ⴰⵣⵓⵍ ⴰⵣⵓⵍ Magazine 2965
أﻣﺎ ﻋن اﻷﻣﺎزﯾﻎ و أﺧﻼﻗﮭم اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻘول إﺑن ﺧﻠدون وأ ّﻣﺎ ﺗﺧَﻠﱡﻖ اﻟﺑرﺑر ﺑﺎﻟﻔﺿﺎﺋل اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﺗﻧﺎﻓُﺳﮭم ﻓﻲ اﻟﺧﺻﺎل اﻟﺣﻣﯾدة ،وﻣﺎ ُﺟﺑﻠوا ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻟ ُﺧﻠُﻖ اﻟﻛرﯾم ﻣرﻗﺎة اﻟﺷرف واﻟرﻓﻌﺔ ﺑﺑن اﻷﻣم وﻣدﻋﺎة اﻟﻣدح واﻟﺛﻧﺎء ﻣن اﻟﺧﻠﻖ ،ﻣن ّ ﻋز اﻟﺟوار ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧزﯾل ،ورﻋﻲ اﻟذﻣﺔ واﻟوﺳﺎﺋل واﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻘول واﻟﻌﮭد ،واﻟﺻﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎره ،واﻟﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺷداﺋد ،وﺣﺳن اﻟﻣﻠﻛﺔ واﻹﻏﺿﺎء ﻋن اﻟﻌﯾوب ،واﻟﺗﺟﺎﻓﻲ ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎم ورﺣﻣﺔ اﻟﻣﺳﻛﯾن ،وﺑر اﻟﻛﺑﯾر وﺗوﻗﯾر أھل اﻟدﯾن ،وﺣﻣل اﻟﻛل ،وﻛﺳب اﻟﻣﻌدوم وﻗري اﻟﺿﯾف واﻷﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧواﺋب ،وﻋﻠو اﻟﮭﻣﺔ وإﺑﺎء اﻟﺿﯾم ،وﻣﺷﺎﻗﺔ اﻟدول ،وﻣﻘﺎرﻋﺔ اﻟﺧطوات ،وﻏﻼب اﻟﻣﻠوك ،رﺑﯾﻊ اﻟﻧﻔوس ﻣن ﷲ ﻓﻲ ﻧﺻر دﯾﻧﮫ ..ﻓﻠﮭم ﻓﻲ ذﻟك آﺛﺎر ﯾﻧﻘﻠﮭﺎ اﻟﺧﻠف ﻋن اﻟﺳﻠف ﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﺳطورة ﻟﺣﻔظ ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون أﺳوة ﻟﻣﺗﺑﻌﯾﮫ ﻣن اﻷﻣم… وﺣ ْﺳﺑُك أن ﻗﺎدﺗﮭم إﻟﻰ ﻣراﻗﻲ ّ ﻣﺎ اﻛﺗﺳﺑوه ﻣن ﺣﻣﯾدھﺎ ،واﺗّﺻﻔوا ﺑﮫ ﻣن ﺷرﯾﻔﮭﺎْ ، اﻟﻌز وارﻓت ﺑﮭم …ﻋﻠﻰ ﺛﻧﺎﯾﺎ اﻟﻣﻠك ﺣﺗّﻰ ﻋﻠت ﻋﻠﻰ اﻷﯾدي أﯾدﯾﮭم
اﻷﺻل اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ﻻﺑن ﺧﻠدون :
اﺳم ﺧﻠدون ھو اﺳم أﻣﺎزﯾﻐﻲ ﻗدﯾم ”اﯾﺧﻠدون“وھﻲ ﺟﻣﻊ ”أﺧﻼد“ وﺗﻌﻧﻲ اﻟﺷﻌﯾر،و ھذا اﻻﺳم ﻛﺎن ﻣﻧﺗﺷرا ﻓﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻷرﺳﺗوﻗراطﯾﺔ اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ.وﯾرﺟﺢ ﺣﺳب اﻟرواﯾﺎت اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻣؤرﺧﯾن أن اﺑن ﺧﻠدون ﯾﻧﺣدر ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺔ أﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ أرﺳﺗﻘراطﯾﺔ ﻣﺎﻟﻛﺔ ﻷراﺿﻲ ﺷﺎﺳﻌﺔ وﺗﻣﺎرس زراﻋﺔ اﻟﺣﺑوب وﺑﺎﻷﺧص اﺷﺗﮭرت ﺑزراﻋﺔ اﻟﺷﻌﯾر ﻓﻛﺎﻧت ﺗﻠﻘب ب“اﯾﺧﻠدون" ھﻛذا ﻛﺎن أﺟدادﻧﺎ اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﯾﺄﻛﻠون 700ﺳﻧﺔ ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد … .اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻻﺛرﯾﺔ ﺗﯾﻣﻘﺎد ﻣن وﻻﯾﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ اﻷوراس ﻧوﻣﯾدﯾﺎ
2
ﻣﻠوك أﻣﺎزﯾﻎ اﻟﻛﻧﺎري
Ces statues des rois amazighs situé à Tenerife, aux îles Canaries ھذه ﺗﻣﺎﺛﯾل ﻣﻠوك أﻣﺎزﯾﻎ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺗﯾﻧﯾرﯾﻔﻲ ،ﺟزر اﻟﻛﻧﺎري
3
رﺑﻣﺎ ﺳﯾﺳﺗﻐرب اﻟﻘﺎرئ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻣن ھذا اﻟﻌﻧوان اﻟذي اﺧﺗرﺗﮫ ﻟﻣﻘﺎﻟﻲ ھذا، وﯾﺑدأ ﻓﻲ طرح ﺗﺳﺎؤﻻت ﻋدة ﺣول ﻣن ﺗﻛون ھذه اﻟﻘﺎرة اﻟﺗﻲ ﻓﻘدت ﺷﻣﺎﻟﮭﺎ؟ وﻛﯾف ﺣدث ذﻟك؟ وﻣﺎ ﻣﺻﯾره؟… ﻋﻛس ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﯾﺳﻣﻊ ﺑﮭذا اﻟﺧﺑر اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺟﻐراﻓﻲ، ﺳﯾﺟد أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﺗﻔﻘد ﻗﺎرة ﻣﺎ أو دوﻟﺔ ﻣﺎ ﺷﻣﺎﻟﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﻗدر ﷲ إن ﻋرﻓت ﻛﺎرﺛﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺎ ﻣدﻣرة ﻓﻘدت ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ھذه اﻟرﻗﻌﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺷﻣﺎﻟﮭﺎ .ﺳﯾﺗﺟدد ﺷﻣﺎﻟﮭﺎ وﻓﻖ ﺧﺎرطﺔ وإﺣداﺛﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻛن ﻣﺎذا ﻟو ﺿرب ﺷﻣﺎل ھذه اﻟﻘﺎرة زﻟزال اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﯾدﻣر ﺗراﺛﮭﺎ وﺣﺿﺎرﺗﮭﺎ وﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ وﺛﻘﺎﻓﺗﮭﺎ وھوﯾﺗﮭﺎ؟ وﺗﺳﻊ ﺟﺎھدﺗﺎ ﺑﺈﻟﺣﺎق ھذا اﻟﺷﻣﺎل ﻓﻛرﯾﺎ ،ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ،ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ،ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ، وھوﯾﺗﺎ إﻟﻰ ﻗﺎرة أﺧرى ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺟﻐراﻓﯾﺎ؟ ﻓﺎﻟﻛل ﯾﻌﻠم أن ﻟﻛل ﻗﺎرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺷﻣﺎﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﻋدا اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗزع ﻣﻧﮭﺎ ﺷﻣﺎﻟﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ آﺳﯾﺎ، أي ﻣﻧطﻖ ھذا اﻟذي ﯾﻧﻔﻲ ﻋن اﻟﮭوﯾﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ اﻧﺗﻣﺎءھﺎ إﻟﻰ إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ؟ أظن أن اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺗﮭﺎ دول ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ أﻋﻣﺗﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ.
4
اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﺗﻧﺣدر ﻣن أﺻل أﻣﺎزﯾﻐﻲ
ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻟﻠﻌدﯾد ﻟﻛﻧﮭﺎ ھذه ھﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ طﺎﻟﻣﺎ أﺧﻔوﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﺧوﻓﺎ ﻣن اﻧﻔﺟﺎره وردة ﻓﻌﻠﮫ ﻓﺗﺗﺳﺎرع اﻷﻗﻼم اﻟﻣﺄﺟورة ﻟﺗزﯾﯾف اﻟﺣﻘﺎﺋﻖ وﺗﺗﻌﺎﻟﻰ أﺻوات اﻟﺣﻧﺎﺟر اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺄن %99ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﻋرب ﻟﻛن اﻟدراﺳﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﯾﻣت ﺳﻧﺔ 2009دﺣﺿت ﻛل اﻷﻛﺎذﯾب واﻟﻣﻐﺎﻟطﺎت وﻛﺷﻔت أن اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﺗﻧﺣدر ﻣن أﺻل أﻣﺎزﯾﻐﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن %60و %80واﻟﺑﻘﯾﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ ﺧﻠﯾط ﻣن اﻟﺷﻌوب اﻟواﻓدة
5
أول ﻟﻘﺎء ﺑﯾن اﻷﻣﺎزﯾﻎ واﻟﺑﺣﺎرة اﻟﻔﯾﻧﯾﻘﯾﯾن
ﺻورة ﻷول ﻟﻘﺎء ﺑﯾن اﻷﻣﺎزﯾﻎ واﻟﺑﺣﺎرة اﻟﻔﯾﻧﯾﻘﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺻورة ﻗﺎﺋد أﻣﺎزﯾﻐﻲ )ھﺎرﯾﺑﺎس( وﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﺗﺎج وﯾﺻﺣﺑﮫ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣراس وﺑﺣوزﺗﮫ أﻣوال ﺑﺎﻟرﻣﺎح ﻣﻘﺎﺑل اﻧﺣﻧﺎء اﻟﻔﯾﻧﯾﻘﯾﯾن ﻟﮫ ﻟﻠﺗﺣﯾﺔ واﻻﺣﺗرام ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺔ ھذه اﻟﺻورة ﻣوﺟودة اﻵن ﻓﻲ ﻣﺗﺣف ﺑروﻛﻠﯾن ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟذﻟك أﺳﺋل اﻷﻗﻼم اﻟﻣﺄﺟورة ﻟﻘد ﻛﺗﺑﺗم ﺑﺄن اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﺑداﺋﯾﯾن وﯾﺳﻛﻧون اﻟﻛﮭوف واﻟﻣﻐﺎور وﯾﻘﺗﺎﺗون ﻣن اﻟﺻﯾد 6
ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺣﺗواء اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﺑﯾن اﻟﻣﺎﺿﻲ و اﻟﺣﺎﺿر
e1b1b1
ﻻ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﻛر أو ﯾﺗﻧﻛر أن اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﻗد ﺗﻌرﺿوا ﻋﺑر ﺗﺎرﯾﺧﮭم ﻟﻛل ﻣﺣﺎوﻻت اﻹﺣﺗواء ،و اﻟﻐزو ،و اﻹﺣﺗﻼل ،و اﻟذوﺑﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﻌوب اﻷﺧرى رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺢ ھوﯾﺗﮭم اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،وﻟم ﯾﺣدث ھذا ﻋﺑر اﻟﺳﻼح ،و اﻟﻌدوان اﻟﻌﺳﻛري ﻓﻘط ،ﺑل ﺗﻌداه إﻟﻰ ﺷن ﺣﻣﻼت إﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﻐرﺿﺔ ﺿد ھوﯾﺗﮭم اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،واﺳﺗﻌﻣﺎل ﺷﺗﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾﺛﺔ ﺿدھم ،ﻟﻠدﻓﻊ ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻛر ﻷﺻﻠﮫ ،و ھوﯾﺗﮫ ،وﻟﻐﺗﮫ ،و ﺟﻌﻠﮫ ﯾﺗﻘﻣص ھوﯾﺔ اﻷﺻول اﻹﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻷﺧرى ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﻷراﺿﻲ اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ﺑﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻋرﺿﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷري ،وﻓﻲ إﻋﺗﻘﺎدي أن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻷﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾﯾن اﻟذﯾن أﺳﺳوا ﺑﻘﺻد أو ﺑﻐﯾر ﻗﺻد ،ﻟﻧوع ﻣن اﻟﺧﻼف و اﻹﺧﺗﻼف ﺣول اﻷﺻول اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،ﻛﺎن ذﻟك ﯾﮭدف أﺳﺎﺳﺎ ﻟﯾس إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻠك اﻷﺻول اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،ﺑل إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻌرﻗﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌب اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ،ﻣن ھذا اﻟﺑﺎب ﻗد إﺧﺗﻠف اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻷﺻل اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎﻗض اﻟﻧظرﯾﺎت اﻷﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾﺔ ﺣول ھذا اﻟﺷﻌب ،ﻓﮭﻧﺎك ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻷوروﺑﯾﯾن ﻣﻣن ﯾرى أن اﻷﺻول اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟدول اﻹﺳﻛﻧدﻧﺎﻓﯾﺔ ﺷﻣﺎل أوروﺑﺎ ،اﻟﺗﻲ ھﺎﺟرت إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻘوﻗﺎز ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﻘﺑﺎﺋل – اﻟﻔﺎﻧدال – ﺛم اﺟﺗﺎﺣت أوروﺑﺎ واﺳﺗﻘر ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ واﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﺑر اﻟﺑﻌض اﻷﺧر اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط ﺟﻧوﺑﺎ ﻟﯾﺳﺗﻘر 7
ﺑﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ .وﻣن ھﻧﺎ ﯾظﮭر أن ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﺗرﯾد أن ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﮭﺎ ھذا اﻟﺷﻌب اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ﻛﺈﻧﺳﺎن ،وﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻛﺄرض ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻌرب ﻻ ﯾﺟﺗﻣﻌون إﻻ ﻟﯾﺗﻔرﻗوا ،ﻓﺈﻧﮭم ﺑذﻟك إﺧﺗﻠﻔوا ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﺣول ﺗﻌرﯾف اﻷﺻل اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ،ﺣﯾث ذھب ﺑﻌض اﻟﻌرب ﻣﻧﮭم ﺑﻌﯾدا ﻣن ذﻟك ﻟﯾروﺟوا ﻷﺳﺎطﯾر ﻣﻔﺎدھﺎ أن اﻷﻣﺎزﯾﻎ ھم ﻣن اﻷﺻول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أي ﻣن اﻟﻛﻧﻌﺎﻧﯾﯾن اﻟذﯾن طردوا ﻣن ﻓﻠﺳطﯾن ﺑﻌدﻣﺎ ﻗﺗل داود ﻣﻠﻛﮭم ﺟﺎﻟوت ،ﻓﯾﻣﺎ ذھب اﻟﺑﻌض اﻷﺧر ﻣن اﻟﻌرب إﻟﻰ اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻛون أﺻل اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﻣن اﻟﯾﻣن ، ﺣﯾث ھﺎﺟروا ﻣن ھﻧﺎك ﻋﺑر اﻟﺣﺑﺷﺔ و ﻣﺻر … و ﻣن ھﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﺟﻠﯾﺎ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧظرﯾﺎت ﻓﻲ ﺷﺄن اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﺗﺣﺎول ﻧﺳب واﻧﺗﺳﺎب اﻷﻣﺎزﯾﻎ إﻟﯾﮭﺎ دون اﻷﺧرى ،و ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ﻗد ﻻ ﯾﻔﺎﺟﺋﻧﺎ ﯾوﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﺎﺣث أﺧر ﯾﮭودي ﯾﻧﺳب اﻷﻣﺎزﯾﻎ إﻟﻰ اﻟﯾﮭود ،و اﻟﯾﮭودﯾﺔ ،أو ﻗد ﯾﺻدر ھذا ﺣﺗﻰ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻔرس ،اﻟذﯾن ﻗد ﯾﺣﺷرون أﻧوﻓﮭم ﻓﻲ اﻟﺷﺄن اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ﻹﺟﻌﺎﺋﮭم أن اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﻣن اﻟﻔرس ؟؟ ﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ ﻛل اﻟﻧظرﯾﺎت و اﻷﺑﺣﺎث ﻣﺟرد ﺗوﻗﻌﺎت ﻻ ﻏﯾر ،اﻟﮭدف ﻣﻧﮭﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗزﯾف ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ﻟﻐرض ﻓﻲ ﻧﻔس ﯾﻌﻘوب ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى اﻹﻧطﻼق ﻣن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺷك ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﯾﻘﯾن ..أﻣﺎ اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﻓﮭم ﯾرون أن أﺻﻠﮭم ﻻ ﺗﺣدده ھذه اﻟﻧظرﯾﺎت اﻷﻧطرﺑوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أو اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﺑل ﯾﺣدده اﻟواﻗﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،اﻟذي ﯾﻘر ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﺷﻌب ﻗدﯾم ،ﻗدم اﻷرض و اﻟﺳﻣﺎء ،ﺷﻌب ﻣﺗواﺟد ﺑﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣﻧذ ﻓﺟر اﻟﺑﺷرﯾﺔ ، وإﻧﮭم ﻟم ﯾﮭﺎﺟروا إﻟﯾﮭﺎ ﻻ ﻣن اﻟﺷﻣﺎل ،و ﻻ ﻣن اﻟﺷرق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭم ﻟﯾﺳوا ﻻ أروﺑﯾون و ﻻ ﻋرﺑﺎ ، وﻟن ﯾﻛوﻧوا ﯾﮭودا و ﻻ ﻓرﺳﺎ .ﺑل ﻟﻣﺎذا ﻟم ﯾﻘم اﻟﺑﺎﺣﺛون ﺑﻘﻠب اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ،واﻋﺗﺑﺎر أن اﻷروﺑﯾﯾن ھم ﻣن اﻷﺻول اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،ﺣﯾث ھﺎﺟروا ﻣن ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﻌد إﻛﺗﺷﺎﻓﮭم ﻟﻠﻘﺎرة اﻷوروﺑﯾﺔ ،أو ﻛون اﻟﻌرب ﻣن أﺻول أﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،ﺣﯾث إﻣﺗداد اﻷﻣﺎزﯾﻎ ﻣن ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺷرق ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﺧر ﻟﻣﺎذا ﺣﺎول ، وﯾﺣﺎول اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺳواءا اﻟﻌرب ،أو اﻷروﺑﯾون ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺻﻣت وﻋدم إﺟراء ،و اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﺑﺣﺎث اﻷﻧطروﺑوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ أﺻوﻟﮭم اﻟﻌرﻗﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣﻧﮭﺎ ،ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﻓﻌﻼ ﻣن اﻷﺻول اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ؟ ﻟﻣﺎذا ﯾﺣﺎوﻟون اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻷﺻل اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ،وﻻ ﯾﺑﺣﺛون ﻓﻲ أﺻوﻟﮭم ﺑﺎﻟذات ؟ ﻟﻣﺎذا وﻛﯾف ﺗﺄﻛد ﻛل ﻣن اﻟﻌرب ﻋﻠﻰ أﻧﮭم ﻋرﺑﺎ ،و اﻷروﺑﯾون ﻋﻠﻰ أﻧﮭم أروﺑﯾون ،وﻟم ﯾﺗﺄﻛدوا ﺑﻌد ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺎزﯾﻎ ھم ﻛذﻟك أﻣﺎزﯾﻎ ؟ ﻟﻣﺎذا ﯾﺗم ﺗﺻدﯾﻖ اﻟذات ،و اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ اﻟذات اﻷﺧرى؟ اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻷﻧﺎ و اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ اﻷﺧر ؟ إﻧﮭﺎ ﻣﺟرد ﻟﻌﺑﺔ اﻷﻧﺎ و اﻷﺧر.
8
اﻷﺳد اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ
. اﻷﺳد اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ: اﻷﺳد اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ واﻟذي ﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻷﺳد اﻟﻧوﺑﻲ وأﺳد اﻷطﻠس ھو إﺣدى ﺳﻼﻻت اﻷﺳود اﻟﺗﻲ اﻧﻘرﺿت ﻓﻲ اﻟﺑرﯾﺔ ﺧﻼل أواﺋل اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،واﻟﺗﻲ اﺳﺗوطﻧت ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ .واﻋﺗﻘد ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﺑﺄﻧﮫ اﻧﻘرض ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ أواﺋل 1940وﻟم ﯾﺑﻖ ﻣﻧﮫ أي أﻓراد ﺣﯾﺔ ﻛﻣﻧطﻘﺔ ﺳوق أھراس واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺳوق 9
اﻷﺳود ،إﻻ أن ﺑﻌض اﻷﺳود اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻔظ ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺣداﺋﻖ اﻟﺣﯾواﻧﺎت واﻟﺳﯾرﻛﺎت أظﮭرت ﺧﻼل اﻟﻌﻘود اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﺑﻌﺿﺎ ﻣن اﻟﺳﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﮭﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺳﻼﻟﺔ اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ أو ﻣرﺷﺣﺔ ﻟﺗﻛون ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻷﻗل .ھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزﻋم ﺣﺎﻟﯾﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻣﺗﻠك أﺳودا اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾّﺔ ،وﯾظﮭر أن ھﻧﺎك ﺣواﻟﻲ أرﺑﻌﯾن أﺳدا ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﺳر ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ ،وﯾﺻل ﻋدد اﻷﻓراد ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ .أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ أﻗل ﻣن ﻣﺋﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳود اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ﻣن أﻛﺑر ﺳﻼﻻت اﻷﺳود إﺟﻣﺎﻻ ،ﺣﯾث ﺗزن اﻟذﻛور ﻣﺎ ﺑﯾن 400و 600رطل ) 180إﻟﻰ 270ﻛﯾﻠوﻏراﻣﺎ( واﻹﻧﺎث ﺑﯾن 220و 400رطل ) 100إﻟﻰ 180ﻛﯾﻠوﻏراﻣﺎ( وھﻲ ﺑذﻟك ﺗﻘﺎرب اﻟﺑﺑور اﻟﺑﻧﻐﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺟم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣﺟم ﺳﻼﻻت اﻷﺳود اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘطن ﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء اﻟﻛﺑرى )ﺗزن ﻗراﺑﺔ 400رطل( .ﻛﺎن اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻷواﺋل ﯾﻔﺗرﺿون أن ﺑﻧﯾﺔ ھذه اﻷﺳود اﻟﺧﺎرﺟﯾّﺔ )ﻟﺑدة اﻟذﻛر اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗد ﻟﻣﺎ ﺑﻌد ﻛﺗﻔﯾﮫ( ﺗﻣﯾّزھﺎ ﻋن ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺳﻼﻻت وﯾﻣﻛن ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﯾﮭﺎ ﻟﺗﻌرﯾف ھذه اﻟﺳﻼﻟﺔ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾُﻌرف اﻵن أن ﻟون وﺣﺟم اﻟﻠﺑدة ﯾﺗﺄﺛّر ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾّﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻛﻧﮭﺎ اﻟﺣﯾوان ﻣﺛل درﺟﺔ اﻟﺣرارة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن أي ﺳﻼﻟﺔ ﻣن اﻷﺳود ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﻣو ﻟدﯾﮭﺎ ﻟﺑدة ﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ أﻛﺛر ﺑرودة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﺑﺎل اﻷطﻠس ﻛﺎﻧت اﻷﺳود اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ﺗﺗﺷﺎطر ﻣوطﻧﮭﺎ ﻣﻊ ﻧوﻋﯾن أﺧرﯨن ﻣن اﻟﺿواري اﻟﻛﺑﯾرة وھﻲ اﻟﻧﻣر اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ ودب اﻷطﻠس ،وﻗد اﻧﻘرض اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺷﺎرف اﻷول ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻘراض.
10
إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء ﻓﻲ ﻋدد ﺟدﯾد ﻣن ﻣﺟﻠﺔ أزول أزول اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ﺷﻛرا ﻋﻠﻰ اﻟﻘراءة
ⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵢⴰ ⵣⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓⵓ 11