اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ م - 2009ﻫـ 1430
9-870-421-614-978 : ISBN
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻨﺎﴍ
ﻋني اﻟﺘﻴﻨﺔ ،ﺷﺎرع اﳌﻔﺘﻲ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺧﺎﻟﺪ ،ﺑﻨﺎﻳﺔ اﻟﺮﻳﻢ (+961-1) 785107 - 785108 - 786233ﻫﺎﺗﻒ: ﻟﺒﻨﺎن 1102-2050 -ﺑريوت -ﺷﻮران 13-5574ب :ص. : asp@asp.com.lbاﻹﻟﻜﱰوين اﻟﱪﻳﺪ (+961-1) 786230 -ﻓﺎﻛﺲ: http://www.asp.com.lbاﻹﻧﱰﻧﺖ :ﺷﺒﻜﺔ ﻋﲆ اﳌﻮﻗﻊ
ميﻨﻊ ﻧﺴﺦ أو اﺳﺘﻌامل أي ﺟﺰء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺄﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﺗﺼﻮﻳﺮﻳﺔ أو اﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ أو ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ مبﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ واﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﲆ أﴍﻃﺔ أو أﻗﺮاص ﻣﻘﺮوءة أو ﺑﺄﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻧﴩ أﺧﺮى مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻔﻆ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت، واﺳﱰﺟﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ دون إذن ﺧﻄﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﴍ.
إن اﻵراء اﻟﻮاردة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﺗﻌﱪ ﺑﺎﻟﴬورة ﻋﻦ رأي اﻟﺪار اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم ﻧﺎﴍون ش .م .ل
(+9611) 785107ﻫﺎﺗﻒ -ﺑريوت ﻏﺮاﻓﻴﻜﺲ ،أﺑﺠﺪ اﻷﻟﻮان :وﻓﺮز اﻟﺘﻨﻀﻴﺪ (+9611) 786233ﻫﺎﺗﻒ -ﺑريوت ﻟﻠﻌﻠﻮم ،اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺪار ﻣﻄﺎﺑﻊ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ:
أﻫﺪي ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﱃ اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين اﻟﺬي ﻳﺜﻮر ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان اﳌﺆﻟﻒ
ﺗﺤﺘّﻞ إﻳﺮان ﻣﻮﻗﻌﺎ ﻣﺮﻛﺰﻳﺎ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،وﻧﻈﺮا ﳌﻮﻗﻌﻬﺎ اﻟﺠﻴﻮﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﳌﻬّﻢ ،ﻓﺈن أي أزﻣﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺆﺛﺮ ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺎت إﻳﺮان اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،ﰲ ﻇّﻞ أﺟﻮاء ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻠﻤﻞ داﺧﻞ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﻣﻦ اﻟﺪور اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﻹﻳﺮان ،اﳌﺪﻓﻮع ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ واﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﺘﺠّﺪدة ،وﰲ ﻇّﻞ ﻃﻤﻮح إﻳﺮاين ﻟﻠﻌﺐ دور اﻟﻘﻮة اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ردود ﻓﻌﻞ ﻋﻜﺴﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﻦ اﻣﺘﻌﺎض ﻣﻦ اﻟﺪور اﻹﻳﺮاين اﳌﺘﻌﺎﻇﻢ إﱃ اﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﺑﺎردة ﺟﺪﻳﺪة ﺑني إﻳﺮان وﻣﺤﻴﻄﻬﺎ اﻟﻌﺮيب اﻟﻮاﺳﻊ. إن اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﻄﻼب اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧرية، واﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ،ﻛﺎن ﺣﺪﺛﺎ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎه اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﰲ اﻟﴩق واﻟﻐﺮب ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء ،ﻧﻈﺮا ﻟﺘﺄﺛري ﻣﺎ ﺣﺪث ﻋﲆ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻳﺮاين ﻧﻔﺴﻪ .ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠّﺮد اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﱰّدي داﺧﻞ إﻳﺮان ،ﺗﺴّﺒﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻐﺮب ،أم أﻧﻬﺎ ﺛﻮرة داﺧﻞ اﻟﻨﻈﺎم ،ﺑني أﺟﻨﺤﺘﻪ اﳌﺘﻌﺪدة ،وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑني ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ورﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻋﲇ أﻛﱪ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين؟ وﻫﻞ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻋﺎﺑﺮة ﰲ ﻣﺴﺎر اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻊ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﺎم ،1979ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﺸّﻜﻞ ﺗﺤّﻮﻻ ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ دﻓﻊ ﺑﴩاﺋﺢ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻃﻬﺮان إﱃ اﻟﻨﺰول إﱃ اﻟﺸﺎرع اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴري؟ إن ﺻﻌﻮد اﻟﺸﺒﺎب إﱃ أﺳﻄﺢ اﳌﻨﺎزل ﻣﻜّﱪﻳﻦ ،ﻛام ﺣﺼﻞ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎ ،إﱃ دﻋﻮات أﻃﻠﻘﻬﺎ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون ﰲ اﻟﺸﺎرع ﻣﻨّﺪدﻳﻦ ﺑـ "اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ" ﻣﻄﺎﻟﺒني ﺑﺎﻟﺘﻐﻴري ﻣﻦ ﻓﻮق ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺆﴍات ﺗﺪّل ﻋﲆ ﻋﻤﻖ اﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻳﺮاين اﻟﻴﻮم. ﻫﻞ ﺗﺸّﻜﻞ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﺗﻌﺒريا ﺳﻄﺤﻴﺎ ﻋﻦ اﻣﺘﻌﺎض ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺌﺎت اﳌﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﳌﺤﺪودة داﺧﻞ إﻳﺮان ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ، أم أﻧﻬﺎ ﺛﻮرة ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﻋﲆ أﺳﺲ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﺧﺎرﺟﻲ )وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أﻣرييك( ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﻠﻘﺎت "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠّﻮﻧﺔ" أو "اﻟﺜﻮرات اﳌﺨﻤﻠّﻴﺔ" اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل ،يك ﺗﺸﻤﻞ إﻳﺮان ﻫﺬه اﳌﺮة؟ وﻫﻞ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎه داﺧﻞ ﺳﺎﺣﺎت ﻃﻬﺮان ﻫﻮ ﻣﺠّﺮد ﻇﺎﻫﺮة ﻋﺎﺑﺮة ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺳﺘﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،أم أﻧﻬﺎ ﻣﻘّﺪﻣﺔ ﻟﺘﻐﻴري ﺟﺬري ﺳﻮف ﺗﺸﻬﺪه إﻳﺮان ﰲ اﻷﺷﻬﺮ
واﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﺗﻐﻴري ﺳﻮف ﻳﻌﻴﺪ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال ﺣﻮل ﻣﴩوﻋﻴﺔ وﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺜﻴﻮﻗﺮاﻃﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﰲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺘﱪ اﻷﻏﻨﻰ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﻮارد اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ،وﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻌّﺞ ﺑﺎﻷزﻣﺎت وﺗﻠّﻔﻬﺎ اﻷﻋﺎﺻري. ﺳﻮف ﻧﺤﺎول ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺗﺒﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ أﻟﻬﺒﺖ ﻗﻠﻮب اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين وﻏري اﻹﻳﺮاين ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل ،وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎزع ﻣﻊ ﻃﻬﺮان ﺣﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ،وﻫﻲ :ﳌﻦ ﺗﻜﻮن اﻟﻐﻠﺒﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﰲ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب؟ ﻫﻞ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮيب اﻟﻘﺪﻳﻢ أم ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻵﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﺸّﻜﻞ ﺑﻌﺪ ﺣﺮيب أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق؟ وﻣﺎ ﻫﻮ دور اﻟﴫاع ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﰲ إﺛﺎرة ﻫﺬا اﻟﺠّﻮ اﳌﺸﺤﻮن داﺧﻞ إﻳﺮان؟ وﻫﻞ ﺳﻮف ﺗﺘﻤّﻜﻦ إﻳﺮان ﻣﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻮّﺳﻌﻴﺔ ودﻋﻤﻬﺎ ﻟﺤﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄني إﱃ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺮاق ،أم أن رﻓﺾ ﴍاﺋﺢ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺘﺒﻌﺔ ﺳﻮف ﻳﺠﱪ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻋﺎﺟﻼ أم آﺟﻼ ،ﻋﲆ ﺗﻐﻴري ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﳌﺘّﺒﻌﺔ يك ﺗﺼﺒﺢ أﻛرث ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ واﻋﺘﺪاﻻ؟ إن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،واﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص، ﺗﺸﻬﺪ ﺻﻌﻮد اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﳌﺘﺸّﺪدة ،ﻛام ﺗﺸﻬﺪ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺄﺟﺞ اﻟﴫاع اﻟﺴّﻨﻲ -اﻟﺸﻴﻌﻲ ،وﻫﻮ ﴏاع ﻳﴬب ﺟﺬوره ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ .إن ﺷﻜﻞ ﻫﺬا اﻟﴫاع ﺳﻮف ﻳﺤّﺪد اﳌﻨﺤﻰ اﻟﺬي ﺳﻮف ﺗﺘﺨﺬه اﻷﻣﻮر داﺧﻞ إﻳﺮان .ﻓﻔﻲ ﻇّﻞ اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺴّﻨﻲ ﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺼﻌﻮد اﻟﺸﻴﻌﻲ ،ﺗﺸﻬﺪ إﻳﺮان ﺣﺮاﻛﺎ داﺧﻠﻴﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﺧﻠﻂ اﻷوراق يك ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ إﻳﺮان أﻣﺎم ﻣﻔﱰق ﻃﺮق :ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﺴﺘﻜﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ -ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺤّﺪي -وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻣﻌّﺮﺿﺔ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ واﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ ،وإﻣﺎ أن اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺤّﴬ اﻷﺟﻮاء ﻟﺘﻐﻴري ﰲ أﻋﲆ اﻟﻬﺮم ﻧﺤﻮ إﻳﺮان أﻛرث ﺗﻌﺎوﻧﺎ وواﻗﻌﻴﺔ ﻣﻤﻬﺪة اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺤﻮار ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑني ﺟرياﻧﻬﺎ اﻟﻌﺮب ،ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻜامل ﺣﻮارﻫﺎ ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ .إن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴري ﻟﻪ ﴍوﻃﻪ .ﻓﻬﻞ اﺳﺘﻜﻤﻠﺖ اﻟﴩوط ﻹﺣﺪاث ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴري ﰲ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،أم أن اﻷﻣﺮ ﻳﺤﺘﺎج ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ واﱃ ﻇﺮوف ﻣﺆاﺗﻴﺔ يك ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻠﻪ وﻧﺸﻬﺪ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف ﺛﻮرة ﺟﺪﻳﺪة ،ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺛﻮرة ﺗﻌﻴﺪ إﻳﺮان إﱃ ﻣﺼﺎف اﻟﺪول اﳌﻨﺘﻤﻴﺔ إﱃ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ ،واﳌﺘﻌﺎوﻧﺔ ﻣﻊ اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻌﺮيب ﺑﺪل اﻟﴫاع ﻣﻌﻪ ،وﻫﻮ ﴏاع ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ إﻳﺮان ﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ. ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع اﻹﻳﺮاين ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻬﻢ أﺳﺒﺎب ﻣﺎ
ﻳﺤﺼﻞ اﻟﻴﻮم داﺧﻞ إﻳﺮان ،ﻣﻦ دون إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﲆ ﺗﺸّﻜﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ داﺧﻞ إﻳﺮان ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ إﱃ اﻟﻴﻮم ،واﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ دور ﺣﺎﻣﲇ اﻟﺮﺗﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﺤّﻴﺰ اﻟﻌﺎم ﻋﱪ اﻹﻣﺴﺎك مبﻔﺎﺻﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﱪ ﻣﺎ ﻳﺴّﻤﻰ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ". إن دراﺳﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮة ﺻﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻌﺎﻣﺔ ،ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﰲ إﺑﺮاز اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻮاﺟﻪ إﻳﺮان ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ آﻳﺎت اﻟﻠﻪ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﴏاﻋﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ داﻣﻴﺔ ،ﻛام أﻧﻬﺎ ﺗﺤﺎول ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﺆدﻳﻪ إﻳﺮان اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﺟﻐﺮاﰲ -ﺳﻴﺎﳼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻌﺎمل اﻟﺸﻴﻌﻲ واﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،واﱃ اﻟﻔﻀﺎءات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﻼﻗﺎت ،ﻛﺎﻟﻌﺎمل اﻟﻐﺮيب إﺟامﻻ. ﺳﻮف ﻧﻘﻮم ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻹﺿﺎءة ﻋﲆ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ إﻳﺮان ﻣﺆﺧﺮا ﻣﻦ ﺗﻈﺎﻫﺮات واﻋﱰاﺿﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،وﻫﻲ اﺗﺨﺬت ﺷﻜﻞ ﺑﺪاﻳﺔ ﺛﻮرة ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ .ﻣﺎ ﻫﻲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين إﱃ اﻻﻧﺘﻔﺎض واﻟﺘﻌﺒري ﺑﺸﻜﻞ ﺟامﻋﻲ ﻋﻦ رﻓﺾ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ إﻳﺮان؟ وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ،ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﺠّﺮد ﺗﻌﺒري ﻋﻦ اﻣﺘﻌﺎض ﻣﻦ اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﱰدﻳﺔ وﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ اﻟﺘﻲ أدت إﱃ ﻋﺰﻟﺔ إﻳﺮان واﺣﺘامل ﺗﻌّﺮﺿﻬﺎ ﻟﴬﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،أم أن دواﻓﻊ ﻫﺬه "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﻫﻲ أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜري ﻟﺘﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ مبﺒﺪأ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻧﻔﺴﻪ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺜﻴﻮﻗﺮاﻃﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﰲ ﻃﻬﺮان؟ ﻫﻞ أن اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ إﺻﻼﺣﻲ ﺗﻐﻴريي ﻳﻄﺎل ﻓﻘﻂ اﻷﺷﺨﺎص أم أﻧﻪ ميﺘﺪ ﻟﻴﻄﺎل أﺳﺲ اﻟﻨﻈﺎم ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت وﻏريﻫﺎ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع ﺑﺤﺜﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺌﻠﺔ ،ﻋﻠام ﺑﺄن ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻃﻬﺮان ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴري واﺳﻌﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﺳﻮف ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ إﻳﺮان ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
ﺳﻮف ﻧﺤﺎول ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول اﻹﺿﺎءة ﻋﲆ ﺳﻠﺴﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ﻣﺆﺧﺮا ،وﺗﺒﻴﺎن ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ دواﻓﻊ داﺧﻠﻴﺔ أم ﻟﻬﺎ ﻣﺴّﺒﺒﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ أﻳﻀﺎ ،ﻛام أﻧﻨﺎ ﺳﻮف ﻧﴤء ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻋﲆ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات واﻷدوار اﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺘﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻃﺮاف، ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈني وﻣﺘﺸﺪدﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ .وﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﺠّﺮد اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ داﺧﻠﻴﺔ أم أﻧﻬﺎ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ "اﻟﺜﻮرات اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ" أو "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠّﻮﻧﺔ" اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ اﻟﻌﺎمل ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎءت ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑـ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء". ﻣﻊ ﺑﺪء اﻧﻄﻼق اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ،ارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺻﻮات اﳌﻨﺎدﻳﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرة اﻟﻮﻟﻴﺪة ،وﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﺼﺎﻋﺪت أﺻﻮات أﺧﺮى ﻣﻨﺪدة ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﰲ ﺷﺆون إﻳﺮان اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﺻﻔﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻟﻴﺲ ﺗﻌﺒريا ﻋﻦ إرادة ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻞ ﻣﺆاﻣﺮة ﻏﺮﺑّﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ "اﻟﺜﻮرات اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ" اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎح اﻟﻌﺎمل ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺠﺪﻳﺪ .ﻓﻬﻞ ﻣﺎ ﺟﺮى ﰲ ﻃﻬﺮان ﻛﺎن ﺗﻌﺒريا ﺻﺎدﻗﺎ ﻋﻦ إرادة ﺷﻌﺒﻴﺔ مل ﺗﻌﺪ ﺗﺮى ﰲ اﻟﻨﻈﺎم ﺳﻮى ﻓﺌﺔ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟرثوات ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺜﻮرة ،أم أن ﻣﺎ ﺟﺮى ﻛﺎن ﻓﻌﻼ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ أﺟﻨﺒﻲ ﻟﻘﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻮف ﻧﴤء ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ. ﺗﻈﺎﻫﺮات إﻳﺮان ﺑني "اﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ" و"اﳌﺆاﻣﺮة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ" ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎمل اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺪراﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﰲ إﻳﺮان وﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺮيب ﺑني ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﺘﻈﺎﻫﺮات ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ "ﺣﻘﺎً ﻣﴩوﻋﺎً" ﻟﻜﻞ اﻟﺸﻌﻮب، وﺑني ﻣﻨﺪد ﺑﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ "ﺻﻨﻴﻌﺔ اﻟﻐﺮب" وأداﺗﻪ ﻟﺘﻘﻮﻳﺾ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين .إن اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻃﻬﺮان اﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ واﻗﻌﺎً ﺟﺪﻳﺪا ً ﻳﺠﺐ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻌﻪ ﻓﻜﺮﻳﺎً وﻓﻠﺴﻔﻴﺎً .وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال ﻣﻄﺮوﺣﺎً: ﻫﻞ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ﻣﺠﺮد "ﻣﺆاﻣﺮة ﻏﺮﺑﻴﺔ" ﻟﻘﻠﺐ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ،أم أن اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺗﺄيت ﺗﻌﺒريا ً ﻋﻦ "إرادة ﺷﻌﺒﻴﺔ" ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻻ دﺧﻞ ﻟﻠﻐﺮب ﺑﻬﺎ؟ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺠﻨﺎيئ ﰲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﳌﺎدﻳﺔ واﻟﺤﺴﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻣﻊ اﳌﺆﴍات واﻟﺴﻴﺎق .وﻳﺒﺪو أن اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻷﻗﺮب إﱃ اﻟﺼﺤﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺆال ﺗﺘﻠﺨﺺ ﰲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺰﻳﺠﺎً ﻣﻦ اﻻﺛﻨني ،أي أن
اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺗﻌّﱪ ﻋﻦ إرادة ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻟﻐﺮب ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻀﻐﻮط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﲆ إﻳﺮان .واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺑﺮأي ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﴩق ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻠﺒﺎد ،أن ردود اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺗﺪرﺟﺖ وﻛﺎﻧﺖ ﻏري ﻣﻨﺴﻘﺔ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺑﺪأت ﻋﲆ إﺣﻴﺎء ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺛﻢ ﺗﺼﺎﻋﺪت ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ وﺻﻤﻮدﻫﺎ أﻣﺎم ﻗﻮات اﻟﴩﻃﺔ واﻷذرع اﻷﻣﻨﻴﺔ .وﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪو ﺑﻮﺿﻮح أن اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻻ ﻳﺼﻨﻊ اﻷﺣﺪاث ﰲ إﻳﺮان، ﺑﻞ ﻳﻠﻬﺚ وراءﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ دول ﴍق أوﺳﻄﻴﺔ أﺧﺮى ،ودون أن ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ اﻟﺘﻮرط ﰲ اﻟﻨﻔﻲ اﳌﻄﻠﻖ ﻻﺣﺘامل أن ﺗﻜﻮن أﻃﺮاف ﺿﺎﻟﻌﺔ ﰲ [1] .ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺑﺪت ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻴﺎًﻻ ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺒﻮل ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﻨﺪ اﻧﺪﻻع اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ،ﺛﻢ ﻋﺎدت ﻟﻬﺠﺘﻪ إﱃ اﻻرﺗﻔﺎع ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ﻗﺮار اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻷﻣرييك اﻷﺧري ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻹﺟامع ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً. ﺗﻌﺘﻘﺪ إدارة أوﺑﺎﻣﺎ أن ﺗﻴﺎر ﻧﺠﺎد ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ اﻷﻣﻮر ﰲ إﻳﺮان وأن اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻻ أﻓﻖ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻛﺒريا ً ﻟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﺻﺖ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﲆ ﻋﺪم اﻻﻧﺠﺮار إﱃ ﺗﺄﻳﻴﺪ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻓﺮﺻﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﻠﻮس ﻣﻊ ﻃﻬﺮان ﻻﺣﻘﺎً إﱃ ﻣﺎﺋﺪة اﳌﻔﺎوﺿﺎت .وﻛﺎن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ واﺷﻨﻄﻦ ﰲ اﻷﺳﺒﻮﻋني اﳌﺎﺿﻴني ﻫﻮ "ﺗﻨﻮﻳﻌﺎت ﻟﻔﻈﻴﺔ" ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ اﳌﺘﺪين اﻟﺴﻘﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات .وﻻ ﻳﻔﻮت ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻣﻼﺣﻈﺔ أن أوﺑﺎﻣﺎ وﺟﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﱃ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﱪ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺴﻮﻳﴪﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ واﺷﻨﻄﻦ ﰲ إﻳﺮان -وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﰲ أواﺋﻞ ﺷﻬﺮ أﻳﺎر اﳌﺎﴈ -ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ إن واﺷﻨﻄﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﳌﺤﺎورة ﻃﻬﺮان ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﻘﺒﻞ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻷوروﺑﻴﺔ اﻷﻋﲆ ﺻﻮﺗﺎً ﰲ دﻋﻢ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وإن ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﺘﺪرﺟﺎً أﻳﻀﺎً ،ﻷن اﻟﺪول اﻟﻜﱪى ﻻ ﺗﺮﺳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﺘﻔﻜري ﺑﺎﻷﻣﻨﻴﺎت وﻟﻜﻦ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻋﲆ اﻷرض .ﺗﺠﺮي اﻟﻠﻌﺒﺔ وﻓﻖ ﻗﻮاﻋﺪ وﻟﻴﺴﺖ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ :ﻛﻞ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن راﻛﻀﺔ وراء اﻷﺣﺪاث مبﺴﺎﻓﺔ ﻛﺒرية ﻷن ذﻟﻚ ﺳﻴﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين .وﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺮﻛﺾ أﻣﺎم اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات واﺳﺘﺒﺎق ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺑﻌﻜﺲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﲆ اﻷرض ﺧﺴﺎرة أدوات اﻟﺘﺄﺛري ،ﰲ ﺣﺎل أﻓﻠﺢ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﻗﻤﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وﺗﺜﺒﻴﺖ ﺗﻮازﻧﺎﺗﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ميﻜﻦ ﺗﻔﺴري اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ،ﻓﻠﻴﺲ اﻟﺤﺮص ﻋﲆ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻫﻮ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﺑﻞ
اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﺻﻤﺔ ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﻦ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎت اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. ﻳﺒﺪو أن ﻃﻬﺮان ارﺗﺎﺣﺖ إﱃ وﺻﻢ اﳌﻌﱰﺿني ﺑﺎﻟﻌامﻟﺔ ﻟﻠﺨﺎرج ،ﻷن ذﻟﻚ ﺳﻴﻌﻔﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد وﺗﻴﺎره ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻼﻧﺘﻘﺎد ﺗﺤﺖ أي ﻋﻨﻮان ،وﻋﻨﺪﻫﺎ دامئﺎً ﻫﺪﻓﺎً ﺳﻬﻼً :اﺗﻬﻤﺖ ﻃﻬﺮان ﻟﻨﺪن ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺆوﻧﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻠﻔﻴﺎت ﻛﺜرية ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑني اﻟﺠﺎﻧﺒني ،وﺑﺴﺒﺐ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﺘﻬﺎ إﻧﻜﻠﱰا ﰲ إﻳﺮان ﻣﻨﺬ ﻓﺼﻞ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻋﻦ إﻳﺮان مبﻮﺟﺐ ﻣﻌﺎﻫﺪة 1857وﺣﺘﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺜﻨﺎيئ اﻟﺮوﳼ -اﻹﻧﻜﻠﻴﺰي 1905ﻋﲆ ﺗﻘﺴﻴﻢ إﻳﺮان إﱃ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﻧﻔﻮذ ﺷامﻟﻴﺔ وﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬام اﻟﺪوﻟﺘﺎن ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ .ومل ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻷﺧﻄﺎء ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ،ﺑﻞ إن ﻟﻨﺪن ﻧﺴﻘﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻜﺒري ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﺪق ﻋﺎم 1953ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ ،ومل ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء ﺣﺘﻰ اﻵن .وﻳﻀﺎف إﱃ ﻫﺬه اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻫﺎم - ﻋﻨﺪ إﺟﺮاء اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -وﻫﻮ أن اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻﺗﻬﺎم ﻟﻨﺪن أﻗﻞ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎرﻳﺲ أو ﺑﺮﻟني أو واﺷﻨﻄﻦ ،ﺑﺴﺒﺐ اﳌﻜﺎﻧﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻠﻬﺎ ﻟﻨﺪن ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ .ﺗﻘﻠﻴﺐ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺤﺘﻮى اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺎﺗﻬﺎم اﻟﺨﺎرج ﻳﻘﻮد إﱃ أن ﻟﻬﺠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد ﺣﻴﺎل واﺷﻨﻄﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎدﺋﺔ ﻋﲆ ﻏري اﳌﻌﺘﺎد ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﺮﻳﺪ إﻳﺮان اﺧﺘﻴﺎر ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻒ اﻟﻐﺮيب وﺗﺤﻴﻴﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺆﻗﺘﺎً ﻣﻦ اﳌﻮاﺟﻬﺔ. ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ﺑﺄن اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﻨﻌﺖ ﻓﻌًﻼ ﻗﻴﺎم ﺣﻮار إﻳﺮاين -أﻣرييك ﰲ اﻟﺸﻬﻮر اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺪى إﻟﺤﺎح رﻏﺒﺔ أوﺑﺎﻣﺎ ﰲ ذﻟﻚ .ميﺜﻞ ﺗﻌرث اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﺘﺴﻌﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺿﻐﻂ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﻣﺜﻠام ﺳﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ أﻃﺮاﻓﺎً ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ داﺧﻞ إﻳﺮان .وﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻳﺒﺪو ﻣﻼﺣﻈﺎً أن ﻋﺒﺎرات اﻟﺘﻨﺪﻳﺪ واﻟﺸﺠﺐ اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ اﻵن ،ﻻ ﺗﺴﺘﻬﺪف دﻋﻢ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﰲ اﳌﻘﺎم اﻷول ﺑﻞ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎخ دوﱄ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻔﺎوﺿﺎت أوﺑﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻃﻬﺮان -ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﻘﻤﻊ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ -ﻏري ﻣﻤﻜﻨﺔ اﻟﺘﺤﻘﻖ. ﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﳌﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان إن اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ أﻇﻬﺮوا ﺗﺼﻤﻴامً ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﺑﺎﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷذرع اﻷﻣﻨﻴﺔ وإﻋﻼن ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ "ﺳﻠﻴﻤﺔ" و"ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ" .وﻟﻜﻦ اﳌﻼﺣﻆ أن أﻋﺪاد اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺪت ﰲ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻣﺘﺘﺎﱄ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﴩﻃﺔ ،وﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻧﻀامم ﴍاﺋﺢ
اﺟﺘامﻋﻴﺔ أﺧﺮى إﱃ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻋﱰاض واﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ،وﺑﺤﻴﺚ ﺑﻘﻲ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣﺤﺪودﻳﻦ ﺿﻤﻦ ﻓﺌﺎت اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ .وﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪو اﻟﻔﺎرق ﻛﺒريا ً ﺑني اﻹﺣﺮاج اﻟﺬي ﺳﺒﺒﺘﻪ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد وﺗﻴﺎره وﻟﻠﻨﻈﺎم ﻛﻠﻪ ،وﺑني اﺳﺘﻨﺘﺎج أن ﻫﺬه اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻫﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﺘﻐﻴري أﻋﻤﻖ وأﻛرث ﺟﺬرﻳﺔ ﰲ إﻳﺮان ،وﻫﻮ ﺗﻔﻜري ﺑﺎﻷﻣﺎين ﻻ ﻳﻌﻜﺲ واﻗﻌﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻋﲆ اﻷرض .وﺟﺎء ﺗﻠﻮﻳﺢ ﻗﻮات اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻟﻘﻤﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﺠﱪﻳﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ،ﻷن اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻫﻮ ﻗﻮة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻀﺎرﺑﺔ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻟﻘﻤﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻳﻌﻨﻲ أن اﻷﺧرية ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪا ً ﺧﻄريا ً ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم وأﻧﻪ ﻳﻠﻌﺐ أوراﻗﻪ اﻷﺧرية .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻹﻋﻼن مل ﻳﺤﺪث ﻫﺬا اﻻﺣﺘامل ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ومل ﻳﺘﺪﺧﻞ اﻟﺤﺮس ،ﻷن اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﺳﺘﻤﺮت ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻧﺴﺒﻴﺎً ،وإن ﻛﺎن اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑني اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺣﺪودا ً ﻏري ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ. ﻳﺘﺤﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﻳﺮاين ﰲ أﺣﻮال ﻛﺜرية ﻃﺎﺋﺮا ً ﺧﺮاﻓﻴﺎً ﻣﺘﻌﺪد اﻟﺠﻨﺎح ،إذ ﻳﺴﺘﻌﴢ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ إﻳﺮان ﻋﲆ اﻻﺧﺘﺰال ﰲ ﺟﻨﺎﺣني أو ﻓﺮﻳﻘني أو ﻣﻌﺴﻜﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﻛام ﻫﻲ اﻟﻌﺎدة ﰲ دول ﴍق أوﺳﻄﻴﺔ أﺧﺮى. إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮاﻧني ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻄﺎﺋﺮ ذي اﻟﺠﻨﺎﺣني ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ وميﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ :دامئﺎً إﱃ اﻷﻣﺎم إﻣﺎ إﱃ اﻷﻋﲆ أو اﻷﺳﻔﻞ .أﻣﺎ اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺨﺮاﻓﻴﺔ ﻓﻴﺼﻌﺐ وﺟﻮد ﻧﺎﻇﻢ ﻟﺤﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﻄري إﱃ اﻟﺨﻠﻒ وﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﻄري وﺗﺮﻳﺎً وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﴬورة ﻋﻤﻮدﻳﺎً أو إﱃ اﻷﻣﺎم ﻓﻘﻂ! .ﻫﻨﺎك ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮان ﰲ اﻟﺤﺪﻳﻦ اﻷﻗﺼﻴني ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﰲ إﻳﺮان: اﻷول أن ﻳﻔﻠﺢ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﻗﻤﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وﻫﻮ اﻻﺣﺘامل اﻟﺮاﺟﺢ ،وﻟﻜﻦاﻟﴩوخ ﻋﲆ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﺳﺘﻜﻮن واﺿﺤﺔ وﺳﻴﺨﴪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً وﺷﻌﺒﻴﺎً ﰲ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﻻت ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻋﱰاض. اﻟﺜﺎين ،أن ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻟﻔﱰة ﻗﺎدﻣﺔ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﺘﺘﺠﺎوزﻣﻌﺎين اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻣﺠﺮد اﻻﻋﱰاض ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻋﱰاض ﻋﲆ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻨﻈﺎم ،وﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﺧﻄرية ﻋﲆ ﻣﴩوﻋﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﺑﻜﻞ أﺟﻨﺤﺘﻪ. ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪه ﻃﻬﺮان ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﺷﻬﺪه ﻣﻴﺪان "ﺗﻴﺎن ان ﻣني" ﰲ اﻟﺼني ﻗﺒﻞ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ،وﻗﺘﻬﺎ ﻗﻤﻌﺖ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وﻟﻜﻦ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أﻋﺎدت متﻮﺿﻌﻬﺎ وﻏريت ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ ،ومل ﺗﻌﺪ إﱃ اﻟﺼﻮرة واﻟﻨﻤﻂ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬام ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺻﻌﺪ واﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ ﻫﺒﻂ ﺑﻔﻌﻞ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث .وﻳﻨﻄﺒﻖ ذﻟﻚ ﻋﲆ إﻳﺮان وﻧﺨﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺣﺎل ﺗﻮﻗﻔﺖ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات
اﻵن ،ﻷن اﻧﻘﺸﺎع اﻟﻐﺒﺎر ﻋﻦ اﻟﺸﺎرع ﺳﻴﺨﻠﻒ ﻣﺸﻬﺪا ً ﻧﺨﺒﻮﻳﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً. ﺗﻘﻮل اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻷﻋامل اﻻﻋﱰاض أن ﻫﻨﺎك ﴍوﻃﺎ ﻳﻠﺰم وﺟﻮدﻫﺎ يك ﺗﺘﺤﻮل ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻋﱰاض إﱃ ﺗﻐﻴري ﰲ ﺷﻜﻞ اﻟﺤﻜﻢ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺪأ اﻟﺜﻮرات ﺑﺄن ﺗﻘﻮم ﻓﺌﺔ اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج ،وﺗﻨﺰل إﱃ اﻟﺸﺎرع ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﱪى واﻟﻌﺎﺻﻤﺔ .ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻨﻀﻢ إﱃ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﴍاﺋﺢ اﺟﺘامﻋﻴﺔ أﺧﺮى ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻮﺳﻊ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت إﱃ ﻣﺪن أﺧﺮى ﺛﻢ ﺗﺼﺒﺢ أﻛرث ﻋﻨﻔﺎً .وﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﻨﺘﴩ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ اﳌﺪن اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻴﻀﻄﺮ اﻷﺧري إﱃ ﻧﴩ ﻗﻮاﺗﻪ وأﺟﻬﺰﺗﻪ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻘﻤﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات .وﺗﺘﻤﺜﻞ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧرية ﰲ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺤﻴﺚ متﺘﻨﻊ ﻋﻦ إﻃﺎﻋﺔ أواﻣﺮ اﻟﻨﻈﺎم ،ﻓﻴﺘﻤﻜﻦ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع وﻳﻐريون ﻣﻦ ﺷﻜﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ. ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﰲ إﻳﺮان ﻋﺎم 1979ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﺸﺎه اﻟﺴﺎﺑﻖ .وﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻟﺒﺴﻴﻂ وﻣﺮاﺣﻠﻬﺎ اﻷوﻟﻴﺔ وﻻ ﺗﺘﻄﻮر إﱃ أﻛرث ﻣﻦ ذﻟﻚ إذا مل ﺗﻨﻀﻢ ﴍاﺋﺢ ﺷﻌﺒﻴﺔ واﺟﺘامﻋﻴﺔ أﺧﺮى إﱃ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻋﱰاض ،ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺗﻨﺠﺢ اﻷذرع اﻷﻣﻨﻴﺔ ﰲ ﻗﻤﻊ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﰲ ﻣﻴﺪان "ﺗﻴﺎن ان ﻣني" ﺑﺎﻟﺼني ﻋﺎم ،1989إذ إن اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﻄﻼب مل ﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺌﺎت اﺟﺘامﻋﻴﺔ أﺧﺮى وأﺻﺒﺢ اﻟﻄﻼب ﻣﻌﺰوﻟني اﺟﺘامﻋﻴﺎً ،ﻓﺘﺪﺧﻠﺖ اﻷذرع اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻗﻤﻌﺖ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً .اﻵن وﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻓﱰة ﻋﲆ ﺑﺪء اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﰲ ﻃﻬﺮان ،ﻳﺒﺪو أن ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻣﻦ ﴍاﺋﺢ اﻟﺸﺒﺎب وذﻟﻚ اﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻃﻬﺮان ﻻ ﺗﺮﻗﻰ إﱃ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺜﻮرة ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﺗﺠﺮﺑﺔ إﻳﺮان اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ. إذن ﺗﻘﻒ إﻳﺮان ﻋﲆ أﻋﺘﺎب إﻋﺎدة اﺻﻄﻔﺎف ﰲ ﻧﺨﺒﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻈﺎﻫﺮات واﻻﻋﱰاﺿﺎت ﺳﺘﻘﺮر ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻓﺎﺋﺰا وآﺧﺮ ﺧﺎﴎا ،ﻛام أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﺮز راﺑﺤني وﺧﺎﴎﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺒني وﰲ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﺳﺘﺘﺪرج درﺟﺔ اﻟﺨﺴﺎرة وﻣﺴﺘﻮى اﻷرﺑﺎح .ﺳﺘﺘﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻄﺮدﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﰲ رﺋﺎﺳﺔ ﻧﺠﺎد اﻟﻘﺎدﻣﺔ: ﻛﻠام اﺳﺘﻤﺮت اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وﻛﻠام ازداد أﻋﺪاد اﳌﺸﺎرﻛني ﻓﻴﻬﺎ واﻧﺘﴩت ﰲ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ،ﻛﻠام ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺨﺴﺎرة اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ أﻛﱪ .وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺗﺤﺎﻟﻔﺎت ﻧﺨﺒﺘﻬﺎ أن ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ﺳﻴﺤﺴﻢ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ وﺣﺪه ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎً ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺴﺎﻋﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﺻﻄﻔﺎف ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻴﺎر ﻧﺠﺎد .ﺧﻠﻘﺖ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺢ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺻﻨﻌﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻓﻬﻮ وﺑﺤﻜﻢ ﺳﻨﻪ 67 -ﻋﺎﻣﺎً -ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻓﺠﻮة ﻋﻤﺮﻳﺔ
ﻋﻦ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ،ﻛام أن ﻣﻮاﻗﻔﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﱰﺷﺢ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﺑﺘﻌﺎده ﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﺎﻗﺪا ً ﻟﻠﻜﺎرﻳﺰﻣﺎ واﻟﺘﺄﺛري إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري. وﻟﻜﻦ ﻣﻮﺳﻮي أﺛﺒﺖ ومبﺮور اﻟﻮﻗﺖ أﻧﻪ ﻳﻨﻤﻮ ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ أو ﻟﻘﻤﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻛام ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﺎً ،ﺑﻞ اﺳﺘﻤﺮ ﻣﻌﺎرﺿﺎً ﰲ اﻟﺸﺎرع وﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎً ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ذات ﻣﻌﺎين ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ وﺟﺪان اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻣﺜﻞ "أﻧﺎ ﺗﻮﺿﺄت اﺳﺘﻌﺪادا ً ﻟﻠﺸﻬﺎدة" .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺒﺪو أن اﻟﻜﺘﻠﺔ اﳌﺴﺘﻤﺮة ﺑﺎﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﰲ اﻟﺸﺎرع ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺧﻴﻂ واﺣﺪ ﻫﻮ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ﺳﻮاء ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ مبﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ ،أو راﻏﺒﺔ ﰲ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ اﻟﺨﺎرج أو ﺣﺘﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين وﻟﻴﺲ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد ﺣﴫا ً .واﳌﻼﺣﻆ أن ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت رمبﺎ ﺗﻜﻮن أﻛرث رادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻮي ﻧﻔﺴﻪ وﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﺴﻖ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻧﻈﺎم ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ إﻳﺮان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺧﻄﻮاﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻛﺜريا ً ﻣﺜﻞ ﺧﻄﻮاﺗﻪ ﻫﻮ .ﻳﺒﺪو أن إﻳﺮان ﺗﺘﺠﻪ إﱃ إﻋﺎدة اﺻﻄﻔﺎف اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻨﺠﺎد ﺣﻮل ﺷﺨﺼﻴﺘني ﻫام :ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﺤﺮك اﻷﺣﺪاث اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ اﻟﻨﺨﺒﺔ وﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﳌﺮﺷﺢ اﻹﺻﻼﺣﻲ وﻣﺤﺮك اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﺸﺎرع ﺣﺘﻰ اﻵن ،وﺑﺤﻴﺚ ﺳﻴﻜﻮن [2] .اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎن ﻣام ﻛﺜريا ً أﺿﻌﻒ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻻﻳﺘﻪ ﰲ ﻧﺠﺎد » اﻻﺗﻔﺎق -اﻟﺼﻴﻐﺔ« اﻧﺴﺤﺐ اﳌﺤﺘﺠﻮن ﻣﻦ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان )ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻘﺒﻀﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ( ،وﺑﻘﻲ اﻟﺠﻤﺮ ﻳﺴﺘﻌﺮ ﺗﺤﺖ اﻟﺮﻣﺎد .أﺧﲆ ﺻﺨﺐ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﳌﻜﺎن ﻟﻬﺪوء اﻟﺤﻮار. اﺳﺘﻌﺎد ﻃﺮﻓﺎ اﻟﴫاع ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻔﺎوض ،اﳌﺒﺎﴍ أو ﺑﺎﻟﻮاﺳﻄﺔ ،ﻋﲆ أﻣﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻳﺪرك اﻟﺠﻤﻴﻊ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن أﻗﻞ ﻛﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻜﺎم ﻣﺠﺪدا ً إﱃ اﻟﺠامﻫري واﻟﻌﺴﻜﺮ .ﴏاع ﺟﺬوره ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﺑﺎت واﺿﺤﺎً أﻧﻪ ﻳﺘﺠّﺴﺪ ﰲ ﺷﺨﺼني: اﳌﺮﺷﺪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ )اﻟﺬي رﻣﻰ ﺑﺜﻘﻠﻪ ﺧﻠﻒ ﻧﺠﺎد( وﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين )ﺧﻠﻒ ﻣﻮﺳﻮي( .ﻛﻞ ﻣﻨﻬام ميﺜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻰ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ -اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، وﻳﺤﺘﻀﻦ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎءﺗﻪ أﻃﻴﺎﻓﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ -دﻳﻨﻴﺔ ﺗﺠﻤﻌﻬﺎ رؤﻳﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻹدارة [3] .اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﳌﻠﻔﺎت ﻣﻘﺎرﺑﺔ وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﻧﺰاع ﺑني ﺻﺪﻳﻘني ﺗﺤّﻮﻻ إﱃ ﺧﺼﻤني ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻮﻗﻌﻴﻬام .ﻋﻼﻗﺔ متﺘﺪ إﱃ ﻋﻘﻮد ﺧﻠﺖ ،ﻣﻨﺬ ﺟﻠﺴﺎ ﺟﻨﺒﺎً إﱃ ﺟﻨﺐ ﻋﲆ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ اﻟﻨﺠﻒ، اﻟﺘﻲ ﺟﺎءاﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ ﻃﺒﻘﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ :رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺳﻠﻴﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ إﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻓﺎﺣﺸﺔ اﻟرثاء ،ﻓﻴام ﻳﻨﺤﺪر ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘرية )ﻳﻘﺎل إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻟﺪﻓﻊ اﻷﻗﺴﺎط اﻟﺤﻮزوﻳﺔ ( .ﺟﻤﻌﻬام اﻟﺘﺪﻳّﻦ واﻟﻌﺪاء ﻟﻠﺸﺎه،
واﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻦ أﻗﻄﺎﺑﻬﺎ .اﺣﺘﻼ أﺑﺮز ﻣﻮﻗَﻌني ﺑﻌﺪ اﻹﻣﺎم ﰲ إﻳﺮان اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ :ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ رﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ،ورﻓﺴﻨﺠﺎين رﺋﻴﺴﺎً ﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى. وﻣﻊ وﻓﺎة اﻹﻣﺎم ،أّدى رﻓﺴﻨﺠﺎين دورا ً ﻣﺮﻛﺰﻳﺎً ﰲ اﻧﺘﺨﺎب ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﺮﺷﺪا ً ﻓﻴام ﺗﻮﱃ ﻫﻮ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ وﺗﻘﺎﺳام اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﺜامين ﺳﻨﻮات )ﺣﻜﻢ اﻟﺪوﻳﻜﺎ( .مل ﻳﻜﻦ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﺮﺟﻌﺎً ﺑﻌﺪ )ﻛﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻣﺠﺘﻬﺪا ً(، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻮزة ﺗﻌﺞ ﺑﺂﻳﺎت اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﺎم ،ﻓام ﻛﺎن ﻣﻨﻪ إﻻ أن اﻋﺘﻤﺪ »ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب « ﺣﻴﺎل ﻗﻢ واﻹﻗﻄﺎع واﻟﱪﺟﻮازﻳﺔ ،وﻛﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻌﺎدون ﻟﻠﺜﻮرة وﺗّﻮاﻗﻮن ﻟﻌﻮدة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺸﺎﻫﻨﺸﺎﻫﻲ .ﻋﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﻮذه اﻟﺴﻴﺎﳼ )وﺧﺎﺻﺔ ﻋﱪ ﺟﺬب اﻟﺠرناﻻت اﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻮﻏﻰ( واﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﺘﺼﺪﻳﻪ ﻟﻠﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﻘﺐ وﻓﺎة اﳌﺮاﺟﻊ اﻷﻗﺪم ﻣﻨﻪ ﰲ ﻗﻢ. ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻋﻤﻞ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻋﲆ »إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء« ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق )وﺿﻊ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﳌﺌﺎت اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻜﻤﻠﺘﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻼﺣﻘﺔ( ﻣﻦ دون أن ﻳﺘﺨﲆ ﻋﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ إدارة اﻟﴫاع ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وإﴎاﺋﻴﻞ )ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺻّﺪق ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻮﻳﻨﺲ آﻳﺮس( .وﻛﺎن اﻟﻄﺮﻓﺎن راﺿﻴني. ﺟﺎء ﻋﺎم 1997وﺧﺮج رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﻦ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻘﻲ ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ. ﺣﻜﻢ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ )ﰲ ﻣﺎ ﻋﺮف ﺑﺤﻜﻢ اﻟﱰوﻳﻜﺎ( ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ اﻹﺻﻼﺣﻴني .ﻟﻜﻦ ﺗﻬﻢ اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﺣﻜﻤﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أرﻫﻘﺘﻪ ﺷﻌﺒﻴﺎً إﱃ ﺣﺪ أﻧّﻪ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻔﻮز مبﻘﻌﺪ ﻧﻴﺎيب ﻋﺎم ،2000ﻓﺄﻋﻴﺪ اﻻﻋﺘﺒﺎر إﻟﻴﻪ ﺑﺘﻮﻟﻴﺘﻪ رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻤﻊ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ .2002وﺑﻘﻲ »اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺼﻴﻐﺔ« ﺳﺎرﻳﺎً. إﱃ أن ﺧﺮج ﻧﺠﺎد ﻣﻦ اﻟﻼﻣﻜﺎن ﻣﻠﺤﻘﺎً ﻫﺰميﺔ ﻧﻜﺮاء ﺑﺮﻓﺴﻨﺠﺎين ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،2005أﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺷﻌﺒﻮﻳﺔ ﺗﻨﺤﺎز ﻟﻠﻔﻘﺮاء ،وﺑﺤﻤﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﻔﺴﺎد ﻣﺮﻓﻘﺔ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ أﴐت مبﻦ أﴐت ﻣﻦ ﺗﺠﺎر اﻟﺒﻠﺪ وأﺛﺮﻳﺎﺋﻪ .اﻟﴬﺑﺔ اﻷوﱃ ﻟـ » اﻻﺗﻔﺎق -اﻟﺼﻴﻐﺔ« ،مل ﺗﻮﻓّﺮ ﻗﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﻫﻤﻠﻬﺎ ﻧﺠﺎد ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺤﻴﻴﺪ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ ،وإن ﻛﻮﻓﺊ مبﻨﺼﺐ ﻓﺨﺮي آﺧﺮ )رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء(. ﻣّﺮت اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻷوﱃ ﻟﻨﺠﺎد ﺑﺴﻼم ،وﺟﺎء وﻗﺖ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻣﺮﻓﻘﺎً ﺑﺘﺼﻌﻴﺪ ﺿﺪ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،اﻟﺬي رأى ﰲ وﻻﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪا ً ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷرﺑﻊ اﳌﺎﺿﻴﺔ إﱃ ﻗّﺺ أﻇﺎﻓﺮ آل رﻓﺴﻨﺠﺎين ﰲ إدارات اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻳﺘﻮّﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ،ﻓﻜﺎن ﻣﺎ ﺟﺮى ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ ،وﻻ ﻳﺰال.
ﴏاع ﻳُﱰﺟﻢ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻋﺪﻳﺪة ،ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺣﺪود وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ .وﰲ ذﻟﻚ ﻣﺪرﺳﺘﺎن :ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎت ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﻣﺒﺪأ »اﻟﻜﺸﻒ اﻹﻟﻬﻲ« )وﻗﻮاﻣﻬﺎ أن اﻟﻠﻪ ﻳﺨﺘﺎر اﳌﺮﺷﺪ وﻳﻌّﱪ ﻋﻦ إرادﺗﻪ ﻫﺬه ﺑﻮاﺳﻄﺔ إﻧﺴﺎن(؛ وﻳﻨﺘﻤﻲ ﻫﺆﻻء إﱃ اﳌﻨﺎدﻳﻦ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﴍﻋﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ،وﻗﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﺼﻼﺣﻴﺔ اﳌﻘﻴﺪة ﻳﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﱪ اﻻﻧﺘﺨﺎب؛ وﻳﻨﺘﻤﻲ ﻫﺆﻻء إﱃ اﳌﻨﺎدﻳﻦ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﴍﻋﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ .وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎً ﻋﻨﻮان اﻗﺘﺼﺎدي ،وﰲ ذﻟﻚ ﻣﺪرﺳﺘﺎن :ﺗﻨﺎدي اﻷوﱃ ﺑﺘﻮزﻳﻊ أﻛرث ﻋﺪاﻟﺔ ﻟﻠﺜﻮرة ،ﺗﺆّدي ﻓﻴﻪ اﻟﺪوﻟﺔ دورا ً ﻣﺮﻛﺰﻳﺎً ،ﻣﻊ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻷرﻳﺎف وﻃﻬﺮاﻧﻴﺔ ﰲ اﻷداء ﺑﺨﻠﻔﻴﺎت دﻳﻨﻴﺔ. أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺘﻄﺎﻟﺐ ﺑﻠﱪﻟﺔ اﻟﺴﻮق وﺧﺼﺨﺼﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﺪن ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ رﻓﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أرﻫﻘﺘﻬﺎ. ﻳﻀﺎف إﱃ ذﻟﻚ ﻋﻨﻮان ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑـ »اﻟﺪور واﻟﻮﻇﻴﻔﺔ « ،وﻳﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻣﺪرﺳﺘني :اﻷوﱃ ﻣﻬﺪوﻳﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻛﺮﺑﻼﺋﻴﺔ اﳌامرﺳﺔ ﺗﻨﺘﴫ ﻟﺠﻤﻴﻊ » اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني « ﺿﺪ »اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻷﻛﱪ« .ﻳﺤﺘﻞ اﻟﴫاع ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻣﺮﻛﺰﻳﺎً ﻓﻴﻬﺎ )ﻣﻊ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة( .ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻷذرع اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻹﻳﺮان وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮذﻫﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺑﻬﺪف ﺟﻌﻠﻬﺎ دوﻟﺔ ﻋﻈﻤﻰ .اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﻴﺎة أو ﻣﻮت ،ﻧﻈﺮا ً ﳌﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات ردﻋﻴﺔ واﻣﺘﻴﺎزات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﱪاﻏامﺗﻴﺔ ﺗﻨﺎدي ﺑﺎﻟﺤﻮار واﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ اﻟﻐﺮب وإﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ وﺣﴫ اﻹﻧﻔﺎق ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ .ﺷﻌﺎرﻫﺎ »ﻻ ﻟﺒﻨﺎن وﻻ ﻓﻠﺴﻄني، إﻳﺮان أوًﻻ« )وﻗﺪ ُرﻓﻊ ﺧﻼل »اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء«( ،ﻣﻊ دور أﻛرث ﺗﻮاﺿﻌﺎً ﻹﻳﺮان، وﺗﺮﴇ ﺑﺤﻞ اﻟﺪوﻟﺘني ﰲ ﻓﻠﺴﻄني .وﺗﺮى أﻛﻼف اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي أﻛﱪ ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪه... ﻣﺎ ﺟﺮى ﰲ إﻳﺮان )ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى آﻟﻴﺔ اﻟﺤﻜﻢ( ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ﺗﺼﺪع ﰲ » اﻻﺗﻔﺎق -اﻟﺼﻴﻐﺔ« ،اﻟﺬي ﻳﺒﺪو اﻟﻌﻤﻞ ﺟﺎرﻳﺎً ﻋﲆ إﻋﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻪ وﻓﻘﺎً ﳌﻮازﻳﻦ [4] .اﳌﺴﺘﺠﺪة اﻟﻘﻮى اﻟﻮﺻﻔﺔ اﻷﻣريﻛّﻴﺔ ﻟﺘﺪﺟني ﻃﻬﺮان :ﺛﻮرة ﺑﺮﺗﻘﺎﻟّﻴﺔ متّﻬﺪ ﻟﴬﺑﺔ إن اﻟﺘﴫﻳﺤﺎت اﻟﺘﻲ أدﱃ ﺑﻬﺎ اﳌﺴﺆوﻟﻮن اﻷﻣريﻛّﻴﻮن ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺆون إﻳﺮان ،رﻏﻢ إداﻧﺘﻬﻢ »ﻗﻤﻊ« اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻟﻠﻤﺤﺘﺠني ﻋﲆ ﻓﻮز ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺑﻔﱰة رﺋﺎﺳﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻻ ﺗﻌﻜﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺠﺎه ﻃﻬﺮان ﻳﺪﻋﻮ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ ،ﺗﺠﺎه ﻣﺎ ﺟﺮى ﰲ إﻳﺮان ،إﱃ إﺣﺪاث ﺗﻐﻴري ﺳﻴﺎﳼ ﺟﻮﻫﺮي ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﰲ ﻃﻬﺮان ،ﺳﻮاء
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻰ ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟﻮرج ﺑﻮش »ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم« أو »ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻟﺴﻠﻮﻛﻪ« ،ﻟﻴﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ .ﻟﻜّﻦ اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ،روﺑﺮت ﻏﻴﺒﺲ ،ﻳﺮى أن اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ متﺜّﻞ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺘﻐﻴري. وﺗﺸري ﺗﻘﺎرﻳﺮ إﱃ أن ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﳌﺤﺘّﺠﻮن اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ذوي اﳌﻴﻮل اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﰲ ﻃﻬﺮان وﻣﺪن إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻛﱪى أﺧﺮى ،ﻛﺎن ﰲ إﻃﺎر ﻣﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻟﻪ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ )ﳼ آي إﻳﻪ( ،اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻐﻠّﺖ ﺗﻈﺎﻫﺮات أﻧﺼﺎر اﳌﺮﺷﺢ اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻟﺨﺎﴎ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﻟﻠﻌﻤﻞ إﻣﺎ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد ﻧﻈﺎم أﻟﻌﻮﺑﺔ ﻣﺆﻳّﺪ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،وإﻣﺎ ﺷّﻦ ﻫﺠﻮم ﻋﺴﻜﺮي ﺑﺪﻋﻮى أن ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻏري ﴍﻋﻲ وﻳﺴﺘﻨﺪ إﱃ أﻗﻠﻴﺔ [5] .ﺑﺎﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ وﻳﻘﻤﻊ وﻳﺮى ﻣﻌﻠّﻘﻮن أﻣريﻛﻴﻮن أن اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣرييك وﺣﻤﻠﺔ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺜّﻬﺎ وﺗﻨﴩﻫﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻫام ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮح إﱃ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﻌﻪ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺗﴫﻳﺤﺎت اﳌﺴﺆوﻟني اﻷﻣريﻛﻴني واﻟﻐﺮﺑﻴني ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ. وﻳﺸري ﻣﺴﺎﻋﺪ وزﻳﺮ اﳌﺎل اﻷﻣرييك ﰲ ﻋﻬﺪ روﻧﺎﻟﺪ رﻳﻐﺎن ،ﺑﻮل ﻏﺮﻳﻎ روﺑﺮﺗﺲ ،إﱃ أن ﻣﻮﺳﻮي أﻋﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ إﻏﻼق ﻣﺮاﻛﺰ اﻻﻗﱰاع ﻓﺎﺋﺰا ً ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ،اﺳﺘﻨﺎدا ً إﱃ »ﻛﻞ اﳌﺆﴍات اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء إﻳﺮان«، ﻓﻴام ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻗﺮار اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ متﺪﻳﺪ ﻓﱰة اﻻﻗﱰاع ﻟﺴﺎﻋﺎت أﺧﺮى ،ﻟﺘﻌﻠﻦ ﻓﻮز ﻧﺠﺎد ﺑﻌﺪ دﻗﺎﺋﻖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ إﻏﻼق أﺑﻮاب ﻣﺮاﻛﺰ اﻻﻗﱰاع. وﻳﻘﻮل روﺑﺮﺗﺲ إن اّدﻋﺎء ﻣﻮﺳﻮي اﳌﺴﺒﻖ ﺑﺎﻟﻔﻮز ﻗﺒﻞ إﻏﻼق ﻣﺮاﻛﺰ اﻻﻗﱰاع ،وﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺑﺪء ﻓﺮز اﻷﺻﻮات ،ﻛﺎن »ﴐﺑﺔ اﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ« واﺿﺤﺔ ﺗﻬﺪف إﱃ اﺳﺘﺒﻌﺎد أي ﻧﺘﺎﺋﺞ آﺗﻴﺔ .وﻳﺘﺎﺑﻊ »إذا ﻛﺎن رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻗﺪ أﻛﺪوا ﻓﻮز ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ ﻣﺮﺗني ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﱰددوا ﰲ إﻋﻼن ﻓﻮز ﻣﻮﺳﻮي اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﺼﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﻔﻮز« ،ﻣﺘﺴﺎﺋﻼً »ﳌﺎذا ﻻ ميﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻫﺰميﺔ ﻣﻮﺳﻮي أﻣﺎم ﻧﺠﺎد، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ ﻫﺰم )اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﺎﺷﻤﻲ ( رﻓﺴﻨﺠﺎين ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﰲ ﻋﺎم .«2005 وﻳﻜﺸﻒ روﺑﺮﺗﺲ »إﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة متّﻮل ﻣﻨﻈامت إرﻫﺎﺑﻴﺔ داﺧﻞ إﻳﺮان ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺠريات وأﻋامل اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺧﺮى .وﻣﻦ
اﳌﺮﺟﺢ أن ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻈامت ﻫﻲ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﺣﺮق اﻟﺤﺎﻓﻼت وأﻋامل اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﺧﻼل اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﰲ ﻃﻬﺮان«. وﻳﺸري روﺑﺮﺗﺲ إﱃ أن اﻧﺘﺸﺎر ﺗﻘﻨﻴﺔ »ﺗﻮﻳﱰ« اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ﰲ إرﺳﺎل اﻷﺧﺒﺎر وﺑﺜّﻬﺎ ،ﺟﺮى إﻳﺠﺎدﻫﺎ ﻏﺪاة ﻳﻮم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻓﻴام ﻟﻮﺣﻆ أن ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺟريوزاﻟﻴﻢ ﺑﻮﺳﺖ« ﻗﺪ ﻧﴩت ﰲ 14ﺣﺰﻳﺮان ﻣﻘﺎًﻻ ﻋﻦ »ﺗﻮﻳﱰ« اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺨﺎص ﺑﺈﻳﺮان .وﻳﺘﺴﺎءل »ﳌﺎذا مل ﺗﺘﺤﺮك ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﺗﺰوﻳﺮا ً ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت؟ وﺣﺘﻰ إن وﺟﺪت ،ﻓﻠﻢ ﺗﻠﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ اﻷﻣرييك اﻟﻐﺮيب اﻟﺬي ﻳﻘﺪم ﻟﻬﺆﻻء ﰲ إﻳﺮان« .ﻛام ﻳﺘﺴﺎءل ﻋﻦ دواﻓﻊ ﻣﻮﺳﻮي ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ،اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺮب اﳌﻌﺎدي ﻟﻨﻈﺎم ﺣﻜﻢ ﻛﺎن ﻗﺪ أﻃﺎح ﻧﻈﺎم اﻟﺸﺎه اﻟﺬي ﻛﺎن أﻟﻌﻮﺑﺔ ﺑﻴﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة. وﻳﻘﻮل روﺑﺮﺗﺲ إن ﻣﻮﺳﻮي ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻣﻨﻈامت ﻣﻤّﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﻣﺸريا ً إﱃ أن واﺣﺪا ً ﻣﻦ أﺑﺮز رﻣﻮز اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد اﳌﻌﺎدﻳﻦ ﻹﻳﺮان وﻫﻮ ﺟﻮن ﺑﻮﻟﺘﻮن ،اﳌﻨﺪوب اﻷﻣرييك اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺪى اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ،أوﺿﺢ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺑﺸﺄن إﻳﺮان ﺑﻘﻮﻟﻪ »أوًﻻ ﻧﺤﺎول زﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار إﻳﺮان، وﰲ ﺣﺎل اﻟﻔﺸﻞ ﻧﻘﻮم ﺑﻘﺼﻔﻬﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً«. ﺑﺪوره ،ﻛﻴﻨﻴﺚ متريﻣﺎن ،اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺒريا ً ﰲ اﻟﺸﺆون اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﻛﺸﻒ وﺟﻮد ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻟـ »ﺛﻮرة ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ« ﰲ إﻳﺮان ﻋﲆ ﻏﺮار ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﻏريﻫﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ ﻗﺒﻴﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أن »ﻫﻨﺎك ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻋﻦ ﺛﻮرة ﺧﴬاء« ،وأن ﻫﻨﺎك ﺗﻨﻈﻴامً ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻗﺒﻴﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وإﻋﻼن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وأن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌّﺪة ﺳﻠﻔﺎً ﻟﻼّدﻋﺎء أﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮي اﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﻋﲆ ﴎﻗﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻧﺠﺎد. وﻳﻘﻮل متريﻣﺎن إن اﻟﻮﻗﻔﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻨﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ )ﻧﻴﺪ( ،اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ،ﻣّﻮﻟﺖ ﻣﻨﻈامت ﻏري ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺧﺎرج إﻳﺮان ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻼﻗﺎت ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت [6] .ﻣﻮﺳﻮي ﻫﻞ ﺗﺘﺤﻮل اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ إﱃ ﺛﻮرة ﺟﺪﻳﺪة؟ "ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ إﻳﺮان ﻳﺤﺜﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﺿﻊ؛ مل ﻧﻜﻦ ﻧﺘﻮﻗﻊ أﺣﺪاﺛﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻖ وﻻ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻮة" .ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ أﺣﺪ ﻛﺒﺎر اﳌﺤﻠﻠني اﻷوروﺑﻴني ﻟﺸﺆون اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﰲ ﺣﻮار إﻟﻜﱰوين ﰲ 25ﺣﺰﻳﺮان 2009ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﻄﻮن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟـ "اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب" ﰲ ﺑﺮوﻛﺴﻴﻞ. وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺨﺒري ﻳﺮد ﰲ ﻫﺬا اﻟﺤﻮار ﻋﲆ أﺳﺌﻠﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴني ﺣﻮل ﺗﻘﺮﻳﺮ
إﺧﺒﺎري ﺻﺪر ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث ﻣﻘّﺮب ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ ﰲ ﺑﺮوﻛﺴﻴﻞ ﰲ 23ﺣﺰﻳﺮان وﺗﻀّﻤﻦ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻜﺜّﻔﺔ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎت اﳌﻮﺛﻮﻗﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﺣﻮل اﻟﻮﺿﻊ ﰲ إﻳﺮان. ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،اﻟﺬي أرﺳﻞ إﱃ وزارات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ دول "اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب" ،ﻳﺤﺎول ﻣﻨﺬ اﻷﺳﻄﺮ اﻷوﱃ اﺳﺘﻜﺸﺎف اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ إﻳﺮان ﻣﻨﺬ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﰲ 12ﺣﺰﻳﺮان ،ﻓﻴﺘﺴﺎءل" :ﻫﻞ ﺗﺘﺤّﻮل اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ إﱃ ﺛﻮرة ﺟﺪﻳﺪة؟". وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن "اﻟﴫاع مل ﻳﺤﺴﻢ ﺑﻌﺪ ...وﻟﻦ ﻳﺤﺴﻢ ﻗﺮﻳﺒﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﺪأ ﻟﻠﺘﻮ وﺳﻮف ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼ ،ﺑني ﻣﺪ وﺟﺰر" ،وﻳﺼﻒ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺑﺄﻧﻪ "أﺧﻄﺮ [7] .ﻋﺎﻣﺎ" 30ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺜﻮرة ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ داﺧﻠﻴﺔ ﻣﺤﻨﺔ وﻣﻊ أن اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻳﴫ ﻋﲆ أن "اﻟﴫاع اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻫﻮ ﺑني أﺟﻤﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم...وﻟﻴﺲ ﺑني اﻟﺸﻌﺐ واﻟﻨﻈﺎم" ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻀﻴﻒ ﰲ ﻣﻘﻄﻊ آﺧﺮ أن اﻧﻜﺴﺎر ﻫﻴﺒﺔ اﻟﻨﻈﺎم وﻧﺰول اﻟﻨﺎس إﱃ اﻟﺸﺎرع ﺳﻤﺢ ﺧﻼل أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﺑﺎﻟﱪوز" .وراء اﻟﺨﻼف ﺣﻮل ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺑني ﻣﺆﻳﺪي اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﻨﺘﻬﻴﺔ وﻻﻳﺘﻪ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﻲ ﻧﺠﺎد واﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي...ﺑﺮزت ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﺑني أﺟﻨﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم ،وﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ودﻳﻨﻴﺔ ،وﺑني ﻗﻄﺎﻋﺎت اﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎً ﺑﺮزت ﺣﺮﻛﺎت اﻟﻨﺴﺎء ،وﺣﺮﻛﺎت اﻟﺸﺒﺎن ،وﺣﺮﻛﺎت اﻟﻄﻼب ،وﺑﺪأت اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺘﺤّﺮك ﺑﻮﺿﻮح ﰲ اﳌﻈﺎﻫﺮات". "ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت اﻷﺣﺪاث ﻋﲆ أﻧﻬﺎ اﺣﺘﺠﺎج ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺰوﻳﺮ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺤﻮل ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم إﱃ ﳾء آﺧﺮ :ﻫﻨﺎك ﻣّﺪ ﺷﻌﺒﻲ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﺿّﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ" .وﻳﺘﻮﻗّﻊ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن "ﻳﺘﺠﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻧﺤﻮ ﻋﺰﻟﺔ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻟﻴﺤّﺼﻦ ﻣﻮاﻗﻌﻪ وﻳﺤﺎرب أﻋﺪاءه وﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻪ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﻴﺆدي ذﻟﻚ إﱃ أن ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺳﺘﺘﻀﺎءل ،أﻗﻠﻪ ﰲ اﻟﻔﱰة اﳌﻘﺒﻠﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺳريّﻛﺰ ﻋﲆ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺘﻪ" .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﺰﻟﺔ "ﻗﺪ ﺗﺪﻓﻌﻪ إﱃ اﻟﺴري ﻗﺪﻣﺎ ﻧﺤﻮ إﻧﺘﺎج ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ﺑﴪﻋﺔ ،ﻛام ﺣﺪث ﰲ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸامﻟﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬه اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺣامﻳﺘﻪ". وﻳﺸري اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﱃ أن "اﻷﴎة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻗﺮرت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي واﻋﺘﺒﺎره ﺷﺄﻧﺎ إﻳﺮاﻧﻴﺎ داﺧﻠﻴﺎ" ،وﻳﻌﺘﱪ أن ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﻫﻮ اﻷﺳﻠﻢ ﻷﻧﻪ "ﻻ ﻳﺠﺐ اﻟﻮﻗﻮع ﰲ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﳌﻌﻘﺪة ﺟﺪا ،وان ﻛﺎن ﻋﲆ اﻷﴎة اﻟﺪوﻟﻴﺔ أن ﺗﻨﺪد ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﻤﻊ" .وﻳﺤﺬر اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ أن "ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﴫاع اﻟﺪاﺋﺮ ﰲ إﻳﺮان ﺳﺘﻨﻌﻜﺲ ﺑﴪﻋﺔ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ
ﻣﻠﻔﺎت اﳌﻨﻄﻘﺔ :ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ،إﱃ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،إﱃ اﻷراﴈ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن واﱃ ﺳﻮرﻳﺎ" ،وأﻧﻪ أﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﴫاع اﻟﺪاﺧﲇ اﻟﺤﺎﱄ ﰲ إﻳﺮان ﻓﺈن "ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺳﺘﺒﺪأ ،ﻷن اﻟﻨﻈﺎم ﺳﻴﻜﻮن أﺿﻌﻒ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ". اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ مل ﺗﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮدة وﰲ ﻣﻌﺮض ﺗﱪﻳﺮ ﺗﻮﻗﻌﻪ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن اﻷﺣﺪاث ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ﰲ إﻳﺮان، ﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أﻧﻪ "مل ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺨﻀﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻬﺎ ﻛام ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﰲ ﻋﻬﺪ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ .ﻓﻠﻘﺪ ﺻﺎر اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﲇ أﻛﱪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻃﺮﻓﺎ ﰲ اﻟﴫاع ،ﻻ ﺳﻴام ﺑﻌﺪ ﺧﻄﺒﺔ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ 19ﺣﺰﻳﺮان ،ومل ﻳﻌﺪ ﻗﺎدرا ﻋﲆ ﻓﺮض ﺗﺴﻮﻳﺔ" .وﻳﻀﻴﻒ" :ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺴﻴﻂ اﻟﻘﻮل أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ارﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ...ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ اﺿﻄﺮ إﱃ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ ﺑني اﻻﺗﺠﺎﻫني ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮف متﺎﻣﺎ أن ﺗﻮازن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺪأ ﻳﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻳﺪه ،وأﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺣﺘﻰ أن ﺗﺘﻢ إﻗﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ". وﻳﻨّﻮه اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﺄن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين "أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻳﺒﺪو وﻛﺄﻧﻪ أداة أو ﻣﺠﺮد دﻣﻴﺔ -ﻻ ﺗﺄﺛري ﻟﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ،ﻓﺎﻟﴫاع اﻟﻔﻌﲇ ﻫﻮ ﺑني ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،وﻫام ﻳﻌﺮﻓﺎن أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ اﻟﺬﻫﺎب ﰲ ﻫﺬا اﻟﴫاع إﱃ ﺣﺪ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻜﻦ اﻟﻠﻌﺒﺔ ميﻜﻦ أن ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻨﻬام" .وﻳﺪﻋﻮ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﱃ "ﻋﺪم اﳌﺮاﻫﻨﺔ ﻋﲆ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳌﺎ ﻳﺠﺮي ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﰲ ذﻟﻚ ﻣﺠﺎزﻓﺔ ﻛﺒرية" ،وﻳﺸري إﱃ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺪﻋﻢ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺼﺐ ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ رﻓﺴﻨﺠﺎين" وﻳﻨّﻮه اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﺪور اﳌﻬﻢ اﻟﺬي ميﻜﻦ أن ﻳﻠﻌﺒﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﱪﳌﺎن ﻋﲇ ﻻرﻳﺠﺎين ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻦ اﻹﺻﻼﺣﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﲆ ﺛﻘﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻒ ﺑﺤﺪة ﺿﺪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد. وﻳﻔﴪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺑﺄن ﻣﺎ ﻳﺠﺮي "ﻟﻴﺲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻼﻧﻘﻼب ﻋﲆ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد واﻟﻨﻈﺎم ،ﺑﻞ ﻫﻮ رد ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﺬي ﻧﻈّﻢ ﻟﻔﺮض أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ...ذﻟﻚ أن ﻛﻞ اﳌﻌﻄﻴﺎت ﺗﺸري إﱃ أن اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎن ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ،واﻧﻪ ﺗﻢ ﴪع ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺰوﻳﺮ واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ،وأن اﻹﻋﻼن اﳌﺘ ّ اﳌﺰورة ﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻪ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﲆ أي اﺣﺘﺠﺎج ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺰوﻳﺮ ﻛﺎن ﺿﺨام ﻟﺪرﺟﺔ مل ﺗﱰك ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﻟﺪى اﻹﻳﺮاﻧﻴني". وﰲ ﺳﻴﺎق ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،اﻟﺬي أﴍف ﻫﻮ ﻋﲆ ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ،
ﻗﺎل اﻟﺨﺒري اﻷورويب" :ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة ،ﻛﺎن اﻟﴫاع ﻋﲆ أﺷّﺪه ﺑني أﻣريﻛﺎ ﺟﻮرج ﺑﻮش وإﻳﺮان أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد .ﻛﻨﺎ ﻋﲆ ﻋﺘﺒﺔ اﻻﻧﺰﻻق إﱃ ﺣﺮب ﺧﻄرية، ﻏري أن اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻣرييك ﻗﺮر ﻃﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﻮش ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻫﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻳﺤﺎول اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ" .واﺳﺘﻄﺮد ﻗﺎﺋﻼ" :ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن ﻣﺎ ﻳﺠﺮي أﻣﺮ ﺑﺤﺖ داﺧﲇ واﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺧﺎرﺟﻲ ﻫﻲ اﺗﻬﺎﻣﺎت ﺗﺎﻓﻬﺔ ﺗﺮددﻫﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﻣﺠﻲء ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ وﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب اﳌﻨﻔﺘﺢ اﻟﺬي ﻃﺮﺣﻪ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان وﺗﺠﺎه اﻹﺳﻼم رمبﺎ ﳌﺎ ﻛﺎن ﺗﺸّﺠﻊ اﻟﺸﺒﺎن اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن وﻧﺰﻟﻮا ﺑﻬﺬه اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺸﺎرع". ﻗﺎل اﻟﺨﺒري" :ﻳﺠﺐ أن ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺴﻼح اﻟﺜﻮري اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻳﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﻃﻬﺮان" ،وأﺿﺎف" :ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺴﻼح ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺒﻘﺎء ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻟﻜﺎن اﻟﺸﺎه ﺑﻘﻲ إﱃ اﻟﻴﻮم ،وﻟﻜﺎن اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت مل ﻳﺴﻘﻂ، وﻟﻜﺎن ﺟﻮرج ﺑﻮش ﻧﺠﺢ ﰲ اﻟﻌﺮاق" .واﺳﺘﺸﻬﺪ ﻫﺬا اﻟﺨﺒري ﺑﻜﻠﻤﺔ أدﱃ ﺑﻬﺎ ﻋﲇ ﻻرﻳﺠﺎين ﻳﻮم اﻷﺣﺪ 21ﺣﺰﻳﺮان أﻣﺎم اﻟﻨﻮاب وﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻣﻔﺎده أن ﻗﺴام ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ ﻻ ﻳﺜﻖ ﺑﺼﺤﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ وأﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ ﺣﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﻫﺬه ﺑﺘﺨﻮﻳﻒ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻜﻮن ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .وﺧﺘﻢ اﻟﺨﺒري اﻷورويب ﻗﺎﺋﻼ" :إن ﺗﴫف اﻻﺗﺠﺎه اﳌﺘﻄﺮف ﰲ اﻟﻨﻈﺎم ﺷﺒﻪ اﻧﺘﺤﺎري .ﻓﺈﻳﺮان ﰲ وﺿﻊ اﻗﺘﺼﺎدي وﺳﻴﺎﳼ واﺟﺘامﻋﻲ ﺧﺎﻧﻖ وﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻴﺘﻤﻜﻨﻮن ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻫﻮ ﺧﻨﻖ اﻟﻌﺼﻴﺎن ﺑﺎﻟﻘﻮة ،وﻟﻴﺲ ﺣﻞ أﺳﺒﺎب اﳌﺸﻜﻠﺔ ،واﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين [8] .ﻃﻮﻳﻼ" ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻳﻘﺒﻞ ﻻ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﺮوف اﻻﻟﺘﺒﺎس اﻹﻳﺮاين ﻳﺒﺪو أن اﻷزﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ مل ﺗﺼﻞ إﱃ ﺧﻮاﺗﻴﻤﻬﺎ ﺑﻌﺪ ،رﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳُﺸﺎع ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻋﻦ ﺗﺴﻮﻳﺎت وﻣﺼﺎﻟﺤﺎت ﺑني »ﻃﺮﰲ اﻟﴫاع« .ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺬه اﻟﺘﴪﻳﺒﺎت ﺳﻨﺪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻨﻰ اﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻟﻸزﻣﺔ ،أي ﻃﺒﻘﺔ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ )ﺑﺸﻘﻴﻬﺎ اﳌﺤﺎﻓﻆ واﻹﺻﻼﺣﻲ ( اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻜﻤﻮن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺣﺘﻰ إﺷﻌﺎر آﺧﺮ ،ﻏري أن ﻫﺬا اﻟﺴﻨﺪ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﻔﻘﺪ ﻣﴩوﻋﻴﺘﻪ مبﺠﺮد اﻻﻗﱰاب ﻣﻦ ﻗﺎع اﻷزﻣﺔ وﺟﺬرﻫﺎ اﻟﻔﻌﲇ :اﻟﺠﻴﻞ اﳌﺪﻳﻨﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺷّﺐ ﻋﻦ اﻟﻄﻮق، وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻌﺮف ﻋﻦ ﻧﻈﺎم اﳌﻼﱄ إﻻ اﺳﻤﻪ اﻟﺤﺮيك )ﻧﻈﺎم وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ(. ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻮزع ﻋﲆ ﻛﱪﻳﺎت اﳌﺪن اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ )ﻃﻬﺮان ،أﺻﻔﻬﺎن، ﺗﱪﻳﺰ (...ﻻ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻛﺜريا ً ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻌﺰة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺮﺗﺒﻂ مبﻠﻒ إﻳﺮان اﻟﻨﻮوي ،وﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺎراﺗﻪ اﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺎت واﳌﺪن اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ )ﺗﺸﺒﻪ ﻛﺜريا ً ﺷﻌﺎرات »ﺛﻮار اﻷرز«( أﻧﻪ ﻳﻌري أي اﻫﺘامم ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﻟﺪور
إﻳﺮان اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻬﺎ .ﺟّﻞ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻪ ﻫﻮ ﻗﺪر أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﻦ اﻟﻠﱪﻟﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .وﻳﻀﺎف إﱃ ﻫﺬه وﺗﻠﻚ ،رﻏﺒﺔ دﻓﻴﻨﺔ ﰲ اﻟﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻐﺮب واﻟﻘﻮل ﻟﻪ ﻟﺴﻨﺎ ﻛام ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم أن ﺗﻈﻦ ،وأن ﻣﻦ ميﺜﻠﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد وﻻ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي وﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ .ﻫﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎً مل ﻳﻘﻨﻌﻮﻧﺎ ﻛﻔﺎﻳﺔ وﻟﻦ ﻳﻜﻮن مبﻘﺪورﻫﻢ أن ﻳﻘﺪﻣﻮا ﻟﻨﺎ رﺑﻊ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻋﺒﺎس ﻛﻴﺎروﺳﺘﺎﻣﻲ أو ﻣﺤﺴﻦ ﻣﺨﻤﻠﺒﺎف أو ﻣﺠﻴﺪ ﻣﺠﻴﺪي )اﻟﺴﻴﻨام ﰲ إﻳﺮان ﺑﺎﺗﺖ متﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ أﻛرث ﻣام ﻳﻔﻌﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮن ( .ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺠﻴﻞ اﳌﺪﻳﻨﻲ اﳌﻨﺘﻔﺾ ﰲ إﻳﺮان ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﻘﻰ اﻷﻗﺮب إﱃ ﻫﻮاﺟﺲ ﻫﺆﻻء وإﱃ ﺻﻮرﺗﻬﻢ ﻋﻦ »إﻳﺮان اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ « .وﻫﺬه اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ اﳌﺸﺘﻬﺎة ﻣﻊ إرث اﳌﻼﱄ ﻻ ميﻜﻦ اﺳﺘﻮاؤﻫﺎ ﰲ ﻧﻈﺮ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ ،إﻻ [9] .وﺟﻬﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ وﻟﻜﻦ رادﻳﻜﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻣامﺛﻠﺔ أﺧﺮى ﻗﻄﻴﻌﺔ إﻧﻬﺎء ﺑﻌﺪ ﻗﻄﻴﻌﺔ أﺣﺪﺛﻬﺎ ﺟﻴﻞ اﻵﺑﺎء ﻣﻊ اﻟﻐﺮب اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﱄ وﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،وراﻛﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛّامً ﻣﻦ » اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت « ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ أن » ﻳﻨﻔﺠﺮ« ﰲ وﻗﺖ ﻣﺎ .وأي وﻗﺖ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺬي ﻳﺸﻬﺪ ﻫﻴﻤﻨﺔ » ﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ« )واﻷﺻﺢ ﻧﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ( ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋﲆ ﻣﺨﺘﻠﻒ أمنﺎط اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎمل .ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻦ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻴﺎر ﻗﺪ اﻧﺤﴪ ﻗﻠﻴﻼً ﺑﻌﺪ اﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﰲ ﻗﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأﺳامﱄ وأﺻﺎﺑﺖ ﻣﻨﻪ »ﻣﻘﺘﻼً« ،ﻏري أن اﻷﺣﺪاث ﰲ إﻳﺮان وﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﻮز اﻟﺘﻴﺎر اﳌﻮاﱄ ﻟﻠﻐﺮب ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،أﺛﺒﺘﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ منﺎذج أﺧﺮى ،أن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻼب أﻣﺎم ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻐﺮب ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً وﺛﻘﺎﻓﻴﺎً واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً وﻋﺴﻜﺮﻳﺎً »ﻻ ﺗﺰال ﻋﲆ ﺣﺎﻟﻬﺎ« ،ﻻ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻗﻢ ﻣﺎ مل ﻳﻜﻦ ﻟﺪى ﻣﻨﺎﻫﻀﻴﻬﺎ أﺟﻨﺪة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴري .أﺟﻨﺪة متﺘﻠﻚ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﳌﺠﺎﺑﻬﺔ واﻟﺮﻓﺾ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺒﺪاﺋﻞ ،وإﻻ ﻓﺴﻨﺸﻬﺪ ﻣﺰﻳﺪا ً ﻣﻦ » اﻟﺜﻮرات« اﳌﻠّﻮﻧﺔ ﻋﲆ اﻟﺸﺎﻛﻠﺘني اﻟﺠﻮرﺟﻴﺔ واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ورمبﺎ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ .وﰲ اﻧﺘﻈﺎر ﺗﺒﻠﻮر واﺿﺢ وﻋﻘﻼين ﻟﺠﺒﻬﺔ اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻫﺬه ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﺳﺘﻼب اﻟﺠﻤﻌﻲ أﻣﺎم اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .وﻫﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺘﻴﺎرات ،ﻗﺪرا ً أﻛﱪ ﻣﻦ اﳌﺮوﻧﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﻫﺬه » اﻟﺤﻴﻮﻳﺎت « اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻔﺎﺋﻀﺔ. ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ اﳌﺮء ﺑﺎﻟﴬورة ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺣﻪ أوﻟﺌﻚ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﻣامﻟﺌﺔ ﻟﻠﻐﺮب ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺨﻼف ﻳﺠﺐ أن ﻳﺒﻘﻰ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﺪاول اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﻸﻓﻜﺎر ﻛام ﻋﻮدﺗﻨﺎ إﻳﺮان ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﳌﺤﻄﺎت )ﻻ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺤﻄﺎت ( ،ﻻ أن ﻳﺘﺤﻮل إﱃ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﺑني اﻷﺟﻨﺤﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ اﳌﻬﻴﻤﻨﺔ .واﻷﺳﻮأ أن ﻫﺬه اﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻗﺪ ارﺗﺪت ﺷﻜﻼً ﻋﻨﻔﻴﺎً وﻗﻤﻌﻴﺎً ﻃﺎل أول
ﻣﺎ ﻃﺎﻟﻪ ،ﴍاﺋﺢ اﻟﺸﺒﺎب وﻃﻠﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘُﺨﺪﻣﻮا ،ﻛام اﺳﺘﺨﺪم ﻧﻈﺮاؤﻫﻢ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،وﻗﻮدا ً ﻟﺤﺮوب أﺟﻨﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻬﻴﻤﻦ .وﻓﻴام ﻫﻢ ﻣﺎﺿﻮن ﰲ أوﻫﺎﻣﻬﻢ ﻋﻦ » اﻟﺘﻐﻴري« وإﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم اﳌﻼﱄ )وﻫﻮ ﺷﻌﺎر مل ﻳﻘﺮﺑﻪ ﻣﻮﺳﻮي اﻟﻮﻟﺪ اﳌﺪﻟﻞ ﻟﻠﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق( ﻳﺬﻫﺐ » ﻗﺎدﺗﻬﻢ« ﺧﻄﻮة أﺑﻌﺪ ﺑﺎﺗﺠﺎه » اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ« ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺎت ﻣﻌﻬﺎ .ﺗﺴﻮﻳﺎت وﺿﻌﺖ ﻋﲆ ﻧﺎر ﺣﺎﻣﻴﺔ ،ومل ﻳﺒﻖ إﻻ » اﻟﻘﻠﻴﻞ« ﻟﺘﻈﻬريﻫﺎ وإﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ » ﻣﻄﺎﺑﺦ« »ﻗﻢ« وﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء وﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم .ﻫﻨﺎك ﺣﻴﺚ اﻟﻘﺮار اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،وﺣﻴﺚ ﻻ ﻛﻠﻤﺔ ﺗ ُﺬﻛﺮ ﳌﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد أو ﳌﻮﺳﻮي أو ﻟﺨﺎمتﻲ أو ﻟﻜّﺮويب أو ﻟﺮﺿﺎيئ .ﻓﻘﻂ ﻛﻠﻤﺔ ورﻳﺜﻲ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻫﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪة واﳌﻬﻴﻤﻨﺔ، وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔّﺾ اﻟﺨﻼف أو ﺗﻔﺠﺮه ،وﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣّﻞ » ﻟﻠﺸﻘﺎق« اﻟﺤﺎﺻﻞ ﰲ إﻳﺮان ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻓﻠﻦ ﻳﺠﺪه إﻻ ﻋﻨﺪ اﳌﺮﺷﺪ ورﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم .أﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ اﻟﺸﺎرع ،ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻋﺪة اﻟﴫاع ﺑني اﻟﺮﺟﻠني. ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻨﺎ مل ﻧﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺤﺎﻓﻆ ﺗﺤﺸﻴﺪا ً ﻣامﺛًﻼ ﻟﺬاك اﻟﺬي » اﻓﺘﻌﻠﻪ« اﻹﺻﻼﺣﻴﻮن ،إﻻ أن اﻟﻈﻬﻮر اﻟﻜﺜﻴﻒ ﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺒﺎﺳﻴﺞ ﻻﺣﻘﺎً ،ﻗﺪ ﺗﻜّﻔﻞ ﺑﺎﻷﻣﺮ ،وأﻇﻬﺮ إﱃ أي ﺣّﺪ ميﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﻔﺰ »اﻟﻮﺟﻪ اﳌﺪين« ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻧﻈريه اﳌﺴﻠﺢ ،وﻳﺪﻓﻊ ﺑﻪ إﱃ اﻟﺸﺎرع ﻣﻮاﺟﻬﺎً وﻗﺎﻣﻌﺎً ﺑﺄﻗﴗ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻤﻊ. ورﻏﻢ وﻃﺄة ﻫﺬا اﻟﻘﻤﻊ وﺗﺒﺪﻳﺪه إﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ أﺳﻄﻮرة اﻻﺳﺘﻘﺮار ﰲ إﻳﺮان )اﻟﻘﻤﻊ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻴﺴﺎ ﺻﻨﻮﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﺪوام( ،ﻓﺈن اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺠﻨﺎﺣﻴﻪ مل ﻳﺴﺘﻨﻔﺪ ﺑﻌﺪ أﻏﺮاﺿﻪ وﻻ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ ﺗﺠﺪﻳﺪ ذاﺗﻪ .وﻫﺬه ﺳﻤﺔ »متّﻴﺰ« اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻋﻦ ﺳﻮاه ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣرية اﻟﻐﺮب وارﺗﺒﺎﻛﻪ إزاء ﻫﺬه اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ .ﻛﺘﻠﺔ مل ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻌﻬﺎ أي ﳾء ،ﻓﻼ اﻟﺤﺮب ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق ﻫّﺰﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﻜﺎﰲ ،وﻻ ﺳﻨﻮات اﻟﺤﺼﺎر واﻟﻌﺰل أﻧﻬﻜﺘﻬﺎ ﻛام ﻳﺠﺐ ،وﻻ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث اﻷﺧرية ﺻّﺪﻋﺘﻬﺎ مبﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄن أوان اﻟﺴﻘﻮط ﻗﺪ ﺣﺎن. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ داﻫﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﰲ اﺑﺘﺪاع أﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب .وﻣﺎ ﻓﺎﻗﻢ ﻣﻦ دﻫﺎﺋﻪ وﺧﺒﺜﻪ ،وﺟﻮده ﰲ ﻣﺤﻴﻂ ﻋﺮيب ﻳﻨﻀﺢ ﺑﺎﻟﺘﺼﺤﺮ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻐﺒﺎء اﻟﺴﻴﺎﳼ وﻗﻠﺔ اﻟﺤﻴﻠﺔ .وﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎً واﻟﺤﺎل ﻛﺬﻟﻚ ،أن ﻳﻜﻮن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ،رﻏﻢ أزﻣﺘﻪ اﳌﺴﺘﻔﺤﻠﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎً ،أﻛرث اﻷﻧﻈﻤﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ » ﺣﻴﻮﻳﺔ« )إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺮﻛﻴﺎ وإﴎاﺋﻴﻞ ( وﻗﺪرة ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻤﺮار واﻟﺪميﻮﻣﺔ .واﻟﴩخ اﻟﺬي أﺻﺎب ﴍﻋﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﻤﻊ اﳌﻨﻈﻢ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ،ﻟﻦ ﻳﻠﺒﺚ أن »ﻳﻠﺘﺌﻢ« مبﺠﺮد أن ﺗﻨﻌﻘﺪ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ وﻳﻌﻮد اﻟﺸﺒﺎب إﱃ
ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﻢ ،وﺗﻄﻮى أﺣﻼم اﻟﺘﻐﻴري وﻟﻮ إﱃ ﺣني .ﻓﻬﺬه اﻷﺣﻼم مل ﺗﻨِنب أﺳﺎﺳﺎً ﻋﲆ دﻋﺎﺋﻢ واﻗﻌﻴﺔ وﺻﻠﺒﺔ ،ومل ﻳﺘﺢ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻨﻬﺾ ﻋﲆ ﺣﻮاﻣﻞ اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺗﺜﻮﻳﺮﻳﺔ ،ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻧﻬﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد .ذﻟﻚ أن ﻏﻴﺎب اﻟﻄﻴﻒ اﻟﻴﺴﺎري واﻟﻌﻠامين ﻋﻦ » اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ « اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﺣﺮم اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓّﺬة ﻛﺎن ميﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻠﻌﺐ دورا ً ﻣامﺛًﻼ ﻟﺪور اﻟﺸﻴﻮﻋﻴني اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﰲ إﺳﻘﺎط اﻟﺸﺎه. ﻏري أن واﻗﻊ اﻟﺤﺎل ﻳﻘﻮل ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ؛ ﻓﺎﻟﺤﺮاك اﻟﻴﻮم ﻣﺨﺘﻠﻒ متﺎﻣﺎً ﻋام ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻋﺎم ،1979واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر اﳌﺮاد إﺳﻘﺎﻃﻪ اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺲ ﻋﻤﻴﻼً ﻟﻠﻐﺮب ﻛام ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎل اﻟﺸﺎه ﺣﻴﻨﻬﺎ ،واﻟﺘﻴﺎر اﻟﻴﺴﺎري اﻟﺬي ﺣﻤﻞ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ إﱃ ﺳﺪة اﻟﺤﻜﻢ وﻗﺘﻬﺎ ﻳﻜﺎد ﻳﻀﻤﺤﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻟﺸﺪة ﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﺿﻄﻬﺎد ﻋﲆ ﻳﺪ ﺣﻠﻴﻒ اﻷﻣﺲ وﺛﻮرﺗﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻟﺬا ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﻏري اﻟﻮاﻗﻌﻲ اﻟﻴﻮم ،ﺗﺤﻤﻴﻞ اﻟﺤﺎﴐ اﻹﻳﺮاين ﻣﺎ ﻻ ﻗﺪرة ﻟﻪ ﻋﲆ اﺣﺘامﻟﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ إﺳﻘﺎط »إرادوﻳﺘﻨﺎ اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ« ﻋﲆ وﻗﺎﺋﻊ ذات ﺣﻤﻮﻟﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﴏﻓﺔ ،وإن ﺗﻠﻮﻧﺖ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﺘﻼوﻳﻦ ﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻠﺒﺚ أن ﺗﻌﻮد إﱃ ﻗﻮاﻋﺪﻫﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ »رﺳﻮخ اﻟﺠﺒﺎل« .وﻫﺬه ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻐﺮب اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﱄ ﻓﻬﻤﻬﺎ أو اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻬﺎ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻔﴪ ﺣﺪة اﻷزﻣﺔ اﳌﻨﺪﻟﻌﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻨﻈﺎم ﰲ إﻳﺮان .ﻓﻘﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺻﺤﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻐﺮب مل ﻳﺪﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎت » إﺻﻼﺣﻴﺔ« و»ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻼﺳﺘﺒﺪاد « ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ ،إﻻ ﻟﻴﻔﺴﺪﻫﺎ وﻳﻨﺰع ﻋﻨﻬﺎ اﻟﴩﻋﻴﺔ .ﺣﺼﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺮاق وﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﺘﻜﺮر ﻋﲆ ﻧﺤﻮ أﻛرث ﺳﻮءا ً ﰲ إﻳﺮان. ﻗﺪ ﻳﺸّﻜﻚ اﻟﺒﻌﺾ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ،ﻧﻈﺮا ً ﻟﻠﻔﺎرق اﻟﻜﺒري ﻣﺜﻼً ﺑني ﺣﺮﻛﺔ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ذات اﻟﺠﺬر واﳌﻨﺸﺄ اﻟﺪاﺧﲇ ،وﺣﺮﻛﺔ 14آذار ﰲ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ اﻟﻄﺎﺑﻊ واﻟﺘﻮﺟﻪ واﻟﺸﻌﺎرات .ﻏري أن ﺻﺤﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻻ ﺗﻨﻔﻲ ﻫﺸﺎﺷﺘﻪ وﻗﺪرﺗﻪ اﳌﺤﺪودة ﻋﲆ ﺗﺸﺨﻴﺺ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻐﺮيب ﰲ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث .واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ إﻟﺤﺎق ﻛﺜري ﻣﻦ اﳌﺮاﻗﺒني ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻮﺳﻮي وإن ﻗﴪﻳﺎً ،وﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏري ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ » اﻟﺜﻮرات« اﳌﻠﻮﻧﺔ .وﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺧﻮل اﻟﻐﺮيب )اﻷﻣرييك واﻟﱪﻳﻄﺎين واﻷﳌﺎين واﻟﻔﺮﻧﴘ ( اﻟﺴﺎﻓﺮ ﻋﲆ اﻟﺨﻂ وإﺑﺪاﺋﻪ دﻋامً ﻋﻠﻨﻴﺎً وﻣﻮﺻﻮﻓﺎً ﳌري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي وﺣﺮﻛﺘﻪ » اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ « )رﻏﻢ أن ﻣﻮﺳﻮي ﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻣﺘﺸﺪد وأﻣني ﻋﲆ إرث اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ أﻛرث ﻣﻦ ﻧﺠﺎد ﻧﻔﺴﻪ!( .دﺧﻮل ودﻋﻢ ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﺎ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ﰲ ﳾء ،وﻟﻦ ﻳﻘﻠّﻼ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﻘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﺘﻌّﺮﺿﻮن ﻟﻪ ،ﻻ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻌﺎن اﻟﻨﻈﺎم إﱃ إﻇﻬﺎر ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺪد ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﻢ ﺑﺎﺗﻮا ﺣﺴﺐ
اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﺟﺰءا ً ﻋﻀﻮﻳﺎً ﻣﻦ اﳌﺨﻄﻂ اﻟﻐﺮيب اﳌﻌّﺪ ﻣﻨﺬ ﻓﱰة )ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ( ﻹﺳﻘﺎط اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ » اﻟﺮاﺋﺪة« ﰲ اﻟﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑني »اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ« وﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻟﻐﺮب .وﻣﺎ زاد اﻟﻄني ﺑﻠّﺔ ،اﻟﺸﺎرات اﻟﺨﴬاء اﻟﺘﻲ رﻓﻌﻬﺎ أﻧﺼﺎر ﻣﻮﺳﻮي وﺟﻌﻠﻮا ﻣﻨﻬﺎ رﻣﺰا ً ﻟﺤﻤﻠﺘﻬﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ واﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ. وﻫﻲ ﺷﺎرات ﻗﺪ ﺗﺪﻓﻊ أﻛرث اﳌﺘﻌﺎﻃﻔني ﻣﻌﻬﻢ ﰲ اﻟﺨﺎرج )وﺧﺼﻮﺻﺎً ﰲ أوﺳﺎط اﻟﻴﺴﺎر اﻟﺮادﻳﻜﺎﱄ ( إﱃ اﻟﺮﻳﺒﺔ واﻟﺤﺬر ﻧﻈﺮا ً ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﳌﺮﻳﺮة ﻣﻊ ﺣﻤﻼت إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣامﺛﻠﺔ ،إن ﰲ ﻟﺒﻨﺎن أو ﰲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ أو ﰲ ﺟﻮرﺟﻴﺎ. و»اﻟﺨﻮف ﻛّﻞ اﻟﺨﻮف« أن ﺗﻠﻘﻰ ﻫﺬه اﻻﻧﺪﻓﺎﻋﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان اﳌﺼري ذاﺗﻪ اﻟﺬي ﻟﻘﻴﺘﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺎرب » اﻟﺘﺜﻮﻳﺮﻳﺔ « ذات اﻟﺠﺬر اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﱄ ،ﻻ اﻟﺴﻴﺎدي ﻛام ﻳﺠﺐ ﻋﲆ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻮﺳﻮي أن ﺗﻜﻮن. ﻗﻄﻌﺎً ﻟﻦ ﺗﻌﻮد إﻳﺮان ﺑﻌﺪ اﻟﺜﺎين ﻋﴩ ﻣﻦ ﺣﺰﻳﺮان اﻟﻔﺎﺋﺖ ﻛام ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻏري أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ أن ﻧﻔﻜﺮ ﻣﻠّﻴﺎً ﻗﺒﻞ إﻃﻼق اﻷﺣﻜﺎم اﳌﱪﻣﺔ واﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻏﻨﻴﺔ وﻣﻠﺘﺒﺴﺔ ﻛﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﺑﻨﺎء »دوﻟﺔ اﻟﺜﻮرة« .ﻓام ﺟﺮى ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻋﺎت واﻧﺸﻘﺎﻗﺎت أﺧريا ً مل ﻳﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨﺎً » اﺣﺘﻮاؤه« ﻟﻮﻻ اﻻﻟﺘﺒﺎس اﻟﺬي أراد ﻟﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ أن ﻳﻜﻮن ﰲ ﺻﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم ،وأن ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ إﱃ أﻣﺪ »ﺑﻌﻴﺪ« .وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ اﳌﻔﺎرﻗﺔ ﰲ اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻳﺮاين ،إذ ﻛﻴﻒ ميﻜﻦ اﻟﻌﻄﺐ اﻷﺳﺎﳼ ﰲ ﻗﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم )ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ رﺟﻞ اﻟﺪﻳﻦ -رﺟﻞ اﻟﺪوﻟﺔ( أن ﻳﻠﻌﺐ دور »اﳌﻨﻘﺬ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﻴﺎر« ،وأن ﻳﻌﻴﺪ إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻔﱰق وﺟﻮدي )ﺗﻈﺎﻫﺮات اﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ ﻋﺎم 1998واﻟﺸﻘﺎق اﻟﺤﺎﱄ ﺑني ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ورﻓﺴﻨﺠﺎين (؟ واﻟﺘﻔﺴري اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ميﻜﻦ إﻋﻄﺎؤه ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻫﻮ اﻧﻌﺪام ﺣﻴﻠﺔ اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ﺗﺠﺎه ﻗﺪرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ » اﻻﺳﺘﻤﺮار « و»اﻟﺘﺄﺛري« و»ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻠﺤﻈﺔ« )وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻴﻮم ﻟﺤﻈﺔ أﻓﻮل( ،رﻏﻢ ﻣﺮور [10] .وﻣﻠﻬﻤﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ وﻓﺎة ﻋﲆ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﺻﻤﺖ أوﺑﺎﻣﺎ اﻷول أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﺎراك رد ﻫﻮ [11] ،ووﻟﻔﻮﻳﺘﺰ ﺑﻮل ﺑﺮأي اﻟﺼﻤﺖ ،ﻛﺎن ﻳﻜﻮن ﻳﻜﺎد ،ﺣﺬر ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻋﱪ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ .إﻳﺮان ﰲ اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻋﲆ ﻫﺬا ﻳﺬﻛﺮين .داﺧﻠﻴﺔ إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺷﺆون ﰲ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻨﻊ إﱃ ﻳﺮﻣﻲ ﻛﺎن ،ﻣﺤﺎﻳﺪا 1986،ﺳﻨﺔ ﰲ اﻟﻔﻠﻴﺒني ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أزﻣﺔ ﻋﲆ اﻷوﱄ رﻳﻐﺎن روﻧﺎﻟﺪ ﺑﺮد ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻋﲆ اﻻﻧﻘﻼب ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻋﲆ اﻷوﱄ اﳌﺤﺎﻳﺪ اﻷب ﺑﻮش اﻟﺮﺋﻴﺲ وﺑﺮد ﰲ ﻟﻠﺘﺄﺛري ﺧﻄﺄﻳﻬام إﺻﻼح ﻓﺮﺻﺔ وﻟﺒﻮش ﻟﺮﻳﻐﺎن ﻛﺎﻧﺖ 1991.ﰲ ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف أﻋﻠﻦ 1986ﰲ .أﻳﻀﺎً ﻷوﺑﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻏري اﻷﻣﺮ ﻳﺰال وﻣﺎ .اﻷﺣﺪاث اﻧﺸﻘﺎق ﻳﺴﺘﻐﻞ أن ﻣﺤﺎوﻻ ،ﺧﺎﻃﻔﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺎرﻛﻮس ﻓﺮﻳﺪﻧﺎرد اﻟﻔﻠﻴﺒني رﺋﻴﺲ
ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ رﻳﻐﺎن إدارة ﺿﻐﻮط دﻓﻊ ﻣﻦ ميﻜﻨﻪ ﻓﻮزا ﻳﺤﺮز وأن اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺤﺖ ﺗﻮﺣﺪت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻄﻄﻪ ﻋﲆ ﺷﻮﺷﺖ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻜﻦ .إﺻﻼﺣﺎت "ﻓﻮز" ﺗﻬﻴﺌﺔ ﻓﻘﻂ اﻟﻨﻄﺎق واﺳﻌﺔ ﺗﺰوﻳﺮات واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ،اﻛﻴﻨﻮ ﻛﻮرازون [12] .ﳌﺎرﻛﻮس ﻧﴩ رﻳﻐﺎن ﻣﺜﻞ أوﺑﺎﻣﺎ ،ﰲ اﻟﺒﺪء إﻋﻼﻧﺎ ﻣﺤﺎﻳﺪا .ﺑﺪل أن ﻳﺘﻬﻢ ﻣﺎرﻛﻮس ﺑﺎﻟﺘﺰوﻳﺮ ،ﻗﺎل إﻧﻪ رمبﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺗﺰوﻳﺮات "ﰲ اﻟﺠﺎﻧﺒني" .ﻛﻨﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ﻣﺴﺎﻋﺪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺟﻮرج ﺷﻮﻟﺘﺲ وﻛﻨﺖ ﴍﻳﻜﺎ ﰲ ﺧﻴﺒﺔ أﻣﻠﻪ ﻣﻦ رد رﻳﻐﺎن .آﺧﺮ اﻷﻣﺮ ،وﺑﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺷﻮﻟﺘﺲ ﻓﻘﻂ ﻏري رﻳﻐﺎن ﻣﻮﻗﻔﻪ ،وﰲ اﻹﻋﻼن اﻟﺬي ﻧﴩه ﺑﻌﺪ ﻣﴤ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ،اﺗﻬﻢ ﻣﺎرﻛﻮس ﻣﺒﺎﴍة .أﺣﺪث اﻟﻀﻐﻂ ﻓﻌﻠﻪ ،وﰲ ﻏﻀﻮن ﻋﴩة أﻳﺎم ﻏﺎدر ﻣﺎرﻛﻮس ﺑﻠﺪه. ﰲ اﻟـ 19ﻣﻦ آب ،1991ﺗﺤﺖ إدارة ﺑﻮش اﻷب ،ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﺑﺒﺚ ﻣﻜﺮور اﻷﺣﺪاث ﰲ روﺳﻴﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ ﻗﻮات ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ إﺣﺪاث اﻧﻘﻼب ﻋﲆ ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف وﻳﻠﺘﺴني .ﰲ اﻟﺒﺪء رﻓﺾ ﺑﻮش اﻟﺮد ﺑﺤﺰم .وﰲ اﻟﺼﺒﺎح ﺳﻤﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻧﻘﻼب "ﺗﻄﻮر ﻣﻘﻠﻖ" ،وﻋﱪ ﻋﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻓﺎﺗﺮ ﻓﻘﻂ ﻟﻐﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف وﺑﻘﺪر أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻴﻠﺘﺴني. ﻧﺠﺤﺖ رﺳﺎﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻠﻬﺠﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻳﻠﺘﺴني ﰲ إﻗﻨﺎع ﺑﻮش ﺑﺎﻟﺘﺨﲇ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﳌﺤﺎﻳﺪ وﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻻﻧﻘﻼب .ﻗﺒﻴﻞ اﳌﺴﺎء ﻏري اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻮﻗﻔﻪ وﻧﺪد مبﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻧﻘﻼب .آﻧﺬاك اﺗﺼﻞ ﺑﻮش ﺑﻴﻠﺘﺴني أﻳﻀﺎً ووﻋﺪه ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻛﺎﻣﻞ. ﻻ ﻳﺸﺒﻪ أي ﺣﺪث ﺣﺪﺛﺎ آﺧﺮ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻷﻣﺮ .ﻟﻜﻦ اﻹﺻﻼح اﻟﺬي ﻳﻄﻠﺒﻪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻫﻮ ﳾء ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺗﺄﻳﻴﺪا ًَ◌ أﻣريﻛﻴﺎً. ﰲ وﺿﻊ ﻛﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺧﻴﺎر أن ﺗﻘﻮل "ﻻ رد" .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄيت اﻟﺼﻤﺖ ﻣﻦ أﻣريﻛﺎ ﻳﻜﻮن ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ردا ﻳﻌﻨﻲ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺄﻳﻴﺪا ً ﻷوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟﻮن اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎرﺿﻮن اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ. ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ إذا رﺟﺤﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻼﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻓﺮض اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻛﻔﺔ اﳌﻴﺰان ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﻳﻔﺮﺿﻮن إرادﺗﻬﻢ ﻋﲆ أﻧﺎس ﻳﻨﺎﺿﻠﻮن دﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ .وإذا ﻛﻨﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﻌﻲ إﱃ إﺟﺮاء ﺗﻔﺎوض ،إﱃ ﺣﺪ أن ﻧﺼﺒﺢ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﺘﺨﲇ ﻋﻤﻦ ﻳﺆﻳﺪون ﻣﺒﺎدﺋﻨﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻀﻌﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﰲ اﻟﺘﻔﺎوض. ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا أﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﻣﻮﻗﻔﺎً ﻣﻨﺤﺎزا ً ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻟﻜﻦ أوﺑﺎﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺮﺳﻞ رﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ ،ﺗﻘﻮل اﻧﻪ ﻣﺴﺘﻌﺪ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻫﻴﺒﺔ ﻣﻨﺼﺒﻪ وراء اﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﻟﺴﻠﻮك ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻧﺰﻳﻬﺎ ﻣﻊ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ودﻋﻮاﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﺘﻐﻴريات اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﺘﻲ
اﻣﺘﺪﺣﻬﺎ ﰲ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﰲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. ﻓﻮﺟﺊ أوﺑﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ ﺳﻌﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﰲ إﻳﺮان .ﻻ ﻳﺤﺘﺞ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻋﲆ ﺗﺰوﻳﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻋﲆ اﺳﺘﻐﻼل ﻧﻈﺎم اﺳﺘﺒﺪادي أﺧﺬ ﻳﺰداد ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين .ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻼﺋﻢ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ أن ﻳﺨﻨﺪق ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺤﺎﻳﺪ .ﺣﺎن وﻗﺖ ﺗﻐﻴري ﻣﺴﺎر اﻷﺣﺪاث. اﻟﺜﻮرة ﺗﺄﻛﻞ أﺑﻨﺎءﻫﺎ ﻣﺠﺪدا... زوﺑﻌﺔ ﰲ ﻓﻨﺠﺎن وﻣﴪﺣﻴﺔ ﻣﻜﺮرة ﻟﺨﻼف أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﴏاع أﺟﻨﺤﺔ داﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻮاﺣﺪ ﻫﺪﻓﻪ ﻛﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺠﺪدا؟ أم أن ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دﻗﺖ أﻣﺎم اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮل اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﻼﺛني ﻻﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ إﱃ ﺑﺪء اﻧﻄﻼق ﺛﻮرة ﺟﺪﻳﺪة؟ أم ﻫﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻹﻋﺎدة ﺷﺒﺎب اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ،ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻜﺎﺗﺐ رﻳﺎض ﻋﻠﻢ اﻟﺪﻳﻦ .ﻛﺜرية ﻛﺎﻧﺖ -وﻣﺎ زاﻟﺖ -ﺗﺴﺎؤﻻت وﺗﻘﺎرﻳﺮ أﺷﺪ أﺷﺪ اﻟﺨﱪاء ﺗﻌﻤﻘﺎ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. وﻣﺤﺎوﻻت اﺳﺘﺒﺎق اﻷﺟﻮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻛرث ﻣﻴﻼ إﱃ "اﻟﺘﻤﻨﻴﺎت" ﺑني ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺄن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎدت ﺗﺄﻛﻞ أﺑﻨﺎءﻫﺎ ﻣﺠﺪدا وأﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ آﺧﺮ أﻳﺎﻣﻬﺎ ،وﻣﻦ ﻳﺆّﻛﺪ أن اﳌﻼﱄ ﻣﺤﻜﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ وﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻷن ﺳﻘﻮط اﻟﻬﻴﻜﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﲆ رؤوس اﻟﺠﻤﻴﻊ :اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،ﻧﺠﺎد، [13] .اﳌﺠﻬﻮل أﻣﺎم إﻳﺮان وﻳﻀﻊ ﻣﻮﺳﻮي ،رﻓﺴﻨﺠﺎين، اﻟﻼﻓﺖ ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﺪﻳﻦ أن "اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺪوﱄ" ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﺘﺸﺪد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد وﻣﻨﺎﻓﺴﻪ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﻛﻮﺟﻬني ﻟﻌﻤﻠﺔ واﺣﺪة وﻣﺎ ﻋﻜﺴﻪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺤّﻔﻆ ﺗﺠﺎه ﻗﺪرة اﳌﻼﻳني اﻟﺘﻲ ﺣﺸﺪﻫﺎ اﻹﺻﻼﺣﻴﻮن ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان واﳌﺪن اﻟﻜﱪى ﻋﲆ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻟﻨﻈﺎم وﺗﻐﻴريه مل ميﻨﻊ اﻟﺨﱪاء ﰲ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻜﱪى ﻣﻦ اﺳﺘﺬﻛﺎر ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻋﻨﺪ اﻧﺪﻻع اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎم 1979اﻟﺘﻲ أدت إﱃ إﺳﻘﺎط اﻟﺸﺎه .ﻓﺎﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻟﺪت ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻋﲆ ﺗﺰوﻳﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻧﺠﺎد وﺣﺮص "اﻟﻐﺮب" واﻟﺨﺎرج ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻛﺘﻈﺎﻫﺮات ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺘﻈﺎﻫﺮات ﺑﺮاغ ﰲ ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ وﺗﻈﺎﻫﺮات ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻴﺎﻧﺎمنﻦ ﰲ ﺑﻜني وﺣﺘﻰ ﺗﻈﺎﻫﺮات اﻟﻄﻼب اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻋﺎم 1999أي ﺑﻘﻨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﺎﺷﻠﺔ وﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ وﻋﻮدة اﻟﺴﻠﻄﺔ إﱃ اﻹﻣﺴﺎك ﺑﺰﻣﺎم اﻷﻣﻮر ،ﻫﺬه اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻳﻀﺎ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﺮﻳﻖ آﺧﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﺬﻛري ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻌﺎمل ﻣﻊ "ﺛﻮرة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ" ﰲ ﺑﺪاﻳﺘﻬﺎ .ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻧﻘﺴﻢ اﻟﺨﱪاء ﺑني ﻣﻦ ﻳﺆﻛﺪ أن ﺷﺎه إﻳﺮان ﺑﺠﻴﺸﻪ واﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻪ ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﺸﺎرع ﺑﻔﻀﻞ أﺟﻬﺰﺗﻪ واﺻﻄﻔﺎف اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين اﳌﻮﺣﺪ ﺧﻠﻒ اﳌﻠﻜﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﻌﴫﻳﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺳﻠﻔﻴﺔ
اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ. أﻣﺎ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎن ﻳﺤﺬر ﻣﻦ اﻻﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻤﻊ، وﻳﻌﺘﱪ أن اﻟﺸﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺜﻮرة وﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻪ ﺗﺴري وراء اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺬي ﻧﺠﺢ ﴪع ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻃﻪ .وﰲ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﱰة ﺣﺘﻰ ﰲ اﺳﺘامﻟﺔ اﻟﺒﺎزار اﳌﺆﻳﺪ ﻟﻠﺸﺎه ﻓ ّ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎرﻳﺮ اﻷﺟﻬﺰة اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ اﻟﻜﱪى متﻴﻞ إﱃ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻷول وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟـ "ﳼ .أي .إﻳﻪ" اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ متﻠﻚ ﻣﺤﻄﺔ ﻛﱪى ﰲ ﻃﻬﺮان .وﻛﺎن ﺳﺒﻖ ﻟﻬﺎ أن ﻃأمﻧﺖ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ ﰲ آب اﻟﻌﺎم 1978ﻣﻦ أن ﻧﻈﺎم اﻟﺸﺎه ﻟﻴﺲ ﰲ ﺧﻄﺮ وأن إﻳﺮان "ﻻ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﻮرة وﻻ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺛﻮرﻳﺔ" ...وﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ اﺿﻄﺮ اﻟﺸﺎه إﱃ اﻟﻬﺮب ﻣﻦ إﻳﺮان. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﺒﻜﺮ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺴﻘﻮط اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أو ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﺮﺷﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻟﻴﺲ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻦ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﻄﻮرات اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ اﻷرض وﺗﺪﻫﻮره اﻟﴪﻳﻊ وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺬﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد ﻣﻜﺘﺐ اﳌﺮﺷﺪ وأﺟﻬﺰﺗﻪ واﻟﻔﺸﻞ ﰲ وأد اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻳﺎم اﻷوﱃ وإﻋﺎدة ﺗﻄﻮﻳﻊ "أﺑﻨﺎء اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﳌﺘﻤﺮدﻳﻦ" وﻣﻮاﻗﻒ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺒﺎزار واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﺎﻻت ﺷﺒﻪ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻣﻊ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺸﺎه .أوﱃ ﺣﺎﻻت اﻟﺸﺒﻪ ﺑﺪت وﻛﺄن ﻣﻨﻈﻤﻲ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ أو ﺛﺮوة 22 ﺧﻮرداد 12 -ﺣﺰﻳﺮان - 2009ﻫﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎدوا ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺿﺪ اﻟﺸﺎه وﻟﻴﺲ ﻋﻤﻼء اﻟـ "ﳼ .أي .إﻳﻪ" أو ﻣﺘﺪريب ﻣﻨﻈامت ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﻛام ﺗﺴﻌﻰ ﻻﺗﻬﺎﻣﻬﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ .ﻓﻤﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﻋﲆ ﺗﺰوﻳﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﺒّﻨﺖ "اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ" ﺷﻌﺎرات ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ: اﻟﻠﻪ أﻛﱪ ،اﳌﻮت ﻟﻠﺪﻛﺘﺎﺗﻮر ،واﺧﺘﺎروا ﻛام ﰲ أﻳﺎم اﻟﺸﺎه ﺗﻜﺮار ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرات، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺸﻮارع ﺑﻞ ﻟﻴﻼ ﻣﻦ ﻋﲆ اﻟﴩﻓﺎت واﻟﺴﻄﻮح .وﻛام ﰲ أﻳﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻳﺒﺪو أن ﻣﻮﺳﻮي اﻟﺬي ﻋﺎﴏ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ واﻛﻦ رﺋﻴﺲ وزراﺋﻪ اﺧﺘﺎر اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺤﺪاد ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﻘﺘﲆ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻮل ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻏري رﺳﻤﻴﺔ أﻧﻬﻢ ﺑﻠﻐﻮا أﻛرث ﻣﻦ ﺧﻤﺴني ﰲ اﻷﻳﺎم [14] .اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻣﻦ اﻷوﱃ اﻟﺴﺘﺔ واﻟﺘﺸﺎﺑﻪ أﻳﻀﺎً اﻣﺘﺪ إﱃ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺬﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎين ﻟﻠﻤﻈﺎﻫﺮات واﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ إﱃ اﻟﱰاﺟﻊ ﻋﻦ إﻋﻼن ﻧﴫ ﻧﺠﺎد واﻟﻘﺒﻮل ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﺠﻠﺲ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰوﻳﺮ وإﻋﺎدة ﻓﺮز ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن إﺟامﻋﺎ ﰲ أوﺳﺎط اﻟﺨﱪاء ﻛﺎن ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﳌﺨﺮج اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ اﳌﺮﺷﺪ واﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺼﻮﺻﺎ وأن ﺧﺼﻮﻣﻬام ﻫﻢ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺜﻮرة واﻟﻨﻈﺎم إﻻ أن
اﻟﺘﻄﻮرات اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ أوﺣﺖ ﺑﺄن اﳌﺮﺷﺪ ﺗﺮاﺟﻊ ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ وﻋﲆ أﻣﻞ أن ﻳﺘﻤّﻜﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻘﺮار اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ إﻳﺮان واﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا وراء ﺗﺰوﻳﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﺤﺴﺎب ﻧﺠﺎد ﻣﻦ ﺣﺴﻢ اﳌﻮﻗﻒ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺎ واﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ "اﻻﻧﻘﻼﺑﻴني" وﻓﻖ ﺧﻄﺔ ﻣﻌّﺪة ﺳﻠﻔﺎ. ﻫﺎﺟﺲ "اﻟﺜﻮرة اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ" وﺗﺸري اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻃﻬﺮان إﱃ أن اﻟﺨﻄﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﻫﺰة ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات وأن اﳌﺮﺷﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺔ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ واﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﺗﻌﺪادﻫﺎ ﺣﺴﺐ آﺧﺮ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ إﱃ أﻛرث ﻣﻦ 1700ﻣﺴﺘﺸﺎر أو ﻳﻌﺪوا دراﺳﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻋﻦ "ﺛﻮرات اﻷﻟﻮان" اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﰲ ﻋﻬﺪ ﺑﻮش، وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺛﻮرات أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﺟﻮرﺟﻴﺎ وﻟﺒﻨﺎن واﺻﻄﺤﺎﺑﻬﺎ ﺑﺨﻄﺔ ﻣﻀﺎدة ،واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﺎﺟﺲ "اﻟﺜﻮرة اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ" أو ﺛﻮرة "أﻟﻮان" داﺧﻠﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ،وﻛﺎﻧﺖ أﺟﻬﺰة اﻟﺤﺮس واﳌﺨﺎﺑﺮات واﻟﺒﺎﺳﻴﺞ ﺗﺮّﻛﺰ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﻴﺔ أﻛرث ﻣﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻏﺰو ﻋﺴﻜﺮي أﻣرييك. وﺗﺆﻛﺪ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت أن ﻛﻞ ﻣامرﺳﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ وأﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼﻗﺔ ﺗﻈﺎﻫﺮات اﻟﺴﺒﺖ ﰲ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﴩ ﻣﻦ ﺣﺰﻳﺮان ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﻴﺬا دﻗﻴﻘﺎ ﻟﺨﻄﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺨﻄﺔ اﺻﻄﺪم ﺑﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ،اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﺣﺴﻦ اﻹﻋﺪاد واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻟﺪى "اﳌﻌﺎرﺿﺔ" وﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻣﻊ اﻹﺻﻼﺣﻴني وﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﺻﻔﻮف رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ و"ﺣﻮزة ﻗّﻢ" اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺢ ﻓﺮﻳﻖ رﻓﺴﻨﺠﺎين -ﻣﻮﺳﻮي -ﺧﺎمتﻲ ﰲ اﺧﱰاﻗﻬﺎ وﰲ اﺳﺘامﻟﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎت ﻛﱪى ﻣﺜﻞ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﺘﻈﺮي وﺻﺎﻧﻌﻲ وﻏﻠﺒﺎﻛﻴﺎين وزﻧﺠﺎين ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻧﻀامم اﻟﺨﺎﴎﻳﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻬﺪي ﻛﺮويب وﻣﺤﺴﻦ رﺿﺎيئ إﱃ اﳌﻨﺪدﻳﻦ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﻳﺒﺪو أن اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻮﺟﺌﺖ أﻳﻀﺎ ﺑﺤﺠﻢ اﻻﺻﻄﻔﺎف اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺧﻠﻒ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﴎﻋﺔ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات إﱃ ﻣﺪن وﻗﺮى ﺑﻌﻴﺪة. ﻣﻮاﺟﻬﺔ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﻟﻘﺪ ازدادت ﻣﺨﺎوف اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺸﻞ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮاﻫﻦ ﻋﲆ ﺗﻜﺮار ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﻈﺎﻫﺮة اﻟﻄﻼب ﰲ 1999ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﺠﺄ اﻟﻨﻈﺎم إﱃ إﻃﻼق ﺗﻈﺎﻫﺮة ﻣﻀﺎدة ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻘﻤﻊ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎﺳﻴﺞ ﻣام دﻓﻊ ﺑﺨﺎمتﻲ إﱃ دﻋﻮة أﻧﺼﺎره إﱃ اﻟﱰاﺟﻊ .ﻫﺬه اﳌﺮة ﺑﺪت اﻷﻣﻮر أﻛرث ﺗﻌﻘﻴﺪا إذ مل ﺗﻜﻦ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻣﺤﺼﻮرة ﺑﺎﻟﻄﻼب أو اﻟﻨﺴﺎء ومل ﺗﻨﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻟﺘﻲ ﻃﺎوﻟﺖ رﻣﻮزا ﻣﻦ اﻹﺻﻼﺣﻴني واﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين وﻻ أﻋامل اﻟﻘﻤﻊ
اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬه ﻋﴩات اﻷﻟﻮف ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺒﺎﺳﻴﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﱃ ﻣﻬّﻤﺔ ﺣامﻳﺔ اﻟﺜﻮرة ﺑﺈﺧﺎﻓﺔ اﳌﻮاﻃﻨني .وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﺪرﺑﺖ ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻣﻮاﺟﻬﺔ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء". إن اﳌﻔﺎﺟﺄة اﻷﻛﱪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻒ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺎ اﳌﴩف اﻷﻛﱪ ﻋﲆ اﻟﺠﻴﺶ واﻟﴩﻃﺔ واﻟﺤﺮس واﻟﺒﺎﺳﻴﺞ وأﻧﺼﺎر "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" واﻟﻘﻀﺎء واﻹذاﻋﺔ واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ،واﻟﺬي ﻟﺠﺄ إﱃ اﻟﺘﻘّﺮب ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻛﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﺑﺘﻌﺎد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ ،ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﺪﻳﻦ ،اﻛﺘﺸﻒ ﺧﻠﻼ ﺧﻄريا ﰲ وﻻء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ .ﻓﻤﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻷول ﺗﺒني أن اﻟﴩﻛﺔ متﻴﻞ إﱃ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ وﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﻤﻌﻬﻢ ،ﻓﺴﺎرﻋﺖ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري إﱃ ﺳﺤﺐ أﺳﻠﺤﺔ اﻟﴩﻃﺔ وﺗﻜﻠﻴﻒ اﻟﺒﺎﺳﻴﺞ مبﻬﻤﺔ اﻟﻘﻤﻊ واﳌﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ. وﻳﺒﺪو أن اﳌﺨﺎوف ﻣﻦ "ﺧﺴﺎرة" اﻟﺒﺎﺳﻴﺞ ﺑﻌﺪ اﻟﴩﻃﺔ ﻗﺎدت ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻟﺘﻲ أﺛﺒﺘﺖ أﻧﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻘﺮار اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ إﻳﺮان إﱃ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﻗﻮات اﻟﻘﺪس اﻟﺘﻲ ﻳﺮأﺳﻬﺎ اﻟﻌﻤﻴﺪ ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴامين ،وﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﺎﺟﺄ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﺑﻴﺎن ﺗﺤﺬﻳﺮي ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻴﺪ ﺳﻠﻴامين ﻋﻠام ﺑﺄن ﻗﻮات اﻟﻘﺪس ﺗﺘﻮﱃ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻛﺎﻧﺖ أوﺳﺎط اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﰲ ﻃﻬﺮان ﺗﺘﺪاول إﺷﺎﻋﺎت أﻛﺪﻫﺎ ﻓﻴام ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮد ﻋﻴﺎن ﻋﻦ ﻟﺠﻮء ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺮس إﱃ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪة "ﻗﻮات ﺧﺎرﺟﻴﺔ" ﺗﻢ اﺳﺘﺪﻋﺎؤﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ) اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ( ﻟﺘﻮﱄ ﻣﻬﻤﺔ ﻗﻤﻊ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ. ﻣﻔﺎﺟﺄة أﻛﱪ ﻟﺨﻄﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺔ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﺟﻬﺰة اﳌﺨﺎﺑﺮات أن ﺿﺒﺎﻃﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻋﻘﺪوا اﺟﺘامﻋﺎ ﴎﻳﺎ ﰲ ﻃﻬﺮان ﻟﻠﺘﺪاول ﰲ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي .وﰲ اﻟﺤﺎل اﺳﺘﺪﻋﻰ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺿﺒﺎط اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻓﺸﻠﻬﻢ ﰲ وﺿﻊ ﺣّﺪ ﻟﻬﺬه اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت وﻳﻘﺎل اﻧﻪ دﻋﺎﻫﻢ إﱃ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﻘﻮة ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻀﺒﺎط رﻓﻀﻮا وذّﻛﺮوا اﳌﺮﺷﺪ ﺑﺄن ﺷﺎه إﻳﺮان ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﺳﻤﺢ ﻟﺠﻴﺸﻪ ﺑﺈﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ وﻃﻠﺐ ﻫﺆﻻء ﻣﻬﻠﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة وﺣﺴﻢ اﻟﻨﺰاع ﺑﺎﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي ﻳﻜﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺴﻠّﻢ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﰲ [15] .إﻳﺮان ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺨﺎوف اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﻦ أن ﻳﺆدي ذﻟﻚ إﱃ ﺳﺤﺐ "اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺪﻳﻨﻲ" ﻋﻨﻬﻢ وﻋﻦ اﳌﺮﺷﺪ ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﻘﻮط اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ،وﺧﺼﻮﺻﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن أن رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻫﻮ اﳌﺤّﺮك اﻟﺨﻔﻲ ﻟﺜﻮرة 12ﺣﺰﻳﺮان 2009ﻗﺪ ﺑﺪأ ﺑﺘﺄﻟﻴﺐ ﺣﻮزة ﻗﻢ ورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ وﻳﺤﺬرﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﻟﺠﻮء ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ إﱃ
اﻟﻌﺴﻜﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺴﻴﻄﺮون ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺒﺎﴍة .ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﺎن مثﺔ ﻗﻨﺎﻋﺔ أن اﻟﺤﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﻫﻲ ﻋﲆ ﻗﻴﺎدة اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑني ﻧﺠﺎد وﻣﻮﺳﻮي ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑني ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ورﻓﺴﻨﺠﺎين ،وﻓﻴام ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻌﺎرﻓﻮن أن ﻫﺬه اﻟﺤﺮب ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ إﻻ ﺑﺴﻘﻮط واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﱪ ﺷﺨﺼﻴﺘني ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻜﻨﺎن ﻋﺪاء ﺷﺪﻳﺪا اﻟﻮاﺣﺪ ﺗﺠﺎه اﻵﺧﺮ. إن اﻟﺴﺆال اﻷﻫﻢ ﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻗﺪرة رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻋﲆ إﻃﺎﺣﺔ اﳌﺮﺷﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ واﻟﺤﻠﻮل ﻣﺤﻠﻪ ﺧﺼﻮﺻﺎ أﻧﻪ ﻳﺮأس اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ إزاﺣﺔ اﳌﺮﺷﺪ وﻋﺰﻟﻪ ،ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻬﱪاء .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن ﺗﻄﻮرات اﻷﻳﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﺒﻴﺎن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳌﺴﺎر اﻟﺬي ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮه إﻳﺮان .أﻫﻮ ﰲ اﺗﺠﺎه اﻧﻘﻼب دﻳﻨﻲ دﺧﻞ ﰲ ﺳﺒﺎق ﻣﻊ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي وﺛﻮرة ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺳﺘﻐّري ﺣﻜام وﺟﻪ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ؟ ﺗﺤّﻘﻖ "اﻟﺜﻮرة اﳌﺨﻤﻠّﻴﺔ" أّﻛﺪت ﻣﺼﺎدر إﻳﺮاﻧﻴﺔ أﻣريﻛﻴﺔ أن أﺣﺪ اﳌﺪﻳﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﺗﺼﻞ ﺑﺎﳌﺮﺷﺢ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ 13ﺣﺰﻳﺮان وﻫﻨﺄه ﺑﺎﻟﻔﻮز داﻋﻴﺎ إﻳﺎه ﻹﻋﺪاد ﺧﻄﺎب اﻟﻔﻮز ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻌﻼ ،ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﳾء ﺗﻐّري ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﺗﺼﺎل ،وذﻫﺐ اﻟﺒﻌﺾ إﱃ ﺣﺪ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﻗﺎم ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺑﺎﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي ،وﻋﺒﺎرة اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻫﺬه رﻓﻌﻬﺎ أﻳﻀﺎ إﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻏﺎﺿﺒﻮن ﰲ ﻣﻈﺎﻫﺮاﺗﻬﻢ ﰲ أﻣريﻛﺎ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ أن رﺋﻴﺲ اﻷرﻛﺎن اﻹﻳﺮاين أﻋﻠﻦ - [16] .ﻧﺠﺎد أﺣﻤﺪي ﻓﻮز وﺟﻮب ﺑﺄﻳﺎم -اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺒﻞ وﻳﻘﻮل ﻣﻬﺪي ﺧﻼﺟﻲ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﺣﺪوث ﺗﻼﻋﺐ واﺳﻊ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﻜﻦ ﻋﺪدا ﻗﻠﻴﻼ ﻛﺎن ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﻔّﻜﺮ اﳌﺮﺷﺪ ﰲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻧﻘﻼب ﺑﺪﻋﻢ اﻟﺠﻴﺶ ،وﺑﺈﻋﻼﻧﻪ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد ﻫﻮ اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﻌﺚ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻐﺮب ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن إﻳﺮان ﻣﺘﺼﻠﺒﺔ ﰲ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺣﻮل ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي، ودﻋﻤﻬﺎ ﻟـ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" و"ﺣامس" ،وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﳌﺘّﺒﻌﺔ. ﻟﻘﺪ واﺟﻪ أﻓﺮاد ﻣﻦ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﺳﻼﻣﻲ وﴍﻃﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺸﻐﺐ وﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ اﻟﺒﺎﺳﻴﺞ ،ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان واﳌﺪن اﻟﻜﱪى اﻷﺧﺮى ،اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻹﺻﻼﺣﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺠﻮن ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﻗﺪ أوﻗﻔﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺼﺎﻻت ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ واﻟﻬﻮاﺗﻒ اﳌﺤﻤﻮﻟﺔ ،واﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﲆ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت واﻟﺒﺚ اﻹذاﻋﻲ .وﺑﺎﻧﺘﻬﺎء اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺗﻢ ﻃﺮد ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءوا إﱃ إﻳﺮان ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .واﺣﺘﺠﺰ ﺣﺘﻰ اﻵن أﻛرث ﻣﻦ 100ﻣﻦ ﻗﺎدة ﺣﺮﻛﺔ اﻹﺻﻼح ،وﻓﺮض ﻋﲆ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻣﺎ ميﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره "إﻗﺎﻣﺔ ﺟﱪﻳﺔ" .ورﻏﻢ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺤني أﻻ ﻳﻄﻌﻨﻮا ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻗﺪﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
إﺻﻼﺣﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ "ﻣﺠﻤﻊ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﳌﻨﺎﺿﻠني" ،ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ اﻋﺘﺬارا ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻟﻌﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺣامﻳﺔ أﺻﻮاﺗﻬﻢ ،وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻐﺎء اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ وإﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة .وﻃﺎﻟﺐ اﺛﻨﺎن ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺤني ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي وﻣﻬﺪي ﻛﺮويب ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻮاﺻﻠﺔ "ﻣﻈﺎﻫﺮاﺗﻬﻢ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ" ﰲ إﻳﺮان ﻛﻠﻬﺎ ،واﻧﺘﻘﺪا اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻘﻤﻌﻬﺎ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ. وﻗﺪ ذﻫﺐ أﻛرث ﻣﻦ 80ﺑﺎﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒني ﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﱰاع ،أوﻻ، ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺠﺎح ﻣﻨﺎﻓﴘ ﻧﺠﺎد اﻟﺜﻼﺛﺔ ﰲ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﰲ اﻷﺳﺒﻮﻋني اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﺣﺬر اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﴫاﺣﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎت أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .ورﻏﻢ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻗﻮي ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ،وﻫﻮ اﻟﻘﻮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد ،ﻓﺈن ﻣﻌﻈﻢ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﰲ إﻳﺮان وﺧﺎرﺟﻬﺎ أﺷﺎرت ﰲ اﻷﺳﺒﻮﻋني اﻟﺴﺎﺑﻘني ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت إﱃ اﻧﺨﻔﺎض ﻛﺒري ﰲ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻧﺠﺎد -وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻘﺐ اﳌﻨﺎﻇﺮات اﳌﺘﻠﻔﺰة -ﺣﺘﻰ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ وﺑني اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﳌﺪن. وﻗﺪ ﺗﻮﱃ ﻧﺠﺎد ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻗﺒﻞ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ،وﻗﺪ أﻋﻠﻦ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻫﺬه اﳌﺮة -ﻗﺒﻞ إﻋﻼن وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻔﺮز اﻟﺮﺳﻤﻲ -أن ﻧﺠﺎد ﻓﺎز ﺑﺄﻛرث ﻣﻦ 24ﻣﻠﻴﻮن ﺻﻮت ،ﻣﺘﺠﺎوزا اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻘﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺎمتﻲ ﻗﺒﻞ 12ﻋﺎﻣﺎ. وﻗﺎل ﻣﻮﺳﻮي إن إﺑﻄﺎل اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻫﻮ اﻵن اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﺛﻘﺔ اﻟﺸﻌﺐ ،وﺗﴫﻳﺢ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،اﻟﺬي وﺻﻒ ﻓﻴﻪ "ﻣﻠﺤﻤﺔ اﻟﺸﻌﺐ" ﺑﻀامن إﻋﻄﺎء اﻟﺤﻖ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ ﰲ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ إرادﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل "اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﺮة وﻧﺰﻳﻬﺔ متﺎﻣﺎ" ،مل ميﻨﻊ أﺗﺒﺎع اﳌﺮﺷﺤني - اﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻣﻮا ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﻌﻠﻨﺔ -ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﺣﺘﺠﺎﺟﺎت واﻟﻬﺘﺎف "ﻟﻴﺴﻘﻂ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر" .وﻗﺪ ﻃﻠﺐ اﳌﻨﺎﻓﺴﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أﻳﻀﺎ اﻟﺼﻌﻮد إﱃ أﺳﻄﺢ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ واﻟﻨﺪاء "اﻟﻠﻪ أﻛﱪ" ،وﻫﻮ ﺷﻌﺎر ﻳﺬّﻛﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺜﻮرة ،1979ﻛام دﻋﺎ ﻣﻮﺳﻮي اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﺠﻤﻊ ﰲ "ﺳﺎﺣﺔ اﻻﻧﻘﻼب" ﺑﻄﻬﺮان. اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ إن اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﻮﺣﺪة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان اﻵن ﺗﻄﻮرات مل ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻮرة .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻼﻓﺘﺎت واﻟﻌﺼﺎﺑﺎت ﻋﲆ اﻟﺮؤوس أو اﻟﺠﺒﺎه واﻹﺷﺎرات اﻟﺨﴬاء -وﻫﻲ ﻟﻮن اﻟﺤﺮﻛﺔ اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻷﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد -ﺑﺎرزة ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻻ ﺗﺰال ﺑﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎن .وﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎن أﺣﺪ اﻟﺘﻨﺒﺆ إﱃ أﻳﻦ ﺳﻴﺆدي ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ،وﻓﻴام إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺤﻘﻖ "اﻟﺜﻮرة اﳌﺨﻤﻠّﻴﺔ". ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﻻﻧﻘﻼب اﳌﺪﻋﻮم ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ ﺗﺤﻮﻻ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺎت إﻳﺮان
اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻐﺮب ﺗﺮى أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﺳﻬﻞ إﻧﻬﺎء ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﻳﺮان اﻟﻨﻮوي اﳌﺜري ﻟﻠﺠﺪل ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﺗﻐﻴري ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﳌﺘﺤّﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺣﺮى ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ إﻳﺮان دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻵن ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ .وﻟﻦ ﻳﻨﴗ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻫﻢ ﻳﺮاﻗﺒﻮن ﻟريوا رد ﻓﻌﻞ اﻟﻌﺎمل اﻟﺤّﺮ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﺗﻌﻠﻴﻖ أوﺑﺎﻣﺎ دﻗﻴﻘﺎ وﻣﺤﺴﻮﺑﺎ ،ﻓﺄﻋﺮب ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻪ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺸﺄن ﻣﺎ ﺣﺪث ،وﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎده ﺑﺄن اﻟﻌﺎمل ﻟﺪﻳﻪ ﻗﻠﻖ ﻣامﺛﻞ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺸﺄن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﻗﺪ أﺿﺎف :ﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ ﰲ إﻳﺮان ردود ﻓﻌﻞ أوﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ أوﺿﺤﺖ إدراﻛﻪ ﺑﺄن ﻟﺪى اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻗﻠﻘﺎ وﻣﺨﺎوف ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﺸﺄن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .واﻵن ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺜﻤﺮ ،إذا أﺧﺬﻧﺎ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،أن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻨﺎ ﻋﲆ أﻧﻨﺎ ﻣﺘﺪﺧﻠﻮن وأن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﻳﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .وﻗﺎل أوﺑﺎﻣﺎ أﻳﻀﺎً أن ﻣﺎ ﺳﺄردده وﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻫﻮ أﻧﻨﻲ ﺣﻴﻨام أرى اﻟﻌﻨﻒ ﻳﻮّﺟﻪ ﺿﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﳌﺴﺎﳌني ،وﺣﻴﻨام أرى اﻻﻋﱰاض اﻟﺴﻠﻤﻲ اﳌﺴﺎمل ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻠﻘﻤﻊ ،،أﻳﻨام ﻛﺎن ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪر ﻗﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ وﻟﻠﺸﻌﺐ اﻷﻣرييك .ﻓﻬﺬا ﻟﻴﺲ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ .وﻳﻌﺪ أﻫﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻖ أوﺑﺎﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻮﺿﻮح: "أﺳﺎﻧﺪ ﺑﻘﻮة اﳌﺒﺪأ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ إﱃ أن أﺻﻮات اﻟﺸﻌﺐ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﻤﻊ ﻻ أن ﺗﻘﻤﻊ". وﻛﺎن أوﺑﺎﻣﺎ ﻗﺪ وّﺟﻪ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ مبﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة "ﻧﻮروز" ،ﻓﺎﺻﺒﺢ أول رﺋﻴﺲ أﻣرييك ﻣﻨﺬ أزﻣﺔ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﻋﺎم 1979 ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻣﺴﺘﻌﻤﻼ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت "اﻟﻘﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴني" و"اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ" ﺑﺪﻻ ﻣﻦ "اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين" .وﺣﺮﺻﺖ إدارة أوﺑﺎﻣﺎ ﻋﲆ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ أي ﻣﻮﻗﻒ ميﻜﻦ أن ﻳﻌﺘﱪ دﻋام ﳌﺮﺷﺢ ﻣﻌني ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. وﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺮﺋﺎﳼ اﳌﺨﺘﺺ ﺑﺈﻳﺮان ﻳﻘﻮم مبﺮاﻗﺒﺔ اﻧﺨﻔﺎض اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻟﻨﺠﺎد وﻳﻨﺘﻈﺮ ﻟريى ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪث .وﻟﺪى ﺷﻌﺐ إﻳﺮان ذاﻛﺮة ﺣّﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣرييك ﰲ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﺬي ﺣﺪث ﺿﺪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﺪق ﰲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،وﻫﻮ ﻳﺘﻮﻗﻊ أﻻ ﺗﻘﻮم إدارة أوﺑﺎﻣﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺳﻢ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺑﺘﻜﺮار اﻟﺨﻄﺄ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻻﻋﱰاف [17] .اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻏﻄﺎء ﺗﺤﺖ ﺗﻢ اﻟﺬي ﺑﺎﻻﻧﻘﻼب ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻛﺸﻒ روﺑﺮت ﺑري أﻧﻪ إذا ﺗﺮاﺟﻊ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أﻣﺎم اﻟﻀﻐﻮط ﻹﻋﺎدة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﺈن ﻫﺬا اﻧﺘﺼﺎر ﻟﺮﻓﺴﻨﺠﺎين وﻣﻨﺘﻈﺮي .إن ﻣﺎ
ﻳﺤﺪث ﻫﻮ ﴏاع ﺑني ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ورﻓﺴﻨﺠﺎين وإذا ﺗﺮاﺟﻊ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻓﺴﺘﻜﻮن ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ وﻳﻀﻄﺮ ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻟﺔ وﻳﺨﴪ اﻟﺒﻴﻌﺔ .وﺑﺈﻣﻜﺎن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻪ، وﺑﺨﺎﺻﺔ أن رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻳﱰأس ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺲ. إن اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ﻳﺴﻴﻄﺮون ﻋﲆ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺮأي ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ اﻟﻨﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎميﺰ وواﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ ﻳﺪﻋﻤﻮن ﺑﻨﻴﺎﻣني ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ وﻟﻴﺪﻫﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﺰج اﻟﻐﺮب ﰲ ﺣﺮب ﺿﺪ إﻳﺮان ،وﻫﻢ ﻳﻠﺤﻮن ﻋﲆ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺤﻜﻢ ﻏري ﻗﺎﻧﻮين ،وﻫﻲ اﻟﺤﺠﺞ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺎدت أﻣريﻛﺎ ﻟﻐﺰو اﻟﻌﺮاق .وﻫﺬه ﺧﻄﺘﻬﻢ .ﻓﺘﻮﻣﺎس ﻓﺮﻳﺪﻣﺎن وﻏريه ﺳﻴﻘﻨﻌﻮن أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﴬورة ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ إﻳﺮان .وﻋﻦ اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﻘﻮل ﺑري :ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ دﻧﻴﺲ روس ﻓﺈن اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺳﺘﺘﻘﺪم ﻟﻸﻣﺎم .ﻟﻘﺪ ﻧﴩ روس ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﺆﺧﺮا ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ ان ﴐب إﻳﺮان ﻓﻜﺮة ﺟﻴﺪة ،ﻟﻜﻦ أوﺑﺎﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻳﺮان ﺣﺘﻰ ميﻜﻦ ﺳﺤﺐ اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق .وأوﺑﺎﻣﺎ ﻳﻌﺮف أن اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺿﺪ إﻳﺮان وﻋﺰل اﻟﻨﻈﺎم ﺳﻴﺆدي ﻟﺪﻓﻊ إﻳﺮان ﻟﺘﺪﻣري اﳌﻌﻴﺪ [18] .ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﲆ أﻣﺎ ﻋﲇ رﺿﺎ ﺟﻌﻔﺮ زاده ،اﻟﺨﺒري اﻹﻳﺮاين ﺑﻮاﺷﻨﻄﻦ ،ﻓﺒﻘﻮل أن اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أﺛﺒﺘﺖ أن أﻣريﻛﺎ واﻟﻐﺮب ﻻ ﻳﻔﻬامن اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻋﲆ اﻷرض، ﻓﻬﻨﺎك اﻧﻘﺴﺎم ﻛﺒري ﺑﻞ ﻫّﻮة ﺑني اﻟﺤﻜﻢ اﻹﻳﺮاين و"اﻟﺸﻌﻮب" اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، واﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺪأت ﻣﻊ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وأﺧﺬت ﺗﺘﺤّﻮل ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺿّﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين وأﺻﺒﺢ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﴫﺧﻮن ﺑﺎﳌﻮت ﻟﻠﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،وﻫﻮ ﺷﻌﺎر ﻣﻮّﺟﻪ ﺿّﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﲆ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ .وﻋﲆ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ أن ﺗﻔﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻄّﻮر ،واﻹﻋﺮاب ﻋﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻓﻴﺎ. وﻳﻌﺘﱪ ﺟﻌﻔﺮ زاده أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺰﻟﺔ ،ﺣﻴﺚ اﺧﺘﺎر اﳌﺮﺷﺤني اﻟﻨﻈﺎم ،ﰲ ﺣني ﺗّﻢ رﻓﺾ 471ﻣﺮﺷﺤﺎ رﺋﺎﺳﻴﺎ ومل ﻳﺴﻤﺢ ﻷي ﻣﺮﺷﺢ ﻣﻌﺎرض ﺑﺎﻟﱰّﺷﺢ .وﻋﻦ ﻣﻮﺳﻮي وﻛﻮﻧﻪ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب ﻳﻘﻮل ﺟﻌﻔﺮ زاده إن ﻣﻮﺳﻮي ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ .وﻫﻨﺎك أﻣريﻛﻴﻮن ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻪ ﻣﻌﺘﺪل ﻣﻊ أﻧﻪ ﻛﺎن، ﺑﺤﺴﺐ ﺟﻌﻔﺮ زاده ،اﳌﺴﺆول ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﺧﺘﻄﺎف اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ وﻛﺎن ﻳﺘﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻹﻃﻼق ﴎاح اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ .وﺑﻌﺪ 1988اﺧﺘﻔﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻋﺎد اﻵن ﻛﻤﺮﺷﺢ ﻳﺪﻋﻤﻪ رﻓﺴﻨﺠﺎين وﺧﺎمتﻲ .وﻟﻘﺪ ﺑﺪأ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي ﺧﻼل ﺣﻜﻢ رﻓﺴﻨﺠﺎين اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ 8ﺳﻨﻮات ،ﻛام ﻃﻮره ﺧﺎمتﻲ أﺛﻨﺎء [19] .ﻣﻌﺘﺪﻟﻮن ﻫﺆﻻء ﺑﺄن اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻳﺮﻳﺪون اﻷﻣريﻛﻴني وﺑﻌﺾ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ،ﺗﻮﻟﻴﻪ اﻟﻌﻨﻒ اﳌﺮّوع ﰲ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ميﻜﻦ أن ﻧﻌﺘﱪﻫﺎ ﻣﻦ ﺻﻮر دﻫﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺑﺪأ
اﻹﺻﻼﺣﻴﻮن ﻳﻮاﺟﻬﻮن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺸﺎه .ﻓﻌﻘﺐ إﻋﻼن ﻓﻮز أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺪاءات اﻟﺘﻜﺒري "اﻟﻠﻪ أﻛﱪ" ﻣﻦ أﺳﻄﺢ اﳌﻨﺎزل واﻟﻨﻮاﻓﺬ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ وﴍع إﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻳﻨﺪدون مبﺎ ﻳﻌﺘﱪوﻧﻪ "ﴎﻗﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ" .وﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﳌﺤﻠﻠني ﻣﻦ ﻳﺮى ﰲ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻣﻘﺪﻣﺔ "ﻋﺼﻴﺎن ﻣﺪين" ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻗﺪ ﺗﺸﻤﻞ إﴐاﺑﺎت ،ﺑﻴﻨام ﺑﺪأ أﺳﺎﺗﺬة ﺟﺎﻣﻌﻴﻮن ﻛﺒﺎر ﰲ ﻃﻬﺮان ﺗﻘﺪﻳﻢ اﺳﺘﻘﺎﻻﺗﻬﻢ. وﺷﻬﺪت ﻃﻬﺮان ﻋﻘﺐ إﻋﻼن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺎت ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑني اﻟﴩﻃﺔ وأﻧﺼﺎر اﳌﺮﺷﺤني اﻹﺻﻼﺣﻴني رﻓﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون ﺷﻌﺎر "اﳌﻮت ﻟﻠﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر". وأﻋﺮﺑﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻔﻮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻦ "ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ" ﺑﺴﺒﺐ ﴐب اﳌﺤﺘﺠني واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ اﳌﻔﺮط ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮات اﻷﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن ،ووﺻﻔﺖ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑـ "اﻟﻌﻨﻒ اﳌﺮّوع". ﻷول ﻣّﺮة ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻳﺨّﻴﻢ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺷﺒﺢ اﻟﺘﺰوﻳﺮ، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻤﺪوح اﻟﺸﻴﺦ .ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻹﻳﺮاين ،ﺗﻘﻮم وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﺈدارة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﰲ ﻛﻞ داﺋﺮة اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ أو ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ،ﺗﺸّﻜﻞ اﻟﻮزارة ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺪاﺋﺮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ أو اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ،واﳌﺴﺆول اﳌﺤﲇ ﻋﻦ "اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺴﺠﻴﻞ اﳌﺪين" ،ورﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم أو ﻣﻤﺜﻠﻪ، ومثﺎين ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ اﳌﺤﱰﻣﺔ ،ومتﻨﺢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ "ﻣﺠﻠﺲ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر" واﺟﺐ اﻹﴍاف ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﻛﺰ اﻗﱰاع، [20] .ﻋﻀﻮ 130,000ﻣﻦ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺔ اﻗﱰاع ﻟﺠﺎن "اﳌﺠﻠﺲ" أﻧﺸﺄ وﻗﺪ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﰲ إﻳﺮان وﻓﻖ إﺟﺮاءات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ متﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﻜﻞ اﳌﻌﻬﻮد ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻟﻠﻨﺎﺧﺒني ﻳﺤّﺪد أﻫﻠﻴﺔ ﺗﺼﻮﻳﺖ اﻟﺸﺨﺺ وﻓﻘﺎ ﻟـ "ﺷﻬﺎدة اﳌﻴﻼد" .ورﻏﻢ اﺳﺘﺤﺪاث ﺑﻄﺎﻗﺎت ﻫﻮﻳﺔ ﻣﺆﺧﺮا ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﰲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ وﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻷي ﻣﺮﻛﺰ ﺑني أﻛرث ﻣﻦ 60,000ﻣﺮﻛﺰ اﻗﱰاع .ومبﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك ﴍط ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻗﺮب ﻣﻜﺎن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺸﺨﺺ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ميﻜﻦ أن ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﺪد اﻟﻨﺎﺧﺒني اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺪﻟﻮن ﺑﺄﺻﻮاﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﻗﱰاع ﻣﻌني أو ﺣﺘﻰ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ،اﻟﻌﺪد اﳌﻘﺪر ﻟﻠﻨﺎﺧﺒني اﳌﺆﻫﻠني ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ. وﻋﻨﺪ ﺗﻠﻘﻲ اﻻﻗﱰاع ﻳﺘﻢ ﺗﺴﺠﻴﻞ "ﺷﻬﺎدة اﳌﻴﻼد" وﺧﺘﻤﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺒﺪو أن ﻫﻨﺎك ﺗﺤﻘﻘﺎ ﻣﻦ ﻧﺰاﻫﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ. وﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺑﻌﺪة ﻃﺮق ،ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻊ "ﺷﻬﺎدات اﳌﻴﻼد" ،وﻫﻨﺎك ﺗﺸري إﱃ أن "ﻟﺠﻨﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ" ،وﻫﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧريﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﻣﻨﺘﺴﺒﺔ ﳌﺠﻠﺲ اﳌﺮﺷﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑـ "اﺳﺘﺌﺠﺎر" "ﺷﻬﺎدات
ﻣﻴﻼد" ﻣﻦ ﻓﻘﺮاء وﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،ﺑﻘﻴﺖ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﱰاع ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻌﺪة ﺳﺎﻋﺎت ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﳌﻮﻋﺪ اﳌﻌني ،ﻣام ﻏّﺬى اﻟﻘﻠﻖ ﺑﺄﻧﻪ ﺗّﻢ اﻹدﻻء ﺑﺄﺻﻮات ﻏري ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪواﺋﺮ .وﻳﺆدي اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ "ﺷﻬﺎدات اﳌﻴﻼد" إﱃ ﺗﻌﻘﻴﺪ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﺣﻮل ﻋﺪد اﻟﻨﺎﺧﺒني اﳌﺆﻫﻠني ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ وﺗﻌﻄﻰ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﺟﺪا ،ﻓﺒﻴﻨام ﺗﻘﺪر وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻌﺪد ﺑﺤﻮاﱃ 46ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ،ﻳّﺪﻋﻲ "ﻣﺮﻛﺰ اﻹﺣﺼﺎء" اﻹﻳﺮاين ﺑﺄن اﻟﻌﺪد ﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ 51ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﻢ اﻹدﻻء ﺑﺄﺻﻮات "ﺷﺒﺤﻴﺔ" .ووﻓﻘﺎ ﻟـ "اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺴﺠﻴﻞ اﳌﺪين"، ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﺪد "ﺷﻬﺎدات اﳌﻴﻼد" اﻟﻘﺎمئﺔ ﺑﻜﺜري ﻋﺪد اﻹﻳﺮاﻧﻴني! وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ميﻜﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﳌﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام "ﺷﻬﺎدات اﳌﻴﻼد" اﳌﺰدوﺟﺔ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﰲ ﻣﺮﻛﺰي اﻗﱰاع ﻣﺨﺘﻠﻔني .ﻛام أن ﺑﻌﺾ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻻ ﻳﺒﻄﻠﻮن "ﺷﻬﺎدات ﻣﻴﻼد" أﻗﺎرﺑﻬﻢ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻬﻢ .وﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧرية ،أﻋﻠﻨﺖ ﻣﺼﺎدر إﺻﻼﺣﻴﺔ أن اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري رمبﺎ اﺳﺘﺨﺪم أﻛرث ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮين "ﺷﻬﺎدة ﻣﻴﻼد" ﻣﺰورة. ووﻓﻘﺎ ﻟﻺﺣﺼﺎءات اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان أﻛرث ﻣﻦ 20 ﺑﺎﳌﺌﺔ وﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒني ﻛﺘﺎﺑﺔ اﺳﻢ اﳌﺮﺷﺢ اﳌﻔﻀﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﲆ ورﻗﺔ اﻻﻗﱰاع ،وﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك رﻣﻮز ﻣﺼﻮرة ،وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻨﺎﺧﺒني وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻺﺷﺎرة إﱃ اﺧﺘﻴﺎرﻫﻢ ،وﻷن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻏري ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﺗﺴﻤﺢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﳌﺘﻄﻮﻋني ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﺮس أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺣﺎﴐﻳﻦ داﺧﻞ ﻣﺮاﻛﺰ اﻻﻗﱰاع ﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻨﺎﺧﺒني ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﺳﻢ اﳌﺮﺷﺢ اﳌﻔﻀﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ .وﻣﺆﻛﺪ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻫﺆﻻء اﳌﺘﻄﻮﻋني ﻛﺘﺎﺑﺔ أي اﺳﻢ ﻳﺮﻳﺪوﻧﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻟﻘﺪ أرﺳﻞ ﻣﻤﺜﻠﻮن ﻋﻦ اﳌﺮﺷﺤني :ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي وﻣﻬﺪي ﻛﺮويب رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ )ﻧﴩت ﰲ 8ﺣﺰﻳﺮان( إﱃ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ أﺣﻤﺪ ﺟﻨﺘﻲ أﻣني ﻋﺎم "ﻣﺠﻠﺲ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر" ،ﺗﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .واﻗﱰح ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻬﺪي ﻛﺮويب وﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي أن ﺗﻘﻮم "ﻟﺠﻨﺔ ﻟﻀامن ﻧﺰاﻫﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ" ﺑﺎﻹﴍاف ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻟﻜﻦ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ و"ﻣﺠﻠﺲ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر" رﻓﻀﺎ اﻻﻗﱰاح. وﺣﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻢ ﺗﴪﻳﺒﻪ ﻣﻦ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﺈن ﻋﺪد اﻷﺻﻮات اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺣﺼﻮل ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﻋﲆ 21ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات أي ﺑﻨﺴﺒﺔ 57ﺑﺎﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﻤﻮع اﻹﺟامﱄ ﻣﻘﺎﺑﻞ 10ﻣﻼﻳني ﺻﻮت ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد مبﺎ ﻳﻌﺎدل 28ﺑﺎﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات .وﺣﺼﻞ ﻣﺤﺴﻦ رﺿﺎيئ ﻋﲆ 3
ﻣﻼﻳني ﺻﻮت واﻟﺸﻴﺦ ﻣﻬﺪي ﻛﺮويب ﻋﲆ ﻣﻠﻴﻮين ﺻﻮت ﻓﻘﻂ. واﻷزﻣﺔ اﻷﻛﱪ ﰲ ﺳﺤﺎﺑﺎت اﻟﺸﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺨّﻴﻢ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أن اﻟﺤﺎﴎ اﻷﻛﱪ ﻫﻮ إﻳﺮان ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻓﻠﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﺗﻮﺻﻒ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑـ "اﳌﺰّورة" ﺧﺎرج إﻳﺮان ،ودﺧﻮل ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺗﺰوﻳﺮ" إﱃ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﻳﺮاين ﻳﻀﻌﻒ ﻧﺠﺎد داﺧﻠﻴﺎ وﻳﻀﻌﻒ إﻳﺮان ﺧﺎرﺟﻴﺎ. وﰲ ﻟﻔﺘﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻗﺎل ﺟﻮ ﺑﺎﻳﺪن ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك إن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﻄﺮح "اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ" .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ "ﺗﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻤﻌﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒري وﻛﻴﻒ ﻳﻀﻐﻄﻮن ﻋﲆ اﻟﺠامﻫري وﻛﻴﻒ ﻳﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺷﻜﻮﻛﺎ ﺟﺎدة" .وأوﺿﺢ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك "ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل أن 70ﺑﺎﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﳌﻘﱰﻋني ﻫﻢ ﻣﻦ اﳌﺪن وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻘﻮة ﻟﺪى أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد" ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻏري اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻧﺎل 68ﺑﺎﳌﺌﺔ! وﺷﻜﻜﺖ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﻣﺸرية إﱃ "ﺗﺰوﻳﺮ واﺳﻊ" .وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﱪاﺳﻴﻮن اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ إن "اﻟﻔﺎرق ﻏري اﳌﺮﺟﺢ ﺑني اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺼﻤﻪ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣﻮﺳﻮي ﻳﺜري ﺑﺪون ﺷﻚ ﺗﺴﺎؤﻻت ﻋﻦ ﺗﺰوﻳﺮ واﺳﻊ" ،ﻣﺤﺬرة ﻣﻦ [21] .اﻷﻫﻠﻴﺔ" اﻟﺤﺮب ﻋﻦ ﺑﻌﻴﺪا ﻟﻴﺲ اﻟﻮﺿﻊ ﺳﻴﺠﻌﻞ ذﻟﻚ أن إن ﻣﻌﺮﻛﺔ إﻋﺎدة اﻧﺘﺨﺎب أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻛﺸﻔﺖ ﴏاﻋﺎ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻴﺎ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑني اﳌﺤﺎﻓﻈني اﳌﻌﺘﺪﻟني واﳌﺘﻄﺮﻓني ميﻜﻦ أن ﻳﺆﺛﺮ ﻋﲆ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ .ﻛام أن ﻫﻨﺎك اﺿﻄﺮاب ﺷﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم ﻛﻠﻪ. وﰲ ﻣﺆﴍ ﻋﲆ اﻟﺨﻮف اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد اﺗﻬﻤﺖ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ مبﻨﻊ ﺻﺤﻔﻴﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﺗﻬﻢ رﺋﻴﺴﺎ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺷﺒﻜﺘﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻟﻌﺎﻣﺘني اﻷﳌﺎﻧﻴﺘني اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ مبﻨﻊ ﺻﺤﻔﻴﻴﻬام ﻣﻦ ﺑﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻋﻦ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﺗﺤﺪﺛﺖ "يب .يب .ﳼ" ﻋﻦ "ﺗﺸﻮﻳﺶ إﻟﻜﱰوين ﻟﻸﻗامر اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﴩق ﻟﺒﺚ ﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ. اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ :أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ ﻟﻘﻠﻖ إﻳﺮاين ﻧﺠﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد واﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻪ واﻟﻘﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﰲ إﻧﻬﺎء اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺑﺸﻮارع اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﻬﺮان ،ﻣﺜﻠام اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﻐﻄﻴﺔ دﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﴍة اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺑﻔﻮزه ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻓﺴﻪ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ،وﻟﻜﻦ ﺣﺪود ﻗﺪرة اﻟﺮﺋﻴﺲ
ﻧﺠﺎد ﻋﲆ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود إﻳﺮان اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻓﱰاض أن اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎت اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ متﺎﻣﺎً ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﺸﻜﻮك ﻓﻴﻪ. رمبﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻷﺧﻄﺮ ﻟﻔﻮز أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻫﻲ ،ﺑﺮأي ﻣﺼﻄﻔﻰ ﰲ وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺨﺎرج ﰲ Imageﻋﻠﻴﻪ ﻳﻄﻠﻖ ﻣﺎ أو إﻳﺮان "ﺻﻮرة أن اﻟﻠﺒﺎد، .ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋام اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻌﺪ ﻛﺜريا ً ﺗﺪﻫﻮرت ﻗﺪ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻷﻣرييك ﺑﺎﻟﺤﻮار ﻓﻘﻂ ﻟﻴﺲ ﺿﺎرة ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ اﻟﺼﻮرة ﰲ اﻟﺘﺪﻫﻮر ﻫﺬا وﻳﺮﺗﺐإﻳﺮان ﻣﻊ ﺑﺎﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺘﻤﺴﻚ ﻋﲆ أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﻘﺪرة ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ وﻟﻜﻦ ،اﻹﻳﺮاين إذا .أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻜﺮة ﺣﻴﺎل اﻷﻣرييك اﳌﺰاج ﰲ اﻟﺘﻐري ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺑﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﻻ إﻳﺮان ﰲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أن إﻻ ،ﺻﺤﻴﺢ أﻣﺮ وﻫﻮ ،اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣﻦ وﻣﺠﻠﺲ اﻷﻋﲆ اﳌﺮﺷﺪ ﻣﺜﻞ أﺧﺮى ﰲ ﺟﺪﻳﺪة دﻳﻨﺎﻣﻴﺎت ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﺧﻠﻘﺖ ﻧﺠﺎد أﺣﻤﺪي اﻧﺘﺨﺎب إﻋﺎدة ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﻨﺎء إﻳﺮان ﺧﺼﻮم ميﻜﻦ اﻷﻣرييك اﻟﻌﺎم اﻟﺮأي وﰲ اﻹﻳﺮاين اﻟﺸﺎرع " [22] .اﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ اﳌﺰﻳﺪ ﻟﻔﺮض ﻋﺎدت اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ إﱃ ﺻﺪارة اﳌﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ اﻧﺰواء، ﻣﺤﺎوﻟًﺔ إﻋﺎدة اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻷﻣرييك -اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﰲ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين إﱃ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪه ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺎﻧﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺰﻟﺔ ﻛﺒرية ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﺳﻮاء ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺘﻔﺎء أﻳﺔ ﺻﺪﻗﻴﺔ ﻻدﻋﺎءاﺗﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﻠﻒ إﻳﺮان اﻟﻨﻮوي أو ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻨﻬﺞ اﻻﻧﻔﺘﺎﺣﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﻃﻬﺮان .اﻧﺘﺨﺎب اﳌﺮﺷﺢ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي رﺋﻴﺴﺎً ﻹﻳﺮان ﻛﺎن ﺳﻴﺸﻜﻞ ﺿﻐﻄﺎً ﻗﻮﻳﺎً ﻋﲆ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ وميﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﺨني اﻷﺟﻮاء ﺿﺪ ﻃﻬﺮان ،وﻳﺴﻬﻞ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺔ أوﺑﺎﻣﺎ ﰲ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ إﻳﺮان .وﻻ ﻳﺨﻔﻰ أن اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻷﻣرييك ﻋﲆ ﻃﻬﺮان ﰲ ﺣﺎل ﺣﺪوﺛﻪ ﺳﻴﺘﻄﻠﺐ أمثﺎﻧﺎً ﻟﻘﺎء ذﻟﻚ ،وﰲ ﻣﻘﺪم ﻫﺬه اﻷمثﺎن اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﳌﺘﻤﻴﺰ ﻹﻳﺮان ﰲ اﻟﱰﺗﻴﺒﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺨﺼﻢ ﺑﺎﻟﴬورة ﻣﻦ رﺻﻴﺪ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ .ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺗﺤﺎول ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺗﻈﻬري ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻷﺧرية ﳌﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ اﻟﺤﺮاك اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ ﰲ إﻳﺮان وﻻ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ "إﺻﻼﺣﻴني" و"ﻣﺤﺎﻓﻈني" أو ﻏري ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺛﻨﺎﺋﻴﺎت ﻻ ﺗﻠﻤﺲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻹﻳﺮاين إﻻ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ. وﻋﲆ ﺧﻼف اﻷﺻﻮات اﻟﺰاﻋﻘﺔ اﳌﻨﺪدة مبﺎ ﺗﺴﻤﻴﻪ "اﻟﺤﺮب اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ" ﻋﲆ اﻟﺮﺋﻴﺲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد "ﻣﺮﺷﺢ اﻟﻔﻘﺮاء" ،ﻓﺈن "اﻧﺘﺼﺎره" ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧرية أراح إﴎاﺋﻴﻞ وﺟﻌﻞ اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺸﺎﻫﺎ ﺑني واﺷﻨﻄﻦ وﻃﻬﺮان أﻣﺮا ً ﺻﻌﺒﺎً ،ﺑﻞ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب واﺳﻌﺎً أﻣﺎم ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﻟيك ﺗﻨﻔﺬ إﱃ ﻣﻌﺎدﻻت
اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺣﻴﺎل إﻳﺮان ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺰﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻧﺘﺨﺎب أوﺑﺎﻣﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﴈ. ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ اﻷﻗﺎوﻳﻞ ﻣﻊ ﺗﻐري اﳌﺰاج ﰲ واﺷﻨﻄﻦ واﻟﻐﺮب ﺣﻴﺎل إﻳﺮان ﻋﻦ "ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻋﻘﻮﺑﺎت" ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻪ ﺳﻮﻳﺎً ﺑني ﺗﻞ أﺑﻴﺐ وواﺷﻨﻄﻦ ،وﺻﻮًﻻ إﱃ ﺑﻌﺚ ﻓﻜﺮة اﻟﴬﺑﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﳌﻨﺸﺂت إﻳﺮان اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻣﻦ رﻗﺎدﻫﺎ .وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ دﻗﺔ ﻫﺬه اﻷﻗﺎوﻳﻞ ،ﻓﺎﻷرﺟﺢ أن اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﺳﻴﻌﻴﺪ ﺗﻘﻮﻳﻢ أوراﻗﻪ اﻟﺘﻔﺎوﺿﻴﺔ ﺣﻴﺎل إﻳﺮان ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ وﻣﺎ ﺟﺮى ﻓﻴﻬﺎ ،وﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺗﺘﻢ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺨﺴﺎرة اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ "اﻧﺘﺼﺎر" اﻟﺮﺋﻴﺲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد. وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ إذا ﻧﺠﺢ أوﺑﺎﻣﺎ ﰲ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺣﻴﺎل إﻳﺮان ،ﺳﻴﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻛرث ﻓﺄﻛرث ﺧﺼﻮﺻﺎً ﰲ ﻣﻠﻔﻬﺎ اﻟﻨﻮوي .وﺗﺘﺤﻜﻢ اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻄﺮدﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﰲ رد اﻟﻔﻌﻞ اﻹﻳﺮاين :ﻛﻠام ﺧﺸﻴﺖ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻞ واﺷﻨﻄﻦ وﻣﻮﺳﻜﻮ إﱃ ﺻﻔﻘﺔ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ،ﻛﻠام وﺳﻌﺖ أﻣريﻛﺎ ﻣﻦ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﻨﺎورﺗﻬﺎ ﺣﻴﺎل ﻃﻬﺮان ،وﻫﺬه اﻟﺠﺪﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺣﺎول اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﰲ ﻣﻔﺎوﺿﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻘﻤﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ أﺧريا ً. ﺗﺸﻜﻞ روﺳﻴﺎ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺪوﱄ ﻹﻳﺮان ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺜﻼث ﻣﻬامت أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ،إذ ﻫﻲ أوًﻻ ﺗﻮّرد ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت ﻣﻔﺎﻋﻞ ﺑﻮﺷﻬﺮ اﻟﻨﻮوي وﺗﺪرب اﻟﻔﻨﻴني واﳌﻬﻨﺪﺳني اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻋﲆ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ .وﺛﺎﻧﻴﺎً ﺗﻘﻒ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪي ﻋﺎﺋﻘﺎً أﻣﺎم اﳌﻘﱰﺣﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻟﺘﺸﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻋﲆ إﻳﺮان ،ﻓﺘﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻬﺒﻮط ﺑﺴﻘﻔﻬﺎ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم ﻣﻘﺎﻳﻀﺎت ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ ﰲ ﻣﻠﻔﺎت أﺧﺮى .وﺛﺎﻟﺜﺎً ﺗﻬﺪد روﺳﻴﺎ دورﻳﺎً ﺑﺒﻴﻊ إﻳﺮان ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺘﻄﻮرة وﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺼﺎروﺧﻲ ﻣﻦ ﻃﺮاز إس ،300 -وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﻌﻞ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺠﻮي ﻋﲆ إﻳﺮان أﻣﺮا ً ﺻﻌﺒﺎً. وﻟﻜﻦ روﺳﻴﺎ ﻻ ﺗﻮّرد ﻫﺬا اﻟﺴﻼح اﳌﺘﻄﻮر ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﱃ إﻳﺮان ﺑﻞ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻟﺤﻔﺰ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﲆ اﻟﺘﻔﺎوض ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ أﺧﺮى .وﻣﻊ ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﺴﻴﺎق ميﻜﻦ أن ﺗﺼﺒﺢ اﳌﻬامت اﻟﺜﻼث اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ روﺳﻴﺎ أوراﻗﺎً ﺛﻼﺛﺎً ﻟﻠﻤﻘﺎﻳﻀﺔ ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺧرية راﻏﺒﺔ ﰲ دﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ اﳌﻄﻠﻮب روﺳﻴﺎً. ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﺨﴙ روﺳﻴﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺤﻮل ﺑﻮﻟﻨﺪا إﱃ ﻗﻠﻌﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ وأن ﺗﺰﻳﺪ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻼﺗﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ﺳﺎﺑﻘﺎً .وﻣﻮﻗﻊ ﺑﻮﻟﻨﺪا اﻟﺠﻐﺮاﰲ ﻳﺤﺒﺲ روﺳﻴﺎ ﻋﻦ اﻟﻔﻀﺎء
اﻷورويب وميﻨﻊ اﺗﺼﺎﻟﻬﺎ اﻟﺠﻐﺮاﰲ ﻣﻊ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷوراﺳﻴﺎ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﴫاع اﻟﻜﻮين اﻟﻜﺒري ﺑني اﻟﻘﻮى اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ أﻣريﻛﺎ واﻟﻘﻮى اﻟﱪﻳﺔ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ روﺳﻴﺎ. ﺗﺘﺤﺎﻟﻒ إﻳﺮان ﻣﻊ روﺳﻴﺎ ﰲ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﻘﻮﻗﺎز ﻣﺘﻨﺎزﻟﺔ ﰲ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﳌﺼﻠﺤﺔ روﺳﻴﺎ ،ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﺗﺤﺖ اﳌﻈﻠﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب ﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﳌﴩق اﻟﻌﺮيب وﰲ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي .وﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﻬﺰاﺋﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ إﻳﺮان اﻟﻘﺎﺟﺎرﻳﺔ ﻋﲆ ﻳﺪ اﻟﻘﻴﺎﴏة اﻟﺮوس ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ﺗﺪﻣﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، وﺧﺴﺎرة إﻳﺮان أراﴈ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﰲ اﻟﻘﻮﻗﺎز ﳌﺼﻠﺤﺔ روﺳﻴﺎ مبﻘﺘﴣ ﻣﻌﺎﻫﺪيت ﻛﻠﺴﺘﺎن 1813وﺗﺮﻛامن ﺟﺎي 1828ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﰲ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻌﻘﻞ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﺮاﻏامﺗﻴﺘﻪ واﺿﻄﺮاره إﱃ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﺮﺣﻠﻴﺎً. وﻣﻦ ﺷﺄن ﻏﻴﺎب اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين أن ﻳﺤﻮل دون ﺣﺼﺎر ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮب وﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﳌﻴﺎه اﻟﺪاﻓﺌﺔ ،ﻣﺜﻠام ﻓﻌﻠﺖ ﻃﻬﺮان ﻃﻴﻠﺔ ﺛﻠﺚ ﻗﺮن ﰲ ﻋﴫ اﻟﺸﺎه اﳌﺨﻠﻮع .ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻮﺳﻜﻮ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن اﻟﺜﻤﻦ اﻷﺳﺎﳼ اﻟﺬي ﺗﻘﺪﻣﻪ إﻳﺮان ﰲ ﺣﺎل إﺑﺮام ﺻﻔﻘﺔ أﻣريﻛﻴﺔ -إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﻃﻬﺮان مبﻮﺟﺒﻬﺎ ﻗﻮة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .وإذ ﻓﺮﺿﺖ ﻃﻬﺮان ﻧﻔﺴﻬﺎ رﻗامً ﺻﻌﺒﺎً ﻋﲆ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ روﺳﻴﺎ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪا ً أﻧﻪ ﻻ ميﻜﻨﻬﺎ ﻗﻴﺎدة اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺤﺖ اﳌﻈﻠﺔ ذاﺗﻬﺎ .ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ وﻃﻬﺮان ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻵﺧﺮ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻐﺮب ،ﻛﻞ ﻣﻨﻬام ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻶﺧﺮ ﺑﻘﺪر ﻣﺤﺴﻮب، ﻛﻞ ﻣﻨﻬام ﻟﺪﻳﻪ -ﰲ ﻣﻨﻄﻖ اﻷﻣﻮر -أﺳﺒﺎﺑﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺸﻚ ﰲ ﻧﻴﺎت اﻵﺧﺮ. ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻣﺼﺎﻟﺢ روﺳﻴﺎ ﰲ إﻳﺮان مبﻨﻊ ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻸﺧرية ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ذﻟﻚ ﺳﻴﴬ ﺑﺎﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻛام أن إمتﺎم اﻟﺼﻔﻘﺔ ﺑني واﺷﻨﻄﻦ وﻃﻬﺮان ﺳﻴﺤّﻴﺪ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻣﺼﻠﺤﺔ روﺳﻴﺎ ﰲ إﻳﺮان ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﺑﺒﻘﺎء اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺤﺎﱄ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ - اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﺑﺒﻘﺎء اﻟﻄﻤﻮح اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ ﺣﺎﻟﻪ؛ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﻨﻊ اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻋﺪم ﺣﺼﻮل اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ .ﺗﻌﻲ ﻃﻬﺮان أﻧﻪ ﻃﺎﳌﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﲆ واﺷﻨﻄﻦ ﰲ ﻣﻠﻔﺎت أﺧﺮى ،ميﻜﻦ ﻃﻬﺮان ﻣﻮاﺟﻬﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﰲ اﻟﻌﺮاق واﻟﺘﺼﺎرع ﻣﻌﻬﺎ ﻋﲆ ﺳﻮرﻳﺎ ،ﻓﻀًﻼ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﻣﺴﺎﻧﺪة "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﰲ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ﰲ ﻣﻠﻔﻬﺎ اﻟﻨﻮوي اﻋﺘامدا ﻋﲆ ﻗﺪراﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ وﻋﲆ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺮوﳼ
ﻣﻊ ﻣﺤﺪودﻳﺘﻪ .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺮﺻﺖ ﻃﻬﺮان دوﻣﺎً ﻋﲆ أﻻ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺄوراﻗﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻠﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ وﻋﻴﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ إﺑﻘﺎء اﻷوراق اﳌﻬﻤﺔ ﰲ ﻳﺪﻫﺎ اﻧﺘﻈﺎرا ً ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻄﻠﻬﺎ ﻗﻤﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻟﻠﺘﻈﺎﻫﺮات واﻟﺘﺄﺛري اﻟﺴﻠﺒﻲ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﻪ ذﻟﻚ اﻟﻘﻤﻊ ﻋﲆ ﺻﻮرة إﻳﺮان ﰲ أﻣريﻛﺎ واﻟﻌﺎمل. واﳌﺜﺎل اﻟﻮاﺿﺢ ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻣﺘﻨﺎع إﻳﺮان ﻋﻦ اﻻﻧﻀامم ﻟﻜﺎرﺗﻴﻞ اﻟﻐﺎز اﻟﺬي اﻗﱰﺣﺘﻪ روﺳﻴﺎ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﺳﻮق اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،واﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻘﻮق اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﺎت ﻧﻔﻄﻴﺔ وﻏﺎزﻳﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻟﺮوﺳﻴﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻃﻬﺮان ﻋﲆ ﺟﺎذﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻔﺎوﺿﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﰲ ﻋﻴﻮن اﻟﺠﺎﻟﺲ ﰲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ. ﺗﻌﺰز اﳌﻬﺎرات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﳌﺴﺎوﻣﺔ واﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻦ ﻗﺪرة ﻃﻬﺮان ﻋﲆ إﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺎت ﺣﺘﻰ وﻫﻲ ﺗﺤﺖ اﳌﻈﻠﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻣﺮﺣﻠﻴﺎً ،وﻟﻜﻦ روﺳﻴﺎ ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻦ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺠﻴﻮﺑﻮﻟﻴﺘﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ متﺴﻚ ﺑﺨﻴﻮط اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ إﻳﺮان .اﺗﻔﻖ اﻟﻄﺮﻓﺎن ﰲ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺜﻞ اﻹﻣﺪادات اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﱃ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻋﱪ اﻷراﴈ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ،واﻟﺨﻔﺾ اﳌﺘﺒﺎدل ﻟﻠﺮؤوس اﻟﻨﻮوﻳﺔ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺪرع اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ ﰲ ﺑﻮﻟﻨﺪا وﺣﺪود اﻷدوار اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻟﺴﺎﺑﻖ واﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﺎﻟﻘﺔ. رﺑﻂ أوﺑﺎﻣﺎ ﺑني ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺪرع اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ واﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﺑﻮﺿﻮح ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل" :ﻟﻦ ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺪرع اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ إذا أوﻗﻔﺖ إﻳﺮان ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي" ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ راﺑﻂ ﻣﺒﺎﴍا ً ﺑني اﳌﺴﺄﻟﺘني ﺳﻮى اﻟﺘﻠﻮﻳﺢ اﻷﻣرييك ﺑﺎﳌﻘﺎﻳﻀﺔ ﻣﻊ روﺳﻴﺎ واﻟﺜﻤﻦ إﻳﺮان .وﰲ ﺣني أﻟﺢ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺮوﳼ ﺑﻮﺗني ﰲ اﻟﻠﻘﺎء ﻣﻊ أوﺑﺎﻣﺎ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﻮﻟﻨﺪا ﻟﻠﻔﻀﺎء اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺮوﳼ ورﻏﺒﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﰲ رؤﻳﺔ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺪرع اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ وﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ ،ﻓﺈن أوﺑﺎﻣﺎ اﻟﺮاﻏﺐ ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻌﺎون روﳼ ﻻﺣﺘﻮاء إﻳﺮان مل ﻳﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً ،ﺑﻞ ﺗﻢ إرﺟﺎء اﻟﻘﻀﻴﺘني ﺳﻮﻳﺎً :ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺪرع اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ ﰲ ﺑﻮﻟﻨﺪا واﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين إﱃ ﺷﻬﺮ أﻳﻠﻮل اﳌﻘﺒﻞ ﻋﻨﺪ زﻳﺎرة وزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن إﱃ روﺳﻴﺎ. إﻳﺮان دوﻟﺔ ﻛﺒرية مبﻘﺎﻳﻴﺲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﴬورة ﺑﻘﻴﺎس روﺳﻴﺎ وأﻣريﻛﺎ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺮان متﺴﻚ مبﻔﺎﺗﻴﺢ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﰲ اﳌﴩق اﻟﻌﺮيب إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﺗﺄﺛري ﻣﺒﺎﴍا ً ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﻟﻜﻞ ذﻟﻚ رمبﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪى ﻃﻬﺮان اﳌﺎﻫﺮة واﻟﺤﺎذﻗﺔ أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ ﻟﻠﻘﻠﻖ ...ﻣﻦ
! ] [23اﳌﻘﺒﻞ أﻳﻠﻮل وﺣﺘﻰ اﻵن
إن ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺳﻮف ﻳﺘﻤﺤﻮر ﻋﲆ دور ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ودور اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين ﰲ ﺻﻨﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. ﻛام ﺳﻮف ﻧﺮﻛﺰ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﺪور اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼري إﻳﺮان ﻧﻈﺮا ﻟﻠﺤﺠﻢ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻪ داﺧﻞ دواﺋﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻃﻬﺮان وﻋﲆ اﻣﺘﺪاد اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻊ اﻣﺘﻼﻛﻪ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ وﻧﻔﻮذ ﺳﻴﺎﳼ واﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق ،ﻛام ﺳﻮف ﻧﺘﻄّﺮق إﱃ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﻪ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﰲ ﻗﻤﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﻋّﻤﺖ ﻃﻬﺮان ﻣﺆﺧﺮا. اﳌﺒﺤﺚ اﻷول :اﻹدراك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﺮيب ﳌﻔﻬﻮم "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" ﺗﻄﺎﻟﻌﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ متﻠﻚ دﻻﻻت ﰲ ﻣﻌﺎﺟﻠﺔ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻹدراك اﻹﻳﺮاين واﻟﻌﺮيب اﳌﺸﱰك ﻟﻬﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ أن اﻟﺴﻴﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻫﻮ ﻣﱰﺟﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻋامل ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ إﱃ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ﰲ ﺳﻨﻮات اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت .وﻣﻦ ﻧﺎﻓﻞ اﻟﻘﻮل أن اﻟﱰﺟﻤﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﺎم وذﻟﻚ اﻟﻈﺮف مل ﻳﻜﻦ ﻋﻤﻼ ﺗﻘﻨﻴﺎ ﺑﺤﺘﺎ ،ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻌﺒريه ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ "اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ" اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻴﺤﻬﺎ ﺧﻄﺎب ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﰲ إﻳﺮان ﰲ وﺟﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺸﺎه ،ﻫﻮ ﺗﻌﺒري أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻼق ﺣﻮل ﴐورة إﻗﺎﻣﺔ "دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ" ﺗﺄﺳﻴﺴﺎً ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ "اﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ" ،وﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﺎً ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻳﺒﻠﻮرﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل دروﺳﻪ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ووﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻫﻲ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ وّﺳﻊ ﻣﻦ ﺣﻘﻞ وﻻﻳﺎت "ﻧﺎﺋﺐ اﻹﻣﺎم" وﺻﻼﺣﻴﺎت "ﻣﺮﺟﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ" ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﻟﺘﻌﻄﻲ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻊ ﺻﻔﺔ "اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" أو [24] .اﻟﻐﻴﺒﺔ زﻣﻦ ﰲ اﳌﻌﺼﻮم ﻟﻺﻣﺎم ﻫﻲ اﻟﺘﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ" "اﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ وﻻ ﺷﻚ ﰲ أن ﻫﺬا اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﺬي ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻪ "ﻛﺎرﻳﺰﻣﺎ" اﻟﻘﺎﺋﺪ ﰲ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺠامﻫري اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﺘﺪﻳﻨﺔ واﻟﻨﺎﻗﻤﺔ ﺗﺠﺎوزا ﻟﺤﺎﻟﺔ واﻗﱰاﺑﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ: اﻗﱰاﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ؛ وﺗﺠﺎوزا ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺮت ﻋﲆ ﺻﻴﻐﺔ"ﺗﻌﺪدﻳﺔ ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ" ،وﻋﲆ دور ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﻳﱰّﺟﺢ ﺑني اﻋﺘﺰال ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ وﺑني ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻨﺼﺢ واﻟﱰﺷﻴﺪ ﻷﻫﻞ اﻟﺤﻜﻢ ،واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻼﺣﺘﻼل اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻣﻦ دون اﻟﻄﻤﻮح إﱃ ﻣامرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺒﺎﴍ.
وﻛﺎن أن ﻃﻐﺖ ﻣﻊ ﺗﺮّﺟﺢ ﺑﺮﻛﺎن اﻟﺜﻮرة ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺠامﻫري واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ ﰲ اﻧﺪﻓﺎﻋﻬﺎ وﺗﺄﻳﻴﺪﻫﺎ اﻟﺜﻮرة .ومل ﻳﻘﺘﴫ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ اﻟﺠامﻫري اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﺑﻞ أﻳﻀﺎً ﺷﻤﻞ اﻟﺠامﻫري اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﺗﺠﺎﻫﺎت ﻗﻮﻣﻴﺔ وﻳﺴﺎرﻳﺔ واﺳﻌﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﻔﺎﺗﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ وﺻﺤﻔﻴني أﺟﺎﻧﺐ. ﻏري أن اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺼﻮرات ﳌﺴﺎرات اﻟﺜﻮرة وﺧﻄﺎﺑﻬﺎ وﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ وﺗﺄﺛرياﺗﻬﺎ وﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ .وﻣﻊ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪات اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣامرﺳﺎت ﺧﻄﻒ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﲆ اﻷرض اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ وﺗﻄﻮرﻫﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﻜﺜري ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ "ﺳﺎﺣﺔ" )ﻧﻈﺮا إﱃ اﺳﺘﺒﺎﺣﺘﻬﺎ ( ،وﻣﻊ ارﺗﻔﺎع أﺻﻮات اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ،مل ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺼﻮت اﻟﻬﺎدئ واﻟﻨﻘﺪي واﻟﺼﺎدر ﻋﻦ إدراك ﻣﺘﻌﻘﻞ ﻟﺨﻄﻮرة ﻣﺎ ﻳﺤﺪث أن ﻳﺼﻞ. ﻏري أن اﻷﻣﺮ اﻷﻫﻢ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﺮاﺟﻌﺔ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻄﺮﻓني ،وإمنﺎ إﺑﺮاز أوﺟﻪ اﻟﺘﺼﻮرات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﺨﻄﺎب "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" ﰲ اﻹدراك اﻟﻌﺮيب. ﻻ ﺑﺪ أوﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻛري ﺑﺸﻬﺎدة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻃﻤﺴﺖ أو ﻛﺎدت ،ﺻﺪرت ﻋﻦ ﻓﻘﻴﻪ ﻋﺮيب ﻟﺒﻨﺎين إﻣﺎﻣﻲ ،ﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮاد ﻣﻐﻨﻴﺔ اﻟﺬي ﻛﺘﺐ ﺣني ﺻﺪور ﻛﺘﻴﺐ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻛﺘﻴﺒﺎ ﺟﺮﻳﺌﺎ وﻫﺎدﺋﺎ ﺑﻌﻨﻮان اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ واﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻟﻘﺪ رأي اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻐﻨﻴﺔ أن "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" ﻫﻲ وﻻﻳﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ وﻣﺤﺪدة. اﻟﻮاﻗﻊ أن رأي اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪا ﰲ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻹﻣﺎﻣﻲ ،ﻓﻬﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻓﻘﻬﻲ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪا ﰲ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﳌﻮﻗﻊ اﳌﺴﺘﻘﻞ )ﻣﺮﺟﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ( ﺣﻴﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴني وأﻫﻞ اﻟﺤﻜﻢ واﻟﺪوﻟﺔ ،وﰲ اﻟﺤﺮص ﻋﲆ ﻣامرﺳﺔ ﺗﺄﺛري اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ وﰲ اﻷﻣﺔ ﻛﻀﻤري ﻋﺎم .وﻳﻠﺘﻘﻲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻘﻬﺎء ﺷﻴﻌﺔ ﻛرث ،إﻳﺮاﻧﻴﻮن وﻋﺮب .وﻟﻬﺬا ﻓﺈن أﻫﻤﻴﺘﻪ ﺗﻜﻤﻦ أوﻻ ﰲ ﻃﺮق ﺑﺎب اﻟﺤﻮار ﰲ ﻇﺮف ارﺗﻔﺎع اﻟﺸﻌﺎرات وﻏﻠﺒﺔ اﻟﻨﺼﺎب اﻟﺴﻴﺎﳼ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ إﻳﺮان ،ﻋﲆ ﻛﻞ ﻧﺼﺎب ،وﰲ دﻻﻻﺗﻪ أﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﺗﻌﺪدﻳﺔ اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﻣﺎﻣﻲ ﺗﺆول ﰲ ﻣﺎ ﺗﺆول إﻟﻴﻪ إﱃ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﲆ ﺗﻌﺪدﻳﺔ "ﻣﺮاﺟﻊ [25] .إﻃﻼﻗﻴﺘﻬﺎ اﻟﻔﻘﻴﻪ" "وﻻﻳﺔ ﻋﲆ وﺗﺄﺧﺬ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ"، وﻳﻌّﱪ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪي ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ إدراك ﻣامﺛﻞ ﻟﻬﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ،ﻓﻴﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣّﻴﺰ اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻣﺪى وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ وﺣﺠﻤﻬﺎ ،ﻟﻴﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ أﺳﺎس اﳌﺴﺄﻟﺔ وﻟﻴﻄﺮح ﺑﺪﻳﻼ ﻣﻦ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ "وﻻﻳﺔ اﻷﻣﺔ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ" ﺧﺎﻟﺼﺎ إﱃ اﻟﻘﻮل" :ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ وﻻﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﺎس" وأﻧﻪ "ﻻ ﺗﻮﺟﺪ
اﻵن ﻣﴩوﻋﻴﺔ ﻹﻣﺎﻣﺔ أو ﺧﻼﻓﺔ ،اﳌﴩوﻋﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻫﻲ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺘﺤﺮك اﳌﺴﺄﻟﺔ أن رأﻳﻪ وﰲ [26] .اﻟﴩﻳﻌﺔ" ﺛﻮاﺑﺖ ﻋﲆ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻊ اﻟﺨﺎص اﻟﻔﻘﻪ ﻗﻄﺎع :ﻗﻄﺎﻋني اﻟﻔﻘﻪ ﰲ ﻷن ﻣﺪين وﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻴﺔ دوﻟﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه واﻻﻗﺘﺼﺎد اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻓﻘﻪ( اﻟﻌﺎم اﻟﻔﻘﻪ وﻗﻄﺎع )،اﻟﻌﺒﺎدات ( ﺛﻮاﺑﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺬي ﻟﻠﺘﻔﻜري ﺧﺎﺿﻌﺔ "ﻓﺮاغ ﻣﻨﻄﻘﺔ" ﺟﻠﻪ وﻫﺬا ).واﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻀﺎءات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻏري اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﺼﻮص ﻣﻦ واﻻﺳﺘﻨﺒﺎط [27] . وإذا ﻛﻨﺎ ﻧﺸري ﻫﻨﺎ إﱃ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻵراء واﻻﺟﺘﻬﺎدات ،ﻓﻠﻴﺲ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ إدراك ﻋﺮيب ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻹدراك اﻹﻳﺮاين ،ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺻﺪرت ﻋﻦ ﻣﻜﺎن ﻋﺮيب ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﺒﻨﺎين ،ﻳﺘﻴﺢ ﻣامرﺳﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻔﻜﺮ واﻻﺟﺘﻬﺎد واﻟﺘﻌﺒري .وﻟﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺘﺬﻛري ﺑﺄن مثﺔ ﻣﺮاﺟﻊ إﻳﺮاﻧﻴﺔ مل ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ "اﳌﻄﻠﻘﺔ" ،ﻓﻔﻀﻠﺖ أن ﺗﺴﻜﺖ أو أن ﺗﻌﺘﺰل ﰲ ﻇﻞ اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب اﻷﺣﺎدي ﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎم آﻧﺬاك. وﻳﺮﺟﺢ ﻛﻮﺛﺮاين أن ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب ﻫﻮ اﻟﺬي وﺟﻪ أﻧﻈﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴني ﰲ اﻟﻌﺎمل ،وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴني اﻟﻌﺮب ،إﱃ اﻋﺘﺒﺎر ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﺑﺎﳌﻔﻬﻮم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﻫﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ﻻ إﺣﺪى اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ .وﻟﻬﺬا ﻧﻼﺣﻆ أن ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أﺛﺎرت اﻋﱰاﺿﺎ ﺣﺎدا ﻟﺪى اﻹﺳﻼﻣﻴني اﻟﻌﺮب ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺒﻄﻠﺔ ﻟﻠﺸﻮرى .ﻓﻬﻲ إذ ﺗﻔﻬﻢ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ واﻣﺘﺪادا ﻟﻠﻨﺒﻮة وﻟﻺﻣﺎﻣﻴﺔ اﳌﻌﺼﻮﻣﺔ ،وأن ﻟﻨﺎﺋﺐ اﻹﻣﺎم ﻣﺎ ﻟﻺﻣﺎم ﻧﻔﺴﻪ ،إذ ﺗﻜﻮن "أﻓﻌﺎﻟﻪ وأﻗﻮاﻟﻪ ﺣﺠﺔ ﻋﲆ اﳌﺴﻠﻤني ﻳﺠﺐ إﻧﻔﺎذﻫﺎ" )إذ ﺗﻔﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ( ﻳﻌﱰض اﳌﻌﱰﺿﻮن ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﻜري ،وﻣﻨﻬﻢ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ اﻟﻐﻨﻮﳾ .وﰲ ﺳﻴﺎق اﳌﺂﺧﺬ، ﻳﺄﺧﺬ ﻋﲆ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﻮﻟﻪ :وإن ﻣﻦ ﴐورﻳﺎت ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ أن ﻷمئﺘﻨﺎ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮب وﻻ ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ" ،ﻓﻴﻌﻠﻖ" :ﻛﻨﺖ أﺣﺴﺐ ذﻟﻚ زﻟﺔ ﻋﺎمل [28] .ذﻟﻚ" ﺑﻠﻐﻨﻲ وﻣﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،اﻟﻘﺎدﻣﺔ اﻟﻄﺒﻌﺎت ﰲ ﺳﺘﺘﺪارك ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻋّﻴﻨﺔ ﻣﻦ منﺎذج اﻹدراك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﺮيب ﳌﻔﻬﻮم "وﻻﻳﺔ [29] .اﻟﻔﻘﻴﻪ" ﻣﺴﺄﻟﺔ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺧرية ﺗﻮﺟﺐ وﻗﻔﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺛﺎر اﻟﺠﺪل ﺣﻮﻟﻬﺎ وﻻ ﻳﺰال ،واﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺨﻼف ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺣﻴﺰ اﻻﺧﺘﻼف ﰲ اﻹدراك واﻟﺘﺼﻮر ﳌﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ودورﻫﺎ وﻣﺮﻛﺰ ﺗﺄﺛريﻫﺎ. ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺴﺠﺎل ﺣﻮل اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ،واﻟﺬي اﻧﻔﺘﺢ اﺛﺮ وﻓﺎة ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮاﺟﻊ ﻛﺒﺎر ﰲ ﻓﱰات ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،وﻫﻢ :اﻹﻣﺎم
اﻟﺨﻮيئ ،اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻜﻠﺒﻴﻜﺎين ،اﻟﺸﻴﺦ آرايك .إن اﻵراء ﺣﻮل ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﺪد وﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ،ﻻ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻬﺎد ﰲ ﺣﺠﻢ اﻟﻮﻻﻳﺔ وﻣﺪى اﺗﺴﺎﻋﻬﺎ وﺣﺴﺐ، ﺑﻞ أﻳﻀﺎً ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﰲ ﺗﺮﺟﺤﻬﺎ وﺗﺠﺎذﺑﻬﺎ ﺑني اﻟﺰﻋﺎﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻋﻠﻤﻴﺔ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ .وﻟﻨﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺠﺎذب ﻫﺬه ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﻋﻨﴫ اﳌﻜﺎن واﳌﻮﻗﻊ ،أي اﻹﻃﺎر اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﳼ ﳌﺮﻛﺰ إﻗﺎﻣﺔ "اﳌﺮﺟﻊ اﻷﻋﲆ" وﻣﺠﺎل ﺗﺤﺮﻛﻪ. إن اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎذﺑﺘﻬﺎ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧرية ﻋﻮاﻣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻋﺘﺒﺎرات إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ رؤﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﻋﺎﻣﻠني: .1اﻟﻮﺿﻊ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎيئ ﻟﻠﻨﺨﺒﺎت وﻟـ "ﻋﻠامء اﻟﻨﺠﻒ" ﰲ ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﻲ ) اﻟﺼّﺪاﻣﻲ (؛ .2اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺠﺪﻳﺪة اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﻨﺸﻮء دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﺗﻘﻮل ﺑـ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ". ان اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻨﺠﻔﻴﺔ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﺪاد اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺒﻌﺜﻲ وﺗﺪﺧﻼﺗﻪ وﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﺘﻞ واﻟﺘﻨﻜﻴﻞ واﳌﻼﺣﻘﺔ واﻟﺘﻬﺠري ﻟﻠﻌﻠامء وأﴎﻫﻢ وأﺑﻨﺎﺋﻬﻢ وﻣﺮﻳﺪﻳﻬﻢ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﱃ ﻓﺮاغ ﻋﻠﻤﻲ ﻫﺎﺋﻞ ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺔ ،وﺷﻠﻞ أدى ﺑﺪوره إﱃ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻋﻤﻞ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﻘﺪميﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺑﺮوز اﳌﺮاﺟﻊ ﰲ "اﻟﺤﻮزات" واﱃ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻧﺘﻈﺎم اﻟﱰاﺗﺒﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ واﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ اﻻﻋﱰاف اﻟﻀﻤﻨﻲ ﺑﺄﻋﻠﻤﻴﺔ "اﳌﺮﺟﻊ اﻷﻋﲆ" .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺑﻘﻴﺖ اﳌﺮﺟﻌﻴﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻬﺞ )اﻟﻨﻬﺞ اﻟﻨﺠﻔﻲ واﻟﺨﻂ اﻟﺨﻮيئ( ،واﳌﻘﻴﻤﺔ ﺧﺎرج اﻟﻌﺮاق )ﻟﺒﻨﺎن ،اﳌﻬﺠﺮ اﻟﻌﺮيب ،ورمبﺎ ﰲ إﻳﺮان( ،ﺗﺘﺤﺮك ﰲ اﻟﺨﻂ اﻻﺳﺘﻘﻼﱄ ﻋﻦ اﻟﺪول واﻷﺣﺰاب ،وﺗﺮى ﰲ اﻟﺘﻌﻴني أﻣﺮا ﺧﺎرﺟﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺸﻴﻌﻲ وﻧﻈﺎم اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ [30] .وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻳﻼﺣﻆ ﻛﻮﺛﺮاين أن اﳌﻬﺘﻤني ﺑﺄﻣﺮ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ وﺟﺪوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻷول ﻣﺮة ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،أﻣﺎم ﻇﺎﻫﺮة ﺟﺪﻳﺪة "ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﺗﻌﻴني اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻷﻋﲆ ﰲ وﻗﺖ ميﻜﻦ ﻟﻨﻈﺎم اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ أن ﻳﻔﺮز اﳌﺮﺟﻊ اﻷﻋﲆ ﺧﺎرج ﺣﺪودﻫﺎ [31] .إﻳﺮان" ﺧﺎرج ﻣﻘﻴام أو اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ إﻳﺮاين ﻳﻜﻮن أن أو وﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ واﳌﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﺘﺄﻣﻞ ﰲ ﻫﺬا ،ﻫﻲ أن أﻃﺮوﺣﺔ اﻟﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ متﺜﻠﺖ ﰲ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻳﺼﻌﺐ أن ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ رﺟﺎﻻت اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻵن ،وﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜني أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء اﺧﺘﺎر ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ ،ﰲ ﺣني ﺑﻘﻲ أﻣﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻳﺠﺮي ﰲ ﺣﻴﺰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻷﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑني ﻋﺎﻣﺔ
[32] .اﻟﻼم( )ﺑﻔﺘﺢ اﳌﻘﻠّﺪ وﻣﺮﺟﻌﻬﻢ اﻟﻼم( )ﺑﻜﴪ اﳌﻘﻠﺪﻳﻦ واﳌﻼﺣﻆ ﺑﺮوز آراء ﰲ إﻳﺮان ﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻌﻴني ﻟﻠﻤﺮﺟﻊ اﻷﻋﲆ ﻣﻦ إﻳﺮان وﰲ إﻳﺮان ،ﺑﻞ ﺗﺮى ﻓﺮاغ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﺧﺎرج إﻳﺮان ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻊ، وﺗﺪﻋﻮ إﱃ دﻣﺞ اﳌﻨﺼﺐ ﻣﻊ ﻣﻨﺼﺐ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ .وﻻ ﻳﺨﻔﻰ أن اﻟﺪﻋﻮة إﱃ ﺟﻌﻞ ﻣﺮﻛﺰ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ،ﺑﻞ إﱃ دﻣﺠﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻨﺼﺐ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎرات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻇﺮﻓﻴﺔ وﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻴﺔ ﺗﺨﺺ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ،وﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ "اﻟﻮﺣﺪة" و"اﻟﺜﻮرة" وﻋﻼﻗﺔ "اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ" ،واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺘﻌﺪد ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﻮﺛﺮاين أن ﺑﻌﺾ رﺟﺎﻻت اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺨﻄﺎب اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺘﺄﺳﻴﴘ ﻟـ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" ،ﰲ وﻗﺖ ﺗﺸﻬﺪ اﻟﺪوﻟﺔ واﳌﺠﺘﻤﻊ ﰲ إﻳﺮان ﺣﺎﻟﺔ ازدواج ﰲ اﻟﺨﻄﺎب ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﴏاع ﻣﻜﺸﻮف ،ﻓﻬﻨﺎك ﺧﻄﺎب إﺳﻼﻣﻲ ﻳﺤﺮص ﻋﲆ اﻻﻧﻔﺘﺎح واﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ واﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ واﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺨﱪاء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ،وﻫﻨﺎك ﺧﻄﺎب ﻳﺤﺮص ﻋﲆ اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺸﺪد اﻟﺪﻳﻨﻲ -اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﻟﻔﻜﺮ [33] .وﻓﻘﻬﺎﺋﻬﺎ وأﻧﺼﺎرﻫﺎ اﻟﻔﻘﻴﻪ" "وﻻﻳﺔ ﺑﺨﻄﺎب وﻳﺘﻤﺜﻞ ﻣﻌﺎﻳريه ،ﺧﺎرج اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎين :دوﻟﺔ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻫﻞ ﺧﴪ اﻹﺻﻼﺣﻴﻮن اﻟﺤﺮب ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺘّﺸﺪد أم أن ﻫﺰميﺘﻬﻢ ﰲ ﺧﺘﺎم ﻋﴩة أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺧﺎﴎة ﰲ ﺣﺮب مل ﺗﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ وﺳﺘﺘﻄﻮر ﰲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ واﻷﺷﻬﺮ اﳌﻘﺒﻠﺔ إﱃ ﺛﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻹﻃﺎﺣﺔ اﻟﻨﻈﺎم؟ اﻟﺴﺆال ﻣﺎ زال ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻮاب ﺳﻮاء ﰲ إﻳﺮان اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺮﺳﻤﻴﺔ أم ﰲ ﻋﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺎمل اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ اﺧﺘﴫت ﺗﴫﻳﺤﺎت أوﺑﺎﻣﺎ اﳌﺘﺤﻔﻈﺔ واﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺑﺤﺎﻟﺔ اﻟﱰدد وﻋﺪم وﺿﻮح اﻟﺮؤﻳﺔ واﳌﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎه ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻔﺎﺟﺄة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. اﳌﺮاﻗﺒﻮن ﳌﺎ ﺟﺮى وﻣﺎ زال ﻳﺠﺮي ﻋﲆ اﻷرض ﰲ إﻳﺮان واﳌﻄﻠﻌﻮن ﻋﲆ ﺗﺴﺎرع اﻻﺗﺼﺎﻻت وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺧﻄﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻮر ﻗﻤﺔ اﻟﺪول اﻟﺜامين ﰲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻳﺆﻛﺪون أن "اﻟﺠﻮاب" ﻣﺎ زال ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻋﲆ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﳌﻔﺎﺟﺂت ،وإذا ﻛﺎن أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻗﺪ وﺻﻞ ﰲ اﻟﺘﺤﺪي واﻻﺳﺘﻔﺰاز إﱃ ﺣﺪ وﺻﻒ ﻓﻮزه "اﳌﺸﻜﻮك ﻓﻴﻪ" ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﻣﻬﻢ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﴩﻳﺔ ،ﻓﺈن أوﺳﺎﻃﺎ ﻣﻄﻠﻌﺔ ﻋﲆ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻮارئ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد ﻋﻮاﺻﻢ اﻟﻘﺮار اﻟﺪوﱄ ﻻ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ ﺑﺪورﻫﺎ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﰲ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان اﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﲆ ﺗﺰوﻳﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺘﺤﻮل ﻋﺎﳌﻲ ﻣﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي
ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺸﻜﻠﻪ "اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ" ،اﻟﺘﻲ أﴏ ﻓﺮﻳﻖ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻧﺠﺎد واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻋﲆ إﺧﺮاﺟﻬﺎ وﺗﻜﺮﻳﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬه اﻷوﺳﺎط ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻌﺘﱪ أن اﻟﺤﺴﻢ اﻟﻨﻬﺎيئ مل ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻌﺪ وﺗﺬﻛﺮ أن ﺑﺄن ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺪ اﻣﺘﺪت ﻃﻮال ﺣﻮاﱃ اﻟﺴﻨﺔ ﺑني 1978و 1979ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻃﺎﺣﺔ اﻟﺸﺎه إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﱰف ﺑﺄن اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ ﺗﺸري إﱃ أن "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﻗﺪ ﺧﻨﻘﺖ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﴍ ،وﻓﺸﻠﺖ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻐﻴري ﺳﻠﻮك اﻟﻨﻈﺎم ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻋﱪ اﻟﺘﻐﻴري اﻟﺪاﺧﲇ اﻟﺬي ﻛﺎن ميﺜﻠﻪ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻮﺳﻮي - [34] .ﻛﺮويب رﻓﺴﻨﺠﺎين - ﻏﻴﺎب اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ وﺗﺘﻘﺎﻃﻊ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ أن ﻏﻴﺎب اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺑﻞ ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﻣﺨﻄﻂ ﺧﺎرﺟﻲ ﻹﺛﺎرة ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﻴﺔ رﻏﻢ اﺗﻬﺎﻣﺎت اﳌﺴﺆوﻟني اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻟﻠـ "ﳼ .أي .إﻳﻪ" واﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴني و"ﻣﺠﺎﻫﺪي ﺧﻠﻖ" ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺧﻴﺒﺔ آﻣﺎل اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﻟﺬﻳﻦ مل ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ مبﻮﻗﻒ أوﺑﺎﻣﺎ اﳌﺘﺤّﻔﻆ واﻟﺘﱪﻳﺮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷّﺪدت ﻋﲆ ﺗﻔﺎدي "ﺧﻴﺎﻧﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين" ﻋﱪ ﻣﺠﺮد دﻋﻢ ﻛﻼﻣﻲ ﻳﻘﻮد ﺣﻜام إﱃ ﺗﻜﺮار ﺗﺠﺮﺑﺔ 1991اﻟﺘﻲ ﻗﺎدت ﻋﴩات آﻻف اﻟﻌﺮاﻗﻴني إﱃ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﰲ ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺮاق أﻣﻼ ﺑﺪﻋﻢ ﺑﻮش اﻷب ﻓﺈذا ﺑﻬﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻗﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﻮات ﺻﺪام ﺣﺴني ﺗﺤﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺘﻮاﺟﺪة ﰲ اﻟﻜﻮﻳﺖ. وﻳﺒﺪو ﻣﺆﻛﺪا أن "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﺪون أي ﺗﺨﻄﻴﻂ أو ﺗﺪﺧﻼ ﺧﺎرﺟﻲ ﻣﺴﺒﻖ ،وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ وﺟﻮد أﻳﺔ ﺧﻄﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أو أﻣﻨﻴﺔ أﻣريﻛﻴﺔ أو ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ أو دوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن ﻫﺬه اﻟﺨﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻌﺪ ﻋﻬﺪ ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ،وﺗﻀﻴﻒ ﻣﺼﺎدر أﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻄﻠﻌﺔ أن أوﺑﺎﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺮص ﻋﲆ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺗﻮاﺟﺪ اﻷﺳﻄﻮل اﻷﻣرييك ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻛﺎن ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﲆ ﺗﻄﻤني اﳌﻼﱄ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺤﺐ ﻣﴩوع اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﺧﻄﺔ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻦ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎم أﻳﻀﺎ ﺑﺴﺤﺐ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﴪﻳﺔ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ داﺧﻞ إﻳﺮان وﻣﻨﻊ اﻟـ "ﳼ .أي .إﻳﻪ" ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط ﰲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ،ﻛام أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺎﻹﻳﻌﺎز إﱃ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘّﺪم ﻟﺠامﻋﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﺎدة ﻋﲆ دورات ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻋﲆ "ﺛﻮرات اﻷﻟﻮان" وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات. وﻳﺠﻤﻊ اﳌﺮاﻗﺒﻮن أن ﻏﻴﺎب اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﻘﻴﺎدة ﻛﺎن واﺿﺤﺎ ﰲ ﺗﻈﺎﻫﺮات اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ رﻏﻢ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺗﻈﺎﻫﺮة ﺿﻤﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳني ﺷﺨﺺ "ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﻣﻨﺬ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ" ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻧﻘﺎط
ﺿﻌﻒ ﻛﺜرية ﰲ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ،وﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻀﻌﻀﻌﺖ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ متﻠﻚ ﺧﻄﺔ واﺿﺤﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ وﻣﻌﺪة ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﳌﻮاﺟﻬﺔ "ﺛﻮرة أﻟﻮان" ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ وﺟﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون أﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺣﺮب ﻏري ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺮف اﻹﻧﱰﻧﺖ واﻟﻬﺎﺗﻒ اﳌﺤﻤﻮل واﻟﺸﻌﺎرات ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻃﺮف ﻣﺼﻤﻢ ﻋﲆ ﻋﺪم اﻟﱰاﺟﻊ وميﻠﻚ ﺳﻴﻄﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﲆ رأس اﻟﻘﺮار وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺠﻴﺶ واﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ واﳌﺨﺎﺑﺮات واﻹذاﻋﺔ واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،وﺣﺘﻰ آﺧﺮ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻓﺮﺗﻬﺎ ﴍﻛﺘﺎ اﻟﺨﻠﻮي ﻋﱪ أﺟﻬﺰة رﺻﺪ ﻟﻀﺒﻂ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ اﻹﻧﱰﻧﺖ واﻟﻬﺎﺗﻒ اﳌﺤﻤﻮل واﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻬام، وﻳﺒﺪو أن وﺣﺸﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﺎﺟﺄت أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺴﺆول إﺻﻼﺣﻲ ودﻳﻨﻲ إﻳﺮاين وﻣﺮاﻗﺐ دوﱄ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﺗﻘﺎرﻳﺮ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ أن ﻋﺪد اﻟﻘﺘﲆ ف ﻫﺬه اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﺎق اﳌﺌﺘﻲ ﻗﺘﻴﻞ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺎرى ﻣﺴﺆوﻟﻮ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺮد ﺛﻮري وﻣﺤﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺤﺎﻛامت ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻹﻋﺪام ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻳﺨﻮﺿﻮن ﺣﺮﺑﺎ ﺿﺪ اﻟﻠﻪ ،ﻋﲆ ﺣﺪ ﻗﻮل ﻣﺪﻋﻲ ﻋﺎم أﺻﻔﻬﺎن وﺻﻮﻻ إﱃ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﱰاﺟﻊ ﻣﻬام ﻛﺎن اﻟﺜﻤﻦ ،واﻟﺜﻤﻦ مل ﻳﻜﻦ دﻣﻮﻳﺎ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﻞ ﺷﻤﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا واﺿﺤﺎ ﻟﻠﻘﺎدة اﻹﺻﻼﺣﻴني وﺗﺤﺪﻳﺪا ﻟﺮﻓﺴﻨﺠﺎين وﻣﻮﺳﻮي وﻋﺎﺋﻠﺘﻴﻬام واﻋﺘﻘﺎل اﳌﺌﺎت ﻣﻦ ﻓﺮﻳﻘﻴﻬام ،وﺗﺠﺎوز ﻫﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ وﺿﻊ ﻣﻮﺳﻮي ﰲ اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺠﱪﻳﺔ ،واﻋﺘﻘﺎل ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺰوره ،إﱃ ﺣﺪ ﻟﺠﻮء اﳌﺮﺷﺪ اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻨﺠﺎد ،آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻣﺼﺒﺎح ﻳﺰدي إﱃ إﺻﺪار ﻓﺘﻮى ﺗﺒﻴﺢ اﻏﺘﻴﺎل ﻣﻮﺳﻮي وﻗﻴﺎدة "اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴني". "دوﻟﺔ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري" واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﻤﻊ ﺑﻠﻐﺖ ذروﺗﻬﺎ ﺧﻼل ﺗﻈﺎﻫﺮات اﻟﺴﺒﺖ وﻛﺸﻒ اﻟﻨﻈﺎم ﻋام ميﻜﻦ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺸﺎرع واﻟﺸﻌﺐ، وﺗﺆﻛﺪ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻣﻦ داﺧﻞ إﻳﺮان أن ﺧﻄﺔ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺪة ﺳﺎﺑﻘﺎ وأن اﳌﴩف اﻷول ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﺠرنال ﻣﺤﻤﺪ ﻋﲇ ﺟﻌﻔﺮي ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻟﺬي ﺑﺎت ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻘﻮي ﰲ اﻟﻨﻈﺎم وﻟﻴﺲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻻ ﻧﺠﺎد ،وﺑﺎت ﻣﻌﺮوﻓﺎ أن ﺟﻌﻔﺮي ﻳﱰأس اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﳌﺘﺸﺪدة اﻟﺘﻲ متﺎرس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﰲ "دوﻟﺔ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري" ،وﻗﺪ أﺣﻜﻤﺖ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﲆ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ وﺻﻮل أﺣﺪ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ،إﱃ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎم ،2005وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﺠﺤﺖ ﰲ اﺧﱰاق ﻛﻞ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺮار واﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻨﻔﻮذ ،وﺗﺤﻮﻟﺖ إﱃ أﻛﱪ ﻗﻮة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ واﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﱃ دوﻟﺔ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺿﻤﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺠﺎد 14وزﻳﺮا ﻣﻦ أﺻﻞ 21ﻣﻦ ﺿﺒﺎط اﻟﺤﺮس اﻟﺴﺎﺑﻘني واﻟﻌﴩات أﺻﺒﺤﻮا ﺳﻔﺮاء وﺣﻜﺎم أﻗﺎﻟﻴﻢ
ورؤﺳﺎء ﺑﻠﺪﻳﺎت ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أﻧﺠﺰت ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺮس ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﻤﻴﺶ اﻟﺠﻴﺶ ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻋﲆ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻘﻮاﺗﻬﺎ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺠﻮﻳﺔ واﻟﱪﻳﺔ وﻣﺨﺎﺑﺮاﺗﻬﺎ ﻛام ﺳﻴﻄﺮت ﻋﲆ اﻹذاﻋﺔ واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ،وﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ .وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺤﺮس ﻛﺬﻟﻚ أﻛﱪ ﻗﻮة ﻣﺎﻟﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻋﲆ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء واﻟﺘﻬﺮﻳﺐ )ﻧﻔﻂ وﻣﺨﺪرات وﻣﻌﺪات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺻﺎروﺧﻴﺔ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ ( وﺗﺴﻴﻄﺮ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﲆ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﴍﻛﺔ ﻣﻘﺎوﻻت وﻫﻨﺪﺳﺔ ﻛﱪى ﰲ إﻳﺮان ﺗﻔﻮق ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟـ 12ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر وﻣﺼﺎﻧﻊ ﺳﻴﺎرات وأﺳﻠﺤﺔ وﻣﺨﺘﱪات ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ،وﺳﻤﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻀﺎرﺑﺔ ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺤﺮس ﺑﺰﻳﺎدة ﻧﻔﻮذﻫﺎ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ ورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻔﻀﻞ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻹﻏﺮاءات اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ ﺗﻮﻓريﻫﺎ .وﻧﺠﺤﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ اﺧﱰاق اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻜﱪى واﻟﺤﻮزات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻼﱄ ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ إﱃ "ﻗﻮة دﻳﻨﻴﺔ" ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﱪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ رﺟﺎل دﻳﻦ ﻳﻌﺘﱪون اﻷﻛرث ﺗﺸﺪدا ،وﻟﻌﺒﻮا دورا ﻣﻬام ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ وﻣﻮاﺟﻬﺔ "ﻣﻨﺎورات رﻓﺴﻨﺠﺎين". ﻣﺆﴍات ﻓﺸﻞ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" إن ﻣﺆﴍات ﻓﺸﻞ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻘﺖ أوﻻ ﻣﻦ "ﻗﻢ" وﻟﻴﺲ ﻣﻦ دﻫﺮان إذ إن اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﰲ ﻣﻌﻘﻞ اﻟﺤﻮزة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن اﳌﺮاﻗﺒﻮن ﻳﻌﺘﱪون أن اﺳﺘﺨﺪام وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﻤﻊ اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﰲ ﻃﻬﺮان ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻃﻤﺌﻨﺎن ﻓﺮﻳﻖ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ -ﻧﺠﺎد إﱃ زوال أي ﺧﻄﺮ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي أو اﻧﺸﻘﺎق ﰲ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﺑﻌﺪ اﻋﺘﻘﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻀﺒﺎط وﺗﻬﺪﻳﺪ ﻣﺤﺴﻦ رﺿﺎيئ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺤﺮس اﻟﺴﺎﺑﻖ واﳌﺮﺷﺢ اﻟﺨﺎﴎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎرﻳﺮ أﺧﺮى ﺗﺸري إﱃ ﻓﺸﻞ ﺧﻄﺔ رﻓﺴﻨﺠﺎين اﻟﺬي زار "ﻗﻢ" ﴎا ﻟﺘﺄﻟﻴﺐ اﳌﻼﱄ وﻣﺮﺟﻌﻴﺎت اﻟﺤﻮزة ﺿﺪ ﻣﺎ وﺻﻔﻪ ﺑـ "اﻧﻘﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻋﲆ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ" وﻳﺒﺪو أن رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻗﺪ ﺣﺎول ﻛﺜريا ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺤﻮزة ﺿﺪ اﳌﺮﺷﺪ وﻧﻘﻞ اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ ﺣﺮب ﻋﲆ ﺧﻼﻓﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ إﱃ ﺣﺮب ﻋﲆ ﺧﻼﻓﺔ اﳌﺮﺷﺪ ﺑﻞ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ .ومل ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺤﺮب ﻣﻦ ﻃﻬﺮان إﱃ ﻗﻢ ﺑﻞ ﺳﻌﻰ إﱃ "ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺛﻮرﺗﻪ" ﻋﲆ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ وإﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺮﺟﻌﻴﺎت ﺷﻴﻌﻴﺔ ﺧﺎرج إﻳﺮان ،وﻟﻮﺣﻆ إﴏار رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻋﲆ "ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪة" ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻨﺠﻒ ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑﺂﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﲇ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين ﻋﱪ ﻣﻤﺜﻠﻪ ﰲ "ﻗﻢ" .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﻖ اﳌﻼﱄ ﻋﲆ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮرة اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ودوره اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي ﺑﺎﻧﺤﻴﺎزه إﱃ ﻃﺮف ﺿﺪ آﺧﺮ ،إﻻ أن رﻓﺴﻨﺠﺎين مل ﻳﺘﻤّﻜﻦ ﻣﻦ إﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر "اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ" ﻗﺪ اﺻﺒﺢ ﻃﺮﻓﺎ
وارﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ إﺑﻌﺎده ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻗﻴﺎدة ﺟامﻋﻴﺔ ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺳﻠﻄﺎت وﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺎول اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء متّﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﺰل ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ...ﻟﻜﻦ ﻫﺎﺗني اﳌﺤﺎوﻟﺘني ﻓﺸﻠﺘﺎ واﻧﺘﻬﺘﺎ إﱃ ﺗﻬﺪﻳﺪ رﻓﺴﻨﺠﺎين واﻋﺘﻘﺎل اﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﺋﺰة اﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺖ دورا ﻣﻬام ﰲ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وﻋﺪد ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ .وﺗﺸري ﺗﻘﺎرﻳﺮ أﺧﺮى إﱃ أن رﻓﺴﻨﺠﺎين وﻣﻮﺳﻮي وﺧﺎمتﻲ وﻛﺮويب ﺗﻠﻘﻮا ﺗﻬﺪﻳﺪات ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ إﱃ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ وأﺧﺮى ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ،وﺗﺄﻛﻴﺪات ﺑﺄن "اﻟﺤﺮس اﻟﺠﺪﻳﺪ" "اﻟﺜﻮري" ﻣﺼّﻤﻢ ﻋﲆ إﺣﻜﺎم ﻗﺒﻀﺘﻪ وإﻃﺎﺣﺔ "اﻟﺤﺮس اﻟﻘﺪﻳﻢ" ﻣﻬام ﻛﺎن اﻟﺜﻤﻦ. ﻣﴩوع ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﺣﺴﻢ اﻧﺘﺼﺎره وﻗﴣ ﻋﲆ "اﻟﺜﻮرة اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ" ﰲ اﳌﻬﺪ؟ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات وإﻃﻼق اﻟﺸﻌﺎرات وﻟﻮ ﺑﺸﻜﻞ رﻣﺰي ،واﺳﺘﻤﺮار ﺑﻌﺾ رﻣﻮز ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻋﲆ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﱰاﺟﻌﻮا ،أو ﻫﻢ ﰲ ﺻﺪد إﻋﺪاد ﺗﻜﺘﻴﻜﺎت ﺟﺪﻳﺪة إﻻ أن ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺪأت ﺗﺴﻮد داﺧﻞ ﻃﻬﺮان وﺧﺎرﺟﻬﺎ ﺑﺄن اﺧﺘﻨﺎق ﻫﺬه اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﻧﻈﺮا ﻟﻐﻴﺎب أي ﺗﻨﺴﻴﻖ أو ﻗﻴﺎدة أو ﺗﻨﻈﻴﻢ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻧﻈﺮا ﻹرادة اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻟﺪى اﳌﺮﺷﺪ واﻟﺮﺋﻴﺲ واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري وﻏﻴﺎب أي اﺣﺘامل ﺑﺎﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي أو ﺑﺎﻧﺸﻘﺎق اﻟﺤﺮس واﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﳌﺮاﻗﺒني أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺆﻛﺪون أن ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة اﻧﻔﺘﺤﺖ ﰲ إﻳﺮان ﺑﻔﻌﻞ ﺛﻐﺮة ﻛﺒرية ﺣﺼﻠﺖ ﰲ ﺟﺪار اﻟﺜﻮرة ،أﺛﺎرت ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺑني "اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ" و"اﻟﺸﻌﺐ" ،وﺧﻼﻓﺎت ﺣﺎدة ﺑني اﳌﻼﱄ أﻧﻔﻴﻬﻢ وﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑني اﳌﺮﺷﺪ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻨﺎﴏ ﺗﻌﺘﱪ أﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣﻦ دﻋﺎﻣﺎت ﺛﻮرة آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ .وﻟﻬﺬا ﻳﻌﺘﱪ ﻛﺜريون أن ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺜﺎين ﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻬﺪﻧﺔ اﻟﻘﴪﻳﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻓﺸﻼ وأن اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ اﻧﺪﻟﻌﺖ مل ﺗﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ وﻻ ﺗﺰال ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﻠﺘﻔّﺠﺮ ﰲ أﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺣﺴﻢ أﻣﺮ ﻓﻮز ﻧﺠﺎد وﺗﺴﻠّﻢ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. وﰲ رأي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺨﱪاء اﳌﻄﻠﻌني أن اﳌﻨﻌﻄﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﺗﺤﺪث ﻋﻨﻪ ﻧﺠﺎد ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺧﻄريا ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﳌﺘﺸﺪدة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﻜﻢ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻋﲆ ﻣﺼري إﻳﺮان وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﺼري اﳌﺮﺷﺪ أو اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. وﻳﺸري ﻫﺆﻻء ﰲ ﺷﻜﻞ ﺧﺎص إﱃ أن ﻓﺸﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﺳﻴﻄﺮة اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺘﺸﺪد ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻌﻴﺪ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺘﻴﺎر ﰲ اﻟﻐﺮب وﻣﴩوع ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ،وﻫﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻀﻊ إﻳﺮان ﰲ ﻃﺮﻳﻖ "ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺮاﻗﻴﺔ" ﺗﻘﻮد إﱃ اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻀﺐ ﺷﻌﺒﻴﺔ إﻳﺮاﻧﻴﺔ
ﺗﺴّﻬﻞ ﻗﺒﻮل اﻟﺤﺴﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻹﻃﺎﺣﺔ اﻟﻨﻈﺎم. واﻟﻼﻓﺖ أن ﻫرني ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ ﻛﺎن أول ﻣﻦ دﻋﺎ إﱃ "ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ! ] [35اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ" اﻟﺘﻐﻴري ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺸﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين إن ﻫﺬه اﻟﻘﻮة أﻧﺸﺌﺖ ﳌﺮّﻛﺐ ﻣﻦ اﻷﻫﺪاف أﻫﻤﻬﺎ ﺣامﻳﺔ اﻟﺜﻮرة وﻣﻮازﻧﺔ ﻗﻮة اﻟﺠﻴﺶ ،ﺗﺤﻮﻟﺖ إﱃ ﻛﻴﺎن دﻳﻨﺎﺻﻮري ﻳﺒﺪو أﻧﻪ اﺑﺘﻠﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺗﺤّﻮل ﻣﻦ ﻋﺼﺎ ﻏﻠﻴﻈﺔ ﰲ ﻳﺪ اﳌﺮﺷﺪ إﱃ "ﺳﺘﺎر ﺣﺪﻳﺪي" ﻳﺤﺪد ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺧﻴﺎراﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺤﻜﻢ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎءﺗﻪ ،وﻫﻜﺬا ﻛﺎن اﻟﻮﺿﻊ ﰲ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﻣﱪاﻃﻮر ﻫريو ﻫﻴﺘﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻮن ﻳﻌﺘﱪوه "إﻟﻬﺎ" ﻳﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺧﻮض اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ "ﻣﺠﱪا" ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ. وﻣﺨﺎوف اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري -ﻋﲆ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﻈﻦ ﻛﺜريون -ﻣﱪرة ﻻ ﺑﻞ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ متﺎﻣﺎ .ﻓﺎﺣﺘامل ﻓﻮز ﻣﺮﺷﺢ إﺻﻼﺣﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻪ اﺣﺘامل ﺗﻐﻴري وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻛﻠﻴﺎ .ﻓﺎﻟﻨﻔﻮذ اﳌﻄﻠﻖ ﳌﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﺣﺘﻰ ﰲ وﺟﻮد اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻧﻔﺴﻪ مل ميﻨﻊ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ -ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين آﻧﺬاك - ﻣﻦ أن ﻳﺴﺘﺼﺪر ﻗﺮارا ﻣﻦ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﻘﺒﻮل وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﰲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ وﺻﻔﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑـ "ﺗﺠّﺮع اﻟﺴّﻢ" .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﺸﺒﺢ ﻣﺎﺛﻼ ﰲ ذﻫﻦ ﻗﻴﺎدات اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻛﺎن ميﻜﻦ أن ﻳﺼﻞ ﳌﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ إﺻﻼﺣﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻜﺲ "ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺪﻓﻖ" ﺑني اﳌﺮﺷﺪ ورﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ،وﻟﻮ ﳌﺮة واﺣﺪة، [36] .اﻟﻨﻮوي اﳌﴩوع ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ وﰲ اﻟﻐﺮب ،ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻳﺪﻳﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري :ﻣﻦ ﺣﺎرس اﻟﺜﻮرة إﱃ "ﺻﺎﻧﻊ ﻣﻠﻮك" ﻗﺪ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺪى ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﻌﻠﻨﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ اﳌﺆﻛﺪ أﻧﻬﺎ ﺻﻮرة ﻹﻳﺮان أﺧﺮى ﻏري اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮﺳﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن اﻟﺪرس اﻷﻫﻢ واﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻷوﺿﺢ ﻫﻮ أن إﻳﺮان ﺗﺘﻐّري. اﳌﻠﻤﺢ اﻷﺑﺮز ﻟﻠﺘﻐﻴري ﺻﻌﻮد اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻟﻴﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺣﺎرس اﻟﻨﻈﺎم ) ) American Enterpriseإﻧﱰﺑﺮاﻳﺰ" "أﻣريﻛﺎن ﻣﻌﻬﺪ وﺣﺴﺐ ﻓﲇ .ﺣﺎﻛﻢ إﱃ ﻗﺒﻞ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﺘﺎﺋﺞ "ﻫﻨﺪﺳﺔ " ﺑـ ﻗﺎم اﻟﺜﻮري اﻟﺤﺮس ﻓﺈن ﺑﻮاﺷﻨﻄﻦ ﺑﻨﻔﺴﻪ اﻟﺤﺮس ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺮة ﻓﻸول ".ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻳﺴﺒﻖ مل" ﺑﻌﻤﻞ وﻗﺎم ،ﺗﺒﺪأ أن ﺗﻘﺮﻳﺮا أن واﳌﺜري ".اﻟﺮﺋﻴﴘ اﻟﻌﻨﴫ" ﻛﺎن ﺑﻞ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ ﻣﺒﺎﴍة ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮري اﻟﺤﺮس داﺧﻞ ﻧﺠﺎد أﺣﻤﺪي دور ﻋﻦ ﻛﺸﻒ اﳌﻌﻬﺪ ﻋﻦ ﺻﺪر
اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺸﺆون ﻣﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﺴﺆوﻻ ﻛﺎن ﺣﻴﺚ ،اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻳﺼﻞ أن .ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻨﻮاﻧﻪ" :ﻣﺎ ﻓﻮق اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ :اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﻬﻨﺪس اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ" وﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﺤﻮل ﰲ دور اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﻦ ﺣﺎرس اﻟﺜﻮرة ﻣﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﺤﻴﺎد وﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻪ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻛام ﻳﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻪ، إﱃ "ﺻﺎﻧﻊ ﻣﻠﻮك" مبﺒﺎرﻛﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﺬي ﺳﺎﻋﺪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻋﲆ اﻟﻔﻮز ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻋﺘﱪت ﺗﺪﺧﻼ ﻣﺒﺎﴍا ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺪ ﰲ اﻟﴫاع اﻟﺴﻴﺎﳼ ،ﻓﺎﺻﺪر ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺧﻔﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻧﺠﺎد .أﻣﺎ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻓﺤﺸﺪ -ﺑﺎﳌﺨﺎﻓﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن أﻳﻀﺎ - 125000ﻣﻮﻇﻒ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺤﻤﻠﺔ ﻷﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد. وزارة اﳌﺨﺎﺑﺮات واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين إن اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﰲ إﻳﺮان ﺑﻌﺪ إﻋﻼن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻴﺴﺖ ،ﺑﺮأي ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ ﻇﻬﺮ ،ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﺮﻳﺎت أﻛﱪ واﻧﻔﺘﺎح وﺑﺮاﻣﺞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ داﺧﻠﻴﺎ وﺧﺎرﺟﻴﺎ ،وأول دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﰲ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري .وﻣﻊ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ أن ﻧﺠﺎد وﻣﻮﺳﻮي ﻣﻦ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ،ﻓﺈن اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﺧﻠﻘﺖ أوﺿﺎﻋﺎ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻠﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﺑﺄن ﻳﻀﻊ ﻳﺪه ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ،وأن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ. وﻟﻮ ﻋﺪﻧﺎ إﱃ ﺗﺎرﻳﺦ إﻳﺮان ،واﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ وﻓﺎة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ووﺻﻮل ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ إﱃ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻧﺮى أن اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﲆ وزارة اﳌﺨﺎﺑﺮات واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ،وﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،أﻗﺎم ﺑريوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ،وأﺣﺪث ﺗﻮازﻧﺎ ﺑني وزارة اﳌﺨﺎﺑﺮات واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻟﻴﻌﻄﻲ ﺛﻘﻼ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ،وأﺿﻔﻲ ﻋﲆ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ووزارة اﳌﺨﺎﺑﺮات ﻗﻮة متﺘّﺪ إﱃ ﺧﺎرج اﳌﺆﺳﺴﺘني ،وأدﺧﻠﻬام ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻟﻴﺸّﻜﻼ ﻗﺎﻋﺪة ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ .ﻓﺎﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻳﴩف ﻋﲆ اﳌﴩوع اﻟﻨﻮوي وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ،وﻟﺪﻳﻪ ﺑﻨﻮك وﴍﻛﺎت ﻧﻔﻂ وﻣﺆﺳﺴﺎت أﺷﻐﺎل ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎت [37] .اﻟﺨﺎرج وﰲ إﻳﺮان داﺧﻞ ﺗﻌﻤﻞ ﺧريﻳﺔ، وﻣﻦ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ،ﺳﺘﻀﻄﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ إﱃ اﻻﻋﺘامد أﻛرث ﻋﲆ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ،ﻣام ﺳﻴﻌﺰز ﺳﻴﻄﺮة ﻫﺬا اﻟﺠﻬﺎز اﻷﻣﻨﻲ .وﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪا ،ﺑﻞ ﺑﺪأ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﱄ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ .ﻓﻘﺪ أﻋﻄﻰ ﻛﻠﻤﺔ أﻛﱪ ﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ .وﻳﺘﻀﺢ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ،ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﲆ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﻓﻠﻮﻻ اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮس ،ﳌﺎ متّﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻀﺨﻢ ﻋﲆ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺴﻠّﺢ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺼﻮارﻳﺦ .ﻛام أن اﻻﺳﺘﻌﺮاﺿﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﺗﺠﺎرب اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ أﺳامء ﻟﻬﺎ دﻻﻻت دﻳﻨﻴﺔ ،ﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ
ﻟﻠﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ،ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻄﻮرت ﺑﺸﻜﻞ مل ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ. واﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮﺣﻪ أﺑﻮ ﻇﻬﺮ :ﻫﻞ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﻬﻤﻴﺶ دور ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،أم أن ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻳﻌّﱪ ﻋﻦ إرادة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري؟ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﳌﺪاﻓﻊ ﻋﻦ اﻟﺼﻒ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻫﻮ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،وﻫﺠﻮم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد ﻋﲆ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺗﻢ مبﻮاﻓﻘﺔ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ .أﻣﺎ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻓﻬﻮ اﳌﺆﴍ ﻋﲆ اﻟﺘﻐﻴريات ،ﻓﻬﻞ ميﻠﻚ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﻊ ﻣﻼﱄ آﺧﺮﻳﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺗﺤﺠﻴﻢ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،أم أن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺳﻴﺪﻓﻌﻪ أﻛرث ﰲ أﺣﻀﺎن اﻟﻌﺴﻜﺮ؟ إن اﻟﻨﻈﺮة ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻳﺮاين ﺗﻈﻬﺮ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺨﺮوج اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻳﺪه ،ﻛام أن ﻣﻨﺎوﺋﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻣام ﺳﻴﺸّﺠﻊ ﻋﲆ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﰲ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺣﻮل اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي ،ورمبﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﻟﺤﺠﺔ ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ ،واﻟﺘﺬّرع ﺑﻌﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت .وﻟﻜﻦ اﻟﴚء اﳌﺆﻛﺪ أﻧﻪ وﻟﻮ ﻫﺪأت اﻷوﺿﺎع ﻟﻔﱰة ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﺞ ﺗﻐﻴريا ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺟﺬرﻳﺎ ،ﺑﻞ ﺳﺘﻮاﺟﻪ ﺑﺘﺸّﺪد [38] .أﻛﱪ ﺳﻠﻄﻮي إﻳﺮان :ﻣﻦ دوﻟﺔ ﺛﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ إﱃ دوﻟﺔ ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻨﺠﺎح ﻧﺠﺎد ﻟﻔﱰة رﺋﺎﺳﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻣّﻜﻦ اﳌﺤﺎﻓﻈني ﻣﻦ إﺣﻜﺎم ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﺟﻬﺎز اﻟﺪوﻟﺔ متﺎﻣﺎ .ﻓﻔﻲ إﻃﺎر ﻣﴩوع ﺗﺤﻮﻳﻞ "اﻟﺪوﻟﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻌﴫﻳﺔ" اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ ﺑﻌﺪ أن وﺿﻊ ﺳﻠﻔﻪ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين أﺳﺴﻬﺎ إﱃ ﻛﻴﺎن ﺛﻮري .وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ أﺧﻄﺮ ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻜﻮادر اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﳌﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻴﺎرات اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ واﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ )ﺟﺒﻬﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ،ﺣﺰب ﻛﻮادر اﻹﻋامر ،اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺠﺎﻫﺪي اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴني اﳌﺴﺘﻘﻠني ﻣﻦ ذوي اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﻠﻴﱪاﱄ واﻟﻮﻃﻨﻲ ( ﰲ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻌﻴني ﻋﻨﺎﴏ ﻣﻦ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري وأﺟﻬﺰة اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات ،وﺑﻌﺾ ﺗﻼﻣﻴﺬ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ ﻣﺼﺒﺎح ﻳﺰدي اﳌﺮﺷﺪ اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ،أﺣﺪ ﻗﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟـ "ﺣﺠﺘﻴﺔ" اﻟﺸﻴﻌﻲ اﳌﺘﻄﺮف ،ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ. وﻳﺮى ﻛﺜريون ﰲ ﻃﻬﺮان أن ﻓﻮز ﻧﺠﺎد اﻧﻘﻼب ﻣﻦ ﺗﺪﺑري اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻋﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﻬﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين وﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ ،وﻳﺮون ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮة ﻣﺘﺰاﻳﺪة أﺧﺬت ﺗﺤّﻮل اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ دوﻟﺔ إﱃ ﺛﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ دوﻟﺔ ﻣﻦ إﻳﺮان
[39] . ﺗﻐّري إﻳﺮان ﻣﺎ إن أﻋﻠﻨﺖ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﳌﴩﻓﺔ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻮز اﻟﺮﺋﻴﺲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺑﻔﱰة ﺣﻜﻢ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮات اﻟﻐﻀﺐ واﻟﺘﻲ ﻗﺎدﻫﺎ ﻧﺼﺎر اﳌﺮﺷﺢ اﻟﺮﺋﺎﳼ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻃﻬﺮان وﻋﺪد ﻣﻦ ﻣﺪن إﻳﺮان اﻟﻜﱪى اﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﲆ ﻣﺎ اﻋﺘﱪوه ﺗﺰوﻳﺮا ﻹرادة اﻟﻨﺎﺧﺒني .وﻳﻘﻮل اﳌﺤﻠﻠﻮن إن اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻐري ﻃﺮﻳﻘﺔ رؤﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴني إﱃ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻷﻋﲆ واﻟﻨﻈﺎم ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺆﻛﺪون ﴐورة ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻋﺎﻣﻠني ﻣﻬﻤني: أوﻟﻬام ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ إﻇﻬﺎر ﻗﻮﺗﻬﺎ ﰲاﻟﺸﻮارع؛ وﺛﺎﻧﻴﻬام ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ أﺻﻮات ﻧﺎﻓﺬة ﻣﻦ داﺧﻞ [40] .اﻟﺪﻳﻦ رﺟﺎل ﻳﻘﻮل إﻣﻴﻞ أﻣني اﻟﺨﺒري ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ إن إﻳﺮان ﺑﻌﺪ اﻟﺜﺎين ﻋﴩ ﻣﻦ ﺣﺰﻳﺮان 2009ﻗﺪ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮال اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴري ،ﻣﺸريا إﱃ أن اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻃﻬﺮان ﻣﻦ ﻗﺒﻞ داﻋﻤﻲ اﳌﺮﺷﺢ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وردود اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺆﻛﺪ أن اﻷوﺿﺎع ﻟﻦ ﺗﻌﻮد إﱃ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ ،وإذا اﻧﻄﻔﺄت ﻧريان اﻟﻐﻀﺐ ﻫﺬه اﳌﺮة، ﻓﺈن اﻟﻨريان ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺗﺤﺖ اﻟﺮﻣﺎد ،وميﻜﻦ أن ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻬﺪدة اﺳﺘﻘﺮار اﻷوﺿﺎع اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. وﻳﺆﻛﺪ إﻣﻴﻞ أﻣني أﻧﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﺨﻄﻂ اﻟﻜﺜرية اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎك ﻹﻳﺮان ،ﻳﺄيت اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻬﺠامت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ مبﻌﻨﻰ أن ﻫﻨﺎك أﻧﺒﺎء ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﻂ ﻟﻘﻮى أﺟﻨﺒﻴﺔ أﻣريﻛﻴﺔ أو إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻷﺣﺪاث إﱃ أﻋﲆ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺼﺎدم وﺗﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋﲆ ﻣﻘﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ زﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار إﻳﺮان وﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮرة أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد وﻣﻦ ﺛﻢ اﳌﺠﻲء ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ أﻛرث ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴري ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ ،ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻔﻜﺮة اﳌﻔﺎوﺿﺎت ووﻗﻒ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﺨﺼﻴﺐ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ اﳌﻐﺎﻣﺮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻣﺸريا إﱃ أن أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﻳﻐﻔﻠﻮن ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ،ﻣﻨﻬﺎ أن اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ وﻟﻴﺲ أﺣﺪ ﻏريه داﺧﻞ إﻳﺮان ،ﻛام أن اﻟﻘﻮى اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﳌﺴﻴﻄﺮة ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻳﺮاين وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻵﻻف ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني وﻏري ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ مبﻨﺠﺰات وﻣﺪرﻛﺎت
اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻟﻴﺪﻋﻮ إﱃ ﺟﻮﻟﺔ إﻋﺎدة ﻷن ﻫﺬا ﻛﺎن ميﻜﻦ أن ﻳﺆدي إﱃ ﻓﻮز اﳌﺘﻌﺠﻠني ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻻﺣﻘﺔ مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﱪﳌﺎﻧﻴﺔ ﰲ 2012وميﻜﻦ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻣﺼري اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻋﲆ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻮﺳﻮي اﻟﺬي ﻛﺎن رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻮزراء إﻳﺮان ﻟﺜامين ﺳﻨﻮات وﺣﻠﻴﻔﺎ ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ اﻹﻳﺮاين اﻟﺮاﺣﻞ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺼﺒﺢ أﺣﺪ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﳌﻌﺎرﺿﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻌﺮﻳﺾ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻠﺨﻄﺮ. إن ﻓﻮز أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻗﺪ ﻗﻠّﺺ ﻣﻦ ﻓﺮص ﻧﺠﺎح اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ اﻟﺴﺎﻋﻲ ﻟﻠﺤﻮار ﻣﻊ إﻳﺮان ﺣﻮل ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ وأوﻟﻬﺎ وأﻫﻤﻬﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي وﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أﺣﺒﻄﺖ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻄﻠﻌﻮن إﱃ أن ﻳﺆدي ﻓﻮز ﻣﻮﺳﻮي إﱃ ﺗﺤﺴني اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻐﺮب اﳌﺘﺨﻮف ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﻃﻬﺮان ﻻﻣﺘﻼك اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ. وﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻳﻘﻮل اﳌﺤﻠﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﺻﺎﺑﺮ ﻋامر اﻷﻣني اﻟﻌﺎم اﳌﺴﺎﻋﺪ ﻻﺗﺤﺎد اﳌﺤﺎﻣني اﻟﻌﺮب ،إن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﻔﻮز أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد "اﳌﺤﺎﻓﻆ" ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ أﺻﻮات اﻟﻨﺎﺧﺒني ﻣﺤﻘﻘﺎ ﻧﺴﺒﺔ 63ﺑﺎﳌﺌﺔ أي ﺣﻮاﱃ 24 ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺎﺧﺐ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ 13ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺲ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣﻮﺳﻮي ﻟﻴﻔﻮز ﰲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﱃ ﻋﲆ ﺧﻼف ﺗﻮﻗﻌﺎت اﻟﺨﱪاء اﻟﺬﻳﻦ رﺟﺤﻮا أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت إﻋﺎدة ﺑﻴﻨﻬام ،ومل ﺗﻨﺠﺢ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎدﻫﺎ اﻹﺻﻼﺣﻴﻮن ﺗﺮﻛﻴﺰا ﻋﲆ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﻓﱰة أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻷوﱃ وزﻳﺎدة اﻟﺘﻀّﺨﻢ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ ﻗﻴﺎدﺗﻪ إﱃ ﺳﺪة اﻟﺤﻜﻢ ،وﻳﺒﺪو أن ﻗﺪرة اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد ﻋﲆ اﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟﻴﻬﻢ ،واﻟﺘﺸﺪد اﻹﻳﺮاين اﻟﺬي ميﺜﻠﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﻐﺮب ﻗﺪ ﻗﺎداه إﱃ اﻻﺣﺘﻔﺎظ مبﻜﺎﻧﺘﻪ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ ﺣﺴﻢ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﴩﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﱃ ،وﻟﻌﻞ اﳌﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻃﻬﺮان ﻣﻦ أﻧﺼﺎره واﻟﺘﻲ مل ﺗﺮ إﻳﺮان ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﺮوج اﻟﺠامﻫري ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎم 1979واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﺷﺪﻳﺪ ،ﺑﻴﻨام رﺣﺒﺖ وأﺑﺮزت ﺑﻮﺿﻮح اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ أﻧﺼﺎر ﻣﻮﺳﻮي ﰲ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .ورﻏﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﻮﺳﻮي ﻋﲆ ﻣامرﺳﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ودﻋﻮﺗﻪ إﱃ ﺟﻌﻞ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ 18ﺣﺰﻳﺮان ﻳﻮم ﺣﺪاد ﺗﻜﺮميﺎ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ متﺖ ﻋﻘﺐ إﻋﻼن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،إﻻ أن أﻋامل اﻟﻌﻨﻒ واﻟﻌﻨﻒ اﳌﻀﺎد ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﻗﺪ أدت إﱃ ﺳﻘﻮط ﻋﺪد ﻣﻦ
اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎل اﳌﺌﺎت ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاين ﰲ ﻇﻞ دﻋﺎوى ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وادﻋﺎءات ﺑﺎﻟﺘﺰوﻳﺮ ،ﻗﺎﺑﻠﻬﺎ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﺑﻘﺒﻮل ﻣﺒﺪأ إﻋﺎدة اﻟﻔﺮز اﻟﺠﺰيئ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪواﺋﺮ اﳌﻬﻤﺔ -رﻏﻢ ﺗﻬﻨﺌﺘﻪ ﻷﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد -دون إﻋﺎدة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻛام دﻋﻲ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ إﱃ ﻟﻘﺎء ﻟﻠﻤﺘﻨﺎﻓﺴني اﻷرﺑﻌﺔ أﻛﺪ ﻓﻴﻪ وﺟﻮد دور ﻣﻬﻢ ﳌﻦ [41] .اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ ﻳﻮﻓﻖ مل ﻧﻈﺮﻳﺔ دﻋﻢ اﳌﻘﺎوﻣﺔ وﻳﺆﻛﺪ ﺻﺎﺑﺮ ﻋامر أن اﻟﺨﻄﺮ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﺎمئﺎ ﻣﺎ اﺳﺘﻤﺮت أﻋامل اﻟﻌﻨﻒ ﺧﺎﺻﺔ وأن اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ، ﻣﺘﻤﻨﻴﺔ اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ذﻟﻚ ﻳﻮﻓّﺮ اﳌﻨﺎخ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻣﺆﻛﺪا أن ﻧﺠﺎح أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻳﻌﻜﺲ آﺛﺎره ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎمل ﰲ ﻇﻞ اﺳﺘﻤﺮار ﺻﺎﺣﺐ ﻧﻈﺮﻳﺔ دﻋﻢ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄني وﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﺳﻮرﻳﺎ أﻳﺎ ﻛﺎن ﺗﺄﺛري ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ ﻋﲆ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاين ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﺳﺘﻤﺮار ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ دﻋﻢ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻳﺮاين ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﺄﺛري اﻹﻳﺮاين ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وإﴎاﺋﻴﻞ ﺧﺎرج ﺣﺪود إﻳﺮان. ورﻏﻢ أن ﻣﻮﺳﻮي ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻬﻨﺪس اﳌﻔﺎﻋﻼت اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﻓﱰة ﺣﻜﻤﻪ ،إﻻ أن ذﻟﻚ مل ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﻟﺪى اﻟﺠامﻫري اﻟﺘﻲ رأت ﰲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻣﻈﻬﺮ اﻟﺘﺤﺪي ،وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺘﻢ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻘﻮى اﳌﺘﺼﺎرﻋﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺎ إﱃ اﻟﺘﻌﺎون ،ﻋﱪ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻹﺻﻼﺣﻴني ﻣﻊ اﳌﺤﺎﻓﻈني ﰲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﻮزاري اﻟﺠﺪﻳﺪ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜﺴﺐ ﻧﺠﺎد ﻗﺪرا ً ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻏﻠﻮاء اﳌﺤﺎﻓﻈني ﺳﻮاء ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي واﻹﻋﻼم وﺑﻌﺾ اﳌﺮوﻧﺔ ﺑﺸﺄن اﳌﺮأة ،وﻳﻜﺴﺐ اﻹﺻﻼﺣﻴﻮن اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻘﺪﻳﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ وﺑﺮاﻣﺠﻬﻢ إﱃ اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻹﻳﺮاين. وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ ﻳﻘﻮل اﳌﺤﻠﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺴﻤﻼﱄ إن ﻫﻨﺎك ﻋﺪة اﻋﺘﺒﺎرات ﻳﺠﺐ أن ﻧﺄﺧﺬﻫﺎ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن وﻫﻲ أن إﻳﺮان دوﻟﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﱪى، ومتﺜﻞ ﻃﺮﻓﺎ ﻻ ميﻜﻦ إﻧﻜﺎره ﰲ اﳌﻌﺎدﻻت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،أﻳﻀﺎ إﻳﺮان ﺗﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ وﺣﺰب اﻟﻠﻪ وﺗﺪﻋﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺣامس ﻟﺨﻠﻖ ﺟﺒﻬﺔ ﻣامﻧﻌﺔ وﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻟﻠﻤﴩوع اﻷﻣرييك -اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وأن اﻧﺘﺨﺎب اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ﻧﺠﺎد ﺗﻢ ﻋﲆ أﺳﺲ دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﳌﻼﺣﻈﺎت اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﻤﻮذج واﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬه اﻻﻋﺘﺒﺎرات ،ﻣﺆﻛﺪا أن ﻫﻨﺎك ﻣﺤﺪدات رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ: .1اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ؛ .2وﺗﺤّﻮل اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي إﱃ رﻣﺰ رﺋﻴﴘ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﺰﻋﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ؛ .3إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺪور اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﻔﻌﺎل ﻹﻳﺮان. وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن إﻋﺎدة اﻧﺘﺨﺎب أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻳﻌﻨﻲ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻋﻠام ﺑﺄن اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﻹﻳﺮان ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪد اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺪﺳﺘﻮر وﺑﺤﻜﻢ اﳌامرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وأن ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﺗﺤﺪﻳﺪ أﺳﻠﻮب ومنﻂ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت [42] .اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ إﻳﺮان ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻓﻴام ﺗﻨﺸﻐﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎت أﻣريﻛﻴﺔ ﺑﻔﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎﺗﻬﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺗﻨﺸﻐﻞ أﺧﺮى ﺑﻔﻬﻢ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻐﻴﺔ ﻓﻬﻢ آﻟﻴﺎت إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﻘﺮﻳﺮ ﳌﺆﺳﺴﺔ راﻧﺪ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث ﻳﻔﱰض أن ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮار اﻷﻣرييك ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﻳﺪور ﰲ إﻳﺮان ،وأن ﻋﲆ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮار اﻷﻣرييك أﻻ ﻳﻨﺴﺎق وراء ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان، ﻓﻠﺘﻠﻚ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ .وﻳﺒﺪأ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ أن إﻳﺮان متﺘﻠﻚ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣﺘﻌﺪد اﻷﻗﻄﺎب ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻘﺪر ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻫﻨﺎك ﺟﻬﻞ ﺟامﻋﻲ ﺑﻜﻞ ﳾء ﻋﻦ إﻳﺮان. أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ أن واﺿﻌﻴﻪ اﻟﺜامﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺨﱪاء ﺣﻮل إﻳﺮان وﻗﺪ ﻗﺪم ﻟﻮزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﻳﻘﻊ ﰲ 143ﺻﻔﺤﺔ ،وأﻫﻢ ﻣﺎ أﻛﺪه اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن إﻳﺮان اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﻣﴩوع "اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ" -اﻟﺬي أﻃﻠﻘﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟﻮرج ﺑﻮش ﺑﻐﺰوه اﻟﻌﺮاق - ﻣام ﻳﻌﺰز ﺷﻌﻮر اﳌﻔﺎوض اﻹﻳﺮاين ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻔﺎوض اﻷﻣرييك وأﻣريﻛﺎ اﳌﺴﺘﻐﺮﻗﺔ ﰲ ﺣﺮيب اﻟﻌﺮاق وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن .ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻳﺒﺤﺚ ﻣﻜﺎﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻟﻀﻌﻒ داﺧﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين مبﺎ ﻳﻔﻴﺪ اﳌﻔﺎوض اﻷﻣرييك ﻣﻊ أﻧﻪ ﻳﺸري إﱃ أن ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮار اﻷﻣرييك ﻻ ﻳﻔﻬﻢ إﻳﺮان وﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻜﺜري ﻋﻨﻬﺎ. ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﺤﺪث اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ وﻻ ﻳﺰور إﻳﺮان وﻻ ﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف .ﻓﺴﻨﻮات اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺑني أﻣريﻛﺎ وإﻳﺮان ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﻇﻬﻮر ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ] [43إﻳﺮان ﻋﻦ اﻟﻜﺜري ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻻ اﻟﺬﻳﻦ اﻷﻣريﻛﻴني اﻟﻘﺮار وﺻﻨﺎع اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴني . اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ
ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺈﻳﺮان ﻧﺠﺤﺖ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎﳼ ﻣﺘﻌﺪد اﻷﻗﻄﺎب ﻳﱰﺑﻊ ﻋﲆ رأﺳﻪ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻀﻌﻒ اﻟﻜﺎرﻳﺰﻣﺎ واﳌﺆﻫﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻨﻈﺮاﺋﻪ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻳﻘﻮل إن ﺳﻠﻄﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﰲ ازدﻳﺎد وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﺣﻜﻢ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﳌﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ،وﻷن ﴏاﻋﺎت أﺣﻤﺪي أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻟﻌﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ﻋﺰزت ﺳﻠﻄﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻛﻤﺮﺟﻊ ﻳﻌﻮد ﻟﻪ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻟﺤﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﴫاﻋﺎت. وﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﺸﻌﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﱰة اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﰲ اﻟﺬات وﺑﺄن إﻳﺮان اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﻣﴩوع "اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ" اﻟﺬي أﻃﻠﻘﻪ ﺑﻮش ﺑﻐﺰو اﻟﻌﺮاق ،ﺣﻴﺚ ﺳﺎﻫﻤﺖ أﺧﻄﺎء ﺑﻮش ﰲ اﻟﻌﺮاق وﺗﻮﻏﻠﻪ ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﺣﺮوب ﻣﺜﻞ ﺣﺮب إﴎاﺋﻴﻞ ﻋﲆ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ 2006ﰲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮذ إﻳﺮان ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻣﺴﺒﻮق ،ﻟﺬا ﻳﺸﻌﺮ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺄن ﻧﻔﻮذ إﻳﺮان ﰲ ﺻﻌﻮد ﻣﺴﺘﻤﺮ وأﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ اﻟﱰاﺟﻊ أو إﱃ ﺗﻘﺪﻳﻢ أﻳﺔ ﺗﻨﺎزﻻت ،وﺑﺨﺎﺻﺔ أن اﳌﻔﺎوض اﻹﻳﺮاين ﻳﺸﻌﺮ دوﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺿﺤﻴﺔ ﳌﺆاﻣﺮات ﻏﺮﺑﻴﺔ وﻫﻮ ﺷﻌﻮر ﻳﻌﺰز رﻓﺾ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ واﳌﻔﺎوﺿني اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻟﻠﱰاﺟﻊ إﻻ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﺷﺪﻳﺪ. اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻛام ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻫﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻟﺴﺒﺒني رﺋﻴﺴﻴني: أوﻟﻬام أن اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻛرث أﻫﻤﻴﺔ ﰲ إﻳﺮانوﻋﲆ راس ﻫﺎ ﻣﻠﻒ اﻷﺳﻠﺤﺔ ﻏري اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﺼﻮارﻳﺦ ﺑﻌﻴﺪة اﳌﺪى واﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين؛ وﺛﺎﻧﻴﻬام أن دور اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻻ ﻳﻘﺘﴫ ﻋﲆ اﻷﻣﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪاه إﱃاﻻﻗﺘﺼﺎد واﻹﻋﻼم واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻓﻘﺎدة وﺿﺒﺎط اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن ﻳﺴﻴﻄﺮون ﻋﲆ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وإﻋﻼﻣﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ﻣام ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺷﺒﻜﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﻨﻔﻮذ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين وإﺣﺪى أﻫﻢ ﺟامﻋﺎت اﳌﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻪ. وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين ﻣﺆﺳﺴﺔ واﺣﺪة ﺑﻼ ﺗﻴﺎرات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،إذ ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين ﻣﺘﻌﺪد اﻷﻗﻄﺎب واﻟﺘﻴﺎرات ﻛﺒﻘﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين. واﻧﻌﻜﺴﺖ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﺒﻼد ﰲ ﻇﻬﻮر ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻴﺎرات
ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻏري ﻃﺒﻘﻴﺔ ﻛام ﻳﺸري اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،وﻫﻲ: .1اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺤﺎﻓﻆ وميﺜﻠﻪ أﺷﺨﺎص ﻣﺜﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وأﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد؛ .2اﻟﺘﻴﺎر اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻷﻛرث اﻧﻔﺘﺎﺣﺎ وميﺜﻠﻪ ﻗﺎدة ﻣﺜﻞ ﻣري ﻣﻮﺳﻮي وﻣﻬﺪي ﻛﺮويب وﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ؛ .3واﻟﺘﻴﺎر اﻟﱪاﻏاميت وميﺜﻠﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين. وﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إن اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ مبﺒﺎدئ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ داﺧﻠﻬﺎ وﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻘﺪر ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ واﻟﺘﺪاﺧﻞ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻣام ﻳﻌﺰز ﺻﻮرة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﻳﺮاين ﻛﻨﻈﺎم ﻣﺘﻌﺪد اﻷﻗﻄﺎب ،ﻟﻜﻦ ﻛام ﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﺈن ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺒﺤﺚ وﺳﻂ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻦ ﺗﻴﺎر ﻣﺴﺎﻧﺪ ﻷﻣريﻛﺎ ﻛﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ أﻣريﻛﺎ ،ﻓﺎﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﴩوع اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ. اﻟﻨﻮوي ﻣﴩوع وﻃﻨﻲ وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﴩوع اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﻛﻤﴩوع وﻃﻨﻲ ﻳﺪﻋﻢ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ إﻳﺮان وﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺣﻮل اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟﻬﺬا اﳌﴩوع ،ﻛام أن ﺑﻌﺾ اﳌﺆﺳﺴﺎت داﺧﻞ إﻳﺮان -ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري وﻫﻴﺌﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -أﻛرث دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ اﳌﴩوع ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻏريﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷﻛرث ﻋﻤﻼ ﻋﲆ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﴩوع واﺳﺘﺜامرا ﻓﻴﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻔﺌﻮﻳﺔ أﻛرث ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺑﺎﳌﴩوع اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﻣام ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ أﻛرث دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻨﻪ واﺳﺘﻌﺪادا ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬه. اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاين أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاين ﻓﻴﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻛﻨﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ وذﻟﻚ ﻟﻀﻌﻒ ﻫﻴﻜﻠﻴﺘﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺎين "ﻧﻘﻤﺔ اﻟﻨﻔﻂ" اﻟﺬي ﻳﻮﻓﺮ ﻗﺪرا ﻛﺒريا ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ 35ﺑﺎﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺣﻮاﱃ 60 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﰲ ﻋﺎن 2007ﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎين ﻣﻨﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاين .واﻟﻘﺮار اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻹﻳﺮاين ﻳﻌﺎين اﻟﺒريوﻗﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺘﺨﺒﻂ ﻓﻬﻮ ﻣﻮّزع ﻋﲆ وزارات وﻫﻴﺌﺎت وﴍﻛﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺼﻌﺐ ﺣﺘﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﺒﻌﻪ ،ﻛام أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ 1990ﻋﺠﺰت ﻋﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻔﻘﺮ واﻟﺘﻀﺨﻢ وﺿﻌﻒ اﻻﺳﺘﺜامرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺗﴬب اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻳﺮاين ﻣﻨﺬ ﻓﱰة .واﻛﺘﻔﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺠﺎد ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟرثوة وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻣﺒﺎﴍة ﻟﻠﻔﻘﺮاء وﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻗﺎمئﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﻨﻔﻂ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ
متﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ واﺿﺤﺔ ،وﺗﺮﺗﺐ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﺠﺮة ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ رأس اﳌﺎل اﻹﻳﺮاين ﻟﻠﺨﺎرج -ﻣﺜﻞ ديب -ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺎخ أﻓﻀﻞ ﻟﻼﺳﺘﺜامر. اﻟﴫاع اﻟﻌﺮيب -اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻳﺮﻛﺰ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﲆ اﻟﴫاع اﻟﺪاﺋﺮ ﺑني إﻳﺮان واﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻮذ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻓﺈﻳﺮان ﺗﺘﺨﻄﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺗﺘﺤﺪث إﱃ اﻟﺸﺎرع اﻟﻌﺮيب ﻣﺒﺎﴍة ﻋﱪ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋﲆ رأﺳﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ ﺗﻔﻮق ﰲ ﺣﺪﺗﻬﺎ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﴏح ﺑﻌﺾ رؤﺳﺎء اﻟﺪول ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ -ﻛام ّ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧرية. وﻳﺮى اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن ﺗﻌﻤﻴﻖ اﳌﺨﺎوف ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﺳﻼح ذو ﺣﺪﻳﻦ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﺤﻮل ﻟﻨﺒﻮءة ﺗﺤﻘﻖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﱪ دﻓﻊ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﻟﻠﺘﺸﺪد واﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ إﻳﺮان ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﻐﻂ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺑﻴﻨام ﻳﺮى اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن ﺗﻠﻚ اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻗﺪ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻮﻻء اﻟﺮوﺣﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻹﻳﺮان ﻻﻋﺘﺒﺎرات دﻳﻨﻴﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﻳﻦ ﻹﻳﺮان ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ،ﻓﻮﻻؤﻫﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻫﻮ ﻟﺒﻠﺪاﻧﻬﺎ .واﻟﴫاع ﻋﲆ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑني إﻳﺮان واﻟﻌﺮب ﻣﺴﺘﻤﺮ وﻫﻲ ﺗﻨﺠﺢ أﺣﻴﺎﻧﺎ وﺗﻔﺸﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﻌﺮاق ﰲ إﻳﺮان دور ﻣﻦ اﻟﻌﺮيب اﻟﻌﺎم اﻟﺮأي اﺳﺘﻴﺎء ﻣﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻛام أﺧﺮى، [44] . ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء اﻹﻳﺮاين ﺑني رﻓﺴﻨﺠﺎين وﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﻘﻮل ﻏﺎرﻳﺚ ﺳﻤﻴﺚ :ذﻛﺮ ﱄ أﺣﺪ ﻣﻌﺎوين اﻟﺴﻴﺪ ﻋﲇ أﻛﱪ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﰲ اﳌﺎﴈ ﻏري اﻟﺒﻌﻴﺪ اﺣﺘامل إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎدي ﻳﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاين ﰲ ﺣﺎل رﺣﻴﻞ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ .ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﺤﺜﺎً ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎً ﰲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺸﺎﺋﻌﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﺣﻮل ﺻﺤﺔ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ .وﻛﺎن اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﺣّﻞ ﻋﺎم 1989ﻣﺤّﻞ اﳌﺮﺷﺪ اﳌﻌني آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﺘﻈﺮي اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﲆ ﺧﻼف ﻣﻊ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ. ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎدي ﺗﻌﺪﻳًﻼ ﰲ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻹﻳﺮاين ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻴﺎم ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺲ ﻗﺪ أﻟﻐﻴﺖ مبﻮﺟﺐ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺣﺎﺻﻞ ﺳﻨﺔ .1988اﳌﺴﺄﻟﺔ اﻟﻴﻮم ﻣﻠّﺤﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮد ﺗﻜﻬﻦ أورده آﻧﺬاك ﻣﺴﺎﻋﺪ رﻓﺴﻨﺠﺎين. ﺗﺤﺘﻢ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ دور آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻛﻘﺎﺋﺪ ،ﻛام ﻋﲆ دور رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻋﲆ رأس ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء )ﻣﺠﻠﺲ ﺧﱪﮔﺎن( ،اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺎر اﻟﻘﺎﺋﺪ واﻟﺬي ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻨﺤﻴﺘﻪ. ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻼﻓﺎت ﺑني آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ورﻓﺴﻨﺠﺎين أﻗﻠّﻪ ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎم
اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻨﺔ ،1979وﻫﺬا ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﻣﻨﺬ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 2005اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺣني ﺟﻌﻞ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي [45] .رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻣﺤﻮر ﻧﺠﺎد ﺑﺪأ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻏﻠﺒﺔ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻋﲆ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺑﺄﻛرث ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻼﻳني ﺻﻮﺗﺎً .وﻗﺪ أﺧﱪين ﻻﺣﻘﺎً أﺣﺪ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﳌﺮﻣﻮﻗني أﻧﻪ ﻗﺒﻞ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﱰﺷﻴﺤﺎت ،اﺳﺘﺪﻋﻲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﲇ أﻛﱪ ﻧﺎﻃﻖ ﻧﻮري، أﳌﻊ اﻟﻘﻴﺎدﻳني اﻷﺻﻮﻟﻴني ،وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻨﺴﺤﺐ ﳌﺼﻠﺤﺔ زﻣﻼء أوﻓﺮ ﺣﻈﺎً ﻣﻨﻪ ،ﻓﻜﺎن ﺟﻮاب اﺑﻦ اﻷﴎة اﳌﺘﻮاﺿﻌﺔ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﻔﻮز ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ رﻓﺴﻨﺠﺎين. اﻟﺘﺰم أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺑﻜﻠﻤﺘﻪ ،ﻣﺘﻮﺳﻼً رﺻﻴﺪه اﻟﺸﺨﴢ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻮى وﺑﺴﺎﻃﺔ اﻟﻌﻴﺶ ،وﻣﺴﺘﻔﻴﺪا ً ﻣﻦ ﻋﺪم ﺷﻌﺒﻴﺔ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،اﻟﺬي ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻌﻈﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻴني -ﻋﻦ ﺻﻮاب أو ﻋﻦ ﺧﻄﺄ -ﻋﲆ أﻧﻪ اﺳﺘﻐّﻞ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻟيك ﻳرثي ﻫﻮ وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ. رﻏﻢ ﻫﺰميﺘﻪ ﰲ اﻟﻌﺎم ،2005مل ﻳﺘﻘﺎﻋﺪ رﻓﺴﻨﺠﺎين وازدادت ﺛﺮوﺗﻪ اﻃﺮادا ً ،إذ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﻟﺨﺴﺎرﺗﻪ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺷﻮﻫﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﰲ ﻣﺠﻤﻊ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم ،وﻫﻮ ﺟﻬﺎز دﺳﺘﻮري ﻣﻬﻢ ﻳﻌﻠﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻨﺎء وﻣﺎ ﻳﺰال ﻳﺮأﺳﻪ. وﴎﻋﺎن ﻣﺎ أﺻﺒﺢ دوره ﻣﺤﻮرﻳﺎً ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺿﺪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد، ﺳﻴام وأن اﻟﺮﺋﻴﺲ أﻗﺎل أﻋﻀﺎء "ﻣﺎﻓﻴﺎ اﻟﻨﻔﻂ" ،وﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻮﺟﻬﺎً ﺿﺪ أﺷﺨﺎص ﻣﺘﺤﺎﻟﻔني ﻣﻊ رﻓﺴﻨﺠﺎين. وﺑﺤﻠﻮل ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين ،2005أي ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﺗﻮﱄ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻟﺴﻠﻄﺔ ،اﻏﺘﻨﻢ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ إﻟﻘﺎء ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ أﻣﺎم اﳌﺼﻠّني ﰲ ﻃﻬﺮان ﳌﻨﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻦ اﻹﴐار "ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ" .وﻗﺪ ﺣﺪث ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣني ﻣﻦ دﻓﺎع آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ودﻋﻮﺗﻪ إﱃ ﻣﻨﺤﻬﺎ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ. "إن ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺑﺎت ﻣﻨﻘﺴامً إﱃ ﻣﻌﺴﻜﺮﻳﻦ ،وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﴫف ﺑﻌﺪاﺋﻴﺔ"، ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﻨﺘﻘﺪا ً "ﻣﺤﺎوﻟﺔ راﻫﻨﺔ ﻹﻗﺎﻟﺔ أﺷﺨﺎص ﻗّﻴﻤني وإدارﻳني ﻓّﻌﺎﻟني وﻋﺰﻟﻬﻢ" ،وﻣﻬﺎﺟامً اﻟﺮﺋﻴﺲ "ﻟﺘﺼﻮراﺗﻪ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ" ﰲ إﻋﻼﻧﻪ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻔﺴﺎد. وﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن اﻧﻀﻢ رﻓﺴﻨﺠﺎين إﱃ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ ،اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻛام إﱃ ﻣﻬﺪي ﻛﺮويب رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﺳﺎﺑﻘﺎً ،ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ "ﺗﺤﺎﻟﻒ اﳌﻌﻨﻴني" ﺿﺪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد.
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺤﺎﻟﻔﺖ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻠﻨﻬﺎ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ،واﻟﺘﻲ اﺳﺘﺸﻌﺮوا ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﺮا ً ﻳﺘﻬﺪد ﻣﻜﺎﻧﺔ إﻳﺮان، وﺗﺤﺴﺴﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﴬر اﻟﺬي ﺳﺘﻠﺤﻘﻪ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺿﺦ اﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻬﺠﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ. ﻧﺎدرا ً ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺮك اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻫﺎت واﺿﺤﺔ .ﺧﻼل وﻻﻳﺔ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻷوﱃ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ إﺷﺎرات إﱃ أن آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﺗﻘﻴﻴﺪ دوره وﰲ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﺣامﺳﺘﻪ ،وﻫﺬا ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﻨﺤﻰ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد اﻟﺘﻮازن ﺑني ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎت اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﺧﻼل اﻟﺴﺒﺎق اﻻﻧﺘﺨﺎيب ﳌﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء ﰲ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ،2006ﺷﺠﻊ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻋﲆ ﺧﻮض ﻏامر ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق ،وﻳﺮﺟﺢ أن ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ رﻏﺒﺘﻪ ﰲ أن ﻳﻜﺒﺢ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ ﻣﺼﺒﺎح ﻳﺰدي ،رﺟﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺤﺎﻓﻆ اﻟﺬي ﻟﻪ ﺗﺄﺛري ﻛﺒري ﻋﲆ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد. ﻓﺎز رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ وﺣّﻞ أوًﻻ ﰲ ﻗﺴﻢ ﻃﻬﺮان ﻣﻦ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺠﻠﺲ ،وﺣني ﺗﻮﰲ رﺋﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﲇ ﻣﺸﻜﻴﻨﻲ ﺧﻠﻔﻪ رﻓﺴﻨﺠﺎين. وﻛﺎن ذﻟﻚ ﺗﻄﻮرا ً ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺪﻻﻟﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻫﺰم آﻳﺔ اﻟﻠﻪ أﺣﻤﺪ ﺟﻨﺘﻲ ﺑﻐﺎﻟﺒﻴﺔ 41ﺻﻮﺗﺎً ﻣﻘﺎﺑﻞ ،34وﺟﻨﺘﻲ ﻳﺮأس ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻨﺎء )ﻣﺠﻠﺲ ﻧﮕﻬﺒﺎن( ،وﻫﺬا اﳌﺠﻠﺲ ﻫﻮ رﻗﻴﺐ دﺳﺘﻮري واﺳﻊ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت. ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني ،وﺧﺎﺻﺔ ﺧﻼل اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧرية وﻣﺎ ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ،ﺗﻌّﻤﻘﺖ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﺿﻤﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺳّﻴام ﻣﻊ وﺿﻮح ﻣﺴﺎﻧﺪة آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻷﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد. ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ،أﻋﻠﻦ رﻓﺴﻨﺠﺎين أن ﺻﻤﺖ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﻦ "أﻛﺎذﻳﺐ" أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻳﻬﺪد ﺑﺤﺼﻮل اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﺿﻌﻒ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﳌﺮﺷﺪ ﻛﺤﻜﻢ ﺣﻴﺎدي ﺣني أﻓﺘﻰ أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺰﻳﻬﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻨﺎء وﺣني أﻋﺮب ﻋﻠﻨﺎً ﻋﻦ ﺗﻔﻀﻴﻠﻪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ،ﻣﺎ أﺛﺎر اﻧﺘﻘﺎد اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﳌﺮﺷﺪ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ ﻏري ﻣﺴﺒﻮق. ﻣﻨﺬ إﻋﻼن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻻزم رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﴘ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ، وﻫﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﻼد اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،رﻏﻢ أن ﺑﻌﺾ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺷﺎرﻛﻮا وأوﻗﻔﻮا ﻟﻔﱰة وﺟﻴﺰة. واﻟﺴﺒﺐ ﰲ وﺟﻮده ﰲ ﻗﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﳌﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺠﻬﺎز ﻳﻠﺘﺌﻢ ﻋﺎدة ﻣﺮة أو ﻣﺮﺗني ﰲ اﻟﺴﻨﺔ. وﻳﻀﻢ اﳌﺠﻠﺲ 86ﻋﻀﻮا ً -ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﳌﻨﺘﺨﺒني ﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ
مثﺎين ﺳﻨﻮات -ﺗﻘﻊ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﺮﺷﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة 109ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻹﻳﺮاين. ﻛام أﻋﻄﻲ اﳌﺠﻠﺲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻨﺤﻴﺔ اﳌﺮﺷﺪ )اﳌﺎدة (111إذا ﻣﺎ ﻗﴤ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻘﺪ ،أو ﺗﺒني أﻧﻪ مل ﻳﻜﻦ ﺣﺎﺋﺰا ً ﻋﲆ اﻟﴩوط اﻟﻼزﻣﺔ اﳌﺤﺪدة ﰲ اﳌﺎدﺗني 5 و ،109وﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﲆ »اﻟﻌﻠﻢ ...واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻘﻮى ...وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ،واﻟﺘﺪﺑري ،واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،واﻟﻜﻔﺎءة اﻹدارﻳﺔ واﳌﺆﻫﻼت اﳌﻼمئﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة«. ﻫﺬه ﻫﻲ اﳌﻌﺎﻳري اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻳﻌﻄﻲ أرﺟﺤﻴﺔ ﻵﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ ﺳﻮاه ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺻﻔﺎت دﻳﻨﻴﺔ اﻛرث ﻣﻴﺰة ﻣﻨﻪ .ﻏري أن ﻣﻔﻬﻮﻣﺎً ﻣﻄﺎﻃﺎً ﻛﻤﺜﻞ »اﳌﺆﻫﻼت اﳌﻼمئﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة« ﻗﺪ ﻳﺆدي وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﻻ ﺗﺨﺪم آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ. وﻣﻦ اﻟﺤﺠﺞ ﰲ اﻟﺴﻠﻮك اﻻﻧﺘﺨﺎيب اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻗﻬﺎ رﻓﺴﻨﺠﺎين وﺳﻮاه ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮه اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﳌﺮﺷﺢ اﻟﺮﺋﺎﳼ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ،ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴﺎً اﳌﺮﺗﻜﺰ اﻟﺪﺳﺘﻮري اﳌﺤﺘﻤﻞ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺂﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﺧﻄﻮة ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻟﻔﻮن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء. أوﻟﻴﻐﺎرﺷﻴﺔ اﳌﺮﺷﺪ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺪاﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﳌﺜرية ﻟﻠﺠﺪل ﰲ إﻳﺮان ،أدﱃ اﳌﺮﺷﺪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻔﺼﻞ :ﻧﺠﺎد ﻫﻮ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﴩﻋﻲ. اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎءة اﻟﺜﻮرة ،وﰲ ﻣﻘّﺪﻣﻬﻢ ﻣﻮﺳﻮي وﻛﺮويب ورﺿﺎيئ .اﻟﻌﺪّو ﻳﱰﺑّﺺ ﺑﺎﻟﺒﻼد وﻳﺴﺘﻐﻞ ﺣﺮاك اﻟﺸﺎرع اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﻳﻐﺎدره اﳌﺤﺘّﺠﻮن ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤّﻤﻠﻬﺎ ﻗﺎدة اﳌﻌﺎرﺿﺔ. ﺣﺠﺞ ﻛﺜرية ﺳﻴﻘﺖ ﻟﺒﻠﻮغ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﺸﺎرع ﻏري ﺟﻠّﻴﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺼﻞ اﻟﻴﻮم ،وإن ﻛﺎن أﻏﻠﺐ اﻟﻈّﻦ أن اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺳﺘﻠﺘﺰم ﺑﻘﺮار ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ،وﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﺎ .ﻳﺒﺪو واﺿﺤﺎً ﻣﻦ ﻛﻼم ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أن أي اﺣﺘﺠﺎج ﺳﻴﻮاﺟﻪ ﺑﻘﺒﻀﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺣﺘامﻻت ﺣﺼﻮل ﺣامم دم .ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻷﺧري ﻻ ﺷﻚ ﰲ أﻧﻪ ﺳﻴﺤﻤﻞ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺪﻻﻻت :إﻋﻼن ﺧﺮوج ﻋﻦ اﻟﺜﻮرة ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷدىن ،ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﱃ ﺣﺪ »اﻟﺜﻮرة ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة«. ﻟﻜﻦ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻬﺪوء واﻟﻌﻮدة إﱃ اﻷﻃﺮ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﺤﺠﺒﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻣﺎ ﺟﺮى ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﺪوره اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺪﻻﻻت: ﻋﺠﺰ آﻟﻴﺎت اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻦ ﺿﺒﻂ إﻳﻘﺎع اﻟﴫاع داﺧﻞ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ )ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﺰﻧﻪ ﻣﻦ اﻣﺘﺪادات ﺷﻌﺒﻴﺔ( ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷدىن ،ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﱃ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪع
[46] .ﺑﺮﻣﺘﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺘﻬّﺪد اﻟﺬي اﻟﺒﻨﻴﻮي ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ آﻟﻴﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﰲ إﻳﺮان اﻟﺜﻮرة ﻋﲆ ﻣﺎ ميﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺟﺰاﻓﺎً »أوﻟﻴﻐﺎرﺷﻴﺔ اﳌﺮﺷﺪ« ،اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﻧﺨﺒﺔ اﻟﺒﻠﺪ ﰲ أﻃﺮ ﺛﻼﺛﺔ :ﻣﺠﻤﻊ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﻛﺒﺎر اﻟﻘﻮم ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ ،اﻟﺤﺎﻟﻴني واﻟﺴﺎﺑﻘني ،ورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻷﻋامل واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﺴﻜﺮ ...وﻓﻴﻪ ﺗﻮﻟﺪ اﻟﻘﺮارات .وﻣﺠﻠﺲ ﺧﱪاء اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺬي ﻳﻀﻤﻦ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﺣﺎل وﻓﺎة اﳌﺮﺷﺪ أو ﺧﺮوﺟﻪ ﻋﻦ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺜﻮرة .وﻣﺠﻠﺲ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺬي ﻳﺤﻔﻆ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﻋﺪاء اﻟﻨﻈﺎم .أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺟﻬﺰة ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ، وﰲ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ )اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ اﻟﻘﺮارات ( وﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى )اﻟﺬي ﻳﻀﻊ اﻟﻘﻮاﻧني اﻟﴬورﻳﺔ ﻟﻬﺎ( واﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋﲆ ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ )اﻟﺬي ﻳﺘﻮﱃ اﳌﻠﻔﺎت اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ (. ﻫﺬا ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﻔﻬﻮم اﻟﻨﻈﻤﻲ ،ﻓﺈن اﳌﺮﺷﺪ ﻳﺪﻳﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﺨﺒﺔ وﻳﻀﺒﻂ اﻟﻌﻼﻗﺔ واﻟﺘﻮازن ﺑني ﻣﻜّﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻣﺘﺴﻠﺤﺎً ﺑﻌﻨﺎﴏ ﻗﻮة ﺛﻼﺛﺔ :اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ )واﳌﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ ﻣﻔﻬﻮم وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ( ،واﻟﻌﺴﻜﺮ )وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺤﺮس واﻟﺒﺎﺳﻴﺞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻹﻣﺮﺗﻪ اﳌﺒﺎﴍة( ،واﳌﺎل )واﳌﻘﺼﻮد اﻟُﺨﻤﺲ اﻟﺬي ﻳﺤّﺼﻠﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻣﺨﺼﺼﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ( .ﻟﻸﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻇﺎﺋﻒ أﺧﺮى ﻃﺒﻌﺎً ،ﰲ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻬّﻤﺶ اﻟﴫاﻋني اﻟﻄﺒﻘﻲ واﻟﻌﺮﻗﻲ ،ﻣﻦ دون أن ﺗﻠﻐﻲ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ذات اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻳﻌﺘّﺪ ﺑﺤﻀﺎرﺗﻪ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ اﳌﻮﻏﻠﺔ ﰲ اﻟﻘﺪم. ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﻋﺎدت إﻧﺘﺎج اﻟﺒﻨﻰ اﳌﺠﺘﻤﻌﻴﺔ - اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺎﺿﻴﺔ ﰲ رﺑﻂ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺎﺑﻠﻴﺸﻤﻨﺖ اﻟﻘﺎﺋﻢ :ﻧﺸﺄت ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬﻳﻦ ،وأﺧﺮى ﻣﻦ ﺿﺒﺎط اﻟﺠﻴﺶ )أﺑﻄﺎل اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ( وﻛﺒﺎر ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻓﻴام اﻧﻀﻮى ﺟﺰء ﻣﻦ أرﺳﺘﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﺎه ﺗﺤﺖ ﻟﻮاء اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﰲ ﻛﻨﻔﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻮرﺟﻮازﻳﺔ اﻟﺼﻐرية ،أﺧﺬت ﺗﻜﱪ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً و)ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻋﻬﺪ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين وﻣﺎ ﺑﻌﺪه( ،وأﺧﺮى ﻣﻦ اﳌﺘﻌﻠﻤني اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻻرﺗﻘﺎء اﻻﺟﺘامﻋﻲ وﺑﺈﺻﻼﺣﺎت ﻓﺸﻞ ﻋﻬﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ ﰲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ .وﻳﺒﻘﻰ اﻟﻔﻘﺮاء اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﰲ إﻳﺮان. ﻣﺎ ﺟﺮى ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ اﺻﻄﻔﺎف ﺣﺎد ﺑﻠﻎ ﺣﺪ اﻟﺼﺪام ﰲ اﻟﺸﺎرع ،إمنﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺗﺼّﺪﻋﺎً ﰲ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﻣّﻜﻨﺖ ﻫﺬه اﻟﺒﻨﻰ ﻣﻦ أن ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﺎً ﰲ ﻛﻨﻒ اﻟﻨﻈﺎم .ﻟﻘﺪ أدت اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺼﺪاﻣﻴﺔ ﻟﻨﺠﺎد ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ إﱃ ﻓﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺳﺒّﺒﺖ أﴐارا ً ﻷﺻﺤﺎب اﻟﺮﺳﺎﻣﻴﻞ واﳌﺼﺎﻟﺢ )ميﺜﻠﻬﻢ
رﻓﺴﻨﺠﺎين ( ،ﻓﺎﻗﻤﺘﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ زادت ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ .ﻛام أدى ﺗﺸﺪده اﻟﺪﻳﻨﻲ وﺗﻘﻠﻴﺼﻪ ﻟﻬﺎﻣﺶ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺬي ﻋﺮﻓﺘﻪ إﻳﺮان ﰲ ﻋﻬﺪ ﺳﻠﻔﻪ ،وﻧﺴﺐ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ،إﱃ ﺗﻐﺮﻳﺐ اﻟﺸﺒﺎب ،اﳌﺪﻳﻨﻲ ﺧﺎﺻﺔ )ميﺜﻠﻬﻢ ﻣﻮﺳﻮي اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺧﻄﺎب ﺧﺎمتﻲ وﻳﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﺠّﻨﺐ أﺧﻄﺎﺋﻪ( .وﻫﻮ ﻣﺎ أدى إﱃ اﻧﺘﻔﺎض ﻫﺆﻻء وأوﻟﺌﻚ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﳌﻌﺘﺪﻟني ،ﻋﲆ ﻧﺠﺎد اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮ )وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺤﺮس واﻟﺒﺎﺳﻴﺞ ،ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﺪوﻟﺔ( واﻟﻔﺌﺎت اﻟﻔﻘرية واﳌﻬﻤﺸﺔ ،ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆدي اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ دورا ً ﻣﺮﻛﺰﻳﺎً ﰲ ﺣﺮاﻛﻬﻢ. اﻧﻘﺴﺎم ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺣﻜامً ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﻴﺎﳼ ،ﺑني دﻋﺎة اﳌﻮاﺟﻬﺔ ودﻋﺎة اﻟﺤﻮار .ﺑني ﻗﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻌﺪاء واﻟﻘﻄﻴﻌﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻣﻊ »ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر « ،وﻗﺎﺋﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎن إدارة اﻟﴫاع ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ اﻧﻔﺘﺎح وﺗﺒﺎدل ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ .ﺑني دﻋﺎة ﺧﻮض ﻣﻌﺎرك اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﻛﻠﻬﻢ ودﻋﺎة ﺧﻮض ﻣﻌﺎرك إﻳﺮان ﻓﻘﻂ ...ﻋﻠامً ﺑﺄن ﻫﺬه اﻷﺧرية ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﳌﺸﱰك ﻟﻠﻄﺮﻓني اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎن ﰲ رؤﻳﺘﻬﻢ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ. ﺗﺼّﺪع ﺑﻨﻴﻮي ﻣﺮﺷﺢ ﻟﻠﺘﻌّﻤﻖ أﻛرث ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺼﺎر ،وﻳﻬﺪد ﺑﺎﻧﻔﺮاط ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻨﺪ ﻛﻞ اﻧﺘﻜﺎﺳﺔ .ميﻜﻦ أن ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻣﺆﻗﺘﺎً ﰲ ﺣﺎل اﻟﻌﺪوان ﻋﲆ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻛﻠﻴﺎً إذا » اﻧﺘﴫت« إﻳﺮان ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب، مبﻌﻨﻰ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ دورا ً إﻗﻠﻴﻤﻴﺎً ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ دوﻟﺔ ﻛﱪى. وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻳﺠﺐ اﻹﻗﺮار ﺑﺄن اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ أﺣﺎدﻳﺔ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﻈﺎﻫﺮة ﻣﻌّﻘﺪة ﺗﺘﺪاﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻳﻈﻠّﻠﻬﺎ ﻏﻤﻮض ﻳﻔﺮﺿﻪ اﻟﺘﻌﺘﻴﻢ اﳌﺰﻣﻦ وﻏﻴﺎب اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﻴﺔ. اﳌﻘﺒﻠﺔ واﻷﺷﻬﺮ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺗﻄﻮرات ﺑﺮﺳﻢ ﻳﺠﺮي ﻣﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻜﻨﻬﺎ [47] . رﺟﺎل اﻟﻈﻼل ﰲ ﻃﻬﺮان ﰲ اﻷول ﻣﻦ أﻳﺎر ،1980ﺗﻮّﺟﻪ ﺣﺠﺔ اﻹﺳﻼم ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،أﺣﺪ ﻗﺎدة اﻟﺤﺰب اﻟﺠﻤﻬﻮري اﻹﺳﻼﻣﻲ إﱃ اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺗﱪﻳﺰ ،ﺣﻴﺚ اﺣﺘﺠﺎز اﳌﻠﺤﻖ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﻣرييك اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﻞ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﺳﻜﻮت. ﻃﻠﺐ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﻦ ﺳﻜﻮت اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻦ أﺟﻞ إﻣﺮار ﺻﻔﻘﺔ إﻃﻼق اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ اﻷﻣريﻛﻴني -وﻫﻮ أﺣﺪﻫﻢ -ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ ،وﻻ ﺳّﻴام ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻞ اﻟﻐﺎرة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺘﺨﻠﻴﺼﻬﻢ ﰲ ﻧﻴﺴﺎن/أﺑﺮﻳﻞ. مل ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺳﻜﻮت إﻻ ﻇّﻨﻪ أّن اﻵﺑﺎر ﻣﺴّﻤﻤﺔ وﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﺮور ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ .ﻣّﺮت ﺷﻬﻮر اﻟﺼﻴﻒ دون ﻛﺜري ﺣﺮاك ﰲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ رﻏﻢ
ﺗﻮﺳﻂ اﻟﻌﺪﻳﺪ أو ﻣﺤﺎوﻟﺔ واﺷﻨﻄﻦ -ﺑﺎﻷﺣﺮى -ﺗﻮﺳﻴﻄﻬﻢ )وﻣﻨﻬﻢ اﻷﺳﺘﺎذ ﻫﻴﻜﻞ(. ﰲ أﻳﻠﻮل/ﺳﺒﺘﻤﱪ ،ﺑﺪأ ﺗﺤﺮك ﻋﲆ ﻣﺴﺎر آﺧﺮ متﺎﻣﺎً .ﻛﺎن ﻛﺎرﺗﺮ ﻳﱰﻧﺢ ﺗﺤﺖ وﻃﺄة اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺤﺎدة ،وﻳﺮﺗﺐ ﻟﺘﺤﺮﻳﺾ اﻟﻌﺮاق ﻋﲆ ﺷﻦ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ إﻳﺮان ،وﻳﻌﺎين ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ إدوارد ﻛﻴﻨﻴﺪي ﻟﻪ ﻋﲆ ﺗﺮﺷﻴﺢ اﻟﺤﺰب اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ ،وﻳﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪا ً ﻻﺳﺘﻨﺰاف اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت ﰲ أوﺣﺎل أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن .ذاك اﳌﺴﺎر ﻛﺎن ﺳﻌﻲ اﻟﻴﻤني اﻟﺠﻤﻬﻮري ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ إﱃ ﻣﻨﻊ ﻛﺎرﺗﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﰲ إﻃﻼق اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ يك ﻻ ﻳﻜﻮن ورﻗﺔ راﺑﺤﺔ ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ أواﺋﻞ ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين. ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﺮى؟ ﻋﺮﻓﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ أن ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﺆﺛﺮا ً ﰲ ﻧﻈﺎم ﻃﻬﺮان ﻫﻮ ﻋﲆ درﺟﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﻘﺒﻞ ﻋﺮض ﻣﻨﺎﺣﻴﻢ ﺑﻴﻐﻦ ﰲ أﻳﺎر 80ﺑﺘﺰوﻳﺪ إﻳﺮان ﺑﻘﻄﻊ ﻏﻴﺎر ﻃﺎﺋﺮاﺗﻬﺎ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ )اﻟﺬي ﻧﺎل ﻣﻮاﻓﻘﺔ واﺷﻨﻄﻦ اﳌﺴﺒﻘﺔ( ،وأن ﻧﻮاﺗﻪ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى وﻣﻬﺪي ﻛﺮويب أﺣﺪ أﻗﻄﺎب ﺣﺰب اﻟﻨﻈﺎم، وآﺧﺮﻳﻦ. ﰲ ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ،80ﺗﻮﺟﻪ ﺟﻮرج ﺑﻮش ،اﳌﺮﺷﺢ ﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻣﺪﻳﺮ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻷﺳﺒﻖ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﻮﻟﻴﺎم ﻛﻴﴘ ،ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﻣﺪﻳﺮ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﳌﻘﺒﻞ ،إﱃ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻼﺟﺘامع مبﻬﺪي ﻛﺮويب ﻣﺒﻌﻮث اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻨﺎﻓﺬ ﰲ ﻃﻬﺮان. ﺗﻮﺻﻞ اﻟﻄﺮﻓﺎن إﱃ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﲆ ﻣﻮﻋﺪ وﺗﺮﺗﻴﺒﺎت إﻃﻼق اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺠﺮي [48] .اﻟﻴﻤني رﻳﻐﺎن روﻧﺎﻟﺪ أداء ﻟﺤﻈﺔ أﻗﻨﻊ رﻓﺴﻨﺠﺎين اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳني ﳌﺎ ﺳﻠﻒ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ،ﻓﻴام ﺑﻘﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻏري اﳌﺤﺒﺬ ﻟﺬﻟﻚ اﳌﺴﺎر ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﻌﺎرﺿﺎً ﻟﻠﺘﺴﻠﺢ ﻣﻦ إﴎاﺋﻴﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺮب ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق وأﺛﻨﺎءﻫﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ أﻓﺘﻰ ﺑﴬورﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪة أﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﺎﺑﺮة ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ اﻗﺘﻨﺎﺻﻬﺎ ،ﻻ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻳُﻘﺎس ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﻘﺔ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين/ﻳﻨﺎﻳﺮ 81ﺗﻜﺘﻴﻜﻴًﺔ اﻟﻄﺎﺑﻊ وﺷﻤﻠﺖ ﺗﻨﺎزﻻت ﻣﺎﻟﻴﺔ ،وﺗﻌﻬﺪا ً أﻣريﻛﻴﺎً ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻳﺮاين )وﻫﻮ ﻣﺎ مل ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻪ واﺷﻨﻄﻦ( وﺗﺴﻠﻴﺤﺎً إﴎاﺋﻴﻠﻴﺎً ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ. واﻇﺒﺖ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﲆ ﺗﻜﺘﻴﻒ ﻃﻬﺮان ﺗﺴﻠﻴﺤﻴﺎً ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل -ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﻨﺎة اﻟﺘﻨﻘﻴﻂ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ -ﻣﻊ ﺗﺰوﻳﺪ ﺑﻐﺪاد ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﻮات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ أﻋﻮام اﻟﺤﺮب -ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﺼﺔ اﻟﻔﺎو ﻣﻄﻠﻊ .86 رّدت ﻃﻬﺮان ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ إﻧﺸﺎء ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ،82/83وﺑﺘﺪﻣري اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺑريوت ﰲ ﻧﻴﺴﺎن/أﺑﺮﻳﻞ ،83وﻗُﺘﻞ 11ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﰲ
اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﻋﲆ رأﺳﻬﻢ ﻛﺒريﻫﻢ روﺑﺮت إميﺰ ،ﺛﻢ ﺑﺘﺪﻣري ﻣﻘﺮ اﳌﺎرﻳﻨﺰ ﰲ ﺗﴩﻳﻦ اﻷول/أﻛﺘﻮﺑﺮ 83وﻗﺘﻞ 241ﺟﻨﺪﻳﺎً ،ﺛﻢ ﺑﺎﺧﺘﻄﺎف وﻗﺘﻞ وﻟﻴﻢ ﺑﺎﻛﲇ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﰲ آذار/ﻣﺎرس ،84ﻣﺴﺒﻮﻗﺎً ﺑﺎﻏﺘﻴﺎل ﻣﺎﻟﻜﻮمل ﻛري ،ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺑريوت ﰲ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين/ﻳﻨﺎﻳﺮ ،84ﺛﻢ ﻣﺎ ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺔ اﺧﺘﻄﺎف ﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴني ﰲ ﺑريوت ﻃﻴﻠﺔ ﻋﺎﻣﻲ 84و .85أرادت واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻊ ﻓﺸﻞ ﻫﺠﻮﻣﺎت ﻛﺮﺑﻼء 1/82 -و 2/83و 3/84و 4/85ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق أن ﺗﻌّﺰز ﻣﻦ ﻗﺪرات إﻳﺮان ﻋﲆ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻬﺠﻮم وإﻃﺎﻟﺔ أﻣﺪ اﻟﺤﺮب وﺗﺨﻠﻴﺺ رﻫﺎﺋﻨﻬﺎ ﰲ ذات اﻟﺤني ﻓﺄرﺳﻠﺖ إﱃ ﻃﻬﺮان -ﻋﱪ ﻋﻤﻴﲇ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻣﻨﺼﻮر ﻏﻮرﺑﺎﻧﻴﻔﺎر وﻋﺪﻧﺎن ﺧﺎﺷﻘﺠﻲ )ﻣﺪﻟﻮل دوره ﰲ اﻟﺼﻔﻘﺔ أن آل ﺳﻌﻮد ﻏﺎﺻﻮا ﺣﺘﻰ اﻟﺮﻛﺐ ﰲ اﻟﺴﻌﻲ إﱃ إﻃﺎﻟﺔ أﻣﺪ اﻟﺤﺮب( ،وﻋﱪ ﻋﻤﻴﻞ اﳌﻮﺳﺎد ﻳﻌﻘﻮب منﺮودي -أﻧﻬﺎ ﺟﺎﻫﺰة ﻟﺘﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺼﻮارﻳﺦ »ﺗﺎو« اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﺪﺑﺎﺑﺎت ﺑﺄﻣﻞ متﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻴﻴﺪ دور اﻟﺪروع اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﰲ ﺻﺪ اﻟﻬﺠﻮﻣﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻔﺎﺟﺌﺎً أن اﻟﻔﺮﻳﻖ اﳌﻔﺎوض ﻟﻸﻣريﻛﻴني ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮع ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين وﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء وﺻﺪﻳﻖ ﻏﻮرﺑﺎﻳﻨﻔﺎر ﻋﱪ ﻣﺴﺎﻋﺪه ﻣﺤﺴﻦ - وﻣﻬﺪي ﻛﺮويب ،ﻓﻴام ﻧﺄى ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ. ﺑﻠﻎ اﻷﻣﺮ أن ﻃﺎر روﺑﺮت ﻣﺎﻛﻔﺮﻟني ﻣﺴﺘﺸﺎر رﻳﻐﺎن ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻄﻬﺮان ﰲ أﻳﺎر 86ﺣﺎﻣًﻼ ﻣﻌﻪ أول ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻦ »اﻟﺘﺎو« ﻋﲆ اﻟﺤﺴﺎب وﻣﻨﱢﺴﻘﺎً ﻣﻊ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺟﺪول اﻹرﺳﺎﻟﻴﺎت اﻟﻼﺣﻘﺔ. وﻟﺪواﻓﻊ ﴏاع داﺧﲇ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑني ﻧﺎﺋﺐ اﻹﻣﺎم -ﺣﻴﻨﻬﺎ -ﺣﺴني ﻣﻨﺘﻈﺮي وﺑني رﻓﺴﻨﺠﺎين ،ﻗﺎم ﺻﻬﺮ اﻷول ﻣﻬﺪي ﻫﺎﺷﻤﻲ -ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﺤﺮر -ﺑﺘﴪﻳﺐ ﺧﱪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺴﻤﻌﺔ إﱃ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﴩاع« اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين .86 دﻓﻊ اﻻﺛﻨﺎن اﻟﺜﻤﻦ ﺑﺈﻋﺪام ﻣﻬﺪي ﻋﺎم 87وﺑﻌﺰل ﻣﻨﺘﻈﺮي ﻣﻄﻠﻊ .89 دﻻﻟﺔ ﻣﺎ ﺳﻠﻒ ﻫﻲ أن ﺟﺬور اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑني ﻓﺼﺎﺋﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﺠﻬﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب وإﴎاﺋﻴﻞ ،ﺗﻌﻮد إﱃ أﻳﺎﻣﻪ اﻷوﱃ ،ﻻ ﻷن ﻓﺮﻳﻖ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﻮﺳﻮم ﺑﻌامﻟﺔ أو ارﺗﺒﺎط ﺧﻔﻲ ،ﺑﻞ ﻷن اﻧﺘﻬﺎزﻳﺘﻪ وﻧﻔﻌﻴﺘﻪ وﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺗﺘﻮﺳﻢ ﻋﻼﻗﺔ وﻇﻴﻔﻴﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب ،ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ اﻟﺸﺎه ﰲ اﻷﺳﻠﻮب واﻟﻄﺮﻳﻘﺔ وﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻌﻪ ﰲ اﻷﻫﺪاف واﳌﻨﻰ :إﻳﺮان ﻗﻮﻳﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎً وﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﰲ ﻗﺮارﻫﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺘﻮامئﺔ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ اﻟﻘﺮﻳﺐ واﻟﺒﻌﻴﺪ وﻧﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻓﻴام ﺗ ُﻌّﺰ وﺗﺒﻐﻲ .اﻟﻔﺮﻳﻖ ذاﺗﻪ ﻃﻔﺎ اﻵن ﻋﲆ ﺳﻄﺢ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺷﺎﻫﺮا ً ﻃﻼﻗﻪ اﻟﺒﺎﺋﻦ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻟﺠﻴﻞ اﻟﻘﻴﺎدي اﻟﺜﺎين واﳌﺮﺷﺪ اﻟﺮاﻋﻲ ﻟﻬام .ﻧّﺴﻖ ﻣﻊ ﻣﻘﺮن آل ﺳﻌﻮد وﻣﻊ ﻟﻴﻮن ﺑﺎﻧﻴﺘﺎ -ﻋﱪ
ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﺪيب -ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت إﺷﻌﺎل ﺛﻮرة ﻣﻠّﻮﻧﺔ ﺗﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ،ميﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺧﻄﺎب أوﺑﺎﻣﺎ اﳌﻮﺟﻪ إﱃ اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ واﳌﺪﻏﺪغ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﻐﺮض اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ،ﺛﻢ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﻣﻮﺳﻮي -اﻟﻐﺎﺋﺐ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪﻳﻦ - ﻟﺘﺸﺎﺑﻬﻪ ﻣﻊ ﻧﺠﺎد ﰲ ﺳﻤﻌﺔ اﻟﻨﺰاﻫﺔ وﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻗﺘﺪاره ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺧﻼل مثﺎﻧﻴﻨﺎت اﻟﺤﺮب ،ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﱰﺷﻴﺢ ﻛﺮويب ورﺿﺎيئ ﻻﺟﺘﺬاب أﺻﻮات ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺠﺎد ﻣﻦ ﻃﺮﰲ اﳌﺤﺎﻓﻈني واﻹﺻﻼﺣﻴني وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻮﺳﻮي، ﻓﺈن ﻓﺎز ﻛﺎن ﺑﻬﺎ ،وإن مل ﻳﻔﺰ ﻓﺎﻟﺮﻓﺾ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﻴﻞ. أُﻋّﺪت أﺣﺪث وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺤﺮب دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺑﻬﺪف ﺗﺤﺮﻳﺾ اﻟﺪاﺧﻞ وﺗﺄﻟﻴﺒﻪ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم ،وأُﻃﻠﻘﺖ ﻓﺮق ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺟﻨﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺒﻠﻮﺷﻴني وﺣﺰب اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎين وﻣﺠﺎﻫﺪي ﺧﻠﻖ ﻟﺘﻌﺒﺚ ﺑﺸﻮارع اﳌﺪن اﻟﻜﱪى وﻃﻬﺮان ﺑﺎﻟﺬات ،ﺑﻞ وﺳﻌﺖ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﻋامل اﻟﻨﻘﻞ واﻟﻨﻔﻂ وﺗﺠﺎر اﻟﺒﺎزار ﻋﲆ ﺳﻜﺔ اﻹﴐاب اﻟﻌﺎم ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻬﺎ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﺑـ 400ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻓﺸﻠﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ وﻓﺸﻞ ﻓﺮﻳﻖ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،وﺑﻘﻲ أن ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ أﻗﻄﺎﺑﻪ [49] .ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﻴﺪ ﻻ وﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ اﻵﺧﺮ ،إﺛﺮ واﺣﺪا ً ﺧﻴﺎر ﻣﻮﺳﻮي أﻋﻤﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮى ﺗﻌﺎﻇﻢ اﻟﻘﻮة اﻟﺬي ﺣﻘﻘﺘﻪ إﻳﺮان ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷرﺑﻊ اﳌﺎﺿﻴﺔ .ﻇﺎٌمل ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ إﺳﻬﺎم ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻓﻴﻪ .وﻣﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻳﻘﴫ اﻟﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﻨﻘﻴﺾ اﻟﺼﻠﺐ واﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﳌﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ اﳌﺮن واﻟﱪاﻏاميت .ﻻ ﻳﺰال اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﺬﻛﺮون ﻛﻴﻒ ﺧﺮج اﺑﻦ اﻟﺤﺪاد ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻼﻣﻜﺎن ﻟﻴﺤﺼﺪ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎم .2005وﻗﺘﻬﺎ ،مل ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺧﺎرج إﻳﺮان .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺪﻣﺔ -اﳌﻔﺎﺟﺄة ﰲ ﺗﻐﻠّﺒﻪ ﻋﲆ ﺳﺎﺳﺔ ﻣﺨﴬﻣني ،ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ أﻛﱪ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين وﻣﻬﺪي ﻛﺮويب ،وآﺧﺮﻳﻦ ﻛﺎن ﻧﺠﻤﻬﻢ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺴﻄﻊ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻋﲇ ﻻرﻳﺠﺎين وﻣﺤﻤﺪ رﺿﺎ ﻗﺎﻟﻴﺒﺎف. »ﻇﻬﻮر« ﺟﺎء ﰲ ﻇﺮوف إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ مل ﺗﻜﻦ إﻳﺮان ﺗﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ: ﻣﺠﻨﻮن ﻳﺘﺤﻜﻢ مبﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ واﺷﻨﻄﻦ .ﺳﺒﻖ أن ﻏﺰا أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق وﻧﴩ ﺟﻨﻮده ﻋﲆ اﻟﺤﺪود اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﴩﻗﻴﺔ ﻹﻳﺮان ،اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻀﻮا ً أﺻﻴﻼً ﰲ »ﻣﺤﻮر اﻟﴩ« .اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻻ ﺗﺰال إﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم اﳌﻼﱄ »ﻏري اﻟﻌﻘﻼين« ووﻗﻒ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي .اﻧﻘﺴﺎم ﻣﺬﻫﺒﻲ ﺑﺪأ ﻳﻌّﻢ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،ﻛﺎﻧﺖ ﴍارﺗﻪ ﻗﺪ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﰲ ﺑﻼد اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ ،وﻓﺎﻗﻤﺘﻪ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ أﻋﻘﺎب اﻏﺘﻴﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي .ﺳﻮرﻳﺎ ،اﻟﺤﻠﻴﻒ اﻷول ﻹﻳﺮان ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻌﺰﻟﺔ دوﻟﻴﺔ وﺗﺴﺤﺐ ﻗﻮاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن...
مل ميﺾ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺒني أن اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻄﻬﺮان أﻛرث »ﺟﻨﻮﻧﺎً« وأدﻟﺠﺔ ﻣﻦ ذاك اﳌﱰﺑﻊ ﻋﲆ ﻋﺮش واﺷﻨﻄﻦ؛ وﺿﻊ ﺣﺪا ً ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ أرﺳﺎﻫﺎ ﺳﻠﻔﻪ ﺣﻴﺎل اﻟﻐﺮب ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﺣﻮار اﻟﺤﻀﺎرات «، واﺳﺘﺒﺪﻟﻬﺎ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻬﺎوﻳﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻪ ﺑﺴﻴﻄﺔ :ﺧﺎمتﻲ ﻣﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﻟـ »اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ« ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻋﻠّﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم ﻋﺎﻣني، ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺗﺮﴈ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﺰاﻳﺪت اﳌﻄﺎﻟﺐ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ إﻳﺮان وﻣﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﻦ ﻃﻤﻮﺣﻬﺎ ﰲ إﻗﺎﻣﺔ ﴍق أوﺳﻂ [50] .ﻓﻴﻪ ﻟﻄﻬﺮان ﻣﻜﺎن ﻻ ﺟﺪﻳﺪ وﻫﻜﺬا ،اﻋﺘﻤﺪ ﻧﺠﺎد دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻫﺠﻮﻣﻴﺔ أدارت اﻷذن اﻟﺼامء ﻟﻸﻣريﻛﻴني واﻷوروﺑﻴني واﻟﺮوس واﻟﺼﻴﻨﻴني ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،وﻛﺜّﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي إﱃ أن ﺑﻠﻎ ﻋﺪد أﺟﻬﺰة اﻟﻄﺮد اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻠﻬﺎ إﻳﺮان أﻛرث ﻣﻦ 7131ﺟﻬﺎزا ً ،وأﻗﺎم ﻣﺼﻨﻌﺎً ﻹﻧﺘﺎج اﻟﻮﻗﻮد اﻟﻨﻮوي .ﻛﺬﻟﻚ ،ﻛﺜﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﱰﺳﺎﻧﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ )أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ إﻋﻼن » اﻹﻧﺠﺎزات « ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻷﻫﺪاف ردﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﲆ أﺣﺪ( ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺖ أﺧريا ً ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻹﻃﻼق ﺻﺎروخ ﻓﻀﺎيئ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﻟﻮﻗﻮد اﻟﺼﻠﺐ. أﻣﺎ ﰲ اﻟﺨﺎرج ،ﻓﻘﺪ أﻏﺪق اﳌﺴﺎﻋﺪات اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺣﻠﻔﺎء إﻳﺮان ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺳﻮاء ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق ،أو ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴﻄني، ﻓﻴام ﻛﺎن ﻳﺒﺬل ﺟﻬﻮدا ً ﺟﺒﺎرة ﺣﻴﺎل اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺑﺎﻗﻲ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻄأمﻧﺘﻬﺎ واﻟﺘﻘﺮب ﻣﻨﻬﺎ ﻋﱪ ﻋﺮض اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻋﻠﻴﻬﺎ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﻔﺘﻨﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ -اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻠﻮح ﰲ اﻷﻓﻖ. مل ﻳﱰك أﻳﺎً ﻣﻦ اﳌﺤﺮﻣﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ إﻻ ﺧﺮﻗﻪ ،ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ اﳌﺤﺮﻗﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻚ ﰲ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ،وإﴎاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪ ﻏري ﻣﺮة ﺑﺈزاﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ .وﰲ ﻫﺬا رأﻳﺎن :اﻷول ﻳﻘﻮل ﺑﺤامﻗﺔ ﻫﺬا اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي أﺛﺎر اﻟﻌﺎمل ﻛﻠﻪ ﻋﲆ إﻳﺮان وأﻋﻄﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﱪﻳﺔ اﻟﺤﺠﺔ ﻟﺘﺆدي دور اﻟﻀﺤﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﻳﺴﻌﻰ إﱃ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻴام ﻳﻘﻮل اﻟﺜﺎين إن ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻤﻨﻬﺠﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ »ﻛﴪ اﻷﺻﻨﺎم« اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻘﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎمل ﻟﻌﻘﻮد، وﺑﻴﻨﻬﺎ » اﻟﻬﻮﻟﻮﻛﻮﺳﺖ « وﻣﻘﻮﻟﺔ أن إﴎاﺋﻴﻞ ﻻ ﺗﻘﻬﺮ. ﻣﻬام ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﻣﺮ ،ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﻧﺠﺎد ،اﻟﺬي ﺿﺎق ُﻛرث ذرﻋﺎً ﺑﺴﻴﺎﺳﺘﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻻﻋﺘﺒﺎﻃﻴﺔ وﺗﺰﻣﺘﻪ اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﲆ ﺣﺪه ،ﻳﻨﻬﻲ وﻻﻳﺘﻪ وﻗﺪ أﻗّﺮ اﻟﻐﺮب ﻛﻠﻪ ،وﻟﻮ ﺿﻤﻨﺎً ،ﺑﺄن ﺑﻼده ﻗﺪ ﺗﺠﺎوزت ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ »اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ «، وأﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﺎص ﻣﻦ اﻻﻋﱰاف ﺑﻬﺎ دوﻟﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ﻣﻊ ﺿامﻧﺎت ﻋﺪم إﻧﺘﺎج أﺳﻠﺤﺔ دﻣﺎر ﺷﺎﻣﻞ .ﺛﺒﺘﺖ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ أي ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﻟﻴﻬﺎ ،وﺳﻘﻄﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ
إﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ .اﻷذرع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﻏﺰة ﺗﺰداد ﺻﻼﺑﺔ، وﺳﻮرﻳﺎ ﻗﺪ ﻓّﻜﺖ ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ .وواﺷﻨﻄﻦ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﻣﺤﺎورة ﻃﻬﺮان ﻟﻀامن ﺗﻌﺎوﻧﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺮاق وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،ﺑﻞ ﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺸﻤﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ... وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ أن ﺗﻌﺎﻇﻢ ﻗﻮة إﻳﺮان ودورﻫﺎ ﰲ ﻋﻬﺪ ﻧﺠﺎد ﻳﻌﻮد ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷﻛﱪ ﻣﻨﻪ إﱃ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺟﻮرج ﺑﻮش ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ إﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎﻣﻲ ﻃﺎﻟﺒﺎن وﺻﺪام ﺣﺴني ،وإﺷﻐﺎل اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺣﺮﺑني ﴐوﺳني أﻓﻘﺪﺗﺎﻫﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺧﻮض ﻏامر ﻧﺰاع ﻋﺴﻜﺮي ﺛﺎﻟﺚ ،ﻓﻀًﻼ ﻋﻦ ﺳﻘﻮط اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﴎاﺋﻴﲇ اﻟﺬي اﻧﻬﺎرت أﺳﻄﻮرﺗﻪ ﰲ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﻠﺒﻨﺎين. ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن رﺋﺎﺳﺔ ﻧﺠﺎد ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﱪرﻫﺎ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺑﻮش :ﻣﺠﻨﻮن ﻳﺤﺎيك ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً .ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن اﻟﻠﻐﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻳﻔﻜﺮان ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ذاﺗﻬﺎ وﻳﻌﺘﻤﺪان اﳌﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴﻪ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻼ رﻳﺐ أﺳﺎءت إﱃ ﺻﻮرة ﻃﻬﺮان ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﺬي أﺳﺎءت ﻓﻴﻪ رﺋﺎﺳﺔ ﺑﻮش إﱃ ﺻﻮرة واﺷﻨﻄﻦ. اﻟﻴﻮم ﻏريت أﻣريﻛﺎ ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ .ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰال إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ اﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ اﺑﺘﻼع اﻟﻜﻮﻛﺐ وﻣﻘﺪراﺗﻪ ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺛﺮوات ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق [51] .ﺣﺮﻳﺮﻳﺔ ﻗﻔﺎزات ارﺗﺪت ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻷوﺳﻂ. آن ﻟﻄﻬﺮان أن ﺗﺤﻤﻞ درﻋﺎً ﻣﺨﻤﻠﻴﺔ .ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺨﻴﺎر اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
إن "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﰲ ﻃﻬﺮان ﻫﻲ اﳌﻐﺎﻣﺮة اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ اﻷﺧرية ﻣﻦ "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠﻮﻧﺔ" اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺘﻨﺼﻴﺐ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﰲ ﻋﺪة ﺑﻠﺪان ﻣﻦ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻘﻮة .ﻳﺤﻠﻞ ﺗريي ﻣﻴﺴﺎن ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب وأﺳﺒﺎب ﻓﺸﻠﻪ ﰲ إﻳﺮان. إن "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠّﻮﻧﺔ" ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﻣﻦ دون ﻃﻌﻢ ،ﺑﺮأي ﻣﻴﺴﺎن. إﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴريات ﰲ اﻟﻨﻈﺎم ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﺜﻮرة ،ﺣﻴﺚ ﺗﺤّﺮك ﴍاﺋﺢ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻬﺪف إﱃ ﺗﻐﻴري اﻷﺳﺲ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺘﻐﻴري اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺄﺧﺮى ﺗﺘﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ .إن "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﰲ ﻃﻬﺮان متﺜّﻞ اﳌﺜﺎل اﻷﺧري ﻋﻨﻬﺎ. أﺻﻞ اﳌﺼﻄﻠﺢ ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬا اﳌﺼﻄﻠﺢ ﺧﻼل اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،ﻟﻜﻦ ﺟﺬوره ﺗﻌﻮد إﱃ ﻧﻘﺎﺷﺎت اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت -اﻟﺜامﻧﻴﻨﻴﺎت .ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟـ "ﳼ .أي .إﻳﻪ" ﺗﻢ ﺗﻜﻠﻴﻒ اﻷﻣريال ﺳﺘﺎزﻓﻴﻠﺪ ﺗريﻧﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ ﻟﺘﻨﻈﻴﻒ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ واﻟﻜّﻒ ﻋﻦ دﻋﻢ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺎت .ﻏﺎﺿﺒني ،ﻗﺎم اﻻﺷﱰاﻛﻴني اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴني مبﻐﺎدرة اﻟﺤﺰب اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ واﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑﺮوﻧﺎﻟﺪ رﻳﻐﺎن. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺆﻻء ﻣﺜﻘﻔني ﺗﺮوﺗﺴﻜﻴني ﻻﻣﻌني .ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، ﻗﺎم رﻳﻐﺎن ﺑﺘﻜﻠﻴﻔﻬﻢ مبﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﺪّﺧﻞ اﻷﻣرييك ﰲ اﻟﺨﺎرج ،وﻟﻜﻦ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ أﺧﺮى. ﻟﻘﺪ ﺗّﻢ ﺧﻠﻖ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻣﻌﺎﻫﺪ )ﻛﺎﳌﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ واﳌﻌﻬﺪ اﻷﻣرييك ﻟﻠﺴﻼم( يك ﺗﺸّﻜﻞ ﻏﻄﺎء ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺪّﺧﻞ .ﻳﺘﺪﺧﻞ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ إﻣﺎ ﻣﺒﺎﴍة ،أو ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﺪﻳﻘﺔ .وﻫﻜﺬا ﺗﻢ دﻋﻢ 6000ﻣﻨﻈﻤﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﺧﻼل ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎ .ﻛﻞ ﻫﺬا ﺗّﻢ ﺗﻐﻠﻴﻔﻪ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎء ﺑﺮاﻣﺞ اﻹﻋﺪاد واﳌﺴﺎﻋﺪة .أﻣﺎ اﳌﻌﻬﺪ اﻷﻣرييك ﻟﻠﺴﻼم ﻓﻴﺘﻢ متﻮﻳﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﺿﻤﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪﻓﺎع .وﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎء اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻳﻘﻮم ﺑﺪﻓﻊ ﻣﻌﺎﺷﺎت ﻟﺮﺟﺎﻻت ﺳﻴﺎﺳﺔ أﺟﺎﻧﺐ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎم اﳌﻌﻬﺪ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ أﺣﺪ اﳌﻌﺎﻫﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺸّﺠﻊ ﻋﲆ اﻟﻼﻋﻨﻒ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺸﻌﻮب أوروﺑﺎ اﻟﴩﻗﻴﺔ ﰲ ﺣﺎل ﻗﺎم ﺣﻠﻒ وارﺳﻮ ﺑﺄي ﻫﺠﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﺣّﺪدت اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ مبﻮﺟﺒﻬﺎ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ وﺗﻨﻬﺎر. اﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻷوﱃ اﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻷوﱃ ﻟـ "اﻟﺜﻮرة اﳌﻠﻮﻧﺔ" ﻓﺸﻠﺖ ﰲ اﻟﻌﺎم .1989ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻧﻘﻼب ﰲ اﻟﺼني ،ﺑﻬﺪف ﻓﺘﺢ اﻟﺴﻮق اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ أﻣﺎم اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻷﻣريﻛﻴني
وإدﺧﺎل اﻟﺼني ﰲ اﻟﻔﻠﻚ اﻷﻣرييك .اﺟﺘﺎح اﳌﻨﺎﴏون ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻴﺎﻧﺎمنني .ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﻢ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ أﻧﻬﻢ ﻃﻼب ﻏري ﻣﺴﻴﺴني ﻳﻜﺎﻓﺤﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺿّﺪ اﻟﺠﻨﺎح اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻣﻦ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ ،ﰲ ﺣني ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻧﺸﻘﺎق داﺧﻞ اﻟﺤﺰب ﺑني اﻟﺮاﻓﻀني ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣرييك واﳌﻮاﻟني ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ .وﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻔﺰازات ،ﺗﻢ ﻗﻤﻊ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت ﻣﺎ أودى ﺑﺤﻴﺎة ﻣﺎ ﺑني 300و 1000ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺼﺎدر. ﺑﻌﺪ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،مل ﺗﺘﻐري اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺨﺼﻮص ﻫﺬا اﻻﻧﻘﻼب، وﻗﺪ ﺗﻔﺎﺟﺄت وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﻴﻒ أن ﺳﻜﺎن ﺑﻜني مل ﻳﺤﻔﻈﻮا ذﻛﺮى اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ مل ﺗﻜﻦ ﺳﻮى ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻧﻘﻼب داﺧﻞ اﻟﺤﺰب اﻟﺤﺎﻛﻢ. إن "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" اﻷوﱃ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎم .1990ﻓﻔﻲ وﻗﺖ ﻛﺎن اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ﻳﺘﻔﻜﻚ ﻓﻴﻪ ،ﺗﻮﺟﻪ اﻟﻮزﻳﺮ ﺟﻴﻤﺲ ﺑﺎﻳﻜﺮ إﱃ ﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻮي ﻳﻘﻮدﻫﺎ اﻟﺤﺰب اﳌﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة .وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﺣﺪث أن ﻓﺎز ﺑﺄﻛرثﻳﺔ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﱪﳌﺎن اﻟﺸﻴﻮﻋﻴني ،ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﳌﻌﺎرﺿﺔ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻷﻣريﻛﺎ إﱃ اﻟﻨﺰول إﱃ اﻟﺸﺎرع وﻧﺼﺒﺖ اﻟﺨﻴﻢ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﺻﻮﻓﻴﺎ وأﻏﺮﻗﺖ اﻟﺒﻼد ﰲ اﻟﻔﻮﴇ ﳌﺪة ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ إﱃ أن اﻧﺘﺨﺐ اﻟﱪﳌﺎن رﺋﻴﺴﺎ ﻣﻮاﻟﻴﺎ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ. اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ،أو ﺑﻴﻊ اﻟﺒﻼد ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،مل ﺗﺘﻮﻗﻒ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺗﻐﻴريات ﰲ اﻟﻨﻈﺎم، ﰲ ﻛﺎﻓﺔ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎمل ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻬﻴﻴﺞ اﻟﺸﺎرع وﻟﻴﺲ ﻋﱪ اﻧﻘﻼﺑﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ. وأﺑﻌﺪ ﻣﻦ "ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ" ،إن ﺳﻴﺎﺳﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﺗﻬﺪف ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﱃ ﻓﺮض أﻧﻈﻤﺔ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ دون ﴍوط اﻷﺳﻮاق اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﺗﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ اﻷﻣرييك ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .إﻻ أﻧﻪ ،وان ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﻫﺪاف ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺎدة "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠﻮﻧﺔ" ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺤﺘﺠني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺮﻳﻜﻬﻢ .وﰲ ﺣﺎل ﻧﺠﺎح اﻟﺘﻐﻴري ﰲ اﻟﻨﻈﺎم، ﻻ ﻳﻠﺒﺚ اﳌﻮاﻃﻨﻮن أن ﻳﻨﺘﻔﻀﺎ ﺿّﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ. وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻛﻴﻒ ميﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ "دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ" اﳌﻌﺎرﺿﺎت اﻟﺘﻲ، وﺑﻬﺪف اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺗﺒﻴﻊ ﺑﻼدﻫﺎ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﻣﻦ دون ﻋﻠﻢ أو ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺸﻌﺐ؟ ﺛﻮرة اﻟﺴﻮﺳﻦ ﰲ اﻟﻌﺎم ،2005اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻘﺮﻏﻴﺰﻳﺔ ﺗﻌﱰض ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
وﺗﺮﺳﻞ إﱃ ﺑﻴﺸﻜﻴﻚ ﻣﻌﺎرﺿني ﻣﻦ ﺟﻨﻮب اﻟﺒﻼد ،وﻳﺤﺪﺛﻮا اﻧﻘﻼب ﻋﲆ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺴﻜﺮ أﻛﺎﻳﻴﻒ .إﻧﻬﺎ "ﺛﻮرة اﻟﺴﻮﺳﻦ" .اﻧﺘﺨﺒﺖ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺄﻛﺎﻳﻴﻒ اﳌﻮاﱄ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة رﺋﻴﺴﺎ .ذﻫﺒﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻮارد اﻟﺒﻼد إﱃ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،وﺗﻢ وﺿﻊ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﻣﺎﻧﺎس .مل ﻳﻜﻦ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﻌﻴﴚ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻣﺰرﻳﺎ ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛام اﺻﺒﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺿﻊ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻘﻼب. ﻗﺪ ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻌﺾ أﻧﻪ ﰲ وﺿﻊ اﻟﺒﻼد اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻷﻧﻈﻤﺔ ﻗﻤﻌﻴﺔ ،أﻧﻪ وان مل ﺗﺄت "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠّﻮﻧﺔ" ﺳﻮى ﺑـ "دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ واﺟﻬﺔ" ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﺿﻌﺎ أﻓﻀﻞ ﻟﻠﺴﻜﺎن .وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﺸري إﱃ أن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﺆﻛﺪا .ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة أﻛرث ﻗﻤﻌﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﻴﻬﺎ. ﺛﻮرة اﻟﻮرود ﰲ اﻟﻌﺎم ،2003واﺷﻨﻄﻦ ،ﻟﻨﺪن وﺑﺎرﻳﺲ ﺗﻨﻈّﻢ "ﺛﻮرة اﻟﻮرود" ﰲ ﺟﻮرﺟﻴﺎ .وﻓﻖ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻜﻼﺳﻴيك ،اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻌﱰض ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻏّﺶ ﺷﺎﺑﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ وﻧﺰﻟﺖ إﱃ اﻟﺸﺎرع .أﺟﱪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﲆ اﻟﻔﺮار واﺳﺘﻮﻟﻮا ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ .ﻓﺘﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﺳﺎﻛﺎﺷﻔﻴﲇ اﻟﺒﻼد أﻣﺎم اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﻳﻘﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﺠﺎر اﻟﺮوﳼ .اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ وﻋﺪت ﺑﻬﺎ واﺷﻨﻄﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻔﱰض أن ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﺮوﺳﻴﺔ مل ﺗﺄت ،ﻓﺎﻧﻬﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎد.ﺗﻢ ﻓﺮض اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .أﻗﻔﻠﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم واﻣﺘﻸت اﻟﺴﺠﻮن ،وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻇﻠﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺼﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ .وﻟﻠﻬﺮوب إﱃ اﻷﻣﺎم ،ﻗﺎم اﻟﻨﻈﺎم مبﻐﺎﻣﺮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ .مبﺴﺎﻋﺪة إدارة ﺑﻮش وإﴎاﺋﻴﻞ ،ﻗﺎم ﺑﻘﺼﻒ ﺳﻜﺎن أوﺳﻴﺘﻴﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻣﺎ أوﻗﻊ 1600ﻗﺘﻴﻼ ،ﻣﻤﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺠﻮرﺟﻴﺔ .رّدت ﻣﻮﺳﻜﻮ ،وﻫﺮب اﳌﺴﺘﺸﺎرون اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮن اﻷﻣريﻛﻴﻮن واﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﻮن .اﻧﻬﺎرت ﺟﻮرﺟﻴﺎ. ﻣﺤّﺮك "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠّﻮﻧﺔ" اﳌﺤّﺮك اﻷﺳﺎﳼ ﻟـ "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠﻮﻧﺔ" ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﺼﻮﻳﺐ اﻻﻣﺘﻌﺎض اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻬﺪف اﻟﺬي ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺪﻣريه .ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻈﺎﻫﺮة ﻧﻔﺴﻴﺔ اﻟﺠامﻫري اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻄّﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﱰض ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻮاﺋﻖ وﺣﻮاﺟﺰ .وﻳﺘﻢ ﺗﺤﻤﻴﻞ اﳌﺬﻧﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺎين ﻣﻨﻪ اﻟﺒﻼد ﻣﻦ ﻣﺂﳼ وﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد ﺟﻴﻞ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ .وﻛﻠام زادت ﻣﻘﺎوﻣﺔ ،ﻛﻠام ازداد اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺸﻌﺒﻲ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ، ﺗﻌﻮد اﻟﺠامﻫري إﱃ رﺷﺪﻫﺎ. ﻳﺤﺮض اﳌﺴﺆوﻟني ﰲ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻼﻋﻨﻔﻲ ﻟـ "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠﻮﻧﺔ" .وﺗﻮﺿﻊ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﺟني ﺷﺎب ﰲ اﳌﻘﺎم اﻷول ،وﻫﻮ ﻣﺆﺳﺲ ﻣﻌﻬﺪ
أﻟﱪت أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ .إن اﻟﻼﻋﻨﻒ ﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﰲ اﻟﴫاع ﻳﻬﺪف إﱃ إﻗﻨﺎع اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺘﻐﻴري ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ .إﻻ أﻧﻪ يك ﺗﺴﺘﻠﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ ومتﺎرﺳﻬﺎ أﻗﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ ،اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ .وﻛﻞ "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠﻮﻧﺔ" ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺬﻟﻚ. وﰲ ﺣﺎل دوام اﻟﺘﺸّﻨﺞ وﻗﻴﺎم ﺗﻈﺎﻫﺮات ﻣﻀﺎدة ،اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ أﻣﺎم واﺷﻨﻄﻦ ﻳﻜﻮن ﰲ إﻏﺮاق اﻟﺒﻠﺪ ﰲ اﻟﻔﻮﴇ .ﻳﺘﻢ إذا زرع ﻋﻨﺎﴏ ﻣﻬّﻴﺠﺔ وﻣﺤّﺮﺿﺔ ﰲ ﻛﻼ اﻟﻄﺮﻓني ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻃﻼق اﻟﺮﺻﺎص ﻋﲆ اﻟﺠامﻫري .ﻛﻞ ﻃﺮف ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻗﺎم ﺑﺈﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﺑﺎﺗﺠﺎﻫﻪ ﻓﻴام ﻛﺎن ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺳﻠﻤﻴﺎ. ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻤﻴﻢ اﳌﻮاﺟﻬﺔ. ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﺪوﱄ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ ،أﺗﻴﺤﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ ﻹﻃﻼق "ﺛﻮرات ﻣﻠﻮﻧﺔ" ﻋﺪة ﻣﻊ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﻔﺸﻞ ﰲ اﺳﺘﻼم اﻟﺴﻠﻄﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﺮﻳﻚ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ. اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء إن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ متﺖ ﰲ اﻟﻌﺎم 2009ﰲ إﻳﺮان ميﻜﻦ إدراﺟﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻫﺬه اﻟﻼﺋﺤﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات اﳌﻔﱰﺿﺔ .ﰲ اﳌﻘﺎم اﻷول ،ﺻّﻮت اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻷﻣرييك ﻋﲆ ﻣﺒﻠﻎ ﻗﺪره 400ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣرييك ﻟـ "ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم" ﰲ إﻳﺮان. ﻧﺠﻬﻞ ﻛﻴﻒ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﳌﺒﻠﻎ .وﻟﻜﻦ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﳌﺒﻠﻎ إﱃ ﺛﻼث أﻃﺮاف رﺋﻴﺴﻴني ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻴﺴﺎن :ﻋﺎﺋﻠﺔ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻬﻠﻔﻲ ،وﻣﺠﺎﻫﺪي ﺧﻠﻖ. اﺗﺨﺬت إدارة ﺑﻮش ﻗﺮارا ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ "ﺛﻮرة ﻣﻠﻮﻧﺔ" ﰲ إﻳﺮان ﺑﻌﺪ أن متﺖ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﲆ ﻗﺮار اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻌﺪم ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ. وﻗﺪ ﺗﻢ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إدارة أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .أﻋﻴﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺘﺢ ﻣﻠﻒ "اﻟﺜﻮرة اﳌﻠﻮﻧﺔ" ،اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﺤﻀريه ﻋﺎم ،2002ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ داﺧﻞ ﻣﻌﻬﺪ اﻷﻣريﻛﺎن إﻧﱰﺑﺮاﻳﺰ. ﻛﺎن اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﳌﻮﺿﻮع ﻳﻘﴤ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ اﻟﻜﺜﻴﻒ ﻟﻠﻤﺮﺷﺢ اﳌﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻳﺔ اﻟﻠﻪ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،اﻻﻋﱰاض ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ،ﻫﺠﻮﻣﺎت ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،اﻻﻧﻘﻼب ﻋﲆ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد واﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة ﻣﻮﺳﻮي ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻋﺎدة إﺣﻴﺎء اﳌﻠﻜﻴﺔ وﺗﺄﻟﻴﻒ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺳﻬﺮاب ﺻﺒﺤﺎين. ﻛام ﺗﻢ ﺗﺼﻮره ﰲ اﻟﻌﺎم ،2002أﴍق ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻮرﻳﺲ أﻣﻴﺘﺎي وﻣﺎﻳﻜﻞ ﻟﻴﺪن ،وﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﰲ إﻳﺮان ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺒﻜﺎت إﻳﺮان ﻏﻴﺖ ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻴﺴﺎن.
ﰲ 27ﻧﻴﺴﺎن اﳌﺎﴈ ،ﻧﻈّﻢ ﻣﻮرﻳﺲ وﻟﻴﺪن ﻣﺆمتﺮ ﺣﻮل إﻳﺮان ﰲ ﻣﻌﻬﺪ اﻷﻣريﻛﺎن إﻧﱰﺑﺮاﻳﺰ ﺑﺨﺼﻮص اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﺣﻮل اﻟﺴﻨﺎﺗﻮر ﺟﻮزف ﻟﻴﱪﻣﺎن. ﰲ 15أﻳﺎر اﳌﺎﴈ ،ﻋﻘﺪ ﻣﺆمتﺮ آﺧﺮ .ﺗﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻃﺎوﻟﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮة ﺑﺈﴍاف اﻟﺴﻔري ﺟﻮن ﺑﻮﻟﺘﻮن ﺑﺨﺼﻮص "اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ اﻟﻜﱪى" :ﺗﻮاﻓﻖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﲆ ﺳﻘﻮط ﻃﻬﺮان ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮاﺟﻊ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﻦ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪرع اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﺼﻮارﻳﺦ ﰲ أوروﺑﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ .ﻛام ﻗﺎم اﳌﻌﻬﺪ ﺑﺈﻃﻼق ﻣﻮﻗﻊ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ. ﰲ إﻳﺮان ،ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻘﺮر أن ﻳﻘﻮم آﻳﺔ اﻟﻠﻪ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺑﻘﻠﺐ ﻣﻨﺎﻓﺴﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،آﻳﺔ اﻟﻠﻪ .ﻣﺘﺤّﺪر ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺰارﻋني ،ﺟﻤﻊ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺛﺮوة ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﳌﻀﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ زﻣﻦ اﻟﺸﺎه .أﺻﺒﺢ ﺗﺎﺟﺮ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷﻛﱪ ﻟﻠﻔﺴﺘﻖ ﰲ اﻟﺒﻼد ،وازدادت ﺛﺮوﺗﻪ ﺧﻼل اﻟـ "إﻳﺮان ﻏﻴﺖ" .ﺗﻘّﺪر ﺛﺮوﺗﻪ ﺑﻌﺪة ﻣﻠﻴﺎرات ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات .وﺑﻌﺪﻣﺎ أﺻﺒﺢ اﻟﺮﺟﻞ اﻷﻏﻨﻰ ﰲ إﻳﺮان ،اﺣﺘﻞ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: رﺋﻴﺲ اﻟﱪﳌﺎن ،رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ورﺋﻴﺲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء .إﻧﻪ ميﺜﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺒﺎزار ،أي ﺗﺠﺎر ﻃﻬﺮان. ﺧﻼل اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،أﺧﺬ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻣﻦ ﺧﺼﻤﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي وﻋﺪا ﺑﺨﺼﺨﺼﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ. ﻟﻘﺪ ﺗﻢ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ مبﻨﻈﻤﺔ ﻣﺠﺎﻫﺪي ﺧﻠﻖ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﲆ ﻻﺋﺤﺔ اﳌﻨﻈامت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب .وﻳﺘﻬﻤﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا اﳌﺴﺆوﻟني ﻋﻦ اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻣﺎ ﺑني أﺗﺒﺎع وﺧﺼﻮم أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺧﻼل اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻷﺧرية .وﰲ ﺣﺎل اﻧﺘﴩت اﻟﻔﻮﴇ ،ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻻﻧﻘﻼب ﻋﲆ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ .وﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺨﻄﻂ ﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﻮﺳﻮي ﺗﻬﻤﺘﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺨﺼﺨﺼﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ وإﻋﺎدة اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻋﱪ ﺗﻨﺼﻴﺐ اﺑﻦ اﻟﺸﺎه ،رﺿﺎ ﺑﻬﻠﻔﻲ ،ﻣﻠﻜﺎ ﻋﲆ إﻳﺮان ،واﳌﺠﻲء ﺑﺼﻬﺮاب ﺻﺒﺤﺎين رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮزراء. وﻛام ﰲ ﺣﺎﻟﺔ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻘﺮر ،وﻓﻖ اﳌﺨﻄﻂ اﻟﺬي وﺿﻌﻪ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ،ﺑﺈرﺟﺎع اﳌﻠﻜﻴﺔ وﺗﻨﺼﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻇﺎﻫﺮ ﺷﺎه ﻣﻠﻜﺎ وﺗﻌﻴني ﻛﺮزاي رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮزراء .إﻻ أن ﻋﻤﺮ ﺷﺎه اﳌﺘﻘﺪم مل ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﻠﻜﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﻌﻴني ﻛﺮزاي رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ .إن ﺻﺒﺤﺎين ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ :اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻛام ﻛﺮزاي ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺠﻨﺴﻴﺘني اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ .وﻣﺜﻠﻪ ،ﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﺮ ﻗﺰوﻳﻦ. إن ﻣﺨﻄﻂ زﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار إﻳﺮان ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﺷﺘﻐﺎل اﳌﺤﺮك
اﻷﺳﺎﳼ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻋﺎدة ﰲ "اﻟﺜﻮرات اﳌﻠﻮﻧﺔ" ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ .مل ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي ﺑﻠﻮرة ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻴﺎء ﺗﺠﺎه ﺷﺨﺺ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد .أي أﻧﻪ مل ﻳﻨﺠﺢ ﰲ دﻓﻊ اﻟﺸﻌﺐ إﱃ ﺗﺤﻤﻴﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺨﺎرج اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﲆ إﻳﺮان .ﻣﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ،اﻗﺘﴫ اﻻﻋﱰاض ﻋﲆ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﱪﺟﻮازﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺸامﻟﻴﺔ ﰲ ﻃﻬﺮان. ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻠﺖ اﻷﺟﻮاء اﻟﺘﻲ ﺑﺜﺘﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻌﻠﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺻّﺪق اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻐﺮيب أﻧﻪ ﻧﺰل إﱃ اﻟﺸﻮارع ﻣﻠﻴﻮين ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﻓﻌﻼ ،ﻓﻴام اﻟﻌﺪد اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ مل ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﴩ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ .ﻛام أن اﺣﺘﺠﺎز اﻟﺼﺤﻔﻴني ﰲ ﻣﺮاﻛﺰﻫﻢ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﺑﺚ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺎﺋﻌﺎت. ﺑﻌﺪ اﻟﱰاﺟﻊ ﻋﻦ ﺷﻦ اﻟﺤﺮب واﻟﻔﺸﻞ ﰲ ﻗﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم ،ﻣﺎذا ﻳﺒﻘﻰ ﰲ ﻳّﺪ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ أن ﻳﻔﻌﻠﻪ؟ ﻟﻌّﻞ اﻷﻳﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال. إﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ وﻣﴫ :اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﻌﻠّﻘﺔ ﺷﻬﺪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﺜﻼﺛني ﺳﻨﺔ اﻷﺧرية ﺗﺒﺪﻻت دميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻮازي ﰲ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻐريات اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﺘﻬﺎ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺑﻨﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﰲ ﻫﻴﺎﻛﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن أي ﻗﺮاءة دﻗﻴﻘﺔ ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﻫﺰت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ﰲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﰲ أﻋﻘﺎب ﻇﻬﻮر ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ،ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌني اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻐريات اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮأت ﻋﲆ ﺑﻨﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ،واﻟﺘﻲ ميﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﴤء ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻋﲆ اﳌﺄزق اﻟﺮاﻫﻦ اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺟﻤﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻜﺘﺐ اﻷﻛﺎدميﻴﺔ اﻟﺮﺻﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﰲ اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺧري ﺣﻮل اﳌﻠﻒ اﻟﺪميﻮﻏﺮاﰲ اﻹﻳﺮاين ،ﻋﲆ اﻟﻘﻮل ﺑﺤﺪوث ﺗﺤﻮل رادﻳﻜﺎﱄ )ﻳﺴﻤﻴﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻼل ﻋﺒﺎﳼ ﺷﻔﺎزي واﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻣﺎري ﻻدﻳﻪ ﻓﻮﻻدي ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ( ﰲ ﻣﻌﺪل ﺧﺼﻮﺑﺔ اﻟﻨﺴﺎء اﻹﻳﺮاﻧﻴﺎت اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜامﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﻨﴫم ،ﺑﺤﻴﺚ إن ﻣﻌﺪل ﺧﺼﻮﺑﺔ اﳌﺮأة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،اﻧﺨﻔﺾ ﻣﻦ 6أﻃﻔﺎل ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻮاﺣﺪة ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜامﻧﻴﻨﺎت إﱃ 1,71ﻃﻔﻞ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻮاﺣﺪة ﰲ اﻟﻌﺎم .2009وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﺘامﻳﺰ ﰲ ﺗﻔﺴري أﺳﺒﺎب ﻫﺬا اﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﺤﺎد وﻏري اﳌﺴﺒﻮق ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى دول اﻟﻌﺎمل ﰲ ﻣﻌﺪل اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﻋﲆ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺗﻘﺘﴫ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﺗﺒﺪل اﻟﱰﻛﻴﺒﺔ اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين وﺗﺤﺴﻦ ﻇﺮوف اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﺬا واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺒﻨﻰ ﻋﲆ ﻛﺒرية ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ ﻟﻬﺎ وﻟﻜﻦ اﳌﺮأة، [52] .
ﻹدراك أﺑﻌﺎد ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻌﻤﻴﻖ ﰲ ﻣﻌﺪل ﺧﺼﻮﺑﺔ اﳌﺮأة ،ﻳﺠﺐ وﺿﻌﻪ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﻐريات اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻷوﺳﻊ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين مبﺪﻧﻪ ورﻳﻔﻪ ،وأؤﻛﺪ ﻫﻨﺎ ﻋﲆ ﺷﻤﻮﻟﻬﺎ اﻟﺮﻳﻒ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻘﱰب ﺑﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﺳﻮاء ﻟﺠﻬﺔ اﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﺤﺎد ﰲ ﻣﻌﺪل اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎين اﻟﺴﻨﻮي إﱃ ﺣﺪود %0,88وزﻳﺎدة ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ اﻟﻔﺮد وﻧﺴﺒﺔ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﳌﺪن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷرﻳﺎف وﺗﺮاﺟﻊ اﻷﻣﻴﺔ واﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻜﺒرية ﰲ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺪد اﳌﺘﻌﻠﻤني ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ﻟﺪى اﻟﺠﻨﺴني وارﺗﻔﺎع ﺳﻦ اﻟﺰواج وﺗﻘﻠﺺ ﻓﺎرق اﻟﻌﻤﺮ ﺑني اﻟﺰوﺟني واﻧﺨﻔﺎض ﻋﺪد أﻓﺮاد اﻟﺨﻠﻴﺔ اﻷﴎﻳﺔ. ﻛﺜريا ﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻹﺷﺎرة ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺸﺎﺑﺔ ﰲ إﻳﺮان، ﻣﺎ دون اﻟﺜﻼﺛني ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،إﱃ أﻧﻬﺎ مل ﺗﻌﺶ إﻻ ﰲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻮﻗﻬﺎ ﻟﻠﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺼﺎرﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ اﻟﺜﻮرة ﻋﲆ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﺳﻠﻢ ﻗﻴﻤﻬﻢ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻔﻮت ﺗﺤﻠﻴﻼت ﻛﻬﺬه ﻫﻮ اﻹﺷﺎرة إﱃ اﻟﺘﺒﺪل اﻟﺒﻨﻴﻮي اﻟﺬي ﻃﺮأ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ اﻷﴎة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺗﺮاﺗﺒﻴﺘﻬﺎ وﻋﺪد أﻓﺮادﻫﺎ ودور اﳌﺮأة ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى ﰲ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت إﱃ ﺗﻔﻜﻚ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻛﻴﺔ ﺳﻮاء ﻟﺠﻬﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻣﻜﺎﻧﺔ اﳌﺮأة وﺗﻌﻠﻤﻬﺎ أو ﻟﺠﻬﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني أﺟﻴﺎل اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺣﻞ اﻟﺤﻮار واﻟﺘﺸﺎرك ﻣﻜﺎن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻵﻣﺮة اﻟﻨﺎﻫﻴﺔ .ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل اﻷﴎي اﻟﺬي درﺳﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜني ،ﺗﺮك أﺛﺮه اﻟﺒﻠﻴﻎ ﰲ رﻓﺾ اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين ﻟﻠﻤﺤﻈﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول اﻟﺴﻠﻄﺔ أن ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﻌﺎم ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻫﺬه اﳌﺤﻈﻮرات ﰲ ﻣﺠﺎﻟﻬﻢ اﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﻌﺎﺋﲇ اﻟﺨﺎص. ﻣﻦ اﳌﻔﻴﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﺾ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﻣﴫ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﺎرب إﺟامﱄ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﰲ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث وﻫﻲ ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ 71,2ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻹﻳﺮان و 75,4ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﳌﴫ و 74,8ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻟﱰﻛﻴﺎ، وﻟﻜﻦ ﻟﺘﺸﺎﺑﻪ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻟﺜﻼﺛﺔ وﻟﺘﻘﺎرب اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ،ﻫﺬا ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة. ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺮان ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻌﺪل ﺧﺼﻮﺑﺔ اﳌﺮأة اﻟﺬي ﻳﻘﺎرب ﻓﻴﻬﺎ 1,7 ﻫﻲ ﰲ ﻣﺼﺎف اﻟﺪول اﻷﻛرث ﺗﻘﺪﻣﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﻓﺈن ﻣﻌﺪل ﺧﺼﻮﺑﺔ اﳌﺮأة ﰲ ﻣﴫ ﻻ ﻳﺰال ﺑﺤﺪود ﺛﻼﺛﺔ أﻃﻔﺎل ﰲ ﺣني أﻧﻪ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﰲ ﺣﺪود 2,1 ﻃﻔﻠني ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻮاﺣﺪة .وﻳﺘﺴﺎوى ﻣﻌﺪل ﺳﻜﺎن اﳌﺪن ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ إﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ وﻫﻮ ،%68ﰲ ﺣني أﻧﻪ ﰲ ﻣﴫ ﰲ ﺣﺪود .% 42,6وإذا أﺧﺬﻧﺎ ﻋﺪد
اﻟﻨﺎس اﳌﻮﺻﻮﻟني ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻌﺐ دورا ﻣﻬام ﰲ ﺗﺤﺮك اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين اﻷﺧري ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ أﻧﻪ اﻷﻋﲆ ﰲ إﻳﺮان ﰲ ﺣﺪود 23ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ وﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﺗﺄيت ﺗﺮﻛﻴﺎ ﰲ ﺣﺪود 13.1ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ وأﺧريا ﻣﴫ ﰲ ﺣﺪود 8.7 ﻣﻼﻳني ﻧﺴﻤﺔ .ﰲ اﳌﻘﻠﺐ اﻵﺧﺮ ﻓﺈن إﻳﺮان ﺗﺘﻔﻮق ﻋﲆ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﻣﴫ ﻟﺠﻬﺔ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻜﺒري ﰲ ﻣﻌﺪﱄ اﻟﺘﻀﺨﻢ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻫﺬا ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻐريات اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﳌﺒﴩة .وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻫﺬا اﳌﻌﻄﻰ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻚ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮة اﳌﺴﺒﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﰲ ﺻﻔﻮف اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻛﻮن اﻷﺧرية ﻫﻲ اﳌﺘﴬر اﻷﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺨﻢ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ .وﰲ ﺣﺎل وﺟﻮد ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﰲ ﺻﻔﻮف ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻔﻘرية ،ﻓﺈﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﺪواﺋﺮ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﻣﺒﺎﴍة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺸﻬﺎ مبﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﺨريﻳﺔ .واﻷﻛﻴﺪ أن ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ ﻻ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺌﺎت اﳌﺘﴬرة ﻣﻦ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﺘﻀﺨﻢ. إذا ﻋﺪﻧﺎ إﱃ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻧﺠﺪ أن إﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻬﺎن ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻬام ،ﰲ ﺣني ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻣﴫ ﻗﻠﻴﻼ أو ﻛﺜريا ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻨﻴﺔ اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﳌﺠﺘﻤﻌﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺒريا إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﱃ اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺣﺎﻟﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺜﻼﺛﺔ وإﱃ آﻓﺎق اﻟﴫاع ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ اﳌﻌﺎرﺿﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان. ﻓﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين دأب ﺧﻼل اﻟﺴﻨني اﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻗﻨﻮات اﻟﻀﻐﻂ اﳌﺘﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ ،ﻋﲆ ﻣﺤﺎوﻟﺔ دﻓﻊ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﱃ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ واﻻﻧﻔﺘﺎح وﺗﻘﻨني ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻻﺑﺘﻌﺎد ﺑﺎﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﺪﻧﻴﻮي ﻋﻦ اﳌﻄﻠﻖ اﻟﺪﻳﻨﻲ ،ﻣﻦ دون أن ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ﺗﺸﻜﻴﻜﻪ ﺑﴩﻋﻴﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﰲ اﻻﺗﺠﺎه ذاﺗﻪ ميﻜﻨﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﱰيك وﺳﻌﻴﻪ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻠامﻧﻮﻳﺔ ،ﰲ ﺣﺎل اﻋﺘﱪﻧﺎ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ اﻟﱰﻛﻴﺔ اﻟﻜامﻟﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ دﻳﻨﻨﺎ دﻧﻴﻮﻳﺎ ﻳﺤﺎول ﺑﺎﺳﻢ اﳌﻄﻠﻖ اﻟﻌﻠامﻧﻮي أن ﻳﻘﻔﻞ ﺑﺎب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ وﺟﻪ اﻟﺰﻣﻨﻲ واﻟﻨﺴﺒﻲ واﳌﺘﺤﺮك .ﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘني ﻧﺤﻦ أﻣﺎم ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎﳼ ﻳﺤﻤﻞ ﰲ داﺧﻠﻪ ﺑﻌﺪا ً ﺛﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺎً ،ﻋﻠامﻧﻮﻳﺎً أو دﻳﻨﻴﺎً، ﻳﺤﺎول أن ﻳﻄﻐﻰ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻋﺪاه وأن ﻳﻘﻠﻞ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻣﻦ ﺗﺄﺛري اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ اﻟﺘﻤﺜﻴﲇ واﻻﻧﺘﺨﺎيب .ميﻜﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ أن ﻧﺠﺎزف وﻧﻘﻮل إن ﺗﺮﻛﻴﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ،أﺛﺒﺘﺖ ﻣﺮوﻧﺔ أﻛﱪ ﰲ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﺠﻬﺔ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﻄﻮر
واﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﳌﻄﻠﻘﺎت اﻟﻌﻠامﻧﻮﻳﺔ واﻟﺴامح ﺑﻬﺎﻣﺶ ﻛﺒري ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ وﻃﺄة "اﳌﻘﺪس" اﻟﻌﻠامﻧﻮي ﻋﲆ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻴﻮﻣﻲ و"ﻣﺪﻧﺴﺎﺗﻪ". اﳌﺆﺳﻒ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ إﺟﻬﺎض ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﻜﻢ ﺧﺎمتﻲ وﻗﻤﻊ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﺔ واﻟﺘﻀﻴﻴﻖ اﻟﺨﺎﻧﻖ ﻋﲆ اﻹﺻﻼﺣﻴني وﺻﻮﻻ إﱃ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧرية واﻟﺪور اﻟﻄﺎﻏﻲ واﳌﻨﺤﺎز اﻟﺬي ﺑﺎت ﻳﻠﻌﺒﻪ اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ أي رﻗﺎﺑﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﻏﻠﻘﺖ أﻛرث ﻓﺄﻛرث إﻣﻜﺎن ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ أﻣﺎم اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺘﻄﻠﻌﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ وﻟﻠﺘﺒﺪﻻت اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮأت ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ اﻟﺜﻮرة .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻐري ﺷﻴﺌﺎً ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ،مبﺪﻧﻪ ورﻳﻔﻪ ،ﺑﻄﺒﻘﺘﻪ اﻟﻮﺳﻄﻰ وﻃﺒﻘﺎﺗﻪ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺑﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻪ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ وأﻗﻠﻴﺎﺗﻪ اﻹﺛﻨﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ومبﻌﻈﻢ ﺗﻴﺎراﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻗﺪ ﺷﺐ ﻋﻦ اﻟﻄﻮق وﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﰲ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ إﻋﺎدﺗﻪ إﱃ ﺑﻮﺗﻘﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ مبﻨﻈﻮرﻫﺎ اﻟﺤﺎﱄ اﻟﺬي ﻳﺮﻛﺰ أﻫﻢ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰲ ﻳﺪ رﺟﻞ واﺣﺪ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ أﺟﻬﺰة أﻣﻨﻴﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﺘﺤﺮك ﺗﺤﺖ أﻣﺮﺗﻪ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ أي ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ. إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﱃ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﳌﴫي ،ﻓﺈﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻐريات اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ﺛﻮرة 23ﻳﻮﻟﻴﻮ 1952ﰲ ﺑﻨﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﴫي ،ﻓﺈﻧﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﻻ ﻧﺠﺪ إﻻ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﻴﺶ اﳌﴫي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﻴﺎن اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﺄيت ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﻣﻊ أن ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻻ متﻠﻚ أي ﺻﻔﺔ متﺜﻴﻠﻴﺔ وﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻷي ﻣﺴﺎءﻟﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ وﻻ متﻠﻚ أي ﴍﻋﻴﺔ دﺳﺘﻮرﻳﺔ أو ﺷﻌﺒﻴﺔ .ﻻ ﺑﻞ إن اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﰲ ﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ وﻣﻨﻊ ﺗﺸﻜﻞ أي ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ،أﻣﻌﻨﺖ ﰲ ﺗﻘﻄﻴﻊ أوﺻﺎل اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين وﺣﺎﴏت اﻟﻘﻀﺎء وﻓﻜﻜﺖ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت وﺣﺎرﺑﺖ ﻛﻞ اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﺒﻠﻮرة ﻓﺴﺤﺎت ﺣﺮة ﻟﻠﺘﻔﻜري واﳌﺒﺎدرات اﻟﺨﻼﻗﺔ واﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﻨﺸﺎط اﻟﻨﻘﺎيب اﳌﺴﺘﻘﻞ واﻟﺘﺠﻤﻊ واﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﺳﻄﻮة اﻟﺪوﻟﺔ وأﺟﻬﺰﺗﻬﺎ اﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ. ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﴚء اﻟﻘﻮل إن اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﴫي ﰲ ﻇﻞ ﺗﻔﴚ اﻟﻔﻘﺮ واﺳﺘﴩاء اﻟﻔﺴﺎد وﺿﻌﻒ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺗﺮاﺟﻊ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ووأد اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻨﻬﻀﻮي وﻓﺸﻞ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ وﻇﻬﻮر ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت اﻟﺘﻮرﻳﺚ وﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻬﺎﻣﺶ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ اﳌﺘﺒﻘﻲ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ،ﺑﺎت اﻟﻴﻮم أﻛرث ﻣﻴﻼ ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻛﺒﺪﻳﻞ وﺣﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ .وﻛﺄﻧﻪ ﺑﺎت ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻘﺎﺋﻞ "اﻟﻠﻪ أﻃﻌﻤﻪ
اﻟﺤﺞ واﻟﻨﺎس راﺟﻌﺔ" ،واﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎن اﻹﻳﺮاين واﻟﱰيك اﻟﻌﺎﺋﺪان ﺗﺒﺎﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺜﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺜﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﻠامﻧﻮﻳﺔ .وﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻸﺳﻒ أن اﻷﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻣﴫ ،ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن أﴎى ﺧﻄﺎﺑﻬﻢ اﻟﺸﻌﺒﻮي اﳌﺆﺳﻠﻢ ،وﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﺑﺄﺷﻮاط ﻋﻦ اﳌﺮاﺟﻌﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻴﺎرات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﳌني اﻟﻌﺮيب واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺠﻬﺔ اﻟﻘﺒﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وﺗﺄﺻﻴﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺣﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺎت. ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺜﻼﺛﺔ ،أن ﻫﻨﺎك ﻣﺒﺎدئ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺣﱰاﻣﻬﺎ ﻟيك ﺗﺘﺠﺬر اﳌامرﺳﺎت اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،وذﻟﻚ مبﻌﺰل ﻋﻦ ﺻﻴﻐﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﺗﺤﺎول ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﻨﺎءه ،ﺳﻮاء أﺧﺬ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺎ إﺳﻼﻣﻴﺎ أو ﻋﻠامﻧﻴﺎ ﻛامﻟﻴﺎً أو ﺟﻤﻬﻮرﻳﺎ رﺋﺎﺳﻴﺎً ﻣﴫﻳﺎً .ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ وﻟﻠﺸﻌﺐ ،وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺣﱰام ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي واﻟﺘﻌﺒري وﺣﺮﻳﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎد ،واﻟﺤﻖ ﰲ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ واﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺴﻠﻤﻲ ،وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻓﺼﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﺮض رﻗﺎﺑﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ ،ورﻗﺎﺑﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺘﺒﻮيئ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ إﻋﻄﺎء اﻟﺤﻖ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﰲ اﻟﱰﺷﺢ واﻻﻧﺘﺨﺎب وﺗﺒﻮؤ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺣﱰام ﺣﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺎت وﺣﻘﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﺟﻮد، وﺑﺎﻷﺧﺺ ﻣﻨﻬﺎ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻓﻼ ﻳﺼﺎدر اﻟﺤﻖ ﰲ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﻌﻠامﻧﻴني ﰲ إﻳﺮان ﻣﻬام ﺗﻀﺎءل متﺜﻴﻠﻬﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻴني ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﻣﴫ. ﻗﺪ ﻳﺮى اﻟﺒﻌﺾ أن ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺄي ﺗﻘﺪم ﺟﺪي ﰲ اﺗﺠﺎه ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﳌﺒﺎدئ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ! ﻟﻜﻦ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﻨﻈﺮ ﰲ اﻵﻣﺎل اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎم ﺗﺮﻛﻴﺎ إن ﻫﻲ ﻣﻀﺖ ﻗﺪﻣﺎ ﰲ إﺻﻼﺣﺎﺗﻬﺎ ،واﻵﻣﺎل اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﻬﺾ ﰲ إﻳﺮان إن ﻫﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﰲ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻤﺜﻴﲇ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ وﺗﻘﺎﻋﺴﺖ ﻋﻦ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،واﻵﻣﺎل ﻏري اﳌﻮﺟﻮدة أﺻﻼ ﰲ ﻣﴫ إن ﻫﻲ ﻇﻠﺖ ﻋﲆ ] [53ﻋﻄﺎﻟﺘﻬﺎ!
إن دراﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي داﺧﻞ إﻳﺮان ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋام ﺗﺸﻬﺪه ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻻت ،ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ ﺻﻌﻮد اﻟﺪور اﻟﺸﻴﻌﻲ ﰲ ﻇّﻞ ﺻﺤﻮة ﺷﻴﻌﻴﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﺑﺪأت ﺗﻘﻠﻘﻞ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺈﻳﺮان .إن اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﳌﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ آﻟﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ،ﻛام أن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﺘﻄﻠّﺐ رؤﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة .ﻓﻬﻨﺎك ﺧﻴﺎران ﻻ ﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬام :إﻣﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺠﺪﻳﺪ ،أو اﻟﻘﺒﻮل ﺑﻪ واﻟﺘﺤﺎور ﻣﻌﻪ ﺗﺠﻨﻴﺒﺎ ﻟﻜﻮارث ﻗﺪ ﺗﺸﻌﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﺮوب أﻫﻠﻴﺔ داﻣﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة .ﺳﻮف ﻧﴤء ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺼﻌﻮد اﻟﺸﻴﻌﻲ اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ،أﺳﺒﺎﺑﻪ ،آﻟﻴﺎت اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ واﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ .وﻟﻌﻞ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﻫﻲ وﺟﻪ ﻣﻦ وﺟﻮه ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة. اﳌﺒﺤﺚ اﻷول :اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﺑّﺪ ﻟﻨﺎ ،إذا أردﻧﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺪور اﻟﻴﻮم ﻣﻦ أﺣﺎدﻳﺚ ﺣﻮل اﻟﺪور اﻟﺸﻴﻌﻲ اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن واﳌﻨﻄﻘﺔ ،واﻟﺪور اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ إﻋﺎﻗﺔ )أو ﺗﺴﻬﻴﻞ( ﻋﻤﻞ اﳌﺆّﺳﺴﺎت داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻋﲆ ﻓﺮض رؤﻳﺘﻪ ،إن مل ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮة ،ﺑﻞ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺛري وإﺳامع اﻟﺼﻮت ﺑﻘﻮة ،ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﻐﻴري آﻟﻴﺎت اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل زﻳﺎدة ﺣّﺼﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ،ومتﻜﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ أﻛﱪ، ﰲ إدارة اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮرة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﳌﻌّﻘﺪة اﻟﻴﻮم ،دون ﻓﻬﻢ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻗّﻮة اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻜّﻞ ،اﺑﺘﺪاًء ﻣﻦ إﻳﺮان .ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻣﻊ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،وﻣﴩوع ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ) اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ( ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻠّﻘﺖ دﻓﻌﺎً إﺿﺎﻓﻴﺎً ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط ﻧﻈﺎﻣﻲ اﻟﻄﻮق اﻟﺴﻨﱠﻴني ﺣﻮل إﻳﺮان ،أي ﻧﻈﺎم » ﻃﺎﻟﺒﺎن« اﻟﺴّﻨﻲ اﳌﺘﺸّﺪد ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،وﻧﻈﺎم ﺻّﺪام ﺣﺴني )اﻟﻌﻠامين ﺷﻜﻼً( ﰲ اﻟﻌﺮاق ،ﻣﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻨﻈﺎم آﻳﺎت اﻟﻠﻪ ﺑﺎﺳﺘﻜامل ﻣﴩوع متّﺪد اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﰲ ﻣﻨﻘﻄﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،وﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، ﻣﻊ متّﻜﻦ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ أذرع ﻧﻔﻮذ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ )أو ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ( ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺪءا ً ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ﻣﺮورا ً ﺑﺒﻠﺪان اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻛﺎﻟﺒﺤﺮﻳﻦ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻗﻄﺮ ،واﻧﺘﻬﺎًء ﺑﻠﺒﻨﺎن - ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ،وﻓﻠﺴﻄني » -ﺣامس« .ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﱃ أّن ﻫﺬا اﳌﴩوع اﻟﺘﻮّﺳﻌﻲ اﻹﻳﺮاين -اﻟﺸﻴﻌﻲ مل ﻳﺒﺪأ ﻣﻊ اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨّﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻌﻮد إﱃ أﻳّﺎم اﻟﺸﺎه اﻟﺬي
أراد ﺟﻌﻞ إﻳﺮان ﻗّﻮة إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﺣﺘﻰ ﻧﻮوﻳﺔ ،ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤني، وﻫﻮ اﳌﴩوع اﻟﺬي ﻳﺠﺮي اﺳﺘﻜامﻟﻪ اﻟﻴﻮم ،وإن ﺑﻘﻴﺎدة اﳌﺤﺎﻓﻈني اﳌﺘﺸّﺪدﻳﻦ [54] .إﻳﺮان داﺧﻞ ﻻ ﺑّﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﻣﻦ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﻛﺘﺎب ﻳﺮﺻﺪ إرﻫﺎﺻﺎت ﻫﺬا اﻟﺘﺤّﻮل اﳌﻬّﻢ واﳌﺘﻤﺜّﻞ ﺑﺘﻨﺎﻣﻲ دور اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،رﺻﺪا ً دﻗﻴﻘﺎً وﻣﺤﻜامً، وﻫﻮ ﻛﺘﺎب وﱄ ﻧﴫ اﳌﻌﻨﻮن »ﺻﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﺔ« .ﻳﺮى اﳌﺆﻟّﻒ أّن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺨﻄﺊ إذا مل ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌني اﻻﻋﺘﺒﺎر واﻗﻊ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،أﻻ وﻫﻮ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻧﻔﻮذ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،وإزاﺣﺘﻬﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ً ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﻮد ،واﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﲆ ﻫﻴﻤﻨﺔ أﻧﻈﻤﺔ ﺳﻨّﻴﺔ ﻣﺴﺘﺒّﺪة ﻗﺎﻣﺖ مبامرﺳﺔ اﻟﻘﻤﻊ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﺪﻳﻨﻲ )وأﺣﻴﺎﻧﺎً اﻟﻌﻨﴫي ( ،ﺿّﺪ أﻗﻠﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺸﻴﻌّﻴﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴﻮم ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )ﻛﺎﻟﻌﺮاق وﻟﺒﻨﺎن واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ( أﻛرثﻳﺎت ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤّﻘﻬﺎ ﰲ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،إن مل ﻳﻜﻦ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺒﻠﺪ ﻛﻜّﻞ )ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻘﺎﺳﻢ اﻟﻴﻮم اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻷﻛﺮاد اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﰲ اﻟﻌﺮاق اﳌﻔﺪرل ،وﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﺣﻴﺚ مل ﻳﻌﻠﻦ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻨﺎً ﺑﻌﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﳌﺜﺎﻟﺜﺔ ،وﻟﻜّﻨﻪ ﻣﻄﻠﺐ ميﻜﻦ إﻋﻼﻧﻪ ﺣني ﻳﺤني وﻗﺘﻪ ،وﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﻔﻲ اﻟﺤﺰب اﻟﻴﻮم ﺑﺎﳌﻤﻄﺎﻟﺔ مبﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﰲ آﻟﻴﺎت اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﺪاﺧﲇ واﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎن ،أي ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﱪ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ،ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻧﻔﻮذ اﻷﻛرثﻳّﺘني اﻟﺒﺎﻗﻴﺘني )أي اﳌﺎروﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﺣﺘﻰ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﺎم ،1975واﻟﺴﻨّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﻣﻨﺬ اﻧﺘﻬﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮب ﻣﻊ إﻋﻼن اﺗﻔﺎق اﻟﻄﺎﺋﻒ ،وﺣﺘﻰ ﻣﻘﺘﻞ رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي .وﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن أﺣﺪ أﺳﺒﺎب )وﻧﺘﺎﺋﺞ أﻳﻀﺎً( ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﺗﻠﻚ ،ﺗﻐّري ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ(. زوال اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻣﻌﻪ »اﻟﻘﻮﻣّﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑّﻴﺔ« ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي اﻋﺘﱪ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻷﻣرييك اﳌﻌﺮوف ،ﺟﻮزف ﻧﺎي، أّن ﻗﺮاءﺗﻪ ﴐورة ﻻزﻣﺔ ﻟﻜّﻞ ﻣﻌﻨّﻲ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ أﻣريﻛﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﴐ ،ﻳﻘﻮل وﱄ ﻧﴫ إّن اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻫﻮ اﻟﻴﻮم أﻛرث ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﺿﻄﺮاب واﻟﺘﻄّﺮف ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﴣ ﻣﻨﺬ أن أﻃﺎﺣﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻠﻴﻔﺎً ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻦ ﻋﺮش إﻳﺮان ،وﺣﻤﻠﺖ ﻣﺘﺸّﺪدﻳﻦ ﺷﻴﻌﺔ إﱃ ﺳّﺪة اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻨﺎك .ﻟﻘﺪ زﻋﺰﻋﺖ اﻟﺪﻋﻮة اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﱃ ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺣﻠﻔﺎءﻫﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻋﺠﺰت ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﺳﱰﺿﺎء أﻋﺪاﺋﻬﺎ. ﻓﺎﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق ﻣﺜﻼً ﺣﻤﻠﺖ إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﺋﺘﻼﻓﺎً دﻳﻨﻴﺎً ﺷﻴﻌﻴﺎً وأوﺟﺪت متّﺮدا ً ﺳﻨّﻴﺎً -ﻗﻮﻣﻴﺎً ﻻ ﻳﻔﺘﺄ ﻳﻠﻬﺐ ﺟﺬوة اﻟﺘﻄّﺮف اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻫﻨﺎك
وﻋﲆ اﻣﺘﺪاد رﻗﻌﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻳﻘﻮل ﻧﴫ إﻧّﻪ ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد رﺑﻊ ﻗﺮن ،ﻣﺎ ﺑني اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﺎم 1979و 11أﻳﻠﻮل ،2001ﻛﺜريا ً ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻴﻮن اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺴﻨّﻴﺔ اﳌﺘﺴﻠّﻄﺔ ﰲ إﺳﻼم أﺑﺎد وﻋّامن واﻟﻘﺎﻫﺮة واﻟﺮﻳﺎض ،اﻟﺘﻲ متﺜّﻞ اﻟﺤﻠﻔﺎء اﳌﺤﻠّﻴني اﻟﺮﺋﻴﺴﻴني ﻷﻣريﻛﺎ. وﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻛﺎدميﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ،مل ﻳﻜﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺤﻈﻮن ﺳﻮى ﺑﺈﺷﺎرات ﻋﺎﺑﺮة وﺳﻄﺤّﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﺤّﻮﻻت اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﺗﻌّﺮض اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺴّﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤّﺪﻳﺎت ﺷﺘّﻰ ،ﻛﺎن ﻻ ﺑّﺪ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮر اﻷﻣرييك ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻐّري ﻫﻮ اﻵﺧﺮ. ﻟﻘﺪ رﺳﻤﺖ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق ﺑﺮأي ﻧﴫ ،ﺣّﺪا ً ﻓﺎﺻًﻼ ﻣﺎ ﺑني ﴍق أوﺳﻂ »ﻗﺪﻳﻢ« وآﺧﺮ »ﺟﺪﻳﺪ« .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻣﻜّﻮﻧﻪ اﻟﻌﺮيب ،وﻳﺘﻮّﺟﻪ ﺑﺄﺑﺼﺎره ﻧﺤﻮ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﺑﻐﺪاد ودﻣﺸﻖ )وﻫﻲ اﻟﺤﻮاﴐ اﻟﻐﺎﺑﺮة ﻟﻠﺨﻠﻔﺎء اﻟﺴّﻨﺔ( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺪن اﻟﺴﻠﻄﺔ » اﻟﺴﻨّﻴﺔ« ﻓﻴﻪ .ﻛام أن ﻣﺸﺎﻛﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻣﻄﺎﻣﺤﻬﺎ وﻫﻮﻳﺘﻬﺎ وﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﳌﻘﺎم اﻷول ،ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﻌﺮب وﻣﻄﺎﻣﺤﻬﻢ وﻫﻮﻳﺘﻬﻢ وﺻﻮرﺗﻬﻢ .ﻛام أّن اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺼﺎرة ﻋﻘﻮد وﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣّﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. إّن ﻫﺬا اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ ﺟﻮﻫﺮه ﻣﻮﺋًﻼ ﻟﻠﻤﺆّﺳﺴﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،وﰲ ﻣﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ورﻫﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﺎ ،ﻫﻮ اﻟﻴﻮم آﺧﺬ ﰲ اﻟﺰوال، ﺑﺤﺴﺐ ﻧﴫ ،وﺳﻂ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺸﺪﻳﺪ .أّﻣﺎ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ، اﻟﺬي ﻳﻮﻟﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎً وﻻدة ﻣﺘﺸّﻨﺠﺔ ،ﻓﺈن مثﺔ ﻫﻮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺤّﺪده وﻋﲆ ﻗﺪم اﳌﺴﺎواة .إﻧﻬﺎ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﺮواﺑﻄﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨّﻴﺔ وﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺻﻼﺗﻬﻢ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻌﺎﺑﺮة ﻟﻠﻔﻮارق ﻣﺎ ﺑني اﻟﻌﺮب وﻏري اﻟﻌﺮب )وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻔﺮس(. وإذا أردﻧﺎ أﺧﺬ اﻟﻌﺮاق ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻛﺎن ﻳﺸّﻜﻞ، إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﴫ وﺳﻮرﻳﺎ ،واﺣﺪا ً ﻣﻦ أﻫّﻢ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻟﻄﺎﳌﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﺎﻓﺴﺎً ﺟّﺪﻳﺎً ﻟﻬام ﻋﲆ زﻋﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب إﺑّﺎن أوج اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. اﻟﻌﺮاق ﻫﺬا اﻧﺘﺨﺐ ﻛﺮدﻳّﺎً أّوَل رﺋﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب ،وﻫﻮ ﻳﻘﻴﻢ ﻋﻼﻗﺎت أوﺛﻖ ﻣﻊ إﻳﺮان ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺟرياﻧﻪ اﻟﻌﺮب .إّن ﺷﻴﻌﺔ اﻟﻌﺮاق وأﻛﺮاده ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸّﻜﻠﻮن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ،اﺧﺘﺎروا أن ﻳﺤﺬﻓﻮا اﻟﻘﺴﻢ اﳌﻌﺘﺎد ﺑﺎﻟﻮﻻء ﻟﻠﻬﻮﻳّﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ أوﱃ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺒﻼد ﺳّﻦ دﺳﺘﻮر ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ،2005واﻹﻋﻼن أن اﻟﻌﺮاق »ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻓﺪراﻟﻴﺔ« ﻻ »ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ«.
اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ » اﻟﺠﺪﻳﺪ« ﰲ ﻇّﻞ »اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌّﻴﺔ« ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻮزراء اﳌﻌّﻴﻨﻮن ﰲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب، ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻟﻘﺎدة اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻴﻢ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﺗﺼﺎًﻻ ﻣﺒﺎﴍا ً ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎم اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .وﺣني ﺗﺤّﺪث اﻟﻘﺎدة اﻷﻣريﻛّﻴني ﰲ ﻇّﻞ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﻋﻦ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﺗﻐﻴري اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻓﻀﻞ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق، إمنﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺤّﺪﺛﻮن ﻋﻦ إرادة ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻘﺪﻳﻢ ذي اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،اﻟﺴامح ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻘﻴﺎدة ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﻮا ﻳﺸّﻜﻠﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻛرثﻳﺔ اﻟﻌﺪدﻳّﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌّﺪ اﻟﺴّﻨﻲ اﳌﺘﻄّﺮف ،وﻟﻜﴪ ﺷﻮﻛﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣّﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑّﻴﺔ وﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل ﻣﺠّﺪدا ً إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﺗﻜﺮار ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ذي اﻟﺘﻮّﺟﻬﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﳌﺤﺎرﺑﺔ إﴎاﺋﻴﻞ واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﻧﻈﺮﻳّﺎً ﻋﲆ اﻷﻗّﻞ ،ﺣﻴﺚ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أن إﴎاﺋﻴﻞ ازدادت ﻗّﻮة ﰲ ﺣني اﺳﺘﺒﺪاد ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻜﺮت اﻟرثوات وﻣﺎرﺳﺖ أﺷّﺪ أﻧﻮاع اﻟﻘﻤﻊ ﺿّﺪ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ(. إّن ﻫﺬا اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻵﺧﺬ ﺑﺎﻟﺒﺰوغ اﻟﻴﻮم ،ﻟﻦ ﺗﺤّﺪد ﻣﻌﺎﳌﻪ، ﺑﺮأي ﻧﴫ ،اﻟﻬﻮﻳّﺔ اﻟﻌﺮﺑّﻴﺔ أو أي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﺒﺎﺋﺪ. ﺑﻞ إّن ﻃﺎﺑﻊ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﺘﻘّﺮر ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،داﺧﻞ ﺑﻮﺗﻘﺔ »اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ« وﻣﺪى اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ ﻟﻪ .وأّي اﻣﺘﻨﺎع ﺳّﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎوب ،ﺳﻠﻤﻴﺎً ،ﻣﻊ اﻟﺼﺤﻮة ﺗﻠﻚ ،ﺳﻮف ﻳﻮﻟّﺪ ﻧﺰاﻋﺎت دﻣﻮﻳّﺔ ﻣﺴﻠّﺤﺔ ،ﻧﺸﻬﺪ ﺗﻌﺒريا ً ﺣّﻴﺎً ﻟﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﴏت ﰲ اﻟﻌﺮاق .ﻛام ميﻜﻦ أن ﻧﺸﻬﺪ ﺗﻌﺒريا ً دﻣﻮﻳﺎً ﻣامﺛًﻼ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،إذا ﻣﺎ أ ّ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻨّﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﲆ ﻣﻨﻊ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ اﻟﺤﻜﻢ ،أي رﻓﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﺎدة )وﺗﺎﺑﻌﻴﻬﺎ اﳌﻮارﻧﺔ( ،رؤﻳﺔ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﳌﺘﻤﺜّﻞ ﺑﺘﻐّري ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى داﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﻣﻊ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ أو ﻣﻦ دوﻧﻪ ،وﻫﻮ ﺗﻐّري دميﻮﻏﺮاﰲ واﺟﺘامﻋﻲ واﻗﺘﺼﺎدي وﺳﻴﺎﳼ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ اﻟﻔﺌﺎت اﻷﺧﺮى )اﻟﺴﻨّﻴﺔ واﳌﺎروﻧّﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ( ،ﻋﺎﺟﻼً أو آﺟﻼً ،ﺳﻠﻤﻴﺎً أو دﻣﻮﻳﺎً. ﺑﻜﻼم آﺧﺮ ،ﺳﻮف ﻳﺆّدي اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺴّﻨﻲ -اﳌﺎروين اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،إﱃ ﺗﻜﺮار ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺮب 1975اﳌﺮﻳﺮة ،وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻐّري أدوار اﻟﻼﻋﺒني وﺗﺒّﺪﻟﻬﺎ ،وﰲ ﻇّﻞ اﻧﻘﺴﺎم إﻗﻠﻴﻤﻲ أﻛرث ﺣّﺪة ،ﰲ ﻇّﻞ ﴏاع ﺳﻨﻲ -ﺷﻴﻌﻲ ﻣﺘﻨﺎﻣﻲ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈّن اﳌﻮاﺟﻬﺎت ،إذا ﻣﺎ وﻗﻌﺖ ،ﺳﻮف ﺗﻜﻮن أﺷﺪ إﻳﻼﻣﺎً وﻋﻨﻔﺎً ،ﻣﻊ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻐّري اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﻴﺎن اﻟﻠﺒﻨﺎين ،وﻫﻮ ﻣﴩوع أﻣرييك -إﴎاﺋﻴﲇ ﻳﺘﻌّﻬﺪ اﻟﻼﻋﺒﻮن اﳌﺤﻠّﻴﻮن ﺗﻨﻔﻴﺬه ،ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﻢ أو ﻣﻦ دوﻧﻪ ،وﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺘني ،ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻣﻮﻗﻌﻬﻢ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ داﺧﻞ
ﻟﺒﻨﺎن ،ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻫﺬه اﳌّﺮة ،اﻷﻛﱪ ﻋﺪدا ً واﻷﻛرث ﺗﺴﻠﻴﺤﺎً واﻷﺷّﺪ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. أﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻳﻜﻤﻦ وراء ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﺜﻨﺎيئ اﻷﻣرييك -اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻟﻬﺬا اﻟﴫاع اﻟﺴّﻨﻲ -اﻟﺸﻴﻌﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ إﺿﻌﺎف اﻟﻄﺮﻓني واﺳﺘﺨﺪام اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸّﻜﻞ ،ﺑﻨﻈﺮ اﻷﻣريﻛّﻴني واﻹﴎاﺋﻴﻠّﻴني، ﺧﻄﺮا ً ﻋﲆ اﻟﻐﺮب وإﴎاﺋﻴﻞ أﺷّﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﻳﺸّﻜﻠﻪ اﻟﺘﻄّﺮف اﻟﺸﻴﻌﻲ. »ﺻﻌﻮد« ﺷﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن واﺣﺘامﻻت اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ -اﻟﺸﻴﻌّﻴﺔ ﻟﻘﺪ وﻗﻒ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻛّﻞ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ واﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن ﺑﺎﻫﺘامم ﻛﺒري اﻟﺘﻄّﻮرات ﰲ اﻟﻌﺮاق .ﻓﺎﻟﻜّﻞ ﻣﻌﺘﻨﻖ ﻟﺘﻮّﺟﻪ اﻟﺴّﻴﺪ ﻋﲇ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين » اﻟﱪاﻏاميت « ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .وﻗﺪ ﺗﺠﺎوﺑﻮا ﺑﴪﻋﺔ ﻣﻊ دﻋﻮﺗﻪ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ» :ﺻﻮت واﺣﺪ ﻟﻠﻨﺎﺧﺐ اﻟﻮاﺣﺪ« .وﻫﻮ أﻣﺮ ﺟﻌﻞ ﺷﻴﻌﺔ اﻟﻌﺮاق ﻳﺼّﻮﺗﻮن ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ،ﺑﻌﺪ دﻋﻮة اﻷﻣريﻛّﻴني إﱃ ﻣامرﺳﺔ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻋﱪ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻣﺎ ﻣّﻜﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﻘﻤﻊ » اﻟﺒﻌﺜﻲ -اﻟﺴّﻨﻲ« ﻟﻬﻢ .إّن ﻧﺠﺎح ﺷﻴﻌﺔ اﻟﻌﺮاق ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺪام ﰲ اﻻﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ )ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ اﻷﻣريﻛّﻴني (، ﺟﻌﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى )وﺧﺎّﺻﺔ ﺷﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ (، ﻳﺘﻄﻠّﻌﻮن إﱃ ﺟﻨﻲ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﺴري ﻋﲆ ﺧﻄﻰ ﺷﻴﻌﺔ اﻟﻌﺮاق ﻋﱪ ﺗﺒّﻨﻲ ﺧﻴﺎر اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ) اﻟﻌﺪدﻳّﺔ( ﺑﻬﺪف »ﻗﻠﺐ اﻟﻄﺎوﻟﺔ« ﻋﲆ رأس اﻟﺴّﻨﺔ ،ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒري ﻧﴫ .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺨّﻮف ﻣﻨﻪ اﻟﺴّﻨﺔ اﻟﻴﻮم ،ﻣﺤﺎوﻟني إﻳﻘﺎف ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻵﺗﻴﺔ ﺗﻠﻚ ،ﻋﱪ اﻟﺪﺑﺎﺑﺔ اﻷﻣريﻛّﻴﺔ .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ أﻳﻀﺎً أﺧﺬ اﻟﻘﺎدة اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﻛّﻞ ﻣﻦ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ وﺣﺮﻛﺔ »أﻣﻞ« ﻳﺸﻴﺪون ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺑﺂﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين ،ﻣﻠّﻤﺤني إﱃ أّن ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻴﺘﻮّﺟﻪ ﻣﺠّﺪدا ً ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺠﻒ ،ﻻ ﻗّﻢ ،ﻟﺘﻠّﻘﻲ اﻹرﺷﺎد اﻟﺪﻳﻨﻲ. وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻋﲆ ﺗﻮّﺟﻪ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين ،أﻗﺮب إﱃ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ إﱃ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺮوﺣﻴﺔ .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﻘﺪ اﺗ ّﺴﻢ زﻋامء اﻟﺤﺰب ﺑﺎﻟﻔﺘﻮر إزاء دﻋﻮة اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ إﱃ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﺤﻠﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻟﻜﻨﻬﻢ وﺟﺪوا ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻟﻬﻢ ﰲ رﻣﺰﻳﺔ ﻗﻴﺎدﺗﻪ .ﻛﺎﻧﺖ رّدة ﻓﻌﻠﻬﻢ اﻷوﻟّﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ اﻟﻌﺮاق ﴎﻳﻌﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺒّﻨﻮا ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين )أي ﺻﻮت واﺣﺪ ﻟﻠﻨﺎﺧﺐ اﻟﻮاﺣﺪ( ،وذﻟﻚ ﻟﺴﺒﺐ واﺿﺢ ،وﻫﻮ أﻧّﻪ إذا ﻣﺎ ﺗّﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻴﻐﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻓﺴﻮف ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﺸﻴﻌﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸّﻜﻠﻮن أﻛرث ﻣﻦ ﺧﻤَﴘ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻟﺒﻨﺎن ،ﺳﻴﻬﻴﻤﻨﻮن ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻋﲆ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻴﻪ.
إّن ﻣﺼﺎدﻗﺔ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻋﲆ ﺗﻮّﺟﻪ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين ﻫﺬا وﻟﻌﺒﺔ اﻟﻘّﻮة اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻌﺒﻬﺎ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،أﺛﺎرت ﺣﻔﻴﻈﺔ اﻟﺴّﻨﺔ )ﻻ ﺑﻞ ﺣﻨﻘﻬﻢ( وﺧﺎّﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪان ﻫﺆﻻء ،زﻋﻴﻤﻬﻢ اﻷﻛﱪ ،أي رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي ،وﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎح ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ اﻟﺘﺼّﺪي ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮون إﱃ ﻫﺬا اﻟﺤﺰب ﺑﴚء ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺒﺔ واﻟﺨﻮف ﻣﻦ أن ﻳﺘﺤّﻮل ﻧﺤﻮﻫﻢ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ﻣﺎ زاد ﻣﻦ ﺣّﺪة ﺗﺨّﻮﻓﻬﻢ وﺗﻮّﺟﺴﻬﻢ ﻣﻨﻪ. ﺣني ﻃﺎﻟﺒﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺴﻮرﻳّني ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن وﺑﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،أﺻﺒﺢ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ أﻛرث ﻫﺠﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻐﺘﻪ اﻟﺨﻄﺎﺑﻴﺔ ،ﻣﺘﻮﻗّﻌﺎً أن متّﻬﺪ ﺣامﺳﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﻟﻠﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم وﺻﻮل اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن إﱃ ﺳّﺪة اﻟﺤﻜﻢ ،ﻛام ﺣﺼﻞ ﰲ اﻟﻌﺮاق ،وذﻟﻚ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﺴﻴﺤّﻴني واﻟﺴّﻨﺔ .ﻟﻘﺪ اﻛﺘﺴﺢ اﺋﺘﻼف ﺣﺮﻛﺔ »أﻣﻞ« -ﺣﺰب اﻟﻠﻪ اﳌﻘﺎﻋﺪ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﻨﻮب إﺛﺮ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﺰﻳﺮان ،2005ﻣﺎ ﻣّﻜﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ إﺳامع ﺻﻮﺗﻬﻢ داﺧﻞ اﻟﱪﳌﺎن. ﻟﻘﺪ دﻟّﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻋﲆ ﻗّﻮﺗﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن واﺿﺤﺎً ،ﺑﺮأي ﻧﴫ ،أﻧّﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺑﺪا ً ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة ﻟﺘﻐﻴري ﺻﻴﻐﺔ اﻟﺒﻠﺪ وﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﻌّﻘﺪة ﻓﻴﻪ ،ﻛام ﺣﺼﻞ ﰲ اﻟﻌﺮاق مبﺴﺎﻋﺪة اﻷﻣريﻛّﻴني .إن إﺟﺮاء إﺣﺼﺎء رﺳﻤﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺴﻜﺎن ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وإدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻋﲆ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺴﻬﻞ ،وﻣﻦ ﻏري اﳌﺮّﺟﺢ أن ﻳﺠﺮﻳﺎ ﻣﻦ دون أمل ﴬرة اﻷﺧﺮى ﻋﻦ )أي ﻣﻦ دون إراﻗﺔ دﻣﺎء ﺑﺴﺒﺐ اﻣﺘﻨﺎع اﻷﻃﺮاف اﳌﺘ ّ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺪميﻮﻏﺮاﰲ واﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن(. ﻟﻘﺪ وﺟﺪ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﺰﻳﺮان ﻣﻀﻄﺮا ً إﱃ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ،ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر أن ﺗﻜﺘﺴﺐ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻣﺰﻳﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺰﺧﻢ وأن ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ذﻟﻚ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻹﺻﻼح اﻟﺴﻴﺎﳼ )أي إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻼت ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻋﲆ اﺗﻔﺎق اﻟﻄﺎﺋﻒ ﺗﻌﻴﺪ إﻧﺘﺎج ﺻﻴﻐﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﻮﻗﻊ أﻛرث ﺗﻘّﺪﻣﺎً ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ( .وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﺿﻮء اﻟّﺴﺨﻂ اﻟﺴّﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺘﻄّﻮرات اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق ،أي ﺗﺮاﺟﻊ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺴّﻨﺔ ﻓﻴﻪ ،رأى ﺣﺰب اﻟﻠﻪ أّن ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ أن ﻳﻘﻠّﻞ ﻣﻦ ﺳﻌﻴﻪ ﻟﺘﻤﻜني اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎزة اﻟﺴﻠﻄﺔ داﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن .وﺣﺎول ﺣﺰب اﻟﻠﻪ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻋﻦ أﺟﻮاء اﻟﺘﻮﺗ ّﺮ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ وﺗﺒﻌﺖ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق ،واﻧﻀّﻢ إﱃ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وراح ﻳﺸّﺪد اﻟﻨﱪة ﻋﲆ »اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮة إﱃ »متﻜني اﻟﺸﻴﻌﺔ«. ﻓﻬﺬه اﻷﺧرية ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻟﻴﻮم آﺧﺮ. إّﻻ أن ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﻠﻬﺠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ،وﺳﺤﺒﻪ اﻟﻮزراء اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﺗﺮﻛﻴﺰ ﺟﻬﺪه ﻋﲆ إزاﺣﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟﺴﻌﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻋﱪ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮة وﻓﻖ ﻗﺎﻧﻮن اﻧﺘﺨﺎيب ﺟﺪﻳﺪ ،واﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ » ﻛﻼﻣﻴﺔ« ﻣﺤﺘﺪﻣﺔ ﻣﻊ »اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻵﺧﺮ« )ﻛﺎدت أن ﺗﺘﺤّﻮل إﱃ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺴﻠّﺤﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﺟﺮاء ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻗﺎت وأﺣﺪاث اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺠﺪﻳﺪة( ،واﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺴري ﺑﺮﺋﻴﺲ ﻻ ﻳﺘﻌّﻬﺪ ﺑﺤامﻳﺔ ﺳﻼح اﳌﻘﺎوﻣﺔ .ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻮر أﺳﻬﻤﺖ ﺑﺘﺄﺟﻴﺞ ﺣّﺪة اﻟﺨﻼف اﻟﺴّﻨﻲ -اﻟﺸﻴﻌﻲ ،وزﻳﺎدة اﳌﺨﺎوف ﻟﺪى اﻟﺴّﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﺸﻴﻌﺔ )اﳌﻤﺜَﻠني اﻟﻴﻮم ﺑﺤﺰب اﻟﻠﻪ( ،اﻟﺴﺎﻋني إﱃ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻘّﻮة أﻛﱪ ،وﻫﻮ ﺳﻌﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻧﻄﻼﻗﺘﻪ اﻷوﱃ ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ،ﺑﺪأه اﻹﻣﺎم اﳌﻐّﻴﺐ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ،وﺗﺎﺑﻌﻪ ﺑﻌﺪه ﻗﺎدة ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ »أﻣﻞ« وﺣﺰب اﻟﻠﻪ. ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﻓﺌﺔ ﻣﻬّﻤﺸﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﳼ ،إذا ﺑﻬﻢ اﻟﻴﻮم ﻳﺘﺤّﻮﻟﻮن إﱃ ﻗﻮة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎن ﺑﻬﺎ. ﻓﻬﻞ ﺗﻜﻮن اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻼﺟﺎً أم »ﺳﺒﺐ ﻣﺸﻜﻞ« ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،وﻫﻞ ﻳﺘﺤّﻮل ﻃﻤﻮح اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻟﺠﺎﻣﺢ إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ إﱃ ﻧﻌﻤﺔ أم ﻧﻘﻤﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،وﻫﻞ ﺗﺴﻠّﻢ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى )وﰲ ﻣﻘّﺪﻣﺘﻬﺎ اﳌﺎروﻧﻴﺔ واﻟﺴﻨّﻴﺔ ( ،ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﳌﺘﻤﺜّﻞ ﺑﺎﻟﺼﻌﻮد اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﻘﻮي وﺗﻔﺴﺢ ﰲ اﳌﺠﺎل أﻣﺎﻣﻪ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻘﻮة أﻛﱪ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ،أم أن رﻓﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ،ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺤﺮب ﻣﻘﺒﻠﺔ أﻛرث دﻣﻮﻳﺔ ،ﺗﻌﻴﺪ ﺧﻠﻂ اﻷوراق وﺗﻨﺘﺞ ﻃﺎﺋﻔﺎً ﺟﺪﻳﺪا ً. ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻘﻮل إّن اﻟﻄﺎﺋﻒ اﻷول ﻛﻠّﻒ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻣﺌﺔ وﺧﻤﺴني أﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ، ﻓﻬﻞ إﻧﺘﺎج ﻃﺎﺋﻒ ﺟﺪﻳﺪ ﺳﻮف ﻳﻜﻮن أﻗّﻞ ،أم أﻛرث ﻛﻠﻔﺔ؟ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﺐ [55] .ﻟﺒﻨﺎن ﰲ اﻟﻄﻮاﺋﻒ زﻋامء اﻟﻐّﺪ ،ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم ﻋﻨﻪ ،ﻳﺠﻴﺐ أن اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﺠﺰت اﻟﺜﻮرة ﰲ إﻳﺮان ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻪ ،ﴍﻋﺖ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﻋﺮاق ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺪام ﺑﺘﺤﻘﻴﻘﻪ .إن اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺬي ﺗﺸّﻜﻠﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮم اﻟﺴﻨﻲ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺠﻮﻫﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ميﺜّﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻓﻴام ﻣﴣ .ﻓﺎﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﻤﻠﺖ ﺟﺎﻫﺪة ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﻟﺘﺤﻄﻴﻢ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ .واﻟﻔﺎرق اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أﻧﻪ ﰲ اﳌﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎن اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﺤﺎﻃني ﺑﺄﺷﺪ اﻟﻘﻮى ﺗﻄﺮﻓﺎ وﻋﺪاء [56] .ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻋﲆ ﺣﺎﻟﻴﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ اﻟﻌﻜﺲ ﻓﻴام ﻷﻣريﻛﺎ، اﻟﻜﻮﻛﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼّﺪت ﻟﺘﺤّﺪي اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻓﻴام
ﺳﻠﻒ ﺳﻮف ﺗﺘﺼﺪى ﻟﻠﺘﺤّﺪي اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﺬا ﻋﲆ أرﺟﺢ اﻟﻈﻦ .وﻟﱧ ﻛﺎن اﻟﺴﻴﺎق ﻣﻐﺎﻳﺮا اﻵن وﻛﺬﻟﻚ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ،إﻻ أن اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻋﲆ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻪ إﱃ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ .ﻓﺨﻄﻮط اﻟﴫاع ﰲ اﻟﻌﺮاق اﻟﻴﻮم ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﺳﺎس اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎمئﺔ ﰲ اﻟﺤﺮب اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ؛ ﻟﻘﺪ اﻧﺰاﺣﺖ ﻓﻘﻂ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺌﺘﻲ ﻣﻴﻞ أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻐﺮب .وﻫﻲ ﺳﺘﺴﺘﻘّﺮ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻂ اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻞ اﳌﻨﺎﻃﻖ ذات اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻋﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ ذات اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق - اﻟﺨﻂ اﳌﺎّر ﺑﺒﻐﺪاد ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺑني أﻣﻜﻨﺔ أﺧﺮى. اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إﻳﺮان إن اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إﻳﺮان ﰲ ﻫﺬا اﻟﴫاع ﻫﻲ ﻫﻲ ﻛام ﻛﺎﻧﺖ ﰲ مثﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،أﻻ وﻫﻲ :ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻋﲆ اﳌﺴﺎﺋﻞ ذات اﻟﺼﻠﺔ مبﻌﺎداة أﻣريﻛﺎ وإﴎاﺋﻴﻞ ،واﻧﺘﺤﺎل ﺷﻌﺎرات إﺳﻼﻣﻴﺔ وﻋﺮﺑﻴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،وﺗﺠّﻨﺐ اﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﺟﺪل ﺣﻮل اﻟﻔﻮارق اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ .ﻫﺬه اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﻣﻊ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن .وﻗﺪ ﺣﺎول اﻟﺼﺪرﻳﻮن ،ﻣﺴﺘﻠﻬﻤني ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ،أن ﻳﻄّﺒﻘﻮﻫﺎ ﰲ اﻟﻌﺮاق أﻳﻀﺎً .ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺘﻜﻮن اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻷردﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ دون ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻛام ﻛﺎﻧﺖ ﰲ مثﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،أي اﺣﺘﻮاء إﻳﺮان ﺑﺎﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ وّمل ﺷﻤﻞ اﻟﺴّﻨﺔ .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺸﺘيك ﻓﻴﻪ إﻳﺮان ﻣﻦ "اﻻﺣﺘﻼل" اﻷﻣرييك واﻟﱪﻳﻄﺎين ﻟﻠﻌﺮاق ،ﻧﺠﺪ اﻟﻨﻈﺎﻣني اﳌﻠﻜﻴني اﻷردين واﻟﺴﻌﻮدي ﻳﺘﻔّﺠﻌﺎن ﻋﲆ اﻟﺤﺎل اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،وﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﲆ ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻨﻔﻮذ اﻹﻳﺮاين ﰲ اﻟﻌﺮاق. ﺧﻼل زﻳﺎرة ﻗﺎم ﺑﻬﺎ إﱃ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ أﻳﻠﻮل ،2005وﺑﻨﱪة ﺗﻨّﻢ ﻋﻦ ﺧﻴﺒﺔ ﻏري ﻣﻌﻬﻮدة ﻋﻨﺪه ،أﺧﱪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدي ،اﻷﻣري ﺳﻌﻮد اﻟﻔﻴﺼﻞ ،ﻣﺤّﺪﺛﻴﻪ اﻷﻣريﻛﻴني ﻋﻦ اﺣﺘامل ﺗﻔّﻜﻚ اﻟﻌﺮاق وأن ذﻟﻚ ﻳﺸّﻜﻞ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻌﻼ ،وﻫﺬا ﻣﺎ "ﺳﻴﺠّﺮ ﺑﻠﺪاﻧﺎن أﺧﺮى ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ إﱃ ﺣﻮﻣﺔ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﺗﻌﺘﱪه ﻓﻴﻤﻦ ﻟﻠﺸﻚ ﻣﺠﺎل أي ﻳﺪع أن دون وﻣﻦ [57] .اﻟﴫاع" ﺑﺎﻟﻼمئﺔ ﺳﻌﻮد اﻷﻣري أﻧﺤﻰ ،اﻟﴫاع ﻫﺬا ﰲ ﻟﻬﺎ ﻏﺮﻳﻢ أﻛﱪ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﻤﻠﻜﺔ( إﻧﻨﺎ" :ﻗﺎﺋﻼ ،اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق دﺣﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺮاق ﺧﺎرج إﻳﺮان ﻹﺑﻘﺎء ﺳﻮﻳﺎ اﻟﺤﺮب ﺧﻀﻨﺎ )اﳌﺘﺤﺪة ]" [58داع ﺑﻼ اﻹﻳﺮاﻧﻴني إﱃ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ اﻟﺒﻠﺪ ﻧﺴﻠّﻢ اﻵن ﻧﺤﻦ وﻫﺎ .اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﻋامء أﻟﺴﻨﺔ ﻋﲆ ﺗﱰدد ﻻزﻣﺔ أﺻﺒﺤﺖ أن ﻫﺬه اﻷﻣري ﻋﺒﺎرة ﻟﺒﺜﺖ وﻣﺎ . ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻛﺴﺒﺎ اﻹﻳﺮاين اﻟﻨﻔﻮذ ﺗﻌﺎﻇﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ :اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ .اﻷﻣﻮر زﻣﺎم اﻣﺘﻼك ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ متﻜني ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﻄﻊ أﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺪوﱄ
ﻳﻠﻌﺐ اﳌﺘﻄّﺮﻓﻮن اﻟﺴّﻨﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﺎرﺗﻬﻢ ﻧﻮازع اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﺪور ﻋﻴﻨﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ اﻟﺬي ﻟﻌﺒﻪ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺑني اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﻌﺜﻲ ﺑﻘﻴﺎدﺗﻪ اﻟﺴﻨﻴﺔ وﺑني اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻷردن واﻟﻜﻮﻳﺖ إﺑﺎن اﻟﺤﺮب اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ،واﻟﺬي أرﻳﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﺤﺆول دون أن ﺗﺼري إﻳﺮان ﻗﻮة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ .وﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ ،ﻓﺈن اﳌﺘﻄﺮﻓني اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺨﺪﻣﻮن ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﺤﺴﺐ وﱄ ﻧﴫ ،اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪان آﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ .ﺻﺤﻴﺢ أن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﰲ اﻟﺮﻳﺎض وﻋامن واﻟﻜﻮﻳﺖ ﺗﻌﺎرض اﻟﺘﻄّﺮف اﻟﺴﻨﻲ وﺗﺴﺎﻧﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدﻫﺎ أﻣريﻛﺎ ﻋﲆ اﻹرﻫﺎب ،إﻻ أن ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺮاق ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻤّﺮد واﻟﻬﺪف اﻟﺬي ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻪ ،أﻻ وﻫﻮ ﺗﺪﻣري أﻳﺔ دوﻟﺔ ﻋﺮاﻗﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﻘﻴﺎدة ﺷﻴﻌﻴﺔ. ﻣﻊ ﺗﻮّﺳﻊ ﻧﻄﺎق اﻟﻨﺰاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﰲ اﻟﻌﺮاق ،ﺳﻮف ﺗﺘﻀﺢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻣﻌﺎمل اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻀﺎﻟﻌﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﺰاع .وﻣﺜﻠام ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎل أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ،ﺳﻮف ﻳﺘﺤﻮل اﻟﻨﺰاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﰲ اﻟﻌﺮاق إﱃ ﴏاع أوﺳﻊ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺎ ﺑني اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ اﻟﻘﺪميﺔ واﻟﻘﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎ ،وﻣﺎ ﺑني اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وإﻳﺮان ﺑﻮﺻﻔﻬام اﻟﺜﻘﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓني .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﴐ ،ﻟﻘﺪ أﻟﻘﻰ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳌﺘﻄّﺮف ﻟﻠﺘﻤّﺮد ﺑﻈﻼﻟﻪ اﳌﺸﻮﺷﺔ ﻋﲆ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺒﺎرد ﻟﻬﺬا اﻟﻨﺰاع .وﺑﺎﳌﻨﻄﻖ ﻧﻔﺴﻪ ،أن اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑني اﻟﺴّﻨﺔ واﻟﺸﻴﻌﺔ ﺳﻮف ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺤﺮب "اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ" اﳌﻌﻠﻨﺔ [59] .ﺗﻌﻘﻴﺪا اﻟﺴّﻨﻲ اﻟﺘﻄّﺮف ﻋﲆ اﻟﱰﻛﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاق ﻳﺒﺪو ﺟﻠﻴﺎ اﻵن أن أﻣريﻛﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﳌﺘﺨّﻴﻞ ﻟﻠﴩق اﻷوﺳﻂ ،وأﻧﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮة. وﻫﺬه اﳌﻘﺎرﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ وّﺟﻬﺖ اﳌﺴﺎر ﻧﺤﻮ اﻟﺤﺮب ﰲ اﻟﻌﺮاق ،واﺗﻀﺢ أﻧﻬﺎ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻏري ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﳌّﺮة .وﻳﺨﺘﴫ درس اﻟﻌﺮاق ﰲ أن ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺮض ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ميﻴﻞ إﻟﻴﻪ ،ﻟﻦ ﻳﻌّﺠﻞ ﺳﻮى ﺑﻮﻗﻮع ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻏﺐ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أﻛرث ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﺗﻔﺎدﻳﻬﺎ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﻌﺮاق ،ﺳﻤﺤﺖ أﻣريﻛﺎ ﻓﻌﻼ ﻟﻺﺳﻼم اﳌﺘﻄّﺮف أن ﻳﺜﺒﺖ أﻧﻪ ﻋﲆ ﺣﻖ ﰲ ادﻋﺎﺋﻪ أن ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﺣﺮب ﻋﲆ اﻹﺳﻼم ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺷّﺠﻊ روح اﻟﻌﺪاء ﻷﻣريﻛﺎ وﻏّﺬى ﻧﻮازع اﻟﺘﻄّﺮف واﻹرﻫﺎب .إن اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﺳريﺳﻢ ﺻﻮرة اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﺴﺠﺎﻻت ﺣﻮل اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ أو اﻟﻌﻮﳌﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻔﱰض أن ﺗﻜﻮن ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق ﻗﺪ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻲ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺎت واﻟﻨﺰاﻋﺎت ﻣﺎ ﺑني اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟّﺪت ﻋﻨﻬﺎ .وﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ ﺳﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن ذﻟﻚ ،وﻟﻴﺲ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﻫﻮ اﻟﱰﻛﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاق.
اﳌﻬّﻤﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎم أﻣريﻛﺎ اﻟﻴﻮم ﻫﻲ إﺟﺮاء ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق ،وﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﴩق اﻷوﺳﻂ آﺧﺬة ذﻟﻚ اﻟﻮاﻗﻊ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن .واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻫﻲ أن اﻟﺨﻄﺮ اﻷﺑﺮز ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴري اﳌﺘﺸّﺪد ﻟﻺﺳﻼم إمنﺎ ﻳﺮﺗﺪي اﻵن رداء ﺳﺘﻴﺎ ،ﺑﺮأي ﻧﴫ .إﻧﻬﺎ اﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺸّﻜﻞ اﻟﺨﻄﺮ اﻷﻋﻈﻢ اﻟﺬي ﻳﺘﻬّﺪد اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ. ﻓﺎﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺴّﻨﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺗﺴري ،وﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﻧﺮى ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﰲ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻧﺤﻮ اﻋﺘﻨﺎق اﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ وﺗﻮّﺳﻞ اﻟﻌﻨﻒ .وإذا ﻛﺎن اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺨﺮﺟﻮن اﻵن ﻣﻦ ﺳﻨﻮاﺗﻬﻢ اﳌﻈﻠﻤﺔ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷدﻟﺠﺔ واﻟﺜﻮرة واﻟﺘﻄّﺮف ،ﻓﺈن اﻟﺴّﻨﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻳﺪﺧﻠﻮن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺣﻠﻚ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﻠﺠﻮن اﻷﻗﻞ ﻋﲆ أو اﳌﻈﻠﻤﺔ ،ﺳﻨﻮاﺗﻬﻢ ﰲ اﻵن [60] . ﻣﻜﺎﻧﺎن ﻓﻘﻂ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺷﻬﺪت ﺷﻮارﻋﻬام ﺗﻌﺎﻃﻔﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺠامﻫري ﻣﻊ ﺿﺤﺎﻳﺎ 11أﻳﻠﻮل ،وﻛﻼﻫام ﰲ ﻏﻀﻮن أﻳﺎم ﻣﻌﺪودات ﻣﻦ اﻧﻬﻴﺎر ﺑﺮﺟﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﱄ ،وﻛﺎن اﳌﻜﺎﻧﺎن ﻛﻼﻫام ﻋﲆ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﻴﻌﺔ .اﻷول ﻛﺎن ﰲ إﻳﺮان ،ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻋﴩات اﻷﻟﻮف أواﻣﺮ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﻢ وﻧﺰﻟﻮا إﱃ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان وﻫﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﺸﻤﻮع ﺗﻀﺎﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﻬﺠامت؛ واﳌﻜﺎن اﻟﺜﺎين ﻛﺎن ﰲ ﻛﺮاﺗﴚ ،ﺣﻴﺚ ﺧﺎﻟﻒ ﺣﺰب ﻣﺤّﲇ وﺛﻴﻖ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺸﻴﻌﺔ اﳌﺪﻳﻨﺔ، 11ﺗﻼ وﻣﺎ [61] .ﺑﺎﻹرﻫﺎب ﻟﻠﺘﻨﺪﻳﺪ اﻵﻻف وﺣﺸﺪ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ﰲ اﻟﻌﺎم اﳌﺰاج ﻓﺎﻟﺸﻴﻌﺔ .اﳌﺸﺎﻋﺮ ﺗﻠﻚ ﻋّﺰز أﻧﻪ ﺳﻮى ﻳﻔﻌﻞ مل واﻟﻌﺮاق أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﰲ أﻳﻠﻮل ،اﻟﺴﻜﺎن ﺗﻌﺪاد ﻣﻦ مبﺎﻟﺌﺔ 20 - 25ﻧﺴﺒﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﺸّﻜﻠﻮن اﻟﺬﻳﻦ ،أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﰲ اﻟﺒﻠﺪ ذﻟﻚ ﰲ اﻗﺮ اﻟﺬي واﻟﺪﺳﺘﻮر .ﻃﺎﻟﺒﺎن أﻳﺪي ﻋﲆ اﻟﻘﺴﻮة مبﻨﺘﻬﻰ ﻋﻮﻣﻠﻮا ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ رﺋﻴﺴﺎ ﻳﺼري ﺑﺄن ﻟﺸﻴﻌﻲ ﻳﺴﻤﺢ يك اﻟﻌﺮف ﻛﴪ ﻗﺪ 2003ﻋﺎم اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺧﺮج وﻗﺪ .ﺑﻪ اﻟﻮاﺟﺐ اﻻﻋﱰاف اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﴩﻋﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻳﻨﺎل ويك ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ وﻳﺄﺧﺬوا اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﱃ ﻟﻴﻨﻀﻤﻮا اﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ وﺿﻌﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺮاق ﰲ اﻟﺴﻨﻴﺔ اﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ إﻟﻴﻪ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺬي اﻟﻌﻨﻔﻲ واﳌﺂل .اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﺴﻠﻜﻬام اﻟﻠﺬﻳﻦ اﳌﺘﺒﺎﻋﺪﻳﻦ اﳌﺴﺎرﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﻀﻮء ﻳﺴﻠّﻂ إمنﺎ .اﻟﺤﺎﴐ اﻟﻮﻗﺖ ﰲ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﺗﺸّﻜﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ أﻗﻮى ﺗﺼّﺪ وﺗﺤّﺪ ﻟﻠﺘﻄﺮف وﻟﻠﺤﺮﻛﻴﺔ اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ داﺧﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻓﺎﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ متﺜﻞ ﻗﻮة ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﺘﻄّﺮف .واﻟﺴﺒﻴﻞ إﱃ ﺑﻠﻮغ ﻏﺎﻳﺎﺗﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﺒّﺪل ﰲ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ وإﺷﺎﻋﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ. وﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ ﺳﺘﻄﻠﻖ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ أي ﻣﻜﺎن إﱃ ﺳﺪة اﻟﺤﻜﻢ ،وﺗﻌﻄﻲ اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺻﻮﺗﺎ أﻛﱪ ﰲ ﺑّﺖ اﻷﻣﻮر ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﱰق
ﺑﺈﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﺎ وﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻋﻦ اﳌﻨﺤﻰ اﳌﺘﻄّﺮف ﻟﻠﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ. ميﻜﻦ ﻟﻠﺤﺮب ﰲ اﻟﻌﺮاق أن ﺗﺘﺨﺬ اﺗﺠﺎﻫﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺑﺮأي ﻧﴫ :ﻓﻘﺪ ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﺒﻼد ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ أو ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻮّﺣﺪة؛ ﻗﺪ ﺗﻐﺮق ﰲ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ أو ﻗﺪ ﺗﺼﻮغ ﻃﻮاﺋﻔﻬﺎ اﳌﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﻴﻐﺔ ﻟﻠﺘﺸﺎرك ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ مبﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ .إن اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻳﺘﻄﻠّﺐ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺑني اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ واﻷﻛﺮاد ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﻮال ،ﺳﻴﺒﻘﻰ اﻟﺴﻨﺔ مبﻮﺟﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﰲ أﺳﻔﻞ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻴام ﻣﴣ ميﺴﻜﻮن ﺑﺰﻣﺎﻣﻬﺎ .وﻫﺬا ﻟﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ إﻃﻔﺎء ﻟﻬﻴﺐ اﻟﺘﻄّﺮف اﻟﺴﻨﻲ اﻟﺬي أﺷﻌﻠﺘﻪ ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق ﰲ ﻃﻮل اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﻋﺮﺿﻪ .ﻓﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻘﺮر أي اﺗﺠﺎه ﺳﻴﺴﻠﻜﻪ اﻟﻨﺰاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻫﻨﺎك ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌّﺪة ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻀﺎﻋﻔﺎت ﻏري اﳌﻘﺼﻮدة ﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاق .واﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﺜﺎين ﻟﻠﺘﻄّﺮف اﻟﺴﻨﻲ ﺳﻴﺨﺮج ﻣﻦ رﺣﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻤّﺮد اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ميﻜﻦ ﻓﺼﻞ ﻗﻮﺗﻬﺎ ومتﺎﺳﻜﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻨﻲ -اﻟﺸﻴﻌﻲ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻋﺎﻣﺔ، واﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻌﻰ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ إﱃ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻨﺰاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻫﻨﺎك ﰲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎق ﺟﻬﺎدﻫﺎ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﴎﻫﺎ. وﺳﺘﻜﻮن ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎً ﻗﻮى ﺟﺪﻳﺪة ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ .ﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻷﺻﻮات اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﳌﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮيب اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻠﻴﻤﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﺑﺄﺣﻮاﻟﻪ ﺟﻴﺪا .وﺣني ﺳﻴﻨﺠﲇ اﻟﻐﺒﺎر ،ﳌﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﻞ ﰲ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﺴﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛام ﻛﺎن ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﰲ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ. ﺳﻴﻨﺰاح ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﻞ ﴍﻗﺎ ،ﻣﻦ ﻣﴫ وﺑﻼد اﳌﴩق إﱃ إﻳﺮان واﻟﻌﺮاق وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ .إن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺣﻖ اﳌﻌﺮﻓﺔ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻐري ﻟﺴﺒﺐ وﺟﻴﻪ وﻫﻮ أن اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻮق ﺑﻌﺾ ﻣﻦ أﻏﻨﻰ ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .واﻧﻪ ﳌﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ أﻣريﻛﺎ أن ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻣﺄﺧﺬ اﻟﺠﺪ .إمنﺎ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﲆ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أن ﺗﻮازن ﻣﺎ ﺑني ﻣﻄﻠﺐ اﻟﺴّﻨﺔ وﻣﻄﻠﺐ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،أو ﺗﻌﻘﺪ اﻟﺨﻨﺎﴏ ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻴام ﻫﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺸﻴﻌﻲ واﻟﺮّد اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ .ﺗﻠﻚ ﺳريورة ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺪأ ﺑﻔﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﴫاع واﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬي ﺳريﺳﻤﻪ. زﻣﻨﻴﺎ ،ﺗﻌﻮد اﻟﻬﻮﻳﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ إﱃ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ أﻟﻒ ﺳﻨﺔ .وﻫﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻛام ﺗﺆﺛﺮ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺜريﻫﺎ ﻧﺎﺟﻤﺔ ﺑﺎﻷﺣﺮى ﻋﻦ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻼﻣﺘﻜﺎﻓﺊ ﻟﻠرثوة واﻟﺴﻠﻄﺔ مبﺎ ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻋﲆ ﻃﺎﺋﻔﺔ دون أﺧﺮى .ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻹﻣﻜﺎن اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻘﻮت ﻋﲆ أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺰاع اﻟﺸﻴﻌﻲ -اﻟﺴﻨﻲ إﻻ إذا ﻋﻜﺲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟرثوة
واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .وﻗﺪ ﻓﺸﻠﺖ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺎت ﻓﺸﻼ ذرﻳﻌﺎ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻧﻈﺎم ﻛﻬﺬا ،إذ إﻧﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ اﻟﻘﻮة ﻟﻔﺮض إرادة اﻷﻗﻠﻴﺔ ﻋﲆ إرادة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ .وﺗﻠﻚ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻻ ﺗﻨﺤﴫ داﺧﻞ ﺣﺪود اﻟﻌﺮاق وﺣﺪه .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺪامئﺔ ،ﻛام أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ مبﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻤﺪ ﰲ وﺟﻪ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺎﳼ .أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ واﻟﻌﻮﳌﺔ اﳌﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ واﻟﻔﻮﴇ ﻟﻦ ﺗﺤّﻞ ﻫﺬه اﳌﺸﺎﻛﻞ ﰲ اﻟﺤﺎل :إذ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺋﺰون وﺧﺎﴎون أﻳﻀﺎ ،ﻛام ﺳﺘﺸﻌﻞ ﻓﺘﺎﺋﻞ ﴏاﻋﺎت ﺟﺪﻳﺪة .وﻣﺜﻠام ﻫﻲ اﻟﺤﺎل ﰲ ﻛﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت واﻟﴫاﻋﺎت اﳌﺘﻤﺤﻮرة ﺣﻮل اﻟﺪﻳﻦ أو اﻟﻌﺮاق ،اﻟﻮﻻءات ﻻ متﻮت ﺑﺎﻟﻬّني ،ﻟﻜﻦ اﺣﺘامل ﺗﺴّﺒﺒﻬﺎ ﺑﺴﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء ﻳﺒﻘﻰ أﻗﻞ ﺑﻼ ﺟﺪال ﻓﻴام ﻟﻮ ﻓﺼﻠﺖ ﻋﻦ ﺑﻮاﻋﺚ اﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﳼ. ﻛﺘﺐ ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ أن ميﺮ -ﺑﻞ ﻫﻮ ميﺮ ﻓﻌﻼ اﻵن -ﺑﻔﱰة ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ ﺗﺼﺎﺣﺐ اﻧﻜﺸﺎح اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺪﻳﻢ أﻣﺎم ﺑﺰوغ ﻧﻈﺎم ﺟﺪﻳﺪ وﺗﺄﻗﻠﻢ اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴّﻨﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻮاء ﻣﻊ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﳌﺴﺘﺠّﺪة ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻏري أن اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺳﺘﺘﻮﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ إﱃ "أﻣﺮ واﻗﻊ" ﺟﺪﻳﺪ ،وﺳﻴﺒﺤﺚ اﻟﺴﻮاد اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ ﻋﻦ ﺳﺒﻞ ﺗﻔﴤ ﺑﻬﻢ إﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻼم؛ إﱃ اﻟﻌﻴﺶ ﻣﻌﺎ وﻣﺸﺎﻃﺮة ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ اﻟﻐﺎﻳﺎت واﻟﺘﻄﻠﻌﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﺳﺘﻜﻮن اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ أﻧﺠﻊ مبﺮاﺣﻞ ﻣﻦ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﰲ ﺑﻠﻮغ ﺗﻠﻚ اﻷﻫﺪاف اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ. إن اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻵيت ﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﲆ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﲆ أﺧﺮى ،ﺑﻞ ﻋﲆ رؤﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻺﺳﻼم وﻟﻠﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﺗﻌﱰف ﺑﻬﻮﻳﺔ وﻋﻘﻴﺪة اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴّﻨﺔ ﻛﻠﻴﻬام وﺗﻮّزع اﻟرثوة واﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻴﻨﻬام ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻌﺪد ﻛﻞ ﻣﻨﻬام. وﻣﻦ اﳌﺮّﺟﺢ أن ﺗﻨﺘﻌﺶ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﺸّﻜﻞ أﻛﱪ ﺧﻄﺮ ﻋﲆ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮب وﻋﲆ ﺳﻼم اﳌﻨﻄﻘﺔ .واﻧﻪ ﳌﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،اﻟﺴّﻨﺔ واﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﻐﺮب ،أن ﻳﻘﻠّﻠﻮا ﻣﺎ أﻣﻜﻦ ﻣﻦ آﻻم اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ وﻳﻌّﺠﻠﻮا ﺑﻨﻬﺎﻳﺘﻬﺎ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻘﺘﴤ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ وإدراك ﺑﻮاﻋﺜﻪ ،واﻟﻮﻗﻮف ﻋﲆ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ اﺟﺘامﻋﻴﺎ وﺳﻴﺎﺳﻴﺎ .وﻛام ﰲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﺮوب اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﴫاﻋﺎت ﻋﲆ اﻟﻬﻮﻳﺔ ،اﻟﺴﻼم ،ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن اﻟﺤﺮب، ﻫﻮ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻤﻞ ﻗﻮاﻣﻪ أوﻻ وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﳾء اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻔﻮارق وأوﺟﻪ اﻻﺧﺘﻼف ،وﻣﻦ ﺛﻢ ،أي ﺑﻌﺪ اﻻﻋﱰاف ﺑﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،ﺗﺠﺎوزﻫﺎ ﰲ اﻟﺴﻌﻲ وراء اﻷﻫﺪاف اﳌﺸﱰﻛﺔ. ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﻮﺳﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ يك ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﰲ اﻟﻌﺮاق ،أو ﻣﺘﻰ وأﻳﻦ ﺳﺘﻨﺸﺐ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑني اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ ،أو ﻛﻢ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرك
اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ أن ﻳﺘﺤّﻤﻞ واﱃ ﻣﺘﻰ .اﻟﴚء اﻟﻮاﺿﺢ ﻫﻮ أن اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن أزﻫﻰ ﻣﻦ اﳌﺎﴈ ﻣﺎ دام اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻈﻼﻟﻪ ﻋﲆ اﳌﻨﻄﻘﺔ ...وﻫﺬا ﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ اﻟﴫاع اﻟﺬي [62] .اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺻﻮرة ﺳريﺳﻢ إﻳﺮان :ﺑني اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ واﻹﺻﻼح ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻣﻦ اﺛﻨﻲ ﻋﴩ ﻋﺎﻣﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﰲ ﺷﻬﺮ أﻳﺎر ،1997ﺗﺤّﺪت اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻗﺎدة اﻟﺒﻼد ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ واﺧﺘﺎروا رﺟﻼ إﺻﻼﺣﻴﺎ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ .ﺑﺪا اﻟﻔﻮز اﻟﻜﺎﺳﺢ اﻟﺬي ﺣّﻘﻘﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻛام ﻟﻮ ﻛﺎن "رﺑﻴﻊ ﺑﺮاغ" إﻳﺮان ،أو ﻗﻞ ذوﺑﺎن ﺟﻠﻴﺪ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺪاﻓﺌﺔ ﻟﻼﻧﺒﻌﺎث اﻟﺜﻘﺎﰲ ،ﻓﻴام ﺑﺪا ﻟﻠﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ اﻧﺘﺼﺎرا ﻟﻠﺸﻌﺐ وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ .وﻗﺪ ﺗﻮّﺻﻞ اﻟﻌﺎمل اﻟﺨﺎرﺟﻲ إﱃ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻋﻴﻨﻪ إذ رأي ﰲ إﻳﺮان ﻣﺎ رآه ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪ ﻣﴣ ﰲ ﴍق أوروﺑﺎ وأﻣريﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ -ﺑﻼد ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻣﺘﻤﻠﻤﻞ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ اﻷﻣﺮ إﱃ اﻹﻃﺎﺣﺔ وﺷﻴﻜﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﻇﻢ واﺳﺘﻘﺒﺎل ﻓﺮص ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ .وﻗﺪ اﻋﺘﱪت اﻟﻮﻣﻀﺎت اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻣﺠّﺮد اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ ،ﻷول ﻣﺮة ﺗﺼﻌﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﻔﺮض ﻓﺮﺿﺎ ﻣﻦ ﻓﻮق. إﺧﺮاج اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﻠامﻧﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﺑني اﳌﺜﻘﻔني وأﺑﻨﺎء اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ اﳌﻜﺒﻮﺗﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻟﺖ ﻛﻔﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ وﺗﺮﻳﺪ إﺧﺮاج اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﻗﺪ ﻋّﱪ ﻧﺎﺷﻂ ﻃﻼيب ﳌﺤﻄﺔ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﻟﻘﺪ ﺳﺌﻤﻨﺎ ﻣﻦ أﺧﺬﻧﺎ ﻏﺼﺒﺎ ﻋﻨﺎ إﱃ اﻟﺠﻨﺔ" .ﻛام ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻗﺪر أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ وﻗﺪر أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﺧﻄﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻜﺲ إﺟﻼﻻ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺑﻞ وإميﺎﻧﺎ ﺑﻪ ،إمنﺎ ﻳﺮاد ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،وإﻋﻄﺎء ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬام ﻣﺠﺎﻟﻪ اﳌﺴﺘﻘﻞ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ ،ﻋﲆ ﻧﺴﻖ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻷول ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر اﻷﻣرييك .وﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻼ اﻟﺼﻨﻔني ﻗﺪ ﺑّني إﱃ أي ﻣﺪى ﺗﻌﺐ اﻟﺴﻜﺎن ﻣﻦ ﺣﻜﻢ [63] .أﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ﻇّﻞ ﰲ اﻟﻌﻴﺶ وﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ،رﺟﺎل إﻻ أﻧﻪ ﳌﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺨﻠﻂ ﺑني اﻟﻌﺪاء ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺣّﻜﺎﻣﻬﺎ اﻟﻌﻠامﺋﻴني ،واﻹﻋﺮاض ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻳّﻦ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺸﻌﺒﻲ .ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ،أن ﻋﺪم اﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي أوﺟﺪه اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺪ أﻓﴣ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني إﱃ اﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﺘﺸّﻴﻊ ﻛام ﻋﺮﻓﻮه ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ،ﺑﺮأي وﱄ ﻧﴫ .وﻫﺬا اﻟﺘﻮق إﱃ إميﺎن أﻗﺪم ﻋﻬﺪا وأﻗﻞ ﺗﺴّﻴﺴﺎ
ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ أﻳﻀﺎ ﰲ ﻓﻬﻢ ﳌﺎذا أﺿﺤﻰ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين اﳌﺘﺒّﺤﺮ ﰲ اﻟﻌﻠﻢ، اﳌﺘﻮاﺿﻊ واﳌﺆﺛﺮ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﰲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ،ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﰲ وﻗﺖ ﻗﻴﺎﳼ ﻧﺴﺒﻴﺎ داﺧﻞ إﻳﺮان. اﻟﺘﺸّﻴﻊ اﻟﻨﺎﺑﺾ ﺑﻘّﻮة ﰲ إﻳﺮان ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﰲ ﻟﻴﺎﱄ اﻟﺜﻼﺛﺎء ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗّﻢ ﻳﻮﻓّﺮ ﻧﺎﻓﺬة أﺧﺮى ﻧﻄّﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﻮق اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﳌﻌﺎﴏﻳﻦ إﱃ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت .ﻓﻌﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻏري ﺑﻌﻴﺪة ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻫﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎرف اﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻳﻘﻮم ﻣﺴﺠﺪ ﺻﻐري ﻳﺪﻋﻰ "ﺟﻤﻜﺮان" .ﻣﻦ ﻳﺰر ﻫﺬا اﳌﺴﺠﺪ ﻟﻴﻞ اﻟﺜﻼﺛﺎء ،ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺮى ﰲ إﻳﺮان ﺷﻴﺌﺎ آﺧﺮ ﻏري ﺗﺸّﻴﻌﻬﺎ اﻟﻌﻤﻴﻖ وﺗﻌﻠّﻘﻬﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺤﻜﺎﻳﺎت واﳌﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﺣﻔﻈﺖ اﻟﺪﻳﻦ ﺣّﻴﺎ ﻋﱪ اﻟﻘﺮون وﺗﻌﺰى إﻟﻴﻬﺎ ﺷﺤﻨﺘﻪ اﻟﺮوﺣﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ. وﻟﱧ ﻛﺎن ﺟﻤﻜﺮان ﻋﲆ ﻣﻘﺮﺑﺔ داﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﴐة اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗّﻢ ،وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻜﺎم ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد إﱃ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،إﻻ أن ﻫﺬا اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺼﻐري اﺳﺘﺤﺎل رﻣﺰا ﻗﻮﻳﺎ ﻟﺮﻓﺾ إﻳﺮان ذﻟﻚ اﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﺸّﻴﻊ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻨﻈﺎم ،متﺎﻣﺎ ﻛﺄﺻﻮات اﻟﻨﺎﺧﺒني اﻹﺻﻼﺣﻴني اﻟﺘﻲ ﺗﺤّﺪت اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﱰاع. واﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﰲ اﻟﻌﺮاق مل ﺗﻔﻌﻞ ﺳﻮى أﻧﻬﺎ ﻋّﺰزت ﻫﺬا اﻟﻨﺰوع .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻓﺘﺢ اﳌﺪن اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﻟﻠﻤﺰارات واﻟﻌﺘﺒﺎت اﳌﻘﺪﺳﺔ ﺣﺪﺛﺎ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ،واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎت ﻳﻨﻈﺮ إﱃ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﲇ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين ﻋﲆ أﻧﻪ زﻋﻴﻤﻪ اﻟﺮوﺣﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤّﻦ إﻟﻴﻪ ﰲ ﻗﺮارة ﻧﻔﺴﻪ .ﻟﻘﺪ أﻋﺎد اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين ،ﺑﺮأي ﻧﴫ ،اﻻﺣﱰام إﱃ اﻟﻌﻠامء ﰲ إﻳﺮان ،وﺑّﺪد اﻟﻬﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﻨﻔﺖ ﺣّﻜﺎم إﻳﺮان اﻟﻌﻠامﻧﻴني ﻣّﻤﻦ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻤﻌﺘﻬﻢ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﰲ ﻣﻀامر اﻟﻔﺴﺎد ﺣﺪودا ﺧﺮاﻓﻴﺔ .ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮط ﺻﺪام واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻳﺴّﺪدون اﻟﺨﻤﺲ واﻟﺰﻛﺎة وﻳﻘّﺪﻣﻮن اﻟﻬﺒﺎت إﱃ وﻛﻼء اﻟﺴﻴﺴﺘﺎين ﰲ ﻗّﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻈﻰ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺑﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺒرية وﻧﻔﻮذ واﺳﻊ ﺑني ﺗّﺠﺎر اﳌﺪﻳﻨﺔ وﰲ ﺑﺎزارﻫﺎ اﳌﻜﺘّﻆ ﺑﺎﻟﻨﺎس ،أو ﻳﺒﻌﺜﻮن ﺑﻬﺎ رأﺳﺎ إﱃ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﰲ اﻟﻨﺠﻒ. إن ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰورون اﳌﺪن اﳌﻘﺪﺳﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﴐ ،وﻛﺬﻟﻚ اﳌﻼﻳني اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰورون ﻣﻘﺎم اﻹﻣﺎم اﻟﺮﺿﺎ ﰲ ﻣﺸﻬﺪ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ،ﻟﺘﺸﻬﺪ ﻋﲆ أن اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﻘﺪت زﺧﻤﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺸّﻴﻊ ﻣﺎ زال ﻳﻨﺒﺾ ﺑﻘﻮة ﰲ إﻳﺮان. إن ﺗﺪﻳّﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻌﺎدﻳني ﻣﻤﻦ ﻳﻘﺼﺪون ﺟﻤﻜﺮان وﻛﺮﺑﻼء إمنﺎ ﻳﺸّﺪﻫﻢ ﺑﻌﺮوة وﺛﻘﻰ إﱃ إﺧﻮاﻧﻬﻢ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ أﻛﺎﻧﻮا ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب أم ﰲ ﺟﻨﻮب آﺳﻴﺎ؛ وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻴﺼﻮن اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ وميّﺪﻫﺎ ﺑﺄﺳﺒﺎب اﻟﺒﻘﺎء ،وﻳﺴﺎﻫﻢ
ﻓﻮق ذﻟﻚ ﰲ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻗﻮﺗﻬﺎ وﺗﻮازﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. اﻧﻬﻴﺎر اﻟﺠﺪار اﻟﺴّﻨﻲ ﺣﻮل إﻳﺮان ﻗﺒﻞ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ﻟﻴﺲ ﻏري ،ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺮان ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺄﻧﻈﻤﺔ ﺳﻨﻴﺔ ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻬﺎ :اﳌﺤﻮر اﻟﻄﺎﻟﻴﺎين -اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎين -اﻟﺴﻌﻮدي ﰲ اﻟﴩق ،واﻟﻌﺮاق ﰲ اﻟﻐﺮب. وﻗﺪ رّﺣﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﺑﺎﻧﻬﻴﺎر اﻟﺠﺪار اﻟﺴّﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ اﻋﺘﺒﺎرا ﻣﻦ ﻋﺎم ،2001ورأوا ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﳌﻨﻊ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، إن ﻗﻀﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻌﺪ 11أﻳﻠﻮل ﻋﲆ ﻧﻈﺎﻣﻲ ﻃﺎﻟﺒﺎن وﺻﺪام ﺣﺴني ﻗﺪ أراح إﻳﺮان وأﻃﻠﻖ ﻳﺪﻫﺎ ﰲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺠﺎل ﻧﻔﻮذﻫﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﰲ وﻗﺖ ﻳﺴﺘﻠﺰم اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻨﺎﺑﺾ ﰲ اﻟﺒﻼد ﺗﻌﺒريا أﻛﱪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ. إن اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ ﻋﺎم 2001ﻣﺜّﻠﺖ ،وﻣﻦ ﻋﺪة ﻧﻮاح" ،اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﱪوﺳﻴﺔ" ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ إﻳﺮان ،ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﺤﻘﺒﺔ اﻟﻨﻔﻮذ اﳌﺘﻌﺎﻇﻢ ﻟﱪﻟني ،اﻟﺬي ﻋﺮف ﺑﺴامرك ﻛﻴﻒ ﻳﻬﻨﺪﺳﻪ ﻋﲆ اﺗﺴﺎع اﻟﻌﺎمل اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ .وﰲ رأي ﻧﴫ ،إن اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎق اﻟﻨﻔﻮذ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻹﻳﺮان وﺗﻌّﺰز ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻛـ "ﻗﻮة ﻋﻈﻤﻰ" .وﻫﺬا ﺑﺪوره ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻄﻤﻮح إﻳﺮان اﻟﻨﻮوي اﻟﺬي ﻳﻬﺪف إﱃ [64] .وإداﻣﺘﻪ ﻟﻠﺒﻼد اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﺪور ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻓﻬﻞ ﺗﺨﺮج إﻳﺮان ﻣﻦ ﻣﺤﻨﺘﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻴﻮم يك ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ -اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ -وﺗﻨﺠﺢ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﰲ اﻟﺘﺤّﻮل إﱃ ﻗّﻮة ذات ﺷﺄن ﰲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﻌﺎد؟ وﻫﻞ ﺳﻮف ﻳﺤﺴﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﴫاع اﻟﺪاﺧﲇ ﰲ وﻗﺖ ﴎﻳﻊ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻀﻌﻀﻊ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻀﻌﻒ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺨﺎرج؟ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻮف ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻨﻪ اﻷﻳﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ. اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎين :ﻧﻘﺎط ارﺗﻜﺎز اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم 1979ﺗﺘﺒﻊ إﻳﺮان ،ﻛﻘﻮة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻤﻴﺰة وﻣﺒﺘﻜﺮة. ﻓﻌﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺗﻨﺪرج ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،أي ﰲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻮذ وﺗﺪارك أي ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳني :روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن .ﻓﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺘﻬﺎ ﺣﺬرة ﺗﻀﻌﻬﺎ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺑﻠﺪ ﻓﺮﻳﺪ وﻣﻌﺰول ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔّﴪ اﻻﺣﱰاس اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺪﻓﻪ اﻷول اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﲇ واﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺒﻼد واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﲆ ﺣﺪودﻫﺎ، ﻷن إﻳﺮان ﺗﻘﻮم ﻋﻠﺔ ﻧﻮاة ﺷﻴﻌﻴﺔ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻃﻮق ﻣﻦ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻏري اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ وذات ﻣﻴﻮل اﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﻏري ﻣﻌﻠﻨﺔ ﴏاﺣﺔ ،ﻗﺪ ﺗﺸّﻜﻞ ﻧﻘﺎﻃﺎ واﻫﻴﺔ [65] .ﻣﺤﺘﻤﻠني ﻷﻋﺪاء اﺧﱰاق وﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻘﺎط اﻻرﺗﻜﺎز اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺒﺪو ﻣﻌﻜﻮﺳﺔ ،ﻓﺈﻳﺮان ﺗﻄﻤﺢ ﻷن ﺗﺆدي دور
ﻗﺎﺋﺪ ﻋﺎﳌﻲ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﻢ "اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ" اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف ﻻ إﱃ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑني اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ وﺣﺪﻫﺎ ،ﺑﻞ إﱃ إرﺳﺎء إﺳﻼم ﺷﻴﻌﻲ ﺷﺎﻣﻞ ﻫﺪﻓﻪ أﺳﻠﻤﺔ اﻟﻌﺎمل .وﻻ ﺷّﻚ ﰲ أن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺻﻠﺔ وﺻﻞ أﻛﻴﺪة ﺑني ﻧﻘﻄﺘﻲ اﻻرﺗﻜﺎز ﻫﺎﺗني: "اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ" ﺗﻔﺮز ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺪوﻟﺔ -اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻛﻌﺎﻣﻞ إﻗﻠﻴﻤﻲ؛ ووﺟﻮد ﻣﻼذ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩﻳﺔ ﻳﻘﻮي ﺑﺪون ﺷﻚ إرادة ﻫﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎملاﻹﺳﻼﻣﻲ إﱃ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻗﺒني ﻻ ﻳﻮﻟﻮن أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒرية ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮى ﻓﻴﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻣﻨﻤﻘﺎ وﻣﺰاﻳﺪة ﺗﺨﻔﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻮذ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮى ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻜﺲ: وراء ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ إﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ .وﻧﺠﺪﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﰲ وﺿﻊ ﺧﺎص، ﻷن إﻳﺮان -ﻛﺎﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ "اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪ واﺣﺪ" -ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﻧﻮع ﻣﻦ "اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪ واﺣﺪ" .ﻫﺬه اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ،ﺑﺮأي ﻓﺮﻧﺴﻮا ﺗﻮﻳﺎل ،اﳌﺤﺘﻮى اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ إﻃﻼﻗﺎ ،ﺑﻞ وﺟﻮد ﻗﻄﺎع ﻣﺰدوج ﻣﻦ اﻟﺤﻮاﻓﺰ ﰲ اﻟﺤﺎﻟني ،أﺣﺪﻫام ﺳﻴﺎﳼ ،ﺳﻠﻄﻮي ،واﻵﺧﺮ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ. ﻓﺎﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ،ﺧﻼل ﺳﺒﻌني ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،اﺗﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻣﺤّﺮك ﺑﴪﻋﺎت ﺛﻼث: اﻟﴪﻋﺔ اﻷوﱃ ﺗﻘﴤ ﺑﺎﻋﺘامد اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أناﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ،ﻛام ﻳﻌّﺮف ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻫﻮ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،وﻫﺬا ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﱰاﺟﻊ اﻟﺴﺘﺎﻟﻴﻨﻲ ﻋﻦ "اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪ واﺣﺪ؛ اﻟﴪﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻗﻴﺎم ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ ﺷﻴﻮﻋﻲ ﻛﻠام ﻛﺎنذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ ،ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ،أو اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ؛ أﻣﺎ اﻟﴪﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻔﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻓﻮاﺋﺪ اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﰲ اﻟﺒﻠﺪ اﳌﻌﻨﻲﻟﺘﻘﻮﻳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ وﻧﻈﺎﻣﻬﺎ. اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﻮة اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻹﻳﺮان ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ ،اﳌﺘّﺒﻊ ﺿﻤﻦ "داﺋﺮة ﺟﺪﻟﻴﺔ" ﺑﴪﻋﺔ ﺗﺘﻨﻮع ﺑﺘﻨﻮع أﻫﻤﻴﺔ اﻷوﺿﺎع وأوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺮاﺟﻞ ،ﻳﻈﻬﺮ أن دوﻟﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﲆ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، ﻋﻠامﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم دﻳﻨﻴﺔ ،ﻻ ﺗﻘﻮد ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﺪول. ﻓﺎﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ -وﻫﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ إﻳﺮان -ﻫﻲ دامئﺎ ﺣﺎﴐة ،ﻛﺴﺒﺐ أو ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻛﻬﺪف أو ﻛﺤﺠﺔ .ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻛﺎن اﻟﻬﺪف اﻷول ﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ آﻳﺎت اﻟﻠﻪ ﻫﻮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﻮة اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻹﻳﺮان ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
اﺳﺘﺒﻌﺎد اﳌﻨﺎﻓﺴني اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳني ،ﻷن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺗﻌّﺮض ،ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،إﱃ اﺣﺘﻼﻻت ﻋﺪة :روﺳﻴﺎ ،ﺛﻢ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ،ﺛﻢ إﻧﻜﻠﱰا ،ﻣﻦ دون أن ﻧﻨﴗ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﱰيك اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺷامل إﻳﺮان ،ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﱃ، ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺿﺪ روﺳﻴﺎ واﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ. ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻻﺧﺘﺒﺎرات ،ﻇﻠﺖ إﻳﺮان ﺗﻌﺘﱪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺤﺎﴏة ،وﻣﺘﺨﻮﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﺪول واﻟﺒﻠﺪان اﳌﺤﻴﻄﺔ .ﻓﻔﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﳌﻨﴫم ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺮان ﻣﻬﺪدة ﺛﻼﺛﺎ :ﻣﻦ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻧﻜﻠﱰا ،ﺛﻢ ﺗﺤﻮل اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺮوﳼ إﱃ ﺳﻮﻓﻴﺎيت ،وﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻧﻘﻠﺐ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺳﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺎ -إﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺎ .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻣﻊ دﺧﻮﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﺤﻠﻒ اﻟﺬي ﻳﻄّﻮق اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ،وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻃﺮﻓﺎ ﰲ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة. اﻟﻴﻮم ﺗﺠﺪ إﻳﺮان آﻳﺎت اﻟﻠﻪ ﻣﻄّﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺑـ: .1اﻟﻘﻮة اﻟﱰﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ؛ .2واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﰲ ﺗﺸّﺪد ﻣﺰدوج ،ﺳّﻨﻲ ﺳﻌﻮدي وﺷﻴﻌﻲ إﻳﺮاين. ﻳﻀﺎف إﱃ ذﻟﻚ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﳌﺴﺆوﻟني ﰲ ﻃﻬﺮان" ،ﺗﻬﺪﻳﺪات" أﺧﺮى، ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻓﺴﻬﺎ أﻳﻀﺎً ﰲ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ :ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻣﻌّﻘﺪة ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ أﻛرث ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻋﺪات ،ﻷن ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ﺗﻌﺘﱪ إﺟامﻻ ﻗّﻮة ﺳﻨﻴﺔ ﺣﻠﻴﻔﺔ ﻟﻸﻣريﻛﻴني وﻻ ﺗﻌﺎﻣﻞ رﻋﺎﻳﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻﺋﻘﺔ، وﺗﺪﻫﻮر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﺒﺪﻟني ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ ﰲ إﻋﺎدة ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ .واﻟﺘﻘﺎرب اﻹﻳﺮاين -اﻟﻬﻨﺪي ﻳﺒﺪو ،ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﻫﺬه ،دﻟﻴﻼ واﺿﺤﺎ ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻃﻬﺮان ﻻﺗﻘﺎء ﺗﻄﻮﻳﻘﻬﺎ وﻣﺤﺎﴏﺗﻬﺎ، ﻳﺒﺪو ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎين أﻛرث ﺗﺸﺪدا. اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎ ،وﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم ،1979أﻳﻦ ﺻﺎر ﻣﻮﻗﻊ "اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ" ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ إﻳﺮان اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ؟ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻋﺰزت إﻳﺮان اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻋﱪ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔﻀﻞ اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻏري اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﻌﺮﰲ -ﻛﺎﻟﻬﺰارة ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن واﻷذرﻳني -أﻛرث ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ﺟامﻋﺎت إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﺮﻗﻴﺎ -ﻛﺎﻷﻛﺮاد واﻟﻄﺎﺟﻚ .ﻫﺬه اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،ﻛﻐﺎﻳﺔ ووﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻫﻲ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺗﻌﺒري أﺳﺎﳼ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﻳﺮان ﻵﻳﺎت اﻟﻠﻪ ﻟﺘﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻞ أرض اﻹﺳﻼم .ﻓﺒﻮاﺳﻄﺔ ﻫﺬا اﻟﻄﻤﻮح اﻟﺮؤﻳﻮي ﻳﺠﺪ اﻹﺳﻼم ﺟﺬوره اﻷوﱃ ،ﻷن ﻫﺪاﻳﺔ اﻹﺳﻼم إﱃ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻫﻮ إرﺳﺎء ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ واﺳﺘﻌﺎدة
اﻷﻧﻈﻤﺔ
ﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺘﻪ وﻟﻄﻬﺎرﺗﻪ اﻷﺻﻠﻴﺔ وﻗﻮﺗﻪ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎرض ﻛﻞ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻬﺪف أﺳﻠﻤﺔ اﻟﻌﺎمل ﻛﻠﻪ. ميﻜﻨﻨﺎ ،ﺑﻼ ﺗﺮدد ،ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻮﻳﺎل ،اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﺑﻬﺪه اﻷﻫﺪاف .ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺬﻛري ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ميﻜﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ أﻳﻀﺎ ﺑﺄﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷّﻜﻠﺖ آﻓﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ ﺧﻼل مثﺎﻧني ﻋﺎﻣﺎ .ﻟﻜﻦ ﺑﺨﻼف اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﰲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻪ اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ دﻋﻢ اﻷﺣﺰاب اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎمل ،ﻓﺈن إﻳﺮان ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺟامﻋﺎت ﺷﻴﻌﻴﺔ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل ،ﺛﻢ إﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺑﺎﻷﺣﺰاب اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻸوﱃ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻨﻈّﻤﺔ ﺑﻄﻬﺮان .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن إﻳﺠﺎد ﻣﺮﻛﺰ روﺣﻲ -دﻳﻨﻲ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺘﻌّﺪى إﻳﺮان وﺗﻌﻨﻲ اﻟﻌﺎمل اﻟﺸﻴﻌﻲ مبﺠﻤﻠﻪ ،وﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺌﺔ اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩﻳﺔ ﻣﻨﻪ وﺟريان إﻳﺮان وﻛﺬﻟﻚ ﻟﺒﻨﺎن. ﺗﻌﻘﻴﺪات ﻧﻘﻄﺔ اﻻرﺗﻜﺎز اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ إن ﺗﻌﻘﻴﺪات ﻧﻘﻄﺔ اﻻرﺗﻜﺎز اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻫﺬه ﻛﺒرية .ﻓﺎﳌﺬﻫﺐ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻻ ﻳﺮﻛﻦ إﱃ ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺧﻄﺮ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻹﺳﻼم ،واﳌﻔﻜﺮون اﳌﺴﻠﻤﻮن اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺣّﺬروا دامئﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ أو اﻟﻘﻮﻣﻲ .ﻓﻜام ﰲ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ،ﺗﺒﺪو اﻟﺪوﻟﺔ -اﻷﻣﺔ ﰲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻣﺮﺣﻠﻴﺔ ،ﻣﺪﻋﻮة ﻟﺘﺬوب ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﻨﻬﺎيئ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ وﻓﻮز اﻹﺳﻼم .وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ -اﻷﻣﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ، ﻓﻴﺠﺐ أوﻻ ﺗﻘﻮﻳﺘﻬﺎ .وﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪو اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻟﺴﺘﺎﻟﻴﻨﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﳌﺴﺆوﻟﻮن اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﻮن ﻳﻌﺘﻘﺪون أن اﻟﻌﺎمل ﻛﻠﻪ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺷﻴﻮﻋﻴﺎ، وأن اﻟﺪول -اﻷﻣﻢ ﺳﺘﺘﺨﻄﺎﻫﺎ ﺻﻴﻎ اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺗﻄّﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎد [66] .اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ إﻃﺎر ﰲ ﺗﻨﺴﺤﺐ اﻟﺠﺪﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺸﻴﻌﻲ ،ﺑﺸﺄن اﻟﺪوﻟﺔ -اﻷﻣﺔ واﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺴﺘﻘﺒﲇ اﳌﺜﺎﱄ :ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ أوﱃ ،ﻳﺠﺐ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻣﺔ وإﻳﺠﺎد اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ -إﻳﺮان -ﻟيك ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻫﺬه ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎر .وﻫﺬا اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻳﺆدي ﺗﺎﻟﻴﺎ إﱃ ﺗﺤﻠﻞ ﻓﺌﺎت اﻟﺪول -اﻷﻣﻢ ،اﳌﻮروﺛﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﺮب ،ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎﳌﻲ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ رﻏﺒﺔ اﻟﻨﺒﻲ. ﻟﻜﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺪ ﻫﺬه اﻟﺠﺪﻟﻴﺔ .وأﻓﻀﻞ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق -إﻳﺮان؛ وإذ اﻋﺘﺪى اﻟﻌﺮاق ﻋﲆ إﻳﺮان ،ﻓﺈن رّدة ﻓﻌﻞ إﻳﺮان اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻣني اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺮّد اﳌﺤﺘﻞ .وﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎن اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻳﺄﻣﻠﻮن ﺑﺄن ﻳﻨﺘﻔﺾ اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻮن ﺿﺪ ﺻﺪام ﺣﺴني ،وأن ﻳﺘﺤﻮل ﻫﺬا اﻻﻋﺘﺪاء إﱃ ﺗﻘّﺪم ﻟﻠﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه
ﺣﺎل اﻟﺤﺮب اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺸﻴﻌﻲ متﺎﻣﺎ .ومبﺎ أن اﻟﻔﺸﻞ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻠﻢ
اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت مل ﺗﺼّﺢ ،وﻓﺸﻞ اﻣﺘﺪاد اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﺿﺪ اﻟﻌﺮاق .ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ دﻟﻴﻞ أوﺿﺢ ﻋﲆ ﺑﻄﻼن ﻛﻤﻠﻬﻢ وﻣﺆﺛﺮ ﻣﻬّﻢ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ إﻳﺮان اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ؟ ﻟﻴﺲ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت أﻣﺎم ﺑﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﰲ اﻟﻌﺎم 1920مل ﻳﻌﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺠّﺮد ﺗﺄﺟﻴﻠﻪ ،ﻓﺈن ﻓﺸﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق اﻟﺘﻮّﺳﻊ اﻹﻳﺮاين ،اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ. ﻧﻔﻮذ إﻳﺮان ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﺸﻴﻌﻲ ،ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،متﺎرﺳﻪ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩﻳﺔ ،ﻷن ﺗﺄﺛريﻫﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻹﺳامﻋﻴﻠﻴﺔ. وﻫﻮ ﻗﻮي ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻷوﱃ ﺣﻴﺚ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﻈﻤﻮن ﰲ ﺑﻨﻰ ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﴪ ﺗﺄﺛﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﺪادﻫﻢ ﰲ إﻳﺮان .وﻛام ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺧﺎرج اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ﻣﺘﺄﺛﺮة ﺑﺄﻧﺪادﻫﺎ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت ،ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺘﺄﺛري اﻹﻳﺮاين ﻛﺎن واﺿﺤﺎ ﻟﺪى رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷدىن ،ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .أﻣﺎ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺠﻐﺮاﺳﻴﺔ ﻓﻬﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻟﻴﺲ ﺣﻴﺎدﻳﺎ .ذﻟﻚ أن اﳌﺴﺆوﻟني ﰲ ﻃﻬﺮان ﻳﻌﺘﱪون ﺷﻴﻌﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ إﻳﺮان ،ﻷن إﻳﺮان ﻫﻲ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،أي اﻹﺳﻼم اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .إﻧﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ دامئﺔ ﰲ اﻻﺗﺠﺎﻫﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﴫﻓﺎت واﻟﺤﻮاﻓﺰ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﳌﺰدوج ،اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﳼ. وﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ اﳌﺮاﻗﺒني ﰲ اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﺣﺬرﻫﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ،ﻷن ﻫّﻤﻬﺎ اﻷول ﻫﻮ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﻮذ أﺧﺼﺎﻣﻬﺎ أﻛرث ﻣام ﻫﻮ ﰲ إرادة اﻟﺘﻮّﺳﻊ. أﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑني اﻟﺤﺮﺑني اﻟﻌﺎﳌﻴﺘني ،ﰲ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ متﺎرس دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ ﳾء ﻣﻦ اﻟﺤﺬر ،ﻣﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ اﻷﺣﺰاب اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻋﲆ إﺿﻌﺎف أﻋﺪاﺋﻬﺎ اﻟﺮأﺳامﻟﻴني؟ ﻫﺬه اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺗﻘﺎرب اﻟﻮﺿﻌني اﳌﺘﺒﺎﻋﺪﻳﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪوﻟﺔ ﻳﺠﻤﻪ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ وﻻ ﻫﻲ دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ .إﻧﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺘﺎن ﻣﻌﺎ. إّن ﴏاع اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺬي ﺗﻘﻮده ﻃﻬﺮان ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﺿّﺪ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴني ،أو ﺿﺪ اﻟﻨﻔﻮذ اﻷوزﺑيك ،ﻫﻮ ﺧري ﻣﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ .ﻓﻔﻲ وﺿﻊ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻳﺴﻌﻰ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن إﱃ دﻋﻢ اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،اﻟﻬﺰارة ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ إﱃ ﻣﻨﻊ ﺳﻮاﻫﻢ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻟﻴﻬﺪدوا ﻣﻨﻬﺎ إﻳﺮان .ﻛام أن ﻣﺴﺎﻧﺪة اﻷﺣﺰاب اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ. ﺟﺪﻟّﻴﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ "اﳌﺮﻛﺰ" ﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺮاء ،ميﻜﻦ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋام إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻹﻳﺮان ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﳌﺠﺮد اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻌﺪم ﺗﻄﻮﻳﻘﻬﺎ
وﻣﺤﺎﴏﺗﻬﺎ .ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺄﻛﺪة ،ﻋﻦ ﺣﻖ أو ﻋﻦ ﻏري ﺣﻖ ،ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻣﻄﻮﻗﺔ ﺑﺒﻠﺪان ﺳﻨﻴﺔ ﺗﺮﺗﺎب ﺑﺸﻴﻌﻴﺘﻬﺎ وﺗﺤﺬر ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺴﻨﻴﺔ ،ﻣﻊ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أّن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻄﻮﻳﻖ ﻫﺬه ﺗﺨﺪم اﻟﺘﻮّﺳﻊ اﻟﺸﻴﻌﻲ .إﻧﻨﺎ ،ﻫﻨﺎ أﻳﻀﺎً ،ﰲ ﺟﺪﻟّﻴﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ "اﳌﺮﻛﺰ" .ﻓﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ،ﻛﺎن ﻳﻔﱰض اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺑﻠﺪ اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ ،أﻣﺎ ﰲ إﻳﺮان ﻓﺈن اﻟﺪﻓﺎع ﻫﻮ ﻋﻦ وﻃﻦ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ اﳌﺠّﺪدة ،اﳌﺘﺨﻠّﺼﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻻت اﳌﻘّﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب، اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺎدت إﻳﺮان إﱃ دﻋﻮﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ :اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻹﺳﻼم اﻟﺤﻖ. إن اﺳﺘﻌامل ﻣﺤّﺮك ﺑﴪﻋﺘني ﰲ اﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺠﻐﺮاﺳﻴﺎ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﻔﱰض ،اﳌﺰج واﻟﻔﺼﻞ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻤﻞ ،ﰲ آن واﺣﺪ .ﻓﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺠﻬﻞ أو ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ واﻹرﻫﺎب اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮ أﺟﻬﺰة اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻻﻋﺘامدﻫﺎ ،ﺧﺪﻣﺔ ﻷﻫﺪاﻓﻬﺎ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﰲ أوروﺑﺎ أو ﰲ أﺟﺰاء أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻳﻨﺪﻣﺞ اﻟﺠﻬﺎزان ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺮار .أﻣﺎ ﻣﺎ ميﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻓﺎﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ودرﺟﺔ اﻟﺘﻮاﺗﺮ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع أو ذاك. ﻫﻨﺎ ﻧﻌﻮد أﻳﻀﺎً إﱃ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت ،ﺣﻴﺚ مل ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ إﻻ ﺳﻠﻄﺔ واﺣﺪة ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺤﺰب ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺎدرا ﻋﲆ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺑﺄﺳﻮأ أﻋﺪاء اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ،ﻛام ﻛﺎن ﰲ وﺳﻌﻪ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺠﺴﺲ واﻟﺘﺨﺮﻳﺐ وإﻧﺸﺎء ﺧﻼﻳﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻐﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ .وﰲ إﻳﺮان ﻳﺒﺪو اﻟﻮﺿﻊ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ :رﺳﻤﻴﺎ ﻫﻨﺎك إدارة واﺣﺪة ﻫﻲ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ أن ﺗﻘﻴﻢ ،ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻼﻗﺎت دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ أﻛرثﻳﺔ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل، ﻟﻜﻦ دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﱰددوا ﰲ ﺣّﺚ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ وﺟﺪت ،ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﻋﻤﻞ ﺗﺨﺮﻳﺒﻲ ،ﺑﺠﺴﺐ ﺗﻮﻳﺎل. وﺟﺪﻟﻴﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻘﻮد إﱃ ﺟﺪﻟﻴﺔ اﻷﻫﺪاف ،أي اﻋﺘامد ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،وﺗﺎﻟﻴﺎ اﻟﺘﻮّﺻﻞ إﱃ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ .ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻐﺮاﺳﻴﺎ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻪ ﻛﺜريون ،ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺮوا ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻟﺘﻮّﺳﻊ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ،وﺗﻮّﺳﻊ اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺸﻴﻌﻲ ،ﺑﻴﻨام ﻳﺸﻴﺪ آﺧﺮون ﺑﺎﻋﺘﺪال اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. ﻣﺮﻛﺰة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ -اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻧﺮى أن ﻛﺘﺎب ﺗﺮﻣﻴﺪور ﰲ إﻳﺮان ﻳﺸري إﱃ اﻟﻔﻄﻨﺔ ﰲ اﳌامرﺳﺎت اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وإذا أﺧﺬﻧﺎ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨﻮاﻧﺎ ورد ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب" :اﻟﺘﺎج ﺗﺤﺖ اﻟﻌامﻣﺔ" ،ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أﻻ ﻧﺮى ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ
إﻳﺮان اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ أﻛرث ﻣﻦ ﻧﺴﺨﺔ دﻳﻨﻴﺔ ذات ﻃﺎﺑﻊ دﻳﻨﻲ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ آل ﺑﻬﻠﻮي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم .1920أﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺗﻘﻠﻴﻼ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺼﺎدر اﺳﺘﻠﻬﺎم ﻣﺴﺆوﱄ إﻳﺮان وأﻫﺪاﻓﻬﻢ ﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ؟ وإذا ﻛﺎن آﻳﺎت اﻟﻠﻪ ﻫﻢ أﻛرث ﺣﻜﻤﺔ ﻣام ﻧﺘﺼّﻮر ،ﰲ ﻋﻤﻠﻬﻢ وﺗﴫﻓﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺨﻠّﻮا ﻋﻦ أﺣﻼﻣﻬﻢ وﻋام ﻫﻮ أﺳﺎﳼ ﰲ وﺟﻮدﻫﻢ ،أي اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ؟ ﺣﺘﻰ اﻵن، وﺑﺮﻏﻢ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺤﻮا مبﺮﻛﺰة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ - اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ .ﻓﻬﻞ ﻫﺬه ﻣﺮﺣﻠﺔ أم ﻧﻬﺎﻳﺔ؟ وﻟﻨﻜﻦ أﻛرث وﺿﻮﺣﺎ :ﻫﻞ [67] .ﻫﻨﺎ؟ ﺳﻴﺘﻮﻗﻔﻮن ﻣﻨﺬ 1995اﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﺸﺎﺋﻌﺎت ﺑﺸﺄن ﻗﺮب ﺣﺼﻮل إﻳﺮان ﻋﲆ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي .ﻓامذا ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﺎف إﱃ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻧﻮوﻳﺔ، ﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ؟ وﻫﻞ ﻳﻀﻊ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﺣﺪا ﻟﻠﺘﻮّﺳﻊ أن ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺰّود "وﻃﻦ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ" ﺑﺸﺒﻪ ﺣﺼﺎﻧﺔ ،ﺳﻴﻨﻄﻠﻖ ﻧﻈﺎم ﻃﻬﺮان ﰲ ﺣﻤﻼت ﻋﱪ -ﺷﻴﻌﻴﺔ؟ ﻃﺮح ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻳﻔﱰض أن آﻳﺎت اﻟﻠﻪ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﻋﲆ ﻣﻘﺪرات اﻟﺪوﻟﺔ واﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ،مل ﻳﺨﻠﻘﻮا ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ دﻳﻨﻴﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ مل ﻳﺮّﻛﺰوا ﰲ إﻳﺮان دوﻟﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﳌﻘﺒﻠﺔ. إن اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑني اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وواﻗﻊ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ أن أي إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻻ متﻮت ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﺳﻠﻄﺔ دوﻟﺔ. ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ ﻧﻘﻄﺘﻲ اﻻرﺗﻜﺎز ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻮاﻓﻖ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﴗ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين .إن اﻟﺮؤﻳﻮﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﻀﻤﺮة ،ﻓﻬﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﰲ ﻣﺮﺗﻜﺰات اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ واﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﺠﻐﺮاﺳﻴﺔ ﻟﻄﻬﺮان .واﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،ﻛﻤﻠﻬﻢ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺠﻐﺮاﺳﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ،ﺗﺒﻘﻰ [68] .ﻧﻌﺘﻘﺪ أن ميﻜﻦ ﻣام أﻫﻢ إمنﺎ ﻧﺘﺼﻮر ،ﻣام أﻫﻤﻴﺔ أﻗﻞ ﻋﺎﻣﻼ
ﻣﺸﻜﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﻣرييك ﻛﺪاﻓﻊ وراء اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة )اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ منﻮذﺟﺎ( ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي داﺧﻞ إﻳﺮان ﻣﻦ دون اﻹﺿﺎءة ﻋﲆ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﺗﺠﺎه ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،وﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻋﻀﻮﻳﺎ ﺑﺎﻟﺮؤﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺑﺸﻜﻞ أوﺳﻊ .ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان، أﻳﺎً ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﰲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ،ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻋﻀﻮﻳﺎ ﺑﺎﻟﺮؤﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻜّﻞ ،وﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ زاوﻳﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﴐورة اﻹﺿﺎءة ﻋﲆ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻛام ﺳﻮف ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ اﳌﴩوع اﻟﺬي اﺗﺨﺬ أوﻟﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ،أﻻ وﻫﻮ "ﻣﴩوع اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﳌﻮﺳﻊ" ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ "اﻹرﻫﺎب" وﻋﲆ ﻛّﻞ ﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق ،وﻫﻲ ﺣﺮب اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﺎﺑﻊ وﻃﺮق إﻣﺪاد اﻟﻨﻔﻂ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻣﻊ "اﻟﺘﺨﺒﻂ" اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ ﻫﺬا اﳌﴩوع وميﻨﻊ ﻣﻦ اﺳﺘﻜامﻟﻪ ﻧﻈﺮا ﻟـ "ﻣﻘﺎوﻣﺔ" اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﴩوع اﻷﻣرييك اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﱄ .ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻻ ميﻜﻦ دراﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي داﺧﻞ إﻳﺮان ﻣﻦ دون اﻹﺿﺎءة ﻋﲆ اﳌﴩوع اﻹﻳﺮاين ﻟﺰﻳﺎدة ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﺟﻌﻞ ﻣﻦ إﻳﺮان دوﻟﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻈﻤﻰ. اﳌﺒﺤﺚ اﻷول :ﻣﴩوع اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ و"اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق" ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ دراﺳﺔ ﻣﴩوع اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ دون اﻟﺘﻄّﺮق إﱃ اﻟﺸّﻖ اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﴩوع ،أﻻ وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﺘﻲ ،وﰲ ﺣﺎل ﻧﺠﺎح اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺳﻮف ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺳﻴﻄﺮة ﺗﺎﻣﺔ ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻮى اﻷﺧﺮى ،ﻧﻈﺮا ﻻﺣﺘﻮاء اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ ﺧّﺰان ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ ﺳﻮف ﺗﺘﻤّﻜﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ،ﻣﻦ اﻟﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ إﱃ ﻋﻘﻮد ﻋﺪﻳﺪة ﻗﺎدﻣﺔ .ﺳﻮف ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬا اﳌﺒﺤﺚ اﳌﺤﺎور اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻣﴩوع اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻟﻠﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ؛ "اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق" أو ﺣﺮب اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ. اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ :ﻣﴩوع اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻟﻠﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ إن اﻟﺘﺤّﺪث ﻋﻦ ﻣﴩوع اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ
ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻨﺎ اﻟﺘﻄّﺮق إﱃ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﺸﻤﻠﻬﺎ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ :اﻟﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ؛ ﻗﻮاﻋﺪ وﻣﺮﺗﻜﺰات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ. أوًﻻ :اﻟﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ: إن ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎين وﺳﻮف ﺗﻌﺎين ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﻛﺜريا أن ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ وذﻟﻚ ] [69اﳌﺤّﲇ" اﻷﻣرييك ﺑـ "اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺗﺘﻌﻠّﻖ أﻣﻨﻴﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ أن إﱃ ﻳﺸري اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﺳﻠﻮك ﰲ اﳌﺆﴍاتاﻟﴩق ﻣﻨﻄﻘﺔ ﰲ " اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ " وﻧﴩ " اﻹرﻫﺎب " مبﺤﺎرﺑﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أﻳﻀﺎ ﺗﻌﺎين اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ أﺧﺮى ﻣﻨﻄﻘﺔ أي وﻟﻴﺲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻫﺬه ﳌﺎذا .اﻷوﺳﻂ أﻛﱪ ﻋﲆ ﺗﺤﺘﻮي اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﻷن اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ؟ ﻣامرﺳﺔ ﰲ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﻳﺮى .اﻟﻌﺎﳌﻲ وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣرييك اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻋﺼﺐ وﻫﻮ -اﻟﻌﺎمل ﰲ ﻧﻔﻄﻲ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ أﺟﻞ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ اﻟﻴﻮم ﺗﺘﺪﺧﻞ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت أن ﻫﻴﺎﺟﻨﺔ ﻋﺪﻧﺎن اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻜﺜري ﺗﻔﻌﻞ مل أﻧﻬﺎ ﺣني ﰲ اﻷول ﺑﺎﳌﺼﺎف ] [70اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺘﻲ اﻟﺤﺎﻻت ﰲ ﺳﻮى -اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﻓﻴام وﺑﻌﺪ ،اﳌﺎﴈ اﻟﻘﺮن ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻨﺘﺼﻒ وﰲ .ﺑﺬﻟﻚ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﺘﺤﺎول اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت أﻣﺎم ﺧﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد اﻧﻬﻴﺎر ﺗﺮك أن ﻣﺪرﺳﺔ ﺑﺮزت ،ﺳﺎﺑﻘﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﻛام ،اﻟﻌﺎمل ﻋﲆ واﺣﺪ ﻃﺮف ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻓﺮض "اﻧﺘﺼﺎر" ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻧﻈﺮﻳﺔ" ﻟـ "ﻣﻜﺜّﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺮّوج ﻓﻜﺮﻳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺘﻮاﺟﺪ ﻋﱪ وذﻟﻚ " [71] ،اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد ﻋﲆ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت واﻟﻐﺎز اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﻋﲆ اﳌﺒﺎﴍة واﻟﺴﻴﻄﺮة ] [72اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق ﻣﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻠﻚ أﺻﺤﺎب ﻫﻢ "اﻟﺠﺪد اﳌﺤﺎﻓﻈﻮن" ﻛﺎن وﻗﺪ [73] .ﻓﻴﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺎم اﻷﻣﻦ ﻋﲆ اﻟﺤﺼﻮل" ﰲ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﳌﻌﻠﻦ ﻏري اﻟﻬﺪف إن ﺣﻴﺚ ][74 إﱃ اﻟﻠﺠﻮء ﻣﻦ ﺑّﺪ ﻻ" وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ "،ﺗﻘﻬﺮ ﻻ اﻟﺘﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻘﻮة ﺧﻼل ﻋﲆ ﺳﻮاء "،اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻳﻨﺎزع ﺧﺼﻢ أي ﻇﻬﻮر ﳌﻨﻊ اﻻﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ اﻟﴬﺑﺎت اﳌﺤﺎﻓﻈني" ﻫﺆﻻء وﻳﻌﺘﻘﺪ .اﻻﻗﺘﺼﺎدي أو اﻟﺴﻴﺎﳼ أو اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺼﻌﻴﺪ ،اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت متﺘﻠﻜﻬﺎ اﻟﺘﻲ "اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻘﻮة إن" أﻳﻀﺎ "اﻟﺠﺪد " [76] ،اﳌﻨﺘﴩة وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ" [75] ،رأﻳﻬﻢ ﺑﺤﺴﺐ " واﳌﻬﻴﻤﻦ اﳌﺘني و"اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ ﻛﺎن وﻗﺪ " [77] .اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﺎمل ﰲ ﻟﻬﺎ اﳌﻌﺎدﻳﺔ اﳌﻮﺟﺔ ﻫﺰم" ﻣﻦ ﺳﺘﻤّﻜﻨﻬﺎ ميﻠﻚ أﻧﻪ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻋﺘﻘﺪت اﻟﺬي اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﻨﻈﺎم ﺑني ﻣﺎ اﻟﺮﺑﻂ ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة ﺗﺘﻤّﻜﻦ يك ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺠﺔ ،واﻹرﻫﺎب ﺷﺎﻣﻼ دﻣﺎرا أﺳﻠﺤﺔ
اﻟﺒﺎﺣﺜني أﺣﺪ ﻳﺮى اﻟﺘﻲ اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ اﺳﺘﻜامل ﻳﺴﻴﻄﺮ اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق ﻋﲆ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻣﻦ" أن اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺷﺆون ﰲ اﳌﺘﺨﺼﺼني اﻗﺘﺼﺎد ﻋﲆ ﻳﺴﻴﻄﺮ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﻨﻔﻂ ﻋﲆ ﻳﺴﻴﻄﺮ وﻣﻦ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﻨﻔﻂ ﻋﲆ اﻟﺮﺑﻂ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ " [78] .اﳌﻨﻈﻮر اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺪى ﰲ اﻷﻗﻞ ﻋﲆ ،اﻟﻌﺎمل ﺑـ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺷّﻨﻬﺎ ﰲ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﴍﻋﺖ اﻟﺘﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺤﺮب ﺑني ﻣﺎ ﻟـ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻣﻔﻬﻮم إن .اﳌﺘﺠّﺪدة وأزﻣﺘﻬﺎ "اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ" ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ متﺖ ﻗﺪ " واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ" ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻴﻄﺮة إن" :اﻟﺘﺎﱄ اﻟﺸﻜﻞ ﻋﲆ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺤﺮب إﺑﺎن ﺑﺎﻟﻎ أﻣﺮ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺰءا ﺗﻌﺘﱪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻲ اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق ﻷن ﺧﺎﺻﺔ وﺑﺼﻔﺔ ،وﺳﻴﺎﺳﻴﺎ وﻋﺴﻜﺮﻳﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ اﻟﻌﺎمل ﻋﲆ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻋﺘﻤﺪت " [79] .اﻟﻌﺎمل ﻧﻔﻂ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺧﺰان ﺗﻌﺘﱪ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ اﳌﺒﺎﴍة ﻏري اﻟﺴﻴﻄﺮة أﺳﻠﻮب اﻷﻣﺮ ﺑﺎدئ ﰲ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪة أن إﻻ ،واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ أﻧﻈﻤﺔ دﻋﻢ ﺧﻼل ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ :ﻓﻬﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﺗﻠﻚ اﺑﺮز أﻣﺎ ،ﺗﻠﻚ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ وﺟﻬﺔ ﺗﻐﻴري ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻣﻠﺖ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ أو 1973 -ﺳﻨﺔ اﻟﻨﻔﻂ أﺳﻌﺎر ارﺗﻔﺎع وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ؛" OPECأوﺑﻴﻚ" ﻟﻠﻨﻔﻂ اﳌﺼّﺪرة اﻟﺪول ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺧﻼل ﻣﻦ -اﻷوﱃ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ أﻣريﻛﺎ ﺣﻠﻔﺎء أﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﱪ ﻛﺎن اﻟﺬي 1979ﺳﻨﺔ إﻳﺮان ﺷﺎه ﺳﻘﻮط اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺣﺮب ﺑﻌﺪ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻤﺔ ازدﻳﺎد واﻟﻐﺮب؛ اﻷﻣرييك اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺘﻮاﺟﺪ ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺷﻌﻮب ﻣﻦ واﺳﻌﺔ ﴍاﺋﺢ واﻧﺰﻋﺎج اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻣﻦ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ أﻧﻈﻤﺔ ﺗﻌّﺮض اﺣﺘامل وازدﻳﺎد ﻫﻨﺎك؛ اﳌﺒﺎﴍ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﻗﺪ ﻣﺴﻠّﺤﺔ ﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻓﺔ .اﳌﺘﺸّﺪدة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻴﺎرات -اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ آﻣﻨﺎ وﻏري ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻏري ﺣﻼ ﺣﻠﻴﻔﺔ دول ﻋﱪ اﳌﺒﺎﴍ ﻏري اﻟﺤﻜﻢ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﻮش اﻟﺮﺋﻴﺲ أﻋﻠﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ اﻷﺳﺒﺎب وﻟﻬﺬه .واﻟﻄﻮﻳﻞ اﳌﺘﻮﺳﻂ اﳌﺪى ﻋﲆ ﻟﻦ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت إن -ﻛﺎرﺗﺮ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ أﻋﻠﻦ ﻗﺪ ﻛﺎن ﻛام -اﻻﺑﻦ وﻫﺬه -اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻧﻔﻂ ﺗﺪﻓّﻖ ﰲ اﻧﻘﻄﺎع ﺑﺤﺼﻮل اﻷﺣﻮال ﻣﻦ ﺣﺎل ﺑﺄي ﺗﺴﻤﺢ دﻳﻚ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺎﺋﺐ أﻋّﺪه اﻟﺬي "اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮ" أﻳﻀﺎ ﻣﻨﻪ ﺣّﺬر ﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﺎ ﰲ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎيئ اﻟﺘﻴﺎر اﻧﻘﻄﺎع أزﻣﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺑﻦ ﺑﻮش اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﻄﻠﺐ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺗﻮاﺟﺪا وﻳﻠﺘﺰم ﻳﻔﱰض ﻛﺎن ﻓﻘﺪ اﻟﺘﻌّﻬﺪ ﻫﺬا ﺗﺮﺟﻤﺔ أﻣﺎ .ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ أﻻ ،ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻳﻌﻴﻖ ﻛﺎن اﻟﺬي اﳌﺎﻧﻊ زوال ﺑﻌﺪ ﺧﺎﺻﺔ ،اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ ﻣﺒﺎﴍا اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﳌﻌﺴﻜﺮ ﺳﻘﻮط ﻳﻜﻦ ومل .ﺳﺎﺑﻘﺎ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد وﺟﻮد وﻫﻮﻗﺪ ﻛﺎن مبﺎ اﻻﻧﻄﻼق إﺷﺎرة ﺳﻮى -أﻳﻠﻮل 11أﺣﺪاث وﻗﻮع ﺑﻌﺪه وﻣﻦ
اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻔﻂ ﺗﺪﻓّﻖ إﺑﻘﺎء :اﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ ﻛﺎرﺗﺮ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻪ ﺗﻌّﻬﺪ ﺑﻨﻔﻂ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻫﺘامم أﺳﺒﺎب أﻣﺎ .ﻋﻮاﺋﻖ أي دون ﻣﻦ ﺳﺎرﻳﺎ ﺣامﻳﺔ :أوﻻ :ﻫﻲ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﺤﺖ ﺣﴫﻫﺎ ﻓﻴﻤﻜﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ أو اﻟﺘﺪﻓّﻖ ﻫﺬا اﻧﻘﻄﺎع ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺎ ﻳﺘﻌّﺮض ﻗﺪ ﻫّﺰة أي ﻣﻦ اﻷﻣرييك اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺼني ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺘﺰاﻳﺪ اﻟﻄﻠﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺒري ﺑﺸﻜﻞ أﺳﻌﺎره ارﺗﻔﺎع ﺣﺘﻰ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﺋﻢ اﻷﻣرييك اﻟﻌﻴﺶ ومنﻂ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﲆ اﻟﺤﻔﺎظ :ﺛﺎﻧﻴﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن؛ وأوروﺑﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬام ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻷي اﻟﻨﻤﻂ ﻫﺬا ﺗﻌﺮﻳﺾ وﻋﺪم ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﺜﻴﻒ اﻻﺳﺘﻬﻼك ﺑﻌﺼﺐ اﻟﺘﺤّﻜﻢ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ وﺗﻮزﻳﻌﻪ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺘﺤّﻜﻢ :وﺛﺎﻟﺜﺎ اﻟﻜﻠﻔﺔ؛ ،وأوروﺑﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن ﻛﺎﻟﺼني اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺪول اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻷﻣرييك اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﻮﻗﻊ ﺗﺮاﺟﻊ" ﺑـ اﳌﺘﻤﺜّﻞ اﻷﻣرييك اﳌﺄزق ﺣّﻞ :آﺧﺮ مبﻌﻨﻰ أو .ﻟﺪﻳﻬﺎ اﳌﺘﻔّﻮﻗﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷداة اﺳﺘﻌامل ﺧﻼل ﻣﻦ "،ﻋﺎﳌﻴﺎ إن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻊ ﻧﻘﺎش ﻋﻤﻴﻖ وﺣﺎد أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻧﻔﻮذ أو إﺿﺎﻓﺔ -وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،أﳌﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،ﻓﺮﻧﺴﺎ أي [80] -اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ ﻧﺸﺎط ﻛﻤﻨﻈﻮﻣﺔ -اﻷورويب اﻻﺗﺤﺎد :ﻣﺆﺳﺴﺘني إﻃﺎر ﰲ ﺣﻮﻟﻬﺎ "أﻓﻜﺎر ﺗﺒﺎدل" إﱃ اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻳﺠﻤﻊ اﻟﺬي -اﻷﻃﻠﴘ واﻟﺤﻠﻒ ؛ ] [81أوروﺑﻴﺔ دوﻟﺔ 25ﺗﺠﻤﻊ ،اﳌﺤﺘﺪم اﻟﻨﻘﺎش ﻫﺬا ﻣﻦ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ أﻧﻪ إﻻ [82] .اﻷوروﺑﻴﺔ واﻟﺪول اﳌﺘﺤﺪة ﰲ وﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﰲ اﻟﴩوع اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه أﺳﺒﺎب أﻣﺎ .ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ أﺧﺬت واﻟﺘﻲ [83] ،اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻞ ﰲ أي -اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻌّرث :أوﻻ :ﻓﻬﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣرييك اﻟﺘﻮاﺟﺪ ﻛﻠﻔﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﻊ ،وﺳﻮرﻳﺎ إﻳﺮان ،اﻟﻌﺮاق ،أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻣﻦ ﻋﲆ اﻷﻋﺒﺎء ﻳﺰﻳﺪ ﻣام -واﳌﺎدي اﻟﺒﴩي اﳌﺴﺘﻮﻳني ﻋﲆ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﳌﺒﺎﴍ اﻟﺮﻓﺾ ازدﻳﺎد :وﺛﺎﻧﻴﺎ ﻣﺮﻫﻘﺔ؛ أﻋﺒﺎء ﻣﻦ أﺻﻼ ﺗﻌﺎين اﻟﺘﻲ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة اﺳﺘﻔﺮاد رﻓﺾ أي -اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﱄ .وﺑﺄﺳﻮاﻗﻬﺎ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ مبﻮاردﻫﺎ وﺗﺘﺤّﻜﻢ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﺼري ﺗﺤّﺪد اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮارات ﺛﺎﻧﻴﺎً :ﻗﻮاﻋﺪ وﻣﺮﺗﻜﺰات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ: أﻣﺎ اﻟﻘﻮاﻋﺪ واﳌﺮﺗﻜﺰات اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ :إﻃﻼق اﻟﻌﻨﺎن ﻟـ "اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ" اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ -اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻹﺛﻨﻴﺔ واﻟﻌﺮﻗﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ؛ رﻓﺾ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﺪود اﻟﺪول اﻟﻘﺎمئﺔ -واﳌﻮروﺛﺔ ﻋﻦ ﻋﻬﺪ اﻻﺳﺘﻌامر اﻷورويب؛ رﻓﺾ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﻷزﻣﺎت اﳌﻨﻄﻘﺔ؛ ﺧﻠﻖ ﺗﻮازﻧﺎت ﺟﺪﻳﺪة وﺿﺒﻂ اﻟﺤﺮوب ﺿﻤﻦ إﻃﺎر ﻳﻨﺎﺳﺐ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ؛ اﻟﺘﺨّﲇ ﻋﻦ إرادة ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ -
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒّني أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أﺗﺖ ﺑﺘﻨﻈﻴامت ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ؛ اﻟﺘﺨّﲇ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﳌﺒﺎﴍة ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻂ -وﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮق اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ؛ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﳌﺪن واﻹﺑﻘﺎء ﻋﲆ ﻗﻮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿﺎرﺑﺔ ﳌﻨﻊ ﻇﻬﻮر أي ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ؛ اﻻﻋﺘامد ،أﻣﻜﻦ ذﻟﻚ ﻣﺘﻰ [84] -اﻟﺪوﱄ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻴـﺔ اﳌﻨﻈامت ﻋﲆ أﻛرث أﻛرث اﻻﻋﺘامد وأﺧريا ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ؛ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﺘﻰ اﻷﺣﺎدﻳﺔ اﻟﻘﺮارات إﱃ واﻟﻠﺠﻮء وﻫﻮ -اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻛﺤﻠﻴﻒ إﴎاﺋﻴﻞ ﻋﲆ ﻓﺄﻛرث ﻫﺬه ﺗﻌﺘﱪ ،آﺧﺮ وﺑﻜﻼم .اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺧﻼل ﻣﻦ ﺟﲇ أﻣﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﻗﻌﺖ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق ﻣﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أﻫﻤﻬﺎ ﻋﺪة ﻣﺂزق ﰲ ،اﻟﻌﺮاق ﻋﲆ اﻟﺤﺮب ﺧﻼل ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺗّﻢ اﻟﺘﻲ اﻷوﱃ اﻟﻨﻤﻮذج ﺗﺼﺪﻳﺮ وﻓﺸﻞ "اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﳌﺴﺘﻨﻘﻊ" ﻣﻦ اﻟﺨﺮوج ﻋﲆ اﻟﻘﺪرة ﻋﺪم ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺎمل ﺗﺤﺪﻳﺪ وميﻜﻨﻨﺎ .اﳌﻨﻄﻘﺔ أرﺟﺎء ﺑﺎﻗﻲ إﱃ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ :اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﻘﺎط ﺧﻼل ﻣﻦ :وﺟﺪﻳﺪة ﻗﺪميﺔ ﺳﻴﺎﺳﺘني ﺑني ﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻦ ﻋﺒﺎرة ﻫﻲ ﺑﻞ ،اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﰲ أﻳﻠﻮل 11أﺣﺪاث وﻗﻮع ﺑﻌﺪ اﻋﺘﻤﺪت اﻟﺘﻲ "-اﻟﻌﻈﻢ ﻛﴪ" ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻌﺒري أﻓﻀﻞ ﻛﺎن اﻟﺘﻲ "-اﻟﺒﻄﻲء اﻟﺨﻨﻖ" وﺳﻴﺎﺳﺔ واﻟﻌﺮاق؛ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻣﻦ ﻣﻨﺬ اﻟﺴﻮري -اﻟﻠﺒﻨﺎين ﺑﺎﳌﻠﻒ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﻣﺎ ﰲ اﻟﻔﺮﻧﴘ -اﻷﻣرييك اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪ ﻻ أﻧﻪ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﻮ رأى ،آﺧﺮ مبﻌﻨﻰ 1559.اﻟﻘﺮار ﺻﺪور اﻟﺬي اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺨﻴﺎر اﻋﺘامد أي "-اﻟﻌﻈﻢ ﻛﴪ" ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﲆ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺪودة زﻣﻨﻴﺔ ﻓﱰة ﺧﻼل واﳌﺪﻣﺮة اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ اﻟﻘﻮة اﺳﺘﺨﺪام إﱃ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﲆ ﺗﻘﻮم اﻟﺘﻲ "-اﻟﺒﻄﻲء اﻟﺨﻨﻖ" ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﰲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻣﻊ ،وﻗﺼرية اﳌﺘﻮﺳﻂ اﳌﺪﻳني ﻋﲆ واﳌﺎﱄ واﻟﺘﻘﻨﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺤﺼﺎر اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﳼ اﻟﻌﺰل ﺑﺎﻟﺤﺪود اﻟﺘﻤﺴﻚ ﻋﺪم ﻓﻬﻲ ،اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻠﻚ ﰲ اﻷﺧﻄﺮ أﻣﺎ .اﻷﻣﺪ واﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ ﻏري أﻣﺮا اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻤﺴﻚ أن واﻋﺘﺒﺎر اﻟﻘﺎمئﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻠﻮل إﻳﺠﺎد إﱃ ﻳﺆدي ﺳﻮف اﻟﺪول ﺑﻌﺾ وﺗﻘﺴﻴﻢ ﺗﻔﻜﻴﻚ أن واﻋﺘﺒﺎر ﻗﺴﻤﺖ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﺮاق ﰲ اﻋﺘﻤﺪﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﻫﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻷزﻣﺎت اﳌﻤﻠﻜﺔ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ ﻻ وﻫﻲ -وﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺛﻼث إﱃ اﻟﻌﺮاق اﻷﺳﻠﻮب أن اﻷﻣريﻛﻴﻮن اﻟﺨﱪاء وﻳﻌﺘﱪ .ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪة إﱃ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﻨﺘﻬﺞ اﻟﺘﻲ أي "-اﳌﻌﺎدﻳﺔ " اﻷﻧﻈﻤﺔ إﺿﻌﺎف ﰲ ﻳﻜﻮن رمبﺎ اﻷﻓﻀﻞ دون ﻣﻦ ،اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ ﻛام اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ -اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﻋﲆ ﺧﻄﺮة ﺗﻌﺘﱪ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺬي أﻣني ﺳﻤري ﻧﻈﺮة ﻳﺆّﻛﺪ ﻣﺎ وﻫﻮ -إﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻋﲆ ﺑﺎﻟﴬورة اﻟﻌﻤﻞ ﺗﻜﻦ وان ،ﻛﻜﻞ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺗﺪاﻓﻊ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷداة أن
ﰲ ﻳﻜﻤﻦ اﳌﻄﻠﻮب ،آﺧﺮ ﺑﻜﻼم .اﻷوﱃ اﳌﺮﺗﺒﺔ ﰲ ﺗﺄيت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﺗﺘﺨﲆ يك داﺧﻠﻴﺎ وﻣﺤﺎﴏﺗﻬﺎ ﺧﺎرﺟﻴﺎ ﻋﺰﻟﻬﺎ ﺧﻼل ﻣﻦ اﻟﺪول ﻗﺪرات إﺿﻌﺎف ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة ﻣﻨﻊ إﱃ اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺤﺪود أن اﻷﻣريﻛﻴني اﻟﺨﱪاء وﻳﻌﺘﱪ [85] .ﴍﻛﺎﺗﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ،اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﻟﺼﺎﻟﺢ متﻴﻞ اﻟﺘﻲ اﻟﻘﻮى ﻣﻮازﻳﻦ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﺪول ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺎ وﻫﻮ .اﻟﻌﺮاق ﰲ ﺣﺼﻞ ﻣﺎ وﻫﻮ -اﻟﺪوﱄ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻗﻮاﻋﺪ وﻟﻴﺲ اﻷﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺪدة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻦ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﲆ ﺟﺪﻳﺪا ﻣﺆﴍا اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﺗﺴﺘﻨﺪ ﻛام .ﺑﺈدارﺗﻬﺎ ﻳﻜﻮن دوﱄ ﻧﻈﺎم ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺜﻴﺚ واﻟﺴﻌﻲ إﻗﻠﻴﻤﻲ وزن ذي ﺗﺤﺎﻟﻒ أي ﴐب :اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻷﻫﺪاف ﺗﺤﻘﻴﻖ إﱃ اﻟﺠﺪﻳﺪةﻣﺤﻮر أي ﻗﻴﺎم ﻣﻨﻊ اﻷﺑﺮز؛ اﻟﻨﻤﻮذج اﻹﻳﺮاين -اﻟﺴﻮري اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻳﻌﺘﱪ وﻫﻨﺎ ﻣﺜﻼ "اﻟﺸﻴﻌﻲ اﳌﺤﻮر" ﻛـ -اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ واﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﻳﻬّﺪد ﻗﺪ " اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻹرﻫﺎب" ﺧﻄﺮ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻟﺒﻨﺎن؛ ﰲ رﻛﺎﺋﺰه إﺣﺪى ﴐب ﺗّﻢ واﻟﺬي أن اﻷﻣريﻛﻴﻮن اﻟﺨﱪاء ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺣﻴﺚ -اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﺔ إﱃ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﰲ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻘﻮات ﻋﻦ اﻟﻌﺐء ﻳﺨﻔﻒ ﺳﻮف ﺷﻴﻌﻴﺔ -ﺳﻨﻴﺔ ﻓﺘﻨﺔ إﺷﻌﺎل ﺗﻘﻮل ﺑﺮأﻳﻬﻢ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻬﻨﺎك .إﴎاﺋﻴﻞ وﻋﻦ )اﻟﻌﺮاق ﰲ ﺧﺎﺻﺔ( اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠام اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻷﻃﺮاف ﺑني اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت وازدادت اﻟﴫاﻋﺎت اﺳﺘﻌﺮت ﻛﻠام ﺑﺄﻧﻪ واﻟﺬي اﳌﺮﻛﺰي اﻟﻬﺪف أﻣﺎ [86] .اﻟﺨﺎرج ﺑﺪل اﻟﺪاﺧﻞ ﻋﲆ اﻫﺘامﻣﻬﺎ اﻧﻜّﺐ اﻷﻣرييك اﻟﺴﻌﻲ ﰲ ﻳﺼّﺐ ﻓﻬﻮ ،ﺧﺪﻣﺘﻪ ﰲ اﻷﺧﺮى اﻷﻫﺪاف ﻛﺎﻓﺔ ﺗﻘﻮم " [87] .اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻣﻦ اﻟﺼني ﺳﻴام وﻻ روﺳﻴﺎ ﻣﻨﻊ" ﻟـ اﻟﺪؤوب اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت إﺿﻌﺎف :ﻓﻬﻲ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﻬﺪف ﻫﺬا ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﳌﺘﺒﻌﺔ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ أﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﺼني؛ أو روﺳﻴﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﲆ ﺗﻌﻤﻞ أن ﻣﻤﻜﻦ اﻟﺘﻲ -اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻻ يك -اﻟﻘﻮى ﻣﺮاﻛﺰ وﺑﻌرثة ؛ ] [88اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻘﺮار ﺗﺠﺰﺋﺔ أو -ﺟﺪﻳﺪة دوﻳﻼت ﰲ متﺜﻞ ﻓﻘﺪ اﻹﻃﺎر ﻫﺬا ﰲ اﻷﺑﺮز اﻟﻨﻤﻮذج أﻣﺎ .ﺑﺎﻟﻘﺮار أﻛرث أو ﻗﻮة ﺗﻨﻔﺮد اﻟﺼﻌﻴﺪ ﻋﲆ "اﻟﻘﺮار ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ" ﺑـ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻛﺎن اﻟﺬي -اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﻨﻈﺎم إﺳﻘﺎط اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺤﻮ ومبّﻴﻞ ﻣﻬّﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وﺑﻘﻮة -اﻟﺪاﺧﲇ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﻴﻊ ﻗﺮار إﱃ ﻃﺒﻌﺎ إﺿﺎﻓﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺼﻠﺤﺔ ﺣﺴﺎب ﻋﲆ واﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﺪوﻻر ﻣﻮﻗﻊ" ﻟـ ﻛﱪى ﴐﺑﺔ ﺳﻴﺸﻜﻞ ﻛﺎن ﻣﺎ وﻫﻮ ،اﻟﺪوﻻر ﺑﺪل ﺑﺎﻟﻴﻮرو ﻧﻨﴗ أن دون ﻫﺬا ،اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻷﺳﻮاق ﰲ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺒﺎدل ﻛﻌﻤﻠﺔ "اﳌﻬﻴﻤﻦ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻛﺎﻟﻜﻮﻳﺖ ﻧﻔﻄﻴﺔ ﺑﻠﺪان ﺿّﻢ إﱃ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻃﻤﻮح ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ وﺗﺮﻓﺾ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹرادة ﻋﻦ ﺗﺨﺮج ﻗﺪ ﻛﱪى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻗﻮة اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻧﻨﴗ أن دون -اﻷﻣرييك اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻋﺼﺐ ،اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺈﻣﺪاد وﺗﺘﺤّﻜﻢ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ ﻋﲆ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻘﻮة ﺗﻠﻚ ﺗﺸﻜﻠﻪ ﺳﻮف اﻟﺬي اﳌﺒﺎﴍ
.اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﺳﺘﻨﺘﺎج: ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣام ﺳﺒﻖ أﻧﻪ مل ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أن ﺗﺼّﺪر اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ إﱃ اﻟﺨﺎرج ،ﺣﻴﺚ اﳌﺄﺳﺎة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻫﻲ ﻣﺄﺳﺎة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﺣﻴﺚ ﻳﺒﻘﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ أﻣريﻛﺎ اﳌﻤﻴﺘﺔ - واﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮيب ﻫﻮ اﳌﻨﻘﺬ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺬا اﻻﻗﺘﺼﺎد .ﻓﺒﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻣﺆﴍات اﻷﺳﻬﻢ ﻣﺎ إﱃ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺳﻌﺮ إﻧﺰال ﺑﻌﺪ إّﻻ ] [89ﺗﺘﻮازن مل أﻧﻬﺎ ﻧﺠﺪ اﻷﻣريﻛﻴﺔ، ﻳﻮم وﰲ واﺣﺪة دﻓﻌﺔ دوﻻرات 4أﻧﺰل أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ،دوﻻرا اﻟﻌﴩﻳﻦ دون ارﺗﻔﺎع وان ،اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻷﺳﻬﻢ ﻟﱰﻳﺢ اﳌﻀﺎرﺑني ﺗﺠﺬب ﺻﺪﻣﺔ ﻟﻴﺸﻜﻞ ،واﺣﺪ دوﻻرا 70اﻟـ ﻳﻔﻮق مبﺎ -اﻷزﻣﺎت ﰲ ﻟﻪ اﻻﻓﱰاﴈ اﳌﺴﺘﻮى إﱃ اﻟﱪﻣﻴﻞ ﺳﻌﺮ اﻟﻨﻔﻂ ﻓﺄن ﻟﺬﻟﻚ ،اﳌﺮﻳﻊ ﻟﻠﻬﺒﻮط اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺆﴍات ﺑﻌﻮدة ﻛﻔﻴﻞ ﻫﻮ -أﻣريﻛﻴﺎ .اﻟﻘﺎدﻣﺔ اﻟﻔﱰة ﺧﻼل اﻷﻣرييك اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﻨﻘﺬ ﻳﻜﻮن ﺳﻮف اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ" :اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق" أو ﺣﺮب اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ إن اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺸﻤﻞ ﻋﺮض اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق واﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ؛ ﴍﻛﺎت اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ اﻷﻣﻨّﻴﺔ" :ﺑﻼك ووﺗﺮ" منﻮذﺟﺎ، ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﺖ اﳌﺠﺰرة ﺗﻠﻚ اﻷﺧﺮى ﺑﺤّﻖ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ دون أي رﻗﺎﺑﺔ وﺑﺤﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻮاﻗﺐ وﺧﻴﻤﺔ ﻋﲆ ﺣﺮﻳﺔ وأﻣﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻴني. أوًﻻ :ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق واﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳّﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ: ﻳﺘﺴﺎءل اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺮاﻗﺒني واﳌﺘﺎﺑﻌني ﻟﻠﺸﺄن اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﻴﻮم ،ﺣﻮل اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻜﺎﻣﻦ وراء إﴏار اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﻋﲆ إﺑﻘﺎء ﻗﻮاﺗﻪ ﰲ اﻟﻌﺮاق، ﺑﺮﻏﻢ ﺗﻜّﺒﺪﻫﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒرية ﰲ اﻷرواح ،وﰲ ﻇّﻞ ﻣﻌﺎرﺿﺔ دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻟﻨﻬﺞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﺘّﺒﻊ ﻫﻨﺎك ،واﻟﺮاﻓﻀﺔ متﻮﻳﻞ ﺑﻘﺎء اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا "اﳌﺴﺘﻨﻘﻊ" إّﻻ ﰲ ﺣﺎل ﺗﻌّﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺴﺤﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘّﻮات ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻌّﻤﻖ ﺗﻮّرﻃﻬﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺸّﻜﻞ ﺧﻄﺮا ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻋﲆ أﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻘﻮﻣﻲ ،وﺗﻬﺪﻳﺪا ﻟﺼﻮرﺗﻬﺎ وﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﳌﻬﻴﻤﻦ ﰲ اﻟﻌﺎمل .ﻳﻄﺮح ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﴫ ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ،ﻋﱪ ﺗﺤّﺪﻳﻪ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣرييك اﻟﺴﺆال اﳌﺤﻮرّي اﻟﺘﺎﱄ :ﳌﺎذا ﻳ ّ واﻟﺪوّﱄ ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء ،ﻋﲆ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺒﺜّﻴﺔ و"ﻏري اﻟﺸﻌﺒّﻴﺔ"؟ [90] ،ﻣﺎراﺑﻞ ﻣﺎﻧﻴﻨﻎ اﳌﻌﺮوف اﻷﻣرييك اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺮأي ﻳﻜﻤﻦ ،ﻻ اﻟﺠﻮاب إن ﰲ ﻳﻜﻤﻦ ﻻ ،ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﰲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﺳﺘﺎذ اﻷﺳﻮاق ﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﻣريﻛﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺑﻞ "،اﻹرﻫﺎب " ﳌﺤﺎرﺑﺔ أﻣريﻛﺎ ﺣﺎﺟﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻮش اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إن ).اﻟﻨﻔﻂ وأﻫﻤﻬﺎ( اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﳌﻮارد اﻟﺪوﻟّﻴﺔ
،اﻟﺮاﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ أﻃﺮ ﺗﻔﻜﻴﻚ إﱃ ﺗﺴﻌﻰ اﻟﺘﻲ "اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ" ﰲ ﺗﻜﻤﻦ ،اﻟﻔﻘﺮاء ﻋﲆ اﻟرثوة ﺗﻮزﻳﻊ ﻹﻋﺎدة اﳌﺨّﺼﺼﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻟﱪاﻣﺞ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺎء .اﻟﴩﻛﺎت ﻋﲆ اﳌﻔﺮوﺿﺔ واﻟﻘﻴﻮد اﻟﺤﻜﻮﻣّﻴﺔ اﻟﺘﴩﻳﻌﺎت وإﻟﻐﺎء ﺟﺎﻣﻌﺔ ﰲ اﻟﱪوﻓﺴﻮر [91] ،إﻳﺪﺳﺎل ﺗﻮﻣﺎس اﻹﻃﺎر ﻫﺬا ﰲ وﻳﺼﻒ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت داﺧﻞ اﳌﺤﺎﻓﻆ اﻟﺴﻴﺎﺳّﻴﺔ اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻣﺴﺎر ،ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺑﻌﺪم متّﻴﺰ اﻟﺬي( اﻟﺠﻤﻬﻮري اﳌﺰاج اﻋﺘﱪ ،ﻣﴣ ﻗﺮن ﻟﺮﺑﻊ" :اﻟﺘﺎﱄ اﻟﻨﺤﻮ ﻋﲆ اﻹﻃﺎر ﰲ ﻟﻠﻌﻨﻒ دﻋﻤﻪ اﻻﺟﺘامﻋﻲ؛ اﻷﻣﺎن ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺨّﲇ ﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻨّﺒﻪ وﻓّﻚ اﻟﺒﻴﺌﻲ اﻟﺨﻄﺮ ،ﺳﻴﺊ ﴐاﺋﺒﻲ ﻗﺎﻧﻮن دﻋﻤﻪ اﻟﻮﻃﻨﻲ؛ واﻟﺪﻓﺎع اﻟﺘﴩﻳﻌﻲ اﻟﺼﻔﺔ إﺿﻔﺎء وإﻋﺎدة اﻷﻋامل؛ أوﺳﺎط رﻏﺒﺔ ﻋﲆ ﺑﻨﺎء اﳌﻨﻈّﻤﺔ اﻟﻘﻴﻮد ﻣﻦ اﻟﻜﺜري ﻗﺒﻞ ﻣﻦ اﳌﺰاج ﻫﺬا اﻋﺘﱪ )اﻟرثوة ﻋﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﲆ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ".اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻣﻦ أﻛرث ﻟﻠﻔﻮاﺋﺪ وﻛﻤﻨﺘﺞ ،اﻟﻌﺎمل ﰲ أﻣريﻛﺎ ﳌﻮﻗﻊ ﻛﴬوري اﻟﻨﺎﺧﺒني ﺳﺒﺎق" ،إﻳﺪﺳﺎل ﺑﺤﺴﺐ ،اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﺬه ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻦ وﻛﺎن "،اﳌﺎﴈ اﻟﻘﺮن مثﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﰲ رﻳﻐﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ إدارة ﺑﻪ ﴍﻋﺖ اﻟﺬي اﻟﺘﺴﻠّﺢ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أﻣﺎ .اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد إﻓﻼس إﱃ )،أﺧﺮى ﻋﻮاﻣﻞ ﺑني ﻣﻦ( ﻗﺎد واﻟﺬي إﱃ إﺿﺎﻓﺔ ،اﻟﺬي "ﻟﻠﻌﺮاق اﻟﻜﺎريث اﻷﻣرييك اﻟﻐﺰو" ،ﺑﺮأﻳﻪ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠﺨﻄﺮ وﻋّﺮض أﻣريﻛﺎ أﻋﺪاء ﻋﺪد ﻣﻦ ﺿﺎﻋﻒ ،اﻟﺪﻣﺎر اﻟﻌﺮاﻗﻴني ﺗﻜﺒﻴﺪه إدارة ﻋﲆ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﺪم وﻣﻊ .اﻟﺪوﻟّﻴﺔ وﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻛام ،واﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ ،ﺑﺎﻟﻨﺪم اﻟﺸﻌﻮر دون وﻣﻦ ،ﺗﻜﺮارا اﻻﺑﻦ ﺑﻮش ﻓﺸﻞ ،اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻮﺿﻊ ﻫﺬا .ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻫﺬه أﻓﻌﺎﻟﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﳌﻬّﻢ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻞ إﻳﺪﺳﺎل أﻧﻪ مل ﻳﻌﺘﱪ اﻻﺣﺘﻼل اﻷﻣرييك ﻟﻠﻌﺮاق ﻛـ "ﺧﻄﺄ ﺳﻴﺎﳼ" أو "ﺧﻄﺄ ﰲ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻮﺿﻊ" ،ﺑﻞ وﺿﻊ اﻟﺴﺒﺐ وراء ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺴﻤﻴﺔ "اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻹرﻫﺎب" ﰲ إﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺤﻠّﻴﺔ )أو اﻟﺪاﺧﻠّﻴﺔ (" .إن اﻟﺘﻮّرط اﻷﻣرييك ﰲ اﻟﻌﺮاق مل ﻳﻨﺘﺞ ،ﺑﺮأﻳﻪ ،ﻋﻦ ﻫﻔﻮة ﻋﺎﺑﺮة ﺣﺼﻠﺖ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﺰب اﻟﺠﻤﻬﻮري ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﺿﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻷﻣريﻛّﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ". إﻻ أن اﻟﺴﺆال اﻷﺷﻤﻞ واﳌﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﳼ ،واﻟﺬي ﻻ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺤﻠّﻠني ،ﻫﻮ ﺣﻮل اﻟﺼﻠﺔ ﻣﺎ ﺑني اﳌﻐﺎﻣﺮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳّﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﻟﺨﺎرج ،اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﻟّﻴﺔ واﻻﺗ ّﺠﺎﻫﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ )أو اﳌﻌﻮمل(. وﻛام أوﺿﺢ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد اﻗﺘﺼﺎدﻳني ﻛﺒﻮل ﺳﻮﻳﺰي ،ﻫﺎري ﻣﺎﻏﺪوف وﻏريﻫام، ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎه اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎم ،ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ اﻟﺘﻲ متّﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ، ميﻴﻞ ﻧﺤﻮ اﻟﺮﻛﻮد .ﻳﻘﻮل ﻣﺎراﺑﻞ أﻧّﻪ ،وﻟﻌﻘﻮد ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وأوروﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑّﻴﺔ ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﺗﺠﺎه ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺤﻮ اﻻﻧﺤﺪار ﰲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺜامر ﰲ
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳌﻨﺘﺞ ،ﻣﺎ ﺗﺴّﺒﺐ ﺑﺎﻧﺤﺪار ﰲ اﻟﻘﺪرة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﺑﻨﻤّﻮ أﻗّﻞ .ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،اﻋﺘﻤﺪت اﻟﴩﻛﺎت واﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ، وﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ،ﻋﲆ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ اﻟﻨﻤّﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﺤّﲇ .ﻋﺎم ،1985 وﺻﻞ ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻳﻦ إﱃ ﺿﻌﻒ ﺣﺠﻢ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤّﲇ اﻹﺟامﱄ اﻷﻣرييك .ﰲ اﻟﻌﺎم ،2005وﺻﻞ ﺣﺠﻢ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ إﱃ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف وﻧﺼﻒ ﺣﺠﻢ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤّﲇ )أي ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟـ 44ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر ،وﻫﻮ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤّﲇ اﻹﺟامﱄ ﻟﻠﻌﺎمل ﻛﻜّﻞ ،اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﺎﻏﺪوف (. وﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،أﺟﱪت اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻋﲆ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ واﻻﺳﺘﺜامر ﰲ اﻟﺨﺎرج ،ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻛﻠﻔﺔ اﻟﻴّﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷرﺧﺺ ،اﳌﻌﺎﻳري اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )أو ﻏري اﳌﻮﺟﻮدة( ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻫﻮاﻣﺶ رﺑﺢ أﻋﲆ. ﻳﺄيت اﻟﻴﻮم ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎراﺑﻞ 18 ،ﺑﺎﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻞ أرﺑﺎح اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ، ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜامر اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﳌﺒﺎﴍ .وﺑﻬﺪف ﺣامﻳﺔ ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺜامرات اﳌﺘﺰاﻳﺪة ،ﺗﺘّﺒﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻋﺪواﻧّﻴﺔ وﺗﺪﺧﻠّﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل )ﰲ ﻋﺎم ،2006 ﺣﺎﻓﻈﺖ أﻣريﻛﺎ ﻋﲆ ﻗﻮاﻋﺪﻫﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ ﺗﺴﻌﺔ وﺧﻤﺴﻮن دوﻟﺔ(. وﻫﻨﺎ ﻻ ﺑّﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻛري أن اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﻧﴩ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠّﺤﺔ ﰲ أي ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل ﻳﻌﺘﱪ أﻣﺮا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳّﺔ ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء. وﻫﻜﺬا ،ﻓﺈن اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق )وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺮب اﳌﺰﻣﻌﺔ ﻋﲆ إﻳﺮان(، مل ﺗﻜﻦ ﺑﺎﻟﴬورة ﺧﻄﺄ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺳﻴﺌﺎ ﻛﺎن اﻟﺪاﻓﻊ وراءه رﻏﺒﺔ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻊ اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ اﻣﺘﻼك أﺳﻠﺤﺔ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ )وﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻨﻊ إﻳﺮان ﻣﻦ اﻣﺘﻼك اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي( ،أو إرادة ﻧﴩ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ،ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺳﻌﻲ إﻣﱪﻳﺎّﱄ ﻟﻠﺘﺤّﻜﻢ واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﺛﺎين أﻛﱪ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻧﻔﻄﻲ ﰲ اﻟﻌﺎمل )وﻳﻘﻮل ﺑﻌﺾ اﻷﺧّﺼﺎﺋﻴني أن اﻟﻌﺮاق ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ميﻠﻚ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻧﻔﻄﻲ ﻫﻮ اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﻌﺎمل، مبﺎ ﻳﻔﻮق اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑّﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳّﺔ ( ،ﻛام وﻹﻋﺎدة رﺳﻢ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ )ﻋﱪ ﺗﺪﻣري ﺣﻜﻮﻣﺎت ﻛﻞ ﻣﻦ إﻳﺮان وﺳﻮرﻳﺎ( ،ﺧﺪﻣﺔ ﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﺳﺘﺜامراﺗﻬﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﻟﻠﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ )وﻫﻨﺎ ﻻ ﺑّﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻫرني ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ ،ﻣﻦ أن ﻣﻦ ﻳﺘﺤّﻜﻢ مبﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﻳﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎمل أﺟﻤﻊ(. ﻫﻞ ﺳﻮف ﺗﻨﺠﺢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﺗﻠﻚ واﻟﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ وﺛﺮواﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ متﺘني ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ اﻷﺣﺎدﻳّﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل؟ ﻟﻘﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﰲ إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﺣﺘﻰ اﻵن ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻴﻪ ،وأﺻﺒﺢ ﻣﴩوﻋﻬﺎ اﻟﺘﻮّﺳﻌﻲ ﻹﻧﻘﺎذ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ اﳌﱰاﺟﻊ )ﰲ
ﻇّﻞ ﺻﻌﻮد ﺣّﺪة اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮى وﺗﻜﺘّﻼت اﻗﺘﺼﺎدﻳّﺔ ﻛﱪى ﺻﺎﻋﺪة ﻛﺄوروﺑﺎ واﻟﺼني( ،ﻋﺒﺌﺎ ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻪ اﻟﺒﴩﻳّﺔ واﳌﺎدﻳّﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ،ﰲ ﻇّﻞ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺣّﺪة اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻷﻣرييك واﻧﺤﺴﺎر ﻧﻔﻮذ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ﰲ اﻹدارة اﻷﻣريﻛّﻴﺔ .ﻓﻬﻞ ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﻣﴩوع اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻜﺒري ﺑﺪاﻳﺔ أﻓﻮل ﻧﺠﻢ اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳّﺔ اﻷﻣريﻛّﻴﺔ وزوال ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻄﺒّﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳّﺔ اﻷﻣريﻛّﻴﺔ؟ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻮف ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻨﻪ اﻷﻳﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﴍﻛﺎت اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ اﻷﻣﻨّﻴﺔ" :ﺑﻼك ووﺗﺮ" منﻮذﺟﺎ: ﻟﻘﺪ دﻓﻌﺘﻨﺎ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﴍﻛﺔ "ﺑﻼك ووﺗﺮ" اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﰲ ﻫﻮﻳﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪت ﻣﻌﻬﺎ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﰲ ﻇّﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ،ﻋﻘﻮد ﻓﺎﻗﺖ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﺌﺎت ﻣﻼﻳني اﻟﺪوﻻرات ﻛﺎن اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪراء ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ اﻹدارة ﺻﻼت وﺛﻴﻘﺔ ﺗﻔﻮح ﻣﻨﻬﺎ راﺋﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد .ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳌﻌﻨﻮن "ﺷﺒﻜﺔ ﻛﺎرﻻﻳﻞ" ،ﻳﻌﺮض ﺑﺒﻄﺎﻧﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ وﺻﻼﺗﻬﺎ اﻟﴩﻛﺎت ﺗﻠﻚ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ] [92ﻣﻴﺴﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻮا اﻟﺼﺤﺎﰲ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﻛﻮﻧﻬﺎ ،اﻟﻌﺎمل ﺣﻮل واﻟﺤﺮوب اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﺗﺴﻌري ﰲ ودورﻫﺎ ،اﻻﺑﻦ ﺑﻮش اﻟﻌﺎمل ﰲ اﳌﺸﺘﻌﻠﺔ اﻟﺒﺆر إﱃ اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ وإرﺳﺎل اﻷﺳﻠﺤﺔ ﺑﻴﻊ ﺻﻔﻘﺎت ﻣﻦ اﻷﻛﱪ وﺧري ،ﻫﺬا "اﻟﻘﺬر" ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺗﻘﺎﺿﻴﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ "ووﺗﺮ ﺑﻼك" ﴍﻛﺔ ارﺗﻜﺎب ﻛﺎن اﻟﻘﺬر اﻟﻌﻤﻞ ﻫﺬا ﻋﲆ ﻣﺜﺎل إﺻﺪار إﱃ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ دﻓﻊ ﻣﺎ ،ﻣﺆّﺧﺮا اﻟﻌﺮاﻗﻴني اﳌﺪﻧﻴني ﺑﺤّﻖ ﻣﺠﺰرة ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺒﻌﺎدﻧﺎ ﻣﻊ ،اﻟﻌﺮاق ﰲ اﻟﴩﻛﺔ ﺗﻠﻚ ﻋﻤﻞ ﺑﺈﻧﻬﺎء ﻳﻘﴤ ﻗﺮار ﻟﻬﺎ ﺗﺆّﻣﻦ اﻟﺘﻲ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎه اﻟﺬي اﻟﻘﻮي ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻧﻈﺮا ،ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﻬﺎ اﻻﺣﺘﻼل ﻗﻮات ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻻ اﻟﺬي "اﻟﻮﺳﺦ " ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻘﻴﺎم اﻟﴬوري اﻟﻐﻄﺎء ﻋﲆ ﺗﱰﺗ ّﺐ ﻗﺪ اﻟﺘﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺒﻌﺎت ﻧﻈﺮا ،ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻪ اﻟﻘﻴﺎم اﻷﻣرييك ﺗﻮﻗّﻒ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺮاق ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﴩﻛﺔ ﻋﺎودت وﻫﻜﺬا .ﻛﺘﻠﻚ وﺣﺸﻴﺔ أﻋامل !ﻓﻘﻂ ،أﻳﺎم أرﺑﻌﺔ دام - 1ﻧﺎدي ﺗّﺠﺎر اﻟﺴﻼح ﻳﻘﻮل ﻣﻴﺴﺎن إﻧﻪ ،وﺧﻼل ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘّﴢ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﴍﻛﺔ ﻛﺎرﻟﻴﻞ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﺸﺄ ﻧﺰاع ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑني ﴍﻛﺔ ﻓﺮﻧﺴّﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻻﺣﻆ أن دﻓﺎﺗﺮه ﺑﺪأت ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳامء واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ مبﻦ ﻳﻌﺘﱪون أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻋﻠّﻴﺔ اﻟﻘﻮم ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣرييك :ﺑني ﻣﺪراء ﻋﺎّﻣني ﻟﴩﻛﺎت ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﻼح، وﻣﺴﺆوﻟني ﻋﻦ ﴍﻛﺎت اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ،وﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﻦ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣريﻛﻴﺔ .أﻣﺎ اﻟﻌﺪد اﻷﻛﱪ ﻓﻬﻢ ﻣﺤﺎﻣﻮن وﻣﺴﺘﺸﺎرون ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺠﺎﻻت .ﺑﻜﻼم آﺧﺮ ،اﻧﻪ ﻧﺎد ﻳﻀّﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟني اﻟﺴﻴﺎﺳﻴني
واﻟﻌﺴﻜﺮﻳني اﳌﺘﻬﺎﻓﺘني ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻛﱪ ﻗﺪر ﻣﻦ اﳌﻜﺎﺳﺐ ﰲ أﻗﴫ اﻵﺟﺎل، ﻣﻦ ﺧﻼل اﺧﺘﻴﺎرﻫﻢ اﳌﺼﺎدر اﻷﻓﻀﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﻐﺎﻳﺔ ،أي اﻟﻨﻔﻂ وﺗﺠﺎرة [93] .اﻟﺴﻼح ﻳﻘﻮل ﻣﻴﺴﺎن إن اﺳﻢ "ﻓﻴﻨﻴﻞ" ،اﻟﺬي ﻃﺎﳌﺎ دﻏﺪغ أﺣﻼم اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ذوي اﻟﺤّﻆ اﻟﺴﻴﺊ ،ﻫﺬا اﻻﺳﻢ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻋﲆ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷوﱃ ﻟﻜﱪﻳﺎت اﻟﺼﺤﻒ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺑﻔﻀﻞ أﺣﺪاث اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ واﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق ،ﺣﻴﺚ أﺟﻤﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻒ ﻋﲆ أن "ﻓﻴﻨﻴﻞ" ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ أﻛﱪ اﺳﺘﺜامر ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻪ ﴍﻛﺔ "ﻛﺎرﻟﻴﻞ" ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎﳌﻲ .ﺗﻌﺪ! "ﻓﻴﻨﻴﻞ" اﻟﻴﻮم ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻴﺴﺎن ،أﻛﱪ ﻣﺼﺪر ﻟﻌامﻟﺔ ﻣﺘﺨّﺼﺼﺔ وﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ،ﺑﻔﻀﻞ أﺳﻌﺎرﻫﺎ اﳌﻐﺮﻳﺔ ،ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ وﻗﻮي ﰲ ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق .إن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻋﺪدﻫﺎ ﺑﺮأﻳﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ،ﺗﻔّﻀﻞ اﻧﺘﻘﺎء ﻣﺮﺗﺰﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑني ﻗﺪاﻣﻰ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳني اﻷﻣريﻛﻴني )ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻮد اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ وأﺻﺤﺎب اﻟﺨﱪات اﻟﻜﺒرية ﰲ ﻣﻴﺪان ﻗﻴﺎدة اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﰲ ﺣﺮوب اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ،ﻏﺮاﻧﺎدا ،ﺳرياﻟﻴﻮن.( ... إن ﺗّﺠﺎر اﻟﺴﻼح ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل ،وﻋﱪ ﻛﻞ اﻷزﻣﻨﺔ ،ﻛﺎﻧﻮا وﻣﺎ زاﻟﻮا ،ﺑﺮأي ﻣﻴﺴﺎن ،ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﲆ اﻓﺘﻌﺎل وﺗﺴﻌري اﻟﺤﺮوب ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل .وﻳﻌﺘﱪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة منﻮذﺟﻴﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر .ﻓﺒﻮاﺳﻄﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرة، اﺳﺘﻄﺎع ﺗﺠﺎر اﻟﺴﻼح اﻷﻣريﻛﻴﻮن ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﺛﺮوات ﺿﺨﻤﺔ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ .وﰲ ﻓﱰة اﻟﺘﺤﻀري ﻟﻠﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﻋﺘﻤﺪ ﻣﺒﺪأ اﻛﺘﺘﺎب اﳌﺘﻄّﻮﻋني ﻟﻠﻘﺘﺎل ،ﻣﺎ أدى إﱃ ﺣﺸﺪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﻌامﻟﻴﺔ ودﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺤﺮب .أﻣﺎ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎين ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﺣﻴﺚ راﻛﻢ أرﺑﺎب ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻼح اﻷﻣريﻛﻴني ﺛﺮوات ﻃﺎﺋﻠﺔ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻇﻬﺮ ﺳامﴎة ميﺘﻬﻨﻮن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺮﺑﺢ ﺟﺪا .ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ" ،ﻳﻘﻮل ﻛﻴﻔﻦ ﻓﻴﻠﻴﺒﺲ أن %67ﻣﻦ متﻮﻳﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻼح اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ ﻣﺎ ﺑني ﻋﺎﻣﻲ 1940و ،1943ﻛﺎن ﻣﺼﺪرﻫﺎ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ. - 2ﻓﺮﺻﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ أﻣﺎ اﻟﻴﻮم ،وﻣﻊ اﻧﺪﻻع ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻌﻨﻒ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ووﺳﻂ آﺳﻴﺎ، ﺑﺮزت ﻇﺎﻫﺮة ﺟﺪﻳﺪة متﺜّﻠﺖ ﺑـ "اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ" اﻟﺘﻲ ﻧّﺼﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎيئ ،ﺑﺮأي ﻣﻴﺴﺎن ،ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﺬب ﻛﺎن ﻣﺨّﺼﺼﺎ ﻗﺒﻼ ،وﺑﺸﻜﻞ ﺣﴫي، ﻟﻠﺒﻨﺘﺎﻏﻮن .وﻗﺪ ﻗﺎم دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ،ﰲ اﻟﻌﺎم ،2003 ﺑﺘﻌﻤﻴﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﺗﺤﺖ اﺳﻢ ﺟﺪﻳﺪ :اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ .وﻳﺬﻟﻚ
أﺿﻔﺖ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻐري اﻟﻘﺎﻧﻮﻧّﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻘﻮاﻧني ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ اﻟﺨﻔﺎء .وﻗﺪ ﻧّﻔﺬت ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ أوﱃ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﻛﺮواﺗﻴﺎ واﻟﺒﻮﺳﻨﺔ. إن أّول ﻣﻦ ﻻﺣﻆ ﺧﻄﻮرة ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺨﺎص ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك أﻳﺰﻧﻬﺎور اﻟﺬي ﺣّﺬر ،ﰲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﻮداع ،ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺣﺠﻢ اﳌﺠّﻤﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ -اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﴬر اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺘﺴّﺒﺐ ﺑﻪ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺤﺎﺻﻞ اﻟﻴﻮم ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻫﺬا اﳌﺠّﻤﻊ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﰲ أﻣريﻛﺎ ،ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻣﺼﺎﻟﺢ ﴍاﺋﺢ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻣرييك ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺨﻠّﺺ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﻣﻦ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻨّﻴﺔ واﻟﻌامﻟﻴﺔ ،وأﺻﺒﺢ ﻳﻌﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻜﱪى ﻣﺒﺎﴍة ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن دون اﳌﺮور ﺑﺄﻳﺔ رﻗﺎﺑﺔ .وﻳﻌﺘﱪ ﻓﻴﻠﻴﺒﺲ أن ﻟﻠﻜﻨﺎﺋﺲ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ اﳌﺘﻄّﺮﻓﺔ واﳌﺰدﻫﺮة اﻟﻴﻮم ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﺗﺄﺛريا ﻛﺒريا وﻣﺒﺎﴍا ﻋﲆ ﺻّﻨﺎع اﻟﻘﺮار داﺧﻞ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد )وﻋﲆ رأﺳﻬﻢ دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ( ،اﻟﺬﻳﻦ رّﻛﺰوا ﻛﺎﻣﻞ اﻫﺘامﻣﻬﻢ ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻃﺎﻟﺒﻮا ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ داﺋﺮة اﻟﴫاع ،وﻫﻢ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻪ اﻟﻴﻮم ﺑﴬب إﻳﺮان .إن ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،وﺑﻔﻀﻞ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرة اﻟﺴﻼح ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل ،متﺜّﻞ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺮﻗﻢ اﻷﻋﲆ ﰲ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻷﻣرييك. ﻟﻘﺪ ﻗّﺪرت ﺣﺼﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﺗﺠﺎرة اﻟﺴﻼح اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ %45,5ﰲ اﻟﻌﺎم ) 2000وﻧﺴﺒﺔ %48,6ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﳌﺼّﺪرة إﱃ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ( .وﺗﻌﻮد اﻟﻨﺴﺐ اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﺗﻠﻚ إﱃ ﺗّﻔﻠﺖ ﺗّﺠﺎر اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻷﻣريﻛﻴني ﻣﻦ اﳌﺤﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻗﻄﺎع ﺗﺠﺎرة اﻟﺴﻼح وﻏﻴﺎب اﻟﺘﴩﻳﻌﺎت اﳌﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﺣﱰام ﺑﻌﺾ اﻟﻀﻮاﺑﻂ ،ﰲ ﻇّﻞ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺣّﺪة اﻟﺤﺮب ﻋﲆ "اﻹرﻫﺎب" واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﺑﻔﻮاﺋﺪ ﺟّﻤﺔ ﻋﲆ ﻫﺆﻻء اﻟﺘﺠﺎر اﻷﻣريﻛﻴني ،اﳌﻤّﻮﻟني اﻷﺳﺎﺳﻴني ﻟﺤﻤﻠﺔ ﺑﻮش اﻻﺑﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻴﺴﺎن ،ﻃﻠﺒﺎ ﻣﺘﺰاﻳﺪا ﻋﲆ ﺳﻮق اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ .وﻛﺎن اﻟﺠﺰء اﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺣّﺼﺔ اﻟﻌﺮاق ،ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﺟﻴﺶ ﺧﺎص ﻳﻌﻤﻞ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻷﻣرييك، ﺑﺮﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن إﺧﻔﺎء ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻦ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم .وﻳﻌﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ﻋﻤﻞ اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣرييك وﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ اﳌﺘﻤﺮﻛﺰة ﰲ اﻟﻌﺮاق .ﻳﺘﺄﻟّﻒ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺨﺎص ﻣﻦ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ﺗﺄيت ﺑﻬﻢ ﴍﻛﺎت اﻟﺨﺪﻣﺎت
ﻣﻘﺎﺑﻞ أﻣﻮال ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺗﺘﻘﺎﺿﺎﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،وﻛﺜري ﻣﻨﻬﻢ ميﻮﺗﻮن دون أن ميﻜﻦ اﻟﺘﻌّﺮف إﱃ ﻫﻮﻳﺎﺗﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻻ أوراق رﺳﻤﻴﺔ ﻟﺘﺠﻨﻴﺪﻫﻢ وﻻ أرﻗﺎم أن ﺣﺘﻰ [94] .اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺰي ارﺗﺪاء ﻟﻬﻢ ﻣﺴﻤﻮﺣﺎ ﻳﻜﻦ مل وﺣﻴﺚ رﺳﻤّﻴﺔ، ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺸﺨﴢ واﳌﻤﺜّﻞ ﻟﻠﻌﺮاق اﻷﻣرييك اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻛﺎن اﻟﺬي ،ﺑﺮميﺮ ﺑﻮل ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ وﻫﻢ ،اﳌﺴﻠّﺤني واﳌﺮاﻓﻘني اﻟﺤّﺮاس ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻃﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻛﺎن ،اﻷﻣريﻛﻴﺔ .اﻟﺬﻛﺮ ﺳﻴﺌﺔ "ووﺗﺮ ﺑﻼك" ﴍﻛﺔ وميﻜﻨﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ذﻛﺮ أﺳامء ﺑﻌﺾ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق اﻟﻴﻮم .ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﴍﻛﺔ ﺑﻼك ووﺗﺮ )اﻟﺘﻲ ﺗّﻢ اﻟﺼﻔﺢ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻘﺘﻞ ﻋﴩة ﻣﺪﻧﻴني ﻋﺮاﻗﻴني( ،ﻫﻨﺎك ﴍﻛﺎت أﺧﺮى ﻣﻨﻬﺎ :ﻏﻠﻮﺑﺎل رﻳﺴﻜﺲ ،دﻳﻨﻜﻮرب ،أم يب آر آي ،وﻃﺒﻌﺎ ﴍﻛﺔ ﻓﻴﻨﻴﻞ .وﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﻋﲆ ﻣﺌﺎت ﻣﻼﻳني اﻟﺪوﻻرات ﻣﻨﺬ اﺟﺘﻴﺎح اﻟﻌﺮاق ،ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ اﳌﻜﻠّﻒ اﻷﻣرييك ،وﺣﻴﺚ ﻳﺘﻘﺎﴇ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ﺟامﻋﺔ "اﻟﺰﻧﺎد اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ" ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻷﻟﻒ دوﻻر ﻳﻮﻣﻴﺎ. ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻣﺠﺎل ﺗﺨّﺼﺼﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻮﻓّﺮ ﺣامﻳﺔ اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴني ،وأﺧﺮى ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﺣامﻳﺔ رﺟﺎل اﻷﻋامل، واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻣﺘﺨّﺼﺺ ﰲ ﺗﺄﻣني اﻟﻔﻨﻴني ﻹﺻﻼح اﻟﻄﺎﺋﺮات واﻟﺪﺑﺎﺑﺎت .أﻣﺎ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻷﻛرث ﺟﺬﺑﺎ ﻓﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻘﻴﺎدة ﻃﺎﺋﺮات اﻷﺑﺎﺗﴚ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺣﺮوب اﻟﺸﻮارع .ﻻ ﺑّﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة أﻳﻀﺎً إﱃ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺬّﻣﺮ ﻟﺪى ﻋﻨﺎﴏ اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣرييك اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ اﻻﻣﺘﻴﺎزات اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﴏ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت واﻟﻔﺮق ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا أردﻧﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ راﺗﺐ اﻟﺠﻨﺪي اﻷﻣرييك ﺑﺎﻟﺮاﺗﺐ اﳌﺮﺗﻔﻊ اﻟﺬي ﻳﺘﻘﺎﺿﺎه ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﺟﺮاء ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑـ "اﻷﻋامل اﻟﻮﺳﺨﺔ" ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﺴّﺒﺐ ﺑﺤﺼﻮل ﺗﻮﺗ ّﺮ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني. - 3ﻧﺸﺄة ﴍﻛﺎت اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻟﻘﺪ وﻟﺪت ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﳌﺘﺨّﻔﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﻮش اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ،واﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺮأي ﻣﻴﺴﺎن ،وﻟﺪت ﰲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﴫاﻋﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .وﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﺴﻠّﺤﺔ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻌّﺪدة ﻣﻦ اﻟﻘﺎرة اﻟﺴﻮداء :ﻣﻦ ﺑﺮﻳﺘﻮرﻳﺎ إﱃ ﺳﺎﻟﺴﺒﻮري ،وﻣﻦ ﻣﺎﺑﻮﺗﻮ إﱃ ﻓﺮﻳﺘﺎون ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﺤّﻜﺎم اﻷﻓﺮﻳﻘﻴني ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮن ﺑﻬﺆﻻء اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ .وﻗﺪ ﺷﻬﺪت ﺳرياﻟﻴﻮن ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،أﺳﻮأ اﳌﺠﺎزر ﻋﲆ ﻳّﺪ ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺎض ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺮب ﻓﻴﻴﺘﻨﺎم واﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﺧﻼﻟﻬﺎ أﻓﺘﻚ اﻷﺳﻠﺤﺔ ،ﺣﻴﺚ إن ﺟﻴﻮش اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻫﺬه ﺗﻀّﻢ ﻛﺜريا ﻣﻦ اﳌﺤﺎرﺑني اﻟﻘﺪاﻣﻰ ،أي ﻗﺪاﻣﻰ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﴘ ،ﻣﻈﻠّﻴﻲ ﺟﻴﺶ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻌﻨﴫي ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻗﺪاﻣﻰ ﻃﻴﺎري
اﻷودﻳﺴﺎ ،ﻗﺪاﻣﻰ ﺑﺤﺮﻳﺔ أوﺳﱰاﻟﻴﺎ ،ﺿﺒﺎط اﻟﻐﻮرﺧﺎس اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴني ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻗﺪاﻣﻰ اﻟﺠﻨﻮد اﳌﻐﺎرﺑﺔ ،ﻛام ﻧﺠﺪ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻄﻴﺎرﻳﻦ اﻷوﻛﺮاﻧﻴني ،وﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻳﺸﺘﻐﻠﻮن ﰲ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻬﺮﻳﺐ واﻟﺘﻲ ﻳﻨﺨﺮﻫﺎ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺤﺮوب اﻷﻫﻠﻴﺔ. أﻣﺎ اﻟﺰﺑﻮن اﳌﻔّﻀﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﻓﻬﻲ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻘﻴﺪة اﻟﺤﺮوب اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ واﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﺪﻣﺖ اﻵﻻف ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﺮﺗﻮﻗﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻘﺘﺎل ،وﰲ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة "ﻗﺬرة" ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ .وﻣﻦ ﺑني اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬه اﻟﴩﻛﺎت ،ﺷﺒﻜﺎت اﳌﺎﻓﻴﺎ وﻣﺮّوﺟﻲ اﳌﺨﺪرات ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم ﻋﻨﺎﴏ أﻣريﻛﻴﺔ ﺑﺘﺪرﻳﺐ اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﰲ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠامﻓﻴﺎ ﻫﻨﺎك ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘّﻢ ﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻋﲆ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻘﺎذﻓﺔ ﻟﻠﻘﻨﺎﺑﻞ واﻟﺮﺷﺎﺷﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ واﳌﻨﺎﻇﺮ اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ واﻟﺘﻘﺎط رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺮادﻳﻮ. - 4ﺻﻴﺪ مثني ﻳﻘﻮل ﻣﻴﺴﺎن إﻧﻪ ﻛﻠام ﻇﻬﺮت ﺛﺮوات ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺐ أو ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ،أو إذا ﻇﻬﺮت ﻗﻮة ميﻜﻦ أن ﺗﻬّﺪد ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﻔﺌﺎت اﳌﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل ،ﻳﺘّﻢ وﺿﻌﻬﺎ ﻋﲆ ﺟﺪول أﻋامل ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﻛﺼﻴﺪ مثني آت ،ﻣﻊ ﺗﺤّﻮل اﻟﺤﺮب إﱃ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﻐريﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت، وﺣﻴﺚ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﺮﺑﺢ اﳌﺎدي ،وﺣﻴﺚ ﻗﻮاﻧني اﻟﺴﻮق ﻫﻲ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﺣﺘﻰ وان ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻠﻔﺔ اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ،وﺗﺘﺤّﻤﻠﻬﺎ ﺷﻌﻮب اﻟﺠﻨﻮب، إذا ﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ وراء اﻓﺘﻌﺎل ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮوب ﻫﻮ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﻓﻴﺘﻢ ﴍﻋﻨﺔ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻏري اﻟﴩﻋﻴﺔ ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺸّﻜﻞ ﻣﻮردا ﻣﺎﻟﻴﺎ ﺿﺨام ﻟﻠﺨﺰاﻧﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ )ﺗﺠﺎرة اﻟﺴﻼح ،ﺷّﻦ اﻟﺤﺮوب اﻻﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟرثوات ،اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﺪوﻻر ،اﻟﺘﺤّﻜﻢ مبﻨﺎﺑﻊ وﻃﺮق إﻣﺪاد اﻟﻄﺎﻗﺔ(. ﻳﻘﻮل اﻷﺧﺼﺎيئ ﰲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ يب دﺑﻠﻴﻮ ﺳﻨﺠﺮ أن ﻓﻜﺮة ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﺎمل إﱃ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺤﺘّﻞ ﺣّﻴﺰا ﻛﺒريا ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل اﻟﺪور اﻟﺬي ميﻜﻦ إﺳﻨﺎده إﱃ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻀﺎرﺑﺖ اﻵراء ﺣﻮل ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑني اﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص ،وﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻳﺰال اﻟﺨﻂ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑني ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋني ﰲ ﺗﺄرﺟﺢ ﻣﺴﺘﻤّﺮ .وﻗﺪ ﺟﺮت ﻣﺤﺎوﻻت ﻋّﺪة ﻟﺘﻘﻨني ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺔ ،ﺣﻴﺚ اﻫﺘّﻤﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻬﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ وﻧﴩت ﺗﻘﺮﻳﺮا ﰲ اﻟﻌﺎم 1997أﻋﺮﺑﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺧﺸﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺠﻮء ﺑﻌﺾ اﻟﺪول )وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة( إﱃ وﺿﻊ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﲆ اﻟرثوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻣﺼﺎدر اﻟرثوة
اﻟﻨﺎدرة ،ﺣﻴﺚ أﺧﺬت ﻇﺎﻫﺮة إﻧﺸﺎء ﴍﻛﺎت ﻣﺘﺨّﺼﺼﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﺗﺪرﻳﺐ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل )ﻛﺎﻟﻌﺮاق اﻟﻴﻮم( ﺗﺸّﻜﻞ ﻇﺎﻫﺮة ﻣﺜرية ﻟﻠﻘﻠﻖ .ﻓﻬﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﺗﺒﻴﻊ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ،ﻛام ﺟﺎء ﰲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﳌﺬﻛﻮر .أﻣﺎ ﻣﻦ مل ﺗﺘﻮﻓّﺮ ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ أﺳﻨﺪ ﻟﻬﺬه اﻟﴩﻛﺎت اﻣﺘﻴﺎزات ﻻﺳﺘﻐﻼل اﳌﻨﺎﺟﻢ واﻟرثوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ. وﻧﻄﺮح ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﱄ :ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺠﻢ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻄﻌﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ،وﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺠﻢ اﻻﻣﺘﻴﺎزات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟرثوة اﻟﻨﻔﻄّﻴﺔ ﻫﻨﺎك .إﻻ أﻧﻪ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻫﻴﺌﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ،ﻧﺠﺪ أن ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﻻ ﺗﺰال ﺗﻮّﺳﻊ ﻣﻦ رﻗﻌﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀّﺨﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ،ﻣﻊ اﻧﺘﺸﺎر رﻗﻌﺔ اﻟﺤﺮوب اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل. واﻷﻣﺮ اﳌﺮﻳﺐ أﻳﻀﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎّﺻﺔ ،ﻫﻮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺧﻠﻘﻬﺎ مبﺠّﺮد اﺳﺘﺤﺪاث ﻋﻨﻮان ﺑﺮﻳﺪي ورﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻲ وﺣﺴﺎب ﻣﴫﰲ )وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻔﺘﺢ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﰲ اﻟﺠﺰر اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﴩﻛﺎت ﻣﺜﻞ ﺟﺰر اﻟﺒﺎﻫﺎﻣﺲ وﻛﺎﻳﺎن ،وﰲ اﻟﺠّﻨﺎت اﻟﴬﻳﺒﻴﺔ واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﺘّﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺴﻞ اﻷﻣﻮال " اﻟﻮﺳﺨﺔ" ( .ﻓﻤﻊ ﺗﻮاﻓﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎن أﺻﺤﺎب ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﻟﺴﻮق اﻟﻌﺎﳌﻲ .وﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻨﻴﻬﺎ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ آﻟﻴﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﴩﻛﺔ ﺗﻠﻚ ،وﺿﻊ ﺳﺘﺎر ﺑني اﻟﴩﻛﺔ واﻟﻨﻈﻢ اﻹدارﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺪ ﺗﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ إﱃ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﴬاﺋﺐ ،ﻛام ﺗﻜﻤﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻷﺧﺮى ﰲ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ إﱃ اﻟﺤّﺪ اﻷدىن .وﰲ ﺣﺎل ﺗﻌّﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﻤﻼﺣﻘﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻳﻜﻮن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺬوﺑﺎن ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أو اﻟﺘﺒّﺨﺮ ﺑﴪﻋﺔ ،ﰲ ﺣﺎل ﺣﺼﻮل اﻧﻘﻼب ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻗﺪت ﻣﻌﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺔ ،أو ﰲ ﺣﺎل ﻗﻴﺎم ﻋﻨﺎﴏﻫﺎ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﺟﺮميﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﳌﺘﻌﺎﻗﺪ )ﻛام ﺣﺼﻞ ﻣﺆّﺧﺮا ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻣﻊ ﴍﻛﺔ ﺑﻼك ووﺗﺮ( .ﺑﺘﻌﺒري آﺧﺮ ،وﺑﺤﺴﺐ ﺳﻴﻨﻐﺮ ،إن ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎّﺻﺔ ﻫﻲ ﴍﻛﺎت وﻫﻤّﻴﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻌّﻘﺒﻬﺎ وﻣﻼﺣﻘﺘﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ. إن ﴍﻛﺎت اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺗﺒﻴﻊ أو ﺗﺆّﺟﺮ ﻋﻨﺎﴏﻫﺎ وﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺑﺎﻫﻈﺔ .إن ﻫﺬا اﻟﻌﺮض ﻣﻐﺮ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻣﻊ ﺗﻘﺎﺿﻴﻬﻢ ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ راﺗﺒﻬﻢ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪي وراﺗﺐ اﻻرﺗﺰاق أﺛﻨﺎء ﺗﺄدﻳﺘﻬﻢ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ ،ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ أرﺑﺎح اﻟﴩﻛﺔ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻋﺎم وﻋﻨﺪ ﻋﻘﺪ ﺻﻔﻘﺎت ﺟﺪﻳﺪة .أﻣﺎ أرﺑﺎح اﻟﴩﻛﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﺒرية وﻣﺘﻨّﻮﻋﺔ اﳌﺼﺎدر .ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﺄﺟريﻫﺎ "اﳌﻌّﺪات اﻟﺒﴩﻳﺔ" )وﻫﻮ
ﺗﻌﺒري ﻓّﻆ وﺑﺸﻊ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل( ،ﻫﻲ ﺗﺘﻘﺎﴇ ﻋﻤﻮﻻت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺗّﺠﺎر اﻟﺴﻼح. ﺗﺘﻮّﱃ ﴍﻛﺔ "ﺑﻼك ووﺗﺮ" ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻣﻬّﻤﺔ ﺣامﻳﺔ اﻟﺸﺨﺼّﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻛام ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺄﻣني ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻬﺠﻮم ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮات ﻣﻦ ﻧﻮع "أﺑﺎﺗﴚ" .وﺗﺘﻮّﱃ ﴍﻛﺔ "ﻓﻴﻨﻴﻴﻞ" و"دﻳﻨﻜﻮرب" ﺗﻮﻓري اﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،وﺗﺤﺪﻳﺪ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻘﺘﺎل دون اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﲆ اﻷرض .ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺗﺤﺖ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻲ ،ﻋﻤﻠﻬﺎ "اﻟﻘﺬر" ،أو "اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﺸﻌﺔ واﻟﻘﺬرة" ،ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺗﻌﺒري ﻣﻴﺴﺎن ،وﺳﻮاء ﺗّﻢ ذﻟﻚ ﺧﺎرج اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أو ﺣﺘﻰ داﺧﻠﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺆّﻣﻦ ﴍﻛﺔ "ﻓﺎﻛﻨﻬﻮت" ﺟﻤﻴﻊ ﺣّﺮاس اﻟﺴﺠﻮن داﺧﻞ اﻷراﴈ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﻛام ﺗﻘﻮم ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺔ ﺑﺤامﻳﺔ اﻟﺴﻔﺎرات اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﺷﺒﻜﺎت أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﻔﻂ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺔ ﻗﺪ اﺗﻬﻤﺖ ﺑﻨﻘﻞ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻣﺤّﻤﻠﺔ مبﻮاد ﺳﺎﻣﺔ إﱃ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ أﺛﻨﺎء [95] .اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻘﻮات ﺿّﺪ اﳌﻮاد ﺗﻠﻚ اﺳﺘﺨﺪام ﺗّﻢ ﺣﻴﺚ إﻳﺮان ،ﻣﻊ ﺣﺮﺑﻬﺎ وﻣﻦ اﳌﺴﺘﻐﺮب أن ﻳﻘﻮم اﻷﻣريﻛﻴني ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻴﺴﺎن ،ﺑﺎﻻﻓﺘﺨﺎر ﺟّﺮاء اﺳﺘﻌﺎﻧﺘﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ،واﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺼﺪر ﻓﺨﺮ ﻣﺎ داﻣﺖ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ اﻟﻌﺎﳌّﻴﺔ وﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ أن ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﻌﻠﻦ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ودون أي إﺣﺮاج .ﻛام ﻳﺤﺎول اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ أﻣرييك إﻋﻄﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺳﻤﺔ اﻟﺘﻤّﻴﺰ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣرييك ،وﻻ ﺗﺠﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺤﺮج ﰲ اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮّﺟﻪ إﱃ اﳌﻜﺎن أو اﻟﺒﻠﺪ ﺣﻴﺚ ﺷﺎري اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻳﻜﻮن ﻗﺎدرا ﻋﲆ اﻟﺪﻓﻊ .وأﻛرث ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻨﴫ اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻧﻔﺴﻪ "ﺻﻠﻴﺒﻲ" أﻛرث ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ "ﻗﺮﺻﺎﻧﺎ" .وﻳﻌﺘﱪ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺑني ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﻣﻦ ﺷﺎرك ﰲ ﻣﻌﺎرك اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ،أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن أو اﻟﻌﺮاق. أﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻣﺪراء ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن ،ﻓﻬﻮ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ اﻟﺠّﻴﺪة ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ وأﺻﺤﺎب اﻟﻘﺮار ﰲ واﺷﻨﻄﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘّﻢ اﻟﺪﺧﻮل ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺒﺎب ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ أﺛﻨﺎء إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟّﺖ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ،ﻧﻴﺠريﻳﺎ، ﻛﺮواﺗﻴﺎ ،أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق .ﻣﻦ اﳌﻼﺣﻆ أن ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﻘﺎﺳﻢ اﻟﺴﻮق اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﺗﺤﺼﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ ﻋﻘﻮد ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﻧﺴﺠﻬﺎ اﻟﺼﻼت اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﺎﻓﺬﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، اﺳﺘﻮﻟﺖ ﴍﻛﺎت اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﳌﺼّﻨﻔﺔ ﰲ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﴍﻛﺔ "ﻓﻴﻨﻴﻞ"، ﻋﲆ اﻟﺴﻮق اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ودول اﻟﺒﻠﻘﺎن وإﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻴﺴﺎن أن اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻫﻲ اﳌﺮﺗﻊ اﳌﺨّﺼﺺ ﺣﴫا ﻟﻠﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﺰوﻧﻬﺎ اﻟﻨﻔﻄﻲ اﻟﻌﻤﻼق ،ﺣﻴﺚ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﴍﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺴﻌﻮدﻳّﺔ "أراﻣﻜﻮ" ﻣﻊ ﴐورات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻣﻦ أوﱃ أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ أﻣﻦ وﺳﻼﻣﺔ اﻷﴎة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ،ﺑﺴﺒﺐ وﺑﺴﺒﺐ [96] .اﻟﴩط ﻫﺬا ﺑﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﺒﺎﴍ ﺑﺸﻜﻞ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺳﻌﺮ ارﺗﺒﺎط ﻓﻘﺪ ،إﺳﻼﻣﻲ ﺑﻠﺪ إﱃ اﻟﻨﻈﺎﻣﻴني ﺟﻨﻮدﻫﺎ إرﺳﺎل اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة ﺗﺤﺎﳾ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﻛﻔﺎءة ذوي ﻣﺘﺨّﺼﺼﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﴍﻛﺎت إﱃ اﳌﻬﺎم ﻫﺬه إﺳﻨﺎد إﱃ ﻋﻤﺪت واﺷﻨﻄﻦ أﺑﺮﻣﺖ وﻫﻜﺬا .اﻷﻣرييك اﻟﺠﻴﺶ إﱃ رﺳﻤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎﺑﻌني وﻏري ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﴩﻛﺔ ﻓﻴﻪ ﺗﻌّﻬﺪت ﺳﻨﻮﻳﺎ دوﻻر ﻣﻠﻴﻮن 77ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻋﻘﺪا "ﻓﻴﻨﻴﻴﻞ " ﴍﻛﺔ ﻣﻊ "اﳌﺸﻮرة و"إﺳﺪاء اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮس ﺗﺪرﻳﺐ ﻋﱪ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﺑﺤامﻳﺔ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺿّﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ 1995اﻟﻌﺎم ﰲ ﻧّﻔﺬت وﻗﺪ .اﳌﺤﻠّﻴﺔ اﳌﺴﻠّﺤﺔ ﻟﻠﻘﻮات وﻫﻜﺬا 2004.اﻟﻌﺎم ﰲ ﻟﻠﴩﻛﺔ ﺗﺎﺑﻊ ﺿﺎﺑﻂ ﻗﺘ ّﻞ ﺗﻢ ﻛام ،اﻟﺮﻳﺎض ﰲ اﻟﴩﻛﺔ وﻣﺴﺎﻫام زﺑﻮﻧﺎ" ،اﻷﻟﻔّﻴﺔ ﻫﺬه ﺑﺪاﻳﺔ وﰲ ،ﻣﻴﺴﺎن رأي ﺑﺤﺴﺐ ،اﳌﻤﻠﻜﺔ ﺗﻜﻮن اﳌﻤﻠﻜﺔ إن وﺣﻴﺚ "،اﻟﻌﺎمل ﰲ واﻻرﺗﺰاق اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت أﻫﻢ إﺣﺪى ﰲ ﻣﻦ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ وﻣﻨﻘﺬ ،اﻷﻣرييك اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻋﲆ اﻷﻛﱪ اﻟﻔﻀﻞ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺗﻌﺘﱪ [97] .اﻹﻓﻼس ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻴﺴﺎن أﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩة ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳني أن ﺗﱰك رﺻﻴﺪا ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ اﻷﺳامء واﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ،وﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد ﻗﻴﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل .ﻓﻬﻞ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﴩﻛﺎت، ﴍﻛﺎت ﺑﻴﻊ اﻷﺳﻠﺤﺔ و"اﻟﻠﺤﻢ اﻟﺒﴩي" ،ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﻃﺮد ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﲆ دّم اﻟﻔﻘﺮاء ،أم أن اﳌﺠﺰرة ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻤّﺮ ﺑﺤّﻘﻬﻢ. [98] .اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺣﺮﻛﺎت ﺑﻴّﺪ اﻟﺠﻮاب اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎين :واﺷﻨﻄﻦ -ﻃﻬﺮان :ﴏاع "اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ" ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻻ ﺑّﺪ ،ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﴩوع اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺮق إﱃ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﴫاع اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين اﳌﺤﺘﺪم اﻟﻴﻮم ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺎرض ﻣﺼﺎﻟﺢ ورؤى اﻟﻄﺮﻓني ﺣﻮل آﻟﻴﺔ ﺑﻨﺎء اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻓﻜﻞ ﻃﺮف ﻳﺴﻌﻰ ﻷن ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻓﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻌﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﱃ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﲆ ﺛﺮوات اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ دون ﴍﻳﻚ، ﻣﻊ ﺗﻨﺼﻴﺐ إﴎاﺋﻴﻞ وﻛﻴﻼ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﰲ ﺣني ﺗﺴﻌﻰ إﻳﺮان إﱃ ﺗﺤﺴني ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ وﺑﺴﻂ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ،ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮاغ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﻪ ﺳﻘﻮط ﻧﻈﺎم ﺻﺪام ﺣﺴني ﰲ اﻟﻌﺮاق .ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻮف ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬا اﳌﺒﺤﺚ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :واﺷﻨﻄﻦ ﰲ
ﻟـ
ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺤﻮر ﻣﻮﺳﻜﻮ -ﻃﻬﺮان -ﺑﻴﺠﻴﻨﻎ؛ وﴏاع واﺷﻨﻄﻦ -ﻃﻬﺮان "اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ" ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ. اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ :واﺷﻨﻄﻦ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺤﻮر ﻣﻮﺳﻜﻮ -ﻃﻬﺮان -ﺑﻴﺠﻴﻨﻎ أوﻻ :واﺷﻨﻄﻦ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺤﻮر ﻣﻮﺳﻜﻮ -ﻃﻬﺮان -ﺑﻴﺠﻴﻨﻎ: إّن اﻟﺴﺆال اﳌﻄﺮوح ﺑﻘّﻮة اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﺳﻴﺄﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺼﻒ ﺟّﻮي ﻣﻜﺜّﻔﺔ ﺿّﺪ إﻳﺮان ،أم ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺳﻮف ﻳﺼّﻌﺪ اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺨﻄﺮة ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﴎﻳّﺔ وزﻳﺎدة اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ .إﻻ أﻧّﻪ ،وﻣﻬام ﺗﻜﻦ اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘّﺨﺬﻫﺎ إدارة ﺑﻮش ﺿّﺪ إﻳﺮان ،ﻳﺠﺐ أ ّﻻ ﺗﺨﺪﻋﻨﺎ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪات اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ أﻋﻀﺎء ﺗﻠﻚ اﻹدارة ﺑﺄّن اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺳﻌﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﺧرية اﻟﺤﺜﻴﺚ ﻻﻣﺘﻼك اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي. إّن إﻳﺮان ﻟﻦ متﺘﻠﻚ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻵن .ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺆّﻛﺪه ﺗﻘﺎرﻳﺮ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣريﻛﻴﺔ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻜﻼم واﻻﻧﺘﻘﺎد اﳌﻮّﺟﻪ ﺿّﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين اﻟﺬي ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﺼﻔﻪ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺑـ » اﻟﺜﻴﻮﻗﺮاﻃﻲ « ،إ ّﻻ أّن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ وراء اﻟﺨﻼف اﻷﻣرييك ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻜﻤﻦ ،ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻜﺎﺗﺐ روﺑﺮت دراﻳﻔﻮس ،ﰲ »ﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻐﺎز« .ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻣﺘﻼك إﻳﺮان ﻧﺴﺒﺔ واﺣﺪ ﻋﲆ ﻋﴩة ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، وواﺣﺪ ﻋﲆ ﺳﺘّﺔ ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎت اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﻓﺈّن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻳﺤﺘّﻞ ﻣﻮﻗﻌﺎً ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎً اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎً ﻣﺘﻘّﺪﻣﺎً ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ واﻟﻨﻘﺎط اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب )مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻀﻴﻖ ﻫﺮﻣﺰ( ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﺪى إﻳﺮان ﻧﻔﻮذ ﻗﻮّي ﻋﲆ ﺷﻴﻌﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ )ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق إﱃ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺑﻠﺪان اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻛﺎﻓﺔ( .أﻣﺎ ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﺸامﻟﻴﺔ )ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻬﺪ اﻷراﴈ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻫﻨﺎك ﺗﻨﺎﻓﺴﺎً ﺣﺎدا ً ﻋﻠﻴﻬﺎ( ،ﻓﻬﻲ متﺘّﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻗﺎز إﱃ ﺑﺤﺮ ﻗﺰوﻳﻦ وآﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. اﻟﺨﻄري ﰲ اﻷﻣﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ أّن اﳌﻨﻄﻖ اﻟﺬي ﻳﺘﺤّﺮك ﺿﻤﻨﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﻳﻘﺎف ﻣﺴﺎره اﻟﺘﻮّﺳﻌﻲ .إن ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻖ اﻟﺬي ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺿﻤﻨﻪ ﻓﺮﻳﻖ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ﻳﻘﻮم ﻋﲆ اﳌﺮﺗﻜﺰ اﻟﺘﺎﱄ :إن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻫﻲ ،وﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﻘﻰ ،اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻷوﱃ واﻷﻗﻮى ﰲ اﻟﻌﺎمل .وﻳﺠﺐ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘّﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ )ﻋﻨﺪ اﻟﴬورة ( ،ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻊ اﳌﺘﻔّﻮق أﻃﻮل ﻓﱰة ﻣﻤﻜﻨﺔ .إن اﻟﻘّﻮة اﻷوﱃ )ﻣﻦ ﺑني اﻟﻘّﻮﺗني اﻟﻠﺘني ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﺎن ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة( ،أي اﻟﺼني ،ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻴﻮي ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب ووﺳﻂ آﺳﻴﺎ ﻹﻣﺪاده ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ .أﻣﺎ اﻟﻘّﻮة
اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،أي روﺳﻴﺎ ،ﻓﺈّن ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻘّﻮة ﺑﻜﻞ ﻣﻦ إﻳﺮان وﻣﻨﻄﻘﺘﻲ وﺳﻂ آﺳﻴﺎ واﻟﻘﻮﻗﺎز .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ،إذا متّﻜﻨﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﺗﻮﻓري ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺴﻴﻄﺮ ﻟﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب ،ﻓﺈّن ذﻟﻚ ﺳﻴﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺴﺒﺎً ﻛﺒريا ً ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻬﺎ اﳌﺤﺘﻤﻠني .أي ﺑﻜﻼم آﺧﺮ ،ﻳﻘﻮم اﳌﻨﻄﻖ اﻷﻣرييك ﻋﲆ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :إّن أّي ﺧﺴﺎرة ﳌﻨﺎﻓﺴﻴﻨﺎ ﻫﻲ ﻣﻜﺴﺐ ﻟﻨﺎ. إّن ﻓﻜﺮة اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب ﻛـ »ﺑﺤرية أﻣريﻛﻴﺔ« ،ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺠﺪﻳﺪة ،إﻻ أّن اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﻟﻴﻮم ﺗﺸّﻜﻞ اﻧﻄﻼﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻛﻠﻴﺎً .ﻓﺎﻹدارات اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ إﱃ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤامﺋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﻛﻤني اﳌﺤﻠﻴني ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﻣرييك ﻳﺒﻘﻰ ،ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ،وراء اﳌﴪح وﺧﻠﻒ اﻟﺒﺤﺎر ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ دامئﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺘﺪّﺧﻞ ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل أي أزﻣﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .أﻣﺎ اﻟﻴﻮم ،ﻓﺈّن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺎﺣﺘﻼل ﻣﺒﺎﴍ ﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﻫﻮ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻠﺪ ﺛﺎﻟﺚ ،ﻣﻊ إﴏاره ﻋﲆ ﺷّﻦ ﺣﺮب إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻋﲆ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺴﻤﻴﺔ »اﻹﺳﻼم اﻟﻔﺎﳾ« ،ﺑﺎﻟﱰاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ أﻋﻠﻨﻪ ﺣﻮل ﻫﺪﻓﻪ ﰲ إﺣﻼل )أو ﺑﺎﻷﺣﺮى ﻓﺮض( دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺴﻮق »اﻟﺤّﺮة« وﻓﻖ اﻟﻨﻤﻮذج اﻷﻣرييك ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب آﺳﻴﺎ واﻟﴩق اﻷوﺳﻂ .وﻫﻮ ﻳﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ، وﻓﻖ دراﻳﻔﻮس ،ﻣﻘﺎرﺑﺔ » ﻳﻮﺗﻮﺑﻴﺔ« أﻗﺮب إﱃ ﻣﻔﻬﻮم اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ إﱃ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. إن اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻣريﻛﻴني ﻛﺎﻓﺔ )ﻣﻦ ﻓﺮاﻧﻜﻠني روزﻓﻠﺖ إﱃ دواﻳﺖ أﻳﺰﻧﻬﺎور ﻣﺮورا ً ﺑﺠﻴﻤﻲ ﻛﺎرﺗﺮ ووﺻﻮًﻻ إﱃ ﺑﻮش اﻻﺑﻦ( ،ﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎً )ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺤﺮﰲ أو اﳌﺠﺎزي ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ( ،ﺑﺰرع اﻟﻌﻠﻢ اﻷﻣرييك ﰲ ﻗﻠﺐ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب .وﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ روزﻓﻠﺖ )اﻟﺬي اﻟﺘﻘﻰ اﳌﻠﻚ اﻟﺴﻌﻮدي ﻋﲆ ﻣنت ﺑﺎرﺟﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ﻋﺎم ،(1945ﻗﺪ أﻋﻠﻦ أﻧﻪ ﻳﺠﺪ أن اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻫﻮ أﻣﺮ ﺣﻴﻮي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ومبﺜﺎﺑﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺑﻼده ﻧﻔﺴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎرﺗﺮ ﻓﻘﺪ أﻋﺎد ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة ﺑﻘّﻮة أﻛﱪ ﺣني أﻋﻠﻦ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ وﴏﻳﺢ أن أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮة ﺧﺎرﺟﻴﺔ ،ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب )أو اﻟﻔﺎرﳼ( ،ﺳﻮف ﺗﻌﺘﱪ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،اﻋﺘﺪاء ﻋﲆ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ. ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ وﺣﺘﻰ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻨﻪُ ،دّﻋﻤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺒﺎرات ﺑﺎﻟﻌﻀﻼت اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ أﻗﻴﻤﺖ ﻋﺪة ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ )ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺣﻠﻒ ﺷامل اﻷﻃﻠﴘ( ،وﻗﺪ اﻧﺘﴩت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﴩﻗﻴﺔ ،اﳌﺤﻴﻂ
اﻟﻬﻨﺪي واﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب .وأﻧﻔﻘﺖ واﺷﻨﻄﻦ ،ﺑﺤﺴﺐ دراﻳﻔﻮس ،ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺪوﻻرات ﻋﲆ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وأﺑﺮﻣﺖ ﻋﻘﻮد ﻣﺒﻴﻌﺎت أﺳﻠﺤﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻊ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وأﻧﻔﻘﺖ ﻋﴩات اﳌﻠﻴﺎرات ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات ﻋﲆ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳني ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل .وأُﻧﺸﺌﺖ ﻗﻮات اﻟﺘﺪّﺧﻞ اﻟﴪﻳﻊ )وﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ ( .وأﻗﺎم اﻷﺳﻄﻮل اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﻗﻴﺎدﺗﻪ ﰲ دوﻟﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ .ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺳﺒﻖ اﻧﺪﻻع ﺣﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎم ،1991وﻫﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ أّدت إﱃ ﺗﻮّﺳﻊ ﻫﺎﺋﻞ ﻟﻠﻮﺟﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﻣرييك ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،2001أﻋﺎد اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬري .ﻓﻤﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﺧﻄّﻂ اﳌﺤﺎﻓﻈﻮن اﻟﺠﺪد )وﻫﻢ ﻣﻬﻨﺪﺳﻮ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺑﻮش اﻟﺘﻮّﺳﻌﻴﺔ ( ،ﻟﺸّﻦ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻣﺘّﺪت إﱃ اﻟﻌﺮاق ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﺨﻄّﻄﺎً ﻟﻬﺎ أن ﺗﺘﻮّﺳﻊ ،ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺪوﻣﻴﻨﻮ ،يك ﺗﺸﻤﻞ ﺗﻐﻴري اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻘﴪي واﻓﺘﻌﺎل اﻷزﻣﺎت واﻟﺜﻮرات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ )وﺣﺘﻰ اﻟﺤﺮوب اﻷﻫﻠﻴﺔ( ،وذﻟﻚ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ إﻳﺮان ،ﺳﻮرﻳﺎ ،اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﳌﻨﻄﻘﺔ .اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﱰّﻛﺰ ﻋﲆ أﻧﻪ ﻣﻊ ﺗﻐﻴري اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﻲ وإﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎم ﰲ ﺑﻐﺪاد ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ اﻷﻛﺮاد واﻟﺸﻴﻌﺔ اﳌﻮاﻟني ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ )أو اﻟﺪﻣﻰ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﺎ( ،ﺗﻜﻮن إﻳﺮان ﻗﺪ ﺣﻮﴏت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺠﻬﺔ اﻟﻐﺮب ) اﻟﻌﺮاق( واﻟﴩق ) أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ( .ومبﺎ أن ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ واﻷﻛﺮاد ﺣﻠﻔﺎء داﺧﻞ إﻳﺮان ،وﻣﻊ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺎت وﺛﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺑني اﳌﺮاﺟﻊ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ واﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﺑﺮأي ﺑﻮش اﻻﺑﻦ وﻧﺎﺋﺒﻪ دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ... ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻐﺮب أن ﻳﻜﻮن ﻟﻜﻞ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ واﻟﺼني ﻧﻈﺮة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻸﻣﻮر .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ رﻓﺾ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ وﺑﻴﺠﻴﻨﻎ اﻣﺘﻼك إﻳﺮان اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ،إﻻ أﻧﻬام ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻻ ﻳﺮﻳﺎن أي ﺗﻬﺪﻳﺪ آﺗﻴﺎً ﻣﻦ ﻃﻬﺮان. ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬام ،وﺟﻮد اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺣﻠﻴﻔﺎً ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﻟﻬام .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﴍﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺮوﺳﻴﺔ واﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻗﺪ أﺑﺮﻣﺖ ﻋﻘﻮد ﺗﻄﻮﻳﺮ وإﻣﺪاد ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻊ ﺑﻐﺪاد ﰲ ﻇّﻞ ﻧﻈﺎم ﺻﺪام ﺣﺴني ،ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺰو اﻷﻣرييك ﻟﻠﻌﺮاق .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻴﻮم ﺗﺤّﻤﻞ ﻓﻜﺮة ﺗﻜﺮار اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ إﻳﺮان )أي ﺗﻌّﺮض ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻟﻐﺰو أﻣرييك ﻋﲆ ﻏﺮار ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق( ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ واﻟﺼني ﰲ إﻳﺮان.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼني اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﺈن ﻛًﻼ ﻣﻦ إﻳﺮان وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮى .ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ،1992ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼني ﺑﻠﺪا ً ﻣﺼّﺪرا ً ﻟﻠﻨﻔﻂ .إ ّﻻ أﻧﻬﺎ ،وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺴﺘﻮردا ً ﻧﻬامً ﻟﻠﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز .ﻟﻘﺪ أﺑﺮﻣﺖ اﻟﺼني ﻋﻘﻮدا ً ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان )مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺪ ﺑني إﻳﺮان وﴍﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﳌﻤﻠﻮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺳﻴﻨﻮﺑﻮك ميﺘّﺪ إﱃ ﺧﻤﺴﺔ وﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻘﺒﻼً ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺌﺔ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر( .إن اﻟﺼني ﻗﺪ ﴍﻋﺖ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺮوﺳّﻴﺔ وﻣﺼّﺪري اﻟﻨﻔﻂ ﰲ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ،ﰲ ﺑﻨﺎء ﺷﺒﻜﺔ ﺧﻄﻮط أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻟﻠﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ميﺘّﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ .وﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺴﺎن اﻟﺮوﳼ ﻓﻼدميري ﺑﻮﺗني وﻧﻈريه اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﺟﻴﻨﺘﺎو ،ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻮا ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ ،ﺣﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ -اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﻧﴩة أﺧﺒﺎر آﺳﻴﺎ ﺗﺎميﺰ ﻗﺪ أﺷﺎرت إﱃ ﺻﻌﻮد »ﻣﺜﻠﺚ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ « ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺜﻼّيث اﻟﺼني ،إﻳﺮان وروﺳﻴﺎ. ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،2001ﻧﻈﺮت ﻛﻞ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ واﻟﺼني إﱃ وﺿﻊ اﻟﻴﺪ اﻷﻣريﻛﻴﺔ » اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ« ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ووﺳﻂ آﺳﻴﺎ ﺑﺮﻳﺒﺔ وﺣﺬر .وﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ، ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ أرﺑﻌﺔ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى ﰲ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ )وﻫﻲ ﻛﺎزاﺧﺴﺘﺎن، ﻗﺮﻏﻴﺰﺳﺘﺎن ،ﻃﺎﺟﻴﻜﺴﺘﺎن وأوزﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ( ،ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺷﻨﻐﻬﺎي ﻟﻠﺘﻌﺎون )وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺟﺴﻢ أﻣﻨﻲ إﻗﻠﻴﻤﻲ ﻗﺎم أﺳﺎﺳﺎً ﻛﺮّد ﻓﻌﻞ وﻛﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺗﻮازن ﻣﻊ ﻣﴩوع اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ( .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺻﺪر إﻋﻼن ﻋﻦ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺴﺤﺐ اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ .وﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ،2005ﻗﺎﻣﺖ أوزﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ﺑﺈﻗﻔﺎل ﻗﺎﻋﺪة ﻛﺎرﳾ -ﺧﺎﻧﺎﺑﺎد اﻟﺠﻮﻳّﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻘّﺮرا ً أن ﺗﻘﻔﻞ ﻗﺮﻏﻴﺰﺳﺘﺎن ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺎﻧﺎس اﻟﺠﻮﻳّﺔ ،وﻫام ﺑﻠﺪان ﺗﻌﺘﱪﻫام واﺷﻨﻄﻦ أﺳﺎﺳﻴني ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﴩوع اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ .وواﻓﻘﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺷﻨﻐﻬﺎي ﻋﲆ ﻃﻠﺐ اﻧﻀامم إﻳﺮان إﻟﻴﻬﺎ. ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻗﺎرﺑﺖ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ واﻟﺼني ﺣﺪود اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻘﺼﻮى .ﻣﻊ ﺑﻴﺠﻴﻨﻎ ،ﺣﺎﻓﻈﺖ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺼﺪاﻗﺔ ،ﻧﻈﺮا ً إﱃ وﺟﻮد ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺗﺠﺎرﻳﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ﻛﱪى ﻣﻊ اﻟﺼني .إ ّﻻ أن ﻟﺪى ﻣﻌﻈﻢ أﻋﻀﺎء إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﻋﺪم ﺛﻘﺔ ﻣﺘﺄّﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺼني ،وﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪى ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ اﻟﺬي ﺷﺎرك ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ ﻋﺎم 2001ﰲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺼني ﰲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻷﻣرييك ،واﻟﺘﻲ اﺗﻬﻤﺖ ﺑﻴﺠﻴﻨﻎ ﺑﴪﻗﺔ أﴎار اﻟﺪوﻟﺔ أﺛﻨﺎء وﻻﻳﺔ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن اﻟﺮﺋﺎﺳّﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎد ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺣﻤﻠﺔ ﺿّﺪ روﺳﻴﺎ أﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺰﻳﺎرة ﻟﻠﻴﺘﻮاﻧﻴﺎ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﻠﻄﻴﻖ وﻟﻜﺎزاﺧﺴﺘﺎن ﰲ ﻗﻠﺐ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ )اﳌﻠﻴﺌﺔ ﺑﺤﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز( ،ﺣﺬر ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺗني ﻣﻦ ﻣﻐّﺒﺔ
اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ﻛﺄدوات ﻟﻠﻀﻐﻂ واﻻﺑﺘﺰاز ﺗﺠﺎه اﻟﻐﺮب .وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺬر ﻓﻠﻴﻨﺖ ﻟﻴﻔريﻳﺖ ،اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﰲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣرييك ،ﻣﻦ أن اﻟﴫاع اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين ﻗﺪ ﻳﺆّدي إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴﻴﺔ ،أي إﱃ ﺗﻘﺎرب روﳼ - ﺻﻴﻨﻲ -إﻳﺮاين أﻛﱪ .وﻗﺪ رأى ﻟﻴﻔريﻳﺖ أن اﳌﺤﻮر اﻟﻨﻔﻄﻲ اﻟﺮوﳼ -اﻟﺼﻴﻨﻲ اﻟﺼﺎﻋﺪ ﺳﻮف ﻳﻠﻘﻰ دﻓﻌﺎً ﻗﻮﻳﺎً وﻳﺰداد ﻣﺘﺎﻧًﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺘّﺒﻌﺔ. وﻛﺎن ﺳريﻏﻲ ﻻﻓﺮوف ،وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺮوﳼ ،وﺑﻌﺪ ﺣﻀﻮره اﺟﺘامﻋﺎً ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ،ﻗﺪ أﻋﻠﻦ أن اﻷﻣﻮر ﺗﺴري ﻋﲆ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺳﺎرت ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺰو اﻷﻣرييك ﻟﻠﻌﺮاق ،ﻣﻠّﻤﺤﺎً إﱃ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻗﺪ ﺗﻘﻮم ﺑﴬب إﻳﺮان .ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻀﺨﻴﻤﻬﺎ اﳌﻮﺿﻮع اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ،اﺗﻬﻤﺖ واﺷﻨﻄﻦ ﻃﻬﺮان ﺑﺈﻳﻮاء أﻋﻀﺎء ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﲆ أراﺿﻴﻬﺎ ،ودﻋﻢ ﻧﺸﺎط أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻدن » اﻹرﻫﺎيب« ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد إﺛﺒﺎﺗﺎت ﻋﲆ اﺗﻬﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﺗﻠﻚ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺬّﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﺖ ﺿّﺪ اﻟﻌﺮاق ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻐﺰو .وﻛام ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق أﻳﻀﺎً ،ﺗﻀّﺦ واﺷﻨﻄﻦ ،ﺑﺤﺴﺐ دراﻳﻔﻮس ،ﻣﻼﻳني اﻟﺪوﻻرات ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪﻋﺎيئ واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻔﻰ .واﺳﺘﻨﺎدا ً إﱃ ﻣﺨﻄّﻂ ﺗﻮﺟﻴﻬﻲ ﺻﺪر أﺧريا ً ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺗﻘﻮم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﺠّﺴﺴﻴﺔ وﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت ﰲ ﻋﻮاﺻﻢ آﺳﻴﻮﻳﺔ وأوروﺑﻴﺔ ﻋﺪة. أﻣﺎ اﺑﻨﺔ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ ،إﻟﻴﺰاﺑﻴﺖ ﺗﺸﻴﻨﻲ )وﻫﻲ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﻛﺒرية ﰲ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ( ،ﻓﻬﻲ ﺗﴩف ﻋﲆ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﻧﻔﺎق ﺧﻤﺴﺔ ومثﺎﻧني ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻟﺪﻋﻢ اﳌﻨﺸّﻘني داﺧﻞ إﻳﺮان وﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻹﻳﺮان ﰲ اﻟﺨﺎرج ،وﻫﻲ ﺗﺮأس ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺴﻤﻴﺔ »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﺴﻮرﻳﺔ«. وﻛام ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق ،ﻳﺘﺤّﺪث اﳌﺴﺆوﻟﻮن اﻷﻣريﻛﻴﻮن )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إدراﻛﻬﻢ أن دﻋﻢ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻬﻢ إذا ﺗﻘّﺮر ﺷّﻦ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ إﻳﺮان ،ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﻣﻨﻌﺪﻣﺎً( ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻠﻨﻲ ،ﻋﻦ ﺗﺠﺎوز ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺪوﻟّﻴﺔ وإﻗﺎﻣﺔ »ﺗﺤﺎﻟﻒ دوﱄ ﺟﺪﻳﺪ« ﳌﻮاﺟﻬﺔ إﻳﺮان .ﻛام ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق، ﺳﻮف ﻧﺸﻬﺪ ﺗﻘﻬﻘﺮا ً ﰲ اﻟﺨﻄﺎب ،ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ وﺿﻊ ﻛﻞ اﻟﺨﻴﺎرات ﻋﲆ اﻟﻄﺎوﻟﺔ )وﻫﻲ إﺷﺎرة ﺿﻤﻨﻴﺔ إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﺴﻜﺮي ( ،إﱃ أﺧﺒﺎر اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﴍﻋﺖ ﻓﻌًﻼ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺸﺠﻴﻊ واﻓﺘﻌﺎل اﻟﴫاع اﻷﻫﲇ داﺧﻞ إﻳﺮان )وﻓﻖ اﻹذن اﳌﻤﻨﻮح ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش(. ﴏح اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺑﺄن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻘﺪ ّ ﻗﺪ ﺧﴪت ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﲆ إﻳﺮان ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻗﻮى
أﺧﺮى ،ﻣﻞء اﻟﻔﺮاغ اﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﱰﻛﻪ ﺗﻘﻬﻘﺮ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻧﺴﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻗﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ ،ﻓﻴام ﻻ ﻳﺰال اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش ﻳﺘﺤّﺪث ﻋﻦ أن اﻟﴫاع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑني اﻟﻐﺮب و» اﻹرﻫﺎب« ﻻ ﻳﺰال ﰲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ .ﻣﻦ اﳌﺆّﻛﺪ أن واﺷﻨﻄﻦ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻘﻴﺎم ﺗﺤﺎﻟﻒ روﳼ -إﻳﺮاين - ﺻﻴﻨﻲ ﻣﺘني ،ﻷن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻷوراﳼ ﺳﻮف ﻳﺸّﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ً ﻣﺒﺎﴍا ً ﳌﻮﻗﻌﻬﺎ اﳌﻬﻴﻤﻦ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎﳌﻲ .أﻣﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻃﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﺤﺴﻢ اﻟﴫاع ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺗﺮﺑّﻊ اﻟﻘّﻮة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ رأس اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﱄ ﻟﻌﻘﻮد ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻘﺒﻠﺔ ،أو ﺑﺮوز ﻋﺎمل ﻣﺘﻌّﺪد اﻷﻗﻄﺎب أﻛرث ﺗﻮازﻧﺎً .إﻻ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺆّﻛﺪ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻦ ﺗﺮﺿﺦ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺪوﱄ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،وﻟﻦ ﺗﻘﺒﻞ ،ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻤﻲ ،ﺑﺎﻧﺘﺰاع ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻷﺣﺎدي ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي ﻗﻮة ﴩﻋﺔ ﻋﲆ أو ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻗﻮى آﺧﺮ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺰال اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣ ّ [99] .اﻟﺤﺴﻢ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻣﴫاﻋﻴﻬﺎ، ﺛﺎﻧﻴﺎ :إﻳﺮان ﰲ ﻣﺮﻣﻰ أﻃامع واﺷﻨﻄﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻹﻳﺮان اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺗﻌّﺮﺿﻬﺎ ﻟﻀﻐﻮط ﺷﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ -وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻐﺮيب ﻣﻨﻪ -ﻟﻠﱰاﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي واﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﴩوط وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﻐﺮب ،وﻋﲆ رأﺳﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﻣﻦ دون ﻓﻬﻢ آﻟﻴﺎت اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل ﻛﻜّﻞ ،ﺣﻴﺚ إن أي ﻣﺘﺠﺎوز ﻟﻬﺮﻣﻴﺔ وﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﱄ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،وﺗﺎﺑﻌﻴﻬﺎ اﻷوروﺑﻴني ،ﺳﻮف ﻳﺘﻌّﺮض ﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،وإن مل ﻳﺮﺗﺪع وﺗﺤّﺪى إرادة اﳌﻬﻴﻤﻦ ،ﻓﺈن ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن أﻗّﻞ ﻣﻦ ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻨّﻔﺬﻫﺎ اﻟﺬراع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ - ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒري ﺗﻮﻣﺎس ﻓﺮﻳﺪﻣﺎن -ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺔ ﺑﺤﻠﻒ ﺷامل اﻷﻃﻠﴘ .ﻻ ﺑّﺪ ﻟﻨﺎ إذا ً ﻣﻦ رﺑﻂ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻹﻳﺮان اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ اﳌﺘﺠّﺪدة واﻟﻌﻮﳌﺔ اﳌﺴﻠّﺤﺔ وﻣﴩوع اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل وإﺧﻀﺎﻋﻪ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺮأﺳامل اﳌﺘﻔﻠّﺖ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻪ ،واﻟﺬي ﻫﻮ ﺷﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻼﺳﺘﻌامر اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺄﺷﻜﺎل أﻛرث ﺣﺪاﺛﺔ .ﰲ ﻛﺘّﻴﺐ ﺑﻌﻨﻮان »ﻻ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ «، اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ ﰲ ﻣﴫ ،ﻧﻘﺮأ أن اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ ﻗﺪ ارﺗﺒﻄﺖ دوﻣﺎً ﺑﺎﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﻮّﺳﻊ اﻻﺳﺘﻌامري ،وأﻧﻪ ﻣﻊ اﺗ ّﺴﺎع ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ وﺗﺠﺎوزﻫﺎ ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻟﻌﺒﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ )اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ( ،دورا ً ﻫﺎﻣﺎً ﰲ ﺣامﻳﺔ وﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺼﺎﻟﺢ رأﺳامﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺤﺪود اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. وإذ ﺗﻌّﺪ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﺳﺘﻤﺮارا ً ﻟﻠﺮأﺳامﻟﻴﺔ
ﺗﻠﻚ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ أﻋﻨﻒ ،ﻓﺈن أﺣّﺪ أﻫﻢ رﻛﺎﺋﺰﻫﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺣامﻳﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ ﺧﺎرج ﺣﺪودﻫﺎ وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎق ﻫﺬه اﳌﺼﺎﻟﺢ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ .وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﻬﺪف ،وﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر اﻟﻌﻮﳌﺔ ،إﱃ ﺗﺤﺮﻳﺮ رؤوس اﻷﻣﻮال واﻻﺳﺘﺜامرات ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻴﻮد ،وﺗﻮﻓري ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎل اﻟﺤامﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ميﻜﻦ أن ﻳﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﻋﱪ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺰاﻳﺪ دور اﻟﺪوﻟﺔ )وﺧﺎﺻﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ( ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﰲ دﻋﻢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ وﺣامﻳﺘﻬﺎ )داﺧﻠﻴﺎً وﺧﺎرﺟﻴﺎً( .ﻓﺘﺤﺖ ﺷﻌﺎر اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻹرﻫﺎب ،وﻫﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ أﻛرث ﻣﻦ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ ﴍﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ واﻟﺴﻼح اﻷﻣريﻛﻴني ،ازدادت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺤّﺮﻛﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﻌامﻟﻴﺔ ﰲ أﻣريﻛﺎ وﺗﻮّﺳﻌﺖ داﺋﺮة اﻟﺤﺮوب اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺘﺨﺮج اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮأﺳامﱄ اﻷﻣرييك ﻣﻦ أزﻣﺎﺗﻪ اﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ .ﻛام إﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ أن ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻮﳌﺔ )ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ واﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻴني ( ،ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻒ دورﻫﺎ ﻋﻨﺪ دﻋﻢ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل ﻟﺘﺤﺴني ﻣﻨﺎﺧﺎت اﻻﺳﺘﺜامر ،ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﺘﺪّﺧﻞ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻹﻧﻘﺎذ ﺗﻠﻚ اﳌﺼﺎﻟﺢ )ﻛام ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻌﺮاق ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأ ﺻﺪام ﺣﺴني ﻳﻬّﺪد اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﱪ ﻣﴩوﻋﻪ اﻟﻄﻤﻮح ﺟﺪا ً ﰲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﺎﺑﻊ اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﻜّﻞ(. وﺗﻘﻮم أﻳﻀﺎً اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ )ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة( ﺑﺪﻋﻢ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ وإﺿﻔﺎء اﻟﴩﻋّﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ )وﻣﺎ ﻗﺮارات اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1991وﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،أي ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮط اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت وﺗﺤّﻮل اﻟﻌﺎمل إﱃ اﻟﻘﻄﺒّﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳّﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﺳﻮى ﺧري دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ( .إﻻ أن اﻟﺨﻄري ﰲ اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺪﻧّﻴﺔ ،ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ وﺣﺪﻫﺎ ﺣامﻳﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،أو ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺜﻼﺛّﻴﺔ ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺗﻌﺒري ﺳﻤري أﻣني ،وإزاﻟﺔ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ أﻣﺎم ﺣﺮﻛﺔ اﻻﺳﺘﺜامر اﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻠﺤﺪود ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻓﺮض اﻟﺤﺼﺎر واﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )ﻛام ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻌﺮاق واﻟﺬي أّدى إﱃ وﻓﺎة ﻋﴩات اﻷﻟﻮف ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ،أو ﻛام ﻫﻮ ﻣﺨﻄّﻂ ﻹﻳﺮان اﻟﻴﻮم( ،ﻣﻦ دون اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑـ »اﻷداة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ « ﻟﺤﺴﻢ اﻟﴫاع ﺑني ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪول اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻮﺟﻪ اﳌﺴﻠّﺢ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ وذراﻋﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﻮزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﺣﻠﻒ ﺷامل اﻷﻃﻠﴘ ،ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﰲ ﻋﴫ اﻟﻌﻮﳌﺔ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ،وﰲ ﻇّﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻣﻦ ﻏري اﳌﻘﺒﻮل أو اﳌﺴﻤﻮح ﻷﻧﻈﻤﺔ أو دول أن ﺗﻌﻮق ﺗﻮّﺳﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮب وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ .ﻓﻔﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،مل ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺒﻮًﻻ أن ﻳﻘﻮم ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺎﻟﺒﺎن ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ ﺧّﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻧﻔﻂ اﻟﻘﻮﻗﺎز
وإﺿﺎﻋﺔ ﻓﺮص اﻻﺳﺘﺜامرات اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻋﲆ ﴍﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ .ﻛام إﻧﻬﺎ مل ﺗﻜﻦ ﻟﺘﱰك اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻀﺨﻢ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺑﻴﺪ رﺟﻞ ﻛﺼﺪام ﺣﺴني .ﻓﻜﺎن اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﺘﻪ اﻟﺬراع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺘﺄﻣني وﺣامﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻜﱪى ﺗﻠﻚ ﺑﺎﻟﻘّﻮة .وﻣﺎ اﻟﺘﻮّﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺧﺼﺨﺼﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﻌﺮاق وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮاﻧني اﻟﺴﻮق اﻟﺤّﺮة ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺰو ﻣﺒﺎﴍة ،ﺳﻮى ﺧري دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻃﺒﻌﺎً إﱃ ﻋﻘﻮد إﻋﺎدة إﻋامر ﻣﺎ دّﻣﺮﺗﻪ اﻟﺤﺮب وﻋﻘﻮد اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﺘﻲ ﺣﻈﻴﺖ مبﻌﻈﻤﻬﺎ ﴍﻛﺎت أﻣريﻛﻴﺔ ،أﻫﻤﻬﺎ ﻫﺎﻟﻴﱪﺗﻮن ذات اﻟﺼﻠﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻨﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ وﻏريﻫﺎ .ﻫﺬا ﻣﻦ دون أن ﻧﻨﴗ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺠّﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓّﺮﻫﺎ اﻟﺤﺮوب ﴩ« ،ﻟﴩﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻮّﺳﻌﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ »ﻣﺤﻮر اﻟ ّ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ارﺗﻔﻌﺖ ﻗﻴﻤﺔ أﺳﻬﻤﻬﺎ ﺑﻌﺪ أﺣﺪاث 11أﻳﻠﻮل 2001 وﺣﺮيب أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق ،ﻣﺎ ﺗﺴّﺒﺐ مبﻀﺎﻋﻔﺔ اﻷرﺑﺎح ﻟﺪﻳﻬﺎ وﺗﺤﺮﻳﻚ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﻌﺎين ﻣﻦ رﻛﻮد وﺗﺒﺎﻃﺆ ﰲ أﻋامﻟﻬﺎ ﻟﻮﻻ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮوب ،ﻣﻦ دون أن ﻧﻨﴗ إﻧﻌﺎﺷﻬﺎ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻷﻣرييك اﻟﺬي ﻳﻌﺎين ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺣﺎّدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻗﺘﺼﺎدات اﻟﺼني وأوروﺑﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن .إن أداة اﻟﻘّﻮة ﴐورﻳﺔ إذا ً ﻟﺤامﻳﺔ ﻣﴩوع اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﻳﻘﻮل ﺗﻮﻣﺎس ﻓﺮدميﺎن إن ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ وﻏريﻫﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺤّﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ دون اﻟﺤامﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆّﻣﻨﻬﺎ ﺣﺎﻣﻼت اﻟﻄﺎﺋﺮات واﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻷﻣريﻛﻴﺔ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻏري اﳌﻘﺒﻮل ،ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،أن ﺗﺘﻌّﺮض ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة ﻷي ﺗﻬﺪﻳﺪ أو ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي دوﻟﺔ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ أﻛﱪ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﻫﺬا اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻋﺼﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ واﳌﺘﺤّﻜﻢ ﺑﻪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﳌﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺼﻨﻊ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪوّﱄ ،ﻛام ﺗﻮﺟﺪ إﴎاﺋﻴﻞ ،ﺣﻠﻴﻔﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ اﳌﺘﻘّﺪﻣﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮن اﻣﺘﻼك إﻳﺮان ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﺧﻄﺮا ً ذا ﺣّﺪﻳﻦ ﻋﲆ ﻛّﻞ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻣﺼﺎﻟﺢ إﴎاﺋﻴﻞ. وﻫﻮ أﻣﺮ ﻏري ﻣﺴﻤﻮح ﺑﻪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻷﻣريﻛﻴﺔ [100] .ﺳﻮاء ﺣّﺪ ﻋﲆ واﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺎ :إﻳﺮان ﺗﺘﺤّﺪى أﻣريﻛﺎ :اﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ دامئﺎً: ﰲ ﻇّﻞ اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺒﺎردة اﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﺎ ﺑني اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وإﻳﺮان ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،وﰲ ﻇّﻞ اﳌﻮﻗﻒ اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ ﻣﺆمتﺮ أﻧﺎﺑﻮﻟﻴﺲ اﻟﺬي ﻋّﱪ ﻋﻨﻪ
رﺋﻴﺲ ﻣﺠّﻤﻊ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ،اﻟﺬي ﻳﺮأس أﻳﻀﺎً ﻣﺠﻠﺲ ﺧﱪاء اﻟﻘﻴﺎدة ،ﰲ ﺳﻴﺎق اﻧﺘﻘﺎده ﻫﺬا اﳌﺆمتﺮ ،ﺣني ﻗﺎل إن »أﻣﻦ اﻟﻌﺎمل رﻫﻦ ﺑﺄﻣﻦ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،واﻟﻜﻞ ﻳﺪرك أن إﻳﺮان ﻫﻲ اﻟﺘﻲ متﺘﻠﻚ ﻣﻔﺘﺎح أﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ« ،ﰲ ﻇّﻞ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺟﻮاء ،وﰲ ﻇّﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﺗﻄﻮﻳﻖ إﻳﺮان و» ﺧﻨﻘﻬﺎ« ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً )ورمبﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻻﺣﻘﺎً( ،ﻻ ﺑّﺪ ﻣﻦ ﺗﺒﻴﺎن أداة اﻟﻘّﻮة اﻷﺑﺮز اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻬﺎ ﻃﻬﺮان ،واﳌﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ، اﻟﺬي ميﺜّﻞ ﺗﺤّﺪﻳﺎ أﻣﺎم واﺷﻨﻄﻦ وﺧﻄﺮا ً ﻳﺘﻬّﺪد ﻣﴩوﻋﻬﺎ اﻟﺘﻮّﺳﻌﻲ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ورﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ إﻃﺎﻟﺔ أﻣﺪ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﰲ ﻋﺎمل ﻣﺘﻐّري. »اﻻﻧﺤﻄﺎط اﻟﺒﻄﻲء« ﻳﻘﻮل روﺟﺮ ﻫﺎورد ،اﻟﺼﺤﺎﰲ اﳌﺘﺨّﺼﺺ ﺑﺸﺆون اﻟﺪﻓﺎع واﻟﻄﺎﻗﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻧﻔﻂ إﻳﺮان« ،إﻧﻪ ﻓﺠﺄة وﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻣﺘﻮﻗّﻊ ،ميﻜﻦ أن ﺗﻨﻬﺎر اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ،وﺗﺴﻘﻂ ﺑﴪﻋﺔ ﻛﺒرية وﺣﺘﻰ ﻣﺜرية .ورﻏﻢ أّن ﻧﻔﻮذ وﺗﺄﺛري اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺎت اﻟﻜﺒرية ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﺗﺪرﻳﺠﺎً وﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻣﺤﺴﻮس ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ ،أو ﺣﺘﻰ ﻗﺮون ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻛام ﻫﻲ ﺣﺎل اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ أو ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮه إدوارد ﻏﻴﺒﻮن »اﻻﻧﺤﻄﺎط اﻟﺒﻄﻲء« ،إﻻ أّن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﻌﺎﴏﻳﻦ واﳌﺆّرﺧني ﻳﺆّﻛﺪون أن اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ﻟﻘﻮى أﺧﺮى ﻛﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ميﻜﻦ أن ﺗﺤﺪث .ﻓﻔﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﳌﻌﺎﴏ ،ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻌﺎين اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻘﺪان ﻧﻔﻮذﻫﺎ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﴪﻋﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ. إّن أﻣريﻛﺎ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻋﺸﻴﺔ ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق ﰲ آذار ﻣﻦ ﻋﺎم 2003 ﻋﻤﻼﻗﺎً ﻃﻠﻴﻘﺎً ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد ،وواﺛﻘﺎً ﻣﻦ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪم ﻟﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،واﻟﺬي أﺛﺎر اﻹﻋﺠﺎب ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ وﺣﻠﻔﺎﺋﻪ، واﻟﻌﺪاء واﻻزدراء ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻪ وأﻋﺪاﺋﻪ ،رمبﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻮﻗﻔﻪ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ،ﺑﺮأي ﻫﺎورد ،دﻓﺎﻋﻴﺎً وﻳﺴﻬﻞ اﺧﱰاﻗﻪ ،ﻣﻊ اﻧﻘﻼب وﻻء ﺣﻠﻔﺎﺋﻪ واﺑﺘﻌﺎدﻫﻢ ﻋﻨﻪ ،وﺗﺰاﻳﺪ ﺟﺮأة أﻋﺪاﺋﻪ ﻋﲆ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،رمبﺎ ﺗﺒﺪو ﺗﻮﻗّﻌﺎت أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺑّﴩوا ﺑـ »اﻟﻘﺮن اﻷﻣرييك اﻟﻘﺎدم« ،وﺗﻄﻠّﻌﻮا ﻗﺪﻣﺎً إﱃ اﻟﺴﻼم واﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺘﻘّﺪم اﻟﺬي ميﻜﻦ أن ﻳﺠﻠﺒﻪ ﻣﻌﻪ ،ﻓﺎرﻏﺔ وﰲ ﻏري ﻣﺤﻠّﻬﺎ. إذا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮن ﺗﺠﺮﺑﺔ أﻣريﻛﺎ » اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ« ﰲ اﻟﻌﺮاق ،أﻛرث اﻟﻌﻮاﻣﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﰲ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴري ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘّﻮض اﺳﻤﻬﺎ ،وﺳﺎءت ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ،واﺳﺘﻨﺰﻓﺖ ﻣﻮاردﻫﺎ وﻗﻮاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻤّﺮد اﻟﺬي ﺗﻮاﺟﻬﻪ ﻫﻨﺎك ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﺑني اﳌﺪﻧّﻴني واﻟﻔﻈﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ. ﻳﻘﻮل ﻫﺎورد إن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻗﺪ ﺗﺠﺎوزت ﻫﺰميﺘﻬﺎ ﰲ ﻓﻴﺘﻨﺎم ،وﺣﺎﻓﻈﺖ
ﻋﲆ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ رﻏﻢ اﻟﴬر اﻟﻜﺒري اﻟﺬي أﻟﺤﻘﺘﻪ اﻟﺤﺮب ﻫﻨﺎك ﺑﻬﺎ. وﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺐ اﻟﺘﻐﻴري ﺑﺮأﻳﻪ ،اﻟﺼﻌﻮد اﻟﻘﻮي ﻟﻠﺘﻨني اﻟﺼﻴﻨﻲ ،اﻟﺬي وﺿﻊ ﻗّﻮﺗﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻴﺼﺒﺢ أﻛﱪ ﺳﻮق ﰲ اﻟﻌﺎمل، وﻳﺘﻐﻠّﺐ ﻋﲆ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻠّﺖ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎين .وﺣﺘﻰ ﰲ ﺣﺎل ﺣﺪوث ذﻟﻚ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أﻣريﻛﺎ اﻟﺒﻘﺎء ﻗّﻮة ﻋﻈﻤﻰ ﻋﺎﳌﻴﺔ ،إن مل ﺗﻜﻦ اﻟﻘّﻮة اﻷﻋﻈﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل. أﺳرية اﻟﺒﻠﺪان اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﺤّﺪي اﻷﺑﺮز اﻟﺬي ﺗﻮاﺟﻬﻪ واﺷﻨﻄﻦ اﻟﻴﻮم ،واﻟﺬي ﺗﻌﻤﻞ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ ﺟﺎﻫﺪة ﻋﲆ ﺗﻔﺎدﻳﻪ أو ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻄﺮق ،ﻻ ﺳﻴام ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ؟ ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺎورد أّن اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﱪ واﻷﻛرث أﻫﻤﻴﺔ ،ﺳﻴﻜﻮن اﻋﺘامد اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت اﻟﻘﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻓﺠﺄة إﱃ أﻳﺪي أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ميﺘﻠﻜﻮن اﳌﺼﺎدر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺣﺎل اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ميﺘﻠﻜﻮﻧﻬﺎ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﻮاﺟﻬﻪ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻊ إﻳﺮان ،ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌّﺪى ﻃﻤﻮﺣﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ،إﱃ اﻟﺘﺤّﺪي اﻟﺬي ميﺜّﻠﻪ ﻧﻔﻄﻬﺎ واﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﺼﺪرا ً أﺳﺎﺳّﻴﺎً ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻷﺧﺮى ،وﰲ ﻣﻘّﺪﻣﺘﻬﻢ اﻟﺼني )ﻣﻨﺎﻓﺲ أﻣريﻛﺎ( وأوروﺑﺎ )ﺣﻠﻴﻒ أﻣريﻛﺎ اﳌﻔﱰض(. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈّن ﻗّﻮة »ﺳﻼح اﻟﻨﻔﻂ« اﻟﺬي متﺘﻠﻜﻪ إﻳﺮان ،ﺗﻌﺎدل -إن مل ﺗﻜﻦ ﺗﻔﻮق -أﻫﻤﻴﺔ اﻣﺘﻼﻛﻬﺎ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺪرﻛﻪ ﺟﻴﺪا ً ،ﻣﺤﺎﻓﻈﻮ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،وﻳﺴﻌﻮن ﳌﻮاﺟﻬﺘﻪ ﺑﺸﺘّﻰ اﻟﻄﺮق. ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ،اﺗ ﱡﻬﻤﺖ ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺘﻄّﻮرة دامئﺎً ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻷﻗﻞ ﺗﻄّﻮرا ً ،وﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﻋﱰاض ﺑﺄن اﻷوﱃ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺗﻔّﻮﻗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﻜﺎﺳﺢ ﻟﻨﻬﺐ ﺛﺮوات ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻻﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ .وﻟﻌﺐ ﻗﺎدة وﻃﻨّﻴﻮن ،ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼّﺪق ﰲ إﻳﺮان وﺟامل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﴏ ﰲ ﻣﴫ ،ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ إﱃ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ومتّﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدة ﴍﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ميﺘﻠﻜﻬﺎ اﻟﻐﺮب ،أي اﻟﴩﻛﺔ اﻷﻧﻐﻠﻮ -إﻳﺮاﻧﻴﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﴍﻛﺔ ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎزات ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻛﺒرية. واﻟﻴﻮم ،ﻳﺮى اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺤﻠّﻠني أن اﻟﺤﺎﻓﺰ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻘﻴﺎم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻐﺰو اﻟﻌﺮاق ﻋﺎم ،2003ﻛﺎن اﻫﺘامﻣﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺗﻪ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺎﱄ اﻟﺠﻮدة. إﻻ أﻧّﻪ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎﱄ ،ﻇﻬﺮ ﺑﺮأي ﻫﺎورد ،ﺗﻐّري واﺿﺢ وﴎﻳﻊ ﰲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻘﺎدة دول أوروﺑﺎ وأﻣريﻛﺎ اﻟﺸامﻟﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ اﺗﻬﻤﻮا ﻋﻠﻨﺎً ﻧﻈﺮاءﻫﻢ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ﻹﺣﺪاث
ﺗﺄﺛريات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ .واّدﻋﻰ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﰲ أﻳﺎر ﻣﻦ ﻋﺎم 2006اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﺎدة اﻟﺮوس ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻛـ »أداة إﻛﺮاه أو اﺑﺘﺰاز« .إّن اﻟﺼﻮرة اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﰲ ﻋﺎم 2006ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤّﻮل اﻟﴪﻳﻊ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻗﻮع اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أﺳرية ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ متﺘﻠﻚ اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز .وﰲ ﻇّﻞ اﻻﻋﺘامد ﺷﺒﻪ اﻟﻜّﲇ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻂ اﳌﺴﺘﻮَرد ،واﻟﺬي ﻳﺴّﺒﺐ ﻗﻠﻘﺎً ﻛﺒريا ً ﻟﻠﺪواﺋﺮ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻻ ميﻜﻦ أن ﺗﻨﻈﺮ واﺷﻨﻄﻦ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪول اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ،وﻣﻨﻬﺎ روﺳﻴﺎ وإﻳﺮان وﻓﻨﺰوﻳﻼ ،ﺳﻮى مبﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺪ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ. ﺑﺮأي ﻫﺎورد ،ﻳُﻀﺎف إﱃ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﺤّﺪي ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ )ﻛﺈﻳﺮان وﻓﻨﺰوﻳﻼ ( ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ ﻋﻠﻨﺎً ،ﻋﺎﻣﻞ آﺧﺮ ﻳﻘّﻮض ﻗّﻮة أﻣريﻛﺎ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،أﻻ وﻫﻮ ﻧﺪرة اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻓﻠﻀامن ﻣﺼﺎدر إﻣﺪادات اﻟﻄﺎﻗﺔ ،أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ أﻛرث اﺳﺘﻌﺪادا ً ﻹﻋﻄﺎء اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻹﻣﺪاداﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ ،ﻋﲆ اﺳﱰﺿﺎء واﺷﻨﻄﻦ .ﻓﻘﺪ اﻣﺘﻨﻌﺖ اﻟﺼني ﻣﺜﻼً ،ﰲ أﻳﻠﻮل ،2004 ﻋﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻗﺮار ﰲ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة رﻋﺘﻪ واﺷﻨﻄﻦ وﻳﻘﴤ ﺑﺈداﻧﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت »اﻹﺑﺎدة اﻟﺠامﻋﻴﺔ « ﰲ اﻟﺴﻮدان ،ﻻ ﺑﻞ وﻋﺪت ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ مبﻨﻊ أي ﺗﺤّﺮك ﻟﻔﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻧﻔﻄﻴﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ﻫﻮ أﺣﺪ اﳌﺼّﺪرﻳﻦ اﻟﺮﺋﻴﺴّﻴني ﻟﻠﻨﻔﻂ إﱃ اﻟﺼني. وﻳﻌﻮد اﻋﱰاض اﻟﺼني واﻟﻴﺎﺑﺎن وﻓﺮﻧﺴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﲆ ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق ﰲ ﺟﺰء ﻛﺒري ﻣﻨﻪ إﱃ أﺳﺒﺎب ﻧﻔﻄﻴﺔ .واﻟﻴﻮم أﻳﻀﺎً ،ميﻜﻦ إدراج اﻋﱰاض ﻗﻮى ﻋﻈﻤﻰ ﻋّﺪة ﻋﲆ اﺣﺘامل ﺷّﻦ ﺣﺮب أﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ إﻳﺮان ،ﰲ اﻹﻃﺎر ﻧﻔﺴﻪ، ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﺑني واﺷﻨﻄﻦ وﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮى .ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺰاوﻳﺔ ﻧﻔﻬﻢ ﺗﺠّﺮؤ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮى ﻋﲆ اﻧﺘﻘﺎد واﺷﻨﻄﻦ وﺗﺤﺬﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻐّﺒﺔ إﺣﺪاث أزﻣﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻣﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻛﱪى ،إذا ﻗﺎﻣﺖ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﻄﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﴐب إﻳﺮان. إﻳﺮان ﺗﺘﺤّﺪى اﻟﻨﻔﻮذ اﻷﻣرييك اﻟﺪوﱄ ﻳﺤﺘّﻞ اﻟﺘﺤّﺪي اﻟﺬي متﺜّﻠﻪ إﻳﺮان ﰲ وﺟﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة اﻟﻜﺒرية ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﴩﻳﻦ. وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ،ﺑﺮأي ﻫﺎورد ،ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺤّﺪي اﻟﻨﻮوي اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﺠﻬﺎ إﻳﺮان ،أﺣﺪ أﻛﱪ ﻣﺼّﺪري اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﻌﺎمل .ﰲ ﺗﴩﻳﻦ اﻷول ﻣﻦ ﻋﺎم ،2003ﺧﻀﻊ اﳌﻔﺎوﺿﻮن اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻟﻠﻀﻐﻮط اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺪاﻋﻴﺔ إﱃ ﻣﻨﺢ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت ﳌﻔﺘّﴚ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟﺬرﻳّﺔ، واﻹﻳﻘﺎف اﻟﻔﻮري ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم .ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣني ﻓﻘﻂ ،ازدادت
رﻏﺒﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﰲ ﺗﺤّﺪي اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ،وﻣﻮاﻋﻴﺪﻫﺎ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، وآﻟﻴﺔ متﺮﻳﺮ ﻗﺮاراﺗﻬﺎ .اﻟﺴﺆال اﳌﺤﻮري اﻟﺬي ﻳُﻄﺮح ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﻫﻮ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ وراء ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴري ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻃﻬﺮان وﺗﺠّﺮؤﻫﺎ ﻋﲆ ﺗﺤّﺪي اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ،وﻣﻦ وراﺋﻬﺎ واﺷﻨﻄﻦ؟ مل ﻳﻜﻦ اﻟﺘﻐﻴري اﻟﺬي ﻃﺮأ ﻋﲆ ﺳﻠﻮك ﻃﻬﺮان ،ﺑﺮأي ﻫﺎورد ،ﻧﺎﺗﺠﺎً ﻋﻦ اﻧﺘﺨﺎب اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد )ﰲ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ،(2005ﺑﻞ ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ 33دوﻻرا ً ﻟﻠﱪﻣﻴﻞ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم 2004 إﱃ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ 70دوﻻرا ً ﰲ آب ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﱄ ،وﻫﻮ آﺧﺬ ﺑﺎﻟﺼﻌﻮد اﳌﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻴﻮم ،ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ دﻓﻌﺎً إﺿﺎﻓﻴﺎً ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺤّﺪي اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺤﺎوﻻت واﺷﻨﻄﻦ ﻣﺤﺎﴏة ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم وإﺳﻘﺎﻃﻪ. إن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻨﺢ ﻃﻬﺮان اﻟﻘّﻮة ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻔﺮض إﺟﺮاءات ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ ﺿّﺪ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻬﺎ ،وﻣﻜﺎﻓﺄة اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ،وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ اﻟﺼني .ﻛﺬﻟﻚ ﻣّﻜﻦ ارﺗﻔﺎع ﺳﻌﺮ ﺑﺮﻣﻴﻞ اﻟﻨﻔﻂ ﻃﻬﺮان ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻳﺔ أذرﻋﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،اﺑﺘﺪاًء ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﻋﱪ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ، اﻟﺤﻠﻴﻒ اﻟﻘﻮي ﻟﻄﻬﺮان ،ﻣﺮورا ً ﺑـ » ﺣامس« ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ،وﺻﻮًﻻ إﱃ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﺗﴫﻳﺢ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺑﺄّن إﻳﺮان أﺻﺒﺤﺖ متﺘﻠﻚ اﻟﻴﻮم ﻣﻔﺘﺎح أﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ .إّن اﻣﺘﻼك ﻃﻬﺮان ﻫﺬا اﳌﻔﺘﺎح ﻳﻌﻮد ﰲ ﺟﺰء ﻛﺒري ﻣﻨﻪ إﱃ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺬي ﻣﻨﺢ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺠامﻋﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻛام ﻋﲆ إﺧﺎﻓﺔ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ .وﻫﻲ اﻟﻘﺪرة ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ متﻠﻜﻬﺎ ﻃﻬﺮان وﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﴩوع اﻟﺘﻤّﺪد اﻹﻣﱪاﻃﻮري اﻷﻣرييك ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﻻ ﺑﻞ ﺗﻮاﺟﻬﻪ مبﴩوع متّﺪد إﻣﱪاﻃﻮري إﻗﻠﻴﻤﻲ إﻳﺮاين ﻣﻀﺎّد. ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠّﻪ ﻓﺈن اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت إﻳﺮان اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ مل ﺗﺸّﺠﻊ ﻧﻈﺎم ﻃﻬﺮان ﻋﲆ ﺗﺤّﺪي اﻹرادة اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﺣﺴﺐ ،ﺑﻞ وﺿﻌﺖ ﺿﻐﻮﻃﺎً ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﻋﲆ ﻧﻔﻮذ أﻣريﻛﺎ اﻟﺪوﱄ ،ﺑﺤﺴﺐ رأي ﻫﺎورد. ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺤﺎوﻻت واﺷﻨﻄﻦ ﻟﻌﺰل إﻳﺮان ﻋﻦ اﻻﺳﺘﺜامرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وﺑﻨﺎء ﺟﺒﻬﺔ ﻣﻮّﺣﺪة ميﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻃﻤﻮﺣﺎت ﻃﻬﺮان اﻟﻨﻮوﻳﺔ، أﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﳌﺤﺎوﻻت أﻛرث ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻹﻏﺮاء اﻟﺘﻲ متﺜّﻠﻪ ﺗﻠﻚ اﳌﺼﺎدر ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻷﺧﺮى ،اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،وﺣﺘﻰ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻋﲆ اﳌﺪى اﳌﺘﻮّﺳﻂ واﻟﺒﻌﻴﺪ. إّن ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺪاﺧﲇ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ،اﻟﺬي ﻻ ميﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ، ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻘﻮى واﻟﺒﻠﺪان إﱃ ﺗﻨﺤﻴﺔ رﻏﺒﺎت واﺷﻨﻄﻦ ﺟﺎﻧﺒﺎً ،وﺻﻮًﻻ إﱃ ﺣّﺪ
ﻣﻌﺎرﺿﺘﻬﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،وﻣﻨﺢ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻃﻬﺮان .واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﺗﺰاﻳﺪ ﺣّﺪة اﻟﺘﻮﺗ ّﺮ ﺑني اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﺤﻠﻔﺎء واﳌﻨﺎﻓﺴني اﻟﺪوﻟﻴني ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء ،ﻣﺎ ﺳﻴﻤﺜّﻞ ﺗﺤّﺪﻳﺎً واﺿﺤﺎً وﺟّﺪﻳﺎً ﻟﻘﻮة أﻣريﻛﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. ﰲ ﻇّﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺤّﺪي اﻟﺠّﺪي اﻟﺬي ﺗﻮاﺟﻬﻪ واﺷﻨﻄﻦ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻃﻬﺮان، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ﻛﺄداة ﺗﺮﻏﻴﺐ وﺗﺮﻫﻴﺐ ﰲ إﻃﺎر ﺣﺮﺑﻬﺎ اﻟﺒﺎردة ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ ،وﻛﺴﻼح ﻗﺎﺗﻞ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﱄ ﰲ ﺣﺎل ﺣﺼﻮل أي ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني ،ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال ﻋﻦ ﻗﺪرة واﺷﻨﻄﻦ ﻋﲆ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺤّﺪي اﻟﻨﻔﻄﻲ -اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﻳﺮاين ،ﻣﺮﻛﺰﻳّﺎً ﰲ واﺷﻨﻄﻦ، ﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺻﻘﻮر اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ أّن أي ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ميﺘﻠﻜﻮن أﺳﺒﺎب اﻟﻘﻮة )أي اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻘﺪرة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ( ،ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﺧﻄرية ﻋﲆ أﻣريﻛﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ. راﺑﻌﺎ :إﻳﺮان ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺬراع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ: ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻹﻳﺮان اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺗﻌّﺮﺿﻬﺎ ﻟﻀﻐﻮط ﺷﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ -وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻐﺮيب ﻣﻨﻪ -ﻟﻠﱰاﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي واﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﴩوط وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺬي ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﻐﺮب ،وﻋﲆ رأﺳﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،دون ﻓﻬﻢ آﻟﻴﺎت اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل ﻛﻜّﻞ ،ﺣﻴﺚ إن أي ﻣﺘﺠﺎوز ﻟﻬﺮﻣﻴﺔ وﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﱄ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،وﺗﺎﺑﻌﻴﻬﺎ اﻷوروﺑﻴني ،ﺳﻮف ﻳﺘﻌّﺮض ﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،وان مل ﻳﺮﺗﺪع وﺗﺤّﺪى إرادة اﳌﻬﻴﻤﻦ ،ﻓﺈن ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن أﻗّﻞ ﻣﻦ ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻨّﻔﺬﻫﺎ اﻟﺬراع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ - ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒري ﺗﻮﻣﺎس ﻓﺮﻳﺪﻣﺎن -ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺔ ﺑﺤﻠﻒ ﺷامل اﻷﻃﻠﴘ .ﻻ ﺑّﺪ ﻟﻨﺎ إذن ﻣﻦ رﺑﻂ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻹﻳﺮان اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ اﳌﺘﺠّﺪدة واﻟﻌﻮﳌﺔ اﳌﺴﻠّﺤﺔ وﻣﴩوع اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل واﺧﻀﺎﻋﻪ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺮأﺳامل اﳌﺘﻔﻠّﺖ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻪ ،واﻟﺬي ﻫﻮ ﺷﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻼﺳﺘﻌامر اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺄﺷﻜﺎل أﻛرث ﺣﺪاﺛﺔ .ﰲ ﻛﺘّﻴﺐ ﺑﻌﻨﻮان "ﻻ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ"، واﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ ﰲ ﻣﴫ ،ﻧﻘﺮأ أن اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ ﻗﺪ ارﺗﺒﻄﺖ دوﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﻮّﺳﻊ اﻻﺳﺘﻌامري ،وأﻧﻪ ﻣﻊ اﺗ ّﺴﺎع ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ وﺗﺠﺎوزﻫﺎ ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻟﻌﺒﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ )اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ( ،دورا ﻫﺎﻣﺎ ﰲ ﺣامﻳﺔ وﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺼﺎﻟﺢ رأﺳامﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺤﺪود اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .وإذ ﺗﻌّﺪ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﺳﺘﻤﺮارا ﻟﻠﺮأﺳامﻟﻴﺔ ﺗﻠﻚ وﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ أﻋﻨﻒ ،ﻓﺈن أﺣﺪ أﻫﻢ رﻛﺎﺋﺰﻫﺎ ﺗﻜﻤﻦ
ﰲ ﺣامﻳﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ ﺧﺎرج ﺣﺪودﻫﺎ وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎق ﻫﺬه اﳌﺼﺎﻟﺢ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ .وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﻬﺪف ،وﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر اﻟﻌﻮﳌﺔ ،إﱃ ﺗﺤﺮﻳﺮ رؤوس اﻷﻣﻮال واﻻﺳﺘﺜامرات ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻴﻮد ،وﺗﻮﻓري ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎل اﻟﺤامﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ميﻜﻦ أن ﻳﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﻋﱪ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺰاﻳﺪ دور اﻟﺪوﻟﺔ )وﺧﺎﺻﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ( ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﰲ دﻋﻢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ وﺣامﻳﺘﻬﺎ )داﺧﻠﻴﺎ وﺧﺎرﺟﻴﺎ ( ،ﻓﺘﺤﺖ ﺷﻌﺎر اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻹرﻫﺎب، وﻫﻲ اﻟﺤﺮي اﻟﺘﻲ أﻛرث ﻣﻦ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ ﴍﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ واﻟﺴﻼح اﻷﻣريﻛﻴني، ازدادت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺤّﺮﻛﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﻌامﻟﻴﺔ ﰲ أﻣريﻛﺎ وﺗﻮّﺳﻌﺖ داﺋﺮة اﻟﺤﺮوب اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺘﺨﺮج اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮأﺳامﱄ اﻷﻣرييك ﻣﻦ أزﻣﺎﺗﻪ اﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ .ﻛام أﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ أن ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻮﳌﺔ )ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ واﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻴني ( ،ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻒ دورﻫﺎ ﻋﻨﺪ دﻋﻢ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ ﻋﱪ اﻟﻌﺎمل ﻟﺘﺤﺴني ﻣﻨﺎﺧﺎت اﻻﺳﺘﺜامر ،ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﺘﺪّﺧﻞ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻹﻧﻘﺎذ ﺗﻠﻚ اﳌﺼﺎﻟﺢ )ﻛام ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻌﺮاق ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأ ﺻﺪام ﺣﺴني ﻳﻬّﺪد اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﱪ ﻣﴩوﻋﻪ اﻟﻄﻤﻮح ﺟﺪا ﰲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﺎﺑﻊ اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﻜّﻞ( .وﺗﻘﻮم أﻳﻀﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ )ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة( ﺑﺪﻋﻢ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ وإﺿﻔﺎء اﻟﴩﻋّﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ )وﻣﺎ ﻗﺮارات اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1991وﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،أي ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮط اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت وﺗﺤّﻮل اﻟﻌﺎمل إﱃ اﻟﻘﻄﺒّﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳّﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﺳﻮى ﺧري دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ( .إﻻ أن اﻟﺨﻄري ﰲ اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺪﻧّﻴﺔ ،ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ وﺣﺪﻫﺎ ﺣامﻳﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،أو ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺜﻼﺛّﻴﺔ ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺗﻌﺒري ﺳﻤري أﻣني ،وإزاﻟﺔ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ أﻣﺎم ﺣﺮﻛﺔ اﻻﺳﺘﺜامر اﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻠﺤﺪود ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻓﺮض اﻟﺤﺼﺎر واﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳني )ﻛام ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻌﺮاق واﻟﺬي أّدى إﱃ وﻓﺎة ﻋﴩات اﻷﻟﻮف ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ،أو ﻛام ﻫﻮ ﻣﺨﻄّﻂ ﻹﻳﺮان اﻟﻴﻮم( ،ﻣﻦ دون اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑـ "اﻷداة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ" ﻟﺤﺴﻢ اﻟﴫاع ﺑني ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪول اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻮﺟﻪ اﳌﺴﻠّﺢ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ وذراﻋﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﻮزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﺣﻠﻒ ﺷامل اﻷﻃﻠﴘ ،ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﰲ ﻋﴫ اﻟﻌﻮﳌﺔ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ،وﰲ ﻇّﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻣﻦ ﻏري اﳌﻘﺒﻮل أو اﳌﺴﻤﻮح ﻷﻧﻈﻤﺔ أو دول أن ﺗﻌﻴﻖ ﺗﻮّﺳﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮب وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ .ﻓﻔﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،مل ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺒﻮﻻ أن ﻳﻘﻮم ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺎﻟﺒﺎن ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ ﺧّﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻧﻔﻂ اﻟﻘﻮﻗﺎز وإﺿﺎﻋﺔ ﻓﺮص اﻻﺳﺘﺜامرات اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻋﲆ ﴍﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ .ﻛام أﻧﻬﺎ مل ﺗﻜﻦ ﻟﺘﱰك
اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻀﺨﻢ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺑﻴّﺪ رﺟﻞ ﻛﺼﺪام ﺣﺴني .ﻓﻜﺎن اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﺘﻪ اﻟﺬراع اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺘﺄﻣني وﺣامﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻜﱪى ﺗﻠﻚ ﺑﺎﻟﻘّﻮة .وﻣﺎ اﻟﺘﻮّﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺧﺼﺨﺼﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﻌﺮاق وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮاﻧني اﻟﺴﻮق اﻟﺤّﺮة ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺰو ﻣﺒﺎﴍة ،ﺳﻮى ﺧري دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻃﺒﻌﺎ إﱃ ﻋﻘﻮد إﻋﺎدة إﻋامر ﻣﺎ دّﻣﺮﺗﻪ اﻟﺤﺮب وﻋﻘﻮد اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﺘﻲ ﺣﻈﻴﺖ مبﻌﻈﻤﻬﺎ ﴍﻛﺎت أﻣريﻛﻴﺔ ،أﻫﻤﻬﺎ ﻫﺎﻟﻴﱪﺗﻮن ذات اﻟﺼﻠﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻨﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ وﻏريﻫﺎ .ﻫﺬا دون أن ﻧﻨﴗ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺠّﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓّﺮﻫﺎ اﻟﺤﺮوب اﻟﺘﻮّﺳﻌﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر اﻟﻘﻀﺎء ﴩ" ،ﻟﴩﻛﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ارﺗﻔﻌﺖ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﲆ "ﻣﺤﻮر اﻟ ّ أﺳﻬﻤﻬﺎ ﺑﻌﺪ أﺣﺪاث 11أﻳﻠﻮل 2001وﺣﺮيب أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق ،ﻣﺎ ﺗﺴّﺒﺐ مبﻀﺎﻋﻔﺔ اﻷرﺑﺎح ﻟﺪﻳﻬﺎ وﺗﺤﺮﻳﻚ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﻌﺎين ﻣﻦ رﻛﻮد وﺗﺒﺎﻃﺆ ﰲ أﻋامﻟﻬﺎ ﻟﻮﻻ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮوب ،دون أن ﻧﻨﴗ إﻧﻌﺎﺷﻬﺎ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻷﻣرييك اﻟﺬي ﻳﻌﺎين ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺣﺎّدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻗﺘﺼﺎدات اﻟﺼني وأوروﺑﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن .إن أداة اﻟﻘّﻮة ﴐورﻳﺔ إذن ﺣامﻳﺔ ﻣﴩوع اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .ﻳﻘﻮل ﺗﻮﻣﺎس ﻓﺮدميﺎن أن ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪ وﻏريﻫﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺤّﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل دون اﻟﺤامﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆّﻣﻨﻬﺎ ﺣﺎﻣﻼت اﻟﻄﺎﺋﺮات واﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻷﻣريﻛﻴﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻏري اﳌﻘﺒﻮل ،ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،أن ﺗﺘﻌّﺮض ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة ﻷي ﺗﻬﺪﻳﺪ أو ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي دوﻟﺔ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ أﻛﱪ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﻫﺬا اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻋﺼﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ واﳌﺘﺤّﻜﻢ ﺑﻪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﳌﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺼﻨﻊ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪوّﱄ ،ﻛام ﺗﻮﺟﺪ إﴎاﺋﻴﻞ، ﺣﻠﻴﻔﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ اﳌﺘﻘّﺪﻣﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮن اﻣﺘﻼك إﻳﺮان ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﺧﻄﺮا ذو ﺣّﺪﻳﻦ ﻋﲆ ﻛّﻞ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻣﺼﺎﻟﺢ إﴎاﺋﻴﻞ .وﻫﻮ أﻣﺮ ﻏري ﻣﺴﻤﻮح ﺑﻪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء. اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﴏاع واﺷﻨﻄﻦ -ﻃﻬﺮان ﻟـ "اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ" ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ إن اﻟﴫاع اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﺪة ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،واﻟﺬي ﻳﻌﻮد ﰲ ﺟﺰء أﺳﺎﳼ ﻣﻨﻪ إﱃ اﻟﺨﻼف ﺣﻮل اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ،إن ﻫﺬا اﻟﴫاع ﻳﺨﻔﻲ وراءه ﴏاﻋﺎ أﻛرث ﻋﻤﻘﺎ وأﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻼف ﺣﻮل اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻟﺬي ﻻ ﻳﺸّﻜﻞ ﺳﻮى ذرﻳﻌﺔ أو واﺟﻬﺔ ﻟﴫاع أﻛرث ﻋﻤﻘﺎ وأﺑﻌﺪ ﻣﺪى ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻠﻒ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺨﻼف اﻷﺳﺎﳼ ﺣﻮل
ﺗﻨﺎزع اﻟﻄﺮﻓني ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﻟﻴﺴﺖ اﻟﺤﺮوب اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ،أو اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﻘﻮم ،ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق إﱃ ﻓﻠﺴﻄني ﻣﺮورا ﺑﻠﺒﻨﺎن ،ﺳﻮى ﺧري دﻟﻴﻞ ﻋﲆ وﺟﻮد ﺣﺮب ﺑﺎردة ﻗﺎمئﺔ ﺑني ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وإﻳﺮان ،وﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب اﻣﺘﻬﻨﺘﻪ أﻣريﻛﺎ ﰲ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ أﺛﻨﺎء ﺣﺮﺑﻬﺎ اﻟﺒﺎردة ﻣﻊ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻟﺴﺎﺑﻖ .وﻫﻲ ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻜّﺮة اﻟﻴﻮم ﻣﻊ إﻳﺮان، ﳌﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻣّﺪ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﳌﻨﻄﻘﺔ ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺠﻴﻮﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺴّﺒﺒﺖ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد إﱃ زﻋﺰﻋﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻛﴪ ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى ﻟﺼﺎﻟﺢ إﻳﺮان ﺑﻌﺪ ﴐب أﻋﺪاﺋﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘني ،ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﺎن ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﻧﻈﺎم ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ﰲ اﻟﻌﺮاق ،ﻣﺎ أّدى إﱃ ﻓّﻚ اﻟﻄﻮق "اﻟﺴّﻨﻲ" ﺣﻮﻟﻬﺎ وﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﲆ إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﳌﴩوﻋﻬﺎ اﻟﺘﻮّﺳﻌﻲ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﻔﺮاغ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻫﻨﺎك. أوﻻ :اﻟﴫاع اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ: ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻏﺎرﻳﺚ ﺑﻮرﺗﺮ إن إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﺗﺪﻓﻊ مبﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﱄ ﻻﺗﺨﺎذ ﻋﻘﻮﺑﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺿّﺪ إﻳﺮان ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﻛﻘﻀّﻴﺔ متّﺲ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﺠامﻋﻲ اﻟﺪوﱄ وﺗﺸّﻜﻞ ﺧﻄﺮا ﻋﻠﻴﻪ .إﻻ أن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﴫاع ﺑني اﻟﻄﺮﻓني )أي أﻣريﻛﺎ وإﻳﺮان( ،واﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺪى ﻛﻞ ﻣﻨﻬام ،ﺗﺆّﻛﺪ أن ﺳﺒﺐ اﻟﺨﻼف اﻷﺳﺎﳼ ﻳﻌﻮد إﱃ رﻏﺒﺔ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﺑﺸﻜﻞ أﻛﱪ ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﰲ ﺣني ﺗﺴﻌﻰ إﻳﺮان ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻻﻋﱰاف اﻷﻣرييك ﺑﻬﺎ ﻛـ "ﻗّﻮة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﱪى". ﻟﺬﻟﻚ وﺑﻌﺪ اﻗﺘﻨﺎع اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أن اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﺨﻄّﻂ ﳌﻬﺎﺟﻤﺔ إﻳﺮان ،اﻗﱰﺣﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ،وﻣﻨﺬ ﻧﻴﺴﺎن ،2003 اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻮل اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي ،دﻋﻢ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﺴﻠّﺤﺔ اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ،وﻣﺒﺪأ رﻓﺾ اﻻﻋﱰاف ﺑﺈﴎاﺋﻴﻞ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻬﺮان ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻨﺎزﻻت ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ،إﻻ أن ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ ووزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع ﺣﻴﻨﻬﺎ دوﻧﺎﻟﺪ راﻣﺴﻔﻴﻠﺪ ،ﻋﺎرﺿﺎ اﻗﱰاح ﻃﻬﺮان اﻟﺘﻔﺎوﴈ ﻫﺬا .وﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ رأس أوﻟﻮﻟﻴﺎت اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ، ﺑﻞ رﻓﺾ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﺿﻔﺎء اﻟﴩﻋّﻴﺔ ﻋﲆ دور اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﺘﻌﺎﻇﻢ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﳌﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻮﻗﻒ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﴘ وراء إﴏارﻫﺎ ﻋﲆ رﻓﺾ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ،ﻳﺠﺐ إﻋﺎدة ﻗﺮاءة
ﺗﻮم دوﻧﻴﻠﲇ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ اﳌﴩوع اﻷﻣرييك ،وﻫﻮ ﺧّﺰان ﻓﻜﺮي ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ،ودوﻧﻴﻠﲇ ﻛﺎن ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟـ "ﻣﴩوع ﻵﺟﻞ ﻗﺮن أﻣرييك ﺟﺪﻳﺪ" ﺑني ﻋﺎﻣﻲ 1999و 2002ﻛام أﻧﻪ اﳌﻌّﺪ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﻮرﻗﺔ "إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء دﻓﺎﻋﺎت أﻣريﻛﺎ" ،وﻫﻲ ورﻗﺔ ﻗّﺪﻣﺖ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﺸﻴﻨﻲ وراﻣﺴﻔﻴﻠﺪ ،أﻋّﺪﻫﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ دوﻧﻴﻠﲇ ،ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻮل ووﻟﻔﻮﻳﺘﺰ وﺟﻮن ﺑﻮﻟﺘﻮن. إن ﺗﺤﻠﻴﻞ دوﻧﻴﻠﲇ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ مبﻮﺿﻮع ﺣﻴﺎزة إﻳﺮان ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺒﺐ اﻻﻋﱰاض اﻷﻣرييك ﻋﲆ ﺣﻴﺎزة إﻳﺮان ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﻳﺄيت ﻣﻦ أن إﻳﺮان -اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻗﺎدرة ﻋﲆ إﻋﺎﻗﺔ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻻﺳﺘﻜامل ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ .إن ﻣﴩوع اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ "ﻣﴩوع ﺗﻐﻴري اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ" أو "وﻻدة ﴍق أوﺳﻂ ﺟﺪﻳﺪ" ،ﻣﺘﻨﺎﻏﻢ وﻣﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ .وﻋﲆ ﻋﻜﺲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺮﺳﻤﻴني اﻷﻣريﻛﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤّﺪﺛﻮن ﻋﻦ إﻳﺮان ﻛﺪوﻟﺔ "ﻣﺘﻄّﺮﻓﺔ" ﺗﻬّﺪد ﺑﺈﻏﺮاق ﻛﺎﻣﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﺮوب ﻣﺪّﻣﺮة ،ﻳﺮى دوﻧﻴﻠﲇ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻹﻳﺮاين ﻳﺘﺄىت ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﲆ اﻟﻄﺮف اﳌﻘﺎﺑﻞ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﻟﻌﺒﺔ ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى ،أي أن ﻳﺮى ﰲ إﻳﺮان ﻗّﻮة ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﺗﺴﻌﻲ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻹﻗﺎﻣﺘﻪ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ .ﻫﻨﺎك ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺒﺐ اﻟﺨﻼف اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين اﻷﺳﺎﳼ. وﻗﺪ رأت إﻳﺮان ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻤﴩوع اﻷﻣرييك اﻟﻄﻤﻮح ﻫﺬا ،ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ إﻳﻘﺎف ﺗﻐﻠﻐﻞ اﻟﻮﺟﻮد اﻷﻣرييك ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب وﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻜﻞ .وﻗﺪ أّدى ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق ﺑﻌﺪ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن إﱃ ﺷّﺪ اﻟﺨﻨﺎق اﻷﻣرييك ﺣﻮل إﻳﺮان وﺗﻄﻮﻳﻘﻬﺎ، ﻣﺎ ﺗﺴّﺒﺐ ﺑﺮّد ﻓﻌﻞ إﻳﺮاين ﻋﻜﴘ أّدى إﱃ إزﻋﺎج اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق. ﻟﻘﺪ اﻋﺘﱪ دوﻧﻴﻠﲇ أن إﻳﺮان -ﻧﻮوﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺴﺐ اﺣﺘامل اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﻼح )وﻫﻲ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ أﺳﺎﺳﺎ( ،وﻻ ﺑﺴﺒﺐ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ متﺮﻳﺮه إﱃ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺘﻄّﺮﻓﺔ )وﻫﻲ ﻟﻦ متّﺮره ﻟﻬﺎ( ،ﺑﻞ إن اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﻨﻈﺮه ﺗﻜﻤﻦ ﰲ أن اﻣﺘﻼك إﻳﺮان ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﺳﻮف ﻳﺸّﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﺟﻬﻮد اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻻﺳﺘﻜامل ﻣﴩوﻋﻬﺎ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ "اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﳌﻮّﺳﻊ" .ﻛام ﻳﻜﻤﻦ "اﻟﺨﻄﺮ اﻷﺳﺎﳼ ﺑﻨﻈﺮه ﰲ أن "اﻟﻮاﻗﻌﻴني" ﻳﺴﻌﻮن ﻻﻋﺘامد ﺳﻴﺎﺳﺔ "ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى" ﻣﻊ إﻳﺮان -ﻧﻮوﻳﺔ ،ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺆّدي إﱃ إﺿﻌﺎف "اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻮش اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳّﺔ" .إن اﻟﻘﺪرة اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺸّﺠﻊ اﻟﺴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴني ﻣﻦ ﺧﺎرج إﻃﺎر اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد إﱃ اﻋﺘامد ﺳﻴﺎﺳﺔ "ﺗﻬﺪﺋﺔ" ﻣﻊ إﻳﺮان ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺘﺴّﺒﺐ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﺧﻄﻂ
اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﱃ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ. إن اﻟﺨﻄﺮ اﳌﺘﺄّيت ﻣﻦ إﻳﺮان اﻟﻴﻮم ،وﻓﻖ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ، ووﻓﻖ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ،ﻫﻮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻋﺎﻗﺔ إﻳﺮان ﳌﴩوع إﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ اﻟﻘﻮى ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺤّﻞ ﻳﻜﻤﻦ ﺑﻨﻈﺮﻫﻢ ﰲ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم داﺧﻞ إﻳﺮان .ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،مل ﺗﺪﻓﻊ ﻃﻬﺮان ﺣّﺪة اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﱃ ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﻘﺼﻮى ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺮﻓﺾ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﻧّﻴﺘﻬﺎ اﻣﺘﻼك اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ،ﰲ ﺣني ﻧﺮى اﻟﺮﺳﻤّﻴﻮن اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻳﻌّﱪون ﻋﻦ رﻏﺒﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﺣﻴﺎزة اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻟﻸﻏﺮاض اﻟﺴﻠﻤّﻴﺔ. ووﻓﻘﺎ ﳌﻌﻠﻮﻣﺎت أﻓﺎد ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﳌﻘّﺮﺑني ﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﰲ ﻃﻬﺮان، ﻓﺈن ﻗﺎدة اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﻳﺮاين ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮّددون ﰲ اﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﺨﺎﺻﺔ أن ﻋﲆ إﻳﺮان اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﻮّﺻﻞ إﱃ ﻋﻘﺪ اﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺑﻬﺪف إﱃ ﺗﻄﺒﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﱰف ﺗﻠﻚ اﻹدارة ﺑﴩﻋّﻴﺔ اﻟﺪور اﻹﻳﺮاين ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب )أو اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻔﺎرﳼ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻌﺒري اﻷﻣرييك واﻹﻳﺮاين(. ﻳﱰّﻛﺰ اﻟﺠﻬﺪ اﻹﻳﺮاين اﻟﻴﻮم ،ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺮﻳﺘﺎ ﺑﺎرﳼ ،اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﳌﺘﺨّﺼﺼﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮن ﻫﻮﺑﻜﻨﺰ ،ﻳﱰّﻛﺰ ﻋﲆ "إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﺪور اﻹﻳﺮاين ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ" .أﻣﺎ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻧﺠﻤﺔ ﺑﻮزورﻏﻤﻬﺮ ،واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﻟﺴﻨﻮات ﻋّﺪة ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﻳﺮاين، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﱪ أن إﻳﺮان ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻔﺎوﺿﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺣﻮل دور إﻳﺮان اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄيت اﺳﺘﺨﺪام إﻳﺮان ﻷدوات ﺿﻐﻂ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ ﻣﻔﺎوﺿﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ )ﻛﺎﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ،اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﳌﺴﻠّﺤﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق واﻟﺴّﻨﻴﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ،وﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن( ،ﻟﺘﺤﺴني ﴍوﻃﻬﺎ اﻟﺘﻔﺎوﺿّﻴﺔ ﻣﻌﻬﺎ .وﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻮﺿﻮع ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم أﻫﻢ أداة ﺿﻐﻂ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻃﻬﺮان ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎوض و"اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ" ﻣﻊ اﻷﻣريﻛﻴني .وﺗﻌﺘﱪ ﺑﻮزورﻏﻤﻬﺮ أن اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻣﻘﺘﻨﻌني ﺑﴬورة ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋامل ﺗﻈﻬﺮ ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﲆ إزﻋﺎج اﻷﻣريﻛﻴني ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ دﻓﻊ ﺑﻮش ﻟﻠﺘﻔﺎوض .وﺗﻘﻮل ﺑﺎرﳼ أن اﻟﺘﻮّﺟﻪ اﻟﺬي ﻃﻐﻰ ﻟﺪى اﻟﻘﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﺑﻌﺪ رﻓﺾ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺤﻮار ﻣﻊ ﻃﻬﺮان ،ﻫﻮ إﻇﻬﺎر ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﺴّﺒﺐ ﺑـ "ﺑﻌﺾ اﻷمل" ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ )وﻻ ﺳّﻴام ﰲ اﻟﻌﺮاق( ،ﻟـ "ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﻟﻴﻬﻢ". ﻟﺬﻟﻚ ،ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒني ،ﻓﺈن ﻫّﻢ إﻳﺮان اﻷﺳﺎﳼ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺣﻴﺎزة
اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ،ﺑﻞ اﻻﻋﱰاف اﻷﻣرييك ﺑﺎﳌﻮﻗﻊ اﻹﻳﺮاين اﳌﺘﻘّﺪم ﰲ ﺗﺮاﺗﺒّﻴﺔ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻘﻮى ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب .وﻫﺬا أﻣﺮ ﻻ ميﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻫﻢ ﺳﻮى ﻣﻦ ﺧﻼل إﺑﺮام اﺗﻔﺎق دﺑﻠﻮﻣﺎﳼ ﺷﺎﻣﻞ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني ﻳﺘﻀّﻤﻦ اﻋﱰاف اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ مبﻮﻗﻊ إﻳﺮان اﳌﺘﻘّﺪم ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .إن إﴏار إدارة ﺑﻮش ﻋﲆ ﺗﻮﺳﻴﻊ إﻃﺎر اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ميﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻓﻘﻂ ،ﺑﺮأي ﻏﺎرﻳﺚ ﺑﻮرﺗﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘّﻮة .وﰲ ﺣﺎل ﻓﺸﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ، اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘّﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻛام ﻳﺪﻋﻮ إﱃ ذﻟﻚ وﺑﻘّﻮة ،ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ دﻳﻚ [101] .ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺛﺎﻧﻴﺎً :ﺗﺸﻴﻨﻲ ،ﻟﻴﱪﻣﺎن ،و"ﻣﺆاﻣﺮة ﴐب إﻳﺮان" ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ اﻟﻴﻮم ،ﺑﺮأي ﺑﻮرﺗﺮ ،أن ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ "ﻳﺘﺂﻣﺮ" ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﴐب إﻳﺮان .ﻛام أن اﻟﺴﻨﺎﺗﻮر اﻷﻣرييك ﺟﻮ ﻟﻴﱪﻣﺎن ﻫﻮ ﻃﺮف ﻧﺸﻂ ﰲ ﻫﺬه "اﳌﺆاﻣﺮة" .ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺷّﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻗﺼﻒ ﺟّﻮي ﻣﻜﺜّﻒ ﺿّﺪ اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻣﺮاﻛﺰ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﺧﺮى ﰲ إﻳﺮان .وﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،وﺑﺪل اﻧﺘﻈﺎر اﺗﺨﺎذ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش ﻗﺮار اﻟﻬﺠﻮم ﻋﲆ إﻳﺮان ،ﻓﺈن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻳﺄﻣﻞ ﺑﺄن ﻳﻮاﻓﻖ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﲆ ﺷّﻦ ﻫﺠﻮم ﻋﲆ ﻣﻌﺴﻜﺮات ﺗﺪرﻳﺐ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ داﺧﻞ إﻳﺮان .وﻗﺪ اﻗﱰح ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺷّﻦ ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم ﰲ ﺣﺎل ﺗﺒّني ﺗﻮّرط إﻳﺮان، وﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺪاﻣﻐﺔ ،ﰲ دﻋﻢ ﺗﻠﻚ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮد اﻷﻣرييك ﰲ اﻟﻌﺮاق .إﻻ أن وزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ووزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣريﻛﻴني ﻛﻮﻧﺪوﻟﻴﺰا راﻳﺲ وروﺑﺮت ﻏﻴﺘﺲ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ رﻓﻀﻮا ﻫﺬا اﻻﻗﱰاح ﻣﻔّﻀﻠني اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ. إن اﻗﱰاح ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻫﺬا ﺑﺸّﻦ ﻫﺠامت ﺟﻮﻳّﺔ ﺿّﺪ ﺑﻌﺾ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﰲ إﻳﺮان ،ﻳﻬﺪف إﱃ أﻣﺮ واﺣﺪ وﻫﻮ :ﺟّﺮ إﻳﺮان إﱃ اﻟﺮّد ﻋﲆ اﻟﻬﺠﻮم اﻷﻣرييك ،ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ رّد أﻣرييك أﻗﴗ وأﺷﻤﻞ ﺿّﺪ إﻳﺮان .أي أن ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﻻﻓﺘﻌﺎل ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان متّﻜﻦ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎوز اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﺎرض ﺷّﻦ ﻫﺠامت ﻛﺘﻠﻚ .ﻫﺬا وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻴﻼري ﻣﺎن ،ﻣﺴﺘﺸﺎرة ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺸﺆون إﻳﺮان واﻟﺨﻠﻴﺞ ﴏﺣﺖ ﰲ ﺷﺒﺎط 2007ﻋﲆ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﴘ .أن .أن .أن إدارة اﻟﻌﺮيب ،ﻗﺪ ّ ﺑﻮش ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻓﺘﻌﺎل ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺑﺎﻟﴬورة رّدا إﻳﺮاﻧﻴﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﳌّﱪر ﻟﻺدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺸّﻦ ﻫﺠامت ﻣﺤّﺪدة ﺿّﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان. إن ﻣﺴﻌﻰ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻻﻓﺘﻌﺎل ﺣﺮب ﺿّﺪ إﻳﺮان ﻳﺆﻳّﺪه ﺑﺸّﺪة اﻟﺴﻨﺎﺗﻮر
ﻟﻴﱪﻣﺎن اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻋﲆ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﴘ .يب .أس .ﻟﻴﻘﻮل إﻧﻪ "ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺸّﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿّﺪ إﻳﺮان ﻟﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻮﻗّﻔﻮن ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻷﻣريﻛﻴني ﰲ اﻟﻌﺮاق" .وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑﺮأﻳﻪ "اﻟﻘﻴﺎم ﺑﴬﺑﺎت ﺟﻮﻳّﺔ داﺧﻞ اﻟﺤﺪود اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﱃ اﻟﻌﺮاق ﻟﻘﺘﻠﻨﺎ" .إن ﻫﺬا اﻟﺘﻮّﺟﻪ ﻟﴬب إﻳﺮان ﻳﻌﺘﻤﺪه ﻓﺮﻳﻖ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد وﻫﻮ ﻳﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪا ﻹﻗﻨﺎع اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش ﺑﻪ .ﻛام أﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪا ﻹﻗﻨﺎع اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣرييك ﺑﻔﻮاﺋﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﴬﺑﺔ .وﻫﻮ ﺗﻮّﺟﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪه أﻳﻀﺎ اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳني اﻷﻣريﻛﻴني داﺧﻞ اﻟﻌﺮاق ،ﺣﻴﺚ أﺷﺎر ﻛﻴﻔني ﺑريﻏرن ،اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ ﺑﻐﺪاد ،إﱃ اﻟﺪور اﻹﻳﺮاين ﰲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻬﺠﻮم اﻟﺬي ﺷّﻨﺘﻪ ﺑﺮأﻳﻪ "اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ" ﰲ ﻛﺮﺑﻼء ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﻣريﻛﻴني ،ﻛام أﺷﺎر إﱃ اﺳﺘﺨﺪام إﻳﺮان "اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ" ﻟﺪى "اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﳌﺎرﻗﺔ" ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺗﻌﺒريه .ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮار داﺧﻞ اﻟﻌﺮاق. إن ﻫﺬه اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻃﻬﺮان ﺗﻨﺪرج ،ﺑﺮأي ﺑﻮرﺗﺮ ،ﺿﻤﻦ إﻃﺎر "ﻣﺆاﻣﺮة" ﴐب إﻳﺮان ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓّﺮ "اﻟﺪﻟﻴﻞ" اﳌﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻟﺘﱪﻳﺮ اﻟﺤﺮب .وﺑﻜﻼم أﻛرث وﺿﻮﺣﺎ ،وﺑﻬﺪف ﴏح ﻟﻴﱪﻣﺎن ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﺠﻴﻴﺶ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣرييك وﺗﻌﺒﺌﺘﻪ ﺿّﺪ إﻳﺮانّ ، "إن ﻗﺘﻞ ﻋﻨﺎﴏ ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠّﺤﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ أو ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ،ﻫﻮ أﻣﺮ ﻏري ﻣﺴﻤﻮح ﺑﻪ وﻳﺸّﻜﻞ ﻋﻤﻼ ﻋﺪواﻧﻴﺎ ﺿّﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ" .إن ﻛّﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺼﺎرﻳﺢ ﺗﺪّل ﻋﲆ ﻧّﻴﺔ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ "اﳌﺘﻄّﺮﻓﺔ" داﺧﻞ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان .ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮش ﻫﻮ اﻟﺬي أﻣﺮ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﺑﻮﺿﻊ ﻣﺨﻄّﻂ اﺳﺘﻔﺰاز إﻳﺮان .إﻻ أن ﻗﺪرة ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻋﲆ "اﻟﺘﻼﻋﺐ" ﺑﺒﻮش ،ﺗﻄﺮح إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻴﺎم ﻫﺬا اﻷﺧري [102] .إﻳﺮان ﴐب أي اﳌﻤﻴﺖ"" ،اﻟﺨﻄﺄ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﺛﺎﻟﺜﺎً :إﴎاﺋﻴﻞ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﴬب إﻳﺮان ﺑﺪل اﻟﻌﺮاق ﻫﻨﺎك ﻣﺼﺎدر ﺗﻘﻮل أن اﻟﻘﺎدة اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺣّﺬروا إدارة ﺑﻮش ﻣﻦ ﻣﻐّﺒﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﴬب اﻟﻌﺮاق ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺘﺴّﺒﺐ ﺑﺮأﻳﻬﻢ ﺑﺰﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﳌﻨﻄﻘﺔ ،واﻗﱰﺣﻮا ﻋﲆ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﴐب إﻳﺮان ﻛﻮن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻳﺸّﻜﻞ، ﺑﺮأﻳﻬﻢ" ،اﻟﻌﺪو رﻗﻢ واﺣﺪ" ،ﺑﺤﺴﺐ ﻟﻮراﻧﺲ وﻳﻠﻜﺮﺳﻮن ،رﺋﻴﺲ ﻣﻜﺘﺐ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﻮﻟﻦ ﺑﺎول .وﻗﺎل وﻳﻠﻜﺮﺳﻮن ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﻋﲆ ﻣﺤﻄﺔ آي. يب .أس .أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﻺﴎاﺋﻴﻠﻴني رّدة ﻓﻌﻞ ﴎﻳﻌﺔ ﻋﲆ ﻧّﻴﺔ إدارة ﺑﻮش ﴐب اﻟﻌﺮاق ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني ﻟﻨﻈﺮاﺋﻬﻢ اﻷﻣريﻛﻴني "إن اﻟﻌﺮاق ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﻌﺪّو ،ﺑﻞ إﻳﺮان" .وﻗﺪ ﺑﻌﺚ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك
ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻪ "إذا أدرت زﻋﺰﻋﺔ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،اﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻌﺪّو اﻟﺮﺋﻴﴘ" ،أي إﻳﺮان .إن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺗﻠﻚ مل ﺗﻜﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﴬب إﻳﺮان ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻮري ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤّﺬر ﻣﻦ أن ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق واﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺼّﺪام ﺳﻮف ﻳﻠﻬﻲ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻷﺳﺎﳼ اﳌﺘﺄّيت ﻣﻦ إﻳﺮان". وﻳﻘﻮل ﺑﻮب وودورد ،اﻟﺼﺤﺎﰲ اﻷﻣرييك اﳌﻌﺮوف ،ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺧﻄّﺔ اﻟﻬﺠﻮم" ،أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﺐ راﻣﺴﻔﻴﻠﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻃﻮﻣﻲ ﻓﺮاﻧﻜﺲ ﺗﺤﻀري ﻣﺴﻮّدة اﻟﺨﻄّﺔ ﻟﴬب اﻟﻌﺮاق ،ﻃﻠﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻹﴎاﺋﻴﲇ آرﻳﻴﻞ ﺷﺎرون ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻧّﻴﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق .وﻗﺪ أرﺳﻞ ﺷﺎرون ﻗﺒﻞ اﺟﺘامﻋﻪ ﺑﺒﻮش رﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﻪ ﻳﺤّﺬره ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ "أن إﻳﺮان ﺗﺸّﻜﻞ اﻟﺨﻄﺮ اﻷﻛﱪ" ،ﻛام ﻧﻘﻞ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﺮاﺳﻞ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ .وﻗﺪ ﴏح ﺣﻴﻨﻬﺎ وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﺑﻦ إﻟﻴﻌﺎزر اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺷﺎرون إﱃ ّ واﺷﻨﻄﻦ ،ﻣﻦ "أن اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻴﻮم ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺎﻟﻌﺮاق .واﻟﻌﺮاق ﺑﻨﻈﺮﻫﻢ ﻫﻮ اﳌﺸﻜﻠﺔ .ﻋﻠﻴﻜﻢ أن ﺗﻌﻠﻤﻮا أن إﻳﺮان اﻟﻴﻮم ﻫﻲ أﺷّﺪ ﺧﻄﺮا ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق". وﻗﺪ ﻧﺼﺢ ﺷﺎرون ﺑﻮش أﺛﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻳﺎرة ﺑﻌﺪم اﺣﺘﻼل اﻟﻌﺮاق ،ﺑﺤﺴﺐ ﻳﻮﳼ آﻟﻔﺮ ،ﻣﺴﺘﺸﺎر رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻳﻬﻮد ﺑﺎراك .ﻛام أن ﺷﺎرون ﻗﺪ ذﻫﺐ اﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺣني ﻗﺎل ﻟﺒﻮش أن إﴎاﺋﻴﻞ ﻟﻦ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺨﻄّﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻹﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم ﺻّﺪام ﺣﺴني. ﴏح ﺣﻴﻨﻬﺎ رﺋﻴﺲ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻗﺪ ّ أﻫﺎرون ﻓﺎرﻛﺶ ،أن اﻟﻌﺮاق ﻻ ميﻠﻚ ﺻﻮارﻳﺦ ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﴐب إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﺒﺎﴍة ،وﺗﺤّﺪى اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ أن ﺗﺜﺒﺖ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﻌﺮاق اﻣﺘﻼك اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﻋّﺪة .ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺷّﺪد ﻓﺎرﻛﺶ ﻋﲆ "أن إﻳﺮان ﺗﺸّﻜﻞ ﺧﻄﺮا ﻧﻮوﻳﺎ أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق" ،ﺑﺤﺴﺐ ﻏﺎرﻳﺚ ﺑﻮرﺗﺮ .إن اﳌﺤﻠﻠّني اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴني اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻠﻤﻮن ﺣﻴﻨﻬﺎ أن إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺳﻮف ﻳﺘﺴّﺒﺐ ﺑﺈﺧﻼل ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑني اﻟﻌﺮاق وإﻳﺮان ،اﻟﺬي ﺳﺒﻖ واﺧﺘّﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ إﻳﺮان ﺑﻌﺪ ﻫﺰميﺔ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﰲ ﺣﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎم .1991 ﰲ اﻟﻌﺎم ،1990أﺧﺬ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ،اﳌﻌﺮوﻓني ﺑﺼﻼﺗﻬﻢ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﺣﺰب اﻟﻠﻴﻜﻮد اﻹﴎاﺋﻴﲇ ،أﺧﺬوا ﻳﺪاﻓﻌﻮن أﻣﺎم اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني ﻋﻦ ﻓﻜﺮة ﺗﻮﺣﻴﺪ "اﻟﺮؤﻳﺔ" اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻹﺳﻘﺎط ﻛﺎﻓﺔ "أﻋﺪاء" إﴎاﺋﻴﻞ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،اﻟﻮاﺣﺪ ﺗﻠﻮ اﻵﺧﺮ ،ﺑﺪء ﺑﺎﻟﻌﺮاق ،ووﺿﻊ ﻧﻈﺎم ﺑﺪﻳﻞ ﻣﻮال ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﻫﻨﺎك .ﻫﺬا ﻛﺎن ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺬي أﻋّﺪه رﻳﺘﺸﺎرد ﺑريل ﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ .إﻻ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﺎدة واﳌﺤﻠّﻠني اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴني اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني
)مبﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺎرون( ،مل ﻳﻘﺘﻨﻌﻮا ﺑﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ﺗﻠﻚ ،وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﺧﺘﻼف اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑني ﻛﻞ ﻣﻦ واﺷﻨﻄﻦ وﺗّﻞ أﺑﻴﺐ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻬﺘّﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟﻜّﻞ ﻣﻦ إﻳﺮان واﻟﻌﺮاق ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء ،ﰲ ﺣني ﻛﺎن اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ﻳﺮّﻛﺰون ﻋﲆ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻛﻮﻧﻪ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻷﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺑﻨﻈﺮﻫﻢ ﻹﺣﺪاث اﻟﺘﻐﻴريات اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻓﻤﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻫﺆﻻء ،ﻛﺎن اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ "اﻟﻬﺪف اﳌﻨﻄﻘﻲ" ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘّﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿّﺪه ﻹﺣﺪاث ﻫﺬه وﺟﻬﺔ ﺻّﺤﺔ ﻋﲆ ﺑﺮﻫﻨﺖ ﻗﺪ اﻟﻌﺮاق ﻏﺰو ﻧﺘﻴﺠﺔ أن إﻻ [103] .اﻟﺘﻐﻴريات إﺳﻘﺎط إن ﺣﻴﺚ ،اﻟﺠﺪد اﳌﺤﺎﻓﻈني ﻧﻈﺮ وﺟﻬﺔ ﺧﻄﺄ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﺳﺘﻜامل ﻣﴩوع وﻓﺸﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﻘﺮار ﺑﺰﻋﺰﻋﺔ ﺗﺴّﺒﺐ ﻗﺪ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻮى ﻣﻴﺰان ﺑﺎﺧﺘﻼل ،اﻷﻫﻢ وﻫﻮ ،ﺗﺴّﺒﺐ ﻛام ،اﻷﺧﺮى اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺗﻐﻴري ﺧﻄّﺔ ﻟﻬﺎ ﺟّﺪﻳﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻳﺸّﻜﻞ اﻟﺬي اﻷﻣﺮ ،ﻹﴎاﺋﻴﻞ "اﻟﻠﺪود اﻟﻌﺪّو" ،إﻳﺮان ﻟﺼﺎﻟﺢ ،اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹدارة وﻗﻮع ﻧﺘﻴﺠﺔ "،ﻛﱪى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻗّﻮة" ﻛـ إﻳﺮان ﺑﺮوز ﻣﻊ ،اﻟﻴﻮم اﻟﺸﻌﻮب ﻗﺪرة اﻟﺠﺪد اﳌﺤﺎﻓﻈني ﺗﻘﺪﻳﺮ وﺳﻮء اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﺧﻄﺄ ﰲ .اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻋﲆ راﺑﻌﺎً :ﺗﺸﻮﻣﺴيك ﻣﺤّﺬرا :ﴐب إﻳﺮان ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﻛﺎرﺛﻴﺎ: ﺳﻮف ﻧﻌﺮض ﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﺎل ﻟﺮؤﻳﺔ ﻧﻌﻮم ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،اﳌﻔّﻜﺮ اﻟﻴﻬﻮدي - اﻷﻣرييك اﳌﻌﺮوف ،ﻟﻮﺿﻊ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،واﻣﺘﻌﺎﺿﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺑﻮش اﻻﺑﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء ،وﻫﻮ اﻧﺘﻘﺎد ﻳﺘﻀّﻤﻦ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺆّﴍات ﻋﲆ وﺿﻊ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﱰاﺟﻊ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﺗﺨﺎذ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﻗﺮارات ﺗﺘﻮاﻓﻖ وﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻴﻮم ﰲ أﻣريﻛﺎ ،ﻣﻊ ﺗﻌﺎرض ﺻﺎرخ وﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻣرييك واﻟﻔﺌﺎت اﻟﺸﻌﺒّﻴﺔ اﳌﻬّﻤﺸﺔ ،داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة .وﻳﻄﺮح ﺗﺸﻮﻣﺴيك ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر "اﻟﻌﻼج اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ" ﻛﺄداة وﺣﻴﺪة ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ اﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴّﺒﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد )ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ( ،ﻣﻌﺘﱪا أﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﳌﺘﺄّزم، وﺗﻔﺎدي اﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﺿّﺪ إﻳﺮان ،ﺣﺮب ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻛﺎرﺛﻴﺔ ﺑﻨﻈﺮه، ﻣﻊ إﻣﻜﺎن اﻟﺘﺴّﺒﺐ ﺑﺎﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ. ﻳﻘﻮل ﺗﺸﻮﻣﺴيك إﻧﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﻔﺎﺟﺊ إﻋﻼن ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﰲ "ﺗﺼﻌﻴﺪ" اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ اﻟﻌﺮاق ،ﺑﺮﻏﻢ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺨﻄﻮة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﻣريﻛﻴني أﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻴني .وﻗﺪ ﺗﺮاﻓﻘﺖ ﺗﻠﻚ
اﻟﺨﻄﻮة ﻣﻊ ﺷّﻦ اﳌﺴﺆوﻟني اﻷﻣريﻛﻴني -ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ أﻣريﻛﺎ واﻟﻌﺮاق -ﺣﻤﻠﺔ دﻋﺎﺋﻴﺔ ﺿّﺪ ﻣﺎ أﺳﻤﻮه "اﻟﺘﺪّﺧﻞ اﻹﻳﺮاين ﰲ اﻟﻌﺮاق" ،واﻟﺬي أﺳﻬﻢ ﰲ ﻧﻈﺮﻫﻢ، ﰲ إﻋﺎﻗﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ "اﻟﻨﴫ اﻷﻣرييك" ﻫﻨﺎك ،وﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻫﺪف "ﻧﺒﻴﻞ" ﺑﻨﻈﺮﻫﻢ. وﻗﺪ أﺧﺬ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺆﻻء ﻳﻨﺤﻮ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺪﻋﻮة اﻟﴫﻳﺤﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﴐﺑﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﱃ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين وﺣﺘﻰ إﱃ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ داﺧﻞ إﻳﺮان. إن ﻫﺬه اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ ﺗﺸّﻜﻞ ،ﺑﻨﻈﺮ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،ﺗﻌﺒريا منﻮذﺟﻴﺎ ﻋﻦ ﺣﻤﻼت اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﰲ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﺰب اﻟﻮاﺣﺪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻄﺎع ﺧّﻂ اﻟﺤﺰب اﳌﻌﻠﻦ .وﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﺣﻴﺚ ﻓﻘﺪت اﻟﺪوﻟﺔ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻓﺮض ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة ،ﻓﺈن اﻟﻨﻘﺎش ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﺿﻤﻦ اﻷﻃﺮ اﳌﺴﻤﻮح ﺑﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﻋﲆ وﺟﻮد اﻧﻔﺘﺎح وﺣﺮﻳّﺔ ﺗﻌﺒري ﻋﻦ اﻟﺮأي ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ اﻻﻗﺘﻨﺎع ﺑﺨّﻂ اﻟﺤﺰب اﻟﺤﺎﻛﻢ )واﻟﺬي ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻓﻮق اﳌﺴﺎءﻟﺔ (. إن اﻟﺠﺪل اﻟﺪاﺋﺮ اﻟﻴﻮم ﺣﻮل "اﻟﺘﺪّﺧﻞ اﻹﻳﺮاين" ﰲ اﻟﻌﺮاق ،ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺴﻠّﻤﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ متﺘﻠﻚ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ .مل ﻳﺪﺧﻞ اﻷﻣريﻛﻴني ﰲ ﺟﺪل ﻛﻬﺬا ﰲ مثﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،ﻣﻊ اﻟﺘﺪّﺧﻞ اﻷﻣرييك ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،ﺣني ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻣﺤﺘﻼ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت )وﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺜّﻮار اﻷﻓﻐﺎن واﻟﻌﺮب ﻳﺘﻠّﻘﻮن اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻲ واﳌﺎدي اﻟﴫﻳﺢ واﳌﻌﻠﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﺿّﺪ اﻟﺮوس( .ﻛام أن اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻨﺎزﻳﺔ مل ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻮﺿﻮع ﺗﺪّﺧﻞ اﻟﺤﻠﻔﺎء ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﰲ ﻇّﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻓﻴﴚ. إن اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸّﻨﻬﺎ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻴﻮم ﺿّﺪ إﻳﺮان ﺗﺄيت، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،ﻟﻜﺴﺐ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﺄﻳﻴﺪه ﻟﺨﻄّﺔ ﴐب إﻳﺮان ،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﱪ "ﻣﺼﺪر اﳌﺸﻜﻠﺔ" ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻨﻈّﺮي ﺗﻠﻚ اﻹدارة .ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺪول اﳌﺠﺎورة ﻹﻳﺮان )أي دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺴﻨّﻴﺔ( ،وﻫﻲ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻏري ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻹﻳﺮان ،ﻓﺈن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﻏري ﻣﺘﺤّﻤﺴﺔ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﳌﴩوع اﻷﻣرييك اﻟﻬﺎدف إﱃ ﻧﺸّﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿّﺪ إﻳﺮان .ﻛام أن اﳌﻌﻄﻴﺎت ﺗﺸري إﱃ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳّﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﻴﺶ واﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣريﻛﻴني ،ﻣﻌﺎرﺿﺔ أﻳﻀﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻮّﺟﻪ ،ﻛام ﻫﻮ ﺣﺎل ﻣﻌﻈﻢ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺘﻮﻗّﻌﺔ ،وﻫﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ أﺷّﺪ وأﻗﻮى ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎﻫﺎ ﻗﺒﻴﻞ ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق. اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺘﻮﻗّﻌﺔ ﻟﻠﴬﺑﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿّﺪ إﻳﺮان إن أي ﴐﺑﺔ ﺗﺸّﻨﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺿّﺪ إﻳﺮان ،ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻛﺎرﺛّﻴﺔ .ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻗّﻌﻪ ﺗﺸﻮﻣﺴيك .ﻓﺎﺳﺘﻨﺎدا إﱃ دراﺳﺔ ﺑﻌﻨﻮان "اﻷﺛﺮ اﻟﻌﺮاﻗﻲ" ،دراﺳﺔ أﻋّﺪﻫﺎ ﻣﺆّﺧﺮا ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﱰ ﺑريﻏﻦ وﺑﻮل ﻛﺮوﻛﺸﺎﻧﻚ ،وﻫام
ﺑﺎﺣﺜﺎن ﻣﺘﺨّﺼﺼﺎن ﰲ ﺷﺆون " اﻹرﻫﺎب" ( ،ﻓﺈن ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق ﻗﺪ أّدى إﱃ زﻳﺎدة ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺳﺒﻌﺔ أﺿﻌﺎف .أﻣﺎ "اﻷﺛﺮ اﻹﻳﺮاين" ﻟﺘﻠﻚ اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻓﻤﻦ اﳌﺘﻮﻗّﻊ أن ﻳﻜﻮن أﻗﴗ ﺑﻜﺜري وذات أﺛﺮ ﺑﻌﻴﺪ اﳌﺪى .وﻛﺎن ﻛﻮرﻳﻠﲇ ﺑﺎرﻧﻴﺖ ،اﳌﺆّرخ اﻟﱪﻳﻄﺎين اﳌﻌﺮوف ،ﻗﺪ ﺣّﺬر ﻣﻦ "أن ﴐب إﻳﺮان ﻗﺪ ﻳﺘﺴّﺒﺐ ﺑﺎﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ!". ﻳﻄﺮح ﺗﺸﻮﻣﺴيك اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﱄ :ﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﻄﻂ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺘﻄّﺮﻓﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻴﻮم ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،واﻟﺘﻲ متﺴﻚ ﺑﻘّﻮة ﺑﺘﻼﺑﻴﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻨﺎك؟ ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺠﻴﺐ .ﻫﻜﺬا ﻳﺠﻴﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴيك .ﺧﺎﺻﺔ أن ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻂ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﴪﻳّﺔ مبﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ "ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣرييك". إن ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺒﺎرة اﻷﺧرية ،ﻫﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،ﻣﺼﻠﺤﺔ أﻣﻦ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ ﺿّﺪ اﻷﻋﺪاء أو اﻟﺨﺼﻮم ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻫﻢ اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻣرييك اﻟﺬي ﺗّﺪﻋﻲ ﺗﻠﻚ اﻹدارة اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﺳﻤﻪ وﳌﺼﻠﺤﺘﻪ. وﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻓﱰﺿﻨﺎ أن ﺧﻄﻂ ﺗﻠﻚ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻻ ﺗﻠﺤﻆ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻹﻳﺮان ،ﻓﺈن ﺗﺠﻤﻴﻊ اﻷﺳﻄﻮل اﻟﺤﺮيب اﻷﻣرييك ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب واﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ،دﻋﻢ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻣﺤﺎرﺑﺔ "اﻹرﻫﺎب" ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﴪﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸّﻨﻬﺎ ﻗﻮات أﻣريﻛﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ داﺧﻞ إﻳﺮان ،إن ﻛﺎﻓﺔ ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﻔﺰازات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺆّدي ،ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل وﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎيئ ،إﱃ اﻻﺣﺘﻜﺎك اﳌﺒﺎﴍ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺘﺴّﺒﺐ ﺑﺎﻧﺪﻻع اﻟﺤﺮب .إن ﻗﺮارات اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻷﻣرييك ﻟﻦ ﺗﺸّﻜﻞ ،ﺑﺮأي ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،ﺣﺎﺟﺰا أﻣﺎم اﺣﺘامل اﻧﺪﻻع ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮب .ﻓﺒﺤّﺠﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ "اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣرييك" ،ﺳﻮف ﻳﺘّﻢ إرﺳﺎل ﺣﺎﻣﻼت اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﺠّﺪدا إﱃ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب ،ﺣﻴﺚ إن اﻓﺘﻌﺎل أي ﺣﺎدث أﻣﻨﻲ ﻫﻨﺎك ﺳﻮف ﻳﻌﻄﻲ اﳌّﱪر اﻟﻼزم ﻟﴬب إﻳﺮان. إن ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﰲ ﺷّﻦ اﻟﺤﺮوب اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﱪﻳﺮات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﺗﻘﻠﻴﺪي اﻋﺘﻤﺪه ،ﺑﺮأي ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،أﺳﻮأ اﻟﻘﺎدة اﻟﻄﻐﺎة ﻋﱪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا دوﻣﺎ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﱪﻳﺮ اﻟﻼزم ،ﻟﻠﴩوع ﰲ ﺷّﻦ ﺣﺮوﺑﻬﻢ اﻟﺘﻮّﺳﻌﻴﺔ .ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر دﻋﻮة ﻫﺘﻠﺮ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ "أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﱪﻳﺌﺔ" ﺿّﺪ "إرﻫﺎب اﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳني اﳌﺮﻳﻊ" ﻋﺎم ،1939واﻟﺬﻳﻦ رﻓﻀﻮا ،ﺑﺮأي ﻫﺘﻠﺮ ،ﻋﺮوﺿﻪ اﻟﺴﺨّﻴﺔ ﻹﺣﻼل اﻟﺴﻼم. ﻳﻌﺘﱪ ﺗﺸﻮﻣﺴيك أن أﻫﻢ ﺣﺎﺟﺰ ميﻜﻦ أن ﻳﻮﺿﻊ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﺑﻐﻴﺔ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺷّﻦ اﻟﺤﺮب ﺿّﺪ إﻳﺮان ،ﻫﻮ ﻗﻴﺎم "ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷﻌﺒّﻴﺔ ﻣﻨﻈّﻤﺔ" داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺎم 1968واﻟﺘﻲ أﺧﺎﻓﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ -اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،وﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﱰّدد ﰲ إرﺳﺎل اﳌﺰﻳﺪ
ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﱃ ﻓﻴﻴﺘﻨﺎم ،ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺨّﻮﻓﻬﺎ ،واﺳﺘﻨﺎدا إﱃ ﺗﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن ﺣﻴﻨﻬﺎ ،ﻣﻦ اﺣﺘامل اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻮﴇ اﻷﻫﻠّﻴﺔ داﺧﻞ اﻷراﴈ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺸﻌﺒﻲ آﻧﺬاك ﻟﺤﺮب ﻓﻴﻴﺘﻨﺎم. ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﺗﺸﻮﻣﺴيك أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻼم ﺑﺸّﺪة ﻋﲆ أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ اﻟﺘﻲ أّدت إﱃ اﻧﺪﻻع اﻷزﻣﺔ .إﻻ أﻧﻪ ﻳﺴﺄل ،وﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ،ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﺳﻨﻔﻌﻞ ﻟﻮ أن إﻳﺮان ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎح ﻛﻨﺪا واﳌﻜﺴﻴﻚ ،واﺣﺘﺠﺰت ﻣﻤﺜّﻠني ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺎوﻣﻮن اﻻﺣﺘﻼل اﻷﻣرييك ﻫﻨﺎك .وﻳﺴﺄل ﺗﺸﻮﻣﺴيك أﻳﻀﺎ ﺣﻮل ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﻴﻔﻌﻞ اﻷﻣريﻛﻴﻮن ﰲ ﺣﺎل ﻗﻴﺎم إﻳﺮان ﺑﻨﴩ ﻗﻮاﺗﻬﺎ اﻟﺒﺤﺮﻳّﺔ ﰲ ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ وﺧﻄّﻄﺖ ﻟﺸّﻦ ﻫﺠامت ﺿّﺪ ﻻﺋﺤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاﻗﻊ )اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻏريﻫﺎ( داﺧﻞ اﻷراﴈ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﰲ ﺣﺎل مل ﺗﻠﺘﺰم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺈﻧﻬﺎء ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻟﺪﺑﻬﺎ )وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ( .ﻳﺪﻋﻮ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ﻟﺘﺨّﻴﻞ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻜﻮن إﻳﺮان ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ إﺳﻘﺎط اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ووﺿﻌﺖ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺣﺎﻛام ﻣﺴﺘﺒّﺪا ﻫﻨﺎك )ﻛام ﻓﻌﻠﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ إﻳﺮان ﻋﺎم ،(1953 وﻣﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺪﻋﻢ ﻏﺰو روﳼ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﺬي أدى ) اﻓﱰاﺿﺎ( إﱃ وﻓﺎة اﳌﻼﻳني ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴني )ﻛام ﻓﻌﻠﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺧﻼل دﻋﻤﻬﺎ ﺻﺪام ﺣﺴني ﰲ ﻏﺰوه ﻹﻳﺮان ﻋﺎم ،1980ﻣﺎ ﺗﺴّﺒﺐ مبﻘﺘﻞ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ( .وﻳﺴﺄل ﺗﺸﻮﻣﺴيك ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر" :ﻫﻞ ﻛّﻨﺎ ﺳﻨﻈّﻞ ﻣﺘﻔّﺮﺟني ﺣﻴﺎل ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ؟". ﻣﻦ اﳌﺆّﻛﺪ ،ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺎﻗﻞ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻳﺮﻳﺪ أو ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﺣﺼﻮل إﻳﺮان )أو أﻳﺔ دوﻟﺔ أﺧﺮى( ﻋﲆ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي .إن ﺣّﻞ اﻷزﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ،ﺑﺮأﻳﻪ ،اﻟﺴامح ﻹﻳﺮان ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي اﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ وﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻠﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﺎﻫﺪة ﻣﻨﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻨﻮوي .ﻫﻞ إن ﻫﺬا اﳌﺨﺮج ﻣﻤﻜﻨﺎ؟ إﻧﻪ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﴩط واﺣﺪ :وﺟﻮد ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺎﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وإﻳﺮان ،ووﺟﻮب اﻣﺘﻼك اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﰲ ﻛﻼ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ،ﺗﺄﺛريا ﻓﻌﺎﻻ ﰲ إﻃﺎر رﺳﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎّﻣﺔ .إن آﻟﻴﺔ اﻟﺤّﻞ ﺗﻠﻚ ﺗﻠﻘﻰ دﻋام ﻛﺒريا ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺒني اﻷﻣرييك واﻹﻳﺮاين ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺳﻮاء ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪﻫام ﻣﺘّﻔﻘني ﺣﻮل اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ .إن اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين ﻫﺬا )اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻃﺒﻌﺎ وﻟﻴﺲ اﻟﺮﺳﻤﻲ( ،ﻳﺘﻀّﻤﻦ إزاﻟﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل أﺟﻤﻊ ) %82ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴني ﻳﺆﻳّﺪون ﻫﺬا اﻟﻄﺮح( .وان مل ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪور اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف اﻟﺴﺎﻣﻲ ﺑﺴﺒﺐ رﻓﺾ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺤﺎﺟﻤﺔ ﻟﻪ ،ﻓﻌﲆ اﻷﻗﻞ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ
ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺧﺎﻟﻴﺔ متﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي) .ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻠﺘﺰم إﴎاﺋﻴﻞ واﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﺮح ) %71ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴني ﻣﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻪ( .إن ﺧﻤﺴﺔ وﺳﺒﻌني ﺑﺎﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴني ،ﺑﺤﺴﺐ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ،ﻳﻔّﻀﻠﻮن ﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎت أﻓﻀﻞ ﻣﻊ إﻳﺮان ﺑﺪل ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،ﻳﻌﺘﱪ ﺗﺸﻮﻣﺴيك أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم ﺗﺄﺛريا ﻓﻌﺎﻻ ﰲ رﺳﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وإﻳﺮان، ﻟﻜﺎن اﻟﺤّﻞ ﻣﻤﻜﻨﺎ )وﻟﻜﺎن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﻮّﺻﻞ ﻟﺤﻠﻮل ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ مبﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﺴﻠّﺢ اﻟﻨﻮوي ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل(. ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻷﻣرييك إن ﻫﺬه اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺘﻲ ﻳﻘﱰﺣﻬﺎ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﻨﻈﺮه ﰲ ﺗﻔﺎدي اﻧﻔﺠﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ )واﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻞ إﱃ اﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻛام ﺳﺒﻖ وأﴍﻧﺎ( .إن ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻔﻈﻴﻊ اﻟﻜﺎﻣﻦ ،ميﻜﻦ ﺗﺠّﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻗﱰاح اﻟﺘﺎﱄ :دﻓﻊ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻗﺪﻣﺎ إﱃ اﻷﻣﺎم ،وﻫﺬه اﳌّﺮة ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻷﻣرييك ﺣﻴﺚ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻛﱪى إﻟﻴﻬﺎ .إن ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻤﻜﻨﺎ ،وان ﻳﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ أﺻﻌﺐ داﺧﻞ إﻳﺮان )ﻣﻘﱰﺣﺎ دﻋﻢ "اﻹﺻﻼﺣﻴني اﻟﺸﺠﻌﺎن" ﻫﻨﺎك واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ( .أﻣﺎ أﻓﻀﻞ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻓﻬﻲ ﺗﻜﻤﻦ ،ﺑﺮأي ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،ﰲ اﻟﺘﻐﻴري اﻟﻜّﲇ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺘّﺒﻌﺔ ﺗﺠﺎه ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،ﺑﻬﺪف ﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت أﻛرث ﺗﻌﺒريا واﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣرييك .وﻫﺬا ﻳﺘﻀّﻤﻦ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات ﺿّﺪ إﻳﺮان )واﻟﺘﻲ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﳌﺘﺸّﺪدﻳﻦ ﻫﺪﻳّﺔ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﻢ( ،وﻫﻲ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﺑﺸﺪة أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ دﻋﺎة اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ داﺧﻞ إﻳﺮان. إن ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻛﱪى وﻣﻬّﻤﺔ ﺟﺪا .إن اﻻﻟﺘﺰام ﻣﺜﻼ ﺑﺴﺤﺐ اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ،وﻓﻖ ﺟﺪول زﻣﻨﻲ ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻪ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،مبﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻃﻤﻮﺣﺎت ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﺮاﻗﻴني وﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴني ،ﻫﺬا اﻻﻧﺴﺤﺎب ﺳﻮف ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﻗﻠﺐ أوﻟﻮﻳﺎت اﳌﻮازﻧﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ إن اﻹﻧﻔﺎق ﻋﲆ اﳌﺠﻬﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق ،واﻟﺬي ﻳﺴﺘﻨﺰف اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ، ﻫﺬا اﻹﻧﻔﺎق ﺳﻮف ﻳﻨﺨﻔﺾ ﺑﻘّﻮّ◌ة ﺟﺮاء ﻫﺬا اﻻﻧﺴﺤﺎب .ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻓﺈن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺜﺎﺑﺖ )أو ﺣﺘﻰ اﻵﺧﺬ ﺑﺎﻻﻧﺨﻔﺎض ( ﰲ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﺼّﺤﺔ ،اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ ،دﻋﻢ ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠّﺪدة ،متﻮﻳﻞ ﻣﻬّامت اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻹﺣﻼل اﻟﺴﻼم ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل ،إن اﻹﻧﻔﺎق ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻛﺎﻓﺔ،
ﻳﺠﺐ أن ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﻘّﻮة .ﻛام أن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﴬﻳﺒّﻴﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص ذات اﳌﺪﺧﻮل اﳌﺮﺗﻔﻊ ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻬﺎ ﻛﻠّﻴﺎ ،ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴيك. ﻛام وﻳﺪﻋﻮ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ﻻﺳﺘﺒﺪال اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼّﺤﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة )واﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ ﺧﺼﺨﺼﺔ اﻟﻘﻄﺎع( ،ﺑﻨﻈﺎم ﺻّﺤﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺎﺋﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ )إن ﻛﻠﻔﺔ اﻟﻄﺒﺎﺑﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻫﻲ أﻋﲆ مبﺮﺗني ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺼﺤّﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻫﻲ اﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ﺑني ﺗﻠﻚ اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان( .ﻛام ﻳﺘﻮّﺟﺐ ﻋﲆ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أﻳﻀﺎ ،ﺑﺮأي ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﲆ "اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﻴﻮﺗﻮ" ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻧﺒﻌﺎﺛﺎت ﺛﺎين أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ،ووﺟﻮب اﺗﺨﺎذ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺧﻄﻮات أﻗﻮى ﺑﻬﺪف ﺣامﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ .وﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أﻳﻀﺎ اﻟﺴامح ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة أن ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﳌﺨّﻮﻟﺔ ﺑﺤّﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺪوﻟّﻴﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ( .ﻓﻮﻓﻘﺎ ﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﺑﻌﺪ ﻏﺰو اﻟﻌﺮاق ﻋﺎم ،2003 ﻓﺈن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻛﱪى ﻣﻦ اﻷﻣريﻛﻴني ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺤّﻤﻞ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻬّﻤﺔ اﻟﺘﺤّﻮل اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻋﻤﻠّﻴﺔ إﻋﺎدة اﻹﻋامر وﺗﺤّﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟّﻴﺔ اﻷﻣﻦ ﻓﻴﻪ. وﰲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم أي ﺗﺄﺛري ﻓّﻌﺎل ﻋﲆ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻮّﺟﺐ ﻋﲆ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻘّﻴﺪ ﺑﻀﻮاﺑﻂ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘّﻮة ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﺰﺑني اﻟﺤﺎﻛﻤني اﻷﺳﺎﺳﻴني ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة )أي اﻟﺤﺰب اﻟﺠﻤﻬﻮري واﻟﺤﺮب اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ (، واﳌﺘﻮاﻓﻘﺎن ﻋﲆ أن ﻷﻣريﻛﺎ اﻟﺤّﻖ ﰲ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻘّﻮة ﻟﻠﺮّد ﻋﲆ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ )اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ أو اﳌﺘﺨّﻴﻠﺔ( ،مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻷﺳﻮاق واﳌﻮارد اﻷوﻟّﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل .وﻋﲆ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أﻳﻀﺎ، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،أن ﺗﺘﺨّﲆ ﻋﻦ "ﺣّﻖ اﻟﻔﻴﺘﻮ" داﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﱄ، واﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﺮأي اﻷﻛرثﻳّﺔ اﻟﺸﻌﺒّﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻳﺘﻌﺎرض وﺗﻮﺟّﻬﺎت اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺤﺎﻛﻢ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺠﺐ اﻟﺴامح ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة أن ﺗﻘﻮم ﺑـ "ﺿﺒﻂ" ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺑﻴﻊ اﻷﺳﻠﺤﺔ ،وﻋﲆ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺒﻴﻌﺎﺗﻬﺎ ﻟﻸﺳﻠﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ،ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﻘّﻮة ﰲ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣّﺪة اﳌﻮاﺟﻬﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻧﺘﺸﺎر اﻟﻌﻨﻒ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻌّﺪدة ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل .ﻛام ﻳﺪﻋﻮ ﺗﺸﻮﻣﺴيك ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮة "اﻹرﻫﺎب" ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،مبﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ رأي ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺧﺼﺎﺋﻴني ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ،ومبﺎ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺘّﺒﻌﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إدارة ﺑﻮش اﻻﺑﻦ. وأﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﰲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣرييك أﻳﻀﺎ أي ﺗﺄﺛري
ﻋﲆ اﻹدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻮﺑﺎ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ ﺟّﻤﺔ ﻟﻜﻼ اﻟﺸﻌﺒني اﻷﻣرييك واﻟﻜﻮيب )ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻋامل اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﴍﻛﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ( ،ﺑﺪل أن ﺗﻘﻒ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺣﻴﺪة ﰲ اﻟﻌﺎمل )واﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ ( ،ﻓﺎرﺿﺔ اﻟﺤﺼﺎر ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ .ﻛام ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﲆ واﺷﻨﻄﻦ ،ﺑﺮأي ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،اﻻﻧﻀامم إﱃ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺪوﱄ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺣّﻞ اﻟﻨﺰاع اﻹﴎاﺋﻴﲇ -اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة )ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ ( ﻻ ﺗﺰال متﻨﻊ ﻗﻴﺎم ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻣﻨﺬ ﺣﻮاﱃ اﻟﺜﻼﺛني ﺳﻨﺔ .ﻛام ﻳﺠﺐ ﻋﲆ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻨﺢ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني واﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني ،وﻣﻨﻊ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻋﲆ أي ﻃﺮف ﻻ ﻳﻠﺘﺰم أو ﻳﺨّﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺪوﱄ. إن اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻷﻣرييك ﺳﻮف ﻳﺸّﻜﻞ ،ﺑﺮأي ﺗﺸﻮﻣﺴيك ،ﺧﻄﻮة ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﲆ أن ﺗﺼﺒﺢ "ﻗّﻮة ﻓﺎﻋﻠﺔ وﺑّﻨﺎءة" داﺧﻞ إﻃﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﱄ ،ﺑﺪل أن ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺿﻊ رﻳﺒﺔ واﺷﻤﺌﺰاز ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎمل .وإﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻮن اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺣّﺪ ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﺈن ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺳﻮف ﻳﺴﻬﻢ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺎﻋﻞ ،ﰲ ﺣّﻞ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺮاﻫﻨﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟّﻴﺔ )وﻛﺬﻟﻚ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة( ،أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺳﻮف ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ،وﻫﻲ ﻣﺸﻜﻼت إن مل ﻳﺘّﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺣﻠّﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻤّﻲ ،ﻓﺈن ﺗﻔﺎﻗﻤﻬﺎ ﺳﻮف ﻳﻬّﺪد ﺑﻔﻨﺎء ﺣﻴﺎة اﻷﺟﻨﺎس اﻟﺤّﻴﺔ ﻋﲆ اﻷرض. ﺧﻼﺻﺔ إن ﻣﴩوع اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺗﻌﱰﺿﻪ ﺣﻮاﺟﺰ ﻛﺜرية :ﻣﻨﻬﺎ رﻓﺾ اﻟﺸﻌﻮب ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﻠﻜﻦ ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺄيت ﻣﻦ ﻃﺮف ﺧﺎرﺟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟرثوات وﻓﺘﺢ اﻷﺳﻮاق دون أﺧﺬ ﺑﻌني اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ، اﻟﺘّﻮاﻗﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼل ،وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﱰض ﻫﺬا اﳌﴩوع ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻫﻴﻤﻨﺔ أﺧﺮى ،ﻣﻨﻬﺎ اﳌﴩوع اﻹﻳﺮاين اﻟﺴﺎﻋﻲ إﱃ إﻋﺎدة ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ اﻟﻘﻮى ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﳌﺼﻠﺤﺘﻪ ،ﻣﻊ ﺳﻌﻴﻪ ﻷﺧﺬ اﻻﻋﱰاف اﻷﻣرييك ﺑﺈﻳﺮان ﻛـ "ﻗﻮة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﱪى" ،وﺗﺠﺮي ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺼﺎرع ﻫﺬان اﳌﴩوﻋﺎن ،ﺣﺮﺑﺎ ﺑﺎردة ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺗﺘﻤﻈﻬﺮ ﰲ ﺣﺮوب ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻫﻨﺎ أو ﻫﻨﺎك.
ﰲ ﻣﺎ ﻳﲇ رؤﻳﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺨﻴﺎرات اﳌﻤﻜﻦ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين: إن اﻟﺰﻟﺰال اﻹﻳﺮاين ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻨﻌﻜﺲ آﺛﺎره ﻋﲆ إدارة أوﺑﺎﻣﺎ وﺗﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت واﻟﻨﻘﺎش ﻋام ﻳﺤﺪث ،وﻛﻴﻒ ميﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﰲ اﻟﺘﺤﺎور ﻣﻊ إﻳﺮان. أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﻮارات اﻟﺘﻲ أﺟﺮﺗﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺑﺮوﻛﻨﻐﺰ ﻣﻊ أ÷م ﺑﺎﺣﺜﻴﻬﺎ ﺣﻮل إﻳﺮان أن ﺑﺮوﻛﻨﻐﺰ ذات اﳌﻴﻮل اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺗﺼﻐﻲ ﻟﻬﺎ إدارة أوﺑﺎﻣﺎ ،وﺑني ﻋﻘﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺎم وﻳﻘﻮم ﺑﺈﺳﺪاء اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻷوﺑﺎﻣﺎ. ﻳﻘﻮل ﻛﻴﻨﻴﺚ ﺑﻮﻻك ،ﻣﺪﻳﺮ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ مبﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻣﺪﻳﺮ اﻷﺑﺤﺎث مبﺆﺳﺴﺔ ﺑﺮوﻛﻨﻐﺰ أن اﻟﺨﻴﺎرات اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان ﰲ [104] :اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺧﻴﺎرات 9إﱃ ووﺻﻠﻨﺎ دراﺳﺔ ﰲ ﺟﻤﻌﺖ أوﺑﺎﻣﺎ ادﺧﺎره اﻟﺨﻴﺎر اﻷول :اﻹﻗﻨﺎع وﻫﻮ ﺧﻴﺎر ﺑﻨﺎه اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﺼﺎ واﻟﺠﺰرة ﻟﻜﻦ إدارﺗﻪ ﻓﺸﻠﺖ ﻷﻧﻬﺎ مل ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻌﺼﺎ .وﻟﻌﻞ اﻓﻀﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻮ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻋﱪ اﳌﻔﺎوﺿﺎت واﻟﺤﻮار ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺤﻮارﻳﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺤﻮار ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺎ ﻻﻛﺘﺸﺎف أي ﻋﻼﻗﺔ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ،وإذا ﻗﺮر اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن أﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﻋﻼﻗﺎت أﻓﻀﻞ ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ ﻓﻌﻨﺪﻫﺎ ﺳﺘﺘﺤﻮل اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﳌﻔﺎوﺿﺎت اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ,واﻟﺒﺪﻳﻞ ﻫﻮ اﻟﺘﺤﻮل إﱃ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ أﺧﺮى .واﳌﺘﻄﻠﺐ اﻷﻛﱪ ﻟﻬﺬه اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺪوﱄ اﻟﺬي ﻻ ميﻜﻦ أن ﺗﻨﺠﺢ ﺑﺪوﻧﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ ﺧﻼل اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻷﺧرية ﺑﻄﻬﺮان ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺗﺸري إﱃ ﻏﻴﺎب اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻜﺎﰲ ﻹﻧﺠﺎح ﻫﺬه اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ. اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺜﺎين :اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﺤﻠﻠﻮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﺠﻤﻌﻮن ﻋﲆ أن إﻳﺮان ﻻ ﺗﺘﺠﺎوب ﻣﻊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات ﻋﲆ اﻹﻃﻼق وأن اﻟﻌﺼﺎ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﺄي ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺨﻠﻖ ﺣﻮاﻓﺰ ﻹﻳﺮان. وﻟﺬا ﺳﺘﺒﺪأ أﻣريﻛﺎ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺠﺰرة ،وﻳﺠﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. وﻣﺮﺟﻊ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺼني .ﻓﺎﻟﺼني أدرﻛﺖ أﻧﻨﺎ ﻻ منﺜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻟﻬﺎ وﺣّﺴﻨﺖ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻨﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﺗﺠﻬﺖ ﻟﺘﺤﺴني اﻟﻌﻼﻗﺔ .واﳌﺸﻜﻠﺔ أن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺠﻨﺐ اﳌﺘﻄﺮﻓني ﰲ إﻳﺮان اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻌﻠﻨﻮن أن ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ اﻷﻣرييك اﳌﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻌﻬﺎ اﻧﺘﺼﺎر ﻹﻳﺮان .وﻃﺮﺣﻬﻢ اﳌﺘﻜﺮر ﻫﻮ أن اﻟﻌﺎمل اﻟﺨﺎرﺟﻲ
ﻳﺤﺘﺎج إﻳﺮان أﻛرث ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ إﻳﺮان ﻟﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﺼﻤﻮد إﻳﺮان ﻳﻮﺟﻪ اﻟﻌﺎمل اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺳﻴﺘﺤﻮل اﻟﻌﺎمل وﻳﻘﺒﻞ ﴍوﻃﻬﺎ .وإذا ﺗﺨﻠﻴﻨﺎ ﻋﻦ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ واﻟﻌﺼﺎ ﻓﺈن اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺗﻌﻨﻲ إﻋﻼن ﺧﺴﺎرﺗﻨﺎ وﺳﺘﺴﺘﻤﺮ إﻳﺮان ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ودﻋﻤﻬﺎ ﻟﻺرﻫﺎب. اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷول اﻟﻐﺰو أي ﺗﻜﺮار ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ اﻟﻌﺮاق وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم وﺗﺪﻣري اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺨﻴﺎر ﻗﺪ ﻳﻜﻮن "اﻟﺤﻞ اﻷﺧري" ،واﳌﺸﻜﻠﺔ أﻧﻨﺎ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺘﻲ ﻏﺰو أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﻌﺮاق .وﻻ ﻳﻮﺟﺪ دﻋﻢ أﻣرييك داﺧﲇ أو دوﱄ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻏﺰو إﻳﺮان ﺛﻢ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس. اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺜﺎين إذا ﻛﺎن اﻟﻐﺰو ﻏري ﻣﺮﻏﻮب ﻋﲆ ﻛﻞ اﻷﺻﻌﺪة ﻓﺈن اﻟﻘﺼﻒ اﻟﺠﻮي ﻳﺜري ﻗﻀﻴﺘني .أوﻻ أن اﻟﻘﺼﻒ اﳌﻜﺜﻒ ﻟﻠﻤﻨﺸﺂت اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺂﻻف اﻟﻐﺎرات اﻟﺠﻮﻳﺔ ﺿﺪﻫﺎ وﻗﺼﻔﻨﺎﻫﺎ ﺑﺼﻮارﻳﺦ ﻛﺮوز ،ودﻣﺮﻧﺎ ﻛﻞ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي ،وﺑﺎﻓﱰاض متﻜﻦ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎن ﻛﻞ اﳌﻨﺸﺂت اﻟﻨﻮوﻳﺔ ،ﻓﺈن اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻗﺎدرون ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺎدة ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﻢ اﻟﻨﻮوي اﳌﺪﻣﺮ ﺧﻼل ﻋﺎم أون 3أﻋﻮام ﻋﲆ اﻷﻛرث ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ردود اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﻒ اﳌﻨﺸﺂت اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .وﻫﻨﺎك ﻣﺸﺎﻛﻞ أﺧﺮى ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻒ ﻣﻨﻬﺎ أن ﻋﲆ أﻣريﻛﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﺪة آﻻف ﻣﻦ اﻟﻐﺎرات اﻟﺠﻮﻳﺔ ﺿﺪ إﻳﺮان ﻛﻞ 3أو 4ﺳﻨﻮات ﻹﻏﻼق اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي. واﻟﻘﺼﻒ اﻷول ﺳﻴﺪﻓﻊ اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ ﳌﻀﺎﻋﻔﺔ ﺟﻬﻮدﻫﻢ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺳﻼح ﻧﻮوي أي أن اﻟﻘﺼﻒ ﻟﻦ ﻳﺤﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،وﺑﻌﺪ اﻟﻘﺼﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﳾء آﺧﺮ ﻣﻊ إﻳﺮان .وﻫﺬا ﺳﻴﺆدي ﻹزاﻟﺔ اﻟﺤﺼﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺿﺪﻫﺎ وﺳﻴﺰﻳﺪ دﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﻨﻈامت "اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ" وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﻴﺪﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ. اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻨﻮاﻧﻪ "أﺗﺮك اﻟﺨﻴﺎر ﻟﺒﻴﺒﻲ" أي اﻟﺴامح ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﺑﴬب اﳌﻨﺸﺂت اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪى اﻷﻣريﻛﻴني اﻟﺮﻏﺒﺔ واﻹرادة ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ. وﻫﻨﺎك دول ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺜرية ﺗﺮﻳﺪ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ أي ﴐﺑﺔ إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن أﻗﻞ ﺷﻤﻮﻻ ﻣﻦ أي ﴐﺑﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻟﻦ ﺗﺤﻘﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ وﺳريد "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" وﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻴﺘﺤﻮل اﻷﻣﺮ ﻟﺤﺮب إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺿﺪ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ". ﺧﻴﺎر ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم
أﻣﺎ ﻓﻴام ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺨﻴﺎر ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ "اﻟﺜﻮرة اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ"، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﺪأ ﻋﻘﺐ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .ﻟﻘﺪ ﺗﻐّري اﻟﻬﺪف ﻣﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي ،ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺗﴫﻓﺎت اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﻧﻔﺴﻪ .وﻛام ﺛﺒﺖ ﺧﻼل اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻷﺧرية ﻓﻤﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻮﻗّﻊ اﻟﺜﻮرات وﻛﻴﻒ ﺳﺘﻨﺠﺢ .ﻟﻘﺪ ﻓﺸﻞ اﻷﻛﺎدميﻴﻮن ﰲ ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺜﻮرات ﺑﻨﺠﺎح .وﻛﺴﻴﺎﺳﺔ ﻻ ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن إﻳﺮان ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺳﻼﺣﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ﰲ 3ﺳﻨﻮات وﻟﺬا ﻳﺠﺐ ﻗﻴﺎم ﺛﻮرة ﻣﺨﻤﻠﻴﺔ ﺧﻼل ﻋﺎﻣني .وﻻ ميﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﺜﻮرة ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين .وﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻮن ﻟﻠﺜﻮرة ﺿﺪ اﳌﻼﱄ .وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺎﻣﺖ أﻣريﻛﺎ ﺑﺪﻋﻢ اﻟﺜﻮرة ،ﻓﺈن اﻟﻨﻈﺎم ﺳﻴﻘﻤﻌﻬﺎ ﺑﴩاﺳﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي ﻟﺘﺪّﺧﻞ أﻣرييك ﳌﻨﻊ ﺣامم دم. أﻣﺎ اﻟﻨﻘﻂ اﻷﺧرية ﰲ أﺳﺒﺎب ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة ﺿﺪ ﺣﻜﻢ اﳌﻼﱄ ﻫﻮ ﻓﻘﺪان اﻟﻨﻈﺎم إرادة اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ ﺷﻌﻮﺑﻪ وﻟﻴﺲ واﺿﺤﺎ ﻛﻴﻒ ميﻜﻦ أن ﺗﺪﻋﻢ أﻣريﻛﺎ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ .وﺣﺘﻰ اﻵن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن أوﺑﺎﻣﺎ مل ﻳﻘﺪم أي دﻋﻢ ﻟﻬﺬه اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،وﻫﻮ ﻳﺼﺎرع اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺴﺎﺋﺪ اﻟﺬي رّﺳﺨﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟـ 30ﻋﺎﻣﺎ ﺿﺪ أﻣريﻛﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻷﻛﱪ وﻫﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄن ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ دون اﻹﺳﺎءة ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. ﺧﻴﺎر اﻻﺣﺘﻮاء أﺧريا ﻫﻨﺎك ﺧﻴﺎر اﻻﺣﺘﻮاء وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ﺑﻔﺸﻞ ﻛﻞ اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وإذا مل ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻷﻣريﻛﻴﻮن اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﻋﱪ اﻟﺘﻔﺎوض، وﻻ اﻟﻐﺰو وﻻ اﻹﻃﺎﺣﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻣﻦ إﻳﺠﺎد ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﻢ واﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻷذى اﻟﺬي ميﻜﻦ أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﻪ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻻﺣﺘﻮاء ﻣﻤﻜﻦ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻷﻛﱪ أن اﻻﺣﺘﻮاء ﻟﻦ ميﻨﻊ إﻳﺮان ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ .وﻫﻞ ميﻜﻦ ردع إﻳﺮان اﻟﻨﻮوﻳﺔ؟ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ﻏري اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ وﻋّﻮدﺗﻨﺎ إﻳﺮان ﻋﲆ ﺣﺪوث أﻣﻮر ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ميﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ .وﻟﺬا ﻓﻤﻦ اﳌﻬﻢ دﻣﺞ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﺎرات ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ .ﻓﻤﺜﻼ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻹﻗﻨﺎع ميﻜﻦ دﻣﺠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻷﺧﺮى ،وﻳﺨﺎف اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن أن اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻠﻴﻨﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ واﺟﻬﺔ ﻟﻠﺬﻫﺎب ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ واﻟﻘﻮل إﻧﻨﺎ ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﳾء ﻣﻌﻬﺎ ومل ﺗﺘﺠﺎوب ومل ﻳﺒﻖ إﻻ ﻗﺼﻔﻬﺎ أو ﺗﻐﻴري ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ. أﻣﺎ ﺑﺮوس راﻳﺪل ،ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺑﺈدارة أوﺑﺎﻣﺎ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﻟﻌﻘﻮد مبﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮي ،اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﰲ ﺑﺮوﻛﻨﻐﺰ ﻳﻘﻮل :اﻧﻪ ﻻ
ميﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻘﻞ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ أن ﻳﺘﻮﻗﻊ أي ﳾء ﻣﺴﺘﻘﺒﲇ ﰲ إﻳﺮان وﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ذﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻣﺼﺎب ﺑﺎﻟﻬﻠﻮﺳﺔ .إﻳﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﻢ رﺳﻤﻬﺎ ﻛﻌﻤﻼق ﻃﻮﻟﻪ 10أﻗﺪام ﻳﺤﺎول اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ أﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﴐﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺻﻮرﺗﻬﺎ ،،ﻣﻊ أن ﺻﻮرة اﻟﻌﻤﻼق اﻹﻳﺮاين ﺟﺮى ﺗﻀﺨﻴﻤﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .وﻗﺪ ﺳﻌﺪت إﻳﺮان ﺑﺘﻀﺨﻴﻢ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ وﻗﻮﺗﻬﺎ وﺗﻮﺳﻌﻬﺎ ،وﻫﻲ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ دوﻟﺔ ﺗﻨﻬﻜﻬﺎ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،أﻋﺪاؤﻫﺎ ﺑﺪأوا ﻳﺘﻨﻔﺴﻮن اﻟﺼﻌﺪاء ،ﺣﺘﻰ ﺣﻠﻔﺎؤﻫﺎ ﻛﺴﻮرﻳﺔ وﺣامس وﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﺑﺪأوا ﻳﺘﺴﺎءﻟﻮن ﻋام ﻳﺤﺪث وﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﻟﻠﺪﻋﻢ اﳌﺎﱄ اﻹﻳﺮاين ﻟﻬﻢ. ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﺗﻴﺎن آن ﻣني اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻷول ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻌﻪ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث ﻣﻦ أناﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ إﱃ ﻻ ﳾء ،وأن ﻋﻨﻒ اﻟﻨﻈﺎم ﺿﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻛﺎف ﻟﻺﻗﻨﺎع ﺑﺄن ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ،وﺑﺪأ اﻟﱰاﺟﻊ ﺑﻞ اﻟﺘﻼﳾ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻌﻪ أﻳﻀﺎ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻧﺠﺎد .وﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﺿﻌﻒ اﻟﻨﻈﺎم ﻷﻧﻪ أدرك أن ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻌﺎرﺿﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷوﺑﺎﻣﺎ ﻓﺈن ﻛﻞ اﻟﺨﻴﺎرات ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﲆ اﻟﻄﺎوﻟﺔ .ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ داﺧﻠﻴﺔ ﻧﺠﺢ ﺑﻘﻤﻌﻬﺎ وﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻬﺘام ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ اﻵن .وميﻜﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺨﺮج آﺧﺮ ﻏري أﻣريﻛﺎ ،وﻫﻮ ﻏري ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﺎوﺿﻴﺔ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﻬﺎ. اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﺜﺎين ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣﻴﺪان ﺗﻴﺎن آن ﻣني ،أي اﺳﺘﻤﺮار اﳌﻌﺎرﺿﺔﰲ اﻟﺘﺤﺪي ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺼﻞ ﻗﻤﻊ ﺿﺨﻢ ﺿﺪﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ،وﺣﺘﻰ اﻵن مل ﻳﻘﺘﻞ ﺳﻮى اﻟﻌﴩات .وﻧﺘﺬﻛﺮ اﻷﺣﺪ اﻷﺳﻮد ﰲ 1978ﰲ ﻃﻬﺮان ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺨﺺ ﰲ ﻳﻮم واﺣﺪ ،وﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻴﻴﺎن آن ﻣني ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻟﺼﻴﻨﻴني ،ﻟﻜﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أﻧﻪ ﻗﺘﻞ 2500ﺻﻴﻨﻲ .وﺗﻌﻠّﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن منﻦ اﻟﺼﻴﻨﻴني .وﻟﻦ ﺗﺮى اﻟﻘﻤﻊ اﻟﻜﺒري ﻋﲆ ﺷﺎﺷﺔ اﻟـ "ﳼ .أن .أن" ﻟﻜﻦ ﻹدارة أوﺑﺎﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ﺳﻠﺒﻴﺎ ،ﺣﺘﻰ أن اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد ﺑﺪأوا ﻳﺸﻨﻮن ﺣﻤﻼت ﺿﺪ ﻣﻮاﻗﻒ أوﺑﺎﻣﺎ اﳌﺘﺴﺎﻫﻠﺔ .وﰲ آﺧﺮ ﻣﺮة أﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ اﳌﺤﺎﻣني اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻈﺎﻫﺮوا ﰲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن وﻗﻒ اﳌﺤﺎﻓﻈﻮن اﻟﺠﺪد ﻣﻊ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﺑﺮوﻳﺰ ﻣﴩف .وإذا ﻋﺪﻧﺎ ﻹﻳﺮان ﻓﻬﻨﺎك إﺟامع ﻋﲆ ﴐورة اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻌﻬﺎ .ﻟﻜﻦ اﻷوروﺑﻴني ﺳﻴﻮاﻓﻘﻮن ﻋﲆ ﺗﺸﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺿﺪ إﻳﺮان ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﻤﻊ. اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﺘﻐﻴري .ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﺌﺎت اﳌﻌﺎدﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔﺛﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻹﺳامع ﺻﻮﺗﻬﺎ داﺧﻞ اﻟﺤﻜﻢ ،وﻗﺪ ﻳﺘﻮﺻﻞ
ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ إﱃ أن أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺧﻄﺮ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺪل أن ﻳﻜﻮن ذا ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺤني اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ .ورﻓﺴﻨﺠﺎين واﳌﺘﺤﺎﻟﻔﻮن ﻣﻌﻪ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﻬﺬا اﻟﱰاﺟﻊ .ﻟﻜﻦ إﻳﺮان ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺗﺸﻐﻴﻞ أﺟﻬﺰة اﻟﻄﺮد اﳌﺮﻛﺰي ﻟﺘﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم ﻣﺎ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﻟﻠﺘﻘﺪم ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﴬﺑﺔ اﻟﺠﻮﻳﺔ .وﻟﻨﺘﺬﻛﺮ أن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ دامئﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺼني اﻟﺤﻤﺮاء أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ،وﻟﻨﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﻳﺤﺪث ﺣﻴﺚ ﺗﻐﺰو اﻟﺼني أﻣريﻛﺎ ﻋﱪ ﺻﻨﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ،وميﻜﻦ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ إﻳﺮان ﻧﻮوﻳﺔ إذا ﺗﴫﻓﺖ أوﺳﻄﻲ ﴍق ﻧﻮوي ﻟﺴﺒﺎق اﻟﺒﺎب ﺳﻴﻔﺘﺢ ﻫﺬا وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺤﺪدة .ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ [105] . داﻧﻴﺎل ﺑﺎميﺎن ﻣﺘﺨﺼﺺ ﺑﺎﻷﺑﺤﺎث ﻋﻦ إﻳﺮان ﰲ ﺑﻮﻛﻨﻐﺰ ﻳﺮى أن ﺣامس وﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻳﺮاﻗﺒﺎن اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻳﺮاين ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ،وﻫﻨﺎك ﺧﻼﻓﺎت ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑني ﻗﺎدة إﻳﺮان ﻛﺮﻓﺴﻨﺠﺎين وﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺣﻮل اﻷﻣﻮر اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ وﺣامس .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﺑﺪأ ﻳﻠﻮم أﻣريﻛﺎ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺆوﻧﻪ رﻏﻢ اﳌﻮﻗﻒ اﳌﺘﺤﻔﻆ ﻷوﺑﺎﻣﺎ .وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻓﺈن أوﺑﺎﻣﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن. وﺗﻘﻮل ﺳﻮزان ﻣﺎﻟﻮين اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺣﻮل إﻳﺮان ﰲ ﺑﺮوﻛﻨﻐﺰ ،إن اﻟﻮﺿﻊ ﰲ إﻳﺮان ﻳﺘﻄﻮر ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ وأﺻﺒﺢ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺻﻌﺒﺎ ،وﻛﻠﻬﺎ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ .واﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﱄ ﰲ إﻳﺮان مل ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺑﻞ مل ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ أﺣﺪ ،وﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮر وﺣﺘﻰ أﺳﺒﻮﻋني ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،مل ﻳﺘﻨﺒﺄ أي ﺧﺒري ﰲ إﻳﺮان مبﺎ ﺳﻴﺤﺪث. واﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أﺛﺒﺘﺖ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻮﻗﻊ ﺗﻔﺴرياﺗﻬﺎ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺗﺮﻛﻴﺰ أﻣرييك ﻋﲆ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﺗﻮﻗﻌﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ اﺳﺘﻐﻼل اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ومل ﻧﺘﻮﻗﻊ رد اﻟﻔﻌﻞ .وﻣري ﺣﺴني ﻣﻮﺳﻮي اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺪ اﻟﻨﻈﺎم أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ وﻏﺎب ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﺑﺮز اﻵن ﻛﺮﻣﺰ ﺳﻴﺎﳼ ﻟﻴﺘﺤﺪى أواﻣﺮ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة .وﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﳌﻮﺳﻮي ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺗﺤﺪ دراﻣﺎﺗﻴيك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاين .وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻧﺠﺢ ﰲ ﻗﻤﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﺤّﺮك اﻟﺠامﻫريي ،وﻗﻠﻞ ﻋﺪد اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻟﻌﴩات اﻵﻻف ﺛﻢ ﻟﻠﻤﺌﺎت ﻓﻘﻂ .وﻇﻬﺮت ﻗﻮة اﻟﺘﻮﻳﱰ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ وﺗﻀﺎءﻟﺖ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﻬﻮا إﻣﺎ ﰲ اﻟﺴﺠﻮن أو ﻃﺮدوا ﻣﻦ إﻳﺮان .وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻫﺬه ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أم ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ؟ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺼﻞ إﻧﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺼﻞ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺤّﺮك إﻳﺮاين ﻏري ﻣﺘﻮﻗّﻊ .إن ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎه ﻣﺆﺧﺮا ﻣﺨﺘﻠﻒ متﺎﻣﺎ ﻋام ﺣﺪث ﻋﺎم 1999ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮات اﻟﻄﻠﺒﺔ
وﻟﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﺘﻜﻮن أﻛرث اﺳﺘﻤﺮارا .ﻟﻘﺪ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻷوﺟﻪ ﺳﺘﻐّري وﺟﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻬﺎ .وﻟﺬا ﻟﻦ ﻧﺮى ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﰲ ﺷﻮارع إﻳﺮان .ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺤّﺮك اﻷﺧري ﺧﻠﻖ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺗﺨﻄﺖ ﻛﻞ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻷﺧﺮى .وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ أي ﺗﻐﻴري ﻟﻠﻨﻈﺎم .وﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻣﺔ اﻟﺘﻐﻴريﻳﺔ وﺑﺬورﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ميﻜﻦ إﻻ أن ﺗﺜﻤﺮ .ﺻﺤﻴﺢ أن ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻛﺎن ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ وﻓﻮﺿﻴﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺪأ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻫﻴﻜﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ .وﺑﺪأ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻳﻨﻈّﻤﻮن اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت وﻳﺘﻮاﺻﻠﻮن ﻋﱪ اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﻨﻘﺎﻟﺔ واﻹﻧﱰﻧﺖ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺎم .وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳﺤﺪث ﻷول ﻣﺮة ﰲ ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ .وﻣﻦ اﳌﻬﻢ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻇﻬﻮر ﻗﻴﺎدة ﻣﻌﺎرﺿﺔ مل ﺗﻈﻬﺮ إﻻ ﻗﺒﻞ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎه. ومل ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ أن ﻳﻘﻮد اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻣري ﻣﻮﺳﻮي ﻷﻧﻪ ﺧﺎض ﻣﻌﺎرك إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﴍﺳﺔ ﰲ اﻟﺜامﻧﻴﻨﻴﺎت وﻛﺎن ﻣﺜﻞ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد وﺣﺎول ﺗﺠﻤﻴﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺑﻴﺪه ،ﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮه اﻟﺴﻴﺎﳼ ﺗﻄﻮر وﺗﺨﻄﻰ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ .وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻮﺳﻮي ﻟﻴﺲ اﳌﻨﻈﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ ﺑﻞ أﺻﺒﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮﻣﺰي ﻟﻬﺎ ،وﻫﻨﺎك ﻣﺌﺎت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴني واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﺳﺠﻨﻮا .وإذا ﻋﺮﻓﻨﺎ أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻧﺼﻒ ﺣﺮة ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎه ﴏاﻋﺎ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻓﻘﺪان ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ اﻟﺸﺎرع وﺑﺪأت اﻟﻬﻮة ﺗﺘﺴﻊ ﺑني ﻛﺒﺎر ﻗﺎدة اﻟﺜﻮرة وﺑني اﻟﺠﻴﻞ اﻷول واﻟﺜﺎين ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮاط ﰲ اﻟﺜﻮرة .وﻻ ﻧﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ ﻳﺠﻠﺲ ﰲ أي ﻣﻌﺴﻜﺮ .وﻛﻞ اﻟﻌﻴﻮن ﺗﱰﻛﺰ ﻋﲆ رﻓﺴﻨﺠﺎين اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳﺒﻖ ﻋﺮاب اﻟﺜﻮرة اﻟﺬي ﻣﺎ زال ﻧﻔﻮذه ﻣﺴﺘﻤﺮا. وﻳﻔﱰض أن رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻳﺠﺮي ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺧﻠﻒ اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ وﻫﻨﺎك اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت داﺧﻞ اﻟﻨﻈﺎم .ودﻋﻢ اﻟﺜﻮرة ﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺠﺎد وﻃﺮوﺣﺎﺗﻪ اﻟﺘﻌﺒﻮﻳﺔ وﺣﻜﻢ اﳌﻼﱄ اﳌﺪﻋﻮم ﻣﻦ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري .ومل ﺑﻌﺪ اﻟﺪﻋﻢ ﻳﺄيت ﻣﻤﻦ اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم .وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻓﺈن ﻧﺠﺎد أﺻﺎﺑﻪ اﻟﻀﻌﻒ وﻓﺸﻞ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﻣﻦ اﻷﺻﻮات وﺗﺨﻄﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ. وﻓﺸﻞ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﺑﻞ ﺗﺤّﻮل ﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﺻﻐري أﻏﻀﺐ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ. وﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺆدي ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان رﻏﻢ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺧﻼل اﻟـ 30ﻋﺎﻣﺎ .واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﺘﻀﺨﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﱰدﻳﺔ مل ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﺸﺎرع ،ﺑﻞ اﻟﺬي دﻓﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻨﻈﺎم إﻟﻐﺎء اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺗﺮﺟﻴﺢ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻋﻠﻨﺎ .واﻟﻌﺎﻣﻞ
اﻟﺬي ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺸﺎرع رمبﺎ اﻟﺘﻮﻳﱰ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﺑﺈﻧﱰﻧﺖ ﺑﺮﻳﺘﻨﻲ ﺳﺒريز. ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﻜﺮﻳﺎ ،ﺗﺤﺎﻟﻒ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﻊ اﻟﻴﺴﺎر اﻹﻳﺮاين ﺑﻴﻨام ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻛﺎن ﻣﺤﺎﻓﻈﺎ ﺟﺪا وﺣﺎول ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ وﻛﺘﺒﻪ ﻋﲆ ﻋﻜﺲ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ اﳌﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻛﻞ ﳾء .ودﻋﻢ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﺠﺎد ﺧﻼل اﻟـ 4ﺳﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ ،وﻟﻬام اﳌﻮﻗﻒ ﻧﻔﺴﻪ اﳌﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﺒﺎراﻧﻮﻳﺎ [106] .اﻷﻣﻮر( ﻛﻞ ﻣﻦ واﻟﺮﻳﺒﺔ اﻟﺨﻮف )أي اﻟﺤﻮار اﻷﻣرييك -اﻹﻳﺮاين إن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻐري ﺑﺼﻮرة إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ دﻋﻮة أوﺑﺎﻣﺎ ﻟﻠﺤﻮار ﻣﻊ ﻃﻬﺮان ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ دون ﴍوط ﻣﺴﺒﻘﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻦ ﺗﻜﻮن واﻗﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘﺸﺎﺑﻚ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ودﻋﻢ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﰲ اﻟﻌﺮاق وﻟﺒﻨﺎن وﺗﻬﺪﻳﺪ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻨﻔﻂ ﰲ ﻣﻀﻴﻖ ﻫﺮﻣﺰ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاء اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني واﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ. وﻳﻌﺘﱪ اﻟﺒﻌﺾ أن دﻋﻮة أوﺑﺎﻣﺎ ﻟﻠﺤﻮار ﻣﻊ ﻃﻬﺮان ﻣﺠﺮد آﻟﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﰲ اﳌﻘﺎم اﻷول زﻋﺰﻋﺔ متﺎﺳﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين .وﰲ ﻇﻞ اﻟﻀﻐﻮط اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺗﻄﻔﻮ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت واﻟﴫاﻋﺎت ﺑني أﻗﻄﺎب اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻻ ﺳﻴام اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﺜﻮرة واﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﳌﻌﺎرﺿني ﻟﺘﻤﺪد ﻧﻔﻮذ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻗﻴﺎدات اﻟﺒﺎزار اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ رﺟﺎل اﻷﻋامل واﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﰲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻟﻄﻠﺒﺔ واﳌﺜﻘﻔني ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ. وميﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺰﺧﻢ اﻟﺬي أﺿﺤﺖ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻪ اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان وﺳﻘﻮط ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ مبﻨﺰﻟﺔ ﺑﺎدرة ﻟﺘﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ وان ﻛﺎن ﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻈﻞ رﻫﻨﺎ ﺑﺘﻐﻴري إﻳﺠﺎيب ﰲ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﻃﻬﺮان ﺗﺠﺎه اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،وﻫﻮ ﺗﻐري ﻣﺴﺘﺒﻌﺪ ﰲ ﻇﻞ اﺳﺘﻤﺮار ﻧﻈﺎم اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﲆ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ إﻳﺮان. وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺟﺎءت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻴﺾ وﻓﺎز ﺑﻬﺎ اﳌﺮﺷﺢ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻣﻮﺳﻮي ،ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ أن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ،ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ [107] .ﻃﻮاﻋﻴﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻳﻘﻮم أن ﺳﻮى ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻧﺘﻘﺎد اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳني
اﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮر اﻟﺠﻤﻬﻮري ﺟﻮن ﻣﺎﻛني أﻛﺪ أن ﻋﲆ أﻣريﻛﺎ أوﻻ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﻠﺲ وﺗﺘﻔﺎوض ﻣﻌﻬﺎ ،ﻷن ﻛﺜري ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻟﻴﺲ اﻵن ﺛﻘﺔ ﰲ أي ﺷﺨﺺ ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻛام أﺷﺎر إﱃ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣرييك اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﺣﻮل ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻻﻣﺘﻼك اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺴﺎءل ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﺑﺪء ﻫﺬه اﳌﻔﺎوﺿﺎت ،ﻣﺆﻛﺪا أن اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ أﺑﺪا ،ﻓﻌﲆ أﻣريﻛﺎ أوﻻ ﺑﺬل ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﳌﻌﻨﻮي واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻟﻌﺼﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﺎﻃﺸﺔ. اﻟﻘﺼﻒ اﻷﻣرييك ..أو اﻹﴎاﺋﻴﲇ وأﺷﺎرت اﳌﺼﺎدر اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﱃ وﺟﻮب اﺳﺘﻐﻼل ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ وﻗﺼﻒ اﳌﻮاﻗﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻻ ﺳﻴام اﻟﻨﻮوﻳﺔ ،وﻟﻌﻞ أﺑﺮز اﻟﻨﻘﺎط اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ أن ﺳﻼح اﻟﻄريان اﻷﻣرييك ﻗﺎدر ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﲆ درﺟﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ ﻻ ﺳﻴام ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ مبﻮﻗﻌﻲ ﺑﻮﺷﻬﺮ وأراك اﻟﻨﻮوﻳني ،ﻋﻠام ﺑﺄن أﺑﺮز ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻪ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻘﴤ ﻛﻠﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ﺑﻞ ﺳﻴﻌﺮﻗﻠﻪ ﻟﻔﱰة ﻗﺼرية ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻃﻬﺮان إﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻪ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺠﻴﻊ ودﻋﻢ إﴎاﺋﻴﻞ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﴬﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿﺪ إﻳﺮان ،وﰲ إﻃﺎر ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﴬﺑﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ أﻣريﻛﻴﺎ ،ﻓﺈن ﺗﺪﻣري اﳌﻨﺸﺂت واﳌﻮاﻗﻊ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺳﻨﺘﻜﻮن اﻟﻬﺪف اﻟﺮﺋﻴﺲ ،وﻓﻴام ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ اﻟﴬﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺪﻋﻢ اﻷﻣرييك ﺳﺘﻜﻮن أﴎع ﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ ﺑﻞ رمبﺎ أﴎع ﻣﻦ أي ﻋﻤﻠﻴﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ .ﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﻤﲇ ﺳﺘﻜﻮن اﻟﴬﺑﺔ اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣام ﻗﺪ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻋﲆ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻻﺣﺘامل متﻜﻦ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ. إﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم إﻳﺮان ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺆﺧﺮا ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺼﻘﻮر ﰲ واﺷﻨﻄﻦ وﺳﻂ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻚ ﰲ ﻗﺪرة اﻟﺴﺒﻞ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ أو اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﲆ ﺣﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ ،اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ ﰲ إﻣﻜﺎن إﻗﻨﺎع ﻃﻬﺮان ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺪﻣﺖ أﻣريﻛﺎ وﺣﻠﻔﺎؤﻫﺎ ﺣﻮاﻓﺰ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻬﺎ أو ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺜﻔﺖ ﻋﻘﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻌﺪم ﺟﺪوى اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ اﳌﺮﺟﻮة اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين ،ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻗﻮة وﴍﻋﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﰲ ﺣﺎل إﺟﻬﺎﺿﻬﺎ .وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﻫﺆﻻء اﻟﺼﻘﻮر ﻳﺮون أن إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻃﻬﺮان ﻫﻮ اﻟﺤﻞ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﺤامﻳﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ
اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺣﺚ متﻠﻚ أﻣريﻛﺎ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﺑﺬاﺗﻪ -وﻟﻴﺲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻓﻘﻂ -ﺧﻄﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻋﲆ اﻷﻣﻦ اﻷﻣرييك ،ﻛام ﻳﺮى ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه أن اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻮ اﺑﺮم اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ ﻓﻠﻦ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻪ وﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺗﻘﻮﻳﺾ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎر أن ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑني اﻟﺠﺎﻧﺒني ﻻ ﺗﺰال ﻗﺎمئﺔ. واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم ميﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ ﻋﱪ ﺛﻼث وﺳﺎﺋﻞ أﺳﺎﺳﻴﺔ: أوﻻ ،دﻋﻢ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت واﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﳌﺨﻤﻠﻴﺔ؛ ﺛﺎﻧﻴﺎ ،ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻷﻗﻠﻴﺎت واﻟﺠامﻋﺎت اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم؛ [108] .اﻟﻘﺎﺋﻢ اﻟﻨﻈﺎم ﺿﺪ ﻋﺴﻜﺮي اﻧﻘﻼب وﺗﺨﻄﻴﻂ ﻣﺴﺎﻧﺪة ﺛﺎﻟﺜﺎ- ، أوﻻ :دﻋﻢ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت واﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﳌﺨﻤﻠﻴﺔ ﻋﲆ ﻏﺮار اﻟﺜﻮرات اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ واﳌﻠﻮﻧﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﺑﺄوروﺑﺎ اﻟﴩﻗﻴﺔ ﰲ أواﺧﺮ مثﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﻨﴫم اﻟﺘﻲ أﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ آﻧﺬاك ،ﻫﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻷن ﺗﺪﻋﻢ أﻣريﻛﺎ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ﺳﻠﻮك اﻟﻨﻈﺎم وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺄيت ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ،اﻧﺨﻔﺎض ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻮء إدارة اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد وﺗﻀﺎؤل اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ رﻓﺾ ﺑﻌﺾ أﻗﻄﺎب اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻜﺮة "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" وﻫﻲ أﺳﺎس ﻣﴩوﻋﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﱰة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺜﻮرة ﻓﺈن أﺣﺪاث ﺛﻮرة ﰲ إﻳﺮان ﻣﻦ أﺻﻌﺐ اﻷﻣﻮر ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﻴﺎم اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﻳﺮاين ﺑﻘﻤﻊ أي اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إن مل ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﺘﻨﺒﺆ مبﺪى زﻣﻨﻲ ﻟﻬﺎ. وﻟﻌﻞ إﺣﺪى اﻹﺷامﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ إﻳﺠﺎد ﴍﻛﺎء ﻣﺤﻠﻴني ذﻟﻚ أن ﺗﺤﺪي ﻧﻈﺎم ﺳﻠﻄﻮي ﻛﺎﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟامﻋﺎت داﺧﻠﻴﺔ ﺳﺘﺘﺒﻌﻪ ﺗﺪاﻋﻴﺎت وﺧﻴﻤﺔ ،ﻛام أن اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻛﻮﺣﺪة واﺣﺪة ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﻮﺗﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻚ ﻣام ﻳﺴﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﰲ إﺿﻌﺎﻓﻬﺎ .ﻟﻜﻦ اﻷﻣﻞ ﻳﻈﻞ ﻗﺎمئﺎ ﰲ ﻋﺪة ﺟامﻋﺎت ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﺘﻴﺎر اﻹﺻﻼﺣﻲ "ﻗﺎﻃﺮة اﻟﺘﻐﻴري اﳌﻨﺘﻈﺮ" .ﻛام أن ﻟﻠﻤﺜﻘﻔني دورا ﻛﺒريا ﰲ إﺿﻌﺎف ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم وﴍﻋﻴﺘﻪ .ﻫﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻄﻼب واﻟﻌامل وﻣﻨﻈامت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين اﻟﺘﻲ متﺜﻞ اﻟﻘﻮام اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻷي ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﻴﺔ. ﺛﺎﻧﻴﺎً :ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻷﻗﻠﻴﺎت واﻟﺠامﻋﺎت اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺗﻠﻚ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻴﺎم أﻣريﻛﺎ ﺑﺪﻋﻢ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﺖ ﺣﺮﺑﺎ ﴍﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴام اﻷﻛﺮاد
واﻟﻌﺮب ،ﺣﻴﺚ إن ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﺠامﻋﺎت ﻣﻊ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺮس اﳌﻌﺎرﺿني ﻟﻠﻨﻈﺎم ،ﻛﺎﳌﺠﻠﺲ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺟﻨﺎﺣﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي ،وﺟامﻋﺔ ﻣﺠﺎﻫﺪي ﺧﻠﻖ ،ﺳﻴﻤﺜﻠﻮن ﻋﻨﴫا ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺨﻄﻮرة ﻋﲆ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﻳﺮاين. وﻓﻴام ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻹﻃﺎر اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺘﻤﺮد ،ﻓﺈن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﺘﻤﺮدات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﱰة زﻣﻨﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻘﺼرية وذﻟﻚ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﺧﺘﻴﺎر اﻟﻘﺎدة واﻛﺘﺴﺎب اﻟﺨﱪات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﻮاﻗﻒ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،إﻻ أن ﻃﻮل اﻟﻔﱰة ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪف اﳌﺮاد ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻓﺮض ﺿﻐﻮط ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻘﺪ دون ﺗﻐﻴريه ﻓﺈن ﴎﻋﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻋﺎﻟﻴﺔ ،أﻣﻨﺎ إذا ﻛﺎن ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻓﺈن اﻟﻔﱰة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻄﻮل ﻧﺘﻴﺠﺔ ارﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج ﻓﱰة زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ وﺗﻮﻗﻴﺘﻪ. ﺛﺎﻟﺜﺎً :ﻣﺴﺎﻧﺪة وﺗﺨﻄﻴﻂ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻊ ﺗﻀﺎؤل ﻓﺮص إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺸﻌﺐ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين وﺑﻂء ﻧﺘﺎﺋﺞ دﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﻤﺮد ،ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻴﻞ ﻛﺒري ﺑني اﳌﺴﺆوﻟني اﻷﻛريﻛﻴني ﻟﻔﻜﺮة ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ متﻠﻚ اﻷدوات اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ ﻋﺰل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،وﻫﻲ أدوات ﻻ متﻠﻜﻬﺎ اﻟﺠامﻋﺎت اﳌﺘﻤﺮدة اﻷﺧﺮى .إﻻ أﻧﻪ رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﺼﺎﻋﺐ أﺑﺮزﻫﺎ ﻣﺎ ميﻜﻦ أن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ "ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺲ اﻟﺠﻴﺶ" وإﻋﻄﺎؤه دورا أﻛﱪ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣام ﻳﻘﻠﻞ ﻓﺮص ﺳﻌﻴﻪ ﻹﺣﺪاث اﻧﻘﻼب ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﺣﺪ أﻛﱪ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻘﺎء اﻟﻮﺿﻊ ﻛام ﻫﻮ ،ذﻟﻚ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ وﺟﻮد ﺟﻬﺎز اﺳﺘﺨﺒﺎرايت أﻣﻨﻲ ﺻﺎرم ﳌﺮاﻗﺒﺔ أﻓﺮاد اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺳﻮاء ﰲ ذﻟﻚ رﺟﺎل اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري. أﻣﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻮﻗﻴﺖ اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻬﻮ أﻣﺮ ﺗﻮاﺟﻬﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻟﺴﺒﺒني رﺋﻴﺴﻴني: اﻷول ،اﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻮﻗﻴﺖ اﻻﺗﺼﺎل ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﻲ اﻻﻧﻘﻼبﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻋﺪم ﺗﻮاﺟﺪ ﺑﻌﺜﺔ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ أﻣريﻛﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان؛ أﻣﺎ اﻟﺜﺎين ،ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﰲ أن ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻮﻗﻴﺖ اﻻﻧﻘﻼب ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺘﻢﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻈﻤﻲ اﻻﻧﻘﻼب أﻧﻔﺴﻬﻢ وﻟﻴﺲ أﻃﺮاف ﺧﺎرﺟﻴﺔ ،ﻓﻬﻢ اﻷﻛرث دراﻳﺔ ﺑﺎﻟﻠﺤﻈﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ. ورﻏﻢ وﺟﻮد ﻣﻤﻴﺰات ﻟﻔﻜﺮة إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺸﻮﺑﻬﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻮب ،أﻣﺎ أﻫﻢ ﻣﻤﻴﺰاﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ أﻧﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ وﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺮي ﺗﺤﻘﻖ أﻛﱪ ﻗﺪر ﻣﻦ
اﳌﺼﻠﺤﺔ ﻷﻣرياك ﺑﺄﻗﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻣﻤﻜﻨﺔ واﻧﻪ وأﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﺳﺘﺨﻠﺼﻬﺎ ﻣﻦ أﻟﺪ أﻋﺪاﺋﻬﺎ .وﺛﺎﻧﻴﺎ :إﻧﻬﺎ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﴏ ﻓﻔﻲ ﺣﺎل ﻓﺸﻞ دﻋﻢ اﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أو اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ ميﻜﻦ اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺜﺎﻣﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ دﻋﻢ وﻣﺴﺎﻧﺪة اﻷﻗﻠﻴﺎت ،وﰲ ﺣﺎل ﻓﺸﻠﻬﺎ ميﻜﻦ اﻟﻠﺠﻮء ﻟﺪﻋﻢ اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي .وﺣﺘﻰ ﰲ أﺳﻮأ اﻟﺤﺎﻻت ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺨﻠﻖ ﺣﺮﻛﺔ متﺮد ﺳﺘﻨﺴﻬﻢ ﰲ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮط ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم ﻣام ﻳﺴﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف واﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ .وراﺑﻊ اﳌﻤﻴﺰات أن أﻣريﻛﺎ متﻠﻚ ﺧﱪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ دﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﻤﺮد وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن ﻓﺮص اﻟﻨﺠﺎح ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺘﺰاﻳﺪة إذا ﻣﺎ ﻗﻮرﻧﺖ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻷﺧﺮى .وﺧﺎﻣﺴﺎ :إن ﻣﺪﻳﺮي اﻟﺘﻤﺮد ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺠﺎﺣﻬﻢ ﺳﻴﺸﻌﺮون ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎن ﻷﻣريﻛﺎ ،ﻣام ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺆﴍا ﺟﻴﺪا ﻋﲆ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون ﺑني اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻨﺎﺷﺊ وﺑني واﺷﻨﻄﻦ. ﻋﻴﻮب اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إﺳﻘﺎط إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم أﻣﺎ ﻋﻦ ﻋﻴﻮب اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إﺳﻘﺎط إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻬﻲ: أوﻻ :إن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻳﻌﺎين ﻛﺜريا ﻣﻦ أوﺟﻪ اﻟﻘﺼﻮر إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال ﻗﻮﻳﺎ راﺳﺨﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺸﻜﻚ ﻛﺜري ﻣﻦ اﳌﺤﻠﻠني ﰲ ﺟﺪوى اﻟﻔﻜﺮة ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ .ﺛﺎﻧﻴﺎ :إن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم ﺳﻮف ﺗﻜﻮن أﻗﻞ ﻣام ﺗﺘﻮﻗﻊ أﻣريﻛﺎ. وﻛام ﻗﺎل رﻳﺘﺸﺎرد ﻫﺎس ﻣﺴﺆول اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ أﻧﻪ رﻏﻢ أن اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﺻﻌﺐ اﻷﻣﻮر ،إﻻ أن اﻷﻛرث ﺻﻌﻮﺑﺔ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻮاﻟﻴﺔ ﺗﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺢ أﻣريﻛﺎ .وﺛﺎﻟﺜﺎ :إن اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﺳﻴﺨﻮض ﻣﻌﺎرك داﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮي اﻟﺘﻤﺮد ﻣﺎ ﺳﻴﻮﻗﻊ ﻛﺜريا ﻣﻦ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﰲ اﻷرواح واﳌﻤﺘﻠﻜﺎت ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ زﻳﺎدة أﻋﺪاد اﳌﻌﺘﻘﻠني ﻣام ﻳﺴﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار .وﻫﻨﺎك راﺑﻌﺎ ،ﺻﻌﻮﺑﺔ إﻳﺠﺎد أو ﺑﻨﺎء ﺣﺮﻛﺔ متﺮد ﻣﻮﺣﺪة ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﻇﻞ اﻟﺘﴩذم اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ اﻟﺠامﻋﺎت اﳌﻌﺎرﺿﺔ .ﺧﺎﻣﺴﺎ :إن اﻟﺠامﻋﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﳌﺴﻠﺤﺔ واﳌﻨﻈﻤﺔ واﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ ﺧﻮض ﻣﻌﺎرك ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺠﺎﻫﺪي ﺧﻠﻖ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﺳﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣامرﺳﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻓﺮص ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﺿﺌﻴﻠﺔ إذا ﻣﺎ دﻋﻤﺘﻬﺎ أﻣريﻛﺎ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين. اﻻﺣﺘﻮاء اﻟﺨامﳼ ﰲ ﺣﺎل ﺗﻔﺸﻞ أﻣريﻛﺎ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﺒﻞ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ إﻗﻨﺎع
اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻣريﻛﺎ ﻧﻮوﻳﺔ ﺧﺎرج ﺣﺘﻰ
ﻃﻬﺮان ﺑﺎﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ،أو ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﺼﻔﻴﺔ وإﺳﻘﺎﻃﻪ ،أو ﻋﺪم اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار اﻟﴬﺑﺔ ﺑﺄي ﺻﻮرة ﻣﻦ اﻟﺼﻮر ﻓﺈن اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﺣﺘﻮاء أو ﻗﺒﻮل ﻣﺎ ﻻ ميﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﻣﻨﻊ إﻳﺮان ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻌني ﻛﺎﻣﺘﻼك ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻮل ذﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ إﺛﺎرة اﻟﻘﻼﻗﻞ ﺣﺪودﻫﺎ ﻋﱪ إﺿﻌﺎﻓﻬﺎ وﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎت ﻗﻮﻳﺔ ووﻃﻴﺪة ﻣﻊ دول ﺟﻮارﻫﺎ ﺗﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬﺎ. وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻧﺠﺎح اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻻﺣﺘﻮاء ﻋﲆ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺤﺎور: أوﻻ ،ﺗﺤﺠﻴﻢ إﻳﺮان ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﻮﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أي دوﻟﺔ ،وﺛﺎﻧﻴﺎ ،ردﻋﻬﺎ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪم اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻣﺘﻼك ﻃﻬﺮان ﻟﻠﻘﺪرات اﻟﻨﻮوﻳﺔ وﻟﻜﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺮدﻋﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻟﻸﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ،وﺛﺎﻟﺜﺎ ،إﺿﻌﺎﻓﻬﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺗﺮﺳﺎﻧﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أو اﺳﺘﻘﻄﺎب دﻋﻢ دﺑﻠﻮﻣﺎﳼ ﺑﺴﻬﻢ ﰲ إﻓﺸﺎل ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺣﺘﻮاء ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ .راﺑﻌﺎ ،ﻋﺰﻟﻬﺎ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎ ﻋﱪ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻣﻊ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻷﺧﺮى ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﲆ إﻳﺮان اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ أو ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ أو ﻏري ذﻟﻚ .وﺧﺎﻣﺴﺎ ،ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻋﺰﻟﺔ ﻃﻬﺮان ﺳﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺠﻪ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺠامﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻟﻜﴪ ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﲆ أﻣريﻛﺎ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب ﻛﺠﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺣﺘﻮاء اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. أﻣﺎ ﻋﻦ أﻫﻢ أدوات ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺣﺘﻮاء ،ﻓﺈن أداة اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻛرث ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وﺗﺘﻀﻤﻦ ﺣﻈﺮ ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻷﺳﻠﺤﺔ وﺣﻈﺮ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻟﻬﺎ ووﺿﻊ ﻗﻴﻮد ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻻﺳﺘﺜامرات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻹﺿﻌﺎﻓﻬﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ .ووﺿﻊ ﻗﻴﻮد ﻋﲆ ﺳﻔﺮ اﻹﻳﺮاﻧﻴني إﱃ اﻟﺨﺎرج وﺧﻄﻮﻃﻬﻢ اﻟﺠﻮﻳﺔ. وﻓﺮض ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد ﻋﲆ ﻣﺼﺎدر اﻟﻌﻤﻼت اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻟﻄﻬﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﴍاء اﻷﺳﻠﺤﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ .ﻓﺮض ﻗﻴﻮد ﻋﲆ ﺑﻴﻊ وﴍاء ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻻ ﺳﻴام اﻟﺒﱰول واﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﻠﺬان ميﺜﻼن ﻣﺼﺪرﻳﻦ ﺑﺎﻟﻐﻲ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﺧﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﻳﺮاين. ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺰﻣﻨﻲ ،ﺗﻌﺘﱪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﺣﺘﻮاء أﴎع اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎر إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ، ﻛام أﻧﻬﺎ ذات ﻋﻤﺮ اﻓﱰاﴈ ﻃﻮﻳﻞ ﻧﺴﺒﻴﺎ ذﻟﻚ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻴﻬﺎ ] [109اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ وﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ أﻣريﻛﺎ ﻋﲆ ﻛﺎرﺛﻴﺔ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﻟﻪ ﻟﻴﺲ .
ﺣﺮب أم ﻻ ﺣﺮب؟ ﺗﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺘﺨّﻮﻓﺎت ﰲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﺎم إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﺨﻄﻮة ﻣﺘﻬّﻮرة ﺗﻬﺪف إﱃ ﻗﻠﺐ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﺗﻐﻴري اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻌﻄﻴﺎت ،وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف ﻓﻚ اﻟﺨﻨﺎق اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﳼ واﻟﺴﻴﺎﳼ واﳌﻌﻨﻮي اﳌﺘﻔﺎﻗﻢ ﺣﻮل اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻫﺬه اﻟﺘﺨّﻮﻓﺎت ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻻ ﺳﻴام اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أو اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻨﺬ ﻓﱰة ،ﻏري أن اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﺗﻨﺘﴩ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﰲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻏري اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. واﻟﺠﺪﻳﺪ أﻳﻀﺎً أن ﻫﺬه اﻟﺘﺨّﻮﻓﺎت مل ﺗﻌﺪ ﻣﺠّﺮد ﻛﻼم ﻧﻈﺮي ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﺣﺘامﻻت ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺑﺪأت ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻮﺛﻘﺔ ﺗﺼﺪر دورﻳﺎً إّﻣﺎ ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ وإﻣﺎ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻗﻊ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻴﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺣﻮل اﺳﺘﻌﺪادات إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﱃ إﻳﺮان. ﻫﺬه اﳌﺨﺎوف ﺑﺪأت ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻊ وﺻﻮل اﻟﻴﻤني اﻹﴎاﺋﻴﲇ إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،أي ﻣﻊ ﺗﺴﻠّﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑﻨﻴﺎﻣني ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻣﻬّامﺗﻬﺎ ﰲ 31آذار/ﻣﺎرس ،2009ﻏري أﻧﻬﺎ ﺗﺄﻛﺪت ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻟﻜﺒري ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻼم ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑني ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ وإدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ،وﻣﺎ رﺷﺢ ﻋﻦ ﺧﻼﻓﺎت ﺣﺎدة ﺑني اﳌﺒﻌﻮث اﻷﻣرييك اﻟﺨﺎص إﱃ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ روﺑريت ﻣﻴﺘﺸﻞ واﳌﺴﺆوﻟني اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴني ،وﻣﺎ ﺗﺒني ﻟﻠﻌﺎمل أﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺗﻔﺎوت ﻫﺎﺋﻞ ﺑني روﺣﻴﺔ ﺧﻄﺎب اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﰲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﰲ 4ﺣﺰﻳﺮان/ﻳﻮﻧﻴﻮ 2009وﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ. وﻻ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ اﻟﻘﻮل إن إﴎاﺋﻴﻞ دﺧﻠﺖ اﻵن ﰲ ﻋﺰﻟﺔ دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻏري ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ .ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،وﻻ ﺳﻴام اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ ،اﻟﻮاﺿﺤﺔ متﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﰲ اﻷراﴈ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ ﻋﺎم ،1967أو ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻹﺟامع اﻟﺪوﱄ اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﻋﲆ ﺣﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻟﺪوﻟﺘني .ﻫﺬه اﻟﻌﺰﻟﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺳﺘﺘﻔﺎﻗﻢ ،ﻛﻮن اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﺣّﺪد آﺧﺮ اﻟﺴﻨﺔ ﻛﻤﻬﻠﺔ ﻗﺼﻮى ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻹﻋﺎدة ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان ...ﺑﻞ أﻳﻀﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻘّﺪم ﺟﺪي وأﺳﺎﳼ ﰲ ﺳريورة اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﺣﻞ [110] .اﻹﴎاﺋﻴﲇ اﻟﻌﺮيب -اﻟﴫاع ﰲ وﺷﺎﻣﻞ ﺳﻠﻤﻲ إذا ً ،إﴎاﺋﻴﻞ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ .واﻟﺮوزﻧﺎﻣﺔ اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﴪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ أوﺑﺎﻣﺎ ،ﺑﻌﺪ إﴏار ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴام اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣﴫ ،ﺳﺘﺰﻳﺪ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﲆ إﴎاﺋﻴﻞ .وﻟﻴﺲ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎً إﻻ أﺣﺪ ﺣﻠني :إﻣﺎ
اﻟﱰاﺟﻊ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻨﺎزﻻت ﻓﻌﻠﻴﺔ )وﻫﺬا ﺳﻴﺆدي إﱃ ﺳﻘﻮط اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ( ...وإّﻣﺎ اﻟﻬﺮب إﱃ اﻷﻣﺎم وﺗﻔﺠري ﺣﺮب ﺟﺪﻳﺪة. واﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﻴﺎر اﻟﻬﺮب إﱃ اﻷﻣﺎم ﻫﻮ أن ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻻﺣﺘامﻻت اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﰲ إﻃﺎره ﺗﻘﻠﺼﺖ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﺪوﱄ. ﺗﻘﻮﻳﺾ اﻟﻘﺪرة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺨّﻮف ﻓﻌﲇ ﻣﻦ ﴐﺑﺔ إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺿﺪ » ﺣامس« وﻏﺰة ...أو ﺿﺪ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« وﻟﺒﻨﺎن .أّوًﻻ ،ﻷن » ﺣامس« و»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻳﺒﺪوان ﻋﲆ ﻳﻘني ﺑﺄن إﴎاﺋﻴﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﻌﺬر اﻟﺬي ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺘﻔﺠري ﺣﺮب .ﺛﺎﻧﻴﺎً ،ﻷن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺿﺪ » ﺣامس« أو ﺿﺪ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻟﻦ ﺗﻐري اﻟﻜﺜري ﰲ اﻟﺘﻮازﻧﺎت اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .أﻣﺎ اﺣﺘامل ﺗﻮﺟﻴﻪ ﴐﺑﺔ إﱃ ﺳﻮرﻳﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ مبﻄﺮوح ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪي ﰲ اﻷﺷﻬﺮ اﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎدات إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺗﻘﻴﻢ ﰲ دﻣﺸﻖ .إن إﴎاﺋﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻬﺪدﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﻳﺔ وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺣﺮب .1973 اﻟﺨﻮف اﻟﻔﻌﲇ ﻫﻮ ﻣﻦ رﻏﺒﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﻘﻠﺐ اﻟﻄﺎوﻟﺔ وﺗﻐﻴري اﳌﻌﻄﻴﺎت واﻟﺘﻮازﻧﺎت ،وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك إﻻ ﻋﻤﻠﻴﺔ واﺣﺪة ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ ،أﻻ وﻫﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ وﻣﻮﺟﻌﺔ ﺟﺪا ً إﱃ إﻳﺮان ﺗﻘﴤ ،ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪة ،ﻋﲆ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮد أو ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟﺘﻮﻋﺪ .أي أن ﻣﺎ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺠّﺮد ﻗﺼﻒ ﺟﻮي إﴎاﺋﻴﲇ ﳌﻔﺎﻋﻞ ﻧﻮوي ﻛام ﺳﺒﻖ وﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ إﴎاﺋﻴﻞ ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻋﺎم ،1981ﺑﻞ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ﻗﺪ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ ﻟﺘﻘﻮﻳﺾ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻲ إﴎاﺋﻴﻞ أﻧﻬﺎ اﻟﺨﻄﺮ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﳌﺎذا ﻫﺬا اﻟﺘﺨّﻮف اﻟﺪوﱄ ﻣﻦ ﴐﺑﺔ إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺿﺪ إﻳﺮان؟ ﻷن مث ّﺔ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺤﻠﻠني اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴني أن ﻫﺬه اﻟﴬﺑﺔ ﺳﺘﺆدي إﱃ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﻜﻬﻦ ﺑﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺆدي إﱃ إﺷﻌﺎل اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﱄ واﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎﳌﻲ. واﻟﺠﺪﻳﺪ أﻳﻀﺎً ،ﻫﻮ أن ﻗﺎدة اﻟﻐﺮب ،وﻻ ﺳﻴام اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،مل ﻳﻌﻮدوا ﻳﻜﺘﻔﻮن ﻛام ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺈﻳﺼﺎل ﻛﻠﻤﺔ إﱃ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ. ﻓﺘﺨّﻮﻓﻬﻢ اﻵن ﻫﻮ أن ﻻ ﺗﻠﺘﺰم إﴎاﺋﻴﻞ مبﺎ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻪ ﻣﻨﻬﺎ .ومث ّﺔ ﺣﺮص ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﰲ إﻃﺎر ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻬﻢ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ » اﻟﺠﺪﻳﺪة« ﺑﺎﻟﻌﺎﳌني اﻟﻌﺮيب واﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ أن ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ إﴎاﺋﻴﻞ ﻻ ﻳﻌّﱪ ﺑﺎﻟﴬورة ﻋﻦ إرادﺗﻬﻢ .واﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻨﺎﺻﻊ ﻋﲆ اﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ ﻫﺬا ﺑني اﻟﻐﺮب وإﴎاﺋﻴﻞ وﻋﲆ رﻏﺒﺔ اﻟﻐﺮب اﳌﺘﺰاﻳﺪة ﰲ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني اﳌﻮﻗﻒ اﻹﴎاﺋﻴﲇ واﳌﻮﻗﻒ اﻟﻐﺮيب
ﻫﻮ اﻟﺘﴫﻳﺢ اﻟﺬي أدﱃ ﺑﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء 7متﻮز .2009ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺷﺒﻜﺔ »ﳼ .أن .أن« .اﻟﺴﺆال ﻛﺎن ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻗﺪ أﻋﻄﺖ اﻟﻀﻮء اﻷﺧﴬ ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﻟﺸﻦ ﻫﺠﻮم ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻋﲆ إﻳﺮان. ﻛﺎن ﺟﻮاب أوﺑﺎﻣﺎ ﺣﺎﺳام» ً:ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ .أﻧﺎ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻮﺿﻮح« ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن. واﺳﺘﻄﺮد أوﺑﺎﻣﺎ ﻣﺬﻛﺮا ً» :ﻗﺎل ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻮزف ﺑﺎﻳﺪن ﰲ ﺷﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ إﻧﻪ ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ أن منﲇ ﻋﲆ دول أﺧﺮى ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ«. وﻣﻦ ﺛﻢ أﺿﺎف» :ﻫﺬا ﻳﻨﻄﺒﻖ أﻳﻀﺎً ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﺪرات اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ«. ﻃﺒﻌﺎً ،أﺿﺎف أوﺑﺎﻣﺎ ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﻳﻔﻀﻞ »اﻟﻘﻨﻮات اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ « ،ﻟﻜﻨﻪ زاد ﻗﺎﺋًﻼ» :إﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ ) (...ﻟﻄﺎﳌﺎ ﻗﻠﺖ إﻧﻨﺎ )اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة( ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﺑﺼﻔﺘﻲ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﺤﻖ اﺗﺨﺎذ أي ﻗﺮار ﻳﻜﻮن ﴐورﻳﺎً ﻟﺤامﻳﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة«. وﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﰲ ﻣﻌﺮض ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﲆ ﻛﻼم ﺑﺎﻳﺪن ﻳﺸري إﱃ ﻣﺎ أﻋﻠﻨﻪ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﻳﻮم اﻷﺣﺪ 5متﻮز 2009ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻗﻨﺎة »أﻳﻪ .يب .ﳼ« اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل» :ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ أن منﲇ ﻋﲆ دوﻟﺔ أﺧﺮى ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻴﺎدة ﻣﺎ ميﻜﻨﻬﺎ أو ﻻ ميﻜﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮر ،إذا ﻗﺮرت ،أن وﺟﻮدﻫﺎ ﻣﻬﺪد« .وأﺿﺎف ﺑﺎﻳﺪن» :إذا ﻗﺮرت ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﺣﺎﻟﻴﺎً ،ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎدي أن ﺗﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ .اﻟﺨﻴﺎر ﻻ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻨﺎ« .وﺗﺎﺑﻊ »ﻟﻜﻦ أي ﺿﻐﻂ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ أي دوﻟﺔ ﻟﻦ ﻳﺒﺪل ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﺤﺮك«. اﻟﺘﻔﺴري اﻹﻳﺮاين ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣرييك ﻃﺒﻌﺎً ،ﺣﺎوﻟﺖ إﻳﺮان ﺗﻔﺴري ﻛﻼم ﺑﺎﻳﺪن ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺣﺬر رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى اﻹﻳﺮاين ﻋﲇ ﻻرﻳﺠﺎين ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء 5اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎري ﰲ اﻟﺪوﺣﺔ اﻷﻣريﻛﻴني ﻣﻦ اﻧﻬﻢ ﺳﻴﻌﺘﱪون اﳌﺴﺆوﻟني ﻋﻦ أي ﴐﺑﺔ ميﻜﻦ أن ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ إﱃ إﻳﺮان .ﻓﻔﻲ ﺧﺘﺎم زﻳﺎرة رﺳﻤﻴﺔ إﱃ ﻗﻄﺮ ،ﻗﺎل ﻻرﻳﺠﺎين ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴني» :ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﱪ أن اﻷﻣريﻛﻴني ﻫﻢ اﳌﺴﺆوﻟﻮن ﻋﻦ أي ﻣﻐﺎﻣﺮة ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين« ،ﻣﺆﻛﺪا ً أن »اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين ﻻ ميﻜﻨﻪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ دون أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﻀﻮء اﻷﺧﴬ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة« .وأﺿﺎف» :إن ﺑﺎﻳﺪن ﺑﻘﻮﻟﻪ إﻧﻨﺎ ﻻ ميﻜﻦ أن ﻧﺤﻮل دون ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻗﺪ ﺳﺎر ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺨﻄﺄ ...وﻓﻀﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﺪه وﻛﺸﻒ أوراﻗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﴎﻳﻊ« .وأﺿﺎف ﻻرﻳﺠﺎين ﻣﻬﺪدا ً» :ﻧﺤﻦ ﺳﻤﻌﻨﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺴﺒﻘﺎً وﻟﻴﺴﻤﻌﻮا أﻳﻀﺎً ﺑﺄن ردﻧﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻗﻮﻳﺎً وﴐﺑﺘﻨﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺎرﺻﺔ« .ﺑﻞ اﺳﺘﻄﺮد:
»ﻫﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أن اﻟﺮد اﻹﻳﺮاين ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﺣﺎﺳامً وﻣﺆﳌﺎً«. ﻏري أن اﻟﺮد اﻷﻣرييك ﻋﲆ اﻟﺘﻔﺴري اﻹﻳﺮاين ﻟﻜﻼم ﺑﺎﻳﺪن ﺟﺎء ﴎﻳﻌﺎً وﻋﲆ أﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى .ﻓﺒﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺗﴫﻳﺢ ﻻرﻳﺠﺎين ،ﻧﻔﺖ واﺷﻨﻄﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ أﻋﻄﺖ ﺿﻤﻨﺎً إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﻀﻮء اﻷﺧﴬ ﳌﻬﺎﺟﻤﺔ إﻳﺮان. وﺧﻔﻒ اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﻳﺎن ﻛﻴﲇ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺘﻔﺴريات اﻟﺘﻲ ذﻫﺒﺖ إﱃ ﺣﺪ اﻋﺘﺒﺎر أن ﺑﺎﻳﺪن ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻋﻄﻰ إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﻀﻮء اﻷﺧﴬ ﳌﻬﺎﺟﻤﺔ إﻳﺮان ،وﻗﺎل« :ﻻ أرﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أن أﻋﻄﻲ ﺿﻮءا ً أﺧﴬ ﻷي ﻋﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮي ﻛﺎن» ،إﻻ أﻧﻪ ﻛﺮر ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺑﺎﻳﺪن اﻟﺬي ﺷﺪد ﻋﲆ أن إﴎاﺋﻴﻞ ﻫﻲ »دوﻟﺔ ذات ﺳﻴﺎدة« وﻟﻬﺎ اﻟﺤﻖ ﰲ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاراﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. وأﺿﺎف ﻛﻴﲇ» :ﻟﻦ منﲇ ﻋﻠﻴﻬﺎ ) إﴎاﺋﻴﻞ ( أﻋامﻟﻬﺎ« .وأوﺿﺢ »ﻧﺤﻦ أﻳﻀﺎً ﻣﻠﺘﺰﻣﻮن ﺑﺄﻣﻦ إﴎاﺋﻴﻞ ،وﻧﺸﺎﻃﺮ إﴎاﺋﻴﻞ ﻗﻠﻘﻬﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺣﻴﺎل اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين« .ﻟﻜﻨﻪ رﻓﺾ أﻳﻀﺎً أي ﻓﻜﺮة ﺗﻘﻮل ﺑﺄن ﺗﴫﻳﺤﺎت ﺑﺎﻳﺪن ﺗﺸري إﱃ اﺗﺠﺎه إدارة أوﺑﺎﻣﺎ إﱃ اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﺪاﻋﻴﺔ إﱃ ﻓﺘﺢ ﺣﻮار دﻳﺒﻠﻮﻣﺎﳼ ﻣﻊ إﻳﺮان .وﻗﺎل »ﻟﻦ أﺣﻤﻠﻬﺎ أﻛرث ﻣام ﺗﺸري إﻟﻴﻪ«. وﻟﺘﻔﺎدي أي إﺷﻜﺎل أو ﻏﻤﻮض ،ﺗﻘﺪم أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﴫﻳﺢ اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﺣﺴﻢ اﻷﻣﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﰲ اﻟﺘﴫﻳﺢ اﻟﺬي أﴍﻧﺎ إﻟﻴﻪ أﻋﻼه. ﻫﻨﺎك إذن رﻏﺒﺔ واﺿﺤﺔ ﻟﺪى اﻟﻐﺮب ﰲ اﻟﺘﻨﺼﻞ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ أي ﻋﻤﻠﻴﺔ إﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ .وﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم إﻳﻌﺎز واﺿﺢ ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ إذا ﻣﺎ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺤﻤﻞ ﻣﻨﻔﺮدة اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ .وﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻷﻫﻢ رمبﺎ، ﻛﻮن اﳌﺨﻄﻂ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻳﻘﴤ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﺑﺈﺷﻌﺎل ﻓﺘﻴﻞ اﻟﴫاع ﻣﻊ إﻳﺮان ،ﻣﺎ ﺳﻴﻔﺮض ﻋﲆ إﻳﺮان اﻟﺮد ﻋﲆ إﴎاﺋﻴﻞ وﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺮاﺑﻄﺔ ﰲ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ وﻣﻴﺎﻫﻪ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ إﻗﺤﺎم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﺣﺮب ﺿﺪ إﻳﺮان ﻣﺒﺎﴍة. إﴎاﺋﻴﻞ واﻟﻐﺮب ﻋﲆ ﻃﺮﰲ ﻧﻘﻴﺾ مثﺔ ﻫﻮة واﺿﺤﺔ ﺑني إﴎاﺋﻴﻞ واﻟﻐﺮب ﰲ اﻟﻨﻈﺮة إﱃ اﻟﺨﻄﺮ اﻹﻳﺮاين. اﳌﺴﺆوﻟﻮن اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﻮن ،مبﻦ ﻓﻴﻬﻢ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﺑﻨﻴﺎﻣني ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ،ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪون إﻣﻜﺎن ﺗﻮﺟﻴﻪ ﴐﺑﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﱃ إﻳﺮان ،وﻳﺸﺪدون ﻋﲆ أﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺤﻮا ﻟﻄﻬﺮان ﺑﺎﻣﺘﻼك اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي .وﻗﺪ اﻋﺘﱪت اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﰲ آﺧﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﳌﻮﺿﻮع ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺣﺰﻳﺮان/ﻳﻮﻧﻴﻮ 2009أن إﻳﺮان ﻗﺪ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻣﺘﻼك ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ﺑﺤﻠﻮل اﻟﻌﺎم .2014 ﻏري أن اﻟﻐﺮب ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺤﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي .آﺧﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ
ﻗﺎﻟﻪ ،رﺋﻴﺲ أرﻛﺎن اﻟﺠﻴﻮش اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ اﻷﻣريال ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻣﻮﻟﻦ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ 5متﻮز ،2009ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﻓﻮﻛﺲ ﻧﻴﻮز ﺻﻨﺪاي« ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻛﺪ أن ﻫﺠﻮﻣﺎً ﻋﲆ اﳌﻨﺸﺂت اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻹﻳﺮان ﻗﺪ ﻳﺆدي إﱃ »زﻋﺰﻋﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻟﻼﺳﺘﻘﺮار « ،ﻣﻌﺘﱪا ً أﻧﻪ »ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﺘﻜﻬﻦ ﺑﺘﺪاﻋﻴﺎت « ﻫﺠﻮم ﻣامﺛﻞ وﻣﺤﺬرا ً ﻣﻦ أن أي ﻫﺠﻮم ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺳﺘﻜﻮن ﻟﻪ »ﻋﻮاﻗﺐ ﺧﻄرية ﻏري ﻣﻘﺼﻮدة« ..وﺣني ﺳﺄﻟﻪ اﻟﺼﺤﺎﰲ أي ﺧﻴﺎر ﻫﻮ اﻷﺳﻮأ :ﻫﺠﻮم ﻋﲆ اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أو اﻣﺘﻼك إﻳﺮان ﻟﻠﺴﻼح اﻟﻨﻮوي؟ ..رد اﻷﻣريال »أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺨﻴﺎرﻳﻦ ﺳﻴﻜﻮﻧﺎن أﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻐﻲ اﻟﺴﻮء« .ﻟﻜﻨﻪ أﺿﺎف» :ﻣﻊ ذﻟﻚ ،أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻬﻢ ﺟﺪا ً ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ إﻳﺮان ﻋﺪم اﺳﺘﺒﻌﺎد أي ﺧﻴﺎرات مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ «. وإذا ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻼم ﻫﺬا اﳌﺴﺆول اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﻣرييك اﻷﻋﲆ: أن اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﺳﺒﻖ وﻗﺎل ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺷﺎر ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ إﱃ إﺟﺮاء ﺗﻘﻮﻳﻢﻟﺴﻴﺎﺳﺘﻪ ﺗﺠﺎه إﻳﺮان ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ،2009أﻧﻪ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ رؤﻳﺔ ﺗﻘﺪم ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﺗﺠﺎه إﻳﺮان ﻣﻊ ﻋﺪم اﺳﺘﺒﻌﺎده »ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات « ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮص ﺗﺸﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت إذا اﺳﺘﻤﺮت إﻳﺮان ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي... وإذا ﻻﺣﻈﻨﺎ أن وزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻫﻴﻼري ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن أﻋﻠﻨﺖ ﻣﺴﺎءاﻟﺜﻼﺛﺎء 7اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎري ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺷﺒﻜﺔ » ﻏﻠﻮﺑﻮﻓﻴﺴﻴﻮن « اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ أن واﺷﻨﻄﻦ ﺳﺘﺪﻋﻮ إﱃ »ﺗﺸﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻋﲆ إﻳﺮان« ﻣﻦ أﺟﻞ »ﺣﻤﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﲆ ﺗﻐﻴري ﺳﻠﻮﻛﻪ« ،ﻣﻌّﱪة ﻋﻦ ﻗﻠﻖ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ »ﺳﻌﻲ إﻳﺮان ﻻﻣﺘﻼك أﺳﻠﺤﺔ ﻧﻮوﻳﺔ« اﻟﺬي ميﻜﻦ أن »ﻳﺰﻋﺰع اﻻﺳﺘﻘﺮار ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ«. وأﻧﻬﺎ أﺿﺎﻓﺖ أن إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﺗﺮى »أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎمل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ إﻳﺮان ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺸﻜﻞ دﻋامً ﻟﻠﻨﻈﺎم ،ﻷن ذﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺧﻄﻮة ﺣﻜﻴﻤﺔ«... ...ﻟﻔﻬﻤﻨﺎ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﻐﺮب ،ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻬﺎون ﻣﻊ إﻳﺮان ...وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﺮر إﴎاﺋﻴﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬا اﳌﻠﻒ اﻟﺨﻄري. وﻣﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻮﺿﻮح ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮاﻗﺐ ﺗﺤﺮﻛﺎت اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ، أن اﳌﻮﺿﻮع اﻹﻳﺮاين ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺟﺪا ً ﰲ ﺳﻠﻢ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ .واﺷﻨﻄﻦ ﻣﺪرﻛﺔ متﺎﻣﺎً أن اﳌﻠﻒ ﻣﺘﻔﺠﺮ .وﻫﺬا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻳﻔﴪ ﳌﺎذا ﻃﻐﻰ ﻣﻮﺿﻮع إﻳﺮان ﻋﲆ اﳌﺤﺎدﺛﺎت ﺑني أوﺑﺎﻣﺎ واﳌﺴﺆوﻟني اﻟﺮوس ﺧﻼل زﻳﺎرة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك اﻷوﱃ إﱃ روﺳﻴﺎ ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع.
واﺷﻨﻄﻦ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌﺔ ﻣﻦ ..ﺣﺴﻦ ﺗﻔّﻬﻢ ﻣﻮﺳﻜﻮ؟ وﻳﺒﺪو ﻫﻨﺎ ،وﻓﻖ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟني ﰲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ،أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺻﺎرت أﻛرث ﺗﻘﺒﻼً ﻟﻠﺤﺠﺞ اﻷﻣريﻛﻴﺔ .ﻓﻤﺜﻼً أﺷﺎر ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ دﻳﻨﻴﺲ ﻣﺎﻛﺪوﻧﻮ إﱃ أن أوﺑﺎﻣﺎ »ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺎﻟﴫاﺣﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺮب ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ )اﻟﺮوﳼ دميﱰي( ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻪ ﺣﻴﺎل اﻟﺨﻄﺮ اﳌﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺬي ﺗﺸﻜﻠﻪ إﻳﺮان« .وﻗﺪ اﺣﺘﻠﺖ اﳌﺴﺄﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ »اﻟﺤﻴﺰ اﻷﻛﱪ« ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺬي ﺟﺮى ﻳﻮم اﻻﺛﻨني 6متﻮز 2009ﺑني اﻟﺮﺋﻴﺴني ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ وأوﺑﺎﻣﺎ اﻟﻠﺬﻳﻦ مل ﻳﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻬام ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﰲ أوﱃ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺗﻬام ﻋﲆ اﻧﻔﺮاد ﰲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎﻳﻚ ﻣﺎﻛﻔﺎول اﻟﻌﻀﻮ ﰲ اﻟﻮﻓﺪ اﳌﺮاﻓﻖ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك. واﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن إﻳﺮان وأﻧﺸﻄﺘﻬﺎ اﻟﺬرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ ﺑﺤﺴﺐ أوﺑﺎﻣﺎ أن ﺗﺆدي إﱃ »ﺳﺒﺎق ﺗﺴﻠﺢ ﻧﻮوي ﰲ إﺣﺪى أﻛرث ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎمل ﺗﻘﻠﺒﺎً« ،ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻘﻂ أﺣﺪ أﺑﺮز اﻻﻫﺘامﻣﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...ﺑﻞ ﻫﻲ أﻳﻀﺎً ﻣﻌﻄﻰ أﺳﺎﳼ ﰲ أﺣﺪ أﻛﱪ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻟﺮوﺳﻴﺔ :ﻣﴩوع اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ اﳌﻜﻮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺪرع اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﺼﻮارﻳﺦ ﰲ أوروﺑﺎ. ﻳﻘﻮل اﻷﻣريﻛﻴﻮن إن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺣامﻳﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ اﺣﺘامل إﻃﻼق ﺻﺎروخ إﻳﺮاين أو ﻛﻮري ﺷامﱄ .وﻳﺮى اﻟﺮوس ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ً ﻷﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﻫﺬا اﳌﴩوع ﰲ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﺮاﻫﻨﺔ :ﻋﴩة ﺻﻮارﻳﺦ اﻋﱰاﺿﻴﺔ ﰲ ﺑﻮﻟﻨﺪا ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺮادار ﰲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺗﺸﻴﻜﻴﺎ .وﻗﺪ ردد اﻷﻣريﻛﻴﻮن ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻣﺮارا ً ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻣﻊ اﻟﺮوس ،ﻛام ﻓﻌﻞ أوﺑﺎﻣﺎ اﻻﺛﻨني ،وﻫﻮ أن أي ﻧﻈﺎم أﻣرييك ﰲ أوروﺑﺎ ﺳﺘﺘﻔﻮق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻮة اﻟﻀﺎرﺑﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ .ﻛام أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺘﺨﻮف ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ أن ﻳﺘﺨﺬ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم أﺑﻌﺎدا ً أﺧﺮى ﰲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ .وﻗﺪ ﺷﻜﻚ اﻟﺮوس أﻳﻀﺎً ﺑﺼﻮرة ﺟﺪﻳﺔ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺨﻄﺮ اﻹﻳﺮاين .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺪوا ﻫﺬه اﳌﺮة ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺴﺆوﻟني أﻣريﻛﻴني ،أﻛرث ﻗﺒﻮًﻻ ﺑﺎﻟﱪاﻫني اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ أوﺑﺎﻣﺎ، وﻗﺎﻟﻮا إن اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن اﻟﺮوس واﻓﻘﻮا ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎم ،ﻣﻊ اﻟﺨﱪاء اﻷﻣريﻛﻴني ،ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﺸﱰك ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪات اﻟﺒﺎﻟﺴﺘﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ واﻟﻜﻮرﻳﺔ اﻟﺸامﻟﻴﺔ. وﻗﺪ اﻋﺘﺎدت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﲆ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ روﺳﻴﺎ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﺣﻴﺎل إﻳﺮان ،ﺳﻴام ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻔﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻋﲆ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﱄ ﻟﺴﻠﻮﻛﻬﺎ اﻟﻨﻮوي .ﻏري أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ ﻗﺎل» :ﻫﻨﺎك ﻣﻴﻮل ﺳﻠﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻇﻬﻮر ﻓﺎﻋﻠني ﺟﺪد ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﻨﻮوي« ،وإن اﻟﺮوس ﻋﲆ » اﺳﺘﻌﺪاد« ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﰲ وﺳﻌﻬﻢ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه اﳌﻴﻮل ،وإن »ﻣﻔﺎوﺿﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ أﻇﻬﺮت أﻧﻨﺎ ﻧﺘﻘﺎﺳﻢ اﳌﻮﻗﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﺎل ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ«.
اﳌﻠﻒ اﻹﻳﺮاين ﰲ ﻗﻤﺔ » اﻟﺜامين« ﻛﺬﻟﻚ ،وﺿﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ اﳌﻠﻒ اﻹﻳﺮاين ﰲ أﻋﲆ ﻻﺋﺤﺔ اﳌﻮاﺿﻴﻊ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺧﻼل ﻗﻤﺔ »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜامين« اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء 8متﻮز 2009ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻﻛﻮﻳﻼ ﰲ وﺳﻂ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ .وﻟﻘﺪ ﺷﺎرﻛﺖ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﻤﺔ ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء اﻟﺪول اﻟﺜامين اﻷﻋﻀﺎء ﰲ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ وﻫﻲ :اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،ﻓﺮﻧﺴﺎ ،أﳌﺎﻧﻴﺎ ،اﻟﻴﺎﺑﺎن ،ﻛﻨﺪا ،وروﺳﻴﺎ .واﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻗﺎدة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﻤﺲ أو ﻣﻤﺜﻠﻮن ﻋﻨﻬﻢ )ﺟﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،اﻟﱪازﻳﻞ، اﻟﺼني ،اﻟﻬﻨﺪ واﳌﻜﺴﻴﻚ ( وأﺳﱰاﻟﻴﺎ وإﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ وﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ .وﻛﺎن اﳌﻮﺿﻮع اﻹﻳﺮاين ﻣﺪار ﺑﺤﺚ أﺛﻨﺎء ﻋﺸﺎء رؤﺳﺎء اﻟﺪول ﻣﺴﺎء اﻷرﺑﻌﺎء. إذا ً ،اﳌﻠﻒ اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ ﻧريان ﺳﺎﺧﻨﺔ .واﻟﻌﺎمل واٍع إﱃ أن إﻳﺮان ﺗﺪﻋﻮ إﱃ ﺷﻄﺐ إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرﻃﺔ ،وأن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺻﻮارﻳﺦ ميﻜﻦ أن ﺗﻄﺎل أﻫﺪاﻓﺎً ﰲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وميﻜﻦ أن ﺗ ُﺰود ﺑﺮؤوس ﻧﻮوﻳﺔ ﰲ ﺣﺎل اﻣﺘﻠﻜﺘﻬﺎ إﻳﺮان .واﻟﻌﺎمل واٍع إﱃ أن إﴎاﺋﻴﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ رؤوس ﻧﻮوﻳﺔ وﻗﺪرات ﺻﺎروﺧﻴﺔ وﺟﻮﻳﺔ متﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﴐب إﻳﺮان .وﺧﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎمل ﻫﻲ أن ﺗﻨﺪﻟﻊ اﻟﻨﺎر ﰲ ﻫﺬا اﻟﻬﺸﻴﻢ .ﻓﻤﻦ ﺳﻴﺪﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ ﻟﻴﺲ إﻳﺮان وإﴎاﺋﻴﻞ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ... واﻟﻨﻔﻂ ...واﻟﻌﺎمل أﺟﻤﻊ .ﻟﺬا ،ﺗﺒﺪو اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،وﻻ ﺳﻴام اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، [111] .ﺣامﻗﺔ أي ارﺗﻜﺎب ﻣﻦ وﻣﻨﻌﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﻴﺪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺗﺮﻳﺪ وﻛﺄﻧﻬﺎ اﺳﺎءة اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮيب ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ إﻳﺮان ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺛﻼث ﻣﺮاﺣﻞ .أوًﻻ ،ﺗﺒﺪأ ﻓﺌﺔ واﺣﺪة أو ﻣﺤﺪودة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ذات ﻣﻮﻗﻊ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﰲ اﻟﺘﻌﺒري ﺑﺼﻮت ﻋﺎٍل ﻋﻦ اﺳﺘﻴﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺘﺆّﻛﺪ وﺟﻮدﻫﺎ ﰲ ﺷﻮارع ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﱪى ﺗﻜﻮن ﻋﺎدة اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ .ﺗﻨﻀﻢ ﴍاﺋﺢ أﺧﺮى ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﰲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى إﱃ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ ﺑﻴﻨام ﺗﻨﺘﴩ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﰲ ﻣﺪن أﺧﺮى وﺗﺼﺒﺢ أﻛرث ﺗﻮﻛﻴﺪا ً ﻟﻮﺟﻮدﻫﺎ وإﺛﺎرة ﻟﻠﻔﻮﴇ ورمبﺎ ﻋﻨﻴﻔﺔ .وإذ ﺗﺘﻔّﴙ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻨﻈﺎم ،ﻳﻨﴩ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻗﻮاﺗﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ .وﺗﻨﻘﻠﺐ ﻫﺬه اﻟﻘﻮات اﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﻓﺌﺎت اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ،واﳌﻌﺰوﻟﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ، ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم وﺗﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻦ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻷواﻣﺮه .ﻫﺬا ﻣﺎ ﺣّﻞ ﺑﺸﺎه إﻳﺮان ﻋﺎم 1979؛ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ روﺳﻴﺎ ﻋﺎم 1917أو ﰲ روﻣﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم .1989 إﱃ أﺣﺪ ﻳﻨﻀﻢ ﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ [112] ،ﻓﺮﻳﺪﻣﺎن ﺟﻮرج ﺑﺮأي اﻟﺜﻮرات ،ﺗﻔﺸﻞ ﻣﻌﺰوﻟني أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺠﺪون اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ اﻷواﺋﻞ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ إن أي ،اﻷوﱃ اﻟﻔﺌﺔ وإﻣﺎ ﺗﺘﻼﳽ إﻣﺎ ،أﺧﺮى ﻣﺪن إﱃ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺗﻨﺘﴩ ﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ .اﺟﺘامﻋﻴﺎً وﻏﺎﻟﺒﺎً ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻣﻮاﻟﻴﺔ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺘﻲ -واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻘﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ إﱃ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻟﻘﻤﻊ اﻟﻘﻮة وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ -ﻟﻠﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﺎ
:اﻟﺼني ﰲ "ﻣني آن ﺗﻴﺎن" ﺳﺎﺣﺔ ﰲ ﺣﺼﻞ ﻣﺎ ﻫﺬا .اﻟﴬورﻳﺔ اﻟﺤﺪود أﻗﴡ اﻟﻘﻮات واﺳﺘﺪﻋﻴﺖ .متّﺮدوا اﻟﺬﻳﻦ اﻟﻄﻼب إﱃ ﺟﺪد أﺷﺨﺎص ﻳﻨﻀﻢ مل ،ﻟﻠﻄﻼب أﻳﻀﺎً ﻣﻌﺎدﻳﺔ إمنﺎ وﺣﺴﺐ ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻣﻮاﻟﻴﺔ ﺗﻜﻦ مل اﻟﺘﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ [113] .اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺳﺤﻖ إﱃ وﻋﻤﺪت ﻣﺴﺄﻟﺔ دﻋﻢ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ أﻳﻀﺎً ﰲ إﻳﺮان .مل ﻳﻼﺣﻆ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺬي ﻳﺮّﻛﺰ ﺑﻬﻮس ﻋﲆ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻷواﺋﻞ -وﻫﻢ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ داﻋﻤني ﻟﺨﺼﻮم اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاين ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد -أن اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ اﻟﻜﺒري ،ﺗﺘﺄﻟﻒ ﰲ ﺷﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ .ووﺳﻂ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻼﻫﺜﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ،مل ﻳﻼﺣﻆ اﳌﺮاﺳﻠﻮن أن اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻻ متﺘﺪ إﱃ ﻃﺒﻘﺎت وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى .وﻋﱪ اﻗﺘﺼﺎر اﳌﻘﺎﺑﻼت اﻟﺘﻲ أﺟﺮوﻫﺎ ﻋﲆ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻳﺘﻜﻠّﻤﻮن اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ،مل ﻳﻨﺘﺒﻬﻮا إﱃ ﻋﺪد اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ وميﻠﻜﻮن ﻫﻮاﺗﻒ ذﻛﻴﺔ .وﻫﻜﺬا مل ﺗﺘﻨّﺒﻪ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم إﱃ ﻫﺬه اﳌﺆﴍات اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﺸﻞ اﻟﺜﻮرة. ﻻﺣﻘﺎً ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻠّﻢ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ودﻋﺎ ﺣﺮس اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﱃ اﻟﺘﺪﺧﻞ ،مل ﺗﺪرك وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم أن ﻫﺬه اﻟﻘﻮات -اﻟﺘﻲ ﻣﻮﻗﻊ ب"ﻃﺒﻘﺎت ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ميﻜﻦ اﻟﺘﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﻨﺒﺜﻖ مل مل .واﺟﺘامﻋﻴﺔ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻣﻮاﻟﻴﺔ ﺳﺘﺒﻘﻰ "-اﻹﻟﻜﱰوين Twitter ﻣﻊ أﻻﺑﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺒﻲ ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻻ ﻛام متﺎﻣﺎً اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣﻊ اﻟﺠﻨﻮد ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻳﻔﻬﻢ مل .ﻫﺎرﻓﺮد ﺟﺎﻣﻌﺔ ﰲ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﺑﻌﺪ ﻣﺎ دراﺳﺎت ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺷﺨﺺ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻳﺸﻬﺪون أﻧﻬﻢ ﻓﺘﻮّﻫﻤﻮا ،إﻳﺮان ﰲ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻟﺘﺸﻨﺠﺎت اﳌﺮاﺳﻠﻮن أو 1917ﻋﺎم ﺑﻄﺮﺳﱪغ ﻟﺴﺎن ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻣﺸﻬﺪ أﻣﺎم ﻧﻜﻦ مل ﻟﻜﻨﻨﺎ .ﻋﺎﻣﺔ ﻣني آن ﺗﻴﺎن" ﻟﺴﺎﺣﺔ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻣﺸﻬﺪ أﻣﺎم ﺑﻞ 1989 -ﻋﺎم ﺑﻮﺧﺎرﺳﺖ ﰲ اﻟﻨﻘﺎش اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺬي دار ﺧﺎرج إﻳﺮان ،ﺳﺎد اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﺸّﻮش ﺑﺸﺄن وﻗﺎﺋﻊ أﺳﺎﺳﻴﺔ .ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻳﻘﺎل إن اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني اﳌﺪن واﻷرﻳﺎف ﰲ إﻳﺮان مل ﻳﻌﺪ أﺳﺎﺳﻴﺎً ،ﻷن 68ﰲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻣﻤﱠﺪﻧﻮن ﺑﺤﺴﺐ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة .ﻫﺬه ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻮﺣﻲ أن إﻳﺮان ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ وأن اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ميﺜّﻠﻮن اﻟﺒﻼد .ﻏري أن اﳌﺸﻜﻠﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ أن اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﻳﺮاين ﻟﻜﻠﻤﺔ " ﻣﺪﻳﻨﻲ" -وﻫﺬا ﺷﺎﺋﻊ ﺟﺪا ً ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل -ﻳﺸﻤﻞ ﻣﺘﺤﺪات ﺻﻐرية ﺟﺪا ً )ﻳﻀﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻀﻌﺔ آﻻف اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻘﻂ( .ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺎرق اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﺑني ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻠﺪة ﺗﻀﻢ ﻋﴩة آﻻف ﺷﺨﺺ وﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﻃﻬﺮان ﻣﻮاٍز ﻟﻠﻔﺎرق ﺑني ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﺎﺳﱰوب ﰲ وﻻﻳﺔ ﺗﻜﺴﺎس وﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ
ﻧﻴﻮﻳﻮرك .ميﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺆّﻛﺪ ﻟﻜﻢ أن ذﻟﻚ اﻟﻔﺎرق ﻟﻴﺲ ﺷﺎﺳﻌﺎ وﺣﺴﺐ ﺑﻞ إن ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺧﻴﺎر ﰲ ﺑﺎﺳﱰوب وﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤني ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﻻ ﻳﺮون ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ اﻟﻌﺎمل ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ .دﻓﻊ ﻋﺪم ﻓﻬﻢ اﻟﺘﻨّﻮع اﻟﺪراﻣﺎﺗﻴيك ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ،اﳌﺮاﻗﺒني إﱃ اﻻﻓﱰاض ﺑﺄن اﻟﻄﻼب ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺘﻜﻠّﻤﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺒﻼد. ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻬﺮان ﻧﺤﻮ مثﺎﻧﻴﺔ ﻣﻼﻳني ﻧﺴﻤﺔ؛ وﺗﻀﻢ ﻣﻊ ﺿﻮاﺣﻴﻬﺎ ﻧﺤﻮ 13ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ 70.5ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻛﻜﻞ. ﺗﺸّﻜﻞ ﻃﻬﺮان ﻧﺤﻮ 20ﰲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن إﻳﺮان ،ﻟﻜﻦ ﻛام ﻧﻌﻠﻢ ،ﻟﻴﺲ ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎﻛﴘ وﻋﺎﻣﻞ اﻟﺒﻨﺎء ﻣﺮﺗﺒﻄَني اﺟﺘامﻋﻴﺎً ﺑﺎﻟﻄﻼب ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻨﺨﺒﺔ. ﻫﻨﺎك ﺳﺖ ﻣﺪن ﻳﺮاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑني ﻣﻠﻴﻮن و 2.4ﻣﻠﻴﻮَين ﻧﺴﻤﺔ ،و11 ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻧﺤﻮ 500أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ .ﻳﻌﻴﺶ 15.5ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﰲ ﻣﺪن ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ اﳌﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ،وﻃﻬﺮان إﺣﺪاﻫﺎ، و 19.7ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﰲ ﻣﺪن ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ 500أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ .ﻟﺪى إﻳﺮان 80ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻳﻔﻮق ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺌﺔ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ .ﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮا ً إﱃ أن ﻣﺪﻳﻨﺔ واﻛﻮس ﰲ ﺗﻜﺴﺎس ﺗﻀﻢ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺌﺔ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻧﻘﺎط ﺗﺸﺎﺑﻪ اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺑني ﻣﺪن ﺗﻀﻢ ﻣﺌﺔ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ وأﺧﺮى ﺗﻀﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻼﻳني ﻧﺴﻤﺔ .وإذا أﺧﺬﻧﺎ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺪﻳﻨﺔ أوﻛﻼﻫﻮﻣﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ،ﻳﺼﺒﺢ واﺿﺤﺎً أن ﻟﻠﺘﻤﺪﻳﻦ أوﺟﻬﺎً ﻋﺪة. اﻟﻔﻮز ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﻊ ﺗﺰوﻳﺮ أو ﻣﻦ دوﻧﻪ ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻧﺼّﺪق أﻣﺮﻳﻦ :ﺣﺼﻮل ﺗﺰوﻳﺮ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﺗﺮﺟﻴﺢ ﻓﻮز أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻣﻦ دوﻧﻪ اﻟﺘﺰوﻳﺮ .مل ﺗﻈﻬﺮ أدﻟﺔ ﻣﺒﺎﴍة ﻛﺜرية ﺗﺜّﺒﺖ ﺣﺪوث اﻟﺘﺰوﻳﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﳌﺜرية ﻟﻠﺸﺒﻬﺎت .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، اﻋﺘُِﱪت ﴎﻋﺔ ﺗﻌﺪاد اﻷﺻﻮات ﻣﺆﴍا ً ﻋﲆ اﻟﺘﺰوﻳﺮ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻌﺪاد اﻷﺻﻮات ﺑﻬﺬه اﻟﴪﻋﺔ اﻟﻜﺒرية .ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻔَﱰض أن ﺗ ُﻘﻔﻞ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﱰاع اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﺴﺎء ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﳌﺤﲇ ،ﻟﻜﻦ ﺟﺮى متﺪﻳﺪ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺎﴍة ﻣﺴﺎء ﻧﻈﺮا ً إﱃ ﻋﺪد اﻟﻨﺎﺧﺒني اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺼﻄﻔﻮن أﻣﺎم ﻣﺮاﻛﺰ اﻻﻗﱰاع .وﺑﺤﻠﻮل اﻟﺴﺎﻋﺔ 11:45ﻣﺴﺎء ،ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﻢ ﻓﺮز ﻧﺤﻮ ﻋﴩﻳﻦ ﰲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات .وﺑﺤﻠﻮل اﻟﺴﺎﻋﺔ 5:20ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ،وﺑﻌﺪ ﻓﺮز ﻛﻞ اﻷﺻﻮات ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ،أﻋﻠﻨﺖ ﻫﻴﺌﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻮز أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد .وﻫﻜﺬا ﻳﻜﻮن ﻓﺮز اﻷﺻﻮات ﻗﺪ اﺳﺘﻐﺮق ﻧﺤﻮ ﺳﺒﻊ ﺳﺎﻋﺎت) .ﺗﺬّﻛﺮوا أﻧﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻧﺘﺨﺎب ﻷﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ أو اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس أو اﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أو
ﻫﻴﺌﺎت اﳌﺪارس ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺳﺒﺎق رﺋﺎﳼ ﻓﻘﻂ( .اﻟﻼﻓﺖ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه ﻫﻮ أن ﻓﺮز اﻷﺻﻮات اﺳﺘﻐﺮق اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻋﺎم ،2005وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻹﺻﻼﺣﻴني اﻟﺬﻳﻦ اّدﻋﻮا ﺣﺪوث ﺗﺰوﻳﺮ آﻧﺬاك مل ﻳﺸّﺪدوا ﻋﲆ وﻗﺖ اﻟﻔﺮز ﰲ ادﻋﺎءاﺗﻬﻢ. آﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮز ﺑﺴﻴﻄﺔ :ﻟﺪى إﻳﺮان 47أﻟﻒ ﻣﺮﻛﺰ اﻗﱰاع إﱃ ﺟﺎﻧﺐ 14 أﻟﻒ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺘﺠّﻮل ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐرية إﱃ أﺧﺮى ،وميﻜﺚ ﰲ ﻛﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﱰة ﻗﺼرية ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ اﻷﺧﺮى .إذا ً ﻫﻨﺎك ﰲ اﳌﺤّﺼﻠﺔ 61أﻟﻒ ﺻﻨﺪوق اﻗﱰاع ﺗﺘﻠّﻘﻰ اﻟﻌﺪد ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً .ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻛﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﻳﻔﺮز 500ﺻﻮت أو ﻧﺤﻮ 70ﺻﻮﺗﺎً ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ .ومبﺎ أن اﻟﻔﺮز ﺑﺪأ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﴍة ﻣﺴﺎء ،ﻓﺈن اﻧﺘﻬﺎءه ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻻ ﻳﺸري ﺑﺎﻟﴬورة إﱃ ﺣﺪوث ﺗﺰوﻳﺮ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ .ﻳﺘﻮّﺧﻰ ﻧﻈﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ :ﻓﻨﻈﺮا ً إﱃ وﺟﻮد ﺳﺒﺎق واﺣﺪ ﺗ ُﻔَﺮز اﻷﺻﻮات ﻓﻴﻪ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ زﻣﻨﻴﺔ واﺣﺪة ،وإﱃ أن اﻟﻔﺮز ﻳﺒﺪأ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻛﻞ اﳌﻨﺎﻃﻖ ،ﻧﺘﻮﻗّﻊ أن ﺗﺼﺪر اﻷرﻗﺎم ﰲ ﺧﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء ﺣﻴﺚ ﺗﺮﳼ منﺎذج اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ واﳌﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﻮازﻧﺎً ﺑني ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ -وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔّﴪ ﻋﺪم ﺣﺼﻮل ﺗﻐﻴري ﻛﺒري ﰲ اﻟﻨﺴﺐ اﳌﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﺧﻼل اﻟﺠﺰء اﻷﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ. ﻗﻴﻞ إن ﺑﻌﺾ اﳌﺮﺷﺤني مل ﻳﺮﺑﺤﻮا ﺣﺘﻰ ﰲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻬﻢ أو داﺋﺮﺗﻬﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .ﻧﺘﺬّﻛﺮ أن آل ﻏﻮر مل ﻳﺮﺑﺢ ﰲ ﺗﻴﻨﻴﴘ ﻋﺎم .2000وﻧﺘﺬّﻛﺮ أﻳﻀﺎً أن راﻟﻒ ﻧﺎدر مل ﻳﺮﺑﺢ ﰲ ﻣﺴﻘﻂ رأﺳﻪ ،وأﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب ﻫﻮ أن اﻟﻨﺎس مل ﻳﺮﻳﺪوا ﻫﺪر أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﳌﺮﺷﺢ ﻳُﺴﺘﺒَﻌﺪ ﻓﻮزه ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت -وﻋﲆ اﻷرﺟﺢ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛري ﻃﺎول اﳌﺮﺷﺤني اﻷﺻﻐﺮ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. ﻋﺪم ﻓﻮز ﻣﻮﺳﻮي ﰲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻪ أﻛرث إﺛﺎرة ﻟﻼﻫﺘامم .ﻳﻄﺮح ﻓﻠﻴﻨﺖ ﻟﻴﻔريﻳﺖ وﻫﻴﻼري ﻣﺎن ﻟﻴﻔريﻳﺖ ﰲ "ﺑﻮﻟﻴﺘﻴﻜﻮ" ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط اﳌﻬﻤﺔ ﺣﻮل ﻫﺬا اﻷﻣﺮ .ﻓﺒام أن ﻣﻮﺳﻮي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ اﻹﺗﻨﻴﺔ اﻷذرﻳﺔ ،ﻛﺎن ﻳُﻌﺘَﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﻔﻮز ﰲ ﻣﺴﻘﻂ رأﺳﻪ اﻟﺬي ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه اﻹﺗﻨﻴﺔ وﻳﺤﻤﻞ اﺳﻤﻬﺎ .ﻟﻜﻨﻬام ﻳﺸريان أﻳﻀﺎً إﱃ أن أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻳﺘﻜﻠﻢ اﻷذرﻳﺔ ،وزار اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮات ﻋﺪة ﺧﻼل ﺣﻤﻠﺘﻪ .وﻳﻠﻔﺘﺎن أﻳﻀﺎً إﱃ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أذري .ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،مل ﻳﻜﻦ ﻓﻮز ﻣﻮﺳﻮي ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪاﺋﺮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ أﻛﻴﺪا ً ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﺨﺴﺎرة ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﺸري ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎً إﱃ ﺣﺪوث ﺗﺰوﻳﺮ .ﻟﻘﺪ أﺛﺎرت اﻟﺸﻜﻮك ،ﻟﻜﻨﻬﺎ مل ﺗﻜﻦ أﺑﺪا ً دﻟﻴﻼً ﺣﺎﺳامً. ﻻ ﻧﺸﻚ ﰲ ﺣﺼﻮل ﺗﺰوﻳﺮ ﺧﻼل اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ 99.4ﰲ اﳌﺌﺔ ﰲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺎزاﻧﺪاران ،وﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﻋﻠامﻧﻴﺔ ﰲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺸﺎه .ﻓﺎز أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﰲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ مبﻌﺪل 2.2إﱃ .1إﻧﻬﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻗﱰاع ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪا ً ،ﻛام أﻧﻪ ﻣﺴﺘﻮى دﻋﻢ ﻛﺒري ﺟﺪا ً ﰲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺧﴪت ﻛﻞ ﳾء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠّﻢ اﳌﻼﱄ اﻟﺤﻜﻢ ﻗﺒﻞ أﻛرث ﻣﻦ 30ﻋﺎﻣﺎً .ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أﺧﺬﻧﺎ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﻻت اﳌﺜرية ﻟﻠﺸﺒﻬﺎت وﺟﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﺎً، ﻓﻬﻲ ﻟﻦ ﺗ ُﻐّري اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ .اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺳﻨﺔ 2009ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﳌﺌﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣّﻘﻘﻬﺎ ﻋﺎم .2005وﰲ ﺣني وﺻﻔﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ أداء أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﰲ اﳌﻨﺎﻇﺮات اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻗﺒﻴﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﺮديء ﺟﺪا ً واﳌﺤﺮج اﻟﺬي ﻳﺸري إﱃ ﻫﺰميﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺷﻴﻜﺔ ،ﻳﻘﺮ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪوا ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻇﺮات -وﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻌﺾ أﺷﺪ اﻟﺪاﻋﻤني ﳌﻮﺳﻮي -أن أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﺗﻔّﻮق إﱃ ﺣﺪ ﻛﺎﺳﺢ ﰲ أداﺋﻪ ﻋﲆ ﺧﺼﻮﻣﻪ. أﻋﻄﻰ ﻣﻮﺳﻮي ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻋﻦ ﻣﺰاﻋﻤﻪ ﻋﻦ ﺣﺪوث ﺗﺰوﻳﺮ ،ومل ﻳﺠِﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﱪاﻫني .ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰاﻋﻤﻪ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺰوﻳﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻻﻧﺘﴩت اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﺑﴪﻋﺔ ﻋﱪ اﻟﴩاﺋﺢ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ إﱃ ﻣﻼﻳني اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺆّﻛﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ذاﺗﻬﺎ أﻧﻬﻢ ﺻّﻮﺗﻮا ﻟﻪ .ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن أﻧﺼﺎر ﻣﻮﺳﻮي اﻋﺘﻘﺪوا أﻧﻬﻢ ﺳﻴﻔﻮزون ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد ﺟﺰﺋﻴﺎً إﱃ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻗﱰاع ﻣﺸﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻮب، ﴎﻗﺖ ﻣﻨﻬﻢ وﻧﺰﻟﻮا إﱃ اﻟﺸﻮارع. وﻋﻨﺪﻣﺎ مل ﻳﻔﻮزوا ،اﻓﱰﺿﻮا أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ُ ِ ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ أن اﳌﻼﻳني اﻟﺬﻳﻦ زﻋﻢ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون أن ﴎﻗﺖ ﻣﻨﻬﻢ مل ﻳﻨﻀﻤﻮا إﱃ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات .ﻟﻮ ﻛﺎن ﺻﺤﻴﺤﺎً أن ﻣﺮﺷﺤﺎً أﺻﻮاﺗﻬﻢ ُ ِ ﻏري ﺷﻌﺒﻲ إﱃ أﻗﴡ اﻟﺤﺪود اﺧﺘﻄﻒ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﺧﺘﻄﺎﻓﺎً ﻛﺎﻣًﻼ ﺑﻨﺤﻮ 13 ﻣﻠﻴﻮن ﺻﻮت ،ﻟﺘﻮﻗّﻌﻨﺎ رؤﻳﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ُﺳِﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻳﻨﻀﻤﻮن إﱃ ﻧﻮاة ﻣﺆﻳّﺪي ﻣﻮﺳﻮي .ﰲ أﻳﺎم اﻻﺛﻨني واﻟﺜﻼﺛﺎء واﻷرﺑﻌﺎء اﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﰲ ذروﺗﻬﺎ ،ﻛﺎن ﻳﺠﺐ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻼﻳني اﻟﻨﺎﺧﺒني اﻟﺬﻳﻦ ﺻّﻮﺗﻮا ﳌﻮﺳﻮي .ﻟﻜﻨﻬﻢ مل ﻳﻔﻌﻠﻮا .ﻗﺪ ﻧﻔﱰض ﺑﺄن اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ أرﻫﺒﺖ اﻟﺒﻌﺾ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ واﻟﻄﺎﻟﺒﻴﺔ ﰲ ﻃﻬﺮان ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤّﲆ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ .رمبﺎ ﺑﺪت اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺿﺨﻤﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿّﻤﺖ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺟﺰءا ً ﺻﻐريا ً ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ. اﻟﺘﺸﻨﺠﺎت ﰲ أوﺳﺎط اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺗﺸّﻨﺠﺎت ﻛﺒرية ﺟﺪا ً داﺧﻞ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .وﻋﺪم اﻧﺪﻻع ﺛﻮرة ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك أزﻣﺔ ﻟﺪى اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وﻻ ﺳﻴام ﰲ أوﺳﺎط رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ .ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻷزﻣﺔ ﻻ
اﻟﺰﻋامء اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﺪﻳﻦ
ﺗﺠﺮي ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﱰﺿﻬﺎ اﳌﻨﻄﻖ اﻟﻐﺮيب .ﻳﺮى ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻨﻴني ﰲ إﻳﺮان أن أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻣﻌﺎٍد ﳌﺼﺎﻟﺤﻬﻢ وﻳﻬّﺪد اﻣﺘﻴﺎزاﺗﻬﻢ وﻳﻘﻮم مبﺨﺎﻃﺮات دوﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺴﺘﻨﺪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﱃ ﻋﺪاوﺗﻪ اﻟﺸﻌﺒﻮﻳﺔ ﳌﺎ ﻳﻌﺘﱪه ﻓﺴﺎد رﺟﺎل وﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ،وإﱃ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﻘﻮي ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﻳﺮاين. رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﻘﺴﻤﻮن ﰲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻛرثا ً أرادوا أن ﻳﺨﴪ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد يك ﻳﺤﻤﻮا ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ .واﺟﻪ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺧﻴﺎرا ً ﺻﻌﺒﺎً ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌﺎﴈ .ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻋﺎدة ﻓﺮز واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق أو ﺣﺘﻰ ﺑﺈﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة ،ﻛام ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﺼﺎدق ﻋﲆ ﻣﺎ ﺟﺮى. ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ أﻳﻀﺎً أن ﻳﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑني اﻟﻘﻮى اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻏري اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .أراد ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﻋﲇ أﻛﱪ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين أن ﻳﺮﻓﺾ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﻧﻈﻦ أن اﻷﺧري رﻏﺐ ﰲ إﻳﺠﺎد ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ .ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﺪاﻓﻌﺎً ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم ،ﺗﺨّﻮف ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﺎﻫﺮات أﻧﺼﺎر ﻣﻮﺳﻮي ﻟﺘﺒﺪو وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﳾء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﻨﺎرﻳﺔ ﰲ أوﺳﺎط أﻧﺼﺎر أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد -اﻟﻨﺎﺧﺒني واﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻮاء -ﻟﻮ ُﺣِﺠﺐ اﻟﻔﻮز ﻋﻦ ﻣﺮﺷﺤﻬﻢ .مل ﻳﺮد ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﻜﺎرﺛﺔ ،ﻓﺼﺎدق ﻋﲆ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ. أﺳﺎء اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮيب ﻓﻬﻢ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻷﻧﻪ مل ﻳﺪرك أن أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻻ ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻞ ﺿﺪﻫﻢ ،وأن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻬﺰميﺘﻪ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،وأن ﻷﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻧﻔﻮذا ً ﺿﺨامً ﻟﺪى اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .واﻟﺴﺒﺐ وراء ﺗﻔﻮﻳﺖ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮيب ﻟﻬﺬه اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻫﻮ أﻧﻪ ﺻّﺪق ﻓﻜﺮة ﴎﻗﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻓﻠﻢ ﻳَﺮ ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻋﻢ ﻷﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد واﻻﺳﺘﻴﺎء اﻟﻮاﺳﻊ ﻣﻦ ﻧﺨﺒﺔ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻘﺪميﺔ .مل ﻳﻔﻬﻢ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮيب ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أن اﻟﻔﺌﺎت اﻷﻛرث ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﺗﻘﻮى ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ﺗﺪﻋﻢ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺎرض اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻘﺪميﺔ .ﺑﺪًﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،اﻓﱰض أن ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺄﺣﺪاث ﺑﺮاغ أو ﺑﻮداﺑﺴﺖ ﻋﺎم ،1989ﰲ ﺻﻮرة اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﺿﺪ ﻧﻈﺎم ﻏري ﺷﻌﺒﻲ. ﻏري أن ﻃﻬﺮان ﰲ ﺳﻨﺔ 2009ﻫﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﳌﻌﺮﻛﺔ ﺑني ﻣﺠﻤﻮﻋﺘَني أﺳﺎﺳﻴﺘني ﺗﺪﻋﻢ ﻛﻠﺘﺎﻫام اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻫﻨﺎك رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﻄﺮون ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻨﺬ 1979وﺟﻤﻌﻮا ﺛﺮوة ﺟّﺮاء ذﻟﻚ .وﻫﻨﺎك أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد اﻟﺬي ﻳﺸﻌﺮ أن اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺧﺎﻧﺖ اﻟﺜﻮرة ﺑﺘﺠﺎوزاﺗﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎً اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﻫﻴﺌﺔ اﻹذاﻋﺔ
اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ )يب يب ﳼ( وﻗﻨﺎة "ﳼ إن إن" ﰲ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أي اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﺸﻮارع اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﻔﺮﺿﻮا اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب دراﻣﺎﺗﻴيك ﰲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .مل ﺗﺤَﻆ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻂ ﺑﻔﺮﺻﺔ ﺗﺴﻠّﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺳﻮاء ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أو اﻟﺜﻮرة .ﻏري أن اﳌﺠﻤﻮﻋﺘني اﻷﺳﺎﺳﻴﺘني اﺳﺘﻌﻤﻠﺘﺎ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻷﺻﻐﺮ ﺑﻄﺮق ﻋﺪة .اﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻟﻴﻘﻮل إن رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻤﻮﻧﻬﺎ ،ﻋﲆ ﻏﺮار رﻓﺴﻨﺠﺎين ،ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻟﻠﻤﺠﺎزﻓﺔ ﺑﺎﻧﺪﻻع ﺛﻮرة واﻟﺘﺤّﻮل دﻣﻰ ﰲ أﻳﺪي اﻷﻣريﻛﻴني واﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴني ﻟﺤامﻳﺔ ﺛﺮواﺗﻬﻢ. أﻣﺎ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﻓﻜﺎن ﻳﺮّدد ﺧﻠﻒ اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ أن اﻟﺘﻤﻠﻤﻞ ﻫﻮ رأس ﺟﺒﻞ اﻟﺠﻠﻴﺪ، وأﻧﻪ ﻳﺠﺐ اﺳﺘﺒﺪال أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد .ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ،دﻗّﻖ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،اﻟﺴﻴﺎﳼ اﳌﺤّﻨﻚ، ﰲ اﳌﻌﻄﻴﺎت ودﻋﻢ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد. اﻵن ،وﻛام رأﻳﻨﺎ ﺑﻌﺪ أﺣﺪاث ﺳﺎﺣﺔ "ﺗﻴﺎن آن ﻣني" ،ﺳﻮف ﻧﺸﻬﺪ ﺗﺒّﺪﻻت ﰲ أوﺳﺎط اﻟﻨﺨﺒﺔ .ﺳﻮف ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ دﻋﻤﻮا ﻣﻮﺳﻮي ﻣﻮﻗﻔﺎً دﻓﺎﻋﻴﺎً. ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻣﻦ دﻋﻤﻮا أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻫﻢ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﻮي .مثﺔ أزﻣﺔ ﻛﺒرية ﰲ ﺻﻔﻮف اﻟﻨﺨﺒﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ وراء اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻻﻣﺘﻴﺎزات ﺑني أﻋﻀﺎء اﻟﻨﺨﺒﺔ .ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ أرﻏﻤﺘﻬﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ،ﺳﻮف ﻳﻌﻘﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺻﻔﻘﺎت ﺑﻴﻨام ﺳﻴﻌﻤﺪ آﺧﺮون إﱃ اﳌﻮاﺟﻬﺔ -ﻏري أن أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ﻫﻮ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺟّﻴﺪ [114] .اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻫﺬه ﰲ ﻟﻠﻔﻮز ﺻﻮت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ "اﻻﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻳﻌﺘﱪون اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﺟﺬر ﻛﻞ اﻟﴩور وﺳﺒﺐ ﻛﻞ اﻟﺒﻼﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن اﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺑﻼدﻫﻢ .وﻫﻨﺎ وﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ وﺗﺘﻄﺎﺑﻖ آراء ﻛﻞ أﻟﻮان اﻟﻄﻴﻒ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻻﻳﺮاين ،ﻣﻦ أﻗﴡ اﻟﻴﺴﺎر اﻟﻌﻠامين اﱃ أﻗﴡ اﻟﻴﻤني اﻟﺪﻳﻨﻲ ،ﻣﺮورا ﺑﻜﻞ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ -اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ". ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺨﻼﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺮج ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻷﻣرييك ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻫﺎﻣﻔﺮﻳﺰ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ" :ﺑني اﻟﺬاﻛﺮة واﻻرادة :اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﰲ ﻋﴫ ﻣﻀﻄﺮب" .وﻫﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺗّﻮﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠامت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ" :ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﻟﻴﺲ ﻧﺎﺑﻌﺎ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﺿﻄﻬﺎد أو ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ ،ﻓﻌﲆ رﻏﻢ أن اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ اﻟﻘﺼﺔ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻳﺮان ،اﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ ﺣﺎﺳام ﻓﻴﻬﺎ". اﻷرﺟﺢ أن ﻫﺎﻣﻔﺮﻳﺰ ﺳﻴﺠﺪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺟﲆ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﺧﺮة ﺑﺼﺤﺔ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ، وﻫﺬا ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻘﻨﻊ. ﻓﻌﲆ رﻏﻢ أن اﳌﺠﺘﻤﻌني اﻟﺴﻴﺎﳼ واﳌﺪين اﻻﻳﺮاﻧﻴني ﻳﱰﻧﺤﺎن اﻵن ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧرية اﳌﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ ،اﻻ أﻧﻬام ﻗﺪ ﻳﺘﻮﺣﺪان ﰲ أﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ
اذا ﻣﺎ ﺷﻌﺮا أن اﻟﺨﺎرج )وﻫﻮ ﻫﻨﺎ اﻟﻐﺮب( ﺳﻴﺤﺎول اﺳﺘﻐﻼل ﻫﺬه اﻟﺨﻼﻓﺎت. ﻓﻴﺘﻨﺎﺳﻴﺎن ﻛﻞ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬام وﻳﻌﻮدان اﱃ ﺧﻨﺪق اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺬي اﻧﻄﻠﻘﻮا ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺎم 1979ﻻﺳﻘﺎط اﻟﺸﺎه ﺑﻘﻮة اﻟﺤﻨﺎﺟﺮ .ومثﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﻫﻨﺎ. ﰲ 12متﻮز اﻟﻌﺎم ،2002أدﱃ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﺑﺒﻴﺎن ﻣﻔﺎﺟﻰء دﻋﺎ ﻓﻴﻪ اﻻﻳﺮاﻧﻴني اﱃ اﻟﺜﻮرة ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم ،وﺣﺘﻰ أﻳﻀﺎ اﱃ ﺗﺠﺎوز اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻻﺻﻼﺣﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ .ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺎن ،ﻛﺎن اﻟﴫاع اﻟﺪاﺧﲇ ﻗﺪ دﻓﻊ اﻟﻄﻼب اﱃ اﻟﺸﻮارع وﺣّﻔﺰ رﺟﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺒﺎرز آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻇﺎﻫﺮي ﻋﺒﻰ ﺷﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺿﺎرﻳﺔ ﻋﲆ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﺎﻛﻤني ،ﻣﺸﺒﻬﺎ اﻳﺎﻫﻢ ﺑﺠﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎن وﻣﺪﻳﻨﺎ [115] .اﻟﺨﺎﺻﺔ" اﻟﻮراﺛﻴﺔ "ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﻢ وﻛﺄﻧﻪ اﻻﻳﺮاين اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﻓﻮر ادﻻء ﺑﻮش ﺑﺒﻴﺎﻧﻪ ،ﻛﺎن ﻇﺎﻫﺮي ﻳﺴﺎرع اﱃ ﻃﻲ ﺧﻼﻓﺎﺗﻪ اﻟﺘﻨﺎﺣﺮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﻳﺪﻋﻮ أﻧﺼﺎره اﱃ اﻟﻨﺰول ﻣﻊ أﻧﺼﺎرﻫﺎ ﰲ ﺗﻈﺎﻫﺮة واﺣﺪة ﺗﻨّﺪد ﺑـ "اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻷﻛﱪ" ،واﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻜّﺮر ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ اﻟﻘﻮى اﻻﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ،اﻟﺘﻲ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺠﺂة ﰲ ﺣﻀﻦ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ اﳌﺤﺎﻓﻈني. وﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ "ﺑﻴﺎن ﺑﻮش" ،ﻛﺎن اﳌﺤﺎﻓﻈﻮن ﻳﺤﻜﻤﻮن ﻗﺒﻀﺘﻬﻢ ﻣﺠﺪدا ﻋﲆ اﻻﻋﻼم واﻟﻘﻀﺎء )وﻫام ﺳﺎﺣﺘﺎ اﻟﴫاع اﻟﺮﺋﻴﺴﺘﺎن ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ اﻳﺮان( .ﻓﻴﻐﻠﻘﻮن اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ ،وأﻫﻤﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ "ﻧﻮروز" اﻻﺻﻼﺣﻴﺔ، وﻳﺤﻈﺮون "ﺣﺮﻛﺔ ﺣﺮﻳﺔ اﻳﺮان" اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺛﻢ ﻳﺰﺟﻮن 33ﻣﻦ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﺠﻮن. ﺣﺘﻰ اﻵن ،ﻻ ﺗﺰال اﻻدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﲆ ﻋﺪم اﺳﺘﺜﺎرة اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻫﺬه .ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ وّﺟﻪ ﻋﺸﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺣﺬرة اﱃ اﻟﺸﻌﺐ اﻻﻳﺮاين ،وان ﻛﺎن أﺷﺎر ﻓﻴﻬﺎ اﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﰲ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺘﻲ مل ﻳﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ .ووزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن اﻛﺘﻔﺖ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ "ارادة اﻟﺸﻌﺐ اﻻﻳﺮاين وﻗﺒﻮل ﻣﺎ ﻳﻘﺒﻠﻪ" .وﻫﻜﺬا ،وﻋﲆ رﻏﻢ أن واﺷﻨﻄﻦ مل ﺗﻜﻦ ﺳﻌﻴﺪة ﺑﻨﺘﺎءج اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،اﻻ أﻧﻬﺎ مل ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ادارة ﺑﻮش :دﻋﻮة اﻻﻳﺮاﻧﻴني اﱃ اﻃﺎﺣﺔ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ. واذا ﻣﺎ اﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ اﻷﻣرييك ،واذا ﻣﺎ ﺷﻌﺮ اﻻﻳﺮاﻧﻴﻮن أن أﺣﺪا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﰲ ﺷﺆوﻧﻬﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،ﻓﺎن اﻻﻧﺸﻄﺎر اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﺬي أﺣﺪﺛﺘﻪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻏري اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،واﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮل اﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ، ﺳﺘﺆدي اﱃ دﻳﻨﺎﻣﻴﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﴫاع اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ اﻳﺮان. دﻳﻨﺎﻣﻴﺎت ﰲ أي اﺗﺠﺎه؟ ﰲ اﺗﺠﺎه وﺣﻴﺪ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ :اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ واﻧﻀﺎج اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻋﱪ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ،وازاﻟﺔ ﻣﺎ
ﺗﺒّﻘﻰ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﺎت أﻣﺎم اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻻﻳﺮاين اﻟﺤﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ رمبﺎ ﻣﻮﻗﻊ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ. ان اﳌﺤﺼﻼت اﻟﺘﻲ أﺳﻔﺮت ﻋﻨﻬﺎ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺧﻄرية ،وﻫﻲ أﻟﻘﺖ ﻇﻼﻻ ﻣﻦ اﻟﺸﻚ ﻋﲆ ﴍﻋﻴﺔ اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ أﺣﻤﺪي ﻧﺠﺎد ،ﻛام أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻴﺪ رﺳﻢ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد. ﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﺎل ﺑﺮزت ﺗﺪﺧﻼت ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي وﺳﻴﺠﺮي ﰲ اﻳﺮان، ﻓﻼ ﺻﻮت ﺣﻴﻨﺬاك ﺳﻴﻌﻠﻮ ﻋﲆ ﺻﻮت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ.. [116] .ﻣﺠﺪدا
إن اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻌﺎم ﰲ إﻳﺮان اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺲ واﺿﺤﺎ متﺎﻣﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺨﻠّﻞ اﻟﻬﺪوء اﻟﺴﺎﺋﺪ ﺣﺼﻮل اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ وأﻋامل ﻋﻨﻒ ﺿﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ .إن ﻗﺴﻮة اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻛﻠريﻳيك اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﻘﻤﻊ اﻟﺤﺮﻳﺎت واﻹﻋﺪاﻣﺎت اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﰲ ﺳﺎﺣﺎت "اﻟﺜﻮرة واﺗﺒﺎع أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺠﻠﺪ وﺗﻮرﻳﻂ اﻟﴩاﺋﺢ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﻟﻔﻘرية ﰲ ﻋﻨﻒ ﻣﺆدﻟﺞ ﺿﺪ اﻟﺤﺮاك اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ ،ﻛﻠﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ ﻟﻦ ﺗﻮﺻﻞ إﻳﺮان إﱃ ﺷﺎﻃﺊ اﻷﻣﺎن ،ﺑﻞ إﱃ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ زﻋﺰﻋﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﳌﺘﺼﺎﻋﺪة ﺿّﺪ ﻧﻈﺎم ﻳﺮى ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﺮﻛﺰا ﻟﺘﻔﴚ اﻟﻔﺴﺎد وﻣامرﺳﺔ اﻟﻘﻤﻊ ﺿﺪ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻪ. ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﻴﺎر اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮده ﻣري ﺣﺴني اﳌﻮﺳﻮي واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻔﻮن ﻓﻴﻪ ﻓﻘﻂ ،إمنﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷﺳﺎس ﺑﺤﺮاك اﺟﺘامﻋﻲ ﻳﺪﺣﺾ ﻓﻜﺮة ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﰲ إﻳﺮان ﺗﺤﻮل إﱃ ﳾء ﻣﻦ "اﻟﺜﻘﺔ" ﺑني اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳌﺠﺘﻤﻊ .وﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﻤﻊ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﺘﺒﺪادي )ﺷﺒﻪ اﻟﺘﻮﺗﺎﻟﻴﺘﺎري ( أﻛﺴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺬﻛﺮة ﻗﺴﻮة ﺣﻠﺖ ﻣﺤﻼ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸري إﱃ اﻟﺜﻘﺔ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ ،وﻫﻲ ﰲ ذات اﻟﺴﻴﺎق ﺗﺬﻛﺮة ،ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋام أﻧﺘﺠﺘﻪ اﳌﺨﻴﻠﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻮﺗﺎﻟﻴﺘﺎرﻳﺔ. ﻟﻘﺪ اﻟﺘﻘﺖ اﻟﻌﺮوﺑﺔ واﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻹﻛﻠريﻳيك ﰲ وﺣﻞ إﻳﺮان اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺴﻠﻄﻮي ﻛام اﻟﺘﻘﺖ اﻟﻌﺮوﺑﺔ واﻷﺻﻮﻟﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﰲ ﻫﺬا ﺗﺼّﺪع ﻳﻘﻠﻖ [117] .اﻟﺠﻤﻴﻊ! إن "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺷﻮارع ﻃﻬﺮان ،ﻫﻲ ﻣﺆﴍ ﻋﲆ متﻠﻤﻞ ﴍﻳﺤﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ إﻳﺮان اﻟﻴﻮم ،وﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ اﻷﺻﻮات اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴري ،وﻫﻲ أﺻﻮات ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻋﺪاء إﻳﺮان ﻛام ﻳﺸﺎع ،ﺑﻞ أﺻﻮات ﺧﺎرﺟﺔ ﻣﻦ أﻓﻮاه اﻹﻳﺮاﻧﻴني أﻧﻔﺴﻬﻢ ،أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺌﺴﻮا ﻣﻦ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺘﺒﻊ ،وﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺠﻌﻠﻮا ﻣﻦ إﻳﺮان ﺑﻠﺪا ﻣﺘﻄﻮرا وﺣﺪﻳﺜﺎ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﺧﺮى ،ﺑﻠﺪا ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺧﻄﺎب اﳌﻮاﺟﻬﺔ واﻟﺘﺤﺪي ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ ﻛام ﻟﺠرياﻧﻪ اﻟﻌﺮب ،ﻳﺮﻳﺪوﻧﻪ ﺑﻠﺪا ﻣﺘﺼﺎﻟﺤﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ وﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻟﻴﺲ ﺑﻠﺪا ﻏﺎرﻗﺎ ﰲ ﺳﺒﺎق ﺗﺴﻠّﺢ ﻣﺪّﻣﺮ ﻹﻳﺮان واﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ. ﻣﻬام ﺗﻜﻦ اﻟﺪواﻓﻊ واﳌﺆﺛﺮات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﰲ ﺗﺤّﺮك اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاين ،ﻓﺈن اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮدة .مل ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﺤﺮك اﻟﺸﺎرع ،وﺧﺎﺻﺔ ﺷﺎرع ﻛﺎﻟﺸﺎرع
اﻹﻳﺮاين ،ﻣﻦ دون ﻣﺴﺒﺒﺎت ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ دﻓﻌﺘﻪ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ .إﻳﺮان اﻟﻴﻮم ﻏري إﻳﺮان اﻷﻣﺲ ،وإﻳﺮان "اﻟﺜﻮرة اﳌﺨﻤﻠّﻴﺔ" ﻏري إﻳﺮان "اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ" ،ﻓﻬﻞ ﻻ زال ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴري اﻹﻳﺠﺎيب ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺤﻜﻢ وﺗﻌﺪﻳﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،أم أن اﻷوان ﻗﺪ ﻓﺎت وﻣﺎ ﺳﻮف ﺗﺸﻬﺪه اﻷﻳﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻫﻮ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﰲ ﺣﺪة اﻟﻌﺪاء ﺑني اﻟﻨﻈﺎم وﺷﻌﺒﻪ ،ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﻮﻟّﺪ ﺗﻐﻴريا ﻗﺪ ﻳﻜﻮن داﻣﻴﺎ. إن إﻳﺮان ﺑﻠﺪ ﻏﻨﻲ وذات ﻣﻮﻗﻊ ﺟﻴﻮﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻣﻬﻢ ،ﺑﻮﺳﻊ إﻳﺮان ﻟﻌﺐ دور إﻳﺠﺎيب ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻊ وﺻﻮل رﺋﻴﺲ أﻣرييك ﻣﻌﺘﺪل إﱃ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ. ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﺨﺎرج واﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻌﻪ ﻋﲆ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ،ﻣﻦ ﻣﻠﻒ اﻟﺤﺮﻳﺎت وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن إﱃ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاين. اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻟﻦ ﺗﻔﻴﺪ إﻳﺮان ،وﻟﻦ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ،ﺑﻞ ﺳﻮف ﺗﻀﻌﻔﻪ أﻛرث ﻓﺄﻛرث .ﻻ ﺳﺒﻴﻞ أﻣﺎم اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺳﻮى اﻟﺤﻮار أوﻻ ﻣﻊ ﺷﻌﺒﻬﺎ ،وﺛﺎﻧﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﺨﺎرج .وأي ﺗﺮاﺟﻊ ﰲ دور إﻳﺮان اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ أو اﻟﺪوﱄ ،ﰲ ﻇﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻟﻨﻈﺎم ،ﺳﻮف ﻳﺆﺛﺮ ﻋﲆ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻳﺮاين وﺗﻜﻮن ﻟﻪ ارﺗﺪادات وﺧﻴﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم .ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺴري ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺴﻠّﺢ وﺗﻀﺨﻴﻢ اﻟﻨﻔﻮذ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻗﻮى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺳﻨّﻴﺔ أﺧﺮى .وأي ﺗﺤّﺪ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻮى ﺳﻮف ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣرييك واﻷورويب ﰲ ﺷﺆون اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺐ إﻳﺮان ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل. إن ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين أﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻄﺮوﺣﺎ ﰲ ﺣﺎل ﺑﻘﺎء اﻟﻨﻈﺎم ﻋﲆ ﺗﻌّﻨﺘﻪ ،ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺆﺟﺞ اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاين يك ﺗﺘﺤﻮل اﳌﻈﺎﻫﺮات إﱃ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت دﻣﻮﻳﺔ ﻗﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ أﺑﻨﺎء اﻟﺜﻮرة أﻧﻔﺴﻬﻢ .إن إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻨﻈﺎم وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﻛام ﺗﻨﺎدي ﺑﺬﻟﻚ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ،ﺳﻮف ﻳﻀﻊ ﴍﻋﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﲆ اﳌﺤﻚ .وأي زﻋﺰﻋﺔ ﰲ اﺳﺘﻘﺮار إﻳﺮان ﺳﻮف ﻳﺰﻋﺰع اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻜﻞ. إن اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ ﻣﺤﻴﻂ إﻳﺮان ﺳﻮف متﺘﺪ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻳﺮاين ،ﻣﺎ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻧﺸﻮب ﻧﺰاﻋﺎت أﻫﻠﻴﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ،وﰲ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى ﺣﻴﺚ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻗﻮي ،ﻛﻠﺒﻨﺎن ﻣﺜﻼ .ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أن ﺗﻌﻲ أن زﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار إﻳﺮان ﺳﻮف ﻳّﻌﺮض اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻛﻜﻞ ﻟﻠﺨﻄﺮ ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺮى ﴐورة اﻷﺧﺬ ﺑﺂراء اﳌﻌﱰﺿني ﻋﲆ آﻟﻴﺎت اﻟﺤﻜﻢ وإﴍاك اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﴩاﺋﺢ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ،يك ﻳﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ اﻹﻳﺮاين ﺳﺎﺋﺮا ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻛام ﻳﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ أﺑﻨﺎؤه .وأي ﺗﻌّﻨﺖ وإﴏار ﻋﲆ ﻣامرﺳﺔ اﻟﺘﻮﺗﺎﻟﻴﺘﺎرﻳﺔ ﻗﺪ ﻳﻄﻴﺢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم وﺑﺄﻋﻤﺪﺗﻪ ورﻛﺎﺋﺰه اﳌﺆّﺳﺴﺔ واﻟﻀﺎﻣﻨﺔ ﻟﻮﺟﻮده. ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﳌﻮﺻﻠﺔ إﱃ اﻻﺳﺘﻘﺮار
واﻷﻣﻦ ﰲ إﻳﺮان .وأي ﺳﻴﺎﺳﺔ أﺧﺮى ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻦ ﺗﻮﺻﻞ ﺳﻮى إﱃ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻬﻘﺮ وزﻳﺎدة اﻟﺤﺼﺎر ﻋﲆ إﻳﺮان .ﻓﻤﺘﻰ ﻳﺘﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاين ﻣﻊ اﻟﴩاﺋﺢ اﻟﺪاﻋﻴﺔ إﱃ اﻹﺻﻼح ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻪ؟ وﻣﺘﻰ ﻳﺴري ﻋﲆ درب اﻻﻧﻔﺘﺎح يك ﻳﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﻳﻨﺎء ﻧﻈﺎم ﴍق أوﺳﻄﻲ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل وﻣﺴﺘﻘّﺮ وآﻣﻦ؟ وﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين دور ﰲ ﺻﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ إﻳﺮان ،ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻔﺎرﻏﺔ واﳌﺰﻳّﻔﺔ؟ وﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﺻﻮت اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاين ﻗﺎدرا ﻋﲆ ﺣﻴﺎﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﻨﻘﻞ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺛﻴﻮﻗﺮاﻃﻲ إﱃ ﺑﻠﺪ دميﻮﻗﺮاﻃﻲ؟ وﻣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺷﺒﺢ اﻟﴫاع اﻟﺴّﻨﻲ -اﻟﺸﻴﻌﻲ ﺑﻌﻴﺪا ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻣﺬﻫﺒﻲ ﻳﻐﻨﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﰲ ﺣﺮوب أﻫﻠﻴﺔ داﻣﻴﺔ ﺗﻀﻌﻔﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺨﺎرج؟ أﺳﺌﻠﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺔ وﻟﻦ ﺗﺄيت اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻮى ﻣﻦ داﺧﻞ إﻳﺮان ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻓﻨﺴﺎن اﻟﻐﺮّﻳﺐ ﺑريوت ﰲ 10متﻮز 2009
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻻﻋﺘﺒﺎر، اﻵﺧﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ
ﻟﻘﺪ ﻣﺜّﻠﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺮﻳﺪة وﻫﻮ اﻟﺬي آﻣﻦ ﺑﺎﻹﺻﻼح واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ وﺑﺄﺧﺬ آراء اﻟﺸﺒﺎب وﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﻌني إميﺎﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ،مبﻌﻨﺎﻫﺎ اﳌﻨﻔﺘﺢ ﻋﲆ واﳌﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ اﳌﺨﺘﻠﻒ .ﻣﻦ ﻫﺬه ﺗﺄيت أﻫﻤﻴﺔ اﻹﺿﺎءة ﻋﲆ اﻹﺻﻼﺣﻴني اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﰲ اﻟﺤﻜﻢ وآراءﻫﻢ وﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺗﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ. "متﺎرﻳﻦ" ﺧﺎمتﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺎم 1995وﻣﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح واﻹﺻﻼح اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﻫﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ رﻓﺴﻨﺠﺎين واﻟﺘﻲ ﺑﺪت ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ أوﻻ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﺒري واﻟﻨﴩ واﻟﱰﺧﻴﺺ ﻟﻠﺼﺤﻒ واﳌﺠﻼت وﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﳼ ،ﻳﻨﺸﺪ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﱃ اﺣﺘامﻻت واﺳﻌﺔ ﻟﻠﺤﻮار اﻟﴫﻳﺢ واﻟﺠﺪي .وإذ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻌﺮيب ﺗﺠﻠﻴﺎت ﻫﺬا اﻟﺤﻮار ﺗﺴﺘﻮﻗﻔﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﻠﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎدق اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ )ﻣﺴﺘﺸﺎر إﻋﻼﻣﻲ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺧﺎمتﻲ( أﺛﻨﺎء ﺟﻮﻟﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﺑني ﺳﻮرﻳﺔ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻗﻄﺮ ﰲ أﻳﺎر اﻟﻌﺎم .1999ﻛﺘﺐ اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺠﻮﻟﺔ ﻣﺸﺪدا ﻋﲆ ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻟﺘامرﻳﻦ" اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﻫﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﻛﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻌﻤﻞ وﻹﻧﺠﺎز اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﺎ آل إﻟﻴﻪ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ ﰲ إﻳﺮان ،ﻛام اﺳﺘﺪﻋﺎﻫﺎ ﺧﻄﺎب اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺴﻴﺎﳼ أي ﺟﻤﻠﺔ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ وﻗﻴﻤﻪ وﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ واﻟﺘﻲ ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺧﺮج ﻣﻦ دار اﻟﻜﺘﺐ إﱃ دار اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،أو ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺤﻜﻤﺔ إﱃ ﺑﺎب اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ. ﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﳌﻔﻴﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﺳﺘﺬﻛﺎر ﺟﻤﻠﺔ "اﻟﺘامرﻳﻦ" اﻟﺘﻲ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ،ﻓﻬﻲ ﰲ ﻋﻨﺎوﻳﻨﻬﺎ واﺳﺘﺪﻋﺎءاﺗﻬﺎ ﺗﺼﻠﺢ ﻣﺴﺘﻨﺪا أو إﻃﺎرا ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺑﺜامﻧﻴﺔ "متﺎرﻳﻦ" ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﰲ ﺟﻮﻟﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: .1اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﺤﻮار واﻹﻗﺮار ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺎت اﻵﺧﺮ داﺧﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة واﻻﻋﱰاف اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺤﻖ اﻻﺧﺘﻼف؛ .2اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻧﺰع اﻟﺘﻮﺗﺮ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎب واﻷداء ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ؛ .3اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺎت إﻧﻌﺎش أﻓﻜﺎر اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺳﺒﺎق اﻟﺘﺴﻠﺢ واﳌﻨﺎﻓﺴﺎت اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ؛
.4اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺟﺴﻮر اﻟﺜﻘﺔ واﻟﺘﻔﺎﻫﻢ واﻹدراك اﳌﺘﺒﺎدل؛ .5اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺠﺪي ﻋﻦ آﻟﻴﺎت ﻋﻤﻠﻴﺔ وﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﻸﻣﻦ اﻟﺠامﻋﻲ اﳌﻄﻠﻮب ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﻷﺟﻨﺒﻲ؛ .6اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺠﺪي ﻹﺣﻴﺎء اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ؛ .7اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﻛﻴﻔﻴﺔ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت إﺧﺎء ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ وﻣﺘﻮازﻳﺔ ﺑني اﻟﺪول واﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب؛ .8اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﲆ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين ﺑني اﻟﺪول واﻷﻗﻄﺎر [118] .واﻟﺼﺪﻳﻘﺔ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬه اﻟﺘامرﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪدﻫﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺜامﻧﻴﺔ ﺗﺘﺪاﺧﻞ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ وﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻋﱪ ﻣﺪاﺧﻞ وأﻃﺮ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن واﺣﺪة وان اﺟﺘﻬﺪ اﻟﻘﻠﻢ ﺑﺘﺒﻮﻳﺒﻬﺎ وﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺿﻴﺢ .ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت ﺗﻄﺮح ﴍوﻃﺎ أو ﻣﺪاﺧﻞ واﺣﺪة ﳌامرﺳﺔ ﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻬﺎ ومتﺎرﻳﻨﻬﺎ ،ﻓﺘﺘﺪاﺧﻞ ﰲ ﻣﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻛام ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﰲ ﻣﺴﺎراﺗﻬﺎ وﻣﺨﺎرﺟﻬﺎ .ﻓـ: اﻟﺤﻮار واﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻵﺧﺮ ،ﴍﻃﻪ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻗﻴﺎم اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ وﺣامﻳﺔاﻟﺤﺮﻳﺎت ﺑﺪون ﻗﺎﻧﻮن وﻣﺆﺳﺴﺎت ،ﻛام أن ﴍﻃﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻟﺨﺎرج اﻻﻋﱰاف ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻟﺤﻀﺎرات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ وﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ذات اﻟﻮﻗﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻨﺬ أﻛرث ﻣﻦ ﻗﺮﻧني. اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﴍط ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ -وﺑﻌﺪ إﺧﻔﺎق اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔواﻷﺣﺎدﻳﺔ ﰲ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ -ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ اﻟﺒﴩي وأﻫﻢ ﻋﻨﴫ ﻓﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن -اﳌﻮاﻃﻦ ودوره ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ. ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين ،ﺳﻮاء ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين أو اﳌﺠﺘﻤﻊاﻟﻌﺮيب ،ﻣﺪﺧﻠﻪ ﻧﻈﺎم دميﻮﻗﺮاﻃﻲ ﻏﻨﻲ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ،ﺑﺎﳌﻨﺎﺑﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﳌﺘﻌﺪدة وﺑﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻏري [119] .اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﱪت ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم 1997اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت واﻷﻓﻜﺎر اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺟامﻋﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين اﻹﻳﺮاين ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ وﺣﻴﻮﻳﺔ وﺣﻤﻠﻬﺎ ﻣﴩوع اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ اﻟﺬي أﻳﺪﺗﻪ اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وراﻫﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺗني ﻣﺘﻮاﻟﻴﺘني ،ﺗﻘﻊ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﺘﻔﻜري اﻟﺬي ﻳﺤﺮك ﻧﺨﺒﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﰲ ﺗﺼﻮرﻫﺎ ﻟﻠﻤﴩوع اﻟﻨﻬﻀﻮي اﻟﻌﺮيب اﳌﻨﺸﻮد .ﻓﺎﻟﺘﺼﻮر اﻟﻌﺮيب ﻹﻳﺮان وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺰاوﻳﺔ ﻳﻘﻊ ﺣﻜام ﰲ ﺣﻴﺰ اﻹدراك اﳌﺘﺒﺎدل واﳌﺸﱰك ،ﺑﻞ وﰲ ﺣﻴﺰ اﻵﻣﺎل اﳌﻌﻘﻮدة ﻋﲆ ﻧﺠﺎح ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ وﺳﻴﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﺄﺛريﻫﺎ
ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ وﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب .ﻋﲆ أن اﳌﺘﺎﺑﻊ أو اﻟﺒﺎﺣﺚ ،وﻣﻦ أي ﻣﻮﻗﻊ ﻧﻈﺮ وﻛﺘﺐ ،ﻳﻈﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻗﻠﻘﻪ وأﺳﺌﻠﺘﻪ واﻧﺘﻈﺎراﺗﻪ .واﳌﴩوع اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين اﻟﺬي ﻃﻐﻰ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻋﲆ اﻟﺴﺠﺎﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان، واﻟﺬي أﺛﺎر وﻻ ﻳﺰال ﻳﺜري ﻣﺸﻜﻼت وأزﻣﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ ﻋﲆ أﻛرث ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ ،ﻫﻮ ﻣﺎ ﺷﻐﻞ وﻳﺸﻐﻞ اﳌﺜﻘﻒ اﻟﻌﺮيب اﳌﻬﺘﻢ مبﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ إﻳﺮان. اﻟﺨﻄﺎب اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين إذا ﻣﺎ أردﻧﺎ أن ﻧﺴﺘﺤﴬ ﺻﻮرا ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﻘﺎرن ﳌﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﰲ اﻟﺤﺎﴐ اﻟﻌﺮيب واﻹﻳﺮاين اﻟﻴﻮم ﻟﻮﻗﻌﻨﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺎت ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺈﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ وﻣﴫ واﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺔ واﳌﻐﺮب وﺗﻮﻧﺲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ وﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ. ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻮر :اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﻪ ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎء دول دﺳﺘﻮرﻳﺔ وﻣﺠﺘﻤﻌﺎت دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﴫﻳﺔ ﺗﺘﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ،وﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﻮاﻧني اﻻﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،وﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين ﻣﻊ اﻻﺟﺘامع اﻟﺪﻳﻨﻲ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ اﻷﻫﻠﻴﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺎت ﺗﺠﺎرب ،ﺗﻔﻮت ﻧﺴﺒﻴﺎ ﰲ وﺗرية اﻟﺰﻣﺎن ،ﻛام ﰲ ﻧﻄﺎق اﳌﻜﺎن ،ﻋﺮﺑﻴﺎ وﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ .وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒرياﺗﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ ،ﺗﺘﻮاﺻﻞ وﺗﱰاﻛﻢ وﺗﺘﻼﺣﻖ ﻋﱪ ﺧﻄﻮط ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺣﺪود اﻟﻘﻮﻣﻴﺎت وﻻ ﺣﺪود اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺎت واﻟﻘﻄﺮﻳﺎت ،رﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻻﺗﺼﺎﻻت وﺑﺪاﺋﻴﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﴫ اﻟﻌﻮﳌﺔ .ﻣﻦ رﻓﺎﻋﺔ اﻟﻄﻬﻄﺎوي إﱃ ﺑﻄﺮس اﻟﺒﺴﺘﺎين ،إﱃ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ وﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه وﻓﺮح أﻧﻄﻮن ،إﱃ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻜﻮاﻛﺒﻲ وﺣﺴني ﻧﺎﺋﻴﻨﻲ، إﱃ ﻋﲇ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق وﻋﻼل اﻟﻔﺎﳼ ...إﱃ ﻋﴩات ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻬﻢ وﺗﻼﻣﺬﺗﻬﻢ، وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻧﻬﻀﺔ دﺳﺘﻮرﻳﺔ ﺗﺤﺎول ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ ﺣﻞ اﳌﺄزق اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺬي ﻋﺎﺷﺘﻪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺬي متﺜﻞ ﰲ ﻣﺎ دﻋﺎه اﻟﻜﻮاﻛﺒﻲ اﻟﻌﺮيب ﰲ اﻟﻌﺎم " 1900اﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺪﻳﻨﻲ" وﻳﻌﻨﻲ اﺳﺘﻘﻮاء اﻟﺤﺎﻛﻢ اﳌﺴﺘﺒﺪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،ﺛﻢ ﻋﺎد ﻓﺸّﺪد ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴني ﻧﺎﺋﻴﻨﻲ اﻹﻳﺮاين -اﻟﻨﺠﻔﻲ ﰲ ﺳﻨﻮات اﻟﺜﻮرة اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ )(1911-1906 ﺑﺈداﻧﺔ اﻟﺘﻮاﻃﺆ ﺑني "ﺷﻌﺒﺘﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺴﻴﺎﳼ" ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺗﻨﺒﻴﻪ اﻷﻣﺔ وﺗﻨﺰﻳﻪ اﳌﻠّﺔ ،اﻟﺼﺎدر ﰲ اﻟﻌﺎم .1909 ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻗﻄﺎر اﻟﻌﺎمل
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻛﺎن ﻳﻮاﻛﺒﻬﺎ ﻛام ﻧﻌﺮف ﻓﻜﺮ إﺳﻼﻣﻲ ﻣﺘﻨّﻮر ،ﻛام ﻛﺎن ﻳﻮاﻛﺒﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﻓﻜﺮ ﻟﻴﱪاﱄ ،ﺑﻞ ﻋﻠامين ﻏري ﻣﺘﺰﻣﺖ ،أي )ﻏري ﻣﻌﺎد ﻟﻠﺪﻳﻦ وﻏري ﻋﻘﺎﺋﺪي أو دوﻏاميئ ( ،واﻟﻔﻜﺮان ﻛﺎﻧﺎ ﺣﻮارﻳني وﺗﻮاﺻﻠﻴني ،إﱃ أن ﺣﺪﺛﺖ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ اﳌﺰدوﺟﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة .واﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻘﻄﻴﻌﺔ اﳌﺰدوﺟﺔ :اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺤﻮار ﺑني اﻷﻃﺮاف وﺗﺤّﻮل اﻟﻌﻼﻗﺔ إﱃ ﻋﻨﻒ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،واﻧﻘﻄﺎع ﻣﻨﺎﻫﺞ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ اﻟﺤﻮارﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى. واﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ )وﻫﺬه اﻷﺧرية ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺗﺤﺪﻳﺪ زﻣﺎﻧﻬﺎ ﺑني ﺑﻠﺪ وآﺧﺮ(، ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ اﻟﺤﺰب اﻷﺣﺎدي أو اﻷوﺣﺪ ،وﺑﺸﻴﻮع اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ اﻣﺘﻼك اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺳﻮاء ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ "اﻟﻌﻘﻞ اﳌﻄﻠﻖ" ﻟﻠﻘﻮﻣﻴﺔ أو ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎءة متﺎﻫﻲ "اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ". وﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮر اﻟﺴﻴﺎﳼ واﳌامرﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ورمبﺎ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ اﻹﻟﻐﺎﺋﻴﺔ وﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﻔﻜري اﻷﺣﺎدي ،ﺷﺎع منﻂ ﻣﻦ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺼﺎب اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺑﺄي ﻃﺮﻳﻖ .وأﺳﻬﻞ اﻟﻄﺮق ،ﻛﺎن اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮي وأﺣﻴﺎﻧﺎ اﻻﻏﺘﻴﺎل اﻟﺴﻴﺎﳼ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻃﻌﻦ أو ﺧﻨﻖ ﻛﺘّﺎب وﺗﻜﻔري ﺑﺎﺣﺜني وﻣﻨﻊ ﺗﺪاول ﻛﺘﺐ ﰲ ﻣﴫ ﻣﺜﻼ ،وﰲ إﻳﺮان أﻳﻀﺎً ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﻋﲆ اﻟﺤﺮﻳﺎت ﰲ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ إﺳﻼﻣﻲ ،وﺗﺰّﻣﺖ ﺣﻴﺎل اﻹﺑﺪاع اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﻔﻨﻲ ،وﺣﺘﻰ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻠﻴﱪاﻟﻴﺘﻬﺎ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻛﻠﺒﻨﺎن ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ أﻳﻀﺎ أن ﻣﺼﺪر ﻫﺬا "اﻟﻘﻤﻊ" ﻟﻴﺲ دامئﺎ أﺟﻬﺰة اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺘﺄىت أﻳﻀﺎً ﻋﻦ أﺟﻬﺰة ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )أﻫﻠﻴﺔ( ﺣﺰﺑﻴﺔ وﻏري ﺣﺰﺑﻴﺔ )ﻋﺼﺒﻴﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ( ،ﻓﺈن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أو ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺬﻫﻨﻴﺎت ﺗﺤﺘﻞ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺼﺪارة ﰲ اﳌﻌﺎﻟﺠﺔ وأوﻟﻮﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﺠﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑني ﻣﺤﺎﻓﻈني وإﺻﻼﺣﻴني ﰲ إﻳﺮان ﺣﻮل ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﺪﻳﺪة ،ﻛﻤﺴﺎﻟﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين ،وﻣﻮﺿﻌﺔ ﺣﻮار اﻟﺤﻀﺎرات واﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ،ﺗﻬﻢ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻬﻢ اﳌﻮاﻃﻦ اﻹﻳﺮاين ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺬﻫﻨﻴﺎت واﻟﻌﻘﻠﻴﺎت اﳌﺸﱰﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ وراء اﳌﻮاﻗﻒ .إﻧﻬﺎ ﺗﻬﻢ اﻟﻌﺮب واﻹﻳﺮاﻧﻴني ،ﻣﻦ زواﻳﺎ ﻋﺪﻳﺪة. أوﻻ :ﻣﻦ زاوﻳﺔ ﺻﻮر اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ ،ﻓﺒﺪاﻳﺎت اﻟﺘﺄﺳﻴﺲﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻨﻬﻀﻮﻳﻮن واﻟﻌﻠامء اﻟﻌﺮب ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ .وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻛري ﻫﻨﺎ أن اﻧﻘﺴﺎم ﻋﻠامء أن اﻧﻘﺴﺎم اﻟﻌﻠامء آﻧﺬاك ،ﻛﺎن ﻳﺘﻢ ومبﻌﺰل ﻋﻦ اﻻﻧﺘامء
اﻟﻘﻮﻣﻲ أو اﻟﻘﻄﺮي ،ﺑني ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﻤﴩوﻃﺔ أي اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻹﺳﻼم ،ويب ﻣﻌﺎد ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻊ اﻟﴩﻳﻌﺔ .وﻻ ﻳﺰال ﻫﺬا اﻻﻧﻘﺴﺎم ميﺘﺪ إﱃ اﻟﻴﻮم ﻟﻴﻄﺎل ﺣﻘﻞ اﳌﻮاﻗﻒ اﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ واﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﺤﺪاﺛﺔ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻣﻦ زاوﻳﺔ وﺻﻞ ﻣﺎ اﻧﻘﻄﻊ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻷوﱃﺑﺴﺒﺐ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺤﺰيب واﻟﺴﻠﻄﻮي ) اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ( اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﺪوﻟﺔ ﻻﺣﻘﺎ ،وﺗﺪﻣريه ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻔﻜري واﻟﺘﻌﺒري واﻟﻨﴩ وإﻟﻐﺎﺋﻪ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺪد .واﳌﺆﺳﻒ أن ﻻ زاﻟﺖ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﰲ ﻗﻄﺎﻋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﺴﺒﺐ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ وﳌﺤﻴﻄﻬﺎ اﻟﺘﺪﻣري اﻟﺬايت واﻟﺨﺮاب. ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻣﻦ زاوﻳﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻄﺮح ﰲ إﻳﺮان ﻣﻦ أﻃﺮوﺣﺎت ﻗﺪﺗﺸﻜﻞ أﺟﻮﺑﺔ أو ﺑﺪاﻳﺔ أﺟﻮﺑﺔ ﻋﲆ أزﻣﺎت ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ودوﻟﻬﺎ .ﺻﺤﻴﺢ أن ﻛﻞ وﺿﻌﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ وﺳﺒﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ إﻳﺮان ﻗﺪ ﻳﺸﻜﻞ اﳌﴩوع اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻋﱪ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﻔﻜﺮي وﻋﱪ ﻣامرﺳﺔ رﻣﻮزه وﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻪ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﰲ ﻧﺼﺎب اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ وﻋﱪ اﻟﴩﻋﻴﺔ اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﴩوﻋﻴﺔ اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺧﻴﺎرﻫﺎ ،ﻗﺪ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﺎد ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺛﻘﺔ اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻮﻗﻊ ﺑﺪاﻋﻲ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﻐﺰو اﻟﺜﻘﺎﰲ وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﳌﻜﺎﺑﺮة ﺑﺪاﻋﻲ ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﻀﻌﻒ وﻃﻤﺴﻪ ،وﻗﺪ ﻳﻜّﻮن ﻗﺪرة ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ وﻓﻌﻠﻴﺔ ﻋﲆ ﺣﻞ اﳌﻌﻀﻼت ﺑﻌﻘﻞ اﺟﺘﻬﺎدي ﻣﺴﺘﻮﻋﺐ ﳌﺸﻜﻼت اﻟﻌﴫ ،ﺑﻞ وﻗﺪ ﻳﻌّﻤﻢ ذﻫﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺎف اﻟﺘﻌّﺪد ﰲ إﻃﺎر دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن .ﻫﺬا واﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﺨﻄﺎب اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين ﺻﺪﻗﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﻮل واﻟﻌﻤﻞ أﻧﻪ ﻳﺼﺪر ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻳﴫ أﺻﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﺒﻘﻮا ﺗﺤﺖ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻟﻮ ﻇﻠﻤﻮا ،اﻧﺘﺼﺎرا وﺗﺜﺒﻴﺘﺎ ﻟﺤﻘﻮق اﳌﻮاﻃﻦ ﰲ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن .وﻛﻨﻤﻮذج ﻋﲆ ﻫﺬا ،ميﻜﻦ ذﻛﺮ ﻣﻮﻗﻒ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻷﺳﺒﻖ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﻮري ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﻜﻞ اﳌﻮاﻃﻨني ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻄﻰ ﺗﺮﺧﻴﺼﺎ ﻟﺤﺰب ﻣﻨﺤﻞ "ﻣﻮﺳﻮم" ﺑﺎﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ" ،اﺳﺘﻨﺎدا اﻟﺪﻋﻮى ﴐورة اﺣﱰام وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ وأﻋﺮاف اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين". ميﻠﻚ اﻟﺨﻄﺎب اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين ،إﻣﻜﺎﻧﺎت واﺳﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎء وإﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ،ﻻ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ وﺗﺨﻀﻊ ﻟﺬات اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ أو اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺧﻠّﻔﺘﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤّﻮل ﰲ اﻻﺟﺘامع اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺴﻠﻄﺎين ،وﴏاﻋﺎﺗﻪ ،وﻣﺤﻮرﻫﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني أﻃﺮاف اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺎت اﻟﺘﻲ اﻓﺘﻌﻠﺖ اﻟﴫاع ﺑﻴﻨﻬﺎ ،اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺘﺄﺧﺮة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﺈﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني أﺻﺎﻟﺔ وﺣﺪاﺛﺔ ،وإﺳﻼم ودميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ أو ﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ،وﴍﻳﻌﺔ وﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪين... ﻟﻘﺪ ﺑﺬﻟﺖ ﻣﺤﺎوﻻت أوﱃ ﻟﻐﺮس ﺑﺬور ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ داﺧﻞ ﻫﺬه اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺎت ﰲ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻷوﱃ ،ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ .واﻵن وﺑﻌﺪ ﻃﻮل اﻧﻘﻄﺎع ﻣﻊ ﻫﺬه اﳌﺤﺎوﻻت اﻷوﱃ ،ﺗﺒﺪو ﻣﺤﺎوﻻت اﳌﴩوع اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺘني ،ﻳﻬﻢ اﻟﺘﺼﻮر اﻟﻌﺮيب اﳌﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻬﻢ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻲ واﻟﺘﻨﻤﻮي واﳌﺪين ،أن ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬام:إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎوز .إن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺗﱪز ﰲ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻘﺮاءة اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم ،أﻣﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎوز ﻓﺘﱪز ﰲ اﳌامرﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻘﺮاءة اﺣﺘامل ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ إﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو ﻧﻈﺎم أﺧﻼﻗﻴﺎت ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺣﻴﺚ ميﻜﻦ أن ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ﻋﺪة ﻗﺮاءات ﻟﻺﺳﻼم ﺑﺼﻮرة ﺳﻠﻤﻴﺔ وﺗﺴﺎﻣﺤﻴﺔ .وﻫﺬه ﺻﻮرة ﻻﺣﺘامل ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮيب ﺑﻘﺪر اﺣﺘﻴﺎج اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين .ﻳﻘﻮل اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ" :ﻧﻌﻢ إن اﻹﺳﻼم ﻳﻘﻮم ﻋﲆ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺟﺎء ﰲ ﺗﻔﺎﺳري وﺗﻌﺎﺑري ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وإن اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﺪميﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺗﻌﺒري ﻋﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻋﴫﻫﺎ .واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺠﺰون ﻋﻦ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻋﴫﻫﻢ وﻳﺮﻳﺪون ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻓﺸﻠﻬﻢ ﰲ إﻳﺠﺎد ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﳌﻌﺎﴏ ،ﻳﺤﺎوﻟﻮن إﻟﻘﺎء ﺗﺼﻮﻳﺮ أﺳﻄﻮري ﻋﻦ [120] .ﺗﺨﻠﻔﻬﻢ" ﺑﺠﱪان ﻛﻔﻴﻞ ذﻟﻚ أن ﻣﻨﻬﻢ ﻇﻨﺎ اﳌﺎﴈ اﳌﴩوع اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين ﻳﻌني اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ وﺟﻬﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻮﺿﻮح ،أﻧﻬﺎ وﺟﻬﺔ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﺑﻼ اﻟﺘﺒﺎس :ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﻧﻄﻼق إﱃ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻴﺲ أﻣﺎﻣﻨﺎ إﻻ اﻟﻌﺒﻮر ﻋﲆ ﺟﺎدة اﻟﺤﺪاﺛﺔ .ﻃﺒﻌﺎ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﳌﺎﺋﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ وﻧﻘﺪﻫﺎ وﻣﻄﺎﻟﻌﺘﻬﺎ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ) (...ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻄﻠﻊ ﻋﲆ ﻋﺎمل اﻟﺤﺪاﺛﺔ، وﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺨﺘﴫ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻨﺼﻒ أﻣﺮا ﻛﻬﺬا ﻳﺸﻐﻞ اﻟﻌﺎمل واﻹﻧﺴﺎن وأذﻫﺎن اﻟﺒﴩﻳﺔ وروﺣﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ أﻣﺮ ﺳﻴﺊ ،وﻧﺮﻳﺢ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﻴﻤﻲ ،أﻧﻨﺎ إذا ﻣﺎ اﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻌﺎمل ﻓﺴﻮف ﻟﻦ ﻧﺨﺘﺎر ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻠﻌﻦ وإﻃﻼق اﻟﺸﻌﺎرات ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﳌﺴﺆول" )اﻗﺘﺒﺲ اﻟﻨﺺ ﻋﻦ: ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎدق اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ،إﻳﺮان ،ﺳﺒﺎق اﻹﺻﻼح ،ص ،(73ﺛﻢ إن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻔﻴﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة" :إن ﻣﻘﻮﻻت ﻣﺜﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر واﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻣﻊ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺮادﻓﺘﻬﺎ ﳌﻘﻮﻻت اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ أﺑﺪا أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ إﺳﻼﻣﻴﺔ". ﺑﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺰال إﺳﻼﻣﻴﻮن ﻋﺮﺑﺎ أو إﻳﺮاﻧﻴني ﻳﺮوﻧﻬﺎ ﺷﺘﻴﻤﺔ ،ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﻟﻬﺎ اﻻﻋﺘﺒﺎر" :إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ
ﻓﺈن اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺘﻄﻠﺒﻬﺎ أﻣﺮ ﻣﻄﻠﻮب ،ﻛام أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﻮﻗﻮع ﰲ ﴍك اﻟﻔﺎﺷﺴﺘﻴﺔ ﻫﺮوﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ" .ﺑﻞ إن ﻣﺒﺪأ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻜﺸﻒ وﻳﺴﻘﻂ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻴني أﻻ وﻫﻲ وﺳﻴﻠﺔ "اﻻﺳﺘﻘﻮاء ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ" أو ﻛام ﻳﻘﻮل اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ "اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻐﻄﺎء ﺿﺪ اﻟﺤﺮﻳﺎت". وﻫﻨﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ اﻟﺨﻄﺎب اﻹﺻﻼﺣﻲ وﺟﺮأة ﻣامرﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ،وﻳﻔﺔ ﻣﺴﺘﱰة ﺧﻄرية ﺗﺘﻠﺨﺺ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪﻳﻦ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻛام متﺎرﺳﻪ أﻧﻈﻤﺔ وأﺣﺰاب وﺣﻜﻮﻣﺎت ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ. وﰲ ﻛﻠﻤﺘﻪ اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ أﻟﻘﻴﺖ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة، ﻳﻌﻠّﻖ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﺑﴫاﺣﺔ وﰲ ﻣﻌﺮض دﻓﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒري واﻟﺮأي "أﻧﺎ ﺿﺪ أي اﺳﺘﻐﻼل ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻷﻏﺮاض ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻻ أﻋﺘﱪ ذﻟﻚ ﻗﻴﻤﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ" اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ 22 ،آب .(2001 وﻣﻊ اﻧﻄﻼﻗﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﺮاﺋﺪ ﻏري رﺳﻤﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ،ﺗﺼﺎﻋﺪت وﺗﺎﺋﺮ ﺗﴫﻳﺤﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ اﻻﺳﺘامع إﱃ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻗﻮى اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين .وﻣﻦ ﺗﴫﻳﺤﺎﺗﻪ: "ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ أن ﺗﻌﺮف ﺑﺄن ﻫﻨﺎك اﳌﻼﻳني ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء واﻟﺸﺒﺎب ﻟﻬﻢ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﱰﺑﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ" واﻧﻪ "ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻨﺎ أن ﻧﻌﺘﱪ اﳌﻼﻳني ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ واﻟﻄﻼب أﺷﻴﺎء ﻧﻔﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻔﺘﻖ ﻋﻨﻪ أذﻫﺎﻧﻨﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﺸﺒﺎب اﻟﻴﻮم ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺷﺒﺎب اﻷﻣﺲ". وﻣﻦ ﺗﴫﻳﺤﺎﺗﻪ أﻳﻀﺎً" :ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻨﺢ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم ﻷن ﻳﻄﺮح أﺳﺌﻠﺘﻪ وﻳﺴﺎﺋﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳾء ،ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ،وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ اﻳﻀﺎ .وﻟﻨﻌﻠﻢ ﺑﺄن ﺑﺪاﻳﺔ ﻛﻞ ﺗﻔﻜﺮ ﻫﻲ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال ،وان ﻃﺮح اﻟﺴﺆال واﳌﺴﺎءﻟﺔ أﻣﺮ ﻣﻘﺪس ﻻ ﻳﺠﻮز اﻻﺳﺘﻬﺘﺎر ﺑﻪ )ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎدق اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ، ﺳﺒﺎق اﻹﺻﻼح ،ص .(44 اﻟﻨﻘﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﴫﻳﺤﺎت ﻫﻲ ﰲ اﻟﻘﻮل ﺑﺤﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮ واﳌﺴﺎءﻟﺔ واﻻﻋﺘﻘﺎد أن اﻟﺼﺤﻴﺢ أو "اﳌﻨﻄﻖ" ﻳﻨﺸﺄ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺠﺪل اﻷﻓﻜﺎر واﳌﻮازﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ .اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ دون اﺳﺘﺜﻨﺎء ودون متﻴﻴﺰ ﺑني "ﻋﺎﻣﻲ" و"ﻧﺨﺒﻮي" أو ﺑني رﺟﺎل وﻧﺴﺎء أو ﺷﺒﺎب وﻛﻬﻮل وﺷﻴﻮخ .ﺑﻞ إن اﻟﺸّﺒﺎن ﻫﻮ اﳌﻌّﻮل ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ اﻹﻧﺘﺎج واﻹﺑﺪاع واﻟﻌﻠﻢ واﳌﻌﺮﻓﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﺳﺘامع ﻟﻬﻢ وﻓﺴﺢ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﳌﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ .ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﺿﺪ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎرف اﻟﺬي ﻛّﺮﺳﺘﻪ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ وأﻋﺮاﻓﻬﺎ وأدﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﺎ ﺣﻴﺚ اﻋﺘﱪت ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت "رﻋﻴﺔ" ﻻ ﺣﻮل ﻟﻬﺎ
وﻻ ﻗﻮة ،وﻻ ﺗﻨﺘﺞ إﻻّ "رﻳﺎﺳﺎت ﻣﺴﺘﱰات" ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﺤﻖ ﻗﻤﻌﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻳﻦ وﻓﻘﺎ ﻟﻌﻬﺪ أردﺷري ،وﻫﻮ ﻋﻬﺪ أﺧﺬت ﺑﻪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻳﻬﻴﻤﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﰲ ﺗﺄﺛريه ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ. إن ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺣﻪ اﳌﴩوع اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين ﻋﲆ ﻟﺴﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ، وﻣﻦ ﺧﻼل دﻻﻻت ﺑﻌﺾ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎدات اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎﻫﺎ ،ميﺜﻞ اﻧﻘﻼﺑﺎ ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ وذاك اﻟﺘﻔﻜري .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ وﻗﻌﻪ اﻹﻳﺠﺎيب ﰲ أوﺳﺎط اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴني [121] .أﻳﻀﺎ اﻟﻌﺮب اﻹﺳﻼﻣﻴني أوﺳﺎط ﰲ ﺗﻌﻤﻴﻤﻪ وﴐورة اﻟﻌﺮب
إن ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﻮﺿﻮع )أو ﺣﺎﻟﺔ( "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻳﺤﺘﺎج إﱃ اﻟﺪﻗّﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻻن ﻓﻴﻪ ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪة ﺗﺘﺪاﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﳼ واﻻﺟﺘامﻋﻲ وﺣﺘﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ..وﻳﺘﺪاﺧﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻲ ،وﻋﺎﻣﻞ اﻟﺴﻼح ﺑﻌﺎﻣﻞ اﳌﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺤﺮﻳﺮ واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺪاﺧﲇ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠني اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﺪوﱄ. إن اﻧﺒﻨﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺒﺜﻖ ﻣﻨﻬﺎ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ،يك ﻳﺸّﻜﻞ اﻟﻴﻮم ﻗﻮة ﺿﻐﻂ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﱪى )ﺑﻞ اﻷﻛﱪ( ﻋﲆ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ،ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إﱃ رﺻﺪ آﻟﻴﺎت ﻋﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﺰب ،إﻃﺎره اﻟﻔﻜﺮي وﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺗﻪ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،وﻫﻮ اﻟﺤﺰب اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي اﻟﺬي ﻳﺘﺤّﺮك ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻴﺎﳼ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ،ﺗﺘﺼﺎرع ﻓﻴﻪ )وﻫﻮ ﴏاع ﺳﻴﺎﳼ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺤّﻮل ﴏاﻋﺎ ﻣﺴﻠّﺤﺎ( ﻗﻮى ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﻫﻲ ﻗﻮى ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻤّﺪ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻮى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ أو دوﻟﻴﺔ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻮى ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ أﺧﺮى ﺗﺤﺎول اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﻣﻨﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻛﺘﺴﺎب اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺣﺘﻰ ﰲ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻐّري ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻛﺎﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﰲ ﻇﻠّﻬﺎ اﻟﻴﻮم ،ﰲ ﻇّﻞ اﻟﺼﻌﻮد اﻟﺸﻴﻌﻲ اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ. إن رﻓﺾ آﻟﻴﺎت اﻟﺘﻐﻴري اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺣﻜام ﻧﺰاﻋﺎت ﻣﺴﻠّﺤﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻊ مثﻨﻬﺎ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻔﻘرية واﳌﻬّﻤﺸﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ،وﻫﻮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﺤﻜﻤﻪ أﻗﻠّﻴﺔ ﺛﺮﻳّﺔ ﺗﻌﺘﺎش ﻣﻦ ﻧﻈﺎم اﻗﺘﺼﺎدي رﻳﻌﻲ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻨﻴﻮﻟﻴﱪاﱄ اﳌﻌﻮمل اﻧﻔﺘﺎﺣﺎ ﻣﺸّﻮﻫﺎً وﺧﺎﻃﺌﺎ ،ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ زﻳﺎدة اﻟﺤﺮﻣﺎن وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﻨﻘﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﳌﺆﻟّﻔﺔ مبﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت إﻗﻄﺎﻋﻴﺔ أو ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟرثاء ،ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺳﻮى ﻋﲆ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻬّﻮة اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑني ﻣﻜّﻮﻧﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين .وﻫﻮ ﺣﺮﻣﺎن ﻳﺆدي ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ إﱃ زﻳﺎدة ﻟﺠﻮء ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺎت إﱃ ﻃﻮاﺋﻔﻬﺎ، اﳌﻠﺠﺄ اﻷﺧري ﻟﺪﻳﻬﺎ ،واﱃ اﻷﺣﺰاب اﻟﺘﻲ ﺗﺠّﺴﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ وﻋﻨﻔﻮاﻧﻬﺎ وﻛﺮاﻣﺘﻬﺎ ،وﺗﺤﻤﻞ اﻟﺰﺧﻢ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﺆﻃّﺮ "اﻷﺗﺒﺎع" ﰲ ﺑﻮﺗﻘﺔ واﺣﺪة ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺆﻻء ﻳﻨﺪﻓﻌﻮن ﺑﺤامس ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،أو ﻟﺰﻳﺎدة [122] .اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺣّﺼﺘﻬﺎ ﻣﺄزق "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻫﻞ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل إن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻳﻌﺎين اﻟﻴﻮم ،ﻣﺄزﻗﺎ ﻋﲆ ﻛﻞ
اﻟﺼﻌﺪ ،ﻣﻨﻬﺎ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي واﻟﻄﺎﺋﻔﻲ؟ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺼّﻮر اﻟﺒﻌﺾ أن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻔﻮذ واﻟﺮﻫﺒﺔ ،اﻻ اﻧﻪ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﺆﴍات ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ أﺿﻌﻒ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ. ﻳﻌﺎين اﻟﺤﺰب ﻣﺄزﻗﺎ واﺿﺤﺎ ،ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻋﺪم وﺿﻮح اﻧﺘامﺋﻪ وﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ .ﻓﻬﻞ ﻫﻮ ﺣﺰب ﻟﺒﻨﺎين أم إﻳﺮاين؟ وﻫﻞ ﻫﻮ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﺰيب ﻣﺴﻠّﺢ أم ﺣﺰب ﺳﻴﺎﳼ؟ وﻫﻞ ﻳﺘﺒﻊ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺎ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ أم أن ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ؟ وﻛﻴﻒ ميﻜﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن ﺣﺰﺑﺎ إﺳﻼﻣﻴﺎ وﻳﻠﻌﺐ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺘﻮازﻧﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن )ﻋﲆ دﻧﺎءة ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ (؟ وﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺰب اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑني ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄني ﻣﻦ "اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ" وﺧﻀﻮﻋﻪ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎين ،ﺣﻴﺚ ﻫﻨﺎك ﻧﺰوع ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻻﻋﺘﺒﺎر إﻳﺮان ﻋﺪوا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻗﺒﻞ إﴎاﺋﻴﻞ! وﻳﺘﺠّﺴﺪ اﳌﺄزق أﻳﻀﺎً ﰲ ﻣﺪى ﻗﺪرة اﻟﺤﺰب ﻋﲆ اﻟﺘﺼّﺪي ﻟﺤﺮب ﻗﺪ ﺗﺸّﻨﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ، واﻧﻔﻼت اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺪاﺧﲇ ﺣﻴﺚ ﻋّﺒﺌﺖ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻛﺎﻓﺔ ﺿّﺪه وﺿّﺪ "اﻟﺸﻴﻌﺔ"؟ وﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺼري اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ،أو ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻬﺪاف أﻣﻴﻨﻪ اﻟﻌﺎم؟ ﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮن ﻛﻤﺼري اﳌﻮارﻧﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﺸري اﻟﺠﻤّﻴﻞ؟ وﻫﻞ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ أم ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻟﺘﻴﺎر ﺻﺎﻋﺪ داﺧﻞ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻳﺤﺎول ﺷّﻖ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺗﻬﻤﻴﺶ اﺳﺘﻤﺮ ﻋﻘﻮدا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻨﺎيئ اﳌﺎروين -اﻟﺴّﻨﻲ؟ وﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺤﺰب ﻣﻦ ﻃﺮوﺣﺎت اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﳌﺘﺠّﺪدة ﻋﲆ ﻟﺴﺎن ﺑﻌﺾ أﺑﻨﺎء اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﴬون ﻟﺨﻼﻓﺔ اﻵﺑﺎء! أﺳﺌﻠﺔ ﻣﻌّﻘﺪة ﺗﺤﺘﺎج إﱃ أﺟﻮﺑﺔ دﻗﻴﻘﺔ ،ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﺸّﻨﺞ )أو اﻟﺘﺤّﻴﺰ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ( ،ﰲ ﻇّﻞ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ واﻟﻔﻮﴇ ميّﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﻴﻮم، واﻟﺘﺠﻴﻴﺶ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﺬي ميﺘﻬﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﺎدات ﺧﺪﻣﺔ ﳌﺼﺎﻟﺢ ﺿّﻴﻔﺔ .إن "اﻟﺼﻌﻮد اﻟﺸﻴﻌﻲ" أﻣﺮ واﻗﻊ ﻳﺠﺐ درس ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ،وﻳﺠﺐ اﻻﻋﱰاف ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﻔﺠﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ إذا مل ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻌﺎﻣﻼ ﺻﺤﻴﺤﺎ .إﻻ أن اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﻫﻮ ﻣﺪى اﻟﺘﺰام اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ )اﳌﺘﻤﺜّﻠﺔ اﻟﻴﻮم ﺑـ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ"( ،اﻻﻧﺘامء إﱃ اﻟﻮﻃﻦ ﻟﺒﻨﺎن. ﻫﻞ ﻫﻮ اﻧﺘامء ﻓﻌﲇ أو ﺷﻜﲇ؟ وﻫﻞ أن ﺳﻼح اﻟﺤﺰب ﻫﻮ ﻓﻌﻼ ﺿامﻧﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﻴﺎن ،أم أﻧﻪ ﺧﻄﺮ داﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ وﺟﻮده ﰲ اﳌﺪﻳني اﳌﺘﻮﺳﻂ واﻟﺒﻌﻴﺪ؟ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" :اﳌﺸﻜﻠﺔ واﻟﺤّﻞ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ،ﰲ رأي اﻟﺒﺎﺣﺚ وﺟﻴﻪ ﻛﻮﺛﺮاين ،ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺑني ﻓﻘﻪ اﻹﺻﻼح ﻟﻼﺟﺘامع "ﴐورة " اﻟﺪوﻟﺔ إن ﻳﻘﺎل أن [123] ،اﻟﻔﻘﻴﻪ" ووﻻﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﻔﻘﻪ وﻣﺬاﻫﺐ واﻷدﺑﻴﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﺎت ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﺗﻔﻘﺖ ﻣﺒﺪأ وﻫﻮ ،اﻟﻠﺒﻨﺎين
ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﰲ اﻟﻠﻪ ﻧﴫ ﺣﺴﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺸّﺪد اﻟﺬي ﻛﺎﻟﻘﻮل ،اﻹﺳﻼم ﰲ ﻋﲇ ﻟﻺﻣﺎم ﺳﺒﻖ ﻗﻮل وﻫﻮ )،دوﻟﺔ ﻣﻦ ﺑّﺪ ﻻ أي( "إﻣﺎم ﻣﻦ ﺑّﺪ ﻻ" اﻟﺴﻔري ﻳﻜﻔﻲ ﻻ وﻛام ".ﻟﻠﻪ إّﻻ ﺣﻜﻢ ﻻ" ﺷﻌﺎر رﻓﻌﻮا اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺨﻮارج ﺑﻪ واﺟﻪ أن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﰲ "اﻟﻠﻪ ﺣﺰب" اﻧﺨﺮاط أﻳﻀﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻻ ،اﻟﻌﺎم اﻟﻘﻮل ﻫﺬا اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﺗﺘﻴﺤﻪ أﺗﺎﺣﺘﻪ ﻣﺎ وﺑﺼﻴﻎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﻛام اﻟﱪﳌﺎن ﰲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬا ﻛﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﻻ .اﻟﺤﺼﺺ وﺗﻮزﻳﻊ اﳌﺸﺎرﻛﺔ أﺷﻜﺎل ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ دوﻟﺔ ،اﻟﻮﻃﻦ -اﻟﺪوﻟﺔ ،اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻨﺎء ﻧﻌﻴﺪ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻫﻨﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﻷن وﻟﺌﻼ ،اﳌﺮﻳﺮة اﻟﺘﺠﺎرب ﻫﺬه ﻛﻞ ﺑﻌﺪ ،اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت ذات اﻟﺪوﻟﺔ ،اﳌﻮاﻃﻨني ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺴﺆال أن أي .اﻟﺨﺎرج أﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب وﻻ ،اﻟﺪاﺧﻞ ﺣﺮوب ﺗﺘﻜّﺮر ﻗﺒﻞ ﻣﺎ" اﻟـ اﻧﺘامءاﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺗﺒﺎع ﻹﺧﺮاج اﺗﺒﺎﻋﻪ اﻟﻮاﺟﺐ اﻷﺳﻠﻮب ﰲ اﻟﻴﻮم ﻳﺠّﻨﺐ ومبﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﻔﺮز ﻳﺘﺠﺎوز مبﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺒﻮﺗﻘﺔ ﰲ وإدﻣﺎﺟﻬﻢ "،وﻃﻨﻴﺔ أو ﻋﻘﺪ ﻛﻞ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻘﻮى ﻣﻮازﻳﻦ وﺗﻐّري اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻬّﺰات اﻟﻮﻃﻦ -ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺴﺆال ﻫﺬا إن .ﻣﺴﻠّﺤﺔ دﻣﻮﻳّﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺎت ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﻣﻊ ،ﻋﻘﺪﻳﻦذات ﻗﻮى وﻫﻲ ،اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻮى ﻛﻞ ﺑﻪ ﻣﻌﻨّﻴﺔ اﻹﺷﻜﺎل ﰲ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﺎﻟﺴﺒﺐ "اﻟﻠﻪ ﺣﺰب" ﻣﻮﺿﻮع ﻋﲆ اﻟﱰﻛﻴﺰ أﻣﺎ .ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤّﻞ وﻣﻔﺘﺎح ،اﻟﻴﻮم اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﰲ اﻟﺤّﻞ -اﳌﻌﻀﻠﺔ ﻳﺸّﻜﻞ أﻧﻪ اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺸّﻞ واﻟﺘﻲ ،اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﻷزﻣﺔ ﰲ )اﳌﺸﻜﻞ ﺳﺒﺐ أو( .اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ) اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻛام( اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑني وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ وﻣﴩوع اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ إن ﺧﻠﻔّﻴﺔ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺗﺜري ،ﰲ رأي ﻛﻮﺛﺮاين ،إﺷﻜﺎﻻت ﻻ ﺑّﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺣﻮل ﻣﺪى اﻟﺘﻼؤم ﺑني اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻮﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﴩوع اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﳌﺮﺗﺠﺎة وﻟﻴﺲ واﻗﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻢ ،وﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﻋﲆ أﻋﺮاف اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻄﻮاﺋﻔﻴﺔ وﻓﻬﻢ ﺧﺎص ﻟﻠﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻮاﻓﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎد ﺗﺘﺤّﻮل إﱃ ﻓﻴﺪراﻟﻴﺔ ﻃﻮاﺋﻒ .إن اﻟﺤﺰب ﰲ رأﻳﻪ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،1992ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻬﻤﻬﺎ ﻗﺎدة اﻟﺤﺰب ) وﻳﻌّريﻫﺎ( ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻳﻠﻌﺐ ﻟﻌﺒﺘﻬﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣام ميّﻴﺰه ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎ واﳌﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﺎﻟُﺒﻌﺪ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻠﻄﻮاﺋﻒ ﻋﱪ رﻓﻌﻪ ﺷﻌﺎر اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت وأﺑﻌﺎد ﻗﻮﻣﻴﺔ وإﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺪود اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﻜﺜري ،وﻳﻌﻄﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺪﻫﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻷﺧﺮى. ﻟﻘﺪ أّﻛﺪ اﻟﺴّﻴﺪ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ إﱃ "اﻟﺴﻔري" ﻋﲆ وﺟﻮد ﻧﻈﺮﻳّﺔ
ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﻣﴩوع ﻟﻬﺎ ﻣﺆﺳﺲ ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ وﻓﻘﻬﻴﺔ .ﻛام أﻧﻪ أّﻛﺪ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ ﺣﺮب متﻮز )وﺧﻄﺎﺑﺎت ﻛﻮادر اﻟﺤﺰب ﻛﺬﻟﻚ ووزراﺋﻪ وﻧﻮاﺑﻪ( ،ﻋﲆ ﻣﻘﻮﻟﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﻌﺎدﻟﺔ ،وﺷّﺪد ﻋﲆ اﻟﺘامﻳﺰ واﻟﺘﻔّﻮق وﻋﲆ ﻗﺪﺳّﻴﺔ اﳌﻮﻗﻒ وﻋﲆ ﻣﺰاﻳﺎ اﻟﻨﺒﻞ واﻟﴩف وﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻣﻌﻴﺎر اﻷﺧﻼق )ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻏري اﻷﺧﻼﻗﻲ ( وﻣﻌﻴﺎر اﻟﺪﻳﻦ )اﳌﻘﺪس وﻏري اﳌﻘﺪس( ،وذﻟﻚ ﰲ ﻣﻌﺮض اﻧﺘﻘﺎده ﻣﻮاﻗﻒ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﺻﻮﻻ إﱃ ﺗﻜﻔريﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ دﻳﻨﻲ ﻋﻘﺎﺋﺪي أﺧﻼﻗﻲ .ﻓﻬﻞ ﺗﺴﻤﺢ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﺳﺘﻌﺪاء ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺎت ﰲ وﻗﺖ ﻳﺘﻌّﺮض ﻓﻴﻪ اﻟﺤﺰب )وأﻣﻴﻨﻪ اﻟﻌﺎم ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل( ،ﻟﺤﺼﺎر دوﱄ وﺣﺘﻰ ﻋﺮيب ،وﰲ ﻇّﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪ إﴎاﺋﻴﲇ ﻋﺴﻜﺮي واﺿﺢ ،واﺻﻄﻔﺎف ﻃﺎﺋﻔﻲ داﺧﲇ ﺿّﺪ اﻟﺤﺰب وﻋﻘﻴﺪﺗﻪ وﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وﺻﻮﻻ إﱃ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻨﺰع ﺳﻼﺣﻪ "اﳌﴩوع" ﰲ رأي ﻣﻨﺎﴏﻳﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،واﻟﺨﺎرج ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻣﻨﻄﻖ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﰲ رأي أﺑﻨﺎء اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى اﻟﺨﺎﺋﻔني ﻋﲆ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺰب "اﻟﻘﻮّي" اﻟﺬي اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻀﻔﻲ ﴐ ﺑﺼﻮرﺗﻪ ﻟﺪى اﻵﺧﺮﻳﻦ ودﻓﻊ ﺑﺄﺑﻨﺎء ﺗﻠﻚ ﻫﺎﻟﺔ "ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ" ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﺎ أ ّ اﻟﻄﻮاﺋﻒ إﱃ اﻻﻟﺘﺠﺎء واﻻﺣﺘامء ﺑﺰﻋﺎﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ اﻣﺘﻬﻨﺖ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺿّﺪ اﻟﺤﺰب ،إﱃ ﺣّﺪ مل ﻧﻌﺪ ﻧﺴﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻨﻜﺎرا ﻋﲆ ﺗﴫﻳﺤﺎت ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻋﺎﻣﺎت اﻟﺠﺎﻧﺤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺤﻮر اﳌﻌﺘﺪﻟني "اﻟﻌﺮيب اﻟﺴّﻨﻲ - اﻷﻣرييك -اﻹﴎاﺋﻴﲇ" ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺨﻄﺮ " اﻟﺸﻴﻌﻲ -اﻟﻔﺎرﳼ" اﳌﻘﺒﻞ. ﻻ ميﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﴫﻳﺤﺎت اﻷﻣني اﻟﻌﺎم ﻟـ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺳﻮى اﻧﻄﻼﻗﺔ ﻣﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻔﻜﺮي )اﻟﺬي ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ دامئﺎ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ وأﺣﺎدﻳﺜﻪ اﳌﺘﻠﻔﺰة ( ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺮض رؤﻳﺘﻪ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﳌﺤّﲇ. إن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺗﺸّﻜﻞ ،ﺑﺮأي ﻛﻮﺛﺮاين ،اﻟﻌﻨﴫ اﳌﺤّﺮك واﻟﻜﺎﻣﻦ ﺧﻠﻒ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺤﺰب وﺧﻄﺎﺑﻪ وﻓﻌﻠﻪ وردود ﻓﻌﻠﻪ ،وﻛﻠامﺗﻪ وﺗﻌﺎﺑريه ،اﻧﻪ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺮاﺳﺦ ﺑـ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" اﻟﻌﺎﻣﺔ واﳌﻄﻠﻘﺔ .أي أن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻓﻮق وﻃﻨﻴﺔ ،ﺗﺄﺧﺬ ﻣﴩوﻋﻴﺘﻬﺎ وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ وﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺬي ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﻀﻮره اﻟﺤﺪود اﻟﻮﻃﻨّﻴﺔ ،ﺗﺎرﻛﺎ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺤﺰب اﳌﺤﻠّﻴﺔ .أي أن اﻟﺘﻮّﺟﻪ اﻟﺤﺰيب اﻟﻌﺎم ﻳﻨﺘﻈﻢ ﰲ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ اﻟﴩﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻤﻞ اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺎ ،وﻳﻔﱰض اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻠﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺣﺎﺋﺰا ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺳﻮل اﻟﻠﻪ واﻷمئﺔ اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩ اﳌﻌﺼﻮﻣني ،ﺻﻼﺣﻴﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻏري ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ،وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻗﺪﺳّﻴﺔ اﳌامرﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻧﻈﺮ أﻣني ﻋﺎم اﻟﺤﺰب ،ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﰲ إﻃﺎر ﻧﻈﺎم ﺗﺘﻨﺎﺗﺸﻪ ﻧﺰﻋﺎت ﻓﺌﻮﻳﺔ وﻣﺼﻠﺤﻴﺔ ﺿّﻴﻘﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺨﻼف ﻻ ﺑّﺪ ﺣﺎﺻﻞ ،واﻟﺼﺪام ﻻ ﺑّﺪ آت!
ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣّﺪد ﻧﺎﺋﺐ اﻷﻣني اﻟﻌﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﻧﻌﻴﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ، اﳌﻨﻬﺞ ،اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ" إﻃﺎر ﻧﻈﺮﻳّﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ .و"ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ إﻳﺮان ﻟﻪ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة اﻟﴩﻋّﻴﺔ ﻟﻠﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻛﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ واﻷمئﺔ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺮﺳﻢ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ اﻷﻣﺔ ،وأﻣﺮه وﻧﻬﻴﻪ ﻧﺎﻓﺬان .إن ﻫﺬا اﻟﺤﺠﻢ اﻟﻜﺒري ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﳌﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﺗﱰﺟﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺑﺮﺳﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء ،أي ﻟـ "دار اﻹﺳﻼم" )ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻌﺒري اﻟﻘﺪﻳﻢ( وﻟـ "اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ" )ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻌﺒري اﳌﻌﺎﴏ( .أﻣﺎ "اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ" ،ﻓﻤﱰوﻛﺔ ﻟﻸﺣﺰاب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟُﻘﻄْﺮﻳﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،أي أن اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﱰوﻛﺔ ﻟـ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،ﺧﺼﻮﺻﺎ أن ﺟﺰء ﻛﺒري ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺤﺰب ﺗﺄيت ﻣﻦ إﻳﺮان ،وﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ذو أﺛﺮ ﻛﺒري ﰲ ﻗﺮار أي ﺣﺰب ﺳﻴﺎﳼ ،وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﺣﻴﺚ إن اﻻﻧﺘامء إﱃ أي ﺣﺰب، ﻣﻬام ﺗﻜﻦ ﺟﺎذﺑﻴﺘﻪ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻌﺎﻣﻞ اﻟﻘﺪرة اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸّﻜﻞ ﺟﺎذﺑﺎ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ اﳌﻌﻮذ ﰲ ﻇّﻞ ﻏﻴﺎب وﺟﻮد دوﻟﺔ راﻋﻴﺔ وﺣﺎﺿﻨﺔ ،ﻻ ﺑﻞ ﻣﻊ وﺟﻮد ﺣﻜﻮﻣﺔ آﺧﺬة ﰲ اﻻﻧﺪﻣﺎج أﻛرث ﻓﺄﻛرث ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﱄ اﳌﻌﻮمل اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺳﻮى ﻋﲆ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺎت ﰲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وإﺣﺪاث ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب اﳌﺎﱄ ﰲ رأس اﻟﻬﺮم )ميﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر إﱃ ﺧﻄﺎب اﻷﻣني اﻟﻌﺎم ﻟـ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﰲ راس اﻟﻌني ﰲ ﺑﻌﻠﺒﻚ ،واﻟﺬي ﺷّﻜﻞ ﺗﻌﺒريا واﺿﺤﺎ ﻋﻦ رﻓﺾ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺤﺮﻣﺎن وﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻔﺌﻮي اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﺘﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺗﺠﺎه اﻷﻃﺮاف وﻻ ﺳﻴام ﺗﺠﺎه اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺄيت اﻟﺤﺰب اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺄﺧﺬ دور اﳌﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﺘﻲ آﳌﻬﺎ اﻟﺤﺮﻣﺎن واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد ،وﻟيك ﻳﺄﺧﺬ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﻬّﻤﺔ اﻟﺘﻐﻴري .إﻻ أن اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻫﺬا إﻃﺎر ،ﻫﻮ ﺣﻮل ﻗﺪرة اﻟﺤﺰب ﻋﲆ اﻟﺘﻐﻴري ،ﰲ ﻇّﻞ ﻧﻈﺎم ﺗﻮزﻳﻊ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ دﺧﻞ ﻓﻴﻪ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﻮى اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،يك ﻳﺘّﻢ ﺗﻘﺎﺳﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ .واﻟﺴﺆال اﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﺣﻮل ﻣﺪى ﻗﺪرة اﻟﺤﺰب ﻋﲆ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻼح داﺧﻠﻴﺎ ﻟﺘﻐﻴري ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻏري اﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﰲ ﻇّﻞ إﴏاره ﻋﲆ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻟﺴﻼح ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ .وﻣﺎذا ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻠﺤﺰب ،ﰲ ﺣﺎل اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻼح ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ،أن ﻻ ﺑﺘﻮّرط أﻛرث ﻓﺄﻛرث ﰲ ﻧﺰاﻋﺎت ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺗﺸّﻜﻞ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎ ،ﻻ ﺑﻞ ﻣﺼﻴﺪة ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺠّﺮأ ﻋﲆ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻐﻴري ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،أو ﺑﺎﻟﺤّﺪ اﻷدىن ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺎول ﺗﺤﺴني أوﺿﺎع ﺗﺎﺑﻌﻴﻪ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. إن اﳌﺸﻜﻠﺔ ﰲ رأي ﻛﻮﺛﺮاين ﺗﻜﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ وﺻﻴﻐﺔ
آﻟﻴﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﺑني اﻟﺠﺰيئ واﻟﻌﺎم ،ﻣﺎ ﺑني اﻟﺘﻔﺼﻴﲇ واﻟﻜﲇ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ )أو ﻣﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﲆ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎ ( ،ﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ،ﻓام ﻫﻮ ﺣﺠﻢ "اﻟﻬﺎﻣﺶ" اﳌﱰوك ﻟـ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻋﻤﻠﻴﺎ؟ ﻳﺆّﻛﺪ ﻗﺎﺳﻢ ﻋﲆ ﴐورة اﳌﻮاءﻣﺔ ﻣﺎ ﺑني "إﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻨﻬﺞ وﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﳌﻮاﻃﻨﺔ" .وﻟﻜﻦ مبﺎ أن ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺤﺰب ﻳﻘﻮم ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﲆ اﳌﻌﺘﻘﺪ اﻟﺪﻳﻨﻲ ،أي ﻣامرﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ دﻳﻨﻲ ،ﻛﻴﻒ ميﻜﻦ إذا اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑني ﻣﻌﺘﻘﺪ دﻳﻨﻲ ﻣﺠّﺮد وﻣامرﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺤﺼﺺ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﺗﻔﺮض اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻘﺮارات ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻏري دﻳﻨﻴﺔ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺣﺎﻛﻢ ﻏري ﺷﻴﻌﻲ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ وﺟﻮد رﺋﻴﺲ ﰲ أﻋﲆ ﻗﻤﺔ اﻟﻬﺮم ﻣﺴﻴﺤّﻲ! ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﺖ اﻷﺣﺰاب اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻹﺷﻜﺎل ﻣﻊ وﺟﻮد اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺘﻤﺜﻼ ﰲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺣﻴﺚ وﺟﺪت أﺣﺰاب اﻷﻃﺮاف ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ اﳌﻮاءﻣﺔ ﺑني ﺗﻮّﺟﻪ اﳌﺮﻛﺰ واﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺣﺰاب. ﻛام أن اﻷﺣﺰاب اﻟﺒﻌﺜﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﺮاﻛﺰ أﺣﺰاﺑﻬﺎ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ أو اﻟﻌﺮاق ،ﻣﺎ أﻋﺎق اﻧﺪﻣﺎﺟﻬﺎ اﻟﻜّﲇ ﰲ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻛام ﻫﻮ ﻣﻔﱰض واﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ .ﻓﻬﻞ أن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻴﻮم ﻫﺬا اﻹﺷﻜﺎل؟ وﻫﻞ ﰲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ اﻻﻋﱰاض ،أو ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﻮّﺟﻪ اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﰲ اﳌﺮﻛﺰ؟ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﻧﻈﺮا إﱃ ﻗﻠّﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪرﻫﺎ إﻋﻼم اﻟﺤﺰب ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﺤﺮاك اﻟﺤﺰب اﻟﺪاﺧﲇ ،ﺣﻴﺚ إن اﻟﻨﻘﺎﺷﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺗﻈّﻞ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻷﺿﻮاء رمبﺎ ﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺤﺰب ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﻎ اﻟﻬﺎﻟﺔ اﻟﻘﺪﺳّﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻴﺎدﺗﻪ .إﻻ أن اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻳﻔﺮض ﻋﲆ اﻟﺤﺰب اﻻﻧﻔﺘﺎح أﻛرث ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،إذا ﻣﺎ أراد أن ﻳﺘﺤّﻮل إﱃ ﺣﺰب ﺳﻴﺎﳼ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ. إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ ﻧﺪرة اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻳﻘﻮل ﻧﻌﻴﻢ ﻗﺎﺳﻢ إن ﻣﻮﺿﻮع اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎم 1992اﺳﺘﻠﺰم ﻧﻘﺎﺷﺎ داﺧﻠﻴﺎ ﻣﻮّﺳﻌﺎ ﺣﻮل إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .ومل ﻳﺘﺨﺬ اﻟﻘﺮار إﻻ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺳﺘﻔﺘﻲ اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﺣﻮل ﻣﴩوﻋﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ أﺟﺎز اﳌﺸﺎرﻛﺔ .ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺴﻤﺖ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ودﺧﻞ اﳌﴩوع ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺰب وآﻟﻴﺘﻪ ،ﻛام ﻳﻘﻮل ﻗﺎﺳﻢ. إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑـ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" إن إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑﻮﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺘﻲ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﻃﻬﺮان اﻟﻴﻮم ﻫﻲ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌّﻘﺪة ،ﰲ رأي ﻛﻮﺛﺮاين ،وﺗﻄﺮح ﻣﺴﺘﻮﻳني ﻣﻦ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت .أوﻟﻬﺎ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻧﺘﻈﺎم اﻟﺤﺰب ﰲ دوﻟﺔ/وﻃﻦ ﺗﻨﺤﻮ ﺑﺤﻜﻢ ﺣﺮﻛّﻴﺔ اﻻﺟﺘامع اﻟﺴﻴﺎﳼ
اﳌﺪين وﴐورات اﻹﺻﻼح وﺑﺤﻜﻢ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ اﻟﺘﻌّﺪدي واﻟﻄﻮاﺋﻔﻲ ،ﺗﻨﺤﻮ ﻷن ﺗﺘﺤّﻮل دوﻟﺔ ﻣﺪﻧّﻴﺔ ،أي دوﻟﺔ ﻣﻮاﻃﻨني ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺗﺘﺴﺎوى ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻮاﻃﻨﺔ ﰲ اﻟﺤﻘﻮق اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﺛﺎﻧﻴﻬﺎ أن اﻹميﺎن ﺑﻮﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻳﺸّﻜﻞ ﻗﻄﻴﻌﺔ )أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ اﻓﱰاﻗﺎ( ﻣﻊ ﻣﻨﻬﺞ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺬي ﺷﻬﺪه اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ - اﻟﺸﻴﻌﻲ .وﻫﻲ إﺻﻼﺣﻴﺔ ﺑﺪأت ﻣﻊ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻗﺪ ﺣﻤﻠﺖ اﳌﺨﺮج اﻟﻨﻈﺮي واﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻠﺘﻜّﻴﻒ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻻﻧﺪﻣﺎج ﰲ اﺟﺘامﻋﻬﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،أي ﻟـ "اﳌﻮاءﻣﺔ" ﺑني اﻟﺘﺪﻳّﻦ وﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﺬﻫﺐ واﻟﻌﻴﺶ ﻛﻤﻮاﻃﻨﺔ ﰲ دوﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن. "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑني وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻌﻠﻦ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" أﻧﻪ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﰲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻹﻣﺎﻣﻴﺔ )وﻫﻲ ﻋﻘﻴﺪة ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻓﺮق اﻹﺳﻼم( ،وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﺑـ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﳌﻄﻠﻘﺔ .وﻳﻨﻔﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻋﺘﺒﺎره ﺣﺰﺑﺎ ﻃﺎﺋﻔﻴﺎ ،أي أﻧﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺰﺑﺎ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺎ ﻏري ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺧّﻂ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﳌﺴﻠّﺤﺔ وﻳﺸّﻜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﺟامﻫريي ﻳﺘﻌّﺪى اﻹﻃﺎر اﻟﺸﻴﻌﻲ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن .وﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻳﺆّﻛﺪ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﲆ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،ﻛام ﻋّﱪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻧﻌﻴﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳌﺬﻛﻮر آﻧﻔﺎ .إﻻ أن اﻟﺴﺆال ﻫﻮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺤﺰب ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻌﻼ ﻷداء دور وﻃﻨﻲ ﻟﺒﻨﺎين ﺟﺎﻣﻊ ،ﰲ ﺣني ﻧﺠﺪه ،وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺮاﻣﺞ وﺧﻄﻂ وﻣامرﺳﺎت وأداء وﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ ﺣﻮزاﺗﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﻣﺪارﺳﻪ ،وﻣﻦ ﻋﲆ اﳌﻨﺎﺑﺮ اﻟﺤﺴﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺛﺮت ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﰲ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻷﺧريﻳﻦ ،ﻣﺎ ﺗﺴّﺒﺐ ﺑﻨﺸﻮء ﺗﻴﺎر ﻣﺬﻫﺒﻲ ﺣﺪي ﰲ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺣﻮل ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ أﺣﺎدﻳّﺔ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺠﻤﻌّﻴﺔ وﺷﺤﻨﻬﺎ .ﻻ ﺑﻞ إن "أﺳﻄﺮة" اﳌﺎﴈ ،ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒري ﻛﻮﺛﺮاين ،ﻟﺠﻌﻠﻪ ﻣﺮﺟﻌّﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﴐ وﺑﻨﺎء ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻳﺤﻤﻞ إﱃ وﻋﻲ اﻟﺤﺎﴐ ،ﻛﻞ ﺷﺤﻨﺎت اﻻﺧﺘﻼف واﻟﴫاع ﻣﻦ ذاﻛﺮة اﳌﺎﴈ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺘﺤﴬ اﻟﺬاﻛﺮة ﻣﻦ اﳌﺎﴈ ﻟﺘﺤﻴﻲ ﻫﻮﻳﺔ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﻋﻘﻴﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﺤﺎﴐ ،ﰲ ﻇّﻞ ﺟّﻮ ﻣﻦ اﻻﺻﻄﻔﺎف اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ أو أﻛرث ﻣﻦ اﻹﺣﺒﺎط اﳌﺴﻴﺤﻲ ﰲ ﻇّﻞ اﻟﻮﺟﻮد اﳌﺨﺎﺑﺮايت اﻟﺴﻮري اﻟﺬي أذاق اﳌﺴﻴﺤﻴني اﻟﺬّل ،وﺑﻌﺪ ﻗﺘﻞ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺴّﻨﻲ اﻷول ﻟﺪى اﻟﺴّﻨﺔ )أي رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي ( ،ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻏﺘﻴﺎﻻت ﻟﻠﻘﻴﺎدات اﻟﺴﻨّﻴﺔ واﳌﺎروﻧﻴﺔ ﰲ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺗﺪور اﻟﺸﺒﻬﺎت ﺣﻮل ﺗﻮّرط اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﻓﻴﻬﺎ. اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑني اﻟﺤﺰب اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي واﻟﺤﺰب اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻳﺘﺴﺎءل ﻛﻮﺛﺮاين ﻋﻦ اﻟﺤّﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﻣﺎ ﺑني ﻋﻘﻴﺪة ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﺗﺴﺘﺤﴬ ﻣﻦ
ﻧﺼﻮص ﻓﺮﻗﺔ دﻳﻨﻴﺔ ،وﺑني ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﳌﺆّدي إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻠﺒﻨﺎين؟ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻤﲇ ،أي ﰲ اﳌامرﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻳﺰول اﻟﺤّﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﺮأﻳﻪ ﺑني اﻟﻌﻘﻴﺪة اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤّﻴﺔ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻫﻲ ﻋﻘﻴﺪة ﻓﺮﻗﺔ دﻳﻨﻴﺔ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ أو ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﻗﺎمئﺔ ﻋﲆ متﺜﻴﻞ ﻃﺎﺋﻔﻲ ،وﺗﻮزﻳﻊ ﻣﺬﻫﺒﻲ ،وﻣﺤﺎﺻﺼﺔ ﻣﻨﺎﻃﻘﻴﺔ -ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن أﻋﺮاف اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻠﺒﻨﺎين أﻋﺮاﻓﺎ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑني اﻟﺤﺰب اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي واﻟﺤﺰب اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻳﺼﺒﺢ أﻣﺮا وﻗﻌﺎ ﻻ ﻣﺤﺎل ،ﺑﻞ إن اﻟﺤﺰب اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺰﺑﺎ ﻃﺎﺋﻔﻴﺎ ،ﻻ ﺑﻞ ﻣﺬﻫﺒﻴﺎ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز. إن ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺤﺰب اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺗﻔﺎﻫامﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺣﺮب متﻮز ،2006آﻟﻴﺎت ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺑني أﻛرثﻳﺎت ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ )واﻟﺤﺰب ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺸّﻜﻞ أﻛرثﻳﺔ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ( ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ آﻟﻴﺎت ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺴﻴﺎﳼ وﺧﻄﻄﻪ، وﻫﻲ آﻟﻴﺎت ﻛﻞ اﻷﺣﺰاب اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻷﻛرثﻳﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .وﺑﻌﺪ ﺗﺤﺎﻟﻔﻪ ﻣﻊ أﻛرثﻳﺔ ﺳﻨّﻴﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻋﺎد وﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ أﻛرثﻳﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺿّﺪ اﻷﻛرثﻳﺔ اﻟﺴﻨّﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ )واﳌﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻨﻴﻮرة ( .ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﺘﻮّﺟﻪ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت؟ وﳌﺎذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻛرثﻳﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﺣﻠﻴﻔﺎ ،ﺛﻢ أﺻﺒﺤﺖ ﺧﺼام ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، إن مل ﻳﻜﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ؟! ﻫﻨﺎك إذا إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ )إن مل ﻧﻘﻞ اﻻﻧﻔﺼﺎم ( ﰲ ﻋﻤﻞ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" اﻟﺴﻴﺎﳼ داﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن .ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻳﻘﻮل أﻧﻪ ميﺎرس اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﰲ أﺳﺎس ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺤﺰب وﻣﻨﻄﻠﻖ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﴩوﻋﻪ اﳌﻘﺎوم ،وﻣﻦ ﺑﺎب آﺧﺮ ﻧﺠﺪه ميﺎرس اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻬﺮب ﻣﻨﻬﺎ ﳌامرﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ) وأﻻﻋﻴﺒﻬﺎ ( ﰲ ﻟﺒﻨﺎن. إﻟﻐﺎء اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻋﺘﺒﺎر ﻟﺒﻨﺎن داﺋﺮة اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ واﺣﺪة ﻟﻘﺪ ﺧﺎض "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 1992ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ أدرج ﺿﻤﻨﻪ ﻣﻄﻠﺒني متﺜﻼ أوﻻ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وﺛﺎﻧﻴﺎ اﻋﺘﺒﺎر ﻟﺒﻨﺎن داﺋﺮة اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ واﺣﺪة .ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬان اﳌﻄﻠﺒﺎن ﻟـ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ"؟ وﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ميﺎرﺳﻬﺎ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" "اﺿﻄﺮارا" ﻛام ﻳﻘﻮل ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻠﺒﻨﺎين؟ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﺼﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ أو ﺑﺎﻟﺤّﺪ اﻷدىن ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺪاﺋﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﺣﻘﻮق اﳌﻮاﻃَﻨﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ داﺋﺮة اﻻﻧﺘامء اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ .ﻫﻞ ﻳﻘﺒﻞ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑﻬﺬا اﻟﻔﺼﻞ ،وﻫﻮ اﻟﺤﺰب اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي اﻟﺬي ﺗﺘﺤّﺪد اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻪ
اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ؟ ﺳﻮف ﻳﻘﻮل "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ،ﺑﺤﺴﺐ ﻛﻮﺛﺮاين" ،إن اﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﻟﺒﺪﻳﻞ" ﻋﲆ ﻣﺬﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ، ووﻓﻘﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻣﻨﺴﺠام ﻣﻊ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ورؤﻳﺘﻪ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣامرﺳﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺤﺰب أن ﻻ ﳾء ﺳﻮف ﻳﺘّﻢ ﻓﺮﺿﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل "اﻟﺪﻋﻮة واﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻹﻗﻨﺎع" )ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻨﺰوع ﻧﺤﻮ اﳌامرﺳﺎت واﻟﻌﺒﺎدات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﻀﺎرﺑﺔ ﰲ اﻟﻘﺪم!( ،ﻓﺈن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ دروﺳﺎ ﺟّﻤﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن دوﻣﺎ "ﺗﺎرﻳﺦ ﴏاع ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ" ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﻌّﺪد اﻟﻮﻻءات واﻻﻧﺘامءات ﻛﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ،وﺣﻴﺚ إن ﻋﻮاﻣﻞ ﺣﺮاﻛﻪ ﻫﻲ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ اﻟﺘﺤّﻮﻻت واﻟﻄﻔﺮات اﻟﺪميﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ واﻟﺘﻐّريات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺗﺒّﺪﻻت ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﺑﺮأي ﻛﻮﺛﺮاين ،ﻣﻦ ﻏري اﻷﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﴫاع اﻟﺪوﱄ واﻟﴫاع اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ وﰲ ﻣﺤﻴﻂ ﻟﺒﻨﺎن وﻣﺂﻻت ذاك اﻟﴫاع. وﻣﻦ ﺧﻼل رﺻﺪ ﺗﺤّﻮﻻت ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﴫﻓﻴﺔ ﺟﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ اﻹﻣﺎرة ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺴﻠﻄﻨﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ إﱃ ﻋﻬﺪ ﻣﺘ ّ وﻧﺸﺄة دوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻜﺒري ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،إﱃ ﻋﻬﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﳌﻴﺜﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﺎم ،1943وﺻﻮﻻ إﱃ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني أﻃﺮاف ﻫﺬا اﳌﻴﺜﺎق ﰲ وﺛﻴﻘﺔ اﳌﻴﺜﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﺎم ،1989إن ﻋﻤﻠﻴﺔ رﺻﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤّﻮﻻت ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﺗﻮﻗّﻊ ﻣﺴﺎرات ﻣﻌّﻴﻨﺔ ﻗﺪ ﻳﺴري ﺑﻬﺎ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" .أوﻟﻬﺎ أن ﻳﺮﺗﴤ اﻟﺤﺰب اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻴﺴﺘﻤﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﻣامرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻠﺒﻨﺎين وﻓﻘﺎ ﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﱪﳌﺎﻧﻴﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﴍوط منﻮه ﻛﺤﺰب ﺳﻴﺎﳼ ﻟﺒﻨﺎين ،ﻋﲆ ﺣّﺪ ﺗﻌﺒري ﻛﻮﺛﺮاين ،وﺻﻮﻻ إﱃ اﻟﻘﺒﻮل )أو اﻟﺮﺿﻮخ ﳌﻄﺎﻟﺐ ﻧﺰع ﺳﻼﺣﻪ( ،وﻛام ﺗﻘﺘﴤ أﻳﻀﺎ ﴍوط اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ/اﻟﻮﻃﻦ وﻓﻘﺎ ﳌﻨﻄﻖ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻠﺒﻨﺎين وﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ،اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ ﻣﻴﺜﺎق 1934واﺗﻔﺎق اﻟﻄﺎﺋﻒ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻗﺒﻮل اﻷﻃﺮاف اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﻋﻄﺎء اﻟﺸﻴﻌﺔ "ﺣّﻖ اﻟﻔﻴﺘﻮ" ،أو ﻣﺎ ﺑﺎت ﻳﻌﺮف ﺑـ "اﻟﺜﻠﺚ اﻟﻀﺎﻣﻦ" أو "اﻟﺜﻠﺚ اﳌﻌﻄّﻞ"، ﻛﻀامﻧﺔ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ وﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻛﻄﺎﺋﻔﺔ ﻛﱪى ووازﻧﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين. وﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ "أﻣﻞ" واﳌﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﰲ ﻓﻜﺮ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر وﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻓﻜﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪي ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ" ،اﻹﺻﻼﺣﻴني" ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن وﺗﺼﺒﺢ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻷﺻﻠﺢ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺎ ،ﻣﻦ زاوﻳﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﻬﺎ اﻟﻠﺒﻨﺎين واﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻜﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪﻫﺎ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ"
واﻟﺘﻲ ﺗﱰك ﻟﻪ "ﻫﺎﻣﺶ اﻟﺠﺰﺋﻴﺎت واﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ" ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻛﻮﺛﺮاين اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﺳﻢ. واﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﰲ أﻓﻜﺎر اﻟﺼﺪر وﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﲆ ﻣﴩوع إﺻﻼﺣﻲ أوﺳﻊ )ﻛﺎﻧﺖ وﺛﻴﻘﺔ اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻗﺪ ﺗﻀّﻤﻨﺖ ﺑﻌﺾ ﻧﻘﺎﻃﻪ(. أﻣﺎ ﰲ ﺣﺎل ذﻫﺎب "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" إﱃ اﻟﺪﻋﻮة إﱃ إﻟﻐﺎء اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﱃ آﺧﺮ ﻣﺪى ،ﻓﺴﻮف ﻳﻜﻮن أﻣﺎم اﻟﺤﺰب اﻋﱰاﺿﺎن أﺳﺎﺳﻴﺎن .ﺳﻮف ﺗﻌﱰض اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺳﱰى مبﻄﺎﻟﺒﺔ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺗﻠﻚ دﻋﻮى إﱃ ﺳﻴﻄﺮة اﻷﻛرثﻳﺔ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ .ﻟﻘﺪ ووﺟﻪ ﻣﴩوع اﻟﺸﻴﺦ ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺬي دﻋﺎ ﻓﻴﻪ إﱃ اﻋﺘامد اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﺪدﻳﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻟﺸﻮرى، مبﻌﺎرﺿﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻛﱪى ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻤﺪ إﱃ ﺳﺤﺐ ﻃﺮﺣﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاول وﻳﱰاﺟﻊ ﻋﻨﻪ ،يك ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﲆ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ )أي اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ( ﻣﺮﺣﻠﻴﺎ )ﻣﻊ إﺻﻼح ﴐوري ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ( .أﻣﺎ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ"، واﻟﺬي ﺗﻘﻮل ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺑـ "اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ" وﻣﺮﺟﻌﻴﺔ "اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ" ﰲ رﺳﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻄﻠﺐ إﻟﻐﺎء اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﺸّﻜﻞ ﻟﻪ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ اﻟﻔﻌﲇ ﻟﺘﻤﻜني ﻋﻨﴫ اﻟﻌﺪد ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﺑﺪل اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻮاﻓﻘﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ متﻨﻌﻪ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﺎﻣﻞ أﻫﺪاﻓﻪ ،اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ .إن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ"، وإميﺎﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻮّﺟﻪ ،واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎده ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ، ﻳﺴﺘﻤّﺮ ﰲ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻧﻔﻮذه ومتﻜﻴﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮذه )أي ﰲ اﻟﺠﻨﻮب واﻟﺒﻘﺎع واﻟﻀﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ وﺑﻌﺾ أﺣﻴﺎء ﺑريوت( ،ﻋﲆ ﻛﻞ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت وﰲ ﻛﻞ اﳌﻴﺎدﻳﻦ )اﻟﺼﺤّﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ (. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ أن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ،اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻘﺪ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪه اﻟﺪﻳﻨﻲ وارﺗﺒﺎﻃﻪ اﻟﴩﻋﻲ ﺑﺎﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﻧﺠﺪه ميﺎرس ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ )وﺑﻮﻋﻲ ﺗﺎم( ،ﰲ ﻣامرﺳﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺑﻞ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﻐﺮق ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻗﺘﺼﺎدي وﺛﻘﺎﰲ وﺳﻴﺎﳼ واﺟﺘامﻋﻲ رﻋﻮي ﺷﻴﻌﻲ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت أو ﺗﻔﺎﻫامت ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ وﻣﺘﻐّرية ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى ،ﻣﺎ ﻳﻐﺮﻗﻪ ﰲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ "اﻟﻮﺳﺨﺔ"، وﻳﻔﻘﺪه ﺑﺮﻳﻘﻪ اﳌﻘﺎوم. اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﻴﺎرا وﺣﻴﺪا وﻣﻤﻜﻨﺎ أﻣﺎم "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻣﻊ ﻋﻠﻢ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑﺎﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻠﻤﻨﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،وﻫﻲ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺘﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﰲ أي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ،وﻣﻊ اﺳﺘﺒﻌﺎده أﻳﻀﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ )أﻗﻠّﻪ ﰲ
اﳌﺪى اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻊ ﻋﺪم اﺳﺘﺒﻌﺎدﻫﺎ ﰲ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ( ،ﻻ ﻳﺒﻘﻰ أﻣﺎم اﻟﺤﺰب ﺳﻮى اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ اﻟﺤﻘﻞ اﳌﻤﻜﻦ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻴﻮﻣﻲ، ﺑﺤﺴﺐ ﻛﻮﺛﺮاين ،أي اﳌﺠﺎل اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳌﻔﺘﻮح أﻣﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت واﻟﺘﻜﺘﻴﻜﺎت واﻟﺘﻔﺎﻫامت ﺑني اﻷﻛرثﻳﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ذات اﻟﻮزن ،وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﺰب )وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ( .وﻫﻲ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت ﻣﺘﻐّرية وﻣﺘﺒّﺪﻟﺔ ،ﻣﻊ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺧّﻂ اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺜﺎﺑﺖ واﳌﺮﺟﻊ اﻷول واﻷﺧري ﻟﺪى اﻟﺤﺰب ،ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺪى اﻟﺤﺪود اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ وﻳﺘﺠﺎوزﻫﺎ يك ﻳﻜﻮن اﻟﺤﺰب ﺑﺬﻟﻚ ،ﻻﻋﺒﺎ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻻﻋﺒﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ داﺧﻠﻴﺎ. ﻧﻄﺮح ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻵﺗﻴﺔ :أﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﻀّﻴﻘﺔ ﰲ إﻃﺎر ﻣﴩوع ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ/اﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن؟ وﻛﻴﻒ ميﻜﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑني ﻣﺒﺪأ "وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ" واﻟﺘﻮازﻧﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻟﺘﻜﺘﻴﻜﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ؟ وﻫﻞ أن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻳﻘّﺪم اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻹﻳﺮان ،أم أن اﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ؟ وﻫﻞ أن ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وﻣامرﺳﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎرض أو ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ "اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ" ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ أﻓﻜﺎر ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر واﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪي ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ؟ وﻫﻞ أن ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑـ "اﻟﺜﻠﺚ اﻟﻀﺎﻣﻦ" أو "اﳌﻌﻄّﻞ" ،ﺳﻮف ﻳﺪﻓﻌﻪ إﱃ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،ﻛام ﻳﻘﻮل ،أﻣﺎ أن ﻫﺬا اﻟﺜﻠﺚ ﺳﻴﺴﺘﺨﺪم وﻓﻖ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت "اﻟﻮﱄ اﻟﻔﻘﻴﻪ" وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﳌﺮﻛﺰ )أي إﻳﺮان(؟! وأﻳﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﺒﻨﺎن -اﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻫﺬا؟ وﻣﺎذا ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ وﺿﻊ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺼﻌﻮد اﻟﺘﻲ متّﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻴﻮم ﺑﻘﻴﺎدة "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ"؟ وﻫﻞ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﻔﺎدي اﻟﺼﺪاﻣﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ اﳌﺆاﻣﺮات وﺗﺘﺂﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ اﻟﴫاﻋﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻛﻞ ﻋﻘﺪ أو أﻛرث ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻣﻊ ﺣﺼﻮل أي ﺗﻐﻴري ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻓامذا ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ وﺿﻊ اﻟﺸﻴﻌﺔ إذا ﺗﺮاﺟﻊ ﻣﻮﻗﻊ إﻳﺮان ﻣﺜﻼ ،ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺘّﻞ اﻟﺪوﱄ اﻟﺬي ﻧﺸﻬﺪه ﺿّﺪﻫﺎ اﻟﻴﻮم؟ وﻫﻞ ﺳﻮف ﻳﺪﻓﻊ ﺷﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن مثﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ"؟ أم أن "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻫﻮ اﻟﻀﺎﻣﻦ ﳌﺼﺎﻟﺢ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ،وان ﻛﺎﻧﺖ أﻛرثﻳﺔ داﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن ،إﻻ أﻧﻬﺎ أﻗﻠﻴﺔ ﻛﻐريﻫﺎ ﰲ ﺑﻠﺪ ﻳﺘﺄﻟّﻒ ﻣﻦ أﻗﻠّﻴﺎت ،وﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ذات وﺟﻮد ﺳّﻨﻲ أﻛرثي ﻛﺜﻴﻒ وﻣﻌﺎد ﺑﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻪ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ؟ ﴐورة إﻋﺎدة "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﻗﺮاءة اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻣﺠّﺪدا ﰲ ﺿﻮء ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﻄﻴﺎت ،ﺗﺄيت ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻗﻴﺎدة "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤّﺴﺎس اﻟﺬي ميّﺮ ﺑﻪ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻴﻮم واﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﺗﺠﺎه اﻟﺸﻴﻌﺔ
اﻵﺧﺮﻳﻦ إذا ﻣﺎ أراد أن ﻳﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ وﰲ ﻇّﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﻮاء اﳌﺸﺤﻮﻧﺔ ،وﰲ ﻇّﻞ اﻟﺤﺼﺎر اﻟﺬي ﻳﺘﻌّﺮض ﻟﻪ اﻟﺤﺰب )وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﺸﻴﻌﺔ( ،دوﻟﻴﺎ وإﻗﻠﻴﻤﻴﺎ وداﺧﻠﻴﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻏري اﳌﺆّﻛﺪ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻔﺎدي اﻟﺘﻮّرط اﻟﺪاﺧﲇ إذا ﴐﺑﺖ إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﺠّﺪدا .ﻟﺬا ﻓﺎﳌﻄﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﺤﺰب إﻋﺎدة ﻗﺮاءة اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻣﺠﺪدا ،وﻃأمﻧﺔ أﺑﻨﺎء اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ارﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻪ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﺗﻌﻤﻴﻖ اﻧﺘامﺋﻪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،إذا ﻣﺎ أراد ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻌﻴﺪة اﳌﺪى ،ﺣﻴﺚ إن ﻗﻮﺗﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﺗﺸّﻜﻞ ﺳﻼﺣﺎ ذا ﺣّﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ إذا ﻣﺎ متﺎدى ﰲ اﻻﻋﺘامد ﻋﻠﻴﻪ وﰲ اﳌﺮاﻫﻨﺔ ﻋﲆ ﻧﻈﺎم ﺳﻮري اﺳﺘﺨﺪم ﻛﻞ اﻷدوات واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺄﺑﻴﺪ وﺟﻮده ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،وﻟﻜﻨﻪ ﺧﺮج ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻐّري ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ .ﻓﻬﻞ أن ﺗﻐّري اﳌﻮازﻳﻦ ﻣﺠﺪدا ﻗﺪ ﻳﻨﺰع ﺳﻼح اﻟﺤﺰب ﺑﺎﻟﻘﻮة؟ أم أن اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻧﺰع ﻫﺬا اﻟﺴﻼح ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻮف ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺤﺰب ﰲ ﻣﺘﺎﻫﺎت ﺣﺮب ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺆّﻛﺪ ،ﻻ ﺑﻞ ﻣﻦ اﳌﺤﺘّﻢ ،أﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ أﻗﻞ ﻗّﻮة ﻣام ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ [124] .ﻣﻔّﻜﻜﺎ ورمبﺎ اﻟﻴﻮم،
- 1اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﺘﺐ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑريوت ،دار اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ .1979 ﺗﻮﻳﺎل ،ﻓﺮﻧﺴﻮا ،اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﺑريوت ،دار اﻟﻔﺎرايب.2007 ، اﻟﻐﻨﻮﳾ ،راﺷﺪ ،اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻛﻮﺛﺮاين ،وﺟﻴﻪ ،ﺑني ﻓﻘﻪ اﻹﺻﻼح اﻟﺸﻴﻌﻲ ووﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﺑريوت ،دار اﻟﻨﻬﺎر، .2007 ﻣﻴﺴﺎن ،ﻓﺮاﻧﺴﻮا ،ﺷﺒﻜﺔ ﻛﺎرﻟﻴﻞ ،ﺑريوت ،ﺑﻴﺴﺎن ﻟﻠﻨﴩ واﻟﺘﻮزﻳﻊ.2007 ، ﻧﴫ ،وﱄ ،ﺻﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﺑريوت ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮيب.2008 ، ﻫﻴﺎﺟﻨﺔ ،ﻋﺪﻧﺎن ،دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﱄ ﺗﺠﺎه اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،ﻣﺮﻛﺰ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ.1999 ، دورﻳﺎت اﻷﺗﺎﳼ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﲇ" ،إﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ وﻣﴫ :اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﳌﻌﻠّﻘﺔ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻬﺎر 8 ،متﻮز .2009 أﺑﻮ ﻇﻬﺮ ،ﺧﺎﻟﺪ" ،إﻳﺮان ..ﻣﻦ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ دﻳﻨﻴﺔ إﱃ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ"، اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب 24 ،ﺣﺰﻳﺮان .2009 اﻟﱪازي ،متﺎم" ،اﻧﻘﻼب ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﺘﻮﻗﻊ" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب 24 ،ﺣﺰﻳﺮان .2009 اﻟﱪازي ،متﺎم" ،ﺳﻨﻮات اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ أﻧﺘﺠﺖ ﻣﺴﺆوﻟني أﻣريﻛﻴني ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻟﻜﺜري ﻋﻦ إﻳﺮان" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب.8/7/2009 ، ﺗﻮﻛﺎن ،ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ؛ ﻛﻮردﺳامن ،أﻧﺘﻮين" ،ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت اﻟﴬﺑﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ ﻹﻳﺮان" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب 24 ،ﺣﺰﻳﺮان .2009 اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎدق: " .1اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟﺤﻮارﻳﺔ ﰲ ﺟﻮﻟﺔ ﺧﺎمتﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ" ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻨﻮر ،اﻟﻌﺪد ،97 ﺣﺰﻳﺮان .1999 " .2إﻳﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﻐﲇ ﺑﺎﻟﺴﺠﺎل" ،اﻟﺤﻴﺎة.22/10/1995 ، ﺟﻮﻓري ،ﻓﻨﺴﺎن" ،اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي :اﻟﻌﺎمل ﻳﺠﻠﺲ ﻋﲆ ﻗﻨﺒﻠﺔ ،ﻟﻮ ﻧﻮﻓﻴﻞ أوﺑﴪﻓﺎﺗري ،ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ وﺗﺮﺟﻤﺔ أﻧﺪﻳﺮا ﻣﻄﺮ ،اﳌﺤﺮر اﻟﻌﺮيب ،ﺣﺰﻳﺮان -متﻮز .2009 اﻟﺨﻮيئ ،ﻋﺒﺪ اﳌﺠﻴﺪ" ،اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻣﺘﺪاد ﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﺮﺳﻮل واﻷمئﺔ :اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ ﺑني اﳌﺆﺛﺮات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ" ،اﻟﻨﻮر ،اﻟﺴﻨﺔ ،3اﻟﻌﺪد ) 33ﺷﺒﺎط .(1994 دﺑﺎﳾ ،ﺣﻤﻴﺪ" ،اﻟﴫاع ﰲ إﻳﺮان :ردا ً ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر اﳌﺴﺒﻘﺔ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ
اﻟﻨﻬﺎر 3 ،متﻮز .2009 ﺳﻌﻴﺪ ،ﻣﺤﻤﺪ" ،اﻟﻮﺻﻔﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﺘﺪﺟني ﻃﻬﺮان :ﺛﻮرة ﺑﺮﺗﻘﺎﻟّﻴﺔ متّﻬﺪ ﻟﴬﺑﺔ"، ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻋﺪد اﻟﺨﻤﻴﺲ 25ﺣﺰﻳﺮان .2009 ﺳﻠﻴامن ،ﺧﺎﻟﺪ" ،ﻣﺎ ﻳﺜري اﻟﻘﻠﻖ ﻟﻘﺎء اﻟﻌﺮوﺑﺔ واﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻹﻳﺮاين" ،اﻟﺤﻴﺎة10 ، متﻮز .2009 ﺳﻤﻴﺚ ،ﻏﺎرﻳﺚ" ،ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﱪاء اﻹﻳﺮاين ﺑني رﻓﺴﻨﺠﺎين وﺧﺎﻣﻨﺌﻲ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻬﺎر 1 ،متﻮز .2009 ﺷﻠﻬﻮب ،إﻳﲇ" ،ﺧﻼﺻﺎت إﻳﺮاﻧﻴﺔ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻋﺪد اﻟﺴﺒﺖ 4 ،متﻮز .2009 http://www.al-akhbar.com/ar/node/145688 :ﻣﻤﺪوح اﻟﺸﻴﺦ، " .1ﻫﻜﺬا ﻋﺎﺷﺖ ﻃﻬﺮان ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﺼﺪﻣﺔ واﻟﺮﻋﺐ" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب24 ، ﺣﺰﻳﺮان .2009 .2ﺗﺤّﻮل إﻳﺮان ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺜﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ إﱃ اﻟﻌﺴﻜﺮة اﳌﺴﺘﺒﺪة" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب 24 ،ﺣﺰﻳﺮان .2009 .3ﻫﻞ ﺧﺎف اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﻦ رﺋﻴﺲ إﺻﻼﺣﻲ؟" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب24 ، ﺣﺰﻳﺮان .2009 اﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻛامل ﺧﻠﻒ" ،رﺟﺎل اﻟﻈﻼل ﰲ ﻃﻬﺮان" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻋﺪد اﻟﺨﻤﻴﺲ 9متﻮز .2009 اﻟﻌﺰي ،ﻏﺴﺎن" ،ﻟﺒﻨﺎن ،اﻟﻌﺮاق ،ﻓﻠﺴﻄني ،إﻳﺮان" ،ﻧﺪوة ،ﺷﺆون اﻷوﺳﻂ ،ﺧﺮﻳﻒ .2005 ﻋﻠﻢ اﻟﺪﻳﻦ ،رﻳﺎض" ،ﻧﺠﺎد ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻨﺠﺪة" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب 24 ،ﺣﺰﻳﺮان .2009 اﻟﻐﺮﻳّﺐ ،ﻓﻨﺴﺎن: " .1ﻣﺄزق "ﺣﺰب اﻟﻠﻪ" ﺑني وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ وﻣﴩوع اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻬﺎر 21 ،ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين .2008 " .2ﴍﻛﺎت اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ :ﺑﻼك ووﺗﺮ" منﻮذﺟﺎ ،اﻟﺴﺒﺖ 29أﻳﻠﻮل .2007 " .3واﺷﻨﻄﻦ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺤﻮر ﻣﻮﺳﻜﻮ -ﻃﻬﺮان -ﺑﻴﺠﻴﻨﻎ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر، 4أﻳﻠﻮل .2007 " .4ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق واﻹﻣﱪﻳﺎﻟّﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳّﺔ اﻷﻣريﻛّﻴﺔ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻋﺪد اﻟﺜﻼﺛﺎء 21آب. " .5إﻳﺮان ﰲ ﻣﺮﻣﻰ أﻃامع واﺷﻨﻄﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر 3 ،ﻧﻴﺴﺎن .2007 » .6ﺻﺤﻮة اﻟﺸﻴﻌﺔ« واﻟﴫاع ﻋﲆ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻋﺪد
اﻟﺜﻼﺛﺎء 18ﻛﺎﻧﻮن اﻷول. " .7إﻳﺮان ﺗﺘﺤّﺪى أﻣريﻛﺎ :اﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ دامئﺎً" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر ،ﻋﺪد اﻟﺨﻤﻴﺲ 6ﻛﺎﻧﻮن اﻷول. ﻛﺎﺳﻮﺣﺔ ،ورد" ،اﻻﻟﺘﺒﺎس اﻹﻳﺮاين :اﻟﺨﻤﻴﻨّﻴﺔ و» أوﻫﺎم« اﻟﺘﻐﻴري" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر، ﻋﺪد اﻟﺨﻤﻴﺲ 9متﻮز .2009 ﻛﺒﺔ ،ﻟﻴﺚ" ،اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺑني اﻟﺰﻋﺎﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻋﻠﻤﻴﺔ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ" ،اﻟﻨﻮر ،اﻟﺴﻨﺔ ،3اﻟﻌﺪد ) 33ﺷﺒﺎط .(1994 ﻛﻮﺛﺮاين ،وﺟﻴﻪ" ،اﳌﴩوع اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻹﻳﺮاين ﰲ ﻣﺮآة اﳌﺜﻘﻒ اﻟﻌﺮيب ﻣﻦ ﺧﻼل "متﺎرﻳﻦ" اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺧﺎمتﻲ ﰲ اﻹﺻﻼح" ،ورﻗﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﳌﺆمتﺮ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻃﻬﺮان 23-27 ،ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين .2002 اﻟﻠﺒﺎد ،ﻣﺼﻄﻔﻰ: " .1اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ -اﻷﻣريﻛﻴﺔ :أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ ﻟﻘﻠﻖ إﻳﺮاين" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻬﺎر9 ، متﻮز .2009 " .2ﺗﻈﺎﻫﺮات إﻳﺮان ﺑني "اﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ" و"اﳌﺆاﻣﺮة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻬﺎر، 1متﻮز .2009 ﻣﺎﻫﺮ ،ﻣﺎﺟﺪة" ،ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ إﻳﺮان متﺎﺳﻜﻬﺎ ﺑﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻔﺮﻗﺎء؟" ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب، 24ﺣﺰﻳﺮان .2009 ﻣﻼط ،ﺷﺒﲇ" ،اﳌﺮﺗﻜﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮين ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء ﰲ إﻳﺮان" ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻬﺎر1 ، متﻮز .2009 ﻣﻮﺳﻮي ،ﺳﻴﺪ ﺣﺴني" ،اﳌﺴﺎر اﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﺘﻔﺎوض ﺣﻮل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﻳﺮان اﻟﻨﻮوي"، ﺷﺆون اﻷوﺳﻂ ،ﺧﺮﻳﻒ .2005 ــ" .إﻳﺮان .ﻫﻞ ﺗﺘﺤﻮل اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ إﱃ ﺛﻮرة ﺟﺪﻳﺪة؟" ،اﳌﺤﺮر اﻟﻌﺮيب، ﺣﺰﻳﺮان -متﻮر .2009 ــ" .إﻳﺮان ﺳﺘﻨﻜﻔﺊ ﻧﺤﻮ اﻟﺪاﺧﻞ" ،اﳌﺤﺮر اﻟﻌﺮيب 9-3 ،متﻮز .2009 ــ" .ﺗﺪاﻋﻴﺎت وﺗﻔﺎﻋﻼت اﻷﺣﺪاث اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ أﺳﺒﻮع" ،اﳌﺤﺮر اﻟﻌﺮيب ،ﺣﺰﻳﺮان - متﻮز .2009 ــ .ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺬي أﺟﺮي ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪي ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻨﻮر ،اﻟﺴﻨﺔ ،4اﻟﻌﺪد ) 42ﺗﴩﻳﻦ اﻟﺜﺎين .(1994 ــ" .اﻟﺨﻴﺎرات اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻧﺤﻮ إﻳﺮان ﺑﻌﺪ أﺣﺪاث اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت"، اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب.1/7/2009 ، ــ" .اﻟﺴﺆال اﻟﻐﺎﻣﺾ :ﺣﺮب أم ﻻ ﺣﺮب" ،اﳌﺤﺮر اﻟﻌﺮيب 16-10 ،متﻮز .2009
، اﳌﺤّﺮر اﻟﻌﺮيب، ﺗﻘﺮﻳﺮ دﺑﻠﻮﻣﺎﳼ،" "اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.ــ .2006 متﻮز7 - ﺣﺰﻳﺮان1 ،" "ﻓﺸﻞ "اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﴬاء" ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ.ــ .1/7/2009 ،اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ، ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪي ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺣﻮار ﻓﻜﺮي أﺟﺎه ﻣﻌﻪ وﺟﻴﻪ ﻛﻮﺛﺮاين.ــ اﻟﻌﺪد، ﺣﻮل اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺸﻮرى واﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين،"ﻣﻨﺸﻮر ﰲ "ﻣﻨﱪ اﻟﺤﻮار .(1994) 34 دراﺳﺎت ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ : ﻧﻘﻼ ﻋﻦ،" "ﻳﺠﺐ أن ﻧﺪﻋﻢ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴني، ﺑﻮل،ووﻟﻔﻮوﻳﺘﺰ http://www.annahar.com/content.php?priority=2&table=kadaya&type= kadaya&day=Wed اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ- 2 ﻛﺘﺐ CLARE, M., Resource Wars: The New Landscape of Global conflict (New York Henry Holt, 2001 ). JOHNSON, Chalmers A., The Sorrows of Empire: Militarism, Secrecy and the End of the Republic (New York: Metropolitan Books, 2004 ). RAM, Haggay, Myth and Mobilization in Revolutionary Iran: The Use of the Friday Congregational Sermon (Washington, DC: American University Press, 1994 ). KAGAN, Robert & KRISTOL, William , Present Dangers: Crisis and Opportunity in American Foreign and Defence Policy (San Francisco Encounter Books , 2000 ). NASR, Vali, The Shia Revival (Norton, 2007 ). THUAL, Francois, Geopolitique du Chiisme (Paris: arlea, 2006 ). VERKAAIK, Oskar, Migrants and Militants: Fun and Urban Violence in Pakistan (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 2004 ). دورﻳﺎت BEESTON, Richard, "Two Years On, Iran is the Only Clear Winner of War on Saddam", Times Magazine, Sept. 23, 2005 .
BLANFORD, Nicholas, "Iran, Iraq, and Two Shiite Visions", Christian Science Monitor, Feb. 20, 2004 .\ BRINKLEY, John, "Saudi Minister Warns U.S. Iraq May Face Disintegration", New York Times, Sept. 23, 2005 . The Editors, ‘U.S. Imperial Ambitions and Iraq’, Monthly Review, 54/7, 2002 . دراﺳﺎت ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ MARABLE, Manning, “The Iraq War & America’s Economic Imperialism”, http://www.zmag.org/, January 13, 2007 . MEYSSAN, Thierry, La «révolution colorée» échoue en Iran, in : http://www.voltairenet.org/article160721.html PORTER, Gareth : .1 “ Iran Nuclear Conflict Is about US Dominance”, in : http://www.antiwar.com/orig/porter.php?articleid=8982 .2 “ Source: Israel Told US to Target Iran, Not Iraq”, in : http://www.antiwar.com/orig/porter.php?articleid=11520 .3 “ Cheney, Lieberman and Iran War Conspiracy”, in : http://www.huffingtonpost.com/dr-gareth-porter/cheney-lieberman-and-ira _b_60705.html WOODS, Alan, La Revolution Iranienne a commence, 16 Juin 2009, in: http://www.lariposte.com/La-revolution-iranienne-a-commence-1233.html
[1] اﻟﻠﺒﺎد ﻣﺼﻄﻔﻰ، "و"اﳌﺆاﻣﺮة " اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹرادة" ﺑني إﻳﺮان ﺗﻈﺎﻫﺮات ""اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، اﻟﻨﻬﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ، 1 متﻮز2009، 9 ص. http://www.annahar.com/content.php?priority=2&table=kadaya&type= kadaya&day=Wed [2] ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر. [3] ﺷﻠﻬﻮب إﻳﲇ، " و» اﻻﺗﻔﺎق ورﻓﺴﻨﺠﺎين ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ- "»اﻟﺼﻴﻐﺔ، ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻷﺧﺒﺎر، اﻟﺴﺒﺖ ﻋﺪد27 ﺣﺰﻳﺮان2009.
.ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][4 متّﻬﺪ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟّﻴﺔ ﺛﻮرة :ﻃﻬﺮان ﻟﺘﺪﺟني اﻷﻣريﻛّﻴﺔ اﻟﻮﺻﻔﺔ" ،ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ][5 2009.ﺣﺰﻳﺮان 25اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻋﺪد ،اﻷﺧﺒﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ "،ﻟﴬﺑﺔ http://www.al-akhbar.com/ar/node/143950 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][6 اﳌﺤﺮر "،ﺟﺪﻳﺪة؟ ﺛﻮرة إﱃ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺗﺘﺤﻮل ﻫﻞ .إﻳﺮان" ][7 .ص 2009، 14متﻮز -ﺣﺰﻳﺮان ،اﻟﻌﺮيب .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][8 ﺻﺤﻴﻔﺔ ،اﻟﺘﻐﻴري »و»أوﻫﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨّﻴﺔ :اﻹﻳﺮاين اﻻﻟﺘﺒﺎس ،ﻛﺎﺳﻮﺣﺔ ورد ][9 2009.متﻮز 9اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻋﺪد ،اﻷﺧﺒﺎر http://www.al-akhbar.com/ar/node/146362 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][10 ﺑﻮش ﺟﻮرج اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻬﺪ ﰲ "اﻟﺠﺪد اﳌﺤﺎﻓﻈني" ﺗﻴﺎر رﻣﻮز أﺣﺪ ][11رﺋﻴﺴﺎً ﺛﻢ 2005.إﱃ 2001ﻣﻦ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻟﻮزﻳﺮ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻋﻤﻞ .اﻟﺪوﱄ ﻟﻠﺒﻨﻚ :ﻋﻦ ﻧﻘﻼ "،اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻧﺪﻋﻢ أن ﻳﺠﺐ" ،ووﻟﻔﻮوﻳﺘﺰ ﺑﻮل ][12 =http://www.annahar.com/content.php?priority=2&table=kadaya&type kadaya&day=Wed ﺣﺰﻳﺮان ، 24اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ "،اﻟﻨﺠﺪة ﻳﻄﻠﺐ ﻧﺠﺎد" ،اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻢ رﻳﺎض ][13 .ص 2009، 13 .ذاﺗﻬﺎ اﻟﺼﻔﺤﺔ ،ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][14 .ص ، 14-15ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][15 ﺣﺰﻳﺮان ، 24اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ "،ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﻧﻘﻼب" ،اﻟﱪازي متﺎم ][16 .ص 2009، 16 .ص ، 18ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][17 .ذاﺗﻬﺎ اﻟﺼﻔﺤﺔ ،ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][18 .ص ، 19ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][19 "،واﻟﺮﻋﺐ اﻟﺼﺪﻣﺔ" ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻃﻬﺮان ﻋﺎﺷﺖ ﻫﻜﺬا" ،اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻤﺪوح ][20 .ص 2009، 20ﺣﺰﻳﺮان ، 24اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ .ص ، 23ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][21 ﻟﻘﻠﻖ وﺟﻴﻬﺔ أﺳﺒﺎب :اﻷﻣريﻛﻴﺔ -اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﻘﻤﺔ" ،اﻟﻠﺒﺎد ﻣﺼﻄﻔﻰ ][22 2009.متﻮز ، 9اﻟﻨﻬﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ "،إﻳﺮاين
=http://www.annahar.com/content.php?priority=4&table=kadaya&type kadaya&day=Thu .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][23 ، 1979،اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ دار ،ﺑريوت ،اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﻠﻪ آﻳﺔ ][24 .ص 80-70 دار ،ﺑريوت ،اﻟﻔﻘﻴﻪ ووﻻﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻹﺻﻼح ﻓﻘﻪ ﺑني ،ﻛﻮﺛﺮاين وﺟﻴﻪ ][25 .ص ، 2007، 151اﻟﻨﻬﺎر اﻟﺪﻳﻦ ﺷﻤﺲ ﻣﻬﺪي ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻊ أﺟﺮي اﻟﺬي اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻧﻈﺮ ][26 1994).اﻟﺜﺎين ﺗﴩﻳﻦ( 42اﻟﻌﺪد 4،اﻟﺴﻨﺔ ،اﻟﻨﻮر ﻣﺠﻠﺔ ﰲ وﺟﻴﻪ ﻣﻌﻪ أﺟﺎه ﻓﻜﺮي ﺣﻮار ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﺷﻤﺲ ﻣﻬﺪي ﻣﺤﻤﺪ ][27 ،اﳌﺪين واﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﺸﻮرى اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺣﻮل "،اﻟﺤﻮار ﻣﻨﱪ" ﰲ ﻣﻨﺸﻮر ،ﻛﻮﺛﺮاين 34 (1994).اﻟﻌﺪد .ص ، 144-143اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺤﺮﻳﺎت ،اﻟﻐﻨﻮﳾ راﺷﺪ ][28 .ص ، 152ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺼﺪر ،ﻛﻮﺛﺮاين ][29 :واﻷمئﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻟﺨﻼﻓﺔ اﻣﺘﺪاد اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ" ،اﻟﺨﻮيئ اﳌﺠﻴﺪ ﻋﺒﺪ ][30 33اﻟﻌﺪد 3،اﻟﺴﻨﺔ ،اﻟﻨﻮر "،واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺆﺛﺮات ﺑني اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ 1994).ﺷﺒﺎط( ،اﻟﻨﻮر "،اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ واﻷﻋﻠﻤﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺑني اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ" ،ﻛﺒﺔ ﻟﻴﺚ ][31 .ص 1994)، 26ﺷﺒﺎط( 33اﻟﻌﺪد 3،اﻟﺴﻨﺔ .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][32 ،اﻟﺤﻴﺎة "،ﺑﺎﻟﺴﺠﺎل ﺗﻐﲇ اﻟﺘﻲ إﻳﺮان" ،اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺻﺎدق ﻣﺤﻤﺪ ][33 22/10/1995. اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﴬﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﻔﺘﺢ " اﻟﺨﴬاء اﻟﺜﻮرة" ﻓﺸﻞ ][34 .ص ، 1/7/2009، 15اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ "،اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .ص ، 17ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][35 .ص ، 23ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ،اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻤﺪوح ][36 دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ إﱃ دﻳﻨﻴﺔ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﻦ ..إﻳﺮان" ،ﻇﻬﺮ أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ ][37 .ص 2009، 5ﺣﺰﻳﺮان ، 24اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ "،ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ .ذاﺗﻬﺎ اﻟﺼﻔﺤﺔ ،ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][38 اﻟﻌﺴﻜﺮة إﱃ اﻟﺜﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ إﻳﺮان ﺗﺤﻮل" ،اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻤﺪوح ][39 .ص 2009، 23-22ﺣﺰﻳﺮان ، 24اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ "،اﳌﺴﺘﺒﺪة اﻟﻮﻃﻦ "،اﻟﻔﺮﻗﺎء؟ ﺑﺘﻮاﻓﻖ متﺎﺳﻜﻬﺎ إﻳﺮان ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻫﻞ" ،ﻣﺎﻫﺮ ﻣﺎﺟﺪة ][40
.ص 2009، 26ﺣﺰﻳﺮان ، 24اﻟﻌﺮيب .ص ، 27ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][41 .ذاﺗﻬﺎ اﻟﺼﻔﺤﺔ ،ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][42 ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻻ أﻣريﻛﻴني ﻣﺴﺆوﻟني أﻧﺘﺠﺖ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺳﻨﻮات" ،اﻟﱪازي متﺎم ][43 .ص ، 8/7/2009، 22اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ "،إﻳﺮان ﻋﻦ اﻟﻜﺜري .ص ، 23ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][44 "،وﺧﺎﻣﻨﺌﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎين ﺑني اﻹﻳﺮاين اﻟﺨﱪاء ﻣﺠﻠﺲ" ،ﺳﻤﻴﺚ ﻏﺎرﻳﺚ ][45 .ص 2009، 9متﻮز ، 1اﻟﻨﻬﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ =http://www.annahar.com/content.php?priority=3&table=kadaya&type kadaya&day=Wed 20اﻟﺴﺒﺖ ﻋﺪد ،اﻷﺧﺒﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ "،اﳌﺮﺷﺪ أوﻟﻴﻐﺎرﺷﻴﺔ" ،ﺷﻠﻬﻮب إﻳﲇ ][46 2009.ﺣﺰﻳﺮان http://www.al-akhbar.com/ar/node/142955 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][47 ﻋﺪد ،اﻷﺧﺒﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ "،ﻃﻬﺮان ﰲ اﻟﻈﻼل رﺟﺎل" ،اﻟﻄﻮﻳﻞ ﺧﻠﻒ ﻛامل ][48 2009.متﻮز 9اﻟﺨﻤﻴﺲ http://www.al-akhbar.com/ar/node/146364 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][49 13اﻟﺴﺒﺖ ﻋﺪد ،اﻷﺧﺒﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ ،ﻣﻮﺳﻮي ﺧﻴﺎر ،ﺷﻠﻬﻮب إﻳﲇ ][50 2009.ﺣﺰﻳﺮان http://www.al-akhbar.com/ar/node/141398 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][51 "،اﳌﻌﻠّﻘﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ :وﻣﴫ وﺗﺮﻛﻴﺎ إﻳﺮان" ،اﻷﺗﺎﳼ ﻋﲇ ﻣﺤﻤﺪ ][52 2009.متﻮز ، 8اﻟﻨﻬﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][53 ،اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق ﻋﲆ واﻟﴫاع »اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺻﺤﻮة« ،اﻟﻐﺮﻳّﺐ ﻓﻨﺴﺎن ][54 .اﻷول ﻛﺎﻧﻮن 18اﻟﺜﻼﺛﺎء ﻋﺪد ،اﻷﺧﺒﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ http://www.al-akhbar.com/ar/node/57766 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][55 ][56 ، 2008،اﻟﻌﺮيب اﻟﻜﺘﺎب دار ،ﺑريوت ،اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺻﺤﻮة ،ﻧﴫ وﱄ .ص 239 :أﻧﻈﺮ ][57
John Brinkley, "Saudi Minister Warns U.S. Iraq May Face Disintegration", New York Times, Sept. 23, 2005, p. A.6. :أﻧﻈﺮ ][58 Richard Beeston, "Two Years On, Iran is the Only Clear Winner of War on Saddam", Times Magazine, Sept. 23, 2005. .ص ، 240ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺼﺪر ،ﻧﴫ ][59 .ص ، 247ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][60 :أﻧﻈﺮ ][61 Oskar Verkaaik, Migrants and Militants: Fun and Urban Violence in Pakistan (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 2004), pp. 2-3. .ص ، 251-250اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺼﺪر ][62 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ،ﻧﴫ ][63 .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][64 .ص ، 62ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺼﺪر ،ﺗﻮﻳﺎل ][65 .ص ، 67ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][66 .ص ، 72ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][67 .ص ، 73ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][68 اﻟﺪوﱄ اﻟﻨﻈﺎم ﻇﻞ ﰲ اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺪول دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ" ،ﻫﻴﺎﺟﻨﺔ ﻋﺪﻧﺎن ][69 ،ﻇﺒﻲ أﺑﻮ ،اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻟﺒﺤﻮث ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻹﻣﺎرات ﻣﺮﻛﺰ "،اﻟﻌﺮيب اﻟﻌﺎمل ﺗﺠﺎه .ص 1999، 21 .ص ، 61ذاﺗﻪ اﳌﺮﺟﻊ ][70 ﻫﻲ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺄن اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﰲ اﻟﺴﺎﺋﺪ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻳﻌﺘﱪ ][71 ﻋﺪﻳﺪة أدﻟّﺔ ﻫﻨﺎك ﻷن ،دﻗﻴﻖ ﻏري ،اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد اﻧﻬﻴﺎر ﺳّﺒﺒﺖ اﻟﺘﻲ ﻹﻧﻬﺎك رﻳﻐﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺪأه ﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺬي اﻟﺘﺴﻠّﺢ إﱃ اﻟﺴﺒﺎق ﺑﺄن ﺗﻔﻴﺪ اﳌﺤﺎﻓﻈﻮن" ﻳﺮى ﻛام اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد اﻧﻬﻴﺎر ﰲ اﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﻳﻜﻦ مل ،ﺧﺼﻤﻪ أﻧﺎﺗﻮﱄ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻟﺴﻔري ﻣﻊ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺟﺰﻧﺴﻮن ﺷﺎﳌﺮز وﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ".اﻟﺠﺪد اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﳌﺮاﻫﻨﺔ أن ﻳﻌﻲ ﻛﺎن ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف اﻟﺮﺋﻴﺲ إن ﻗﺎل اﻟﺬي دوﺑﺮﻧني ،اﻷﺳﻠﺤﺔ إﻧﺘﺎج ﻛﻠﻔﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد ﻗﻮى إﻧﻬﺎك ﻋﲆ ﺗﻘﻮم ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻮازن ﻋﲆ اﻟﺤﻔﺎظ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎيت اﻻﺗﺤﺎد ﺑﺈﻣﻜﺎن أن ﻣﻦ واﺛﻘﺎ ﻛﺎن أﻧﻪ ﻏري :أﻧﻈﺮ .آﻧﺬاك اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت ﺗﻌﺘﻘﺪه ﻛﺎﻧﺖ ﻣام ﺑﻜﺜري أﻗّﻞ ﺑﻜﻠﻔﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮي Johnson, ‘The Sorrows of Empire’, op. cit, p. 17.
ﻧﺤﻮ وميﺘّﺪ ،ﺑﺎﳌﻐﺮب ﻳﺒﺪأ ،اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺮؤﻳﺔ ﺑﺤﺴﺐ ،اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق ][72 وإﻳﺮان اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ واﻟﻘﺮن اﻟﻌﺮيب واﳌﴩق أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﺸامل ﻣﺮورا ،اﻟﻮﺳﻄﻰ آﺳﻴﺎ .وﺗﺮﻛﻴﺎ .اﻟﻌﺎمل ﰲ اﻷﻛﱪ اﻻﺣﺘﻴﺎط ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻴﺚ ][73 2002.اﻟﻌﺎم ﻣﻦ أﻳﻠﻮل ﰲ ﻧﴩت اﻟﺘﻲ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﰲ وردت وﻗﺪ ][74 اﻻﻗﺘﺼﺎد وﻫﻴﻤﻨﺔ ﻣﺘﺎﻧﺔ ﻣﺪى ﺣﻮل اﺳﺘﻔﻬﺎم ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻄﺮح وﻫﻨﺎ ][75 .اﻷﻣرييك .اﻟﺮﻏﺒﺎت وإﺷﺒﺎع اﻻﺳﺘﻬﻼك ﻣﺒﺪأ ﻋﲆ ﺗﻘﻮم اﻟﺘﻲ ][76 [77] Robert Kagan & William Kristol, ‘Present Dangers: Crisis and Opportunity in American Foreign and Defence Policy’: Encounter Books, San Francisco, 2000. : M.اﻟﻨﻔـﻂ ﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻔّﺼﻼ ﴍﺣﺎ ﻳﻘّﺪم اﻟﺬي ﻛﻠري .م ﻛﺘﺎب أﻧﻈﺮ ][78 Clare, ‘Resource Wars: The New Landscape of Global conflict’, ،ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺮﺟﻊ ،ﻫﺎرﰲ :ﰲ اﻻﻗﺘﺒﺎس ورد Henry Holt, New York, 2001 . .ص 29 [79] The Editors, ‘U.S. Imperial Ambitions and Iraq’, Monthly Review, 54/7, 2002, pp. 1-13. اﳌﺤّﺮر ،دﺑﻠﻮﻣﺎﳼ ﺗﻘﺮﻳﺮ "،اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ" ][80 .ص 2006، 8متﻮز - 7ﺣﺰﻳﺮان ، 1اﻟﻌﺮيب اﻷورويب اﻻﺗﺤﺎد ﰲ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺸﺆون ﻣﻔﻮﺿﻴﺔ ﻣﻊ وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ][81 .ﺑﺮوﻛﺴﻴﻞ .ﺑﺮوﻛﺴﻴﻞ ﰲ ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻟﺘﺎﺑﻊ اﻟﺨﱪاء ﻣﺠﻠﺲ إﻃﺎر ﰲ وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ][82 .إﴎاﺋﻴﻞ ﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ][83 ﻓﻘﻂ اﻻﻋﺘامد وﻟﻴﺲ دوﻟﻴﺔ ﺑﻘﻮات اﻹﻣﻜﺎن ﻗﺪر اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ][84 اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻻ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ متﻮﻳﻠﻪ ﻳﻜﻠّﻒ اﻟﺬي اﻷﻣرييك اﻟﺠﻴﺶ ﻋﲆ إﱃ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺣﺮب أﻋﺒﺎء ﺗﺤﻤﻴﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ،وﺣﺪﻫﺎ ﺗﺤﻤﻠّﻬﺎ اﻷﻣريﻛﻴﺔ .اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ ودول اﻟﺤﻠﻴﻔﺔ اﻟﺪول ﻗﻠﺐ( اﳌﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ :ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻠﻚ ﻋﲆ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﺪة وﻫﻨﺎك ][85 اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﳌﺘﺤﺪة(؛ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ﻣﻮاﱄ ﻧﻈﺎم ﻟﻘﻴﺎم واﻟﺘﺤﻀري ﺳﻠﻤﻲ ﺑﺸﻜﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻪ ﻋﻦ ﺗﻨﺎزل أن إﱃ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺤﺎﴏة( اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻫﺘامﻣﺎﺗﻪ ﻳﺮّﻛﺰ يك اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺤﺎﴏة( اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ(؛ إﻳﺮان ﻣﻦ متﺘﺪ أﺧﺮى ﻛﺜرية ﺗﺠﺎرب إﱃ إﺿﺎﻓﺔ ).ﻓﻘﻂ داﺧﻠﻴﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ
.اﻟﺴﻮدان إﱃ وﺻﻮﻻ واﻟﻌﺮاق اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻣﻦ ﻋﺪدا أﻗﻞ ﺷﻬﺪت اﻟﺘﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ أن اﻟﺨﱪاء ﻫﺆﻻء ﻳﺬّﻛﺮ ][86 .اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻟﺤﺮب ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻫﻲ 1970ﻋﺎم ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎمل ﰲ " اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ " .ص ، 9ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺮﺟﻊ "،اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ" ][87 .ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﺣﺎﺻﻞ ﻫﻮ ﻛام ][88 .أﻳﻠﻮل 11ﺑﻌﺪ اﻷوﱃ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﰲ ][89 [90] Manning Marable, “The Iraq War & America’s Economic Imperialism”, http://www.zmag.org/, January 13, 2007. [91] New York Times, December 5, 2006. ،ﺑريوت ،واﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻟﻠﻨﴩ ﺑﻴﺴﺎن "،ﻛﺎرﻟﻴﻞ ﺷﺒﻜﺔ" ،ﻣﻴﺴﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻮا ][92 2007. .ص ، 17اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺮﺟﻊ ][93 .ص ، 117اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺮﺟﻊ ][94 .ص ، 126اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺮﺟﻊ ][95 .ص ، 130اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺮﺟﻊ ][96 .ذاﺗﻬﺎ اﻟﺼﻔﺤﺔ ،اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺮﺟﻊ ][97 "،منﻮذﺟﺎ "ووﺗﺮ ﺑﻼك" :اﻷﻣﻨﻴﺔ اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﴍﻛﺎت" ،اﻟﻐﺮﻳّﺐ ﻓﻨﺴﺎن ][98 .ص 2007، 16أﻳﻠﻮل 29اﻟﺴﺒﺖ http://www.al-akhbar.com/ar/node/48586 ﻃﻬﺮان -ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﺤﻮر ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﰲ واﺷﻨﻄﻦ" ،اﻟﻐﺮﻳّﺐ ﻓﻨﺴﺎن ][99.ص 2007، 15أﻳﻠﻮل ، 4اﻷﺧﺒﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ "،ﺑﻴﺠﻴﻨﻎ "،اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺷﻨﻄﻦ أﻃامع ﻣﺮﻣﻰ ﰲ إﻳﺮان" ،اﻟﻐﺮﻳّﺐ ﻓﻨﺴﺎن ][100 .ص 2007، 15ﻧﻴﺴﺎن ، 3اﻷﺧﺒﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ http://www.al-akhbar.com/ar/node/27907 [101] Gareth Porter, “Iran Nuclear Conflict Is about US Dominance”, in: http://www.antiwar.com/orig/porter.php?articleid=8982 [102] Gareth Porter, “Cheney, Lieberman and Iran War Conspiracy”, in: http://www.huffingtonpost.com/dr-gareth-porter/cheney-lieberman-and-ira _b_60705.html : Gareth Porter, “Source: Israel Told US to Targetأﻧﻈﺮ ][103
Iran, Not Iraq”, in: http://www.antiwar.com/orig/porter.php?articleid=11520 "،اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أﺣﺪاث ﺑﻌﺪ إﻳﺮان ﻧﺤﻮ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺨﻴﺎرات" ][104 .ص ، 1/7/2009، 18اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ .ص ، 21ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][105 .ص ، 22ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][106 "،ﺑﺪﻳﻞ ﻣﺠﺮد اﻻﻳﺮاين اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻊ اﻟﺤﻮار اﱃ اﻻﺗﺠﺎه" ،اﻟﱪازي متﺎم ][107 .ص ، 8/7/2009، 17اﻟﻌﺮيب اﻟﻮﻃﻦ .ص ، 18ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][108 .ص ، 19ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][109 متﻮز ، 10-16اﻟﻌﺮيب اﳌﺤﺮر "،ﺣﺮب ﻻ أم ﺣﺮب :اﻟﻐﺎﻣﺾ اﻟﺴﺆال" ][110 .ص 2009، 10 http://www.almoharrer.net/Read.aspx?Id=1042 .ص ، 11ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][111 ﻣﺠﻠﺲ ورﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺲ .اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم ﰲ وﻣﺘﺨﺼﺺ أﻣرييك ﻛﺎﺗﺐ ][112 .ﺳﱰاﺗﻔﻮر " اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات ﴍﻛﺔ إدارة :إﻳﺮان ﰲ ﺣﺼﻞ ﻣﺎ ﻓﻬﻢ اﻟﻐﺮيب اﻹﻋﻼم أﺳﺎء" ،ﻓﺮﻳﺪﻣﺎن ﺟﻮرج ][113 Stratfor.com ،ﻣﻮﻗﻊ ﻋﻦ "،ﺿﺪﻫﻢ ﺑﻞ اﻟﺪﻳﻦ رﺟﺎل ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺘﺤﺪث مل ﻧﺠﺎد 2009.متﻮز ، 15اﻟﻨﻬﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ .ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺼﺪر ][114 اﻟﺮأي "،ﻣﻀﻄﺮب ﻋﴫ ﰲ اﻷوﺳﻂ اﻟﴩق :واﻻرادة اﻟﺬاﻛﺮة ﺑني" ][115 . 4.ص 2009،ﺣﺰﻳﺮان 33،اﻟﻌﺪد ،اﻵﺧﺮ .ص ، 5ﻧﻔﺴﻪ اﳌﺮﺟﻊ ][116 "،اﻹﻳﺮاين واﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﻟﻘﺎء اﻟﻘﻠﻖ ﻳﺜري ﻣﺎ" ،ﺳﻠﻴامن ﺧﺎﻟﺪ ][117 .ص 2009، 10متﻮز ، 10اﻟﺤﻴﺎة ﺧﺎمتﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﰲ اﻟﺤﻮارﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت" ،اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺻﺎدق ﻣﺤﻤﺪ ][118 1999.ﺣﺰﻳﺮان 97،اﻟﻌﺪد ،اﻟﻨﻮر ﻣﺠﻠﺔ "،اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﺮيب اﳌﺜﻘﻒ ﻣﺮآة ﰲ اﻹﻳﺮاين اﻹﺻﻼﺣﻲ اﳌﴩوع" ،ﻛﻮﺛﺮاين وﺟﻴﻪ ][119 ﺗﻄﻮﻳﺮ :ﳌﺆمتﺮ ﻗﺪﻣﺖ ورﻗﺔ "،اﻹﺻﻼح ﰲ ﺧﺎمتﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ "متﺎرﻳﻦ " ﺧﻼل ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت وﻣﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة دراﺳﺎت ﻣﺮﻛﺰ ،اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني ،ﻛﻮﺛﺮاين وﺟﻴﻪ :ﰲ ورد 2002.اﻟﺜﺎين ﻛﺎﻧﻮن ، 27-23ﻃﻬﺮان ،اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ .ص ، 2007، 163اﻟﻨﻬﺎر دار ،ﺑريوت ،اﻟﻔﻘﻴﻪ ووﻻﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻻﺻﻼح ﻓﻘﻪ
.ص ، 172ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺼﺪر ،ﻛﻮﺛﺮاين ][120 .ص ، 175ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺼﺪر ،ﻛﻮﺛﺮاين ][121 وﻣﴩوع اﻟﻔﻘﻴﻪ وﻻﻳﺔ ﺑني "اﻟﻠﻪ ﺣﺰب" ﻣﺄزق" ،اﻟﻐﺮﻳّﺐ ﻓﻨﺴﺎن ][122 .ص 2008، 8اﻟﺜﺎين ﻛﺎﻧﻮن ، 21اﻟﻨﻬﺎر ﺻﺤﻴﻔﺔ "،اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ دار ،ﺑريوت ،اﻟﻔﻘﻴﻪ ووﻻﻳﺔ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻹﺻﻼح ﻓﻘﻪ ﺑني ،ﻛﻮﺛﺮاين وﺟﻴﻪ ][123 ، 2007.اﻟﻨﻬﺎر .ص ، 8ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺼﺪر ،اﻟﻐﺮﻳّﺐ ][124