‫ب الَّناس ِر ‪ ,‬ال َّ‬ ‫عَذا َ‬ ‫غس ِفه ْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوس ِقَنا َ‬ ‫َفا ه ْ‬ ‫حاس ِر( )آل عمران‪. (17-15:‬‬ ‫س َ‬ ‫ن س ِبال َ ه ْ‬ ‫غس ِفس ِري َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م ه ْ‬ ‫َواه ْل ُ‬ ‫جس ِر‬ ‫ن اه ْلَف ه ْ‬ ‫ن ُقه ْرآ َ‬ ‫جس ِر إ س ِ َّ‬ ‫ن اه ْلَف ه ْ‬ ‫ل وَُقه ْرآ َ‬ ‫ق الَّله ْي س ِ‬ ‫س س ِ‬ ‫غ َ‬ ‫س إ س َِلى َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ك ال َّ‬ ‫ة س ِلُدُلو س ِ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ـ )أ َس ِق س ِ‬ ‫ك َامَقااما‬ ‫ك َر ُّب َ‬ ‫عَث َ‬ ‫ن َيه ْب َ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ك َ‬ ‫جه ْد س ِبس ِه َناس ِفَلم ًة َل َ‬ ‫ل َفَنتَه َّ‬ ‫ن الَّله ْي س ِ‬ ‫شُهودا ‪َ ,‬وس ِام َ‬ ‫ن َام ه ْ‬ ‫َكا َ‬ ‫مودا( )السراء‪. (79-78:‬‬ ‫ح ُ‬ ‫َام ه ْ‬ ‫هُلو َ‬ ‫ن‬ ‫جا س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫طَبُه ُ‬ ‫وخا َ‬ ‫هه ْونا َوإ س َِذا َ‬ ‫ض َ‬ ‫عَلى ال َه ْر س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫شو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عَباُد الَّر ه ْ‬ ‫ـ )َو س ِ‬ ‫جدا َوس ِقَيااما( )الفرقان‪. (64-63:‬‬ ‫س َّ‬ ‫م ُ‬ ‫ن س ِلَرِّبس ِه ه ْ‬ ‫ن َيس ِبيُنتو َ‬ ‫سلاما ‪َ ,‬واَّلس ِذي َ‬ ‫َقاُلوا َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫م َو ُ‬ ‫مس ِد َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫حوا س ِب َ‬ ‫سَّب ُ‬ ‫جدا َو َ‬ ‫س َّ‬ ‫وخ ُّروا ُ‬ ‫ن إ س َِذا ُذِّكُروا س ِبَها َ‬ ‫ن س ِببآياس ِتَنا اَّلس ِذي َ‬ ‫ما ُيه ْؤس ِام ُ‬ ‫ـ )إ س َِّن َ‬ ‫معا‬ ‫ط َ‬ ‫وخه ْوفا َو َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرَّبُه ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ع َيه ْد ُ‬ ‫ج س ِ‬ ‫ضا س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م َ‬ ‫جُنوُبُه ه ْ‬ ‫جاَفى ُ‬ ‫ن‪َ ,‬تَنت َ‬ ‫كس ِبُرو َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ل َي ه ْ‬ ‫جَزا م ً‬ ‫ء‬ ‫ن َ‬ ‫عُي أ ٍ‬ ‫ة أ َ ه ْ‬ ‫ن ُقَّر س ِ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ي َلُه ه ْ‬ ‫وخس ِف َ‬ ‫س َاما أ ُ ه ْ‬ ‫م َنه ْف ٌ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬فل َت ه ْ‬ ‫م ُيه ْنس ِفُقو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ما َرَزه ْقَنا ُ‬ ‫َوس ِام َّ‬ ‫ن( )السجدة‪. (17-15:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫س ِب َ‬ ‫مَة َرِّبس ِه ُقله ْ‬ ‫ح َ‬ ‫جو َر ه ْ‬ ‫ة َوَيه ْر ُ‬ ‫وخَر َ‬ ‫حَذُر ال س ِ‬ ‫جدا َوَقاس ِئما َي ه ْ‬ ‫سا س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ء الَّله ْي س ِ‬ ‫ت آَنا َ‬ ‫هَو َقاس ِن ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫ـ )أ َ​َّام ه ْ‬ ‫ما َيَنتَذَّكُر ُأوُلو ال َه ْلَبابس ِ( )الزامر‪:‬‬ ‫ن إ س َِّن َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن ل َي ه ْ‬ ‫ن َواَّلس ِذي َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫سَنتس ِوي اَّلس ِذي َ‬ ‫ل َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫َ‬ ‫‪. (9‬‬


‫ل َذس ِلكَ‬ ‫م َكاُنوا َقه ْب َ‬ ‫م إ س َِّنُه ه ْ‬ ‫م َر ُّبُه ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َاما آَتا ُ‬ ‫وخس ِذي َ‬ ‫ن ‪ ,‬آ س ِ‬ ‫عُيو أ ٍ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫جَّنا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ـ )إ س ِ َّ‬ ‫ن(‬ ‫غس ِفُرو َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حاس ِر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِبال َ ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل َاما َيه ْه َ‬ ‫ن الَّله ْي س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬كاُنوا َقس ِليل م ً س ِام َ‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ُام ه ْ‬ ‫)الذريات‪. (18-15:‬‬ ‫م ‪َ ,‬وس ِامنَ الَّله ْي س ِ‬ ‫ل‬ ‫حينَ َتُقو ُ‬ ‫ك س ِ‬ ‫مس ِد َرِّب َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ح س ِب َ‬ ‫سِّب ه ْ‬ ‫عُيس ِنَنا َو َ‬ ‫ك س ِبَأ ه ْ‬ ‫ك َفس ِإَّن َ‬ ‫م َرِّب َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫صس ِبه ْر س ِل ُ‬ ‫ـ )َوا ه ْ‬ ‫م( )الطور‪. (49-48:‬‬ ‫جو س ِ‬ ‫حُه َوإ س ِه ْدَباَر ال ُّن ُ‬ ‫سِّب ه ْ‬ ‫َف َ‬ ‫عَله ْيس ِه‬ ‫صَفُه أ َس ِو اه ْنُقصه ْ س ِامه ْنُه َقس ِليل م ً ‪ ,‬أ َه ْو س ِزه ْد َ‬ ‫ل س ِإل َقس ِليل م ً ‪ ,‬س ِن ه ْ‬ ‫م الَّله ْي َ‬ ‫ل ‪ُ ,‬ق س ِ‬ ‫مَّزِّام ُ‬ ‫ـ )َيا أ َ ُّيَها اه ْل ُ‬ ‫ك َقه ْول م ً‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫سُنه ْلس ِقي َ‬ ‫ن َته ْرس ِتيل م ً ‪ ,‬إ س َِّنا َ‬ ‫ل اه ْلُقه ْرآ َ‬ ‫عَله ْيس ِه َوَرِّت س ِ‬ ‫ن َته ْرس ِتيل م ً ‪ ,‬أ َه ْو س ِزه ْد َ‬ ‫ل اه ْلُقه ْرآ َ‬ ‫َوَرِّت س ِ‬ ‫م س ِقيل م ً( )المزامل‪. (6-1:‬‬ ‫طئا َوأ َه ْقَو ُ‬ ‫ش ُّد َو ه ْ‬ ‫ي أَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫شَئَة الَّله ْي س ِ‬ ‫ن َنا س ِ‬ ‫َثس ِقيل م ً ‪ ,‬إ س ِ َّ‬ ‫طاس ِئَف ٌة س ِام َ‬ ‫ن‬ ‫صَفُه َوُثُلَثُه َو َ‬ ‫ل َوس ِن ه ْ‬ ‫ي الَّله ْي س ِ‬ ‫ن ُثُلَث س ِ‬ ‫م أ َه ْدَنى س ِام ه ْ‬ ‫ك َتُقو ُ‬ ‫م أ َ​َّن َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ك َي ه ْ‬ ‫ن َرَّب َ‬ ‫ـ )إ س ِ َّ‬ ‫م َفاه ْقَرُأوا‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ه َفَنتا َ‬ ‫صو ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ُت ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫عس ِل َ‬ ‫ل َوالَّنَهاَر َ‬ ‫ا ُيَقِّدُر الَّله ْي َ‬ ‫ك َو ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َام َ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )المزامل‪. (20:‬‬ ‫ن اه ْلُقه ْرآ س ِ‬ ‫سَر س ِام َ‬ ‫َاما َتَي َّ‬ ‫م آس ِثما أ َوه ْ‬ ‫ع س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫ك َول ُت س ِ‬ ‫م َرِّب َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫صس ِبه ْر س ِل ُ‬ ‫ن َته ْنس ِزيل م ً ‪َ ,‬فا ه ْ‬ ‫ك اه ْلُقه ْرآ َ‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫ن َنَّزه ْلَنا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ـ )إ س َِّنا َن ه ْ‬ ‫حُه َله ْيل م ً‬ ‫سِّب ه ْ‬ ‫جه ْد َلُه َو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن الَّله ْيلس ِ َفا ه ْ‬ ‫صيل م ً ‪َ ,‬وس ِام َ‬ ‫ة َوأ َ س ِ‬ ‫كَر م ً‬ ‫ك ُب ه ْ‬ ‫م َرِّب َ‬ ‫س َ‬ ‫َكُفورا ‪َ ,‬واه ْذُكس ِر ا ه ْ‬ ‫طس ِويل م ً( )النسان‪. (26-23:‬‬ ‫َ‬

‫وامن الحاديث الشريفة‪:‬‬ ‫ـ عن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال‪:‬‬ ‫)ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الوخر‬ ‫فيقول‪ :‬امن يدعوني فأسنتجيب له امن يسألني فأعطيه امن يسنتغفرني‬ ‫فأغفر له(‪ .‬رواه البخاري وامالك وامسلم والنترامذي وغيرهم‪.‬‬ ‫وفي رواية امسلم‪) :‬أن ا يمهل حنتى إذا ذهب الثلث الول امن الليل نزل‬ ‫إلى سماء الدنيا فيقول أنا الملك فمن الذي يدعوني(‪.‬‬ ‫ـ وعن عمرو بن عنبسة رضي ا عنه أنه سمع رسول ا "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" يقول‪) :‬أقرب اما يكون الرب عز وجل امن العبد في جوف الليل‪ ،‬فإن‬ ‫اسنتطعت أن تكون اممن يذكر ا في تلك الساعة فكن( رواه أبو داود‬ ‫والنترامذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح والحاكم على شرط امسلم‪.‬‬


‫ـ عن أبي أاماامة قال‪ :‬قيل يا رسول ا أي الدعاء أسمع؟‪ ..‬قال )جوف‬ ‫الليل الوخير ودبر الصلوات( رواه النترامذي وقال حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫ـ عن بلل رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‪:‬‬ ‫)عليكم بقيام الليل ‪ ،‬فإنه دأب الصالحين قبلكم ‪ ,‬وقربة إلى ا تعالى ‪,‬‬ ‫وامنهاة عن الثم ‪ ،‬وتكفير للسيئات ‪ ،‬وامطردة للداء عن الجسد(‪ .‬أوخرجه‬ ‫النترامذي‪.‬‬ ‫ـ وعن المغيرة بن شعبة رضي ا عنه قال‪ :‬قام النبي صلى ا عليه‬ ‫غفر لك اما تقدم امن ذنبك واما تأوخر‪..‬‬ ‫وسلم حنتى تورامت قداماه فقيل له‪ :‬قد ُ‬ ‫قال‪) :‬أفل أكون عبدا شكورا(‪ .‬أوخرجه الخمسة إل أبا داود‪.‬‬ ‫ـ عن عائشة رضي ا عنها قالت‪) :‬كان رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‬ ‫ل يدع قيام الليل ‪ ،‬وكان إذا امرض أو كسل صلى قاعدا(‪ .‬أوخرجه أبو داود‪.‬‬ ‫ـ وعن ابن امسعود رضي ا عنه قال‪ :‬ذكر عند النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫رجل ‪ ،‬فقيل‪ :‬اما زال نائما حنتى أصبح‪ ،‬اما قام إلى الصلة‪ ،‬فقال‪) :‬ذلك رجل‬ ‫بال الشيطان في أذنه(‪.‬أوخرجه الشيخان والنسائي‪.‬‬ ‫ـ وفي حديث ابن عمر رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫قال‪) :‬نعم الرجل عبد ا لو كان يصلي بالليل( ‪ ,‬فكان يداوم بعده على‬ ‫قيام الليل ‪ ..‬قال نافع اموله‪) :‬كان يصلي بالليل فيقول يا نافع أسحرنا؟‬ ‫فأقول ل ‪ ,‬ثم يقول يا نافع أسحرنا؟ فأقول نعم فيقعد ويسنتغفر ا تعالى‬ ‫حنتى يطلع الفجر( ‪ ..‬أسحرنا‪ :‬دوخلنا في وقت السحر والظاهر أن ذلك بعد‬ ‫أن كبر وكف بصره رضي ا عنه‪.‬‬ ‫ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪) :‬أفضل الصلة بعد المكنتوبة قيام‬ ‫الليل(‪ .‬رواه امسلم‪.‬‬ ‫ـ وعن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنه قال رسول ا "صلى‬ ‫ا عليه وسلم"‪) :‬امن قام بعشر آيات لم يكنتب امن الغافلين ‪ ،‬وامن قام‬ ‫بمائة آية كنتب امن القاننتين‪ ،‬وامن قام بألف آية كنتب امن المقنطرين( رواه ابو‬ ‫داود‪.‬‬


‫وله في رواية أوخرى عن عبد ا بن حبيش قال سئل رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم أي العمال افضل؟ ‪ ..‬قال‪) :‬طول القيام(‪.‬‬ ‫ـ وعن عائشة رضي ا عنها‪) :‬كانت صلة رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫امن الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ويركع بركعنتي الفجر فنتلك ثل ث عشرة‬ ‫ركعة(‪ ..‬أوخرجه السنتة وهذا لفظ امسلم‪.‬‬ ‫ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫)إذا قام أحدكم امن الليل فليفنتنتح صلته بركعنتين وخفيفنتين( أوخرجه امسلم‬ ‫وأبو داود وزاد أبو داود‪) :‬ثم ليطول بعد ذلك اما شاء(‪.‬‬

‫وامن المأثور عن السلف رضوان ا عليهم‪:‬‬ ‫ـ اما ورد عن ضرار الصدائي في وصف علي رضي ا عنه إذ يقول‪:‬‬ ‫يسنتوحش امن الدنيا وزوخرفها ‪ ,‬ويأنس بالليل ووحشنته ‪ ,‬وأشهد لقد رأينته‬ ‫وقد أروخى الليل سدوله وغابت نجوامه واقفا في امحرابه قابضا على لحينته‬ ‫ينتململ تململ السليم ‪ ,‬ويبكي بكاء الحزين ‪ ,‬ويقول‪) :‬يا دنيا غتّري غيري ‪,‬‬ ‫ي تشتّوقت ‪ ،‬هيهات هيهات ‪ ،‬قد بايننتك ثلثا ل رجعة فيها‬ ‫ت ‪ ,‬أم إل تّ‬ ‫ي تعرض تّ‬ ‫إل تّ‬ ‫‪ ،‬فعمرك قصير ‪ ،‬وحسابك عسير ‪ ،‬ووخطرك حقير ‪ ،‬آه امن قلة الزاد وبعد‬ ‫السفر ووحشة الطريق(‪.‬‬ ‫واما روي أن عمر رضى ا عنه كان يمر بالية امن ورده بالليل فينتأثر بها ‪،‬‬ ‫ويحسب في المرضى ‪. .‬‬ ‫ـ وأن عبد ا بن امسعود رضي ا عنه كان إذا هدأت العيون ‪ ،‬قام فيسمع‬ ‫له بالقرآن دوي كدوي النحل‪ ...‬وكان ذلك دأب الصحابة جميعا رضوان ا‬ ‫عليهم ‪ . . .‬وسئل الحسن‪ :‬اما بال المنتهجدين امن أحسن الناس وجوها؟‬ ‫قال لنهم وخلوا بالرحمن فألبسهم نورا امن نوره‪.‬‬ ‫ل كثيرة فلم يكن‬ ‫ت في امنزل الشافعي رضي ا عنه ليا أ ٍ‬ ‫ـ وقال الربيع‪ :‬ب تّ‬ ‫ينام امن الليل إل يسيرا وكان ذلك دأب الئمة رضوان ا عليهم كذلك‪ ...‬وتل‬


‫ت‬ ‫سِّيَئا س ِ‬ ‫حوا ال َّ‬ ‫جَنتَر ُ‬ ‫ب اَّلس ِذينَ ا ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م َ‬ ‫امالك بن دينار في ورده قول ا تعالى‪) :‬أ َ ه ْ‬ ‫ء َاما‬ ‫سا َ‬ ‫م َ‬ ‫ماُتُه ه ْ‬ ‫م َوَام َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حَيا ُ‬ ‫ء َام ه ْ‬ ‫سَوا م ً‬ ‫ت َ‬ ‫حا س ِ‬ ‫صاس ِل َ‬ ‫مُلوا ال َّ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن آَامُنوا َو َ‬ ‫م َكاَّلس ِذي َ‬ ‫عَلُه ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َن ه ْ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ن( )الجاثـية‪ ، (21:‬فأوخذ يرددها حنتى أصبح‪ ...‬وقال المغيرة بن‬ ‫مو َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫حبيب رافقت امالك بن دينار ليلة فقام إلى الصلة فقبض على لحينته فخنقنته‬ ‫العبرة فجعل يقول‪ :‬اللهم حتّرم شيبة امالك على النار ‪ ،‬إلـهي قد علمت‬ ‫ساكن الجنة امن ساكن النار فأي الرجلين امالك وأي الدارين دار امالك؟ فلم‬ ‫يزل ذلك قوله حنتى طلع الفجر‪.‬‬ ‫ـ ورئي الجنيد بعد اموته فقيل له اما فعل ا بك يا أبا القاسم؟ فقال‪) :‬بليت‬ ‫الرسوم ‪ ،‬وغابت العلوم ‪ ،‬وانمحت العبارات ‪ ،‬وطاحت الشارات واما نفعنا إل‬ ‫ركيعات ‪ ،‬كنا نركعها في جوف الليل(‪.‬‬ ‫ـ وامن وصايا لقمان لبنه‪) :‬يا بني‪ ..‬ل يكونن الديك أكيس امنك ‪ ،‬ينادى‬ ‫بالسحار وأنت نائم(‪.‬‬ ‫ـ ولقد كانوا رضوان ا عليهم يجدون في كثرة القيام وحلوة المناجاة أنسا‬ ‫وراحة تنسيهم عناء الجسام وتعب القدام‪ ...‬قال أبو سليمان الداراني‬ ‫رضي ا عنه‪) :‬أهل الليل في ليلهم أروح امن أهل اللهو في لهوهم ولول‬ ‫قيام الليل اما أحببت البقاء في الدنيا ‪ ،‬ولو عوض ا أهل الليل امن ثواب‬ ‫أعمالهم اما يجدون امن اللذة لكان ذلك أكثر امن هذه العمال( ‪.....‬‬ ‫ـ وقال بعضهم‪) :‬ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم الوخرة إل اما يجده أهل‬ ‫القيام في قلوبهم امن حلوة المناجاة( ‪ ...‬وقال امحمد بن المنكدر رضى ا‬ ‫عنه‪) :‬اما بقي امن لذات الدنيا إل ثل ث‪ :‬قيام الليل ولقاء الوخوان والصلة في‬ ‫الجماعة(‪ ...‬وقال بعض الصالحين‪) :‬امنذ أربعين سنة اما أحزنني شيء إل‬ ‫طلوع الفجر(‪ ...‬وقال بعضهم‪) :‬إن ا تعالى ينظر بالسحار إلى قلوب‬ ‫المنتيقظين فيملؤها نورا فنترد الفوائد على قلوبهم ثم تننتشر امنها إلى قلوب‬ ‫الغافلين(‪.‬‬ ‫ي كرم ا وجهه للمنتقين‪) :‬أاما الليل فصافون أقداامهم‬ ‫ـ وامن وصف عل تّ‬ ‫تالون لجزاء القرآن يرتلونه ترتيل ‪ ،‬يحزنون به أنفسهم ويسنتثيرون دواء‬


‫دائهم ‪ ،‬إذا امروا ببآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت نفوسهم إليها‬ ‫شوقا وظنوا أنها نصب أعينهم ‪ ،‬وإذا امروا ببآية فيها تخويف أصغوا إليها‬ ‫امساامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم فهم حانون‬ ‫على أوساطهم امفنترشون لجباههم وأكفهم وأطراف أقداامهم ل يرضون امن‬ ‫أعمالهم القليل ول يسنتكثرون الكثير فهم لنفسهم امنتهمون وامن أعمالهم‬ ‫امشفقون(‪.‬‬ ‫ـ قال ابن الحاج في المدوخل‪) :‬وفى قيام الليل امن الفوائد جملة‪-:‬‬ ‫فمنها أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق اليابس امن الشجرة‬ ‫‪ ..‬وامنها أنه ينور القلب‪ ..‬وامنها أنه يحسن الوجه‪ ..‬وامنها أنه يذهب الكسل‬ ‫وينشط البدن‪ ..‬وامنها أن اموضعه تراه الملئكة امن السماء ينتراءى امثل‬ ‫الكوكب الدري لهل الرض ‪ ،‬ونفحة امن نفحات القيام امن الليل تعود على‬ ‫صاحبها بالبركات والنوار والنتحف النتي يعجز عنها الوصف ‪ ,‬قال صلى ا‬ ‫عليه وسلم "إن لله نفحات فنتعرضوا لنفحات ا"(‪.‬‬ ‫كذلك كانوا ‪ -‬أيها الخ ‪ -‬فاسلك سبيلهم وانهج نهجهم أولئك الذين هدى ا فبهداهم‬ ‫ممه في جميع لياليك اما‬ ‫اقنتده ‪ ،‬ول تجعل قياامك قاصرا على ليلة الجنتماع بإوخوانك بل ع تّ‬ ‫اسنتطعت ‪ ،‬فإن أحب العمال إلى ا أدوامها وإن قل ‪ ,‬واعلم أنه امما يعينك على قيام‬ ‫الليل ‪ ،‬إوخل ص النية واسنتحضار العزيمة وتجديد النتوبة والبعد بالنهار عن المعصية والنتبكير‬ ‫بالنوم والقيلولة إن اسنتطعت ‪ ,‬واسنتعن ا يعنك وتقرب إليه يقربك واسأله امن فضله‬ ‫يعطك‪.‬‬

‫فضـل الدعـاء والسـنتغفار‬ ‫قد وردت اليات والحاديث بفضل السنتغفار والدعاء ونحن نذكرك بطرف امن ذلك‪:‬‬

‫فأاما اليات الكريمة فمنها قول ا تعالى‪:‬‬ ‫جيُبوا س ِلي َوه ْلُيه ْؤس ِامُنوا‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ن َفه ْلَي ه ْ‬ ‫عا س ِ‬ ‫ع إ س َِذا َد َ‬ ‫ة الَّدا س ِ‬ ‫عَو َ‬ ‫ب َد ه ْ‬ ‫جي ُ‬ ‫ب أ ُ س ِ‬ ‫عِّني َفس ِإِّني َقس ِري ٌ‬ ‫عَباس ِدي َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫سَأَل َ‬ ‫ـ )َوإ س َِذا َ‬ ‫ن( )البقرة‪. (186:‬‬ ‫شُدو َ‬ ‫م َيه ْر ُ‬ ‫عَّلُه ه ْ‬ ‫س ِبي َل َ‬ ‫غس ِفُر‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫م َوَام ه ْ‬ ‫غَفُروا س ِلُذُنوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ا َفا ه ْ‬ ‫م َذَكُروا َ‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫موا أ َه ْنُف َ‬ ‫ظَل ُ‬ ‫شم ًة أ َه ْو َ‬ ‫ح َ‬ ‫عُلوا َفا س ِ‬ ‫ن إ س َِذا َف َ‬ ‫ـ )َواَّلس ِذي َ‬ ‫ن َرِّبس ِهمه ْ‬ ‫ة س ِام ه ْ‬ ‫غس ِفَر ٌ‬ ‫م َام ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫جَزاُؤ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ‪ُ ,‬أوَلس ِئ َ‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عُلوا َو ُ‬ ‫عَلى َاما َف َ‬ ‫ص ُّروا َ‬ ‫م ُي س ِ‬ ‫ا َوَل ه ْ‬ ‫ب س ِإل ُ‬ ‫ال ُّذُنو َ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (136-135:‬‬ ‫عاس ِامس ِلي َ‬ ‫جُر اه ْل َ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن س ِفيَها َوس ِن ه ْ‬ ‫وخاس ِلس ِدي َ‬ ‫حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫جس ِري س ِام ه ْ‬ ‫ت َت ه ْ‬ ‫جَّنا ٌ‬ ‫َو َ‬


‫عس ِليما( )النساء‪. (32:‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ا َكانَ س ِب ُ‬ ‫ن َفضه ْس ِلس ِه إ س ِنَّ َ‬ ‫ا س ِام ه ْ‬ ‫سَأُلوا َ‬ ‫ـ )َوا ه ْ‬ ‫حيما( )النساء‪.(110:‬‬ ‫غُفورا َر س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫جس ِد َ‬ ‫ا َي س ِ‬ ‫غس ِفس ِر َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫سُه ُث َّ‬ ‫م َنه ْف َ‬ ‫ظس ِل ه ْ‬ ‫سوءا أ َه ْو َي ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ـ )َوَام ه ْ‬ ‫حَها‬ ‫صل س ِ‬ ‫عَد إ س ِ ه ْ‬ ‫ض َب ه ْ‬ ‫سُدوا س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬ول ُته ْف س ِ‬ ‫عَنتس ِدي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫وخه ْفَيم ًة إ س َِّنُه ل ُي س ِ‬ ‫م َتضَ ُّرعا َو ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عوا َرَّب ُ‬ ‫ـ )اه ْد ُ‬ ‫ن( )لعراف‪. (56-55:‬‬ ‫سس ِني َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ب س ِام َ‬ ‫ا َقس ِري ٌ‬ ‫ت س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ه ْ‬ ‫معا إ س ِ َّ‬ ‫ط َ‬ ‫وخه ْوفا َو َ‬ ‫ه َ‬ ‫عو ُ‬ ‫َواه ْد ُ‬ ‫ن( )لنفال‪. (33:‬‬ ‫غس ِفُرو َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َو ُ‬ ‫عِّذَبُه ه ْ‬ ‫ا ُام َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م َوَاما َكا َ‬ ‫ت س ِفيس ِه ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْن َ‬ ‫عِّذَبُه ه ْ‬ ‫ا س ِلُي َ‬ ‫ـ )َوَاما َكانَ ُ‬ ‫ش( )غافر‪:‬‬ ‫عه ْر س ِ‬ ‫ت ُذو اه ْل َ‬ ‫جا س ِ‬ ‫ع الَّدَر َ‬ ‫ن ‪َ ,‬رس ِفي ُ‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫ه اه ْل َ‬ ‫ن َوَله ْو َكس ِر َ‬ ‫ن َلُه الِّدي َ‬ ‫صي َ‬ ‫خس ِل س ِ‬ ‫ا ُام ه ْ‬ ‫عوا َ‬ ‫ـ )َفاه ْد ُ‬ ‫‪.(15-14‬‬ ‫جَهَّن َ‬ ‫م‬ ‫ن َ‬ ‫وخُلو َ‬ ‫سَيه ْد ُ‬ ‫عَباَدس ِتي َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫كس ِبُرونَ عَ ه ْ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب َل ُ‬ ‫ج ه ْ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫عوس ِني أ َ ه ْ‬ ‫م اه ْد ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ل َر ُّب ُ‬ ‫ـ )َوَقا َ‬ ‫ن( )غافر‪. (60:‬‬ ‫وخس ِري َ‬ ‫َدا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫م ُامَنتَقَّلَب ُ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ا َي ه ْ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫مه ْؤس ِامَنا س ِ‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ك َوس ِله ْل ُ‬ ‫غس ِفه ْر س ِلَذه ْنس ِب َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ا َوا ه ْ‬ ‫م أ َ​َّنُه ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫عَل ه ْ‬ ‫ـ )َفا ه ْ‬ ‫م( )امحمد‪. (19:‬‬ ‫َوَامه ْثَواُك ه ْ‬ ‫م س ِبَأه ْامَوا أ ٍ‬ ‫ل‬ ‫م س ِامه ْدَرارا ‪َ ,‬وُيمه ْس ِده ْدُك ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫س س ِ‬ ‫غَّفارا ‪ُ ,‬يه ْر س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س َِّنُه َكا َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫غس ِفُروا َرَّب ُ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ت ا ه ْ‬ ‫ـ )َفُقه ْل ُ‬ ‫م أ َه ْنَهارا( )نوح‪. (12:‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ل َل ُ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ت َوَي ه ْ‬ ‫جَّنا أ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ل َل ُ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َوَي ه ْ‬ ‫َوَبس ِني َ‬ ‫ن َتَّوابا( )النصر‪. (3:‬‬ ‫ه إ س َِّنُه َكا َ‬ ‫غس ِفه ْر ُ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ك َوا ه ْ‬ ‫مس ِد َرِّب َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ح س ِب َ‬ ‫سِّب ه ْ‬ ‫ـ )َف َ‬

‫وامن الحاديث الشريفة‪:‬‬ ‫ـ عن ابن عمر رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫)امن فنتح له امنكم باب الدعاء فنتحت له أبواب الرحمة ‪ ،‬واما سئل ا تعالى‬ ‫شيئا أحب إليه امن أن يسأل العافية ‪ ،‬وإن الدعاء ينفع امما نزل وامما لم‬ ‫ينزل‪ ،‬ول يرد القضاء إل الدعاء ‪ ,‬فعليكم عباد ا بالدعاء(‪ .‬رواه النترامذي‪.‬‬ ‫عَليس ِه‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ا َ‬ ‫سول س ِ‬ ‫عنُه قال‪ :‬قال َر ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ـ وعن عبادة بن الصاامت َر س ِ‬ ‫سَّلم‪) :‬اما على الرض امسلم يدعو ا تعالى بدعوة إل آتاه ا إياها أو‬ ‫َو َ‬ ‫صرف عنه امن السوء امثلها‪ ،‬اما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم( رواه النترامذي‪.‬‬ ‫ـ وعن النعمان بن بشير رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫م‪( { ..‬‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ب َل ُ‬ ‫ج ه ْ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫عوس ِنى أ َ ه ْ‬ ‫م اه ْد ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ل َر ُّب ُ‬ ‫قال‪) :‬الدعاء هو العبادة ثم قرأ }َوَقا َ‬ ‫أوخرجه أبو داود‪.‬‬


‫سَّلم‪:‬‬ ‫عَليس ِه َو َ‬ ‫ا َ‬ ‫صَّلى ُ‬ ‫ا َ‬ ‫سول س ِ‬ ‫عنُه قال‪ :‬قال َر ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ـ وعن أنس َر س ِ‬ ‫)ليسأل أحدكم ربه حاجنته كلها حنتى يسأل شسع نعله إذا نقطع ( أوخرجه‬ ‫النترامذي‪.‬‬ ‫وفي رواية عن ثابت البناني امرسل‪) :‬حنتى يسأله الملح و شسع نعله إذا‬ ‫نقطع(‪.‬‬ ‫ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫)امن لم يسأل ا يغضب عليه( واه النترامذي‪.‬‬ ‫ـ عن ابن امسعود رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫)سلوا ا تعالى امن فضله فإن ا يحب أن ُيسأل وأفضل العبادة اننتظار‬ ‫الفرج(‪ .‬رواه النترامذي‪.‬‬ ‫ـ عن أبي الدرداء رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫)اما امن عبد امسلم يدعو لوخيه بظهر الغيب إل قال الملك ولك بمثل( أوخرج‬ ‫امسلم و أبو داود وزاد )إل قالت الملئكة آامين ولك بمثل(‪.‬‬ ‫ـ عن أبي بكر الصديق رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬اما أصر امن اسنتغفر ولو عاد في اليوم سبعين امرة( أوخرجه أبو داود‬ ‫والنترامذي‪.‬‬ ‫ـ عن آوخر رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪) :‬إنه‬ ‫ليغان عل قلبي حنتى اسنتغفر ا في اليوم امائة امرة( أوخرجه امسلم وأبو‬ ‫داود‪.‬‬ ‫ـ وفي رواية لمسلم‪) :‬توبوا إلى ربكم فوا إني لتوب في اليوم امائة امرة(‪.‬‬ ‫ـ وللبخاري والنترامذي عن أبي هريرة رضي ا عنه قال سمعت رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم يقول‪) :‬وا إني لسنتغفر ا وأتوب إليه في اليوم‬ ‫سبعين امرة(‪.‬‬ ‫ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه عن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫)إن العبد إذا أوخطأ وخطيئة نكنتت في قلبه نكنتة سوداء فإن هو جزع‬ ‫واسنتغفر وتاب صقل قلبه ‪ ،‬وإن عاد زيد فيها حنتى تعلو على قلبه‪ ،‬وهو‬


‫ن {(‬ ‫سُبو َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫م َاما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫عَلى ُقُلوس ِبس ِه ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َرا َ‬ ‫الران الذي ذكر ا تعالى‪َ) :‬كل َب ه ْ‬ ‫أوخرجه النترامذي وقال حسن صحيح والنسائي وغيرهما‪.‬‬

‫آداب الدعـاء‬ ‫وامن آداب الدعاء اما جاءت به اليات الكريمة امن النتضرع والخشية والسكون وحسن‬ ‫الدب امع الحق تبارك وتعالى ‪ ،‬وقد أشارت إلى ذلك الحاديث الصحيحة فمن هذه‬ ‫الداب‪:‬‬ ‫ـ رفع بطن اليدين حين الدعاء ‪ ...‬فعن ابن عباس رضى ا عنهما قال‪ :‬قال رسول ا‬ ‫"صلى ا عليه وسلم" )ل تسنتروا الجدر وامن نظر في كنتاب أوخيه بغير إذنه فإنما ينظر‬

‫في النار سلوا ا ببطون أكفكم ول تسألوه بظهورها فإذا فرغنتم فاامسحوا بها‬ ‫وجوهكم( أوخرجه أبو داود‪.‬‬ ‫ـ وحضور القلب وتيقن الجابة ‪ ...‬فعن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫رسول ا "صلى ا عليه وسلم" )ادعوا ا وأننتم اموقنون بالجابة واعلموا‬ ‫أن ا تعالى ل يسنتجيب دعاء امن قلب غافل له( رواه النترامذي‪.‬‬ ‫ـ واسنتفنتاح الدعاء بحمد ا والثناء عليه والصلة والسلم على رسول ا وأن تنتخلله‬ ‫الصلة والسلم على رسول ا ويخنتم بها كذلك ‪ ...‬فعن فضالة بن أبي عبيد رضي ا‬ ‫عنه قال‪ :‬سمع رسول ا "صلى ا عليه وسلم" رجل يدعو في صلته ولم يصل على‬ ‫ل هذا( ثم دعاه فقال‪) :‬إذا صلى أحدكم فليبدأ بنتحميد ا والثناء عليه‬ ‫ج َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫النبي فقال‪َ ) :‬‬ ‫ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء( أوخرجه أصحاب السنن‪.‬‬

‫ـ وعن عمر رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‬ ‫)الدعاء اموقوف بين السماء والرض ل يصعد حنتى يصلى علي فل‬ ‫تجعلوني كقدح الراكب صلوا علي أول الدعاء ووسطه وآوخره( أوخرجه‬ ‫النترامذي اموقوفا على عمر ورفعه رزين‪.‬‬ ‫ـ وامنها أنه يخنتم دعاءه ببآامين ‪ ...‬فعن أبي امصبح القرائي عن أبي زهير‬ ‫النميري رضي ا عنه قال‪) :‬وخرجنا امع النبي ذات ليلة فأتينا على رجل قد‬ ‫ألح في المسألة فوقف رسول ا يسمع امنه فقال‪" :‬أوجب إن وخنتم" فقيل‬


‫بأي شيء يخنتم يا رسول ا قال‪" :‬ببآامين" ‪ ,‬وانصرف فقيل للرجل يا فلن‬ ‫‪ ,‬قل آامين ‪ ،‬وأبشر( رواه أبو داود‪.‬‬ ‫ـ وامنها الهدوء وعدم رفع الصوت بالدعاء ‪ ....‬فعن أبي اموسى رضي ا‬ ‫عنه قال كنا في سفر فجعل الناس يجأرون بالنتكبير ‪ ,‬فقال النبي "صلى ا‬ ‫عليه وسلم"‪) :‬أيها الناس أرفقوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول‬ ‫غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو امعكم ‪ ،‬والذي تدعونه أقرب إلى‬ ‫أحدكم امن عنق راحلنته( رواه الخمسة إل النسائي‪.‬‬ ‫ـ وامنها أن يخنتار جواامع الكلم أي الدعوات الجاامعات للخير ‪ ...‬فعن عائشة‬ ‫رضي ا عنها قالت‪) :‬كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يسنتحب‬ ‫الجواامع امن الدعاء ‪ ،‬ويدع اما سوى ذلك(‪.‬‬ ‫ـ وامنها النتكرير ثلثا في الدعاء والسنتغفار ‪ ...‬فعن ابن امسعود رضي ا عنه قال‪:‬‬ ‫)كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يعجبه أن يدعو ثلثا ويسنتغفر ثلثا(‪ .‬وقد ورد أنه‬ ‫أامرهم في بعض الحوال أن يسنتغفروا سبعين امرة‪.‬‬

‫ـ وامنها أل ينتعجل الجابة ‪ ...‬فعن أبي هريرة رضى ا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‪) :‬يسنتجاب لحدكم اما لم يعجل ‪ ,‬يقول‬ ‫قد دعوت ربى فلم يسنتجب لي( أوخرجه السنتة إل النسائي‪.‬‬ ‫ـ وامنها أن ل يدعو على نفسه ول على ولده ول على اماله بسوء ‪ ...‬فعن‬ ‫جابر رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‪) :‬ل تدعوا‬ ‫على أنفسكم ول تدعوا على أولدكم ول تدعوا على وخدامكم ول تدعوا‬ ‫على أاموالكم ل توافق امن ا ساعة نيل فيها عطاء فيسنتجيب لكم( رواه‬ ‫أبو داود‪.‬‬ ‫ـ وامنها أن يبدأ بنفسه إذا دعا لغيره ‪ ...‬فعن أبي بن كعب رضي ا عنه‬ ‫قال‪) :‬كان النبي إذا دعا لحد بدأ بنفسه( رواه النترامذي‪.‬‬

‫أوقات الدعاء‬ ‫وامن الوقات النتي ترجى فيها إجابة الدعاء‪:‬‬


‫ـ بين الذان والقاامة ‪ ...‬فعن أنس رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا‬ ‫"صلى ا عليه وسلم"‪) :‬ل يرد الدعاء بين الذان والقاامة( ‪ ,‬قيل اماذا نقول‬ ‫يا رسول ا؟ قال‪) :‬سلوا ا العافية في الدنيا والوخرة(‪ .‬أوخرجه أبو داود‬ ‫والنترامذي‪.‬‬ ‫ـ وفي السجود ‪ ...‬ففي الحديث عن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول‬ ‫ا "صلى ا عليه وسلم" قال‪) :‬أقرب اما يكون العبد امن ربه وهو ساجد ‪،‬‬ ‫فأكثروا الدعاء( أوخرجه امسلم وأبو داود والنسائي‪.‬‬ ‫ـ وفى السفر والمظلمة ‪ ...‬فعنه أيضا أن رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‬ ‫قال‪) :‬ثل ث دعوات امسنتجابات ل شك في إجابنتهن‪ :‬دعوة المظلوم ‪ ,‬ودعوة‬ ‫المسافر ‪ ،‬ودعوة الوالد على ولده( أوخرجه أبو داود والنترامذي‪.‬‬ ‫وعن عمرو بن العا ص رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا "صلى ا عليه‬ ‫وسلم"‪) :‬اما امن دعوة أسرع إجابة امن دعوة غائب لغائب( رواه النترامذي‬ ‫وأبو داود أيضا‪.‬‬ ‫ـ عند النداء والصف وتحت المطر ‪ ...‬فعن سعد رضي ا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫رسول ا "صلى ا عليه وسلم"‪) :‬ثننتان ل تردان الدعاء‪ :‬عند النداء ‪ ،‬وعند‬ ‫البأس حين يلحم بعضهم بعضا( أوخرجه امالك وأبو داود ‪ ,‬وزاد في رواية‬ ‫)تحت المطر(‪.‬‬ ‫فاجنتهد ‪ -‬يا أوخي ‪ -‬أن تلح في الدعاء ‪ ،‬وأن تكثر في السنتغفار في كل‬ ‫وقت وبخاصة في هذه الوقات ‪ ،‬وفي جوف الليل ‪ ..‬ووقت السحر فلعلك‬ ‫تصادف ساعة امن رضوان ا وفيض نفحاته ‪ ،‬فنتكون امن المفلحين في‬ ‫الدنيا والوخرة‪.‬‬

‫نماذج امن الدعوات‬ ‫امن القرآن الكريم‪:‬‬ ‫ب الَّناس ِر( )البقرة‪. (201:‬‬ ‫عَذا َ‬ ‫سَنم ًة َوس ِقَنا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫سَنم ًة َوس ِفي ال س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ـ )َرَّبَنا آس ِتَنا س ِفي ال ُّده ْنَيا َ‬


‫ن س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫عَلى اَّلس ِذي َ‬ ‫مه ْلَنتُه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫صرا َك َ‬ ‫عَله ْيَنا إ س ِ ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫طه ْأَنا َرَّبَنا َول َت ه ْ‬ ‫وخ َ‬ ‫سيَنا أ َه ْو أ َ ه ْ‬ ‫ن َن س ِ‬ ‫وخه ْذَنا إ س ِ ه ْ‬ ‫ـ )َرَّبَنا ل ُتَؤا س ِ‬ ‫صه ْرَنا‬ ‫ت َامه ْولَنا َفاه ْن ُ‬ ‫مَنا أ َه ْن َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫غس ِفه ْر َلَنا َواه ْر َ‬ ‫عَّنا َوا ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫طاَقَة َلَنا س ِبس ِه َوا ه ْ‬ ‫مه ْلَنا َاما ل َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫َقه ْبس ِلَنا َرَّبَنا َول ُت َ‬ ‫ن( )البقرة‪.(286:‬‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عَلى اه ْلَقه ْو س ِ‬ ‫َ‬ ‫ب( )آل عمران‪:‬‬ ‫ها ُ‬ ‫ت اه ْلَو َّ‬ ‫ك أ َه ْن َ‬ ‫مم ًة إ س َِّن َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َر ه ْ‬ ‫ن َلُده ْن َ‬ ‫ب َلَنا س ِام ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫هَده ْيَنتَنا َو َ‬ ‫عَد إ س ِه ْذ َ‬ ‫غ ُقُلوَبَنا َب ه ْ‬ ‫ـ )َرَّبَنا ل ُتس ِز ه ْ‬ ‫‪. (8‬‬ ‫ن( )آل‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عَلى اه ْلَقه ْو س ِ‬ ‫صه ْرَنا َ‬ ‫ت أ َه ْقَداَامَنا َواه ْن ُ‬ ‫سَراَفَنا س ِفي أ َه ْامس ِرَنا َوَثِّب ه ْ‬ ‫غس ِفه ْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوإ س ِ ه ْ‬ ‫ـ )َرَّبَنا ا ه ْ‬ ‫عمران‪. (147:‬‬ ‫غس ِفه ْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوَكِّفه ْر‬ ‫م َفبآَامَّنا َرَّبَنا َفا ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن آس ِامُنوا س ِبَرِّب ُ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫لي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫ـ )َرَّبَنا إ س َِّنَنا َ‬ ‫عَنا ُامَناس ِديا ُيَناس ِدي س ِل س ِ‬ ‫كل‬ ‫م اه ْلس ِقَياَامس ِة إ س َِّن َ‬ ‫خس ِزَنا َيه ْو َ‬ ‫ك َول ُت ه ْ‬ ‫سس ِل َ‬ ‫عَلى ُر ُ‬ ‫عه ْدَتَنا َ‬ ‫ع ال َه ْبَراس ِر ‪َ ,‬رَّبَنا َوآس ِتَنا َاما َو َ‬ ‫سِّيَئاس ِتَنا َوَتَوَّفَنا َام َ‬ ‫عَّنا َ‬ ‫َ‬ ‫عاَد( )آل عمران‪. (194-193:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ف اه ْل س ِ‬ ‫خس ِل ُ‬ ‫ُت ه ْ‬ ‫ن( )لعراف‪. (23:‬‬ ‫سس ِري َ‬ ‫خا س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫كوَن َّ‬ ‫مَنا َلَن ُ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫غس ِفه ْر َلَنا َوَته ْر َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫سَنا َوإ س ِ ه ْ‬ ‫مَنا أ َه ْنُف َ‬ ‫ظَل ه ْ‬ ‫ـ )َرَّبَنا َ‬ ‫غس ِفه ْر س ِلي َوس ِلَواس ِلَد َّ‬ ‫ي‬ ‫ء ‪َ ,‬رَّبَنا ا ه ْ‬ ‫عا س ِ‬ ‫ل ُد َ‬ ‫ن ُذِّرَّيس ِنتي َرَّبَنا َوَتَقَّب ه ْ‬ ‫ة َوس ِام ه ْ‬ ‫صل س ِ‬ ‫م ال َّ‬ ‫عه ْلس ِني ُامس ِقي َ‬ ‫ج َ‬ ‫ب ا ه ْ‬ ‫ـ )َر ِّ‬ ‫ب( )إبراهيم‪. (41-40:‬‬ ‫سا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م اه ْل س ِ‬ ‫م َيُقو ُ‬ ‫ن َيه ْو َ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫َوس ِله ْل ُ‬ ‫صيرا(‬ ‫طانا َن س ِ‬ ‫سه ْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َلُده ْن َ‬ ‫ل س ِلي س ِام ه ْ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ق َوا ه ْ‬ ‫ج صس ِه ْد أ ٍ‬ ‫خَر َ‬ ‫جس ِني ُام ه ْ‬ ‫وخس ِر ه ْ‬ ‫ق َوأ َ ه ْ‬ ‫ل صس ِه ْد أ ٍ‬ ‫وخ َ‬ ‫وخه ْلس ِني ُامه ْد َ‬ ‫ب أ َه ْد س ِ‬ ‫ـ )َر ِّ‬ ‫)السراء‪. (80:‬‬ ‫شدا( )الكهف‪.(10:‬‬ ‫ن أ َه ْامس ِرَنا َر َ‬ ‫ئ َلَنا س ِام ه ْ‬ ‫هِّي ه ْ‬ ‫مم ًة َو َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َر ه ْ‬ ‫ن َلُده ْن َ‬ ‫ـ )َرَّبَنا آس ِتَنا س ِام ه ْ‬ ‫ن( )النبياء‪.(87:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ت س ِام َ‬ ‫ك إ س ِ​ِّني ُكه ْن ُ‬ ‫حاَن َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن ل إ س َِلَه س ِإل أ َه ْن َ‬ ‫ـ )أ َ ه ْ‬ ‫ن إ س َِامااما( )الفرقان‪. (74:‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫عه ْلَنا س ِله ْل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َوا ه ْ‬ ‫عُي أ ٍ‬ ‫ة أ َ ه ْ‬ ‫جَنا َوُذِّرَّياس ِتَنا ُقَّر َ‬ ‫ن أ َه ْزَوا س ِ‬ ‫ب َلَنا س ِام ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ـ )َرَّبَنا َ‬ ‫ن‪,‬‬ ‫وخس ِري َ‬ ‫ق س ِفي ال س ِ‬ ‫صه ْد أ ٍ‬ ‫ن س ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ل س ِلي س ِل َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وا ه ْ‬ ‫حي َ‬ ‫صاس ِل س ِ‬ ‫حه ْقس ِني س ِبال َّ‬ ‫كما َوأ َه ْل س ِ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ب س ِلي ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ـ )َر ِّ‬ ‫م( )الشعراء‪. (85-83:‬‬ ‫عي س ِ‬ ‫جَّنس ِة الَّن س ِ‬ ‫ن َوَرَثس ِة َ‬ ‫عه ْلس ِني س ِام ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫َوا ه ْ‬ ‫ن آَامُنوا َرَّبَنا‬ ‫غل م ً س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِفي ُقُلوس ِبَنا س ِ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َول َت ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫لي َ‬ ‫سَبُقوَنا س ِبا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وخَواس ِنَنا اَّلس ِذي َ‬ ‫غس ِفه ْر َلَنا َولس ِ ه ْ‬ ‫ـ )َرَّبَنا ا ه ْ‬ ‫م( )الحشر‪. (10:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َر س ِ‬ ‫ك َرُؤو ٌ‬ ‫إ س َِّن َ‬ ‫مينَ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫ت َول َتس ِزس ِد ال َّ‬ ‫مه ْؤس ِامَنا س ِ‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ي ُامه ْؤس ِامنا َوس ِله ْل ُ‬ ‫ل َبه ْيس ِنت َ‬ ‫وخ َ‬ ‫ن َد َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ي َوس ِل َ‬ ‫غس ِفه ْر س ِلي َوس ِلَواس ِلَد َّ‬ ‫ب ا ه ْ‬ ‫ـ )َر ِّ‬ ‫س ِإل َتَبارا( )نوح‪.(28:‬‬ ‫في النتحميد والثناء على ا يبارك وتعالى‪:‬‬


‫ـ عن بريدة رضي ا عنه قال‪ :‬سمع النبي صلى اله عليه وسلم رجل يقول‪) :‬اللهم إني‬ ‫أسألك بأني أشهد أنك أنت ا الذي ل إله إل أنت الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم‬ ‫يكن له كفوا أحد(‪ ..‬فقال صلى ا عليه وسلم‪) :‬والذي نفسي بيده لقد سأل ا باسمه‬ ‫العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى( أوخرجه أبو داود والنترامذي‪.‬‬ ‫ـ وعن أنس رضي ا عنه قال‪ :‬دعا رجل فقال‪ :‬رجل فقال‪) :‬اللهم إني أسألك بأن لك‬ ‫الحمد ل إله إل أنت المنان بديع السموات والرض ذو الجلل والكرام يا حي يا قيوم(‬ ‫فقال النبي صلى ا عليه وسلم ‪) :‬أتدرون بما دعا الرجل؟( قالوا‪ :‬ا ورسوله أعلم‪..‬‬ ‫قال‪) :‬لقد سأل ا باسمه العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى( أوخرجه‬ ‫أصحاب السنن‪.‬‬ ‫في الصلة والسلم على الرسول صلى ا عليه وسلم‪:‬‬

‫ـ عن أبي امسعود النصاري رضي ا عنه قال‪ :‬أتانا رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم ونحن في امجلس سعد بن عبادة ‪ ,‬فقال له بشير بن سعد‪ :‬أامرنا‬ ‫ا تعالى أن نصلي عليك يا رسول ا فكيف نصلي عليك؟ قال‪) :‬قولوا‪:‬‬ ‫اللهم صل على امحمد وعلى آل امحمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك‬ ‫على امحمد وعلى آل امحمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك‬ ‫حميد امجيد والسلم كما قد علمنتم(‪ .‬أوخرجه السنتة إل البخاري‪.‬‬ ‫ـ وعن ابن امسعود رضي ا عنه قال‪ :‬إذا صلينتم على رسول ا فأحسنوا‬ ‫الصلة فإنكم ل تدرون لعل ذلك يعرض عليه فقالوا له‪ :‬فعلمنا قال‪) :‬قولوا‬ ‫اللهم اجعل صلواتك ورحمنتك علي سيد المرسلين وإامام المنتقين ووخاتم‬ ‫النبين امحمد عبدك ورسولك إامام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم‬ ‫ابعثه امقااما امحمودا يغبطه به الولون والوخرون ‪ ,‬اللهم صل على امحمد‬ ‫وعلى آل امحمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد امجيد ‪,‬‬ ‫اللهم بارك على امحمد وعلى آل امحمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل‬ ‫إبراهيم إنك حميد امجيد( رواه ابن اماجه اموقوفا بإسناد حسن‪.‬‬ ‫ـ )اللهم داحي المدحوات وداعم الممسوكات ‪ ،‬وجابل القلوب على فطرتها‬ ‫شقيها وسعيدها ‪ ,‬اجعل شرائف صلواتك ‪ ،‬ونواامي بركاتك على امحمد‬


‫عبدك ورسولك الخاتم لما سبق والفاتح لما انغلق ‪ ،‬والمعلن الحق بالحق(‬ ‫امن نهج البلغة‪.‬‬

‫دعاء رسول ا في النتهجد‪:‬‬ ‫ـ عن ابن عباس رضي ا عنهما قال‪ :‬كان رسول ا "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" إذا قام امن الليل ينتهجد قال‪) :‬اللهم ربنا لك الحمد أنت قيوم‬ ‫السموات والرض وامن فيهن ‪ ،‬ولك الحمد أنت نور السموات والرض وامن‬ ‫فيهن ‪ ،‬ولك الحمد أنت امالك السموات والرض وامن فيهن ‪ ،‬ولك الحمد أنت‬ ‫الحق ووعدك الحق ‪ ,‬ولقاؤك حق ‪ ،‬وقولك حق ‪ ،‬والجنة حق ‪ ،‬والنار حق‬ ‫‪ ،‬والنبيون حق ‪ ،‬وامحمد حق ‪ ،‬والساعة حق ‪ ،‬اللهم لك أسلمت وبك آامنت‬ ‫وعليك توكلت ‪ ،‬وإليك أنبت ‪ ,‬وبك وخاصمت ‪ ,‬وإليك حاكمت ‪ ،‬فاغفر لي اما‬ ‫قدامت واما أوخرت ‪ ،‬واما أسررت واما أعلنت ‪ ،‬واما أنت أعلم به امنى ‪ ،‬أنت‬ ‫المقدم وأنت المؤوخر ‪ ،‬ل إله إل أنت( أوخرجه السنتة وهذا لفظ الشيخين‪.‬‬

‫ي كرم ا وجهه‪:‬‬ ‫امن امناجاة أامير المؤامنين عل تّ‬ ‫أوخبر أبو عبد ا امنصور بن سكبان النتسنتري قال‪ :‬أوخبرنا امحمد بن الحسن‬ ‫بن غراب قال‪ :‬حدثنا القاضي اموسى بن إسحاق قال حدثنا أبو عبد ا‬ ‫امحمد بن أبي شيبة قال حدثنا امحمد بن فضيل عبد ا السدي كان عل تّ‬ ‫ي‬ ‫بن أبي طالب رضي ا عنه يقول في امناجاته‪:‬‬ ‫)إلـهي‪ :‬لول اما جهلت امن أامري ‪ ،‬اما شكوت عثراتي ولول اما ذكرت امن‬ ‫الفراط اما سحت عبراتي‪ ..‬إلـهي‪ :‬فاامح امثبنتات العثرات بمرسلت العبرات ‪،‬‬ ‫وهب كثير السيئات لقليل الحسنات‪ ..‬إلـهي‪ :‬إن كنت ل ترحم إل المجد في‬ ‫طاعنتك ‪ ،‬فأنى يلنتجئ المخطئون؟ وإن كنت ل تكرم إل أهل الحسان ‪،‬‬ ‫فأنى يصنع المسيئون؟ وإن كان ل يفوز يوم الحشر إل المنتقون فكيف‬ ‫يسنتغيث المذنبون؟‪ ..‬إلـهي‪ :‬أفحمنتني ذنوبي وانقطعت امقالنتي فل حجة لي‬ ‫ول عذر فأنا المقتّر بجرامي ‪ ،‬والمعنترف بإساءتي والسير بذنبي المرتهن‬ ‫بعملي‪ ..‬إلـهي‪ :‬فصل على امحمد وعلى آل امحمد وارحمني برحمنتك‬ ‫وتجاوز عني ‪ ،‬اللهم إن صغر في جنب طاعنتك عملي فقد كبر في جنب‬


‫رجائك أاملي‪ ..‬إلـهي‪ :‬كيف أنقلب بالخيبة عندك امحرواما ‪ ،‬وظني بجودك أن‬ ‫تقبلني امرحواما ‪ ،‬فإني لم أسلط على حسن ظني بك قنوط اليسين فل‬ ‫تبطل صدق رجائي لك بين الاملين‪ ..‬إلـهي‪ :‬عظم جرامي إذ كنت المنتطالب‬ ‫به‪ ..‬إلـهي‪ :‬إن أوحشنتني الخطايا امن امحاسن لطفك ‪ ،‬فقد آنسني اليقين‬ ‫بمكارم عطفك‪ ..‬إلـهي‪ :‬إن أاماتنتني الغفلة عن السنتعداد للقائك ‪ ،‬فقد‬ ‫أنبهنتني المعرفة بكريم آلئك‪ ..‬إلـهي‪ :‬لو لم تهدني إلى السلم ‪ ،‬اما اهنتديت‬ ‫‪ ،‬و لو لم تطلق لساني بدعائك اما دعوت‪ .‬ولو لم تعرفني حلوة نعمنتك اما‬ ‫عرفت ولو لم ينتبين لي شديد عقابك اما اسنتجرت‪ ..‬إلـهي‪ :‬إن أقعدني‬ ‫النتخلف عن السير امع البرار ‪ ،‬فقد أقاامنتني الثقة بك على امدارج الوخيار‪..‬‬ ‫إلـهي‪ :‬نفسي أعززتها بنتأييد إيمانك كيف تذلها بين أطباق نيرانك‪ ..‬إلـهي‪ :‬كل‬ ‫امكروب فإليك يلنتجئ وكل امحزون فإليك يرتجي‪ ..‬إلـهي‪ :‬سمع العابدون‬ ‫بجزيل ثوابك فخشعوا ‪ ,‬وسمع المذنبون بسعة غفرانك فطمعوا حنتى‬ ‫ازدحمت عصائب العصاة ببابك ‪ ،‬وعج امنهم إليك العجيج والضجيج بالدعاء‬ ‫في بلدك‪ ..‬إلـهي‪ :‬أنت دللنتني على سؤالك الجنة قبل امعرفنتها ‪ ،‬فأقبلت‬ ‫النفس بعد العرفان على امسألنتها أفنتدل على وخير بالسؤال ثم تمنعه؟ وأنت‬ ‫الكريم المحمود في كل اما تصنعه يا ذا الجلل والكرام‪ ..‬إلـهي‪ :‬إن كنت‬ ‫غير امسنتأهل لما أرجو امن رحمنتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بفضل‬ ‫سعنتك‪ ..‬إلـهي‪ :‬نفسي قائمة بين يديك ‪ ,‬وقد أظلها حسن النتوكل عليك ‪,‬‬ ‫فاصنع بي اما أنت أهله ‪ ،‬وتغمدني برحمة امنك‪ ..‬إلـهي‪ :‬شهد جناني‬ ‫بنتوحيدك وانطلق لساني بنتمجيدك ودلني القرآن على فضل جودك ‪ ،‬فكيف‬ ‫ل ينتحقق رجائي بحسن اموعدك؟‪ ..‬إلـهي‪ :‬كأني بنفسي وقد اضطجعت في‬ ‫حفرتها وانصرف عنها المشيعون امن عشيرتها ‪ ,‬ورحمها المعادي لها في‬ ‫الحياة عند صرعنتها ‪ ،‬ولم يخف على الناظرين إليها ذل فاقنتها ‪ ،‬قالت‬ ‫الملئكة‪ :‬غريب نأى عنه القربون ‪ ،‬وبعيد جفاه الهلون ‪ ،‬ووخذله المؤاملون ‪،‬‬ ‫نزل بنا قريبا فأصبح في اللحد غريبا ‪ ،‬وقد كنت في دار الدنيا داعيا ورحمنتك‬ ‫إياي في هذا اليوم راجيا فأحسن ضيافنتي وكن أشفق علي امن أهلي‬


‫وقرابنتي‪ ..‬إلـهي‪ :‬سنترت علي في الدنيا ذنوبا فلم تظهرها فل تفضحني يوم‬ ‫ألقاك على رءوس العالمين بها ‪ ،‬واسنترها علي يا أرحم الراحمين هنالك‪..‬‬ ‫إلـهي‪ :‬امسكننتي ل يجبرها إل عطاؤك وأامنينتي ل يفيها إل نعاؤك‪ ..‬إلـهي‪:‬‬ ‫أسنتوفقك لما يدنيني امنك ‪ ،‬وأعوذ بك امما يصرفني عنك‪ ..‬إلـهي‪ :‬أحب الامور‬ ‫إلى نفسي وأعودها علي امنفعة اما اسنترشدتها بهداينتك إليه ‪ ،‬ودللنتها برحمنتك‬ ‫عليه فاسنتعملها بذلك عني إذ أنت أرحم بها امني ‪ ،‬يا أنيس كل غريب آنس‬ ‫في القبر وحشنتي وارحم وحدتي ‪ ,‬ويا عالم السر والوخفى ‪ ،‬ويا كاشف‬ ‫الضر والبلوى ‪ ،‬كيف نظرك لي امن بين ساكني الثرى؟ وكيف صنيعك لي في‬ ‫دار الوحشة والبلى؟ قد كنت بي لطيفا في حياتي ‪ ،‬فل تقطع برك عني بعد‬ ‫وفاتي ‪ ,‬يا أفضل المنعمين في آلئه وأكرم المنتفضلين في نعمائه كثرت‬ ‫عندي أياديك فعجزت عن إحصائها وضقت ذرعا في شكري للمسائل‬ ‫بجزائها ‪ ،‬فلك الحمد على اما أوليت ‪ ،‬ولك الشكر على اما أبليت ‪ ،‬يا وخير امن‬ ‫دعاه داع وأفضل امن رجاه راج ‪ ،‬يا حنان يا امنان يا ذا الجلل والكرام ‪ ،‬يا‬ ‫حي يا قيوم ‪ ،‬يا امن له الخلق والامر ‪ ،‬تباركت يا أحسن الخالقين ‪ ,‬يا رحيم يا‬ ‫قدير يا كريم صل على امحمد وآله الطيبين‪ ..‬آامين( املخصا امن كنتاب لطائف‬ ‫أوخبار الل‪.‬‬

‫امن امناجاة ابن عطاء ا السكندري‪:‬‬ ‫)إلـهي‪ :‬كيف تكلني إلى نفسي ‪ ،‬وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر‬ ‫لي ؟ أم كيف أوخيب وأنت الحفي بي؟ ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك‪..‬‬ ‫إلـهي‪ :‬كلما أوخرسني لؤامي أنطقني كرامك؟ كلما أيسنتني أوصافي أطمعنتني‬ ‫امننك‪ ..‬إلـهي‪ :‬امن كانت امحاسنه امساوي ‪ ،‬فكيف ل تكون امساويه امساوي؟‬ ‫امن كانت حقائقه دعاوى ‪ ،‬فكيف ل تكون دعاويه دعاوى؟‪ ..‬امنتى غبت حنتى‬ ‫تحنتاج إلى دليل يدل عليك؟ أو امنتى بعدت حنتى تكون الثار هي النتي توصل‬ ‫إليك ؟!‪ ..‬عميت عين ل تراك عليها رقيبا ‪ ،‬ووخسرت صفقة عبد لم يجعل له‬ ‫امن حبك نصيبا‪ ..‬إلـهي‪ :‬هذا ذلي ظاهر بين يديك ‪ ،‬وهذا حالي ل يخفى‬ ‫عليك ‪ ،‬امنك أطلب الوصول إليك ‪ ،‬وبك أسنتدل عليك ‪ ,‬اهدني بنورك إليك ‪،‬‬


‫وأقمني بصدق العبودية بين يديك‪ ..‬إلـهي‪ :‬عتّلمني امن علمك المخزون ‪,‬‬ ‫وصتّني بسر اسمك المصون ‪ ,‬بك أننتصر فانصرني ‪ ،‬وعليك أتوكل فل تكلني‬ ‫‪ ،‬وإياك أسأل فل تختّيبني ‪ ،‬وفى فضلك أرغب فل تحرامني ‪ ،‬ولجنابك أننتسب‬ ‫فل تبعدني ‪ ،‬وببابي أقف فل تطردني‪ ..‬إلـهي‪ :‬تقدس رضاك أن تكون له‬ ‫علة امنك ‪ ،‬فكيف تكون له علة امني ‪ ،‬أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك‬ ‫النفع ‪ ،‬فكيف ل تكون غنيا عني؟ أنت الذي أشرقت النوار في قلوب‬ ‫أوليائك حنتى عرفوك ووجدوك ‪ ،‬وأنت الذي أزلت الغيار عن قلوب أحبابك‬ ‫حنتى لم يحبوا سواك ‪ ،‬و لم يلجئوا إلى غيرك ‪ ,‬أنت المؤنس لهم حيث‬ ‫أوحشنتهم العواامل وأنت الذي هدينتهم حنتى اسنتبانت لهم المعالم ‪ .‬فإذا‬ ‫وجد امن فقدك واما الذي فقد امن وجدك؟ لقد وخاب امن رضي دونك بدل‬ ‫ولقد وخسر امن بغى عنك امنتحول‪ ..‬إلـهي كيف يرجى سواك ‪ ،‬وأنت اما‬ ‫قطعت الحسان؟ وكيف يطلب امن غيرك وأنت اما بدلت عادة الامنتنان؟ يا‬ ‫امن أذاق أحباءه حلوة امؤانسنته فقااموا بين يديه امنتملقين ‪ ،‬ويا امن ألبس‬ ‫أولياءه املبس هيبنته فقااموا بعزته امسنتعزين أنت الذاكر امن قبل الذاكرين ‪،‬‬ ‫وأنت البادئ بالحسان امن قبل توجه العابدين ‪ ،‬وأنت الجواد بالعطاء امن‬ ‫قبل طلب الطالبين ‪ ،‬وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبنتنا امن المسنتعرضين‪..‬‬ ‫إلـهي‪ :‬اطلبني برحمنتك حنتى أصل إليك واجذبني بمننتك حنتى أقبل عليك‪..‬‬ ‫إلـهي‪ :‬إن رجائي ل ينقطع عنك وإن عصينتك كما أن وخوفي ل يزااملني وإن‬ ‫أطعنتك‪ ..‬إلـهي‪ :‬قد دفعنتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرامك عليك‪..‬‬ ‫إلـهي‪ :‬كيف أوخيب وأنت أاملي؟ أم كيف أهان وعليك امنتكلي؟ يا امن أحنتجب‬ ‫في سرادقات عزه عن أن تدركه البصار يا امن تجلى بكمال بهائه فنتحققت‬ ‫عظمة السرار كيف وأنت الظاهر؟ أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟(‬ ‫اننتهى بنتصرف‪.‬‬

‫امن دعوات السيد أحمد الرفاعي‪:‬‬ ‫)اللهم صل على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم فارج الهم‬ ‫كاشف الغم امجيب دعوة المضطرين ‪ ،‬رحمـن الدنيا والوخرة ورحيمهما ‪،‬‬


‫أنت ترحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة امن سواك ل إله إل أنت يا رب كل‬ ‫شيء ‪ ,‬سبحانك ل إله إل أنت ‪ ,‬يا وار ث كل شيء يا حي يا قيوم يا ذا‬ ‫ي يا عظيم يا صمد يا فرد يا واحد‬ ‫الجلل والكرام يا أرحم الراحمين يا عل تّ‬ ‫يا أحد يا امن بيده الخير وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬نسألك توكل وخالصا‬ ‫عليك ورجوعا في كل الحوال إليك واعنتمادا على فضلك واسنتنادا لبابك يا‬ ‫عالم السر والنجوى ‪ ،‬يا كاشف الضر والبلوى ‪ ،‬يا امن تضرع إليه قلوب‬ ‫المضطرين وتعول عليه همم المحنتاجين ‪ ،‬نسألك اللهـم بمعاقد العز امن‬ ‫ي العلى ‪ ،‬وبكلماتك‬ ‫عرشك ‪ ،‬وبمننتهى الرحمة امن كنتابك ‪ ،‬وباسمك العل تّ‬ ‫النتاامات النتي ل يجاوزهن بر ول فاجر ‪ ،‬وبإشراق وجهك ‪ ،‬أن تصلي على‬ ‫سيدنا امحمد وآله وصحبه وذرينته ‪ ،‬وأن تحتّفنا بألطافك الخفية حنتى نرفل‬ ‫بحلل الامان امن وخوارق الحدثان ‪ ،‬وعلئق الكوان وإشراك الحرامان‬ ‫وغوائل الخذلن ‪ ،‬ودسائس الشيطان وسوء النية وظلمة الخطية ‪ ,‬اللهم‬ ‫اامنحني قلبا ل ينصرف في آاماله إل إليك ‪ ،‬ولتّبـا ل يعول في أحواله إل عليك‬ ‫‪ ،‬وقلبني على بساط المعرفة بقوة النتوحيد واليقين ‪ ،‬وأيدني بك لك بما‬ ‫أيتّدت به عبادك الصالحين ‪ .‬اللهم اسلك بي طريق نبيك المصطفى سيد‬ ‫المقربين الحباب ‪ ،‬وأوزعني أن أشكر نعمنتك باتباعه عليه الصلة والسلم‬ ‫بطريقة الحق والصواب‪ ..‬اللهـم إني أعوذ بك امن علم ل ينفع ‪ ،‬وعمل ل‬ ‫يرفع ‪ ،‬وقلب ل يخشع ‪ ،‬ودعاء ل يسمع‪ ..‬ربنا آتنا امن لدنك رحمة وهيئ لنا‬ ‫امن أامرنا رشدا‪ ..‬اللهـم حققني بحقيقنته الصديقية ‪ ،‬وأذقني حلوة اليقين‬ ‫بصدق النية ‪ ،‬ووخالص الطوية ول تكلني لنفسي ‪ ،‬ول لحد امن وخلقك طرفة‬ ‫عين يا أرحم الراحمين ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم ‪ ،‬وسلم‬ ‫على المرسلين والحمد لله رب العالمين(‪ .‬امن حزب الوسيلة بنتصرف‪.‬‬

‫امن دعوات السيد أحمد بن إدريس‪:‬‬ ‫)اللهـم أنت ا الملك الحق المبين القديم المنتعزز بالعظمة والكبرياء‬ ‫المنفرد بالبقاء الحي القيوم المقنتدر الجبار القهار الذي ل إله إل أنت ‪ ،‬ربي‬


‫وأنا عبدك ‪ ,‬عملت سوءا وظلمت نفسي ‪ ،‬واعنترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي‬ ‫كلها فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت‪ ..‬أشهد أنك ربي ورب كل شيء فاطر‬ ‫السموات والرض عالم الغيب والشهادة العلي الكبير المنتعال‪ ..‬اللهـم إني‬ ‫أسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد والشكر على نعمك ‪ ,‬وأسألك‬ ‫حسن عبادتك وأسألك امن وخير كل اما تعلم وأعوذ بك امن شر اما تعلم إنك‬ ‫أنت علم الغيوب(‪.‬‬

‫امن دعوات أبي الحسن الشاذلي‪:‬‬ ‫)يا ا يا لطيف يا رزاق يا قوي يا عزيز لك امقاليد السموات والرض تبسط‬ ‫الرزق لمن تشاء وتقدر ‪ ،‬فابسط لنا امن الرزق اما توصلنا به إلى رحمنتك ‪،‬‬ ‫وامن رحمنتك اما تحول به بيننا وبين نقمنتك ‪ ،‬وامن حلمك اما يسعنا به عفوك‬ ‫‪ ،‬واوخنتم لنا بالسعادة النتي وخنتمت بها لوليائك ‪ ،‬واجعل وخير أياامنا وأسعدها‬ ‫يوم لقائك ‪ ،‬وزحزحنا في الدنيا عن نار الشهوة ‪ ،‬وأدوخلنا بفضلك في‬ ‫اميادين الرحمة ‪ ،‬واكسنا امن نورك جلبيب العصمة ‪ ،‬واجعل لنا ظهيرا امن‬ ‫عقولنا وامهيمنا امن أرواحنا ‪ ,‬وامسخرا امن أنفسنا كي نسبحك كثيرا ونذكرك‬ ‫كثيرا إنك كنت بنا بصيرا‪ ..‬اللهـم إني أسألك لسانا رطبا يذكرك ‪ ،‬وقلبا امفعما‬ ‫بشكرك ‪ ،‬وبدنا هينا لينا بطاعنتك ‪ ،‬وأعطنا امع ذلك امما ل عين رأت ول أذن‬ ‫سمعت ول وخطر على قلب بشر‪ ،‬كما أوخبر به رسولك حسب اما علمنته‬ ‫بعلمك ‪ ،‬وأغننا بل سبب واجعلنا سبب الغنى لوليائك ‪ ،‬وبرزوخا بينهم وبين‬ ‫أعدائك ‪ ،‬إنك على كل شيء قدير‪ ..‬اللهـم إنا نسألك إيمانا كاامل ‪ ،‬ونسألك‬ ‫قلبا وخاشعا ‪ ،‬ونسألك علما نافعا ‪ ،‬ونسألك يقينا صادقا ‪ ،‬ونسألك دينا قيما ‪،‬‬ ‫ضنا‬ ‫ونسألك العافية امن كل بلية ‪ ،‬ونسألك تمام الغنى عن الناس ‪ ،‬اللهم ر تّ‬ ‫بقضائك وصتّبرنا على طاعنتك ‪ ،‬وعن امعصينتك وعن الشهوات الموجبات‬ ‫للنقض أو البعد عنك ‪ ،‬وهب لنا حقيقة اليمان بك حنتى ل نخاف ول نرجو‬ ‫غيرك ‪ ،‬ول نعبد شيئا سواك ‪ ،‬وأوزعنا شكر نعمائك ‪ ،‬وغطنا برداء عافينتك ‪،‬‬ ‫وانصرنا باليقين والنتوكل عليك ‪ ،‬وأسفر وجوهنا بنور صفاتك ‪ ،‬وأضحكنا‬ ‫وبشرنا يوم القياامة بين أوليائك ‪ ،‬واجعل يدك امبسوطة علينا وعلى أهلينا‬


‫وأولدنا وامن امعك برحمنتك ‪ ،‬ول تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ول أقل امن‬ ‫ذلك يا نعم المجيب ‪ ,‬وصلى ا على سيدنا امحمد النبي الكريم وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعين(‪ .‬اننتهى امن حزب البر بنتصرف‪.‬‬

‫امن دعوات الامام الشافعي رضي ا عنه‪:‬‬ ‫)أعوذ بك امن امقام الكافرين وإعراض الغافلين اللهم لك وخضعت نفوس‬ ‫العارفين ودنت لك رقاب المشنتاقين‪ ..‬إلـهي هب لي جودك وجللني بسنتر‬ ‫واعف عن تقصيري بكرم وجهك( امن الحياء‪.‬‬

‫نماذج امن امنثور الدعاء‪:‬‬ ‫ـ عن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬كان رسول ا "صلى ا عليه‬ ‫وسلم" يقول في دعائه‪) :‬اللـهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أامري ‪،‬‬ ‫وأصلح لي دنياي النتي فيها امعاشي ‪ ،‬وأصلح لي آوخرتي النتي فيها امعادي ‪،‬‬ ‫واجعل الحياة زيادة لي في كل وخير ‪ ،‬واجعل الموت راحة لي امن كل شر(‬ ‫أوخرجه امسلم‪.‬‬ ‫ـ عن أنس رضي ا عنه قال كان أكثر دعاء النبي "صلى ا عليه وسلم"‪:‬‬ ‫)اللهـم آتنا في الدنيا حسنة وفى الوخرة حسنة وقنا عذاب النار( رواه‬ ‫الشيخان وأبو داود‪.‬‬ ‫ي كرم ا وجهه أن رسول ا علم بعض أصحابه أن يقول‪:‬‬ ‫ـ عن عل تّ‬ ‫)اللهـم اكفني بحللك عن حراامك وأغنني بفضلك عمن سواك( رواه‬ ‫النترامذي والنسائي‪.‬‬ ‫ـ عن أبي هريرة رضي ا عنه أنه رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال‪:‬‬ ‫)تعوذوا بالله عن جهد البلء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة العداء(‬ ‫رواه الشيخان والنسائي‬ ‫ـ وعن عبد ا بن عمرو بن العا ص قال‪ :‬كان رسول ا يقول "صلى ا‬ ‫عليه وسلم"‪) :‬اللهـم أعوذ بك امن قلب ل يخشع ‪ ،‬وامن دعاء ل يسمع ‪،‬‬


‫وامن نفس ل تشبع ‪ ،‬وامن علم ل ينفع ‪ ،‬أعوذ بك امن هؤلء الربع( رواه‬ ‫النترامذي والنسائي‪.‬‬ ‫ـ امن حديث شداد بن أوس كان "صلى ا عليه وسلم" يقول )اللهـم إني‬ ‫أسألك الثبات في الامر ‪ ،‬والعزيمة في الرشد ‪ ،‬وأسألك قلبا وخاشعا سليما ‪،‬‬ ‫ووخلقا امسنتقيما ولسانا صادقا وعمل امنتقبل ‪ ،‬وأسألك امن وخير اما تعلم ‪،‬‬ ‫وأعوذ بك امن شر اما تعلم ‪ ،‬وأسنتغفرك لما تعلم؟ فإنك تعلم ول أعلم‬ ‫وأنت علم الغيوب( رواه النترامذي‬ ‫ـ امن حديث امعاذ كان "صلى ا عليه وسلم" يقول‪) :‬اللهم إني أسألك‬ ‫الطيبات ‪ ،‬وفعل الخيرات ‪ ,‬وترك المنكرات ‪ ،‬وحب المساكين ‪ ،‬أسألك حبك ‪،‬‬ ‫وحب امن أحبك ‪ ،‬وحب كل عمل يقرب إلى حبك ‪ ،‬وأن تنتوب علي ‪ ،‬وتغفر‬ ‫لي وترحمني ‪ ,‬وإذا أردت بقوم فنتنة فاقبضني إليك غير امفنتون( رواه‬ ‫النترامذي والطبراني‪.‬‬ ‫ـ امن حديث ابن امسعود‪) :‬اللهـم إني أسألك إيمانا ل يرتد ‪ ،‬ونعيما ل ينفد ‪،‬‬ ‫وقرة عين البد ‪ ،‬وامرافقة نبيك امحمد في جنة الخلد(‪.‬‬ ‫وخـاتمة‬

‫أيها الخ ‪ -‬اسنتعن ربك واحضر قلبك وارفع إلى ا حاجنتك واوخنتم بالصلة‬ ‫والسلم على النبي وآله واجعل آوخر كلامك ‪ -‬لنتكنتال بالمكيال الوفى‪:-‬‬

‫سس ِلي َ‬ ‫ن‬ ‫مه ْر َ‬ ‫عَلى اه ْل ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ن ‪َ ...‬و َ‬ ‫صُفو َ‬ ‫ما َي س ِ‬ ‫ع َّ‬ ‫ة َ‬ ‫عَّز س ِ‬ ‫ب اه ْل س ِ‬ ‫ك َر ِّ‬ ‫ن َرِّب َ‬ ‫حا َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ن‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫مُد للس ِه َر ِّ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫َواه ْل َ‬ ‫الفقـير إلى ا‬ ‫حسـن البنــا‬

‫اتجاه النهضة الجديدة في العالم السلامي‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مــ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ســ س ِ‬ ‫س ِب ه ْ‬ ‫القاهرة‬


‫غرة صفر ‪ 1367‬هـ‬

‫إلى السلم‪:‬‬ ‫يرى المراقبون الجنتماعيون والسياسيون والمعنيون بنتطورات الحياة في‬ ‫الامم والشعوب أن العالم السلامي وفي امقدامنته العالم العربي طبعا ‪،‬‬ ‫ينتجه بنهضنته الحديثة اتجاها إسلاميا ‪ .‬وأن هذا التجاه يقوى تياره بالنتدرج ‪,‬‬ ‫وبعد أن كان الكنتاب والمفكرون والعلماء والزعماء ينتغنون بأصول‬ ‫الحضارة الوربية ووجوب الصطباغ بصبغها والوخذ الكاامل بأساليبها‬ ‫وامناهجها ‪ ,‬تبدلت هذه النغمة وحل امحلها النتحفظ والحذر ‪ ,‬وارتفعت‬ ‫الصوات المنادية بوجوب العودة إلى أصول السلم وتعاليمه وامناهجه ‪,‬‬ ‫وتقريب الحياة العصرية في هذه الشعوب إليها بقدر الامكان تمهيدا‬ ‫للصطباغ الكاامل بصبغة السلم‪.‬‬

‫السباب ‪:‬‬ ‫ويزعج هذا التجاه كثيرا امن الحكوامات والدول الغربية النتي عاشت طوال‬ ‫القرون الماضية في عقلية الذي ل يعرف عن السلم إل النتعصب والجمود ‪,‬‬ ‫ول يرى في المسلمين إل شعوبا امسنتضعفة للنتسخير وأوطانا وخصبة‬ ‫للسنتعمار ‪ ,‬وأوخذوا ينتوجسون امن هذه الحركة ويذهبون في تفسيرها‬ ‫وتأويلها كل امذهب ‪ ,‬فمن قائل أنها ننتيجة قيام الهيئات المنتطرفة والجماعات‬ ‫المنتعصبة ‪ ،‬وامن قائل أنها رد فعل للضغط السياسي والقنتصادي الذي‬ ‫شعرت به هذه الامم السلامية في هذه العصار ‪ ،‬وامن قائل إنها وسيلة‬ ‫ينتوصل بها بعض طلب الحكم والجاه إلى الظهور والمنصب‪ ..‬وكل هذه‬ ‫السباب فيما نعنتقد بعيدة عن الحقيقة كل البعد ‪ ،‬وهذا التجاه ليس إل‬ ‫ننتيجة لعواامل ثلثة فيما نرى‪:‬‬

‫إفلس الغرب‪:‬‬


‫أولها ـ إفلس الصول الجنتماعية النتي قاامت عليها حضارة الامم الغربية‬ ‫فحياة الغرب النتي قاامت على العلم المادي والمعرفة الولية والكشف‬ ‫والوخنتراع وإغراق أسواق العالم بمننتجات العقول واللت لم تسنتطع أن‬ ‫تقدم للنفس النسانية وخيطا امن النور ‪ ،‬أو بصيصا امن الامل أو شعاعا امن‬ ‫اليمان ‪ .‬ولم ترسم للرواح القلقة أي سبيل للراحة والطمئنان ‪ ،‬وليس‬ ‫النسان آلة امن اللت ‪ ,‬ولهذا كان طبيعيا أن ينتبرم بهذه الوضاع المادية‬ ‫البحنتة وأن يحاول النترفيه عن نفسه ‪ ،‬ولم تجد الحياة الغربية المادية اما ترفه‬ ‫به عنه إل الماديات أيضا امن الثام والشهوات والخمور والنساء والحفال‬ ‫الصاوخبة والمظاهر المغرية النتي تلهى بها حينا ‪ ,‬ثم ازداد بها بعد ذلك جوعا‬ ‫على جوع وأحس بصروخات روحه تنطلق عالية تحاول تحطيم هذا السجن‬ ‫المادي ‪ ,‬والنطلق في الفضاء واسنترواح نسمات اليمان والعزاء‪.‬‬

‫كمال السلم‪:‬‬ ‫وثانيها ـ وهو العاامل اليجابي في الموضوع ـ اكنتشاف المفكرين امن رجال‬ ‫السلم اما في أصوله وقواعده امن سمو ورقي وصلحية واكنتمال ‪ ,‬وأنها‬ ‫أكمل وأدق وأفضل وأشمل وأجمع امن كل اما كشفت عنه الفلسفات‬ ‫الجنتماعية والعقول المصلحة إلى الن ‪ ,‬وقد كان المسلمون غفلوا عن ذلك‬ ‫حينا امن الدهر فلما كشف ا عن بصائر امفكريهم ‪ ،‬وقارنوا اما عندهم امن‬ ‫قواعد دينهم الجنتماعية بما ينتحد ث عنه كبار الجنتماعيين وأساطين وجهابذة‬ ‫المفكرين ‪ ،‬ووجدوا البون شاسعا والفرق بعيدا عن كنوز هذا الميرا ث‬ ‫الضخم وبين اما يلهو به هؤلء ‪ ,‬لم يملكوا أنفسهم امن أن ينصفوا عقولهم‬ ‫وتاريخهم وشعوبهم ‪ ،‬وأن ينادوا بنفاسة هذا الميرا ث ‪ ،‬وأن يهيبوا بهذه الامم‬ ‫الغافلة إسلامية وغير إسلامية أن تسنتفيد امن هذا الرشاد الرباني الكريم‬ ‫وأن تنهج نهج هذا الصراط السوي المسنتقيم‪.‬‬

‫طبيعة النتطور‪:‬‬ ‫وثالثها ـ طبيعة النتطور الجنتماعي بعد حربين طاحننتين اشنتركت فيهما دول‬ ‫العالم جميعا ‪ ،‬وتناولت النفوس والوضاع والشعوب والفراد ‪ ،‬ونبنتت‬


‫بعدهما طائفة امن المبادئ الصلحية والنظم الجنتماعية ‪ ،‬وقاامت على‬ ‫أساسها دول ونهضت بنتطبيقها ‪ ،‬ثم لم يمض كبير وقت حنتى تناولنتها يد‬ ‫النتبديل والنتغيير أو الهدم والنتدامير ‪ ،‬والمفكرون امن المسلمين ينظرون‬ ‫ويرقبون ويوازنون ويرجعون إلى اما بين أيديهم امن كنتاب ربهم وهو امشرق‬ ‫‪ ،‬وامن سنة نبيهم وهى بينة ‪ ،‬وامن تاريخهم وهو امجيد ‪ ،‬فل يرون لنظام امن‬ ‫هذه النظم حسنة امن الحسنات إل وجدوا أنها امقررة في نظاامهم السلامي‬ ‫الجنتماعي ‪ ,‬وأنهم سبقوا إليها فنتحدثوا عنها أو عملوا بها ‪ ،‬ول يرون لنظام‬ ‫امن هذه النظم سيئة امن السيئات إل وجدوا أن نظاامهم السلامي‬ ‫الجنتماعي قد حذر امنها واحنتاط لها ووصف طريق الوقاية امن ننتائجها‬ ‫وآثارها ‪ ,‬سادت العالم حينا امن الدهر هذه النظم الديمقراطية وانطلقت‬ ‫الحناجر في كل امكان تسبح وتقدس بما جاء به هذا النظام الديمقراطي‬ ‫امن حرية للفراد وللشعوب على السواء ‪ ،‬وامن إنصاف للعقل النساني‬ ‫بحرية النتفكير ‪ ،‬وللنفس النسانية بحرية العمل والرادة ‪ ،‬وللشعوب بأن‬ ‫تكون امصدر السلطات ‪ ،‬وجاء النصر في الحرب العالمية الولى امعززا لهذه‬ ‫الفكار امنتوجا إياها بإكليل الغار ‪ ،‬ثم لم يلبث الناس أن تبينوا أن حرينتها‬ ‫الجنتماعية لم تسلم امن الفوضى ‪ ,‬وأن حرينتها الفردية لم تأوخذ الحيطة امن‬ ‫الباحية ‪ ،‬وأن سلطة الشعوب لم تبرئ المجنتمع امن كثير امن الديكنتاتوريات‬ ‫المسنتورة النتي تضيع امعها النتبعات ول تحدد فيها الوخنتصاصات ‪ ،‬إلى غير‬ ‫ذلك امن المثالب والعيوب النتي أدت إلى تفكك الامم والشعوب ‪ ,‬وتخلخل‬ ‫نظام الجماعات والبيوت وامهدت لقيام النظم ا لدكنتاتورية‪.‬‬ ‫فقاامت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا ‪ ,‬وأوخذ كل امن اموسوليني‬ ‫وهنتلر بيد شعبه إلى الوحدة والنظام والنهوض والقوة والمجد ‪ ,‬وسرعان‬ ‫اما وخطا هذا النظام بهاتين الامنتين في امدارج الصلح في الداوخل والقوة‬ ‫والهيبة في الخارج ‪ ,‬وبعث في النفوس الامال الخالدة وأحيا الهمم‬ ‫والعزائم الراكدة ‪ ,‬وجمع كلمة المخنتلفين المنتفرقين على نظام وإامام ‪،‬‬


‫وأصبح الفوهرر أو الدوتشي إذا تكلم أحدهما أو وخطب تفزعت الفلك‬ ‫والنتفت الدهر‪.‬‬ ‫ثم اماذا ؟‪ ..‬ثم تكشف الامر عن أن هذا الجهاز القوي المنتماسك الذي فنيت‬ ‫فيه إرادات الفراد في إرادات الزعماء أوخطأ حين أوخطئوا ‪ ،‬فطغى‬ ‫بطغيانهم وانحرف بانحرافهم وهوى بسقوطهم ‪ ,‬واننتهى كل شيء وأصبح‬ ‫حصيدا كأن لم يغن بالامس بعد أن بذل العالم في حربه الثانية المليين‬ ‫امن زهرة الشباب والقناطير المقنطرة امن الاموال والعنتاد‪.‬‬ ‫ولمع نجم الشنتراكية والشيوعية بعد ذلك ‪ ,‬وزاد في هذا البريق واللمعان‬ ‫امعني الفوز والننتصار ‪ ،‬وتقدامت روسيا السوفينتية إلى الميدان الجنتماعي‬ ‫تبشر بدعوتها ‪ ,‬وتدل على الدنيا بنظاامها الذي تبدل في ثلثين عااما عدة‬ ‫امرات ‪ ،‬وأوخذت دول الديمقراطيات أو بعبارة أدق دول السنتعمار القديمة‬ ‫البالية أو الجديدة الطاامعة تعد العدة لنتوقف هذا النتيار ‪ ،‬والصراع يقوى‬ ‫ويشنتد تارة في العلنية وأوخرى في الخفاء ‪ ،‬والدول والامم والشعوب‬ ‫الحائرة على امفنترق الطرق ل تدري أين السبيل ‪ ،‬وامنها أامم السلم‬ ‫وشعوب القرآن ‪ ,‬والمسنتقبل في ذلك كله بيد ا والحكم للنتاريخ والبقاء‬ ‫للصلح على كل حال‪.‬‬ ‫هذا النتطور الجنتماعي وهذا الصراع العنيف القوي أيقظ همم المفكرين‬ ‫امن المسلمين فأوخذوا يوازنون‬ ‫ويقارنون ‪ ,‬واننتهوا بعد الموازنة إلى ننتيجة صحيحة سليمة هي النتخلص امن‬ ‫كل هذه الوضاع ووجوب عودة شعوبهم وأاممهم إلى السلم‪.‬‬

‫النظم الثلثة في الصلة‬ ‫قلت ذات امرة امداعبا للساامعين في إحدى المحاضرات ـ وكانت وخطوة‬ ‫اموفقة كل النتوفيق والحمد لله ـ إن هذه الصلة السلامية النتي نؤديها في‬ ‫اليوم وخمس امرات ليست إل تدريبا يواميا على نظام اجنتماعي عملي ‪,‬‬ ‫اامنتزجت فيه امحاسن النظام الشيوعي بمحاسن النظام الديمقراطي‬ ‫بمحاسن النظام الدكنتاتوري ‪ ،‬فعجبوا وقالوا‪ :‬كيف كان ذلك؟‪ ..‬فقلت‪:‬‬


‫أفضل اما في النظام الشيوعي امن حسنات تدعيم امعنى المساواة والقضاء‬ ‫على الفوارق والطبقات ‪ ,‬وامحاربة العنتزاز بالملكية النتي يكون عنها هذا‬ ‫النتفاوت ‪ ..‬وهذه المعاني كلها يسنتحضرها المسلم ويشعر بها تمااما ‪,‬‬ ‫وتنتركز في نفسه إذا دوخل المسجد لنه يسنتشعر لول دوخوله أن هذا‬ ‫المسجد لله ‪ ،‬ل لحد امن وخلقه ‪ ،‬وأنه سواء العاكف فيه والباد ‪ ،‬ل صغير‬ ‫فيه ول كبير ول أامير ول حقير ول فوارق ول طبقات ‪ ،‬فإذا صاح المؤذن‪:‬‬ ‫)قد قاامت الصلة ‪ ..‬قد قاامت الصلة( ‪ ,‬اسنتوى هذا الجمع وخلف إاماامه‬ ‫كالبنيان المرصو ص ‪ ,‬فل يركع أحد حنتى يركع الامام ول يسجد حنتى يسجد‬ ‫ول يأتي بحركة أو سكون إل تابعا له وامقنتديا به وامقلدا إياه ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫أفضل اما في النظام الدكنتاتوري‪ :‬الوحدة والنظام في الرادة والمظهر على‬ ‫السواء ‪ ،‬ولكن هذا الامام امقيد هو نفسه بنتعاليم الصلة ودسنتورها ‪ ،‬فإذا‬ ‫انحرف أو أوخطأ في تلوة أو عمل كان للصبي الصغير وللرجل الكبير‬ ‫وللمرأة المصلية وخلفه ‪ ،‬كان لكل واحد امن هؤلء الحق كل الحق أن ينبهه‬ ‫إلى وخطئه وأن يرده ‪ ،‬إلى الصواب في أثناء الصلة ‪ ,‬وكان على الامام‬ ‫كائنا امن كان أن ينزل على هذا الرشاد وأن يعدل عن وخطئه إلى الحق‬ ‫والصواب ‪ ،‬وليس في الديمقراطية أروع امن هذه الحسنات ‪ ..‬فماذا بقى‬ ‫بعد ذلك لهذه النظم امن فضل على السلم؟! ‪ ..‬وقد جمع امحاسنها جميعا‬ ‫غه ْيس ِر س ِ‬ ‫ا‬ ‫عه ْنس ِد َ‬ ‫ن س ِامنه ْ س ِ‬ ‫واتقى بهذا المزج البديع كل اما فيها امن سيئات )وَ​َله ْو َكا َ‬ ‫وخس ِنتلفا َكس ِثيرا( )النساء‪. (82:‬‬ ‫جُدوا س ِفيس ِه ا ه ْ‬ ‫َلَو َ‬

‫ل امبرر للنزعاج‪:‬‬ ‫والغربيون كما قلت ـ وامعهم الذين ل يعلمون ـ ينزعجون أشد النزعاج لهذا‬ ‫التجاه ويرونه امن الخطورة بحيث تجب عليهم امحاربنته بكل سبيل ‪ ,‬لنه‬ ‫ليس أكثر في عرفهم امن اننتصار للمبادئ الرجعية ‪ ,‬وتجميع للامم الهمجية‬ ‫حولها ضد امبادئ الحضارة والمدنية وشعوب العلم والعرفان والنظام‪.‬‬ ‫وهذا وهم عريق في الخطأ ‪ ,‬وظلم صارخ للحقائق الواضحة وضوح‬


‫الشمس في وضح النهار ‪ ,‬وامهمنتنا في هذه الكلمات أن نصل امعهم إلى‬ ‫أامرين‪:‬‬ ‫أولهما‪:‬إثبات سمو أصول النظام الجنتماعي السلامي وفضلها على كل اما‬ ‫عرف الناس تلك الصول النتي امنها‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬الوخاء النساني ـ والقضاء على روح الكراهية والنتعصب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السلم ـ ووخطأ الذين ل يعلمون في فهم امشروعية الجهاد‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الحرية ـ ووخطأ الذين ينتهمون السلم بإباحة الرق وامصادرة الحريات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬العدل الجنتماعي ـ وفيه بيان رأي السلم في نظام الحكم والطبقات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الحياة الطيبة ـ وفيه بيان الخطأ في فهم حقيقة الزهد‪.‬‬ ‫‪ – 6‬السرة ـ وفيه الكلم على حقوق المرأة والنتعدد والطلق‪.‬‬ ‫‪ - 7‬العمل والكسب ـ وفيه الكلم على أنواع الكسب والخطأ في فهم‬ ‫النتوكل‪.‬‬ ‫‪ - 8‬العلم ـ وفيه وخطأ امن ينتهمون النظام السلامي بنتشجيع الجهالة‬ ‫والخمول‪.‬‬ ‫‪ - 9‬النظام وتقدير الواجب ـ وفيه وخطأ امن يظنون في طبيعة السلم‬ ‫النقص والهمال‪.‬‬ ‫‪ - 10‬النتدتّين ـ وفيه حقيقة اليمان بالله والفضيلة والجزاء‪.‬‬ ‫وثانيهما‪:‬إثبات أن امن الخير للنسانية كلها أن ينتجه المسلمون إلى العودة‬ ‫لدينهم وأن ذلك سيكون أكبر دعائم السلم على الرض ‪ ,‬وأن الدافع في‬ ‫ذلك ليس النتعصب العمى ولكن القنتناع النتام بفضل اما جاء به السلم‬ ‫وانطباقه تمام النطباق على أرقى اما كشف عنه النتفكير العقلي السليم‬ ‫امن قواعد الجنتماع الصالحة ‪ ,‬ودعائم نظمه القوية الثابنتة‪.‬‬ ‫ل(‬ ‫سس ِبي َ‬ ‫هَو َيه ْهس ِدي ال َّ‬ ‫ق َو ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫ا َيُقو ُ‬ ‫)َو ُ‬

‫إعلن الوخوة النسانية والنتبشير بالفكرة العالمية‬


‫جاء السلم الحنيف يعلن الوخوة النسانية ويبشر بالدعوة إلى العالمية ‪,‬‬ ‫ويبطل كل عصبية ‪ ,‬ويسلك إلى تحقيق هذه الدعوة الكريمة الساامية كل‬ ‫السبل النظرية والعملية‪.‬‬

‫تقرير وحدة الجنس والنسب‪:‬‬ ‫فقد قرر وحدة الجنس والنسب للبشر جميعا ‪) ,‬فالناس لدم ول فضل‬ ‫لعربي على عجمي ول لسود على أحمر إل بالنتقوى( ‪ ,‬وحكمة النتقسيم‬ ‫إلى شعوب وقبائل إنما هي النتعارف ل النتخالف والنتعاون ل النتخاذل ‪,‬‬ ‫والنتفاضل بالنتقوى والعمال الصالحة النتي تعود بالخير على المجموع‬ ‫والفراد ‪ ,‬وا رب الجميع يرقب هذه الوخوة ويرعاها ‪ ,‬ويطالب عباده‬ ‫جميعا بنتقريرها ورعاينتها ‪ ,‬والشعور بحقوقها والسير في حدودها‪.‬‬ ‫ويعلن القرآن الكريم هذه المعاني جميعا في بيان ووضوح فيقول‪َ) :‬يا‬ ‫جَها‬ ‫ق س ِامه ْنَها َزه ْو َ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ة َو َ‬ ‫س َواحس َِد أ ٍ‬ ‫ن َنه ْف أ ٍ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخَلَق ُ‬ ‫م اَّلس ِذي َ‬ ‫ك ُ‬ ‫س اَّتُقوا َرَّب ُ‬ ‫أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ا‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫حا َ‬ ‫ن س ِبس ِه َوال َه ْر َ‬ ‫ءُلو َ‬ ‫سا َ‬ ‫ا اَّلس ِذي َت َ‬ ‫ء َواَّتُقوا َ‬ ‫سا م ً‬ ‫جال م ً َكس ِثيرا َوس ِن َ‬ ‫ما س ِر َ‬ ‫ث س ِامه ْنُه َ‬ ‫َوَب َّ‬ ‫م َرس ِقيبا( فاتحة سورة النساء ‪ .‬ويقول النبي امحمد ‪ r‬في أشهر‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َكا َ‬ ‫وخطبه في حجة الوداع‪) :‬إن ا قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعظمها‬ ‫بالباء والجداد ‪ ,‬الناس لدم ‪ ،‬وآدم امن تراب ل فضل لعربي على عجمي‬ ‫ول لسود على أحمر إل بالنتقوى( ويقول‪) :‬ليس امنا امن دعا إلى عصبية ‪،‬‬ ‫وليس امنا امن قاتل على عصبية ‪ ،‬وليس امنا امن امات على عصبية( رواه أبو‬ ‫داود‪.‬‬ ‫وبهذا النتقرير قضى السلم تمااما على النتعصب للجناس أو اللوان في‬ ‫الوقت الذي ل تزال فيه الامم المنتحضرة امن أوربا وأامريكا تقيم كل وزن‬ ‫لذلك ‪ ,‬وتخصص أاماكن يغشاها البيض ويحرم امنها السود حنتى في امعابد‬ ‫ا ‪ ،‬وتضع القوائم الطويلة للنتفريق بين الجناس الرية والساامية ‪ ،‬وتتّدعي‬ ‫كل أامة أن جنسها فوق الجميع‪.‬‬

‫تقرير وحدة الدين ‪:‬‬


‫وقرر السلم وحدة الدين في أصوله العاامة ‪ ,‬وأن شريعة ا تبارك‬ ‫وتعالى للناس تقوم على قواعد ثابنتة امن اليمان والعمل الصالح والوخاء ‪,‬‬ ‫وأن النبياء جميعا امبلغون عن ا تبارك وتعالى ‪ ,‬وأن الكنتب السماوية‬ ‫جميعا امن وحيه ‪ ,‬وأن المؤامنين جميعا في أية أامة كانوا هم عباده‬ ‫الصادقون الفائزون في الدنيا والوخرة ‪ ,‬وأن الفرقة في الدين والخصوامة‬ ‫باسمه إثم ينتنافى امع أصوله وقواعده ‪ ,‬وأن واجب البشرية جميعا أن تنتدين‬ ‫وأن تنتوحد بالدين ‪ ،‬وأن ذلك هو الدين القيم وفطرة ا النتي فطر الناس‬ ‫صى س ِبس ِه‬ ‫ن َاما َو َّ‬ ‫ن الِّدي س ِ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ع َل ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫عليها ‪ ،‬وفى ذلك يقول القرآن الكريم‪َ ) :‬‬ ‫موا‬ ‫ن أ َس ِقي ُ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫عي َ‬ ‫سى َو س ِ‬ ‫م َوُامو َ‬ ‫هي َ‬ ‫صه ْيَنا س ِبس ِه إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ك َوَاما َو َّ‬ ‫حه ْيَنا إ س َِله ْي َ‬ ‫ُنوحا َواَّلس ِذي أ َه ْو َ‬ ‫ن َول َتَنتَفَّرُقوا( )الشورى‪ , (13:‬ويقول القرآن الكريم امخاطبا النبي‬ ‫الِّدي َ‬ ‫ما‬ ‫ت س ِب َ‬ ‫ل آَامه ْن ُ‬ ‫م َوُق ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫هَوا َ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫ت َول َتَّنتس ِب ه ْ‬ ‫ما أ ُس ِامه ْر َ‬ ‫م َك َ‬ ‫سَنتس ِق ه ْ‬ ‫ع َوا ه ْ‬ ‫ك َفاه ْد ُ‬ ‫امحمد ‪َ) :r‬فس ِلَذس ِل َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ماُلَنا َوَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م َلَنا أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا َر ُّبَنا َوَر ُّب ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ل َبه ْيَن ُ‬ ‫عس ِد َ‬ ‫ت ل َ ه ْ‬ ‫ب َوأ ُس ِامه ْر ُ‬ ‫ن س ِكَنتا أ ٍ‬ ‫ا س ِام ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫أ َه ْنَز َ‬ ‫صيُر( )الشورى‪، (15:‬‬ ‫م س ِ‬ ‫ع َبه ْيَنَنا َوإ س َِله ْيس ِه اه ْل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ا َي ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫جَة َبه ْيَنَنا َوَبه ْيَن ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫مل ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماُل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫أ َ ه ْ‬

‫ويقول النبي امحمد ‪r‬‬

‫امصورا هذا المعنى أبدع تصوير‪) :‬امثلى وامثل النبياء‬

‫قبلي كمثل رجل بنى بينتا فأحسنه وأجمله إل اموضع لبنة امن زاوية امن‬ ‫زواياه فجعل الناس يطرفون به ويعجبون له ويقولون هل وضعت هذه‬ ‫اللبنة ‪ ،‬فأنا تلك اللبنة وأنا وخاتم النبيين( أوخرجه الشيخان‪.‬‬ ‫وسلك السلم إلى هذه الوحدة امسلكا عجيبا ‪ ,‬فالمسلم يجب عليه أن‬ ‫يؤامن بكل نبي سبق ويصدق بكل كنتاب نزل ‪ ,‬ويحنترم كل شريعة امضت ‪,‬‬ ‫ويثنى بالخير على كل أامة امن المؤامنين وخلت ‪ ،‬والقرآن يفنترض ذلك ويعلنه‬ ‫ل إ س َِلى‬ ‫ل إ س َِله ْيَنا َوَاما أ ُه ْنس ِز َ‬ ‫ويأامر به النبي وأصحابه‪ُ) :‬قوُلوا آَامَّنا س ِباللس ِه َوَاما أ ُه ْنزس ِ َ‬ ‫سى‬ ‫عي َ‬ ‫سى َو س ِ‬ ‫ي ُامو َ‬ ‫ط َوَاما ُأوس ِت َ‬ ‫سَبا س ِ‬ ‫ب َوال َ ه ْ‬ ‫عُقو َ‬ ‫ق َوَي ه ْ‬ ‫حا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل َوإ س ِ ه ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َوإ س ِ ه ْ‬ ‫هي َ‬ ‫إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫سس ِل ُ‬ ‫ن َلُه ُام ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫حأ ٍد س ِامه ْنُهمه ْ َوَن ه ْ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ق َبه ْي َ‬ ‫م ل ُنَفِّر ُ‬ ‫ن َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫ي الَّنس ِب ُّيو َ‬ ‫َوَاما ُأوس ِت َ‬ ‫)البقرة‪ , (136:‬ثم يقفي على ذلك بأن هذه هي سبيل الوحدة ‪ ،‬وأن أهل‬ ‫الديان الوخرى إذا آامنوا كهذا اليمان فقد اهنتدوا إليها وإن لم يؤامنوا به‬ ‫فسيظلون في شقاق ووخلف وأن أامرهم بعد ذلك إلى ا فيقول ‪َ) :‬فس ِإنه ْ‬


‫شَقا أ ٍ‬ ‫ق‬ ‫م س ِفي س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن َتَوَّله ْوا َفس ِإَّن َ‬ ‫هَنتَده ْوا َوإ س ِ ه ْ‬ ‫م س ِبس ِه َفَقس ِد ا ه ْ‬ ‫ل َاما آَامه ْنُنت ه ْ‬ ‫مه ْث س ِ‬ ‫آَامُنوا س ِب س ِ‬ ‫م( )البقرة‪. (137:‬‬ ‫عس ِلي ُ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫هَو ال َّ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫كُه ُ‬ ‫كس ِفي َ‬ ‫سَي ه ْ‬ ‫َف َ‬ ‫ويدعم هذه الوحدة بين المنتدينين والمؤامنين على أساسين واضحين‬ ‫سلمين ل يجادل فيهما إل امكابر‪:‬‬ ‫ام تّ‬ ‫أولهما‪ :‬اعنتبار املة إبراهيم عليه السلم أساسا للدين وإبراهيم ‪ ,‬ول شك‬ ‫وهو امرجع النبياء الثلثة الذين عرفت رسالتهم وهم‪ :‬اموسى وعيسى‬ ‫وامحمد صلوات ا وسلامه عليهم جميعا‪.‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬تجريد الدين امن أغراض البشر وأهوائهم ‪ ,‬والرتفاع بنسبنته إلى‬ ‫ن س ِامَّلس ِة‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ب َ‬ ‫غ ُ‬ ‫ن َيه ْر َ‬ ‫ا وحده فنتقرأ في سورة البقرة قوله تعالى‪َ) :‬وَام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ة َل س ِ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫ه س ِفي ال ُّده ْنَيا َوإ س َِّنُه س ِفي ال س ِ‬ ‫طَفه ْيَنا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫سُه َوَلَقس ِد ا ه ْ‬ ‫سس ِفَه َنه ْف َ‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِإل َام ه ْ‬ ‫هي َ‬ ‫إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ن‬ ‫ح ُ‬ ‫غم ًة َوَن ه ْ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫سنُ س ِام َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ا َوَام ه ْ‬ ‫غَة س ِ‬ ‫صه ْب َ‬ ‫ن( إلى قوله تعالى‪ ) :‬س ِ‬ ‫حي َ‬ ‫صاس ِل س ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫ماُلَنا َوَل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م َوَلَنا أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫هَو َر ُّبَنا َوَر ُّب ُ‬ ‫ا َو ُ‬ ‫جوَنَنا س ِفي س ِ‬ ‫حا ُّ‬ ‫ل أ َُت َ‬ ‫ن ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫عاس ِبُدو َ‬ ‫َلُه َ‬ ‫ت َلَها‬ ‫وخَل ه ْ‬ ‫ك أ َُّام ٌة َقه ْد َ‬ ‫ن( ‪ ,‬ثم إلى قوله تعالى‪) :‬س ِته ْل َ‬ ‫صو َ‬ ‫خس ِل ُ‬ ‫ن َلُه ُام ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َوَن ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماُل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ن( اليات ‪.141 -130‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫ع َّ‬ ‫ن َ‬ ‫سَألو َ‬ ‫م َول ُت ه ْ‬ ‫سه ْبُنت ه ْ‬ ‫م َاما َك َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ت َوَل ُ‬ ‫سَب ه ْ‬ ‫َاما َك َ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫ا‬ ‫ن س ِ‬ ‫إن القرآن يثني على النبياء جميعا فموسى نبي كريم ‪َ) :‬وَكا َ‬ ‫ها إ س َِلى‬ ‫مُنتُه أ َه ْلَقا َ‬ ‫ا َوَكس ِل َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫جيها( )الحزاب‪ , (69:‬وعيسى عليه السلم )َر ُ‬ ‫َو س ِ‬ ‫ن‪,‬‬ ‫مَقَّرس ِبي َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ة َوس ِام َ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫جيها س ِفي ال ُّده ْنَيا َوال س ِ‬ ‫ح س ِامه ْنُه( )النساء‪َ) , (171:‬و س ِ‬ ‫م َوُرو ٌ‬ ‫َامه ْرَي َ‬ ‫ن( )آل عمران‪, (46-45:‬‬ ‫حي َ‬ ‫صاس ِل س ِ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫مه ْهس ِد َوَكه ْهل م ً َوس ِام َ‬ ‫س س ِفي اه ْل َ‬ ‫م الَّنا َ‬ ‫كِّل ُ‬ ‫َوُي َ‬ ‫كُة َيا َامه ْرَي ُ‬ ‫م‬ ‫ملس ِئ َ‬ ‫ت اه ْل َ‬ ‫صِّديَق ٌة( )المائدة‪ , (75:‬أكرامنتها الملئكة )وَإ س ِه ْذ َقاَل س ِ‬ ‫)َوأ ُ ُّامُه س ِ‬ ‫ن( )آل عمران‪. (42:‬‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ء اه ْل َ‬ ‫سا س ِ‬ ‫عَلى س ِن َ‬ ‫ك َ‬ ‫طَفا س ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ك َوا ه ْ‬ ‫طَّهَر س ِ‬ ‫ك َو َ‬ ‫طَفا س ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫إ س ِ َّ‬ ‫هدىم ً وَُنو ٌر( )المائدة‪, (44:‬‬ ‫ة س ِفيَها ُ‬ ‫والنتوراة كنتاب كريم )إ س َِّنا أ َه ْنَزه ْلَنا الَّنته ْوَرا َ‬ ‫جيلَ س ِفيس ِه‬ ‫ه الس ِه ْن س ِ‬ ‫والنجيل كذلك كنتاب كريم فيه هدى ونور واموعظة )َوآَته ْيَنا ُ‬ ‫ن(‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫ظم ًة س ِله ْل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ى َوَامه ْو س ِ‬ ‫هد م ً‬ ‫ة َو ُ‬ ‫ن الَّنته ْوَرا س ِ‬ ‫ن َيَده ْيس ِه س ِام َ‬ ‫ما َبه ْي َ‬ ‫صِّدقا س ِل َ‬ ‫ى َوُنو ٌر َوُام َ‬ ‫هد م ً‬ ‫ُ‬ ‫عَله ْي َ‬ ‫ك‬ ‫ل َ‬ ‫)المائدة‪ , (46:‬وهما والقرآن امعهما امصابيح الهداية للناس )َنَّز َ‬ ‫ل( )آل عمران‪. (3:‬‬ ‫جي َ‬ ‫ة َوالس ِه ْن س ِ‬ ‫ل الَّنته ْوَرا َ‬ ‫ن َيَده ْيس ِه َوأ َه ْنَز َ‬ ‫ما َبه ْي َ‬ ‫صِّدقا س ِل َ‬ ‫ق ُام َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ب س ِباه ْل َ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫اه ْل س ِ‬


‫وبنو إسرائيل أامة اموسى أامة كريمة امفضلة اما اسنتقاامت وآامنت )َيا َبس ِني‬ ‫ن(‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫عَلى اه ْل َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ضه ْلُنت ُ‬ ‫م َوأ َِّني َف َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ي اَّلس ِنتي أ َه ْن َ‬ ‫مس ِنت َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل اه ْذُكُروا س ِن ه ْ‬ ‫سرائي َ‬ ‫إ س ِ ه ْ‬ ‫)البقرة‪ , (122:‬وأامة عيسى عليه السلم أامة فاضلة طيبة اما أوخلصت‬ ‫هَباس ِنَّيم ًة( )الحديد‪. (27:‬‬ ‫مم ًة َوَر ه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ه َره ْأَفم ًة َوَر ه ْ‬ ‫عو ُ‬ ‫ن اَّتَب ُ‬ ‫ب اَّلس ِذي َ‬ ‫عه ْلَنا س ِفي ُقُلو س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫)َو َ‬ ‫والنتعاامل بين المسلمين وبين غيرهم امن أهل العقائد والديان إنما يقوم‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫على أساس المصلحة الجنتماعية والخير النساني ‪) ,‬ل َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ن َتَب ُّرو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ن س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م ُي ه ْ‬ ‫ن َوَل ه ْ‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ‬ ‫ن َل ه ْ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫ن َقاَتُلوُك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عنس ِ اَّلس ِذي َ‬ ‫ا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َيه ْنَهاُك ُ‬ ‫ن ‪ ,‬إ س َِّن َ‬ ‫طي َ‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫َوُته ْق س ِ‬ ‫ن‬ ‫م َوَام ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َتَوَّله ْو ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫وخَرا س ِ‬ ‫عَلى إ س ِ ه ْ‬ ‫هُروا َ‬ ‫ظا َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ن س ِدَياس ِرُك ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫جوُك ه ْ‬ ‫وخَر ُ‬ ‫ن َوأ َ ه ْ‬ ‫س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫ن( )الممنتحنة‪. (9-8:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ظاس ِل ُ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫م َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫َيَنتَوَّلُه ه ْ‬ ‫والجدال يكون بالنتي هي أحسن إل للذين ظلموا ‪ ,‬وأساسه النتذكير بروابط‬ ‫ب س ِإل‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ل اه ْل س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جاس ِدُلوا أ َ ه ْ‬ ‫الرسالة السماوية ووحدة العقيدة اليمانية )َول ُت َ‬ ‫ل إ س َِله ْيَنا َوأ ُه ْنس ِز َ‬ ‫ل‬ ‫م َوُقوُلوا آَامَّنا س ِباَّلس ِذي أ ُه ْنس ِز َ‬ ‫موا س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫ظَل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن س ِإل اَّلس ِذي َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ي أ َ ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫س ِباَّلس ِنتي س ِ‬ ‫ن( )العنكبوت‪. (46:‬‬ ‫مو َ‬ ‫سس ِل ُ‬ ‫ن َلُه ُام ه ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ح ٌد َوَن ه ْ‬ ‫م َوا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوإ س َِلُهَنا َوإ س َِلُه ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫إ س َِله ْي ُ‬ ‫وبذلك قضى السلم على كل امواد الفرقة والخلف والحقد والبغضاء‬ ‫والخصوامة بين المؤامنين امن أي دين كانوا ‪ ,‬ولفنتهم جميعا إلى وجوب‬ ‫النتجمع حول "شريعة السلم" ونبذ كل اما امن شأنه العداوة والخصام بين‬ ‫ن آَام َ‬ ‫ن‬ ‫صاس ِبس ِئينَ َام ه ْ‬ ‫صاَرى َوال َّ‬ ‫هاُدوا َوالَّن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَامُنوا َواَّلس ِذي َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫بنى النسان ‪) ,‬إ س ِ َّ‬ ‫م َول‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫وخه ْو ٌ‬ ‫م َول َ‬ ‫عه ْندَ َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫جُر ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫صاس ِلحا َفَلُه ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫وخس ِر َو َ‬ ‫م ال س ِ‬ ‫س ِباللس ِه َواه ْلَيه ْو س ِ‬ ‫ن( )البقرة‪. (62:‬‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫فإن أبى الناس إل أن يفنترقوا ويخنتلفوا ويحنتكموا إلى أهوائهم باسم الدين‬ ‫فإن السلم وبني السلم وشريعة السلم النسانية العاامة امنهم براء‬ ‫م إ س َِلى‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ما أ َه ْامُر ُ‬ ‫ء إ س َِّن َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫ت س ِامه ْنُه ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫شَيعا َل ه ْ‬ ‫م َوَكاُنوا س ِ‬ ‫ن َفَّرُقوا س ِديَنُه ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬ ‫شُر أ َه ْامَثاس ِلَها َوَام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ع ه ْ‬ ‫سَنس ِة َفَلُه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ء س ِباه ْل َ‬ ‫جا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪َ ,‬ام ه ْ‬ ‫عُلو َ‬ ‫ما َكاُنوا َيه ْف َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫م ُيَنِّبُئُه ه ْ‬ ‫ا ُث َّ‬ ‫س ِ‬ ‫هَداس ِني َرِّبي إ س َِلى‬ ‫ن ‪ُ ,‬قله ْ إ س َِّنس ِني َ‬ ‫مو َ‬ ‫ظَل ُ‬ ‫م ل ُي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫جَزى س ِإل س ِامه ْثَلَها َو ُ‬ ‫سِّيَئس ِة َفل ُي ه ْ‬ ‫ء س ِبال َّ‬ ‫جا َ‬ ‫َ‬


‫ل إ س ِنَّ‬ ‫ن ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫حس ِنيفا َوَاما َكا َ‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫م س ِدينا س ِقَيما س ِامَّلَة إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫سَنتس ِقي أ ٍ‬ ‫ط ُام ه ْ‬ ‫صَرا أ ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫ك َلُه َوس ِبَذس ِل َ‬ ‫ك‬ ‫شس ِري َ‬ ‫مينَ ‪ ,‬ل َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ماس ِتي للس ِه َر ِّ‬ ‫ي َوَام َ‬ ‫حَيا َ‬ ‫كي َوَام ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫صلس ِتي َوُن ُ‬ ‫َ‬ ‫ن( )النعام‪. (163-159:‬‬ ‫مي َ‬ ‫سس ِل س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ت َوأ َ​َنا أ َ​َّولُ اه ْل ُ‬ ‫أ ُس ِامه ْر ُ‬

‫تقرير وحدة الرسالة ‪:‬‬ ‫ولهذا جاء النبي امحمد "عليه الصلة والسلم" رسول عالميا ل رسول إقليميا‬ ‫ل‬ ‫ك اَّلس ِذي َنَّز َ‬ ‫وأعلن القرآن الكريم هذه العالمية في آيات كثيرة فقال‪َ) :‬تَباَر َ‬ ‫ن َنس ِذيرا( )الفرقان‪ , (1:‬وقال‪َ) :‬وَاما‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ن س ِله ْل َ‬ ‫كو َ‬ ‫ه س ِلَي ُ‬ ‫عه ْبس ِد س ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫اه ْلُفه ْرَقا َ‬ ‫ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ‬ ‫س‬ ‫شيرا َوَنس ِذيرا( )سـبأ‪ , (28:‬وقال‪ُ) :‬ق ه ْ‬ ‫س َب س ِ‬ ‫ك س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫أَه ْر َ‬ ‫هَو‬ ‫ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال َّ‬ ‫ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ‬ ‫ج س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا إ س َِله ْي ُ‬ ‫سولُ س ِ‬ ‫إ س ِ​ِّني َر ُ‬ ‫ماس ِتس ِه‬ ‫ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ‬ ‫ي اَّلس ِذي ُيه ْؤس ِام ُ‬ ‫ي ال ُِّام ِّ‬ ‫سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ‬ ‫ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫حس ِيي َوُي س ِ‬ ‫ُي ه ْ‬ ‫ن( )لعراف‪ , (158:‬وامن هنا كانت رسالنته أيضا وخنتام‬ ‫م َته ْهَنتُدو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫ه َل َ‬ ‫عو ُ‬ ‫َواَّتس ِب ُ‬ ‫حدأ ٍ‬ ‫م ٌد أ َ​َبا أ َ َ‬ ‫ح َّ‬ ‫ن ُام َ‬ ‫الرسالت فل رسالة تعقبها أو تنسخها ول نبي بعده )َاما َكا َ‬ ‫ن( )الحزاب‪ ، (40:‬وامن هنا‬ ‫م الَّنس ِبِّيي َ‬ ‫وخاَت َ‬ ‫ا َو َ‬ ‫سولَ س ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوَل س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جاس ِل ُ‬ ‫ن س ِر َ‬ ‫س ِام ه ْ‬ ‫ن اَّلس ِذينَ َكَفُروا‬ ‫كذلك كانت امعجزته الخالدة الباقية هذا القرآن الكريم )إ س ِ َّ‬ ‫ن َيَده ْيس ِه َول س ِام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ل س ِامنه ْ َبه ْي س ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫عس ِزي ٌز ‪ ,‬ل َيه ْأس ِتيس ِه اه ْلَبا س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫كَنتا ٌ‬ ‫م َوإ س َِّنُه َل س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ء ُ‬ ‫جا َ‬ ‫ما َ‬ ‫س ِبالِّذه ْكس ِر َل َّ‬ ‫ميأ ٍد( )فصلت‪. (42:‬‬ ‫ح س ِ‬ ‫م َ‬ ‫كي أ ٍ‬ ‫ح س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل س ِام ه ْ‬ ‫وخه ْلس ِفس ِه َته ْنس ِزي ٌ‬ ‫َ‬ ‫ولقد كان الناس ينتساءلون امن قبل هذا العصر كيف يكون فرد واحد امن‬ ‫أامة واحدة رسول للبشر جميعا فجاء هذا العصر الذي انمحت فيه‬ ‫المسافات ‪ ،‬وتجمعت فيه أطراف الرض بهذه المواصلت ‪ ،‬وتشابكت فيه‬ ‫امصالح الامم والدول والشعوب حنتى لكأنها بلد واحد كبير ‪ ،‬ل ينفك جانب‬ ‫امنه عن الجانب الوخر في قليل ول في كثير ‪ ,‬وانطلقت في أجواز الفضاء‬ ‫أنباء الشرق يعلمها ساعة حدوثها الغرب ‪ ،‬وأنباء الغرب يسنتمع إليها لحظة‬ ‫وقوعها الشرق ‪ ,‬وتركزت آامال المصلحين اليوم في )العالم الواحد( ‪،‬‬ ‫و)النظام الواحد( ‪ ،‬و)الضمان الجنتماعي( و)السلم العالمي( ‪ ,‬فكان ذلك‬ ‫آية كبرى وامعجزة أوخرى لنبي السلم وشريعة السلم وصدق ا‬


‫ح ُّ‬ ‫ق‬ ‫م أ َ​َّنُه اه ْل َ‬ ‫حَّنتى َيَنتَبَّينَ َلُه ه ْ‬ ‫سس ِهمه ْ َ‬ ‫ق َوس ِفي أ َه ْنُف س ِ‬ ‫م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ‬ ‫سُنس ِريس ِه ه ْ‬ ‫العظيم‪َ ) :‬‬ ‫شس ِهي ٌد( )فصلت‪. (53:‬‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫ك أ َ​َّنُه َ‬ ‫ف س ِبَرِّب َ‬ ‫ك س ِ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫أ َ​َوَل ه ْ‬

‫وحدة الشعائر‪:‬‬ ‫وقد كان السلم عمليا كعادته فلم يقف عند حد تقرير الصول النظرية‬ ‫لهذه الوحدة النسانية ولكنه رسم وسائل النتطبيق ‪ ،‬وقرر الشعائر والشرائع‬ ‫النتي ينتأكد بها هذا المعنى في النفوس ‪ ،‬وثبت دعائمه في المجنتمعات ‪،‬‬ ‫وهذا هو الفرق بين الرسالت الفلسفية والرسالت الصلحية أو بين‬ ‫الفيلسوف والمصلح ‪ ..‬فالفيلسوف يقرر النظريات ‪ ,‬والمصلح يرسم قواعد‬ ‫النتفيق ويشرف بنفسه على تماامه ‪ ،‬وامن هنا كان السلم نظريا وعمليا‬ ‫امعا لنه رسالة الصلح الشاامل الخالد ‪ ،‬وعلى هذا الساس قرر الشعائر‬ ‫والشرائع النتي ينتحقق بالعمل بها اما دعا إليه امن إنسانية عالمية وأوخوة‬ ‫حقيقية بين البشر على اوخنتلف أوطانهم وأجناسهم وألوانهم ‪ .‬وامن ذلك ‪:‬‬ ‫القبلة ‪:‬فعلى المؤامنين أن يصرفوا وجوههم وقلوبهم وأفئدتهم كل يوم‬ ‫وخمس امرات على القل إلى "الكعبة" بناها إبراهيم أبو النبياء عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪ ،‬وأن يشعر كل امنهم بما يحيط بهذا الرامز الكريم امن امعاني‬ ‫الوخوة وبالوحدة بين الناس جميعا ‪ ،‬كما أن طواف الطائفين بهذه الكعبة‬ ‫المشرفة إن هو إل توكيد لهذا الشعور عمليا كذلك ‪ ,‬ويننتهز بعض الذين ل‬ ‫يعلمون الحكمة البالغة والنظرة الساامية في هذا النتشريع الحكيم هذه‬ ‫الفرصة فيغمزون السلم بأنه ل زال امنتأثرا ببقية امن وثنية العرب ‪ ,‬وأن‬ ‫الكعبة والطواف امن حولها ‪ ،‬والحجر السود واسنتلامه واما يحيط بذلك امن‬ ‫امعاني النتقديس والنتكريم إن هو إل امظهر امن امظاهر هذا النتأثر ‪ ,‬وهذا‬ ‫القول بعيد عن الصحة عار عن الصواب ‪ ،‬فالمسلم الذي يرف بالكعبة أو‬ ‫يسنتلم الحجر يعنتقد اعنتقادا جازاما أنها جميعا أحجار ل تضر ول تنفع ولكنه‬ ‫إنما يقدس فيها هذا المعنى الرامزي البديع‪ :‬امعنى الوخوة النسانية الشااملة‬ ‫علَ‬ ‫ج َ‬ ‫‪ ،‬والوحدة العالمية الجاامعة ‪ .‬ويذكر في ذلك قول ا العلي الكبير ) َ‬ ‫س( )المائدة‪ .(97:‬والرامزية هي اللغة‬ ‫م س ِقَيااما س ِللَّنا س ِ‬ ‫حَرا َ‬ ‫ت اه ْل َ‬ ‫عَبَة اه ْلَبه ْي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫ُ‬


‫الوحيدة لنتمثيل المعاني الدقيقة والمشاعر النبيلة النتي ل يمكن أن تصورها‬ ‫اللفاظ أو تجلوها العبارات ‪ ،‬والذي يعظم علم وطنه يعلم أنه في ذاته‬ ‫قطعة نسيج ل قيمة لها اماديا ولكنه يشعر كذلك أنها ترامز إلى كل امعاني‬ ‫المجد والسمو النتي يعنتز بها وطنه ‪ ,‬وإنها تصور أدق المشاعر في وطنينته ‪,‬‬ ‫فهو يحمي هذا العلم ويعظمه ويحنترامه ويكرامه لهذه المعاني النتي تجمعت‬ ‫جميعا وتمثلت فيه ‪ .‬والكعبة المشرفة علم ا المركوز في أرضه ليمثل به‬ ‫للناس أوضح امعاني أوخوتهم وليرامز به إلى أقدس امظاهر وحدتهم ‪ ,‬وإنما‬ ‫كانت بناء ليكونوا كالبنيان المرصو ص يشد بعضه بعضا ‪ ,‬وامن أجمل‬ ‫الجميل أن يقوم على رفع قواعد هذا البناء إبراهيم الخليل أبو النبياء )َوإ س ِه ْذ‬ ‫مي ُ‬ ‫ع‬ ‫س س ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ك أ َه ْن َ‬ ‫ل َرَّبَنا َتَقَّبله ْ س ِامَّنا إ س َِّن َ‬ ‫عي ُ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت َوإ س ِ ه ْ‬ ‫ن اه ْلَبه ْي س ِ‬ ‫عَد س ِام َ‬ ‫م اه ْلَقَوا س ِ‬ ‫هي ُ‬ ‫ع إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫َيه ْرَف ُ‬ ‫م( )البقرة‪. (127:‬‬ ‫عس ِلي ُ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫واما الحجر السود إل اموضع البنتداء ونقطة النتميز في هذا البناء ‪ ،‬وعنده‬ ‫تكون البيعة لرب الرض والسماء على اليمان والنتصديق والعمل والوفاء ‪,‬‬ ‫اللهم إيمانا بك ل بالحجر ‪ ،‬وتصديقا بكنتابك ل بالخرافة ‪ ،‬ووفاء بعهدك وهو‬

‫النتوحيد الخالص ل الشرك ‪ ،‬واتباعا لسنة نبيك ‪r‬‬

‫امحطم الصنام‪.‬‬

‫فأين هذه المعاني الرامزية العلوية امن تلك المظاهر الوثنية الخرافية؟ إن‬ ‫الكعبة المشرفة رامز قائم وخالد ‪ ،‬ركز السلم امن حوله أوخلد وأقدس‬ ‫عه ْلَنا‬ ‫ج َ‬ ‫وأسمى امعاني النسانية العالمية والوخوة بين بنى البشر جميعا )َوإ س ِه ْذ َ‬ ‫عس ِهه ْدَنا إ س َِلى‬ ‫ى َو َ‬ ‫صتّل م ً‬ ‫هيمَ ُام َ‬ ‫م إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ن َامَقا س ِ‬ ‫خُذوا س ِام ه ْ‬ ‫س َوأ َه ْامنا َواَّت س ِ‬ ‫ت َامَثاَبم ًة س ِللَّنا س ِ‬ ‫اه ْلَبه ْي َ‬ ‫جوس ِد(‬ ‫س ُ‬ ‫ع ال ُّ‬ ‫ن َوال ُّرَّك س ِ‬ ‫عاس ِكس ِفي َ‬ ‫ن َواه ْل َ‬ ‫طاس ِئس ِفي َ‬ ‫ي س ِلل َّ‬ ‫طِّهَرا َبه ْيس ِنت َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل أ َ ه ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما س ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َوإ س ِ ه ْ‬ ‫هي َ‬ ‫إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫)البقرة‪. (125:‬‬ ‫واللغة ‪:‬وكما وحد السلم القبلة فقد وحد اللغة وأعلن أن العربية هي‬ ‫ن( )الزوخرف‪ ، (3:‬وأن‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫عَرس ِبتّيا َل َ‬ ‫ه ُقه ْرآنا َ‬ ‫عه ْلَنا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫لسان القرآن )إ س َِّنا َ‬ ‫القرآن هو لسان المؤامنين وأن دعوة اليمان دعوة اموجهة إلى العالمين ‪.‬‬ ‫ويقرر علماء الجنتماع أن اللغة هي أقوى الروابط بين الامم والشعوب ‪،‬‬ ‫وأقرب وسائل النتقريب والنتوحيد بينها ‪ .‬وهى نسب امن ل نسب له ‪ ,‬وقد‬


‫أدرك السلم هذه الحقيقة ففرض العربية فرضا على المؤامنين في‬ ‫صلواتهم وعباداتهم وامنح الجنسية العربية لكل امن نطق بلغة العرب وجرى‬ ‫لسانه بها ‪ .‬واعنتبر أن العربية هي اللسان ‪ .‬روى الحافظ ابن عساكر قال‪:‬‬ ‫)جاء قيس بن امطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الروامي‬ ‫وبلل الحبشي فقال‪ :‬هؤلء الوس والخزرج قد قااموا بنصرة هذا الرجل‬

‫"يعنى النبي ‪r‬‬

‫" فما بال هذا وهذا ؟ "امشيرا إلى غير العرب امن‬

‫الجالسين" فقام إليه امعاذ بن جبل رضي ا عنه فأوخذ بنتلبيبه ثم أتى‬

‫النبي ‪ r‬فأوخبره بما قاله فقام النبي ‪r‬‬

‫امغضبا يجر رداءه حنتى أتى المسجد‬

‫ثم نودي الصلة جاامعة ‪ ،‬فاجنتمع الناس فخطبهم قائل‪" :‬يا أيها الناس إن‬ ‫الرب واحد ‪ ،‬وإن الدين واحد ‪ ،‬وليست العربية بأحدكم امن أب ول أم وإنما‬ ‫هي اللسان ‪ ،‬فمن تكلم العربية فهو عربي"(‪.‬‬ ‫وأي تشجيع أعظم امن هذا على تعلم لغة العرب وتعميمها بين الناس‬ ‫لنتكون هي "السبراننتو" العالمي الذي يربط البشرية بأقوى روابطها ‪ ،‬وهى‬ ‫اللسان ‪ .‬وقد يقال إن ذلك وخيال ل ينتحقق والجواب أنه وخيال حققنته قوة‬ ‫أصحابه الروحية والحسية امن قبل وتحققه امن بعد ‪ ،‬ول وخيال في الحقيقة‬ ‫إل امع الضعف ‪ ،‬وحقائق اليوم أحلم الامس وأحلم اليوم حقائق الغد ‪.‬‬ ‫ول تعاب الطريقة المثلى إذا هجرها الناس وهذه هي الطريقة للوحدة‬ ‫"وكل امن سار على الدرب وصل"‪.‬‬ ‫الذان‪:‬وتسنتمع إلى الذان وهو الصوت العالي الذي تنطلق به حناجر‬ ‫المؤذنين في الصباح والمساء وعشيا وعند الظهيرة وامع الغروب‪) :‬ا اكبر‬ ‫ا اكبر ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ا ‪ ,‬أشهد أن امحمدا رسول ا ‪ .‬حي على‬ ‫الصلة ‪ .‬حي على الفلح ‪ .‬ا اكبر ا اكبر ‪ .‬ل إله إل ا( يكرر المؤذن‬ ‫أعدادها المعروفة أو هو يقول حي على وخير العمل كما في بعض‬ ‫الروايات ‪ .‬فهل ترى في هذا النداء دعوة إلى عصبية جنسية أو هنتافا‬ ‫بنصرة طائفية؟ ‪ ..‬ل شيء إل تمجيد ا والحث على الخير والفلح‬ ‫والطاعة والصلة والرشاد إلى السوة الحسنة في امحمد رسول ا‪.‬‬


‫الحقوق والواجبات وامظاهر العبادات‪:‬‬ ‫والمساواة العاامة هي شعار السلم في الحقوق والواجبات وامظاهر‬ ‫العبادات ‪ ,‬فالجنس النساني امكرم كله امفضل على كثير امن المخلوقات ‪,‬‬ ‫طِّيَبا س ِ‬ ‫ت‬ ‫م س ِامنَ ال َّ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫حس ِر وَ​َرَزه ْقَنا ُ‬ ‫م س ِفي اه ْلَبِّر َواه ْلَب ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫مه ْلَنا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م َو َ‬ ‫)َوَلَقه ْد َكَّره ْامَنا َبس ِني آَد َ‬ ‫ضيل م ً( )السراء‪.(70:‬‬ ‫وخَله ْقَنا َته ْف س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫عَلى َكس ِثيأ ٍر س ِام َّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ضه ْلَنا ُ‬ ‫َوَف َّ‬ ‫والناس جميعا امخاطبون بهذه الدعوة السلامية وكثيرا اما يسنتفنتح الخطاب‬ ‫في القرآن الكريم بيا أيها الناس إشارة إلى عموم هذه الرسالة وتسوينتها‬ ‫بين الناس في الحقوق والواجبات ‪ ,‬والحقوق الروحية فضل عن الحقوق‬ ‫المدنية والسياسية الفردية والجنتماعية والقنتصادية امقررة للجميع على‬ ‫وخل س ِفيَها َنس ِذي ٌر(‬ ‫ن أ َُّامأ ٍة س ِإل َ‬ ‫السواء ‪ ،‬فما امن شعب إل بعث إليه رسول )َوإ س ِنه ْ س ِام ه ْ‬ ‫)فاطر‪ , (24:‬وامظاهر العبادات وطرق أدائها امشنتركة بين الجميع يؤدونها‬ ‫على قدم المساواة ‪ ،‬فهم في الصلة كالبنيان المرصو ص ‪ ،‬وهم في الحج‬ ‫قلب واحد يفدون امن كل فج عميق ‪ ،‬وهم في الجهاد صف ل ينتخلف عنه‬ ‫إل أعرج أو امريض أو أعمى أو امعذور ‪ ،‬وهم في كل امعنى امن هذه‬ ‫ة( )الحجرات‪:‬‬ ‫وخَو ٌ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ما اه ْل ُ‬ ‫المعاني كأسنان المشط ل سيد ول امسود )إ س َِّن َ‬ ‫‪ ، (10‬وقل امثل ذلك في جميع الحقوق والواجبات والفرائض والعبادات‬ ‫النتي جاء بها هذا السلم‪.‬‬

‫تقرير امعاني الرحمة والحب واليثار والحسان‪:‬‬ ‫ولقد دعم السلم هذه المعاني النظرية والمراسيم العملية ببث أفضل‬ ‫المشاعر النسانية في النفوس امن حب الخير للناس جميعا والنترغيب في‬ ‫ص ٌة َوَام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫صا َ‬ ‫وخ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن س ِبس ِه ه ْ‬ ‫م َوَله ْو َكا َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫عَلى أ َه ْنُف س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫اليثار ولو امع الحاجة )َوُيه ْؤس ِثُرو َ‬ ‫ن( )الحشر‪ ، (9:‬والحسان في كل‬ ‫حو َ‬ ‫مه ْفس ِل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫سس ِه َفُأوَلس ِئ َ‬ ‫ح َنه ْف س ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ُيو َ‬ ‫سس ِنينَ( )البقرة‪, (195:‬‬ ‫محه ْ س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سُنوا إ س ِ َّ‬ ‫ح س ِ‬ ‫شيء حنتى في القنتل )َوأ َ ه ْ‬ ‫عه ْد س ِ‬ ‫ل‬ ‫ا َيه ْأُامُر س ِباه ْل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مل م ً( )الكهف‪) , (30:‬إ س ِ َّ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫جَر َام ه ْ‬ ‫ع أ َ ه ْ‬ ‫ضي ُ‬ ‫)إ س َِّنا ل ُن س ِ‬ ‫ن( )النحل‪. (90:‬‬ ‫سا س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َوال س ِ ه ْ‬


‫وتقرير عواطف الرحمة حنتى امع الحيوان فأبواب الجنة تفنتح لرجل سقى‬ ‫كلبا ‪ ،‬وتبنتلع الجحيم اامرأة لنها حبست هرة بغير طعام كما جاء ذلك وغيره‬ ‫امن كثير امن امثله في أحاديث النبي امحمد ‪ r‬حنتى اسنتغرب أصحابه وقالوا‪:‬‬ ‫وإن لنا في البهائم لجرا يا رسول ا؟ قال‪) :‬نعم في كل ذات كبد رطبة‬ ‫أجر( رواه البخاري ‪ ،‬ول شك أن هذه المشاعر هي النتي تفيض على‬ ‫صاحبها أفضل امعاني النسانية وتوجهه إلى تقدير قيمه الوخوة العالمية‪.‬‬

‫شيوع هذه النسانية عمليا في المجنتمع السلامي‪:‬‬ ‫وإن النتاريخ ليحدثنا أن المجنتمع السلامي سعد بنتحقيق هذه المعاني في‬ ‫كل عصر امن العصور النتي ازدهرت فيها دعوة السلم وطبقها المؤامنون‬ ‫فيها تطبيقا صحيحا ‪ ،‬ففي عهد النبوة كان سلمان الفارسي إلى جانب‬ ‫صهيب الروامي إلى جوار بلل الحبشي وامعهم في نسق واحد أبو بكر‬ ‫م إ س ِه ْذ ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ت س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫القرشي تضمهم جميعا أوخوة السلم )َواه ْذُكُروا س ِن ه ْ‬ ‫وخَوانا( )آل عمران‪ ، (103:‬ولم‬ ‫مس ِنتس ِه إ س ِ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م س ِبس ِن ه ْ‬ ‫حُنت ه ْ‬ ‫صَب ه ْ‬ ‫م َفَأ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُقُلوس ِب ُ‬ ‫ف َبه ْي َ‬ ‫ء َفَأَّل َ‬ ‫عَدا م ً‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫تعرف النتعصبات الجنسية إل يوم ضعف شعور المسلمين بسلطان النتوجيه‬ ‫السلامي الصحيح واجنتاحنتهم شياطين النتقليد فانحرفوا عن هذا الصراط‬ ‫المسنتقيم‪.‬‬

‫عالم اليوم ‪:‬‬ ‫ولقد بشر زعماء العالم إبان امحننتهم في الحرب الماضية بهذه النسانية‬ ‫العالمية وهنتفوا بالعالم الواحد السعيد الذي تسوده الطمأنينة والعدالة‬ ‫والحرية والوئام ‪ .‬فهل وصلوا إلى شيء امن ذلك؟ ‪ ..‬أو حاولوا أن يصلوا‬ ‫إليه فيما قرروا امن امؤتمرات وعقدوا امن اجنتماعات؟ وهل اسنتطاعت هيئة‬ ‫الم المنتحدة أن تسوي في الحقوق بين أبناء الوطن الواحد في أفريقيا‬ ‫الجنوبية ‪ ،‬أو أن تحمل الامريكان على ترك النتفاضل باللوان؟ ل شيء امن‬ ‫هذا ‪ ،‬ولن يكون إل إذا تطهرت النفوس بماء الوحي العذب الطهور ‪،‬‬ ‫وسقيت امن امعين اليمان ‪ ،‬وأوخلصت للسلم دين الوخوة والوحدة‬ ‫والنسانية والسلم‪.‬‬


‫مينَ(‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫مم ًة س ِله ْل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك س ِإل َر ه ْ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَاما أَه ْر َ‬ ‫عاس ِبس ِدي َ‬ ‫م َ‬ ‫هَذا َلَبلغا س ِلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫)إ س ِ َّ‬

‫الســلم دين الســلم‬ ‫السلم شريعة السلم ودين المرحمة اما في ذلك شك ‪ ,‬ل يخالف هذا إل‬ ‫جاهل بأحكاامه أو حاقد على نظاامه أو امكابر ل يقنتنع بدليل ول يسلم‬ ‫ببرهان ‪ ,‬اسم السلم نفسه امشنتق امن صميم هذه المادة امادة السلم ‪,‬‬ ‫والمؤامنون بهذا الدين لم يجدوا لنفسهم اسما أفضل امن يكونوا المسلمين‬ ‫كو َ‬ ‫ن‬ ‫هَذا س ِلَي ُ‬ ‫ن َقه ْبلُ َوس ِفي َ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫مي َ‬ ‫سس ِل س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ماُك ُ‬ ‫س َّ‬ ‫هَو َ‬ ‫م ُ‬ ‫هي َ‬ ‫م إ س ِه ْبَرا س ِ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫)س ِامَّلَة أ َس ِبي ُ‬ ‫س( )الحج‪. (78:‬‬ ‫عَلى الَّنا س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫م َوَت ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫شس ِهيدا َ‬ ‫سولُ َ‬ ‫الَّر ُ‬ ‫جَهُه للس ِه‬ ‫م َو ه ْ‬ ‫سَل َ‬ ‫وحقيقة هذا الدين ولبه السلم لرب العالمين )َبَلى َامنه ْ أ َ ه ْ‬ ‫ن( )البقرة‪:‬‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫م َول ُ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫وخه ْو ٌ‬ ‫عه ْنَد َرِّبس ِه َول َ‬ ‫ه س ِ‬ ‫جُر ُ‬ ‫ن َفَلُه أ َ ه ْ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح س ِ‬ ‫هَو ُام ه ْ‬ ‫َو ُ‬ ‫مينَ( )البقرة‪, (131:‬‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫ت س ِلَر ِّ‬ ‫م ُ‬ ‫سَل ه ْ‬ ‫م َقالَ أ َ ه ْ‬ ‫سس ِل ه ْ‬ ‫ل َلُه َر ُّبُه أ َ ه ْ‬ ‫‪) , (112‬إ س ِه ْذ َقا َ‬ ‫ن( )النعام‪. (71:‬‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫م س ِلَر ِّ‬ ‫سس ِل َ‬ ‫)َوأ ُس ِامه ْرَنا س ِلُن ه ْ‬ ‫وتحية أهل السلم فيما بينهم السلم عليكم ورحمة ا بركاته ـ ووخنتام‬ ‫الصلة عندهم سلم على اليمين وسلم على اليسار وسلم في الامام إن‬ ‫كانوا يصلون وخلف إامام كأنهم يبدءون أهل الدنيا امن كل نواحيها بالسلم‬ ‫بعد أن فارقوها بخواطرهم لحظات انصرفوا فيها لمناجاة ا الملك‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫وقد نزل القرآن الكريم في ليلة كلها سلم تحف به املئكة السلم )إ س َِّنا‬ ‫ن أ َه ْل س ِ‬ ‫ف‬ ‫وخه ْي ٌر س ِام ه ْ‬ ‫ك َاما َله ْيَلُة اه ْلَقه ْدس ِر ‪َ ,‬له ْيَلُة اه ْلَقه ْدس ِر َ‬ ‫ه س ِفي َله ْيَلس ِة اه ْلَقه ْدس ِر ‪َ ,‬وَاما أ َه ْدَرا َ‬ ‫أَه ْنَزه ْلَنا ُ‬ ‫حَّنتى‬ ‫ي َ‬ ‫ه َ‬ ‫م س ِ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ن كُلِّ أ َه ْامأ ٍر ‪َ ,‬‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫ح س ِفيَها س ِبس ِإه ْذ س ِ‬ ‫كُة َوال ُّرو ُ‬ ‫ملس ِئ َ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫شه ْهأ ٍر ‪َ ,‬تَنَّز ُ‬ ‫َ‬ ‫جس ِر( )سورة القدر( ‪.‬‬ ‫ع اه ْلَف ه ْ‬ ‫طَل س ِ‬ ‫َام ه ْ‬ ‫عَّد‬ ‫م َوأ َ َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫م َيه ْلَقه ْوَنُه َ‬ ‫م َيه ْو َ‬ ‫حَّيُنتهُ ه ْ‬ ‫وأفضل اما يلقى ا به عباده تحية السلم )َت س ِ‬ ‫جرا َكس ِريما( )الحزاب‪. (44:‬‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫َلُه ه ْ‬


‫ووخير اما يسنتقبل الملئكة به الصالحين امن عباد ا في جنة السلم‬ ‫ع َ‬ ‫م‬ ‫م َفس ِن ه ْ‬ ‫صَبه ْرُت ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ب‪َ ,‬‬ ‫ل َبا أ ٍ‬ ‫ن ُك ِّ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫عَله ْيس ِه ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وخُلو َ‬ ‫كُة َيه ْد ُ‬ ‫ملس ِئ َ‬ ‫)َواه ْل َ‬ ‫م َداُر‬ ‫عه ْقَبى الَّداس ِر( )الرعد‪ , (24-23:‬والجنة نفسها اسمها دار السلم )َلُه ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن( )النعام‪َ) , (127:‬و ُ‬ ‫ا‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َكاُنوا َي ه ْ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫هَو َوس ِل ُّيُه ه ْ‬ ‫م َو ُ‬ ‫عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫سل س ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫م( )يونس‪. (25:‬‬ ‫سَنتس ِقي أ ٍ‬ ‫ط ُام ه ْ‬ ‫صَرا أ ٍ‬ ‫ء إ س َِلى س ِ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫م َوَيه ْهس ِدي َام ه ْ‬ ‫سل س ِ‬ ‫عو إ س َِلى َداس ِر ال َّ‬ ‫َيه ْد ُ‬ ‫مس ِل ُ‬ ‫ك‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ا اَّلس ِذي ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫هَو ُ‬ ‫وا تبارك وتعالى اسمه السلم ) ُ‬ ‫م( )الحشر‪(23:‬‬ ‫سل ُ‬ ‫س ال َّ‬ ‫اه ْلُق ُّدو ُ‬ ‫ولن ينتأوخر المسلم عن السنتجابة لدعوة السلم ولن يردها أبدا )َوإ س ِنه ْ‬ ‫ن ُيس ِريُدوا‬ ‫م ‪َ ,‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫عس ِلي ُ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫هَو ال َّ‬ ‫ا إ س َِّنُه ُ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ‬ ‫جَن ه ْ‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫سه ْل س ِ‬ ‫حوا س ِلل َّ‬ ‫جَن ُ‬ ‫َ‬ ‫ن( )لنفال‪-61:‬‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ه َوس ِباه ْل ُ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫ك س ِبَن ه ْ‬ ‫هَو اَّلس ِذي أ َ​َّيَد َ‬ ‫ا ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫سَب َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ك َفس ِإ َّ‬ ‫عو َ‬ ‫خَد ُ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫عَرضَ‬ ‫ن َ‬ ‫غو َ‬ ‫ت ُامه ْؤس ِامنا َته ْبَنت ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َل ه ْ‬ ‫سل َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن أ َه ْلَقى إ س َِله ْي ُ‬ ‫م ه ْ‬ ‫‪َ) , (62‬ول َتُقوُلوا س ِل َ‬ ‫ة( )النساء‪. (94:‬‬ ‫م َكس ِثيَر ٌ‬ ‫غاس ِن ُ‬ ‫ا َام َ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا َف س ِ‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫وليست في الدنيا شريعة دينية ول نظام اجنتماعي فرض السلم تدريبا‬ ‫عمليا واعنتبره شعيرة امن شعائره وركنا امن أركانه كما فرض السلم‬ ‫رياضة النفس على السلم بالحرام في الحج ‪ ،‬فمنتى أهل المسلم به فقد‬ ‫حرم عليه امنذ تلك اللحظة أن يقص ظفرا أو يحلق شعرا أو يقطع نباتا أو‬ ‫يعضد شجرا أو يقنتل حيوانا أو يرامى صيدا أو يؤذى أحدا بيد أو لسان حنتى‬ ‫ث َول‬ ‫ولو وجد قاتل أبيه وجها لوجه لما اسنتطاع أن يمسه بشيء )َفل َرَف َ‬ ‫ج( )البقرة‪ , (197:‬فهو بهذا الحرام قد أصبح‬ ‫ح ِّ‬ ‫جَدالَ س ِفي اه ْل َ‬ ‫ق َول س ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ُف ُ‬ ‫سلما لنفسه سلما لغيره امن إنسان أو حيوان أو نبات‪.‬‬ ‫والسلم دين الرحمة ‪ ,‬فهي قرين السلم في تحية المسلمين ‪ ,‬ونبي‬ ‫السلم إنما أرسله ا رحمة للعالمين ‪ ,‬وشعار المسلم الذي يردده قبل‬ ‫م( ‪ ,‬والوصية بين المؤامنين الصبر‬ ‫حي س ِ‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫م س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫سـ س ِ‬ ‫كل قول أو عمل )س ِب ه ْ‬ ‫مس ِة ‪,‬‬ ‫ح َ‬ ‫مه ْر َ‬ ‫صه ْوا س ِباه ْل َ‬ ‫صه ْوا س ِبالصَّه ْبس ِر َوَتَوا َ‬ ‫ن آَامُنوا َوَتَوا َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫م َكا َ‬ ‫والمرحمة )ُث َّ‬ ‫مَنس ِة( )البلد‪. (18-17:‬‬ ‫مه ْي َ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ك أ َ ه ْ‬ ‫ُأوَلس ِئ َ‬


‫و آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول امحمد ‪r‬‬

‫وأعماله وتصرفاته كلها‬

‫تدل على سمو امنزلة الرحمة بين الوخلق النتي يأامر بها هذا الدين‪.‬‬ ‫لقد فنتحت أبواب الجنة وشملت امغفرة ا تعالى وامننته رجل سقى كلبا‬ ‫يلهث يأكل الثرى امن العطش‪ .‬روى البخاري وامسلم وغيرهما عن أبي‬

‫هريرة قال‪) :‬قال رسول ا ‪r‬‬

‫في ‪" :‬بينما رجل يمشي بطريق اشنتد عليه‬

‫العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم وخرج وإذا كلب يلهث يأكل الثرى امن‬ ‫العطش فقال الرجل ‪ :‬لقد بلغ هذا الكلب امن العطش امثل الذي كان بلغ‬ ‫امني فنزل البئر فمل وخفه اماء ثم أامسكه بفيه حنتى رقي فسقى الكلب‬ ‫فشكر ا تعالى له فغفر له" قالوا يا رسول ا ‪ :‬وإن لنا في البهائم‬ ‫أجرا؟ قال‪" :‬في كل كبد رطبة أجر"(‬ ‫وفنتحت أبواب النار لامرأة حبست هرة وقست عليها ‪ ,‬روى البخاري وامسلم‬

‫أن ابن عمر قال ‪ :‬قال رسول ا ‪r‬‬

‫‪) :‬دوخلت اامرأة النار في هرة ربطنتها‬

‫فل هي أطعمنتها ول هي تركنتها تأكل امن وخشاش الرض(‪.‬‬ ‫وامن قبل أن تنشأ جمعيات الرفق بالحيوان في أوربا أو غيرها ‪ ،‬كان الرفق‬

‫بالحيوان شعار الدين السلامي ووصية النبي ‪r‬‬ ‫هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا ‪) :r‬لتنتخذوا ظهور دوابكم امنابر‬ ‫لكل امسلم ‪ .‬عن أبي‬

‫إنما سخرها ا لكم لنتبلغوا إلى بلد لم تكونوا بالغيه إل بشق النفس‬ ‫وجعل لكم الرض فعليها فاقضوا حاجنتكم( رواه أبو داود‪.‬‬ ‫وعن عبد الرحمن بن عبد ا عن أبيه رضي ا عنه قال‪) :‬كنا امع رسول‬ ‫ا ‪ r‬في سفر فرأينا حمرة امعها فروخان لها فأوخذناها فجاءت الحمرة‬ ‫تعرش فلما جاء رسول ا ‪ r‬قال‪" :‬امن فجع هذه بولدها ‪ ،‬ردوا ولدها‬ ‫إليها" ‪ .‬ورأى قرية نمل قد أحرقناها فقال‪" :‬امن أحرق هذه؟" قلنا نحن‬ ‫قال ‪" :‬إنه ل ينبغي أن يعذب بالنار إل رب النار"( أوخرجه أبو داود أيضا‪.‬‬ ‫وروى ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز رضي ا عنه أنه نهى‬ ‫عن ركض الفرس إل لحاجة وأنه كنتب إلى صاحب السكك أل يحملوا أحدا‬ ‫بلجام ثقيل ول ينخس بمقرعة في أسفلها حديدة ـ وكنتب إلى حيان بمصر‬


‫أنه بلغني أن بمصر إبل نقالت يحمل على البعير امنها ألف رطل فإذا أتاك‬ ‫كنتابي هذا فل أعرفن أنه يحمل على البعير اكثر امن سنتمائة رطل‪.‬‬ ‫وإنما سمي الفسطاط "امصر القديمة" بذلك لن فسطاط عمرو بن العا ص‬ ‫حين الفنتح اتخذت امن أعله حماامة عشا لها فلم يشأ عمرو أن يهيجها‬ ‫بنتقويضه فنتركه وتنتابع العمران امن حوله فكانت امدينة الفسطاط‪.‬‬ ‫واما ذلك كله إل أثرا امن آثار الرحمة النتي يشيعها السلم في نفوس‬ ‫المؤامنين ‪ ،‬فهو ول شك دين الرحمة ‪ ،‬وهو ول شك دين السلم‪.‬‬ ‫وإذا كان السلم دين السلم ودين الرحمة فما اموقفه امن فكرة الحرب‬ ‫والقنتال والجهاد ؟ وهل اننتشر بالسيف كما يقول عنه كثير امن وخصوامه‬ ‫الذين لم يعرفوه أو تعمدوا أن ينتجاهلوه؟ وهل انفرد دون غيره امن‬ ‫الديان بمشروعية القنتال؟ هذه هي رؤوس الموضوعات النتي سنعالجها‬ ‫امخنتصرة في هذه الكلمات النتالية‪.‬‬

‫السـلم والحــرب‬ ‫أ ـ الحرب ضرورة اجنتماعية ‪:‬‬ ‫القاعدة الساسية النتي وضعها السلم للحياة هي ول شك الطمأنينة‬ ‫والسلم والسنتقرار ‪ ،‬ولكن السلم امع هذا دين يواجه الواقع ول يفر امنه ‪،‬‬ ‫واما داامت في الدنيا نفوس لها أهواء ونوازع وامطاامع ‪ ،‬واما دام هناك هذا‬ ‫النااموس الذي يطبق على الفراد والجماعات على السواء ‪ ،‬نااموس تنازع‬ ‫البقاء ‪ ،‬فلبد إذن امن الشنتباك والحرب ‪ ،‬وحين تكون الحرب لردع المعنتدي‬ ‫وكف الظالم ونصرة الحق والننتصاف للمظلوم تكون فضيلة امن الفضائل‬ ‫وتننتج الخير والبركة والسمو للناس ‪ ،‬وحين تكون تحيزا وفسادا في الرض‬ ‫واعنتداء على الضعفاء تكون رذيلة اجنتماعية وتننتج السوء والشر والفساد‬ ‫في الناس ‪ .‬وامن هنا جاء السلم يقرر هذا الواقع ويصوره ‪ ،‬فيقول‬ ‫ك َّ‬ ‫ن‬ ‫ت ال َه ْرضُ َوَل س ِ‬ ‫سَد س ِ‬ ‫عضأ ٍ َلَف َ‬ ‫م س ِبَب ه ْ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫س َب ه ْ‬ ‫ا الَّنا َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫القرآن الكريم‪َ) :‬وَله ْول َده ْف ُ‬ ‫ن( )البقرة‪ , (251:‬كما يقول في آية أوخرى‪:‬‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫عَلى اه ْل َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض أ ٍ‬ ‫ا ُذو َف ه ْ‬ ‫َ‬ ‫صَلَوا ٌ‬ ‫ت‬ ‫ع َو َ‬ ‫ع َوس ِبَي ٌ‬ ‫صَواس ِام ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ض َلُهِّدَام ه ْ‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫م س ِبَب ه ْ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫س َب ه ْ‬ ‫ع الَّلس ِه الَّنا َ‬ ‫)َوَله ْول َده ْف ُ‬


‫ا َلَقس ِو ٌّ‬ ‫ي‬ ‫ن َ‬ ‫ه إ س ِ َّ‬ ‫صُر ُ‬ ‫ن َيه ْن ُ‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫صَر َّ‬ ‫ا َكس ِثيرا َوَلَيه ْن ُ‬ ‫م س ِ‬ ‫س ُ‬ ‫جُد ُيه ْذَكُر س ِفيَها ا ه ْ‬ ‫سا س ِ‬ ‫َوَام َ‬ ‫ة َوأ َ​َامُروا‬ ‫ة َوآَتُوا الَّزَكا َ‬ ‫صل َ‬ ‫ض أ َ​َقاُاموا ال َّ‬ ‫م س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫كَّنا ُ‬ ‫ن َام َّ‬ ‫ن إ س ِ ه ْ‬ ‫عس ِزي ٌز ‪ ,‬اَّلس ِذي َ‬ ‫َ‬ ‫عاس ِقَبُة ال ُ​ُاموس ِر( )الحج‪. (41-40:‬‬ ‫كس ِر َوللس ِه َ‬ ‫مه ْن َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ف َوَنَهه ْوا َ‬ ‫عُرو س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س ِباه ْل َ‬ ‫وبذلك كانت أولى نظرات السلم إلى الحرب أنها ضرورة اجنتماعية أو شر‬ ‫ل بد امنه إل لما يرجى امن ورائه امن وخير على حد قول الشاعر العربي‪:‬‬ ‫والشر إن تلقه بالخيـر ضقت بـه‬

‫ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسـم‬

‫والناس إن ظلموا البرهان واعنتسفوا‬

‫فالحرب أجدى على الدنيا امن‬

‫السلم‬

‫ب ـ أغراض الحرب في السلم ‪:‬‬ ‫وفى الوقت الذي يقرر السلم فيه هذا الواقع يحرم الحرب ويسمو بها ول‬ ‫يدعو إليها أو يشجع عليها إل لهذه الغراض الساسية الساامية العالية‬ ‫الحقة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬رد العدوان والدفاع عن النفس والهل والمال والوطن والدين ‪ ,‬وفي‬ ‫م َول‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن ُيَقاس ِتُلوَن ُ‬ ‫ا اَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ذلك يقول القرآن الكريم‪َ) :‬وَقاس ِتُلوا س ِفي َ‬ ‫ن( )البقرة‪ , (190:‬وكانت أول آية امن آيات‬ ‫عَنتس ِدي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ل ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَنتُدوا إ س ِ َّ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫ن س ِبَأَّنُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ن ُيَقاَتُلو َ‬ ‫القنتال نزلت وفيها الذن به قول ا تعالى‪) :‬أ ُس ِذنَ س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫م َلَقس ِدي ٌر( )الحج‪ ، (39:‬وفى الية الثالثة‪َ) :‬وَاما‬ ‫ه ه ْ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫عَلى َن ه ْ‬ ‫ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫موا َوإ س ِ َّ‬ ‫ظس ِل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن ‪) (..‬النساء‪ , (75:‬وروى امسلم‬ ‫عس ِفي َ‬ ‫ض َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ا َواه ْل ُ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫م ل ُتَقاس ِتُلو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫َل ُ‬

‫والنسائي عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪) :‬جاء رجل إلى النبي ‪r‬‬ ‫فقال‪ :‬يا رسول ا أرأيت إن عدي على امالي؟ قال‪" :‬فانشد بالله" ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فإن أبوا علي؟ قال‪" :‬فانشد بالله" ‪ ،‬قال‪ :‬فإن أبوا علي؟ قال‪" :‬فانشد‬ ‫بالله" ‪ ،‬قال فإن أبوا علي؟ قال ‪" :‬فقاتل ‪ ،‬فإن ُقس ِنتلت ففي الجنة ‪ ،‬وإن‬ ‫ت ففي النار"(‪.‬‬ ‫َقَنتل َ‬ ‫وروي أبو داود و النترامذي والنسائي وابن اماجة عن سعد بن يزيد رضي ا‬ ‫عنه قال سمعت رسول ا ‪ r‬يقول‪) :‬ن قنتل دون اماله فهو شهيد وامن قنتل‬


‫دون دامه فهو شهيد وامن قنتل دون دينه فهو شهيد وامن قنتل دون أهله فهو‬ ‫شهيد(‪.‬‬ ‫وروى البخاري والنترامذي عن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنهما‬

‫قال سمعت رسول ا ‪r‬‬

‫يقول‪) :‬امن أريد اماله بغير حق فقاتل فقنتل فهو‬

‫شهيد(‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تأامين حرية الدين والعنتقاد للمؤامنين الذين يحاول الكافرون أن‬ ‫شه ْهس ِر‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سَألوَن َ‬ ‫يفنتنوهم عن دينهم وفى ذلك يقول القرآن الكريم )َي ه ْ‬ ‫جس ِد‬ ‫س س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ا َوُكه ْف ٌر س ِبس ِه َواه ْل َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫ص ٌّد َ‬ ‫ل س ِفيس ِه َكس ِبي ٌر َو َ‬ ‫ل س ِقَنتا ٌ‬ ‫م س ِقَنتالأ ٍ س ِفيس ِه ُق ه ْ‬ ‫حَرا س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ل( )البقرة‪, (217:‬‬ ‫ا َواه ْلس ِفه ْنتَنُة أ َه ْكَبُر س ِامنَ اه ْلَقه ْنت س ِ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫هس ِلس ِه س ِامه ْنُه أ َه ْكَبُر س ِ‬ ‫ج أ َ ه ْ‬ ‫وخَرا ُ‬ ‫م َوإ س ِ ه ْ‬ ‫حَرا س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ن الِّدينُ للس ِه َفس ِإنس ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن س ِفه ْنتَن ٌة َوَي ُ‬ ‫كو َ‬ ‫حَّنتى ل َت ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ويقول في آية أوخرى‪َ) :‬وَقاس ِتُلو ُ‬ ‫ن( )البقرة‪. (193:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫عَلى ال َّ‬ ‫ن س ِإل َ‬ ‫عه ْدَوا َ‬ ‫اه ْنَنتَهه ْوا َفل ُ‬ ‫‪ -3‬حماية الدعوة حنتى تبلغ إلى الناس جميعا وينتحدد اموقفهم امنها تحديدا‬ ‫واضحا ‪ ,‬وذلك أن السلم رسالة اجنتماعية إصلحية شااملة تنطوي على‬ ‫أفضل امبادئ الحق والخير والعدل وتوجه إلى الناس جميع كما قال ا‬

‫تبارك وتعالى لنبي السلم امحمد ‪r‬‬

‫شيرا‬ ‫س َب س ِ‬ ‫ك س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ‬ ‫سه ْلَنا َ‬ ‫‪َ) :‬وَاما أَه ْر َ‬

‫َوَنس ِذيرا( )سـبأ‪ , (28:‬فل بد أن تزول امن طريقها كل عقبة تمنع امن إبلغها‬ ‫ول بد أن يعرف اموقف كل فرد وكل أامة بعد هذا البلغ ‪ ،‬وعلى ضوء هذا‬ ‫النتحديد تكون امعااملة السلم وأهله للناس‪ :‬فالمؤامنون إوخوانهم ‪,‬‬ ‫والمعاهدون لهم عهدهم ‪ ,‬وأهل الذامة يوفى لهم بذامنتهم ‪ ,‬والعداء‬ ‫المحاربون وامن تخشى وخياننتهم ينبذ إليهم فإن عدلوا عن وخصوامنتهم فيها‬ ‫وإل حوربوا جزاء اعنتدائهم حنتى ل يكونوا عقبة في طريق دعوة الحق أو‬ ‫امصدر تهديد ووخيانة لهلها ل إكراها لهم على قبول الدعوة ول امحاولة‬ ‫ي(‬ ‫غ ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫شُد س ِام َ‬ ‫ن ال ُّر ه ْ‬ ‫ن َقه ْد َتَبَّي َ‬ ‫ه س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫لكسب إيمانهم بالقوة )ل إ س ِه ْكَرا َ‬ ‫)البقرة‪ ، (256:‬واليات والحاديث ناطقة بذلك امفضلة إياه في امثل قول‬ ‫ء( )لنفال‪:‬‬ ‫سَوا أ ٍ‬ ‫عَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫ن َقه ْو أ ٍ‬ ‫ن س ِام ه ْ‬ ‫خاَف َّ‬ ‫ا تعالى‪َ) :‬وإ س َِّاما َت َ‬ ‫ة َوَام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا س ِبال س ِ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫ا اَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ل س ِفي َ‬ ‫‪َ) , (58‬فه ْلُيَقاس ِت ه ْ‬


‫ظيما( )النساء‪(74:‬‬ ‫ع س ِ‬ ‫جرا َ‬ ‫ف ُنه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ‬ ‫سه ْو َ‬ ‫ب َف َ‬ ‫غس ِل ه ْ‬ ‫ل أ َه ْو َي ه ْ‬ ‫ا َفُيه ْقَنت ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ل س ِفي َ‬ ‫ُيَقاس ِت ه ْ‬ ‫ن َاما‬ ‫حِّرُامو َ‬ ‫وخس ِر َول ُي َ‬ ‫م ال س ِ‬ ‫ن س ِباللس ِه َول س ِباه ْلَيه ْو س ِ‬ ‫ن ل ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫‪ ,‬وقوله تعالى )َقاس ِتُلوا اَّلس ِذي َ‬ ‫طوا‬ ‫ع ُ‬ ‫حَّنتى ُي ه ْ‬ ‫ب َ‬ ‫كَنتا َ‬ ‫ن ُأوُتوا اه ْل س ِ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫ق س ِام َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ن س ِدي َ‬ ‫سوُلُه َول َيس ِديُنو َ‬ ‫ا َوَر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫حَّر َ‬ ‫َ‬ ‫ن آَامُنوا‬ ‫ن( )النتوبة‪، (29:‬وقوله تعالى ‪) :‬اَّلس ِذي َ‬ ‫غُرو َ‬ ‫صا س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن َيأ ٍد َو ُ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫جه ْزَيَة َ‬ ‫اه ْل س ِ‬ ‫ت َفَقاس ِتُلوا‬ ‫غو س ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ن َكَفُروا ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫ا َواَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫عيفا( )النساء‪.(76:‬‬ ‫ض س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫طا س ِ‬ ‫شه ْي َ‬ ‫ن َكه ْيَد ال َّ‬ ‫ن إ س ِ َّ‬ ‫طا س ِ‬ ‫شه ْي َ‬ ‫ء ال َّ‬ ‫أ َه ْوس ِلَيا َ‬ ‫وروى البخاري وامسلم عن ابن عمر رضي ا عنهما قال‪ :‬قال رسول ا‬ ‫‪) :r‬أامرت أن أقاتل الناس حنتى يشهدوا أن ل إله إل ا وأن امحمدا رسول‬ ‫ا ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا امنى داماءهم‬ ‫وأاموالهم إل بحق السلم وحسابهم على ا(‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تأديب ناكثي العهد امن المعاهدين أو الفئة الباغية على جماعة‬ ‫المؤامنين النتي تنتمرد على أامر ا وتأبى حكم العدل والصلح وفى ذلك‬ ‫عُنوا س ِفي‬ ‫ط َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عه ْهس ِد س ِ‬ ‫عدس ِ َ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ماَنُه ه ْ‬ ‫كُثوا أ َه ْي َ‬ ‫ن َن َ‬ ‫يقول القرآن الكريم‪َ) :‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫ن َقه ْواما‬ ‫ن ‪َ ,‬أل ُتَقاس ِتُلو َ‬ ‫م َيه ْنَنتُهو َ‬ ‫عَّلُه ه ْ‬ ‫م َل َ‬ ‫ن َلُه ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م ل أ َه ْي َ‬ ‫كه ْفس ِر إ س َِّنُه ه ْ‬ ‫مَة اه ْل ُ‬ ‫م َفَقاس ِتُلوا أ َس ِئ َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ِديس ِن ُ‬ ‫ة( )النتوبة‪, (13:‬‬ ‫ل َامَّر أ ٍ‬ ‫م أ َ​َّو َ‬ ‫م َبَدُأوُك ه ْ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫سولس ِ َو ُ‬ ‫ج الَّر ُ‬ ‫وخَرا س ِ‬ ‫موا س ِبس ِإ ه ْ‬ ‫ه ُّ‬ ‫م َو َ‬ ‫ماَنُه ه ْ‬ ‫كُثوا أ َه ْي َ‬ ‫َن َ‬ ‫غ ه ْ‬ ‫ت‬ ‫ن َب َ‬ ‫ما َفس ِإ ه ْ‬ ‫حوا َبه ْيَنُه َ‬ ‫صس ِل ُ‬ ‫ن اه ْقَنتَنتُلوا َفَأ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫طاس ِئَفَنتا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ويقول‪َ) :‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫ء ه ْ‬ ‫ت‬ ‫ن َفا َ‬ ‫ا َفس ِإ ه ْ‬ ‫ء إ س َِلى أ َه ْامس ِر س ِ‬ ‫حَّنتى َتس ِفي َ‬ ‫غي َ‬ ‫وخَرى َفَقاس ِتُلوا اَّلس ِنتي َته ْب س ِ‬ ‫عَلى ال ُ ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫حَدا ُ‬ ‫إ س ِ ه ْ‬ ‫ن( )الحجرات‪.(9:‬‬ ‫طي َ‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫طوا إ س ِ َّ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َوأ َه ْق س ِ‬ ‫عه ْد س ِ‬ ‫ما س ِباه ْل َ‬ ‫حوا َبه ْيَنُه َ‬ ‫صس ِل ُ‬ ‫َفَأ ه ْ‬ ‫‪ - 5‬إغاثة المظلوامين امن المؤامنين أينما كانوا والننتصار لهم امن الظالمين ‪,‬‬ ‫هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫جا َ‬ ‫جُروا َو َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن آَامُنوا َو َ‬ ‫ن اَّلس ِذي َ‬ ‫وفى ذلك يقول القرآن الكريم )إ س ِ َّ‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫ض‬ ‫ء َب ه ْ‬ ‫م أ َه ْوس ِلَيا ُ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ك َب ه ْ‬ ‫صُروا ُأوَلس ِئ َ‬ ‫ن آَوه ْوا َوَن َ‬ ‫ا َواَّلس ِذي َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫سس ِه ه ْ‬ ‫َوأ َه ْنُف س ِ‬ ‫جُروا َوإ س ِنس ِ‬ ‫حَّنتى ُيَها س ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ن َولَيس ِنتس ِه ه ْ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جُروا َاما َل ُ‬ ‫م ُيَها س ِ‬ ‫ن آَامُنوا َوَل ه ْ‬ ‫َواَّلس ِذي َ‬ ‫ق َو ُ‬ ‫ا‬ ‫م س ِاميَثا ٌ‬ ‫م َوَبه ْيَنُه ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َبه ْيَن ُ‬ ‫عَلى َقه ْو أ ٍ‬ ‫صُر س ِإل َ‬ ‫م الَّن ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ن َف َ‬ ‫م س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫صُروُك ه ْ‬ ‫سَنته ْن َ‬ ‫ا ه ْ‬ ‫صي ٌر( )لنفال‪. (72:‬‬ ‫ن َب س ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َت ه ْ‬ ‫س ِب َ‬

‫ج ـ تحريم الحرب لغير ذلك امن الغراض‪:‬‬


‫فكل اما سوى هذه الغراض النسانية الصلحية الحقة امن المقاصد‬ ‫المادية أو النفعية فإن السلم ل يجيز الحرب امن أجلها بحال امن الحوال‬ ‫وذلك واضح كل الوضوح في إضافة السلم القنتال أو الجهاد دائما إلى‬ ‫سبيل ا فل تزد واحدة امن هاتين الكلمنتين في بحث امن البحو ث‬ ‫السلامية إل امقرونة بهذا السبيل ‪ ,‬على أن القرآن الكريم قد صرح بنتحريم‬ ‫كل قنتال لغير هذه الغراض المشروعة وأكدت هذا النتحريم أحاديث النبي‬ ‫امحمد ‪ r‬وسجل النتاريخ ذلك لصحابه الذين لم يريدوا بقنتالهم شيئا أبدا إل‬ ‫وجه ا وتحقيق المقاصد المنتقدامة كلها أو بعضها وفي ذلك يقول القرآن‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن‬ ‫ا َفَنتَبَّيُنوا َول َتُقوُلوا س ِل َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫ضَره ْبُنت ه ْ‬ ‫ن آَامُنوا إ س َِذا َ‬ ‫الكريم‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫غاس ِن ُ‬ ‫م‬ ‫ا َام َ‬ ‫عه ْنَد س ِ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا َف س ِ‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫ض اه ْل َ‬ ‫عَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫غو َ‬ ‫ت ُامه ْؤس ِامنا َته ْبَنت ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َل ه ْ‬ ‫سل َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ك ُ‬ ‫أ َه ْلَقى إ س َِله ْي ُ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن‬ ‫ع َ‬ ‫ما َت ه ْ‬ ‫ن س ِب َ‬ ‫ا َكا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َفَنتَبَّيُنوا إ س ِ َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م َّ‬ ‫ل َف َ‬ ‫ن َقه ْب ُ‬ ‫م س ِام ه ْ‬ ‫ك ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫ة َكَذس ِل َ‬ ‫َكس ِثيَر ٌ‬ ‫خنَ‬ ‫حَّنتى ُيه ْث س ِ‬ ‫سَرى َ‬ ‫ن َلُه أ َ ه ْ‬ ‫كو َ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫ي أ َ ه ْ‬ ‫ن س ِلَنس ِب ٍّ‬ ‫وخس ِبيرا( )النساء‪ , (94:‬ويقول‪َ) :‬اما َكا َ‬ ‫َ‬ ‫م ‪َ ,‬له ْول‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح س ِ‬ ‫عس ِزي ٌز َ‬ ‫ا َ‬ ‫ة َو ُ‬ ‫وخَر َ‬ ‫ا ُيس ِريُد ال س ِ‬ ‫ض ال ُّده ْنَيا َو ُ‬ ‫عَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ض ُتس ِريُدو َ‬ ‫س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫م( )لنفال‪. (68-67:‬‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫وخه ْذُت ه ْ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫م س ِفي َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م َّ‬ ‫ق َل َ‬ ‫سَب َ‬ ‫ا َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ب س ِام َ‬ ‫س ِكَنتا ٌ‬

‫وأوخرج الخمسة عن أبى اموسى رضي ا عنه قال‪) :‬سئل رسول ا ‪r‬‬ ‫عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل ا؟‬ ‫فقال‪" :‬امن قاتل لنتكون كلمة ا هي العليا فهو في سبيل ا"(‪.‬‬ ‫وأوخرج أبو داود عن أبي هريرة رضي ا عنه )أن رجل قال‪ :‬يا رسول ا‬ ‫رجل يريد الجهاد في سبيل ا وهو يبنتغى عرضا امن الدنيا فقال‪" :‬ل أجر‬ ‫له" ‪ ،‬فأعاد عليه ثلثا كل ذلك يقول‪" :‬ل أجر له"(‪.‬‬ ‫ولقد تأثر أصحاب النبي حنتى العراب امنهم بهذا السمو في الغرض امن‬ ‫القنتال حنتى روى النسائي عن شداد بن الهادي رضي ا عنه )أن رجل امن‬ ‫العراب جاء فبآامن بالنبي ثم قال‪ :‬أهاجر امعك ‪ ,‬فأوصى النبي ‪ r‬به بعض‬ ‫أصحابه فكانت غزاة غنم النبي فيها شيئا فقسم وقسم له فقال‪ :‬اما هذا‪.‬‬ ‫فقال "قسمنته لك" قال‪ :‬اما على هذا اتبعنتك ولكنى اتبعنتك على أن أرامى‬ ‫إلى ههنا ‪ -‬وأشار بيده إلى حلقه بسهم ‪ -‬فأاموت فأدوخل الجنة فقال‪" :‬إن‬


‫تصدق ا يصدقك" فلبثوا قليل ثم نهضوا في قنتال العدو فأتى به النبي‬ ‫امحمول قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي‪" :‬أهو هو؟" قالوا‪ :‬نعم‬ ‫قال‪" :‬صدق ا فصدقه" ثم كفن في جبة النبي ثم قدامه فصلى عليه‬ ‫فكان امما ظهر امن صلته‪" :‬اللهم إن هذا عبدك وخرج امهاجرا في سبيلك‬ ‫فقنتل شهيدا وأنا شهيد على ذلك"(‪.‬‬ ‫وصحف النتاريخ فياضة بمثل هذه الزهادة امنهم في عرض الحياة الدنيا‬ ‫وغنائم الفنتح وأن غرضهم امن الجهاد لم يكن شيئا إل إعلء كلمة ا‬ ‫وحماية دعوته في الناس‪.‬‬

‫د ـ إيثار السلم كلما أامكن ذلك والنتشجيع عليها‪:‬‬ ‫فالمسلم ل يحارب إل امكرها على القنتال بعد اسنتنفاد وسائل المسالمة‬ ‫جميعا ‪ ,‬وحين تلوح بارقة أامل في السلم يوجب عليه السلم أن يننتهزها‬ ‫وأل يدع الفرصة تفلت امن يده وعليه أن يعمل على إطفاء نار الحرب اما‬ ‫حوا‬ ‫جَن ُ‬ ‫ن َ‬ ‫اسنتطاع إلى ذلك سبيل ‪ ,‬وفى ذلك يقول القرآن الكريم‪َ) :‬وإ س ِ ه ْ‬ ‫م( )لنفال‪، (61:‬‬ ‫عس ِلي ُ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫مي ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫هَو ال َّ‬ ‫ا إ س َِّنُه ُ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ‬ ‫جَن ه ْ‬ ‫م َفا ه ْ‬ ‫سه ْل س ِ‬ ‫س ِلل َّ‬ ‫وروى أبو داود عن الحار ث بن امسلم عن أبيه قال‪) :‬بعثنا رسول ا ‪ r‬في‬ ‫سرية فلما بلغنا المغار "أي امكان المغارة" اسنتحثثت فرسي فسبقت‬ ‫أصحابي فنتلقاني أهل الحي بالرنين فقلت لهم‪" :‬قولوا ل إله إل ا تحرزوا"‬ ‫فقالوها فلامني أصحابي وقالوا‪ :‬حرامنتنا الغنيمة فلما قدامنا على رسول ا‬

‫‪r‬‬

‫سن لي اما صنعت ثم قال لي "أاما إن‬ ‫أوخبروه بالذي صنعت فدعاني فح تّ‬

‫ا قد كنتب لك لكل إنسان امنهم كذا وكذا امن الجر" وقال‪" :‬أاما إني‬ ‫سأكنتب لك بالوصاة بعدي" ففعل ووخنتم عليه ودفعه إلي"(‪.‬‬

‫هـ ـ الرحمة في الحرب وامراعاة أعلى آدابها النسانية‪:‬‬ ‫فإذا كانت الحرب ول بد فإن المسلم يضرب فيها أروع المثل على الرحمة‬ ‫والنتفضل وامراعاة أعلى آدابها النسانية فإذا رجحت كفة المسلمين على‬ ‫أعدائهم وظهرت الغلبة لهم فإن عليهم بحق القرآن أن يكفوا عن القنتل‬ ‫ويكنتفوا بالسر ليمنوا على السير بعد ذلك بحرينته أو يفنتدوا به امثله امن‬


‫أساراهم فيحسنوا إلى إنسانين امن عباد ا وفى ذلك يقول القرآن‬ ‫ش ُّدوا‬ ‫م َف ُ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫خه ْنُنت ُ‬ ‫حَّنتى إ س َِذا أ َه ْث َ‬ ‫ب َ‬ ‫ب الِّرَقا س ِ‬ ‫ضه ْر َ‬ ‫ن َكَفُروا َف َ‬ ‫م اَّلس ِذي َ‬ ‫الكريم‪َ) :‬فس ِإَذا َلس ِقيُنت ُ‬ ‫ها( )امحمد‪ , (4:‬وأاما‬ ‫ب أ َه ْوَزاَر َ‬ ‫حه ْر ُ‬ ‫ع اه ْل َ‬ ‫ض َ‬ ‫حَّنتى َت َ‬ ‫ء َ‬ ‫عُد َوإ س َِّاما س ِفَدا م ً‬ ‫ق َفس ِإَّاما َامتّنا َب ه ْ‬ ‫اه ْلَوَثا َ‬ ‫ق فسيأتي تفصيل الكلم عنه في بحث آوخر ‪ ،‬وحسبنا الن أن نقول إنه‬ ‫الر تّ‬ ‫امعنى امن امعاني الرحمة النتي شرعها السلم في الحرب فأبدل حكم‬ ‫العدام وهو القنتل بحكم السجن المؤبد وهو الرق بعد السر ثم جعل لهذا‬ ‫السجن بعد ذلك عدة امنافذ يسنتطيع السير فيها أن يسنترد حرينته بكل‬ ‫سهولة ل يبيح السلم الرق بحال امن الحوال إل في هذا الموقف والذي‬ ‫تنتجسم فيه امعاني الرحمة والحسان‪.‬‬ ‫والمسلم فئ قنتاله ‪ ،‬ل يغدر ول يفجر ول يفسد ول ينتلف ول ينهب امال ول‬ ‫يقنتل اامرأة ول طفل‬ ‫ول شيخا كبيرا ولينتبع امدبرا ول يجهز على جرحى ول يمثل بقنتيل ول يسيء‬ ‫إلى أسير ول ينتعرض لمسالم أو رجل دين ول يقصد أن يضرب وجها أو‬ ‫يقنتل صبي‪.‬‬

‫أوخرج أبو داود عن ابن امسعود رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا ‪r‬‬

‫‪:‬‬

‫)أعف الناس س ِقنتلة أهل اليمان(‪ .‬وأوخرج البخاري عن عبد ا بن يزيد‬

‫النصاري قال‪) :‬نهى رسول ا ‪r‬‬

‫عن النهبى والمثلة(‪.‬‬

‫وأوخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا ‪) :r‬إذا‬ ‫قاتل أحدكم فلينتجنب الوجه(‪.‬‬ ‫وأوخرج أبو داود عن أبى يعلى قال‪) :‬غزونا امع عبد الرحمن بن وخالد بن‬ ‫الوليد فأتى بأربعة أعلج امن العدو فأامر بهم فقنتلوا صبرا بالنبل فبلغ ذلك أبا‬ ‫أيوب النصاري رضي ا عنه فقال‪" :‬سمعت رسول ا ‪ r‬ينهى عن قنتل‬ ‫الصبر فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة اما صبرتها" فبلغ ذلك عبد‬ ‫الرحمن فأعنتق أربع رقاب(‪.‬‬ ‫وأوخرج السنتة ‪ ،‬إل النسائي ‪ ،‬عن ابن عمر قال‪) :‬وجدت اامرأة امقنتولة في‬ ‫بعض امغازي رسول ا‬

‫‪r‬‬

‫فنهى رسول ا ‪ r‬عن قنتل النساء والصبيان(‪.‬‬


‫وأوخرج امسلم وأبو داود والنترامذي عن بريدة رضى ا عنه قال ‪) :‬كان‬ ‫رسول ا ‪ r‬إذا أتّامر الامير على جيش أو سرية أوصاه في وخاصنته بنتقوى‬ ‫ا تعالى وامن امعه امن المسلمين وخيرا ثم قال‪" :‬اغزوا باسم ا في‬ ‫سبيل ا قاتلوا امن كفر بالله اغزوا ول تغلوا ول تغدروا ول تمثلوا ول تقنتلوا‬ ‫وليدا"(‪.‬‬ ‫وكانت هذه الوصية شعار الخلفاء والامراء ‪ ،‬يوصون بها دائما قواد‬ ‫الجيوش حين يبعثون بهم إلى القنتال ‪ ,‬أوصى أبو بكر أساامة رضي ا عنه‬ ‫فقال‪) :‬ل تخونوا ول تغدروا ول تمثلوا ‪ ،‬ول تقنتلوا طفل ول شيخا كبيرا ول‬ ‫اامرأة ‪ ,‬ول تعقروا نخل ول تحرقوه ‪ ,‬ول تقطعوا شجرة امثمرة ‪ ,‬ول تذبحوا‬ ‫شاة ول بقرة ول بعيرا إل للكل ‪ ،‬وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم‬ ‫في الصواامع فدعوهم واما فرغوا أنفسهم له ‪ ،‬وسوف تقدامون على قوم‬ ‫فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها امثل‬ ‫العصائب فاوخفقوهم بالسيف وخفقا( ‪ ,‬ثم قال‪) :‬اندفعوا باسم ا(‪.‬‬ ‫فهل رأت الساحات والميادين أرق امن هذه الفئدة وألين امن هذه القلوب؟‬

‫و ـ الوفاء بالعهود والمواثيق والشروط‪:‬‬ ‫فإذا كانت هدنة واموثق وعهد وصلح وشرط فالسلم يشدد في املحظة‬ ‫ذلك والمحافظة على صورته وامعناه أدق المحافظة وينتوعد الخالفين امن‬ ‫أبنائه إن غدروا ولم يفوا بأشد الوعيد ‪ ,‬واليات والحاديث في ذلك واضحة‬ ‫امحكمة ل تدع امجال لباحة نقض العهد بالخيانة فيه وقت القوة وعده‬ ‫قصاصة ورق عند إامكان الخروج عليه بالحيلة ‪ ،‬وفى ذلك يقول القرآن‬ ‫ها َوَقده ْ‬ ‫عَد َته ْوس ِكيس ِد َ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ضوا ال َه ْي َ‬ ‫م َول َته ْنُق ُ‬ ‫هه ْدُت ه ْ‬ ‫عا َ‬ ‫ا إ س َِذا َ‬ ‫عه ْهس ِد س ِ‬ ‫الكريم‪َ) :‬وأ َه ْوُفوا س ِب َ‬ ‫ض ه ْ‬ ‫ت‬ ‫كوُنوا َكاَّلس ِنتي َنَق َ‬ ‫ن ‪َ ,‬ول َت ُ‬ ‫عُلو َ‬ ‫م َاما َته ْف َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ا َي ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َكس ِفيل م ً إ س ِ َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ا َ‬ ‫م َ‬ ‫عه ْلُنت ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ي‬ ‫ن أ َُّام ٌة س ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن َت ُ‬ ‫م أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخل م ً َبه ْيَن ُ‬ ‫م َد َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ماَن ُ‬ ‫ن أ َه ْي َ‬ ‫خُذو َ‬ ‫كاثا َتَّنت س ِ‬ ‫ة أ َه ْن َ‬ ‫عس ِد ُقَّو أ ٍ‬ ‫ن َب ه ْ‬ ‫غه ْزَلَها س ِام ه ْ‬ ‫َ‬ ‫م س ِفيس ِه‬ ‫م اه ْلس ِقَياَامس ِة َاما ُكه ْنُنت ه ْ‬ ‫م َيه ْو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َل ُ‬ ‫ا س ِبس ِه َوَلُيَبِّيَن َّ‬ ‫م ُ‬ ‫ما َيه ْبُلوُك ُ‬ ‫ن أ َُّامأ ٍة إ س َِّن َ‬ ‫أ َه ْرَبى س ِام ه ْ‬ ‫م َل ه ْ‬ ‫م‬ ‫شس ِرس ِكينَ ُث َّ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م س ِامنَ اه ْل ُ‬ ‫هه ْدُت ه ْ‬ ‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن( )النحل‪) , (92-91:‬س ِإل اَّلس ِذي َ‬ ‫خَنتس ِلُفو َ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫م إ س َِلى ُامَّدس ِتس ِه ه ْ‬ ‫م‬ ‫ه ه ْ‬ ‫عه ْهَد ُ‬ ‫م َ‬ ‫موا إ س َِله ْيس ِه ه ْ‬ ‫حدا َفَأس ِت ُّ‬ ‫م أَ َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫هُروا َ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫م ُي َ‬ ‫شه ْيئا َوَل ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫صوُك ه ْ‬ ‫َيه ْنُق ُ‬


‫سُؤول م ً(‬ ‫ن َام ه ْ‬ ‫عه ْهَد َكا َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫عه ْهس ِد إ س ِ َّ‬ ‫ن( )النتوبة‪َ) , (4:‬وأ َه ْوُفوا س ِباه ْل َ‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫إ س ِ َّ‬ ‫)السراء‪. (34:‬‬ ‫وأوخرج أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة امن أبناء الصحابة عن‬ ‫هدا أو اننتقصه أو‬ ‫آبائهم رضي ا عنهم أن رسول ا ‪ r‬قال‪) :‬امن ظلم امعا َ‬ ‫كلفه فوق طاقنته أو أوخذ امنه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم‬ ‫القياامة(‪.‬‬ ‫)قال أهل سمرقند لعااملهم سليمان بن أبي السري ‪ :‬إن قنتيبة غدر بنا‬ ‫وظلمنا وأوخذ بلدنا ‪ ,‬وقد أظهر ا العدل والنصاف فأذن لنا فليفد امنا وفد‬ ‫إلى أامير المؤامنين ـ وهو يوامئذ عمر بن عبد العزيز ـ يشكون ظلامنتنا فإن‬ ‫كان لنا حق أعطيناه ‪ ,‬فإن بنا إلى ذلك حاجة ‪ ،‬فأذن لهم فوجهوا امنهم‬ ‫قواما إلى عمر ‪ ،‬فلما علم عمر ظلامنتهم كنتب إلى سليمان يقول له‪" :‬إن‬ ‫أهل سمرقند قد شكوا إلي ظلما أصابهم ‪ ،‬وتحاامل امن قنتيبة عليهم حنتى‬ ‫أوخرجهم امن أرضهم ‪ ،‬فإذا أتاك كنتابي هذا فأجلس لهم القاضي فلينظر في‬ ‫أامرهم ‪ ،‬فإن قضى لهم فأوخرجهم إلى لمعسكرهم كما كانوا وكننتم قبل‬ ‫أن يظهر عليهم قنتيبة" ‪ ,‬فاجلس لهم سليمان "جميع بن حاضر" القاضي ‪،‬‬ ‫فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى امعسكرهم وينابذوهم على سواء‬ ‫فيكون صلحا جديدا أو ظفرا عنوة ‪ .‬فقال أهل السند‪ :‬بل نرضى بما كان‬ ‫ول نجدد حربا ‪ ،‬لن أهل الرأي امنهم قالوا‪ :‬قد وخالطنا هؤلء القوم وأقمنا‬ ‫امعهم وأامنونا وأامناهم فإن عدنا إلى الحرب ل ندرى لمن يكون الظفر ‪،‬‬ ‫وإن لم يكن لنا نكون قد اجنتنبنا عداوة في المنازعة ‪ ،‬فنتركوا الامر على اما‬ ‫كان عليه ورضوا ولم ينازعوا( ‪ ..‬وهذا امننتهى المبالغة في تقصى العدل‬ ‫والوفاء بالعهد‪.‬‬

‫ز ـ الجزية‪:‬‬ ‫ولسنا نحب أن تمر هذه الكلمات عن اموقف السلم امن الحرب قبل أن‬ ‫ننتناول أامر الجزية بكلمة توضح امعناها والمقصود امنها وتكشف عن حكمنتها‬ ‫وكيف أنها أبلغ امعاني النصاف والمرحمة النتي جاء بها السلم فنقول‪:‬‬


‫الجزية ضريبة كالخراج تجبى على الشخا ص ل على الرض والكلمة عربية‬ ‫امشنتقة امن الجزاء لنها تدفع نظير شيء هو الحماية والمنعة ‪ ،‬أو العفاء‬ ‫امن ضريبة الدم والجندية ‪ ،‬وذهب بعض العلماء إلى أنها فارسية امعربة‬ ‫وأصلها "كزيت" وامعناها الخراج الذي يسنتعان به على الحرب ‪ .‬وقال إن‬ ‫كسرى هو أول امن وضع الجزية وعلى هذا فهي نظام في الضريبة نقله‬ ‫السلم عن الفارسية ولم يبنتكره‪.‬‬ ‫ولقد قرر السلم ضريبة الجزية على غير المسلمين في البلد النتي يفنتحها‬ ‫نظير قيام الجند السلامي بحماينتهم وحراسة أوطانهم والدفاع عنها في‬ ‫الوقت الذي قرر فيه إعفاءهم امن الجندية ‪ ,‬فهي "بدل نقدي" لضريبة الدم‬ ‫‪ ،‬وإنما سلك السلم هذه السبيل ولجأ إليها امع غير المسلمين امن باب‬ ‫النتخفيف عليهم والرحمة بهم وعدم الحراج لهم حنتى ل يلزامهم أن يقاتلوا‬ ‫في صفوف المسلمين فينتهم بأنه إنما يريد لهم الموت والسنتئصال والفناء‬ ‫والنتعريض لمخاطر الحرب والقنتال ‪ ،‬فهي في الحقيقة "اامنتياز في صورة‬ ‫ضريبة" وفى الوقت نفسه احنتياط لنتنقية صفوف المجاهدين امن غير ذوى‬ ‫العقيدة الصحيحة والحماسة المؤامنة البصيرة وامقنتضى هذا أن غير‬ ‫المسلمين امن أبناء البلد النتي تدوخل تحت حكم السلم إذا دوخلوا في‬ ‫الجند أو تكفلوا أامر الدفاع أسقط الامام عنهم الجزية ‪ ,‬وقد جرى العمل‬ ‫على هذا فعل في كثير امن البلد النتي فنتحها وخلفاء السلم ‪ ،‬وسجل ذلك‬ ‫قواد الجيوش السلامية في كنتب وامعاهدات ل زالت امقروءة في كنتب‬ ‫النتاريخ السلامي وامنها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كنتاب وخالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا حين دوخل الفرات وأوغل فيه‬ ‫وهذا نصه‪) :‬هذا كنتاب امن وخالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقوامه ‪ ,‬إني‬ ‫عاهدتكم على الجزية والمنعة فلك الذامة والمنعة واما امنعناكم فلنا الجزية‬ ‫وإل فل( كنتب سنة اثننتي عشرة في صفر‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وفى حمص رد الامراء بأامر أبي عبيدة اما كانوا أوخذوه امن الجزية امن‬ ‫أهلها واما إليها حين جلوا عنها لينتجمعوا لقنتال الروم وقالوا لهل البلد إنما‪:‬‬


‫)رددنا عليكم أاموالكم لنه قد بلغنا اما جمع لنا امن الجموع وإنكم قد‬ ‫اشنترطنتم أن نمنعكم وإنا ل نقدر على ذلك الن وقد رددنا عليكم اما أوخذنا‬ ‫امنكم ونحن لكم على الشرط واما كان بيننا وبينكم إن نصرنا ا عليهم( ‪،‬‬ ‫فكان جواب أهل هذه البلد‪) :‬ردكم ا علينا ونصركم عليهم فلوا كانوا هم‬ ‫لم يردوا علينا شيئا وأوخذوا كل شيء ‪ ،‬لولينتكم وعدلكم أحب إلينا امما كنا‬ ‫فيه امن الظلم والغشم( ‪ ،‬وكذلك فعل أبو عبيدة نفسه امع دامشق حين كان‬ ‫ينتجهز لليراموك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬كنتاب العهد الذي كنتبه سويد بن امقرن أحد قواد عمر رضي ا عنهما‬ ‫لرزبان وأهل دهسنتان وسائر أهل جرجان ونصه‪) :‬هذا كنتاب سويد بن‬ ‫امقرن لرزبان صول بن رزبان وأهل دهسنتان وسائر أهل جرجان أن لكم‬ ‫الذامة وعلينا المنعة على أن عليكم امن الجزاء في كل سنة على قدر‬ ‫طاقنتكم على كل حال وامن اسنتعنا به امنكم فله جزاؤه "أي جزينته" في‬ ‫امعوننته عوضا عن جزائه ‪ ،‬ولهم الامان على أنفسهم وأاموالهم وامللهم‬ ‫وشرائعهم ول يغير شيء امن ذلك( شهد سواد بن قطبة وهند بن عمر‬ ‫وسماك بن امخرامة وعنتيبة بن النهاس وكنتب في سنة ‪18‬هـ ‪ -‬الطبري‪.‬‬ ‫‪ - 4‬كنتاب عنتبة بن فرقد أحد عمال عمر بن الخطاب وهذا نصه‪) :‬هذا اما‬ ‫أعطى عنتبة بن فرقد عاامل عمر بن الخطاب أامير المؤامنين أهل أذربيجان‬ ‫سهلها وجبلها وحواشيها وشعارها وأهل امللها كلهم الامان على أنفسهم‬ ‫وأاموالهم وامللهم وشرائعهم على أن يؤدوا جزية على قدر طاقنتهم ‪ ،‬وامن‬ ‫حشر امنهم في سنة "أي جند امنهم في سنة" وضع عنه جزاء تلك السنة‬ ‫وامن أقام فله امثل امن أقام امن ذلك( ـ الطبري‪.‬‬ ‫‪ - 5‬العهد الذي كان بين سراقة عاامل عمر وبين شهر براز وقد كنتب به‬ ‫سراقة إلى عمر فأجازه واسنتحسنه وهذا نصه‪) :‬هذا اما أعطى سراقة بن‬ ‫عمرو عاامل أامير المؤامنين عمر بن الخطاب شهر براز وسكان أرامينية‬ ‫والرامن امن الامان ‪ ,‬أعطاهم أامانا لنفسهم وأاموالهم واملنتهم أل يضاروا‬ ‫ول ينقضوا ‪ ،‬وعلى أرامينية والبواب الطراء امنهم "أي الغرباء" والقناء "أى‬


‫المقيمون" وامن حولهم فدوخل امعهم أن ينفروا لكل غارة وينفذوا لكل أامر‬ ‫ناب أو لم ينب رآه الوالي صلحا على أن يوضع الجزاء "أي الجزية" عمن‬ ‫أجاب إلى ذلك ‪ ،‬وامن اسنتغنى عنه امنهم وقعد فعليه امثل اما على أهل‬ ‫أذربيجان امن الجزاء فإن حشروا "أى جندوا" وضع ذلك عنهم( شهد عبد‬ ‫الرحمن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبكير بن عبد ا وكنتب امرضي بن‬ ‫امقرن وشهد ـ الطبري‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أوخيرا أامر الجراجمة فيما ذكره البلذري فقال‪) :‬حدثني امشايخ امن أهل‬ ‫إنطاكية أن الجراجمة امن امدينة على جبل لكام عند امعدن الزاج فيما بين‬ ‫بياس وبوقا يقال لها الجرجوامة ‪ ،‬وأن أامرهم كان في اسنتيلء الروم على‬ ‫الشام وإنطاكية إلى بطريرك إنطاكية وواليها ‪ ،‬فلما قدم أبو عبيدة إلى‬ ‫إنطاكية وفنتحها لزاموا امديننتهم كم وهموا باللحاق بالروم إذ وخافوا علي‬ ‫أنفسهم فلم ينتنبه المسلمون لهم ولم ينبهوا عليهم ‪ ،‬ثم إن أهل إنطاكية‬ ‫نقضوا وغدروا فوجه إليهم أبو عبيدة امن فنتحها ثانية وولها بعد فنتحها‬ ‫حبيب بن امسلمة الفهري فغزى الجرجوامة فلم يقاتله أهلها ولكنهم بدروا‬ ‫بطلب الامان والصلح فصالحوه على أن يكونوا أعوانا للمسلمين وعيونا‬ ‫وامسالح في جبل لكام وأل يؤوخذوا بالجزية ‪ ,‬ودوخل امن كان في امديننتهم‬ ‫امن تاجر وأجير وتابع امن النباط وغيرهم وأهل القرى في هذا الصلح‪...‬‬ ‫ولم يؤوخذ الجراجمة بالجزية قط حنتى أن بعض العمال في عهد الواثق‬ ‫العباس ألزامهم جزية رؤوسهم فرفعوا ذلك إليه فأامر بإسقاطها عنهم(‪.‬‬ ‫وبهذا البيان يندفع كل اما يوجه إلى "ضريبة الجزية" امن نقد أو اتهام ‪,‬وتظهر حكمة‬ ‫السلم ورحمة ا بعباده في تشريعاته واضحة ل غموض فيها ول إبهام‪.‬‬

‫ح ـ الحث على دوام السنتعداد وكمال الشجاعة إذا تحنتم الجهاد‪:‬‬ ‫فإذا كان ول بد امن الحرب لغرض امن الغراض النسانية المشروعة النتي‬ ‫سبقت الشارة إليها ‪ ،‬فإن السلم يصرح بأن الجهاد والقنتال فريضة على‬ ‫هَو‬ ‫شه ْيئا َو ُ‬ ‫هوا َ‬ ‫كَر ُ‬ ‫ن َت ه ْ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ه َل ُ‬ ‫هَو ُكه ْر ٌ‬ ‫ل َو ُ‬ ‫م اه ْلس ِقَنتا ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫عَله ْي ُ‬ ‫ب َ‬ ‫كل امسلم )ُكس ِنت َ‬


‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م ل َت ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْنُنت ه ْ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ا َي ه ْ‬ ‫م َو ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ش ٌّر َل ُ‬ ‫هَو َ‬ ‫شه ْيئا َو ُ‬ ‫ح ُّبوا َ‬ ‫ن ُت س ِ‬ ‫سى أ َ ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫وخه ْي ٌر َل ُ‬ ‫َ‬ ‫)البقرة‪.(216:‬‬ ‫وهو حينئذ أفضل القربات إلى ا تبارك وتعالى والموت في ساحاته‬ ‫"شهادة" توجب الكبار في الدنيا والجنة في الوخرة ول يعفى امنه إل‬ ‫العاجزون عنه وعليهم أن يجهزوا غيرهم إن كانوا قادرين على ذلك وأن‬ ‫م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫سُه ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِنينَ أ َه ْنُف َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫شَنتَرى س ِام َ‬ ‫ا ا ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫يخلفوهم في أهليهم بخير )إ س ِ َّ‬ ‫حتّقا س ِفي‬ ‫عَله ْيس ِه َ‬ ‫عدا َ‬ ‫ن َو ه ْ‬ ‫ن َوُيه ْقَنتُلو َ‬ ‫ا َفَيه ْقُنتُلو َ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سس ِبي س ِ‬ ‫ن س ِفي َ‬ ‫جَّنَة ُيَقاس ِتُلو َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫ن َلُه ُ‬ ‫س ِبَأ َّ‬ ‫ك ُ‬ ‫م‬ ‫ع ُ‬ ‫شُروا س ِبَبه ْي س ِ‬ ‫سَنته ْب س ِ‬ ‫ا َفا ه ْ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ه س ِام َ‬ ‫عه ْهس ِد س ِ‬ ‫ن أ َه ْوَفى س ِب َ‬ ‫ن َوَام ه ْ‬ ‫ل َواه ْلُقه ْرآ س ِ‬ ‫جي س ِ‬ ‫ة َوال س ِه ْن س ِ‬ ‫الَّنته ْوَرا س ِ‬ ‫م( )النتوبة‪.(111:‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫هَو اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ‬ ‫ك ُ‬ ‫م س ِبس ِه َوَذس ِل َ‬ ‫عُنت ه ْ‬ ‫اَّلس ِذي َباَي ه ْ‬

‫وأحاديث النبي امحمد ‪r‬‬

‫في ذلك أكثر امن أن تحصر وقد باشر هو بنفسه‬

‫في أكثر امن وخمس وعشرين امعركة كان فيها امثال الشجاعة والنجدة‬ ‫والبأس حنتى قال فارس أصحابه علي كرم ا وجهه‪) :‬كنا إذا اشنتد البأس‬

‫وحمي الوطيس واحمرت الحدق اتقينا برسول ا ‪r‬‬

‫فيكون أدنانا إلى‬

‫العدو( وكذلك كان أصحابه رضوان ا عليهم يفعلون ‪ ,‬ول يسنتطيع أحد أن‬ ‫يرى في هذه الحكام والوخلق لمثل اما شرعت له امن امقاصد وأغراض‬ ‫إل أكرم امعاني الفضيلة النسانية ‪ ,‬والجود بالنفس أقصى غاية الجود ‪,‬‬ ‫وأجمل اما يكون الحق إذا اسنتعان بالقوة ‪ ,‬وأفضل اما تكون القوة إذا‬ ‫اسُنتخدامت للحق بالحق‪.‬‬

‫هل اننتشرت دعوة السلم بالسيف؟‬ ‫أولع وخصوم السلم في كل عصر وبخاصة في هذا العصر بنتوجيه هذه‬ ‫النتهمة إلى السلم ‪ ،‬والسلم امنها براء ‪ ,‬فهو لم يكره الناس على اليمان‬ ‫بالسيف ولم يضعه على رقابهم ليشهدوا بشهادته أو يدينوا بعقيدته فهذه‬ ‫النتهمة باطلة امن وجوه عدة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬باطلة بشهادة النتاريخ‪:‬الذي يحدثنا بأن النبي امحمدا ‪ r‬امكث بمكة‬ ‫المكرامة ثل ث عشرة سنة يدعو إلى دينه كان فيها امضطهدا أشد الضطهاد‬ ‫حنتى امن أهله وعشيرته وأقرب الناس إليه وامع ذلك فقد احنتمل وصبر‬


‫وصابر وكان يمر على النفر امن أصحابه والسرة امن المؤامنين به يعذبون‬ ‫أشد العذاب فل يزيد على أن يقول لهم‪) :‬صبرا آل ياسر إن اموعدكم‬ ‫الجنة( ‪ ,‬وامع هذا فقد آامن بالسلم السابقون الولون الثابنتون امن أبنائه‬ ‫وأبرهم به في عهد النبي ‪ r‬وبعد وفاته أعمق اليمان وآامن النصار وهم‬ ‫أهل المدينة بالنبي ‪ r‬بمجرد أن تحد ث امعهم في الموسم وتوافدوا إليه‬ ‫يبايعونه في كل عام حنتى كانت بيعة العقبة وعلى أثرها كانت الهجرة وكل‬ ‫ذلك ورسول ا ‪ r‬ل يقابل أهل العدوان بسيف ول عصا ولكن يصبر‬ ‫ويحنتسب ويقول‪) :‬اللهم اغفر لقوامي فإنهم ل يعلمون( واما جاء الذن‬ ‫بالقنتال إل في السنة الثانية امن الهجرة بعد أن كثر وخصوم السلم امن‬ ‫المشركين واليهود وتألبوا عليه وأوخذوا ينتحرشون به ويكيدون له فأنزل ا‬ ‫هذه اليات المحكمة وفيها أروع صور الذن بالقنتال لنبل المقاصد‬ ‫م َلَقس ِدي ٌر ‪,‬‬ ‫ه ه ْ‬ ‫صس ِر س ِ‬ ‫عَلى َن ه ْ‬ ‫ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫موا َوإ س ِ َّ‬ ‫ظس ِل ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن س ِبَأَّنُه ه ْ‬ ‫ن ُيَقاَتُلو َ‬ ‫ن س ِلَّلس ِذي َ‬ ‫والغراض )أ ُس ِذ َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ا‬ ‫ا َوَله ْول َده ْف ُ‬ ‫ن َيُقوُلوا َر ُّبَنا ُ‬ ‫ق س ِإل أ َ ه ْ‬ ‫ح ٍّ‬ ‫غه ْيس ِر َ‬ ‫م س ِب َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ن س ِدَياس ِر س ِ‬ ‫جوا س ِام ه ْ‬ ‫وخس ِر ُ‬ ‫ن أ ُ ه ْ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫س مُ‬ ‫جُد ُيه ْذَكُر س ِفيَها ا ه ْ‬ ‫سا س ِ‬ ‫ت َوَام َ‬ ‫صَلَوا ٌ‬ ‫ع َو َ‬ ‫ع َوس ِبَي ٌ‬ ‫صَواس ِام ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ض َلُهِّدَام ه ْ‬ ‫ع أ ٍ‬ ‫م س ِبَب ه ْ‬ ‫ضُه ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫س َب ه ْ‬ ‫الَّنا َ‬ ‫عس ِزي ٌز( )الحج‪. (40-39:‬‬ ‫ي َ‬ ‫ا َلَقس ِو ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إ س ِ َّ‬ ‫صُر ُ‬ ‫ن َيه ْن ُ‬ ‫ا َام ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫صَر َّ‬ ‫ا َكس ِثيرا َوَلَيه ْن ُ‬ ‫س ِ‬ ‫والنتاريخ يحدثنا عن أصحاب رسول ا ‪ r‬أنهم فنتحوا البلد بأوخلقهم وحسن‬ ‫امعااملنتهم قبل أن يفنتحوها بسيوفهم وعدتهم وعددهم ‪ ،‬فل ينتصور أن عددا‬ ‫قليل امن هؤلء العرب يدك عرش كسرى ويدك املك قيصر وير ث هذه‬ ‫الامبراطوريات الضخمة في هذا العدد امن السنين بمجرد القوة ‪ ،‬ول يعقل‬ ‫أن ثمانية آلف جندي يفنتحون إقليما شاسعا كمصر وينشرون فيها دينهم‬ ‫ولغنتهم و آدابهم وثقافنتهم وعقيدتهم بالكراه والجبروت ‪ ،‬ولكن بحسن‬ ‫الحدوثة وجميل العمل ‪ ،‬وها نحن قد رأينا فيما تقدم كيف أن كثيرا امن‬ ‫أهل هذه البلد كانوا ينتمنون عودة العرب إليهم بعد جلئهم فكيف يقال‬ ‫بعد هذا إن السلم قام على السيف واننتشر بالسيف‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وباطلة ببآيات القرآن الكريم‪:‬النتي تقرر حرية العقيدة وتقول في وضوح‬ ‫ي( )البقرة‪, (256:‬‬ ‫غ ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫شُد س ِام َ‬ ‫ن ال ُّر ه ْ‬ ‫ن َقه ْد َتَبَّي َ‬ ‫ه س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫وصراحة‪) :‬ل إ س ِه ْكَرا َ‬


‫كُفه ْر إ س َِّنا‬ ‫ء َفه ْلَي ه ْ‬ ‫شا َ‬ ‫ن َوَامنه ْ َ‬ ‫ء َفه ْلُيه ْؤس ِام ه ْ‬ ‫شا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫م َف َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َرِّب ُ‬ ‫ق س ِام ه ْ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫كما تقول‪َ) :‬وُق س ِ‬ ‫مه ْهلس ِ‬ ‫ء َكاه ْل ُ‬ ‫ما أ ٍ‬ ‫غاُثوا س ِب َ‬ ‫غيُثوا ُي َ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫سَراس ِدُقَها َوإ س ِ ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ط س ِبس ِه ه ْ‬ ‫حا َ‬ ‫ن َنارا أ َ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظاس ِل س ِ‬ ‫عَنته ْدَنا س ِلل َّ‬ ‫أ َ ه ْ‬ ‫ت ُامه ْرَتَفقا( )الكهف‪ (29:‬كما تقول‪:‬‬ ‫ء ه ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ب َو َ‬ ‫شَرا ُ‬ ‫س ال َّ‬ ‫ه س ِبه ْئ َ‬ ‫جو َ‬ ‫شس ِوي اه ْلُو ُ‬ ‫َي ه ْ‬ ‫غُه‬ ‫م أ َه ْبس ِل ه ْ‬ ‫ا ُث َّ‬ ‫م س ِ‬ ‫ع َكل َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫حَّنتى َي ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جه ْر ُ‬ ‫ك َفَأ س ِ‬ ‫جاَر َ‬ ‫سَنت َ‬ ‫ن ا ه ْ‬ ‫شس ِرس ِكي َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ح ٌد س ِام َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫)َوإ س ِ ه ْ‬ ‫ن( )النتوبة‪ , (6:‬فهو يلزم المؤامنين إن اسنتجار‬ ‫مو َ‬ ‫عَل ُ‬ ‫م ل َي ه ْ‬ ‫م َقه ْو ٌ‬ ‫ك س ِبَأَّنُه ه ْ‬ ‫َامه ْأَامَنُه َذس ِل َ‬ ‫بهم أحد المشركين أن يبلغوه الدعوة ويوضحوا له امقاصد السلم ثم‬ ‫يحرسوه حنتى يصل إلى امأامنه وينتركوه ليسلم عن رغبة واقنتناع ل عن‬ ‫وخوف ورهبة وإكراه‪..‬‬ ‫‪ - 3‬وباطلة لن قواعد السلم واما جرى عليه العمل به امنها تأباها كل‬ ‫ت‬ ‫الباء‪:‬فأساس اليمان في السلم الفكر والنظر والطمئنان القلبي )َقاَل س ِ‬ ‫ن س ِفي‬ ‫ما ُ‬ ‫لي َ‬ ‫ل ا س ِ‬ ‫وخ س ِ‬ ‫ما َيه ْد ُ‬ ‫مَنا َوَل َّ‬ ‫سَل ه ْ‬ ‫ن ُقوُلوا أ َ ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م ُته ْؤس ِامُنوا َوَل س ِ‬ ‫ل َل ه ْ‬ ‫ب آَامَّنا ُق ه ْ‬ ‫عَرا ُ‬ ‫ال َ ه ْ‬ ‫م( )الحجرات‪ ، (14:‬وأساس المؤاوخذة في السلم بلوغ ‪-‬الدعوة‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ُقُلوس ِب ُ‬ ‫على وجه يدعو إلى النظر ‪ ،‬والنتقليد في اليمان ليس أساسا صحيحا له‬ ‫فضل عن الكراه عليه حنتى قال بعض العلماء المنتأوخرين في امنظوامة‬ ‫فنية‪:‬‬ ‫إذ كل امن قلد في النتوحيد‬

‫إيمانه لم يخل امن ترديد‬

‫وقول المكره في السلم امردود عليه ول يؤاوخذ على عمله ‪ ،‬فالدين الذي‬ ‫يعنتبر العقل والحرية أساسا للعنتقاد والمسئولية ل يمكن أن يقال فيه إنه‬ ‫يقوم على السيف ويننتشر به ‪ ،‬وإن كان قد شرع الحرب والقنتال لما تقدم‬ ‫امن الغراض النتي ل يعنترض عليها إل واهم أو امكابر ‪ ,‬وعلامة اليمان‬ ‫ا َأل س ِبس ِذه ْكس ِر س ِ‬ ‫ا‬ ‫م س ِبس ِذه ْكس ِر س ِ‬ ‫ن ُقُلوُبُه ه ْ‬ ‫مس ِئ ُّ‬ ‫ط َ‬ ‫ن آَامُنوا َوَت ه ْ‬ ‫الحق الطمئنان إليه ‪) ،‬اَّلس ِذي َ‬ ‫ب(‬ ‫ن َامبآ أ ٍ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫م َو ُ‬ ‫طوَبى َلُه ه ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫حا س ِ‬ ‫صاس ِل َ‬ ‫مُلوا ال َّ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ن آَامُنوا َو َ‬ ‫ب ‪ ,‬اَّلس ِذي َ‬ ‫ن اه ْلُقُلو ُ‬ ‫مس ِئ ُّ‬ ‫ط َ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫)الرعد‪. (29-28:‬‬

‫هل السلم وحده هو الذي أوصى بالسيف لحماية الحق؟‬ ‫وليس السلم وحده هو الذي أشار إلى القنتال والحرب والجهاد كوسيلة‬ ‫لحماية الحق ‪ ،‬بل إن الشرائع‬


‫السابقة واللحقة كلها جاءت بذلك‪..‬‬ ‫فأسفار النتوراة النتي ينتداولها اليهود اليوم طافحة بأنباء القنتال والجهاد‬ ‫والحرب والنتخريب والنتدامير والهلك والسبي ‪ ،‬وهى تقرر شريعة القنتال‬ ‫والحرب ولكن في أبشع صورها فقد جاء في سفر النتثنية في الصحاح‬ ‫العشرين امنه عدد ‪ 10‬واما بعده اما يأتي بنصه‪) :‬حين تقرب امن امدينة لكي‬ ‫تحاربها اسنتدعها إلى الصلح ‪ ،‬فإن أجابنتك إلى الصلح وفنتحت لك فكل‬ ‫الشعب الموجود فيها يكون لك بالنتسخير ويسنتعبد لك ‪ ،‬وإن لم تسالمك بل‬ ‫عملت امعك حربا فحاصرها ‪ ،‬وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع‬ ‫ذكورها بحد السيف ‪ ،‬وأاما النساء والطفال والبهائم وكل اما في المدينة‬ ‫فنتغنمها لنفسك ‪ ،‬وتأكل غنيمة أعدائك النتي أعطاك الرب إلهك ‪ ،‬هكذا تفعل‬ ‫بجميع المدن البعيدة امنك جدا والنتي ليست امن امدن هؤلء الامم هنا ‪،‬‬ ‫وأاما امدن هؤلء الشعوب النتي يعطيك الرب إلهك نصيبا فل تبقي امنها نسمة‬ ‫اما ‪ ,‬بل تحرامها تحريما ـ الحيثيين والاموريين والكنعانيين والفيرزيين‬ ‫والحويين واليوسيين كما أامرك الرب إلهك(‪.‬‬ ‫وفى إنجيل امنتى المنتداول بأيدي المسيحيين في الصحاح العاشر عدد ‪25‬‬ ‫واما بعده يقول‪) :‬ل تظنوا أني جئت للقى سلاما على الرض بل سيفا ‪,‬‬ ‫فإنني جئت لفرق النسان ضد ابنه والبن ضد أبيه والكنة ضد حماتها ‪..‬‬ ‫وأعداء النسان أهل بينته ‪ ،‬امن أحب أبا أو أاما اكثر امني فل يسنتحقني ‪ ،‬وامن‬ ‫أحب ابنا أو ابنة اكثر امني فل يسنتحقني ‪ ،‬وامن ل يأوخذ صليبه وينتبعني فل‬ ‫يسنتحقني ‪ ،‬امن وجد حياته يضيعها ‪ ،‬وامن أضاع حياته امن أجلى يجدها(‪.‬‬ ‫والقانون الدولي العصري قد اعنترف بالظروف والحوال النتي تشرع فيها‬ ‫الحرب ووضع لها قواعدها ونظمها‪.‬‬ ‫واما جاء به السلم في هذا الباب أفضل وأدق وأرحم وأبر بالسلم امن كل‬ ‫ا ُنو ٌر‬ ‫هذا ‪ ،‬فلماذا تنتوجه إليه الشبهات وليس غيره سبيل إلى السلم؟ ) س ِ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫ن‬ ‫جُه ه ْ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫م َوُي ه ْ‬ ‫سل س ِ‬ ‫ل ال َّ‬ ‫سُب َ‬ ‫ضَواَنُه ُ‬ ‫ع س ِر ه ْ‬ ‫ن اَّتَب َ‬ ‫ا َام س ِ‬ ‫ن ‪َ ,‬يه ْهس ِدي س ِبس ِه ُ‬ ‫ب ُامس ِبي ٌ‬ ‫َوس ِكَنتا ٌ‬ ‫م( )المائدة‪. (16:‬‬ ‫سَنتس ِقي أ ٍ‬ ‫ط ُام ه ْ‬ ‫صَرا أ ٍ‬ ‫م إ س َِلى س ِ‬ ‫ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه َوَيه ْهس ِديس ِه ه ْ‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫ال ُّ‬


‫وخطوات السلم واما وضع امن ضمانات لقرار السلم‬ ‫وفى وسعنا بعد هذه النظرات أن نقول‪ :‬إن السلم كان أول وأكمل‬ ‫تشريع وخطا في سبل إقرار السلم العالمي أوسع الخطوات ‪ ،‬ورسم‬ ‫لسنتقراره أوفى الضمانات النتي لو أوخذت الامم بها ‪ ،‬وسلك الحكام‬ ‫والزعماء والساسة نهج سبيلها لراحوا واسنتراحوا وامن ذلك‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تقديس امعنى الوخاء بين الناس والقضاء على روح النتعصب وقد تقدم‬ ‫اموقف السلم امن ذلك في الفصل السابق‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الشارة بفضل السلم وطبع النفوس بروح النتساامح الكريم وقد تقدم‬ ‫في أول هذا الفصل اموقف السلم في ذلك امع افنتراض الوفاء وتحريم‬ ‫الغدر ونقض العهود والمواثيق‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حصر فكرة الحروب في أضيق الحدود ‪ ،‬وتحريم العدوان بكل صوره‬ ‫وإشاعة العدل والرحمة واحنترام النظام والقانون حنتى في الحرب نفسها ‪،‬‬ ‫وللسلم في ذلك القدح المعلى ويقول القرآن الكريم تأكيدا لهذا المعنى‪:‬‬ ‫شَنبآ ُ‬ ‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫جس ِرَامَّن ُ‬ ‫ط َول َي ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫ء س ِباه ْلس ِق ه ْ‬ ‫شَهَدا َ‬ ‫ن للس ِه ُ‬ ‫ن آَامُنوا ُكوُنوا َقَّواس ِامي َ‬ ‫)َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ‬ ‫ما‬ ‫وخس ِبي ٌر س ِب َ‬ ‫ا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ا إ س ِ َّ‬ ‫ب س ِللَّنته ْقَوى َواَّتُقوا َ‬ ‫هَو أ َه ْقَر ُ‬ ‫عس ِدُلوا ُ‬ ‫عس ِدُلوا ا ه ْ‬ ‫عَلى َأل َت ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫َقه ْو أ ٍ‬ ‫ن( )المائدة‪. (8:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫‪ - 4‬النتأامين المسلح وقد سبق السلم كل الخطوات العصرية إليه في قول‬ ‫ت‬ ‫غ ه ْ‬ ‫ن َب َ‬ ‫ما َفس ِإ ه ْ‬ ‫حوا َبه ْيَنُه َ‬ ‫صس ِل ُ‬ ‫ن اه ْقَنتَنتُلوا َفَأ ه ْ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫ن س ِام َ‬ ‫طاس ِئَفَنتا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫القرآن الكريم )َوإ س ِ ه ْ‬ ‫ء ه ْ‬ ‫ت‬ ‫ن َفا َ‬ ‫ا َفس ِإ ه ْ‬ ‫ء إ س َِلى أ َه ْامس ِر س ِ‬ ‫حَّنتى َتس ِفي َ‬ ‫غي َ‬ ‫وخَرى َفَقاس ِتُلوا اَّلس ِنتي َته ْب س ِ‬ ‫عَلى ال ُ ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫حَدا ُ‬ ‫إ س ِ ه ْ‬ ‫ن( )الحجرات‪، (9:‬‬ ‫طي َ‬ ‫س س ِ‬ ‫مه ْق س ِ‬ ‫ب اه ْل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ُي س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫طوا إ س ِ َّ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َوأ َه ْق س ِ‬ ‫عه ْد س ِ‬ ‫ما س ِباه ْل َ‬ ‫حوا َبه ْيَنُه َ‬ ‫صس ِل ُ‬ ‫َفَأ ه ْ‬ ‫ولقد ذكر رسول ا ‪ r‬اما كان في الجاهلية امن هذا المعنى وهو حلف‬ ‫الفضول بكل وخير وقال ‪ r‬عنه‪) :‬لقد شهدت في بيت عبد ا بن جدعان‬ ‫حلفا اما أحب أن لي به حمر النعم( ثم قال‪) :‬ولو سئلت به في السلم‬ ‫لجبت(‪.‬‬

‫أين وخطوات زعماء هذا العصر امن هذه الخطوات؟‬


‫وبعد ‪ :‬فأين وخطوات زعماء هذا العصر وساسنته وعلمائه وامشرعيه‬ ‫وفلسفنته امن هذه النظرات واماذا صنعوا لقرار السلم على الرض وقد‬ ‫شهدت الدنيا في ربع قرن حربين عالمينتين طاحننتين أكلنتا الوخضر واليابس‬ ‫وقاامت بعد الحرب الولى "عصبة الامم" لقرار السلم فكنتب لها أن تموت‬ ‫قبل أن تولد ‪ ،‬ووأدها الذين شهدوا امولدها ‪ ،‬بالهواء السياسية والطماع‬ ‫السنتعمارية فلم تسنتطع أن تعالج قضية واحدة امن قضايا الخلف بين‬ ‫الامم النتي اشنتركت فيها ووقعت اميثاقها ‪ ،‬ولم تلبث إل ريثما تهيأت الم‬ ‫والشعوب للحرب امن جديد ‪ ،‬وقيل إن سبب فشلها وخلو اميثاقها امن النص‬ ‫على العقوبة العسكرية للمخالفين‪.‬‬ ‫وعقب الحرب العالمية الثانية قاامت هيئة الامم المنتحدة وأنشئ امجلس‬ ‫الامن واسنتكمل النقص النتشريعي في بناء عصبة الامم الموءودة وامضى‬ ‫على ذلك وقت طويل ‪ ،‬ول زال الخلف يشنتد أثره ويقوى امظهره ‪ ,‬ولم‬ ‫تنجح الهيئة ول المجلس إلى الن في علج قضية أو تسوية وخلف ‪ ,‬وليس‬ ‫وراء ذلك إل الحرب الثالثة‪.‬‬ ‫وليس امعنى الحرب الثالثة شيئا إل فناء الرض وامن عليها فنحن في عصر‬ ‫القنبلة الذرية‪.‬‬ ‫فهل تفيء النسانية الحيرى إلى ا؟ ‪..‬وتنتلقى دروس السلم قلبيا ونظريا‬ ‫وعمليا عن السلم؟‪ ..‬دين المرحمة ودين السلم‪...‬‬

‫طَفى‬ ‫ص َ‬ ‫ه اَّلس ِذينَ ا ه ْ‬ ‫عَباس ِد س ِ‬ ‫عَلى س ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫مُد للس ِه ‪َ ....‬و َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ل اه ْل َ‬ ‫ُق س ِ‬ ‫ن؟؟‬ ‫شس ِرُكو َ‬ ‫وخه ْي ٌر أ َ​َّاما ُي ه ْ‬ ‫ءآللُه َ‬ ‫حسـن البنتّــا‬


‫تربية النشئ‬ ‫نص المحاضرة النتي ألقاها الامام حسن البنـا في جمعية الشبان المسلمين‬ ‫عام ‪1927‬م‬ ‫أثر النتربية في حياة الفراد والامم‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫س ِبســ س ِ‬ ‫أيها السادة‪:‬‬ ‫أرأينتم بقعة امن أديم الرض أهملت فأنبنتت الشوك والسعدان وصارت قفرا‬ ‫بورا ل تنبت زرعا ول تمسك اماء‪ ..‬وأوخرى تعهدها زارع اماهر بالصلح‬ ‫والحر ث فإذا هي جنة يانعة تنبت امن كل زوج بهيج ‪ ..‬ذلك امثل الفراد‬ ‫والامم إذا أهملها رجال النتربية ولم يعنوا بوسائل إصلحها ورقيها ‪ ،‬وهذا‬ ‫امثلها إذا قااموا عليها بالرعاية وساروا بها إلى غاية ‪ ..‬فالنتربية الصحيحة تهيئ‬ ‫الفرد للعيشة الكااملة وتصل بجسمه وروحه إلى الكمال النساني وترشده‬ ‫إلى حقوقه وواجباته وهي لهذا أكبر امؤثر في حياة الامم ‪ ،‬وعليها ينتوقف‬ ‫امقنتبلها وعنها تننتج عظمنتها وسقوطها‪ ..‬في الكون كل وسائل السعادة للبشر‬ ‫أودعها ا فيه يوم أبدعه ول ينقص الناس إل أن ينتعرفوا هذه الوسائل‬ ‫ويهنتدوا إلى الطريق الموصل إلى اسنتثمارها على وجهها ليحيوا حياة طيبة‬ ‫في الدنيا والوخرة‪.‬‬ ‫علمت ذلك الامم الحديثة ‪ ،‬فكان أول اما تهنتم له في امناهجها الصلحية‬ ‫النتربية تحديد غاينتها وتعرف أقرب الوسائل للوصول إلى هذه الغاية ‪ ..‬أراد‬ ‫فردريك الكبر امصلح بروسيا العظيم أن يصل بأامنته إلى أوج العظمة فوجد‬ ‫أن أقرب الوسائل لذلك إصلح النتربية بإصلح أهم وسائلها وهي المدارس‬ ‫فأصدر قوانينه المدرسية العاامة في سنة ‪ 1763‬اميلدية ‪..‬‬ ‫وهنا يحسن أن أذكر حضرتكم بأن النتربية أامر يشمل كل المؤثرات في حياة‬ ‫الشخص وأن النتعليم وسيلة امن وسائل النتربية فقط ‪ ،‬ولما كان أهم وسائلها‬ ‫كان امرادفا لها في أذهان كثيرين ‪ ،‬فنحن حينما نقول النتربية نقصد بها ذلك‬


‫المعنى العم الذي يشمل النتعليم وغيره امن وسائلها وقد ذكر الباحثون في‬ ‫حياة الم أن السر في نشاط النجليز وعظمنتهم اما اوخنتطوه لنفسهم امن‬ ‫طرق النتربية الصحيحة بفضل رجالهم المربين أامثال سبنسر وهكسلي‬ ‫وتشارلس إليوت وغيرهم امن القداماء والمحدثين‪..‬‬ ‫وهذا إدامون ديمولن العالم الجنتماعي الفرنسي العظيم يهيب بأامنته أن‬ ‫تفكر في سبيل إصلح النتربية امعنتقدا أن نقص النتربية وفسادها هو السبب‬ ‫الول في كل اما يعرض للامة امن اللم والزامات ‪ ،‬وأن في إصلح النتربية‬ ‫وتكميلها علج كل ذلك واما أبعد نظر ذلك الطبيب الذي ترك الطب واشنتغل‬ ‫بأامور النتربية وامعالجة امسائلها ‪ ،‬فلما سئل عن ذلك كان جوابه‪) :‬وجدت‬ ‫بالسنتقراء الدقيق أن امعظم أسباب العلل النسانية الجسمية والنفسية‬ ‫يرجع إلى نقص في النتربية فبآثرت أن أسنتأصل الداء امن جذوره باسنتئصال‬ ‫سببه الول على أن أقضي الوقت في علج اما ينجم عن هذا السبب‬ ‫والوقاية وخير امن العلج ول أشك أني بذلك أقوم بخدامة أعظم للنسانية‬ ‫بقدر اما بين طب الامم وطب الفراد(‪.‬‬ ‫وقديما قال الامام الغزالي‪) :‬وكما أن البدن في البنتداء ل يخلق كاامل وإنما‬ ‫يكمل ويقوى بالنشوء والنتربية بالغذاء فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة‬ ‫للكمال وإنما تكمل بالنتربية وتهذيب الوخلق والنتغذية بالعلم ‪ ...‬والصبي‬ ‫امهما أهمل في ابنتداء نشوئه وخرج في الغلب رديء الوخلق كذابا حسودا‬ ‫سروقا نمااما لحوحا ذا فضول وضحك وكياد وامجانة وإنما يحفظ عن جميع‬ ‫ذلك بحسن النتأديب(‪.‬‬ ‫وامن ذلك أيها السادة ترون أن النتبعة الملقاة على عاتق المربين عظيمة إذ‬ ‫أن بيدهم تشكيل نفسية الامة ورسم حياتها المسنتقبلة‪.‬‬ ‫غاية النتربية النتي نرجوها لامنتنا‬ ‫يجب أن نحدد غاينتنا امن تربية النشء تحديدا دقيقا واضحا حنتى يمكننا‬ ‫امعرفة الوسائل المؤدية إلى هذه الغاية واما لم نحدد الغاية فإننا نسير‬


‫بالامة على غير هدى ‪ ..‬ويجب أن تكون هذه الغاية شااملة وامشنتركة امرضية‬ ‫حنتى تنتوجه إليها الامة كنتلة واحدة فإن تعدد الغايات في الامة‬ ‫الناشئة وبخاصة في بدء نهوضها يؤدي إلى تفريق القوى وتوزيع الجهود ‪،‬‬ ‫فل تصل الامة إلى القصد إل بعناء وبعد زامن ‪..‬‬ ‫وقد اوخنتلف المربون في غاية النتربية النسانية اوخنتلفا كبيرا فمنهم امن جعلها‬ ‫السعادة ‪ ،‬ولكل في السعادة نفسها امذهب وخا ص ‪ ,‬وامنهم امن جعلها‬ ‫الرتزاق ‪ ,‬وامنهم امن جعلها روحية امحضة ‪ ،‬وامنهم امن جعلها الفضيلة‬ ‫والكمال ‪ ،‬وامنهم امن جعلها العيشة النتاامة‪ ..‬إلى غير ذلك امن الغايات النتي‬ ‫كان يننتزعها أصحابها امن امسنتلزامات عصورهم وامن روح النتفكير النتي تسود‬ ‫تلك العصور واوخنتلفت تبعا لنتلك الوسائل وإن كان المربون قديما وحديثا‬ ‫أجمعوا على وجوب العناية بالغاية الدينية‪.‬‬ ‫ولسنا بصدد امناقشة هذه الغايات وبيان الولى امنها بالعناية والرعاية ‪،‬‬ ‫ولكن الذي يعنينا أن نحدد غاينتنا نحن تلك الغاية النتي يجب أن تنتوجه إليها‬ ‫جهود الامم السلامية في هذا العصر بعد اللمام بكل اما يحيط بها امن‬ ‫الظروف السياسية والجنتماعية والفكرية وغيرها ‪..‬‬ ‫وكأننا برأس الموضوع نفسه يملى علينا هذه الغاية ويلخصها في أنها‪.. :‬حب‬ ‫السلم والنتمسك ببآدابه والغيرة عليه‪.‬‬ ‫وبما أن هذا الدين يأامر بالعناية بالشئون الدنيوية ويحث على السبق والنتبريز‬ ‫ك ُ‬ ‫ا‬ ‫ما آَتا َ‬ ‫غ س ِفي َ‬ ‫فيها امع عدم إغفال أامر الوخرة على حد قوله تعالى‪َ) :‬واه ْبَنت س ِ‬ ‫ن ال ُّده ْنَيا( )القصص‪ , (77:‬وعلى حد قوله‬ ‫ك س ِام َ‬ ‫صيَب َ‬ ‫س َن س ِ‬ ‫ة َول َته ْن َ‬ ‫وخَر َ‬ ‫الَّداَر ال س ِ‬ ‫طِّيَبم ًة( )النحل‪. (97:‬‬ ‫ة َ‬ ‫حَيا م ً‬ ‫حس ِيَيَّنُه َ‬ ‫تعالى‪َ) :‬فَلُن ه ْ‬ ‫فليست النتربية السلامية تربية دنيوية عملية كما كانت عند اليونان امثل ‪،‬‬ ‫وليست دينية امحضة كما كانت عند السرائيليين قديما ‪ ،‬وإنما هي جماع‬ ‫بينهما ‪ ,‬كما امدح جرير عمر بن عبد العزيز‪:‬‬ ‫فل هو في الدنيا امضيع نصيبه‬

‫ول عرض الدنيا عن الدين شاغله‬

‫ونزيد ذلك تفصيل فنقول‪ :‬غاية النتربية المقصودة‪:‬‬


‫ا ‪ -‬تحبيب السلم إلى النفوس والغيرة عليه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تهيئة السبيل للنجاح في الحياة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الدفاع عن المصلحة الدينية والدنيوية وتنمية الشعور بالغيرة‬ ‫وإذن فما الوسائل النتي تؤدينا إلى هذه الغاية؟‬ ‫وسائل إصلح النتربية السلامية‬ ‫ف على إصلح هذه‬ ‫ينتأثر الناشئ في حياته بعواامل كثيرة وإصلح تربينته وق ٌ‬ ‫المؤثرات وتوجيهها نحو الغاية الخاصة‪ .‬وأهم هذه المؤثرات‪ :‬المنزل ‪،‬‬ ‫والمدرسة ‪ ،‬والبيئة‪.‬‬ ‫المنــزل‬ ‫الطفل أول اما يرى امن الوجود امنزله وذويه فنترتسم في ذهنه أول صور‬ ‫الحياة امما يراه امن حالهم وطرق امعيشنتهم ‪ ،‬فنتنتشكل نفسه المرنة القابلة‬ ‫لكل شئ المنفعلة بكل أثر بشكل هذه البيئة‬ ‫أولى ‪ ،‬لقول الامام الغزالي‪) :‬الصبي أامانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة‬ ‫ساذجة وخالية امن كل نقش وصورة وهو قابل لكل اما نقش وامائل إلى كل‬ ‫عتّود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والوخرة‬ ‫اما يمال به إليه فإن ُ‬ ‫عتّود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي‬ ‫أبواه وكل امعلم له وامؤدب ‪ ،‬وإن ُ‬ ‫وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له(‪.‬‬ ‫ويقول رسول ا صلى ا عليه وسلم‪) :‬كل امولود يولد عليه الفطرة وإنما‬ ‫أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه(‬ ‫وإلى هذا أشار أبو العلء في قوله‪:‬‬ ‫وينشأ ناشئ الفنتيـان امنـا‬ ‫اما دان الفنتى بحجي ولكن‬

‫على اما كان عوده أبوه‬ ‫يعوده النتديـن أقربوه‬

‫وإذا كان للمنزل كل هذا الثر في حياة الطفل وجب ـ تحقيقا للغاية السالفة‬ ‫ـ أن يحاط بكل اما يغرس في نفسه روح الدين والفضيلة ‪ ،‬وأهم الوسائل‬ ‫في إصلح المنزل‪:‬‬


‫أول ـنترقية تعليم المرأة عندنا وتزويدها في المدارس بالقدر الوافر امن‬ ‫الدين والخلق وإفساح المجال في امناهج دراسة البنات للبحو ث البينتية‬ ‫وتراجم فضليات النساء اللتي كن امضرب المثل في الخلق الفاضل في‬ ‫زامنهم كنسيبة بنت كعب ‪ ,‬وأسماء بنت أبي بكر ‪ ,‬وصفية بنت عبد المطلب ‪,‬‬ ‫ووخولة بنت الزور ‪ ,‬وسكينة بنت الحسين وغيرهن كثير‪..‬‬ ‫فالم امدرسة إذا هذبنتها‬

‫أوخرجت شعبا طيب العراق‬

‫أاما أن تسنتمر امناهج تعليم البنات عندنا كما هي عليه الن فنتعني بالكمالي‬ ‫والضار وتنترك الضروري والنافع فهذا امما ل يبشر بحياة طيبة للنشء‬ ‫السلامي ‪..‬‬ ‫تدرس البنت في امدارسنا الموسيقى واللغة الجنبية والهندسة الفراغية‬ ‫والقانون الن ‪ ،‬ثم هي ل تعلم شيئا عن تربية الطفل ول تدبير الصحة ول‬ ‫عالم النفس ول الدين والخلق ول تدبير المنزلي!!‪ ..‬فأي امنهج هذا وإلى أي‬ ‫غاية يوصل ؟! ‪..‬‬ ‫امن لي بنتربية البنات فإنها‬

‫في الشرق علة ذلك الوخفاق‬

‫والم إذا صلحت فاننتظر امن ابنها أن يكون رجل بكل امعنى كلمة الرجولة‬ ‫وأنت إذا اسنتقرأت تاريخ العظماء وجدت أن السر في عظمة الكثيرين امنهم‬ ‫اما بثنته فيه الم امن المبادئ الصالحة القويمة بحكم اللبان والنتلقين ‪ ..‬واما‬ ‫كان على بن أبى طالب كرم ا وجهه في حبه للحق وغيرته عليه وامناصرته‬ ‫للرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ول امعاوية في حلمه ودهائه ‪ ،‬ول عبد ا‬ ‫بن الزبير في شجاعة نفسه ‪ ،‬ول الزبير نفسه في ذلك إل سرا امن أسرار‬ ‫فاطمة بنت أسد ‪ ،‬وصفية ابنة عبد المطلب ‪ ،‬وأسماء بنت أبى بكر ‪ ،‬وهند‬ ‫بنت عنتبة‪.‬‬ ‫ولئن كان الولد سر أبيه ‪ ،‬فكل إناء ينضح بما فيه ‪..‬‬ ‫وحري بمن يسمع في امهده لول عهده بالحياة ـ ترنيمة أامه‪:‬‬ ‫ثكلت نفسي وثكلت بكري‬

‫إن لم يسد فهـرا وغير فهـر‬


‫بالحسب العـتّد وبذل الوفر‬

‫حنتى يوارى في ضريح القبر‬

‫أن يكون سيدا تنتفجر الحكمة امن جنبيه ‪ ،‬وتنطوي السيادة في برديه ‪ ،‬كما‬ ‫كان عبد ا بن عباس بنتأثير أامه أم الفضل بنت الحار ث الهللية‪.‬‬ ‫وحري بمن يطرق سمعه لول امرة تلك الغاني الخليعة والنترنيمات الغثة‬ ‫النتي يداعب بها أامهات هذا العصر أبناءهن أن ينشأ اماجنا وخليعا فاتر الهمة‬ ‫ضعيف النفس ‪..‬‬ ‫الم أسنتاذ العالم والمرأة النتي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها ‪ ،‬فلجل‬ ‫أن نصلح المنزل يجب أن نصلح الم النتي هي روحه وقواامه‪..‬‬ ‫ثانيا ـأن يحر ص البوان على أن يكونا وخير قدوة لبنهما في احنترام شعائر‬ ‫الدين والمسارعة إلى أداء فرائضه وبخاصة أاماامه وعند حضوره يؤدون‬ ‫الصلة ويقصون عليه امن نبإ الصالحين ‪ ،‬فأيقظ غرائزه في هذه السن‬ ‫غريزة النتقليد ‪ ،‬والمثل العلى أاماامه أبواه وامن يحيط به امن ذويه ‪ ،‬فعليهم‬ ‫أن يكونوا كما كنتب عمر بن عنتبة لمؤدب ولده‪) :‬ليكن أول إصلحك لولدي‬ ‫إصلحك لنفسك فإن عيونهم امعقودة بعينك فالحسن عندهم اما صنعت‬ ‫والقبيح عندهم اما تركت(‪.‬‬ ‫ثالثا ـأن يضع كل امن الوالدين نصب عينه أن يشبع أبناءه بروح الدين‬ ‫والشعور السلامي في كل الفر ص المناسبة ينتحد ث إليهم عن عظمنته‬ ‫ورجاله وفائدته وأسراره ‪ ،‬ويصطحبهم إلى المساجد والمننتديات الدينية‬ ‫ويشعرهم المخافة امن ا تعالى وهيبنته باسنتخل ص العبر امن الحواد ث ‪،‬‬ ‫وأن يعنى بنتحفيظهم شيئا امن كلم ا وكلم رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪.‬‬


‫رابعا ـأن يحول البوان دون تسرب الكنتب الهازلة والصحف الماجنة إلى‬ ‫ابنهما ل بالمنع والنتهديد فإن ذلك امما يزيد شغفه بها وإقباله عليها ولكن‬ ‫بصرفه إلى كنتب نافعة امغرية وإثارة الميل فيه إلى هذه الناحية الصالحة‪..‬‬ ‫وهنا أذكر شدة حاجنتنا إلى كنتب في القصص العام السلامي للطفال‬ ‫تجمع بين تشويقهم إلى المطالعة واملءامنتها لمداركهم وقواهم العقلية‬ ‫وتزويدهم بالشعور السلامي ‪ ،‬والقصص السلامي غني بذلك امن سير‬ ‫الصحابة والنتابعين وأامثالهم رضوان ا عليهم‪..‬‬ ‫وأذكر كذلك ضرورة احنتواء المنزل على امكنتبة امهما كانت يسيرة إل أن كنتبها‬ ‫تخنتار امن كنتب النتاريخ السلامي وتراجم السلف وكنتب الوخلق والحكم‬ ‫والرحلت السلامية والفنتوح ونحوها‪ ..‬ولئن كانت صيدلية المنزل ضرورية‬ ‫لدواء الجسام ‪ ،‬فالمكنتبة السلامية في المنزل ضرورية لصلح العقول‪..‬‬ ‫واما أجمل أن أذكر هنا قول سعد بن أبى وقا ص رضي ا عنه‪) :‬إننا لنرتّوي‬ ‫أبناءنا امغازي رسول ا صلى ا عليه وسلم كما نرتّويهم السورة امن‬ ‫القرآن(‬ ‫أاما واجب جمعيات الشبان المسلمين في ذلك فهو إيجاد هذه الروح في‬ ‫الشعوب السلامية وتشجيعها بكل وسائل الامكان ‪ ،‬وامن هذه الوسائل‪:‬‬ ‫‪ - 1‬درس نظام المنازل والسر السلامية لنتعرف أوجه النقص وأسبابه‬ ‫وأوجه الكمال ووسائلها وذلك امن برناامج اللجنة الجنتماعية النتي نصت عليها‬ ‫اللئحة الداوخلية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حمل العضاء أول على ذلك وإقناعهم بأن هذا امن أهم الغراض النتي‬ ‫ترامي إليها الجمعية والنتي تؤدي إلى تكوين نشء إسلامي فاضل ‪ ،‬ثم هم‬ ‫بعد ذلك يقوامون بدعوة غيرهم‪ - 3 .‬الكثار امن المحاضرات في شئون‬ ‫السرة والطفل وتوزيع النشرات لنترويج هذه الدعاية‪.‬‬


‫‪ - 4‬تأليف اللجان لنتصنيف الكنتب القصصية اللزامة لخلق هذه الروح في‬ ‫نفوس الطفال ‪ ،‬وفي الجمعيات بحمد ا امن يمكنهم ذلك بسهولة لو‬ ‫وجهوا له شيئا امن عناياتهم ووهبوا له جزا امن أوقاتهم وهو امن واجب‬ ‫اللجنة العلمية المذكورة في اللئحة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ امطالبة الوزارة بإصلح امناهج تعليم البنات وامدارس المعلمات والكثار‬ ‫امن النتعليم الديني وتراجم شهيرات النساء المسلمات ونحو ذلك امما ينتصل‬ ‫به والهنتمام بهذا الامر اهنتمااما ينتناسب امع جليل وخطره‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ إنشاء امدارس لنتعليم البنات وهذا يكون طبعا بعد أن يشنتد ساعد‬ ‫الجمعيات ويقوى ‪ ،‬وتجد المعاونة امن أغنياء الامة وسراتهم‪.‬‬ ‫وأراني هنا امضطرا إلى القول بأن جمعيات الشبان المسلمين لم تحقق‬ ‫هذه الغاية إلى الحد المأامول امنها ‪ ،‬ولهذا يرجع ذلك إلى أنها في بدء‬ ‫النتكوين وإلى أن امالينتها امحدودة ل تنتسع لذلك إل أن الواجب أن تهنتم بكل‬ ‫وسيلة اممكنة حنتى تنتمكن في النهاية امن كل الوسائل‪ ..‬وا ولي النتوفيق‪.‬‬ ‫المدرســة‬ ‫وهي العاامل الثاني امن عواامل النتربية وهو أهمها وأبلغها أثرا في حياة‬ ‫الطفل إذ تقوم بالقسم العظم امن تربينته وهو النتعليم والثقافة العقلية ‪،‬‬ ‫فيجب أن نوجه إليها العناية بالصلح حنتى تؤدي إلى الغاية المنشودة‪.‬‬ ‫وإذا قلنا المدرسة فإنما نعنى أامرين امهمين ل يفنترق أحدهما عن الوخر‪:‬‬ ‫أولهما‪ :‬امناهج النتعليم النتي هي بمثابة الغذاء العقلي للنتلميذ‪..‬‬ ‫والثاني‪ :‬المعلم الذي يقوم بنتوصيل هذا النداء إلى العقل‪..‬‬ ‫ولصلح المدرسة يجب العناية النتاامة بإصلح هذين‪..‬‬ ‫ولصلح المعلم عدة وسائل‪:‬‬ ‫أيسرها وأقربها إلى النتحقيق امطالبة الوزارة بإصلح امناهج امدارس‬ ‫المعلمين بأنواعها وجعلها غنية بالنتعليم الديني والنتاريخ السلامي وفلسفة‬ ‫العقائد وأسرار النتشريع ونحو ذلك‪..‬‬


‫يلي هذه الوسيلة أن تقوم جمعيات الشبان المسلمين بفنتح فصول ليلية‬ ‫وفى الجازات الطويلة كإجازة الصيف امثل لمن يحب امن المعلمين وطلبة‬ ‫امدارس المعلمين امن العضاء وغيرهم أن يدرس فيها هذه المواد على‬ ‫أيدي كبار حضرات العضاء المسنتطيعين لذلك‪.‬‬ ‫يلي هذه الوسيلة وسيلة أوخرى تحول دونها عقبات كثيرة وتغنى عنها الوسيلة‬ ‫الولى إذا تحققت‪ ..‬ذلك أن تقوم جمعيات الشبان المسلمين بإنشاء‬ ‫امدارس لنتخريج امعلمي الدين والوخلق واللغة العربية ‪ ،‬والعقبات النتي‬ ‫تحول دون ذلك قلة المال وعدم اعنتراف الحكوامة بإجازات هذه المدارس‬ ‫وشهاداتها وحينئذ يكون هذا النوع امن المعلمين قاصرا على امدارس‬ ‫جمعيات الشبان على اوخنتلف أنواعها‪..‬‬ ‫ويذكرني ذلك نظام اليسوعيين في امبدأ أامرهم ‪ ...‬فقد تألفت جمعياتهم‬ ‫لنصرة البابا ‪ ،‬وبث الكثلكة في النفوس ‪ ،‬ورأوا أن وخير وسيلة لذلك هي‬ ‫إصلح النتعليم فأنشأوا امدارسهم على طبقات امخنتلفة‪ :‬امنها البنتدائي‬ ‫والثانوي والعالي ‪ ,‬بهذين كان جل اعنتنائهم ‪ ,‬وانفصلوا عن كل نظام للنتعليم‬ ‫إذ ذاك امنفردين بنظم إدارية وفنية وخاصة ‪ ،‬واضطرهم ذلك إلى تكوين‬ ‫امعلمي هذه المدارس تكوينا وخاصا يننتج اما ترامي إليه جماعاتهم امن‬ ‫الغايات‪..‬‬ ‫وقد لقوا في امبدأ أامرهم نجاحا عظيما ‪ ،‬وكانت امدارسهم تعد بالمئين ‪ ،‬ول‬ ‫تزال آثارهم في الجهاد لدعوتهم باقية إلى الن‪.‬‬ ‫فإذا لم توافق الحكوامة على العناية بالنتعليم الديني في امدارسها طبق اما‬ ‫تريد جمعيات الشبان وطبق اما يننتج الغاية السلامية المطلوبة ‪ ،‬وتمكنت‬ ‫جمعيات الشبان امن سلوك هذا الطريق السنتقللي في شئون النتعليم فإنها‬ ‫تكون أبرك وأنفع وخطوة ينتيمن بها العالم السلامي ويرجو امن ورائها الفنتح‬ ‫والظفر والرجوع إلى حظيرة دينه القويم‪..‬‬ ‫وقريب امن هذه الفكرة اما كان امن إنشاء جماعة المصلحين في عهد‬ ‫السنتاذ الامام رحمه ا لمدرسة دار الدعوة والرشاد ‪ ،‬فقد كانت الغاية‬


‫امنها تخريج امعلمين يعظون الشعب ويرشدونه امسنتقلين عن سلطة‬ ‫الحكوامة والقيود الرسمية ‪ ،‬فأاماتها البخل امن ناحية ووخمود الهمم وضعف‬ ‫الثبات امن ناحية أوخري ‪ ،‬ولسنا نريد بذلك أن ننتعرض ـ لنها حققت الغاية أو‬ ‫لم تحقق ـ فليس هذا امن قصدنا على أنها لم تطل امدتها حنتى ينتمكن‬ ‫الباحث امن الحكم ‪ ،‬ولكن الذي نريد أن نصل إليه أن فكرة السنتقلل‬ ‫بالنتعليم عن النظام الحكوامي فكرة وخاامرت الكثيرين امن زعماء الصلح‬ ‫فليس بدعا أن نعرض لها اليوم وقد تكون الظروف الن أشد املءامة لهذه‬ ‫الغاية امن ذي قبل‪..‬‬ ‫فهل تنتمكن جمعيات الشبان المسلمين امن سلوك هذا السبيل؟ عجزت أل‬ ‫تحاول فكرة تخصيص المعلمين وطلبة المعلمين والوعاظ بفصول ينتزودون‬ ‫فيها بالعلوم السلامية النتي تعينهم على تحقيق الغاية؟ وهل تعجز امع ذلك‬ ‫عن السعي لدى ولة الامور في إصلح امناهج النتعليم وبخاصة في امصر لما‬ ‫فيها امن حركة الصلح العلمي السانحة؟‬ ‫نظنها ل تعجز عن هذين ‪ ،‬ونأامل أن نراها في سبيل تحقيقها قريبا‪..‬‬ ‫كل اما تقدم سقناه بمناسبة وجوب إصلح المعلم الذي هو نصف المدرسة ‪..‬‬ ‫أاما إصلح المنهج وهو النصف الثاني فيجب أن يقرن بنتوفير الحصص الكافية‬ ‫لفروع الدين امن الفقه وأسراره والعقائد وأدلنتها والنتاريخ السلامي والسيرة‬ ‫واللغة العربية إذ هي وسيلة فهم القرآن وتدبره وهو أساس هذا الدين‬ ‫وروحه وإظهار العناية بهذه المادة عناية ظاهرة وجعلها امادة أساسية‪.‬‬ ‫فإذا كانت المدارس امسنتقلة عن المدارس الحكوامية أضيف إلى هذا المواد‬ ‫امواد المنهج الحكوامي حنتى تحقق بذلك أامل النتلميذ في النتقدم إلى‬ ‫الشهادات الرسمية ‪ ،‬ويكون امثلها في ذلك امثل امدارس النتبشير النتي تباري‬ ‫امدارس الحكوامة في العلوم الرسمية بعد حذف امال لزوم له امنها ‪ ،‬وتحقق‬ ‫امع هذا غاينتها الدينية بإجبار النتلاميذ على دراسة الدين والقيام بشعائره‪...‬‬ ‫ولما كان للروح العام أبلغ الثر في نفس الطفل وتكوينه الخلقي ول سيما‬ ‫في المدارس البنتدائية والسنوات الولى امن الثانوي حيث يغلب على الناشئ‬


‫النتقليد ‪ ،‬وجب أن يكون هذا الروح دينيا فاضل ‪ ،‬ووسائل ذلك‪ :‬أن يكون‬ ‫الهنتمام بالدين واحنتراامه وتشجيع امن يبدو عليهم حبه والعمل به شعار كل‬ ‫اموظفي المدرسة امن إداريين وفنيين ‪ ،‬وإشعار النتلاميذ بذلك ‪ ,‬وإلزاامهم أداء‬ ‫الفروض بدار المدرسة ‪ ,‬وإعداد امسجد وخا ص بهم تقام به الشعائر كالذان‬ ‫والقاامة يقوم بها النتلاميذ أنفسهم ‪ ،‬ويقابلها أساتذتهم بالامنتثال والحنترام‬ ‫والخشوع ‪ ،‬فيشب النتلميذ على ذلك ويقلدهم فيه‪.‬‬ ‫بعد هذا يمكننا أن ننتصور المدرسة النتي ننشدها في النتعليم الولي أو‬ ‫البنتدائي امدرسة كااملة المعدات على طراز أبنية المدارس الاميرية ‪ ،‬يلحق‬ ‫بها امسجد ينتناسب امع عددها وأهمينتها وظروفها الخاصة ‪ ،‬تدرس فيها المواد‬ ‫الرسمية زائدا عليها الدين وتوابعه يقوم بنتدريس ذلك امعلم وامدير على قدم‬ ‫في الدين والوخلق وضلعة في علوامها والنتمسك ببآدابها يسودها روح عام‬ ‫ديني فاضل‪..‬‬ ‫وامثل ذلك قل في المدارس الثانوية والعالية والفنية والصناعية ونحوها امع‬ ‫امراعاة الغاية الوخرى في كل‪..‬‬ ‫أاما الذي يقوم بالشراف العام على هذه المدارس فهي جمعيات الشبان‬ ‫المسلمين طبعا ‪ ،‬والحذر امن أن تنتحول الغاية تدريجا وينتغلب العرف والنتيار‬ ‫العادي على هذه المدارس المنشأة لغاية وخاصة فنتجاري غيرها ويضيع‬ ‫المقصد امن إنشائها‪..‬‬ ‫فهذه "الجمعية الخيرية السلامية" كان القصد الول امن إنشاء امدارسها‬ ‫تحقيق هذه الغاية بنصها وبنتوالي الزامان والدارات أصبحت الن ول فرق‬ ‫بينها وبين المدارس الحكوامية واندثر ذلك المقصد الشريف الذي امن أجله‬ ‫أنشئت هذه المدارس وله ألفت الجمعية وعليه أسست ‪ ،‬والزامن قتّلب ‪ ،‬ول‬ ‫يلدغ المؤامن امن جحر امرتين‪..‬‬ ‫وأاما إذا لم تنتمكن الجمعية امن هذا فل أقل امن أن تبذل الجهد لدى‬ ‫الحكوامات وجمعيات النتعليم في تحقيق هذه الوسائل بعضها أو كلها على‬ ‫قدر الممكن ‪ ،‬ويكون ذلك جهد المقل وحيلة العاجز والامر بيد ا ويسرنا‬


‫أن نرى فرع السكندرية يعلن عن فنتح فصول جديدة للنتلاميذ في عطلة‬ ‫الصيف ونرجو أن يكون المهم لديه اننتهاز هذه الفرصة في تشجيع الروح‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫وكذلك أنشأ بعض فروع فلسطين امكاتب وامدارس للنتعليم الديني فكانت‬ ‫وخطوة نرجو أن تسنتمر في طريق الرقي والكثرة والنتشجيع‪..‬‬ ‫البيئـة‬ ‫وهي العاامل الثالث امن عواامل النتربية ويجب أن نعني بشأنها لما لها امن‬ ‫عظيم الثر في نفس الطفل ووخلقه كذلك ‪ ,‬وتشمل البيئة‪:‬‬

‫‪ -1‬الوخوان والصدقاء‪:‬‬ ‫يجب أن نرشد الناشئ إلى امصاحبة الوخيار ونبين له فضيلة ذلك ونزعه ‪،‬‬ ‫ونحول بينه وبين امخالطة الشرار امع شرح اما يسنتهدف له امن الخطر إذا‬ ‫صاحبهم وعرف بصداقنتهم ‪ ،‬وعلينا أن نفهم الباء ذلك بالنشرات‬ ‫والمحاضرات والرشادات وبكل وسيلة اممكنة ‪ ..‬وقد أرشد الرسول صلي‬ ‫ا عليه وسلم إلي ذلك بحديثه المشهور‪) :‬امثل الجليس الصالح والجليس‬ ‫السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد‪ :‬ل يعدامك امن صاحب المسك إاما‬ ‫أن تشنتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بينتك أو ثوبك أو تجد امنه ريحا‬ ‫وخبيثة(‪.‬‬ ‫ع اَّلس ِذينَ‬ ‫ك َام َ‬ ‫س َ‬ ‫صس ِبه ْر َنه ْف َ‬ ‫كما أرشد إليها القرآن الكريم في قول ا تعالى‪َ) :‬وا ه ْ‬ ‫م ُتس ِريُد س ِزيَنَة‬ ‫عه ْنُه ه ْ‬ ‫ك َ‬ ‫عه ْيَنا َ‬ ‫عُد َ‬ ‫جَهُه َول َت ه ْ‬ ‫ن َو ه ْ‬ ‫ي ُيس ِريُدو َ‬ ‫ش ِّ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ة َواه ْل َ‬ ‫غَدا س ِ‬ ‫م س ِباه ْل َ‬ ‫ن َرَّبُه ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫َيه ْد ُ‬ ‫ه ُفُرطا(‬ ‫ن أ َه ْامُر ُ‬ ‫ه َوَكا َ‬ ‫هَوا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن س ِذه ْكس ِرَنا َواَّتَب َ‬ ‫ع ه ْ‬ ‫غَفه ْلَنا َقه ْلَبُه َ‬ ‫ن أ َ ه ْ‬ ‫ع َام ه ْ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫ة ال ُّده ْنَيا َول ُت س ِ‬ ‫حَيا س ِ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫)الكهف‪. (28:‬‬

‫‪ -2‬الندية والمحال العموامية‪:‬‬ ‫وهذه لها عظيم الثر في نفس الناشئ ‪ ،‬فيجب أن ُيعتّرف امنها بكل اما يرشد‬ ‫إلي وخلق ديني ‪ ,‬ويبعد عن كل اما يضم امفاسد الدين والخلق كالمسارح‬


‫الهازلة والمراقص الخليعة والمقاهي الموبوءة ‪ ،‬ويرصد إلى أامثال أندية‬ ‫الجمعيات السلامية ‪..‬‬ ‫ولنادي جمعية الشبان في ذلك أثر يذكر فيشكر بما أنه يحول بين الشبان‬ ‫وبين امجالس السوء ويزودهم بما يسمعون امن عظات نافعة وامحاضرات‬ ‫قيمة وامذاكرات دقيقة وامساامرات رقيقة‪..‬‬

‫‪ -3‬الحنتفالت الدينية‪:‬‬ ‫يجب أن يصحب الناشئ ولي أامره إلى امحال هذه الحنتفالت البريئة النتي‬ ‫تنتجلى فيها امشاهد جلل السلم وروعنته كالجمعة والعيدين وحفل رأس‬ ‫السنة وذكرى الهجرة والمولد النبوي بدور الجمعيات السلامية ل بنتلك‬ ‫المهازل النتي تمثل باسم الدين في الموالد ونحوها‪..‬‬

‫وخاتمـة‬ ‫وبعد يا سادتي فهذه عواامل النتربية أو أكثرها وأهمها عالجت في هذه‬ ‫الكلمة بعض وجوه إصلحها ‪ ،‬وقد رأينا أن جمعياتنا المحبوبة قد قاامت‬ ‫ببعض الواجب في سلوك هذا الطريق ‪ ،‬إل أن المهمة شاقة وفي حاجة‬ ‫إلى جهود امنتواصلة ‪ ،‬وإلى تضحية وثبات وتقدير ‪ ،‬لما يحيط بنا امن ظروف‬ ‫تفرض علينا الدأب في العمل ‪ ،‬فأتقدم إلى حضرتكم بالرجاء الكبير أن‬ ‫نكون جميعا أعوانا عااملين على تحقيق هذه الفكرة النبيلة الساامية فكرة‬ ‫تهذيب النشء وتربينته تربية إسلامية وأن ننفذ ذلك في كل امن لنا عليهم‬ ‫ولية‪..‬‬ ‫وا حسبنا وهو نعم الوكيل‬ ‫حسـن البنتّــا‬

‫غرة رامضان ‪ 1355‬هـ‬


‫المأثورات ‪ -‬امـقـدامــات‬ ‫حيـ س ِ‬ ‫م‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫مـ س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫س ِبســ س ِ‬ ‫الحمد لله رب العالمين ‪ ,‬وصلى ا على سيدنا امحمد أفضل الذاكرين ‪،‬‬ ‫وسيد الشاكرين ‪ ،‬وإامام المرسلين ووخاتم النبيين وقائد الغر المحجلين ‪،‬‬ ‫وعلى آله وأصحابه أجمعين ‪ ،‬وامن سلك طريقهم إلى يوم الدين‪..‬‬

‫‪ - 1‬الذكر في كل حال‪:‬‬ ‫وبعد‪ :‬فاعلم يا أوخي ـ رزقني ا وإياك حسن النتوفيق ـ أن لكل إنسان غاية‬ ‫أساسية امن حياته تدور عليها أفكاره وتنتجه نحوها أعماله ‪ ،‬وتنتركز حولها‬ ‫آاماله وهى النتي يسمونها "المثل العلى" وامنتى سمت هذه الغاية وعلت‬ ‫صدرت بصورة امن الجمال الروحي ‪ ،‬وحذت به إلى الكمال دائما حنتى يأوخذ‬ ‫فيه بالنصيب الذي قدر له‪.‬‬ ‫والسلم ‪ ،‬وقد جاء لصلح نفوس البشر وتزكينتها والعلو بها إلى امننتهى‬ ‫الكمال الممكن لها ‪ ،‬أوضح للنسانية جميعا الغاية القصوى ‪ ،‬وحدا بها نحو‬ ‫المثل العلى ‪ ،‬وكان هذا المثل هو )قدس حضرة ا جل وعل( ‪ ،‬والية‬ ‫ن( )الذريات‪. (50:‬‬ ‫م س ِامه ْنُه َنس ِذير ٌ ُامس ِبي ٌ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ا إ س ِ​ِّني َل ُ‬ ‫الكريمة تقول ‪َ) :‬فس ِف ُّروا إ س َِلى س ِ‬ ‫وإذ عرفت هذا أيها الخ الكريم فل نسنتغرب بعد ‪ ,‬أن يكون المسلم ذاكرا لله‬ ‫على كل حال ‪ ،‬وأن تؤثر عن النبي ‪ r‬وهو أعرف الخلق بربه ـ تلك الصيغ‬ ‫الرائعة البليغة امن الذكر والدعاء‪.‬‬ ‫والشكر والنتسبيح والنتحميد في كل الحوال صغيرها وكبيرها وعظيمها‬ ‫وحقيرها ‪ ،‬فقد كان النبي ‪ r‬يذكر ا على كل أحواله ‪ ,‬ول تعجب إذا طالبنا‬

‫الوخوان المسلمين أن يسنتنوا بسنة نبيهم ويقنتدوا به ‪r‬‬

‫فيحفظوا هذه الذكار‬

‫سَن ٌة‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫سَو ٌ‬ ‫ا أ ُ ه ْ‬ ‫ل س ِ‬ ‫سو س ِ‬ ‫م س ِفي َر ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫ن َل ُ‬ ‫وينتقربوا بها إلى العزيز الغفار‪َ) :‬لَقه ْد َكا َ‬ ‫ا َكس ِثيرا( )الحزاب‪. (21:‬‬ ‫وخَر َوَذَكَر َ‬ ‫م ال س ِ‬ ‫ا َواه ْلَيه ْو َ‬ ‫جو َ‬ ‫ن َيه ْر ُ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س ِل َ‬


‫‪ - 2‬فضل الذكر والذاكرين‪:‬‬ ‫وقد ورد الامر بالذكر والكثار امنه وبيان فضله وفضل الذاكرين في كثير امن‬

‫آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم ‪r‬‬

‫‪ ,‬وحسبك أن كان وخاتمة‬

‫مه ْؤس ِامَنا س ِ‬ ‫ت‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫مه ْؤس ِامس ِني َ‬ ‫ت َواه ْل ُ‬ ‫ما س ِ‬ ‫سس ِل َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫مي َ‬ ‫سس ِل س ِ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ن اه ْل ُ‬ ‫المراتب في قوله تعالى‪) :‬إ س ِ َّ‬ ‫صاس ِبَرا س ِ‬ ‫ت‬ ‫ن َوال َّ‬ ‫صاس ِبس ِري َ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫صاس ِدَقا س ِ‬ ‫ن َوال َّ‬ ‫صاس ِدس ِقي َ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫ن َواه ْلَقاس ِنَنتا س ِ‬ ‫َواه ْلَقاس ِنس ِنتي َ‬ ‫ما س ِ‬ ‫ت‬ ‫صاس ِئ َ‬ ‫ن َوال َّ‬ ‫مي َ‬ ‫صاس ِئ س ِ‬ ‫ت َوال َّ‬ ‫صِّدَقا س ِ‬ ‫مَنت َ‬ ‫ن َواه ْل ُ‬ ‫صِّدس ِقي َ‬ ‫مَنت َ‬ ‫ت َواه ْل ُ‬ ‫عا س ِ‬ ‫ش َ‬ ‫خا س ِ‬ ‫ن َواه ْل َ‬ ‫عي َ‬ ‫ش س ِ‬ ‫خا س ِ‬ ‫َواه ْل َ‬ ‫ا َلُه ه ْ‬ ‫م‬ ‫عَّد ُ‬ ‫ت أَ َ‬ ‫ا َكس ِثيرا َوالَّذاس ِكَرا س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ت َوالَّذاس ِكس ِري َ‬ ‫ظا س ِ‬ ‫حاس ِف َ‬ ‫م َواه ْل َ‬ ‫جُه ه ْ‬ ‫ن ُفُرو َ‬ ‫ظي َ‬ ‫حاس ِف س ِ‬ ‫َواه ْل َ‬ ‫ظيما( )الحزاب‪. (35:‬‬ ‫ع س ِ‬ ‫جرا َ‬ ‫ة َوأ َ ه ْ‬ ‫غس ِفَر م ً‬ ‫َام ه ْ‬ ‫وقد أامر ا به المؤامنين في قوله تعالى‪َ) :‬يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذينَ آَامُنوا اه ْذُكُروا َ‬ ‫ا‬ ‫صيل م ً( )الحزاب‪. (42-41:‬‬ ‫ة َوأ َ س ِ‬ ‫كَر م ً‬ ‫ه ُب ه ْ‬ ‫حو ُ‬ ‫سِّب ُ‬ ‫س ِذه ْكرا َكس ِثيرا ‪َ ,‬و َ‬

‫وقد وردت الحاديث الكثيرة في فضل الذكر ‪ ..‬قال رسول ا ‪r‬‬

‫فيما يرويه‬

‫عن ربه )أنا عند ظن عبدي بي وأنا امعه إذا ذكرني‪ ،‬فإن ذكرني في نفسه‬ ‫ذكرته في نفسي‪ ،‬وإن ذكرني في امل ذكرته في امل وخير امنهم( امنتفق عليه‬ ‫امن حديث أبي هريرة‪.‬‬ ‫وعن عبد ا بن بسر رضي ا عنه أن رجل قال‪ :‬يا رسول ا‪ :‬إن شرائع‬ ‫السلم قد كثرت علي فأوخبرني بشيء أتشبث به ‪ ،‬قال‪) :‬ل يزال لسانك‬ ‫رطبا امن ذكر ا عز وجل(‪ .‬رواه النترامذي وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬

‫‪ - 3‬آداب الذكر‪:‬‬ ‫واعلم يا أوخي أن الذكر ليس المقصود به الذكر القولي فحسب بل إن النتوبة‬ ‫ذكر ‪ ،‬والنتفكر امن أعلى أنواع الذكر ‪ ،‬وطلب العلم ذكر ‪ ،‬وطلب الرزق إذا‬ ‫حسنت فيه النية ذكر ‪ ،‬وكل أامر راقبت فيه ربك وتذكرت نظره إليك ورقابنته‬ ‫فيه عليك ذكر ‪ ,‬ولهذا كان العارف ذاكرا على كل حالته‪.‬‬ ‫ول بد ليكون للذكر أثره في القلب امن امراعاة آدابه وإل كان امجرد ألفاظ ل‬ ‫تأثير فيها ‪ .‬وقد ذكروا له آدابا كثيرة أهمها وأولها بالرعاية‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬الخشوع والنتأدب ‪ ،‬واسنتحضار امعاني الصيغ ‪ ،‬وامحاولة النتأثر بها ‪،‬‬ ‫واملحظة امقاصدها وأغراضها‪.‬‬


‫‪ -2‬وخفض الصوت اما أامكن ذلك امع اليقظة النتاامة والهمة الكااملة حنتى ل‬ ‫يؤثر على غيره‪.‬‬ ‫ك س ِفي‬ ‫وقد أشارت الية الكريمة إلى هذه الداب فقال تعالى‪َ) :‬واه ْذُكه ْر َرَّب َ‬ ‫كنه ْ س ِامنَ‬ ‫ل َول َت ُ‬ ‫صا س ِ‬ ‫غُدِّو َوال َ‬ ‫ن اه ْلَقه ْولس ِ س ِباه ْل ُ‬ ‫جه ْهس ِر س ِام َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫وخيَفم ًة َوُدو َ‬ ‫ض ُّرعا َو س ِ‬ ‫ك َت َ‬ ‫س َ‬ ‫َنه ْف س ِ‬ ‫ن( )لعراف‪. (205:‬‬ ‫غاس ِفس ِلي َ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫‪ - 3‬اموافقة الجماعة إن كان الذكر امع جماعة فل ينتقدم عليهم ول ينتأوخر‬ ‫عنهم ول يبني على قراءتهم ‪ ،‬بل إن حضر وقد بدءوا ابنتدأ امعهم امن أول‬ ‫صيغة ثم قضى اما فاته بعد اننتهائه ‪ ،‬وإن تأوخر عنهم في أثناء القراءة قرأ اما‬ ‫فاته وأدركهم ‪ ،‬ول يبني على قراءتهم أصل ‪ ،‬لئل يكون بذلك قد حرف‬ ‫القراءة وغير الصيغ ‪ ،‬وذلك حرام اتفاقا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬النظافة في الثوب والمكان ‪ ،‬وامراعاة الاماكن المحنترامة والوقات‬ ‫المناسبة ‪ ،‬حنتى يكون ذلك أدعى إلى اجنتماع همنته ‪ ،‬وصفاء قلبه ‪ ،‬ووخلو ص‬ ‫نينته‪.‬‬ ‫‪ - 5‬النصراف في وخشوع وأدب ‪ ،‬امع اجنتناب اللغط واللهو الذي يذهب‬ ‫بفائدة الذكر وأثره‪.‬‬ ‫فإذا لحظ هذه الداب فإنه سيننتفع بما قرأ ويجد أثر ذكره حلوة في قلبه ‪،‬‬ ‫ونورا لروحه ‪ ،‬وانشراحا في صدره ‪ ،‬وفيضا امن ا ‪ ،‬إن شاء ا تعالى‪..‬‬

‫‪ - 4‬الذكر في جماعة‪:‬‬ ‫ورد في الحاديث اما يشعر باسنتحباب الجنتماع على الذكر ففي الحديث‬ ‫الذي يرويه امسلم ‪) :‬ل يقعد قوم يذكرون ا عز وجل إل حفنتهم الملئكة‬ ‫وغشينتهم الرحمة ‪ ،‬ونزلت عليهم السكينة ‪ ،‬وذكرهم ا فيمن عنده(‪.‬‬ ‫وكثيرا اما ترى في الحاديث أنه ‪ r‬وخرج على جماعة وهم يذكرون ا في‬ ‫المسجد فبشرهم ولم ينكر عليهم ‪ .‬والجماعة في الطاعات امسنتحبة في‬ ‫ذاتها ‪ ،‬ول سيما إذا ترتب عليها كثير امن الفوائد امثل ‪ :‬تبآلف القلوب ‪ ،‬وتقوية‬ ‫الروابط وقضاء الوقات فيما يفيد ‪ ،‬وتعليم الامي الذي لم يحسن النتعلم‬ ‫وإظهار شعيرة ا تعالى‪.‬‬


‫نعم إن الجماعة في الذكر تكره إذا ترتب عليها امحظور شرعي كالنتشويش‬ ‫على امصل ‪ ،‬أو لغو وضحك ‪ ،‬أو تحريف للصيغ ‪ ،‬أو بناء على قراءة غيره ‪ ،‬أو‬ ‫نحو ذلك امن المحظورات الشرعية ‪ ،‬فحينئذ تمنع الجماعة في الذكر لهذه‬ ‫المفاسد ل للجماعة في ذاتها ‪ ،‬ووخصوصا إذا كان الذكر في جماعة بالصيغ‬ ‫المأثورة الصحيحة كما في هذه الوظيفة فحبذا لو اجنتمع الوخوان على‬ ‫قراءتها صباحا وامساء في ناديهم أو في امسجد امن المساجد امع اجنتناب‬ ‫هذه المكروهات وامن فاتنته الجماعة فيها فليقرأها امنفردا ول يفرط في‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬ ‫وبعد‪ :‬فإلى الوخوان المسلمين ننتوجه بهذه الوظيفة ‪ ،‬واما هي بخاصة بهم‬ ‫ولكنها للمسلمين عاامة ‪ ،‬لعل فيها إعانة لهم على طاعة ا تبارك وتعالى ‪..‬‬ ‫وهى تقرأ صباحا امن الفجر إلى الظهر ‪ ،‬وامساء امن العصر إلى اما بعد‬ ‫العشاء فرادى وجماعة ‪ ,‬وامن فاتنته كلها فل يفوتنه بعضها حنتى ل يعنتاد‬ ‫إهمالها وتضييعها‪.‬‬ ‫والورد القرآني في الوقت المناسب ليل أو نهارا ‪ ،‬واما بعدهما امن الدعية‬ ‫والذكار يقرأ عند امناسباته‪.‬‬ ‫ونسأل ا لنا ولهم حسن النتوفيق وكمال الهداية ‪ ،‬ونسألهم أل يحرامونا‬ ‫صالح دعواتهم في الخلوة والجلوة ‪ ،‬وصلى ا على سيدنا امحمد وعلى آله‬ ‫وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫حسن البنـا‪،‬المرشد العام للوخوان المسلمين‬ ‫القسم الول ـ الوظيفة‬ ‫جي س ِ‬ ‫م‬ ‫ن التّر س ِ‬ ‫طا س ِ‬ ‫شي َ‬ ‫ن ال تّ‬ ‫م س ِام َ‬ ‫عس ِلس ِي س ِ‬ ‫ع ال َ‬ ‫مي س ِ‬ ‫س س ِ‬ ‫عوُذ س ِبالله ال َّ‬ ‫أَ ُ‬ ‫م‪,‬‬ ‫حي س ِ‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫حمـ س ِ‬ ‫ن ‪ ,‬الَّر ه ْ‬ ‫مي َ‬ ‫عاَل س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫مُد للس ِه َر ِّ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫م ‪ ,‬اه ْل َ‬ ‫حي س ِ‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫حمَـ س ِ‬ ‫ا الَّر ه ْ‬ ‫م س ِ‬ ‫س س ِ‬ ‫)س ِب ه ْ‬ ‫م‪,‬‬ ‫مسَنتس ِقي َ‬ ‫ط ال ُ‬ ‫صَرا َ‬ ‫ن ‪ ,‬اهس ِدَنــــا ال ِّ‬ ‫عي ُ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ك َن ه ْ‬ ‫عُبُد وإ س َِّيا َ‬ ‫ك َن ه ْ‬ ‫ن ‪ ,‬إ س َِّيا َ‬ ‫م الِّدي س ِ‬ ‫ك َيه ْو س ِ‬ ‫َامـس ِل س ِ‬ ‫ن( )الفاتحة(‬ ‫ضاِّلي َ‬ ‫عَليس ِهمه ْ َول َ ال َّ‬ ‫ب َ‬ ‫ضو س ِ‬ ‫مغ ُ‬ ‫غيس ِر ال َ‬ ‫م َ‬ ‫عَليس ِه ه ْ‬ ‫ت َ‬ ‫عم َ‬ ‫ن َأن َ‬ ‫ط اَّلس ِذي َ‬ ‫صَرا َ‬ ‫س ِ‬


‫ن‪,‬‬ ‫مَّنتس ِقي َ‬ ‫هم ًدى ِّله ْل ُ‬ ‫ب س ِفيس ِه ُ‬ ‫ب ل َ َره ْي َ‬ ‫كَنتا ُ‬ ‫ك اه ْل س ِ‬ ‫م ‪ ,‬الـم ‪َ ,‬ذس ِل َ‬ ‫حي س ِ‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫حمـ س ِ‬ ‫م التّلس ِه الَّر ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫)س ِب ه ْ‬ ‫ن ‪ ,‬واَّلس ِذينَ‬ ‫م ُينس ِفُقو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ما َرَزه ْقَنا ُ‬ ‫ة َوس ِام َّ‬ ‫صل َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫مو َ‬ ‫ب َوُيس ِقي ُ‬ ‫غه ْي س ِ‬ ‫ن س ِباه ْل َ‬ ‫ن ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫عَلى‬ ‫ك َ‬ ‫ن ‪ ,‬أ ُه ْوَلـس ِئ َ‬ ‫م ُيوس ِقُنو َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫وخَر س ِ‬ ‫ك َوس ِبال س ِ‬ ‫ل س ِامن َقه ْبس ِل َ‬ ‫ك َوَاما ُأنس ِز َ‬ ‫ما ُأنس ِزلَ إ س َِله ْي َ‬ ‫ن س ِب َ‬ ‫ُيه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ن( )البقرة‪. (5-1:‬‬ ‫حو َ‬ ‫مه ْفس ِل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫م َوأ ُه ْوَلـس ِئ َ‬ ‫هم ًدى ِّامن َّرِّبس ِه ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫م َّلُه َاما س ِفي ال َّ‬ ‫سَن ٌة َول َ َنه ْو ٌ‬ ‫ه س ِ‬ ‫وخُذ ُ‬ ‫م ل َ َته ْأ ُ‬ ‫ي اه ْلَق ُّيو ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ا ل َ إ س َِلـَه إ س ِل َّ ُ‬ ‫) ُ‬ ‫م َوَاما‬ ‫م َاما َبه ْينَ أ َه ْيس ِديس ِه ه ْ‬ ‫عَل ُ‬ ‫ه إ س ِل َّ س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه َي ه ْ‬ ‫عه ْنَد ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫شَف ُ‬ ‫ض َامن َذا اَّلس ِذي َي ه ْ‬ ‫َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫س ُّيُه ال َّ‬ ‫ع ُكه ْر س ِ‬ ‫س َ‬ ‫شاء َو س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫مس ِه إ س ِل َّ س ِب َ‬ ‫عه ْل س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ء ِّام ه ْ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ن س ِب َ‬ ‫طو َ‬ ‫حي ُ‬ ‫م َول َ ُي س ِ‬ ‫وخه ْلَفُه ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َقد‬ ‫ه س ِفي الِّدي س ِ‬ ‫م ‪ ,‬ل َ إ س ِه ْكَرا َ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ي اه ْل َ‬ ‫عس ِل ُّ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ما َو ُ‬ ‫ظُه َ‬ ‫حه ْف ُ‬ ‫ه س ِ‬ ‫ض َول َ َيُؤوُد ُ‬ ‫َوال َه ْر َ‬ ‫س َ‬ ‫ك‬ ‫م َ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ت َوُيه ْؤس ِامن س ِباللس ِه َفَقس ِد ا ه ْ‬ ‫غو س ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫كُفه ْر س ِبال َّ‬ ‫ن َي ه ْ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ي َف َ‬ ‫غ ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫شُد س ِام َ‬ ‫ن ال ُّر ه ْ‬ ‫َّتَبَّي َ‬ ‫ن آَامُنوه ْا‬ ‫ي اَّلس ِذي َ‬ ‫ا َوس ِل ُّ‬ ‫م‪ُ ,‬‬ ‫عس ِلي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س س ِ‬ ‫ا َ‬ ‫م َلَها َو ُ‬ ‫صا َ‬ ‫ى ل َ انس ِف َ‬ ‫ة اه ْلُوه ْثَق َ‬ ‫عه ْرَو س ِ‬ ‫س ِباه ْل ُ‬ ‫غو ُ‬ ‫ت‬ ‫طا ُ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن َكَفُروه ْا أَه ْوس ِلَيبآُؤ ُ‬ ‫ت إ س َِلى ال ُّنُوس ِر َواَّلس ِذي َ‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫جُهم ِّام َ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫ُي ه ْ‬ ‫ن(‬ ‫وخاس ِلُدو َ‬ ‫م س ِفيَها َ‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ب الَّناس ِر ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ك أ َ ه ْ‬ ‫ت أ ُه ْوَلـس ِئ َ‬ ‫ما س ِ‬ ‫ظُل َ‬ ‫ن ال ُّنوس ِر إ س َِلى ال ُّ‬ ‫جوَنُهم ِّام َ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫ُي ه ْ‬ ‫)البقرة‪(257-255:‬‬ ‫خُفو ُ‬ ‫ه‬ ‫م أ َه ْو ُت ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ض َوس ِإن ُته ْبُدوه ْا َاما س ِفي َأنُف س ِ‬ ‫ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ‬ ‫ماوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫)للس ِه اما س ِفي ال َّ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ء‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫ا َ‬ ‫شاء َو ُ‬ ‫ب َامن َي َ‬ ‫عِّذ ُ‬ ‫شاء َوُي َ‬ ‫من َي َ‬ ‫غس ِفُر س ِل َ‬ ‫ا َفَي ه ْ‬ ‫كم س ِبس ِه ُ‬ ‫سه ْب ُ‬ ‫حا س ِ‬ ‫ُي َ‬ ‫كنتس ِس ِه‬ ‫ن س ِباللس ِه َوَاملس ِئ َ‬ ‫ل آَام َ‬ ‫ن ُك ٌّ‬ ‫مه ْؤس ِامُنو َ‬ ‫ل إ س َِله ْيس ِه س ِامن َّرِّبس ِه َواه ْل ُ‬ ‫ما ُأنس ِز َ‬ ‫ل س ِب َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫َقس ِدي ٌر ‪ ,‬آَام َ‬ ‫ك َرَّبَنا‬ ‫غه ْفَراَن َ‬ ‫عَنا ُ‬ ‫ط ه ْ‬ ‫عَنا َوأ َ َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫س س ِ‬ ‫سس ِلس ِه َوَقاُلوه ْا َ‬ ‫حأ ٍد ِّامن ُّر ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ق َبه ْي َ‬ ‫سس ِلس ِه ل َ ُنَفِّر ُ‬ ‫َوُكُنتس ِبس ِه َوُر ُ‬ ‫ت‬ ‫سَب ه ْ‬ ‫عَله ْيَها َاما اه ْكَنت َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫سَب ه ْ‬ ‫عَها َلَها َاما َك َ‬ ‫س َ‬ ‫سا إ س ِل َّ ُو ه ْ‬ ‫ا َنه ْف م ً‬ ‫ف ُ‬ ‫كِّل ُ‬ ‫صيُر ‪ ,‬ل َ ُي َ‬ ‫م س ِ‬ ‫ك اه ْل َ‬ ‫َوإ س َِله ْي َ‬ ‫عَلى‬ ‫مه ْلَنتُه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫صم ًرا َك َ‬ ‫عَله ْيَنا إ س ِ ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫طه ْأَنا َرَّبَنا َول َ َت ه ْ‬ ‫وخ َ‬ ‫سيَنا أ َه ْو أ َ ه ْ‬ ‫وخه ْذَنا س ِإن َّن س ِ‬ ‫َرَّبَنا ل َ ُتَؤا س ِ‬ ‫غس ِفه ْر َلَنا‬ ‫عَّنا َوا ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫طاَقَة َلَنا س ِبس ِه َوا ه ْ‬ ‫مه ْلَنا َاما ل َ َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن س ِامن َقه ْبس ِلَنا َرَّبَنا َول َ ُت َ‬ ‫اَّلس ِذي َ‬ ‫ن( )البقرة‪. (286-284:‬‬ ‫كاس ِفس ِري َ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عَلى اه ْلَقه ْو س ِ‬ ‫صه ْرَنا َ‬ ‫ت َامه ْول َ​َنا َفان ُ‬ ‫مَنبآ َأن َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫َواه ْر َ‬ ‫م( )آل‬ ‫ي اه ْلَق ُّيو ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ا ل إ س َِلـَه إ س ِل َّ هَُو اه ْل َ‬ ‫)بسم ا الرحمن الرحيم ‪,‬الم ‪ُ ,‬‬ ‫عمران‪(2-1:‬‬ ‫م( )النتوبة‪:‬‬ ‫ظي س ِ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ش اه ْل َ‬ ‫عه ْر س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫هَو َر ُّ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫عَله ْيس ِه َتَوَّكه ْل ُ‬ ‫هَو َ‬ ‫ا ل إ س َِلـَه إ س ِل َّ ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫سس ِب َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫) َ‬ ‫‪) (129‬سبعا(‬


‫سَنى َول َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ماء اه ْل ُ‬ ‫س َ‬ ‫عوه ْا َفَلُه ال َ ه ْ‬ ‫ن أ ًَّيا َّاما َته ْد ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫ح َ‬ ‫عوه ْا الَّر ه ْ‬ ‫ا أ َس ِو اه ْد ُ‬ ‫عوه ْا َ‬ ‫ل اه ْد ُ‬ ‫)ُق س ِ‬ ‫مُد للس ِه اَّلس ِذي َل ه ْ‬ ‫م‬ ‫ح ه ْ‬ ‫سس ِبيل م ً ‪َ ,‬وُقلس ِ اه ْل َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َذس ِل َ‬ ‫غ َبه ْي َ‬ ‫ت س ِبَها َواه ْبَنت س ِ‬ ‫خاس ِف ه ْ‬ ‫ك َول َ ُت َ‬ ‫صل َس ِت َ‬ ‫جَهه ْر س ِب َ‬ ‫َت ه ْ‬ ‫ل َوَكِّبه ْر ُ‬ ‫ه‬ ‫ن ال ُّذ َّ‬ ‫ي ِّام َ‬ ‫كن َّلُه َوس ِل ٌّ‬ ‫م َي ُ‬ ‫ك َوَل ه ْ‬ ‫مه ْل س ِ‬ ‫ك س ِفي اه ْل ُ‬ ‫شس ِري ٌ‬ ‫كن َّلُه َ‬ ‫خه ْذ َوَلم ًدا َوَلم َي ُ‬ ‫َيَّنت س ِ‬ ‫كس ِبيم ًرا( )السراء‪. (111-110:‬‬ ‫َت ه ْ‬ ‫مله ْ س ِام َ‬ ‫ن‬ ‫ع َ‬ ‫ما ‪َ ,‬وَامن َي ه ْ‬ ‫ظه ْل م ً‬ ‫ل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب َام ه ْ‬ ‫وخا َ‬ ‫م َوَقه ْد َ‬ ‫ي اه ْلَق ُّيو س ِ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ه س ِله ْل َ‬ ‫جو ُ‬ ‫ت اه ْلُو ُ‬ ‫عَن س ِ‬ ‫)َو َ‬ ‫ما( )طه‪(112-111:‬‬ ‫ض م ً‬ ‫ه ه ْ‬ ‫ما َول َ‬ ‫ظه ْل م ً‬ ‫ف ُ‬ ‫خا ُ‬ ‫ن َفل َي َ‬ ‫هَو ُامه ْؤس ِام ٌ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫حا س ِ‬ ‫صاس ِل َ‬ ‫ال َّ‬ ‫مس ِل ُ‬ ‫ك‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫عاَلى ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬فَنت َ‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م إ س َِله ْيَنا ل ُته ْر َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَبم ًثا َوأ َ​َّن ُ‬ ‫م َ‬ ‫وخَله ْقَناُك ه ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م أ َ​َّن َ‬ ‫سه ْبُنت ه ْ‬ ‫ح س ِ‬ ‫)أَ​َف َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن‬ ‫وخَر ل ُبه ْر َ‬ ‫ا إ س َِلم ًها آ َ‬ ‫ع س ِ‬ ‫م ‪َ ,‬وَامن َيه ْدعُ َام َ‬ ‫كس ِري س ِ‬ ‫ش اه ْل َ‬ ‫عه ْر س ِ‬ ‫ب اه ْل َ‬ ‫هَو َر ُّ‬ ‫ق ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫م‬ ‫غس ِفه ْر َواه ْر َ‬ ‫ب ا ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬وُقل َّر ِّ‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫ح اه ْل َ‬ ‫عنَد َرِّبس ِه إ س َِّنُه ل ُيه ْفس ِل ُ‬ ‫ساُبُه س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما س ِ‬ ‫َلُه س ِبس ِه َفس ِإَّن َ‬ ‫ن( )المؤامنون‪(118-115:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ح س ِ‬ ‫وخه ْيُر الَّرا س ِ‬ ‫ت َ‬ ‫َوَأن َ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫ت‬ ‫س َ‬ ‫مُد س ِفي ال َّ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَلُه اه ْل َ‬ ‫حو َ‬ ‫صس ِب ُ‬ ‫ن ُت ه ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ن َو س ِ‬ ‫سو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ُت ه ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ا س ِ‬ ‫ن س ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫)َف ُ‬ ‫ت س ِامنَ‬ ‫مِّي َ‬ ‫ج اه ْل َ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫ت َوُي ه ْ‬ ‫مِّي س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ي س ِام َ‬ ‫ح َّ‬ ‫ج اه ْل َ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫ن ‪ُ ,‬ي ه ْ‬ ‫ظس ِهُرو َ‬ ‫ن ُت ه ْ‬ ‫حي َ‬ ‫شًّيا َو س ِ‬ ‫ع س ِ‬ ‫ض َو َ‬ ‫َواه ْل َه ْر س ِ‬ ‫كم ِّامن‬ ‫وخَلَق ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِامنه ْ آَياس ِتس ِه أ َ ه ْ‬ ‫جو َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ك ُت ه ْ‬ ‫عَد َامه ْوس ِتَها َوَكَذس ِل َ‬ ‫ض َب ه ْ‬ ‫حس ِيي ال َه ْر َ‬ ‫ي َوُي ه ْ‬ ‫ح ِّ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫جا‬ ‫م أ َه ْزَوا م ً‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َأنُف س ِ‬ ‫كم ِّام ه ْ‬ ‫ق َل ُ‬ ‫وخَل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه أ َ ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ش ٌر َتنَنت س ِ‬ ‫م إ س َِذا َأنُنتم َب َ‬ ‫ب ُث َّ‬ ‫ُتَرا أ ٍ‬ ‫ن‪,‬‬ ‫كُرو َ‬ ‫م َيَنتَف َّ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ك َلَيا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي ذَس ِل َ‬ ‫مم ًة إ س ِ َّ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َوَر ه ْ‬ ‫كم َّامَوَّد م ً‬ ‫ل َبه ْيَن ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫كُنوا إ س َِله ْيَها َو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ِّلَنت ه ْ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫ك‬ ‫م إ س ِ َّ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م َوأ َه ْلَواس ِن ُ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫سَنس ِنت ُ‬ ‫ف أَه ْل س ِ‬ ‫وخس ِنتَل ُ‬ ‫ض َوا ه ْ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال َّ‬ ‫وخه ْل ُ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه َ‬ ‫َوس ِام ه ْ‬ ‫ضس ِلس ِه إ س ِنَّ‬ ‫غاُؤُكم ِّامن َف ه ْ‬ ‫ل َوالَّنَهاس ِر َواه ْبس ِنت َ‬ ‫كم س ِبالَّله ْي س ِ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه َامَناُام ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫مي َ‬ ‫عاس ِل س ِ‬ ‫ت ِّله ْل َ‬ ‫لَيا أ ٍ‬ ‫عا َوُيَنِّز ُ‬ ‫ل‬ ‫م م ً‬ ‫ط َ‬ ‫وخه ْوم ًفا َو َ‬ ‫ق َ‬ ‫م اه ْلَبه ْر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه ُيس ِري ُ‬ ‫ن ‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ك لَيا أ ٍ‬ ‫س ِفي َذس ِل َ‬ ‫عس ِقُلو َ‬ ‫ن‬ ‫م َي ه ْ‬ ‫ت ِّلَقه ْو أ ٍ‬ ‫ك لَيا أ ٍ‬ ‫ن س ِفي َذس ِل َ‬ ‫عَد َامه ْوس ِتَها إ س ِ َّ‬ ‫ض َب ه ْ‬ ‫حس ِيي س ِبس ِه ال َه ْر َ‬ ‫ماء َاماء َفُي ه ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫س ِام َ‬ ‫ض‬ ‫ن ال َه ْر س ِ‬ ‫ة ِّام َ‬ ‫عَو م ً‬ ‫م َد ه ْ‬ ‫عاُك ه ْ‬ ‫م إ س َِذا َد َ‬ ‫ه ُث َّ‬ ‫ض س ِبَأه ْامس ِر س ِ‬ ‫ماء َوال َه ْر ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ن آَياس ِتس ِه َأن َتُقو َ‬ ‫‪َ ,‬وس ِام ه ْ‬ ‫ن( )الروم‪:‬‬ ‫ل َّلُه َقاس ِنُنتو َ‬ ‫ض ُك ٌّ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ‪َ ,‬وَلُه َامن س ِفي ال َّ‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م َت ه ْ‬ ‫إ س َِذا َأنُنت ه ْ‬ ‫‪(26-17‬‬ ‫غاس ِفس ِر‬ ‫م‪َ ,‬‬ ‫عس ِلي س ِ‬ ‫عس ِزيس ِز اه ْل َ‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫ب س ِام َ‬ ‫كَنتا س ِ‬ ‫ل اه ْل س ِ‬ ‫)بسم الَّلس ِه الرحمن الرحيم ‪ ,‬حم ‪َ ,‬تنس ِزي ُ‬ ‫صيُر(‬ ‫م س ِ‬ ‫هَو إ س َِله ْيس ِه اه ْل َ‬ ‫ل ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫طه ْو س ِ‬ ‫ب س ِذي ال َّ‬ ‫عَقا س ِ‬ ‫شس ِديس ِد اه ْل س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ل الَّنته ْو س ِ‬ ‫ب َوَقاس ِب س ِ‬ ‫الَّذن س ِ‬ ‫)غافر‪.(3-1:‬‬


‫هوَ‬ ‫م‪ُ ,‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ن الَّر س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫هَو الَّر ه ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫شَهاَد س ِ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫غه ْي س ِ‬ ‫م اه ْل َ‬ ‫عاس ِل ُ‬ ‫هَو َ‬ ‫ا اَّلس ِذي ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫هَو ُ‬ ‫) ُ‬ ‫جَّباُر‬ ‫عس ِزيُز اه ْل َ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫م ُ‬ ‫مَهه ْي س ِ‬ ‫مه ْؤس ِامنُ اه ْل ُ‬ ‫م اه ْل ُ‬ ‫سل ُ‬ ‫س ال َّ‬ ‫ك اه ْلُق ُّدو ُ‬ ‫مس ِل ُ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ا اَّلس ِذي ل إ س َِلَه س ِإل ُ‬ ‫ُ‬ ‫صِّوُر َلُه‬ ‫م َ‬ ‫ئ اه ْل ُ‬ ‫ق اه ْلَباس ِر ُ‬ ‫خاس ِل ُ‬ ‫ا اه ْل َ‬ ‫هَو ُ‬ ‫ن‪ُ ,‬‬ ‫شس ِرُكو َ‬ ‫ما ُي ه ْ‬ ‫ع َّ‬ ‫ا َ‬ ‫ن س ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سه ْب َ‬ ‫كِّبُر ُ‬ ‫مَنت َ‬ ‫اه ْل ُ‬ ‫م(‬ ‫كي ُ‬ ‫ح س ِ‬ ‫عس ِزيُز اه ْل َ‬ ‫هَو اه ْل َ‬ ‫ض َو ُ‬ ‫ت َوال َه ْر س ِ‬ ‫ماَوا س ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح َلُه َاما س ِفي ال َّ‬ ‫سِّب ُ‬ ‫سَنى ُي َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ماء اه ْل ُ‬ ‫س َ‬ ‫ال َ ه ْ‬ ‫)الحشر‪(24-22:‬‬ ‫ت ال َه ْر ُ‬ ‫ض‬ ‫ج س ِ‬ ‫وخَر َ‬ ‫ض س ِزه ْلَزاَلَها ‪َ ,‬وأ َ ه ْ‬ ‫ت ال َه ْر ُ‬ ‫)بسم ا الرحمن الرحيم ‪ ,‬إ س َِذا ُزه ْلس ِزَل س ِ‬ ‫حى َلَها ‪,‬‬ ‫ك أ َه ْو َ‬ ‫ن َرَّب َ‬ ‫ها ‪ ,‬س ِبَأ َّ‬ ‫وخَباَر َ‬ ‫ ث أ َ ه ْ‬ ‫حِّد ُ‬ ‫ن َاما َلَها ‪َ ,‬يه ْوَامس ِئأ ٍذ ُت َ‬ ‫سا ُ‬ ‫لن َ‬ ‫أ َه ْثَقاَلَها ‪َ ,‬وَقا َ‬ ‫ل ا س ِ‬ ‫ه‪,‬‬ ‫وخه ْيم ًرا َيَر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ل َذَّر أ ٍ‬ ‫مله ْ س ِامه ْثَقا َ‬ ‫ع َ‬ ‫من َي ه ْ‬ ‫م ‪َ ,‬ف َ‬ ‫ماَلُه ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫شَنتام ًتا ِّلُيَره ْوا أ َ ه ْ‬ ‫س أ َ ه ْ‬ ‫صُدُر الَّنا ُ‬ ‫َيه ْوَامس ِئأ ٍذ َي ه ْ‬ ‫ه( )الزلزلة(‬ ‫شًّرا َيَر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ل س ِامه ْثَقالَ َذَّر أ ٍ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫َوَامن َي ه ْ‬ ‫ن ‪َ ,‬ول‬ ‫عُبُدو َ‬ ‫عُبُد َاما َت ه ْ‬ ‫ن ‪ ,‬ل أ َ ه ْ‬ ‫كاس ِفُرو َ‬ ‫ل َيا أ َ ُّيَها اه ْل َ‬ ‫)بسم ا الرحمن الرحيم ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫م‬ ‫عُبُد ‪َ ,‬ل ُ‬ ‫ن َاما أ َ ه ْ‬ ‫عاس ِبُدو َ‬ ‫م َ‬ ‫م ‪َ ,‬ول َأنُنت ه ْ‬ ‫عَبد ُّت ه ْ‬ ‫عاس ِب ٌد َّاما َ‬ ‫عُبُد ‪َ ,‬ول أ َ​َنا َ‬ ‫ن َاما أ َ ه ْ‬ ‫عاس ِبُدو َ‬ ‫م َ‬ ‫َأنُنت ه ْ‬ ‫ن( )الكافرون(‬ ‫ي س ِدي س ِ‬ ‫م َوس ِل َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫س ِديُن ُ‬ ‫وخُلو َ‬ ‫ن‬ ‫س َيه ْد ُ‬ ‫ت الَّنا َ‬ ‫ح ‪َ ,‬وَرأ َه ْي َ‬ ‫ا َواه ْلَفه ْنت ُ‬ ‫صُر س ِ‬ ‫جاء َن ه ْ‬ ‫)بسم ا الرحمن الرحيم ‪ ,‬إ س َِذا َ‬ ‫ن َتَّوام ًبا( )النصر(‬ ‫ه إ س َِّنُه َكا َ‬ ‫غس ِفه ْر ُ‬ ‫سَنت ه ْ‬ ‫ك َوا ه ْ‬ ‫مس ِد َرِّب َ‬ ‫ح ه ْ‬ ‫ح س ِب َ‬ ‫سِّب ه ْ‬ ‫جا ‪َ ,‬ف َ‬ ‫ا أ َه ْفَوا م ً‬ ‫ن س ِ‬ ‫س ِفي س ِدي س ِ‬ ‫م ُيوَله ْد ‪,‬‬ ‫م َيس ِله ْد َوَل ه ْ‬ ‫مُد ‪َ ,‬ل ه ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ح ٌد ‪ ,‬اُ ال َّ‬ ‫ا أَ َ‬ ‫هَو ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫)بسم ا الرحمن الرحيم ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫ح ٌد( )ثلثا(‬ ‫كن َّلُه ُكُفم ًوا أ َ َ‬ ‫م َي ُ‬ ‫َوَل ه ْ‬ ‫ق ‪َ ,‬وس ِامن‬ ‫وخَل َ‬ ‫شِّر َاما َ‬ ‫ق ‪ ,‬س ِامن َ‬ ‫ب اه ْلَفَل س ِ‬ ‫عوُذ س ِبَر ِّ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫)بسم ا الرحمن الرحيم ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫سأ ٍد إ س َِذا‬ ‫حا س ِ‬ ‫شِّر َ‬ ‫عَقدس ِ ‪َ ,‬وس ِامن َ‬ ‫ت س ِفي اه ْل ُ‬ ‫شِّر الَّنَّفاَثا س ِ‬ ‫ب ‪َ ,‬وس ِامن َ‬ ‫ق إ س َِذا َوَق َ‬ ‫س أ ٍ‬ ‫غا س ِ‬ ‫شِّر َ‬ ‫َ‬ ‫سَد( )ثلثا(‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫س‪,‬‬ ‫س ‪ ,‬إ س َِلس ِه الَّنا س ِ‬ ‫ك الَّنا س ِ‬ ‫س ‪َ ,‬امس ِل س ِ‬ ‫ب الَّنا س ِ‬ ‫عوُذ س ِبَر ِّ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫)بسم ا الرحمن الرحيم ‪ُ ,‬ق ه ْ‬ ‫جَّنس ِة َو‬ ‫س ‪ ,‬س ِامنَ اه ْل س ِ‬ ‫س س ِفي صُ​ُدوس ِر الَّنا س ِ‬ ‫سس ِو ُ‬ ‫س ‪ ,‬اَّلس ِذي ُيَو ه ْ‬ ‫خَّنا س ِ‬ ‫س اه ْل َ‬ ‫سَوا س ِ‬ ‫شِّر اه ْلَو ه ْ‬ ‫س ِامن َ‬ ‫س( )ثلثا(‬ ‫الَّنا س ِ‬ ‫)أصبحنا وأصبح الملك لله ‪ ،‬والحمد لله ل شريك له ‪ ،‬ل إله إل هو وإليه‬ ‫النشور( )ثلثا(‬


‫)أصبحنا على فطرة السلم ‪ ،‬وكلمة الوخل ص ‪ ،‬وعلى دين نبينا امحمد صلى‬ ‫ا عليه وسلم ‪ ،‬وعلى املة أبينا إبراهيم حنيفا واما كان امن المشركين(‬ ‫)ثلثا(‬ ‫)اللهم أني أصبحت امنك في نعمة وعافية وسنتر ‪ ,‬فأتم علي نعمنتك وعافينتك‬ ‫وسنترك في الدنيا والوخر( )ثلثا(‬ ‫)اللهم اما أصبح بي امن نعمة أو بأحد امن وخلقك فمنك وحدك ل شريك لك‬ ‫فلك الحمد ولك الشكر( )ثلثا(‬ ‫)يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلل وجهك وعظيم سلطانك( )ثلثا(‬ ‫)رضيت بالله ربا ‪ ,‬وبالسلم دينا ‪ ,‬وبمحمد نبيا ورسول( )ثلثا(‬ ‫)سبحان ا وبحمده عدد وخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه وامداد كلماته(‬ ‫)ثلثا(‬ ‫)بسم ا الذي ل يضر امع اسمه شيء في الرض ول في السماء وهو‬ ‫السميع العليم( )ثلثا(‬ ‫)اللهم إنا نعوذ بك امن أن نشرك بك شيئا نعلمه ونسنتغفرك لما ل نعلمه(‬ ‫)ثلثا(‬ ‫)أعوذ بكلمات ا النتاامات امن شر اما وخلق( )ثلثا(‬ ‫)اللهم إني أعوذ بك امن الهم والحزن ‪ ،‬وأعوذ بك امن العجز والكسل ‪،‬‬ ‫وأعوذ بك امن الجبن والبخل ‪ ،‬وأعوذ بك امن غلبة الدين وقهر الرجال( )ثلثا(‬ ‫)ا عافني في بدني ‪ ,‬اللهم عافني في سمعي ‪ ,‬اللهم عافني في بصري(‬ ‫)ثلثا(‬ ‫)اللهم إني أعوذ بك امن الكفر والفقر ‪ ,‬وأعوذ بك امن عذاب القبر ‪ ,‬ل إله إل‬ ‫أنت( )ثلثا(‬ ‫)اللهم أنت ربي ‪ ،‬ل إله إل أنت ‪ ,‬وخلقنتني وأنا عبدك ‪ ,‬وأنا على عهدك‬ ‫ووعدك اما اسنتطعت ‪ ،‬أعوذ بك امن شر اما صنعت ‪ ،‬أبوء لك بنعمنتك علي ‪,‬‬ ‫و أبوء بذنبي ‪ ،‬فاغفر لي فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت( )ثلثا(‬ ‫)اسنتغفر ا العظيم الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه( )ثلثا(‬


‫)اللهم صل على سيدنا امحمد وعلى آل سيدنا امحمد ‪ ,‬كما صليت على سيدنا‬ ‫إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ‪ ,‬وبارك على سيدنا امحمد وعلى آل سيدنا‬ ‫امحمد ‪ ,‬كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في‬ ‫العالمين ‪ ,‬إنك حميد امجيد( )عشرا(‬ ‫)سبحان ا ‪ ,‬والحمد لله ‪ ,‬ول إله إل ا ‪ ,‬وا أكبر( )امائة(‬ ‫)ل إله إل ا وحده ل شريك له ‪ ,‬له الملك وله الحمد ‪ ,‬وهو على كل شيء‬ ‫قدير( )عشرا(‬ ‫)سبحانك اللهم وبحمدك ‪ ,‬أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ,‬اسنتغفرك وأتوب إليك(‬ ‫)ثلثا(‬ ‫)اللهم صل على سيدنا امحمد عبدك ورسولك النبي الامي وعلى آله وصحبه‬ ‫وسلم تسليما عدد اما أحاط به علمك ووخط به قلمك وأحصاه كنتابك ‪,‬‬ ‫وارض اللهم عن ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ‪ ,‬وعن الصحابة‬ ‫أجمعين ‪ ,‬وعن النتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين(‬ ‫)سبحان ربك رب العزة عما يصفون ‪ ,‬وسلم على المرسلين ‪ ,‬والحمد لله‬ ‫رب العالمين(‬

‫الوظيفة الصغرى‪:‬‬ ‫إذا وجد الخ ضيقا في وقنته ‪ ,‬أو فنتورا في نفسه أو في إوخوانه إذا كان يقرأ‬ ‫الوظيفة بهم فليخنتصرها على هذا النحو‪:‬‬ ‫يقرأ السنتعاذة والفاتحة وآية الكرسي ووخواتيم البقرة وسورة الوخل ص‬ ‫والمعوذتين كل امنها ثلثا ‪ ,‬ثم ينتبع ذلك بالذكار الواردة إلى السنتغفار‬ ‫الوخير‪) :‬اسنتغفر ا الذي ل إله إل هو الحي القيوم ‪...‬ألخ( ‪ ,‬ثم ينتبع‬ ‫السنتغفار امباشرة بصيغة )سبحانك اللهم وبحمدك( إلى آوخر الوظيفة‪.‬‬ ‫القسم الثاني ـ الورد القرآني‬

‫فضل القرآن‪:‬‬


‫القرآن الكريم هو الدسنتور الجاامع لحكام السلم ‪ ,‬وهو المنبع الذي يفيض‬ ‫بالخير والحكمة على القلوب المؤامنة وهو أفضل اما ينتقرب به المنتعبدون‬ ‫إلى ا تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫وفي حديث ابن امسعود رضي ا عنه عن النبي ‪ r‬قال‪) :‬إن هذا القرآن‬ ‫امأدبة ا فأقبلوا على امأدبنته اما اسنتطعنتم ‪ ,‬إن هذا القرآن هو حبل ا‬ ‫والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن اعنتصم به ‪ ,‬ونجاة لمن اتبعه ‪ ,‬ل‬ ‫يعوج فيقوم ‪ ,‬ول تنقضي عجائبه ‪ ,‬ول يخلق امن كثرة الرد ‪ ,‬اتلوه فإن ا‬ ‫يأجركم على تلوته كل حرف عشر حسنات ‪ ,‬أاما إني ل أقل لكم آلـم حرف‬ ‫‪ ,‬ولكن ألف ولم واميم( رواه الحاكم‪.‬‬ ‫وفي وصية رسول ا لبي ذر رضي ا عنه‪) :‬عليك بنتلوة القرآن فإنه نور‬ ‫لك في الرض وذوخر لك في السماء( رواه ابن حبان في حديث طويل‪.‬‬ ‫وعن عائشة رضي ا عنها قالت‪ :‬قال رسول ا ‪) : r‬الماهر بالقرآن امع‬ ‫السفرة الكرام البررة ‪ ،‬والذي يقرؤه وينتعنتع فيه وهو عليه شاق له أجران(‬ ‫رواه البخاري وامسلم‪.‬‬ ‫ولقد كان رسول ا ‪ r‬يحمل الناس على القرآن حمل ‪ ,‬ويفاضل بينهم‬ ‫بمنزلنتهم امن القرآن ‪ ,‬ويوصي امن عجز عن القراءة بأن يسنتمع وينتفهم ‪,‬‬ ‫حنتى ل يحرم بركة الصلة الروحية بكنتاب ا تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا ‪ r‬قال )امن اسنتمع إلى آية امن‬ ‫كنتاب ا كنتبت له حسنة امضاعفة‪ ،‬وامن تلها كانت له نورا يوم القياامة( رواه‬ ‫أحمد‬ ‫وفي حديث أبي هريرة رضي ا عنه قال‪) :‬بعث رسول ا ‪ r‬بعثا وهم‬ ‫ذوو عدد ‪ ،‬فاسنتقرأهم ‪ ,‬فاسنتقرأ كل رجل امنهم يعني اما امعه امن القرآن ‪،‬‬ ‫فأتى على رجل امنهم امن أحدثهم سنا فقال‪" :‬اما امعك يا فلن؟" قال‪ :‬امعي‬ ‫كذا وكذا وسورة البقرة قال‪" :‬أامعك سورة البقرة؟" قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪" :‬اذهب‬ ‫فأنت أاميرهم"( رواه النترامذي وقال حديث حسن‪.‬‬


‫وعرف سلفنا الصالحين فضل القرآن وتلوته ‪ ,‬فجعلوه امصدر تشريعهم ‪,‬‬ ‫ودسنتور أحكاامهم ‪ ,‬وربيع قلوبهم ‪ ,‬وردد عبادتهم ‪ ,‬وفنتحوا له قلوبهم‬ ‫وتدبروه بأفئدتهم ‪ ,‬وتشربت امعانيه الساامية أرواحهم ‪ ,‬فأثابهم ا في الدنيا‬ ‫سيادة العالم ‪ ,‬ولهم في الوخرة عظيم الدرجات ‪ ,‬وأهملنا القرآن فوصلنا‬ ‫على اما وصلنا إليه امن ضعف في الدنيا ورقة في الدين‪.‬‬ ‫عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال‪ : :‬قال رسول ا ‪) : r‬عرضت علي‬ ‫أجور أامنتي‪ ،‬حنتى القذاة يخرجها الرجل امن المسجد ‪ ،‬وعرضت علي ذنوب‬ ‫أامنتي فلم أر ذنبا أعظم امن سورة امن القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها(‬ ‫رواه أبو داود والنترامذي وابن اماجة‪.‬‬ ‫عني الوخوان المسلمون أن يجعلوا كنتاب ا تبارك وتعالى أول‬ ‫ولهذا ُ‬ ‫أورادهم ‪ ,‬وكان امن تعهدهم أن يرتب الخ على نفسه كل يوم حزبا امن‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫امقدار الورد‪:‬‬ ‫تخنتلف ظروف الوخوان وأحوالهم ‪ ,‬ولهذا لم يحدد امقدار الورد ‪ ,‬وترك ذلك‬ ‫لظروف كل شخص وامقدرته ‪ ,‬والمهم أل يمر به يوم بغير أن يقرأ شيئا امن‬ ‫كنتاب ا تعالى‪.‬‬ ‫وسنورد هنا أوجه تقسيم الورد القرآني عند سلفنا الصالحين رضوان ا‬ ‫عليهم على سبيل المثال و النتوضيح فنقول‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أقل امدة للخنتمة ثلثة أيام ‪ ,‬وقد كرهوا أن يخنتم النسان في أقل امن‬ ‫ثل ث وفي أكثر امن شهر ‪ ,‬وقالوا‪ :‬إن الخنتم في أقل امن ثل ث إسراعا ل‬ ‫يعين على النتفهم والنتدبر وفي الخنتم في أكثر امن شهر إسرافا في هجر‬ ‫النتلوة‪.‬‬ ‫عن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم‪) :‬لم يفقه امن قرأ القرآن في أقل امن ثل ث( رواه أبو داود‬ ‫والنترامذي وابن اماجة ‪ ,‬وقال النترامذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬


‫‪ - 2‬الحد الوسط أن يخنتم القرآن امرة كل أسبوع إذا تمكن امن ذلك ‪ ,‬وقد‬ ‫أامر رسول ا ‪ r‬عبد ا بن عمرو أن يخنتم كل أسبوع امرة ‪ ,‬وكذلك كان‬ ‫جماعة امن أصحاب رسول ا يفعلون‪ :‬كعثمان ‪ ,‬وزيد بن ثابت ‪ ,‬وابن‬ ‫امسعود ‪ ,‬وأبي بن كعب رضي ا عنهم‪.‬‬ ‫وكان عثمان بن عفان رضي ا عنه يفنتنتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة‬ ‫‪ ,‬وليلة السبت بالنعام إلى هود ‪ ,‬وليلة الحد بيوسف إلى امريم ‪ ,‬وليلة‬ ‫الثنين بطه إلى طسم اموسى وفرعون "يعني القصص" ‪ ,‬وليلة الثلثاء‬ ‫بالعنكبوت إلى ص ‪ ,‬وليلة الربعاء امن بنتنزيل إلى الرحمن ‪ ,‬وليلة الخميس‬ ‫يخنتم الخنتمة‪ ...‬وكان لبن امسعود رضي ا عنه تقسيم آوخر يخنتلف في‬ ‫عدد السور ‪ ,‬لكنه ينتفق في الخنتم كل أسبوع ‪ ,‬وقد ورد في النتقسيم في‬ ‫السبوع أوخبار كثيرة‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ليس هذا النتقسيم بمنتعين ‪ ,‬بل هو على سبيل التباع والفضلية ‪ ,‬وللخ‬ ‫أن يكنتب حسب امقدرته ‪ ,‬بحيث ل يمضي يوم بغير تلوة ‪ ,‬فإن لم يكن امن‬ ‫أهل القراءة فليجنتهد في السنتماع أو في حفظ بعض السور ينتلوها كلما‬ ‫سنحت الفرصة‪.‬‬

‫سور يسنتحب الكثار امن تلوتها‪:‬‬ ‫امن أوراد القرآن المواظبة على تلوة هذه السور كل يوم ‪ ,‬وهي‪ :‬يس‬ ‫والدوخان والواقعة ‪ ,‬وتبارك الملك ‪ ,‬وينتأكد ذلك يوم الجمعة وليلة الجمعة ‪,‬‬ ‫ويضاف إليها الكهف ‪ ,‬وسورة آل عمران ‪ ,‬وقد وردت بذلك الحاديث عن‬ ‫رسول ا ‪: r‬‬ ‫‪ – 1‬عن امعقل بن يسار رضي ا عنه أن رسول ا ‪ r‬قال‪) :‬قلب القرآن‬ ‫يس ل يقرؤها رجل يريد ا والدار الوخرة إل غفر ا له ‪ ,‬اقرءوها على‬ ‫اموتاكم( رواه احمد وأبو داود والنسائي وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن عبد ا بن امسعود رضي ا عنه‪) :‬امن قرأ تبارك الذي بيده‬ ‫الملك كل ليلة امنعه ا بها امن عذاب القبر ‪ ,‬وكنا في عهد رسول ا صلى‬


‫ا عليه وسلم نسميها المانعة ‪ ,‬وأنها في كنتاب ا عز وجل سورة امن قرأ‬ ‫بها في ليلة فقد أكثر وطاب( رواه النسائي وروى امثله الحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪ – 3‬وفي حديث أبي هريرة رضي ا عنه‪) :‬امن قرأ حم والدوخان في ليلة‬ ‫أصبح يسنتغفر له سبعون ألف املك( رواه النترامذي والصبهاني‪.‬‬ ‫‪ – 4‬وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أن النبي ‪ r‬قال‪) :‬امن قرأ‬ ‫سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له امن النور اما بين الجمعنتين( رواه‬ ‫النسائي والبيهقي امرفوعا‪.‬‬ ‫‪ – 5‬وفي حديث ابن عباس رضي ا عنهما قال‪ :‬قال رسول ا ‪) : r‬امن‬ ‫قرأ السورة النتي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلي عليه ا واملئكنته‬ ‫حنتى تغيب الشمس( رواه الطبراني في الوسط والكبير‪.‬‬ ‫‪ – 6‬وقد وردت الثار كذلك امرفوعة واموقوفة امن حديث عبد ا بن امسعود‬ ‫رضي ا عنه بفضل سورة الواقعة ‪ ,‬ول سيما وفيها البعث والجزاء‬ ‫والسنتدلل على ذلك بما يدع شبهة لقائل ‪ ,‬فيسنتحب للخ المسلم أل يحرم‬ ‫نفسه فضل تلوة هذه السورة امرة كل يوم وفي الليل أفضل وفي يوم‬ ‫الجمعة ل بأس امن تلوتها في الليل امرة وفي النهار امرة ‪ ,‬ويجعل وقت‬ ‫العصر إلى المغرب لسورة آل عمران لعلها ساعة الجابة فيكون امشغول‬ ‫فيها بأفضل الذكر وهو تلوة القرآن‪.‬‬

‫آداب النتلوة‪:‬‬ ‫ذكرنا في المقدامة طرفا امن آداب الذكر ‪ ,‬ونزيد هنا أن امن آداب النتلوة أن‬ ‫امن آداب النتلوة والجنتهاد كل الجنتهاد في النتدبر والنتفكر فذلك هو المقصود‬ ‫ك س ِلَيَّدَّبُروا آَياس ِتس ِه‬ ‫ك ُامَباَر ٌ‬ ‫ه إ س َِله ْي َ‬ ‫ب أ َه ْنَزه ْلَنا ُ‬ ‫الول امنها ‪ ,‬ا تبارك وتعالى يقول‪) :‬س ِكَنتا ٌ‬ ‫ ص‪ , (29:‬ول سيما إذا لحظنا أن في ذلك وخطاب رب‬ ‫ب( ) تّ‬ ‫َوس ِلَيَنتَذَّكَر ُأوُلو ال َه ْلَبا س ِ‬ ‫العالمين العزيز الحكيم ‪ ,‬كما أن امن آداب النتلوة كذلك امراعاة أحكام‬ ‫النتجويد ‪ ,‬فيخرج الحروف امن امخارجها ‪ ,‬ويؤديها على قواعدها فيمد‬ ‫الممدود ‪ ,‬ويغن اما يسنتحق الغنة ‪ ,‬ويفخم المفخم ويرقق المرقق‪..‬‬ ‫وهكذا‪.‬‬


‫عن سعد بن أبي وقا ص رضي ا رضي ا عنه عن رسول ا ‪) : r‬إن‬ ‫حزن فإذا قرأتموه فابكوا ‪ ,‬فإن لم تبكوا فنتباكوا وتغتّنوا به ‪,‬‬ ‫هذا القرآن بزل ب ُ‬ ‫فمن لم ينتغن بالقرآن فليس امنا( رواه ابن اماجة‪.‬‬ ‫والمراد بالنتغني هنا النتحزن والخشوع امع تجويد القراءة فقد جاء في حديث‬ ‫جابر رضي ا عنه قال‪ :‬رسول ا ‪ r‬قال‪) :‬إن امن أحسن الناس صوتا‬ ‫بالقرآن الذي إذا سمعنتموه يقرأ حسبنتموه يخشى ا( رواه ابن اماجة‪.‬‬

‫امجلس السنتماع‪:‬‬ ‫امن أوراد الوخوان المسلمين القرآنية الجنتماع لسماع كنتاب ا تبارك‬ ‫وتعالى اممن يحسن تلوته ‪ ,‬وعلى القارئ في امجلس السنتماع أن يقرأ‬ ‫قراءة امرسلة يلحظ فيها الداب السابقة ‪ ,‬وعلى الوخوان إذا اسنتمعوا أن‬ ‫ينصنتوا ويفكروا في المعاني وأن يكونوا على غاية الخشوع والنتعظيم لكنتاب‬ ‫عوا‬ ‫م ُ‬ ‫سَنت س ِ‬ ‫ن َفا ه ْ‬ ‫ئ اه ْلُقه ْرآ ُ‬ ‫ا تبارك وتعالى ويسنتحضروا الية الكريمة‪َ) :‬وإ س َِذا ُقس ِر َ‬ ‫ن( )العراف‪. (204:‬‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ُته ْر َ‬ ‫ك ه ْ‬ ‫عَّل ُ‬ ‫صُنتوا َل َ‬ ‫َلُه َوأ َه ْن س ِ‬ ‫ولقد كان أصحاب رسول ا ‪ r‬يسنتمعون القرآن وكأن على رؤوسهم الطير‬ ‫‪ ,‬وكان امشيخة امكة امن الصالحين إذا أرادوا النتذكر أقبلوا على الشافعي‬ ‫رضي ا عنه ‪ ,‬وكان حسن القراءة ‪ ,‬فقرأ عليهم واسنتمعوا فل يرى‬ ‫عوا َاما أ ُه ْنس ِز َ‬ ‫ل‬ ‫م ُ‬ ‫س س ِ‬ ‫ء امنهم في حالهم تلك حين السنتماع )َوإ س َِذا َ‬ ‫الراءون أكثر بكا م ً‬ ‫ق( )المائدة‪:‬‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫عَرُفوا س ِام َ‬ ‫ما َ‬ ‫ع س ِام َّ‬ ‫ن الَّده ْام س ِ‬ ‫ض س ِام َ‬ ‫م َتس ِفي ُ‬ ‫عُيَنُه ه ْ‬ ‫سولس ِ َتَرى أ َ ه ْ‬ ‫إ س َِلى الَّر ُ‬ ‫‪. (83‬‬ ‫ويسنتحب إتمااما للفائدة إذا حضر امجلسهم هذا أهل العلم أن يلخصوا لهم‬ ‫امقاصد اما تلي امن آيات‪.‬‬

‫ورد الحفظ‪:‬‬ ‫ويسنتحب كذلك للخ المسلم ‪ ,‬وهو امن أورادنا القرآنية ‪ ,‬أن يجنتهد اما‬ ‫اسنتطاع في حفظ اما يمكن امن القرآن الكريم ‪ ,‬فيرتب على نفسه كل يوم‬ ‫آية أو آيات امن القرآن الكريم بقدر طاقنته يحفظها حفظا جيدا ‪ ,‬وبهذه‬


‫الطريقة النتدريجية يمكنه أن يحفظ الشيء الكثير امن كنتاب ا تبارك‬ ‫وتعالى‪.‬‬ ‫وفي الحديث أن رسول ا ‪ r‬قال لبي ذر رضي ا عنه‪) :‬يا أبا ذر لن‬ ‫تغدو فَنتعَلم آية امن كنتاب ا وخير لك امن أن تصلي امائة ركعة( رواه ابن‬ ‫اماجة بإسناد حسن ‪ ,‬ويعضده حديث امسلم وأبي داود في هذا المعنى‪.‬‬ ‫فاجنتهد يا أوخي أن تفوز بهذه الفضيلة ‪ ,‬وا نسأل أن يجعلنا وإياك امن أهل‬ ‫القرآن فنكون بذلك امن أهل ا ووخاصنته ‪ ,‬وا حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬ ‫القسم الثالث ـ أدعية اليوم والليلة‬

‫أول ـ دعاء السنتيقاظ امن النوم‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن حذيفَة بن اليمان وأبي ذر رضي ا عنه قال‪ :‬كان رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال‪) :‬باسمك اللهم أحيا وأاموت( وإذا‬ ‫اسنتيقظ قال‪) :‬الحمد لله الذي أحيانا بعداما أاماتنا وإليه النشور(‪ .‬رواه‬ ‫البخاري‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن أبي هريرة رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫)إذا اسنتيقظ َأحدكم فليقل‪ :‬الحمد لله الذي رتّد علي روحي ‪ ،‬وعافاني في‬ ‫جسدي ‪ ،‬وأذن لي بذكره(‪ .‬رواه ابن السني‪.‬‬ ‫‪ – 3‬وعن عائشة رضي ا عنها عن النبي صلى ا عليه وسلم قال‪) :‬اما‬ ‫امن عبد يقول حين يرد ا تعالى روحه‪ :‬ل إله إل ا وحده ل شريك له ‪ ،‬له‬ ‫الملك وله الحمد وهو على كل شيء َقدير ‪ ،‬إل غفر ا تعالى له ذنوبه ولو‬ ‫كانت امثل زبد البحر(‪ .‬رواه ابن السني‪.‬‬ ‫‪ – 4‬عن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬اما امن رجل يننتبه امن نوامه فيقول‪ :‬الحمد لله الذي وخلق النوم‬ ‫واليقظة ‪ ،‬الحمد لله الذي بعثني سالما سويا ‪ ،‬أشهد أن ا يحيي الموتى‬ ‫وهو على كل شيء قدير‪ .‬إل قال ا َتعالى‪ :‬صدق عبدي(‪ .‬رواه ابن‬ ‫السني‪.‬‬


‫‪ - 5‬وعن عائشة رضي ا عنها أن رسول ا صلى ا عليه وسلم كان إذا‬ ‫اسنتيقظ امن الليل قال‪) :‬ل إله إل أنت سبحانك اللهم وبحمدك ‪ ،‬أسنتغفرك‬ ‫لذنبي ‪ ،‬وأسألك رحمنتك ‪ ،‬اللهم زدني علما ‪ ،‬ول تزغ قلبي بعد إذ هدينتني ‪،‬‬ ‫وهب لي امن لدنك رحمة ‪ ،‬إنك أنت الوهاب(‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬

‫ثانيا ـ دعاء لبس الثوب ووخلعة‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫كان إذا لبس ثوبا سماه قميصا أو رداء أو عماامة يقول‪) :‬اللهم إني أسألك‬ ‫امن وخيره َووخير اما هو له ‪ ،‬وأعوذ بك امن شره وشر اما هو له(‪ .‬رواه ابن‬ ‫السني‪.‬‬ ‫‪ – 2‬عن امعاذ بن أنس رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫قال‪) :‬امن لبس ثوبا فقال‪ :‬الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه امن‬ ‫غير حول امني ول قوة ‪ ،‬غفر ا له اما تقدم امن ذنبه(‪ .‬رواه ابن السني‪.‬‬ ‫‪ – 3‬عن أنس رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫)سنتر اما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد‬ ‫أن يطرح ثيابه‪ :‬بسم ا الذي ل إله إل هو(‪ .‬رواه ابن السني‪.‬‬

‫ثالثا ـ دعاء الخروج امن المنزل ودوخوله‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬امن قال ـ يعني إذا وخرج امن بينته ـ بسم ا ‪ ،‬توكلت على ا ‪ ،‬ول‬ ‫حول ول قوة إل بالله ‪ ،‬يقال له‪ :‬كفيت ووقيت وهديت ‪ ،‬وتنحى عنه‬ ‫الشيطان( رواه أبو داود والنترامذي والنسائي وقال النترامذي‪ :‬حديث حسن‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن أبي امالك الشعري رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪) :‬إذا ولج الرجل بينته فليقل‪ :‬اللهم إني أسألك وخير المولج ووخير‬ ‫المخرج ‪ ،‬بسم ا ولجنا ‪ ،‬وبسم ا وخرجنا ‪ ،‬وعلى ا ربنا توكلنا ‪ ،‬ثم‬ ‫ليسلم على أهله( رواه أبو داود‪.‬‬


‫رابعا ـ دعاء المشي إلى المسجد ودوخوله والخروج امنه‬ ‫‪ – 1‬عن عبد ا بن عباس رضي ا عنهما أن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫وخرج إلى المسجد وهو يقول‪) :‬اللهم اجعل في قلبي نورا ‪ ،‬وفي بصري نورا‬ ‫‪ ،‬وفي سمعي نورا ‪ ،‬وعن يميني نورا ‪ ,‬وعن يساري نورا ‪ ،‬وفوقي نورا ‪,‬‬ ‫وتحنتي نورا ‪ ،‬وأاماامي نورا ‪ ,‬ووخلفي نورا ‪ ,‬واجعل لي نورا(‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنهما عن النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم أنه كان إذا دوخل المسجد يقول‪) :‬أعوذ بالله العظيم ‪ ،‬وبوجهه‬ ‫الكريم ‪ ،‬وسلطانه القديم ‪ ،‬امن الشيطان الرجيم ‪ ,‬فإذا قال ذلك قال‬ ‫الشيطان‪ :‬حفظ امني سائر اليوم( رواه أبو داود‪.‬‬ ‫‪ – 3‬عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال‪ :‬كان رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم إذا دوخل المسجد قال‪) :‬بسم ا ‪ ،‬اللهم صل على امحمد( ‪ ،‬وإذا وخرج‬ ‫قال‪) :‬بسم ا اللهم صل على امحمد(‪ .‬رواه ابن السني‪.‬‬ ‫‪ – 4‬عن أبي حميد أو أبي أسيد رضي ا عنهما قال‪ :‬قال رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم‪) :‬إذا دوخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ ،‬ثم ليقل‪ :‬اللهم افنتح لي أبواب رحمنتك ‪َ ،‬وإذا وخرج فليقل‪ :‬اللهم إني‬ ‫أسألك امن فضلك(‪ .‬رواه امسلم وأبو داود والنسائي‪.‬‬

‫وخاامسا ـ دعاء النتخلي والمباشرة‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن أنس رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم كان يقول‬ ‫عند دوخول الخلء‪) :‬اللهم إني أعوذ بك امن الخبث والخبائث(‪ .‬رواه الشيخان‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن عبد ا بن عمر رضي ا عنهما قال‪ :‬كان رسول ا إذا وخرج‬ ‫امن الخلء قال‪) :‬الحمد لله اَّلذي أذاقني لذته ‪ ،‬وأبقى في قوته ‪ ،‬ودفع عني‬ ‫َأذاه(‪ .‬رواه ابن السني والطبراني‪.‬‬ ‫‪ – 3‬وعن عائشة رضي ا عنها أن النبي صلى ا عليه وسلم كان إذا وخرج‬ ‫امن الغائط قال‪) :‬غفرانك(‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬


‫‪ – 4‬وعن ابن عباس رضي ا عنهما عن النبي صلى ا عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫)لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال‪ :‬بسم ا اللهم جنبنا الشيطان َوجنب‬ ‫الشيطان اما رزقنتنا فقضي بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا( رواه البخاري‪.‬‬

‫سادسا ـ دعاء الوضوء والغسل والذان‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن أبي اموسى الشعري رضي ا عنه قال‪ :‬أتيت رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم بوضوء ‪ ،‬فنتوضأ ‪ ،‬فسمعنته يدعو ويقول‪) :‬اللهم اغفر لي ذنبي ‪،‬‬ ‫ووسع لي في داري ‪ ،‬وبارك لي في رزقي( فقلت‪ :‬يا نبي ا ‪ ,‬سمعنتك‬ ‫تدعو بكذا وكذا ‪ ،‬قال‪) :‬وهل تراهن تركن امن شيء؟(‪ .‬رواه النسائي وابن‬ ‫السني‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن عمر بن الخطاب رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪) :‬امن توضأ فقال‪ :‬أشهد َأن ل إله إل ا وحده ل شريك له ‪،‬‬ ‫وأشهد َأن امحمدا عبده ورسوله ‪ ،‬اللهم اجعلني امن النتوابين واجعلني امن‬ ‫المنتطهرين ‪ ,‬فنتحت له أبواب الجنة الثمانية يدوخل امن أيها شاء( رواه امسلم‬ ‫والنترامذي‪.‬‬ ‫‪ – 3‬وعن جابر بن عبد ا رضي ا عنهما‪ :‬أن رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم قال‪) :‬امن قال حين يسمع النداء‪ :‬اللهم رب هذه الدعوة النتاامة‬ ‫والصلة القائمة ‪ ،‬آت امحمدا الوسيلة والفضيلة ‪ ،‬وابعثه امقااما امحمودا الذي‬ ‫وعدته ‪ ,‬حلت له شفاعنتي يوم القياامة( رواه البخاري‪.‬‬

‫سابعا ـ دعاء الطعام‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنهما عن النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم أنه كان يقول في الطعام إذا قرب إليه‪) :‬اللهم بارك لنا فيما‬ ‫رزقنتنا ‪ ،‬وقنا عذاب النار ‪ ،‬بسم ا(‪ .‬رواه ابن السني‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن عائشة رضي ا عنها قالت‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬إذا أكل أحدكم فليذكر اسم ا تعالى في أوله ‪ ،‬فإن نسي أن يذكر‬ ‫اسم ا تعالى في أوله فليقل‪ :‬بسم ا أوله وآوخره( رواه أبو داود‬ ‫والنترامذي‪.‬‬


‫‪ – 3‬وعن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫كان إذا فرغ امن طعاامه قال‪) :‬الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا‬ ‫امسلمين(‪ .‬رواه أبو داود والنترامذي والنسائي وابن اماجة‪.‬‬ ‫‪ – 4‬عن امعاذ بن أنس رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬امن أكل طعااما فقال‪ :‬الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه امن غير‬ ‫حول امني ول قوة ‪ ،‬غفر له اما تقدم امن ذنبه(‪ .‬رواه النترامذي وقال حديث‬ ‫حسنس ِ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬عن أنس بن امالك رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم جاء إلى‬ ‫سعد بن عبادة رضي ا عنه ‪ ،‬فجاء بخبز وزيت فأكل ‪ ،‬ثم قال النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم‪) :‬أفطر عندكم الصائمون ‪ ،‬وأكل طعاامكم البرار‪ ،‬وصلت‬ ‫عليكم الملئكة(‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬

‫ثاامنا ـ دعاء النتهجد والرق والرؤيا‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن عبد ا بن عباس رضي ا عنهما قال‪ :‬كان النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم إذا قام امن الليل ينتهجد قال‪) :‬اللهم لك الحمد ‪ ،‬أنت قيم السماوات‬ ‫والرض وامن فيهن ‪ ،‬ولك الحمد ‪ ،‬لك املك السموات والرض وامن فيهن ‪،‬‬ ‫ولك الحمد أنت املك السموات والرض ‪ ،‬ولك الحمد ‪ ،‬أنت الحق ‪ ،‬ووعدك‬ ‫الحق ‪ ،‬ولقاؤك حق ‪ ،‬وقولك حق ‪ ،‬والجنة حق ‪ ،‬والنار حق ‪ ،‬والنبيون حق ‪،‬‬ ‫وامحمد صلى ا عليه وسلم حق ‪ ،‬والساعة حق ‪ ،‬اللهم لك أسلمت ‪ ،‬وبك‬ ‫آامنت ‪ ،‬وعليك توكلت ‪ ،‬وإليك أنبت ‪ ،‬وبك وخاصمت ‪ ،‬وإليك حاكمت ‪ ،‬فاغفر لي‬ ‫اما قدامت واما أوخرت ‪ ،‬واما أسررت واما أعلنت ‪ ،‬أنت المقدم ‪ ،‬وأنت المؤوخر ‪ ،‬ل‬ ‫إله إل أنت ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله(‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪ – 2‬عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أنه سمع رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم يقول‪) :‬إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ‪ ،‬فإنما هي امن ا تعالى ‪،‬‬ ‫فليحمد ا تعالى عليها وليحد ث بها ‪ ،‬وإذا رأى غير ذلك امما يكره فإنما هي‬ ‫امن الشيطان فليسنتعذ امن شرها ول يذكرها لحد فإنها ل تضره(‪ .‬رواه‬ ‫البخاري وامسلم‪.‬‬


‫‪ – 3‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ا عنهم أن رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم قال‪) :‬إذا فزع أحدكم فليقل‪ :‬أعوذ بكلمات ا النتاامة‬ ‫امن غضبه وعقابه وشر عباده ‪ ،‬وامن همزات الشياطين وأن يحضرون ‪,‬‬ ‫فإنها لن تضره(‪ .‬رواه أبو داود والنترامذي والنسائي وقال النترامذي‪ :‬حديث‬ ‫حسن‪.‬‬ ‫‪ – 4‬وعن وخالد بن الوليد رضي ا عنه أنه أصابه الرق ‪ ،‬فقال رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم‪) :‬أل أعلمك كلمات إذا قلنتهن نمت ‪ ,‬قل‪ :‬اللهم رب‬ ‫السموات السبع واما أظلت ‪ ،‬ورب الرضين واما أقلت ‪ ،‬ورب الشياطين واما‬ ‫أضلت ‪ ،‬كن لي جارا امن شر وخلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد امنهم أو‬ ‫أن يطغى علي ‪ ،‬عز جارك ‪ ,‬وتبارك اسمك(‪ .‬رواه الطبراني في الوسط‬ ‫وابن شيبة في امصنفه‪.‬‬ ‫‪ – 5‬وعن زيد بن ثابت رضي ا عنه قال‪ :‬شكوت إلى رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم أرقا أصابني فقال‪) :‬قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون ‪,‬‬ ‫وأنت حي قيوم ‪ ,‬ل تأوخذك سنة ول نوم ‪ ،‬يا حي يا قيوم أهدئ ليلي ‪ ،‬وأنم‬ ‫ت أجده‪ .‬رواه ابن السني‪.‬‬ ‫ل عني اما كن ُ‬ ‫عيني( فقلُنتها ‪ ،‬فأذهب ا عتّز وج تّ‬

‫تاسعا ـ دعاء النوم‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن أبي هريرة رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال‪) :‬إذا‬ ‫جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثل ث امرات وليقل‪ :‬باسمك ربي‬ ‫وضعت جنبي وبك أرفعه ‪ ،‬إن أامسكت نفسي فاغفر لها ‪ ،‬وإن أرسلنتها‬ ‫فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين(‪ .‬رواه الجماعة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن عائشة رضي ا عنها قالت‪) :‬إن النبي صلى ا عليه وسلم كان‬ ‫إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث فيهما فقرأ فيهما‪" :‬قل هو ا‬ ‫أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" ُثم يمسح بهما اما‬ ‫اسنتطاع امن جسده ‪ ،‬يبدأ بهما على رأسه ووجهه واما أقبل امن جسده ‪،‬‬ ‫يفعل ذلك ثل ث امتّرات(‪ .‬رواه البخاري‬


‫‪ – 3‬وعن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫قال‪) :‬امن قال حين يأوي إلى فراشه‪ :‬أسنتغفر ا الذي ل إله إل هو الحي‬ ‫القيوم وأتوب إليه ‪ ،‬ثل ث امرات ‪ ،‬غفر ا له ذنوبه وإن كانت امثل زبد البحر‪،‬‬ ‫وإن كانت عدد ورق الشجر ‪ ،‬وإن كانت عدد رامل عالج ‪ ،‬وإن كانت عدد أيام‬ ‫الدنيا(‪ .‬رواه النترامذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪ – 4‬وعن أبي هريرة رضي ا عنه أن النبي صلى التّله عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫)امن قال حين يأوي إلى فراشه‪ :‬ل إله إل ا وحده ل شريك له ‪ ,‬له الملك‬ ‫وله الحمد وهو على كل شيء قدير ‪ ,‬ل حول ول قوة إل بالله العلي‬ ‫العظيم ‪ ,‬سبحان ا والحمد لله ول إله إل ا وا أكبر ‪ ,‬غفرت له ذنوبه‬ ‫وإن كانت امثل زبد البحر(‪ .‬رواه ابن حبان‪.‬‬ ‫‪ - 5‬عن البراء بن عازب رضي ا عنهما قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم‪) :‬إذا أتيت امضجعك فنتوضأ وضوءك للصلة ‪ ،‬ثم اضطجع على شقك‬ ‫اليمن ثم قل‪ :‬اللهم أسلمت وجهي إليك ‪ ،‬وفوضت أامري إليك ‪ ،‬وألجأت‬ ‫ظهري إليك ‪ ،‬رغبة ورهبة إليك ‪ ،‬ل املجأ ول امنجى امنك إل إليك ‪ ،‬آامنت بكنتابك‬ ‫ت على الفطرة ‪ ،‬واجعلهن آوخر‬ ‫ت س ِام تّ‬ ‫الذي أنزلت ‪ ،‬وبنبيك الذي أرسلت‪ .‬فإن س ِام تّ‬ ‫اما تنتكلم به(‪ .‬أوخرجه الجماعة‪.‬‬

‫عاشرا ـ وخنتام الصلة ووخنتام المجلس‪:‬‬ ‫‪ – 1‬عن أبي هريرة رضي ا عنه عن رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫قال‪) :‬امن سبح ا في دبر كل صلة ثلثا وثلثين ‪ ،‬وحمد ا ثلثا وثلثين ‪،‬‬ ‫وكبر ا ثلثا وثلثين ‪ ،‬وقال تمام المئة‪ :‬ل إله إل ا وحده ل شريك له ‪ ،‬له‬ ‫الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬غفرت وخطاياه وإن كانت امثل‬ ‫زبد البحر(‪ .‬رواه امسلم‪.‬‬ ‫‪ – 2‬وعن امعاذ بن جبل رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫أوخذ بيده وقال‪) :‬يا امعاذ ‪ ,‬وا إني لحبك ‪ ،‬أوصيك يا امعاذ ل تدعن في دبر‬ ‫كل صلة تقول‪ :‬اللهم أعتّني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك(‪ .‬رواه أبو‬ ‫داود‪.‬‬


‫‪ – 3‬عن أبي برزة رضي ا عنه قال‪ :‬كان رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫يقول بأوخرة إذا أراد أن يقوم امن المجلس‪) :‬سبحانك ‪ ,‬اللهم وبحمدك ‪،‬‬ ‫أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ،‬أسنتغفرك وأتوب إليك( ‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ا‬ ‫إنك لنتقول قول اما كنت تقوله فيما امضى‪ ،‬قال‪) :‬ذلك كفارة لما يكون في‬ ‫المجلس( رواه أبو داود والحاكم في المسنتدرك‪.‬‬ ‫ي رضي ا عنه قال‪) :‬امن أحب أن يكنتال بالمكيال الوفى‬ ‫‪ – 4‬عن عل تّ‬ ‫فليقل في آوخر امجلسه أو حين يقول‪ :‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون ‪،‬‬ ‫وسلم على المرسلين ‪ ،‬والحمُد لله رب العالمين(‪.‬‬ ‫القسم الرابع ـ الدعية المأثورة في حالت امخنتلفة في غير أحوال اليوم والليلة‬

‫أول ـ دعاء السنتخارة الشرعية‪:‬‬ ‫عن جابر بن عبد ا رضي ا عنه قال‪ :‬كان رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم يعلمنا السنتخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة امن القرآن‪.‬‬ ‫يقول‪) :‬إذا هم أحدكم بالامر فليركع ركعنتين امن غير الفريضة ‪ ،‬ثم ليقل‪:‬‬ ‫اللهم أني أسنتخيرك بعلمك ‪ ،‬وأسنتقدرك بقدرتك ‪ ،‬وأسألك امن فضلك‬ ‫العظيم ‪ ،‬فانك تقدر ول أقدر ‪ ،‬وتعلم ول أعلم ‪ ،‬وأنت علم الغيوب‪ .‬اللهم إن‬ ‫كنت تعلم أن هذا الامر وخير لي في ديني وامعاشي وعاقبة أامري "أو قال‪:‬‬ ‫عاجل أامري وآجله" فاقدره لي ‪ ،‬ويسره لي‪ .‬ثم بارك لي فيه‪ ..‬وإن كنت‬ ‫تعلم أن هذا الامر شر لي في ديني وامعاشي وعاقبة أامري "أو قال‪ :‬عاجل‬ ‫أامري وآجله"‪ ،‬فاصرفه عني ‪ ،‬واصرفني عنه ‪ ،‬واقدر لي الخير حيث كان ‪ ،‬ثم‬ ‫أرضني به(‪ .‬قال‪) :‬ويسمى حاجنته باسمها(‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬

‫ثانيا ـ صلة الحاجة‪:‬‬ ‫عن عبد ا بن أبي أوفى رضي ا عنهما قال‪ :‬وخرج علينا رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم فقال‪) :‬امن كانت له حاجة إلى ا تعالى أو إلى أحد امن بني‬ ‫آدم ‪ ,‬فلينتوضأ وليحسن الوضوء ثم ليصل ركعنتين ‪ ,‬ثم ليثن على ا ‪,‬‬ ‫وليصل على النبي صلى ا عليه وسلم ثم ليقل‪ :‬ل إله إل ا الحليم الكريم‬


‫‪ ,‬سبحان ا رب العرش العظيم ‪ ,‬الحمد لله رب العالمين ‪ ,‬أسألك اموجبات‬ ‫رحمنتك ‪ ,‬وعزائم امغفرتك ‪ ,‬والغنيمة امن كل بر ‪ ,‬والسلامة امن إثم ‪ ,‬ل تدع‬ ‫لي ذنبا إل غفرته ‪ ,‬ول هما إل فرجنته ‪ ,‬ول حاجة هي لك رضا إل قضينتها يا‬ ‫أرحم الراحمين ‪ ,‬ثم ليسأل امن أامر الدنيا والوخرة اما شاء فإنه ُيقتّدر(‪.‬‬ ‫أوخرجه النترامذي والنسائي وابن اماجة‪.‬‬

‫ثالثا ـ امن أدعية السفر‪:‬‬ ‫يقول المقيم للمسافر‪) :‬أسنتودع ا دينك وأاماننتك ووخواتيم عملك ‪ ,‬وأقرأ‬ ‫عليك السلم( رواه النترامذي والنسائي امن حديث عبد ا بن عمر‪.‬‬ ‫ثم يوصيه فيقول‪) :‬عليك بنتقوى ا ‪ ،‬والنتكبير على كل شرف ‪ ,‬اللهم اطو له‬ ‫البعد ‪ ،‬وهون عليه السفر( رواه النترامذي والنسائي امن حديث أبي هريرة‪.‬‬ ‫ثم يدعو له بقوله‪) :‬زودك ا النتقوى ‪ ,‬وغفر ذنبك ‪ ,‬ويسر لك الخير حيثما‬ ‫كنت( أوخرجه النترامذي والنسائي امن حديث أنس‪.‬‬ ‫ويقول المسافر للمقيم‪) :‬أسنتودعك ا الذي ل تضيع ودائعه(‪ .‬رواه‬ ‫الطبراني امن حديث أبي هريرة‪.‬‬ ‫ثم يدعو ا بقوله‪) :‬اللهم بك أصول وبك أجول وبك أسير( ‪) ,‬اللهم إنا‬ ‫نسألك في سفري هذا البر والنتقوى ‪ ،‬وامن العمل اما ترضى ‪ ،‬اللهم هون‬ ‫علينا سفرنا هذا ‪ ،‬واطو عنا بعده ‪ ,‬اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة‬ ‫في الهل ‪ ,‬اللهم إني أعوذ بك امن وعثاء السفر وكبآبة المنظر وسوء‬ ‫ن وزاد فيهن‪) :‬آيبون‬ ‫المنقلب في المال والهل والولد(‪ .‬وإذا َرجع قاله تّ‬ ‫تائبون عابدون لربنا حاامدون( رواه أحمد والبزار وامسلم وغيرهم امن حديث‬ ‫علي وابن عمر وعبد ا بن سرجس وغيرهم‪.‬‬ ‫فإذا بدأ الركوب قال‪) :‬بسم ا( ‪ ,‬فإذا اسنتوى على امركبه قال‪) :‬الحمد لله‬ ‫الذي سخر لنا هذا واما كنا له امقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون( رواه أبو داود‬ ‫والنترامذي امن حديث علي رضي ا عنه‪.‬‬

‫رابعا ـ امن أدعية الظواهر الكونية‪:‬‬


‫‪ – 1‬إذا رأى المطر قال‪) :‬اللهم صيبا نافعا( امرتين أو ثلثة رواه ابن أبي‬ ‫شيبة امن حديث عائشة ‪ ,‬فإذا كثر المطر ووخاف ضرره قال‪) :‬اللهم حوالينا‬ ‫ول علينا ‪ ,‬اللهم على الكام والظراب وبطون الودية وامنابت الشجر( رواه‬ ‫البخاري امن حديث أنس‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إذا سمع الرعد والصواعق قال‪) :‬اللهم ل تقنتلنا بغضبك ول تهلكنا بعذابك‬ ‫‪ ,‬وعافنا قبل ذلك( رواه النترامذي والحاكم في المسنتدرك امن حديث عبد ا‬ ‫بن عمر‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إذا رأى الهلل قال‪) :‬ا أكبر ‪ ,‬اللهم أهله علينا باليمن واليمان‬ ‫والسلامة والسلم والنتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك ا( ‪) ,‬هلل وخير‬ ‫ورشد( ثم يقول ثلثا‪) :‬اللهم أني أسألك امن وخير هذا الشهر ‪ ,‬ووخير القدر ‪,‬‬ ‫وأعوذ بك امن شره(‪ .‬رواه الدارامي والنترامذي والطبراني وغيرهم امن حديث‬ ‫عبد ا بن عمر وغيره‪.‬‬

‫وخاامسا ـ امن أدعية الزواج والولد‪:‬‬ ‫‪ – 1‬يقول لمن تزوج‪) :‬بارك ا لكما ‪ ,‬وبارك عليكما ‪ ,‬وجمع بينكما في‬ ‫وخير( رواه البخاري وامسلم والربعة امن حديث انس وأبي هريرة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إذا أتي بمولود أتّذن في أذنه حين ولدته‪ ..‬رواه أبو داود والنسائي‪.‬‬ ‫‪ – 3‬تعويذ الطفال‪) :‬أعيذك بكلمات ا النتاامة ‪ ,‬امن كل شيطان وهاامة ‪,‬‬ ‫وامن كل عين لامة( رواه البخاري امن حديث ابن عباس‪.‬‬ ‫‪ – 4‬إذا أفصح الصبي فليعلمه ل إله إل ا ‪,‬وإذا أثغر فليأامره بالصلة‪.‬‬ ‫أوخرجه ابن السني امن حديث عبد ا بن عمر‪.‬‬

‫سادسا ـ امن أدعية المرئيات‪:‬‬ ‫‪ – 1‬إذا رأى اما يحب قال‪) :‬الحمد لله الذي بنعمنته تنتم الصالحات(‪ .‬وإذا رأى‬ ‫اما يكره قال‪) :‬الحمد لله على كل حال(‪ .‬رواه الحاكم وابن اماجة امن حديث‬ ‫عائشة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إذا رأى وجهه في المرآة قال‪) :‬اللهم كما حسنت وخلقي فحسن وخلقي‬ ‫وحرم وجهي على النار‪ ,‬الحمد لله الذي سوى وخلقي فعدله ‪ ,‬وكرم صورة‬


‫وجهي فأحسنها وجعلني امن المسلمين( رواه ابن حبان وابن امردوية ‪,‬‬ ‫والطبراني امن حديث عبد ا بن امسعود وعائشة وأنس‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إذا رأى باكورة ثمرة أو فاكهة قال‪) :‬اللهم بارك لنا في ثمرنا ‪ ,‬وبارك لنا‬ ‫في امديننتنا ‪ ,‬وبارك لنا في صاعنا‪ ,‬وبارك لنا في امدنا ‪ ,‬اللهم كما أرينتنا أوله‬ ‫فأرنا آوخره( ثم يعطيه أصغر اما يكون عنده امن الصبيان‪ .‬رواه امسلم‬ ‫والنترامذي امن حديث أبي هريرة‪.‬‬ ‫‪ – 4‬إذا رأى أوخاه المسلم يضحك قال‪) :‬أضحك ا سنك( رواه البخاري‬ ‫وامسلم امن حديث سعد بن أبي وقا ص‪.‬‬

‫سابعا ـ امن أدعية السلم والنتحية‪:‬‬ ‫‪ – 1‬إذا ُبتّلغ عن أحد سلاما رده على المبلغ والمستّلم امعا ‪ .‬أوخرجه النسائي‬ ‫وابن القطان امن حديث أنس في سلم وخديجة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إذا قال له إنسان إني أحبك ‪ ,‬قال‪) :‬أحبك ا الذي أحببنتني له( رواه أبو‬ ‫داود والنسائي وابن حبان امن حديث أنس‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إذا قيل له كيف أصبحت ‪ ,‬قال‪) :‬أحمد ا إليك( أو قال‪) :‬بخير أحمد‬ ‫ا( رواه أحمد والطبراني امن حديث عبد ا بن عمر وأنس‪.‬‬ ‫‪ – 4‬إذا صنع إليه أحد امعروفا قال‪) :‬جزاك ا وخيرا( رواه النترامذي امن‬ ‫حديث أساامة‪.‬‬

‫ثاامنا ـ امن أدعية عوارض الحياة‪:‬‬ ‫‪ – 1‬إذا أصابه الكرب أو الهم أو الغم أو الحزن يقول‪) :‬ل إله إل ا الكريم‬ ‫ظيم ‪ ،‬سبحانه تبارك ا رب العالمين( ‪) ,‬توكلت على الحي الذي‬ ‫الع س ِ‬ ‫يموت( ‪) ,‬الحمد لله الذي لم ينتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم‬ ‫يكن له ولي امن الذل وكتّبره تكبيرا( ‪) ,‬اللهم رحمنتك أرجو فل تكلني إلى‬ ‫نفسي طرفة عين ‪ ،‬وأصلح لي شأني كله ‪ ,‬ل إله إل أنت( ‪) ,‬يا حي يا قيوم ‪،‬‬ ‫برحمنتك أسنتغيث( ‪) ,‬ل إله إل أنت سبحانك إني كنت امن الظالمين( ‪) ,‬اللهم‬ ‫ي حكمك ‪ ،‬عدل ف تّ‬ ‫ي‬ ‫ض ف تّ‬ ‫إني عبدك ‪ ،‬وابن أامنتك ‪ ،‬ناصينتي بيدك ‪ ،‬اما أ ٍ‬ ‫قضاؤك ‪ ،‬أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ‪ ،‬أو أنزلنته في كنتابك ‪ ،‬أو‬


‫عتّلمنته أحدا امن وخلقك ‪ ،‬أو اسنتأثرت به في علم الغيب عندك ‪ ،‬أن تجعل‬ ‫القرآن العظيم ربيع قلبي ‪ ،‬ونور بصري ‪ ،‬وجلء حزني ‪ ،‬وذهاب همي( )ل‬ ‫حول ول قوة إل بالله(‪ ...‬رواه النسائي وابن حبان امن حديث علي ‪ ,‬والحاكم‬ ‫امن حديث أبي هريرة وعبد ا بن امسعود ‪ ,‬والنترامذي امن حديث سعد بن‬ ‫أبي وقا ص ‪ ,‬وأحمد والبزار امن حديث ابن امسعود‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إذا وقع له اما ل يخنتاره فليقل‪) :‬قدر ا واما شاء فعل ‪ ,‬ول يقول لو ‪,‬‬ ‫فإن لو تفنتح باب الشيطان( رواه النسائي امن حديث أبي هريرة‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إن غلبه أامر فليقل‪) :‬حسبنا ا ونعم الوكيل(‪ .‬رواه أبو داود امن حديث‬ ‫عوف بن امالك‪.‬‬ ‫‪ – 4‬إن أصابنته امصيبة قال‪) :‬إنا لله وإنا إليه راجعون ‪ ,‬اللهم عندك أحنتسب‬ ‫امصيبنتي ‪ ,‬فأجرني فيها وأبدلني امنها وخيرا(‪ .‬رواه النترامذي والحاكم امن حديث‬ ‫أبي سلمة‪.‬‬ ‫‪ – 5‬إذا اسنتصعب عليه شيء قال‪) :‬اللهم ل سهل إل اما جعلنته سهل ‪ ,‬وأنت‬ ‫تجعل الحزن إذا شئت سهل( رواه ابن حبان امن حديث أنس‪.‬‬ ‫‪ – 6‬إذا غضب قال‪) :‬أعوذ بالله امن الشيطان الرجيم( رواه البخاري وامسلم‬ ‫امن حديث سليمان بن صرد‪.‬‬ ‫‪ – 7‬إذا ابنتلي بالدين قال‪) :‬اللهم اغنني بحللك عن حراامك ‪ ,‬واغنني بفضلك‬ ‫عمن سواك( رواه النترامذي والحاكم امن حديث علي‪.‬‬

‫تاسعا ـ امن أدعية المرض والوفاة‪:‬‬ ‫‪– 1‬إذا اشنتكى وضع يده على اموضع اللم امن جسده ثم قال‪) :‬بسم ا‬ ‫"ثل ث امرا ث" ‪ ,‬أعوذ بعزة ا وقدرته امن شر اما أجد وأحاذر"سبع امرات"(‬ ‫رواه امسلم امن حديث عثمان بن أبي العا ص‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إذا عاد امريضا قال‪) :‬اللهم أذهب البأس رب الناس ‪ ,‬اشف وأنت‬ ‫ء ل يغادر سقما( ويمسح بيده عليه‬ ‫الشافي ‪ ,‬ل شفاء إل شفاؤك ‪ ,‬شفا م ً‬ ‫ويطيب وخاطره ‪ ..‬رواه البخاري امن حديث عائشة‪.‬‬


‫‪ – 3‬وفي العزاء يسلم ويقول‪) :‬إن لله اما أوخذ وله اما أعطى ‪ ,‬وكل شيء‬ ‫عنده بأجل امسمى ‪ ,‬فلنتصبر ولنتحنتسب( رواه البخاري‪.‬‬ ‫وكنتب رسول ا صلى ا عليه وسلم إلى امعاذ يعزيه في ابنه‪) :‬بسم ا‬ ‫الرحمن الرحيم ‪ ،‬امن امحمد رسول ا إلى امعاذ بن جبل‪ :‬سلم عليك ‪،‬‬ ‫فإني أحمد ا إليك الذي ل إله إل هو‪ .‬أاما بعد‪ :‬فأعظم ا لك الجر ‪،‬‬ ‫وألهمك الصبر ‪ ،‬ورزقنا وإياك الشكر ‪ ،‬فإن أنفسنا وأاموالنا وأهلينا وأولدنا‬ ‫امن امواهب ا عز وجل الهنية وعواريه المسنتودعة ‪ ،‬نمنتع بها إلى أجل‬ ‫امعدود ‪ ,‬ويقبضها إلى وقت امعلوم ‪ ،‬ثم افنترض علينا الشكر إذا أعطى ‪،‬‬ ‫والصبر إذا ابنتلى ‪ ،‬وكان ابنك امن امواهب ا الهنية وعواريه المسنتودعة ‪,‬‬ ‫امنتعك ا به في غبطة وسرور وقبضه امنك بأجر كثير ‪ ،‬الصلة والرحمة‬ ‫والهدى إن احنتسبت ‪ ،‬فاصبر ‪ ،‬ول يحبط جزعك أجرك فنتندم ‪ ،‬واعلم أن‬ ‫الجزع ل يرد امينتا ول يدفع حزنا ‪ ،‬واما هو نازل فكان قد ‪ ،‬والسلم(‪ .‬رواه‬ ‫الحاكم وابن امردويه‪.‬‬ ‫‪ – 4‬وفي صلة الجنازة يدعو للميت بقوله‪) :‬اللهم اغفر له وارحمه ‪ ,‬وعافه‬ ‫واعف عنه ‪ ,‬واكرم نزله ‪ ,‬ووسع امدوخله ‪ ,‬واغسله بالماء والثلج والبرد ‪ ،‬ونقه‬ ‫امن الخطايا كما نقيت الثوب البيض امن الدنس ‪ ،‬وأبدله دارا وخيرا امن داره ‪,‬‬ ‫وأهل م ً وخيرا امن أهله ‪ ,‬وزوجا وخيرا امن زوجه ‪ ,‬وأدوخله الجنة ‪ ,‬وأعذه امن‬ ‫عذاب القبر وامن عذاب النار(‪ .‬رواه امسلم امن حديث عوف بن امالك‪.‬‬ ‫‪ – 5‬في زيارة القبور يقول‪) :‬السلم على أهل الديار امن المؤامنين‬ ‫والمسلمين ‪ ,‬ويرحم ا المسنتقدامين امنكم والمسنتأوخرين ‪ ,‬وإنا إن شاء ا‬ ‫بكم لحقون ‪ ,‬أننتم لنا فرط ونحن لكم تبع ‪ ,‬اللهم ل تحرامنا أجرهم ‪ ,‬ول‬ ‫تضلنا بعدهم( رواه امسلم والنسائي وابن اماجة وابن السني‪.‬‬

‫عاشرا ـ صلة النتسبيح‪:‬‬ ‫أربع ركعات بنتسليمة واحدة أو بنتسليمنتين ‪ ,‬يقرأ في كل ركعة بالفاتحة‬ ‫وسورة ثم يسبح قائما وخمس عشرة امرة يقول‪) :‬سبحان ا ‪ ,‬والحمد لله ‪,‬‬


‫ول إله إل ا ‪ ,‬وا أكبر( ‪ ,‬ويسبح في الركوع عشرا ‪ ,‬وفي الرفع امنه عشرا‬ ‫‪ ,‬وفي السجود عشرا ‪ ,‬وبين السجدتين عشرا ‪ ,‬وفي السجدة الثانية عشرا ‪,‬‬ ‫وفي الرفع امنها قبل القيام أو النتشهد عشرا ‪ ,‬فهي وخمس وسبعون تسبيحة‬ ‫‪ ,‬يفعل ذلك في كل ركعة‪ ..‬الحديث أوخرجه أبو داود والحاكم امن حديث عبد‬ ‫ا بن عباس رضي ا عنهما‪.‬‬ ‫امن أوراد الوخــوان بعد الورد القرآني وورد المأثورات‬

‫‪ – 1‬ورد الدعاء‪:‬‬ ‫)أسنتغفر ا( امائة امرة ‪) ,‬اللهم صل على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه‬ ‫وسلم( امائة امرة ‪) ,‬ل إله إل ا( امائة امرة ‪ ,‬الدعاء للدعوة والقائمين بها‬ ‫وللوخوان والنفس والهل بعد ذلك بما تيسر امن الدعوات‪.‬‬ ‫ويقرأ الورد صباحا بعد صلة الصبح ‪ ,‬وامساء بعد صلة المغرب أو العشاء‬ ‫أو قبل النوم امع الخشوع النتام ‪ ,‬وأل يقطع ورده بكلم دنيوي إل للضرورة‬ ‫اسنتكمال للخشوع وتأدبا في الذكر‪.‬‬

‫‪ – 2‬ورد الرابطة‪:‬‬ ‫ك َام ه ْ‬ ‫ن‬ ‫مه ْل َ‬ ‫ك ُته ْؤس ِتي اه ْل ُ‬ ‫مه ْل س ِ‬ ‫ك اه ْل ُ‬ ‫م َاماس ِل َ‬ ‫ل الَّلُه َّ‬ ‫ينتلو الخ الية الكريمة في تدبر كاامل‪ُ) :‬ق س ِ‬ ‫خه ْيُر إ س َِّن َ‬ ‫ك‬ ‫ك اه ْل َ‬ ‫ء س ِبَيس ِد َ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َت َ‬ ‫ء َوُتس ِذل ُّ َام ه ْ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َت َ‬ ‫ع ُّز َام ه ْ‬ ‫ء َوُت س ِ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َت َ‬ ‫م ه ْ‬ ‫ك س ِام َّ‬ ‫مه ْل َ‬ ‫ع اه ْل ُ‬ ‫ء َوَته ْنس ِز ُ‬ ‫شا ُ‬ ‫َت َ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫ج‬ ‫ج الَّنَهاَر س ِفي الَّله ْيلس ِ َوُت ه ْ‬ ‫ل س ِفي الَّنَهاس ِر َوُتوس ِل ُ‬ ‫ج الَّله ْي َ‬ ‫ء َقس ِدي ٌر ‪ُ ,‬توس ِل ُ‬ ‫ي أ ٍ‬ ‫ش ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ُك ِّ‬ ‫َ‬ ‫ب( )آل‬ ‫سا أ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫غه ْيس ِر س ِ‬ ‫ء س ِب َ‬ ‫شا ُ‬ ‫ن َت َ‬ ‫ق َام ه ْ‬ ‫ي َوَته ْرُز ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ت س ِام َ‬ ‫مِّي َ‬ ‫ج اه ْل َ‬ ‫خس ِر ُ‬ ‫ت َوُت ه ْ‬ ‫مِّي س ِ‬ ‫ن اه ْل َ‬ ‫ي س ِام َ‬ ‫ح َّ‬ ‫اه ْل َ‬ ‫عمران‪(27-26:‬‬ ‫ثم ينتلو الدعاء المأثور بعد ذلك ‪) :‬اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك ‪,‬‬ ‫وأصوات دعائك فاغفر لي(‬ ‫ثم يسنتحضر صورة امن يعرف امن إوخوانه في ذهنه ويسنتشعر الصلة‬ ‫الروحية بينه وبين امن لم يعرفه امنهم ‪ ,‬ثم يدعو لهم بمثل هذا الدعاء‪:‬‬ ‫)اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجنتمعت على امحبنتك ‪ ,‬والنتقت على‬ ‫طاعنتك ‪ ,‬وتوحدت على دعوتك ‪ ,‬وتعاهدت على نصرة شريعنتك ‪ ,‬فوثق‬


‫اللهم رابطنتها ‪ ,‬وأدم ودها ‪ ,‬واهدها سبلها ‪ ,‬وأاملها بنورك الذي ل يخبو‬ ‫‪,‬واشرح صدورها بفيض اليمان بك ‪ ,‬وجميل النتوكل عليك ‪ ,‬وأحيها بمعرفنتك‬ ‫‪ ,‬وأامنتها على الشهادة في سبيلك ‪ ,‬إنك نعم المولى ونعم النصير ‪ ,‬الهم آامين‬ ‫‪ ,‬وصل اللهم على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم(‪.‬‬ ‫ووقت هذا الورد ساعة الغروب تمااما امن كل ليلة‪.‬‬

‫‪ – 3‬ورد المحاسبة‪:‬‬ ‫وهو اسنتعراض أعمال اليوم ساعة النوم ‪ ,‬فإن وجد الخ وخيرا فليحمد ا ‪,‬‬ ‫وإن وجد غير ذلك فليسنتغفر وليسأل ربه ثم يجدد النتوبة وينام على أفضل‬ ‫العزائم‪.‬‬ ‫وصلى ا على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‬ ‫حسـن البنتّــا‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.