بسم ا الرحمن الرحيم
رسائل الامام الشهيد حسن البنا
الامام الشهيد /حسن البنا )1906م1949-م(
الفهرست دعوتنا3................................................................................................................. في امؤتمر طلبة الوخوان المسلمين174....................................................................... 188.................................................................................................................... دعوة للشباب 190................................................................................................... منتنـا 202.......................................................................................................... امـهـ تّ امن هم الوخوان المسلمون؟216............................................................................... طور جديد في دعوة الوخوان المسلمين 239................................................................ في اجنتماع رؤوساء المناطق وامراكز الجهاد260........................................................... نظـرات ثــــل ث 317................................................................................................ أي لــون نخنتــار؟321.............................................................................................. اعنتراضـــات325..................................................................................................... قضينتنا الوطنية في ضوء النتوجيه السلامي329............................................................. وحدتنا في ضوء النتوجيه السلامي 334....................................................................... نظام الحكم337..................................................................................................... النظام القنتصادي356.............................................................................................. رسالة النتعاليم375.................................................................................................. نظام السر392...................................................................................................... رسالة العقائد396................................................................................................... رسالة الجهاد431.................................................................................................... رسالة في علم الحديث 452...................................................................................... المناجاة 477.......................................................................................................... اتجاه النهضة الجديدة في العالم السلامي 498............................................................ تربية النشئ 536..................................................................................................... المأثورات -امـقـدامــات 549...................................................................................... ........................................................................................................552القسم اللول ـ الوظيفة ................................................................................................557القسم الثاني ـ الورد القرآني ..........................................................................................563القسم الثالث ـ أدعية اليوم لوالليلة ....................................570القسم الرابع ـ الدعية المأثورة في حال ت مختلفة في غير أحوال اليوم لوالليلة ..............................................................576من ألوراد الـخــوان بعد الورد القرآني لولورد المأثورا ت
دعوتنا امصـــارحة نحب أن نصارح الناس بغاينتنا ،وأن نجلي أاماامهم امنهجنا ،وأن نوجه إليهم دعوتنا ،في غير لبس ول غموض ،أضوأ امن الشمس وأوضح امن فلق الصبح وأبين امن غرة النهار.
بـــراءة ونحب امع هذا أن يعلم قوامنا – و كل المسلمين قوامنا – أن دعوة الوخوان المسلمين دعوة بريئة نزيهة ،قد تساامت في نزاهنتها حنتى جاوزت المطاامع الشخصية ،واحنتقرت المنافع المادية ،ووخلفت وراءها الهواء والغراض ،وامضت قداما في الطريق النتي رسمها الحق تبارك وتعالى للداعين إليه : ن س ِ ا حا َ سه ْب َ عس ِني َو ُ ة أ ََنا َوَامنس ِ اَّتَب َ صيَر أ ٍ عَلى َب س ِ ا َ عو إ س َِلى س ِ سس ِبيس ِلي أ َه ْد ُ ه َ هس ِذ س ِ ل َ )ُق ه ْ ن( )يوسف. (108: شس ِرس ِكي َ م ه ْ ن اه ْل ُ َوَاما أ ََنا س ِام َ فلسنا نسأل الناس شيئا ،و ل نقنتضيهم امال ول نطالبهم بأجر ،ول نسنتزيد بهم وجاهة ،ول نريد امنهم جزاء ول شكورا ،إن أجرنا في ذلك إل على الذي فطرنا.
عـاطــفة و نحب أن يعلم قوامنا أنهم احب إلينا امن أنفسنا ،و أنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء ،و أن تزهق ثمنا لمجدهم و كراامنتهم و دينهم و آامالهم إن كان فيها الغناء ،و اما أوقفنا
هذا الموقف امنهم إل هذه العاطفة النتي اسنتبدت بقلوبنا و املكت علينا امشاعرنا ،فأقضت امضاجعنا ،و أسالت امداامعنا ،و إنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى اما يحيط بقوامنا ثم نسنتسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نسنتكين لليأس ،فنحن نعمل للناس في سبيل ا أكثر امما نعمل لنفسنا ،فنحن لكم ل لغيركم أيها الحباب ،و لن نكون عليكم في يوم امن اليام.
لله الفضل و المنة و لسنا نمنتن بشيء ول نرى لنفسنا في ذلك فضل ،و إنما نعنتقد قول ا تعالى : صاس ِدس ِقينَ( )الحجرات: ن ُكه ْنُنتمه ْ َ ن إ س ِ ه ْ ما س ِ لي َ هَداُك ه ْ ن َ م أ َ ه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ن َ م ُّ ا َي ُ ل ُ ) َب س ِ م س ِل س ِ . (17 وكم ننتمنى – لو تنفع المنى – أن تنتفنتح هذه القلوب على امرأى و امسمع امن أامنتنا ،فينظر إوخواننا هل يرون فيها إل حب الخير لهم و الشفاق عليهم و النتفاني في صالحهم ؟ وهل يجدون إل ألما امضنيا امن هذا الحال النتي وصلنا إليها ؟ و لكن حسبنا أن ا يعلم ذلك كله ،و هو وحده الكفيل بالنتأييد الموفق للنتسديد ،بيده أزامة القلوب و امفاتيحها ،امن يهد ا فل امضل له و امن يضلل ا فل هادي له و هو حسبنا و نعم الوكيل .أليس ا بكاف عبده؟
أصناف أربعة و كل الذي نريده امن الناس أن يكونوا أاماامنا واحدا امن أربعة :
امؤامـن : إاما شخص آامن بدعوتنا و صدق بقولنا و أعجب بمبادئنا ،و رأى فيها وخيرا اطمأنت إليه نفسه ،و سكن له فؤاده ،فهذا ندعوه أن يبادر بالنضمام إلينا و العمل امعنا حنتى يكثر به عدد المجاهدين و يعلوا بصوته صوت الداعين ،و ل امعنى ليمان ل ينتبعه عمل ،و ل فائدة في عقيدة ل تدفع صاحبها إلى تحقيقها و النتضحية في سبيلها ،و كذلك كان السابقون الولون اممن شرح ا صدورهم لهداينته فاتبعوا أنبيائه و آامنوا برسالته و جاهدوا فيه حق جهاده ،و لهؤلء امن ا أجزل الجر و أن يكون لهم امثل ثواب امن اتبعوهم ل ينقص ذلك امن أجورهم شيئا. امنتـردد : وإاما شخص لم يسنتبين وجه الحق ،و لم ينتعرف في قولنا امعنى الوخل ص و الفائدة ،فهذا ننتركه لنتردده و نوصيه بأن ينتصل بنا عن كثب ، و يقرأ عنا امن قريب أو بعيد ،و يطالع كنتاباتنا و يزور أندينتنا و ينتعرف إلى إوخواننا ،فسيطمئن بعد ذلك لنا إن شاء ا ،و كذلك كان شأن المنترددين امن أتباع الرسل امن قبل . نفـعي : وإاما شخص ل يريد أن يبذل امعوننته إل إذا عرف اما يعود عليه امن فائدة و اما يجره هذا البذل له امن امغنم فنقول له :حنانيك ليس عندنا امن جزاء إل ثواب ا إن أوخلصت ،و الجنة إن علم فيك وخيرا ،أاما نحن فمغمورون جاها فقراء امال ،شأننا النتضحية بما امعنا و بذل اما في أيدينا ،و رجاؤنا رضوان ا سبحانه و تعالى و هو نعم المولى و نعم النصير ، فإن كشف ا الغشاوة عن قلبه و أزاح كابوس الطمع عن فؤاده فسيعلم أن اما عند ا وخير و أبقى ،و سينضم إلى كنتيبة ا ليجود بما
امعه امن عرض الحياة الدنيا لينال ثواب ا في العقبى ،و اما عندكم ينفد و اما عند ا باق ,و إن كانت الوخرى فالله عني عمن ل يرى لله الحق الول في نفسه و اماله و دنياه و آوخرته و اموته و حياته ,و كذلك كان شأن قوم امن أشباهه حين أبوا امبايعة رسول ا صلى ا عليه و سلم إل أن يجعل لهم الامر امن بعده ,فما كان جوابه صلى ا عليه و سلم إل أن أعلمهم أن الرض لله يورثها امن يشاء امن عباده ,و العاقبة للمنتقين امنتحاامـل : و إاما شخص أساء فينا ظنه و أحاطت بنا شكوكه ،فهو ل يرانا إل بالمنظار السود القاتم ،و ل ينتحد ث عنا إل بلسان المنتحرج المنتشكك ،و يأبى إل أن يلج في غروره و يسدر في شكوكه و يظل امع أوهاامه ،فهذا ندعو ا لنا و له أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و الباطل باطل و يرزقنا اجنتنابه ،و أن يلهمنا و إياه الرشد ،ندعوه إن قبل الدعاء و نناديه إن أجاب النداء و ندعو ا فيه و هو أهل الرجاء ،و لقد أنزل ا على نبيه الكريم في صنف امن الناس : ء( )القصص. (56: شا ُ ن َي َ ا َيه ْهس ِدي َام ه ْ ن َ ك َّ ت َوَل س ِ حَبه ْب َ ن أ َ ه ْ ك ل َته ْهس ِدي َام ه ْ )إ س َِّن َ وهذا سنظل نحبه و نرجو فيئه إلينا و اقنتناعه بدعوتنا ،و إنما شعارنا امعه اما أرشدنا إليه المصطفى صلى ا عليه و سلم امن قبل ) :اللهم اغفر لقوامي فإنهم ل يعلمون(. نحب أن يكون الناس امعنا واحدا امن هؤلء ،و قد حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غاينته و يحدد وجهنته ،و يعمل لهذه الوجهة حنتى يصل إلى غاينته المنشودة ،أاما تلك الغفلة السادرة و
الخطرات اللهية و القلوب الساهية و النصياع العمى و اتباع كل ناعق فما هو امن سبيل المؤامنين في شيء .
فــنـاء و نحب أن يعلم قوامنا إلى جانب هذا أن هذه الدعوة ل يصلح لها إل امن حاطها امن كل جوانبها و وهب لها اما تكلفه إياه امن نفسه و اماله و وقنته و صحنته ،قال تعالى : م َوأ َه ْامَوا ٌ ل ك ه ْ شيَرُت ُ ع س ِ م َو َ ك ه ْ ج ُ م َوأ َه ْزَوا ُ ك ه ْ وخَواُن ُ م َوإ س ِ ه ْ م َوأَه ْبَناُؤُك ه ْ ن آَباُؤُك ه ْ ن َكا َ ل إ س ِ ه ْ )ُق ه ْ م س ِام َ ن ك ه ْ ب إ س َِله ْي ُ ح َّ ضه ْوَنَها أ َ َ ن َته ْر َ ساس ِك ُ ها َوَام َ ساَد َ ن َك َ شه ْو َ خ َ ة َت ه ْ جاَر ٌ ها َوس ِت َ مو َ اه ْقَنتَره ْفُنت ُ ال ه َو ُ ا س ِبَأه ْامس ِر س ِ ي ُ حَّنتى َيه ْأس ِت َ صوا َ سس ِبيس ِلس ِه َفَنتَرَّب ُ جَهاأ ٍد س ِفي َ سوس ِلس ِه َو س ِ ا َوَر ُ س ِ ن( )النتوبة. (24: سس ِقي َ م اه ْلَفا س ِ َيه ْهس ِدي اه ْلَقه ْو َ فهي دعوة ل تقبل الشركة إذ أن طبيعنتها الوحدة فمن اسنتعد لذلك فقد عاش بها و عاشت به ،و امن ضعف عن هذا العبء فسيحرم ثواب المجاهدين و يكون امع المخلفين و يقعد امع القاعدين ،و يسنتبدل ا كاس ِفس ِري َ ن عَلى اه ْل َ ة َ عَّز أ ٍ ن أ َ س ِ مه ْؤس ِامس ِني َ عَلى اه ْل ُ لدعوته به قواما آوخرين )أ َس ِذَّلأ ٍة َ ا ُيه ْؤس ِتيس ِه َام ه ْ ن ل س ِ ض ُ ك َف ه ْ م َذس ِل َ ن َله ْوَامَة لس ِئ أ ٍ خاُفو َ ا َول َي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ هُدو َ جا س ِ ُي َ ء( )المائدة. (54: شا ُ َي َ
وضــوح نحن ندعو الناس إلي )امبدأ( ..امبدأ واضح امحدود امسلم به امنهم جميعا ،هم جميعا يعرفونه ويؤامنون به ويدينون بأحقينته ويعلمون أن فيه وخلصهم وإسعادهم وراحنتهم ...امبدأ أثبنتت النتجربة وحكم النتاريخ صلحينته للخلود وأهلينته لصلح الوجود .
إيمانان
والفرق بيننا وبين قوامنا بعد اتفاقنا في اليمان بهذا المبدأ أنه عندهم إيمان امخدر نائم في نفوسهم ل يريدون أن ينزلوا علي حكمه ول أن يعملون بمقنتضاه ،علي حين أنه إيمان املنتهب امشنتعل قوي يقظ في نفوس الوخوان المسلمين .ظاهرة نفسية عجيبة نلمسها ويلمسها غيرنا في نفوسنا نحن الشرقيين أن نؤامن بالفكرة إيمانا يخيل للناس حين ننتحد ث إليهم عنا أنها سنتحملنا علي نسف الجبال وبذل النفس والمال واحنتمال المصاعب وامقارعة الخطوب حنتى نننتصر بها أو تننتصر بنا ،حنتى إذا هدأت ثائرة الكلم وانفض نظام الجمع نسي كل إيمانه وغفل عن فكرته ،فهو ل يفكر في العمل لها ول بحد ث نفسه بأن يجاهد أضعف الجهاد في سبيلها ،بل إنه قد يبالغ في هذه الغفلة وهذا النسيان حنتى يعمل علي ضدها وهو يشعر أو ل يشعر ؟ أولست تضحك عجبا حين تري رجل م ً امن رجال الفكر والعمل والثقافة في ساعنتين اثننتين امنتجاورتين امن ساعات النهار املحدا امع الملحدين وعابدا امع العابدين ! . هذا الخور أو النسيان أو الغفلة أو النوم أو قل اما شئت هو الذي جعلنا نحاول أن نوقظ )امبدأنا( وهو هو المبدأ المسلم به امن قوامنا في نفوس هؤلء القوم المحبوبين .
دعــــوات وإذن سأعود إلي أول كلمنتي فأقول إن دعوة الوخوان المسلمين دعوة امبدأ ،وفي الشرق والغرب اليوم دعوات وامبادئ وفكر وامذاهب وآراء وامنازع كلها تنتقسم عقول الناس وتنتنازع ألبابهم ،وكل امنها يزينه أهله ويقوم بالدعاية له أبناؤه وأتباعه وعشاقه وامريدوه ،ويدعون له المزايا والمحاسن ويبالغون في هذا الدعاء اما يبرزه للناس جميل م ً وخلبا رائعا .
دعاة والدعاة اليوم غيرهم بالامس فهم امثقفون امجهزون امدربون أوخصائيون ول سيما في البلد الغربية -حيث تخنتص بكل فكرة كنتيبة امدربة توضحغاامضها وتكشف عن امحاسنها وتبنتكر لها وسائل النشر وطرائق الدعاية ، وتنتلمس لها في نفوس الناس أيسر السبل وأهونها وأقربها إلي القنتناع والتباع .
وســـائـل و وسائل الدعاية الن غيرها بالامس كذلك ,فقد كانت دعاية الامس كلمة تلقى في وخطبة أو اجنتماع أو كلمة تكنتب في رسالة أو وخطاب ,أاما الن فنشرات و امجلت و جرائد و رسالت و امسارح و وخيالت و حاك و امذياع ,و قد ذلل ذلك كله سبل الوصول إلى قلوب الناس جميعهم , نساء و رجال في بيوتهم و امنتاجرهم و امصانعهم و امزارعهم لهذا كان امن واجب أهل الدعوة أن يحسنوا تلك الوسائل جميعا حنتى يأتي عملهم بثمرته المطلوبة و امالي و لهذا السنتطراد ؟ سأعود امرة ثانية فأقول إن العالم الن في حال تخمة بالدعوات اما بين سياسية و قوامية و وطنية و اقنتصادية و عسكرية و سلمية ,فأين دعوة الوخوان المسلمين امن هذا المزيج المركب كله ؟ سيدعوني ذلك أن أتكلم في أامرين :أولهما هيكل دعوتنا اليجابي المجرد ,ثم بعد ذلك اموقفها امن كل نوع امن أنواع الدعوات . ل تؤاوخذني بهذا السنتطراد فقد أوخذت على نفسي أن اكنتب في كما أتحد ث ,و أن أتناول اموضوعي بهذا اللون امن ألوان الكنتابة في غير
تكلف ول عناء ,و إنما أريد أن يفهمني كما الناس أنا و يصل كلامي إلى نفوسهم وخاليا امن النتزويق و النتقسيم.
إســلامـنا اسمع يا أوخي :دعوتنا دعوة أجمع اما توصف به أنها ) إسلامية ( و لهذه الكلمة امعنى واسع غير ذلك المعنى الضيق الذي يفهمه الناس ،فإنا نعنتقد أن السلم امعنى شاامل يننتظم شؤون الحياة جميعا ،و يفنتي في كل شأن امنها و يضع له نظااما امحكما دقيقا ،و ل يقف امكنتوفا أامام المشكلت الحيوية و النظم النتي ل بد امنها لصلح الناس .فهم بعض الناس وخطأ أن السلم امقصور على ضروب امن العبادات أو أوضاع امن الروحانية ،و حصروا أنفسهم و أفهاامهم في هذه الدوائر الضيقة امن دوائر الفهم المحصور. و لكنا نفهم السلم على غير هذا الوجه فهما فسيحا واسعا يننتظم شؤون الدنيا و الوخرة ،و لسنا ندعي هذا ادعاء أو ننتوسع فيه امن أنفسنا ،و إنما هو اما فهمناه امن كنتاب ا و سيرة المسلمين الولين ،فإن شاء القارئ أن يفهم دعوة الوخوان بشيء أوسع امن كلمة إسلامية فليمسك بمصحفه و ليجرد نفسه امن الهوى و الغاية ثم ينتفهم اما عليه القرآن فسيرى في ذلك دعوة الوخوان. أجل :دعوتنا إسلامية ،بكل اما تحنتمل الكلمة امن امعان ،فافهم فيها اما شئت بعد ذلك و أنت في فهمك هذا امقيد بكنتاب ا و سنة رسوله و سيرة السلف الصالحين امن المسلمين ،فأاما كنتاب ا فهو أساس السلم و دعاامنته و أاما سنة نبيه فهي امبينة الكنتاب و شارحنته و أاما سيرة السلف الصالح فهم رضوان ا عليهم امنفذو أواامره و الوخذون بنتعاليمه و هم المثل العملية و الصورة الماثلة لهذه الواامر و النتعاليم.
اموقفنا امن الدعوات المخنتلفة و اموقفنا امن الدعوات المخنتلفة النتي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب و بلبلت الفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به و اما وخالفها فنحن براء امنه و نحن امؤامنون بأن دعوتنا عاامة امحيطة ل تغادر جزءا صالحا امن أية دعوة إل ألمت به و أشارت إليه
الوطنية افنتنتن كثير امن الناس بدعوة الوطنية تارة و القوامية تارة أوخرى و بخاصة في الشرق حيث تشعر الشعوب الشرقية بإساءة الغرب إليها إساءة نالت امن عزتها و كراامنتها و اسنتقللها و أوخذت امن امالها و امن دامها و حيث تنتألم هذه الشعوب امن هذا النير الغربي الذي فرض عليها فرضا , فهي تحاول الخل ص امنه بكل اما في و سعها امن قوة و امنعة و جهاد و جلد ,فانطلقت ألسن الزعماء و سالت انهار الصحف ,و كنتب الكاتبون و وخطب الخطباء و هنتف الهاتفون باسم الوطنية و جلل القوامية حسن ذلك و جميل و لكن امن غير الحسن وغير الجميل أنك تحاول إفهام الشعوب الشرقية و هي امسلمة أن ذلك في السلم بأوفى وأزكى و أسمى و أنبل امما هو في أفواه الغربيين و كنتابات الوروبيين أبوا ذلك عليك و لجوا في تقليدهم يعمهون ,و زعموا لك أن السلم امن ناحية و هذه الفكرة امن ناحية أوخرى ،و ظن بعضهم أن ذلك امما يفرق وحدة الامة و يضعف رابطة الشباب هذا الوهم الخاطئ كان وخطرا على الشعوب الشرقية امن كل الوجهات و بهذا الوهم أحببت أن أعرض هنا إلى اموقف الوخوان المسلمين و دعوتهم امن فكرة الوطنية و ذلك الموقف الذي ارتضوه لنفسهم و الذي يريدون و يحاولون أن يرضاه الناس امعهم .
وطنية الحنين إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الرض ،وألفنتها والحنين إليها والنعطاف حولها ،فذلك أامر امركوز في فطر النفوس امن جهة ،امأامور به في السلم امن جهة أوخرى ،وإن بلل الذي ضحى بكل شيء في سبيل عقيدته ،ودينه هو بلل الذي كان يهنتف في دار الهجرة بالحنين إلى امكة في أبيات تسيل رقة وتقطر حلوة: أل ليت شعري هل أبينتن ليلة
بواد وحولي إذ وخر وجليـل
وهل أردن يواما امياه امجـنة
وهل يبدون لي شاامة وطفيل
ولقد سمع رسول ص وصف امكة امن أصيل فجرى دامعه حنينا إليها وقال) :يا أصيل دع القلوب تقر(. وطنية الحرية والعزة وإن كانوا يريدون أن امن الواجب العمل بكل جهد في تحرير الوطن امن الغاصبين وتوفير اسنتقلله ،وغرس امبادئ العزة والحرية في نفوس أبنائه ،فنحن امعهم في ذلك أيضا وقد شدد السلم في ذلك أبلغ ك َّ ن مه ْؤس ِامس ِنينَ َوَل س ِ سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ ة َوس ِلَر ُ عَّز ُ النتشديد ،فقال تبارك وتعالىَ) :وللس ِه اه ْل س ِ علَ ُ ا ج َ ن َي ه ْ ن( )المنافقون ، (8:ويقولَ) :وَل ه ْ مو َ عَل ُ ن ل َي ه ْ مَناس ِفس ِقي َ اه ْل ُ سس ِبيل م ً( )النساء. (141: ن َ مه ْؤس ِامس ِني َ عَلى اه ْل ُ ن َ كاس ِفس ِري َ س ِله ْل َ وطنية المجنتمع وإن كانوا يريدون بالوطنية تقوية الرابطة بين أفراد القطر الواحد، وإرشادهم إلى طريق اسنتخدام هذه النتقوية في امصالحهم ،فذلك نوافقهم فيه أيضا ويراه السلم فريضة لزامة ،فيقول نبيه صلى ا عليه وسلم ) :وكونوا عباد ا إوخوانا( ,ويقول القرآن الكريمَ) :يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ن
م َقه ْد َبَد س ِ ت عس ِن ُّنت ه ْ وخَبال م ً َو ُّدوا َاما َ م َ ك ه ْ م ل َيه ْأُلوَن ُ ك ه ْ ن ُدوس ِن ُ طاَنم ًة س ِام ه ْ خُذوا س ِب َ آَامُنوا ل َتَّنت س ِ ت إ س ِنه ْ م اليا س ِ ك ُ م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ ه ه ْ صُدوُر ُ خس ِفي ُ م َوَاما ُت ه ْ هس ِه ه ْ ن أ َه ْفَوا س ِ ء س ِام ه ْ ضا ُ غ َ اه ْلَب ه ْ ن( )آل عمران. (118: عس ِقُلو َ م َت ه ْ ُكه ْنُنت ه ْ وطنية الفنتح وإن كانوا يريدون بالوطنية فنتح البلد وسيادة الرض فقد فرض ذلك السلم ووجه الفاتحين إلى أفضل اسنتعمار وأبرك فنتح ،فذلك قوله ن الِّدينُ للس ِه( )البقرة.(193: كو َ ن س ِفه ْنتَن ٌة َوَي ُ كو َ حَّنتى ل َت ُ م َ ه ه ْ تعالىَ) :وَقاس ِتُلو ُ وطنية الحزبية و إن كانوا يريدون بالوطنية تقسيم الامة إلى طوائف تنتناحر و تنتضاغن و تنتراشق بالسباب و تنتراامى بالنتهم و يكيد بعضها لبعض ,و تنتشيع لمناهج وضعية أاملنتها الهواء و شكلنتها الغايات و العراض و فسرتها الفهام و فق المصالح الشخصية ,و العدو يسنتغل كل ذلك لمصلحنته و يزيد وقود هذه النار اشنتعال يفرقهم في الحق و يجمعهم على الباطل ,و يحرم عليهم اتصال بعضهم ببعض و تعاون بعضهم امع بعض و يحل لهم هذه الصلة به و اللنتفات حوله فل يقصدون إل داره و ل يجنتمعون إل زواره , فنتلك وطنية زائفة ل وخير فيها لدعاتها و ل للناس فها أنت ذا قد رأيت أننا امع دعاة الوطنية ,بل امع غلتهم في كل امعانيها الصالحة النتي تعود بالخير على البلد و العباد ,و قد رأيت امع هذا أن تلك الدعوى الوطنية الطويلة العريضة لم تخرج عن أنها جزء امن تعاليم السلم
حدود وطنينتنا أاما وجه الخلف بيننا وبينهم فهو أننا نعنتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعنتبرونها بالنتخوم الرضية والحدود الجغرافية ,فكل بقعة فيها امسلم يقول ) ل إله إل ا امحمد رسول ا ( وطن عندنا له حرامنته و قداسنته و حبه و الوخل ص له و الجهاد في سبيل وخيره ,و كل المسلمين في هذه القطار الجغرافية أهلنا و إوخواننا نهنتم لهم و نشعر بشعورهم و نحس بإحساسهم . ودعاة الوطنية فقط ليسوا كذلك فل يعنيهم إل أامر تلك البقعة المحدودة الضيقة امن رقعة الرض ،ويظهر ذلك الفارق العملي فيما إذا أرادت أامة امن الامم أن تقوى نفسها على حساب غيرها فنحن ل نرضى ذلك على حساب أي قطر إسلامي ،وإنما نطلب القوة لنا جميعا ،ودعاة الوطنية المجردة ل يرون في ذلك بأسا ،وامن هنا تنتفكك الروابط وتضعف القوى ويضرب العدو بعضهم ببعض . غاية وطنينتنا هذه واحدة .والثانية أن الوطنيين فقط ،جل اما يقصدون إليه تخليص بلدهم فإذا اما عملوا لنتقوينتها بعد ذلك اهنتموا بالنواحي المادية كما تفعل أوربا الن ،أاما نحن فنعنتقد أن المسلم في عنقه أامانة عليه أن يبذل نفسه ودامه واماله في سبيل أدائها تلك هداية البشر بنور السلم ,و رفع علمه وخفاقا في كل ربوع الرض ,ل يبغي بذلك امال و ل جاها و سلطاننا على أحد و ل اسنتعبادا لشعب ,و إنما يبغي وجه ا وحده و إسعاد العالم بدينه و إعلء كلمنته ,و ذلك اما حدا بالسلف الصالحين رضوان ا عليهم إلى هذه الفنتوح القدسية النتي أدهشت الدنيا و أربت على كل اما عرف النتاريخ امن سرعة و عدل ونبل و فضل .
وحدة : و أحب أن أنبهك إلى سقوط ذلك الزعم القائل إن الجري عن هذا المبدأ يمزق وحدة الامة النتي تنتألف امن عناصر دينية امخنتلفة ,فإن السلم و هو دين الوحدة و المساواة كفل هذه الروابط بين الجميع اما دااموا م س ِفي الِّدينس ِ م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ ن َل ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ م ُ امنتعاونين على الخير ) ,ل َيه ْنَهاُك ُ ح ُّ ب ا ُي س ِ ن َ م إ س ِ َّ طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ س ُ م َوُته ْق س ِ ه ه ْ ن َتَب ُّرو ُ م أ َ ه ْ ن س ِدَياس ِرُك ه ْ م س ِام ه ْ جوُك ه ْ خس ِر ُ م ُي ه ْ َوَل ه ْ ن( )الممنتحنة , (8:فمن أين يأتي النتفريق إذا؟ طي َ س س ِ مه ْق س ِ اه ْل ُ أفرأيت بعد كيف أننا امنتفقون امع أشد الناس غلوا في الوطنية في حب الخير للبلد و الجهاد في سبيل في سبيل تخليصها و وخيرها و ارتقائها ,و نعمل و نؤيد كل امن يسعى في ذلك بإوخل ص ,بل أحب أن تعلم أن امهمنتهم إن كانت تننتهي بنتحرير الوطن و اسنترداد امجده فإن ذلك عند الوخوان المسلمين بعض الطريق فقط أو امرحلة امنه واحدة و يبقى بعد ذلك أن يعملوا لنترفع راية الوطن السلامي على كل بقاع الرض و يخفق لواء المصحف في كل امكان .
القـوامـية و الن سأتحد ث إليك عن اموقفنا امن امبدأ القوامية : قوامية المجد إن كان الذين يعنتزون بمبدأ "القوامية" يقصدون به أن الوخلف يجب أن ينهجوا نهج السلف في امراقي المجد والعظمة وامدارك النبوغ والهمة وأن تكون لهم بهم في ذلك قدوة حسنة ،وأن عظمة الب امما يعنتز به
البن ويجد لها الحماس والريحية بدافع الصلة والوراثة ،فهو امقصد حسن جميل نشجعه ونأوخذ به ،وهل عدتنا في إيقاظ همة الحاضرين إل أن نحدوهم بأامجاد الماضين؟ ولعل الشارة إلى هذا في قول رسول ا صلى ا عليه وسلم) :الناس امعادن وخيارهم في الجاهلية وخيارهم في السلم إذا فقهوا( ,فها أنت ذا ترى أن السلم ل يمنع امن القوامية بهذا المعنى الفاضل النبيل. قوامية الامة وإذا قصد بالقوامية أن عشيرة الرجل وأامنته أولى الناس بخيره وبره وأحقهم بإحسانه وجهاده فهو حق كذلك ،وامن ذا الذي ل يرى أولى الناس بجهوده قوامه الذين نشأ فيهم ونما بينهم؟ لعمري لرهط المرء وخير بقية
عليه وإن عالوا به كل امركب
وإذا قصد بالقوامية أننا جميعا امبنتلون امطالبون بالعمل والجهاد ،فعلى كل جماعة أن تحقق الغاية امن جهنتها حنتى تلنتقي إن شاء ا في ساحة النصر فنعم النتقسيم هذا ،وامن لنا بمن يحدو الامم الشرقية كنتائب كل في اميدانها حنتى نلنتقي جميعا في بحبوحة الحرية والخل ص؟ كل هذا وأشباهه في امعنى القوامية جميل امعجب ل يأباه السلم ،وهو امقياسنا ،بل ينفسح صدرنا له ونحض عليه. القوامية الجاهلية أاما أن يراد بالقوامية إحياء عادات جاهلية درست ،وإقاامة ذكريات بائدة وخلت وتعفية حضارة نافعة اسنتقرت ،والنتحلل امن عقدة السلم ورباطه بدعوى القوامية والعنتزاز بالجنس ،كما فعلت بعض الدول في المغالة بنتحطيم امظاهر السلم والعروبة ،حنتى السماء وحروف الكنتابة وألفاظ
اللغة ،وإحياء اما اندرس امن عادات جاهلية ،فذلك في القوامية امعنى ذاميم ووخيم العاقبة وسيئ المغبة ،يؤدي بالشرق إلى وخسارة فادحة يضيع امعها تراثه وتنحط بها امنزلنته ويفقد أوخص امميزاته وأقدس امظاهر ل َقه ْواما سَنته ْبس ِد ه ْ ن َتَنتَوَّله ْوا َي ه ْ شرقه ونبله ،ول يضر ذلك دين ا شيئا َ) :وإ س ِ ه ْ م( )امحمد. (38: ك ه ْ كوُنوا أ َه ْامَثاَل ُ م ل َي ُ م ُث َّ غه ْيَرُك ه ْ َ قوامية العدوان وأاما أن يراد بالقوامية العنتزاز بالجنس إلى درجة تؤدي إلى اننتقا ص الجناس الوخرى والعدوان عليها والنتضحية بها في سبيل عزة أامة وبقائها ،كما تنادي بذلك ألمانيا وإيطاليا امثل ،بل كما تدعي كل أامة تنادي بأنها فوق الجميع.فهذا امعنى ذاميم كذلك ليس امن النسانية في شيء، وامعناه أن ينتناحر الجنس البشري في سبيل وهم امن الوهام ل حقيقة له ول وخير فيه. دعاامنتان الوخوان المسلمون ل يؤامنون بالقوامية بهذه المعاني ول بأشباهها ول يقولون فرعونية وعربية وفينيقية وسورية ول شيئا امن هذه اللقاب والسماء النتي ينتنابز بها الناس ،ولكنهم يؤامنون بما قال رسول ا صلى ا عليه وسلم النسان الكاامل بل أكمل امعلم علم النسان الخير) :إن ا قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالباء ،الناس لدم وآدم امن تراب ،ل فضل لعربي على أعجمي إل بالنتقوى( .اما أروع هذا وأجمله وأعدله ،الناس لدم فهم في ذلك أكفاء ،والناس ينتفاضلون بالعمال فواجبهم النتنافس في الخير ،دعاامنتان قويمنتان لو بنيت عليهما النسانية لرتفعت بالبشر إلى علياء السموات ،الناس لدم فهم إوخوان فعليهم أن ينتعاونوا وأن يسالم بعضهم بعضا ،ويرحم بعضهم بعضا ،ويدل بعضهم بعضا على الخير ،والنتفاضل بالعمال .فعليهم أن يجنتهدوا كل امن ناحينته
حنتى ترقى النسانية ،فهل رأيت سموا بالنسانية أعلى امن هذا السمو أو تربية أفضل امن هذه النتربية؟ وخوا ص العروبة: ولسنا امع هذا ننكر وخوا ص الامم وامميزاتها الخلقية ،فنحن نعلم أن لكل شعب امميزاته وقسطه امن الفضيلة والخلق ،ونعلم أن الشعوب في هذا تنتفاوت وتنتفاضل ،ونعنتقد أن العروبة لها امن ذلك النصيب الوفى والوفر ،ولكن ليس امعنى هذا أن تنتخذ الشعوب هذه المزايا ذريعة إلى العدوان ،بل عليها أن تنتخذ ذلك وسيلة إلى تحقيق المهمة السابقة النتي كلفها كل شعب ،تلك هي النهوض بالنسانية ،ولعلك لست واجدا في النتاريخ امن أدرك هذا المعنى امن شعوب الرض كما أدركنته تلك الكنتيبة العربية امن صحابة رسول ا صلى ا عليه وسلم . هذا اسنتطراد اقنتضاه السير في البحث و ل أحب أن أتابعه حنتى ل يشط بنا القول و لكن أعود إلى اما نحن بسبيله رباط العقيدة أاما إذ عرفت هذا فاعلم – أيدك ا – أن الوخوان المسلمين بالنسبة إليهم قسمين : قسم اعنتقد اما اعنتقدوه امن دين ا و كنتابه و آامن ببعثه و رسوله و اما جاء به ،و هؤلء تربطنا بهم أقدس الروابط ،رابطة العقيدة و هي عندنا أقدس امن رابطة الدم و رابطة الرض ,فهؤلء هم قوامنا ن إليهم ونعمل في سبيلهم و نذود عن حماهم و القربون الذين نح تّ نفنتديهم بالنفس و المال ,في أي أرض كانوا و امن أية سللة انحدروا .
و قوم ليسوا كذلك و لم نرتبط امعهم بعد بهذا الرباط فهؤلء نسالمهم اما سالمونا و نحب لهم الخير اما كفوا عدوانهم عنا ,و نعنتقد أن بيننا و بينهم رابطة هي رابطة الدعوة ,علينا أن ندعوهم إلى اما نحن عليه لنه وخير النسانية كلها ,و أن نسلك إلى نجاح هذه الدعوة اما حدد لها الدين نفسه امن سبل و وسائل ,فمن اعنتدى علينا امنهم رددنا عدوانه بأفضل اما يرد به عنوان المعنتدين . أاما إذا أردت ذلك امن كنتاب ا فاسمع : كمه ْ( )الحجرات. (10: وخَوه ْي ُ ن أَ َ حوا َبه ْي َ صس ِل ُ ة َفَأ ه ْ وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ ) – 1إ س َِّن َ م س ِام ه ْ ن جوُك ه ْ خس ِر ُ م ُي ه ْ م س ِفي الِّدينس ِ َوَل ه ْ م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ ن َل ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ م ُ ) – 2ل َيه ْنَهاُك ُ ما َيه ْنَهاُك ُ م طينَ ,إ س َِّن َ س س ِ مه ْق س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ م إ س ِ َّ طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ س ُ م َوُته ْق س ِ ه ه ْ ن َتَب ُّرو ُ م أ َ ه ْ س ِدَياس ِرُك ه ْ عَلى هُروا َ ظا َ م َو َ ن س ِدَياس ِرُك ه ْ م س ِام ه ْ جوُك ه ْ وخَر ُ ن َوأ َ ه ْ م س ِفي الِّدي س ِ ن َقاَتُلوُك ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ ُ م( )الممنتحنة. (9-8: ه ه ْ ن َتَوَّله ْو ُ م أ َ ه ْ ك ه ْ ج ُ وخَرا س ِ إ س ِ ه ْ و لعلي أكون بذلك قد كشفت لك عن هذه الناحية امن دعوتنا بما ل يدعها في نفسك املنتبسة أو غاامضة ,لعلك بعد ذلك عرفت إلى أي قبيل يننتسب الوخوان المسلمون
أامام الخـلفات الدينية أتحد ث إليك الن عن دعوتنا أاما الخلفات الدينية و الراء المذهبية.
نجمع ول نفرق اعلم ـ فقهك ا ـ أول :أن دعوة الوخوان المسلمين دعوة عاامة ل تننتسب إلى طائفة وخاصة ،ول تنحاز إلى رأي عرف عند الناس بلون وخا ص وامسنتلزامات وتوابع وخاصة ،وهي تنتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تنتوحد وجهة النظار والهمم حنتى يكون العمل أجدى والننتاج أعظم وأكبر ،فدعوة الوخوان دعوة بيضاء نقية غير املونة بلون ،وهي امع الحق أينما كان ،تحب الجماع ،وتكره الشذوذ وإن أعظم اما امني به المسلمون الفرقة والخلف ،وأساس اما اننتصروا به الحب والوحدة .ولن يصلح آوخر هذه الامة إل بما صلح به أولها ،هذه قاعدة أساسية وهدف امعلوم لكل أخ امسلم ،وعقيدة راسخة في نفوسنا ،نصدر عنها وندعو إليها.
الخلف ضروري ونحن امع هذا نعنتقد أن الخلف في فروع الدين أامر ل بد امنه ضرورة، ول يمكن أن ننتحد في هذه الفروع والراء والمذاهب لسباب عدة :امنها اوخنتلف العقول في قوة السنتنباط أو ضعفه ،وإدراك الدلئل والجهل بها والغو ص على أعماق المعاني ،وارتباط الحقائق بعضها ببعض ،والدين آيات وأحاديث ونصو ص يفسرها العقل والرأي في حدود اللغة وقوانينها ،والناس في ذلك جد امنتفاوتين فل بد امن وخلف. وامنها سعة العلم وضيقه ،وإن هذا بلغه اما لم يبلغ ذاك والوخر شأنه كذلك ،وقد قال امالك لبي جعفر :إن أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم تفرقوا في الامصار وعند كل قوم علم ،فإذا حملنتهم على رأي واحد تكون فنتنة.
وامنها اوخنتلف البيئات حنتى أن النتطبيق ليخنتلف باوخنتلف كل بيئة ،وإنك لنترى الامام الشافعي رضي ا عنه يفنتي بالقديم في العراق ويفنتي بالجديد في امصر ،وهو في كليهما آوخذ بما اسنتبان له واما اتضح عنده ل يعدو أن ينتحرى الحق في كليهما. وامنها اوخنتلف الطمئنان القلبي إلى الرواية عند النتلقين لها ،فبينما نجد هذا الراوي ثقة عند هذا الامام تطمئن إليه نفسه وتطيب بالوخذ به ،تراه امجروحا عند غيره لما علم عن حاله. وامنها اوخنتلف تقدير الدللت فهذا يعنتبر عمل الناس امقداما على حبر الحاد امثل ،وذاك ل يقول امعه به ،وهكذا..
الجماع على أامر فرعي امنتعذر كل هذه أسباب جعلنتنا نعنتقد أن الجماع على أامر واحد في فروع الدين امطلب امسنتحيل ،بل هو ينتنافى امع طبيعة الدين ،وإنما يريد ا لهذا الدين أن يبقى ويخلد ويساير العصور ،ويماشي الزامان ،وهو لهذا سهل امرن هين ،لين ،ل جمود فيه ول تشديد.
نعنتذر لمخالفينا: نعنتقد هذا فنلنتمس العذر لمن يخالفوننا في بعض الفرعيات ،ونرى أن هذا الخلف ل يكون أبدا حائل دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والنتعاون على الخير ،وأن يشملنا وإياهم امعنى السلم السابغ بأفضل حدوده ،وأوسع امشنتملته ،ألسنا امسلمين وهم كذلك؟ وألسنا نحب أن ننزل على حكم اطمئنان نفوسنا وهم يحبون ذلك؟ وألسنا امطالبين بأن نحب لوخواننا اما نحب لنفسنا؟ ففيم الخلف إذن؟ ولماذا ل يكون رأينا
امجال للنظر عندهم كرأيهم عندنا؟ ولماذا ل ننتفاهم في جو الصفاء والحب إذا كان هناك اما يدعو إلى النتفاهم؟ هؤلء أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم كان يخالف بعضهم بعضا في الفنتاء فهل أوقع ذلك اوخنتلفا بينهم في القلوب؟ وهل فرق وحدتهم أو فرق رابطنتهم؟ اللهم ل واما حديث صلة العصر في قريظة ببعيد. وإذا كان هؤلء قد اوخنتلفوا وهم أقرب الناس عهدا بالنبوة وأعرفهم بقرائن الحكام ،فما بالنا ننتناحر في وخلفات تافهة ل وخطر لها؟ وإذا كان الئمة وهم أعلم الناس بكنتاب ا وسنة رسوله قد اوخنتلف بعضهم امع بعض وناظر بعضهم بعضا ،فلم ل يسعنا اما وسعهم؟ وإذا كان الخلف قد وقع في أشهر المسائل الفرعية وأوضحها كالذان الذي ينادى به وخمس امرات في اليوم الواحد ،ووردت به النصو ص والثار ،فما بالك في دقائق المسائل النتي امرجعها إلى الرأي والسنتنباط؟ وثم أامر آوخر جدير بالنظر ،إن الناس كانوا إذا اوخنتلفوا رجعوا إلى )الخليفة( وشرطه الاماامة ،فيقضي بينهم ويرفع حكمه الخلف ،أاما الن فأين الخليفة؟ وإذا كان الامر كذلك فأولى بالمسلمين أن يبحثوا عن القاضي ،ثم يعرضوا قضينتهم عليه ،فإن اوخنتلفهم امن غير امرجع ل يردهم إل إلى وخلف آوخر. يعلم الوخوان المسلمون كل هذه الحيثيات ،فهم لهذا أوسع الناس صدرا امع امخالفيهم ،ويرون أن امع كل قوم علما ،وفي كل دعوة حقا وباطل، فهم ينتحرون الحق ويأوخذون به ،ويحاولون في هوادة ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم .فإن اقنتنعوا فذاك ،وإن لم يقنتنعوا فإوخوان في الدين ،نسأل ا لنا ولهم الهداية.
ذلك امنهاج الوخوان المسلمين أامام امخالفيهم في المسائل الفرعية في دين ا يمكن أن أجمله لك في أن الوخوان يجيزون الخلف ،ويكرهون النتعصب للرأي ،ويحاولون الوصول إلى الحق ،ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب.
إلـى العـلج يا أوخي :اعلم و تعلم أن امثل الامم في قوتها و ضعفها و شبابها و شيخووخنتها و صحنتها و سقمها امثل الفراد سواء بسواء ,فالفرد بينما تراه قويا امعافى صحيحا سليما ,فإذا بك تراه قد اننتابنته العلل و أحاطت به السقام و هتّدت بنينته القوية الامراض و اللم ,و ل يزال يشكو و يئن حنتى تنتداركه رحمة ا تبارك و تعالى بطبيب اماهر و نطاسي بارع يعلم اموطن العلة و يحسن تشخيصها حنتى و ينتعرف اموضع الداء و يخلص في علجه ,فإذا بك بعد حين ترى هذا المريض و قد عادت إليه قوته و رجعت إليه صحنته ,ربما كان بعد هذا العلج وخيرا امن قبله . قل امثل هذا في الامم تمااما ,تعنترضها حواد ث الزامن بما يهدد كيانها و يصدع بنيانها و يسري في امظاهر قوتها سريان الداء ,و ل يزال يلح عليها و ينتشبث بها حنتى ينال امنها فنتبدو هزيلة ضعيفة يطمع فيها الطاامعون و ينال امنها الغاصبون فل تقوى على رد غاصب و ل تمنع امن امطاامح طاامح ,و علجها إنما يكون بأامور ثلثة :امعرفة اموطن الداء ,و الصبر على آلم العلج ,و النطاسي الذي ينتولى ذلك حنتى يحقق اله على يديه الغاية و ينتمم الشفاء و الظفر .
العــراض و قد علمنتنا النتجارب و عرفنتنا الحواد ث أن داء هذه الامم الشرقية امنتشعب المناحي كثير العراض قد نال امن كل امظاهر حياتها ,فهي امصابه في ناحينتها السياسية بالسنتعمار امن جانب أعدائها ,و الحزبية و الخصوامة و الفرقة و الشنتات امن جانب أبنائها ,و في ناحينتها القنتصادية باننتشار الربا بين كل طبقاتها و اسنتيلء الشركات الجنبية على امواردها و وخيراتها ,و هي امصابة امن الناحية الفكرية بالفوضى و المروق و اللحاد يهدم عقائدها و يحطم المثل العليا في نفوس أبنائها ,و في ناحينتها الجنتماعية بالباحية في عاداتها و أوخلقها و النتحلل امن عقدة الفضائل ورثنتها عن الغر المياامين امن أسلفها و بالنتقليد الغربي يسري في امناحي حياتها سريان لعاب الفاعي فيسمم دامائها و يعكر صفو هنائها و بالقوانين الوضعية النتي ل تزجر امجراما و ل تؤدب امعنتديا و ل ترد ظالما , و ل تغني يواما امن اليام غناء القوانين السماوية النتي وضعها وخالق الخلق و امالك الملك و رب النفوس و بارئها ,و بفوضى في سياسة النتعليم و النتربية تحول دون النتوجيه الصحيح لنشئها و رجال امسنتقبلها و حملة أامانة النهوض بها ,و في ناحينتها النفسية بيأس قاتل و وخمول امميت و جبن فاضح و ذلة حقيرة و وخنوثة فاشية و شح و أنانية تكف اليدي عن البذل و تقف حجابا دون النتضحية و تخرج الامة امن صفوف المجاهدين إلى اللهين اللعبين . واماذا يرجى امن أامة اجنتمعت على غزوها كل هذه العواامل بأقوى امظاهرها و أشد أعراضها :السنتعمار و الحزبية ,و الربا و الشركات الجنبية ,و اللحاد و الباحية و فوضى النتعليم و النتشريع ,و اليأس و الشح ,و الخنوثة و الجبن ,و العجاب بالخصم إعجابا يدعو إلى تقليده في كل اما صدر عنه و بخاصة في سيئات أعماله .
إن داء واحدا امن هذه الدواء يكفي لقنتل أامم امنتظاهرة ,فكيف و قد تفشت جميعا في كل أامة على حدة ؟ لول امناعة و حصانة و جلدة و شدة في هذه الامم الشرقية النتي جاذبها وخصوامها حبل العداء امن بعيد ,و دأبوا على تلقيحها بجراثيم هذه الامراض زامنا طويل حنتى باضت و أفروخت ,لول ذلك لعفت آثارها و لبادت امن الوجود ,و لكن يأبى ا ذلك و المؤامنون . يا أوخي :هذا هو النتشخيص الذي يلمسه الوخوان في أامراض هذه الامة ,و هذا هو الذي يعملون في سبيل أن يبرئها امنه و يعيد إليها اما فقدت امن صحة و شباب .
أامل و شعور أحب أن تعلم يا أوخي أننا لسنا يائسين امن أنفسنا و أننا نأامل وخيرا كثيرا و نعنتقد أنه ل يحول بيننا و بين النجاح إل هذا اليأس ،فإذا قوي الامل في نفوسنا فسنصل إلى وخير كثير إن شاء ا تعالى ،لهذا نحن لسنا يائسين و ل ينتطرق إلى قلوبنا و الحمد لله. و كل اما حولنا يبشر بالامل رغم تشاؤم المنتشائمين ،إنك إذا دوخلت على امريض فوجدته تدرج امن كلم إلى صمت وامن حركة إلى سكون شعرت بقرب نهاينته و عسر شفائه و اسنتفحال دائه ،فإذا انعكس الامر وأوخذ ينتدرج امن صمت إلى كلم و امن همود إلى حركة شعرت بقرب شفائه و تقدامه في طريق الصحة والعافية .و لقد أتى على هذه الامم الشرقية حين امن الدهر جمدت فيه حنتى املها الجمود وسكنت حنتى أعياها السكون و لكنها الن تغلي غليانا بيقظة شااملة في كل امناحي الحياة، وتضطرم اضطرااما بالمشاعر الحية القوية و الحاسيس العنيفة .و لول
ثقل القيود امن جهة والفوضى في النتوجيه امن جهة أوخرى لكان لهذه اليقظة أروع الثار ،و لن تظل هذه القيود قيودا أبد الدهر فإنما الدهر قلب ،و اما بين طرفة عين و اننتباهنتها يغير ا امن حال إلى حال ،و لن يظل الحائر حائرا فإنما بعد الحيرة هدى و بعد الفوضى اسنتقرار ،ولله الامر امن قبل وامن بعد . لهذا لسنا يائسين أبدا ,و آيات ا تبارك و تعالى و أحاديث رسوله صلى اله عليه و سلم وسننته تعالى في تربية الامم وإنهاض الشعوب بعد أن تشرف على الفناء ,و
اما قصه علينا في كنتابه ,كل ذلك ينادينا بالامل
الواسع ,و يرشدنا إلى طريق النهوض و لقد علم المسلون – لو ينتعلمون . - و إنك لنتقرأ الية الكريمة في أول سورة القصص: عه ْو َ ن سى َوس ِفه ْر َ ن َنَبس ِأ ُامو َ ك س ِام ه ْ عَله ْي َ ن َ ,نه ْنتُلو َ مس ِبي س ِ ب اه ْل ُ كَنتا س ِ ت اه ْل س ِ ك آَيا ُ )طسم ,س ِته ْل َ شَيعا هَلَها س ِ ل أ َ ه ْ ع َ ج َ عل س ِفي ال َه ْرضس ِ َو َ ن َ عه ْو َ ن س ِفه ْر َ ن ,إ س ِ َّ م ُيه ْؤس ِامُنو َ ق س ِلَقه ْو أ ٍ ح ِّ س ِباه ْل َ ن س ِام َ ن م إ س َِّنُه َكا َ ه ه ْ ء ُ سا َ حس ِيي س ِن َ سَنت ه ْ م َوَي ه ْ ه ه ْ ء ُ ح أ َه ْبَنا َ م ُيَذِّب ُ طاس ِئَفم ًة س ِامه ْنُه ه ْ ف َ ع ُ ض س ِ سَنت ه ْ َي ه ْ عَلُه ه ْ م ج َ ض َوَن ه ْ عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ ض س ِ سُنت ه ْ ن ا ه ْ عَلى اَّلس ِذي َ ن َ م َّ ن َن ُ ن َ ,وُنس ِريُد أ َ ه ْ سس ِدي َ مه ْف س ِ اه ْل ُ هاَاما َ ن ن َو َ عه ْو َ ي س ِفه ْر َ ض َوُنس ِر َ م س ِفي ال َه ْر س ِ ن َلُه ه ْ ك َ م ِّ ن َ ,وُن َ م اه ْلَواس ِرس ِثي َ عَلُه ُ ج َ مم ًة َوَن ه ْ أ َس ِئ َّ ن( )القصص. (6-1: حَذُرو َ م َاما َكاُنوا َي ه ْ ما س ِامه ْنُه ه ْ ه َ جُنوَد ُ َو ُ تقرأ هذه الية الكريمة فنترى كيف يطغى الباطل في صولنته و يعنتز بقوته ،و يطمئن إلى جبروته و يغفل عن عين الحق النتي ترقبه ،حنتى إذا فرح بما أوتي أوخذه ا أوخذ عزيز امقنتدر ،و أبت إرادة ا إل أن تننتصر للمظلوامين و تأوخذ بناصر المهضوامين المسنتضعفين فإذا الباطل امنهار امن أساسه و إذا الحق قائم البنيان امنتين الركان وإذا أهله هم الغالبون ،وليس بعد هذه الية الكريمة وأامثالها امن آيات كنتاب ا عذر في
اليأس والقنوط لامة امن أامم السلم تؤامن بالله ورسوله وكنتابه .فمنتى ينتفقه المسلمون في كنتاب ا ؟ لمثل هذا يا أوخي وهو كثير في دين ا لم ييأس الوخوان المسلمون امن أن ينزل نصر ا على هذه الامم رغم اما يبدوا أاماامها امن عقبات ،وعلى ضوء هذا الامل يعملون عمل الامل المجد و ا المسنتعان. أاما الوسيلة النتي وعدتك الكلم عليها فهي أركان ثلثة تدور عليها فكرة الوخوان: أولها_ المنهاج الصحيح :وقد وجده الوخوان في كنتاب ا و سنة رسوله و أحكام السلم حين يفهمها المسلمون على وجهها غضة نقية بعيدة عن الدوخائل و المفنتريات فعكفوا على دراسة السلم على هذا الساس دراسة سهلة واسعة امسنتوعبة. و ثانيها_ العااملون المؤامنون :و لهذا أوخذ الوخوان أنفسهم بنتطبيق اما فهموه امن دين ا تطبيقا ل هوادة فيه و ل لين ،و هم بحمد ا امؤامنون بفكرتهم امطمئنون لغاينتهم واثقون بنتأييد ا إياهم اما دااموا له يعملون و على هدي رسوله يسيرون. و ثالثها_ القيادة الحازامة الموثوق بها :و قد وجدها الوخوان المسلمون كذلك ،فهم لها امطيعون و تحت لوائها يعملون. هذا اما أردت أن أتحد ث به إليك عن دعوتنا و هو تعبير له تعبير ،و أنت يوسف هذه الحلم ،فإن راقك اما نحن عليه فيدك امع أيدينا لنعمل سويا في هذا السبيل و ا و لي توفيقنا و هو حسبنا و نعم الوكيل فنعم المولى و نعم النصير.
إلى أي شيء ندعو الناس؟
تمـهـيد قد تنتحد ث إلى كثير امن الناس في اموضوعات امخنتلفة فنتعنتقد أنك قد أوضحت كل اليضاح و أبنت كل البانة ,و أنك لم تدع سبيل للكشف عما في نفسك إل سلكنتها ,حنتى تركت امن تحدثهم على المحجة البيضاء و جعلت لهم اما تريد بحديثك امن الحقائق كفلق الصبح أو كالشمس في رابعة النهار كما يقولون ,و اما أشد دهشنتك بعد قيل حين ينكشف لك أن القوم لم يفهموا عنك و لم يدركوا قولك . رأيت ذلك امرات و لمسنته امن عدة امواقف ,و اعنتقد أن السر فيه ل يعدوا أحد أامرين : إاما أن الذي يقيس به كل امنا و اما يسمع عنه امخنتلف ,فيخنتلف تبعا لذلك الفهم و الدراك ,و إاما أن يكون القول في ذاته املنتبسا غاامضا و إن اعنتقد قائله أنه واضح امكشوف .
المقياس و أنا أريد في هذه الكلمة أن أكشف للناس عن دعوة الوخوان المسلمين و غاينتها و امقاصدها و أساليبها و وسائلها في صراحة و وضوح و في بيان و جلء ,و أحب أول أن أحدد المقياس الذي نقيس به هذا النتوضيح ,و سأجنتهد في أن يكون القول سهل اميسورا ل ينتعذر فهمه على قارئ يحب أن يسنتفيد ,و أظن أن أحدا امن الامة السلامية جميعا ل يخالفني في أن يكون هذا المقياس هو كنتاب ا نسنتقي امن فيضه و نسنتمد امن بحره و نرجع إلى حكمه . يا قوامنا ..
إن القرآن الكريم كنتاب جاامع جمع ا فيه أصول العقائد و أسس المصالح الجنتماعية ,و كليات الشرائع الدنيوية ,فيه أواامر وفيه نواه , فهل عمل المسلمون بما في القرآن فاعنتقدوا و أيقنوا بما ذكر ا امن المعنتقدات ,و فهموا اما أوضح لهم امن الغايات ؟ و هل طبقوا شرائعه الجنتماعية و الحيوية على تصرفاتهم في شؤون حياتهم ؟ إن اننتهينا امن بحثنا أنهم كذلك فقد وصلنا امعا إلى الغاية ,و إن تكشف البحث عن بعدهم عن طريق القرآن و إهمالهم لنتعاليمه و أواامره فاعلم أن امهمنتنا أن نعود بأنفسنا و بمن تبعنا إلى هذا السبيل
غاية الحياة في القرآن إن القرآن حدد غايات الحياة و امقاصد الناس فيها فبين أن قواما غاينتهم امن الحياة الكل و المنتعة فقال تبارك و تعالى : م( ى َلُه ه ْ م َوالَّناُر َامه ْثو م ً عا ُ ل ال َه ْن َ ما َته ْأُك ُ ن َك َ ن َوَيه ْأُكُلو َ عو َ مَّنت ُ ن َكَفُروا َيَنت َ )َواَّلس ِذي َ )امحمد. (12: و بين أن قواما امهمنتهم في الحياة الزينة و العرض الزائل فقال تبارك و تعالى : ة س ِامنَ طَر س ِ مَقن َ طيس ِر اه ْل ُ ن َواه ْلَقَنا س ِ ساء َواه ْلَبس ِني َ ن الِّن َ ت س ِام َ شَهَوا س ِ ب ال َّ ح ُّ س ُ ن س ِللَّنا س ِ )ُزِّي َ ة ال ُّده ْنَيا حَيا س ِ ع اه ْل َ ك َامَنتا ُ ث َذس ِل َ حه ْر س ِ م َواه ْل َ عا س ِ سَّوَامس ِة َوال َه ْن َ م َ ل اه ْل ُ خه ْي س ِ ضس ِة َواه ْل َ ب َواه ْلس ِف َّ ه س ِ الَّذ َ ب( )آل عمران(14: مبآ س ِ ن اه ْل َ س ُ ح ه ْ ه ُ عنَد ُ ا س ِ َو ُ
وبين أن قواما آوخرين شأنهم في الحياة إيقاد الفنتن و إحياء الشرور , أولئك الذين قال ا فيهم: عَلى َاما س ِفي ا َ شس ِهُد َ ة ال ُّده ْنَيا َوُي ه ْ حَيا س ِ ك َقه ْوُلُه س ِفي اه ْل َ جُب َ ع س ِ س َامن ُي ه ْ ن الَّنا س ِ )َوس ِام َ سَد س ِفس ِيَها َوُيه ْهس ِل َ ك عى س ِفي ال َه ْرضس ِ س ِلُيه ْف س ِ س َ م َ ,وإ س َِذا َتَوَّلى َ صا س ِ خ َ هَو أ ََل ُّد اه ْل س ِ َقه ْلس ِبس ِه َو ُ ساَد( )البقرة(205-204: ب الَف َ ح ُّ ل َوا ُل َ ُي س ِ س َ ث َوالَّن ه ْ حه ْر َ اه ْل َ تلك امقاصد امن امقاصد الناس في الحياة نزه ا المؤامنين عنها و برأهم امنها و كلفهم امهمة أرقى ,و ألقى على عاتقهم واجبا أسمى ذلك الواجب هو :هداية الناس إلى الحق ,و إرشاد الناس جميعا إلى الخير , و إنارة العالم كله بشمس السلم فذلك قوله تبارك و تعالى : ك ه ْ م عَّل ُ خه ْيَر َل َ عُلوا اه ْل َ م َواه ْف َ ك ه ْ عُبُدوا َرَّب ُ جُدوا َوا ه ْ س ُ عوا َوا ه ْ ن آَامُنوا اه ْرَك ُ )َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ك ه ْ م عَله ْي ُ ل َ ع َ ج َ م َوَاما َ جَنتَباُك ه ْ هَو ا ه ْ ه ُ جَهاس ِد س ِ ق س ِ ح َّ ا َ هُدوا س ِفي س ِ جا س ِ ن َ ,و َ حو َ ُته ْفس ِل ُ سس ِلمينَ س ِامن َقه ْب ُ ل م ه ْ م اه ْل ُ ماُك ُ س َّ هَو َ م ُ هي َ م إ س ِه ْبَرا س ِ ك ه ْ ج ِّامَّلَة أ َس ِبي ُ حَر أ ٍ ن َ ن س ِام ه ْ س ِفي الِّدي س ِ عَلى الَّنا س ِ س شَهَداء َ كوُنوا ُ م و ََت ُ ك ه ْ عَله ْي ُ شس ِهيم ًدا َ سولُ َ ن الَّر ُ كو َ هَذا س ِلَي ُ َوس ِفي َ مه ْوَلى م اه ْل َ ع َ م َفس ِن ه ْ هَو َامه ْولُك ه ْ موا س ِباللس ِه ُ ص ُ عَنت س ِ ة َوا ه ْ ة َوآُتوا الَّزَكا َ صل َ موا ال َّ َفَأس ِقي ُ صيُر( )الحج.(78-77: م الَّن س ِ ع َ َوس ِن ه ْ و امعنى هذا أن القرآن الكريم يقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة ,و يعطيهم حق الهيمنة و السيادة على الدنيا لخدامة هذه الوصاية النبيلة و إذا فذلك امن شأننا ل امن شأن الغرب و لمدنية السلم ل لمدنية المادة .
وصاية المسلم تضحية ل اسنتفادة ثم بين ا تبارك و تعالى أن المؤامن في سبيل هذه الغاية قد باع لله نفسه و اماله فليس له فيها شيء و إنما هي وقف على نجاح هذه الدعوة وإيصالها إلى قلوب الناس و ذلك قوله تعالى : جَّنَة( )النتوبة: م ال َ ن َلُه ُ م َوأ َه ْامَواَلُهم س ِبَأ َّ سُه ه ْ ن َأنُف َ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ شَنتَرى س ِام َ ا ا ه ْ ن َ )إ س ِ َّ .(111
و وامن ذلك نرى المسلم يجعل دنياه وقفا على دعونه ليكسب آوخرته جزاء تضحينته و امن هنا كان الفاتح المسلم أسنتاذا ينتصف بكل اما يجب أن ينتحلى به السنتاذ امن نور و هداية و رحمة و رأفة ,وكان الفنتح السلامي فنتح تمدين و تحضير و إرشاد و تعليم ,و أين هذا اما يقوم به السنتعمار الغربي الن ؟
أين المسلمون امن هذه الغاية؟ فبربك عزيزي :هل فهم المسلمون امن كنتاب ربهم هذا المعنى فسمت نفوسهم و رقت أرواحهم ,و تحرروا امن رق المادة و تطهروا امن لذة الشهوات و الهواء ,و ترفعوا عن سفاسف الامور و دنايا المقاصد ,و وجهوا وجوههم للذي فطر السموات و الرض حنفاء يعلون كلمة ا و يجاهدون في سبيله ,و ينشرون دينه و يذودون عن حياض شريعنته ,أم هؤلء أسرى الشهوات و عبيد الهواء و المطاامع ,كل همهم لقمة لينة و امركب فاره و حلة جميلة و نوامة امريحة و اامرأة وضيئة و امظهر كاذب و لقب أجوف رضوا بالاماني و ابنتلوا بحظوظهم
و وخاضوا بحار الجد دعوى فما
ابنتلوا و صدق رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :تعس عبد الدينار ,تعس عبد الدرهم ,تعس عبد القطيفة(
الغاية أصل العمال و بما أن الغاية هي النتي تدفع إلى الطريق ,و لما كانت الغاية في أامنتنا غاامضة امضطربة كان لبد امن أن نوضح و نحدد ,و أظننا وصلنا إلى كثير
امن النتوضيح و اتفقنا على أن امهمنتنا سيادة الدنيا و إرشاد النسانية كلها إلى نظم السلم الصالحة و تعاليمه النتي بغيرها أن يسعد النسان .
امصادر غاينتنا تلك هي الرسالة النتي يريد الوخوان المسلمون أن يبلغوها للناس و أن تفهمها الامة السلامية حق الفهم ,و تهب لنفاذها في عزم و في امضاء ,لم يبنتعها الوخوان ابنتداعا ,و لم يخنتلقوها امن أنفسهم ,و إنما هي الرسالة النتي تنتجلى في كل آية امن آيات القرآن الكريم ,و تبدوا في غاية الوضوح في كل حديث امن أحاديث الرسول العظيم صلى ا عليه و سلم و تظهر في كل عمل امن أعمال الصدر الول الذين هم المثل العلى لفهم السلم و إنفاذ تعاليم السلم ,فإن شاء المسلمون في أن يقبلوا هذه الرسالة كان ذلك دليل اليمان و السلم الصحيح ,و إن رأوا فيها حرجا أو غضاضة فبيننا و بينهم كنتاب ا تبارك و تعالى , حكم عدل و قول فصل يحكم بيننا و بين إوخواننا و يظهر الحق لنا أو علينا حين( )العراف.(89: وخه ْيُر اه ْلَفاس ِت س ِ ت َ ق َوَأن َ ح ِّ ن َقه ْوس ِامَنا س ِباه ْل َ ح َبه ْيَنَنا َوَبه ْي َ )َرَّبَنا اه ْفَنت ه ْ
اسنتطراد ينتساءل كثير امن إوخواننا الذين أحببناهم امن كل قلوبنا و وقفنا لخيرهم و العمل لمصلحنتهم الدنيوية و الوخروية جهودنا و أاموالنا و أرواحنا ،و فنينا في هذه الغاية ،غاية إسعاد أامنتنا و إوخواننا ،عن أاموالنا و أنفسنا. و كم أتمنى أن يطلع هؤلء الوخوان المنتسائلون على شباب الوخوان المسلمين و قد سهرت عيونهم و الناس نيام ،و شغلت نفوسهم و الخليون هجع ،و أكب أحدهم على امكنتبه امن العصر إلى امننتصف الليل عاامل امجنتهدا و امفكرا امجدا ،و ل يزال كذلك طول شهره ،حنتى إذا اما
اننتهى الشهر جعل امورده اموردا لجماعنته ،و نفقنته نفقة لدعوته ،و اماله وخاداما لغاينته ،و لسان حاله يقول :ل أسألكم عليه أجرا إن أجري إل على ا .و امعاذ ا أن نمن على أامنتنا فنحن امنها و لها و إنما ننتوسل إليها بهذه النتضحية أن تفقه دعوتنا و تسنتجيب لندائنا.
امن أين المال ؟ ينتساءل هؤلء الوخوان المحبوبون الذين يرامقون الوخوان المسلمين عن بعد و يرقبونهم عن كثب قائلين :امن أين ينفقون؟ و أنى لهم المال اللزم لدعوة نجحت و ازدهرت كدعوتهم و الوقت عصيب و النفوس شحيحة؟ و إني أجيب هؤلء بأن الدعوات الدينية عمادها اليمان قبل المال ،و العقيدة قبل العراض الزائلة ،و إذا وجد المؤامن الصحيح و جدت امعه وسائل النجاح جميعا ،و إن في امال الوخوان المسلمين القليل الذي يقنتطعونه امن نفقاتهم و يقنتصدونه امن ضرورياتهم و امطالب بيوتهم و أولدهم ،و يجودون به طيبة نفوسهم سخية به قلوبهم ،يود أحدهم لو كان له أضعاف أضعاف فينفقه في سبيل ا ،فإذا لم يجد بعضهم شيئا تولوا و أعينهم تفيض امن الدامع حزنا أل يجدوا اما ينفقون .في هذا المال القليل و اليمان الكبير و لله الحمد و العزة بلغ لقوم عابدين و نجاح للعااملين الصادقين ,و إن ا الذي بيده كل شيء ليبارك في ا الِّربا َوُيه ْرس ِبي ق ُ ح ُ م َ القرش الواحد امن قروش الوخوان ,و )َي ه ْ ت( )البقرة.(276: صَدَقا س ِ ال َّ ن( )الروم: عُفو َ ض س ِ م ه ْ همُ اه ْل ُ ك ُ ا َفُأوَلس ِئ َ جَه س ِ ن َو ه ْ ة ُتس ِريُدو َ ن َزَكا أ ٍ م س ِام ه ْ )َوَاما آَته ْيُنت ه ْ . (39
نحن و السياسة و يقول قوم آوخرون إن الوخوان المسلمين قوم سياسيون و دعوتهم سياسية و لهم امن وراء ذلك امبآرب أوخرى .و ل ندري إلى امنتى تنتقارض أامنتنا النتهم و تنتبادل الظنون و تنتنابز باللقاب ،و تنترك يقينا يؤيده الواقع في سبيل ظن توحيه الشكوك. يا قوامنا :إننا نناديكم و القرآن في يميننا و السنة في شمالنا ،و عمل السلف الصالحين امن أبناء هذه الامة قدوتنا ،و ندعوكم إلى السلم و تعاليم السلم و أحكام السلم ،فإن كان هذا امن السياسة عندكم فهذه سياسنتنا ،و إن كان امن يدعوكم إلى هذه المبادئ سياسيا فنحن أعرق الناس و الحمد لله في السياسة ،و إن شئنتم أن تسموا ذلك سياسة فقولوا اما شئنتم فلن تضرنا السماء امنتى وضحت المسميات و انكشفت الغايات. يا قوامنا :ل تحجبكم اللفاظ عن الحقائق و السماء عن الغايات ،و ل العراض عن الجوهر ،و إن للسلم لسياسة في طيها سعادة الدنيا و صلح الوخرة ،و تلك هي سياسنتنا ل نبغي بها بديل فسوسوا بها أنفسكم، و احملوا عليها غيركم تظفروا بالعزة الوخروية ،و لنتعلمن نبأه بعد حين.
قوامينتنا وعلى أي أساس ترتكز؟ أيها الخ تعال نصغ امعا إلى صوت العزة اللهية يدوي في أجواء الفاق , ويمل الرض و السبع الطباق ,و يوحي في نفس كل امؤامن أسمى امعاني العزة و الفخار ,حين يسمع هذا النداء الذي تسنتمع له السموات و الرض و امن فيهن امنذ أن بلغه المبين إلى هذا الوجود ,إلى حيث ل نهاية إذا كنتب له الخلود :
أجل أجل يا أوخي :هذا نداء ربك إليك ,فلبيك اللهم لبيك ,و حمدا و شكرا لك لنحصي ثناء عليك ,أنت ولي المؤامنين و نصير العااملين و المدافع عن المظلوامين الذين حوربوا في بيوتهم و أوخرجوا امن ديارهم ,عز امن لجأ إليك و اننتصر امن احنتمى بحماك أجل أجل يا أوخي :تعال نسنتمع امعا إلى صوت القرآن الكريم ,و نطرب بنتلوة اليات البينات ,و نسجل جمال هذه العزة في صحائف ذلك الكنتاب المطهر . إلي إلي يا أوخي واسمع قول ا تبارك وتعالى : ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر( )البقرة: ما س ِ ظُل َ ن ال ُّ م س ِام َ جُه ه ْ خس ِر ُ ن آَامُنوا ُي ه ْ ي اَّلس ِذي َ ا َوس ِل ُّ ُ ) –1 (257 ن( )آل عمران. (150: صس ِري َ وخه ْيُر الَّنا س ِ هَو َ م َو ُ ا َامه ْولُك ه ْ ل ُ َ) – 2ب س ِ ة َوُيه ْؤُتو َ ن صل َ ن ال َّ مو َ ن ُيس ِقي ُ ن آَامُنوا اَّلس ِذي َ سوُلُه َواَّلس ِذي َ ا َوَر ُ م ُ ك ُ ما َوس ِل ُّي ُ ) – 3إ س َِّن َ ن()المائدة.(55: عو َ م َراس ِك ُ ه ه ْ ة َو ُ الَّزَكا َ ن( )لعراف: حي َ صاس ِل س ِ هَو َيَنتَوَّلى ال َّ ب َو ُ كَنتا َ ا اَّلس ِذي َنَّزلَ اه ْل س ِ ي ُ ن َوس ِلِّي َ ) – 4إ س ِ َّ .(196 ا َفه ْلَيَنتَوَّكلس ِ عَلى س ِ هَو َامه ْولَنا وَ َ ا َلَنا ُ ب ُ صيَبَنا س ِإل َاما َكَنت َ ن ُي س ِ ل َل ه ْ ُ) – 5ق ه ْ ن( )النتوبة.(51: مه ْؤس ِامُنو َ اه ْل ُ ن آَامُنوا ن ,اَّلس ِذي َ م َيحه َْزُنو َ ه ه ْ م َول ُ عَله ْيس ِه ه ْ ف َ وخه ْو ٌ ال َ ء س ِ ن أ َه ْوس ِلَيا َ َ) – 6أل إ س ِ َّ ن( )يونس.(63-62: َوَكاُنوا َيَّنتُقو َ م( )امحمد: كاس ِفس ِرينَ ل َامه ْوَلى َلُه ه ْ ن اه ْل َ ن آَامُنوا َوأ َ َّ ا َامه ْوَلى اَّلس ِذي َ ن َ ك س ِبَأ َّ َ) – 7ذس ِل َ .(11
ألست ترى في هذه اليات البينات أن ا تبارك و تعالى ينسبك إلى نفسه و تمنحك فضل ولينته و يفيض عليك امن فيض عزته ؟ و في الحديث الشريف الذي يرويه المخنتار صلى ا عليه و سلم عن ربه فيما امعناه ) :يقول ا تبارك وتعالى يوم القياامة :يا بني آدم جعلت نسبا وجعلنتم نسبا فقلنتم فلن ابن فلن وقلت " :إن أكرامكم عند ا أتقاكم " فاليوم أرفع نسبى وأوضع نسبكم( لهذا أيها الخ الكريم فضل السلف الصالح أن يرفعوا نسبنتهم إلى ا تبارك و تعالى ,ويجعلوا أساس صلتهم وامحور أعمالهم تحقيق هذه النسبة الشريفة فينادي أحدهم صاحبه قائل: ل تدعني إل بيا عبدها
فإنه أشرف أسمائي
في حين يجيب الوخر امن سأله عن أبيه أتميمي هو أم قيسي : أبي السلم ل أب لي سواه
إذا افنتخروا بقيس أو تميم
ليس بعد ذلك عزة أيها الخ العزيز :إن الناس إنما يفخرون بأنسابهم لما يأنسون امن المجد والشرف في أعمال جدودهم ،ولما يقصدون امن نفخ روح العزة و الكراامة في نفوس أبنائهم وراء هذين المقصدين شئ ،أفل ترى نسبنتك إلى ا تبارك وتعالى أسمى اما يطمح إليه الطاامحون امن امعاني العزة ميعا( ج س ِ ة للس ِه َ عَّز َ ن اه ْل س ِ والمجد َ) :فس ِإ َّ
)النساء , (139:وأولى اما يرفع
نفسك إلى عليين وينفخ فيها روح النهوض امع العااملين ،و أي شرف أكبر و أي رافع إلى فضيلة أعظم امن أن ترى نفسك ربانيا ،بالله صلنتك وإليه ما ُكه ْنُنت ه ْ م ن س ِب َ ن ُكوُنوا َرَّباس ِنِّيي َ ك ه ْ نسبنتك ،ولامر اما قال ا تبارك وتعالى َ) :وَل س ِ ن( )آل عمران(79: سو َ م َته ْدُر ُ ما ُكه ْنُنت ه ْ ب َوس ِب َ كَنتا َ ن اه ْل س ِ مو َ عِّل ُ ُت َ
أعظم امصادر القوة و في النسبة إلى الحق تبارك و تعالى امعنى آوخر يدركه امن النتحق بهذه النسبة ,ذلك هو الفيض العم امن اليمان ,و الثقة بالنجاح الذي يغمر قلبك فل تخشى الناس جميعا و ل ترهب العالم كله إن وقف أاماامك يحاول ان ينال عقيدتك أو يننتقص امن امبدأك : ه ه ْ م م َفَزاَد ُ ه ه ْ شه ْو ُ وخ َ كمه ْ َفا ه ْ عوا َل ُ م ُ ج َ س َقه ْد َ ن الَّنا َ س إ س ِ َّ م الَّنا ُ ن َقالَ َلُه ُ )اَّلس ِذي َ ل( )آل عمران. (173: م اه ْلَوس ِكي ُ ع َ ا َوس ِن ه ْ سُبَنا ُ ح ه ْ مانا َوَقاُلوا َ س ِإي َ و لامر اما كان الواحد امن أولئك القلئل المؤامنين بالله و ثقنته و تأييده يقف أامام الجحفل اللجب و الجيش اللهام ,فل يرهب صولنته و ل يخشى أذاه لنه ل يخشى أحدا إل ا ,و أي شيء أعظم امن تلك القوة النتي تنسكب امن قلب الرجل المؤامن حين يجيش صدره بقول ا ) :إ س ِنه ْ م( )آل عمران. (160: ك ه ْ ب َل ُ غاس ِل َ ا َفل َ م ُ صه ْرُك ُ َيه ْن ُ
قوامينتنا عالية النسبة و هناك امعنى آوخر امن امعاني السمو الجنتماعي في اننتساب الناس إلى ا تبارك و تعالى ,ذلك هو تبآوخي الشعوب و تبآزر الجماعات و القضاء على تلك المطاامع النتي توحي بها العصبية و يؤر ث نيرانها بين الامم النتقاطع و النتخاصم ,فمن للعالم بان يجنتمع بقوة حول راية ا ..؟
أحلم الامس و حقائق اليوم هذا كلم طال عهد المسلمين باسنتماعه فقد يكون غاامضا عليهم غير امفهوم لديهم ,و قد يقول قائل :اما لهؤلء الجماعة يكنتبون في هذه المعاني النتي ل يمكن أن تنتحقق ,واما بالهم يسبحون في جو الخيال و الحلم ؟ على رسلكم أيها الوخوان في السلم و الملة فغن اما ترونه اليوم غاامضا بعيدا كان عند بدهيا قريبا ,و لن يثمر جهادكم حنتى يكون كذلك عندكم ,و صدقوني إن المسلمين الولين فهموا امن القرآن لول اما قرأوه و نزل فيهم ,اما ندلي به اليوم و نقصه عليكم .
و أصارحكم بان عقيدة الوخوان المسلمين يحيون بها يأاملون الخير فيها و يموتون عليها ,و يرون فيها كل اما تصبوا إليه نفوسهم امن امنتعة و جمال ا َوَاما م س ِلس ِذه ْكس ِر س ِ ع ُقُلوُبُه ه ْ ش َ خ َ ن َت ه ْ ن آَامُنوا أ َ ه ْ ن س ِلَّلس ِذي َ م َيه ْأ س ِ و إسعاد و حق ) :أ ََل ه ْ م ال ََامُد عَله ْيس ِه ُ ل َ طا َ ن َقه ْبلُ َف َ ب س ِام ه ْ كَنتا َ ن ُأوُتوا اه ْل س ِ كوُنوا َكاَّلس ِذي َ ق َول َي ُ ح ِّ ن اه ْل َ ل س ِام َ َنَز َ ن( )الحديد. (16: سُقو َ م َفا س ِ م َوَكس ِثي ٌر س ِامه ْنُه ه ْ ت ُقُلوُبُه ه ْ س ه ْ َفَق َ أيها الوخوان :إذا اتفقنتم امعنا على هذا الساس فاعلموا أن اننتسابكم إلى ا تبارك و تعالى يفرض عليكم أن تقدروا المهمة النتي ألقاها على عاتقكم ,و تنشطوا للعمل لها و النتضحية في سبيلها فهل أننتم فاعلون ؟
امهمة المسلم إن امهمة المسلم الحق لخصها ا تبارك و تعالى في آية واحدة امن كنتابه ,و رددها القرآن الكريم بعد ذلك في عدة آيات ,فأاما تلك الية النتي اشنتملت على امهمة السلمين في الحياة فهي قول ا تبارك وتعالى ك ه ْ م عَّل ُ خه ْيَر َل َ عُلوا اه ْل َ م َواه ْف َ ك ه ْ عُبُدوا َرَّب ُ جُدوا َوا ه ْ س ُ عوا َوا ه ْ ن آَامُنوا اه ْرَك ُ )َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ك ه ْ م عَله ْي ُ ل َ ع َ ج َ م َوَاما َ جَنتَباُك ه ْ هَو ا ه ْ ه ُ جَهاس ِد س ِ ق س ِ ح َّ ا َ هُدوا س ِفي س ِ جا س ِ ن َ ,و َ حو َ ُته ْفس ِل ُ سس ِلمينَ س ِامن َقه ْب ُ ل م ه ْ م اه ْل ُ ماُك ُ س َّ هَو َ م ُ هي َ م إ س ِه ْبَرا س ِ ك ه ْ ج ِّامَّلَة أ َس ِبي ُ حَر أ ٍ ن َ ن س ِام ه ْ س ِفي الِّدي س ِ عَلى الَّنا س ِ س شَهَداء َ كوُنوا ُ م و ََت ُ ك ه ْ عَله ْي ُ شس ِهيم ًدا َ سولُ َ ن الَّر ُ كو َ هَذا س ِلَي ُ َوس ِفي َ مه ْوَلى م اه ْل َ ع َ م َفس ِن ه ْ هَو َامه ْولُك ه ْ موا س ِباللس ِه ُ ص ُ عَنت س ِ ة َوا ه ْ ة َوآُتوا الَّزَكا َ صل َ موا ال َّ َفَأس ِقي ُ صيُر( )الحج.(78-77: م الَّن س ِ ع َ َوس ِن ه ْ هذا كلم ل لبس فيه و ل غموض ,و وا إن له لحلوة و إن عليه لطلوة ,و إنه لواضح كالصبح ظاهر كالنور ,يمل الذان و يدوخل على القلوب بغير اسنتئذان ,أفلم يسمعه المسلمون قبل الن ؟ أم سمعوه و لكن على قلوبهم أقفال فل تعي و ل تنتدبر ؟ يأامر ا المسلمين أن يركعوا و يسجدوا و أن يقيموا الصلة النتي هي لب العبادة و عمود السلم و أظهر امظاهره ,و أن يعبدوا ا و ل يشركوا به شيئا ,و أن يفعلوا الخير اما اسنتطاعوا ,و هو حين يأامرهم
بفعل الخير ينهاهم بذلك عن الشر و إن امن أول الخير أن تنترك الشر , فما أوجز و اما أبلغ ! و رتب لهم على ذلك النجاح و الفلح و الفوز و تلك هي المهمة الفردية لكل امسلم النتي يجب عليه أن يقوم بها بنفسه في وخلوة أو جماعة .
حق النسانية ثم أامرهم بعد ذلك أن يجاهدوا في ا حق جهاده بنشر هذه الدعوة و تعميمها بين الناس بالحجة و البرهان ,فإن أبوا إل العسف و الجور و النتمرد فبالسيف والسنان : والناس إذ ظلموا البرهان و اعنتسفوا
فالحرب أجدى على الدنيا
امن السلم
حراسة الحق بالقوة و اما أحكم القائل ) :القوة اضمن طريق لحقاق الحق ,و اما اجمل أن تسير القوة و الحق جنبا إلى جنب ( فهذا الجهاد في سبيل نشر الدعوة السلامية فضل عن الحنتفاظ بمقدسات السلم فريضة ا على المسلمين كما فرض عليهم الصوم و الصلة و الحج و الزكاة و فعل الخير و ترك الشر ,و ألزامهم إياها و ندبهم إليها ,و لم يعذر في ذلك أحد فيه قوة و اسنتطاعة ,و إنها لية زاجرة رادعة و اموعظة بالغة زاجرة : ا( سس ِبيلس ِ س ِ م س ِفي َ ك ه ْ س ُ م َوأ َه ْنُف س ِ ك ه ْ هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ جا س ِ وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ )اه ْنس ِفُروا س ِ )النتوبة(41: و قد كشف ا سر هذا النتكليف و حكمة هذه الفريضة النتي افنترضها على المسلمين بعد هذا الامر ,فبين لهم أنه اجنتباهم و اوخنتارهم و اصطفاهم دون الناس ليكونوا سواس وخلقه و أامناءه على شريعنته و وخلفاءه في أرضه ,و ورثة رسوله في دعوته ,و امهد لهم الدين و أحكم النتشريع و سهل الحكام و جعلها امن الصلحية لكل زامان و امكان بحيث
ينتقبلها العالم ,و ترى فيها النسانية أامنينتها المرجوة و أاملها المننتظر : هَو م ُ هي َ م إ س ِه ْبَرا س ِ ك ه ْ ج ِّامَّلَة أ َس ِبي ُ حَر أ ٍ ن َ ن س ِام ه ْ م س ِفي الِّدي س ِ ك ه ْ عَله ْي ُ ل َ ع َ ج َ م َوَاما َ جَنتَباُك ه ْ هَو ا ه ْ ) ُ مو ك ه ْ عَله ْي ُ شس ِهيم ًدا َ ل َ سو ُ ن الَّر ُ كو َ هَذا س ِلَي ُ ل َوس ِفي َ ن س ِامن َقه ْب ُ سس ِلمي َ م ه ْ م اه ْل ُ ماُك ُ س َّ َ س( )الحج(78: عَلى الَّنا س ِ شَهَداء َ كوُنوا ُ ََت ُ و تلك هي المهمة الجنتماعية النتي ندب ا إليها المسلمين جميعا ,و أن يكونوا صفا واحدا و كنتلة و قوة ,و أن يكونوا هم جيش الخل ص الذي ينقذ النسانية و يهديها سواء السبيل .
رهبان بالليل فرسان بالنهار ثم أوضح الحق تبارك و تعالى للناس بعد ذلك الرابطة بين النتكاليف امن صلة وصوم بالنتكاليف الجنتماعية و أن الولى وسيلة للثانية ,و أن العقيدة الصحيحة أساسهما امعا ,حنتى ل يكون لناس امندوحة امن القعود عن فرائضهم الفردية بحجة انهم يعملون للمجموع ,و حنتى ل يكون لوخرين امندوحة امن القعود عن العمل للمجموع بحجة أنهم امشغولين بعباداتهم امسنتغرقون في صلنتهم لربهم ,فما أدق و احكم ,و امن أحسن امن ا حديثا ؟ أيها المسلمون :عبادة ربكم و الجهاد في سبيل النتمكين لدينكم و إعزاز شريعنتكم هي امهمنتكم في الحياة ,فإن أدينتموها حق الداء فاننتم الفائزون ,و إن أدينتم بعضها أو أهملنتموها جميعا فإليكم أسوق قول عو َ ن ج ُ م إ س َِله ْيَنا ل ُته ْر َ ك ه ْ عَبثا َوأ ََّن ُ م َ وخَله ْقَناُك ه ْ ما َ م أ ََّن َ سه ْبُنت ه ْ ح س ِ ا تبارك و تعالى ) :أََف َ ق( )المؤامنون. (116-115: ح ُّ ك اه ْل َ مس ِل ُ ا اه ْل َ عاَلى ُ َ ,فَنت َ لهذا المعنى جاء أوصاف أصحاب امحمد و هم صفوة ا امن وخلقه و السلف الصالح امن عباده ) :رهبان بالليل فرسان بالنهار ( ترى أحدهم في ليله اماثل في امحرابه قابضا على لحينته ينتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول ) :يا دنيا غري غيري ( فإذا انفلق الصباح و دوى النفير يدعو المجاهدين ,راينته رئبال على صهوة جواده ,يزار الزارة فنتدوي لها جنبات الميدان .
بالله عليك اما هذا النتناسق العجيب و النتزاوج بين الغريب و المزيج الفريد بين عمل الدنيا و امهاامها و شؤون الوخرة و روحانينتها ؟ و لكنه السلم الذي جمع امن كل شيء أحسنه .
اسنتعمار السنتاذية و الصلح و لهذا المعنى أيها المسلمون نفر المسلمون ,بعد أن اوخنتار نبيه – صلى ا عليه و سلم – الرفيق العلى في أقطار الرض ,قرآنه في صدورهم و امساكنهم على سروجهم و سيوفهم بأيديهم ,حجنتهم واضحة على ألسننتهم يدعون الناس إلى إحدى ثل ث :السلم أو الجزية أو القنتال ,فمن أسلم فهو أوخوهم له اما لهم و عليه اما عليهم ,و امن أدى الجزية فهو في ذامنتهم و عهدهم يقوامون بحقه و يرعون عهده و يوفون له بشرطه ,و امن أبى جالدوه حنتى يظهرهم ا عليه َ) ,وَيه ْأَبى ه( )النتوبة. (32: م ُنوَر ُ ن ُيس ِنت َّ ا س ِإل أ َ ه ْ ُ اما فعلوا ذلك لسلطان ,فزهادتهم في الجاه و الشهرة امعروفة عند الخا ص و العام ,و لقد قضى دينهم على تلك المظاهر الزائفة النتي يسنتمنتع بها أقوام على حساب آوخرين ,فكان وخليفنتهم كأحدهم ,يفرض له امن المال و العطاء اما لرجل امنهم ليس بأفضلهم و ل أدركهم ,و ل يميزه إل بما أفاض ا عليه امن جلل اليمان و هيبة اليقين ,و لم ذلك لمال ,فحسب أحدهم كسرة يرد بها جوعنته و جرعة يطفئ بها ظمأته ,و الصوم لديهم قربة ,و الجوع أحب عندهم امن الشبع ,و حظ أحدهم امن الملبس اما يسنتر به عورته ,و كنتابهم يناديهم بقول ا تعالى : م( م َوالَّناُر َامه ْثم ًوى َّلُه ه ْ عا ُ ل ال َه ْن َ ما َته ْأُك ُ ن َك َ ن َوَيه ْأُكُلو َ عو َ مَّنت ُ ن َكَفُروا َيَنت َ )َواَّلس ِذي َ )امحمد(12: و نبيهم يقول لهم ) :تعس عبد الدينار ,تعس عبد الدرهم ,تعس عبد القطيفة( إذا لم يكن امخرجهم امن ديارهم لجاه أو امال أو سلطة أو اسنتعمار أو اسنتبداد ,و إنما كان لداء رسالة وخاصة هي رسالة نبيهم النتي تركها
أامانة بين أيديهم ,و أامرهم أن يجاهدوا في سبيلها ,حنتى ل تكون فنتنة و يكون الدين كله لله .
آن لنا أن نفهم كان المسلمون يفهمون هذا قديما و يعملون له و يحملهم إيمانهم على النتضحية في سبيله ,أاما في هذه اليام فقد تفرق المسلمون في فهم امهمنتهم و اتخذوا امن النتأويل و النتعطيل سندا للقعود و الكسل ,فمن قائل يقول لك :امضى وقت الجهاد و العمل ,و آوخر يثبط همنتك يقول لك بان الوسائل امعدوامة و الامم السلامية امقيدة ,و ثالث رضي امن دينه كلمات يلوكها لسانه صباح امساء ,و قنع امن عبادته بركعات يؤديها و قلبه هواء ل ل أيها الوخوان ,القرآن يناديكم بوضوح و جلء : هُدوا جا َ م َلمه ْ َيه ْرَتاُبوا َو َ سوس ِلس ِه ُث َّ ن آَامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ ن اَّلس ِذي َ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ )إ س َِّن َ ن( )الحجرات. (15: صاس ِدُقو َ م ال َّ ه ُ ك ُ ا ُأوَلس ِئ َ ل س ِ سس ِبي س ِ م س ِفي َ سس ِه ه ْ م َوأ َه ْنُف س ِ س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ و أاما في السنة فيقول لكم الرسول ) :إذا ضن الناس بالدينار و الدرهم و تبايعوا بالعينة و تبعوا أذناب البقر و تركوا الجهاد في سبيل ا ,أدوخل ا تعالى عليهم ذل ل يرفعه عنهم حنتى يراجعوا دينهم( رواه الامام أحمد في امسنده ,و الطبراني في الكبير ,و البيهقي في شعب اليمان عن عبد ا بن عمر . و أننتم تقرأون في كنتب الفقه اما ألف امنها قديما أو حديثا امنتى يكون الجهاد فرض كفاية و امنتى يكون فرض عين ,و تعلمون حقائق ذلك و امعناه حق العلم ,فما هذا الخمول الذي ضرب بجدرانه ؟ و اما هذا اليأس الذي قبض على القلوب فل تعي ول تفيق ؟ هذا أيها المسلمون عصر النتكوين فكونوا أنفسكم و بذلك تنتكون أامنتكم . إن هذه الفريضة تحنتاج إلى امنكم نفوسا امؤامنة و قلوبا سليمة ,فاعملوا على تقوية إيمانكم و سلامة صدوركم ,و تحنتاج امنكم تضحية بالمال و الجهود فاسنتعدوا لذلك فإن اما عندكم ينفد و اما عند ا باق ,و إن ا
اشنترى امن المؤامنين أنفسهم و أاموالهم بأن لهم جنة عرضها السموات و الرض .
امن أين نبدأ؟ إن تكوين الامم ،وتربية الشعوب ،وتحقيق الامال ،وامناصرة المبادئ: تحنتاج امن الامة النتي تحاول هذا أو الفئة النتي تدعو إليه على القل ،إلى "قوة نفسية عظيمة" تنتمثل في عدة أامور :إرادة قوية ل ينتطرق إليها ضعف ،ووفاء ثابت ل يعدو عليه تلون ول غدر ،وتضحية عزيزة ل يحول دونها طمع ول بخل ،وامعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم امن الخطأ فيه والنحراف عنه والمساوامة عليه ،والخديعة بغيره .على هذه الركان الولية النتي هي امن وخصو ص النفوس وحدها ،وعلى هذه القوة الروحية الهائلة ،تبنى المبادئ وتنتربى الامم الناهضة ،وتنتكون ل. الشعوب الفنتية ،وتنتجدد الحياة فيمن حراموا الحياة زامنا طوي م ً وكل شعب فقد هذه الصفات الربعة ،أو على القل فقدها قواده ودعاة الصلح فيه ،فهو شعب عابث امسكين ،ل يصل إلى وخير ،ول ل ،وحسبه أن يعيش في جو امن الحلم والظنون والوهام: يحقق أام م ً شه ْيئا( )يونس. (36: ق َ ح ِّ ن اه ْل َ غس ِني س ِام َ ن ل ُي ه ْ ظ َّ ن ال َّ )إ س ِ َّ هذا هو قانون ا تبارك وتعالى وسننته في وخلقه ولن تجد لسنة ا ل: تبدي م ً سس ِهمه ْ( )الرعد. (11: غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ حَّنتى ُي َ م َ غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ ا ل ُي َ ن َ )إ س ِ َّ و هو أيضا القانون الذي عبر عنه النبي في الحديث الشريف الذي رواه أبو داود :
)يوشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى الكلة إلى قصعنتها فقال ء كغثاء قائل :وامن س ِقتّلأ ٍة نحن يوامئأ ٍذ؟ قال :بل أننتم يوامئذأ ٍ كثي ٌر ،ولكنكم غثا ٌ ن التّله امن صدور عدوكم المهابة امنكم ،وليقذفنَّ التّله في السيل ،ولينزع َّ ب الدنيا قلوبكم الوهن ,فقال قائل :يا رسول التّله واما الوهن ؟ قال :ح ُّ وكراهية الموت( أولست تراه قد بين أن سبب ضعف الامم و ذلة الشعوب وهن نفوسها و ضعف قلوبها و وخلء أفئدتها امن الوخلق الفاضلة و صفات الرجولة الصحيحة ,و إن كثر عددها و زادت وخيراتها و ثمراتها و إن الامة إذا رتعت في النعيم و أنست بالنترف و غرقت في أعراض المادة و افنتنتنت بزهرة الحياة الدنيا ,و نسيت احنتمال الشدائد و امقارعة الخطوب و المجاهدة في سبيل الحق ,فقل على عزتها و آامالها العفاء .
بين القوتين يظن كثير امن الناس أن الشرق تعوزه القوة المادية امن المال و العنتاد و آلت الحرب و الكفاح لينهض و يسابق الامم النتي سلبت حقه و هضمت أهله ,ذلك صحيح و امهم ,و لكن أهم امنه و ألزم :القوة الروحية امن الخلق الفاضل و النفس النبيلة و اليمان و امعرفنتها و الرادة الماضية ,و النتضحية في سبيل الواجب و الوفاء الذي تنبني عليه الثقة و الوحدة ,و عنهما تكون القوة . لو آامن الشرق بحقه و غير امن نفسه و اعنتنى بقوة الروح و عني بنتقويم الوخلق ,لتنته وسائل القوة المادية امن كل جانب و عند صحائف النتاريخ الخبر اليقين
يعنتقد الوخوان المسلمون هذا تمام العنتقاد ,و هم لهذا دائبون في تطهير أرواحهم و تقوية نفوسهم و تقوية أوخلقهم ,و هم لهذا يجاهدون بدعوتهم و يريدون الناس على امبادئهم و يطالبون الامة بإصلح النفوس و تقويم الوخلق . و هم لم يبنتدعوا ذلك ابنتداعا شأنهم في كل اما يقولون و لكنهم يسنتمدونه امن القااموس العظم و البحر الخضم و الدسنتور المحكم و المرجع العلى ,ذلك هو كنتاب ا تبارك و تعالى ,و قد سمعت امن قبل تلك المادة الخالدة امن ذلكم القانون : سس ِهمه ْ( )الرعد. (11: غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ حَّنتى ُي َ م َ غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ ا ل ُي َ ن َ )إ س ِ َّ و لقد كشف القرآن عن هذا المعنى في كثير امن آياته ,بل إنه ضرب امثل تطبيقيا وخالدا واضحا كل الوضوح صادقا كل الصدق في قصة بني إسرائيل ,تلك القصة الرائعة النتي ترسم لكل أامة يائسة طريق النتكوين .
المنهاج واضح يعنتقد الوخوان المسلمون أن ا تبارك و تعالى حين أنزل القرآن و أامر عباده أن ينتبعوا امحمدا و رضي لهم السلم دينا ,و وضع في هذا الدين القويم كل الصول اللزامة لحياة الامم و نهضنتها و إسعادها ,و ذلك امصداق قول ا تبارك و تعالى : م س ِفي ه ه ْ عنَد ُ كُنتوم ًبا س ِ جُدوَنُه َام ه ْ ي اَّلس ِذي َي س ِ ي ال ُِّام َّ ل الَّنس ِب َّ سو َ ن الَّر ُ عو َ ن َيَّنتس ِب ُ )اَّلس ِذي َ حل ُّ َلُه ُ م كس ِر َوُي س ِ من َ ن اه ْل ُ ع س ِ م َ ه ه ْ ف َوَيه ْنَها ُ عُرو س ِ م ه ْ هم س ِباه ْل َ ل َيه ْأُامُر ُ جي س ِ ة َوالس ِه ْن س ِ الَّنته ْوَرا س ِ ل اَّلس ِنتي َكاَن ه ْ ت غل َ َ م َوال َ ه ْ ه ه ْ صَر ُ م إ س ِ ه ْ عه ْنُه ه ْ ع َ ض ُ ث َوَي َ خَببآس ِئ َ م اه ْل َ عَله ْيس ِه ُ م َ حِّر ُ ت َوُي َ طِّيَبا س ِ ال َّ م( )العراف.(157: عَله ْيس ِه ه ْ َ
و امصداق قول الرسول في الحديث الشريف اما امعناه )وا اما تركت امن شر إل و نهينتكم عنه( و أنت إذا أامعنت النظر في تعاليم السلم وجدته قد وضع أصح القواعد و أنسب النظم و أدق القوانين لحياة الفرد رجل و اامرأة ,و حياة السرة في تكوينها و انحللها ,و حياة الامم في نشوئها و قوتها و انحللها ,و حلل الفكر النتي وقف أاماامها المصلحون . فالعالمية و القوامية و الشنتراكية و الرأسمالية و البلشفية و الحرب و توزيع الثروة ,و الصلة بين المننتج و المسنتهلك و اما يمت بصلة قريبة أو بعيدة إلى هذه البحو ث النتي تشغل بال ساسة الامم و فلسفة الجنتماع ,كل هذه نعنتقد أن السلم وخاض في لبها ,و وضع للعالم النظم النتي تكفل له الننتفاع بما فيها امن امحاسن ,و تجنب اما تسنتنتبعه امن وخطر و ويلت ,و ليس ذلك امقام تفصيل في هذا المقال ,فإنما نقول اما نعنتقد و نبين للناس اما ندعوهم إليه ,ولنا بعد ذلك جولت نفصل فيها اما نقول .
ل بد امن أن ننتبع وإذا كان الوخوان المسلمون يعنتقدون ذلك فهم يطالبون الناس بان يعملوا على أن تكون قواعد السلم الصول النتي تبنى عليها نهضة الشرق الحديث في كل شان امن شؤون الحياة ,ويعنتقدون أن كل امظهر امن امظاهر النهضة ينتنافى امع قواعد السلم و يصطدم بأحكام القرآن فهو تجربة فاسدة فاشلة ,سنتخرج امنها الامم بنتضحيات كبيرة في غير فائدة ,فخير للامم النتي تريد النهوض أن تسلك إليه أوخصر الطريق باتباعها أحكام السلم . والوخوان المسلمون ل يخنتصون بهذه الدعوة قطرا دون قطر امن القطار السلامية ,ولكنهم يرسلونها صيحة يرجون أن تصل إلى آذان القادة و الزعماء في كل قطر يدين أبناؤه بدين السلم ,و إنهم
ليننتهزون لذلك هذه الفرصة النتي تنتحد فيها القطار السلامية و تحاول بناء امسنتقبلها على دعائم ثابنتة امن أصول الرقي و النتقدم و العمران .
احذروا النحراف و إن أكبر اما يخشاه الوخوان المسلمون أن تندفع الشعوب الشرقية السلامية في تيار النتقليد ,فنترقع نهضاتها بنتلك النظم البالية النتي اننتقضت على نفسها و أثبنتت النتجربة فسادها وعدم صلحينتها ,إن لكل أامة امن أامم السلم دسنتورا عااما فيجب أن تسنتمد امواد دسنتورها العام امن أحكام القرآن الكريم ,و إن الامم النتي تقول في أول امادة امن امواد دسنتورها :إن دينها الرسمي السلم ,يجب أن تضع بقية المواد على أساس هذه القاعدة ,و كل امادة ل يسيغها السلم و ل تجيزها أحكاامه يجب أن تحذف امن حنتى ل يظهر النتناقض في القانون الساسي للدولة .
أصلحوا القانون وإن لكل أامة قانونا ينتحاكم إليه أبنائها ,و هذا القانون يجب أن يكون امسنتمدا امن أحكام الشريعة السلامية امأوخوذا عن القرآن الكريم امنتفقا امع أصول الفقه السلامي ,و إن الشريعة السلامية و فيما وضعه المشنترعون المسلمون اما يسد الثغرة و يفي بالحاجة و ينقع الغلة ,و يؤدي إلى أفضل الننتائج و أبرك الثمرات ,و إن في حدود ا لو نفذت لزاجرا يردع المجرم و إن اعنتاد الجرام ,و يكف العادي و إن تأصل في نفسه العدوان و يريح الحكوامات امن عناء النتجارب الفاشلة ,و النتجربة تثبت ذلك و تؤيده ,و أصول النتشريع الحديث تنادي به و تدعمه ,و ا تبارك و تعالى يفرضه و يوجبه : ن( )المائدة. (44: كاس ِفُرو َ م اه ْل َ ه ُ ك ُ ا َفُأوَلس ِئ َ ل ُ ما أ َه ْنَز َ م س ِب َ ك ه ْ ح ُ م َي ه ْ ن َل ه ْ )َوَام ه ْ
أصلحوا امظهر الجنتماع وإن في كل أامة امظاهر امن الحياة الجنتماعية تشرف عليها الحكوامات و ينظمها القانون و تحميها السلطات ,فعلى كل أامة شرقية إسلامية أن تعمل على أن تكون كل هذه المظاهر امما ينتفق و آداب الدين و يساير
و يساير تشريع السلم و أواامره ,إن البغاء الرسمي لطخة عار في جبين كل أامة تقدر هذه الفضيلة ,فما بالك بالامم السلامية النتي النتي يفرض عليها دينها امحاربة البغاء و الضرب على يد الزناة بشدة : وخس ِر م ال س ِ ن س ِباللس ِه َواه ْلَيه ْو س ِ م ُته ْؤس ِامُنو َ ا س ِإن ُكنُنت ه ْ ن س ِ ما َره ْأَف ٌة س ِفي س ِدي س ِ وخه ْذُكم س ِبس ِه َ )َول َته ْأ ُ ن( )النور.(2: مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ طاس ِئَف ٌة ِّام َ ما َ عَذاَبُه َ شَهه ْد َ َوه ْلَي ه ْ إن حانات الخمر في أظهر شوارع المدن و أبرز أحيائها ,و تلك اللوحات الطويلة العريضة عن المشروبات الروحية ,و هذه العلنات الظاهرة الواضحة عن أم الخبائث امظاهر يأباها الدين ,و يجرامها القرآن الكريم أشد النتحريم .
حاربوا الباحية و إن هذه الباحية المغرية و المنتعة الفاتنة و اللهو العابث في الشوارع و المجاامع و المصايف والمرابع يناقض اما أوصى به السلم باتباعه امن عفة و شهاامة و إباء و انصراف إلى الجد و ابنتعاد عن السفاف )إن ا تعالى يحب امعالي الامور و يكره سفاسفها( . فكل هذه المظاهر و أشباهها ,على الامم السلامية أن تبذل في امحاربنتها و امناهضنتها كل اما في وسع سلطانها و قوانينها امن طاقة و امجهود ل تني عن ذلك و ل تنتواكل .
نظموا النتعليم وإن لكل أامة و شعب إسلامي سياسة في النتعليم و تخريج الناشئة و بناء رجال المسنتقبل ,الذين تنتوقف عليهم حياة الامة الجديدة ,فيجب أن تبنى هذه السياسة على أصول حكيمة تضمن للناشئين امناعة دينية و حصانة وخلقية ,و امعرفة بأحكام دينهم ,و اعنتدادا بمجده الغابر وحضارته الواسعة . هذا قليل امن كثير امن الصول النتي يريد الوخوان المسلمون أن ترعاها الامم السلامية في بناء النهضة الحديثة ,و هم يوجهون دعوتهم هذه إلى كل المسلمين شعوبا و حكوامات ,و وسيلنتهم في الوصول إلى
تحقيق هذه الغايات السلامية الساامية وسيلة واحدة :أن يبنوا اما فيها امن امزية و أحكام ,حنتى إذا ذكر الناس ذلك و اقنتنعوا بفائدته أننتج ذلك عملهم له و نزولهم على حكمه : ن س ِ ا حا َ سه ْب َ عس ِني َو ُ ة أ ََنا َوَامنس ِ اَّتَب َ صيَر أ ٍ ا عََلى َب س ِ عو إ س َِلى س ِ سس ِبيس ِلي أ َه ْد ُ ه َ هس ِذ س ِ ل َ )ُق ه ْ ن( )يوسف. (108: شس ِرس ِكي َ م ه ْ ن اه ْل ُ َوَاما أ ََنا س ِام َ
اننتفعوا بإوخاء إوخوانكم ينادي السلم أبناءه و امنتبعيه فيقول لهم : م إ س ِذه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ا َ مَة س ِ ع َ عا َول َ َتَفَّرُقوه ْا َواه ْذُكُروه ْا س ِن ه ْ مي م ً ج س ِ ا َ ل س ِ حه ْب س ِ موه ْا س ِب َ ص ُ عَنت س ِ )َوا ه ْ وخَوام ًنا( )آل عمران: مس ِنتس ِه إ س ِ ه ْ ع َ حُنتم س ِبس ِن ه ْ صَب ه ْ م َفَأ ه ْ ك ه ْ ن ُقُلوس ِب ُ ف َبه ْي َ عَداء َفَأَّل َ م أ َ ه ْ ُكنُنت ه ْ .(103 ة( )الحجرات: وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ و يقول القرآن الكريم في آية أوخرى) :إ س َِّن َ (10
ض( ع أ ٍ ء َب ه ْ م أ َه ْوس ِلَيا ُ ضُه ه ْ ع ُ ت َب ه ْ مه ْؤس ِامَنا ُ ن َواه ْل ُ مه ْؤس ِامُنو َ و في آية أوخرى َ) :واه ْل ُ
)النتوبة. (71: و يقول النبي الكريم صلى ا عليه و سلم ) :و كونوا عباد ا إوخوانا( و كذلك فهم المسلمون الولون – رضوان ا عليهم – امن السلم هذا المعنى الوخوي و أاملت عليهم عقيدتهم في دين ا أوخلد عواطف الحب و النتبآلف ,و أنبل امظاهر الوخوة و النتعارف ,فكانوا رجل واحدا و قلبا واحدا و يدا واحدة ,حنتى اامنتن ا بذلك في كنتابه فقال تبارك و تعالى : ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ م ت َبه ْي َ ميعا َاما أ ََّله ْف َ ج س ِ ض َ ت َاما س ِفي ال َه ْر س ِ م َله ْو أ َه ْنَفه ْق َ ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ ف َبه ْي َ )َوأ ََّل َ م( )لنفال. (63: ف َبه ْيَنُه ه ْ ا أ ََّل َ ن َ ك َّ َوَل س ِ
تطبيق وإن ذلك المهاجر الذي كان ينترك أهله ,و يفارق أرضه في امكة و يفر بدينه ,كان يجد أاماامه أبناء السلم امن فنتيان يثرب يننتظرون و كلهم شوق إليه و حب له و سرور بمقدامه ,و اما كان لهم سابق امعرفة و ل قديم صلة ,و اما ربطهم به وشيجة امن صهر أو عموامة ,و اما دفعنتهم إليه غاية أو امنفعة ,و إنما هي عقيدة السلم جعلنتهم يحنون إليه و
ينتصلون به ,و يعدونه جزءا امن أنفسهم و شقيقا لرواحهم ,و اما هو إل أن يصل المسجد حنتى يلنتف حوله الغر المياامين امن الوس و الخزرج ,كلهم يدعوه إلى بينته و يؤثره على نفسه و يفديه بروحه وعياله ,وينتشبث بمطلبه هذا حنتى يؤول الامر إلى القنتراع ,حنتى روى الامام البخاري اما امعناه ) :اما نزل امهاجري على أنصاري إل بقرعة( . وحنتى وخلد القرآن للنصار ذلك الفضل أبد الدهر ,فما زال يبدو غرة امشرقة في جبين السنين في قول ا تبارك و تعالى : م َول جَر إ س َِله ْيس ِه ه ْ ها َ ح ُّبونَ َامنه ْ َ م ُي س ِ ن س ِامن َقه ْبس ِلس ِه ه ْ ما َ لي َ )َواَّلس ِذي َ ن َتَبَّوءوا الَّداَر َوا س ِ م َوَله ْو َكا َ ن سس ِه ه ْ عَلى َأنُف س ِ ما ُأوُتوا َوُيه ْؤس ِثُرونَ َ جم ًة ِّام َّ حا َ م َ ه ه ْ صُدوس ِر س ِ ن س ِفي ُ جُدو َ َي س ِ ن( )الحشر. (9: حو َ مه ْفس ِل ُ م اه ْل ُ ه ُ ك ُ سس ِه َفُأه ْوَلس ِئ َ ح َنه ْف س ِ ش َّ ق ُ ص ٌة َوَامن ُيو َ صا َ وخ َ م َ س ِبس ِه ه ْ و على هذا درج أبناء السلم و وخص الرعيل الول اممن وجدت بين نفوسهم الوخوة اليمانية ,ل فرق بين امهاجرهم و أنصارهم ,و ل بين امكتّيهم و يمنتّيهم ,حنتى أثنى الرسول على الشاعرة امن أهل اليمن بقوله صلى ا عليه و سلم اما امعناه )نعم القوم الشعريون إذا جهدوا في سفر أو حضر جمعوا اما عندهم فوضعوه في امزادتهم ثم قسموه بينهم بالسوية( و أنت إذا قرأت القرآن الكريم ,و أحاديث النبي العظيم صلى ا عليه و سلم ,و طالعت سير الغر المياامين امن أبناء هذا الدين ,رأيت امن ذلك اما يقر عينك و يمل سمعك و قلبك .
أوخوة تعلن النسانية و لقد أثمرت هذه العقيدة ثمرتين لبد لنا امن أن نجنيهما و ننتحد ث إليك عما فيهما امن حلوة لذة و وخير و فائدة . فأاما الولى امنها :فقد أننتجت هذه العقيدة أن السنتعمار السلامي لم يشبهه أي اسنتعمار في النتاريخ أبدا ,ل في غاينته و ل في امسالكه و إدارته و ل في ننتائجه و فائدته ,فإن المسنتعمر المسلم إنما كان يفنتح الرض حين يفنتحها ليعلي فيها كلمة الحق ,و ينير أفقها بسنة القرآن
الكريم ,فإذا أشرقت على نفوس أهلها شمس الهداية المحمدية فقد زالت الفوارق و امحيت المظالم ,و شملها العدل و النصاف و الحب و الوخاء ,و لم يكن هناك فاتح غالب و وخصم امغلوب ,و لكن إوخوان امنتحابون امنتبآلفون ,و امن هنا تذوب فكرة القوامية ,و تنجاب كما ينجاب الثلج سقطت عليه أشعه الشمس قوية امشرقة أامام فكرة الوخوة السلامية النتي يبثها القرآن في نفوس امن ينتبعونه جميعا . إن ذلك الفاتح المسلم قبل أن يغزوا امن غزا و يغلب امن غلب ,قد باع أهله ,و تجرد امن عصبينته و قوامينته في سبيل ا ,فهو ل يغزو لعصبية و ل يغلب لقوامية و ل يننتصر لجنسية ,و لكنه حين يعمل لله و لله وحده ل شريك له ,و إن أروع اما أثر امن الوخل ص في الغاية ,و تجريد النفس امن الهوى اما جاء في الحديث الشريف اما امعناه أن رجل جاء إلى النبي فقال له يا رسول ا ,إني أحب أن أجاهد في سبيل ا ,و أحب أن يرى اموقفي فسكت النبي و لم يجبه ,فنزلت الية الكريمة : ة َرِّبس ِه عَباَد س ِ ك س ِب س ِ شس ِر ه ْ حا َول ُي ه ْ صاس ِل م ً مل َ ع َ ل َ م ه ْ ع َ جو س ِلَقاء َرِّبس ِه َفه ْلَي ه ْ ن َيه ْر ُ من َكا َ )َف َ حم ًدا( )الكهف.(110: أَ َ أرأيت كيف اعنتبر السلم تطلع هذا الشخص إلى الثناء و المدح و هما امن طبائع النفوس شركا وخفيا يجب أن ينتنزه عنه و يسمو بشرف الغاية النبيلة عنه ؟ و هل هناك أوخلص امن أن ينسى النسان نفسه في سبيل غاينته ؟ و هل تظن أن رجل يشنترط عليه دينه أن ينتجرد امن نفسه و يكبت عواطفها و اميولها و أهواءها حنتى يكون جهاده وخالصا لله وحده , يفكر بعد هذا في أن يجاهد لعصبية أو يغزو لجنس أو قوامية ؟ ..اللهم ل. إن ذلك المغلوب الذي شاء له القدر أن يسعد بالسلم و يهنتدي به ,اما ترك بلده و أرضه لجنبي عنه ينتحكم فيها و يسخره تسخير العبد الذليل , و يسنتأثر دونه بخيراتها ,و لكنه ترك اما ترك لنه يخلطه بنفسه و يمزجه
بروحه و يناديه بإوخل ص :لك اما لنا و عليك اما علينا ,وكنتاب ا تبارك و حى في سبيل امبدئه ,و تعالى يفصل بيننا ,فكلهما فني في غاينته و ض تّ ترك اما ترك ليعم النسانية نور ا ,و تسطع عليها شمس القرآن الكريم ,و في ذلك تمام إسعادها و كمال رقيها لو كانوا يعلمون .
أفق الوطن السلامي أاما الثمرة الثانية :فإن الوخوة السلامية جعلت كل امسلم يعنتقد أن كل شبر امن الرض ,فيه أخ يدين بدين القرآن الكريم ،قطعة امن الرض السلامية العاامة النتي يفرض السلم علي كل أبنائه أن يعملوا لحماينتها وإسعادها فكان امن ذلك أن أتسع أفق الوطن السلامي وسما عن حدود الوطنية الجغرافية والوطنية الداموية إلى وطنية المبادئ الساامية والعقائد الخالصة الصحيحة ،والحقائق النتي جعلها ا للعالم هدى ونورا ,والسلم حين يشعر أبناءه بهذا المعنى ويقرره في نفوسهم يفرض عليهم فريضة لزامة لحماية أرض السلم امن عدوان المعنتدين , وتخليصها امن غصب الغاصبين ،وتحصينها امن امطاامع المنتعدين .
طريق طويلة أرجو أن تكون هذه الكلمات المنتنتاليات في بيان دعوة الوخوان المسلمين قد كشفت للقراء عن غاينتهم ,و أبانت لهم و لو إلى حد اما عن امناهجهم في السير إلى هذه الغاية ,و قد تحدثت امن قبل إلى إوخواننا الغيورين على السلم و امجده حديثا طويل هو أشبه بهذه الكلمات النتي رآها القراء تحت عنوان ) :إلى أي شيء ندعو الناس ( و لقد أصغى إلى امن حدثنتهم إصغاء امشكورا ,و كنا ننتفهم القول تباعا أول فأول ,حنتى وخرجنا امن المحادثة امقنتنعين تمااما بشرف الغاية و نجاح الوسيلة ,و كم كانت دهشنتي عظيمة حين رأيت امنهم شبه إجماع على أن هذه السبيل امع النتسليم بنجاحها طويلة ,و أن النتيارات الجارفة
الهداامة في البلد قوية ,امما يجعل اليأس يدب إلى القلوب و القنوط يسنتولي على النفوس ,و حنتى ل يجد القراء الكرام هذا الشعور الذي وجده أولئك المنتحدثون امن قبل ,أحببت أن تكون هذه الكلمات امفعمة بالامل ,فياضة باليقين في النجاح إن شاء ا ,و لله الامر امن قبل و امن بعد ,و سأحصر الموضوع في نظرتين إيجابينتين :
نظرة اجنتماعية يقول علماء الجنتماع إن حقائق اليوم هي أحلم الامس ,و أحلم اليوم هي حقائق الغد ,و تلك نظرة يؤيدها الواقع و يعززها الدليل و البرهان ,بل هي امحور تقدم النسانية و تدرجها امدارج الكمال ,فمن ذا الذي كان يصدق أن يصل العلماء إلى اما وصلوا إليه امن المكنتشفات و المخنترعات قبل حدوثها ببضع سنين ,بل إن أساطين العلم أنفسهم أنكروها لول عهدهم بها ,حنتى أثبنتها الواقع و أيدها البرهان ,و المثل على ذلك كثيرة ,و هي امن البداهة بحيث يكفينا ذلك عن الطالة بذكرها .
نظرة تاريخية وإن نهضات الامم جميعا ،إنما بدأت على حال امن الضعف يخَّيل للناظر إليها ،أن وصولها إلى اما تبنتغي ضرب امن المحال. وامع هذا الخيال ،فقد حدثنا النتاريخ أن الصبر والثبات والحكمة والناة وصلت بهذه النهضات الضعيفة النشأة ،القليلة الوسائل ،إلى ذروة اما يرجوه القائمون بها ،امن توفيق ونجاح ،وامن ذا الذي كان يصِّدق أن الجزيرة العربية وهي تلك الصحراء الجافة المجدبة تنبت النور والعرفان، وتسيطر بنفوذ أبنائها الروحي والسياسي على أعظم دول العالم؟ وامن ذا الذي كان يظن أن أبا بكر صاحب القلب الرقيق اللِّين ،وقد اننتقض الناس عليه ،وحار أنصاره في أامرهم ،يسنتطيع أن يخرج في يوم واحد أحد عشر جيشا ،تقمع العصاة وتقِّوم المعوج ،وتؤدب الطاغي وتننتقم امن المرتدين ،وتسنتخلص حق ا في الزكاة امن المانعين؟ .وامن ذا
الذي كان يصدق أن هذه الشيعة الضئيلة المسنتنترة امن بني علي و العباس تسنتطيع أن تقلب ذلك الملك القوي الواسع الكناف اما بين عشية وضحاها ,و هي اما كانت في يوم امن اليام إل عرضة للقنتل و النتشريد و النفي و النتهديد ؟ .وامن ذا الذي كان يظن أن صلح الدين اليوبي يقف العوام الطوال ،فيرتّد املوك أوروبا على أعقابهم امدحورين ،امع توافر عددهم وتظاهر جيوشهم ،حنتى اجنتمع عليه وخمسة وعشرون املكا امن املوكهم الكابر؟ ذلك في النتاريخ القديم ،وفي النتاريخ الحديث أروع المثل على ذلك ،فمن كان يظن أن الملك عبد العزيز آل سعود ،وقد نفيت أسرته وشِّرد أهله ل ،ثم يكون بعد ذلك سلب املكه ،يسنترد هذا الملك ببضعة وعشرين رج م ً و ُ أامل م ً امن آامال العالم السلامي في إعادة امجده وإحياء وحدته؟ وامن كان يصدق أن ذلك العاامل اللماني) هنتلر ( يصل إلى اما وصل إليه امن قوة 1النفوذ و نجاح الغاية ؟
هل هناك طريق أوخرى؟ و ثم نظرتان سلبينتان تحدثان الننتيجة بعينها و توجهان قلب الغيور إلى العمل توجيها صحيحا . أولهما :أن هذه الطريق امهما طالت فليس هناك غيرها في بناء النهضات بناء صحيحا و قد أثبنتت النتجربة صحة هذه النظرية .
الواجب أول و ثانينتهما :أن العاامل يعمل لداء الواجب أول ,ثم للجر الوخروي ثانيا , ثم للفادة ثالثا ,و هو إن عمل فقد أدى الواجب ,و فاز بثواب ا اما في ذلك امن شك ,امنتى توفرت شروطه ,و بقيت الفادة و أامرها إلى ا ,فقد تأتي فرصة لم تكن في حسابه تجعل عمله يأتي بأبرك الثمرات ,على حين إنه إذا قعد عن العمل فقد لزامه إثم النتقصير ,و ضاع امنه أجر الجهاد و حرم الفادة قطعا ,فأي الفريقين وخير امقااما و
أحسن نديا ؟ و قد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في صراحة و وضوح في الية الكريمة : عَذام ًبا م َ عِّذُبُه ه ْ م أ َه ْو ُام َ كُه ه ْ ا ُامه ْهس ِل ُ ن َقه ْوم ًاما ُ ظو َ ع ُ م َت س ِ م س ِل َ ت أ َُّام ٌة ِّامه ْنُه ه ْ )َو إ س َِذ َقاَل ه ْ سوه ْا َاما ُذِّكُروه ْا س ِبس ِه ما َن ُ ن َ ,فَل َّ م َيَّنتُقو َ عَّلُه ه ْ م َوَل َ ك ه ْ ة إ س َِلى َرِّب ُ عس ِذَر م ً شس ِديم ًدا َقاُلوه ْا َام ه ْ َ ما س س ِب َ ب َبس ِئي أ ٍ عَذا أ ٍ موه ْا س ِب َ ظَل ُ ن َ وخه ْذَنا اَّلس ِذي َ ء َوأ َ َ سو س ِ ن ال ُّ ع س ِ ن َ ن َيه ْنَهه ْو َ جه ْيَنا اَّلس ِذي َ َأن َ ن( )العراف.(165-164: سُقو َ َكاُنوه ْا َيه ْف ُ
قصة أامة تنتكون ضعف نحن الن أامام جبار امنتكبر يسنتعبد عباد ا و يسنتضعفهم و ينتخذهم وخداما و حشما و عبيدا و وخول ,و بين شعب امن الشعوب الكريمة المجيدة اسنتعبده ذلك الطاغية الجبار ,ثم أراد ا تبارك تعالى أن يعيد لهذا الشعب المجيد حرينته المسلوبة و كراامنته المغصوبة و امجده الضائع و عزه البائد ,فكان أول شعاع امن فجر حرية هذا الشعب إشراق شمس زعيمه العظيم )اموسى ( على الوجود طفل رضيعا : عه ْو َ ن ن س ِفه ْر َ ن ,إ س ِ َّ م ُيه ْؤس ِامُنو َ ق س ِلَقه ْو أ ٍ ح ِّ ن س ِباه ْل َ عه ْو َ سى َوس ِفه ْر َ ك س ِامن َّنَبس ِإ ُامو َ عَله ْي َ )َنه ْنتُلوا َ ه ه ْ م ح أ َه ْبَناء ُ م ُيَذِّب ُ طاس ِئَفم ًة ِّامه ْنُه ه ْ ف َ ع ُ ض س ِ سَنت ه ْ عا َي ه ْ شَي م ً هَلَها س ِ ل أ َ ه ْ ع َ ج َ ض َو َ عل س ِفي ال َه ْر س ِ َ عَلى اَّلس ِذي َ ن ن َ م َّ ن َ ,وُنس ِريُد َأن َّن ُ سس ِدي َ مه ْف س ِ ن اه ْل ُ ن س ِام َ م إ س َِّنُه َكا َ ه ه ْ ساء ُ حس ِيي س ِن َ سَنت ه ْ َوَي ه ْ م س ِفي كنَ َلُه ه ْ م ِّ عَلُهمُ اه ْلَواس ِرس ِثين َوُن َ ج َ مم ًة َوَن ه ْ م أ َس ِئ َّ عَلُه ه ْ ج َ ض َوَن ه ْ عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ ض س ِ سُنت ه ْ ا ه ْ ض( )القصص.(5-3: ال َه ْر س ِ
زعاامة و نحن بعد هذا أامام هذا الزعيم و قد بلغ أشده و اسنتوى ,و تولنته العناية اللهية ,بعد أن أنفت نفسه الظلم و عافت الضيم ,ففر بنفسه و هرب بحرينته ,حيث اصطنعه ا لنفسه و حمله عبء رسالنته ,و أسند إليه وخل ص شعبه ,فبآب امملوءا باليمان امؤيدا باليقين ,يواجه ذلك الجبار فيطلب إليه أن يعيد إلى شعبه حرينته و ينترك له كراامنته و يؤامن به
و ينتبعه .و اما أروع ذلك النتهكم المر اللذع حين يحكي القرآن الكريم قول الرسول العظيم ل( )الشعراء.(22: سَراس ِئي َ ت َبس ِني إ س ِ ه ْ عَّبد َّ ن َ ي أ َ ه ْ عَل َّ م ُّنَها َ م ٌة َت ُ ع َ ك س ِن ه ْ )َوس ِته ْل َ أيها الجبار المنتحكم في عباد ا ل عبادك ,هل امن النعمة النتي تذكرنا بها و الجميل الذي تسديه إلي أن تسنتعبد شعبي و تحقر أامنتي و تمنتهن قوامي ؟ إنها صيحة الحق دوت امن فم النبي الكريم فزلزلت عرش الجبار و هزت املكه : عَنا َبس ِني ل َام َ س ه ْ ن أ َه ْر س ِ ن ,أ َ ه ْ مي َ عاَل س ِ ب اه ْل َ سولُ َر ِّ ن َفُقول إ س َِّنا َر ُ عه ْو َ )َفه ْأس ِتَيا س ِفه ْر َ عه ْل َ ت سس ِنينَ َ ,وَف َ ك س ِ مس ِر َ ع ُ ن ُ ت س ِفيَنا س ِام ه ْ ك س ِفيَنا َوس ِليم ًدا َوَلس ِبه ْث َ م ُنَرِّب َ ل أ ََل ه ْ ل َ ,قا َ سَراس ِئي َ إ س ِ ه ْ ن, ضاِّلي َ عه ْلُنتَها إ س ِم ًذا َوأ ََنا س ِامنَ ال َّ ل َف َ ن َقا َ كاس ِفس ِري َ ن اه ْل َ ت س ِام َ ت َوَأن َ عه ْل َ ك اَّلس ِنتي َف َ عَلَنت َ َف ه ْ ن( سس ِلي َ مه ْر َ ن اه ْل ُ عَلس ِني س ِام َ ج َ ما َو َ ك م ً ح ه ْ ب س ِلي َرِّبي ُ ه َ م َفَو َ ك ه ْ وخه ْفُنت ُ ما س ِ م َل َّ ك ه ْ ت س ِامن ُ َفَفَره ْر ُ )الشعراء.(21-16:
صراع و نحن الن نشهد غضبة القوة على الحق كيف تثور عليه و تننتقم امنه و تعذب أهله و تقهر امناصريه ,ثم كيف يصبر أهل الحق على كل ذلك ,و كيف يعللهم رؤساؤهم بالامال الحلوة و الاماني العزبة حنتى ل يجد الخور إلى نفوسهم سبيل : سُدوه ْا س ِفي ال َه ْر س ِ ض سى َوَقه ْوَامُه س ِلُيه ْف س ِ ن أ ََتَذُر ُامو َ عو َ م س ِفه ْر َ مل ُ س ِامن َقه ْو س ِ )َوَقالَ اه ْل َ م َوإ س َِّنا َفه ْوَقُه ه ْ م ه ه ْ ساء ُ حس ِيـي س ِن َ سَنت ه ْ م َوَن ه ْ ه ه ْ ل أ َه ْبَناء ُ سُنَقِّنت ُ ك َقالَ َ ك َوآس ِلَهَنت َ َوَيَذَر َ ن ال َه ْرضَ للس ِه عيُنوا س ِباللس ِه َواصه ْس ِبُروه ْا إ س ِ َّ سَنت س ِ سى س ِلَقه ْوس ِامس ِه ا ه ْ ل ُامو َ ن َ ,قا َ هُرو َ َقا س ِ ن( )العراف. (128-127: مَّنتس ِقي َ عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ ه َواه ْل َ عَباس ِد س ِ ن س ِ شاء س ِام ه ْ ُيوس ِرُثَها َامن َي َ
إيمان و اما أروع أن نشهد ذلك النموذج الخالد امن الثبات و الصبر ,و السنتمساك بعروة الحق ,و السنتهانة بكل شيء حنتى الحياة في سبيل اليمان و العقيدة امن أتباع هذا الزعيم الذين آامنوا بدعوته ,و قد تحدوا هذا الجبار في اسنتهانة و اسنتماتة :
غس ِفَر ة ال ُّده ْنَيا ,إ س َِّنا آَامَّنا س ِبَرِّبَنا س ِلَي ه ْ حَيا َ ه اه ْل َ هس ِذ س ِ ضي َ ما َته ْق س ِ ض إ س َِّن َ ت َقا أ ٍ ض َاما َأن َ )َفاه ْق س ِ وخه ْي ٌر َوأ َه ْبَقى( )طه. (73-72: ا َ حس ِر َو ُ س ه ْ ن ال ِّ عَله ْيس ِه س ِام َ هَنتَنا َ طاَياَنا َوَاما أ َه ْكَر ه ْ وخ َ َلَنا َ
اننتصار فإذا رأينا كل ذلك رأينا عاقبنته في القسم الخاامس و اما أدراك اما هي ؟ فوز و فلح و اننتصار و نجاح و بشرى تزف إلى المهضوامين ,و أامل ينتحقق للحالمين ,و صيحة الحق المبين تدوي في آفاق الرض : م( )طه. (80: عُدِّوُك ه ْ ن َ جه ْيَناُكم ِّام ه ْ ل َقه ْد َأن َ سَراس ِئي َ )َيا َبس ِني إ س ِ ه ْ
هل نحن قوم عمليون؟ حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مــ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســـ س ِ س ِبـ ه ْ قد أجبنا في الرسالة السابقة )إلى أي شئ ندعو الناس(عن سؤال ينتردد كثيرا علي أفواه كثير امن الناس ,فهم كانوا يسألون دائما كلما دعاهم داع إلى تشجيع )جماعة الوخوان المسلمون( والي أي شيء تدعو جماعة الوخوان المسلمون؟ وأحسبني أوضحت امبادئ هذه الدعوة بما يجعل الجواب علي هذا السؤال واضحا ل لبس فيه ول غموض , وأظنني أجملت لهؤلء السائلين امبادئ هذه الدعوة في الكلمة الولى ثم فصلنتها في الكلمات النتي تلنتها فلم يبق عذر للذي يريد أن ينتعرف حقيقة دعوة الوخوان إجمال وتفصيل .
سؤال امهم ..وأصناف سائليه وبقي سؤال آوخر ينتردد كثيرا علي أفواه الناس كذلك كلما دعاهم داع إلى تشجيع هذه الجماعة ,النتي تدأب علي العمل ليل نهار ل تبنتغي امن أحد جزاء ول شكورا ,ول تعمل إل لله وحده ول تعنتمد في وخطواتها إل علي تأييده ونصره واما النصر إل امن عند ا ,وشعار كل عاامل امن العااملين :إن أريد إل الصلح اما اسنتطعت واما توفيقي إل بالله عليه
توكلت وإليه أنيب .هذا السؤال الوخر أن يقول لك ذلك الذي تدعوه في اسنتهانة وإعراض غالبا : وهل هذه الجماعة جماعة عملية ؟وهل أعضاؤها قوم عمليون ؟ وهذا السائل أحد أصناف امن الناس ... إاما شخص امنتهكم امسنتهنتر ل يعنيه إل أامر نفسه ,ول يقصد امن إلقاء هذا السؤال إل أن يهزأ بالجماعات والدعوات والمبادئ والمصلحين ,لنه ل يدين بغير امصلحنته الشخصية ,ول يهمه امن أامر الناس إل الناحية النتي يسنتغلهم امنها لفائدتهم فقط .. أو هو شخص غافل عن نفسه وعن الناس جميعا فل غاية ول وسيلة ول فكر ول عقيدة .. وإاما شخص امغرم بنتشقيق الكلم وتنميق الجمل والعبارات وإرسال اللفاظ فخمة ضخمة ليقول الساامعون إنه عالم ,وليظن الناس أنه علي شئ وليس هو علي شئ وليلقي في روعك أنه يود العمل ول يقعده عن امزاولنته إل أنه ل يجد الطريق العملي إليه ,وهو يعلم كذب نفسه في هذه الدعوى وإنما ينتخذها سنتارا يغطي به قصوره ووخوره وأنانينته وأثرته .. وإاما شخص يحاول تعجيز امن يدعوه لينتخذ امن عجزه عن الجابة عذرا للقعود بالعلة للخمول والمكسلة ،وسببا للنصراف عن العمل للمجموع . ي ,وأوضحت وآية ذلك عند هؤلء جميعا أنك إذا فاجأتهم بالطريق العمل تّ لهم امناهج العمل المثمر ,وأوخذت بأبصارهم وأسماعهم وعقولهم وأيديهم إلى الطريق المسنتقيم لتّووا رؤوسهم وحاروا في أامرهم وأسقط في أيديهم ,وظهر الضطراب والنتردد في ألفاظهم وحركاتهم وسكناتهم وأوخذوا يننتحلون المعاذير ويرجئونك إلى وقت الفراغ وينتخلصون امنك بمخنتلف الوسائل ،ذلك بعد آن يكونوا أامضوك اعنتراضا وأجهدوك نقاشا وامحاوره ،ورأينتهم بعد ذلك يصدون وهم امسنتكبرون .
وإنما امثلهم في ذلك كالذي حدثوا أن رجل م ً أعد سيفا قاطعا ورامحا نافذا ة وسلحا ،وأوخذ كل ليلة ينظر إليها وينتحرق أسفا م ً لنه ل يرى وخصما وعد م ً أاماامه ُيظهر في نزاله براعنته ويؤيد بحربه شجاعنته ،فأرادت اامرأة أن تخنتبر صدق قوله ،فأيقظنته ذات ليلة امع السحر ونادته بلهجة المسنتغيث : قم أبا فلن فقد طرقنتنا الخيل ،فاسنتيقظ فزعا تعلوه صفرة الجبن وتهز أوصاله رعدة الخوف ،وأوخذ يردد في ذهول واضطراب :الخيل.. الخيل ..ل يزيد على ذلك ول يحاول أن يدفع عن نفسه ،وأصبح الصبح وقد ذهب عقله وخوفا وإشفاقا ،وطار لبه وجل ورعبا ،واما نازل وخصما ول رأى عدوا ،وذلك كما قال القائل : وإذا اما وخل الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزال
بل كما قال ا تبارك وتعالى : م إ س َِله ْيَنا َول َيه ْأُتو َ ن هُل َّ م َ وخَواس ِنس ِه ه ْ ن لس ِ ه ْ م َواه ْلَقاس ِئس ِلي َ ك ه ْ ن س ِامه ْن ُ عِّوس ِقي َ م َ ا اه ْل ُ م ُ عَل ُ )َقه ْد َي ه ْ ك َتُدوُر ن إ س َِله ْي َ ظُرو َ م َيه ْن ُ ف َرأ َه ْيَنتُه ه ْ خه ْو ُ ء اه ْل َ جا َ م َفس ِإَذا َ ك ه ْ عَله ْي ُ حم ًة َ ش َّ س س ِإل َقس ِليل م ً ,أ َ س ِ اه ْلَبه ْأ َ سَنأ ٍة م س ِبَأه ْل س ِ سَلُقوُك ه ْ ف َ خه ْو ُ هبَ اه ْل َ ت َفس ِإَذا َذ َ مه ْو س ِ ن اه ْل َ عَله ْيس ِه س ِام َ شى َ غ َ م َكاَّلس ِذي ُي ه ْ عُيُنُه ه ْ أ َ ه ْ ن َذس ِل َ ك م َوَكا َ ماَلُه ه ْ ع َ ا أ َ ه ْ ط ُ حَب َ م ُيه ْؤس ِامُنوا َفَأ ه ْ ك َل ه ْ خه ْيس ِر ُأوَلس ِئ َ عَلى اه ْل َ حم ًة َ ش َّ حَداأ ٍد أ َ س ِ س ِ سيرا( )الحزاب. (19-18: ا َي س ِ عَلى س ِ َ وليس لنا امع هذا اللوان امن الناس قول وليس لهم عندنا جواب إل أن نقول لهم :سلم عليكم ل نبنتغى الجاهلين .واما لهؤلء كنتبنا ول إياهم وخطبنا .فلقد أاملنا فيهم الخير طويل ،انخدعنا بمعسول دعاويهم وعذب ألفاظهم حينا ..ثم تكشف أامرهم عن وقت أضيع ،وامجهود عقيم ، وتعويق عن الطريق ,ورأينا امنهم ضروبا وألوانا وأصنافا وأشكال جعلت النفس ل تركن إليهم ول تعنتمد في شأن امن الشؤون امهما كان صغيرا عليهم . وهناك صنف آوخر امن الناس قليل بعدده كثير بجهده ,نادر ولكنه امبارك اميمون ،يسألك هذا السؤال إذا دعوته المشاركة والنتشجيع بغيرة وإوخل ص ،إنه غيور تمل الغيرة قلبه ،عاامل يود لو علم طريق العمل
المثمر ليندفع فيها ،امجاهدا ولكنه ل يرى الميدان الذي تظهر فيه بطولنته ،وخبر الناس ودرس الهيئات وتقلب في الجماعات فلم يرى اما يمل نفسه ويشبع نهمنته ويسكن فؤاده ويقر ثأر شعوره ويرضي يقظة ضميره ،ولو رآه لكان أول الصف ولعد في الميدان بألف ،ولكان في حلبة العااملين سابقا امجليا سائل الغرة اممسوح الجبين . هذا الصنف هو الحلقة المفقودة والضالة المنشودة ،وأنا على ثقة أنه إن وقع في أذنه هذا النداء وتلقى فؤاده هذا النجاء لن يكون إل أحد الرجلين :إاما عاامل امع المجدين ،وإاما عاطف امن المحبين ،ولن يكون غير ذلك أبدا .فهو إن لم يكن للفكرة فلن يكون عليها .ولهذا الصنف نكنتب ..وإياه نخاطب وامعه ننتفاهم ..وان ا وحده هو الذي يخنتار ن َ ا ك َّ ت َوَل س ِ حَبه ْب َ ك ل َته ْهس ِدي َامنه ْ أ َ ه ْ جنده ويننتخب صفوة العااملين له ) :إ س َِّن َ ن( )القصص , (56:ولعلنا نوفق إلى مه ْهَنتس ِدي َ م س ِباه ْل ُ عَل ُ هَو أ َ ه ْ ء َو ُ شا ُ ن َي َ َيه ْهس ِدي َام ه ْ اما قصدنا إليه ..وا يقول الحق وهو يهدى السبيل .
للغيورين امن أبناء السلم لهذا الصنف :الكريم المعادن ،النفيس الجواهر ،العالي الهمة ،النبيل النفس ،الذي يود العمل وينتمناه ،ويقعد بهم عن تحقيق أامنينته قول القائل : وزهدي في الناس امعرفنتي بهم وخـل تسـرني فلم ترني اليام س ِ
وطول اوخنتباري صاحبا بعد صاحب امبـاديه إل سـاءنى في العواقـب
نقول :أنت الن أامام دعوة جديدة وقوم ناشئين يدعونك إلى العمل امعهم والنضمام إليهم والسعي بجوارهم إلى الغاية النتي هي أامل كل امسلم ورجاء كل امؤامن ،وامن حقك أن تسأل عن امدي وسائلهم العملية ،وامن واجبك أن تنتحرى وتنتفقه فيما يدعونك إليه .ولقد أعجبني امن صديق دعوته إلى جماعنتنا أنه كان يراجعني في كل كلمه ويقف أامام كل عبارة ويناقش كل وسيله حنتى إذا اقنتنعت نفسه قال كلمنته فما زالت
امرعية الجانب امحققه المعني واضحة الثر ،واما زال هو العاامل المجد إلى الن وأرجو أن يظل كذلك بحول ا تعالى .ولكنا امع هذا نسوق لمثل هذا الخ الكريم هذه الملحظات - : أل يرى الخ امعنا أن الجدر بنا بدل أن نسأل هذا السؤال أن ندوخل ضمن الجماعة ونعمل امع العااملين فيها ونلقى بدلونا بين الدلء ،فان رأينا وخيرا م ً فذلك ,وان كانت الوخرى فطريق النفصال واضحة ،ول سيما إذا كان الباب على امصراعيه لمن يدوخل أو يخرج وكانت أعمال الجماعة جلية على المكشوف كما يقولون ل وخفاء بها ول سر فيها ؟ ولقد حدثوا أن النحويين اوخنتلفوا فيما بينهم على عدد أبيات ألفية ابن امالك ،فكان هذا الخلف امثار جدل عنف لم يوصلهم إلى شيء ،حنتى تدوخل أحد عقلئهم فأحضر نسخة امنها وقال :ها هي ذه عدوها واتفقوا ...فكان في ذلك حسم الخلف . هذه جماعة الوخوان يا عزيزي في كل امكان تنادى الناس وتفنتح لهم قلبها وبابها وناديها ،فهلم فان رأيت اما تحب فعلى بركة ا وان لم تر ذلك فقل كما قال بشار : إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها
وخرجت امع البازي على سواد
أول م ً يرى الخ امعنا أن الجماعات هي الفراد امنضمة ،فإذا كان كل فرد يسأل هذا السؤال فأين الجماعة إذن ؟ هذه وخدعة عقلية يقع فيها كثير امن الناس ،فأنت إذا شئت أن تعرف الكرسي قلت هو جسم ينتركب امن امقعد وامسند وأربع أرجل ،ولكن ألست ترى أن هذه وخديعة وان ذلك ليس بصحيح ،فهل الجسم غير هذه الثلثة ؟ وإذا جردت الكرسي امن أرجله وامقعده وامسنده فهل يبقى هناك جسم أو أثر يصح أن تطلق عليه صفة الوجود فضل عن الصفات الوخرى؟ كذلك يخدع الناس أنفسهم في قضية الجماعات والفراد ،فهم يظنون أن الجماعات شيء والفراد شيء واما الجماعات في الحقيقة إل أفراد ، واما الفراد إل حقائق الجماعات ولبنات بنائها ،فإذا تنافرت هذه اللبنات
وأوخذ كل فرد يسأل عن الجماعة ...فأين الجماعة إذن؟ وامن السائل وامن المسئول؟ وإنما أوقعنا في هذه الورطة اما عودناه امن وخلق النتواكل الذي جعلنا ننترك العبء كله لفرد واحد أو يدفعه كل امنا على أوخيه ففل يزال امهمل ل يسنتقر على حال ول ينهض به أحد ،وها أنا ذا أصارح كل الغيورين امن أبناء السلم بأن كل جماعة إسلامية في هذا العصر امحنتاجة أشد الحاجة إلى الفرد العاامل المفكر ..إلى العنصر الجريء المننتج .فحرام على ككل امنت آنس امن نفسه شيئا امن هذا أن ينتأوخر عن النفير دقيقة واحدة . أول يرى ـ أيده ا وأيد به ـ أن عليه أن يدوخل إلى الجماعة النتي تدعوه فان وجدها عملية كما يحب قرت عينه وفرحت نفسه ،وان لم يجدها كذلك حملها بوضوح شخصينته وقوة تأثيره على اما يجب امن وسائل العمل ،فان لم تسنتقم له كان قد أعذر إلى ربه ونفسه ولعلهم ينتقون ؟ و لسيما إذا كان الذين يوجهون إليه هذه الدعوة قوم يعلمون أن فوق كل ذي علم عليم ،وأن لكل ذي رأى حقا في إبداء رأيه ،وإن المصطفى eوهو أصح الناس رأيا وأنضجهم فكرا وأكبرهم عقل –أوخذ برأي الحباب في بدر وبرأي سلمان في الخندق ،وهم يفرحون بكل امن يأوخذ بفكرتهم إلى وسائل العمل الصحيح . أول يرى الخ كذلك أنه إن كان قد جرب امرة أو امرتين أو فوق ذلك فان ذلك ل ييئسه وامن واجبه أن يعاود الكره امرات حنتى يظفر بأامنينته ويصادف بغينته ،فانه إن قنط فاته بذلك وخير كثير ؟ كالذي حدثوا أن صيادا ظفر بسمكه كبيرة ثم رأى في قاع الماء صدفة ظنها لؤلؤه فنترك السمكة وأوخذ الصدفة ،فلما رآها ندم على اما فرط امنه ثم وقع له حوت صغير وعرضت لؤلؤة ظنها صدفة فأعرض عنها وقنع بحوته ففاته وخير كثير .أو كالذي حدثوا أن بطة في غدير رأت في الماء ظل ظننته سمكه فأوخذت تهوى بمنقارها تلنتقطه حنتى أتعبها ذلك فنتركنته غاضبة ،ثم
عرضت لها سمكة فظننتها ظل وتركنتها ففاتنتها الفرصة السانحة ووخسرت الامنية المطلوبة . هذه املحظات ننتقدم بها إلى الذين يريدون أن يعملوا للسلم امن أبنائه الغيورين ،وهي جديرة بالنظر فيما نعنتقد .وندعوهم بدعوة الوخوان المسلمين ،فعليهم أن يجربوا ول ينتواكلوا ،ويندامجوا فإن وجدوا صالحا شجعوه ,وإن وجدوا امعوجا أقااموه ،ولتكن تجربنتهم حائل بينهم وبين النتقدم ،ونأامل أن يروا امن الوخوان اما تقر به أعينهم أن شاء ا تعالى ، وإنا اموجزون بعض ذلك في الكلمات النتالية.
امؤسسـات وامشـاريع يعنتقد كثير امن إوخواننا أن الجماعة العملية هي النتي تقوم بعمل المشروعات العاامة النافعة وتنترك في امقرها أثرا وخالدا امن المؤسسات المفيدة .وسنجاريهم في هذا المقال ،ونزن "جماعة الوخوان المسلمين " بهذا الميزان ،ولنا في الكلمات النتالية إن شاء ا تعالى اميزان آوخر ـ نزن به جماعنتنا ونقدر به الجهود العملية ـ قد يكون في باب نهضات الامم أصح تقديرا وأدق تعبيرا امن اميزان اليوم ،وكل م ً وعد ا الحسنى . اننتشرت فكرة الوخوان المسلمين فيما يزيد علي وخمسين بلدا امن بلدان القطر المصري وقاامت في كل بلد امن هذه البلدان تقريبا بمشروع نافع أو امؤسسة امفيدة ،فأنت تراها في السماعيلية قد أسست امسجد الوخوان المسلمين ونادي الوخوان المسلمين وأنشأت امعهد حراء السلامي لنتعليم البنين وامدرسة أم المؤامنين .. وفي شبراوخيت قد أسست كذلك امسجد الوخوان ونادي الوخوان وامعهد حراء ،وأقاامت بجوار هذه العمارة الفخمة دارا للصناعة ينتعلم فيها طلبه المعهد الذين ل يسنتطيعون إتمام النتعليم وتريد الجمعية أن تهيئ لهم سبيل الحياة العملية بنتخريجهم صناعا امثقفين وعمال م ً امهذبين ..
وفي امحمودية البحيرة قاامت بمثل ذلك ،فأنشأت امنسجا للنسيج والسجاد إلى جوار امعهد تحفيظ القرآن بدار نادي الوخوان المسلمين الرحيب ..وفي المنزلة دقهلية امعهد لنتحفيظ القرآن ظهرت ثمرته رغم قصر المدة ،وها هو يقدم لنا حفاظا امنتقنين في هذه الفنترة الوجيزة النتي أنشئ فيها ..وقل امثل ذلك أو بعضه ـ ول لزوم للنتكرار ـ في كل شعبة امن شعب الوخوان المسلمين المننتشرة في أنحاء القطر المصري امن إدفو إلى السكندرية .. وفي كثير امن جمعيات الوخوان المسلمين تجد لجانا تطوعت للمصالحات بين الفراد والسر المنتخاصمة ,يجري ا علي يديها وخيرا كثيرا ويحل بها امن المشاكل اما شغل القضاء امدة طويلة .. وفي كثير امنها لجان للصدقات تنتفقد البائسين والمعوزين في المواسم والعياد وغيرها ,وتحاول بذلك القيام بواجب رعاية هؤلء امن جهة ورد شرين عنهم امن ناحية أوخري .. غائلة ذئاب المب تّ وفي كثير امنها لجان للوعظ والنتذكير في المجنتمعات النتي ل يظن أن تكون امجاامع وعظ كالمقاهي والندية العاامة وحفلت الفراح والنتعزية ونحوها .. وفي كثير امنها ول سيما في النواحي القروية لجان تطوعت للشراف علي المرافق العاامة في القرية امن تراميم المساجد وتنظيف الشوارع وإضاءة الطرقات والسعي في إيجاد المشافي المنتنقلة ،واما إلى ذلك امن كل اما يعود علي القرية بفائدة في دينها ودنياها .. وفي كثير امنها لجان لمحاربة العادات الفاسدة والجهالت المننتشرة في البيئات البعيدة عن امناهل العلم كالزار ونحوه ،وإلي جانبها لجان لحياء السنن والفرائض النتي نسيها الناس بالعمل ل بالقول :كجمع زكاة الحبوب في امخزن وخا ص وتوزيعها بمعرفة الجماعة علي المسنتحقين بدون امحاباة ول تحيز ،كما فعلت ذلك دائرة الوخوان ببرامبال القديمة ل.. امث م ً
وفي القاهرة أنشئت "جريدة الوخوان المسلمين " السبوعية ،ولم تمض فنترة وجيزة قليلة حنتى وجدت إلى جانبها "امطبعة الوخوان المسلمين " وكل ذلك في وقت لم ينتجاوز عااما.. ولقد كان لجماعة الوخوان المسلمين في حركة النتبشير الوخيرة بل في كل وقت عمل جليل في دفع وخطر النتبشير عن المسنتضعفين والفقراء وأبناء الامة ،فبيوت الوخوان ليوائهم ،ودور صناعاتهم امسنتعدة لنتعليمهم ،وامدارسهم ترحب قبولهم ولجانهم تحذر الناس امن شرور هؤلء المضللين الذين يخادعون الناس عن عقائدهم ويسنتغلون الفقر والمرض في إضللهم وإذللهم . تلك بعض آثار جماعة الوخوان المسلمين العملية ،ول أذكر لك الدروس والمحاضرات والخطب والمقالت والوفود والرحلت والمجاامع والزيارات ،فلعل هذه في عرف الناس وسائل قولية ،وقد قلنا حنتى امللنا القول وتكلمنا حنتى سئمنا الكلم ولم يبق إل أن نعمل . ولعلك تعجب حين تعلم أن جماعة الوخوان المسلمين النتي قاامت بهذه العمال العظيمة لم تأوخذ إعانة حكوامية امرة امن المرات ،ولم تسنتعن بمال هيئة امن الهيئات اللهم إل وخمسمائة جنيه تبرعت بها شركة قناة السويس للجماعة بمناسبة عمارة المسجد والمدرسة بالسماعيلية . وإن الناس لينتقولون كثيرا ،وليظنون وبعض الظن إثم ،ولينطقون بما ليس لهم به علم ،واما علينا في ذلك امن بأس .وحسبنا أن يعلم ا أن ذلك بنتوفيقه وأنها أاموال الوخوان الخاصة أنفقت بإوخل ص فأثمرت وبوركت وآتت أكلها كل حين بإذن ربها وحسبنا أن نقول لهم في عبارة صريحة واضحة ننتحدى بها كل إنسان وكل هيئة وكل شخص كائنا امن كان :أن جماعة الوخوان المسلمين لم تسنتعن في امشروعاتها بغير أعضائها ،وهي بذلك جد فخورة تجد لذة النتضحية ونشوة الفرح بالنفاق في سبيل ا .
ولعلك تعجب كذلك إذا علمت أن الشنتراك المالي في جماعة الوخوان المسلمين اوخنتياري ل إجباري ،وأن العضو الذي ينتخلف عن دفع الشنتراك ل ينقض ذلك امن حقوق أوختّوته شيئا ،وامع أن هذا نص صريح في القانون الساسي للجماعة فان الوخوان ـ جزاهم ا وخيرا ـ يبادرون إلى النتضحية في سبيل ا إذا دعاهم إليها داعي الواجب ويأتون في ذلك بالعجب العاجب ،وأسمع أحدثك . في بناء امسجد السماعيلية ،دعاهم رئيسهم إلى النتبرع فقام أحد العضاء الصناع وتبرع بجنيه ونصف بعد ثلثة أيام ،هو صانع فقير أنى له بهذا المبلغ ؟ أراد أن يقنترض فأبت نفسه ووخشي الممالطة ..حاول الحصول على هذا المبلغ امن غير هذا الباب فلم يجد السبيل اميسرة..لم يبق أاماامه إذا إل أن يبيع دراجنته النتي يركبها امن امحل عمله وامن امحل عمله إلى امنزله وبينهما سنتة كيلو امنترات ! وفعل م ً أنفذ الفكرة وأحضر المبلغ في نهاية الموعد تمااما فجمع بين الوفاء بموعده والقيام بنتبرعه.. ولحظ رئيس الوخوان أنه صار ينتأوخر عن درس العشاء ول يدركه إل بشق النفس ،وسأله عن ذلك فلم يجب ،فأجاب عنه صديق عرف سره وأوخبر الرئيس أنه باع عجلنته ليفي بنتبرعه وأصبح يعود علي رجليه فينتأوخر عن الدرس ،وأكبر الرئيس والوخوان هذه الهمة وحيوا فيه هذه الريحية وأقروا تبرعه كما هو واكنتنتبوا له في دراجة جديدة وخير امن دراجنته لنتكون عنده ذكرى العجاب بهذا الوفاء . ت بصلة إلى نفوس السابقين الولين امن بمثل هذه النفوس النتي تم ُّ رجال السلم الغتّر المياامين نهضت فكرة الوخوان المسلمين ،ونجحت امؤسساتهم وتمت امشروعاتهم . إنهم فقراء ولكنهم كراماء ،إنهم قليلو المال ولكنهم أسخياء النفوس ، فهم يجودون بالكثير امن هذا القليل فيكون كثيرا وتباركه نعمة ا فيأتي بالخير العميم .ولعلي بهذه الناحية قد كشفت ناحية غمضت علي بعض
الذين رأوا جهود الوخوان فلم يجدوا يجدوا لنجاحهم سرا إل أن ينتهموهم باسنتجداء الهيئات ووخدامة المصالح والغراض ،وهم والحمد لله امن ذلك براء . وأاما بعد ،فهي صفحة امن صفحات جهاد الوخوان المسلمين العملي ننتقدم بها إلى الذين يريدون أن يس ِزنوا الجماعة بميزان المؤسسات والمشروعات .والوخوان دائبون في أن تصبح هذه الصفحة صفحات ينتألف امنها إن شاء ا تبارك وتعالى كنتاب امن أعمال الخير البريئة النزيهة الخالصة لوجه ا تبارك وتعالى .ولعلهم بذلك يفكرون في تشجيع هذه الجماعة الماضية قداما إلى غاينتها تعنتمد على ربها وتثق بصدق وعده وهناك صفحه أوخرى سننتحد ث عنها إن شاء ا .
إعــداد الرجـال رأيت في المقال السابق أن "جماعة الوخوان المسلمين" كانت في طليعة الجمعيات المننتجة امن حيث المشروعات العاامة والمؤسسات النافعة ..امن امساجد وامدارس ،ولجان وخير وبر ،ودروس وامحاضرات ووخطب وعظات ،وأندية ينتناوبها القول والفعل . ولكن الامم المجاهدة النتي تواجه نهضة جديدة وتجنتاز دور اننتقال وخطير ،وتريد أن تبني حياتها المسنتقبلة على أساس امنتين يضمن للجيل الناشئ الرفاهة والهناءة ،وتطالب بحق امسلوب وعز امغصوب ،في حاجة إلى بناء آوخر غير هذه البنية ... إنها في امسيس الحادة إلى بناء النفوس وتشييد الوخلق وطبع أبنائها على وخلق الرجولة الصحيحة ،حنتى يصمدوا لما يقف في طريقهم امن عقبات وينتغلبوا علي اما يعنترضهم امن امصاعب. إن الرجل سر حياة الامم وامصدر نهضاتها وإن تاريخ الامم جميعا إنما هو تاريخ امن ظهر بها امن الرجال النابغين القوياء النفوس والرادات . وإن قوة الامم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبنتها في إننتاج الرجال الذين
تنتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة .وإني اعنتقد ـ والنتاريخ يؤيدني ـ أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أامة إن صحت رجولنته ،وفي وسعه أن يهدامها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم ل ناحية البناء .. وإن الامم تجنتاز أدوار امن الحياة كنتلك الدوار النتي يجنتازها الفراد علي السواء :فقد ينشأ هذا الفرد بين أبوين امنترفين آامنين ناعمين فل يجد امن امشاغل الحياة اما يشغل باله ويؤلم نفسه ول يطالب بما يرهقه أو يضنيه ،وقد ينشأ الفرد الوخر في ظروف عصبيه وبين أبوين فقيرين ضعيفين فل يطلع عليه فجر الحياة حنتى تنتكدس علي رأسه المطالب وتنتقاضاه الواجبات امن كل جانب وسبحان امن قسم الحظوظ فل عنتاب ول املامسة . وقد شاءت لنا الظروف أن ننشأ في هذا الجيل الذي تنتزاحم الامم فيه بالمناكب وتنتنازع البقاء أشد النتنازع وتكون الغلبة دائما للقوي السابق .. وشاءت لنا الظروف كذلك أن نواجه ننتائج أغاليط الماضي وننتجرع امرارتها ،وأن يكون رأب الصدع وجبر الكسر ،وإنقاذ أنفسنا وأبنائنا ، واسنترداد عزتنا وامجدنا ،وإحياء حضارتنا وتعاليم ديننا .. وشاءت لن الظروف كذلك أن نخوض لجة عهد الننتقال الهوج ،حيث تلعب العواصف الفكرية والنتيارات النفسية والهواء الشخصية بالفراد وبالامم وبالحكوامات وبالهيئات وبالعالم كله ،وحيث ينتبلل الفكر وتضطرب النفس ويقف الربان في وسط اللجة ينتلمس الطريق وينتحسس السبيل وقد اشنتبهت عليه العلم وانطمست أاماامه الصور ووقف علي رأس كل طريق داع يدعوا إليه في ليل داامس امعنتكر وظلمات بعضها فوق بعض ،حنتى ل تجد كلمة تعبر بها عن نفسية الامم في امثل هذا العهد أفضل امن "الفوضى" .. كذلك شاءت لنا ظروفنا أن نواجه كل ذلك وأن نعمل على إنقاذ الامة امن الخطر المحدق بها امن كل ناحية .
وإن الامة النتي تحيط بها ظروف كظروفنا ،وتنهض لمهمة كمهمنتنا ، وتواجه واجبات كنتلك النتي نواجهها ،ل ينفعها أن تنتسلى بالمسكنات أو تنتعلل بالامال والاماني .وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوي شديد :بين الحق والباطل وبين النافع والضار وبين صاحب الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكبه وبين المخلصين الغيورين والدعياء المزيفين .وأن عليها أن تعلم أن الجهاد امن الجهد ،والجهد هو النتعب والعناء ،وليس امع الجهاد راحه حنتى يضع النضال أوزاره وعند الصباح يحمد القوم السرى . وليس للامة عدة في هذه السبيل الموحشة إل النفس المؤامنة والعزيمة مات وبغير ذلك القوية الصادقة والسخاء بالنتضحيات والقدام عند المل تّ تغلب علي أامرها ويكون الفشل حليف أبنائها. وامع أن ظروفنا هي اما علمت ..فإن نفوسنا ل تزال تلك النفوس الروخوة اللينة المنترفة الناعمة النتي تجرح وخديها وخطرات النسيم ويدامى بنانها لمس الحرير .وفنتياتنا وفنتياننا هم عدة المسنتقبل وامعقد الامل ل يزال حظ أحدهم أو إحداهن امظهرا فاوخرا أو أكلة طيبة أو حلة أنيقة أو امركبا فارها أو وظيفة وجيهة أو لقبا أجوف ،وإن اشنترى ذلك بحرينته وإن أنفق عليه امن كراامنته وإن أضاع في سبيله حق أامنته . وهل رأيت أولئك الشبان الذين تنطق وجوههم بسمات الفنتوة وتلوح على امحياهم امخايل النشاط ويجرى في قسماتهم اماء الشباب المشرق الرقراق وهم ينتألمون على أبواب رؤساء المصالح والدواوين بأيديهم طلبات الوظائف ؟ وهل رأينتهم ينتوسلون بالصغير والكبير ويرجون الحقير والامير ويوسطون حنتى سعاة المكاتب وحجاب الوزارات في قضايا المأرب وقبول الطلبات ؟ هل تظن ـ يا عزيزي القارئ ـ أن هذا الشباب إذا أسعفه الحظ وتحقق له الامل النتحق بوظيفة امن هذه الوظائف الرسمية يفكر يواما امن اليام
في تركها أو النتخلي عنها في سبيل عزة أو كراامة وإن سيم الخسف وسوء العذاب ؟ نفوسنا الحالية في حاجة إلى عل ج كبير وتقويم شاامل وإصلح ينتناول الشعور الخاامد والخلق الفاسد والشح المقيم .وإن الامال الكبيرة النتي تطوف برؤوس المصلحين امن رجالت هذه الامة ،والظروف العصيبة ء غير هذا النتي نجنتازها تطالبنا بإلحاح بنتجديد نفوسنا وبناء أرواحنا بنا م ً الذي أبلنته السنون وأوخلقنته الحواد ث وذهبت اليام بما كان فيه امن امناعة وقوة ،وبغير هذه النتقوية الروحية والنتجديد النفسي ل يمكن أن نخطو إلى الامام وخطوة . إذا علمت هذا وكنت امعي أن هذا المقياس أصح وأدق في نهضات الامم والشعوب فاعلم أن الغرض الول الذي ترامى إليه جمعيات الوخوان المسلمين )النتربية الصحيحة ( :تربية الامة على النفس الفاضلة والخلق النبيل الساامي ،وإيقاظ ذلك الشعور الحي الذي يسوق الامم إلى الذود على كراامنتها والجد في اسنترداد امجدها وتحمل كل عنت وامشقة في سبيل الوصول إلى الغاية .. ولعلك تسأل بعد هذا :واما الوسائل النتي اتخذها الوخوان المسلمين لنتجديد نفوسهم وتقويم أوخلقهم ؟ وهل جرب الوخوان هذه الوسائل ؟ وإلى أي امدى نجحت تجربنتهم ؟ واموعدنا الكلمات النتالية ان شاء ا .
تحديد الوسيلة واعنتماد المبدأ قد علمت أيها القارئ الكريم أن الوخوان المسلمين يقصدون أول اما يقصدون إلى تربية النفوس وتجديد الرواح وتقوية الوخلق وتنمية الرجولة الصحيحة في نفوس الامة ،وقد يعنتقدون أن ذلك هو الساس الول الذي تبنى عليه نهضات الامم والشعوب .
وقد اسنتعرضوا وسائل ذلك وطرائق الوصول إليه فلم يجدوا فيها أقرب ول أجدى امن الفكرة الدينية اسنتمساك بالهداب )الدين( . الدين الذي يحيى الضمير ويوقظ الشعور وينبه القلوب ،وينترك امع كل نفس رقيبا ل يغفل وحارسا ل يسهو وشاهدا ل يجاامل ول يحابى ول يضل ول ينسى ،يصاحبها في الغدوة والروحة والمجنتمع والخلوة ، ويراقبها في كل زامان ويلحظها في كل امكان ،ويدفعها إلى الخيرات دفاعا ويدعها عن المبآثم دعا ،ويجنبها طريق الذلل ويبصرها سبيل الخير سُلَنا َلَده ْيس ِه ه ْ م م َبَلى َوُر ُ ه ه ْ جَوا ُ م َوَن ه ْ ه ه ْ سَّر ُ ع س ِ م ُ س َ ن أ ََّنا ل َن ه ْ سُبو َ ح َ م َي ه ْ والشر ) :أ َ ه ْ ن( )الزوخرف. (80: كُنتُبو َ َي ه ْ الدين :الذي يجمع أشنتات الفضائل ويلم أطراف المكارم ويجعل لكل ء ويدعو إلى تزكية النفوس والسمو بها فضلة جزاء ولكل امكرامة كفا م ً ها( سا َ ب َامنه ْ َد َّ وخا َ ها ,وََقه ْد َ ن َزَّكا َ ح َام ه ْ وتطعير الرواح وتصفينتها )َقه ْد أ َه ْفَل َ )الشمس. (10-9: الدين :الذي يدعو إلى النتضحية في سبيل الحق ،والفناء في إرشاد الخلق ،ويضمن لمن فعل ذلك أجزل المثوبة ،ويد لمن سلك هذا النهج أحسن الجزاء ,ويقدر الحسنة وان صغرت ويزن السيئة وان حقرت ، ويبدل الفناء في الحق وخلودا والموت في الجهاد وجودا . عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ م ء س ِ حَيا ٌ ل أ َ ه ْ ا أ َه ْامَواتا َب ه ْ ل س ِ سس ِبي س ِ ن ُقس ِنتُلوا س ِفي َ ن اَّلس ِذي َ سَب َّ ح َ )َول َت ه ْ ن( )آل عمران(169: ُيه ْرَزُقو َ ن َكا َ ن شه ْيئا َوإ س ِ ه ْ س َ ظَلمُ َنه ْف ٌ م اه ْلس ِقَياَامس ِة َفل ُت ه ْ ط س ِلَيه ْو س ِ س َ ن اه ْلس ِق ه ْ مَواس ِزي َ ع اه ْل َ ض ُ )َوَن َ سس ِبينَ( )النبياء. (47: حا س ِ وخه ْرَدلأ ٍ أ ََته ْيَنا س ِبَها َوَكَفى س ِبَنا َ ن َ حَّبأ ٍة س ِام ه ْ س ِامه ْثَقالَ َ الدين:الذي يشنترى امن المرء هذه الغراض الدنيوية وتلك المظاهر المادية بسعادة تمنتلئ بها نفسه ويهنأ بها قلبه امن فضل ا ورحمنته ق( )النحل(96: ا َبا أ ٍ عه ْنَد س ِ م َيه ْنَفُد َوَاما س ِ عه ْنَدُك ه ْ ورضوانه وامحبنته َ) .اما س ِ الدين :الذي يجمع كل ذلك ،ثم هو بعد يصافح الفطرة ويمازج القلوب ويخالط النفوس فينتحد بها وتنتحد به ،وينتخلل ذرات الرواح ويساير
العقول فل يشذ عنها ول تنبو عنه ..يهش له الفلح في حقله ،ويفرح به الصانع في امعمله ،ويفهمه الصبي في امكنتبه ،ويجد ويجد لذته وحلوته العالم في بحوثه ،ويسمو بفكرته الفيلسوف في تأاملته .وهل رأيت على نفوس البشر سلطانا امن الدين ؟ وهل رأيت في تاريخ البشرية أعظم تأثيرا في حياة الامم والشعوب امنه وهل رأيت للفلسفة والعلماء اما كان امن النتأثير البليغ للمرسلين والنبياء ؟ ل وأبيك فإنما الدين قبس امن روح ا السارية في ذرات هذه النفوس وفطرها يضئ ظلامها وتشرق بنوره ويأوي إليها فنتهش له .فإذا تمكن امنها كان كل شئ له فداء : م َوأ َه ْامَوا ٌ ل ك ه ْ شيَرُت ُ ع س ِ م َو َ ك ه ْ ج ُ م َوأ َه ْزَوا ُ ك ه ْ وخَواُن ُ م َوإ س ِ ه ْ م َوأ َه ْبَناُؤُك ه ْ ن آَباُؤُك ه ْ ن َكا َ ل إ س ِ ه ْ )ُق ه ْ م س ِامنَ ك ه ْ ب إ س َِله ْي ُ ح َّ ضه ْوَنَها أ َ َ ن َته ْر َ ساس ِك ُ ها َوَام َ ساَد َ ن َك َ شه ْو َ خ َ ة َت ه ْ جاَر ٌ ها َوس ِت َ مو َ اه ْقَنتَره ْفُنت ُ ا ل َيه ْهس ِدي ه َو ُ ا س ِبَأه ْامس ِر س ِ ي ُ حَّنتى َيه ْأس ِت َ صوا َ سس ِبيس ِلس ِه َفَنتَرَّب ُ جَهاأ ٍد س ِفي َ سوس ِلس ِه َو س ِ ا َوَر ُ س ِ ن( )النتوبة. (24: سس ِقي َ م اه ْلَفا س ِ اه ْلَقه ْو َ الدين :الذي يسمو بقدسينته وجلله فوق كل نفس ،ويعلو علي كل رأس ،ويجل عن الوخنتلق ،وينتنزه عن النتقليد والمحاكاة ،فيوحد بذلك بين القلوب ويؤلف بين النفوس ،ويقطع امادة النزاع ،ويحسم أصول الخلف ،ويزيد ذلك ثباتا وقوة بنتوجيه القلوب إلى ا وحده ،وصرف النفوس عن الغراض والمطاامع والشهوات واللذائذ ،والسمو بالمقاصد والعمال إلى امراتب المخلصين الصادقين الذين يبنتغون بعملهم وجه ا صى س ِبس ِه م س ِامنَ الِّدينس ِ َاما َو َّ ك ه ْ ع َل ُ شَر َ ء ول شكورا َ ) , ل يرجون امن ورائه جزا م ً موا ن أ َس ِقي ُ سى أ َ ه ْ عي َ سى َو س ِ م َوُامو َ هي َ صه ْيَنا س ِبس ِه إ س ِه ْبَرا س ِ ك َوَاما َو َّ حه ْيَنا إ س َِله ْي َ ُنوحا َواَّلس ِذي أ َه ْو َ ن َول َتَنتَفَّرُقوا س ِفيس ِه( )الشورى(13: الِّدي َ الدين :الذي يسمو بالوفاء إلى درجة الشهادة ،ويعده فريضة يسأل بين يدي ا عنها ،وفضيلة ينتقرب بها إلى ا بها ،ودليل م ً علي الرجولة هُدوا َ ا عا َ صَدُقوا َاما َ ل َ جا ٌ ن س ِر َ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ الكااملة والعزيمة الصادقة ) ,س ِام َ
ي ُ ا جس ِز َ ظُر َوَاما َبَّدُلوا َته ْبس ِديل م ً ,س ِلَي ه ْ ن َيه ْنَنت س ِ م َام ه ْ حَبُه َوس ِامه ْنُه ه ْ ضى َن ه ْ ن َق َ م َام ه ْ مه ْنُه ه ْ عَله ْيس ِه َف س ِ َ م( )الحزاب. (24-23: صه ْدس ِقس ِه ه ْ ن س ِب س ِ صاس ِدس ِقي َ ال َّ الدين :امجنتمع الفكر الصائبة وامعقد الامال المنتشعبة ورامز الاماني الفردية والجنتماعية والقوامية والعالمية وذلك تعبير له تعبير َ) ,وللس ِه ن( )المنافقون. (8: مو َ عَل ُ ن ل َي ه ْ مَناس ِفس ِقي َ ن اه ْل ُ ك َّ ن َوَل س ِ مه ْؤس ِامس ِني َ سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ ة َوس ِلَر ُ عَّز ُ اه ْل س ِ رأى قوم أن يصلحوا امن أوخلق الامة عن طريق العلم والثقافة ،ورأى آوخرون أن يصلحوه عن طريق الدب والفن ،ورأي غيرهم أن يكون هذا الصلح عن طريق أساليب السياسة ،وسلك غير هؤلء طريق الرياضة .وكل أولئك أصابوا في تحديد امعاني هذه اللفاظ أو أوخطأوا ، وسددوا أو تباعدوا ،وليس هذا امجال النقد والنتحديد ولكن أريد أن أقول أن الوخوان المسلمين رأوا أن أفعل الوسائل في إصلح نفوس الامم : )الدين(. ورأوا إلى جانب هذا أن الدين السلامي جمع امحاسن كل هذه الوسائل وبعد عن امساوئها فاطمأنت إليه نفوسهم وانشرحت به صدورهم وكان أول وسائلهم العملية في تطهير النفوس وتجديد الرواح ) :تحديد الوسيلة واوخنتيار المبدأ( وعلي هذا الساس وضعت )عقيدة الوخوان المسلمين( امسنتخلصة امن كنتاب ا وسنة رسوله ل تخرج عنهما قيد شعرة .وفرض الوخوان علي أنفسهم حفاظها والنتزام حدودها وتنفيذ نصوصها والقيام بنتعهداتها .وأعنتقد أنها وسيلة عملية في تربية النفوس وتقويم الوخلق ،وبهذه المناسبة أذكر كل أخ امسلم بأن امن واجبه أن يحفظ عقيدته ويعمل علي إنفاذ اما تسنتلزامه امن تعهدات َ) ,يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذينَ ن( )النتوبة.(119: صاس ِدس ِقي َ ع ال َّ ا َوُكوُنوا َام َ آَامُنوا اَّتُقوا َ
امنزلة الصــلة قد علمت ـ أعزك ا ـ أن الوخوان المسلمين رأوا في السلم أفضل الوسائل لنتهذيب نفوسهم وتجديد أرواحهم وتزكية أوخلقهم ،فاقنتبسوا
امن نوره عقيدتهم واغنترفوا امن فيضه امشربهم .وأنت جد عليهم بأن امنزلة الصلة امن السلم امنزلة الرأس امن الجسد ,فهي عماده ودعاامنته وركنه وشعيرته وامظهره الخالد وآينته الباقية ,وهى امع ذلك قرة العين وراحة الضمير وأنس النفس وبهجة القلب والصلة بين العبد والرب ,والمرفأة تصعد برقيها أرواح المحبين إلى أعلى عليين فنتنعم بالنس وترتع في رياض القدس وتجنتمع لها أسباب السعادة امن عالمي الغيب والشهادة . وتلك بارقة تسطع في نفس امن قدح زنادها ،وحلوة يسنتشعرها امن تذوق شهدها ،وهل رأيت بربك أعزب وأحلى وأروع وأجلى امن امظهر ذلك الخاشع العابد الراكع الساجد القانت آناء الليل يحذر الوخرة ويرجو رحمة ربه وقد ناامت العيون وهدأت الجفون واطمأنت الجنوب في المضاجع ووخل كل حبيب بحبيبه ونادى امنادى العارفين امن المحبين : سهر العيون لغير وجهك ضائع
وبكاؤهن لغير فقدك باطل
آه يا أوخي ،إن اموقفا واحدا امن هذه المواقف أنفع للقلب وأفعل في النفس وأذكى للروح امن ألف عظة قولية وألف رواية تمثيلية وألف امحاضرة كلامية ،وجرب تر ،ولامر اما كان ذلك في لسان القرآن آية ل َاما ن َ ,كاُنوا َقس ِليل م ً س ِامنَ الَّله ْي س ِ سس ِني َ ح س ِ ك ُام ه ْ ل َذس ِل َ م َكاُنوا َقه ْب َ الحسان ) ,إ س َِّنُه ه ْ ن( )الذريات. . (18-16: غس ِفُرو َ سَنت ه ْ م َي ه ْ ه ه ْ حاس ِر ُ س َ ن َ ,وس ِبال َ ه ْ عو َ ج ُ َيه ْه َ م س ِام ه ْ ن ي َلُه ه ْ وخس ِف َ س َاما أ ُ ه ْ م َنه ْف ٌ عَل ُ ولامر اما كان أجر هؤلء سنيا وخفيا َ) ,فل َت ه ْ ن( )السجدة ، (17:ألم يكن عملهم وخفيا مُلو َ ع َ ما َكاُنوا َي ه ْ ء س ِب َ جَزا م ً ن َ عُي أ ٍ ة أ َ ه ْ ُقَّر س ِ كذلك ،وهل تصلح الخلوات في حضرة الرقباء؟ وهل يلذ لمحب في غير وخلوة نجاء ؟ وهل جزاء الحسان إل الحسان ؟ ولقد حدثوا أن أبا القاسم الجنيد رؤي بعد وفاته فقيل له :اما فعل ا بك ؟ فقال :طاحت الشارات وفنيت العبارات وغابت العلوم وضاعت الرسوم واما نفعنا إل ركيعات كنا نركعها في جوف الليل .
ل تسنتغرب ـ أيها القارئ الكريم ـ فما نفع القلب وخير امن وخلوة يدوخل بها اميدان فكره ،واما تزكت النفس بأفضل امن ركعات وخاشعات تجلو القلوب وتقشع صدأ الذنوب وتغسل درن العيوب وتقذف في القلب نور اليمان وتثلج الصدر ببرد اليقين . والمسلمون في هذا العصر أامام الصلة طرائق قدد وطوائف بدد: فمنهم قوم أضاعوها وأهملوها وتركوها وجهلوها ،وإذا ذكرتهم بأامرها أو وخضت امعهم في شأنها لتّووا رؤوسهم ورأينتهم يصدون وهم امسنتكبرون ويحسبونه هينا وهو عند ا عظيم . ول أحب أن أقول أن امنهم امن ينهي عنها ويحقر امن أتّداها ويصفه بالرجعية والنتأوخر والجمود والنتقهقر ،وانك لنتسمع امن هؤلء وأشباههم أذى كثيرا وامزاعم غريبة وكلاما تعجب امنه وتندهش له وكأنهم لم صلس ِتس ِه ه ْ م عنه ْ َ م َ ه ه ْ ن ُ ن ,اَّلس ِذي َ صِّلي َ م َ ل س ِله ْل ُ يسمعوا قول ا تعالى َ) :فَوه ْي ٌ ن( )الماعون.(5-4: هو َ سا ُ َ وإنه ليزداد عجبك وينتضاعف اندهاشك حين تعلم أن امن الذين يعملون لدعوة السلم ،وينتصدرون كراسي الدفاع في القضية السلامية ،امن يهمل أامر الصلة ويصغر امن شأنها كأن النبي لم يصرح بأنها عماد الدين وفريضة المؤامنين ،وكأنهم لم يسمعوا قوله صلى ا عليه وسلم )ليس بين العبد والشرك إل ترك الصلة فإذا تركها فقد أشرك( . ولسنا نحاول أن نقنع هؤلء بما هو أوضح امن الصبح وأجلي امن الضوء وأظهر امن الشمس ،ولكنا نسأل ا لنا ولهم كمال الهداية وتمام النتوفيق . ونحن بعد هؤلء أامام صنفين امن المسلمين : الغالبية العظمي والكثرة الساحقة ،وهؤلء يؤدون صلة آلية اميكانيكية ورثوها عن آبائهم واعنتادوها بمرور اليام وكر العوام ل ينتعرفون أسرارها ول يسنتشعرون آثارها ،وحسب أحدهم أن يلفظ الكلمات
ويأتي بالحركات ويسرد الهيئات ثم ينصرف امعنتقدا أنه أدي الفريضة وأقام الصلة ووخلص امن العقوبة ونال الثواب .. هذا وهم ل حقيقة له .وليست هذه القوال والفعال امن الصلة إل جسما روحه الفهم وقواامه الخشوع وعماده النتأثر ،وقد ورد في الحديث )إنما الصلة تمسكن وتواضع وتضرع وتأوه..الخ ( )ورد امن رواية النترامذى والنسائي(. ولهذا رأيت أكثر الناس ل يننتفعون بصلتهم ول يننتهون بها عن الفحشاء والمنكر ،امع أنها لو كملت لثمرت تزكية النفس وتطهير القلب ولمنعت صاحبها اقنتراف الثام وغشيان المحارم . وصنف ثاني امن الناس ـ وهو قليل نادر ـ فهم هذه المعاني امن أسرار الصلة فهو جاد في تحقيقها عاامل علي اسنتكمالها ،يصلي بخشوع وتدبر واطمئنان وتفكر ،ويخرج امن صلته وقد تذوق حلوة العبادة وتأثر بمشاعر الطاعة واسنتنار بنور ا الذي ينتجلى به علي امن وصلوا نفوسهم بجلل امعرفنته .وفي الحديث ) :امن صلي صلة لوقنتها وأسبغ وضوءها وأتم ركوعها وسجودها ووخشوعها عرجت وهي بيضاء امصفرة تقول حفظك ا كما حفظنتني وامن صلها لغير وقنتها ولم يسبغ وضوءها ولم ينتم ركوعها ول سجودها ول وخشوعها عرجت وهي سوداء امظلمة تقول ضيعك ا كما ضيعنتني ،حنتى إذا كانت حيث شاء ا لفت كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه(. ولهذا تفاوتت درجات الناس واوخنتلفت ثوابهم وإن اتحدت الصلة شكل وامظهرا وقول وفعل م ً . ولهذا كانت عناية السلف الصالحين رضوان ا عليهم عظيمة بإحضار قلوبهم في صلواتهم وتمام وخشوعهم في عباداتهم .ولهذا كان أول ن( عو َ ش ُ وخا س ِ م َ صلس ِتس ِه ه ْ م س ِفي َ ه ه ْ ن ُ وصف وصف به المؤامنون ) :اَّلس ِذي َ )المؤامنون. (2:
علم الوخوان المسلمون هذا فأوخذوا أنفسهم به وحاولوا أن يدرجوا عليه وكان أهم امظهر امن امظاهرهم العملية :أن يحسنوا الصلة ،وهم يعنتقدون أنهم بهذا يسلكون أقرب السبل إلى تجديد النفوس وتطهير ا َام َ ع ن َ ة إ س ِ َّ صل س ِ صه ْبس ِر َوال َّ عيُنوا س ِبال َّ سَنت س ِ ن آَامُنوا ا ه ْ الرواح َ) ,يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ن( )البقرة. (153: صاس ِبس ِري َ ال َّ فيا أيها الخ المسلم :تفهم ذلك جيدا ،وكن امثال الحسان في صلتك ، واعنتقد أن أول الخطوات العملية فيها بيننا أن نحسن الصلة والزكاة. هما فريضنتان ،جعلهما ا سياج الملة وامظهر الشريعة ,وقرن بينهما في كثير امن آيات كنتابه الكريم تنبيها علي عظيم فضلهما وإظهارالجللة قدرهما :هما الصلة والزكاة ..فبالولي صلح اما بينك وبين ا ، وبالثانية صلح امابينك وبين الخلق .وهل في الوجود إل وخالق وامخلوق ؟ فإذا صلح شأنه امعهما فقد بلغت غاية الصلح ووصلت إلى ذروة السعادة .
الــزكاة ولئن كانت الصلة امطهرة النفس وتصفية الروح ،فإن الزكاة امطهرة م س ِبَها م َوُتَزِّكيس ِه ه ْ ه ه ْ طِّهُر ُ صَدَقم ًة ُت َ م َ ن أ َه ْامَواس ِلس ِه ه ْ وخه ْذ س ِام ه ْ المال وتصفية الكسب ُ ) : م( )النتوبة(103: ن َلُه ه ْ ك ٌ س َ ك َ صلَت َ ن َ م إ س ِ َّ عَله ْيس ِه ه ْ ل َ ص ِّ َو َ ولقد جعل ا تبارك وتعالى الصلة والزكاة امظهر اليمان ودليل صحة صل َ ة العقيدة ،وأشار القرآن في الية الكريمة َ) :فس ِإنه ْ َتاُبوا َوأ ََقاُاموا ال َّ ن( )النتوبة , (11:وهو بمفهوامه يدل علي م س ِفي الِّدي س ِ ك ه ْ وخَواُن ُ ة َفس ِإ ه ْ َوآَتُوا الَّزَكا َ أن امن قصر في أداء الصلة والزكاة فليس امن الوخوان في الدين . وكان هذا المعني هو الذي فهمه أبو بكر رضي ا عنه حين قاتل امانعي الزكاة وأقره عليه صحابة رسول ا وأطلق علي كثير اممن امنعوا الزكاة )المرتدون( :روي السنتة عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ) :لما توفي النبي ،وكفر امن كفر امن العرب ،قال عمر لبي بكر رضي
ا عنهما :كيف تقاتل الناس وقد قال رسول ا ) :أامرت أن أقاتل الناس حنتى يقولوا ل إله إل ا ،فمن قالها فقد عصم امني اماله ونفسه إل بحقه وحسابه علي ا تعالى(؟ فقال أبو بكر :وا لقاتلن امن فرق بين الصلة والزكاة ،فإن الزكاة حق المال .وا لو امنعوني عقال م ً كانوا يؤدونها إلى رسول ا لقاتلنتهم علي امنعها .قال عمر :فوا اما هو إل أن رأيت أن ا شرح صدر أبي بكر للقنتال فعرفت أنه الحق( . وفي رواية عقال م ً )والعناق النثي امن ولد المعز ،والعقال الحبل الذي تقيد به الدابة( . فانظر يا رعاك ا كيف عبر أبو هريرة رضي ا عنه عن امانعي الزكاة بقوله ) :كفر امن كفر( ،وكيف رأي أبو بكر أن امنع الزكاة هدم للدين يسنتوجب قنتال امانعها وأن شهد أن ل إله إل ا ،وكيف أقر عمر رأي أبي بكر وعرف أنه الحق . ولقد توعد ا ورسوله امانعي الزكاة أشد الوعيد ،فقال تبارك وتعالى : ه ه ْ م شه ْر ُ ا َفَب ِّ ل س ِ سس ِبي س ِ ضَة َول ُيه ْنس ِفُقوَنَها س ِفي َ ب َواه ْلس ِف َّ ه َ ن الَّذ َ كس ِنُزو َ ن َي ه ْ )َواَّلس ِذي َ جُنوُبُه ه ْ م م َو ُ هُه ه ْ جَبا ُ كَوى س ِبَها س ِ م َفُنت ه ْ جَهَّن َ عَله ْيَها س ِفي َناس ِر َ مى َ ح َ م ُي ه ْ م َ ,يه ْو َ ب أ َس ِلي أ ٍ عَذا أ ٍ س ِب َ ن( )النتوبة-34: كس ِنُزو َ م َت ه ْ م َفُذوُقوا َاما ُكه ْنُنت ه ْ ك ه ْ س ُ م له ْنُف س ِ هَذا َاما َكَنه ْزُت ه ْ م َ ه ه ْ ظُهوُر ُ َو ُ ، (35وفي الحديث أن رسول ا صلي ا عليه وسلم قال ) :امن آتاه ا امال م ً فلم يؤد زكاته امثل له يوم القياامة شجاعا أقرع له زبيبنتان يطوقه يوم القياامة يأوخذ بلهزامنتيه يقول أنا كنزك ( ,والشجاع القرع هو الثعبان الخطر واللهزامنتان هما الشدقان . وفي الحديث كذلك ):ويل للغنياء امن الفقراء يوم القياامة ،يقولون : ربنا ظلمونا حقوقنا النتي جعلت لنا فيقول ا تبارك وتعالى وعزتي وجللي لدنينكم ولبعدنهم(. وإنما كان ذلك كذلك لن الزكاة نظام المشروعات وقوام العمال النافعة وتقويم الفطرة الشحيحة ..تعود السخاء وتدرب علي القصد وتطبع القلوب علي الحب وتدعو النفوس إلى اللفة وتنزع الغلل
والحقاد ،وتدعو إلى النتعاون والنتساند في الخيرات وتجنب أصول الشرور والمفاسد ،وتخمد نار الثورات والفنتن ..وكل اامرئ يولي الجميل امحبب ،وامن وجد الحسان قيدا تقيدا . والزكاة امهمة امن امهمات الحاكم :عليه القيام بجمعها ،وتنظيم تحصيلها والشراف علي إنفاقها في امصارفها النتي جعل ا لها .ولو أن الحكوامات السلامية عنيت بشأن الزكاة لكانت لها اموردا حلل م ً طيبا يغنيها عن الضرائب الجائرة والمكوس الظالمة ولحيت بذلك فريضة ضائعة وركنا امهمل امن أركان السلم .فأاما إذا نسيت الحكوامات ء ،فإن على الفراد أن السلامية واجبها حيال الزكاة جمعا وإعطا م ً يقواموا بإحياء هذه الشعيرة وإعادة هذه الفريضة وإوخراج حق ا لعيال ا ،فمن قصر في ذلك فإثمه على نفسه وجريرته على عنقه وجزاؤه أليم عند ربه . وها أنت ترى أن أفراد المسلمين تغافلوا عن حق ا في أاموالهم ولم يخروا نصيب الفقراء امن إيرادهم ،امما قطع العلئق وأكثر الجرائم ولو ث النفوس وزاد أحقادها وأضغانها . رأى الوخوان المسلمون ذلك فأرادوا أن يكونوا الرعيل الول يضربون للناس المثل عمليا في إحياء هذا الركن ،ويبدءون بأنفسهم فيخرجون زكاة أاموالهم طيبة بها نفوسهم ،فإذا نجحوا في ذلك كانوا حجة على المقصرين ودليل م ً للراغبين ودعاة للقاعدين . وقد سبقت إلى الخير في هذا الشأن برامبال القديمة امن أعمال امديرية الدقهلية بالقطر المصري ،فجمعت الزكاة وصرفنتها في امصارفها النتي جاءت بها الية الكريمة : مَؤَّلَفس ِة ُقُلوُبُه ه ْ م عَله ْيَها َواه ْل ُ ن َ عاس ِامس ِلي َ ن َواه ْل َ ساس ِكي س ِ م َ ء َواه ْل َ ت س ِله ْلُفَقَرا س ِ صَدَقا ُ ما ال َّ )إ س َِّن َ ا ا َو ُ ضم ًة س ِامنَ س ِ سس ِبيلس ِ َفس ِري َ ن ال َّ ا َواه ْب س ِ ل س ِ سس ِبي س ِ ن َوس ِفي َ غاس ِرس ِامي َ ب َواه ْل َ َوس ِفي الِّرَقا س ِ م( )النتوبة.(60: كي ٌ ح س ِ م َ عس ِلي ٌ َ
ولقد كنت عظيم الشفاق شديد الخوف امن انقسام الوحدة وانصداع الكلمة ،لن في المسلمين الن وخصال تحول دون اجنتماعهم على امثل هذا الخير ،ول سيما إذا اتصل بالمادة والمال فما بالك إذا كان المشروع امن أساسه اماليا ؟ كنت أوخشى على إوخوان برامبال شح الغنياء وغلهم أيديهم عن العطاء ..وتهم الظنيين الذين يخلقون لكل شيء عيبا ولو كان هو الكمال امجسما ،فيلمزون المطوعين بالرياء ويلمزون الجاامعين بالمحاباة ..وجشع الوخذين الذين يود أحدهم أن لو كان اما جمع له كله ليس امن غيره امن امنصب ..والعادات المنتوارثة النتي درجنا عليها والنتي تجعل كل بيت اممن بقيت فيهم بقية امن المحافظة على إوخراج الزكاة يفضل أن يشرف بنفسه على صرف زكاة اماله ول يؤثر بذلك غيرة امهما كان في هذا اليثار امن فائدة . كنت أوخشى على إوخوان برامبال هذه المعوقات الربعة وهي واضحة املموسة في امجنتمعاتنا امما يبكي ويؤسف ولكن إوخوان برامبال وأهل برامبال كانوا أرفع امن ذلك وأسمي فقرت بهم العين وسعدت بهم النفس واطمأن بعملهم القلب وأثبنتوا للناس أن الطهارة ـ إن وخالطت نفوسهم ـ والثقة ـ إن تبودلت بينهم ـ كفيلنتان بنتذليل كل عقبة . لقد كان أغنياء برامبال أرفع امن أن يمنتنعوا عن أداء حق ا إذ داعي الزكاة بهم أهابا ..ولقد كان فقراء برامبال أرفع امن أن تمنتد أعينهم إلى حقوق إوخوانهم فما هو إل أن وصل إلى كل امنهم اما قسم له امن الزكوات المجموعة حنتى سرت نفسه ولهج لسانه بالدعاء للمزكين وللمنظمين ..ولقد كان إوخوان برامبال أحكم وأحزم بنتوفيق ا تعالى امن أن يدعو للنتهم امجال وللظنة شبهة .فنتكونت امنهم لجنة أولي لعمل الكشوف بالمسنتحقين أوخذ عليها العهد والميثاق أل تحابي ول تجاامل ول تفشي سرا ول تظهر عورة ثم تلنتها لجنه أوخرى للفحص عن هذه الكشوف وامراجعنتها والنتثبت امن صحنتها ثم لجنه ثالثة لنتقدير النصبة المسنتحقة لكل امن تثبت حاجنته واسنتحقاقه ثم لجنه رابعه لمراجعة هذا
النتقدير وإقراره ثم لجنه وخاامسه للقيام بالنتوزيع عمليا .وكان هذا النظام الدقيق الموفق امدعاة إلى العجاب والفرح امن كل امن شاهدوه أو علموا به أو رأوا آثاره الرضية في نفوس برامبال وجيران برامبال ..وكان أهل برامبال بعد ذلك أكبر امن العادات وأسمي امن القيود فاتبعوا الرشد وأثاروا النتعاون وضربوا في ذلك أروع المثل في تحقيق أامنية كنا نحلم بها امن زامن بعيد . أفلست ترى أيها القارئ بعد هذا البيان أن الوخوان المسلمين قوم عمليون ...وأفل يري الوخوان المسلمون في ذلك تحقيقا لامالهم فيعملوا علي أن نسمع في القريب عن هذه الخطوات الموفقة في بقية هَو َامه ْولُك ه ْ م موا س ِباللس ِه ُ ص ُ عَنت س ِ ة َوا ه ْ ة َوآُتوا الَّزَكا َ صل َ موا ال َّ الشعب النشيطة )َفَأس ِقي ُ صيُر( )الحج.(78: م الَّن س ِ ع َ مه ْوَلى َوس ِن ه ْ م اه ْل َ ع َ َفس ِن ه ْ
الجهـاد عتّزنــا امر السبوع الفائت ولم أناج القراء الكرام فيه بهذه الخطرات النتي تمليها العاطفة ويفيض بها القلب عن جهود الوخوان المسلمين .ول أكنتم القراء الكرام أني وجدت لذلك ألم الحرامان وووخز الضمير ل لننا نحب أن نرائي الناس بعملنا أو نظهرهم علي جهودنا ,فقد يعلم ا أن الوخوان المسلمين يعملون وهم يبنتغون وجه ا ويريدون بذلك رضوانه ول يننتظرون امن أحد جزاء ول شكورا ,ويعنتقدون أنهم إنما يقوامون ببعض اما يوجبه السلم علي أبنائه ول يزالون بعد امقصرين .وإنما نحب أن نبلغ الناس دعوتنا ونحدد لهم وجهنتنا ونكشف عن حقيقنتنا ،لعلنا نجد امنهم أعوانا على الخير وهداة إلى البر فينتضاعف النفع ويقرب المدى وتدنو الغاية وينتحقق اما نرجو امن إصلح شاامل وإنقاذ عاجل . وإن كل يوم يمضي ل تعمل فيه الامة عمل م ً للنهوض امن كبوتها يؤوخرها أامدا طويل م ً .وإن في دعوة الوخوان لو فقهها الناس لمنقذا ،وإن في
امنهاجهم لو اتبعنته الامة لنجاحا ,وإن في جهودهم لو أعينوا عليها لامل م ً ، واما النصر إل امن عند ا العزيز الحكيم . وبعد فقد ورد في الصحيح اما امعناه أن امعاذا tكان يسير امع رسول ا صلى ا عليه وسلم فقال له ) :إن شئت يا امعاذ حدثنتك برأس هذا الامر وذروة السنام امنه .إن رأس هذا الامر ل إله إل ا وحده ل شريك له وأن امحمدا عبده ورسوله ،وإن قوام هذا الامر إقاامة الصلة وإينتاء الزكاة وإن ذروة السنام امنه الجهاد في سبيل ا .إنما أامرت أن أقاتل الناس حنتى يقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة ويشهدوا أن ل إله إل ا وحده ل شريك له وأن امحمدا عبده ورسوله ،فإذا فعلوا ذلك فقد اعنتصموا وعصموا داماءهم وأاموالهم إل بحقها وحسابهم علي ا عز وجل , والذي نفس امحمد بيده اما شحب وجه ول أغبرت قدم في عمل تبنتغي به درجات الجنة بعد الصلة المفروضة كجهاد في سبيل ا ،ول أثقل اميزان عبد كداتّبه تنفق )أي تموت( في سبيل ا أو يحمل عليها في سبيل ا(. ذلك تعريف النبي صلى ا عليه وسلم للسلم وهو أعرف الناس بالسلم وإن الوخوان المسلمين ل يحملون الناس علي غير السلم وامبادئ السلم ،ول ينهجون إل امناهج السلم وشعاب السلم . وقد حدثنتك عنهم في الصلة والزكاة واما يريدون امن أنفسهم وامن الناس حيالها ،وهي قوام الامر ودعاامنته .فلتحد ث إليك الن عن الوخوان المسلمين المجاهدين ،واماذا يريدون امن أنفسهم وامن الناس حيال الجهاد في سبيل ا وهو امن السلم ذروة السنام . امن الجهاد في السلم أيها الحبيب :عاطفة حيه قويه تفيض حنانا إلى عز السلم وامجده ،وتهفو شوقا إلى سلطانه وقوته ،وتبكي حزنا علي اما وصل إليه المسلمون امن ضعف واما وقعوا فيه امن امهانة ،وتشنتعل ألما علي هذا الحال الذي ل يرضي ا ول يرضي امحمدا عليه الصلة
والسلم ول يرضي نفسا امسلمة وقلبا امؤامنا .و)امن لم يهنتم بأامر المسلمين فليس امنهم( كما ورد في الحديث الصحيح . لمثل هذا يذوب القلب امن كمد
إن كان في القلب إسلم وإيمان
وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب :أن يحملك هذا الهم الدائم والجوى اللحق علي النتفكير الجدي في طريق النجاح وتلمس سبيل الخل ص وقضاء وقت طويل في فكرة عميقة تمحص بها سبل العمل وتنتلمس فيها أوجه الحيل لعلك تجد لامنتك امنفذا أو تصادف امنقذا ،ونية المرء وخير امن عمله وا يعلم وخائنة العين واما تخفي الصدور . وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب :أن تنزل عن بعض وقنتك وبعض امالك وبعض امطالب نفسك لخير السلم وبني المسلمين ..فإن كنت قائدا ففي امطالب القيادة تنفق ،وإن كنت تابعا ففي امساعدة الداعين تفعل ،وفي كل وخير ,وكل وعد ا الحسني ,وا تبارك وتعالى يقول سو س ِ ل عنه ْ َر ُ خَّلُفوا َ ن َيَنت َ ب أ َ ه ْ عَرا س ِ ن ال َ ه ْ م س ِام َ حه ْوَلُه ه ْ ن َ مس ِديَنس ِة َوَام ه ْ ل اه ْل َ ه س ِ ن ل َ ه ْ )َاما َكا َ ب َول ص ٌ م ٌأ َول َن َ ظ َ م َ صيُبُه ه ْ م ل ُي س ِ ك س ِبَأَّنُه ه ْ سس ِه َذس ِل َ ن َنه ْف س ِ ع ه ْ م َ سس ِه ه ْ غُبوا س ِبَأه ْنُف س ِ ا َول َيه ْر َ س ِ عُد ٍّو ن َ ن س ِام ه ْ كَّفاَر َول َيَناُلو َ ظ اه ْل ُ غي ُ طئا ُي س ِ ن َامه ْو س ِ طُأو َ ا َول َي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ص ٌة س ِفي َ م َ خ َ َام ه ْ ن َ ,ول سس ِني َ ح س ِ م ه ْ جَر اه ْل ُ ع أ َ ه ْ ضي ُ ا ل ُي س ِ ن َ ح إ س ِ َّ صاس ِل ٌ ل َ م ٌ ع َ م س ِبس ِه َ ب َلُه ه ْ َنه ْيل م ً س ِإل ُكس ِنت َ جس ِزَيُه ُ م م س ِلَي ه ْ ب َلُه ه ْ ن َواس ِديا س ِإل ُكس ِنت َ عو َ ط ُ ة َول َيه ْق َ ة َول َكس ِبيَر م ً غيَر م ً ص س ِ ن َنَفَقم ًة َ ُيه ْنس ِفُقو َ ن( )النتوبة. (121-120: مُلو َ ع َ ن َاما َكاُنوا َي ه ْ س َ ح َ ا أ َ ه ْ ُ وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب :أن تأامر بالمعروف وأن تنهي عن المنكر ،وأن تنصح لله ورسوله ولكنتابه ولئمة المسلمين وعاامنتهم ،وأن تدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه واما ترك قوم النتناصح ال ذلوا واما أهملوا النتبآامر بالمعروف والنتناهي عن المنكر ال وخذلوا , سى اه ْبنس ِ َامه ْرَي َ م عي َ ن َداُوَد َو س ِ سا س ِ عَلى س ِل َ ل َ سرائي َ ن َبس ِني إ س ِ ه ْ ن َكَفُروا س ِام ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع َ )ُل س ِ س َاما ه َلس ِبه ْئ َ عُلو ُ كأ ٍر َف َ عنه ْ ُامه ْن َ هه ْونَ َ ن َ ,كاُنوا ل َيَنتَنا َ عَنتُدو َ صه ْوا َوَكاُنوا َي ه ْ ع َ ما َ ك س ِب َ َذس ِل َ ن( )المائدة. (79-78: عُلو َ َكاُنوا َيه ْف َ
و امن الجهاد في سبيل ا ايها الحبيب :ان تنتنكر لمن تنكر لدينه وان تقاطع امن عادي ا ورسوله فل يكون بينك وبينه صله ول امعاامله ول امؤاكله ول امشاربه وفي الحديث ) :إن أول اما دوخل النقص علي بني اسرائيل انة كان الرجل يلقى الرجل فيقول :يا هذا اتق ا ودع اما تصنع فانه ل يحل لك ثم يلقاه امن الغد وهو علي حاله فل يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلو ذلك ضرب ا قلوب بعضهم ببعض(. وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب :أن تكون جنديا لله تقف له نفسك وامالك ل تبقي علي ذلك امن شئ .فإذا هدد امجد السلم وديست كراامة السلم ودوي نفير النهضه لسنتعادة امجد السلم كنت مه ْؤس ِامس ِني َ ن شَنتَرى س ِامنَ اه ْل ُ ا ا ه ْ ن َ أول امجيب للنداء وأول امنتقدم للجهاد ) ,إ س ِ َّ جَّنَة( )النتوبة , (111:وفي الحديث) :امن م اه ْل َ ن َلُه ُ م س ِبَأ َّ م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ سُه ه ْ أ َه ْنُف َ امات ولم يغز ولم يحد ث به نفسه امات علي شعبة امن النفاق( رواه امسلم وأبو داود والنسائي .وبذلك ينتحقق اما يريد ا امن نشر السلم حنتى يعم الرض جميعا . وامن الجهاد في سبيل ا أيها الحبيب :أن تعمل علي إقاامة اميزان العدل وإصلح شئون الخلق وانصاف المظلوم والضرب علي يد الظالم امهما كان امركزه وسلطانه . وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه عن النبي صلي ا عليه وسلم قال ) :أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان أو أامير جائر( رواه أبو داود والبخاري بمعناه ،وعن جابر رضي ا عنه :قال رسول ا صلي ا عليه وسلم ) :سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إامام جائر فأامره ونهاه فقنتله( رواه ابن اماجه باسناد صحيح . وامن الجهاد في سبيل ا تبارك وتعالى ان لم توفق إلى شئ امن ذلك كله :أن تحب المجاهدين امن كل قلبك وتنصح لهم بمحض رأيك وقد كنتب ا لك بذلك الجر وأوخلك امن النتبعة .ول تكن غير ذلك فيطبع
عَلى ء َول َ عَفا س ِ ض َ عَلى ال ُّ س َ علي قلبك ويؤاوخذك أشد المؤاوخذة َ) :له ْي َ سوس ِلس ِه حوا للس ِه َوَر ُ ص ُ ج إ س َِذا َن َ حَر ٌ ن َ ن َاما ُيه ْنس ِفُقو َ جُدو َ ن ل َي س ِ عَلى اَّلس ِذي َ ضى َول َ مه ْر َ اه ْل َ ن إ س َِذا َاما عَلى اَّلس ِذي َ م َ ,ول َ حي ٌ غُفو ٌر َر س ِ ا َ ل َو ُ سس ِبي أ ٍ ن َ ن س ِام ه ْ سس ِني َ ح س ِ م ه ْ عَلى اه ْل ُ َاما َ م َتس ِفيضُ س ِام َ ن عُيُنُه ه ْ عَله ْيس ِه َتَوَّله ْوا َوأ َ ه ْ م َ ك ه ْ مُل ُ ح س ِ جُد َاما أ َ ه ْ ت ل أ َ س ِ م ُقه ْل َ مَلُه ه ْ ح س ِ ك س ِلَنت ه ْ أ ََته ْو َ ه ه ْ م ك َو ُ سَنته ْأس ِذُنوَن َ عَلى اَّلس ِذينَ َي ه ْ ل َ سس ِبي ُ ما ال َّ ن ,إ س َِّن َ جُدوا َاما ُيه ْنس ِفُقو َ حَزنا َأل َي س ِ ع َ الَّده ْام س ِ مل م َفُه ه ْ عَلى ُقُلوس ِبس ِه ه ْ ا َ ع ُ طَب َ ف َو َ خَواس ِل س ِ ع اه ْل َ كوُنوا َام َ ن َي ُ ضوا س ِبَأ ه ْ ء َر ُ غس ِنَيا ُ أ َ ه ْ ن( )النتوبة. (93-91: مو َ عَل ُ َي ه ْ وبعد فهذه بعض امراتب الجهاد في السلم ودرجاته فأين الوخوان المسلمون امن هذه الدرجات؟ فأاما أنهم امحزونون لما وصل اليه المسلمون آلمون ،فعلم ا أن أحدهم يجد امن ذلك اما يذيب لفائف قلبة وينال امن أعماق نفسة ويحز في قرارة فؤادة ويمنعة في كثير امن الحايين النس بأهله وإوخوانه والمنتعة بكل اما في الوجود امن لذة وجمال . وأاما انهم يفكرون في سبيل الخل ص ،فعلم ا أنه اما امن فكرة تحنتل أفكارهم واما امن وخطة تسنتهوى عواطفهم واما امن شان يشغل عقولهم كهذا الشان الذي املك عليهم رؤوسهم وقلوبهم واسنتبد امنهم بشعورهم وتفكيرهم. وأاما أنهم يبذلون في هذا السبيل وقنتا وامال ،فحسبك أن تزور ناديا امن أندينتهم لنترى عيونا أذبلها السهر ووجوها أشحبها الجلد وجسواما أضناها النصب وأوخذ امنها العياء على أنها فنتتّية بإيمانها قوية بعقيدتها ،وشبابا يقضون ليلهم إلى اما بعد اننتصافه امكبين على المكنتب أو عاكفين على المناضد وأترابهم في لهوهم وأنسهم وامنتعنتهم وسمرهم .ورب عين م ُّ ن ا َي ُ ساهرة لعين نائمة وإنما نحنتسب ذلك عند ا ولنمنتن به َ) ,بلس ِ ُ ن( )الحجرات. (17: صاس ِدس ِقي َ م َ ن ُكه ْنُنت ه ْ ن إ س ِ ه ْ ما س ِ لي َ هَداُك ه ْ ن َ م أ َ ه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ َ م س ِل س ِ فإذا سألت عن المال الذي ينفق علي دعوتهم فما هو إل امالهم القليل يبذلونه في سخاء ورضاء وراحة وطمأنينة .وإنهم ليحمدون ا إذ
ترقت تضحينتهم بالمال امن درجة السخاء بكماليات العيش إلى درجة القنتصاد امن ضرورياته وإنفاق اما يقنتصد في سبيل الدعوة َ) ,وَامنه ْ ُيو َ ق ن( )الحشر , (9:اما أسعدنا أن يقبل ا حو َ مه ْفس ِل ُ م اه ْل ُ ه ُ ك ُ سس ِه َفُأوَلس ِئ َ ح َنه ْف س ِ ش َّ ُ امنا ذلك وهو امنه وإليه . وأاما أنهم يأامرون بالمعروف وينهون عن المنكر :فقد بدأوا في ذلك بأنفسهم ثم بأسرهم وبيوتهم ثم بإوخوانهم وأصدقائهم وهم ينتذرعون في ذلك بالصبر والناه والحكمة والموعظة وهل تري جريدتهم هذه إل امظهرا امن امظاهر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وهل تري عظاتهم وأقوالهم إل سبيل م ً في هذه السبيل ؟ وأاما اما بقي امن درجات الجهاد فواجب الجماعة فعلي الجماعة أن تجيب ,وإن الوخوان المسلمين في ذلك الرعيل الول ل يدوخرون وسعا ول يحنتجزون جهدا ، وهم يعلمون امنزلة ذلك امن السلم ويعلمون أن النبي صلى ا عليه وسلم قال ) :امن لقي ا بغير اثر امن جهاد لقي ا وفيه ثلمة( رواه النترامذي وابن اماجه .وهم يسألون ا أن يوفقهم إلى لقائه وليس بهم ن( مه ْؤس ِامس ِني َ ض اه ْل ُ حِّر س ِ ك َو َ س َ ف س ِإل َنه ْف َ كَّل ُ ثلمات .وقد قال ا تعالى لنبيه ) :ل ُت َ )النساء ، (84:وإنا لنرجوا أن نكون بذلك قد أبلغنا الجماعة ،وأن يكون هذا الصوت قد وصل إلى نفوسهم فوجد امنها وخصوبة يزداد بها عدد هُدوا س ِفيَنا َلَنه ْهس ِدَيَّنُه ه ْ م جا َ ن َ العااملين وتننتظم امعها صفوف المجاهدين )َواَّلس ِذي َ ن( )العنكبوت.(69: سس ِني َ ح س ِ م ه ْ ع اه ْل ُ م َ ا َل َ ن َ سُبَلَنا َوإ س ِ َّ ُ
حــق القرآن اما رأيت ضائعا أشبه بمحنتفظ به ول امهمل م ً أشبه بمعني بشأنه امن القرآن الكريم في أامنتنا هذه :أنزل ا القرآن الكريم كنتابا امحكما ونظااما ن َيَده ْيس ِه َول س ِام ه ْ ن ن َبه ْي س ِ ل س ِام ه ْ ط ُ شاامل م ً وقوااما لامر الدين والدنيا ) ,ل َيه ْأس ِتيس ِه اه ْلَبا س ِ ميأ ٍد( )فصلت. (42: ح س ِ م َ كي أ ٍ ح س ِ ن َ ل س ِام ه ْ وخه ْلس ِفس ِه َته ْنس ِزي ٌ َ
وأعنتقد ان أهم الغراض النتي تجب علي الامة السلامية حيال القرآن الكريم ثلثة امقاصد : أولها :الكثار امن تلوته ،والنتعبد بقراءته ،والنتقرب إلى ا تبارك وتعالى به .. وثانيها :جعله امصدرا لحكام الدين وشرائعه ،امنه تؤوخذ وتسنتنبط وتسنتقي وتنتعلم .. وثالثها :جعله أساسا لحكام الدنيا امنه تسنتمد وعلي امواده الحكيمة تطبق . تلك أهم المقاصد والغراض النتي أنزل ا لها كنتابه وأرسل به نبيه وتركه فينا امن بعده واعظا امذكرا وحكما عدل م ً وقسطاسا امسنتقيما . ولقد فهم السلف رضوان ا عليهم هذه المقاصد فقااموا بنتحقيقها وخير قيام ,فكان امنهم امن يقرأ القرآن في ثل ث وامنهم امن يقرأه في سبع وامنهم امن يقرأه في أقل امن ذلك أو أكثر .ولقد كان بعضهم إذا شغل عن ورده امن القرآن نظر في المصحف وقرأ بعض اليات الكريمة وقال :حنتى ل أكون اممن اتخذوا هذا القرآن امهجورا .فكان القرآن ربيع قلوبهم وورد عباداتهم ينتلونه آناء الليل وأطراف النهار .ورضي ا عن الخليفة الثالث الذي لم يسل المصحف والحصار علي بابه والسيف علي عنقه تمني كنتاب ا أول ليلة
وآوخره ل في حمام المقادر
ويرحم ا ذلك الذي لم يجد في رثائه امن أن يقول : ضحوا بأشمط عنوان السجود به
يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
وأنت إذا رجعت إلى سيرهم لم تجد واحدا امنهم هجر كنتاب ا أو ترك تلوته أسبوعا واحدا فضل عن شهر كاامل فضل عن السنين والعوام .ول أحب أن أطيل عليك بما أشرقت به كنتب السير واسنتنارت بضوء سناه صحائف كنتب النتاريخ .وهم حينما أرادوا أن يسنتنبطوا أحكام دين ا كان القرآن أول المصادر ،واما الول إذن ان لم يكن كنتاب ا ؟ وها أنت ترى أن المصطفي صلى ا عليه وسلم قد أقر امعاذا حين سأله بم يحكم ،فقال بكنتاب ا وبدأ به ثم ثنا بالسنة المطهرة .وقد علمت أن عمر رضي ا عنه حظر علي كثير امن الصحابة الكرام أن يحدثوا الناس ـ وهم حديثوا عهد بالسلم ـ بالحاديث والوقائع حنتى يفقهوهم في كنتاب ا أول ويقفوهم علي حلله وحراامه .وقد علمت كذلك أن الئمة امن صدور النتابعين وتابعيهم بإحسان أامثال سعيد بن المسيب اما كانوا يسمحون للناس بنتدوين فنتاويهم حذر النصراف بأقوالهم عن كنتاب ا .ولقد امزق سعيد الصحيفة امن يد امن دتّون إفنتاءه وقال :تأوخذ كلامي وتدع كنتاب ا ثم تذهب تقول قال سعيد قال سعيد ! عليك بكنتاب ا وسنة رسوله . أفلست ترى امن هذا وغيره أن السلف الصالحين رضوان ا عليهم قد جعلوا كنتاب ا تعالى أصل الصول النتي يسنتنبطون امنها دين ا وأحكاامه . واما كانت أحكام الدنيا عندهم ال وفق اما يأامر به ونزول م ً علي حكمه .. حقوق تؤدى وحدود تقام وأحكام تنفذ وأواامر تسري ل إلغاء ولتعطيل ول تعليل ول تأويل . كذلك كان ،يوم كان السلم غضا طريا ،وثمر الدين بالغا جنيا ،ويوم فهم المسلمون حكمة وجود القرآن بينهم كما علمهم رب القرآن ونبي
ب( ك س ِلَيَّدَّبُروا آَياس ِتس ِه َوس ِلَيَنتَذَّكَر ُأوُلو ال َه ْلَبا س ِ ك ُامَباَر ٌ ه إ س َِله ْي َ ب أَه ْنَزه ْلَنا ُ القرآن ) ,س ِكَنتا ٌ ص.(29: ) تّ ثم دالت تلك الدولة ،وذهب اماكان للقرآن علي عقول الناس وألبابهم امن صولة ،وسرت في ألسننتهم وعقولهم لوثة العجمة ،فإذا هم في ناحية والقرأن في ناحية أوخرى وبين الناحينتين بعد المشرقين : سارت امشرقة وسرت امغربا
شنتان بين امشرق وامغرب
فأاما النتعبد بنتلوة القرآن وقرائنته آناء الليل وأطراف النهار فالنذر اليسير امنا امن عني بذلك وعمل عليه ..وأاما بقية المنتعبدين فلهم فيما وضعوا لنفسهم ووضع لهم شيووخهم امن أوراد وأحزاب ووظائف وصلوات اما ة وترديدا تركوا به كنتاب ا وأحلوه امحله حفظا و اهنتمااما وتعبدا وتلو م ً وتكرارا . واما نحرم تلوة الوراد الصحيحة ،ول نحول بين الناس والدعية والحزاب النتي ل تخالف ظاهر الشريعة .ولكن نقول لهم :كنتاب ا أولى أول م ً ،رتبوا على أنفسكم امنه أحزابا تصل قلوبكم به وتربط أرواحكم بفيضه وإشراقه ،ثم اذكروا ا بعد ذلك بما شئنتم امن الصيغ النتي تنطبق علي أحكام الدين .أاما أن تهملوا القرآن جملة وتجعلوا عبادتكم كلها امما وضعنتم لنفسكم أو وضع غيركم لكم فنترك لكنتاب ا ،وإهمال لحقوقه . وأاما اسنتنباط الحكام امنه فقد وقع الناس في جهالة بكنتاب ا تجعل بينهم وبين ذلك حجابا كثيفا وسدُا امنيعا ،امما اضطرهم إلى القناعة بالملخصات والرضا بالنتعليقات وقصر هممهم عن السمو إلى اما هو أرقي امن ذلك امن الغايات .
وأاما تطبيق أحكاامه الدنيوية فقد اسنتبدلها القوم بغيرها وأحلوا سواها امحلها ،وجعلوا تشريع الجانب واما وضع الفرنسيون والروامان أساسا لنتشريعهم وامصدرا لحكاامهم .وبذلك تعطلت أحكام كنتاب ا وأصبحت بين المسلمين نسيا امنسيا وفيها ـ علم ا ـ لهم كل وخير لو كانوا يسمعون ..واكنتفى المسلمون بعد هذا كله امن القرآن الكريم بأن جعلوه تمائم لامراضهم وزينة لمجنتمعاتهم وسلوة في حفلهم وأفراحهم وأحزانهم .ولينتهم إذ جعلوه كذلك أعطوه حقه بل تراهم في امحله لهين غافلين لعبين امنصرفين إلى اللغو والحديث واللهو العبث ،وا ك ه ْ م عَّل ُ صُنتوا َل َ عوا َلُه َوأ َه ْن س ِ م ُ سَنت س ِ ئ القرآن َفا ه ْ تبارك وتعالى يقول َ) :وإ س َِذا ُقس ِر َ ن( )لعراف. (204: مو َ ح ُ ُته ْر َ كان القرآن فيما امضى زينة الصلوات فأصبح اليوم زينة الحفلت ،وكان قسطاس العدالة في المحاكم فصار سلوة العابثين في المواسم وكان واسطة العقد في الخطب والعظات فسار بواسطة العقد في الحلى ظ به والنتميمات ,أفلست امحقا حين قلت :اما رأيت ضائعا أشبه لمحنتف أ ٍ امن كنتاب ا ! تناقض عجيب في هذا الموقف امنا أامام القرآن :أننا نعظمه ،اما في ذلك شك ..ونذوذ عنه ،اما في ذلك شك ..ونقنترب إلى ا به اما في ذلك شك ،ولكن ياقوم :أوخطأتم طريق النتعظيم وتنكبنتم سبيل الذود عنه وضللنتم عن جادة النتقرب إلى ا به . أليس امن الضاعة لكنتاب ا أن ترى المراكز النتي كان القرآن يعفي امنها عددا عظيما امن القرعة العسكرية صارت اليوم وخلوا اممن يحفظه وينتقدم للمعافاه به ؟ أوليس امن الضاعة لكنتاب ا أن ترى الطالب يدوخل الزهر الشريف وهو يحفظه لن ذلك شرط دوخوله ،ثم يخرج امنه وقد نسيه لن القرآن لم يشنترط في إجازته بنهاية امدة تعليمه .فنتراه إن وخرج ليكون إامااما يصلى بالناس قصر بهم ،وإن كان واعظا اسنتند إلى فقهاء الريف
الحافظين في عظاته ودروسه ،وإن كان امحااميا أو قاضيا لجأ إلى المصحف في تصحيح اليات النتي يسنتشهد بها امن كنتاب ا ! إننا حقيقم ًة أضعنا كنتاب ا وكأنه بيننا كنتاب أثري ل يسري امفعوله ول ينفذ حكمه ، وهذا في الحقيقه أصل اما أصابنا امن بلء وشر . وإذا علمت هذا أيها القارىء الكريم ..فاعلم أن الوخوان المسلمين يحاولون في جد أن يعودوا هم أول م ً إلى كنتاب ا ،ينتعبدون بنتلوته ويسنتنيرون في تفهم أقوال الئمة العلم بأياته ويطالبون الناس بإنفاذ أحكاامه ويدعون الناس امعهم إلى تحقيق هذا الغاية النتي هى أنبل غايات المسلم في الحياة ,ولله الامر امن قبل وامن بعد .
امنهج الوخوان واميزانهم أنت إذا رجعت تاريخ النهضات في الامم المخنتلفة شرقية وغربية قديما وحديثا ,رأيت أن القائمين بكل نهضة اموفقة نجحت وأثمرت كان لهم امنهاج امحدود عليه يعملون وهدف امحدود إليه يقصدون ..وضعه الداعون إلى النهوض وعملوا على تحقيقه اما اامنتد بهم الجل وأامكنهم العمل ,حنتى إذا حيل بينهم وبينه واننتهت بهم تلك الفنترة القصيرة فنتره الحياة في هذه الدنيا ,وخلفهم امن قوامهم غيرهم يعملون على امنهاجهم ،ويبدءون امن حيث اننتهى أولئك ،ل يقطعون اما وصل ،ول يهدامون اما بنو ،ول ينقضون اما أسسوا وشادوا ،ول يخربون اما عمروا . فإاما زادوا عمل أسلفهم تحسينا ،أو امكنوا ننتائجه تمكينا ،وإاما تبعوهم على آثارهم فزادوا البناء طبقة وساروا بالامة شوطا إلى الغاية حيث يصلون بها إلى اما تبنتغي ،أو ينصرفون راشدين ويخلفهم غيرهم . وهكذا دواليك حنتى تحقق الامال وتصدق الحلم وينتم النهوض ويثمر ل س ِامه ْثَقا َ ل م ه ْ ع َ ن َي ه ْ م ه ْ الجهاد وتصل الامة إلى اما إليه قصدت وله عملت َ) ,ف َ وخه ْيرا َيَرهُ( )الزلزلة. (7: ة َ َذَّر أ ٍ
راجع تاريخ الهيئات والشعوب تر هذا القول واضحا بينا ،وأن أساس النجاح في كل نهضاتها امنهج امحدود وقوم يعملون في حدود هذا المنهج ،ل يملون ول يفنترون وليسأامون ول يمنتنون ،ذلك واضح جلي في الخطوات النتي سلكنتها دعوة السلم الولى ،فقد وضع ا لها امنهاجا امحدودا يسير بالمسلمين الولين رضوان ا عليهم إليه ..دعوة في السر ..ثم إعلن بهذه الدعوة ونضال في سبيلها ل يمل ..ثم هجرة إلى حيث القلوب الخصبة والنفوس المسنتعدة ..فإوخاء بين هذه النفوس وتمكين عرى اليمان في قلوبها ..ثم نضال جدي واننتصاف امن الباطل للحق . وهذا أبو بكر يريد أن يخرج امن امكة إلى المدينة فيأامره النبي صلى ا عليه وسلم أن يننتظر حنتى يأتيه هو إذن ا بذلك .حنتى إذا تمت الخطوات في القسم الول امن امنهاج الدعوة ،وهى النتي أنيطت بالرسول صلى ا عليه وسلم تشريعا وتطبيقا ،أنزل ا قوله ) :اه ْلَيه ْو َ م م س ِدينا( سل َ م الس ِ ه ْ ك ُ ت َل ُ ضي ُ مس ِنتي َوَر س ِ ع َ م س ِن ه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ت َ م ُ م ه ْ م َوأ َه ْت َ ك ه ْ م س ِديَن ُ ك ه ْ ت َل ُ مه ْل ُ أ َه ْك َ )المائدة.(3: ثم جاء بعد رسول ا صلى ا عليه وسلم امن الصحابة والنتابعين امن نقلوا هذا النموذج الكاامل امن جزيرة العرب إلى غيرها امن بلدان العالم لنتكون كلمة ا هي العليا ,وحنتى ل تكون فنتنة ويكون الدين لله. وأنت إذا رجعت بذاكرتك إلى تاريخ الفرق السلامية ،وإلي الدوار النتي سبقت ،وقارنت قيام الدولة العباسية في الشرق ،ثم إلى نهضة الدول الحديثة الوربية امن فرنسا وايطاليا وروسيا وتركيا ـ سواء في الدور الول وهو دور تكوين الوحدات وتأسيس الحكوامات أو في هذا الدور وهو دور تكوين المبادىء وامناصرة النظريات ـ لرأيت ذلك يخضع إلى امناهج امعروفة الخطوات تؤدى إلى الننتيجة الحنتمية النتي تعمل لها الامة .
أعنتقد يا عزيزي أن كل انقلب تاريخى وكل نهضة في أامة تسير طبق هذا القانون ..حنتى النهضات الدينية النتي يرأسها النبياء والمرسلون صلوات ا عليهم ،إل أن هذه النهضات يرسم امنهاجها الحق تبارك وتعالى ويهدى الرسول وامن ورائه قوامه ويرشدهم إلى وخطوات المنهج وخطوة وخطوة ،كل وخطوة في وقنتها المناسب ،ويؤيدهم في كل ذلك سس ِلي غس ِلَبنَّ أ ََنا َوُر ُ ا ل َ ه ْ ب ُ بنصره ..فنتكون النهضة اموفقه ل امحالة َ) ,كَنت َ عس ِزي ٌز( )المجادلة , (21:وامن أين يأتي الخطأ إذا كان واضع ي َ ا َقس ِو ٌّ ن َ إ س ِ َّ المنهج العليم الخبير وامنفذه امعصوم امن الزلل امحفوظ امن الخطأ امؤيد بالنتوفيق والنصرـ وامن هنا كانت النبوات رحمم ًة للعالمين ـ ؟ هذا كلم أعنتقد أن القراء فيه قسمان :قسم درس تاريخ الامم وأطوار نهوضها فهو امؤامن به امعنتقد له ،وقسم لم تنتح له هذه الفرصة فإن شاء ليعلم أني لم أقل إل الحق وإن شاء وثق فما أريد إل الصلح اما اسنتطعت . كان ذلك في النهضات الموفقة ،فهل سارت نهضنتنا وفق هذا القانون الكوني والسنة الجنتماعية ..؟ ذلك اما أشك فيه كثيرا ،فإني ألحظ أن وخلق النتسرع المركوز في طباعنا ،وسرعة النتأثر وهياج العواطف الذي يبدو فينا واضحا ،وغيرهما امن أسباب اجنتماعية وغير اجنتماعيه ..جعلت نهضنتنا فورات عاطفية تشنتد وتقوى بقوة المؤثر الوقنتي وشدته ثم تخمد وتزول كأن لم يكن شىء . ولئن كانت الغاية النتي نعمل لها جميعا واضحة امعروفة للكثيرين فأنا واثق امن أامرين يلزامان هذه المعرفة : الامر الول :أن الوسائل غير امعروفة ول امحدودة ،وقد تكون امنتعاكسة يخبط بعضها بعضا ونحن ل نشعر .
والامر الثاني :أن الصلة امنقطعة تمااما بين السابق اللحق ..يصل السابق إلى نصف الطريق فإذا جاء اللحق لم ينتبعه لنقطاع الصلة بينهم ،فيبدأ طريقا جيدا قد يصل فيه إلى امقدار اما وصل سابقه وقد يقصر عنه وقد يسبق قليل م ً ،ولكنه على كل حال ل يصل بالامانة إلى النهاية لن أعمار الفراد قصيرة بالنسبة لعمار النهضات والشعوب . ونحن ننتصور أن الواحد يسنتطيع أن يحقق للامة كل اما تبنتغي ،وهى فكرة وخيالية ووخدعة نفسية عاطفية يجب أن تزول امن نفس كل عاامل حنتى يننتفع بها عمل سلفه . هذا اسنتطراد لبد امنه وبعده أقول لك إن للوخوان المسلمين امنهاجا امحدودا ينتابعون السير عليه ويزنون أنفسهم بميزانه ويعرفون بين الفينة والفينة أين هم امنه .فإذا سألنتهم عن أصول هذا المنهاج النظرية اما هي؟ ..فإني أجيبك في صراحة تاامة :هو الصول و القواعد النتي جاء بها القرآن .فإذا قلت واما وسائلهم و وخطواتهم العملية أقول لك في صراحة كذلك :هي الوسائل والخطوات النتي أثرت عن الرسول العظيم صلى ا عليه وسلم ،ول يصلح آوخر هذه الامة إل بما صلح به أولها. وأاما بعد ،فبهذه الكلمة تننتهي تلك السلسلة المجملة امن الحديث عن الوخوان المسلمين العمليين .وأرجو أن يكون لها أثرها المنشود في نفس قرائنا الكرام ،فيؤازروا أولئك القوم الذين وقفوا كل شيء في سبيل ا والدعوة ،وينضموا إليهم ليساهموا امعهم في هذه النهضة الموفقة ،النتي يكسب العاامل فيها كل يوم نصرا جديدا ،إن لم يؤده إلى الفنتح فسيؤدي إليه امن بعده بفضل امجهوده إن شاء ا : ن إ س َِلى سُنتَر ُّدو َ ن َو َ مه ْؤس ِامُنو َ سوُلُه َواه ْل ُ م َوَر ُ ك ه ْ مَل ُ ع َ ا َ سَيَرى ُ مُلوا َف َ ع َ ل ا ه ْ )َوُق س ِ ن( )النتوبة. (105: مُلو َ ع َ م َت ه ْ ما ُكه ْنُنت ه ْ م س ِب َ ك ه ْ ة َفُيَنِّبُئ ُ شَهاَد س ِ ب َوال َّ غه ْي س ِ م اه ْل َ عاس ِل س ِ َ
بين الامس واليوم 1ـ رسـالة النبـي الامـين امنذ ألف و ثلثمائة سنة و سبعين عااما نادى امحمد بن عبد ا النبي الامي في بطن امكة و على راس الصفا : ماَوا س ِ ت س َ ك ال َّ ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ ج س ِ م َ ك ه ْ ا إ س َِله ْي ُ سولُ س ِ س إ س ِِّني َر ُ ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ )ُق ه ْ ي اَّلس ِذي ي ال ُِّام ِّ سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ مي ُ حس ِيي َوُي س ِ هَو ُي ه ْ ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ َوال َه ْر س ِ ن( )لعراف. (158: م َته ْهَنتُدو َ ك ه ْ عَّل ُ ه َل َ عو ُ ماس ِتس ِه َواَّتس ِب ُ ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ ُيه ْؤس ِام ُ فكانت تلك الدعوة الجاامعة حدا فاصل في الكون كله ,بين اماض امظلم , و امسنتقبل باهر امشرق ,و حاضر زاوخر سعيد ,و إعلنا واضحا امبينا لنظام جديد شارعه ا العليم الخبير و امبلغه امحمد البشير النذير ,و كنتابه القرآن الواضح المنير ,و جنده السابقون الولون امن المهاجرين و النصار ,و الذين اتبعوهم بإحسان ,و ليس امن وضع الناس ,و لكنه صبغة ا ,و امن أحسن امن ا صبغة : شاء ن َّن َ ه ُنوم ًرا َّنه ْهس ِدي س ِبس ِه َام ه ْ عه ْلَنا ُ ج َ كن َ ن َوَل س ِ ما ُ لي َ كَنتا ُ ت َته ْدس ِري َاما اه ْل س ِ )َاما ُكن َ ب َول ا س ِ ا اَّلس ِذي َلُه َاما س ِفي ط س ِ صَرا س ِ م ,س ِ سَنتس ِقي أ ٍ ط ُّام ه ْ صَرا أ ٍ ك َلَنته ْهس ِدي إ س َِلى س ِ عَباس ِدَنا َوإ س َِّن َ ن س ِ س ِام ه ْ صيُر الُاموُر( )الشورى. (53-52: ا َت س ِ ض َأل إ س َِلى س ِ ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ال َّ
2ـ امنهاج القرآن الكريم في الصلح الجنتماعي و القرآن هو الجاامع لصول هذا الصلح الجنتماعي الشاامل ,و قد أوخذ ينتنزل على النبي صلى ا عليه و سلم ,ويعلن به المؤامنين بين الن و الن بحسب الوقائع و الظروف و المناسبات
ح ِّ ق ك س ِباه ْل َ جه ْئَنا َ ل س ِإل س ِ مَث أ ٍ ك س ِب َ ه َته ْرس ِتيل َ ,ول َيه ْأُتوَن َ ك َوَرَّته ْلَنا ُ ت س ِبس ِه ُفَؤاَد َ ك س ِلُنَثِّب َ )َكَذس ِل َ سيم ًرا( )الفرقان. (33-32: ن َته ْف س ِ س َ ح َ َوأ َ ه ْ حنتى اكنتمل به الوحي و حفظ في الصدور و السطور في امدى اثننتين و عشرين سنة و نيفا ,و قد جمع ا فيه لهذه الامة تبيان كل شيء ,و أصول الصلح الجنتماعي الكاامل الذي جاء به تكاد تنحصر في هذه الصول : أ ـ الربانية . ب ـ النتساامي بالنفس النسانية . ج ـ تقرير عقيدة الجزاء . د ـ إعلن الوخوة بين الناس . هـ ـ النهوض بالرجل و المرأة جميعا ,و إعلن النتكافل و المساواة بينهما ,و تحديد امهمة كل امنهم تحديدا دقيقا . و ـ تأامين المجنتمع بنتقرير حق الحياة و الملك و العمل و الصحة و الحرية و العلم و الامن لكل فرد و تحديد اموارد الكسب . ز ـ ضبط الغريزتين :غريزة حفظ النفس ,و حفظ النوع ,و تنظيم امطالب الفم و الفرج ح ـ الشدة في امحاربة الجرائم الصلية . ط ـ تأكيد وحدة الامة و القضاء على كل امظاهر الفرقة و أسبابها . ي ـ إلزام الامة الجهاد في سبيل امبادئ الحق النتي جاء بها النظام . ك ـ اعنتبار الدولة اممثلة للفكرة و قائمة على حماينتها ,و امسؤولة عن تحقيق أهدافها في المجنتمع الخا ص ,و إبلغها للناس جميعا .
3ـ الشـعائر العـملية لهذا النظـام
و قد وخالف النظام القرآني غيره امن النظم الوضعية و الفلسفات النظرية فلم ينترك امبادئه و تعاليمه نظريات في النفوس ,و ل أراء في الكنتب ,و ل كلمات على الفواه و الشفاه ,و لكنه وضع لنتركيزها و تثبينتها و الننتفاع ببآثارها و ننتائجها امظاهر عملية ,و ألزم الامة النتي تؤامن به و تدين له بالحر ص على هذه العمال و جعلها فرائض عليها ل تقبل في تضييعها هوادة ,بل يثيب العااملين و يعاقب المقصرين عقوبة قد تخرج بالواحد امنهم امن حدود هذا المجنتمع السلامي و تطوح به إلى امكان سحيق . و أهم هذه الفرائض النتي جعلها هذا النظام سياجا لنتركيز امبادئه هي : أ ـ الصلة و الذكر و النتوبة و السنتغفار...الخ . ب ـ الصيام و العفة و النتحذير امن النترف . ج ـ الزكاة و الصدقة و النفاق في سبيل ا . د ـ الحج و السياحة و الرحلة و الكف و النظر في املكوت ا . هـ ـ الكسب و العمل و تحريم السؤال . و ـ الجهاد و القنتال و تجهيز المقاتلين ,و رعاية أهليهم و امصالحهم امن بعدهم . ز ـ الامر بالمعروف و بذل النصيحة . ح ـ النهي عن المنكر وامقاطعة امواطنه و فاعليه . ط ـ النتزود بالعلم و المعرفة لكل امسلم و امسلمة في فنون الحياة المخنتلفة كل فيما يليق به . ي ـ حسن المعااملة و كمال النتخلق بالوخلق الفاضلة . ك ـ الحر ص على سلامة البدن و المحافظة على الحواس . ل ـ النتضاامن الجنتماعي بين الحاكم و المحكوم بالرعاية و الطاعة امعا . فالمسلم امطالب بأداء هذه الوجبات ,و النهوض بها كما فصلها النظام القرآني ,و عليه أل يقصر في شيء امنها ,و قد ورد ذكرها جميعا في
القرآن ,و بيننتها بيانا شافيا أعمال النبي و أصحابه و الذين اتبعوهم بإحسان في بساطة و وضوح ,كل عمل فيها أو عدة أعمال تقوي و تركز أو عدة امبادئ امن النظريات السابقة النتي جاء هذا النظام لنتحقيقها و إفادة الناس بننتائجها و آثارها .
-4الـدولـة السـلامـية الولــى على قواعد هذا النظام الجنتماعي القرآني الفاضل قاامت الدولة السلامية الولى تؤامن به إيمانا عميقا و تطبقه تطبيقا دقيقا و تنشره في العالمين ,حنتى كان الخليفة الول رضي ا عنه يقول ) :لو ضاع امني عقال بعير لوجدته في كنتاب ا ( و حنتى أنه ليقاتل امانعي الزكاة و يعنتبرهم امرتدين بهدامهم هذا الركن امن أركان النظام و يقول ) :وا لو امنعوني عقال كانوا يؤدونه لرسول ا لقاتلنتهم اما اسنتمسك السيف بيدي ( . و كانت الوحدة بكل امعانيها و امظاهرها شمل هذه الامة الناشئة , فالوحدة الجنتماعية شااملة بنتعميم نظام القرآن و لغة القرآن ,و الوحدة السياسية شااملة في ظل أامير المؤامنين و تحت لواء الخلفة في العاصمة ,و لم يحل دونها أن كانت الفكرة السلامية فكرة ل امركزية في الجيوش ,و في بيوت المال ,و في تصرفات الولة ,إذ أن الجميع يعملون بعقيدة واحدة و بنتوجيه عام امنتحد . و لقد طردت هذه المبادئ القرآنية الوثنية المخرفة في جزيرة العرب و في بلد الفرس فقضت عليها ,و طاردت اليهودية الماكرة فحصرتها في نطاق ضيق و قضت على سلطانها الديني و السياسي قضاء تااما , وصارعت المسيحية حنتى انحصر ظلها في قارتي آسيا و أفريقيا و انحازت إلى أوربا في ظل الدولة الروامانية الشرقية بالقسطنطينية ,و تركز بذلك
السلطان الروحي والسياسي بالدولة السلامية في القارتين العظيمنتين , و ألحت بالغزو على القارة الثالثة تهاجم القسطنطينية امن الشرق وتحاصرها حنتى يجهدها الحصار ,و تأتيها امن الغرب فنتقنتحم الندلس وتصل جنودها المظفرة إلى قلب فرنسا و إلى شمال و جنوب إيطاليا ,و تقيم في غرب أوربا دولة شاامخة البنيان امشرقة بالعلم و العرفان ,و ينتم لها بعد ذلك فنتح القسطنطينية نفسها وحصر المسيحية و حصر المسيحية في هذا الجزء المحدود امن قلب أوربا ,وتمخر الساطيل السلامية عباب البحرين البيض و الحمر فيصير كل امنهما بحيرة إسلامية ,وتقبض قوات الدولة السلامية بذلك على امفاتيح البحار في الشرق والغرب وتنتم لها السيادة البرية و البحرية . وقد اتصلت بغيرها امن الامم ،ونقلت كثيرا امن الحضارات ،ولكنها تغلبت بقوة إيمانها وامنتانة نظاامها عليها جميعا ،فعربنتها أو كادت ،واسنتطاعت أن تصبغها وأن تحملها على لغنتها ودينها بما فيهما امن روعة وحيوية وجمال ، ولم يمنعها أن تأوخذ النافع امن هذه الحضارات جميعا ،امن غير أن يؤثر ذلك في وحدتها الجنتماعية أو السياسية .
5ـ عواامل النتحلل في كيان الدولة السلامية وامع هذه القوة البالغة والسلطان الواسع فإن عواامل النتحلل فإن عواامل النتحلل قد أوخذت تنتسلل إلى كيان هذه الامة القرآنية ,وتعظم و تننتشر و تقوى شيئا فشيئا حنتى امزقت هذا الكيان وقضت على الدولة السلامية المركزية في القرن السادس الهجري بأيدي النتنتار ,وفي القرن الرابع عشر الهجري امرة ثانية ,وتركت وراءها في كلنتا المرتين أامما امبعثرة و دويلت صغيرة تنتوق إلى الوحدة و تنتوثب للنهوض .
و كان أهم هذه العواامل : أ ـ الخلفات السياسية والعصبية وتنازع الرياسة والجاه ,امع النتحذير الشديد الذي جاء به السلم في ذلك و النتزهيد في الامارة و لفت النظر إلى هذه الناحية النتي هي سوس الامم و امحطمة الشعوب و الدول : ن( صاس ِبس ِري َ ع ال َّ ا َام َ ن َ صس ِبُروا إ س ِ َّ م َوا ه ْ ك ه ْ ح ُ ب س ِري ُ ه َ شُلوا َوَته ْذ َ عوا َفَنته ْف َ )َول َتَناَز ُ )لنفال , (46:و امع هذه الوصية البالغة بالوخل ص لله وحده في القول و العمل و النتنفير امن حب الشهرة و المحمدة . ب ـ الخلفات الدينية والمذهبية والنصراف عن الدين كعقائد وأعمال إلى ألفاظ وامصطلحات امينتة ل روح فيها ول حياة ,وإهمال كنتاب ا و سنة الرسول صلى ا عليه وسلم ,و الجمود و النتعصب للراء و القوال , والولع بالجدل والمناظرات و المراء ,وكل ذلك امما حذر امنه السلم ونهى عنه أشد النهي ,حنتى قال الرسول ) :اما ضل قوم بعدي على هدى إل أوتوا الجدل( . ج ـ النغماس في ألوان النترف والنعيم ,والقبال على المنتعة والشهوات , حنتى أثر عن حكام المسلمين في كثير امن العصور اما لم يؤثر عن غيرهم ,امع أنهم يقرءون قول ا تبارك وتعالى : عَله ْيَها اه ْلَقه ْو ُ ل ق َ ح َّ سُقوا س ِفيَها َف َ ك َقه ْرَيم ًة أ ََامه ْرَنا ُامه ْنتَرس ِفيَها َفَف َ ن ُنه ْهس ِل َ )َوإ س َِذا أ ََره ْدَنا أ َ ه ْ ها َته ْدس ِاميرا( )السراء. (16: َفَدَّامه ْرَنا َ د ـ اننتقال السلطة والرياسة إلى غير العرب ،امن الفرس تارة ،والديلم تارة أوخرى ،والمماليك والتراك وغيرهم اممن لم ينتذوقوا طعم السلم الصحيح ،ولم تشرق قلوبهم بأنوار القرآن لصعوبة إدراكهم لمعانيه ,امع أنهم يقرءون قول ا تبارك و تعالى :
وخَبال م ً َو ُّدوا َاما م َ ك ه ْ م ل َيه ْأُلوَن ُ ك ه ْ ن ُدوس ِن ُ طاَنم ًة س ِام ه ْ خُذوا س ِب َ ن آَامُنوا ل َتَّنت س ِ )َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ك مُ م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ ه ه ْ خس ِفي صُُدوُر ُ م َوَاما ُت ه ْ هس ِه ه ْ ن أ َه ْفَوا س ِ ء س ِام ه ْ ضا ُ غ َ ت اه ْلَب ه ْ م َقه ْد َبَد س ِ عس ِن ُّنت ه ْ َ ن( )آل عمران.(118: عس ِقُلو َ م َت ه ْ ن ُكه ْنُنت ه ْ ت إ س ِ ه ْ اليا س ِ هـ ـ إهمال العلوم العملية والمعارف الكونية ،وصرف الوقات وتضييع الجهود في فلسفات نظرية عقيمة وعلوم وخيالية سقيمة ,امع أن السلم يحثهم على النظر في الكون واكنتناه أسرار الخلق والسير في الرض , ماَوا س ِ ت س َ ظُروا َاماَذا س ِفي ال َّ ل اه ْن ُ ويأامرهم أن ينتفكروا في املكوت ا ُ) :ق س ِ ض( )يونس. (101: َوال َه ْر س ِ و ـ غرور الحكام بسلطانهم ،والنخداع بقوتهم ،وإهمال النظر في النتطور الجنتماعي للامم امن غيرهم ،حنتى سبقنتهم في السنتعداد والهبة، وأوخذتهم على غرة ,وقد أامرهم القرآن باليقظة و حذرهم امن امغبة الغفلة و اعنتبر الغافلين كالنعام بل هم أضل : ن س ِبَها َوَلُه ه ْ م ب ل َّ َيه ْفَقُهو َ م ُقُلو ٌ س َلُه ه ْ لن س ِ ج ِّ ن اه ْل س ِ م َكس ِثيم ًرا ِّام َ جَهَّن َ )َوَلَقه ْد َذَره ْأَنا س ِل َ ن َوا س ِ ه ه ْ م ل ُ م َب ه ْ عا س ِ ك َكال َه ْن َ ن س ِبَها أ ُه ْوَلس ِئ َ عو َ م ُ س َ ن ل َّ َي ه ْ م آَذا ٌ ن س ِبَها َوَلُه ه ْ صُرو َ ن ل َّ ُيه ْب س ِ عُي ٌ أ َ ه ْ ن( )العراف.(179: غاس ِفُلو َ م اه ْل َ ه ُ ك ُ ل أ ُه ْوَلـس ِئ َ ض ُّ أَ َ ز ـ النخداع بدسائس المنتملقين امن وخصوامهم ،والعجاب بأعمالهم وامظاهر حياتهم ،والندفاع في تقليدهم فيما يضر ول ينفع ,امع النهي الشديد عن النتشبه بهم و الامر الصريح بمخالفنتهم و المحافظة على امقوامات الامة السلامية والنتحذير امن امغبة هذا النتقليد حنتى قال القرآن كَنتا َ ب ن ُأوُتوه ْا اه ْل س ِ ن اَّلس ِذي َ عوه ْا َفس ِريم ًقا ِّام َ طي ُ ن آَامُنَوه ْا س ِإن ُت س ِ الكريم َ) :يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ن( )آل عمران. (100: م َكاس ِفس ِري َ ك ه ْ ماس ِن ُ عَد س ِإي َ َيُر ُّدوُكم َب ه ْ عوه ْا اَّلس ِذينَ َكَفُروه ْا َيُر ُّدوُكمه ْ طي ُ ن آَامُنَوه ْا س ِإن ُت س ِ و قال في آية أوخرى َ) :يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ن( )آل عمران. (149: سس ِري َ وخا س ِ م َفَنتنَقس ِلُبوه ْا َ ك ه ْ عَقاس ِب ُ عَلى أ َ ه ْ َ
6ـ صــراع سيـاسـي ) أ ( امحاولت القضاء على الامة السلامية :أوخذت هذه العواامل تعمل في كيان الدولة السلامية و الامة السلامية عملها ,و ظنت الامم الموتورة أن قد سنحت الفرصة لنتأوخذ بثأرها و تقضي على هذه الدولة السلامية النتي فنتحت بلدها امن قبل ,و غيرت امعالم أوضاعها في كل شؤون الحياة ,فانحدر النتنتار كالسيل الدافق على الدولة السلامية ,و أوخذوا يقطعون أشلءها جزءا جزءا حنتى وصلوا إلى بغداد قلب الخلفة العباسية ,و وطئوها بنعالهم في شخص الخليفة المسنتعصم ,و بذلك تبدد شمل الدولة و اننتثر عقد الخلفة لول امرة و تفرقت الامم إلى دويلت صغيرة ,فكل قبيلة فيها أامير المؤامنين و امنبر ,و تنبهت المسيحية في أوربا و جمعت جموعها و قذفت الشرق المسلم في آسيا و أفريقيا بكنتائبها في تسع حملت صليبية اشنتملت على وخير اما فيها امن فرسان و املوك و عنتاد ,و تمكنت هذه القوات الزاحفة امن إقاامة دولة صليبية في بيت المقدس و تهديد أامم السلم في الشرق و الغرب و امهاجمة امصر أقوى هذه الدول إذ ذاك . ) ب ( اننتصارات امنتنتالية :و لكن ا تبارك و تعالى لم يأذن بعد باننتصار الباطل على الحق ,فاسنتطاعت امصر أن تجمع حولها فلول بعض هذه الدويلت و تقذف بهم في نحر الصليبيين بقيادة صلح الدين ,فنتسنتعيد امنهم بيت المقدس و تريهم كيف تكون الهزيمة في حطين ,ثم تقف في وجه النتنتار بقيادة الظاهر بيبرس و تردهم على أعقابهم وخاسئين في عين جالوت ,ثم تعيد رسم الخلفة امن جديد ,و يريد ا بعد ذلك أن تقوم للسلم دولة وارفة الظلل قوية البأس شديدة المراس ,تجمع
كلمة أهله و تضم تحت لوائها امعظم أاممه و شعوبه ,و يأبى لها علو الهمة إل أن تغزو المسيحية في عقر دارها ,فنتفنتح القسطنطينية و يمنتد سلطانها في قلب أوربا حنتى يصل إلى فيينا ,تلك هي دولة التراك العثمانية . ) ج ( بواكير النهضة في أوربا :اطمأنت الدولة السلامية تحت لواء العثمانيين إلى سلطانها و اسنتناامت إليه ,و غفلت عن كل اما يدور حولها , و لكن أوربا النتي اتصلت بأضواء السلم غربا بالندلس و شرقا بالحملت الصليبية ,لم تضع الفرصة و لم تغفل عن السنتفادة بهذه الدروس ,فأوخذت تنتقوى و تنتجمع تحت لواء الفرنجة في بلد الغال , واسنتطاعت بعد ذلك أن تصد تيار الغزو السلامي الغربي ,و أن تبث الدسائس بين صفوف امسلمي الندلس ,و أن تضرب بعضهم ببعض إلى أن قذفت بهم أوخيرا إلى اما وراء البحر أو إلى العدوة الفريقية ,فقاامت امقاامهم الدولة السبانيولية الفنتية ,و اما زالت أوربا تنتقوى و تنتجمع و تفكر و تنتعلم ,و تجوب البلد و تكشف القطار ,حنتى كان كشف أامريكا عمل امن أعمال أسبانيا و كشف طريق الهند عمل امن أعمال البرتغال ,و توالت فيها صيحات الصلح و نبغ بها كثير امن المصلحين و أقبلت على العلم الكوني و المعرفة المننتجة المثمرة ,و اننتهت بها هذه الثورات الصلحية إلى تكوين القواميات و تكوين دولة قوية جعلت هدفها جميعا أن تمزق هذه الدول السلامية النتي قاسمنتها أوربا اسنتأثرت دونها بأفريقيا و آسيا ,و تحالفت هذه الدول الفنتية على ذلك أحلفا رقت بها إلى درجة القداسة في كثير الحيان . ) د ( هجوم جديد :و اامنتدت اليدي الوربية بحكم الكشف و الضرب في الرض و الرحلة إلى أقصى آفاقها البعيدة ,إلى كثير امن بلدان السلم كالهند و بعض الوليات السلامية المجاورة لها ,و أوخذت تعمل في جد
للوصول إلى تمزيق دولة السلم القوية الواسعة و أوخذت تضع لذلك المشروعات الكثيرة تعبر عنها أحيانا بالمسألة الشرقية ,و أوخرى باقنتسام تركة الرجل المريض ,و اوخذت كل دولة تننتهز الفرصة السانحة و تننتحل السباب الواهية ,و تهاجم الدولة الوادعة اللهية فنتنقص بعض أطرافها أو تهد جانبا امن كيانها ,و اسنتمرت هذه المهاجمة أامدا طويل انسلخ فيه عن الدولة العثمانية كثير امن القطار السلامية ,و وقعت تحت السلطان الوربي كالمغرب القصى و شمال أوربا و اسنتقل فيه كثير امن البلد غير السلامية النتي كانت تحت سلطان العثمانيين كاليونان و دول البلقان ,و كان الدور الخنتاامي في هذا الصراع الحرب العالمية الولى سنة – 1914 1918م الذي اننتهى بهزيمة تركيا و حلفائها و بذلك سنحت الرصة كااملة لقوى شعوب أوربا ) إنجلنترا و فرنسا ( و إلى جوارهما ) إيطاليا ( فوضعت يدها على هذا الميرا ث الضخم امن أامم السلم و شعوبه ,و بسطت سلطانها عليها بأسماء امخنتلفة امن احنتلل و اسنتعمار و وصاية و اننتداب و تقاسمنته على هذا النحو : - 1أفريقيا الشمالية ) امراكش و الجزائر و تونس ( امسنتعمرات فرنسية , تنتخللها امنطقة نفوذ دولية في طنجة ,و امسنتعمرات أسبانية في الريف . - 2طرابلس و برقة امسنتعمرة إيطالية لم تشأ إيطاليا أن تبقي على شيء امن آثار السلم فيها ,ففرضت عليها النتجنس بالجنسية اليطالية و أسمنتها إيطاليا الجنوبية ,و قذفنتها باللف امن جياع السر و ذئاب البشر .
- 3امصر و السودان تحت الحماية النجليزية ل تملك إحداهما لنفسها امن أامرها شيئا .
- 4فلسطين امسنتعمرة إنجليزية أباحت إنجلنترا لنفسها أن تبيعها لليهود لينشئوا فيها الوطن القوامي الصهيوني . - 5سوريا امسنتعمرة فرنسية . - 6العراق امسنتعمرة إنجليزية . - 7الحجاز حكوامة ضعيفة امنتداعية تننتظر الصدقات و تنتشبث بالعهود الزائفة و المواثيق الباطلة . - 8اليمن حكوامة امنزوية و شعب فقير امهدد بالغزو في كل امكان في أي وقت امن الوقات . - 9بقية أقسام الجزيرة العربية إامارات صغيرة يعيش أامراؤها في كنف القناصل النجليزية و يقاتلون بفنتات اموائدهم و تشنتعل صدورهم بنيران النتحاقد و النتباغض ,هذا امع الوعود المؤكدة و المواثيق المغلظة النتي قطعها الحلفاء لعاهل الجزيرة الملك حسين أن يساعدوه على اسنتقلل العرب و تدعيم سلطان الخلفة العربية . - 10إيران و الفغان حكوامات امضطربة تنتوزعها الطماع امن كل امكان فهي تحت كنف هذه الامة تارة و إلى جانب تلك تارة أوخرى . - 11الهند امسنتعمرة إنجليزية . - 12تركسنتان و اما جاورها امسنتعمرات روسية يذيقها البلشفة امر العذاب .
و فيما عدا ذلك فهناك القليات السلامية المنثورة في كثير امن البلدان ل تعرف دولة تلجأ إلى حماينتها ,أو حكوامة امسلحة تحنتمي بجنسينتها كالمسلمين في الحبشة و الصين و البلقان و بلد أفريقية الوسطى و الجنوبية و الشرقية و الغربية . وبهذا الوضع اننتصرت أوربا في هذا الصراع السياسي ,و تم لها اما أرادت امن تمزيق الامبراطورية السلامية و الذهاب بدولة السلم ,و حذفها سياسيا امن دائرة الدول الحية العظيمة . ) هـ ( إلى القوة امن جديد :و لكن هذا العدوان الصارخ و السنتهنتار بالعهود و المواثيق أحرج الصدور و أثار النفوس ,فهبت هذه الامم تطالب باسنتقللها و تجاهد لسنترداد حرينتها و امجدها ,و اشنتعلت فيها الثورات لهذا المعنى ,فثارت تركيا و ثارت امصر و ثارت العراق و سوريا و تكررت الثورات في فلسطين و الريف في بلد المغرب ,و عمت اليقظة في النفوس كل امكان ,و وصلت شعوب السلم بذلك إلى بعض الحقوق ,فاسنتقلت تركيا في حدودها الجديدة ,و اعنتبرت امصر و العراق دولنتين امسنتقلنتين ,و قاامت في الحجاز و نجد دولة السعوديين ,و حافظت اليمن و إيران و أفغانسنتان على وضعياتها ,المسنتقلة ,و قاربت سوريا أن تسلب العنتراف باسنتقللها ,و لفنتت فلسطين أنظار العالم إليها بكفاحها ,و وخطا المسلمون و ل شك وخطوات طيبة و أن كانت قليلة و بطيئة نحو الهداف الكريمة النتي قصدوها امن اسنتعادة حرينتهم و اسنترداد امجدهم و بناء دولنتهم ,و لئن اتجهت هذه الخطوات إلى المعنى القوامي الخا ص و طالبت كل أامة بحقها في الحرية كأامة امسنتقلة ,و تعمد كثير امن العااملين لهذه النهضة أن يغفل فكرة الوحدة فإن امصير هذه الخطوات سيكون و ل شك النتجمع و عودة الامة السلامية كدولة امنتحدة تضم شنتات شعوب العالم السلامي و ترفع راية السلم و تحمل دعوته
,فليس في الدنيا أامة يجمعها اما يجمع المسلمون امن وحدة اللغة و الشنتراك في المصالح المادية و الروحية و النتشابه في اللم و الامال . ) و ( حرب جديدة:و لقد وخرجت الدول الوربية امن الحرب العالمية و بذور الحقد و البغضاء امنتأثرة في صدور الكثير امنها ,و جاء امؤتمر الصلح و امعاهداته لطمات قاسية لبعضها و وخيبة أامل امؤلمة لكثير امنها ,هذا إلى ظهور كثير امن الفكر الجديدة ,المبادئ المنتعصبة شديدة النتعصب ,و لبد أن تننتهي هذه الحال بهذه الامم إلى وخلف جديد و حرب طاحنة ضروس تبدد شملهم و تمزق وحدتهم و تعيدهم إلى رشدهم و تردهم عن ظلمهم ,و تهب لامم السلم فرصة أوخرى تسوي فيها صفوفها و تجمع شملها و تسنتكمل حرينتها و اسنتقللها و تسنترد دولنتها و وحدتها تحت لواء أامير المؤامنين : مم ًة م أ َس ِئ َّ عَلُه ه ْ ج َ ض َوَن ه ْ عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ ض س ِ سُنت ه ْ ن ا ه ْ عَلى اَّلس ِذي َ ن َ م َّ ن َن ُ )َوُنس ِريُد أ َ ه ْ ض( )القصص. (6-5: م س ِفي ال َه ْر س ِ ن َلُه ه ْ ك َ م ِّ ن َ ,وُن َ م اه ْلَواس ِرس ِثي َ عَلُه ُ ج َ َوَن ه ْ
7ـ صــراع اجــنتماعـي حضارة جديدة :إن الامم الوربية النتي اتصلت بالسلم و شعوبه في الشرق بالحروب الصليبية ,و في الغرب بمجاورة عرب الندلس و وخالطنتهم ,و لم تسنتفد امن هذا التصال امجرد الشعور القوي أو النتجمع و النتوحد السياسي ,و لكنها أفادت إلى جانب ذلك يقظة ذهنية و عقلية كبيرة و اكنتسبت علواما و امعارف جمة ,و ظهرت فيها نهضة أدبية و علمية واسعة النطاق ,و قاامت الكنيسة تناقض هذه الظاهرة الغريبة ,و قاامت الكنيسة تناقض هذه الظاهرة الغريبة بكل اما أوتيت امن قوة ,و تذيق
رجالها امن الدباء و العلماء امر العذاب ,و تعنتدي عليهم امحاكم النتفنتيش و تثير ضدهم الدول و الشعوب ,و لكن ذلك كله لم يجدها نفعا و لم تثبت تعاليمها أامام حقائق العلم و كشوفه ,و وخرجت النهضة العلمية امننتصرة كل الننتصار و تنبهت الدولة بذلك ,فصارعت الكنيسة هي الوخرى حنتى صرعنتها ,و تخلص بذلك المجنتمع الوربي تخلصا تااما امن سلطانها و طارد رجالها إلى المعبد و الديرة و ألزم البابا القاامة في الفاتيكان ,و حصر عمل رجال الدين في نطاق ضيق امن شؤون الحياة ل يخرجون عنه و ل ينتطلعون إلى سواه ,و لم تبق أوربا على المسيحية إل كنترا ث تاريخي ,و عاامل امن عواامل تهذيب البسطاء و الغرار امن دهماء الشعوب ,و وسيلة امن وسائل النتغلب و السنتعمار و قضاء المبآرب السياسية . و اامنتد أامام الوربيين رواق العلم و انفسح امجال الوخنتراع و الكشف ,و ضعفت الماكينة الننتاج و وجهت الحياة وجهة صناعية ,و سار ذلك جنبا إلى
جنب امع
نشأة الدولة القوية
و اامنتداد سلطانها إلى كثير امن البلد و القطار ,فأقبلت الدنيا على هذه الامم الوربية و جبيت إليها ثمرات كل شيء ,و تدفقت عليها الاموال امن كل امكان ,فكان طبيعيا بعد ذلك أن تقوم الحياة الوربية و الحضارة الوربية على قاعدة إقصاء الدين عن امظاهر الحياة الجنتماعية و بخاصة
الدولة و المحكمة و المدرسة و طغيان النظرية المادية و جعلها المقياس في كل شيء ...و تبعا لذلك صارت امظاهر هذه الحضارة امظاهر امادية بحنتة تهدم اما جاءت به الديان السماوية ،وتناقض كل المناقضة تلك الصول النتي قررها السلم الحنيف ،وجعلها أساسا لحضارته النتي جمعت بين الروحانية والمادية جميعها ،وامن أهم الظواهر النتي لزامت المدنية الوروبية: 1ـ اللحاد والشك في ا وإنكار الروح ونسيان الجزاء الوخروي والوقوف ة ال ُّده ْنَيا حَيا س ِ هرا س ِامنَ اه ْل َ ظا س ِ ن َ مو َ عَل ُ عند حدود الكون المادي المحسوسَ) :ي ه ْ ن( )الروم.(7: غاس ِفُلو َ م َ ه ه ْ ة ُ وخَر س ِ ن ال س ِ ع س ِ م َ ه ه ْ َو ُ 2ـ الباحية والنتهافت على اللذة والنتفنن في السنتمنتاع وإطلق الغرائز الدنيا امن عقالها ،وإشباع شهوتي البطن والفرج ،وتجهيز المرأة بكل صنوف المفاتن والمغريات ،والغراق في الموبقات إغراقا يحطم الجسام والعقول ويقضي على نظام السر ويهدم سعادة البيوت: م( ى َلُه ه ْ م َوالَّناُر َامه ْثو م ً عا ُ ل ال َه ْن َ ما َته ْأُك ُ ن َك َ ن َوَيه ْأُكُلو َ عو َ مَّنت ُ ن َكَفُروا َيَنت َ )َواَّلس ِذي َ )امحمد.(12: 3ـ الثرة في الفراد ،فكل إنسان ل يريد إل وخير نفسه ،وفي الطبقات، فكل طبقة تنتعالى على امن سواها وتود أن تحظى بالمغانم دونها ،وفي الشعوب ،فكل أامة تنتعصب لجنسها وتننتقص غيرها وتحاول أن تلنتهم امن هي أضعف امنها. 4ـ الربا والعنتراف بشرعينته واعنتباره قاعدة النتعاامل ،والنتفنن في صوره وضروبه وتعميمه بين الدول والفراد.
وقد أننتجت هذه المظاهر المادية البحنتة في المجنتمع الوروبي فساد النفوس ،وضعف الوخلق ،والنتراوخي في امحاربة الجرائم ،فكثرت المشكلت ،وظهرت المبادئ الهداامة ،واشنتعلت الثورات المخربة المدامرة ،واضطربت النظم القنتصادية والجنتماعية والسياسية فلم تسنتقر على حال ،وتمزقت الدول بالطوائف والحزاب ،وتناحرت الشعوب على المطاامع والحقاد ،وأثبنتت هذه المدنية الحديثة عجزها النتام عن تأامين المجنتمع النساني ،وإقرار الطمأنينة والسلم فيه ،وفشلت في إسعاد الناس ،رغم اما فنتحت عليهم امن حقائق العلم والمعرفة ،واما وفرت لهم امن أسباب الغنى والثراء ،واما امكنت لدولها في الرض امن قوة وسلطان و لما يمض عليها قرن كاامل امن الزامان .
8ـ طغيان المادة على بلد السلم وقد عمل الوروبيون جاهدين على أن تغمر اموجة هذه الحياة المادية ، بمظاهرها الفاسدة وجراثيمها القنتالة ،جميع البلد السلامية النتي اامنتدت إليها أيديهم ،وأوقعها سوء الطالع تحت سلطانهم ،امع حرصهم الشديد على أن يحنتجزوا دون هذه الامم عناصر الصلح والقوة ،امن العلوم والمعارف والصناعات ،والنظم النافعة ،وقد أحكموا وخطة هذا الغزو الجنتماعي ،إحكااما شديدا م ً ،واسنتعانوا بدهائهم السياسي ،وسلطانهم العسكري ،حنتى تم لهم اما أرادوا. أغروا كبار المسلمين بالسنتدانة امنهم والنتعاامل امعهم ،وسَّهلوا عليهم ذلك وهَّونوه عليهم ،واسنتطاعوا بذلك أن يكنتسبوا حق النتدوخل القنتصادي ، وأن يغرقوا البلد برؤوس أاموالهم وامصارفهم وشركاتهم ،وأن يديروا دولب العمل القنتصادي كما يريدون ،وأن يسنتأثروا دون الهلين بالرباح
الطائلة ،والثروات العظيمة ،وتمكنوا بعد ذلك امن أن يغيروا قواعد الحكم والقضاء والنتعليم ،وأن يصبغوا النظم السياسية والنتشريعية والثقافية بصبغنتهم الخالصة في أقوى بلد السلم . وجلبوا إلى هذه الديار نساءهم الكاسيات العاريات ،ووخمورهم وامسارحهم وامراقصهم واملهيهم ،وقصصهم وجرائدهم ،ورواياتهم ووخيالتهم ،وعبثهم وامجونهم ،وأباحوا فيها امن الجرائم اما لم يبيحوه في ديارهم ،وزينوا هذه الدنيا الصاوخبة العابثة ،النتي تعج بالثم وتطفح بالفجور ،في أعين البسطاء الغرار امن المسلمين الغنياء ،وذوي الرأي فيهم ،وأهل المكان والسلطان . ولم يكفهم هذا حنتى أنشأوا المدارس والمعاهد العلمية والثقافية في عقر ديار السلم ،تقذف في نفوس أبنائه الشك واللحاد وتعلمهم كيف يننتقصون أنفسهم ،ويحنتقرون دينهم ووطنهم ،وينسلخون امن تقاليدهم وعقائدهم ،ويقدسون كل اما هو غربي ،ويؤامنون بأن اما يصدر عن الوروبيين وحده هو المثل العلى في هذه الحياة. واحنتوت هذه المدارس على الطبقة العليا وحدها وصارت وقفا عليها، وأبناء هذه الطبقة هم العظماء والحكام ،وامن سيكون بيدهم بعد قليل امقاليد الامور في هذه الامم والشعوب ،وامن لم ينتم نضجه في هذه المعاهد الموضعية ،فإن في البعثات المنتلحقة اما يكفل لهم النتمام. ونجح هذا الغزو الجنتماعي المنظم العنيف أعظم النجاح ،فهو غزو امحبب إلى النفوس ،لصق بالقلوب طويل العمر ،قوي الثر ،وهو لهذا أوخطر امن الغزو السياسي والعسكري بأضعاف الضعاف . و تغالت بعض الامم السلامية في العجاب بهذه الحضارة الوربية و النتبرم بصبغنتها السلامية ,حنتى أعلنت تركيا أنها دولة غير إسلامية و تبعت الوربيين بعنف قاس في كل اما يصنعون ,و حاول ذلك أامان ا وخان املك الفغان فطاحت تلك المحاولة بعرشه ,و ازدادت في امصر امظاهر
هذا النتقليد و اسنتفحلت حنتى اسنتطاع رجل امن ذوي الرأي فيها أن يجهر بأنه ل سبيل إل النترقي إل بأن نأوخذ بهذه الحضارة وخيرها و شرها و حلوها و امرها و اما يحب امنها و اما يكره و اما يحمد امنها و اما يعاب ,و أوخذت تننتقل في سرعة و قوة امن امصر إلى اما جاورها امن البلد حنتى وصلت إلى أقصى المغرب ,و طوفت بالمشاعر المقدسة في ربوع الحجاز . ونسنتطيع أن نقسم البلد السلامية بحسب تأثرها بهذه الحضارة المادية و طغيان امادتها عليها إلى ثلثة أقسام : - 1بلد بلغ هذا النتأثر امبلغا عظيما يصل إلى القلوب و المشاعر ,كما غير الوضاع و المظاهر ,و امن هذه البلد تركيا و امصر ,فقد انحسر ظل الفكرة السلامية في هذه البلد عن كل الوضاع الجنتماعية ,و طوردت الفكرة السلامية لنتقبع في المساجد و الزوايا و الربط و النتكايا . - 2بلد تأثرت بهذه الحضارة في أوضاعها و امظاهرها الرسمية ,و لكنها لم تنتغلب فيها على المشاعر القلبية كإيران و بلد المغرب و شمال أفريقيا . - 3بلد لم تنتأثر بهذه الحضارة فيها إل طبقة وخاصة امن المثقفين و الحكام دون العاامة و الدهماء كسوريا و العراق و الحجاز و كثير امن أجزاء الجزيرة العربية و بقية اممالك السلم . و امع هذا فالموجة تمنتد بسرعة البرق لنتصل إلى اما لم تصل إليه بعد امن النفوس و الطبقات و الوضاع . ولقد اسنتطاع وخصوم السلم أن يخدعوا عقلء المسلمين وأن يضعوا سنتارا كثيفا أامام أعين الغير امنهم ،بنتصوير السلم نفسه تصويرا قاصرا في ضروب امن العقائد والعبادات والوخلق ،إلى جانب امجموعة امن الطقوس والخرافات والمظاهر الجوفاء ،وأعانهم على هذه الخديعة: جهل المسلمين بحقيقة دينهم ،حنتى اسنتراح كثير امنهم إلى هذا النتصوير
واطمأنوا إليه ورضوا به ،وطال عليهم في ذلك الامد ،حنتى صار امن العسير أن نفهم أحدهم أن السلم نظام اجنتماعي كاامل ينتناول كل شؤون الحياة. نسنتطيع بعد ذلك أن نقول :إن الحضارة الغربية بمبادئها المادية ،قد اننتصرت في هذا الصراع الجنتماعي على الحضارة السلامية ،بمبادئها القويمة الجاامعة للروح والمادة امعا في أرض السلم نفسه ،وفي حرب ضروس ،اميدانها نفوس المسلمين ،وأرواحهم وعقائدهم وعقولهم ،كما اننتصرت في الميدان السياسي والعسكري ،و ل عجب في هذا ،فإن امظاهر الحياة ل تنتجزأ ،والقوة قوة فيها جميعا ،والضعف ضعف فيها س( )آل عمران , (140:وإن ن الَّنا س ِ م ُنَداس ِوُلَها َبه ْي َ ك ال ََّيا ُ جميعا كذلكَ) :وس ِته ْل َ كان امبادئ السلم وتعاليمه ظلت قوية في ذاتها فياضة بالخصب والحياة، جذابة أوخاذة بروعنتها وجمالها ،وسنتظل كذلك ،لنها الحق ولن تقوم الحياة ح ُ ن النسانية كااملة فاضلة بغيرها ،ولنها امن صنع ا وفي حياطنته) :إ س َِّنا َن ه ْ ه َوَله ْو م ُنوَر ُ ن ُيس ِنت َّ ا س ِإل أ َ ه ْ ن( )الحجرَ) , (9:وَيه ْأَبى ُ ظو َ حاس ِف ُ َنَّزه ْلَنا الِّذه ْكَر َوإ س َِّنا َلُه َل َ ن( )النتوبة. (32: كاس ِفُرو َ ه اه ْل َ َكس ِر َ يـقـظـة :و كما كان لذلك العدوان السياسي أثره في تنبيه المشاعر القوامية ,كان لهذا الطغيان الجنتماعي أثره في اننتعاش الفكرة السلامية ,فارتفعت الصوات امن كل امكان تطالب بالرجوع إلى السلم و تفهم أحكاامه و تطبيق نظاامه ,و لبد أن يأتي قريبا ذلك اليوم الذي تندك فيه صروح هذه المدنية المادية على رؤوس أهلها ,و حينئذ يشعرون بسعير الجوع الروحي تشنتعل به قلوبهم و أرواحهم و ل يجدون الغذاء و الشفاء و الدواء إل في تعاليم هذا الكنتاب الكريم :
صُدوس ِر ما س ِفي ال ُّ ء س ِل َ شَفا ٌ م َو س ِ ك ه ْ ن َرِّب ُ ظ ٌة س ِام ه ْ ع َ م َامه ْو س ِ ك ه ْ ءه ْت ُ جا َ س َقه ْد َ )َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ هَو حوا ُ ك َفه ْلَيه ْفَر ُ مس ِنتس ِه َفس ِبَذس ِل َ ح َ ا َوس ِبَر ه ْ ل س ِ ض س ِ ل س ِبَف ه ْ ن ُ ,ق ه ْ مه ْؤس ِامس ِني َ م ٌة س ِله ْل ُ ح َ هدىم ً َوَر ه ْ َو ُ ن( )يونس.(58-57: عو َ م ُ ج َ ما َي ه ْ وخه ْي ٌر س ِام َّ َ
9ـ دعوتنا دعوة للبعث والنقاذ ) أ ( تركة امثقلة :وهكذا أيها الوخوان أراد ا أن نر ث هذه النتركة المثقلة بالنتبعات ،وأن يشرق نور دعوتكم في ثنايا هذه الظلم وأن يهيئكم ا لعلء كلمنته وإظهار شريعنته وإقاامة دولنته امن جديد :ولينصرن ا امن ينصره إن ا لقوي عزيز . ) ب ( أهدافنا العاامة :اماذا نريد أيها الوخوان ؟ أنريد جمع المال وهو ظل زائل ؟ أم سعة الجاه وهو عرض حائل ؟ أم نريد الجبروت في الرض : إن الرض لله يورثها امن يشاء امن عباده العراف .ونحن نقرأ قول ا عُلتّوا س ِفي ال َه ْرضس ِ ن ُ ن ل ُيس ِريُدو َ عُلَها س ِلَّلس ِذي َ ج َ ة َن ه ْ وخَر ُ ك الَّداُر ال س ِ تبارك وتعالي )س ِته ْل َ ن( )القصص.(83: مَّنتس ِقي َ عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ سادا َواه ْل َ َول َف َ شهد ا أننا ل نريد شيئا امن هذا واما لهذا عملنا ول إليه دعونا ،ولكن اذكروا دائما أن لكم هدفين أساسيين : - 1أن ينتحرر الوطن السلامي امن كل سلطان أجنبي وذلك حق طبيعي لكل إنسان ،ل ينكره إل ظالم جائر أو امسنتبد قاهر . - 2أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام السلم وتطبق نظاامه الجنتماعي وتعلن امبادئه القويمة وتبلغ دعوته الحكيمة الناس ،واما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعا آثمون امسؤولون بين يدي ا العلي الكبير عن تقصيرهم في إقاامنتها وقعودهم عن إيجادهم .وامن العقوق للنسانية في هذه الظروف الحائرة أن تقوم فيها دولة تهنتف بالمبادئ الظالمة وتنادي بالدعوات الغاشمة ول يكون في
الناس امن يعمل لنتقوم دولة الحق والعدالة والسلم . نريد تحقيق هذين الهدفين في وادي النيل وفي بلد العروبة وفي كل أرض أسعدها ا بعقيدة السلم :دين وجنسية وعقيدة توحد بين جميع المسلمين . ) ج ( أهدافنا الخاصة :ولنا بعد هذين الهدفين أهداف وخاصة ل يصير المجنتمع إسلاميا كاامل م ً إل بنتحقيقها .فاذكروا أيها الوخوان أن أكثر امن %60امن المصريين يعيشون أقل امن امعيشة الحيوان ،ول يحصلون علي القوت إل بشق النفس ،وأن امصر امهددة بمجاعة قاتلة وامعرضة لكثير امن المشكلت القنتصادية النتي ل يعلم ننتيجنتها إل ا ،وأن امصر بها أكثر امن 230شركة أجنبية تحنتكر كل المرافق العاامة وكل المنافع الهاامة في جميع أنحاء البلد ،وأن دولب النتجارة والصناعة والمنشبآت القنتصادية كلها في أيدي الجانب المرابين ،وأن الثروة العقارية تننتقل بسرعة البرق امن أيدي الوطنيين إلى أيدي هؤلء ،وأن امصر أكثر بلد العالم المنتمدين أامراضا وأوبئة وعاهات ،وان أكثر امن %90امن الشعب المصري امهدد بضعف البنية وفقد الحواس وامخنتلف العلل و الامراض ،وأن امصر ل زالت إلى الن جاهلة لم يصل عدد المنتعلمين فيها إلى الخمس بما في ذلك أكثر امن امائة ألف شخص ل ينتجاوز تعليمهم براامج امدارس اللزام ،وأن الجرائم تنتضاعف في امصر وتنتكاثر بدرجة هائلة حنتى أن السجون لنتخرج أكثر امما تخرج المدارس ،وأن امصر لم تسنتطع إلى الن أن تجهز فرقة واحدة في الجيش كااملة المعدات ،وأن هذه المعاني والصور تنتراءى في كل بلد امن بلدان العالم السلامي ،فمن أهدافكم أن تعملوا لصلح النتعليم وامحاربة الفقر والجهل والمرض والجريمة وتكوين امجنتمع نموذجي أن يننتسب إلى شريعة السلم. ) د ( وسائلنا العاامة :كيف نصل إلى هذه الهداف ؟ إن الخطب والاموال
والمكاتبات والدروس والمحاضرات وتشخيص الداء ووصف الدواء كل ذلك وحده ل يجدي نفعا ول يحقق غاية ول يصل بالداعين إلى هدف امن الهداف ؛ ولكن للدعوات وسائل ل بد امن الوخذ بها والعمل لها . والوسائل العاامة للدعوات ل تنتغير ول تنتبدل ول تعدو هذه الامور الثلثة : - 1اليمان العميق . - 2النتكوين الدقيق . - 3العمل المنتواصل . وتلك هي وسائلكم العاامة أيها الوخوان فبآامنوا بفكرتكم وتجمعوا حولها واعملوا لها واثبنتوا عليها . ) هـ ( وسائل إضافية :وقد تكون إلى جانب هذه الوسائل العاامة وسائل إضافية ل بد امن الوخذ بها وسلوك سبيلها ،امنها السلبي وامنها اليجابي ، وامنها اما ينتفق امع عرف الناس وامنها اما يخرج علي هذا العرف ويخالفه ويناقضه ،وامنها اما فيه لين وامنها اما فيه شدة ،ول بد أن نروض أنفسنا علي تحمل ذلك كله و العداد لهذا كله حنتى نضمن النجاح .قد يطلب إلينا أن نخالف عادات وامألوفات وأن نخرج علي نظم وأوضاع ألفها الناس وتعارفوا عليها ،وليست الدعوة في حقيقة أامرها إل وخروجا علي المألوفات وتغييرا للعادات والوضاع ،فهل أننتم امسنتعدون لذلك أيها الوخوان ؟ ) و ( تثبيط :وسيقول كثير امن الناس :واماذا تعني هذه الوسائل ؟ واما عساها أن تنفع في بناء أامة وتراميم امجنتمع هذه المشكلت المزامنة وامع اسنتقرار الحال علي هذه المفاسد المنتعددة ؟ وكيف تعالجون القنتصاد علي غير أساس الربا ؟ وكيف تصنعون في قضية المرأة ؟ وكيف تنالون حقكم بغير قوة ؟ فاعلموا أيها الوخوان أن وساوس الشيطان يلقيها في أامنية كل امصلح فينسخ ا اما يلقي الشيطان ثم يحكم ا آياته وا عليم
حكيم واذكروا لهؤلء جميعا أن النتاريخ يقص علينا امن نبأ الامم الماضية والحاضرة اما فيه عظة وعبرة .والامة النتي تصمم علي الحياة ل يمكن أن تموت . ) ز ( العقبات في طريقنا :أحب أن أصارحكم أن دعوتكم ل زالت امجهولة عند كثير امن الناس ،ويوم يعرفونها ويدركون امرااميها سنتلنتقي امنهم وخصوامه شديدة وعداوة قاسية ،و سنتجدون أاماامكم كثيرا امن المشقات وسيعنترضكم كثير امن العقبات ،وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات .أاما الن فل زلنتم امجهولين تمهدون للدعوة وتسنتعدون لما تنتطلبه امن كفاح وجهاد .سيقف جهل الشعب بحقيقة السلم عقبة في طريقكم ،وسنتجدون امن أهل النتدين وامن العلماء الرسميين امن يسنتغرب فهمكم للسلم وينكر عليكم جهادكم في سبيله ،وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان ، وسنتقف في وجهكم كل الحكوامات علي السواء ،وسنتحاول كل حكوامة أن تجد امن نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم . وسينتذرع الغاصبون بكل طرق لمناهضنتكم وإطفاء نور دعوتكم ، وسيسنتعينون في ذلك بالحكوامات الضعيفة واليدي الممنتدة إليهم بالسؤال وإليكم بالساءة والعدوان .وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم التهاامات ،وسيحاولون أن يبصقوا بها كل نقيصة ،وأن يظهروها للناس في أبشع صورة ،امعنتمدين علي قوتهم وسلطانهم ،وامعنتدين ا س ِإل م َوَيه ْأَبى ُ هس ِه ه ْ ا س ِبَأه ْفَوا س ِ طس ِفُئوا ُنوَر س ِ ن ُي ه ْ ن أ َ ه ْ بأاموالهم ونفوذهم ُ) :يس ِريُدو َ ن( )النتوبة . (32:وسنتدوخلون بذلك ول شك كاس ِفُرو َ ه اه ْل َ ه َوَله ْو َكس ِر َ م ُنوَر ُ ن ُيس ِنت َّ أ َ ه ْ في دور النتجربة والامنتحان ،فسنتجنون وتعنتقلون ،وتنقلون وتشردون ، وتصادر امصالحكم وتعطل أعمالكم وتفنتش بيوتكم ،وقد يطول بكم امدي ن( م ل ُيه ْفَنتُنو َ ه ه ْ ن َيُقوُلوا آَامَّنا َو ُ ن ُيه ْنتَرُكوا أ َ ه ْ س أ َ ه ْ ب الَّنا ُ س َ ح س ِ هذا الامنتحان ) :أ َ َ )العنكبوت . (2:ولكن ا وعدكم امن بعد ذلك كله نصرة المجاهدين
جاَر أ ٍ ة عَلى س ِت َ م َ ك ه ْ ل أ َُد ُّل ُ ن آَامُنوا هَ ه ْ وامثوبة العااملين المحسنين )َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ حوا صَب ُ م َفَأ ه ْ ه ه ْ عُدِّو س ِ عَلى َ ن آَامُنوا َ م َ ..........فَأَّيه ْدَنا اَّلس ِذي َ ب أ َس ِلي أ ٍ عَذا أ ٍ ن َ م س ِام ه ْ ك ه ْ جي ُ ُته ْن س ِ ن( )الصف. (14-10: هس ِري َ ظا س ِ َ فهل أننتم امصرون علي أن تكونوا أنصار ا ؟ ) ح ( عواامل النجاح :وامن الحق أيها الوخوان أن نذكر أامام هذه العقبات جميعا أننا ندعو بدعوة ا وهي أسمي الدعوات ،وننادي بفكرة السلم وهي أقوي الفكر ،ونقدم للناس شريعة القرآن وهي أعدل الشرائع , غم ًة( )البقرة , (138:وأن العالم كله في صه ْب َ ا س ِ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ح َ ن أ َ ه ْ ا َوَام ه ْ غَة س ِ صه ْب َ ) س ِ حاجة إلى هذه الدعوة وكل اما فيه يمهد لها و يهيئ سبيلها ،وأننا بحمد ا براء امن المطاامع الشخصية بعيدون عن المنافع الذاتية ،ول نقصد إل وجه ا ووخير الناس ول نعمل إل ابنتغاء امرضاته ،وإننا ننترقب تأييد ا ونصره كاس ِفس ِرينَ ل َامه ْوَلى ن اه ْل َ ن آَامُنوا َوأ َ َّ ا َامه ْوَلى اَّلس ِذي َ ن َ ك س ِبَأ َّ ا فل غالب له َ) :ذس ِل َ م( )امحمد . (11:فقوة دعوتنا وحاجة إليها ونبالة امقصدنا وتأييد ا إيانا َلُه ه ْ هي عواامل النجاح النتي ل تثبت أاماامها عقبة ول يقف في طريقها عائق : ن( )يوسف. (21: مو َ عَل ُ س ل َي ه ْ ن أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ ك َّ ه َوَل س ِ عَلى أ َه ْامس ِر س ِ ب َ غاس ِل ٌ ا َ )َو ُ
10ـ وصـــيـة أيها الوخوان المسلمون ،اسمعوا : أردت بهذه الكلمات أن أضع فكرتكم أامام أنظاركم فلعل ساعات عصيبة تننتظرنا يحال فيها بيني وبينكم إلي حين ؛ فل أسنتطيع أن أتحد ث امعكم أو أكنتب إليكم ،فأوصيكم أن تنتدبروا هذه الكلمات وأن تحفظوها إذا اسنتطعنتم وأن تجنتمعوا عليها ،وإن تحت كل كلمة لمعاني جمة. أيها الوخوان :أننتم لسنتم جمعية وخيرية ول حزبا سياسيا ول هيئة اموضعية لغراض امحدودة المقاصد .ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الامة
فيحييه بالقرآن ،ونور جديد يشرق فيسدد ظلم المادة بمعرفة ا ، وصوت داو يعلو امرددا دعوة الرسول صلي ا عليه وسلم وامن الحق الذي ل غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلي عنه الناس . إذا قيل إلم لكم تدعون ؟ ...فقولوا ندعو إلي السلم الذي جاء به امحمد صلي ا عليه وسلم والحكوامة جزء امنه والحرية فريضة امن فرائضه ،فإن قيل لكم هذه سياسة ! فقولوا هذا هو السلم ونحن ل نعرف هذه القسام . وإن قيل لكم أننتم دعاة ثورة ،فقولوا نحن دعاة حق وسلم نعنتقده ونعنتز به ،فإن ثرتم علينا ووقفنتم في طريق دعوتنا فقد أذن ا أن ندفع عن أنفسنا وكننتم الثائرين الظالمين .وإن قيل لكم إنكم تسنتعينون ن( شس ِرس ِكي َ ما ُكَّنا س ِبس ِه ُام ه ْ ه َوَكَفه ْرَنا س ِب َ حَد ُ بالشخا ص والهيئات فقولوا ) :آَامَّنا س ِباللس ِه َو ه ْ غي م ل َنه ْبَنت س ِ ك ه ْ عَله ْي ُ م َ سل ٌ جوا في عدوانهم فقولوا َ ) : )غافر , (84:فإن ل تّ ن( )القصص. (55: هس ِلي َ جا س ِ اه ْل َ
واجــبات أيها الوخوان .. ـ آامنوا بالله واعنتزوا بمعرفنته والعنتماد عليه والسنتناد إليه ،فل تخافوا غيره ول ترهبوا سواه .وأدوا فرائضه واجنتنبوا نواهيه . ـ وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالت .وكونوا أقوياء بأوخلقكم أعزاء بما وهب ا لكم امن عزة المؤامنين وكراامة التقاء الصالحين . ـ وأقبلوا علي القرآن تنتدارسونه ،وعلي السيرة المطهرة تنتذاكرونها ، وكونوا عمليين ل جدليين ؛ فإذا هدي ا قواما ألهمهم العمل ؛ واما ضل
قوم بعد هدي كانوا عليه إل أوتوا الجدل. ـ وتحابوا فيما بينكم ،واحرصوا كل الحر ص علي رابطنتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم ،واثبنتوا حنتى يفنتح ا بينكم وبين قوامكم بالحق وهو وخير الفاتحين . ـ واسمعوا وأطيعوا لقيادتكم في العسر واليسر والمنشط والمكره ،فهي رامز فكرتكم وحلقة التصال فيما بينكم . ـ وترقبوا بعد ذلك نصر ا وتأييده .والفرصة آتية ل ريب فيها َ) ,وَيه ْوَامس ِئأ ٍذ م( )الروم-4: حي ُ عس ِزيُز الَّر س ِ هَو اه ْل َ ء َو ُ شا ُ ن َي َ صُر َام ه ْ ا َيه ْن ُ صس ِر س ِ ن ,س ِبَن ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ح اه ْل ُ َيه ْفَر ُ . (5 وفقنا ا وإياكم لما يحبه و يرضاه ،وسلك بنا وبكم امسالك الوخيار المهنتدين ،وأحيانا حياة العزاء السعداء وأاماتنا اموت المجاهدين والشهداء إنه نعم المولي ونعم النصير .
رسالة المؤتمر الخاامس
امقدامــة حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ س ِبـ ه ْ أيها الوخوان : كنت أود أن نظل دائما نعمل ول ننتكلم ,وأن نكل العمال وحدها الحديث عن الوخوان ووخطوات الوخوان ,وكنت أحب أن تنتصل وخطواتكم اللحقة بخطواتكم السابقة في هدوء وسكون امن غير هذا
الفاصل الذي نحدد به جهاد عشر سنوات امضت لنسنتأنف امرحلة أوخرى امن امراحل الجهاد الدائب في سبيل تحقيق فكرتنا الساامية . ولكنكم أردتم هذا ,وأحببنتم أن تسعدونا بهذا الجنتماع الشاامل فشكرا لكم ,و ل بأس أن نننتهز هذه الفرصة الكريمة فنسنتعرض ننتائجنا , ونراجع فهرس أعمالنا ,ونسنتوثق امن امراحل طريقنا ونحدد الغاية والوسيلة فنتنتضح الفكرة المبهمة ,و تصحح النظرة الخاطئة ,و تعلم الخطوة المجهولة ,وتنتم الحلقة المفقودة ,ويعرف الناس الوخوان المسلمين على حقيقة دعوتهم ,امن غير لبس ول غموض . ل بأس بهذا ,ول بأس بأن ينتقدم إلينا امن وصلنته هذه الدعوة و امن سمع أو قرا هذا البيان ,برأيه في غاينتنا و وسيلنتنا و وخطواتنا فنأوخذ الصالح امن رأيه ,و ننزل على الحق امن امشورته ,فإن الدين النصيحة لله و لرسوله ولكنتابه ولئمة المسلمين وعاامنتهم . أيها الوخوان : أجدني في غنى عن تحينتكم و شكركم ,وعن وصف اما يغمرني امن السعادة بموقفي هذا بينكم ,وامن السرور و الفرح بلقائكم و امن الامل العظيم بمؤازرتكم و توفيق ا إياكم . أجدني في غنى عن بيان هذا كله بهذا الفيض امن العواطف النبيلة الذي يغمر ج هذا الجنتماع ,فكان كل اما فيه ينطق بالحب العميق والرتباط الوثيق و الوخوة الصادقة و النتعاون المكين ,ووفقكم ا لخير اما يحب ويرضى .
الوخوان فكرة في نفوس أربعة
أيها الوخوان الكرام : طالعت كثيرا و جربت كثيرا و وخالطت أوساطا كثيرة و شهدت حواد ث عدة ,فخرجت امن هذه السياحة القصيرة المدى الطويلة المراحل بعقيدة ثابنتة ل تنتزلزل ,هي أن : السعادة النتي ينشدها الناس جميعا إنما تفيض عليهم امن نفوسهم و قلوبهم ,و ل تأتيهم امن وخارج هذه القلوب أبدا ,و أن الشقاء الذي يحيط بهم و يهربون امنه إنما يصيبهم بهذه النفوس و القلوب كذلك ,و إن القرآن الكريم يؤيد هذا المعنى و يوضحه ,ذلك قول ا تعالى ) :إ س ِنَّ م( )الرعد. (11: سس ِه ه ْ غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ حَّنتى ُي َ م َ غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ الَّلَه ل ُي َ و اما رأيت كلهما أعمق في فلسفة الجنتماع امن قول ذلك : لعمرك اما ضاقت بلد بأهلها
و لكن أوخلق الرجال تضيق
اعنتقدت هذا و اعنتقدت إلى جانبه أنه ليست هناك نظم و ل تعاليم تكفل سعادة هذه النفوس البشرية و تهدي الناس إلى الطرق لهذه السعادة كنتعاليم السلم الحنيف الفطرية الواضحة ,و ليس هنا امجال تفصيل هذه النتعاليم هذه النتعاليم ,و ل امجال النتدليل على أنها تنتضمن هذه الننتيجة ,و تكفل سعادة البشرية جميعا فلذلك امجال آوخر ,فضل عن أننا كلنا فيما أعنتقد شركاء في النتسليم بصحة هذه النظرية ,على أن كثيرا امن غير المسلمين يقر بها و يعنترف بما في السلم امن جمال و كمال . و لهذا وقفت نفسي امنذ نشأت على غاية واحدة هي إرشاد الناس إلى السلم حقيقة و عمل ,و لهذا كانت فكرة الوخوان المسلمين إسلامية بحنتة في غاينتها و في وسائلها ,ل تنتصل بغير السلم ي شيء . ظلت هذه الخواطر حديثا نفسانيا وامناجاة روحية بها في نفسي لنفسي ,و قد أفضي بها إلى كثير اممن حولي ,و قد تظهر في شكل دعة فردية أو وخطابة وعظية أو درس في المساجد إذا سنحت فرصة النتدريس ,أو
حث لبعض الصدقاء و العلماء على بذل الهمة و امضاعفة المجهود , في إنقاذ الناس و إرشادهم إلى اما في السلم امن وخير . ثم كانت في امصر و غيرها امن بلدان العالم السلامي حواد ث عدة ألهبت نفسي و أهابت كواامن في قلبي ,و لفنتت نظري إلى وجوب الجد و العمل ,و سلوك طريق النتكوين بعد النتنبيه ,و النتأسيس بعد النتدريس ,و ل أطيل عليكم بنتفصيل حواد ث اننتهى أامرها و عفت آثارها ,و فاء إلى الرشد أو بعض الرشد أصحابها . و لقد أوخذت أفاتح كثيرا امن كبار القوم في وجوب النهوض و العمل و سلوك طريق الجد و النتكوين ,فكنت أجد النتثبيط أحيانا و النتشجيع أحيانا و النتريث أحيانا ,و لكني لم أجد اما أريد امن الهنتمام بنتنظيم الجهود العملية ,و امن الوفاء أذكر في هذا المقام المرحوم أحمد باشا تيمور أفسح ا له في جننته ,فما رأينته إل امثال للهمة المنتوثبة و الغيرة المنتوقدة ,و اما تحدثت إليه في شأن امن شؤون الامة العاامة إل وجدت العقل الكاامل و السنتعداد النتام و اللمام الشاامل و ترقب ساعة العمل , فرحمه ا و أجزل امثوبنته . و ليت وجهي شطر الصدقاء و الوخوان اممن جمعني و إياهم عهد الطلب و صدق الود و الشعور بالواجب ,فوجدت اسنتعدادا حسنا ,و كان أسرعهم إلى امشاركنتي عبء النتفكير و أكثرهم اقنتناعا بوجوب العمل في إسراع و همة ,الوخوان الفضلء :أحمد أفندي السكري ,و الخ المفضال المرحوم الشيخ حاامد عسكرية اسكنه ا فسيح جننته ,و الخ الشيخ أحمد عبد الحميد وكثير غيرهم . و كان عهد و كان اموثق أن يعمل كل امنا لهذه الغاية ,حنتى ينتحول العرف العام في الامة إلى وجهة إسلامية صالحة . ليس يعلم أحد إل ا كم امن الليالي كنا نقضيها نسنتعرض حال الامة ، واما وصلت إليه في امخنتلف امظاهر حياتها ،ونحلل العلل والدواء ،ونفكر
في العلج وحسم الداء ,ويفيض بنا النتأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء , وكم كنا نعجب إذ نرى أنفسنا في امثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة و الخليون هاجعون ينتسكعون بين المقاهي و ينترددون على أندية الفساد و التلف ,فإذا سألت أحدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة قال لك :أقنتل الوقت ,و اما دري هذه المسكين أن امن يقنتل وقنته إنما يقنتل نفسه ,فإنما الوقت هو الحياة . كنا نعجب لهؤلء الناس و كثير امنهم امن المثقفين ,و امن هم أولى امنا بحمل هذا العبء ,ثم يقول بعضنا لبعض :أليس هذا داء امن أدواء الامة و لعله أوخطرها ,أل تّ تفكر في امرضها و أل تّ تعمل لعلج نفسها . و لهذا و أامثاله نعمل و لصلح هذا الفساد ,وقفنا أنفسنا فننتعزى و نحمد ا على أن جعلنا امن الداعين إليه العااملين لدينه . و عمل الزامن عمله فنتفرقنا نحن الربعة فكان أحمد أفندي السكري بالمحمودية ,و كان المرحوم الشيخ حاامد عسكرية بالزقازيق ,و كان الشيخ أحمد عبد الحميد بكفر الدوار ,و كنت بالسماعيلية أذكر قول الشاعر : بالشام أهلي و بغداد الهوى و أنا
بالرقمنتين و بالفسطاط
جيراني و في السماعيلية أيها الوخوان وضعت أول نواة تكوينية للفكرة ,و ظهرت أول هيئة امنتواضعة نعمل و نحمل لوائها نعاهد ا على الجندية النتاامة في سبيلها تحت اسم )الوخوان المسلمون( و كان ذلك في ذي القعدة سنة 1347هـ .
إسلم الوخوان المسلمين و اسمحوا لي إوخواني اسنتخدام هذا النتعبير ,و لست أعني به أن للوخوان المسلمين إسلاما جديدا غير السلم الذي جاء به سيدنا امحمد صلى ا عليه وسلم عن ربه ,و إنما أعني أن كثيرا امن المسلمين في كثير امن المسلمين في كثير امن العصور وخلعوا عن السلم نعوتا و أوصافا و رسواما امن عند أنفسهم ,و اسنتخداموا امروننته و سعنته اسنتخدااما ضارا امع أنها لم تكن إل للحكمة الساامية ,فاوخنتلفوا في امعنى السلم اوخنتلفا ,و انطبعت للسلم في نفس أبنائه صور عدة تقرب أو تبعد أو تنطبق على السلم الول الذي امثله رسول ا و أصحابه وخير تمثيل . فمن الناس امن ل يرى السلم شيئا غير حدود العبادة الظاهرة فإن أداها أو رأى امن يؤديها اطمأن إلى ذلك و رضي به و حسبه قد وصل على لب السلم ,و ذلك هو المعنى الشائع عند عاامة المسلمين . و امن الناس امن يرى السلم إل الخلق الفاضل و الروحانية الفياضة ,و الغذاء الفلسفي الشهي للعقل و الروح ,و البعد بهما عن أدران المادة الطاغية الظالمة . و امنهم امن يقف إسلامه عند حد العجاب بهذه المعاني الحيوية العملية في السلم فل ينتطلب النظر إلى غيرها و ل يعجبه النتفكير في سواها . و امنهم امن يرى السلم نوع امن العقائد الموروثة و العمال النتقليدية النتي ل غناء فيها و ل تقدم امعها ,فهو امنتبرم بالسلم و بكل اما ينتصل بالسلم ,و تجد هذا المعنى واضحا في نفوس كثير امن الذين ثقفوا ثقافة أجنبية و لم تنتح لهم فر ص حسن التصال بالحقائق السلامية فهم لم يعرفوا عن السلم شيئا أصل ,أو عرفوه صورة امشوهة بمخالطة امن لم يحسنوا تمثيله امن المسلمين .
و تحت هذه القسام جميعا تندرج أقسام أوخرى يخنتلف نظر كل امنها إلى السلم عن نظر الوخر قليل أو كثيرا ,وقليل امن الناس أدرك السلم صورة كااملة واضحة تننتظم هذه المعاني جميعا . هذه الصور المنتعددة للسلم الواحد في نفوس الناس جعلنتهم يخنتلفون اوخنتلفا بينا في فهم الوخوان المسلمون وتصور فكرتهم . فمن الناس امن ينتصور الوخوان المسلمون جماعة وعظية إرشادية كل همها أن تقدم للناس العظات فنتزهدهم في الدنيا و تذكرهم بالوخرة . و امنهم امن ينتصور الوخوان المسلمين طريقة صوفية تعني بنتعليم الناس ضروب الذكر و فنون العبادة و فنون العبادة و اما ينتبع ذلك امن تجرد و زهادة . و امنهم امن يظنهم جماعة نظرية فقهية كل نظرهم أن تقف عند طائفة امن الحكام تجادل فيها و تناضل عنها ,و تحمل الناس عليها و تخاصم أو تسالم امن لم يسلم بها امعها . و قليل امن الناس وخالطوا الوخوان المسلمين و اامنتزجوا بهم و لم يقفوا عند حدود السماع و لم يخلعوا على الوخوان المسلمين إسلاما ينتصورنه هم ,فعرفوا حقيقنتهم و أدركوا كل شيء عن دعوتهم علما وعمل , وهذا أحببت أن أتحد ث لحضراتكم عن امعنى السلم و صورته الماثلة في نفوس الوخوان ,المسلمين ,حنتى يكون الساس الذي ندعو إليه و نعنتز بالننتساب له و السنتمداد امنه واضحا جليا . ) ( 1نحن نعنتقد أن أحكام السلم و تعاليمه شااملة تننتظم شؤون الناس في الدنيا و الوخرة ,و أن الذين يظنون أن هذه النتعاليم إنما تنتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها امن النواحي امخطئو نفي هذا الظن ,فالسلم عقيدة و عبادة ,و وطن و جنسية ,و دين ودولة , ,و روحانية و عمل ,و امصحف و سيف ,و القرآن الكريم ينطق بذلك كله و يعنتبره امن لب السلم و امن صميمه و يوصي بالحسان فيه
جميعه ,و إلى هذا تشير الية الكريمة :
ا الَّداَر ك ُ ما آَتا َ غ س ِفي َ )َواه ْبَنت س ِ
ك( ا إ س َِله ْي َ ن ُ س َ ح َ ما أ َ ه ْ ن َك َ س ه ْ ح س ِ ن ال ُّده ْنَيا َوأ َ ه ْ ك س ِام َ صيَب َ س َن س ِ ة َول َته ْن َ وخَر َ ال س ِ )القصص(77: و إنك لنتقرأ في القرآن و في الصلة إن شئت قول ا تبارك و تعالي صينَ َلُه الِّدينَ خس ِل س ِ ا ُام ه ْ عُبُدوا َ في العقيدة و العبادة َ) :وَاما أ ُس ِامُروا إ س ِل تّ س ِلَي ه ْ مس ِة( )البينة. (5: ن اه ْلَقِّي َ ك س ِدي ُ ة َوَذس ِل َ ة َوُيه ْؤُتوا الَّزَكا َ صل َ موا ال َّ ء َوُيس ِقي ُ حَنَفا َ ُ كل وتقرأ قوله تعالى في الحكم والقضاء و السياسة َ) :فل َوَرِّب َ حَرجا م َ سس ِه ه ْ جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ م ل َي س ِ م ُث َّ جَر َبه ْيَنُه ه ْ ش َ ما َ ك س ِفي َ مو َ ك ُ ح ِّ حَّنتى ُي َ ن َ ُيه ْؤس ِامُنو َ سس ِليما( )النساء(65: موا َت ه ْ سِّل ُ ت َوُي َ ضه ْي َ ما َق َ س ِام َّ ن آَامُنوا إ س َِذا َتَداَيه ْنُنت ه ْ م و تقرأ قوله تعالى في الدين و النتجارة َ) :يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ب َكاس ِت ٌ ب ل َول َيه ْأ َ عه ْد س ِ ب س ِباه ْل َ م َكاس ِت ٌ ك ه ْ ب َبه ْيَن ُ كُنت ه ْ ه َوه ْلَي ه ْ ى َفاه ْكُنتُبو ُ م م ً س تّ ل ُام َ ج أ ٍ ن إ س َِلى أ َ َ س ِبَده ْي أ ٍ ا َرَّبُه َول ق َ ق َوه ْلَيَّنت س ِ ح ُّ عَله ْيس ِه اه ْل َ ل اَّلس ِذي َ مس ِل س ِ ب َوه ْلُي ه ْ كُنت ه ْ ا َفه ْلَي ه ْ مُه ُ عَّل َ ما َ ب َك َ كُنت َ ن َي ه ْ أ َ ه ْ طي ُ ع سَنت س ِ عيفا أ َه ْو ل َي ه ْ ض س ِ سس ِفيها أ َه ْو َ ق َ ح ُّ عَله ْيس ِه اه ْل َ ن اَّلس ِذي َ ن َكا َ شه ْيئا َفس ِإ ه ْ س س ِامه ْنُه َ خ ه ْ َيه ْب َ ن َل ه ْ م م َفس ِإ ه ْ ك ه ْ جاس ِل ُ ن س ِامنه ْ س ِر َ شس ِهيَده ْي س ِ شس ِهُدوا َ سَنت ه ْ ل َوا ه ْ عه ْد س ِ ل َوس ِل ُّيُه س ِباه ْل َ مس ِل ه ْ هَو َفه ْلُي ه ْ ل ُ م َّ ن ُي س ِ أ َ ه ْ ضلَّ ن َت س ِ ء أ َ ه ْ شَهَدا س ِ ن ال ُّ ن س ِام َ ضه ْو َ ن َته ْر َ م ه ْ ن س ِام َّ ل َواه ْامَرأ ََتا س ِ ج ٌ ن َفَر ُ جَله ْي س ِ كوَنا َر ُ َي ُ سَأُاموا عوا َول َت ه ْ ء إ س َِذا َاما ُد ُ شَهَدا ُ ب ال ُّ وخَرى َول َيه ْأ َ ما ال ُ ه ْ ه َ حَدا ُ ما َفُنتَذِّكَر إ س ِ ه ْ ه َ حَدا ُ إ س ِ ه ْ شَهاَد س ِ ة م س ِلل َّ ا َوأ َه ْقَو ُ عه ْنَد س ِ ط س ِ س ُ م أ َه ْق َ ك ه ْ جس ِلس ِه َذس ِل ُ غيرا أ َه ْو َكس ِبيرا إ س َِلى أ َ َ ص س ِ ه َ كُنتُبو ُ ن َت ه ْ أ َ ه ْ ك ه ْ م عَله ْي ُ س َ م َفَله ْي َ ك ه ْ ة ُتس ِديُروَنَها َبه ْيَن ُ ضَر َ حا س ِ ة َ جاَر م ً ن س ِت َ كو َ ن َت ُ َوأ َه ْدَنى َأل َته ْرَتاُبوا س ِإل أ َ ه ْ شس ِهي ٌد( )البقرة: ب َول َ ضاَّر َكاس ِت ٌ م َول ُي َ عُنت ه ْ شس ِهُدوا إ س َِذا َتَباَي ه ْ ها َوأ َ ه ْ كُنتُبو َ ح َأل َت ه ْ جَنا ٌ ُ (282 م َ ت م َفَأَق ه ْ ت س ِفيس ِه ه ْ و تقرا قوله تعالى في الجهاد و القنتال و الغزو َ) :وإ س َِذا ُكه ْن َ جُدوا س َ م َفس ِإَذا َ حَنتُه ه ْ سس ِل َ وخُذوا أ َ ه ْ ك َوه ْلَيه ْأ ُ ع َ م َام َ طاس ِئَف ٌة س ِامه ْنُه ه ْ م َ ة َفه ْلَنتُق ه ْ صل َ م ال َّ َلُه ُ وخُذوا ك َوه ْلَيه ْأ ُ ع َ ص ُّلوا َام َ ص ُّلوا َفه ْلُي َ م ُي َ وخَرى َل ه ْ طاس ِئَف ٌة أ ُ ه ْ ت َ م َوه ْلَنته ْأ س ِ ك ه ْ ن َوَراس ِئ ُ كوُنوا س ِام ه ْ َفه ْلَي ُ ك ه ْ م عس ِنت ُ م َوأ َه ْامس ِنت َ ك ه ْ حس ِنت ُ سس ِل َ ن أَ ه ْ ع ه ْ ن َ غُفُلو َ ن َكَفُروا َله ْو َت ه ْ م َوَّد اَّلس ِذي َ حَنتُه ه ْ سس ِل َ م َوأ َ ه ْ ه ه ْ حه ْذَر ُ س ِ طأ ٍر أ َوه ْ ن َام َ ى س ِام ه ْ م َأذ م ً ك ه ْ ن س ِب ُ ن َكا َ م إ س ِ ه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ح َ جَنا َ ة َول ُ حَد م ً م َامه ْيَلم ًة َوا س ِ ك ه ْ عَله ْي ُ ن َ ميُلو َ َفَي س ِ حه ْذَرُكمه ْ ( )النساء(102: وخُذوا س ِ م َو ُ ك ه ْ حَنت ُ سس ِل َ عوا أَ ه ْ ض ُ ن َت َ ضى أ َ ه ْ م َامه ْر َ ُكه ْنُنت ه ْ
و إلى غير ذلك امن اليات الكثيرة البارعة في هذه الغراض نفسها و في غيرها امن الداب العاامة و شؤون الجنتماع . و هكذا اتصل الوخوان بكل بكنتاب ا و اسنتلهموه و اسنترشدوه فأيقنوا أن السلم هو هذا المعنى الكلي الشاامل ,وأنه يجب أن يهيمن على كل شؤون الحياة و أن تصطبغ جميعها به و أن تنزل على حكمه ,وأن تساير قواعده و تعاليمه و تسنتمد امنها اما داامت الامة تريد أن تكون امسلمة إسلاما صحيحا ,أاما إذا أسلمت في عباداتها و قلدت غير المسلمين في بقية شؤونها ,فهي أامة ناقصة السلم تضاهئ الذين جَزا ُ ء ما َ ض َف َ ع أ ٍ ن س ِبَب ه ْ كُفُرو َ ب َوَت ه ْ كَنتا س ِ ض اه ْل س ِ ع س ِ ن س ِبَب ه ْ قال تعالى فيهم ) :أََفُنته ْؤس ِامُنو َ ن إ س َِلى م اه ْلس ِقَياَامس ِة ُيَر ُّدو َ ة ال ُّده ْنَيا َوَيه ْو َ حَيا س ِ وخه ْزي ٌ س ِفي اه ْل َ م س ِإل س ِ ك ه ْ ك س ِامه ْن ُ ل َذس ِل َ ع ُ ن َيه ْف َ َام ه ْ ن( )البقرة(85: مُلو َ ع َ ما َت ه ْ ع َّ ل َ غاس ِف أ ٍ ا س ِب َ ب َوَاما ُ عَذا س ِ شِّد اه ْل َ أَ َ ) ( 2إلى جانب هذا يعنتقد الوخوان المسلمون أن أساس النتعاليم السلامية امعينها هو كنتاب ا و سنة رسوله صلى ا عليه و سلم , اللذان إن تمسكت بهما فلن تضل أبدا ,و أن كثيرا امن الراء و العلوم النتي اتصلت بالسلم و تلونت بلونه تحمل لون العصور النتي أوجدتها و الشعوب النتي عاصرتها ,و لهذا يجب أن تسنتقي النظم السلامية النتي تحمل عليها الامة امن هذا المعين الصافي امعين السهولة الولى ,و أن نفهم السلم كما كان يفهمه الصحابة و النتابعون امن السلف الصالح رضوان ا عليهم ,و أن نقف عند هذه الحدود الربانية النبوية حنتى ل نقيد أنفسنا بغير اما يقيدنا ا به ,و ل نلزم عصرنا لون عصر ل ينتفق امعنا. ) ( 3و إلى جانب هذا أيضا يعنتقد الوخوان المسلمون أن السلم كدين عام اننتظم كل شؤون الحياة في كل الشعوب و الامم لكل العصار و الزامان ,جاء أكمل و أسمى امن أن يعرض لجزئيات هذه الحياة و
وخصوصا في الامور الدنيوية البحنتة ,فهو إنما يضع القواعد الكلية في كل شأن امن هذه الشؤون ,و يرشد الناس إلى الطريق العملية للنتطبيق عليها و السير في حدودها . و لضمان حق الصواب في هذا النتطبيق أو تحريهما على القل ,عني السلم عناية تاامة بعلج النفس النسانية و هي امصدر النظم و امادة النتفكير و النتصوير و النتشكل ,فوصف لها امن الدوية الناجعة اما يطهرها امن الهوى و يغسلها امن أضرار الغرض و الغاية و يهديها إلى الكمال و الفضيلة ,و يزجرها عن الجور القصور العدوان ,و إذا اسنتقاامت النفس و صفت فقد أصبحت كل اما يصدر عنها صالحا جميل ,يقولون إن العدل ليس في نص القانون و لكنه في نفس القاضي ,و قد تأتي بالقانون الكاامل العادل إلى القاضي ذي الهوى و الغاية فيطبقه تطبيقا جائرا ل عدل امعه ,و قد تأتي بالقانون الناقص و الجائر إلى القاضي الفاضل العادل البعيد عن الهواء و الغايات فيطبقه تطبيقا فاضل عادل فيه كل الخير و البر و الرحمة و النصاف و امن هنا كانت النفس النسانية امحل عناية كبرى في كنتاب ا ,و كانت النفوس الولى النتي صاغها هذا السلم امثال الكمال النساني ,و لهذا كله كانت طبيعة السلم تساير العصور و الامم ,و تنتسع لكل الغراض و المطالب ,و لهذا أيضا كان السلم ل يأبى أبدا السنتفادة امن كل نظام صالح ل ينتعارض امع قواعده الكلية و أصوله العاامة . ل أحب أيها أن اسنترسل في هذا البيان فذلك باب و اسع و حسبنا هذه اللماامة الموجزة تلقي ضوءا على هذا المعنى للفكرة السلامية في نفوس الوخوان المسلمين .
الوخوان فكرة إصلحية شااملة
كان امن ننتيجة هذا الفهم العام الشاامل للسلم عند الوخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الصلح في الامة ،وتمثلت فيها كل عناصر غيرها امن الفكر الصلحية ،وأصبح كل امصلح امخلص غيور يجد فيها أامنينته ،والنتقت عندها آامال امحبي الصلح الذين عرفوها وفهموا امرااميها ،وتسنتطيع أن تقول ول حرج عليك ،إن الوخوان المسلمين : ) ( 1دعوة سلفية :لنهم يدعون إلى العودة بالسلم إلى امعينه الصافي امن كنتاب ا وسنة رسوله. ) ( 2وطريقة سنية :لنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء ،وبخاصة في العقائد والعبادات اما وجدوا إلى ذلك سبيل . ) ( 3وحقيقة صوفية :لنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ،ونقاء القلب ،والمواظبة علي العمل ،و العراض عن الخلق ،والحب في ا ،والرتباط علي الخير . ) ( 4وهيئة سياسية :لنهم يطالبون بإصلح الحكم في الداوخل وتعديل النظر في صلة الامة السلامية بغيرها امن الامم في الخارج ، وتربية الشعب علي العزة والكراامة والحر ص علي قوامينته إلي أبعد حد . ) ( 5وجماعة رياضية :لنهم يعنون بجسوامهم ،ويعلمون أن المؤامن القوي وخير امن المؤامن الضعيف ،وأن النبي صلي ا عليه وسلم يقول ) :إن لبدنك عليك حقا( و إن تكاليف السلم كلها ل يمكن أن تؤدي كااملة صحيحة إل بالجسم القوي ،فالصلة والصوم والحج والزكاة ل بد لها امن جسم يحنتمل أعباء الكسب والعمل والكفاح في طلب الرزق ،ولنهم تبعا لذلك يعنون بنتشكيلتهم وفرقهم الرياضية عناية تضارع وربما فاقت كثيرا امن الندية المنتخصصة بالرياضة البدنية وحدها . ) ( 6ورابطة علمية ثقافية :لن السلم يجعل طلب العلم فريضة علي كل امسلم وامسلمة ،ولن أندية الوخوان هي في الواقع امدارس
للنتعليم والنتثقيف وامعاهد لنتربية الجسم والعقل والروح . ) ( 7وشركة اقنتصادية :لن السلم يعني بنتدبير المال و كسبه امن وجهه وهو الذي يقول نبيه صلي ا عليه وسلم ) :نعم المال الصالح للرجل الصالح( ويقول ) :امن أامسي كال م ً امن عمل يده أامسي امغفورا له( ) ،إن ا يحب المؤامن المحنترف( ) ( 8وفكرة اجنتماعية :لنهم يعنون بأدواء المجنتمع السلامي ويحاولون الوصول إلي طرق علجها وشفاء الامة امنها . وهكذا نري أن شمول امعني السلم قد أكسب فكرتنا شمول م ً لكل امناحي الصلح ،ووجه نشاط الوخوان إلي كل هذه النواحي ،وهم في الوقت الذي ينتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها ينتجهون إليها جميعا ويعلمون أن السلم يطالبهم بها جميعا . وامن هنا كان كثير امن امظاهر أعمال الوخوان يبدو أامام الناس امنتناقضا واما هو بمنتناقض . فقد يري الناس الخ المسلم في المحراب وخاشعا امنتبنتل م ً يبكي وينتذلل ، وبعد قليل سكون هو بعينه واعظا امدرسا يقرع الذان بزواوخر الوعظ ، وبعد قليل تراه نفسه رياضيا أنيقا يرامي بالكرة أو يدرب علي العدو أو يمارس السباحة ،وبعد فنترة يكون هو بعينه في امنتجره أو امعمله يزاول صناعنته في أامانة وفي إوخل ص .هذه امظاهر قد يراها الناس امنتنافرة ل يلنتئم بعضها ببعض ،ولو علموا أنها جميعا يجمعها السلم ويأامر بها السلم ويحض عليها السلم لنتحققوا فيها امظاهر اللنتئام وامعاني النسجام ،وامع هذا الشمول فقد اجنتنب الوخوان كل اما يؤوخذ علي هذه النواحي امن المبآوخذ وامواطن النقد والنتقصير. كما اجنتنبوا النتعصب لللقاب إذ جمعهم السلم الجاامع حول لقب واحد هو الوخوان المسلمون.
وخصائص دعوة الوخوان لعل امن صنع ا لدعوة الوخوان المسلمين أن تنبت بالسماعيلية ,و أن يكون ذلك على أثر وخلف فقهي بين الهلين و انقسام دام سنوات حول بعض النقاط الفرعية النتي أذكى نار الفرقة فيها ذوو المطاامع و الغراض ,و أن تصادف نشأتها عهد الصراع القوي العنيف بين الجنبي المنتعصب و الوطني المجاهد ,فكان امن أثر هذه الظروف أن تميزت هذه الدعوة بخصائص وخالفت فيها كثيرا امن الدعوات النتي عاصرتها . و امن هذه الخصائص : ) ( 1البعد عن امواطن الخلف ) ( 2البعد عن هيمنة العيان و الكبراء ) ( 3البعد عن الحزاب و الهيئات ) ( 4العناية بالنتكوين و النتدرج في الخطوات ) ( 5إيثار الناحية العملية الننتاجية على الدعاية والعلنات ) ( 6وشدة القبال امن الشباب ) ( 7و سرعة الننتشار في القرى و المدن
- 1البعد عن امواطن الخلف فأاما البعد عن امواطن الخلف الفقهي فلن الوخوان يعنتقدون أن الخلف في الفرعيات أامر ضروري لبد امنه ،إذ إن أصول السلم آيات وأحاديث وأعمال تخنتلف في فهمها وتصورها العقول و الفهام ،لهذا كان الخلف واقعا بين الصحابة أنفسهم وامازال كذلك ،وسيظل إلى يوم القياامة ،واما أحكم الامام امالك ـ رضي ا عنه ـ حين قال لبي جعفر وقد أراد أن يحمل الناس على الموطأ" :إن أصحاب رسول ا ص
تفرقوا في الامصار وعند كل قوم علم ،فإذا حملنتهم على رأي واحد تكون فنتنة" ،وليس العيب في الخلف ولكن العيب في النتعصب للرأي والحجر على عقول الناس وآرائهم ،هذه النظرة إلى الامور الخلفية جمعت القلوب المنتفرقة على الفكرة الواحدة ،وحسب الناس أن يجنتمعوا على اما يصير به المسلم امسلما كما قال زيد ـ رضي ا عنه ـ وكانت هذه النظرة ضرورية لجماعة تريد أن تنشر فكرة في بلد لم تهدأ بعد فيه ثائرة الخلف على أامور ل امعنى للجدل ول للخلف فيها .
- 2البعد عن هيمنة الكبراء و العيان : و أاما البعد عن هيمنة الكبراء و العيان فلنصرافهم عن هذه الدعوات الناشئة المجردة امن الغايات و الهواء إلى الدعوات القائمة ,النتي تسنتنتبع المغانم و تجر المنافع و لو في ظن الناس ل في حقيقة الحال , و لننا امعشر القائمين بدعوة الوخوان تعمدنا هذا ,لول عهد الدعوة بالظهور ,حنتى ل يطمس لونها الصافي لون آوخر امن ألوان الدعوات النتي يروج لها هؤلء الكبراء ,و حنتى ل يحاول أحد امنهم أن يسنتغلها أو يوجهها في غير الغاية النتي تقصد إليها ,و ذلك إلى أن كثير امن العظماء ينقصه الكمال السلامي الذي يجب أن ينتصف به المسلم العادي فضل عن المسلم العظيم الذي يحمل اسم دعوة إسلامية لرشاد الناس ,و على هذا فقد ظل هذا الصنف بعيدا عن الوخوان اللهم إل قليل امن الكرامين الفضلء ,يفهم فكرتهم و يعطف على غاينتهم و يشارك في أعمالهم و ينتمنى لهم النتوفيق و النجاح .
- 3البعد عن الهيئات و الحزاب وأاما البعد عن التصال بالحزاب و الهيئات فلما كان و ل يزال بين هذه الهيئات امن النتنافر و النتناحر الذي ل ينتفق امع أوخوة السلم ,و دعوة السلم عاامة تجمع و ل تفرق و ل ينهض بها و ل يعمل لها إل امن تجرد امن كل ألوانه و صار لله وخالصا ,و قد كان هذا المعنى امن قبل عسيرا على النفوس الطاامحة ,النتي تريد أن تصل عن طريق حزبينتها أو جماعنتها إلى اما تريد امن جاه و امال ,لهذا آثرنا أن ننتجنب الجميع و أن نصبر على الحرامان امن كثير امن العناصر الصالحة حنتى ينكشف الغطاء , و يدرك الناس بعض الحقائق المسنتورة عنهم فيعودوا إلى الخطة المثلى بعد النتجربة و قد اامنتلت قلوبهم باليقين و اليمان . و نحن الن وقد اشنتد ساعد الدعوة و صلب عودها و أصبحت تسنتطيع أن توجه و ل توجه و أن تؤثر و ل تنتأثر ,نهيب بالكبراء و العيان و الهيئات و الحزاب أن ينضموا إلينا ,و أن يسلكوا سبيلنا و أن يعملوا امعنا و أن ينتركوا هذه المظاهر الفارغة النتي ل غناء فيها ,و ينتوحدوا تحت لواء القرآن العظيم يسنتظلوا براية النبي الكريم و امنهاج السلم القويم , فإن أجابوا فهو وخيرهم و سعادتهم في الدنيا و الوخرة و تسنتطيع الدعوة بهم أن تخنتصر الوقت و الجهود ,و إن أبوا فل بأس علينا أن نننتظر قليل و نلنتمس المعونة امن ا و حده حنتى يحاط بهم أو يسقط في أيديهم و يضطرون إلى العمل للدعوة أذنابا و قد كانوا يسنتطيعون أن يكونوا ن( )يوسف: مو َ عَل ُ س ل َي ه ْ ن أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ ك َّ ه َوَل س ِ عَلى أ َه ْامس ِر س ِ ب َ غاس ِل ٌ ا َ رؤساء َ ) ,و ُ (21
- 4النتدرج في الخطوات وأاما النتدرج والعنتماد على النتربية ووضوح الخطوات في طريق الوخوان المسلمين ،فذلك أنهم اعنتقدوا أن كل دعوة لبد لها امن امراحل ثل ث: امرحلة الدعاية والنتعريف والنتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير امن طبقات الشعب ،ثم امرحلة النتكوين وتخير النصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف امن بين هؤلء المدعوين ،ثم بعد ذلك كله امرحلة النتنفيذ والعمل والننتاج ،وكثيرا اما تسير هذه المراحل الثل ث جنبا إلى جنب نظرا لوحدة الدعوة وقوة الرتباط بينها جميعا ،فالداعي يدعو ،وهو في الوقت نفسه ينتخير ويربي ،وهو في الوقت عينه يعمل وينفذ كذلك . ولكن لشك في أن الغاية الوخيرة أو الننتيجة الكااملة ل تظهر إل بعد عموم الدعاية وكثرة النصار ،وامنتانة النتكوين. في حدود هذه المراحل سارت دعوتنا ول تزال تسير ،فقد بدأنا بالدعوة فوجهناها إلى الامة في دروس امنتنتالية وفي رحلت امنتلحقة وفي امطبوعات كثيرة وفي حفلت عاامة ووخاصة ،وفي جريدة الوخوان المسلمين الولى ثم في امجلة النذير السبوعية ،ول زلنا ندعو ،وسنظل كذلك ،حنتى ل يكون هناك فرد واحد لم تصله دعوة الوخوان المسلمين على حقيقنتها الناصعة ،وعلى وجهها الصحيح ،ويأبى ا إل أن ينتم نوره، وأظن أننا وصلنا في هذه المرحلة إلى درجة نطمئن عليها وعلى اطراد السير فيها ،وصار امن ألزم واجباتنا أن نخطو الخطوة الثانية ،وخطوة الوخنتيار والنتكوين والنتعبئة . وخطونا الخطوة الثانية في صور ثل ث: 1ـ الكنتائب :ويراد بها تقوية الصف بالنتعارف ،وتمازج النفوس والرواح وامقاوامة العادات والمألوفات ،والمران على حسن الصلة بالله تبارك
وتعالى ،واسنتمداد النصر امنه ،وهذا هو امعهد النتربية الروحية للوخوان المسلمين. 2ـ الفرق للكشافة والجوالة واللعاب الرياضية :ويراد بها تقوية الصف بنتنمية جسوم الوخوان ،وتعويدهم الطاعة والنظام والوخلق الرياضية الفاضلة ،وإعدادهم للجندية الصحيحة النتي يفرضها السلم على كل امسلم ،وهذا هو امعهد النتربية الجسمية للوخوان المسلمين. 3ـ درس النتعاليم في الكنتائب أو في أندية الوخوان المسلمين :ويراد بها تقوية الصف بنتنمية أفكار الوخوان وعقولهم بدراسة جاامعة لهم اما يلزم الخ المسلم امعرفنته لدينه ودنياه ،وهذا هو امعهد النتربية العلمية والفكرية للوخوان المسلمين ،ذلك إلى امخنتلف نواحي النشاط الوخرى النتي يدرب بها الوخوان على الواجب الذي يننتظرهم كجماعة تعد نفسها لقيادة أامة ،بل لهداية العالمين. بعد أن نطمئن على اموقفنا امن هذه الخطوة نخطو إن شاء ا الخطوة الثالثة ،وهي الخطوة العملية النتي تظهر بعدها الثمار الكااملة لدعوة الوخوان المسلمين .
امصارحة أيها الوخوان المسلمون وبخاصة المنتحمسون المنتعجلون امنكم : اسمعوها امني كلمة عالية داوية امن فوق هذا المنبر في امؤتمركم هذا الجاامع :إن طريقكم هذا امرسوامة وخطواته اموضوعة حدوده .ولست امخالفا هذه الحدود النتي اقنتنعت كل القنتناع بأنها أسلم طريق للوصول ، أجل قد تكون طريقا طويلة ولكن ليس هناك غيرها .إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب ،فمن أراد امنكم أن يسنتعجل ثمرة قبل نضجها أو يقنتطف زهرة قبل أوانها فلست امعه في ذلك بحال ، ووخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها امن الدعوات .وامن
صبر امعي حنتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك علي ا ،ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين :إاما النصر والسيادة ،وإاما الشهادة والسعادة . أيها الوخوان المسلمون : ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول ،وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف ،وألزاموا الخيال صدق الحقيقة والواقع ،واكنتشفوا الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البراقة .ول تميلوا كل الميل فنتذروها كالمعلقة ،ول تصاداموا نوااميس الكون فأنها غلبة ،ولكن غالبوها واسنتخداموها وحولوا تيارها واسنتعينوا ببعضها علي بعض ،وترقبوا ساعة النصر واما هي امنكم ببعيد . أيها الوخوان المسلمون إنكم تبنتغون وجه ا وتحصيل امثوبنته ورضوانه ،وذلك امكفول لكم اما دامنتم امخلصين .ولم يكلفكم ا ننتائج العمال ولكن كلفكم صدق النتوجه وحسن السنتعداد ،ونحن بعد ذلك إاما امخطئون فلنا أجر العااملين المجنتهدين ،وإاما امصيبون فلنا أجر الفائزين المصيبين .علي أن النتجارب في الماضي والحاضر قد أثبنتت أنه ل وخير إل طريقكم ،ول إننتاج إل امع وخطنتكم ،ول صواب إل فيما تعملون ،فل تغاامروا بجهودكم ول تقاامروا بشعار نجاحكم .واعملوا وا امعكم ولن ينتركم أعمالكم س َلَرُؤو ٌ ف ا س ِبالَّنا س ِ ن َ م إ س ِ َّ ك ه ْ ماَن ُ ع س ِإي َ ضي َ ا س ِلُي س ِ ن ُ والفوز للعااملين )َوَاما َكا َ م( )البقرة. (143: حي ٌ َر س ِ
امنتي تكون وخطوتنا النتنفيذية ؟
أيها الوخوان المسلمون : نحن هنا في امؤتمر أعنتبره امؤتمرا عائليا يضم أسرة الوخوان المسلمين ، وأريد أن أكون امعكم صريحا للغاية فلم تعد تنفعنا إل المصارحة : إن اميدان القول غير اميدان الخيال ،واميدان العمل غير اميدان القول ، واميدان الجهاد غير اميدان العمل ،واميدان الجهاد الحق غير اميدان الجهاد الخاطئ . يسهل علي كثير ين أن ينتخيلوا ،ولكن ليس كل وخيال يدور بالبال يسنتطاع تصويره أقوال باللسان ،وإن كثيرين يسنتطيعون أن يقولوا ولكن قليل م ً امن هذا الكثير يثبت عند العمل ،وكثير امن هذا القليل يسنتطيع أن يعمل ، ولكن قليل امنهم يقدر علي حمل أعباء الجهاد الشاق والعمل المضني . وهؤلء المجاهدون وهم الصفوة القلئل امن النصار قد يخطئون الطريق ول يصيبون الهدف إن لم تنتداركهم عناية ا ،وفي قصة طالوت بيان لما أقول ،فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالنتربية الصحيحة والوخنتبار الدقيق واامنتحنوها بالعمل ،العمل القوي البغيض لديها الشاق عليها ،وافطموها عن شهواتها وامألوفاتها وعاداتها . وفي الوقت الذي يكون فيه امنكم ـ امعشر الوخوان المسلمين ـ ثلثمائة كنتيبة قد جهزت كل امنها نفسيا روحيا باليمان والعقيدة ،وفكريا بالعلم والثقافة ،وجسميا بالنتدريب والرياضة ،في هذا الوقت طالبوني بأن أوخوض بكم لحج البحار ،وأقنتحم بكم عنان السماء .وأغزو بكم كل عنيد جبار ،فإني فاعل إن شاء ا ،وصدق رسول ا القائل) :ولن يغلب اثنا عشر ألفا امن قلة( .إني أقدر لذلك وقنتا ليس طويل م ً بعد توفيق ا واسنتمداد امعوننته وتقديم إذنه وامشيئنته ،وقد تسنتطيعون أننتم امعشر نواب الوخوان وامندوبهم أن تقصروا هذا الجل إذا بذلنتم همنتكم وضاعفنتم جهودكم ،وقد تهملون فيخطئ هذا الحساب ،وتخنتلف الننتائج المنترتبة عليه ،فأشعروا أنفسكم العبء وألقوا الكنتائب وكونوا الفرق ، وأقبلوا علي الدروس ،وسارعوا إلي النتدريب وانشروا دعوتكم في
الجهاد النتي لم تصل إليها بعد ،ول تضيعوا دقيقة بغير عمل . وقد يظن امن يسمع هذا أن الوخوان المسلمين قليل عددهم أو ضعيف امجهودهم ،ولست إلى هذا أقصد وليس هذا هو امفهوم كلامي ، فالوخوان المسلمون والحمد لله كثيرون ،وإن جماعة يمثلها في هذا الجنتماع آلف امن أعضائها كل امنهم ينوب عن شعبة كااملة لكثر امن أن يسنتقل عددها أو ينسي امجهودها أو يغمط حقها ،ولكن أقصد إلى اما ذكرت أول امن أن رجل القول غير رجل العمل ,و رجل العمل غير رجل الجهاد ,و رجل الجهاد فقط غير رجل الجهاد المننتج الحكيم الذي يؤدي إلى أعظم الربح بأقل النتضحيات .
- 5إيثار الناحية العملية و أاما إيثار الناحية العملية فقد أثارها في نفوس الوخوان و دعا إليها في امنهاجهم أامور : امنها اما جاء في السلم وخاصا بهذه الناحية بالذات ,و امخافة أن تشوب هذه العمال شوائب الرياء فيسرع إليها النتلف و الفساد و الموازنة بين هذه النظرة و بين اما ورد في إذاعة الخير والامر به والمسارعة إلى إعلنه لينتعدى نفسه ,أامر دقيق قلما ينتم إل بنتوفيق . و امنها نفور الوخوان الطبيعي امن اعنتماد الناس على الدعايات الكاذبة و النتهريج الذي ليس امن ورائه عمل ,و اما أننتجه في هذه الامة امن أثر سيئ و تضليل كبير و فساد املموس . و امنها اما كان يخشاه الوخوان امن امعاجلة الدعوة بخصوامة حادة أو صداقة ضارة يننتج عن كليهما تعويق السير أو تعطيل عن الغاية . كل هذه أامور و ضعها الوخوان في اميزانهم آثروا أن يسيروا في دعوتهم بجد و إسراع و إن لم يشعر بهم إل امن حولهم ,و إن لم يؤثر ذلك إل في امحيطهم . قليل امن الناس امن يعرف أن الداعية امن دعاة الوخوان قد يخرج امن
عمله المصلحي في عصر الخميس ,فإذا هو في العشاء بالمنيا يحاضر الناس ,و إذا هو في صلة الجمعة يخطب بمنفلوط ,فإذا هو في العصر يحاضر بأسيوط ,و بعد العشاء يحاضر بسوهاج ,ثم يعود أدراجه هادئ النفس امطمئن القلب يحمد ا على اما وفقه إليه و ل يشعر به إل الذين اسنتمعوه . هذا امجهود لو قام به غير الوخوان لمل الدنيا صياحا و دعاية ,و لكن الوخوان ـ لما قدامت ـ يؤثرون أل يراهم الناس إل عااملين ,فمن أقنعه العمل فبها ,و امن لم يؤثر فيه العمل فلن يرشده القول . قد يقضي الخ شهرا أو شهرين بعيدا عن أهله و بينته و زوجه و ولده يدعو إلى ا ,هو في الليل امحاضر و في النهار امسافر ,يواما بحزوى و يواما بالعقيق ,فيلقي أكثر امن سنتين امحاضرة امن شرق القطر إلى غربه ,و قد تضم الحفلت النتي يحاضر فيها اللف امن امخنتلف الطبقات ,ثم هو بعد ذلك يوصي أل يكون امحل دعاية أو إعلن . يعقد الوخوان امعسكرا نموذجيا بالسكندرية قرابة شهر فيكون امعسكرا نموذجيا بحق ,يجمع رياضة الفكر و الروح إلى رياضة البدن و الجسم , و تنتمثل فيه بجلء وضوح المعاني الرياضية و العسكرية الكااملة ,و يدوم ذلك طول هذه الفنترة ,و يضم تحت وخياامه المباركة امائة امن الشباب النتقي المؤامن ,فل يكون لذلك صداه في غير امن حضروه امن الوخوان المسلمين . يعقد امؤتمر كمؤتمركم هذا و هو في الواقع أصدق برلمان لمصر إذ امثلت فيه امديرياتها و امراكزها و قراها و حواضرها امن كل الطبقات أصدق تمثيل ,و قد حضرتم جميعا ل يحملكم إلى ذلك إل الرغبة الكيدة في العمل المننتج ,فنوجه إليكم الدعوة و يضمكم امعشر الوخوان المسلمين هذا المكان المبارك . يقوم الوخوان المسلمون بهذا و بغيره امن ضروب الصلح النتي تننتج أحسن الثار ثم هم بذلك ل ينتشدقون و ل يباهون ,و ل يذكرون حنتى
الحقيقة فضل عن المبالغة و الغراق ,و لو كان بعض هذا النشاط و بعض هذه العمال امما يوفق إليه غير الوخوان امن الهيئات لملئوا الدنيا صراوخا ,و لسمعوا امن في المشرق و المغرب ,و عجب فنحن في عصر الدعايات . أيها الوخوان : ذلك المعنى الذي تقصدون إليه امعنى جميل حقا و وخطة امحمودة عند ا و عند الناس ,فادرجوا عليها و ل بأس عليكم ,و لكن ل حظوا أنكم الن و قد أرغمنتكم الدعوة على أن تنتخطوا الحواجز الخاصة إلى ا
لميادين الواسعة ,و قد أظهرت الدعوة نفسها فأوخذ الناس ينتساءلون عنها و عنكم ,و أوخذ بعض الفضوليين ينتطوع بنتصويركم لغيركم و هو ل يدري قليل و ل كثيرا امن شؤونكم ,فقد وجب عليكم أن تبينوا للناس غاينتكم و وسيلنتكم و حدود فكرتكم و امنهاج أعمالكم ,و أن تعلنوا هذه العمال على الناس ل للمباهاة بها و لكن للرشاد إلى اما فيها امن نفع للامة و وخير لبنائها فاكنتبوا إلى النذير و هي لسانكم ,و اكنتبوا إلى الصحف اليوامية و أظنها ل تقف ي سبيلكم ,و احرصوا على أن تكونوا صادقين ل تنتجاوزون الحقيقة ,و أن تكون دعاينتكم في حدود الدب الكاامل و الخلق الفاضل
و الحر ص النتام على جمع القلوب و تأليف الرواح ,و اسنتشعروا كلما م أ َنه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ن َ م ُّ ا َي ُ ظهرت دعوتكم أن الفضل في ذلك كله لله َ) :بلس ِ ُ ن( )الحجرات. (17: صاس ِدس ِقي َ م َ ن ُكه ْنُنت ه ْ ن إ س ِ ه ْ ما س ِ لي َ هَداُك ه ْ َ م س ِل س ِ
- 6إقبال الشباب على الدعوة و أاما إقبال الشباب على الدعوة ,و نموها في كثير امن الوساط النتي هي أوخصب المنابت للدعوات النتي هي أوخصب المنابت للدعوات امن الطبقات العااملة و الوسطى ,فنتوفيق كبير نحمد ا عليه ,فقد أقبل الشباب امن كل امكان على دعوة الوخوان يؤامن بها و يؤيدها و يناصرها ,و يعاهد ا على النهوض بحقها و العمل في سبيلها . تقدم سنتة امن شباب الجاامعة امنذ سنوات يهبون ا نفوسهم و جهودهم ,و علم ا امنهم ذلك فأيدهم و آزرهم ,فإذا بالجاامعة كلها امن أنصار الوخوان المسلمين تحبهم و تحنترامهم و تنتمنى لهم النجاح ,و إذا امن الشباب الجاامعي فئة كريمة امؤامنة تنتفانى في الدعوة و تبشر بها في كل امكان . قل امثل ذلك في الزهر الشريف ,و الزهر بطبعه امعقل الدعوة السلامية و اموئل السلم ,فليس غريبا عليه أن يعنتبر دعوة الوخوان المسلمين دعوته و أن يعد غاينتها غاينته ,و أن تمنتلئ الصفوف الوخوانية و الندية الوخوانية بشبابه الناهض و علمائه الفضلء و امدرسيه و وعاظه ,و أن يكون لهم جميعا أكبر الثر في نشر الدعوة و تأييدها و المناداة بها في كل امكان ,و لم يقنتصر إقبال الشباب على طوائف الطلبة و الفضلء و امن إليهم ,بل إن كثيرا امن طبقات الشعب المؤامنة أقبل على الدعوة و كان وخير امعوان في امناصرتها ,و إن كثيرا امن الشباب كان ضال فهداه ا و كان حائرا فأرشده ا ,و كانت المعصية له عادة فوفقه ا إلى الطاعة ,و كان ل يعرف له غاية امن الحياة فوضحت ء( )النور. (35: شا ُ ن َي َ ه َام ه ْ ا س ِلُنوس ِر س ِ أاماامه الغاية َ) ,يه ْهس ِدي ُ
و إنا لنعنتبر ذلك امن علامات النتوفيق و نلمس كل يوم تقداما جديدا في هذا الباب يدعونا إلى الامل القوي و المثابرة و امضاعفة الجهود َ) ,وَاما م( )آل عمران. (126: كي س ِ ح س ِ عس ِزيس ِز اه ْل َ ا اه ْل َ عه ْنس ِد س ِ ن س ِ صُر س ِإل س ِام ه ْ الَّن ه ْ
- 7سرعة الننتشار في القرى و المدن و أاما سرعة اننتشار الدعوة في القرى و المدن فقد قدامت لكم أن الدعوة نشأت في السماعيلية ,و ترعرعت في جوها الصافي و درجت على رامالها الممنتدة الجميلة ,يغذيها و ينميها اما ترى اما ترى كل صباح و امساء امن امظاهر الحنتلل الجنبي و السنتئثار الوربي بخير هذا البلد , فهذه قناة السويس علة الداء و أصل البلء ,و في الغرب المعسكر النجليزي بأدواته و امعداته ,و في المشرق المكنتب العام لدارة شركة القناة بأثاثه و رياسنته و عظمنته و امرتباته ,و المصري غريب بين كل هذه الجواء في بلده امحروم و غيره ينعم بخير وطنه ذليل ,و الجنبي يعنتز بما يغنتصبه امن اموارد رزقه ,كان هذا الشعور غذاء جميل و امدادا طيبا لدعوة الوخوان فبسطت رواقها في امنطقة القناة ثم تخطنتها إلى البحر الصغير ثم إلى امديرية الدقهلية ,تحنتل قلوب المؤامنين بها بذرة صغيرة امنتواضعة ,ثم ل تلبث أن تسنتولي على هذه القلوب و تسنتغرق شعورها و تفكيرها ,و تصبح للرجل أامل الامال و غاية الغايات فيدعو و يضحي و يبذل . و وخطت الدعوة إلى القاهرة بانداماج جمعية الحضارة السلامية بدعاتها و أدواتها إلى الوخوان ,إيمانا بفكرتهم و إيثارا للعمل امع الجماعة ,و زهادة في اللقاب و السماء ,و احنتقارا لهذه النانية الفردية النتي أفسدت علينا كل عمل ,ثم تبع ذلك تكون امكنتب الرشاد العام بالقاهرة و إشرافه على شعب الجماعة الناشئة في القاليم و البلدان ,و عمله الدائب على نشر الفكرة و إيصالها للبلدان النتي لم تنتصل بها بعد .
و دأب المكنتب بعد ذلك يقنتطع أعضاؤه امن قوتهم و أوقاتهم و جهودهم اما يسنتعينون به على وخدامة عقيدتهم في عفة السد ,و في طهارة اماء الغمام ,ل يمدون لحد يدا و ل يسألون كبيرا و ل هيئة شيئا ,و ل يأوخذون امن امال حكوامة و ل يطلبون امعونة أحد إل ا ,حنتى اننتشرت شعب الوخوان بسرعة فائقة في جميع نواحي القطر المصري امن أسوان إلى السكندرية إلى رشيد إلى بورسعيد إلى السويس إلى طنطا ,إلى الفيوم إلى بني سويف ,إلى المنيا ,إلى أسيوط ,إلى جرجا ,إلى قنا ,و فيما بين ذلك امن المراكز و القرى . و لم تقف عند هذه الحدود المصرية بل تجاوزتها إلى القسم الجنوبي امن الوطن الغالي ,إلى السودان المفدى ,ثم إلى بقية أجزاء الوطن السلامي العزيز :سوريا بأقساامها شرقا ,و المغرب بأقساامه غربا ,ثم إلى غير ذلك امن بقية بلدنا السلامية المباركة . كنا نوجه الدعوة و نعمل على اننتشارها ,أاما الن فقد صارت الدعوة تسبقنا إلى البلد و القرى و تضطرنا إلى املحقنتها و أداء حقوقها امهما كان في ذلك امن عنت و امن إرهاق ,و المهم أن الصلة بين هذه الهيئات كلها ليس امجرد النتشابه في السم أو الوحدة في المقصد العام ,كل بل إنها أقوى الصلت جميعا ,إنها صلة الحب العميق و النتعاون الوثيق ,و الرتباط القدسي المنتين ,و اللنتفاف النتام حول امحور الدعوة و امركزها ,و الوحدة و الشااملة في اللم و الامل و الجهاد و العمل ,و الوسائل و الغايات و المناهج و الخطوات ,و ليس بعد ذلك زيادة لمسنتزيد . و ليست هذه الهيئات في البلدان القرى امقنتصرة في عملها على تنفيذ تعليمات المكنتب الرئيسي لها بالقاهرة ,بل إنها تجد و تعمل في امناحي الخدامة العاامة فنتبني أندينتها ,و كثير امنها قد بنى داره و أصبحت املكا وخالصا له وخاصا به ,و كثير امنها كذلك قام بالكثير امن المشروعات الخيرية و القنتصادية و الجنتماعية ,و جميعها دائمة النشاط جمة الننتاج
كما أن صلة المكنتب بفروعه و هيئاته المخنتلفة ليست صلة الرئيس بالمرؤوس ,و ليس صلة الدارة البحنتة و الشراف العلمي فقط ,و لكنها صلة فوق ذلك كله :صلة الروح أول ,و صلة أفراد السرة الواحدة بعضهم ببعض ,النتزاور في ا ,فدعاة الوخوان يزورن إوخوانهم و يخنتلطون بهم و يعرفون أهم اما ينتصل بحياتهم و شؤونهم الخاصة و العاامة ,و لم ينتوفر ذك لهيئة امن الهيئات القائمة فيما أعلم ,وذلك فضل ا يؤتيه امن يشاء . أيها الوخوان : ل أكنتمكم أني امزهو بهذه الوحدة الوخوانية الصادقة ,فخور بهذا الرتباط الرباني القوي المنتين ,عظيم الامل في المسنتقبل ,اما دامنتم كذلك أوخوة في ا امنتحابين امنتعاونين ,فاحرصوا على هذه الوحدة فإنها سلحكم و عدتكم . و عن كثيرا امن الناس لينتساءل :و امن أين يقوم الوخوان المسلمون بنفقات هذه الدعوة ,و هي نفقات كثيرة تعجز الغنياء فضل عن الفقراء ؟ أل فليعلم هؤلء و ليعلم غيرهم أن الوخوان المسلمين ل يبخلون على دعوتهم يواما امن اليام بقوت أولدهم و عصارة دامائهم و ثمن ضرورياتهم ,فضل عن كمالياتهم و الفائض امن نفقاتهم ,و أنهم يوم أن حملوا هذا العبء عرفوا جيدا أنها دعوة ل ترضى بأقل امن الدم و المال شَنتَرى ا ا ه ْ ن َ ,فخرجوا عن ذلك كله لله و فقهوا امعنى قوله تعالى ) :إ س ِ َّ جَّنَة( )النتوبة , (111:فقبلوا م اه ْل َ ن َلُه ُ م س ِبَأ َّ م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ سُه ه ْ ن أ َه ْنُف َ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ س ِام َ البيع و قداموا البضاعة عن رضا و طيب نفس ,امعنتقدين أن الفضل كله لله ,فاسنتغنوا بما في أيديهم عما في أيدي الناس ,و امنحهم ا البركة في القليل فأننتج الكثير . إلى الن أيها الوخوان لم يمنح امكنتب الرشاد العام إعانة واحدة امن
حكوامة أيا كانت ,و ها هو يباهي و يفاوخر و ينتحدى الناس جميعا أن يقول أحدهم إن هذا المكنتب قد دوخل وخزاننته قرش واحد امن غير جيوب أعضائه ,و لسنا نريد إل هذا ،ولن نقبل إل امن عضو أو امن امحب ،ولن نعنتمد علي الحكوامات في شيء ،ول تجعلوا في ترتيبكم ول امنهاجكم ا َكا َ ن ن َ ضس ِلس ِه إ س ِ َّ ن َف ه ْ ا س ِام ه ْ سَأُلوا َ ذلك ول تنظروا إليه ول تعملوا له َ) ،وا ه ْ عس ِليما( )النساء.(32: ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ ك ِّ س ِب ُ تلك أيها الوخوان بعض وخصائص دعوتكم ،اننتهزت هذه الفرصة لتحد ث إليكم عنها ،وأننتقل بعد ذلك إلى ناحية هاامة امن نواحي الدعوة قد يلنتبس الامر في اموقف الوخوان امنها علي كثير امن الناس ،وربما وخفي علي بعض الوخوان أنفسهم حنتى نحدد امعا ونكشف امعا اما عسي أن يكون امن إبهام .
امنهاج الوخوان المسلمين الغاية والوسيلة أظنكم أيها الوخوة الفضلء قد عرفنتم امن هذا الحديث الطويل غاية الوخوان ووسيلنتهم وامهمنتهم تمااما . إن غاية الوخوان تنحصر في تكوين جيل جديد امن المؤامنين بنتعاليم السلم الصحيح يعمل علي صبغ الامة بالصبغة السلامية الكااملة في كل امظاهر حياتها :صيغة ا وامن أحسن امن ا صيغة وأن وسيلنتهم في ذلك تنحصر في تغيير العرف العام وتربية أنصار الدعوة علي هذه النتعاليم حنتى يكونوا قدوة لغيرهم في النتمسك بها والحر ص عليها والنزول علي حكمها ؛ وأنهم ساروا إلى غاينتهم في حدود وسيلنتهم فوصلوا إلى درجة امن النجاح يطمئنون إليها ويحمدون ا عليها ،و أظنني لست في حاجة إلي امزيد شرح أو بيان في هذه الناحية .
الوخوان والقوة والثورة وينتساءل كثير امن الناس :هل في عزم الوخوان المسلمين أن يسنتخداموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلى غاينتهم ؟ وهل يفكر الوخوان المسلمين في إعداد ثورة عاامة علي النظام السياسي أو النظام الجنتماعي في امصر ؟ .... ول أريد أن أدع هؤلء المنتسائلين في حيرة ،بل إني أننتهز هذه الفرصة فأكشف اللثام عن الجواب السافر لهذا في وضوح وفي جلء ،فليسمع امن يشاء . أاما القوة فشعار السلم في كل نظمه و تشريعاته ,فالقرآن الكريم ط ن س ِرَبا س ِ ة َوس ِام ه ْ ن ُقَّو أ ٍ م س ِام ه ْ عُنت ه ْ ط ه ْ سَنت َ م َاما ا ه ْ ع ُّدوا َلُه ه ْ ينادي في وضوح و جلءَ) :وأ َ س ِ م( )لنفال.(60: عُدَّوُك ه ْ ا َو َ عُدَّو س ِ ن س ِبس ِه َ هُبو َ ل ُته ْر س ِ خه ْي س ِ اه ْل َ و النبي يقول )المؤامن القوي وخير امن المؤامن الضعيف( ,بل إن القوة شعار السلم حنتى في الدعاء و هو امظهر الخشوع و المسكنة , واسمع اما كان يدعو به النبي في وخاصة نفسه و يعلمه أصحابه و يناجي جس ِز ع ه ْ ن اه ْل َ ك س ِام َ نَ ،وَأعوُذ س ِب َ حَز س ِ م َواه ْل َ ن اه ْلَه تّ ك س ِام َ م إ س ِتّني َأعوُذ س ِب َ به ربه ) :التّلُه تّ ن َوَقه ْهس ِر غَلَبس ِة التّده ْي س ِ ك س ِامنه ْ َ ل َوأعوُذ س ِب َ خ س ِ ن واه ْلُب ه ْ جه ْب س ِ ن اه ْل ُ ك س ِام َ لَ ،وأعوُذ س ِب َ س س ِ ك َ َواه ْل َ جال( ,أل ترى في هذه الدعية أنه قد اسنتعاذ بالله امن كل امظهر امن التّر َ امظاهر الضعف :ضعف الرادة بالهم و الحزن ,و ضعف الننتاج بالعجز و الكسل ,و ضعف الجيب و المال بالجبن و البخل ,و ضعف العزة و الكراامة بالدين و القهر ؟ ..فماذا تريد امن إنسان ينتبع هذا الدين إل أن يكون قويا في كل شيء ,شعاره القوة في كل شيء ؟ ..فالوخوان المسلمون لبد أن يكونوا أقوياء ,و لبد أن يعملوا في قوة . و لكن الوخوان المسلمين أعمق فكرا و أبعد نظرا امن أن تسنتهويهم سطحية العمال و الفكر ,فل يغوصوا في أعماقها و ل يزنوا ننتائجها و اما يقصد امنها و اما يراد بها ,فهم يعلمون أن أول درجة امن درجات القوة
قوة العقيدة و اليمان ,ثم يلي ذلك قوة الوحدة و الرتباط ,ثم بعدهما قوة الساعد و السلح ,و ل يصح أن توصف جماعة بالقوة حنتى تنتوفر لها هذه المعاني جميعا ,و أنها إذا اسنتخدامت قوة الساعد و السلح و هي امفككة الوصال امضطربة النظام أو ضعيفة العقيدة وخاامدة اليمان فسيكون امصيرها الفناء و الهلك . هذه نظرة ,و نظرة أوخرى :هل أوصى السلم ـ و القوة شعاره ـ باسنتخدام القوة في كل الظروف و الحوال ؟ أم حدد لذلك حدودا و اشنترط شروطا و وجه القوة توجيها امحدودا ؟ و نظرة ثالثة :هل تكون القوة أول علج أم أن آوخر الدواء الكي ؟ و هل امن الواجب أن يوازن النسان بين ننتائج اسنتخدام القوة النافعة و ننتائجها الضارة و اما يحيط بهذا السنتخدام امن ظروف ؟ أم امن واجبه أن يسنتخدم القوة و ليكن بعد ذلك اما يكون ؟ هذه نظرات يلقيها الوخوان المسلمون على أسلوب اسنتخدام القوة قبل أن يقداموا عليه ,و الثورة أعنف امظاهر القوة ,فنظر الوخوان المسلمون إليها أدق و أعمق ,و بخاصة في وطن كمصر جرب حظه امن الثورات فلم يجن امن ورائها إل اما تعلمون . و بعد كل هذه النظرات و النتقديرات أقول لهؤلء المنتسائلين :إن الوخوان المسلمين سيسنتخدامون القوة العملية حيث ل يجدي غيرها ، وحيث يثقون أنهم قد اسنتكملوا عدة اليمان والوحدة ،وهم حين ل، يسنتخدامون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أو م ً ويننتظرون بعد ذلك ثم يقدامون في كراامة وعزة ،ويحنتملون كل ننتائج اموقفهم هذا بكل رضاء وارتياح. وأاما الثورة فل يفكر الوخوان المسلمون فيها ,ول يعنتمدون عليها ،ول يؤامنون بنفعها وننتائجها ،وإن كانوا يصارحون كل حكوامة في امصر بأن الحال إذا داامت علي هذا المنوال ولم يفكر أولو الامر في إصلح عاجل وعلج سريع لهذا المشاكل ،فسيؤدي ذلك حنتما إلي ثورة ليست امن
عمل الوخوان المسلمين ول امن دعوتهم ،ولكن امن ضغط الظروف وامقنتضيات الحوال ،وإهمال امرافق الصلح ,وليست هذه المشاكل النتي تنتعقد بمرور الزامن و يسنتفحل أامرها بمضي اليام إل نذيرا امن هذه النذر ،فليسرع المنقذون بالعمال .
الوخوان المسلمون والحكم وينتساءل فريق آوخر امن الناس :هل في امنهاج الوخوان المسلمين أن يكونوا حكوامة وأن يطالبوا بالحكم ؟ واما وسيلنتهم إلى ذلك ؟ ... ول أدع هؤلء المنتسائلين أيضا في حيرة ،ول نبخل عليهم بالجواب . فالوخوان المسلمون يسيرون في جميع وخطواتهم وآامالهم وأعمالهم علي هدي السلم الحنيف كما فهموه ،وكما أبانوا عن فهمهم هذا في أول هذه الكلمة .وهذا السلم الذي يؤامن به الوخوان المسلمون يجعل الحكوامة ركنا امن أركانه ،ويعنتمد علي النتنفيذ كما يعنتمد علي الرشاد ،وقديما قال الخليفة الثالث رضي ا عنه ) :إن ا ليزع بالسلطان اما ل يزع بالقرآن( .وقد جعل النبي صلي ا عليه وسلم الحكم عروة امن عري السلم .والحكم امعدود في كنتبنا الفقهية امن العقائد والصول ،ل امن الفقهيات والفروع ،فالسلم حكم وتنفيذ ،كما هو تشريع وتعليم ،كما هو قانون وقضاء ،ل ينفك واحد امنها عن الوخر .والمصلح السلامي إن رضي لنفسه أن يكون فقيها امرشدا يقرر الحكام ويرتل النتعاليم ويسرد الفروع والصول ،وترك أهل النتنفيذ يشرعون للامة اما لم يأذن به ا ويحملونها بقوة النتنفيذ علي امخالفة أواامره ،فان الننتيجة الطبيعية أن صوت هذا المصلح سيكون صروخة في واد ونفخة في راماد كما يقولون . قد يكون امفهواما أن يقنع المصلحون السلاميون برتبة الوعظ و الرشاد إذا وجدوا امن أهل النتنفيذ امن أهل النتنفيذ إصغاء لواامر ا و تنفيذا
لحكاامه و إيصال لياته و لحاديث نبيه ,و أاما الحال كما نرى :النتشريع السلامي في واد و النتشريع الفعلي في واد آوخر ,فإن قعود المصلحين السلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية ل يكفرها إل النهوض واسنتخل ص قوة النتنفيذ امن أيدي الذين ل يدينون بأحكام السلم الحنيف . هذا كلم واضح لم نأت به امن عند أنفسنا ,و لكننا نقرر به أحكام السلم الحنيف وعلى هذا فالوخوان المسلمون ل يطلبون الحكم لنفسهم فإن وجدوا امن الامة امن يسنتعد لحمل العبء وأداء هذه الامانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه وإن لم يجدوا فالحكم امن امنهاجهم وسيعملون لسنتخلصه امن أيدي كل حكوامة ل تنفذ أواامر ا . وعلى هذا فالوخوان المسلمون أعقل و أحزم امن أن ينتقداموا لمهمة الحكم و نفوس الامة على هذا الحال ,فلبد امن فنترة تننتشر فيها امبادئ الوخوان و تسود ,و ينتعلم فيها الشعب كيف يؤثر المصلحة العاامة على المصلحة الخاصة . و كلمة لبد أن نقولها في هذا الموقف :هي أن الوخوان المسلمين لم يروا في حكوامة امن الحكوامات النتي عاصروها ـ و ل الحكوامة القائمة و ل الحكوامة السابقة ,و ل غيرهما امن الحكوامات الحزبية ـ ن ينهض بهذا العبء أو امن يبدي السنتعداد الصحيح لمناصرة الفكرة السلامية , فلنتعلم الامة ذلك ,و لنتطالب حكاامها بحقوقها السلامية ,و ليعمل الوخوان المسلمون . و كلمة ثانية :أنه ليس أعمق في الخطأ امن ظن بعض الناس أن الوخوان المسلمين كانوا في أي عهد امن عهود دعوتهم امطية لحكوامة امن الحكوامات ,أو امنفذين لغاية غير غاينتهم ,أو عااملين على امنهاج غير امنهاجهم ,فليعلم ذلك امن لم يكن يعلمه امن الوخوان و امن غير الوخوان .
الوخوان المسلمون و الدسنتور وينتساءل كذلك فريق امن الناس اما اموقف امجموعة الوخوان المسلمين امن الدسنتور المصري ؟ و لسيما بعد أن كنتب الخ صالح أفندي عشماوي رئيس تحرير امجلة النذير في هذا الموضوع ,و تناولت كنتابنته صحيفة ) امصر الفنتاة ( بالنقد و الموازنة ,و هذه فرصة طيبة لتحد ث إلى حضراتكم فيها عن رأي الوخوان المسلمين و اموقفهم امن الدسنتور المصري ,وأحب قبل هذا أن نفرق دائما بين ) الدسنتور ( وهو نظام الحكم العام الذي ينظم حدود السلطات وواجبات الحاكمين وامدى صلنتهم بالمحكوامين ,وبين ) القانون ( وهو الذي ينظم صلة الفراد بعضهم ببعض ويحمى حقوقهم الدبية والمادية ويحاسبهم على اما يأتون امن أعمال . و أسنتطيع بعد هذا البيان أن أجلي لكم اموقفنا امن نظام الحكم الدسنتوري عاامة ,و امن الدسنتور المصري وخاصة : الواقع أيها الوخوان :أن الباحث حين ينظر إلى امبادئ الحكم الدسنتوري النتي تنتلخص في المحافظة على الحرية الشخصية بكل أنواعها ,وعلى الشورى واسنتمداد السلطة امن الامة وعلى امسئولية الحكام أامام الشعب و امحاسبنتهم على اما يعملون امن أعمال ,وبيان حدود كل سلطة امن السلطات هذه الصول كلها ينتجلى للباحث أنها تنطبق كل النطباق على تعاليم السلم ونظمه وقواعده في شكل الحكم . ولهذا يعنتقد الوخوان المسلمون أن نظام الحكم الدسنتوري هو أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى السلم ،وهم ل يعدلون به نظااما آوخر .
بقي بعد ذلك أامران :أولهما النصو ص النتي تصاغ في قالبها هذه المبادئ ,و ثانيهما طريقة النتطبيق النتي تفسر بها عمليا هذه النصو ص , إن المبدأ السليم القويم قد يوضع في نص امبهم غاامض فيدع امجال للعبث و بسلامة المبدأ في ذاته ,و إن النص الظاهر الواضح للمبدأ السليم القويم قد يطبق و ينفذ بطريقة يمليها الهوى و توحيها الشهوات , فيذهب هذا النتطبيق بكل اما يرجى امن فائدة . و إذا تقرر هذا فإن امن نصو ص امن الدسنتور المصري اما يراه الوخوان المسلمون غاامضا امبهما يدع امجال واسعا للنتأويل و النتفسير الذي تمليه الغايات و الهواء ,فهي في حاجة إلى وضوح و إلى تحديد و بيان ... هذه واحدة ,و الثانية :هي أن طريقة النتنفيذ النتي يطبق بها الدسنتور ,و ينتوصل بها إلى جني ثمرات الحكم الدسنتوري في امصر ,طريقة أثبنتت النتجارب فشلها و جنت الامة امنها الضرار ل المنافع ,فهي في حاجة شديدة إلى تحوير و إلى تعديل يحقق المقصود و يفي بالغاية . و حسبنا أن نشير هنا إلى قانون الننتخاب ,و هو وسيلة اوخنتيار النواب الذين يمثلون الامة و يقوامون بنتنفيذ دسنتورها و حماينته ,و اما جره هذا القانون على الامة امن وخصوامات و حزازات ,و اما أننتجه يشهد به الواقع الملموس ,و لبد أن تكون فينا الشجاعة الكافية لمواجهة الوخطاء و العمل على تعديلها . لهذا يعمل الوخوان المسلمون جهدهم حنتى تحدد النصو ص المبهمة في الدسنتور المصري ,و تعدل الطريقة النتي ينفذ بها هذا الدسنتور في البلد ,و أظن أن اموقف الوخوان قد وضح بهذا البيان ,و ردت الامور إلى نصابها الصحيح . إن الخ صالح أفندي عشماوي قد أراد أن يعبر في امقاله الول عن وجهة النقد النتي يراها الوخوان فاحنتد و اشنتد ,و لما نبهناه إلى أن هذا
ليس اموقفنا في الواقع ,فنحن نسلم بالمبادئ الساسية للحكم الدسنتوري باعنتبارها امنتفقة بل امسنتمدة امن نظام السلم ,و إنما ننقد البهام و طرائق النفاذ ,أراد أن يعبر عن ذلك و يقر الامر في وضعه الطبيعي بالنسبة للوخوان فنتساهل و لن ,و هو في كل الموقفين امأجور ,فالخير أراد ,و نية المرء وخير امن عمله ,و نحن نشكر الذين أوخذوا على الخ صالح أفندي هذا الموقف ,و ل يضره فيما أعنتقد أن يسنتفيد امن هذا النتنبيه فيؤثر العنتدال في كل حال ,و أعنتقد أنه ل امجال لقول بعد هذا البيان ,أاما الامثلة النتفصيلية و الدلة الوافية و وصف طرائق العلج و الصلح ففي رسالة وخاصة إن شاء ا .
لوخوان المسلمون و القانون قدامت أن الدسنتور شيء و القانون شيء آوخر ,و قد أبنت اموقف الوخوان امن الدسنتور ,و أبين لحضراتكم الن اموقفهم امن القانون . إن السلم لم يجئ وخلوا امن القوانين ،بل هو قد أوضح كثيرا امن أصول النتشريع وجزئيات الحكام ،سواء أكانت امادية أم جنائية ،تجارية أم دولية ،والقرآن والحاديث فياضة بهذه المعاني ،وكنتب الفقهاء غنية كل الغنى بكل هذه النواحي ،وقد اعنترف الجانب أنفسهم بهذه الحقيقة ،وأقرها امؤتمر لهاي الدولي أامام اممثلي الامم امن رجال القانون في العالم كله . فمن غير المفهوم ول المعقول أن يكون القانون في أامة إسلامية ضا امع تعاليم دينها وأحكام قرآنها وسنة نبيها ،امصطداما كل امنتناق م ً الصطدام بما جاء عن ا ورسوله ،وقد حذر ا نبيه ص امن ذلك امن ا َول َتَّنتس ِب ه ْ ع ل ُ ما أ َه ْنَز َ م س ِب َ م َبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ ح ُ ن ا ه ْ قبل ،فقال تبارك وتعالىَ) :وأ َ س ِ ن َتَوَّله ْوا ك َفس ِإ ه ْ ا إ س َِله ْي َ ل ُ ض َاما أ َه ْنَز َ ع س ِ ن َب ه ْ ع ه ْ ك َ ن َيه ْفس ِنتُنو َ م أ َ ه ْ ه ه ْ حَذه ْر ُ م َوا ه ْ ه ه ْ ء ُ هَوا َ أ َ ه ْ ن َكس ِثيرا س ِامنَ الَّنا س ِ س م وَإ س ِ َّ ض ُذُنوس ِبس ِه ه ْ ع س ِ م س ِبَب ه ْ صيَبُه ه ْ ن ُي س ِ ا أ َ ه ْ ما ُيس ِريُد ُ م أ ََّن َ عَل ه ْ َفا ه ْ
كما س ِلَقه ْو أ ٍ م ح ه ْ ا ُ ن س ِ سنُ س ِام َ ح َ ن أ َ ه ْ ن َوَام ه ْ غو َ هس ِلَّيس ِة َيه ْب ُ جا س ِ م اه ْل َ ك َ ح ه ْ ن ,أ ََف ُ سُقو َ َلَفا س ِ ما م س ِب َ ك ه ْ ح ُ م َي ه ْ ن( )المائدة , (50-49:ذلك بعد قوله تعالىَ) :وَامنه ْ َل ه ْ ُيوس ِقُنو َ ن( )المائدة, 44: سُقو َ ن ـ اه ْلَفا س ِ مو َ ظاس ِل ُ ن ُـ ال َّ كاس ِفُرو َ م اه ْل َ ه ُ ك ُ ا َفُأوَلس ِئ َ ل ُ أ َه ْنَز َ ، (47 , 45فكيف يكون اموقف المسلم الذي يؤامن بالله وكلماته إذا سمع هذه اليات البينات وغيرها امن الحاديث والحكام ،ثم رأى نفسه امحكواما بقانون يصطدم امعها؟ فإذا طالب بالنتعديل قيل له :إن الجانب ل يرضون بهذا ول يوافقون عليه ،ثم يقال بعد هذا الحجر والنتضييق : إن المصريين امسنتقلون وهم لم يملكوا بعد أن ينتمنتعوا بحرية الدين، وهي أقدس الحريات . على أن هذه القوانين الوضعية كما تصطدم بالدين ونصوصه تصطدم بالدسنتور الوضعي نفسه الذي يقرر أن دين الدولة هو السلم ,فكيف نوافق بين هذين يا أولى اللباب ؟ وإذا كان ا ورسوله قد حرم الزنا وحظر الربا وامنع الخمور وحارب الميسر وجاء القانون يحمى الزانية و الزاني ويلزم بالربا ويبيح الخمر وينظم القمار فكيف يكون اموقف المسلم بينهما ؟ أيطيع ا ورسوله ويعصى الحكوامة وقانونها وا وخير وأبقى ؟ أم يعصى ا ورسوله ويطيع الحكوامة فيشقى في الوخرة والولى ؟ نريد الجواب على هذا امن رفعة رئيس الحكوامة و امعالي وزير العدل و امن علمائنا الفضلء الجلء . أاما الوخوان المسلمون فهم ل يوافقون على هذا القانون أبدا ول يرضونه بحال وسيعملون بكل سبيل على أن يحل امكانه النتشريع السلامي العادل الفاضل في نواحي القانون ولسنا هنا في امقام الرد على اما قيل في هذه الناحية امن شبهات أو اما يعنترض سبيلها امن توهم العقبات ولكننا في امقام بيان اموقفنا الذي عملنا وسنعمل عليه امنتخطين
في سبيله كل عقبة اموضحين كل شبهة حنتى ل تكون فنتنة ويكون الدين كله لله . و لقد تقدم الوخوان المسلمون إلى امعالي وزير العدل بمذكرة إضافية في هذا الموضوع ,و لقد حذروا الحكوامة في نهاينتها امن إحراج الناس هذا الحراج ,فالعقيدة أثمن اما في الوجود ,و سوف يعاودون الكتّرة , ه َوَله ْو َكس ِر َ ه م ُنوَر ُ ن ُيس ِنت َّ ا س ِإل أ َ ه ْ و سوف ل يكون ذلك آوخر امجهودهم )َوَيه ْأَبى ُ ن()النتوبة(32: كاس ِفُرو َ اه ْل َ
الوخوان والقوامية والعروبة والسلم كثيرا اما تنتوزع أفكار الناس في هذه النواحي الثلثة :الوحدة القوامية والوحدة العربية والوحدة السلامية وقد يضيفون إلى ذلك الوحدة الشرقية ثم تنطلق اللسنة والفكار بالموازنة بينها وإامكان تحققها أو صعوبة ذلك الامكان ،وامبلغ الفائدة أو الضر امنها و النتشجيع لبعضها دون البعض الوخر . فما اموقف الوخوان المسلمين امن هذا الخليط وامن الفكار والمناحي ؟ ول سيما وكثير امن الناس يغمزون الوخوان المسلمين في وطنينتهم ويعنتبرون تمسكهم بالفكار السلامية امناعة إياهم امن الوخل ص للناحية الوطنية . والجواب عن هذا أننا لن نحيد عن القاعدة النتي وضعناها أساسا لفكرتنا وهى السير على هدى السلم وضوء تعاليمه الساامية .فما اموقف السلم نفسه امن هذه النواحي ؟ إن السلم قد فرضها فريضة لزامة ل امنا ص امنها وأن يعمل كل إنسان لخير بلده وأن ينتفانى في وخدامنته ,و أن يقدم أكثر اما يسنتطيع امن الخير
للامة النتي يعيش فيها وأن يقدم في ذلك القرب فالقرب رحما وجوارا حنتى أنه ل يجز أن تنقل الزكوات أبعد امن امسافة القصر – إل لضرورة – إيثارا للقربين بالمعروف فكل امسلم امفروض عليه أن يسد الثغرة النتي هي عليها وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه وامن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية لن ذلك امفروض عليه امن رب العالمين وكان الوخوان المسلمون بالنتالي أشد الناس حرصا على وخير وطنهم وتفانيا في وخدامة قوامهم ,وهم ينتمنون لهذه البلد العزيزة المجيدة كل عزة وامجد وكل تقدم ورقى ,وكل فلح ونجاح ,و قد اننتهت إليها رياسة الامم السلامية بحكم ظروف كثيرة تضافرت على هذا الوضع الكريم ,و إن حب المدينة لم يمنع رسول ا أن يحن إلى امكة و أن يقول لصيل ,و قد أوخذ يصفها )يا أصيل دع القلوب تقر( و أن يجهل بلل يهنتف في قرارة نفسه : أل ليت شعري هل أبينتن ليلة وهل أردن يواما اميـاه امجنة
بواد وحولي إذوخر وجليـل وهل يبدون لي شاامة وطفيل
فالوخوان المسلمون يحبون وطنهم ,ويحرصون على وحدته القوامية بهذا العنتبار ل يجدون غضاضة على أي إنسان يخلص لبلده ,وأن يفنى في سبيل قوامه وأن ينتمنى لوطنه كل امجد وكل عزة وفخار ,هذا امن وجهة القوامية الخاصة . ثم إن السلم الحنيف نشأ عربيا و وصل إلى الامم عن طريق العرب ,و جاء كنتابه بلسان عربي امبين ,و توحدت الامم باسمه على هذا اللسان يوم كان المسلمون امسلمين ,و قد جاء في الثر :إذا ذل العرب ذل السلم ,و قد تحقق هذا المعنى حين دال سلطان العرب السياسي و اننتقل المر امن أيديهم إلى غيرهم امن العاجم و الديلم و امن إليهم , فالعرب هم عصبة السلم و حراسه .
و أحب هنا أن ننوه إلى أن الوخوان المسلمين يعنتبرون العروبة ,كما عرفها النبي ,فيما يرويه ابن كثير عن امعاذ بن جبل رضي ا عنه ) :أل إن العربية اللسان ,أل إن العربية السان( . وامن هنا كانت وحدة العرب أامرا لبد امنه لعادة السلم وإقاامة دولنته وإعزاز سلطانه ,وامن هنا وجب على كل امسلم أن يعمل لحياء الوحدة العربية وتأييدها وامناصرتها ،وهذا اموقف امجموعة البحث امن الوحدة العربية . بقي علينا أن نحدد اموقفنا امن الوحدة السلامية ,و الحق أن السلم كما هو عقيدة وأنه قضى على الفوارق النسبية بين الناس فالله تبارك ة( )الحجرات , (10:والنبي صلى ا وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ وتعالى يقول ) :إ س َِّن َ عليه وسلم قال) :المسلم أوخو المسلم( والمسلمون تنتكافأ داماؤهم ويسعى بذامنتهم أدناهم وهم يد على سواهم . فالسلم والحالة هذه ل يعنترف بالحدود الجغرافية ول يعنتبر الفروق الجنسية والداموية ,ويعنتبر المسلمين جميعا أامة واحدة ,ويعنتبر الوطن السلامي وطنا واحدا امهما تباعدت أقطاره وتناءت حدوده . وكذلك الوخوان المسلمون يقدسون هذه الوحدة ويؤامنون بهذه الجاامعة ,ويعملون لجمع كلمة المسلمين وإعزاز أوخوان السلم وينادون بأن وطنهم هو كل شبر أرض فيه امسلم يقول )ل إله إل ا امحمد رسول ا( واما أروع اما قال في هذا المعنى شاعر امن شعراء الوخوان : ولست أدرى سوى السلم لي وكلمـــا ذكر اسم ا فى بلــد
وطنا الشام فيها و وادي النيل سيان عددت أرجاءه امن لب أوطـاني
يقول بعض الناس :إن ذلك يناقض تيار الفكرة السائدة في العالم فكرة النتعصب للجناس و اللوان ,و العالم الن تجربة اموجة القواميات الجنسية ,فكيف تقفون أامام هذا النتيار ,و كيف تخرجون على اما اتفق عليه الناس ؟ و جواب ذلك أن الناس يخطئون و أن ننتائج وخطئهم في ذلك ظاهرة املموسة في إقلق راحة الامم و تعذيب ضمائر الشعوب امما ل يحنتاج إلى برهان ,و ليست امهمة الطبيب أن يجاري المرضى و لكن أن يعالجهم و أن يهديهم سواء السبيل ,و تلك امهمة السلم و امن وصل دعوته بالسلم . و يقول آوخرون :إن ذلك غير اممكن و العمل له عبث ل طائل امن تحنته و امجهود ل فائدة امنه ,و وخير للذين يعملون لهذه الجاامعة أن يعملوا لقواامهم يخداموا أوطانهم الخاصة بجهودهم . و الجواب على هذا أن هذه لغة الضعف و السنتكانة ,فقد كانت هذه الامم امفرقة امن قبل امنتخالفة في كل شيء :الدين و اللغة ,و المشاعر و الامال و اللم ,فوحدها السلم و جمع قلوبها على كلمة سواء ,و امازال السلم كما هو بحدوده و رسوامه ,فإذا وجد امن أبنائه امن ينهض بعبء الدعوة إليه و تجديده في نفوس المسلمين ,فإنه يجمع هذه الامم جميعا امن جديد كما جمعها امن قديم ,و العادة أهون امن البنتداء ,و النتجربة أصدق دليل على الامكان . يهنتف بعض الناس بعد هذا بالوحدة الشرقية ,و أظن أنه لم يثر هذه النعرة في نفوس الهاتفين بها إل تعصب الغربيين لغربهم و سوء عقيدتهم في الشرق و أبنائه ,و هم في ذلك امخطئون ,و إذا اسنتمر الغربيون على عقيدتهم هذه فسنتجر عليهم الوبال و النكال ,و الوخوان المسلمون ل ينظرون إلى هذه الوحدة الشرقية إل امن وخلل هذه
العاطفة فقط ,و الشرق و الغرب عندهم سيان إذا اسنتوى اموقفهما امن السلم ,و هم ل يزنون الناس إل بهذا الميزان . وضح إذا أن الوخوان المسلمين يحنترامون قوامينتهم الخاصة باعنتبارها الساس الول للنهوض المنشود ,و ل يرون بأسا بأن يعمل كل إنسان لوطنه ,و أن يقدامه للوطن على سواه ,ثم هم بعد ذلك يؤيدون الوحدة العربية باعنتبارها الحلقة الثانية في النهوض ,ثم هم يعملون للجاامعة السلامية باعنتبارها السياج الكاامل للوطن السلامي العام ,ولى أن أقول بعد هذا :إن الوخوان يريدون الخير للعالم كله ,فهم ينادون بالوحدة العالمية لن هذا هو امرامى السلم وهدفه وامعنى قول ا ن( )النبياء. (107: مي َ عاَل س ِ مم ًة س ِله ْل َ ح َ ك س ِإل َر ه ْ سه ْلَنا َ تبارك وتعالى َ) :وَاما أَه ْر َ و أنا في غنى بعد هذا البيان أن أقول أنه ل تعارض بين هذه الوحدات بهذا العنتبار ,و بان كل امنهما يشد أزر الوخرى يحقق الغاية امنها ,فإذا أراد أقوام أن ينتخذوا امن المناداة بالقوامية الخاصة سلحا يميت الشعور بما عداها ,فالوخوان المسلمون ليسوا امعهم و لعل هذا هو الفارق بيننا و بين كثير امن الناس .
الوخوان المسلمون و الخلفة و لعل امن تمام هذا البحث أن أعرض لموقف الوخوان السلمين امن الخلفة و اما ينتصل بها ,و بيان ذلك أن الوخوان يعنتقدون أن الخلفة رامز الوحدة السلامية ,و امظهر الرتباط بين أامم السلم ,و إنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين النتفكر في أامرها و الهنتمام بشأنها ,و الخليفة امناط كثير امن الحكام في دين ا ,و لهذا قدم الصحابة رضوان ا عليهم النظر في شأنها على النظر في تجهيز النبي و دفنه , حنتى فرغوا إلى تلك المهمة و اطمأنوا إلى إنجازها .
و الحاديث النتي وردت في وجوب نصب الامام ,و بيان أحكام الاماامة و تفصيل اما ينتعلق بها ,ل تدع امجال للشك في أن امن واجب المسلمين أن يهنتموا بالنتفكير في أامر وخلفنتهم امنذ حورت عن امنهاجها ثم ألغيت بنتاتا إلى الن . والوخوان المسلمون لهذا يجعلون فكرة الخلفة والعمل لعادتها في رأس امناهجهم ،و هم امع هذا يعنتقدون أن ذلك يحنتاج إلى كثير امن النتمهيدات النتي لبد امنها ,و أن الخطوة المباشرة لعادة الخلفة لبد أن تسبقها وخطوات : ل بد امن تعاون تام ثقافي و اجنتماعي و اقنتصادي بين الشعوب السلامية كلها ،يلي ذلك تكوين الحلف والمعاهدات ،وعقد المجاامع والمؤتمرات بين هذه البلد ،و إن المؤتمر البرلماني السلامي لقضية فلسطين و دعوة وفود الممالك السلامية إلى لندن للمناداة بحقوق العرب في الرض المباركة لظاهرتان طيبنتان و وخطوتان واسعنتان في هذا السبيل ,ثم يلي ذلك تكوين عصبة الامم السلامية ,حنتى إذا تم ذلك للمسلمين ننتج عنه الجنتماع على )الامام( الذي هو واسطة العقد ، وامجنتمع الشمل ،وامهوى الفئدة ،وظل ا في الرض .
الوخوان والهيئات المخنتلفة الوخوان المسلمون و الهيئات السلامية و الن و قد أفصحت عن رأي الوخوان و اموقفهم في كثير امن المسائل العاامة النتي تشغل أذهان الامة في هذه الوقات ,أحب كذلك أن أفصح لحضراتكم عن اموقف الوخوان المسلمين امن الهيئات السلامية في امصر ,ذلك أن كثيرا امن امحبي الخير ينتمنون أن تجنتمع هذه الهيئات و
تنتوحد في جمعية إسلامية ترامي عن قوس واحدة ,ذلك أامل كبير و أامنية عزيزة ينتمناها كل امحب للصلح في هذا البلد . والوخوان المسلمون يرون في الهيئات السلامية على اوخنتلف اميادينها تعمل لنصرة السلم ،وينتمنون لها جميعا النجاح ،و لم يفنتهم أن يجعلوا امن امنهاجهم النتقرب امنها والعمل على جمعها و توحيدها حول الفكرة العاامة ،و قد تقرر هذا في المؤتمر الدوري الرابع للوخوان بالمنصورة و أسيوط في العام الفائت ,و أبشركم بأن امكنتب الرشاد حين أوخذ يعمل على تنفيذ هذا القرار ,وجد روحا طيبة امن كل الهيئات النتي اتصل بها و تحد ث إليها ,امما يبشر بنجاح المسعى امع الزامن إن شاء ا .
الوخوان و الشبان كثيرا اما ينتردد سؤال على أذهان الناس :اما الفرق بين جماعة الوخوان المسلمين و جماعة الشبان ؟ و لماذا ل تكونان هيئة واحدة تعملن على امنهاج واحد ؟ و أحب قبل الجواب أن أؤكد للذين يسرهم وحدة الجهود و تعاون العااملين أن الوخوان و الشبان و بخاصة هنا في القاهرة ,ل يشعرون بأنهم في اميدان امناقشة و لكن في اميدان تعاون قوي وثيق ,و أن كثيرا امن القضايا السلامية العاامة يظهر فيها الوخوان و الشبان شيئا واحدا و جماعة واحدة ,إذ أن الغاية العاامة امشنتركة و هي العمل لما فيه إعزاز السلم وإسعاد المسلمين ,و إنما تقع فروق يسيرة في أسلوب الدعوة و في وخطة القائمين بها و توجيه جهودهم في كلنتا الجماعنتين ,و إن الوقت الذي سنتظهر فيه الجماعات السلامية كلها جبهة اموحدة غير بعيد على اما أعنتقد ,الزامن كفيل بنتحقيق ذلك إن شاء ا .
الوخوان المسلمون و الحزاب
و الوخوان المسلمون يعنتقدون أن الحزاب السياسية المصرية جميعا قد وجدت في ظروف وخاصة ,و لدواع أكثرها شخصي ل امصلحي ,و شرح ذلك تعلمونه حضراتكم جميعا . و يعنتقدون كذلك أن هذه الحزاب لم تحدد براامجها و امناهجها إلى الن ,فكل امنها سيدعي أنه يعمل لمصلحة الامة في كل نواحي الصلح ,و لكن اما تفاصيل هذه العمال ,و اما وسائل تحقيقها ؟ و اما الذي أعد امن هذه الوسائل ,و اما العقبات النتي يننتظر أن تقف في سبيل النتنفيذ ,و اما أعد لنتذليلها ؟ كل ذلك ل جواب له عند رؤساء الحزاب و إدارات الحزاب ,فهم قد اتفقوا في هذا الفراغ ,كما اتفقوا في أامر آوخر هو النتهالك على الحكم وتسخير كل دعاية حزبية وكل وسيلة شريفة وغير شريفة في سبيل الوصول إليه ,و تجريح كل امن يحول امن الخصوم الحزبيين دون الحصول عليه . ويعنتقد الوخوان كذلك أن هذه الحزبية قد أفسدت على الناس كل امرافق حياتهم وعطلت امصالحهم ,وأتلفت أوخلقهم ,وامزقت روابطهم , وكان لها في حياتهم العاامة والخاصة أسوأ الثر . ويعنتقدون كذلك أن النظام النيابي ,بل حنتى البرلماني ,في غنى عن نظام الحزاب بصورتها الحاضرة في امصر ,و إل لما قاامت الحكوامات الئنتلفية في البلد الديمقراطية فالحجة القائلة بأن النظام البرلماني ل ينتصور إل بوجود الحزاب حجة واهية وكثير امن البلد الدسنتورية البرلمانية تسير على نظام الحزب الواحد وذلك في الامكان . كما يعنتقد الوخوان أن هناك فارقا بين حرية الرأي والنتفكير والبانة والفصاح والشورى والنصيحة ،وهو يوجبه السلم ،و بين النتعصب للرأي و الخروج على الجماعة والعمل الدائب على توسيع هوة النقسام في الامة وزعزعة سلطان الحكام ،و هو اما تسنتلزامه الحزبية و يأباه
السلم و يحرامه أشد النتحريم ،و السلم في كل تشريعاته إنما يدعو إلى الوحدة و النتعاون . هذا امجمل نظرة الوخوان إلى قضية الحزبية و الحزاب في امصر ,و هم لهذا قد طلبوا إلى رؤساء الحزاب ,امنذ عام تقريبا أن يطرحوا هذه الخصوامة جانبا و ينضم بعضهم إلى بعض ,كما اقنترحوا النتوسط في هذه القضية على صاحب السمو الامير عمر طوسون ..كما طلبوا امن جللة الملك حل هذه الحزاب القائمة حنتى تندامج جميعا في هيئة شعبية واحدة تعمل لصالح الامة على قواعد السلم . و إذا كانت الظروف لم تساعد في الماضي على تحقيق هذه الفكرة , فإننا نعنتقد أن هذا العام كان دليل على صدق نظرة الوخوان ,و كان امقنعا لمن كان في شك بأنه ل وخير في بقاء هذه الحزاب ,و سيواصل الوخوان جهودهم في هذا السبيل ,و سيصلون إلى اما يريدون بنتوفيق ا و فضل يقظة الامة ,و بنتوالي فشل رجال الحزاب في اميادينها ء َوأ ََّاما َاما َيه ْنَف ُ ع جَفا م ً هبُ ُ سينتحقق قطعا نااموس ا َ) :فَأَّاما الَّزَبُد َفَيه ْذ َ ض( )الرعد. (17: ث س ِفي ال َه ْر س ِ ك ُ م ُ س َفَي ه ْ الَّنا َ يظن بعد رجال الحزاب أننا إنما نقصد بهذه النتعاليم هدم حزبهم وخدامة لغيره امن الحزاب و جريا وراء امنفعة وخاصة ,و ليس أدل على وخطأ هذه النظرة امن أن هذا الوهم قد سرى إلى نفوس الحزاب جميعا , فكثير امن رجال الوفد امن ينتهم الوخوان المسلمين بأنهم يعملون لمحاربنته و بأنه وحده هو المقصود بهذه النعوت و الوصاف ,و بأن الوخوان إنما يحملون الناس على امحاربنته و النفضاض عنه ,و بأنهم إنما يقصدون بذلك وخدامة الحكوامة و تقوية الحزاب الممثلة فيها ,و في الوقت الذي نسمع فيه هذه النتهمة بعينها امن أحزاب الحكوامة أيضا ! فهل هناك دليل أصدق امن هذا على أن الوخوان يقفون امن الجميع اموقفا واحدا ,و يصدرون فيه عن عقيدتهم ,و يعملون فيه بوحي امن ضمائرهم و إيمانهم ؟
أحب أن أقول لوخواننا امن دعاة الحزاب و رجالها :إن اليوم الذي يسنتخدم فيه الوخوان المسلمون لغير فكرتهم السلامية البحنتة لم يجئ و لن يجئ أبدا ,و إن الوخوان ل يضمرون لحزب امن الحزاب أيا كان وخصوامة وخاصة به ,و لكنهم يعنتقدون أن امن قرارة نفوسهم أن امصر ل يصلحها و ل ينقذها إل أن تنحل هذه الحزاب كلها ,و تنتألف هيئة وطنية عااملة تقود الامة إلى الفوز وفق تعاليم القرآن الكريم . و بهذه المناسبة أقول إن الوخوان المسلمين يعنتقدون عقم فكرة الئنتلف بين الحزاب ,يعنتقدون أنها امسكن ل علج ,و سرعان اما ينقض المؤتلفون بعضهم على بعض ,فنتعود الحرب بينهم جذعة على أشد اما كانت عليه قبل الئنتلف ,و العلج الحاسم الناجح أن تزول هذه الحزاب امشكورة فقد أدت امهمنتها واننتهت الظروف النتي أوجدتها و لكل زامان دولة و رجال كما يقولون .
الوخوان و امصر الفنتاة بهذه المناسبة لبد لي أن أعرض لموقف الوخوان المسلمين امن جماعة امصر الفنتاة ,لقد تكونت هذه جماعة الوخوان امنذ عشر سنين و تكونت جماعة امصر الفنتاة امنذ وخمس سنين ,فجمعية الوخوان تكبر جمعية امصر الفنتاة بضعف عمرها تمااما ,و امع هذا أيضا شاع في كثير امن الوساط أن جماعة الوخوان امن شعب امصر الفنتاة ,و سبب ذلك أن امصر الفنتاة اعنتمدت على الدعاية و العلن في الوقت الذي آثر فيه الوخوان العمل و الننتاج ,و اما علينا امن ذلك كله فسواء أكان الوخوان هم الذين رسموا لمصر الفنتاة طريق الجهاد و العمل للسلم أم أن امصر الفنتاة هي النتي أظهرت الوخوان و أبرزتهم للناس ,و هم قد ولدوا قبلها و سبقوها إلى الجهاد و الميدان بخمس سنوات أي بمثل عمرها ,و ذلك أامر نظري ل يقيم له الوخوان وزنا ,و لكن الذي أنبه أريد أن إليه في هذه الكلمة أن الوخوان المسلمين لم يكونوا يواما امن اليام في صفوف امصر الفنتاة و ل عااملين لها ,و ل أقصد بذلك أن أنال امنها أو امن القائمين
بدعوتها و لكن أقول تقريرا للواقع ,و أن جريدة امصر الفنتاة هاجمت الوخوان و اتهمنتهم تهما غير صحيحة و زعمت أنهم يعنتدون عليها و ينتهمونها و ذلك غير صحيح أيضا ,و نحن امعشر الوخوان لم نعقب على اما كنتب أهمية ,و ل نحب أن نؤاوخذ بشيء امنه ,و أرجو أن يكون ذلك هو شعور الوخوان جميعا . و أن كثيرا امن الناس يود لو اتحدت جماعة امصر الفنتاة امع الوخوان المسلمين ,و هذا شعور اما امن شك في أنه جميل نبيل فليس أجمل امن الوحدة و النتعاون على الخير ,و لكن امن الامور اما ليس يفصل فيه إل الزامن وحده ,في امصر الفنتاة امن ل يرى الوخوان إل جماعة وعظية و ينكر عليهم كل اما سوى ذلك امن امنهاجهم ,و في الوخوان امن يعنتقد أن امصر الفنتاة لم ينضج في نفوس كثيرا امن أعضائها بعد المعنى السلامي الصحيح نضجا يؤهلهم للمناداة بالدعوة السلامية وخالصة سليمة ,فلننترك للزامن أداء امهمنته و إصدار حكمه و هو وخير كفيل بالصقل و النتميز . و ليس امعنى هذا أن الوخوان سيحاربون امصر الفنتاة بل إنه ليسرنا أن يوفق كل عاامل للخير و إلى الخير ,و ل يحب الوخوان أن يخلطوا البناء بهدم ,و في اميدان الجهاد امنتسع للجميع . ذلك اموقفنا امن امصر الفنتاة اماداامت قد أعلنت أنها ليست حزبا سياسيا ,و أنها تعمل و سنتظل تعمل للفكرة السلامية و لمبادئ السلم ,و في ذلك الواقع اننتصار جديد لمبادئ الوخوان المسلمين . بقي أامر أوخير ذلك هو اموقف الوخوان امن امصر الفنتاة في قضية تحطيم الحانات ,و امعلوم أنه اما امن غيور في امصر ينتمنى أن يرى فوق أرضها حانة واحدة ,و قد ألقى الوخوان تبعة هذا النتحطيم على الحكوامة قبل الذين فعلوه ,لنها هي النتي أحرجت شعبها المسلم هذا الحراج و لم تفطن إلى ذلك النتغيير النفساني ,و التجاه الجديد القوي الذي طرأ عليه امن تقديس السلم و العنتزاز بنتعاليمه ,و قديما قيل ) :قبل أن تأامر
الباكي بالكف عن البكاء ,تأامر الضارب بالكف أن يرفع العصا( ,و نحن نعنتقد أن هذا النتحدي لم يحن وقنته بعد ,و لبد امن تخير الظروف المناسبة أو اسنتخدام امننتهى الحكمة فيه ,و إنفاذه بصور أوخف ضررا و أبلغ في الدللة على المقصد ,كلفت نظر الحكوامة إلى واجبها السلامي ,و بالرغم امن أن المقبوض عليهم لم يعنترفوا ,فقد وجه الوخوان إلى امعالي وزير العدل ,يلفنتون نظر امعاليه فيه إلى وجوب النظر في هذه القضية نظرة وخاصة تنتناسب امع الدافع الشريف فيها ,و أن يسرع بإصدار تشريع يحمي البلد امن هذه المهالك الخلقية .
اموقف الوخوان امن الدول الوربية بعد هذا البيان عن اموقف الوخوان المسلمين ,الذي يمليه عليهم السلم ,في أهم القضايا الداوخلية ,يحسن أن أتحد ث إلى حضراتكم عن اموقفهم امن الدول الوربية : السلم كما قدامت يعنتبر المسلمين أامة واحدة تجمعها العقيدة و يشارك بعضها بعضا في الامال و اللم ,و أي عدوان يقع على واحدة امنها أو على فرد امن المسلمين فهو واقع عليهم جميعا . أضحكني و أبكاني حكم فقهي رأينته عرضا في كنتاب )الشرح الصغير على أقرب المسالك( قال امؤلفه ) :امسألة اامرأة امسلمة سبيت بالمشرق وجب على أهل المغرب تخليصها و افنتداؤها و لو أتي ذلك على جميع أاموال المسلمين( ,و رأيت امثله قبل ذلك في كنتاب ) البحر في امذهب الحناف ( ,رأيت هذا فضحكت و بكيت و قلت لنفسي :أين عيون هؤلء الكاتبين لنتنظر المسلمين جميعا في أسر غيرهم امن أهل الكفر و العدوان ؟؟ أريد أن اسنتخلص امن هذا أن الوطن السلامي واحد ل ينتجزأ ,و أن العدوان على جزء امن أجزائه عدوان عليه كله ,هذه واحدة ,و الثانية
أن السلم فرض على المسلمين أن يكونوا أئمة في ديارهم ,سادة في أوطانهم ,بل ليس ذلك فحسب ,بل إن عليهم أن يحملوا غيرهم على الدوخول في دعوتهم و الهنتداء بأنوار السلم النتي اهنتدوا بها امن قبل . و امن هنا يعنتقد الوخوان المسلمين أن كل أامة اعنتدت و تعنتدي على أوطان السلم دولة ظالمة لبد أن تكف عن عدوانها و لبد امن أن يعد المسلمون أنفسهم و يعملوا امنتساندين على النتخلص امن نيرها . إن إنجلنترا ل تزال تضايق امصر رغم امحالفنتها إياها ,و ل فائدة في أن نقول إن المعاهدة نافعة أو ضارة أو ينبغي تعديلها أو يجب إنفاذها فهذا كلم ل طائل تحنته و المعاهدة غل في عنق امصر و قيد في يدها اما في ذلك شك ,و هل تسنتطيع أن تسنتطيع أن تنتخلص امن هذا القيد إل بالعمل و حسن السنتعداد ؟ فلسان القوة هو أبلغ لسان ,فلنتعمل على ذلك و لنتكنتسب الوقت إن أرادت الحرية و السنتقلل . و إن إنجلنترا ل تزال تسئ إلى فلسطين و تحاول أن تنقص امن حقوق أهلها ,و فلسطين وطن لكل امسلم باعنتبارها امن أرض السلم و باعنتبارها امهد النبياء ,و باعنتبارها امقر المسجد القصى الذي بارك ا حوله ,ففلسطين دين على إنجلنترا للمسلمين ل تهدأ ثائرتهم حنتى توفيهم فيه حقهم ,و إنجلنترا تعلم ذلك العلم ,ذلك اما حداها إلى دعوة اممثلي البلد السلامية إلى امؤتمر لندن ,و آنا نننتهز هذه الفرصة فنذكرها بأن حقوق العرب ل يمكن أن تنقص ,و بأن هذه العمال القاسية النتي يدأب اممثلوها على ارتكابها في فلسطين ليست امما يساعد على حسن ظن المسلمين بها ,و وخير لها أن تكف هذه الحملت العداونية عن البرياء الحرار ,و إنا لنبعث لسماحة المفنتي الكبر امن فوق هذا المنبر أوخلص تحيات الوخوان المسلمين بها و أطيب تمنياتهم , و لن يضر سماحنته و لن يضير آل الحسيني أن تفنتش دورهم و يسجن أحرارهم ,فذلك امما يزيدهم شرفا إلى شرفهم و فخارا إلى فخارهم ,
و نذكر الوفود السلامية بمكر إنجلنترا و وخداعها و بوجوب القيام على حقوق العرب كااملة غير امنقوصة . و بهذه المناسبة أذكر الوخوان بأنه قد تألفت لجنة عاامة بدار الشبان المسلمين امن الجمعيات السلامية جميعا ,للنتعاون على إصدار قرش اموحد يوزع امن أول السنة الهجرية إغاثة لفلسطين المجاهدة ,و سيحل هذا الطابع امحل كل الطوابع المخنتلفة لكل الهيئات ,فالوصية للوخوان أن يبذلوا جهدهم في تشجيع هذه اللجنة بنتوزيع طوابعها حين صدورها ,و بنتصفية اما قد يكون اموجودا لديهم امن حساب الطوابع القديمة و إعادتها إلى المكنتب لعداامها . و لنا حساب بعد ذلك امع إنجلنترا في القاليم السلامية النتي تحنتلها بغير حق ,و النتي يفرض السلم على أهلها و علينا امعهم أن نعمل لنقاذها و وخلصها . أاما فرنسا النتي ادعت صداقة السلم حينا امن الدهر فلها امع المسلمين حساب طويل ,و ل ننسى لها هذا الموقف المخجل امع سوريا الشقيقة , و ل ننسى لها اموقفها في قضية المغرب القصى و الظهير البربري ,و ل ننسى أن كثيرا امن إوخواننا العزاء ,شباب المغرب القصى الوطني الحر المجاهد ,في أعماق السجون و أطراف المنافي ,و سيأتي اليوم الذي س( )آل عمران: ن الَّنا س ِ م ُنَداس ِوُلَها َبه ْي َ ك ال ََّيا ُ يصفى فيه هذا الحساب َ) ,وس ِته ْل َ . (140 و ليس حسابنا امع إيطاليا بأقل امن حسابنا امع فرنسا ,فطرابلس العربية المسلمة الجارة القريبة العزيزة ,يعمل الدوتشى و رجاله على إفنائها و إبادة أهلها و اسنتئصالها و امحو كل أثر للعروبة و السلم امنها ,و كيف يكون فيها أثر للعروبة و السلم و قد اعنتبرت جزءا امن إيطاليا ؟ و ل يجد الدوتشي بعد ذلك امانعا يمنعه امن أن يدعي أنه حاامي السلم و أن يطلب بهذا العنوان صداقة المسلمين !!
أيها الوخوان المسلمون : هذا الكلم يدامي القلوب و يفنتت الكباد ! و حسبي هذه الفواجع في هذا البيان ,فنتلك سلسلة ل آوخر لها ,و اننتم تعرفون هذا ,و لكن عليكم أن تبينوه للناس ,و أن تعلموهم أن السلم ل يرضى امن أبنائه بأقل امن الحرية والسنتقلل ،فضل م ً عن السيادة وإعلن الجهاد ،ولو كلفهم ذلك الدم والمال فالموت وخير امن هذه الحياة ,حياة العبودية و الرق و السنتذلل ! و أننتم إن فعلنتم ذلك و صدقنتم ا العزيمة فلبد امن النصر إن شاء ا : عس ِزي ٌز( )المجادلة. (21: ا َقس ِوي ٌّ َ ن َ سس ِلي إ س ِ َّ ن أ ََنا َو ُر ُ غس ِلَب َّ ا ل َ ه ْ ب ُ )َكَنت َ
وخـاتـمـة أيها الوخوان المسلمون : تقدامت إليكم في هذا البيان بخلصة وافية اموجزة عن فكرتكم في امظهرها الخا ص ,و اليوم كنت احب أن اسنتعرض امعكم بعض المشاكل الجنتماعية و القنتصادية القائمة في المجنتمع المصري ,و إن شئنتم فقولوا السلامي فإن الداء يكون واحدا في الجميع ,لول ضيق الوقت ,و لول أن ينحصر في واحدة هي :ضعف الوخلق و فقدان المثل العليا ,و إيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العاامة ,و الجبن عن امواجهة الحقائق ,و الهروب امن تبعات العلج ,و الفرقة قاتلها ا ,هذا هو الداء ,و الدواء كلمة واحدة أيضا هي ضد هذه الوخلق ,هي علج النفوس أيها الوخوان و تقويم أوخلق الشعب : ها( )الشمس. (10-9: سا َ ن َد َّ ب َام ه ْ وخا َ ها َ ,وَقه ْد َ ن َزَّكا َ ح َام ه ْ )َقه ْد أ َه ْفَل َ
أيها الوخوان المسلمون : لقد قام هذا الدين بجهاد أسلفكم علي دعائم قوية امن اليمان بالله ،و الزهادة في امنتعة الحياة الفانية وإيثار دار الخلود ،والنتضحية بالدم والروح والمال في سبيل امناصرة الحق ،وحب الموت في سبيل ا والسير في ذلك كله علي هدي القرآن الكريم . فعلي هذه الدعائم القوية أسسوا نهضنتكم و أصلحوا نفوسكم م َوَلنه ْ َيس ِنتَرُك ه ْ م ك ه ْ ع ُ ا َام َ وركزوا دعوتكم وقودوا الامة إلي الخير َ) ،و ُ م ( )امحمد. (35: ك ه ْ ماَل ُ ع َ أ َ ه ْ أيها الوخوان المسلمون : ل تيئسوا فليس اليأس امن أوخلق المسلمين ،وحقائق اليوم أحلم الامس ،وأحلم الامس ،وأحلم اليوم حقائق الغد .ول زال في الوقت امنتسع ،ول زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤامنة رغم طغيان امظاهر الفساد .والضعيف ل يظل ضعيفا طول عَلى اَّلس ِذينَ ن َ م َّ ن َن ُ حياته ،والقوي ل تدوم قوته أبد البدين َ) :وُنس ِريُد أ َ ه ْ ن( )القصص. (5: م اه ْلَواس ِرس ِثي َ عَلُه ُ ج َ مم ًة َوَن ه ْ م أ َس ِئ َّ عَلُه ه ْ ج َ ض َوَن ه ْ عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ ض س ِ سُنت ه ْ ا ه ْ إن الزامان سينتمخض عن كثير امن الحواد ث الجسام ،وإن الفر ص سنتسنح للعمال العظيمة ،وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلم لنتخلصه امما هو فيه امن آلم ,وإن الدور عليكم في قيادة الامم وسيادة الشعوب ،وتلك اليام نداولها بين الناس ،وترجون امن ا اما ل يرجون ،فاسنتعدوا واعملوا اليوم ،فقد تعجزون عن العمل غدا . لقد وخاطبت المنتحمسين امنكم أن ينتريثوا و يننتظروا دورة الزامان ،و إني لوخاطب المنتقاعدين أن ينهضوا و يعملوا فليس امع الجهاد راحة : ن( )العنكبوت: سس ِني َ ح س ِ م ه ْ ع اه ْل ُ م َ ا َل َ ن َ سُبَلَنا َوإ س ِ َّ م ُ هُدوا س ِفيَنا َلَنه ْهس ِدَيَّنُه ه ْ جا َ ن َ )َواَّلس ِذي َ
(69 وإلي الامام دائما ... وا أكبر ولله الحمد
حسـن البنــا
في امؤتمر طلبة الوخوان المسلمين حيـ س ِ م ن الَّر س ِ م س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ س ِب ه ْ الحمد لله والصلة والسلم علي سيدنا امحمد وعلي آله وصحبه م ُنورا ك ه ْ م َوأ َه ْنَزه ْلَنا إ س َِله ْي ُ ك ه ْ ن َرِّب ُ ن س ِام ه ْ ها ٌ م ُبه ْر َ ءُك ه ْ جا َ س َقه ْد َ )َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ مأ ٍة ح َ م س ِفي َر ه ْ وخُلُه ه ْ سُيه ْد س ِ موا س ِبس ِه َف َ ص ُ عَنت َ ن آَامُنوا س ِباللس ِه َوا ه ْ ُامس ِبينا َ ,فَأَّاما اَّلس ِذي َ سَنتس ِقيمام ً( صَراطا ُام ه ْ م إ س َِله ْيس ِه س ِ ل َوَيه ْهس ِديس ِه ه ْ ض أ ٍ س ِامه ْنُه َوَف ه ْ المحرم 1357هجرية
إلـي العمـــل أيها الوخوة .. كلما وقفت هذا الموقف امن جمهور يسنتمع ،سألت ا أن يقرب اليوم الذي ندع فيه اميدان الكلم إلي اميدان العمل ،واميدان وضع الخطط والمناهج إلي اميدان النفاذ والنتحقيق ،فقد طال الوقت الذي قضيناه وخطباء امنتكلمين والزامن يطالبنا في إلحاح بالعمال الجدية المننتجة ، والدنيا كلها تأوخذ بأسباب القوة والسنتعداد ،ونحن امازلنا بعد في دنيا ن َ ,كُبَر َامه ْقنتا عُلو َ م َتُقوُلونَ َاما ل َته ْف َ ن آَامُنوا س ِل َ القاويل والحلم َ):يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ سس ِبيس ِلس ِه ن س ِفي َ ب اَّلس ِذينَ ُيَقاس ِتُلو َ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ ن ,إ س ِ َّ عُلو َ ن َتُقوُلوا َاما ل َته ْف َ ا أ َ ه ْ عه ْنَد س ِ س ِ ص( )الصف(4-2: صو ٌ ن َامه ْر ُ م ُبه ْنَيا ٌ صتّفا َكَأَّنُه ه ْ َ أيها الوخوة .. تحد ث إليكم الوخوان في شمول امعني السلم وإحاطنته واسنتيعابه لكل امظاهر حياة الامم ،ناهضة أو امسنتقرة امنشئة أو امسنتكملة ،وعرض
بعضهم لموقف السلم امن الوطنية ،فأظهركم علي أن وطنية السلم هي أوســع الوطنية حدودا ،وأعمها وجودا ،وأسماها وخلودا ،وأن أشد المنتطرفين لوطنه المنتعصبين لقوامه لن يجد في دعــوة الوطنيين المجردين اما يلقاه امن حماسة وطنية المؤامنين ،ولست أفيض في شرح ذلك بعد إذ عرضوا له ،ولكــــني سأعرض إلي ناحية واحدة كثر فأغظ الناس بها وكثر تبعا لذلك غلطهم فيها ،هي ) :السياسة والسلم( .
الـدين ..والسـياسـة قلما تجد إنسانا ينتحد ث إليك عن السياسة والسلم إل وجدته يفصل بينهما فصل م ً ،ويضع كل واحد امن المعنيين في جانب ،فهما عند الناس ل يلنتقيان ول يجنتمعان ،وامن هنا سميت هذه جمعية إسلامية ل سياسية ،وذلك اجنتماع ديني ل سياسة فيه ،ورأيت في صدر قوانين الجمعيات السلامية وامناهجها )ل تنتعرض الجمعية للشئون السياسية( . وقبل أن أعرض إلي هذه النظرة بنتزكية أو تخطئة احب أن الفت النظر إلى أامرين امهمين : أولهما :أن الفارق بعيد ن عن الحزبية والسياسية ،وقد يجنتمعان وقد يفنترقان ،فقد يكون الرجال سياسيا بكل اما في الكلمة امن امعان وهو ل ينتصل بحزب ول يموت إليه ،وقد يكون حزبيُا وليدري امن أامر السياسة شيئا ،وقد يجمع بينهما فيكون سياسيا حزبيا أو حزبيا سياسيا حد سواء ، وأنا حين أتكلم عن السياسة في هذه الكلمة فإنما أريد السياسة المطلقة ،وهى النظر في شؤون الامة الداوخلية والخارجية غير امقيدة بالحز بينة بحال ..هذا أامر.
والثاني :أن غير المسلمين حينما جهلوا هذا السلم ،أو حينما أعياهم أامر وثباته في نفوس اتباعه ،ورسووخه فت قلوب المؤامنين به ، واسنتعداد كل امسلم لنتفدينتة بالنفس والمال ،لم يحول أن يجرحوا في نفوس المسلمين اسم السلم ول امظاهره وشكلياته ،ولكنهم حاولوا يحصروا امعناه في دائرة ضيقة تذهب بكل امافية امن نواح قوية عملية ، وان تركب للمسلمين بعد ذلك قشور امن اللقاب والشكال والمظهريات ل تسمن ول تغنى امن جوع ....فافهموا المسلمين أن السلم شئ والجنتماع شيء أوخر ،وان السلم شيء والقانون شئ غيره ،وان السلم شئ وامسائل القنتصاد ل تنتصل به ،وان السلم شئ والثقافة العاامة سواه ،وان السلم شئ يجب أن يكون بعيدا عن السياسة . فحدثوني بربكم أيها الوخوان ،إذا كان السلم شيئا غير السياسة وغير الجنتماع ،وغير القنتصاد ،وغير الثقافة ...فما هو إذن ؟ .... أهو هذه الركعات الخالية امن القلب الحاضر.. أم هذا اللفاظ النتي هي كما تقون رابعة العدوية :اسنتغفار يحنتاج إلى اسنتغفار .. ك ِّ ل ألهذا أيها الوخوة نزل القران نظااما كاامل امحكما امفصل ):س ِته ْبَيانا س ِل ُ ن( )النحل. (89: مي َ سس ِل س ِ م ه ْ شَرى س ِله ْل ُ مم ًة َوُب ه ْ ح َ هدىم ً َوَر ه ْ ء َو ُ ي أ ٍ ش ه ْ َ هذا المعنى المنتضائل لفكر السلم ،وهذه الحدود الضيقة النتي حددها امعنى السلم ،هي النتي حاول وخصوم السلم أن يحصر فيها المسلمين ،وان يضحكوا عليهم بأن يقولوا لهم بأن تركنا لكم حرية الدين ،وان الدسنتور ينص على أن دين الدولة الرسمي هو السلم .
السـلم الشـاامـل
أنا أعلن أيها الوخوان امن فوق المنبر بكل صراحة ووضوح وقوة ،أن السلم شئ غير هذا المعنى الذي أراد وخصوامة والعداء امن أبنائه أن يحصرون فيه ويقيدون به ،وأن السلم عقيدة وعبادة ،ووطن وجنسية ،وسماحة وقوه ،ووخلق وامادة ،وثقافة وقانون ,وأن المسلم امطالب بحكم إسلامه أن يعني بكل شؤون أامنته ،وامن لم يهنتم بأامر المسلمين فليس امنهم . واعنتقد أن أسلفنا رضوان ا عليه اما فهموا للسلم امعنى غير هذا ، فبه كانوا يحكمون ،وله كانوا يجاهدون ،وعلى قواعده كانوا ينتعلمون ، وفى حدوده كانوا يسيرون في كل شان امن شؤون الحياة الدنيا العملية قبل شؤون الوخرة الروحية ،ورحم ا الخليفة الول إذ يقول ) :لو ضاع امني عقال بعير لوجدته في كنتاب ا(. بعد هذا النتحديد العام لمعنى السلم الشاامل ولمعنى السياسة المجردة عن الحزبية ،أسنتطيع أن اجهر في صراحة بأن المسلم لن ينتم إسلامه إل إذا كان سياسيا ،يعيد النظر في شؤون أامنته ،امهنتما بها غيور عليا .وأسنتطيع كذلك أن أقول أن هذا النتحديد النتجريد أامر ل يقره السلم ،وأن على كل جمعية إسلامية أن تضع في رأس برناامجها الهنتمام بشؤون أامنتها السياسية وإل كانت تحنتاج هي نفسها إلى أن تفهم امعنى السلم. دعوني أيها الوخوة اسنترسل امعكم قليل في تقرير هذا المعنى الذي قد يبدو امفاجأة غريبة على قوم تعودوا إن يسمعوا دائما نغمة النتفريق بين السلم والسياسة ،والذي قد يدع بعض الناس يقولون بعد انصرافنا امن هذا الحفل :إن جماعة الوخوان المسلمين قد تركت امبادئها ، ووخرجت علي صفنتها ،وصارت جماعة سياسية بعد أن كانت جمعية دينية ،ثم يذهب كل امنتأول في ناحية امن نواحي النتأويل املنتمسا أسباب هذا النقلب في نظره ،وعلم ا أيها السادة أن الوخوان اما كانوا يواما امن
اليام غير سياسيين ،ولن يكونوا يواما امن اليام غير امسلمين ،واما فرقت دعوتهم أبدا بين السياسة والدين ،ولن يراهم الناس في ساعة ك ه ْ م ماُلَنا َوَل ُ ع َ عه ْنُه َوَقاُلوا َلَنا أ َ ه ْ ضوا َ عَر ُ غَو أ َ ه ْ عوا الَّل ه ْ م ُ س س ِ امن نهار حزبيين)َوإ س َِذا َ ن( )القصص ، (55:وامحال أن هس ِلي َ جا س ِ غي اه ْل َ م ل َنه ْبَنت س ِ ك ه ْ عَله ْي ُ م َ سل ٌ م َ ك ه ْ ماُل ُ ع َ أ َ ه ْ يسيروا لغاية غير غاينتهم أو يعملوا لفكرة سوي فكرتهم أو ينتلونوا بلون ن َلُه ح ُ غم ًة َوَن ه ْ صه ْب َ ا س ِ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ح َ ن أ َ ه ْ ا َوَام ه ْ غَة س ِ صه ْب َ غير السلم الحنيف ):س ِ ن( )البقرة. (138: عاس ِبُدو َ َ
السـياسـة الداوخـليـة دعوني أيها الوخوة أسنترسل امعكم في تقرير هذا المعني ،فأقول إن كان يراد بالسياسة امعناها الداوخلي امن حيث تنظيم أامر الحكوامة وبيان امهماتها وتفصيل حقوقها وواجباتها وامراقبة الحاكمين والشراف عليهم ليطاعوا إذا أحسنوا وينقدوا إذا أساءوا ...فالسلم قد عني بهذه الناحية ،ووضع لها القواعد والصول ،وفصل حقوق الحاكم والمحكوم ،وبين امواقف الظالم والمظلوم ،ووضع لكل حدا ل يحدوه ول ينتجاوزه . فالدساتير والقوانين المدنية والجنائية بفروعها المخنتلفة عرض لها السلم ،ووضع نفسه امنها بالموضع الذي يجعله أول امصادرها وأقدس امنابعها .وهو حين فعل هذا إنما وضع الصول الكلية ،والقواعد العاامة ،والمقاصد الجاامعة ،وفرض علي الناس تحقيقها ،وترك لهم الجزئيات والنتفاصيل يطبقونها بحسب ظروفهم وعصورهم ،ويجنتهدون في ذلك اما وسعنتهم المصلحة وواتاهم الجنتهاد . وقد قرر السلم سلطة الامة وأكدها ،وأوصي بأن يكون كل امسلم امشرفا تمام الشراف علي تصرفات حكوامنته ،يقدم لها النصح والمعونة ويناقشها الحساب ،وهو كما فرض علي الحاكم أن يعمل لمصلحة المحكوامين بإحقاق الحق وإبطال الباطل فرض علي المحكوامين
كذلك أن يسمعوا ويطيعوا للحاكم اما كان كذلك ،فإذا انحرف فقد وجب عليهم أن يقواموه علي الحق ويلزاموه حدود القانون ويعيدوه إلي نصاب ح ِّ ق ب س ِباه ْل َ كَنتا َ ك اه ْل س ِ العدالة ،هذه تعاليم كلها امن كنتاب ا َ):وأ َه ْنَزه ْلَنا إ س َِله ْي َ ل ُ ا ما أ َه ْنَز َ م س ِب َ م َبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ ح ُ عَله ْيس ِه َفا ه ْ منا َ ب َوُامَهه ْي س ِ كَنتا س ِ ن اه ْل س ِ ن َيَده ْيس ِه س ِام َ ما َبه ْي َ صِّدقا س ِل َ ُام َ عم ًة َوس ِامه ْنَهاجا شه ْر َ م س ِ ك ه ْ جعَه ْلَنا س ِامه ْن ُ ل َ ك ٍّ ق س ِل ُ ح ِّ ن اه ْل َ ك س ِام َ ء َ جا َ ما َ ع َّ م َ ه ه ْ ء ُ هَوا َ ع أ َ ه ْ َول َتَّنتس ِب ه ْ سَنتس ِبُقوا م َفا ه ْ م س ِفي َاما آَتاُك ه ْ ن س ِلَيه ْبُلَوُك ه ْ ك ه ْ ة َوَل س ِ حَد م ً م أ َُّامم ًة َوا س ِ ك ه ْ عَل ُ ج َ ا َل َ ء ُ شا َ َوَله ْو َ ن َ ,وأ َنس ِ خَنتس ِلُفو َ م س ِفيس ِه َت ه ْ ما ُكه ْنُنت ه ْ م س ِب َ ك ه ْ ميعا َفُيَنِّبُئ ُ ج س ِ م َ ك ه ْ ع ُ ج ُ ا َامه ْر س ِ ت إ س َِلى س ِ خه ْيَرا س ِ اه ْل َ ع ه ْ ن ك َ ن َيه ْفس ِنتُنو َ م أ َ ه ْ ه ه ْ م َواحه َْذه ْر ُ ه ه ْ ء ُ هَوا َ ع أ َ ه ْ ا َول َتَّنتس ِب ه ْ ما أ َه ْنَزلَ ُ م س ِب َ م َبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ ح ُ ا ه ْ عضس ِ م س ِبَب ه ْ صيَبُه ه ْ ن ُي س ِ ا أ َ ه ْ ما ُيس ِريُد ُ م أ ََّن َ عَل ه ْ ن َتَوَّله ْوا َفا ه ْ ك َفس ِإ ه ْ ا إ س َِله ْي َ ل ُ ض َاما أ َه ْنَز َ ع س ِ َب ه ْ ن َوَامنه ْ غو َ هس ِلَّيس ِة َيه ْب ُ جا س ِ م اه ْل َ ك َ ح ه ْ ن ,أ ََف ُ سُقو َ س َلَفا س ِ ن الَّنا س ِ ن َكس ِثيرا س ِام َ م َوإ س ِ َّ ُذُنوس ِبس ِه ه ْ ن( )المائدة ، (50-48:إلي عشر امن م ُيوس ِقُنو َ كما س ِلَقه ْو أ ٍ ح ه ْ ا ُ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ح َ أ َ ه ْ اليات الكريمة النتي تناولت كل اما ذكرنا بالبيان والنتفصيل . ويقول رسول ا صلى ا عليه وسلم في تقرير سلطة الامة وتقرير الرأي العام فيها ) :الدين النصيحة( .قالوا :لمن يا رسول ا ؟ قال : )لله ولرسوله ولكنتابه ولئمة المسلمين و عاامنتهم( ..ويقول أيضا )إن امن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر( ،ويقول كذلك )سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلي إامام جائر فأامره ونهاه فقنتله( ..وإلي امئات الحاديث النتي تفصل هذا المعني وتوضحه ، وتوجب علي المسلمين أن يأامروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر ،وأن يراقبوا حكاامهم ويشرفوا علي امبلغ احنتراامهم للحق وإنفاذهم لحكام ا. فهل كان رسول ا صلى ا عليه وسلم حين يأامر بهذا النتدوخل ،أو الشراف أو النتناصح ،أو سمه اما شئت ،وحين يحض عليه ،ويبين أنه الجهاد الكبر ،وأن جزاءه الشهادة العظمي ..يخالف تعاليم السلم فيخلط السياسة بالدين ،أم أ ،هذه هي طبيعة السلم الذي بعث ا به
نبيه صلى ا عليه وسلم ،وأننا في الوقت الذي نعدل فيه بالسلم عن هذا المعني نصور لنفسنا إسلاما وخاصا غير الذي جاء به رسول ا صلى ا عليه وسلم عن ربه . لقد تقرر هذا المعني الفسيح للسلم الصحيح في نفوس السلف الصالح لهذه الامة ،ووخالط أرواحهم وعقولهم ،وظهر في كل أدوار حياتهم السنتقللية قبل ظهور هذا السلم السنتعماري الخانع الذليل . وامن هنا أيها الوخوان كان أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم ينتكلمون في نظم الحكم ،ويجاهدون في امناصرة الحق ،ويحنتملون عبء سياسة الامة ،ويظهرون علي الصفة النتي وصفوا أنفسهم بها )رهبان بالليل فرسان بالنهار( حنتى كانت أم المؤامنين عائشة الصِّديقة تخطب الناس في دقائق السياسة ،وتصور لهم امواقف الحكوامات في بيان رائع وحجة قوية ،وامن هنا كانت الكنتيبة النتي شقت عصا الطاعة على الحجاج وحاربنته وأنكرت عليه بقيادة ابن الشعث تسمي كنتيبة الفقهاء ،إذ كان فيها سعيد بن جبير وعاامر الشعبي وأضرابهما امن فقهاء النتابعين وجلة علمائهم. وامن هنا رأينا امن امواقف الئمة رضوان ا عليهم في امناصحة الملوك وامواجهة الامراء والحكام بالحق اما يضيق بذكر بعضه فضل م ً عن كله المقام . وامن هنا كذلك كانت كنتب الفقه السلامي قديما وحديثا فياضة بأحكام الامارة والقضاء والشهادة والدعاوى والبيوع والمعااملت والحدود والنتعزيزات ،ذلك إلي أن السلم أحكام عملية وروحية ،إن قررتها السلطة النتشريعية فإنما تقوم علي حراسنتها وإنفاذ السلطة النتنفيذية والقضائية ،ول قيمة لقول الخطيب كل جمعة علي المنبر)َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ن طا س ِ ن شه ْي َ ل ال َّ م س ِ ع َ ن َ س س ِام ه ْ م س ِرجه ْ ٌ ب َوال َه ْزل ُ صا ُ سُر َوال َه ْن َ مه ْي س ِ مُر َواه ْل َ خ ه ْ ما اه ْل َ آَامُنوا إ س َِّن َ
ن( )المائدة ، (90:في الوقت الذي يجيز فيه حو َ م ُته ْفس ِل ُ ك ه ْ عَّل ُ ه َل َ جَنتس ِنُبو ُ َفا ه ْ القانون السكر وتحمي الشرطة السكيرين وتقودهم إلي بيوتهم آامنين امطمئنين ،ولهذا كانت تعاليم القرآن ل تنفك عن سطوة السلطان ، ولهذا كانت السياسة جزءا امن الدين ،وكان امن واجبات المسلم أن يعني بعلج الناحية الحكوامية كما يعني بعلج الناحية الروحية . وذلك اموقف السلم امن السياسة الداوخلية .
السـياسـة الخـارجـية فإن أريد بالسياسة امعناها الخارجي ،وهو المحافظة علي اسنتقلل الامة وحرينتها ،وأشعارها كراامنتها وعزتها ،والسير بها إلي الهداف المجيدة النتي تحنتل بها امكاننتها بين الامم وامنزلنتها الكريمة في الشعوب والدول ،وتخليصها امن اسنتبداد غيرها بها وتدوخله في شؤونها ،امع تحديد الصلة بينها وبين سواها تحديدا يفصل حقوقها جميعا ،ويوجه الدول كلها إلي السلم العالمي العام وهو اما يسمونه )القانون الدولي( ..فإن السلم قد عني بذلك كل العناية وأفنتي فيه بوضوح وجلء ،وألزم المسلمين أن يأوخذوا بهذه الحكام في السلم والحرب علي السواء ،وامن قصر في ذلك وأهمله فقد جهل السلم أو وخرج عليه . قرر السلم سيادة الامة السلامية وأسنتاذينتها للامم في آيات كثيرة امن س َته ْأُامُرو َ ن ت س ِللَّنا س ِ ج ه ْ وخس ِر َ وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ م َ القرآن وامنها قوله تعالىُ):كه ْنُنت ه ْ ن س ِباللس ِه( )آل عمران ، (110:وقوله كس ِر َوُته ْؤس ِامُنو َ مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ن َ ف َوَته ْنَهه ْو َ عُرو س ِ م ه ْ س ِباه ْل َ كو َ ن س َوَي ُ عَلى الَّنا س ِ ء َ شَهَدا َ كوُنوا ُ سطا س ِلَنت ُ م أ َُّامم ًة َو َ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ك َ تعالى َ):وَكَذس ِل َ عَّز ُ ة شس ِهيدا( )البقرة ، (143:وقوله تعالىَ):وللس ِه اه ْل س ِ م َ ك ه ْ عَله ْي ُ سولُ َ الَّر ُ مونَ( )المنافقون ، (8:وأكد عَل ُ ن ل َي ه ْ مَناس ِفس ِقي َ ن اه ْل ُ ك َّ ن َوَل س ِ مه ْؤس ِامس ِني َ سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ َوس ِلَر ُ
قواامنتها وأرشدها إلي طريق صياننتها وإلي ضرر تدوخل غيرها في ك ه ْ م ن ُدوس ِن ُ طاَنم ًة س ِام ه ْ خُذوا س ِب َ ن آَامُنوا ل َتَّنت س ِ شؤونها بمثل قوله تعالى َ):يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ خس ِفي م َوَاما ُت ه ْ هس ِه ه ْ ء س ِامنه ْ أ َه ْفَوا س ِ ضا ُ غ َ ت اه ْلَب ه ْ م َقه ْد َبَد س ِ عس ِن ُّنت ه ْ وخَبال م ً َو ُّدوا َاما َ م َ ك ه ْ ل َيه ْأُلوَن ُ م ُأول س ِ ء ها أ َه ْنُنت ه ْ نَ , عس ِقُلو َ م َت ه ْ ن ُكه ْنُنت ه ْ ت إ س ِ ه ْ م اليا س ِ ك ُ م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ ه ه ْ صُدوُر ُ ُ م( )آل عمران ، (119-118:وأشار إلي امضار ك ه ْ ح ُّبوَن ُ م َول ُي س ِ ح ُّبوَنُه ه ْ ُت س ِ ك إ س َِذا مُلو َ ن اه ْل ُ السنتعمار وسوء أثره في الشعوب فقال تبارك وتعالى ):إ س ِ َّ ن( )النمل: عُلو َ ك َيه ْف َ هس ِلَها أ َس ِذَّلم ًة َوَكَذس ِل َ ة أ َ ه ْ عَّز َ عُلوا أ َ س ِ ج َ ها َو َ سُدو َ وخُلوا َقه ْرَيم ًة أَه ْف َ َد َ . (34 ثم أوجب علي الامة المحافظة علي هذه السيادة ،وأامرها باسنتعداد العدة و اسنتكمال القوة ،حنتى يسير الحق امحفوظا بجلل السلطة كما ة( )لنفال(60: م س ِامنه ْ ُقَّو أ ٍ عُنت ه ْ ط ه ْ سَنت َ م َاما ا ه ْ ع ُّدوا َلُه ه ْ هو امشرق بأنوار الهداية)َوأ َ س ِ ،ولم يغفل النتحذير امن صورة النصر ونشوة العنتزاز واما تجلبه امن امجانبة للعدالة وهضم للحقوق ،فحذر المسلمين العدوان علي أية حال عس ِدُلوا( )المائدة، (8: عَلى َأل َت ه ْ م َ ن َقه ْو أ ٍ شَنبآ ُ م َ ك ه ْ جس ِرَامَّن ُ في قوله تعالى َ):ول َي ه ْ ة َوآَتُوا الَّزَكا َ ة صل َ ض أ ََقاُاموا ال َّ م س ِفي ال َه ْر س ِ ه ه ْ كَّنا ُ ن َام َّ ن إ س ِ ه ْ امع قوله تعالى)اَّلس ِذي َ عاس ِقَبُة ال ُُاموس ِر( )الحج.(41: كس ِر َوللس ِه َ مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ف َوَنَهه ْوا َ عُرو س ِ م ه ْ َوأ ََامُروا س ِباه ْل َ وامن هنا أيها الوخوة رأينا أوخلء المسجد ،وأنضاء العبادة ،وحفظة الكنتاب الكريم ،بل وأبناء الروابط والزوايا امن السلف رضوان ا عليهم ،ل يقنعون باسنتقلل بلدهم ،ول بعزة قوامهم ،ول بنتحرير شعوبهم ، ولكنهم ينسابون في الرض ،ويسيحون في آفاق البلد فاتحين امعلمين ،يحررون الامم كما تحرروا ،ويهدونها بنور ا الذي اهنتدوا به ، ويرشدونها إلي سعادة الدنيا والوخرة ،ل يغلون ول يغدرون ،ول يظلمون ول يعنتدون ،ول يسنتعبدون الناس وقد ولدتهم أامهاتهم أحرارا.
وامن هنا رأينا عقبة بن نافع يخوض الطلسي بلبة جواده قائل م ً ) :اللهم لو علمت وراء هذا البحر أرضا لمضيت في البلد امجاهدا في سبيلك( ، في الوقت الذي يكون فيه أبناء العباس الشقاء قد دفن أحدهم بالطائف إلي جوار امكة ،والثاني بأرض النترك امن أقصي الشرق ، والثالث بأفريقيا امن أقصي المغرب ،جهادا في سبيل ا وابنتغاء لمرضاته .وهكذا فهم الصحابة والنتابعون لهم بإحسان أن السياسة الخارجية امن صميم السلم .
الحـقوق الـدولــية وأحب قبل أن أوخنتم هذا السنترسال أن أؤكد لحضراتكم تأكيدا قاطعا أن سياسة السلم داوخلية أو وخارجية تكفل تمام الكفالة حقوق غير المسلمين ،سواء أكانت حقوق دولية أم كانت حقوق وطنية للقليات غير المسلمة ،وذلك لن شرف السلم الدولي أقدس شرف عرفه وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ م س ِ ن س ِامنه ْ َقه ْو أ ٍ خاَف َّ النتاريخ ،وا تبارك وتعالى يقول َ):وإ س َِّاما َت َ ن( )لنفال ، (58:ويقول ):س ِإل خاس ِئس ِني َ ب اه ْل َ ح ُّ ا ل ُي س ِ ن َ ء إ س ِ َّ سَوا أ ٍ عَلى َ م َ إ س َِله ْيس ِه ه ْ ك ه ْ م عَله ْي ُ هُروا َ ظا س ِ م ُي َ م شَه ْيئا َوَل ه ْ صوُك ه ْ م َيه ْنُق ُ م َل ه ْ ن ُث َّ شس ِرس ِكي َ م ه ْ ن اه ْل ُ م س ِام َ هه ْدُت ه ْ عا َ ن َ اَّلس ِذي َ ن( )النتوبة، (4: مَّنتس ِقي َ ب اه ْل ُ ا ُيحس ِ ُّ ن َ م إ س ِ َّ م إ س َِلى ُامَّدس ِتس ِه ه ْ ه ه ْ عه ْهَد ُ م َ موا إ س َِله ْيس ِه ه ْ حدا َفَأس ِت ُّ أَ َ هَو ا إ س َِّنُه ُ عَلى س ِ ح َلَها َوَتَوَّكله ْ َ جَن ه ْ م َفا ه ْ سه ْل س ِ حوا س ِلل َّ جَن ُ ن َ ويقول تعالى َ):وإ س ِ ه ْ م( )لنفال.(61: عس ِلي ُ ع اه ْل َ مي ُ س س ِ ال َّ ولئن كانت إيطاليا المنتمدنة قد غزت الحبشة حنتى اسنتولت عليها ولم تعلن عليها حربا ولم تسبق إلي ذلك بإنذار ،وحذت حذوها اليابان الراقية فهي تحارب الصين ولم تخطرها ولم تعلنها ،فإن النتاريخ لم يؤثر
عن رسول ا صلى ا عليه وسلم ،ول عن صحابنته أنهم قاتلوا قواما أو غزوا قبيل م ً دون أن يوجهوا الدعوة وينتقداموا بالنذار وينبذوا إليه علي سواء . وقد كفل السلم حقوق القليات بنص قرآني هو قول ا تبارك جوُك ه ْ م خس ِر ُ م ُي ه ْ ن َوَل ه ْ م س ِفي الِّدي س ِ م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ ن َل ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ م ُ وتعالى ):ل َيه ْنَهاُك ُ طينَ( س س ِ مه ْق س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ م إ س ِ َّ طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ س ُ م َوُته ْق س ِ ه ه ْ ن َتَب ُّرو ُ م أ َ ه ْ ن س ِدَياس ِرُك ه ْ س ِام ه ْ )الممنتحنة. (8: كما أن هذه السياسة السلامية نفسها ل تنافي أبدا الحكم الدسنتوري الشورى ،وهي واضعة أصله وامرشدة الناس إليه في قوله تعالى امن شوَرى م ُ ه ه ْ ة َوأ َه ْامُر ُ صل َ م َوأ ََقاُاموا ال َّ جاُبوا س ِلَرِّبس ِه ه ْ سَنت َ ن ا ه ْ أوصاف المؤامنين)َواَّلس ِذي َ ه ه ْ م شاس ِوه ْر ُ ن( )الشورى ، (38:وقوله تعالىَ):و َ م ُيه ْنس ِفُقو َ ه ه ْ ما َرَزه ْقَنا ُ م َوس ِام َّ َبه ْيَنُه ه ْ ا( )آل عمران ، (159:وقد كان صلى عَلى س ِ ل َ ت َفَنتَوَّك ه ْ عَزه ْام َ س ِفي ال َه ْامس ِر َفس ِإَذا َ ا عليه وسلم يشاور أصحابه وينزل علي رأي الفرد امنهم امنتي وضح له صوابه كما فعل ذلك امع الحباب بن امنذر في غزوة بدر ،ويقول لبي بكر وعمر ) :لو اجنتمعنتما اما وخالفنتكما( ،وكذلك ترك عمر الامر شوري بين المسلمين ،وامازال المسلمون بخير اما كان أامرهم شورى بينهم .
سـعة النتشـريع السـلامي كما أن تعاليم السلم وسياسنته ليس فيها امعني رجعي أبدا ،بل هي علي أدق قواعد النتشريع الصالح ،وقد اعنترف النتشريع لكثير امنها ـ وسيكشف الزامن للناس علي جلله اما لم يعرفوا ـ بأنها قد سبقنته في دقة الحكام وتصوير الامور وسعة النظر ،وشهد بذلك كثير امن غير المسلمين كما ورد كثيرا في كلم "الميسو لامبير" و إضرابه ،وأكدت ذلك
امؤتمرات النتشريع الدولية علي أن السلم قد وضع امن القواعد الكلية اما ينترك للمسلم بابا واسعا في الننتفاع بكل تشريع نافع امفيد ل ينتعارض امع أصول السلم وامقاصده و أثاب علي الجنتهاد بشروطه ،وقرر قاعدة المصالح المرسلة ،واعنتبر العرف ،واحنترم رأي الامام .كل هذه القواعد تجعل النتشريع السلامي في الذروة الساامية بين الشرائع والقوانين والحكام . هذه امعان أحب أيها السادة أن تذيع بيننا وأن نذيعها في الناس ،فإن كثيرين لزالوا يفهمون امن امعنى النظام السلامي اما ل ينتفق بحال امع الحقيقة ،وهم لهذا ينفرون امنه ويحاربون الدعوة إليه ،ولو فقهوه علي وجهه لرجعوا به ولكانوا امن أوائل أنصاره وأشدهم تحمسا له وأعلهم صوتا في الدعوة إليه .
الحـزبيـة السـياسـية أيها الوخوة الكرام .. بقي للسياسة امعني آوخر يؤسفني أن أقول أنه وحده هو المعني الذي يرادفها ويلزامها بغير حق في أذهان كثير امنا ،ذلك هو )الحزبية(. وإن لي في الحزبية السياسية آراء هي لي وخاصة ول أحب أن أفرضها علي الناس فإن ذلك ليس لي ول لحد ،ولكني كذلك ل أحب أن أكنتمها عنهم ،وأري أن واجب النصيحة للامة ـ ووخصوصا في امثل هذا الظروف ـ يدعوني إلي المجاهرة بها وعرضها علي الناس في وضوح وجلء ، وأحب كذلك أن يفهم جيدا أني حينما أتحد ث عن الحزبية السياسية فليس امعني هذا أني أعرض لحزب دون حزب ،أو أرجح أحد الحزاب علي غيره ،أو أن أننتقص أحدها وأزكي الوخر ،ليس ذلك امن امهماتي ، ولكني سأتناول المبدأ امن حيث هو ،وسأعرض للننتائج والثار المنترتبة
عليه ،وأدع الحكم علي الحزاب للنتاريخ وللرأي العام والجزاء الحق لله سو أ ٍ ء ت س ِامنه ْ ُ مَل ه ْ ع س ِ ضرا َوَاما َ ح َ وخه ْيأ ٍر ُام ه ْ ن َ ت س ِام ه ْ مَل ه ْ ع س ِ س َاما َ ل َنه ْف أ ٍ جُد ُك ُّ م َت س ِ وحده)َيه ْو َ عيدا( )آل عمران. (30: ن َبه ْيَنَها َوَبه ْيَنُه أ ََامدا َب س ِ َتَو ُّد َله ْو أ َ َّ أعنتقد أيها السادة ،أن الحزبية السياسية إن جازت في بعض الظروف في بعض البلدان ،فهي ل تجوز في كلها ،وهي ل تجوز في امصر أبدا ، ووخاصم ًة في هذا الوقت الذي نسنتفنتح فيه عهدا جديدا ،ونريد أن نبني أامنتنا بناء قويا يسنتلزم تعاون الجهود وتوافر القوي والننتفاع بكل المواهب ،والسنتقرار الكاامل والنتفرغ النتام لنواحي الصلح .إن وراءنا في الصلح الداوخلي امنهاجا واسعا امطول م ً ،يجب أن نصرف كل الجهود إلي تحقيقه ،لنقاذ هذا الشعب الدائم الحيوية ،الجم النشاط ،المجهز بكل وسائل النشاط ،الذي ل ينقصه إل القيادة الصالحة والنتوجيه القويم ،حنتى ينتكون أصلح تكوين ،يقضي علي الضعف والفقر والجهل والرذيلة ،وهي امعاول الهدم وسوس النهضات ،وليس هنا امحل تفصيل هذا المنهاج فذلك له وقت آوخر ،وأنا أعلم أننا جميعا نشعر بثقل وطأة العباء ،وبالمجهودات العظيمة النتي يجب أن تبذل في سبيل النتنظيم الداوخلي في كل امظاهر الحياة . وأعنتقد كذلك أننا جربنا الوحدة امرتين ,كانت كل واحدة امنهما ألمع نجم في تاريخ النهضة ,أاما أولهما ففي فجر النهضة حينما برزت الامة صفا امنتحدا تنادي بحقها وتطالب باسنتحقاقها في اجنتماع أفزع الغاصبين وروع المسنتعمرين ووهنت أامام سلطانه قوى الظالمين ,أاما الثاني فحين تكوين الجبهة الوطنية النتي وخطت بنا وخطوة امهما كانت قصيرة فهي إلى الامام على كل حال ,وجربنا النتفرقة في امرات كثيرة امن قبل وامن بعد فما رأينا إل تمزيق الجهود ,وإحباط العمال ,وإفساد الشؤون ,وإتلف الوخلق ,ووخراب البيوت وتقطيع الرحام ,واسنتفادة الخصوم على حساب المخنتلفين المنتنابزين .
الحزبيـة والنتدوخل وأعنتقد أيها السادة أن النتدوخل الجنبي في شؤون الامة ,ليس له امن باب إل النتدابر والخلف ,وهذا النظام الحزبي البغيض ,وأنه امهما اننتصر أحد الفريقين فإن الخصوم بالمرصاد ,يلتّوحون له بخصمه الوخر , ويقفون امنهما اموقف القرد امن القطنتين ,ول يجني الشعب امن وراء ذلك إل الخسارة امن كراامنته واسنتقلله وأوخلقه وامصالحه . إننا يا إوخوان أامة لم نسنتكمل اسنتقللنا بعد اسنتكمال تااما ,ول زلنا في الميزان ,ول زالت المطاامع تحيط بنا امن كل امكان ,ول سياج لحماية هذا السنتقلل والقضاء على تلك المطاامع إل الوحدة والنتكلف . وإذا جاز لبعض الامم النتي اسنتكملت اسنتقللها وفرغت امن تكوين نفسها أن تخنتلف وتنتحزب في فرعيات الامور ,فإن ذلك ل يجوز في الامم الناشئة أبدا ,على أننا نلحظ أن الحواد ث العالمية قد ألجأت الامم جميعا إلى النتجرد امن الحزبية امطلقا ,أو البقاء على حزبية صورية تقليدية امع الوحدة في كل التجاهات
ل أحـزاب في امصـر وأعنتقد كذلك أن هذه الحزاب المصرية الحالية أحزاب امصنوعة أكثر امنها حقيقية ,وأن العاامل في وجودها شخصي أكثر امنه وطني ,وأن المهمة والحواد ث النتي كونت هذه الحزاب ويجب أن يننتهي هذا النظام باننتهائها. لقد تكتّون الوفد المصري امن الامة كلها للمطالبة بالسنتقلل على أساس المفاوضة وتلك هي امهمنته ,ثم تفرع امنه حزب الحرار الدسنتوريين للخلف في أسلوب المفاوضات ,وقد اننتهت المفاوضة بأساليبها ونظمها وقواعدها فاننتهت امهمنتها بذلك , ,وتكتّون حزب الشعب ليجاد نظام وخا ص ودسنتور وخا ص ,وقد اننتهى ذلك الدسنتور وذلك النظام بأشكاله وأوضاعه فاننتهت امهمنته هو الوخر ,وتكون حزب الشعب لموقف وخا ص
بين السراي والحزاب ,لقد اننتهت هذه الظروف جميعا ,وتجددت ظروف أوخرى تسنتدعي امناهج وأعمال ,فل امعنى أبدا لبقاء هذه الحزاب ,ول امعنى أبدا للرجوع على الماضي والمسنتقبل يلح إلحاحا صاروخا بالعمل والسير بأسرع اما يمكن امن الخطوات.
السـلم ل يقـر الحـزبية وبعد هذا كله أعنتقد أيها السادة أن السلم وهو دين الوحدة في كل شئ ,وهو دين سلامة الصدور ,ونقاء القلوب ,والوخاء الصحيح , والنتعاون الصادق بين بني النسان جميعا فضل عن الامة الواحدة والشعب الواحد ,ل يقر نظام الحزبية ول يرضاه ول يوافق عليه , ميعا َول َتَفَّرُقوا( )آل ج س ِ ا َ ل س ِ حه ْب س ِ موا س ِب َ ص ُ عَنت س ِ والقرآن الكريم يقول َ):وا ه ْ عمران , (103:ويقول رسول ا ) eهل أدلكم على أفضل امن درجة الصلة والصوم ؟ قالوا بلى يا رسول ا قال إصلح ذات البين ,فإن فساد ذات البين هي الحالقة ,ل أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين( . وكل اما يسنتنتبعه هذا النظام الحزبي ,امن تنابز وتقاطع ,وتدابر وبغضاء , يمقنته السلم أشد المقت ,ويحذر امنه في كثير امن الحاديث واليات , وتفصيل ذلك يطول و وكل حضراتكم به عليم.
حـرية الـرأي وفرق أيها الوخوان بين الحزبية النتي شعارها الخلف والنقسام في الرأي والوجهة العاامة وفي كل اما ينتفرع امنها ,وبين حرية الراء النتي يبيحها السلم ويحض عليها ,وبين تمحيص الامور وبحث الشؤون والوخنتلف فيما يعرض تحريا للحق ,حنتى إذا وضح نزل على حكمه
الجميع سواء أكان ذلك اتباعا للغلبية أو للجماع ,فل تظهر الامة إل امجنتمعة ول يرى القادة إل امنتفقين. أيها الوخوان لقد آن الوان أن ترتفع الصوات بالقضاء على نظام الحزبية في امصر ,وأن يسنتبدل به نظام تجنتمع به الكلمة وتنتوحد به جهود الامة حول امنهاج إسلامي صالح تنتوافر على وضعه وإنفاذه القوى والجهود . هذه نظرات يرى الوخوان المسلمون أن واجبهم السلامي أول والوطني ثانيا والنساني ثالثا يفرض عليهم فرضا ل امنا ص امنه أن يجهروا بها وأن يعرضوها على الناس و في إيمان عميق وبرهان وثيق ,امعنتقدين أن تحقيقها هو السبيل الوحيد لنتدعيم النهضة على أفضل القواعد والصول موا عَل ُ م َوا ه ْ ك ه ْ حس ِيي ُ ما ُي ه ْ م س ِل َ عاُك ه ْ سولس ِ إ س َِذا َد َ جيُبوا للس ِه َوس ِللَّر ُ سَنت س ِ ن آَامُنوا ا ه ْ َ),يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ شُرونَ( )لنفال. (24: ح َ ء َوَقه ْلس ِبس ِه َوأ ََّنُه إ س َِله ْيس ِه ُت ه ْ مه ْر س ِ ن اه ْل َ ل َبه ْي َ حو ُ ا َي ُ ن َ أ َ َّ
وخـاتمــــة وبعد أيها الوخوان ,فهذه نظرات سيضحك لها كثير امن الناس حين يسنتمعون إليها ,وأولئك هم الذين يئسوا امن أنفسهم وغفلوا عن تأييد ا لعباده المؤامنين ,وجهلوا أن هذا الذي تجهرون به اليوم ليس شيئا جديدا ولكنه دعوة السلم النتي جاء بها رسول ا eوجاهد في سبيلها وعمل لها أصحابه امن بعده ,والنتي يجب على كل امسلم يؤامن بالله وبرسوله وكنتابه أن يعمل لها كما عملوا ويجاهد في سبيلها كما جاهدوا. أتّاما أننتم أيها الوخوان فنتؤامنون بذلك كله و وتعنتقدون أن ا غالب على أامره ,وان ا امعكم على ذلك البرهان العلمي والنتطور النتاريخي والوضع الجغرافي والنتأييد الرباني ,وتجدون البشرى في قول رب عَلُه ه ْ م ج َ عُفوا س ِفي ال َه ْرضس ِ َوَن ه ْ ض س ِ سُنت ه ْ ن ا ه ْ عَلى اَّلس ِذي َ ن َ م َّ ن َن ُ العالمين َ):وُنس ِريُد أ َ ه ْ ن( )القصص , (5:واعلموا أن ا امعكم ,ول أطيل م اه ْلَواس ِرس ِثي َ عَلُه ُ ج َ مم ًة َوَن ه ْ أ َس ِئ َّ عليكم في بيان واجبكم فإنكم لنتعلمونه ,فبآامنوا وأوخلصوا واعملوا
واننتظروا ساعة الفوز وترقبوا وقت الننتصار ..
ن َقه ْبلُ و)للس ِه ال َه ْامُر س ِام ه ْ
عس ِزيُز هَو اه ْل َ ء َو ُ شا ُ ن َي َ صُر َام ه ْ ا َيه ْن ُ صس ِر س ِ ن ,س ِبَن ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ح اه ْل ُ عُد َوَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ ن َب ه ْ َوس ِام ه ْ م( )الروم. (5: حي ُ الَّر س ِ والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته حسـن البنــا
دعوة للشباب حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ س ِبسه ْــــــ س ِ الحمد لله والصلة والسلم على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وامن واله .
ن َتُقوُاموا للس ِه َامه ْثَنى َوُفَراَدى ة أ َ ه ْ حَد أ ٍ م س ِبَوا س ِ ظكُ ه ْ ع ُ ما أ َ س ِ ل إ س َِّن َ }ُق ه ْ ك ه ْ م هَو س ِإل َنس ِذي ٌر َل ُ ن ُ جَّنأ ٍة إ س ِ ه ْ ن س ِ م س ِام ه ْ ك ه ْ حس ِب ُ صا س ِ كُروا َاما س ِب َ م َتَنتَف َّ ُث َّ جأ ٍر َفُهَو ن أ َ ه ْ م س ِام ه ْ سَأه ْلُنتكُ ه ْ ل َاما َ شس ِديأ ٍد ُ ,ق ه ْ ب َ عَذا أ ٍ ي َ ن َيَد ه ْ َبه ْي َ شس ِهي ٌد , ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ هَو َ ا َو ُ عَلى س ِ ي س ِإل َ جس ِر َ ن أ َ ه ْ م إ س ِ ه ْ َلكُ ه ْ جا َ ء ل َ ب ُ ,ق ه ْ غُيو س ِ م اه ْل ُ عل ُ ق َ ح ِّ ف س ِباه ْل َ ن َرِّبي َيه ْقس ِذ ُ ل إ س ِ َّ ُق ه ْ ما ت َفس ِإَّن َ ضَله ْل ُ ن َ ل إ س ِ ه ْ عيُد ُ ,ق ه ْ ل َوَاما ُي س ِ ط ُ ئ اه ْلَبا س ِ ق َوَاما ُيه ْبس ِد ُ ح ُّ اه ْل َ ي َرِّبي حي إ س َِل َّ ما ُيو س ِ ت َفس ِب َ هَنتَده ْي ُ ن ا ه ْ سي َوإ س ِ س ِ عَلى َنه ْف س ِ ل َ ض ُّ أ َ س ِ ب { ع َقس ِري ٌ مي ٌ س س ِ إ س َِّنُه َ
عـواامـل النجــاح أيها الشباب : أحمد إليكم ا الذي ل إله إل هو ،وأصلي وأسلم على سيدنا امحمد إامام المصلحين وسيد المجاهدين ،وعلى اله وصحبه والنتابعين. أيها الشباب : إنما تنجح الفكرة إذا قوي اليمان بها ،وتوفر الوخل ص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ،ووجد السنتعداد الذي يحمل على النتضحية والعمل لنتحقيقها .وتكاد تكون هذه الركان الربعة :اليمان، والوخل ص ،والحماسة ،والعمل امن وخصائص الشباب .لن أساس اليمان القلب الذكي ،وأساس الوخل ص الفؤاد النقي ،وأساس الحماسة الشعور القوي ،وأساس العمل العزم الفنتي ،وهذه كلها ل تكون إل للشباب .وامن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أامة عماد نهضنتها ،وفي كل نهضة سر قوتها ،وفي كل فكرة حاامل راينتها) :إ س َِّنُه ه ْ م هدىم ً( )الكهف. (13: م ُ ه ه ْ م َوس ِزه ْدَنا ُ س ِفه ْنتَي ٌة آَامُنوا س ِبَرِّبس ِه ه ْ وامن هنا كثرت واجباتكم ،وامن هنا عظمت تبعاتكم ،وامن هنا تضاعفت حقوق أامنتكم عليكم ،وامن هنا ثقلت الامانة في أعناقكم .وامن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويل ،وأن تعملوا كثيرا ،وأن تحددوا اموقفكم ، وأن تنتقداموا للنقاذ ،وأن تعطوا الامة حقها كاامل امن هذا الشباب. قد ينشأ الشاب في أامة وادعة هادئة ،قوي سلطانها واسنتبحر عمرانها ، فينصرف إلى نفسه اكثر امما ينصرف إلى أامنته ،ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس امرتاح الضمير .وقد ينشأ في أامة جاهدة عااملة قد اسنتولى عليها غيرها ،واسنتبد بشؤونها وخصمها فهي تجاهد اما اسنتطاعت في سبيل
اسنترداد الحق المسلوب ،والنترا ث المغصوب ،والحرية الضائعة والامجاد الرفيعة ،والمثل العالية .وحينئذ يكون امن أوجب الواجبات على هذا الشباب أن ينصرف إلى أامنته أكثر امما ينصرف إلى نفسه .وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في اميدان النصر ،و الخير الجل امن امثوبة ا. ولعل امن حسن حظنا أن كنت امن الفريق الثاني فنتفنتحت أعيننا على أامة دائبة الجهاد امسنتمرة الكفاح في سبيل الحق والحرية .واسنتعدوا يا رجال فما أقرب النصر للمؤامنين واما أعظم النجاح للعااملين الدائبين. أيها الشباب: لعل امن أوخطر النواحي في الامة الناهضة -وهي في فجر نهضنتها- اوخنتلف الدعوات ،واوخنتلط الصيحات ،وتعدد المناهج ،وتباين الخطط والطرائق ،و كثرة المنتصدين للنتزعم والقيادة .وكل ذلك تفريق في الجهود وتوزيع للقوى ينتعذر امعه الوصول إلى الغايات .وامن هنا كانت دراسة هذه الدعوات والموازنة بينها أامرا أساسيا ل بد امنه لمن يريد الصلح . وامن هنا كان امن واجبي أن أشرح لكم في وضوح اموجز دعوة السلم في القرن الهجري الرابع عشر.
دعوتنـا في العصـر الحـديث لقد آامنا إيمانا ل جدال فيه ول شك امعه ،واعنتقدنا عقيدة أثبت امن الرواسي وأعمق امن وخفايا الضمائر ،بأنه ليس هناك إل فكرة واحدة هي النتي تنقذ الدنيا المعذبة وترشد النسانية الحائرة وتهدي الناس سواء السبيل ،وهي لذلك تسنتحق أن يضحي في سبيل إعلنها و النتبشير بها وحمل الناس عليها بالرواح والاموال وكل روخيص وغال ،هذه
الفكرة هي السلم الحنيف الذي ل عوج فيه ول شر امعه ول ضلل لمن اتبعه : ط ل إ س َِلَه س ِإل س س ِ عه ْلمس ِ َقاس ِئما س ِباه ْلس ِق ه ْ كُة َوُأوُلو اه ْل س ِ ملس ِئ َ هَو َواه ْل َ ا أ ََّنُه ل إ س َِلَه س ِإل ُ شس ِهَد ُ ) َ م( )آل عمران. (18: كي ُ ح س ِ عس ِزيُز اه ْل َ هَو اه ْل َ ُ سل َ م م الس ِ ه ْ ك ُ ت َل ُ ضي ُ مس ِنتي َوَر س ِ ع َ م س ِن ه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ت َ م ُ م ه ْ م َوأ َه ْت َ ك ه ْ م س ِديَن ُ ك ه ْ ت َل ُ مه ْل ُ م أ َه ْك َ )اه ْلَيه ْو َ س ِدينا( )المائدة. (3: ففكرتنا لهذا إسلامية بحنتة ،على السلم ترتكز وامنه تسنتمد وله تجاهد وفي سبيل إعلء كلمنته تعمل ,ل تعدل بالسلم نظااما ،ول ترضى سواه إامااما ،ول تطيع لغيره أحكااما. ل س ِامه ْنُه( )آل عمران. (85: ن ُيه ْقَب َ م س ِدينا َفَل ه ْ سل س ِ غه ْيَر الس ِ ه ْ غ َ ن َيه ْبَنت س ِ )َوَام ه ْ و لقد أتى على السلم والمسلمين حين امن الدهر توالت فيه الحواد ث وتنتابعت الكوار ث ،وعمل وخصوم السلم على إطفاء روائه وإوخفاء بهائه وتضليل أبنائه و تعطيل حدوده ،و إضعاف جنوده ،وتحريف تعاليمه وأحكاامه تارة بالنقص امنها ،وأوخرى بالزيادة فيها ،وثالثة بنتأويلها على غير وجهها ،وساعدهم على ذلك ضياع سلطة السلم السياسية و تمزيق إامبراطورينته العالمية وتسريح جيوشه المحمدية ووقوع أاممه في قبضة أهل الكفر امسنتذلين امسنتعمرين. فأول واجباتنا نحن الوخوان أن نبين للناس حدود هذا السلم واضحة كااملة بينة ل زيادة فيها ول نقص بها ول لبس امعها ،وذلك هو الجزء النظري امن فكرتنا ،وأن نطالبهم بنتحقيقها ونحملهم على إنفاذها ونأوخذهم بالعمل بها ،وذلك هو الجزء العملي لي هذه الفكرة.
وعمادنا في ذلك كله كنتاب ا الذي ل يأتيه الباطل امن بين يديه ول امن وخلفه ،والسنة الصحيحة الثابنتة عن رسول ا صلى ا عليه و سلم ، والسيرة المطهرة لسلف هذه الامة ،ل نبغي امن وراء ذلك إل إرضاء ا وأداء الواجب وهداية البشر وإرشاد الناس. وسنجاهد في سبيل تحقيق فكرتنا ،وسنكافح لها اما حيينا وسندعو الناس جميعا إليها ،وسنبذل كل شيء في سبيلها ،فنحيا بها كرااما أو نموت كرااما ،وسيكون شعارنا الدائم :ا غاينتنا ،والرسول زعيمنا ، والقرآن دسنتورنا ،والجهاد سبيلنا ،والموت في سبيل ا أسمى أامانينا. أيها الشباب : إن ا قد أعزكم بالنسبة إليه واليمان به والنتنشئة على دينه ،وكنتب لكم بذلك امرتبة الصدارة امن الدنيا وامنزلة الزعاامة امن العالمين وكراامة السنتاذ بين تلامذته. كس ِر مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ن َ ف َوَته ْنَهه ْو َ عُرو س ِ م ه ْ ن س ِباه ْل َ س َته ْأُامُرو َ ت س ِللَّنا س ِ ج ه ْ وخس ِر َ وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ م َ )ُكه ْنُنت ه ْ ن س ِباللس ِه( )آل عمران. (110: َوُته ْؤس ِامُنو َ س( )البقرة(143: عَلى الَّنا س ِ ء َ شَهَدا َ كوُنوا ُ سطا س ِلَنت ُ م أ َُّامم ًة َو َ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ك َ )َوَكَذس ِل َ فأول اما يدعوكم إليه أن تؤامنوا بأنفسكم ،أن تعلموا امنزلنتكم وأن تعنتقدوا أنكم سادة الدنيا وإن أراد لكم وخصوامكم الذل ،وأساتذة العالمين وإن ظهر عليكم غيركم بظاهر امن الحياة الدنيا والعاقبة للمنتقين. فجددوا أيها الشباب إيمانكم ،وحددوا غاياتكم وأهدافكم ،وأول القوة اليمان ،وننتيجة هذا اليمان الوحدة ،وعاقبة الوحدة النصر المؤزر المبين .فبآامنوا وتبآوخوا واعلموا وترقبوا بعد ذلك النصر ..وبشر المؤامنين.
إن العالم كله حائر يضطرب ،كل اما فيه امن النظم قد عجز عن علجه ول دواء له إل السلم ،فنتقداموا باسم ا لنقاذه ،فالجميع في اننتظار المنقذ ،ولن يكون المنقذ إل رسالة السلم النتي تحملون امشعلها وتبشرون بها.
امــاذا نريــد؟ أيها الشباب : إن امنهاج الوخوان المسلمين امحدود المراحل واضح الخطوات ،فنحن نعلم تمااما اماذا نريد ونعرف الوسيلة إلى تحقيق هذه الرادة . ا -نريد أول الرجل المسلم في تفكيره وعقيدته ،وفي وخلقه وعاطفنته ، وفي عمله وتصرفه .فهذا هو تكويننا الفردي. -2ونريد بعد ذلك البيت المسلم في تفكيره وعقيدته وفي وخلقه وعاطفنته وفي عمله وتصرفه ونحن لهذا نعنى بالمرأة عناينتنا بالرجل ، ونعنى بالطفولة عناينتنا بالشباب وهذا هو تكويننا السري. -3ونريد بعد ذلك الشعب المسلم في ذلك كله أيضا ونحن لهذا نعمل على أن تصل دعوتنا إلى كل بيت ،وأن يسمع صوتنا في كل امكان ،وأن تنتيسر فكرتنا وتنتغلغل في القرى والنجوع والمدن والمراكز والحواضر والامصار ،ل نألو في ذلك جهدا ول ننترك وسيلة. -4ونريد بعد ذلك الحكوامة المسلمة النتي تقود هدا الشعب إلى المسجد ،وتحمل به الناس على هدى السلم امن بعد كما حملنتهم على ذلك بأصحاب رسول ا صلى ا عليه و سلم أبي بكر وعمر امن قبل . ونحن لهذا ل نعنترف بأي نظام حكوامي ل يرتكز على أساس السلم ول يسنتمد امنه ،ول نعنترف بهذه الحزاب السياسية ،ول بهذه الشكال
النتقليدية النتي أرغمنا أهل الكفر وأعداء السلم على الحكم بها والعمل عليها ،وسنعمل على إحياء نظام الحكم السلامي بكل امظاهره ، وتكوين الحكوامة السلامية على أساس هذا النظام. -5ونريد بعد ذلك أن نضم إلينا كل جزء امن وطننا السلامي الذي فرقنته السياسة الغربية وأضاعت وحدته المطاامع الوروبية .ونحن لهذا ل نعنترف بهذه النتقسيمات السياسية ول نسلم بهذه التفاقات الدولية ،النتي تجعل امن الوطن السلامي دويلت ضعيفة اممزقة يسهل ابنتلعها على الغاصبين ،ول نسكت على هضم حرية هذه الشعوب واسنتبداد غيرها بها .فمصر وسورية والعراق والحجاز واليمن وطرابلس وتونس والجزائر وامراكش وكل شبر أرض فيه امسلم يقول :ل إله إل ا ،كل ذلك وطننا الكبير الذي نسعى لنتحريره وإنقاذه ووخلصه وضم أجزائه بعضها إلى بعض. ولئن كان الرايخ اللماني يفرض نفسه حااميا لكل امن يجري في عروقه دم اللمان ،فإن العقيدة إسلامية توجب على كل امسلم قوي أن يعنتبر نفسه حااميا لكل امن تشربت نفسه تعاليم القرآن .فل يجوز في عرف السلم أن يكون العاامل العنصري أقوى في الرابطة امن العاامل اليماني .والعقيدة هي كل شيء في السلم ،وهل اليمان إل الحب والبغض؟ -6ونريد بعد ذلك أن تعود راية ا وخافقة عالية على تلك البقاع النتي سعدت بالسلم حينا امن الدهر ودوى فيها صوت المؤذن بالنتكبير والنتهليل ،ثم أراد لها نكد الطالع أن ينحسر عنها ضياؤه فنتعود إلى الكفر بعد السلم .فالندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا وجزائر بحر الروم ،كلها امسنتعمرات إسلامية يجب أن تعود إلى أحضان السلم ، ويجب أن يعود البحر البيض والبحر الحمر بحيرتين إسلامينتين كما كاننتا
امن قبل ,ولئن كان السنيور اموسوليني يرى امن حقه أن يعيد الامبراطورية الروامانية ،واما تكونت هذه الامبراطورية المزعوامة قديما إل على أساس المطاامع والهواء ،فإن امن حقنا أن نعيد امجد الامبراطورية السلامية النتي قاامت على العدالة والنصاف ونشر النور والهداية ببن الناس. -7نريد بعد ذلك وامعه أن نعلن دعوتنا على العالم وان نبلغ الناس جميعا ،وأن نعم بها آفاق الرض ،وأن نخضع لها كل جبار ،حنتى ل تكون فنتنة ويكون الدين كله لله ويوامئذ يفرح المؤامنون بنصر ا ،ينصر امن يشاء وهو العزيز الرحيم . ولكل امرحلة امن هذه المراحل وخطواتها وفروعها ووسائلها ،وإنما نجمل هنا القول دون إطالة ول تفصيل ،وا المسنتعان وهو حسبنا ونعم الوكيل. ليقل القاصرون الجبناء أن هذا وخيال عريق ووهم اسنتولى على نفوس هؤلء الناس ،وذلك هو الضعف الذي ل نعرفه ول يعرفه السلم .ذلك هو الوهن الذي قذف في قلوب هذه الامة فمكن لعدائها فيها ،وذلك هو وخراب القلب امن اليمان وهو علة سقوط المسلمين .وإنما نعلن في وضوح وصراحة أن كل امسلم ل يؤامن بهذا المنهاج ول يعمل لنتحقيقه لحظ له في السلم ،فليبحث له عن فكرة أوخرى يدين بها ويعمل لها. يا شباب : لسنتم أضعف اممن قبلكم اممن حقق ا على أيديهم هذا المنهاج فل تهنوا وتضعفوا ،وضعوا نصب أعينكم قوله تعالى: ه ه ْ م م َفَزاَد ُ ه ه ْ شه ْو ُ وخ َ كمه ْ َفا ه ْ عوا َل ُ م ُ ج َ س َقه ْد َ ن الَّنا َ س إ س ِ َّ م الَّنا ُ ن َقالَ َلُه ُ )اَّلس ِذي َ ل( )آل عمران. (173: م اه ْلَوس ِكي ُ ع َ ا َوس ِن ه ْ سُبَنا ُ ح ه ْ مانا َوَقاُلوا َ س ِإي َ
سنربي أنفسنا ليكون امنا الرجل المسلم ،وسنربي بيوتنا ليكون امنها البيت المسلم ،وسنربى شعبنا ليكون امنه الشعب المسلم؟ وسنكون امن بين هذا الشعب المسلم ،وسنسير بخطوات ثابنتة إلى تمام الشوط ، والى الهدف الذي وضعه ا لنا ل الذي وضعناه لنفسنا ،وسنصل بإذن ا وبمعوننته ،ويأبى ا إل أن ينتم نوره ولوكره الكافرون. وقد أعددنا لذلك إيمانا ل ينتزعزع ،وعمل ل ينتوقف ،وثقة بالله ل تضعف ،وأرواحا أسعد أياامها يوم تلقى ا شهيدة في سبيله. فليكن ذلك امن صميم السياسة الداوخلية والخارجية ،فإنما نسنتمد ذلك امن السلم ،ونجد بأن هذا النتفريق بين الدين والسياسة ليس امن تعاليم السلم الحنيف ،ول يعرفه المسلمون الصادقون في دينهم الفاهمون لروحه وتعاليمه ،فليهجرنا امن يريد تحويلنا عن هذا المنهاج فإنه وخصم للسلم أو جاهل به ،وليس له سبيل إل أحد هذين الوضعين.
امـن هـم الوخوان المسـلمـين؟ أيها الشباب :يخطئ امن يظن أن جماعة الوخوان المسلمين )جماعة دراويش( قد حصروا أنفسهم في دائرة ضيقة امن العبادات السلامية ، كل همهم صلة وصوم وذكر وتسبيح .فالمسلمون الولون لم يعرفوا السلم بهذه الصورة ،ولم يؤامنوا به على هذا النحو؟ ولكنهم آامنوا به عقيدة وعبادة ،ووطنا وجنسية ،ووخلقا وامادة ،وثقافة وقانونا ،وسماحة و قوة .واعنتقدوه نظااما كاامل يفرض نفسه على كل امظاهر الحياة وينظم أامر الدنيا كما ينظم الوخرة .اعنتقدوه نظااما عمليا وروحيا امعا فهو عندهم دين ودولة ،وامصحف وسيف .وهم امع هذا ل يهملون أامر عبادتهم ول يقصرون في أداء فرائضهم لربهم ،يحاولون إحسان الصلة وينتلون كنتاب ا ،ويذكرون ا تبارك وتعالى على النحو الذي أامر به
وفي الحدود النتي وضعها لهم ،في غير غلو ول سرف ،فل تنطع ول تعمق ،وهم أعرف بقول رسول ا صلى ا عليه و سلم ) :إن هذا الدين امنتين فأوغل فيه برفق ،إن المنبت ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى( ، وهم امع هذا يأوخذون امن دنياهم بالنصيب الذي ل يضر ببآوخرتهم، ويعلمون قول ا تبارك وتعالى: ن الِّره ْزقس ِ( )لعراف: ت س ِام َ طِّيَبا س ِ ه َوال َّ عَباس ِد س ِ ج س ِل س ِ وخَر َ ا اَّلس ِنتي أ َ ه ْ م س ِزيَنَة س ِ حَّر َ ن َ ل َام ه ْ )ُق ه ْ . (32 و إن الوخوان ليعلمون أن وخير وصف لخير جماعة هو وصف أصحاب رسول ا صلى ا عليه و سلم ) :رهبان في الليل فرسان في النهار( ، وكذلك يحاولون أن يكونوا وا المسنتعان. ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين ينتبرامون بالوطن والوطنية، فالمسلمون أشد الناس إوخلصا لوطانهم وتفانيا في وخدامة هذه الوطان واحنترااما لكل امن يعمل لها امخلصا ،وها قد علمت إلى أي حد يذهبون في وطنينتهم والى أي عزة يبغون بأامنتهم .ولكن الفارق بين المسلمين وبين غيرهم امن دعاة الوطنية المجردة أن أساس وطنية المسلمين العقيدة السلامية .فهم يعملون لوطن امثل امصر ويجاهدون في سبيله ويفنون في هذا الجهاد لن امصر امن أرض السلم وزعيمة أاممه؟ كما أنهم ل يقفون بهذا الشعور عند حدودها بل يشركون امعها فيه كل أرض إسلامية وكل وطن إسلامي ،على حين يقف كل وطني امجرد عند حدود أامنته ول يشعر بفريضة العمل للوطن إل عن طريق النتقليد أو الظهور أو المباهاة أو المنافع ،ل عن طريق الفريضة المنزلة امن ا على عباده .وحسبك امن وطنية الوخوان المسلمين أنهم يعنتقدون عقيدة جازامة لزامة أن النتفريط في أي شبر أرض يقطنه
امسلم جريمة ل تغنتفر حنتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته ،ول نجاة لهم امن ا إل بهذا. ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين دعاة كسل أو إهمال ،فالوخوان يعلنون في كل أوقاتهم أن المسلم ل بد أن يكون إامااما في كل شيء ، ول يرضون بغير القيادة والعمل والجهاد والسبق في كل شيء ،في العلم وفي القوة وفي الصحة وفي المال .والنتأوخر في أية ناحية امن النواحي ضار بفكرتنا امخالف لنتعاليم ديننا ،ونحن امع هذا ننكر على الناس هذه المادية الجارفة النتي تجعلهم يريدون أن يعيشوا لنفسهم فقط وأن ينصرفوا بمواهبهم وأوقاتهم وجهودهم إلى النانية الشخصية ،فل يعمل أحدهم لغيره شيئا ول يعنى امن أامر أامنته بشيء ،والنبي صلى ا عليه و سلم يقول) :امن لم يهنتم بأامر المسلمين فليس امنهم( ، كما يقول) :إن ا كنتب الحسان على كل شيء(. ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين دعاة تفريق عنصري بين طبقات الامة فنحن نعلم أن السلم عني أدق العناية باحنترام الرابطة ق َبه ْينَ النسانية العاامة بين بني النسان في امثل .قوله تعالى) :ل ُنَفِّر ُ سس ِلس ِه( )البقرة . (285:وقد حرم السلم العنتداء حنتى في ن ُر ُ حأ ٍد س ِام ه ْ أَ َ عَلى م َ ن َقه ْو أ ٍ شَنبآ ُ م َ ك ه ْ جس ِرَامَّن ُ حالت الغضب والخصوامة فقال تعالىَ) :ول َي ه ْ ب س ِللَّنته ْقَوى( )المائدة. (8: هَو أ َه ْقَر ُ عس ِدُلوا ُ عس ِدُلوا ا ه ْ َأل َت ه ْ وأوصى بالبر والحسان بين المواطنين وإن اوخنتلفت عقائدهم وأديانهم: م س ِام ه ْ ن جوُك ه ْ خس ِر ُ م ُي ه ْ ن َوَل ه ْ م س ِفي الِّدي س ِ م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ ن َل ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ م ُ )ل َيه ْنَهاُك ُ م( )الممنتحنة.(8: طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ س ُ م َوُته ْق س ِ ه ه ْ ن َتَب ُّرو ُ م أ َ ه ْ س ِدَياس ِرُك ه ْ كما أوصى بإنصاف الذاميين وحسن امعااملنتهم ) :لهم اما لنا وعليهم اما علينا ( .نعلم كل هذا فل ندعو إلى فرقة عنصرية ،ول إلى عصبية طائفية .ولكننا إلى جانب هذا ل نشنتري هذه الوحدة بإيماننا ول نساوم
في سبيلها على عقيدتنا ول نهدر امن أجلها امصالح المسلمين ،وإنما نشنتريها بالحق والنصاف والعدالة وكفى .فمن حاول غير ذلك أوقفناه عند حده وأبنا له وخطأ اما ذهب إليه :ولله العزة ولرسوله وللمؤامنين. ويخطئ امن يظن أن الوخوان المسلمين يعملون لحساب هيئة امن الهيئات أو يعنتمدون على جماعة امن الجماعات .فالوخوان المسلمون يعملون لغاينتهم على هدى امن ربهم ،وهي السلم وأبناؤه في كل زامان وامكان ،وينفقون امما رزقهم ا ابنتغاء امرضاته ،ويفخرون بأنهم إلى الن لم يمدوا يدهم إلى أحد ولم يسنتعينوا بفرد ول هيئة ول جماعة. أيها الشباب: على هذه القواعد الثابنتة وإلى هذه النتعاليم الساامية ندعوكم جميعا. فإن آامننتم بفكرتنا ،واتبعنتم وخطواتنا ،وسلكنتم امعنا سبيل السلم الحنيف ،وتجردتم امن كل فكرة سوى ذلك ،ووقفنتم لعقيدتكم كل جهودكم فهو الخير لكم في الدنيا والوخرة ،وسيحقق ا بكم إن شاء ا اما حقق بأسلفكم في العصر الول ،وسيجد كل عاامل صادق امنكم في اميدان السلم اما يرضى همنته ويسنتغرق نشاطه إذا كان امن الصادقين . وإن أبينتم إل النتذبذب والضطراب ،والنتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة ،فإن كنتيبة ا سنتسير غير عابئة بقلة ول بكثرة َ) :وَاما م( )آل عمران.(126: كي س ِ ح س ِ عس ِزيس ِز اه ْل َ ا اه ْل َ عه ْنس ِد س ِ ن س ِ صُر س ِإل س ِام ه ْ الَّن ه ْ
حســن البنــا
منتنـا امـهـ تّ حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ س ِب ه ْ الحمد لله ,وصلى ا على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم . أحييكم بنتحية السلم تحية امن عند ا امباركة طيبة ,فسلم ا عليكم ورحمنته وبركاته. أيها الوخوان المسلمون ... أيها الناس أجمعون ... في هذا الصخب الداوي امن صدى الحواد ث الكثيرة المريرة ,النتي تلدها الليالي الحبالى في هذا الزامان ,وفي هذا النتيار المنتدفق الفياض امن الدعوات النتي تهنتف بها أرجاء الكون ,وتسري بها أامواج الثير في أنحاء المعمورة ,امجهزة بكل اما يغري و يخدع امن الامال والوعود والمظاهر . ننتقدم بدعوتنا نحن الوخوان المسلمون ... هادئة ... لكنها أقوى امن الزوابع العاصفة ... امنتواضعة ... لكنها أعز امن الشم الرواسي ... امحدودة ... لكنها أوسع امن حدود هذه القطار الرضية جميعا .. وخالية امن المظاهر والبهرج الكاذب ... ولكنها امحفوفة بجلل الحق ،وروعة الوحي ،ورعاية ا ... امجردة امن المطاامع والهواء والغايات الشخصية والمنافع الفردية ، ولكنها تور ث المؤامنين بها والصادقين في العمل لها السيادة في الدنيا والجنة في الوخرة .
على ضـوء الدعـوة الولـى أيها الوخوان المسلمون ... أيها الناس أجمعون ... اسمعوها صريحة داوية ,يجلجل بها صوت الداعي الول امن بعد كما جلجل بها امن قبل : كِّبه ْر( )المدثر. (3: ك َف َ م َفَأه ْنس ِذه ْر َ ,وَرَّب َ مَّدِّثُر ُ ,ق ه ْ )َيا أ َ ُّيَها اه ْل ُ ع س ِ ن ض َ عس ِر ه ْ ما ُته ْؤَامُر َوأ َ ه ْ ع س ِب َ صَد ه ْ ويدوي امعها سر قوله تعالى َ) :فا ه ْ ن( )الحجر. (94: شس ِرس ِكي َ م ه ْ اه ْل ُ ويهنتف بها لسان الوحي امخاطبا الناس أجمعين : ماَوا س ِ ت س َ ك ال َّ ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ ج س ِ م َ ك ه ْ ا إ س َِله ْي ُ سولُ س ِ س إ س ِِّني َر ُ ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ )ُق ه ْ ي اَّلس ِذي ي ال ُِّام ِّ سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ مي ُ حس ِيي َوُي س ِ هَو ُي ه ْ ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ َوال َه ْر س ِ ن( )لعراف(158: م َته ْهَنتُدو َ ك ه ْ عَّل ُ ه َل َ عو ُ ماس ِتس ِه َواَّتس ِب ُ ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ ُيه ْؤس ِام ُ
أين نحن امن تعاليم السلم؟ أيها الوخوان المسلمون ... أيها الناس أجمعون ... إن ا بعث لكم إامااما ،ووضع لكم نظااما ،وفصل أحكااما ،وأنزل كنتابا ، وأحل حلل م ً ،وحرم حرااما ،وأرشدكم إلى اما فيه وخيركم وسعادتكم ، وهداكم سواء السبيل ؛ فهل اتبعنتم إاماامه ،واحنترامنتم نظاامه ،وأنفذتم أحكاامه ،وقدسنتم كنتابه ،وأحللنتم حلله ،وحرامنتم حراامه؟
كونوا صرحاء في الجواب ،وسنترون الحقيقة واضحة أاماامكم ،كل النظم النتي تسيرون عليها في شؤونكم الحيوية نظم تقليدية بحنتة ل تنتصل بالسلم ،ول تسنتمد امنه ول تعنتمد عليه : نظام الحكم الداوخلي. نظام العلقات الدولية. نظام القضاء. نظام الدفاع والجندية. نظام المال والقنتصاد للدولة والفراد. نظام الثقافة والنتعليم. بل نظام السرة والبيت. بل نظام الفرد في سلوكه الخا ص. الروح العام الذي يهيمن على الحاكمين والمحكوامين ،ويشكل امظاهر الحياة على اوخنتلفها ،كل ذلك بعيد عن السلم وتعاليم السلم. واماذا بقي بعد هذا؟ هذه المساجد الشاامخة القائمة النتي يعمرها الفقراء والعاجزون ، فيؤدون فيها ركعات وخالية امن امعاني الروحانية والخشوع إل امن هَدى ا؟ هذه اليام النتي تصام في العام فنتكون اموسما للنتعطل والنتبطل والطعام والشراب ،وقلما تنتجدد فيها نفس أو تزكو بها روح.. ص. (24: همه ْ( ) تّ ل َاما ُ ت َوَقس ِلي ٌ حا س ِ صاس ِل َ مُلوا ال َّ ع س ِ ن آَامُنوا َو َ )س ِإل اَّلس ِذي َ هذه المظاهر الخادعة امن المسابح والملبس ،واللحى والمراسم ، والطقوس واللفاظ والكلمات.. أهذا هو السلم الذي أراده ا أن يكون رحمنته العظمى ،وامننته الكبرى على العالمين؟ أهذا هدي امحمد صلى ا عليه وسلم الذي أراد به أن يخرج الناس امن الظلمات إلى النور؟
أهذا هو تشريع القرآن الذي عالج أدواء الامم وامشكلت الشعوب ، ووضع للصلح أدق القواعد وأرسخ الصول؟
اموجة النتقليد الغربي أيها الوخوان المسلمون ...بل أيها الناس أجمعون ... امن الحق أن نعنترف بان اموجة قوية جارفة وتيارا شديدا دفاقا قد طغى على العقول والفكار في غفلة امن الزامن ,وفي غرور امن أامم السلم ,وانغماس امنهم في النترف والنعيم ..فقاامت امبادئ ودعوات ,وظهرت نظم وفلسفات ,وتأسست حضارات وامدنيات ,ونافست هذه كلها فكرة السلم في نفوس أبنائها ,وغزت أاممه في عقر دارها ,وأحاطت بهم امن كل امكان ,ودوخلت عليهم بلدانهم وبيوتهم وامخادعهم ,بل احنتلت قلوبهم وعقولهم وامشاعرهم ,وتهيأت لها امن أسباب الغواء والغراء والقوة والنتمكن اما لم ينتهيأ لغيرها امن قبل ,واجنتاحت أامما إسلامية بأسرها ,وانخدعت بها دول كانت في الصميم والذؤابة امن دول السلم ,وتأثر اما بقي تأثرا بالغا ,ونشأ في كل الامم السلامية جيل امخضرم , إلى غير السلم أقرب ,تصتّدر في تصريف أامورها واحنتل امكان الزعاامة الفكرية والروحية والسياسية والنتنفيذية امنها ,فدفع بالشعوب امغافلة إلى اما يريد ,بل إلى اما ألف وهي ل تدري اما تدري اما يراد بها ول اما تصير إليه ,وارتفعت أصوات الدعاة إلى الفكرة الطاغية :أن وخلصونا امما بقي امن السلم وآثار السلم ,وتقبلوا امعنا راضين ل كارهين امسنتلزامات هذه الحياة وتكاليفها وأفكارها وامظاهرها ,واطرحوا بقية الفكرة البالية امن رؤوسكم ونفوسكم ,ول تكونوا امخادعين امنافقين امعاندين ,تعملون عمل الغربيين وتقولون قول المسلمين . امن الحق أن نعرف أننا بعدنا عن هدي السلم وأصوله وقواعده ، والسلم ل يأبى أن نقنتبس النافع وأن نأوخذ الحكمة أنى وجدناها ، ولكنه يأبى كل الباء أن ننتشبه في كل شيء بمن ليسوا امن دين ا
على شيء ،وأن نطرح عقائده وفرائضه وحدوده وأحكاامه ،لنجري وراء قوم فنتننتهم الدنيا واسنتهوتهم الشياطين. حقا لقد تقدم العلم ،وتقدم الفن ،وتقدم الفكر ،وتزايد المال ،وتبرجت الدنيا ،وأوخذت الرض زوخرفها وازينت ،وأترف الناس ونعموا ؛ ولكن هل جلب شيء امن هذا السعادة لهم؟ وهل أامن لهم شيء امن هذا الحياة ،أو ساق إلى نفوسهم الهدوء والطمأنينة؟ هل اطمأنت الجنوب في المضاجع؟ هل جفت الجفون امن المداامع؟ هل حوربت الجريمة ،واسنتراح المجنتمع امن شرور المجرامين؟ هل اسنتغنى الفقراء وأشبعت المليين النتي تفوق الحصر بطون الجائعين؟ هل ساقت هذه الملهي والمفاتن ،النتي املت الفضاء وسرت امسرى الهواء ،العزاء إلى المحزونين؟ هل تذوقت الشعوب طعم الراحة والهدوء ،وأامنت عدوان المعنتدين وظلم الظالمين؟ ل شيء امن هذا أيها الناس ،فما فضل هذه الحضارة إذن على غيرها امن الحضارات؟ وهل هذا فحسب؟ ألسنا نرى هذه النظم والنتعاليم والفلسفات حنتى في العلوم والرقام يحطم بعضها بعضا ,ويقضي بعضها على بعض ,ويرجع الناس بعد طول النتجربة وعظيم النتضحيات فيها بمرارة الفشل ووخيبة الامل وألم الحرامان؟
منتنـا امـهـ تّ اما امهمنتنا إذا نحن الوخوان المسلمين؟
أاما إجمال :فهي أن نقف في وجه هذه الموجة الطاغية امن امدنية المادة ,وحضارات المنتع والشهوات ,النتي جرفت الشعوب السلامية , فأبعدتها عن زعاامة النبي وهداية القرآن ,وحرامت العالم امن أنوار هديها ,وأوخرت تقدامه امئات السنين ,حنتى تنحسر عن أرضنا ويبرأ امن بلئها قوامنا ,ولسنا واقفين عند هذا الحد بل سنلحقها في أرضها , وسنغزوها في عقر دارها ,حنتى يهنتف العالم كله باسم النبي ,وتوقن الدنيا كلها بنتعاليم القرآن ,ويننتشر ظل السلم الوارف على الرض , وحينئذ ينتحقق للمسلم اما ينشده ,فل تكون فنتنة ويكون الدين كله لله و صُر َامنه ْ ا َيه ْن ُ صس ِر س ِ ن ,س ِبَن ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ح اه ْل ُ عُد َوَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ ن َب ه ْ ل َوس ِام ه ْ ن َقه ْب ُ )للس ِه ال َه ْامُر س ِام ه ْ م( )الروم. (5: حي ُ عس ِزيُز الَّر س ِ هَو اه ْل َ ء َو ُ شا ُ َي َ هذه امهمنتنا نحن الوخوان المسلمين إجمال. وأاما في بعض تفاصيلها :فهي أن يكون في امصر أول – بحكم أنها في المقدامة امن دول السلم وشعوبه – ثم في غيرها كذلك : ـ نظام داوخلي للحكم ينتحقق به قول ا تبارك وتعالى : ن َيه ْفس ِنتُنو َ ك م أ َ ه ْ ه ه ْ حَذه ْر ُ م َوا ه ْ ه ه ْ ء ُ هَوا َ ع أ َ ه ْ ا َول َتَّنتس ِب ه ْ ل ُ ما أ َه ْنَز َ م س ِب َ م َبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ ح ُ ن ا ه ْ )َوأ َ س ِ ك( )المائدة. (49: ا إ س َِله ْي َ ل ُ ض َاما أ َه ْنَز َ ع س ِ ن َب ه ْ ع ه ْ َ ـ ونظام للعلقات الدولية ينتحقق به قول القرآن الكريم : سو ُ ل ن الَّر ُ كو َ س َوَي ُ عَلى الَّنا س ِ ء َ شَهَدا َ كوُنوا ُ سطا س ِلَنت ُ م أ َُّامم ًة َو َ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ك َ )َوَكَذس ِل َ شس ِهيدا( )البقرة. (143: م َ ك ه ْ عَله ْي ُ َ ـ ونظام عملي للقضاء يسنتمد امن الية الكريمة : جُدوا س ِفي م ل َي س ِ م ُث َّ جَر َبه ْيَنُه ه ْ ش َ ما َ ك س ِفي َ مو َ ك ُ ح ِّ حَّنتى ُي َ ن َ ك ل ُيه ْؤس ِامُنو َ )َفل َوَرِّب َ سس ِليما( )النساء.(65: موا َت ه ْ سِّل ُ ت َوُي َ ضه ْي َ ما َق َ حَرجا س ِام َّ م َ سس ِه ه ْ أ َه ْنُف س ِ ـ ونظام للدفاع والجندية يحقق امرامى النفير العام :
ا( سس ِبيلس ِ س ِ م س ِفي َ ك ه ْ س ُ م َوأ َه ْنُف س ِ ك ه ْ هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ جا س ِ وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ )اه ْنس ِفُروا س ِ )النتوبة. (41: ـ ونظام اقنتصادي اسنتقللي للثروة والمال والدولة والفراد أساسه قول ا تعالى : كمه ْ س ِقَيااما( )النساء. (5: ا َل ُ ل ُ ع َ ج َ م اَّلس ِنتي َ ك ُ ء أ َه ْامَواَل ُ سَفَها َ )َول ُته ْؤُتوا ال ُّ ـ ونظام للثقافة والنتعليم يقضي على الجهالة والظلم , ,ويطابق جلل ق( )العلق: وخَل َ ك اَّلس ِذي َ م َرِّب َ س س ِ الوحي في أول آية امن كنتاب ا ) :اه ْقَره ْأ س ِبا ه ْ . (1 ـ ونظام السرة والبيت ينشئ الصبي المسلم والفنتاة المسلمة والرجل المسلم ويحقق قوله تعالى : ة( جاَر ُ ح َ س َواه ْل س ِ ها الَّنا ُ م َنارا وَُقوُد َ ك ه ْ هس ِلي ُ م َوأ َ ه ْ ك ه ْ س ُ ن آَامُنوا ُقوا أ َه ْنُف َ )يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ )النتحريم. (6: ـ ونظام للفرد في سلوكه الخا ص يحقق الفلح المقصود بقوله تعالى : ها( )الشمس. (9: ن َزَّكا َ ح َام ه ْ )َقه ْد أ َه ْفَل َ ـ وروح عام يهيمن على كل فرد في الامة امن حاكم أو امحكوم قواامه قول ا تعالى : ما ن َك َ س ه ْ ح س ِ ك س ِامنَ ال ُّده ْنَيا َوأ َ ه ْ صيَب َ س َن س ِ ة َول َته ْن َ وخَر َ ا الَّداَر ال س ِ ك ُ ما آَتا َ غ س ِفي َ )َواه ْبَنت س ِ ض( )القصص. (77: ساَد س ِفي ال َه ْر س ِ غ اه ْلَف َ ك َول َته ْب س ِ ا إ س َِله ْي َ ن ُ س َ ح َ أ َ ه ْ نحن نريد: ـ الفرد المسلم ... ـ والبيت المسلم ... ـ والشعب المسلم ...
ـ والحكوامة المسلمة ... ـ والدولة النتي تقود الدول السلامية ،وتضم شنتات المسلمين ،وتسنتعيد امجدهم ،وترد عليهم أرضهم المفقودة وأوطانهم المسلوبة وبلدهم المغصوبة ،ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى ا ،حنتى تسعد العالم بنتعاليم السلم.
عـدتنــا هذه غاينتنا أيها الناس ...وهذا امنهاجنا فما عدتنا لنتحقيق هذا المنهاج ؟ عدتنا هي عدة سلفنا امن قبل ,والسلح الذي غزا به زعيمنا وقدوتنا امحمد رسول ا صلى ا عليه وسلم وصحابنته امعه العالم ,امع قلة العدد وقلة المورد وعظيم الجهد : ,هو السلح الذي سنحمله لنغزو به العالم امن جديد . لقد آامنوا أعمق اليمان وأقواه وأقدسه وأوخلده : م( ) آل ك ه ْ ب َل ُ غا س ِل َ ا َفل َ م ُ ص ه ْر ُك ُ ـ بالله ونصره وتأييده ) :إ س ِ نه ْ َي ه ْن ُ عمران. (160: س َو ٌ ة ا أ ُ ه ْ س ِ سو س ِ ل م س ِفي َر ُ ك ه ْ ن َل ُ ـ وبالقائد وصدقه وإاماامنته َ ) :ل َق ه ْد َكا َ س َن ٌة( ) الحزاب.(21: ح َ َ ب ُام س ِبي ن ٌ ا ُنو ٌر َو س ِك َنتا ٌ م س ِام نَ س ِ ء ُك ه ْ جا َ ـ وبالمنهاج وامزينته وصلحينته َ ) :ق ه ْد َ م( ) المائدة(16 -15: سل س ِ ل ال َّ س ُب َ ض َوا َن ُه ُ ع س ِر ه ْ ن ا َّت َب َ ا َام س ِ َ ,ي ه ْه س ِدي س ِب س ِه ُ . ة( ) الحجرات: وخ َو ٌ ن إ س ِ ه ْ م ه ْؤ س ِام ُنو َ ما ا ه ْل ُ ـ وبالوخاء وحقوقه وقدسينته ) :إ س ِ َّن َ . (10 م ٌأ َول ظ َ م َ صي ُب ُه ه ْ م ل ُي س ِ ك س ِب َأ َّن ُه ه ْ ـ وبالجزاء وجلله وعظمنته وجزالنته َ ) :ذ س ِل َ ك َّفا َر ظ ا ه ْل ُ غي ُ طئا ُي س ِ ط ُأو نَ َام ه ْو س ِ ا َول َي َ ل س ِ س س ِبي س ِ ص ٌة س ِفي َ م َ خ َ ب َول َام ه ْ ص ٌ َن َ
ال َ ح إ س ِ َّ ن صا س ِل ٌ ل َ ع مَ ٌ م س ِب س ِه َ ب َل ُه ه ْ ع ُد ٍّو َن ه ْي ل م ً س ِإل ُك س ِنت َ ن َ ن س ِام ه ْ َول َي َنا ُلو َ ن( ) النتوبة. (120: س س ِني َ ح س ِ م ه ْ ج َر ا ه ْل ُ ع أ َ ه ْ ضي ُ ُي س ِ ـ وبأنفسهم :فهم الجماعة النتي وقع عليها اوخنتيار القدر لنقاذ العالمين , وكنتب لهم الفضل بذلك ,فكانوا وخير أامة أوخرجت للناس . لقد سمعوا المنادي ينادي لليمان فبآامنوا ,ونحن نرجو أن يحبب ا إلينا هذا اليمان ,ويزينه في قلوبنا كما حببه إليهم وزينه امن قبل في قلوبهم ...فاليمان أول عدتنا . ولقد علموا أصدق العلم وأوثقه أن ,أن دعوتهم هذه ل تننتصر إل بالجهاد ,والنتضحية والبذل وتقديم النفس والمال ,فقداموا النفوس وبذلوا الرواح ,وجاهدوا في ا حق جهاده ,وسمعوا هاتف الرحمن يهنتف بهم : ك مه ْ شي َر ُت ُ ع س ِ م َو َ ك ه ْ ج ُ م َو أ َ ه ْز َوا ُ ك ه ْ وخ َوا ُن ُ م َو إ س ِ ه ْ م َو أَ ه ْب َنا ُؤ ُك ه ْ ن آ َبا ُؤ ُك ه ْ ن َكا َ ل إ س ِ ه ْ ) ُق ه ْ سا س ِك نُ ها َو َام َ سا َد َ ن َك َ ش ه ْو َ خ َ ة َت ه ْ جا َر ٌ ها َو س ِت َ مو َ َو أ َ ه ْام َوا ل ٌ ا ه ْق َنت َر ه ْف ُنت ُ صوا س س ِبي س ِل س ِه َف َنت َر َّب ُ ج َها أ ٍد س ِفي َ سو س ِل س ِه َو س ِ ا َو َر ُ ن س ِ م س ِام َ ك ه ْ ب إ س ِ َل ه ْي ُ ح َّ ض ه ْو َن َها أ َ َ َت ه ْر َ ه( ) النتوبة. (24: ا س ِب َأ ه ْام س ِر س ِ ي ُ ح َّنتى َي ه ْأ س ِت َ َ فأصاوخوا للنذير ,ووخرجوا عن كل شيء ,طيبة بذلك نفوسهم ,راضية قلوبهم ,امسنتبشرين ببيعهم الذي بايعوا ا به . يعانق أحدهم الموت وهو يهنتف :ركضا إلى ا بغير زاد . ويبذل أحدهم المال كله قائل :تركت لعيالي ا ورسوله . ويخطر أحدهم والسيف على عنقه : ولست أبالي حين اقنتل امسلما
عن أي جنب كان في ا امصرعي
كذلك كانوا :صدق جهاد ,وعظيم تضحية ,وكبير بذل ,وكذلك نحاول أن نكون ... فالجهاد امن عدتنا كذلك .
ونحن بعد هذا كله واثقون بنصر ا ,امطمئنون إليه : ن إ س ِ ه ْ ن ع س ِزي ٌز ,ا َّل س ِذي َ ي َ ا َل َق س ِو ٌّ َ ه إ س ِ َّ ن ص ُر ُ ن َي ه ْن ُ ا َام ه ْ ن ُ ص َر َّ ) َو َل َي ه ْن ُ ة َو أ َ َام ُروا ة َوآ َت ُوا ال َّز َكا َ صل َ ض أ َ َقا ُاموا ال َّ م س ِفي ا ل َه ْر س ِ ه ه ْ ك َّنا ُ َام َّ
عا س ِق َب ُة ا ل ُُامو س ِر( ) الحج-40: ك س ِر َولل س ِه َ م ه ْن َ ن ا ه ْل ُ ع س ِ ف َو َن َه ه ْوا َ ع ُرو س ِ م ه ْ س ِبا ه ْل َ . (41
بين الخيال و الحقيقة سيقول الذين يسمعون هذا إنه الخيال بعينه وإنه الوهم ,وإنه الغرور . وأتّنى لهؤلء الذين ل يملكون إل اليمان والجهاد أن يقاواموا هذه القوى المنتبآلبة المجنتمعة ,والسلحة المنتنوعة المخنتلفة ,وأن يصلوا إلى حقهم ,وهم بين ذراعي و جبهة السد ؟ سيقول كثيرون هذا ,و لعل لهم بعض العذر ,فهم قد يئسوا امن أنفسهم ,ويئسوا امن صلنتهم بالقوي القادر ,أاما نحن فنقول إنها الحقيقة النتي نؤامن بها ونعمل لها ,ونحن نقرأ قول ا تعالى : مو َ ن م َي ه ْأ َل ُ ن َف س ِإ َّن ُه ه ْ مو َ كو ُنوا َت ه ْأ َل ُ ن َت ُ م إ س ِ ه ْ ء ا ه ْل َق ه ْو س ِ غا س ِ ) َول َت س ِه ُنوا س ِفي ا ه ْب س ِنت َ ن( ) النساء. (104: جو َ ا َاما ل َي ه ْر ُ ن س ِ ن س ِام َ جو َ ن َو َت ه ْر ُ مو َ ما َت ه ْأ َل ُ َك َ وإن الذين فنتحوا أقطار الدنيا ,وامكن ا لهم في الرض امن أسلفنا لم يكونوا أكثر عددا ,ول أعظم عدة ,ولكنهم امؤامنون امجاهدون ,ونحن سنعنتد اليوم بما اعنتد به رسول ا صلى ا عليه وسلم يوم قال يبشر وخبابا ) :وا لينتمن هذا الامر ،حنتى يسير الراكب امن صنعاء إلى حضراموت ،ل يخاف إل ا و الذئب على غنمه( وكانوا إذ ذاك يسنتنترون. ويوم وعد سراقة بن امالك سوار كسرى ,وكان امهاجرا بدينه ليس امعه إل ا وصاحبه . ويوم هنتف امطلعا على قصور الروم البيضاء ,وقد حاصره المشركون صا ُر ت ا ل َه ْب َ غ س ِ في امديننته بجنود امن فوقهم وامن أسفل امنهم َ ) :و إ س ِ ه ْذ َزا َ ج َر( ) الحزاب. (10: ح َنا س ِ ب ا ه ْل َ ت ا ه ْل ُق ُلو ُ غ س ِ َو َب َل َ ثم اماذا كان بعد ذلك .....؟؟ كان أن أصغى امسمع الدهر لدعوة رسول ا ,وترددت في فم الزامان آيات قرآنية ,وأشرقت شموس الهداية في كل امكان امن قلوب أصحابه
م الكون نور ,ورفرف على الدنيا سلم ,وتذوقت النسانية وأتباعه ,وع تّ حلوة السعادة بعدالة الحكم , ,وأامن المحكوم في ظل هذا الرعيل الول امن تلامذة امحمد صلوات ا عليه وسلامه ,وفنتحت قصور الروم , ودانت امدائن الفرس ,وامدت الرض بأعناقها ,وألقت بجرانها وزويت أكنافها ,واسنتسلمت امخنتارة للهداية المنقذة ,ترف عليها أنفاس النبوة , وتمازجها أنفاس الوحي المقدس ,وتحققت بها رحمة ا امن كل جانب : م َي َنا ُلوا وخَ ه ْيرا َو َك َفى ُ ا م َل ه ْ ظ س ِه ه ْ غ ه ْي س ِ ن َك َف ُروا س ِب َ ا ا َّل س ِذي َ ) َو َر َّد ُ ل ا َّل س ِذي نَ ع س ِزيزا َ,و أ َ ه ْن َز َ ا َق س ِو تّيا َ ن ُ ل َو َكا َ ن ا ه ْل س ِق َنتا َ م ه ْؤ س ِام س ِني َ ا ه ْل ُ ف س ِفي ُق ُلو س ِب س ِه ُ م م َو َق َذ َ صي س ِه ه ْ ص َيا س ِ ن َ ب س ِام ه ْ ك َنتا س ِ ل ا ه ْل س ِ ه س ِ ن أ َ ه ْ م س ِام ه ْ ه ه ْ ه ُرو ُ ظا َ َ ض ُه ه ْ م م أ َ ه ْر َ ك ه ْ ن َف س ِريقا َ,و أ َ ه ْو َر َث ُ س ُرو َ ن َو َت ه ْأ س ِ ب َف س ِريقا َت ه ْق ُنت ُلو َ ع َ ال ُّر ه ْ ي أ ٍ ء ش ه ْ ل َ ع َلى ُك ِّ ا َ ن ُ ها َو َكا َ ط ُأو َ م َت َ م َو أ َ ه ْرضا َل ه ْ م َو أ َ ه ْام َوا َل ُه ه ْ ه ه ْ َو س ِد َيا َر ُ َق س ِديرا( ) الحزاب. (27 -25: سنعنتد أيها الناس اليوم بهذه العدة ,وسنننتصر كما اننتصر أسلفنا بالامس القريب ,واما النصر إل امن عند ا العزيز الحكيم و وسينتحقق لنا وعد ا تبارك وتعالى : ع َل ُه ه ْ م ج َ ض َو َن ه ْ ع ُفوا س ِفي ا ل َه ْر س ِ ض س ِ س ُنت ه ْ ن ا ه ْ ع َلى ا َّل س ِذي َ ن َ م َّ ن َن ُ ) َو ُن س ِري ُد أ َ ه ْ ض( ) القصص: م س ِفي ا ل َه ْر س ِ ن َل ُه ه ْ ك َ م ِّ ن َ,و ُن َ م ا ه ْل َوا س ِر س ِثي َ ع َل ُه ُ ج َ م م ًة َو َن ه ْ أ َ س ِئ َّ . (6 -5 ن( ك ا َّل س ِذي نَ ل ُيو س ِق ُنو َ خ َّف َّن َ س َنت س ِ ق َول َي ه ْ ح ٌّ ا َ ع َد س ِ ن َو ه ْ ص س ِب ه ْر إ س ِ َّ ) َفا ه ْ ) الروم. (60:
لو كانت لنا حكوامة لو كانت لنا حكوامة إسلامية صحيحة السلم ,صادقة اليمان ,امسنتقلة النتفكير والنتنفيذ ,تعلم حق العلم عظمة الكنز الذي بين يديها ,وجلل النظام السلامي الذي ورثنته ,وتؤامن بان فيه شفاء شعبها و وهداية الناس جميعا ...لكان لنا أن نطلب إليها أن تدعم الدنيا باسم السلم ,
وأن تطالب غيرها امن الدول بالبحث والنظر فيه ,وأن تسوقها سوقا إليه بالدعوات المنتكررة والقناع والدليل والبعثات المنتنتالية ,وبغير ذلك امن وسائل الدعوة والبلغ ,ولكنتسبت امركزا روحيا وسياسيا وعمليا بين غيرها امن الحكوامات ,ولسنتطاعت أن تجدد حيوية الشعب ,وتدفع به نحو المجد والنور ,وتثير في نفسه الحماسة والجد والعمل . عجيب أن تجد الشيوعية دولة تهنتف بها ,وتدعو إليها ,وتنفق في سبيلها , وتحمل الناس عليها ,وأن تجد الفاشية والنازية أامما تقدسها ,وتجاهد لها ,وتعنتز باتباعها ,وتخضع كل النظم الحيوية لنتعاليمها ,وأن تجد المذاهب الجنتماعية والسياسية المخنتلفة أنصار أقوياء ,يقفون عليها أرواحهم وعقولهم وأفكارهم وأقلامهم وأاموالهم وصحفهم وجهودهم , ويحيون ويموتون لها. ول نجد حكوامة إسلامية تقوم بواجب الدعوة إلى السلم ,الذي جمع امحاسن هذه النظم جميعا وطرح امساوئها ,وتقدامه لغيرها امن الشعوب كنظام عالمي فيه الحل الصحيح الواضح المريح لكل امشكلت البشرية ,امع أن السلم جعل الدعوة فريضة لزامة ,وأوجبها على المسلمين شعوبا وجماعات قبل أن تخلق هذه النظم ,وقبل أن يعرف فيها نظام الدعايات : ع س ِ ن ن َ ف َوَيه ْنَهه ْو َ عُرو س ِ م ه ْ ن س ِباه ْل َ خه ْيس ِر َوَيه ْأُامُرو َ ن إ س َِلى اه ْل َ عو َ م أ َُّام ٌة َيه ْد ُ ك ه ْ ن س ِامه ْن ُ ك ه ْ )َوه ْلَنت ُ ن( )آل عمران. (104: حو َ مه ْفس ِل ُ م اه ْل ُ ه ُ ك ُ كس ِر َوُأوَلس ِئ َ مه ْن َ اه ْل ُ ولكن أتّنى لحكاامنا هذا ,وهم جميعا قد تربوا في أحضان الجانب , ودانوا بفكرتهم ,على آثارهم يهرعون ,وفي امرضاتهم ينتنافسون ؟ ولعلنا ل نكون امبالغين إذا قلنا إن الفكرة السنتقللية في تصريف الشؤون والعمال لم تخطر ببالهم ,فضل عن أن تكون امنهاج عملهم. لقد تقدامنا بهذه الامنية إلى كثير امن الحاكمين في امصر ,وكان طبيعيا أل يكون لهذه الدعوة اثر عملي ,فإن قواما فقدوا السلم في أنفسهم
وبيوتهم وشؤونهم الخاصة والعاامة لعجز امن أن يفيضوه على غيرهم , وينتقداموا بدعوة سواهم إليه ,وفاقد الشيء ل يعطيه . ليست هذه امهمنتهم أيها الوخوان ,فقد أثبنتت النتجارب عجزهم المطلق عن أدائها ,ولكنها امهمة هذا النشء الجديد ,فأحسنوا دعوته ,وجدوا في تكوينه ,وعلموه اسنتقلل النفس والقلب ,واسنتقلل الفكر والعقل , واسنتقلل الجهاد والعمل ,وااملوا روحه الوثابة بجلل السلم وروعة القرآن ,وجتّندوه تحت لواء امحمد وراينته ,وسنترون امنه في القريب الحاكم المسلم الذي يجاهد نفسه ويسعد غيره .
طبيعة فكرتنـا أيها الوخوان المسلمون ... بل أيها الناس أجمعون ... لسنا حزبا سياسيا ,وإن كانت السياسة على قواعد السلم امن صميم فكرتنا.. ولسنا جمعية وخيرية إصلحية ،وإن كان عمل الخير والصلح امن أعظم امقاصدنا.. ولسنا فرقا رياضية ،وإن كانت الرياضة البدنية والروحية امن أهم وسائلنا.. لسنا شيئا امن هذه النتشكيلت ،فإنها جميعا تبررها غاية اموضعية امحدودة لمدة امعدودة ،وقد ل يوحي بنتأليفها إل امجرد الرغبة في تأليف هيئة ،والنتحلي باللقاب الدارية فيها. ولكننا أيها الناس :فكرة وعقيدة ،ونظام وامنهاج ،ل يحدده اموضع ,ول يقيده جنس ،ول يقف دونه حاجز جغرافي ،ول يننتهي بأامر حنتى ير ث ا الرض وامن عليها ,ذلك لنه نظام رب العالمين ،وامنهاج رسوله الامين . نحن أيها الناس ـ ول فخر ـ أصحاب رسول ا ،وحملة راينته امن بعده ، ورافعو لوائه كما رفعوه ،وناشرو لوائه كما نشروه ،وحافظو قرآنه كما
حفظوه ،والمبشرون بدعوته كما بشروا ،ورحمة ا للعالمين ص. (88: ن( ) تّ حي أ ٍ عَد س ِ ه َب ه ْ ن َنَبَأ ُ م َّ عَل ُ )َوَلَنت ه ْ أيها الوخوان المسلمون : هذه امنزلنتكم ,فل تصغروا في أنفسكم ,فنتقيسوا أنفسكم بغيركم ,أو تسلكوا في دعوتكم سبيل غير سبيل المؤامنين ,أو توازنوا بين دعوتكم النتي تنتخذ نورها امن نور ا وامنهاجها امن سنة رسوله ,بغيرها امن الدعوات النتي تبررها الضرورات ,وتذهب بها الحواد ث واليام . لقد دعوتم وجاهدتم ,ولقد رأينتم ثمار هذا المجهود الضئيل أصواتا تهنتف بزعاامة رسول ا وهيمنة نظام القرآن ,ووجوب النهوض للعمل , وتخليص الغاية لله ,وداماء تسيل امن شباب طاهر كريم في سبيل ا , ورغبة صادقة للشهادة في سبيل ا .وهذا نجاح فوق اما كننتم تننتظرون م( ك ه ْ ماَل ُ ع َ م أ َ ه ْ ن َيس ِنتَرُك ه ْ م َوَل ه ْ ك ه ْ ع ُ ا َام َ ,فواصلوا جهودكم ,واعملوا َ) ,و ُ )امحمد. (35: فمن تبعنا الن فقد فاز بالسبق ,وامن تقاعد عنا امن المخلصين اليوم فسيلحق بنا غدا ,وللسابق عليه الفضل .وامن رغب عن دعوتنا ,زهادة ,أو سخرية بها ,أو اسنتصغارا لها ,أو يائسا امن اننتصارها ,فسنتثبت له اليام عظيم وخطأه ,وسيقذف ا بحقنا على باطله فيدامغه فإذا هو زاهق. فإلينا أيها المؤامنون العااملون ,والمجاهدون المخلصون ,فهنا الطريق السوي ,والصراط المسنتقيم ,ول توزعوا القوى والجهود . سس ِبيس ِلس ِه عنه ْ َ م َ ك ه ْ ق س ِب ُ سُبلَ َفَنتَفَّر َ عوا ال ُّ ه َول َتَّنتس ِب ُ عو ُ سَنتس ِقيما َفاَّتس ِب ُ طي ُام ه ْ صَرا س ِ هَذا س ِ ن َ )َوأ َ َّ ن( )النعام. (153: م َتَّنتُقو َ ك ه ْ عَّل ُ م س ِبس ِه َل َ صاُك ه ْ م َو َّ َذس ِلكُ ه ْ
حسـن البنــا
امن هم الوخوان المسلمون؟ حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ س ِب ه ْ هَداَنا ن َ ي َله ْول أ َ ه ْ هَداَنا س ِلَهَذا َوَاما ُكَّنا س ِلَنه ْهَنتس ِد َ مدُ للس ِه اَّلس ِذي َ ح ه ْ اه ْل َ ُ ا والصلة والسلم علي سيدنا امحمد إامام المجاهدين وعلي آله وصحبه وامن جاهد في سبيل دعوته إلى يوم الدين
امن هم الوخوان المسلمون؟ أيها الوخوان المسلمون : بعد عاامين امن امؤتمركم الماضي بدار آل لطف ا )في الثالث عشر امن ذي الحجة سنة 1357هجرية ( دار فيهما الفلك دورته ،ورأي العالم فيها امخنتلف الحدا ث والظروف ،وانفجر أوخيرا )امخزن البارود( ،ودوي علي الرض امن جديد نفير الحرب بعد أن زعم أهلوها أنهم قد أقروا فيها السلم ،تجنتمعون الن ـ أيها الوخوان ـ لنتراجعوا صفحة أعمالكم ، ولنتبينوا امراحل امنهاجكم ،ولنتنتحدثوا إلى أنفسكم وإلي الناس عن دعوتكم امن جديد ،لعل في ذلك تبصرة وذكري ،والذكري تنفع المؤامنين . أيها الوخوان المجاهدون الذين اجنتمعت الليلة امن أقصي امصر المباركة إلى أقصاها .. أحب أن تنتبينوا جيدا امن أننتم في أهل هذا العصر ؟ ..واما دعوتكم بين الدعوات ..وأية جماعة جماعنتكم ..ولي امعني جمع ا بينكم ووحد قلوبكم ووجهنتكم ،وأظهر فكرتكم في هذا الوقت العصيب الذي تنتلهف فيه الدنيا إلى دعوة السلم والنقاذ . فاذكروا جيدا أيها الوخوة ..أنكم الغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس ،وأنكم العقل الجديد الذي يريد ا أن يفرق به بين الحق
والباطل في وقت النتبس عليها فيه الحق بالباطل ،وأنكم دعاة السلم ، وحملة القرآن ،وصلة الرض بالسماء ،وورثه امحمد rووخلفاء صحابنته امن بعده ،فضلت دعوتكم الدعوات ،وسمت غاينتكم علي الغايات ، واسنتندتم إلى ركن شديد ،واسنتمسكنتم بعروة وثقي ل انفصام له ، وأوخذتم بنور امبين وقد النتبست علي الناس المسالك وضلوا سواء السبيل ,وا غالب على أامره.
تجــرد واذكروا جيدا أيها الوخوان أنه اما امن رجل امنكم ـ أوامن إوخوانكم الذين حبسهم العذر عن حضور امؤتمركم ـ يرجو بمناصرة هذه الدعوة والعمل تحت راينتها غاية امن غايات الدنيا أو عرضا امن أعراضها ،وأنكم تبذلون امن ذات أنفسكم وذات يدكم ،ل تعنتمدون إل علي ا ،ول تسنتمدون المعونة والنتأييد إل امنه ،ول ترجون إل ثوابه ول تبنتغون إل صيرا( )النساء(45: وجهه َ) ,وَكَفى س ِباللس ِه َوس ِلتّيا َوَكَفى س ِباللس ِه َن س ِ
فهــم واذكروا جيدا أيها الوخوان ..أن ا قد امن عليكم ،ففهمنتم السلم فهما نقيا صافيا ،سهل م ً شاامل م ً ،كافيا ووافيا ،يساير العصور ويفي بحاجات الامم ،ويجلب السعادة للناس ،بعيدا عن جمود الجاامدين وتحلل الباحيين وتعقيد المنتفلسفين ،ل غلو فيه ول تفريط ،امسنتمدا امن كنتاب ا وسنة رسوله وسيرة السلف الصالحين اسنتمدادا امنطبقا امنصفا ،بقلب المؤامن الصادق ،وعقل الرياضي الدقيق ،وعرفنتموه علي وجهه :عقيدة وعبادة ،ووطن وجنس ،ووخلق وامادة ،وسماحة وقوة ، وثقافة وقانون .واعنتقدتموه علي حقيقنته :دين ودولة ،وحكوامة وأامة ، وامصحف وسيف ،ووخلفة امن ا للمسلمين في أامم الرض أجمعين : سو ُ ل ن الَّر ُ كو َ س َوَي ُ عَلى الَّنا س ِ ء َ شَهَدا َ كوُنوا ُ سطا س ِلَنت ُ م أ َُّامم ًة َو َ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ك َ )َوَكَذس ِل َ شس ِهيدا( )البقرة. (143: م َ ك ه ْ عَله ْي ُ َ
ُأوخــتّوة
واذكروا جيدا أيها الوخوان ..أن كل شعبة امن شعبكم وحدة امنتصلة الروح امؤتلفة القلوب ،جمعنتها الغاية الساامية علي هدف واحد وأامل واحد وألم واحد وجهاد واحد ،وأن هذه الوحدات المؤتلفة يرتبط بعضها ببعض وينتصل بعضها ببعض ويحن بعضها إلى بعض ويقدر بعضها بعضا ،وتشعر كل أامة امنها أنها ل تنتم إل باوخوتها ول تكمل أوخوتها إل بها ، كلبنات البناء المرصو ص يشد بعضه بعضا ،وأنها جميعا ترتبط بمركزها العام أوثق ارتباط وأسماه وأعله ،روحيا وإداريا وعمليا وامظهريا ، وتدور حوله كما تدور المجموعة المنتماسكة امن الكواكب المنيرة حول امحورها الجاذب وأصلها الثابت ،لنتحقق بذلك قول ا تبارك وتعالي : ة( )الحجرات. (10: وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ )إ س َِّن َ
جـهاد واذكروا جيدا أيها الوخوة أن ا تبارك وتعالي قد بارك جهادكم ونشر فكرتكم وجمع القلوب عليكم ،فل يمر يوم حنتى تنتكون لكم شعب ويننتصر لمبادئكم عدد غير قليل اممن كانوا يجهلونها أو ييأسون امن نجاحها أو ينتبرامون بها أو يكيدون لها ،وبذلك وصلت دعوتكم إلى امخنتلف الطبقات ،وتغلغلت في المجنتمعات ،ووجدت التباع والنصار في كل الوساط البيئات : ـ آلف امن الشباب المؤامن امسنتعدون للعمل والجهاد في سبيل الصلح الحق . ـ دور في كل امكان امجهزة للدعوة والرشاد والنتوجيه الصالح . ـ فرق امنظمة تزاول الرياضة البدنية والروحية بلذة وشغف وسرور . ـ شعب امنبثة في القرى والكفور والنجوع والمدن والحواضر تربو علي الخمسمائة تنتعاون وتنتكاتف وتنتسابق في الخيرات . ـ ألسنة وأقلم امفصحة امبينة تكشف للناس عن جمال السلم وروعة السلم وحقائق السلم. ـ بعثات امسنتمرة تنفر في سبيل ا لنتنتفقه في الدين ولنتعلمه الناس .
هذه بعض آثار جهادكم أيها الوخوان ترونها واضحة تنتضاعف وتزداد : ء( )النعام. (88: شا ُ ن َي َ ا َيه ْهس ِدي س ِبس ِه َام ه ْ هَدى س ِ ك ُ )َذس ِل َ
تضـحية واذكروا جيدا أيها الوخوة أن دعوتكم أعف الدعوات ،وأن جماعنتكم أشرف الجماعات ،وأن امواردكم امن جيوبكم ل امن جيوب غيركم ، ونفقات دعوتكم امن قوت أولدكم وامخصصات بيوتكم وأن أحدا امن الناس أو هيئة امن الهيئات أو حكوامة امن الحكوامات ,أو دولة امن الدول ..ل تسنتطيع أن تجد لها في ذلك امنة عليكم ,واما ذلك بكثير على دعوة أقل اما يطلب امن أهلها النفس والمال : جَّنَة( )النتوبة: م اه ْل َ ن َلُه ُ م س ِبَأ َّ م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ سُه ه ْ ن أ َه ْنُف َ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ شَنتَرى س ِام َ ا ا ه ْ ن َ )إ س ِ َّ . (111
إوخـل ص اذكروا هذا جيدا ـ أيها الوخوان ـ ل للفخر و ل للمباهاة ,ولكن لنتعلموا أن ا قد كنتب لدعوتكم امن اليمان والوخل ص والفهم والوحدة والنتأييد والنتضحية اما لم يكنتبه لكثير امن الدعوات الرائجة السوق ,العالية البوق , الفخمة المظاهر ,وتلك الصفات هي دعائم الدعوات الصالحة . فاجنتهدوا أن تحرصوا عليها كااملة ،وأن تزيدوها في أنفسكم ثباتا وقوة ، م أ َنه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ن َ م ُّ ا َي ُ ل ُ واعلموا أنه ليس لكم في ذلك فضل ول امنة َ) ,ب س ِ صاس ِدس ِقينَ( )الحجرات.(17: م َ ن ُكه ْنُنت ه ْ ن إ س ِ ه ْ ما س ِ لي َ هَداُك ه ْ َ م س ِل س ِ
هـل نحن قوم غـاامضون؟ أيها الوخوان المسلمين .. بعد اثني عشرة عااما امضت وأننتم تجهرون بدعوتكم وتبلغونها للناس ,ل زال هناك فريق ينتساءل عن الوخوان المسلمين ,ويراهم أاماامه جماعة غاامضة ,فهل أننتم قوم غاامضون؟ وسأجيب على هذا السؤال بصراحة
ووضوح .وسأتكلم عن غاية الوخوان المسلمين ,وعن وسيلنتهم وعن اموقفهم امن الهيئات المخنتلفة ,وعن اموقفهم في هذه الظروف الحاضرة النتي تظلل الناس حوادثها .والكثير امنكم أحاط بذلك علما , وقد سبق لنا أن فصلناه في رسائل الوخوان وكنتاباتهم وامحاضراتهم , وإنما نذكر ذلك الن في إيجاز تذكرة للغافل وتعليما لمن لم يكن يعلم .
غاية الوخوان المسلمين يعمل الوخوان المسلمون لغاينتين :غاية قريبة يبدو هدفها وتظهر ثمرتها لول يوم ينضم فيه الفرد إلى الجماعة ,أو تظهر الجماعة الوخوانية فيه في اميدان العمل العام .وغاية بعيدة لبد فيها امن ترقب الفر ص واننتظار الزامن وحسن العداد وسبق النتكوين . فأاما الغاية الولى فهي امساهمة في الخير العام أيا كان لونه ونوعه , والخدامة الجنتماعية كلما سمحت بها الظروف . ينتصل الخ بالوخوان ,فيكون امطالبا بنتطهير نفسه وتقويم امسلكه وإعداد روحه وعقله وجسمه للجهاد الطويل الذي يننتظره في امسنتقبل اليام , ثم هو امطالب بأن يشيع هذه الروح في أسرته وأصدقائه وبيئنته ,فل يكون الخ أوخا امسلما حقا حنتى يطبق على نفسه أحكام السلم وأوخلق السلم ,ويقف عند حدود الامر والنهي النتي جاء بها رسول ا صلى ها ها َوَته ْقَوا َ جوَر َ مَها ُف ُ ها َ ,فَأه ْلَه َ سَّوا َ س َوَاما َ ا عليه وسلم عن ربه َ) :وَنه ْف أ ٍ ها( )الشمس. (10-7: سا َ ن َد َّ ب َام ه ْ وخا َ ها َ ,وَقه ْد َ ن َزَّكا َ ح َام ه ْ َ ,قه ْد أ َه ْفَل َ وتنتكون الجماعة امن جماعات الوخوان ،فنتنتخذ دارا وتعمل علي تعليم الاميين وتلقين الناس أحكام الدين وتقوم بالوعظ والرشاد والصلح بين المنتخاصمين ،وإقاامة المنشبآت النافعة امن امدارس وامعاهد و امسنتوصفات وامساجد في حدود امقدرتها والظروف النتي تحيط بها ، وكثير امن شعب الوخوان ينهض بهذه الواجبات يؤديها غلي حالة امرضية امن حسن الداء .
فهل هذا اما يريده الوخوان المسلمون ويجهزون أنفسهم له ويأوخذونها به ؟! ل أيها الوخوان ليس هذا ك اما نريد ،هو بعض اما نريد ابنتغاء امرضاة ا ..هو الهدف الول القريب ،صرف الوقت في طاعة ووخير حنتى يجيء الظرف المناسب وتحين ساعة العمل للصلح الشاامل المنشود . أاما غاية الوخوان الساسية ..أاما هدف الوخوان السمى ..أاما الصلح الذي يريده الوخوان ويهيؤن له أنفسهم ..فهو إصلح شاامل كاامل تنتعاون عليه قوي الامة جميعا وتنتجه نحوه الامة جميعا وينتناول كل الوضاع القائمة بالنتغيير والنتبديل . إن الوخوان المسلمين يهنتفون بدعوة ،ويؤامنون بمنهاج ،ويناصرون عقيدة ،ويعملون في سبيل إرشاد الناس إلى نظام اجنتماعي ينتناول شؤون الحياة جميعا اسمه )السلم( ..نزل به الروح الامين علي قلب سيد المرسلين ليكون به امن المنذرين بلسان عربي أامين ..ويريدون بعث الامة السلامية النموذجية النتي تدين بالسلم الحق ،فيكون لها هاديا وإامااما ،وتعرف في الناس بأنها دولة القرآن النتي تصطبغ به والنتي تذود عنه والنتي تدعو إليه والنتي تجاهد في سبيله وتضحي في هذا السبيل بالنفوس والاموال . لقد جاء السلم نظااما وإامااما ،دينا ودولة ،تشريعا وتنفيذا ،فبقي النظام وزال الامام ،واسنتمر الدين وضاعت الدولة ،وازدهر النتشريع وذوي النتنفيذ .أليس هذا هو الواقع أيها الوخوان ؟! وإل فأين الحكم بما أنزل ا في الداماء والاموال والعراض ؟ وا تبارك وتعالي يقول م أ َنه ْ ه ه ْ حَذه ْر ُ م َوا ه ْ ه ه ْ ء ُ هَوا َ ع أ َ ه ْ ا َول َتَّنتس ِب ه ْ ل ُ ما أ َه ْنَز َ م س ِب َ م َبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ ح ُ ن ا ه ْ لنبيه َ) : rوأ َ س ِ ا أ َنه ْ ما ُيس ِريُد ُ م أ ََّن َ عَل ه ْ ن َتَوَّله ْوا َفا ه ْ ك َفس ِإ ه ْ ا إ س َِله ْي َ ل ُ ض َاما أ َه ْنَز َ ع س ِ ن َب ه ْ ع ه ْ ك َ َيه ْفس ِنتُنو َ ن( )المائدة. (49: سُقو َ س َلَفا س ِ ن الَّنا س ِ ن َكس ِثيرا س ِام َ م َوإ س ِ َّ ض ُذُنوس ِبس ِه ه ْ ع س ِ م س ِبَب ه ْ صيَبُه ه ْ ُي س ِ والوخوان المسلمون يعلمون لينتأيد النظام بالحكام ،ولنتحيا امن جديد دولة السلم ،ولنتشمل بالنفاذ هذه الحكام ،ولنتقوم في الناس حكوامة
امسلمة ،تؤيدها أامة امسلمة ،تنظم حياتها شريعة امسلمة أامر ا بها نبيه عَها َول ن ال َه ْامس ِر َفاَّتس ِب ه ْ عأ ٍة س ِام َ شس ِري َ عَلى َ ك َ عه ْلَنا َ ج َ م َ rفي كنتابه حيث قال ُ) :ث َّ شه ْيئا َوإ س ِنَّ ا َ ن س ِ ك س ِام َ عه ْن َ غُنوا َ ن ُي ه ْ م َل ه ْ مون ,إ س َِّنُه ه ْ عَل ُ ن ل َي ه ْ ء اَّلس ِذي َ هَوا َ ع أ َ ه ْ َتَّنتس ِب ه ْ ن( )الجاثـية. (19-18: مَّنتس ِقي َ ي اه ْل ُ ا َوس ِل ُّ ض َو ُ ع أ ٍ ء َب ه ْ م أ َه ْوس ِلَيا ُ ضُه ه ْ ع ُ ن َب ه ْ مي َ ظاس ِل س ِ ال َّ
بعض ننتائج فساد النظام الجنتماعي الحالي في امصر أيها الوخوان .. إننا في اوخصب بقاع الرض وأعذبها اماء ,وأعدلها هواء ,وأيسرها رزقا ,وأكثرها وخيرا ,وأوسطها دارا ,وأقدامها امدنية وحضارة وعلما وامعرفة , وأحفلها ببآثار العمران الروحي والمادي والعملي والفني ,وفي بلدنا المواد الولية والخاامات الصناعية والخيرات الزراعية وكل اما تحنتاج إليه أامة قوية تريد أن تسنتغني بنفسها وتسوق الخير إلى غيرها ,واما امن أجنبي هبط هذا البلد الامين إل صح بعد امرض واغنتنى بعد فاقة وعز بعد ذلة وأترف بعد البؤس والشقاء ..فماذا أفاد المصريون أنفسهم امن ذلك كله؟ ل شيء ..وهل يننتشر الفقر والجهل والمرض والضعف في بلد كما يننتشر في امصر الغنية امهد الحضارة وزعيمة أقطار الشرق غير امدافعة؟! إليكم أيها الوخوان بعض الرقام النتي تنطق بما يهددنا امن أوخطار اجنتماعية اماحقة ساحقة إن لم ينتداركنا فيها ا برحمنته فسيكون لها أفدح الننتائج وأعظم الثار: ) ( 1الفلحون في امصر يبلغون ثمانية امليين ,والرض المنزرعة نحو سنتة امليين امن الفدنة وعلى هذا العنتبار يخص الفرد الواحد نحو ثلثي فدان . فإذا لحظنا على جانب هذا أن الرض تفقد وخواصها لضعف المصارف وكثرة الجهاد ,وإنها لهذا السبب تأوخذ امن السماد الصناعي أضعاف غيرها امن النتي تقل عنها جودة ووخصوبة ,وإن عدد السكان ينتكاثر
تكاثرا سريعا ,وإن النتوزيع في هذه الرض يجعل امن هذا العدد أربعة امليين ل يملكون شيئا ,وامليونين ل يزيد املكهم عن نصف فدان وامعظم الباقي ل يزيد املكه على وخمسة أفدنة ,علمنا امبلغ الفقر الذي يعانيه الفلحون المصريون ودرجة إنحطاط امسنتوى المعيشة بينهم درجة ترعب وتخيف. إن أربعة امليين امن المصريين ل يحصل أحدهم على ثمانين قرشا في الشهر بشق النفس ,فإذا فرضنا أن له زوجة وثلثة أولد وهو امنتوسط اما يكون عليه الحال في الريف المصري بل السر المصرية عاامة ,كان امنتوسط اما يخص الفرد في العام جنيهين ,وهو أقل بكثير امما يعيش به الحمار ,فإن ينتكلف صاحبه ) 140قرشا وخمس فدان برسيم و 30 قرشا حمل ونصف الحمل امن النتبن و 150قرشا أردب فول و 20قرشا أربعة قراريط عفش ذرة وامجموعها 340قرشا( وهو ضعف اما يعيش به الفرد امن هؤلء الداميين في امصر ,وبذلك يكون أربعة امليين امصري يعيشون اقل امن عيشة الحيوان. ثم إذا نظرت إلى طبقة الملك الكبار وجدتهم امكبلين بالديون أذلء للمحاكم والبنوك. إن البنك العقاري وحده يحوز امن الرهون قريبا امن نصف امليون فدان , ويبلغ دينه على الملك المصريين 17امليونا امن الجنيهات إلى أكنتوبر سنة , 1936وهذا بنك واحد. وقد بلغ ثمن اما نزعت املكينته للديون امن الرض والمنازل في سنة 346.256) 1939جنيها( فعلى أي شيء تدل هذه الرقام؟ ) ( 2العمال في امصر يبلغون ) (5.718.127أي نحوا امن سنتة امليين عاامل ,يشكو النتعطل ) (511.119أي أكثر امن نصف امليون ل يجدون شيئا ,وهناك الجيوش امن حملة الشهادات العاطلين. فكيف يشعر إنسان هذه حاله بكراامنته النسانية أو يعرف امعنى العاطفة القوامية والوطنية وهو بلد ل يسنتطيع أن يجد فيه القوت ,ولقد اسنتعاذ
النبي ـ صلى ا عليه وسلم ـ امن الفقر ,وقديما قيل :يكاد الفقر أن يكون كفرا ,فضل عن أن المشنتغلين امن العمال امهددون باسنتغلل أصحاب رأس المال وضعف الجور والرهاق في العمل ,ولم تصدر الحكوامات بعد النتشريع الكافي لحماية هؤلء البائسين ,وقد ضاعفت حالة الحرب القائمة هذا العدد امن المنتعطلين وزادت العااملين امنهم بؤسا على بؤسهم. ) ( 3شركات الحنتكار في امصر قد وضعت يدها على امرافق الحياة والمنافع العاامة ,فالنور والمياه والملح والنقل ونحوها كلها في يد هذه الشركات النتي ل ترقب في امصري إل تّ ول ذامة ,والنتي تحقق أفحش الرباح وتضن حنتى باسنتخدام المصريين في أعمالها. لقد بلغت أرباح شركة المياه امنذ تأسست في 27امايو سنة 1865إلى سنة 1933عشرين امليونا امن الجنيهات ,وقد بلغ النتفريط والنتهاون بالحكوامة المصرية أن باعت حصنتها في أرباح الشركة في عهد وزارة رياض باشا )وكان ناظر الشغال حينذاك امحمد زكي باشا( بمبلغ عشرين ألفا امن الجنيهات امع أن حصنتها في صافي الربح امن تاريخ البيع وهو 10 يوليو سنة 1899إلى سنة 1934فقط امبلغ امليونين ونصف امن الجنيهات . إن في امصر 320شركة أجنبية تسنتغل جميع امرافق الحياة ,وقد بلغت أرباحها في سنة 1938الماضية ) 7.637.482جنيها( وهذه الشركات جميعا تخالف نصو ص العقود في كثير امن النتصرفات ثم ل يكون النتصرف امعها إل امنتراوخيا ضعيفا يفوت الفائدة على الحكوامة والجمهور امعا. ولعل امن الطريف المبكي أن نقول إن عدد الشركات المصرية إلى سنة 1938بلغ إحدى عشر شركة فقط امقابل 320شركة أجنبية. ) ( 4لقد اسنتقبلت العيادات الحكوامية المصرية سنة ) 1934 (7.241.383امريضا امنهم امليون بالبلهارسيا ,وأكثر امن نصف امليون
بالنكلسنتواما ,وامليون ونصف بالرامد ,وفي امصر 90في المائة امريض بالرامد والطفيليات ,وفيها 55.575امن فاقدي البصر ,ويكشف لنا الكشف الطبي في المدارس وفي المعاهد وفي الجاامعة ـ وامنها الكلية الحربية ـ حقائق عجيبة عن ضعف بنية الطلب وهم زهرة شباب الامة , وكل ذلك في أامة علمها نبيها أن تسأل ا أن يعافيها في أبدانها وفي سمعها وفي بصرها. ) ( 5إن امصر بعد هذا الجهاد الطويل ل زالت بها آلف كثير اممن ل يخط اللف ,ولزال عدد المنتعلمين فيها ل يجاوز الخمس ) 20في المائة( امن بينهم تلاميذ المدارس اللزاامية الذين ل يحسنون شيئا وكثير امنهم لم يجاوز شهادة إتمام الدراسة البنتدائية و حنتى الذين تعلموا تعليما عاليا ل تنقطع الشكوى امن أن امؤهلتهم العلمية ل تمكنهم امن النجاح الكاامل في الحياة العملية ,وتنتردد هذه الشكوى على لسان وزراء المعارف ورؤساء دوائر العمال وغيرهم . ) ( 6وقد انحط امسنتوى الخُلق انحطاطا عجيبا فقد بلغ عدد الذين حوكموا بجرائم تخالف القانون في سنة 1938أكثر امن امليون امصري وامصرية دوخل امنهم السجن زهاء امائة ألف أو يزيدون ,عدا امن لم تصل إليهم يد القضاء ولم تعرف جرائمهم بعد. هذا امع جرأة كثير امن الشبان وغير الشبان على المخالفات الدينية النتي ل يؤاوخذ عليها القانون الوضعي كشرب الخمر والقبال على القمار واليانصيب والسباق ونحوها ,والعبث واما إليه امما ل يحصيه العد ,بدون وخشية ول حياء. ) ( 7وامع أننا فقدنا امقوامات الحياة المادية امن العلم الدنيوي النافع وامن الثروة والمال وامن القوة الصحية ,فهل أبقينا على شيء امن قوانا الروحية؟ كل ..كل. كم امن المصريين يؤامن بالله حق اليمان ,ويعنتمد عليه حق العنتماد؟ ...
وكم امنهم يعنتز بكراامنته القوامية وعزته السلامية؟ ... وكم امنهم يؤدي الصلوات؟ ... وكم امن هؤلء المؤدين يقيمها على وجهها وينتعرف أحكاامها وأسرارها؟ ... وكم امنهم يؤدي الزكاة وينتحرى بها امصارفها والغاية امنها؟ ... وكم امنهم يخشى ا وينتقيه ويبنتعد عن المعصية وينتجنب كبائر الثم والفواحش؟ ... يجيبنا الواقع المشاهد عن السئلة جميعا جوابا يؤلم ويحزن ويحز نفس كل امؤامن غيور.
الـداء والـدواء أيها الوخوان .. هذه لغة الرقام ,وهذا قليل امن كثير امن امظاهر البؤس والشقاء في امصر. فما سبب ذلك كله؟ .. وامن المسؤول عنه؟ .. وكيف ننتخلص امنه واما الطريق ,واما الطريق إلى الصلح؟ .. السـبب : أاما سبب ذلك ففساد النظام الجنتماعي في امصر فسادا لبد له امن علج ,فقد غزتنا أوربا امنذ امائة سنة بجيوشها السياسية وجيوشها العسكرية وقوانينها ونظمها وامدارسها وعلوامها وفنونها ,وإلى جانب هذا بخمرها ونسائها وامنتعها وترفها وعاداتها وتقاليدها ,ووجدت امنا صدورا رحبة وأدوات طيعة تقبل كل اما يعرض عليها ,ولقد أعجبنا بذلك كله ,ولم نقف عند حد الننتفاع بما يفيد امن علم وامعرفة وفن ونظام وقوة وامنعة وعزة واسنتعلء ,بل كنا عند حسن ظن الغاصبين بنا فأسلمنا لهم قيادنا , وأهملنا امن أجلهم ديننا ,وقدامو لنا الضار امن بضاعنتهم فأقبلنا عليه , وحجبوا عنا النافع امنها وغفلنا عنه ,وزاد الطين بتّلة أن تفرقنا على
الفنتات شيعا وأحزابا يضرب بعضنا وجوه بعض وينال بعضنا امن بعض , ل ننتبين هدفا ول نجنتمع على امنهاج. المسؤول : أاما المسؤول عن ذلك فالحاكم والمحكوم على السواء :الحاكم الذي لنت قناته للغاامزين ,وسلس قياده للغاصبين ,وعني بنفسه اكثر امما عني بقوامه ,حنتى فشت في الدارة المصرية عطلت فائدتها وجرت على الناس بلئها ..فالنانية والرشوة والمحاباة والعجز والنتكاسل والنتعقيد كلها صفات بارزة في الدارة المصرية ,والمحكوم الذي رضي بالذلة وعجز وغفل عن الواجب ووخدع بالباطل وانقاد وراء الهواء وفقد قوة اليمان وقوة الجماعة فأصبح نهب الناهبين وطعمة الطاامعين. الخــل ص : أاما كيف ننتخلص امن ذلك فبالجهاد والكفاح ,ول حياة امع اليأس ول يأس امع الحياة ,فنخلص امن ذلك كله بنتحطيم هذا الوضع الفاسد وأن نسنتبدل به نظااما اجنتماعيا وخيرا امنه ,تقوم عليه وتحرسه حكوامة حازامة تهب نفسها لوطنها وتعمل جاهدة لنقاذ شعبها ,يؤيدها شعب امنتحد الكلمة قوي اليمان ,ولئن فقدت الامة امصباح وهاج نهنتدي بنوره ونسير على هداه. ول تسنتطيع حكوامة امصرية أن تقوم بهذا الصلح الجنتماعي حنتى تنتحرر تمااما امن الضعف والعجز والخوف والنتدوخل السياسي الذي يقيد وخطواتها ,وتنتخلص امن هذا النير الفكري الذي وضعنته أوربا في أعناقنا فأضعف نفوسنا وأوهن امقاوامنتنا. ونحن نسنتقبل في هذه اليام حواد ث جسااما تغير النظم والوضاع وتجدد الدول والممالك ,فاولى بنا أن ننتخذها فرصة سانحة للنتحلل امن آثار الماضي وبناء المسنتقبل المجيد على دعائم قويمة امن هذا الصلح السلامي القويم. ولهذا كان هدف الوخوان المسلمين ينتلخص في كلمنتين :
ـ العودة للنظام السلامي الجنتماعي ـ والنتحرر الكاامل امن كل سلطان أجنبي وبذلك نسنتطيع أن ننقذ امصر امن آثار هذه الويلت . ولنا بعد ذلك آامال جسام في إحياء امجد السلم وعظمة السلم , خَّفَّنكَ سَنت س ِ ق َول َي ه ْ ح ٌّ ا َ عَد س ِ ن وَ ه ْ صس ِبه ْر إ س ِ َّ يراها الناس بعيدة ونراها قريبة َ) :فا ه ْ ن( )الروم.(60: ن ل ُيوس ِقُنو َ اَّلس ِذي َ
وسيلة الوخوان المسلمين أاما وسائلنا العاامة: ـ فالقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حنتى يفقهها الرأي العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان. ـ ثم اسنتخل ص العناصر الطيبة لنتكون هي الدعائم الثابنتة لفكرة الصلح. ـ ثم النضال الدسنتوري حنتى يرتفع صوت هذه الدعوة في الندية الرسمية وتناصرها وتنحاز إليها القوة النتنفيذية ،وعلى هذا الساس سينتقدم امرشحو الوخوان المسلمين حين يجيء الوقت المناسب إلى الامة ليمثلوها في الهيئات النيابية ،ونحن واثقون بعون ا امن النجاح عس ِزي ٌز( ي َ ا َلَقس ِو ٌّ ن َ ه إ س ِ َّ صُر ُ ن َيه ْن ُ ا َام ه ْ ن ُ صَر َّ امادامنا نبنتغي بذلك وجه ا )َوَلَيه ْن ُ )الحج.(40: أاما سوي ذلك امن الوسائل فلن نلجأ إليه إل امكرهين ن ولن نسنتخدامه إل امضطرين ،وسنكون حينئذ صرحاء شرفاء ،ل نحجم عن إعلن اموقفنا واضحا ل لبس فيه ول غموض امعه ،ونحن علي اسنتعداد تام لنتحمل ننتائج عملنا أيا كانت ،ل نلقي النتبعة علي غيرنا ،ول ننتمسح بسوانا ، ونحن نعلم أن اما عند ا وخير وأبقي ،وأن الفناء في الحق هو عين البقاء ،وأنه ل دعوة بغير جهاد ،ول جهاد بغير اضطهاد ،وعندئذ تدنو ساعة النصر ويحين وقت الفوز ،وينتحقق قول الملك الحق المبين :
ي َام ه ْ ن ج َ صُرَنا َفُن ِّ م َن ه ْ ه ه ْ ء ُ جا َ م َقه ْد ُكس ِذُبوا َ ظ ُّنوا أ ََّنُه ه ْ ل َو َ س ُ س ال ُّر ُ سَنته ْيَأ َ حَّنتى إ س َِذا ا ه ْ ) َ ن( )يوسف.(110: جس ِرس ِامي َ م ه ْ م اه ْل ُ ن اه ْلَقه ْو س ِ ع س ِ سَنا َ ء َول ُيَر ُّد َبه ْأ ُ شا ُ َن َ
نحن و السياسة وقد يقول بعض الناس :واما للوخوان والبرلمان والوخوان جماعة دينية وهذه سبيل الهيئات السياسية؟ أليس هذا يؤيد اما يقول الناس امن أن الوخوان المسلمين قوم سياسيون ل يقفون عند حد الدعوة للسلم كما يدعون؟ وأقول لهذا القائل في صراحة ووضوح :أيها الخ ..أاما أنا سياسيون حزبيون نناصر حزبا ونناهض آوخر فلسنا كذلك ولن نكونه ,ول يسنتطيع أحد أن يأتي على هذا بدليل أو شبه دليل. وأاما أننا سياسيون بمعنى أننا نهنتم بشئون أامنتنا ،ونعنتقد أن القوة النتنفيذية جزء امن تعاليم السلم تدوخل في نطاقه وتندرج تحت أحكاامه ، وأن الحرية السياسية والعزة القوامية ركن امن أركانه وفريضة امن فرائضه ،وأننا نعمل جاهدين لسنتكمال الحرية ولصلح الداة النتنفيذية فنحن كذلك ،ونعنتقد أننا لم نأت فيه بشيء جديد ،فهذا المعروف عن كل امسلم درس السلم دراسة صحيحة ونحن ل نعلم دعوتنا ولننتصور امعنى لوجودنا إل تحقيق هذه الهداف .ولم نخرج بذلك قيد شعرة عن الدعوة إلى السلم ،والسلم ل يكنتفي امن المسلم بالوعظ والرشاد هُدوا س ِفيَنا َلَنه ْهس ِدَيَّنُه ه ْ م جا َ ن َ ولكنه يحدوه دائما إلى الكفاح والجهاد )َواَّلس ِذي َ ن( )العنكبوت.(69: سس ِني َ ح س ِ م ه ْ ع اه ْل ُ م َ ا َل َ ن َ سُبَلَنا َوإ س ِ َّ ُ أاما اموقفنا امن الهيئات في امصر فصريح واضح ننتحد ث به ونكنتب عنه في كل الظروف والمناسبات......
نحن والحكوامات فأاما اموقفنا امن الحكوامات المصرية على اوخنتلف ألوانها فهو اموقف الناصح الشفيق ,الذي ينتمنى لها السداد والنتوفيق ,وأن يصلح ا بها
الفساد ,وإن كانت النتجارب الكثيرة كلها تقنعنا بأننا في واد وهي في واد ي. ي امن الخل تّ ,ويا ويح الشج تّ لقد رسمنا للحكوامات المصرية المنتعاقبة كثيرا امن امناهج الصلح , وتقدامنا لكثير امنها بمذكرات إضافية في كثير امن الشؤون النتي تمس صميم الحياة المصرية .. لقد لفنتنا نظرها إلى وجوب العناية بإصلح الداة الحكوامية نفسها باوخنتيار الرجال وتركيز العمال وتبسيط الجراءات وامراعاة الكفايات و القضاء على السنتثناءات .. وإلى إصلح امنابع الثقافة العاامة بإعادة النظر في سياسة النتعليم وامراقبة الصحف والكنتب والسينما والمسارح والذاعة ,واسنتدراك نواحي النقص فيها وتوجيهها الوجهة الصالحة. وإصلح القانون باسنتمداده امن شرائع السلم ,وامحاربة المنكر وامقاوامة الثم بالحدود وبالعقوبات الزاجرة الرادعة .. وتوجيه الشعب وجهة صالحة بشغله بالنافع امن العمال في أوقات الفراغ. فماذا أفاد كل ذلك؟ ..ل شيء ,ولقد قاامت وزارة الشؤون الجنتماعية لسد هذا الفراغ فماذا فعلت وقد امضى عليها أكثر امن عام ونصف عام؟ اماذا أنجزت امن العمال ؟ ..ل شيء ,وسنتظل "ل شيء" هي الجواب لكل المقنترحات امادامنا ل نجد الشجاعة الكافية للخروج امن سجن النتقليد والثورة على هذا الروتين العنتيق ,واما دامنا لم نحدد المنهاج ولم ننتخير لنفاذه الكفاء امن الرجال ,وامع هذا فسنظل في اموقف الناصحين يفنتح ا بيننا وبين قوامنا بالحق وهو وخير الفاتحين.
نحن و الحزاب أاما اموقفنا امن الحزاب السياسية فلسنا نفاضل بينها ول ننحاز إلى واحد امنها ولكننا نعنتقد أنها تنتفق جميعا في عدة أامور :
تنتفق في أن كثيرا امن رجالها قد عملوا على وخدامة القضية السياسية المصرية ،واشنتركوا فعل م ً في الجهاد في سبيلها ،وفي الوصول إلى اما وصلت إليه امصر امن ثمرات هذا الجهاد الضئيلة أو الجليلة ،فنحن في هذه الناحية ل نبخس هؤلء الرجال حقهم. جا دقيقا لما يريد امن وتنتفق كذلك في أن حزبا امنها لم يحدد بعُد امنها م ً ضروب الصلح ،ولم يضع هدفا يرامي إليه ،وهي لهذا ل تنتفاوت في المناهج والغراض والغايات. وتنتفق كذلك في أنها جميعا لم تقنتنع بعُد بوجوب المناداة بالصلح الجنتماعي على قواعد السلم وتعاليم السلم ،ول زال أقطابها جميعا يفهمون السلم على أنه ضروب امن العبادات والروحانيات ل صلة لها بحياة الامم والشعوب الجنتماعية والدنيوية. وتنتفق بعد ذلك في أنها تعاقبت على حكم هذا البلد فلم تأت بجديد ، ي, ولم يجد الناس في ظل حكمها اما كانوا يأاملون امن تقدم اماتّدي أو أدب تّ ولقد كان لهذا أثر العملي ,فقاامت في امصر الحكوامات غير الحزبية في أحرج الظروف وأدق المواقف ,وامنها الحكوامة الحالية. وإذا فل وخلف بين الحزاب المصرية إل في امظاهر شكلية ،وشؤون شخصية ،ل يهنتم لها الوخوان المسلمون ،ولهذا فهم ينظرون إلى هذه الحزاب جميعا نظرة واحدة ،ويرفعون دعوتهــم ـ وهي اميرا ث رسول ا ـ فوق هذا المسنتوى الحزبي كله ،ويوجهونها واضحة امسنتنيرة إلى كل رجال هذه الحزاب على السواء ،ويوتّدون أن لو أدرك حضراتهم هذه الحقيقة ،وقتّدروا هذه الظروف الدقيقة ،ونزلوا على حكم الوطنية الصحيحة ،فنتوحدت كلمنتهم ،واجنتمعوا على امنهاج واحد ،تصلح به الحوال وتنتحقق الامال ،وليس أاماامهم إل امنهاج الوخوان المسلمين ،بل ت َوَاما س ِفي ماَوا س ِ س َ ا اَّلس ِذي َلُه َاما س ِفي ال َّ ط س ِ صَرا س ِ هدى رب العالمين ) س ِ صيُر ال ُُاموُر( )الشورى(53: ا َت س ِ ض َأل إ س َِلى س ِ ال َه ْر س ِ
ونحن ل نهاجم لننا في حاجة إلى الجهد الذي يبذل في الخصوامة والكفاح السلبي لننفقه في عمل نافع وكفاح إيجابي وندع حسابهم ء َوأ ََّاما َاما َيه ْنَف ُ ع جَفا م ً ب ُ ه ُ للزامن امعنتقدين أن البقاء للصلح )َفَأَّاما الَّزَبُد َفَيه ْذ َ ض( )الرعد.(17: ث س ِفي ال َه ْر س ِ ك ُ م ُ س َفَي ه ْ الَّنا َ
نحن والهيئات السلامية وأاما اموقفنا امن الهيئات السلامية علي اوخنتلف نزعاتها ،فموقف حب و إوخاء وتعاون وولء ،نحبها ونعاونها ،ونحاول جاهدين أن نقرب بين وجهات النظر ونوفق بين امخنتلف الفكر توفيقا يننتصر به الحق في ظل النتعاون والحب .ول يباعد بيننا وبينها رأي فقهي أو وخلف امذهبي ، فدين ا يسر ،ولن يشاد الدين أحد إل غلبه .ولقد وفقنا ا إلى وخطة امثلي ،إذ ننتحري الحق في أسلوب لين يسنتهوي القلوب وتطمئن إليه العقول ،ونعنتقد أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه السماء واللقاب والفوارق الشكلية والحواجز النظرية وتحل امحلها وحدة عملية تجمع صفوف الكنتيبة المحمدية حيث ل يكون هناك إل إوخوان امسلمون ،للدين سوَلُه َواَّلس ِذي َ ن ا َوَر ُ ل َ ن َيَنتَو َّ عااملون وفي سبيل ا امجاهدون َ) :وَام ه ْ ن( )المائدة. (56: غاس ِلُبو َ م اه ْل َ ه ُ ا ُ ب س ِ حه ْز َ ن س ِ آَامُنوا َفس ِإ َّ
كلمة حــق نحب بعد هذا أن نقول كلمة صريحة لولئك الذين ل زالوا يظنون أن الوخوان يعملون لحساب شخص أو جماعة :اتقوا ا أيها الناس ،ول تقولون اما ل تعملون .واذكروا قول ا تعالي َ) :واَّلس ِذينَ ُيه ْؤُذو َ ن مُلوا ُبه ْهَنتانا َوإ س ِه ْثما ُامس ِبينا( حَنت َ سُبوا َفَقس ِد ا ه ْ غه ْيس ِر َاما اه ْكَنت َ ت س ِب َ مه ْؤس ِامَنا س ِ ن َواه ْل ُ مه ْؤس ِامس ِني َ اه ْل ُ )الحزاب ، (58:وقول رسول ا : r )وإن أبغضكم إلى وأبعدكم امني امجلسا يوم القياامة المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الحبة الملنتمسون للبرءاء العيب( ،وليعلموا تمااما أن اليوم الذي يكون فيه الوخوان المسلمون امطية لغيرهم أو أداة لمنهاج ل
ينتصل بمنهاجهم لم يخلق بعد .و أذكر أنني كنتبت في إحدى المناسبات وخطابا لحد الباشوات جاء في آوخره : )والوخوان المسلمون يا رفعة الباشا ل يقادون برغبة ول برهبة ،ول يخشون أحدا إل ا ،ول يغريهم جاه ول امنصب ،ول يطمعون في امنفعة ول امال ،ول تعلق نفوسهم بعرض امن أعراض هذه الحياة الفانية ،ولكنهم يبنتغون رضوان ا ويرجون ثواب الوخرة ،وينتمثلون في م س ِامه ْنُه َنس ِذي ٌر ك ه ْ ا إ س ِِّني َل ُ كل وخطواتهم قول ا تبارك وتعالي َ) :فس ِف ُّروا إ س َِلى س ِ ن( )الذريات(50: ُامس ِبي ٌ فهم يفرون امن كل الغايات والمطاامع إلى غاية واحدة وامقصد واحد هو رضوان ا ،وهم لهذا ل يشنتغلون في امنهاج غير امنهاجهم ول يصلحون ا َوَام ه ْ ن غَة س ِ صه ْب َ لدعوة غير دعوتهم ،ول يصطبغون بلون غير السلم ) :س ِ غم ًة( )البقرة ... (138:فمن حاول أن يخدعهم وخدع ، صه ْب َ ا س ِ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ح َ أ َ ه ْ وامن أراد أن يسنتغلهم وخسر ،وامن طمع في تسخيرهم لهواه أوخفق ... وامن أوخلص امعهم في غاينتهم ووافقهم على امنتن طريقهم سعد بهم وسعدوا به ،ورأى فيهم الجنود البسلء والوخوة الوفياء ،يفدونه بأرواحهم ويحوطونه بقلوبهم وجهودهم ،ويرون له بعد ذلك الفضل عليهم........ أكنتب لكم هذا يا رفعة الباشا ل رجاء امعونة امادية لجماعة الوخوان المسلمين ول رغبة في امساعدة نفعية لحد أعضائها العااملين ،ولكن لدعوكم إلى صف هؤلء الوخوان بعد دراسنتهم دراسة جدية صحيحة تقنعكم بمنهاجهم وتننتج تعاونكم امعهم في إصلح المجنتمع المصري على أساس امنتين امن الخلق السلامي وتعاليم السلم ..و )للس ِه ال َه ْامُر هوَ ء َو ُ شا ُ صُر َامنه ْ َي َ ا َيه ْن ُ صس ِر س ِ ن ,س ِبَن ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ح اه ْل ُ عُد َوَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ ن َب ه ْ ل َوس ِام ه ْ ن َقه ْب ُ س ِام ه ْ م( )الروم. (5-4: حي ُ عس ِزيُز الَّر س ِ اه ْل َ بمثل هذا السلوب نخاطب الناس ,ونكنتب لرفعة النحاس باشا وامحمد امحمود باشا وعلي اماهر باشا وحسين سري باشا ,وغيرهم امما نريد أن
نعذر إلى ا بإبلغهم الدعوة وتوجيههم إلى اما نعنتقد أن فيه الخير والصواب لهم وللناس .. أفيقال بعد هذا أن الوخوان المسلمين يعملون لحساب شخص أو هيئة مه ْؤس ِامُنو َ ن ن اه ْل ُ ظ َّ ه َ مو ُ عُنت ُ م ه ْ س س ِ كبر ذلك أم صغر قل أم كثر َ) ..له ْول إ س ِه ْذ َ ن( )النور . (12:وامعاذ ا ك ُامس ِبي ٌ هَذا إ س ِه ْف ٌ وخه ْيرا َوَقاُلوا َ م َ سس ِه ه ْ ت س ِبَأه ْنُف س ِ مه ْؤس ِامَنا ُ َواه ْل ُ أن نكون في يوم امن اليام لغير السلم وتعاليم السلم .
اموقفنا في الظروف الحاضرة امن المؤتمر الخاامس إلى المؤتمر السادس امضى عاامان ,تعاقبت فيها الحواد ث الجسام على امصر في الداوخل والخارج .وقد قابل المركز العام للوخوان المسلمين وامن ورائه شعبه جميعا كل حادثة بما يناسبها , ووقفوا امنها الموقف الذي يلئمها ,امن تأييد أو تسديد أو نقد أو تزكية , امسنتنيرين في ذلك بوحي الغاية الساامية ,وبقواعد امنهاجهم السليم . وكان أجل تلك الحواد ث وأشدها وخطرا وأعمقها أثرا إعلن الحرب واامنتداد لهيبها إلى امصر ,ووقوف أوربا امعسكرين امنتناحرين يعمل كل امنهما على إفناء الوخر وإبادته ,حنتى أوخفقت وسائل النتهدئة وسل الحسام بعد أن وخرس الكلم . لقد أعلنت الحكوامة المصرية اموقف امصر ,وأيدها في ذلك البرلمان , وأيدها في ذلك الرأي العام ,وأيدها الوخوان المسلمون أيضا ,ويمكن تلخيص هذا الموقف في كلمنتين )الحياد والسنتعداد( . وهو اموقف واضح امسنتنير لو اسنتكمل شروط الصحة فإن هذا الحياد امحال أن يكون حقيقيا والمعاهدة المصرية النجليزية تفرض علينا أن نقدم كل المساعدات الممكنة للقوات البريطانية ونحن قد قمنا بذلك
فعل ,وجندت امصر تجنيدا حقيقيا لمساعدة إنجلنترا ,فأعلنت الحكام العرفية وفرضت الرقابة على الصحف واسنتخدامت السكك الحديدية والمطارات والموانئ والنتليفونات والنتلغرافات وكل طرق المواصلت , وقدامت طلبات السلطة العسكرية البريطانية في جميع الشؤون على كل الطلبات ,وحجزت المواد اللزامة للجيش وللعمال الحربية امهما كانت الحاجة إليها شديدة ,وأرسل الجيش المصري إلى الحدود وإلى السودان ,وصارت امصر حقيقة ل وخيال في حالة حرب امما جعل هذا الحياد ل قيمة له في الواقع . كما أن السنتعداد لن يكون كاامل وأاماامه عقبات امادية وسياسية تجعل الوقت يمر دون أن نجهز أنفسنا بالقليل امن المعدات العسكرية أو المدنية . وإذا فرضاء امصر بهذا الموقف الصوري العجيب ليس عن طواعية واوخنتيار ,وكلنه عن كراهية واضطرار ,وليس هناك اموقف أفضل امنه امادامنا امجبرين عليه ,ونهيب بالحكوامة المصرية جاهدين أن تعمل اما وسعها العمل على اسنتكمال العدة ,وتجهيز الشعب بوسائل الدفاع العسكرية والمدنية أوخذا بالحيطة واسنتعدادا للطوارئ . أاما الوقف الذي ترضاه امصر وتهش له وتقنع به فل يخرج عن أحد أامرين : إاما أن إنجلنترا ل تثق بنا ول تعنتمد علينا ول تعنتبرنا حلفاء حقيقين لها , وحينئأ ٍذ يكون عليها أن تصارحنا بذلك وأن تخلي أرضنا وأن توفر علينا امساعداتنا وأن تحلنا امن قيود المعاهدة النتي تنص على المحالفة وترتب عليها المساعدة ,وذلك فرض امسنتبعد طبعا .
وإاما أنها تثق بنا وتعنتبرنا حلفاء لها وتقدر حسن نينتنا وصدق امعوننتنا , وقد قدامنا البرهان على ذلك فعل ,فمنذ نشبت الحرب إلى الن والحكوامة المصرية ل تدوخر وسعا في امشاركنتها سراء الحرب وضرائها , فعليها حينئأ ٍذ أن تطمئنا على امسنتقبلنا في هذه الحواد ث وبعدها ,فنتعلن الن بصفة رسمية المحافظة على اسنتقلل امصر والسودان ,وأن بققاء القوات البريطانية في امصر اموقوت بالحرب ,وتشمل هذا العلن بالمساعدة الفعلية لنا ,فنتسمح لنا بزيادة عدد جيشنا وبنتقوية سلحنا وبإعداد شعبنا ,وحينئأ ٍذ ننتعاون تعاونا صادقا ونحمل أعباء الحرب امعا وننتقاسم العمال العسكرية والمدنية ,فيحمل الجيش المصري عبء الحرب في السودان امثل حنتى يطهره ا امن العدو المغير ,وتحرس الجيوش البريطانية الحدود الغربية حنتى تضع الحرب أوزارها .هذا كلم صريح نعنتقد أنه امن الخير أن يكون واضحا ,ول يغني امصر شيئا أن تسمع ثناء الجرائد والمجلت النجليزية وعبارات المجااملة النتي يحييها بها الساسة البريطانيون ,ول عبارات النتقدير النتي يشكرون بها المساعدة المصرية الجليلة ,وإنما ينفعها الكلم الرسمي والعمل المننتج .إن امصر سنتفي امن جانبها بالنتزااماتها النتي سجلنتها عليها المعاهدة ,لنها ل تملك إل هذا ول تسنتطيع غيره اماديا وأدبيا ,ولكن تمسك الحكوامة البريطانية تمسكا جاامدا بروح المعاهدة ونصها في وقت واحد تفسر فيه هذه النصو ص لمصلحة طرف واحد ,وفي ظروف تعصف بالدول والشعوب والاموال والرواح والامم والحكوامات والنظم والمعاهدات ,فهو تمسك إن رضيه الفقه السياسي فلن يرضاه الشعب البي ,ولقد جاهدت امصر في سبيل اسنتقللها ,وسنتجاهد في سبيل ذلك إن أعوزها الجهاد ,وهي ضنية بهذا السنتقلل أن يسلب قبل أن يكنتمل ,ويزول قبل أن ينتم ,ول تريد أن تكون في حمى غيرها ,أو أن تظل تحت رحمة سواها امهما كلفها ذلك امن النتضحيات ,وإذ كانت الحكوامة البريطانية تسمع امن
الحكوامة المصرية أو الساسة المصريين كلاما غير هذا فإنما هي المجااملة الدبلواماسية . أاما نحن فنصور عقائد الشعب الحقيقية على صورتها الطبيعية ,ل نبنتغي امن وراء ذلك إل تعاونا سليما على أساس سليم . بل إننا نريد أن نننتهز هذه الفرصة ,فننتقدم امخلصين إلى الساسة الغربيين فنلفت أنظارهم إلى فرصة سانحة لعلها إن أفلنتت امنهم اليوم فلن تعود إل بعد حين ل يعلم إل ا امداه ,وإن وفقوا إلى الننتفاع بها فهو الخير لهم وللعالم أجمع . لقد ردد الساسة جميعا كلمة " النظام الجديد " ...فهنتلر يريد أن ينتقدم للناس بنظام جديد ،وتشرشل يقول إن إنجلنترا المننتصرة سنتحمل الناس على نظام جديد ،وروزفلت ينتنبأ ويشيد بهذا النظام الجديد ،والجميع يشيرون إلى أن هذا النظام الجديد سينظم أوروبا ويعيد إليها الامن والطمأنينة والسلم ،فأين حظ الشرق والمسلمين امن هذا النظام المنشود ؟ نريد هنا أن نلفت أنظار الساسة الغربيين إلى أن الفكرة السنتعمارية إن كانت قد أفلست في الماضي امرة ،فهي في المسنتقبل أشد فشل م ً ل امحالة ،وقد تنبهت المشاعر وتيقظت حواس الشعوب ،وان سياسة القهر والضغط والجبروت لم تأت في الماضي إل بعكس المقصود امنه ، وقد عجزت عن قيادة القلوب والشعوب ،وهى في المسنتقبل أشد عجزا . وأن سياسة الخداع والدهاء والمرونة السياسية إن هدأ بها الجو حينا فل تلبث أن تهب العاصفة قوية عنيفة .وقد تكشفت هذه السياسة عن كثير
امن الوخطاء والمشكلت والمنازعات ،وهى في المسنتقبل أضعف امن أن توصل إلى المقصود . وإذا فل بد امن سياسة جديدة ،وهى سياسة النتعاون والنتحالف الصادق البريء ،المبنى على النتبآوخي والنتقدير ،وتبادل المنافع والمصالح المادية والدبية بين أفراد السرة النسانية في الشرق والغرب ،ل بين دول أوروبا فقط ،وبهذه السياسة وحدها يسنتقر النظام الجديد ويننتشر في ظله الامن والسلم . إن حكم الجبروت والقهر قد فات ،ولن تسنتطيع أوروبا بعد اليوم أن تحكم الشرق بالحديد والنار .وأن هذه النظريات السياسية البالية لن تنتفق امع تطور الحواد ث ورقى الشعوب ونهضة الامم السلامية ،ول امع المبادئ والمشاعر النتي سنتطلع بها هذه الحرب الضروس على الناس . ولسنا وحدنا الذين نقول هذا ،بل هم الساسة الوروبيون أنفسهم ، ونحن نضع هذه النظريات أامام أعين الساسة البريطانيين والساسة الفرنسيين وغيرهم امن ساسة الدول السنتعمارية ،على أنها نصائح طم ًنا تنفعهم أكثر امما هي امطالب تنفعنا ،فليأوخذوا أو ليدعوا ،وقد و َ أنفسنا على ان نعيش أحرارا عظماء أو نموت أطهارا كراماء . ونحن ل نطمع في حق سوانا ،ول يسنتطيع أحد أن ينكر علينا حقنا .وان وخيرا لكل أامة أن تعيش امنتعاونة امع غيرها ،امن أن تعيش امنتنافسة امع سواها حينا امن الدهر ،يندلع بعده لهيب الثورة في البلد المغصوبة ، وجحيم الحرب بين الدول المنتنافسة هذا كلم قد يراه الناس امن الفراط في حسن الظن ,ولعله إلى الخيال أقرب ,ولعل امن الناس امن يرى أن امن الكياسة أل يقال في امثل هذه الظروف ,ولكني أعنتقد أن المصارحة دائما هي أفضل طريق
للوصول ,ول ندري امنتى وكيف تنتم هذه الحرب ,ولن ننبه أذهان قوامنا إلى اما يجب أن يكون فنبرئ بذلك ذامنتنا ونقدم نصيحنتنا أولى بنا امن أن ل( سس ِبي َ هَو َيه ْهس ِدي ال َّ ق َو ُ ح َّ ل اه ْل َ ا َيُقو ُ نفوت الفرصة المواتية َ) ,و ُ )الحزاب.(4: وعلى هذه السس العادلة يظفر العالم بنتعاون شريف وسلم طويل , أاما أغنية الديمقراطية والديكنتاتورية فأنشودة نعنتقد أنم الحرب الحالية سنتدوخل عليها ألحانا جديدة وأنغااما جديدة ,ولكن يكون في الدنيا بعد هذه المحنة ديمقراطية كالنتي عهدها الناس ,ول ديكنتاتورية كهذه الديكنتاتورية النتي عرفوها .ولن تكون هناك فاشية ول شيوعية على غرار هذه الوضاع المألوفة ,ولكن سنتكون هناك نظم في الحكم وأساليب في الجنتماع تبدعها الحرب ابنتداعا ويخنترعها الساسة اوخنتراعا , ثم يضعونها اموضع النتجربة امن جديد .وتلك سنة ا ونظام المجنتمع . واما أجل أن يهنتدي أولئك الساسة يوامئذ بنور ا ,ويكشفوا عن قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم غشاوة النتعصب الممقوت ,وينتخذوا السلم الحنيف الذي أوخذ امن كل شيء أحسنه أساسا لنظمهم السياسية والمدنية والجنتماعية ,فنتنتحقق الوحدة النسانية الروحية النتي طال عليها الامد والنتي ل يحققها إل سماحة السلم وهدي السلم َ) ,قه ْد سُبلَ ضَواَنُه ُ ع س ِر ه ْ ن اَّتَب َ ا َام س ِ ن َ ,يه ْهس ِدي س ِبس ِه ُ ب ُامس ِبي ٌ ا ُنو ٌر َوس ِكَنتا ٌ ن س ِ م س ِام َ ءُك ه ْ جا َ َ صَرا أ ٍ ط م إ س َِلى س ِ ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه وََيه ْهس ِديس ِه ه ْ ما س ِ ظُل َ ن ال ُّ م س ِام َ جُه ه ْ خس ِر ُ م َوُي ه ْ سل س ِ ال َّ م( )المائدة. (16-15: سَنتس ِقي أ ٍ ُام ه ْ حسـن البنــا
طور جديد في دعوة الوخوان المسلمين حيـ س ِ م ن الَّر س ِ م س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ بس ِـ ه ْ
،هذا طور جديد في دعوة الوخوان المسلمين أحببت أن أتحد ث إلى القراء عنها فيه ..فقد نشأت هذه الدعوة والناس في انصراف عن الفكرة السلامية وفى إعجاب بالفكرة الغربية المادية فأوخذت طريقها في هدوء إلى قلوب الطبقة الولى امن الناس ،طبقة الجماهير المؤامنة السليمة العقائد والصدور ،وظلت في نفوسهم أامينة عزيزة وعاطفة امنتوقدة كريمة وشعلة امشرقة امنيرة ،على حين كانت جمهرة المفكرين وأهل الرأي والنتوجيه يروجون للفكرة الوخرى ويهنتفون بها ويدعون الناس إليها ويزينوها في السماع والبصار والقلوب بمخنتلف صنوف النتزيين والنتحسين. وشاء ا أن تقع الحدا ث العنيفة )الحرب العالمية الثانية( النتي هزت كل العقول والمشاعر والقلوب والفكار ،وأشعرت النسانية الحاجة الشديدة إلى إعادة النظر في امناهج الحياة وقواعد المدنية ودعائم النتحضر ، وانطلقت الصوات امن كل امكان تهيئ لنظام جديد وعلج جديد. وصادف ذلك اامنتحان لدعوة الوخوان كشف عن جوهرها ولفت أنظار الناس إليها ،وجمع كثيرا امن القلوب النافرة حولها ،وبذلك اننتقلت ما الدعوة إلى القلوب المؤامنة والعقول المفكرة ،وأصبحت قاعدة امسل تّ بها بعد أن كانت عاطفة امنتحمسة ،ونظر إليها كثير امن الناس على أنها امبادئ اممكنة النتحقيق صالحه للنتطبيق ،فلم تعد حلما في الرؤوس أو وجدانا في النفوس فقط. وكان طبيعيا أن تكثر السئلة عن امراامي الدعوة وكنهها وعن الطرق النتي يسلكها أهلها والقائمون بها في علج اما يحيط بنتطبيق امبدئها وتعاليمها امن امشاكل داوخلية ووخارجية ،ولم يعد يكفى في الجواب عن ذلك كلم امرتجل أو وخطابة تثير المشاعر أو عبارات تؤثر في العواطف ، بل صار واجبا على أهل هذه الدعوة أن يصورها للناس تصويرا امنطقيا
دقيقا واضحا امبينا على أدق قواعد البحث العلمي ،وأن يرسموا أامام الناس الطرق العملية المننتجة النتي أعدوها لنتحقيق اما يريدون ،ولنتذليل اما سيصادفون امن عقبات لبد امن وجودها في الطريق . ولعل طورا آوخر يننتظر هذه الدعوة حين توضع اموضع النتجربة العملية ،وحينئذ ينتم هذا الهيكل الذي تجهز له هذه اللبنات ،وحينئذ يرى الناس أي وخير سينالون امن تطبيق هذه المبادئ الساامية وتحقيق هذه الهداف العالية. وسأتناول إن شاء ا وخصائص هذه الدعوة وامرااميها ،والشبهات النتي تورد عليها والعقبات النتي تحيط بها في هذا الطور الجديد ،امسنتمدا امن ا المعونة والنتوفيق.
ربانية عالمية أوخص وخصائص دعوتنا أنها ربانية عالمية : أ ـ أاما أنها ربانية فلن الساس الذي تدور عليه أهدافنا جميعا ،أن ينتعرف الناس إلى ربهم ،وأن يسنتمدوا امن فيض هذه الصلة روحانية كريمة تسموا بأنفسهم عن جمود المادة الصماء وجحودها إلى طهر النسانية الفاضلة وجمالها .نحن الوخوان المسلمين لنهنتف امن كل قلوبنا: "ا غاينتنا" فأول أهداف هذه الدعوة أن ينتذكر الناس امن جديد هذه الصلة النتي تربطهم بالله تبارك وتعالى والنتي نسوها فأنساهم ا ك ه ْ م ن س ِامنه ْ َقه ْبس ِل ُ م َواَّلس ِذي َ ك ه ْ وخَلَق ُ م اَّلس ِذي َ ك ُ عُبُدوا َرَّب ُ س ا ه ْ أنفسهم )َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ ن( )البقرة . (21:وهذا في الحقيقة هو المفنتاح الول م َتَّنتُقو َ ك ه ْ عَّل ُ َل َ لمغاليق المشكلت النسانية النتي أوصدها الجمود والمادية في وجوه البشر جميعا فلم يسنتطيعوا إلى حلها سبيل م ً ،وبغير هذا المفنتاح فل إصلح .
ب ـ وأاما أنها عالمية فلنها اموجهه إلى الناس كافه لن الناس في حكمها إوخوة :أصلهم واحد ،وأبوهم واحد ،ونسبهم واحد ،ل ينتفاضلون إل بالنتقوى و بما يقدم أحدهم المجموع امن وخير سابغ وفضل شاامل )َيا جَها ق س ِامه ْنَها َزه ْو َ وخَل َ ة َو َ حَد أ ٍ س َوا س ِ ن َنه ْف أ ٍ م س ِام ه ْ ك ه ْ وخَلَق ُ م اَّلس ِذي َ ك ُ س اَّتُقوا َرَّب ُ أ َ ُّيَها الَّنا ُ م إ س ِنَّ حا َ ن س ِبس ِه َوال َه ْر َ ءُلو َ سا َ ا اَّلس ِذي َت َ ء َواَّتُقوا َ سا م ً جال م ً َكس ِثيرا َوس ِن َ ما س ِر َ ث س ِامه ْنُه َ َوَب َّ م َرس ِقيبا( )النساء . (1:فنحن ل نؤامن بالعنصرية الجنسية ول ك ه ْ عَله ْي ُ ن َ ا َكا َ َ نشجع عصبية الجناس واللوان ،ولكن ندعو إلى الوخوة العادلة بين بنى النسان . قرأت لحد زعماء الغرب أنه يقسم الجنس البشرى إلى امبنتكرين وامحافظين وامخربين ،وهو يعنتبر قوامه امبنتكرين ويعنتبر قواما آوخرين امن الغربيين امحافظين ،ويعنتبرنا نحن الشرقيين واما إلينا عدا هذين امخربين وامدامرين ,هذا النتقسيم ظالم جائر فضل عن أنه غير صحيح بأصله ، فالجنس البشرى كله امرده إلى دم واحد وطينه واحدة وإن اوخنتلفت البيئات والوسائط والمدارك والثقافات .وإذا هذب النسان اسنتطاع أن يرتقي امن رتبنته إلى أعلي امنها بدرجة اما يصل إليه امن تهذيب .وليس هناك جنس امن بني آدم ل يمكن إصلحه في حدود ظروفه وبيئنته الخاصة به .هذا امن جهة ,وامن جهة أوخري فإن هذا الشرق الذي وضع في صف المخربين والمدامرين هو امبعث المدنيات وامشرق الحضارات وامهبط الرسالت ،وهو امفيض ذلك كله علي الغرب ،ل ينكر هذا إل جاحد امكابر .وامثل هذه المزاعم الباطلة إنما هي نزوات امن غرور النسان وطيش الوجدان ل يمكن أن تسنتقر علي أساسها نهضات أو تقوم على قاعدتها امدنيات ,واما دام في الناس امن يشعر بمثل هذا الشعور لوخيه النسان فل أامن ول سلم ول اطمئنان حنتى يعود الناس إلى علم الوخوة فيرفعونه وخفاقا ،ويسنتظلون بظله الوارف الامين ،ولن يجدوا طريقا امعبدة إلى ذلك كطريق السلم الذي يقول كنتابه َ) :يا أ َ ُّيَها عاَرُفوا إ س ِنَّ عوبا َوَقَباس ِئلَ س ِلَنت َ ش ُ م ُ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ن َذَكأ ٍر َوأ ُه ْنَثى َو َ م س ِام ه ْ وخَله ْقَناُك ه ْ س إ س َِّنا َ الَّنا ُ
م( )الحجرات . (13:ويقول نبيه ) : rليس امنا امن ا أ َه ْتَقاُك ه ْ عه ْنَد س ِ م س ِ ك ه ْ أ َه ْكَرَام ُ دعا إلى عصيبة ،وليس امنا امن امات علي عصيبة( رواه أحمد امن حديث جبير بن امطعم . t ولهذا كانت دعوة الوخوان المسلمين ربانية إنسانية .
بين العقلية الغيبية والعقلية العلمية ولقد تذبذب العقل البشري امنذ وجد النسان علي ظهر الرض إلى يوامه هذا ـ وأغلب الظن كذلك حنتى تنتداركه هداية امن ا ـ بين أطوار ثلثة ، وإن شئت قلت بين ألوان ثلثة امن ألوان النتفكير والنتصوير : 1ـ طور الخرافة والبساطة والنتسليم المطلق للغيب المجهول والقوي الخفية البعيدة عنه .فهو ينسب إليها كل شيء ويفسر بها كل شيء .ول يري لنفسه امعها عمل م ً ول فكرا ،وكثيرا اما اسنتبد هذا الطور بالنسان في أدوار حياته الولي يوم عاش علي هذه الرض يجهلها وتجهله ، ولعل أقوااما امن بني النسان ل يزالون يعيشون علي هذا النحو إلى الن . 2ـ وطور الجمود والمادية والنتنكر لهذا الغيب المجهول ،والخروج علي هذه القوي البعيدة علي حس النسان والنتمرد علي كل اما ينتصل إليها بسبب ،وامحاولة تفسير امظاهر الكون جميعا امحاولة امادية صرفة وفق قوانين تجريبية اهنتدي إليها النسان بطول تجاربه ودوام بحثه وتفكيره . وكثيرا اما طغى هذا النتفكير علي العقل النساني في هذه العصور الحديثة ،النتي وصل فيها النسان إلى الكشف عن كثير امن امجهولت الطبيعة ،وعرف فيها الكثير امن وخوا ص الكائنات ،فظن أنه واصل ل امحالة بهذا السلوب إلى امعرفة اما هناك ،وإن كان الذي يعرفه بالنسبة إلى اما يجهله كالذرة امن الرامال في الفلة الواسعة الفسيحة . وفي هذا الدور أنكر النسان المادي اللوهية واما ينتصل بها والنبوات واما يمت إليها والوخرة والجزاء والعالم الروحي بكل اما فيه ،ولم ير شيئا إل
هذا العالم الدنى المحدود يفسر ظواهره بحسب قوانينه المادية الصرفة . كل هذين اللونين امن ألوان النتفكير وخطأ صريح وغلو فاحش وجهالة امن النسان بما يحيط بالنسان . 3ـ ولقد جاء السلم الحنيف يفصل القضية فصل م ً حقا ،فيقرر حق العالم الروحي ويوضح صلة النسان بالله رب الكائنات جميعا وبالحياة الوخرة بعد هذه الحياة الدنيا ،ويجعل اليمان بالله أساس إصلح النفس النتي هي امن عالم الروح فعل م ً والنتي ل سبيل إلى صلحها إل بهذا اليمان ,ويصف ذلك العالم الغيبي المجهول وصفا يقربه إلى الذهان ول ينتنافى امع بدهيات العقول ،وهو امع هذا يقرر فضل هذا العالم المادي واما فيه امن وخير للناس لو عمروه بالحق واننتفعوا في حدود الخير ،ويدعو إلى النظر السليم في املكوت السماوات والرض ، ويعنتبر هذا النظر أقرب إلى امعرفة ا العلي الكبير .هذا الموقف امن السلم الحنيف ألزم العقل البشري لونا امن ألوان النتفكير ،هو أكملها وأتمها وأكثرها انطباقا علي واقع الحياة وامنطق الكون ،وأعظمها نفعا لبني النسان :ذلك هو الجمع بين اليمان بالغيب والننتفاع بالعقل . فنحن نعيش في عالمين فعل م ً ل في عالم واحد ،ونحن عاجزون عن تفسير كثير امن ظواهر الكون فعل م ً ،عاجزون عن إدراك كل الحقائق الولية النتي تحيط بنا .ونحن في إدراكها نننتقل امن امجهول إلى امجهول حنتى يننتهي بنا العجز إلى القرار بعظمة ا ،ونحن نشعر امن أعماق قلوبنا بعاطفة اليمان قوية امشبوبة ،لن اليمان امن فطرة نفوسنا وهو لها ضرورة امن ضرورات حياتها كالغذاء والهواء والماء للجسام سواء بسواء .ونحن بعد ذلك نلمس أن المجنتمع النساني لن يصلحه إل اعنتقاد روحي يبعث في النفوس امراقبة ا والنتعزي بمعرفنته ،وامن هنا كان لزااما علي الناس أن يعودوا إلى اليمان بالله والنبوات وبالروح
ل َذَّر أ ٍ ة مله ْ س ِامه ْثَقا َ ع َ منه ْ َي ه ْ وبالحياة الوخرة ،وبالجزاء فيها علي العمال )َف َ ه( )الزلزلة. (8-7: شتّرا َيَر ُ ة َ ل س ِامه ْثَقالَ َذَّر أ ٍ م ه ْ ع َ ن َي ه ْ ه َ ,وَام ه ْ وخه ْيرا َيَر ُ َ كل هذا في الوقت الذي يجب عليهم فيه أن يطلقوا لعقولهم العنان لنتعلم وتعرف وتخنترع وتكنتشف وتسخر هذه المادة الصماء وتننتفع بما عه ْلما( )طـه, (114: ب س ِزه ْدس ِني س ِ ل َر ِّ في الوجود امن وخيرات واميزات َ) :وُق ه ْ وإلي هذه اللون امن النتفكير الذي يجمع بين العقلينتين الغيبية والعلمية ندعو الناس .لقد عاش الغرب أوخريات أياامه امادي النزعة ل يشعر بغير المادة ول يعنترف بغير المادة ول يحس بوجود غيرها حنتى اماتت في نفوس أبنائه عواطف الرحمة النسانية ،ووخبت أنواع الروحانية الربانية . وهيمن الغرب علي الدنيا بأسرها بعلوامة وامعارفه وامباهجه وزوخارفه وكشوفه وامخنترعاته وجنوده وأامواله ,وصبغ الفكر البشري في كل امكان بصبغنته هذه . والن والدنيا كلها تكنتوي بهذه النيران تنبثق الدعوة امن جانب جديد لنتهيب بالناس في الشرق والغرب امعا أن يمزجوا المادة بالروح ,وأن يؤامنوا ا إ س ِِّني بالغيب والشهادة ،وأن يعنترفوا امن جديد إلى ا َ) :فس ِف ُّروا إ س َِلى س ِ ن( )الذريات. (50: م س ِامه ْنُه َنس ِذي ٌر ُامس ِبي ٌ ك ه ْ َل ُ
القوامية والعروبة والشرقية والعالمية وكما أن دعوتنا هذه ربانية تدعو إلى هجر المادية وامقاوامنتها والوقوف في وجه طغيانها والحد امن سلطانها والفرار إلى ا واليمان به والعنتماد عليه وحسن امراقبنته في كل عمل ,فهي كذلك إنسانية تدعو إلى الوخوة بين بني النسان وترامى إلى إسعادهم جميعا لنها إسلامية , والسلم للناس كافه ليس لجنس دون جنس ول لامه دون أوخرى , مينَ َنس ِذيرا( )الفرقان(1: عاَل س ِ ن س ِله ْل َ كو َ ه س ِلَي ُ عه ْبس ِد س ِ عَلى َ ن َ ل اه ْلُفه ْرَقا َ ك اَّلس ِذي َنَّز َ )َتَباَر َ ماَوا س ِ ت س َ ك ال َّ ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ ج س ِ م َ ك ه ْ ا إ س َِله ْي ُ ل س ِ سو ُ س إ س ِِّني َر ُ ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ ُ) ,ق ه ْ ي اَّلس ِذي ي ال ُِّام ِّ سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ مي ُ حس ِيي َوُي س ِ هَو ُي ه ْ ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ َوال َه ْر س ِ
ن( )العرافَ) , (158:وَاما م َته ْهَنتُدو َ ك ه ْ عَّل ُ ه َل َ عو ُ ماس ِتس ِه َواَّتس ِب ُ ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ ُيه ْؤس ِام ُ شيرا َوَنس ِذيرا( )سـبأ. (28: س َب س ِ ك س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ سه ْلَنا َ أَه ْر َ وامن هذا العموم في بعثة النبي صلى ا عليه وسلم وامدى رسالنته اسنتمدت دعوتنا العموم في هدفها وامراماها ،فهي دعوة توجه الناس جميعا وتسعى لخيرهم جميعا وتؤاوخي بينهم جميعا ول تعنترف بفوارق الجناس واللوان و ل تنتغير بنتغير الشعوب والوطان . وتنتردد في أفواه الدعاة والناس ألفاظ كثيرة يعنون بها أراء وامذاهب فأين امكان هذه اللفاظ في دعوتنا؟ إن لكل لفظ امن هذه اللفاظ ولكل رأى امن هذه الراء امكانا في دعوتنا ل لننا نعمل لرضاء الجميع و نجاامل في الفكرة وعلى حسابها ولكن لن طبيعة دعوتنا هكذا عموم وشمول : أ ـ فالـمصرية أو القوامية :لها في دعوتنا امكانها وحقها في الكفاح والنضال. إننا امصريون بهذه البقعة الكريمة النتي نبنتنا فيها ونشأنا عليها .وامصر بلد امؤامن تلقي السلم تلقيا كريما وذاد عنه العدوان في كثير امن أدوار النتاريخ وأوخلص في اعنتناقه و طوى عليه أعطف المشاعر وأنبل العواطف ،وهو ل يصلح إل بالسلم ول يداوى إل بعقاقيره ول يطب له إل بعلجه .وقد اننتهت إليه بحكم الظروف الكثيرة حضانة الفكرة السلامية والقيام عليها فكيف ل نعمل لمصر و لخير امصر ؟ وكيف ل ندفع عن امصر بكل اما نسنتطيع ،وكيف يقال إن اليمان بالمصرية ل ينتفق امع اما يجب أن يدعو إليه رجل ينادي بالسلم ويهنتف بالسلم! إننا نعنتز بأننا امخلصون لهذا الوطن الحبيب عااملون له امجاهدون في سبيل وخيره ،وسنظل كذلك اما حيينا امعنتقدين أن هذه هي الحلقة الولي في سلسلة النهضة المنشودة ،وأنها جزء امن الوطن العربي العام ،وأننا حين نعمل لمصر نعمل للعروبة والشرق والسلم .
وليس يضيرنا في هذا كله أن نعني بنتاريخ امصر القديم ,وبما سبق إليه قداماء المصريين الناس امن المعارف والعلوم .فنحن نرحب بمصر القديمة كنتاريخ فيه امجد وفيه علم وامعرفة .ونحارب هذه النظرية بكل قوانا كمنهاج عملي يراد صبغ امصر به ودعوتها إليه بعد أن هداها ا بنتعاليم السلم وشرح لها صدرها وأنار به بصيرتها وزادها به شرفا وامجدا فوق امجدها ،ووخلصها بذلك امما لحق هذا النتاريخ امن أوضار الوثنية وأدران الشرك وعادات الجاهلية . ب ـ والعروبة :أو الجاامعة العربية ،لها في دعوتنا كذلك امكانها البارز وحظها الوافر ,فالعرب هم أامة السلم الولي وشعبة المنتخير ،وبحق اما قاله ) : rإذا ذل العرب ذل السلم( ولن ينهض السلم بغير اجنتماع كلمة الشعوب العربية ونهضنتها ،وإن كل شبر أرض في وطن عربي نعنتبره امن صميم أرضنا وامن لباب وطننا . فهذه الحدود الجغرافية والنتقسيمات السياسية ل تمزق في أنفسنا أبدا امعني الوحدة العربية السلامية النتي جمعت القلوب علي أامل واحد وجعلت امن هذه القطار جميعا أامة واحدة امهما حاول المحاولون وافنتري الشعوبيون . وامن أروع المعانـي في هذا السبيل اما حدد به الرسول rامعني العروبـة إذ فسرها بأنها اللسان والسلم . فقد روي الحافظ بن عساكر بسنده عن امالك قول النبي ) : rيا أيها الناس إن الرب واحد ,والب واحد ،والدين واحد ،وليست العربية بأحدكم امن أب ول أم ،وإنما هي اللسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي( . وبذلك نعلم أن هذه الشعوب الممنتدة امن وخليج فارس إلى طنجة وامراكش علي المحيط الطلسي كلها عربية تجمعها العقيدة ويوجد بينها اللسان ،وتؤلفها بعد ذلك هذه الوضعية المنتناسقة في رقعة امن الرض واحدة امنتصلة امنتشابهة ل يحول بين أجزائها حائل ،ول يفرق بين حدودها
فارق ،ونحن نعنتقد أننا حين نعمل للعروبة نعمل للسلم ولخير العالم كله . ج ـ والشرقية :لها في دعوتنا امكانها وإن كان المعني الذي يجمع المشاعر فيها امعني وقنتيا طارئا ،إنما ولده وأوجده اعنتزاز الغرب بحضارته وتغاليه بمدنينته ،وانعزاله عن هذه الامم النتي سماها الامم الشرقية وتقسيمه العالم إلى شرقي وغربي ،وندائه بهذا النتقسيم حنتى في قول أحد شعرائه المأثور :الشرق شرق والغرب غرب ول يمكن أن يجنتمعا .هذا المعني الطارئ هو الذي جعل الشرقيين يعنتبرون أنفسهم صفا يقابل الصف الغربي ،أاما حين يعود الغرب إلى النصاف ويدع سبيل العنتداء والجحاف فنتزول هذه العصبية الطارئة وتحل امحلها الفكرة الناشئة ،فكرة النتعاون بين الشعوب علي اما فيه وخيرها وارتقاؤها . د ـ أاما العالمية :أو النسانية فهي هدفنا السمى وغاينتنا العظمي ووخنتام الحلقات في سلسلة الصلح .والدنيا صائرة إلى ذلك ل امحالة فهذا النتجمع في الامم ،والنتكنتل في الجناس والشعوب ،وتداوخل الضعفاء بعضهم في بعض ليكنتسبوا بهذا النتداوخل قوة ،وانضمام المنتفرقين ليجدوا في هذا النضمام أنس الوحدة ,كل ذلك اممهد لسيادة الفكرة العالمية وحلولها امحل الفكرة الشعوبية القوامية النتي آامن بها الناس امن قبل ،وكان ل بد أن يؤامنوا هذا اليمان لنتنتجمع الخليا الصلية ،ثم كان ل بد أن ينتخلوا عنها لنتنتألف المجموعات الكبيرة ،ولنتحقق بهذا النتبآلف الوحدة الوخيرة .وهي وخطوات إن أبطأ بها الزامن فل بد أن تكون ، وحسبنا أن ننتخذ امنها هدفا ،وأن نضعها نصب أعيننا امثل م ً ،وأن نقيم هذا البناء النساني لبننته وليس علينا أن ينتم البناء ،فلكل أجل كنتاب . وإذا كان في الدنيا الن دعوات كثيرة ونظم كثير يقوم امعظمها على أساس العصبية القوامية النتي تسنتهوي قلوب الشعوب وتحرك عواطف الامم ،فان هذه الدروس القاسية النتي ينتلقاها العالم امن آثار هذه
القوة الطاغية بأن يفنى الناس إلى الرشد ويعودوا إلى النتعاون والوخاء . ولقد رسم السلم للدنيا هذه السبيل فوحد العقيدة أول ،ثم وحد النظام والعمال بعد ذلك ،وظهر هذا المعنى الساحر النيل في كل فروعه العملية . فرب الناس واحد ،وامصدر الدين واحد ،والنبياء جميعا امقدسون امعظمون ،والكنتب السماوية كلها امن عند ا ،والغاية المنشودة حه ْيَنا صى س ِبس ِه ُنوحا َواَّلس ِذي أ َه ْو َ ن َاما َو َّ ن الِّدي س ِ م س ِام َ ك ه ْ ع َل ُ شَر َ اجنتماع القلوب َ ) , ن َول َتَنتَفَّرُقوا موا الِّدي َ ن أ َس ِقي ُ سى أ َ ه ْ عي َ سى َو س ِ م َوُامو َ هي َ صه ْيَنا س ِبس ِه إ س ِه ْبَرا س ِ ك َوَاما َو َّ إ س َِله ْي َ س ِفيس ِه( )الشورى , (13:والقرآن عربي وهو أساس هذا الدين ،وركن الصلة أفضل القربات إلى ا ،وتلك هي الوسيلة العملية إلى وحدة اللسان بعد وحدة اليمان . وهذه الصلة وتلك الزكاة ،والحج والصوم إنما هي كلها تشريعات اجنتماعية يراد بها توثيق الوحدة وجع الكلمة وإزالة الفوارق وكشف الحجب والموانع بين بنى النسان . وامن هنا كانت دعوتنا ذات امراحل نرجو أن تنتحقق تباعا ،وأن نقطعها جميعا وأن نصل بعدها إلى الغاية . نرجو أن تقوم في امصر دولة امسلمة تحنتضن دعوة السلم ،وتجمع كلمة العرب وتعمل لخيرهم وتحمي المسلمين في أكناف الرض امن عدوان كل ذي عدوان ،وتنشر كلمة ا وتبلغ رسالنته ..حنتى ل تكون فنتنة ويكون الدين كله لله.
يقظة الروح ـ اليمان والعزة والامل وينظر الناس في الدعوات إلى امظاهرها العملية وألوانها الشكلية ، ويهملون كثيرا النظر إلى الدوافع النفسية واللهاامات الروحية النتي هي في الحقيقة امدد الدعوات وغذاؤها وعليها ينتوقف اننتصارها ونماؤها .
وتلك حقيقة ل يجادل فيها إل البعيد عن دراسة الدعوات وتعرف أسرارها ،إن امن وراء المظاهر جميعا في كل دعوة روحا دافعة ، وقوة باطنة تسيرها وتهيمن عليها وتدفع إليها ،وامحال أن تنهض أامة ال ن َ بغير هذه اليقظة الحقيقية في النفوس والرواح والمشاعر) :إ س ِ َّ م( )الرعد. (11: سس ِه ه ْ غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ حَّنتى ُي َ م َ غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ ُي َ ولهذا أسنتطيع أن أقول إن أول اما نهنتم له في دعوتنا ،وأهم اما نعول علية في نمائها وظهورها واننتشارها هذه اليقظة الروحية المرتجلة . فنحن نريد أول اما نريد يقظة الروح ،حياة القلوب ،صحوة حقيقية في الوجدان والمشاعر ،وليس يعنينا أن ننتكلم عما نريد بهذه الدعوة امن فروع الصلح في النواحي العملية المخنتلفة بقدر اما يعنينا أن نركز في النفوس هذه الفكرة . نحن نريد نفوسا حية قوية فنتية ،قلوبا جديدة وخفاقة ،امشاعر غيورة املنتهبة امنتأججة ،أرواحا طموحة امنتطلعة امنتوثبة ،تنتخيل امثل م ً عليا ، وأهدافا ساامية لنتسمو نحوها وتنتطلع إليها ثم تصل إليها ،ولبد امن أن تحدد هذه الهداف والمثل ،ولبد امن أن تحصر هذه العواطف والمشاعر ،ولبد امن أن تركز حنتى تصبح عقيدة ل تقبل جدل م ً ول تحنتمل شكا ول ريبا .وبغير هذا النتحديد والنتركيز سيكون امثل هذا الصحوة امثل الشعاع النتائه في البيداء ل ضوء له ول حرارة فيه ،فما حدود الهداف واما امننتهاها ؟! إننا ننتحرى بدعوتنا نهج الدعوة الولي ونحاول أن تكون هذه الدعوة الحديثة صدي حقيقيا لنتلك الدعوة السابقة النتي هنتف بها رسول ا r في بطحاء امكة قبل ألف وامئات امن السنين ،فما أولنا بالرجوع بأذهاننا وتصوراتنا إلى ذلك العصر المشرق بنور النبوة ،الزاهي بجلل الوحي ، لنقف بين يدي السنتاذ الول وهو سيد المربين وفخر المرسلين الهادين ، لننتلقى عنه الصلح امن جديد ،وندرس وخطوات الدعوة امن جديد .
أي نور امن وهج الشموس الربانية أشعله النبي الكريم في قلوب صحابنته فأشرقت وأضاءت بعد ظلمة و ديجور ؟ وأي اماء امن فيض الحياة الروحية أفاضه عليها فاهنتزت وربت ونمت فيها الزاهير وأورقت بالوجدانيات والمشاعر وترعرعت فيها العواطف والضمائر ؟! إن النبي rقذف في قلوب صحابنته بهذه المشاعر الثلثة فأشرقت بها وانطبعت عليها : ) أ ( قذف في قلوبهم أن اما جاء به هو الحق واما عداه الباطل وأن رسالنته وخير الرسالت ،ونهجه أفضل المناهج ،وشريعنته أكمل النظم النتي تنتحقق بها سعادة الناس أجمعين ،وتل عليهم امن كنتاب ا اما يزيد هذا المعني ثباتا في النفس وتمسكا في القلب : م َ ,وإ س َِّنُه َلس ِذه ْك ٌر َل َ ك سَنتس ِقي أ ٍ ط ُام ه ْ صَرا أ ٍ عَلى س ِ ك َ ك إ س َِّن َ ي إ س َِله ْي َ ح َ ك س ِباَّلس ِذي ُأو س ِ س ه ْ م س ِ سَنت ه ْ )َفا ه ْ ا إ س َِّن َ ك عَلى س ِ ن( )الزوخرفَ) , (44-43:فَنتَوَّكله ْ َ سَألو َ ف ُت ه ْ سه ْو َ ك َو َ َوس ِلَقه ْوس ِام َ ن ال َه ْامس ِر عأ ٍة س ِام َ شس ِري َ عَلى َ ك َ عه ْلَنا َ ج َ م َ ن( )النملُ) , (79:ث َّ مس ِبي س ِ ق اه ْل ُ ح ِّ عَلى اه ْل َ َ كل ن( )الجاثـيةَ) , (18:فل َوَرِّب َ مو َ عَل ُ ن ل َي ه ْ ء اَّلس ِذي َ هَوا َ ع أ َ ه ْ عَها َول َتَّنتس ِب ه ْ َفاَّتس ِب ه ْ حَرجا م َ سس ِه ه ْ جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ م ل َي س ِ م ُث َّ جَر َبه ْيَنُه ه ْ ش َ ما َ ك س ِفي َ مو َ ك ُ ح ِّ حَّنتى ُي َ ن َ ُيه ْؤس ِامُنو َ سس ِليما( )النساء. (65: موا َت ه ْ سِّل ُ ت َوُي َ ضه ْي َ ما َق َ س ِام َّ فبآامنوا بهذا واعنتقدوه وصدروا عنه . ) ب ( وقذف في قلوبهم أنهم اما دااموا أهل الحق واما دااموا حملة رسالة النور وغيرهم ينتخبط في الظلم ،واما دام بين يديهم هدى السماء لرشاد الرض فهم إذن يجب أن يكونوا أساتذة الناس وان يقعدوا امن غيرهم امقعد السنتاذ امن تلميذه :يجنوا عليه ويرشده ويقوامه ويسدده ويقوده إلى الخير ويهديه سواء السبيل . وجاء القرآن الكريم يثبت هذا المعني ويزيده كذلك وضوحا ،وصاروا ينتلقون عن نبيهم امن وحي السماء : كس ِر مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ن َ ف َوَته ْنَهه ْو َ عُرو س ِ م ه ْ ن س ِباه ْل َ س َته ْأُامُرو َ ت س ِللَّنا س ِ ج ه ْ وخس ِر َ وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ م َ )ُكه ْنُنت ه ْ كوُنوا سطا س ِلَنت ُ م أ َُّامم ًة َو َ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ك َ ن س ِباللس ِه( )آل عمرانَ) , (110:وَكَذس ِل َ َوُته ْؤس ِامُنو َ
شس ِهيدا( )البقرة, (143: م َ ك ه ْ عَله ْي ُ سولُ َ ن الَّر ُ كو َ س َوَي ُ عَلى الَّنا س ِ ء َ شَهَدا َ ُ م س ِفي الِّدينس ِ ك ه ْ عَله ْي ُ علَ َ ج َ م َوَاما َ جَنتَباُك ه ْ هَو ا ه ْ ه ُ جَهاس ِد س ِ ق س ِ ح َّ ا َ هُدوا س ِفي س ِ جا س ِ )َو َ ج( )الحج.(78: حَر أ ٍ ن َ س ِام ه ْ فبآامنوا بهذا أيضا واعنتقدوه وصدروا عنه . ) ج ( وقذف في قلوبهم أنهم اما دااموا كذلك امؤامنين بهذا الحق امعنتزين باننتسابهم إليه ،فإن ا امعهم يعينهم ويرشدهم وينصرهم ويؤيدهم ويمدهم إذا تخلي عنهم الناس ،ويدفع عنهم إذا أعوزهم النصير وهو امعهم أينما كانوا .وإذا لم ينهض امعهم جند الرض تنزل عليهم المدد امن جند السماء وأوخذوا يقرءون هذه المعاني الساامية واضحة في كنتاب ا: ن( )لعراف: مَّنتس ِقي َ عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ ه َواه ْل َ عَباس ِد س ِ ن س ِ ء س ِام ه ْ شا ُ ن َي َ ض للس ِه ُيوس ِرُثَها َام ه ْ ن ال َه ْر َ )إ س ِ َّ صَر َّ ن ن( )النبياءَ) , (105:وَلَيه ْن ُ حو َ صاس ِل ُ عَباس ِديَ ال َّ ض َيس ِرُثَها س ِ ن ال َه ْر َ ) , (128أ َ َّ ن أ ََنا غس ِلَب َّ ا ل َ ه ْ ب ُ عس ِزي ٌز( )الحجَ) , (40:كَنت َ ي َ ا َلَقس ِو ٌّ ن َ ه إ س ِ َّ صُر ُ ن َيه ْن ُ ا َام ه ْ ُ كنَّ ه َوَل س ِ عَلى أ َه ْامس ِر س ِ ب َ غاس ِل ٌ ا َ عس ِزي ٌز( )المجادلةَ) , (21:و ُ ي َ ا َقس ِو ٌّ ن َ سس ِلي إ س ِ َّ َوُر ُ كس ِة أ َِّني ملس ِئ َ ك إ س َِلى اه ْل َ حي َر ُّب َ ن( )يوسف) , (21:إ س ِه ْذ ُيو س ِ مو َ عَل ُ س ل َي ه ْ أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ ن( مه ْؤس ِامس ِني َ صُر اه ْل ُ عَله ْيَنا َن ه ْ حتّقا َ ن آَامُنوا( )لنفالَ) , (12:وَكانَ َ م َفَثِّبُنتوا اَّلس ِذي َ ك ه ْ ع ُ َام َ ض( عُفوا س ِفي ال َه ْر س ِ ض س ِ سُنت ه ْ ن ا ه ْ عَلى اَّلس ِذي َ ن َ م َّ ن َن ُ )الرومَ) , (47:وُنس ِريُد أ َ ه ْ )القصص. (5: قرءوا هذا وفقهوه جيدا فبآامنوا به واعنتقدوه وصدروا عنه . وبهذه المشاعر الثلثة :اليمان بعظمة الرسالة والعنتزاز باعنتناقها والامل في تأييد ا إياها ،أحياها الراعي الول rفي قلوب المؤامنين امن صحابنته بإذن ا ,وحدد لهم أهدافهم في هذه الحياة ،فاندفعوا يحملون رسالنتهم امحفوظة في صدورهم أو امصاحفهم ،بادية في أوخلقهم وأعمالهم امعنتدين بنتكريم ا إياهم واثقين بنصره وتأييده , فدانت لهم الرض وفرضوا علي الدنيا امدنية المبادئ الفاضلة وحضارة
الوخلق الرحيمة العادلة ،وبدلوا فيها سيئات المادية الجاامدة إلى حسنات الربانية الخالدة ,ويأبى ا إل أن ينتم نوره . إلى هذه المشاعر الثلثة ندعو الناس أول م ً أيها الناس ,قبل أن ننتحد ث إليكم في هذه الدعوة عن الصلة والصوم وعن القضاء والحكم وعن العادات والعبادات وعن النظم وعن المعااملت ،ننتحد ث إليكم عن القلب الحي والروح الحي والنفس الشاعرة والوجدان اليقظ واليمان العميق بهذه الركان الثلثة :اليمان بعظمة الرسالة والعنتزاز باعنتناقها والامل في تأييد ا إياها ,فهل أننتم امؤامنون ؟ .
الفرد المسلم ،البيت المسلم ،الامة المسلمة وهذا الشعور القوي الذي يجب أن تفيض به النفوس ،وهذه اليقظة الروحية النتي ندعو الناس إليها لبد أن يكون لها أثرها العملي في حياتهم
!ولبــد أن تسبقها ول شــك نهضــة عمليــة تنتنــاول الفـــراد
والســر والمـجنتمعات . ) أ ( سنتعمل هذه اليقظة عملها في الفرد فإذا به نموذج قائم لما يريده السلم في الفراد ...إن السلم يريد في الفرد وجدانا شاعرا ينتذوق الجمال والقبح ،وإدراكا صحيحا ينتصور الصواب والخطأ ،وإدارة حازامة ل تضعف ول تلين أامام الحق ،وجسما سليما يقوم بأعباء الواجبات النسانية حق القيام ويصبح أداة صالحة لنتحقيق الرادة الصالحة وينصر الحق والخير . وقد وضع السلم تكاليفه الشخصية علي القواعد النتي توصل إلى هذه الننتائج كلها ،وفي النظر السلامي اما يرقي بالعقول واللباب ويدفعها إلى كشف سنتائر الكون وامعرفة دقائق الوجود . وفي الخلق السلامي اما يربي الرادة الحازامة والعزيمة الماضية الصارامة ،وفي النظام السلامي في الطعام والشراب والمنام وتوابع
ذلك امن شؤون الحياة اما لو اتبعه الفرد لحفظ جسمه امن امهلكات ل دواء لها ،ولظل في وقاية امن فواتك الامراض . ولهذا نجوب علي الخ المسلم أن ينتعبد بما أامره ا به ليرقي وجدانه ، وأن ينتعلم اما وسعه العلم لينتسع إدراكه وأن ينتخلق بأوخلق السلم لنتقوي إرادته ،وأن يلنتزم نظام السلم في الطعام والشراب والنوم ليحفظ ا عليه بدنه امن غوائل الامراض والسقام . والسلم حين يضع هذه القواعد ل يضعها للرجال ويدع النساء ولكن الصنفين في هذه الناحية الفردية في السلم سواء ،فعلي الوخت المسلمة أن تكون كالخ المسلم في دقة وجدانها وسمو إدراكها وامكانة وخلقها وسلامة بدنها . ) ب ( وسيكون لهذا الصلح الفردي أثره في السرة ،ذلك أن السرة امجموعة أفراد ،فإذا صلح الرجل وصلحت المرأة ـ وهما عماد للسرة ـ اسنتطاع أن يكونا بينتا نموذجيا وفق القواعد النتي وضعها السلم ،وقد وضع السلم قواعد البيت فأحكم وضعها ،فأرشد إلى حسن الوخنتيار ، وبين أفضل الطرائق للرتباط وحدد الحقوق والواجبات ،وأوجب علي الطرفين رعاية ثمرات هذا الزواج حنتى ينع وتنضج في غير عبث ول إهمال ،وعالج اما يعنترض هذه الحياة الزوجية امن المشكلت أدق علج ،وأوخنتط في كل نظراته طريقا وسطا ل تفريط فيه ول إفراط . ) ج ( وإذا صلحت السرة فقد صلحت الامة امجموعة هذه السر وإنما السرة أامة امصغرة والامة أسرة امكبرة ،وقد وضع السلم للامة قواعد الحياة الجنتماعية السعيدة ،فعقد بين بنيها آصرة الوخوة وجعلها قرينة اليمان ،ورفع امسنتوى هذه الصلة إلى المحبة بل إلى اليثار ، وقضى على كل اما امن شأنه أن يمزق هذه الروابط أو يضعف هذه الوشائج ،وحدد الحقوق والواجبات والصلت ،فللبوة حقها وعليها واجبها ،وللنبوة امثال ذلك ،ولذوى القربى حقوقهم وعليهم واجباتهم ، وفصل امهمة الحاكم والمحكوم أدق تفصيل ،وبين المعااملت بين
الناس أحكاامها بأفصح بيان ،ولم يجعل لحد علي أحد فضل م ً إل بالنتقوى فل سيد ول امسود ول أامراء ول عبيد ،ولكن الناس في ذات ا سواسية كأسنان المشط ،إنما ينتفاوتون بعمل الصالحات ،وكذلك حدد صلت الامم بعضها ببعض ،وبين حقوق كل صنف فيها وواجباته ،ولم يدع امن ذلك صغيرة ول كبيرة إل أحصاها . وقد عالج السلم بعد ذلك امشاكل المجنتمعات .فالوقاية امما يؤدي إليها أول م ً واسنتئصال اما عساه أن يحد ث امنها ثانيا .فلكل امشكلة اجنتماعية عنده دواء ،والدواء الول في كل علج صلح النفوس والنتضاامن الجنتماعي بين بني النسان . والسلم يحيط بكل ذلك ل يسلك سبيل العنت ،ول يحمل الناس علي اما يؤدي إلى الحرج ولكن يريد بالناس اليسر ول يريد بهم العسر ،ويضع القواعد الكلية ويدع الفرعيات الجزئية ويرسم طرائق النتطبيق ،ويكل للزامان والعصور وبعد ذلك أن تعمل عملها وهو لذلك شريعة كل زامان وامكان ،وهو لذلك يفرض نشر الدعوة حنتى تشمل الناس أجمعين ن( )النبياء. (107: مي َ عاَل س ِ مم ًة س ِله ْل َ ح َ ك س ِإل َر ه ْ سه ْلَنا َ وينتحقق قوله تعالي َ) :وَاما أَه ْر َ وإذا قوي الشعور الذي أشرنا إليه آنفا ،وأدي إلى ننتيجنته النتي وضعناها الن ،فطبق نظام السلم علي الفرد والبيت والامة ،ووصلت الرسالة إلى القلب والذان ،فقد نجحت فكرتنا واسنتجيبت دعوتنا ويأبى ا إل أن ينتم نوره .
بين الصبغة السنتقللية والصبغة النتقليدية نحن نريد الفرد المسلم ،والبيت المسلم ،والشعب المسلم ،ولكنا نريد قبل ذلك أن تسود الفكرة السلامية حنتى تؤثر في كل هذه الوضاع وتصبغها بصبغة السلم ،وبدون ذلك لن نصل إلى شيء ،نريد أن نفكر تفكيرا اسنتقلليا يعنتمد علي أساس السلم الحنيف ل علي أساس الفكرة النتقليدية النتي جعلنتنا ننتقيد بنظريات الغرب واتجاهاته في كل شيء ،نريد أن ننتميز بمقواماتنا وامشخصات حياتنا كأامة عظيمة امجيدة
تجر وراءها أقدم وأفضل اما عرف النتاريخ امن دلئل وامظاهر الفخار والمجد. لقد ورثنا هذا السلم الحنيف واصطبغنا به صبغة ثابنتة قوية ،تغلغلت في الضمائر والمشاعر ولصقت بحنايا الضلوع وشغاف القلوب ؛ واندامجت امصر بكلينتها في السلم بكلينته :عقيدته ولغنته وحضارته ودافعت عنة وذادت عن حياضه وردت عنة عادية المعنتدين ،وجاهدت في سبيله اما وسعها الجهاد بمالها ودم أبنائها ،وأنقذته امن براثن النتنتار وأنياب الصليبيين ،وردت الجميع على أعقابهم وخاسرين ،اسنتقرت فيها فيها علوم السلم وامعارفه ،واحنتوت الزهر أقدم جاامعة تقوم على حياطنتة ورعاينته وحراسنته ،واننتهت إليها زعاامة شعوبه الدبية والجنتماعية ،وصارت امطمح أنظار الجميع وامعقد آامالهم. هذا السلم ،عقيدته ونظمه ولغنته وحضارته ،اميرا ث عزيز غال على امصر ليس تفريطها فيه بالشيء الهين ول إبعادها عنه بالامر المسنتطاع امهما بذلت في سبيل ذلك الجهود الهداامة المدامرة .وامن هنا بدت امظاهر السلم قوية فياضة زاهرة دفاقة في كثير امن جوانب الحياة المصرية :فأسماؤها إسلامية ولغنتها عربية ،وهذه المساجد العظيمة يذكر فيها اسم ا ويعلو امنها نداء الحق صباح امساء ،وهذه امشاعرنا ل تهنتز لشيء اهنتزازها للسلم واما ينتصل بالسلم .كل ذلك حق ،ولكن هذه الحضارة الغربية قد غزتنا غزوا قويا عنيفا بالعلم والمال ، وبالسياسة والنترف ،والمنتعة واللهو وضروب الحياة الناعمة العابثة المغرية النتي لم نكن نعرفها امن قبل .فأعجبنا بها ،وركنا إليها ،وأثر هذا الغزو فينا أبلغ الثر وانحسر ظل الفكرة السلامية عن الحياة الجنتماعية في كثير امن شؤونها الهاامة ،واندفعنا نغير أوضاعنا الحيوية ونصبغ امعظمها بالصبغة الوروبية ،وحصرنا سلطان السلم في حياتنا علي القلوب والمحاريب ،وفصلنا عنه شؤون الحياة العملية ،وباعدنا
بينه وبينها امباعدة شديدة وبهذا أصبحنا نحيا حياة ثنائية امنتذبذبة أو امنتناقضة . السلم بما فيه امن روعة وجلل ،وبسلطانه الساحر العذب الجذاب ، وأصوله الثابنتة المدعمة القوية ،وحجنته البـالغة يجذب إليـه القلـوب والمشاعر ،ويجعلنا نحن المؤامنين به في حنين دائم إليه .وهذه الحياة الغربية بما تحنتويه امن امباهج وامفاتن وبما لها امن امظاهر القوة المادية تحاول أن تسيطر وتهيمن علي اما بقي لنا امن شؤوننا الحيوية .هذا وضع امشاهد املموس يراه ويعلمه كل اما يعنيه أامر هذه الامة ،ول بد أن يننتهي هذا النتذبذب إلى اسنتقرار ولبد أن ينتغلب أحد الجانبين علي الوخر فلكل شيء نهاية !. فنحن الوخوان المسلمين نشفق كل الشفاق امن أن تكون هذه النهاية هي النتحلل امما بقي امن امظاهر السلم والنغماس الكلي في الحياة الغربية بكل امظاهرها ،ولقد ارتفعت بذلك صيحات وقاامت علي قواعده دعوات ،وسبقنتنا غليه شعوب وحكوامات ،وإن كان ذلك كله قد وخفت وطأته الن أامام اما يقاسي العالم كله امن امحن وويلت. نحن نشفق امن هذا المصير ،وندعو إلى أن تعود امصر إلى تعاليم السلم وقواعده ،تعنتمد عليها وتسنتمد امنها وتبني علي أساسها النهضة الجديدة وتركز عليها الوضاع الجنتماعية في المسنتقبل إن شاء ا . وإذ كان السلم يدعو إلى أن نأوخذ امن كل شيء أحسنه ،وينادي بأن الحكمة ضالة المؤامن أني وجدها فهو أحق الناس بها ،ول يمنع امن أن تقنتبس الامة السلامية الخير امن أي امكان ،فليس هناك اما يمنع امن أن ننقل كل اما هو نافع امفيد عن غيرنا امفيد ونطبقه وفق قواعد ديننا ونظام حياتنا وحاجات شعبنا . أاما أثر هذا النتذبذب في امظاهر حياتنا العملية فكبير واضح ،ولعلة امصدر كثير امن المشكلت في النتعليم والقضاء ،وفى حياة السرة وفى امنابع الثقافة العاامة وفى غير ذلك امن الشؤون العاامة ،هل هناك أامة غير
امصر يسير النتعليم فيها امن أول وخطواته على هذين اللونين امن ألوان النتربية ،فهناك النتعليم الديني ينتصل بنصف الامة ويننتهي إلى الزهر وامعاهدة وكلياته ،وهناك النتعليم المدني ينتصل بالنصف الثاني وينتميز كل امنها بخواصه وامميزاته ؟ وهل لذلك امن سبب سوى أن السلسلة الولى هي أثر السلم الباقي في نفوس هذه الامة وأن السلسلة الثانية هي ننتاج امجاراة الغرب والوخذ عنة ،فما الذي يمنع امن توحيد النتعليم في امراحله الولى على أساس النتربية القوامية السلامية ثم يكون بعد ذلك النتخصص ؟ وهل هناك أامة غير امصر ينقسم فيها القضاء إلى شرعي وغير شرعي كما ينقسم القضاء المصري وهل لذلك سبب سوى أن القضاء الول أثر السلم في الحياة المصرية والثاني وليد النقل عن الغرب والوخذ عنه ،واما الذي يمنع امن أن تنتوحد المحكمة على أساس اعنتبار الشريعة السلامية هي شريعة البلد وامصدر النتقنين ؟ وهذه البيوت المصرية ،ألسنا نلمح فيها أثر هذه الحياة المذبذبة المنتناقضة ،فكثير امن السر المصرية ل تزال شديدة المحافظة على اما ور ث امن تعاليم السلم وآدابه في الوقت في الوقت الذي انسلخ فيه الكثير عن هذه النتعاليم ووخرج على هذه الداب وغلبت علية نزعة النتقليد في كل شيء بل جاوز بعضنا ذلك الحد حنتى صار غريبا أكثر امن الغربيين . ول بد امن وضع حد لهذا النتفاوت الغريب حنتى نظفر بالامة الموحدة ، فبدون الوحدة ل تحقق نهضة ول تحيا أامة حياة الكمال . لهذا يدعوا الوخوان المسلمون إلى أن يكون الساس الذي تعنتمد علية نهضنتنا هو توحيد امظاهر الحياة العملية في الامة على أساس السلم وقواعده وبذلك تبنى امصر نفسها ،وتقدم للعالم كله أكمل نماذج الحياة النسانية الصحيحة.
وسيلنتنا العاامة ..بين جماعة وفكرة
الكلم عن الوسيلة العاامة للوخوان المسلمين يقف بنا أامام هذه الدعوة كجمعية امن الجمعيات النتي تقوم بالخدامة العاامة ،ثم يقف بنا كذلك أاماامها كدعوة امن الدعوات النتجديدية لحياة الامم والشعوب النتي ترسم لها امنهاجا جديدا تؤامن به وتسير عليه. أ ـ ل شك أن جماعات الوخوان تقوم بالخدامة العاامة امن بناء المساجد وعماراتها ،وامن فنتح المدارس والمكاتب والشراف عليها ،وامن إنشاء الندية والفرق وتوجيهها ورعاينتها ،وامن الحنتفال بالذكريات السلامية احنتفال يليق بجللها وعظمنتها ،وامن الصلح بين الناس في القرى والبلدان إصلحا يوفر عليهم كثيرا امن الجهود والاموال ،وامن النتوسط بين الغنياء الغافلين والفقراء المعوزين بنتنظيم الحسان وجمع الصدقات لنتوزع في المواسم والعياد ،لشك أن الوخوان يقوامون بهذا كله ولهم فيه والحمد لله أثر يذكر ،وقد تضاعفت نشاطهم في هذه النواحي امضاعفة املموسة في هذا الدور امن أدوار الدعوة بطبيعة النتفات الناس إليها وإقبالهم عليها ،ووسيلة الوخوان في هذه الميادين النتنظيم والنتطوع والسنتعانة بأهل الرأي والخبرة ،وتدبير اما تحنتاج إليه هذه المشروعات امن أاموال امن المشنتركين تارة وامن المنتبرعين أوخرى إلى اما ينفع لمثل هذه المشروعات ،ولسنا نقول إن الوخوان قد اكنتملت جهودهم في هذه الناحية ولكنا نقول انهم يسيرون بخطوات واسعة نحو الكمال ،وا الموفق المسنتعان .هؤلء هم الوخوان وتلك هي دعوتهم كجماعة امن جماعات الخدامة العاامة . ب ـ ولكن الوخوان كما علمت ليسوا كذلك فحسب ،ولكن لب دعوتهم فكرة وعقيدة يقذفون بها في نفوس الناس لينتربى عليها الرأي العام وتؤامن بها القلوب وتجنتمع امن حولها الرواح :تلك هي العمل للسلم والعمل به في كل نواحي الحياة . أاما الوسيلة إلى تحقيق ذلك فليست المال ،والنتاريخ امنذ عرف إلى الن يحدثنا أن الدعوات ل تقوم أول أامرها بالمال ول تنهض به بحال ،فهي
تحنتاج إلى امال في بعض امراحل طريقها ولكن امحال أن يكون قواامها ودعاامنتها ،فرجال الدعوات وأنصارها هم دائما المقلون امن هذا المال وسل النتاريخ ينبئك ،وليست الوسيلة القوة كذلك فالدعوة الحقة إنما تخاطب الرواح أول وتناجى القلوب وتطرق امغاليق النفوس ،وامحال أن تثبت بالعصا أو أن تصل إليها على شبا السنة والسهام ،ولكن الوسيلة في تركيز كل دعوة وثباتها امعروفة امعلوامة امقروءة لكل امن له إلمام بنتاريخ الجماعات ... ووخلصة ذلك جملنتان :إيمان وعمل وامحبة وإوخاء .اماذا فعل رسول ا صلى ا عليه وسلم في تركيز دعوته في نفوس الرعيل الول امن أصحابه أكثر امن أنه دعاهم إلى اليمان ،ثم جمع قلوبهم على الحب والوخاء ،فاجنتمعت قوة العقيدة إلى قوة الوحدة وصارت جماعنتهم هي الجماعة النموذجية النتي لبد أن تظهر كلمنتها وتننتصر دعوتها وان ناوأها أهل الرض جميعا ،واماذا فعل الدعاة امن قبل وامن بعد أكثر امن هذا ؟ ينادون بالفكرة ويوضحونها ويدعون الناس إليها فيؤامنون بها ويعملون لنتحقيقها ويجنتمعون عليها ويزدادون عددا فنتزداد الفكرة بهم ظهورا حنتى تبلغ امداها وتبنتلع اما سواها ،وتلك سنة ا ولن تجد لسنة ا تبديل . وليست دعوة الوخوان بدعا في الدعوات فهي صدى امن الدعوة الولى يدوي في قلوب هؤلء المؤامنين ويزداد على ألسننتهم .ويحاولون أن يقذفوا به إيمانا في قلوب الامة المسلمة ليظهر عمل في تصرفاتها ولنتجمع قلوبها علية ،فإذا فعلوا ذلك فأيدهم ا ونصرهم وهداهم سواء السبيل ..فإلى اليمان والعمل وإلى الحب والوخاء أيها الوخوان وا امعكم وتلك هي وسيلنتكم وا غالب على أامره ..
في اجنتماع رؤوساء المناطق وامراكز الجهاد المنعقد بالقاهرة في 3شوال سنة 1364هـ
الموافق 8سبنتمبر سنة 1945م امقدامـة حيـمِ ن الَّر س ِ م س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ س ِب ه ْ
الحمد لله والصلة والسلم على سيدنا امحمد وعلى اله وصحبه وامن دعا بدعوته إلى يوم الدين .. أيها الوخوة الفضلء.. السلم عليكم ورحمة ا وبركاته .وبعد ،فقد وخطر لي أن أشكركم على اما تجشمنتم امن امشقة وتحملنتم امن عناء وأنفقنتم امن نفقة في سبيل حضوركم هذا الجنتماع ،ولكنى سألت نفسي :أليس ذلك هو أيسر اما تقنتضيه الدعوة امن واجبات ؟ وإذا ففيم الشكر ،وقديما قيل :ل شكر على واجب ،ولهذا عدلت عن أن أتقدم إليكم شاكرا ،ولكن ذلك ل يحول بيني وبين أن أتقدم إليكم امبشرا ،بما أعد ا لعباده العااملين المخلصين امن عظيم الجر وجزيل المثوبة امنتى عملوا واوخلصوا واسنتجابوا لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم ،فبشراكم أيها الوخوان .. إنكم اما وخطوتم وخطوة أو أنفقنتم نفقة تبنتغون بها إعزاز كلمة ا ونصر الدعوة والجنتماع على الحب في ا والنتبآوخي في ا ,إل كنتب ا لكم بها ،ورفع لكم بها في المل العلى ذكرا ،وصدق ا العظيم َ) :ول جس ِزَيُه ُ م م س ِلَي ه ْ ب َلُه ه ْ ن َواس ِديا س ِإل ُكس ِنت َ عو َ ط ُ ة َول َيه ْق َ ة َول َكس ِبيَر م ً غيَر م ً ص س ِ ن َنَفَقم ًة َ ُيه ْنس ِفُقو َ ن( )النتوبة , (121:كما أني أتقدم كذلك امهنئنا مُلو َ ع َ ن َاما َكاُنوا َي ه ْ س َ ح َ ا أ َ ه ْ ُ بهذا الموسم ,اموسم عيد الفطر ,سائل ا تبارك وتعالى أن يعيده على النسانية النتائهة بالهداية والنتوفيق ,وإن كان عيدنا الحقيقي يوم تننتصر دعوتنا ,وتنهض دولنتنا ,وتعلو بنا كلمة ا في أرضه ويوامئذ يفرح المؤامنون بنصر ا . أيها الوخوة الحبة الفضلء ...
أي امعنى جليل ,وأي شعور نبيل يثيره اجنتماعكم في نفس امن يراكم , إذا اتصل شعوره بشعوركم ,ونفذت بصيرته إلى أعماق نفوسكم , فرأى أي دافع كريم اسنتولى عليكم فدفع بكم إلى هذا المكان ،ورأي أي تفكير سام بريء طهور تزدحم به في هذه الساعات وخواطركم ، وأي جلل ووقار ورحمة وسكينة ورضوان تحف الن بمجلسكم هذا وتنتغشاكم في أاماكنكم. أامة جديدة : جديدة في قلوبها النقية البيضاء النتي يغمرها اليمان واليقين جديدة في عقولها المشرقة المسنتنيرة بنتعاليم القرآن الكريم ,وهداية رب العالمين . جديدة في آامالها وأامانيها النتي ل تمت إلى النانية بسبب ،ولكنها تبقي الخير والسعادة للناس أجمعين. جديدة في وسائلها الواضحة الصريحة العادلة الرحيمة النتي تبدأ بالحكمة والموعظة الحسنة وتننتهي بالنصاف والعدالة الرحمة ،وتننتظر امثوبة عُلتّوا ن ُ ن ل ُيس ِريُدو َ عُلَها س ِلَّلس ِذي َ ج َ ة َن ه ْ وخَر ُ ك الَّداُر ال س ِ ذلك في قوله تعالى ) :س ِته ْل َ ن( )القصص.(83: مَّنتس ِقي َ عاس ِقَبُة س ِله ْل ُ سادا َواه ْل َ ض َول َف َ س ِفي ال َه ْر س ِ أيها الوخوة الفضلء .. اذكروا نعمة عليكم واقدروا أنفسكم واقدروا دعوتكم ،وأبشروا فالمسنتقبل لكم وا امعكم ولن ينتركم أعمالكم ،وثقوا بأنكم تمثلون تمثيل حقيقيا أامة وادي النيل النتي يفوق عددها ثلثين امليونا ،وامعها بقية الامة العربية النتي تناهز سبعين امليونا ،وامن ورائها العالم السلامي الذي يبلغ ثلثمائة امليونا امن المسلمين ،أننتم تمثلون هذه المجموعة امن الناس تمثيل حقيقيا صحيحا قد تنكره عليكم الجهات الرسمية والشكليات العملية ،ولكن هل يشك امنصف عادل في أنكم هنا في اجنتماعكم هذا تخنتلج نفوسكم بما تخنتلج به هذه النفوس جميعا امن المشاعر؟ وتمنتلئ
رؤوسكم بما تمنتلئ به هذه الرؤوس جميعا امن الفكار؟ وتنطلق ألسننتكم بما تردده تلك اللسن امن الكلمات؟ وختّلي بين هؤلء وبين حرينتهم لصافحت أيديهم أيديكم في حرارة ولو ُ وشوق ،وضمت صدورهم صدوركم في حب ولهف ،ودتّوى هنتافهم عاليا قويا امع هنتافكم :ا اكبر ولله الحمد ،وهي الوخوة النتي ل تنفصم والنتي جمع عليها القرآن قلوب المؤامنين به في كل امكان ، ة( )الحجرات. (10: وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ جلها لهم إذ يقول ) :إ س َِّن َ وس تّ فيا أيها الممثلون الحقيقيون لخير أامة أوخرجت للناس اسمعوا ..
أول م ً ـ اما هي دعوتكم؟ لقد أعلننتم امن أول يوم أن دعوتكم "إسلامية صميمة" على السلم تعنتمد وامنه تسنتمد ،وهنتفنتم بها امن كل قلوبكم )ا غاينتنا ،والرسول قدوتنا ،والقرآن دسنتورنا ،والجهاد سبيلنا ،الموت في سبيل ا أسمى أامانينا (..ولكنكم امع هذا فهمنتم السلم فهما شاامل : 1ـ فبآامننتم به نظااما اجنتماعيا كاامل يصحح للناس أوضاع امجنتمعهم في كل شئ ،فل يدع صغيرة ول كبيرة امن شؤون الحياة إل تناولها ،وأوضح اما فيها امن وخير ليقبل الناس عليه ،واما فيها امن شر ليجنتنبوه . 2ـ وآامننتم كذلك بأن امن واجب المسلم الحق أن يجاهد في سبيل هذا السلم حنتى يهيمن على المجنتمع كله ،ويحنتل امكانه الذي هيأه ا له في دنيا البشر. 3ـ وآامننتم كذلك بأن ذلك أامر اممكن اميسور لو أراده المسلمون واجنتمعوا عليه . ل وخلف بينكم وبين فريق امن وقد تكون هذه الامور الثلثة امح تّ المسلمين أنفسهم ،فل زال كثيرون ل يرون السلم إل في صور امن العقائد الصحيحة أو الفاسدة ,والعبادات الكااملة أو الناقصة ..ول يزال الكثيرون يرون أن الجهاد في سبيل هذا السلم أامر قد انقضى وقنته
وامضى زامنه ..ول يزال الكثيرون يرون أن العقبات أامام المجاهدين في سبيل هذه الغاية أكبر امن أن يزيلها شئ . ولهذا القصور في الفهم والصغر في الهمم واليأس في النفوس اسنتسلم كثير امن الناس للامر الواقع ،وظنوا أن ذلك يرفع عنهم اللوم في الدنيا والعذاب في الوخرة ،ونسوا قول ا تبارك وتعالى ) :إ س ِنَّ م َقاُلوا ُكَّنا م ُكه ْنُنت ه ْ م َقاُلوا س ِفي َ سس ِه ه ْ مي أ َه ْنُف س ِ ظاس ِل س ِ كُة َ ملس ِئ َ م اه ْل َ ه ُ ن َتَوَّفا ُ اَّلس ِذي َ جُروا س ِفيَها عم ًة َفُنتَها س ِ س َ ا َوا س ِ ض س ِ ن أ َه ْر ُ ك ه ْ م َت ُ ض َقاُلوا أ ََل ه ْ ن س ِفي ال َه ْر س ِ عس ِفي َ ض َ سَنت ه ْ ُام ه ْ صيرا( )النساء ، (97:فقمنتم أننتم أيها ت َام س ِ ء ه ْ سا َ م َو َ جَهَّن ُ م َ ه ه ْ ك َامه ْأَوا ُ َفُأوَلس ِئ َ الوخوان المسلمون تنفضون عنكم وعن الناس أوضار القصور والضعف ا َامنه ْ ن ُ صَر َّ واليأس ،وتننتظرون اموعود ا تبارك وتعالى َ) :وَلَيه ْن ُ صل َ ة م س ِفي ال َه ْرضس ِ أ ََقاُاموا ال َّ ه ه ْ كَّنا ُ ن َام َّ ن إ س ِ ه ْ عس ِزي ٌز ,اَّلس ِذي َ ي َ ا َلَقس ِو ٌّ ن َ ه إ س ِ َّ صُر ُ َيه ْن ُ عاس ِقَبُة ال ُُاموس ِر( كس ِر َوللس ِه َ مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ف َوَنَهه ْوا َ عُرو س ِ م ه ْ ة َوأ ََامُروا س ِباه ْل َ َوآَتُوا الَّزَكا َ )الحج. (41-40:
بين دورين لقد جاء السلم الحنيف يقرر للدنيا أعدل المبادئ وأقوم الشرائع الربانية ،ويسمو بالنفس النسانية ويقدس الوخوة العالمية ،ويضع عقيدة الخلود والجزاء دافعا إلى العمال الصالحة وامانعا امن الفساد في الرض ،ويرسم الطريق العملي لذلك كله في حياة الناس اليوامية ثم في أوضاعهم المدنية ،ويحيى على ذلك القلوب ،ويجمع عليه الامة ، ويقيم على أساسه الدولة ،ويوجب الدعوة إليه في الناس كلهم حنتى ل تكون فنتة ويكون الدين كله لله. وامضت على هذا حياة المسلمين حينا امن الدهر ،علت فيها دعوتهم ، واامنتدت دولنتهم ،وتمكن سلطانهم ،وسادوا أامم الدنيا ،وكانوا أساتذة الناس ،ووعدهم ا على ذلك أجمل المثوبة ،وحقق لهم هذا الوعد :
ن( )آل سس ِني َ ح س ِ م ه ْ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ة َو ُ وخَر س ِ ب ال س ِ ن َثَوا س ِ س َ ح ه ْ ب ال ُّده ْنَيا َو ُ ا َثَوا َ م ُ ه ُ )َفبآَتا ُ عمران.(148: ثم اوخنتلط عليهم بعد ذلك الامر ،فاتخذوا الدين طقوسا وأشكال ،والعلم والمعرفة جدل وامراء ،ووزعوا امهمة الصلح لنتكون أداة للدنيا ووسيلة للجاه والمال ،ففسدت النفوس أول وتفرقت الكلمة بعد ذلك ،ودالت الدولة تبعا لهذا ،وطمع في المسلمين امن ل يدفع عن نفسه ،فوقعوا غيرت تبعا لذلك كل أوضاع حياتهم تحت حكم غيرهم وسلطانه ،وت تّ الدبية والعلمية. وأراد المصلحون الغيورون أن ينتداركوا الامر ،فقاامت طائفة تحاول إصلح النفوس ،وقاامت أوخرى تحاول وخدامة الشعوب ،واوخنتصت ثالثة نفسها بنتقويم أداة الحكم ،وأطلق كل على نفسه اسما يرضاه ووصفا يعجبه ،اننتصر لمهمنته ،واننتقص امهمة غيره ،وكان شرط هذا الوخنتصا ص ـ ليكون نافعا امفيدا ـ أن تقتّوى كل ناحية الوخرى وتكون سنادا لها ،فيدفع امن يهيمنون على تربية النفوس أتباعهم إلى وخدامة المجنتمعات ،وهؤلء ينبهون امن امعهم إلى أن صلح المجنتمع بصلح الحكم ،حنتى ينتبآزر الجميع على الصلح العام .وكان شرط هذا الوخنتصا ص كذلك أن تقوم هناك الهيئة الجاامعة النتي تأوخذ بأطرافه وتجمع بين حواشيه ،وكان شرط هذا الوخنتصا ص أوخيرا أن به الكفاء المخلصون ،ولكن هذا كله لم ينتوفر إل نادرا ،والنادر ل حكم له .
امقاصد الدعوة ووسائلها العاامة وظهرت دعوتكم أيها الوخوان في ثنايا هذه السحب المنتراكمة جميعا , فلمعت كما يلمع البرق الواامض ,ثم أنارت كما تنير الشمس المشرقة , تبعث في القوم النور والحياة واليقظة بعد طول نوم ووخمود ,فكانت أغراضكم وأهدافكم هي أغراض السلم الحنيف وامقاصده .
1ـ تصحيح فهم المسلمين لدينهم وشرح دعوت القرآن الكريم شرحا وضحا ،وعرضها عرضا كريما يوافق روح العصر ،ويكشف عما فيها امن روعة وجمال ،ويرد عنها الباطيل والشبهات. 2ـ ثم جمع المسلمين عمليا على امبادئ كنتابهم الكريم بنتجديد أثره البالغ القوى في النفوس . 3ـ ثم وخدامة المجنتمعات وتنقينتها بمحاربة الجهل والمرض والفقر والرذيلة ،وتشجيع البر والنفع العام في آية صورة . 4ـ ولن يسنتشعر أحد العزة والكراامة وينتذوق طعم الحياة الكريمة إل إذا شبع بطنه واسنتغني عن غيره ،وتوفرت له ضروريات حياته ،وإلي ذلك نظر السلم فلم يهمل المعاني القنتصادية ولم ينتغافل عن الصلح المالي ،بل إنه وضع لذلك أفضل القواعد النتي تنمي وحدة الامة أفرادا وجماعات ,وترفع امسنتوي المعيشة وتقرب بين الطبقات ،وتؤامن الجميع أنفسهم وزراريهم وأولدهم ،وتضمن لهم العدالة الجنتماعية الصحيحة ،وتوفر الفر ص المنتكافئة للجميع علي السواء . لم يحنتقر السلم المال ،ولم يزهد في الثروة ولم يحرم الطيبات ,بل اعنتبر المال امن نعم ا الواجبة الشكر ،وقال النبي ) : rنعم المال الصالح للرجل الصالح( ،واسنتعاذ امن العوز والفقر وقرنه بالكفر فقال : )اللهم إني أعوذ بك امن الكفر والفقر( ،وحث بعد ذلك علي العمل والكسب ،واعنتبر ذلك قربة إلي ا تؤدي إلي حبه وامثوبنته وامغفرته . فقال رسول ا ) : rإن ا يحب المؤامن المحنترف( كما قال ) :امن أامسي كال م ً امن عمل يده أامسي امغفورا له( ،وحرم السؤال والسنتجداء لما في ذلك امن امذلة وهوان . ثم أوصي بعد هذا بالمحافظة علي هذا المال والعنتدال في إنفاقه سَفَها َ ء وابنتغاء أفضل السبل به فقال القرآن الكريم َ) :ول ُته ْؤُتوا ال ُّ ن إ س َِذا م س ِقَيااما( )النساء ، (5:وقال َ) :واَّلس ِذي َ ك ه ْ ا َل ُ ل ُ ع َ ج َ م اَّلس ِنتي َ ك ُ أ َه ْامَواَل ُ ك َقَوااما( )الفرقان. (67: ن َذس ِل َ ن َبه ْي َ م َيه ْقُنتُروا َوَكا َ سس ِرُفوا َوَل ه ْ م ُي ه ْ أ َه ْنَفُقوا َل ه ْ
ثم لفت النظر إلي امنابع الثروة وأصول طرائق الكسب امن النتجارة والزراعة والصناعة والثروات الحيوانية والمعدنية والمائية والهوائية والقوي الكونية ،وكل ذلك واضح في كنتاب ا العلي الكبير ،وحث المسلمين علي اسنتغللها وتثميرها والننتفاع بها وعدم الغفلة عنها ، م َاما س ِفي ك ه ْ خَر َل ُ س َّ ا َ م َتَره ْوا أ َنَّ َ جمع لهم ذلك في إشارة واضحة ) ,أ ََل ه ْ طَنم ًة( )لقمان: ة َوَبا س ِ هَر م ً ظا س ِ مُه َ ع َ م س ِن َ ك ه ْ عَله ْي ُ غ َ سَب َ ض َوأ َ ه ْ ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ال َّ .(20 ثم حرم الكسب الحرام كله إلي البغضاء والشحناء وفساد المجنتمعات ، لن السلم حين أراد لن يوفر للفرد وسائل الحياة والرفاهية أراد كذلك أن يوفر للمجنتمع حياة النتكافل والطمأنينة ,ويقضي فيه علي فحش الثرة والنانية ،فحرم الربا وحرم النصب وحرم الحنتيال ,ووضع في ذلك القاعدة المعروفة امن تقديم المنفعة العاامة علي المنفعة الخاصة دائما ،فإذا تعارضت حقوق الفرد امع حقوق الجماعة أهدرت الحقوق الفردية وعوض عنها أصحابها ،وأقيمت حقوق الجماعة بما يوصل للخير العام . ولم يقف أامر النظام القنتصادي السلامي عند هذا الحد ,ولكنه رسم الخطط الساسية للنتقريب بين الطبقات فاننتقص امن امال الغني بما هده في النترف يزكيه ويطهره وينقيه ويكسبه القلوب والمحاامد ,وز تّ غبه في الصدقة والحسان ,وأجزل له في ذلك المثوبة والخيلء ور تّ والعطاء وقرر للفقير حقا امعلواما وجعله في كفالة الدولة أول م ً وفي كفالة القارب ثانيا وفي كفالة المجنتمع بعد ذلك .ثم قرر بعد هذا صور النتعاامل النافع للفرد الحافظ للجماعة تقريرا عجيبا في دقنته وشموله وآثاره وننتائجه ،وأقام الضمير النساني امهيمنا عليها امن وراء هذه الصور الظاهرية .كل هذا بعض اما وضع السلم امن قواعد ينظم بها شأن الحياة القنتصادية للمؤامنين ،وقد فصلت الحياة القنتصادية الممسووخة النتي يحياها الناس في هذه العصر بين القنتصاد والسلم ،
فقمنتم أننتم وامن أهدافكم وأغراضكم الصلح القنتصادي بنتنمية الثروة القوامية وحماينتها ،والعمل علي رفع امسنتوي المعيشة ،والنتقريب بين الطبقات ،وتوفير العدالة الجنتماعية ،والنتأامين الكاامل للمواطنين جميعا ،وإقرار الوضاع النتي جاء بها السلم في ذلك كله . 5ـ وإذا كانت هذه الهداف جميعا ل تنتحقق إل في ظل الدولة الصالحة وقد عرفنتنا اليام ألوان الحكوامات النتي تقوم علي غير النظام السلامي ,فإذا هي جميعا ل تزيد الامر إل شدة ،امع أن دسنتور بلد الذي ارتضنته نظااما لنفسها يعلن في المادة ) (149امنه ) :أن دين الدولة السلم ولغنتها الرسمية اللغة العربية ( ،فكان لبد أن تطالبوا بحق السلم في إقاامة الحكوامة النتي ترتكز علي أصوله وأحكاامه وتعاليمه ,وشرط ذلك الحرية والسنتقلل الكاامل فكان طبيعيا أن يكون امن أهدافكم ـ كدعوة إسلامية صحيحة كااملة ـ تحرير وادي النيل والبلد العربية والوطن السلامي بكل أجزاؤه امن كل سلطان أجنبي . 6ـ ودعوة السلم الحنيف ليست قاصرة علي شعب دون شعب أو قطر شيرا س َب س ِ سه ْلَناكَ س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ دون قطر فإن ا يقول لنبيه َ) : rوَاما أَه ْر َ كو َ ن ه س ِلَي ُ عه ْبس ِد س ِ عَلى َ ن َ ل اه ْلُفه ْرَقا َ ك اَّلس ِذي َنَّز َ َوَنس ِذيرا( )سـبأ ، (28:ويقول )َتَباَر َ ت إ س َِلى ما س ِ ظُل َ ن ال ُّ س س ِام َ خس ِرجَ الَّنا َ ن َنس ِذيرا( )الفرقان ، (1:ويقول ) :س ِلُنت ه ْ مي َ عاَل س ِ س ِله ْل َ ال ُّنوس ِر( )إبراهيم ، (1:وذلك أول أساس روحي وعملي ،وضع في هذه الرض للوحدة العالمية النتي يهنتف بها الزعماء وتمهد لها المخنترعات وتنتجمع عليها أفكار الرض وتنتهيأ لها الشعوب والامم في هذه اليام , فمن دعواتكم أيها الوخوة الحبة أن تساهموا في السلم العالمي وفي بناء الحياة الجديدة للناس بإظهارهم علي امحاسن دينكم وتجليه امبادئه وتعاليمه لهم وتقديمها إليهم بعد هذا الظمأ القاسي الذي النتهبت به أكبادهم في هذه الحياة المادية الميكانيكية القاسية .
تلك هي امقاصد دعوتكم وأغراض هيئنتكم ،كلها امن السلم الحنيف ل ي َله ْول أ َنه ْ هَداَنا س ِلَهَذا َوَاما ُكَّنا س ِلَنه ْهَنتس ِد َ مُد للس ِه اَّلس ِذي َ ح ه ْ تخرج عنه قيد شعرة و )اه ْل َ ا( )لعراف.(43: هَداَنا ُ َ أاما وسائلكم امن هذه الغاية فهي وسائل الدعوة الولي : 1ـ نشر الدعوة للنتبليغ وتربية النفوس علي هذه النتعاليم عمليا للنتكوين. 2ـ ووضع المناهج الصالحة في شؤون الحياة للنتوجيه والنتقدم إلي الئمة والهيئات النيابية والنتنفيذية والدولية. 3ـ وفي أثناء ذلك امن امهمنتكم إسداء الخير والمعروف للناس . هكذا كننتم امنذ وضع الساس الول لدعوتكم في شهر ذي القعدة 1347هـ 1928 ،م ,وعلي هذا ظللنتم وثبنتم وسنتظلون وتثبنتون حنتى يحقق ا وعده إن شاء ا .
وصفنا وسيقول الناس اما امعني هذا واما أننتم أيها الوخوان ؟ أننا لم نفهمكم بعد ،فأفهمونا أنفسكم وضعوا لنفسكم عنوانا نعرفكم به كما تعرف الهيئات بالعناوين . هل أننتم طريقة صوفية ؟ أم امؤسسة اجنتماعية ؟ أم حزب سياسي ؟ كونوا واحدا امن هذه السماء والمسميات لنعرفكم بأسمائكم وصفنتكم . فقولوا لهؤلء المنتسائلين :نحن دعوة القرآن الحق الشااملة الجاامعة : ـ طريقة صوفية نقية :لصلح النفوس وتطهير الرواح وجمع القلوب علي ا العلي الكبير . ـ وجمعية وخيرية نافعة تأامر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتواسي المكروب وتبر بالسائل والمحروم وتصلح بين المنتخاصمين . ـ وامؤسسة اجنتماعية قائمة :تحارب الجهل والفقر والمرض والرذيلة في أية صورة امن الصور .
ـ وحزب سياسي نظيف يجمع الكلمة ويبرأ امن الغرض ويحدد الغاية ويحسن القيادة والنتوجيه . وقد يقولون بعد هذا كله لزلنتم غاامضين فأجيبوهم :لنه ليس في يدكم امفنتاح النور الذي تبصروننا علي ضوئه ...نحن السلم أيها الناس فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا كما يعرف نفسه فافهموا السلم أو قولوا عنا بعد ذلك اما تريدون !.
نحن ووزارة الشؤون الجنتماعية أيها الوخوة الحبة .. على هذا الوضع الواضح الكريم نشأت دعوتكم ودرجت ،ثم أنشئت وخلل ذلك وزارة الشؤون الجنتماعية وكان امن امهمنتها تنشيط أعمال البر وتشجيع الهيئات الشعبية والجمعيات الخيرية وإعاننتها اماديا وأدبيا على اما هي بسبيله امن عمل الخير ،ورأينا أن ل امانع امن أن ننتعاون امعها في ذلك في الناحية النتي تخصها امن نشاطنا واتصالنا بها على هذا الساس وأذتّنا لشعب الوخوان أن تنتصل بها كذلك ،واسنتمرت صلنتنا بوزارة الشؤون على هذا النحو امن النتفاهم والنتعاون إلى الن ،حنتى صدر القانون رقم 49لسنة 1945م الخا ص بنتنظيم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الجنتماعية والنتبرع للوجوه الخيرية وفيه تحديد لمعنى الجمعية والمؤسسة .وبنتطبيق هذا النتحديد على هيئة الوخوان المسلمين نراه ل ينطبق عليها بحال فل هي جمعية وخيرية ول هي امؤسسة اجنتماعية وإن كانت تعمل الخير وتخدم المجنتمع فإنها تعنتمد في ذلك أول على امال أعضائها وعلى اما يجمع امن الجمهور. هذا امن جهة وامن جهة أوخرى فان هذا ليس كل أغراضها ولم تنشأ له وخاصة .ولسنا نأبى أن ننتعاون امع وزارة الشؤون في الخير ووخدامة الناس فإننا نرحب بذلك ونوده ولكننا نريد أن توضع الامور في وضعها الصحيح وأل نضع أنفسنا ودعوتنا النتي وقفنا لها الدم والمال والحياة
والبناء وهي عندنا أامل الامال في اموضع يغل يدها ويحول بينها وبين العمل لنتحقيق أغراضها والوصول إلي أهدافها . هل ينتوهم إنسان أن دعوة الوخوان وجماعنتهم تكون في عرف القانون وامنطق الوضاع السليمة الصحيحة ـ وهي الهيئة النتي تعمل لنتنشر في الدنيا دعوة القرآن وتحيي أامنته وتقيم دولنته وتواجه الدنيا بنتعاليمه لينعم ن س ِ ا م س ِام َ ءُك ه ْ جا َ الناس في ظله بما يحلمون به امن سعادة وسلم َ) ,قه ْد َ جُه ه ْ م خس ِر ُ م َوُي ه ْ سل س ِ ل ال َّ سُب َ ضَواَنُه ُ ع س ِر ه ْ ن اَّتَب َ ا َام س ِ ن َ ,يه ْهس ِدي س ِبس ِه ُ ب ُامس ِبي ٌ ُنو ٌر َوس ِكَنتا ٌ م( )المائدة-15: سَنتس ِقي أ ٍ صَراطأ ٍ ُام ه ْ م إ س َِلى س ِ ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه َوَيه ْهس ِديس ِه ه ْ ما س ِ ظُل َ ن ال ُّ س ِام َ ، (16هذه الهيئة أيها الوخوان وهذا امقصدها ـ هل ينتوهم أحد أن تكون في عرف القانون وفي امنطق الوضاع كجماعة لنتكفين اموتي الفقراء ؟ وجماعة قطرة الحليب ؟ وجماعة أنصار الحسان ؟ وعلم ا أننا ل نسنتصغر ناحية امن نواحي البر ول نننتقص عمل م ً امن أعمال الخير امهما كان ،ولكن لكل امقام امقال . لهذا رأي امكنتب الرشاد أن يعدل النظام الساسي تعديل م ً يوضح أهداف الدعوة ووسائلها وضوحا ينص علي انفصال ناحينتي البر والرياضة في إداراتهما وحساباتهما عن الهيئة الرئيسية لها تسهيل م ً لمهمة النتعاون امع وزارة الشؤون الجنتماعية ـ إن شاء ا ـ امن جهة وامع كل الهيئات النتي تعمل لهاتين الناحينتين امن جهة أوخري .وسيعرض عليكم امشروع النتعديل وقرار المكنتب في هذا الشأن كله في نهاية هذا الجنتماع , ل( )الحزاب. (4: سس ِبي َ هَو َيه ْهس ِدي ال َّ ق َو ُ ح َّ ا َيُقولُ اه ْل َ )َو ُ
ثانيا ـ حقوقنا الوطنية أاما فيما ينتعلق بالامر الثاني الذي اجنتمعنتم امن أجله وهو النتذكير بالحقوق الوطنية لوادي النيل وللعالم السلامي وتبيين طرق العمل لحقاقها والوصول إليها فاسمعوا أيها الوخوان :
تأكدوا أن واجبكم أننتم في ذلك كأفراد وهيئة امن أثقل الواجبات ،وأن تبعنتكم امن أعظم النتبعات ،أنكم في ذلك تطالبون بأكثر امما يطالب به الناس ،وتحملون امنه أكثر امما يحملون ،فلقد أراد ا ... ط غيركم في نوامه ... أن تسنتيقظوا حين كان يغ تّ وأن تؤامنوا حين كان يهيم سواكم في شكه ... وأن تأاملوا حين تغشت الناس سحابة اليأس ... وأن تنتجمعوا وقد تشققت العصا واوخنتلف أامر الهيئات والحزاب ... أن يلنتف الناس حولكم وتننتهي الثقة إليكم ويحف الامل بكم حين فقد الناس أاملهم وثقنتهم ,وكاد كل واحد يشك حنتى في نفسه .. ويظهر ا أامركم فلم يقف عند حدود امصر والسودان بل جاوزها إلى غيرها امن القطار والبلدان . ويشاء ا لكم بعد هذا أن تمر بكم عواصف هذه الحرب الضروس ست سنوات كااملة ،فنتمزق امن غيركم امن الداوخل والخارج اما شاء ا لها أن تمزق ،ولكنها تمر بكم أننتم امرا رفيقا ُيقوي ول ُيضعف ول يزعزع وينبه ول يوهن ،ويزيدكم بنصر ا إيمانا وبرعاينته ثقة لنكم بكلمنته ك س ِ م ح ه ْ صس ِبه ْر س ِل ُ تنطقون ولدعوته تعملون فأننتم لذلك على عينه تصنعون )َوا ه ْ م( )الطور. (48: ن َتُقو ُ حي َ ك س ِ مس ِد َرِّب َ ح ه ْ ح س ِب َ سِّب ه ْ عُيس ِنَنا َو َ ك س ِبَأ ه ْ ك َفس ِإَّن َ َرِّب َ وامن هنا كان واجبكم أكبر الواجبات وكانت تبعنتكم أثقل النتبعات .
اننتهاز الفرصة ثم تأكدوا بعد ذلك أنها الفرصة السانحة النتي ل تعوض ،واماذا تننتظرون بعد ذلك ،ولقد اننتهت هذه الحرب الضروس ووخرج امنها الحلفاء بنصر لم يكونوا ينتوقعونه ،وسلم لهم أعداؤهم بغير قيد ول شرط ،وعرفت حكواماتهم وهيئاتهم وشعوبهم قيمة الوقت ،فلم يضيعوه سدي ولم
ينفقوه هباء في الجدل الفارغ والخصوامة القاتلة والنوم العميق ، ولكنهم كانوا يحاربون ويرتبون ،حنتى إذا وضعت الحرب أوزارها ،كان امؤتمر سان فرانسيسكو وامؤتمر بوتسدام وامؤتمر وزراء الخارجية في لندن ولم تبق عليه إل ليال وأيام ،وفي وخلل ذلك امقابلت واجنتماعات وتصريحات وقرارات ،ووخطب وامقالت ،وحكوامات أثر حكوامات ، وهكذا تسير الدول الكبرى وتنتأهل الدول الوخرى ،في سرعة ويقظة واهنتمام ،ويقرر امصائر العالم ويحدد امسنتقبل الامم والشعوب في هذه الساعات الفاصلة في تاريخ الناس ،فإذا وقع الامر فقلما ينتغير إل بالمجهود العنيف والدأب المخيف فما الذي تننتظرون ؟ والامر أامركم وأننتم اموضع البحث والنتقرير ،علي امصالحكم يشنتد الجدل والخلف ، وإليها تنتجه المطاامع والامال ،أفل ترون بعد هذا كله أنها ساعات لها اما بعدها بل أنها أحرج الساعات في تاريخنا الحديث .؟
بين الوطنية والجنتماع قال لي أحد أصدقاء الوخوان الذين ل ينتهمون في رأي ول في نصيحة امنذ أيام قلئل :أليس الروح للوخوان والجدى علي الوطن أن تشنتغل هيئة الوخوان بالغراض الدبية والجنتماعية والقنتصادية امن برناامجها ـ وهي امن السلم أيضا ـ وتدع الناحية القوامية أو الوطنية أو السياسية بعبارة أوخري لسواها امن الهيئات حنتى ل ينتعرض للعواصف القاسية هذا البناء العالي الذي أصبح للغيورين أامل م ً وفي تاريخ هذه النهضة عمل م ً ؟ . فقلت له في صراحة وإوخل ص وتأثر :وا يا أوخي إني لشاركك هذا الرأي ،وأجد في أعماق نفسي هذا الشعور قويا عميقا ،وأكره أشد الكراهية اما يصحب هذا النضال امن امظاهر وآثار في النفوس وفي الصلت واما يجر إليه امن نواحي الشهرة والجاه الكاذب الذي يلهي الناس عن الحقائق والواجبات ،وكم كنت أتمني أن تكون الظروف امعي وامعك ،وأن تدع لنا الحواد ث امن الوقت اما ينتسع لهذا الذي تحب
وأحب ،وليس ذلك عن حب للراحة أو إيثارا للدعة ،ولكن الامور هي كما تري الن : الدول الكبرى ـ وقد وخرجت امننتصرة ـ تعمل جاهدة ليل نهار وتحاول بل تنتعمد أن تنتغافل عن حقوقنا وأن تنسي اما بذلت لنا امن عهود وامواثيق والوقت يمر امر السحاب . والهيئات السياسية عندنا قد غفلت عن هذا الواجب واشنتغلت عنه بما تقرأ في صحفها وجرائدها امن تنابز باللقاب وتخاصم علي السلب ، علي أن الحواد ث قد أعانت ذوي الغراض علي أن يفرقوا وحدتها ، ويفضوا الناس عنها ،ويظهروا رجالها أامام الرأي العام بمظهر الملوثين العابثين ،ففقد الشعب ثقنته بقادته ،ووخسر القادة الجنود ،والنصار فقدوا هم أيضا الثقة بأنفسهم والثقة بحقهم . والشعور الوطني كما تري في ثورة وقوة وحماس وبخاصة في هذا النفر امن الشباب المثقف ،وإن لم يكن في هذا الشعب كله الذي ألح عليه الفقر وأامضه الجوع والعري وأكل امنه الغلء والجهد ،واما لم تقده أيد حكيمة وتصرفه عقول امجربة فقد يسير في طريق ل تؤدي إلي نجاح ول تصل إلي غاية . وإلي جانب هذا الشعور الوطني هذا النتهيؤ امن جانب الامة العربية واما جاورها امن السلم للوحدة والجنتماع والرغبة في تنسيق الجهود والعمال ،وليست هيئة امن الهيئات أقرب إلي قلوب هذه الشعوب وأقدر علي الظهور في هذا الميدان امن الوخوان . كل ذلك يا أوخي جعلنا وقد قضينا سبعة عشر عااما في العداد والسنتعداد ،وأفهمنا الناس فيها الامر علي حقيقنته ،امن أن السياسة والحرية والعزة امن أواامر القرآن ،وأن حب الوطان امن اليمان ،ولم ينتبق بعد هيئة امن الهيئات علي وحدتها وثقة الناس بها وأاملهم فيها إل الوخوان ،كل ذلك يا أوخي جعلني أشعر شعورا قد ارتقي إلي امرتبة العنتقاد ،إننا لم يعد لنا الخيار ،وإن امن واجبنا الن أن نقود هذه
النفوس الحائرة ونرشد هذه المشاعر الثائرة ونخطو هذه الخطوة وا المسنتعان . علي أن هناك نظرة أوخري ليست بأقل امما تقدم أهمية .ألست ترى يا أوخي أن أهم عواامل الفساد والفساد لحياة هذا الشعب المصري وغيره امن الشعوب العربية والسلامية هذا النتدوخل والنتحكم الجنبي الذي أفقدنا عزتنا ووجهنا غير وجهنتنا وبدل أوضاع حياتنا وضحك علينا بالقشور وصرفنا عن اللباب ،ثم هذا الضعف المنتناهي امن هذه الحكوامات النتي جعلت امن نفسها أداة طيعة إن لم تكن امسرعة في يد الجنبي ينتحكم بها في رقاب الناس كما يشاء وينفذ بها امطالبه ووخططه كما يريد سافرا أو امسنتنترا . أولست ترى أن أول باب للصلح أن نجاهد هذين المظهرين ،وأن ينتحرر الناس امن هذين النيرين ،وإل فكل امجهود إلي ضياع ،وقد جربنا ذلك في أنفسنا وفي غيرنا ولمسناه وعرفناه ،فإذا لم ندوخل علي القوم امن الباب في هذه الفنترة امن الزامن فمنتي إذن ؟. وا يا أوخي لو كنا أامة امسنتقلة تصرف أامورها حكوامة يقظة لكان في كل غرض امن أغراض دعوتنا علي حدة امنتسعة لكل أوقاتنا وامجهوداتنا ،فهذا الغرض العلمي امن شرح دعوة السلم والكشف عما فيها امن روعة وجمال ،وهذا الغرض الجنتماعي امن امساواة المنكوبين وامعاونة البائسين ،وهذا الغرض القنتصادي امن اسنتنفاد الثروة القوامية وتنمينتها وحماينتها ،كل غرض امن هذه الغراض يسنتغرق أضعاف وقنتنا ويسنتنفد أامثال جهودنا ولكن اما كل اما ينتمني المرء يدركه وا أعلم حيث يجعل رسالنته . وفي امثل هذه الساعات الهاامة الفاصلة يكون هذا الجهاد الوطني فرضا عينيا علي كل الفراد والهيئات ...فقال ذلك الصديق الخ في تأثر وحماس :صدقت سيروا علي بركة ا وا امعكم. أيها الوخوة الفضلء ..
تأكدوا كذلك أن لبلدنا حقوقا وامطالب قوامية لم تنلها بعد ،ول فائدة امن ذكر العواامل النتاريخية والحواد ث النتي أدت إلي اننتقا ص هذه الحقوق واغنتصابها ،ولكن الذي يفيد ويجدي أن نؤامن إيمانا قويا جارفا بهذه الحقوق ،وأن نجاهد جهادا داعبا عنيفا في سبيل تخليصها والوصول إليها ،وباليمان والجهاد والامل والعمل نننتصر ونصل إن شاء ا واما ضاع حق وراءه امطالب . نحن حين نؤامن ونجاهد ل نعنتمد في جهادنا علي قوة السلح وكثرة الجيوش والساطيل ،فنحن نعلم أننا عزل امن ذلك كله ،ونشعر أعمق الشعور بما يكبل أيدينا وأرجلنا امن القيود والغلل الثقال ،وحسب العالم اما قاسي امن العنتماد علي القوة ونبذ القانون وإهمال قواعد العدالة والنصاف ،ولكننا نعمد علي أن هذا هو حقنا الطبيعي الذي ل ينكره علينا إل جاحد وامكابر ،فلسنا أامة بدائبة تحنتاج إلي الرعاية والوصاية والنتوجيه ولكنا أامة ورثت أامجد الحضارات وأعرق المدنيات وأنارت الدنيا بالعلم والمعرفة وحين لم تكن هذه الامم الحديثة تدري امن أامر الوجود شـيئا. ونعنتمد علي أننا ساهمنا في المجهود العربي بأاموالنا ودامائنا وأبنائنا وأرضنا وامواصلتنا وأقواتنا وكل امرافق حياتنا ،وعرضنا كل شيء للخطر الداهم ،ووقفنا إلي جانب الامم المنتحدة وقفات كان لها أثرها في هذا النصر ول شك ،ولم نشأ أن نساوم في ساعة العسرة علي حق امن حقوقنا أو نثير امطلبا امن امطالبنا ،ولكنا تركنا ذلك كله وديعة بين يدي الضمير النساني العالمي امعنتمدين علي نبل حلفائنا وصدق وعودهم . ونعنتمد علي هذه العهود والمواثيق النتي قطعها الحلفاء علي أنفسهم وامنها اميثاق الطلنطي ،وتلك النتصريحات والخطب ،والكلمات والنشرات النتي أعلنوا فيها شعوبا وحكوامات ،أنهم يحاربون في سبيل العدالة والنتحرير ويريدون نصرة المظلوامين وإنقاذ البشرية امن العبودية
والسنتبداد ،وإنشاء عالم جديد يقوم علي النتعاون وكفالة الحريات والقانون والنصاف . ونعنتمد كذلك علي النتطور في النتفكير العالمي وهذه اليقظة في الضمير النساني ،ويا ويح الدنيا إذا كانت سنتسودها وتصرفها امن جديد الفكار الرجعية ،وتنتحكم فيها المطاامع السنتعمارية ،وإذا كانت الدول المننتصرة تظن أن في اسنتطاعنتها أن تقود الدنيا امن جديد بالحديد والنار ،فما أبعد هذا الظن وأعرقه في الوهم والخيال ،فإن اموجة اليقظة النتي أحدثنتها هذه الهزات العنيفة ل يمكن أن يقف تيارها حنتى يصل إلي غاينته ويبلغ امداه ،ولن يسنتقر بعد اليوم في الرض السلم إل إذا أدركت الدول الكبرى هذه الحقيقة واعنترفت لغيرها امن الامم والشعوب بحقها في الحياة والحرية والسنتقلل . ولسنا امن الغفلة وضعف الدراك بحيث نعنتقد أن في وسعنا أن نعيش بمعزل عن الناس و بمنأى عن الوحدة العالمية النتي ينتهيأ لها الرض جميعا والنتي انطلق امن حناجرنا نحن المسلمين أول امن صوت يهنتف بها ن( مي َ عاَل س ِ مم ًة س ِله ْل َ ح َ ك س ِإل َر ه ْ سه ْلَنا َ ويدعو إليها وينتلو آيات الرحمة والسلم )َوَاما أَه ْر َ )النبياء ، (107:ولكنا ندرك أن الدنيا لم تكن في حاجة إلي النتعاون وتبادل المصالح والمنافع في يوم امن اليام كما هي في حاجة إلي ذلك الن ،ونحن علي اسنتعداد لمناصرة هذا النتعاون وتحقيقه ،في ظل امثل عليا فاضلة ،تضمن الحقوق وتصون الحريات ويأوخذ امعها القوي بيد الضعيف حنتى ينهض .
امطالبنا ونحن حين نطالب بحقنا ل نغالي ول ننتعسف ،ول نريد علوا في الرض ول فسادا ،ولكنا نقف عند الحق الطبيعي الذي ل يمكن أن يحيا بدونه فرد أو شعب حياة عزيزة كريمة . * وادي النيل فنحن نطلب :لوادي النيل
1ـ أن تجلو عنه الجنود الجنبية :فل يكون هناك جيش احنتلل في أية بقعة امن بقاعه .واماذا تغني هذه الفئة القليلة امن الجنود إذا فقدت الثقة وفسدت العلقات وإرضاء النفوس والعنتراف بالحقوق هو أضمن وسيلة لنتبادل المنافع والمحافظة علي المصالح . 2ـ وأن ترفع هذه القيود والغلل النتي فرضت علي تجارتنا وزراعنتنا وصناعنتنا إبان الحرب وقبل الحرب والنتي قبلناها امساهمة امنا في المجهود الحربي ،وأن تلحظ الدول الجنبية أننا أامة ينتكاثر عددها باضطراد وتضيق بها أرضها واموارد ثروتها ،وأنه ليس امن العدل أن يأوخذ الجنبي كل شيء أيضا ،إننا ل نكره الجانب ول نريد أن نقطع صلت النتعاون بيننا وبينهم ،ونحن نعلم تمااما أننا ل نسنتغني عن رؤوس أاموالهم وعن وخبرتهم الفنية ،ولكنا ل نريد كذلك أن يكون هذا النتعاون علي قاعدة أن لهم الغنم وعلينا الغرم .والواجب أن تقدر كل هذه العواامل الجنتماعية والقنتصادية .إن عددنا يكثر وامسنتوي المعيشة عندنا أقل امنه في أية أامة امن الامم الراقية ،فأكثر امن نصف المصريين يعيش أقل امن عيشة الحيوان ،وامع هذا يفكر الجانب في الهجرة إلي أرضنا وفي تقييد حرينتنا في النتصدير والسنتيراد والنتجارة والزراعة والنقد .ول يننتج ذلك كله إل حرج الصدور وإثارة الشعور ،والضغط الشديد يولد النفجار . 3ـ وقناة السويس ـ أرض امصرية حفرت بداماء امصرية وجهود أبنائها فيجب أن يكون لمصر حق الشراف عليها وحماينتها وتنظيم شأنها ،ولقد قارب أامد اامنتيازها الننتهاء وتفكر بعض الدول في النتدوخل في شأنها أنها قد اشنترت عددا كبيرا امن أسهمها .إن امصير هذه القناة إلينا بعد عدد قليل امن السنين ،وامن واجبنا أن ننتنبه لذلك امن الن وأن نطالب بزيادة عدد الموظفين امن المصريين في القسام المخنتلفة وبخاصة القسام الفنية النتي تحنتاج إلي دراية وامران .يجب أن نسنتعد للمسنتقبل وأل نننتظر
الحواد ث حنتى تفاجئنا ونحن علي غير اسنتعداد .ويجب أن تعنترف لنا الدول بهذا الحق الثابت وتقرنا عليه . 4ـ والسودان :ل نقول أننا نطالب بحق امصر فيه فليس لمصر حقوق في السودان ولكن السودان جزء امن الوطن فهو امصر الجنوبية وامصر هي السودان الشمالي وكلهما وادي النيل ،هذا كلم نريد أن يكون امفهواما جيدا للدول الجنبية كلها عاامة ولوخواننا وامواطنينا أبناء السودان وخاصة .إن النيل الذي تنتوقف عليه حياة امصر أرضا ونباتا وحيوانا وأناسا إنما ينحدر إليها امن السودان وامن امائه وامن طميه تكونت أرض الجنوب كما نشأت أرض الشمال وامنها نشأت هذه الجسوم وجرت هذه الداماء فنحن أيها الوخوة السودانيون امن اماء واحد وطينة واحدة وإذا قال لكم قائل أن امصر تريد أن تسنتعمركم لنتسنتغل أرضكم وتسنتغلي عليكم وتسنتطيل بالسلطان في أرضكم فقولوا أنها فرية كاذبة نحن نريد السودان جزءا امن امصر كما أن امصر جزءا امنه للسوداني اما للمصري امن حقوق وعليه اما عليه امن واجبات .إذا فنتحت المدارس في امصر امثلها في السودان وإذا أنشئت المحاكم في الشمال أنشئت في الجنوب وتنتوحد الجنسية وينتوحد القانون وينتوحد كل شيء في امظاهر الحياة الجنتماعية في جزأي الوطن الواحد وادي النيل .وإذا كان المغرضون قد اسنتطاعوا أن يصوروا الامور علي غير وضعها الصحيح فإن ذلك الباطل ل يغني امن الحق شيئا .لقد عملت الدعاية الجنبية عملها في السودان ،ولكن إوخواننا السودانيين امؤامنون وأذكياء وهم يشعرون تمااما أن اما يجدونه الن امن املطفة ولين اموقوت إلي حين ثم بعد ذلك ينكشف السنتعمار عن السنتعمار وينتحقق لهم قول ا العلي الكبير: هس ِلَها أ َس ِذَّلم ًة َوَكَذس ِل َ ك ة أ َ ه ْ عَّز َ عُلوا أ َ س ِ ج َ ها َو َ سُدو َ وخُلوا َقه ْرَيم ًة أَه ْف َ ك إ س َِذا َد َ مُلو َ ن اه ْل ُ )إ س ِ َّ ن( )النمل . (34:ولقد حاولت الدارة السودانية أن تفصل عُلو َ َيه ْف َ السودان الجنوبي عن السودان الشمالي فصل م ً تااما ،والسودان الجنوبي هو امنبع الثروة هو امسنتقرها في السودان كله فهو اموضع الغابات
وامرعي الحيوان وامسنتقر المعادن ،ولقد حجبنته الحكوامة عن أهل السودان الشمالي وضربت عليه نطاقا امن المراقبة الشديدة ،وحرامت الذهاب إليه حنتى علي النتجار امن السودانيين أنفسهم ،وأطلقت فيه الدعاية النتبشيرية امن امخنتلف الرساليات وجعلنته نهبا امقسما بينها وامع ب علي أامره وامن هذا كله فلزال السلم يشق طريقه إليه وا غال ٌ الغريب أن حكوامة امصر ل تهنتم لكثير امما يقع في السودان ول تخطو وخطوة إيجابية في سبيله ولكنا لن نسكت علي هذا الحال .ونعنتقد أن الهيئات السودانية النتي تطالب الوحدة النتاامة امع امصر ـ إن وجدت هذه الهيئات ـ لو علمت هذا الوضع الصحيح الذي نعلنه ونؤامن به ونعمل علي أساسه لبادرت بأسرع اما يمكن لعلن هذا الرأي وتقريره ،فإن امصر إذا كانت تحنتاج السودان لنتطمئن علي اماء النيل وهو حياتها فإن السودان أحوج اما يكون إلي امصر في كل امقوامات الحياة كذلك وكلهما جزء ينتمم الوخر ول شك ،وذلك فضل م ً عن وحدة اللغة والدين والمشاعر والمظاهر والنساب والداماء .وسنظل نطالب بهذا الحق ونسنتمسك به حنتى نصل إليه إن شاء ا لنه حق والحق لبد أن يعلو ويظهرَ) ,ب ه ْ ل ما م اه ْلَوه ْيلُ س ِام َّ ك ُ ق َوَل ُ ه ٌ هَو َزا س ِ غُه َفس ِإَذا ُ ل َفَيه ْدَام ُ ط س ِ عَلى اه ْلَبا س ِ ق َ ح ِّ ف س ِباه ْل َ َنه ْقس ِذ ُ ن( )النبياء. (18: صُفو َ َت س ِ * برقة وطرابلس 5ـ ونريد بعد ذلك تأامينا لحدودنا ،حدودنا الغربية ،ل بأن نحنتل برقة ، ول بأن نسنتعمر طرابلس ،فنحن أكرم علي أنفسنا والحق أكرم علينا امن أن نذهب هذا المذهب الظالم ،ولكن أننا نأامن علي حدودنا الغربية يوم تسلم ليبيا لهلها العرب الذين جاهدوا في سبيلها عشرات السنين جهاد البطال ،وكان وخنتام ذلك أن اشنترك جيشهم الحديث في الحرب جنبا إلي جنب امع جنود الحلفاء ،وتقوم فيها حكوامة عربية امسنتقلة وتظل وطنا اموحدا حرا امسنتقل م ً ،وإذا كانت إنكلنترا قد حررت الحبشة امن نير
السنتعمار اليطالي ثم سلمنتها إلي إامبراطورها امملكة امسنتقلة اموحدة ، فإن امن واجبها أن تفعل ذلك في ليبيا وليس جهادها في سبيل حرينتها بأقل امن جهاد الحبشة .وليس للنتفريق بينهما في المعااملة إل تأويل واحد هو أن روح النتعصب للمسيحية علي السلم لزالت تنتحكم في نفوس بعض الدول الغربية الراقية حنتى في القرن العشرين ،وامع هذا يقال أننا نحن المنتعصبون وإلي ا المشنتكي ،وليس في الدنيا أبلغ في السنتهنتار بكراامة العرب والمسلمين امن أن يقال أن هناك تفكير امن بعض الدول في إعادة المسنتعمرات اليطالية إلي إيطاليا !! هذا عجيب وامدهش حقا ..إيطاليا العدو المحارب ترد إليها حرينتها وامسنتعمراتها والغرب الحلفاء المجاهدون يسنتبعد وطنهم ويسلمه حلفاؤهم رغم المواثيق والعهود ويريد الناس بعد ذلك أن يسنتقر في الرض أامن وسلم !! . وقريب امن هذا اما يشاع امن أن طرابلس سنتكون ليطاليا تحت إشراف هيئة دولية وأن ساحل برقة سيعطي لليونان وأن صحراء ليبيا سنتكون للعرب تحت اننتداب ثنائي امصري إنكلـيزي امعـا ! اما هـذا أيها المننتصرون ؟ اما شأن اليونان بساحل برقة وأي غفلة هذه تغشي عقول المصريين لينتقداموا إلي صحراء تسنتنزف الدم والجهد والمال ليعمروها ثم ينتركوها ؟ وأي ذليل يرضي بأن يحكم كثبانا امن الرامال تحت سلطان الننتداب و الحنتلل ..وهل ترضي اليونان بهذا العدوان ؟ وهل نسيت درس احنتلل الناضول امن قبل ؟ . والليالي امن الزامان حبالي
امثقلت يلدن كل عجيب
نحن نريد أن تؤامن حدودنا الغربية باسنتقلل ليبيا ووحدتها وقيام حكوامة عربية صديقة فيها ورد اما أوخذ امنا ظلما وعدوانا فنتعود إلينا جعبوب امصرية كما كانت امن قبل . * وفلسطين أيضا
كما نريد أن تؤامن حدودنا الشرقية بحل قضية فلسطين حل م ً يحقق وجهة النظر العربية أيضا يحول دون تغلب اليهود علي امرافق هذه البلد .إن امصر والعالم العربي والسلامي كله يفنتدي فلسطين ،فأاما امصر فلنها حدها الشرقي المنتاوخم ،وأاما بلد العرب فلن فلسطين قلبها الخافق و واسطة عقدها وامركز وحدتها وهي ضنينة بهذه الوحدة أن تنتمزق امهما كانت الظروف وامهما كلفها ذلك امن تضحيات ،وأاما العالم السلامي فلن فلسطين أولي القبلنتين وثاني الحرامين وامسرى rرسول ا . وهذه الحقيقة يجب أن تضعها الدول المنتحدة نصب عينها ،فصداقة المسلمين والعرب في كفة وامطاامع اليهود في فلسطين في الكفة الوخرى ،ولعل امن وخير اليهود أنفسهم أن يصرفوا وجوههم عن هذه الناحية .ل شك في أننا ننتألم لمحنة اليهود تألما شديدا ولكن ليس امعني هذا أن ينصفوا بظلم العرب وأن ترفع عنهم بهلك غيرهم والعدوان عليه ،وفي الرض امندوحة وفي الوطان امنتسع ،وكل تفكير أو تصريح أو عمل ينتنافى امع إنصاف العرب ول يحقق آامالهم في فلسطين ل يكون امن ورائه إل الثارة والحراج . نحن نطالب بهذا لنه تأامين لحدودنا وامصلحة امباشرة لنا ونطالب به كذلك لنه حق أامنتين عربينتين في الشرق والغرب هم امنا ونحن امنهم ولن يفرق بيننا شيء واما وحده ا يسنتطيع أن يفصله الناس . * إرينتريا وزيلع وهرر وامصوع ونريد بعد ذلك أن تؤامن حدودنا الجنوبية بأن تحفظ حقوقنا في إرينتريا ثم زيلع وهرر وأعالي النيل ..تلك المناطق النتي اوخنتلط بنتربنتها دم الفاتح المصري وعمرتها اليد المصرية ورفرف في سمائها العلم المصري الخفاق .ثم اغنتصب امن جسم الوطن ظلما وعدوانا ،وليس هناك اتفاق دولي أو وضع قانوني يجعل الحق فيها لغير امصر وإن أبي علينا ذلك الناس ،وامن واجبنا أل ننتلقى حدود بلدنا عن غيرنا وأن نرجع في
ذلك إلي تاريخنا ولنر أي ثمن غال دفعناه امن الداماء والرواح في سبيل تأامين حدودنا ل لمطاامع اسنتعمارية ول لمغانم جغرافية ولكن لضرورات حيوية ل امحيص امنها ول امعدي عنها ،والفرصة الن سانحة لنتطالب امصر برد اما أوخذ امنها في غفلة امن الزامن وإهمال امن الحكوامات وذلك اما نطلب لوادي النيل ـ أول م ً ـ * البلد العربية ونطلب للبلد العربية أن تثق الدول الكبرى بالجاامعة العربية وأن تفسح لها المجال لنتقوي وتنهض ،ففي نهضنتها وقوتها أكبر عاامل يساعد علي اسنتقرار السلم والطمأنينة في الشرق العربي ،كما يجب أن يعنترف لكل أامة عربية بحقها في الحرية والسنتقلل الكاامل ..فنتجلو القوات الجنبية عن سوريا ولبنان ..وتعدل المعاهدة العراقية بما يحقق وجهة نظر الشعب العراقي ويصدق أاملهم في الحلفاء ..ويعنترف لشرق الردن بحقه حنتى تقنتنع الشعوب الصغيرة بضرورة النتجمع في زامن لم تعد تصلح فيه العزلة والنفراد ،وتكف الدول الكبرى عن المطاامع غير المشروعة في اليمن والحجاز ..هذا في الشرق . وفي غرب امصر وليبيا وخمسة وعشرون امليونا امن المسلمين في تونس والجزائر وامراكش ...نكبوا بالسنتعمار الفرنسي تحت اسم الحماية أو الفنتح الظالم أو الحنتلل البغيض ،وجاهدوا عشرات السنين وبذلوا في ذلك الضحايا غالية امن الحريات والداماء فاامنتلت بهم السجون والمعنتقلت وسالت بدامائهم الباطح والودية وشرد زعماؤهم وشبابهم المجاهد في كل امكان ،وحاول السنتعمار الغاشم أن ينال امن دينهم بالنتبشير وامن عروبنتهم بالعجمة والنتنصير وامن حرينتهم بالضغط والقهر والجبروت ،فلم يفد ذلك كله شيئا وثبت المجاهدون علي جهادهم كالرواسي الشاامخات .وجاءت هذه الحرب الوخيرة وانهزامت فرنسا وانضمت لللمان وتنكرت لحلفائها القدامين واحنتل الحلفاء إفريقيا
الشمالية ،فوجدوا امن أبناء هذه الوطان أعظم المساعدة واشنتركوا امعهم اشنتراكا فعاليا في القنتال في إفريقيا وفي إيطاليا وفي حملة فرنسا وثبنتوا امعهم في أعنف المواقع وفي أحرج الساعات ،وهل كان جيش فرنسا الحرة إل هؤلء البطال البواسل امن أبناء المغرب الشهيد ، وقد اعنترف بذلك المسنتر تشرشل وأثني علي بطولة هؤلء المجاهدين أطيب الثناء ،واننتهت الحرب ولم تنتورع فرنسا ـ وهي لم تنس بعد وقع أقدام المحنتلين ـ عن أن تدك المدن والقرى بقذائف الطائرات ،وأن تقنتل في الجزائر في ثورة واحدة أربعين ألفا امن المدنيين ،وأن تقضى علي وخمس وأربعين قرية عاامرة ،ول ذنب لهؤلء إل أنهم أرادوا أن يحقق الحلفاء وعودهم فقااموا يطلبون الحرية والسنتقلل وهما الحق الطبيعي لهم .وتريد فرنسا المناهرة في عيون الناس الراماد ،فنتدعي أنها ثورة وخبز وطعام وتزعم لنفسها حقوقا اموهوامة إن بررتها غفلة العرب والمسلمين في الماضي فقد امضي ذلك الوان ،وسنتنتلحق الثورات وينتنفس البركان ،و ها هي امراكش تشعل نارا وجحيما ،ول يقل عنها صدر الجزائر وتونس لهبا وحميما ،وليس علي هذه المشاعر يبني السلم أو يسنتقر الامن والطمئنان ،فنحن نطلب لكل هذه الوطان وهي قطع امن قلب وطننا العربي الكبير أن تنال حقها وأن تنضم انضمااما فعاليا إلي جاامعة الدول العربية ،وإذا كان هناك اسنتفنتاء لشكل الحكوامة النتي يجب أن تكون في هذه البلد فلبد أن يكون هذا السنتفنتاء بإشراف امجلس الجاامعة وأن تمثل فيه الدول العربية المسنتقلة علي القل . * البلد السلامية و القليات السلامية ونطلب :للبلد السلامية و القليات السلامية أن تسنتقل وتنتحرر وتنال حقوقها ويرفع عنها الظلم والحيف وتكون بمأامن امن الظلم والعدوان .
فهذه إيران يجب أن تجلو عنها الجنود البريطانية والروسية طبقا لنتصريح الدول المشنتركة في وخلل سنتة أشهر امن اننتهاء الحرب امع اليابان ، وهذه إندونيسيا بأقساامها ل امبرر لن تعود امرة ثانية إلي هولندا ، وحسب هولندا وقد ذاقت امرارة الظلم والجبروت أن تقنع بأرضها وأن تعمل لمصالحها في ظل العدالة والنصاف وتبادل المنافع وذلك وخير وأبقي امن اسنتلب الحقوق واغنتصاب الحريات وقضية الهند يجب أن تحل حل م ً يحفظ حقوق المسلمين في كل الوليات ويساعد علي رقيهم وحفظ حقوقهم في كل امكان ،ولقد كانت ألبانيا حكوامة إسلامية قبل هذه الحرب بما أن غالب سكانها امن المسلمين امن بقايا المهاجرين امن البلقان والنترك ،فمن الواجب أن تعود هذه الحكوامة وامن العدل والنصفة أن تساعد امساعدة فعلية علي أن تكون حاامية لحقوق القليات السلامية في بلد البلقان ،ففي يوغسلفيا وفي اليونان وفي بلغاريا وفي غيرها أقليات إسلامية امظلوامة يعنتدي عليها وتسنتلب حقوقها ول يدري بذلك أحد ،والمسلمون في كل امكان أامة واحدة يسعى بذامنتهم أدناها إذا اشنتكي عضو امنهم تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ،فمن الواجب أن تسند امهمة الشراف علي إنصاف هؤلء إلي أقرب الحكوامات السلامية إليهم . ولقد فكرت تركيا بعد الحرب الماضية في النسلخ امن الشرق والامم السلامية و الرتماء في أحضان الغرب والنتزلف إلي الدول الوروبية ظنا امنها أن ذلك يساعدها علي أن تطمئن في دارها وتأامن في أرضها ، وأكب الظن أنها بعد هذه الحرب قد أدركت امبلغ اما فاتها امن الفوائد بهذه العزلة عن العرب وأامم السلم ول نريد أن نحاسبها الن علي اما فات فنحن إياها أحوج اما نكون إلي النتعاون والنتساند في هذا المعنترك الطافح بالرغبات والطماع ولن ندعها امنفردة في امحننتها ولعلها تدرك ذلك فنتعود إلي اما نسيت امن إسلامها وتنتمسك امن جديد بهذه الوخوة
الخالدة النتي تزول الدنيا ول تزول ،وتفني اليام وهي أبقي علي الزامان الباقي امن الزامن . ونحن نريد بعد هذا كله وننتمنى للعالم كله أامنا وطمأنينة وسلاما طويل م ً وراحة بال ول نظن ذلك ينتأتى إل بالعدل والنصاف ونحن علي هذه الفطرة جبلنا فاصفح عنهم وقل سلم فسوف يعلمون .
ثالثـا ـ حـق السـلم أيها الوخوة العزة الفضلء .. أريد بعد ذلك بعد ذلك أقول لكم أن الدول الكبرى قد صرحت أكثر امن امرة ،بأنها سوف ل تنتدوخل في شؤون الامم الداوخلية البحنتة وامن ذلك شكل الحكوامات ،وبخاصة إذا اتفقت امع قواعد الديمقراطية العاامة . وقد ظفرت الفكرة السلامية بالنتقدير الكاامل في امؤتمر لهاي سنة ، 1938إذا قرر المؤتمر إنها شريعة امسنتقلة قابلة للنتطور النماء امنتفقة امع أحد ث قواعد النتشريع .كما ظفرت بهذا النتقرير امرة ثانية في امؤتمر واشنطن امايو 1945الذي امثل امصر فيه وزير العدل حافظ باشا رامضان ،واسنتطاع امن المؤتمرين بقرار يؤكد القرار السابق ،ويحفظ لمصر بناء علي ذلك الحق في أن يكون لها اممثل في امحكمة العدل الدولية باسم الشريعة السلامية .ذلك إلي أن السلم في ذاته نظام اجنتماعي عالمي ،يكفل للناس الخير والسعادة ،ويحل لهم اما في امجنتمعهم امن امشكلت لو نفذوا إلي روحه وأنفذوه علي وجهه .وقد قرر الدسنتور المصري في المادة ) 149إن دين الدولة السلم ولغنتها الرسمية اللغة العربية( .وقد تهيأت الدنيا امن جديد للعودة إلي روح النتدين ،وأدركت وخطأ الفكرة القديمة ..فكرة النتجرد امن العقائد والديان ،حنتى إن لجان النتعليم في إنكلنترا وأامريكا قررت وجوب إدوخال الدين إلي المدارس وذهب بعضها في ذلك إلي حد أن يكون الدرس الول في كل المعاهد صلة علمية ،وعلي هذا فنحن نطلب امن أية حكوامة امصرية
أول م ً وعربية أو إسلامية بعد ذلك أن تعود في نظام حياتها السلامية والمدنية إلي السلم ،ويكون امن المظاهر العملية لذلك : 1ـ أن تعلن أنها حكوامة إسلامية تمثل فكرة السلم دوليا تمثيل م ً رسميا . 2ـ أن تحنترم فرائضه وشعائره وأن تلزم بأدائها كل اموظفيها وعمالها وأن يكون الكبار في ذلك قدوة لغيرهم . 3ـ أن تحرم الموبقات النتي حرامها السلم امن الخمر واما يلحق بها ، وامن الزنا واما يمهد له ،والربا واما ينتصل به امن أنواع القمار والكسب الحرام ،وأن تكون الحكوامات قدوة في ذلك فل تبيح شيئا امن هذا ول تعمل علي حماينته بسلطة القانون ول تنتعاامل امع شعبها علي أساسه . 4ـ أن تجدد امناهج النتعليم بحيث تقوم علي النتربية السلامية والوطنية ، ويعني بها باللغة العربية والنتاريخ القوامي عناية فائقة ،وتؤدي إلي طبع نفوس المنتعلمين بنتعاليم السلم وتثقيف عقولهم في أحكاامه وحكمه . 5ـ أن تكون الشريعة السلامية المصدر الول للقانون . 6ـ أن تصـدر الحكـوامات عن هـذا النتوجيه السلامي في كـل النتصرفات. ذلك هو حق السلم علينا وقد بلغنا ،اللهم اشهد ،ول نري لهذا وقنتا أنسب امن هذا الوان . يقول الناس واما تفعلون بالجانب وبغير المسلمين امن المواطنين ، فنقول يا سبحان ا لقد حل السلم هذا الشكال ،وصان وحدة الامة عن النتشقق والنقسام ،وقرر حرية العقيدة والنتعبد واما يلحق بهما ن( )البقرة ، (256:كما كان شعا ه س ِفي الِّدي س ِ فقال القرآن الكريم )ل إ س ِه ْكَرا َ النتعاامل بين المواطنين في أرض السلم دائما )لهم اما لنا وعليهم اما علينا( ،وليس وراء ذلك امن النتساامح زيادة لمسنتزيد . علي أننا نعود فنقول :أي نظام في الدنيا ـ ديني أو امدني ـ اسنتطاع أن يفسح في قلوب المؤامنين به والمنتعصبين له والفانين فيه لغيرهم امن
المخالفين اما أفسح امن ذلك السلم الحنيف الذي يفرض علي المسلم أن يؤامن بكل نبي سبق ،وبكل كنتاب نزل ،وأن يثني علي كل أامة امضت ،وأن يحب الخير لكل الناس ،وأن يكون رحيما بكل ذي كبد رطبة ،حنتى إن الجنة لنتفنتح أبوابها الثمانية لرجل أطفأ ظمأ كلب ،وتسعر النار بأعمق دركاتها لامرأة حبست هرة ،هذا الدين الرحيم ل يمكن إل أن يكون امصدر حب ووحدة وسلم ووئام .
رابعا ـ وســائلنـا أيها الوخوة الكرام .. ويقول الناس كذلك :واما وسائلكم أيها المغلوبون علي أامركم لنتحقيق امطالبكم والوصول إلي حقكم ؟ ونقول نحن في سهولة ويسر :واماذا يريد امنا الناس ؟ ولو أننا امغلوبون علي أامرنا امدفوعون عن حقنا ؟ وهل يليق بكريم أن يذل و يسنتخزى والرسول rيقول ) :امن أعطي عَّز ُ ة الذلة امن نفسه طائعا غير امكره فليس امني( ؟ وا يقول َ) :وللس ِه اه ْل س ِ مونَ( )المنافقون. (8: عَل ُ ن ل َي ه ْ مَناس ِفس ِقي َ ن اه ْل ُ ك َّ ن َوَل س ِ مه ْؤس ِامس ِني َ سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ َوس ِلَر ُ إن لنا سلحا ل يفل ول تنال امنه الليالي واليام هو )الحق ( والحق باق ه ٌ ق هَو َزا س ِ غُه َفس ِإَذا ُ ل َفَيه ْدَام ُ ط س ِ عَلى اه ْلَبا س ِ ق َ ح ِّ ف س ِباه ْل َ ل َنه ْقس ِذ ُ وخالد وا يقول َ) :ب ه ْ ن( )النبياء. (18: صُفو َ ما َت س ِ ل س ِام َّ م اه ْلَوه ْي ُ ك ُ َوَل ُ ء َوأ ََّاما جَفا م ً ب ُ ه ُ ل َفَأَّاما الَّزَبُد َفَيه ْذ َ ط َ ق َواه ْلَبا س ِ ح َّ ا اه ْل َ ب ُ ضس ِر ُ ك َي ه ْ ويقولَ) :كَذس ِل َ ل( )الرعد: ا ال َه ْامَثا َ ب ُ ضس ِر ُ ك َي ه ْ ض َكَذس ِل َ ث س ِفي ال َه ْر س ِ ك ُ م ُ س َفَي ه ْ ع الَّنا َ َاما َيه ْنَف ُ هوقا( ن َز ُ ل َكا َ ط َ ن اه ْلَبا س ِ طلُ إ س ِ َّ ق اه ْلَبا س ِ ه َ ق َوَز َ ح ُّ ء اه ْل َ جا َ ل َ ، (17ويقول َ) :وُق ه ْ )السراء. (81: ولنا سلح آوخر بعد ذلك وهو )اليمان( .واليمان كذلك سر امن أسرار القوة ل يدركه إل المؤامنون الصادقون ،وهل جاهد العااملون امن قبل وهل يجاهدون امن بعد إل باليمان ،وإذا فقد اليمان ؟ فهل تغني أسلحة المادة جميعا عن أهلها شيئا ؟ .وإذا وجد اليمان فقد وجدت
عَله ْيَنا حتّقا َ ن َ السبيل إلي الوصول ،وإذا صدق العزم وضح السبيل َ) ,وَكا َ ن( )الروم ، (47:ولئن تخلي عنا جند الرض فإن امعنا جند مه ْؤس ِامس ِني َ صُر اه ْل ُ َن ه ْ ن آَامُنوا( كمه ْ َفَثِّبُنتوا اَّلس ِذي َ ع ُ كس ِة أ َِّني َام َ ملس ِئ َ ك إ س َِلى اه ْل َ حي َر ُّب َ السماء )إ س ِه ْذ ُيو س ِ )لنفال. (12: والامل بعد ذلك سلح ثالث فنحن ل نيأس ول ننتعجل ول نسبق الحواد ث ول يضعف امن همنتنا طول الجهاد والحمد لله رب العالمين ،لننا نعلم أننا امثابون امنتي حسنت النية ووخلصت الضمائر وهي وخالصة بحمد ا ، فكل يوم يمضي تبنا فيه ثواب جديد والنصر امن وراء ذلك ل ينتخلف )َكَنت َ ب حَّنتى إ س َِذا عس ِزي ٌز( )المجادلةَ ) , (21: ي َ ا َقس ِو ٌّ ن َ سس ِلي إ س ِ َّ ن أ ََنا َوُر ُ غس ِلَب َّ ا ل َ ه ْ ُ ء َول شا ُ ن َن َ ي َام ه ْ ج َ صُرَنا َفُن ِّ م َن ه ْ ه ه ْ ء ُ جا َ م َقه ْد ُكس ِذُبوا َ ظ ُّنوا أ ََّنُه ه ْ ل َو َ س ُ س ال ُّر ُ سَنته ْيَأ َ ا ه ْ ن( )يوسف , (110:ففيم اليأس و فيم جس ِرس ِامي َ م ه ْ م اه ْل ُ ن اه ْلَقه ْو س ِ ع س ِ سَنا َ ُيَر ُّد َبه ْأ ُ ن َره ْو س ِ ح س س ِام ه ْ القنوط .لن يجد اليأس إلى قلوبنا سبيل م ً بإذن ا )إ س َِّنُه ل َيه ْيَأ ُ ن( )يوسف. (87: كاس ِفُرو َ م اه ْل َ ا س ِإل اه ْلَقه ْو ُ س ِ وسنعمل علي ضوء هذه المشاعر وسنعمل بالحق يدفعنا اليمان ويحدونا الامل ،فنذيع النشرات والبيانات ونوضح للناس اما وخفي عنهم امن حقوقهم ونكشف لهم اما سنتر امن ألعيب المخادعين لهم والمغررين بهم في الداوخل والخارج وسنجمع كلمة الناس علي هذا في امؤتمرات جاامعة في كل امكان وسندعو إلي عقد امؤتمر عربي إسلامي جاامع لنتوحيد الجهود وتنسيق الخطط ،وسنبعث بإوخواننا في كل امكان امن البلدان الجنبية يثيرون الشعوب والحكوامات في القضية السلامية الوطنية فإذا لم يفد ذلك كله ولم نجد النصفة امن العالم الجديد الذي يريد أن تنتركز الحياة فيه علي الطمأنينة والسلم فسنعرف كيف نضبط أنفسنا ونضع حاجزا حصينا قويا بيننا نحن المؤامنين وبين هؤلء الظالمين المفنترين ،وسيرون أن هذا السلح السلبي سيفوت عليهم قصدهم ويعكس عليهم عدوانهم ويرد عليهم كيدهم في نحورهم
وسيعلم الذين ظلموا أي امنقلب ينقلبون ولنا النصر في النهاية وا امعنا م( )آل عمران.(160: ك ه ْ ب َل ُ غاس ِل َ ا َفل َ م ُ صه ْرُك ُ ن َيه ْن ُ ) .إ س ِ ه ْ أيها الوخوة الفضلء .. إنها الساعات الفاصلة في تاريخكم ففكروا وقرروا واعملوا واثبنتوا واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا ا لعلكم تفلحون وا أكبر ولله الحمـد . والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته ،حسـن البنـا
حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ س ِب ه ْ شدا ن أ َه ْامس ِرَنا َر َ ئ َلَنا س ِام ه ْ هِّي ه ْ مم ًة َو َ ح َ ك َر ه ْ ن َلُده ْن َ َرَّبَنا آس ِتَنا س ِام ه ْ القاهرة عاصمة الديار المصرية في رجب 1366هـ حضرة صاحب ... السلم عليكم ورحمة ا وبركاته وبعد ,فإنما حملنا على النتقدم بهذه الرسالة إلى امقاامكم الرفيع رغبة أكيدة في توجيه الامة النتي اسنترعاكم ا أامرها ,ووكل إليكم شأنها في عهدها الجديد ,توجيها صالحا يقيمها على أفضل المسالك ,ويرسم لها وخير المناهج ,ويقيها النتزلزل والضطراب ,ويجنبها النتجارب المؤلمة الطويلة . ولسنا نبغي امن وراء ذلك شيئا إل أن نكون قد أدينا الواجب وتقدامنا بالنصيحة ...وثواب ا وخير وأبقى .
تبعة الراعي يا صاحب ... إن ا وكل إليكم أامر هذه الامة ,وجعل امصالحها وشؤونها وحاضرها وامسنتقبلها أامانة لديكم ووديعة عندكم ,وأننتم امسؤولون عن ذلك كله بين يدي ا تبارك وتعالى ,ولئن كان الجيل الحاضر عدتكم ,فإن
الجيل التي امن غرسكم ,واما أعظمها أامانة وأكبرها تبعة أن يسأل الرجل عن أامة ) :كلكم راع وكلكم امسؤول عن رعينته( . وقديما قال الامام العادل عمر بن الخطاب رضي ا عنه ) :لو عثرت بغلة بالعراق لرأينتني امسؤول عنها بين يدي ا تبارك وتعالى س ِلم َلم أستّو لها الطريق؟( . وصتّور الامام عمر بن الخطاب عظم النتبعة في جملة فقال ) :لوددت أن أوخرج امنها كفافا ل لي ول علي(.
امـقدامــات ) أ ( عهد الننتقال : وإن أوخطر العهود في حياة الامم وأولها بنتدقيق النظر عهد الننتقال امن حال إلى حال ,إذ توضع امناهج العهد الجديد وترسم وخططه وقواعده النتي يراد تنشئة الامة عليها والنتزاامها إياها ,فإذا كانت هذه الخطط والقواعد والمناهج واضحة صالحة قويمة فبشر هذه الامة بحياة طويلة امديدة وأعمال جليلة امجيدة ,وبشر قادتها إلى هذا الفوز ,وأدلنتها في هذا الخير ,بعظيم الجر ووخلود الذكر وإنصاف النتاريخ وحسن الحدوثة .
) ب ( على امفنترق طريقين : ولقد كانت المهمة ذات شطرين : أولهما :تخليص الامة امن قيودها السياسية حنتى تنال حرينتها ,ويرجع إليها اما فقدت امن اسنتقللها وسيادتها. ثانيهما :بناؤها امن جديد لنتسلك طريقها بين الامم ,وتنافس غيرها في درجات الكمال الجنتماعي . والن وقد وضع النضال السياسي أوزاره إلى حين ,وأصبحنتم تسنتقبلون بالامة عهدا جديدا ,فإنكم سنترون أاماامكم طريقين ،كل امنهما يهيب بكم أن توجهوا الامة وجهنتها وتسلكوا بها سبيله ،ولكل امنهما وخواصه وامميزاته
وآثاره وننتائجه ودعاته وامروجوه .فأاما الول فطريق السلم وأصوله وقواعده وحضارته وامدنينته ،وأاما الثاني فطريق الغرب وامظاهر حياته ونظمها وامناهجها. وعقيدتنا :أن الطريق الول طريق السلم وقواعده وأصوله هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلك وأن توجه إليه الامة الحاضرة والمسنتقبلة.
) ج ( امزايا النتوجه السلامي : وإننا إذا سلكنا بالامة هذا المسلك اسنتطعنا أن نحصل على فوائد كثيرة؛ امنها أن المنهاج السلامي قد جرب امن قبل وشهد النتاريخ بصلحينته، وأوخرج للناس أامة امن أقوى الامم وأفضلها وأرحمها وأبرها وأبركها على النسانية جميعا؛ وله امن قدسينته واسنتقراره في نفوس الناس اما يسهل على الجميع تناوله وفقهه والسنتجابة له والسير عليه امنتى وجهوا إليه، فضل عن العنتزاز بالقوامية والشادة بالوطنية الخالصة .إذ أننا نبني حياتنا على قواعدنا وأصولنا ول نأوخذ عن غيرنا .وفي ذلك أفضل امعاني السنتقلل الجنتماعي والحيوي بعد السنتقلل السياسي. ل ،ثم للوحدة وفي السير على هذا المنهاج تقوية للوحدة العربية أو م ً السلامية ثانيا ،فيمدنا العالم السلامي كله بروحه وشعوره وعطفه وتأييده ،ويرى فينا إوخوة ينجدهم وينجدونه ويمدهم ويمدونه ،وفي ذلك ربح أدبي كبير ل يزهد فيه عاقل. وهذا المنهاج تام شاامل ،كفيل بنتقرير أفضل النظم للحياة العاامة في الامة عملية وروحية .وهذه هي الميزة النتي يمنتاز بها السلم ،فهو يضع نظم الحياة للامم على أساسين امهمين :أوخذ الصالح وتجنب الضار. فإذا سلكنا هذا السبيل اسنتطعنا أن ننتجنب المشكلت الحيوية النتي وقعت فيها الدول الوخرى ،النتي لم تعرف هذا الطريق ولم تسلكه ،بل اسنتطعنا أن نحل كثيرا امن المشكلت المعقدة النتي عجزت عن حلها النظم الحالية ,وإنا نذكر هنا كلمة جورج برنارد شو:
)اما أشد حاجة العالم في عصره الحديث إلى رجل كمحمد يحل امشكلنته القائمة العقدة بينما ينتناول فنجان القهوة(. وبعد ذلك كله ،فإننا إذا سلكنا هذا السبيل ،كان تأييد ا امن ورائنا ،يقوينا عند الوهن ،وينقذنا في الشدائد ،ويهون علينا المشاق ،ويهيب بنا دائما إلى الامام: مو َ ن ما َته ْأَل ُ ن َك َ مو َ م َيه ْأَل ُ ن َفس ِإَّنُه ه ْ مو َ كوُنوا َته ْأَل ُ ن َت ُ م إ س ِ ه ْ ء اه ْلَقه ْو س ِ غا س ِ )َول َتس ِهُنوا س ِفي اه ْبس ِنت َ كيما( )النساء. (104: عس ِليما حَ س ِ ا َ ن ُ ن َوَكا َ جو َ ا َاما ل َيه ْر ُ ن س ِ ن س ِام َ جو َ َوَته ْر ُ
) د ( المدنية الغربية الن : وامن تمام هذا البحث أن نقول :إن امدنية الغرب ،النتي زهت بجمالها العلمي حينا امن الدهر ،وأوخضعت العالم كله بننتائج هذا العلم لدوله وأاممه ،تفلس الن وتندحر ,وتندك أصولها وتنهدم نظمها وقواعدها , فهذه أصولها السياسية تقوضها الدكنتاتوريات ،وأصولها القنتصادية تجنتاحها الزامات ,ويشهد ضدها امليين البائسين امن العاطلين والجائعين ,وأصولها الجنتماعية تقضي عليها المبادئ الشاذة والثورات المندلعة في كل امكان ،وقد حار الناس في علج شأنها وضلوا السبيل , امؤتمراتهم تفشل ,وامعاهداتهم تخرق ,وامواثيقهم تمزق ,وعصبة أاممهم شبح ل روح فيه ول نفوذ له ,ويد العظيم فيهم توقع امع غيره اميثاق السلم والطمأنينة في ناحية ,ثم تلطمه اليد الثانية امن ناحية أوخرى أقسى اللطمات ,وهكذا أصبح العالم بفضل هذه السياسات الجائرة الطاامعة كسفينة في وسط اليم ,حار ربانها وهبت عليها العواصف امن كل امكان .النسانية كلها امعذبة شقية قلقة امضطربة , وقد اكنتوت بنيران المطاامع والمادة ,فهي في أشد الحاجة إلى عذب امن سؤر السلم الحنيف يغسل عنها أوضار الشقاء ويأوخذ بها إلى السعادة . لقد كانت قيادة الدنيا في وقت اما شرقية بحنتة ،ثم صارت بعد ظهور اليونان والروامان غربية ،ثم نقلنتها النبوات الموسوية والعيسوية والمحمدية إلى الشرق امرة ثانية ،ثم غفا الشرق غفوته الكبرى ،
ونهض الغرب نهضنته الحديثة ،فكانت سنة ا النتي ل تنتخلف ,وور ث الغرب القيادة العالمية ،وها هو ذا الغرب يظلم ويجور ويطغى ويحار وينتخبط ،فلم تبق إل أن تمنتد يد "شرقية" قوية ،يظللها لواء ا ، وتخفق على رأسها راية القرآن ،ويمدها جند اليمان القوي المنتين ، مُد للس ِه اَّلس ِذي ح ه ْ فإذا بالدنيا امسلمة هانئة ،وإذا بالعوالم كلها هاتفة) :اه ْل َ ا( )لعراف. (43: هَداَنا ُ ن َ هَداَنا س ِلَهَذا َوَاما ُكَّنا س ِلَنه ْهَنتس ِديَ َله ْول أ َ ه ْ َ ليس ذلك امن الخيال في شيء ,بل هو حكم النتاريخ الصادق ,إن لم مه ْؤس ِامس ِنينَ عَلى اه ْل ُ م َوُيحس ِ ُّبوَنُه أ َس ِذَّلأ ٍة َ ح ُّبُه ه ْ م ُي س ِ ا س ِبَقه ْو أ ٍ ف َيه ْأس ِتي ُ سه ْو َ ينتحقق بنا َ) ,ف َ م َذس ِل َ ك ن َله ْوَامَة لس ِئ أ ٍ خاُفو َ ا َول َي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ هُدو َ جا س ِ ن ُي َ كاس ِفس ِري َ عَلى اه ْل َ ة َ عَّز أ ٍ أ َ س ِ ء( )المائدة. (54: شا ُ ن َي َ ا ُيه ْؤس ِتيس ِه َام ه ْ ل س ِ ض ُ َف ه ْ بيد أننا نحر ص على أن تكون امما يحوزون هذه الفضيلة ,ويكنتبون في ء َوَيخه َْنتاُر( )القصص. (68: شا ُ ق َاما َي َ خُل ُ ك َي ه ْ ديوان هذا الشرف َ) ,وَر ُّب َ
السلم كفيل بإامداد الامة ليس في الدنيا نظام يمد الامة الناهضة بما تحنتاج إليه امن نظم وقواعد وعواطف وامشاعر كما يمد السلم بذلك كله أاممه الناهضة ,ولقد اامنتل القرآن الكريم بنتصوير هذه الناحية وخاصة ,وضرب الامثال فيها بالجمال تارة وبالنتفصيل تارة أوخرى ,وعالج هذه النواحي علجا دقيقا واضحا , ل تأوخذ به أامة حنتى تصل إلى اما تريد .
أ ـ السلم والامل تحنتاج الامة الناهضة إلى الامل الواسع الفسيح ,وقد أامد القرآن أاممه بهذا الشعور بأسلوب يخرج امن الامة المينتة أامة كلها حياة وهمة وأامل وعزم ,وحسبك انه يجعل اليأس سبيل إلى الكفر والقنوط امن امظاهر الضلل ,وإن أضعف الامم إذا سمعت قوله تعالى : مم ًة م أ َس ِئ َّ عَلُه ه ْ ج َ عُفوا س ِفي ال َه ْرضس ِ َوَن ه ْ ض س ِ سُنت ه ْ ن ا ه ْ عَلى اَّلس ِذي َ ن َ م َّ ن َن ُ )َوُنس ِريُد أ َ ه ْ ض( )القصص. (6-5: م س ِفي ال َه ْر س ِ ن َلُه ه ْ ك َ م ِّ ن َ ,وُن َ م اه ْلَواس ِرس ِثي َ عَلُه ُ ج َ َوَن ه ْ
ن ,إ س ِنه ْ م ُامه ْؤس ِامس ِني َ ن ُكه ْنُنت ه ْ ن إ س ِ ه ْ عَله ْو َ م ال َ ه ْ حَزُنوا َوأ َه ْنُنت ُ وقوله تعالى َ) :ول َتس ِهُنوا َول َت ه ْ س( ن الَّنا س ِ م ُنَداس ِوُلَها َبه ْي َ ك ال ََّيا ُ ح س ِامه ْثُلُه َوس ِته ْل َ م َقه ْر ٌ س اه ْلَقه ْو َ ح َفَقه ْد َام َّ م َقه ْر ٌ ك ه ْ س ُ س ه ْ م َ َي ه ْ )آل عمران. (140-139: همه ْ ب س ِامنه ْ س ِدَياس ِر س ِ كَنتا س ِ ل اه ْل س ِ ه س ِ ن أ َ ه ْ ن َكَفُروا س ِام ه ْ ج اَّلس ِذي َ وخَر َ هَو اَّلس ِذي أ َ ه ْ وقوله تعالى ُ ) : م س ِامنَ س ِ ا صوُنُه ه ْ ح ُ م ُ عُنتُه ه ْ م َاماس ِن َ ظ ُّنوا أ ََّنُه ه ْ جوا َو َ خُر ُ ن َي ه ْ م أ َ ه ْ ظَنه ْنُنت ه ْ شس ِر َاما َ ح ه ْ ل اه ْل َ ل ََّو س ِ خس ِرُبو َ ن ب ُي ه ْ ع َ م ال ُّر ه ْ ف س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ُ سُبوا َوَقَذ َ حَنت س ِ م َي ه ْ ث َل ه ْ حه ْي ُ ن َ ا س ِام ه ْ م ُ ه ُ َفَأَتا ُ صاس ِر( )الحشر.(2: عَنتس ِبُروا َيا ُأوس ِلي ال َه ْب َ ن َفا ه ْ مه ْؤس ِامس ِني َ م َوأ َه ْيس ِدي اه ْل ُ م س ِبَأه ْيس ِديس ِه ه ْ ُبُيوَتُه ه ْ وخَله ْوا م َامَثلُ اَّلس ِذينَ َ ك ه ْ ما َيه ْأس ِت ُ جَّنَة َوَل َّ وخُلوا اه ْل َ ن َته ْد ُ م أ َ ه ْ سه ْبُنت ه ْ ح س ِ م َ وقوله تعالى ) :أ َ ه ْ ل َواَّلس ِذينَ سو ُ ل الَّر ُ حَّنتى َيُقو َ ء َوُزه ْلس ِزُلوا َ ضَّرا ُ ء َوال َّ سا ُ م اه ْلَبه ْأ َ سه ْنتُه ُ م َام َّ ك ه ْ ن َقه ْبس ِل ُ س ِام ه ْ ب( )البقرة. (214: ا َقس ِري ٌ صَر س ِ ن َن ه ْ ا َأل إ س ِ َّ صُر س ِ عُه َامَنتى َن ه ْ آَامُنوا َام َ إن أضعف الامم إذا سمعت هذا النتبشير كله ,وقرأت اما إليه امن قصص تطبيقية واقعية ,لبد أن تخرج بعد ذلك أقوى الامم إيمانا وأرواحا ,ولبد أن ترى في هذا الامل اما يدفعها إلى اقنتحام المصاعب امهما اشنتدت , وامقارعة الحواد ث امهما عظمت ,حنتى تظفر بما تصبو إليه امن كمال .
ب ـ السلم والعزة القوامية وتحنتاج الامم الناهضة إلى العنتزاز بقوامينتها كأامة فاضلة امجيدة لها امزاياها وتاريخها ,حنتى تنطبع الصورة في نفوس البناء ,فيفدون ذلك المجد والشرف بدامائهم وأرواحهم ,ويعملون لخير هذا الوطن وإعزازه وإسعاده .هذا المعنى لن نراه واضحا في نظام امن النظم عادل فاضل رحيما كما هو السلم الحنيف ,فإن الامة النتي تعلم أن كراامنتها وشرفها قد قدسه ا في سابق علمه وسجله في امحكم كنتابه فقال تبارك س( )آل عمران , (110:وقال تعالى ت س ِللَّنا س ِ ج ه ْ وخس ِر َ وخه ْيَر أ َُّامأ ٍة أ ُ ه ْ م َ وتعالى ُ) :كه ْنُنت ه ْ كو َ ن س َوَي ُ عَلى الَّنا س ِ ء َ شَهَدا َ كوُنوا ُ سطا س ِلَنت ُ م أ َُّامم ًة َو َ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ك َ َ) :وَكَذس ِل َ مه ْؤس ِامس ِني َ ن سوس ِلس ِه َوس ِله ْل ُ ة َوس ِلَر ُ عَّز ُ شس ِهيدا( )البقرةَ) , (143:وللس ِه اه ْل س ِ م َ ك ه ْ عَله ْي ُ سولُ َ الَّر ُ ن( )المنافقون , (8:لهي أجدر الامم بافنتداء مو َ عَل ُ ن ل َي ه ْ مَناس ِفس ِقي َ ن اه ْل ُ ك َّ َوَل س ِ عزتها الربانية بالدنيا واما فيها.
ولقد عملت الامم الحديثة على ترسيخ هذا المعنى في نفوس شبابها ورجالها وأبنائها جميعا ,وامن هنا سمعنا ) :ألمانيا فوق الجميع( , )إيطاليا فوق الجميع( ) ,وسودي يا بريطانيا واحكمي( .ولكن الفارق بين الشعور الذي يمليه المبدأ السلامي وبين الشعور الذي أاملنته هذه الكلمات والمبادئ ,أن شعور المسلم ينتساامى حنتى ينتصل بالله ,على حين ينقطع شعور غيره عند حد القول فقط امن جهة ,وامن جهة أوخرى فإن السلم حدد الغاية امن وخلق هذا الشعور وشدد في النتزاامها ,وبين أنها ليست العصبية الجنسية والفخر الكاذب بل قيادة العالم إلى الخير , كس ِر مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ن َ ف َوَته ْنَهه ْو َ عُرو س ِ م ه ْ ن س ِباه ْل َ ولهذا قال تبارك وتعالى َ) :ته ْأُامُرو َ ن س ِباللس ِه( )آل عمران. (110: َوُته ْؤس ِامُنو َ وامعنى ذلك امناصرة الفضيلة وامقارعة الرذيلة واحنترام المثل العلى واملحظنته عند كل عمل ,ولهذا أننتج الشعور بهذه السيادة في السلف المسلم امننتهى اما أثر عن الامم امن عدالة ورحمة ,أاما امبدأ السيادة في نفس الامم الغربية فلم يحدد غاينته بغير العصبية الخاطئة ,ولهذا أننتج النتناحر والعدوان على الامم الضعيفة ,فكان المبدأ السلامي أوخذ وخير اما في هذه الناحية ,وأراد أن ينطبع بذلك أبناؤه ,وجنبهم اما فيها امن شر وطغيان ,ولقد وسع السلم حدود الوطن السلامي ,فالوطن في عرف السلم يشمل : ل. – 1القطر الخا ص أو م ً – 2ثم يمنتد إلى القطار السلامية الوخرى فكلها للمسلم وطن ودار. – 3ثم يرقى إلى الامبراطورية السلامية الولى النتي شادها السلف بدامائهم الغالية العزيزة فرفعوا عليها راية ا ,ول تزال آثارهم فيها تنطق بما كان لهم امن فضل وامجد ,فكل هذه القاليم ُيسأل المسلم بين يدي ا تبارك وتعالى لماذا لم يعمل على اسنتعادتها.
– 4ثم يسمو وطن المسلم بعد ذلك كله حنتى يشمل الدنيا جميعا , ن س ِفه ْنتَن ٌة كو َ حَّنتى ل َت ُ م َ ه ه ْ ألست تسمع قول ا تبارك وتعالى َ) :وَقاس ِتُلو ُ ن ُك ُّلُه للس ِه( )لنفال. (39: ن الِّدي ُ كو َ َوَي ُ وبذلك يكون السلم قد وفق بين شعور الوطنية الخاصة وشعور الوطنية العاامة بما فيه الخير كل الخير للنسانية جميعا َ) :يا أ َ ُّيَها الَّنا ُ س عاَرُفوا( )الحجرات: ل س ِلَنت َ عوبا َوَقَباس ِئ َ ش ُ م ُ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ن َذَكأ ٍر َوأ ُه ْنَثى َو َ م س ِام ه ْ وخَله ْقَناُك ه ْ إ س َِّنا َ . (13
ج ـ السلم والقوة الجندية وتحنتاج كذلك الامم الناهضة إلى القوة وطبع أبنائها بطابع الجندية ,ول سيما في هذه العصور النتي ل يضمن فيها المسلم إل بالسنتعداد للحرب ,والنتي صار شعار أبنائها جميعا ) :القوة أضمن طريق لحقاق الحق(. 1والسلم لم يغفل هذه الناحية ,بل جعلها فريضة امحكمة امن فرائضه ,ولم يفرق بينها وبين الصلة والصوم في شيء ,وليس في الدنيا كلها نظام عني بهذه الناحية ,ل في القديم ول في الحديث ,كما عني بذلك السلم في القرآن وفي حديث رسول ا وإنك لنترى ذلك اماثل واضحا في قوله تعالى : عُدَّو س ِ ا ن س ِبس ِه َ هُبو َ ل ُته ْر س ِ خه ْي س ِ ط اه ْل َ ن س ِرَبا س ِ ة َوس ِام ه ْ ن ُقَّو أ ٍ م س ِام ه ْ عُنت ه ْ ط ه ْ سَنت َ م َاما ا ه ْ ع ُّدوا َلُه ه ْ )َوأ َ س ِ هَو ل َو ُ م اه ْلس ِقَنتا ُ ك ُ عَله ْي ُ ب َ م( )لنفال , (60:وفي قوله تعالى ُ) :كس ِنت َ عُدَّوُك ه ْ َو َ شه ْيئا ح ُّبوا َ ن ُت س ِ سى أ َ ه ْ ع َ م َو َ ك ه ْ وخه ْي ٌر َل ُ هَو َ شه ْيئا َو ُ هوا َ كَر ُ ن َت ه ْ سى أ َ ه ْ ع َ م َو َ ك ه ْ ه َل ُ ُكه ْر ٌ م( )البقرة. (216: ك ه ْ ش ٌّر َل ُ هَو َ َو ُ وهل رأيت امنشورا عسكريا في كنتاب امقدس ينتلى في الصلة والذكر والعبادة والمناجاة كهذا المنشور الذي يبنتدئ بالمر المنجز في قوله تعالى : ة( ثم بين وخَر س ِ ة ال ُّده ْنَيا س ِبال س ِ حَيا َ ن اه ْل َ شُرو َ ن َي ه ْ ا اَّلس ِذي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ل س ِفي َ )َفه ْلُيَقاس ِت ه ْ سه ْو َ ف ب َف َ غس ِل ه ْ ا َفُيه ْقَنتله ْ أ َه ْو َي ه ْ ل س ِ سس ِبي س ِ ل س ِفي َ ن ُيَقاس ِت ه ْ الجزاء بعد ذلك َ) :وَام ه ْ ظيما( )النساء. (74: ع س ِ جرا َ ُنه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ
ثم ينتلو ذلك باسنتثارة أنبل العواطف في النفوس وهي اسنتنقاذ الهل والوطن فيقول : سا س ِ ء ل َوالِّن َ جا س ِ ن الِّر َ ن س ِام َ عس ِفي َ ض َ سَنت ه ْ م ه ْ ا َواه ْل ُ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ م ل ُتَقاس ِتُلو َ ك ه ْ )َوَاما َل ُ عله ْ ج َ هُلَها َوا ه ْ م أ َ ه ْ ظاس ِل س ِ ه اه ْلَقه ْرَيس ِة ال َّ هس ِذ س ِ ن َ جَنا س ِام ه ْ وخس ِر ه ْ ن َرَّبَنا أ َ ه ْ ن َيُقوُلو َ ن اَّلس ِذي َ َواه ْلس ِوه ْلَدا س ِ صيرا( )النساء. (75: ك َن س ِ ن َلُده ْن َ ل َلَنا س ِام ه ْ ع ه ْ ج َ ك َوس ِلتّيا َوا ه ْ ن َلُده ْن َ َلَنا س ِام ه ْ ثم يوضح لهم شرف غاينتهم ودناءة غاية عدوهم ,ليبتّين لهم أنهم يجودون بثمن غال هو الحياة على سلعة غالية وتربوا عليه وهي رضوان ا ,على حين يقاتل غيرهم لغير غاية ,فهم أضعف نفوسا وأوخزى أفئدة ,فذلك قوله تعالى : سس ِبي س ِ ل ن س ِفي َ ن َكَفُروا ُيَقاس ِتُلو َ ا َواَّلس ِذي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ ن آَامُنوا ُيَقاس ِتُلو َ )اَّلس ِذي َ عيفا( )النساء: ض س ِ ن َ ن َكا َ طا س ِ شه ْي َ ن َكه ْيَد ال َّ ن إ س ِ َّ طا س ِ شه ْي َ ء ال َّ ت َفَقاس ِتُلوا أ َه ْوس ِلَيا َ غو س ِ طا ُ ال َّ . (76 ثم يندد بالذين جنبوا عن أداء هذا الواجب ,وأوخذوا النتكاليف السهلة وتركوا تكاليف البطولة ,ويبين لهم وخطأ اموقفهم هذا ,وأن القدام لن يضرهم شيئا بل سيكسبون به الجزاء الكبير ,والحجام ل يغنيهم شيئا فالموت امن ورائهم ل امحالة فيقول بعد اليات السابقة امباشرة : ما ة َفَل َّ ة َوآُتوا الَّزَكا َ صل َ موا ال َّ م َوأ َس ِقي ُ ك ه ْ م ُك ُّفوا أ َه ْيس ِدَي ُ ل َلُه ه ْ ن س ِقي َ م َتَر إ س َِلى اَّلس ِذي َ )أ ََل ه ْ شَّد ا أ َه ْو أ َ َ شَيس ِة س ِ خ ه ْ س َك َ ن الَّنا َ شه ْو َ خ َ م َي ه ْ ق س ِامه ْنُه ه ْ ل إ س َِذا َفس ِري ٌ م اه ْلس ِقَنتا ُ عَله ْيس ِه ُ ب َ ُكس ِنت َ ب ُق ه ْ ل ل َقس ِري أ ٍ ج أ ٍ وخه ْرَتَنا إ س َِلى أ َ َ ل َله ْول أ َ َّ عَله ْيَنا اه ْلس ِقَنتا َ ت َ م َكَنته ْب َ شَيم ًة َوَقاُلوا َرَّبَنا س ِل َ وخ ه ْ َ كوُنوا ما َت ُ ن َفس ِنتيل م ً ,أ َه ْيَن َ مو َ ظَل ُ ن اَّتَقى َول ُت ه ْ م س ِ وخه ْي ٌر س ِل َ ة َ وخَر ُ ل َوال س ِ ع ال ُّده ْنَيا َقس ِلي ٌ َامَنتا ُ ة( )النساء. (78-77: شَّيَد أ ٍ ج ُام َ م س ِفي ُبُرو أ ٍ ت َوَله ْو ُكه ْنُنت ه ْ مه ْو ُ م اه ْل َ ك ُ ُيه ْدس ِره ْك ُ بربك أي امنشور عسكري في هذه القوة وفي هذا الوضوح يبعث في نفس الجندي كل اما يريد القائد امن همة وعزة وإيمان ؟؟ وإذا كان قوام الحياة العسكرية في عرفهم أامرين ,هما النظام والطاعة ,فقد جمعهما ا في آينتين امن كنتابه فقال تبارك وتعالى :
صو ص ٌ( ن َامه ْر ُ م ُبه ْنَيا ٌ صتّفا َكَأَّنُه ه ْ سس ِبيس ِلس ِه َ ن س ِفي َ ن ُيَقاس ِتُلو َ ب اَّلس ِذي َ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ )إ س ِ َّ ف( عُرو ٌ ل َام ه ْ ع ٌة َوَقه ْو ٌ طا َ مَ , )الصف , (4:كما قال تعالى َ) :فَأه ْوَلى َلُه ه ْ )امحمد. (21-20: وإنك إذا قرأت اما جاء به السلم في إعداد العدة واسنتكمال القوة وتعليم الرامي ورباط الخيل ,وفضل الشهادة وأجر الجهاد وثواب النفقة فيه ورعاية أهله واسنتيعاب صنوفه ,لرأيت امن ذلك اما ل يحصيه الحصر , سواء في اليات الكريمة أو الحاديث الشريفة أو السير المطهرة أو عه ْلما( )طـه. (98: ء س ِ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ ع ُك َّ س َ الفقه الحنيف َ) :و س ِ ولقد عنيت بذلك الامم الحديثة فبنت نفسها على هذه القواعد ,ورأينا أساس فاشية اموسوليني ونازية هنتلر وشيوعية سنتالين أساسا عسكريا بحنتا ,ولكن الفرق بين ذلك كله وبين عسكرية السلم فرق عظيم , فإن السلم الذي قدس القوة هذا النتقديس ,وهو الذي آثر عليها السلم جَن ه ْ ح م َفا ه ْ سه ْل س ِ حوا س ِلل َّ جَن ُ ن َ فقال تبارك وتعالى بعد آية القوة امباشرةَ) :وإ س ِ ه ْ ا( )لنفال. (61: عَلى س ِ ل َ َلَها َوَتَوَّك ه ْ ا َام ه ْ ن ن ُ صَر َّ وهو الذي حدد ثمن النصر وامظاهره فقال تعالى َ) :وَلَيه ْن ُ صل َ ة م س ِفي ال َه ْرضس ِ أ ََقاُاموا ال َّ ه ه ْ كَّنا ُ ن َام َّ ن إ س ِ ه ْ عس ِزي ٌز ,اَّلس ِذي َ ي َ ا َلَقس ِو ٌّ ن َ ه إ س ِ َّ صُر ُ َيه ْن ُ عاس ِقَبُة ال ُُاموس ِر( كس ِر َوللس ِه َ مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ف َوَنَهه ْوا َ عُرو س ِ م ه ْ ة َوأ ََامُروا س ِباه ْل َ َوآَتُوا الَّزَكا َ )الحج. (41: وهو الذي وضع أساس القانون الدولي الحربي فقال تعالى َ) :وإ س َِّاما ن( خاس ِئس ِني َ ب اه ْل َ ح ُّ ا ل ُي س ِ ء إ س ِنَّ َ سَوا أ ٍ عَلى َ م َ وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ إ س َِله ْيس ِه ه ْ م س ِ ن َقه ْو أ ٍ ن س ِام ه ْ خاَف َّ َت َ )لنفال. (58: ولامر اما كانت وصية الرسول صلى ا عليه وسلم ووخلفائه امن بعده لقواد جنودهم أروع امظاهر الرحمة والرفق ) :ل تغدروا ،ول تغلوا ،ول تمثلوا ،ول تقنتلوا اامرأة ول طفل م ً ول شيخا كبيرا ،ول تقطعوا شجرة امثمرة ،ول تجهزوا على جريح ،وسنتمرون بأقوام ترهبوا في الصواامع فدعوهم واما فرغوا أنفسهم له(.
كذلك كانت العسكرية في السلم بوليس العدالة وشرطة القانون والنظام ,أاما عسكرية أوربا الن فقد علم الناس جميعا عنها أنها جيش الظلم وجند المطاامع ,فأي الفرقين وخير امقااما وأحسن نديا؟
د ـ السلم والصحة العاامة ولما كانت الامم الناهضة في حاجة إلى هذه الجندية الفاضلة ,وكان قوام هذه الجندية صحة البدان وقوة الجسام ,فقد أشار القرآن إلى هذا المعنى في بيان قصة أامة امجاهدة تحفزت للنهوض بعبء النضال في سبيل حرينتها واسنتقللها وتكوين نفسها ,فاوخنتار ا لها زعيما قوي الفكر وقوي الخلق ,وجعل امن أركان نهوضه بعبئه قوة بدنه ,فذلك اما ن َ ا ل إ س ِ َّ حكاه القرآن الكريم عن بني إسرائيل في تزكينته طالوت َ) :قا َ سمس ِ( )البقرة. (247: ج ه ْ م َواه ْل س ِ عه ْل س ِ طم ًة س ِفي اه ْل س ِ س َ ه َب ه ْ م َوَزاَد ُ ك ه ْ عَله ْي ُ ه َ طَفا ُ ص َ ا ه ْ ولقد شرح رسول ا هذا المعنى في كثير امن أحاديثه ,وحث المؤامنين على المحافظة على قوة أبدانهم ,كما حثهم على قوة أرواحهم , فالحديث الصحيح يقول ) :المؤامن القوى وخير امن المؤامن الضعيف( ويقول )إن لبدنك عليك حقا( .ولقد بين رسول ا للامة كثيرا امن قواعد الصحة العاامة وبخاصة في علم الوقاية ,وهو أفضل شطري الطب فقوله صلى ا عليه وسلم ) :نحن قوم ل نأكل حنتى نجوع وإذا أكلنا ل نشبع( وتحريه فيما يشرب امن اماء ,وفي الحديث ) :كان يسنتعذب الماء( ,ونهيه عن البول والنتبرز في المياه الراكدة ,وإعلنه الحجر الصحي على البلد المطعون وأهله ,فل ينتركونه ول ينزله غيرهم ,وتحذيره امن العدوى وطلب الفرار امن المجذوم ,وأوخيرا عناينته بكثير امن فروع رياضة البدن كالرامي والسباحة والفروسية والعدو ,وحث أامنته عليها وعلى العناية بها حنتى جاء في الحديث ) :امن تعلم الرامي ثم نسيه فليس امني( ,ونهيه نهيا امشددا عن النتبنتل والنترهب وتعذيب الجسوم وإضوائها تقربا إلى ا تبارك وتعالى ,وإرشاد الامة إلى جانب العنتدال في ذلك كله ,
كل هذا ينطق بعناية السلم البالغة بصحة الامة العاامة وتشديده في المحافظة عليها وإفساح صدره لكل اما فيه وخيرها وسعادتها امن هذا الجنب الهام.
هـ ـ السلم والعلم وكما تحنتاج الامم إلى القوة تحنتاج كذلك إلى العلم الذي يؤازر هذه القوة ويوجهها أفضل توجيه ،ويمدها بما تحنتاج إليه امن امخنترعات وامكنتشفات ،والسلم ل يأبى العلم ،بل يجعله فريضة امن فرائضه كالقوة ويناصره ،وحسبك أن أول آية نزلت امن كنتاب ا تعالى : م, ك ال َه ْكَر ُ ق ,اه ْقَره ْأ َوَر ُّب َ عَل أ ٍ ن َ ن س ِام ه ْ سا َ ق الس ِه ْن َ وخَل َ قَ , وخَل َ ك اَّلس ِذي َ م َرِّب َ س س ِ )اه ْقَره ْأ س ِبا ه ْ م( )العلق(5-1: عَل ه ْ م َي ه ْ ن َاما َل ه ْ سا َ م الس ِه ْن َ عَّل َ مَ , م س ِباه ْلَقَل س ِ عَّل َ اَّلس ِذي َ وأن رسول ا قد جعل امن فداء المشركين في بدر أن يعلم أحدهم امن السرى عشرة امن أبناء المسلمين القراءة والكنتابة ,عمل على امحو الامية ,ولم يسو ا بين العلماء وبين الجاهلين ,فقال تبارك وتعالى : ب( ما َيَنتَذَّكُر ُأوُلو ال َه ْلَبا س ِ ن إ س َِّن َ مو َ عَل ُ ن ل َي ه ْ ن َواَّلس ِذي َ مو َ عَل ُ ن َي ه ْ سَنتس ِوي اَّلس ِذي َ ل َي ه ْ ه ه ْ ل َ )ُق ه ْ )الزامر , (9:وقد وزن السلم امداد العلماء بدم الشهداء ,ولزم القرآن ل س ِفه ْرَقأ ٍة س ِامه ْنُه ه ْ م بين العلم والقوة في الينتين الكريمنتين َ) :فَله ْول َنَفَر س ِامنه ْ ُك ِّ عَّلُه ه ْ م م َل َ عوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ م إ س َِذا َرجَ ُ ن َوس ِلُيه ْنس ِذُروا َقه ْوَامُه ه ْ طاس ِئَف ٌة س ِلَيَنتَفَّقُهوا س ِفي الِّدي س ِ َ جُدوا كَّفاس ِر َوه ْلَي س ِ م س ِامنَ اه ْل ُ ك ه ْ ن َيُلوَن ُ ن آَامُنوا َقاس ِتُلوا اَّلس ِذي َ ن َ ,يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ حَذُرو َ َي ه ْ ن( )النتوبة. (123-122: مَّنتس ِقي َ ع اه ْل ُ ا َام َ ن َ موا أ َ َّ عَل ُ ظم ًة َوا ه ْ غه ْل َ م س ِ ك ه ْ س ِفي ُ ولم يفرق القرآن بين علم الدنيا وعلم الدين ،بل أوصى بهما جميعَا ، وجمع علوم الكون في آية واحدة ،وحث عليها وجعل العلم بها سبيل وخشينته وطريق امعرفنته ،فذلك قول ا تعالى :
ء( وفي ذلك إشارة إلى الهيئة ء َاما م ً ما س ِ س َ ن ال َّ ا أ َه ْنَزلَ س ِام َ ن َ م َتَر أ َ َّ )أ ََل ه ْ مَرا أ ٍ ت جَنا س ِبس ِه َث َ وخَر ه ْ والفلك وارتباط السماء بالرض ,ثم قال تعالىَ) :فَأ ه ْ خَنتس ِلفا أ َه ْلَواُنَها( وفي ذلك الشارة إلى علم النبات وغرائبه وعجائبه ُام ه ْ سو ٌد( ب ُ غَراس ِبي ُ ف أ َه ْلَواُنَها َو َ خَنتس ِل ٌ م ٌر ُام ه ْ ح ه ْ ض َو ُ جَد ٌد س ِبي ٌ ل ُ جَبا س ِ ن اه ْل س ِ وكيميائه َ) ,وس ِام َ وفي ذلك الشارة إلى علم الجيولوجيا وطبقات الرض وادوارها ك( وفيها ف أ َه ْلَواُنُه َكَذس ِل َ خَنتس ِل ٌ م ُام ه ْ عا س ِ ب َوال َه ْن َ س َوالَّدَوا ِّ ن الَّنا س ِ وأطوارها َ) ,وس ِام َ الشارة إلى علم البيولوجيا والحيوان بأقساامه امن إنسان وحشرات وبهائم
فهل ترى هذه الية غادرت شيئا امن علوم الكون ؟ ثم يردف
ماءُ( )فاطر-27: عَل َ ه اه ْل ُ عَباس ِد س ِ ن س ِ شى الَّلَه س ِام ه ْ خ َ ما َي ه ْ ذلك كله بقوله تعالى ) :إ س َِّن َ . (28 أفلست ترى امن هذا النتركيب العجيب أن ا يأامر الناس بدراسة الكون ويحضهم على ذلك ,ويجعل العارفين امنهم بدقائقه وأسراره هم أهل امعرفنته ووخشينته ؟ اللهم فقه المسلمين في دينهم .
و ـ السلم والخلق والامة الناهضة أحوج اما تكون إلى الخلق ..الخلق الفاضل القوي المنتين والنفس الكبيرة العالية الطموحة ،إذ أنها سنتواجه امن امطالب العصر الجديد امال تسنتطيع الوصول إليه إل بالوخلق القوية الصادقة النابعة امن اليمان العميق والثبات الراسخ والنتضحية الكثيرة والحنتمال البالغ ,وإنما يصوغ هذه النفس الكااملة السلم وحده ،هو الذي جعل ها ن َزَّكا َ ح َام ه ْ صلح النفس و تزكينتها أساس الفلح ،فقال تعالى َ) :قه ْد أ َه ْفَل َ ها( )الشمس. (10-9: سا َ ن َد َّ ب َام ه ْ وخا َ َ ,وَقه ْد َ
وجعل تغيير شئون الامم وقفا على تغير أوخلقها وصلح نفوسها فقال : سس ِهمه ْ( )الرعد. (11: غِّيُروا َاما س ِبَأه ْنُف س ِ حَّنتى ُي َ م َ غِّيُر َاما س ِبَقه ْو أ ٍ ا ل ُي َ ن َ )إ س ِ َّ وإنك لنتسمع اليات البالغة في امفردات الوخلق الكريمة فنتراها القوة النتي ل تغالب في إصلح النفوس وإعدادها وتزكينتها وتصفينتها ,امثل هُدوا َ ا عا َ جال ٌ صََدُقوا َاما َ ن س ِر َ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ قوله تعالى في الوفاء ) :س ِام َ ي ُ ا جس ِز َ ظُر َوَاما َبَّدُلوا َته ْبس ِديل م ً ,س ِلَي ه ْ ن َيه ْنَنت س ِ م َام ه ْ حَبُه َوس ِامه ْنُه ه ْ ضى َن ه ْ ن َق َ م َام ه ْ مه ْنُه ه ْ عَله ْيس ِه َف س ِ َ م( )الحزاب. (24-23: صه ْدس ِقس ِه ه ْ ن س ِب س ِ صاس ِدس ِقي َ ال َّ مل ك س ِبَأَّنُه ه ْ وفي البذل والنتضحية والصبر والحنتمال وامغالبة الشدائد َ) :ذس ِل َ غي ُ ظ طئا ُي س ِ ن َامه ْو س ِ طُأو َ ا َول َي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ص ٌة س ِفي َ م َ خ َ ب َول َام ه ْ ص ٌ م ٌأ َول َن َ ظ َ م َ صيُبُه ه ْ ُي س ِ ضي ُ ع ا ل ُي س ِ ن َ ح إ س ِ َّ صاس ِل ٌ ل َ عمَ ٌ م س ِبس ِه َ ب َلُه ه ْ عُد ٍّو َنه ْيل م ً س ِإل ُكس ِنت َ ن َ ن س ِام ه ْ كَّفاَر َول َيَناُلو َ اه ْل ُ ن َواس ِديا س ِإل عو َ ط ُ ة َول َيه ْق َ ة َول َكس ِبيَر م ً غيَر م ً ص س ِ ن َنَفَقم ًة َ ن َ ,ول ُيه ْنس ِفُقو َ سس ِني َ ح س ِ م ه ْ جَر اه ْل ُ أ َ ه ْ ن( )النتوبة. (121-120: مُلو َ ع َ ن َاما َكاُنوا َي ه ْ س َ ح َ ا أ َ ه ْ م ُ جس ِزَيُه ُ م س ِلَي ه ْ ب َلُه ه ْ ُكس ِنت َ وليس كالسلم عاامل على إيقاظ الضمير وإحياء الشعور وإقاامة رقيب على النفس وذلك وخير الرقباء ،وبغيره ل يننتظم قانون اما إلى أعماق السرائر ووخفيات الامور
ز ـ السلم والقنتصاد والامة الناهضة أحوج اما تكون إلى تنظيم شؤونها القنتصادية ,وهي أهم الشؤون في هذه العصور ,ولم يغفل السلم هذه الناحية بل وضع كلياتها ولم يقف أامام اسنتكمال أامرها ,وها أنت ذا تسمع قول ا تبارك وتعالى في المحافظة على المال وبيان قيمنته ووجوب الهنتمام م س ِقَيااما( )النساء. (5: ك ه ْ ا َل ُ ل ُ ع َ ج َ م اَّلس ِنتي َ ك ُ ء أ َه ْامَواَل ُ سَفَها َ به َ) :ول ُته ْؤُتوا ال ُّ
عُنس ِق َ ك غُلوَلم ًة إ س َِلى ُ ك َام ه ْ ل َيَد َ ع ه ْ ج َ ويقول في اموازنة النفاق والدوخل َ) :ول َت ه ْ ط( )السراء. (29: س س ِ ل اه ْلَب ه ْ طَها ُك َّ س ه ْ َول َته ْب ُ ويقول رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :اما عال امن اقنتصد( وهو كما يصدق في الفرد يصدق في الامة امع قوله صلى ا عليه وسلم ) :نعم المال الصالح للرجل الصالح( ,وأي نظام اقنتصادي فاضل يرحب به السلم ويدعو الامة إلى تشجيعه ول يقف أبدا في سبيله ,والفقه السلامي امملوء بأحكام المعااملت المالية ,وقد فصلها تفصيل ل يدع زيادة لمسنتزيد . وبعد فإن الامة إذا توفرت لها هذه الدعائم امن الامل والوطنية والعلم والقوة والصحة والقنتصاد فهي بل شك أقوى الامم والمسنتقبل لها ,ول سيما إذا أضيف إلى ذلك أنها قد طهرت امن الثرة والعدوان والنانية والطغيان ,وأصبحت تنتمنى الخير للعالم كله ,وإن السلم قد كفل ذلك فل حجة لامة تريد النهوض في النكول عنه والعدول عن طريقه.
ح ـ نظم السلم العاامة هذه ناحية امن نواحي الجمال في بعض النظم السلامية وهي النظم الخاصة بنهضة الامم ,على اعنتبار أننا نسنتقبل عهد النهضة ,أاما كل نواحي الجمال في كل النظم السلامية فذك اما يحنتاج إلى امجلدات ضخام وبحو ث واسعة امنتراامية الطراف ,وحسبنا أن نقول كلمة امجملة كل الجمال وهي :إن نظم السلم فيما ينتعلق بالفرد أو السرة أو الامة حكوامنتها وشعبها ,أو صلة الامم بعضها ببعض ,نظم السلم في ذلك كله قد جمعت بين السنتيعاب والدقة وإيثار المصلحة وإيضاحها , وإنها أكمل وأنفع اما عرف الناس امن النظم قديما أو حديثا .هذا حكم يؤيده لنتاريخ ويثبنته البحث الدقيق في كل امظاهر حياة الامة .
ولقد كان هذا الحكم يشهد به كل امنصف ,وكلما تغلغل الباحثون في بحوثهم كشفوا امن نواحي الجمال في هذه النظم الخالدة اما لم يكن قد وخطر ببال سلفهم ,وصدق ا القائل : ق أ ََوَل ه ْ م ح ُّ م أ ََّنُه اه ْل َ ن َلُه ه ْ حَّنتى َيَنتَبَّي َ م َ سس ِه ه ْ ق َوس ِفي أ َه ْنُف س ِ م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ سُنس ِريس ِه ه ْ ) َ شس ِهي ٌد( )فصلت. (53: ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ ك أ ََّنُه َ ف س ِبَرِّب َ ك س ِ َي ه ْ
اموقف السلم امن القليات والجانب يا صاحب ... يظن الناس أن النتمسك بالسلم وجعله أساسا لنظام الحياة ينافي وجود أقليات غير امسلمة في الامة المسلمة ،وينافي الوحدة بين عناصر الامة ،وهي دعاامة قوية امن دعائم النهوض في هذا العصر ،ولكن الحق غير ذلك تمااما ،فإن السلم الذي وضعه الحكيم الخبير الذي يعلم اماضي الامم وحاضرها وامسنتقبلها قد احنتاط لنتلك العقبة وذللها امن قبل ،فلم يصدر دسنتوره المقدس الحكيم إل وقد اشنتمل على النص الصريح الذي ل يحنتمل لبسا ول غموضا في حماية القليات ،وهل يريد الناس أصرح امن هذا النص: م س ِام ه ْ ن جوُك ه ْ خس ِر ُ م ُي ه ْ م س ِفي الِّدينس ِ َوَل ه ْ م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ ن َل ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ م ُ )ل َيه ْنَهاُك ُ طينَ( )الممنتحنة: س س ِ مه ْق س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ م إ س ِ َّ طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ س ُ م َوُته ْق س ِ ه ه ْ ن َتَب ُّرو ُ م أ َ ه ْ س ِدَياس ِرُك ه ْ . (8 فهذا نص لم يشنتمل على الحماية فقط ،بل أوصى بالبر والحسان إليهم ،وأن السلم الذي قتّدس الوحدة النسانية العاامة في قوله تعالى: عوبا َوَقَباس ِئ َ ل ش ُ م ُ عه ْلَناُك ه ْ ج َ ن َذَكأ ٍر َوأ ُه ْنَثى َو َ م س ِام ه ْ وخَله ْقَناُك ه ْ س إ س َِّنا َ )َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ عاَرُفوا( )الحجرات. (13: س ِلَنت َ ثم قدس الوحدة الدينية العاامة كذلك فقضى على النتعصب وفرض على أبنائه اليمان بالرسالت السماوية جميعا في قوله :
حاقَ س َ عيلَ َوإ س ِ ه ْ ما س ِ س َ م َوإ س ِ ه ْ هي َ ل إ س َِله ْيَنا َوَاما أ ُه ْنس ِزلَ إ س َِلى إ س ِه ْبَرا س ِ )ُقوُلوا آَامَّنا س ِباللس ِه َوَاما أ ُه ْنس ِز َ ن س ِامنه ْ َرِّبس ِه ه ْ م ي الَّنس ِب ُّيو َ سى َوَاما ُأوس ِت َ عي َ سى َو س ِ ي ُامو َ ط َوَاما ُأوس ِت َ سَبا س ِ ب َوال َ ه ْ عُقو َ َوَي ه ْ م س ِبس ِه ل َاما آَامه ْنُنت ه ْ مه ْث س ِ ن آَامُنوا س ِب س ِ ن َ ,فس ِإ ه ْ مو َ سس ِل ُ ن َلُه ُام ه ْ ح ُ م َوَن ه ْ حأ ٍد س ِامه ْنُه ه ْ ن أَ َ ق َبه ْي َ ل ُنَفِّر ُ ميعُ س س ِ هَو ال َّ ا َو ُ م ُ كُه ُ كس ِفي َ سَي ه ْ ق َف َ شَقا أ ٍ م س ِفي س ِ ه ه ْ ما ُ ن َتَوَّله ْوا َفس ِإَّن َ هَنتَده ْوا َوإ س ِ ه ْ َفَقس ِد ا ه ْ غم ًة( )البقرة. (138-136: صه ْب َ ا س ِ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ح َ ن أ َ ه ْ ا َوَام ه ْ غَة س ِ صه ْب َ م ,س ِ عس ِلي ُ اه ْل َ ثم قدس بعد ذلك الوحدة الدينية الخاصة في غير صلف ول عدوان فقال تبارك وتعالى : ن( مو َ ح ُ م ُته ْر َ ك ه ْ عَّل ُ ا َل َ م َواَّتُقوا َ ك ه ْ وخَوه ْي ُ ن أَ َ حوا َبه ْي َ صس ِل ُ ة َفَأ ه ْ وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ )إ س َِّن َ )الحجرات. (10: هذا السلم الذي بني على هذا المزاج المعنتدل والنصاف البالغ ل يمكن أن يكون أتباعه سببا في تمزيق وحدة امنتصلة ,بل بالعكس إنه أكسب هذه الوحدة صفة القداسة الدينية بعد أن كانت تسنتمد قوتها امن نص امدني فقط . وقد حدد السلم تحديدا دقيقا امن يحق لنا أن نناوئهم ونقاطعهم ول ننتصل بهم فقال تعالى بعد الية السابقة : ن س ِدَياس ِرُك ه ْ م م س ِام ه ْ جوُك ه ْ وخَر ُ ن وَأ َ ه ْ م س ِفي الِّدي س ِ ن َقاَتُلوُك ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ م ُ ما َيه ْنَهاُك ُ )إ س َِّن َ ن( مو َ ظاس ِل ُ م ال َّ ه ُ ك ُ م َفُأوَلس ِئ َ ن َيَنتَوَّلُه ه ْ م َوَام ه ْ ه ه ْ ن َتَوَّله ْو ُ م أ َ ه ْ ك ه ْ ج ُ وخَرا س ِ عَلى إ س ِ ه ْ هُروا َ ظا َ َو َ )الممنتحنة. (9: وليس في الدنيا امنصف واحد يكره أامة امن الامم على ترضى بهذا الصنف دوخيل فيها وفسادا كبيرا بين أبنائها ونقضا لنظام شؤونها . ذلك اموقف السلم امن القليات غير امسلمة ,واضح ل غموض فيه ول ظلم امعه ,واموقفه امن الجانب اموقف سلم ورفق اما اسنتقااموا
وأوخلصوا ,فإن فسدت ضمائرهم وكثرت جرائمهم فقد حدد القرآن اموقفنا امنهم بقوله : وخَبال م ً َو ُّدوا َاما م َ ك ه ْ م ل َيه ْأُلوَن ُ ك ه ْ ن ُدوس ِن ُ طاَنم ًة س ِام ه ْ خُذوا س ِب َ ن آَامُنوا ل َتَّنت س ِ )َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ك مُ م أ َه ْكَبُر َقه ْد َبَّيَّنا َل ُ ه ه ْ خس ِفي صُُدوُر ُ م َوَاما ُت ه ْ هس ِه ه ْ ن أ َه ْفَوا س ِ ء س ِام ه ْ ضا ُ غ َ ت اه ْلَب ه ْ م َقه ْد َبَد س ِ عس ِن ُّنت ه ْ َ م( )آل ك ه ْ ح ُّبوَن ُ م َول ُي س ِ ح ُّبوَنُه ه ْ ء ُت س ِ م ُأول س ِ ها أ َه ْنُنت ه ْ نَ , عس ِقُلو َ م َت ه ْ ن ُكه ْنُنت ه ْ ت إ س ِ ه ْ اليا س ِ عمران. (119-118: وبذلك يكون السلم قد عالج هذه النواحي جميعا أدق العلج وأنجحه وأصفاه .
اموقف السلم امن العلقة امع الغرب وقد يظن الناس كذلك أن نظم السلم في حياتنا الجديدة تباعد بيننا وبين الدول الغربية ،وتعكر صفو العلئق السياسية بيننا وبينها بعد أن كادت تسنتقر ،وهو أيضا ظن عريق في الوهم ،فإن هذه الدول إن كانت تسيء بنا الظنون فهي ل ترضى عنا سواء تبعنا السلم أم غيره ، وإن كانت صادقنتنا بإوخل ص وتبودلت الثقة بينها وبيننا فقد صرح وخطباؤها وساسنتها بأن كل دولة حرة في النظام الذي تسلكه في داوخل أرضها ، امادام ل يمس حقوق الوخرين فعلى ساسة هذه الدول جميعا :أن يفهموا أن شرف السلم الدولي هو أقدس شرف عرفه النتاريخ ،وأن القواعد النتي وضعها السلم الدولي لصيانة هذا الشرف وحفظه أرسخ القواعد وأثبنتها. فالسلم الذي يقول في المحافظة على النتعهدات وأداء اللنتزاامات: سُؤول م ً( )السراء ، (34:ويقول) :س ِإل ن َام ه ْ عه ْهَد َكا َ ن اه ْل َ عه ْهس ِد إ س ِ َّ )َوأ َه ْوُفوا س ِباه ْل َ ك ه ْ م عَله ْي ُ هُروا َ ظا س ِ م ُي َ م شَه ْيئا َوَل ه ْ صوُك ه ْ م َيه ْنُق ُ م َل ه ْ ن ُث َّ شس ِرس ِكي َ م ه ْ ن اه ْل ُ م س ِام َ هه ْدُت ه ْ عا َ ن َ اَّلس ِذي َ ن( )النتوبة, (4: مَّنتس ِقي َ ب اه ْل ُ ا ُيحس ِ ُّ ن َ م إ س ِ َّ م إ س َِلى ُامَّدس ِتس ِه ه ْ ه ه ْ عه ْهَد ُ م َ موا إ س َِله ْيس ِه ه ْ حدا َفَأس ِت ُّ أَ َ م( )النتوبة ، (7:ويقول في موا َلُه ه ْ سَنتس ِقي ُ م َفا ه ْ ك ه ْ سَنتَقاُاموا َل ُ ما ا ه ْ ويقولَ) :ف َ
شس ِرس ِكي َ ن م ه ْ ن اه ْل ُ ح ٌد س ِام َ ن أَ َ إكرام اللجئين وحسن جوار المسنتجيرَ) :وإ س ِ ه ْ غُه َامه ْأَامَنُه( )النتوبة ، (6:وهذا م أ َه ْبس ِل ه ْ ا ُث َّ م س ِ ع َكل َ م َ س َ حَّنتى َي ه ْ ه َ جه ْر ُ ك َفَأ س ِ جاَر َ سَنت َ ا ه ْ بالمشركين فكيف بالكنتابيين؟ فالسلم الذي يضع هذه القواعد ويسلك بأتباعه هذه الساليب :يجب أن يعنتبره الغربيون ضمانة أوخرى ،تضمن لهم .نقول إنه امن وخير أوربا نفسها أن تسودها النظريات السديدة في امعااملت دولها بعضها لبعض، فذلك وخير لهم وأبقى .
أصول النهضة في الشرق غير الغرب يا صاحب ... امن السباب النتي دعت بعض الامم الشرقية إلى النحراف عن السلم واوخنتيار تقليد الغرب دراسة قادتها للنهضة واقنتناعهم بأنها لم تقم إل على تحطيم الدين وهدم الكنائس ,والنتخلص امن سلطة البابوية وإلجام القساوسة ورجال الكهنوت ,والقضاء على كل امظاهر السلطة الدينية في الامة ,وفصل الدين عن سياسة الدولة العاامة فصل تااما ,وذلك إن صح في الامم الغربية فل يصح أبدا بالامم السلامية ,لن طبيعة النتعاليم السلامية غير طبيعة تعاليم أي دين آوخر ,وسلطة رجال الدين المسلمين امحصورة امحدودة ل تملك تغيير الوضاع ول قلب النظم ,امما جعل القواعد الساسية في السلم على امر القرون ,تساير العصور وتدعو إلى الرقي و تعضد العلم وتحمي العلماء ,فما كان هناك ل يصح أن يكون هنا ,وتلك بحو ث واسعة وضعت فيها الكنتب الكثيرة , وامهمنتنا الن أن نلم بالموضوع إلماامة قصيرة امن باب النتذكرة والقضاء على الشبهات ,ونحن على يقين امن أن كل امنصف امعنا في هذه القاعدة ,وعلى ذلك فل يجوز أبدا أن يكون هذا الشعور رائدنا في نهضنتنا الجديدة ,النتي يجب أن ترتكز أول اما ترتكز على دعائم قوية امن الخلق الفاضل والعلم الغزير والقوة السابغة ,وهو اما يأامر به السلم .
رجال الدين غير الدين وامن المبررات النتي اتخذها بعض الذين سلكوا سبيل الغربيين ,أنهم أوخذوا يشهرون بمسلك رجال الدين المسلمين امن حيث اموقفهم المناوئ للنهضة الوطنية ,وتجنيهم على الوطنيين واممالتهم للغاصبين وإيثارهم المنافع الخاصة والمطاامع الدنيوية على امصلحة البلد والامة ,وذلك إن صح فهو ضعف امن رجال الدين أنفسهم ل في الدين ذاته ,وهل يأامر الدين بهذا؟ ,وهل يمليه سيرة الجلء الفاضل امن علماء الامة السلامية الذين كانوا يقنتحمون على الملوك والامراء أبوابهم وسدودهم ,فيقرعونهم ويأامرونهم وينهونهم ويرفضون أعطياتهم ويبتّينون لهم الحق وينتقدامون إليهم بمطالب الامة ,بل ويحملون السلح في وجوه الجور والظلم ,واما نسي النتاريخ بعد كنتيبة الفقهاء في صف ابن الشعث في شرق الدولة السلامية ,ول ثورة القاضي بن يحيى الليثي المالكي في غربها . هذه تعاليم الدين وهذا اماضي رجاله امن فقهاء المسلمين فهل فيه شيء امن هذا الذي يزعمون؟ وهل امن النصاف أن ينتحمل الدين تبعة رجال انحرفوا عنه؟ وعلى هذه المزاعم إن صحت في قوم فليست صحيحة للجميع ,وإن وقعت لظرف وخا ص فليست تسار كل الظروف ,وهذا تاريخ النهضات الحديثة في الشرق حافل بمواقف رجال الدين المسلمين في كل أامة امن الامم ,واما اموقف الزهر في امصر والمجلس العلى في سوريا الجنوبية )فلسطين( وسوريا الشمالية )لبنان( وامولنا أبي الكلم وإوخوانه امن جلة العلماء الهند وزعماء المسلمين في إندونيسيا بمنسي ول ببعيد ,فنتلك إذا امزاعم يجب أل تنتخذ ذريعة لنتحويل الامة عن دينها باسم الوطنية المجردة ,أو ليس النفع للامة أن تصلح رجال الدين وتصطلح عليهم بدل امن أن تقف امنهم الموقف المبيد .
على إن هذه النتعبيرات النتي سرت إلينا تقليدا وامنها )رجال الدين( ل تنطبق ول تنتفق امع عرفنا ,فإنها إن كانت امع الغرب وخاصة )بالكليروس( ,فأنها في العرف السلامي تشمل كل امسلم , فالمسلمون جميعا امن أصغرهم لكبرهم رجال دين .
وخطوة جريئة ولكنها اموفقة يا صاحب ... بعد كل اما تقدم ل عذر لنا إن جانبنا طريق الحق :طريق السلم , واتبعنا طريق الشهوات والزوخارف :طرق أوربا ,وفي طريق أوربا زينة وبهرج ,وفيه لذائذ وترف ,وفيه تحلل وإباحية ,وفيه اما تهوى النفس امن امنتعة ,وكل ذلك إلى النفس حبيب وقد قال تعالى : ة س ِامنَ طَر س ِ مَقه ْن َ طيس ِر اه ْل ُ ن َواه ْلَقَنا س ِ ء َواه ْلَبس ِني َ سا س ِ ن الِّن َ ت س ِام َ شَهَوا س ِ ب ال َّ ح ُّ س ُ ن س ِللَّنا س ِ )ُزِّي َ حَيا س ِ ة ع اه ْل َ ك َامَنتا ُ ث َذس ِل َ حه ْر س ِ م َواه ْل َ عا س ِ سَّوَامس ِة َوال َه ْن َ م َ ل اه ْل ُ خه ْي س ِ ضس ِة َواه ْل َ ب َواه ْلس ِف َّ ه س ِ الَّذ َ ال ُّده ْنَيا( )آل عمران. (14: ولكن طريق السلم عزة وامنعة ,وحق وقوة ,وبركة واسنتقاامة ,وثبات وفضيلة ونبل ,فاسلكوها بالامة وفقكم ا : حس ِنتَها جس ِري س ِامنه ْ َت ه ْ ت َت ه ْ جَّنا ٌ م َ عه ْنَد َرِّبهس ِ ه ْ ن اَّتَقه ْوا س ِ م س ِلَّلس ِذي َ ك ه ْ ن َذس ِل ُ خه ْيأ ٍر س ِام ه ْ م س ِب َ ك ه ْ ل أَُؤَنِّبُئ ُ )ُق ه ْ عَباس ِد( صي ٌر س ِباه ْل س ِ ا َب س ِ ا َو ُ ن س ِامنَ س ِ ضَوا ٌ ة َوس ِر ه ْ طَّهَر ٌ ج ُام َ ن س ِفيَها َوأ َه ْزَوا ٌ وخاس ِلس ِدي َ ال َه ْنَهاُر َ )آل عمران. (15: وإنما أهلك الامم النترف ,وإنما زلزلت أوربا المنتع والمطاامع : عَله ْيَها اه ْلَقه ْو ُ ل ق َ ح َّ سُقوا س ِفيَها َف َ ك َقه ْرَيم ًة أ ََامه ْرَنا ُامه ْنتَرس ِفيَها َفَف َ ن ُنه ْهس ِل َ )َوإ س َِذا أ ََره ْدَنا أ َ ه ْ ها َته ْدس ِاميرا( )السراء. (16: َفَدَّامه ْرَنا َ وإن ا تعالى قد أرسل رسوله رحمة للعالمين إلى يوم القياامة ,وبعث امعه كنتابه الحق نورا وهدى إلى يوم القياامة ,وإن زعاامة الرسول صلى ا عليه وسلم باقية بسننته ,وإن سلطان القرآن قوي بحجنته ,وإن النسانية صائرة إليهما ل امحالة بعز عزيز أو بذل ذليل امن قريب أو امن ن ُكِّلس ِه( )الفنتح. (28: عَلى الِّدي س ِ ه َ ظس ِهَر ُ بعيد حنتى ينتحقق قول ا ) :س ِلُي ه ْ
فكونوا أول امن ينتقدم باسم رسول ا بقارورة الدواء امن طب القرآن لسنتنقاذ العالم المعذب المريض . إنها وخطوة جريئة ولكنها اموفقة إن شاء ا تعالى وا غالب على أامره عس ِزيُز هَو اه ْل َ ء َو ُ شا ُ ن َي َ صُر َام ه ْ ا َيه ْن ُ صس ِر س ِ ن ,س ِبَن ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ح اه ْل ُ َ) :وَيه ْوَامس ِئأ ٍذ َيه ْفَر ُ م( )الروم(5-4: حي ُ الَّر س ِ
بعض وخطوات الصلح العملي يا صاحب ... بعداما وضحنا اما يجب أن يسود الامة في نهضنتها الجديدة امن شعور روحي ,نحب أن نعرض وخنتااما لبعض هذه المظاهر والثار العملية النتي يجب أن يمليها هذا الشعور ,وسنذكر هنا رؤوس اموضوعات فقط ونحن نعلم تمام أن كل امطلب امن هذه المطالب يحنتاج إلى بحث فسيح واسع دقيق تنتوافر فيه جهود الوخصائيين وكفاينتهم ,كما أننا نعلم أننا لم نسنتقص بعد كل حاجيات الامة وامطالبها وامظاهر النهضة جميعا ,ولسنا نعنتقد أن تحقيق هذه المطالب امن الهنات الهينات بحيث ينتم في عشية أو ضحاها ,كما أننا نعلم أن كثيرا امنها أاماامه امن العقبات المنتشعبة اما يحنتاج إلى طول الناة وعظيم الحكمة واماضي العزيمة ,كل ذلك نعلمه ونقدره ,ونعلم إلى جانبه أنه إذا صدق العزم وضح السبيل ,وان الامة القوية الرادة إذا أوخذت في سبيل الخير فهي ل بد واصلة إلى اما تريد إن شاء ا تعالى ,فلنتنتوجهوا وا امعكم ,أاما رؤوس امناحي الصلح المرتكز على الروح السلامي الصحيح فهي :
أول :في الناحية السياسية والقضائية والدارية : – 1القضاء على الحزبية وتوجيه قوى الامة السياسية في وجهة واحدة ف واحد . وص تّ – 2إصلح القانون حنتى ينتفق امع النتشريع السلامي في كل فروعه . – 3تقوية الجيش والكثار امن فرق الشباب وإلهاب حماسنتها على أسس امن الجهاد السلامي.
– 4تقوية الروابط بين القطار السلامية جميعا ,وبخاصة العربية امنها تمهيدا للنتفكير الجدي العملي في شأن الخلفة الضائعة. – 5بث الروح السلامي في دواوين الحكوامة بحيث يشعر الموظفون جميعا بأنهم امطالبون بنتعاليم السلم . – 6امراقبة سلوك الموظفين الشخصي وعدم الفصل بين الناحية الشخصية والناحية العملية . – 7تقديم امواعيد العمل في الدواوين صيفا وشنتاء حنتى يعين ذلك على الفرائض ويقضي على السهر الكثير . – 8القضاء على الرشوة والمحسوبية والعنتماد على الكفاية والمسوغات القانونية فقط. – 9أن توزن كل أعمال الحكوامة بميزان الحكام والنتعاليم السلامية ,فنتكون نظم الحفلت والدعوات والجنتماعات الرسمية والسجون والمسنتشفيات بحيث ل تصطدم بقاعدة بنتعاليم السلم ,وتكون الدوريات في العمال على تقسيم ل ينتضارب امع أوقات الصلة. – 10اسنتخدام الزهريين في الوظائف العسكرية والدارية وتدريبهم.
ثانيا :في الناحية الجنتماعية والعلمية : - 1تعويد الشعب احنترام الداب العاامة ,ووضع إرشادات امعززة بحماية القانون في ذلك الشأن ,وتشديد العقوبات على الجرائم الدبية . - 2علج قضية المرأة علجا يجمع بين الرقى بها والمحافظة عليها وفق تعاليم السلم ،حنتى ل تنترك هذه القضية النتي هي أهم قضايا الجنتماع تحت رحمة القلم والراء الشاذة امن المفرطين والمفرطين. - 3القضاء على البغاء ,بنوعيه السري والعلني ,واعنتبار الزنا امهما كانت ظروفه جريمة امنكرة يجلد فاعلها . - 4القضاء على القمار بكل أنواعه امن ألعاب ويناصيب وامسابقات وأندية .
- 5امحاربة الخمر كما تحارب المخدرات ,وتحرامها وتخليص الامة امن شرورها . - 6امقاوامة النتبرج والخلعة وإرشاد السيدات إلى اما يجب أن يكون , والنتشديد في ذلك بخاصة على المدرسات والنتلميذات والطبيبات والطالبات وامن في حكمهن . – 7إعادة النظر في امناهج تعليم البنات ووجوب النتفريق بينها وبين امناهج تعليم الصبيان في كثير امن امراحل النتعليم . – 8امنع الوخنتلط بين الطلبة والطالبات ,واعنتبار وخلوة أي رجل باامرأة ل تحل له جريمة يؤاوخذان بها . - 9تشجيع الزواج و النسل بكل الوسائل المؤدية إلى ذلك ,ووضع تشريع يحمي السرة ويحض عليها ويحل امشكلة الزواج . - 10إغلق الصالت والمراقص الخليعة وتحريم الرقص واما إلى ذلك . - 11امراقبة دور النتمثيل وأفلم السينما والنتشديد في اوخنتيار الروايات والشرطة . - 12تهذيب الغاني واوخنتيارها وامراقبنتها والنتشديد في ذلك . - 13حسن اوخنتيار اما يذاع أو يعرض على الامة امن براامج وامحاضرات وأغاني واموضوعات واسنتخدام الذاعة والنتلفاز في تربية وطنية وخلقية فاضلة . - 14امصادرة الروايات المثيرة والكنتب المشككة المفسدة والصحف النتي تعمل على إشاعة الفجور وتسنتغل الشهوات اسنتغلل فاحشا . - 15تنظيم المصايف تنظيما يقضى على الفوضى والباحية النتي تذهب بالغرض الساسي امن الصطياف . - 16تحديد امواعيد افنتنتاح وإغلق المقاهي العاامة وامراقبة اما يشنتغل به رواده وإرشادهم إلى اما ينفعهم وعدم السماح لها بهذا الوقت الطويل كله .
- 17اسنتخدام هذه المقاهي في تعليم الاميين القراءة والكنتابة ويساعد على ذلك هذا الشباب المنتوثب امن رجال النتعليم اللزاامي والطلبة - 18امقاوامة العادات الضارة اقنتصاديا أو وخلقيا أو غير ذلك وتحويل تيارات الجماهير عنها إلى غيرها امن العادات النافعة ،أو تهذيب نفسها تهذيبا ينتفق امع المصلحة وذلك كعادات الفراح والمبآتم والموالد والزار والمواسم والعياد واما إليها ،وتكون الحكوامة قدوة صالحة في ذلك . - 19اعنتبار دعوة الحسبة وامؤاوخذة امن يثبت عليه امخالفة شئ امن تعاليم السلم أو العنتداء عليه ،كالفطار في رامضان وترك الصلة عمدا أو سب الدين وأامثال هذه الشؤون . - 20ضم المدارس اللزاامية في القرى و المساجد وشمولها امعا بالصلح النتام امن حيث الموظفين و النظافة وتمام الرعاية ,حنتى ينتدرب الصغار على الصلة وينتدرب الكبار على العلم. - 21تقرير النتعليم الديني امادة أساسية في كل المدارس على اوخنتلف أنواعها كل بحسبه وفى الجاامعة أيضا. - 22تشجيع تحفيظ القرآن في المكاتب العاامة الحرة ,وجعل حفظه شرطا في نيل الجازات العلمية النتي تنتصل بالناحية الدينية واللغوية ,امع تقرير حفظ بعضه في كل امدرسة. - 23وضع سياسة ثابنتة للنتعليم ،تنهض به وترفع امسنتواه ,وتوحد أنواعه المنتحدة الغراض و المقاصد ,وتقرب بين الثقافات المخنتلفة في الامة ,وتجعل المرحلة الولى امن امراحله وخاصة بنتربية الروح الوطني الفاضل والخلق القويم . - 24العناية باللغة العربية في كل امراحل النتعليم وإفرادها في المراحل الولى عن غيرها امن اللغات الجنبية . - 25العناية بالنتاريخ السلامي والنتاريخ الوطني النتربية الوطنية وتاريخ حضارة السلم.
– 26النتفكير في الوسائل المناسبة لنتوحيد الزياء في الامة تدريجيا. - 27القضاء على الروح الجنبية في البيوت امن حيث اللغة والعادات والزياء والمربيات والممرضات ..الخ ،وتصحيح ذلك وبخاصة في بيوت الطبقات الراقية . - 28توجيه الصحافة توجيها صالحا وتشجيع المؤلفين والكاتبين على طرق الموضوعات السلامية الشرقية. - 29العناية بشؤون الصحة العاامة ,امن نشر الدعاية الصحية بمخنتلف الطرق والكثار امن المسنتشفيات والطباء والعيادات المنتنقلة وتسهيل سبل العلج . - 30العناية بشأن القرية امن حيث نظاامها ونظافنتها وتنقية امياهها ووسائل الثقافة والراحة والنتهذيب فيها.
ثالثا :في الناحية القنتصادية : – 1تنظيم الزكاة دوخل وامنصرفا بحسب تعاليم الشريعة السمحة , والسنتعانة به في المشروعات الخيرية النتي لبد امنها كملجئ العجزة والفقراء والينتاامى وتقية الجيش . – 2تحريم الربا وتنظيم المصارف تنظيما يؤدي إلى هذه الغاية ,وتكون الحكوامة قدوة في ذلك بإلغاء الفوائد في امشروعاتها الخاصة بها كبنك النتسليف والسلف الصناعية وغيرها . – 3تشجيع المشروعات القنتصادية والكثار امنها ,وتشغيل العاطلين امن المواطنين فيها واسنتخل ص اما في أيدي الجانب امنها للناحية الوطنية البحنتة. – 4حماية الجمهور امن عسف الشركات المحنتكرة وإلزاامها حدودها والحصول على كل امنفعة اممكنة للجمهور. – 5تحسين حال الموظفين الصغار برفع امرتباتهم واسنتبقاء علواتهم وامكافأتهم وتقليل امرتبات الموظفين الكبار.
– 6حصر الوظائف ووخصوصا الكثيرة امنها ,والقنتصار على الضروري , وتوزيع العمل على الموظفين توزيعا عادل والنتدقيق في ذلك. – 7تشجيع الرشاد الزراعي والصناعي والنتجاري ,والهنتمام بنترقية الفلح والصانع امن الناحية الننتاجية. – 8العناية بشؤون العمال الفنية والجنتماعية ,ورفع امسنتواهم في امخنتلف النواحي الحيوية . – 9اسنتغلل الموارد الطبيعية كالرض البور والمناجم المهملة وغيرها. – 10تقديم المشروعات الضرورية على الكماليات في النشاء والنتنفيذ . وبعد ,فهذه رسالة الوخوان المسلمين ,ننتقدم بها ,وإنا لنضع أنفسنا وامواهبنا وكل اما نملك تحت تصرف أي هيئة أو حكوامة تريد أن تخطو بأامة إسلامية نحو الرقي والنتقدم ,نجيب النداء ونكون الفداء ,ونرجو أن نكون قد أدينا بذلك أاماننتنا وقلنا كلمنتنا والدين النصيحة لله ولرسوله ولئمة المسلمين وعاامنتهم . وحسبنا ا وكفى ...وسلم على عباده الذين اصطفى ... حسـن البنــا
نظـرات ثــــل ث حيــ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســـ س ِ بس ِـ ه ْ س س ِلُيس ِذيَقُه ه ْ م ت أ َه ْيس ِدي الَّنا س ِ سَب ه ْ ما َك َ حس ِر س ِب َ ساُد س ِفي اه ْلَبِّر َواه ْلَب ه ْ ظَهَر اه ْلَف َ } َ ن { عو َ ج ُ م َيه ْر س ِ عَّلُه ه ْ مُلوا َل َ ع س ِ ض اَّلس ِذي َ ع َ َب ه ْ إلى رئيس الحكوامة باعنتباره المسؤول الول .. وإلى أعضاء الهيئات السلامية ـ على اوخنتلفها ـ باعنتبارهم الدعاة الرسميين لنظام السلم .. وإلى رؤساء الهيئات الشعبية السياسية والوطنية باعنتبارهم قادة الفكر واموجهي الجماهير وإلى كل امحب لخير العالم وسيادة بني النسان .. أوجه هذه الكلمات ,أداء للامانة ,وقيااما بحق الدعوة .. أل قد بلغت ...اللهم فاشهد حسـن البنــا فأاما النظرة الولى :فإلى اما وصلت إليه الحال في وطننا العزيز امصر امن فساد تغلغل في كل المرافق ،وشمل كل امظاهر الحياة : امطالبنا الوطنية لم نصل فيها إلى شيء ... و روح الشعب المعنوية امحطمة أشد تحطيم بسب الركود ،والشقاق والخلف يملك نفوس القادة والزعماء حاكمين وامحكوامين على السواء … والجهاز الداري أفسدته المطاامع الشخصية ,والغايات الحزبية ,وسوء النتصرفات ,وضعف الوخلق ،والمركزية القاتلة والجراءات المعقدة , والهرب امن تحمل النتبعات .
والقانون قد ضعف سلطانه على النفوس و الوضاع لكثرة اما اقنتحم عليه امن تحايل واسنتثناءات . ..وشدة الغلء ،وكثرة المنتعطلين لقلة العمال وانخفاض امسنتوى المعيشة – إلى حد ل يكاد ينتصوره إنسان – بين الغلبية العظمى امن السكان ,امع نضوب امعين الرحمة امن القلوب واسنتيلء القسوة وروح الجبروت والظلم على النفوس كل ذلك أوخذ ينتحول إلى حال امن السخط تنتمثل في كثرة الضرابات وتنتجلى في كثير امن المظاهر والعبارات … والوخلق قد اننتهى أامرها – أو كاد – وعصف بها الجهل و الفقر و الحاجة والفاقة واننتشرت الرذائل و امظاهر النحلل الخلقي في كل امكان … والفكار امبلبلة والنفوس قلقة ل تكاد تسنتقر في شئ على حال . وكل هذه المعاني تزداد بمرور اليام ،وتنتضاعف ساعة بعد ساعة , وتنذر ببلء امحيط وشر امسنتطير ,إن لم ينتداركها العقلء قبل فوات الوان ... وأاما النظرة الثانية :فإلى اما وصلت إليه الحال في أوطاننا الغالية العزيزة امن بلد العروبة وأامم السلم : فلسطين :امهددة بهذا الجنتياح الذي اننتهت إليه هذه المؤاامرة الدولية امن الامريكان والروس والنجليز على السواء ,بفعل الصهيونية العالمية النتي سخرت الحكوامات والشعوب الغربية بالمال ,امع اسنتعدادها السابق ,بكل تعصب ذاميم على العرب والمسلمين أينما كانوا... و الباكسنتان الناشئة :تقاسي الامرين امن هذا العدوان الوثني المسلح , المؤبد بدسائس السنتعمار وأسلحة السنتعمار على اوخنتلف دوله ,حنتى
روسيا – النتي تنتظاهر باحنترام إرادة وأامم الشعوب – تنتبآامر هي الوخرى على الدولة الناشئة إن صح اما ولفنتنا به اليوم البرقيات الوخبار ... وإندونيسيا :النتي تبلغ سبعين امليونا أكثرهم امن المسلمين ,تضغط عليها هولندا النتي لم تكسر قيد الحنتلل اللماني إل بيد غيرها امن جنود الحلفاء ,وتريد أن تحول بين الشعب السلم الباسل وبين اما هو حق طبيعي له امن حرية واسنتقلل .. وطرابلس الغرب وبرقة :تجهز لها حبائل السنتفنتاء ول يدري عواقب هذه اللعنة السياسية إل ا ,وإن غدا لناظره قريب ... وشمال أفريقيا بأقساامه :تونس والجزائر وامراكش ,يسنتغيث ول امغيث ,ويجاهد اما سنتطاع ليكسر القيود والغلل النتي ضربنتها امن حوله فرنسا ,وحرامنته بها حقه في العيش الحر الكريم ,وامن السنتقلل النتام ... وقل امثل ذلك في كل شعب عربي إسلامي ,فإنك لن تجد واحدا امنها قد سلم امن امناورات الغصب ودسائس السنتعمار ...هذا في أوضاعه السياسية ،وكلها امن حيث الوضاع الجنتماعية ليست أحسن حال امما تقدم ذكره في وادي النيل ...وكلنا في الهم شرق . وأاما النظرة الثالثة :فإلى اما انحدر إليه النتفكير بين زعماء العالم وساسة الشعوب والذين أتاحت لهم المقادير أن يكونوا قادة الدنيا في هذه اليام بعد الحرب العالمية الثانية . لقد اوخنتفت المثل العليا تمام الوخنتفاء ,وغابت عن النظار و القلوب تلك الهداف الجميلة النتي نادى بها هؤلء الناس ساعة العسرة ,وجندوا باسمها قوى الامم ضد الظلم و الطغيان ...فالعدالة الجنتماعية , والحريات الربع ,وامبادئ اميثاق الامم ..الخ .
هذه القائمة الطويلة العريضة امن المبادئ الساامية والهداف المغرية أصبحت في وخبر كان ولم تعد لهؤلء الساسة و الزعماء " فلسفة راقية " يقودون بنتوجيهها العالم إل فلسفة المصالح المادية ،والمطاامع السنتعمارية وامناطق النفوذ والسنتيلء على المواد الخام ! .وكل ذلك على صورة امن الجشع و النهم لم تر الدنيا لها امثيل ول بعد الحرب العالمية الولى .وأصبحت هذه المعاني وحده امحور النتنافس بيت الدول المننتصرة ,روسيا امن جانب وأامريكا وإنجلنترا امن جانب آوخر ,وإن حاولت كل امنها أن تسنتر جشعها وامناورتها بسنتار امن دعوى المبادئ الجنتماعية الصالحة ,والنظم النسانية الفاضلة ,باسم الشيوعية أو الديمقراطية ,وليس وراء هاتين اللفظنتين إل المطاامع السنتعمارية والمصالح المادية في كل امكان . وننتيجة هذا النحراف – الذي هو في حقيقة أامره امسخ لنسانية بنى النسان – ليست إل "الحرب الثالثة " المسلحة بالقنابل الذرية ،والغازات الخانقة والسلحة المهلكة ,واما سمعنا واما لم نسمع عنه بعد امن امعدات الهلك والدامار النتي تمثل اما جاءت به الكنتب السماوية وامن ث , مه ْبُثو س ِ ش اه ْل َ س َكاه ْلَفَرا س ِ ن الَّنا ُ كو ُ م َي ُ وصف القارعة وهول القياامة َ) :يه ْو َ ش( )القارعة. (5-4: مه ْنُفو س ِ ن اه ْل َ عه ْه س ِ ل َكاه ْل س ِ جَبا ُ ن اه ْل س ِ كو ُ َوَت ُ هذه هي صورة الحال في وطننا الخا ص ,وفى وطننا العربي والسلامي وفى وطننا النساني العام ,وإذا لم تقم في الدنيا أامة " الدعوة الجديدة " تحمل رسالة الحق والسلم فعلى الدنيا العفاء , وعلى النسانية السلم ... وإن امن واجبنا وفى يدنا شعلة النور وقارورة الدواء ,أن ننتقدم لنصلح أنفسنا وندعو غيرنا ,فإن نجحنا فذاك ,وإل فحسبنا أن نكون قد بلغنا الرسالة وأدينا الامانة وأردنا الخير للناس ,ول يصح أبدا أن نحنتقر أنفسنا
,فحسب الذين يحملون الرسالت ويقوامون بالدعوات امن عواامل النجاح أن يكونوا بها امؤامنين ,ولها امخلصين ,وفى سبيلها امجاهدين ,وأن يكون الزامن يننتظرها و العالم ينترقبها ...فهل امن امجيب ؟ كُروا َاما م َتَنتَف َّ ن َتُقوُاموا للس ِه َامه ْثَنى وَُفَراَدى ُث َّ ة أ َ ه ْ حَد أ ٍ م س ِبَوا س ِ ك ه ْ ظ ُ ع ُ ما أ َ س ِ ل إ س َِّن َ )ُق ه ْ شس ِديأ ٍد( )سـبأ(46: ب َ عَذا أ ٍ ي َ ن َيَد ه ْ م َبه ْي َ ك ه ْ هَو س ِإل َنس ِذي ٌر َل ُ ن ُ جَّنأ ٍة إ س ِ ه ْ ن س ِ م س ِام ه ْ ك ه ْ حس ِب ُ صا س ِ س ِب َ .
أي لــون نخنتــار؟ ن( عاس ِبُدو َ ن َلُه َ ح ُ غم ًة َوَن ه ْ صه ْب َ ا س ِ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ح َ ن أ َ ه ْ ا َوَام ه ْ غَة س ِ صه ْب َ ) س ِ تسود امجنتمعنا اليوم حيرة ...و إذا داامت هذه الحيرة فليس وراءها إل الثورة ,و الثورة الهوجاء النتي ل غاية لها ,ول ضابط ول نظام ول حدود ,ول تعقيب إل الهلك و الدامار والخسارة البالغة ,وبخاصة في هذا العصر الذي ل يرحم والذي تنتجارى بأهله الهواء كما ينتجارى الكلب بصاحبه ،وفى وطن كمصر تنتطلع إليه النظار وتنتقاذفه المطاامع في الداوخل والخارج . هذا الكلم امنتفق عليه بين كل امن يعنيهم أامر هذا الوطن ,وإنك لنتسمعه امن الزعماء و المفكرين كما تسمعه امن العاامة في امجالسهم و المجنتمعين في أندينتهم وذوى العمال في أاماكن عملهم ،وامن سائق العربة إذا ركبت امعه ,وامن بائع الخضر إذا تحدثت إليه ..وإذا أنكرنا ذلك أو تغافلنا عن أثره ,أو اسنتصغرنا ننتائجه كنا كالنعاامة النتي تدفن رأسها في الرامل وتظن أنها بذلك تخدع الصياد . وامن هذه الثغرة وتطبيقا لهذا القانون الجنتماعي الذي ل ينتخلف ,تأامل المبادئ الجديدة والدعوات الجديدة أن تنفذ إلى امصر ,وتكافح في
سبيل اسنتيلئها على النفوس المصرية والقلوب المصرية أشد الكفاح وتسلك إلى ذلك كل سبيل امسنتطاع وغير امسنتطاع وامن هنا سمعنا كثيرا امن هذه الصوات ينتردد في الصحف السيارة وفى المجالس والمننتديات ,فالشيوعية جادة في فرض تعاليمها على أبناء هذا المجنتمع , والديمقراطية السنتعمارية الهزيلة تحاول امن جانبها أن تقاوم هذا النتيار , وينتوسطهم قوم داعون للشنتراكية ,ويقف السلم العنتيد المسنتقر في هذه القلوب أربعة عشر قرنا ,المسنتولى عليها ,المؤثر فيها بجماله وجلله وسموه وروعنته ,يأبى على الجميع أن ينزل عن امرتبنته أو ينتخلى عن هذه القلوب النتي أامنت به وجاهدت أكرم الجهاد في سبيل إعلئه وبقائه ورفعنته وردت عنه بهذا الجهاد غارات الصليبيين وهجمات النتنتار ن( مو َ عَل ُ س ل َي ه ْ كنَّ أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ ه َوَل س ِ عَلى أ َه ْامس ِر س ِ ب َ غاس ِل ٌ ا َ وامكايد الصهيونية َ) :و ُ )يوسف. (21: ولك إلى امنتى هذا النتطاحن بين هذه الراء و الوضاع ,وهو إن كان اليوم صغيرا فهو لن يظل كذلك ؟! و إلى امنتى ينظر أهل الرأي في امصر إلى هذا الصراع في غفلة وبله وانصراف كأن الامر ل يعنيهم ,وكأنه ينتناول بلدا غير بلدهم وأشخاصا غير أشخاصهم ؟! ..ل امنا ص لنا امن أن نخنتار . وإذا لم نخنتر اليوم ونحن راضون ,فسنقبل غدا – بل الغد القريب جدا – ونحن امرغمون ,وإني لرى الواميض وخلل الراماد ويوشك أن يكون له ضرام . لبد امن أن نخنتار لون الحياة الجديدة النتي نحياها ,ولم تعد أوضاع الحياة الجنتماعية بكل نواحيها في امصر صالحة أامام النتطور الجديد في الوخلق و الفكار وحاجات الناس ,والعاقل امن تدبر الامر قبل وقوعه وأعد له عدته .
وأاماامنا الشيوعية والشنتراكية ,وهما امعنتبرتان في امنطق النتحالف الدولي اليوم امن امعاني الديمقراطية ,ول يسنتطيع الديمقراطيون أن يقداموا غير هذا .وأاماامنا كذلك )نظام السلم( وتوجيه السلم , وتعاليم السلم ,وأحكام السلم . ونحن في الحقيقة لسنا امخيرين ولسنا أحرارا في الوخنتيار ,فإننا جميعا آامنا بهذا السلم الحنيف دينا ودولة ,واعنتبرنا امصر دولة إسلامية ,بل هي زعيمة دول السلم .وقال دسنتورنا صراحة " دين الدولة الرسمي السلم ولغنتها اللغة العربية ". وهذا الشعب – شعب وادي النيل كله في الشمال والجنوب – يدين بهذا الدين الحنيف والقلية غير المسلمة امن أبناء هذا الوطن تعلم تمام العلم كيف تجد الطمأنينة والامن و العدالة و المساواة النتاامة في كل تعاليمه و أحكاامه ,هذا الذى يقول كنتابه : م س ِام ه ْ ن جوُك ه ْ خس ِر ُ م ُي ه ْ م س ِفي الِّدينس ِ َوَل ه ْ م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ ن َل ه ْ ن اَّلس ِذي َ ع س ِ ا َ م ُ )ل َيه ْنَهاُك ُ طينَ( )الممنتحنة: س س ِ مه ْق س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ م إ س ِ َّ طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ س ُ م َوُته ْق س ِ ه ه ْ ن َتَب ُّرو ُ م أ َ ه ْ س ِدَياس ِرُك ه ْ . (8 والكلم في هذا المعنى امفروغ امنه ,وهذا النتاريخ الطويل العريض للصلة الطيبة الكريمة بين أبناء هذا الوطن جميعا – امسلمين وغير امسلمين – يكفينا امؤونة الفاضة والسراف ,فإن امن الجميل حقا أن نسجل لهؤلء المواطنين الكرام أنهم يقدرون هذه المعاني في كل المناسبات ,ويعنتبرون السلم امعنى امن امعاني قوامينتهم وإن لم تكن أحكاامه وتعاليمه امن عقيدتهم . وإذا ل امنا ص للحكوامة المصرية و الهيئات المصرية والحزاب المصرية امن أن تفي بعهدها الشرعي لله ولرسوله يوم نطقت بالشهادتين
فالنتزامت السلم ,وبعهدها المدني الوطني لهذا الشعب يوم أصدرت الدسنتور ,ونصت فيه على أن الدين الرسمي هو السلم ,وبغير ذلك تكون قد غدرت بعهدها ,و وخانت أامانة ا و الناس عندها ,وعليها أن تصارح الشعب ليحدد اموقفه امنها واموقفها امنه ،ول امحل اليوم للمداورة والخداع . وهذا الوفاء سيحمى الوطن امما يهدده امن أوخطار اجنتماعية داهمة , ويعيد الطمأنينة و السكينة إلى النفوس و القلوب ,لكنه يسنتلزم حال تغيير التجاهات و الوضاع كلها و المجاهرة بأن وادي النيل هو حاامل رسالة السلم و امنفذها وامبلغها فى غير امواربة ول وهن ,ول يغنى عن العمل الكلم . فهل تصيخ الذان المغلقة إلى هذا النذير ,فنتعود إلى حجر السلم قول جَر َبه ْيَنُه ه ْ م ش َ ما َ ك س ِفي َ مو َ ك ُ ح ِّ حَّنتى ُي َ ن َ ك ل ُيه ْؤس ِامُنو َ وعمل وتطبيقا ؟؟ )َفل َوَرِّب َ سس ِليما( )النساء: موا َت ه ْ سِّل ُ ت َوُي َ ضه ْي َ ما َق َ حَرجا س ِام َّ م َ سس ِه ه ْ جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ م ل َي س ِ ُث َّ . (65 يا دولة رئيس الحكوامة . ويا رجال الزهر الشريف . ويا رؤساء الهيئات و الجماعات والحزاب . ويا أيها الغيور على امصلحة هذا الوطن العزيز . ويا أبناء هذا الوطن جميعا ... سنُ س ِام َ ن ح َ ا َوَامنه ْ أ َ ه ْ غَة س ِ صه ْب َ إليكم أوجه النداء ,فإلى تعاليم السلم ) ،س ِ ن( )البقرة. (138: عاس ِبُدو َ ن َلُه َ ح ُ غم ًة َوَن ه ْ صه ْب َ ا س ِ س ِ
أل قد بلغت ...اللهم فاشهد .
اعنتراضـــات م َيُقوُلو َ ن ن س ِفيس ِه ه ْ عو َ ساس ِر ُ ض ُي َ م َامَر ٌ ن س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ ) َفَنتَرى اَّلس ِذي َ ح أ َه ْو أ َه ْامأ ٍر ي س ِباه ْلَفه ْنت س ِ ن َيه ْأس ِت َ ا أ َ ه ْ سى ُ ع َ ة َف َ صيَبَنا َداس ِئَر ٌ ن ُت س ِ شى أ َ ه ْ خ َ َن ه ْ ن( م َناس ِدس ِامي َ سس ِه ه ْ س ُّروا س ِفي أ َه ْنُف س ِ عَلى َاما أ َ َ حوا َ صس ِب ُ ه َفُي ه ْ عه ْنس ِد س ِ ن س ِ س ِام ه ْ دعوت قوامي إلى أن يخنتاروا ،أو بعبارة أصح و أوضح ,إلى أن يبروا بعهدهم امع ا وامع أنفسهم فيقيموا دعائم حياتنا الجنتماعية في كل امظاهرها على قواعد السلم الحنيف ,وبذلك يسلم امجنتمعنا امن هذا القلق والضطرابات و البلبلة النتي شملت كل شيء ,والنتي وقفت بنا عن كل تقدم ,والنتي حالت بيننا وبين أن ننتعرف الطريق السوي إلى علج أية قضية امن قضايانا الكثيرة المعلقة في الداوخل و الخارج ,وقلت إنه ل سبيل إلى النجاة إل هذا التجاه عقيدة وعمل بكل اما نسنتطيع امن حزم وسرعة . وقد يقال :كيف ذلك والحياة العصرية في العالم كله ل تقوم على أساس الدين في أية ناحية امن نواحيها ,وقد اصطلحت أامم العالم , النتي بيدها اليوم امقاليد الامور وتوجيه امقدرات الامم والشعوب ,على فصل الحياة الجنتماعية عن العقائد الدينية ,وإقصاء الدين عن كل امرافق الحياة وحصره بين الضمير والمعبد ،وهى وحدها نافذة المؤامن النتي ينتصل امنها بالله . والذين يقولون هذا القول لم يعرفوا " السلم " ,ولم يدرسوا تعاليمه وأحكاامه ,ولم يفقهوه بعد على طبيعنته الصحيحة ووضعه السليم ..امن أنه دين وامجنتمع ,وامسجد ودولة ,ودنيا وآوخرة ،وأنه تعرض لشؤون الحياة الدنيوية العلمية بأكثر امما تعرض به للعمال النتعبدية ,وإن كان
قد أقام الشطرين امعا على دعاامة امن سلامة القلب ،وحياة الوجدان , وامراقبة ا ,وطهر النفس .فالدين على هذا جزء امن نظام السلم , والسلم ينظمه كما ينظم الدنيا تمااما .ونحن كمسلمين امطالبون بأن ن س ِامنَ س ُ ح َ يقوم ديننا ودنيانا على أساس القواعد السلامية َ ) :وَامنه ْ أ َ ه ْ ن( )المائدة. (50: م ُيوس ِقُنو َ كما س ِلَقه ْو أ ٍ ح ه ْ ا ُ س ِ وامن هنا فرق الفقهاء في النظرة النتشريعية بين اما هو امن قواعد أحكام المعااملت وشؤون الحياة الجنتماعية ,فأفسح للنظر والجنتهاد في الثانية اما ليس في الولى حنتى ل يكون على الناس في ذلك حرج سَر( )البقرة. (185: ع ه ْ م اه ْل ُ ك ُ سَر َول ُيس ِريُد س ِب ُ م اه ْلُي ه ْ ك ُ ا س ِب ُ ول امشقة ُ) ,يس ِريُد ُ وتحد ث للناس أقضية بقدر اما أحدثوا امن الفجور . وقد يقال :إن هذا جمود ورجوع بالعالم إلى الوراء ألف عام أو تزيد ، فكيف يعقل أننا نطبق اليوم نظما جاءت لامة عاشت قبلنا بأربعة عشر جيل في أرض غير أرضنا وعلى لون امن الحياة غير ألوان حياتنا ؟! وأين سنة النتطور وقوانين النتقدم والرتقاء ؟ ونقول لهؤلء كذلك إنكم أيضا لم تفهموا طبيعة السلم الحنيف ,الذي جاء للناس فكرة ساامية تحدد الهداف العليا ,وتضع القواعد الساسية ,وتنتناول المسائل الكلية ,ول تنتورط في الجزئيات ,وتدع بعد ذلك للحواد ث الجنتماعية و النتطورات الحيوية أن تفعل فعلها وتنتسع لها جميعا ول تصطدم بشيء امنها . وهذا تاريخ النتشريع السلامي يحدثنا أن ابن عمر رضى ا عنه كان يفنتى في الموسم في القضية امن القضايا برأي ,ثم تعرض عليه في الموسم النتالي امن العام القابل فيفنتى برأي آوخر ..فيقال له في ذلك , فيقول :ذاك على اما علمنا وهذا على اما نعلم أو كلم هذا نحوه . كما يحدثنا أن الشافعي رضى ا عنه وضع بالعراق امذهبه القديم , فلما تمصر وضع امذهبه الجديد نزول على حكم البيئة ,وتمشيا امع
امظاهر الحياة الجديدة امن غير أن يخل ذلك بسلامة النتطبيق على امقنتضى القواعد الساسية الكلية الولى ...وأصبحنا نسمع " :قال الشافعي في القديم .وقال الشافعي في الجديد " ونرى تغير رأى الرجل الواحد في القضية بحسب الزامان تارة – كما فعل بن عمر – وبحسب المكان تارة أوخرى – كما فعل الشافعي – أو بحسبهما امعا كما سمعنا أن عمر رضى ا عنه أامر بعدم القطع في السرقة عام المجاعة ,وجاءه رجل يشكو سرقة وخدامه فأحضرهم فأقروا وذكروا أن السبب ذلك أنه ل يقوم بكفاينتهم امن طعام واملبس ...الخ .فنتركهم عمر قائل : ) إذا سرق وخدامك امرة ثانية قطعت يدك أنت ( واعنتبرها شبهة تدرأ الحد ،ولحظ الظروف والملبسات .. فهل يقال بعد هذا إن في الرجوع إلى النظام السلامي رجعية وجمودا ,وليست في الدنيا شريعة تقبل النتطور ,وتساير امقنتضيات النتقدم , وتنتمنتع بمعاني المرونة و السلسة والسعة كشريعة السلم الحنيف , مَنتُه ع َ م س ِن ه ْ م َوس ِلُيس ِنت َّ طِّهَرُك ه ْ ن ُيس ِريُد س ِلُي َ ك ه ْ ج َوَل س ِ حَر أ ٍ ن َ م س ِام ه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ل َ ع َ ج َ ا س ِلَي ه ْ )َاما ُيس ِريُد ُ ن( )المائدة. (6: كُرو َ ش ُ م َت ه ْ ك ه ْ عَّل ُ م َل َ ك ه ْ عَله ْي ُ َ وقد يقال إن الجهر بالعودة إلى نظام السلم امما يخيف الدول الجنبية و الامم الغربية ,فنتنتألب علينا وتنتجمع ضدنا ,ول طاقة لنا بهم ول قدرة لنا عليهم ,وهذا امننتهى الوهن وغاية الفساد في النتقدير وقصر النظر .. وها نحن أولء نرى هذه الدول وقد سايرناها في نظمها ,وأوخذنا بألوان حياتها ,واتبعناها في تقاليدها ,فهل أغنى ذلك عنا شيئا ؟! وهل دفع امن كيدها ؟ وهل امنعها امن أن تحنتل أرضنا ،وتسلب اسنتقللنا وتسنتأثر بخيرات بلدنا ،ثم تنتجمع في كل امؤتمر أو امجنتمع دولي ضد حقوقنا وتثير المشكلت والصعاب والعقبات في وجوهنا ,ول تنتأثر إل بشيء واحد هو ظروفها وامصالحها فقط ،ول يعنيها بعد ذلك إل أنها نصرانية, فقد رأيناها في الحرب الماضية يحطم بعضها بعضا ,وكلها امسيحية , وتنتملق امع هذا دول السلم وأاممه وشعوبه ,وتنتزلف إليه بمعسول
وحلو الحديث ,وهاهم أولء جميعا يناصرون الصهيونية اليهودية وهى أبغض اما تكون إليهم لرتباط امصالحهم المادية وأغراضهم السنتعمارية بهذه المناصرة .وقد أصبح هذا المعنى امعلواما في تصرفات كل الساسة الغربيين. إذن فلن يجدينا شيئا عندهم أن ننتنصل امن السلم ,ولن يزيدهم فينا بغضا أن نعلن النتمسك به والهنتداء بهديه ,وبخاصة وهم الن امعسكران امخنتلفان امنتنافسان على المصالح المادية وحدها. ولكن وخطر النتنصل امن السلم والنتنكر له عظيم على كياننا نحن ,فما دامنا بعيدين عن تشرب روحه وتحقيق تعاليمه ,فسنظل حائرين فنتنتحطم امعنوياتنا .امنتفرقين فنتضعف قوتنا .ولو أوخذنا بالحزم وأعلناها صريحة واضحة :أننا امعشر أامم السلم ل شيوعيون ول ديمقراطيون ول شئ امن هذا الذي يزعمون ،ولكننا بحمد ا امسلمون ،لرتسمت أاماامنا توا طريق الهداية والنور ،ولجمعنتنا كلمة السلم ,ووحدت بيننا وبين إوخواننا جميعا في أقطار الرض ...وفى ذلك وحده – ول شئ غيره – القوة والمنقذ أامام هذا العدوان الغربي السنتعماري الجارف الذي يهددنا في كل امكان . ووخلصة هذا الكلم في إيجاز :أننا إذا لحظنا غضب الغربيين ورضاهم في تمسكنا بالسلم أو بعدنا عنه ،فليس لهذا امن امعنى إل أننا إن لم ننتمسك بالسلم فلن نكسب رضاهم وسنخسر أنفسنا ،في حين أننا إذا تمسكنا به وتجمعنا امن حوله واهنتدينا بهديه كسبنا أنفسنا ول شك . وكان هناك احنتمال قوى أن نكسبهم أيضا بنتأثير قوة الوحدة فأي الرأيين أولى بالتباع يا أولي اللباب ؟ ! أاما اعنتراض القليات الغير امسلمة فقد أشرنا إليه امن قبل ول نريد أن نطيل فيه القول اليوم ,فالامر أوضح امن أن يكون اموضع امراء .
إنه ليس أامام الامم السلامية اليوم إل هذه الفرصة ،وإن الدول الغربية تدرك هذا تمااما ،فهي تشغلنا بأنفسنا ،وتزيدنا حيرة على حيرة .وليس في الوقت امنتسع للنتردد ,وإن تبعة امن ل يعلم في عنق امن يعلم ،ول يصلح الناس فوضى ل سراة لهم . فيا رئيس الحكوامة ...ويا رجال الزهر الشريف... ويا أعضاء الجماعات والحزاب ويا ذوى الغيرة على هذا الوطن . ويا أبناءه جميعا ...إليكم أقول : عوا ن إ س َِذا ُد ُ مه ْؤس ِامس ِني َ ل اه ْل ُ ن َقه ْو َ ما َكا َ عودوا إلى السلم تغنموا وتسلموا ) :إ س َِّن َ عَنا( )النور. (51: ط ه ْ عَنا َوأ َ َ م ه ْ س س ِ ن َيُقوُلوا َ م أ َ ه ْ م َبه ْيَنُه ه ْ ك َ ح ُ سوس ِلس ِه س ِلَي ه ْ ا َوَر ُ إ س َِلى س ِ أل قد بلغت ...اللهم فاشهد
قضينتنا الوطنية في ضوء النتوجيه السلامي حقوقنا الوطنية امعروفة ،أعلننتها الامة بكل وضوح وجلء على لسان أحزابها وهيئاتها وجماعاتها وأفرادها في كل المناسبات ،وهى :تحقيق وحدة وادي النيل جنوبه وشماله ,وجلء القوات الجنبية عنه جميعا , لنتنتم بذلك حرينته واسنتقلله . والسلم الحنيف يعلن الحرية ويزكيها ،ويقررها للفراد والامم والجماعات بأفضل امعانيها ،ويدعوهم إلى العنتزاز بها والمحافظة عليها ،ويقول نبيه صلى ا عليه وسلم ) :امن أعطى الذلة امن نفسه طائعا غير امكره فليس امنى( .وهو يحارب هذه اللصوصية الدولية النتي يسمونها السنتعمار بكل اما فيه امن قوه ،ول ترضى تعليمها أبدا بأن تسود أامة أو يرهق شعب شعبا آوخر ،ول تزال كلمة عمر الفاروق رضى
ا عنه ترن في الذن حين قال لعاامله عمرو بن العا ص ) :امنتى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أامهاتهم أحرارا( . ويوم حمل الفاتح المسلم سيفه على عاتقه ،وانطلق غازيا في أراضى ا لم يكن يرجوا امن وراء ذلك امغانم دنيوية ،ولم يكن ينتطلع إلى وخيرات الامم والشعوب ليسنتأثر بها دونها وإن اامنتلت يداه امنها بغير قصد امنه ..ولكن كان يؤامن بدعوته ويحمى رسالنته ،ويحمى في العالم امبادئ الحق والعدل والسلم وتاريخ الصدر الول امن أئمة المسلمين الراشدين المهديين – وهم الحجة للسلم – يعطيك هذه الصورة بنية المعالم ،واضحة الحدود . والسلم امع هذا يعنتبر الامة السلامية أامينة على رسالة ا في أرضه ، وله في العالم امرتبة الساتذة – ول نقول امرتبة السيادة – بحكم هذه الامانة ،فل يسمح لها أن تذل لحد ،أو تسنتعبد لحد ،أو تلين قناتها عَلى ن َ كاس ِفس ِري َ ا س ِله ْل َ ل ُ ع َ ج َ ن َي ه ْ لغاامز أو تخضع لغاصب امعنتدا أثيم َ) :وَل ه ْ سس ِبيل م ً( )النساء. (141: ن َ مه ْؤس ِامس ِني َ اه ْل ُ ويوم قرر السلم هذا ،قرر الطريق العلمي لحماية هذه الحرية . فافنترض الجهاد بالنفس والمال ،وجعله فرض كفاية لنتأامين الدعوة ، وفرض عين على كل أبناء الامة لرد العدوان على الوطن إذ واجهنته قوات الغزاة امن غير المسلمين ،وجعل الشهادة أعلى امراتب اليمان , ووعد المجاهدين النصر و النتأييد في الدنيا ,والخلود والبقاء والنعيم المقيم في الوخرة ،وأعلن أن الجهاد أفضل العمال بعد اليمان , ظ ُ م ع َ م أ َ ه ْ سس ِه ه ْ م َوأ َه ْنُف س ِ ا س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ ل س ِ سس ِبي س ِ هُدوا س ِفي َ جا َ جُروا َو َ ها َ ن آَامُنوا َو َ )اَّلس ِذي َ ضَوا أ ٍ ن مأ ٍة س ِامه ْنُه َوس ِر ه ْ ح َ م س ِبَر ه ْ م َر ُّبُه ه ْ ه ه ْ شُر ُ ن ُ ,يَب ِّ م اه ْلَفاس ِئُزو َ ه ُ ك ُ ا َوُأوَلس ِئ َ عه ْنَد س ِ جم ًة س ِ َدَر َ م( ظي ٌ ع س ِ ج ٌر َ ه أ َ ه ْ عه ْنَد ُ ا س ِ ن س ِفيَها أ ََبدا إ س ِنَّ َ وخاس ِلس ِدي َ مَ , م ُامس ِقي ٌ عي ٌ م س ِفيَها َن س ِ ت َلُه ه ْ جَّنا أ ٍ َو َ )النتوبة. (22-20:
وامع هذا فقد رحب السلم بالوسائل السلمية وإنهاء الخصوامة امنتى أدت سه ْل س ِ م حوا س ِلل َّ جَن ُ ن َ هذه الوسائل إلى العنتراف بحق الكمال لصحابه َ) ,وإ س ِ ه ْ ا( )لنفال . (61:واما وخير النبي صلى ا عليه عَلى س ِ ل َ ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ جَن ه ْ َفا ه ْ وسلم بين أامرين إل اوخنتار أيسرهما اما لم يكن امحراما ,وامن السلم المفاوضة إذا أوصلت إلى الحق الكاامل ,وقد فاوض رسول ا صلى ا عليه وسلم في الحديبية ,وامن السلم النتحاكم إذا أدى إلى هذا الحق أيضا .وإن كنا ل نعلم إن رسول ا صلى ا عليه وسلم – أو أحد امن الخلفاء الراشدين المهديين رضي بنتحكيم كافر .ولكنه امقنتضى عموم الية ,ولزم التفاق على الخير ،الذي ل يمنعه السلم بين المسلمين وغيرهم امنتى كان فيه امصلحة لهم وليس فيه ضرر عليهم . فإذا فشلت هذه الجهود السلمية فإن رأى السلم صريح في )النبذ( الذي ينتضمن إعلن الخصوامة ،ثم الوخذ توا بكل وسيلة امن وسائل ال ن َ ء إ س ِ َّ سَوا أ ٍ عَلى َ م َ وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ إ س َِله ْيس ِه ه ْ م س ِ ن َقه ْو أ ٍ ن س ِام ه ْ خاَف َّ الجهاد َ) :وإ س َِّاما َت َ ع ُّدوا ن َ ,وأ َ س ِ جُزو َ ع س ِ م ل ُي ه ْ سَبُقوا إ س َِّنُه ه ْ ن َكَفُروا َ ن اَّلس ِذي َ سَب َّ ح َ ن َ ,ول َي ه ْ خاس ِئس ِني َ ب اه ْل َ ح ُّ ُي س ِ عُدَّو س ِ ا ن س ِبس ِه َ ل ُته ْرهس ُِبو َ خه ْي س ِ ط اه ْل َ ن س ِرَبا س ِ ة َوس ِام ه ْ ن ُقَّو أ ٍ م س ِام ه ْ عُنت ه ْ ط ه ْ سَنت َ م َاما ا ه ْ َلُه ه ْ م( )لنفال. (60-58: عُدَّوُك ه ْ َو َ وقد وعد ا المجاهدين للحق أن يدافع عنهم ،وينصرهم ل امحالة على أعدائهم امهما يكن عدوهم كاامل الهبة ،عظيم العدد ،امراموق العدة ، قوى الوسائل ،وعليهم أل يعبأوا بذلك ،وإن يعنتمدوا على ا وحده , ن( )الروم , (47:هذه الحكام جميعا مه ْؤس ِامس ِني َ صُر اه ْل ُ عَله ْيَنا َن ه ْ حتّقا َ ن َ )َوَكا َ امقررة في السلم يعرفها بنتفصيل أوسع واسنتدلل أقوى وأدق وأحكام كل امن نهل امن امعينه ,وأوخذ بحظ امن الفقه فيه ,وعلى ضوئها نسنتطيع أن نحل قضينتنا الوطنية النتي وصلت إلى حد امن الرتباك ,واضطربت الذهان ,وإليك بيان بذلك :
لقد فاوضنا فلم نصل إلى شيء لنتعنت النجليز وتصلبهم وامناورتهم . واحنتكمنا فلم نصل إلى شئ ،كذلك أامام تغليب المصالح الدولية والمطاامع السنتعمارية ,ولقد قال كاتب فاضل :أننا وصلنا إلى كسب أدبي عظيم بالدعاية الواسعة لقضينتنا بطرحها أامام أنظار العالم كله ، وإوخراجها امن حيث النتفاهم الثنائي الضيق ,إلى حيز النتحاكم الدولي الواسع ،وذلك صحيح ولكن هذا الكسب الدبي لم يغنى عن الحقيقة الواقعة شيئا ،وهى أننا امازلنا امع النجليز حيث كنا لم نقدم وخطوة ,بل أن هذا الركود كان امدعاة إلى النتساؤل والبلبلة . لم يبقى إذا إل )النبذ على سواء( بأن نعلنهم بالخصوامة الصريحة السافرة ،ونقرر في صراحة إلغاء اما بيننا وبينهم امن امعاهدات واتفاقات ,ونعلن اعنتبارا أامة وادي النيل امعهم في حالة حرب -ولو سلبية - وننظم حياتنا على هذا العنتبار . اقنتصاديا :بالكنتفاء والقنتصار على اما عندنا وعند إوخواننا امن العرب والمسلمين والدول الصديقة إن كانت. واجنتماعيا :تشجيع روح العزة والكراامة وحب الحرية . وعلميا :بنتدريب الشعب كله تدريبا عسكريا حنتى يأتى أامر ا. وتهيأ نفوس الشعب لذلك بدعاية واسعة تاامة كااملة ،كم تفعل الامم إذا واجهت حالة الحرب الحقيقية ،وتنتغير كل الوضاع الجنتماعية على هذه الساس . وهذا العمل ل ينتسنى للفراد ول للهيئات ابنتداء ,ولكن الحكوامة هي المسئولة عنه أول م ً وأوخيرا ،فأاما الشعب نقولها في صراحة ووضوح وثقة ،أنه على أتم اسنتعداد لبذل كل شيء لو سلكت الحكوامة هذا السبيل ،
إنه امسنتعد ليجوع ويعرى … وليموت ويناضل ،ويكافح بأشد النضال والكفاح ..ولكن على شريطة أن يكون ذلك في سبيل حرينته واسنتقلله ل في سبيل ارتباك اللجان الحكوامية ،وضعف الوسائل الدارية والنتخبط في السياسة القنتصادية والوقوف أامام امكائد النجليز وضغطهم اموقف المسنتسلمين العاجزين . لقد سمعت عاامل فقيرا يقول حين صدرت الواامر بخلط الخبز :إنني امسنتعد أنا وأولدي أن نأكل كل يوم امرة واحدة ,إذا وثقنا امن أن هذا في سبيل الحرية والنتخلص امن النجليز ,ولكنني ساوخط كل السخط لني ل أفهم لماذا نلجأ إلى هذا الخلط ونحن بلد زراعي أعظم امحصوله المواد الغذائية؟! فالشعب على أتم اسنتعداد للبذل ,ولكن في الطريق واضحة امرسوامة تؤدى إلى الحرية أو الشهادة ,بقيادة حكوامة حازامة ترسم له في قوة وإوخل ص امراحل هذا الطريق ,أاما إذا اسنتمرت الحكوامة في ترددها وتراوخيها واضطرابها ،فلن يؤدى ذلك بالشعب إل إلى أحد أامرين ،إاما أن يثور ،وإاما أن يموت ،و كلهما جريمة وطنية ل يغنتفرها أبدا النتاريخ . فيا دولة رئيس الحكوامة .. ويا رجال الزهر الشريف .. و يا زعماء الهيئات والحزاب .. ويا ذوى الغيرة على هذا الوطن .. ويا أبناء الامة جميعا : هذه هي الطريق فاسلكوها في ضوء السلم وا امعكم .
أل قد بلغت ..اللهم فأشهد
وحدتنا في ضوء النتوجيه السلامي م َفاَّتُقو س ِ ن ك ه ْ ة َوأ ََنا َر ُّب ُ حدَ م ً م أ َُّامم ًة َوا س ِ ك ه ْ ه أ َُّامُنت ُ هذس ِ س ِ ن َ َوإ س ِ َّ بالامس وضعت بين يدي قوامي وفي قضينتنا الوطنية الخاصة ،توجيه السلم الذي هو أوخصر الطرق كلها حل م ً حاسما كريما ،والذي ل يعدوا النبذ بالخصوامة ،وإعداد وسائل الجهاد ,وامنتى فعلنا ذلك ,فقد وخرجنا ول شك امن هذه الحيرة ،ووجدنا الجواب الصحيح لهذا السؤال الذي ينتحرك به كل لسان ،وينتردد في وخاطر كل امواطن :اماذا نعمل الن ؟ . والحق أننا ل نحار لننا ل نريد أن نفعل شيئا ,ونهرب امن تبعات العمل , ونفر امن ثقل النتضحيات وتكاليف الكفاح ،ونلنتمس اللين والسهولة دائما ،ول نفكر في سواهما ,وننتصور أن الحرية والسنتقلل يهبطان امن السماء بغير عمل ,والسماء ل تمطر ذهبا ول فضة ،ول تفيض بحرية أو اسنتقلل ..ولو كنا جادين حقيقة في الطلب ،لسرنا في الطريق بعد أن عرفنا في كلمنتين اثنين )ننبذ ،ونجاهد( ،والنصر بعد ذلك امن عند ا . والن أعرض لموضوع آوخر ينتصل بقضينتنا الوطنية العاامة ،النتي تننتظم قضايا الامة العربية بمخنتلف شعوبها والعالم السلامي كله ,لنرى كيف تحل هي الوخرى في ضوء توجيه السلم الحنيف . امعلوم أن السلم رسالة عالمية جاءت لخير الامم والشعوب جميعا ،ل ك اَّلس ِذي َنَّز َ ل فرق بين عربي أو عجمي أو شرقي أو غربي َ) :تَباَر َ ن َنس ِذيرا( )الفرقان . (1:ولهذا دعا إلى مي َ عاَل س ِ ن س ِله ْل َ كو َ ه س ِلَي ُ عه ْبس ِد س ِ عَلى َ ن َ اه ْلُفه ْرَقا َ القضاء على الفوارق الجنسية والعنصرية ،و أعلن الوخوة النسانية ،
ورفع لواء العالمية بين الناس لول امرة في تاريخ البشرية َ) :يا أ َ ُّيَها جَها َوَب َّ ث ق س ِامه ْنَها َزه ْو َ وخَل َ ة َو َ حَد أ ٍ س َوا س ِ ن َنه ْف أ ٍ م س ِام ه ْ ك ه ْ وخَلَق ُ م اَّلس ِذي َ ك ُ س اَّتُقوا َرَّب ُ الَّنا ُ ن َ ا م إ س ِ َّ حا َ ن س ِبس ِه َوال َه ْر َ ءُلو َ سا َ ا اَّلس ِذي َت َ ء َواَّتُقوا َ سا م ً جال م ً َكس ِثيرا َوس ِن َ ما س ِر َ س ِامه ْنُه َ م َرس ِقيبا( )النساء. (1: ك ه ْ عَله ْي ُ ن َ َكا َ وامعلوم أن السلم كذلك قد قرر امن باب الول أقوى امعاني الوخوة بين المؤامنين به والمننتسبين إليه والمعنتقدين لرسالنته ،حنتى جعل الوخوة ة( وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ امعنى امن امعاني اليمان ،بل هي أكمل امعانيه ) :إ س َِّن َ )الحجرات) , (10:المسلم أوخو المسلم ،ل يظلمه ول يسلمه( ) ،وامثل المؤامنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا إشنتكى امنه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى( ) ,والمؤامن للمؤامن كالبنيان يشد بعضهم بعضا( . ويوم واجه المسلمون العالم كله صفا واحدا وقلبا واحدا في ظل هذه الوخوة الصادقة الحقة ،لم تلبث أاماامهم اممالك الروابط الدارية أو السياسية المجردة ساعة امن نهار ،وانهزم أاماامهم – بغير نظام – الروم والفرس على السواء .وكونوا إامبراطورية ضخمة تمنتد امن المحيط إلى المحيط ،ذات علم وحضارة ،وقوة وإشراق . عوا ويوم غفلوا عن سر قوتهم ,ولم يأوخذوا بهدى كنتابهم َ) :ول َتَناَز ُ ن( )لنفال, (46: صاس ِبس ِري َ ع ال َّ ا َام َ ن َ صس ِبُروا إ س ِ َّ م َوا ه ْ ك ه ْ ح ُ ب س ِري ُ ه َ شُلوا َوَته ْذ َ َفَنته ْف َ ودب إليهم داء الامم امن قبلهم امن تغليب المصالح المادية الزائلة على الوخوة اليمانية الباقية … تمزقت هذه الامبراطورية أيدي ابن سبأ , ولعبت بها المطاامع الخارجية والداوخلية ،واننتهى أامرها امؤوخرا بعد الحرب العالمية الولى إلى النهيار ،والوقوع في أسر وخصوامها امن غير المسلمين ,الذين احنتلوا أرضها ،واملكوا أامرها ,وتقاسموها فيما بينهم ، وظنوا أنه قد اننتهى أامر السلم ووخنتمت الحروب الصليبية أفضل وخنتام .
وكانت الدسيسة الكبرى النتي اقنتحمت على المسلمين عقولهم وقلوبهم أول م ً ،ثم أراضيهم وبلدهم ثانيا ،هي تأثرهم بالعنصرية والشعوبية ، واعنتداد كل أامة امنهم بجنسها ،وتناسى اما جاء به السلم امن القضاء على عصبية الجاهلية والنتفاوخر بالجناس واللوان والنساب . وقد اننتهت الحرب العالمية الثانية ,النتي قضت على العنصريات الحديثة في أوربا ،عنصرية النازية والفاشية ،فرأينا بعدها الدول الوربية الكبرى تسعى سعيا حثيثا إلى النتجمع والنتكنتل ،باسم العنصريات تارة , والمصالح تارة أوخرى ..فروسيا تحاول أن تجمع العنصر الصقلبى بكل شعوبه تحت لواء التحاد السوفينتي ,وإنجلنترا وأامريكا تنتجمعان باسم الجنس واللغة ،ثم تنتقاسمان بعد ذلك أامم العالم وامناطق النفوذ في الرض باسم المصالح والضروريات الحيوية ,وتسنتر هذا النتنافس بينها بنتكوين هيئة الامم المنتحدة لنتوهم الناس أنها تزكى العالمية ،وتعمل لخير بنى النسان ,كما رأينا هذه الدول نفسها تنتجمع ضد حقوقنا الوطنية ،وتخذلنا في كل قضية امن قضايانا الجوهرية ,سواء عرضت على امجلس الامن أم في هيئة الامم المنتحدة ,كما حد ث في قضية امصر ,وفى قضية فلسطين ,وفي قضية إندونيسيا . نحن أامام كل هذه الوضاع العالمية الجديدة ،وأامام تشابه قضايانا ، فهي كلها قضية واحدة امعناها اسنتكمال الحرية والسنتقلل ,وتكسير قيود السنتغلل والسنتعمار ..ول بد أن نلجأ امن جديد إلى اما فرضه السلم على أبناءه امنذ أول يوم ،حين جعل الوحدة امعنى امن امعاني اليمان … يجب أن ننتكنتل وننتوحد .وقد بدأنا بالجاامعة العربية ،وهى وإن كانت لم تسنتقر بعد السنتقرار الكاامل ،إل أنها نواه طبية امباركة على كل حال ،فعلينا أن ندعمها ونقويها ،ونخلصها امن كل اما يحيط بها امن عواامل الضعف والنتخلخل .وعلينا أن نوسع الدائرة حنتى تنتحقق رابطة أامم السلم – عربية وغير عربية – فنتكون نواه )لهيئة الامم السلامية(
بأذن ا … وبهذه الطريقة ،والنتي سنتضيف إلى وسائلنا الخاصة بكل أامة ،امن النبذ والجهاد امعنى آوخر امن امعاني القوة ,وهي الوحدة والنتجمع ،نسنتطيع أن ننتخلص ،وأن نحفظ النتوازن العالمي بين الامم الطاامعة ،والدول المنتنافسة على المغانم والحطام . والمسؤول عن تحقيق هذه الخطوات ،الحكوامات العربية والسلامية جميعا ،وكل دعاة الصلح في هذه الشعوب امن رسميين وأهليين . ميعا َول َتَفَّرُقوا( )آل ج س ِ ا َ ل س ِ حه ْب س ِ موا س ِب َ ص ُ عَنت س ِ واليوم أوجه النداء َ) :وا ه ْ عمران. (103: أل قد بلغت ..اللهم فاشهد . حسـن البنــا
نظام الحكم م أ َنه ْ ه ه ْ م َواحه َْذه ْر ُ ه ه ْ ء ُ ع أ َهه َْوا َ ا َول َتَّنتس ِب ه ْ ل ُ ما أ َه ْنَز َ م س ِب َ م َبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ ح ُ ن ا ه ْ َوأ َ س ِ ا إ س ِلَه ْي َ ك ل ُ ض َاما أ َه ْنَز َ ع س ِ ن َب ه ْ ع ه ْ ك َ َيه ْفس ِنتُنو َ الحكوامة في السلم يفنترض السلم الحنيف الحكوامة قاعدة امن قواعد النظام الجنتماعي الذي جاء به للناس ،فهو ل يقر الفوضى ،ول يدع الجماعة المسلمة بغير إامام ،ولقد قال الرسول صلى ا عليه وسلم لبعض أصحابه : )إذا نزلت ببلد وليس فيه سلطان فارحل عنه( ,كما قال في حديث آوخر لبعض أصحابه كذلك ) :إذا كننتم ثلثة فأامروا عليكم رجل( .
فمن ظن أن الدين – أو بعبارة أدق السلم – ل يعرض للسياسة ،أو أن السياسة ليست امن امباحثه ،فقد ظلم نفسه ،وظلم علمه بهذا السلم ول أقول ظلم السلم فإن السلم شريعة ا ل يأتيها الباطل امن بين يده ول امن وخلفه ..وجميل قول الامام الغزالي رضى ا عنه : )اعلم أن الشريعة أصل ،والملك حارس ،واما ل أصل له فمهدوم واما ل حارس له فضائع( فل تقوم الدولة السلامية إل على أساس الدعوة ، حنتى تكون دولة رسالة ل تشكيل إدارة ،ول حكوامة امادة جاامدة صماء ل روح فيها ,كما ل تقوم الدعوة إل في حماية تحفظها وتنشرها وتبلغها وتقويها . وأول وخطئنا أننا نسينا هذا الصل ففصلنا الدين عن السياسة عمليا ,وإن كنا لن نسنتطيع أن ننتنكر له نظريا فنصصنا في دسنتورنا على أن دين الدولة الرسمي هو السلم ,ولكن هذا النص لم يمنع رجال السياسة وزعماء الهيئات السياسية أن يفسدوا الذوق السلامي في الرؤوس ، والنظرة السلامية في النفوس ,والجمال السلامي في الوضاع ، باعنتقادهم وإعلنهم وعملهم على أن يباعدوا دائما بين توجيه الدين وامقنتضيات السياسة ،وهذا أول الوهم و أصل الفساد . عائم الحكم السلامي
والحكوامة في السلم تقوم على قاعدة امعروفة امقررة ،هي الهيكل الساسي لنظام الحكم السلامي ..فهي تقوم على امسؤولية الحاكم ووحدة الامة واحنترام أرادتها ول عبرة بعد ذلك بالسماء والشكال . امسئولية الحاكم : فالحاكم امسئول بين يدي ا وبين الناس ،وهو أجير لهم وعاامل لديهم ،ورسول ا صلى ا عليه وسلم يقول ) :كلكم راع وكلكم امسئول عن
رعينته( ،وأبو بكر رضى ا عنه يقول :عنداما ولى الامر وصعد المنبر: )أيها الناس ،كنت أحنترف لعيالي فأكنتسب قوتهم ،فأنا الن أحنترف لكم ،فافرضوا لي امن بيت امالكم( .وهو بهذا قد فسر نظرية العقد الجنتماعي أفضل وأعدل تفسير ،بل هو وضع أساسه ,فما هو إل تعاقد بين الامة والحاكم على رعاية المصالح العاامة ,فإذا أحسن فله أجره ,وإن أساء فعليه عقابه . وحدة الامة : والامة السلامية واحدة ,لن الوخوة النتي جمع السلم عليها القلوب أصل امن أصول اليمان ل ينتم إل بها ول ينتحقق إل بوجودها .ول يمنع ذلك حرية الرأي وبذل النصح امن الصغير إلى الكبير ،وامن الكبير إلى الصغير ،وذلك هو المعبر عنه في عرف السلم ببذل نصيحة ،والامر المعروف النهى عن المنكر ،وقال رسول ا صلى ا عليه وسلم : )الدين النصيحة( ،قالوا :لمن يا رسول ا ؟ قال) :لله ولرسوله ولكنتابه ولئمة المسلمين وعاامنتهم( وقال ) :إذا رأيت أامنتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع امنها( ،وفي رواية ) :وبطن الرض وخير لهم امن ظهرها( ،وقال ) :سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ،ورجل قام إلى إامام جائر فأامره ونهاه فقنتله( . ول تكون الفرقة في الشؤون الجوهرية في الامة السلامية ،لن نظام الحياة الجنتماعية الذي يضمها نظام واحد هو السلم ،امعنترف به امن أبنائها جميعا .والخلف في الفروع ل يضر ،ول يوجد بغضا ول وخصوامة ول حزبية يدور امعها الحكم كم تدور ..ولكنه يسنتلزم البحث والنتمحيص والنتشاور وبذل النصيحة ,فما كان امن المنصو ص عليه فل اجنتهاد فيه واما ل نص فيه فقرار ولى الامر يجمع الامة عليه وهى شيء بعد هذا . احنترام إرادة الامة :
وامن حق الامة السلامية أن تراقب الحاكم أدق امراقبة ،وأن تشير عليه بما ترى فيه الخير ,وعليه أن يشاورها وأن يحنترم إرادتها ,وأن يأوخذ ه ه ْ م شاس ِوه ْر ُ بالصالح امن آراءها ,وقد أامر ا الحاكمين بذلك فقال َ) :و َ س ِفي ال َه ْامس ِر( )آل عمران . (159:وأثنى به على المؤامنين وخيرا فقال : م( )الشورى. (38: شوَرى َبه ْيَنُه ه ْ م ُ ه ه ْ )َوأ َه ْامُر ُ ونصت على ذاك سنة رسول ا صلى ا عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهدين امن بعدهم ..إذا جاءهم ,أامر جمعوا أهل الرأي امن المسلمين واسنتشاروهم ونزلوا عند الصواب امن آرائهم ،بل أنهم ليندبونهم إلى ذلك ويحثونهم عليه .فيقول أبو بكر رضى ا عنه ) :فإن رأينتموني على حق فأعينوني وإن رأينتموني على باطل فسددوني أو ي اعوجاجا فليقوامه( . قواموني( ,ويقول عمر بن الخطاب) :امن رأى ف تّ )والنظام السلامي( في هذا ل يعنيه الشكال ول السماء امنتى تحققت هذه القواعد الساسية النتي ل يكون الحكم صالحا بدونها ,وامنتى طبقت تطبيقا يحفظ النتوازن ول يجعل بعضها يطغى على بعض ,ول يمكن أن يحفظ هذا النتوازن بغير الوجدان الحي والشعور الحقيقي بقدسية هذه النتعاليم ،وإن في المحافظة عليها وصياننتها الفوز في الدنيا والنجاة في الوخرة ،وهو اما يعبرون عنه فالصطلح الحديث )بالوعي القوامي( أو النضج السياسي أو )النتربية الوطنية( أو نحو هذه اللفاظ ،وامردها جميعا إلى حقيقة واحدة هي اعنتقاد صلحية النظام ،والشعور بفائدة المحافظة عليه … إذ أن النصو ص وحداها ل تنهض بأامة كااملة كما ل ض عادل نزيه . ينفع القانون إذا لم يطبقه قا أ ٍ ونحن في حياتنا العصرية قد نقلنا امن أوربا هذا النظام النيابي الذي تعيش في ظله حكواماتنا الن ,ووضعنا دسنتورنا على أساسه ،وتغيير هذا الدسنتور امرة باسمه كذلك ،وجربنا الكثير امن آثاره ،فإلى أي امدى
ينطبق هذا النظام على السلم ؟ وإلى أي امدى كانت فائدتنا امنه طوال هذه المدة ؟ ذلك اما سنعرض له إن شاء ا .
امسؤولية الحاكم م ُيوس ِقُنو َ ن كما س ِلَقه ْو أ ٍ ح ه ْ ا ُ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ح َ ن أ َ ه ْ ن َوَام ه ْ غو َ هس ِلَّيس ِة َيه ْب ُ جا س ِ م اه ْل َ ك َ ح ه ْ أ ََف ُ
قدامت في الكلمة السابقة أن الدعائم النتي يقوم عليها نظام الحكم السلامي ثل ث : ) أ ( امسؤولية الحاكم . )ب( ووحدة الامة . )جـ( واحنترام إرادتها . ولقد تحقق هذا النظام بأكمل صورة في عهد الخلفاء الراشدين بعد رسول ا صلى ا عليه وسلم ا عليه وسلم .فكانوا يشعرون أتم الشعور بالنتبعات الملقاة على كواهلهم كحكام امسؤولين عن رعاياهم . ويظهر ذلك في كل أقوالهم وتصرفاتهم وحسبك أن تقرأ اما قاله عمر بن الخطاب رضى ا عنه حيت ولي الخلفة ،وعمر بن عبد العزيز حين وليها كذلك ,وجاءت سيرتاهما امطابقنتين لقولهما ) :أيها الناس قد وليت عليكم ،ولول رجاء أن أكون وخيركم لكم ،وأقواكم عليكم ،وأشدكم اضطلعا بما ينوب امن امهم أاموركم ،اما توليت ذلك امنكم ،وكفي عمر ُامس ِهما امحزنا اننتظار اموافقة الحساب ،يأوخذ حقوقكم كيف أوخذها ووضعها أين أضعها ،وبالسير امنكم كيف أسير فربى المسنتعان( ،فإن عمر أصبح ل يثق بقوة و ل حيلة إن لم ينتداركه ا عز وجل برحمنته وعونه وتأييده ،
وكان يقول ) :لو أن جمل م ً هلك ضياعا بشط الفرات لخشيت أن يسأل ا عنه آل الخطاب( . وقال عمر بن عبد العزيز في وخطبنته ) :أاما بعد ،فإنه ليس بعد نبيكم صلى ا عليه وسلم نبي ,ول بعد الكنتاب الذي أنزل عليه كنتاب ,أل اما أحل ا عز وجل إلى يوم القياامة ،واما حرم ا حرام إلى يوم القياامة ، أل لست يقاض ولكنني امنفذ ،أل إني لست بخيركم ولكنى رجل امنكم غير أن ا جعلني أثقلكم حمل م ً( .وقدامت إليه امراكب الخلفة بعد دفن سليمان بن عبد الملك فأامر بنتأوخيرها ،وركب بغلنته وعاد إلى امنزله ، ؟ فقال : فدوخل عليه اموله امزاحم فقال :يا أامير المؤامنين لعلك امهنتم )بمثل هذا الامر الذي نزل بي اهنتممت ،إن ليس امن أامة امحمد في امشرق ول امغرب أحد إل له قبلي حق يحق علي أداؤه إليه ،غير كاتب إلي فيه ول طالبه امني( . وكانت الامة امجنتمعة الكلمة باسنتمساكها بأهداب الدين ،واعنتقادها فضل اما جاء به امن أحكام ،ورعاينتها لامر رسول ا صلى ا عليه وسلم وتشديده في الوحدة حنتى أامر بقنتل امن فارق الجماعة أو وخرج على الطاعة ،فقال ) :امن أتاكم وأامركم جميع يريد أن يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا امن كان( ،كما قال ) :امن وخرج على الطاعة ووخالف الجماعة فمات ،امات امينتة جاهلية ،وامن قاتل تحت راية عمتّية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة ،أو ينصر عصبة ،فقنتل ،فقنتلة جاهلية .وامن وخرج على أامنتي يضرب برها وفاجرها ول ينتحاشى امن امؤامنها ، ول يفي ذا عهد عهده ،فليس امنى ولست امنه( . كما كانت إرادتها امحنترامة امقدرة ،فما كان أبو بكر يمضى في الناس أامرا إل بعد أن يسنتشيرهم ووخصوصا فيما ل نص فيه ،وكذلك كان عمر
بن الخطاب ،فقد جعل الخلفة امن بعده شورى في السنتة اللذين توفي رسول ا صلى ا عليه وسلم وهو عنهم راض . وقلت في الكلمة السابقة أيضا إننا نقلنا هذا النظام النيابي ،الذي تعيش حكوامنتنا في ظله ،عن أوربا ،فإلى أي امدى ينطبق على السلم ؟ واما الذي أفدناه امنه امنذ طبق في عهده الوخير في بلدنا إل الن ,وهي امدة تبلغ ربع قرن امن الزامان تقريبا ؟
اموقف السلم امن النظام النيابي والدسنتور المصري يقول علماء الفقه الدسنتوري إن النظام النيابي يقوم على امسؤولية الحاكم ،وسلطة الامة ،واحنترام إرادتها ،وإنه ل امانع فيه يمنه وحده الامة واجنتماع كلمنتها ،وليست الفرقة والخلف شرطا فيه ,وإن كان بعضهم يقول إن امن دعائم النظام النيابي البرلماني :الحزبية ,ولكن هذا إذا كان عرفا فليس أصل في قيم هذا النظام ,لنه يمكن تطبيقه بدون هذه الحزبية وبدون إوخلل بقواعده الصلية . وعلى هذا فليس في قواعد هذا النظام النيابي اما ينتنافى امع القواعد النتي وضعها السلم لنظام الحكم ،وهو بهذا العنتبار ليس بعيدا عن النظام السلامي ول غريبا عنه ,وبهذا العنتبار يمكن أيضا أن نقول في اطمئنان إن القواعد الساسية النتي قام عليها الدسنتور المصري ل تنتنافى امع قواعد السلم ،وليست بعيدة امن النظام السلامي ول غريبة عنه , بل إن واضعي الدسنتور المصري رغم أنهم وضعوه على أحد ث المبادئ والراء الدسنتورية وأرقاها ،فقد تووخوا فيه أل يصطدم أي نص امن نصوصه بالقواعد السلامية ،فهي إاما امنتمشية امعها صراحة كالنص الذي
يقول ) :دين الدولة السلم( أو قابلة للنتفسير الذي يجعلها ل تنتنافى امعها كالنص الذي يقول ) :حرية العنتقاد امكفولة(. وأحب أن أنبه هنا إلى الفرق بين الدسنتور وبين القوانين النتي تسير عليها المحاكم إذ أن كثيرا امن هذه القوانين ينتنافى صراحة امع اما جاء به السلم ،وذلك بحث أوخر سنعرض له في اموضعه إن شاء ا . وامع أن النظام النيابي والدسنتور المصري في قواعدهما الساسية ل ينتنافيان امع اما وضعه السلم في نظام الحكم ،فإننا نصرح بأن هناك قصورا في عبارات الدسنتور ،وسوءا في النتطبيق ،وتقصيرا في حماية القواعد الساسية النتي جاء بها السلم وقام عليها الدسنتور ،أدت جميعا إلى اما نشكو امنه ،اما وقعنا فيه امن اضطراب في كل هذه الحياة النيابية . وسنتناول هذا اليجاز بشيء امن البيان .
الــوزارة فأاما عن امسؤولية الحاكم فإن الصل فيها في النظام السلامي أن المسؤول فيها هو رئيس الدولة كائنا امن كان ،له أن ينتصرف ،وعليه أن يقدم حساب تصرفه للامة ،فإن أحسن أعاننته ،وإن أساء قوامنته ،ول امانع في السلم في أن يفوض رئيس الدولة غيره في امباشرة هذه السلطة وتحمل هذه المسؤولية ،كما عرف ذلك في )وزارات النتفويض( في كثير امن العهود السلامية ،وروخص الفقهاء المسلمون في ذلك وأجازوه اما دام فيه امصلحة ،والقاعدة في امثل هذه الامور رعاية المصلحة العاامة ،قال الماوردي في كنتاب الحكام السلطانية : )والوزارة على ضربين ،وزارة تفويض ،ووزارة تنفيذ ،فأاما وزارة النتفويض فهو أن يسنتوزر الامام امن يفوض إليه تدبير الامور برأيه ،
وإامضاءها على امقنتضى اجنتهاده ،وليس يمنتنع جواز هذه الوزارة ،قال عله ْ س ِلي َوس ِزيرا س ِامنه ْ ج َ تعالى حكاية عن نبيه عليه الصلة والسلم َ) :وا ه ْ شس ِره ْكُه س ِفي أ َه ْامس ِري( )طـه(32-29: شُده ْد س ِبس ِه أ َه ْزس ِري َ ,وأ َ ه ْ وخي ,ا ه ْ ن أ َ س ِ هاُرو َ هس ِلي َ , أ َ ه ْ .فإذا جاز ذلك في النبوة كان في الاماامة أجوز .لن اما وكل إلى الامام امن تدبير الامة ل يقدر على امباشرة جميعها إل باسنتنابة ،ونيابة الوزير المشارك له في النتدبير أصح في تنفيذ الامور في تفرده بها ليسنتظهر بها على نفسه ،وبها يكون أبعد امن الزلل وأامنع امن الخلل( . والصل في هذه المسؤولية في النظام النيابي ،أن المسؤول هو الوزارة امسؤولية على رئيس الدولة ،وقد جرى على هذا الدسنتور المصري والدسنتور النجليزي ،فصرح كل امنهما بمسؤولية الوزارة ، وإوخلء رئيس الدولة امن كل امسؤولية واعنتباره ل يخطئ ،واعنتبار ذاته امصونة ل تمس . على أنه ل امانع في النظام النيابي امن تحمل رئيس الدولة المسؤولية واعنتبار الوزارة تابعة له في ذلك ،كما يقرر ذلك دسنتور الوليات المنتحدة .والغريب أن تشير كنتب الفقه السلامي إلى هذا الوضع أيضا ،وتسمى هذه الوزارة )وزارة النتنفيذ( فيقول الماوردي في كنتابه )الحكام السلطانية( أيضا ) :وأاما وزارة النتنفيذ فحكمها أضعف ،وشروطها أقل ، لن النظر امقصور فيها على رأى الامام وتدبيره ،وهذا الوزير وسط بينه وبين الرعايا والولة ،يؤدى عنه اما أامر ،وينفذ اما ذكر وُيمضي اما حكم …( ول شك أن هذا امن سعة امادة الفقه السلامي وامروننته وصلحينته لكل زامان وامكان .
غموض الدسنتور المصري هذه هي قواعد النظام السلامي والنيابي امعا في )امسؤولية الحاكم( , فماذا فعلنا نحن في امصر؟ وقفنا في امننتصف الطريق نصا وتطبيقا .
وجاء دسنتورنا في هذا المعنى غاامضا امقنتضبا غير واضح ول امفصل ، امع أنها أهم نقطة في تحديد لون الحياة النيابية والسلامية النتي نحياها ..وشرحا لذلك سأسوق اما كنتبه السنتاذان الدكنتور إبراهيم امدكور عضو امجلس الشيوخ المصري ,والسنتاذ امريت غالي في امذكرتهما )نظام جديد( قال تحت عنوان الدسنتور وغموضه : } فأاما العاامل الول فملخصه أن دسنتورنا على الرغم امن دقنته وضبط عباراته ،قد وقع في نفس الغموض الذي وقعت فيه دساتير أسبق امنه ،وترك أهم نقطة في الحكم النيابي دون أن يحددها النتحديد الكافي ، ونعني بها سلطة الوزراء وصلنتهم بالشعب اممثلة في نوابه امن جهة ، وإشراقهم على اما يؤدى إليه امن وخدامات امن طريق المصالح والدارات امن جهة أوخرى .كما أجمل إجمال م ً امخل م ً في بيان اموقفهم امن رئيس الدولة و امليك البلد ،واكنتفى بأن يصوغ هنا في عبارات تصلح لكل اما يراد امنها ,وواضح أن الوزارة هي العمود الفقري لهيكل النظام النيابي الجديد وحلقة التصال بين النتشريع والنتنفيذ وامبعث الحياة والحركة في نظام يراد به احنترام سلطة الشعب امع تصريف شؤون الدولة تصريفا امحكمَا سريعا .وإذا اما رجعنا إلى الدسنتور وجدنا أن اما جاء به امنتصل بهذه النقطة الحساسة ل يكاد ينتجاوز ثلثة أسطر كلها غموض وعموم , فيقرر في المادة ) : 29أن السلطة النتنفيذية ينتولها الملك في حدود هذا الدسنتور( ,وفي المادة ) : 48الملك ينتولى سلطنته بواسطة وزرائه( ,وفي المادة ) : 49الملك يعين وزراءه ويقيلهم( ,وفي المادة ) : 57امجلس وزرائه هو المهيمن على امصالح الدولة( ,وفي المادة ) : 61الوزراء امسؤولون امنتضاامنون لدى امجلس النواب عن السياسة العاامة للدولة ,وكل امنهم امسؤول عن أعمال وزارته( ,وفي المادة ) : 63أواامر الملك – شفهية أو كنتابية – ل تخلي الوزراء امن المسؤولية على أية حال( {
تلك تقريبا جملة النصو ص المنتصلة بهذا الموضوع ,ول نظن أن فيها اما يكفي امطلقا لحل أي امشكل امن المشاكل النتي أشرنا إليها . وقد أفاضا بعد ذلك في الشرح والنتمثيل بما يفصل اما تقدم امن هذه المعاني ..والمهم أن هذه النقطة وهي لب الامر تحنتاج على إيضاح واسنتقرار ,وهي القاعدة الولى امن قواعد )النظام السلامي( أو النيابي على السواء ,و بغير ذلك ل يمكن أن تسنتقيم الامور أو تسلم .
وحـدة الامـــة
ء َ ك جا َ ما َ ع َّ م َ ه ه ْ ء ُ ع أ َهه َْوا َ ا َول َتَّنتس ِب ه ْ ل ُ ما أ َه ْنَز َ م س ِب َ م َبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ ح ُ َفا ه ْ ء ُ ا شا َ عم ًة َوس ِامه ْنَهاجا َوَله ْو َ شه ْر َ م س ِ ك ه ْ عه ْلَنا س ِامه ْن ُ ج َ ل َ ك ٍّ ق س ِل ُ ح ِّ ن اه ْل َ س ِام َ حدَ م ً ة م أ َُّامم ًة َوا س ِ ك ه ْ عَل ُ ج َ َل َ وأاما عن وحدة الامة فقد أبنت أن السلم الحنيف يفنترضها افنتراضا , ويعنتبرها جزءا أساسيا في حياة المجنتمع السلامي ل ينتساهل فيه بحال ة( ,كما يعنتبر ,إذ أنه يعنتبر الوحدة قرين اليمان )إنما المؤامنون أوخو م ً ن آَامُنوا إ س ِنه ْ الخلف والفرقة قرين الكفر كما فال تعالى َ) :يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ن( )آل م َكاس ِفس ِري َ ك ه ْ ماس ِن ُ م َبعه َْد س ِإي َ ب َيُر ُّدوُك ه ْ كَنتا َ ن ُأوُتوا اه ْل س ِ ن اَّلس ِذي َ عوا َفس ِريقا س ِام َ طي ُ ُت س ِ عمران . (100:أي بعد وحدتكم امنتفرقين كما قال رسول ا ) : eل ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم وجوه بعض( فعبر بكلمة الكفر على الفرقة والخلف وأن يضرب بعضهم وجوه بعض . وأعنتقد أن الحكم النيابي – برلمانيا وغير برلماني -ل يأبى هذه الوحدة , وبخاصة إن كان لون الحياة الجنتماعية واحدا في أصوله واتجاهاته العاامة ,كما هو شأن الامة السلامية جميعا في هذه اليام ,وإنما لزامت الحزبية والفرقة والخلف هذا النظام النيابي في أوربا وغيرها ,
لنها نشأت على أنقاضها ,وكانت الخلفات المنتكررة الداامية بين الشعوب وحكاامها هي السبب في نشأته فعل م ً امع تباين المشارب واوخنتلف الراء ...أاما الامم السلامية فقد حماها ا امن ذلك كله , وعصمها بوحدة السلم وسماحنته امن هذا النتبلبل والضطراب . وامع هذا فإن الحكم النيابي في أعرق امواطنه لم يقم على هذه الحزبية المسرفة ,فليس في إنجلنترا إل حزبان هما اللذان ينتداولن فيها الامر ,وتكاد تكون حزبينتهما داوخلية بحنتة ,وتجمعهما دائما المسائل القوامية المهمة ,فل تجد لهذه الحزبية أثرا البنتة ,كما أن أامريكا ليس فيها إل حزبان كذلك ل نسمع عنهما شيئا إل في امواسم الننتخابات ,أاما فيما عدا هذا فل حزبية ول أحزاب ,والبلد النتي تطورت في الحزبية وأسرفت في تكوين الحزاب ذاقت وبال أامرها في الحرب والسلم على السواء , وفرنسا أوضح امثال لذلك. وإذا كان الامر كذلك ,وكانت وحدة الامة أساسا في النظام الجنتماعي السلامي ول يأباه النظام النيابي فإن امن الواجب أن ننتحول سريعا إلى الوحدة بعد أن أهلكت الحزبية في امصر الحر ث والنسل .
الحزاب المصرية لقد انعقد الجماع على أن الحزاب المصرية هي سيئة هذا الوطن الكبرى ,وهي أساس الفساد الجنتماعي الذي نصطلي بناره الن ,وأنها ليست أحزابا حقيقية بالمعنى الذي تعرف به الحزاب في أي بلد امن بلد الدنيا ,فهي ليست أكثر امن سلسلة انشقاقات أحدثنتها وخلفات شخصية بين نفر امن أبناء هذه الامة ,اقنتضت الظروف في يوم اما أن ينتحدثوا باسمها وأن يطالبوا بحقوقها القوامية ,كما انعقد الجماع على أن هذه الحزاب ل براامج لها ول امناهج ,ول وخلف بينها في شيء أبدا إل في الشخصيات ,وآية ذلك واضحة فيما تعلن امن بيانات وخارج الحكم وفيما
تطلع به امن وخطب العرش داوخل الحكم ,وبما أن الحزاب هي النتي تقدم الشيوخ و النواب ,وهي النتي تستّير دفة الحكم في الحياة النيابية فإن امن البديهي أل يسنتقيم أامر الحكم وهذا حال امن يستّيرون دفنته . وهذا الكلم الذي انعقد إجماع الامة عليه ,أعلنه شيوخ ونواب وفقهاء ودسنتوريون في صراحة ووضوح ,وامن قرأ اما كنتبه علوبة باشا في كنتابه )امبادئ وطنية( ,أو السنتاذ حسن الجداوي في كنتابه )عيوب الحكم في امصر( أو غيرهما امن الكنتاب ,رأى صدق اما نقول ,وحسبنا هنا أن ننقل فقرة امن كنتاب الفقيه الدسنتوري السنتاذ سيد صبري )امبادئ القانون الدسنتوري( عن الحزاب المصرية قال ) :والواقع أنه لم يعد لغلب الحزاب السياسية في امصر برناامج يدافع عنه أنصاره ,بل أصبح كل حزب عبارة عن وزير سابق له أنصار وامريدون ,ولهذه الننتيجة أهمينتها , فإن الننتخاب لن يقوم على المفاضلة بين البراامج ,فقد أصبحت واحدة للجميع ,بل سيقوم على الثقة بالشخا ص أو المفاضلة بينهم ,وسنتكون الننتخابات شخصية ل حزبية بالمعنى المفهوم لدى الشعوب الغربية , وبديهي أن بقاء الحزاب على هذا المنوال يقسم البلد شيعا وأحزابا ويثير الشقاق والمنازعات بين الفراد والسر بل سبب امفهوم ول أساس امعقول(.وإذا أضيف إلى هذا أن امصر بلدا امحنتل إلى الن ,وأن الذي يسنتفيد امن هذه الفرقة هم المحنتلون الغاصبون فقط ,وأنه إذا اسنتسيغ الخلف – وهو غير امسنتساغ بحال – في أامة امن الامم ,فإن أامة وادي النيل هي أحوج اما تكون إلى أكمل امعاني الوحدة لنتنتجمع قواها في نضال السنتقلل وفي عمل الصلح الداوخلي ,إذا أضيف هذا كله كان الامر أوخطر امن أن يهمل أو يسنتهان به .
حل الحزاب المصرية
ول أدري إذا كان الامر كذلك فل أدري اما الذي يفرض على هذا الشعب الطيب المجاهد المناضل الكريم هذه الشيع والطوائف امن الناس النتي تسمي نفسها الحزاب السياسية؟ إن الامر وخطير ,ولقد حاول المصلحون أن يصلوا إلى وحدة ولو امؤقنتة لمواجهة هذه الظروف العصيبة النتي تجنتازها البلد ,فيئسوا وأوخفقوا , ولم يعد الامر يحنتمل أنصاف الحلول ,ول امنا ص بعد الن امن أن تحل هذه الحزاب جميعا وتجمع قوى الامة في حزب واحد يعمل لسنتكمال اسنتقللها وحرينته ,ويضع أصول الصلح الداوخلي العام ,ثم ترسم الحواد ث بعد ذلك للناس طرائق في النتنظيم في ظل الوحدة النتي يفرضها السلم.
احنترام رأى الامة
ك َ م ح ُ سوس ِلس ِه لس َِي ه ْ ا َوَر ُ عوا إ س َِلى س ِ ن إ س َِذا ُد ُ مه ْؤس ِامس ِني َ ل اه ْل ُ ن َقه ْو َ ما َكا َ إ س َِّن َ عَنا ط ه ْ عَنا َوأ َ َ م ه ْ س س ِ ن َيُقوُلوا َ م أ َ ه ْ َبه ْيَنُه ه ْ نظام الننتخابات وأاما عن احنترام رأى الامة ,ووجوب تمثيلها واشنتراكها في الحكم اشنتراكا صحيحا ،فإن السلم لم يشنترط اسنتبانة رأى أفرادها جميعا في كل نازلة ،وهو المعبر عنه ،في الصطلح الحديث بالسنتفنتاء العام ،ولكنه اكنتفى في الحوال العادية )بأهل الحل والعقد( ولم يعينهم بأسمائهم ،ول بأشخاصهم ،والظاهر امن أقوال الفقهاء ووصفهم إياهم أن هذا الوصف ينطبق على ثل ث فئات هم : - 1الفقهاء المجنتهدون الذين يعنتمد على أقوالهم في الفنتيا واسنتنباط الحكام .
- 2وأهل الخبرة في الشؤون العاامة . -3وامن لهم نوع قيادة أو رئاسة في الناس كزعماء البيوت والسر وشيوخ القبائل ورؤوساء المجموعات . فهؤلء جميعا يصح أن تشملهم عبارة "أهل الحل والعقد" . ولقد رتب النظام النيابي الحديث طريق الوصول إلى أهل الحل والعقد بما وضع الفقهاء الدسنتوريون امن نظام الننتخابات وطرائقه المخنتلفة ، والسلم ل يأبى هذا النتنظيم اما دام يؤدى إلى اوخنتيار أهل الحل والعقد ،وذلك اميسور إذا لوحظ في أي نظام امن نظم تحديد الننتخاب صفات أهل الحل والعقد ،وعدم السماح لغيرهم بالنتقدم للنيابة عن الامة .
عيوب نظم الننتخابات في امصر ونحن في امصر قد أوخذنا بنظام الننتخاب المباشر تارة في قانون سنة , 1923وبنظام الننتخاب على درجنتين في قانون سنة , 1930وكلهما في الواقع لم يحقق الغرض المقصود امنه ,وظهر له حين النتطبيق عيوب يجب أن نعمل على إصلحها بنتعديل شاامل ,وليس الخطأ عيبا في ذاته ,ولكن الرضا به والسنتمرار عليه والدفاع عنه هو الخطأ كل الخطأ . ولقد شعر الجميع بقصور قانون الننتخابات الحالي عن الوفاء بالغرض الذي وضع امن أجله وهو الوصول إلى اوخنتيار الصالحين للنيابة عن الامة ،ووجهت إليه اننتقادات امرة كشفت عن كثير امن العيوب وأهمها اما ذكره الدكنتور سيد صبري في كنتابه )امبادئ القانون الدسنتوري( } :أنه أوجد هيئة ناوخبة ل يمكنها تحقيق الغرض امن الننتخابات على الوجه المطلوب ،وأنه لم يحقق فكرة تمثيل الامة تمثيل م ً صحيحا ،وأنه لم يصل إلى
إيجاد هيئة تعمل للصالح العام امجردة امن كل قيد ( ...وقد أورد بعد ذلك إحصائية دقيقة وخلص امنها بالرقام إلى أن قرارات البرلمان المصري في أدواره المخنتلفة ل تعبر عن رأى الامة ول عن رأى أكثرينتها ، ول عن رأى أقلية امحنترامة عن أبنائها ,وإنما تعبر عن رأى نسبة ضئيلة امن امجموع امن له حق الننتخاب ,لم تصل يواما إلى %12وبيان ذلك : أن امجلس نواب سنة 1936ل تمثل قراراته – امع أنها صحيحة ونافذة بحكم القانون – إل %10.75امن هيئة الناوخبين . وامجلس سنة 1929نسبة النتمثيل فيه . %9.25 وامجلس سنة 1936النسبة فيه . %10.75 وامجلس سنة 1938النسبة فيه . %11.75 وامجلس سنة 1942النسبة فيه . %9.75 فكيف يقال بعد هذا إن ذلك تعبير عن رأي الامة وتمثيل لها تمثيل صحيحا؟!
تعديل وإصلح ل بد امن تعديل وإصلح لقانون الننتخاب ،وامن وجوه هذا الصلح الضرورة : - 1وضع صفات وخاصة للمرشحين أنفسهم ،فإذا كانوا اممثلين لهيئات فل بد أن يكون لهذه الهيئات براامج واضحة وأغراض امفصلة ينتقدم على أساسها هذا المرشح ،وإذا لم يكونوا اممثلين لهيئات فل بد أن يكون لهم امن الصفات والمناهج الصلحية اما يؤهلهم للنتقدم للنيابة عن الامة ،
وهذا المعنى امرتبط إلى حد كبير بإصلح الحزاب في امصر ،واما يجب أن يكون عليه أامر الهيئات السياسية فيها . - 2وضع حدود للدعاية الننتخابية ،وفرض عقوبات على امن يخالف هذه الحدود ،بحيث ل تنتناول السر ول البيوت ول المعاني الشخصية البحنتة النتي ل دوخل لها في أهلية المرشح وإنما تدور حول المناهج والخطط الصلحية . - 3إصلح جداول الننتخابات ،وتعميم نظام تحقيق الشخصية ،فقد أصبح أامر جداول الننتخابات أامرا عجبا بعد أن لعبت بها الهواء الحزبية والغراض الحكوامية طول هذه الفنترات المنتعاقبة ،وفرض النتصويت إجباريا . - 4وضع عقوبة قاسية للنتزوير امن أي نوع كان ،وللرشوة الننتخابية كذلك. - 5وإذا عدل إلى الننتخابات بالقائمة ،ل الننتخاب الفردي كان ذلك أولى وأفضل ،حنتى ينتحرر النواب امن ضغط ناوخبيهم ،وتحل المصالح العاامة امحل المصالح الشخصية في تقدير النواب والتصال بهم . وعلى كل حال فأبواب الصلح والنتعديل كثيرة ،هذه نماذج امنها ،وإذا صدق العزم وضح السبيل ،والخطأ كل الخطأ في البقاء على هذا الحال والرضا به ،والنصراف عن امحاولة الصلح.
الواقع الحالي ما أ ََرا َ ك س س ِب َ ن الَّنا س ِ م َبه ْي َ ك َ ح ُ ق س ِلَنت ه ْ ح ِّ ب س ِباه ْل َ كَنتا َ ك اه ْل س ِ إ س َِّنا أ َه ْنَزه ْلَنا إ س َِله ْي َ صيما وخ س ِ ن َ خاس ِئس ِني َ ن س ِله ْل َ ك ه ْ ا َول َت ُ ُ
عرضت في الكلمات السابقة لدعائم الحكم الصالح الثل ث في النظام السلامي أو النيابي على السواء ,وهي : – 1امسؤولية الحاكم – 2ووحدة الامة – 3واحنترام إرادتها وأشرت في إيجاز بالغ إلى نواحي الغموض في النتشريع ,والقصور والفساد في النتطبيق ,في أسلوب الحكم الذي جربناه امنذ صدور الدسنتور المصري إلى الن ,وقد كانت ننتيجة هذا الغموض والقصور والفساد ...اما نحن عليه الن امن حيرة قلق و ارتباك ,واما وصلنا إليه امن فرقة وتمزق وشنتات .
ضعف الحكوامات ل يجادل أحد في أن الحكوامات المنتعاقبة قد ضعفت عن أداء واجبها ، وفقد امعظم هيبنتها في النفوس كحكوامة ,بسبب هذا النتجريح بالحق وبالباطل الذي تمليه الروح الحزبية البحنتة ،وبسبب هذا العجز الناتج عن عدم تحديد المسؤولية والضطلع بها كااملة غير امنقوصة ،ولول أن النفوس في امصر امطبوعة بطابع الطاعة والسنتسلم ،والعمال تسير بطريق روتيني ل تجديد فيه ول ابنتكار ..لنتعطل كل شئ ،ولعجز الدولب الداري المضطرب عن أن ينهض بحاجات الشعب أو أن يؤدى ل. للناس عم م ً
هيبة القانون
ول شك أن سلطان القانون قد تزعزع وفقد امعظم احنتراامه كذلك ، بسبب هذه السنتثناءات والمحسوبيات والحيل المنتكررة ،والعنتداء أحيانا بنسخ القانون لغرض شخصي ..ولو أن هذا النسخ بقانون في ظاهر الامر ,ولكن الدوافع تكون امعروفة دائما ول تخفي على أحد ،فيعمل ذلك عمله في النفوس وينال امن هيبة القانون واحنترام النظام .
حزبية عمياء ول شك أن نار الخصوامة والحقد قد اضطرب في نفوس الحاكمين والمحكوامين على السواء ،بفعل هذه الحزبية الخاطئة ,النتي لم نفهمها نحن في امصر في يوم امن اليام على أنها وخلف في الرأي ل يفسد للود قضية ,بل فهمناها عداوة وبغضاء تنتعدى النظر في المصالح العاامة إلى المقاطعة في كل الشؤون عاامة ووخاصة ,وإلى أن نرى الحق في جانب وخصوامنا الحزبيين باطل ,والباطل في جانب أنصارنا الحزبيين حقا ,ونصدر امن هذا الشعور في كل تصرفاتنا وصلتنا ,ويسنتفحل هذا الداء ويسنتشري حنتى في أحرج المواقف ,فل نسنتطيع أن نوحد صفوفنا في أي اموقف قوامي امهما يكن ينتوقف عليه إصلح أامرنا وامسنتقبل بلدنا . وهذا الشعور البغيض ,والفهم الخاطئ للحزبية الذي تحول إلى عداوة امنتأصلة ,قد كان امن ننتائجه :أن انصرفت امعظم الجهود الفكرية والعملية إلى أامرين اسنتغرقا كل اهنتمام رجالنا ,وهما :اليقاع بالخصوم الحزبيين واتقاء امكائدهم ,فالحاكم يصرف جل همه في هاتين الناحينتين ,والمعارضة ل تقل عن الحاكم اهنتمااما بها ,وفي سبيل ذلك تضيع الحقوق وتنتعطل المصالح ,ويرثى الصدقاء ويشمت العداء ,ويسنتفيد الخصم الجاثم على صدر البلد .
هذه الحال قد أننتجت النتحطم في المعنويات ،والفساد والضطراب في الماديات وقد بلغ الامر امننتهاه ولم يعد قوس الصبر امنزع ،ولبد امن تغيير حازم حاسم سريع ..فأاما أن يفقه أولو الامر هذه الحقيقة ويقدروها ،فيبادروا في سرعة إلى إجراء النتغيير الصالح برأيهم وعلى أيديهم ،وفي ذلك السلامة والسنتقرار ،وامازال في الوقت امنتسع للصلح ،وإاما أن يظلوا في هذا النصراف فنتسبقهم الحواد ث ،ويفلت امن يدهم الزامام ،ول يدري عاقبة ذلك إل ا . يا أولى الامر في هذا البلد .. ويا دولة رئيس الحكوامة .. ويا رجال الزهر ... ويا زعماء الحزاب والهيئات والجماعات ... ويا ذوى الغيرة على هذا الوطن السيف : تداركوا الامر قبل الفوات ..وأاماامكم سفينة النجاة بنظام السلم ..ولله عاقبة الامور . أل قد بلغت ...اللهم فاشهد . حسـن البنــا
النظام القنتصادي تمـهـيد
كنتبت تحت عنوان )امشكلتنا الداوخلية في ضوء النظام السلامي( عدة كلمات سالفة بينت فيها أن نظام الحكم السلامي يعنتمد على قواعد ثل ث : أ ـ امسؤولية الحاكم ب ـ احنترام إرادة الامة ج ـ والمحافظة على وحدتها وإن امن حسن الحظ أن هذه هي أيضا دعائم النظام النيابي الحديث الذي اوخنترناه لنفسنا ,كما بينت أننا لم نطبق هذا النظام ول ذاك تطبيقا صحيحا ,وبذلك اضطربت الامور تبعا لذلك ,فإن هذا المر اصل واما عداه تابع له ) :أل وإن في الجسد امضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ,أل وهي القلب ( ,الحكوامة ول شك قلب الصلح الجنتماعي كله ,فإذا فسدت أوضاعها فسد الامر كله وإذا صلحت صلح المر كله ...وقد أهبت بالقائمين أن يبادروا بالصلح ,وأن يعودوا إلى السلم الحنيف جماع الخير ليهنتدوا بهديه ويسيروا على ضوئه ,وبغير ذلك ل يمكن أن نظفر بالصلح الحقيقي . وهنا أتناول )وضعنا القنتصادي( بمثل هذا البيان ،رجاء أن تجد هذه الكلمات المخلصة آذانا امصغية ،وقلوبا واعية ،تسنتشعر الخطر وتعمل على تلفيه ،امن قبل أن يسنتشري الداء ،ويعز الدواء ،وينتسع الخرق على الراقع ...ول يحرك النفوس ويثير الخواطر ،ويؤلم المشاعر شئ كالضائقة المالية ،تأوخذ بخناق الجماهير فنتحول بينهم وبن الحصول على ضروريات الحياة فضل م ً عن كمالينتها ..ول أزامة أعنف امن أزامة الرغيف ، ول عضة أقوى امن عضة الجوع والمسغبة ..ول حاجة أشد امن حاجة القوت ،وطالب القوت اما تعدى .دوخلت الجارية على امحمد بن الحسن
الشيباني صاحب أبي حنيفة ،فقالت :يا سيدي فني الدقيق .فقال : قاتلك ا ! أذهبت امن رأسي أربعين امسألة.
واقعنا القنتصـادي وهناك حقائق ل يسنتطيع أحد أن ينكرها أو ينتجاهلها امنها :
غنى الطبيعة إن هذا البلد ليس فقيرا ،بل لعله أغنى بلد ا تبارك وتعالى بخيراته الطبيعية ،وثرواته المخنتلفة امن زراعية وامائية وحيوانية وامعدنية ،ونيله العجيب ،وواديه الخصيب ،واما شئت امن فضل ا تبارك وتعالى على م( سَأه ْلُنت ه ْ م َاما َ ك ه ْ ن َل ُ صرا َفس ِإ َّ طوا س ِام ه ْ هس ِب ُ امصر وأهل امصر امنذ القدم ) :ا ه ْ )البقرة. (61:
فساد اقنتصادي وامنها أن الجانب الذين احنتلوا هذا الوطن بغفلة امن أهله ,وتساهل امن حكاامه ,وظلم امن غاصبيه ,أسعد حال امن أهله وبنيه ,وأنهم قد وضعوا أيديهم على أفضل امنابع الثروات فيه ,شركات أو أفرادا , فالصناعة والنتجارة ,والمنافع العاامة ,والمرافق الرئيسية ,كلها بيد هؤلء الجانب حقيقة ,أو الجانب الذين اتخذوا امن الجنسية المصرية شعارا وامازالوا يحنون بعد إلى أوطانهم ويؤثرونها بأكبر أرباحهم .. ,وإن كثيرا امازال ينظر إلى المواطن المصري ,والعاامل المصري ,والحاكم المصري نظرة ل تقدير فيها ول إنصاف.
ثراء فاحش وفقر امدقع
وامنها أن النتفاوت عظيم ،والبون شاسع ،والفرق كبير ،بين الطبقات المخنتلفة في هذا الشعب ،فثراء فاحش وفقر امدقع ،والطبقة المنتوسطة تكاد تكون امعدوامة ،والذي نسميه نحن الطبقة المنتوسطة ليس إل امن الفقراء المعوزين وإن كنا نسميهم امنتوسطين ،على قاعدة :بعض الشر أهون امن بعض .ورحم ا فقهاءنا الذين حَّبروا البحو ث الطويلة في الفرق بين الفقراء والمساكين وإن كلهما امن المحنتاجين البائسين .
تخبط اقنتصادي وامنها وهو الهم ،أننا في وسط هذا المعنترك الحاد الصاوخب العنيف بين المبادئ القنتصادية ،امن رأسمالية أو اشنتراكية أو شيوعية ،لم نحدد لونا نصبغ به حياتنا القنتصادية ,في وقت تحنتم فيه النتحديد ،وتعقدت فيه الامور ،بحيث لم تعد تنفع فيها أنصاف الحلول ،ولم يعد يجدي إل الوضوح الكاامل ،وتحديد الهداف تحديدا دقيقا ،والسير إليها في قوة وعزيمة . وهذه الوضاع ،وإن اامنتزجت بها المعاني السياسية ،إل أنها في أغلب صورها ودوافعها وننتائجها تعاليم وأوضاع اقنتصادية ،ولهذا ل بد لنا امن أن نخنتار لونا امن هذه اللوان أو امن غيرها إن اسنتطعنا ،لنعيش في حدود وضع امعلوم له وخصائصه وامميزاته ،يحدد أهدافنا الرئيسية ، ويرسم لنا طريق العمل للوصول إلى هذه الهداف .
إلى الســلم وأعنتقد أنه ل وخير لنا في واحد امن هذه النظم جميعا ،فلكل امنها عيوبه الفاحشة ،كما له حسناته البادية ،وهى نظم نبنتت في غير أرضنا لوضاع غير أوضاعنا ،وامجنتمعات فيها غير اما في امجنتمعنا ...فضل م ً عن
أن بين أيدينا النظام الكاامل الذي يؤدى إلى الصلح الشاامل في توجيهات السلم الحنيف ،واما وضع للقنتصاد قواعد كلية أساسية لو علمناها وطبقناها تطبيقا سليما ،لنحلت امشكلتنا ،ولظفرنا بكل اما في هذه النظم امن حسنات ،وتجنبنا كل اما فيها امن سيئات ،وعرفنا كيف يرتفع امسنتوى المعيشة وتسنتريح كل الطبقات ،ووجدنا أقرب الطرق إلى الحياة الطيبة .
قواعد النظام القنتصادي في السلم قدامت في الكلمة السابقة أن امصر تنتقاذفها اللوان القنتصادية وتنتضارب فيها النظم والراء العصرية ,امن رأسمالية أو اشنتراكية أو شيوعية ,وأن امن الخير كل الخير أن تبرأ امصر امن هذه اللوان كلها ،وأن تركز حياتها القنتصادية على قواعد السلم وتوجيهاته العليا ،وتسنتمد امنه وتعنتمد عليه ،وذلك تسلم امن كل اما يصحب هذه الراء امن أوخطاء واما يلصق بها امن عيوب عليه ،وبذلك تسلم امن كل اما يصحب هذه الراء امن أوخطاء ،واما يلصق بها امن عيوب ،وتنحل امشاكلنا القنتصادية امن أقصر طريق. وينتلخص نظام السلم القنتصادي في أهمها : - 1اعنتبار المال الصالح قوام الحياة ،ووجوب الحر ص عليه ،وحسن تدبيره وتثميره. - 2إيجاب العمل والكسب على قادر. - 3الكشف عن امنابع الثروات الطبيعية ،ووجوب السنتفادة امن كل اما في الوجود امن قوى وامواد. - 4تحريم اموارد الكسب الخبيث.
- 5تقريب الشقة بين امخنتلف الطبقات ،تقريبا يقضى على الثراء الفاحش والفقر المدقع . – 6الضمان الجنتماعي لكل امواطن ,وتأامين حياته ,والعمل على راحنته وإسعاده. - 7الحث على النفاق في وجوه الخير ،وافنتراض النتكافل بين المواطنين ،ووجوب النتعاون على البر والنتقوى . - 8تقرير حرامة المال ،واحنترام الملكية الخاصة اما لم تنتعارض امع المصلحة العاامة. - 9تنظيم المعااملت المالية بنتشريع عادل رحيم ،والنتدقيق في شؤون النقد. - 10تقرير امسؤولية الدولة في حماية هذا النظام . والذي ينظر في تعاليم السلم ،يجد فيه هذه القواعد امبينة في القرآن الكريم والسنة المطهرة وكنتب الفقه السلامي بأوسع بيان .
المال الصالح قوام الحيــاة فقد اامنتدح السلم المال الصالح ،وأوجب الحر ص عليه وحسن تدبيره وتثميره ،وأشاد بمنزلة الغنى الشاكر الذي يسنتخدم اماله في نفع الناس وامرضاة ا ،وليس في السلم هذا المعنى الذي يدفع الناس إلى الفقر والفاقة امن فهم الزهد على غير امعناه . واما ورد في ذم الدنيا والمال والغنى والثروة إنما يراد به اما يدعو إلى الطغيان والفنتنة والسراف ,ويسنتعان به على الثم والمعصية والجور وكفران نعمة ا ،وفى الحديث )نعم المال الصالح للرجل الصالح( ،
ك ه ْ م ا َل ُ علَ ُ ج َ كمُ اَّلس ِنتي َ ء أ َه ْامَواَل ُ سَفَها َ وفى الية الكريمة َ) :ول ُته ْؤُتوا ال ُّ س ِقَيااما( )النساء. (5: وفى ذلك الشارة إلى أن الاموال قوام العمال ،وقد نهى رسول ا e عن إضاعة المال في غير وجهه ،فقال ) :إن ا ينهاكم عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ،وإضاعة المال( كما أن امن امات امدافعا عن اماله فهو شهيد كما جاء في الحديث ) :امن امات دون عرضه فهو شهيد ،وامن امات دون اماله فهو شهيد (...الحديث .
العمل على كل قادر وفى السلم الحث على العمل والكسب ،واعنتبار الكسب واجبا على كل قادر عليه ,والثناء كل الثناء على العمال والمحنترفين ،وتحريم السؤال ،وإعلن أن امن أفضل العبادة العمل ،وأن العمل امن سنة النبياء ،وأن أفضل الكسب اما كان امن عمل اليد ،والزراية على أهل البطالة ،والذين هم عالة على المجنتمع امهما كان سبب تبطلهم ،ولو كان النقطاع لعبادة ا .فإن السلم ل يعرف هذا الضرب امن النتبطل ..والنتوكل على ا إنما هو الوخذ في السباب وأيضا بالننتائج ،فمن فقد أحدهما فليس بمنتوكل ..والرزق المقدور امقرن بالسعي الدائب ،وا سوُلُه م َوَر ُ ك ه ْ مَل ُ ع َ ا َ سَيَرى ُ مُلوا َف َ ع َ ل ا ه ْ تبارك وتعالى يقول َ) :وُق س ِ ما ُكه ْنُنت ه ْ م م س ِب َ ك ه ْ ة َفُيَنِّبُئ ُ شَهاَد س ِ ب َوال َّ غه ْي س ِ م اه ْل َ عاس ِل س ِ ن إ س َِلى َ سُنتَر ُّدو َ ن َو َ مه ْؤس ِامُنو َ َواه ْل ُ ن( )النتوبة . (105:ويقول الرسول ) : eاما أكل أحد طعااما قط مُلو َ ع َ َت ه ْ وخيرا امن أن يأكل امن عمل يده ،وإن نبي ا داود عليه السلم كان يأكل امن عمل يده( ,ويقول عمر ) :ل يقعد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللهم ارزقني ،وقد علم أن السماء ل تمطر ذهبا ول فضة( , وفى الحديث ) :ول يزال الرجل يسأل الناس حنتى يأتي يوم القياامة وليس في وجهه امزعة لحم( .
الكشف عن امنابع الثروات كما أن فيه لفت النظر إلى في الوجود امن امنابع الثروة وامصادر الخير ، والحث على العناية بها ووجوب اسنتغللها ،وأن كل اما في هذا الكون خَر س َّ ا َ ن َ م َتَره ْوا أ َ َّ العجيب امسخر للنسان ليسنتفيد امنه ويننتفع به ) ,أ ََل ه ْ هَر م ً ة ظا س ِ مُه َ ع َ م س ِن َ ك ه ْ عَله ْي ُ غ َ سَب َ ض َوأ َ ه ْ ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ م َاما س ِفي ال َّ ك ه ْ َل ُ ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ض ماَوا س ِ س َ م َاما س ِفي ال َّ ك ه ْ خَر َل ُ س َّ طَنم ًة( )لقمانَ) , (20:و َ َوَبا س ِ ميعا( )الجاثـية . (13:وامن قرأ آيات القرآن الكريم ،علم تفصيل ذلك ج س ِ َ بأوسع بيان وأوفاه .
تحريم الكسب الخبيث وامن تعاليمه :تحريم اموارد الكسب الخبيثة ،وتحديد الخبث في الكسب بأنه اما كان بغير امقابل امن عمل :كالربا والقمار واليناصيب ونحوها ،أو كان بغير حق :كالنصب والسرقة والغش ونحوها .أو كان عوضا لما يضر :كثمن الخمر والخنزير والمخدر ونحوها .فكل هذه اموارد للكسب ل يبيحها السلم ،ول يعنترف بها .
النتقريب بين الطبقات وقد عمل السلم على النتقريب بين الطبقات بنتحريم الكنز وامظاهر النترف على الغنياء ،والحث على رفع امسنتوى المعيشة بين الفقراء ، وتقرير حقهم في امال الدولة وامال الغنياء ،ووصف الطريق العملي لذلك . وأكثر امن الحث على النفاق في وجوه الخير والنترغيب في ذلك ،وذم ن والذى ،وتقرير طريق النتعاون والقرض الحسن البخل والرياء والم تّ
عَلى اه ْلس ِبِّر عاَوُنوا َ ابنتغاء امرضاة ا تبارك وتعالى ورجاء اما عنده َ) :وَت َ ن( )المائدة. (2: عه ْدَوا س ِ م َواه ْل ُ عَلى الس ِه ْث س ِ عاَوُنوا َ َوالَّنته ْقَوى َول َت َ
حرامة المال واحنترام الملكيات وقرر حرامة المال ،واحنترام الملكية الخاصة اما داامت ل تنتعارض امع المصلحة العاامة ) :كل المسلم على المسلم حرام :دامه وعرضه واماله( ..و )ل ضرر ول ضرار( .
تنظيم المعااملت المالية وشرع تنظيم المعااملت المالية في حدود امصلحة الفراد والمجنتمع ، واحنترام العقود واللنتزاامات ،والدقة في شؤون النقد والنتعاامل به ،حنتى أفردت له أبواب في الفقه السلامي تحرم النتلعب فيه كالصرف ونحوه ولعل هنا اموضعا امن امواضع الحكمة في تحريم اسنتخدام الذهب والفضة باعنتبارهما الرصيد العالمي للنقد .
الضمان الجنتماعي وقرر الضمان الجنتماعي لكل امواطن ،وتأامين راحنته وامعيشنته كائنا امن كان ،امادام امؤديا لواجبه ،أو عاجزا عن هذا الداء بسبب قهري ل يسنتطيع أن ينتغلب عليه .ولقد امر عمر على يهودي ينتكفف الناس ، فزجره واسنتفسر عما حمله على السؤال ،فلما تحقق امن عجزه رجع على نفسه باللئمة وقال له ) :اما أنصفناك يا هذا ،أوخذنا امنك الجزية قويا وأهملناك ضعيفا ،افرضوا له امن بيت المال اما يكفيه(. وهذا امع إشاعة روح الحب والنتعاطف بين الناس جميعا .
امسؤولية الدولة
وأعلن امسؤولية الدولة عن حماية هذا النظام ,وعن حسن النتصرف في المال العام ,تأوخذه بحقه وترفه بحقه ,وتعدل في جباينته , ,ولقد قال عمر اما امعناه ) :إن هذا المال امال ا ,وأننتم عباده ,وليصلن الراعي بأقصى ل في النار(. ل غ تّ غ تّ الرض قسمه امن هذا المال وإنه ليرعى في غنمه ,وامن َ
اسنتغلل النفوذ ..امن أين لك هذا ؟ كما حظر السلم اسنتخدام السلطة والنفوذ ،ولعن الراشي والمرتشي ماله والرائش ,وحرم الهدية على الحكام والامراء ،وكان عمر يقاسم ع تّ اما يزيد عن ثرواتهم ،ويقول لحدهم ) :امن أين لك هذا ؟ إنكم تجمعون النار وتورثون العار( ،وليس للوالي امن امال الامة إل اما يكفيه ، وقد قال أبو بكر لجماعة المسلمين حين ولي عليهم ) :كنت أحنترف لعيالي فأكنتسب قوتهم ،وأنا الن احنترف لكم ،فافرضوا لي امن بيت امالكم( ,ففرض له أبو عبيدة قوت رجل امن المسلمين ليس بأعلهم ول بأوكسهم ،وكسوة الشنتاء وكسوة الصيف ،وراحلة يركبها ويحج عليها ،وُق ُّوامت هذه الفريضة بألفي درهم ..ولما قال أبو بكر :ل يكفيني ، زادها له وخمسمائة وُقضي الامر . تلك هي روح النظام القنتصادي في السلم ,ووخلصة قواعده أوجزناها امننتهى اليجاز ،ولكل واحدة امنها تفصيل يسنتغرق امجلدات ضخااما ،ولو اهنتدينا يهديها وسرنا على ضوئه لوجدنا في ذلك الخير الكثير .
صور تطبيق النظام القنتصادي السلامي اسنتقلل النقد
ذكرنا بعض الصول النتي يقوم عليها النظام القنتصادي السلامي , والروح النتي تمليها علينا تلك الصول ,النتي تننتج امع النتطبيق الصحيح وضعا اقنتصاديا سليما ليس أفضل امنه ,فهي توجب اسنتقلل نقدنا , واعنتماده على رصيد ثابت امن امواردنا وامن ذهبنا ,ل على أذونات الخزانة البريطانية ودار الضرب البريطانية والبنك الهلي البريطاني – وإن ك ُ م ء أ َه ْامَواَل ُ سَفَها َ كان امقره امصر – وتأامل الية الكريمة َ) :ول ُته ْؤُتوا ال ُّ م س ِقَيااما( )النساء. (5: ك ه ْ ا َل ُ ل ُ ع َ ج َ اَّلس ِنتي َ وامن أفظع النتغرير بهذا الشعب ,أن يسلم جهوده وامننتجاته نظير أوراق ل قيمة لها إل بالضمان النجليزي ,وإن امصر إذا حزامت أامرها ,وأحكمت تصرفاتها ,سنتصل ول شك إلى هذا السنتقلل ...ولقد انفصلنا عن الكنتلة السنترلينية ,وفكرنا في تأاميم البنك الهلي ,وطالبنا بالديون النتي لنا على النجليز ,وكل هذه ونحوها امشروعات تؤامن النقد المصري ... فماذا فعل ا بها؟ واماذا أعددنا العدة لنقاذها؟ لعل امن المفارقات أن أكنتب هذه الكلمات في الوقت الذي يذاع فيه أن المفاوضات بين امصر وإنجلنترا حول الرصدة السنترلينية باءت أو قاربت أن تبوء بالفشل ,لنتعنت النجليز وتمسكهم بأل يدفعوا لمصر عن سنة 1948أكثر امن 12امليونا ,في الوقت الذي تطلب فيه امصر طلبا امنتواضعا هو 18امليونا. ولقد أننتج ضعف الرقابة على النقد ,والسنتهانة بأامره اسنتهانة بلغت حد السنتهنتار ,هذه المبآسي النتي نصطلي بنارها امن النتضخم الذي اسنتنتبع غلء المعيشة ,وصعوبة السنتيراد والنتصدير. ولم يحد ث في تاريخ الدول الراقية فيما نعلم أن بنكا يسنتغل قرارا امن وزير هذا السنتغلل الشائن ,كما فعل ذلك البنك الهلي بقرار امن وزير
المالية غير الموقع عليه امن أحد في يونيو سنة , 1916فيصدر بمقنتضاه امن الوراق اما يشاء .
تمصير الشركات كما توجب هذه الصول الهنتمام الكاامل بنتمصير الشركات ,وإحلل رؤوس الاموال الوطنية امحل رؤوس الاموال الجنبية كلما أامكن ذلك , وتخليص المرافق العاامة – وهي أهم شيء للامة – امن يد غير أبنائها , فل يصح بحال أن تكون الرض والبناء والنقل والماء والنور والمواصلت الداوخلية والنقل الخارجي حنتى الملح و الصودا ..في يد شركات أجنبية تبلغ رؤوس أاموالها وأرباحها المليين امن الجنيهات ,ل يصيب الجمهور الوطني ول العاامل الوطني امنها إل البؤس والشقاء والحرامان .
اسنتغلل امنابع الثروة واسنتغلل امنابع الثروة الطبيعية اسنتغلل م ً سريعا امننتجا ،أامر يوجبه السلم ،الذي لفت كنتابه أنظارنا إلى آثار رحمة ا في الوجود ،واما أودع في الكون امن وخيرات في الرض وفى السماء ،وأفاض في أحكام الركاز ،وحث على طلب الخير أينما كان .في الماء عندنا ثروات ، وفى الصحاري ثروات ،وفى كل امكان ثروات ،ل ينقصها إل فكر يوجه ، م َتَر أ َنَّ وعزيمة تدفع ،ويد تعمل ،ووخذ بعد ذلك امن الخير اما تشاء ) :أ ََل ه ْ جَبا س ِ ل ن اه ْل س ِ ت ُامخه َْنتس ِلفا أ َه ْلَواُنَها َوس ِام َ مَرا أ ٍ جَنا س ِبس ِه َث َ وخَر ه ْ ء َفَأ ه ْ ء َاما م ً ما س ِ س َ ن ال َّ ل س ِام َ ا أ َه ْنَز َ َ س َوالَّدَوا ِّ ب سو ٌد َ ,وس ِامنَ الَّنا س ِ ب ُ غَراس ِبي ُ ف أ َه ْلَواُنَها َو َ خَنتس ِل ٌ م ٌر ُام ه ْ ح ه ْ ض َو ُ جَد ٌد س ِبي ٌ ُ ء( )فاطر: ما ُ عَل َ ه اه ْل ُ عَباس ِد س ِ ا س ِامنه ْ س ِ شى َ خ َ ما َي ه ْ ك إ س َِّن َ ف أ َه ْلَواُنُه َكَذس ِل َ خَنتس ِل ٌ م ُام ه ْ عا س ِ َوال َه ْن َ ، (28-27والعلماء هنا فيما يظن الذين يعلمون علم الكائنات واما فيها للناس امن وخير ،واما ينتجلى في دقيق صنعها امن واسع علم ا وخالق الرض والسموات .
والعناية بالمشروعات الوطنية الكبرى المهملة النتي طال عليها الامد ، وقعد بها النتراوخي والكسل ،أو أحبطنتها الخصوامة الحزبية أو طمرتها المنافع الشخصية ،أو قضت عليها اللعيب السياسية والرشوة الحرام ، كل هذه يجب أن تنتوجه إليها الهمم امن جديد ) :إن ا يحب امن أحدكم ل عمل م ً أن ينتقنه( . إذا عم َ كم كنا نربح لو أن امشروع وخزان أسوان تحقق فعل امنذ سنة , 1937 وكم كنا نحنتاج ونعرى لو لم يلهم ا طلعت حرب -عليه الرضوان – أن ينتقدم بمشروعات )المحلة( . هناك امشروعات كثيرة درست وبحثت ،ثم وضعت على الرف وطال عليها الامد قبل الحرب ،ول اموجب لهذا الهمال ،والضرورة قاسية والحاجة املحة ،والامر ل يحنتمل النتأوخير . انفضوا الغبار عن املفات هذه المشروعات واسنتذكروها امن جديد ن( )النتوبة. (105: مه ْؤس ِامُنو َ سوُلُه َواه ْل ُ م َوَر ُ ك ه ْ مَل ُ ع َ ا َ سَيَرى ُ ونفذوا َ) :ف َ
الصناعـة والنتحول إلى الصناعة فورا امن روح السلم الذي يقول نبيه ) : eإن ا يحب المؤامن المحنترف( ) ,امن أامسى كال م ً امن عمل يده أامسى امغفورا له( .والذي أثنى كنتابه على داود وسليمان بهذا النتقدم الصناعي ،وذكر لنا امن دقائق الرقى فيه اما أعجز البشر ،واسنتغل قوى الجن والشيطان .. حرام على الامة النتي تقرأ في كنتابها امن الثناء على داود عليه السلم : صاس ِلحا إ س ِِّني مُلوا َ ع َ سه ْرس ِد َوا ه ْ ت َوَقِّده ْر س ِفي ال َّ غا أ ٍ ساس ِب َ ل َ م ه ْ ع َ ن ا ه ْ حس ِديَد ,أ َ س ِ )َوأ ََلَّنا َلُه اه ْل َ ك ه ْ م س َل ُ عَة َلُبو أ ٍ صه ْن َ ه َ مَنا ُ عَّل ه ْ صي ٌر( )سـبأ ، (11-10:وتقرأ َ) :و َ ن َب س ِ مُلو َ ع َ ما َت ه ْ س ِب َ
ن( )النبياء , (80:ثم ل يكون فيها شاس ِكُرو َ م َ ل أ َه ْنُنت ه ْ م َفَه ه ْ ك ه ْ س ُ ن َبه ْأ س ِ م س ِام ه ْ ك ه ْ صَن ُ ح س ِ س ِلُنت ه ْ امصنع للسلح . سه ْلَنا شه ْه ٌر َوأ َ َ حَها َ شه ْه ٌر َوَرَوا ُ ها َ غُد ُّو َ ح ُ ن الِّري َ ما َ سَله ْي َ ثم تقرأ في كنتابها َ) :وس ِل ُ غ س ِامه ْنُه ه ْ م ن َيس ِز ه ْ ن َرِّبس ِه َوَام ه ْ ن َيَده ْيس ِه س ِبس ِإذه ْ س ِ ل َبه ْي َ م ُ ع َ ن َي ه ْ ن َام ه ْ ج ِّ ن اه ْل س ِ طس ِر َوس ِام َ ن اه ْلس ِق ه ْ عه ْي َ َلُه َ حاس ِري َ ب ن َام َ ء س ِام ه ْ شا ُ ن َلُه َاما َي َ مُلو َ ع َ عيس ِر َ ,ي ه ْ س س ِ ب ال َّ عَذا س ِ ن َ ن أ َه ْامس ِرَنا ُنس ِذه ْقُه س ِام ه ْ ع ه ْ َ كرا( )سـبأ: ش ه ْ ل َداُوَد ُ مُلوا آ َ ع َ ت ا ه ْ سَيا أ ٍ ب َوُقُدوأ ٍر َرا س ِ جَوا س ِ ن َكاه ْل َ جَفا أ ٍ ل َو س ِ ماس ِثي َ َوَت َ .. (13-12ثم ل يكون فيها امسبك عظيم ,ول امصنع كاامل للدوات المعدنية . س( )الحديد.. (25: ع س ِللَّنا س ِ شس ِدي ٌد َوَامَناس ِف ُ س َ حس ِديَد س ِفيس ِه َبه ْأ ٌ ثم تقرأ َ) :وأ َه ْنَزه ْلَنا اه ْل َ ثم تهمل اما عندها امن هذا المعدن هذا الهمال ،وهو امن أجود النواع ويكفي العالم امائنتي عام كما قدر الخبراء ... حرام هذا كله !!!
نظام الملكيات في امصر عرضت في الكلمة السابقة لبعض صور النتطبيق النتي تمليها علينا قواعد النظام السلامي القنتصادي ,وأعرض في هذه الكلمة لبعض الصور النتي تمليها هذه القواعد أيضا في صميم الصلح القنتصادي القوامي . توجب علينا روح السلم الحنيف ،وقواعده الساسية في القنتصاد القوامي ،أن نعيد النظر في نظام الملكيات في امصر ,فنخنتصر الملكيات الكبيرة ,ونعوض أصحابها عن حقهم بما هو أجدى عليهم وعلى المجنتمع ,ونشجع الملكيات الصغيرة ،حنتى يشعر الفقراء المعدامون بأنه قد أصبح لهم في هذا الوطن اما يعنيهم أامره ،ويهمهم شأنه ..وأن نوزع أاملك الحكوامة حال م ً على هؤلء الصغار كذلك حنتى يكبروا .
تنظيم الضرائب وتوجب علينا روح السلم في تشريعه القنتصادي ،أن نبادر بنتنظيم الضرائب الجنتماعية ،وأولها الزكاة ،وليس في الدنيا تشريع فرض الضريبة على رأس المال ل على الربح وحده كالسلم ،وذلك لحكم جليلة امنها :امحاربة الكنز وحبس الاموال عن النتداول ،واما جعلت الاموال إل وسيلة لهذا النتداول الذي يسنتفيد امن ورائه كل الذين يقع في أيديهم هذا المال المنتداول .. وإنما جعل السلم امصارف الزكاة اجنتماعية بحنتة لنتكون سببا في جبر النقص والقصور الذي ل تسنتطيع المشاعر النسانية والعواطف الطيبة وخه ْذ أن تجبره ،فيطهر بذلك المجنتمع ويزكو ،وتصفو النفوس وتسمو ُ ) : م س ِبَها( )النتوبة. (103: م َوُتَزِّكيس ِه ه ْ ه ه ْ طِّهُر ُ صَدَقم ًة ُت َ م َ ن أ َه ْامَواس ِلس ِه ه ْ س ِام ه ْ فل بد امن العناية بفرض ضرائب اجنتماعية على النظام النتصاعدي – بحسب المال ل بحسب الربح – يعفى امنها الفقراء طبعا ،وتجبى امن الغنياء الموسرين وتنفق في رفع امسنتوى المعيشة بكل الوسائل عمر رضى ا عنه ،أنه كان يفرض الضرائب المسنتطاعة ..وامن لطائف ُ الثقيلة على العنب لنه فاكهة الغنياء ،والضريبة النتي ل تذكر على النتمر لنه طعام الفقراء ,فكان أول امن لحظ هذا المعنى الجنتماعي في الحكام والامراء رضى ا عنه.
امحاربة الربا ويوجب علينا روح السلم أن نحارب الربا حال م ً ،ونحرامه ونقضي على كل تعاامل على أساسه ) :أل وإن الربا اموضوع ،وأول ربا أبدأ به ربا عمى العباس بن عبد المطلب( وصدق رسول ا .
ولقد كان المصلحون ينتجنبون أن يقولوا في الماضي هذا الكلم حنتى ل يقال لهم إن هذا امسنتحيل وعليه دولب القنتصاد العالمي كله ,أاما اليوم ..فقد أصبحت هذه الحجة واهية ساقطة ل قيمة لها بعد أن حرتّامت روسيا الربا وجعلنته أفظع المنكرات في دارها ,وحرام أن تسبقنا روسيا الشيوعية إلى هذه المنقبة السلامية ,فالربا حرام ...حرام ...حرام وأولى الناس بنتحريمه أامم السلم ودول السلم .
تشجيع الصناعات المنزلية وتوجب علينا روح السلم تشجيع الصناعات اليدوية المنزلية ،وهذا هو باب السعاف السريع لهذه العائلت المنكوبة ،وباب النتحول إلى الروح الصناعي والوضع الصناعي ..وأول اما تفعله هذه اليدي العاطلة ، الغزل والنسيج بالنوال الصغيرة ،وصناعة الصابون ،وصناعة العطور والمربيات ،وأنواع كثيرة امن صنوف كبيرة تسنتطيع النساء والبنات والولد أن يشغلوا الوقت فيها ،فنتعود بالربح الوفير ،وتمنعهم بؤس الحاجة وذل السؤال .. وقد رأينا هذا بأعيننا امنذ زامن في )فوه(-غربية ,و)بني عدي( – امنفلوط ,وغيرها امن بلدان القطر المصري ،ورأينا في هذه البلد الثروة والغنى ويسر الحال .ولقد كانت وزارة الشئون قد فكرت في هذا المشروع الحيوي ,واسنتحضرت أصنافا امن المغازل ,ول ندري اماذا فعل ا بها ...ويوم الحكوامة بسنة كما يقولون ,ولكن الامر لم يعد يحنتمل الننتظار
تقليل الكماليات والكنتفاء بالضروريات وإرشاد الشعب إلى النتقليل امن الكماليات والكنتفاء بالضروريات ،وأن يكون الكبار في ذلك قدوة للصغار ،فنتبطل هذه الحفلت الماجنة ، ويحرم هذا النترف والسراف الفاسد ،وظهور الجسد بخشوننته وعبوسنته
ووقاره وهيبنته على الدور والقصور والوجوه والمننتديات ..أامر يحنتمه السلم الحنيف ،وكل ذلك يحنتاج إلى إعداد . هذه كلها واجبات لبد أن تنهض بأعبائها حال م ً ..فإلى العمل .
وخـاتمـة وبعد ... فهنا نحن قد رأينا امما تقدم كيف أننا لم نسر على نظام اقنتصادي امعروف ل نظريا ول عمليا ،وأن هذا الغموض والرتجال قد أَّتّديا بنا إلى ضائقة أوخذت بمخانق الناس جميعا . وليس الشأن أن نرتجل الحلول ،ونواجه الظروف ،بالمخدرات والمسكنات النتي يكون لها امن رد الفعل اما ينذر بأوخطر العواقب ،ولكن المهم في أن ننظر إلى الامور نظرة شااملة امحيطة ،وأن نردها إلى أصل ثابت تسنتند إليه ،وترتكز علي .وليس ذلك الامر إل )النظام السلامي( الشاامل الدقيق ،وفيه وخير السداد . لقد أتاح ا لنا امن أسباب اليسر القنتصادي ،والنجاح المادي اما لم ينتجه لغيرنا امن الامم والشعوب ،فهذه الرابطة الوثيقة امن اللغة والعقيدة والمصلحة والنتاريخ بيننا وبين أامم العروبة والسلم ،وهى بحمد ا أغنى بلد ا في أرضه ،أوخصبها تربة ،وأعدلها جوا ،وأكثرها وخيرات ، وأثراها بالمواد الولية وبالخاامات امن كل شئ .. هذه الرابطة ،تمهد لنا – لو أحسنا الننتفاع بها – سبيل الكنتفاء الذاتي والسنتقلل القنتصادي ،وتنقذنا امن هذا النتحكم الغربي في النتصدير والسنتيراد واما إليهما .
ول يكلفنا الامر أكثر امن أن نعزم وننتقدم ،ونقوي الصلة ،ونحكم الرابطة ،ونوالي البعثات والدراسات ،ونحاول بكل سبيل إنشاء أسطول تجارى ،ونشيع روح الوحدة والنتعاون بيننا وبين أامم العروبة وشعوب السلم . لقد صبر الشعب المصري صبرا طويل م ً على هذه الحياة الجافية القاسية ،وهذا الحرامان العجيب الذي ل يصبر عليه آدامي إل بمعجزة امن امعجزات اليمان ،وامن نظر إلى العاامل المصري والفلح المصري وامن إليهما امن عاامة الشعب المصري ،أوخذه العجب امما يشاهد امن فاقة وصبر . لقد أوخجلني أحد الوخوان الهنود وقد قدم امن إنجلنترا ,حين عاد امن جولة قصيرة في القاهرة ،يقول لي :لقد كنا نظن أن اما تنشره الصحف في إنجلنترا امن سوء حالة الشعب المصري ،وانخفاض امسنتوى ط امن كراامنته ولكنى قضيت هذه امعيشنته ،امجرد دعاية يراد بها الح تّ الفنترة القصيرة في القاهرة وزرت بعض أحياء عاامنتها فأسفت لما رأيت فخجلت لقوله هذا ,ولكنني رددت عن نفسي وعن الشعب بقولي له: سل هذه الجرائد النتي تنشر ,أليس هذا البؤس امن امظالم الحنتلل؟ ض عن ي امدير شركة أجنبي قوله :أأنت را أ ٍ وتألمت امرة ثانية حين وجه إل تّ حال هؤلء العمال المساكين ؟! ولكنني رددت عليه أيضا :أولست تعلم أن السبب في هذه المسكنة اسنتئثار هذه الشركات وبخلها على هؤلء العمال بما يوازي ضروريات الحياة؟! إن الامر ج ٌد ل هزل فيه ،وقد بلغ غاينته ،ووصل إلى امداه ،ول بد امن علج حاسم وسريع ،ولن نجده كما قلت إل في طب السلم الحنيف وعلجه
فيا رئيس الحكوامة ،ويا رؤساء الهيئات والجماعات ،ويا امن يعنيهم أامر الطمأنينة والسلم في هذا الوطن .. تداركوا الامر بحزم ...وعودوا إلى نظام السلم .. أل قد بلغت ..اللهم فاشهد .. حسـن البنــا
رسالة النتعاليم امـقـدامـة بسـم ا الرحمـن الرحيـم الحمد لله والصلة و السلم على إامام المنتقين وقائد المجاهدين سيدنا امحمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وامن تبع هداهم إلى يوم الدين . أاما بعد : فهذه رسالنتي إلى الوخوان المجاهدين امن الوخوان المسلمين الذين آامنوا بسمو دعوتهم ،وقدسية فكرتهم ،وعزاموا صادقين على أن يعيشوا بها ،أو يموتوا في سبيلها ،إلى هؤلء الوخوان فقط أوجه هذه الكلمات ،وهي ليست دروسا تحفظ ،ولكنها تعليمات تنفذ ,فإلى العمل سوُلُه م َوَر ُ ك ه ْ مَل ُ ع َ ا َ سَيَرى ُ مُلوا َف َ ع َ ل ا ه ْ أيها الوخوان الصادقون َ) :وُق س ِ ما ُكه ْنُنت ه ْ م م س ِب َ ك ه ْ ة َفُيَنِّبُئ ُ شَهاَد س ِ ب َوال َّ غه ْي س ِ م اه ْل َ عاس ِل س ِ ن إ س َِلى َ سُنتَر ُّدو َ ن َو َ مه ْؤس ِامُنو َ َواه ْل ُ عوا ه َول َتَّنتس ِب ُ عو ُ سَنتس ِقيما َفاَّتس ِب ُ طي ُام ه ْ صَرا س ِ هَذا س ِ ن َ ن( )النتوبةَ) , (105:وأ َ َّ مُلو َ ع َ َت ه ْ ن( )النعام: م َتَّنتُقو َ ك ه ْ عَّل ُ م س ِبس ِه َل َ صاُك ه ْ م َو َّ ك ه ْ سس ِبيس ِلس ِه َذس ِل ُ ن َ ع ه ْ م َ ك ه ْ ق س ِب ُ ل َفَنتَفَّر َ سُب َ ال ُّ . (153 أاما غير هؤلء ..فلهم دروس وامحاضرات ,وكنتب وامقالت ,وامظاهر وإداريات ,ولكل وجهة هو اموليها فاسنتبقوا الخيرات ,وكل وعد ا الحسنى . والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته حسـن البنـا
أركـان البيـعـة أيها الوخوان الصادقون أركان بيعنتنا عشر فاحفظوها: الفهم و الوخل ص و العمل و الجـهــاد و النتضحية و الطاعة و الثبات و النتجرد و الوخـَّوة و الثقة .
الفهــم إنما أريد بالفهم : أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة و أن تفهم السلم كما نفهمه , في حدود هذه الصول العشرين الموجزة كل اليجاز : - 1السلم نظام شاامل ينتناول امظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكوامة وأامة ،وهو وخلق وقوة أو رحمة وعدالة ،وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء ،وهو امادة أو كسب وغنى ،وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ،كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء . - 2والقرآن الكريم والسنة المطهرة امرجع كل امسلم في تعرف أحكام السلم ،ويفهم القرآن طبقا لقواعد اللغة العربية امن غير تكلف ول تعسف ،ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات . - 3ولليمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلوة يقذفهما ا في قلب امن يشاء امن عباده ،ولكن اللهام والخواطر والكشف والرؤى ليست امن أدلة الحكام الشرعية ,ول تعنتبر إل بشرط عدم اصطداامها بأحكام الدين ونصوصه. - 4والنتمائم والرقي والودع والرامل والمعرفة والكهانة وادعاء امعرفة الغيب ,وكل اما كان امن هذا الباب امنكر تجب امحاربنته إل اما كان آية امن قرآن أو رقية امأثورة . - 5ورأي الامام ونائبه فيما ل نص فيه ،وفيما يحنتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة امعمول به اما لم يصطدم بقاعدة شرعية ,وقد ينتغير بحسب الظروف والعرف والعادات ,و الصل في العبادات النتعبد دون
اللنتفات إلى المعاني ,وفي العاديات اللنتفات إلى السرار و الحكم و المقاصد . - 6وكل أحد يؤوخذ امن كلامه وينترك إل المعصوم صلى ا عليه وسلم , وكل اما جاء عن السلف رضوان ا عليهم اموافقا للكنتاب والسنة قبلناه , و إل فكنتاب ا وسنة رسوله أولى بالتباع ،ولكنا ل نعرض للشخا ص ـ فيما اوخنتلف فيه ـ بطعن أو تجريح ,ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى اما قداموا . - 7ولك امسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الحكام الفرعية أن ينتبع إامااما امن أئمة الدين ،ويحسن به امع هذا التباع أن يجنتهد اما اسنتطاع في تعرف أدلنته ،وان ينتقبل كل إرشاد امصحوب بالدليل امنتى صح عنده صلح امن أرشده وكفاينته ,وأن يسنتكمل نقصه العلمي إن كان امن أهل العلم حنتى يبلغ درجة النظر . - 8والخلف الفقهي في الفروع ل يكون سببا للنتفرق في الدين ,ول يؤدي إلى وخصوامة ول بغضاء ولكل امجنتهد أجره ,ول امانع امن النتحقيق العلمي النزيه في امسائل الخلف في ظل الحب في ا والنتعاون على الوصول إلى الحقيقة ,امن غير أن يجر ذلك إلى المراء المذاموم والنتعصب . - 9وكل امسألة ل ينبني عليها عمل فالخوض فيها امن النتكلف الذي نهينا عنه شرعا ,وامن ذلك كثرة النتفريعات للحكام النتي لم تقع ,والخوض في امعاني اليات القرآنية الكريمة النتي لم يصل إليها العلم بعد ، والكلم في المفاضلة بين الصحاب رضوان ا عليهم واما شجر بينهم امن وخلف ,ولكل امنهم فضل صحبنته وجزاء نينته وفي النتأول امندوحة .
- 10وامعرفة ا تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد السلم ، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة واما يليق بذلك امن النتشابه ,نؤامن بها كما جاءت امن غير تأويل ول تعطيل ,ول ننتعرض لما جاء فيها امن وخلف بين العلماء ,ويسعنا اما وسع رسول ا صلى ا عليه وسلم ع ه ْن س ِد ل س ِام نه ْ س ِ ن آ َام َّنا س ِب س ِه ُك ٌّ م َي ُقو ُلو َ ع ه ْل س ِ ن س ِفي ا ه ْل س ِ خو َ س ُ وأصحابه ) َوال َّرا س ِ َر ِّب َنا( ) آل عمران(7: . - 11وكل بدعة في دين ا ل أصل لها ـ اسنتحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه أو بالنقص امنه ـ ضللة تجب امحاربنتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل النتي ل تؤدي إلى اما هو شر امنها . - 12والبدعة الضافية والَّنترس ِكية واللنتزام في العبادات المطلقة وخلف فقهي ,لكل فيه رأيه ,ول بأس بنتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان . - 13وامحبة الصالحين و احنتراامهم والثناء عليهم بما عرف امن طيب أعمالهم قربة إلى ا تبارك وتعالى ,والولياء هم المذكورون بقوله ن( ,والكراامة ثابنتة بشرائطها ن آ َام ُنوا َو َكا ُنوا َي َّنت ُقو َ تعالى ) ا َّل س ِذي َ الشرعية ,امع اعنتقاد أنهم رضوان ا عليهم ل يملكون لنفسهم نفعا ول ضرا في حياتهم أو بعد امماتهم فضل عن أن يهبوا شيئا امن ذلك لغيرهم . - 14وزيارة القبور أيا كانت سنة امشروعة بالكيفية المأثورة ,ولكن السنتعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات امنهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشيد القبور وسنترها وأضاءتها والنتمسح بها والحلف بغير ا واما يلحق بذلك امن المبنتدعات كبائر تجب امحاربنتها ,ول ننتأول لهذه العمال سدا للذريعة . - 15والدعاء إذا قرن بالنتوسل إلى ا تعالى بأحد امن وخلقه وخلف فرعي في كيفية الدعاء وليس امن امسائل العقيدة .
- 16والعرف الخاطئ ل يغير حقائق اللفاظ الشرعية ,بل يجب النتأكد امن حدود المعاني المقصود بها ,والوقوف عندها ,كما يجب الحنتراز امن الخداع اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين ,فالعبرة المسميات ل بالسماء . - 17والعقيدة أساس العمل ,وعمل القلب أهم امن عمل الجارحة , وتحصيل الكمال في كليهما امطلوب شرعتّا وإن اوخنتلفت امرتبنتا الطلب . - 18والسلم يحرر العقل ,ويحث على النظر في الكون ,ويرفع قدر العلم والعلماء ,ويرحب بالصالح والنافع امن كل شيء ،والحكمة ضالة المؤامن أنى وجدها فهو أحق الناس بها . - 19وقد ينتناول كل امن النظر الشرعي والنظر العقلي اما ل يدوخل في دائرة الوخر ,ولكنهما لن يخنتلفا في القطعي ,فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابنتة ،ويؤول الظني امنهما لينتفق امع القطعي ,فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالتباع حنتى يثبت العقلي أو ينهار . - 20ول نكفر امسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقنتضاهما وأدى الفرائض ـ برأي أو بمعصية ـ إل إن أقر بكلمة الكفر ,أو أنكر امعلواما امن الدين بالضرورة ,أو كذب صريح القرآن ,أو فسره على وجه ل تحنتمله أساليب اللغة العربية بحال ,أو عمل عمل ل يحنتمل تأويل غير الكفر . و إذا علم الخ المسلم دينه في هذه الصول ,فقد عرف امعنى هنتافه دائما ) القرآن دسنتورنا و الرسول قدوتنا( .
الوخـــــل ص و أريد بالوخل ص : أن يقصد الخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه ا ,وابنتغاء امرضاته وحسن امثوبنته امن غير نظر إلى امغنم أو امظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأوخر ,وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة ,ل جندي غرض و ما س ِتي لل س ِه َر ِّ ب ح َيا يَ وَ َام َ كي َو َام ه ْ س س ِ صل س ِتي َو ُن ُ ن َ ل إ س ِ َّ امنفعة ُ ) ,ق ه ْ
ن( ) النعام , (162:و بذلك يفهم الخ المسلم امعنى هنتافه مي َ عا َل س ِ ا ه ْل َ الدائم ) ا غاينتنا( و ) ا أكبر ولله الحمد( .
العمـــل و أريد بالعمل : سو ُل ُه م َو َر ُ ك ه ْ م َل ُ ع َ ا َ س َي َرى ُ م ُلوا َف َ ع َ ل ا ه ْ ثمرة العلم والوخل ص َ ) :و ُق س ِ ما م س ِب َ ك ه ْ ة َف ُي َن ِّب ُئ ُ ش َها َد س ِ ب َوال َّ غ ه ْي س ِ م ا ه ْل َ عا س ِل س ِ ن إ س ِ َلى َ س ُنت َر ُّدو َ ن َو َ م ه ْؤ س ِام ُنو َ َوا ه ْل ُ ن( ) النتوبة. (105: م ُلو َ ع َ م َت ه ْ ُك ه ْن ُنت ه ْ و امراتب العمل المطلوبة امن اللخ الصادق : – 1إصلح نفسه حنتى يكون :قوي الجسم ,امنتين الخلق ,امثقف الفكر ,قادرا على الكسب ,سليم العقيدة ,صحيح العبادة ,امجاهدا لنفسه , حريصا على وقنته ,امنظما في شؤونه ,نافعا لغيره ,وذلك واجب كل أخ على حدته . -2وتكوين بيت امسلم ,بان يحمل أهله على احنترام فكرته ,والمحافظة على آداب السلم في امظاهر الحياة المنزلية ,وحسن اوخنتيار الزوجة , و توقيفها على حقها و واجبها ,وحسن تربية الولد ,والخدم وتنشئنتهم على امبادئ السلم ,وذلك واجب كل أخ على حدته كذلك . – 3وإرشاد المجنتمع ,بنشر دعوة الخير فيه ,وامحاربة الرزائل و المنكرات ,و تشجيع الفضائل ,والامر بالمعروف ,والمبادرة إلى فعل الخير ,وكسب الرأي العام إلى جانب الفكرة السلامية ,وصبغ امظاهر الحياة العاامة بها دائما ,وذلك واجب كل أخ على حدته ,و واجب الجماعة كهيئة عااملة . – 4وتحرير الوطن بنتخليصه امن كل سلطان أجنبي ـ غير إسلامي ـ سياسي أو اقنتصادي أو روحي . - 5وإصلح الحكوامة حنتى تكون إسلامية بحق ,وبذلك تؤدي امهمنتها كخادم للامة و أجير عندها و عاامل على امصلحنتها ,والحكوامة إسلامية
اما كان أعضاؤها امسلمين امؤدين لفرائض السلم غير امنتجاهرين بعصيان ,وكانت امنفذة لحكام السلم وتعاليمه 0 ول بأس أن نسنتعين بغير المسلمين عند الضرورة في غير امناصب الولية العاامة و ل عبرة بالشكل الذي تنتخذه و ل بالنوع ,امادام اموافقا للقواعد العاامة في نظام الحكم السلامي . وامن صفاتها :الشعور بالنتبعية ,والشفقة ,على الرعية ,و العدالة بين الناس ,والعفة عن المال العام ,والقنتصاد فيه . وامن واجباتها :صيانة الامن ,وإنفاذ القانون ,ونشر النتعليم ,وإعداد القوة ,وحفظ الصحة ,ورعاية المنافع العاامة ,وتنمية الثروة ,وحراسة المال ,وتقوي الوخلق ,ونشر الدعوة . وامن حقها -امنتى أدت واجبها : -الولء والطاعة ,والمساعدة بالنفس والاموال . فإذا قصرت :فالنصح والرشاد ،ثم الخلع والبعاد ،ول طاعة لمخلوق في امعصية الخالق. - 6إعادة الكيان الدولي للامة السلامية ,بنتحرير أوطانها وإحياء امجدها وتقريب ثقافنتها وجمع كلمنتها ,حنتى يؤدى ذلك كله إلى إعادة الخلفة المفقودة والوحدة المنشودة . حَّنتى ل م َ ه ه ْ – 7و أسنتاذية العالم بنشر دعوة السلم في ربوعه )َوَقاس ِتُلو ُ ن ُيس ِنت َّ م ا س ِإل أ َ ه ْ ن ُك ُّلُه للس ِه( )لنفالَ) , (39:وَيه ْأَبى ُ ن الِّدي ُ كو َ ن س ِفه ْنتَن ٌة َوَي ُ كو َ َت ُ ن( )النتوبة. (32: كاس ِفُرو َ ه اه ْل َ ه َوَله ْو َكس ِر َ ُنوَر ُ وهذه المراتب الربعة الوخيرة تجب على الجماعة امنتحدة وعلى كل أخ باعنتباره عضوا في الجماعة ,واما أثقلها تبعات واما أعظمها امهمات , يراها الناس وخيال ويراها الخ المسلم حقيقة ,ولن نيأس أبدا ,ولنا في ن( مو َ عَل ُ س ل َي ه ْ ن أ َه ْكَثَر الَّنا س ِ ك َّ ه َوَل س ِ عَلى أ َه ْامس ِر س ِ ب َ غاس ِل ٌ ا َ ا أعظم الامل )َو ُ )يوسف. (21:
الجهــــاد و أريد بالجهاد الفريضة الماضية إلى يوم القياامة و المقصود بقول رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :امن امات ولم يغز ولم ينو الغزو امات امينتة جاهلية ( ,وأول امراتبه إنكار القلب ,وأعلها القنتال في سبيل ا , وبين ذلك جهاد اللسان و القلم واليد وكلمة الحق عند السلطان الجائر ,ول تحيا دعوة إل بالجهاد ,وبقدر سمو الدعوة وسعة أفقها ,وبقدر سمو الدعوة و سعة أفقها تكون عظمة الجهاد في سبيلها ,وضخاامة الثمن الذي يطلب ح َّ ق ا َ ه ُدوا س ِفي س ِ جا س ِ لنتأييدها ,و جزالة الثواب للعااملينَ ) :و َ ه( ) الحج. (78: ج َها س ِد س ِ س ِ وبذلك تعرف امعنى هنتافك الدائم ) :الجهاد سبيلنا( .
النتضـحـية وأريد بالنتضحية : بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية ,وليس في الدنيا جهاد ل تضحية امعه ,ول تضيع في سبيل فكرتنا تضحية ,وإنما هو الجر الجزيل و الثواب الجميل وامن قعد عن النتضحية امعنا فهو آثم : م( الية ُ ) ,ق ه ْ ل م َو أ َ ه ْام َوا َل ُه ه ْ س ُه ه ْ ن أ َ ه ْن ُف َ م ه ْؤ س ِام س ِني َ ن ا ه ْل ُ ش َنت َرى س ِام َ ا ا ه ْ ن َ ) إ س ِ َّ م ٌأ ظ َ م َ صي ُب ُه ه ْ م ل ُي س ِ ك س ِب َأ َّن ُه ه ْ م (..الية َ ) ,ذ س ِل َ م َو أَ ه ْب َنا ُؤ ُك ه ْ ن آ َبا ُؤ ُك ه ْ إ س ِ نه ْ َكا َ جرا( ,وبذلك م ال َّل ُه أَ ه ْ ك ُ عوا ُي ه ْؤ س ِت ُ طي ُ ن ُت س ِ ب( الية َ),ف س ِإ ه ْ ص ٌ َول َن َ تعرف امعنى هنتافك الدائم ) :والموت في سبيل ا أسمى أامانينا( .
الطــاعـة وأريد بالطاعة : اامنتثال الامر وإنفاذه توا في العسر و اليسر و المنشط و المكره ,و ذلك أن امراحل هذه الدعوة ثل ث :
– 1النتعريف :بنشر الفكرة العاامة بين الناس ,ونظام الدعوة في هذه المرحلة نظام الجمعيات الدارية ,و امهمنتها العمل للخير العام و وسيلنتها الوعظ و الرشاد تارة وإقاامة المنشبآت النافعة تارة أوخرى ,إلى غير ذلك امن الوسائل العملية ,وكل شعب الوخوان القائمة الن تمثل هذه المرحلة امن حياة الدعوة ,و ينظمها القانون الساسي ,وتشرحها وسائل الوخوان و جريدتهم ,والدعوة في هذه المرحلة عاامة . وينتصل بالجماعة فيها كل امن أراد امن الناس امنتى رغب المساهمة في أعمالها ووعد بالمحافظة على امبادئها ,وليست الطاعة النتاامة لزامة في هذه المرحلة بقدر اما يلزم فيها احنترام النظم و المبادئ العاامة للجماعة . - 2النتكوين :باسنتخل ص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض ,و نظام الدعوة – في هذه المرحلة – صوفي بحت امن الناحية الروحية ,وعسكري بحت امن الناحية العملية ,وشعار هاتين الناحينتين ) أامر وطاعة( امن غير تردد ول امراجعة ول شك ول حرج ,وتمثل الكنتائب الوخوانية هذه المرحلة امن حياة الدعوة ,وتنظمها رسالة المنهج سابقا , وهذه الرسالة الن . والدعوة فيها وخاصة ل ينتصل بها إل امن اسنتعد اسنتعدادا تااما حقيقيا لنتحمل أعباء جهاد طويل المدى كثير النتبعات ,وأول بوادر هذا السنتعداد كمال الطاعة . – 3النتنفيذ :وهي امرحلة جهاد ل هوادة فيه ،وعمل امنتواصل في سبيل الوصول إلى الغاية ،واامنتحان وابنتلء ل يصبر عليهما إل الصادقون ,ول يكفل النجاح في هذه المرحلة إل
كمال الطاعة كذلك وعلى هذا بايع الصف الول امن الوخوان المسلمين في يوم 5ربيع الول سنة 1359هـ . وأنت بانضماامك إلى هذه الكنتيبة ,وتقبلك لهذه الرسالة ,وتعهدك بهذه البيعة ,تكون في الدور الثاني ,وبالقرب امن الدور الثالث ,فقتّدر النتبعة النتي النتزامنتها وأعتّد نفسك للوفاء بها .
الثبــات وأريد بالثبات : أن يظل الخ عاامل امجاهدا في سبيل غاينته امهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والعوام ,حنتى يلقى ا على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين , صَدُقوا َاما ل َ جا ٌ مه ْؤس ِامس ِنينَ س ِر َ ن اه ْل ُ فإاما الغاية وإاما الشهادة في النهاية ) ,س ِام َ ظُر َوَاما َبَّدُلوا ن َيه ْنَنت س ِ م َام ه ْ حَبُه َوس ِامه ْنُه ه ْ ضى َن ه ْ ن َق َ م َام ه ْ مه ْنُه ه ْ عَله ْيس ِه َف س ِ ا َ هُدوا َ عا َ َ َته ْبس ِديل م ً( )الحزاب , (23:والوقت عندنا جزء امن العلج ,والطريق طويلة المدى بعيدة المراحل كثيرة العقبات ,ولكنها وحدها النتي تؤدي إلى المقصود امع عظيم الجر وجميل المثوبة . وذلك أن كل وسيلة امن وسائلنا السنتة تحنتاج إلى حسن العداد وتحين هَو ُق ه ْ ل ن َامَنتى ُ الفر ص ودقة النفاذ ,وكل ذلك امرهون بوقنته )َوَيُقوُلو َ ن َقس ِريبا( )السراء. (51: كو َ ن َي ُ سى أ َ ه ْ ع َ َ
النتجــرد أريد بالنتجرد: أن تنتخلص لفكرتك امما سواها امن المبادئ والشخا ص ،لنها أسمى غم ًة( صه ْب َ ا س ِ ن س ِ ن س ِام َ س ُ ن أ َحه ْ َ ا َوَام ه ْ غَة س ِ صه ْب َ الفكر وأجمعها و أعلها ) :س ِ
عُه ن َام َ م َواَّلس ِذي َ هي َ سَن ٌة س ِفي إ س ِه ْبَرا س ِ ح َ ة َ سَو ٌ م أ ُ ه ْ ك ه ْ ت َل ُ )البقرةَ) , (138:قه ْد َكاَن ه ْ ك ه ْ م ا َكَفه ْرَنا س ِب ُ ن س ِ ن س ِامنه ْ ُدو س ِ عُبُدو َ ما َت ه ْ م َوس ِام َّ ك ه ْ ء س ِامه ْن ُ إ س ِه ْذ َقاُلوا س ِلَقه ْوس ِامس ِهمه ْ إ س َِّنا ُبَرآ ُ ه س ِإل َقه ْو َ ل حَد ُ حَّنتى ُته ْؤس ِامُنوا س ِباللس ِه َو ه ْ ء أ ََبدا َ ضا ُ غ َ ة َواه ْلَب ه ْ عَداَو ُ م اه ْل َ ك ُ َوَبَدا َبه ْيَنَنا َوَبه ْينَ ُ عَله ْي َ ك ء َرَّبَنا َ ي أ ٍ ش ه ْ ا س ِامنه ْ َ ن س ِ ك س ِام َ ك َل َ ك َوَاما أ َه ْامس ِل ُ ن َل َ غس ِفَر َّ سَنت ه ْ م ل َس ِبيس ِه ل َ ه ْ هي َ إ س ِه ْبَرا س ِ صيُر( )الممنتحنة. (4: م س ِ ك اه ْل َ ك أ ََنه ْبَنا َوإ س َِله ْي َ َتَوَّكه ْلَنا َوإ س َِله ْي َ والناس عند الخ الصادق واحد امن سنتة أصناف :امسلم امجاهد ,أو امسلم قاعد ،أو امسلم آثم ،أو ذامي امعاهد ،أو امحايد ،أو امحارب ,و لكل حكمه في اميزان السلم ,وفى حدود هذه القسام توزن الشخا ص و الهيئات ،ويكون الولء أو العداء .
الوخـوة وأريد بالوخوة : أن ترتبط القلوب والرواح برباط العقيدة ،والعقيدة أوثق الروابط وأغلها ،والوخوة أوخت اليمان ،والنتفرق أوخو الكفر ،وأول القوة :قوة الوحدة ،ول وحدة بغير حب ,وأقل الحب :سلامة الصدر ,وأعله : ن ُيو َ ق ص ٌة َوَام ه ْ صا َ وخ َ م َ ن س ِبس ِه ه ْ م َوَله ْو َكا َ سس ِه ه ْ عَلى أ َه ْنُف س ِ ن َ امرتبة اليثار َ) ,وُيه ْؤس ِثُرو َ ن( )الحشر. (9: حو َ مه ْفس ِل ُ م اه ْل ُ ه ُ ك ُ سس ِه َفُأوَلس ِئ َ ح َنه ْف س ِ ش َّ ُ والخ الصادق يرى إوخوانه أولى بنفسه امن نفسه ،لنه إن لم يكن بهم ، فلن يكون بغيرهم ،وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره ) ,وإنما يأكل الذئب امن الغنم القاصية( ) ,والمؤامن للمؤامن كالبنيان ،يشد بعضه عضأ ٍ( )النتوبة, (71: ء َب ه ْ م أ َه ْوس ِلَيا ُ ضُه ه ْ ع ُ ت َب ه ْ مه ْؤس ِامَنا ُ ن َواه ْل ُ مه ْؤس ِامُنو َ بعضا(َ) .واه ْل ُ وهكذا يجب أن نكون .
الثقــة و أريد بالثقة : اطمئنان الجندي إلى القائد في كفاءته وإوخلصه اطمئنانا عميقا يننتج مو َ ك ك ُ ح ِّ حَّنتى ُي َ ن َ ك ل ُيه ْؤس ِامُنو َ الحب والنتقدير والحنترام والطاعة َ) ,فل َوَرِّب َ
موا سِّل ُ ت َوُي َ ضه ْي َ ما َق َ حَرجا س ِام َّ م َ سس ِه ه ْ جُدوا س ِفي أ َه ْنُف س ِ م ل َي س ِ م ُث َّ جَر َبه ْيَنُه ه ْ ش َ ما َ س ِفي َ سس ِليما( )النساء. (65: َت ه ْ والقائد جزء امن الدعوة ،ول دعوة بغير قيادة ،وعلى قدر الثقة المنتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة ،وإحكام وخططها ،ونجاحها في الوصول إلى غاينتها ,وتغلبها على اما يعنترضها امن عقبات ف( )امحمد. (21-20: عُرو ٌ ع ٌة َوَقه ْول ٌ َام ه ْ طا َ م َ )َفَأه ْوَلى َلُه ه ْ وللقيادة في دعوة الوخوان حق الوالد بالرابطة القلبية ,و السنتاذ بالفادة العلمية ,والشيخ بالنتربية الروحية ,والقائد بحكم السياسة العاامة للدعوة ,ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعا ,والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات . ولهذا يجب أن يسأل الخ الصادق نفسه هذه السئلة لينتعرف على امدى ثقنته بقيادته : – 1هل تعرف إلى قائده امن قبل و درس ظروف حياته ؟ – 2هل اطمأن إلى كفاينته وإوخلصه ؟ – 3هله هو امسنتعد لعنتبار الواامر النتي تصدر إليه امن القيادة في غير امعصية طبعا قاطعا ل امجال فيها للجدل ول للنتردد ول للننتقا ص ول للنتحوير امع إبداء النصيحة والنتنبيه إلى الصواب؟ – 4هل هو امسنتعد لن يفنترض في نفسه الخطأ وفي القيادة والصواب ,إذا تعارض اما أامر به امع اما تعلم في المسائل الجنتهادية النتي لم يرد فيها نص شرعي ؟ – 5هل هو امسنتعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة ؟ وهل تملك القيادة في نظره حق النترجيح بين امصلحنته الخاصة وامصلحة الدعوة العاامة . بالجابة على هذه الامثلة وأشباهها يسنتطيع الخ الصادق أن يطمئن على امدى صلنته بالقائد ,وثقنته به ,والقلوب بيد ا يصرفها كيف يشاء
ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ م ت َبه ْي َ ميعا َاما أ ََّله ْف َ ج س ِ ض َ ت َاما س ِفي ال َه ْر س ِ م َله ْو أ َه ْنَفه ْق َ ن ُقُلوس ِبس ِه ه ْ ف َبه ْي َ )َوأ ََّل َ م( )لنفال. (63: كي ٌ ح س ِ عس ِزي ٌز َ م إ س َِّنُه َ ف َبه ْيَنُه ه ْ ا أ ََّل َ ن َ ك َّ َوَل س ِ
واجـبـات الخ العاامــل أيها الخ الصادق : إن إيمانك بهذه البيعة يوجب عليك أداء هذه الواجبات حنتى تكون لبنة قوية في البناء : – 1أن يكون لك ورد يوامي امن كنتاب ا ل يقل عن جزء ,واجنتهد أل تخنتم في أكثر امن شهر ,ول في أقل امن ثلثة أيام . – 2أن تحسن تلوة القرآن و السنتماع إليه والنتدبر في امعانيه ,وأن تدرس السير المطهرة و تاريخ السلف بقدر اما ينتسع له وقنتك ,و أقل اما يكفي في ذلك كنتاب )حماة السلم( ,و إن تكثر امن القراءة في حديث رسول ا صلى ا عليه وسلم ,وأن تحفظ أربعين حديثا على القل ولنتكن الربعين النووية ,وأن تدرس رسالة في أصول العقائد و رسالة في فروع الفقه . – 3أن تبادر بالكشف الصحي العام وان تأوخذ في علج اما يكون فيك امن أامراض ,وتهنتم بأسباب القوة و الوقاية الجسمانية وتبنتعد عن أسباب الضعف الصحي . – 4أن تبنتعد عن السراف في قهوة البن والشاي ,ونحوها امن المشروبات المنبهة ,فل تشربها إل لضرورة ,وأن تمنتنع بنتاتا عن النتدوخين . – 5أن تعني بالنظافة في كل شيء في المسكن و الملبس و المطعم و البدن و امحل العمل ,فقد بني الدين على النظافة . – 6أن تكون صادق الكلمة فل تكذب أبدا . – 7أن تكون وفيا بالعهد والكلمة و الوعد ,فل تخلف امهما كانت الظروف .
– 8أن تكون شجاعا عظيم الحنتمال ,وأفضل الشجاعة الصراحة في الحق وكنتمان السر ,والعنتراف بالخطأ والنصاف امن النفس واملكها عند الغضب . - 9أن تكون وقورا تؤثر الجد دائما ,ول يمنعك الوقار امن المزاح الصادق و الضحك في تبسم . – 10أن تكون شديد الحياء دقيق الشعور ,عظيم النتأثر بالحسن و القبح ,تسر للول و تنتألم للثاني ,و أن تكون امنتواضع في غير ذلة ول وخنوع ول املق ,وأن تطلب أقل امن امرتبنتك لنتصل إليها . – 11أن تكون عادل صحيح الحكم في جميع الحوال ,ل ينسيك الغضب الحسنات ول تغضي عين الرضا عن السيئات ,ول تحملك الخصوامة على نسيان الجميل ,وتقول الحق ولو كان على نفسك أو على أقرب الناس إليك وإن كان امتّرا . – 12أن تكون عظيم النشاط امدربا على الخدامات العاامة ,تشعر بالسعادة والسرور إذا اسنتطعت أن تقدم وخدامة لغيرك امن الناس , فنتعود المريض وتساعد المحنتاج و تحمل الضعيف وتواسي المنكوب و لو بالكلمة الطيبة ,وتبادر دائما إلى الخيرات . – 13أن تكون رحيم القلب كريما سمحا تعفو وتصفح و تلين وتحلم وترفق بالنسان و الحيوان ,جميل المعااملة حسن السلوك امع الناس جميعا ,امحافظا على الداب السلامية الجنتماعية فنترحم الصغير وتوقر الكبير و تفسح في المجلس ,ول تنتجسس ول تغنتاب ول تصخب , وتسنتأذن في الدوخول والنصراف ..الخ . – 14أن تجيد القراءة و الكنتابة ,وأن تكثر امن المطالعة في رسائل الوخوان وجرائدهم و امجلتهم ونحوها ,و أن تكون لنفسك امكنتبة وخاصة امهما كانت صغيرة ,وأن تنتبحر في علمك و فنك إن كنت امن أهل الوخنتصا ص ,وان تلم بالشؤون السلامية العاامة إلمااما يمكنك امن تصورها و الحكم عليها حكما ينتفق امع امقنتضيات الفكرة .
– 15أن تزاول عمل اقنتصاديا امهما كنت غنيا ,وأن تقدم العمل الحر امهما ضئيل ,وأن تزج بنفسك فيه امهما كان كانت امواهبك العملية . – 16أل تحر ص على الوظيفة الحكوامية ,و أن تعنتبرها الضيق أبواب الرزق ول ترفضها إذا أتيحت لك ,ول تنتخل عنها إل إذا تعارضت تعارضا تااما امع واجبات الدعوة . – 17أن تحر ص كل الحر ص على أداء امهننتك امن حيث الجادة والتقان وعدم الغش و ضبط الموعد . – 18أن تكون حسن النتقاضي لحتّقك ,وأن تؤدي حقوق الناس كااملة غير امنقوصة بدون طلب ,ول تماطل أبدا . – 19أن تبنتعد عن الميسر بكل أنواعه امهما كان المقصد امن ورائها , وتنتجنب وسائل الكسب الحرام امهما كان وراءها امن ربح عاجل . – 20أن تبنتعد عن الربا في جميع المعااملت وأن تطهر امنه تمااما . – 21أن تخدم الثروة السلامية العاامة بنتشجيع المصنوعات والمنشبآت القنتصادية السلامية ,وأن تحر ص على القرش فل يقع في يد غير إسلامية امهما كانت الحوال ,ول تلبس ول تأكل إل امن صنع وطنك السلامي . – 22أن تشنترك في الدعوة بجزء امن امالك ,تؤدي الزكاة الواجبة فيه , وان تجعل امنه حقا امعلواما للسائل والمحروم امهما كان دوخلك ضئيل . – 23أن تدوخر للطوارئ جزءا امن دوخلك امهما قل ,وأل تنتورط في الكماليات أبدا . – 24أن تعمل اما اسنتطعت على إحياء العادات السلامية و إاماتة العادات العجمية في كل امظاهر الحياة ,وامن ذلك النتحية و اللغة والنتاريخ والزي والثا ث ,وامواعيد العمل والراحة ,والطعام و الشراب , والقدوم والنصراف ,والحزن والسرور ..الخ ,وأن تنتحرى السنة المطهرة في ذلك .
– 25أن تقاطع المحاكم الهلية وكل قضاء غير إسلامي ,والندية والصحف و الجماعات والمدارس والهيئات النتي تناهض فكرتك السلامية امقاطعة تاامة . – 26أن تديم امراقبة ا تبارك وتعالى ,وتذكر الوخرة وتسنتعد لها , وتقطع امراحل السلوك إلى رضوان ا بهمة وعزيمة ,وتنتقرب إليه سبحانه بنوافل العبادة وامن ذلك صلة الليل وصيام ثلثة أيام امن كل شهر على القل ,والكثار امن الذكر القلبي واللساني ,و تحتّري الدعاء في المذكور في كل الحوال . – 27أن تحسن الطهارة وأن تظل على وضوء غالب الحيان . – 28أن تحسن الصلة وتواظب على أدائها في أوقاتها ,وتحر ص على الجماعة والمسجد اما أامكن ذلك . – 29أن تصوم رامضان و تحج البيت إن اسنتطعت إليه سبيل ,وتعمل على ذلك إن لم تكن امسنتطيعا الن ذلك . – 30أن تسنتصحب دائما نية الجهاد و حب الشهادة وأن تسنتعد لذلك اما وسعك السنتعداد . – 31أن تجدد النتوبة والسنتغفار دائما وأن تنتحرز امن صغائر الثام فضل عن كبارها ,وأن تجعل لنفسك ساعة قبل النوم تحاسبها فيها على اما عملت امن وخير أو شر ,وأن تحر ص على الوقت فهو الحياة فل تصرف جزءا امنه امن غير فائدة ,وأن تنتورع عن الشبهات حنتى ل تقع في الحرام . – 32أن تجاهد نفسك جهادا عنيفا حنتى يسلس قيادتها لك ,وأن تغض طرفك وتضبط عاطفنتك وتقاوم نوازع الغريزة في نفسك ,وتسمو بها دائما إلى الحلل الطيب ,وتحول بينها وبين الحرام امن ذلك أيا كان . – 33أن تنتجنب الخمر والمسكر والمفنتر وكل اما هو امن هذا القبيل كل الجنتناب .
– 34أن تبنتعد عن أقران السوء و أصدقاء الفساد و أاماكن المعصية و الثم . – 35أن تحارب أاماكن اللهو فضل عن أن تقربها ,وأن تبنتعد عن امظاهر النترف و الروخاوة جميعا . – 36أن تعرف أعضاء كنتيبنتك فردا فردا امعرفة تاامة ,وتعرفهم نفسك امعرفة تاامة كذلك ,وتؤدي حقوق أوخوتهم كااملة امن الحب والنتقدير والمساعدة واليثار وأن تحضر اجنتماعاتهم فل تنتخلف عنها إل بعذر قاهر ,وتؤثرهم بمعااملنتك دائما . – 37أن تنتخلى عن صلنتك بأية هيئة أو جماعة ل يكون التصال بها في امصلحة فكرتك ووخاصة إذا أامرت بذلك . – 38أتعمل على نشر دعوتك في كل امكان وأن تحيط القيادة علما بكل ظروفك ول تقدم على عمل يؤثر فيها جوهريا إل بإذن ,وأن تكون دائم التصال الروحي و العملي بها ,وأن تعنتبر نفسك دائما جنديا في الثكنة تننتظر الواامر .
وخـاتمـة أيها الخ الصادق : هذه امجمل لدعوتك ,وبيان اموجز لفكرتك ,وتسنتطيع أن تجمع هذه المبادئ في وخمس كلمات: )ا غاينتنا ,و الرسول قدوتنا ,و القرآن شرعنتنا ,و الجهاد سبيلنا ,و الشهادة أامنينتنا( . و أن تجمع امظاهرها في وخمس كلمات أوخرى : البساطة ,والنتلوة ,والصلة ,والجندية ,والخلق . فخذ نفسك بشدة بهذه النتعاليم ,وإل ففي صفوف القاعدين امنتسع للكسالى و العابثين . وأعنتقد أنك إن عملت بها وجعلنتها أامل حياتك وغاية غاينتك ,كان جزاؤك العزة في الدنيا والخير والرضوان في الوخرة ,وأنت امنا ونحن امنك ,
وإن انصرفت عنها وقعدت عن العمل لها فل صلة بيننا وبينك ,وإن تصدرت فينا المجالس وحملت أفخم اللقاب وظهرت بيننا بأكبر المظاهر ,وسيحاسبك ا على قعودك أشد الحساب ,فاوخنتر لنفسك ونسأل ا لنا ولك الهداية و النتوفيق . م: ب أ َس ِلي أ ٍ عَذا أ ٍ ن َ م س ِام ه ْ ك ه ْ جي ُ ة ُته ْن س ِ جاَر أ ٍ عَلى س ِت َ م َ ك ه ْ ل أ َُد ُّل ُ ه ه ْ ن آَامُنوا َ ) َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ سوس ِلس ِه ن س ِباللس ِه َوَر ُ ) ُ ( 1ته ْؤس ِامُنو َ م إ س ِنه ْ ك ه ْ وخه ْي ٌر َل ُ م َ ك ه ْ م َذس ِل ُ ك ه ْ س ُ م َوأ َه ْنُف س ِ ك ه ْ ا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ هُدو َ جا س ِ ) َ ( 2وُت َ ن: مو َ عَل ُ م َت ه ْ ُكه ْنُنت ه ْ ك ه ْ م م ُذُنوَب ُ ك ه ْ غس ِفه ْر َل ُ َ - 1ي ه ْ جَّنا س ِ ت طِّيَبم ًة س ِفي َ ن َ ساس ِك َ حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َوَام َ ن َت ه ْ جس ِري س ِام ه ْ ت َت ه ْ جَّنا أ ٍ م َ ك ه ْ وخه ْل ُ َ - 2وُيه ْد س ِ ظي ُ م ع س ِ ك اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ ن َذس ِل َ عه ْد أ ٍ َ ن س ِ ا ص ٌر س ِام َ ح ُّبوَنَها َن ه ْ وخَرى ُت س ِ َ - 3وأ ُ ه ْ ن. مه ْؤس ِامس ِني َ شس ِر اه ْل ُ ب َوَب ِّ ح َقس ِري ٌ َ - 4وَفه ْنت ٌ حَواس ِرِّيي َ ن م س ِله ْل َ سى اه ْبنُ َامه ْرَي َ عي َ ل س ِ ما َقا َ ا َك َ صاَر س ِ ن آَامُنوا ُكوُنوا أ َه ْن َ َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ طاس ِئَف ٌة س ِامنه ْ ت َ ا َفبآَامَن ه ْ صاُر س ِ ن أ َه ْن َ ح ُ ن َن ه ْ حَواس ِر ُّيو َ ل اه ْل َ ا َقا َ صاس ِري إ س َِلى س ِ ن أ َه ْن َ َام ه ْ حوا صَب ُ م َفَأ ه ْ ه ه ْ عُدِّو س ِ عَلى َ ن آَامُنوا َ طاس ِئَف ٌة َفَأَّيه ْدَنا اَّلس ِذي َ ت َ ل َوَكَفَر ه ْ سرائي َ َبس ِني إ س ِ ه ْ ن( )الصف. (14-10: هس ِري َ ظا س ِ َ والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته
نظام السر حي س ِ م ن الَّر س ِ م س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ س س ِ س ِب ه ْ الحمد لله والصلة والسلم على رسوله وامن واله
الســـرة
يحر ص السلم على تكوين أسر امن أهله يوجههم إلى المثل العليا ويقوي روابطهم ,ويرفع أوخوتهم امن امسنتوى الكلم و النظريات إلى امسنتوى الفعال والعمليات ,فاحر ص يا أوخي أن تكون لبنة صالحة في هذا البناء السلم . وأركان هذا الرباط ثلثة فاحفظها واهنتم بنتحقيقها حنتى ل يكون هذا تكليفا ل روح فيه : - 1النتعارف:هو أول هذه الركان ,فنتعارفوا وتحابوا بروح ا تعالى، واسنتشعروا امعنى الوخوة الصحيحة الكااملة فيما بينكم ,واجنتهدوا أل يعكر صفو علقنتكم شيء وتمثوا اليات الكريمة دائما والحاديث ما الشريفة ,اجعلوها نصب أعينكم وتذاكروا قول ا تعالى )إ س َِّن َ ل س ِ ا حه ْب س ِ موا س ِب َ ص ُ عَنت س ِ ة( )الحجرات , (10:وقوله تعالى َ) :وا ه ْ وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ اه ْل ُ ميعا َول َتَفَّرُقوا( )آل عمران , (103:وقول رسول ا صلى ا عليه ج س ِ َ وسلم ) :المؤامن للمؤامن كالبنيان يشد بعضه بعضا( ) ,المسلم أوخو المسلم ل يظلمه ول يسلمه( )امثل المؤامنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد( . ولقد ظلت هذه الواامر الربانية والنتوجيهات المحمدية بعد الصدر الول كلاما على ألسنة المسلمين ,ووخيال في نفوسهم ,حنتى جئنتم امعشر الوخوان المنتعارفين ,تحاولون تطبيقها في امجنتمعكم ,وتريدون تأليف الامة ,المنتبآوخية بروح ا وأوخوة السلم امن جديد ,فهنيئا لكم عن كننتم صادقين ,وأرجو أن تكونوا كذلك ,وا ولي توفيقكم . – 2والنتفاهم :وهو الركن الثاني امن أركان هذا النظام ,فاسنتقيموا على امنهج الحق ،وافعلوا اما أامركم ا به ،واتركوا اما نهاكم عنه ، وحاسبوا أنفسكم حسابا دقيقا على الطاعة والمعصية ,ثم بعد ذلك
لينصح كل امنكم أوخاه امنتى رأى فيه عيبا ،وليقبل الخ نصح أوخيه بسرور وفرح ،وليشكر له ذلك ,وليحذر الناصح أن ينتغير قلبه على أوخيه المنصوح بمقدار شعرة ,وليحذر أن يشعر باننتقاصه ,أو بنتفضيل نفسه عليه ,ولكنه ينتسنتر عليه شهرا كاامل ,ول يخبر بما لحظه أحدا إل رئيس السرة وحده إذا عجز عن الصلح ,ثم ل يزال بعد ذلك على حبه لوخيه وتقديره إياه امودته له ,حنتى يقضي ا أامرا كان امفعول ,وليحذر المنصوح امن العناد والنتصلب وتغير القلب على أوخيه الناصح قيد شعرة ، فإن امرتبة الحب في ا هي أعلى المراتب ،والنصيحة ركن الدين : )الدين النصيحة( وا يعصمكم امن بعض ,ويعزكم بطاعنته ,ويصرف عنا وعنكم كيد الشيطان .
– 3والنتكافل :هو الركن الثالث ,فنتكافلوا ,وليحمل بعضكم عبء بعض ،وذلك صريح اليمان ولب الوخوة ,فلينتعهد بعضكم بعضا بالسؤال والبر ،وليبادر إلى امساعدته اما وجد إلى ذلك سبيل م ً ,وتصورا قول رسول ا ) :لن يمشي أحدكم في حاجة أوخيه وخير له امن أن يعنتكف في امسجدي هذا شهرا( ) ,امن أدوخل السرور على أهل بيت امن المسلمين لم ير ا له جزاء دون الجنة( ,وا يؤلف بين قلوبكم بروحه إنه نعم المولى ونعم النصير .
أيها الوخوان :في الواجبات النتي بين أيديكم إن وعينتموها والعمال النتي بين أيديكم إن اتبعنتموها اما يكفل تحقيق هذه الركان ,فراجعوا دائما واجبات الخ النتعاوني ,وليحاسب كل امنكم نفسه على إنفاذها ,ثم ليحر ص كل أخ على الجنتماعات المحددة امهما كانت أعذاره ,ثم ليبادر كل امنكم إلى تسديد اما عليه لصندوق أسرته ,حنتى ل ينتخلف عن الواجبات امنتخلف ,فإذا أدينتم هذه الواجبات الفردية و الجنتماعية و
المالية ,فإن هذا النظام سينتحقق ول شك ,وإذا قصرتم فيها فسينتضاءل حنتى يموت ,وفي اموته أكبر وخسارة لهذه الدعوة ,وهي اليوم أامل السلم والمسلمين . ويسال كثر امنكم عما يشغلون به وقت اجنتماعهم السبوعي كأسرة , وذلك أامر سهل اميسور ,واما أكثر الواجبات وأقل الوقات فليكن اما تشغل به السرة وقنتها واجنتماعاتها : أ ـ يعرض كل أخ امشاكله ويشاركه إوخوانه في دراسة حلولها في جو امن صدق الوخوة وإوخل ص النتوجه إلى ا ,وفي ذلك توطيد للثقة ,وتوثيق للرابطة )والمؤامن امرآة أوخيه( ،وحنتى ينتحقق فينا شيء امن امأثور قوله عليه الصلة والسلم )امثل المؤامنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم , كمثل الجسد الواحد إذا اشنتكى امنه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى( . ب ـ امذاكرة حول شؤون السلم ،وتلوة الرسائل والنتوجيهات الواردة امن القيادة العاامة للسر ،ول امحل في السرة للجدل أو الحدة ورفع الصوت ,فذلك حرام في فقه السرة ,ولكن بيان واسنتيضاح في حدود الدب والنتقدير المنتداول امن الجميع ,فإذا أغلق شيء أو أريد اقنتراح شيء أو اسنتيضاحه احنتفظ به النقيب حنتى يرجع إلى القيادة ,وقد عاب عوا س ِبس ِه (.. ف أ ََذا ُ خه ْو س ِ ن أ َس ِو اه ْل َ ن ال َه ْام س ِ م أ َه ْام ٌر س ِام َ ه ه ْ ء ُ جا َ ا أقوااما فقال َ) :وإ س َِذا َ ل َوإ س َِلى سو س ِ ه إ س َِلى الَّر ُ ثم أرشدهم إلى اما يجب أن يكون فقال َ) :وَله ْو َر ُّدو ُ طوَنُه( )النساء. (83: سَنته ْنس ِب ُ ن َي ه ْ مُه اَّلس ِذي َ عس ِل َ م َل َ ُأوس ِلي ال َه ْامس ِر س ِامه ْنُه ه ْ جـ ـ امدارسة نافعة في كنتاب امن الكنتب القيمة ،وليحر ص الوخوان بعد هذا على تحقيق امعنى الوخوة في المجااملت الطارئة ,النتي ل تحضرها الكنتب ول تحيط بها النتوجيهات ,وأشار إليها الصادق الامين :عيادة المريض ,وامواساة المحنتاج ولو بالكلمة الطيبة ,وتفقد الغائب ,وتعهد
المنقطع ..كلها تزيد رابطة الوخاء ,وتضاعف في النفوس والشعور بالحب والصلة . ولزيادة النترابط بين الوخوان عليهم أن يحرصوا على : – 1القيام برحلت ثقافية لزيارة الثار والمصانع وغير ذلك . – 2القيام برحلت قمرية رياضية. - 3القيام برحلت نهرية للنتجديف . - 4القيام برحلت جبلية أو صحراوية أو حقلية . - 5القيام برحلت امنتنوعة بالدراجة . - 6صيام يوم في السبوع أو كل أسبوعين . - 7صلة الفجر جماعة امرة كل أسبوع على القل في المسجد. – 8الحر ص على امبيت الوخوان امع بعضهم امرة كل أسبوع أو أسبوعين . حسـن البنــا
رسالة العقائد بسم ا الرحمن الرحيم امقدامـــات - 1تعريف العقائد :
العقائد :هي الامور النتي يجب أن يصدق بها قلبك ,و تطمئن إليها نفسك , و تكون يقينا عندك ,ل يمازجه ريب ,و ل يخالطه شك . - 2درجات العنتقاد : و الناس في قوة العقيدة و ضعفها أقسام كثيرة ,بحسب وضوح الدلة ,و تمكنها امن نفوس كل قسم ,و لنوضح لك هذا المقام بضرب التي : لو أن رجل سمع بوجود بلد لم يره ,كاليمن امثل ,امن رجل آوخر غير امعروف بالكذب ,فإنه يصدق بوجود هذا البلد و يعنتقده ,فإذا سمع هذا الخبر امن عدة رجال زاد به ثقة ,و إن كان ل يمنعه ذلك امن أن يشك في اعنتقاده إذا عرضت له الشبهات ,فإذا رأى صورته الفوتوغرافية زاد اعنتقاده بوجوبه ,و أصبح الشك امنتعسرا عليه أامام قوة هذا الدليل ,فإذا سافر و بدت له أعلامه و بشائره زاد إيقانه و زال شكه ,فإذا نزله و رآه رأي العين ,لم يعد هناك امجال للريبة ,و رسخت في نفسه هذه العقيدة رسووخا قويا حنتى يكون امن المسنتحيل رجوعه عنها و لو أجمع الناس على وخلفها ,فإذا سار في طرقه و شوارعه ,و درس شؤونه و أحواله ازداد به وخبرة و امعرفة ,و كان ذلك أامرا اموضحا لعنتقاده زائدا عليه . و إذا علمت هذا فاعلم أن الناس أامام العقائد الدينية أقسام كذلك : امنهم امن تلقاها تلقينا ,و اعنتقدها عادة ,و هذا ل يؤامن عليه امن أن ينتشكك إذا عرضت الشبهات ,و امنهم امن نظر وفكر فازداد إيمانه ,و امنهم امن أدام النظر و أعمل الفكر ,و اسنتعان بطاعة ا تعالى و اامنتثال أامره , و إحسان عبادته ,فأشرقت امصابيح الهداية في قلبه ,فرأى بنور بصيرته اما أكمل و أتم يقينه ,و ثبت فؤاده : م( )امحمد. (17: ه ه ْ م َته ْقَوا ُ ه ه ْ هدىم ً َوآَتا ُ م ُ ه ه ْ هَنتَده ْوا َزاَد ُ ن ا ه ْ )َواَّلس ِذي َ و إنما ضربنا لك هذا المثل لنترقى بنفسك عن امواطن النتقليد في النتوحيد ,و تعمل الفكر في تفهم عقيدتك ,و تسنتعين بطاعة امولك في امعرفة أصول دينك ,و
تسنتعين بطاعة امولك في امعرفة أصول دينك حنتى تصل إلى امراتب الرجال ,و تنترقى في امدارج الكمال : قد رشحوك لامر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى امع الهمل
- 3تقدير السلم للعقل : أساس العقائد السلامية – ككل الحكام الشرعية – كنتاب ا تعالى و سنة رسوله . و يجب أن تعلم ,امع ذلك ,أن كل هذه العقائد يؤيدها العقل ,و يثبنتها النظر الصحيح ,و لهذا شرف ا تعالى العقل بالخطاب ,و جعله امناط ظُروا ل اه ْن ُ النتكليف ,و ندبه إلى البحث و النظر و النتفكير ,قال تعالى ُ) :ق س ِ ن( م ل ُيه ْؤس ِامُنو َ ن َقه ْو أ ٍ ع ه ْ ت َوال ُّنُذُر َ غس ِني اليا ُ ض َوَاما ُت ه ْ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ َاماَذا س ِفي ال َّ م َكه ْي َ ف ماء َفه ْوَقُه ه ْ س َ ظُروا إ س َِلى ال َّ م َين ُ )يونس , (101:وقال تعالى ) :أ ََفَل ه ْ س َ ي ها َوأ َه ْلَقه ْيَنا س ِفيَها َرَوا س ِ ض َامَده ْدَنا َ ج َ ,وال َه ْر َ ها َوَاما َلَها س ِامن ُفُرو أ ٍ ها َوَزَّيَّنا َ َبَنه ْيَنا َ ب َ ,وَنَّزه ْلَنا س ِامنَ عه ْبأ ٍد ُّامس ِني أ ٍ ل َ ك ِّ ة َوس ِذه ْكَرى س ِل ُ صَر م ً ج َ ,ته ْب س ِ ج َبس ِهي أ ٍ ل َزه ْو أ ٍ َوَأنَبه ْنتَنا س ِفيَها س ِامن ُك ِّ طه ْل ٌ ع ت َّلَها َ سَقا أ ٍ خلَ َبا س ِ صيدس ِ َ ,والَّن ه ْ ح س ِ ب اه ْل َ ح َّ توَ َ جَّنا أ ٍ ماء َاماء ُّامَباَرم ًكا َفَأنَبه ْنتَنا س ِبس ِه َ س َ ال َّ ق , (11, 6:و ذم ج ( ) تّ خُرو ُ ك اه ْل ُ ة َامه ْينتا َكَذس ِل َ حَيه ْيَنا س ِبس ِه َبه ْلَد م ً عَباس ِد َوأ َ ه ْ ضي ٌد ,س ِره ْزقا س ِله ْل س ِ َّن س ِ ت ماَوا س ِ س َ الذين ل ينتفكرون و ل ينظرون فقال تعالى ) :وََكَأِّينه ْ س ِامنه ْ آَيأ ٍة س ِفي ال َّ ن( )يوسف , (105:و طالب ضو َ عس ِر ُ عه ْنَها ُام ه ْ م َ ه ه ْ عَله ْيَها َو ُ ن َ م ُّرو َ ض َي ُ َوال َه ْر س ِ الخصوم بالدليل و البرهان حنتى فيما هو ظاهر البطلن ,تقديرا للدلة ,و إظهارا لشرف الحجة ,و قد ورد في الحديث أن بلل جاء يؤذن النبي بصلة الصبح ,فرآه يبكي فسأله عن سبب بكائه ,فقال ) :ويحك يا بلل وخه ْل س ِ ق ن س ِفي َ اما يمنعني أن أبكي و قد أنزل ا علي هذه الليلة ) :إ س ِ َّ ت ُ ب( )آل عمران: لوس ِلي ال َه ْلَبا س ِ ل َوالَّنَهاس ِر ليا أ ٍ ف الَّله ْي س ِ وخس ِنتل س ِ ض َوا ه ْ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ال َّ , (190ثم قال ) :ويل لمن قرأها و لم ينتفكر فيها( رواه ابن أبي الدنيا في كنتاب النتفكر .
و امن هنا تعلم أن السلم لم يحجر على الفكار و لم يحبس العقول ,و عن أرشدها إلى النتزام حدها ,و عرفها قلة علمها ,و ندبها إلى السنتزادة م إ س ِل تّ َقس ِليل م ً( )السراء(85: عه ْل س ِ ن اه ْل س ِ م س ِام َ امن امعارفها ,فقال تعالى َ) :وَاما ُأوس ِتيُنت ه ْ عه ْلما( )طـه. (114: ب س ِزه ْدس ِني س ِ ل َر ِّ ,و قال تعالى )َوُق ه ْ - 4أقسام العقائد السلامية العقائد السلامية تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسية ,تحت كل قسم امنها فروع عدة : القسم الول :اللهيات وتبحث فيما ينتعلق بالله سبحانه و تعالى امن حيث صفاته و أسماؤه و أفعاله ,و يلحق بها اما يسنتلزامه اعنتقاده امن العبد لموله . القسم الثاني :النبوات و تبحث في كل اما ينتعلق بالنبياء ,صلوات ا و سلامه عليهم ,امن حيث صفاتهم و عصمنتهم و امهمنتهم و الحاجة إلى رسالنتهم ,و يلحق بهذا القسم اما ينتعلق بالولياء رضوان ا عليهم ,و المعجزة و الكراامة ,و الكنتب السماوية . القسم الثالث :الروحانيات و تبحث فيما ينتعلق بالعالم غير المادي :كالملئكة عليهم السلم ,و الجن ,و الروح . القسم الرابع :السمعيات فيما ينتعلق بالحياة البرزوخية ,و الحياة الوخروية :كأحوال القبر ,و علامات القياامة ,و البعث ,و الموقف ,و الحساب ,و الجزاء .
ذات ا تعــالى اعلم يا أوخي ,هدانا ا و إياك إلى الحق ,أن ذات ا تبارك و تعالى أكبر امن أن تحيط بها العقول البشرية ,أو تدركها الفكار النسانية ,لنها امهما بلغت امن العلو و الدراك امحدودة القوة ,امحصورة القدرة ,و سنفرد بحثا
وخاصا إن شاء ا تعالى ,تعلم امنه امبلغ قصور العقل البشري عن إدراك حقائق الشياء ,و لكن يكفي أن أذكرك بما نلمسه الن امن أن عقولنا , امن أكبرها إلى أصغرها ,تننتفع بكثير امن الشياء و ل تعلم حقائقها , فالكهرباء ,و المغناطيس و غيرهما ,قوى نسنتخدامها و نننتفع بها و ل نعلم عنها شيئا امن حقيقنتها ,و ل يسنتطيع أكبر عالم الن أن يفيدك بشيء , على أن امعرفة حقائق الشياء ل يفيدنا بشيء ,و يكفينا اما نعرف امن وخواصها اما يعود بالفائدة علينا . فإذا كان هذا شأننا في الامور النتي نلمسها و نحسها فما بالك بذات ا تبارك و تعالى ؟! و قد ضل أقوام تكلموا في ذات ا تبارك و تعالى فكان كلامهم سببا لضللهم و فنتننتهم اوخنتلفهم لنهم ينتكلمون فيما ل يدركون تحديده ,و ل يقدرون على امعرفة كنهه ,و لهذا نهى الرسول عن النتفكر في ذات ا ,و أامر بالنتفكر في امخلوقاته . عن ابن عباس رضي ا عنهما إن قواما تفكروا في ا عز و جل فقال النبي ) :تفكروا في وخلق ا ,و ل تنتفكروا في ا ,فإنكم لن تقدروا قدره( قال العراقي :رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد ضعيف ,و رواه الصبهاني في النترغيب و النترهيب بإسناد أصح امنه ,و رواه أبو الشيخ كذلك ,و هو على كل حال صحيح المعنى . و ليس ذلك حجر على حرية الفكر ,و ل جمودا في البحث ,و ل تضييقا على العقل ,و لكنه عصمة له امن النتردي في امهاوي الضلل ,و إبعاد له عن امعالجة أبحا ث لم تنتوفر له وسائل بحثها ,و ل تحنتمل قوته – امهما عظمت – علجها ,و هذه هي طريقة الصالحين امن عباد ا العرفين بعظمة ذاته ,و جلل قدره ,سئل الشبلي رحمه ا تعالي عن ا تبارك و تعالى فقال :هو ا الواحد المعروف ,قبل الحدود و قبل الحروف .و قيل ليحيى بن امعاذ :أوخبرني عن ا عز و جل ؟ فقال :إله واحد ,فقيل له كيف هو ؟ فقال املك قادر ,فقيل له :أين هو ؟ فقال هو بالمرصاد ,
فقال السائل :لم أسألك عن هذا ,فقال :اما كان غير هذا كان صفة المخلوق ,فأاما صفنته اما أوخبرتك عنه . فاحصر همنتك في إدراك عظمة ربك بالنتفكر في امخلوقاته و النتمسك بلوازم صفاته .
أسمـــاء ا الحســنى إن الخالق المنتصرف جل و عل تعرف إلى وخلقه بأسماء و صفات تليق بجلله ,يحسن بالمؤامن حفظها تبركا ,و تلذذا بذكرها ,و تعظيما لقدرها .و إليك الحديث الصحيح الذي جمعها ,فنعم المعلم حديث رسول ا ,و نعم المرشد و الهادي لسان الوحي ,و امشكاة النبوة . وعن أبي هريرة رضي التّله عنه :قال رسول التّله صلى التّله عليه وسلم ) : وخ َ ل حدا ،ل يحفظها أحد إل َد َ سما ،امائة إ س ِل َّ َوا س ِ ن ا ه ْ عي َ س س ِ عم ًة َوس ِت ه ْ س َ للس ِه َتعالى س ِت ه ْ ب الس ِوه ْتس ِر( رواه البخاري و امسلم و في رواية البخاري ح ُّ جَّنَة ،و هو س ِوه ْت ٌر ُي س ِ ال َ صاها ( ،و رواه النترامذي و زاد فيه : ح َ ن أ ه ْ )َام ه ْ سل ُ م س ،ال َّ ك ،الُق ُّدو ُ مس ِل ُ م ،ال َ حي ُ ن ،الَّر س ِ م ُ ح َ هَو ،الَّر ه ْ ا اَّلذي ل س ِإلَه إ س ِل َّ ُ هَو ُ ) ُ صوتُّر م َ ء ،ال ُ ق ،البارى ُ كِّبُر ،الخاس ِل ُ مَنت َ جَّباُر ،ال ُ عس ِزيُز ،ال َ ن ،ال َ م ُ مَهه ْي س ِ ن ،ال ُ مه ْؤس ِام ُ ،ال ُ خاس ِفضُ ، ط ،ال َ س ُ م ،البا س ِ ح ،العَس ِلي ُ ق ،الَفَّنتا ُ ب ،الَّرَّزا ُ ها ُ غَّفاُر ،الَقَّهاُر ،الَو َّ ،ال َ ف، طي ُ ل ،الَّل س ِ عه ْد ُ م ،ال َ ك ُ ح َ صيُر ،ال َ ع ،الَب س ِ مي ُ س س ِ ل ،ال َّ مس ِذ ُّ ع ُّز ،ال ُ م س ِ ع ،ال ُ الَّراس ِف ُ ت، مس ِقي ُ كس ِبيُر ،ال ُ ي ،ال َ عس ِل ُّ كوُر ،ال َ ش ُ غُفوُر ،ال َّ م ،ال َ ظي ُ ع س ِ م ،ال َ حلي ُ خبيُر ،ال َ ال َ م ،الَوُدوُد ، كي ُ ح س ِ ع ،ال َ س ُ ب ،الَوا س ِ جي ُ م س ِ ب ،ال ُ م ،الَّرس ِقي ُ كس ِري ُ ل ،ال َ جس ِلي ُ ب ،ال َ سي ُ ح س ِ ال َ ميُد ح س ِ ي ،ال َ مس ِنتينُ ،الَول ُّ ي ،ال َ ل ،الَقس ِو ُّ ق ،الَوس ِكي ُ ح ُّ شس ِهيُد ،ال َ ث ،ال َّ ع ُ جيُد ،البا س ِ م س ِ ال َ جُد م ،الَوا س ِ ي ،الَق ُّيو ُ ح ُّ ميتُ ،ال َ م س ِ حس ِيي ،ال ُ م ه ْ عيُد ،ال ُ م س ِ ء ،ال ُ مه ْبس ِدى ُ صي ،ال ُ ح س ِ م ه ْ ،ال ُ ل، وخُر ،الَّو ُ مَؤ ِّ م ،ال ُ مه ْقَنتس ِدُر ،المَُقِّد ُ مُد ،القاس ِدُر ،ال ُ ص َ حُد ،ال َّ جُد ،الَوا س ِ ما س ِ ،ال َ عُفو ُّ م ،ال َ مه ْنَنتس ِق ُ ب ،ال ُ مَنتعالس ِ ،الَبر ُّ ،الَّنتَّوا ُ ن ،الَوالي ،ال ُ ط ُ هُر ،الَبا س ِ ظا س ِ وخُر ،ال َّ ال س ِ ي، غس ِن ُّ ع ،ال َ سط ُ ،الجاس ِام ُ مه ْق س ِ م ،ال ُ ل َوالس ِه ْكَرا س ِ جل س ِ ك ُ ،ذو ال َ مه ْل س ِ ك ال ُ ،الًّرُؤوف ،اماس ِل ُ
ث ، ع ،الباس ِقي ،الَواس ِر ُ ع ،ال ُّنوُر ،الَهاس ِدي ،الَبس ِدي ُ ضار ،الَّناف ُ ع ،ال َّ ماس ِن ُ غس ِني ،ال َ م ه ْ ال ُ صُبور ( شيُد ،ال َّ الَر س ِ
امعاني بعض أسماء ا : م ( الامان لخلقه ,أو هو السالم سل ُ س ( المطهر امن العيوب ) ،ال َّ ) الُق ُّدو ُ ن ( المصدق وعده لخلقه و المؤتّامن لهم امن عذابه ، مه ْؤس ِام ُ امن العيوب ) ،ال ُ عس ِزيُز ( القاهر الغالب ن( المسيطر المنتصرف ,الشهيد الرقيب ) ،ال َ م ُ مَهه ْي س ِ ) ال ُ كِّبُر ( العالي عن صفات الخلق المنتفرد مَنت َ جَّباُر ( المنفذ لواامره ) ،ال ُ ) ،ال َ بصفات عظمنته ) ،البارئ ( الخالق و هو في وخلق ذي الروح أظهر ,يقال : ت( العالم العارف ، مس ِقي ُ بارئ النسم و وخالق السموات و الرض ) ,ال ُ صي ( هو الذي أحصى كل شيء ح س ِ م ه ْ ب ( الكافي لخلقه ) ،ال ُ سي ُ ح س ِ ) ال َ يعلمه فل يفوته شيء امن الشياء ) ،الَب ُّر ( المنتعطف على عباده ببره و صُبور( هو الذي شيُد ( الذي يرشد الخلق إلى امصالحهم ) ،ال َّ لطفه ) ،الَر س ِ ل يعاجل العصاة بالننتقام امنهم .
* بحو ث تنتعلق بأسماء ا الحسنى - 1السماء الزائد عن النتسعة النتسعين : هذه النتسعة و النتسعون ليس كل اما ورد في اسماء ا تبارك و تعالى , بل وردت الحاديث بغيرها امن السماء ,فقد ورد في الحديث امن رواية أوخرى ) الحنان ( ) ,المنان ( ) ,البديع ( ,و ورد كذلك امن أسمائه تعالي ) المغيث ( ,و ) الكفيل ( و ) ذو الطول ( ,و )ذو المعارج( و )ذو الفضل( , لق( . و )الخ تّ قال أبوبكر بن العربي في شرح النترامذي حاكيا عن بعض اهل العلم :إنه جمع امن الكنتاب و السنة امن أسمائه تعالى ألف اسم ,و في كلم صاحب )القصد المجرد( اما يفيد ذلك ,و أشار إلى ذلك الشوكاني في )تحفة الذاكرين( ثم قال :و أنهض اما ورد في إحصائها الحديث المذكور ,و فيه الكفاية .
- 2الحاديث النتي وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء ا تعالى على المجاز : ثم اعلم أن بعض الحاديث وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء ا تعالى , و لكن قرائن الحال و أصل الوضع يدل على غير ذلك ,فاعلم أن ذلك امن قبيل المجاز ل الحقيقة ,و امن قبيل تسمية الشيء باسم غيره لعلقة بينهما أو على تقدير بعض المحذوفات ,امثال ذلك الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي ا عنه عن النبي قال ) :ل تسبوا الدهر فإن ا هو الدهر( رواه امسلم ,و حديث عائشة رضي ا عنها ) :دعوه يئن فإن النين اسم امن أسماء ا تعالى يرتاح إليه المريض( ,ذكره الجلل السيوطي ي الجاامع الصغير عن الرافعي و حسنه ,و ليس هو امن رواية امسلم ,و ل امن حديث أبي هريرة كما يخطئ بعض الناس ,و امنه اما ورد في إطلق اسم رامضان على الحق تبارك و تعالى في بعض الثار . فكل هذه ل يراد امنها ظواهرها و حقيقة الطلق ,بل المقصود في الول امنها امثل :فإن ا هو امسبب لحواد ث الدهر فل يصح أن ينسب إلى ا شيء و ل أن يسب و يذم ,و في الثاني :فإن النين أثر قهر ا تعالى يرتاح إليه المريض ,و هكذا في المعاني النتي تدل عليها قرائن الحوال .
- 3النتوقيف في أسماء ا تعالى و صفاته : و اعلم أن جمهور المسلمين على انه ل يصح أن نطلق على ا تبارك و تعالى اسما أو وصفا لم يرد به الشرع ,بقصد اتخاذه اسما له تعالى و إن كان ُيشعر بالكمال , فل يصح أن نقول :امهندس الكون العظم ,و ل أن نقول المدير العام لشؤون الخلق ,على أن تكون هذه أسماء أو صفات لله تعالى يصطلح عليها ,و ينتفق على إطلقها عليه تعالى ,و لكنها إن جاءت في عرض الكلم لبيان تصرفه تعالى امن باب النتقريب للفهام فل بأس ,و الولى العدول عن ذلك تأدبا امع الحق تعالى .
- 4العلمية و الوصفية في هذه السماء :
و هذه السماء المنتقدامة امنها علم واحد وضع للذات القدسية و هو لفظ الجللة :ا ,و باقيها كلها املحظ فيها امعنى الصفات ,و لهذا صح أن تكون أوخبارا للفظ الجللة ,و هل هو امشنتق أو غير امشنتق ؟ امسألة وخلفية ,ل ينترتب عليها أامر عملي ,و حسبنا أن نعلم اسم الذات هو هذا السم المفرد و بقية السماء امشربة بالوصفية ,و في هذا الكفاية .
- 5وخوا ص أسماء ا الحسنى : يذكر البعض أن لكل اسم امن أسماء ا تعالى وخوا ص و أسرارا تنتعلق به على إفاضة فيها أو إيجاز ,و قد ينتغالى البعض فينتجاوز هذا القدر إلى زعم أن لكل اسم وخاداما روحانيا يخدم امن يواظب على الذكر به ,و هكذا ,و الذي أعلمه في هذا ,و فوق كل ذي علم عليم ,أن أسماء ا تعالى ألفاظ امشرفة لها فضل على سائر الكلم ,و فيها بركة و في ذكرها ثواب عظيم ,و أن النسان إذا واظب على ذكر ا تعالى ظهرت نفسه ,و صفت روحه ,و ل سيما إذا كان ذكره بحضور قلب و فهم للمعنى ,أاما اما زاد على ذلك فلم يرد في كنتاب و ل سنة ,و قد نهينا عن الغلو في دين ا تعالى ,و الزيادة فيه ,و حسبنا القنتصار على اما ورد .
- 6اسم ا العظم : ورد اسم ا العظم في أحاديث كثيرة ,امنها : سَّلم رجل م ً عله ْيس ِه و َ ا َ صَّلى ُ ي َ ع اه ْلَّنب ُّ سم َ - 1عن بريدة رضي ا عنه قال َ : ا ل إلَه إل تّ أن َ ت ت ُ ك أن َ ك بأَّني أشهُد أَّن َ م إِّني أسأُل َ ل :اَّللُه َّ عو وهَو َيُقو ُ يد ُ ل: ل َفَقا َ ن لُه كفوا أح ٌدَ .قا َ ك ه ْ مي ُ م ُيوَله ْد ول ه ْ م َيله ْد ول ه ْ صمُد اَّلس ِذي ل ه ْ حُد ال َّ ال َ ي بس ِه أجا َ ب ا باسمس ِه العظمس ِ اَّلس ِذي إذا ُدع َ ل َ ه لَقه ْد سأ َ )واَّلس ِذي نفسي بيد س ِ ل بس ِه أعطى( رواه أبو داود و النترامذي و النسائي و ابن اماجة ,و سس ِئ َ وإذا ُ قال المنذري :قال شيخنا أبو الحسن المقدسي :هو إسناد ل امطعن فيه ,و ل أعلم أنه روي في هذا الباب حديث أجود إسنادا امنه ,و قال الحافظ ابن حجر :هذا الحديث أرجح اما ورد في هذا الباب امن حيث السند .
عله ْيس ِه ا َ صَّلى ُ ي َ ل اه ْلَّنب ُّ وخ َ عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال َ :د َ َ -2 مل ل في ُدعاس ِئس ِه اَّللُه َّ عو وهو َيُقو ُ هَو يد ُ صَّلى و ُ ل َقه ْد َ سَّلم المسجَد ورج ٌ و َ ل اه ْلَّنبي ُّ مَ .فَقا َ ل والكرا س ِ ض ذا الجل س ِ ت وال َه ْر س ِ سماوا س ِ ع ال َّ ن بدي َ مَّنا ُ ت ال َ إلَه إل تّ أن َ م اَّلس ِذي مس ِه العظ س ِ ا باس س ِ عا َ ا؟ َد َ عا َ ن بما َد َ سَّلم )أتدرو َ عله ْيس ِه و َ ا َ صَّلى ُ َ طى( رواه أبو داود و النترامذي و النسائي ع َ ل س ِبس ِه أ ه ْ سس ِئ َ ب وإذا ُ ي به أجا َ إذا ُدع َ و ابن اماجه . - 3عن أسماء بنت يزيد رضي ا عنها أن النبي صلى ا عليه و سلم هوَ ح ٌد ل إ س َِلَه س ِإل ُ م إ س َِل ٌه َوا س ِ ك ه ْ قال ) :اسم ا العظم في هاتين الينتين ) َوإ س َِلهُ ُ م( .رواه أحمد و ي اه ْلَق ُّيو ُ ح ُّ هَو اه ْل َ ا ل إ س َِلَه س ِإل ُ م( ) ,ألـم ُ , حي ُ ن الَّر س ِ م ُ ح َ الَّر ه ْ أبو داود و النترامذي و ابن اماجه ,و قال النترامذي حديث حسن صحيح . - 4عن سعد بن امالك رضي ا عنه قال :سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول ) :هل أدلكم على اسم ا العظم ,الذي إذا دعي به أجاب ,و إذا سئل به أعطى ؟ الدعوة النتي دعا بها يونس حيث نادى في ن( , مي َ ظاس ِل س ِ ت س ِامنَ ال َّ ك إ س ِِّني ُكه ْن ُ حاَن َ سه ْب َ ت ُ ن ل إ س َِلَه إ س ِل تّ أ َه ْن َ الظلمات الثل ث ) :أ َ ه ْ فقال رجل :يا رسول ا هل كانت ليونس وخاصة أم للمؤامنين عاامة ؟ فقال رسول ا صلي ا عليه وسلم ) :أل تسمع قول ا عز وجل : مه ْؤس ِامس ِنينَ( .رواه الحاكم . جي اه ْل ُ ك ُنه ْن س ِ م َوَكَذس ِل َ غ ِّ ن اه ْل َ ه س ِام َ جه ْيَنا ُ جه ْبَنا َلُه َوَن َّ سَنت َ )َفا ه ْ فأنت ترى امن هذه الحاديث و امن غيرها أنها لم تعين اسم ا العظم بالذات ,و أن العلماء امخنتلفون في تعيينه لوخنتلفهم في ترجيح الحاديث بعضها على بعض ,حنتى اوخنتلفوا على نحو الربعين قول ,و الذي نأوخذه امن هذه الحاديث الشريفة ,و امن أقوال الثقات امن رجال الملة ,أن السم العظم دعاء امركب امن عدة أسماء امن أسمائه تعالى إذا دعا به النسان ,امع توفر شروط الدعاء المطلوبة شرعا اسنتجاب ا له ,و قد صرحت به الحاديث الشريفة في عدة امواضع .
و إذا تقرر هذا ,فما يدعيه بعض الناس امن أته سر امن السرار يمنح لبعض الفراد ,فيفنتحون به المغلقات ,و يخرقون به العادات ,و يكون لهم به امن الخوا ص اما ليس لغيرهم امن الناس ,أامر زائد عما ورد عن ا و رسوله ,و إذا احنتج هؤلء البعض بالية الكريمة و هي قوله تعالى ك( طه ْرُف َ ك َ ن َيه ْرَتَّد إ س َِله ْي َ ل أ َ ه ْ ك س ِبس ِه َقه ْب َ ب أ ََنا آس ِتي َ كَنتا س ِ ن اه ْل س ِ م س ِام َ عه ْل ٌ ه س ِ عه ْنَد ُ ل اَّلس ِذي س ِ َ) :قا َ )النمل , (40:على أن القول بأن امعنى )عنده علم امن الكنتاب( أنه اسم ا العظم ,نقول لهم :قد صرح المفسرون بأن ذلك المدعو به كان :يا حي يا قيوم ,أو :ا ل إله إل هو الحي القيوم .و ادعى بعضهم أنه سرياني لفظه ) :آهيا شراهيا ( ,و هي دعوى بغير دليل ,فلم يخرج الامر عما ورد في الحاديث الصحيحة . و وخلصة البحث أن بعض الناس ولعوا بالمعميات ,و ادعاء الخصوصيات ,و الزيادة في المأثورات ,فقالوا اما لم يرد في كنتاب و ل في سنة ,و قد نهينا عن ذلك نهيا شديدا ,فلنقف امع المأثور .
صــفات ا تعــالى - 1صفات ا تبارك و تعالى في نظر العقل أنت إذا نظرت إلى الكون واما فيه امن بدائع الحكم ,وغرائب المخلوق ,و دقيق الصنع ,و كبير الحكام ,امع العظمة و التساع ,و النتناسق والبداع ,والنتجدد و الوخنتراع ,و رأيت هذه السماء الصافية ,بكواكبها و أفلكها ,و شموسها و أقمارها و امداراتها ,و رأيت هذه الرض بنباتها و وخيراتها ,و امعادنها و كنوزها و عناصرها و امواتّدها ,و رأيت عالم الحيوان و اما فيه امن غريب الهداية و اللهام ,بل لو رأيت تركيب النسان و اما احنتواه امن أجهزة كثيرة ,كل يقوم بعمله ,و يؤدي وظيفنته ,و رأيت عالم البحار و اما فيه امن عجائب و غرائب ,و عرفت القوى الكونية و اما فيها امن حكم و أسرار ,امن كهرباء و أثير و امغناطيس و راديوم ,ثم اننتقلت إلى ذوات
العالم و أوصافها ,إلى الروابط و الصلت فيما بينها ,و كيف أن كل امنها ينتصل بالوخر اتصال امحكما وثيقا ,بحيث ينتألف امن امجموعها وحدة كونية كل جزء امنها يخدم الجزاء الوخرى ,كما يخدم العضو في الجسم الواحد بقية العضاء ,لخرجت امن كل ذلك ,بغير أن يأتيك دليل أو برهان ,أو وحي أو قرآن ,بهذه العقيدة النظرية السهلة و هي :أن لهذا الكون وخالقا صانعا اموجدا ,و أن هذا الصانع ل بد أن يكون عظيما فوق اما ينتصور العقل البشري الضعيف امن العظمة ,و قادرا فوق اما يفهم النسان امن امعاني القدرة ,و حيا بأكمل امعاني الحياة ,و أنه امسنتغن أ ٍ عن كل هذه المخلوقات ,لنه كان قبل أن تكون ,و عليما بأوسع حدود العلم ,و أنه فوق نوااميس هذا الكون لنه واضعها ,و أنه قبل هذه المخلوقات لنه وخالقها ,و بعدها لنه هو الذي يحكم عليها بالعدم ,و إجمال سنترى نفسك امملوءا بالعقيدة بان صانع هذا الكون و امدبره امنتصف بكل صفات الكمال فوق اما ينتصورها العقل البشري الصغير ,و امنزه عن صفات النقص ,و سنترى هذه العقيدة وحي وجدانك لوجدانك ,و شعور نفسك لنفسك : م( ن اه ْلَقِّي ُ ك الِّدي ُ ا َذس ِل َ ق س ِ خه ْل س ِ ل س ِل َ عَله ْيَها ل َته ْبس ِدي َ س َ طَر الَّنا َ ا اَّلس ِنتي َف َ ت س ِ طَر َ )س ِف ه ْ )الروم. (30: و نسوق إليك بعد هذه المقدامة بعضا امن غرائب الحواد ث في هذا الكون ,و سنترى انها على قلنتها بالنسبة لعظمة الكون و اما فيه امن دقة و إحكام سنتكون كافية لن تشعر في نفسك بما قدامت لك . الملحظة الولى :هذا الهواء الذي نسنتنشقه امركب امن عدة عناصر ,امنها جزءان هاامان :جزء صالح لنتنفس النسان و يسمى باصطلح الكيميائيين الكسجين ,و جزء ضار به و يسمى الكربون ,فمن دقائق الرتباط بين وحدات هذا الوجود المعجز أن هذا الجزء الضار بالنسان ينتنفسه النبات و هو نافع له ,ففي الوقت الذي يكون النسان فيه يسنتنشق الكسجين و يطرد الكربون يكون النبات يعمل عكس هذه العملية ,فيسنتنشق الكربون و يطرد الكسجين ,فانظر إلى الرابطة النتعاونية بين النسان و النبات في
شيء هو أهم عناصر الحياة عندهما ,و هو النتنفس ,و قل لي بعد ذلك : هل يفعل هذا في الكون العظيم غير عظيم قادر واسع العلم ,دقيق الحكمة ؟ الملحظة الثانية :أنت تأكل الطعام و هو ينتركب امن عدة عناصر نباتية أو حيوانية ,يقسمها العلماء إلى امواد زللية ,أو نشوية ,أو دهنية ,امثل , فنترى أن الريق يهضم بعض المواد النشوية ,و يذيب المواد السكرية و نحوها امما يقبل الذوبان ,و المعدة يهضم عصيرها المواد الزللية كاللحم و غيره ,و الصفراء المنفرزة امن الكبد تهضم الدهنيات ,و تجزئها إلى أجزاء دقيقة يمكن اامنتصاصها ,ثم يأتي البنكرياس بعد ذلك فيفرز أربع عصارات تنتولى كل واحدة امنها تنتميم الهضم في عنصر امن العناصر الثلثة :النشوية أو الزللية أو الدهنية ,و الرابعة تحول اللبن إلى جبن ,فنتأامل هذا الرتباط العجيب بين عناصر الجسم البشري ,و عناصر النبات و الحيوان و الغذية النتي ينتغذى بها النسان . الملحظة الثالثة :ترى الزهرة في النبات فنترى لها أوراقا جميلة جذابة املونة بألوان بهيجة ,فإذا سألت علماء النبات عن الحكمة في ذلك , أجابوك بأن هذا إغواء للنحل و أشباهه امن المخلوقات النتي تمنتص رحيق الزهار لنتسقط على الزهرة ,حنتى إذا وقفت على عيدانها علقت حبوب اللقاح و اننتقلت امن الزهرة الذكر إلى الزهرة النثى فينتم النتلقيح ,فانظر كيف جعلت هذه الوراق الجميلة الزهرة حلقة اتصال بين النبات و الحيوان حنتى يسنتخدم النبات و الحيوان في عملية النتلقيح الضرورية للثمار و الننتاج ! كل اما في الكون ينبئك بوجود حكمة عالية ,و إرادة ساامية ,و سيطرة قوية ,و نوااميس في غاية الدقة و الحكام يسير عليها هذا الوجود ,و رب هذه الحكمة ,و صاحب هذه العظمة ,و واضع هذه النوااميس هو :ا
و قد أفاض القرآن في ذلك ,وفي لفت النظار إلى هذه الحكم البارعة , و السرار العالية ,فل تكاد تخلو صورة امن صوره امن ذكر آلء ا و نعمه ,و امظاهر قدرته و حكمنته و حث الناس على تجديد النظر في ذلك ,و دوام النتفكر فيه . قال تعالى : ن آَياس ِتس ِه أ َنه ْ ن َ ,وس ِام ه ْ شُرو َ شر ٌ َتنَنت س ِ م إ س َِذا َأنُنتم َب َ ب ُث َّ كم ِّامن ُتَرا أ ٍ وخَلَق ُ ن َ ن آَياس ِتس ِه أ َ ه ْ )َوس ِام ه ْ مم ًة إ س ِنَّ ح َ ة َوَر ه ْ كم َّامَوَّد م ً ل َبه ْيَن ُ ع َ ج َ كُنوا إ س َِله ْيَها َو َ س ُ جا ِّلَنت ه ْ م أ َه ْزَوا م ً ك ه ْ س ُ ن َأنُف س ِ كم ِّام ه ْ ق َل ُ وخَل َ َ ت َوال َه ْرضس ِ ماَوا س ِ س َ ق ال َّ وخه ْل ُ ن آَياس ِتس ِه َ ن َ ,وس ِام ه ْ كُرو َ م َيَنتَف َّ ت ِّلَقه ْو أ ٍ ك لَيا أ ٍ س ِفي َذس ِل َ ن آَياس ِتس ِه ن َ ,وس ِام ه ْ مي َ عاس ِل س ِ ت ِّله ْل َ ك لَيا أ ٍ ن س ِفي َذس ِل َ م إ س ِ َّ ك ه ْ م َوأ َه ْلَواس ِن ُ ك ه ْ سَنس ِنت ُ ف أَه ْل س ِ وخس ِنتل ُ َوا ه ْ ت ِّلَقه ْو أ ٍ م ك َلَيا أ ٍ ن س ِفي َذس ِل َ ضس ِلس ِه إ س ِ َّ غاُؤُكم ِّامن َف ه ْ ل َوالَّنَهاس ِر َواه ْبس ِنت َ كم س ِبالَّله ْي س ِ َامَناُام ُ ماء َاماء س َ ن ال َّ ل س ِام َ عا َوُيَنِّز ُ م م ً ط َ وخه ْوم ًفا َو َ ق َ م اه ْلَبه ْر َ ك ُ ن آَياس ِتس ِه ُيس ِري ُ ن َ ,وس ِام ه ْ عو َ م ُ س َ َي ه ْ ن( )الروم : عس ِقُلو َ م َي ه ْ ت ِّلَقه ْو أ ٍ ك َلَيا أ ٍ ن س ِفي َذس ِل َ عَد َامه ْوس ِتَها إ س ِ َّ ض َب ه ْ حس ِيي س ِبس ِه اه ْل َه ْر َ َفُي ه ْ . ( 24 : 20 ماء س َ طُه س ِفي ال َّ س ُ حام ًبا َفَيه ْب ُ س َ ح َفُنتس ِثيُر َ ل الِّرَيا َ س ُ ا اَّلس ِذي ُيه ْر س ِ و قال تعالى ُ ) : ب س ِبس ِه َامن صا َ وخلس ِلس ِه َفس ِإَذا أ َ َ ج س ِامن ه ْ س ِ خُر ُ ق َي ه ْ سم ًفا َفَنتَرى اه ْلَوه ْد َ عُلُه س ِك َ ج َ شاء َوَي ه ْ ف َي َ َكه ْي َ عَله ْيس ِهم ل َ ن َ ,وس ِإن َكاُنوا س ِامن َقه ْبلس ِ َأن ُيَنَّز َ شُرو َ سَنته ْب س ِ م َي ه ْ ه ه ْ ه إ س َِذا ُ عَباس ِد س ِ ن س ِ شاء س ِام ه ْ َي َ عَد َامه ْوس ِتَها ض َب ه ْ حس ِيي ال َه ْر َ ف ُي ه ْ ا كَه ْي َ ت س ِ م س ِ ح َ ظه ْر إ س َِلى آَثاس ِر َر ه ْ ن َ ,فان ُ سي َ مه ْبس ِل س ِ ِّامن َقه ْبس ِلس ِه َل ُ ء َقس ِدير( )الروم. (50-48 : ي أ ٍ ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ هَو َ مه ْوَتى َو ُ حس ِيي اه ْل َ م ه ْ ك َل ُ ن َذس ِل َ إ س ِ َّ و غير ذلك كثير في سورة الرعد ,و القصص ,و النبياء ,و النمل ,و ق~ و غيرها امن سور القرآن .
- 2امجمل صفات ا في القرآن أشارت آيات القرآن الكريم إلى بعض الصفات الواجبة لله تعالى ,و النتي يقنتضيها كمال اللوهية ,و إليك بعض هذه اليات : وجود ا تعالى :
عَلى سَنتَوى َ م ا ه ْ مأ ٍد َتَره ْوَنَها ُث َّ ع َ غه ْيس ِر َ ت س ِب َ ماَوا س ِ س َ ع ال َّ ا اَّلس ِذي َرَف َ قال تعالى ) ُ ص ُ ل مى ُيَدِّبُر ال َه ْامَر ُيَف ِّ س ًّ جلأ ٍ ُّام َ جس ِري ل َ َ ل َي ه ْ مَر ُك ٌّ س َواه ْلَق َ م َ ش ه ْ خَر ال َّ س َّ ش َو َ عه ْر س ِ اه ْل َ ل س ِفيَها ع َ ج َ ض َو َ هَو اَّلس ِذي َامدَّ ال َه ْر َ ن َ ,و ُ م ُتوس ِقُنو َ ك ه ْ كم س ِبس ِلَقاء َرِّب ُ عَّل ُ ت َل َ الَيا س ِ ل الَّنَهاَر شي الَّله ْي َ غ س ِ ن ُي ه ْ ل س ِفيَها َزه ْوجَه ْينس ِ اه ْثَنه ْي س ِ ع َ ج َ ت َ مَرا س ِ ل الَّث َ ي َوأ َه ْنَهام ًرا َوس ِامن ُك ِّ س َ َرَوا س ِ جَّنا ٌ ت ت َو َ جاس ِوَرا ٌ ع ُّامَنت َ ط ٌ ن َ ,وس ِفي ال َه ْرضس ِ س ِق َ كُرو َ م َيَنتَف َّ ت ِّلَقه ْو أ ٍ ك لَيا أ ٍ ن س ِفي َذس ِل َ إ س ِ َّ ض ُ ل حأ ٍد َوُنَف ِّ ماء َوا س ِ ن ُيسه َْقى س ِب َ صه ْنَوا أ ٍ غه ْيُر س ِ ن َو َ صه ْنَوا ٌ ل س ِ خي ٌ ع َوَن س ِ ب َوَزه ْر ٌ عَنا أ ٍ ن أ َ ه ْ ِّام ه ْ ن( )الروم -2: عس ِقُلو َ م َي ه ْ ت ِّلَقه ْو أ ٍ ك لَيا أ ٍ ن س ِفي َذس ِل َ ل إ س ِ َّ ض س ِفي ال ُُك س ِ ع أ ٍ عَلى َب ه ْ ضَها َ ع َ َب ه ْ . (4 ة َقس ِليل َّاما صاَر َوال َه ْفس ِئَد َ ع َوال َه ْب َ م َ س ه ْ م ال َّ ك ُ شَأ َل ُ هَو اَّلس ِذي َأن َ وقال تعالى )َو ُ حس ِيي هَو اَّلس ِذي ُي ه ْ ن َ ,و ُ شُرو َ ض َوإ س َِله ْيس ِه ُتحه ْ َ م س ِفي ال َه ْر س ِ هَو اَّلس ِذي َذَرأ َُك ه ْ ن َ ,و ُ كُرو َ ش ُ َت ه ْ ن( )المؤامنون. (80-78 : عس ِقُلو َ ل َوالَّنَهاس ِر أ ََفل َت ه ْ ف الَّله ْي س ِ وخس ِنتل ُ ت َوَلُه ا ه ْ مي ُ َوُي س ِ فكل هذه اليات تنبئك بوجود ا تبارك وتعالى ,و نسنتدل عليه بما ترى امن تصرفاته في شؤون هذا الكون العجيب . قدم ا تعالى وبقائه : ي أ ٍ ء ش ه ْ ل َ ك ِّ هَو س ِب ُ ن َو ُ ط ُ هُر َواه ْلَبا س ِ ظا س ِ وخُر َوال َّ ل َوال س ِ هَو ال ََّو ُ قال ا تعالى ُ ) : م( )الحديد. (3: عس ِلي ٌ َ ك س ِإل هاس ِل ٌ ء َ ي أ ٍ ش ه ْ هَو ُكل ُّ َ وخَر ل إ س َِلَه س ِإل ُ ا إ س َِلها آ َ ع س ِ ع َام َ وقال تعالى َ) :ول َته ْد ُ ن( )القصص. (88: عو َ ج ُ م َوإ س َِله ْيس ِه ُته ْر َ ك ُ ح ه ْ جَهُه َلُه اه ْل ُ َو ه ْ م( ل َوال س ِه ْكَرا س ِ جل س ِ ك ُذو اه ْل َ جُه َرِّب َ ن َ ,وَيه ْبَقى َو ه ْ عَله ْيَها َفا أ ٍ ن َ ل َام ه ْ وقال تعالى ُ) :ك ُّ )الرحمن. (27: و في هذه اليات الكريمة إشارة إلى صفنتي القدم ,و البقاء لله تبارك و تعالى .
كن َّلُه م َي ُ م ُيوَله ْد َ ,وَل ه ْ م َيس ِله ْد َوَل ه ْ مُد َ ,ل ه ْ ص َ ا ال َّ ح ٌد ُ , ا أَ َ هَو ُ ل ُ قال تعالى ُ) :ق ه ْ ح ٌد( الوخل ص ُكُفم ًوا أ َ َ م أ َه ْزَواجا ك ه ْ س ُ ن أ َه ْنُف س ِ م س ِام ه ْ ك ه ْ ل َل ُ ع َ ج َ ض َ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ طُر ال َّ وقال تعالى َ) :فا س ِ صيُر( ع اه ْلَب س ِ مي ُ س س ِ هَو ال َّ ء َو ُ ي ٌ ش ه ْ مه ْثس ِلس ِه َ س َك س ِ م س ِفيس ِه َله ْي َ م أ َه ْزَواجا َيه ْذَرأ ُُك ه ْ عا س ِ ن ال َه ْن َ َوس ِام َ )الشورى. (11:
وفي ذلك إشارة إلى امخالفنته تبارك للحواد ث امن وخلقه ,وتنزهه عن الولد و الوالد و الشبيه و النظير .
قيام ا تعالى بنفسه : ميُد( ح س ِ ي اه ْل َ غس ِن ُّ هَو اه ْل َ ا ُ ا َو ُ ء إ س َِلى س ِ م اه ْلُفَقَرا ُ س أ َه ْنُنت ُ قال تعالى )َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ )فاطر. (15: م َوَاما سس ِه ه ْ ق أ َه ْنُف س ِ وخه ْل َ ت َوال َه ْرضس ِ َول َ ماَوا س ِ س َ ق ال َّ وخه ْل َ م َ شَهه ْدُتُه ه ْ وقال تعالى َ) :اما أَ ه ْ ضدا( )الكهف. (51: ع ُ ن َ ضِّلي َ م س ِ خَذ اه ْل ُ ت ُامَّنت س ِ ُكه ْن ُ وفي ذلك إشارة إلى قياامه تعالى بنفسه و اسنتغنائه عن وخلقه امع حاجنتهم إليه .
وحدانية ا تعالى : ح ٌد َفإَّيا َ ي هَو س ِإل ٌه َوا س ِ ما ُ ن إ س َِّن َ ن اه ْثَنه ْي س ِ خُذوه ْا س ِإلـَهه ْي س ِ ا ل َ َتَّنت س ِ ل ُ قال تعالى َ) :وَقا َ غه ْيَر س ِ ا صم ًبا أ ََف َ ن َوا س ِ ض َوَلُه الِّدي ُ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ن َ ,وَلُه َاما س ِفي اه ْل َّ هُبو س ِ َفاه ْر َ جَأُرون( ض ُّر َفس ِإَله ْيس ِه َت ه ْ م ال ُّ ك ُ س ُ م إ س َِذا َام َّ ا ُث َّ ن س ِ م َ مأ ٍة َف س ِ ع َ كم ِّامن ِّن ه ْ ن َ ,وَاما س ِب ُ َتَّنتُقو َ )النحل. (53-51: ن إ س َِلأ ٍه س ِإل إ س َِل ٌه ث َثلَثأ ٍة َوَاما س ِام ه ْ ا َثاس ِل ُ ن َ ن َقاُلوا إ س ِ َّ وقال تعالى َ) :لَقه ْد َكَفَر اَّلس ِذي َ م ,أ ََفل ب أ َس ِلي ٌ عَذا ٌ م َ ن َكَفُروا س ِامه ْنُه ه ْ ن اَّلس ِذي َ س َّ م َّ ن َلَي َ ما َيُقوُلو َ ع َّ م َيه ْنَنتُهوا َ ن َل ه ْ ح ٌد َوإ س ِ ه ْ َوا س ِ م( )المائدة. (74-73: حي ٌ غُفو ٌر َر س ِ ا َ غس ِفُروَنُه َو ُ سَنت ه ْ ا َوَي ه ْ ن إ س َِلى س ِ َيُنتوُبو َ ما آس ِلَه ٌة ن س ِفيس ِه َ ن َ ,له ْو َكا َ شُرو َ م ُين س ِ ه ه ْ ض ُ ن ال َه ْر س ِ خُذوا آس ِلَهم ًة ِّام َ م اَّت َ وقال تعالى ) :أ َ س ِ ع ُ ل ما َيه ْف َ ع َّ ل َ سَأ ُ ن ,ل ُي ه ْ ما َيصس ُِفو َ ع َّ ش َ عه ْر س ِ ب اه ْل َ ا َر ِّ ن س ِ حا َ سه ْب َ سَدَتا َف ُ ا َلَف َ إ س َِّل ُ هَذا س ِذه ْكُر َامن م َ ك ه ْ هاَن ُ هاُتوا ُبه ْر َ ل َ خُذوا س ِامن ُدوس ِنس ِه آس ِلَهم ًة ُق ه ْ م اَّت َ ن ,أ َ س ِ سَأُلو َ م ُي ه ْ ه ه ْ َو ُ ن َ ,وَاما ضو َ عس ِر ُ ق َفُهم ُّام ه ْ ح َّ ن اه ْل َ مو َ عَل ُ م ل َي ه ْ ه ه ْ ل أ َه ْكَثُر ُ ي َوس ِذه ْكُر َامن َقه ْبس ِلي َب ه ْ ع َ َّام س ِ ن( عُبُدو س ِ حي إ س َِله ْيس ِه أ ََّنُه ل إ س َِلَه س ِإل أ ََنا َفا ه ْ ل س ِإل ُنو س ِ سو أ ٍ ن َر ُ ك س ِام ه ْ ن َقه ْبس ِل َ سه ْلَنا س ِام ه ْ أ َه ْر َ )النبياء. (25-21: ن للس ِه سَيُقوُلو َ نَ , مو َ عَل ُ م َت ه ْ ض َوَامن س ِفيَها س ِإن ُكنُنت ه ْ ن ال َه ْر ُ م س ِ وقال تعالى ُ) :قل ِّل َ م, ظي س ِ ع س ِ ش اه ْل َ عه ْر س ِ ب اه ْل َ ع َوَر ُّ سه ْب س ِ ت ال َّ ماَوا س ِ س َ ب ال َّ ل َامن َّر ُّ ن ُ ,ق ه ْ ل أ ََفل َتَذَّكُرو َ ُق ه ْ جيُر َول هَو ُي س ِ ء َو ُ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ ت ُك ِّ كو ُ ه َامَل ُ ل َامن س ِبَيس ِد س ِ ن ُ ,ق ه ْ ل أ ََفَل َتَّنتُقو َ ن للس ِه ُق ه ْ سَيُقوُلو َ َ هم حُرون َ ,بله ْ أ ََته ْيَنا ُ س َ ل َفَأَّنى ُت ه ْ ن للس ِه ُق ه ْ سَيُقوُلو َ نَ , مو َ عَل ُ م َت ه ْ عَله ْيس ِه س ِإن ُكنُنت ه ْ جاُر َ ُي َ
ب ه َ ن إ س َِلأ ٍه إ س ِم ًذا َّلَذ َ عُه س ِام ه ْ ن َام َ ا س ِامن َوَلأ ٍد َوَاما َكا َ خَذ ُ ن َ ,اما اَّت َ كاس ِذُبو َ م َل َ ق َوإ س َِّنُه ه ْ ح ِّ س ِباه ْل َ عاس ِلمس ِ نَ , صُفو َ ما َي س ِ ع َّ ا َ ن س ِ حا َ سه ْب َ ض ُ ع أ ٍ عَلى َب ه ْ م َ ضُه ه ْ ع ُ عل َب ه ْ ق َوَل َ وخَل َ ما َ ل إ س َِلأ ٍه س ِب َ ُك ُّ ن( )المؤامنون. (92-83: شس ِرُكو َ ما ُي ه ْ ع َّ عاَلى َ ة َفَنت َ شَهاَد س ِ ب َوال َّ غه ْي س ِ اه ْل َ وخه ْي ٌر طَفى آللُه َ ص َ ن ا ه ْ ه اَّلس ِذي َ عَباس ِد س ِ عَلى س ِ م َ سل ٌ مُد للس ِه َو َ ح ه ْ ل اه ْل َ وقال تعالى ُ) :ق س ِ ماء َاماء س َ ن ال َّ كم ِّام َ ل َل ُ ض َوَأنَز َ ت َوال َه ْر َ ماَوا س ِ س َ ق ال َّ وخَل َ ن َ ن ,أ ََّام ه ْ شس ِرُكو َ أ ََّاما ُي ه ْ ا َب ه ْ ل ع س ِ ءإ س َِل ٌه َّام َ ها َ جَر َ ش َ م َأن ُتنس ِبُنتوا َ ك ه ْ ن َل ُ جأ ٍة َّاما َكا َ ت َبه ْه َ ق َذا َ حَداس ِئ َ َفَأنَبه ْنتَنا س ِبس ِه َ ل َلَها ع َ ج َ وخلَلَها أ َه ْنَهام ًرا َو َ ل س ِ ع َ ج َ ض َقَرام ًرا َو َ ل ال َه ْر َ ع َ ج َ ن ,أ ََّامن َ عس ِدُلو َ م َي ه ْ م َقه ْو ٌ ه ه ْ ُ ن, مو َ عَل ُ م ل َي ه ْ ه ه ْ ل أ َه ْكَثُر ُ ا َب ه ْ ع س ِ جم ًزا ءإ س َِل ٌه َّام َ حا س ِ ن َ حَره ْي س ِ ن اه ْلَب ه ْ ل َبه ْي َ ع َ ج َ ي َو َ س َ َرَوا س ِ ض ءإ س َِل ٌه وخَلَفاء ال َه ْر س ِ م ُ ك ه ْ عُل ُ ج َ ء َوَي ه ْ سو َ ف ال ُّ ش ُ ك س ِ ه َوَي ه ْ عا ُ طَّر إ س َِذا َد َ ض َ م ه ْ ب اه ْل ُ جي ُ أ ََّامن ُي س ِ سلُ حس ِر َوَامن ُيه ْر س ِ ت اه ْلَبِّر َواه ْلَب ه ْ ما س ِ ظُل َ م س ِفي ُ ك ه ْ ن ,أ ََّامن َيه ْهس ِدي ُ ا َقس ِليل َّاما َتَذَّكُرو َ ع س ِ َّام َ ن ,أ ََّام ه ْ ن شس ِرُكو َ ما ُي ه ْ ع َّ ا َ عاَلى ُ ا َت َ ع س ِ مس ِنتس ِه ءإ س َِل ٌه َّام َ ح َ ي َر ه ْ ن َيَد ه ْ شم ًرا َبه ْي َ ح ُب ه ْ الِّرَيا َ ا ُقله ْ ع س ِ ء َوال َه ْرضس ِ ءإ س َِل ٌه َام َ ما س ِ س َ ن ال َّ م س ِام َ ك ه ْ ن َيه ْرُزُق ُ ه َوَام ه ْ عيُد ُ م ُي س ِ ق ُث َّ خه ْل َ َيه ْبدأ ُ اه ْل َ ن( )النمل. (64-59: صاس ِدس ِقي َ م َ ن ُكه ْنُنت ه ْ م إ س ِ ه ْ ك ه ْ هاَن ُ هاُتوا ُبه ْر َ َ إلى غير ذلك امن اليات النتي تثبت أن ا تعالى واحد في ذاته ,واحد في صفاته ,واحد في أفعاله و تصرفاته ,ل رب غيره ,و ل إله سواه . قدرة ا تعالى : وخَله ْقَناُك ه ْ م ث َفس ِإَّنا َ ع س ِ ن اه ْلَب ه ْ ب س ِام َ م س ِفي َره ْي أ ٍ ن ُكه ْنُنت ه ْ س إ س ِ ه ْ قال ا تعالى َ) :يا أ َ ُّيَها الَّنا ُ خَّلَقأ ٍة غه ْيس ِر ُام َ خَّلَقأ ٍة َو َ ضغَأ ٍة ُام َ ن ُام ه ْ م س ِام ه ْ عَلَقأ ٍة ُث َّ ن َ م س ِام ه ْ طَفأ ٍة ُث َّ ن ُن ه ْ م س ِام ه ْ ب ُث َّ ن ُتَرا أ ٍ س ِام ه ْ طه ْفل م ً م س ِ ك ه ْ ج ُ خس ِر ُ م ُن ه ْ ى ُث َّ م م ً س تّ ل ُام َ ج أ ٍ ء إ س َِلى أ َ َ شا ُ م َاما َن َ حا س ِ م َوُنس ِق ُّر س ِفي ال َه ْر َ ك ه ْ ن َل ُ س ِلُنَبِّي َ كه ْيل مس ِر س ِل َ ع ُ ل اه ْل ُ ن ُيَر ُّد إ س َِلى أ َه ْرَذ س ِ م َام ه ْ ك ه ْ ن ُيَنتَوَّفى َوس ِامه ْن ُ م َام ه ْ ك ه ْ م َوس ِامه ْن ُ شَّدُك ه ْ غوا أ َ ُ م س ِلَنته ْبُل ُ ُث َّ هَنتَّز ه ْ ت ء ا ه ْ ما َ عَله ْيَها اه ْل َ ة َفس ِإَذا أ َه ْنَزه ْلَنا َ هاس ِامَد م ً ض َ شه ْيئا َوَتَرى ال َه ْر َ م َ عه ْل أ ٍ عس ِد س ِ ن َب ه ْ م َام ه ْ عَل َ َي ه ْ مه ْوَتى حس ِيي اه ْل َ ق َوأ ََّنُه ُي ه ْ ح ُّ ا هَُو اه ْل َ ن َ ك س ِبَأ َّ ج َ ,ذس ِل َ ج َبس ِهي أ ٍ ل َزه ْو أ ٍ ن ُك ِّ ت س ِام ه ْ ت َوأ َه ْنَبَنت ه ْ َوَرَب ه ْ ث َام ه ْ ن ع ُ ا َيه ْب َ ن َ ب س ِفيَها َوأ َ َّ عَة آس ِتَي ٌة ل َره ْي َ سا َ ن ال َّ ء َقس ِدي ٌر َ ,وأ َ َّ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ َوأ ََّنُه َ س ِفي اه ْلُقُبوس ِر( )الحج. (7-5: م َوَاما سس ِه ه ْ ق أ َه ْنُف س ِ وخه ْل َ ت َوال َه ْرضس ِ َول َ ماَوا س ِ س َ ق ال َّ وخه ْل َ م َ شَهه ْدُتُه ه ْ وقال تعالى َ) :اما أَ ه ْ ضدا( )الكهف. (51: ع ُ ن َ ضِّلي َ م س ِ خَذ اه ْل ُ ت ُامَّنت س ِ ُكه ْن ُ
م َوَاما سَّنتس ِة أ ََّيا أ ٍ ما س ِفي س ِ ض وََاما َبه ْيَنُه َ ت َوال َه ْر َ ماَوا س ِ س َ وخَله ْقَنا ال َّ وقال تعالى َ) :وَلَقه ْد َ ق. (38: ب( ) تّ غو أ ٍ ن ُل ُ سَنا س ِام ه ْ َام َّ عُلُه ُرَكااما ج َ م َي ه ْ ف َبه ْيَنُه ُث َّ م ُيَؤِّل ُ حابا ُث َّ س َ جي َ ا ُيه ْز س ِ ن َ م َتَر أ َ َّ وقال تعالى ) :أ ََل ه ْ ن َبَرأ ٍد ل س ِفيَها س ِام ه ْ جَبا أ ٍ ن س ِ ء س ِام ه ْ ما س ِ س َ ن ال َّ ل س ِام َ وخلس ِلس ِه َوُيَنِّز ُ ن س ِ ج س ِام ه ْ خُر ُ ق َي ه ْ َفَنتَرى اه ْلَوه ْد َ صاس ِر , ب س ِبال َه ْب َ ه ُ سَنا َبه ْرس ِقس ِه َيه ْذ َ كادُ َ ء َي َ شا ُ ن َي َ ن َام ه ْ ع ه ْ صس ِرُفُه َ ء َوَي ه ْ شا ُ ن َي َ ب س ِبس ِه َام ه ْ صي ُ َفُي س ِ ة ُ ق ُكلَّ وخَل َ ا َ صاس ِر َ ,و ُ لوس ِلي اه ْل َه ْب َ عه ْبَر م ً ك َل س ِ ن س ِفي َذس ِل َ ل َوالَّنَهاَر إ س ِ َّ ا الَّله ْي َ ب ُ ُيَقِّل ُ جَله ْي س ِ ن عَلى س ِر ه ْ شي َ م س ِ طس ِنس ِه َوس ِامه ْنُهمه ْ َامنه ْ َي ه ْ عَلى َب ه ْ شي َ م س ِ ن َي ه ْ م َام ه ْ مه ْنُه ه ْ ء َف س ِ ن َاما أ ٍ َداَّبأ ٍة س ِام ه ْ ي أ ٍ ء ش ه ْ عَلى ُكلِّ َ ا َ ن َ ء إ س ِ َّ شا ُ ا َاما َي َ ق ُ خُل ُ ع َي ه ْ عَلى أ َه ْرَب أ ٍ شي َ م س ِ ن َي ه ْ م َام ه ْ َوس ِامه ْنُه ه ْ َقس ِدي ٌر( )النور. (45-43: إلى غير ذلك امن اليات الدالة على عظيم قدرته تبارك و تعالى و باهر عظمنته .
إرادة ا تبارك وتعالى : ن( )تّيـس(82: كو ُ ن َفَي ُ ن َيُقولَ َلُه ُك ه ْ شه ْيئا أ َ ه ْ ه إ س َِذا أ ََراَد َ ما أ َه ْامُر ُ قال ا تعالى )إ س َِّن َ . ح َّ ق سُقوا س ِفيَها َف َ ك َقه ْرَيم ًة أ ََامه ْرَنا ُامه ْنتَرس ِفيَها َفَف َ ن ُنه ْهس ِل َ وقال تعالى َ) :وإ س َِذا أ ََره ْدَنا أ َ ه ْ ها َته ْدس ِاميرا( )السراء. (16: ل َفَدَّامه ْرَنا َ عَله ْيَها اه ْلَقه ْو ُ َ وقال تعالى حكاية عن الخضر في قصنته امع اموسى عليهما السلم : عه ْلُنتُه ك َوَاما َف َ ن َرِّب َ مم ًة س ِام ه ْ ح َ ما َر ه ْ ه َ جا َكه ْنَز ُ خس ِر َ سَنت ه ْ ما َوَي ه ْ ه َ شَّد ُ غا أ َ ُ ن َيه ْبُل َ ك أ َ ه ْ )َفَأَراَد َر ُّب َ صه ْبرا( )الكهف. (82: عَله ْيس ِه َ ع َ ط ه ْ س س ِ م َت ه ْ ل َاما َل ه ْ ك َته ْأس ِوي ُ ن أ َه ْامس ِري َذس ِل َ ع ه ْ َ م َوَيُنتو َ ب ك ه ْ ن َقه ْبس ِل ُ ن س ِام ه ْ سَننَ اَّلس ِذي َ م ُ ك ه ْ م َوَيه ْهس ِدَي ُ ك ه ْ ن َل ُ ا س ِلُيَبِّي َ وقال تعالى ُ) :يس ِريُد ُ عو َ ن م َوُيس ِريُد اَّلس ِذينَ َيَّنتس ِب ُ ك ه ْ عَله ْي ُ ب َ ن َيُنتو َ ا ُيس ِريُد أ َ ه ْ م َ ,و ُ كي ٌ ح س ِ م َ عس ِلي ٌ ا َ م َو ُ ك ه ْ عَله ْي ُ َ سا ُ ن ق الس ِه ْن َ وخس ِل َ م َو ُ ك ه ْ عه ْن ُ ف َ خِّف َ ن ُي َ ا أ َ ه ْ ظيما ُ ,يس ِريُد ُ ع س ِ ميُلوا َامه ْيل م ً َ ن َت س ِ ت أ َ ه ْ شَهَوا س ِ ال َّ عيفا( )النساء. (28-26: ض س ِ َ إلى غير ذلك امن اليات الكريمة النتي تشير إلى إثبات إرادة ا تعالى و ا( )النسان(30: ء ُ شا َ ن َي َ ن س ِإل أ َ ه ْ ءو َ شا ُ أنها فوق كل إرادة و امشيئة َ) :وَاما َت َ . علم ا تعالى :
ض َوَلُه ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ مُد للس ِه اَّلس ِذي َلُه َاما س ِفي ال َّ ح ه ْ قال ا تعالى ) :اه ْل َ خُرجُ ض َوَاما َي ه ْ ج س ِفي ال َه ْر س ِ م َاما َيس ِل ُ عَل ُ خس ِبيُر َ ,ي ه ْ م اه ْل َ كي ُ ح س ِ هَو اه ْل َ ة َو ُ وخَر س ِ مُد س ِفي ال س ِ ح ه ْ اه ْل َ غُفوُر( )سـبأ(2-1: م اه ْل َ حي ُ هَو الَّر س ِ ج س ِفيَها َو ُ عُر ُ ء َوَاما َي ه ْ ما س ِ س َ ن ال َّ س ِامه ْنَها َوَاما َيه ْنس ِزلُ س ِام َ . ن َوَاما س ُّرو َ م َاما ُت س ِ عَل ُ ض َوَي ه ْ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ م َاما س ِفي ال َّ عَل ُ وقال تعالى َ) :ي ه ْ صُدوس ِر( )النتغابن. (4: ت ال ُّ م س ِبَذا س ِ عس ِلي ٌ ا َ ن َو ُ عس ِلُنو َ ُت ه ْ ل ك س ِامه ْثَقا َ ن َت ُ ي إ س َِّنَها إ س ِ ه ْ وقال تعالى حكاية عن لقمان في وصينته لبنه َ) :يا ُبَن َّ ت س ِبَها ض َيه ْأ س ِ ت أ َه ْو س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ة أ َه ْو س ِفي ال َّ خَر أ ٍ ص ه ْ ن س ِفي َ ك ه ْ وخه ْرَدلأ ٍ َفَنت ُ ن َ حَّبأ ٍة س ِام ه ْ َ وخس ِبي ٌر( )لقمان. (16: ف َ طي ٌ ا َل س ِ ن َ ا إ س ِ َّ ُ مل ُ اَّلس ِذي َ ن ل اه ْل َ وقال تعالى في حكاية اما وقع بين شعيب وقوامه َ) :قا َ ن َقه ْرَيس ِنتَنا أ َوه ْ ك س ِام ه ْ ع َ ن آَامُنوا َام َ ب َواَّلس ِذي َ عه ْي ُ ش َ ك َيا ُ جَّن َ خس ِر َ ن َقه ْوس ِامس ِه َلُن ه ْ كَبُروا س ِام ه ْ سَنت ه ْ ا ه ْ ن, هي َ ن س ِفي س ِامَّلس ِنتَنا َقالَ أ ََوَله ْو ُكَّنا َكاس ِر س ِ عوُد َّ َلَنت ُ
عده َْنا ن ُ ا َكس ِذبا إ س ِ ه ْ عَلى س ِ َقس ِد اه ْفَنتَره ْيَنا َ
ء ُ ا شا َ ن َي َ عوَد س ِفيَها إ س ِل تّ أ َ ه ْ ن َن ُ ن َلَنا أ َ ه ْ كو ُ ا س ِامه ْنَها َوَاما َي ُ جاَنا ُ عَد إ س ِه ْذ َن َّ م َب ه ْ ك ه ْ س ِفي س ِامَّلس ِنت ُ ح َبه ْيَنَنا َوَبه ْينَ َقه ْوس ِامَنا ا َتَوَّكه ْلَنا َرَّبَنا اه ْفَنت ه ْ عَلى س ِ عه ْلما َ ء س ِ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ ع َر ُّبَنا ُك َّ س َ َر ُّبَنا َو س ِ ن( )لعراف. (89-88: حي َ وخه ْيُر اه ْلَفاس ِت س ِ ت َ ق َوأ َه ْن َ ح ِّ س ِباه ْل َ ض َاما ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ م َاما س ِفي ال َّ عَل ُ ا َي ه ْ ن َ م َتَر أ َ َّ وقال تعالى ) :أ ََل ه ْ م َول أ َه ْدَنى سُه ه ْ ساس ِد ُ هَو َ سأ ٍة س ِإل ُ م َ وخ ه ْ م َول َ عُه ه ْ هَو َراس ِب ُ جَوى َثلَثأ ٍة إ س ِل تّ ُ ن َن ه ْ ن س ِام ه ْ كو ُ َي ُ م اه ْلس ِقَياَامس ِة مُلوا َيه ْو َ ع س ِ ما َ م س ِب َ م ُيَنِّبُئُه ه ْ ن َاما َكاُنوا ُث َّ م أ َه ْي َ عُه ه ْ هَو َام َ ك َول أ َه ْكَثَر س ِإل ُ ن َذس ِل َ س ِام ه ْ م( )المجادلة. (7: عس ِلي ٌ ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ ك ِّ ا س ِب ُ ن َ إ س ِ َّ إلى غير ذلك امن اليات الكثيرة الدالة على سعة علمه تبارك وتعالى ,و إحاطنته بكل شيء ,قل أو كثر ,دق أو عظم .
حياة ا تعالى : م َلُه َاما سَن ٌة َول َنه ْو ٌ ه س ِ وخُذ ُ م ل َته ْأ ُ ي اه ْلَق ُّيو ُ ح ُّ هَو اه ْل َ ا ل إ س َِلَه س ِإل ُ قال ا تعالى ُ ) : ض( )البقرة. (255: ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ س ِفي ال َّ
ح ِّ ق ب س ِباه ْل َ كَنتا َ ك اه ْل س ِ عَله ْي َ ل َ ي اه ْلَق ُّيومُ َ ,نَّز َ ح ُّ هَو اه ْل َ ا ل إ س َِلَه س ِإل ُ و قال تعالى ) :ألـم ُ , ى س ِللَّناسس ِ َوأ َه ْنَز َ ل هد م ً ل ُ ن َقه ْب ُ ل ,س ِام ه ْ جي َ ة َوالس ِه ْن س ِ ل الَّنته ْوَرا َ ن َيَده ْيس ِه َوأ َه ْنَز َ ما َبه ْي َ صِّدقا س ِل َ ُام َ ن( )آل عمران. (4-1: اه ْلُفه ْرَقا َ
صَّوَرُك ه ْ م ء َو َ ء س ِبَنا م ً ما َ س َ ض َقَرارا َوال َّ م ال َه ْر َ ك ُ ل َل ُ ع َ ج َ ا اَّلس ِذي َ قال تعالى ُ ) : ا َر ُّ ب ك ُ م َفَنتَباَر َ ك ه ْ م اُ َر ُّب ُ ك ُ ت َذس ِل ُ طِّيَبا س ِ ن ال َّ م س ِام َ ك ه ْ م َوَرَزَق ُ صَوَرُك ه ْ ن ُ س َ ح َ َفَأ ه ْ ب مُد للس ِه َر ِّ ح ه ْ ن اه ْل َ صينَ َلُه الِّدي َ خس ِل س ِ ه ُام ه ْ عو ُ هَو َفاه ْد ُ ي ل إ س َِلَه س ِإل ُ ح ُّ هَو اه ْل َ نُ , مي َ عاَل س ِ اه ْل َ ن( )غافر. (65-64: مي َ عاَل س ِ اه ْل َ إلى غير ذلك امن آيات كثيرة تدل على أن ا تبارك و تعالى امنتصف بالحياة الكااملة النتي ليس َثم أكمل امنها . سمع ا تعالى و بصره : كي إ س َِلى شَنت س ِ جَها َوَت ه ْ ك س ِفي َزه ْو س ِ جاس ِدُل َ ل اَّلس ِنتي ُت َ ا َقه ْو َ ع ُ م َ س س ِ قال ا تعالى َ) :قه ْد َ صي ٌر( )المجادلة. (1: ع َب س ِ مي ٌ س س ِ ا َ ن َ ما إ س ِ َّ حاُوَرُك َ ع َت َ م ُ س َ ا َي ه ْ ا َو ُ س ِ عَلى اه ْلُهَدى ن َ ت س ِإن َكا َ صَّلى ,أ ََرأ َه ْي َ عه ْبم ًدا إ س َِذا َ ت اَّلس ِذي َيه ْنَهى َ , وقال تعالى ) :أ ََرأ َه ْي َ ا َيَرى( )العلق: ن َ م س ِبَأ َّ عَل ه ْ م َي ه ْ ب َوَتَوَّلى ,أ ََل ه ْ ت س ِإن َكَّذ َ ,أ َه ْو أ ََامَر س ِبالَّنته ْقَوى ,أ ََرأ َه ْي َ . (14-9 هَبا إ س َِلى وقال تعالى لموسى و هارون حين أرسلهما إلى فرعون ) :اه ْذ َ شى َ ,قال َرَّبَنا إ س َِّنَنا خ َ عَّلُه َيَنتَذَّكُر أ َه ْو َي ه ْ غى َ ,فُقول َلُه َقه ْول َّلِّيم ًنا َّل َ ط َ ن إ س َِّنُه َ عه ْو َ س ِفه ْر َ ع َوأ ََرى( م ُ س َ ما أ َ ه ْ ك َ ع ُ خاَفا إ س َِّنس ِني َام َ غى َ ,قالَ ل َت َ ط َ عَله ْيَنا أ َه ْو َأن َي ه ْ ط َ ف َأن َيه ْفُر َ خا ُ َن َ )طه. (46-43: ح ِّ ق ضي س ِباه ْل َ ا َيه ْق س ِ خس ِفي الص ُُّدوُر َ ,و ُ ن َوَاما ُت ه ْ عُي س ِ وخاس ِئَنَة ال َ ه ْ م َ عَل ُ وقال تعالى َ) :ي ه ْ صيُر( ع اه ْلَب س ِ مي ُ س س ِ هَو ال َّ ا ُ ن َ ء إ س ِ َّ ي أ ٍ ش ه ْ ن س ِب َ ضو َ ن ُدوس ِنس ِه ل َيه ْق ُ ن س ِام ه ْ عو َ ن َيه ْد ُ َواَّلس ِذي َ )غافر. (20-19: إلى غير ذلك امن اليات النتي تدل على اتصافه تبارك وتعالى بالسمع و البصر . كلم ا تعـالى : كس ِليما( )النساء. (164: سى َت ه ْ ا ُامو َ م ُ قال ا تعالى َ) :وَكَّل َ
عو َ ن م ُ س َ م َي ه ْ ق س ِامه ْنُه ه ْ ن َفس ِري ٌ م َوَقه ْد َكا َ ك ه ْ ن ُيه ْؤس ِامُنوا َل ُ ن أ َ ه ْ عو َ م ُ ط َ وقال تعالى ) :أ ََفَنت ه ْ ن( )البقرة. (75: مو َ م َيعه َْل ُ ه ه ْ ه َو ُ عَقُلو ُ عس ِد َاما َ ن َب ه ْ حِّرُفوَنُه س ِام ه ْ م ُي َ ا ُث َّ م س ِ َكل َ إلى غير ذلك امن اليات النتي تدل على اتصافه تبارك وتعالى بصفة الكلم .
صفات ا ل تنتناهى و صفات ا تبارك و تعالى في القرآن الكريم ,و كمالته تبارك و تعالى ل تنتناهى ,و ل تدرك كنهها عقول البشر ,سبحانه ل نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه .
بين صفات ا و صفات الخلق و الذي يجب أن ينتفطن إليه المؤامن أن المعنى الذي يقصد باللفظ في صفات ا تبارك و تعالى يخنتلف اوخنتلفا كليا عن المعنى يقصد بهذا اللفظ عينه في صفات المخلوقين ,فأنت تقول :ا والعلم صفة لله تعالى , وتقول فلن عالم و العلم صفة لفلن امن الناس ,فهل اما يقصد بلفظة العلم في النتركيبين واحد ؟ حاشا أن يكون كذلك ,و إنما علم ا تبارك و تعالى علم ل ينتناهى كماله و ل يعد علم المخلوقين شيئا إلى جانبه , وكذلك الحياة ,وكذلك السمع ,وكذلك البصر ,وكذلك الكلم ,وكذلك القدرة و الرادة ,فهذه كلها امدلولت اللفاظ فيها تخنتلف عن امدلولتها في حق الخلق امن حيث الكمال و الكيفية اوخنتلفا كليا ,لنه تبارك وتعالى ليشبه أحدا امن وخلقه ,فنتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق ,وإنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ،ولوازامها في حقك ,وا نسأل العصمة امن الزلل وحسن النتوفيق .
الدلة العقلية و المنطقية على إثبات صفات ا تعالى : يعمد علماء العقائد إلى إثبات صفات ا تبارك وتعالى بأدلة عقلية ,و أقيسة امنطقية ,ونحن نقول :إن ذلك حسن ,لن العقل أساس المعرفة ,و امناط النتكليف ,و حنتى ل يكون في نفس أحد أثر امن آثار الشبهات و الباطيل ,و لكن الامر أوضح امن ذلك ,و وجود الخالق تبارك و تعالى و
إثبات صفات الكمال المطلق له صار في حكم البديهيات النتي ل يحنتاج إلى إثباتها دليل أو برهان ,و ل يطالب بالدليل عليها إل كل امكابر امريض القلب ل يجديه دليل ,ول تنفع امعه حجة ,و امع هذا فنتنتميما للفائدة نذكر بعض الدلة العقلية الجمالية و النتفصيلية ,فنقول : الدليل الول :هذا الوجود الذي يدل بعظمنته و إحكاامه على وجود وخالقه و عظمنته و كماله الدليل الثاني :إن فاقد الشيء ل يعطيه ,فإذا لم يكن اموجد الكون امنتصفا بصفات الكمال فكيف تكون آثار هذه الصفات في امخلوقاته . الدليل الثالث :و هو وخا ص بان هذا الخالق واحد ل ينتعدد ,إن النتعدد امدعاة للفساد و الخلف و العلو ول سيما و شان اللوهية الكبرياء و العظمة ,و أيضا فلو اسنتقل أحد المنتعددين بالنتصرف تعطلت صفات الوخرين ,و لو اشنتركوا تعطلت بعض صفات كل امنهم ,و تعطيل صفات اللوهية ينتنافى امع جللها و عظمنتها ,فلبد أن يكون الله واحدا ل رب غيره . هذه نماذج امن الدلة المنطقية على وجود الخالق ,و إثبات صفاته ,و امن أراد السنتيعاب فعليه بالمطولت ,على أن الامر كله امركوز في فطر ا علس ِ ُ ج َ م َي ه ْ ن َل ه ْ النفوس الصافية امسنتقر في أعماق القلوب السليمة َ) ,وَام ه ْ ن ُنوأ ٍر( )النور. (40: ما َلُه س ِام ه ْ َلُه ُنورا َف َ
سؤال يقف أاماامه كثير امن الناس ورد في حديث أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :ل يزال الناس ينتساءلون حنتى يقال وخلق ا الخلق ,فمن وخلق ا ؟ فمن وجد امن ذلك شيئا فليق آامنت بالله( رواه امسلم .
و هذا السؤال و عن كان وخطأ امن أساسه ,لننا أامرنا أل نبحث في ذات ا تبارك وتعالى ,لن عقولنا القاصرة النتي تعجز عن إدراك حقيقة نفسها تعجز امن باب الولى عن إدراك حقيقة ذات ا تبارك وتعالى ,إل انه يخنتلج في نفوس بعض الناس ,و نريد أن نوضح لهم الجواب عليه بمثال يريح ضمائرهم ,إن شاء ا تعالى ,فنقول : إذا وضعت كنتاب على امكنتبنتك ثم وخرجت امن الحجرة و عدت إليها بعد قليل فرأيت الكنتاب الذي تركنته على المكنتب اموضوعا في الدرج ,فإنك تعنتقد تمااما أن أحدا ل بد أنيكون وضعه في الدرج ,لنك تعلم امن صفات هذا الكنتاب أنه ل يننتقل بنفسه . احفظ هذه النقطة و اننتقل امعي إلى نقطة أوخرى :لو كان امعك في حجرة امكنتبك شخص جالس على الكرسي ثم وخرجت و عدت إلى الحجرة فرأينته جالسا على البساط امثل فإنك ل تسأل عن سبب اننتقاله ,و ل تعنتقد أن أحدا نقله امن اموضعه ,لنك تعلم امن صفات هذا الشخص انه يننتقل بنفسه ول يحنتاج على امن ينقله . احفظ هذه النقطة الثانية ثم اسمع اما أقوله لك :لما كانت هذه المخلوقات امحدثة و نحن نعلم امن طبائعها أنها ل توجد بذاتها بل ل بد لها امن اموجد ,عرفنا أن اموجدها هو ا تبارك وتعالى ,و لما كان كمال اللوهية يقنتضي عدم احنتياج اله إلى غيره ,بل إن امن صفاته قياامه بنفسه ,عرفنا أن ا تبارك و تعالى اموجود بذاته و غير امحنتاج إلى امن يوجده , و إذا وضعت النقطنتين السابقنتين إلى جانب هذا الكلم ,اتضح لك هذا المقام ,و العقل البشري أقصر امن أن ينتورط في أكثر امن ذلك ,و ا نسأل العصمة و الزلل ,إنه رؤوف رحيم . و إليك أقوال العلماء الوربيين في إثبات وجود ا تعالى و القرار بكمال صفاته ,و ا ولي توفيقنا و توفيقك :
كلم العلماء الطبيعين في إثبات وجود ا و صفاته
قدامنا إليك أن هذه العقيدة فطرية في النفوس السليمة ,امسنتقرة في الذهان الصافية ,تكاد تكون امن بدهيات المعلوامات ,تؤكدها ننتائج العقول جيل بعد جيل ,و لذلك اعنتقدها علماء الكون امن الوربيين و غيرهم و إن لم ينتتّلقوا عن دين امن الديان ,و سننقل لك بعض شهاداتهم ,ل تأييدا للعقيدة ,ولكن إثباتا لسنتقرارها في النفوس ,و قطعا للسنة الذين يريدون أن ينتحللوا امن رباط العقائد ,و يخادعوا ضمائرهم و أرواحهم بالباطل . - 1قال ديكارت العالم الفرنسي : )إني امع شعوري بنقص ذاتي أحس في الوقت نفسه بوجود ذات كااملة ,و أراني امضطرا للعنتقاد بأن هذا الشعور قد غرسنته في ذاتي تلك الذات الكااملة المنتحلية بجميع صفات الكمال ,و هي :ا (
فهو يثبت في كلامه هذا ضعف نفسه و نقصها ,و وجود ا و كماله ,و ت الَّلس ِه طَر َ يعنترف بأن شعوره و إحساسه هبه امن ا له و فطرة فيه ) ,س ِف ه ْ عَله ْيَها( )الروم. (30: س َ طَر الَّنا َ اَّلس ِنتي َف َ - 2وقال إسحاق نيوتن العالم النجليزي الشهير ,و امكنتشف قانون الجاذبية : كوا في الخالق فإنه امما ل يعقل أن تكون المصادفات وحدها هي )ل تش تّ قائدة هذا الوجود( . - 3وقال هرشل الفلكي النجليزي : )كلما اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الداامغة القوية على وجود وخالق أزلي ل حد لقدرته و ل نهاية ,فالجيولوجيون و الرياضيون و الفلكيون و الطبيعيون قد تعاونوا على تشييد صرح العلم ,و هو صرح عظمة ا وحده( . - 4وقال لينيه ,كما نقله عنه كااميل فلامريون الفرنسي في كنتابه المسمى )ا في الطبيعة( : )إن ا الزلي البدي العالم بكل شيء و المقنتدر على كل شيء ,قد تجلى لي ببدائع صنعه حنتى صرت امندهشا امبهوتا ,فأي قدرة و أي حكمة و أي ,و أي إبداع أبدعه في امصنوعاته ! سواء في أصغر الشياء أو أكبرها ! إن المنافع النتي نسنتمدها امن هذه
الكائنات تشهد بعظمة رحمة ا الذي سخرها لنا ,كما أن كمالها و تناسقها ينبئ بواسع حكمنته ,وكذلك حفظها عن النتلشي و تجددها يقر بجماله و عظمنته ( . - 5و يقول هوبرت سبنسر النجليزي في هذا المعنى في رسالنته في النتربية : )العلم يناقض الخرافات ,و لكنه ل يناقض الدين ,يوجد في شيء كثير امن العلم الطبيعي الشائع روح الزندقة ,ولكن العلم الذي تجاوز المعلوامات السطحية ,و رسب في اعماق الحقائق ,براء امن هذه الروح ,العلم الطبيعي ل ينافي الدين ,و النتوجه للعلم الطبيعي عبادة صاامنتة و اعنتراف صاامت بنفاسة الشياء النتي تعاين و تدرس , ثم بقدرة وخالقها ,فليس ذلك النتوجه تسبيحا شفهيا ,بل هو تسبيح عملي ,و ليس باحنترام ُامتّدعى ,إنما هو احنترام أثمرته تضحية الوقت و النتفكير و العمل ,و هذا العلم ل يسلك طريق السنتبداد في تفهيم الناس اسنتحالة إدراك السبب الول و هو ا ,و لكنه ينهج بنا النهج الوضح في تفهيمنا السنتحالة ,بإبلغنا جميع أنواع الحدود النتي ل يسنتطاع اجنتيازها ,ثم يق بنا في رفق و هوادة عند هذه النهاية ,و هو بعد ذلك يرينا بكيفيأ ٍة ل تعادل صغر العقل النساني إزاء ذلك الذي يفوت العقل , (...ثم أوخذ يضرب الامثلة على اما يقول فقال ) :إن العالم الذي يرى قطرة الماء فيعلم أنها تنتركب امن الكسجين و اليدروجين بنسبة وخاصة ,بحيث لو اوخنتلفت هذه النسبة لكانت شيئا آوخر غير الماء ,يعنتقد عظمة الخالق و قدرته و حكمنته و علمه الواسع بأشد و أعظم و أقوى امن غير العالم الطبيعي الذي ل يرى فيها إل أنها قطرة اماء فحسب ,وكذلك العالم الذي يرى قطعة البَرد فيرى تحت امجهره اما فيها امن جمال الهندسة و دقة النتقسيم ,ل شك انه يشعر بجمال الخالق و دقيق حكمه أكبر امن ذلك الذي ل يعلم عنها إل أنها امطر تجمد امن شدة البرد( . و أقوال علماء الكون في ذلك ل تقع تحت حصر ,و فيما ذكرناه الكفاية ,وإنما اسنتشهدنا بذلك حنتى يعلم شبابنا أن دينهم امؤيد امن عند ا تبارك و تعالى ,ل يزيده ق َوس ِفي م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ سُنس ِريس ِه ه ْ العلم إل قوة و ثباتا و تأييدا ,امصداقا لقول ا تعالى َ ) : شس ِهي ٌد( )فصلت: ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ ك أ ََّنُه َ ف س ِبَرِّب َ ك س ِ م َي ه ْ ق أ ََوَل ه ْ ح ُّ م أ ََّنُه اه ْل َ ن َلُه ه ْ حَّنتى َيَنتَبَّي َ م َ سس ِه ه ْ أ َه ْنُف س ِ . (53
آيات الصفات و أحاديثها وردت في القرآن الكريم آيات و في السنة المطهرة أحاديث ,توهم بظاهرها امشابهة الحق تبارك و تعالى لخلقه في بعض صفاتهم ,نورد بعضها على سبيل المثال ,ثم نقتّفي بذكر اما ورد فيها امن القوال ,و ا نسأل أن يوفقنا إلى بيان وجه الحق في
هذه المسألة ,النتي طال فيها جدل الناس و نقاشهم في هذا العصر ,و أن يجنبنا الزلل ,و يلهمنا الصواب ,و هو حسبنا و نعم الوكيل .
نماذج امن آيات الصفات : م( ل َوال س ِه ْكَرا س ِ جل س ِ ك ُذو اه ْل َ جُه َربِّ َ ن َ ,وَيه ْبَقى َو ه ْ عَله ْيَها َفا أ ٍ ن َ ل َام ه ْ -1قال ا تعالى ُ) :ك ُّ )الرحمن. (27-26: و امثلها كل آية ورد فيها لفظ الوجه امضافا إلى الحق تبارك وتعالى . حى ,أ َنس ِ ك َاما ُيو َ حه ْيَنا إ س َِلى أ ُِّام َ وخَرى ,إ س ِه ْذ أ َه ْو َ ة أ ُ ه ْ ك َامَّر م ً عَله ْي َ -2قال ا تعالى َ) :وَلَقه ْد َامَنَّنا َ عُد ٌّو َلُه عُد ٌّو س ِلي َو َ ه َ وخه ْذ ُ ل َيه ْأ ُ ح س ِ سا س ِ م س ِبال َّ م َفه ْلُيه ْلس ِقس ِه اه ْلَي ُّ ت َفاه ْقس ِذس ِفيس ِه س ِفي اه ْلَي ِّ اه ْقس ِذس ِفيس ِه س ِفي الَّنتاُبو س ِ عه ْيس ِني( )طـه(39-37: عَلى َ ع َ صَن َ حَّبم ًة س ِامِّني َوس ِلُنت ه ْ ك َام َ عَله ْي َ ت َ َوأ َه ْلَقه ْي ُ ما س س ِب َ ن َفل َته ْبَنتس ِئ ه ْ ن َقه ْد آَام َ ك إ س ِل تّ َام ه ْ ن َقه ْوس ِام َ ن س ِام ه ْ ن ُيه ْؤس ِام َ ح أ ََّنُه َل ه ْ ي إ س َِلى ُنو أ ٍ ح َ وقال تعالى َ) :وُأو س ِ موا إ س َِّنُه ه ْ م ظَل ُ ن َ طه ْبس ِني س ِفي اَّلس ِذي َ خا س ِ حس ِيَنا َول ُت َ عُيس ِنَنا َوَو ه ْ ك س ِبَأ ه ْ ع اه ْلُفه ْل َ صَن س ِ عُلونَ َ ,وا ه ْ َكاُنوا َيه ْف َ ن( )هود. (37-36: غَرُقو َ ُام ه ْ و امثلها كل آية ورد فيها لفظ العين امضافا إلى ا تبارك وتعالى . كثَ ن َن َ م َفمَ ه ْ ق أ َه ْيس ِديس ِه ه ْ ا َفه ْو َ ن اَ َيُد س ِ عو َ ما ُيَباس ِي ُ ك إ س َِّن َ عوَن َ ن ُيَباس ِي ُ ن اَّلس ِذي َ -3قال ا تعالى ) :إ س ِ َّ ظيما( )الفنتح(10: ع س ِ جرا َ سُيه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ ا َف َ عَله ْيُه َ هَد َ عا َ ما َ ن أ َه ْوَفى س ِب َ سس ِه َوَام ه ْ عَلى َنه ْف س ِ ث َ ك ُ ما َيه ْن ُ َفس ِإَّن َ . ل َيَدا ُ ه ما َقاُلوا َب ه ْ عُنوا س ِب َ م َوُل س ِ ت أ َه ْيس ِديس ِه ه ْ غَّل ه ْ غُلوَل ٌة ُ ا َام ه ْ ت اه ْلَيُهوُد َيُد س ِ وقال تعالى َ) :وَقاَل س ِ ء( )المائدة. (64: شا ُ ف َي َ ق َكه ْي َ طَنتانس ِ ُيه ْنس ِف ُ سو َ َامه ْب ُ ن( )تّيـس: كو َ م َلَها َاماس ِل ُ عااما َفُه ه ْ ت أ َه ْيس ِديَنا أ َه ْن َ مَل ه ْ ع س ِ ما َ م س ِام َّ وخَله ْقَنا َلُه ه ْ م َيَره ْوا أ ََّنا َ و قال تعالى ) :أ ََوَل ه ْ . (71 ع ه ْ ل ن َيه ْف َ ن َوَام ه ْ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ ن ُدو س ِ ء س ِام ه ْ ن أ َه ْوس ِلَيا َ كاس ِفس ِري َ مه ْؤس ِامُنونَ اه ْل َ خس ِذ اه ْل ُ -4قال ا تعالى ) :ل َيَّنت س ِ سُه َوإ س َِلى س ِ ا ا َنه ْف َ م ُ ة َوُيحَِّذُرُك ُ م ُتَقا م ً ن َتَّنتُقوا س ِامه ْنُه ه ْ ء س ِإل أ َ ه ْ ي أ ٍ ش ه ْ ا س ِفي َ ن س ِ س س ِام َ ك َفَله ْي َ َذس ِل َ صيُر( )آل عمران. (28: م س ِ اه ْل َ ي إ س َِلَهه ْينس ِ خُذوس ِني َوأ ُِّام َ س اَّت س ِ ت س ِللَّنا س ِ ت ُقه ْل َ ءأ َه ْن َ م َ ن َامه ْرَي َ سى اه ْب َ عي َ ا َيا س ِ ل ُ وقال تعالى َ) :وإ س ِه ْذ َقا َ ت ُقه ْلُنتُه َفَقه ْد ن ُكه ْن ُ ق إ س ِ ه ْ ح ٍّ س س ِلي س ِب َ ل َاما َله ْي َ كونُ س ِلي أ َنه ْ أ َُقو َ ك َاما َي ُ حاَن َ سه ْب َ ل ُ ا َقا َ ن س ِ ن ُدو س ِ س ِام ه ْ ب( )المائدة(116: غُيو س ِ م اه ْل ُ عل ُ ت َ ك أ َه ْن َ ك إ س َِّن َ س َ م َاما س ِفي َنه ْف س ِ عَل ُ سي َول أ َ ه ْ م َاما س ِفي َنه ْف س ِ عَل ُ مَنتُه َت ه ْ عس ِل ه ْ َ .
سَنتَوى( )طـه(5: ش ا ه ْ عه ْر س ِ عَلى اه ْل َ ن َ م ُ ح َ -5قال ا تعالى ) :الَّر ه ْ و امثلها كل آية تنسب السنتواء على العرش إلى ا تبارك وتعالى .
حَّنتى ظم ًة َ حَف َ م َ ك ه ْ عَله ْي ُ ل َ س ُ ه َوُيه ْر س ِ عَباس ِد س ِ ق س ِ هُر َفه ْو َ هَو اه ْلَقا س ِ -6قال ا تعالى َ) :و ُ ن( )النعام. (61: طو َ م ل ُيَفِّر ُ ه ه ْ سُلَنا َو ُ ت َتَوَّفه ْنتُه ُر ُ مه ْو ُ م اه ْل َ حَدُك ُ ء أَ َ جا َ إ س َِذا َ ه َ ي م ال َه ْرضَ َفس ِإَذا س ِ ك ُ ف س ِب ُ س َ خ س ِ ن َي ه ْ ء أ َ ه ْ ما س ِ س َ ن س ِفي ال َّ م َام ه ْ ءأ َس ِامه ْنُنت ه ْ و قال تعالى َ ) : موُر( )الملك. (16: َت ُ كس ِل ُ م عُد اه ْل َ ص َ ميعا إ س َِله ْيس ِه َي ه ْ ة جَ س ِ عَّز ُ ة َفس ِلَّلس ِه اه ْل س ِ عَّز َ ن ُيس ِريُد اه ْل س ِ ن َكا َ و قال تعالى َ) :ام ه ْ شس ِدي ٌد ب َ عَذا ٌ م َ ت َلُه ه ْ سِّيَئا س ِ ن ال َّ كُرو َ م ُ ن َي ه ْ عُه َواَّلس ِذي َ ح َيه ْرَف ُ صاس ِل ُ ل ال َّ م ُ ع َ ب َواه ْل َ طِّي ُ ال َّ هَو َيُبوُر( )فاطر. (10: ك ُ كُر ُأوَلس ِئ َ َوَام ه ْ امما يؤوخذ امنه نسبة الجهة لله تبارك و تعالى . ا س ِفي ال ُّده ْنَيا م ُ عَنُه ُ سوَلُه َل َ ا َوَر ُ ن َ ن ُيه ْؤُذو َ ن اَّلس ِذي َ -7قال ا تعالى ) :إ س ِ َّ عَذابا ُامس ِهينا( )الحزاب. (57: م َ عَّد َلُه ه ْ ة َوأ َ َ وخَر س ِ َوال س ِ خَنا س ِفيس ِه س ِام ه ْ ن جَها َفَنَف ه ْ ت َفه ْر َ صَن ه ْ ح َ ن اَّلس ِنتي أ َ ه ْ مَرا َ ع ه ْ م اه ْبَنَة س ِ وقال تعالى َ) :وَامه ْرَي َ ن( )النتحريم. (12: ن اه ْلَقاس ِنس ِنتي َ ت س ِام َ ت َرِّبَها َوُكُنتس ِبس ِه َوَكاَن ه ْ ما س ِ كس ِل َ ت س ِب َ صَّدَق ه ْ حَنا َو َ ُرو س ِ صتّفا( صتّفا َ ك َ مَل ُ ك َواه ْل َ ء َر ُّب َ جا َ ض َدتّكا َدتّكا َ ,و َ ت ال َه ْر ُ وقال تعالى َ) :كل إ س َِذا ُدَّك س ِ )الفجر. (22-21: نماذج امن أحاديث الصفات وردت في الحاديث الشريفة ألفاظ كالنتي في اليات السابقة ,امنسوبة إلى ا تبارك وتعالى :كالوجه و اليد و نحوهما ,فنكنتفي باليات عن ذكرها ,و ورد في أحاديث كثيرة ألفاظ أوخرى امن هذا القبيل امنسوبة إلى ذات ا تبارك تعالى نورد بعضها ,فمن ذلك : -1عن أبي هريرة رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال: )وخلق ا آدم على صورته ،طوله سنتون ذراعا م ً ،فلما وخلقه قال :اذهب فسلم على أولئك -نفر امن الملئكة جلوس -فاسنتمع اما يحيونك ،فإنها تحينتك وتحية ذرينتك ،فقال :السلم عليكم ،فقالوا :السلم عليك ورحمة
ا ،فزادوه :ورحمة ا ،فكل امن يدوخل الجنة على صورة آدم ،فلم يزل الخلق ينقص بعد حنتى الن( رواه البخاري و امسلم . -2عن أنس بن امالك رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال )ل تزال جهنم يلقى فيها وتقول :هل امن امزيد حنتى يضع رب العزة فيها قدامه ,فينزوي بعضها إلى بعض وتقول :قط قط ,بعزتك وكرامك , ول يزال في الجنة فضل حنتى ينشئ ا لها وخلقا ،فيسكنهم فضل الجنة( رواه البخاري و امسلم . -3عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :لله أشد فرحا بنتوبة أحدكم ،امن أحدكم بضالنته ،إذا وجدها( رواه البخاري و امسلم . انقسم الناس في هذه المسالة على أربع فرق : - 1فرقة أوخذت بظواهرها كما هي ,فنسبت لله وجوها كوجوه الخلق , و يدا أو أيديا كأيديهم ,و ضحكا كضحكهم ,وهكذا حنتى فرضا الله شيخا ,و بعضهم فرضه شابا ,وهؤلء هم المجسمة و المشبهة ,و ليسوا امن السلم في شيء ,و ليس لقولهم نصيب امن الصحة ,و يكفي في الرد صيُر( ع اه ْلَب س ِ مي ُ س س ِ هَو ال َّ ء َو ُ ي ٌ ش ه ْ مه ْثس ِلس ِه َ س َك س ِ عليهم ,قول ا تبارك وتعالى َ) :له ْي َ م َيس ِله ْد َوَل ه ْ م مُد َ ,ل ه ْ ص َ ا ال َّ ا أ َحَ ٌد ُ , هَو ُ ل ُ )الشورى . (11:وقوله تعالى ُ) :ق ه ْ ح ٌد( الوخل ص . كن َّلُه ُكُفم ًوا أ َ َ م َي ُ ُيوَله ْد َ ,وَل ه ْ -2فرقة عطلت امعاني هذه اللفاظ على أي وجه ,يقصدون بذلك نفي امدلولتها امطلقا عن ا تبارك و تعالى ,فالله تبارك و تعالى عندهم ل ينتكلم و ل يسمع و ل يبصر ,لن ذلك ل يكن إل بجارحة ,و الجوارح يجب أن تنفى عنه سبحانه ,فبذلك يعطلون صفات ا تبارك وتعالى و ينتظاهرون بنتقديسه ,وهؤلء هم المعطلة ,و يطلق عليهم بعض علماء تاريخ العقائد السلامية ) :الجهمية( ,ول أظن أن أحدا عنده امسكة امن عقل يسنتسيغ هذا القول المنتهافت ! و ها قد ثبت الكلم و السمع و البصر
لبعض الخلئق بغير جارحة ,فكيف ينتوقف كلم الحق تبارك وتعالى على الجوارح ؟! تعالى ا عن ذلك علوا كبيرا . ظ لهما امن النظر ,و بقي أاماامنا رأيان هما امحل هذان رأيان باطلن ل ح تّ أنظار العلماء في العقائد ,وهما رأي السلف و رأي الخلف . امذهب السلف في آيات الصفات و أحاديثها : - 3أاما السلف رضوان ا عليهم فقالوا :نؤامن بهذه اليات والحاديث كما وردت ،وننترك بيان المقصود امنها لله تبارك وتعالى ,فهم يثبنتون اليد نل والعين والعين والسنتواء والضحك والنتعجب ...الخ ,وكل ذلك بمعا أ ٍ ندركها ,وننترك لله تبارك وتعالى الحاطة بعلمها ,ولسيما و قد نهينا عن ذلك في قول النبي صلى ا عليه وسلم ) :تفكروا في وخلق ا ,و ل تنتفكروا في ا ,فإنكم لن تقدروا قدره ( . قال العراقي :رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد ضعيف ,و رواه الصبهاني في النترغيب و النترهيب بإسناد أصح امنه ,و رواه أبو الشيخ كذلك . امع قطعهم رضوان ا عليهم بعدم امشابهة باننتفاء المشابهة بين ا وبين الخلق ,و إليك أقوالهم في ذلك : ) أ ( روى الللكائي في )أصول السنة( عن امحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رضي ا عنهما قال ) :اتفق الفقهاء كلهم امن المشرق إلى المغرب على اليمان بالقرآن وبالحاديث النتي جاء بها الثقات عن رسول ا صلى ا عليه وسلم في صفة الرب عز وجل امن غير تفسير ول وصف ول تشبيه ،فمن فسر اليوم شيئا امن ذلك فقد وخرج امما كان عليه النبي صلى ا عليه وسلم وفارق الجماعة ,فإنهم لم يصفوا و لم يفسروا ,ولكن أفنتوا بما في الكنتاب و السنة ثم سكنتوا( . ) ب ( ذكر الخلل في كنتاب )السنة( و ذكره حنبل في كنتبه امثل كنتاب )السنة و المحنة( : قال حنبل :سألت أبا عبد ا :عن الحاديث النتي تروى )إن ا تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا( و )إن ا تعالى يرى( و )إن ا يضع قدامه( و اما أشبه هذه الحاديث فقال أبو عبد ا ) :نؤامن بها و نصدق بها و ل كيف و ل امعنى ,ول نرد امنها شيئا , ونعلم أن اما جاء به الرسول حق إذا كان بأسانيد صحاح ,و ل نرد على ا قوله ,و
ل يوصف ا تبارك وتعالى بأكثر امما وصف به نفسه بل حد ول غاية ,ليس كمثله شيء( . ) ج ( و روى حراملة بن يحيى قال :سمعت امالك بن أنس يقول ) :امن وصف شيئا امن غُلوَل ٌة( )المائدة (64:فأشار بيده ا َام ه ْ ت اه ْلَيُهوُد َيُد س ِ ذات ا عز وجل امثل قولهَ) :وَقاَل س ِ إلى عنقه ,وامثله قوله )وهو السميع البصير( فأشار إلى عينيه أو أذنه أو شيء امن يديه ,قطع ذلك امنه ،؛ لنه شبه ا تعالى بنفسه( ,ثم قال امالك ) :أاما سمعت قول البراء حين حد ث أن النبي صلى ا عليه وسلم ل يضحي بأربع امن الضحايا و أشار البراء بيده كما أشار النبي صلى ا عليه وسلم ,قال البراء :و يدي أقصر امن يد رسول ا ,فكره البراء أن يصف يد رسول ا إجلل له و هو امخلوق ,فكيف الخالق الذي ليس كمثله شيء ؟!( ) د ( و روى أبو بكر بن الثرم ,و أبو عمرو الطلمنكي و أبو عبد ا بن أبي سلمة الماجشون كلاما طويل في هذا المعنى وخنتمه بقوله ) :فما وصف ا امن نفسه فسماه على لسان رسوله سميناه كما سماه ,و لم ننتكلف امنه صفة اما سواه ,ل هذا ,و ل هذا ,ل نجحد اما وصف و ل ننتكلف امعرفة اما يصف( .
اعلم رحمك ا أن العصمة في الدين تننتهي حيث اننتهى بك ,ول تجاوز اما قد حدد لك ,فإن امن قوام الدين امعرفة المعروف و إنكار المنكر ,فما بسطت عليه المعرفة ,و سكنت إليه الفئدة ,و ُذكر أصله في الكنتاب و ن في ذكره و صفنته امن ربك اما السنة ,و توار ث علمه الامة فل تخاف تّ وصف امن نفسه عينا ,و ل تكلفن بما وصف امن ذلك قدرا ,واما أنكرته نفسك ,و لم تجد ذكره في كنتاب ربك ,و ل في الحديث عن نبيك امن ذكر صفة ربك فل تنتكلفن علمه بعقلك ,ول تصفه بلسانك ,و اصمت كما صمت الرب عنه امن نفسه ,فإن تكلفك امعرفة اما لم يصف به نفسه امثل إنكارك اما وصف امنها ,فكما أعظمت اما جحد الجاحدون امما وصف امن ظم تكلف اما وصف الواصفون امما لم يصف نفسه ,فقد نفسه ,فكذلك أع س ِ وا عز على المسلمون الذين يعرفون المعروف و بمعرفنتهم يعرف ,و ينكرون المنكر وبإنكارهم ينكر ,يسمعون اما وصف ا به نفسه امن هذا في كنتابه ,واما يبلغهم امثله عن نبيه ,فما امرض ذكر هذا و تسمينته امن
الرب قلب امسلم ,ول تكلف صفة قدره ,ول تسمية غيره امن الرب امؤامن مى و وصف ,و اما عن رسول ا أنه سماه امن صفة ربه فهو بمنزلة اما س تّ الرب تعالى امن نفسه ,و الراسخون في العلم ,و الواقفون حيث اننتهى بهم علمهم ,و الواصفون لربهم بما وصف به نفسه ,النتاركون لما ترك امن ذكرها ل ينكرون صفة اما سمى امنها جحدا ,ول ينتكلفون وصفه بما لم غه ْيَر ع َ مى ,و امن )َيَّنتس ِب ه ْ مى اما س تّ يسم تعمقا ,لن الحق ترك اما ترك و س تّ صيرا( )النساء(115: ت َام س ِ ء ه ْ سا َ م َو َ جَهَّن َ صس ِلس ِه َ ن ُنَوِّلس ِه َاما َتَوَّلى َوُن ه ْ مه ْؤس ِامس ِني َ ل اه ْل ُ سس ِبي س ِ َ ,وهب ا لنا حكما و ألحقنا بالصالحين .
امذهب الخلف في آيات الصفات و أحاديثها : -4قدامت لك أن السلف رضوان ا عليهم يؤامنون ببآيات الصفات وأحاديثها كما وردت ,و ينتركون بيان المقصود امنها لله تبارك وتعالى امع اعنتقادهم بنتنزيه ا تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقه . فأاما الخلف فقد قالوا :إننا نقطع بأن امعاني ألفاظ هذه اليات و الحاديث ل يراد بها ظواهرها ,وعلى ذلك فهي امجازات ل امانع امن تأويلها ,فاوخذوا يؤولون )الوجه( بالذات و )اليد( بالقدرة ..واما إلى ذلك هربا امن شبهة النتشبيه ,و إليك نماذج امن أقوالهم في ذلك : ) أ ( قال أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي في كنتابه )دفع شبهة النتشبيه( : )قال ا تعالى ) :ويبقى وجه ربك( قال المفسرون :ويبقى ربك , وكذلك قالوا في قوله تعالى ) :يريدونه وجهه( أي يريدونه ,وقال الضحاك و أبو عبيدة ) :كل شيء هالك إل وجهه( أي إل هو( . وعقد في أول الكنتاب فصل إضافيا في الرد على امن قالوا أن الوخذ بظاهر هذه اليات و الحاديث هو امذهب السلف ,ووخلصة اما قاله هو أن الوخذ بالظاهر هو تجسيم و تشبيه ,لن ظاهر اللفظ هو اما وضع له ,فل امعنى لليد حقيقة إل الجارحة ,وهكذا .
و أاما امذهب السلف فليس أوخذها على ظاهرها ,ولكن السكوت جملة عن البحث فيها ,و أيضا فقد ذهب إلى أن تسمينتها آيات صفات و أحاديث صفات تسمية امبنتدعة لم ترد في كنتاب و ل في سنة ,وليست حقيقية فإنها إضافات ليس غير ,و اسنتدل على كلامه في ذلك بادلة كثيرة ل امجال لذكرها هو . ) ب ( وقال فخر الدين الرازي في كنتابه أساس النتقديس ) :واعلم أن نصو ص القرآن ل يمكن إجراؤها على ظاهرها لوجوه :الول أن ظاهر قوله تعالى )ولنتصنع على عيني( يقنتضي أن يكون اموسى اموسى امسنتقرا على تلك العين املنتصقا بها امسنتعليا عليها وذلك ل يقوله عاقل ,و الثاني أن قوله تعالى )واصنع الفلك بأعيننا( يقنتضي أن تكون آلة تلك الصنعة هي تلك العين ,والثالث أن إثبات العين في الوجه الواحد قبيح فثبت أنه لبد امن المصير إلى النتأويل و وذلك أن تحمل هذه اللفاظ على شدة العناية والحراسة( . ) ج ( قال الامام الغزالي في الجزء الول امن كنتابه إحياء علوم الدين عند كلامه على نسبة العلم الظاهر إلى الباطن و أقسام اما ينتأتّتى فيه الظهور و البطون ,و النتأويل و غير النتأويل : )القسم الثالث أن يكون الشيء بحيث لو ذكر صريحا لفخم و لم فيه ضرر ,و لكن يكنى عنه على سبيل السنتعارة و الرامز ,ليكون وقعه في قلب المسنتمع أغلب .........و امنه قوله صلى ا عليه وسلم ) :إن المسجد لينزوي امن النخاامة كما تنزوي الجلدة على النار( وعناه أن روح المسجد و كونه امعظما ,ورامي النخاامة تحقير له فيضاد امعنى المسجدية امعنى النار لتصال أجزاء الجلدة ,وأنت ترى أن ساحة المسجد ل تنقبض امن نخاامة ,وكذلك قوله صلى ا عليه وسلم )أاما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام أن يحول ا رأسه رأس حمار( وذلك امن حيث الصورة لم يكن قط و ل يكون ,ولكن امن حيث المعنى هو كائن ,إذ رأس الحمار لم يكن بحقيقنته و كونه و شكله بل بخاصينته ,وهي البلدة و الحمق ,و
امن رفع راسه قبل الامام ,وامن رفع رأسه قبل الامام فقد صار رأسه رأس الحمار في امعنى البلدة و الحمق ,و هو المقصود دون الشكل ,و إنما يعرف هذا السر على وخلف الظاهر إاما بدليل عقلي أو شرعي ,أاما العقلي فان يكون حمله على الظاهر غير اممكن كقوله ) :قلب المؤامن بين إصبعين امن أصابع الرحمن( إذ لو فنتشنا عن قلوب المؤامنين لم نجد فيها أصابع ,فعلم انها كناية عن القدرة النتي هي سر الصابع و روحها الخفي ,وكني بالصابع عن القدرة لن ذلك أعظم وقعا في تفهم تمام القنتدار( . و قد نعرض لمثل هذا الكلم في اموضع امن هذا البحث ,و فيما ذكرناه كفاية . إلى هنا وضح أاماامك طريقا السلف و الخلف ,وقد كان هذان الطريقان امثار وخلف شديد بين علماء الكلم امن أئمة المسلمين ,و أوخذ كل يدعم خه ْلف بين ن امسافَة ال ُ ت أ َّ ت الامَر لعس ِلم َ امذهبه بالحجج و الدلة ,ولو بحث َ ف والغلَّو , ل كل ٍّ امنهما النتطر َ الطريقنتين ل تحنتمل شيئا امن هذا لو ترك أه ُ ث في امثل هذا الشأن امهما طال فيه القول ل يؤدي في النهاية إل ن البح َ وأ َّ ة ،هي النتفويض لله تبارك وتعالى ,وهذا اما سنفصله لك إلى ننتيجأ ٍة واحد أ ٍ إن شاء ا . بين السلف و الخلف : قد علمت أن امذهب السلف في اليات المنتشابهات والحاديث النتي تنتعلق بصفات ا تبارك وتعالى أن يمروها على اما جاءت عليه ،ويسكنتوا عن تفسيرها أو تأويلها ،وأن امذهب الخلف أن يؤولوها بما ينتفق امع تنزيه ا تبارك وتعالى عن امشابهة وخلقه ، وعلمت أن الخلف شديد بين أهل الرأيين حنتى أدى بينهما إلى النتنابز باللقاب العصبية ،وبيان ذلك امن عدة أوجه :
أول :اتفق الفريقان على تنزيه ا تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقه .
ثانيا :كل امنهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصو ص في حق ا تبارك وتعالى غير ظواهرها النتي وضعت لها هذه اللفاظ في حق المخلوقات ،وذلك امنترتب على اتفاقهما على نفي النتشبيه .
ثالثا :كل امن الفريقين يعلم أن اللفاظ توضع للنتعبير عما يجول في النفوس ،أو يقع تحت الحواس امما ينتعلق بأصحاب اللغة وواضعيها ،وأن اللغات امهما اتسعت ل تحيط بما ليس لهلها بحقائقه علم ،وحقائق اما ينتعلق بذات ا تبارك وتعالى امن هذا القبيل ،فاللغة أقصر امن أن تواتينا باللفاظ النتي تدل على هذه الحقائق ،فالنتحكم في تحديد المعاني بهذه اللفاظ تغرير .
وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل النتأويل ،وانحصر الخلف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة النتنزيه إلى ذلك حفظا لعقائد العوام امن شبهة النتشبيه ،وهو وخلف ل يسنتحق ضجة ول إعناتا .
ترجيح امذهب السلف : ونحن نعنتقد أن رأي السلف امن السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى ا تبارك وتعالى أسلم وأولى بالتباع ،حسما لمادة النتأويل والنتعطيل ، فإن كنت اممن أسعده ا بطمأنينة اليمان ،وأثلج صدره ببرد اليقين ،فل تعدل به بديل ،ونعنتقد إلى جانب هذا أن تأويلت الخلف ل توجب الحكم عليهم بكفر ول فسوق ،ول تسنتدعي هذا النزاع الطويل بينهم وبين غيرهم قديما وحديثا ،وصدر السلم أوسع امن هذا كله . وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف ،رضوان ا عليهم ،إلى النتأويل في عدة امواطن ،وهو الامام أحمد بن حنبل رضي ا عنه ،امن ذلك تأويله لحديث ) :الحجر السود يمين ا في أرضه( وقوله صلى ا عليه وسلم ):قلب المؤامن بين إصبعين امن أصابع الرحمن( وقوله صلى ا عليه وسلم ) :إني لجد نفس الرحمن امن جانب اليمن( .
وقد رأيت للامام النووي رضي ا عنه اما يفيد قرب امسافة الخلف بين الرأيين امما ل يدع امجال للنزاع والجدال ،ول سيما وقد قيد الخلف أنفسهم في النتأويل بجوازه عقل وشرعا ،بحيث ل يصطدم بأصل امن أصول الدين . قال الرازي في كنتابه ) أساس النتقديس ( ) :ثم إن جوزنا النتأويل اشنتغلنا على سبيل النتبرع بذكر تلك النتأويلت على النتفصيل ،وإن لم نجز النتأويل فوضنا العلم بها إلى ا تعالى ،فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المنتشابهات ،وبالله النتوفيق ( . ووخلصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المنتعارف بين الخلق ،وهو تأويل في الجملة ،واتفقا كذلك على أن كل تأويل يصطدم بالصول الشرعية غير جائز ،فانحصر الخلف في تأويل اللفاظ بما يجوز في الشرع ،وهو هين كما ترى ،وأامر لجأ إليه بعض السلف أنفسهم ،وأهم اما يجب أن تنتوجه إليه همم المسلمين الن توحيد الصفوف ،وجمع الكلمة اما اسنتطعنا إلى ذلك سبيل ،وا حسبنا ونعم الوكيل.
حسـن البنــا
رسالة الجهاد ق جس َِهاس ِد س ِ ه ح َّ ا َ هُدوا س ِفي س ِ جا س ِ َو َ الجهاد فريضة على كل امسلم بسـم ا الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ،والصلة والسلم على سيدنا امحمد سيد المجاهدين وإامام المنتقين وقائد الغر المحجلين ،وعلى آله وصحبه وامن جاهد فى سبيل ا شريعة الى يوم الدين. فرض ا الجهاد على كل امسلم فريضة لزامة حازامة لامنا ص امنها ول امفر امعها ،ورغب فيه أعظم النترغيب ،وأجزل ثواب المجاهدين والشهداء ،فلم يلحقهم في امثوبنتهم إل امن عمل بمثل عملهم وامن اقنتدي بهم في جهادهم .وامنحهم امن الامنتيازات الروحية والعملية في الدنيا والوخرة اما لم يمنح سواهم ،وجعل داماءهم الطاهرة الذكية عربون النصر في الدنيا وعنوان الفوز والفلح في العقبى ،وتوعد المخلفين القاعدين بأفظع العقوبات ،وراماهم بأبشع النعوت والصفات ووبخهم علي الجبن والقعود ،ونعني عليهم الضعف والنتخلف ،وأعد لهم في الدنيا وخزيا ل يرفع إل إن جاهدوا ،وفي الوخرة عذابا ل يفلنتون امنه ولو كان لهم امثل أحد ذهبا ،واعنتبر القعود والفرار كبيرة امن أعظم الكبائر وإحدى الموبقات المهلكات . ولست تجد نظااما قديما أو حديثا دينيا أو امدنيا ،عني بشأن الجهاد والجندية واسنتنفار الامة ،وحشدها كلها صفا واحدا للدفاع بكل قواها عن الحق ،كما تجد ذلك في دين السلم وتعاليمه ،وآيات القرآن ، وأحاديث الرسول العظيم rفياضة بكل هذه المعاني الساامية ،داعية
بأفصح عبارة وأوضح أسلوب إلي الجهاد والقنتال والجندية وتقوية وسائل الدفاع والكفاح بكل أنواعها امن برية وبحرية وغيرها علي كل الحوال والملبسات . وسنورد لك طرفا امن ذلك علي سبيل النتمثيل ل علي سبيل السنتقراء والحصر ،وسوف ل ننتناول شيئا امن اليات والحاديث بشرح أو تعليق طويل .فسنتري في جزالة ألفاظها ونصاعة بيانها ووضوح امعانيها وقوة الروحانية فيها اما يغنيك عن ذلك كله .
بعض آيات الجهاد في القرآن فمن القرآن الكريم قوله تعالي : وخه ْي ٌر هَو َ شه ْيئا َو ُ هوا َ كَر ُ ن َت ه ْ سى أ َ ه ْ ع َ م َو َ ك ه ْ ه َل ُ هَو ُكه ْر ٌ ل َو ُ م اه ْلس ِقَنتا ُ ك ُ عَله ْي ُ ب َ ُ) – 1كس ِنت َ ن( مو َ عَل ُ م ل َت ه ْ م َوأ َه ْنُنت ه ْ عَل ُ ا َي ه ْ م َو ُ ك ه ْ ش ٌّر َل ُ هَو َ شه ْيئا َو ُ ح ُّبوا َ ن ُت س ِ سى أ َ ه ْ ع َ م َو َ ك ه ْ َل ُ )البقرة. (216: م ( في نفس صَيا ُ م ال ِّ ك ُ عَله ْي ُ ب َ وامعني كنتب :فرض ,كما قال تعالي )ُكس ِنت َ السورة وبنفس العبارة والنتركيب . م إ س َِذا وخَواس ِنس ِه ه ْ ن َكَفُروا َوَقاُلوا لس ِ ه ْ كوُنوا َكاَّلس ِذي َ ن آَامُنوا ل َت ُ َ) – 2يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ع َ ل ج َ عه ْنَدَنا َاما َاماُتوا َوَاما ُقس ِنتُلوا س ِلَي ه ْ ى َله ْو َكاُنوا س ِ غتّز م ً ض أ َه ْو َكاُنوا ُ ضَرُبوا س ِفي ال َه ْر س ِ َ صي ٌر , ن َب س ِ مُلو َ ع َ ما َت ه ْ ا س ِب َ ت وَ ُ مي ُ حس ِيي َوُي س ِ ا ُي ه ْ م َو ُ ة س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ سَر م ً ح ه ْ ك َ ا َذس ِل َ ُ ما وخه ْي ٌر س ِام َّ م ٌة َ ح َ ن اس ِ َوَر ه ْ ة س ِام َ غس ِفَر ٌ م ه ْ م َل َ ا أ َه ْو ُام ُّنت ه ْ ل س ِ سس ِبي س ِ م س ِفي َ ن ُقس ِنته ْلُنت ه ْ َوَلس ِئ ه ْ شُرونَ( آل عمران اليات امن ح َ ا ُت ه ْ م لس َِلى س ِ م أ َه ْو ُقس ِنته ْلُنت ه ْ ن ُام ُّنت ه ْ ن َ ,وَلس ِئ ه ْ عو َ م ُ ج َ َي ه ْ . 158-156 وامعني ضربوا في الرض :وخرجوا فيها امجاهدين ،وغزي :غزاة الحرب .
وانظر إلي امقارنة المغفرة والرحمة للقنتل أو الموت في سبيل ا في الية الولي ،وإلي وخلو الية الثانية امن ذلك لخلوها امن امعني الجهاد ، وفي الية إشارة إلي أن الجبن امن أوخلق الكافرين ل المؤامنين ،فانظر كيف انعكست الية . عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ م ء س ِ حَيا ٌ ل أ َ ه ْ ا أ َه ْامَواتا َب ه ْ ل س ِ سس ِبي س ِ ن ُقس ِنتُلوا س ِفي َ ن اَّلس ِذي َ سَب َّ ح َ َ) – 3ول َت ه ْ حُقوا م َيه ْل َ ن َل ه ْ ن س ِباَّلس ِذي َ شُرو َ سَنته ْب س ِ ضس ِلس ِه َوَي ه ْ ن َف ه ْ ا س ِام ه ْ م ُ ه ُ ما آَتا ُ ن س ِب َ حي َ ن َ ,فس ِر س ِ ُيه ْرَزُقو َ حَزُنونَ( آل عمران اليات -169 م َي ه ْ ه ه ْ م َول ُ عَله ْيس ِه ه ْ ف َ وخه ْو ٌ م َأل َ وخه ْلس ِفس ِه ه ْ ن َ م س ِام ه ْ س ِبس ِه ه ْ , 175فارجع إلى تماامها في المصحف . ة َوَام ه ْ ن وخَر س ِ ة ال ُّده ْنَيا س ِبال س ِ حَيا َ ن اه ْل َ شُرو َ ن َي ه ْ ا اَّلس ِذي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ل س ِفي َ َ) – 4فه ْلُيَقاس ِت ه ْ ظيما( سورة ع س ِ جرا َ ف ُنه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ سه ْو َ ب َف َ غس ِل ه ْ ل أ َه ْو َي ه ْ ا َفُيه ْقَنت ه ْ ل س ِ سس ِبي س ِ ل س ِفي َ ُيَقاس ِت ه ْ النساء اليات ابنتداء امن , 78 – 71فارجع إليها في المصحف الكريم لنترى كيف يحض ا المسلمين على الحذر ,واممارسة القنتال في جيوش او عصابات فرادى كما يقنتضيه الحال ,وكيف يوبخ القاعدين والجبناء والمخلفين والنفعيين ,وكيف يسنتثير الهمم لحماية الضعفاء وتخليص المظلوامين ,وكيف يقرن القنتال بالصلة والصوم ويبين أن امثلهما امن أركان السلم ,وكيف يفند شبهات المنترددين ويشجع الخائفين أكبر تشجيع على وخوض المعاامع وامقابلة الموت بصدر رحب وجنان جريء ,امبينا لهم أنالموت سيدركهم ل امحالة وأنهم إن اماتوا امجاهدين فسيعوضون عن الحياة أعظم العوض ول يظلمون فنتيل امن نفقة أو تضحية . – 5سورة النفال كلها حث على القنتال وحض على الثبات فيه ,وبيان لكثير امن احكاامه ,ولهذا اتخذها المسلمون الولون نشيدا حربيا ينتلونه إذا اشنتد الكرب وحمي الوطيس ,وحسبك امنها قول ا تبارك وتعالى : عُدَّو س ِ ا ن س ِبس ِه َ هُبو َ خه ْيلس ِ ُته ْر س ِ ط اه ْل َ ن س ِرَبا س ِ ة َوس ِام ه ْ ن ُقَّو أ ٍ م س ِام ه ْ عُنت ه ْ ط ه ْ سَنت َ م َاما ا ه ْ ع ُّدوا َلُه ه ْ )َوأ َ س ِ عَلى اه ْلس ِقَنتا س ِ ل مه ْؤس ِامس ِنينَ َ حِّرضس ِ اه ْل ُ ي َ م( إلى قوله تعالى َ) :يا أ َ ُّيَها الَّنس ِب ُّ عُدَّوُك ه ْ َو َ
غس ِلُبوا م س ِاماَئ ٌة َي ه ْ ك ه ْ ن س ِامه ْن ُ ك ه ْ ن َي ُ ن وَإ س ِ ه ْ غس ِلُبوا س ِاماَئَنته ْي س ِ ن َي ه ْ صاس ِبُرو َ ن َ شُرو َ ع ه ْ م س ِ ك ه ْ ن س ِامه ْن ُ ك ه ْ ن َي ُ إ س ِ ه ْ ن( . م ل َيه ْفَقُهو َ م َقه ْو ٌ ن َكَفُروا س ِبَأَّنُه ه ْ ن اَّلس ِذي َ أ َه ْلفا س ِام َ – 6سورة النتوبة وكلها كذلك حث على القنتال وبيان لحكاامه ,وحسبك ه ه ْ م امنها قول ا تبارك وتعالى في قنتال المشركين الناكثين َ) :قاس ِتُلو ُ م ُامه ْؤس ِامس ِني َ ن صُدوَر َقه ْو أ ٍ ف ُ ش س ِ م َوَي ه ْ عَله ْيس ِه ه ْ م َ صه ْرُك ه ْ م َوَيه ْن ُ ه ه ْ خس ِز س ِ م َوُي ه ْ ك ه ْ ا س ِبَأه ْيس ِدي ُ م ُ عِّذه ْبُه ُ ُي َ م( . كي ٌ ح س ِ م َ عس ِلي ٌ ا َ ء َو ُ شا ُ ن َي َ عَلى َام ه ْ ا َ ب ُ م َوَيُنتو ُ ظ ُقُلوس ِبس ِه ه ْ غه ْي َ ب َ ه ه ْ َ ,وُيه ْذ س ِ وقوله تبارك وتعالى : م ُ ا حَّر َ ن َاما َ حِّرُامو َ وخس ِر َول ُي َ م ال س ِ ن س ِباللس ِه َول س ِباه ْلَيه ْو س ِ ن ل ُيه ْؤس ِامُنو َ )َقاس ِتُلوا اَّلس ِذي َ جه ْزَيَة طوا اه ْل س ِ ع ُ حَّنتى ُي ه ْ ب َ كَنتا َ ن ُأوُتوا اه ْل س ِ ن اَّلس ِذي َ ق س ِام َ ح ِّ ن اه ْل َ ن س ِدي َ سوُلُه َول َيس ِديُنو َ َوَر ُ ن( ,ثم إعلن النفير العام في آيات داوية صاروخة غُرو َ صا س ِ م َ ه ه ْ ن َيأ ٍد َو ُ ع ه ْ َ ك ه ْ م س ُ م َوأ َه ْنُف س ِ ك ه ْ جاهس ُِدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ وخنتاامها قوله تعالى ) :اه ْنس ِفُروا س ِ ن( ,ثم تنديد صارخ بموقف مو َ عَل ُ م َت ه ْ ن ُكه ْنُنت ه ْ م إ س ِ ه ْ ك ه ْ وخه ْي ٌر َل ُ م َ ك ه ْ ا َذس ِل ُ ل س ِ سس ِبي س ِ س ِفي َ القاعدين الجبناء النذال ,وحرامان لهم امن شرف الجهاد أبد البدين في قوله تعالى : هُدوا جا س ِ ن ُي َ هوا أ َ ه ْ ا َوَكس ِر ُ سولس ِ س ِ ف َر ُ وخل َ م س ِ ه ه ْ عس ِد س ِ مه ْق َ ن س ِب َ خَّلُفو َ م َ ح اه ْل ُ )َفس ِر َ جَهَّن َ م ل َناُر َ حِّر ُق ه ْ ا َوَقاُلوا ل َته ْنس ِفُروا س ِفي اه ْل َ ل س ِ سس ِبي س ِ م س ِفي َ سس ِه ه ْ م َوأ َه ْنُف س ِ س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ ما َكاُنوا ء س ِب َ جَزا م ً كوا َكس ِثيرا َ كوا َقس ِليل م ً َوه ْلَيه ْب ُ ح ُ ض َ ن َ ,فه ْلَي ه ْ حتّرا َله ْو َكاُنوا َيه ْفَقُهو َ ش ُّد َ أَ َ ج َفُقله ْ َل ه ْ ن خُرو س ِ ك س ِله ْل ُ سَنته ْأَذُنو َ م َفا ه ْ طاس ِئَفأ ٍة س ِامه ْنُه ه ْ ا إ س َِلى َ ك ُ ع َ ج َ ن َر َ ن َ ,فس ِإ ه ْ سُبو َ ك س ِ َي ه ْ ل َامَّر أ ٍ ة عوس ِد أ ََّو َ م س ِباه ْلُق ُ ضيُنت ه ْ م َر س ِ ك ه ْ عُدتّوا إ س َِّن ُ ي َ ع َ ن ُتَقاس ِتُلوا َام س ِ ي أ ََبدا َوَل ه ْ ع َ جوا َام س ِ خُر ُ َت ه ْ ن( اليات . خاس ِلس ِفي َ ع اه ْل َ عُدوا َام َ َفاه ْق ُ ثم إشادة بموقف المجاهدين وعلى راسهم سيدهم الكريم صلى ا عليه وسلم وبيان أن هذه هي امهمنته المطهرة وسنة أصحابه الغر هُدوا جا َ عُه َ ن آَامُنوا َام َ ل َواَّلس ِذي َ سو ُ ن الَّر ُ ك س ِ المياامين في قوله تعالى َ) :ل س ِ
عَّد ُ ا ن ,أَ َ حو َ مه ْفس ِل ُ م اه ْل ُ ه ُ ك ُ ت َوُأوَلس ِئ َ خه ْيَرا ُ م اه ْل َ ك َلُه ُ م َوُأوَلس ِئ َ سس ِه ه ْ م َوأ َه ْنُف س ِ س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ م( . ظي ُ ع س ِ ك اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ ن س ِفيَها ذَس ِل َ وخاس ِلس ِدي َ حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َ ن َت ه ْ جس ِري س ِام ه ْ ت َت ه ْ جَّنا أ ٍ م َ َلُه ه ْ ثم بيعة بعد ذلك جاامعة امانعة ل تدع عذرا لمعنتذر في قوله تعالى : جَّنَة ُيَقاس ِتُلو َ ن م اه ْل َ ن َلُه ُ م َوأ َه ْامَواَلُهمه ْ س ِبَأ َّ سُه ه ْ ن أ َه ْنُف َ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ شَنتَرى س ِام َ ا ا ه ْ ن َ )إ س ِ َّ جي س ِ ل ة َوال س ِه ْن س ِ حتّقا س ِفي الَّنته ْوَرا س ِ عَله ْيس ِه َ عدا َ ن َو ه ْ ن َوُيه ْقَنتُلو َ ا َفَيه ْقُنتُلو َ ل س ِ سس ِبي س ِ س ِفي َ م س ِبس ِه عُنت ه ْ م اَّلس ِذي َباَي ه ْ ك ُ ع ُ شُروا س ِبَبه ْي س ِ سَنته ْب س ِ ا َفا ه ْ ن س ِ ه س ِام َ عه ْهس ِد س ِ ن أ َه ْوَفى س ِب َ ن َوَام ه ْ َواه ْلُقه ْرآ س ِ م( . ظي ُ ع س ِ هَو اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ ك ُ َوَذس ِل َ – 7سورة القنتال ,وتصور سورة بأكملها تسمى سورة القنتال في كنتاب ا الحكيم ,وأن أساس الروح العسكرية كما يقولون أامران :الطاعة والنظام ,وقد جمع ا هذا الساس في آينتين امن كنتابه ,فأاما الطاعة ففي هذه السورة في قوله تعالى : م ٌة َوُذس ِكَر س ِفيَها ك َ ح َ ة ُام ه ْ سوَر ٌ ة َفس ِإَذا أ ُه ْنس ِزَلته ْ ُ سوَر ٌ ت ُ ن آَامُنوا َله ْول ُنِّزَل ه ْ )َوَيُقولُ اَّلس ِذي َ عَله ْيس ِه ي َ ش ِّ غ س ِ م ه ْ ظَر اه ْل َ ك َن َ ن إ س َِله ْي َ ظُرو َ ض َيه ْن ُ م َامَر ٌ ن س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ ت اَّلس ِذي َ اه ْلس ِقَنتالُ َرأ َه ْي َ صَدُقوا م ال َه ْامُر َفَله ْو َ عَز َ ف َفس ِإَذا َ عُرو ٌ ل َام ه ْ ع ٌة َوَقه ْو ٌ طا َ مَ , ت َفَأه ْوَلى َلُه ه ْ مه ْو س ِ ن اه ْل َ س ِام َ م( وخه ْيرا َلُه ه ْ ن َ كا َ ا َل َ َ ب اَّلس ِذي َ ن ح ُّ ا ُي س ِ ن َ وأاما النظام ففي سورة الصف في قوله تعالى ) :إ س ِ َّ ص( . صو ٌ ن َامه ْر ُ م ُبه ْنَيا ٌ صتّفا َكَأَّنُه ه ْ سس ِبيس ِلس ِه َ ن س ِفي َ ُيَقاس ِتُلو َ – 8سورة الفنتح ,وهي أيضا كلها في غزوة امن غزوات رسول ا صلى ا عليه وسلم ,وفي الشادة بموقف رائع امن امواقف الجهاد العزيز ,تحت ظل الشجرة المباركة ,حنتى أعطيت بيعة الثبات والموت , ع س ِ ن ا َ ي ُ ض َ فاثمرت السكينة السكينة والفنتح فذلك قوله تعالى َ) :لَقه ْد َر س ِ كيَنَة س س ِ ل ال َّ م َفَأه ْنَز َ م َاما س ِفي ُقُلوس ِبس ِه ه ْ عس ِل َ ة َف َ جَر س ِ ش َ ت ال َّ ح َ ك َت ه ْ عوَن َ ن إ س ِه ْذ ُيَباس ِي ُ مه ْؤس ِامس ِني َ اه ْل ُ م َفه ْنتحا َقس ِريبا( . م َوأ ََثاَبُه ه ْ عَله ْيس ِه ه ْ َ
هذا يااوخي بعض المواضع النتي ورد فيها ذكر الجهاد ,وبيان فضله وحث المؤامنين عليه وتبشير أهله بالثواب الجزيل والجزاء الجميل ,وكنتاب ا امملوء بمثلها فنتصفحه وتدبر اما جاء فيه امن هذا الباب ,تر العجب العجيب ,وتدهش لغفلة المسلمين عن اغنتنام هذا الثواب .
نماذج امن الحاديث النبوية في الجهاد وإليك بعض الحاديث النبوية الشريفة في ذلك : - 1عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول ) :والذي نفسي بيده لول أن رجال امن المؤامنين ل تطيب أنفسهم بأن ينتخلفوا عني ول أجد اما أحملهم عليه اما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل ا ,والذي نفسي بيده لوددت أني أقنتل في سبيل ا ثم أحيا ثم أقنتل ثم أحياثم أقنتل( رواه البخاري وامسلم . السرية :القطعة امن الجيش ل يكون فيها القائد العام . - 2عن أبي هريرة رضي ا عنه :أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال ) :والذي نفسي بيده ،ل يكلم أحد في سبيل ا ،وا أعلم بمن يكلم في سبيله ،إل جاء يوم القياامة ،واللون لون الدم ،والريح ريح المسك( .رواه البخاري وامسلم . الكلم :الجرح ,ويكلم :يجرح - 3عن أنس رضي ا عنه قال :غاب عمي أنس بن النضر عن قنتال بدر ،فقال :يا رسول ا ،غبت عن أول قنتال قاتلت المشركين ،لئن ا أشهدني قنتال المشركين ليرين ا اما أصنع .فلما كان يوم أحد ، وانكشف المسلمون ،قال :اللهم إني أعنتذر إليك امما صنع هؤلء ،يعني أصحابه ،وأبرأ إليك امما صنع هؤلء ،يعني المشركين .ثم تقدم فاسنتقبله سعد بن امعاذ ،فقال :يا سعد بن امعاذ الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها امن دون أحد ،قال سعد :فما اسنتطعت يا رسول ا اما صنع ،قال أنس :فوجدنا به بضعا وثمانين :ضربة بالسيف أو طعنة
برامح أو رامية بسهم ،ووجدناه قد قنتل وقد امثل به المشركون ،فما عرفه أحد إل أوخنته ببنانه .قال أنس :كنا نرى ،أو نظن :أن هذه الية نزلت فيه وفي أشباهه ) :امن المؤامنين رجال صدقوا اما عاهدوا ا عليه( .إلى آوخر الية .رواه البخاري امن دون ُأحد :أي امن جهة جبل أحد . – 4وعن أم حارثة بن سراقة أنها أتت النبي صلى ا عليه وسلم فقالت :يا نبي ا ،أل تحدثني عن حارثة -وكان قنتل يوم بدر ،أصابه سهم غرب -فإن كان في الجنة صبرت ،وإن كان غير ذلك ،اجنتهدت عليه في البكاء؟ قال) :يا أم حارثة ،إنها جنان في الجنة ،وإن ابنك أصاب الفردوس العلى( .أوخرجه البخاري السهم الغرب :الذي ل يعرف رااميه ،اجنتهدت عليه في البكاء :بكيت بكاء شديدا فانظر يا أوخي كيف كانت الجنة تنسيهم الهموم والمصائب وتحملهم على الصبر عند المكاره . - 5وعن عبد ا بن أبي أوفى رضي ا عنهما :أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال) :واعلموا أن الجنة تحت ظلل السيوف( .أوخرجه الشيخان وأبي داود . - 6زيد بن وخالد الجهني رضي ا عنه :أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال) :امن جهز غازيا في سبيل ا فقد غزا ،وامن وخلف غازيا في سبيل ا بخير فقد غزا( .رواه البخاري وامسلم و أبو داود و النترامذي . أي :له أجره . - 7وعن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :امن احنتبس فرسا في سبيل ا ،إيمانا بالله ،وتصديقا بوعده ،فإن شبعه و رتّيه و روثه وبوله في اميزانه يوم القياامة( .رواه البخاري
وامثل الفرس كل عدة في سبيل ا - 8وعن أبي هريرة رضي ا عنه قيل :يا رسول ا اما يعدل الجهاد في سبيل ا ؟ قال )ل تسنتطيعونه( قال :فأعادوا عليه امرتين أو ثلثا كل ذلك يقول )ل تسنتطيعونه( .ثم قال ) :امثل المجاهد في سبيل ا كمثل الصائم القائم القانت ببآيات ا ,ل يفنتر امن صيام ول صلة , حنتى يرجع المجاهد( .السنتة إل أبو داود. - 9عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :أل أوخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن امن وخير الناس رجل عمل في سبيل ا على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدامه حنتى يأتيه الموت ,وإن امن شر الناس رجل فاجرا يقرأ كنتاب ا ل يرعوي إلى شيء امنه( رواه النسائي ل يرعوي :أي ل ينكف ول ينتعظ ول ينزجر . صَّلى ا َ سول س ِ عنُهما قال :سمعت َر ُ ا َ ي ُ ض َ - 10وعن ابن عباس َر س ِ سَّلم يقول) :عينان ل تمسهما النار :عين بكت امن وخشية ا عَليس ِه َو َ ا َ ُ ي. ه الِّنترس ِامس ِذ تّ ،وعين باتت تحرس في سبيل ا( َرَوا ُ - 11عن ابن أبي عميرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :لن أقنتل في سبيل ا أحب إلي امن أن يكون لي أهل المدر والوبر( رواه النسائي . أهل المدر والوبر :أي أهل الحواضر والبوادي . - 12وعن راشد بن سعد رضي ا عنه عن رجل امن الصحابة أن رجل قال :يا رسول ا اما بال المؤامنين يفنتنون في قبورهم إل الشهيد ؟ فقال) :كفى ببارقة السيوف على رأسه فنتنة( أوخرجه النسائي . وهذه امن اامنتيازات الشهيد في الموقعة ,وكم له امن اامنتيازات كهذه سنتأتي بعد . عَليس ِه ا َ صَّلى ُ ا َ سول س ِ عنُه أن َر ُ ا َ ي ُ - 13وعن أبي هريرة َرض َ سَّلم قال ) :اما يجد الشهيد امن امس القنتل إل كما يجد أحدكم امن امس َو َ
ي والنسائي والدارامي َوَقال النترامذي :حديث القرصة( رواه النترامذ ُّ حسن غريب . وهذا اامنتياز آوخر للشهيد . - 14وعن ابن امسعود رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :عجب ربنا تبارك وتعالى امن رجلأ ٍ غزا في سبيل ا فانهزم أصحابه ,فعلم اما عليه ،فرجع حَّنتى أريق دامه ،فيقول ا ما تعالى لملئكنته :انظروا إلى عبدي رجع رغبم ًة فيما عندي ،وشفقم ًة ام َّ عندي حنتى أريق دامه ,أشهدكم أني قد غفرت له ( أوخرجه أبو داود شفقة :وخوفا
,أريق دامه :سال دامه .
ماس ،عن أبيه ،عن - 15وعن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن ش َّ جده قال :جاءت اامرأة إلى رسوا ا صلى ا عليه وسلم يقال لها أ تّ م وخلد وهي امنتنقبة تسأل عن ابن لها قنتل في سبيل ا تعالى ,فقال لها بعض أصحابه :جئت تسألين عن ابنك وأنت امنتنقبة ؟ فقالت :إن أ ُه ْرزأ حيائي ،فقال لها النبي صلى ا عليه وسلم ) :ابنك له ابني فلن أ ُه ْرزأ َ أجر شهيدين( قالت :ولم ؟ قال) :لنه قنتله أهل الكنتاب( .أوخرجه أبو داود . أرزأ ابني :أفقده وأصاب فيه . وفي هذا الحديث إشارة إلى وجوب قنتال أهل الكنتاب ,وأن ا يضاعف أجر امن قاتلهم ,فليس القنتال للمشركين فقط ولكنه لكل امن لم يسلم . عَليس ِه ا َ صَّلى ُ ا َ سول س ِ عنُه أن َر ُ ا َ ي ُ ض َ حنيف َر س ِ - 16وعن سهل بن ُ سَّلم قال) :امن َو َ سأل ا تعالى الشهادة بصدق بتّلغه ا امنازل الشهداء وإن امات على فراشه( رواه الخمسة إل البخاري.
- 17وعن وخريم بن فاتك قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم : )امن أنفق نفقة في سبيل ا تعالى كنتبت له بسبعمائة ضعف ( .رواه النترامذي وحسنه ,والنسائي . سول عنُه قال :امر رجل امن أصحاب َر ُ ا َ ي ُ ض َ - 18وعن أبي هريرة َر س ِ سَّلم بشعب فيه عيينة امن اماء عذبة فأعجبنته ، عَليس ِه َو َ ا َ صَّلى ُ ا َ س ِ سول س ِ ا فقال لو اعنتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ،فذكر ذلك لَر ُ سَّلم فقال) :ل تفعل فإن امقام أحدكم في سبيل ا عَليس ِه َو َ ا َ صَّلى ُ َ أفضل امن صلته في بينته سبعين عااما ،أل تحبون أن يغفر ا لكم غُزوا في سبيل ا ،امن قاتل في سبيل ا فواق ويدوخلكم الجنة؟ ُا ه ْ ناقة وجبت له الجنة( رواه النترامذي . عيينة :عين صغيرة تفيض بالماء . عَليس ِه ا َ صَّلى ُ ا َ ل س ِ سو ُ ب قال :قال َر ُ ن امعس ِد يكر َ م ب س ِ - 19وعن المقدا س ِ ل ُدفعأ ٍة وُيرى ل يغفُر لُه في أَّو س ِ ت وخصا أ ٍ اس ُ شهيُد عنَد س ِ سَّلم) :لل َّ و َ ع الكبس ِر ويوض ُ ع ن امن الفز س ِ ب القبس ِر ويأام ُ ه امن الجَّنس ِة ويجاُر امن عذا س ِ امقعد ُ ج اثننتي س ِ ن ج الوقاس ِر الياُقوتُة امنها وخي ٌر امن ال ُّدنيا واما فيها ويزَّو ُ على رأسس ِه تا ُ ن امن أقربائس ِه( .رواه ع في سبعي َ ن ويشَّف ُ ن زوجم ًة امن الحوس ِر العي س ِ وسبعي َ النترامذي وابن اماجه . سَّلم : عَليس ِه و َ ا َ ا صََّلى ُ ل س ِ سو ُ ة قال :قال َر ُ هَريَر َ - 20وعن أبي ُ ا وفيس ِه ُثلم ٌة( .رواه النترامذي ي َ ا بغيس ِر أثأ ٍر امن جهاأ ٍد لق َ ي َ )امن لق َ وابن اماجه. عَليس ِه ا َ صَّلى ُ ا َ سول س ِ عنُه قال :قال َر ُ ا َ ي ُ ض َ - 21وعن أنس َر س ِ م. ه ُامسس ِل ٌ سَّلم ) :امن طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه( َرَوا ُ َو َ – 22وعن عثمان بن عفان رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه ف َله ْيَلأ ٍة، ت َكَأل س ِ حاَنُهَ ،كاَن ه ْ سه ْب َ ا ُ ل س ِ سبي س ِ ط َله ْيَلم ًة في َ ن َراَب َ وسلم قال َ) :ام ه ْ صَياَامها َوس ِقَياَامها( .رواه ابن اماجة س ِ
ا صلى ا عليه ل س ِ سو َ ن َر ُ ء رضي ا عنه أ َ َّ ن َأبي الَّده ْرَدا س ِ ع ه ْ - 23و َ سَدُر ت في الَبِّر .س ِواَّلذي َي ه ْ غَزَوا أ ٍ شس ِر َ ع ه ْ ل َ حس ِر س ِامه ْث س ِ ة في الَب ه ْ غه ْزَو ٌ لَ ): وسلم َقا َ حاَنُه( .رواه ابن اماجة سه ْب َ ا ُ ل س ِ سس ِبي س ِ ط في َدس ِامس ِه ،في َ ح س ِ ش ِّ مَنت َ حس ِرَ ،كاه ْل ُ في الَب ه ْ يسدر :يميل ويهنتز وترتج به السفينة وفيه الشارة لغزو البحر ولفت نظر الامة إلى وجوب العناية بحفظ سواحلها وتقوية أسطولها ,ويقاس عليه الجو فيضاعف ا للغزاة في الجو في سبيله أضعافا امضاعفة . عه ْبُد ل س ِ ما ُقس ِنت َ ل َ :ل َّ ا رضي ا تعالى عنه يُقو ُ عه ْبس ِد س ِ ن س ِ جاس ِبَر ه ْب َ – 24وعن َ ل ا صلى ا عليه وسلم سو ُ حأ ٍد َ ،قالَ َر ُ م أُ ُ م َ ،يه ْو َ حَرا أ ٍ ن َ مس ِرو ه ْب س ِ ع ه ْ ن َ ا ه ْب ُ س ِ ل َ) :اما تَ :بَلى َ .قا َ ك ؟( ُقه ْل ُ ل ل َس ِبي َ ج َّ ا عَّز و َ ك َاما َقالَ ُ وخس ِبُر َ جاس ِبُر! أ َل َ أ ُ ه ْ َ):يا َ عه ْبس ِدي! ل َ :يا َ ك س ِكَفاحا َ ,فَقا َ م أ ََبا َ ب َ ,وَكَّل َ جا أ ٍ ح َ ء س ِ ن َوَرا س ِ حدا إ س ِل َ س ِام ه ْ ا أَ َ م ُ َكَّل َ ل :إ س َِّنُه ك َثاس ِنيم ًة َ ,قا َ ل س ِفي َ حس ِيس ِيني َفُأه ْقَنت ُ ب! ُت ه ْ ك َ ,قالَ َ :يا َر ِّ ط َ ع س ِ ى أ ُ ه ْ عَل َّ ن َ م َّ َت َ ن س ِوس ِرائي ,فَأه ْنس ِز َ ل غ َام ه ْ ب! فَأه ْبس ِل ه ْ لَ :يا َر ِّ ن( َقا َ عو َ ج ُ م س ِإله ْيها ل َيه ْر َ ق س ِامِّني )أ ََّنُه ه ْ سَب َ َ ا أ َه ْامَواتا.. ل س ِ سبي س ِ ن ُقس ِنتُلوا في َ ن اَّلذه ْي َ سَب َّ ح َ ه الَيَة َ) :ول َ َت ه ْ هذ س ِ ل َ ج َّ ا عَّز َو َ س ِ الَيَة ُكَّلهَا( .رواه ابن اماجة ن النبي صلى ا عليه وسلم ع ه ْ ن أ َس ِبيس ِه َ ، ع ه ْ سَ ، ن أ ََن أ ٍ ل ه ْب س ِ سه ْه س ِ ن َ ع ه ْ - 25و َ ة أ َوه ْ غه ْدَو م ً حس ِلس ِه َ ، عَلى َر ه ْ ا َفَأُكَّفُه َ ل س ِ سس ِبي س ِ هدا س ِفي َ جا س ِ ع ُام َ شِّي َ ن أُ َ َقال ) :ل َ ه ْ ن اه ْل ُّده ْنَيا َوَاما س ِفه ْيَها( .رواه ابن اماجة . ي س ِام َ ب س ِإل َّ ح ُّ حم ًة ،أ َ َ َره ْو َ فأكففه على رحله :فأساعده عليه .عدوة :بالغدو وهو الصباح .روحة :بالرواح وهو المساء – 26وعن أبي هريرة قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم : )وفد ا ثلثة :الغازي والحاج والمعنتمر( .رواه امسلم. – 27وعن أبي التّدرداء قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم: )يشفع الشهيد في سبعين امن أهل بينته( .رواه أبو داود . - 28وعن عبد ا بن عمر قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :إذا تبايعنتم بالعينة وأوخذتم أذناب البقر ،ورضينتم بالزرع ،وتركنتم
الجهاد ،سلط ا عليكم ذل ًّ ل ينزعه حنتى ترجعوا إلى دينكم( .رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم . – 29وعن أنس رضي ا عنه قال :انطلق رسول ا صلى ا عليه وسلم وأصحابه حنتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون ,فقال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :قواموا إلى جنة عرضها السماوات والرض( ,قال عمير بن الحمام :بخ بخ ,فقال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :اما يحملك على قولك بخ بخ( قال :ل وا يا رسول ا إل رجاء أن أكون امن أهلها ,قال ) :فإنك امن أهلها( ,فأوخرج تمرات امن قرنه فجعل يأكل امنهن ,ثم قال :لئن أنا حييت حنتى آكل تمراتي هذه ،إنها لحياة طويلة ,فرامى بما كان امعه امن النتمر ,ثم قاتل حنتى قنتل .رواه امسلم . - 30عن أبي عمران قال :كنا بمدينة الروم فأوخرجوا الينا صفا عظيما امن الروم فخرج اليهم امن المسلمين امثلهم أو أكثر ،وعلى أهل امصر عقبة بن عاامر وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل امن المسلمين على صف امن الروم حنتى دوخل عليهم فصاح الناس وقالوا سبحان ا يلقي بيده إلى النتهلكة ،فقام أبو أيوب النصاري فقال :ياأيها الناس إنكم لنتأولون هذه الية هذا النتأويل؛ وانما نزلت هذه الية فينا امعشر النصار لما أعز ا السلم وكثر ناصروه .فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول ا صلى ا عليه وسلم :إن أاموالنا قد ضاعت وان ا قد أعز السلم وكثر ناصروه فلو أقمنا في أاموالنا فأصلحنا اما ضاع امنها ،فأنزل ا تبارك وتعالى على نبيه صلى ا عليه وسلم يرد علينا اماقلنا )وأنفقوا في سبيل ا ول تلقوا بأيديكم إلى النتهلكة( فكانت النتهلكة القاامة على الاموال واصلحها وتركنا الغزو .فما زال أبو أيوب شاوخصا في سبيل ا حنتى دفن بأرض الروم .رواه النترامذي
ولحظ يا أوخي أن أبا أيوب حين يقول هذا كان في سن كبيرة قد جاوزت الشباب والكهولة ,وامع هذا فقلبه وروحه و إيمانه امثال للفنتوة القوية بنتأييد ا وعزة السلم . - 31وعن أبي هريرة رضي ا عنه عن رسول ا صلى ا عليه وسلم أنه قال ) :امن امات ولم يغز ،ولم يحد ث به نفسه ،امات على شعبة امن النفاق( .رواه امسلم وأبو داود ونظائره كثيرة . كذلك وفي تفصيل أحكام القنتال ,أكثر امن أن يحيط به امجلد كبير , وندلك على كنتاب )العبرة فيما ورد عن ا ورسوله في الغزو والجهاد والهجرة( للسيد حسن صديق وخان وهو وخا ص بذلك البحث ,وكنتاب )امشارع الشواق إلى امصارع العشاق امثير الغرام إلى دار السلم( واما جاء في كنتب الحديث كلها في باب الجهاد ترى الكثير الطيب .
حكم الجهاد عند فقهاء الامة امرت بك اليات الكريمة في فضل الجهاد ،وأحب أن أنقل إليك طرفا امما قاله فقهاء المذاهب ،حنتى المنتأوخرين امنهم في أحكام الجهاد ووجوب السنتعداد ،لنتعلم إلي أي حد ضيعت الامة السلامية أحكام دينها في قضية الجهاد بإجماع آراء المسلمين في كل عصر امن أعصارهم فاسمع : - 1قال صاحب )امجمع النهر في شرح املنتقى البحر( امقررا أحكام الجهاد في امذهب الحناف ) :الجهاد في اللغة بذل اما في الوسع امن القول والفعل ،وفي الشريعة قنتل الكفار ونحوه امن ضربهم ونهب أاموالهم وهدم امعابدهم وكسر أصناامهم ،والمراد الجنتهاد في تقوية الدين بنحو قنتال الحربيين والذاميين إذا نقضوا والمرتدين الذين هم أوخبث الكفار ،للنقض بعد القرار والباغين .بدءا امنا فرض كفاية ،يعني يفرض علينا أن نبدأهم بالقنتال بعد بلوغ الدعوة ،وإن لم يقاتلونا ،
فيجب علي الامام أن يبعث سرية إلي دار الحرب كل سنة امرة أو امرتين وعلي الرعية إعاننته وإذا قام به بعض سقط عن الباقين ،فإذا لم تقع الكفاية بذلك البعض وجب علي القرب فالقرب ،فإن لم تقع الكفاية إل بجميع الناس فحينئذ صار فرض عين كالصلة ،أاما الفريضة فلقوله تعالي )فاقنتلوا المشركين( ولقولة ) uالجهاد اماض إلي يوم القياامة ( وإن تركه الكل أثموا ..إلي أن قال :فإن غلب العدو علي بلد امن بلد السلم أو ناحية امن نواحيها ففرض عين ،المرأة والعبد بل إذن الزوج والمولي ،وكذا يخرج الولد امن غير إذن والديه ،والغريم بغير إذن دائنه (. وفي كنتاب البحر ) :اامرأة امسلمة سبيت بالشرق وجب علي أهل المغرب تخليصها اما لم تدوخل حصونهم وحرزهم (. - 2وقال صاحب ) بلغة السالك لقرب المسالك في امذهب الامام امالك( ) :الجهاد في سبيل ا لعلء كلمة ا تعالي كل سنة فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقي ،وينتعين )أي يصير فرض عين كالصلة والصوم ( بنتعيين الامام وبهجوم العدو علي امحله قوم ،فينتعين عليهم وعلي امن بقربهم إن عجزوا ،وينتعين علي المرأة والرقيق امع هذه الحالة ولو امنعهم الولي والزوج والسيد و رب الدين إن كان امدينا ، وينتعين أيضا بالنذر ،وللوالدين المنع في فرض الكفاية فقط ،وفك السير امن الحربيين وإن لم يكن له امال يفك امنه فرض كفاية وإن أتي علي جميع أاموال المسلمين( . - 3وامنتن المناهج للامام النووي الشافعي ) :كان الجهاد في عهد رسول ا rفرض كفاية وقيل عين ،وأاما بعده فللكفار حالن : أحدهما -يكونون ببلدهم ففرض كفاية ،إذا فعله امن فيهم الكفاية امن المسلمين سقط الحجر عن الباقي .
والثاني -يدوخلون بلدة لنا فيلزم أهلها الدفع بالممكن وإن أامكن تأهب لقنتال وجب الممكن حنتى علي فقير وولد وامدين وعبد بل إذن(. - 4وفي )المغني ( لبن قداامه الحنبلي قال ) :امسألة – والجهاد فرض علي الكفاية إذا قام به قوم سقط عن الباقين ،وينتعين في ثلثة امواضع : أ ـ إذا النتقي الزحفان وتقابل الصفان حرم علي امن حضر النصراف وينتعين عليه المقام . ب ـ إذا نزل الكفار ببلدة تعين علي أهله قنتالهم ودفعهم . ج ـ إذا اسنتنفر الامام قواما لزامهم النفير امعه . وأقل اما يفعل امرة كل عام . قال أبو عبد ا )يعني الامام بن حنبل( ل أعلم شيئا امن العمل بعد الفرائض أفضل امن الجهاد ،وغزوة البحر أفضل امن غزوة البر .قال أنس بن امالك ) : tنام رسول ا rثم اسنتيقظ وهو يضحك ،قالت أم حرام :فقلت :اما يضحكك يا رسول ا ؟ قال ) :ناس امن أامنتي عرضوا علي غزاة في سبيل ا ،يركبون ثبج هذا البحر املوكا علي السرة أو امثل الملوك علي السرة ( امنتفق عليه ،وامن تمام الحديث أن أم حرام سألت النبي rأن يدعو ا لها لنتكون امن هؤلء فدعا لها ،فعمرت حنتى ركبت البحر في أسطول المسلمين الذي فنتح جزيرة قبر ص واماتت بها ودفنت فيها ،وهناك امسجد وامشهد ينسب إليها رحمها ا ورضي ا عنها(. - 5وقال في )المحلي ( لبن حزم الظاهري ) :امسألة – والجهاد فرض علي المسلمين ،فإذا قام به امن يدفع العدو ويغزوهم في عقر دارهم ويحمي ثغور المسلمين سقط فرضه عن الباقين ،وإل فل قال ا
م( )النتوبة(41: ك ه ْ س ُ م َوأ َه ْنُف س ِ ك ه ْ هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِل ُ جا س ِ وخَفافا َوس ِثَقال م ً َو َ تعالي ) :اه ْنس ِفُروا س ِ ول يجوز الباذن الوالدين ،إل أن ينزل العدو بقوم امن المسلمين ففرض على كل امن يمكن إعاننتهم أن يقصدهم امغيثا لهم ،إذن البوان أم لم يأذن ،إل أن يضيعا أو أحدهما بعده ،فل يحل له ترك امن يضيع امنها(0 -6وقال الشوكانى في ) السيل الجرار ( ) :الدلة الواردة في فرضيه الجهاد كنتابا وسنه اكثر امن أن تكنتب هاهنا ،ولكن ل يجب ذلك العلى الكفاح ،فإذا قام به البعض سقط عن الباقين .وقبل أن يقوم به البعض هو فرض عين على كل امكلف ،و هكذا يجب على امن اسنتنفره الامام أن ينفر وينتعين ذلك عليه(. فها أنت ذا تري امن ذلك كله كيف اجمع أهل العلم امجنتهدين وامقلدين ، سلفيين ووخلفيين ،علي أن الجهاد فرض كفاية علي الامة السلامية ، لنشر الدعوة ،وفرض عين لدفع هجوم الكفار عليها . والمسلمون الن كما تعلمون امسنتذلون لغيرهم امحكوامون بالكفار قد ديست أرضهم واننتهكت حراماتهم ،وتحكم في شؤونهم وخصوامهم وتعطلت شعائر دينهم في ديارهم ،فضل م ً عن عجزهم عن نشر دعوتهم ,فوجب وجوبا عينا ل امنا ص امنه أن ينتجهز كل امسلم وأن ينطوي علي نية الجهاد وإعداد العدة له حنتى تحين الفرصة ويقضي أامرا كان امفعول م ً . ولعل امن تمام هذا البحث أن أذكر لك أن المسلمين في أي عصر امن عصورهم ،قبل هذا العصر المظلم الذي اماتت فيه نخوتهم ،لم ينتركوا الجهاد ولم يفرطوا فيه حنتى علمائهم والمنتصوفة امنهم والمحنترفون وغيرهم ،فكانوا جميعا علي أهبة السنتعداد ،كان عبد ا بن المبارك الفقيه الزاهد امنتطوعا في أكثر أوقاته بالجهاد ،وكان عبد الواحد بن زيد
الصوفي الزاهد كذلك ،وكان شقيق البلوخي شيخ الصوفية في وقنتها يحمل نفسه وتلامذته علي الجهاد . وكان البدر العيني شارح البخاري الفقيه المحد ث يغزو ويدرس العالم سنة ويحج سنة ،وكان القاضي أسد بن الفراط المالكي أاميرا للبحر في وقنته ،وكان الامام الشافعي يرامي عشرة ول يخطئ كذلك كان السلف رضوان ا عليه ،فأين نحن امن هذا النتاريخ؟ .
لمـاذا يقاتـل المسـلم؟ أتي علي الناس حين امن الدهر وهم يغمزون السلم فرضية الجهاد ق َوس ِفي م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ سُنس ِريس ِه ه ْ وإباحاته ،حنتى تحققت اليات الكريمة َ ) : ق( )فصلت . (53:فها هم الن يعنترفون ح ُّ م أ ََّنُه اه ْل َ ن َلُه ه ْ حَّنتى َيَنتَبَّي َ م َ سس ِه ه ْ أ َه ْنُف س ِ بأن السنتعداد هو أضمن طريق للسلم .فرض ا الجهاد علي المسلمين ل آداه العدوان ول وسيلة للمطاامع الشخصية ولكن ضمان للسلم وآداه للرسالة الكبرى النتي حمل عبئها المسلمون ،رسالة هداية الناس إلي الحق والعدل ،وإن السلم كما فرض القنتال شاد بالسلم ا( عَلى س ِ ل َ ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ جَن ه ْ م َفا ه ْ سه ْل س ِ حوا س ِلل َّ جَن ُ ن َ فقال تبارك وتعالي َ) :وإ س ِ ه ْ )لنفال. (61: كان المسلم يخرج للقنتال وفي نفسه أامر واحد أن يجاهد لنتكون كلمة ا هي العليا ،وقد فرض دينه عليه أن بهذا المقصد غاية أوخري فحب الجاه عليه حرام ،وحب الظهور عليه حرام ،وحب المال عليه حرام ، والغلول امن الغنيمة عليه حرام ،وقصد الغلب بغير الحق عليه حرام . والحلل أامر واحد أن يقدم دامائه وروحه فداء لعقيدته وهداية للناس عن الحارس بن امسلم بن الحارس عن أبيه قال ) :بعثنا رسول ا r في سرية ،فلما بلغنا المغار اسنتحثثت فرسي فسبقت أصحابي ،
فنتلقاني أهل الحي بالرنين ،فقلت لهم :قولوا ل إله إل ا تحرزوا ، فقالوها ،فلامني أصحابي وقالوا :حرامنتنا الغنيمة ،فلما قدامنا علي رسول ا rأوخبروه بالذي صنعت ،فدعاني فحسن لي اما صنعت ثم قال لي ) :أل إن ا تعالي قد كنتب لك بكل إنسان كذا وكذا امن الجر( ، وقال ) :أاما إني سأكنتب لك بالوصاية بعدي( ،ففعل ووخنتم عليه ودفعه إلي( أوخرجه أبو داوود. وعن شداد بن الهادي رضي ا عنه :أن رجل م ً امن العراب جاء فبآامن بالنبي صلى ا عليه وسلم ،فكانت غزاة غنم فيها النبي صلى ا علية وسلم شيئا فقسم وقسم له .فقال :اما هذا :فقال ) :قسمنته لك( . فقال :اما على هذا اتبعنتك ،ولكنى اتبعنتك على إن أرامى إلى ههنا ـ وأشار بيده حلقه ـ بسهم فأاموت فادوخل الجنة .قال ) :إن تصدق ا يصدقك( .فلبثوا قليل ثم نهضوا في قنتال العدو فأتى به النبي امحمول قد أصابه سهم حيث اشار ،فقال النبي صلى ا عليه وسلم :اهو هو ؟ قالوا :نعم .قال )صدق ا فصدقه( ,ثم كفن في جبه النبي صلى ا عليه وسلم ثم قدامه فصلى عليه .فكن امما ظهر امن صلته ) :اللهم هذا عبدك وخرج اما امهاجرا في سبيلك فقنتل شهيدا وأنا شهيد على ذلك(. أوخرجه أبو داود . وعن أبي هريرة ) tأن رجل م ً قال :يا رسول ا رجل يريد الجهاد في سبيل ا وهو يبنتغي عرضا امن الدنيا فقال ) :ل أجر له( .فأعادها عليه ثلثا كل ذلك يقول ) :ل أجر له( أوخرجه أبو داود . وعن أبي اموسى tقال ) :سئل رسول ا rعن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل ا ؟ قال ) :امن قاتل لنتكون كلمة ا هي العليا فهو في سبيل ا( أوخرجه الخمسة .
وأنت إذا قرأت وقائع الصحابة رضوان ا عليهم وامسالكهم في البلد النتي فنتحوها ،رأيت امبلغ عزوفهم عن المطاامع والهواء وانصرافهم لغاينتهم الساسية الصلية ،وهي إرشاد الخلق إلي الحق حنتى تكون كلمة ا هي العليا ورأيت امبلغ الخطأ في اتهاامهم رضوان ا عليهم بأنهم إنما كانوا يريدون الغلب علي الشعوب والسنتبداد بالامم والحصول علي الرزاق .
الرحمة في الجهاد السلامي لما كانت الغاية في الجهاد السلامي أنبل الغايات ،كانت وسيلنته كذلك ح ُّ ب ا ل ُي س ِ ن َ أفضل الوسائل فقد حرم ا العدوان ،فقال تعالي ) :إ س ِ َّ ن( )البقرة , (190:وأامر بالعدل حنتى امع الخصوم فقال تعالي: عَنتس ِدي َ م ه ْ اه ْل ُ ب س ِللَّنته ْقَوى( هَو أ َه ْقَر ُ عس ِدُلوا ُ عس ِدُلوا ا ه ْ عَلى َأل َت ه ْ م َ ن َقه ْو أ ٍ شَنبآ ُ م َ ك ه ْ جس ِرَامَّن ُ )َول َي ه ْ )المائدة , (8:وأرشد المسلمين إلي امننتهى الرحمة . فهم حينما يقاتلون ل يعنتدون ول يفجرون ول يمثلون ول يسرقون ول يننتهبون الاموال ،ول يننتهكون الحرامات ول ينتقدامون بالذى ،فهم في حربهم وخير امحاربين كما أنهم في سلمهم أفضل امسالمين . عن بريدة رضى ا عنه قال ) :كان لرسول ا صلى ا عليه و سلم إذا أامر الامير على جيش أو سريره أوصاه في وخاصاته بنتقوى ا تعالى وامن امعه امن المسلمين وخيرا ثم قال) :اغزوا بسم ا في سبيل ا ، قاتلوا امن كفر بالله ،أغزوا ولتغلوا ول تغدروا ول تمثلوا ول تقنتلوا وليدا( رواه امسلم . وعن أبى هريرة رضى ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :إذا قاتل أحدكم فليجنتنب الوجه( أوخرجه الشيخان .
وعن ابن امسعود رضى ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :أعف الناس قنتلة أهل اليمان( أوخرجه أبو داود . وعن عبد ا بن يزيد النصاري رضى ا عنه قال ):نهى رسول ا صلى ا عليه وسلم عن النهب و المثله ( أوخرجه البخاري . كما ورد النهى عن قنتل النساء والصبيان و الشيوخ و الجهاز عن الجرحى وإهاجة الرهبان والمنعزلين وامن ل يقاتل امن الامنين ،فأين هذه الرحمة امن غارات المنتمدين الخانقة وفظائعهم الشنيعة ؟ وأين قانونهم الدولي امن هذا العدل الرباني الشاامل ؟ اللهم فقه المسلمين في دينهم وأنقذ العالم امن هذه الظلمات بأنوار السلم .
اما يلحق بالجهاد شاع بين كثير امن المسلمين أن قنتال العدو هو الجهاد الصغر وأن هناك جهادا أكبر هو جهاد النفس ،وكثير امنهم يسنتدل لذلك بما يروي ) :رجعنا امن الجهاد الصغر إلي الجهاد الكبر ،قالوا:واما الجهاد الكبر ؟ قال: جهاد القلب أو جهاد النفس ( . وبعضهم يحاول بهذا أن يصرف الناس عن أهمية القنتال والسنتعداد له ونية الجهاد والوخذ في سبيله .فأاما هذا الثر فليس بحديث علي الصحيح ،قال أامير المؤامنين في الحديث الحافظ ابن حجر في تسديد القوس :هو امشهور علي اللسنة وهو امن كلم إبراهيم بن عبلة . وقال العراقي في تخريج أحاديث الحياء :رواه البيهقي بسند ضعيف عن جابر ،ورواه الخطيب في تاريخه عن جابر ؛ علي أنه لو صح فليس يعطي أبدا النصراف عن الجهاد والسنتعداد لنقاذ بلد المسلمين ورد
عادية أهل الكفر عنها ،وإنما يكون امعناه وجوب امجاهدة النفس حنتى تخلص لله في كل عملها ،فليعلم .وهناك أامور تلحق بالجهاد امنها : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد جاء في الحديث ) :إن امن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر( .ولكن شيئا امنها ل يوجب لصاحبه الشهادة الكبرى وثواب المجاهدين إل أن َيقنتل أو يقنتل في سبيل ا.
وخـاتمـة أيهـا الوخـوة : إن الامة النتي تحسن صناعة الموت ،وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ،يهب لها ا الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الوخرة ,واما الوهن الذي أذلنا أل حب الدنيا وكراهية الموت ،فاعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة . واعلموا أن الموت لبد امنه وأنه ل يكون إل امرة واحدة ،فان جعلنتموها فى سبيل ا كان ذلك ربح الدنيا وثواب الوخرة ،واما يصيبكم إل اما كنتب م س ِام ه ْ ن ك ه ْ عَله ْي ُ ل َ م أ َه ْنَز َ ا لكم ،و تدبروا جيدا قول ا تبارك وتعالى ُ) :ث َّ سُه ه ْ م م أ َه ْنُف ُ مه ْنتُه ه ْ ه َّ طاس ِئَف ٌة َقه ْد أ َ َ م َو َ ك ه ْ طاس ِئَفم ًة س ِامه ْن ُ شى َ غ َ عاسا َي ه ْ م أ ََامَنم ًة ُن َ غ ِّ عس ِد اه ْل َ َب ه ْ ي أ ٍ ء ش ه ْ ل َلَنا س ِامنَ ال َه ْامس ِر س ِامنه ْ َ ن هَ ه ْ هس ِلَّيس ِة َيُقوُلو َ جا س ِ ن اه ْل َ ظ َّ ق َ ح ِّ غه ْيَر اه ْل َ ن س ِباللس ِه َ ظ ُّنو َ َي ُ ن َله ْو َكا َ ن ك َيُقوُلو َ ن َل َ م َاما ل ُيه ْبُدو َ سس ِه ه ْ ن س ِفي أ َه ْنُف س ِ خُفو َ ن ال َه ْامَر ُكَّلُه للس ِه ُي ه ْ ل إ س ِ َّ ُق ه ْ م َلَبَرَز اَّلس ِذينَ ُكس ِنت َ ب ك ه ْ م س ِفي ُبُيوس ِت ُ ل َله ْو ُكه ْنُنت ه ْ هَنا ُق ه ْ ها ُ ء َاما ُقس ِنته ْلَنا َ ي ٌ ش ه ْ ن ال َه ْامس ِر َ َلَنا س ِام َ ص َاما ح َ م ِّ م َوس ِلُي َ صُدوس ِرُك ه ْ ا َاما س ِفي ُ ي ُ م َوس ِلَيه ْبَنتس ِل َ عس ِه ه ْ ج س ِ ضا س ِ ل إ س َِلى َام َ م اه ْلَقه ْنت ُ عَله ْيس ِه ُ َ صُدوس ِر( )آل عمران. (154: ت ال ُّ م س ِبَذا س ِ عس ِلي ٌ ا َ م َو ُ ك ه ْ س ِفي ُقُلوس ِب ُ فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكااملة ,رزقنا ا وإياكم وكراامة السنتشهاد فى سبيله .
حسـن البنــا
رسالة في علم الحديث حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســـ س ِ س ِب ه ْ القاهرة غرة المحرم 1367هـ
الرواية والسناد اما السناد؟ ..واما المنتن؟ تقرأ الحديث الشريف فيطالعك أول اما يطالعك "السند" وهو :سلسلة الرواة الذين نقل عنهم هذا الحديث امن لدن رسول ا إلى أن اننتهى إلى أحد الحفاظ المشهورين كمالك أو البخاري أو امسلم رضي ا عنهم. والسناد :رفع الحديث إلى قائله. وقال ابن جماعة :المحدثون يسنتعملون السند والسناد لشيء واحد . وأاما المنتن :فهو ألفاظ الحديث نفسها . وامعرفة السند هي الساس عند المحدثين في الحكم على درجة الحديث إذ إن عماد الصحة أو الضعف عندهم درجة الرازي امن الصدق ،ودرجة رواينته امن الوضوح والثقة . ولهذا كانت عناينتهم بالسانيد عظيمة ،نشأ عنها علم امصطلح الحديث بلواحقه امن علم الرجال والنساب والكنى والسماء والجرح والنتعديل .
السناد امن وخصائص الامة السلامية: ولم يؤثر عن أامة امن الامم العناية برواة أوخبارها وكنتبها ،وامأثورات أنبيائها كما عرف ذلك عن هذه الامة السلامية النتي عنيت بهذه الناحية أتم العناية ،حنتى إن اهنتماامها بالسانيد والرواة لم يقف عند حد العلوم الشرعية ،بل تعداها
إلى العلوم الدبية والوخبار النتاريخية وغيرها ،وإن كان في الحديث النبوي واما إليه أدق وأوضح . قال أبوعلي الجياني ) :وخص ا تعالى هذه الامة بثلثة أشياء لم يعطها امن قبلها :السناد ،والنساب ،والعراب(. وقال ابن حزم : )نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي "صلى ا عليه وسلم" امع التصال وخص ا به المسلمين دون سائر الملل ،وأاما امع الرسال والعضال فيوجد في كثير امن اليهود ،ولكن ل يقربون فيه امن اموسى قربنا امن امحمد "صلى ا عليه وسلم" ،بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين اموسى أكثر امن ثلثين عصرا ..ول يمكن أن يبلغوا إلى صاحب نبي ول إلى تابع له(. وقد أثر عن السلف في الحث على العناية بالسناد أقوال كثيرة : قال ابن المبارك) : .السناد امن الدين ،لول السناد لقال امن شاء اما يشاء(. وقال سفيان بن عيينة ) :حتّد ث الزهري يواما بحديث فقلت :هاته بل إسناد ، فقال الزهري :أترقى السطح بل سلم ؟(. وقال الثوري ) :السناد سلح المؤامن(. وقال أحمد بن حنبل ) :طلب السناد العالي سنة عن السلف ؟ لن أصحاب عبد ا كانوا يرحلون امن الكوفة إلى المدينة فينتعلمون امن عمر ويسمعون امنه(. وقال امحمد بن أسلم الطوسي ) :قرب السناد قرب أو قربة إلى ا تعالى(. وقال امحمد بن سيرين ) :إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأوخذون دينكم( .. وقال) :لم يكونوا يسألون عن السناد ،فلما وقعت الفنتنة قالوا سموا لنا رجالكم ،فينظر إلى أهل السنة فيؤوخذ حديثهم ،وينظر إلى أهل البدع فل يؤوخذ حديثهم(. وحكى الوزاعي عن سليمان بن اموسى قال) :لقيت طاووسا فقلت :حدثني فلن كيت وكيت قال :إن كان صاحبك " "....فخذ عنه( .
أنواع النتحمل ودرجاته:
وكما كانوا ينتحرون حال الراوي كانوا يعنون كذلك بالطريقة النتي تلقى بها عن شيخه . وطرق النتلقي تخنتلف في السلوب وفى الرتبة .وامنها : - 1السماع امن لفظ الشيخ إاملء امن حفظه ،أو تحديثا امن كنتابه . - 2قراءة الطالب على الشيخ . - 3سماع الطالب على الشيخ بقراءة غيره. - 4المناولة امع الجازة كأن يدفع له الشيخ أصل سماعه ،أو فرعا امقابل به ويقول له :أجزت لك رواينته عنى . - 5الجازة المجردة عن المناولة ،ولها أنواع كثيرة امفصلة في كنتب الفن. - 6المناولة امن غير إجازة بأن يناوله الكنتاب امقنتصرا على قوله هذا سماع ول يقول اروه عني ،ول أجزت لك رواينته. قيل :تجوز الرواية بهذه المناولة ..والصحيح عندهم عدم الجواز . وامثلها: - 7العلم :كأن يقول :هذا الكنتاب امن امسموعاتي امن غير أن يأذن له في رواينته عنه. - 8الوصية :كأن يوصى بكنتاب عند سفره أو اموته ..والرجح عدم جواز الرواية به . - 9الوجادة :كأن يجد حديثا أو كنتابا بخط شيخ امعروف ل يرويه الواحد عنه بسماع ول إجازة فله أن يقول :وجدت أو قرأت بخط فلن. وفى امسند الامام أحمد كثير امن ذلك امن رواية ابنه عنه. قال النووي) :وأاما بالوجادة فعن المعظم أنه ل يجوز وقطع البعض بوجوب العمل بها عند حصول الثقة (..قال ) :وهذا هو الصحيح الذي ل ينتجه في هذه الزامان غيره(.
أقدم إجازتين امأثورتين : ا -إجازة أبي وخيثمة لزكريا بن يحيى :
جاء في شرح ألفية العراقي نقل عن الامام أبي الحسن امحمد بن أبي الحسين بن الوزان قال ) :ألفيت بخط أبي بكر أحمد بن أبي وخيثمة زهير بن حرب الحافظ الشهير صاحب يحيى بن امعين وصاحب النتاريخ اما امثاله" :قد أجزت لبى زكريا يحيى بن امسلمة أن يروي عنى اما أحب امن كنتاب النتاريخ الذي سمعه امني أبو امحمد القاسم بن الصبح وامحمد بن عبد العلى كما سمعاه امنى ،وأذنت له في ذلك ولمن أحب امن أصحابه ،فإن أحب أن تكون الجازة لحد بعد هذا فأنا أجزت له ذلك بكنتابي هذا" وكنتب أحمد بن وخيثمة بيده في شوال سنة ست وسبعين وامائنتين(. - 2إجازة حفيد بن شيبة للخلل وكذلك أجاز حفيد يعقوب بن شيبة وهذه نسخنتها فيما حكاه الخطيب :يقول امحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ) :قد أجزت لعمر بن أحمد الخلل وابنه عبد الرحمن بن عمر ولخنتنه على بن الحسن جميع اما فاته امن حديثي امما لم يدرك سماعه امن المسند وغيره ،وقد أجزت ذلك لمن أحب عمر ،فليرووه عنى إن شاءوا .وكنتبت لهم ذلك بخطى في صفر سنة اثننتين وثلثين وثلثمائة(.
دقة النتحري وسعة امعرفة أئمة الفن بأحوال الرواة: وإن اما أثر عن أئمة رواية الحديث في دقة تحريهم عن أقوال الرواة وسعة امعرفنتهم بكل اما ينتصل بهم امن شئون وخاصة أو عاامة لمما يقضي امنه العجب. ولقد كانوا ينتحرجون امن الرواية حنتى عن الثقات لنتوهم الشبهة في بعض تصرفاتهم المنتصلة بالرواية. ول تثبت صفة النتقدم والحفظ لحد امن رجال الحديث حنتى يكون قد حفظ امنتن الحديث وألفاظه وسنده حفظا تااما ،ثم ألم بمعرفة رجاله وأحوالهم فردا فردا ،ثم أضاف إلى ذلك العلم بطرق رواينته المخنتلفة . وهذا الامام امسلم بن الحجاج يحدثنا في امقدامة صحيحه عن شيء امن هذا فيقول شارحا امنهاجه في الرواية :
)ثم إنا إن شاء ا امبنتدئون في تخرج اما سألت وتأليفه على شريطة سوف أذكرها لك وهو : أنا نعمد إلى جملة اما أسند امن الوخبار عن رسول ا "صليالله عليه وسلم", فنقسمها على ثلثة أقسام وثل ث طبقات امن الناس ,فأاما القسم الول :فإنا ننتووخى أن نقدم الوخبار النتي هي أسلم امن العيوب امن غيرها ،وأنقى امن أن يكون ناقلوها أهل اسنتقاامة في الحديث وإتقان لما نقلوا . فإذا نحن تقصينا أوخبار هذا الصنف امن الناس أتبعناها أوخبارا يقع في أسانيدها بعض امن ليس بالموصوف بالحفظ والتقان كالصنف المقدم قبلهم ،على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم فإن اسم السنتر والصدق وتعاطى العلم يشملهم :كعطاء بن السائب ،ويزيد بن أبي زياد ،وليث بن أبي سليم وأضرابهم امن حمال الثار ونقال الوخبار .فهم وإن كانوا بما وصفنا امن العلم والسنتر عند أهل العلم امعروفين ،فغيرهم امن أقرانهم اممن عندهم اما ذكرنا امن التقان والسنتقاامة في الرواية يفضلونهم في الحال والمرتبة ،لن هذا عند أهل العلم درجة رفيعة ،ووخصلة سنيه ,أل ترى أنك إذا وازنت هؤلء الثلثة الذين سميناهم :عطاء ،ويزيد ،وليثا بمنصور بن المعنتمر ،وسليمان العمش ،وإسماعيل بن أبى وخالد في إتقان الحديث والسنتقاامة فيه وجدتهم امباينين لهم ل يدانونهم ،ل شك عند أهل العلم بالحديث في ذلك للذي اسنتفاض عندهم امن صحة حفظ امنصور والعمش وإسماعيل وإتقانهم لحديثهم ،وأنهم لم يعرفوا امثل ذلك امن عطاء ويزيد وليث. وفي امثل امجرى هؤلء إذا وازنت بين القران كابن عون ،وأيوب السخنتياني امع عوف بن أبي جميلة وأشعث الحراني وهما صاحبا الحسن وابن سيرين ، كما أن ابن عون وأيوب صاحباهما إل أن البون بينهما وبين هذين بعيد في كمال الفضل ,وصحة النقل ,وإن كان عوف وأشعث غير امدفوعين عن صدق وأامانة عند أهل العلم.. فعلى نحو اما ذكرنا امن الوجوه نؤلف اما سألت امن الوخبار عن رسول ا "صلى ا عليه سلم".
فأاما اما كان امنها عن قوم هم عند أهل الحديث امنتهمون أو عند الكثر امنهم ، فلسنا ننتشاغل بنتخريج حديثهم كعبد ا بن امسور أبي جعفر المدائني ، وعمرو بن وخالد ،وعبد القدوس الشاامي ،وامحمد بن سعيد المصلوب ، وغيا ث بن إبراهيم ،وسليمان بن عمرو أبي داود النخعي ،وأشباههم اممن اتهم بوضع الحاديث ،وتوليد الوخبار ,وكذلك امن الغالب على حديثه المنكر أو الغلط ،أامسكنا أيضا عن حديثهم(. ـ وامن أامثلة النتورع في الرواية حنتى عن الثقات اما رواه امسلم بعد ذلك عن أبي الزناد عن أبيه قال) :أدركت بالمدينة امائة كلهم امأامون اما يؤوخذ عنهم الحديث ،يقال :ليس امن أهله(. وإذا رجعت إلى كنتب الرجال والعلل والجرح والنتعديل أدهشك اما ترى امن ذلك .
جودة الحفظ وسرعنته ودقنته وكثرته : ولقد اشنتهر الكثير امن أئمة الحديث بسرعة الحفظ وجودته ،ودقنته وكثرته حنتى كانوا أعاجيب الدنيا في هذه المعاني. وامنهم أبو عبد ا امحمد بن إسماعيل البخاري الذي روي عنة في ذلك الغرائب المدهشة امنذ كان غلاما حنتى لقي ربه. ولقد حد ث عن نفسه فيما رواه الفريري : )قال :ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكنتاب". قلت :وكم أتى عليك إذ ذاك؟. فقال :عشر سنين أو أقل ,ثم وخرجت امن الكنتاب فجعلت أوخنتلف إلى الداوخلي وغيره فقال يواما فيما كان يقرأ للناس :سفيان عن أبى الزبير عن إبراهيم . فقلت :إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم ..فاننتهرني . فقلت له :ارجع إلى الصل إن كان عندك . فدوخل فنظر فيه ثم رجع فقال :كيف هو يا غلم ؟ فقلت :هو الزبير وهو ابن عدى عن إبراهيم. فأوخذ القلم وأصلح كنتابه وقال لي :صدقت.
فقال له إنسان :ابن كم حين رددت عليه؟ فقال :ابن إحدى عشرة سنة. قال :فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كنتب ابن المبارك ووكيع . وعرفت كلم هؤلء ـ يعنى أصحاب الرأي(. وقال حاامد بن إسماعيل وآوخر) :كان البخاري يخنتلف امعنا إلى السماع وهو غلم ،فل يكنتب ،حنتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له .فقال :إنكما قد أكثرتما علي فاعرضا علي اما كنتبنتما ،فأوخرجنا إليه اما كان عندنا ،فزاد على وخمسة عشرة ألف حديث ،فقرأها كلها عن ظهر قلب حنتى جعلنا نحكم كنتبنا امن حفظه .ثم قال :أترون أني أوخنتلف هدرا وأضيع أياامي؟ فعرفنا أنه ل ينتقدامه أحد(. وقال امحمد بن أبي حاتم :سمعت سليم بن امجاهد يقول ) :كنت عند امحمد بن سلم البيكندي فقال لي :لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث .قال :فخرجت في طلبه فلقينته ،فقلت :أنت الذي تقول :أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ فقال :نعم وأكثر ،ول أجيئك بحديث عن الصحابة أو النتابعين إل عرفت امولد أكثرهم ووفاتهم وامساكنهم. ولست أروي حديثا امن حديث الصحابة أو النتابعين إل ولي في ذلك أصل أحفظه حفظا امن كنتاب ا أو سنة رسول ا "صلى ا عليه وسلم"(. وامن ذلك الحادثة المشهورة النتي يرويها ابن عدي فيقول : )سمعت عدة امشايخ يحكون أن البخاري قدم بغداد ،فاجنتمع أصحاب الحديث ،فعمدوا إلى امائة حديث فقلبوا امنتونها وأسانيدها ،وجعلوا امنتن هذا لسناد هذا ،وإسناد هذا لمنتن هذا " ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس ،فاجنتمع الناس ،واننتدب أحدهم ،فقام وسأله عن حديث .فقال :أل أعرفه .فسأله عن آوخر .فقال :ل أعرفه .حنتى فرغ امن العشرة .وفعل امثل ذلك امع امن بقي امن المشايخ ،ل يزيدهم على قوله :ل أعرفه.
حنتى إذا فرغوا ،النتفت إلى الول فقال :أاما حديثك الول فإسناده كذا وكذا ، والثاني كذا وكذا ،والثالث إلى آوخر العشرة ،فرتّد كل امنتن إلى إسناده .وفعل بالثاني امثل ذلك إلى أن فرغ ..فأقر له الناس بالحفظ والنتقدم(.
اوخنتلف درجات الحديث باوخنتلف امراتب الرواة: وبهذا الوخنتلف في درجات الرواة ،وقوة السانيد ،اوخنتلفت امراتب الحديث ، وقوة الحنتجاج بها ،ووضع لكل امنها اسم ووصف يكشف عن درجنته. فالصحيح ،والحسن ،والضعيف ،واما إلى ذلك امن أوصاف وألقاب للحاديث ،إنما امرده وأصله هذا الوخنتلف في طبقات الرواة. ونرجو أن نوفق في الكلمة النتالية إلى النتعرض لهذه الناحية بالذات حنتى نضع بين يدي القراء الكرام امن الذين لم ينتصلوا بهذه الدراسات وخلصة اموجزة واضحة لنترجمة هذه الصطلحات ليسهل عليهم التصال بهذه الكنتب والفنون إذا وجدوا الوقت والرغبة.
الحديـث والخبـر والثـــر تدور هذه اللفاظ الثلثة على ألسنة المحدثين ،والمشنتغلين بهذا الفن ، والمنتصلين به . ـ وامنهم امن يعنتبرها بمعنى واحد :وأنها جميعا اما أضيف إلى النبي "صلى ا عليه وسلم" قول أو فعل أو تقريرا أو صفة. ـ وقيل :الحديث :اما جاء عن النبي "صلى ا عليه وسلم" وخاصة ,والخبر :اما جاء عن غيره ,والثر :اما روي عن صحابي أو تابعي. ـ وقيل :بين الحديث والخبر عموم ووخصو ص امطلق ..فكل حديث وخبر ، وليس كل وخبر حديث. ولعل وخير اما يقال في هذا الشأن :إن الحديث إذا أطلق هكذا انصرف إلى اما أثر عن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" وخاصة ،وأن الخبر والثر ينصرفان
إلى هذا المعنى بالقرينة المميزة امع صحة إطلقها على غير الحديث امن الوخبار والمرويات عن الصحابة والنتابعين رضوان ا عليهم. وامعلوم أن السنة هي فعل النبي "صلى ا عليه وسلم" أو قوله أو إقراره.
الحديث القدسي: أطال أهل الفن القول في تعريف الحديث القدسي ،والفرق بينه وبين القران والحديث النبوي ,ووخلصة اما ذكروه في ذلك ،وأوله بالصواب إن شاء ا: أن الحديث القدسي إلهام امن ا تبارك وتعالى لنبيه في اليقظة أو في النوم صورا امن المعاني والمقاصد ،يشعر النبي"صلى ا عليه وسلم" أن ا يأامره بنتصويرها لعباده ،فيصورها لهم بعبارة امن لفظه هو "صلى ا عليه وسلم" على أنه يرويها عن ربه عز وجل. وامثاله :حديث أبي ذر الغفاري المطول الذي رواه النووي في أربعينه ،وهو الرابع والعشرون امنها: )يا عبادي إني حرامت الظلم على نفسي ،وجعلنته امحراما بينكم ،فل تظالموا( الحديث. وهو بهذا النتعريف غير امعجز ،ولم يوح به إلى النبي "صلى ا عليه وسلم" بواسطة جبريل عليه السلم ،وليست ألفاظه امن عند ا بداهة. أاما القرآن الكريم :فنترتسم امعانيه وألفاظه في نفس رسول ا "صلى ا عليه وسلم" بإلقاء الملك ،ويننتهي الوحي وقد وعى النبي "صلى ا عليه وسلم" اما ألقي إليه بلفظه وامعناه ،ويبلغه الناس .فيكون امعجزا ،لن لفظه وتركيبه امن عند ا .
وأاما الحديث النبوي: فهو تعبير عن الحقائق والمعاني والفكار النتي تفيض بها نفس النبي "صلى ا عليه وسلم" بلفظه هو عليه الصلة والسلم ..وهو صدق وحق لنه "صلى ا عليه وسلم" ل ينطق عن الهوى أبدا. قالوا :ورواية الحديث القدسي صيغنتان:
إحداها :أن يقول :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم" فيما يرويه عن ربه , وهى عبارة السلف. وثانينتها :أن يقول :قال ا تعالى فيما رواه عنه رسول ا "صلى ا عليه وسلم" ..والمعنى واحد. ول شك أن الولى أفضل لنها ل توهم النتشبيه بالقران الكريم.
بين المنتن والسناد: عرفنا في الفصل السابق كيف أن أئمة هذا الفن -جزاهم ا وخيرا -بذلوا امننتهى الجهد في تحري أحوال الرواة وشئونهم ،وأن هذا كان امدار ترجيحهم لصدق الحديث وقوته أو ضعفه.
سؤال ويقول بعض الباحثين) :إنه كان يجب أن تبذل العناية كذلك لنتمحيص المنتن ، والحكم على قوة الحاديث وضعفها بما يسفر عنه النتمحيص .فقد يأتي بعض المنتون وفيه امال ينتفق امع ننتائج البحث العلمي ,ففي الوقت الذي تصرف فيه الهمة إلى الكشف عن أحوال الرجال ،وتحري شئون الرواة ، يجب كذلك أن نعنتني بنتطبيق امنتن الحديث على حقائق البحث العلمي ، والحكم بعد ذلك على الحديث بالميزانين امعا ل بميزان واحد(. الجواب
وهذا قول له بعض المبررات ،وفيه كثير امن الوجاهة .ويجب أن يكون ذلك امن عمل هذا الجيل الممحص النقاد الذي ارتقت فيه وسائل النقد العلمي إلى حد كبير. ولكن ل يجب أن تفوتنا امع ذلك هذه الملحظات: - 1إن اتهام السلف رضوان ا عليهم بإهمال النظر في المنتون جملة غير صحيح ،فكثيرا اما كانوا يعنون بهذه النظرة ،ويردون بعض المرويات لهذا السبب ،وينتخذون امن عدم انطباق المنتن على قواعد الشرع الجلية دليل على ضعف إسناده ،وعدم نسبنته إلى رسول ا "صلى ا عليه وسلم" ،ووهم
راويه ,كما رد ابن عباس حديث أبى هريرة رضى ا عنه) :امن حمل جنازة فلينتوضأ(. وعلل هذا الرد بقوله ) :ل يلزامنا الوضوء في حمل عيدان يابسة( ,فروح النظر في المنتون ،والسنتدلل بهاعلى درجة الحديث كانت اموجودة إذن. - 2إن هذا الميزان اميزان اعنتباري بحسب العقول والعصور كذلك ،فما نعده نحن اليوم حديث وخرافة ،كان يعنتبر في بعض العصور الماضية حقيقة امن حقائق العلوم والمعارف الرسمية حينذاك. والشواهد على هذا كثيرة. واما نعنتبره نحن اليوم حقيقة علمية امقررة ،لو ذكر لمن سبقونا لعنتبروا قائله امجنونا ،ولحكموا عليه بالعدام .وقد فعلوا ,وتلك طبيعة النتطور العلمي. يواما كنا لنكلف سلفنا فوق اما يطيقون ،وجزاهم ا أفضل الجزاء بما جاهدوا. أاما الوخذ بميزان تمحيص السناد ،وامعرفة حال الرواة ،والحكم على درجة الحديث بهذا العنتبار ،فهو أدق الموازين وأضبطها ,لنه يعنتمد على أامور حسية واقعية ،ل يخنتلف امعها النقد الصحيح إل إذا تدوخلت الغايات والهواء . وامن حسن الحظ أنها لم تنتدوخل إل بعد أن تناولت هذا الميزان أطهر النفوس ،وأنقى القلوب ،وأعف اليدي ،فنفت عنه تحريف الغالين ،وتأويل المبطلين ,والحمد لله رب العالمين. - 3ولهذا كان اما عرف امن الحاديث النتي حكم عليها أهل هذا الفن بالصحة امخالف لبعض امقررات العلوم قليل جدا ،نادرا كل الندرة ،قد أحصى وعرف ،فلم ينتعد العشرات إلى المئات إن لم يكن الحاد ,وكثير امنها يمكن النتوفيق بينه وبين هذه المقررات بضرب امقبول اميسور امن النتأويل ،والباقي يحمل ي ال َه ْامُر اَّلس ِذي س ِفيس ِه ض َ على أنه رواية بالمعنى لم يدقق فيها الراوي ,و )ُق س ِ ن( )يوسف. (41: سَنته ْفس ِنتَيا س ِ َت ه ْ وسنعرض لشيء امن الامثلة وخلل هذا البحث إن شاء ا .
المنتواتـر والحــاد
الحديث المنتواتر: هو اما نقل عن عدد امن الرواة يحصل العلم بصدقهم ضرورة بأن يكونوا جمعا ،ل يمكن تواطؤهم على الكذب ،يروونه عن امثلهم عن امثلهم إلى رسول ا "صلى ا عليه وسلم". ولهذا كان امفيدا للعلم الضروري ،ويجب العمل واوخنتلفوا في تحديد هذا العدد :فمن قائل أربعة ،وامن قائل سبعة ،وامن قائل عشرة ،وامن قائل سبعين ,ولم يجمع أهل الفن على عدد امعين. والمنتواتر قسمان: لفظي :وهو اما تواتر لفظه. وامعنوي :وهو اما تواتر القدر المشنترك فيه .وللول أامثلة كثيرة امنها: ـ حديث )امن كذب على امنتعمدا فلينتبوأ امقعده امن النار( .رواه نحو المائنتين. ـ وحديث المسح على الخفين .رواه سبعون. ـ وحديث رفع اليدين في الصلة .رواه نحو الخمسين. وامن أامثلة الثاني :أحاديث رفع اليدين في الدعاء .وقد روي عنه "صلى ا عليه وسلم" نحو امائة حديث فيها :رفع يديه في الدعاء ,ولكنها في قضايا وامواضع امخنتلفة ,فكل اموضع امنها لم ينتواتر ،ولكن القدر المشنترك وهو: رفع اليدين في الدعاء تواتر باعنتبار المجموع. ـ والحاديث المنتواترة قليلة طبعا لدقة هذا الشرط ،وتعسر توفره ،وخصوصا إذا بالغنا في العدد ،وأوخذنا بقول امن حددوه بالمائة أو بالسبعين أو نحوها . ولهذا أثر عن أبي حنيفة رضي ا عنه أنه لم يظفر امن المنتواتر إل بسبعة عشر حديثا ،فحرف هذا المعنى بعض المغرضين الذين يريدون أن يهربوا امن القول بحجية الحديث ،ووجوب العمل به ،وزعموا أن أبا حنيفة امع جللة قدره في الفقه لم يجد امن الحاديث الصحيحة إل سبعة عشر حديثا ،فوضع الصحيح بدل امن المنتواتر ،للسنتدلل على اما يريدون ،وهو زعم غير صحيح ، وقد نبهنا عليه .
الحديث الحاد : وأاما حديث الحاد :فهو اما لم ينتوفر فيه شرط النتواتر السابق. وجوب العمل بخبر الحاد : قال النووي رحمه ا تعالى في شرح امقدامة امسلم: )نبه امسلم رحمه ا تعالى على القاعدة العظيمة النتي ينبني عليها امعظم أحكام الشرع وهى :وجوب العمل بخبر الواحد ،فينبغي الهنتمام بها ، والعنتناء بنتحقيقها(. وقد أطنب العلماء رحمهم ا في الحنتجاج لها وإيضاحها ,وأفردهما جماعة امن السلف بالنتصنيف ،واعنتنى بها أئمة المحدثين ,وأول امن بلغنا تصنيفه فيها الامام الشافعي رحمه ا ,وقد تقررت أدلنتها النقلية والعقلية في كنتب أصول الفقه ,ونذكر هنا طرفا فنقول :اوخنتلف العلماء في حكمه : ـ فالذي عليه جماهير المسلمين امن الصحابة والنتابعين فمن بعدهم امن المحدثين والفقهاء وأصحاب الصول :أن وخبر الواحد الثقة حجة امن حجج الشرع ،يلزم العمل بها ،ويفيد الظن ،ول يفيد العلم. وإبطال قول امن قال ل حجة فيه ظاهر: ـ فلم تزل كنتب النبي "صلى ا عليه وسلم" وآحاد رسله يعمل بها ،ويلزامهم النبي "صلى ا عليه وسلم" العمل بذلك. ـ واسنتمر على ذلك الخلفاء الراشدون فمن بعدهم امن السلف والخلف على اامنتثال وخبر الواحد إذا أوخبرهم بسنة ,وقضائهم به ،ورجوعهم إليه في القضاء والفنتيا ،ونقضهم به اما حكموا على وخلفه ،وطلبهم وخبر الواحد عند عدم الحجة اممن هو عنده ،واحنتجاجهم بذلك على امن وخالفهم ،وانقياد المخالف لذلك ,وهذا كله امعروف ،لشك في شيء امنه .والعقل ل يحيل العمل بخبر الواحد ,وقد جاء الشرع بوجوب العمل به .فوجب المصير إليه . ـ وأاما امن قال :يوجب العلم :فهو امكابر للحس .وكيف يحصل العلم واحنتمال الغلط والوهم والكذب وغير ذلك امنتطرق إليه؟!! ـ ونقل في الفنتح عن ابن القيم اما املخصه:
)السنة امع القرآن على ثلثة أوجه: أحدها :أن توافقه امن كل وجه فيكون امن توارد الدلة. ثانيها :أن تكون بيانا لما أريد بالقرآن. ثالثها :أن تكون دالة على حكم سكت عنه القرآن .وهذا الثالث يكون حكما امبنتدأ امن النبي "صلى ا عليه وسلم" فنتجب طاعنته فيه(. ولو كان النبي "صلى ا عليه وسلم" ل يطاع إل فيما وافق القرآن لم تكن له ا َوَامنه ْ َتَوَّلى ع َ طا َ ل َفَقه ْد أ َ َ سو َ ع الَّر ُ ط س ِ ن ُي س ِ طاعة وخاصة .وقد قال تعالىَ) :ام ه ْ حس ِفيظا( )النساء.(80: م َ عَله ْيس ِه ه ْ ك َ سه ْلَنا َ ما أَه ْر َ َف َ وقد تناقض امن قال :إنه ل يقبل الحكم الزائد على القران إل إن كان امنتواترا أو امشهورا ،فقد قالوا بنتحريم المرأة على عمنتها ووخالنتها ،وتحريم اما تحرم امن النسب بالرضاعة ،ووخيار الشرط والشفعة والرهن في الحضر ،واميرا ث الجدة ،وتخيير الامة إذا أعنتقت ،وامنع الحائض امن الصوم والصلة ،ووجوب إحداد المعنتدة عن الوفاة ،وتجويز الوضوء بنبيذ النتمر ،وإيجاب الوتر ،وأن أقل الصداق عشرة دراهم ،وتوريث بنت البن السدس امع البنت ،واسنتبراء المسبية بحيضة ،ول يقاد الوالد بالولد ،وأوخذ الجزية امن المجوس ،وقطع رجل السارق في الثانية ،وترك القصا ص امع الجرح قبل الندامال ،والنهي عن بيع الكالئ بالكالئ ،وغيرها امما يطول شرحه. وهذه الحاديث كلها آحاد ،وبعضها ثابت ،وبعضها غير ثابت ،ولكنهم قسموها إلى ثلثة أقسام ,ولهم في ذلك تفاصيل يطول شرحها ،وامحل بسطها أصول الفقه ..وبالله النتوفيق.
أنواع الحـاديث ودرجاتها علمت امما تقدم أن الحديث يحكم على درجنته بأحوال رواته ـ وأحوال الرواة ل تحصى ،وأحوال المنتون كذلك ,وامن هنا قال السيوطي بعد أن ذكر هو والنووي وخمسة وسنتين نوعا للحاديث) :ليس هذا آوخر الممكن في ذلك فإنه قابل للنتنويع إلى امال يحصى(.
وامع ذلك فهذه النواع النتي ل تحصى ل تخرج عن ثلثة أقسام :الصحيح ، والحسن ،والضعيف ,لنه إن اشنتمل امن أوصاف القبول على أعلها فالصحيح ,أو على أدناها فالحسن ,أو لم يشنتمل على شيء امنها فالضعيف. وينتصل بكل قسم امن هذه القسام بحو ث نجملها فيما يلي-:
الحديث الصحيح: هو اما اتصل سنده ،بنقل العدل الضابط عن امثله ،امع السلامة امن الشذوذ والعلل ..وهذا هو الصحيح لذاته. وهناك الصحيح لغيره وهو :اما لم تنتوفر فيه هذه الشروط بأكمل امعانيها ، ولكنه اكنتسب وصف الصحة لسبب آوخر ..كالرواية امن غير وجه ،أو تلقي العلماء له بالقبول ،أو النطباق النتام على اليات المحكمة ،أو بعض أصول الشريعة ،فإن هذه المعاني وأشباهها ترفعه إلى درجة الصحة.
امراتب الصحيح: إن رتب الصحيح ودرجاته تنتفاوت في القوة بحسب تفاوت الوصاف المنتقدامة. فما يكون رواته في الدرجة العليا امن العدالة والضبط وسائر الصفات النتي توجب النترجيح كان أصح امما دونه. وامن المرتبة العليا في ذلك اما أطلق عليه بعض أئمة الفن أنه أصح السانيد: كالزهري عن سالم بن عبد ا بن عمر عن أبيه ,وكمحمد بن سيرين عن عبيدة بن عمر السلماني عن علي. وكإبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن امسعود ,وكمالك عن نافع عن ابن عمر. قال النووي رحمه ا ) :والصحيح أقسام: ـ وأعلها :اما اتفق عليه البخاري وامسلم ـ ثم اما انفرد به البخاري ـ ثم اما انفرد به امسلم ـ ثم اما كان على شرطهما وإن لم يخرجاه ـ ثم على شرط البخاري
ـ ثم على شرط امسلم ـ ثم اما صححه غيرهما امن الئمة. ..فهذه سبعة أقسام(. ولم تسنتوعب الحاديث الصحيحة في امؤلف واحد ،وإن كانت الصول الخمسة وهى ) :صحيح البخاري ،وصحيح امسلم ،وسنن أبي داود ، والنترامذي ،والنسائي( ،لم يفنتها امن الصحيح إل اليسير .كذا قال النووي. وأول امصنف في الصحيح :اموطأ الامام امالك ,وتله :صحيح البخاري. وإذا قيل :أصح شيء في هذا الباب ،فل يلزم امن هذه العبارة صحة الحديث ,فإنهم يقولون :هذا أصح اما جاء في هذا الباب وإن كان ضعيفا ,وامرادهم :أرجحه أو أقله ضعفا.
الحديث الحسن: قال الشيخ تقي الدين بن تيمية: )أول امن عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف أبو عيسى النترامذى ,ولم تعرف هذه النتسمية عن أحد قبله .وقد بين أبو عيسى امراده بذلك :فذكر أن الحسن امما تعددت طرقه .ولم يكن فيهم امنتهم بالكذب ،ولم يكن شاذا ،وهو دون الصحيح الذي عرف عدالة ناقليه وضبطهم(. وأاما امن قبل النترامذي امن العلماء ،فما عرف عنهم هذا النتقسيم الثلثي ، لكن كانوا يقسمونه إلى :صحيح ،وضعيف .والضعيف كان عندهم نوعان: ـ ضعيف ضعفا ل يمنتنع العمل به ,وهو يشبه الحسن في اصطلح النترامذي. ـ وضعيف ضعفا يوجب تركه ..وهو الواهي.
أقسام الحسن: والحسن قسمان : - 1حسن لذاته :وهو اما اشنتهر رواته بالصدق ولم يصلوا في الحفظ رتبة رجال الصحيح ..وهذا تعريف ابن الصلح.
وقال الطيبي) :الحسن :امسند امن قرب امن درجة الثقة ،أو امرسل ثقة ، وروي كلهما امن غير وجه ،وسلم امن شذوذ وعلة( ,وقد تقدم تعريف النترامذي. وامن ألطف تعاريفه ) :اما اتصل إسناده بنقل عدل قل ضبطه عن الصحيح غير شاذ ول امعلل(. ووخلصنتها جميعا :أنه أقل امن الصحيح ،وفوق الضعيف. - 2حسن لغيره :وعرفه ابن الصلح بما كان في إسناده امسنتور لم تنتحقق أهلينته ،غير امغفل ،ول كثير الخطإ في رواينته ،ول امنتهم ينتعمد الكذب فيها ، ول ينسب إلى امفسق آوخر ،واعنتضد بمنتابع أو شاهد ..فأصله ضعيف ،وإنما طرأ عليه الحسن بالعاضد الذي عضده ،فاحنتمل لوجود العاضد ،ولوله لسنتمرت صفة الضعف فيه ،ولسنتمر على عدم الحنتجاج به.
امراتب الحسن: وللحسن رتب كالصحيح : ـ فأعلها :اما قبل لصحنته ..كبهز بن حكيم عن أبيه عن جده ,وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ,وامحمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن جابر . وأامثال ذلك ,وهو أدنى امراتب الصحيح. ـ ثم بعد ذلك اما اوخنتلف في تحسينه وضعفه ,كحديث الحار ث بن عبد ا , وعاصم بن ضمرة ,وحجاج بن أرطأة ,ونحوهم .قاله الذهبي . ـ والحسن لذاته المشهور رواته بالعدالة والصدق اشنتهارا دون اشنتهار رجال الصحيح ،إذا روي امن وجه آوخر ،ترقى امن الحسن إلى الصحيح ,وهذا هو الصحيح لغيره. وامثاله :حديث النترامذي امن طريق امحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال) :لول أن أشق على أامنتي لامرتهم بالسواك عند كل صلة(. فإن امحمدا وإن اشنتهر بالصدق ،والصيانة ،ووثقه بعضهم لذلك ،لم يكن امنتقنا لسوء حفظه ..فحديثه حسن لذاته ..وبمنتابعة امحمد عليه في شيخ
شيخه وهو أبو هريرة يرتقي إلى الصحة لغيره ،فقد رواه جماعة غير أبي سلمة عن أبي هريرة ..والمنتابعة قد يراد بها امنتابعة الشيخ ,وقد يراد بها امنتابعة شيخ الشيخ. والحديث رواه الشيخان امن طريق العرج عن أبي هريرة فهو :صحيح لذاته امن هذا الطريق ,صحيح لغيره امن طريق امحمد بن عمرو.
الحنتجاج بالحسن: وجمهور المحدثين ،وعاامة الفقهاء على أن الحسن كالصحيح في الحنتجاج به ،وإن كان دونه في القوة ,ولهذا أدرجه طائفة في أنواع الصحيح ،كالحاكم وابن حبان وابن وخزيمة. وقال السخاوي) :امنهم امن يدرج الحسن في الصحيح لشنتراكهما في الحنتجاج ،بل نقل ابن تيمية إجماعهم عليه إل النترامذي وخاصة(. وقال الخطابي) :على الحسن امدار أكثر الحديث ،لن غالب الحاديث ل تبلغ رتبة الصحيح ،وعمل به عاامة الفقهاء ،وقبله اكثر العلماء (..قال) :وشدد بعض أهل الحديث ،فرد بكل علة قادحة كانت أم ل(. كما روى عن أبي حاتم أنه قال) :سألت أبى عن حديث ،فقال :إسناده حسن ,فقلت :يحنتج به؟ فقال :ل(. ـ وزيادة راوي الصحيح والحسن امقبولة ,إذ هي في حكم الحديث المسنتقل ، وهذا إن لم تناف رواية امن لم ترد ،فإن نافنتها ،ولزم امن قبولها رد الوخرى ، احنتيج للنترجيح ,فإن كان لحدهما امرجح فالوخرى شاذة. قال الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها) :وزيادة راويهما :ـ أي الصحيح والحسن ـ امقبولة ،اما لم تقع امنافية لرواية امن هو أوثق اممن لم يذكر تلك الزيادة ،لنه إاما أن تكون ل تنافي بينها وبين رواية امن لم يذكرها ،فهذه تقبل امطلقا ،لنها في حكم الحديث المسنتقل الذي ينفرد به الثقة ،ول يرويه عن شيخه غيره ...وإاما أن تكون امنافية بحيث يلزامهم امن قبولها رد الرواية الوخرى ,فهذه النتي يقع النترجيح بينها وبين امعارضها ،فيقبل الراجح ،ويرد المرجوح(.
ـ واشنتهر عن جمع امن العلماء القول بقبول الزيادة امطلقا امن غير تفصيل , ول ينتأتى ذلك عن طريق المحدثين الذين يشنترطون في الصحيح أل يكون شاذا .ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة امن هو أوثق امنه ,والعجب اممن أغفل امنهم ذلك امع اعنترافه باشنتراط اننتفاء الشذوذ في حد الحديث الصحيح وكذا الحسن . ـ والنقول عن أئمة الحديث المنتقدامين ،كعبد الرحمن بن امهدي ،ويحيى القطان ،وأحمد بن حنبل ،ويحيى بن امعين ،وعلى بن المديني ،والبخاري ، وأبي زرعة وأبي حاتم ،والنسائي ،والدارقطني ،وغيرهم اعنتبار النترجيح فيما ينتعلق بالزيادة وغيرها ,ول يعرف عن أحد امنهم إطلق قبول الزيادة.... ـ ويصف النترامذي بعض الحاديث بأنه "حسن صحيح " ,وروى بعض المحدثين في هذا النتعبير اما يسنتوقف النظر ,لن وصف الحسن قاصر عن الصحة. وقد أجاب عن ذلك الحافظ ابن حجر بقولة ) :إن تردد أئمة الحديث في حال ناقليه اقنتضى للمجنتهد أل يصفه بأحد الوصفين .فيقال فيه :حسن وصفه عند قوم ..وصحيح باعنتبار وصفه عند قوم(. وغاية اما فيه أنه حذف امنه حرف النتردد ،لن حقه أن يقول :حسن أو صحيح. وعليه ,فما قيل فيه :حسن صحيح ،دون اما قيل فيه صحيح ,لن الجزم أقوى امن النتردد ,وهذا حيث النتفرد ,فإن لم يحصل تفرد ،فإطلق الوصفين على الحديث يكون باعنتبار إسنادين :أحدهما :صحيح فقط ،والوخر حسن. وعلى هذا ،فما قيل فيه :حسن صحيح فوق اما قيل فيه صحيح فقط إذا كان فردا ،لن كثرة الطرق تقوي.
ألقاب تشمل الصحيح والحسن: الجيد ،والقوى ،والصالح ،والمعروف ،والمحفظ ،والمجود ،والثابت ، والمقبول ـ كلها ألفاظ امسنتعملة عند أهل الحديث في الخبر المقبول ،صحيحا كان أو حسنا ،أو ضعيفا يصلح للعنتبار.
لواحـــق - 1هل توجب صحة الحديث القطع به؟ للعلماء في هذه المسألة ثلثة أقوال: أ -الوجوب امطلقا .وقد ذهب إلى ذلك ابن طاهر المقدسي . ب -عدم الوجوب لجواز الخطإ والنسيان على الثقة ,وعزاه النووي في النتقريب للكثرين والمحققين ،وأنهم قالوا :إنه يفيد الظن اما لم ينتواتر. قال في شرح امسلم) :أن ذلك شأن الحاد ،ول فرق في ذلك بين الشيخين وغيرهما ,وتلقى الامة بالقبول إنما أفاد وجوب العمل بما فيهما امن غير توقف على النظر فيه ،بخلف غيرهما ،فل يعمل به حنتى ينظر فيه ،ويوجد فيه شروط الصحيح ,ول يلزم امن إجماع الامة على العمل بما فيهما القطع بأنه كلم النبي "صلى ا عليه وسلم"(. جـ -تخصيص الوجوب بما رواه الشيخان أو أحدهما ,وهو اوخنتيار ابن الصلح .وأضاف إليه ابن حجر المشهور المسلسل بالئمة. قال أبو إسحاق السفراييني :أهل الصنعة امجمعون على أن الوخبار النتي اشنتمل عليها الصحيحان امقطوع بصحة أصولها وامنتونها ،ول يحصل الخلف فيها بحال ،وإن حصل فذلك وخلف في طرقها ورواتها. قال :فمن وخالف حكمه وخبرا امنها ,وليس له تأويل سائغ للخبر ،نقضنا حكمه لن هذه الوخبار تلقنتها الامة بالقبول. واسنتثنى ابن الصلح امن المقطوع بصحنته في الصحيحين اما تكلم فيه امن أحاديثها. وقال ابن حجر في شرح النخبة) :الخبر المحنتف بالقرائن يفيد العلم وخلفا لمن أبى ذاك(. قال ) :وهو أنواع :امنها اما أوخرجه الشيخان في صحيحيهما امما لم يبلغ النتواتر ، فإنه احنتف به قرائن امنها : ـ جللنتهما في هذا الشأن ،وتقدامهما في تمييز الصحيح على غيرهما.
ـ وتلقى العلماء لكنتابيهما بالقبول ,وهذا النتلقي وحده أقوى في إفادة العلم امن امجرد كثرة الطرق القاصرة عن النتواتر. إل أن هذا امخنتص بما لم يننتقده أحد امن الحفاظ ,وبما لم يقع النتجاذب بين امدلوليه حيث ل ترجيح ،لسنتحالة أن يفيد المنتناقضان العلم بصدقهما امن غير ترجيح لحدهما على الوخر ,واما عدا ذلك فالجماع حاصل على تسليم صحنته(. - 2وإذا صح الحديث فقد وجب العمل به ،وإن لم يخرجه الشيخان ،ول ينترك العمل به لرأي ول تقليد إامام ول يوهم إجماع. قال ابن القيم في إعلم الموقعين: )والذي ندين ا عليه ،ول يسعنا غيره ،أن الحديث إذا صح عن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" ،ولم يصح عنه حديث آوخر ينسخه ،أن الفرض علينا وعلى الامة الوخذ بحديثه ،وترك اما وخالفه ،ول ننتركه لخلف أحد امن الناس ، كائنا امن كان ،ل راويه ول غيره. إذ امن الممكن أن ينسى الراوي الحديث ،ول يحضره وقت الفنتيا ،أو يفطن لدللنته على تلك المسألة ،أو ينتأول فيه تأويل امرجوحا ،أو يكون في ظنه اما يعارضه ول يكون امعارضا في نفس الامر ،أو يقلد غيره في فنتواه بخلفه لعنتقاده أنه أعلم امنه ،وأنه إنما وخالفه لما هو أقوى امنه. ولو قدر اننتفاء ذلك كله ـ ول سبيل إلى العلم باننتفائه ول ظنه ـ لم يكن الراوي امعصواما ولم توجب امخالفنته لما رواه سقوط عدالنته حنتى تغلب سيئاته حسناته ،وبخلف هذا الحديث الواحد ل يحصل له ذلك ... كان الامام أحمد إذا وجد النص أفنتى بموجبه ،ولم يلنتفت إلى اما وخالفه ،ول امن وخالفه كائنا امن كان ،ولذا لم يلنتفت إلى وخلف عمر رضي ا عنه في المبنتوتة لحديث فاطمة بنت قيس ،ول إلى وخلفه في النتيمم للجنب لحديث عمار ..وهذا كثير جدا ,ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عمل ول رأيا ول قياسا ,ول قول صاحب ،ول عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير امن الناس إجماعا ،ويقدامونه على الحديث الصحيح(.
ـ وقال الشعراني في الميزان: )فإن قلت :فما أصنع في الحاديث النتي صحت بعد اموت إاماامي ولم يأوخذ بها؟.. فالجواب :ينبغي لك أن تعمل بها ،فإن إاماامك إن ظفر بها ،وصحت عنده لربما كان أامرك بها .فإن ،الئمة كلهم أسرى في يد الشريعة ,وامن فعل ذلك فقد حاز الخير بكلنتا يديه. وامن قال :ل أعمل بالحديث إل إن أوخذ به إاماامي ،فاته وخير كثير ،كما عليه كثير امن المقلدين لئمة المذاهب ،وكان الولى لهم العمل بكل حديث صيح بعد إاماامهم ـ تنفيذا لوصية الئمة ،فإن اعنتقادنا فيهم أنهم إن عاشوا وظفروا بنتلك الحاديث النتي صحت بعدهم ،لوخذوا بها ،وعملوا بها ،وتركوا كل قياس كانوا قاسوه ،وكل قول كانوا قالوه. وقد بلغنا امن طرق صحيحة أن الامام الشافعي أرسل يقول للامام أحمد بن حنبل :إذا صح عندكم حديث ,فأعلمونا به لنأوخذ به وننترك كل قول قلناه قبل ذاك ،أو قاله غيرنا ،فإنكم أحفظ للحديث ،ونحن أعلم به(. .وقال في الرد على امن زعم أن الامام أبا حنيفة رضى ا عنه يقدم القياس على الحديث اما نصه: )ويحنتمل أن الذي أضاف إلى الامام أبي حنيفة أنه يقدم القياس على النص ، ظفر بذلك في كلم امقلديه الذين يلزامون العمل بما وجدوه عن إاماامهم امن القياس وينتركون الحديث الذي صح بعد اموت الامام .فالامام امعذور ،وأتباعه غير امعذورين .وقولهم :إن إاماامنا لم يأوخذ بهذا الحديث ل ينهض حجة ، لحنتمال أنه لم يظفر به أو ظفر به لكن لم يصح عنده . وقد تقدم قول الئمة كلهم :إذا صح الحديث فهو امذهبنا .وليس لحد امعه قياس ول حجة إل طاعة ا وطاعة رسوله ،بالنتسليم له(. ـ وقال ابن عابدين الدامشقي في شرح المنظوامة المسماة بعقود رسم المفنتى) :صح عن أبي حنيفة أنه قال :إذا صح الحديث فهو امذهبي( .
ونقل فيها عن العلامة قاسم أنه قال في رسالنته المسماة "رفع الشنتباه عن امسالة المياه") :لما امنع علماؤنا رضى ا عنهم امن كان له أهلية النظر امن امحض تقليدهم على اما رواه الشيخ الامام العالم العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف قال :حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة رحمه ا تعالى أنه قال: ليس لحد أن يفنتى بقولنا اما لم يعرف امن أين قولنا؟ تنتبعت امبآوخذهم ، وحصلت امنها بحمد ا تعالى على الكثير ،ولم أقنع بنتقليد اما في صحف كثير امن المحدثين(. وقال في رسالة أوخرى) :وإني ولله الحمد ،لقول كما قال الطحاوي لبن حربويه :ل يقلد إل عصي أو غبي(. - 3يجب أن تفهم ألفاظ الحديث على طبيعنتها ودللنتها امن غير غلو في النتأويل ،ول تقصير دون المراد. ـ قال ابن القيم في كنتاب الروح: )ينبغي أن يفهم عن الرسول "صلى ا عليه وسلم" امن غير غلو ول تقصير ، فل يحمل كلامه امال يحنتمله ،ول يقصر به عن امراده ،واما قصده امن الهدى والبيان ,وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه امن الضلل عن الصواب امال يعلمه إل ا ,بل سوء الفهم عن ا ورسوله أصل كل بدعة وضللة نشأت في السلم ،بل هو أصل كل وخطإ في الصول والفروع ،ول سيما إذا أضيف إليه سوء القصد ,فينتفق سوء الفهم في بعض الشياء امن المنتبوع امع حسن قصده ،وسوء القصد امن النتابع ،فيا امحنة الدين وأهله ,وا المسنتعان.. واما أوقع القدرية والمرجئة ،والخوارج ،والمعنتزلة ،والجهمية ،والروافض ، وسائر طوائف أهل البدع إل سوء الفهم عن ا ورسوله "صلى ا عليه وسلم" حنتى صار الدين بأكثر أيدي الناس هو اموجب هذه الفهام ..والذي فهمه الصحابة رضي ا عنهم وامن تبعهم عن ا ورسوله فمهجور ل يلنتفت إليه ،ول يرفع هؤلء به رأسا(. لني المالكي في كنتابه "إيقاظ الهمم": ـ وقال الشيخ علم الدين الُف تّ
)نرى بعض الناس إذا وجد حديثا يوافق امذهبه ،فرح به ،وانقاد له وسلم , وإن وجد حديثا صحيحا سالما امن النسخ والمعارض ،امؤيدا لمذهب غير إاماامه ،فنتح له باب الحنتمالت البعيدة ،وضرب عنه الصفح ،والعارض ، ويلنتمس لمذهب إاماامه أوجها امن النترجيح امع امخالفنته للصحابة والنتابعين والنص الصريح ,وإن شرح كنتابا امن كنتب الحديث ،صرف كل حديث وخالف رأيه ,وإن عجز عن ذلك كله ادعى النسخ بل دليل ،أو الخصوصية ،أو عدم العمل به ،أو غير ذلك امما يحفر ذهنه العليل ,وإن عجز عن ذلك كله ادعى أن إاماامه اطلع على كل امروي أو جله ،فما ترك هذا الحديث الشريف إل وقد اطلع على طعن فيه برأيه المنيف ,فينتخذ علماء امذهبه أربابا ،ويفنتح لمناقبهم وكرااماتهم أبوابا ،ويعنتقد أن كل امن وخالف ذلك لم يوافق صوابا ، وإن نصحه أحد امن علماء السنة اتخذه عدوا ولو كانوا قبل ذلك أحبابا ,وإن وجد كنتابا امن كنتب إاماامه المشهورة ،قد تضمن نصحه ،وذم الرأي والنتقليد ، وحتّرض على اتباع الحاديث المشهورة نبذه وراء ظهره وأعرض عن نهيه وأامره ،واعنتقده حجرا امحجورا.(.... - 4وامن الحكمة والكياسة في النتحديث تحري المصلحة والمناسبات في الرواية فل يحد ث بكل صحيح كل أحد. ـ روى الشيخان عن امعاذ رضي ا عنه قال) :كنت ردف النبي "صلى ا عليه وسلم" على حمار .قال" :يا امعاذ ،هل تدري اماحق ا على عباده؟ واما حق العباد على ا؟" قلت :ا ورسوله أعلم ,قال" :فإن حق ا على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا وحق العباد على ا أل يعذب امن ل يشرك به شيئا" .قلت :يا رسول ا ،أفل أبشر به الناس .قال" :ل تبشرهم ، فينتكلوا".(.. ـ وفي رواية لهما عن أنس) :أن النبي "صلى ا عليه وسلم" وهو ردفه قال: "اما امن أحد يشهد أن ل إله إل ا ،وأن امحمدا رسول ا صدقا امن قلبه ,إل حرامه ا على النار" ,قال :يا رسول ا ,أفل أوخبر به الناس فيسنتبشروا. فقال" :إذن ينتكلوا" ...فأوخبر بها امعاذ عند اموته تأثما(
ـ وروى البخاري تعليقا عن علي رضي ا عنه قال) :حدثوا الناس بما تعرفون ,أتحبون أن يكذب ا ورسوله(. ـ وروى امسلم عن ابن امسعود قال) :اما أنت امحد ث قواما حديثا ل تبلغه عقولهم كان لبعضهم فنتنة(. ـ وقال الحافظ ابن حجر) :واممن كره النتحديث ببعض دون بعض : أحمد في الحاديث النتي ظاهرها الخروج على الامير ,وامالك في أحاديث الصفات ,وأبو يوسف في الغرائب.. وامن قبلهم أبو هريرة ,كما روي عن في الجرابين ...وأن المراد اما يقع امن الفنتن ونحوه عن حذيفة. وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصه العرنيين ,لنه اتخذها وسيلة إلى اما كان ينتعمده امن المبالغة في سفك الداماء بنتأويله الواهي(. وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة ,وظاهره في الصل غير امراد فالامساك عنه عند امن يخشى عليه الوخذ بظاهره امطلوب. وصلى ا علي سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم حسـن البنــا
المناجاة م(... ك ه ْ ب َلـ ُ ســـَنتجس ِ ه ْ م اه ْدعـُـوس ِنى أ َ ه ْ ك ُ ) َوَقـالَ َر ُّب ُ امـقدامـة حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ سـ س ِ س ِب ه ْ الحمد لله رب العالمين ،والصلة والسلم على سيدنا امحمد إامام المنتقين ، وعلى آله وصحبه وامن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين ..وبعد: فلما كان امن أوراد الوخوان المسلمين أن يجنتمعوا ليلة في السبوع على تعارف وإوخاء وذكر ودعاء ،أحببت أن أتقدم إليهم بهذه المذكرة الموجزة في فضل القيام والدعاء والسنتغفار واما ينحو هذا المنحي ..وفى بعض أدعية امأثورة امخنتارة لعل فيها تذكرة بالداب المسنونة وإرشادا إلى الكيفيات المطلوبة ،ولم أقصد بذلك السنتيعاب والحصر ،وإنما قصدت النتذكير والنتمثيل ،واما بين العبد واموله أدق امن أن يحصر في كنتاب ,وا أسأل لي لهم كمال الوخل ص وحسن الهداية والنتوفيق وصلى ا على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فضل قيام الليل ووقت السحر يا أوخي :لعل أطيب أوقات المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام والخليون هجع ،وقد سكن الكون كله وأروخى الليل سدوله وغابت نجوامه ،فنتسنتحضر قلبك وتنتذكر ربك وتنتمثل ضعفك وعظمة امولك ،فنتأنس بحضرته ويطمئن قلبك بذكره وتفرح بفضله ورحمنته ،وتبكى امن وخشينته وتشعر بمراقبنته ، وتلح في الدعاء وتجنتهد في السنتغفار ،وتفضي بحوائجك لمن ل يعجزه شيء ،ول يشغله شيء عن شيء ،إنما أامره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ،وتسأله لدنياك وآوخرتك وجهادك ودعوتك وآامالك وأامانيك ووطنك وعشيرتك ونفسك وإوخوتك ،واما النصر إل امن عند ا العزيز الحكيم. ولهذا يا أوخي وردت اليات الكثيرة والحاديث المنتواترة في فضل هذه الساعات وتزكية تلك الوقات وندب الصالحين امن العباد إلى أن يغنتنموا امنها
ثواب الطاعات ،ولهذا يا أوخي حر ص السلف الصالحون على أل يفوتهم هذا الفضل العظيم فهم في هذه الوقات تائبون عابدون حاامدون ذاكرون راكعون ساجدون يبنتغون فضل امن ا ورضوانا ويزدادون يقينا وإيمانا ويسألون ا امن فضله وهو أكرم امسئول وأفضل امأامول.
فمن اليات القرآنية قوله تعالى: ن, جُدو َ س ُ م َي ه ْ ه ه ْ ل َو ُ ء الَّله ْي س ِ ا آَنا َ ت س ِ ن آَيا س ِ م ٌة َيه ْنتُلو َ ب أ َُّام ٌة َقاس ِئ َ كَنتا س ِ ل اه ْل س ِ ه س ِ ن أ َ ه ْ ـ )س ِام ه ْ كس ِر مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ن َ ف َوَيه ْنَهه ْو َ عُرو س ِ م ه ْ ن س ِباه ْل َ وخس ِر َوَيه ْأُامُرو َ م ال س ِ ن س ِباللس ِه َواه ْلَيه ْو س ِ ُيه ْؤس ِامُنو َ وخه ْيأ ٍر َفَل ه ْ ن عُلوا س ِامنه ْ َ ن ,وََاما َيه ْف َ حي َ صاس ِل س ِ ن ال َّ ك س ِام َ ت َوُأوَلس ِئ َ خه ْيَرا س ِ ن س ِفي اه ْل َ عو َ ساس ِر ُ َوُي َ ن( )آل عمران. (115-113: مَّنتس ِقي َ م س ِباه ْل ُ عس ِلي ٌ ا َ ه َو ُ كَفُرو ُ ُي ه ْ ن س ِفيَها َوأ َه ْزَوا ٌ ج وخاس ِلس ِدي َ حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َ ن َت ه ْ جس ِري س ِام ه ْ ت َت ه ْ جَّنا ٌ م َ عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ ن اَّتَقه ْوا س ِ ـ )س ِلَّلس ِذي َ ن َرَّبَنا إ س َِّنَنا آَامَّنا عَباس ِد ,اَّلس ِذينَ َيُقوُلو َ صي ٌر س ِباه ْل س ِ ا َب س ِ ا َو ُ ن س ِ ن س ِام َ ضَوا ٌ ة َوس ِر ه ْ طَّهَر ٌ ُام َ مه ْنس ِفس ِقينَ صاس ِدس ِقينَ َواه ْلَقاس ِنس ِنتينَ َواه ْل ُ ن َوال َّ صاس ِبس ِري َ ب الَّناس ِر ,ال َّ عَذا َ غس ِفه ْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوس ِقَنا َ َفا ه ْ حاس ِر( )آل عمران. (17-15: س َ ن س ِبال َ ه ْ غس ِفس ِري َ سَنت ه ْ م ه ْ َواه ْل ُ جس ِر ن اه ْلَف ه ْ ن ُقه ْرآ َ جس ِر إ س ِ َّ ن اه ْلَف ه ْ ل وَُقه ْرآ َ ق الَّله ْي س ِ س س ِ غ َ س إ س َِلى َ م س ِ ش ه ْ ك ال َّ ة س ِلُدُلو س ِ صل َ م ال َّ ـ )أ َس ِق س ِ ك َامَقااما ك َر ُّب َ عَث َ ن َيه ْب َ سى أ َ ه ْ ع َ ك َ جه ْد س ِبس ِه َناس ِفَلم ًة َل َ ل َفَنتَه َّ ن الَّله ْي س ِ شُهودا َ ,وس ِام َ ن َام ه ْ َكا َ مودا( )السراء. (79-78: ح ُ َام ه ْ هُلو َ ن جا س ِ م اه ْل َ طَبُه ُ وخا َ هه ْونا َوإ س َِذا َ ض َ عَلى ال َه ْر س ِ ن َ شو َ م ُ ن َي ه ْ ن اَّلس ِذي َ م س ِ ح َ عَباُد الَّر ه ْ ـ )َو س ِ جدا َوس ِقَيااما( )الفرقان. (64-63: س َّ م ُ ن س ِلَرِّبس ِه ه ْ ن َيس ِبيُنتو َ سلاما َ ,واَّلس ِذي َ َقاُلوا َ ه ه ْ م م َو ُ مس ِد َرِّبس ِه ه ْ ح ه ْ حوا س ِب َ سَّب ُ جدا َو َ س َّ وخ ُّروا ُ ن إ س َِذا ُذِّكُروا س ِبَها َ ن س ِببآياس ِتَنا اَّلس ِذي َ ما ُيه ْؤس ِام ُ ـ )إ س َِّن َ معا ط َ وخه ْوفا َو َ م َ ن َرَّبُه ه ْ عو َ ع َيه ْد ُ ج س ِ ضا س ِ م َ ن اه ْل َ ع س ِ م َ جُنوُبُه ه ْ جاَفى ُ نَ ,تَنت َ كس ِبُرو َ سَنت ه ْ ل َي ه ْ جَزا م ً ء ن َ عُي أ ٍ ة أ َ ه ْ ن ُقَّر س ِ م س ِام ه ْ ي َلُه ه ْ وخس ِف َ س َاما أ ُ ه ْ م َنه ْف ٌ عَل ُ ن َ ,فل َت ه ْ م ُيه ْنس ِفُقو َ ه ه ْ ما َرَزه ْقَنا ُ َوس ِام َّ ن( )السجدة. (17-15: مُلو َ ع َ ما َكاُنوا َي ه ْ س ِب َ مَة َرِّبس ِه ُقله ْ ح َ جو َر ه ْ ة َوَيه ْر ُ وخَر َ حَذُر ال س ِ جدا َوَقاس ِئما َي ه ْ سا س ِ ل َ ء الَّله ْي س ِ ت آَنا َ هَو َقاس ِن ٌ ن ُ ـ )أ ََّام ه ْ ما َيَنتَذَّكُر ُأوُلو ال َه ْلَبابس ِ( )الزامر: ن إ س َِّن َ مو َ عَل ُ ن ل َي ه ْ ن َواَّلس ِذي َ مو َ عَل ُ ن َي ه ْ سَنتس ِوي اَّلس ِذي َ ل َي ه ْ ه ه ْ َ . (9
ل َذس ِلكَ م َكاُنوا َقه ْب َ م إ س َِّنُه ه ْ م َر ُّبُه ه ْ ه ه ْ ن َاما آَتا ُ وخس ِذي َ ن ,آ س ِ عُيو أ ٍ ت َو ُ جَّنا أ ٍ ن س ِفي َ مَّنتس ِقي َ ن اه ْل ُ ـ )إ س ِ َّ ن( غس ِفُرو َ سَنت ه ْ م َي ه ْ ه ه ْ حاس ِر ُ س َ ن َ ,وس ِبال َ ه ْ عو َ ج ُ ل َاما َيه ْه َ ن الَّله ْي س ِ ن َ ,كاُنوا َقس ِليل م ً س ِام َ سس ِني َ ح س ِ ُام ه ْ )الذريات. (18-15: م َ ,وس ِامنَ الَّله ْي س ِ ل حينَ َتُقو ُ ك س ِ مس ِد َرِّب َ ح ه ْ ح س ِب َ سِّب ه ْ عُيس ِنَنا َو َ ك س ِبَأ ه ْ ك َفس ِإَّن َ م َرِّب َ ك س ِ ح ه ْ صس ِبه ْر س ِل ُ ـ )َوا ه ْ م( )الطور. (49-48: جو س ِ حُه َوإ س ِه ْدَباَر ال ُّن ُ سِّب ه ْ َف َ عَله ْيس ِه صَفُه أ َس ِو اه ْنُقصه ْ س ِامه ْنُه َقس ِليل م ً ,أ َه ْو س ِزه ْد َ ل س ِإل َقس ِليل م ً ,س ِن ه ْ م الَّله ْي َ ل ُ ,ق س ِ مَّزِّام ُ ـ )َيا أ َ ُّيَها اه ْل ُ ك َقه ْول م ً عَله ْي َ سُنه ْلس ِقي َ ن َته ْرس ِتيل م ً ,إ س َِّنا َ ل اه ْلُقه ْرآ َ عَله ْيس ِه َوَرِّت س ِ ن َته ْرس ِتيل م ً ,أ َه ْو س ِزه ْد َ ل اه ْلُقه ْرآ َ َوَرِّت س ِ م س ِقيل م ً( )المزامل. (6-1: طئا َوأ َه ْقَو ُ ش ُّد َو ه ْ ي أَ َ ه َ ل س ِ شَئَة الَّله ْي س ِ ن َنا س ِ َثس ِقيل م ً ,إ س ِ َّ طاس ِئَف ٌة س ِام َ ن صَفُه َوُثُلَثُه َو َ ل َوس ِن ه ْ ي الَّله ْي س ِ ن ُثُلَث س ِ م أ َه ْدَنى س ِام ه ْ ك َتُقو ُ م أ ََّن َ عَل ُ ك َي ه ْ ن َرَّب َ ـ )إ س ِ َّ م َفاه ْقَرُأوا ك ه ْ عَله ْي ُ ب َ ه َفَنتا َ صو ُ ح ُ ن ُت ه ْ ن َل ه ْ م أ َ ه ْ عس ِل َ ل َوالَّنَهاَر َ ا ُيَقِّدُر الَّله ْي َ ك َو ُ ع َ ن َام َ اَّلس ِذي َ ن( )المزامل. (20: ن اه ْلُقه ْرآ س ِ سَر س ِام َ َاما َتَي َّ م آس ِثما أ َوه ْ ع س ِامه ْنُه ه ْ ط ه ْ ك َول ُت س ِ م َرِّب َ ك س ِ ح ه ْ صس ِبه ْر س ِل ُ ن َته ْنس ِزيل م ً َ ,فا ه ْ ك اه ْلُقه ْرآ َ عَله ْي َ ن َنَّزه ْلَنا َ ح ُ ـ )إ س َِّنا َن ه ْ حُه َله ْيل م ً سِّب ه ْ جه ْد َلُه َو َ س ُ ن الَّله ْيلس ِ َفا ه ْ صيل م ً َ ,وس ِام َ ة َوأ َ س ِ كَر م ً ك ُب ه ْ م َرِّب َ س َ َكُفورا َ ,واه ْذُكس ِر ا ه ْ طس ِويل م ً( )النسان. (26-23: َ
وامن الحاديث الشريفة: ـ عن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال: )ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الوخر فيقول :امن يدعوني فأسنتجيب له امن يسألني فأعطيه امن يسنتغفرني فأغفر له( .رواه البخاري وامالك وامسلم والنترامذي وغيرهم. وفي رواية امسلم) :أن ا يمهل حنتى إذا ذهب الثلث الول امن الليل نزل إلى سماء الدنيا فيقول أنا الملك فمن الذي يدعوني(. ـ وعن عمرو بن عنبسة رضي ا عنه أنه سمع رسول ا "صلى ا عليه وسلم" يقول) :أقرب اما يكون الرب عز وجل امن العبد في جوف الليل ،فإن اسنتطعت أن تكون اممن يذكر ا في تلك الساعة فكن( رواه أبو داود والنترامذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح والحاكم على شرط امسلم.
ـ عن أبي أاماامة قال :قيل يا رسول ا أي الدعاء أسمع؟ ..قال )جوف الليل الوخير ودبر الصلوات( رواه النترامذي وقال حديث حسن صحيح. ـ عن بلل رضي ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم": )عليكم بقيام الليل ،فإنه دأب الصالحين قبلكم ,وقربة إلى ا تعالى , وامنهاة عن الثم ،وتكفير للسيئات ،وامطردة للداء عن الجسد( .أوخرجه النترامذي. ـ وعن المغيرة بن شعبة رضي ا عنه قال :قام النبي صلى ا عليه غفر لك اما تقدم امن ذنبك واما تأوخر.. وسلم حنتى تورامت قداماه فقيل له :قد ُ قال) :أفل أكون عبدا شكورا( .أوخرجه الخمسة إل أبا داود. ـ عن عائشة رضي ا عنها قالت) :كان رسول ا "صلى ا عليه وسلم" ل يدع قيام الليل ،وكان إذا امرض أو كسل صلى قاعدا( .أوخرجه أبو داود. ـ وعن ابن امسعود رضي ا عنه قال :ذكر عند النبي صلى ا عليه وسلم رجل ،فقيل :اما زال نائما حنتى أصبح ،اما قام إلى الصلة ،فقال) :ذلك رجل بال الشيطان في أذنه(.أوخرجه الشيخان والنسائي. ـ وفي حديث ابن عمر رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال) :نعم الرجل عبد ا لو كان يصلي بالليل( ,فكان يداوم بعده على قيام الليل ..قال نافع اموله) :كان يصلي بالليل فيقول يا نافع أسحرنا؟ فأقول ل ,ثم يقول يا نافع أسحرنا؟ فأقول نعم فيقعد ويسنتغفر ا تعالى حنتى يطلع الفجر( ..أسحرنا :دوخلنا في وقت السحر والظاهر أن ذلك بعد أن كبر وكف بصره رضي ا عنه. ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه قال) :أفضل الصلة بعد المكنتوبة قيام الليل( .رواه امسلم. ـ وعن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنه قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم") :امن قام بعشر آيات لم يكنتب امن الغافلين ،وامن قام بمائة آية كنتب امن القاننتين ،وامن قام بألف آية كنتب امن المقنطرين( رواه ابو داود.
وله في رواية أوخرى عن عبد ا بن حبيش قال سئل رسول ا صلى ا عليه وسلم أي العمال افضل؟ ..قال) :طول القيام(. ـ وعن عائشة رضي ا عنها) :كانت صلة رسول ا صلى ا عليه وسلم امن الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ويركع بركعنتي الفجر فنتلك ثل ث عشرة ركعة( ..أوخرجه السنتة وهذا لفظ امسلم. ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم: )إذا قام أحدكم امن الليل فليفنتنتح صلته بركعنتين وخفيفنتين( أوخرجه امسلم وأبو داود وزاد أبو داود) :ثم ليطول بعد ذلك اما شاء(.
وامن المأثور عن السلف رضوان ا عليهم: ـ اما ورد عن ضرار الصدائي في وصف علي رضي ا عنه إذ يقول: يسنتوحش امن الدنيا وزوخرفها ,ويأنس بالليل ووحشنته ,وأشهد لقد رأينته وقد أروخى الليل سدوله وغابت نجوامه واقفا في امحرابه قابضا على لحينته ينتململ تململ السليم ,ويبكي بكاء الحزين ,ويقول) :يا دنيا غتّري غيري , ي تشتّوقت ،هيهات هيهات ،قد بايننتك ثلثا ل رجعة فيها ت ,أم إل تّ ي تعرض تّ إل تّ ،فعمرك قصير ،وحسابك عسير ،ووخطرك حقير ،آه امن قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق(. واما روي أن عمر رضى ا عنه كان يمر بالية امن ورده بالليل فينتأثر بها ، ويحسب في المرضى . . ـ وأن عبد ا بن امسعود رضي ا عنه كان إذا هدأت العيون ،قام فيسمع له بالقرآن دوي كدوي النحل ...وكان ذلك دأب الصحابة جميعا رضوان ا عليهم . . .وسئل الحسن :اما بال المنتهجدين امن أحسن الناس وجوها؟ قال لنهم وخلوا بالرحمن فألبسهم نورا امن نوره. ل كثيرة فلم يكن ت في امنزل الشافعي رضي ا عنه ليا أ ٍ ـ وقال الربيع :ب تّ ينام امن الليل إل يسيرا وكان ذلك دأب الئمة رضوان ا عليهم كذلك ...وتل
ت سِّيَئا س ِ حوا ال َّ جَنتَر ُ ب اَّلس ِذينَ ا ه ْ س َ ح س ِ م َ امالك بن دينار في ورده قول ا تعالى) :أ َ ه ْ ء َاما سا َ م َ ماُتُه ه ْ م َوَام َ ه ه ْ حَيا ُ ء َام ه ْ سَوا م ً ت َ حا س ِ صاس ِل َ مُلوا ال َّ ع س ِ ن آَامُنوا َو َ م َكاَّلس ِذي َ عَلُه ه ْ ج َ ن َن ه ْ أ َ ه ْ ن( )الجاثـية ، (21:فأوخذ يرددها حنتى أصبح ...وقال المغيرة بن مو َ ك ُ ح ُ َي ه ْ حبيب رافقت امالك بن دينار ليلة فقام إلى الصلة فقبض على لحينته فخنقنته العبرة فجعل يقول :اللهم حتّرم شيبة امالك على النار ،إلـهي قد علمت ساكن الجنة امن ساكن النار فأي الرجلين امالك وأي الدارين دار امالك؟ فلم يزل ذلك قوله حنتى طلع الفجر. ـ ورئي الجنيد بعد اموته فقيل له اما فعل ا بك يا أبا القاسم؟ فقال) :بليت الرسوم ،وغابت العلوم ،وانمحت العبارات ،وطاحت الشارات واما نفعنا إل ركيعات ،كنا نركعها في جوف الليل(. ـ وامن وصايا لقمان لبنه) :يا بني ..ل يكونن الديك أكيس امنك ،ينادى بالسحار وأنت نائم(. ـ ولقد كانوا رضوان ا عليهم يجدون في كثرة القيام وحلوة المناجاة أنسا وراحة تنسيهم عناء الجسام وتعب القدام ...قال أبو سليمان الداراني رضي ا عنه) :أهل الليل في ليلهم أروح امن أهل اللهو في لهوهم ولول قيام الليل اما أحببت البقاء في الدنيا ،ولو عوض ا أهل الليل امن ثواب أعمالهم اما يجدون امن اللذة لكان ذلك أكثر امن هذه العمال( ..... ـ وقال بعضهم) :ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم الوخرة إل اما يجده أهل القيام في قلوبهم امن حلوة المناجاة( ...وقال امحمد بن المنكدر رضى ا عنه) :اما بقي امن لذات الدنيا إل ثل ث :قيام الليل ولقاء الوخوان والصلة في الجماعة( ...وقال بعض الصالحين) :امنذ أربعين سنة اما أحزنني شيء إل طلوع الفجر( ...وقال بعضهم) :إن ا تعالى ينظر بالسحار إلى قلوب المنتيقظين فيملؤها نورا فنترد الفوائد على قلوبهم ثم تننتشر امنها إلى قلوب الغافلين(. ي كرم ا وجهه للمنتقين) :أاما الليل فصافون أقداامهم ـ وامن وصف عل تّ تالون لجزاء القرآن يرتلونه ترتيل ،يحزنون به أنفسهم ويسنتثيرون دواء
دائهم ،إذا امروا ببآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت نفوسهم إليها شوقا وظنوا أنها نصب أعينهم ،وإذا امروا ببآية فيها تخويف أصغوا إليها امساامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم فهم حانون على أوساطهم امفنترشون لجباههم وأكفهم وأطراف أقداامهم ل يرضون امن أعمالهم القليل ول يسنتكثرون الكثير فهم لنفسهم امنتهمون وامن أعمالهم امشفقون(. ـ قال ابن الحاج في المدوخل) :وفى قيام الليل امن الفوائد جملة-: فمنها أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق اليابس امن الشجرة ..وامنها أنه ينور القلب ..وامنها أنه يحسن الوجه ..وامنها أنه يذهب الكسل وينشط البدن ..وامنها أن اموضعه تراه الملئكة امن السماء ينتراءى امثل الكوكب الدري لهل الرض ،ونفحة امن نفحات القيام امن الليل تعود على صاحبها بالبركات والنوار والنتحف النتي يعجز عنها الوصف ,قال صلى ا عليه وسلم "إن لله نفحات فنتعرضوا لنفحات ا"(. كذلك كانوا -أيها الخ -فاسلك سبيلهم وانهج نهجهم أولئك الذين هدى ا فبهداهم ممه في جميع لياليك اما اقنتده ،ول تجعل قياامك قاصرا على ليلة الجنتماع بإوخوانك بل ع تّ اسنتطعت ،فإن أحب العمال إلى ا أدوامها وإن قل ,واعلم أنه امما يعينك على قيام الليل ،إوخل ص النية واسنتحضار العزيمة وتجديد النتوبة والبعد بالنهار عن المعصية والنتبكير بالنوم والقيلولة إن اسنتطعت ,واسنتعن ا يعنك وتقرب إليه يقربك واسأله امن فضله يعطك.
فضـل الدعـاء والسـنتغفار قد وردت اليات والحاديث بفضل السنتغفار والدعاء ونحن نذكرك بطرف امن ذلك:
فأاما اليات الكريمة فمنها قول ا تعالى: جيُبوا س ِلي َوه ْلُيه ْؤس ِامُنوا سَنت س ِ ن َفه ْلَي ه ْ عا س ِ ع إ س َِذا َد َ ة الَّدا س ِ عَو َ ب َد ه ْ جي ُ ب أ ُ س ِ عِّني َفس ِإِّني َقس ِري ٌ عَباس ِدي َ ك س ِ سَأَل َ ـ )َوإ س َِذا َ ن( )البقرة. (186: شُدو َ م َيه ْر ُ عَّلُه ه ْ س ِبي َل َ غس ِفُر ن َي ه ْ م َوَام ه ْ غَفُروا س ِلُذُنوس ِبس ِه ه ْ سَنت ه ْ ا َفا ه ْ م َذَكُروا َ سُه ه ْ موا أ َه ْنُف َ ظَل ُ شم ًة أ َه ْو َ ح َ عُلوا َفا س ِ ن إ س َِذا َف َ ـ )َواَّلس ِذي َ ن َرِّبس ِهمه ْ ة س ِام ه ْ غس ِفَر ٌ م َام ه ْ ه ه ْ جَزاُؤ ُ ك َ ن ُ ,أوَلس ِئ َ مو َ عَل ُ م َي ه ْ ه ه ْ عُلوا َو ُ عَلى َاما َف َ ص ُّروا َ م ُي س ِ ا َوَل ه ْ ب س ِإل ُ ال ُّذُنو َ ن( )آل عمران. (136-135: عاس ِامس ِلي َ جُر اه ْل َ م أ َ ه ْ ع َ ن س ِفيَها َوس ِن ه ْ وخاس ِلس ِدي َ حس ِنتَها ال َه ْنَهاُر َ ن َت ه ْ جس ِري س ِام ه ْ ت َت ه ْ جَّنا ٌ َو َ
عس ِليما( )النساء. (32: ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ ك ِّ ا َكانَ س ِب ُ ن َفضه ْس ِلس ِه إ س ِنَّ َ ا س ِام ه ْ سَأُلوا َ ـ )َوا ه ْ حيما( )النساء.(110: غُفورا َر س ِ ا َ جس ِد َ ا َي س ِ غس ِفس ِر َ سَنت ه ْ م َي ه ْ سُه ُث َّ م َنه ْف َ ظس ِل ه ْ سوءا أ َه ْو َي ه ْ ل ُ م ه ْ ع َ ن َي ه ْ ـ )َوَام ه ْ حَها صل س ِ عَد إ س ِ ه ْ ض َب ه ْ سُدوا س ِفي ال َه ْر س ِ ن َ ,ول ُته ْف س ِ عَنتس ِدي َ م ه ْ ب اه ْل ُ ح ُّ وخه ْفَيم ًة إ س َِّنُه ل ُي س ِ م َتضَ ُّرعا َو ُ ك ه ْ عوا َرَّب ُ ـ )اه ْد ُ ن( )لعراف. (56-55: سس ِني َ ح س ِ م ه ْ ن اه ْل ُ ب س ِام َ ا َقس ِري ٌ ت س ِ م َ ح َ ن َر ه ْ معا إ س ِ َّ ط َ وخه ْوفا َو َ ه َ عو ُ َواه ْد ُ ن( )لنفال. (33: غس ِفُرو َ سَنت ه ْ م َي ه ْ ه ه ْ م َو ُ عِّذَبُه ه ْ ا ُام َ ن ُ م َوَاما َكا َ ت س ِفيس ِه ه ْ م َوأ َه ْن َ عِّذَبُه ه ْ ا س ِلُي َ ـ )َوَاما َكانَ ُ ش( )غافر: عه ْر س ِ ت ُذو اه ْل َ جا س ِ ع الَّدَر َ ن َ ,رس ِفي ُ كاس ِفُرو َ ه اه ْل َ ن َوَله ْو َكس ِر َ ن َلُه الِّدي َ صي َ خس ِل س ِ ا ُام ه ْ عوا َ ـ )َفاه ْد ُ .(15-14 جَهَّن َ م ن َ وخُلو َ سَيه ْد ُ عَباَدس ِتي َ ن س ِ كس ِبُرونَ عَ ه ْ سَنت ه ْ ن َي ه ْ ن اَّلس ِذي َ م إ س ِ َّ ك ه ْ ب َل ُ ج ه ْ سَنت س ِ عوس ِني أ َ ه ْ م اه ْد ُ ك ُ ل َر ُّب ُ ـ )َوَقا َ ن( )غافر. (60: وخس ِري َ َدا س ِ ك ه ْ م م ُامَنتَقَّلَب ُ عَل ُ ا َي ه ْ ت َو ُ مه ْؤس ِامَنا س ِ ن َواه ْل ُ مه ْؤس ِامس ِني َ ك َوس ِله ْل ُ غس ِفه ْر س ِلَذه ْنس ِب َ سَنت ه ْ ا َوا ه ْ م أ ََّنُه ل إ س َِلَه س ِإل ُ عَل ه ْ ـ )َفا ه ْ م( )امحمد. (19: َوَامه ْثَواُك ه ْ م س ِبَأه ْامَوا أ ٍ ل م س ِامه ْدَرارا َ ,وُيمه ْس ِده ْدُك ه ْ ك ه ْ عَله ْي ُ ء َ ما َ س َ ل ال َّ س س ِ غَّفارا ُ ,يه ْر س ِ ن َ م إ س َِّنُه َكا َ ك ه ْ غس ِفُروا َرَّب ُ سَنت ه ْ ت ا ه ْ ـ )َفُقه ْل ُ م أ َه ْنَهارا( )نوح. (12: ك ه ْ ل َل ُ ع ه ْ ج َ ت َوَي ه ْ جَّنا أ ٍ م َ ك ه ْ ل َل ُ ع ه ْ ج َ ن َوَي ه ْ َوَبس ِني َ ن َتَّوابا( )النصر. (3: ه إ س َِّنُه َكا َ غس ِفه ْر ُ سَنت ه ْ ك َوا ه ْ مس ِد َرِّب َ ح ه ْ ح س ِب َ سِّب ه ْ ـ )َف َ
وامن الحاديث الشريفة: ـ عن ابن عمر رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم: )امن فنتح له امنكم باب الدعاء فنتحت له أبواب الرحمة ،واما سئل ا تعالى شيئا أحب إليه امن أن يسأل العافية ،وإن الدعاء ينفع امما نزل وامما لم ينزل ،ول يرد القضاء إل الدعاء ,فعليكم عباد ا بالدعاء( .رواه النترامذي. عَليس ِه ا َ صَّلى ُ ا َ سول س ِ عنُه قال :قال َر ُ ا َ ضي ُ ـ وعن عبادة بن الصاامت َر س ِ سَّلم) :اما على الرض امسلم يدعو ا تعالى بدعوة إل آتاه ا إياها أو َو َ صرف عنه امن السوء امثلها ،اما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم( رواه النترامذي. ـ وعن النعمان بن بشير رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم م( { .. ك ه ْ ب َل ُ ج ه ْ سَنت س ِ عوس ِنى أ َ ه ْ م اه ْد ُ ك ُ ل َر ُّب ُ قال) :الدعاء هو العبادة ثم قرأ }َوَقا َ أوخرجه أبو داود.
سَّلم: عَليس ِه َو َ ا َ صَّلى ُ ا َ سول س ِ عنُه قال :قال َر ُ ا َ ضي ُ ـ وعن أنس َر س ِ )ليسأل أحدكم ربه حاجنته كلها حنتى يسأل شسع نعله إذا نقطع ( أوخرجه النترامذي. وفي رواية عن ثابت البناني امرسل) :حنتى يسأله الملح و شسع نعله إذا نقطع(. ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال: )امن لم يسأل ا يغضب عليه( واه النترامذي. ـ عن ابن امسعود رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم: )سلوا ا تعالى امن فضله فإن ا يحب أن ُيسأل وأفضل العبادة اننتظار الفرج( .رواه النترامذي. ـ عن أبي الدرداء رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم: )اما امن عبد امسلم يدعو لوخيه بظهر الغيب إل قال الملك ولك بمثل( أوخرج امسلم و أبو داود وزاد )إل قالت الملئكة آامين ولك بمثل(. ـ عن أبي بكر الصديق رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :اما أصر امن اسنتغفر ولو عاد في اليوم سبعين امرة( أوخرجه أبو داود والنترامذي. ـ عن آوخر رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :إنه ليغان عل قلبي حنتى اسنتغفر ا في اليوم امائة امرة( أوخرجه امسلم وأبو داود. ـ وفي رواية لمسلم) :توبوا إلى ربكم فوا إني لتوب في اليوم امائة امرة(. ـ وللبخاري والنترامذي عن أبي هريرة رضي ا عنه قال سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول) :وا إني لسنتغفر ا وأتوب إليه في اليوم سبعين امرة(. ـ وعن أبي هريرة رضي ا عنه عن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال: )إن العبد إذا أوخطأ وخطيئة نكنتت في قلبه نكنتة سوداء فإن هو جزع واسنتغفر وتاب صقل قلبه ،وإن عاد زيد فيها حنتى تعلو على قلبه ،وهو
ن {( سُبو َ ك س ِ م َاما َكاُنوا َي ه ْ عَلى ُقُلوس ِبس ِه ه ْ ن َ ل َرا َ الران الذي ذكر ا تعالىَ) :كل َب ه ْ أوخرجه النترامذي وقال حسن صحيح والنسائي وغيرهما.
آداب الدعـاء وامن آداب الدعاء اما جاءت به اليات الكريمة امن النتضرع والخشية والسكون وحسن الدب امع الحق تبارك وتعالى ،وقد أشارت إلى ذلك الحاديث الصحيحة فمن هذه الداب: ـ رفع بطن اليدين حين الدعاء ...فعن ابن عباس رضى ا عنهما قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم" )ل تسنتروا الجدر وامن نظر في كنتاب أوخيه بغير إذنه فإنما ينظر
في النار سلوا ا ببطون أكفكم ول تسألوه بظهورها فإذا فرغنتم فاامسحوا بها وجوهكم( أوخرجه أبو داود. ـ وحضور القلب وتيقن الجابة ...فعن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم" )ادعوا ا وأننتم اموقنون بالجابة واعلموا أن ا تعالى ل يسنتجيب دعاء امن قلب غافل له( رواه النترامذي. ـ واسنتفنتاح الدعاء بحمد ا والثناء عليه والصلة والسلم على رسول ا وأن تنتخلله الصلة والسلم على رسول ا ويخنتم بها كذلك ...فعن فضالة بن أبي عبيد رضي ا عنه قال :سمع رسول ا "صلى ا عليه وسلم" رجل يدعو في صلته ولم يصل على ل هذا( ثم دعاه فقال) :إذا صلى أحدكم فليبدأ بنتحميد ا والثناء عليه ج َ ع س ِ النبي فقالَ ) : ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء( أوخرجه أصحاب السنن.
ـ وعن عمر رضي ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم" )الدعاء اموقوف بين السماء والرض ل يصعد حنتى يصلى علي فل تجعلوني كقدح الراكب صلوا علي أول الدعاء ووسطه وآوخره( أوخرجه النترامذي اموقوفا على عمر ورفعه رزين. ـ وامنها أنه يخنتم دعاءه ببآامين ...فعن أبي امصبح القرائي عن أبي زهير النميري رضي ا عنه قال) :وخرجنا امع النبي ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألح في المسألة فوقف رسول ا يسمع امنه فقال" :أوجب إن وخنتم" فقيل
بأي شيء يخنتم يا رسول ا قال" :ببآامين" ,وانصرف فقيل للرجل يا فلن ,قل آامين ،وأبشر( رواه أبو داود. ـ وامنها الهدوء وعدم رفع الصوت بالدعاء ....فعن أبي اموسى رضي ا عنه قال كنا في سفر فجعل الناس يجأرون بالنتكبير ,فقال النبي "صلى ا عليه وسلم") :أيها الناس أرفقوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو امعكم ،والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم امن عنق راحلنته( رواه الخمسة إل النسائي. ـ وامنها أن يخنتار جواامع الكلم أي الدعوات الجاامعات للخير ...فعن عائشة رضي ا عنها قالت) :كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يسنتحب الجواامع امن الدعاء ،ويدع اما سوى ذلك(. ـ وامنها النتكرير ثلثا في الدعاء والسنتغفار ...فعن ابن امسعود رضي ا عنه قال: )كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يعجبه أن يدعو ثلثا ويسنتغفر ثلثا( .وقد ورد أنه أامرهم في بعض الحوال أن يسنتغفروا سبعين امرة.
ـ وامنها أل ينتعجل الجابة ...فعن أبي هريرة رضى ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم") :يسنتجاب لحدكم اما لم يعجل ,يقول قد دعوت ربى فلم يسنتجب لي( أوخرجه السنتة إل النسائي. ـ وامنها أن ل يدعو على نفسه ول على ولده ول على اماله بسوء ...فعن جابر رضي ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم") :ل تدعوا على أنفسكم ول تدعوا على أولدكم ول تدعوا على وخدامكم ول تدعوا على أاموالكم ل توافق امن ا ساعة نيل فيها عطاء فيسنتجيب لكم( رواه أبو داود. ـ وامنها أن يبدأ بنفسه إذا دعا لغيره ...فعن أبي بن كعب رضي ا عنه قال) :كان النبي إذا دعا لحد بدأ بنفسه( رواه النترامذي.
أوقات الدعاء وامن الوقات النتي ترجى فيها إجابة الدعاء:
ـ بين الذان والقاامة ...فعن أنس رضي ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم") :ل يرد الدعاء بين الذان والقاامة( ,قيل اماذا نقول يا رسول ا؟ قال) :سلوا ا العافية في الدنيا والوخرة( .أوخرجه أبو داود والنترامذي. ـ وفي السجود ...ففي الحديث عن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال) :أقرب اما يكون العبد امن ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء( أوخرجه امسلم وأبو داود والنسائي. ـ وفى السفر والمظلمة ...فعنه أيضا أن رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال) :ثل ث دعوات امسنتجابات ل شك في إجابنتهن :دعوة المظلوم ,ودعوة المسافر ،ودعوة الوالد على ولده( أوخرجه أبو داود والنترامذي. وعن عمرو بن العا ص رضي ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم") :اما امن دعوة أسرع إجابة امن دعوة غائب لغائب( رواه النترامذي وأبو داود أيضا. ـ عند النداء والصف وتحت المطر ...فعن سعد رضي ا عنه قال :قال رسول ا "صلى ا عليه وسلم") :ثننتان ل تردان الدعاء :عند النداء ،وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا( أوخرجه امالك وأبو داود ,وزاد في رواية )تحت المطر(. فاجنتهد -يا أوخي -أن تلح في الدعاء ،وأن تكثر في السنتغفار في كل وقت وبخاصة في هذه الوقات ،وفي جوف الليل ..ووقت السحر فلعلك تصادف ساعة امن رضوان ا وفيض نفحاته ،فنتكون امن المفلحين في الدنيا والوخرة.
نماذج امن الدعوات امن القرآن الكريم: ب الَّناس ِر( )البقرة. (201: عَذا َ سَنم ًة َوس ِقَنا َ ح َ ة َ وخَر س ِ سَنم ًة َوس ِفي ال س ِ ح َ ـ )َرَّبَنا آس ِتَنا س ِفي ال ُّده ْنَيا َ
ن س ِام ه ْ ن عَلى اَّلس ِذي َ مه ْلَنتُه َ ح َ ما َ صرا َك َ عَله ْيَنا إ س ِ ه ْ ل َ م ه ْ ح س ِ طه ْأَنا َرَّبَنا َول َت ه ْ وخ َ سيَنا أ َه ْو أ َ ه ْ ن َن س ِ وخه ْذَنا إ س ِ ه ْ ـ )َرَّبَنا ل ُتَؤا س ِ صه ْرَنا ت َامه ْولَنا َفاه ْن ُ مَنا أ َه ْن َ ح ه ْ غس ِفه ْر َلَنا َواه ْر َ عَّنا َوا ه ْ ف َ ع ُ طاَقَة َلَنا س ِبس ِه َوا ه ْ مه ْلَنا َاما ل َ ح ِّ َقه ْبس ِلَنا َرَّبَنا َول ُت َ ن( )البقرة.(286: كاس ِفس ِري َ م اه ْل َ عَلى اه ْلَقه ْو س ِ َ ب( )آل عمران: ها ُ ت اه ْلَو َّ ك أ َه ْن َ مم ًة إ س َِّن َ ح َ ك َر ه ْ ن َلُده ْن َ ب َلَنا س ِام ه ْ ه ه ْ هَده ْيَنتَنا َو َ عَد إ س ِه ْذ َ غ ُقُلوَبَنا َب ه ْ ـ )َرَّبَنا ل ُتس ِز ه ْ . (8 ن( )آل كاس ِفس ِري َ م اه ْل َ عَلى اه ْلَقه ْو س ِ صه ْرَنا َ ت أ َه ْقَداَامَنا َواه ْن ُ سَراَفَنا س ِفي أ َه ْامس ِرَنا َوَثِّب ه ْ غس ِفه ْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوإ س ِ ه ْ ـ )َرَّبَنا ا ه ْ عمران. (147: غس ِفه ْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوَكِّفه ْر م َفبآَامَّنا َرَّبَنا َفا ه ْ ك ه ْ ن آس ِامُنوا س ِبَرِّب ُ ن أ َ ه ْ ما س ِ لي َ م ه ْ س س ِ ـ )َرَّبَنا إ س َِّنَنا َ عَنا ُامَناس ِديا ُيَناس ِدي س ِل س ِ كل م اه ْلس ِقَياَامس ِة إ س َِّن َ خس ِزَنا َيه ْو َ ك َول ُت ه ْ سس ِل َ عَلى ُر ُ عه ْدَتَنا َ ع ال َه ْبَراس ِر َ ,رَّبَنا َوآس ِتَنا َاما َو َ سِّيَئاس ِتَنا َوَتَوَّفَنا َام َ عَّنا َ َ عاَد( )آل عمران. (194-193: مي َ ف اه ْل س ِ خس ِل ُ ُت ه ْ ن( )لعراف. (23: سس ِري َ خا س ِ ن اه ْل َ ن س ِام َ كوَن َّ مَنا َلَن ُ ح ه ْ غس ِفه ْر َلَنا َوَته ْر َ م َت ه ْ ن َل ه ْ سَنا َوإ س ِ ه ْ مَنا أ َه ْنُف َ ظَل ه ْ ـ )َرَّبَنا َ غس ِفه ْر س ِلي َوس ِلَواس ِلَد َّ ي ء َ ,رَّبَنا ا ه ْ عا س ِ ل ُد َ ن ُذِّرَّيس ِنتي َرَّبَنا َوَتَقَّب ه ْ ة َوس ِام ه ْ صل س ِ م ال َّ عه ْلس ِني ُامس ِقي َ ج َ ب ا ه ْ ـ )َر ِّ ب( )إبراهيم. (41-40: سا ُ ح َ م اه ْل س ِ م َيُقو ُ ن َيه ْو َ مه ْؤس ِامس ِني َ َوس ِله ْل ُ صيرا( طانا َن س ِ سه ْل َ ك ُ ن َلُده ْن َ ل س ِلي س ِام ه ْ ع ه ْ ج َ ق َوا ه ْ ج صس ِه ْد أ ٍ خَر َ جس ِني ُام ه ْ وخس ِر ه ْ ق َوأ َ ه ْ ل صس ِه ْد أ ٍ وخ َ وخه ْلس ِني ُامه ْد َ ب أ َه ْد س ِ ـ )َر ِّ )السراء. (80: شدا( )الكهف.(10: ن أ َه ْامس ِرَنا َر َ ئ َلَنا س ِام ه ْ هِّي ه ْ مم ًة َو َ ح َ ك َر ه ْ ن َلُده ْن َ ـ )َرَّبَنا آس ِتَنا س ِام ه ْ ن( )النبياء.(87: مي َ ظاس ِل س ِ ن ال َّ ت س ِام َ ك إ س ِِّني ُكه ْن ُ حاَن َ سه ْب َ ت ُ ن ل إ س َِلَه س ِإل أ َه ْن َ ـ )أ َ ه ْ ن إ س َِامااما( )الفرقان. (74: مَّنتس ِقي َ عه ْلَنا س ِله ْل ُ ج َ ن َوا ه ْ عُي أ ٍ ة أ َ ه ْ جَنا َوُذِّرَّياس ِتَنا ُقَّر َ ن أ َه ْزَوا س ِ ب َلَنا س ِام ه ْ ه ه ْ ـ )َرَّبَنا َ ن, وخس ِري َ ق س ِفي ال س ِ صه ْد أ ٍ ن س ِ سا َ ل س ِلي س ِل َ ع ه ْ ج َ ن َ ,وا ه ْ حي َ صاس ِل س ِ حه ْقس ِني س ِبال َّ كما َوأ َه ْل س ِ ح ه ْ ب س ِلي ُ ه ه ْ ب َ ـ )َر ِّ م( )الشعراء. (85-83: عي س ِ جَّنس ِة الَّن س ِ ن َوَرَثس ِة َ عه ْلس ِني س ِام ه ْ ج َ َوا ه ْ ن آَامُنوا َرَّبَنا غل م ً س ِلَّلس ِذي َ ل س ِفي ُقُلوس ِبَنا س ِ ع ه ْ ج َ ن َول َت ه ْ ما س ِ لي َ سَبُقوَنا س ِبا س ِ ن َ وخَواس ِنَنا اَّلس ِذي َ غس ِفه ْر َلَنا َولس ِ ه ْ ـ )َرَّبَنا ا ه ْ م( )الحشر. (10: حي ٌ ف َر س ِ ك َرُؤو ٌ إ س َِّن َ مينَ ظاس ِل س ِ ت َول َتس ِزس ِد ال َّ مه ْؤس ِامَنا س ِ ن َواه ْل ُ مه ْؤس ِامس ِني َ ي ُامه ْؤس ِامنا َوس ِله ْل ُ ل َبه ْيس ِنت َ وخ َ ن َد َ م ه ْ ي َوس ِل َ غس ِفه ْر س ِلي َوس ِلَواس ِلَد َّ ب ا ه ْ ـ )َر ِّ س ِإل َتَبارا( )نوح.(28: في النتحميد والثناء على ا يبارك وتعالى:
ـ عن بريدة رضي ا عنه قال :سمع النبي صلى اله عليه وسلم رجل يقول) :اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت ا الذي ل إله إل أنت الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد( ..فقال صلى ا عليه وسلم) :والذي نفسي بيده لقد سأل ا باسمه العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى( أوخرجه أبو داود والنترامذي. ـ وعن أنس رضي ا عنه قال :دعا رجل فقال :رجل فقال) :اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ل إله إل أنت المنان بديع السموات والرض ذو الجلل والكرام يا حي يا قيوم( فقال النبي صلى ا عليه وسلم ) :أتدرون بما دعا الرجل؟( قالوا :ا ورسوله أعلم.. قال) :لقد سأل ا باسمه العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى( أوخرجه أصحاب السنن. في الصلة والسلم على الرسول صلى ا عليه وسلم:
ـ عن أبي امسعود النصاري رضي ا عنه قال :أتانا رسول ا صلى ا عليه وسلم ونحن في امجلس سعد بن عبادة ,فقال له بشير بن سعد :أامرنا ا تعالى أن نصلي عليك يا رسول ا فكيف نصلي عليك؟ قال) :قولوا: اللهم صل على امحمد وعلى آل امحمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على امحمد وعلى آل امحمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد امجيد والسلم كما قد علمنتم( .أوخرجه السنتة إل البخاري. ـ وعن ابن امسعود رضي ا عنه قال :إذا صلينتم على رسول ا فأحسنوا الصلة فإنكم ل تدرون لعل ذلك يعرض عليه فقالوا له :فعلمنا قال) :قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمنتك علي سيد المرسلين وإامام المنتقين ووخاتم النبين امحمد عبدك ورسولك إامام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه امقااما امحمودا يغبطه به الولون والوخرون ,اللهم صل على امحمد وعلى آل امحمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد امجيد , اللهم بارك على امحمد وعلى آل امحمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد امجيد( رواه ابن اماجه اموقوفا بإسناد حسن. ـ )اللهم داحي المدحوات وداعم الممسوكات ،وجابل القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها ,اجعل شرائف صلواتك ،ونواامي بركاتك على امحمد
عبدك ورسولك الخاتم لما سبق والفاتح لما انغلق ،والمعلن الحق بالحق( امن نهج البلغة.
دعاء رسول ا في النتهجد: ـ عن ابن عباس رضي ا عنهما قال :كان رسول ا "صلى ا عليه وسلم" إذا قام امن الليل ينتهجد قال) :اللهم ربنا لك الحمد أنت قيوم السموات والرض وامن فيهن ،ولك الحمد أنت نور السموات والرض وامن فيهن ،ولك الحمد أنت امالك السموات والرض وامن فيهن ،ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ,ولقاؤك حق ،وقولك حق ،والجنة حق ،والنار حق ،والنبيون حق ،وامحمد حق ،والساعة حق ،اللهم لك أسلمت وبك آامنت وعليك توكلت ،وإليك أنبت ,وبك وخاصمت ,وإليك حاكمت ،فاغفر لي اما قدامت واما أوخرت ،واما أسررت واما أعلنت ،واما أنت أعلم به امنى ،أنت المقدم وأنت المؤوخر ،ل إله إل أنت( أوخرجه السنتة وهذا لفظ الشيخين.
ي كرم ا وجهه: امن امناجاة أامير المؤامنين عل تّ أوخبر أبو عبد ا امنصور بن سكبان النتسنتري قال :أوخبرنا امحمد بن الحسن بن غراب قال :حدثنا القاضي اموسى بن إسحاق قال حدثنا أبو عبد ا امحمد بن أبي شيبة قال حدثنا امحمد بن فضيل عبد ا السدي كان عل تّ ي بن أبي طالب رضي ا عنه يقول في امناجاته: )إلـهي :لول اما جهلت امن أامري ،اما شكوت عثراتي ولول اما ذكرت امن الفراط اما سحت عبراتي ..إلـهي :فاامح امثبنتات العثرات بمرسلت العبرات ، وهب كثير السيئات لقليل الحسنات ..إلـهي :إن كنت ل ترحم إل المجد في طاعنتك ،فأنى يلنتجئ المخطئون؟ وإن كنت ل تكرم إل أهل الحسان ، فأنى يصنع المسيئون؟ وإن كان ل يفوز يوم الحشر إل المنتقون فكيف يسنتغيث المذنبون؟ ..إلـهي :أفحمنتني ذنوبي وانقطعت امقالنتي فل حجة لي ول عذر فأنا المقتّر بجرامي ،والمعنترف بإساءتي والسير بذنبي المرتهن بعملي ..إلـهي :فصل على امحمد وعلى آل امحمد وارحمني برحمنتك وتجاوز عني ،اللهم إن صغر في جنب طاعنتك عملي فقد كبر في جنب
رجائك أاملي ..إلـهي :كيف أنقلب بالخيبة عندك امحرواما ،وظني بجودك أن تقبلني امرحواما ،فإني لم أسلط على حسن ظني بك قنوط اليسين فل تبطل صدق رجائي لك بين الاملين ..إلـهي :عظم جرامي إذ كنت المنتطالب به ..إلـهي :إن أوحشنتني الخطايا امن امحاسن لطفك ،فقد آنسني اليقين بمكارم عطفك ..إلـهي :إن أاماتنتني الغفلة عن السنتعداد للقائك ،فقد أنبهنتني المعرفة بكريم آلئك ..إلـهي :لو لم تهدني إلى السلم ،اما اهنتديت ،و لو لم تطلق لساني بدعائك اما دعوت .ولو لم تعرفني حلوة نعمنتك اما عرفت ولو لم ينتبين لي شديد عقابك اما اسنتجرت ..إلـهي :إن أقعدني النتخلف عن السير امع البرار ،فقد أقاامنتني الثقة بك على امدارج الوخيار.. إلـهي :نفسي أعززتها بنتأييد إيمانك كيف تذلها بين أطباق نيرانك ..إلـهي :كل امكروب فإليك يلنتجئ وكل امحزون فإليك يرتجي ..إلـهي :سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا ,وسمع المذنبون بسعة غفرانك فطمعوا حنتى ازدحمت عصائب العصاة ببابك ،وعج امنهم إليك العجيج والضجيج بالدعاء في بلدك ..إلـهي :أنت دللنتني على سؤالك الجنة قبل امعرفنتها ،فأقبلت النفس بعد العرفان على امسألنتها أفنتدل على وخير بالسؤال ثم تمنعه؟ وأنت الكريم المحمود في كل اما تصنعه يا ذا الجلل والكرام ..إلـهي :إن كنت غير امسنتأهل لما أرجو امن رحمنتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بفضل سعنتك ..إلـهي :نفسي قائمة بين يديك ,وقد أظلها حسن النتوكل عليك , فاصنع بي اما أنت أهله ،وتغمدني برحمة امنك ..إلـهي :شهد جناني بنتوحيدك وانطلق لساني بنتمجيدك ودلني القرآن على فضل جودك ،فكيف ل ينتحقق رجائي بحسن اموعدك؟ ..إلـهي :كأني بنفسي وقد اضطجعت في حفرتها وانصرف عنها المشيعون امن عشيرتها ,ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعنتها ،ولم يخف على الناظرين إليها ذل فاقنتها ،قالت الملئكة :غريب نأى عنه القربون ،وبعيد جفاه الهلون ،ووخذله المؤاملون ، نزل بنا قريبا فأصبح في اللحد غريبا ،وقد كنت في دار الدنيا داعيا ورحمنتك إياي في هذا اليوم راجيا فأحسن ضيافنتي وكن أشفق علي امن أهلي
وقرابنتي ..إلـهي :سنترت علي في الدنيا ذنوبا فلم تظهرها فل تفضحني يوم ألقاك على رءوس العالمين بها ،واسنترها علي يا أرحم الراحمين هنالك.. إلـهي :امسكننتي ل يجبرها إل عطاؤك وأامنينتي ل يفيها إل نعاؤك ..إلـهي: أسنتوفقك لما يدنيني امنك ،وأعوذ بك امما يصرفني عنك ..إلـهي :أحب الامور إلى نفسي وأعودها علي امنفعة اما اسنترشدتها بهداينتك إليه ،ودللنتها برحمنتك عليه فاسنتعملها بذلك عني إذ أنت أرحم بها امني ،يا أنيس كل غريب آنس في القبر وحشنتي وارحم وحدتي ,ويا عالم السر والوخفى ،ويا كاشف الضر والبلوى ،كيف نظرك لي امن بين ساكني الثرى؟ وكيف صنيعك لي في دار الوحشة والبلى؟ قد كنت بي لطيفا في حياتي ،فل تقطع برك عني بعد وفاتي ,يا أفضل المنعمين في آلئه وأكرم المنتفضلين في نعمائه كثرت عندي أياديك فعجزت عن إحصائها وضقت ذرعا في شكري للمسائل بجزائها ،فلك الحمد على اما أوليت ،ولك الشكر على اما أبليت ،يا وخير امن دعاه داع وأفضل امن رجاه راج ،يا حنان يا امنان يا ذا الجلل والكرام ،يا حي يا قيوم ،يا امن له الخلق والامر ،تباركت يا أحسن الخالقين ,يا رحيم يا قدير يا كريم صل على امحمد وآله الطيبين ..آامين( املخصا امن كنتاب لطائف أوخبار الل.
امن امناجاة ابن عطاء ا السكندري: )إلـهي :كيف تكلني إلى نفسي ،وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي ؟ أم كيف أوخيب وأنت الحفي بي؟ ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك.. إلـهي :كلما أوخرسني لؤامي أنطقني كرامك؟ كلما أيسنتني أوصافي أطمعنتني امننك ..إلـهي :امن كانت امحاسنه امساوي ،فكيف ل تكون امساويه امساوي؟ امن كانت حقائقه دعاوى ،فكيف ل تكون دعاويه دعاوى؟ ..امنتى غبت حنتى تحنتاج إلى دليل يدل عليك؟ أو امنتى بعدت حنتى تكون الثار هي النتي توصل إليك ؟! ..عميت عين ل تراك عليها رقيبا ،ووخسرت صفقة عبد لم يجعل له امن حبك نصيبا ..إلـهي :هذا ذلي ظاهر بين يديك ،وهذا حالي ل يخفى عليك ،امنك أطلب الوصول إليك ،وبك أسنتدل عليك ,اهدني بنورك إليك ،
وأقمني بصدق العبودية بين يديك ..إلـهي :عتّلمني امن علمك المخزون , وصتّني بسر اسمك المصون ,بك أننتصر فانصرني ،وعليك أتوكل فل تكلني ،وإياك أسأل فل تختّيبني ،وفى فضلك أرغب فل تحرامني ،ولجنابك أننتسب فل تبعدني ،وببابي أقف فل تطردني ..إلـهي :تقدس رضاك أن تكون له علة امنك ،فكيف تكون له علة امني ،أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع ،فكيف ل تكون غنيا عني؟ أنت الذي أشرقت النوار في قلوب أوليائك حنتى عرفوك ووجدوك ،وأنت الذي أزلت الغيار عن قلوب أحبابك حنتى لم يحبوا سواك ،و لم يلجئوا إلى غيرك ,أنت المؤنس لهم حيث أوحشنتهم العواامل وأنت الذي هدينتهم حنتى اسنتبانت لهم المعالم .فإذا وجد امن فقدك واما الذي فقد امن وجدك؟ لقد وخاب امن رضي دونك بدل ولقد وخسر امن بغى عنك امنتحول ..إلـهي كيف يرجى سواك ،وأنت اما قطعت الحسان؟ وكيف يطلب امن غيرك وأنت اما بدلت عادة الامنتنان؟ يا امن أذاق أحباءه حلوة امؤانسنته فقااموا بين يديه امنتملقين ،ويا امن ألبس أولياءه املبس هيبنته فقااموا بعزته امسنتعزين أنت الذاكر امن قبل الذاكرين ، وأنت البادئ بالحسان امن قبل توجه العابدين ،وأنت الجواد بالعطاء امن قبل طلب الطالبين ،وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبنتنا امن المسنتعرضين.. إلـهي :اطلبني برحمنتك حنتى أصل إليك واجذبني بمننتك حنتى أقبل عليك.. إلـهي :إن رجائي ل ينقطع عنك وإن عصينتك كما أن وخوفي ل يزااملني وإن أطعنتك ..إلـهي :قد دفعنتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرامك عليك.. إلـهي :كيف أوخيب وأنت أاملي؟ أم كيف أهان وعليك امنتكلي؟ يا امن أحنتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه البصار يا امن تجلى بكمال بهائه فنتحققت عظمة السرار كيف وأنت الظاهر؟ أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟( اننتهى بنتصرف.
امن دعوات السيد أحمد الرفاعي: )اللهم صل على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم فارج الهم كاشف الغم امجيب دعوة المضطرين ،رحمـن الدنيا والوخرة ورحيمهما ،
أنت ترحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة امن سواك ل إله إل أنت يا رب كل شيء ,سبحانك ل إله إل أنت ,يا وار ث كل شيء يا حي يا قيوم يا ذا ي يا عظيم يا صمد يا فرد يا واحد الجلل والكرام يا أرحم الراحمين يا عل تّ يا أحد يا امن بيده الخير وهو على كل شيء قدير ،نسألك توكل وخالصا عليك ورجوعا في كل الحوال إليك واعنتمادا على فضلك واسنتنادا لبابك يا عالم السر والنجوى ،يا كاشف الضر والبلوى ،يا امن تضرع إليه قلوب المضطرين وتعول عليه همم المحنتاجين ،نسألك اللهـم بمعاقد العز امن ي العلى ،وبكلماتك عرشك ،وبمننتهى الرحمة امن كنتابك ،وباسمك العل تّ النتاامات النتي ل يجاوزهن بر ول فاجر ،وبإشراق وجهك ،أن تصلي على سيدنا امحمد وآله وصحبه وذرينته ،وأن تحتّفنا بألطافك الخفية حنتى نرفل بحلل الامان امن وخوارق الحدثان ،وعلئق الكوان وإشراك الحرامان وغوائل الخذلن ،ودسائس الشيطان وسوء النية وظلمة الخطية ,اللهم اامنحني قلبا ل ينصرف في آاماله إل إليك ،ولتّبـا ل يعول في أحواله إل عليك ،وقلبني على بساط المعرفة بقوة النتوحيد واليقين ،وأيدني بك لك بما أيتّدت به عبادك الصالحين .اللهم اسلك بي طريق نبيك المصطفى سيد المقربين الحباب ،وأوزعني أن أشكر نعمنتك باتباعه عليه الصلة والسلم بطريقة الحق والصواب ..اللهـم إني أعوذ بك امن علم ل ينفع ،وعمل ل يرفع ،وقلب ل يخشع ،ودعاء ل يسمع ..ربنا آتنا امن لدنك رحمة وهيئ لنا امن أامرنا رشدا ..اللهـم حققني بحقيقنته الصديقية ،وأذقني حلوة اليقين بصدق النية ،ووخالص الطوية ول تكلني لنفسي ،ول لحد امن وخلقك طرفة عين يا أرحم الراحمين ،ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم ،وسلم على المرسلين والحمد لله رب العالمين( .امن حزب الوسيلة بنتصرف.
امن دعوات السيد أحمد بن إدريس: )اللهـم أنت ا الملك الحق المبين القديم المنتعزز بالعظمة والكبرياء المنفرد بالبقاء الحي القيوم المقنتدر الجبار القهار الذي ل إله إل أنت ،ربي
وأنا عبدك ,عملت سوءا وظلمت نفسي ،واعنترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي كلها فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ..أشهد أنك ربي ورب كل شيء فاطر السموات والرض عالم الغيب والشهادة العلي الكبير المنتعال ..اللهـم إني أسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد والشكر على نعمك ,وأسألك حسن عبادتك وأسألك امن وخير كل اما تعلم وأعوذ بك امن شر اما تعلم إنك أنت علم الغيوب(.
امن دعوات أبي الحسن الشاذلي: )يا ا يا لطيف يا رزاق يا قوي يا عزيز لك امقاليد السموات والرض تبسط الرزق لمن تشاء وتقدر ،فابسط لنا امن الرزق اما توصلنا به إلى رحمنتك ، وامن رحمنتك اما تحول به بيننا وبين نقمنتك ،وامن حلمك اما يسعنا به عفوك ،واوخنتم لنا بالسعادة النتي وخنتمت بها لوليائك ،واجعل وخير أياامنا وأسعدها يوم لقائك ،وزحزحنا في الدنيا عن نار الشهوة ،وأدوخلنا بفضلك في اميادين الرحمة ،واكسنا امن نورك جلبيب العصمة ،واجعل لنا ظهيرا امن عقولنا وامهيمنا امن أرواحنا ,وامسخرا امن أنفسنا كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ..اللهـم إني أسألك لسانا رطبا يذكرك ،وقلبا امفعما بشكرك ،وبدنا هينا لينا بطاعنتك ،وأعطنا امع ذلك امما ل عين رأت ول أذن سمعت ول وخطر على قلب بشر ،كما أوخبر به رسولك حسب اما علمنته بعلمك ،وأغننا بل سبب واجعلنا سبب الغنى لوليائك ،وبرزوخا بينهم وبين أعدائك ،إنك على كل شيء قدير ..اللهـم إنا نسألك إيمانا كاامل ،ونسألك قلبا وخاشعا ،ونسألك علما نافعا ،ونسألك يقينا صادقا ،ونسألك دينا قيما ، ضنا ونسألك العافية امن كل بلية ،ونسألك تمام الغنى عن الناس ،اللهم ر تّ بقضائك وصتّبرنا على طاعنتك ،وعن امعصينتك وعن الشهوات الموجبات للنقض أو البعد عنك ،وهب لنا حقيقة اليمان بك حنتى ل نخاف ول نرجو غيرك ،ول نعبد شيئا سواك ،وأوزعنا شكر نعمائك ،وغطنا برداء عافينتك ، وانصرنا باليقين والنتوكل عليك ،وأسفر وجوهنا بنور صفاتك ،وأضحكنا وبشرنا يوم القياامة بين أوليائك ،واجعل يدك امبسوطة علينا وعلى أهلينا
وأولدنا وامن امعك برحمنتك ،ول تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ول أقل امن ذلك يا نعم المجيب ,وصلى ا على سيدنا امحمد النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين( .اننتهى امن حزب البر بنتصرف.
امن دعوات الامام الشافعي رضي ا عنه: )أعوذ بك امن امقام الكافرين وإعراض الغافلين اللهم لك وخضعت نفوس العارفين ودنت لك رقاب المشنتاقين ..إلـهي هب لي جودك وجللني بسنتر واعف عن تقصيري بكرم وجهك( امن الحياء.
نماذج امن امنثور الدعاء: ـ عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :كان رسول ا "صلى ا عليه وسلم" يقول في دعائه) :اللـهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أامري ، وأصلح لي دنياي النتي فيها امعاشي ،وأصلح لي آوخرتي النتي فيها امعادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل وخير ،واجعل الموت راحة لي امن كل شر( أوخرجه امسلم. ـ عن أنس رضي ا عنه قال كان أكثر دعاء النبي "صلى ا عليه وسلم": )اللهـم آتنا في الدنيا حسنة وفى الوخرة حسنة وقنا عذاب النار( رواه الشيخان وأبو داود. ي كرم ا وجهه أن رسول ا علم بعض أصحابه أن يقول: ـ عن عل تّ )اللهـم اكفني بحللك عن حراامك وأغنني بفضلك عمن سواك( رواه النترامذي والنسائي. ـ عن أبي هريرة رضي ا عنه أنه رسول ا "صلى ا عليه وسلم" قال: )تعوذوا بالله عن جهد البلء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة العداء( رواه الشيخان والنسائي ـ وعن عبد ا بن عمرو بن العا ص قال :كان رسول ا يقول "صلى ا عليه وسلم") :اللهـم أعوذ بك امن قلب ل يخشع ،وامن دعاء ل يسمع ،
وامن نفس ل تشبع ،وامن علم ل ينفع ،أعوذ بك امن هؤلء الربع( رواه النترامذي والنسائي. ـ امن حديث شداد بن أوس كان "صلى ا عليه وسلم" يقول )اللهـم إني أسألك الثبات في الامر ،والعزيمة في الرشد ،وأسألك قلبا وخاشعا سليما ، ووخلقا امسنتقيما ولسانا صادقا وعمل امنتقبل ،وأسألك امن وخير اما تعلم ، وأعوذ بك امن شر اما تعلم ،وأسنتغفرك لما تعلم؟ فإنك تعلم ول أعلم وأنت علم الغيوب( رواه النترامذي ـ امن حديث امعاذ كان "صلى ا عليه وسلم" يقول) :اللهم إني أسألك الطيبات ،وفعل الخيرات ,وترك المنكرات ،وحب المساكين ،أسألك حبك ، وحب امن أحبك ،وحب كل عمل يقرب إلى حبك ،وأن تنتوب علي ،وتغفر لي وترحمني ,وإذا أردت بقوم فنتنة فاقبضني إليك غير امفنتون( رواه النترامذي والطبراني. ـ امن حديث ابن امسعود) :اللهـم إني أسألك إيمانا ل يرتد ،ونعيما ل ينفد ، وقرة عين البد ،وامرافقة نبيك امحمد في جنة الخلد(. وخـاتمة
أيها الخ -اسنتعن ربك واحضر قلبك وارفع إلى ا حاجنتك واوخنتم بالصلة والسلم على النبي وآله واجعل آوخر كلامك -لنتكنتال بالمكيال الوفى:-
سس ِلي َ ن مه ْر َ عَلى اه ْل ُ م َ سل ٌ ن َ ...و َ صُفو َ ما َي س ِ ع َّ ة َ عَّز س ِ ب اه ْل س ِ ك َر ِّ ن َرِّب َ حا َ سه ْب َ ُ مي َ ن عاَل س ِ ب اه ْل َ مُد للس ِه َر ِّ ح ه ْ َواه ْل َ الفقـير إلى ا حسـن البنــا
اتجاه النهضة الجديدة في العالم السلامي حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مــ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ ســ س ِ س ِب ه ْ القاهرة
غرة صفر 1367هـ
إلى السلم: يرى المراقبون الجنتماعيون والسياسيون والمعنيون بنتطورات الحياة في الامم والشعوب أن العالم السلامي وفي امقدامنته العالم العربي طبعا ، ينتجه بنهضنته الحديثة اتجاها إسلاميا .وأن هذا التجاه يقوى تياره بالنتدرج , وبعد أن كان الكنتاب والمفكرون والعلماء والزعماء ينتغنون بأصول الحضارة الوربية ووجوب الصطباغ بصبغها والوخذ الكاامل بأساليبها وامناهجها ,تبدلت هذه النغمة وحل امحلها النتحفظ والحذر ,وارتفعت الصوات المنادية بوجوب العودة إلى أصول السلم وتعاليمه وامناهجه , وتقريب الحياة العصرية في هذه الشعوب إليها بقدر الامكان تمهيدا للصطباغ الكاامل بصبغة السلم.
السباب : ويزعج هذا التجاه كثيرا امن الحكوامات والدول الغربية النتي عاشت طوال القرون الماضية في عقلية الذي ل يعرف عن السلم إل النتعصب والجمود , ول يرى في المسلمين إل شعوبا امسنتضعفة للنتسخير وأوطانا وخصبة للسنتعمار ,وأوخذوا ينتوجسون امن هذه الحركة ويذهبون في تفسيرها وتأويلها كل امذهب ,فمن قائل أنها ننتيجة قيام الهيئات المنتطرفة والجماعات المنتعصبة ،وامن قائل أنها رد فعل للضغط السياسي والقنتصادي الذي شعرت به هذه الامم السلامية في هذه العصار ،وامن قائل إنها وسيلة ينتوصل بها بعض طلب الحكم والجاه إلى الظهور والمنصب ..وكل هذه السباب فيما نعنتقد بعيدة عن الحقيقة كل البعد ،وهذا التجاه ليس إل ننتيجة لعواامل ثلثة فيما نرى:
إفلس الغرب:
أولها ـ إفلس الصول الجنتماعية النتي قاامت عليها حضارة الامم الغربية فحياة الغرب النتي قاامت على العلم المادي والمعرفة الولية والكشف والوخنتراع وإغراق أسواق العالم بمننتجات العقول واللت لم تسنتطع أن تقدم للنفس النسانية وخيطا امن النور ،أو بصيصا امن الامل أو شعاعا امن اليمان .ولم ترسم للرواح القلقة أي سبيل للراحة والطمئنان ،وليس النسان آلة امن اللت ,ولهذا كان طبيعيا أن ينتبرم بهذه الوضاع المادية البحنتة وأن يحاول النترفيه عن نفسه ،ولم تجد الحياة الغربية المادية اما ترفه به عنه إل الماديات أيضا امن الثام والشهوات والخمور والنساء والحفال الصاوخبة والمظاهر المغرية النتي تلهى بها حينا ,ثم ازداد بها بعد ذلك جوعا على جوع وأحس بصروخات روحه تنطلق عالية تحاول تحطيم هذا السجن المادي ,والنطلق في الفضاء واسنترواح نسمات اليمان والعزاء.
كمال السلم: وثانيها ـ وهو العاامل اليجابي في الموضوع ـ اكنتشاف المفكرين امن رجال السلم اما في أصوله وقواعده امن سمو ورقي وصلحية واكنتمال ,وأنها أكمل وأدق وأفضل وأشمل وأجمع امن كل اما كشفت عنه الفلسفات الجنتماعية والعقول المصلحة إلى الن ,وقد كان المسلمون غفلوا عن ذلك حينا امن الدهر فلما كشف ا عن بصائر امفكريهم ،وقارنوا اما عندهم امن قواعد دينهم الجنتماعية بما ينتحد ث عنه كبار الجنتماعيين وأساطين وجهابذة المفكرين ،ووجدوا البون شاسعا والفرق بعيدا عن كنوز هذا الميرا ث الضخم وبين اما يلهو به هؤلء ,لم يملكوا أنفسهم امن أن ينصفوا عقولهم وتاريخهم وشعوبهم ،وأن ينادوا بنفاسة هذا الميرا ث ،وأن يهيبوا بهذه الامم الغافلة إسلامية وغير إسلامية أن تسنتفيد امن هذا الرشاد الرباني الكريم وأن تنهج نهج هذا الصراط السوي المسنتقيم.
طبيعة النتطور: وثالثها ـ طبيعة النتطور الجنتماعي بعد حربين طاحننتين اشنتركت فيهما دول العالم جميعا ،وتناولت النفوس والوضاع والشعوب والفراد ،ونبنتت
بعدهما طائفة امن المبادئ الصلحية والنظم الجنتماعية ،وقاامت على أساسها دول ونهضت بنتطبيقها ،ثم لم يمض كبير وقت حنتى تناولنتها يد النتبديل والنتغيير أو الهدم والنتدامير ،والمفكرون امن المسلمين ينظرون ويرقبون ويوازنون ويرجعون إلى اما بين أيديهم امن كنتاب ربهم وهو امشرق ،وامن سنة نبيهم وهى بينة ،وامن تاريخهم وهو امجيد ،فل يرون لنظام امن هذه النظم حسنة امن الحسنات إل وجدوا أنها امقررة في نظاامهم السلامي الجنتماعي ,وأنهم سبقوا إليها فنتحدثوا عنها أو عملوا بها ،ول يرون لنظام امن هذه النظم سيئة امن السيئات إل وجدوا أن نظاامهم السلامي الجنتماعي قد حذر امنها واحنتاط لها ووصف طريق الوقاية امن ننتائجها وآثارها ,سادت العالم حينا امن الدهر هذه النظم الديمقراطية وانطلقت الحناجر في كل امكان تسبح وتقدس بما جاء به هذا النظام الديمقراطي امن حرية للفراد وللشعوب على السواء ،وامن إنصاف للعقل النساني بحرية النتفكير ،وللنفس النسانية بحرية العمل والرادة ،وللشعوب بأن تكون امصدر السلطات ،وجاء النصر في الحرب العالمية الولى امعززا لهذه الفكار امنتوجا إياها بإكليل الغار ،ثم لم يلبث الناس أن تبينوا أن حرينتها الجنتماعية لم تسلم امن الفوضى ,وأن حرينتها الفردية لم تأوخذ الحيطة امن الباحية ،وأن سلطة الشعوب لم تبرئ المجنتمع امن كثير امن الديكنتاتوريات المسنتورة النتي تضيع امعها النتبعات ول تحدد فيها الوخنتصاصات ،إلى غير ذلك امن المثالب والعيوب النتي أدت إلى تفكك الامم والشعوب ,وتخلخل نظام الجماعات والبيوت وامهدت لقيام النظم ا لدكنتاتورية. فقاامت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا ,وأوخذ كل امن اموسوليني وهنتلر بيد شعبه إلى الوحدة والنظام والنهوض والقوة والمجد ,وسرعان اما وخطا هذا النظام بهاتين الامنتين في امدارج الصلح في الداوخل والقوة والهيبة في الخارج ,وبعث في النفوس الامال الخالدة وأحيا الهمم والعزائم الراكدة ,وجمع كلمة المخنتلفين المنتفرقين على نظام وإامام ،
وأصبح الفوهرر أو الدوتشي إذا تكلم أحدهما أو وخطب تفزعت الفلك والنتفت الدهر. ثم اماذا ؟ ..ثم تكشف الامر عن أن هذا الجهاز القوي المنتماسك الذي فنيت فيه إرادات الفراد في إرادات الزعماء أوخطأ حين أوخطئوا ،فطغى بطغيانهم وانحرف بانحرافهم وهوى بسقوطهم ,واننتهى كل شيء وأصبح حصيدا كأن لم يغن بالامس بعد أن بذل العالم في حربه الثانية المليين امن زهرة الشباب والقناطير المقنطرة امن الاموال والعنتاد. ولمع نجم الشنتراكية والشيوعية بعد ذلك ,وزاد في هذا البريق واللمعان امعني الفوز والننتصار ،وتقدامت روسيا السوفينتية إلى الميدان الجنتماعي تبشر بدعوتها ,وتدل على الدنيا بنظاامها الذي تبدل في ثلثين عااما عدة امرات ،وأوخذت دول الديمقراطيات أو بعبارة أدق دول السنتعمار القديمة البالية أو الجديدة الطاامعة تعد العدة لنتوقف هذا النتيار ،والصراع يقوى ويشنتد تارة في العلنية وأوخرى في الخفاء ،والدول والامم والشعوب الحائرة على امفنترق الطرق ل تدري أين السبيل ،وامنها أامم السلم وشعوب القرآن ,والمسنتقبل في ذلك كله بيد ا والحكم للنتاريخ والبقاء للصلح على كل حال. هذا النتطور الجنتماعي وهذا الصراع العنيف القوي أيقظ همم المفكرين امن المسلمين فأوخذوا يوازنون ويقارنون ,واننتهوا بعد الموازنة إلى ننتيجة صحيحة سليمة هي النتخلص امن كل هذه الوضاع ووجوب عودة شعوبهم وأاممهم إلى السلم.
النظم الثلثة في الصلة قلت ذات امرة امداعبا للساامعين في إحدى المحاضرات ـ وكانت وخطوة اموفقة كل النتوفيق والحمد لله ـ إن هذه الصلة السلامية النتي نؤديها في اليوم وخمس امرات ليست إل تدريبا يواميا على نظام اجنتماعي عملي , اامنتزجت فيه امحاسن النظام الشيوعي بمحاسن النظام الديمقراطي بمحاسن النظام الدكنتاتوري ،فعجبوا وقالوا :كيف كان ذلك؟ ..فقلت:
أفضل اما في النظام الشيوعي امن حسنات تدعيم امعنى المساواة والقضاء على الفوارق والطبقات ,وامحاربة العنتزاز بالملكية النتي يكون عنها هذا النتفاوت ..وهذه المعاني كلها يسنتحضرها المسلم ويشعر بها تمااما , وتنتركز في نفسه إذا دوخل المسجد لنه يسنتشعر لول دوخوله أن هذا المسجد لله ،ل لحد امن وخلقه ،وأنه سواء العاكف فيه والباد ،ل صغير فيه ول كبير ول أامير ول حقير ول فوارق ول طبقات ،فإذا صاح المؤذن: )قد قاامت الصلة ..قد قاامت الصلة( ,اسنتوى هذا الجمع وخلف إاماامه كالبنيان المرصو ص ,فل يركع أحد حنتى يركع الامام ول يسجد حنتى يسجد ول يأتي بحركة أو سكون إل تابعا له وامقنتديا به وامقلدا إياه ،وهذا هو أفضل اما في النظام الدكنتاتوري :الوحدة والنظام في الرادة والمظهر على السواء ،ولكن هذا الامام امقيد هو نفسه بنتعاليم الصلة ودسنتورها ،فإذا انحرف أو أوخطأ في تلوة أو عمل كان للصبي الصغير وللرجل الكبير وللمرأة المصلية وخلفه ،كان لكل واحد امن هؤلء الحق كل الحق أن ينبهه إلى وخطئه وأن يرده ،إلى الصواب في أثناء الصلة ,وكان على الامام كائنا امن كان أن ينزل على هذا الرشاد وأن يعدل عن وخطئه إلى الحق والصواب ،وليس في الديمقراطية أروع امن هذه الحسنات ..فماذا بقى بعد ذلك لهذه النظم امن فضل على السلم؟! ..وقد جمع امحاسنها جميعا غه ْيس ِر س ِ ا عه ْنس ِد َ ن س ِامنه ْ س ِ واتقى بهذا المزج البديع كل اما فيها امن سيئات )وََله ْو َكا َ وخس ِنتلفا َكس ِثيرا( )النساء. (82: جُدوا س ِفيس ِه ا ه ْ َلَو َ
ل امبرر للنزعاج: والغربيون كما قلت ـ وامعهم الذين ل يعلمون ـ ينزعجون أشد النزعاج لهذا التجاه ويرونه امن الخطورة بحيث تجب عليهم امحاربنته بكل سبيل ,لنه ليس أكثر في عرفهم امن اننتصار للمبادئ الرجعية ,وتجميع للامم الهمجية حولها ضد امبادئ الحضارة والمدنية وشعوب العلم والعرفان والنظام. وهذا وهم عريق في الخطأ ,وظلم صارخ للحقائق الواضحة وضوح
الشمس في وضح النهار ,وامهمنتنا في هذه الكلمات أن نصل امعهم إلى أامرين: أولهما:إثبات سمو أصول النظام الجنتماعي السلامي وفضلها على كل اما عرف الناس تلك الصول النتي امنها: ا -الوخاء النساني ـ والقضاء على روح الكراهية والنتعصب. - 2السلم ـ ووخطأ الذين ل يعلمون في فهم امشروعية الجهاد. – 3الحرية ـ ووخطأ الذين ينتهمون السلم بإباحة الرق وامصادرة الحريات. - 4العدل الجنتماعي ـ وفيه بيان رأي السلم في نظام الحكم والطبقات. - 5الحياة الطيبة ـ وفيه بيان الخطأ في فهم حقيقة الزهد. – 6السرة ـ وفيه الكلم على حقوق المرأة والنتعدد والطلق. - 7العمل والكسب ـ وفيه الكلم على أنواع الكسب والخطأ في فهم النتوكل. - 8العلم ـ وفيه وخطأ امن ينتهمون النظام السلامي بنتشجيع الجهالة والخمول. - 9النظام وتقدير الواجب ـ وفيه وخطأ امن يظنون في طبيعة السلم النقص والهمال. - 10النتدتّين ـ وفيه حقيقة اليمان بالله والفضيلة والجزاء. وثانيهما:إثبات أن امن الخير للنسانية كلها أن ينتجه المسلمون إلى العودة لدينهم وأن ذلك سيكون أكبر دعائم السلم على الرض ,وأن الدافع في ذلك ليس النتعصب العمى ولكن القنتناع النتام بفضل اما جاء به السلم وانطباقه تمام النطباق على أرقى اما كشف عنه النتفكير العقلي السليم امن قواعد الجنتماع الصالحة ,ودعائم نظمه القوية الثابنتة. ل( سس ِبي َ هَو َيه ْهس ِدي ال َّ ق َو ُ ح َّ ل اه ْل َ ا َيُقو ُ )َو ُ
إعلن الوخوة النسانية والنتبشير بالفكرة العالمية
جاء السلم الحنيف يعلن الوخوة النسانية ويبشر بالدعوة إلى العالمية , ويبطل كل عصبية ,ويسلك إلى تحقيق هذه الدعوة الكريمة الساامية كل السبل النظرية والعملية.
تقرير وحدة الجنس والنسب: فقد قرر وحدة الجنس والنسب للبشر جميعا ) ,فالناس لدم ول فضل لعربي على عجمي ول لسود على أحمر إل بالنتقوى( ,وحكمة النتقسيم إلى شعوب وقبائل إنما هي النتعارف ل النتخالف والنتعاون ل النتخاذل , والنتفاضل بالنتقوى والعمال الصالحة النتي تعود بالخير على المجموع والفراد ,وا رب الجميع يرقب هذه الوخوة ويرعاها ,ويطالب عباده جميعا بنتقريرها ورعاينتها ,والشعور بحقوقها والسير في حدودها. ويعلن القرآن الكريم هذه المعاني جميعا في بيان ووضوح فيقولَ) :يا جَها ق س ِامه ْنَها َزه ْو َ وخَل َ ة َو َ س َواحس َِد أ ٍ ن َنه ْف أ ٍ م س ِام ه ْ ك ه ْ وخَلَق ُ م اَّلس ِذي َ ك ُ س اَّتُقوا َرَّب ُ أ َ ُّيَها الَّنا ُ ن َ ا م إ س ِ َّ حا َ ن س ِبس ِه َوال َه ْر َ ءُلو َ سا َ ا اَّلس ِذي َت َ ء َواَّتُقوا َ سا م ً جال م ً َكس ِثيرا َوس ِن َ ما س ِر َ ث س ِامه ْنُه َ َوَب َّ م َرس ِقيبا( فاتحة سورة النساء .ويقول النبي امحمد rفي أشهر ك ه ْ عَله ْي ُ ن َ َكا َ وخطبه في حجة الوداع) :إن ا قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعظمها بالباء والجداد ,الناس لدم ،وآدم امن تراب ل فضل لعربي على عجمي ول لسود على أحمر إل بالنتقوى( ويقول) :ليس امنا امن دعا إلى عصبية ، وليس امنا امن قاتل على عصبية ،وليس امنا امن امات على عصبية( رواه أبو داود. وبهذا النتقرير قضى السلم تمااما على النتعصب للجناس أو اللوان في الوقت الذي ل تزال فيه الامم المنتحضرة امن أوربا وأامريكا تقيم كل وزن لذلك ,وتخصص أاماكن يغشاها البيض ويحرم امنها السود حنتى في امعابد ا ،وتضع القوائم الطويلة للنتفريق بين الجناس الرية والساامية ،وتتّدعي كل أامة أن جنسها فوق الجميع.
تقرير وحدة الدين :
وقرر السلم وحدة الدين في أصوله العاامة ,وأن شريعة ا تبارك وتعالى للناس تقوم على قواعد ثابنتة امن اليمان والعمل الصالح والوخاء , وأن النبياء جميعا امبلغون عن ا تبارك وتعالى ,وأن الكنتب السماوية جميعا امن وحيه ,وأن المؤامنين جميعا في أية أامة كانوا هم عباده الصادقون الفائزون في الدنيا والوخرة ,وأن الفرقة في الدين والخصوامة باسمه إثم ينتنافى امع أصوله وقواعده ,وأن واجب البشرية جميعا أن تنتدين وأن تنتوحد بالدين ،وأن ذلك هو الدين القيم وفطرة ا النتي فطر الناس صى س ِبس ِه ن َاما َو َّ ن الِّدي س ِ م س ِام َ ك ه ْ ع َل ُ شَر َ عليها ،وفى ذلك يقول القرآن الكريمَ ) : موا ن أ َس ِقي ُ سى أ َ ه ْ عي َ سى َو س ِ م َوُامو َ هي َ صه ْيَنا س ِبس ِه إ س ِه ْبَرا س ِ ك َوَاما َو َّ حه ْيَنا إ س َِله ْي َ ُنوحا َواَّلس ِذي أ َه ْو َ ن َول َتَنتَفَّرُقوا( )الشورى , (13:ويقول القرآن الكريم امخاطبا النبي الِّدي َ ما ت س ِب َ ل آَامه ْن ُ م َوُق ه ْ ه ه ْ ء ُ هَوا َ ع أ َ ه ْ ت َول َتَّنتس ِب ه ْ ما أ ُس ِامه ْر َ م َك َ سَنتس ِق ه ْ ع َوا ه ْ ك َفاه ْد ُ امحمد َ) :rفس ِلَذس ِل َ ك ه ْ م ماُلَنا َوَل ُ ع َ م َلَنا أ َ ه ْ ك ه ْ ا َر ُّبَنا َوَر ُّب ُ م ُ ك ُ ل َبه ْيَن ُ عس ِد َ ت ل َ ه ْ ب َوأ ُس ِامه ْر ُ ن س ِكَنتا أ ٍ ا س ِام ه ْ ل ُ أ َه ْنَز َ صيُر( )الشورى، (15: م س ِ ع َبه ْيَنَنا َوإ س َِله ْيس ِه اه ْل َ م ُ ج َ ا َي ه ْ م ُ ك ُ جَة َبه ْيَنَنا َوَبه ْيَن ُ ح َّ مل ُ ك ه ْ ماُل ُ ع َ أ َ ه ْ
ويقول النبي امحمد r
امصورا هذا المعنى أبدع تصوير) :امثلى وامثل النبياء
قبلي كمثل رجل بنى بينتا فأحسنه وأجمله إل اموضع لبنة امن زاوية امن زواياه فجعل الناس يطرفون به ويعجبون له ويقولون هل وضعت هذه اللبنة ،فأنا تلك اللبنة وأنا وخاتم النبيين( أوخرجه الشيخان. وسلك السلم إلى هذه الوحدة امسلكا عجيبا ,فالمسلم يجب عليه أن يؤامن بكل نبي سبق ويصدق بكل كنتاب نزل ,ويحنترم كل شريعة امضت , ويثنى بالخير على كل أامة امن المؤامنين وخلت ،والقرآن يفنترض ذلك ويعلنه ل إ س َِلى ل إ س َِله ْيَنا َوَاما أ ُه ْنس ِز َ ويأامر به النبي وأصحابهُ) :قوُلوا آَامَّنا س ِباللس ِه َوَاما أ ُه ْنزس ِ َ سى عي َ سى َو س ِ ي ُامو َ ط َوَاما ُأوس ِت َ سَبا س ِ ب َوال َ ه ْ عُقو َ ق َوَي ه ْ حا َ س َ ل َوإ س ِ ه ْ عي َ ما س ِ س َ م َوإ س ِ ه ْ هي َ إ س ِه ْبَرا س ِ ن( مو َ سس ِل ُ ن َلُه ُام ه ْ ح ُ حأ ٍد س ِامه ْنُهمه ْ َوَن ه ْ ن أَ َ ق َبه ْي َ م ل ُنَفِّر ُ ن َرِّبس ِه ه ْ ن س ِام ه ْ ي الَّنس ِب ُّيو َ َوَاما ُأوس ِت َ )البقرة , (136:ثم يقفي على ذلك بأن هذه هي سبيل الوحدة ،وأن أهل الديان الوخرى إذا آامنوا كهذا اليمان فقد اهنتدوا إليها وإن لم يؤامنوا به فسيظلون في شقاق ووخلف وأن أامرهم بعد ذلك إلى ا فيقول َ) :فس ِإنه ْ
شَقا أ ٍ ق م س ِفي س ِ ه ه ْ ما ُ ن َتَوَّله ْوا َفس ِإَّن َ هَنتَده ْوا َوإ س ِ ه ْ م س ِبس ِه َفَقس ِد ا ه ْ ل َاما آَامه ْنُنت ه ْ مه ْث س ِ آَامُنوا س ِب س ِ م( )البقرة. (137: عس ِلي ُ ع اه ْل َ مي ُ س س ِ هَو ال َّ ا َو ُ م ُ كُه ُ كس ِفي َ سَي ه ْ َف َ ويدعم هذه الوحدة بين المنتدينين والمؤامنين على أساسين واضحين سلمين ل يجادل فيهما إل امكابر: ام تّ أولهما :اعنتبار املة إبراهيم عليه السلم أساسا للدين وإبراهيم ,ول شك وهو امرجع النبياء الثلثة الذين عرفت رسالتهم وهم :اموسى وعيسى وامحمد صلوات ا وسلامه عليهم جميعا. وثانيهما :تجريد الدين امن أغراض البشر وأهوائهم ,والرتفاع بنسبنته إلى ن س ِامَّلس ِة ع ه ْ ب َ غ ُ ن َيه ْر َ ا وحده فنتقرأ في سورة البقرة قوله تعالىَ) :وَام ه ْ ن م َ ة َل س ِ وخَر س ِ ه س ِفي ال ُّده ْنَيا َوإ س َِّنُه س ِفي ال س ِ طَفه ْيَنا ُ ص َ سُه َوَلَقس ِد ا ه ْ سس ِفَه َنه ْف َ ن َ م س ِإل َام ه ْ هي َ إ س ِه ْبَرا س ِ ن ح ُ غم ًة َوَن ه ْ صه ْب َ ا س ِ ن س ِ سنُ س ِام َ ح َ ن أ َ ه ْ ا َوَام ه ْ غَة س ِ صه ْب َ ن( إلى قوله تعالى ) :س ِ حي َ صاس ِل س ِ ال َّ ك ه ْ م ماُلَنا َوَل ُ ع َ م َوَلَنا أ َ ه ْ ك ه ْ هَو َر ُّبَنا َوَر ُّب ُ ا َو ُ جوَنَنا س ِفي س ِ حا ُّ ل أ َُت َ ن ُ ,ق ه ْ عاس ِبُدو َ َلُه َ ت َلَها وخَل ه ْ ك أ َُّام ٌة َقه ْد َ ن( ,ثم إلى قوله تعالى) :س ِته ْل َ صو َ خس ِل ُ ن َلُه ُام ه ْ ح ُ م َوَن ه ْ ك ه ْ ماُل ُ ع َ أ َ ه ْ ن( اليات .141 -130 مُلو َ ع َ ما َكاُنوا َي ه ْ ع َّ ن َ سَألو َ م َول ُت ه ْ سه ْبُنت ه ْ م َاما َك َ ك ه ْ ت َوَل ُ سَب ه ْ َاما َك َ عه ْنَد س ِ ا ن س ِ إن القرآن يثني على النبياء جميعا فموسى نبي كريم َ) :وَكا َ ها إ س َِلى مُنتُه أ َه ْلَقا َ ا َوَكس ِل َ ل س ِ سو ُ جيها( )الحزاب , (69:وعيسى عليه السلم )َر ُ َو س ِ ن, مَقَّرس ِبي َ ن اه ْل ُ ة َوس ِام َ وخَر س ِ جيها س ِفي ال ُّده ْنَيا َوال س ِ ح س ِامه ْنُه( )النساءَ) , (171:و س ِ م َوُرو ٌ َامه ْرَي َ ن( )آل عمران, (46-45: حي َ صاس ِل س ِ ن ال َّ مه ْهس ِد َوَكه ْهل م ً َوس ِام َ س س ِفي اه ْل َ م الَّنا َ كِّل ُ َوُي َ كُة َيا َامه ْرَي ُ م ملس ِئ َ ت اه ْل َ صِّديَق ٌة( )المائدة , (75:أكرامنتها الملئكة )وَإ س ِه ْذ َقاَل س ِ )َوأ ُ ُّامُه س ِ ن( )آل عمران. (42: مي َ عاَل س ِ ء اه ْل َ سا س ِ عَلى س ِن َ ك َ طَفا س ِ ص َ ك َوا ه ْ طَّهَر س ِ ك َو َ طَفا س ِ ص َ ا ا ه ْ ن َ إ س ِ َّ هدىم ً وَُنو ٌر( )المائدة, (44: ة س ِفيَها ُ والنتوراة كنتاب كريم )إ س َِّنا أ َه ْنَزه ْلَنا الَّنته ْوَرا َ جيلَ س ِفيس ِه ه الس ِه ْن س ِ والنجيل كذلك كنتاب كريم فيه هدى ونور واموعظة )َوآَته ْيَنا ُ ن( مَّنتس ِقي َ ظم ًة س ِله ْل ُ ع َ ى َوَامه ْو س ِ هد م ً ة َو ُ ن الَّنته ْوَرا س ِ ن َيَده ْيس ِه س ِام َ ما َبه ْي َ صِّدقا س ِل َ ى َوُنو ٌر َوُام َ هد م ً ُ عَله ْي َ ك ل َ )المائدة , (46:وهما والقرآن امعهما امصابيح الهداية للناس )َنَّز َ ل( )آل عمران. (3: جي َ ة َوالس ِه ْن س ِ ل الَّنته ْوَرا َ ن َيَده ْيس ِه َوأ َه ْنَز َ ما َبه ْي َ صِّدقا س ِل َ ق ُام َ ح ِّ ب س ِباه ْل َ كَنتا َ اه ْل س ِ
وبنو إسرائيل أامة اموسى أامة كريمة امفضلة اما اسنتقاامت وآامنت )َيا َبس ِني ن( مي َ عاَل س ِ عَلى اه ْل َ م َ ك ه ْ ضه ْلُنت ُ م َوأ َِّني َف َّ ك ه ْ عَله ْي ُ ت َ م ُ ع ه ْ ي اَّلس ِنتي أ َه ْن َ مس ِنت َ ع َ ل اه ْذُكُروا س ِن ه ْ سرائي َ إ س ِ ه ْ )البقرة , (122:وأامة عيسى عليه السلم أامة فاضلة طيبة اما أوخلصت هَباس ِنَّيم ًة( )الحديد. (27: مم ًة َوَر ه ْ ح َ ه َره ْأَفم ًة َوَر ه ْ عو ُ ن اَّتَب ُ ب اَّلس ِذي َ عه ْلَنا س ِفي ُقُلو س ِ ج َ )َو َ والنتعاامل بين المسلمين وبين غيرهم امن أهل العقائد والديان إنما يقوم ع س ِ ن ا َ م ُ على أساس المصلحة الجنتماعية والخير النساني ) ,ل َيه ْنَهاُك ُ ه ه ْ م ن َتَب ُّرو ُ م أ َ ه ْ ن س ِدَياس ِرُك ه ْ م س ِام ه ْ جوُك ه ْ خس ِر ُ م ُي ه ْ ن َوَل ه ْ م س ِفي الِّدي س ِ م ُيَقاس ِتُلوُك ه ْ ن َل ه ْ اَّلس ِذي َ ن َقاَتُلوُك ه ْ م عنس ِ اَّلس ِذي َ ا َ م ُ ما َيه ْنَهاُك ُ ن ,إ س َِّن َ طي َ س س ِ مه ْق س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ م إ س ِ َّ طوا إ س َِله ْيس ِه ه ْ س ُ َوُته ْق س ِ ن م َوَام ه ْ ه ه ْ ن َتَوَّله ْو ُ م أ َ ه ْ ك ه ْ ج ُ وخَرا س ِ عَلى إ س ِ ه ْ هُروا َ ظا َ م َو َ ن س ِدَياس ِرُك ه ْ م س ِام ه ْ جوُك ه ْ وخَر ُ ن َوأ َ ه ْ س ِفي الِّدي س ِ ن( )الممنتحنة. (9-8: مو َ ظاس ِل ُ م ال َّ ه ُ ك ُ م َفُأوَلس ِئ َ َيَنتَوَّلُه ه ْ والجدال يكون بالنتي هي أحسن إل للذين ظلموا ,وأساسه النتذكير بروابط ب س ِإل كَنتا س ِ ل اه ْل س ِ ه َ جاس ِدُلوا أ َ ه ْ الرسالة السماوية ووحدة العقيدة اليمانية )َول ُت َ ل إ س َِله ْيَنا َوأ ُه ْنس ِز َ ل م َوُقوُلوا آَامَّنا س ِباَّلس ِذي أ ُه ْنس ِز َ موا س ِامه ْنُه ه ْ ظَل ُ ن َ ن س ِإل اَّلس ِذي َ س ُ ح َ ي أ َ ه ْ ه َ س ِباَّلس ِنتي س ِ ن( )العنكبوت. (46: مو َ سس ِل ُ ن َلُه ُام ه ْ ح ُ ح ٌد َوَن ه ْ م َوا س ِ ك ه ْ م َوإ س َِلُهَنا َوإ س َِلُه ُ ك ه ْ إ س َِله ْي ُ وبذلك قضى السلم على كل امواد الفرقة والخلف والحقد والبغضاء والخصوامة بين المؤامنين امن أي دين كانوا ,ولفنتهم جميعا إلى وجوب النتجمع حول "شريعة السلم" ونبذ كل اما امن شأنه العداوة والخصام بين ن آَام َ ن صاس ِبس ِئينَ َام ه ْ صاَرى َوال َّ هاُدوا َوالَّن َ ن َ ن آَامُنوا َواَّلس ِذي َ ن اَّلس ِذي َ بنى النسان ) ,إ س ِ َّ م َول عَله ْيس ِه ه ْ ف َ وخه ْو ٌ م َول َ عه ْندَ َرِّبس ِه ه ْ م س ِ ه ه ْ جُر ُ م أ َ ه ْ صاس ِلحا َفَلُه ه ْ ل َ م َ ع س ِ وخس ِر َو َ م ال س ِ س ِباللس ِه َواه ْلَيه ْو س ِ ن( )البقرة. (62: حَزُنو َ م َي ه ْ ه ه ْ ُ فإن أبى الناس إل أن يفنترقوا ويخنتلفوا ويحنتكموا إلى أهوائهم باسم الدين فإن السلم وبني السلم وشريعة السلم النسانية العاامة امنهم براء م إ س َِلى ه ه ْ ما أ َه ْامُر ُ ء إ س َِّن َ ي أ ٍ ش ه ْ م س ِفي َ ت س ِامه ْنُه ه ْ س َ شَيعا َل ه ْ م َوَكاُنوا س ِ ن َفَّرُقوا س ِديَنُه ه ْ ن اَّلس ِذي َ )إ س ِ َّ شُر أ َه ْامَثاس ِلَها َوَام ه ْ ن ع ه ْ سَنس ِة َفَلُه َ ح َ ء س ِباه ْل َ جا َ ن َ ن َ ,ام ه ْ عُلو َ ما َكاُنوا َيه ْف َ م س ِب َ م ُيَنِّبُئُه ه ْ ا ُث َّ س ِ هَداس ِني َرِّبي إ س َِلى ن ُ ,قله ْ إ س َِّنس ِني َ مو َ ظَل ُ م ل ُي ه ْ ه ه ْ جَزى س ِإل س ِامه ْثَلَها َو ُ سِّيَئس ِة َفل ُي ه ْ ء س ِبال َّ جا َ َ
ل إ س ِنَّ ن ُ ,ق ه ْ شس ِرس ِكي َ م ه ْ ن اه ْل ُ ن س ِام َ حس ِنيفا َوَاما َكا َ م َ هي َ م س ِدينا س ِقَيما س ِامَّلَة إ س ِه ْبَرا س ِ سَنتس ِقي أ ٍ ط ُام ه ْ صَرا أ ٍ س ِ ك َلُه َوس ِبَذس ِل َ ك شس ِري َ مينَ ,ل َ عاَل س ِ ب اه ْل َ ماس ِتي للس ِه َر ِّ ي َوَام َ حَيا َ كي َوَام ه ْ س س ِ صلس ِتي َوُن ُ َ ن( )النعام. (163-159: مي َ سس ِل س ِ م ه ْ ت َوأ ََنا أ ََّولُ اه ْل ُ أ ُس ِامه ْر ُ
تقرير وحدة الرسالة : ولهذا جاء النبي امحمد "عليه الصلة والسلم" رسول عالميا ل رسول إقليميا ل ك اَّلس ِذي َنَّز َ وأعلن القرآن الكريم هذه العالمية في آيات كثيرة فقالَ) :تَباَر َ ن َنس ِذيرا( )الفرقان , (1:وقالَ) :وَاما مي َ عاَل س ِ ن س ِله ْل َ كو َ ه س ِلَي ُ عه ْبس ِد س ِ عَلى َ ن َ اه ْلُفه ْرَقا َ ل َيا أ َ ُّيَها الَّنا ُ س شيرا َوَنس ِذيرا( )سـبأ , (28:وقالُ) :ق ه ْ س َب س ِ ك س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ سه ْلَنا َ أَه ْر َ هَو ض ل إ س َِلَه س ِإل ُ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ك ال َّ ميعا اَّلس ِذي َلُه ُامه ْل ُ ج س ِ م َ ك ه ْ ا إ س َِله ْي ُ سولُ س ِ إ س ِِّني َر ُ ماس ِتس ِه ن س ِباللس ِه َوَكس ِل َ ي اَّلس ِذي ُيه ْؤس ِام ُ ي ال ُِّام ِّ سوس ِلس ِه الَّنس ِب ِّ ت َفبآس ِامُنوا س ِباللس ِه َوَر ُ مي ُ حس ِيي َوُي س ِ ُي ه ْ ن( )لعراف , (158:وامن هنا كانت رسالنته أيضا وخنتام م َته ْهَنتُدو َ ك ه ْ عَّل ُ ه َل َ عو ُ َواَّتس ِب ُ حدأ ٍ م ٌد أ ََبا أ َ َ ح َّ ن ُام َ الرسالت فل رسالة تعقبها أو تنسخها ول نبي بعده )َاما َكا َ ن( )الحزاب ، (40:وامن هنا م الَّنس ِبِّيي َ وخاَت َ ا َو َ سولَ س ِ ن َر ُ ك ه ْ م َوَل س ِ ك ه ْ جاس ِل ُ ن س ِر َ س ِام ه ْ ن اَّلس ِذينَ َكَفُروا كذلك كانت امعجزته الخالدة الباقية هذا القرآن الكريم )إ س ِ َّ ن َيَده ْيس ِه َول س ِام ه ْ ن ل س ِامنه ْ َبه ْي س ِ ط ُ عس ِزي ٌز ,ل َيه ْأس ِتيس ِه اه ْلَبا س ِ ب َ كَنتا ٌ م َوإ س َِّنُه َل س ِ ه ه ْ ء ُ جا َ ما َ س ِبالِّذه ْكس ِر َل َّ ميأ ٍد( )فصلت. (42: ح س ِ م َ كي أ ٍ ح س ِ ن َ ل س ِام ه ْ وخه ْلس ِفس ِه َته ْنس ِزي ٌ َ ولقد كان الناس ينتساءلون امن قبل هذا العصر كيف يكون فرد واحد امن أامة واحدة رسول للبشر جميعا فجاء هذا العصر الذي انمحت فيه المسافات ،وتجمعت فيه أطراف الرض بهذه المواصلت ،وتشابكت فيه امصالح الامم والدول والشعوب حنتى لكأنها بلد واحد كبير ،ل ينفك جانب امنه عن الجانب الوخر في قليل ول في كثير ,وانطلقت في أجواز الفضاء أنباء الشرق يعلمها ساعة حدوثها الغرب ،وأنباء الغرب يسنتمع إليها لحظة وقوعها الشرق ,وتركزت آامال المصلحين اليوم في )العالم الواحد( ، و)النظام الواحد( ،و)الضمان الجنتماعي( و)السلم العالمي( ,فكان ذلك آية كبرى وامعجزة أوخرى لنبي السلم وشريعة السلم وصدق ا
ح ُّ ق م أ ََّنُه اه ْل َ حَّنتى َيَنتَبَّينَ َلُه ه ْ سس ِهمه ْ َ ق َوس ِفي أ َه ْنُف س ِ م آَياس ِتَنا س ِفي الَفا س ِ سُنس ِريس ِه ه ْ العظيمَ ) : شس ِهي ٌد( )فصلت. (53: ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ ك أ ََّنُه َ ف س ِبَرِّب َ ك س ِ م َي ه ْ أ ََوَل ه ْ
وحدة الشعائر: وقد كان السلم عمليا كعادته فلم يقف عند حد تقرير الصول النظرية لهذه الوحدة النسانية ولكنه رسم وسائل النتطبيق ،وقرر الشعائر والشرائع النتي ينتأكد بها هذا المعنى في النفوس ،وثبت دعائمه في المجنتمعات ، وهذا هو الفرق بين الرسالت الفلسفية والرسالت الصلحية أو بين الفيلسوف والمصلح ..فالفيلسوف يقرر النظريات ,والمصلح يرسم قواعد النتفيق ويشرف بنفسه على تماامه ،وامن هنا كان السلم نظريا وعمليا امعا لنه رسالة الصلح الشاامل الخالد ،وعلى هذا الساس قرر الشعائر والشرائع النتي ينتحقق بالعمل بها اما دعا إليه امن إنسانية عالمية وأوخوة حقيقية بين البشر على اوخنتلف أوطانهم وأجناسهم وألوانهم .وامن ذلك : القبلة :فعلى المؤامنين أن يصرفوا وجوههم وقلوبهم وأفئدتهم كل يوم وخمس امرات على القل إلى "الكعبة" بناها إبراهيم أبو النبياء عليه الصلة والسلم ،وأن يشعر كل امنهم بما يحيط بهذا الرامز الكريم امن امعاني الوخوة وبالوحدة بين الناس جميعا ،كما أن طواف الطائفين بهذه الكعبة المشرفة إن هو إل توكيد لهذا الشعور عمليا كذلك ,ويننتهز بعض الذين ل يعلمون الحكمة البالغة والنظرة الساامية في هذا النتشريع الحكيم هذه الفرصة فيغمزون السلم بأنه ل زال امنتأثرا ببقية امن وثنية العرب ,وأن الكعبة والطواف امن حولها ،والحجر السود واسنتلامه واما يحيط بذلك امن امعاني النتقديس والنتكريم إن هو إل امظهر امن امظاهر هذا النتأثر ,وهذا القول بعيد عن الصحة عار عن الصواب ،فالمسلم الذي يرف بالكعبة أو يسنتلم الحجر يعنتقد اعنتقادا جازاما أنها جميعا أحجار ل تضر ول تنفع ولكنه إنما يقدس فيها هذا المعنى الرامزي البديع :امعنى الوخوة النسانية الشااملة علَ ج َ ،والوحدة العالمية الجاامعة .ويذكر في ذلك قول ا العلي الكبير ) َ س( )المائدة .(97:والرامزية هي اللغة م س ِقَيااما س ِللَّنا س ِ حَرا َ ت اه ْل َ عَبَة اه ْلَبه ْي َ ك ه ْ ا اه ْل َ ُ
الوحيدة لنتمثيل المعاني الدقيقة والمشاعر النبيلة النتي ل يمكن أن تصورها اللفاظ أو تجلوها العبارات ،والذي يعظم علم وطنه يعلم أنه في ذاته قطعة نسيج ل قيمة لها اماديا ولكنه يشعر كذلك أنها ترامز إلى كل امعاني المجد والسمو النتي يعنتز بها وطنه ,وإنها تصور أدق المشاعر في وطنينته , فهو يحمي هذا العلم ويعظمه ويحنترامه ويكرامه لهذه المعاني النتي تجمعت جميعا وتمثلت فيه .والكعبة المشرفة علم ا المركوز في أرضه ليمثل به للناس أوضح امعاني أوخوتهم وليرامز به إلى أقدس امظاهر وحدتهم ,وإنما كانت بناء ليكونوا كالبنيان المرصو ص يشد بعضه بعضا ,وامن أجمل الجميل أن يقوم على رفع قواعد هذا البناء إبراهيم الخليل أبو النبياء )َوإ س ِه ْذ مي ُ ع س س ِ ت ال َّ ك أ َه ْن َ ل َرَّبَنا َتَقَّبله ْ س ِامَّنا إ س َِّن َ عي ُ ما س ِ س َ ت َوإ س ِ ه ْ ن اه ْلَبه ْي س ِ عَد س ِام َ م اه ْلَقَوا س ِ هي ُ ع إ س ِه ْبَرا س ِ َيه ْرَف ُ م( )البقرة. (127: عس ِلي ُ اه ْل َ واما الحجر السود إل اموضع البنتداء ونقطة النتميز في هذا البناء ،وعنده تكون البيعة لرب الرض والسماء على اليمان والنتصديق والعمل والوفاء , اللهم إيمانا بك ل بالحجر ،وتصديقا بكنتابك ل بالخرافة ،ووفاء بعهدك وهو
النتوحيد الخالص ل الشرك ،واتباعا لسنة نبيك r
امحطم الصنام.
فأين هذه المعاني الرامزية العلوية امن تلك المظاهر الوثنية الخرافية؟ إن الكعبة المشرفة رامز قائم وخالد ،ركز السلم امن حوله أوخلد وأقدس عه ْلَنا ج َ وأسمى امعاني النسانية العالمية والوخوة بين بنى البشر جميعا )َوإ س ِه ْذ َ عس ِهه ْدَنا إ س َِلى ى َو َ صتّل م ً هيمَ ُام َ م إ س ِه ْبَرا س ِ ن َامَقا س ِ خُذوا س ِام ه ْ س َوأ َه ْامنا َواَّت س ِ ت َامَثاَبم ًة س ِللَّنا س ِ اه ْلَبه ْي َ جوس ِد( س ُ ع ال ُّ ن َوال ُّرَّك س ِ عاس ِكس ِفي َ ن َواه ْل َ طاس ِئس ِفي َ ي س ِلل َّ طِّهَرا َبه ْيس ِنت َ ن َ ل أ َ ه ْ عي َ ما س ِ س َ م َوإ س ِ ه ْ هي َ إ س ِه ْبَرا س ِ )البقرة. (125: واللغة :وكما وحد السلم القبلة فقد وحد اللغة وأعلن أن العربية هي ن( )الزوخرف ، (3:وأن عس ِقُلو َ م َت ه ْ ك ه ْ عَّل ُ عَرس ِبتّيا َل َ ه ُقه ْرآنا َ عه ْلَنا ُ ج َ لسان القرآن )إ س َِّنا َ القرآن هو لسان المؤامنين وأن دعوة اليمان دعوة اموجهة إلى العالمين . ويقرر علماء الجنتماع أن اللغة هي أقوى الروابط بين الامم والشعوب ، وأقرب وسائل النتقريب والنتوحيد بينها .وهى نسب امن ل نسب له ,وقد
أدرك السلم هذه الحقيقة ففرض العربية فرضا على المؤامنين في صلواتهم وعباداتهم وامنح الجنسية العربية لكل امن نطق بلغة العرب وجرى لسانه بها .واعنتبر أن العربية هي اللسان .روى الحافظ ابن عساكر قال: )جاء قيس بن امطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الروامي وبلل الحبشي فقال :هؤلء الوس والخزرج قد قااموا بنصرة هذا الرجل
"يعنى النبي r
" فما بال هذا وهذا ؟ "امشيرا إلى غير العرب امن
الجالسين" فقام إليه امعاذ بن جبل رضي ا عنه فأوخذ بنتلبيبه ثم أتى
النبي rفأوخبره بما قاله فقام النبي r
امغضبا يجر رداءه حنتى أتى المسجد
ثم نودي الصلة جاامعة ،فاجنتمع الناس فخطبهم قائل" :يا أيها الناس إن الرب واحد ،وإن الدين واحد ،وليست العربية بأحدكم امن أب ول أم وإنما هي اللسان ،فمن تكلم العربية فهو عربي"(. وأي تشجيع أعظم امن هذا على تعلم لغة العرب وتعميمها بين الناس لنتكون هي "السبراننتو" العالمي الذي يربط البشرية بأقوى روابطها ،وهى اللسان .وقد يقال إن ذلك وخيال ل ينتحقق والجواب أنه وخيال حققنته قوة أصحابه الروحية والحسية امن قبل وتحققه امن بعد ،ول وخيال في الحقيقة إل امع الضعف ،وحقائق اليوم أحلم الامس وأحلم اليوم حقائق الغد . ول تعاب الطريقة المثلى إذا هجرها الناس وهذه هي الطريقة للوحدة "وكل امن سار على الدرب وصل". الذان:وتسنتمع إلى الذان وهو الصوت العالي الذي تنطلق به حناجر المؤذنين في الصباح والمساء وعشيا وعند الظهيرة وامع الغروب) :ا اكبر ا اكبر ،أشهد أن ل إله إل ا ,أشهد أن امحمدا رسول ا .حي على الصلة .حي على الفلح .ا اكبر ا اكبر .ل إله إل ا( يكرر المؤذن أعدادها المعروفة أو هو يقول حي على وخير العمل كما في بعض الروايات .فهل ترى في هذا النداء دعوة إلى عصبية جنسية أو هنتافا بنصرة طائفية؟ ..ل شيء إل تمجيد ا والحث على الخير والفلح والطاعة والصلة والرشاد إلى السوة الحسنة في امحمد رسول ا.
الحقوق والواجبات وامظاهر العبادات: والمساواة العاامة هي شعار السلم في الحقوق والواجبات وامظاهر العبادات ,فالجنس النساني امكرم كله امفضل على كثير امن المخلوقات , طِّيَبا س ِ ت م س ِامنَ ال َّ ه ه ْ حس ِر وََرَزه ْقَنا ُ م س ِفي اه ْلَبِّر َواه ْلَب ه ْ ه ه ْ مه ْلَنا ُ ح َ م َو َ )َوَلَقه ْد َكَّره ْامَنا َبس ِني آَد َ ضيل م ً( )السراء.(70: وخَله ْقَنا َته ْف س ِ ن َ م ه ْ عَلى َكس ِثيأ ٍر س ِام َّ م َ ه ه ْ ضه ْلَنا ُ َوَف َّ والناس جميعا امخاطبون بهذه الدعوة السلامية وكثيرا اما يسنتفنتح الخطاب في القرآن الكريم بيا أيها الناس إشارة إلى عموم هذه الرسالة وتسوينتها بين الناس في الحقوق والواجبات ,والحقوق الروحية فضل عن الحقوق المدنية والسياسية الفردية والجنتماعية والقنتصادية امقررة للجميع على وخل س ِفيَها َنس ِذي ٌر( ن أ َُّامأ ٍة س ِإل َ السواء ،فما امن شعب إل بعث إليه رسول )َوإ س ِنه ْ س ِام ه ْ )فاطر , (24:وامظاهر العبادات وطرق أدائها امشنتركة بين الجميع يؤدونها على قدم المساواة ،فهم في الصلة كالبنيان المرصو ص ،وهم في الحج قلب واحد يفدون امن كل فج عميق ،وهم في الجهاد صف ل ينتخلف عنه إل أعرج أو امريض أو أعمى أو امعذور ،وهم في كل امعنى امن هذه ة( )الحجرات: وخَو ٌ ن إ س ِ ه ْ مه ْؤس ِامُنو َ ما اه ْل ُ المعاني كأسنان المشط ل سيد ول امسود )إ س َِّن َ ، (10وقل امثل ذلك في جميع الحقوق والواجبات والفرائض والعبادات النتي جاء بها هذا السلم.
تقرير امعاني الرحمة والحب واليثار والحسان: ولقد دعم السلم هذه المعاني النظرية والمراسيم العملية ببث أفضل المشاعر النسانية في النفوس امن حب الخير للناس جميعا والنترغيب في ص ٌة َوَام ه ْ ن صا َ وخ َ م َ ن س ِبس ِه ه ْ م َوَله ْو َكا َ سس ِه ه ْ عَلى أ َه ْنُف س ِ ن َ اليثار ولو امع الحاجة )َوُيه ْؤس ِثُرو َ ن( )الحشر ، (9:والحسان في كل حو َ مه ْفس ِل ُ م اه ْل ُ ه ُ ك ُ سس ِه َفُأوَلس ِئ َ ح َنه ْف س ِ ش َّ ق ُ ُيو َ سس ِنينَ( )البقرة, (195: محه ْ س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ سُنوا إ س ِ َّ ح س ِ شيء حنتى في القنتل )َوأ َ ه ْ عه ْد س ِ ل ا َيه ْأُامُر س ِباه ْل َ ن َ مل م ً( )الكهف) , (30:إ س ِ َّ ع َ ن َ س َ ح َ ن أ َ ه ْ جَر َام ه ْ ع أ َ ه ْ ضي ُ )إ س َِّنا ل ُن س ِ ن( )النحل. (90: سا س ِ ح َ َوال س ِ ه ْ
وتقرير عواطف الرحمة حنتى امع الحيوان فأبواب الجنة تفنتح لرجل سقى كلبا ،وتبنتلع الجحيم اامرأة لنها حبست هرة بغير طعام كما جاء ذلك وغيره امن كثير امن امثله في أحاديث النبي امحمد rحنتى اسنتغرب أصحابه وقالوا: وإن لنا في البهائم لجرا يا رسول ا؟ قال) :نعم في كل ذات كبد رطبة أجر( رواه البخاري ،ول شك أن هذه المشاعر هي النتي تفيض على صاحبها أفضل امعاني النسانية وتوجهه إلى تقدير قيمه الوخوة العالمية.
شيوع هذه النسانية عمليا في المجنتمع السلامي: وإن النتاريخ ليحدثنا أن المجنتمع السلامي سعد بنتحقيق هذه المعاني في كل عصر امن العصور النتي ازدهرت فيها دعوة السلم وطبقها المؤامنون فيها تطبيقا صحيحا ،ففي عهد النبوة كان سلمان الفارسي إلى جانب صهيب الروامي إلى جوار بلل الحبشي وامعهم في نسق واحد أبو بكر م إ س ِه ْذ ُكه ْنُنت ه ْ م ك ه ْ عَله ْي ُ ا َ ت س ِ م َ ع َ القرشي تضمهم جميعا أوخوة السلم )َواه ْذُكُروا س ِن ه ْ وخَوانا( )آل عمران ، (103:ولم مس ِنتس ِه إ س ِ ه ْ ع َ م س ِبس ِن ه ْ حُنت ه ْ صَب ه ْ م َفَأ ه ْ ك ه ْ ن ُقُلوس ِب ُ ف َبه ْي َ ء َفَأَّل َ عَدا م ً أ َ ه ْ تعرف النتعصبات الجنسية إل يوم ضعف شعور المسلمين بسلطان النتوجيه السلامي الصحيح واجنتاحنتهم شياطين النتقليد فانحرفوا عن هذا الصراط المسنتقيم.
عالم اليوم : ولقد بشر زعماء العالم إبان امحننتهم في الحرب الماضية بهذه النسانية العالمية وهنتفوا بالعالم الواحد السعيد الذي تسوده الطمأنينة والعدالة والحرية والوئام .فهل وصلوا إلى شيء امن ذلك؟ ..أو حاولوا أن يصلوا إليه فيما قرروا امن امؤتمرات وعقدوا امن اجنتماعات؟ وهل اسنتطاعت هيئة الم المنتحدة أن تسوي في الحقوق بين أبناء الوطن الواحد في أفريقيا الجنوبية ،أو أن تحمل الامريكان على ترك النتفاضل باللوان؟ ل شيء امن هذا ،ولن يكون إل إذا تطهرت النفوس بماء الوحي العذب الطهور ، وسقيت امن امعين اليمان ،وأوخلصت للسلم دين الوخوة والوحدة والنسانية والسلم.
مينَ( عاَل س ِ مم ًة س ِله ْل َ ح َ ك س ِإل َر ه ْ سه ْلَنا َ ن َ ,وَاما أَه ْر َ عاس ِبس ِدي َ م َ هَذا َلَبلغا س ِلَقه ْو أ ٍ ن س ِفي َ )إ س ِ َّ
الســلم دين الســلم السلم شريعة السلم ودين المرحمة اما في ذلك شك ,ل يخالف هذا إل جاهل بأحكاامه أو حاقد على نظاامه أو امكابر ل يقنتنع بدليل ول يسلم ببرهان ,اسم السلم نفسه امشنتق امن صميم هذه المادة امادة السلم , والمؤامنون بهذا الدين لم يجدوا لنفسهم اسما أفضل امن يكونوا المسلمين كو َ ن هَذا س ِلَي ُ ن َقه ْبلُ َوس ِفي َ ن س ِام ه ْ مي َ سس ِل س ِ م ه ْ م اه ْل ُ ماُك ُ س َّ هَو َ م ُ هي َ م إ س ِه ْبَرا س ِ ك ه ْ )س ِامَّلَة أ َس ِبي ُ س( )الحج. (78: عَلى الَّنا س ِ ء َ شَهَدا َ كوُنوا ُ م َوَت ُ ك ه ْ عَله ْي ُ شس ِهيدا َ سولُ َ الَّر ُ جَهُه للس ِه م َو ه ْ سَل َ وحقيقة هذا الدين ولبه السلم لرب العالمين )َبَلى َامنه ْ أ َ ه ْ ن( )البقرة: حَزُنو َ م َي ه ْ ه ه ْ م َول ُ عَله ْيس ِه ه ْ ف َ وخه ْو ٌ عه ْنَد َرِّبس ِه َول َ ه س ِ جُر ُ ن َفَلُه أ َ ه ْ س ٌ ح س ِ هَو ُام ه ْ َو ُ مينَ( )البقرة, (131: عاَل س ِ ب اه ْل َ ت س ِلَر ِّ م ُ سَل ه ْ م َقالَ أ َ ه ْ سس ِل ه ْ ل َلُه َر ُّبُه أ َ ه ْ ) , (112إ س ِه ْذ َقا َ ن( )النعام. (71: مي َ عاَل س ِ ب اه ْل َ م س ِلَر ِّ سس ِل َ )َوأ ُس ِامه ْرَنا س ِلُن ه ْ وتحية أهل السلم فيما بينهم السلم عليكم ورحمة ا بركاته ـ ووخنتام الصلة عندهم سلم على اليمين وسلم على اليسار وسلم في الامام إن كانوا يصلون وخلف إامام كأنهم يبدءون أهل الدنيا امن كل نواحيها بالسلم بعد أن فارقوها بخواطرهم لحظات انصرفوا فيها لمناجاة ا الملك العلم. وقد نزل القرآن الكريم في ليلة كلها سلم تحف به املئكة السلم )إ س َِّنا ن أ َه ْل س ِ ف وخه ْي ٌر س ِام ه ْ ك َاما َله ْيَلُة اه ْلَقه ْدس ِر َ ,له ْيَلُة اه ْلَقه ْدس ِر َ ه س ِفي َله ْيَلس ِة اه ْلَقه ْدس ِر َ ,وَاما أ َه ْدَرا َ أَه ْنَزه ْلَنا ُ حَّنتى ي َ ه َ م س ِ سل ٌ ن كُلِّ أ َه ْامأ ٍر َ , م س ِام ه ْ ن َرِّبس ِه ه ْ ح س ِفيَها س ِبس ِإه ْذ س ِ كُة َوال ُّرو ُ ملس ِئ َ ل اه ْل َ شه ْهأ ٍر َ ,تَنَّز ُ َ جس ِر( )سورة القدر( . ع اه ْلَف ه ْ طَل س ِ َام ه ْ عَّد م َوأ َ َ سل ٌ م َيه ْلَقه ْوَنُه َ م َيه ْو َ حَّيُنتهُ ه ْ وأفضل اما يلقى ا به عباده تحية السلم )َت س ِ جرا َكس ِريما( )الحزاب. (44: م أ َ ه ْ َلُه ه ْ
ووخير اما يسنتقبل الملئكة به الصالحين امن عباد ا في جنة السلم ع َ م م َفس ِن ه ْ صَبه ْرُت ه ْ ما َ م س ِب َ ك ه ْ عَله ْي ُ م َ سل ٌ بَ , ل َبا أ ٍ ن ُك ِّ م س ِام ه ْ عَله ْيس ِه ه ْ ن َ وخُلو َ كُة َيه ْد ُ ملس ِئ َ )َواه ْل َ م َداُر عه ْقَبى الَّداس ِر( )الرعد , (24-23:والجنة نفسها اسمها دار السلم )َلُه ه ْ ُ ن( )النعامَ) , (127:و ُ ا مُلو َ ع َ ما َكاُنوا َي ه ْ م س ِب َ هَو َوس ِل ُّيُه ه ْ م َو ُ عه ْنَد َرِّبس ِه ه ْ م س ِ سل س ِ ال َّ م( )يونس. (25: سَنتس ِقي أ ٍ ط ُام ه ْ صَرا أ ٍ ء إ س َِلى س ِ شا ُ ن َي َ م َوَيه ْهس ِدي َام ه ْ سل س ِ عو إ س َِلى َداس ِر ال َّ َيه ْد ُ مس ِل ُ ك هَو اه ْل َ ا اَّلس ِذي ل إ س َِلَه س ِإل ُ هَو ُ وا تبارك وتعالى اسمه السلم ) ُ م( )الحشر(23: سل ُ س ال َّ اه ْلُق ُّدو ُ ولن ينتأوخر المسلم عن السنتجابة لدعوة السلم ولن يردها أبدا )َوإ س ِنه ْ ن ُيس ِريُدوا م َ ,وإ س ِ ه ْ عس ِلي ُ ع اه ْل َ مي ُ س س ِ هَو ال َّ ا إ س َِّنُه ُ عَلى س ِ ل َ ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ جَن ه ْ م َفا ه ْ سه ْل س ِ حوا س ِلل َّ جَن ُ َ ن( )لنفال-61: مه ْؤس ِامس ِني َ ه َوس ِباه ْل ُ صس ِر س ِ ك س ِبَن ه ْ هَو اَّلس ِذي أ ََّيَد َ ا ُ ك ُ سَب َ ح ه ْ ن َ ك َفس ِإ َّ عو َ خَد ُ ن َي ه ْ أ َ ه ْ عَرضَ ن َ غو َ ت ُامه ْؤس ِامنا َته ْبَنت ُ س َ م َل ه ْ سل َ م ال َّ ك ُ ن أ َه ْلَقى إ س َِله ْي ُ م ه ْ َ) , (62ول َتُقوُلوا س ِل َ ة( )النساء. (94: م َكس ِثيَر ٌ غاس ِن ُ ا َام َ عه ْنَد س ِ ة ال ُّده ْنَيا َف س ِ حَيا س ِ اه ْل َ وليست في الدنيا شريعة دينية ول نظام اجنتماعي فرض السلم تدريبا عمليا واعنتبره شعيرة امن شعائره وركنا امن أركانه كما فرض السلم رياضة النفس على السلم بالحرام في الحج ،فمنتى أهل المسلم به فقد حرم عليه امنذ تلك اللحظة أن يقص ظفرا أو يحلق شعرا أو يقطع نباتا أو يعضد شجرا أو يقنتل حيوانا أو يرامى صيدا أو يؤذى أحدا بيد أو لسان حنتى ث َول ولو وجد قاتل أبيه وجها لوجه لما اسنتطاع أن يمسه بشيء )َفل َرَف َ ج( )البقرة , (197:فهو بهذا الحرام قد أصبح ح ِّ جَدالَ س ِفي اه ْل َ ق َول س ِ سو َ ُف ُ سلما لنفسه سلما لغيره امن إنسان أو حيوان أو نبات. والسلم دين الرحمة ,فهي قرين السلم في تحية المسلمين ,ونبي السلم إنما أرسله ا رحمة للعالمين ,وشعار المسلم الذي يردده قبل م( ,والوصية بين المؤامنين الصبر حي س ِ ن الَّر س ِ م س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ سـ س ِ كل قول أو عمل )س ِب ه ْ مس ِة , ح َ مه ْر َ صه ْوا س ِباه ْل َ صه ْوا س ِبالصَّه ْبس ِر َوَتَوا َ ن آَامُنوا َوَتَوا َ ن اَّلس ِذي َ ن س ِام َ م َكا َ والمرحمة )ُث َّ مَنس ِة( )البلد. (18-17: مه ْي َ ب اه ْل َ حا ُ ص َ ك أ َ ه ْ ُأوَلس ِئ َ
و آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول امحمد r
وأعماله وتصرفاته كلها
تدل على سمو امنزلة الرحمة بين الوخلق النتي يأامر بها هذا الدين. لقد فنتحت أبواب الجنة وشملت امغفرة ا تعالى وامننته رجل سقى كلبا يلهث يأكل الثرى امن العطش .روى البخاري وامسلم وغيرهما عن أبي
هريرة قال) :قال رسول ا r
في " :بينما رجل يمشي بطريق اشنتد عليه
العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم وخرج وإذا كلب يلهث يأكل الثرى امن العطش فقال الرجل :لقد بلغ هذا الكلب امن العطش امثل الذي كان بلغ امني فنزل البئر فمل وخفه اماء ثم أامسكه بفيه حنتى رقي فسقى الكلب فشكر ا تعالى له فغفر له" قالوا يا رسول ا :وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال" :في كل كبد رطبة أجر"( وفنتحت أبواب النار لامرأة حبست هرة وقست عليها ,روى البخاري وامسلم
أن ابن عمر قال :قال رسول ا r
) :دوخلت اامرأة النار في هرة ربطنتها
فل هي أطعمنتها ول هي تركنتها تأكل امن وخشاش الرض(. وامن قبل أن تنشأ جمعيات الرفق بالحيوان في أوربا أو غيرها ،كان الرفق
بالحيوان شعار الدين السلامي ووصية النبي r هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا ) :rلتنتخذوا ظهور دوابكم امنابر لكل امسلم .عن أبي
إنما سخرها ا لكم لنتبلغوا إلى بلد لم تكونوا بالغيه إل بشق النفس وجعل لكم الرض فعليها فاقضوا حاجنتكم( رواه أبو داود. وعن عبد الرحمن بن عبد ا عن أبيه رضي ا عنه قال) :كنا امع رسول ا rفي سفر فرأينا حمرة امعها فروخان لها فأوخذناها فجاءت الحمرة تعرش فلما جاء رسول ا rقال" :امن فجع هذه بولدها ،ردوا ولدها إليها" .ورأى قرية نمل قد أحرقناها فقال" :امن أحرق هذه؟" قلنا نحن قال " :إنه ل ينبغي أن يعذب بالنار إل رب النار"( أوخرجه أبو داود أيضا. وروى ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز رضي ا عنه أنه نهى عن ركض الفرس إل لحاجة وأنه كنتب إلى صاحب السكك أل يحملوا أحدا بلجام ثقيل ول ينخس بمقرعة في أسفلها حديدة ـ وكنتب إلى حيان بمصر
أنه بلغني أن بمصر إبل نقالت يحمل على البعير امنها ألف رطل فإذا أتاك كنتابي هذا فل أعرفن أنه يحمل على البعير اكثر امن سنتمائة رطل. وإنما سمي الفسطاط "امصر القديمة" بذلك لن فسطاط عمرو بن العا ص حين الفنتح اتخذت امن أعله حماامة عشا لها فلم يشأ عمرو أن يهيجها بنتقويضه فنتركه وتنتابع العمران امن حوله فكانت امدينة الفسطاط. واما ذلك كله إل أثرا امن آثار الرحمة النتي يشيعها السلم في نفوس المؤامنين ،فهو ول شك دين الرحمة ،وهو ول شك دين السلم. وإذا كان السلم دين السلم ودين الرحمة فما اموقفه امن فكرة الحرب والقنتال والجهاد ؟ وهل اننتشر بالسيف كما يقول عنه كثير امن وخصوامه الذين لم يعرفوه أو تعمدوا أن ينتجاهلوه؟ وهل انفرد دون غيره امن الديان بمشروعية القنتال؟ هذه هي رؤوس الموضوعات النتي سنعالجها امخنتصرة في هذه الكلمات النتالية.
السـلم والحــرب أ ـ الحرب ضرورة اجنتماعية : القاعدة الساسية النتي وضعها السلم للحياة هي ول شك الطمأنينة والسلم والسنتقرار ،ولكن السلم امع هذا دين يواجه الواقع ول يفر امنه ، واما داامت في الدنيا نفوس لها أهواء ونوازع وامطاامع ،واما دام هناك هذا النااموس الذي يطبق على الفراد والجماعات على السواء ،نااموس تنازع البقاء ،فلبد إذن امن الشنتباك والحرب ،وحين تكون الحرب لردع المعنتدي وكف الظالم ونصرة الحق والننتصاف للمظلوم تكون فضيلة امن الفضائل وتننتج الخير والبركة والسمو للناس ،وحين تكون تحيزا وفسادا في الرض واعنتداء على الضعفاء تكون رذيلة اجنتماعية وتننتج السوء والشر والفساد في الناس .وامن هنا جاء السلم يقرر هذا الواقع ويصوره ،فيقول ك َّ ن ت ال َه ْرضُ َوَل س ِ سَد س ِ عضأ ٍ َلَف َ م س ِبَب ه ْ ضُه ه ْ ع َ س َب ه ْ ا الَّنا َ ع س ِ القرآن الكريمَ) :وَله ْول َده ْف ُ ن( )البقرة , (251:كما يقول في آية أوخرى: مي َ عاَل س ِ عَلى اه ْل َ ل َ ض أ ٍ ا ُذو َف ه ْ َ صَلَوا ٌ ت ع َو َ ع َوس ِبَي ٌ صَواس ِام ُ ت َ ض َلُهِّدَام ه ْ ع أ ٍ م س ِبَب ه ْ ضُه ه ْ ع َ س َب ه ْ ع الَّلس ِه الَّنا َ )َوَله ْول َده ْف ُ
ا َلَقس ِو ٌّ ي ن َ ه إ س ِ َّ صُر ُ ن َيه ْن ُ ا َام ه ْ ن ُ صَر َّ ا َكس ِثيرا َوَلَيه ْن ُ م س ِ س ُ جُد ُيه ْذَكُر س ِفيَها ا ه ْ سا س ِ َوَام َ ة َوأ ََامُروا ة َوآَتُوا الَّزَكا َ صل َ ض أ ََقاُاموا ال َّ م س ِفي ال َه ْر س ِ ه ه ْ كَّنا ُ ن َام َّ ن إ س ِ ه ْ عس ِزي ٌز ,اَّلس ِذي َ َ عاس ِقَبُة ال ُُاموس ِر( )الحج. (41-40: كس ِر َوللس ِه َ مه ْن َ ن اه ْل ُ ع س ِ ف َوَنَهه ْوا َ عُرو س ِ م ه ْ س ِباه ْل َ وبذلك كانت أولى نظرات السلم إلى الحرب أنها ضرورة اجنتماعية أو شر ل بد امنه إل لما يرجى امن ورائه امن وخير على حد قول الشاعر العربي: والشر إن تلقه بالخيـر ضقت بـه
ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسـم
والناس إن ظلموا البرهان واعنتسفوا
فالحرب أجدى على الدنيا امن
السلم
ب ـ أغراض الحرب في السلم : وفى الوقت الذي يقرر السلم فيه هذا الواقع يحرم الحرب ويسمو بها ول يدعو إليها أو يشجع عليها إل لهذه الغراض الساسية الساامية العالية الحقة: - 1رد العدوان والدفاع عن النفس والهل والمال والوطن والدين ,وفي م َول ك ه ْ ن ُيَقاس ِتُلوَن ُ ا اَّلس ِذي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ذلك يقول القرآن الكريمَ) :وَقاس ِتُلوا س ِفي َ ن( )البقرة , (190:وكانت أول آية امن آيات عَنتس ِدي َ م ه ْ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ل ُي س ِ ن َ عَنتُدوا إ س ِ َّ َت ه ْ ن س ِبَأَّنُه ه ْ م ن ُيَقاَتُلو َ القنتال نزلت وفيها الذن به قول ا تعالى) :أ ُس ِذنَ س ِلَّلس ِذي َ م َلَقس ِدي ٌر( )الحج ، (39:وفى الية الثالثةَ) :وَاما ه ه ْ صس ِر س ِ عَلى َن ه ْ ا َ ن َ موا َوإ س ِ َّ ظس ِل ُ ُ ن ) (..النساء , (75:وروى امسلم عس ِفي َ ض َ سَنت ه ْ م ه ْ ا َواه ْل ُ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ م ل ُتَقاس ِتُلو َ ك ه ْ َل ُ
والنسائي عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ) :جاء رجل إلى النبي r فقال :يا رسول ا أرأيت إن عدي على امالي؟ قال" :فانشد بالله" ،قال: فإن أبوا علي؟ قال" :فانشد بالله" ،قال :فإن أبوا علي؟ قال" :فانشد بالله" ،قال فإن أبوا علي؟ قال " :فقاتل ،فإن ُقس ِنتلت ففي الجنة ،وإن ت ففي النار"(. َقَنتل َ وروي أبو داود و النترامذي والنسائي وابن اماجة عن سعد بن يزيد رضي ا عنه قال سمعت رسول ا rيقول) :ن قنتل دون اماله فهو شهيد وامن قنتل
دون دامه فهو شهيد وامن قنتل دون دينه فهو شهيد وامن قنتل دون أهله فهو شهيد(. وروى البخاري والنترامذي عن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنهما
قال سمعت رسول ا r
يقول) :امن أريد اماله بغير حق فقاتل فقنتل فهو
شهيد(. - 2تأامين حرية الدين والعنتقاد للمؤامنين الذين يحاول الكافرون أن شه ْهس ِر ن ال َّ ع س ِ ك َ سَألوَن َ يفنتنوهم عن دينهم وفى ذلك يقول القرآن الكريم )َي ه ْ جس ِد س س ِ م ه ْ ا َوُكه ْف ٌر س ِبس ِه َواه ْل َ ل س ِ سس ِبي س ِ ن َ ع ه ْ ص ٌّد َ ل س ِفيس ِه َكس ِبي ٌر َو َ ل س ِقَنتا ٌ م س ِقَنتالأ ٍ س ِفيس ِه ُق ه ْ حَرا س ِ اه ْل َ ل( )البقرة, (217: ا َواه ْلس ِفه ْنتَنُة أ َه ْكَبُر س ِامنَ اه ْلَقه ْنت س ِ عه ْنَد س ِ هس ِلس ِه س ِامه ْنُه أ َه ْكَبُر س ِ ج أ َ ه ْ وخَرا ُ م َوإ س ِ ه ْ حَرا س ِ اه ْل َ ن الِّدينُ للس ِه َفس ِإنس ِ كو َ ن س ِفه ْنتَن ٌة َوَي ُ كو َ حَّنتى ل َت ُ م َ ه ه ْ ويقول في آية أوخرىَ) :وَقاس ِتُلو ُ ن( )البقرة. (193: مي َ ظاس ِل س ِ عَلى ال َّ ن س ِإل َ عه ْدَوا َ اه ْنَنتَهه ْوا َفل ُ -3حماية الدعوة حنتى تبلغ إلى الناس جميعا وينتحدد اموقفهم امنها تحديدا واضحا ,وذلك أن السلم رسالة اجنتماعية إصلحية شااملة تنطوي على أفضل امبادئ الحق والخير والعدل وتوجه إلى الناس جميع كما قال ا
تبارك وتعالى لنبي السلم امحمد r
شيرا س َب س ِ ك س ِإل َكاَّفم ًة س ِللَّنا س ِ سه ْلَنا َ َ) :وَاما أَه ْر َ
َوَنس ِذيرا( )سـبأ , (28:فل بد أن تزول امن طريقها كل عقبة تمنع امن إبلغها ول بد أن يعرف اموقف كل فرد وكل أامة بعد هذا البلغ ،وعلى ضوء هذا النتحديد تكون امعااملة السلم وأهله للناس :فالمؤامنون إوخوانهم , والمعاهدون لهم عهدهم ,وأهل الذامة يوفى لهم بذامنتهم ,والعداء المحاربون وامن تخشى وخياننتهم ينبذ إليهم فإن عدلوا عن وخصوامنتهم فيها وإل حوربوا جزاء اعنتدائهم حنتى ل يكونوا عقبة في طريق دعوة الحق أو امصدر تهديد ووخيانة لهلها ل إكراها لهم على قبول الدعوة ول امحاولة ي( غ ِّ ن اه ْل َ شُد س ِام َ ن ال ُّر ه ْ ن َقه ْد َتَبَّي َ ه س ِفي الِّدي س ِ لكسب إيمانهم بالقوة )ل إ س ِه ْكَرا َ )البقرة ، (256:واليات والحاديث ناطقة بذلك امفضلة إياه في امثل قول ء( )لنفال: سَوا أ ٍ عَلى َ م َ وخَياَنم ًة َفاه ْنس ِبه ْذ إ س َِله ْيس ِه ه ْ م س ِ ن َقه ْو أ ٍ ن س ِام ه ْ خاَف َّ ا تعالىَ) :وإ س َِّاما َت َ ة َوَام ه ْ ن وخَر س ِ ة ال ُّده ْنَيا س ِبال س ِ حَيا َ ن اه ْل َ شُرو َ ن َي ه ْ ا اَّلس ِذي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ل س ِفي َ َ) , (58فه ْلُيَقاس ِت ه ْ
ظيما( )النساء(74: ع س ِ جرا َ ف ُنه ْؤس ِتيس ِه أ َ ه ْ سه ْو َ ب َف َ غس ِل ه ْ ل أ َه ْو َي ه ْ ا َفُيه ْقَنت ه ْ ل س ِ سس ِبي س ِ ل س ِفي َ ُيَقاس ِت ه ْ ن َاما حِّرُامو َ وخس ِر َول ُي َ م ال س ِ ن س ِباللس ِه َول س ِباه ْلَيه ْو س ِ ن ل ُيه ْؤس ِامُنو َ ,وقوله تعالى )َقاس ِتُلوا اَّلس ِذي َ طوا ع ُ حَّنتى ُي ه ْ ب َ كَنتا َ ن ُأوُتوا اه ْل س ِ ن اَّلس ِذي َ ق س ِام َ ح ِّ ن اه ْل َ ن س ِدي َ سوُلُه َول َيس ِديُنو َ ا َوَر ُ م ُ حَّر َ َ ن آَامُنوا ن( )النتوبة، (29:وقوله تعالى ) :اَّلس ِذي َ غُرو َ صا س ِ م َ ه ه ْ ن َيأ ٍد َو ُ ع ه ْ جه ْزَيَة َ اه ْل س ِ ت َفَقاس ِتُلوا غو س ِ طا ُ ل ال َّ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ ن َكَفُروا ُيَقاس ِتُلو َ ا َواَّلس ِذي َ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ ُيَقاس ِتُلو َ عيفا( )النساء.(76: ض س ِ ن َ ن َكا َ طا س ِ شه ْي َ ن َكه ْيَد ال َّ ن إ س ِ َّ طا س ِ شه ْي َ ء ال َّ أ َه ْوس ِلَيا َ وروى البخاري وامسلم عن ابن عمر رضي ا عنهما قال :قال رسول ا ) :rأامرت أن أقاتل الناس حنتى يشهدوا أن ل إله إل ا وأن امحمدا رسول ا ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا امنى داماءهم وأاموالهم إل بحق السلم وحسابهم على ا(. - 4تأديب ناكثي العهد امن المعاهدين أو الفئة الباغية على جماعة المؤامنين النتي تنتمرد على أامر ا وتأبى حكم العدل والصلح وفى ذلك عُنوا س ِفي ط َ م َو َ ه ه ْ عه ْهس ِد س ِ عدس ِ َ ن َب ه ْ م س ِام ه ْ ماَنُه ه ْ كُثوا أ َه ْي َ ن َن َ يقول القرآن الكريمَ) :وإ س ِ ه ْ ن َقه ْواما ن َ ,أل ُتَقاس ِتُلو َ م َيه ْنَنتُهو َ عَّلُه ه ْ م َل َ ن َلُه ه ْ ما َ م ل أ َه ْي َ كه ْفس ِر إ س َِّنُه ه ْ مَة اه ْل ُ م َفَقاس ِتُلوا أ َس ِئ َّ ك ه ْ س ِديس ِن ُ ة( )النتوبة, (13: ل َامَّر أ ٍ م أ ََّو َ م َبَدُأوُك ه ْ ه ه ْ سولس ِ َو ُ ج الَّر ُ وخَرا س ِ موا س ِبس ِإ ه ْ ه ُّ م َو َ ماَنُه ه ْ كُثوا أ َه ْي َ َن َ غ ه ْ ت ن َب َ ما َفس ِإ ه ْ حوا َبه ْيَنُه َ صس ِل ُ ن اه ْقَنتَنتُلوا َفَأ ه ْ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ ن س ِام َ طاس ِئَفَنتا س ِ ن َ ويقولَ) :وإ س ِ ه ْ ء ه ْ ت ن َفا َ ا َفس ِإ ه ْ ء إ س َِلى أ َه ْامس ِر س ِ حَّنتى َتس ِفي َ غي َ وخَرى َفَقاس ِتُلوا اَّلس ِنتي َته ْب س ِ عَلى ال ُ ه ْ ما َ ه َ حَدا ُ إ س ِ ه ْ ن( )الحجرات.(9: طي َ س س ِ مه ْق س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ طوا إ س ِ َّ س ُ ل َوأ َه ْق س ِ عه ْد س ِ ما س ِباه ْل َ حوا َبه ْيَنُه َ صس ِل ُ َفَأ ه ْ - 5إغاثة المظلوامين امن المؤامنين أينما كانوا والننتصار لهم امن الظالمين , هُدوا س ِبَأه ْامَواس ِلس ِه ه ْ م جا َ جُروا َو َ ها َ ن آَامُنوا َو َ ن اَّلس ِذي َ وفى ذلك يقول القرآن الكريم )إ س ِ َّ ع أ ٍ ض ء َب ه ْ م أ َه ْوس ِلَيا ُ ضُه ه ْ ع ُ ك َب ه ْ صُروا ُأوَلس ِئ َ ن آَوه ْوا َوَن َ ا َواَّلس ِذي َ ل س ِ سس ِبي س ِ م س ِفي َ سس ِه ه ْ َوأ َه ْنُف س ِ جُروا َوإ س ِنس ِ حَّنتى ُيَها س ِ ء َ ي أ ٍ ش ه ْ ن َ م س ِام ه ْ ن َولَيس ِنتس ِه ه ْ م س ِام ه ْ ك ه ْ جُروا َاما َل ُ م ُيَها س ِ ن آَامُنوا َوَل ه ْ َواَّلس ِذي َ ق َو ُ ا م س ِاميَثا ٌ م َوَبه ْيَنُه ه ْ ك ه ْ م َبه ْيَن ُ عَلى َقه ْو أ ٍ صُر س ِإل َ م الَّن ه ْ ك ُ عَله ْي ُ ن َف َ م س ِفي الِّدي س ِ صُروُك ه ْ سَنته ْن َ ا ه ْ صي ٌر( )لنفال. (72: ن َب س ِ مُلو َ ع َ ما َت ه ْ س ِب َ
ج ـ تحريم الحرب لغير ذلك امن الغراض:
فكل اما سوى هذه الغراض النسانية الصلحية الحقة امن المقاصد المادية أو النفعية فإن السلم ل يجيز الحرب امن أجلها بحال امن الحوال وذلك واضح كل الوضوح في إضافة السلم القنتال أو الجهاد دائما إلى سبيل ا فل تزد واحدة امن هاتين الكلمنتين في بحث امن البحو ث السلامية إل امقرونة بهذا السبيل ,على أن القرآن الكريم قد صرح بنتحريم كل قنتال لغير هذه الغراض المشروعة وأكدت هذا النتحريم أحاديث النبي امحمد rوسجل النتاريخ ذلك لصحابه الذين لم يريدوا بقنتالهم شيئا أبدا إل وجه ا وتحقيق المقاصد المنتقدامة كلها أو بعضها وفي ذلك يقول القرآن م ه ْ ن ا َفَنتَبَّيُنوا َول َتُقوُلوا س ِل َ ل س ِ سس ِبي س ِ م س ِفي َ ضَره ْبُنت ه ْ ن آَامُنوا إ س َِذا َ الكريمَ) :يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ غاس ِن ُ م ا َام َ عه ْنَد س ِ ة ال ُّده ْنَيا َف س ِ حَيا س ِ ض اه ْل َ عَر َ ن َ غو َ ت ُامه ْؤس ِامنا َته ْبَنت ُ س َ م َل ه ْ سل َ م ال َّ ك ُ أ َه ْلَقى إ س َِله ْي ُ مُلو َ ن ع َ ما َت ه ْ ن س ِب َ ا َكا َ ن َ م َفَنتَبَّيُنوا إ س ِ َّ ك ه ْ عَله ْي ُ ا َ ن ُ م َّ ل َف َ ن َقه ْب ُ م س ِام ه ْ ك ُكه ْنُنت ه ْ ة َكَذس ِل َ َكس ِثيَر ٌ خنَ حَّنتى ُيه ْث س ِ سَرى َ ن َلُه أ َ ه ْ كو َ ن َي ُ ي أ َ ه ْ ن س ِلَنس ِب ٍّ وخس ِبيرا( )النساء , (94:ويقولَ) :اما َكا َ َ م َ ,له ْول كي ٌ ح س ِ عس ِزي ٌز َ ا َ ة َو ُ وخَر َ ا ُيس ِريُد ال س ِ ض ال ُّده ْنَيا َو ُ عَر َ ن َ ض ُتس ِريُدو َ س ِفي ال َه ْر س ِ م( )لنفال. (68-67: ظي ٌ ع س ِ ب َ عَذا ٌ م َ وخه ْذُت ه ْ ما أ َ َ م س ِفي َ ك ه ْ س ُ م َّ ق َل َ سَب َ ا َ ن س ِ ب س ِام َ س ِكَنتا ٌ
وأوخرج الخمسة عن أبى اموسى رضي ا عنه قال) :سئل رسول ا r عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل ا؟ فقال" :امن قاتل لنتكون كلمة ا هي العليا فهو في سبيل ا"(. وأوخرج أبو داود عن أبي هريرة رضي ا عنه )أن رجل قال :يا رسول ا رجل يريد الجهاد في سبيل ا وهو يبنتغى عرضا امن الدنيا فقال" :ل أجر له" ،فأعاد عليه ثلثا كل ذلك يقول" :ل أجر له"(. ولقد تأثر أصحاب النبي حنتى العراب امنهم بهذا السمو في الغرض امن القنتال حنتى روى النسائي عن شداد بن الهادي رضي ا عنه )أن رجل امن العراب جاء فبآامن بالنبي ثم قال :أهاجر امعك ,فأوصى النبي rبه بعض أصحابه فكانت غزاة غنم النبي فيها شيئا فقسم وقسم له فقال :اما هذا. فقال "قسمنته لك" قال :اما على هذا اتبعنتك ولكنى اتبعنتك على أن أرامى إلى ههنا -وأشار بيده إلى حلقه بسهم -فأاموت فأدوخل الجنة فقال" :إن
تصدق ا يصدقك" فلبثوا قليل ثم نهضوا في قنتال العدو فأتى به النبي امحمول قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي" :أهو هو؟" قالوا :نعم قال" :صدق ا فصدقه" ثم كفن في جبة النبي ثم قدامه فصلى عليه فكان امما ظهر امن صلته" :اللهم إن هذا عبدك وخرج امهاجرا في سبيلك فقنتل شهيدا وأنا شهيد على ذلك"(. وصحف النتاريخ فياضة بمثل هذه الزهادة امنهم في عرض الحياة الدنيا وغنائم الفنتح وأن غرضهم امن الجهاد لم يكن شيئا إل إعلء كلمة ا وحماية دعوته في الناس.
د ـ إيثار السلم كلما أامكن ذلك والنتشجيع عليها: فالمسلم ل يحارب إل امكرها على القنتال بعد اسنتنفاد وسائل المسالمة جميعا ,وحين تلوح بارقة أامل في السلم يوجب عليه السلم أن يننتهزها وأل يدع الفرصة تفلت امن يده وعليه أن يعمل على إطفاء نار الحرب اما حوا جَن ُ ن َ اسنتطاع إلى ذلك سبيل ,وفى ذلك يقول القرآن الكريمَ) :وإ س ِ ه ْ م( )لنفال، (61: عس ِلي ُ ع اه ْل َ مي ُ س س ِ هَو ال َّ ا إ س َِّنُه ُ عَلى س ِ ل َ ح َلَها َوَتَوَّك ه ْ جَن ه ْ م َفا ه ْ سه ْل س ِ س ِلل َّ وروى أبو داود عن الحار ث بن امسلم عن أبيه قال) :بعثنا رسول ا rفي سرية فلما بلغنا المغار "أي امكان المغارة" اسنتحثثت فرسي فسبقت أصحابي فنتلقاني أهل الحي بالرنين فقلت لهم" :قولوا ل إله إل ا تحرزوا" فقالوها فلامني أصحابي وقالوا :حرامنتنا الغنيمة فلما قدامنا على رسول ا
r
سن لي اما صنعت ثم قال لي "أاما إن أوخبروه بالذي صنعت فدعاني فح تّ
ا قد كنتب لك لكل إنسان امنهم كذا وكذا امن الجر" وقال" :أاما إني سأكنتب لك بالوصاة بعدي" ففعل ووخنتم عليه ودفعه إلي"(.
هـ ـ الرحمة في الحرب وامراعاة أعلى آدابها النسانية: فإذا كانت الحرب ول بد فإن المسلم يضرب فيها أروع المثل على الرحمة والنتفضل وامراعاة أعلى آدابها النسانية فإذا رجحت كفة المسلمين على أعدائهم وظهرت الغلبة لهم فإن عليهم بحق القرآن أن يكفوا عن القنتل ويكنتفوا بالسر ليمنوا على السير بعد ذلك بحرينته أو يفنتدوا به امثله امن
أساراهم فيحسنوا إلى إنسانين امن عباد ا وفى ذلك يقول القرآن ش ُّدوا م َف ُ ه ه ْ مو ُ خه ْنُنت ُ حَّنتى إ س َِذا أ َه ْث َ ب َ ب الِّرَقا س ِ ضه ْر َ ن َكَفُروا َف َ م اَّلس ِذي َ الكريمَ) :فس ِإَذا َلس ِقيُنت ُ ها( )امحمد , (4:وأاما ب أ َه ْوَزاَر َ حه ْر ُ ع اه ْل َ ض َ حَّنتى َت َ ء َ عُد َوإ س َِّاما س ِفَدا م ً ق َفس ِإَّاما َامتّنا َب ه ْ اه ْلَوَثا َ ق فسيأتي تفصيل الكلم عنه في بحث آوخر ،وحسبنا الن أن نقول إنه الر تّ امعنى امن امعاني الرحمة النتي شرعها السلم في الحرب فأبدل حكم العدام وهو القنتل بحكم السجن المؤبد وهو الرق بعد السر ثم جعل لهذا السجن بعد ذلك عدة امنافذ يسنتطيع السير فيها أن يسنترد حرينته بكل سهولة ل يبيح السلم الرق بحال امن الحوال إل في هذا الموقف والذي تنتجسم فيه امعاني الرحمة والحسان. والمسلم فئ قنتاله ،ل يغدر ول يفجر ول يفسد ول ينتلف ول ينهب امال ول يقنتل اامرأة ول طفل ول شيخا كبيرا ولينتبع امدبرا ول يجهز على جرحى ول يمثل بقنتيل ول يسيء إلى أسير ول ينتعرض لمسالم أو رجل دين ول يقصد أن يضرب وجها أو يقنتل صبي.
أوخرج أبو داود عن ابن امسعود رضي ا عنه قال :قال رسول ا r
:
)أعف الناس س ِقنتلة أهل اليمان( .وأوخرج البخاري عن عبد ا بن يزيد
النصاري قال) :نهى رسول ا r
عن النهبى والمثلة(.
وأوخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا ) :rإذا قاتل أحدكم فلينتجنب الوجه(. وأوخرج أبو داود عن أبى يعلى قال) :غزونا امع عبد الرحمن بن وخالد بن الوليد فأتى بأربعة أعلج امن العدو فأامر بهم فقنتلوا صبرا بالنبل فبلغ ذلك أبا أيوب النصاري رضي ا عنه فقال" :سمعت رسول ا rينهى عن قنتل الصبر فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة اما صبرتها" فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعنتق أربع رقاب(. وأوخرج السنتة ،إل النسائي ،عن ابن عمر قال) :وجدت اامرأة امقنتولة في بعض امغازي رسول ا
r
فنهى رسول ا rعن قنتل النساء والصبيان(.
وأوخرج امسلم وأبو داود والنترامذي عن بريدة رضى ا عنه قال ) :كان رسول ا rإذا أتّامر الامير على جيش أو سرية أوصاه في وخاصنته بنتقوى ا تعالى وامن امعه امن المسلمين وخيرا ثم قال" :اغزوا باسم ا في سبيل ا قاتلوا امن كفر بالله اغزوا ول تغلوا ول تغدروا ول تمثلوا ول تقنتلوا وليدا"(. وكانت هذه الوصية شعار الخلفاء والامراء ،يوصون بها دائما قواد الجيوش حين يبعثون بهم إلى القنتال ,أوصى أبو بكر أساامة رضي ا عنه فقال) :ل تخونوا ول تغدروا ول تمثلوا ،ول تقنتلوا طفل ول شيخا كبيرا ول اامرأة ,ول تعقروا نخل ول تحرقوه ,ول تقطعوا شجرة امثمرة ,ول تذبحوا شاة ول بقرة ول بعيرا إل للكل ،وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصواامع فدعوهم واما فرغوا أنفسهم له ،وسوف تقدامون على قوم فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها امثل العصائب فاوخفقوهم بالسيف وخفقا( ,ثم قال) :اندفعوا باسم ا(. فهل رأت الساحات والميادين أرق امن هذه الفئدة وألين امن هذه القلوب؟
و ـ الوفاء بالعهود والمواثيق والشروط: فإذا كانت هدنة واموثق وعهد وصلح وشرط فالسلم يشدد في املحظة ذلك والمحافظة على صورته وامعناه أدق المحافظة وينتوعد الخالفين امن أبنائه إن غدروا ولم يفوا بأشد الوعيد ,واليات والحاديث في ذلك واضحة امحكمة ل تدع امجال لباحة نقض العهد بالخيانة فيه وقت القوة وعده قصاصة ورق عند إامكان الخروج عليه بالحيلة ،وفى ذلك يقول القرآن ها َوَقده ْ عَد َته ْوس ِكيس ِد َ ن َب ه ْ ما َ ضوا ال َه ْي َ م َول َته ْنُق ُ هه ْدُت ه ْ عا َ ا إ س َِذا َ عه ْهس ِد س ِ الكريمَ) :وأ َه ْوُفوا س ِب َ ض ه ْ ت كوُنوا َكاَّلس ِنتي َنَق َ ن َ ,ول َت ُ عُلو َ م َاما َته ْف َ عَل ُ ا َي ه ْ ن َ م َكس ِفيل م ً إ س ِ َّ ك ه ْ عَله ْي ُ ا َ م َ عه ْلُنت ُ ج َ َ ه َ ي ن أ َُّام ٌة س ِ كو َ ن َت ُ م أ َ ه ْ ك ه ْ وخل م ً َبه ْيَن ُ م َد َ ك ه ْ ماَن ُ ن أ َه ْي َ خُذو َ كاثا َتَّنت س ِ ة أ َه ْن َ عس ِد ُقَّو أ ٍ ن َب ه ْ غه ْزَلَها س ِام ه ْ َ م س ِفيس ِه م اه ْلس ِقَياَامس ِة َاما ُكه ْنُنت ه ْ م َيه ْو َ ك ه ْ ن َل ُ ا س ِبس ِه َوَلُيَبِّيَن َّ م ُ ما َيه ْبُلوُك ُ ن أ َُّامأ ٍة إ س َِّن َ أ َه ْرَبى س ِام ه ْ م َل ه ْ م شس ِرس ِكينَ ُث َّ م ه ْ م س ِامنَ اه ْل ُ هه ْدُت ه ْ عا َ ن َ ن( )النحل) , (92-91:س ِإل اَّلس ِذي َ خَنتس ِلُفو َ َت ه ْ م إ س َِلى ُامَّدس ِتس ِه ه ْ م ه ه ْ عه ْهَد ُ م َ موا إ س َِله ْيس ِه ه ْ حدا َفَأس ِت ُّ م أَ َ ك ه ْ عَله ْي ُ هُروا َ ظا س ِ م ُي َ شه ْيئا َوَل ه ْ م َ صوُك ه ْ َيه ْنُق ُ
سُؤول م ً( ن َام ه ْ عه ْهَد َكا َ ن اه ْل َ عه ْهس ِد إ س ِ َّ ن( )النتوبةَ) , (4:وأ َه ْوُفوا س ِباه ْل َ مَّنتس ِقي َ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ إ س ِ َّ )السراء. (34: وأوخرج أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة امن أبناء الصحابة عن هدا أو اننتقصه أو آبائهم رضي ا عنهم أن رسول ا rقال) :امن ظلم امعا َ كلفه فوق طاقنته أو أوخذ امنه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القياامة(. )قال أهل سمرقند لعااملهم سليمان بن أبي السري :إن قنتيبة غدر بنا وظلمنا وأوخذ بلدنا ,وقد أظهر ا العدل والنصاف فأذن لنا فليفد امنا وفد إلى أامير المؤامنين ـ وهو يوامئذ عمر بن عبد العزيز ـ يشكون ظلامنتنا فإن كان لنا حق أعطيناه ,فإن بنا إلى ذلك حاجة ،فأذن لهم فوجهوا امنهم قواما إلى عمر ،فلما علم عمر ظلامنتهم كنتب إلى سليمان يقول له" :إن أهل سمرقند قد شكوا إلي ظلما أصابهم ،وتحاامل امن قنتيبة عليهم حنتى أوخرجهم امن أرضهم ،فإذا أتاك كنتابي هذا فأجلس لهم القاضي فلينظر في أامرهم ،فإن قضى لهم فأوخرجهم إلى لمعسكرهم كما كانوا وكننتم قبل أن يظهر عليهم قنتيبة" ,فاجلس لهم سليمان "جميع بن حاضر" القاضي ، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى امعسكرهم وينابذوهم على سواء فيكون صلحا جديدا أو ظفرا عنوة .فقال أهل السند :بل نرضى بما كان ول نجدد حربا ،لن أهل الرأي امنهم قالوا :قد وخالطنا هؤلء القوم وأقمنا امعهم وأامنونا وأامناهم فإن عدنا إلى الحرب ل ندرى لمن يكون الظفر ، وإن لم يكن لنا نكون قد اجنتنبنا عداوة في المنازعة ،فنتركوا الامر على اما كان عليه ورضوا ولم ينازعوا( ..وهذا امننتهى المبالغة في تقصى العدل والوفاء بالعهد.
ز ـ الجزية: ولسنا نحب أن تمر هذه الكلمات عن اموقف السلم امن الحرب قبل أن ننتناول أامر الجزية بكلمة توضح امعناها والمقصود امنها وتكشف عن حكمنتها وكيف أنها أبلغ امعاني النصاف والمرحمة النتي جاء بها السلم فنقول:
الجزية ضريبة كالخراج تجبى على الشخا ص ل على الرض والكلمة عربية امشنتقة امن الجزاء لنها تدفع نظير شيء هو الحماية والمنعة ،أو العفاء امن ضريبة الدم والجندية ،وذهب بعض العلماء إلى أنها فارسية امعربة وأصلها "كزيت" وامعناها الخراج الذي يسنتعان به على الحرب .وقال إن كسرى هو أول امن وضع الجزية وعلى هذا فهي نظام في الضريبة نقله السلم عن الفارسية ولم يبنتكره. ولقد قرر السلم ضريبة الجزية على غير المسلمين في البلد النتي يفنتحها نظير قيام الجند السلامي بحماينتهم وحراسة أوطانهم والدفاع عنها في الوقت الذي قرر فيه إعفاءهم امن الجندية ,فهي "بدل نقدي" لضريبة الدم ،وإنما سلك السلم هذه السبيل ولجأ إليها امع غير المسلمين امن باب النتخفيف عليهم والرحمة بهم وعدم الحراج لهم حنتى ل يلزامهم أن يقاتلوا في صفوف المسلمين فينتهم بأنه إنما يريد لهم الموت والسنتئصال والفناء والنتعريض لمخاطر الحرب والقنتال ،فهي في الحقيقة "اامنتياز في صورة ضريبة" وفى الوقت نفسه احنتياط لنتنقية صفوف المجاهدين امن غير ذوى العقيدة الصحيحة والحماسة المؤامنة البصيرة وامقنتضى هذا أن غير المسلمين امن أبناء البلد النتي تدوخل تحت حكم السلم إذا دوخلوا في الجند أو تكفلوا أامر الدفاع أسقط الامام عنهم الجزية ,وقد جرى العمل على هذا فعل في كثير امن البلد النتي فنتحها وخلفاء السلم ،وسجل ذلك قواد الجيوش السلامية في كنتب وامعاهدات ل زالت امقروءة في كنتب النتاريخ السلامي وامنها: - 1كنتاب وخالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا حين دوخل الفرات وأوغل فيه وهذا نصه) :هذا كنتاب امن وخالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقوامه ,إني عاهدتكم على الجزية والمنعة فلك الذامة والمنعة واما امنعناكم فلنا الجزية وإل فل( كنتب سنة اثننتي عشرة في صفر. - 2وفى حمص رد الامراء بأامر أبي عبيدة اما كانوا أوخذوه امن الجزية امن أهلها واما إليها حين جلوا عنها لينتجمعوا لقنتال الروم وقالوا لهل البلد إنما:
)رددنا عليكم أاموالكم لنه قد بلغنا اما جمع لنا امن الجموع وإنكم قد اشنترطنتم أن نمنعكم وإنا ل نقدر على ذلك الن وقد رددنا عليكم اما أوخذنا امنكم ونحن لكم على الشرط واما كان بيننا وبينكم إن نصرنا ا عليهم( ، فكان جواب أهل هذه البلد) :ردكم ا علينا ونصركم عليهم فلوا كانوا هم لم يردوا علينا شيئا وأوخذوا كل شيء ،لولينتكم وعدلكم أحب إلينا امما كنا فيه امن الظلم والغشم( ،وكذلك فعل أبو عبيدة نفسه امع دامشق حين كان ينتجهز لليراموك. - 3كنتاب العهد الذي كنتبه سويد بن امقرن أحد قواد عمر رضي ا عنهما لرزبان وأهل دهسنتان وسائر أهل جرجان ونصه) :هذا كنتاب سويد بن امقرن لرزبان صول بن رزبان وأهل دهسنتان وسائر أهل جرجان أن لكم الذامة وعلينا المنعة على أن عليكم امن الجزاء في كل سنة على قدر طاقنتكم على كل حال وامن اسنتعنا به امنكم فله جزاؤه "أي جزينته" في امعوننته عوضا عن جزائه ،ولهم الامان على أنفسهم وأاموالهم وامللهم وشرائعهم ول يغير شيء امن ذلك( شهد سواد بن قطبة وهند بن عمر وسماك بن امخرامة وعنتيبة بن النهاس وكنتب في سنة 18هـ -الطبري. - 4كنتاب عنتبة بن فرقد أحد عمال عمر بن الخطاب وهذا نصه) :هذا اما أعطى عنتبة بن فرقد عاامل عمر بن الخطاب أامير المؤامنين أهل أذربيجان سهلها وجبلها وحواشيها وشعارها وأهل امللها كلهم الامان على أنفسهم وأاموالهم وامللهم وشرائعهم على أن يؤدوا جزية على قدر طاقنتهم ،وامن حشر امنهم في سنة "أي جند امنهم في سنة" وضع عنه جزاء تلك السنة وامن أقام فله امثل امن أقام امن ذلك( ـ الطبري. - 5العهد الذي كان بين سراقة عاامل عمر وبين شهر براز وقد كنتب به سراقة إلى عمر فأجازه واسنتحسنه وهذا نصه) :هذا اما أعطى سراقة بن عمرو عاامل أامير المؤامنين عمر بن الخطاب شهر براز وسكان أرامينية والرامن امن الامان ,أعطاهم أامانا لنفسهم وأاموالهم واملنتهم أل يضاروا ول ينقضوا ،وعلى أرامينية والبواب الطراء امنهم "أي الغرباء" والقناء "أى
المقيمون" وامن حولهم فدوخل امعهم أن ينفروا لكل غارة وينفذوا لكل أامر ناب أو لم ينب رآه الوالي صلحا على أن يوضع الجزاء "أي الجزية" عمن أجاب إلى ذلك ،وامن اسنتغنى عنه امنهم وقعد فعليه امثل اما على أهل أذربيجان امن الجزاء فإن حشروا "أى جندوا" وضع ذلك عنهم( شهد عبد الرحمن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبكير بن عبد ا وكنتب امرضي بن امقرن وشهد ـ الطبري. - 6أوخيرا أامر الجراجمة فيما ذكره البلذري فقال) :حدثني امشايخ امن أهل إنطاكية أن الجراجمة امن امدينة على جبل لكام عند امعدن الزاج فيما بين بياس وبوقا يقال لها الجرجوامة ،وأن أامرهم كان في اسنتيلء الروم على الشام وإنطاكية إلى بطريرك إنطاكية وواليها ،فلما قدم أبو عبيدة إلى إنطاكية وفنتحها لزاموا امديننتهم كم وهموا باللحاق بالروم إذ وخافوا علي أنفسهم فلم ينتنبه المسلمون لهم ولم ينبهوا عليهم ،ثم إن أهل إنطاكية نقضوا وغدروا فوجه إليهم أبو عبيدة امن فنتحها ثانية وولها بعد فنتحها حبيب بن امسلمة الفهري فغزى الجرجوامة فلم يقاتله أهلها ولكنهم بدروا بطلب الامان والصلح فصالحوه على أن يكونوا أعوانا للمسلمين وعيونا وامسالح في جبل لكام وأل يؤوخذوا بالجزية ,ودوخل امن كان في امديننتهم امن تاجر وأجير وتابع امن النباط وغيرهم وأهل القرى في هذا الصلح... ولم يؤوخذ الجراجمة بالجزية قط حنتى أن بعض العمال في عهد الواثق العباس ألزامهم جزية رؤوسهم فرفعوا ذلك إليه فأامر بإسقاطها عنهم(. وبهذا البيان يندفع كل اما يوجه إلى "ضريبة الجزية" امن نقد أو اتهام ,وتظهر حكمة السلم ورحمة ا بعباده في تشريعاته واضحة ل غموض فيها ول إبهام.
ح ـ الحث على دوام السنتعداد وكمال الشجاعة إذا تحنتم الجهاد: فإذا كان ول بد امن الحرب لغرض امن الغراض النسانية المشروعة النتي سبقت الشارة إليها ،فإن السلم يصرح بأن الجهاد والقنتال فريضة على هَو شه ْيئا َو ُ هوا َ كَر ُ ن َت ه ْ سى أ َ ه ْ ع َ م َو َ ك ه ْ ه َل ُ هَو ُكه ْر ٌ ل َو ُ م اه ْلس ِقَنتا ُ ك ُ عَله ْي ُ ب َ كل امسلم )ُكس ِنت َ
ن( مو َ عَل ُ م ل َت ه ْ م َوأ َه ْنُنت ه ْ عَل ُ ا َي ه ْ م َو ُ ك ه ْ ش ٌّر َل ُ هَو َ شه ْيئا َو ُ ح ُّبوا َ ن ُت س ِ سى أ َ ه ْ ع َ م َو َ ك ه ْ وخه ْي ٌر َل ُ َ )البقرة.(216: وهو حينئذ أفضل القربات إلى ا تبارك وتعالى والموت في ساحاته "شهادة" توجب الكبار في الدنيا والجنة في الوخرة ول يعفى امنه إل العاجزون عنه وعليهم أن يجهزوا غيرهم إن كانوا قادرين على ذلك وأن م َوأ َه ْامَواَلُه ه ْ م سُه ه ْ مه ْؤس ِامس ِنينَ أ َه ْنُف َ ن اه ْل ُ شَنتَرى س ِام َ ا ا ه ْ ن َ يخلفوهم في أهليهم بخير )إ س ِ َّ حتّقا س ِفي عَله ْيس ِه َ عدا َ ن َو ه ْ ن َوُيه ْقَنتُلو َ ا َفَيه ْقُنتُلو َ ل س ِ سس ِبي س ِ ن س ِفي َ جَّنَة ُيَقاس ِتُلو َ م اه ْل َ ن َلُه ُ س ِبَأ َّ ك ُ م ع ُ شُروا س ِبَبه ْي س ِ سَنته ْب س ِ ا َفا ه ْ ن س ِ ه س ِام َ عه ْهس ِد س ِ ن أ َه ْوَفى س ِب َ ن َوَام ه ْ ل َواه ْلُقه ْرآ س ِ جي س ِ ة َوال س ِه ْن س ِ الَّنته ْوَرا س ِ م( )النتوبة.(111: ظي ُ ع س ِ هَو اه ْلَفه ْوُز اه ْل َ ك ُ م س ِبس ِه َوَذس ِل َ عُنت ه ْ اَّلس ِذي َباَي ه ْ
وأحاديث النبي امحمد r
في ذلك أكثر امن أن تحصر وقد باشر هو بنفسه
في أكثر امن وخمس وعشرين امعركة كان فيها امثال الشجاعة والنجدة والبأس حنتى قال فارس أصحابه علي كرم ا وجهه) :كنا إذا اشنتد البأس
وحمي الوطيس واحمرت الحدق اتقينا برسول ا r
فيكون أدنانا إلى
العدو( وكذلك كان أصحابه رضوان ا عليهم يفعلون ,ول يسنتطيع أحد أن يرى في هذه الحكام والوخلق لمثل اما شرعت له امن امقاصد وأغراض إل أكرم امعاني الفضيلة النسانية ,والجود بالنفس أقصى غاية الجود , وأجمل اما يكون الحق إذا اسنتعان بالقوة ,وأفضل اما تكون القوة إذا اسُنتخدامت للحق بالحق.
هل اننتشرت دعوة السلم بالسيف؟ أولع وخصوم السلم في كل عصر وبخاصة في هذا العصر بنتوجيه هذه النتهمة إلى السلم ،والسلم امنها براء ,فهو لم يكره الناس على اليمان بالسيف ولم يضعه على رقابهم ليشهدوا بشهادته أو يدينوا بعقيدته فهذه النتهمة باطلة امن وجوه عدة: - 1باطلة بشهادة النتاريخ:الذي يحدثنا بأن النبي امحمدا rامكث بمكة المكرامة ثل ث عشرة سنة يدعو إلى دينه كان فيها امضطهدا أشد الضطهاد حنتى امن أهله وعشيرته وأقرب الناس إليه وامع ذلك فقد احنتمل وصبر
وصابر وكان يمر على النفر امن أصحابه والسرة امن المؤامنين به يعذبون أشد العذاب فل يزيد على أن يقول لهم) :صبرا آل ياسر إن اموعدكم الجنة( ,وامع هذا فقد آامن بالسلم السابقون الولون الثابنتون امن أبنائه وأبرهم به في عهد النبي rوبعد وفاته أعمق اليمان وآامن النصار وهم أهل المدينة بالنبي rبمجرد أن تحد ث امعهم في الموسم وتوافدوا إليه يبايعونه في كل عام حنتى كانت بيعة العقبة وعلى أثرها كانت الهجرة وكل ذلك ورسول ا rل يقابل أهل العدوان بسيف ول عصا ولكن يصبر ويحنتسب ويقول) :اللهم اغفر لقوامي فإنهم ل يعلمون( واما جاء الذن بالقنتال إل في السنة الثانية امن الهجرة بعد أن كثر وخصوم السلم امن المشركين واليهود وتألبوا عليه وأوخذوا ينتحرشون به ويكيدون له فأنزل ا هذه اليات المحكمة وفيها أروع صور الذن بالقنتال لنبل المقاصد م َلَقس ِدي ٌر , ه ه ْ صس ِر س ِ عَلى َن ه ْ ا َ ن َ موا َوإ س ِ َّ ظس ِل ُ م ُ ن س ِبَأَّنُه ه ْ ن ُيَقاَتُلو َ ن س ِلَّلس ِذي َ والغراض )أ ُس ِذ َ ع س ِ ا ا َوَله ْول َده ْف ُ ن َيُقوُلوا َر ُّبَنا ُ ق س ِإل أ َ ه ْ ح ٍّ غه ْيس ِر َ م س ِب َ ه ه ْ ن س ِدَياس ِر س ِ جوا س ِام ه ْ وخس ِر ُ ن أ ُ ه ْ اَّلس ِذي َ س مُ جُد ُيه ْذَكُر س ِفيَها ا ه ْ سا س ِ ت َوَام َ صَلَوا ٌ ع َو َ ع َوس ِبَي ٌ صَواس ِام ُ ت َ ض َلُهِّدَام ه ْ ع أ ٍ م س ِبَب ه ْ ضُه ه ْ ع َ س َب ه ْ الَّنا َ عس ِزي ٌز( )الحج. (40-39: ي َ ا َلَقس ِو ٌّ ن َ ه إ س ِ َّ صُر ُ ن َيه ْن ُ ا َام ه ْ ن ُ صَر َّ ا َكس ِثيرا َوَلَيه ْن ُ س ِ والنتاريخ يحدثنا عن أصحاب رسول ا rأنهم فنتحوا البلد بأوخلقهم وحسن امعااملنتهم قبل أن يفنتحوها بسيوفهم وعدتهم وعددهم ،فل ينتصور أن عددا قليل امن هؤلء العرب يدك عرش كسرى ويدك املك قيصر وير ث هذه الامبراطوريات الضخمة في هذا العدد امن السنين بمجرد القوة ،ول يعقل أن ثمانية آلف جندي يفنتحون إقليما شاسعا كمصر وينشرون فيها دينهم ولغنتهم و آدابهم وثقافنتهم وعقيدتهم بالكراه والجبروت ،ولكن بحسن الحدوثة وجميل العمل ،وها نحن قد رأينا فيما تقدم كيف أن كثيرا امن أهل هذه البلد كانوا ينتمنون عودة العرب إليهم بعد جلئهم فكيف يقال بعد هذا إن السلم قام على السيف واننتشر بالسيف. - 2وباطلة ببآيات القرآن الكريم:النتي تقرر حرية العقيدة وتقول في وضوح ي( )البقرة, (256: غ ِّ ن اه ْل َ شُد س ِام َ ن ال ُّر ه ْ ن َقه ْد َتَبَّي َ ه س ِفي الِّدي س ِ وصراحة) :ل إ س ِه ْكَرا َ
كُفه ْر إ س َِّنا ء َفه ْلَي ه ْ شا َ ن َوَامنه ْ َ ء َفه ْلُيه ْؤس ِام ه ْ شا َ ن َ م ه ْ م َف َ ك ه ْ ن َرِّب ُ ق س ِام ه ْ ح ُّ ل اه ْل َ كما تقولَ) :وُق س ِ مه ْهلس ِ ء َكاه ْل ُ ما أ ٍ غاُثوا س ِب َ غيُثوا ُي َ سَنت س ِ ن َي ه ْ سَراس ِدُقَها َوإ س ِ ه ْ م ُ ط س ِبس ِه ه ْ حا َ ن َنارا أ َ َ مي َ ظاس ِل س ِ عَنته ْدَنا س ِلل َّ أ َ ه ْ ت ُامه ْرَتَفقا( )الكهف (29:كما تقول: ء ه ْ سا َ ب َو َ شَرا ُ س ال َّ ه س ِبه ْئ َ جو َ شس ِوي اه ْلُو ُ َي ه ْ غُه م أ َه ْبس ِل ه ْ ا ُث َّ م س ِ ع َكل َ م َ س َ حَّنتى َي ه ْ ه َ جه ْر ُ ك َفَأ س ِ جاَر َ سَنت َ ن ا ه ْ شس ِرس ِكي َ م ه ْ ن اه ْل ُ ح ٌد س ِام َ ن أَ َ )َوإ س ِ ه ْ ن( )النتوبة , (6:فهو يلزم المؤامنين إن اسنتجار مو َ عَل ُ م ل َي ه ْ م َقه ْو ٌ ك س ِبَأَّنُه ه ْ َامه ْأَامَنُه َذس ِل َ بهم أحد المشركين أن يبلغوه الدعوة ويوضحوا له امقاصد السلم ثم يحرسوه حنتى يصل إلى امأامنه وينتركوه ليسلم عن رغبة واقنتناع ل عن وخوف ورهبة وإكراه.. - 3وباطلة لن قواعد السلم واما جرى عليه العمل به امنها تأباها كل ت الباء:فأساس اليمان في السلم الفكر والنظر والطمئنان القلبي )َقاَل س ِ ن س ِفي ما ُ لي َ ل ا س ِ وخ س ِ ما َيه ْد ُ مَنا َوَل َّ سَل ه ْ ن ُقوُلوا أ َ ه ْ ك ه ْ م ُته ْؤس ِامُنوا َوَل س ِ ل َل ه ْ ب آَامَّنا ُق ه ْ عَرا ُ ال َ ه ْ م( )الحجرات ، (14:وأساس المؤاوخذة في السلم بلوغ -الدعوة ك ه ْ ُقُلوس ِب ُ على وجه يدعو إلى النظر ،والنتقليد في اليمان ليس أساسا صحيحا له فضل عن الكراه عليه حنتى قال بعض العلماء المنتأوخرين في امنظوامة فنية: إذ كل امن قلد في النتوحيد
إيمانه لم يخل امن ترديد
وقول المكره في السلم امردود عليه ول يؤاوخذ على عمله ،فالدين الذي يعنتبر العقل والحرية أساسا للعنتقاد والمسئولية ل يمكن أن يقال فيه إنه يقوم على السيف ويننتشر به ،وإن كان قد شرع الحرب والقنتال لما تقدم امن الغراض النتي ل يعنترض عليها إل واهم أو امكابر ,وعلامة اليمان ا َأل س ِبس ِذه ْكس ِر س ِ ا م س ِبس ِذه ْكس ِر س ِ ن ُقُلوُبُه ه ْ مس ِئ ُّ ط َ ن آَامُنوا َوَت ه ْ الحق الطمئنان إليه ) ،اَّلس ِذي َ ب( ن َامبآ أ ٍ س ُ ح ه ْ م َو ُ طوَبى َلُه ه ْ ت ُ حا س ِ صاس ِل َ مُلوا ال َّ ع س ِ ن آَامُنوا َو َ ب ,اَّلس ِذي َ ن اه ْلُقُلو ُ مس ِئ ُّ ط َ َت ه ْ )الرعد. (29-28:
هل السلم وحده هو الذي أوصى بالسيف لحماية الحق؟ وليس السلم وحده هو الذي أشار إلى القنتال والحرب والجهاد كوسيلة لحماية الحق ،بل إن الشرائع
السابقة واللحقة كلها جاءت بذلك.. فأسفار النتوراة النتي ينتداولها اليهود اليوم طافحة بأنباء القنتال والجهاد والحرب والنتخريب والنتدامير والهلك والسبي ،وهى تقرر شريعة القنتال والحرب ولكن في أبشع صورها فقد جاء في سفر النتثنية في الصحاح العشرين امنه عدد 10واما بعده اما يأتي بنصه) :حين تقرب امن امدينة لكي تحاربها اسنتدعها إلى الصلح ،فإن أجابنتك إلى الصلح وفنتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك بالنتسخير ويسنتعبد لك ،وإن لم تسالمك بل عملت امعك حربا فحاصرها ،وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ،وأاما النساء والطفال والبهائم وكل اما في المدينة فنتغنمها لنفسك ،وتأكل غنيمة أعدائك النتي أعطاك الرب إلهك ،هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة امنك جدا والنتي ليست امن امدن هؤلء الامم هنا ، وأاما امدن هؤلء الشعوب النتي يعطيك الرب إلهك نصيبا فل تبقي امنها نسمة اما ,بل تحرامها تحريما ـ الحيثيين والاموريين والكنعانيين والفيرزيين والحويين واليوسيين كما أامرك الرب إلهك(. وفى إنجيل امنتى المنتداول بأيدي المسيحيين في الصحاح العاشر عدد 25 واما بعده يقول) :ل تظنوا أني جئت للقى سلاما على الرض بل سيفا , فإنني جئت لفرق النسان ضد ابنه والبن ضد أبيه والكنة ضد حماتها .. وأعداء النسان أهل بينته ،امن أحب أبا أو أاما اكثر امني فل يسنتحقني ،وامن أحب ابنا أو ابنة اكثر امني فل يسنتحقني ،وامن ل يأوخذ صليبه وينتبعني فل يسنتحقني ،امن وجد حياته يضيعها ،وامن أضاع حياته امن أجلى يجدها(. والقانون الدولي العصري قد اعنترف بالظروف والحوال النتي تشرع فيها الحرب ووضع لها قواعدها ونظمها. واما جاء به السلم في هذا الباب أفضل وأدق وأرحم وأبر بالسلم امن كل ا ُنو ٌر هذا ،فلماذا تنتوجه إليه الشبهات وليس غيره سبيل إلى السلم؟ ) س ِ م س ِام َ ن جُه ه ْ خس ِر ُ م َوُي ه ْ سل س ِ ل ال َّ سُب َ ضَواَنُه ُ ع س ِر ه ْ ن اَّتَب َ ا َام س ِ ن َ ,يه ْهس ِدي س ِبس ِه ُ ب ُامس ِبي ٌ َوس ِكَنتا ٌ م( )المائدة. (16: سَنتس ِقي أ ٍ ط ُام ه ْ صَرا أ ٍ م إ س َِلى س ِ ت إ س َِلى ال ُّنوس ِر س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه َوَيه ْهس ِديس ِه ه ْ ما س ِ ظُل َ ال ُّ
وخطوات السلم واما وضع امن ضمانات لقرار السلم وفى وسعنا بعد هذه النظرات أن نقول :إن السلم كان أول وأكمل تشريع وخطا في سبل إقرار السلم العالمي أوسع الخطوات ،ورسم لسنتقراره أوفى الضمانات النتي لو أوخذت الامم بها ،وسلك الحكام والزعماء والساسة نهج سبيلها لراحوا واسنتراحوا وامن ذلك: - 1تقديس امعنى الوخاء بين الناس والقضاء على روح النتعصب وقد تقدم اموقف السلم امن ذلك في الفصل السابق. - 2الشارة بفضل السلم وطبع النفوس بروح النتساامح الكريم وقد تقدم في أول هذا الفصل اموقف السلم في ذلك امع افنتراض الوفاء وتحريم الغدر ونقض العهود والمواثيق. - 3حصر فكرة الحروب في أضيق الحدود ،وتحريم العدوان بكل صوره وإشاعة العدل والرحمة واحنترام النظام والقانون حنتى في الحرب نفسها ، وللسلم في ذلك القدح المعلى ويقول القرآن الكريم تأكيدا لهذا المعنى: شَنبآ ُ ن م َ ك ه ْ جس ِرَامَّن ُ ط َول َي ه ْ س س ِ ء س ِباه ْلس ِق ه ْ شَهَدا َ ن للس ِه ُ ن آَامُنوا ُكوُنوا َقَّواس ِامي َ )َيا أ َ ُّيَها اَّلس ِذي َ ما وخس ِبي ٌر س ِب َ ا َ ن َ ا إ س ِ َّ ب س ِللَّنته ْقَوى َواَّتُقوا َ هَو أ َه ْقَر ُ عس ِدُلوا ُ عس ِدُلوا ا ه ْ عَلى َأل َت ه ْ م َ َقه ْو أ ٍ ن( )المائدة. (8: مُلو َ ع َ َت ه ْ - 4النتأامين المسلح وقد سبق السلم كل الخطوات العصرية إليه في قول ت غ ه ْ ن َب َ ما َفس ِإ ه ْ حوا َبه ْيَنُه َ صس ِل ُ ن اه ْقَنتَنتُلوا َفَأ ه ْ مه ْؤس ِامس ِني َ ن اه ْل ُ ن س ِام َ طاس ِئَفَنتا س ِ ن َ القرآن الكريم )َوإ س ِ ه ْ ء ه ْ ت ن َفا َ ا َفس ِإ ه ْ ء إ س َِلى أ َه ْامس ِر س ِ حَّنتى َتس ِفي َ غي َ وخَرى َفَقاس ِتُلوا اَّلس ِنتي َته ْب س ِ عَلى ال ُ ه ْ ما َ ه َ حَدا ُ إ س ِ ه ْ ن( )الحجرات، (9: طي َ س س ِ مه ْق س ِ ب اه ْل ُ ح ُّ ا ُي س ِ ن َ طوا إ س ِ َّ س ُ ل َوأ َه ْق س ِ عه ْد س ِ ما س ِباه ْل َ حوا َبه ْيَنُه َ صس ِل ُ َفَأ ه ْ ولقد ذكر رسول ا rاما كان في الجاهلية امن هذا المعنى وهو حلف الفضول بكل وخير وقال rعنه) :لقد شهدت في بيت عبد ا بن جدعان حلفا اما أحب أن لي به حمر النعم( ثم قال) :ولو سئلت به في السلم لجبت(.
أين وخطوات زعماء هذا العصر امن هذه الخطوات؟
وبعد :فأين وخطوات زعماء هذا العصر وساسنته وعلمائه وامشرعيه وفلسفنته امن هذه النظرات واماذا صنعوا لقرار السلم على الرض وقد شهدت الدنيا في ربع قرن حربين عالمينتين طاحننتين أكلنتا الوخضر واليابس وقاامت بعد الحرب الولى "عصبة الامم" لقرار السلم فكنتب لها أن تموت قبل أن تولد ،ووأدها الذين شهدوا امولدها ،بالهواء السياسية والطماع السنتعمارية فلم تسنتطع أن تعالج قضية واحدة امن قضايا الخلف بين الامم النتي اشنتركت فيها ووقعت اميثاقها ،ولم تلبث إل ريثما تهيأت الم والشعوب للحرب امن جديد ،وقيل إن سبب فشلها وخلو اميثاقها امن النص على العقوبة العسكرية للمخالفين. وعقب الحرب العالمية الثانية قاامت هيئة الامم المنتحدة وأنشئ امجلس الامن واسنتكمل النقص النتشريعي في بناء عصبة الامم الموءودة وامضى على ذلك وقت طويل ،ول زال الخلف يشنتد أثره ويقوى امظهره ,ولم تنجح الهيئة ول المجلس إلى الن في علج قضية أو تسوية وخلف ,وليس وراء ذلك إل الحرب الثالثة. وليس امعنى الحرب الثالثة شيئا إل فناء الرض وامن عليها فنحن في عصر القنبلة الذرية. فهل تفيء النسانية الحيرى إلى ا؟ ..وتنتلقى دروس السلم قلبيا ونظريا وعمليا عن السلم؟ ..دين المرحمة ودين السلم...
طَفى ص َ ه اَّلس ِذينَ ا ه ْ عَباس ِد س ِ عَلى س ِ م َ سل ٌ مُد للس ِه َ ....و َ ح ه ْ ل اه ْل َ ُق س ِ ن؟؟ شس ِرُكو َ وخه ْي ٌر أ ََّاما ُي ه ْ ءآللُه َ حسـن البنتّــا
تربية النشئ نص المحاضرة النتي ألقاها الامام حسن البنـا في جمعية الشبان المسلمين عام 1927م أثر النتربية في حياة الفراد والامم حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ س ِبســ س ِ أيها السادة: أرأينتم بقعة امن أديم الرض أهملت فأنبنتت الشوك والسعدان وصارت قفرا بورا ل تنبت زرعا ول تمسك اماء ..وأوخرى تعهدها زارع اماهر بالصلح والحر ث فإذا هي جنة يانعة تنبت امن كل زوج بهيج ..ذلك امثل الفراد والامم إذا أهملها رجال النتربية ولم يعنوا بوسائل إصلحها ورقيها ،وهذا امثلها إذا قااموا عليها بالرعاية وساروا بها إلى غاية ..فالنتربية الصحيحة تهيئ الفرد للعيشة الكااملة وتصل بجسمه وروحه إلى الكمال النساني وترشده إلى حقوقه وواجباته وهي لهذا أكبر امؤثر في حياة الامم ،وعليها ينتوقف امقنتبلها وعنها تننتج عظمنتها وسقوطها ..في الكون كل وسائل السعادة للبشر أودعها ا فيه يوم أبدعه ول ينقص الناس إل أن ينتعرفوا هذه الوسائل ويهنتدوا إلى الطريق الموصل إلى اسنتثمارها على وجهها ليحيوا حياة طيبة في الدنيا والوخرة. علمت ذلك الامم الحديثة ،فكان أول اما تهنتم له في امناهجها الصلحية النتربية تحديد غاينتها وتعرف أقرب الوسائل للوصول إلى هذه الغاية ..أراد فردريك الكبر امصلح بروسيا العظيم أن يصل بأامنته إلى أوج العظمة فوجد أن أقرب الوسائل لذلك إصلح النتربية بإصلح أهم وسائلها وهي المدارس فأصدر قوانينه المدرسية العاامة في سنة 1763اميلدية .. وهنا يحسن أن أذكر حضرتكم بأن النتربية أامر يشمل كل المؤثرات في حياة الشخص وأن النتعليم وسيلة امن وسائل النتربية فقط ،ولما كان أهم وسائلها كان امرادفا لها في أذهان كثيرين ،فنحن حينما نقول النتربية نقصد بها ذلك
المعنى العم الذي يشمل النتعليم وغيره امن وسائلها وقد ذكر الباحثون في حياة الم أن السر في نشاط النجليز وعظمنتهم اما اوخنتطوه لنفسهم امن طرق النتربية الصحيحة بفضل رجالهم المربين أامثال سبنسر وهكسلي وتشارلس إليوت وغيرهم امن القداماء والمحدثين.. وهذا إدامون ديمولن العالم الجنتماعي الفرنسي العظيم يهيب بأامنته أن تفكر في سبيل إصلح النتربية امعنتقدا أن نقص النتربية وفسادها هو السبب الول في كل اما يعرض للامة امن اللم والزامات ،وأن في إصلح النتربية وتكميلها علج كل ذلك واما أبعد نظر ذلك الطبيب الذي ترك الطب واشنتغل بأامور النتربية وامعالجة امسائلها ،فلما سئل عن ذلك كان جوابه) :وجدت بالسنتقراء الدقيق أن امعظم أسباب العلل النسانية الجسمية والنفسية يرجع إلى نقص في النتربية فبآثرت أن أسنتأصل الداء امن جذوره باسنتئصال سببه الول على أن أقضي الوقت في علج اما ينجم عن هذا السبب والوقاية وخير امن العلج ول أشك أني بذلك أقوم بخدامة أعظم للنسانية بقدر اما بين طب الامم وطب الفراد(. وقديما قال الامام الغزالي) :وكما أن البدن في البنتداء ل يخلق كاامل وإنما يكمل ويقوى بالنشوء والنتربية بالغذاء فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال وإنما تكمل بالنتربية وتهذيب الوخلق والنتغذية بالعلم ...والصبي امهما أهمل في ابنتداء نشوئه وخرج في الغلب رديء الوخلق كذابا حسودا سروقا نمااما لحوحا ذا فضول وضحك وكياد وامجانة وإنما يحفظ عن جميع ذلك بحسن النتأديب(. وامن ذلك أيها السادة ترون أن النتبعة الملقاة على عاتق المربين عظيمة إذ أن بيدهم تشكيل نفسية الامة ورسم حياتها المسنتقبلة. غاية النتربية النتي نرجوها لامنتنا يجب أن نحدد غاينتنا امن تربية النشء تحديدا دقيقا واضحا حنتى يمكننا امعرفة الوسائل المؤدية إلى هذه الغاية واما لم نحدد الغاية فإننا نسير
بالامة على غير هدى ..ويجب أن تكون هذه الغاية شااملة وامشنتركة امرضية حنتى تنتوجه إليها الامة كنتلة واحدة فإن تعدد الغايات في الامة الناشئة وبخاصة في بدء نهوضها يؤدي إلى تفريق القوى وتوزيع الجهود ، فل تصل الامة إلى القصد إل بعناء وبعد زامن .. وقد اوخنتلف المربون في غاية النتربية النسانية اوخنتلفا كبيرا فمنهم امن جعلها السعادة ،ولكل في السعادة نفسها امذهب وخا ص ,وامنهم امن جعلها الرتزاق ,وامنهم امن جعلها روحية امحضة ،وامنهم امن جعلها الفضيلة والكمال ،وامنهم امن جعلها العيشة النتاامة ..إلى غير ذلك امن الغايات النتي كان يننتزعها أصحابها امن امسنتلزامات عصورهم وامن روح النتفكير النتي تسود تلك العصور واوخنتلفت تبعا لنتلك الوسائل وإن كان المربون قديما وحديثا أجمعوا على وجوب العناية بالغاية الدينية. ولسنا بصدد امناقشة هذه الغايات وبيان الولى امنها بالعناية والرعاية ، ولكن الذي يعنينا أن نحدد غاينتنا نحن تلك الغاية النتي يجب أن تنتوجه إليها جهود الامم السلامية في هذا العصر بعد اللمام بكل اما يحيط بها امن الظروف السياسية والجنتماعية والفكرية وغيرها .. وكأننا برأس الموضوع نفسه يملى علينا هذه الغاية ويلخصها في أنها.. :حب السلم والنتمسك ببآدابه والغيرة عليه. وبما أن هذا الدين يأامر بالعناية بالشئون الدنيوية ويحث على السبق والنتبريز ك ُ ا ما آَتا َ غ س ِفي َ فيها امع عدم إغفال أامر الوخرة على حد قوله تعالىَ) :واه ْبَنت س ِ ن ال ُّده ْنَيا( )القصص , (77:وعلى حد قوله ك س ِام َ صيَب َ س َن س ِ ة َول َته ْن َ وخَر َ الَّداَر ال س ِ طِّيَبم ًة( )النحل. (97: ة َ حَيا م ً حس ِيَيَّنُه َ تعالىَ) :فَلُن ه ْ فليست النتربية السلامية تربية دنيوية عملية كما كانت عند اليونان امثل ، وليست دينية امحضة كما كانت عند السرائيليين قديما ،وإنما هي جماع بينهما ,كما امدح جرير عمر بن عبد العزيز: فل هو في الدنيا امضيع نصيبه
ول عرض الدنيا عن الدين شاغله
ونزيد ذلك تفصيل فنقول :غاية النتربية المقصودة:
ا -تحبيب السلم إلى النفوس والغيرة عليه. - 2تهيئة السبيل للنجاح في الحياة. - 3الدفاع عن المصلحة الدينية والدنيوية وتنمية الشعور بالغيرة وإذن فما الوسائل النتي تؤدينا إلى هذه الغاية؟ وسائل إصلح النتربية السلامية ف على إصلح هذه ينتأثر الناشئ في حياته بعواامل كثيرة وإصلح تربينته وق ٌ المؤثرات وتوجيهها نحو الغاية الخاصة .وأهم هذه المؤثرات :المنزل ، والمدرسة ،والبيئة. المنــزل الطفل أول اما يرى امن الوجود امنزله وذويه فنترتسم في ذهنه أول صور الحياة امما يراه امن حالهم وطرق امعيشنتهم ،فنتنتشكل نفسه المرنة القابلة لكل شئ المنفعلة بكل أثر بشكل هذه البيئة أولى ،لقول الامام الغزالي) :الصبي أامانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة وخالية امن كل نقش وصورة وهو قابل لكل اما نقش وامائل إلى كل عتّود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والوخرة اما يمال به إليه فإن ُ عتّود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي أبواه وكل امعلم له وامؤدب ،وإن ُ وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له(. ويقول رسول ا صلى ا عليه وسلم) :كل امولود يولد عليه الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه( وإلى هذا أشار أبو العلء في قوله: وينشأ ناشئ الفنتيـان امنـا اما دان الفنتى بحجي ولكن
على اما كان عوده أبوه يعوده النتديـن أقربوه
وإذا كان للمنزل كل هذا الثر في حياة الطفل وجب ـ تحقيقا للغاية السالفة ـ أن يحاط بكل اما يغرس في نفسه روح الدين والفضيلة ،وأهم الوسائل في إصلح المنزل:
أول ـنترقية تعليم المرأة عندنا وتزويدها في المدارس بالقدر الوافر امن الدين والخلق وإفساح المجال في امناهج دراسة البنات للبحو ث البينتية وتراجم فضليات النساء اللتي كن امضرب المثل في الخلق الفاضل في زامنهم كنسيبة بنت كعب ,وأسماء بنت أبي بكر ,وصفية بنت عبد المطلب , ووخولة بنت الزور ,وسكينة بنت الحسين وغيرهن كثير.. فالم امدرسة إذا هذبنتها
أوخرجت شعبا طيب العراق
أاما أن تسنتمر امناهج تعليم البنات عندنا كما هي عليه الن فنتعني بالكمالي والضار وتنترك الضروري والنافع فهذا امما ل يبشر بحياة طيبة للنشء السلامي .. تدرس البنت في امدارسنا الموسيقى واللغة الجنبية والهندسة الفراغية والقانون الن ،ثم هي ل تعلم شيئا عن تربية الطفل ول تدبير الصحة ول عالم النفس ول الدين والخلق ول تدبير المنزلي!! ..فأي امنهج هذا وإلى أي غاية يوصل ؟! .. امن لي بنتربية البنات فإنها
في الشرق علة ذلك الوخفاق
والم إذا صلحت فاننتظر امن ابنها أن يكون رجل بكل امعنى كلمة الرجولة وأنت إذا اسنتقرأت تاريخ العظماء وجدت أن السر في عظمة الكثيرين امنهم اما بثنته فيه الم امن المبادئ الصالحة القويمة بحكم اللبان والنتلقين ..واما كان على بن أبى طالب كرم ا وجهه في حبه للحق وغيرته عليه وامناصرته للرسول صلى ا عليه وسلم ،ول امعاوية في حلمه ودهائه ،ول عبد ا بن الزبير في شجاعة نفسه ،ول الزبير نفسه في ذلك إل سرا امن أسرار فاطمة بنت أسد ،وصفية ابنة عبد المطلب ،وأسماء بنت أبى بكر ،وهند بنت عنتبة. ولئن كان الولد سر أبيه ،فكل إناء ينضح بما فيه .. وحري بمن يسمع في امهده لول عهده بالحياة ـ ترنيمة أامه: ثكلت نفسي وثكلت بكري
إن لم يسد فهـرا وغير فهـر
بالحسب العـتّد وبذل الوفر
حنتى يوارى في ضريح القبر
أن يكون سيدا تنتفجر الحكمة امن جنبيه ،وتنطوي السيادة في برديه ،كما كان عبد ا بن عباس بنتأثير أامه أم الفضل بنت الحار ث الهللية. وحري بمن يطرق سمعه لول امرة تلك الغاني الخليعة والنترنيمات الغثة النتي يداعب بها أامهات هذا العصر أبناءهن أن ينشأ اماجنا وخليعا فاتر الهمة ضعيف النفس .. الم أسنتاذ العالم والمرأة النتي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها ،فلجل أن نصلح المنزل يجب أن نصلح الم النتي هي روحه وقواامه.. ثانيا ـأن يحر ص البوان على أن يكونا وخير قدوة لبنهما في احنترام شعائر الدين والمسارعة إلى أداء فرائضه وبخاصة أاماامه وعند حضوره يؤدون الصلة ويقصون عليه امن نبإ الصالحين ،فأيقظ غرائزه في هذه السن غريزة النتقليد ،والمثل العلى أاماامه أبواه وامن يحيط به امن ذويه ،فعليهم أن يكونوا كما كنتب عمر بن عنتبة لمؤدب ولده) :ليكن أول إصلحك لولدي إصلحك لنفسك فإن عيونهم امعقودة بعينك فالحسن عندهم اما صنعت والقبيح عندهم اما تركت(. ثالثا ـأن يضع كل امن الوالدين نصب عينه أن يشبع أبناءه بروح الدين والشعور السلامي في كل الفر ص المناسبة ينتحد ث إليهم عن عظمنته ورجاله وفائدته وأسراره ،ويصطحبهم إلى المساجد والمننتديات الدينية ويشعرهم المخافة امن ا تعالى وهيبنته باسنتخل ص العبر امن الحواد ث ، وأن يعنى بنتحفيظهم شيئا امن كلم ا وكلم رسول ا صلى ا عليه وسلم.
رابعا ـأن يحول البوان دون تسرب الكنتب الهازلة والصحف الماجنة إلى ابنهما ل بالمنع والنتهديد فإن ذلك امما يزيد شغفه بها وإقباله عليها ولكن بصرفه إلى كنتب نافعة امغرية وإثارة الميل فيه إلى هذه الناحية الصالحة.. وهنا أذكر شدة حاجنتنا إلى كنتب في القصص العام السلامي للطفال تجمع بين تشويقهم إلى المطالعة واملءامنتها لمداركهم وقواهم العقلية وتزويدهم بالشعور السلامي ،والقصص السلامي غني بذلك امن سير الصحابة والنتابعين وأامثالهم رضوان ا عليهم.. وأذكر كذلك ضرورة احنتواء المنزل على امكنتبة امهما كانت يسيرة إل أن كنتبها تخنتار امن كنتب النتاريخ السلامي وتراجم السلف وكنتب الوخلق والحكم والرحلت السلامية والفنتوح ونحوها ..ولئن كانت صيدلية المنزل ضرورية لدواء الجسام ،فالمكنتبة السلامية في المنزل ضرورية لصلح العقول.. واما أجمل أن أذكر هنا قول سعد بن أبى وقا ص رضي ا عنه) :إننا لنرتّوي أبناءنا امغازي رسول ا صلى ا عليه وسلم كما نرتّويهم السورة امن القرآن( أاما واجب جمعيات الشبان المسلمين في ذلك فهو إيجاد هذه الروح في الشعوب السلامية وتشجيعها بكل وسائل الامكان ،وامن هذه الوسائل: - 1درس نظام المنازل والسر السلامية لنتعرف أوجه النقص وأسبابه وأوجه الكمال ووسائلها وذلك امن برناامج اللجنة الجنتماعية النتي نصت عليها اللئحة الداوخلية. - 2حمل العضاء أول على ذلك وإقناعهم بأن هذا امن أهم الغراض النتي ترامي إليها الجمعية والنتي تؤدي إلى تكوين نشء إسلامي فاضل ،ثم هم بعد ذلك يقوامون بدعوة غيرهم - 3 .الكثار امن المحاضرات في شئون السرة والطفل وتوزيع النشرات لنترويج هذه الدعاية.
- 4تأليف اللجان لنتصنيف الكنتب القصصية اللزامة لخلق هذه الروح في نفوس الطفال ،وفي الجمعيات بحمد ا امن يمكنهم ذلك بسهولة لو وجهوا له شيئا امن عناياتهم ووهبوا له جزا امن أوقاتهم وهو امن واجب اللجنة العلمية المذكورة في اللئحة. 5ـ امطالبة الوزارة بإصلح امناهج تعليم البنات وامدارس المعلمات والكثار امن النتعليم الديني وتراجم شهيرات النساء المسلمات ونحو ذلك امما ينتصل به والهنتمام بهذا الامر اهنتمااما ينتناسب امع جليل وخطره. 6ـ إنشاء امدارس لنتعليم البنات وهذا يكون طبعا بعد أن يشنتد ساعد الجمعيات ويقوى ،وتجد المعاونة امن أغنياء الامة وسراتهم. وأراني هنا امضطرا إلى القول بأن جمعيات الشبان المسلمين لم تحقق هذه الغاية إلى الحد المأامول امنها ،ولهذا يرجع ذلك إلى أنها في بدء النتكوين وإلى أن امالينتها امحدودة ل تنتسع لذلك إل أن الواجب أن تهنتم بكل وسيلة اممكنة حنتى تنتمكن في النهاية امن كل الوسائل ..وا ولي النتوفيق. المدرســة وهي العاامل الثاني امن عواامل النتربية وهو أهمها وأبلغها أثرا في حياة الطفل إذ تقوم بالقسم العظم امن تربينته وهو النتعليم والثقافة العقلية ، فيجب أن نوجه إليها العناية بالصلح حنتى تؤدي إلى الغاية المنشودة. وإذا قلنا المدرسة فإنما نعنى أامرين امهمين ل يفنترق أحدهما عن الوخر: أولهما :امناهج النتعليم النتي هي بمثابة الغذاء العقلي للنتلميذ.. والثاني :المعلم الذي يقوم بنتوصيل هذا النداء إلى العقل.. ولصلح المدرسة يجب العناية النتاامة بإصلح هذين.. ولصلح المعلم عدة وسائل: أيسرها وأقربها إلى النتحقيق امطالبة الوزارة بإصلح امناهج امدارس المعلمين بأنواعها وجعلها غنية بالنتعليم الديني والنتاريخ السلامي وفلسفة العقائد وأسرار النتشريع ونحو ذلك..
يلي هذه الوسيلة أن تقوم جمعيات الشبان المسلمين بفنتح فصول ليلية وفى الجازات الطويلة كإجازة الصيف امثل لمن يحب امن المعلمين وطلبة امدارس المعلمين امن العضاء وغيرهم أن يدرس فيها هذه المواد على أيدي كبار حضرات العضاء المسنتطيعين لذلك. يلي هذه الوسيلة وسيلة أوخرى تحول دونها عقبات كثيرة وتغنى عنها الوسيلة الولى إذا تحققت ..ذلك أن تقوم جمعيات الشبان المسلمين بإنشاء امدارس لنتخريج امعلمي الدين والوخلق واللغة العربية ،والعقبات النتي تحول دون ذلك قلة المال وعدم اعنتراف الحكوامة بإجازات هذه المدارس وشهاداتها وحينئذ يكون هذا النوع امن المعلمين قاصرا على امدارس جمعيات الشبان على اوخنتلف أنواعها.. ويذكرني ذلك نظام اليسوعيين في امبدأ أامرهم ...فقد تألفت جمعياتهم لنصرة البابا ،وبث الكثلكة في النفوس ،ورأوا أن وخير وسيلة لذلك هي إصلح النتعليم فأنشأوا امدارسهم على طبقات امخنتلفة :امنها البنتدائي والثانوي والعالي ,بهذين كان جل اعنتنائهم ,وانفصلوا عن كل نظام للنتعليم إذ ذاك امنفردين بنظم إدارية وفنية وخاصة ،واضطرهم ذلك إلى تكوين امعلمي هذه المدارس تكوينا وخاصا يننتج اما ترامي إليه جماعاتهم امن الغايات.. وقد لقوا في امبدأ أامرهم نجاحا عظيما ،وكانت امدارسهم تعد بالمئين ،ول تزال آثارهم في الجهاد لدعوتهم باقية إلى الن. فإذا لم توافق الحكوامة على العناية بالنتعليم الديني في امدارسها طبق اما تريد جمعيات الشبان وطبق اما يننتج الغاية السلامية المطلوبة ،وتمكنت جمعيات الشبان امن سلوك هذا الطريق السنتقللي في شئون النتعليم فإنها تكون أبرك وأنفع وخطوة ينتيمن بها العالم السلامي ويرجو امن ورائها الفنتح والظفر والرجوع إلى حظيرة دينه القويم.. وقريب امن هذه الفكرة اما كان امن إنشاء جماعة المصلحين في عهد السنتاذ الامام رحمه ا لمدرسة دار الدعوة والرشاد ،فقد كانت الغاية
امنها تخريج امعلمين يعظون الشعب ويرشدونه امسنتقلين عن سلطة الحكوامة والقيود الرسمية ،فأاماتها البخل امن ناحية ووخمود الهمم وضعف الثبات امن ناحية أوخري ،ولسنا نريد بذلك أن ننتعرض ـ لنها حققت الغاية أو لم تحقق ـ فليس هذا امن قصدنا على أنها لم تطل امدتها حنتى ينتمكن الباحث امن الحكم ،ولكن الذي نريد أن نصل إليه أن فكرة السنتقلل بالنتعليم عن النظام الحكوامي فكرة وخاامرت الكثيرين امن زعماء الصلح فليس بدعا أن نعرض لها اليوم وقد تكون الظروف الن أشد املءامة لهذه الغاية امن ذي قبل.. فهل تنتمكن جمعيات الشبان المسلمين امن سلوك هذا السبيل؟ عجزت أل تحاول فكرة تخصيص المعلمين وطلبة المعلمين والوعاظ بفصول ينتزودون فيها بالعلوم السلامية النتي تعينهم على تحقيق الغاية؟ وهل تعجز امع ذلك عن السعي لدى ولة الامور في إصلح امناهج النتعليم وبخاصة في امصر لما فيها امن حركة الصلح العلمي السانحة؟ نظنها ل تعجز عن هذين ،ونأامل أن نراها في سبيل تحقيقها قريبا.. كل اما تقدم سقناه بمناسبة وجوب إصلح المعلم الذي هو نصف المدرسة .. أاما إصلح المنهج وهو النصف الثاني فيجب أن يقرن بنتوفير الحصص الكافية لفروع الدين امن الفقه وأسراره والعقائد وأدلنتها والنتاريخ السلامي والسيرة واللغة العربية إذ هي وسيلة فهم القرآن وتدبره وهو أساس هذا الدين وروحه وإظهار العناية بهذه المادة عناية ظاهرة وجعلها امادة أساسية. فإذا كانت المدارس امسنتقلة عن المدارس الحكوامية أضيف إلى هذا المواد امواد المنهج الحكوامي حنتى تحقق بذلك أامل النتلميذ في النتقدم إلى الشهادات الرسمية ،ويكون امثلها في ذلك امثل امدارس النتبشير النتي تباري امدارس الحكوامة في العلوم الرسمية بعد حذف امال لزوم له امنها ،وتحقق امع هذا غاينتها الدينية بإجبار النتلاميذ على دراسة الدين والقيام بشعائره... ولما كان للروح العام أبلغ الثر في نفس الطفل وتكوينه الخلقي ول سيما في المدارس البنتدائية والسنوات الولى امن الثانوي حيث يغلب على الناشئ
النتقليد ،وجب أن يكون هذا الروح دينيا فاضل ،ووسائل ذلك :أن يكون الهنتمام بالدين واحنتراامه وتشجيع امن يبدو عليهم حبه والعمل به شعار كل اموظفي المدرسة امن إداريين وفنيين ،وإشعار النتلاميذ بذلك ,وإلزاامهم أداء الفروض بدار المدرسة ,وإعداد امسجد وخا ص بهم تقام به الشعائر كالذان والقاامة يقوم بها النتلاميذ أنفسهم ،ويقابلها أساتذتهم بالامنتثال والحنترام والخشوع ،فيشب النتلميذ على ذلك ويقلدهم فيه. بعد هذا يمكننا أن ننتصور المدرسة النتي ننشدها في النتعليم الولي أو البنتدائي امدرسة كااملة المعدات على طراز أبنية المدارس الاميرية ،يلحق بها امسجد ينتناسب امع عددها وأهمينتها وظروفها الخاصة ،تدرس فيها المواد الرسمية زائدا عليها الدين وتوابعه يقوم بنتدريس ذلك امعلم وامدير على قدم في الدين والوخلق وضلعة في علوامها والنتمسك ببآدابها يسودها روح عام ديني فاضل.. وامثل ذلك قل في المدارس الثانوية والعالية والفنية والصناعية ونحوها امع امراعاة الغاية الوخرى في كل.. أاما الذي يقوم بالشراف العام على هذه المدارس فهي جمعيات الشبان المسلمين طبعا ،والحذر امن أن تنتحول الغاية تدريجا وينتغلب العرف والنتيار العادي على هذه المدارس المنشأة لغاية وخاصة فنتجاري غيرها ويضيع المقصد امن إنشائها.. فهذه "الجمعية الخيرية السلامية" كان القصد الول امن إنشاء امدارسها تحقيق هذه الغاية بنصها وبنتوالي الزامان والدارات أصبحت الن ول فرق بينها وبين المدارس الحكوامية واندثر ذلك المقصد الشريف الذي امن أجله أنشئت هذه المدارس وله ألفت الجمعية وعليه أسست ،والزامن قتّلب ،ول يلدغ المؤامن امن جحر امرتين.. وأاما إذا لم تنتمكن الجمعية امن هذا فل أقل امن أن تبذل الجهد لدى الحكوامات وجمعيات النتعليم في تحقيق هذه الوسائل بعضها أو كلها على قدر الممكن ،ويكون ذلك جهد المقل وحيلة العاجز والامر بيد ا ويسرنا
أن نرى فرع السكندرية يعلن عن فنتح فصول جديدة للنتلاميذ في عطلة الصيف ونرجو أن يكون المهم لديه اننتهاز هذه الفرصة في تشجيع الروح الدينية. وكذلك أنشأ بعض فروع فلسطين امكاتب وامدارس للنتعليم الديني فكانت وخطوة نرجو أن تسنتمر في طريق الرقي والكثرة والنتشجيع.. البيئـة وهي العاامل الثالث امن عواامل النتربية ويجب أن نعني بشأنها لما لها امن عظيم الثر في نفس الطفل ووخلقه كذلك ,وتشمل البيئة:
-1الوخوان والصدقاء: يجب أن نرشد الناشئ إلى امصاحبة الوخيار ونبين له فضيلة ذلك ونزعه ، ونحول بينه وبين امخالطة الشرار امع شرح اما يسنتهدف له امن الخطر إذا صاحبهم وعرف بصداقنتهم ،وعلينا أن نفهم الباء ذلك بالنشرات والمحاضرات والرشادات وبكل وسيلة اممكنة ..وقد أرشد الرسول صلي ا عليه وسلم إلي ذلك بحديثه المشهور) :امثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد :ل يعدامك امن صاحب المسك إاما أن تشنتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بينتك أو ثوبك أو تجد امنه ريحا وخبيثة(. ع اَّلس ِذينَ ك َام َ س َ صس ِبه ْر َنه ْف َ كما أرشد إليها القرآن الكريم في قول ا تعالىَ) :وا ه ْ م ُتس ِريُد س ِزيَنَة عه ْنُه ه ْ ك َ عه ْيَنا َ عُد َ جَهُه َول َت ه ْ ن َو ه ْ ي ُيس ِريُدو َ ش ِّ ع س ِ ة َواه ْل َ غَدا س ِ م س ِباه ْل َ ن َرَّبُه ه ْ عو َ َيه ْد ُ ه ُفُرطا( ن أ َه ْامُر ُ ه َوَكا َ هَوا ُ ع َ ن س ِذه ْكس ِرَنا َواَّتَب َ ع ه ْ غَفه ْلَنا َقه ْلَبُه َ ن أ َ ه ْ ع َام ه ْ ط ه ْ ة ال ُّده ْنَيا َول ُت س ِ حَيا س ِ اه ْل َ )الكهف. (28:
-2الندية والمحال العموامية: وهذه لها عظيم الثر في نفس الناشئ ،فيجب أن ُيعتّرف امنها بكل اما يرشد إلي وخلق ديني ,ويبعد عن كل اما يضم امفاسد الدين والخلق كالمسارح
الهازلة والمراقص الخليعة والمقاهي الموبوءة ،ويرصد إلى أامثال أندية الجمعيات السلامية .. ولنادي جمعية الشبان في ذلك أثر يذكر فيشكر بما أنه يحول بين الشبان وبين امجالس السوء ويزودهم بما يسمعون امن عظات نافعة وامحاضرات قيمة وامذاكرات دقيقة وامساامرات رقيقة..
-3الحنتفالت الدينية: يجب أن يصحب الناشئ ولي أامره إلى امحال هذه الحنتفالت البريئة النتي تنتجلى فيها امشاهد جلل السلم وروعنته كالجمعة والعيدين وحفل رأس السنة وذكرى الهجرة والمولد النبوي بدور الجمعيات السلامية ل بنتلك المهازل النتي تمثل باسم الدين في الموالد ونحوها..
وخاتمـة وبعد يا سادتي فهذه عواامل النتربية أو أكثرها وأهمها عالجت في هذه الكلمة بعض وجوه إصلحها ،وقد رأينا أن جمعياتنا المحبوبة قد قاامت ببعض الواجب في سلوك هذا الطريق ،إل أن المهمة شاقة وفي حاجة إلى جهود امنتواصلة ،وإلى تضحية وثبات وتقدير ،لما يحيط بنا امن ظروف تفرض علينا الدأب في العمل ،فأتقدم إلى حضرتكم بالرجاء الكبير أن نكون جميعا أعوانا عااملين على تحقيق هذه الفكرة النبيلة الساامية فكرة تهذيب النشء وتربينته تربية إسلامية وأن ننفذ ذلك في كل امن لنا عليهم ولية.. وا حسبنا وهو نعم الوكيل حسـن البنتّــا
غرة رامضان 1355هـ
المأثورات -امـقـدامــات حيـ س ِ م ن الَّر س ِ مـ س ِ ح َ ا الَّر ه ْ م س ِ س ِبســ س ِ الحمد لله رب العالمين ,وصلى ا على سيدنا امحمد أفضل الذاكرين ، وسيد الشاكرين ،وإامام المرسلين ووخاتم النبيين وقائد الغر المحجلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وامن سلك طريقهم إلى يوم الدين..
- 1الذكر في كل حال: وبعد :فاعلم يا أوخي ـ رزقني ا وإياك حسن النتوفيق ـ أن لكل إنسان غاية أساسية امن حياته تدور عليها أفكاره وتنتجه نحوها أعماله ،وتنتركز حولها آاماله وهى النتي يسمونها "المثل العلى" وامنتى سمت هذه الغاية وعلت صدرت بصورة امن الجمال الروحي ،وحذت به إلى الكمال دائما حنتى يأوخذ فيه بالنصيب الذي قدر له. والسلم ،وقد جاء لصلح نفوس البشر وتزكينتها والعلو بها إلى امننتهى الكمال الممكن لها ،أوضح للنسانية جميعا الغاية القصوى ،وحدا بها نحو المثل العلى ،وكان هذا المثل هو )قدس حضرة ا جل وعل( ،والية ن( )الذريات. (50: م س ِامه ْنُه َنس ِذير ٌ ُامس ِبي ٌ ك ه ْ ا إ س ِِّني َل ُ الكريمة تقول َ) :فس ِف ُّروا إ س َِلى س ِ وإذ عرفت هذا أيها الخ الكريم فل نسنتغرب بعد ,أن يكون المسلم ذاكرا لله على كل حال ،وأن تؤثر عن النبي rوهو أعرف الخلق بربه ـ تلك الصيغ الرائعة البليغة امن الذكر والدعاء. والشكر والنتسبيح والنتحميد في كل الحوال صغيرها وكبيرها وعظيمها وحقيرها ،فقد كان النبي rيذكر ا على كل أحواله ,ول تعجب إذا طالبنا
الوخوان المسلمين أن يسنتنوا بسنة نبيهم ويقنتدوا به r
فيحفظوا هذه الذكار
سَن ٌة ح َ ة َ سَو ٌ ا أ ُ ه ْ ل س ِ سو س ِ م س ِفي َر ُ ك ه ْ ن َل ُ وينتقربوا بها إلى العزيز الغفارَ) :لَقه ْد َكا َ ا َكس ِثيرا( )الحزاب. (21: وخَر َوَذَكَر َ م ال س ِ ا َواه ْلَيه ْو َ جو َ ن َيه ْر ُ ن َكا َ م ه ْ س ِل َ
- 2فضل الذكر والذاكرين: وقد ورد الامر بالذكر والكثار امنه وبيان فضله وفضل الذاكرين في كثير امن
آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم r
,وحسبك أن كان وخاتمة
مه ْؤس ِامَنا س ِ ت ن َواه ْل ُ مه ْؤس ِامس ِني َ ت َواه ْل ُ ما س ِ سس ِل َ م ه ْ ن َواه ْل ُ مي َ سس ِل س ِ م ه ْ ن اه ْل ُ المراتب في قوله تعالى) :إ س ِ َّ صاس ِبَرا س ِ ت ن َوال َّ صاس ِبس ِري َ ت َوال َّ صاس ِدَقا س ِ ن َوال َّ صاس ِدس ِقي َ ت َوال َّ ن َواه ْلَقاس ِنَنتا س ِ َواه ْلَقاس ِنس ِنتي َ ما س ِ ت صاس ِئ َ ن َوال َّ مي َ صاس ِئ س ِ ت َوال َّ صِّدَقا س ِ مَنت َ ن َواه ْل ُ صِّدس ِقي َ مَنت َ ت َواه ْل ُ عا س ِ ش َ خا س ِ ن َواه ْل َ عي َ ش س ِ خا س ِ َواه ْل َ ا َلُه ه ْ م عَّد ُ ت أَ َ ا َكس ِثيرا َوالَّذاس ِكَرا س ِ ن َ ت َوالَّذاس ِكس ِري َ ظا س ِ حاس ِف َ م َواه ْل َ جُه ه ْ ن ُفُرو َ ظي َ حاس ِف س ِ َواه ْل َ ظيما( )الحزاب. (35: ع س ِ جرا َ ة َوأ َ ه ْ غس ِفَر م ً َام ه ْ وقد أامر ا به المؤامنين في قوله تعالىَ) :يا أ َ ُّيَها اَّلس ِذينَ آَامُنوا اه ْذُكُروا َ ا صيل م ً( )الحزاب. (42-41: ة َوأ َ س ِ كَر م ً ه ُب ه ْ حو ُ سِّب ُ س ِذه ْكرا َكس ِثيرا َ ,و َ
وقد وردت الحاديث الكثيرة في فضل الذكر ..قال رسول ا r
فيما يرويه
عن ربه )أنا عند ظن عبدي بي وأنا امعه إذا ذكرني ،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،وإن ذكرني في امل ذكرته في امل وخير امنهم( امنتفق عليه امن حديث أبي هريرة. وعن عبد ا بن بسر رضي ا عنه أن رجل قال :يا رسول ا :إن شرائع السلم قد كثرت علي فأوخبرني بشيء أتشبث به ،قال) :ل يزال لسانك رطبا امن ذكر ا عز وجل( .رواه النترامذي وقال :حديث حسن.
- 3آداب الذكر: واعلم يا أوخي أن الذكر ليس المقصود به الذكر القولي فحسب بل إن النتوبة ذكر ،والنتفكر امن أعلى أنواع الذكر ،وطلب العلم ذكر ،وطلب الرزق إذا حسنت فيه النية ذكر ،وكل أامر راقبت فيه ربك وتذكرت نظره إليك ورقابنته فيه عليك ذكر ,ولهذا كان العارف ذاكرا على كل حالته. ول بد ليكون للذكر أثره في القلب امن امراعاة آدابه وإل كان امجرد ألفاظ ل تأثير فيها .وقد ذكروا له آدابا كثيرة أهمها وأولها بالرعاية: ا -الخشوع والنتأدب ،واسنتحضار امعاني الصيغ ،وامحاولة النتأثر بها ، واملحظة امقاصدها وأغراضها.
-2وخفض الصوت اما أامكن ذلك امع اليقظة النتاامة والهمة الكااملة حنتى ل يؤثر على غيره. ك س ِفي وقد أشارت الية الكريمة إلى هذه الداب فقال تعالىَ) :واه ْذُكه ْر َرَّب َ كنه ْ س ِامنَ ل َول َت ُ صا س ِ غُدِّو َوال َ ن اه ْلَقه ْولس ِ س ِباه ْل ُ جه ْهس ِر س ِام َ ن اه ْل َ وخيَفم ًة َوُدو َ ض ُّرعا َو س ِ ك َت َ س َ َنه ْف س ِ ن( )لعراف. (205: غاس ِفس ِلي َ اه ْل َ - 3اموافقة الجماعة إن كان الذكر امع جماعة فل ينتقدم عليهم ول ينتأوخر عنهم ول يبني على قراءتهم ،بل إن حضر وقد بدءوا ابنتدأ امعهم امن أول صيغة ثم قضى اما فاته بعد اننتهائه ،وإن تأوخر عنهم في أثناء القراءة قرأ اما فاته وأدركهم ،ول يبني على قراءتهم أصل ،لئل يكون بذلك قد حرف القراءة وغير الصيغ ،وذلك حرام اتفاقا. - 4النظافة في الثوب والمكان ،وامراعاة الاماكن المحنترامة والوقات المناسبة ،حنتى يكون ذلك أدعى إلى اجنتماع همنته ،وصفاء قلبه ،ووخلو ص نينته. - 5النصراف في وخشوع وأدب ،امع اجنتناب اللغط واللهو الذي يذهب بفائدة الذكر وأثره. فإذا لحظ هذه الداب فإنه سيننتفع بما قرأ ويجد أثر ذكره حلوة في قلبه ، ونورا لروحه ،وانشراحا في صدره ،وفيضا امن ا ،إن شاء ا تعالى..
- 4الذكر في جماعة: ورد في الحاديث اما يشعر باسنتحباب الجنتماع على الذكر ففي الحديث الذي يرويه امسلم ) :ل يقعد قوم يذكرون ا عز وجل إل حفنتهم الملئكة وغشينتهم الرحمة ،ونزلت عليهم السكينة ،وذكرهم ا فيمن عنده(. وكثيرا اما ترى في الحاديث أنه rوخرج على جماعة وهم يذكرون ا في المسجد فبشرهم ولم ينكر عليهم .والجماعة في الطاعات امسنتحبة في ذاتها ،ول سيما إذا ترتب عليها كثير امن الفوائد امثل :تبآلف القلوب ،وتقوية الروابط وقضاء الوقات فيما يفيد ،وتعليم الامي الذي لم يحسن النتعلم وإظهار شعيرة ا تعالى.
نعم إن الجماعة في الذكر تكره إذا ترتب عليها امحظور شرعي كالنتشويش على امصل ،أو لغو وضحك ،أو تحريف للصيغ ،أو بناء على قراءة غيره ،أو نحو ذلك امن المحظورات الشرعية ،فحينئذ تمنع الجماعة في الذكر لهذه المفاسد ل للجماعة في ذاتها ،ووخصوصا إذا كان الذكر في جماعة بالصيغ المأثورة الصحيحة كما في هذه الوظيفة فحبذا لو اجنتمع الوخوان على قراءتها صباحا وامساء في ناديهم أو في امسجد امن المساجد امع اجنتناب هذه المكروهات وامن فاتنته الجماعة فيها فليقرأها امنفردا ول يفرط في ذلك.
الخاتمة: وبعد :فإلى الوخوان المسلمين ننتوجه بهذه الوظيفة ،واما هي بخاصة بهم ولكنها للمسلمين عاامة ،لعل فيها إعانة لهم على طاعة ا تبارك وتعالى .. وهى تقرأ صباحا امن الفجر إلى الظهر ،وامساء امن العصر إلى اما بعد العشاء فرادى وجماعة ,وامن فاتنته كلها فل يفوتنه بعضها حنتى ل يعنتاد إهمالها وتضييعها. والورد القرآني في الوقت المناسب ليل أو نهارا ،واما بعدهما امن الدعية والذكار يقرأ عند امناسباته. ونسأل ا لنا ولهم حسن النتوفيق وكمال الهداية ،ونسألهم أل يحرامونا صالح دعواتهم في الخلوة والجلوة ،وصلى ا على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم. حسن البنـا،المرشد العام للوخوان المسلمين القسم الول ـ الوظيفة جي س ِ م ن التّر س ِ طا س ِ شي َ ن ال تّ م س ِام َ عس ِلس ِي س ِ ع ال َ مي س ِ س س ِ عوُذ س ِبالله ال َّ أَ ُ م, حي س ِ ن الَّر س ِ حمـ س ِ ن ,الَّر ه ْ مي َ عاَل س ِ ب اه ْل َ مُد للس ِه َر ِّ ح ه ْ م ,اه ْل َ حي س ِ ن الَّر س ِ حمَـ س ِ ا الَّر ه ْ م س ِ س س ِ )س ِب ه ْ م, مسَنتس ِقي َ ط ال ُ صَرا َ ن ,اهس ِدَنــــا ال ِّ عي ُ سَنت س ِ ك َن ه ْ عُبُد وإ س َِّيا َ ك َن ه ْ ن ,إ س َِّيا َ م الِّدي س ِ ك َيه ْو س ِ َامـس ِل س ِ ن( )الفاتحة( ضاِّلي َ عَليس ِهمه ْ َول َ ال َّ ب َ ضو س ِ مغ ُ غيس ِر ال َ م َ عَليس ِه ه ْ ت َ عم َ ن َأن َ ط اَّلس ِذي َ صَرا َ س ِ
ن, مَّنتس ِقي َ هم ًدى ِّله ْل ُ ب س ِفيس ِه ُ ب ل َ َره ْي َ كَنتا ُ ك اه ْل س ِ م ,الـم َ ,ذس ِل َ حي س ِ ن الَّر س ِ حمـ س ِ م التّلس ِه الَّر ه ْ س س ِ )س ِب ه ْ ن ,واَّلس ِذينَ م ُينس ِفُقو َ ه ه ْ ما َرَزه ْقَنا ُ ة َوس ِام َّ صل َ ن ال َّ مو َ ب َوُيس ِقي ُ غه ْي س ِ ن س ِباه ْل َ ن ُيه ْؤس ِامُنو َ اَّلس ِذي َ عَلى ك َ ن ,أ ُه ْوَلـس ِئ َ م ُيوس ِقُنو َ ه ه ْ ة ُ وخَر س ِ ك َوس ِبال س ِ ل س ِامن َقه ْبس ِل َ ك َوَاما ُأنس ِز َ ما ُأنس ِزلَ إ س َِله ْي َ ن س ِب َ ُيه ْؤس ِامُنو َ ن( )البقرة. (5-1: حو َ مه ْفس ِل ُ م اه ْل ُ ه ُ ك ُ م َوأ ُه ْوَلـس ِئ َ هم ًدى ِّامن َّرِّبس ِه ه ْ ُ ماَوا س ِ ت س َ م َّلُه َاما س ِفي ال َّ سَن ٌة َول َ َنه ْو ٌ ه س ِ وخُذ ُ م ل َ َته ْأ ُ ي اه ْلَق ُّيو ُ ح ُّ هَو اه ْل َ ا ل َ إ س َِلـَه إ س ِل َّ ُ ) ُ م َوَاما م َاما َبه ْينَ أ َه ْيس ِديس ِه ه ْ عَل ُ ه إ س ِل َّ س ِبس ِإه ْذس ِنس ِه َي ه ْ عه ْنَد ُ ع س ِ شَف ُ ض َامن َذا اَّلس ِذي َي ه ْ َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماَوا س ِ ت س َ س ُّيُه ال َّ ع ُكه ْر س ِ س َ شاء َو س ِ ما َ مس ِه إ س ِل َّ س ِب َ عه ْل س ِ ن س ِ ء ِّام ه ْ ي أ ٍ ش ه ْ ن س ِب َ طو َ حي ُ م َول َ ُي س ِ وخه ْلَفُه ه ْ َ ن َقد ه س ِفي الِّدي س ِ م ,ل َ إ س ِه ْكَرا َ ظي ُ ع س ِ ي اه ْل َ عس ِل ُّ هَو اه ْل َ ما َو ُ ظُه َ حه ْف ُ ه س ِ ض َول َ َيُؤوُد ُ َوال َه ْر َ س َ ك م َ سَنت ه ْ ت َوُيه ْؤس ِامن س ِباللس ِه َفَقس ِد ا ه ْ غو س ِ طا ُ كُفه ْر س ِبال َّ ن َي ه ْ م ه ْ ي َف َ غ ِّ ن اه ْل َ شُد س ِام َ ن ال ُّر ه ْ َّتَبَّي َ ن آَامُنوه ْا ي اَّلس ِذي َ ا َوس ِل ُّ مُ , عس ِلي ٌ ع َ مي ٌ س س ِ ا َ م َلَها َو ُ صا َ ى ل َ انس ِف َ ة اه ْلُوه ْثَق َ عه ْرَو س ِ س ِباه ْل ُ غو ُ ت طا ُ م ال َّ ه ُ ن َكَفُروه ْا أَه ْوس ِلَيبآُؤ ُ ت إ س َِلى ال ُّنُوس ِر َواَّلس ِذي َ ما س ِ ظُل َ ن ال ُّ جُهم ِّام َ خس ِر ُ ُي ه ْ ن( وخاس ِلُدو َ م س ِفيَها َ ه ه ْ ب الَّناس ِر ُ حا ُ ص َ ك أ َ ه ْ ت أ ُه ْوَلـس ِئ َ ما س ِ ظُل َ ن ال ُّنوس ِر إ س َِلى ال ُّ جوَنُهم ِّام َ خس ِر ُ ُي ه ْ )البقرة(257-255: خُفو ُ ه م أ َه ْو ُت ه ْ ك ه ْ س ُ ض َوس ِإن ُته ْبُدوه ْا َاما س ِفي َأنُف س ِ ت َوَاما س ِفي ال َه ْر س ِ ماوا س ِ س َ )للس ِه اما س ِفي ال َّ ي أ ٍ ء ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ ا َ شاء َو ُ ب َامن َي َ عِّذ ُ شاء َوُي َ من َي َ غس ِفُر س ِل َ ا َفَي ه ْ كم س ِبس ِه ُ سه ْب ُ حا س ِ ُي َ كنتس ِس ِه ن س ِباللس ِه َوَاملس ِئ َ ل آَام َ ن ُك ٌّ مه ْؤس ِامُنو َ ل إ س َِله ْيس ِه س ِامن َّرِّبس ِه َواه ْل ُ ما ُأنس ِز َ ل س ِب َ سو ُ ن الَّر ُ َقس ِدي ٌر ,آَام َ ك َرَّبَنا غه ْفَراَن َ عَنا ُ ط ه ْ عَنا َوأ َ َ م ه ْ س س ِ سس ِلس ِه َوَقاُلوه ْا َ حأ ٍد ِّامن ُّر ُ ن أَ َ ق َبه ْي َ سس ِلس ِه ل َ ُنَفِّر ُ َوُكُنتس ِبس ِه َوُر ُ ت سَب ه ْ عَله ْيَها َاما اه ْكَنت َ ت َو َ سَب ه ْ عَها َلَها َاما َك َ س َ سا إ س ِل َّ ُو ه ْ ا َنه ْف م ً ف ُ كِّل ُ صيُر ,ل َ ُي َ م س ِ ك اه ْل َ َوإ س َِله ْي َ عَلى مه ْلَنتُه َ ح َ ما َ صم ًرا َك َ عَله ْيَنا إ س ِ ه ْ ل َ م ه ْ ح س ِ طه ْأَنا َرَّبَنا َول َ َت ه ْ وخ َ سيَنا أ َه ْو أ َ ه ْ وخه ْذَنا س ِإن َّن س ِ َرَّبَنا ل َ ُتَؤا س ِ غس ِفه ْر َلَنا عَّنا َوا ه ْ ف َ ع ُ طاَقَة َلَنا س ِبس ِه َوا ه ْ مه ْلَنا َاما ل َ َ ح ِّ ن س ِامن َقه ْبس ِلَنا َرَّبَنا َول َ ُت َ اَّلس ِذي َ ن( )البقرة. (286-284: كاس ِفس ِري َ م اه ْل َ عَلى اه ْلَقه ْو س ِ صه ْرَنا َ ت َامه ْول ََنا َفان ُ مَنبآ َأن َ ح ه ْ َواه ْر َ م( )آل ي اه ْلَق ُّيو ُ ح ُّ ا ل إ س َِلـَه إ س ِل َّ هَُو اه ْل َ )بسم ا الرحمن الرحيم ,الم ُ , عمران(2-1: م( )النتوبة: ظي س ِ ع س ِ ش اه ْل َ عه ْر س ِ ب اه ْل َ هَو َر ُّ ت َو ُ عَله ْيس ِه َتَوَّكه ْل ُ هَو َ ا ل إ س َِلـَه إ س ِل َّ ُ ي ُ سس ِب َ ح ه ْ ) َ ) (129سبعا(
سَنى َول َ ح ه ْ ماء اه ْل ُ س َ عوه ْا َفَلُه ال َ ه ْ ن أ ًَّيا َّاما َته ْد ُ مـ َ ح َ عوه ْا الَّر ه ْ ا أ َس ِو اه ْد ُ عوه ْا َ ل اه ْد ُ )ُق س ِ مُد للس ِه اَّلس ِذي َل ه ْ م ح ه ْ سس ِبيل م ً َ ,وُقلس ِ اه ْل َ ك َ ن َذس ِل َ غ َبه ْي َ ت س ِبَها َواه ْبَنت س ِ خاس ِف ه ْ ك َول َ ُت َ صل َس ِت َ جَهه ْر س ِب َ َت ه ْ ل َوَكِّبه ْر ُ ه ن ال ُّذ َّ ي ِّام َ كن َّلُه َوس ِل ٌّ م َي ُ ك َوَل ه ْ مه ْل س ِ ك س ِفي اه ْل ُ شس ِري ٌ كن َّلُه َ خه ْذ َوَلم ًدا َوَلم َي ُ َيَّنت س ِ كس ِبيم ًرا( )السراء. (111-110: َت ه ْ مله ْ س ِام َ ن ع َ ما َ ,وَامن َي ه ْ ظه ْل م ً ل ُ م َ ح َ ن َ ب َام ه ْ وخا َ م َوَقه ْد َ ي اه ْلَق ُّيو س ِ ح ِّ ه س ِله ْل َ جو ُ ت اه ْلُو ُ عَن س ِ )َو َ ما( )طه(112-111: ض م ً ه ه ْ ما َول َ ظه ْل م ً ف ُ خا ُ ن َفل َي َ هَو ُامه ْؤس ِام ٌ ت َو ُ حا س ِ صاس ِل َ ال َّ مس ِل ُ ك ا اه ْل َ عاَلى ُ ن َ ,فَنت َ عو َ ج ُ م إ س َِله ْيَنا ل ُته ْر َ ك ه ْ عَبم ًثا َوأ ََّن ُ م َ وخَله ْقَناُك ه ْ ما َ م أ ََّن َ سه ْبُنت ه ْ ح س ِ )أََف َ ها َ ن وخَر ل ُبه ْر َ ا إ س َِلم ًها آ َ ع س ِ م َ ,وَامن َيه ْدعُ َام َ كس ِري س ِ ش اه ْل َ عه ْر س ِ ب اه ْل َ هَو َر ُّ ق ل إ س َِلَه س ِإل ُ ح ُّ اه ْل َ ح ه ْ م غس ِفه ْر َواه ْر َ ب ا ه ْ ن َ ,وُقل َّر ِّ كاس ِفُرو َ ح اه ْل َ عنَد َرِّبس ِه إ س َِّنُه ل ُيه ْفس ِل ُ ساُبُه س ِ ح َ ما س ِ َلُه س ِبس ِه َفس ِإَّن َ ن( )المؤامنون(118-115: مي َ ح س ِ وخه ْيُر الَّرا س ِ ت َ َوَأن َ ماَوا س ِ ت س َ مُد س ِفي ال َّ ح ه ْ ن َ ,وَلُه اه ْل َ حو َ صس ِب ُ ن ُت ه ْ حي َ ن َو س ِ سو َ م ُ ن ُت ه ْ حي َ ا س ِ ن س ِ حا َ سه ْب َ )َف ُ ت س ِامنَ مِّي َ ج اه ْل َ خس ِر ُ ت َوُي ه ْ مِّي س ِ ن اه ْل َ ي س ِام َ ح َّ ج اه ْل َ خس ِر ُ ن ُ ,ي ه ْ ظس ِهُرو َ ن ُت ه ْ حي َ شًّيا َو س ِ ع س ِ ض َو َ َواه ْل َه ْر س ِ كم ِّامن وخَلَق ُ ن َ ن َ ,وس ِامنه ْ آَياس ِتس ِه أ َ ه ْ جو َ خَر ُ ك ُت ه ْ عَد َامه ْوس ِتَها َوَكَذس ِل َ ض َب ه ْ حس ِيي ال َه ْر َ ي َوُي ه ْ ح ِّ اه ْل َ جا م أ َه ْزَوا م ً ك ه ْ س ُ ن َأنُف س ِ كم ِّام ه ْ ق َل ُ وخَل َ ن َ ن آَياس ِتس ِه أ َ ه ْ ن َ ,وس ِام ه ْ شُرو َ ش ٌر َتنَنت س ِ م إ س َِذا َأنُنتم َب َ ب ُث َّ ُتَرا أ ٍ ن, كُرو َ م َيَنتَف َّ ت ِّلَقه ْو أ ٍ ك َلَيا أ ٍ ن س ِفي ذَس ِل َ مم ًة إ س ِ َّ ح َ ة َوَر ه ْ كم َّامَوَّد م ً ل َبه ْيَن ُ ع َ ج َ كُنوا إ س َِله ْيَها َو َ س ُ ِّلَنت ه ْ ن س ِفي َذس ِل َ ك م إ س ِ َّ ك ه ْ م َوأ َه ْلَواس ِن ُ ك ه ْ سَنس ِنت ُ ف أَه ْل س ِ وخس ِنتَل ُ ض َوا ه ْ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ق ال َّ وخه ْل ُ ن آَياس ِتس ِه َ َوس ِام ه ْ ضس ِلس ِه إ س ِنَّ غاُؤُكم ِّامن َف ه ْ ل َوالَّنَهاس ِر َواه ْبس ِنت َ كم س ِبالَّله ْي س ِ ن آَياس ِتس ِه َامَناُام ُ ن َ ,وس ِام ه ْ مي َ عاس ِل س ِ ت ِّله ْل َ لَيا أ ٍ عا َوُيَنِّز ُ ل م م ً ط َ وخه ْوم ًفا َو َ ق َ م اه ْلَبه ْر َ ك ُ ن آَياس ِتس ِه ُيس ِري ُ ن َ ,وس ِام ه ْ عو َ م ُ س َ م َي ه ْ ت ِّلَقه ْو أ ٍ ك لَيا أ ٍ س ِفي َذس ِل َ عس ِقُلو َ ن م َي ه ْ ت ِّلَقه ْو أ ٍ ك لَيا أ ٍ ن س ِفي َذس ِل َ عَد َامه ْوس ِتَها إ س ِ َّ ض َب ه ْ حس ِيي س ِبس ِه ال َه ْر َ ماء َاماء َفُي ه ْ س َ ن ال َّ س ِام َ ض ن ال َه ْر س ِ ة ِّام َ عَو م ً م َد ه ْ عاُك ه ْ م إ س َِذا َد َ ه ُث َّ ض س ِبَأه ْامس ِر س ِ ماء َوال َه ْر ُ س َ م ال َّ ن آَياس ِتس ِه َأن َتُقو َ َ ,وس ِام ه ْ ن( )الروم: ل َّلُه َقاس ِنُنتو َ ض ُك ٌّ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ن َ ,وَلُه َامن س ِفي ال َّ جو َ خُر ُ م َت ه ْ إ س َِذا َأنُنت ه ْ (26-17 غاس ِفس ِر مَ , عس ِلي س ِ عس ِزيس ِز اه ْل َ ا اه ْل َ ن س ِ ب س ِام َ كَنتا س ِ ل اه ْل س ِ )بسم الَّلس ِه الرحمن الرحيم ,حم َ ,تنس ِزي ُ صيُر( م س ِ هَو إ س َِله ْيس ِه اه ْل َ ل ل إ س َِلَه س ِإل ُ طه ْو س ِ ب س ِذي ال َّ عَقا س ِ شس ِديس ِد اه ْل س ِ ب َ ل الَّنته ْو س ِ ب َوَقاس ِب س ِ الَّذن س ِ )غافر.(3-1:
هوَ مُ , حي ُ ن الَّر س ِ م ُ ح َ هَو الَّر ه ْ ة ُ شَهاَد س ِ ب َوال َّ غه ْي س ِ م اه ْل َ عاس ِل ُ هَو َ ا اَّلس ِذي ل إ س َِلَه س ِإل ُ هَو ُ ) ُ جَّباُر عس ِزيُز اه ْل َ ن اه ْل َ م ُ مَهه ْي س ِ مه ْؤس ِامنُ اه ْل ُ م اه ْل ُ سل ُ س ال َّ ك اه ْلُق ُّدو ُ مس ِل ُ هَو اه ْل َ ا اَّلس ِذي ل إ س َِلَه س ِإل ُ ُ صِّوُر َلُه م َ ئ اه ْل ُ ق اه ْلَباس ِر ُ خاس ِل ُ ا اه ْل َ هَو ُ نُ , شس ِرُكو َ ما ُي ه ْ ع َّ ا َ ن س ِ حا َ سه ْب َ كِّبُر ُ مَنت َ اه ْل ُ م( كي ُ ح س ِ عس ِزيُز اه ْل َ هَو اه ْل َ ض َو ُ ت َوال َه ْر س ِ ماَوا س ِ س َ ح َلُه َاما س ِفي ال َّ سِّب ُ سَنى ُي َ ح ه ْ ماء اه ْل ُ س َ ال َ ه ْ )الحشر(24-22: ت ال َه ْر ُ ض ج س ِ وخَر َ ض س ِزه ْلَزاَلَها َ ,وأ َ ه ْ ت ال َه ْر ُ )بسم ا الرحمن الرحيم ,إ س َِذا ُزه ْلس ِزَل س ِ حى َلَها , ك أ َه ْو َ ن َرَّب َ ها ,س ِبَأ َّ وخَباَر َ ث أ َ ه ْ حِّد ُ ن َاما َلَها َ ,يه ْوَامس ِئأ ٍذ ُت َ سا ُ لن َ أ َه ْثَقاَلَها َ ,وَقا َ ل ا س ِ ه, وخه ْيم ًرا َيَر ُ ة َ ل َذَّر أ ٍ مله ْ س ِامه ْثَقا َ ع َ من َي ه ْ م َ ,ف َ ماَلُه ه ْ ع َ شَنتام ًتا ِّلُيَره ْوا أ َ ه ْ س أ َ ه ْ صُدُر الَّنا ُ َيه ْوَامس ِئأ ٍذ َي ه ْ ه( )الزلزلة( شًّرا َيَر ُ ة َ ل س ِامه ْثَقالَ َذَّر أ ٍ م ه ْ ع َ َوَامن َي ه ْ ن َ ,ول عُبُدو َ عُبُد َاما َت ه ْ ن ,ل أ َ ه ْ كاس ِفُرو َ ل َيا أ َ ُّيَها اه ْل َ )بسم ا الرحمن الرحيم ُ ,ق ه ْ ك ه ْ م عُبُد َ ,ل ُ ن َاما أ َ ه ْ عاس ِبُدو َ م َ م َ ,ول َأنُنت ه ْ عَبد ُّت ه ْ عاس ِب ٌد َّاما َ عُبُد َ ,ول أ ََنا َ ن َاما أ َ ه ْ عاس ِبُدو َ م َ َأنُنت ه ْ ن( )الكافرون( ي س ِدي س ِ م َوس ِل َ ك ه ْ س ِديُن ُ وخُلو َ ن س َيه ْد ُ ت الَّنا َ ح َ ,وَرأ َه ْي َ ا َواه ْلَفه ْنت ُ صُر س ِ جاء َن ه ْ )بسم ا الرحمن الرحيم ,إ س َِذا َ ن َتَّوام ًبا( )النصر( ه إ س َِّنُه َكا َ غس ِفه ْر ُ سَنت ه ْ ك َوا ه ْ مس ِد َرِّب َ ح ه ْ ح س ِب َ سِّب ه ْ جا َ ,ف َ ا أ َه ْفَوا م ً ن س ِ س ِفي س ِدي س ِ م ُيوَله ْد , م َيس ِله ْد َوَل ه ْ مُد َ ,ل ه ْ ص َ ح ٌد ,اُ ال َّ ا أَ َ هَو ُ ل ُ )بسم ا الرحمن الرحيم ُ ,ق ه ْ ح ٌد( )ثلثا( كن َّلُه ُكُفم ًوا أ َ َ م َي ُ َوَل ه ْ ق َ ,وس ِامن وخَل َ شِّر َاما َ ق ,س ِامن َ ب اه ْلَفَل س ِ عوُذ س ِبَر ِّ ل أَ ُ )بسم ا الرحمن الرحيم ُ ,ق ه ْ سأ ٍد إ س َِذا حا س ِ شِّر َ عَقدس ِ َ ,وس ِامن َ ت س ِفي اه ْل ُ شِّر الَّنَّفاَثا س ِ ب َ ,وس ِامن َ ق إ س َِذا َوَق َ س أ ٍ غا س ِ شِّر َ َ سَد( )ثلثا( ح َ َ س, س ,إ س َِلس ِه الَّنا س ِ ك الَّنا س ِ س َ ,امس ِل س ِ ب الَّنا س ِ عوُذ س ِبَر ِّ ل أَ ُ )بسم ا الرحمن الرحيم ُ ,ق ه ْ جَّنس ِة َو س ,س ِامنَ اه ْل س ِ س س ِفي صُُدوس ِر الَّنا س ِ سس ِو ُ س ,اَّلس ِذي ُيَو ه ْ خَّنا س ِ س اه ْل َ سَوا س ِ شِّر اه ْلَو ه ْ س ِامن َ س( )ثلثا( الَّنا س ِ )أصبحنا وأصبح الملك لله ،والحمد لله ل شريك له ،ل إله إل هو وإليه النشور( )ثلثا(
)أصبحنا على فطرة السلم ،وكلمة الوخل ص ،وعلى دين نبينا امحمد صلى ا عليه وسلم ،وعلى املة أبينا إبراهيم حنيفا واما كان امن المشركين( )ثلثا( )اللهم أني أصبحت امنك في نعمة وعافية وسنتر ,فأتم علي نعمنتك وعافينتك وسنترك في الدنيا والوخر( )ثلثا( )اللهم اما أصبح بي امن نعمة أو بأحد امن وخلقك فمنك وحدك ل شريك لك فلك الحمد ولك الشكر( )ثلثا( )يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلل وجهك وعظيم سلطانك( )ثلثا( )رضيت بالله ربا ,وبالسلم دينا ,وبمحمد نبيا ورسول( )ثلثا( )سبحان ا وبحمده عدد وخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه وامداد كلماته( )ثلثا( )بسم ا الذي ل يضر امع اسمه شيء في الرض ول في السماء وهو السميع العليم( )ثلثا( )اللهم إنا نعوذ بك امن أن نشرك بك شيئا نعلمه ونسنتغفرك لما ل نعلمه( )ثلثا( )أعوذ بكلمات ا النتاامات امن شر اما وخلق( )ثلثا( )اللهم إني أعوذ بك امن الهم والحزن ،وأعوذ بك امن العجز والكسل ، وأعوذ بك امن الجبن والبخل ،وأعوذ بك امن غلبة الدين وقهر الرجال( )ثلثا( )ا عافني في بدني ,اللهم عافني في سمعي ,اللهم عافني في بصري( )ثلثا( )اللهم إني أعوذ بك امن الكفر والفقر ,وأعوذ بك امن عذاب القبر ,ل إله إل أنت( )ثلثا( )اللهم أنت ربي ،ل إله إل أنت ,وخلقنتني وأنا عبدك ,وأنا على عهدك ووعدك اما اسنتطعت ،أعوذ بك امن شر اما صنعت ،أبوء لك بنعمنتك علي , و أبوء بذنبي ،فاغفر لي فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت( )ثلثا( )اسنتغفر ا العظيم الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه( )ثلثا(
)اللهم صل على سيدنا امحمد وعلى آل سيدنا امحمد ,كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ,وبارك على سيدنا امحمد وعلى آل سيدنا امحمد ,كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين ,إنك حميد امجيد( )عشرا( )سبحان ا ,والحمد لله ,ول إله إل ا ,وا أكبر( )امائة( )ل إله إل ا وحده ل شريك له ,له الملك وله الحمد ,وهو على كل شيء قدير( )عشرا( )سبحانك اللهم وبحمدك ,أشهد أن ل إله إل أنت ,اسنتغفرك وأتوب إليك( )ثلثا( )اللهم صل على سيدنا امحمد عبدك ورسولك النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد اما أحاط به علمك ووخط به قلمك وأحصاه كنتابك , وارض اللهم عن ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ,وعن الصحابة أجمعين ,وعن النتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين( )سبحان ربك رب العزة عما يصفون ,وسلم على المرسلين ,والحمد لله رب العالمين(
الوظيفة الصغرى: إذا وجد الخ ضيقا في وقنته ,أو فنتورا في نفسه أو في إوخوانه إذا كان يقرأ الوظيفة بهم فليخنتصرها على هذا النحو: يقرأ السنتعاذة والفاتحة وآية الكرسي ووخواتيم البقرة وسورة الوخل ص والمعوذتين كل امنها ثلثا ,ثم ينتبع ذلك بالذكار الواردة إلى السنتغفار الوخير) :اسنتغفر ا الذي ل إله إل هو الحي القيوم ...ألخ( ,ثم ينتبع السنتغفار امباشرة بصيغة )سبحانك اللهم وبحمدك( إلى آوخر الوظيفة. القسم الثاني ـ الورد القرآني
فضل القرآن:
القرآن الكريم هو الدسنتور الجاامع لحكام السلم ,وهو المنبع الذي يفيض بالخير والحكمة على القلوب المؤامنة وهو أفضل اما ينتقرب به المنتعبدون إلى ا تبارك وتعالى. وفي حديث ابن امسعود رضي ا عنه عن النبي rقال) :إن هذا القرآن امأدبة ا فأقبلوا على امأدبنته اما اسنتطعنتم ,إن هذا القرآن هو حبل ا والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن اعنتصم به ,ونجاة لمن اتبعه ,ل يعوج فيقوم ,ول تنقضي عجائبه ,ول يخلق امن كثرة الرد ,اتلوه فإن ا يأجركم على تلوته كل حرف عشر حسنات ,أاما إني ل أقل لكم آلـم حرف ,ولكن ألف ولم واميم( رواه الحاكم. وفي وصية رسول ا لبي ذر رضي ا عنه) :عليك بنتلوة القرآن فإنه نور لك في الرض وذوخر لك في السماء( رواه ابن حبان في حديث طويل. وعن عائشة رضي ا عنها قالت :قال رسول ا ) : rالماهر بالقرآن امع السفرة الكرام البررة ،والذي يقرؤه وينتعنتع فيه وهو عليه شاق له أجران( رواه البخاري وامسلم. ولقد كان رسول ا rيحمل الناس على القرآن حمل ,ويفاضل بينهم بمنزلنتهم امن القرآن ,ويوصي امن عجز عن القراءة بأن يسنتمع وينتفهم , حنتى ل يحرم بركة الصلة الروحية بكنتاب ا تبارك وتعالى. وعن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا rقال )امن اسنتمع إلى آية امن كنتاب ا كنتبت له حسنة امضاعفة ،وامن تلها كانت له نورا يوم القياامة( رواه أحمد وفي حديث أبي هريرة رضي ا عنه قال) :بعث رسول ا rبعثا وهم ذوو عدد ،فاسنتقرأهم ,فاسنتقرأ كل رجل امنهم يعني اما امعه امن القرآن ، فأتى على رجل امنهم امن أحدثهم سنا فقال" :اما امعك يا فلن؟" قال :امعي كذا وكذا وسورة البقرة قال" :أامعك سورة البقرة؟" قال :نعم .قال" :اذهب فأنت أاميرهم"( رواه النترامذي وقال حديث حسن.
وعرف سلفنا الصالحين فضل القرآن وتلوته ,فجعلوه امصدر تشريعهم , ودسنتور أحكاامهم ,وربيع قلوبهم ,وردد عبادتهم ,وفنتحوا له قلوبهم وتدبروه بأفئدتهم ,وتشربت امعانيه الساامية أرواحهم ,فأثابهم ا في الدنيا سيادة العالم ,ولهم في الوخرة عظيم الدرجات ,وأهملنا القرآن فوصلنا على اما وصلنا إليه امن ضعف في الدنيا ورقة في الدين. عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال : :قال رسول ا ) : rعرضت علي أجور أامنتي ،حنتى القذاة يخرجها الرجل امن المسجد ،وعرضت علي ذنوب أامنتي فلم أر ذنبا أعظم امن سورة امن القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها( رواه أبو داود والنترامذي وابن اماجة. عني الوخوان المسلمون أن يجعلوا كنتاب ا تبارك وتعالى أول ولهذا ُ أورادهم ,وكان امن تعهدهم أن يرتب الخ على نفسه كل يوم حزبا امن القرآن الكريم.
امقدار الورد: تخنتلف ظروف الوخوان وأحوالهم ,ولهذا لم يحدد امقدار الورد ,وترك ذلك لظروف كل شخص وامقدرته ,والمهم أل يمر به يوم بغير أن يقرأ شيئا امن كنتاب ا تعالى. وسنورد هنا أوجه تقسيم الورد القرآني عند سلفنا الصالحين رضوان ا عليهم على سبيل المثال و النتوضيح فنقول: – 1أقل امدة للخنتمة ثلثة أيام ,وقد كرهوا أن يخنتم النسان في أقل امن ثل ث وفي أكثر امن شهر ,وقالوا :إن الخنتم في أقل امن ثل ث إسراعا ل يعين على النتفهم والنتدبر وفي الخنتم في أكثر امن شهر إسرافا في هجر النتلوة. عن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :لم يفقه امن قرأ القرآن في أقل امن ثل ث( رواه أبو داود والنترامذي وابن اماجة ,وقال النترامذي :حسن صحيح.
- 2الحد الوسط أن يخنتم القرآن امرة كل أسبوع إذا تمكن امن ذلك ,وقد أامر رسول ا rعبد ا بن عمرو أن يخنتم كل أسبوع امرة ,وكذلك كان جماعة امن أصحاب رسول ا يفعلون :كعثمان ,وزيد بن ثابت ,وابن امسعود ,وأبي بن كعب رضي ا عنهم. وكان عثمان بن عفان رضي ا عنه يفنتنتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة ,وليلة السبت بالنعام إلى هود ,وليلة الحد بيوسف إلى امريم ,وليلة الثنين بطه إلى طسم اموسى وفرعون "يعني القصص" ,وليلة الثلثاء بالعنكبوت إلى ص ,وليلة الربعاء امن بنتنزيل إلى الرحمن ,وليلة الخميس يخنتم الخنتمة ...وكان لبن امسعود رضي ا عنه تقسيم آوخر يخنتلف في عدد السور ,لكنه ينتفق في الخنتم كل أسبوع ,وقد ورد في النتقسيم في السبوع أوخبار كثيرة. – 3ليس هذا النتقسيم بمنتعين ,بل هو على سبيل التباع والفضلية ,وللخ أن يكنتب حسب امقدرته ,بحيث ل يمضي يوم بغير تلوة ,فإن لم يكن امن أهل القراءة فليجنتهد في السنتماع أو في حفظ بعض السور ينتلوها كلما سنحت الفرصة.
سور يسنتحب الكثار امن تلوتها: امن أوراد القرآن المواظبة على تلوة هذه السور كل يوم ,وهي :يس والدوخان والواقعة ,وتبارك الملك ,وينتأكد ذلك يوم الجمعة وليلة الجمعة , ويضاف إليها الكهف ,وسورة آل عمران ,وقد وردت بذلك الحاديث عن رسول ا : r – 1عن امعقل بن يسار رضي ا عنه أن رسول ا rقال) :قلب القرآن يس ل يقرؤها رجل يريد ا والدار الوخرة إل غفر ا له ,اقرءوها على اموتاكم( رواه احمد وأبو داود والنسائي وغيرهم. – 2وعن عبد ا بن امسعود رضي ا عنه) :امن قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة امنعه ا بها امن عذاب القبر ,وكنا في عهد رسول ا صلى
ا عليه وسلم نسميها المانعة ,وأنها في كنتاب ا عز وجل سورة امن قرأ بها في ليلة فقد أكثر وطاب( رواه النسائي وروى امثله الحاكم وصححه. – 3وفي حديث أبي هريرة رضي ا عنه) :امن قرأ حم والدوخان في ليلة أصبح يسنتغفر له سبعون ألف املك( رواه النترامذي والصبهاني. – 4وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أن النبي rقال) :امن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له امن النور اما بين الجمعنتين( رواه النسائي والبيهقي امرفوعا. – 5وفي حديث ابن عباس رضي ا عنهما قال :قال رسول ا ) : rامن قرأ السورة النتي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلي عليه ا واملئكنته حنتى تغيب الشمس( رواه الطبراني في الوسط والكبير. – 6وقد وردت الثار كذلك امرفوعة واموقوفة امن حديث عبد ا بن امسعود رضي ا عنه بفضل سورة الواقعة ,ول سيما وفيها البعث والجزاء والسنتدلل على ذلك بما يدع شبهة لقائل ,فيسنتحب للخ المسلم أل يحرم نفسه فضل تلوة هذه السورة امرة كل يوم وفي الليل أفضل وفي يوم الجمعة ل بأس امن تلوتها في الليل امرة وفي النهار امرة ,ويجعل وقت العصر إلى المغرب لسورة آل عمران لعلها ساعة الجابة فيكون امشغول فيها بأفضل الذكر وهو تلوة القرآن.
آداب النتلوة: ذكرنا في المقدامة طرفا امن آداب الذكر ,ونزيد هنا أن امن آداب النتلوة أن امن آداب النتلوة والجنتهاد كل الجنتهاد في النتدبر والنتفكر فذلك هو المقصود ك س ِلَيَّدَّبُروا آَياس ِتس ِه ك ُامَباَر ٌ ه إ س َِله ْي َ ب أ َه ْنَزه ْلَنا ُ الول امنها ,ا تبارك وتعالى يقول) :س ِكَنتا ٌ ص , (29:ول سيما إذا لحظنا أن في ذلك وخطاب رب ب( ) تّ َوس ِلَيَنتَذَّكَر ُأوُلو ال َه ْلَبا س ِ العالمين العزيز الحكيم ,كما أن امن آداب النتلوة كذلك امراعاة أحكام النتجويد ,فيخرج الحروف امن امخارجها ,ويؤديها على قواعدها فيمد الممدود ,ويغن اما يسنتحق الغنة ,ويفخم المفخم ويرقق المرقق.. وهكذا.
عن سعد بن أبي وقا ص رضي ا رضي ا عنه عن رسول ا ) : rإن حزن فإذا قرأتموه فابكوا ,فإن لم تبكوا فنتباكوا وتغتّنوا به , هذا القرآن بزل ب ُ فمن لم ينتغن بالقرآن فليس امنا( رواه ابن اماجة. والمراد بالنتغني هنا النتحزن والخشوع امع تجويد القراءة فقد جاء في حديث جابر رضي ا عنه قال :رسول ا rقال) :إن امن أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعنتموه يقرأ حسبنتموه يخشى ا( رواه ابن اماجة.
امجلس السنتماع: امن أوراد الوخوان المسلمين القرآنية الجنتماع لسماع كنتاب ا تبارك وتعالى اممن يحسن تلوته ,وعلى القارئ في امجلس السنتماع أن يقرأ قراءة امرسلة يلحظ فيها الداب السابقة ,وعلى الوخوان إذا اسنتمعوا أن ينصنتوا ويفكروا في المعاني وأن يكونوا على غاية الخشوع والنتعظيم لكنتاب عوا م ُ سَنت س ِ ن َفا ه ْ ئ اه ْلُقه ْرآ ُ ا تبارك وتعالى ويسنتحضروا الية الكريمةَ) :وإ س َِذا ُقس ِر َ ن( )العراف. (204: مو َ ح ُ م ُته ْر َ ك ه ْ عَّل ُ صُنتوا َل َ َلُه َوأ َه ْن س ِ ولقد كان أصحاب رسول ا rيسنتمعون القرآن وكأن على رؤوسهم الطير ,وكان امشيخة امكة امن الصالحين إذا أرادوا النتذكر أقبلوا على الشافعي رضي ا عنه ,وكان حسن القراءة ,فقرأ عليهم واسنتمعوا فل يرى عوا َاما أ ُه ْنس ِز َ ل م ُ س س ِ ء امنهم في حالهم تلك حين السنتماع )َوإ س َِذا َ الراءون أكثر بكا م ً ق( )المائدة: ح ِّ ن اه ْل َ عَرُفوا س ِام َ ما َ ع س ِام َّ ن الَّده ْام س ِ ض س ِام َ م َتس ِفي ُ عُيَنُه ه ْ سولس ِ َتَرى أ َ ه ْ إ س َِلى الَّر ُ . (83 ويسنتحب إتمااما للفائدة إذا حضر امجلسهم هذا أهل العلم أن يلخصوا لهم امقاصد اما تلي امن آيات.
ورد الحفظ: ويسنتحب كذلك للخ المسلم ,وهو امن أورادنا القرآنية ,أن يجنتهد اما اسنتطاع في حفظ اما يمكن امن القرآن الكريم ,فيرتب على نفسه كل يوم آية أو آيات امن القرآن الكريم بقدر طاقنته يحفظها حفظا جيدا ,وبهذه
الطريقة النتدريجية يمكنه أن يحفظ الشيء الكثير امن كنتاب ا تبارك وتعالى. وفي الحديث أن رسول ا rقال لبي ذر رضي ا عنه) :يا أبا ذر لن تغدو فَنتعَلم آية امن كنتاب ا وخير لك امن أن تصلي امائة ركعة( رواه ابن اماجة بإسناد حسن ,ويعضده حديث امسلم وأبي داود في هذا المعنى. فاجنتهد يا أوخي أن تفوز بهذه الفضيلة ,وا نسأل أن يجعلنا وإياك امن أهل القرآن فنكون بذلك امن أهل ا ووخاصنته ,وا حسبنا ونعم الوكيل. القسم الثالث ـ أدعية اليوم والليلة
أول ـ دعاء السنتيقاظ امن النوم: – 1عن حذيفَة بن اليمان وأبي ذر رضي ا عنه قال :كان رسول ا صلى ا عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال) :باسمك اللهم أحيا وأاموت( وإذا اسنتيقظ قال) :الحمد لله الذي أحيانا بعداما أاماتنا وإليه النشور( .رواه البخاري. – 2وعن أبي هريرة رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال: )إذا اسنتيقظ َأحدكم فليقل :الحمد لله الذي رتّد علي روحي ،وعافاني في جسدي ،وأذن لي بذكره( .رواه ابن السني. – 3وعن عائشة رضي ا عنها عن النبي صلى ا عليه وسلم قال) :اما امن عبد يقول حين يرد ا تعالى روحه :ل إله إل ا وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء َقدير ،إل غفر ا تعالى له ذنوبه ولو كانت امثل زبد البحر( .رواه ابن السني. – 4عن أبي هريرة رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :اما امن رجل يننتبه امن نوامه فيقول :الحمد لله الذي وخلق النوم واليقظة ،الحمد لله الذي بعثني سالما سويا ،أشهد أن ا يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير .إل قال ا َتعالى :صدق عبدي( .رواه ابن السني.
- 5وعن عائشة رضي ا عنها أن رسول ا صلى ا عليه وسلم كان إذا اسنتيقظ امن الليل قال) :ل إله إل أنت سبحانك اللهم وبحمدك ،أسنتغفرك لذنبي ،وأسألك رحمنتك ،اللهم زدني علما ،ول تزغ قلبي بعد إذ هدينتني ، وهب لي امن لدنك رحمة ،إنك أنت الوهاب( .رواه أبو داود.
ثانيا ـ دعاء لبس الثوب ووخلعة: – 1عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم كان إذا لبس ثوبا سماه قميصا أو رداء أو عماامة يقول) :اللهم إني أسألك امن وخيره َووخير اما هو له ،وأعوذ بك امن شره وشر اما هو له( .رواه ابن السني. – 2عن امعاذ بن أنس رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال) :امن لبس ثوبا فقال :الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه امن غير حول امني ول قوة ،غفر ا له اما تقدم امن ذنبه( .رواه ابن السني. – 3عن أنس رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم: )سنتر اما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه :بسم ا الذي ل إله إل هو( .رواه ابن السني.
ثالثا ـ دعاء الخروج امن المنزل ودوخوله: – 1عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :امن قال ـ يعني إذا وخرج امن بينته ـ بسم ا ،توكلت على ا ،ول حول ول قوة إل بالله ،يقال له :كفيت ووقيت وهديت ،وتنحى عنه الشيطان( رواه أبو داود والنترامذي والنسائي وقال النترامذي :حديث حسن صحيح. – 2وعن أبي امالك الشعري رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :إذا ولج الرجل بينته فليقل :اللهم إني أسألك وخير المولج ووخير المخرج ،بسم ا ولجنا ،وبسم ا وخرجنا ،وعلى ا ربنا توكلنا ،ثم ليسلم على أهله( رواه أبو داود.
رابعا ـ دعاء المشي إلى المسجد ودوخوله والخروج امنه – 1عن عبد ا بن عباس رضي ا عنهما أن النبي صلى ا عليه وسلم وخرج إلى المسجد وهو يقول) :اللهم اجعل في قلبي نورا ،وفي بصري نورا ،وفي سمعي نورا ،وعن يميني نورا ,وعن يساري نورا ،وفوقي نورا , وتحنتي نورا ،وأاماامي نورا ,ووخلفي نورا ,واجعل لي نورا( .رواه البخاري. – 2وعن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنهما عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه كان إذا دوخل المسجد يقول) :أعوذ بالله العظيم ،وبوجهه الكريم ،وسلطانه القديم ،امن الشيطان الرجيم ,فإذا قال ذلك قال الشيطان :حفظ امني سائر اليوم( رواه أبو داود. – 3عن أنس بن امالك رضي ا عنه قال :كان رسول ا صلى ا عليه وسلم إذا دوخل المسجد قال) :بسم ا ،اللهم صل على امحمد( ،وإذا وخرج قال) :بسم ا اللهم صل على امحمد( .رواه ابن السني. – 4عن أبي حميد أو أبي أسيد رضي ا عنهما قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :إذا دوخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى ا عليه وسلم ،ثم ليقل :اللهم افنتح لي أبواب رحمنتك َ ،وإذا وخرج فليقل :اللهم إني أسألك امن فضلك( .رواه امسلم وأبو داود والنسائي.
وخاامسا ـ دعاء النتخلي والمباشرة: – 1عن أنس رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم كان يقول عند دوخول الخلء) :اللهم إني أعوذ بك امن الخبث والخبائث( .رواه الشيخان. – 2وعن عبد ا بن عمر رضي ا عنهما قال :كان رسول ا إذا وخرج امن الخلء قال) :الحمد لله اَّلذي أذاقني لذته ،وأبقى في قوته ،ودفع عني َأذاه( .رواه ابن السني والطبراني. – 3وعن عائشة رضي ا عنها أن النبي صلى ا عليه وسلم كان إذا وخرج امن الغائط قال) :غفرانك( .رواه أبو داود.
– 4وعن ابن عباس رضي ا عنهما عن النبي صلى ا عليه وسلم قال: )لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال :بسم ا اللهم جنبنا الشيطان َوجنب الشيطان اما رزقنتنا فقضي بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا( رواه البخاري.
سادسا ـ دعاء الوضوء والغسل والذان: – 1عن أبي اموسى الشعري رضي ا عنه قال :أتيت رسول ا صلى ا عليه وسلم بوضوء ،فنتوضأ ،فسمعنته يدعو ويقول) :اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع لي في داري ،وبارك لي في رزقي( فقلت :يا نبي ا ,سمعنتك تدعو بكذا وكذا ،قال) :وهل تراهن تركن امن شيء؟( .رواه النسائي وابن السني. – 2وعن عمر بن الخطاب رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :امن توضأ فقال :أشهد َأن ل إله إل ا وحده ل شريك له ، وأشهد َأن امحمدا عبده ورسوله ،اللهم اجعلني امن النتوابين واجعلني امن المنتطهرين ,فنتحت له أبواب الجنة الثمانية يدوخل امن أيها شاء( رواه امسلم والنترامذي. – 3وعن جابر بن عبد ا رضي ا عنهما :أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال) :امن قال حين يسمع النداء :اللهم رب هذه الدعوة النتاامة والصلة القائمة ،آت امحمدا الوسيلة والفضيلة ،وابعثه امقااما امحمودا الذي وعدته ,حلت له شفاعنتي يوم القياامة( رواه البخاري.
سابعا ـ دعاء الطعام: – 1عن عبد ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنهما عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه كان يقول في الطعام إذا قرب إليه) :اللهم بارك لنا فيما رزقنتنا ،وقنا عذاب النار ،بسم ا( .رواه ابن السني. – 2وعن عائشة رضي ا عنها قالت :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :إذا أكل أحدكم فليذكر اسم ا تعالى في أوله ،فإن نسي أن يذكر اسم ا تعالى في أوله فليقل :بسم ا أوله وآوخره( رواه أبو داود والنترامذي.
– 3وعن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم كان إذا فرغ امن طعاامه قال) :الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا امسلمين( .رواه أبو داود والنترامذي والنسائي وابن اماجة. – 4عن امعاذ بن أنس رضي ا عنه قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :امن أكل طعااما فقال :الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه امن غير حول امني ول قوة ،غفر له اما تقدم امن ذنبه( .رواه النترامذي وقال حديث حسنس ِ. - 5عن أنس بن امالك رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي ا عنه ،فجاء بخبز وزيت فأكل ،ثم قال النبي صلى ا عليه وسلم) :أفطر عندكم الصائمون ،وأكل طعاامكم البرار ،وصلت عليكم الملئكة( .رواه أبو داود.
ثاامنا ـ دعاء النتهجد والرق والرؤيا: – 1عن عبد ا بن عباس رضي ا عنهما قال :كان النبي صلى ا عليه وسلم إذا قام امن الليل ينتهجد قال) :اللهم لك الحمد ،أنت قيم السماوات والرض وامن فيهن ،ولك الحمد ،لك املك السموات والرض وامن فيهن ، ولك الحمد أنت املك السموات والرض ،ولك الحمد ،أنت الحق ،ووعدك الحق ،ولقاؤك حق ،وقولك حق ،والجنة حق ،والنار حق ،والنبيون حق ، وامحمد صلى ا عليه وسلم حق ،والساعة حق ،اللهم لك أسلمت ،وبك آامنت ،وعليك توكلت ،وإليك أنبت ،وبك وخاصمت ،وإليك حاكمت ،فاغفر لي اما قدامت واما أوخرت ،واما أسررت واما أعلنت ،أنت المقدم ،وأنت المؤوخر ،ل إله إل أنت ،ول حول ول قوة إل بالله( .رواه البخاري. – 2عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه أنه سمع رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول) :إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ،فإنما هي امن ا تعالى ، فليحمد ا تعالى عليها وليحد ث بها ،وإذا رأى غير ذلك امما يكره فإنما هي امن الشيطان فليسنتعذ امن شرها ول يذكرها لحد فإنها ل تضره( .رواه البخاري وامسلم.
– 3عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ا عنهم أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال) :إذا فزع أحدكم فليقل :أعوذ بكلمات ا النتاامة امن غضبه وعقابه وشر عباده ،وامن همزات الشياطين وأن يحضرون , فإنها لن تضره( .رواه أبو داود والنترامذي والنسائي وقال النترامذي :حديث حسن. – 4وعن وخالد بن الوليد رضي ا عنه أنه أصابه الرق ،فقال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :أل أعلمك كلمات إذا قلنتهن نمت ,قل :اللهم رب السموات السبع واما أظلت ،ورب الرضين واما أقلت ،ورب الشياطين واما أضلت ،كن لي جارا امن شر وخلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد امنهم أو أن يطغى علي ،عز جارك ,وتبارك اسمك( .رواه الطبراني في الوسط وابن شيبة في امصنفه. – 5وعن زيد بن ثابت رضي ا عنه قال :شكوت إلى رسول ا صلى ا عليه وسلم أرقا أصابني فقال) :قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون , وأنت حي قيوم ,ل تأوخذك سنة ول نوم ،يا حي يا قيوم أهدئ ليلي ،وأنم ت أجده .رواه ابن السني. ل عني اما كن ُ عيني( فقلُنتها ،فأذهب ا عتّز وج تّ
تاسعا ـ دعاء النوم: – 1عن أبي هريرة رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال) :إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثل ث امرات وليقل :باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ،إن أامسكت نفسي فاغفر لها ،وإن أرسلنتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين( .رواه الجماعة. – 2وعن عائشة رضي ا عنها قالت) :إن النبي صلى ا عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث فيهما فقرأ فيهما" :قل هو ا أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" ُثم يمسح بهما اما اسنتطاع امن جسده ،يبدأ بهما على رأسه ووجهه واما أقبل امن جسده ، يفعل ذلك ثل ث امتّرات( .رواه البخاري
– 3وعن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال) :امن قال حين يأوي إلى فراشه :أسنتغفر ا الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه ،ثل ث امرات ،غفر ا له ذنوبه وإن كانت امثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر ،وإن كانت عدد رامل عالج ،وإن كانت عدد أيام الدنيا( .رواه النترامذي وقال حديث حسن. – 4وعن أبي هريرة رضي ا عنه أن النبي صلى التّله عليه وسلم قال: )امن قال حين يأوي إلى فراشه :ل إله إل ا وحده ل شريك له ,له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ,ل حول ول قوة إل بالله العلي العظيم ,سبحان ا والحمد لله ول إله إل ا وا أكبر ,غفرت له ذنوبه وإن كانت امثل زبد البحر( .رواه ابن حبان. - 5عن البراء بن عازب رضي ا عنهما قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم) :إذا أتيت امضجعك فنتوضأ وضوءك للصلة ،ثم اضطجع على شقك اليمن ثم قل :اللهم أسلمت وجهي إليك ،وفوضت أامري إليك ،وألجأت ظهري إليك ،رغبة ورهبة إليك ،ل املجأ ول امنجى امنك إل إليك ،آامنت بكنتابك ت على الفطرة ،واجعلهن آوخر ت س ِام تّ الذي أنزلت ،وبنبيك الذي أرسلت .فإن س ِام تّ اما تنتكلم به( .أوخرجه الجماعة.
عاشرا ـ وخنتام الصلة ووخنتام المجلس: – 1عن أبي هريرة رضي ا عنه عن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال) :امن سبح ا في دبر كل صلة ثلثا وثلثين ،وحمد ا ثلثا وثلثين ، وكبر ا ثلثا وثلثين ،وقال تمام المئة :ل إله إل ا وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،غفرت وخطاياه وإن كانت امثل زبد البحر( .رواه امسلم. – 2وعن امعاذ بن جبل رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم أوخذ بيده وقال) :يا امعاذ ,وا إني لحبك ،أوصيك يا امعاذ ل تدعن في دبر كل صلة تقول :اللهم أعتّني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك( .رواه أبو داود.
– 3عن أبي برزة رضي ا عنه قال :كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول بأوخرة إذا أراد أن يقوم امن المجلس) :سبحانك ,اللهم وبحمدك ، أشهد أن ل إله إل أنت ،أسنتغفرك وأتوب إليك( ،فقال رجل :يا رسول ا إنك لنتقول قول اما كنت تقوله فيما امضى ،قال) :ذلك كفارة لما يكون في المجلس( رواه أبو داود والحاكم في المسنتدرك. ي رضي ا عنه قال) :امن أحب أن يكنتال بالمكيال الوفى – 4عن عل تّ فليقل في آوخر امجلسه أو حين يقول :سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلم على المرسلين ،والحمُد لله رب العالمين(. القسم الرابع ـ الدعية المأثورة في حالت امخنتلفة في غير أحوال اليوم والليلة
أول ـ دعاء السنتخارة الشرعية: عن جابر بن عبد ا رضي ا عنه قال :كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يعلمنا السنتخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة امن القرآن. يقول) :إذا هم أحدكم بالامر فليركع ركعنتين امن غير الفريضة ،ثم ليقل: اللهم أني أسنتخيرك بعلمك ،وأسنتقدرك بقدرتك ،وأسألك امن فضلك العظيم ،فانك تقدر ول أقدر ،وتعلم ول أعلم ،وأنت علم الغيوب .اللهم إن كنت تعلم أن هذا الامر وخير لي في ديني وامعاشي وعاقبة أامري "أو قال: عاجل أامري وآجله" فاقدره لي ،ويسره لي .ثم بارك لي فيه ..وإن كنت تعلم أن هذا الامر شر لي في ديني وامعاشي وعاقبة أامري "أو قال :عاجل أامري وآجله" ،فاصرفه عني ،واصرفني عنه ،واقدر لي الخير حيث كان ،ثم أرضني به( .قال) :ويسمى حاجنته باسمها( .رواه البخاري.
ثانيا ـ صلة الحاجة: عن عبد ا بن أبي أوفى رضي ا عنهما قال :وخرج علينا رسول ا صلى ا عليه وسلم فقال) :امن كانت له حاجة إلى ا تعالى أو إلى أحد امن بني آدم ,فلينتوضأ وليحسن الوضوء ثم ليصل ركعنتين ,ثم ليثن على ا , وليصل على النبي صلى ا عليه وسلم ثم ليقل :ل إله إل ا الحليم الكريم
,سبحان ا رب العرش العظيم ,الحمد لله رب العالمين ,أسألك اموجبات رحمنتك ,وعزائم امغفرتك ,والغنيمة امن كل بر ,والسلامة امن إثم ,ل تدع لي ذنبا إل غفرته ,ول هما إل فرجنته ,ول حاجة هي لك رضا إل قضينتها يا أرحم الراحمين ,ثم ليسأل امن أامر الدنيا والوخرة اما شاء فإنه ُيقتّدر(. أوخرجه النترامذي والنسائي وابن اماجة.
ثالثا ـ امن أدعية السفر: يقول المقيم للمسافر) :أسنتودع ا دينك وأاماننتك ووخواتيم عملك ,وأقرأ عليك السلم( رواه النترامذي والنسائي امن حديث عبد ا بن عمر. ثم يوصيه فيقول) :عليك بنتقوى ا ،والنتكبير على كل شرف ,اللهم اطو له البعد ،وهون عليه السفر( رواه النترامذي والنسائي امن حديث أبي هريرة. ثم يدعو له بقوله) :زودك ا النتقوى ,وغفر ذنبك ,ويسر لك الخير حيثما كنت( أوخرجه النترامذي والنسائي امن حديث أنس. ويقول المسافر للمقيم) :أسنتودعك ا الذي ل تضيع ودائعه( .رواه الطبراني امن حديث أبي هريرة. ثم يدعو ا بقوله) :اللهم بك أصول وبك أجول وبك أسير( ) ,اللهم إنا نسألك في سفري هذا البر والنتقوى ،وامن العمل اما ترضى ،اللهم هون علينا سفرنا هذا ،واطو عنا بعده ,اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الهل ,اللهم إني أعوذ بك امن وعثاء السفر وكبآبة المنظر وسوء ن وزاد فيهن) :آيبون المنقلب في المال والهل والولد( .وإذا َرجع قاله تّ تائبون عابدون لربنا حاامدون( رواه أحمد والبزار وامسلم وغيرهم امن حديث علي وابن عمر وعبد ا بن سرجس وغيرهم. فإذا بدأ الركوب قال) :بسم ا( ,فإذا اسنتوى على امركبه قال) :الحمد لله الذي سخر لنا هذا واما كنا له امقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون( رواه أبو داود والنترامذي امن حديث علي رضي ا عنه.
رابعا ـ امن أدعية الظواهر الكونية:
– 1إذا رأى المطر قال) :اللهم صيبا نافعا( امرتين أو ثلثة رواه ابن أبي شيبة امن حديث عائشة ,فإذا كثر المطر ووخاف ضرره قال) :اللهم حوالينا ول علينا ,اللهم على الكام والظراب وبطون الودية وامنابت الشجر( رواه البخاري امن حديث أنس. – 2إذا سمع الرعد والصواعق قال) :اللهم ل تقنتلنا بغضبك ول تهلكنا بعذابك ,وعافنا قبل ذلك( رواه النترامذي والحاكم في المسنتدرك امن حديث عبد ا بن عمر. – 3إذا رأى الهلل قال) :ا أكبر ,اللهم أهله علينا باليمن واليمان والسلامة والسلم والنتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك ا( ) ,هلل وخير ورشد( ثم يقول ثلثا) :اللهم أني أسألك امن وخير هذا الشهر ,ووخير القدر , وأعوذ بك امن شره( .رواه الدارامي والنترامذي والطبراني وغيرهم امن حديث عبد ا بن عمر وغيره.
وخاامسا ـ امن أدعية الزواج والولد: – 1يقول لمن تزوج) :بارك ا لكما ,وبارك عليكما ,وجمع بينكما في وخير( رواه البخاري وامسلم والربعة امن حديث انس وأبي هريرة. – 2إذا أتي بمولود أتّذن في أذنه حين ولدته ..رواه أبو داود والنسائي. – 3تعويذ الطفال) :أعيذك بكلمات ا النتاامة ,امن كل شيطان وهاامة , وامن كل عين لامة( رواه البخاري امن حديث ابن عباس. – 4إذا أفصح الصبي فليعلمه ل إله إل ا ,وإذا أثغر فليأامره بالصلة. أوخرجه ابن السني امن حديث عبد ا بن عمر.
سادسا ـ امن أدعية المرئيات: – 1إذا رأى اما يحب قال) :الحمد لله الذي بنعمنته تنتم الصالحات( .وإذا رأى اما يكره قال) :الحمد لله على كل حال( .رواه الحاكم وابن اماجة امن حديث عائشة. – 2إذا رأى وجهه في المرآة قال) :اللهم كما حسنت وخلقي فحسن وخلقي وحرم وجهي على النار ,الحمد لله الذي سوى وخلقي فعدله ,وكرم صورة
وجهي فأحسنها وجعلني امن المسلمين( رواه ابن حبان وابن امردوية , والطبراني امن حديث عبد ا بن امسعود وعائشة وأنس. – 3إذا رأى باكورة ثمرة أو فاكهة قال) :اللهم بارك لنا في ثمرنا ,وبارك لنا في امديننتنا ,وبارك لنا في صاعنا ,وبارك لنا في امدنا ,اللهم كما أرينتنا أوله فأرنا آوخره( ثم يعطيه أصغر اما يكون عنده امن الصبيان .رواه امسلم والنترامذي امن حديث أبي هريرة. – 4إذا رأى أوخاه المسلم يضحك قال) :أضحك ا سنك( رواه البخاري وامسلم امن حديث سعد بن أبي وقا ص.
سابعا ـ امن أدعية السلم والنتحية: – 1إذا ُبتّلغ عن أحد سلاما رده على المبلغ والمستّلم امعا .أوخرجه النسائي وابن القطان امن حديث أنس في سلم وخديجة. – 2إذا قال له إنسان إني أحبك ,قال) :أحبك ا الذي أحببنتني له( رواه أبو داود والنسائي وابن حبان امن حديث أنس. – 3إذا قيل له كيف أصبحت ,قال) :أحمد ا إليك( أو قال) :بخير أحمد ا( رواه أحمد والطبراني امن حديث عبد ا بن عمر وأنس. – 4إذا صنع إليه أحد امعروفا قال) :جزاك ا وخيرا( رواه النترامذي امن حديث أساامة.
ثاامنا ـ امن أدعية عوارض الحياة: – 1إذا أصابه الكرب أو الهم أو الغم أو الحزن يقول) :ل إله إل ا الكريم ظيم ،سبحانه تبارك ا رب العالمين( ) ,توكلت على الحي الذي الع س ِ يموت( ) ,الحمد لله الذي لم ينتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي امن الذل وكتّبره تكبيرا( ) ,اللهم رحمنتك أرجو فل تكلني إلى نفسي طرفة عين ،وأصلح لي شأني كله ,ل إله إل أنت( ) ,يا حي يا قيوم ، برحمنتك أسنتغيث( ) ,ل إله إل أنت سبحانك إني كنت امن الظالمين( ) ,اللهم ي حكمك ،عدل ف تّ ي ض ف تّ إني عبدك ،وابن أامنتك ،ناصينتي بيدك ،اما أ ٍ قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ،أو أنزلنته في كنتابك ،أو
عتّلمنته أحدا امن وخلقك ،أو اسنتأثرت به في علم الغيب عندك ،أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ،ونور بصري ،وجلء حزني ،وذهاب همي( )ل حول ول قوة إل بالله( ...رواه النسائي وابن حبان امن حديث علي ,والحاكم امن حديث أبي هريرة وعبد ا بن امسعود ,والنترامذي امن حديث سعد بن أبي وقا ص ,وأحمد والبزار امن حديث ابن امسعود. – 2إذا وقع له اما ل يخنتاره فليقل) :قدر ا واما شاء فعل ,ول يقول لو , فإن لو تفنتح باب الشيطان( رواه النسائي امن حديث أبي هريرة. – 3إن غلبه أامر فليقل) :حسبنا ا ونعم الوكيل( .رواه أبو داود امن حديث عوف بن امالك. – 4إن أصابنته امصيبة قال) :إنا لله وإنا إليه راجعون ,اللهم عندك أحنتسب امصيبنتي ,فأجرني فيها وأبدلني امنها وخيرا( .رواه النترامذي والحاكم امن حديث أبي سلمة. – 5إذا اسنتصعب عليه شيء قال) :اللهم ل سهل إل اما جعلنته سهل ,وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهل( رواه ابن حبان امن حديث أنس. – 6إذا غضب قال) :أعوذ بالله امن الشيطان الرجيم( رواه البخاري وامسلم امن حديث سليمان بن صرد. – 7إذا ابنتلي بالدين قال) :اللهم اغنني بحللك عن حراامك ,واغنني بفضلك عمن سواك( رواه النترامذي والحاكم امن حديث علي.
تاسعا ـ امن أدعية المرض والوفاة: – 1إذا اشنتكى وضع يده على اموضع اللم امن جسده ثم قال) :بسم ا "ثل ث امرا ث" ,أعوذ بعزة ا وقدرته امن شر اما أجد وأحاذر"سبع امرات"( رواه امسلم امن حديث عثمان بن أبي العا ص. – 2إذا عاد امريضا قال) :اللهم أذهب البأس رب الناس ,اشف وأنت ء ل يغادر سقما( ويمسح بيده عليه الشافي ,ل شفاء إل شفاؤك ,شفا م ً ويطيب وخاطره ..رواه البخاري امن حديث عائشة.
– 3وفي العزاء يسلم ويقول) :إن لله اما أوخذ وله اما أعطى ,وكل شيء عنده بأجل امسمى ,فلنتصبر ولنتحنتسب( رواه البخاري. وكنتب رسول ا صلى ا عليه وسلم إلى امعاذ يعزيه في ابنه) :بسم ا الرحمن الرحيم ،امن امحمد رسول ا إلى امعاذ بن جبل :سلم عليك ، فإني أحمد ا إليك الذي ل إله إل هو .أاما بعد :فأعظم ا لك الجر ، وألهمك الصبر ،ورزقنا وإياك الشكر ،فإن أنفسنا وأاموالنا وأهلينا وأولدنا امن امواهب ا عز وجل الهنية وعواريه المسنتودعة ،نمنتع بها إلى أجل امعدود ,ويقبضها إلى وقت امعلوم ،ثم افنترض علينا الشكر إذا أعطى ، والصبر إذا ابنتلى ،وكان ابنك امن امواهب ا الهنية وعواريه المسنتودعة , امنتعك ا به في غبطة وسرور وقبضه امنك بأجر كثير ،الصلة والرحمة والهدى إن احنتسبت ،فاصبر ،ول يحبط جزعك أجرك فنتندم ،واعلم أن الجزع ل يرد امينتا ول يدفع حزنا ،واما هو نازل فكان قد ،والسلم( .رواه الحاكم وابن امردويه. – 4وفي صلة الجنازة يدعو للميت بقوله) :اللهم اغفر له وارحمه ,وعافه واعف عنه ,واكرم نزله ,ووسع امدوخله ,واغسله بالماء والثلج والبرد ،ونقه امن الخطايا كما نقيت الثوب البيض امن الدنس ،وأبدله دارا وخيرا امن داره , وأهل م ً وخيرا امن أهله ,وزوجا وخيرا امن زوجه ,وأدوخله الجنة ,وأعذه امن عذاب القبر وامن عذاب النار( .رواه امسلم امن حديث عوف بن امالك. – 5في زيارة القبور يقول) :السلم على أهل الديار امن المؤامنين والمسلمين ,ويرحم ا المسنتقدامين امنكم والمسنتأوخرين ,وإنا إن شاء ا بكم لحقون ,أننتم لنا فرط ونحن لكم تبع ,اللهم ل تحرامنا أجرهم ,ول تضلنا بعدهم( رواه امسلم والنسائي وابن اماجة وابن السني.
عاشرا ـ صلة النتسبيح: أربع ركعات بنتسليمة واحدة أو بنتسليمنتين ,يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة ثم يسبح قائما وخمس عشرة امرة يقول) :سبحان ا ,والحمد لله ,
ول إله إل ا ,وا أكبر( ,ويسبح في الركوع عشرا ,وفي الرفع امنه عشرا ,وفي السجود عشرا ,وبين السجدتين عشرا ,وفي السجدة الثانية عشرا , وفي الرفع امنها قبل القيام أو النتشهد عشرا ,فهي وخمس وسبعون تسبيحة ,يفعل ذلك في كل ركعة ..الحديث أوخرجه أبو داود والحاكم امن حديث عبد ا بن عباس رضي ا عنهما. امن أوراد الوخــوان بعد الورد القرآني وورد المأثورات
– 1ورد الدعاء: )أسنتغفر ا( امائة امرة ) ,اللهم صل على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم( امائة امرة ) ,ل إله إل ا( امائة امرة ,الدعاء للدعوة والقائمين بها وللوخوان والنفس والهل بعد ذلك بما تيسر امن الدعوات. ويقرأ الورد صباحا بعد صلة الصبح ,وامساء بعد صلة المغرب أو العشاء أو قبل النوم امع الخشوع النتام ,وأل يقطع ورده بكلم دنيوي إل للضرورة اسنتكمال للخشوع وتأدبا في الذكر.
– 2ورد الرابطة: ك َام ه ْ ن مه ْل َ ك ُته ْؤس ِتي اه ْل ُ مه ْل س ِ ك اه ْل ُ م َاماس ِل َ ل الَّلُه َّ ينتلو الخ الية الكريمة في تدبر كااملُ) :ق س ِ خه ْيُر إ س َِّن َ ك ك اه ْل َ ء س ِبَيس ِد َ شا ُ ن َت َ ء َوُتس ِذل ُّ َام ه ْ شا ُ ن َت َ ع ُّز َام ه ْ ء َوُت س ِ شا ُ ن َت َ م ه ْ ك س ِام َّ مه ْل َ ع اه ْل ُ ء َوَته ْنس ِز ُ شا ُ َت َ خس ِر ُ ج ج الَّنَهاَر س ِفي الَّله ْيلس ِ َوُت ه ْ ل س ِفي الَّنَهاس ِر َوُتوس ِل ُ ج الَّله ْي َ ء َقس ِدي ٌر ُ ,توس ِل ُ ي أ ٍ ش ه ْ ل َ عَلى ُك ِّ َ ب( )آل سا أ ٍ ح َ غه ْيس ِر س ِ ء س ِب َ شا ُ ن َت َ ق َام ه ْ ي َوَته ْرُز ُ ح ِّ ن اه ْل َ ت س ِام َ مِّي َ ج اه ْل َ خس ِر ُ ت َوُت ه ْ مِّي س ِ ن اه ْل َ ي س ِام َ ح َّ اه ْل َ عمران(27-26: ثم ينتلو الدعاء المأثور بعد ذلك ) :اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك , وأصوات دعائك فاغفر لي( ثم يسنتحضر صورة امن يعرف امن إوخوانه في ذهنه ويسنتشعر الصلة الروحية بينه وبين امن لم يعرفه امنهم ,ثم يدعو لهم بمثل هذا الدعاء: )اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجنتمعت على امحبنتك ,والنتقت على طاعنتك ,وتوحدت على دعوتك ,وتعاهدت على نصرة شريعنتك ,فوثق
اللهم رابطنتها ,وأدم ودها ,واهدها سبلها ,وأاملها بنورك الذي ل يخبو ,واشرح صدورها بفيض اليمان بك ,وجميل النتوكل عليك ,وأحيها بمعرفنتك ,وأامنتها على الشهادة في سبيلك ,إنك نعم المولى ونعم النصير ,الهم آامين ,وصل اللهم على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم(. ووقت هذا الورد ساعة الغروب تمااما امن كل ليلة.
– 3ورد المحاسبة: وهو اسنتعراض أعمال اليوم ساعة النوم ,فإن وجد الخ وخيرا فليحمد ا , وإن وجد غير ذلك فليسنتغفر وليسأل ربه ثم يجدد النتوبة وينام على أفضل العزائم. وصلى ا على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حسـن البنتّــا