ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻗﺼرية ﺟﺪٍّا
ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺎﻳﻜﻞ أﻟﻴﻨﺠﻬﺎم
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺷﻴﻤﺎء ﻃﻪ اﻟﺮﻳﺪي ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺧﴬ
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﺎﻳﻜﻞ أﻟﻴﻨﺠﻬﺎم
Choice Theory Michael Allingham
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ٢٠١٦م رﻗﻢ إﻳﺪاع ٢٠١٥ / ١٠٧٤٨ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻨﺎﴍ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ املﺸﻬﺮة ﺑﺮﻗﻢ ٨٨٦٢ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٢٠١٢ / ٨ / ٢٦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ إن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏري ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ آراء املﺆﻟﻒ وأﻓﻜﺎره وإﻧﻤﺎ ﱢ ﻳﻌﱪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ آراء ﻣﺆﻟﻔﻪ ٥٤ﻋﻤﺎرات اﻟﻔﺘﺢ ،ﺣﻲ اﻟﺴﻔﺎرات ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﴫ ،١١٤٧١اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﴫ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻛﺲ+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ : ﺗﻠﻴﻔﻮن+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ : اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhindawi@hindawi.org : املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhttp://www.hindawi.org : أﻟﻴﻨﺠﻬﺎم ،ﻣﺎﻳﻜﻞ. ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر :ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻗﺼرية ﺟﺪٍّا/ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺎﻳﻜﻞ أﻟﻴﻨﺠﻬﺎم. ﺗﺪﻣﻚ٩٧٨ ٩٧٧ ٧٦٨ ٢٩٢ ٣ : -١اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ -٢اﻟﺴﻠﻮك أ -اﻟﻌﻨﻮان ١٩٠ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف :إﻳﻬﺎب ﺳﺎﻟﻢ. ﻳُﻤﻨَﻊ ﻧﺴﺦ أو اﺳﺘﻌﻤﺎل أي ﺟﺰء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺄﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﺗﺼﻮﻳﺮﻳﺔ أو إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ أو ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ، وﻳﺸﻤﻞ ذﻟﻚ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﰲ واﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﲆ أﴍﻃﺔ أو أﻗﺮاص ﻣﻀﻐﻮﻃﺔ أو اﺳﺘﺨﺪام أﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻧﴩ أﺧﺮى ،ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﺣﻔﻆ املﻌﻠﻮﻣﺎت واﺳﱰﺟﺎﻋﻬﺎ ،دون إذن ﺧﻄﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﴍ. ﻧُﴩ ﻛﺘﺎب ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ً أوﻻ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﺎم .٢٠٠٢ﻧُﴩت ﻫﺬه اﻟﱰﺟﻤﺔ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻨﺎﴍ اﻷﺻﲇ. Arabic Language Translation Copyright © 2016 Hindawi Foundation for Education and Culture. Choice Theory Copyright © Michael Allingham 2002. Choice Theory was originally published in English in 2002. This translation is published by arrangement with Oxford University Press. All rights reserved.
اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت
ﺗﻤﻬﻴﺪ -١اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺮﻏﺒﺔ -٢اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ -٣ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ -٤اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني -٥اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون -٦اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻣﴪد املﺼﻄﻠﺤﺎت ﻗﺮاءات إﺿﺎﻓﻴﺔ املﺮاﺟﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﺼﻮر
7 9 19 35 55 71 93 119 127 131 133
ﲤﻬﻴﺪ
ﻗ ﱠﺪ َم أﻟﱪت أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺘﻮﺿﻴﺤﻲ اﻟﺮاﺋﻊ »اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ« ،ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: إن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ ﺗﻘﺪﻳﻢ رؤﻳﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﺘﻌﻤﻘﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﺑﻘﺪر املﺴﺘﻄﺎع ،ﻟﻠﻘﺮاء املﻬﺘﻤني ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻋﻠﻤﻲ وﻓﻠﺴﻔﻲ ﻋﺎم ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻏري ً ﻣﺴﺒﻘﺎ وﺟﻮ َد ﻣُﻠﻤﱢ ني ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮﻳﺎﴈ ﻟﻠﻔﻴﺰﻳﺎء اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .ﻳَﻔﱰض ﻫﺬا اﻟﻌﻤ ُﻞ ﻣﻌﻘﻮل ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺑﻖ ملﺴﺘﻮى اﺧﺘﺒﺎر اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ،وﻗﺪ ٍْر ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﺴﺘﻮًى ٍ ﱟ ٍ اﻟﺼﱪ وﻗﻮة اﻹرادة ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﺎرئ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗِ َﴫ اﻟﻜﺘﺎب .إن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻢ ﻳﺄ ُل ﺟﻬﺪًا ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ ﻋ ْﺮ َ ض اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﺑﺴﻂ وأوﺿﺢ ﺷﻜﻞ … أﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﺠﻠﺐ اﻟﻜﺘﺎب ﻷﺣﺪﻛﻢ ﺑﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري املﺜري! ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﺳﺘﺒﺪال »اﻻﺧﺘﻴﺎر« ﺑ »اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ« و»املﻨﻄﻖ« ﺑ »اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء« ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺟﺪ أﺳﻠﻮﺑًﺎ أﻓﻀﻞ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻫﺪف ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ُ َ املﻨﻄﻖ اﻟﻜﺎﻣﻦ وراء اﻷﻧﻤﺎط املﱰاﺑﻄﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر؛ ﻓﻬﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺗَﺴﺘﻜﺸﻒ ﺗﺴﺘﻜﺸﻒ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﴫﱡف ﺑﻌﻘﻼﻧﻴﺔ .ملﺎذا ﻳﻌ ﱡﺪ ذﻟﻚ ﻣﻬﻤٍّ ﺎ؟ ﻛﻤﺎ ﻳﺬ ﱢﻛﺮﻧﺎ أرﺳﻄﻮ »أن اﻷﺻﻞ ﰲ اﻟﻔﻌﻞ ﻫﻮ اﻻﺧﺘﻴﺎر ،واﻷﺻﻞ ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ اﻟﺮﻏﺒﺔ واملﻨﻄﻖ … واﻟﻔﻌﻞ اﻟﺠﻴﺪ وﻣﻀﺎده ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻮاﺟﺪا ﻣﻦ دون وﺟﻮد ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ «.إن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺗُﺮﳼ املﻨﻄﻖ اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ اﻟﻼزم ﻟﻠﻔﻌﻞ اﻟﺠﻴﺪ .أﻣﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ً أﻳﻀﺎ ﻟﻬﺬا ،ﻓﻤﺮﺟﻌﻬﺎ إﻟﻴﻚ. ً ﻣﺠﺎﻻ ﺻﻐريًا؛ ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻮض ﰲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ إن ﻗِ َﴫ اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﻳُﻌﺰى إﱃ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻐﻄﻲ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎل اﻟﺬي ﻳﻐﻄﻴﻪ .ﻫﻨﺎك ر ًؤى ﻣﺜرية ﻛﺜرية ﻣﺬﻛﻮرة ،وﻟﻜﻦ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﻻ ﻳﻘﺪم اﻟﻜﺘﺎب ﺳﻮى ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﻏري ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ،اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻬﺎ إﻋﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎرئ ﻋﲆ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﲆ
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻫﺬه اﻟﺮؤى؛ ﻓﺎﻟﻜﺘﺎب أﻗﺮب إﱃ دﻟﻴﻞ ﻣﻨﻪ إﱃ ﻣﻌﺠﻢ ﺟﻐﺮاﰲ .ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺞ ﻏﺎﺋﺒﺔ ،أو ﻣﺬﻛﻮرة ﺑﺸﻜﻞ ﴎﻳﻊ ﺑﻼ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ .وﻗﺪ ﻳﺮﻏﺐ اﻟﻘﺎرئ ﰲ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﻫﺬه اﻟﺤﺠﺞ ،وﺧريًا ﺳﻴﻔﻌﻞ إن ﻗﺎم ﺑﻬﺬا ﰲ املﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﻳُﻘﱰح ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺒﺎرة »ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ رؤﻳﺔ ذﻟﻚ« .ﺗﺸري املﻼﺣﻈﺎت اﻟﻮاردة ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب إﱃ املﻮاﺿﻊ املﺤﺘﻤﻞ إﻳﺠﺎد املﺴﺎﻋﺪة ﻓﻴﻬﺎ، وﺗﺤﺬﱢر ً أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻻرﺗﻘﺎء إﱃ املﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ — ﺣﺘﻰ ِﻷ َ ْﺷﺠﻊ املﺴﺘﻜﺸﻔني ُ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺼﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ .ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت واﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ﻣﺜﺎرة ،وﻟﻜﻦ دون ﺣﻞ — ﻟﻬﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد إﺷﺎرة إﱃ اﻹرﺷﺎدات اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗُﻌني اﻟﻘﺎرئ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد ﺣﻠﻬﺎ؛ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻠﻘﺎرئ أن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ آراﺋﻪ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر. أَدﻳﻦ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﺸﻴﲇ ﻛﻮﻛﺲ ﺑﻤﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﺴﻔﻮرد؛ ﻻﻗﱰاﺣﻬﺎ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﻣﺎ أﺑْﺪَﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت ﻋﲆ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻷوﱠﻟﻴﱠﺔ ،وﻷﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻲ اﻟﺬﻳﻦ أﻳﻀﺎ .ﻛﻤﺎ أَدﻳﻦ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎن ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺳﻴﻴﻨﺎ؛ ﻟﻸﺟﻮاء املﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﱠ أد َﻟﻮا ﺑﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺗﻬﻢ ً وﻓﺮﺗﻬﺎ ﻟﺘﺪﺑﱡﺮ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،وﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻮدﻟني؛ ﻟِﻤَ ﻨْﺤِ ﻲ اﻹﺟﺎز َة اﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر إﱃ ﻛﻠﻤﺎت.
8
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺮﻏﺒﺔ
اﺧ َﱰ ﻋﺎﺋﻠﺔْ . ﻣﺠﺎﻻ ﻣﻬﻨﻴٍّﺎْ . اﺧ َﱰ وﻇﻴﻔﺔْ . اﺧ َﱰ اﻟﺤﻴﺎةْ . ْ ً اﺧ َﱰ ﺗﻠﻔﺎ ًزا ﻛﺒريًا. اﺧ َﱰ اﺧ َﱰ ﻏﺴﺎﻟﺔ ﻣﻼﺑﺲ ،وﺳﻴﺎرات ،وﻣ ﱢ ْ ﻼت أﻗﺮاص ﻣﻀﻐﻮﻃﺔ ،وﻓﺘﱠ ِ ُﺸﻐ ِ ﻋﻠﺐ ﺎﺣﺎت ٍ ً ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔْ . اﺧ َﱰ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠﻴﺪة ،واﻟﻜﻮﻟﺴﱰول املﻨﺨﻔﺾ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ،وﺗﺄﻣني اﺧ َﱰ ﻧُﻈﻢ ﺳﺪاد اﻟﺮﻫﻦ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺜﺎﺑﺖ اﻟﻔﺎﺋﺪةْ . اﻷﺳﻨﺎنْ . اﺧ َﱰ ﺑﻴﺘًﺎ ﺻﻐريًا اﺧ َﱰ ﺛﻴﺎﺑًﺎ ﻣﺮﻳﺤﺔ وأﻣﺘﻌﺔ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔْ . اﺧ َﱰ أﺻﺪﻗﺎءكْ . ﻟﺒﺪء ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻪْ . اﺧ َﱰ ﻏﺮﻓﺔ اﺧ َﱰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚْ . ﺿﻴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺛﻼث ﻗﻄﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻂ … ْ اﺧ َﱰ اﻟﺤﻴﺎة. ُ ُ اﺧﱰت اﺧﱰت أﻻ أﺧﺘﺎر اﻟﺤﻴﺎة؛ ﺑﻞ وﻟﻜﻦ ملﺎذا ﻋﲇ ﱠ أن أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻛﻬﺬا؟ ﻟﻘﺪ ﺷﻴﺌًﺎ آﺧﺮ .واﻷﺳﺒﺎب؟ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﺳﺒﺎب .ﻣَ ﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻷﺳﺒﺎب؟ ﻫﻜﺬا ﻛﺎن اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﺼﻮﺗﻲ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﻟﻔﻴﻠﻢ »ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻘﻄﺎرات« .وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺨﺘﺎر املﺘﺤﺪث، وﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻳﺪﻋﻰ رﻳﻨﺘﻮن ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ؟ إن اﺧﺘﻴﺎره »ﺷﻴﺌًﺎ آﺧﺮ« ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ »اﻟﺤﻴﺎة« ﻫﻮ ﺷﺄﻧﻪ؛ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎري أو اﺧﺘﻴﺎرك ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن — ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ — اﺧﺘﻴﺎ ًرا ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ .ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن» :ﰲ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﺬوق ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺟﺪل«. ﱠ وﻟﻜﻦ ادﻋﺎءه ﺑﻌﺪم وﺟﻮد أﺳﺒﺎب ﻟﺪﻳﻪ ﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻮﺟﻮد ﺻﻠﺔ وﻃﻴﺪة ﺑني اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻘﺪﱢم رﻳﻨﺘﻮن ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺒﺒًﺎ: ﻳﻈﻦ اﻟﻨﺎس أن اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺪور ﰲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ واﻟﻴﺄس واملﻮت وﻛﻞ ذﻟﻚ ﱠ وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻐﻔﻠﻮﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﺘﻬﺎ وﺑﻬﺠﺘﻬﺎ؛ ﻓﻠﻮﻻ ﻫﺬا اﻟﻬﺮاء ،اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ، ملﺎ ﻋﺸﻨﺎﻫﺎ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ أﻏﺒﻴﺎء ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف .ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ْ ﻟﺴﻨَﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻐﺒﺎء.
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
وﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻳُﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳُﺮدِف ً ﻗﺎﺋﻼ: ﺣني ﺗﻜﻮن ﻣﺪﻣﻨًﺎ ﻟﻠﻬريوﻳﻦ ،ﻻ ُ ﻳﻘﻠﻘﻚ ﺳﻮى ﳾء واﺣﺪ ﻓﻘﻂ :اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ .أﻣﺎ ﺣني ﺗﻘﻠﻊ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻨﻮف اﻟﻬﺮاءات اﻷﺧﺮى؛ ﻓﺤني ﻳﻨﻔﺪ املﺎل ،ﺗﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻚ ﻋﲆ ﻣﻌﺎﻗﺮة اﻟﴩاب ،وﺣني ﻳﺘﻮاﻓﺮ املﺎل ،ﺗﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن اﻹﻓﺮاط ﰲ اﻟﴩب .ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن اﻟﻔﻮاﺗري ،ﺑﺸﺄن ً ﻣﻄﻠﻘﺎ ،ﺑﺸﺄن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻛﻞ اﻟﻄﻌﺎم ،ﺑﺸﺄن ﻓﺮﻳﻖ ﻛﺮة ﻗﺪم ﻻ ﻳﻔﻮز اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻬﻢ ٍّ ﺣﻘﺎ. إن ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ،ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺜﻞ اﺧﺘﻴﺎرات رﻳﻨﺘﻮن ،ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﻘﻞ؛ ﻓﺎﻟﻘﻠﺐ ﻳﻘﺪم اﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﺪم اﻟﻌﻘﻞ اﻷﺳﺒﺎب .واﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ أدق ﻣﻨﻄﻖ، وﻟﻜﻦ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﱃ أﻳﺔ رﻏﺒﺔ؛ ﻫﻲ اﺧﺘﻴﺎرات ﻓﺎرﻏﺔ ﻣﻦ املﻌﻨﻰ .وﻟﻜﻦ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺪون ﺳﺒﺐ ﻫﻲ رﻏﺒﺔ واﻫﻨﺔ ﻋﺎﺟﺰة ،وﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﱠإﻻ ﻟﻄﻔﻞ ﺛﺎﺋﺮ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ املﻨﺰل وﻋﺪم اﻟﻌﻮدة إﻟﻴﻪ ﰲ ذات اﻟﻮﻗﺖ.
ﺷﻜﻞ » :1-1اﺧﺘﻴﺎر ﻫﺮﻗﻞ« :اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺮذﻳﻠﺔ )ﺑﺎوﻟﻮ دي ﻣﺎﺗﻴﺰ.(١٧١٢ ،
وﻳﺤﺪد أرﺳﻄﻮ )٣٢٢–٣٨٤ق.م( — ﻣﺆﺳﺲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﺑﻞ وﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻢ َ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :إن اﻷﺻﻞ … ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ اﻟﺮﻏﺒﺔ واملﻨﻄﻖ ﻣﻊ رؤﻳﺔ املﻨﻄﻖ ذاﺗﻪ — 10
اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺮﻏﺒﺔ
ﻟﻐﺎﻳ ٍﺔ ﻣﺎ ،وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﻮاﺟُ ﺪ اﻻﺧﺘﻴﺎر دون … ﻋﻘﻞ «.أو ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻳﺠﺎز: »اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ رﻏﺒﺔ ﻣﺪروﺳﺔ «.وﰲ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺷﻬري ،ﻳﺰﻋﻢ دﻳﻔﻴﺪ ﻫﻴﻮم )(١٧٧٦–١٧١١ — ﺗﻠﻚ املﻨﺎرة اﻟﺘﻲ أﺿﺎءت ﻋﴫ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ اﻻﺳﻜﺘﻠﻨﺪي — أن »اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻂ أن ﻳﻜﻮن ﻋﺒﺪًا ﻟﻠﻌﻮاﻃﻒ ،وﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ «.واﻟﻌﻮاﻃﻒ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻋﻮاﻃﻒ رﻳﻨﺘﻮن ،ﻟﻴﺴﺖ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ ،ﺑﺄي ﻣﻌﻨًﻰ ﻛﺎن ،أن ﺗﺴﻤﱠ ﻰ ﻏري ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ وﻻ ﻏري ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ» :ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻳﺔ ﻋﺎﻃﻔﺔ أن أ ُ ﱢ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ«؛ وﻣﻦ ﺛﻢ »ﻻ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ ْ ﻓﻀﻞ ﺗﺪﻣري اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﴎه ﻋﲆ أن ﺗُﺨﺪَش َ أﺻﺒﻌﻲ ،وﻻ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ أن أﺧﺘﺎر أن أ ْﻫ ِﻠ َﻚ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻛﻲ أﻣﻨﻊ أﻗ ﱠﻞ ﻗﺪ ٍْر ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻋﺎج ﻋﻦ رﺟﻞ ﻫﻨﺪي«. ) (1إﻃﺎر ﻋﻤﻞ املﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻬﺎ أﻧﻤﺎط اﻻﺧﺘﻴﺎر ،وﻟﻴﺲ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ؛ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﱠ وﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺷﻴﺌًﺎ ﺧﺎﻃﺌًﺎ ﰲ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﳾء ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ ﰲ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ املﻨﺰل، اﻵن ﻋﻴﻨِﻪ .ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾء ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ املﻨﺰل وﻋﺪم اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻴﻪ ﰲ ِ اﺧﺘﻴﺎر رﻳﻨﺘﻮن ﻟﻠﻬريوﻳﻦ ،وﻟﻜﻦ اﺧﺘﻴﺎره ﻳﺒﺪو ﺷﺎذٍّا إذا اﺧﺘﺎر ً أﻳﻀﺎ أن ﻳﺘﺠﻨﺐ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ واﻟﻴﺄس واملﻮت؛ وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻤﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﻜﺸﺎف ﻣﻌﻨَﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ؛ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ أﻧﻤﺎط اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻐري ﺑﻬﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺣني ﺗﺘﻐري ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرات .وﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻘﻮاﺋﻢ واﻻﺧﺘﻴﺎرات ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺘﻮﺿﻴﺢ. َ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﻢ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻨﻬﺎ )املﺼﻄﻠﺤﺎت أﻋﻨﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ »ﻗﺎﺋﻤﺔ« املﺘﺨﺼﺼﺔ ،ﻣﺜﻞ »ﻗﺎﺋﻤﺔ« ،واﻟﺘﻲ ﺗُﻜﺘَﺐ ﺑني ﻋﻼﻣﺘَﻲ ﺗﻨﺼﻴﺺ ﺣني ﺗَﻈﻬﺮ ﻷول ﻣﺮة، ُﻣﻮ ﱠ َﺿﺤﺔ ﰲ ﻣﴪد املﺼﻄﻠﺤﺎت ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب( ،وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻋﻜﺲ ﻗﺎﺋﻤﺔ املﻄﻌﻢ ،ﺗُﻌ َﺮض اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺠﻌﻞ اﺧﺘﻴﺎ َر ﳾءٍ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﺎ أﻣ ًﺮا ﺣﺘﻤﻴٍّﺎ .ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻄﻌﺎم ﺑﻤﻄﻌ ٍﻢ ﻣﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ: اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ • •
أﻓﻮﻛﺎدو ﻟﺤﻢ ﻣﻘﺪد 11
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
إن ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺸﺒﻊ أﻻ ﻳﺨﺘﺎر ﺷﻴﺌًﺎ ،وﻟﻠﺠﺎﺋﻊ أن ﻳﺨﺘﺎر اﻻﺛﻨني .أﻣﺎ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ املﻮازﻳﺔ ﺑﺎملﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻧﻘﺼﺪه ﻓﺴﻮف ﺗﻜﻮن: اﻷﺻﻨﺎف • • • •
ﻻ ﳾء أﻓﻮﻛﺎدو ﻓﻘﻂ ﻟﺤﻢ ﻣﻘﺪد ﻓﻘﻂ ﻛﻼﻫﻤﺎ
ﺷﻜﻞ :2-1ﻗﺎﺋﻤﺔ :ﻛﻠﻴﺔ ﻣﻮدﻟني ٢٤ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ .١٨٨٩
ﻋﻨﴫ ﻣﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻵن ،وﺑﺤﻜﻢ اﻟﺒﻨﻴﺔ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺧﺘﻴﺎر ٍ املﺴﻤﻰ »ﻻ ﳾء« )وﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺮﰲ ،ﺗﻮﺿﻊ اﻟﻘﻮاﺋﻢ وﻋﻨﺎﴏﻫﺎ ﺑني ﻋﻼﻣﺘَﻲ ﺗﻨﺼﻴﺺ( ،ﻏري أﻧﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺴﻤﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎدل؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ إﺗﺎﺣﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ وﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﻌﺎدﻟﺔ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺎدل اﻷﻓﻮﻛﺎدو ﻓﻘﻂ ﻣﻊ اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد 12
اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺮﻏﺒﺔ
ﻓﻘﻂ .واﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﻣﺘﻌﺎدﻻن ،أو ﻳُﺨﺘﺎران ﻣﻌً ﺎ ،ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻣﺮﺗﻀﻮن ﺑﺎﻟﻘﺪر ٍ راﺑﻄﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄيﱟ ﻣﻨﻬﻤﺎ .ﻟﻴﺲ املﻘﺼﻮد أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎول ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﴬورة؛ ﻓﻔﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ٍ ٍ ﻋﻤﻠﺔ ﺛﻢ ﺗﻨﺎول وﺳﻴﻠﺔ اﻋﺘﺒﺎﻃﻴ ٍﺔ ﻣﺎ ﻟﺤﺴﻢ اﻻﺧﺘﻴﺎر؛ ﻣﺜﻞ ﻗﺬف ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺨﻴﻞ اﻋﺘﻤﺎدﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺮاﺑﺢ .وﺑﺪون ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ املﺼﻄﻨﻌﺔ ،ﻗﺪ ﻧﺠﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ ﻣﻮﻗﻒ ﺣﻤﺎر ﺑﻮرﻳﺪان؛ ذﻟﻚ املﺨﻠﻮق اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﺴﻜﻮﻻﺳﺘﻲ ﺟﺎن ﺑﻮرﻳﺪان )(١٣٥٨–١٢٩٥؛ ﻓﻘﺪ ﺗﻀﻮﱠر ﻫﺬا اﻟﺤﻴﻮان اﻟﺒﺎﺋﺲ ،اﻟﺬي و ُِﺿﻊ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑني ﻛﻮﻣﺘني ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺘني ﻣﻦ اﻟﻘﺶ ،ﺟﻮﻋً ﺎ ﺣﺘﻰ املﻮت؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺘﺤ ﱡﺮك ﰲ اﺗﺠﺎه دون اﻵﺧﺮ. وﻛﺘﻮﺿﻴﺢ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻳﺠﺎد اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ أو ﻋﺪم إﻳﺠﺎدﻫﺎ ،ﰲ أﻧﻤﺎط اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﺗﺄﻣﱠ ْﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ »اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ« .ﺣني ﺗﻮﺿﻊ أﻣﺎم ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﺨﺘﺎر »اﻷﻓﻮﻛﺎدو«؛ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﳾء ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ ﰲ ﻫﺬا ،وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻚ اﻟﻨﺎدل ﻷﺧﺬ ﻃﻠﺒﻚ، ﻳﺨﱪك ﺑﺄن »اﻟﺠﺒﻦ« ﻣﺘﻮاﻓﺮ ً أﻳﻀﺎ ،وﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺄﺛري ﻫﺬا أن أﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻚ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف؛ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو« و»اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« و»اﻟﺠﺒﻦ« ،ﻓﺘﺨﺘﺎر »اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« .ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﳾء ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ ﰲ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻔﺮدي ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌًﺎ ﻏري ﻃﺒﻴﻌﻲ ﰲ ﻧﻤﻂ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ؛ إذ ﺗَ ﱠ ﻐري اﺧﺘﻴﺎرك ﺣني اﺗﺴﻌﺖ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﳾء ﻻ ﺗﺮﻳﺪه؛ ﺗﺤﺪﻳﺪًا »اﻟﺠﺒﻦ«. ﺳﺄﻓﱰض ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﻜﺘﺎب وﺟﻮد ﻋﻨﺎﴏ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻜﻴﻼ ﺗﻜﻮن اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﻨﻈﺮ ﺗﺎﻓﻬﺔ؛ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺳﺄﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻋﻨﴫ واﺣﺪ .ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺄﻓﱰض، إﻻ ﰲ املﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺠﻨﱡﺐ ذﻟﻚ ،أن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ أو ﻣﺤﺪودة. وﻫﺬا اﻻﻓﱰاض اﻷﺧري ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﻓﺌﺘني ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎرات .ﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ اﻟﻔﺌﺔ اﻷوﱃ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات ﺑﻼ ﻗﻴﺪ .وﺗﺘﻤﺜﻞ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﰲ وﺟﻮد اﻟﻜﺜري ﻣﻦ املﺒﺎﻟﻎ املﺘﻤﺎﻳﺰة ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ؛ دوﻻر ،دوﻻرﻳﻦ ،ﺛﻼﺛﺔ دوﻻرات وﻫﻜﺬا .وﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ دون ﻧﺪم؛ إذ إن ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻮاﺋﻢ اﻻﺧﺘﻴﺎر املﺜرية ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻟﻬﺎ ﺣﺪود »ﻋﻠﻴﺎ« و»دﻧﻴﺎ« .أﻣﺎ ﻣﺜﺎل اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ اﻟﺨﺎص ﻧﻄﺎق ﻣﺎ ﺑني ١٠إﱃ ٦٠درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ .ﻣﻦ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر درﺟﺔ ﺣﺮارة ﻣﺎء اﻻﺳﺘﺤﻤﺎم .ﻟﻨ َ ُﻘﻞ ﰲ ِ اﻟﻮاﺿﺢ ﻫﻨﺎ أن اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﺪ أﻗﴡ وﺣﺪ أدﻧﻰ ،وﻟﻜﻦ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﱢﻳﻦ .واﺳﺘﺒﻌﺎد ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ ﻻ ﻳﺴﺒﺐ أﻳﺔ ﻣﺸﻜﻼت ﻋﻤﻠﻴﺔ؛ ﻓﻼ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺑني ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺤﺪ ِ ﻧﺨﴪ ﺷﻴﺌًﺎ ذا ﻗﻴﻤﺔ إذا ﺣﴫﻧﺎ اﺧﺘﻴﺎرﻧﺎ ﰲ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﻨﺴﺐ ﺻﻐرية؛ ﻟﻨﻘﻞ ٠٫١درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ .وإذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ذﻟﻚ ،ﻓﺴﺘﻀﻢ ﻗﺎﺋﻤﺘﻨﺎ ﻋﺪدًا ﻣﺘﻨﺎﻫﻴًﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ ،ﺳﻮف أﻓﱰض ،ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم ،أن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻻ زﻣﻦ ﻟﻪ .ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻋﻨﴫًا ﻣﻘﻴﱢﺪًا ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو؛ إذ إن ﻣﻌﻈﻢ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﻠﻠﻬﺎ زﻣﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻨﻬﺎ 13
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻻ زﻣﻨﻲ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗُﻠﺰم ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر »»اﻷﻓﻮﻛﺎدو«، و»اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« ﻏﺪًا« ،واﻟﺬي ﻳﻌ ﱡﺪ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ اﺧﺘﻴﺎ ًرا ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ زﻣﻦ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ً أﻳﻀﺎ أن ﺗُﻠﺰم ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر »»اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« ﻏﺪًا إذا أﻣﻄﺮت ﻏﺪًا ،أو إذا ﻓﺎز اﻟﺠﻮاد ﺑﻴﺠﺎﺳﻮس ﺑﺎﻟﺪرﺑﻲ ،أو إذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ اﺧﱰت »اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« اﻟﻴﻮم «.ﰲ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺰﻣ ُﻦ اﻟﺼﻮر َة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺮﴈ ﻓﻘﻂ ،ﻏري أﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ،ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى، ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ. ) (2ﺑﻌﺾ املﻮاﻗﻒ ﺳﻮف أﺳﺘﻜﺸﻒ ﰲ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻌﻨﻰ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﰲ ﻣﻮاﻗﻒ ﻋﺪة ،وﺳﺄﺑﺪأ ﺑﺎﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻷﺑﺴﻂ ،وﻫﻮ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺄﻟﻒ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ ﻣﺤﺪدة ،ﻣﺜﻞ اﻷﻓﻮﻛﺎدو و ١٠٠دوﻻر .ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﺜﻞ اﺧﺘﻴﺎر املﻜﺎن اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،واﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺗﻘﴤ ﻣﻌﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ. ً واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،أﻧﺘﻘﻞ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺄﻟﻒ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﻦ أرﺟﺤﻴﺎت ،أو ﻣﻘﺎﻣﺮات؛ ﺗﻠﻚ املﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻄﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﺣﺘﻤﺎﻻت ،ﻣﺜﻞ » ١٠٠دوﻻر إذا ﻓﺎز اﻷﺣﻤﺮ«، وﺗُﻤﺜﱠﻞ ﺑﻌﺠﻠﺔ اﻟﺮوﻟﻴﺖ ،وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻌ َ ﻄﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﺣﺘﻤﺎﻻت ،ﻣﺜﻞ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو إذا ﻓﺎز ﺑﻴﺠﺎﺳﻮس ﺑﺎﻟﺪرﺑﻲ« ،وﺗُﻤﺜﱠﻞ ﺑﺴﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ .وﻳﻨﺴﺤﺐ اﻟﻨﻘﺎش ﻫﻨﺎ ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﺜﻞ اﻟﺨﻀﻮع ﻟﺠﺮاﺣﺔ ،ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﱃ إذا أﺧﱪوك أن ﻣﻌﺪل اﻟﻮﻓﻴﺎت ﻋﲆ أﺛﺮﻫﺎ ﻳﺒﻠﻎ ٢٥ ﺑﺎملﺎﺋﺔ ،وﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ ﺟﻮٍّا ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ. وﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﻄﺮاد ،أﺗﻨﺎول ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا املﻮﻗﻒ ،وﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ُ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت إزاء ﺗﻨﻄﻮي ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﲆ املﺎل ﻓﻘﻂ .ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺼﺒﺢ املﺨﺎﻃﺮة ،ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺠﲆ ﰲ املﻘﺎﻣﺮة واﻟﺘﺄﻣنيَ ، ذات ﺻﻠﺔ .وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻄﺮاد ،ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ،ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎرات؛ ﻣﺜﻞ :اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺗﺤﻔﻆ ﺛﺮوﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ،واﺧﺘﻴﺎر اﻟﺘﺄﻣني ﻋﲆ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ. ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،أﺗﻨﺎول اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﺄﻟﻒ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻄﺎء ﻣﺮﺗﻔﻊ أم ﻣﻨﺨﻔﺾ ﰲ ﻣﺰاد ،أو ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻤﻴﻤً ﺎ ،اﻟﴫاع أم اﻟﺘﻌﺎون .وﺗﻨﻄﺒﻖ املﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﻨﺎ ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎرات ،ﻣﺜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻟﻠﺴﻔﺮ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺗﺠﻨﺐ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺬروة ،وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﺪرات ﻧﻮوﻳﺔ ﺗﻮاﺟﻪ ﻓﻴﻪ دول أﺧﺮى ﻧﻔﺲ اﻻﺧﺘﻴﺎر. ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ِ 14
اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺮﻏﺒﺔ
ﺣﺘﻰ اﻵن ﻳﺪور اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻔﺮدي ،وﺳﻮف أﺧﺘﺘﻢ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر ً ﻣﺴﺘﻜﺸﻔﺎ آﻟﻴﺎت ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا ،ﻣﺜﻞ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .وﺗﴪي ﻫﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻄﻌﻢ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء ،وﻋﲆ ﻧﻄﺎق أﻛﱪ، املﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﲆ أﻣﻮر ﻣﺜﻞ ِ املﺰاﻳﺎ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻨﻈﺎم »اﻟﻔﻮز ﻟﻸﻛﺜﺮ أﺻﻮاﺗًﺎ« ،واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .واﻟﻌﻼﻗﺎت ﱠ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ. ﺑني ﻫﺬه املﻮاﻗﻒ ﰲ املﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ أﺳريُ ﰲ أرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ؛ اﻷوﱃ :أﻋﺮض ﻟﺒﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪو ﻓﻴﻬﺎ ﳾءٌ ﻣﺎ ﺧﺎﻃﺌًﺎ .ﻗﺪ ﻳﻜﻮن املﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺜﺎل »اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ« املﺬﻛﻮر أﻋﻼه. اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :أُﺷريُ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﻒ وراء ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ« أُﺷريُ إﱃ أن اﻟﺨﻄﺄ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﱡ ﺗﻐري اﺧﺘﻴﺎرك ﺣني ﺗﺘﺴﻊ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺴﺒﺐ إﺿﺎﻓﺔ ﳾء ﻻ ﺗﺮﻏﺒﻪ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس .اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :أﻗﱰح ﻛﴩط ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﴐور َة ﻋﺪم ﻇﻬﻮر ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﺸﻜﻼت. وﻫﺬا ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﻨَﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ .ﰲ ﻣﺜﺎل اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﴩط ﻫﻮ أﻻ ﺗﺆﺛﱢﺮ إﺿﺎﻓﺔ ﺻﻨﻒ ﻏري ﻣﻼﺋﻢ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎرك ،وﺳﻮف ﻳُﻌﺘﱪ اﻻﺧﺘﻴﺎ ُر ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا اﺳﺘﻮﰱ ﻫﺬا اﻟﴩط )ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،وﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى ،ﻻ ﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﴩط — ﺑﺮﻏﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﴐورﻳٍّﺎ — ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎر اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ( .أﻣﺎ ﰲ املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ،ﻓﺄﻛﺘﺸﻒ إﺟﺮاءً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ً ﺗﻮﺻﻴﻔﺎ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ .ﰲ ﺳﻴﺎق اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﺘﱠﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺑﻬﺬا املﻌﻨﻰ؛ أي إﻧﻨﻲ أﻗﺪﱢم »اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ« ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﻫﻮ أن اﺧﺘﻴﺎرك ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻓﻘﻂ إذا ﻛﺎن ﺑﻮﺳﻌﻚ ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻣﺎ ،واﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻨﴫ اﻟﺬي ﻳﺘﺼﺪﱠر ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ. وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ ٍ ٌ ﻣﻠﺨﺺ ﻟﻬﺬه املﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎملﺮاﺣﻞ اﻷرﺑﻊ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻮل وﻳﻘﺪﱠم ﴪد، ذات اﻟﺼﻠﺔ .وإﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻜﺮار اﻟﻨﻘﺎط اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻳﻘﺪﱢم ﻫﺬا املﻠﺨﺺ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ا َمل َ ﻣﻮﺿﻌً ﺎ ﻣﻼﺋﻤً ﺎ ﻟﻠﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت املﺘﻌﺪدة. ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ ،أﺳﺘﻌﺮض ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ إﻳﺠﺎ ًزا ﺑﻌﺾ اﻹﺿﺎﻓﺎت ،وأﺑﺪأ ﺑﺈﺑﺪاء ﺑﻌﺾ املﻼﺣﻈﺎت ﺣﻮل اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐري ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺼﺔ — إن ﺗﻐريت ﻣﻦ اﻷﺳﺎس — إذا دﺧﻞ اﻟﺰﻣ ُﻦ اﻟﺼﻮر َة ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻋﺮض )ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻪ( ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ٌ أﺷﺨﺎص ﰲ ﺗﺠﺎرب ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ ،وﻳﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻳﺘﴫﻓﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ. ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ ً ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ملﺜﻞ ﻫﺬه املﺘﻨﺎﻗﻀﺎت؛ ً ﻣﺴﺒﻘﺎ أن أوﻻ :ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻔﱰض اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺘﴫﻓﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺣني ﻳُﻮاﺟَ ﻬﻮن ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرات ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ أو ﻣ ُِﻬﻤﱠ ﺔ ،ﻋﻨﻪ ﺣني ﻳُﻮاﺟَ ﻬﻮن ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرات ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ أو ﻏري ﻣﻬﻤﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺘﺒﻪ أﻛﺜﺮ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﴚءُ 15
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺮﻏﺒﺔ )اﻟﻔﺼﻞ اﻷول( ﺟﻤﺎﻋﻲ
ﻓﺮدي ﻏري ﻳﻘﻴﻨﻲ
ﻳﻘﻴﻨﻲ
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ )اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس(
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ )اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﺣﺘﻤﺎﱄ
اﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ )اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ(
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون )اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ(
املﻘﺎﻣﺮة واﻟﺘﺄﻣني )اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ( ﺷﻜﻞ :3-1ﺷﺠﺮة ﻋﺎﺋﻠﺔ »ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر« ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب.
ا ُملﻌ ﱠﺮض ﻟﻠﻔﻘﺪ ﻫﻮ ﻣﻨﺰ َﻟﻚ وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻗﺪرﻫﺎ ١٠دوﻻرات .ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﻘﺒﻞ آن ﻵﺧﺮ؛ ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ اﺗﺨﺎذك اﺧﺘﻴﺎ ًرا ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ ﺳﻬﻮًا ﻓﻜﺮة أﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻧﺮﺗﻜﺐ أﺧﻄﺎءً ﻣﻦ ٍ ﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻟﻮ ﺗﻢ ُ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أﻧﻚ َ ﻛﻨﺖ ﺳﺘَﺘَ ﱠ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮك إﱃ ﻋﺪم ﻋﻘﻼﻧﻴﺘﻪ .ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻗﺪ ﻧﻔﴪ ً اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﺎ ملﻌﻨﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﻛﻤﺮﺷ ٍﺪ ﻧﺤﻮ اﺗﺨﺎذ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻗﺮارات ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻛﻮﺻﻒ ﻟﻠﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﴫف ﺑﻪ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ .راﺑﻌً ﺎ :ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﺎول ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻷﺧﺬ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ،ﻏري أن ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﺤﻞ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻖ ﻣﺸﻜﻼت أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗَﺤﻞ؛ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻀﻊ ﰲ اﻷذﻫﺎن ﻗﺎﻋﺪة »اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﺗﺨﻠﻖ ﻗﺎﻧﻮﻧًﺎ ﺳﻴﺌًﺎ« ،وﻳﺠﺐ أن ﺗﺼﻮغ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه املﺘﻨﺎﻗﻀﺎت. 16
اﻻﺧﺘﻴﺎر واﻟﺮﻏﺒﺔ
وﻛﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ،أﺧﺘﺘﻢ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗُﻠﻘﻲ أيﱠ ﺿﻮء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺼﻮدًا ﺑﺎﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﺜﺮوة؛ أي ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑ »ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ«. واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﱪ ﺣﺒﻜﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﺘﻔﺮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. وﻛﻤﺎ أﴍت ،ﻗﺪ ﻧﻔﴪ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر إﻣﺎ ﻛﺎﺳﺘﻜﺸﺎف ملﻌﻨﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ،وإﻣﺎ ﻛﻮﺻﻒ ﻟﻠﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﴫف ﺑﻪ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ .وإذا ﺗﺒَﻨﱠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻔﺴري اﻷﺧري ،ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ِ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت أن ﻧﺨﻠﻂ ﺑني »اﻟﻮﺻﻒ« و»اﻟﴩح«؛ ﻓﺎﻟﺰﻋﻢ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن أن اﻟﻨﺎس ﻳﻨﻔﺬون ﻋﻦ ﻋﻤ ٍﺪ َ َ املﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﱰﺣﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،ﺑﻞ إﻧﻬﻢ ﻓﻘﻂ — ﰲ املﺠﻤﻞ — ﻳﺘﴫﻓﻮن ﻛﻤﺎ اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ؛ ﻓﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ وﺻﻒ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻤﻮ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺠﺮة ﻳﺘﻢ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﺴﺎﺣﺔ املﻌ ﱠﺮﺿﺔ ﻟﻠﺸﻤﺲ ،وﻟﻜﻦ اﻓﱰاض أﻧﻬﺎ ﺗُﺨﺮج اﻷوراق ﻣﻦ ﺧﻼل ِ ﻻ ﻳﺠﺮؤ أﺣﺪ ،وﻻ ﺣﺘﻰ أﻧﺼﺎر اﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻋﲆ اﻹﺷﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪي إﱃ أن اﻟﺸﺠﺮة ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ. ٍ ﻛﺎﺳﺘﻜﺸﺎف ملﻌﻨﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أﻣﺎ إذا ﻓﴪﻧﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر أﻳﻀﺎ ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻻﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻘﱰح ﻋﻠﻴﻚً ، ً ﻣﺜﻼ ،أﻧﻚ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﺎﻣﺮ أو ﻳﺠﺐ أن ﺗ َﺆﻣﱢ ﻦ ﻋﲆ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻚ؛ ﻷن اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ أو ﻏري ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ )ﻏري أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﱰح أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﻔﻌﻞ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻌً ﺎ( .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر أو ﻋﺪ ِم اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺤﻴﺎة .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻫﻮ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺤﻴﺎة، أن ﺗﻨﺼﺢ رﻳﻨﺘﻮن ِ وإن ﻛﺎن ﺑﺪون أي ﺣﻤﺎس ﻣﻠﺤﻮظ: إﻧﻨﻲ أﻣﴤ ﻗﺪﻣً ﺎ ،وأﺳﺘﻘﻴﻢ وأﺧﺘﺎر اﻟﺤﻴﺎة .إﻧﻨﻲ ﻣﺘﻄﻠﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﺳﺄﻛﻮن ﻣﺜﻠﻚ :اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،اﻟﺘﻠﻔﺎز اﻟﻜﺒري ،ﻏﺴﺎﻟﺔ املﻼﺑﺲ ،اﻟﺴﻴﺎرة ،ﻣﺸﻐﻞ اﻷﻗﺮاص املﻀﻐﻮﻃﺔ وﻓﺘﺎﺣﺔ اﻟﻌﻠﺐ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ،اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠﻴﺪة ،اﻟﻜﻮﻟﺴﱰول املﻨﺨﻔﺾ، ﺗﺄﻣني اﻷﺳﻨﺎن ،اﻟﺮﻫﻦ اﻟﻌﻘﺎري ،املﻨﺰل اﻟﺼﻐري ،اﻟﺜﻴﺎب املﺮﻳﺤﺔ ،اﻷﻣﺘﻌﺔ ،ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ذات اﻟﺜﻼث ﻗﻄﻊ … ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ،وﺗﺘﻄﻠﻊ إﱃ املﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﺣﺘﻰ ﻳﻮم ﻣﻤﺎﺗﻚ. ) (3ﻣﻠﺨﺺ َ ٍ ُﺴﺘﻜﺸﻒ ﰲ أرﺑﻌﺔ ﺳﻴﺎﻗﺎت: ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ ،وﻫﻮ ﻳ ﻳﻨﻄﻮي اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﲆ اﻧﺘﻘﺎء ﻋﻨﴫ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﺎق اﻟﻴﻘني ،ﺣﻴﺚ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻣﺤﺪدة؛ وﺳﻴﺎق اﻟﺸﻚ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻄﻮي اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻋﲆ 17
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
أرﺟﺤﻴﺔ ،ﰲ وﺟﻮد أو ﻋﺪم وﺟﻮد اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ؛ وﺳﻴﺎق اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻟﺸﺨﺼني ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ؛ وﺳﻴﺎق اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌني ﻋﲆ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ .وﺗَﻈﻬﺮ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت إزاء املﺨﺎﻃﺮة ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺸﻚ ،وﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺗﺒﻌﺎت ﰲ ﺳﻴﺎق اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ.
18
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
إن أﺑﺴﻂ إﻃﺎر ﻋﻤﻞ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻓﻴﻪ ﻗﻮاﺋﻢ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ ﻣﺤﺪدة، ﻣﺜﻞ اﻷﻓﻮﻛﺎدو و ١٠٠دوﻻر ،ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺨﺘﺎر ﻣﻨﻬﺎ واﺣﺪًا أو أﻛﺜﺮ ،ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄن اﻟﺘﻌﺎدل ﻣﺒﺎح. ﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ أن اﻟﻘﻮل ﺑﺘﻌﺎدل ﻋﻨﴫﻳﻦ؛ أيْ ﺗَ َﺴﺎوي اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،إﻧﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ارﺗﻀﺎءك ﺑﺄيﱟ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر. ) (1اﻻﺧﺘﻴﺎرات املﻌﻘﻮﻟﺔ ٍ ﻻﺧﺘﻴﺎرات ﺗﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ. ﺗﺄﻣﱠ ِﻞ املﺜﺎ َل اﻟﺘﺎﱄ ) (1-1ﻣﺜﺎل املﻘﺒﱢﻼت ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﻬﻠﻴﻮن واﻟﺸﻤﻨﺪر واﻟﺸﻴﻜﻮرﻳﺎ ،وﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ اﻟﻬﻠﻴﻮن .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﱪك اﻟﻨﺎدل ،رﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺨﻄﺊ ﰲ ﺳﻤﺎﻋﻚ ،ﺑﺄن اﻟﺸﻴﻜﻮرﻳﺎ ﻗﺪ ﻧﻔﺪت ،ﺗﺨﺘﺎر اﻟﺸﻤﻨﺪر. وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺜﻴ ُﻞ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﺑﻴﺎﻧﻴٍّﺎ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺷﻜﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪي واﺿﺢ ﻣﺜﻞ: أبﺟ
أ
أب
ب
ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺧﺘﻴﺎرك ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل )واﻟﺬي ﻫﻮ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻣﺜﺎل اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ املﺬﻛﻮر ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول( ﰲ ﻛﻮﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر )أ( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺨﺘﺎر )أ( ﻣﻦ )أ( ِ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ و)ب( ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﺪو ﺻﺤﻴﺤً ﺎ .وﻟﺘﺠﱡ ﻨﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﺸﻜﻼت ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أﻧﻚ ﰲ ً َ ﺻﻨﻔﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﻣﺘﻮاﻓ ًﺮا ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﺤﺪودﻳﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻚ اﺧﱰت إذا
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺣﻴﻨﻬﺎ أن ﺗﺨﺘﺎره ً أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ املﺤﺪودة .وﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬا اﻟﴩط »ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ«، وﻳﻌﺮف ً أﻳﻀﺎ ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ »أﻟﻔﺎ ِﺳﻦ« ،ﻋﲆ اﺳﻢ أﻣﺎرﺗﻴﺎ ﺳﻦ )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم (١٩٣٣؛ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ .واﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﻤﺜﻴﲇ ﻟﺬﻟﻚ ﰲ ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ ﻗﺪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ِ وإﻧﺎث اﻟﺨﻴﻮل، ذﻛﻮر أﻧﻪ :إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄن ﻣُﻬﺮ ٍة ﻣﺎ أن ﺗﻔﻮز ﰲ ﺳﺒﺎق ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ ِ ﻳﻨﺒﻐﻲ إذن أن ﺗﻔﻮز ً أﻳﻀﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺎق ﻣﻘﺘﴫًا ﻋﲆ اﻹﻧﺎث وﺣﺴﺐ. ْ اﻓﱰض أن ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ رواﺑﻂ اﻟﺘﻌﺎدل ﰲ اﺧﺘﻴﺎرك وﻟﴩط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻧﺘﻴﺠﺔ واﺿﺤﺔ. ﱠ اﻷﺻﲇ ،وأﻧﻚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺨﺘﺎر ﻣﺮة أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻷﺻﻐﺮ املﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﻌﺎدﻟﺔ .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﻧﺮى أن ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻳﺨﱪﻧﺎ أن اﺧﺘﻴﺎرك ﻻ ﻳﺘﻐري ،وﻫﺬا ﻳﺪﻋﻢ إﺑﺎﺣﺘﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎدل؛ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻋﻨﴫان ﻣﺘﻌﺎدﻻن ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺳﺒﺐٌ ﻻﺧﺘﻴﺎر أﺣﺪﻫﻤﺎ دون اﻵﺧﺮ. ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع آﺧﺮ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (2-1ﻣﺜﺎل اﻟﺤﺴﺎء ﺗﺒﺪو ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺣﺴﺎء اﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ وﺣﺴﺎء اﻟﺠﺰر ،ﻓﻴﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ اﻟﺠﺰر .وﻟﺪى إﺧﺒﺎر اﻟﻨﺎدل إﻳﱠﺎك أﻧﻚ ﻗﺪ أﺧﻄﺄت ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﺨﺮﺷﻮف وﻇﻨﻨﺘﻪ ﻓﺎﺻﻮﻟﻴﺎ ،ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ اﻻﺛﻨني ﻣﻌً ﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﻜﻮﻧﺎن اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺣﺴﺎءَي اﻟﺨﺮﺷﻮف واﻟﺠﺰر ،ﺗﺨﺘﺎ ُر ِ ﻣﺘﻌﺎدﻟني .وﻟﺪى ﻋﻮدة اﻟﻨﺎدل إﻟﻴﻚ ﻟﻴﺨﱪك أن ﺣﺴﺎء اﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ ﻣﺘﺎحٌ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺼﻨﻔني اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺗﺨﺘﺎر اﻟﺨﺮﺷﻮف .وﻳﻤﺜﱠﻞ ﻫﺬا ﺑﻴﺎﻧﻴٍّﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أبﺟ
أ
بﺟ
ﺟ
أﺟ
أﺟ
ﺗَﻜﻤﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﰲ اﺧﺘﻴﺎرك )ﺟ( ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻀﻢ )ب( و)ﺟ(، ً وأﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻀﻢ )أ( و)ﺟ( ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻔﺮد ،وﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﺒﺪو ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤً ﺎ .ﺳﺄﻗﻮل إﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر ﻋﻨﴫًا ﻣﻦ ﺛﺎن إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺨﺘﺎر اﻷول ،ﻟﻴﺲ وﺣﺪه ﺑﺎﻟﴬورة ،ﺣني ﺗﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎر ﱟ ٍ »ﺛﻨﺎﺋﻲ« ﻣﻊ اﺧﺘﻴﺎر ٍ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﻓﻘﻂ .وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻼﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ املﺸﻜﻼت ٍ اﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻨﺎ ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺤﺴﺎء« ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﰲ 20
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
ﺛﻨﺎﺋﻴ ٍﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎره ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﴬورة أن ﺗﺨﺘﺎره ﺑﻤﻔﺮده .وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ« ،واﻟﺬي ﻳُﻌﺮف ً أﻳﻀﺎ ﺑﴩط ﻛﻮﻧﺪورﺳﻴﻪ؛ ﻧﺴﺒﺔ ﻟ ﻣﺎري ﺟﺎن أﻧﻄﻮان ﻧﻴﻜﻮﻻ؛ ﻣﺎرﻛﻴﺰ ﻛﻮﻧﺪورﺳﻴﻪ )–١٧٤٣ (١٧٩٤؛ وﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ رﻳﺎﺿﻴﺎت وأﺣﺪ اﻷﻋﻼم اﻟﺮاﺋﺪة ﻟﻌﴫ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ اﻟﻔﺮﻧﴘ .واﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﻤﺜﻴﲇ ﰲ ﻣﺠﺎل ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ أﻧﻪ :إذا ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻣﻬﺮة ﻋﲆ ﻛﻞ ﻣﻬﺮة ﻣﻦ ا ُملﻬْ ﺮات اﻷﺧﺮى ﰲ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﺨﻴﻞ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ إذن أن ﺗﻔﻮز ﺑﺴﺒﺎق ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻀﻤﺎره ﻣﻨﻬﺎ وﻣﻦ ﻫﺬه املﻬﺮات اﻷﺧﺮى ﺟﻤﻴﻌً ﺎ. ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﺗﱢﺴﺎق اﻟﴩ َ ﻃني ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﻴﻔﺎء ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ وﻗﺖ واﺣﺪ ،واﺳﺘﻘﻼﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إن أﻳٍّﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﴤ ﺿﻤﻨًﺎ ﺑﻮﺟﻮد اﻵﺧﺮ .وأﺑﺴﻂ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺜﺎل ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﻛﻼ اﻟﴩ َ وﻣﺜﺎل ﻳَﺴﺘﻮﰲ اﻟﴩط اﻷول ﻓﻘﻂ، ﻃني، ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا ﻫﻮ إﻋﻄﺎء ٍ ٍ وﻣﺜﺎل ﻳَﺴﺘﻮﰲ اﻟﴩط اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﻂ .وﻹﻇﻬﺎر ﻣﺜﺎل ﻳﺨﻔﻖ ﰲ اﺳﺘﻴﻔﺎء ﴍط ﻣﻨﻬﻤﺎ ،ﻻ ٍ ﻧﺒني أﻧﻪ ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ ً ﻧﺤﺘﺎج ﺳﻮى إﻳﺠﺎد ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻔﺸﻞ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻏري أﻧﻪ ﻟﻜﻲ ﱢ ﻃﺎ ﻣﺎ ،ﻻ ﺑﺪ أن ﱢ ﻧﺒني أن اﻟﴩط ﻳُﺴﺘﻮﰱ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت؛ أي ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻮاﺋﻢ املﻤﻜﻨﺔ. َ َ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ ﻣﺜﺎ ٌل ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﻛﻼ اﻟﴩﻃني )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻻﺧﺘﻴﺎرات املﺘﺨﺬة ﻓﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى ،ﺗﻈﻞ ﺗﺎرﻛﺔ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺤﻞ رﻏﺒﺔ(. ) (3-1ﻣﺜﺎل اﻟﺴﻤﻚ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﺳﻤﻚ »اﻷﻧﺸﻮﺟﺔ« و»اﻟﻘﺎروس« و»اﻟﻘﺪ« ،وﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ ِ ﻣﻘﺘﴫة ﻋﲆ »اﻟﻘﺎروس« و»اﻟﻘﺪ«؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر »اﻷﻧﺸﻮﺟﺔ« .وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ »اﻟﻘﺪ« ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺘﴫة ﻋﲆ »اﻷﻧﺸﻮﺟﺔ« و»اﻟﻘﺪ« ،ﺗﺨﺘﺎر »اﻷﻧﺸﻮﺟﺔ«؛ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﱠﻞ ﺑﻴﺎﻧﻴٍّﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﲇ: أبﺟ
أ
أب
أب
بﺟ
ﺟ
أﺟ
أ
ِ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻮاﺋﻢ املﻤﻜﻨﺔ )ﻏري ﻻﺣِ ﻆ أن ﻫﺬا املﺜﺎل ﻳﺤﺪﱢد اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ( .ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻫﻨﺎ ﻋﲆ )أ(؛ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ، 21
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
َ ﻳﺴﺘﻮﰱ ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳُﻌﺘﱪ )أ( ﻫﻮ وﻣﻦ أي ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺤﺪودة ﻳﺘﺎح ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ اﻟﻌﻨﴫَ اﻟﻮﺣﻴ َﺪ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﺘﻮﰱَ ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ. ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺳﺘﻐﻼل ﻣﺜﺎل »اﻟﺤﺴﺎء« ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﻳُﺴﺘﻮﰱ ﻓﻴﻬﺎ ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ دون ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ ،ﴍﻳﻄﺔ أن ﻧﻜﻤﻞ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﺪﻳﺪ أﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر )أ( ﻣﻦ )أ( و)ب(، وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﻫﻲ: أبﺟ
أ
أب
أ
بﺟ
ﺟ
أﺟ
أﺟ
ﻫﻨﺎ ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ )أ(؛ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،وﻣﻦ أﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺤﺪودة ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﺑﻬﺎ؛ ﺣﺘﻰ ﻳُﺴﺘﻮﰱ ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ،وﻟﻜﻦ ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ — وﻫﺬا َ ُﺴﺘﻮﰱ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ( ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮد ،ﰲ ﻫﻮ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا املﺜﺎل — ﻻ ﻳ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. ﺑﺎملﺜﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﺜﺎل ا ُملﻘﺒﱢﻼت ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﻳُﺴﺘﻮﰱ ﻓﻴﻬﺎ ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ دون ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ،ﴍﻳﻄﺔ أن ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﻫﺬا املﺜﺎل ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ أﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ( ﻣﻦ )ب( و)ﺟ(، وﺗﺨﺘﺎر )أ( ﻣﻦ )أ( و)ﺟ( ،وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﻫﻲ: أبﺟ
أ
أب
ب
بﺟ
ﺟ
أﺟ
أ
ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ أي ﻋﻨﴫ ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ،ﺣﺘﻰ َ ﻳﺴﺘﻮﰱ ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ ،ﺑﺤﻜﻢ ﻏﻴﺎب اﻟﴩط اﻵﺧﺮ )ﺗﺬﻛﺮ أن ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻳﺴﺘﻠﺰم أﻧﻪ ﺣﺎل اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻚ اﺧﺘﻴﺎره ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .أﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻋﻨﴫ ﺗﺨﺘﺎره ﰲ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎرات َ ﻳﺴﺘﻮﰱ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴٍّﺎ( ،وﻟﻜﻦ ،وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا املﺜﺎل ،ﻻ ﻳُﺴﺘﻮﰱ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ؛ ﻓﺈن اﻟﴩط ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎر )أ( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺨﺘﺎر )أ( ﻣﻦ )أ( و)ب(. 22
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
ﴍ َ ﺗﻮﺿﺢ أﻣﺜﻠﺔ »املﻘﺒﻼت« و»اﻟﺤﺴﺎء« و»اﻟﺴﻤﻚ« ﱠ ﻃﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ أن َ ْ ﱠ وﻣﺴﺘﻘﻼن .وﰲ ﻇﻞ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﻫﺬﻳﻦ اﻟﴩ َ ﻃني ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺣﺪدﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن، ﻣﺘﱠﺴﻘﺎن ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﻓﻠﺴﻮف أﻗﻮل إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر »املﻌﻘﻮل« ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﴩ َ ﻃني )ﻻﺣ ْ ﻆ أﻧﻨﻲ ،ﻟﺪواﻓﻊ ﺳﻮف ﺗﺘﻀﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪُ ،أﺳﺘﺨﺪم ﻣﺼﻄﻠﺢ »ﻣﻌﻘﻮل« ﻻ »ﻋﻘﻼﻧﻲ«(. وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﺻﻴﻒ اﻻﺧﺘﻴﺎرات املﻌﻘﻮﻟﺔ ،ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻔﻬﻮم »ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ« .ﻳﺤﺪﱢد ﻫﺬا املﻔﻬﻮم ،ﻷي ﻋﻨﴫﻳﻦ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ،ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻨﴫ اﻷول ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺟﻴﺪًا ﻣﺜﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ، َ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻧﻄﺒﺎق أو ﻛﺎن اﻟﻌﻨﴫ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ اﻷول .وﻳﺮاﻋﻲ ﻫﺬا املﻔﻬﻮ ُم اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻌً ﺎ؛ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺤﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻳﻮﺻﻒ اﻟﻌﻨﴫان ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎن .وإذا ﱠ وﻟﻜﻦ اﻻﺛﻨني ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎن ،ﻳﻮﺻﻒ اﻟﻌﻨﴫ اﻷول ﻛﺎن اﻷول ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ُ ﻋﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ﻋﲆ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .وﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﺗﻨﺴﺤﺐ ُ ﻋﻼﻗﺔ »ﻃﻮﻳﻞ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ«؛ ﻛﺄن أﻗﻮ َل اﻟﻌﻼﻗﺎت املﺸﺎﺑﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻋﲆ اﻷﺷﺨﺎص أﻧﺎ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻃﻮﻟﻚ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،أو أﻧﺖ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻃﻮﱄ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،أو ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن ﻛﻼﻧﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﻮل. ﱠ »ﻳﻔﴪ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ« إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺎرﻫﺎ ﻣﻦ إﺣﺪى إن اﺧﺘﻴﺎرك ِ ﻟﻌﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ،ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﻮاﺋﻢ ،وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺟﻮدة ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ (١) :إذا ﻛﺎن ﻋﻨﴫٌ ﻣﺎ ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ .و) (٢إذا ﻣﻔﴪا ﻋﻨﴫ ﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺨﺘﺎر ذﻟﻚ اﻟﻌﻨﴫ .وإذا ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎرك ﻛﺎن أيﱡ ﳾء أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ً ٍ ﱢ ﺗﻮﺿﺢ أن ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ،ﻓﻤﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ .إﻧﻬﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﻠﻴﻪ، ﻋﻨﴫً ا ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺑﻨﻔﺲ ﺟﻮدة ﻋﻨﴫ ٍ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻔﺮده ﺑﺎﻟﴬورة ،ﻣﻦ ﺑني اﻻﺛﻨني .ﻻﺣ ْ ﻆ أن ﻫﺬا ﻳﺸري ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ أﻧﻚ إذا اﺧﱰت ﻋﻨﴫًا ﻣﻦ ﻋﻨﴫﻳﻦ؛ إذن ﻓﻬﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﴫ اﻵﺧﺮ. ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ ﻣﺜﺎل »اﻟﺴﻤﻚ« ،ﻧﺠﺪ أن اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ: أبﺟ
أ
أب
أب
بﺟ
ﺟ
أﺟ
أ 23
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻳﺘﺒني أﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻚ ﻫﻲ: ﻣﺴﺎو ﻟ )ب( )أ( ٍ )ﺟ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ب( )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ(
وداﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﺎر أﻓﻀﻞ اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ ،ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﺳﺘﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎراﺗُﻚ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻣﺜ َﻞ ﻣﻔﴪا ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ. ﻧﻈريﺗﻬﺎ ﰲ ذﻟﻚ املﺜﺎل .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﺧﺘﻴﺎرك ﺳﻴﻜﻮن ﱠ ً ﻗﺪ ﻳﺒﺪو أن ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﱠ وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ .ﻟﻨَﻌُ ْﺪ إﱃ ﻣﺜﺎل »املﻘﺒﱢﻼت« اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أبﺟ
أ
أب
ب
ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﺎ؛ َﻟﺘَﻌَ ﱠني أن ﻳﻜﻮن )أ( ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ ﻟﻮ أﻣﻜﻦ ﺗﻔﺴري ﻫﺬه اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﺑﻌﻼﻗﺔ ٍ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ )ب( ﻷﻧﻚ اﺧﱰت )أ( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ؛ و َﻟﺘَﻌَ ﱠني أن ﻳﻜﻮن )ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )أ( ﻷﻧﻚ اﺧﱰت )ب( وﺣﺪه ﻣﻦ )أ( و)ب( ،و َﻟﻤَ ﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻏري املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻛﻼ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﱢ ﺗﻔﴪ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ. ﻧﻔﺲ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻳﻨﺴﺤﺐ ﻋﲆ ﻣﺜﺎل »اﻟﺤﺴﺎء« ،واﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ: أبﺟ
أ
بﺟ
ﺟ
أﺟ
أﺟ
ﻫﻨﺎ ﻛﺎن ﺳﻴﺘﻌني أن ﻳﻜﻮن )أ( أو )ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ(؛ إذ إﻧﻚ ﻻ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ )أ( ﻟﻴﺲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ(؛ ﻷﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ( ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻤﻔﺮده ﻣﻦ ﺑني )أ( و)ﺟ( ،و)ب( ﻟﻴﺲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ(؛ ﻷﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ( ﻣﻦ ﺑني )ب( و)ﺟ( .وﻫﻜﺬا ،ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺗﻔﴪ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ. 24
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
ﻳﺸري َ ﻣﺜﺎﻻ »املﻘﺒﻼت« و»اﻟﺤﺴﺎء« إﱃ أن (١) :اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﻌﻼﻗﺔ َ ُﺴﺘﻮﰱ أﺣ ُﺪ ﴍ َ ﻃﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ أو اﻟﺘﻮﺳﻊ )أو ﻛﻼﻫﻤﺎ(؛ أي إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻀﻴﻞ إذا ﻟﻢ ﻳ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻏري ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ .و) (٢اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ إذا اﺳﺘُﻮﰲ ﻛﻼ اﻟﴩ َ ﻃني؛ أي إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ .وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻜﻮن ً ﻣﻌﻘﻮﻻ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،أﻣﻜﻦ ﺗﻔﺴريه ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ. ً ﻣﻌﻘﻮﻻ ،وﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ؛ ﻫﻤﺎ ﻓﻌﻠﻴٍّﺎ وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻻﺧﺘﻴﺎرات ،ﺣﺎل ﻛﺎن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﳾء واﺣﺪ؛ إذ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ دوﻣً ﺎ أن ﻧﺸﺘﻖ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ،وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ دوﻣً ﺎ أن ﻧﺸﺘﻖ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎرات. ) (2اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ُ أﴍت ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺪ املﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق ﺟﻴﺪة ،وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك املﺰﻳﺪ ﻟﻴﻘﺎل ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺜﺎل »اﻟﺴﻤﻚ« ،واﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ: أبﺟ
أ
أب
أب
بﺟ
ﺟ
أﺟ
أ
َ اﺧﱰت )ب( ﺣني ﻛﺎن )أ( ﻣﺘﺎﺣً ﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ املﺸﻜﻠﺔ ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﰲ إﺣﺪى اﻟﺤﺎﻻت أﺧﺮى اﺧﱰت )أ( رﻏﻢ ﺗﻮاﻓﺮ )ب( دون اﺧﺘﻴﺎر )ب( ﻣﻌﻪ ً أﻳﻀﺎ .ﻗﺪ ﻧﻔﴪ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﻳُﻮﺿﺢ أن )ب( ﺟﻴ ٌﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ )أ( ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﻮﺿﺢ أﻧﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ب( .وﻟﺘﻔﺎدي ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﺸﻜﻼت ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺛﺎن ﻣﺘﻮاﻓﺮ ،إذن ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺧﱰت اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﺗﻮاﻓﺮ اﻷول ،ﺗﺨﺘﺎر اﻷول ً أﻳﻀﺎ. ﻫﻨﺎك ﻋﻨﴫ ٍ وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻹﻳﻀﺎح« ،واﻟﺬي ﻳﻌﺮف ً أﻳﻀﺎ ﺑﴩط ﺻﺎﻣﻮﻳﻠﺴﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻞ املﻮﺿﺢ ،ﻧﺴﺒﺔ إﱃ ﺑﻮل ﺻﺎﻣﻮﻳﻠﺴﻮن )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم (١٩١٥؛ وﻫﻮ اﻗﺘﺼﺎدي ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ .واﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﻤﺜﻴﲇ ﻟﺴﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ أﻧﻪ :إذا ﻓﺎزت ﻣﻬﺮة ﺑﺴﺒﺎق — ﺳﻮاءٌ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻄﻌﻲ أو ﺑﺎﻟﺘﻌﺎدل ﻣﻊ ﺧﻴﻮل أﺧﺮى — ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﺮة أﺧﺮى؛ ﻓﻠﻦ ﺗﻔﻮز اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻮ ًزا ﻗﺎﻃﻌً ﺎ ﰲ أي ﺳﺒﺎق ﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻪ اﻷوﱃ. 25
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن ﴍط اﻹﻳﻀﺎح ﻳﺸري ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ وﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ ،ﻏري أﻧﻪ ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺴﻤﻚ« ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﺴﻘﻂ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح ،ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ، َ ﻃﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ؛ وﻋﻠﻴﻪ ،ﻳﻜﻮن ﴍط اﻹﻳﻀﺎح أﻗﻮى ﻣﻦ ﴍ َ ُﺴﺘﻮﰱ ﴍ َ ﻃﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ ﻣﻌً ﺎ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أن أي اﺧﺘﻴﺎرات ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﴍ َ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ ً ْ ُ ﻃﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ وﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗَﺴﺘﻮﰲ أﻳﻀﺎ، دون اﺳﺘﻴﻔﺎء ﴍط اﻹﻳﻀﺎح. ﺑﻘﺪر ﻣﻦ اﻹزﻋﺎج؛ ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎرات ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺴﻤﻚ« ﻻ ﺗَﺴﺘﻮﻓﻴﻪ، وﻳﺘﱠﺴﻢ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح ٍ وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺰﻋﺠً ﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ إذ ﻣﻦ املﻤﻜﻦ اﺳﺘﻴﻔﺎؤه ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒني ﻣﻦ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (1-2ﻣﺜﺎل اﻟﻠﺤﻢ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻣﻦ »ﻟﺤﻢ ﺗﻤﺴﺎح« ،و»ﻟﺤﻢ ﺑﻘﺮي« ،و»دﺟﺎج« ،و»ﺑﻂ« .إذا ﻛﺎن »ﻟﺤﻢ اﻟﺘﻤﺴﺎح« ﻣﺘﻮاﻓ ًﺮا ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎره .إذا ﻟﻢ ﻳُﻔﻠﺢ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﺗﺨﺘﺎر »اﻟﻠﺤﻢ اﻟﺒﻘﺮي« إذا ﻛﺎن ﻣﺘﻮاﻓ ًﺮا .إذا ﻟﻢ ﻳُﻔﻠﺢ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﺗﺨﺘﺎر »اﻟﺪﺟﺎج« و»اﻟﺒﻂ« ﻣﻌً ﺎ .واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﲇ: أبﺟد
أ
أﺟ
أ
أبﺟ
أ
أد
أ
أبد
أ
بﺟ
ب
أﺟد
أ
بد
ب
بﺟد
ب
ﺟد
ﺟد
أب
أ
ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح؛ وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻳﻀﺎ ﴍ َ ﺿﻤﻨًﺎ أﻧﻬﺎ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ً ﻃﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻓﻬﻲ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ. ً ووﻓﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ،ﻫﻲ: )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ب( )ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ( )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ( )ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )د( )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )د(
ﻣﺴﺎو ﻟ )د( )ﺟ( ٍ 26
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
َ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻠﻐﻲ ﴍ ُ ِ املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎرات املﻌﻘﻮﻟﺔ املﺸﻜﻼت ط اﻹﻳﻀﺎح ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺣﺪدﺗﻬﺎ ،أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻋﻤﻠﻴﺔ »اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ« ﻫﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﻫﺬا اﻟﴩط. ﱞ ﺧﺎص ﻟﺘﻮﺻﻴﻒ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ،ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻔﻬﻮم »ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ« ،وﻫﻮ ﻧﻮ ٌع ُ ٌ ﻋﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﺳﻢ »اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ املﺘﻌﺪي« .وﺗُﻌﺪ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ً ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن )س( ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ )ص( ،و)ص( ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ُ ﻋﻼﻗﺔ »ﻃﻮﻳﻞ ﻋﲆ ﻣﺜﻞ )ع(؛ ﻓﺈن )س( ﺟﻴ ٌﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ )ع( .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺗﻌﺪ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ﺑني اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ؛ ﻓﺈذا ﻛﻨﺖ أﻧﺎ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻃﻮﻟﻚ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ،وأﻧﺖ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻃﻮل ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ؛ إذن ﻓﺄﻧﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻃﻮل ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ. وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ وراء ﻣﺜﺎل »اﻟﻠﺤﻢ« ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ؛ وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻌﺪي ﻳﺒﺪو ﺳﻤﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻷﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻛﻞ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ؛ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺴﻤﻚ« ،وﻫﻲ: ﻣﺴﺎو ﻟ )ب( )أ( ٍ )ﺟ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ب( )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ(
ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ؛ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ ﻻﻗﺘﻀﺖ اﻟﻌﺒﺎرﺗﺎن اﻷوﻟﻴﺎن ﺿﻤﻨًﺎ أن ﻳﻜﻮن )ﺟ( ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ )أ( ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﻴﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻷﺧري. وﻗﺪ ﺳﻤﻲ ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻴﺢ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻌﻨﺎﴏ ،وإن ﻛﺎن ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎدل؛ وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﰲ أﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺤﻴﺚ َ اﻟﻘﻤﺔ وﻳﺘﺬﻳﻠﻬﺎ اﻷﺳﻮأُ .ﻟﻨَﻌُ ﺪ إﱃ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻦ وراء ﻣﺜﺎل ﻳﺘﺼﺪر اﻷﻓﻀ ُﻞ »اﻟﻠﺤﻢ« .ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب ﺗﻘﻠﻴﺪي واﺿﺢ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أ ب ﺟد
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ دون ﺗﻌﺪﱟ؛ ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺴﻤﻚ« :إذا وﺿﻌﻨﺎ )أ( ﻋﲆ ﻗﻤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،إذن ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻧﻀﻊ )ب( ﻋﲆ اﻟﻘﻤﺔ ً أﻳﻀﺎ؛ 27
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻣﺴﺎو ﻟ )ب( ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ )ب( ﰲ املﻘﺪﻣﺔ؛ ﻷن )ﺟ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ب(، ﻷن )أ( ٍ وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ )ﺟ( ﰲ املﻘﺪﻣﺔ؛ ﻷن )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ( .وﻋﻠﻴﻪ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ أي ﻋﻨﴫ ﰲ املﻘﺪﻣﺔ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺼﻨﻊ ﻗﺎﺋﻤﺔ.
ﺷﻜﻞ :1-2املﻔﻜﺮ :اﻻﺧﺘﻴﺎر رﻏﺒﺔ ﻣﺪروﺳﺔ )أوﺟﺴﺖ رودﻳﻦ.(١٩٠٤ ،
ﱠ »ﻳﻔﴪ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ« إذا ﻛﺎن ﻳﻔﴪ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ واﺧﺘﻴﺎرك )ﺗﺬﻛ ْﺮ أن أي ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺠﺮد ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ( .وﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺧﻠﻒ اﻻﺧﺘﻴﺎرات املﺘﺨﺬة ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺴﻤﻚ« ،واﻟﺬي اﺳﺘُﻮﰲ َ ﻓﻴﻪ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح ،ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴري ﻫﺬه اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ. ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﻧﺠﺪ أن اﻻﺧﺘﻴﺎرات املﺘﺨﺬة ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﻠﺤﻢ« ،اﻟﺬي اﺳﺘُﻮﰲ ﻓﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﴩط ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﱰﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ. 28
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
ﻳﺸري َ ﻣﺜﺎﻻ »اﻟﻠﺤﻢ« و»اﻟﺴﻤﻚ« إﱃ أﻧﻪ (١) :اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ إذا ﻟﻢ ﻳُﺴﺘَﻮ َ ْف ﴍط اﻹﻳﻀﺎح؛ أي إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،و)(٢ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ إذا اﺳﺘﻮﻓﺖ ﻫﺬا اﻟﴩط؛ أي إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ .واﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،أﻣﻜﻦ ﺗﻔﺴريه ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ. ِ ِ وﺗﺮﺗﻴﺒﺎت اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ،ﺣﺎل ﻛﺎن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ،ﳾءٌ واﺣﺪ اﻻﺧﺘﻴﺎرات وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺴﺒﺐَ وراء ﻫﺬا ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧَﻌﺘﱪ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻦ ﺧﻠﻒ ِ اﻻﺧﺘﻴﺎر؛ إذ إن ﻫﻨﺎك ﺻﻠﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑني اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻓ »اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ رﻏﺒﺔ ﻣﺪروﺳﺔ«. ) (3املﻨﻔﻌﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ وﻓﻖ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ِ ﻋﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ،ﺑﺪورﻫﺎ ،ﺣﺴﺐ املﻨﻔﻌﺔ .وﺗﻤﺜﻴﻞ املﻨﻔﻌﺔ ﻟﱰﺗﻴﺐ ﻳﻌني أرﻗﺎﻣً ﺎ ﻟﻠﻌﻨﺎﴏ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﻈﻰ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻷﻓﻀﻞ ﺑﺄرﻗﺎم أﻋﲆ .ﺑﻤﻌﻨًﻰ ﱠ أدق ،ﻳﺤﻈﻰ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن اﻷول أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻋﻨﴫٌ ﺑ »ﻣﻨﻔﻌﺔ« أﻛﱪ ﻣﻦ ﻋﻨﴫ ٍ ﻟﱰﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﺜﺎل »اﻟﻠﺤﻢ« ،وﻫﻮ: )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ب( )ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ( )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ( )ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )د( )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )د(
ﻣﺴﺎو ﻟ )د( )ﺟ( ٍ
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻌني املﻨﺎﻓﻊ: أ
٣
ب
٢
ﺟ
١
د
١
ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻴني ﻣﻔﻴﺪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺸري إﱃ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ داﺋﻤً ﺎ أن ﻧﻌني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻷي ﺗﺮﺗﻴﺐ أﻓﻀﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺪاد ﻗﺎﺋﻤﺔ ،وﺗﻌﻴني رﻗﻢ ١ﻟﻠﻌﻨﴫ )أو ﻟﻠﻌﻨﺎﴏ( اﻟﺴﻔﲇ ،و ٢ﻟﻠﻌﻨﴫ 29
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
اﻟﺬي ﻳﻠﻴﻪ ،وﻫﻜﺬا ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻞ إﱃ ﻗﻤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ ﻓﺒﻮﺳﻌﻨﺎ داﺋﻤً ﺎ ﺗﻤﺜﻴﻞ أي ﺗﺮﺗﻴﺐ أﻓﻀﻠﻴﺔ ﺣﺴﺐ املﻨﺎﻓﻊ .وﺗﻮﺿﺢ ﻫﺬه اﻟﺤﺠﺔ ً أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺮﺗﻴﺐ أﻓﻀﻠﻴﺔ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ ،ﺣﺴﺐ املﻨﺎﻓﻊ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺼﻨﻊ ﻗﺎﺋﻤﺔ. ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮق ﻋﺪﻳﺪة أﺧﺮى ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ املﻨﺎﻓﻊ ،وﺛﻤﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﺘﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ؛ ﻫﻲ: أ
١٠٠
ب
٩٩
ﺟ
١٠
د
١٠
وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺎﺗني أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻷﺧﺮى؛ ﻓﻜﻠﺘﺎﻫﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌًﺎ واﺣﺪًا ﻓﻘﻂ :أن )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،و)ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ( و)د( ،و)ﺟ( و)د( ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎن .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺗﻌﺮف املﻨﻔﻌﺔ ﺑﺎملﻌﻨﻰ املﺴﺘﺨﺪم ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺑﺎﺳﻢ »املﻨﻔﻌﺔ اﻟﱰﺗﻴﺒﻴﺔ«؛ إذ إن ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻫﻮ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﺷﻴﺎء .وﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ املﻨﺎﻓﻊ اﻟﱰﺗﻴﺒﻴﺔ ﺑﺄﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﺎﻋﺪﻳﺔ، ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل )ﴍﻳﻄﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺟﺒﺔ( ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﱰﺑﻴﻊ أو أﺧﺬ اﻟﺠﺬور اﻟﱰﺑﻴﻌﻴﺔ، دون اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ ﺧﺎﺻﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ. وﻳﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎرك ﻫﻮ »ﺗﻌﻈﻴﻢ املﻨﻔﻌﺔ« ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﻴني ﺑﻌﺾ املﻨﺎﻓﻊ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺎوى ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻊ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،إذن ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ املﻨﻔﻌﺔ .وﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﺑﱰﺗﻴﺐ أﻓﻀﻠﻴﺔ؛ ﻷﻧﻪ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻌﻴني ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ إذن أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻈﻢ املﻨﻔﻌﺔ .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ َ املﻨﻔﻌﺔ ﻓﻘﻂ إذا ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺜﻴﻠﻪ ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ .إذن ﺑﻤﺎ أن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎ ُر ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻓﻘﻂ إذا أﻣﻜﻦ ﺗﻔﺴريه ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻓﻘﻂ إذا ﻛﺎن ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ املﻨﻔﻌﺔ. إذن ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﺑﻤﻌﻨﺎه اﻟﺠﻮﻫﺮي ،ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻌﻈﻴﻢ املﻨﻔﻌﺔ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺘﻔﺴري ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ .أﻧﺖ ﺗﻔﻀﻞ )س( ﻋﲆ )ص( إذا اﺧﱰت )س( ﻣﻦ ﺑني )س( و)ص(، 30
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
اﻹﻳﻀﺎح
-----------
اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
--------
املﻌﻘﻮﻟﻴﺔ
اﻟﱰﺗﻴﺐ املﻨﻔﻌﺔ
اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ +اﻟﺘﻮﺳﻊ
اﻟﻌﻼﻗﺔ
ُ ِ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﱠﺴﺎوي ﺷﻜﻞ :2-2ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر ﰲ ﻇﻞ اﻟﻴﻘني :ﺗﻤﺜﱢﻞ ُ ُ ِ اﻟﺘﺒﻌﺎت. اﻟﻔﺮدﻳﺔ املﺰدوﺟﺔ اﻟﺘﻜﺎﻓ َﺆ ،وﺗﻤﺜﻞ اﻷﺳﻬ ُﻢ اﻷﺳﻬ ُﻢ
ﱢ وﺗﻌني ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪ ﻟ )س( ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻟ )ص( إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ )س( ﻋﲆ )ص(. ﻓﺎملﻨﻔﻌﺔ ﺗُﺸﺘﻖ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎر ،وﻟﻴﺲ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻖ ﻣﻦ املﻨﻔﻌﺔ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗﺨﺘﺎر رﻛﻮب اﻟﺨﻴﻞ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﺰﺣﻠﻖ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪ ،ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ؛ ﻓﺮﻛﻮب اﻟﺨﻴﻞ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪ ﺑﺴﺒﺐ اﺧﺘﻴﺎرك ﻟﻪ. واﻟﺼﻼت ﺑني املﻌﻘﻮﻟﻴﺔ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻟﴩوط املﺨﺘﻠﻔﺔ املﻄﺮوﺣﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﱠ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ. ) (4ﺑﻌﺾ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﻗﻠﻴﻼ إذا ﱠ ﺗﺘﻐري اﻟﺼﻮرة ً ﺗﺪﺧﻞ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ .واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ زﻣﻨًﺎ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮي .ﺗﺄﻣﱠ ْﻞ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،اﺧﺘﻴﺎ َرك اﻟﻴﻮم ﻣﺎ ﺗﺘﻨﺎوﻟﻪ اﻟﻴﻮم وﻏﺪًا. ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﰲ إﻃﺎر ﻻ زﻣﻨﻲ. اﻟﻔﺎرق اﻟﻮﺣﻴﺪ أﻧﻪ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ )س( و)ص( ،ﺗﺨﺘﺎر ،ﻟﻨ َ ُﻘﻞ ،ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻷرﺑﻌﺔ: )س( اﻟﻴﻮم و)س( ﻏﺪًا )س( اﻟﻴﻮم و)ص( ﻏﺪًا )ص( اﻟﻴﻮم و)س( ﻏﺪًا )ص( اﻟﻴﻮم و)ص( ﻏﺪًا 31
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻏري أﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﺘﺠﻨﱠﺐ أﺣﺪﻫﻢ ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ رﻳﻨﺘﻮن ،اﻟﻬريوﻳﻦ؛ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ إذا ﺗﻌﺎﻃﻰ ً ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻴﻮم ،ﻓﺴﻴﻜﻮن أﺳريًا ﻟﻪ ﻏﺪًا. ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻤﻴﻤً ﺎ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ أﻧﻚ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ »س اﻟﻴﻮم وص ﻏﺪًا« ،وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻚ إذا ﺗﻨﺎوﻟﺖ )س( اﻟﻴﻮم ،ﻓﺴﻮف ﺗﺘﻐري ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ )س( ﻏﺪًا ً أﻳﻀﺎ .وﻫﺬه ﻫﻲ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،املﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺖ ﺑﻄﻞ ﻫﻮﻣريوس )ﺣﻮاﱄ ٧٠٠ق.م( ﻳﻮﻟﻴﺴﻴﺲ؛ اﻟﺬي رﺑﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺼﺎري ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤ ﱠﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﻤﺎع أﻧﺸﻮدة ﺣﻮرﻳﺎت اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻌﺬﺑﺔ دون أن ﻳﻨﻘﺎد ،ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪُ ،ﻟﺘﺘﺒﱡﻊ اﻟﺼﻮت املﻐﺮي وﻳَﻬﻠِﻚ .واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﻨﻴﺔ املﻮﺿﺤﺔ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ. ﺣﺘﻰ ﰲ إﻃﺎر ﻻ زﻣﻨﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻛﻞ ﳾء واﺿﺤً ﺎ وﻣﺒﺎﴍًا .ﺗﺄﻣ ْﻞ أﺣ َﺪ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت َ ﻗﺮرت ﴍاء ﻫﺎﺗﻒ ﺛﻤﻨﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ،واملﻌﺮوﻓﺔ ﺑﻤﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺘﺄﻃري .أﻧﺖ ﰲ أﺣﺪ املﺤﺎ ﱢل وﻗﺪ ٢٠دوﻻ ًرا ،وﺟﻬﺎز ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺛﻤﻨﻪ ١٠٠٠دوﻻرً . أوﻻ :ﻳﻘﺎل ﻟﻚ إن اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻳﺒﺎع أرﺧﺺ ١٠دوﻻرات ﰲ ﻓﺮع آﺧﺮ ،ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ؛ ﻓﻬﻞ ﺗﺸﱰي اﻵن أم ﺗﺬﻫﺐ إﱃ اﻟﻔﺮع اﻵﺧﺮ؟ ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻳﻘﺎل ﻟﻚ إن اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ )وﻟﻴﺲ اﻟﻬﺎﺗﻒ( ﻳﺒﺎع أرﺧﺺ ١٠دوﻻرات ﰲ اﻟﻔﺮع اﻵﺧﺮ؛ ﻓﻬﻞ ﺗﺸﱰي اﻵن أم ﺗﺬﻫﺐ إﱃ اﻟﻔﺮع اﻵﺧﺮ؟ ﺗَ ﱠ ﻮﻗ ْ ﻒ ﻟﱪﻫﺔ وﺗَﻔ ﱠﻜ ْﺮ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ،أن ﺗﺘﺨﺬ ﻧﻔﺲ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎر أن املﺸﻜﻠﺘني ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺘﺎن ﰲ اﻟﺠﻮﻫﺮ ،وﻻ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎن إﻻ ﰲ اﻟﺘﻔﺴري أو اﻟﺘﺄﻃري؛ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺘني ﺗﻮﻓﺮ ١٠دوﻻرات ﺑﺎﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻔﺮع اﻵﺧﺮ .وﻟﻜﻦ ﻋﺪدًا أﻛﱪ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ، ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ُﺳﺌﻠﻮا ﰲ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب اﺧﺘﺎروا اﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻔﺮع اﻵﺧﺮ ،ﺣني ُ ﻻﺣﻈﺖ وﺟﻮد ﺗﻢ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺳﻌﺮ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻨﻪ ﺣني ﺗﻢ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺳﻌﺮ اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ .وﻗﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎرﻗﺎت ﻛﺘﻠﻚ اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول .وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗُﻜﻮﱢن اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻬﺬه املﻔﺎرﻗﺔ. ﻣﻦ اﻟﺪﻻﻻت اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ املﻬﻤﺔ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن املﻨﺎﻓﻊ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﺗﺼﺎﻋﺪي دون اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ ﺧﺎﺻﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ :أن ﻣﻘﺎرﻧﺎت اﻟﺘﻐﻴريات ﰲ املﻨﻔﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨًﻰ. ﺗﺄﻣﱠ ﻞ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،اﻻدﻋﺎء ﺑﺄن اﻟﻔﺎرق ﺑني ﻣﻨﻔﻌﺔ ١٠٠٠دوﻻر وﻣﻨﻔﻌﺔ ٢٠٠٠دوﻻر أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻔﺎرق ﺑني ﻣﻨﻔﻌﺔ ٨٠٠٠دوﻻر وﻣﻨﻔﻌﺔ ٩٠٠٠دوﻻر .وﻫﻮ اﻻدﻋﺎء املﻨﺎﻇﺮ ﻻدﻋﺎء ً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﻨﻔﻌﺘﻪ أن ﻣﺒﻠﻎ ١٠٠٠دوﻻر ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪ ﺣني ﻳﻀﺎف إﱃ ١٠٠٠دوﻻر ﺣني ﻳﻀﺎف إﱃ ٨٠٠٠دوﻻر ،أو أن »املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺔ« ملﺒﻠﻎ ١٠٠٠دوﻻر ﺗﻜﻮن أﻛﱪ ﺣني ﺗﻜﻮن ﻓﻘريًا ﻋﻨﻬﺎ ﺣني ﺗﻜﻮن ﺛﺮﻳٍّﺎ .وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻدﻋﺎءات ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻻ ﺧﺎﻃﺌﺔ؛ ﺑﻞ ﻫﻲ ادﻋﺎءات ﺑﻼ ﻣﻌﻨﻰ. 32
اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
ﻣﻦ ﻃﺮق ﺗﺨﺼﻴﺺ املﻨﺎﻓﻊ ،ﻋﲆ ﻓﺮض أن اﻟﺜﺮوة اﻷﻛﺜﺮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة اﻷﻗﻞ: ﱠ )ﻣﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﺑﺂﻻف اﻟﺪوﻻرات( ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ املﺒﻠﻎ .وﺛﻤﺔ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ املﺎل ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ :ﺗﻌﻴني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻠﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ ﻟﺬﻟﻚ املﺒﻠﻎ ،وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ: ﺗﻌﻴني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺴﺎوﻳﺔ ملﺮﺑﻊ ذﻟﻚ املﺒﻠﻎ .وﻛﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺮق ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻋﲆ اﻟﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻮدة. إذن ﻓﺎﻻدﻋﺎء ﺑﺄن اﻟﻔﺎرق ﺑني ﻣﻨﻔﻌﺔ ١٠٠٠دوﻻر وﻣﻨﻔﻌﺔ ٢٠٠٠دوﻻر أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻔﺎرق ﺑني ﻣﻨﻔﻌﺔ ٨٠٠٠دوﻻر وﻣﻨﻔﻌﺔ ٩٠٠٠دوﻻر ﻳﺒﺪو ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،إذا ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻌﻴني املﻨﻔﻌﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻠﻎ املﻨﻔﻌﺘﺎن اﻟﺤﺪﻳﺘﺎن ﺣﻮاﱄ ٠٫٤و ٠٫٢ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ ،وﻳﺒﺪو ﺧﺎﻃﺌًﺎ إذا ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻌﻴني املﻨﻔﻌﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﱰﺑﻴﻊ؛ ﺣﻴﺚ اﻟﺮﻗﻤﺎن ١٧و ٣ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ ،وﻟﻜﻦ ﻛﻠﺘﺎ ﻫﺎﺗني اﻟﻄﺮﻳﻘﺘني ﻟﺘﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ ﺟﻴﺪة ﺑﺎﻟﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻓﺄيﱞ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺘني اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺘني ﻻ ﺗﻌﻨﻲ أي ﳾء ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ. إن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﻌﺘﻘﺪات ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻂ ﺑني اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ »اﻟﺜﺮوة اﻷﻛﱪ ﻳ ﱠ ُﻌني ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻜﻮن اﻟﺜﺮوة اﻷﻛﱪ ﻫﻲ املﻔﻀﻠﺔ« ،وﺑني اﻟﻌﺒﺎرة ﻋﺪﻳﻤﺔ املﻌﻨﻰ »اﻟﺜﺮوة اﻷﻛﱪ ﻣﻔﻀﻠﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪ «.واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺨﺎﻃﺊ ملﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﻜري ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺮض ﴐاﺋﺐ ﺗﺼﺎﻋﺪﻳﺔ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل؛ ذﻟﻚ ﻷن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻔﻘري ﻳﺮﺑﺢ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ١٠٠٠دوﻻر »أﻛﺜﺮ« ﻣﻤﺎ ﻳﺨﴪه ﺷﺨﺺ ﺛﺮي ﺑﺪﻓﻊ ١٠٠٠دوﻻر .وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ أي ﻣﻌﻨًﻰ .وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺨﻠﻂ ﺑﺨﻮض ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻏري ﻣﱪرة ملﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻨﺎﻓﻊ اﻷﺷﺨﺎص املﺨﺘﻠﻔني .ﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﺐ ﻳﻤﻨﻌﻨﺎً ، ﻣﺜﻼ ،ﻣﻦ ﺗﺒﻨﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ ﻟﺘﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،وﻟﻜﻦ إذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ذﻟﻚ؛ ﻓﺈن ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻳﻌﺎدل ِﺿﻌﻒ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﻔﻌﺘﻲ ﺗﺨﱪﻧﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﺑﻤﺎ َ ِ أﺿﻌﺎف ﺛﺮوﺗﻲ ،وﻻ ﳾء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .إن أرﺑﻌﺔ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ وﻫﻮ أن ﺛﺮوﺗﻚ ﺗُﺴﺎوي ً ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻟﻠﺴﻌﺎدة أو اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻣﺠﺮد ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻋﺪدي ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت. املﻨﻔﻌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ) (5ﻣﻠﺨﺺ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻊ اﻟﻴﻘني ﻳﺘﻀﻤﻦ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﴫ ﻣﺤﺪد أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ. َ اﺧﱰت ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ،وﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ ﻣﺘﺎﺣً ﺎ ﻳﻘﴤ ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﺑﺄﻧﻚ إذا ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﺤﺪودﻳﺔ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎره ً أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ املﺤﺪودة. ﻳﻘﴤ ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ ﺑﺄﻧﻚ إذا اﺧﱰت ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﰲ اﺧﺘﻴﺎرات ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎره ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﴬورة ﺑﻤﻔﺮده ،ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. 33
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﱠ ﻳﻔﴪ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺧﺘﻴﺎرك ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ِ ﻟﻌﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ،ﻫﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗُﻌَ ﺪ ﺟﻴﺪة ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. ﻣﻌﻘﻮﻻ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ً ﻃﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ ،إذا ،وﻓﻘﻂ ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎر إذا ،ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﻔﺴريه ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ. ﺛﺎن ،ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺧﱰت ﻳﻘﴤ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح ﺑﺄﻧﻚ إذا اﺧﱰت ﻋﻨﴫً ا ﰲ ﻇﻞ ﺗﻮاﻓﺮ ﻋﻨﴫ ٍ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻛﺎن اﻷول ﻣﺘﻮاﻓ ًﺮا ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر اﻷول ً أﻳﻀﺎ. ﱠ ﻣﻔﴪا ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ. ﻳﻔﴪ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﱰﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ إذا ﻛﺎن ﱠ ً ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح ،إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻣﻔﴪا ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ. ﱠ ً ِ ﻟﻌﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« اﻟﱰﺗﻴﺒﻴ ِﺔ ﻳﻌني أرﻗﺎﻣً ﺎ ﻟﻠﻌﻨﺎﴏ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻤﺜﻴﻞ املﻨﻔﻌﺔ ٍ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن اﻷول أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﻮن ﻷﺣﺪ اﻟﻌﻨﺎﴏ رﻗ ُﻢ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪُ ﻣﻦ ﻋﻨﴫ ٍ اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻳﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎرك ﻣﻌ ﱢ ﻈﻤً ﺎ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ اﺧﱰﺗﻬﺎ، ﻟﺘﻌﻴني ﻣﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻊ ،ﻫﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺎوى ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻊ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ٍ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ. ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ املﻨﻔﻌﺔ.
34
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺳﺒﺎق اﳋﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
أﺗﺤ ﱠﻮ ُل اﻵن إﱃ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ » ١٠٠دوﻻر إذا ﻓﺎز اﻷﺣﻤﺮ« ،و»اﻷﻓﻮﻛﺎدو إذا ﻓﺎز ﺑﻴﺠﺎﺳﻮس ﺑﺎﻟﺪرﺑﻲ« .ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ،واﻟﺘﻲ ﺗُﻤﺜﱠﻞ ﺑﺎﻟﺮوﻟﻴﺖ ،ﻳﺘﻢ إﻋﻄﺎء اﺣﺘﻤﺎﻻت ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وﺗُﻤﺜﱠﻞ ﺑﺴﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎج اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت. ) (1املﻮﻗﻒ ٍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﰲ رﻗﻢ ﻳﱰاوح ﺑني ﺻﻔﺮ و ،١ﻳﻘﻴﺲ ﻣﺪى أرﺟﺤﻴﺔ ﺣﺪوث ﺗﺘﻤﺜﻞ »اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ« اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،وﻛﻠﻤﺎ ارﺗﻔﻌﺖ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎن ﺣﺪوث اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﺮﺟﻴﺤً ﺎ .وﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪود اﻟﻘﺼﻮى ،ﺗﺸري اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ﺻﻔﺮ ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ وﻗﻮع اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸري اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ١ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ اﻟﻴﻘني .وﻟﻼﺣﺘﻤﺎﻻت ﺛﻼث ﺧﺼﺎﺋﺺ أﺳﺎﺳﻴﺔ؛ ً أوﻻ :اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﻤﻜﻨﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ .١وﻋﲆ ذﻟﻚ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﺘﺤﺎت ﰲ ﻋﺠﻠﺔ روﻟﻴﺖ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ٣٦ﻓﺘﺤﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺪار اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﺈن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻜﺮة ﻋﻨﺪ أي رﻗ ٍﻢ ﺗُﺴﺎوي .٣٦ / ١ﺛﺎﻧﻴًﺎ :إذا اﺳﺘﺤﺎل وﻗﻮع ﻧﺘﻴﺠﺘني ﻣﻌً ﺎ ،ﻓﺈن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ وﻗﻮﻋﻬﻤﺎ ﺗُﺴﺎوي ﻣﺠﻤﻮع اﺣﺘﻤﺎل وﻗﻮع ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮد .وﻋﲆ ﻫﺬا ،ﻓﺈن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻜﺮة ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻗﻢ ٧أو ١٢ﺗُﺴﺎوي .٣٦ / ٢وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮر، ﺗﻜﻮن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻜﺮة ﻋﲆ رﻗﻢ زوﺟﻲ ﻫﻲ ٣٦ / ١٨أو .٠٫٥ﺛﺎﻟﺜًﺎ :اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
وﻗﻮع ﻧﺘﻴﺠﺘني ﻣﻨﻔﺼﻠﺘني ﺗﺒﺎﻋً ﺎ ﻫﻲ ﻧﺎﺗﺞ اﺣﺘﻤﺎﻻت وﻗﻮع ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ .وﻋﻠﻴﻪ ،ﺗﻜﻮن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻜﺮة ﻋﲆ رﻗﻢ زوﺟﻲ ﻣﺮﺗني ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ ﻫﻲ ٠٫٥ × ٠٫٥أو .٠٫٢٥ ﺗُﺴﻤﻰ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺸﻚ رﻫﺎﻧﺎت .و»رﻫﺎن اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ« ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ٌ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮع ﻫﺬه ﻣﻠﺤﻖ ﺑﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺠﻮاﺋﺰ املﺤﺘﻤﻠﺔ ٍ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت .١ﻣﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل ١٠٠» :دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥وﻻ ﳾء ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺎو ١٠٠» :دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ« .ﺛﻤﺔ ﻣﺜﺎل ،«٠٫٥أو ﺑﺸﻜﻞ ٍ آﺧﺮ ﻫﻮ» :ﻻ ﳾء ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥واﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٢٥واﻟﺠﺒﻦ ﺧﻼف ذﻟﻚ«. وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧني ،ﻟﻨ َ ُﻘﻞ )س( و)ص( ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ: ١٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥وﻻ ﳾء ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٥ و: ﻻ ﳾء ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥واﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٢٥واﻟﺠﺒﻦ ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ. ْ ﻗﺪ ﺗﺘﺨﻴﻞ أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺗﺘﺤﺪد ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﺨﺺ ﺧﻠﻒ اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺪوﻳﺮ ﻋﺠﻠﺔ روﻟﻴﺖ .ﻓﺈذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ اﺧﱰت اﻟﺮﻫﺎن )س( واﺳﺘﻘ ﱠﺮت اﻟﻜﺮة ﻋﲆ رﻗﻢ زوﺟﻲ ،ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ١٠٠دوﻻر؛ وإذا اﺳﺘﻘﺮت ﻋﲆ رﻗﻢ ﻓﺮدي ،ﻓﻼ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﳾء .أﻣﺎ إذا وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ص( ،واﺳﺘﻘﺮت اﻟﻜﺮة ﻋﲆ رﻗﻢ ﰲ اﻟﻨﻄﺎق ﻣﺎ ﺑني ١إﱃ ،١٨ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو«؛ وإذا اﺳﺘﻘﺮت ﻋﲆ رﻗﻢ ﰲ اﻟﻨﻄﺎق ﻣﺎ ﺑني ١٩إﱃ ،٢٧ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ »اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد«؛ وإذا اﺳﺘﻘﺮت ﻋﲆ رﻗﻢ ﰲ اﻟﻨﻄﺎق ﻣﺎ ﺑني ٢٨إﱃ ،٣٦ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ »اﻟﺠﺒﻦ«. ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ املﻼﺋﻢ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻘﻮل »اﻷﻓﻮﻛﺎدو ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ — «١واﻟﺬي ﺳﺘﻜﻮن ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو« أﻣ ًﺮا أﻛﺜﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ — رﻫﺎﻧًﺎ ،وﻫﻮ رﻫﺎن ﻳﺪﻋﻰ »رﻫﺎﻧًﺎ ﻣﺤﺪد اﻟﻘﻴﻤﺔ« .ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺟﻮاﺋﺰ اﻟﺮﻫﺎن ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ رﻫﺎﻧﺎت .واملﺜﺎل ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن، اﻟﺬي ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺟﻮاﺋﺰه ﰲ اﻟﺮﻫﺎن )س( واﻟﺮﻫﺎن )ص( ،ﻫﻮ: اﻟﺮﻫﺎن )س( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٦واﻟﺮﻫﺎن )ص( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٤ ﻗﺪ ﻳُﻨﻈﺮ إﱃ ﻫﺬا »اﻟﺮﻫﺎن املﺮﻛﺐ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻣﺰﻳﺠً ﺎ« ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧني )س( و)ص( اﻟﻔﺮدﻳني ،اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻎ وزﻧﻬﻤﺎ ٠٫٦و ٠٫٤ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ .وﻣﺜﻞ ﻫﺬا املﺰﻳﺞ ﻫﻮ رﻫﺎ ٌن 36
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
ﺟﻮاﺋ ُﺰه ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮاﺋﺰ اﻟﺮﻫﺎﻧني )س( و)ص( ،واﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺠﻮاﺋﺰ اﻟﺮﻫﺎن )س( ﻫﻲ اﺣﺘﻤﺎﻻﺗﻪ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﴬوﺑﺔ ﰲ ،٠٫٦واﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺠﻮاﺋﺰ اﻟﺮﻫﺎن )ص( ﻫﻲ اﺣﺘﻤﺎﻻﺗﻪ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﴬوﺑﺔ ﰲ .٠٫٤وﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻴﻪ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟ ١٠٠دوﻻر ،ﺟﺎﺋﺰة اﻟﺮﻫﺎن )س( ،ﻫﻲ ،٠٫٥ × ٠٫٦أو ،٠٫٣ واﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻼﳾء ،وﻫﻲ ﺟﺎﺋﺰة ﻛﻼ اﻟﺮﻫﺎﻧني )س( و)ص( ،ﻫﻲ )(٠٫٥ × ٠٫٦ (٠٫٥ × ٠٫٤) +أو .٠٫٥وﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن املﺮﻛﺐ أو املﺰﻳﺞ ﻳﻌﺎدل اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺒﺴﻴﻂ: ١٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٣وﻻ ﳾء ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥و»اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫١و»اﻟﺠﺒﻦ« ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫١ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ .1-3 رﻫﺎن ﻣﺮﻛﺐ ٠٫٦
٠٫٤
اﻟﺮﻫﺎن )س(
اﻟﺮﻫﺎن )ص(
٠٫٥
٠٫٥
٠٫٥
٠٫٢٥
٠٫٢٥
١٠٠دوﻻر
ﻻ ﳾء
ﻻ ﳾء
ﻟﺤﻢ
ﺟﺒﻦ
٠٫١
٠٫١
٠٫٣
٠٫٥ رﻫﺎن ﺑﺴﻴﻂ ﺷﻜﻞ :1-3رﻫﺎن ﻣﺮﻛﺐ.
ﻣﻊ وﺿﻊ ﻫﺬه املﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ إﱃ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺑني اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت .وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻣﺒﺎﴍة ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ؛ ﻓﻤﺠﺮد ﺗﻐﻴري اﺳﻢ أﺣﺪ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ »اﻟﻬﻠﻴﻮن« إﱃ » ١٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ«؛ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻐري أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ذﻟﻚ اﻟﻔﺼﻞ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻷﻣﻮر ﻫﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﱢ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ١٠٠دوﻻر ﻋﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺗﻌﻘﻴﺪًا .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﻛﻨﺖ 37
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻻ ﳾء ،ﻓﺴﻴﺒﺪو ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ أن ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ ١٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٩وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﻋﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ ١٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫١وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﻏري أن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﻧﺎﻗﺸﻨﺎه ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ ﺿﻤﻨًﺎ؛ ﻓﻔﻲ إﻃﺎر ﻫﺬا املﻔﻬﻮم ،ﺳﻴﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻣﺸﺎﺑﻬً ﺎ ﻟﻮﺟﻮب ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ »ﻟﻠﺪﺟﺎج« ﻋﲆ »اﻟﺒﻂ«؛ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ »ﻟﺤﻢ اﻟﺘﻤﺴﺎح« ﻋﲆ »اﻟﻠﺤﻢ اﻟﺒﻘﺮي«. واﻟﺴﺒﺐ ﰲ أن اﻷﻣﻮر ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا :أن ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻴﻘني ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ داﺧﻠﻴﺔ؛ ﻓ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو« ﻫﻮ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ »أﻓﻮﻛﺎدو« .أﻣﺎ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺸﻚ ،ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﻓﻠﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ داﺧﻠﻴﺔ؛ إذ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺟﻮاﺋﺰ واﺣﺘﻤﺎﻻت ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻴﻘني ﻫﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ؛ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ أو ﻻ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ .وﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﺴﺎءل ﺑﻌﻘﻼﻧﻴ ٍﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺸﻚ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻨﻈﺮ إﱃ اﻷﻧﻤﺎط ﰲ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎت ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻻت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ١٠٠دوﻻر أو ﻻ ﳾء. ) (2رﻫﺎﻧﺎت اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺿﻮء ﻫﺬه املﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﺳﻮف أﻓﱰض أن اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ ،وأﺗﺴﺎءل ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﱰﺗﻴﺐ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ .وﻣﺎ دﻣﺖ ﻟﻦ أﻟﻘﻲ ً ﺑﺎﻻ ﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت — أي ﻏري املﺘﻌﺪﻳﺔ — ﻓﺴﻮف أﺷري ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪًا إﱃ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑ »اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت«. ﺗﺄﻣﻞ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ اﻟﺬي ﻳﺒﺪو أن ﺑﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﺧﺎﻃﺌًﺎ. ) (1-2ﻣﺜﺎل اﻟﺨﴬاوات أﻧﺖ ﺗﻔﻀﻞ »اﻟﺒﺎذﻧﺠﺎن« ﻋﲆ »اﻟﱪوﻛﲇ« ،وﻟﻜﻦ ﰲ ﻇﻞ ﻋﻠﻤﻚ ﺑﺄن اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ،وأن أﻳٍّﺎ ﻛﺎن ﻣﺎ ﺳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻓﻬﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ٠٫١أن ﻳﺄﺗﻴﻚ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ »ﻗﺮﻧﺒﻴﻂ« ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻄﻠﺐ ﺑﺮوﻛﲇ؛ أي إﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ »اﻟﱪوﻛﲇ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٩واﻟﻘﺮﻧﺒﻴﻂ ﺧﻼف ذﻟﻚ« ﻋﲆ »اﻟﺒﺎذﻧﺠﺎن ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٩واﻟﻘﺮﻧﺒﻴﻂ ﺧﻼف ذﻟﻚ«. ُ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ )ﺟ( إن ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﺗﻜﻤﻦ ﰲ أﻧﻪ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﻮن واﺣﺪ ًة ﰲ ﻛﻼ اﻟﺮﻫﺎﻧني ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺪﻋﻬﺎ ﺗﺆﺛﱢﺮ ﻋﻠﻴﻚ .ﺳﻴﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ أﻛﺜﺮ ﻟﻮ 38
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
َ َ ورﻛﺰت ﻋﲆ ﺟﻮاﻧﺐ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺸﺎﺑﻬﺎن ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻚ ،ﻋﻨﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺮﻫﺎﻧني، اﺧﺘﻼﻓﻬﻤﺎ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺪ ﺗﻔﻀﻞ »اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ٠٫٩ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ )ب( ،واﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ٠٫١ ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ )ﺟ(« ﻋﲆ »اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ٠٫٩ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ )أ( ،واﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ٠٫١ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ )ﺟ(« ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ )أ( وﺣﺪﻫﺎ ﻋﲆ )ب( وﺣﺪﻫﺎ )رﺑﻤﺎ ﻷن )ﺟ( ﺗﺘﻤﺎﳽ ﻣﻊ )ب( أﻛﺜﺮ ﻣﻦ )أ(( ،ﻏري أن أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﺎرات ﻻ ﻳُﻘﺪﱠم؛ ﻓﺈﻣﺎ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ، وإﻣﺎ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﲆ )ﺟ( .ﻓﺈذا ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ،ﻓﻼ ﻳﺼﺒﺢ ﻟ )ﺟ( أﻫﻤﻴﺔ؛ وإذا ﺣﺼﻠﺖ ﻋﲆ )ﺟ( ،ﻓﻼ ﻳﻬﻢ ﻣﺎذا ﻃﻠﺒﺖ .وﻟﻀﻤﺎن ﻋﺪم ﺗﻌﻜري ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﻫﺎت ﻟﻠﺼﻮرة ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أﻧﻚ إذا ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ آﺧﺮ؛ ﻓﺈﻧﻚ إذن ﺗﻔﻀﻞ أيﱠ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول ورﻫﺎن ﺛﺎﻟﺚ ﻋﲆ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻨﻔﺲ اﻷوزان .وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻻﺳﺘﺒﺪال«. وﻟﴩط اﻻﺳﺘﺒﺪال دﻻﻟﺔ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﻣﺒﺎﴍة؛ وﻫﺬه اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻫﻲ أﻧﻚ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ١٠٠دوﻻر ﻋﲆ ﻻ ﳾء ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ ١٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ٠٫٩وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ ١٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫١وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ .ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ آﺧﺮ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن وزن اﻟﺮﻫﺎن اﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﺗﻔﻀﻞ ﻣﺰﻳﺠً ﺎ ﻣﻦ اﻻﺛﻨني ﻋﲆ ﻣﺰﻳﺞ ٍ املﺰﻳﺞ اﻷول أﻛﱪ ﻣﻦ وزن اﻟﺮﻫﺎن اﻷﻓﻀﻞ ﰲ املﺰﻳﺞ اﻟﺜﺎﻧﻲ. ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (2-2ﻣﺜﺎل اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﱢ ﺗﻔﻀﻞ »اﻟﺘﻔﺎح« ﻋﲆ »املﻮز« ،و»املﻮز« ﻋﲆ »اﻟﻜﺮز« )و»اﻟﺘﻔﺎح« ﻋﲆ »اﻟﻜﺮز« ﺑﻤﺎ أﻧﺖ أﻧﻚ ﻋﻘﻼﻧﻲ( ،ﻏري أﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ »املﻮز« ﻋﲆ ﻛﻞ رﻫﺎن ﻳﻤﻨﺤﻚ إﻣﺎ »اﻟﺘﻔﺎح« وإﻣﺎ »اﻟﻜﺮز« اﻟﻜﺮﻳﻪ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻷﺧري ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ. ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﰲ وﺟﻮد ﻗﻔﺰة ﰲ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ .ﺗﺄﻣﱠ ﻞ ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑني )ب( واﻟﺮﻫﺎن )س( ،اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗُﺴﺎوي )ﺣ( ،و)ﺟ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴ ٍﺔ ﻣﺎ ﺗُﺴﺎوي )ﺣ( .إذا ﻛﺎﻧﺖ )ﺣ( أﻗﻞ ﻣﻦ ،١ﻣﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺔ إﱃ ،١ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ )ب(؛ وﻟﻜﻦ ﺣني ﺗﻜﻮن )ﺣ( ﺗُﺴﺎوي ،١ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺮﻫﺎن )س( ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ )أ(،
39
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ٍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﻀﻴﻞ رﻫﺎن ﻋﲆ اﻵﺧﺮ دون ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ )ص( .وﻫﻜﺬا ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﰲ املﺮور ﺑﺎملﺮﺣﻠﺔ املﺘﻮﺳﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎد ﺑني اﻻﺛﻨني .وﻳﺘﻀﺢ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺠﺪول: ﺣ
١ … ٠٫٩٩٩ ٠٫٩٩ ٠٫٩
اﻻﺧﺘﻴﺎر ب
ب
ب
… س
ﻣﻘﺒﻮﻻ أﻛﺜﺮ أن ﺗﺘﻐري ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺑﺴﻼﺳﺔ ً ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻘﻔﺰ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ. ﻛﺎن ﺳﻴﺒﺪو َ وﻹدراك ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﲇ ،أﻋِ ْﺪ ﺗﻔﺴري )أ( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ،و)ب( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻻ ﳾء ،و)ﺟ( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻮﺗﻚ .ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻻدﻋﺎء ﰲ أﻧﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺣ( ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ،ﺳﺘُ ْﻘﺪم ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺑﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺣ( ،وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻮﺗﻚ ﺧﻼف ذﻟﻚ .إذا ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻳﺒﺪو ﻣﺴﺘﺒﻌﺪًاَ ، ﻓﺴ ْﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻌﱪ ﺷﺎرﻋً ﺎ ﻣﺰدﺣﻤً ﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرات ،ﻣﺘﻜﺒﺪًا ﺑﺬﻟﻚ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻷن ﺗﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻚ؛ ﻻﻟﺘﻘﺎط ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر .ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﺳﺘﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺔ :ﻧﻌﻢ .وﻻﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﻘﻔﺰات ﰲ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت ،ﻗﺪ ﺛﺎن ،وﻓﻀﻠﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﲆ ﺛﺎﻟﺚ ،إذن ﻓﻬﻨﺎك ﻧﺸﱰط أﻧﻚ إذا ﻓﻀﻠﺖ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ رﻫﺎن ٍ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧني اﻷول واﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﻌﺘﱪه ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ« ،وﻳﻌﺮف ً أﻳﻀﺎ ﺑ »ﴍط أرﺷﻤﻴﺪس«؛ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ أرﺷﻤﻴﺪس )٢١٢–٢٨٧ق.م(. )ﻗﺪ ﻧﻼﺣﻆ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎرض أن ﴍط اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻳﻘﴤ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎح ﻟﻼﺣﺘﻤﺎﻻت ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﻳﻦ واﻟﺘﻨﻮع ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ؛ ﻷﻧﻬﺎ إذا ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻓﻘﻂ ﺑﺪرﺟﺎت ﻗﺪرﻫﺎ ،٠٫١ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، إذن ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﱠ ﻓﻀﻠﺖ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٩و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ ﻋﲆ )ب( ،ﱠ وﻓﻀﻠﺖ )ب( ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٨و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ .وﻫﺬا ﺑﺪوره ﻳﻘﺘﴤ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت املﻤﻜﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ(. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ أن ﴍ َ ﻃﻴﻨﺎ ﻣﺘﱠﺴﻘﺎن وﻣﺴﺘﻘﻼن .وﺗﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﺘﻜﺮار، ﺳﻮف أﺗﻨﺎول ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺗﺴﺎق ﻓﻘﻂ؛ ﻓﺎﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ أﻣﺮ واﺿﺢ وﺑﺴﻴﻂ. ﱠ وﻳﻮﺿﺢ اﻻﺗﺴﺎق ﻣﻦ ﺧﻼل املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (3-2ﻣﺜﺎل املﻜﴪات ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﻣﱡ ﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت املﻤﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ »اﻟﻠﻮز« و»اﻟﺠﻮز اﻟﱪازﻳﲇ« ُ ﱢ ﺿﻌﻒ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺛﺎن ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن و»اﻟﻜﺎﺟﻮ«، ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ رﻫﺎن ٍ 40
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
ً ﻣﻀﺎﻓﺎ إﻟﻴﻪ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺠﻮز اﻟﱪازﻳﲇ ﰲ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول؛ أﻛﱪَ ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﻠﻮز ا ُمل ِ ﻨﺎﻇﺮ ﰲ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ. ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﺗُﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن: )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺣ( ،و)ب( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ق( ،و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن: )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ر( ،و)ب( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ل( ،و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ٢ﺣ +ق أﻛﱪ ﻣﻦ ٢ر +ل .ﻻﺣﻆ أن ﻫﺬا ﻳﺤﺪد ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت املﻤﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ )أ( ،و)ب( ،و)ﺟ( .وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺗﻮﺿﻴﺢ أن ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺎن. ملﺎ ﻛﺎن ﴍﻃﺎ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻣﺘﱠﺴﻘني وﻣﺴﺘﻘﻠني ،وﻳﺒﺪو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ أﻧﻬﻤﺎ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪان املﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺣﺪدﺗﻬﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻟﺪﻳﻚ »ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ«، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ،إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﴩ َ ﻃني. وﻟﺘﻮﺻﻴﻒ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻔﻬﻮم »املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ« .ﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻨﺎ اﻓﱰﺿﻨﺎ أن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴريه ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻸﻓﻀﻠﻴﺔ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ املﻨﻔﻌﺔ )ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ( .إذن ملﺎ ﻛﺎن ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ،أﻣﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﻌﻴﻴﻨُﻬﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎﻧﺎت املﺤﺪدة اﻟﻘﻴﻤﺔ؛ أي ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ .ﻟﻨﻔﱰض أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻨﺎ ذﻟﻚ .وﻋﲆ ِ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎ ﺑﴬب ذﻟﻚ ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ٍ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺠﺎﺋﺰة ،وﺟﻤﻊ اﻷرﻗﺎم اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﺗﻌﻴني املﻨﻔﻌﺔ: س
١
ص ٣ ٢
ع
إذن ﻓﺎملﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن: )س( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٢و)ص( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٣و)ع( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٥ ﻫﻲ ) ،(٠٫٥ × ٢) + (٠٫٣ × ٣) + (٠٫٢ × ١أو .٢٫١ 41
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺗﺬ ﱠﻛﺮ أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ ﺑﻄﺮق ﻋﺪة؛ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮب أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﻨﺎﻓ ُﻊ أﻋﲆ .ﻛﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻻﺣ ْ ﻆ أﻧﻨﺎ إذا ﺿﺎﻋﻔﻨﺎ ﻛﻞ املﻨﺎﻓﻊ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻀﺎﻋﻒ ِ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻷيﱢ رﻫﺎن؛ وإذا أﺿﻔﻨﺎ ٧ﻟﺠﻤﻴﻊ املﻨﺎﻓﻊ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻀﻴﻒ ٧ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻷيﱢ رﻫﺎن .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻛﻼ ﻫﺬﻳﻦ اﻷﻣﺮﻳﻦ ،ﺑﺬﻟﻚ اﻟﱰﺗﻴﺐ ،ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ ً ﻣﻀﺎﻓﺎ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن أﻋﻼه ﻫﻲ ،١١٫٢واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎدل ِﺿﻌﻒ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ إﻟﻴﻬﺎ ،٧ﻏري أﻧﻨﺎ إذا اﺳﺘﺒﺪﻟﻨﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ املﻨﺎﻓﻊ ﻗِ ﻴَﻤَ ﻬﺎ اﻟﱰﺑﻴﻌﻴﺔ ،ﻓﺈن املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺑﱠﻊ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ؛ ﻓﺎملﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻫﻲ ،٤٫٩ﰲ ﺣني أن ﻣﺮﺑﻊ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻳﺴﺎوي .٤٫٤١ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗُﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻼﺋﻤً ﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﺎ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻣﻨﺎﻓﻌﻬﺎ املﺘﻮﻗﻌﺔ؛ أيْ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﻀﻴﻞ رﻫﺎن ﻋﲆ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ أﻋﲆ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أﻧﻚ رﻫﺎن ٍ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪ: )س( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥و)ص( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٣و)ع( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٢ ﻷن املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن اﻷﺻﲇ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ،ﻛﻤﺎ أﴍﻧﺎ ،٢٫١ ،ﺗﺘﺠﺎوز املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪ ،واﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺎوي .١٫٨إذا أﻣﻜﻦ ﺗﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ؛ ﻓﺈن املﻨﺎﻓﻊ املﻌﻴﻨﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﺗﺴﻤﻰ »املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ« ،أو ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺑﺮﻧﻮﱄ؛ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت داﻧﻴﻴﻞ ﺑﺮﻧﻮﱄ ) ،(١٧٨٢–١٧٠٠وﻳﻘﺎل :إن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت »ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ«. ﺑﻄﺮق ﻋﺪة .ﻫﺐْ إذا أﻣﻜﻨﻨﺎ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﺪدﻳﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﺎ ٍ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ .ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻳﻜﻮن رﻫﺎن )س( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ رﻫﺎن أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻋﻴﱠﻨﱠﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﺪدﻳﺔ ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ )ص( إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ أﻋﲆ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻴني .واﻵن ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة املﻌﻴﻨﺔ ﻟﻜﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ً ِﺿ َ ﻣﻀﺎﻓﺎ إﻟﻴﻬﺎ .٧إذن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺮﻫﺎن )س( ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻌﻒ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪة أﻋﲆ ﻣﻦ )ص( إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻔﻌﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ أﻋﲆ؛ أي إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ص(؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﺗﺤﺘﻔﻆ املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺣني ﺗُﻀﺎﻋَ ﻒ وﻳﻀﺎف إﻟﻴﻬﺎ .٧وﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﺗﺤﺘﻔﻆ املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺣني ﺗُﺤﻮل ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ »اﻟﺨﻄﻴﺔ«؛ أي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﴬب ﰲ أي ﻋﺪد ﻣﻮﺟﺐ )أو ﺗﻘﺴﻢ ﻋﻠﻴﻪ( ،أو ﺣني ﻳﻀﺎف أي ﻋﺪد ﻣﻮﺟﺐ إﻟﻴﻬﺎ )أو ﻳُﻄﺮح ﻣﻨﻬﺎ( .وﻣﻦ 42
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
اﻟﺨﻄﻲ اﻟﺘﺤﻮﻳ ُﻞ ﺑني ﻃﺮﻳﻘﺘَﻲ ﻗﻴﺎس درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة؛ ﻓﺎﻟﺪرﺟﺎت اﻷﻣﺜﻠﺔ املﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻳﻞ ﱢ اﻟﻔﻬﺮﻧﻬﺎﻳﺘﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ درﺟﺎت ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻣﴬوﺑﺔ ﰲ ،١٫٨ﺛﻢ أﺿﻴﻒ إﻟﻴﻬﺎ ٣٢درﺟﺔ. ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﻻ ﺗﺤﺘﻔﻆ املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺣني ﺗﺤﻮﱠل ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏري ﺧﻄﻴﺔ .وﻳُﻌﺰى ﻫﺬا إﱃ أن ﺗﻄﺒﻴﻖ أي ﻃﺮق ﺗﺤﻮﻳﻠﻴﺔ أﺧﺮى ﻋﲆ املﻨﺎﻓﻊ ﻻ ﻳُﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﺗﻌﻴني املﻨﻔﻌﺔ: س
٥
ص ٣ ٠
ع
إذن ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻔﻀﻞ )ص( )أي اﻟﺮﻫﺎن ﻣﺤﺪد اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )ص( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ (١ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )س( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٥و)ع( ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄن املﻨﻔﻌﺘني املﺘﻮﻗﻌﺘني ﻫﻤﺎ ٣و ،٢٫٥وﻟﻜﻦ إذا اﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﻬﺎﺗني املﻨﻔﻌﺘني ﻗِ ﻴَﻤَ ﻬﻤﺎ اﻟﱰﺑﻴﻌﻴﺔ ،ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺘﺎن املﺘﻮﻗﻌﺘﺎن ﻫﻤﺎ ٩و١٢٫٥؛ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﻮﺣﻲ ﺧﻄﺄ ً ﺑﺄﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ )ص(. اﻓﱰض أﻧﻨﺎ ﻋﻴﻨﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﺪدﻳﺔ ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺠﺎﺋﺰة )س( املﻨﻔﻌﺔ )و(، واﻟﺠﺎﺋﺰة اﻷﻓﻀﻞ )ص( املﻨﻔﻌﺔ )ز(؛ ﻻ ﺑﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن ﺗﻜﻮن )ز( أﻛﱪ ﻣﻦ )و( .إذا ﻃﺮﺣﻨﺎ )د( ﻣﻦ ﻫﺎﺗني املﻨﻔﻌﺘني ،ﺛﻢ ﻗﺴﻤﻨﺎ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﲆ ﻧﺎﺗﺞ ﻃﺮح )و( ﻣﻦ )ز( )وﻫﻮ رﻗﻢ ﻣﻮﺟﺐ( ،ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﻌﺔ )ص( ،١وﻣﻨﻔﻌﺔ )س( ﺻﻔ ًﺮا .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻟﻮ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﺪدﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس؛ ﻓﺈن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻤﻨﺢ املﻨﻔﻌﺔ ﺻﻔ ًﺮا ﻹﺣﺪى اﻟﺠﻮاﺋﺰ ،واملﻨﻔﻌﺔ ١ﻟﺠﺎﺋﺰ ٍة ﻣﺎ أﻓﻀﻞ. ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﰲ ﻣﺜﺎل »املﻜﴪات« ،واﻟﺬي ﺗُ ﱢ ﻔﻀﻞ ﻓﻴﻪ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ آﺧﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ِﺿﻌﻒ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ )أ( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ )ب( ﰲ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول؛ أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻌﺪد املﻨﺎﻇﺮ ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﻓﺈذا ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ: ٢
أ
ب ١ ﺟ ٠
43
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻓﺈن املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن: )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺣ( ،و)ب( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ق( ،و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﻫﻲ ٢ﺣ +ق ،واملﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن: )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ر( ،و)ب( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ل( ،و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﻫﻲ ٢ر +ل .إذن ،ﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول ﻋﲆ اﻟﺜﺎﻧﻲ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ ٢ﺣ +ق أﻛﱪ ﻣﻦ ٢ر +ل ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول ﻋﲆ اﻟﺜﺎﻧﻲ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ أﻋﲆ .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﺗﺘﺴﻢ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ. وﻹدراك أن ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ،ﻋُ ْﺪ إﱃ ﻣﺜﺎل أﻳﻀﺎ ﱢ اﻟﺨﴬاوات ،اﻟﺬي ﺗﻔﻀﻞ ﻓﻴﻪ )أ( ﻋﲆ )ب( ،وﻟﻜﻨﻚ ً ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن )س( اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )ب( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٩و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ص( اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٩و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ .وملﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ )أ( ﻋﲆ )ب( ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻌني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ١ ﻟ )أ( ،وﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺻﻔﺮ ﻟ )ب( .اﻛﺘﺐ املﻨﻔﻌﺔ املﻌﻴﻨﺔ ﻟ )ﺟ( ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ )ز( .ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻓﺈن املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟ )س( ﺗُﺴﺎوي ٠٫١ز ،واملﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟ )ص( ﺗُﺴﺎوي ٠٫١ + ٠٫٩ز. وﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ )س( ﻋﲆ )ص(؛ ﻓﺈن ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺳﺘﺘﻄﻠﺐ أن ﺗﻜﻮن ٠٫١ز أﻛﱪ ﻣﻦ ٠٫١ + ٠٫٩ز ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ املﺴﺘﺤﻴﻞ. ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﺎ ﻣﺄزق ﻣﺸﺎﺑﻪ ﰲ ﻣﺜﺎل اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ،اﻟﺬي ﻓﻴﻪ ﺗﻔﻀﻞ )أ( ﻋﲆ )ب( و)ب( ﻋﲆ )ﺟ( ،ﻟﻜﻨﻚ ﺗﻔﻀﻞ )ب( ﻋﲆ ﻛﻞ رﻫﺎن ﻳﻤﻨﺤﻚ إﻣﺎ )أ( وإﻣﺎ )ﺟ( .وﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ )أ( ﻋﲆ )ﺟ( ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﻘﺪارﻫﺎ ١ﻟ )أ( و ٠ﻟ )ﺟ( .اﻛﺘﺐ املﻨﻔﻌﺔ املﻌﻴﻨﺔ ﻟ )ب( ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ )ز( .ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ )أ( ﻋﲆ )ب( ،و)ب( ﻋﲆ )ﺟ( ،ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﺗﻘﻊ )ز( ﺑني ﺻﻔﺮ و .١أﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﻀﻞ )ب( ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺣ( و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﻟﻜ ﱢﻞ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺣ( أﻗﻞ ﻣﻦ .١وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن ﻫﻲ )ﺣ(، ﻓﺈن ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺳﺘﺘﻄﻠﺐ أن ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ )ز( اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ،اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ،١أﻛﱪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻔﻌﺔ )ﺣ( ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ .وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻫﺬا أﻣﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ. ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﺼﺎدﻓﺔ (١) :أن ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻋﲆ ﻣﺜﺎل َ ﻣﺜﺎﱄ »اﻟﺨﴬاوات« أو »اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ« ،و) (٢أﻻ ﻳُﺴﺘﻮﰱ ﴍط اﻻﺳﺘﺒﺪال »املﻜﴪات« ،ﻻ ﻋﲆ َ ﻣﺜﺎﱄ »اﻟﺨﴬاوات« و»اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ« ،ﰲ ﺣني ﻳُﺴﺘﻮﰱ ﻛﻼ أو اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ )أو ﻛﻼﻫﻤﺎ( ﰲ 44
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
اﻟﴩ َ ﻃني ﰲ ﻣﺜﺎل »املﻜﴪات« .ﻓﺪاﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ أﻳﻨﻤﺎ ﻳُﺴﺘﻮﰱ اﻟﴩﻃﺎن؛ أي ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ .وﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻔﺎده :أن اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎﻧﺎت )اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ( ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ. ) (4-2ﺑﻌﺾ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﺗﺘﻐري اﻟﺼﻮرة ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ﻟﻮ أﺻﺒﺢ ﻟﻠﺰﻣﻦ دور ﰲ اﻷﻣﺮ .ﺗﺄﻣﻞ اﻟﺮﻫﺎﻧني اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﻋﺎم )ﺗﺤﺘﺴﺐ ﻣﻦ اﻟﻴﻮم( إذا ﻓﺎز رﻗﻢ زوﺟﻲ ﻋﲆ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺮوﻟﻴﺖ ،وﻻ ﻳﻤﻨﺤﺎﻧﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﻏري أن اﻟﺮﻫﺎﻧني ﻏري ﻣﺘﻤﺎﺛﻠني؛ ﻓﻔﻲ اﻷول ﺗﺪار ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺮوﻟﻴﺖ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺪار ﺑﻌﺪ ﻋﺎم .ﻫﺬان اﻟﺮﻫﺎﻧﺎن ﻟﻴﺴﺎ ﻏري ﻣﺘﻤﺎﺛﻠني وﺣﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﻏري املﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻈﻦ أﺣﺪﻫﻢ أﻧﻬﻤﺎ ﻣﺘﻤﺎﺛﻼن .وﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﺳﻮف ﺗﻔﻀﻞ اﻷول؛ ﻷن املﻌﺮﻓﺔ ﺑﺜﺮوﺗﻚ املﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗُﻤ ﱢﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻋﲆ ﻣﺪار َ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺛﺮﻳٍّﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺘﻨﻔﺪ ﻣﺪﺧﺮاﺗﻚ، اﻟﻌﺎم ا ُملﻘﺒﻞ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ إﻓﺎدة .ﻓﻠﻮ أو ﺗﻘﱰض ﻋﲆ أﺳﺎس املﻠﻴﻮن دوﻻر املﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﰲ اﻟﻌﺎم املﻘﺒﻞ ،ﻏري أن اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﻮﱠرﻧﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني اﻟﺮﻫﺎﻧني؛ وﻣِﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺰﻣ ُﻦ اﻟﺼﻮر َة ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ. ً ﺗﻨﺎﻗﻀﺎ ﻇﺎﻫﺮﻳٍّﺎ ﺣﺘﻰ ﰲ إﻃﺎر ﻻ زﻣﻨﻲ ،ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻛﻞ ﳾء واﺿﺤً ﺎ وﻣﺒﺎﴍًا .ﺗﺄﻣﱠ ْﻞ ً ِ ﻧﺴﺒﺔ ملﻮرﻳﺲ آﻟﻴﻪ )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم (١٩١١؛ ﻋﺎﻟﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﲆ ﺑﻤﻔﺎرﻗﺔ آﻟﻴﻪ؛ ﻳﻌﺮف ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞً . أوﻻ :ﻫﻞ ﺗُﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن )ﻣﺤﺪد اﻟﻘﻴﻤﺔ( )د( اﻟﺬي ﻫﻮ: ٢٤٠دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .١ ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ﻫ( اﻟﺬي ﻫﻮ: ٢٥٠دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٣٣و ٢٤٠دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٦٦وﺻﻔﺮ دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٠١؟ ﺛﺎﻧﻴٍّﺎ :ﻫﻞ ﺗُﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن )س( اﻟﺬي ﻫﻮ: ٢٥٠دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٣٣وﺻﻔﺮ دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٦٧ 45
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ص( اﻟﺬي ﻫﻮ: ٢٤٠دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٣٤وﺻﻔﺮ دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٦٦؟ ْ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﱪﻫﺔ وﻓ ﱢﻜﺮ .إذا ﻛﻨﺖ ﺗُﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن )د( ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ﻫ( ،إذن ﻳﺠﺐ أن ﺗﻔﻀﻞ ً ٍ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘُﻬﺎ ١ أﻳﻀﺎ )ص( ﻋﲆ )س( .وﻟِﻨﺮى اﻟﺴﺒﺐ وراء ذﻟﻚ ،ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻌﻴني ﻟ ٢٥٠دوﻻ ًرا وﺻﻔﺮ ﻟﻼﳾء ،وﻧﻜﺘﺐ املﻨﻔﻌﺔ املﻌﻴﻨﺔ ﻟ ٢٤٠دوﻻ ًرا ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ )ز( .إذن إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ )د( ﻋﲆ )ﻫ(؛ ﻓﺈن املﻨﻔﻌﺔ )املﺘﻮﻗﻌﺔ( ﻟ )د( — اﻟﺘﻲ ﻫﻲ )ز( — ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن أﻛﱪ ﻣﻦ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟ )ﻫ( ،واﻟﺘﻲ ﻫﻲ ٠٫٦٦ + ٠٫٣٣ز .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أن ٠٫٣٤ز ﻻ ﺑﺪ وأن ﺗﻜﻮن أﻛﱪ ﻣﻦ .٠٫٣٣وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ املﻨﻔﻌﺔ ٠٫٣٤ز ﻫﻲ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟ )ص( واملﻨﻔﻌﺔ ٠٫٣٣ﻫﻲ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟ )س( ،ﻓﺈن ﻫﺬا ﺑﺪوره ﻳﻘﺘﴤ ﺿﻤﻨًﺎ ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ ﻟﻠﺮﻫﺎن )ص( ﻋﲆ )س( ،إذا ﻛﺎن ﻟﺘﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ. ﻏري أﻧﻪ ﰲ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب ،ادﻋﺖ ﴍﻳﺤﺔ ﻛﺒرية — ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ — ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗﻔﻀﻴﻞ )د( ﻋﲆ )ﻫ( ،وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﻀﻴﻞ )س( ﻋﲆ )ص( .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻫﺆﻻء ﻣﺴﺎو ،ﻟﻢ ﺗَ ِ ﺴﺘﻮف ﴍط اﻷﺷﺨﺎص ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ،أو ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ٍ اﻻﺳﺘﺒﺪال أو ﴍط اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ )ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻢ ﺗَ ِ ﺴﺘﻮف اﻷول( .ﻳﺒﺪو أن اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚ أن اﻟﻨﺎس ﻳُﻮﻟُﻮن أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺒﺎ َﻟ ًﻐﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ ذات اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺼﻐﺮ )وﻗﺪ ﻳﻤﺘﺪ ﻫﺬا ﱢ ﻟﻴﻔﴪ ﺳﺒﺐ إﻗﺒﺎل اﻟﻨﺎس ﻋﲆ ﴍاء ﺗﺬاﻛﺮ ﰲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﱢم ﺟﻮاﺋﺰ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻻت ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ( .ﻓ ْﻠﺘﻔﻬ ْﻢ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ﻣﻦ ﻫﺬا ،واﺿﻌً ﺎ ﰲ ذﻫﻨﻚ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت املﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎرﻗﺎت اﻟﺘﻲ أﴍت إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول. ﻣﻦ اﻟﺪﻻﻻت اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺣني ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﻄﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ ﺣني ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏري ﺧﻄﻴﺔ؛ أن اﻟﻔﺮوق ﰲ املﻨﻔﻌﺔ ﺻﺎر ﻟﻬﺎ اﻵن ﻣﻌﻨًﻰ ﻣﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻔﺎرق ﺑني املﻨﺎﻓﻊ ﰲ زوج ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ أﻛﱪ ٍ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮق ﺗﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ،إذن ﻓﻬﻮ أﻛﱪ ﺛﺎن ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻨﻪ ﰲ زوج ٍ ً أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻶراء اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﺮق .وﻫﻜﺬا ﻳﺒﺪو أن املﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﻓﺮ ﻹﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة .وﻟﻌﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﻬﺬه املﺴﺄﻟﺔ ﺗﻜﻮن ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﻣَ ﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ .وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﺳﻮف أرﺟﺊ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺎدم. 46
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
) (5-2رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن ،ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻣﻌﻄﺎة .وملﻨﺎﻗﺸﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺬي ﻻ ﺗُﻌﻄﻰ ﻓﻴﻪ اﺣﺘﻤﺎﻻت، ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻔﻬﻮم ﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎﻟﻢ ،أو ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أﻛﺜﺮ »اﻟﺤﺎﻻت« .و»اﻟﺤﺎﻟﺔ« ﻫﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻛﻞ َ وﻟﺴﺖ ﻋﲆ ﻳﻘني ﻣﻨﻪ .ﰲ ﺳﻴﺎق ﺳﺒﺎق ﺑني ﺟﻮادﻳﻦ )وﻋﲆ ﻓﺮض ﳾء ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرك، أن ﺟﻮادًا واﺣﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺳﻮف ﻳﻨﻬﻲ اﻟﺴﺒﺎق وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻌﺎد ٌل( ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﺎﻻت ﻫﻲ »أﻟﻜﻮف ﻳﻔﻮز« و»ﺑﺎراﺛﻴﺎ ﻳﻔﻮز« .ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﻫﺬا املﺜﺎل ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺤﺎﻻت ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﺪث واﺣﺪة ،وواﺣﺪة ﻓﻘﻂ ،ﻣﻨﻬﻤﺎ.
ﺷﻜﻞ :2-3أﻟﻜﻮف ﻻ ﻳﻔﻮز؛ أﻟﻜﻮف اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻄﻴﻪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻫﻮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻴﺴﺎر.
ﻳﻌ ﱠﺮف »رﻫﺎن اﻟﺤﺎﻟﺔ« ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺠﻮاﺋﺰ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻳﺼﺎﺣﺐ ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻳﺘﻢ ﱢ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ .واملﺜﺎل ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺤﺎﱄ ﺳﻴﻜﻮن »اﻟﻔﻮز ﺑ ٢٠٠دوﻻر إذا ﻓﺎز أﻟﻜﻮف ،وﺧﺴﺎرة ١٠٠دوﻻر إذا ﻓﺎز ﺑﺎراﺛﻴﺎ« .وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺻﻴﺎﻏﺔ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ: ٢٠٠+دوﻻر إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺎﺋﺰ )أ( ،و ١٠٠−دوﻻر إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺎﺋﺰ )ب(. 47
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻷرﺟﺤﻴﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟ أﻟﻜﻮف ﻫﻲ ٢إﱃ ) ١أي اﻟﺮﻫﺎن ﺑﺪوﻻر ﻟﻠﻔﻮز ﺑﺪوﻻرﻳﻦ(، ﺑﻤﻨﻄﻖ ﻣﺎ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن »راﻫﻦ ﺑ ١٠٠دوﻻر ﻋﲆ أﻟﻜﻮف« .أﻣﺎ إذا َﻻﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ٍ ﻛﺎﻧﺖ اﻷرﺟﺤﻴﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟ ﺑﺎراﺛﻴﺎ ١إﱃ ،٢ﻓﺴﻴﻜﻮن اﻟﺮﻫﺎن »راﻫﻦ ﺑ ١٠٠دوﻻر ﻋﲆ ﺑﺎراﺛﻴﺎ«: ١٠٠−دوﻻر إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺎﺋﺰ )أ( ،و ٥٠+دوﻻ ًرا إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺎﺋﺰ )ب(. ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻊ رﻫﺎﻧﺎت اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺤﴢ ﻋﺪدًا ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﺗﻘﱰن ﺑﻬﺎ ﻇﺮوف؛ اﻟﻔﺎرق ﻫﻮ أن اﻟﻈﺮوف اﻵن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺎﻻت ﻻ اﺣﺘﻤﺎﻻت. وﺗﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻔﻜري ﺑﺸﺄن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺑني اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺣني ﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﻏري ﻣﻌﻄﺎة ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻋﲆ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻟﺸﺎﺋﻘﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﻏري ﻣﻌﻄﺎة؛ ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗُﻌ َ ﻄﻰ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻮز أﻟﻜﻮف ،أو ﺗﻌ ﱡﺮض ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻟﻠﴪﻗﺔ، أو اﻧﻬﻴﺎر ﺳﻮق اﻷﺳﻬﻢ. ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺣني ﻻ ﺗُﻌﻄﻰ اﺣﺘﻤﺎﻻت؟ ﺛﻤﺔ اﻗﱰاح ﻣﻌﻘﻮل ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ (١) :ﺗﻌﻴني اﺣﺘﻤﺎﻻت ذاﺗﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﻻت ،ﺛﻢ ) (٢ﺗﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ ،ﺛﻢ ) (٣اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ أﻋﲆ »ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ذاﺗﻴﺔ« ﰲ ﺿﻮء ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت .وﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ،ﻋُ ْﺪ إﱃ ﺳﺒﺎﻗﻨﺎ وﺗﺄﻣﱠ ْﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني اﻟﺮﻫﺎﻧني »راﻫﻦ ﺑ ١٠٠دوﻻر ﻋﲆ أﻟﻜﻮف« و»راﻫﻦ ﺑ ١٠٠دوﻻر ﻋﲆ ﺑﺎراﺛﻴﺎ« .ﻓﺘﻘﻮم ً أوﻻ ﺑﺘﻌﻴني اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻟﻠﺤﺎﻻت؛ ِﻟﻨ َ ُﻘﻞ ٠٫٤ﻟﻔﻮز أﻟﻜﻮف و ٠٫٦ﻟﻔﻮز ﺑﺎراﺛﻴﺎ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﱢ ﺗﻌني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ .وﻫﻨﺎك ﺛﻼث ﺟﻮاﺋﺰ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ: ٢٠٠+دوﻻر )إذا راﻫﻨﺖ ﻋﲆ )أ( وﻓﺎز( ٥٠+دوﻻ ًرا )إذا راﻫﻨﺖ ﻋﲆ )ب( وﻓﺎز( ١٠٠−دوﻻر )إذا ﺧﴪ ﺟﻮادك(
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗُ ﱢ ﻌني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻬﺬه اﻟﺠﻮاﺋﺰ ،ﻟﻨ َ ُﻘﻞ: ٢٠٠+دوﻻر ٥ ٥٠+دوﻻ ًرا
٣
١٠٠−دوﻻر ٠ 48
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
وأﺧريًا ،ﺗﻘﻮم ﺑﺤﺴﺎب املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻜﻞ رﻫﺎن ﰲ ﺿﻮء ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ٢ :إذا راﻫﻨﺖ ﻋﲆ أﻟﻜﻮف ،و ١٫٨إذا راﻫﻨﺖ ﻋﲆ ﺑﺎراﺛﻴﺎ .وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن ﻋﲆ أﻟﻜﻮف أﻛﱪ ﻣﻦ ﻧﻈريﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن ﻋﲆ ﺑﺎراﺛﻴﺎ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮاﻫﻦ ﻋﲆ أﻟﻜﻮف .إذا ﺗﴫﻓﺖ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ،ﻳﻜﻮن ﻻﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎﻧﺎت »ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ٌ ﻋﺪدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﺄي ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺧﻄﻴﺔ ،وإن اﻟﺬاﺗﻴﺔ« .واملﻨﺎﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨُﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗُﺤﻮﱠل ﺑﺄﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى. ﻹدﺧﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ،ﺳﻮف أﻋﻤﻞ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻜﴘ؛ أي ﺳﺄﺑﺪأ ﺑﺎﻓﱰاض ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ،ﺛﻢ أﻧﻈﺮ أي ﴍوط ﻗﺪ ﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬا .وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺠﺞ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ — إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري — ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﻄﺎء اﺣﺘﻤﺎﻻت؛ ﻓﻠﻦ أﺧﻮض ﰲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر ﰲ ﻫﺬا املﻮﻗﻒ. اﻟﻔﻜﺮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﻴﻞ ،وﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺮ إﱃ أﻧﻤﺎط ﻓﺈن اﺧﱰت رﻫﺎﻧًﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ،ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻓﻚ وﺗﺤﻠﻴﻞ املﻨﺎﻓﻊ واﻻﺣﺘﻤﺎﻻتِ . ً ﻋﲆ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو« إذا أﴍﻗﺖ اﻟﺸﻤﺲ و»اﻟﺠﺒﻦ« ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ رﻫﺎن ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ »اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« إذا أﴍﻗﺖ اﻟﺸﻤﺲ و»اﻟﺠﺒﻦ« ﺧﻼف ذﻟﻚ ،ﱠ ﻓﺈن ﻫﺬا ﻳﺸري إﱃ أﻧﻚ ً وأﻳﻀﺎ إذا اﺧﱰت ﺗﻔﻀﻞ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو« ﻋﲆ »اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد«؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﺗُﻌني ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻋﲆ. رﻫﺎﻧًﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو« إذا أﴍﻗﺖ اﻟﺸﻤﺲ و»اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« ﺧﻼف ذﻟﻚً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ رﻫﺎن ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ »اﻷﻓﻮﻛﺎدو« إذا ﺳﻘﻄﺖ اﻷﻣﻄﺎر و»اﻟﻠﺤﻢ املﻘﺪد« ﺧﻼف ذﻟﻚ، ﻓﺈن ﻫﺬا ﻳﺸري إﱃ أﻧﻚ ﺗَﻌﺘﱪ اﺣﺘﻤﺎل ﺳﻄﻮع اﻟﺸﻤﺲ أﻛﱪ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺳﻘﻮط اﻷﻣﻄﺎر؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﺗﻌني ﻟﻪ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أﻛﱪ .وﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻜﺎﰲ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ،وﺗﻌﻴني اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت. وﺑﻌﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ،ﺗﺘﴫف ﺗﻠﻘﺎﺋﻴٍّﺎ وﻛﺄﻧﻚ ﻗﺪ أ ُ َ ﻋﻄﻴﺖ ﻫﺬه املﻨﺎﻓﻊ واﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ،وﺗﺨﺘﺎر ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻌ ﱢ ﻈﻢ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ. إذا ﻛﺎن ﻟﺘﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ،ﻓﺈن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ ﻣﻴﻮﻟﻚ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ املﻨﺎﻓﻊ ،وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻚ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ،ذاﺗﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺪ ﻣﻴﻮﻟﻚ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻚ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ؛ ً ً اﺣﺘﻤﺎﻻ اﺣﺘﻤﺎﻻ ،أو ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ أﻛﺜﺮ ﻮﱄ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﻘﺪﻳ ًﺮا أﻛﱪ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗُ ِ ﻷﻧﻚ ﺗُﻮﻟِﻴﻪ ﺗﻘﺪﻳ ًﺮا أﻛﱪ .ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻟﺠﺎﺋﺰ ٍة ﻣﺎ ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻓﺎملﺎﺋﺘﺎ دوﻻر ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﴚء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ ،ﺳﻮاء ﻓﺎز أﻟﻜﻮف ً ﻣﻘﺒﻮﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺴﺒﺎق ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪو أو ﺧﴪ .وﻫﺬا اﻟﴩط اﻷﺧري ﻗﻮي ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن أﻗﻞ ً ﻗﺒﻮﻻ ﰲ ﻣﻮاﻗﻒ أﺧﺮى. 49
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺗﺄﻣﱠ ْﻞ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،املﻀﺎرﺑﺔ ﻋﲆ ﺳﻌﺮ ﴏف اﻟﻴﻮرو ،واﻟﺬي ﱠ ﻳﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﻌﺮ اﻟﻴﻮرو ﺑﺎﻟﺪوﻻر .ﻟﺘﺒﺴﻴﻂ اﻷﻣﻮر ،ﺳﻮف أﻓﱰض أن ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻟﺘني ﻣﺤﺘﻤﻠﺘني ﻓﻘﻂ :ارﺗﻔﺎع اﻟﺴﻌﺮ واﻧﺨﻔﺎض اﻟﺴﻌﺮ .ﻟﺪﻳﻚ رﻫﺎﻧﺎن ﻣﺤﺘﻤﻼن :ﴍاء اﻟﻴﻮرو وﺑﻴﻊ اﻟﻴﻮرو .ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﴩاء وارﺗﻔﺎع اﻟﺴﻌﺮ ،ﺗﺮﺑﺢ ١٠٠دوﻻر ،وﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬﺒﻮط ﺗﺨﴪ ١٠٠دوﻻر .أﻣﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﻴﻊ وارﺗﻔﺎع اﻟﺴﻌﺮ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﴪ ١٠٠دوﻻر ،وﻟﻜﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬﺒﻮط ﺗﺮﺑﺢ ١٠٠ دوﻻر .وﻳﻜﻤﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﰲ ﻫﺬا املﻮﻗﻒ ﰲ أن ِرﺑﺢ ١٠٠دوﻻر ﻋﻨﺪ ارﺗﻔﺎع ﺳﻌﺮ اﻟﴫف ﻟﻴﺲ ﻛﺮﺑﺢ ١٠٠دوﻻر ﻋﻨﺪ ﻫﺒﻮط ﺳﻌﺮ اﻟﴫف؛ ﻓﺘﻜﻠﻔﺔ أي واردات ﺗﺸﱰﻳﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن أﻋﲆ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﺗﻌﺘﻤﺪ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻟﺠﺎﺋﺰ ٍة ﻣﺎ ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﱢ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ﰲ ﺿﻮء ﻫﺬا املﺜﺎل ،إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺷﻌﻮر ﺑﺄن ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ اﻟﻮﻓﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﻓﻤﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻃﻤﻮﺣﻨﺎ وﻧﺘﻴﺢ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻊ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻻت .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎلً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎِ ،ﻟﻨ َ ُﻘﻞ ﺻﻔ ًﺮا ﻟﺨﺴﺎرة ١٠٠دوﻻر، و ١ﻟﺮﺑﺢ ١٠٠دوﻻر ،ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: رﺑﺢ ١٠٠دوﻻر ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬﺒﻮط
٤
رﺑﺢ ١٠٠دوﻻر ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻرﺗﻔﺎع
٣
ﺧﺴﺎرة ١٠٠دوﻻر ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬﺒﻮط
١
ﺧﺴﺎرة ١٠٠دوﻻر ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻرﺗﻔﺎع ٠
وﺑﴬب ﻫﺬه املﻨﺎﻓﻊ ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ وﺟﻤﻊ اﻷرﻗﺎم اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ؛ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﲆ »املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ« ﻷي رﻫﺎن .وإذا اﺧﱰت اﻟﺮﻫﺎن ذا أﻋﲆ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ذاﺗﻴﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺗﻮﺻﻒ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺑﺄن ﻟﻬﺎ »ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ« .وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬه اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ )اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ(. وملﻌﺮﻓﺔ اﻟﴩوط اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺪﻋﻢ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ )ﺳﻮاء اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ أو املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ( ،ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺘﻴﺢ ﻟﺠﻮاﺋﺰ رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ﺗﻜﻮن رﻫﺎﻧﺎت ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﴏﻳﺢ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ أﺗَﺤْ ﻨَﺎ ﻟﺠﻮاﺋﺰ رﻫﺎﻧﺎت اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن رﻫﺎﻧﺎت .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺄوﻳﻞ ﺗﻮﻟﻴﻔﺎت رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣُﺸﺎﺑ ٍﻪ ﻣﺒﺎﴍة ﻟﺘﻮﻟﻴﻔﺎت رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ. 50
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
وﻫﺬا ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺪوره ﺗﻄﺒﻴﻖ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻋﲆ رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ .ﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﴩ َ ﻃني ﻳ ﱠ ُﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺘﻮﻟﻴﻔﺎت ﻓﻘﻂ ،وﻻ ﻳﻮرد ذﻛ ًﺮا ﻟﻼﺣﺘﻤﺎﻻت. وﺑﻤﺠﺮد أن ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ .وﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﻫﺬه اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،اﺳﺘﻮﻓﺖ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻄﺒﻘﺎن ﻋﲆ رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ(. ﻏري أن ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻻ ﻳﻀﻤﻨﺎن أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻃﺎ آﺧﺮ ،ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ أﻧﻚ إذا ﱠ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .وﻫﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ ﴍ ً ﻓﻀﻠﺖ رﻫﺎﻧًﺎ ٍ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﻀﻠﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت .وﻫﺬا اﻟﴩط ،املﻌﺮوف ﺑ »ﴍط ﻋﲆ آﺧﺮ ﰲ َ اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ« ،أﻛﺜﺮ ﺗﻘﻴﻴﺪًا ﺑﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﴩوط اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ .ﻫﺐْ أن اﻟﺤﺎﻟﺘني ﻫﻤﺎ اﻟﺸﻤﺲ واملﻄﺮ ،وأن رﻫﺎﻧًﺎ )ﻣﺤﺪد اﻟﻘﻴﻤﺔ( ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻈﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻀﻤﻮن ،وآﺧﺮ َ املﻈﻠﺔ ﻳﻌﻄﻲ زﺟﺎﺟﺔ ﻣﻴﺎه ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻀﻤﻮن .ﺣﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻗﺪ ﺗﻔﻀﻞ ،ﺑﺎملﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﴩط اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ، ﰲ ﺣﺎﻟﺔ املﻄﺮ ،واملﺎء ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﻤﺲ. وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﻴﺪًا ،ﻓﺈن ﴍط اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ ،ﺑﺎﻻﺷﱰاك ﻣﻊ اﻟﴩ َ ﻃني اﻵﺧﺮﻳﻦ، ِ ﻳﻤﻨﺤﻨﺎ اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ اﻟﺬي ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ؛ ﻓﺎﻟﺘﻔﻀﻴﻼت ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻄﺒﻘﺎن ﰲ رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ( ،وﴍط اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ. واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني املﻔﺎﻫﻴﻢ املﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ أرﺳﻴﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ. ) (3ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺿﺎﻓﺎت ِ ملﻔﺎرﻗﺔ آﻟﻴﻪ ﰲ ﺳﻴﺎق رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻲ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗُﻌﺮف ﺑﻤﻔﺎرﻗﺔ إﻟﺴﺒريج. ﺛﻤﺔ ﺷﺒﻴﻪ ﻧﻔﱰض أن ﻛﺮ ًة ﺳﻴﺘﻢ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﺟﺮة ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻛﺮات ﺣﻤﺮاء وﺑﻴﻀﺎء وزرﻗﺎء. ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﺮات اﻟﺒﻴﻀﺎء )أو ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ املﻌﺮوف أن ﺛﻠﺚ اﻟﻜﺮات ﺣﻤﺮاء ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻟﻜﺮات اﻟﺰرﻗﺎء(ً . أوﻻ :ﻫﻞ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن )د( ،وﻫﻮ: ١٠٠دوﻻر ﻟﻠﻜﺮة اﻟﺤﻤﺮاء وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ﻫ( ،وﻫﻮ: ١٠٠دوﻻر ﻟﻸﺑﻴﺾ وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ؟ 51
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﻌﻄﺎة ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ
اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﺴﺘﻨﺘﺠﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪال +اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ + + + + + + + + + اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ
املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺷﻜﻞ :3-3ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﰲ ﻇﻞ اﻟﺸﻚ ﺗُﻈﻬﺮ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ )اﻟﺬاﺗﻴﺔ( ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻟﺘﻮﻟﻴﻔﺎت ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻷﺳﻬﻢ املﺰدوﺟﺔ اﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ،وﺗﻤﺜﱢﻞ اﻷﺳﻬﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﺒﻌﺎت اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﻫﻞ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن )س( ،وﻫﻮ: ١٠٠دوﻻر ﻟﻸﺑﻴﺾ أو اﻷزرق وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ص( اﻟﺬي ﻫﻮ: ١٠٠دوﻻر ﻟﻸﺣﻤﺮ أو اﻷزرق وﻻ ﳾء ﺧﻼف ذﻟﻚ؟ ﱠ ﻒ ﻟﱪﻫﺔ وﻓ ﱢﻜ ْﺮ .إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن )د( ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ﻫ( ،ﻳﺠﺐ ً ﺗﻮﻗ ْ أﻳﻀﺎ أن ﺗﻔﻀﻞ )ص( ﻋﲆ )س( .وﻟﱰى اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚُ ،ﻗﻢ ﺑﺘﻌﻴني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ١ﻟﻠﻤﺎﺋﺔ دوﻻر وﺻﻔﺮ ﻟﻼﳾء ،واﻛﺘﺐ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻟﻠﻜﺮة اﻟﺤﻤﺮاء واﻟﺒﻴﻀﺎء واﻟﺰرﻗﺎء ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ )ﺣ( و)ق( و)ر( ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ )وﻻﺣ ْ ﻆ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﴬوري أن ﻳﻜﻮن أيﱞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺬاﺗﻴﺔ .(٣ / ١واﻵن إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ )د( ﻋﲆ )ﻫ( ،ﻓﺈن املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن )د( ،اﻟﺘﻲ ﻫﻲ )ﺣ( ،ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن أﻛﱪ ﻣﻦ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن )ﻫ( ،اﻟﺘﻲ ﻫﻲ )ق( .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أن )ﺣ( ) +ر( ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن أﻛﱪ ﻣﻦ )ق( ) +ر( .وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ )ﺣ( ) +ر( ﻫﻲ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن )ص( ،و)ق( ) +ر( ﻫﻲ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ
52
ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻞ واﻟﺮوﻟﻴﺖ
ُ ِ املﻨﻔﻌﺔ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن )س(؛ ﻓﺈن ﻫﺬا ﺑﺪوره ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗُﻚ ﻟﻬﺎ املﺘﻮﻗﻌﺔ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ )ص( ﻋﲆ )س(. ﻏري أﻧﻪ ﰲ إﺣﺪى اﻟﺘﺠﺎرب ادﱠﻋﺖ ﴍﻳﺤﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أﻧﻬﻢ ﻳﻔﻀﻠﻮن )د( ﻋﲆ )ﻫ( ،وﻳﻔﻀﻠﻮن ً أﻳﻀﺎ )س( ﻋﲆ )ص( .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻬﺎ ً أﻳﻀﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،أو اﺳﺘﻮﻓﺖ أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال أو اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ )اﻷول ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ( .واﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺬا ،ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ،أن اﻟﻨﺎس ﱢ ﻳﻔﻀﻠﻮن إﻋﻄﺎءﻫﻢ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻋﲆ اﻻﺿﻄﺮار ﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻬﺎ .وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻓ ْﻠﺘﻔﻬ ْﻢ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ﻣﻦ ذﻟﻚ. ُ ُ ﺗُﻌﻨَﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺔ آﻟﻴﻪ ِﺑ ِﺮﻫﺎﻧﺎت اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗُﻌﻨَﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺔ إﻟﺴﺒريج ِﺑ ِﺮﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ. ﺛﻤﺔ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ — ﺗُﻌﺮف ﺑﻤﻔﺎرﻗﺔ ﻧﻴﻮﻛﻮﻣﺐ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ اﺷﺘﻬﺮت ﻋﲆ ﻳﺪ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف روﺑﺮت ﻧﻮزﻳﻚ ) — (٢٠٠٢–١٩٣٨ﺗُﻌﻨَﻰ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻊ اﻟﺸﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .ﻫﺐْ أﻧﻚ أﻣﺎم ﺻﻨﺪوﻗني؛ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻔﺘﻮح واﻵﺧﺮ ﻣﻐﻠﻖ .ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر إﻣﱠ ﺎ ﻛﻼ اﻟﺼﻨﺪوﻗني وإﻣﺎ اﻟﺼﻨﺪوق املﻐﻠﻖ ﻓﻘﻂ .ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺮى ١٠٠دوﻻر ﰲ اﻟﺼﻨﺪوق املﻔﺘﻮح ،وﻳﻘﺎل ﻟﻚ إن ﻛﻴﺎﻧًﺎ أﺳﻤﻰ ،داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗﺼﺪُق ﺗﻨﺒﱡﺆاﺗﻪ ،ﻗﺪ وﺿﻊ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﰲ اﻟﺼﻨﺪوق املﻐﻠﻖ ﺣﺎل ﺗَﻨَﺒﱡﺌِﻪ أﻧﻚ ﺳﺘﺄﺧﺬ ذﻟﻚ اﻟﺼﻨﺪوق ﻓﺤﺴﺐ ،وﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻴﻪ ﺣﺎل اﻟﻌﻜﺲ .ﻫﻞ ﺗﺨﺘﺎر ﻛﻼ اﻟﺼﻨﺪوﻗني أم اﻟﺼﻨﺪوق املﻐﻠﻖ ﻓﺤﺴﺐ؟ ﻳﻀﻊ ﻧﻮزﻳﻚ ﻫﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ أﻣﺎم ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،وﻳﻼﺣﻆ أن »ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻓﻌﻠﻪ واﺿﺢ وﺟﲇ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ .ﺗﻜﻤﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﰲ أن ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻣﺘﺴﺎو ﺣِ ﻴﺎ َل ﻫﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎد أﻋﺪاد ﻛﺒرية أن ﻳﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻣﻨﻘﺴﻤﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ ٍ اﻟﻨﺼﻒ املﻌﺎرض ﻟﻴﺴﻮا ﺳﻮى ﺣﻤﻘﻰ «.ﻛﺎن ﻳﺒﺪو ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن أي ﺷﺨﺺ ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺼﻨﺪوق املﻐﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﻣﺠﺮد ﺷﺨﺺ أﺣﻤﻖ؛ ﻓﺎﻟﻜﻴﺎن اﻷﺳﻤﻰ و َ َﺿ َﻊ املﻠﻴﻮن دوﻻر ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أو ﻟﻢ ﻳﻀﻌﻬﺎ؛ وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر ﻛﻼ اﻟﺼﻨﺪوﻗني )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻧﻮزﻳﻚ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻄﻮل( ،ﻏري أﻧﻚ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺸﻜﻞ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ )وﰲ ﻗﻴﺎﻣﻚ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﻮ ﱡد أن ﺗﻔﻜﺮ ﰲ أن ﻋﺎﻟِﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻋﲆ ﻧﻮﺑﻞ؛ ﻧﻴﻠﺰ ﺑﻮر ،(١٩٦٢–١٨٨٥) ،ﺣني ُﺳﺌﻞ ملﺎذا ﻳﻀﻊ ﻋﲆ ﺟﺪاره ﺗﻤﻴﻤﺔ ﺣ ﱟ ﻆ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﺣﺪوة ﻓﺮس؛ ُزﻋِﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎل» :ﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ أﻧﻨﻲ أُو ِﻣ ُﻦ ﺑﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ أﺧﱪوﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺆﺗﻲ ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ ﺳﻮاء آﻣﻦ املﺮء ﺑﻬﺎ أو ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ(«.
53
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
) (4ﻣﻠﺨﺺ ﻄﻰ اﺣﺘﻤﺎﻻت أو ﻟﻢ ﺗُﻌ َ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎ ُر ﻣﻊ اﻟﺸﻚ اﻻﺧﺘﻴﺎ َر ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ،ﺳﻮاء ﺣني ﺗُﻌ َ ﻂ. ﺛﺎن ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﻀﻞ أيﱠ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﻳﻘﴤ ﴍط اﻻﺳﺘﺒﺪال ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎل ﺗﻔﻀﻴﻞ رﻫﺎن ﻋﲆ ٍ ٍ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول ورﻫﺎن ﻣﺎ ﺛﺎﻟﺚ ﻋﲆ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻨﻔﺲ اﻷوزان. ﺛﺎن واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﲆ ﺛﺎﻟﺚ ،ﻓﺈن ﻳﻘﴤ ﴍط اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎل ﺗﻔﻀﻴﻞ رﻫﺎن ﻋﲆ ٍ ﻫﻨﺎك ﻣﺰﻳﺠً ﺎ ﻣﻦ اﻷول واﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﻌﺘﱪه ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ. ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﺮﻫﺎن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﴐب ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺠﺎﺋﺰة وﺟﻤْ ﻊ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ،وﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎت ُ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻟﻪ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ ٍ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ أﻋﲆ. اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎت اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ؛ أي ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ،إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ. ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﴐب ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ ٍ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ ﺟﺎﺋﺰة ،ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﱢ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ، ُ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ وﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ﻣﻌً ﺎ ،وﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت املﺘﻌﻠﻘﺔ ِﺑ ِﺮﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ ٍ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﻫﺎن أﻋﲆ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ً ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ )اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ( ،إذا اﻧﻄﺒﻖ ﻫﺬا ﺣني ﺗﻜﻮن املﻨﺎﻓﻊ املﻌﻴﱠﻨﺔ ﻟﻠﺠﻮاﺋﺰ ﻳﺘﻢ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ٍ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﻀﻠﻪ ﻳﻘﴤ ﴍط اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎ َل ﺗﻔﻀﻴﻠ ِﻚ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ آﺧﺮ ﰲ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت. ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ )ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺒﻘﺎن ﻋﲆ رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ(، وﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ )اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ( إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﴩ َ ﻃني اﻟﺴﺎﺑﻘني.
54
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣﲔ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وأﺗﺤﻮل اﻵن إﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺳﺄَﺧﺮج اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ،ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﰲ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ .وﺳﻮف أﻗﺪم املﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ،ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي ﺗُﻌﻄﻰ ﻓﻴﻪ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻻ ﺗُﻌﻄﻰ ﻓﻴﻪ اﺣﺘﻤﺎﻻت، ﻏري أﻧﻪ ﰲ ﺿﻮء ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻘﺼﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺒﺪال اﺣﺘﻤﺎﻻت ذاﺗﻴﺔ ﺑﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﻌﻄﺎة. ) (1اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﻧﺤﻮ املﺨﺎﻃﺮة ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻧﻘﻮدًا إﻣﺎ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺜﺮوة اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ،وإﻣﺎ ﰲ إﻃﺎر املﻜﺎﺳﺐ واﻟﺨﺴﺎﺋﺮ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺮوﺗﻚ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٥٠٠٠دوﻻر ،ﻓﺈن اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ ﺛﺮوة ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ إﻣﺎ ٤٠٠٠وإﻣﺎ ٦٠٠٠دوﻻر ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻨﻪ ﻛﺮﻫﺎن ﺗﺮﺑَﺢ أو ﺗﺨﴪ ﻓﻴﻪ ١٠٠٠دوﻻر .وﺳﻮف أﺳﺘﺨﺪم اﻟﺸﻜﻞ اﻷﻧﺴﺐ ﰲ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ أﻳٍّﺎ ﻛﺎن ،وﻟﻜﻦ ﺳﺄﻣﻴﺰ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﱪ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﻛﻤﻜﺎﺳﺐ أو ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑﻮﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺠﻤﻊ أو اﻟﻄﺮح ﻗﺒﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻮاﺋﺰ. وﻷﺳﺒﺎب ﺳﺘﺘﻀﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪُ ،ﺳﻮف أﻓﱰض أن اﻟﺜﺮوة ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻨﻮع ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻮف أﺗﻴﺢ ﻛﻞ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺧﻼف ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﱢل ﺛﺮوﺗﻚ إﱃ ﻗﻴﻤﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺣﺠﻢ اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻀﻴﻔﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت إﱃ ﺛﺮوﺗﻚ )ﻗﺪ ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ اﻹﺷﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎرض إﱃ أن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أن ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ(. اﻋﺘﻤﺎدًا ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ املﻮﺿﺤﺔ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻋﺪدﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ .وإذا اﻋﺘﱪﻧﺎ أﻧﻚ ﺗﺒﺪأ ﺑﻤﺴﺘﻮًى ﻣﻌني ﻟﻠﺜﺮوة ،ﻓﺈن ﻫﺬا ﻳﻤﺎﺛﻞ ﺗﻌﻴني ﻣﻨﻔﻌﺔ
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
٣
ب
ﺟ
د
٢ املﻨﻔﻌﺔ ١
أ
٩
٨
٣ ٤ ٥ ٦ ٧ اﻟﺜﺮوة )ﺑﺎﻷﻟﻒ دوﻻر(
١ ٢
٠
٠
ﺷﻜﻞ :1-4ﻣﺨﻄﻂ ﻣﻨﻔﻌﺔ :اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﺴﻔﺮ ﻋﻦ وﺟﻮد ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )أ( وإﻣﺎ )ب( ،ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻫﻲ ﺛﺮوﺗﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )ﺟ( ،واﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﻫﺎن ﻫﻮ ﺛﺮوﺗﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )د( ،وﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﺮﻫﺎن ﻫﻲ املﺴﺎﻓﺔ ﺑني )ﺟ( و)د(.
ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة ،أو ﺗﺤﺪﻳﺪ »ﻣﺨﻄﻂ ﻣﻨﻔﻌﺔ« ﻟﻠﺜﺮوة .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻗﺪ ﻳﻌني ﻣﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة )واﻟﺘﻲ ﻳﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺂﻻف اﻟﺪوﻻرات( اﻟﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ ﻟﺬﻟﻚ املﺴﺘﻮى .ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﻮف ﺗﻌني ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ٢ﻟﺜﺮوة ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ٤٠٠٠دوﻻر )وﺳﻮف أﺷري إﱃ ﻫﺬا املﺨﻄﻂ ﺑﻤﺨﻄﻂ اﻟﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ( .وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﻜﻞ ﺑﻴﺎﻧﻲ ﺗﻘﺎس ﻓﻴﻪ ﺛﺮوﺗﻚ ﻋﲆ املﺤﻮر اﻷﻓﻘﻲ ،واملﻨﻔﻌﺔ ﻋﲆ املﺤﻮر اﻟﺮأﳼ .وﻣﺜﻞ ﻫﺬا املﺨﻄﻂ )ﻣﺨﻄﻂ اﻟﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ( ﻣﻮﺿﺢ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ. إن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻫﻨﺎ ﻟﻪ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ؛ اﻷوﱃ :أﻧﻪ ﻳﻨﺤﺪر إﱃ أﻋﲆ .وﻟﺴﻮف ﱢ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺜﺮوة اﻷﻛﱪ ﻋﲆ اﻟﺜﺮوة اﻷﻗﻞ ،واﻟﺬي أﺗﺒﻨﻰ اﻻﻓﱰاض اﻟﺬي ﻻ ﺟﺪال ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻧﻚ ﻳﻀﻤﻦ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻫﻲ أن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻣﻘﻌﺮ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻟﺨﻂ اﻟﻮاﺻﻞ ﺑني أي ﻧﻘﻄﺘني ﻋﲆ اﻟﺸﻜﻞ ﻳﻘﻊ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ أﺳﻔﻞ اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ .وﺳﻮف أﻧﺎﻗﺶ ﻫﺬه اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ 56
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني
ً ﻻﺣﻘﺎ .اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻫﻲ أن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻣﺘﺼﻞ؛ أي اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ذات ﻣﻐ ًﺰى ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﻗﻔﺰات .وﻫﺬه اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﺗﻌ ﱡﺪ أﺣﺪ اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت ﻟﻜﻮن اﻟﺨﻂ ﻣﻘﻌ ًﺮا؛ ﻓﺈذا رﺳﻤﺖ ﺧ ٍّ ﻄﺎ ﺑﻴﺎﻧﻴٍّﺎ ﺑﻪ ﻗﻔﺰة ،ﻓﺴﻮف ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺮﺳﻢ ﺑني ﻧﻘﻄﺘني ﻣﺎ ﺧ ٍّ ﻄﺎ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ أﺳﻔﻞ اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ. وﺳﻮف أﺳﺘﻐﻞ ﺟﺎﻧﺒني ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ أي رﻫﺎن؛ وﻫﻤﺎ» :ﻗﻴﻤﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ« و»ﻳﻘﻴﻨﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ« .ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻷي رﻫﺎن ﺑﴬب ﻛﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﰲ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺘﻬﺎ وﺟﻤﻊ اﻷرﻗﺎم اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن: ٩٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٢و ٥٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥و ١٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٣ ﻫﻲ — ﺑﺂﻻف اﻟﺪوﻻرات — ) ،(٠٫٣ × ١) + (٠٫٥ × ٥) + (٠٫٢ × ٩أو ٤٦٠٠دوﻻر )اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ،ﻏري أن اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ إﻻ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﺣﺪات ،ﻣﺜﻞ اﻟﺪوﻻر .ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ َﻟﻤَ ﺎ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ، ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﴐﺑﻬﺎ ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﺛﻢ ﺟﻤﻌﻬﺎ( .وﻟﺴﻮف أﺻﻒ أيﱠ رﻫﺎن ﺑﺄﻧﻪ »ﻋﺎد ٌل« إذا وﺳﻠﺒﻲ إذا ﻛﺎﻧﺖ وإﻳﺠﺎﺑﻲ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺻﻔ ًﺮا، ﱞ ﱞ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ )وﻛﻠﻤﺔ ﻋﺎدل ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻫﻨﺎ ﺑﺎملﻌﻨﻰ املﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻟﺘﺄﻣني ،وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ أي وﻗﻊ أﺧﻼﻗﻲ إﺿﺎﰲ(. أﻣﺎ اﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﻠﺮﻫﺎن ﻓﻬﻮ املﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻣﺤﻞ اﻟﺮﻫﺎن ،أو ﻣﺎ ﺳﺘﺪﻓﻌﻪ َ ﺿﻤﻨﺖ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن .ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ ،إﻧﻪ املﺒﻠﻎ املﺎﱄ اﻟﺬي ﻟﻮ َﻻﻋْ ﺘﱪﺗَﻪ ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎن .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن أي رﻫﺎن ﻟﻪ ﻳﻘني ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ )ﻟﻮ ﻟﻢ ﻧُﺘِﺢْ ﻟﻠﺜﺮوة أن ﺗﺘﻨﻮع ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ،وإﻧﻤﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻘﺪ ٍْر ﺗﺪرﻳﺠﻲ — ﻟﻨ َ ُﻘﻞ دوﻻ ًرا واﺣﺪًا — ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ أﻧﻚ ﻗﺪ اﻋﺘﱪت أن ١٠٠٠دوﻻر أﺳﻮأ رﻫﺎن ﻣﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟ ١٠٠١دوﻻر أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ(. ﻣﻦ ٍ ْ اﻓﱰض أن ﻣﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻫﻮ وﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺣﺴﺎب اﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ، ﻣﺨﻄﻂ اﻟﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ ،وﺗﺄﻣﱠ ِﻞ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي إذا أﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺴﻮف ﻳﺆدي إﱃ أن ﺗﻜﻮن ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ٩٠٠٠دوﻻر ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ ٣؛ وإﻣﺎ ١٠٠٠دوﻻر ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ ،١ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺎوﻳﺔ .املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﻫﺎن ﺗُﺴﺎوي ،٢واﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﻠﺮﻫﺎن ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺜﺮوة اﻟﺬي ﺗﺘﺴﺎوى ﻋﻨﺪه ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻊ ﻫﺬه 57
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ٢؛ أي ٤٠٠٠دوﻻر .وﻫﺬا ﻣﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ؛ ﻓﺎﻟﺮﻫﺎن ﻳﺆدي إﱃ أن ﺗﻜﻮن ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ﻋﻨﺪ )أ( وإﻣﺎ )ب( ،وﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻫﻲ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )ﺟ( ،واﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻫﻮ ﺛﺮوﺗﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )د(. ﺑﺮﻫﺎن ﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺳﻮف أﻗﻮل ﺑﺄﻧﻚ »ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة« ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ٍ ﻣﺴﺎو ،ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إذا املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن املﻀﻤﻮن ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن ذاﺗﻪ .وﻋﲆ ﻧﺤﻮ ٍ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ .وﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ،أﻧﺖ ﻣﺤﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻪ ،أو إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ .واﻟﻔﺎرق ﺑني اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ واﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻫﻮ »ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة« اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎن .واملﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺴﺒﻨﺎﻫﺎ ﻟﻠﺘ ﱢﻮ ،واﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﺆدي إﱃ أن ﺗﻜﻮن ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ٩٠٠٠وإﻣﺎ ١٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ،ﺗُﺴﺎوي ٥٠٠٠دوﻻر .وﻫﻜﺬا ﺗﻜﻮن ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة ٤٠٠٠–٥٠٠٠دوﻻر؛ أي ١٠٠٠دوﻻر .وﻫﺬا ً أﻳﻀﺎ ﻣﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ؛ ﻓﺎﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن ﻫﻲ ﺛﺮوﺗﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )ﺟ( ،وﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة ﻫﻲ املﺴﺎﻓﺔ ﺑني )ﺟ( و)د(. ﺑﺮﻫﺎن ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة ﻳﺒﺪو واﺿﺤً ﺎ أﻧﻚ ﻣﺘﺠﻨﺐٌ املﺨﺎﻃﺮة ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ٍ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻣﻮﺟﺒﺔ ،وﻣﺤﺐٌ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻟﺒﺔ .وﺳﻮف أﺻﻔﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﺘﺠﻨﺐٌ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة )دون ﻗﻴﻮد( إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ،وﻣﺤﺐﱞ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺒٍّﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت .وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أﻧﻚ ﻣﺘﺠﻨﺐٌ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إذا ﻛﺎن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ ﻣﻘﻌ ًﺮا ،وﻣﺤﺐٌ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺨﻂ ﻣﺤﺪﺑًﺎ )ﻓﺎﻟﺘﺤﺪﱡب ﻋﻜﺲ اﻟﺘﻘﻌﱡ ﺮ(. ﻳﺒﺪو واﺿﺤً ﺎ أن ﺗﺠﻨﱡﺐ املﺨﺎﻃﺮة ﻫﻮ اﻟﻘﺎﻋﺪة .ﻓﺈذا ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻚ ﻣﺤﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة، ﻓﺈن املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ )اﻟﺬي ﻳﻌﻮد إﱃ داﻧﻴﻴﻞ ﺑﺮﻧﻮﱄ ،اﻟﺬي اﻟﺘﻘﻴﻨﺎه ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﻳﻌﻮد اﺳﻤﻪ إﱃ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﴩ ﻷول ﻣﺮة ﰲ »ﻣﺬﻛﺮات« أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺳﺎﻧﺖ ﺑﻄﺮﺳﱪج( ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﻐري رأﻳﻚ. ) (1-1ﻣﺜﺎل ﺳﺎﻧﺖ ﺑﻄﺮﺳﱪج ﻳُﺤﺴﻢ رﻫﺎن ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻋﻤﻠﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪة ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﻼزم ﻣﻦ املﺮات ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺼﻮرة؛ ﻓﺈذا اﺳﺘﻠﺰم اﻷﻣﺮ رﻣﻴﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺎﺋﺰة ٢دوﻻر ،وإذا اﺳﺘﻠﺰم رﻣﻴﺘني ﺗﻜﻮن 58
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني
٤دوﻻرات ،وإذا اﺳﺘﻠﺰم ﺛﻼﺛًﺎ ﻓﺎﻟﺠﺎﺋﺰة ٨دوﻻرات ،وﻫﻜﺬا .ﻛﻢ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﻟﻠﺪﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن؟ ﺑﻤﻌﻨﻰ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺪل ﻳﻘﻴﻨﻚ اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ؟ ﱠ ﺗﻮﻗ ْ ﻒ ﻟﱪﻫﺔ وﻓ ﱢﻜﺮ. إذا ﻛﺎن املﺒﻠﻎ اﻟﺬي أﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﺪﻓﻌﻪ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن ،ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﻫﺎن .وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﺪد اﻟﺠﻮاﺋﺰ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ ،ﻓﻤﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺣﺴﺎب اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ .اﻟﺼﻒ اﻷول ﰲ اﻟﺠﺪول اﻟﺘﺎﱄ ﻳﻌﻄﻲ ﻋﺪد )ق( اﻟﺮﻣﻴﺎت اﻟﻼزم ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺻﻮرة ،واﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ اﻟﺠﺎﺋﺰة إذا ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ )ق( رﻣﻴﺎت ،أﻣﺎ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻬﻮ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أن ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ )ق( رﻣﻴﺎت )وﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻌﺪد )ق( ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺤﺪدة ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٥ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ( ،واﻟﺼﻒ اﻟﺮاﺑﻊ ﻫﻮ اﻟﺠﺎﺋﺰة ﰲ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﴬوﺑﺔ ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ. اﻟﺮﻣﻴﺎت
١
اﻟﺠﺎﺋﺰة
٢+دوﻻر ٤+دوﻻرات ٨+دوﻻرات …
اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٢ / ١ اﻟﻨﺎﺗﺞ
١دوﻻر
٣
٢
…
٤ / ١
٨ / ١
…
١دوﻻر
١دوﻻر
…
ﺑﺠﻤﻊ املﺒﺎﻟﻎ ﰲ اﻟﺼﻒ اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻧﺤﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ .وملﺎ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ إﺟﻤﺎﱄ ﻋﻨﴫ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺴﺎوي دوﻻ ًرا ،ﻓﻬﻮ ﺗﺴﻠﺴﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ؛ وﻣﻦ ﺛَﻢﱠ ،ﺣﺘﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻏري ﻣﻨﺘﻬﻴﺔ ﻛ ﱡﻞ ٍ إذا واﻓﻘﺖ ،رﺑﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﴪع ،ﻋﲆ دﻓﻊ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن ،ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة .ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﱪﻫﺔ وﻓﻜﺮ ،ﰲ ﺿﻮء ﻫﺬه املﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﻣﺎ املﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﺳﺘﻜﻮن ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺪﻓﻌﻪ؟ ﺗﺸري املﻼﺣﻈﺔ اﻟﻌﺎرﺿﺔ إﱃ أن اﻟﻨﺎس ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻟﺪﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ١٦ دوﻻ ًرا ﰲ املﻌﺘﺎد. ) (2ﻗﻴﺎس ﺗﺠﻨﱡﺐ املﺨﺎﻃﺮة ملﺎ ﻛﺎن ﺗﺠﻨﱡﺐ املﺨﺎﻃﺮة ﻳﺒﺪو أﻧﻪ اﻟﻘﺎﻋﺪة ،ﻓﺴﻮف أﻓﱰﺿﻪ ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪًا .ﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ أن ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة ﻣﻮﺟﺒﺔ ،وأﻧﻚ ﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻣﻘﻌ ًﺮا .وﻳﺒﺪو ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺨﻂ 59
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻘﻌ ًﺮا ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة أﻋﲆ؛ وﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﱡﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة .وﻫﺬا ﻳﺸري إﱃ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﻜﻮن ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ﺗﻔﺴري درﺟﺔ اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﺎ ﻟﻠﺜﺮوة ﺑﺄﻧﻪ» :ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺐ املﺨﺎﻃﺮة« اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا املﺴﺘﻮى. إذا ﻛﻨﺎ ﺳﻨﻔﻌﻞ ﻫﺬا ،ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﻗﻴﺎس درﺟﺔ اﻟﺘﻘﻌﺮ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﻨﺪ أي ﻣﺴﺘﻮًى ﻟﻠﺜﺮوة ،ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻴﺎس اﻧﺤﺪار اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ، وﻫﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻗﺴﻤﺔ اﻟﺘﻐري اﻟﺮأﳼ أو ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻐري ﰲ املﻨﻔﻌﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻐري اﻷﻓﻘﻲ أو ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻐري ﰲ اﻟﺜﺮوة ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻐري ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﺻﻐري ﰲ اﻟﺜﺮوة )وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺎدل املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺔ ﻟﻠﺜﺮوة( .وﻳﺘﻐري ﻫﺬا اﻻﻧﺤﺪار ﺑﺘﻐري ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺜﺮوة؛ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻣﻘﻌ ًﺮا ﻣﺴﺎو ﻳﻘﻞ اﻧﺤﺪاره ﻣﻊ زﻳﺎدة اﻟﺜﺮوة .وﺗﻘﺎس درﺟﺔ ﺻﺎر أﻛﺜﺮ ﺗﺴﻄﺤً ﺎ ،أو ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ٍ اﻟﺘﻘﻌﺮ ﺑﻘﺴﻤﺔ املﻌﺪل اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻻﻧﺨﻔﺎض اﻻﻧﺤﺪار؛ أي املﻌﺪل اﻟﺬي ﻳﻘﻞ ﻋﻨﺪه اﻻﻧﺤﺪار، ﻋﲆ اﻻﻧﺤﺪار ﻧﻔﺴﻪ. وﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺣﺴﺎب ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺐ املﺨﺎﻃﺮة ،اﻓﱰض أن ﻣﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻫﻮ ﻣﺨﻄﻂ اﻟﺠﺬر اﻟﱰﺑﻴﻌﻲ .ﻋﲆ ذﻟﻚ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﺮوة اﻟﺘﻲ ﺗﱰاوح ﻋﻨﺪ ٤٠٠٠دوﻻر ﻫﻲ )ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ(: ٣٩٩٩دوﻻ ًرا ١٫٩٩٩٧ ٤٠٠٠دوﻻر
٢٫٠٠٠٠
٤٠٠١دوﻻر
٢٫٠٠٠٢
إن درﺟﺔ اﻧﺤﺪار اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ ﺗﺤﺖ ٤٠٠٠دوﻻر ﻣﺒﺎﴍة ﺗُﺴﺎوي ١٫٩٩٩٧ − ٢٫٠٠٠٠؛ أي ،٠٫٠٠٠٣ودرﺟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﺒﺎﴍة ﺗُﺴﺎوي ٠٫٠٠٠٢؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺪل اﻧﺨﻔﺎض اﻻﻧﺤﺪار ﻫﻮ .٠٫٠٠٠١وﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺴﻤﺔ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻋﲆ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻗﻴﻤﺔ املﻨﺤﺪر ﻧﻔﺴﻪ؛ أي ﻋﲆ ،٠٫٠٠٠٢٥ﻧﺤﺼﻞ ﻋﲆ املﻌﺪل اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻼﻧﺨﻔﺎض، أو ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﱡﺐ املﺨﺎﻃﺮة ،اﻟﺬي ﻳﺴﺎوي ) ٠٫٤وﻫﺬه اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﴬورة؛ ﻟﻜﻮﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪم ﺗﻐريات دوﻻرﻳﺔ ﰲ اﻟﺜﺮوة وﻟﻴﺲ ﺗﻐريات ﺻﻐرية ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ،وﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ ﺧﻄﺄ ٌ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ(. ﻳﺒﻘﻰ أن ﻧﺘﺪﺑﺮ ﻣﺪى ﻗﻮة ﻫﺬا اﻟﻘﻴﺎس .وأول ﻧﻘﻄﺔ ﻳﺠﺐ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﻫﻲ أن ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺒﻚ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻻ ﻳﺘﻐري إذا ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﻄﻴﺔ .وﻫﺬا ﻳُﻌﺰى إﱃ أن 60
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني
ﻣﺜﻼ ،ﺗُﻀﺎﻋﻒ ٍّ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻛﻞ املﻨﺎﻓﻊً ، ﻛﻼ ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺪار وﻣﻌﺪل اﻧﺨﻔﺎﺿﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ إﺿﺎﻓﺔ ،٧ ﻟﻨ َ ُﻘﻞ ،ﻟﻜﻞ املﻨﺎﻓﻊ ﻻ ﺗُ ﱢ ﻐري اﻻﻧﺤﺪار أو ﻣﻌﺪل اﻧﺨﻔﺎﺿﻪ. ﺛﻤﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ؛ وﻫﻲ أن اﻟﻘﻴﺎس ،ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ،ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺟﺒًﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﺎ ﻟﻠﺜﺮوة إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻣﻘﻌ ًﺮا ﺣﻮل ﻫﺬا املﺴﺘﻮى .وﺑﺸﻜﻞ أﻗﻞ وﺿﻮﺣً ﺎ ً ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻘﻂ ،ﻳﻜﻮن املﻘﺪار ﻣﻮﺟﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﺮوة إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻣﺴﺎو إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻣﻘﻌ ًﺮا )ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ( ،أو ﺑﺸﻜﻞ ٍ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة )دون ﻗﻴﻮد(. واﻵن ﺗﺪﺑﺮ ﻛﻴﻒ ﻧﻘﺎرن ﺗﺠﻨﺒﻚ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﺑﺘﺠﻨﺒﻲ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة .ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺔ ﻟﺘﻨﺎول ﻫﺬا ،اﻟﻘﻮ ُل ﺑﺄﻧﻚ »أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒٍّﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة« ﻣﻨﻲ ،إذا ُ رﻫﺎن ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﻟﻘﺒﻮل أي ٍ أﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌ ﱞﺪ ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن اﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮن ﻫﻜﺬا إذا، وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻚ ﻷي رﻫﺎن أﻛﱪ ﻣﻦ ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ .وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺗﻮﺟﺪ أﻳﺔ ﺻﻠﺔ ﺑني ﻛﻮﻧِ َﻚ أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻣﻨﻲ وﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﱡﺒﻨﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة؟ ﻫﻨﺎك ﺻﻠﺔ؛ ﻓﺄﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻣﻨﻲ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻣﻘﺪا ُر ﺗﺠﻨﺒﻚ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﺮوة أﻛﱪ ﻣﻨﻲ. ﺣﺘﻰ اﻵن ﻳﺒﺪو ﻗﻴﺎﺳﻨﺎ ﻟﺘﺠﻨﱡﺐ املﺨﺎﻃﺮ ﺳﻠﻴﻤً ﺎ .وﻛﻲ ﻧﺮى املﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻗﺪ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،ﻧﺤﺘﺎج ﻟﻠﺘﻔﻜري ﰲ ﻣﻌﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن رﻫﺎ ٌن ﻣﺎ »أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة« ﻣﻦ آﺧﺮ .ﺗﺄﻣﱠ ِﻞ اﻟﺮﻫﺎﻧني اﻟﻌﺎدﻟني اﻟﺘﺎﻟﻴني) :س( وﻫﻮ: ١٥٠+دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٤و ١٠٠−دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٦ و)ص( وﻫﻮ: ٤٠٠+دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٢و ١٠٠−دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٨ اﻓﱰض أﻧﻚ أﻗﺪﻣﺖ ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )س( ،وإذا ﻓﺰت ﺗﺮاﻫﻦ ﺑ ٢٥٠دوﻻ ًرا ﻋﲆ إﻟﻘﺎء ﻋﻤﻠﺔ؛ أي ﺗُ ْﻘﺪم ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﻌﺎدل اﻷﺑﻌﺪ: ٢٥٠+دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥و ٢٥٠−دوﻻ ًرا ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٥ )وإذا ﺧﴪت ﰲ اﻟﺮﻫﺎن )س( ﻻ ﺗﻔﻌﻞ أي ﳾء آﺧﺮ( .ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت املﺮﻛﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎﻫﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن ﻫﺬا 61
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻣﺴﺎو ﻟﻠﺮﻫﺎن ذي املﺮﺣﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة .وﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺮﻫﺎن ذا املﺮﺣﻠﺘني ٍ ً )ص( ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﺮﻫﺎن )س( ﻣﻀﺎﻓﺎ إﻟﻴﻪ رﻫﺎن ﻋﺎدل؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﻮل ،ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻄﻘﻲ ،إن اﻟﺮﻫﺎن )ص( أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن )س( .وﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﻳﻜﻮن ﺛﺎن إذا ﻛﺎن اﻷول ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ إﺿﺎﻓﺔ أي رﻫﺎن ﻋﺎدل أﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة ﻣﻦ رﻫﺎن ٍ رﻫﺎن ﻋﺎدل آﺧﺮ أو أﻛﺜﺮ. ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺧﻄﻮرة اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﻏري اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ أﺟﺰاﺋﻬﺎ اﻟﺨﻄﺮة؛ أي إﱃ ﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ وﺧﺴﺎﺋﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘِ ﻴَﻤﻬﺎ املﺘﻮﻗﻌﺔ .ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ» ،اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻄﺮ« ﻣﻦ أي رﻫﺎن ﻫﻮ أن ﻳﻨﺨﻔﺾ اﻟﺮﻫﺎن ﺑﻜﻞ ﺟﻮاﺋﺰه املﺤﺘﻤﻠﺔ ﺑﻤﻘﺪار ﻗﻴﻤﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ؛ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ رﻫﺎن ﻋﺎدل .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻄﺮ ﻟﻠﺮﻫﺎن )ع(: ٥٠٠+دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٢وﻻ ﳾء ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .٠٫٨ ً ووﻓﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،وملﺎ ﻛﺎن واﻟﺬي ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ ١٠٠دوﻻر ،ﻫﻮ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﻌﺎدل )ص(. )ص( أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ )س( ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن )ع( أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ )س( .وﺑﺸﻜﻞ ﺛﺎن إذا ﻛﺎن اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول ﻋﺎم ،ﻳﻜﻮن أي رﻫﺎن أﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة ﻣﻦ رﻫﺎن ٍ أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ. أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻵن اﻟﺘﺤﻮل إﱃ اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .ﺗﺄﻣﱠ ْﻞ رﻫﺎﻧني) ،س( و)ص( ،ﻟﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ .إذا َ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ،ﻓﻼ ﻏﺮاﺑﺔ ﰲ أن اﺧﺘﻴﺎرك ﺳﻴﻘﻊ داﺋﻤً ﺎ ﻋﲆ )س( وﻟﻴﺲ )ص( ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن )س( أﻗﻞ ﻣﺨﺎﻃﺮة .ﺣﺘﻰ اﻵن ﻛﻞ ﳾء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺮام ،وﻟﻜﻦ ﺗﺄﻣﻞ اﻵن رﻫﺎﻧني ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ﻫﻤﺎ )د( و)ﻫ(؛ ﺣﻴﺚ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن )د( أﻛﱪ ﻣﻦ ﻧﻈريﺗﻬﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎن )ﻫ( ،وﻟﻜﻨﻪ ً َ اﺧﱰت )د( وﻟﻴﺲ )ﻫ( ،وإذا ﻛﻨﺖ أﻳﻀﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة .ﻓﺈذا أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒٍّﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻣﻨﻲ ،ﻓﺴﻮف ﻳﺒﺪو ﻃﺒﻴﻌﻴٍّﺎ أن أﺧﺘﺎر أﻧﺎ ً أﻳﻀﺎ اﻟﺮﻫﺎن )د( وﻟﻴﺲ )ﻫ( ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻷﻋﲆ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ً أﻳﻀﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻜﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ .وإذا ﻛﺎن )ﻫ( رﻫﺎﻧًﺎ ﻣﺤﺪد اﻟﻘﻴﻤﺔ ،ﻓﻤﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻷﻣﺮ .ﻏري أن اﻷﻣﺮ ،ﰲ اﻟﻌﻤﻮم ،ﻟﻴﺲ ﻫﻜﺬا. ُﺮض إﻣﺎ ﺑﺸﺄن ﻗﻴﺎﺳﻨﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ إذن ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ؛ ﻓﻴﺒﺪو أن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌًﺎ ﻏري ﻣ ٍ املﺨﺎﻃﺮة ،وإﻣﺎ ﺑﺸﺄن ﻓﻬﻤﻨﺎ ملﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن رﻫﺎ ٌن ﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ آﺧﺮ .أﻳﻬﻤﺎ ﺳﺘﺘﺪارك؟ 62
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني
) (3ﺑﻌﺾ اﻹﺿﺎﻓﺎت واﻟﺘﺄﻣني اﻹﻗﺪا َم ﻋﲆ ﻣﻘﺎﻣﺮة )ﺑﺎملﻌﻨﻲ اﻟﺤﺮﰲ(؛ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن )ﺑﺎملﻌﻨﻲ اﻟﺪارج( ِ ﻓﺎﻟﺮﻫﺎن ﻳﺘﻀﻤﻦ داﺋﻤً ﺎ اﻹﻗﺪام ﻋﲆ رﻫﺎن آﺧﺮ ﺟﺪﻳﺪ .ﻓﺈذا راﻫﻨﺖ ﺑ ١٠٠دوﻻر ﻋﲆ اﻷﺣﻤﺮ ﰲ ﻟﻌﺒﺔ روﻟﻴﺖ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗُ ْﻘﺪم ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )س( اﻟﺬي ﺟﻮاﺋﺰه ١٠٠+دوﻻر )إذا ﻓﺎز اﻷﺣﻤﺮ(، و) ١٠٠−إذا ﻟﻢ ﻳﻔﺰ( .أﻣﺎ اﻟﺘﺄﻣني ﻓﻴﺘﻀﻤﻦ اﻹﻗﺪام ﻋﲆ رﻫﺎن ﻳﻮازن رﻫﺎﻧًﺎ ﻗﺎﺋﻤً ﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﺳﻴﺎرة ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ٥٠٠٠دوﻻر وﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﺨﻄﺮ اﻟﴪﻗﺔ ،ﻓﺈن ﻟﺪﻳﻚ رﻫﺎﻧًﺎ ﻗﺎﺋﻤً ﺎ )ص( اﻟﺬي ﺟﻮاﺋﺰه ٥٠٠٠−دوﻻر )إذا ُﴎﻗﺖ اﻟﺴﻴﺎرة( ،وﻻ ﳾء )إذا ﻟﻢ ﺗﴪق( .إذن إذا أﻗﺪﻣﺖ ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن )ع( اﻟﺬي ﺟﻮاﺋﺰه ) ٤٩٤٠+إذا ُﴎﻗﺖ اﻟﺴﻴﺎرة( ،و ٦٠−دوﻻ ًرا )إذا ﻟﻢ ﺗُﴪق( ،ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎن اﻟﺼﺎﰲ )املﺤﺪد اﻟﻘﻴﻤﺔ( اﻟﺬي ﺟﺎﺋﺰﺗﻪ ٦٠−دوﻻ ًرا ،ﺳﻮاءٌ ُﴎﻗﺖ ﺳﻴﺎرﺗﻚ أم ﻟﻢ ﺗُﴪق .واﺧﺘﻴﺎر اﻟﺮﻫﺎن )ع( ﻳﻮازن رﻫﺎﻧﻚ اﻟﻘﺎﺋﻢ )ص(؛ ﻓﻬﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺗﺄﻣني ﺑﻘﺴﻂ ﻗﻴﻤﺘﻪ ٦٠دوﻻ ًرا. إذا ﻛﺎن ﺑﻌﺠﻠﺔ روﻟﻴﺖ ﺻﻔﺮ واﺣﺪ ،إذن ﻓﻬﻨﺎك ١٨ﻓﺘﺤﺔ ﺣﻤﺮاء و ١٩ﻓﺘﺤﺔ ﻏري ﺣﻤﺮاء )ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄن اﻟﺼﻔﺮ ﻻ ﻳﻜﻮن أﺣﻤﺮ وﻻ أﺳﻮد(؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ﻟﺮﻫﺎﻧﻚ )س( ﻋﲆ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺮوﻟﻴﺖ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ) ١٠٠+دوﻻر × ١٠٠−) + (٣٧ / ١٨دوﻻر × ،(٣٧ / ١٩أو ﺣﻮاﱄ ٣−دوﻻرات .وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﴎﻗﺔ اﻟﺴﻴﺎرة ﺗُﺴﺎوي ،٠٫٠١ ﻓﺈن رﻫﺎن اﻟﺘﺄﻣني )ع( اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺗُﺴﺎوي ) ٤٩٤٠دوﻻ ًرا × (٠٫٠١ ٦٠−) +دوﻻ ًرا × ،(٠٫٩٩أو ١٠−دوﻻرات .وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﺠﻼت اﻟﺮوﻟﻴﺖ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﻬﺎ أﺻﻔﺎر ،ﻓﺈن ﻟﻌﺐ اﻟﺮوﻟﻴﺖ ﰲ ﻧﻮادي اﻟﻘﻤﺎر ﺳﻮف ﻳﺘﻀﻤﻦ داﺋﻤً ﺎ اﺧﺘﻴﺎر رﻫﺎﻧﺎت ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ )اﻟﺮﻫﺎن املﻨﻈﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ .وﺗﻌﺪ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺮﻫﺎ ُن ﻓﻴﻬﺎ ﺑ ١٠٠دوﻻر اﺧﺘﻴﺎ َر رﻫﺎن ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ٥٠−دوﻻ ًرا( .وملﺎ ﻛﺎن ﻟﴩﻛﺎت اﻟﺘﺄﻣني ﻣﴫوﻓﺎت وﺗﻜﺎﻟﻴﻒ؛ ﻓﺴﻮف ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﺄﻣني ً أﻳﻀﺎ اﺗﺨﺎذ رﻫﺎﻧﺎت ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ. ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾء ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ ،ﺳﻮاء ﰲ اﻟﺮﻫﺎن وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ ،أو اﻟﺘﺄﻣني وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ ،ﻏري أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أﻧﻚ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ،ﻓﻠﻦ ﺗﺮاﻫﻦ وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ ،وإن ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﺆﻣﱢ ﻦ .ﺑﺎملﺜﻞ ،إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺒٍّﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ،ﻓﻠﻦ ﺗﺆﻣﱢ ﻦ وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ ،وإن ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﺮاﻫﻦ .ﻏري أن املﻼﺣﻈﺔ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ
63
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺷﻜﻞ :2-4ﻋﺠﻠﺔ روﻟﻴﺖ :ﰲ ﺑﺎﻟﻢ ﺑﻴﺘﺶ.
ﺗﺸري إﱃ أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺮاﻫﻨﻮن وﻳﺆﻣﱢ ﻨﻮن ،ﻋﲆ ﺣ ﱟﺪ ﺳﻮاء ،وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ؛ ﻓﻬُ ﻢ ﻳﺸﱰون ﺗﺬاﻛﺮ ﰲ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ وﻳﺆﻣﱢ ﻨﻮن ﻋﲆ ﺳﻴﺎراﺗﻬﻢ .وإذا اﺷﱰﻳﺖ ﺗﺬﻛﺮ ًة ﰲ ﻳﺎﻧﺼﻴﺐ ﻗﻮﻣﻲ ،ﻓﻼ ﺑﺪ أﻧﻚ ﻣﺤﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة؛ وإذا أﻣﱠ ﻨﺖ ﻋﲆ ﺳﻴﺎرﺗﻚ، ﻓﻼ ﺑﺪ أﻧﻚ ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻻﺛﻨني ﻣﻌً ﺎ؟ أﺣﺪ ﺣﻠﻮل ﻫﺬا اﻟﻠﻐﺰ املﺤري ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﺮوة ،وﻣﺤﺒٍّﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت أﺧﺮى .وﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﻗﺪ ﺗﺘﺠﻨﺐ املﺨﺎﻃﺮ ﺣني ﺗﻜﻮن ﻓﻘريًا ،وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﺨﻮض املﺨﺎﻃﺮة ﻛﻠﻤﺎ ازددت ﺛﺮاءً .ﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ أﻧﻚ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ،ﻓﺈن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﻌ ًﺮا ،وإذا ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺒٍّﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺪب ،ﻏري أﻧﻚ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ املﺴﺘﻮﻳﺎت املﻨﺨﻔﻀﺔ ﻟﻠﺜﺮوة ،وﻣﺤﺒٍّﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ املﺴﺘﻮﻳﺎت املﺮﺗﻔﻌﺔ؛ ﻓﺈن اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻚ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﻌﱠ ًﺮا ﻋﻨﺪ املﺴﺘﻮﻳﺎت املﻨﺨﻔﻀﺔ، وﻣﺤ ﱠﺪﺑًﺎ ﻋﻨﺪ املﺴﺘﻮﻳﺎت املﺮﺗﻔﻌﺔ.
64
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني
ْ اﻓﱰض أن ﺛﺮوﺗﻚ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ٥٠٠٠دوﻻر ،وﻣﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎص ﺑﻚ وﻛﻤﺜﺎل، ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: ١٠٠٠دوﻻر
٢
٣٠٠٠دوﻻر
٩
٥٠٠٠دوﻻر ١٠ ٧٠٠٠دوﻻر ١١ ٩٠٠٠دوﻻر ١٨
ﺗﺄﻣ ْﻞ ً أوﻻ اﻟﺮﻫﺎن ﺑ ٢٠٠٠دوﻻر ﻋﲆ ﺣﺼﺎن ﺑﺄرﺟﺤﻴﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ٢إﱃ .١ﺳﻮف ﻳﺴﻔﺮ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن ﻋﻦ ارﺗﻔﺎع ﺛﺮوﺗﻚ إﱃ ٩٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ) ٣ / ١ﺣﺎل ﻓﻮز ﺣﺼﺎﻧﻚ(، أو ﻫﺒﻮﻃﻬﺎ إﱃ ٣٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ) ٣ / ٢ﺣﺎل ﺧﺴﺎرﺗﻪ( ،وﻣﻨﻔﻌﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺗُﺴﺎوي ) ،(٣ / ٢ × ٩) + (٣ / ١ × ١٨أو .١٢وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه املﻨﻔﻌﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺛﺮوﺗﻚ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺎوي ١٠؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻘﺪم ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن. ﺗﺄﻣﻞ اﻵن ﻗﺮارك اﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻲ .ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺘﺄﻣني ﻋﲆ ﺳﻴﺎرﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺎوي ٦٠٠٠دوﻻر ﺑﻘﺴﻂ ﻋﺎدل ﻗﻴﻤﺘﻪ ٢٠٠٠دوﻻر .إن ﻛﻮن ﺛﺮوﺗﻚ املﻀﻤﻮﻧﺔ ٥٠٠٠دوﻻر ﻳﻌﻨﻲ أن ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺨﺘﺎر ﻣﺎ إن ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻠﻐﻲ اﻟﺘﺄﻣني أم ﻻ .وﻳﺘﻀﻤﻦ اﻹﻟﻐﺎءُ اﻹﻗﺪا َم ﻋﲆ رﻫﺎن ﺟﺪﻳﺪ ﺳﻮف ﻳﺴﻔﺮ ﻋﻦ ارﺗﻔﺎع ﺛﺮوﺗﻚ إﱃ ٧٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ) ٣ / ٢إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻣﴪوﻗﺔ( ،أو ﻫﺒﻮﻃﻬﺎ إﱃ ١٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ) ٣ / ١إذا ُﴎﻗﺖ(. واملﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗُﺴﺎوي ) (٣ / ١ × ٢) + (٣ / ٢ × ١١أو .٨وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه املﻨﻔﻌﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺛﺮوﺗﻚ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺎوي ﻣﺮة أﺧﺮى ،١٠ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗُ ْﻘﺪم ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪ؛ أي إﻧﻚ ﺗﺆﻣﱢ ﻦ .ﻻﺣﻆ أن ﻫﺬا ﻳﺒني أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺮاﻫﻦ وﺗﺆﻣﱢ ﻦ، وﻓﻖ ﴍوط ﻋﺎدﻟﺔ ،ﻋﲆ ﺣ ﱟﺪ ﺳﻮاء .وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أﻧﻪ إذا أﺻﺒﺤﺖ اﻟﴩوط ﻏري ﻋﺎدﻟﺔ ً ﻗﻠﻴﻼ؛ ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني. ﱠ ﻣﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ،اﻟﺬي ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺛﺮوﺗﻚ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )أ( .ﺳﻮف وﻫﺬا ﻳﺆدي رﻫﺎن اﻟﺨﻴﻞ إﱃ ﺗﻮاﺟﺪ ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ﻋﻨﺪ )ب( وإﻣﺎ )ﺟ( ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻓﻮق ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )أ( ﻣﺒﺎﴍة؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗُ ْﻘﺪم ﻋﻠﻴﻪ .وﺳﻮف ﻳﺆدي رﻫﺎن اﻟﺘﺄﻣني إﱃ ﺗﻮاﺟﺪ ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ﻋﻨﺪ )د( أو )ﻫ( ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ أﺳﻔﻞ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻨﺪ )أ( ﻣﺒﺎﴍة؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﺗُﻘﺪم ﻋﻠﻴﻪ؛ أي إﻧﻚ ﺗﺆﻣﱢ ﻦ. 65
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺟ
١٨ ١٦ ١٤ ١٢ ب
أ
٨
املﻨﻔﻌﺔ
ﻩ
١٠ ٦ ٤ ٢
د ٩
٨
٧
٦
٥
٤
٣
٢
١
٠
٠
اﻟﺜﺮوة )ﺑﺎﻷﻟﻒ دوﻻر( ﺷﻜﻞ :3-4اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني :إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺮوﺗﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ )أ( ،ﻓﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﻌﺎدل اﻟﺬي ﺳﻴﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺗﻮاﺟﺪ ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ﻋﻨﺪ )ب( وإﻣﺎ )ﺟ( ،وﻟﻜﻦ ﺗﺮﻓﺾ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﺳﻴﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺗﻮاﺟﺪ ﺛﺮوﺗﻚ إﻣﺎ ﻋﻨﺪ )د( وإﻣﺎ )ﻫ(.
وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺤﻞ ﻣﺒﺪﻋً ﺎ وﺑﺎرﻋً ﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺪو ﻣﺼﻄﻨﻌً ﺎ؛ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻓﻘﻂ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺸﻜﻞ املﻄﻠﻮب ،وﻟﻜﻦ ﻳﺘﻄﻠﺐ ً أﻳﻀﺎ أن ﺗﻜﻮن ﺛﺮوﺗﻚ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ املﺴﺘﻮى املﻄﻠﻮب؛ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أﻋﲆ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ )وإﻻ ﻓﻠﻦ ﺗﺆﻣﱢ ﻦ( أو أﺳﻔﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜري ﻋﻨﺪ )ب( ﱠ )ﻫ( ﱠ )وإﻻ ﻓﻠﻦ ﺗﺮاﻫﻦ(. ﺛﻤﺔ ﺣﻞ ﺑﺪﻳﻞ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ أن اﻟﻨﺎس ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻣﺘﺠﻨﺒني ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﺮوة؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻳﺆﻣﱢ ﻨﻮن وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺮاﻫﻨﻮن وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﺑﺴﺒﺎق ﻣﺎ ﻣﻮاﺗﻴﺔ .ﻓﻘﻂ ﻳَﺒﺪون أﻧﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ أرﺟﺤﻴﺎت ﻋﺪم ﻓﻮز أﻟﻜﻮف ٍ ﻫﻲ ٢إﱃ ،١وﺗﻌﺘﻘﺪ أن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻮزه ،٠٫٤إذن ﻓﻘﺪ ﺗﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة .وﻫﺬا ﻳُﻌﺰى إﱃ أﻧﻚ ﺑﻘﻴﺎﻣﻚ ﺑﺬﻟﻚ إﻧﻤﺎ ﺗُ ْﻘﺪم ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺤﻚ ٢٠٠+ دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٤و ١٠٠−دوﻻر ﺧﻼف ذﻟﻚ ،وﻗﻴﻤﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ ٢٠+دوﻻ ًرا. 66
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني
ﻗﺪ ﺗﻌﺘﻘﺪ ،وﻟﻚ اﻟﺤﻖ ﰲ ﻫﺬا ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،أن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻮز أﻟﻜﻮف ٠٫٤؛ ﻓﺎملﻌﺘﻘﺪات ،ﻣﺜﻞ املﻴﻮل ،أﻣﺮ ﺷﺨﴢ .ﻗﺪ ﺗﺘﻔﻬﻢ ﺟﻴﺪًا أن وﻛﻼء اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ وﻧﻔﻘﺎت؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻓﺈن اﻟﺮﻫﺎن اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻋﲆ اﻟﺨﻴﻮل ﻫﻮ رﻫﺎن وﻓﻖ ﴍوط ﻏري ﻣﻮاﺗﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻟﺪﻳﻚ ﺑﻌﺾ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وأﻧﻚ ﻻ ﺗﺮاﻫﻦ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ؛ ﻓﺄﻧﺖ ،وأﻧﺖ وﺣﺪك ،ﻣَ ﻦ َﻟﻤَ ﺢَ اﻟﻠﻤﻌﺔ ﰲ ﻋني أﻟﻜﻮف وﻫﻮ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ اﻟﺤﻠﺒﺔ .ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺨﻄﺌًﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﻘﺎد، وﻟﻜﻦ ذاك أﻣﺮ آﺧﺮ. ﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻟﺤﻞ ،ﰲ ﻇﺎﻫﺮه ،أﻗﻞ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺮوﻟﻴﺖ أو ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ اﻟﺨﻴﻮل .ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮف أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷرﻗﺎم ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻔﻮز ﰲ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻟﺮوﻟﻴﺖ وﰲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ، أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ رﺑﻤﺎ ﺗَﻌْ ﻠﻢ ذﻟﻚ ،وﻟﻜﻦ وﺟﻮد ﻛﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻨﻈﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺨﱪك ﻛﻴﻒ ﺗﻔﻮز ﰲ اﻟﺮوﻟﻴﺖ ،أو أي اﻷرﻗﺎم ﺗُﺨﺘﺎر ﰲ اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ اﻟﻘﻮﻣﻲ؛ ﻳﻮﺣﻲ ْ ﺑﺄن ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻠﻢ ذﻟﻚ. ﺑﺸﺄن ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ املﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺪدﻳﺔ أﺗﺤ ﱠﻮ ُل اﻵن إﱃ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي أُﺛريَ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ِ ً أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻶراء املﺆﻳﺪة ﻹﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة .ﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﻓﺮ املﻨﺎﻓﻊ اﻟﺤﺪﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨًﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻣﻌﻨًﻰ ﻣﺎ ﺣني ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ ﻋﺪدﻳﺔ .وﻫﺬا ﻳُﻌﺰى إﱃ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺎرق ﺑني املﻨﻔﻌﺘني اﻟﻠﺘني ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﻤﺎ ﻟ ١٠٠٠دوﻻر و ٢٠٠٠دوﻻر أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻔﺎرق ﺑني املﻨﻔﻌﺘني اﻟﻠﺘني ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﻤﺎ ﻟ ٨٠٠٠دوﻻر و ٩٠٠٠دوﻻر ،ﺑﻤﻮﺟﺐ إﺣﺪى ﻃﺮق ﺗﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮن أﻛﱪ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻛﻞ اﻟﻄﺮق اﻷﺧﺮى .وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا؟ ﻣﻌﻨﺎه أﻧﻚ ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻻ أﻛﺜﺮ وﻻ أﻗﻞ .وﻋﲆ ْ اﻧﺘﻘﻠﺖ ١٠٠٠ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺢ اﻟﺼﺎﰲ إذا دوﻻر ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﻠﻚ ﺛﺮوة ﻗﺪرﻫﺎ ٩٠٠٠دوﻻر إﱃ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺛﺮوة ﻗﺪرﻫﺎ ١٠٠٠ دوﻻر .وﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ أي ﳾء آﺧﺮ ،ﺳﻮف ﻳﻨﻄﻮي ﻫﺬا ﻋﲆ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻏري ﻣﱪرة ﺑني ﻣﻨﺎﻓﻊ أﺷﺨﺎص ﻣﺨﺘﻠﻔني .اﻷﻫﻢ ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﻳﺤﺎول ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺣﺪ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺴﻌﺎدة أو اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ إﱃ ﻣﺎ ً ً ٍ ﻋﺪدﻳﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﻧﺤﻮ املﺨﺎﻃﺮة .وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﺳﻨﺴﺘﺨﺪم ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﻌﺪ املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ﻟﺘﱪﻳﺮ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ،ﻣﺘﺠﺎﻫﻠني ﻣﺸﻜﻠﺔ املﻘﺎرﻧﺔ ﺑني اﻷﺷﺨﺎص ،ﻛﻨﺎ ﺳﻨﻌﻴﺪ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻷﺷﺨﺎص ﻧﺤﻮ املﺨﺎﻃﺮة .وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺒﴩ ﻣﺤﺒني ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ،ﻛﺎﻧﺖ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻔﻘري وﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻐﻨﻲ. 67
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺛﻤﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻟﺘﱪﻳﺮ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺗﺴﺘﺨﺪم »ﺳﺘﺎر ﺟﻬﻞ« ﺧﻴﺎﻟﻴٍّﺎ. ﻟﻨﻔﱰض أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﺪﺑﺮون ﻛﻞ اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺜﺮوة .ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ملﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ١٠ﻣﻼﻳني ﻗﺪ ﺗﻜﻮن: ١ﻣﻠﻴﻮن ﻋﻨﺪ ١٠٠٠دوﻻر ٥ ،ﻣﻼﻳني ﻋﻨﺪ ٤٠٠٠دوﻻر ،و ٤ﻣﻼﻳني ﻋﻨﺪ ٨٠٠٠دوﻻر. ١ﻣﻠﻴﻮن ﻋﻨﺪ ١٠٠٠دوﻻر ،و ٩ﻣﻼﻳني ﻋﻨﺪ ٥٠٠٠دوﻻر. ١٠ﻣﻼﻳني ﻋﻨﺪ ٢٠٠٠دوﻻر. ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞ اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻹﺟﻤﺎﱄ ﻧﻔﺴﻪ ،ملﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ املﻔﻬﻮم ﺿﻤﻨًﺎ أن اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت ﻣُﺼﺎﻏﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ ،وأن ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت ﺗﻤﻨﺢ ﺣﻮاﻓﺰ أﻛﱪ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ. إذن ﻳﺨﺘﺎر ﻛﻞ ﺷﺨﺺ أﺣﺪ اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت دون ﻣﻌﺮﻓﺔ وﺿﻌﻪ اﻟﻔﺮدي ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت )أي دون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺮوﺗﻪ ﰲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻷول ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ،١٠٠٠أم ،٤٠٠٠أم ٨٠٠٠دوﻻر( .وﻳُﺰﻋَ ﻢ أن ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺳﻮف ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺢ أﻛﱪ ﻣﺒﻠﻎ ﻷﻓﻘﺮ ﺷﺨﺺ ،أو أﻓﻘﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص؛ ﻓﻔﻲ املﺜﺎل اﻟﺤﺎﱄ ﺳﻮف ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻮزﻳﻊ » ١٠ﻣﻼﻳني ﻋﻨﺪ ٢٠٠٠دوﻻر« .وﻳُﺰﻋﻢ ً أﻳﻀﺎ أن اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺎره اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ ﻫﻮ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺎدل ،وأﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻔﻌﲇ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻫﺬا ،ﺗﻜﻮن إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﱪرﻫﺎ .وﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺮق اﻟﺬي ﺻﺎﻏﻪ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﺟﻮن روﻟﺲ )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم :(١٩٢١ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ — اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻔﺮﺻﺔ ،واﻟﺪﺧﻞ واﻟﺜﺮوة ،وﻗﻮاﻋﺪ اﺣﱰام اﻟﺬات — ﻳُﻔﱰَض أن ﺗُﻮ ﱠزع ﺑﺎﻟﺘﱠﺴﺎوي ،ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻏري املﺘﺴﺎوي ﻷيﱟ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ أو ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻴﺼﺐﱡ ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻳﻌﺪ اﻻدﻋﺎء اﻷول ،ﺑﺄن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﺳﻮف ﻳﺨﺘﺎرون اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺬي ﻳَﻤﻨﺢ أﻛﱪَ ﻣﺒﻠﻎ ﻷﻓﻘﺮ ﺷﺨﺺ ،ادﻋﺎءً ﺟﻮﻫﺮﻳٍّﺎ ،وﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﺒﺎﴍة ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر؛ ﻓﺨﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎر ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﺑني اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت؛ ﻣﺜﻞ: ١٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺣ( ٤٠٠٠ ،دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ق( ،و ٨٠٠٠دوﻻر ﺧﻼف ذﻟﻚ. ١٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )ر( ،و ٥٠٠٠دوﻻر ﺧﻼف ذﻟﻚ. ٢٠٠٠دوﻻر ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .١ 68
اﻟﺮﻫﺎن واﻟﺘﺄﻣني
ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر ﻓﻘﻂ آﺧﺮ ﻫﺬه اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة إﱃ أﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﻮ أﻧﻚ ﻓﻀﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﲆ اﻟﺜﺎﻧﻲً ، ﻣﺜﻼ ،ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﻴﻢ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )د( ،ﻟﺨﺎﻟﻔﺖ ﴍط اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻻدﻋﺎء ﱠ ﺑﺄن ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺳﻮف ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺢ أﻛﱪ ﻣﺒﻠﻎ ﻷﻓﻘﺮ ﺷﺨﺺ ﻳﺒﺪو واﻫﻴًﺎ. أﻣﺎ اﻻدﻋﺎء اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺑﺄن اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺎره اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ ﻫﻮ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺎدل ،وأﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻔﻌﲇ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻫﺬا ،ﻳﻜﻮن ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﺎ ﻳﱪرﻫﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻟﻦ ﺗﻮﺿﺤﻪ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﻏري أﻧﻨﻲ أﺷري ﻋ َﺮ ً ﺿﺎ ً ﻋﺎدﻻ إذا ﻛﺎن ﻧﺘﺎج أﻓﻌﺎل إرادﻳﺔ إﱃ وﺟﻮد آراء أﺧﺮى .أﺣﺪ ﻫﺬه اﻵراء أن اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻳﻜﻮن وﻟﻴﺲ ﻷي ﺳﺒﺐ آﺧﺮ .ﻓﺈذا ﻛﻨﺖ أﻛﺜﺮ ﺛﺮاءً ﻣﻨﻲ؛ ﻷﻧﻚ دءوب وﻣﺠﺘﻬﺪ وأﻧﺎ ﻛﺴﻮل ،ﻓﺘﻠﻚ ﺧﻼﺻﺔ اﻷﻣﺮ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﻷي ﺷﺨﺺ أن ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻚ ﻟﻴﻌﻄﻴﻨﻲ .وﻫﺬه ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﺘﻲ ﺻﺎﻏﻬﺎ روﺑﺮت ﻧﻮزﻳﻚ ،اﻟﺬي اﻟﺘﻘﻴﻨﺎه ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ. ﺷﺨﺺ ﻳُﺠﺮي اﻵن ﻟﺴﻨﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻣُﻨﺤﻮا ﻗﻄﻌً ﺎ ﻣﻦ ﻓﻄرية ﻣﻦ ٍ ﺗﻌﺪﻳﻼت ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻷﺧرية ﻟﺘﺪارك أﺧﻄﺎء اﻟﺘﻘﻄﻴﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ؛ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﺮﻛﺰي ،وﻻ وﺟﻮد ﻟﺸﺨﺺ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ املﻮارد ﻛﺎﻓﺔ، وﺗﻘﺮر ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ .ﻓﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ إﻧﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﺷﺨﺎص ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﳾء أو َﻛ ِﻬﺒَﺔ .وﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺣ ﱟﺮ ،ﻳﺘﺤﻜﻢ أﺷﺨﺎص ﻣﺘﻨﻮﻋﻮن ﰲ املﻮارد املﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺗﻨﺸﺄ ﺣﻴﺎزات ﺟﺪﻳﺪة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺒﺎدﻻت وأﻓﻌﺎل ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻮزﻳﻊ ﻟﻸزواج إرادﻳﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص .وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻮزﻳﻊ ﻟﻠﺤﺼﺺ ِ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﺨﺘﺎر ﻓﻴﻪ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺳﻴﻘﱰﻧﻮن ﺑﻬﻢ. ) (4ﻣﻠﺨﺺ ﺗﺘﺠﲆ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﻧﺤﻮ املﺨﺎﻃﺮة ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻦ ﺑني اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻛﻞ ﺟﻮاﺋﺰﻫﺎ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ. ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة ﻷي رﻫﺎن ﻫﻲ ) (١اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن ،واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎدﻫﺎ ﺑﴬب ﻛﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﰲ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺘﻬﺎ وﺟﻤﻊ اﻷرﻗﺎم اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ،ﻳﻄﺮح ﻣﻨﻬﺎ ) (٢اﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﻠﺮﻫﺎن ،وﻫﻮ املﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن. ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺐ املﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﺎ ﻟﻠﺜﺮوة ﻫﻮ املﻌﺪل اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻻﻧﺨﻔﺎض اﻧﺤﺪار اﻟﺨﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ ﰲ ﻫﺬا املﺴﺘﻮى. 69
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﻟﻘﺒﻮل أي رﻫﺎن أﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪ أﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻣﻨﻲ إذا ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ. أﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻣﻨﻲ ) (١إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻚ ﻟﻜﻞ اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت أﻛﱪ ﻣﻦ ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ ،و) (٢إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺒﻚ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺜﺮوة أﻛﱪ ﻣﻦ ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺒﻲ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة.
70
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
أﺗﺤﻮل اﻵن إﱃ اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وأﺗﻨﺎول اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ ً أﻓﻌﺎﻻ ،ﻣﺜﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻄﺎء ﻣﺮﺗﻔﻊ أو ﻣﻨﺨﻔﺾ ﰲ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺳﺄُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻵن ﺗﺮﻛﻴﺰي ﻣﻨﺼﺐﱞ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﲆ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺰاد .ﻫﺬا ﻫﻮ إﻃﺎر ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻷﻟﻌﺎب .ﻏري أن ِ ﺗﺨﺘﺎر ﺑﻬﺎ وﺣﺪك ﺑﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻋﲆ ﻋﻜﺲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺮ ﱢﻛﺰ ﻋﲆ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ٍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﱰك. ﺑﻬﺎ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ) (1املﻮﻗﻒ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻨﻲ ً أﻳﻀﺎ ﺑﺼﺪد اﺧﺘﻴﺎر ﰲ إﻃﺎر اﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ،ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻚ اﺧﺘﻴﺎر ٍ ﻓﻌﻞ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ،وأن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﻮف ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺎره ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ. ﻗﺒﻞ أن ﻧﺒﺪأ ،ﻧﺤﺘﺎج ﻟﺘﺪﺑﱡﺮ ﻣﻔﻬﻮم املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺗﺨﺘﻠﻒ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ املﻌﺮﻓﺔ املﺸﱰﻛﺔ؛ ﻓﺎﻟﴚء ﻳﻜﻮن ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻟﻚ وﱄ إذا ﻛﺎن ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻜﻮن ً ً ﻋﺎﻣﺔ إذا ﻛﺎن ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ،وﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮف أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ،وﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮف ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮف أن ٍّ أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ،وﻫﻜﺬا .وﻛﺘﻮﺿﻴﺢ ﻟﻠﻔﺎرق ﺑني املﻌﺮﻓﺔ املﺸﱰﻛﺔ ﻟﻌﺐ .ﻛ ﱡﻞ ورﻗﺔ ﻟﻌﺐ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺣﻤﺮاء ،وﻟﻜﻦ واﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫﺐْ أﻧﻚ وأﻧﺎ ﺗﻮ ﱠزع ﻋﻠﻴﻨﺎ ورﻗﺘﺎ ٍ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻫﺬا؛ ﻓﻜ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺮى ﺳﻮى ورﻗﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻳﺴﺄل ﻣﻮ ﱢز ُع اﻷوراق ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
إن ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻮن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻵﺧﺮ ،وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺠﻴﺐ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﺑﻼ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺨﱪﻧﺎ املﻮ ﱢزع ﺑﺄن إﺣﺪى اﻟﻮرﻗﺘني ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺣﻤﺮاء وﻳﻜﺮر اﻟﺴﺆال ،وﻣﺮة أﺧﺮى ﺗﺄﺗﻲ إﺟﺎﺑﺘﻲ ﺑﻼ ،وﻟﻜﻨﻚ ﺗﺪرك ،ﻟﺪى ﺳﻤﺎع ﻫﺬا ،أن إﺟﺎﺑﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺳﻮداء؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﻨﺘﺞ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺘِﻲ ﺣﻤﺮاء وﺗﺠﻴﺐ ﺑﻨﻌﻢ .املﻐﺰى ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ أن إﺟﺎﺑﺘﻚ ﺗﺘﻐري ،ﻣﻦ ﻻ إﱃ ﻧﻌﻢ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺧﺒﺎرك ﺑﴚء ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،وﻫﻮ أن ورﻗﺔ واﺣﺪة ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺣﻤﺮاء .واﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺬا أن املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺗﺤﻮﱢل املﻌﺮﻓﺔ املﺸﱰﻛﺔ إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ. وﻛﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻳﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗُﻌ ﱡﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ :اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﺨﺘﺎرﻫﺎ ،واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﱰﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،واملﻨﺎﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ )اﻋﺘﻤﺎدًا أﻳﻀﺎ أن ٍّ ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ( ﻟﻬﺬه اﻷﻓﻌﺎل .وﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ً ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﺨﺘﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ. ْ اﻓﱰض أﻧﻚ وأﻧﺎ ﺑﺼﺪد ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻄﺎء ﰲ ﻣﻈﺮوف ﻣﻐﻠﻖ وﻛﻤﺜﺎل ملﺸﻜﻠﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ، ﰲ ﻣﺰاد ﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﺬ ﻳﻘﺪﱢر ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺑ ١٠٠دوﻻر .ﻟﺘﺒﺴﻴﻂ اﻷﻣﻮر ،ﻻ ﻳُﺴﻤﺢ َﻳﻦ ﻓﻘﻂ :ﻋﻄﺎء ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻗﻴﻤﺘﻪ ٩٦دوﻻ ًرا ،وﻋﻄﺎء ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻗﻴﻤﺘﻪ ٩٤ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺳﻮى ﻋﻄﺎء ِ دوﻻ ًرا .ﺑﻌﺪ أن ﻗﺪﱠم ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻋﻄﺎءه ،ﻳﻘﻮم ﻣﺴﺌﻮل املﺰاد ﺑﻔﺘﺤﻬﻤﺎ وﻳﻤﻨﺢ اﻟﻨﺒﻴﺬ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻌﻄﺎء اﻷﻋﲆ ،اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑَﻌْ ﺪﻫﺎ ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺬي ﻗﺪﱠﻣﻪ ملﺴﺌﻮل املﺰاد .إذا ﻛﺎن ﻋﻄﺎء ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ واﺣﺪًا ،ﻳَﻤﻨﺢ ﻣﺴﺌﻮل املﺰاد ﻧﺼﻒ اﻟﻨﺒﻴﺬ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ،وﻳﺪﻓﻊ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ملﺴﺌﻮل املﺰاد ﻧﺼﻒ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺬي ﻗﺪﱠﻣﻨﺎه .ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻣﻜﺴﺒﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻄﺎء ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺬي أﻗﺪﻣﻪ ،واﻟﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻋﻄﺎؤك ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ وﻋﻄﺎﺋﻲ ً ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ ،ﻳﻜﻮن ﻣﻜﺴﺒﻚ ١٠٠دوﻻر ٩٦ −دوﻻ ًرا؛ أي ٤دوﻻرات؛ وإذا ﻛﺎن ﻋﻄﺎؤك ً ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ وﻋﻄﺎﺋﻲ ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ ،ﻳﻜﻮن ﻣﻜﺴﺒﻚ ﺻﻔ ًﺮا؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻌﺪم ﻗﺒﻮل ﻋﻄﺎﺋﻚ .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻋﻄﺎء ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ ،ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻜﺴﺒﻚ ٤ × ٠٫٥دوﻻرات ،أو ٢دوﻻر؛ وإذا ﻛﺎن ﻋﻄﺎء ﻛ ﱟﻞ ً ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ ،ﻓﺈن ﻣﻜﺴﺒﻚ ﻳﺴﺎوي ٦ × ٠٫٥دوﻻرات ،أو ٣دوﻻرات ،وﻣﻜﺎﺳﺒﻲ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﻨﺎ ً ملﻜﺎﺳﺒﻚ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر ﻣﺎ إذا َ ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ. ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻘﺪم ﻋﻄﺎءً ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ أم اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﻤﺰاد ﻣﻮﺿﺤﺔ أدﻧﺎه؛ ﺣﻴﺚ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ » ٤دوﻻرات ٠،دوﻻر« ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﺢ ﻓﻴﻬﺎ ٤دوﻻرات ﻓﻴﻤﺎ ﻻ أرﺑﺢ أﻧﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ،وﻫﻜﺬا.
72
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون ﻋﻄﺎؤك املﺮﺗﻔﻊ
ﻋﻄﺎﺋﻲ املﺮﺗﻔﻊ
ﻋﻄﺎﺋﻲ املﻨﺨﻔﺾ
» ٢دوﻻر ٢ ،دوﻻر«
» ٤دوﻻرات ٠ ،دوﻻر«
ﻋﻄﺎؤك املﻨﺨﻔﺾ » ٠دوﻻر ٤ ،دوﻻرات« » ٣دوﻻرات ٣ ،دوﻻرات«
ﱢ ﻳﻌني ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﺪدﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻗﺪ ﻧﻌني املﻨﺎﻓﻊ: أﻧﺖ أﻧﺎ
اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ » ٠دوﻻر ٤ ،دوﻻرات«
٠
٣
» ٢دوﻻر ٢ ،دوﻻر«
١
١
» ٣دوﻻرات ٣ ،دوﻻرات«
٢
٢
» ٤دوﻻرات ٠ ،دوﻻر«
٣
٠
وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻌﻴني املﻨﻔﻌﺔ ﺻﻔ ًﺮا ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻜﺴﺒﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻔﺮ دوﻻر، وﻣﻜﺴﺒﻲ ٤دوﻻرات ،وﻫﻜﺬا. ﻫﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﺟﻮاﻧﺐ ﻟﺘﻌﻴني املﻨﻔﻌﺔ ﻫﺬا ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ؛ اﻷول :أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﻌني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ملﻜﺎﺳﺒﻨﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ؛ ﻗﺪ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﱄ اﻟﺨري؛ وﻣﻦ ﺛَﻢﱠ ،ﰲ ﻇﻞ ﺗَﺴﺎوي اﻷﻣﻮر اﻷﺧﺮى ،ﺗﻌني ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻋﲆ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﺰداد ﻓﻴﻬﺎ رﺑﺤﻲ ،أو ﺗﺘﻤﻨﻰ ﱄ اﻟﴩ ،أو ﻻ ﺗﻌﺒﺄ ﺑﻲ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ .اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :أن املﻨﺎﻓﻊ ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﺪدﻳﺔ ،ﺗﺸﺘﻤﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﻧﺤﻮ املﺨﺎﻃﺮة .وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺧﻴﺎر اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺘني » ٢دوﻻر ٢ ،دوﻻر« و» ٤دوﻻرات ٠ ،دوﻻر« ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ، َﻟ ُﻜﻨﺖ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎد ،ﰲ ﻇﻞ ﺗﻌﻴني املﻨﺎﻓﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺑني ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ » ٣دوﻻرات٣ ، دوﻻرات« املﻀﻤﻮﻧﺔ؛ إذ إن ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ )املﺘﻮﻗﻌﺔ( ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺘﻜﻮن .٢أﻣﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻋﺪم وﺟﻮد أي إﻳﺤﺎء ﺑﺄن ﻣﻨﺎﻓﻌﻲ وﻣﻨﺎﻓﻌﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﺄي ﺷﻜﻞ؛ ﻓﻜ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻌني ﻣﻨﺎﻓﻌﻪ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ. ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ دﻣﺞ املﻌﻠﻮﻣﺎت املﺘﻀﻤﻨﺔ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺠﺪوﻟني ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ »ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﻋﺎﺋﺪ« ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ املﺰاد .وﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﻧﺴﺘﺒﺪل ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ » ٢دوﻻر ٢ ،دوﻻر« زوج املﻨﺎﻓﻊ املﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ؛ أي ١ﱄ و ١ﻟﻚ ،وﻫﻜﺬا .وﺗﻮازي ﺻﻔﻮف ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ أﻓﻌﺎﻟﻚ املﻤﻜﻨﺔ 73
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
أﻓﻌﺎﱄ املﻤﻜﻨﺔ .واملﺪﺧﻞ ﻟﻜﻞ ﺻﻒ وﻋﻤﻮد ﻫﻮ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﰲ ﻧﺴﻖ ﻣﻌني، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻮازي اﻷﻋﻤﺪة ِ ُ َ واﺧﱰت أﻧﺎ اﻟﻌﻤﻮد .ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﱰت ﻓﻌﻞ اﻟﺼﻒ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻨﻔﻌﺘﻲ ،إذا اﻵن إﻋﺎدة ﴎد ﻣﺜﺎل »املﺰاد« ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ. ) (1-1ﻣﺜﺎل املﺰاد ً ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﰲ ﻣﺰاد ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﻘﺪم ﻋﻄﺎءً ﻣﺮﺗﻔﻌً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻠﻜﻲ ،أو ﻋﻄﺎءً ﺑﺎملﻈﺎرﻳﻒ املﻐﻠﻘﺔ ،وﺗﻜﻮن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﲇ:
أ
أ
ب
٠ : ٣ ١ : ١
ب ٢ : ٢ ٣ : ٠
ﺗﻌﺪ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ »املﺰاد« ﻣﻜﺎﻓﺌﺔ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ »ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟﺴﺠﻴﻨني« املﻌﺮوﻓﺔ .ﰲ ﻫﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ،اﺗﱡﻬﻤﻨﺎ أﻧﺎ وأﻧﺖ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﺟﺮﻳﻤﺔ ،وﻗﻴﻞ ﻟﻨﺎ إﻧﻪ ﻟﻮ أﻧﻜﺮ ﻛﻼﻧﺎ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،ﻓﺴﻮف ﱠ ٍ ﻣﺨﻔﻒ ،وإذا اﻋﱰف ﻛﻼﻧﺎ ،ﻓﺴﻮف ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺘﻬﻤﺔ أﻗ ﱠﻞ وﻧﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺣﻜﻢ ﻳُﺪان ﻛﻼﻧﺎ ﻛﻼﻧﺎ ﻋﲆ ﺣﻜﻢ ﻣﺘﻮﺳﻂ ،وإذا اﻋﱰف واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺴﻮف ﻳُﻄﻠﻖ ﴎاﺣﻪ وﻳﺴﺘﻌﺎن ﺑﻪ ﻛﺸﺎﻫﺪ ﺿﺪ اﻵﺧﺮ ،اﻟﺬي ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺣﻜﻢ ﻣﺸﺪد .وﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ،ﻧﻮﺿﻊ اﻓﱰض أن ٍّ ْ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﰲ زﻧﺰاﻧﺘني ﻣﻨﻔﺼﻠﺘني ،وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﺑني اﻻﻋﱰاف أو اﻹﻧﻜﺎر. ﻻ ﻳﻬﺘﻢ إﻻ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ ﻓﻘﻂ ،وأن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﻌني ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺻﻔﺮ ﻟﻠﺤﻜﻢ املﺸﺪد ،و١ ﻟﻠﺤﻜﻢ املﺘﻮﺳﻂ ،و ٢ﻟﻠﺤﻜﻢ املﺨﻔﻒ ،و ٣ﻟﻺﻓﺮاج .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ إذن أن ﺗﺮى أن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﻬﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ،ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﱡ ﺗﻐري اﻷﺳﻤﺎء ،ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﰲ ﻣﺜﺎل »املﺰاد«. ) (2اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ(. ﺗﺄﻣﱠ ِﻞ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ )ﻟﻦ أﺣﺎول إﻧﺸﺎء ﻗﺼﺔ ﻟﻬﺬا املﺜﺎل أو ٍ 74
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
) (1-2ﻣﺜﺎل اﻟﺸﺠﺮة ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﺨﺘﺎر ﺷﺠﺮة؛ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر ﺷﺠﺮة اﻟﺪردار ،أو اﻟﺰان ،أو اﻟﻜﺴﺘﻨﺎء، وﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺧﺘﺎر اﻟﺪردار أو اﻟﺰان ،وﺗﻜﻮن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أ
أ
ب
١ : ٣ ٠ : ٠
ب ٢ : ٢ ١ : ٢ ﺟ ٣ : ٠ ٢ : ٣
ﺷﻜﻞ :1-5ﻟﻌﺒﺔ اﻟﺪاﻣﺎ :اﻟﺠﺎﺋﺰة ﺗﻘﺒﻊ ﰲ املﻨﺘﺼﻒ )ﻣﺎﺗﻴﺎ ﺑﺮﻳﺘﻲ ،ﻋﺎم ١٦٣٥ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ(.
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮف أي ﻓﻌﻞ أو أﻓﻌﺎل ﺳﻮف أﺧﺘﺎر ،أو ﺣﺘﻰ ﺑﺄي اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳﻮف ً ﺳﻬﻼ؛ إذ ﻛﻨﺖ أﺧﺘﺎر ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ،ﻏري أﻧﻚ ﻟﻮ أُﺧﱪت ﺑﻬﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ،ﻟﺼﺎر اﺧﺘﻴﺎرك ﺳﺘﺨﺘﺎر اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﻳُﻌ ﱢ ﻈﻢ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت .وﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻫﻮ »اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ« ﻟﻬﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت .ﻫﺐْ أﻧﻚ ،ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ،ﻗﺪ ﻧﻤﺎ إﻟﻴﻚ أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﺧﺘﺎر 75
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
)أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ) ٠٫٥و)ب( ﺧﻼف ذﻟﻚ( .ﺣﻴﻨﻬﺎ إذا وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ )أ( ،ﻓﺴﻮف ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ) ،(٠٫٥ × ٣) + (٠٫٥ × ٠أو ١٫٥؛ وإذا اﺧﱰت )ب( ﻓﺴﻮف ﺗﻜﻮن ٢؛ وإذا اﺧﱰت )ﺟ( ﻓﺴﻮف ﺗﻜﻮن .١٫٥وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﺗﺨﺘﺎر )ب(؛ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن )ب( ﻫﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ ا ُمل َﺜﲆ ﻟﻬﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت. اﻓﱰض اﻵن أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﱠإﻻ ﺑ »أﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ«؛ أي اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎري ﻋﻠﻴﻬﺎ .إن ﺗﻌﻴني اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻬﺬه اﻷﻓﻌﺎل ﺳﻮف ﻳﺴﻔﺮ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻋﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻣﺜﲆ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﻋﻠﻤﺖ ﰲ املﺜﺎل اﻟﻮارد أﻋﻼه أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﺧﺘﺎر )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ٠٫٢وﻟﻴﺲ ،٠٫٥ﻓﺴﻮف ﺗﺘﻐري اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ إﱃ )أ( ،وإذا ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺧﺘﺎر )أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٨إذن ﻓﺴﻮف ﺗﺘﻐري اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ إﱃ )ﺟ( .إن »اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ« ﻷﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻫﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﺜﲆ ﻟﺒﻌﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه اﻷﻓﻌﺎل، واﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ،ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ،ﻷﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ )أ( و)ب( ﻫﻲ) :أ( ،و)ب( ،و)ﺟ(. ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت املﺜﲆ واملﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ .واملﺜﺎل ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎر ﻻ ﻳﺒﺪو ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎرك )ب( ﰲ ﻣﺜﺎل »املﺰاد« .إن ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺐ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ أن )ب( ﻟﻴﺴﺖ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻷيﱟ ِﻣﻦ ﻓﻌﲇ ﱠ املﺤﺘﻤﻠني .وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أُ َ ﺧﱪت أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﺧﺘﺎر )أ( ،أو ﺳﻮف أﺧﺘﺎر )ب( ،أو ﻗﺪ أﺧﺘﺎر أﻳﻬﻤﺎ ،ﻓﺈن اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻫﻲ )أ(. إﻟﻴﻚ ً ﻣﺜﺎﻻ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًا ﻻﺧﺘﻴﺎر ﻻ ﻳﺒﺪو ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ. ) (2-2ﻣﺜﺎل اﻟﺰﻫﺮة ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﺨﺘﺎر زﻫﺮة؛ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺒﻴﺶ ،أو اﻟﺤﻮذان ،أو زﻫﺮ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﻄﺮي ،وﺗﻜﻮن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أ
أ
ب
ﺟ
١ : ٢ ٠ : ١ ٠ : ١
ب ٣ : ١ ٢ : ٢ ١ : ٢ ﺟ ١ : ٠ ٢ : ٠ ٠ : ١
76
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
ﻫﺐْ أن اﺧﺘﻴﺎرك ،ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ،ﻳﻘﻊ ﻋﲆ )ب( .إن اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ أﻗﻞ وﺿﻮﺣً ﺎ؛ ﻻﺧﺘﻴﺎري ﻓﺎﺧﺘﻴﺎرك ،ﰲ ﻇﺎﻫﺮه ،ﻳﺒﺪو ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ؛ ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎر )ب( ﻳﻌﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ِ إﻣﺎ )أ( وإﻣﺎ )ب( ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺴﺄل ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎ إن ُ ﻛﻨﺖ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﺳﺄﺧﺘﺎر )أ( أم )ب( .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻷﺧﺘﺎر )أ( ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻏري ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ﻷي ﳾء ﻗﺪ ﺗﺨﺘﺎره .إذن ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺧﺘﺎر )ب(؟ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻓﻌﻠﺖ ،إذن ﻟﴫت ﻣﻀﻄ ٍّﺮا ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺨﺘﺎر )ﺟ(؛ إذ إن اﺧﺘﻴﺎري )ب( ﻟﻴﺲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎرك إﻣﺎ )أ( وإﻣﺎ )ب( ،وﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﻠﻢ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺨﺘﺎر )ﺟ(؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻷي ﳾء ﻗﺪ أﺧﺘﺎره؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺧﺘﺎر )أ( أو )ب(؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻮف أﺧﺘﺎر )ﺟ(، وﻟﻜﻦ اﺧﺘﻴﺎرك )ب( ﻟﻴﺲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎري )ﺟ(؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻟﻦ ﻳﺒﺪو اﺧﺘﻴﺎر )ب( أﻣ ًﺮا ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ. إن »اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ« ﻫﻮ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﺗﱪﻳﺮه ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺞ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ املﻨﻄﻘﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﰲ املﺜﺎل أﻋﻼه .ﰲ أﻳﺔ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ ﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺳﻮف أﺧﺘﺎر ،ﻏري أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻨﺘﺞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺸﺄن أﻓﻌﺎﱄ ﰲ ﻇﻞ ﻋﻠﻤﻚ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺧﺘﺎر ﺳﻮى اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ .وﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻨﺘﺞ أن أي ﳾء ﻗﺪ أﺧﺘﺎره ﺳﻮف ﻳﻜﻮن اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻷي ﳾء ﻗﺪ أﺳﺘﻨﺘﺞ أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﺎره .ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﰲ ﻇﻞ ﻋﻠﻤﻚ ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺨﺘﺎر ﺳﻮى اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﻮﻗﻊ أﻧﻨﻲ ﱠ ﺳﺄﺗﻮﺻﻞ ﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻣﻤﺎﺛﻞ .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﻮﻗﻊ أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﺗﻮﻗﻊ أﻧﻚ ﺳﺘﺘﻮﺻﻞ ﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻣﻤﺎﺛﻞ ،وﻫﻜﺬا .وأي ﻓﻌﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت؛ ﻓﻔﻌﻠﻚ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ﻛﺎن اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ … ﻻﺣﻆ أن اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻣﻔﻬﻮم ﻓﺮدي؛ ﻓﻔﻲ ﻣﺜﺎل »املﺰاد« ،ﺳﻴﻜﻮن ﻛﻼﻧﺎ أﻓﻀﻞ ً ﺣﺎﻻ إذا اﺧﺘﺎر ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ )ب( وﻟﻴﺲ )أ(؛ ﻓﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﺠﻤﻌﻲ. وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺰﻫﺮة« ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺟﺪول. ﻛ ﱡﻞ ﺻﻒ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺪول ﻳﻌﻄﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﺨﺺ ،واﻷﻓﻌﺎل املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ، واﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ،واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر ﻫﺬه اﻷﻓﻌﺎل.
77
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓﻌﺎل املﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أﻧﺖ
أبﺟ
أب
أﻧﺎ
أب
ﺟ
أﻧﺖ
ﺟ
أ
أﻧﺎ
أ
ﺟ
ﺗﺼﻞ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ إﱃ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﺎ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﻐري اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ أو اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج .وﺳﻴﻜﻮن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﺎل — ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ — إذا وﺻﻠﻨﺎ إﱃ ﻧﻘﻄﺔ ﻳﺨﺘﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ً ﻓﻌﻼ واﺣﺪًا ﻓﻘﻂ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﻨﺎ .وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺸري إﱃ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺑﺪأﻧﺎ ﺑﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ وﻟﻴﺲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ ،ﻏري أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أﻧﻨﺎ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ إذا ﻣﺎ ﺑﺪأﻧﺎ ﺑﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ .وﻋﻠﻴﻪ ،ﻳﻜﻮن ﻓﻌﻠﻚ اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻫﻮ )أ( )وﻓﻌﲇ اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻫﻮ )ﺟ((. ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ داﺋﻤً ﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻤﻦ املﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺘﺒني ﻣﻦ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ )اﻟﺬي ﺗُﻌﺮف اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺳﻢ »ﻟﻘﺎء ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك«(. ) (3-2ﻣﺜﺎل اﻟﻠﻘﺎء ﻗﺎم ﻛﻼﻧﺎ ﺑﺎﻟﱰﺗﻴﺐ ﻟﻠﻘﺎء ﻣﻌً ﺎ ،وﻟﻜﻦ أﻏﻔﻠﻨﺎ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﲆ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻠﻘﺎء ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻨﺪ »املﺮﺳﺎة« أم ﻋﻨﺪ »اﻟﺮﺻﻴﻒ« .وملﺎ ﻛﺎن ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ اﻟﻠﻘﺎء ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻌﺒﺄ ﺑﺎملﻜﺎن، ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﲇ:
أ
أ
ب
٠ : ٠ ١ : ١
ب ١ : ١ ٠ : ٠
78
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ أن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أن أﺧﺘﺎر )أ( أﻛﱪ ﻣﻦ ٠٫٥؛ ﻓﺈن اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ ﺳﺘﻜﻮن )أ(، وإذا ﻋﻠﻤﺖ أن ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ٠٫٥؛ ﻓﺈن اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ ﺳﺘﻜﻮن )ب( .وﻋﲆ ذﻟﻚ، وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻫﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﺜﲆ ﻟﺒﻌﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت؛ ﻓﺈن اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻷﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ ،ﺳﻮاء )أ( أو )ب( ،ﻫﻲ )أ( و)ب( .وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن اﻷﻓﻌﺎل املﻨﻄﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ﻫﻲ )أ( و)ب( ﻋﲆ ﺣ ﱟﺪ ﺳﻮاء )ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﺎﺑﻖ املﺜﺎل(. ) (3اﻷﻓﻌﺎل ﻏري املﺤﻜﻮﻣﺔ ﺛﺎن إذا ﻛﻨﺖ ﻟﺘﻮﺻﻴﻒ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻧﺤﺘﺎج إﱃ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺤﻜﻢ .ﻳﺘﺤﻜﻢ أﺣﺪ أﻓﻌﺎﻟﻚ ﰲ ﻓﻌﻞ ٍ ﱢ ﺗﻔﻀﻞ اﻷول ،أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎري أﻧﺎ .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻦ اﻷول أﻛﱪ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﰲ ﻣﺜﺎل »املﺰاد« ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻌﻠﻚ )أ( ﰲ ﻓﻌﻠﻚ )ب( .ﻫﻨﺎك ً أﻳﻀﺎ ﺷﻜﻞ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ .ﺗﺨﻴﱠ ْﻞ أﻧﻪ ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﺧﺘﻴﺎر ﻓﻌﻞ ﻣﻌني ،ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر ﻣﺰﻳﺠً ﺎ ﻣﺴﺎو ،اﺧﺘﻴﺎر رﻫﺎن ﻋﲆ أﻓﻌﺎﻟﻚ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ،أو ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ٍ اﺧﺘﻴﺎر إﻣﺎ )س( وإﻣﺎ )ص( ،ﻳﻤﻜﻨﻚ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺮﻫﺎن »س ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥و)ص( ﺧﻼف ِ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ« .وﻣﻦ ﺷﺄن رﻫﺎن ﻣﺎ ﻋﲆ أﻓﻌﺎﻟﻚ اﻟﺘﺤ ﱡﻜﻢ ﰲ ٍ ٍ اﻟﺮﻫﺎن أﻛﱪ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ ،أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎري .ﺗﺄﻣﱠ ﻞ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (1-3ﻣﺜﺎل اﻟﺤﴩة ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﺨﺘﺎر ﺣﴩة؛ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر »اﻟﻨﻤﻠﺔ« أو »اﻟﻨﺤﻠﺔ« أو »اﻟريﻗﺔ« ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺧﺘﺎر »اﻟﻨﻤﻠﺔ« أو »اﻟﻨﺤﻠﺔ« .وﻋﲆ ذﻟﻚ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﲇ: أ
أ
ب
١ : ٣ ٠ : ٠
ب ٢ : ١ ١ : ١ ﺟ ٣ : ٠ ٢ : ٣
79
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻳﺘﺤﻜﻢ رﻫﺎﻧﻚ »)أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥و)ﺟ( ﺧﻼف ذﻟﻚ« ﰲ ﻓﻌﻠﻚ )ب(؛ وأﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎري ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈن ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن ﺗﺒﻠﻎ ،١٫٥ وﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﻞ )ب( ﺗُﺴﺎوي .١وﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒني ﻣﻦ ﻫﺬا املﺜﺎل ،ﻳﻤﻜﻦ ملﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻜﻮﻣً ﺎ ﺑﺄيﱟ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏﻫﺎ؛ ﻓﻔﻌﻠﻚ )أ( ﻏري ﻣﺘﺤﻜﻢ أن ﺗﺘﺤﻜﻢ ﰲ ٍ ﺑﻪ ﻣﻦ )أ( أو )ﺟ(. ﻳﻜﻮن اﻟﻔﻌﻞ »ﻏري ﻣﺤﻜﻮم« إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺤ ﱠﻜﻤً ﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل )ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ أي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮدﻳﺔ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أي ﻓﻌﻞ( .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻳﻜﻮن ﻓﻌﻠﻚ ﻏري ﻣﺤﻜﻮم إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻓﻌﻞ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻣﻨﻔﻌﺔ )ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ( أﻋﲆ ،أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﻌﻞ )أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻓﻌﺎل( اﻟﺬي ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎري ﻋﻠﻴﻪ .وﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﻮﻗﻊ ،ﻻ ﺑﺪ ﱠأﻻ ﻳﻜﻮن أي ﻓﻌﻞ ﻣُﺘﺤ ﱠﻜﻤً ﺎ ﻓﻴﻪ إذا ﻛﺎن ﻟﻪ أن ﻳﺼﺒﺢ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺜﲆ .وملﺎ ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺜﲆ إذا ﻛﺎن ﻟﻪ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ،ﻓﺈن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻔﻌﻞ ﻛﻲ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ،ﻏري أن اﻟﻌﻜﺲ ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤً ﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﻔﻌﻞ ﻏري ﻣﺤﻜﻮم وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ. وﻹدراك ﻫﺬا ،ﻋ ْﺪ إﱃ ﻣﺜﺎل »اﻟﺸﺠﺮة« ،واﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ: أ
أ
ب
١ : ٣ ٠ : ٠
ب ٢ : ٢ ١ : ٢ ﺟ ٣ : ٠ ٢ : ٣
ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻓﻌﻠﻚ )ﺟ( ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ،وﻟﻜﻨﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى ،ﻟﻴﺲ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ. واﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻋﺪم ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﻔﻌﻞ )ﺟ( ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺸﺠﺮة« ﻫﻮ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﻜﻮﻣً ﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ) (١ﻳﺼﺒﺢ ﻣُﺘﺤﻜﻤً ﺎ ﻓﻴﻪ إذا ﺗﻢ ﺣﺬف ﻓﻌﲇ )أ( ﻣﻦ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ،و)(٢ ﻣﻦ املﻨﻄﻘﻲ أن ﺗﺤﺬف ﻓﻌﲇ )أ(؛ ﻷﻧﻪ ﻣﺤﻜﻮﻣً ﺎ )ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻌﲇ ب( .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻔﻌﻞ )ﺟ( ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﺤﺬف اﻟﺘﻜﺮاري ﻟﻸﻓﻌﺎل املﺤﻜﻮﻣﺔ؛ أي ﻟﻴﺲ »ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ«. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻻ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﻓﻌﻠﻚ أﻓﻌﺎ ٌل ﱄ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﻟﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﱄ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﻟﻚ … 80
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
وﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﻟﺤﺬف اﻟﺘﻜﺮاري ،ﻋ ْﺪ إﱃ ﻣﺜﺎل »اﻟﺰﻫﺮة« اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أ
أ
ﺟ
ب
١ : ٢ ٠ : ١ ٠ : ١
ب ٣ : ١ ٢ : ٢ ١ : ٢ ﺟ ١ : ٠ ٢ : ٠ ٠ : ١
ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﺬف اﻷﻓﻌﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻜﺮاري ﻛﻤﺎ ﰲ اﻟﺠﺪول اﻵﺗﻲ؛ ﻓﻜﻞ ﺻﻒ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺪول ﻳﻌﻄﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﺨﺺ ،وأﻓﻌﺎل اﻟﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ،واﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺬﻓﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﰲ ﻫﺬه املﺮﺣﻠﺔ. اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓﻌﺎل املﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﺬف أﻧﺖ
أبﺟ
ﺟ
أﻧﺎ
أب
أب
أﻧﺖ
ﺟ
ب
أﻧﺎ
أ
–
أﻧﺖ
ﺟ
–
ﺗﺼﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﱃ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﻮم أيﱞ ﻣﻨﺎ ﺑﺤﺬف املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل .وﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻳﻜﻮن اﻟﻔﻌﻞ )أ( ﻫﻮ ﻓﻌﻠﻚ اﻟﻮﺣﻴﺪ املﺘﺒﻘﻲ )واﻟﻔﻌﻞ )ﺟ( ﻫﻮ ﻓﻌﲇ اﻟﻮﺣﻴﺪ املﺘﺒﻘﻲ(. ﻻﺣﻆ أﻧﻪ ﰲ أول ﻣﺮة أﺧﺘﺎر ﻓﻴﻬﺎ ،أﻗﻮم ﺑﺤﺬف ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ )أ( و)ب( ،وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أﻧﻨﺎ ﻧﺘﻮﺻﻞ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،وإن ﻛﺎن ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮات ،إذا ﺣﺬﻓﺖ )أ( ﻓﻘﻂ أو )ب( ﻓﻘﻂ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ً أﻳﻀﺎ أن ﺗﺮى ،ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻛﻤﺎ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻹﻳﺠﺎد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،أﻧﻨﺎ ﻧﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ إذا ﺑﺪأﻧﺎ ﺑﻤﺤﺬوﻓﺎﺗﻲ وﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺬوﻓﺎﺗﻚ. ﺗﺸﱰك ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﺬف اﻟﺘﻜﺮاري ﻟﻸﻓﻌﺎل املﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﰲ أﻣﻮر ﻛﺜرية ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻹﻳﺠﺎد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ .وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ املﺼﺎدﻓﺔ أن ﺗﺘﻮﺻﻞ 81
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
اﻟﻌﻤﻠﻴﺘﺎن ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺰﻫﺮة« ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ .وﻫﺬا ﻳﴪي ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .وﻫﻜﺬا ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻔﺎده :أن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ. ً ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺎ ،ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ اﻟﺤﺬر ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﺛﺎن إذا (١) :ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ اﻟﻮاﻫﻲ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺤﻜﻢ .ﻳﺘﺤﻜﻢ أﺣﺪ أﻓﻌﺎﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ وا ٍه ﰲ ﻓﻌﻞ ٍ ﻣﻦ اﻷول ،أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎري أﻧﺎ ،ﻻ ﺗﻘ ﱡﻞ ﻋﻦ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ؛ و) (٢ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻦ اﻷول ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻮاﺣﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ أﻓﻌﺎﱄ ،أﻛﱪ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﺗﺄﻣﱠ ﻞ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (2-3ﻣﺜﺎل اﻟﻄﺎﺋﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﲆ ﻛﻠﻴﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر ﻃﺎﺋﺮ؛ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﺧﺘﻴﺎر ﻃﺎﺋﺮ »اﻟﻨ ﱠﻜﺎت« أو »اﻟﺸﺤﺮور« أو »اﻟﻐﺮاب«، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﺧﺘﻴﺎر »اﻟﻨ ﱠﻜﺎت« أو »اﻟﺸﺤﺮور« ،وﻋﻠﻴﻪ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ:
أ
أ
ب
٠ : ٠ ١ : ١
ب ١ : ٢ ١ : ١ ﺟ ١ : ٢ ٠ : ٠
ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻌﻠﻚ )ب( ﺗﺤﻜﻤً ﺎ واﻫﻴًﺎ )وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ( ﰲ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻚ )أ( وﻓﻌﻠﻚ )ﺟ(. ً ﺣﺬﻓﺎ ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﺬف ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ وا ٍه ﺑﻬﺎ ﺣﺬف ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻜﺮاري؛ ﻓﺎﻷﻓﻌﺎل ﻏري املﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ واهٍ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺨﱪﻧﺎ ﺗﻮﺻﻴﻔﻨﺎ ﻟﻠﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺤﺬف أﻫﻤﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ َ ﺣﺬﻓﺖ )أ( ،إذن ﻓﺴﻮف أﺣﺬف )أ( ،وﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر إﻣﺎ )ب( وإﻣﺎ )ﺟ( املﺜﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ ،إذا ﺣﺬﻓﺖ )ﺟ( ً َ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ )أ( ،ﻓﺴﻮف أﺣﺬف )ب(، وﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ،٢ﻏري أﻧﻚ إذا وﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر إﻣﺎ )ب( وإﻣﺎ )ﺟ( وﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ .١وﻣﻊ ذﻟﻚ ،إذا 82
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺣﺬﻓﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻓﻌﺎل املﺤﻜﻮﻣﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﻨﻄﻘﻲ ﺗﺠﻨﱡﺐ اﻷﻓﻌﺎل املﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ واهٍ. ) (4اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺛﻤﺔ ﺳﺆال ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أﻳﺔ ﺻﻠﺔ ﺑني اﻟﺘﴫف ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ واﻟﺘﴫف ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣُﺴﺘﺪام .إذا اﺧﺘﺎر ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ،ﻓﻬﻞ ﺗﻜﻮن أﻓﻌﺎﻟﻨﺎ »ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ«؟ وإذا ﻛﺎﻧﺖ أﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ،ﻓﻬﻞ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﴬورة؟ ﻛﻲ ﻧﺒﺪأ َ ﻧﺤﺘﺎجُ ﻟﺘﺄﻣﻞ ﻣﻌﻨَﻰ أن ﺗﻜﻮن أﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ .ﺳﻮف أﻗﻮل إن اﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮن ِ ﻫﻜﺬا إذا ﻛﺎﻧﺖ أﻓﻌﺎﻟﻚ ﻫﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ ﻷﻓﻌﺎﱄ ،وأﻓﻌﺎﱄ ﻫﻲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ املﺜﲆ ﻷﻓﻌﺎﻟﻚ )ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄن أﻳﺔ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺜﲆ ﻷي ﻓﻌﻞ ﻫﻲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ املﺜﲆ ﻟﻼﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﺎن ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إن أﻳٍّﺎ ﻣﻨﱠﺎ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ( .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ،ﻓﺈن ﻓِ ﻌْ َﻠﻴﻨَﺎ ﻣُﺴﺘﺪاﻣَ ِ ﻟﺪﻳﻪ ﺣﺎﻓﺰ أﺣﺎدي اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﻠﺘﻐﻴري .وﻳﻄﻠﻖ ﻋﲆ زوج ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ »ﺗﻮازن ﻧﺎش«، ﻧﺴﺒﺔ ﻟِﺠﻮن ﻧﺎش )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم (١٩٢٨؛ اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ )وﻣﻮﺿﻮع ﻓﻴﻠﻢ »ﻋﻘﻞ ﺟﻤﻴﻞ«( .ﻻﺣﻆ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﻌﻠﻚ ﺑﻤﻔﺮده ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ أم ﻻ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻮﺻﻒ وﺣﺪه ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺴﺘﺪام أم ﻻ؛ ﻓﺎﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﺳﻤﺔ ﺗﻨﻔﺮد ﺑﻬﺎ أزواج اﻷﻓﻌﺎل ،واﺣﺪ ﱄ وواﺣﺪ ﻟﻚ. وﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ ،ﻋُ ْﺪ إﱃ ﻣﺜﺎل »املﺰاد« ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ:
أ
أ
ب
٠ : ٣ ١ : ١
ب ٢ : ٢ ٣ : ٠
ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻳﻌﺪ اﻟﻔﻌﻞ )أ( اﻟﺬي وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﺧﺘﻴﺎرﻧﺎ ً ﻓﻌﻼ ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ؛ إذ إﻧﻚ إذا ﻋﻠﻤﺖ ُ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﺎ أﻧﻚ ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر )أ( ،ﻓﺴﻮف أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﺧﺘﺎر )أ( ،ﻓﺴﻮف ﺗﺨﺘﺎر )ب( ،وإذا أﺧﺘﺎر )أ(. 83
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
وﻛﻤﺎ ﻳﺸري ﻣﺜﺎل »املﺰاد« ،وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻣﺒﺎﴍة ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت ،ﺗﻌﺪ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻏري أن اﻟﻌﻜﺲ ﻟﻴﺲ ﻫﻜﺬا؛ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻊ أزواج اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ .واملﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ ﻳﻮﺿﺢ ﻫﺬا. ) (1-4ﻣﺜﺎل اﻟﺤﻴﻮان ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﺨﺘﺎر ﺣﻴﻮاﻧًﺎ؛ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر »اﻟﺤﻤﺎر« أو »اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ اﻟﱪي« أو »اﻟﺒﻘﺮة«، وﺗﻜﻮن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أ
أ
ﺟ
ب
٠ : ٧ ٥ : ٢ ٧ : ٠
ب ٢ : ٥ ٣ : ٣ ٢ : ٥ ﺟ ٧ : ٠ ٥ : ٢ ٠ : ٧
ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن اﻟﻔﻌﻠني املﺴﺘﺪاﻣني اﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻫﻤﺎ) :ب( اﻟﺬي اﺧﱰﺗَﻪ أﻧﺖ ،و)ب( اﻟﺬي اﺧﱰﺗُﻪ أﻧﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻛ ﱠﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻳُﻌ ﱡﺪ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ ً )وأﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ(. واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻟﺘﺤﻜﻢ واﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ. إن ﻫﺪﰲ اﻷﺳﺎﳼ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻫﻮ ﻓﺤﺺ اﻟﺼﻠﺔ ﺑني اﻟﺘﴫف ﺑﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻟﺘﴫف ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﺴﺘﺪام ،وﻟﻴﺲ ﺗﻨﺎول اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴٍّﺎ ،ﻏري أﻧﻨﻲ ﺳﻮف أﺷري ﺑﺈﻳﺠﺎز إﱃ ﻣﺸﻜﻠﺘني ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ. املﺸﻜﻠﺔ اﻷوﱃ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ اﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ املﺘﻌﺎرﺿﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ رؤﻳﺘﻪ ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﻠﻘﺎء« ﺣﻴﺚ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ: أ
أ
ب
٠ : ٠ ١ : ١
ب ١ : ١ ٠ : ٠
84
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ
ﻏري ﻣﺤﻜﻮم
اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ
ﺷﻜﻞ :2-5ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ :اﻷﺳﻬﻢ ذات اﻟﺮأﺳني ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ،واﻷﺳﻬﻢ ذات اﻟﺮأس اﻟﻮاﺣﺪ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺘﺒﻌﺎت اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ.
ني ،ملﺎ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻔﻌﻞ )أ( اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره واﻟﻔﻌﻞ )أ( اﻟﺬي أﺧﺘﺎره ﻣﺴﺘﺪاﻣَ ِ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أيﱞ ﻣﻨﺎ ﺳﻴﺨﺘﺎر )ب( إذا ﻋﻠﻢ أن اﻵﺧﺮ ﺳﻮف ﻳﺨﺘﺎر )أ( .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻳﻌﺪ اﻟﻔﻌﻞ )ب( ني .وﻫﻜﺬا ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ زوج اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره واﻟﻔﻌﻞ )ب( اﻟﺬي أﺧﺘﺎره ﻣُﺴﺘﺪاﻣَ ِ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﺳﻴﻤﺜﻞ أﻳﺔ أﻫﻤﻴﺔ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﻨﴫك اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره ﻣﻦ زوج ﻣﺎ ،وﻋﻨﴫي اﻟﺬي أﺧﺘﺎره ﻣﻦ زوج آﺧﺮ ﻣﺴﺘﺪاﻣَ ني ً أﻳﻀﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؛ ٍ ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ )أ( اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎره واﻟﻔﻌﻞ )ب( اﻟﺬي أﺧﺘﺎره ﻟﻴﺴﺎ ﻣﺴﺘﺪاﻣَ ني. ﺛﻤﺔ ﺗﻔﺴري ﻣﺨﺘﻠﻒ ملﺜﺎل »اﻟﻠﻘﺎء« ﻳﺆﻛﺪ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ .أﻋ ْﺪ ﺗﻔﺴري )أ( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر ،و)ب( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻴﻤني؛ ﺳﺘﻈﻞ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻼ ﻓﻤﻦ املﺴﺘﺪام ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر ،وﻣﻦ املﺴﺘﺪام ً ﺗﻐﻴري .إذن ِ أﻳﻀﺎ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻴﻤني ،وﻟﻜﻦ إذا ُ َ وﻗﺪت أﻧﺖ ﻋﲆ اﻟﻴﻤني؛ ﻓﻘﺪ ﻻ ﻧﻈﻞ ﻗﺪت أﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر أﺣﻴﺎء ﻟﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ! ﻻﺣ ْ ﻆ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﻓﻌﺎل ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ وا ٍه ﰲ أيﱟ ﻣﻦ زوﺟَ ﻲ اﻷﻓﻌﺎل ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل؛ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﻨﻄﻘﻲ ﺗﺠﻨﱡﺒﻬﺎ .ﻻﺣﻆ ً أﻳﻀﺎ أن ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻌﺎرض ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻊ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ،وﻟﻜﻦ أزواج اﻷﻓﻌﺎل ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ دور ﰲ اﻟﻘﺼﺔ. 85
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
أﻣﺎ املﺸﻜﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ،ﻓﺘﻜﻤﻦ ﰲ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك أﻓﻌﺎل ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ رؤﻳﺘﻪ ﰲ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ )واﻟﺬي ﺗُﻌﺮف اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺳﻢ »ﺗﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻤﻼت«(. ) (2-4ﻣﺜﺎل اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ٍ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗَﺤْ ﻤﻞ ﺻﻮرة ﻣﻼك أو وﺣﺶ؛ ﻓﺈذا ﺗﻄﺎﺑﻘﺖ اﻟﺼﻮرﺗﺎن ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر وإﻇﻬﺎر أدﻓﻊ ﻟﻚ ١٠٠دوﻻر ،وإذا اﺧﺘﻠﻔﺘﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﱄ ١٠٠دوﻻر .وملﺎ ﻛﺎن ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﺤﺐ املﺎل؛ ﻓﻘﺪ ﻧﺼﻮغ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ:
أ
أ
ب
١ : ٠ ٠ : ١
ب ٠ : ١ ١ : ٠
ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﺧﺘﻴﺎر ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻮ ُ ﻟﻐريت ﻓﻌﲇ .ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻻﺧﺘﻴﺎر ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ أن ﻳﻜﻮن ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻓِ ﻌﻠﻚ َ ﻟﻐريت ﻓﻌﻠﻚ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي أﻓﻌﺎل ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ. ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ؛ ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻌﲇ وﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗَﻈﻬﺮ ﻣﻊ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ؛ ﻓﻜﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻣﺎ. ﻓﻌ ٌﻞ ﱞ ﻏري أن اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ ،ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ إﻇﻬﺎرﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل آﻟﻴﺔ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﺮﻫﺎﻧﺎت وﻛﺬا اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻞ اﺧﺘﻴﺎر )ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺘﺤﻜﻢ( .ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻷي زوج ﻣﺴﺘﺪام ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ،واﻟﺬي أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻵن »ﺗﻮازن ﻧﺎش« ﰲ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت املﺨﺘﻠﻄﺔُ ، ﻧﻔﺲ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻖ؛ ﻓﻔﻌﲇ وﻓﻌﻠﻚ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﻣﺴﺘﺪاﻣَ ني إذا ﻛﺎن ﻓﻌﻠﻚ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ املﺜﲆ ﻟﻔﻌﲇ ،وﻓﻌﲇ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ املﺜﲆ ﻟﻔﻌﻠﻚ. وإذا ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎﻧﺎت أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻞ اﺧﺘﻴﺎر ،ﻳَﻈﻬﺮ زوج ﻣﺴﺘﺪام ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ« .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن اﺧﺘﻴﺎرك واﺧﺘﻴﺎري ﻟﻠﺮﻫﺎن »)أ( ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،٠٫٥ و)ب( ﺧﻼف ذﻟﻚ« ﻣﺴﺘﺪام ،وﻫﻤﺎ اﻟﻔﻌﻼن املﺴﺘﺪاﻣﺎن اﻟﻮﺣﻴﺪان ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﺑﻞ إﻧﻨﺎ إذا 86
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎﻧﺎت أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻞ اﺧﺘﻴﺎر ،ﻓﺈن ﺟﻤﻴﻊ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻬﺎ أﻓﻌﺎل ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ. وﻻ ﺗﻈﻬﺮ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ وﺟﻮد ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻈﻬﺮ أﻓﻌﺎل ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .ﺗﺬ ﱠﻛ ْﺮ أﻧﻪ ﰲ ﻣﺜﺎل »اﻟﻠﻘﺎء« ،اﻟﺬي أُﻋﻴ ُﺪ ﺗﻔﺴريه ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﺮﻫﺎن )أ( ﻫﻮ اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر و)ب( ﻫﻮ اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻴﻤني ،ﻳﻮﺟﺪ زوﺟﺎن ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ؛ ﻓﻜ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻘﻮد ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر ،وﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻘﻮد ﻋﲆ اﻟﻴﻤني ،وﻟﻜﻦ إذا ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎﻧني أن ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﺤﻞ اﺧﺘﻴﺎر ،ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻨﺎك زوج ﻣﺴﺘﺪام ٍّ ﻣﺴﺘﻘﻼ ،ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻋﻤﻠﺔ واﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر إذا اﺳﺘﻘﺮت ﺛﺎﻟﺚ .وﻫﺬا ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻴﺎم ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ، اﻟﻌﻤﻠﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺼﻮرة ،وﻋﲆ اﻟﻴﻤني إذا اﺳﺘﻘﺮت اﻟﻌﻤﻠﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌ ﱡﺪ وﺻﻔﺔ أﺧﺮى ﻹﺣﺪاث ﻛﺎرﺛﺔ. إذا ﻣﺎ ﻓﴪﻧﺎ اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﺗﻈﻞ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ .وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻳﻨﺒﺜﻖ ﻫﺬا ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ ﻣﺒﺎﴍ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت .ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻊ أزواج اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ .وﻟﺮؤﻳﺔ ﻫﺬا ،ﻋ ْﺪ إﱃ ﻣﺜﺎل »اﻟﺤﻴﻮان« ﺣﻴﺚ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ: أ
أ
ب
ﺟ
٠ : ٧ ٥ : ٢ ٧ : ٠
ب ٢ : ٥ ٣ : ٣ ٢ : ٥ ﺟ ٧ : ٠ ٥ : ٢ ٠ : ٧
ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن اﺧﺘﻴﺎري واﺧﺘﻴﺎرك ﻟﻠﺮﻫﺎن )ب( ﻳﻈﻼن اﻟﺰوجَ املﺴﺘﺪام اﻟﻮﺣﻴﺪ ،ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻜﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ. ً ﻏﺎﻣﻀﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك أﻛﺜﺮ وﻫﻜﺬا ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻣﻦ زوج واﺣﺪ ﻣﺴﺘﺪام ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ،أو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﺟﻮف ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك أﻓﻌﺎل ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ وﻻ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ،أو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺒﻬﻤً ﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة املﺘﺎﺣﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت. 87
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
) (5ﺑﻌﺾ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﺗﺘﻐري اﻟﺼﻮرة ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ إذا أﺻﺒﺢ ﻟﻠﺰﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ .ﻋ ْﺪ ﻣﺠﺪدًا إﱃ ﻣﺜﺎل »املﺰاد« ﺣﻴﺚ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ:
أ
أ
ب
٠ : ٣ ١ : ١
ب ٢ : ٢ ٣ : ٠
واﻓﱰض أن ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ اﻵن أن ﻳﺨﺘﺎر ﰲ ﻳﻮﻣني ﻣﺘﺘﺎﻟﻴني ً ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ .ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﻳَﻌﺮف ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ اﺧﺘﺎره ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻷول .واﻵن ﺗﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﺑني اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ:
)أ( اﻟﻴﻮم و)أ( ﻏﺪًا إذا اﺧﱰت أﻧﺎ )أ( اﻟﻴﻮم )أ( اﻟﻴﻮم و)أ( ﻏﺪًا إذا اﺧﱰت أﻧﺎ )ب( اﻟﻴﻮم )أ( اﻟﻴﻮم و)ب( ﻏﺪًا إذا اﺧﱰت أﻧﺎ )أ( اﻟﻴﻮم
وﻫﻜﺬا )ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄن أﻓﻌﺎﱄ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ( .ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن ﻓِ ﻌْ َﻠﻴﻚ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﱠني )املﺘﻜﺎﻓﺌني( اﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﻫﻤﺎ)» :أ( اﻟﻴﻮم و)أ( ﻏﺪًا إذا اﺧﱰت أﻧﺎ )أ( اﻟﻴﻮم« و»)أ( اﻟﻴﻮم و)أ( ﻏﺪًا إذا اﺧﱰت أﻧﺎ )ب( اﻟﻴﻮم«؛ أي إﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر )أ( اﻟﻴﻮم و)أ( ﻏﺪًا ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ اﺧﱰﺗﻪ أﻧﺎ. وﻣﻦ ﺛَﻢﱠ ،ﻣﺎ ﻣﻦ ﳾء ﺟﻮﻫﺮي ﻳﺘﻐري. اﻓﱰ ِض اﻵن أن ﻋﲆ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ أن ﻳﺨﺘﺎر ﻋﲆ ﻣﺪى ﻣﺎﺋﺔ ﻳﻮم ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ .ﻗﺪ ﺗﺸﻌﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ِ أن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﺗﺨﺘﺎر )ب( ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎم اﻷوﱃ ،ﻋﲆ أﻣﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺑﻨﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،وأﺑﺪأ أﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﰲ اﺧﺘﻴﺎر )ب(؛ ﻣﺎ ﺳﻴﺼﺐﱡ ﰲ ﺻﺎﻟﺤﻨﺎ ﻣﻌً ﺎ .ﻏري أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﻏري اﻟﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬا؛ ﻓﻔﻲ اﻟﻴﻮم اﻷﺧري ﻻ ﺗﺜﺎر ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﻨﺎء 88
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
اﻟﺜﻘﺔ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺨﺘﺎر ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﺳﻨﺨﺘﺎر ﺑﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺘﺎر ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻘﻂ؛ أي إن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﺳﻴﺨﺘﺎر )أ( .إذن ﻓﻔﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﺘﺴﻌني ﻻ ﺗﺜﺎر ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﺳﻴﺨﺘﺎره اﻵﺧﺮ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻷﺧري .ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﺳﻴﺨﺘﺎر ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ )أ( .وﻣﻊ ﺗﻜﺮار ﻫﺬه اﻟﺤﺠﺔ ،ﺳﻴﺨﺘﺎر ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ )أ( ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮم .وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻻ ﳾء ﻳﺘﻐري .وﻧﻔﺲ املﻨﻄﻖ ﻳﴪي إذا اﺧﱰﻧﺎ ﻷي ﻋﺪد ﻣﺘﻨﺎ ٍه ﻣﻦ اﻷﻳﺎم. ﻏري أن ﻫﺬا املﻨﻄﻖ ﻻ ﻳﴪي إذا اﺧﱰﻧﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ؛ إذ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﻮم أﺧري ﻧﺒﺪأ ﻣﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺪﻻل ،ﺑﻞ إﻧﻨﺎ إذا اﺧﱰﻧﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ ،ﻓﺈن اﺧﺘﻴﺎرﻧﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎن )ب( ﻛﻞ ﻳﻮم ﻻ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ً أﻳﻀﺎ ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﱰك )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد ﻧﺘﺎﺋﺞ أﺧﺮى ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ً أﻳﻀﺎ( .ﻟﻘﺪ ﺗﻐريت اﻟﺼﻮرة ﺟﺬرﻳٍّﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺘﻜﺮار ،اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻻ زﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﴬورة ،واﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﺧﺘﻴﺎر ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎن )أ( ﻛﻞ ﻳﻮم ﻫﻮ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة. ً اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺎ ﻫﻮ وﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﺠﻤﻌﻲ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺘﻨﺎﻫﻲ اﻟﺘﻜﺮار، ﻓﻘﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺬﻟﻚ )وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﴬورة( ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﻏري ﻣﺘﻨﺎﻫﻲ اﻟﺘﻜﺮار .وﻫﻜﺬا ﻗﺪ َ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ إﱃ ﺗﻌﺎون .وﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﻮروث ﺷﻌﺒﻲ ﻳُﻌﺮف ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﺤﻮﱢل اﻟﺘﻜﺮا ُر اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .وﻛﻤﺎ أﺷﺎر دﻳﻔﻴﺪ ﻫﻴﻮم ،اﻟﺬي اﻟﺘﻘﻴﻨﺎه ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: إﻧﻨﻲ أﺗﻌ ﱠﻠﻢ أن أُﺳﺪى ﺧﺪﻣﺔ ﻟﺸﺨﺺ آﺧﺮ دون ﺗﺤﻤﻴﻠﻪ أي ﻣﻌﺮوف؛ ﻷﻧﻨﻲ أﺗﻨﺒﺄ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺮ ﱡد ﱄ ﺧﺪﻣﺘﻲ ﻋﲆ أﻣﻞ إﺳﺪاﺋﻪ ﺧﺪﻣﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻮع ،وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺒﺎدُل ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﻲ اﻟﺤﻤﻴﺪة ﻣﻌﻲ وﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ .وﻣﻦ ﺛَﻢﱠ، ﺑﻌﺪ أن أﺳﺪﻳﻪ اﻟﺨﺪﻣﺔ وﻳﺼﺒﺢ ﺣﺎﺋ ًﺰا ﻟﻠﻤﻴﺰة اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻓﻌﲇ ،ﻳﺼري ﻣﺪﻓﻮﻋً ﺎ ﻷداء دوره؛ إذ ﻳﺪرك ﻋﻮاﻗﺐ رﻓﻀﻪ. وﻗﺪ أدى اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑني ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي ،وﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻘﻼﻧﻲ ٌ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎك ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﺠﻤﻌﻲ إﱃ ﻗﺪر ﻛﺒري ﻣﻦ اﻻرﺗﺒﺎك واﻟﺤرية .وﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻮاﺋﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ .ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻻدﻋﺎء ﰲ أﻧﻪ :ﺑﻤﺎ أن ﻣﺜﺎل »املﺰاد« ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ؛ ﻓﻤﻦ املﻤﻜﻦ اﻟﺘﻔﻜري ﺑﻨﺎ ،أﻧﺎ وأﻧﺖ ،ﺑﻮﺻﻔﻨﺎ ﺗﻮءﻣني ﻳﺨﺘﺎران ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .وﰲ ﻇﻞ ﻋﻠﻤﻚ ﺑﻬﺬا ،ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻄﺎء ﻣﻨﺨﻔﺾ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻨﻲ داﺋﻤً ﺎ ﺳﻮف أﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ، وأن ﻳﺘﻘﺪم ﻛﻼﻧﺎ ﺑﻌﻄﺎء ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺧريٌ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻘﺪم ﻛﻼﻧﺎ ﺑﻌﻄﺎء ﻣﺮﺗﻔﻊ .ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ 89
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﱪﻳﺮ ادﻋﺎء اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑ »ﻣﺒﺪأ ﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ« ،ﻧﺴﺒﺔ ﻟِﺠﻮن ﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم (١٩٢٠؛ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ. ﻳﺰﻋﻢ ﻫﺬا املﺒﺪأ أن أي ﺷﺨﺼني ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ املﻌﻠﻮﻣﺎت وﻧﻔﺲ اﻟﺨﱪة ﺳﻮف ﻳﺘﴫﻓﺎن ﺑﺎﻟﴬورة ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺸﻜﻞ .وﻫﺬا املﺒﺪأ ،اﻟﺬي ﺳﺄﻋﻮد إﻟﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺎدم ،ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺸﻜﻞ ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ. ﻻ ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻠﺘﻜﺮار إذا ﻋُ ﱢﺮ َﻓﺖ اﻟﺨﱪات ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻀﻢ ﻛﻞ ﳾء ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﺪى ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﺮ؟ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﺒني رأﻳﻚ ﰲ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا املﺒﺪأ واملﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ. ُ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ أي ﳾء ﻋﻦ ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻦ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ، آﻟﻴﺔ ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ .واﻵن أﺗﺤﻮل إﱃ آﻟﻴﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ؛ وﻫﻲ »ﺳﺘﺎر اﻟﺸﻚ« .ﺗﻤﺜﻞ آﻟﻴﺔ ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ ﻏﻴﺎﺑًﺎ ﻣﺰﻋﻮﻣً ﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺄن ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺤﺪدة ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻣﺜﻞ ﻣَ ﻦ أﻧﺖ .أﻣﺎ ﺳﺘﺎر اﻟﺸﻚ ٍ أﺣﺪاث ﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺑﻌﺪُ ،ﻣﺜﻞ ﻣَ ﻦ ﺳﻴﺠﺪ اﻟﻨﻔﻂ .ﻫﺐْ أﻧﻨﻲ ﻓﻴﻤﺜﻞ ﻏﻴﺎﺑًﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺄن وأﻧﺖ ﻧُﻨ َ ﱢﻘﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ ،وﻳﺒﺪأ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﺑﺜﺮوة ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺻﻔﺮ .إذا وﺟﺪ ﻛﻼﻧﺎ اﻟﻨﻔﻂ ،أو ﻟﻢ ﻳﺠﺪ أيﱞ ﻣﻨﺎ اﻟﻨﻔﻂ ،ﻓﺴﻴﻨﺘﻬﻲ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺜﺮوة؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ أﻣ ًﺮا ﻣﺜريًا ﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘني .ﺗﺄﻣﱠ ﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻻ ﻧﻌﺮف ﻣَ ﻦ ﻫﻮ ،اﻟﻨﻔ َ ﻂ دون اﻵﺧﺮ؛ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﻮف ﻳﺤﻮز واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ٢ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ،واﻵﺧﺮ ﻻ ﳾء. ﺳﻮف أﻓﱰض أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﻌﺒﺄ إﻻ ﺑﻤﻜﺎﺳﺒﻪ ﻓﻘﻂ ،وﻣﺘﺠﻨﱢﺐٌ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة .وﻹﺿﻔﺎء ﻃﺎﺑﻊ واﻗﻌﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﺳﻮف أﻓﱰض أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻳﻌني املﻨﺎﻓﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ٠دوﻻر
٠
ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر
٤
٢ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ٦
ﻗﺒﻞ أن ﻧﺒﺪأ؛ أيْ ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر اﻟﺸﻚ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ اﺧﺘﻴﺎر ﻗﺒﻮل اﺗﻔﺎق ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻔﺎده :ﱠ أن أﻳٍّﺎ ﻣﻨﱠﺎ ﻳﺠﺪ اﻟﻨﻔﻂ ﺳﻮف ﻳﻘﺘﺴﻢ اﻟﻌﺎﺋﺪات ﺑﺎﻟﺘﱠﺴﺎوي ﻣﻊ اﻵﺧﺮ .إذا َ ﻣﻠﻴﻮن ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬا ،إذن ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ املﴩوط ﺑﻌﺜﻮر أﺣﺪﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻂ ،ﻓﺴﻮف ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﺎ ً ً اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻛﻬﺬا ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ .٤وإذا ﻟﻢ ﻧﻘﺒﻞ دوﻻر ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻀﻤﻮن؛ وﻣِﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل إذا اﻧﺴﺤﺐ أيﱞ ﻣﻨﱠﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ،إذن ،وﻣﺮة أﺧﺮى ﴍﻳﻄﺔ ﻋﺜﻮر 90
اﻟﴫاع واﻟﺘﻌﺎون
أﺣﺪﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﻂ ،ﻓﺴﻮف ﻳﻤﻠﻚ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﱠﺎ إﻣﺎ ﻣﻠﻴﻮﻧَﻲ دوﻻر وإﻣﺎ ﻻ ﳾء ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ؛ ً ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ .٣وﻫﻜﺬا ﺗﻜﻮن ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﻬﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ: وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ أ
أ
ب
٣ : ٣ ٤ : ٤
ب ٣ : ٣ ٣ : ٣
ﻳﺒﺪو واﺿﺤً ﺎ أن ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ أن ﺗﺨﺘﺎر إﻣﺎ )أ( وإﻣﺎ )ب( ،وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ — ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺪرﺟﺔ — أن اﺧﺘﻴﺎر ﻛﻠﻴﻨﺎ ﻟ )أ( ﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﺴﺘﺪام ،ﻛﻤﺎ ﰲ اﺧﺘﻴﺎر ﻛﻠﻴﻨﺎ ﻟ )ب( ،ﻏري أن )أ( ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﺸﻜﻞ وا ٍه ﰲ )ب( ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﱠﺎ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻨﻄﻘﻴٍّﺎ ﻟﻜﻠﻴﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر )أ(؛ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﺗﻔﺎق إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ. َ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر اﻟﺸﻚ ﺳﻮف ﻳَﺨﺘﺎر اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺪﺧﻮ َل ﰲ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﺎ ﻳُﺰﻋﻢ أن اﺗﻔﺎق ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺗَﺪﻋﻢ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻹﺟﺒﺎري ﻟﻠﺜﺮوة ﺑﻤﺠﺮد رﻓﻊ ﻫﺬا اﻟﺴﺘﺎر ،ﻏري أن ﻫﺬا اﻻدﻋﺎء ﻳﺒﺪو إﺷﻜﺎﻟﻴٍّﺎ .وﺛﻤﺔ ﺗﻔﺴري ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻬﺬا اﻻدﻋﺎء ﻫﻮ أﻧﻪ ﻓﻘﻂ ﱢ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﴤ ﺑﺄن اﻷﺷﺨﺎص املﺘﺠﻨﺒني ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﺳﻮف ﻳﺨﺘﺎرون ﻃﻮﻋً ﺎ اﻟﺘﺄﻣني ﺑﴩوط ﻋﺎدﻟﺔ .وﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ أن ﺗﺼﻨﻊ ﺗﻔﺴريك اﻟﺨﺎص. ) (6ﻣﻠﺨﺺ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎ ُر اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎ َر ﺑني أﻓﻌﺎل ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎري وﻛﺬﻟﻚ اﺧﺘﻴﺎرك. اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ ﺣﻴﺎل ﺑﻌﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ ،أيْ ﺗﻠﻚ املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪ أﺧﺘﺎرﻫﺎ ،ﻫﻲ اﻟﻔﻌ ُﻞ اﻟﺬي ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت؛ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﺑﺸﺄن أﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻫﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﺜﲆ ﻟﺒﻌﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه اﻷﻓﻌﺎل. ﻳﻜﻮن ﻓﻌﻠﻚ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ﻛﺎن اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ … ﻳﻜﻮن ﻓﻌﻠﻚ ﻏري ﻣﺤﻜﻮم إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻓﻌﻞ آﺧﺮ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻣﻨﻔﻌﺔ )ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ( أﻋﲆ، أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﻌﻞ )أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻓﻌﺎل( اﻟﺘﻲ أﺧﺘﺎرﻫﺎ ،وﻳﻜﻮن ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ إذا ﻟﻢ 91
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻜﻮﻣً ﺎ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﱄ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﻟﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﱄ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﻟﻚ … ﻳﻜﻮن اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ. أيﱡ زوج ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ،واﺣﺪ ﱄ وواﺣﺪ ﻟﻚ ،ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﱰك إذا ﻛﺎن ﻓﻌﻠﻚ ﻫﻮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ ﻟﻔﻌﲇ ،وﻓﻌﲇ ﻫﻮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻲ املﺜﲆ ﻟﻔﻌﻠﻚ. إذا ﻛﺎن زوجٌ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﱰك ،ﻓﺈن ﻛﻞ ﻣﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻋﻘﻼﻧﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﻮن ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ دون أن ﻳﻜﻮن اﻟﻔﻌﻼن ﻣﺴﺘﺪاﻣَ ني ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﱰك. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷزواج املﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل املﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﱰك، أو ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أيﱞ ﻣﻨﻬﺎ.
92
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
ٌ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺗﺤﻮل اﻵن ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ إﱃ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ أﻧﺖ أﺣﺪ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ. ) (1املﻮﻗﻒ »املﺠﻤﻮﻋﺔ« ﻫﻲ ﺟﻤﻊ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﻓﺮاد ،ﻣﺜﻞ أﴎة أو ﻧﺎدٍ أو أُﻣﱠ ﺔ .وﻟﺴﻮف أر ﱢﻛﺰ ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻜﻮﱠﻧﺔ ﻣﻨﻲ أﻧﺎ وأﻧﺖ وﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ .ﻋﲆ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻜﻮﱠﻧﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ ﻣﺤﺪدة .وﺗﻌﺘﺰم ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪًا ﱠ اﻟﺴ َﻔ َﺮ ﻣﻌً ﺎ، وﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺑني ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺟﻮٍّا« ،و»ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ« ،و»اﻟﺴﻴﺎرة« .وﻟﺴﻮف أﻓﱰض أن ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﺑﺎملﻌﻨﻰ اﻟﺬي أرﺳﻴﻨﺎه ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻟﻪ ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،وﻳﻤﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻧﻤﻂ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ: أﻧﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ أ
ﺟ
أبﺟ
ب
ب
ﺟ
أ
ﻻﺣﻆ أن اﻟﺘﻌﺎدل ﻣﺴﻤﻮح ﺑﻪ؛ ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻚ وأﻧﺎ ﻧﺼﻨﱢﻒ ﻋﻨﴫًا ﻣﻔﺮدًا ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ،ﻳﺼﻨﱢﻒ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ املﻘﺪﻣﺔ.
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﺳﻮف أﺗﻨﺎول ﻛﻴﻒ أن اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺗﻔﻀﻴﻼت أﻓﺮادﻫﺎ .وﺗﻌﺮف اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑ »دﺳﺘﻮر« املﺠﻤﻮﻋﺔ؛ إذ ﺗﺤﺪد ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻜﻞ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ ﺗﻔﻀﻴﻼت أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ .وﻫﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺑﺸﺄن اﻟﺪﺳﺎﺗري؛ اﻷول :ﻫﻞ ﺗَﺠﻤﻊ اﺧﺘﻴﺎرات اﻷﻓﺮاد ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ؟ واﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻫﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪدﻫﺎ ﻣُﺮﺿﻴﺔ؟ ) (2اﻟﺪﺳﺎﺗري املﻘﺒﻮﻟﺔ ﺳﻮف أﺑﺪأ ﺑﺎﺳﺘﻜﺸﺎف ﻣﻌﻨﻰ أن ﺗﺠﻤﻊ اﻟﺪﺳﺎﺗري اﺧﺘﻴﺎرات اﻷﻓﺮاد ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ .وﻟﻌﻞ أﺷﻬﺮ اﻟﺪﺳﺎﺗري املﻌﺮوﻓﺔ ﻫﻮ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ،واﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﺧﻼف ذﻟﻚ ﺑ »ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ« ،واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ أن املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺨﺘﺎر ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ إذا ﻣﺎ ﺻﻨﱠﻔﻪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻋﺪ ٌد ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ ﻛﻌﺪد اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺼﻨﱢﻔﻮن أي ﻋﻨﴫ ﻣﺤﺪد آﺧﺮ ﰲ املﻘﺪﻣﺔ. وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ »اﻟﻔﻮز ﻟﻸﻛﺜﺮ أﺻﻮاﺗًﺎ«؛ ﻓﺈذا ﺣﺼﻞ اﻟﻴﺴﺎر ﻋﲆ ٤٠ﺑﺎملﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ،وﺣﺼﻞ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻂ واﻟﻴﻤني ﻋﲆ ٣٠ﺑﺎملﺎﺋﺔ؛ إذن ﻣﺮض — ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ — ﺑﺸﺄن ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻴﺴﺎر .وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﳾء ﻏري ٍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد )وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﻌﱰﻳﻬﺎ ﻣﺸﻜﻼت أﺧﺮى ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى(. ﻏري أن ﻫﻨﺎك ﻗﻮاﻋﺪ أﺧﺮى ﻗﺪ ﻻ ﺗﺒﺪو ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﻠﺪرﺟﺔ .ﺗﺄﻣﱠ ﻞ »ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻮردا« ،اﻟﺘﻲ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﻀﺎﺑﻂ اﻟﺒﺤﺮي واملﻨ ﱢ ﻈﺮ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﺟﺎن ﺗﺸﺎرﻟﺰ دي ﺑﻮردا ) .(١٧٩٩–١٧٣٣ﺗﻨﺺ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﲆ أن ﱢ ﻳﻌني ﻛ ﱡﻞ ﺷﺨﺺ ﻟﻜ ﱢﻞ ﻋﻨﴫ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ٍ ﻛﺪرﺟﺔ ،ﻋﺪ َد اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﱪ أﻧﻬﺎ أﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻨﴫ ،وﻳﺘﻢ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ، ُ اﻟﺪرﺟﺎت ،وﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ اﻷﻋﲆ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﺟﻤﺎﱄ اﻟﺪرﺟﺎت. ﻳﺸﺎر إﱃ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ )ﻧﻮع ﻣﻦ( اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻨﺴﺒﻲ .وﻛﺎن دي ﺑﻮردا ﻗﺪ اﻗﱰح ،ﰲ ﻇﻞ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺑﻮﻧﺎﺑﺮت ،أن ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت »أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم« .و ِﻟﺘَ َ ﻌﺮف اﻟﺴﺒﺐ وراء ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺑﻮﻧﺎﺑﺮت، ﺗﺄﻣﱠ ِﻞ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. 94
ﺷﻜﻞ :1-6ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻗﱰاع :ﰲ ﺑﺎﻟﻢ ﺑﻴﺘﺶ ً أﻳﻀﺎ – اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻟﻸوراق املﻌﻠﻘﺔ.
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
) (1-2ﻣﺜﺎل ﺑﻮردا ﻟﻘﺪ اﺧﱰﻧﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻮردا ﺣني ﺗﻜﻮن ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ ﻫﻲ: أﻧﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ أ
ﺟ
أبﺟ
ب
أ
ﺟ
ب
وﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني )أ( و)ﺟ( ،ﻓﻨﺨﺘﺎر )أ( ،ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄن درﺟﺔ )أ( ﻫﻲ ،٣ودرﺟﺔ )ﺟ( ﻫﻲ ،٢ودرﺟﺔ )ب( ﻫﻲ .١أﻣﺎ ﺣني ﺗﻜﻮن ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ ﻫﻲ: أﻧﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ أ
ﺟ
أبﺟ
ﺟ
ب
ب
أ
وﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني )أ( و)ﺟ( ،ﻓﻨﺨﺘﺎر )ﺟ( ،ﻋﻠﻤً ﺎ ﺑﺄن درﺟﺔ )ﺟ( ،٣ودرﺟﺔ )أ( ،٢ ودرﺟﺔ )ب( .١ املﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻫﻲ أن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑني )أ( و)ﺟ( ﻳﺘﻐري ﺑﺘﻐري ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ، ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﻐري ﺗﻔﻀﻴﻼت أي ﺷﺨﺺ ﺑني )أ( و)ﺟ(؛ ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني )أ( و)ﺟ( ﻣﺮض .ﻋﲆ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺗﺼﻨﻴﻔﻨﺎ ﻟﻠﻌﻨﴫ )ب( اﻟﺨﺎرج ﻋﻦ ﻧﻄﺎق اﻷﻣﺮ .وﻫﺬا ﻳﺒﺪو ﻏري ٍ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،إذا ﺗﻢ ﺣﺬف )ب( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ — ﻟﻨ َ ُﻘﻞ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻘﺲ اﻟﻌﺎﺻﻒ — إذن ﻓﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني )أ( و)ﺟ( ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت ﰲ ﻣﺜﺎل ﺑﻮردا ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺣني ﺗﻜﻮن )ب( ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ )ﻋﻨﺪ ﺣﺬف )ب( ،ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ أﻧﻤﺎط اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت ﻫﻮ ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ )أ( و)ﺟ( ،وﻛﻼﻫﻤﺎ درﺟﺘﻪ .(١وﻟﺘﺠﻨﱡﺐ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ املﺸﻜﻼت ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أن ﻳﻌﺘﻤﺪ اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑني أي ﻋﻨﴫﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﺗﻔﻀﻴﻼت 96
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
ﻣﺴﺎو ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أﻻ ﻳﺘﻐري اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑني اﻷﻓﺮاد ﺑني ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ .وﻋﲆ ﻧﺤﻮ ٍ ً اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷي ﺗﻐري ﰲ ﺗﻔﻀﻴﻼت أي ﻓﺮد ﻳﱰك ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﺑﻼ أي ﻋﻨﴫﻳﻦ ﺗﻐﻴري .وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل«. ﺳﻮف ﻳﺒﺪو ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل واﺣﺪًا ﻣﻦ اﻟﴩوط اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷي دﺳﺘﻮر .وﺣﺘﻰ إذا اﺳﺘُﻮﰲ َ ،ﻓﻘﺪ ﻻ ﻧﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. ﺗﺄﻣﱠ ِﻞ »اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ« اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ﻧﻮﻋً ﺎ ﻣﺎ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ُ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ املﺼﻨﻒ ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ .ﻣﻦ ﺑﱰﺗﻴﺐ أﺑﺠﺪي ،ﻋﲆ أن ﺗﺨﺘﺎر اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل ،ﻏري أن إﺣﺪى املﺸﻜﻼت ﺑﺸﺄن ﻫﺬه ْ اﻓﱰض ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﻋﺪم ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ. ً وأﻳﻀﺎ ﻳﻔﻀﻠﻮن )ص( ﻋﲆ )س(؛ إذن ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻔﻀﻠﻮن )د( ﻋﲆ )ﻫ(، ُ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ )د( ﻣﻦ اﻟﺰوج )د( و)ﻫ( ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺨﺘﺎروا )ص( ﻣﻦ اﻟﺰوج )س( و)ص( ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ )د( و)ﻫ( .وﻟﺘﻼﰲ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أﻧﻪ إذا ﻗﺎم اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ )د( و)ﻫ( ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻔﻮن ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ )س( ُ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ )د( ﻣﻦ اﻟﺰوج اﻷول؛ ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ إذن اﺧﺘﻴﺎر )س( ﻣﻦ و)ص( ،واﺧﺘﺎرت اﻟﺰوج اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ« .وﻳﻌﺪ ﴍط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ أﻗﻮى ﻣﻦ ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل .إن اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ ،أو اﻟﺤﻴﺎد ،ﺗﺸري ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ اﻻﺳﺘﻘﻼل ،وﻫﺬا أﻣﺮ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﺒﺎﴍة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت .وﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،ﺗﻮﺿﺢ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ أن اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻻ ﻳﺸري ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ. أﺗﺤﻮل اﻵن إﱃ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ أﺧﺮى .ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ أﺧﺮى إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﺸﺄن ُ ﻓﺎملﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر )س( ﻣﻦ اﻟﺰوج اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﱰم إﺟﻤﺎع اﻵراء؛ )س( و)ص( ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻔﻀﻠﻮن )ص( ﻋﲆ )س( .وإذا ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺴﻤﺢ ﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد ﺑﺄن ﺗﺸﻜﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ،ﻓﺴﻴﺒﺪو ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗُﺤﱰم اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت املﺠﻤَ ﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣني ﺗﺘﺤﻘﻖ .وﻟﺘﻼﰲ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أﻧﻪ ﺣﺎل ﺗﻔﻀﻴﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ُ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ اﻷول وﺣﺪه ﻣﻦ اﻻﺛﻨني .ﻻﺣﻆ أﻧﻨﺎ ﺛﺎن ،إذن ﺗﺨﺘﺎر ﻟﻌﻨﴫ ﻋﲆ ﻋﻨﴫ ٍ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺧﺘﻴﺎره ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮد ،إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻨﴫان ﻻ ﻧﺸﱰط أن ﻳﻘﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﲆ اﻷول، ﻳﻌﺘﱪان ﻣﺘﺴﺎوﻳني وﻟﻮ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ ﺷﺨﺺ واﺣﺪ .وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻹﺟﻤﺎع«. ﺳﻮف ﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻟﴩط أﺣﺪ اﻻﺷﱰاﻃﺎت اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷي دﺳﺘﻮر .وﺣﺘﻰ إذا اﺳﺘُﻮﰲ، ﻓﻘﺪ ﻻ ﻧﺴﻌﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎمﱟ .ﺗﺄﻣﱠ ﻞ »ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ« ،ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻴﻠﻔﺮﻳﺪو ﺑﺎرﻳﺘﻮ 97
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
) ،(١٩٢٣–١٨٤٨اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ أن املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺨﺘﺎر ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﱢ ﻳﻔﻀﻠﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ .وﻟِﻨ َ َﺮى ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة .ﺗﺄﻣﱠ ﻞ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (2-2ﻣﺜﺎل ﺑﺎرﻳﺘﻮ ﻟﻘﺪ اﺧﱰﻧﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ ﺣني ﺗﻜﻮن ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ ﻫﻲ: أﻧﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ أ
ب
أ
ب
أ
ﺟ
ﺟ
ﺟ
ب
ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺨﺘﺎر ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ )أ( و)ب( .أﻣﺎ ﺣني ﺗﻜﻮن ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: أﻧﺖ
أﻧﺎ
ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ
أ
أب
أ
ب
ﺟ
ﺟ
ﺟ
ب
ﻳﻈﻞ اﺧﺘﻴﺎ ُرﻧﺎ ﻫﻮ ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ )أ( ،و)ب(. إن ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﱪ ﺧﻄﺄ ً ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻫﻮ أن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ إﻳﺠﺎﺑﻴٍّﺎ ﻟﻠﺘﻐريات ﰲ ﺗﻔﻀﻴﻼت املﺠﻤﻮﻋﺔ؛ ﻓﺎﻟﻌﻨﴫان )أ( و)ب( ﻣﺘﻌﺎدﻻن ﺗﺤﺖ اﻟﻨﻤﻂ اﻷول ً ﻧﺴﺒﺔ إﱃ )أ( ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻔﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻈﻞ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻚ وﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ،وﻳﺼﻌﺪ )ب( ﺑﻼ أي ﺗﻐﻴري ،ﻏري أن )أ( ﺗﻈﻞ ﺗُﺨﺘﺎر ﺗﺤﺖ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻟﺘﺠﻨﱡﺐ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ،ﻗﺪ ﻧﺸﱰط أن (١) :ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻧﻤﻂ ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﻳﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ اﺧﺘﻴﺎر ﻛ ﱢﻞ ﻋﻨﴫ ،و)(٢ ﺛﺎن ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ إذا ﺗﺤﺮك ﻋﻨﴫٌ ﻣﺎ ﻷﻋﲆ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻌﻨﴫ ٍ ُ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت اﻟﻌﻨﴫَ اﻷو َل ﻣﻦ ﻳﺘﻐري ﺗﺼﻨﻴﻒ أي ﺷﺨﺺ آﺧﺮ؛ ﻓﺤﻴﻨﺌ ٍﺬ إذا ﻛﺎﻧﺖ 98
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﺗﺨﺘﺎره ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت ﻛﻼ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻵن ﺗﺨﺘﺎر اﻷول ﺑﻤﻔﺮده .وﻫﺬا اﻟﴩط ﻫﻮ »ﴍط اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ« .وﻳﻌﺪ ﴍط اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أﻗﻮى ﻣﻦ ﴍط اﻹﺟﻤﺎع .وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺗﺸري ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ اﻹﺟﻤﺎع .وﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ، ﺗﻮﺿﺢ ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ أن اﻹﺟﻤﺎع ﻻ ﻳﺸري ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ. إذن ﻟﺪﻳﻨﺎ أرﺑﻌﺔ ﴍوط ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر :اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ وﺷﻜﻠﻬﺎ اﻷﺿﻌﻒ املﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻻﺳﺘﻘﻼل ،واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ وﺷﻜﻠﻬﺎ اﻷﺿﻌﻒ املﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻹﺟﻤﺎع .وﻟﺴﻮف أُﻃﻠِﻖ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ »ﴍ َ ﻃني ﻗﻮﻳني« ،وﺷﻜﻠﻴﻬﻤﺎ اﻷﺿﻌﻒ — اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻹﺟﻤﺎع — »ﴍ َ ﻃني ﺿﻌﻴﻔني« .وﻫﺬه اﻟﴩوط اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﻌً ﺎ ﻣﺘﺴﻘﺔ .وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺗَﺴﺘﻮﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺪ اﻟﴩﻃﺎن اﻟﻀﻌﻴﻔﺎن ﻣﺴﺘﻘ ﱠﻠني ،ﺷﺄﻧﻬﻤﺎ ﺷﺄن اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني .وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺠﺪ ﻗﺎﻋﺪة ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻹﺟﻤﺎع ،وأﺧﺮى ﺗَﺴﺘﻮﰲ اﻹﺟﻤﺎع وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻻﺳﺘﻘﻼل. ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺠﺪ ﻗﺎﻋﺪة ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ دون ﴍط اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ،وأﺧﺮى ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ دون ﴍط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ. ) (3اﻟﺪﺳﺎﺗري املﻌﻘﻮﻟﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻧﺎﻗﺸﺖ ﻓﻘﻂ اﻟﺴﺆال اﻷول ﻣﻦ اﻟﺴﺆاﻟني اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﺮﺣﻬﻤﺎ ﺑﺸﺄن اﻟﺪﺳﺎﺗري :ﻫﻞ ﺗﻀﻢ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ؟ واﻵن أﺗﺤﻮل إﱃ اﻟﺴﺆال اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻫﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪدﻫﺎ ﻣُﺮﺿﻴﺔ؟ ﺳﻮف أﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ أو ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﺑﺎملﻌﻨﻴني املﻮﺿﺤني ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ. وﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﺳﻮف أﻧﻈﺮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ ﺗﻮﺻﻴﻒ اﻟﺪﺳﺎﺗري اﻟﺘﻲ ﺗَﺴﺘﻮﰲ اﻟﴩوط املﺘﻨﻮﻋﺔ ،وأﻳﻬﺎ ﻳُﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ أو ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺤﺎل. ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ،ﺳﻮف أﺗﺤﻮل ﴎﻳﻌً ﺎ إﱃ ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ — وﻟﻮ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ — واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ أن املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺨﺘﺎر ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ إذا ﻗﺎم ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺘﺼﻨﻴﻔﻪ ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ﻋﲆ أي ﻋﻨﴫ آﺧﺮ .ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني ،وﻛﺬﻟﻚ ﺗَﺴﺘﻮﰲ اﺷﱰا ً اﻟﴩ َ ﻃﺎ آﺧﺮ إﺿﺎﻓﻴٍّﺎ؛ أﻻ وﻫﻮ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻨﺎس ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺳﻮاءً؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ إذا ﺗﺒﺎدل ﺷﺨﺼﺎن ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻬﻤﺎ ،ﻳﻈﻞ اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻼ ﺗﻐﻴري .وﻫﺬا اﻻﺷﱰاط ﻫﻮ »ﴍط املﺠﻬﻮﻟﻴﺔ«. 99
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
واﻟﺤﻖ أن ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﻓﻘﻂ ﻫﺬه اﻟﴩوط اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﺑﻞ إﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬا .وﻫﻜﺬا ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻛﺎﻣﻞ؛ ﻓﺎﻟﺪﺳﺘﻮر ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍوط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ واملﺠﻬﻮﻟﻴﺔ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ. ً ﻛﺎﻣﻼ ،وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻟﻪ أﻳﺔ أﻫﻤﻴﺔ؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻮﺿﻮح وﺑﻼ ﻟﺒﺲ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﻫﻲ ﻻ .وﻫﺬا ﻻ ﻳُﻌﺰى ﻓﻘﻂ إﱃ أن ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻗﺪ ﺗﺨﻔﻖ ﰲ إﻧﺘﺎج اﺧﺘﻴﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ أو ﺣﺘﻰ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﺨﻔﻖ ﰲ إﻧﺘﺎج أي اﺧﺘﻴﺎرات ﻋﲆ اﻹﻃﻼق .وﻟﺮؤﻳﺔ ﻫﺬا ،ﺗﺄﻣﱠ ﻞ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ. ) (1-3ﻣﺜﺎل اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻟﻘﺪ اﺧﱰﻧﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺣني ﺗﻜﻮن ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ: أﻧﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ أ
ﺟ
ب
ب
أ
ﺟ
ﺟ
ب
أ
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﴫ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎره؛ ﻓﺎﺛﻨﺎن ﻣﻨﺎ ﻳﺼﻨﱢﻔﺎن )أ( ﻓﻮق )ب(؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر )ب( )ﺳﻮاءٌ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ أو ﻣﻊ أي ﻋﻨﴫ آﺧﺮ( ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻨﱢﻒ اﺛﻨﺎن ﻣﻨﺎ )ب( ﻓﻮق )ﺟ(؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر )ﺟ( ،واﺛﻨﺎن ﻣﻨﺎ ﻳﺼﻨﱢﻔﺎن )ﺟ( ﻓﻮق )أ(؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﺘﻴﺎر )أ(. وﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎملﺸﻜﻠﺔ اﻟﻬﻴﻨﺔ؛ ﻓﻠﻌﻠﻚ ﺗﺬ ُﻛﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول أن ﻋﺪم اﺧﺘﻴﺎر أي ﻋﻨﴫ )ﻋﲆ ﻋﻜﺲ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﴫ ﻳﺴﻤﻰ »ﻻ ﳾء« أو »اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ«( ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ. وﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻋﻘﻴﻤﺔ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ .وﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻨﻈﺮ أﻛﺜﺮ إن ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻏﺐ ً ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﻧﺘﺎج اﺧﺘﻴﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ أو ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ. ﰲ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ اﻟﻨﺠﺎح ﻣﻦ اﻷﺳﺎس، ﺳﻮف أﺑﺪأ ﺑﺎﻻﺷﱰاط اﻟﺨﺎص ﺑﺄن ﻳﻨﺘﺞ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ .ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ أﻧﻨﺎ أﻳﻀﺎ أن ﻧﻔﺮض اﻟﴩ َ إذا اﺷﱰﻃﻨﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ً ﻃني اﻟﻘﻮﻳني وﴍط املﺠﻬﻮﻟﻴﺔ؛ ﻷن اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﻫﺬه اﻟﴩوط ﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪة 100
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ،وﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ .إذن ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﳾءٍ ﻣﺎ .ﺳﻮف أﻧﻈﺮ ً أوﻻ ﻃني اﻟﻀﻌﻴﻔني ﺑﺎﻟﴩ َ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا ﻣﺎ اﺳﺘﺒﺪﻟﻨﺎ اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني ،ﺛﻢ أﺗﻨﺎول ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا ﻣﺎ ﺗﺨ ﱠﻠﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﴍط املﺠﻬﻮﻟﻴﺔ) .ﻟﻦ أﺗﻨﺎول ً أﻳﻀﺎ اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻀﻌﻴﻔني(. ﻃني اﻟﻀﻌﻴﻔني ﺑﺎﻟﴩ َ ﻟﻨﺮى ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا ﻣﺎ اﺳﺘﺒﺪﻟﻨﺎ اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني ،ﻋُ ْﺪ إﱃ ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ أن املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺨﺘﺎر ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﻣﺤﻞ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ .وﻛﻤﺎ أﴍت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺑﻮﺿﻮح ﴍط ﻣﺴﺎو ،ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل واملﺠﻬﻮﻟﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻫﻞ اﻹﺟﻤﺎع واملﺠﻬﻮﻟﻴﺔ ،وﺗَﺴﺘﻮﰲ ،ﺑﻮﺿﻮح ٍ ً ﻣﻌﻘﻮﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻫﻲ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ؟ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺬ ُﻛﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ أن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻜﻮن ٍ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ،ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن املﺨﺘﺎرة ،ﰲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﺟﻴﺪة ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ )وﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ(. ﺛﺎن إذا وﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ ،ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﻛﻬﺬه؛ ﻓﻌﻨﴫٌ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ٍ ﱠ ً ﺗﻔﻀﻴﻼ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع ﻋﲆ اﻵﺧﺮ ،ﻓﺈن اﻻﺛﻨني ﺳﻮاء. ﻓﻀﻞ اﻟﺠﻤﻴ ُﻊ اﻷو َل ،وإذا ﻟﻢ ﻳﻨﻞ أيﱡ ﻋﻨﴫ ﻗﺪ ﻧﻼﺣﻆ ﻋَ َﺮ ً ﺿﺎ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ .وﻟﺮؤﻳﺔ ﻫﺬا ،ﻋُ ﺪ إﱃ ﻣﺜﺎل »ﺑﺎرﻳﺘﻮ« اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت )اﻷوﻟﻴﺔ( ﻓﻴﻪ: أﻧﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ أ
ب
أ
ب
أ
ﺟ
ﺟ
ﺟ
ب
ﻛﻼ ﻣﻦ )أ( و)ب( ﻣﻦ ﺑني )أ( و)ب(ٍّ ، ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺨﺘﺎر ٍّ وﻛﻼ ﻣﻦ )ب( و)ﺟ( ﻣﻦ ﺑني ُ ﻋﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ )ب( و)ﺟ( ،وﻟﻜﻦ ﻧﺨﺘﺎر )أ( ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﻣﻦ ﺑني )أ( و)ﺟ( .وﻫﻜﺬا ﺗﻜﻮن اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: ﻣﺴﺎو ﻟ )ب( )أ( ٍ ﻣﺴﺎو ﻟ )ﺟ( )ب( ٍ ﻣﺴﺎو ﻟ )ﺟ( )أ( ٍ 101
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
وﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻏري ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ. َ ﻏري أن ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ ﺗُﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،وﺗﺴﺘﻮﰲ اﻟﴩوط .واﻟﺤﻖ أن اﻟﻌﻜﺲ ً أﻳﻀﺎ ﺻﺤﻴﺢ؛ ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻛﺎﻣﻞ؛ أﻻ وﻫﻮ :أن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍوط اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻹﺟﻤﺎع واملﺠﻬﻮﻟﻴﺔ إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ. وﻻﺳﺘﻄﻼع ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا ﻣﺎ ﺗﺨ ﱠﻠﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﴍط املﺠﻬﻮﻟﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ اﺣﺘﻔﻈﻨﺎ ﺑﺎﻟﴩ َ ﻃني دﺳﺘﻮر ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮﻳني ،ﻓﺴﻮف أﻗﺪﱢم ﻣﻔﻬﻮم رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ .أﻧﺖ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ٍ املﺠﻤﻮﻋﺔ داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﺎر اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻔﻬﺎ ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ ،وﺗﺨﺘﺎر ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ وﺣﺪﻫﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻨﻒ اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻋﻨﺎﴏ أﺧﺮى ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ،وﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ ً أﻳﻀﺎ .واﻟﺪﺳﺘﻮر املﺼﺤﻮب ﺑﺮأس ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ،واﻟﺬي ﻻ ﺑﺪ ﺑﺎﻟﴬورة أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻔﺮدًا ،ﻳﺴﻤﻰ »ﺳﻠﻄﻮﻳٍّﺎ« .وﻳﻮﺿﺢ املﺜﺎل اﻟﺘﺎﱄ ﻫﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر. ) (2-3ﻣﺜﺎل رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻧﺨﺘﺎر ﻫﻨﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﻋﺪة رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﰲ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﻫﺬه أﻧﺖ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻨﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ:
أﻧﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ أ
ﺟ
ب
ب
أ
ﺟ
ﺟ
ب أ
ﺣني ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺑني )أ( و)ب( ،ﻧﺨﺘﺎر )أ(؛ إذ إﻧﻚ ﺗﺼﻨﻒ )أ( ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻘﻴﺘﻨﺎ ﻻ ﻳﺼﻨﻒ )ب( ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع ﻓﻮق )أ( ،وﺣني ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺑني )ب( و)ﺟ( ،ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرﻧﺎ ﻋﲆ )ب( ﻷﺳﺒﺎب ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ،وﺣني ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺑني )أ( و)ﺟ( ،ﻧﺨﺘﺎر ٍّ ﻛﻼ ﻣﻦ )أ( و)ﺟ(؛ إذ إﻧﻚ ﺗﺼﻨﻒ )أ( ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ وﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ ﻧﺼﻨﻒ )ﺟ( ﻓﻮق )أ( .أﻣﺎ ﺣني ﻳﺘﻌني ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻨﺨﺘﺎر )أ(؛ إذ إﻧﻚ ﺗﺼﻨﻒ )أ( ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺼﻨﻒ ﺑﻘﻴﺘﻨﺎ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع أي ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ املﻘﺪﻣﺔ. 102
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
ُ ﻋﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻻﺣِ ﻆ أن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﰲ ﻫﺬا املﺜﺎل ﻣﻌﻘﻮل؛ وﻋﻠﻴﻪ ﺗﻜﻮن ﻣﺜﻞ« ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: )أ( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ب( )ب( أﻓﻀﻞ ﻣﻦ )ﺟ( ﻣﺴﺎو ﻟ )ﺟ( )أ( ٍ
ﻏري أن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻏري ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻓﺈن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ،ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻏري ﻋﻘﻼﻧﻲ .وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪدﻫﺎ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ، وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺿﻤﺎن أن ﺗﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ. ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻵن أن ﻧﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا اﺣﺘﻔﻈﻨﺎ ﺑﺎﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني .إن اﻟﺼﻮرة ﻛﺌﻴﺒﺔ؛ ﻓﺄي دﺳﺘﻮر ﻳﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ وﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺳﻠﻄﻮﻳٍّﺎ. ً ﻣﻌﻘﻮﻻ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﻌﻞ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ،ﻓﺈن إذا اﺷﱰﻃﻨﺎ أن ﻳﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ املﺠﺎل املﺘﺎح أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﺤﺪود .ﻓﺈذا أردﻧﺎ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﴩط املﺠﻬﻮﻟﻴﺔ )واﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني(، ﻓﻠﻴﺲ أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺳﻮى ﻗﺎﻋﺪة »ﺑﺎرﻳﺘﻮ« ،وإذا أردﻧﺎ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني ،ﻓﻠﻴﺲ أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺳﻮى ﻗﺎﻋﺪة ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ .إن ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ ﻻ ﺑﺄس ﺑﻬﺎ إﱃ ﺣ ﱟﺪ ﻣﻌني ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ً ﻋﻨﴫ ﻣﺎ ،ﺳﻮف ﺗﺨﺘﺎر دوﻣً ﺎ ﻛﻼ ﻃﻮﻳﻼ؛ ﻓﺒﺨﻼف اﻟﺤﺪث املﺴﺘﺒﻌﺪ ﻣﻦ اﺗﻔﺎق اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﲆ ٍ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﻣﻦ أي زوج ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺪي ﻋﻮﻧًﺎ ﻛﺜريًا .أﻣﺎ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ، ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﻓﺘﺬﻫﺐ إﱃ ﺑﻌﻴﺪ؛ إذ ﺗﺨﺘﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ داﺋﻢ ﻋﻨﴫًا واﺣﺪًا ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻦ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻧﺖ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻓﻬﻞ ﻛﻨﺖ ﺳﱰﻏﺐ ﰲ أن ﺗﺤﻴﺎ ﺗﺤﺖ ﻗﺎﻋﺪة ﻛﻬﺬه؟ ) (4اﻟﺪﺳﺎﺗري اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﻌﻘﻮﻻ ﻟﻴﺼﺒﺢ اﺷﱰا ً ً ﻃﺎ أﺗﻨﺎول اﻵن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا ﻋﺰزﻧﺎ اﺷﱰاط أن ﻳﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ .إذا ﻛﻨﺎ ﺳﻨﺴﺘﻮﰲ ﻫﺬا اﻻﺷﱰاط اﻷﻗﻮى ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺨﻔﻴﻒ أﺣﺪ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني أو ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ .وﻫﺬا ﻳُﻌﺰى إﱃ أن اﻟﺪﺳﺎﺗري اﻟﺘﻲ ﺗَﺴﺘﻮﰲ اﻟﴩ َ اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻘﻮﻳني وﺗُﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،أي ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺿﻤﺎن أن ﺗﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ. 103
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
وﺳﻮف أﺳﺘﻜﻤﻞ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻨﻬﺎﻳﺘﻪ وأﺳﺘﺒﺪل ﻛﻼ اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻀﻌﻴﻔني ﺑﻨﻈريﻳﻬﻤﺎ اﻟﻘﻮﻳني؛ ﻓﻬﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﱰﻛﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ اﻻﺷﱰاﻃﺎت ﻟﺪﺳﺘﻮر ﻣﻘﺒﻮل. وﻻﺳﺘﻄﻼع ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺳﻮف أﻗﺪم ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر .أﻧﺖ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر دﺳﺘﻮر ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ املﺠﻤﻮﻋﺔ داﺋﻤً ﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﺎر ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻔﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﺤﺖ ٍ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ .واﻟﺪﺳﺘﻮر املﺼﺤﻮب ﺑﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ،واﻟﺬي ﻻ ﺑﺪ ﺑﺎﻟﴬورة أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻔﺮدًا ،ﻳﺴﻤﻰ »دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳٍّﺎ« .ﻳﺒﺪو واﺿﺤً ﺎ أن اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﻟﻜﻦ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن دﻳﻜﺘﺎﺗﻮ ًرا .وﺛﻤﺔ ﻣﺜﺎل واﺿﺢ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮري ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻚ دوﻣً ﺎ .وﺑﻤﺎ أﻧﻚ ﻋﻘﻼﻧﻲ ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺗﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ. ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻵن أن ﻧﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث إذا ﻓﺮﺿﻨﺎ ﻓﻘﻂ أﻗﻞ ﺣ ﱟﺪ ﻣﻦ اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻀﻌﻴﻔني. وﻗﺘﻬﺎ ﺳﺘﺒﺪو اﻟﺼﻮرة أﻛﺜﺮ ﻛﺂﺑﺔ؛ ﻓﺄي دﺳﺘﻮر ﻳﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ وﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻹﺟﻤﺎع ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳٍّﺎ. ﺗُﻌﺮف ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ آرو ﻟﻼﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ،ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻜﻴﻨﻴﺚ آرو )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم (١٩٢١؛ ﻋﺎﻟﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﲆ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ )وﺗﺴﻤﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ اﻣﺘﻼك اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻷرﺑﻊ :اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ، واﻻﺳﺘﻘﻼل ،واﻹﺟﻤﺎع ،وﻋﺪم اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ( .وﺗﻌﺪ ﻫﺬه إﺣﺪى أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أﻫﻤﻴﺔ وإزﻋﺎﺟً ﺎ ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أن ﻛﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ املﺜﺎر ﺑﺸﺄن »اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮﻣﻲ« ﻟﻐ ٌﻮ ﻓﺎرغ )ﺑﺨﻼف اﻟﺤﺪث املﺴﺘﺒﻌﺪ املﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﺗﻔﺎق اﻟﺠﻤﻴﻊ ،واﻟﺬي ﺳﻴﻜﻮن ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺠﺮد إﻃﻨﺎب ﻻ ﻟﺰوم ﻟﻪ(. واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ واملﻔﺎﻫﻴﻢ اﻷﺧﺮى املﻮﺟﻮدة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ. وﻧﻈ ًﺮا ﻟﻠﺪور املﺤﻮري ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ،وﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺤﺠﺔ املﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﺳﺄﻗﺪم ً دﻟﻴﻼ ﻫﺬه املﺮة ﻓﻘﻂ .وإذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻬﺘﻤٍّ ﺎ ﺑﺘﻠﻚ املﺴﺄﻟﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﺑﺄﻣﺎن واﻟﺘﻮﺟﱡ ﻪ إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ. ﻳﺘﻜﻮن اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ .وﺗﺘﻤﺜﻞ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ اﻓﱰاض اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼل ﻇﻬﻮر ُ ﺗﻨﺎﻗ ٍﺾ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ. )ﺿﻤﻨﻴٍّﺎ ﻓﻘﻂ( ،واﻹﺟﻤﺎع ،وﻋﺪم اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻮﺿﻴﺢ ِ وﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻳﺸري ﺿﻤﻨًﺎ إﱃ أن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ اﻣﺘﻼك ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ. ً أوﻻ :ﺳﻮف أﻗﻮم ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص داﺧﻞ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺑﺰوج ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ،إذا وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﴫ اﻷول »ﺟﺎدﱡون« ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ٍ 104
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ + + + + + + + + + ﻣﺤﺎور ﺿﻌﻴﻔﺔ
رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ
دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر
املﻌﻘﻮﻟﻴﺔ + + + + + + + + + ﻣﺤﺎور ﻗﻮﻳﺔ
ُ ِ املﺠﻤﻮﻋﺎت ،وﺗﻤﺜﱢﻞ اﻷﺳﻬ ُﻢ اﻟﺠﻤﻊ ﻋﻼﻣﺎت ﺷﻜﻞ :2-6ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ :ﺗﻤﺜﱢﻞ ِ ُ ُ َ ِ اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ. اﻟﺘﺒﻌﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ املﺰدوﺟﺔ اﻟﺘﻜﺎﻓ َﺆ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﺜﱢﻞ اﻷﺳﻬ ُﻢ
ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺰوج ،ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻛ ﱡﻞ ﻣَ ﻦ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻳﻔﻀﻞ اﻷول ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻀﻞ ٌ ٌ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﺟﺎدﱠة ﺑﺸﺄن زوج ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻟﺴﻮف أوﺿﺢ أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ً ً ْ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺟﺎدة ً ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﺟﺎدة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻓﱰض أن أﻳﻀﺎ ﺑﺸﺄن ﺟﻤﻴﻊ اﻷزواج. ﺑﺸﺄن اﻟﺰوج )د( و)ﻫ( ،وﺗﺄﻣﱠ ﻞ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت اﻵﺗﻴﺔ ﻟﻠﻌﻨﺎﴏ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ واﻵﺧﺮﻳﻦ:
املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻵﺧﺮون س
ﻫ
د
ص
ﻫ
س
ص
د
ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ )س( ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺰوج )س( و)د( ﺑﺪاﻋﻲ اﻹﺟﻤﺎع ،وﺗﺨﺘﺎر )د( ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺰوج )د( و)ﻫ(؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺠﺪﻳﺔ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﻫﺬا اﻟﺰوج ،وﺗﺨﺘﺎر ُ )ﻫ( ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺰوج )ﻫ( و)ص( ﺑﺪاﻋﻲ اﻹﺟﻤﺎع .وﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ 105
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
)س( ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺰوج )س( و)ص(؛ ﻷﻧﻪ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻘﻼﻧﻲ .وملﺎ ﻛﺎن ﺟﻤﻴﻊ ﻣَ ﻦ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻳﻔﻀﻠﻮن )س( ﻋﲆ )ص( ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻀﻞ اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ )ص( ﻋﲆ )س(؛ ﻓﺈن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺟﺎدة ﺑﺸﺄن )س( و)ص( .وملﺎ ﻛﺎن )س( و)ص( ﻣﻄﻠﻘني، ﻓﺈن املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺟﺎدة ﺑﺸﺄن ﻛﻞ أزواج اﻟﻌﻨﺎﴏ. ﺛﺎﻧﻴًﺎ :ﺳﻮف أﻋ ﱢﺮف ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ داﺧﻞ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ »ﺣﺎﺳﻤﻮن« ،إذا ُ ُ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ أزواج اﻟﻌﻨﺎﴏ ،ﺗﺨﺘﺎر اﻟﻌﻨﴫَ اﻷو َل وﺣﺪه ﻣﻦ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ أي زوج ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ،ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﺟﻤﻴﻊ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﻌﻨﴫَ اﻷو َل ٌ ٌ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ )ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻵﺧﺮﻳﻦ( .وﻟﺴﻮف أوﺿﺢ أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ً ً ْ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻓﱰض أن ﺟﺎدة )ﺑﺸﺄن أي زوج ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ( ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺳﻤﺔ. ﺟﺎد ٌة وﺗﺄﻣﱠ ﻞ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﴏ ،واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ، واﻵﺧﺮﻳﻦ:
املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻵﺧﺮون س
ص
ص
س/ع
ع
ﺣﻴﺚ )س/ع( ﺗﻌﻨﻲ أن )س( و)ع( ﻗﺪ ﻳﺼﻨﻔﺎن ﺑﺄي ﺷﻜﻞ .اﻵن ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ )س( وﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ )س( و)ص(؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺠﺪﻳﺔ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ،وﺗﺨﺘﺎر )ص( وﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ )ص( و)ع( ﺑﺪاﻋﻲ اﻹﺟﻤﺎع .وﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺗﺨﺘﺎر )س( وﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ )س( و)ع(؛ ﻷﻧﻪ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻘﻼﻧﻲ .وملﺎ ﻛﺎن ﺟﻤﻴﻊ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻳﻔﻀﻠﻮن )س( ﻋﲆ )ع( ،وﻗﺪ ٌ ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻣﺎ ﺑني )س( و)ع(؛ ﻓﺈن املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ. ﻳﻜﻮن ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﺳﻮف أ ُ ﱢ ﺑني أﻧﻪ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺣﺎﺳﻤﺔ ،ﻓﺈن إﺿﺎﻓﺔ ﺷﺨﺺ ً ﺷﺨﺼﺎ واﺣﺪًا آﺧﺮ إﱃ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻦ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﻓﻨﻈ ًﺮا ﻷن أﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺳﻤﺔ ،وإﻻ ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮ ًرا ،ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ املﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻏري اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ .اﺧﱰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻛﻬﺬه ،وﻓﺮدًا ﻟﻴﺲ ﺿﻤﻦ ﻫﺬه 106
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
املﺠﻤﻮﻋﺔ ،وﺗﺄﻣﱠ ﻞ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﴏ ،واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﻓﺮاد ﺗﻠﻚ املﺠﻤﻮﻋﺔ، واﻟﻔﺮد ،وﺟﻤﻴﻊ اﻷﻓﺮاد اﻵﺧﺮﻳﻦ:
املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻟﻔﺮد اﻵﺧﺮون س
ع
ص
ص
س
ع
ع
ص
س
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻵن اﺧﺘﻴﺎر )ع( وﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ )ص( و)ع(؛ ﻧﻈ ًﺮا ﻷن اﻟﻔﺮد ﻟﻴﺲ ﺣﺎﺳﻤً ﺎ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺨﺘﺎر )ص( ،ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﺑﺎﻟﴬورة ،ﻣﻦ )ص( و)ع(، وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﺧﺘﻴﺎر )س( وﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ )س( و)ع(؛ ﻷن املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﺳﻤﺔ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺨﺘﺎر )ع( ،ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﺑﺎﻟﴬورة ،ﻣﻦ )س( و)ع( .وﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺗﺨﺘﺎر )ص(، ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﺑﺎﻟﴬورة ،ﻣﻦ )س( و)ص(؛ ﻷﻧﻪ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻘﻼﻧﻲ .وملﺎ ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ املﻜﱪة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮد إﱃ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻳﻔﻀﻠﻮن )س( ﻋﲆ )ص( ،ﻓﺈن املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻟﻜﺒرية ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﺳﻤﺔ. وأﺧريًا :أﻗﻮم ﺑﺒﻴﺎن اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ .ﻓﺈذا أﺿﻔﻨﺎ ﻓﺮدًا إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻏري ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻟﻌﺪد ﻛﺒري ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ املﺮات ،ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏري ﺣﺎﺳﻤﺔ ،وﻟﻜﻦ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻹﺟﻤﺎع .وﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ إﻧﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﺗﺤﻮز ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻷرﺑﻊ :اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ، واﻻﺳﺘﻘﻼل ،واﻹﺟﻤﺎع ،وﻋﺪم اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .وﻫﻜﺬا ﻳﻜﺘﻤﻞ اﻟﺪﻟﻴﻞ. ) (5ﺑﻌﺾ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﻟﻌﻞ أﻛﺜﺮ اﻻﻧﺘﻘﺎدات وﺿﻮﺣً ﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻴﺢ أي دور ﻟ »ﻗﻮة اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت«؛ ﻓﺘﻔﻀﻴﲇ )س( ﻋﲆ )ص( ﻟﻪ ﻧﻔﺲ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ )ص( ﻋﲆ )س( ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻣﺘﻼك )س( ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أي ﳾء ﻳُﺬﻛﺮ ﱄ ،ﰲ ﺣني أن اﻣﺘﻼك )ص( ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻴﺎة 107
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
أو ﻣﻮت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ .وﺗﻌﺪ ﻫﺬه إﺣﺪى ﻋﻮاﻗﺐ ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل ،اﻟﺬي ﻳﻘﴤ ﺑﺄن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑني اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ )س( و)ص( ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد ﺑني )س( و)ع(. وﻟﻬﺬا اﻟﴩط ﻣﻜﻮﻧﺎن؛ اﻷول :أن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎت اﻷﻓﺮاد ﺑني )س( أو )ص( وﻋﻨﴫ ﺛﺎﻟﺚ ،واﻟﺜﺎﻧﻲ :أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ أي ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻷﻓﺮاد إزاء )س( أو )ص( ﺑﺨﻼف ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻬﻢ ،وﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ — ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص — ﻋﲆ أي ﻗﻮًى ﻟﺘﻔﻀﻴﻼﺗﻬﻢ أو ﻣﻨﺎﻓﻌﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﺗﻌ ﱠﺮﺿﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻠﺘﱪﻳﺮ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﻠﻤﻜﻮﱢن اﻷول ﰲ ﺳﻴﺎق ﻣﺜﺎل ﺑﻮردا .ﰲ ذﻟﻚ املﺜﺎل ﻛﺎن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني ﻋﻨﴫﻳﻦ ﻳ َ ُﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻛﺎن ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﱡ ﻪ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﻄﻠﻖ .ﻓﻬﻞ ﻧﺪرج ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎر إذا ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺮف ﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أي ﺣﻤري ﻣﺘﺎﺣﺔ أم ﻻ؟ ﻫﻞ ﻧﺪرج ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﻄﻮﱠر ﺑﻌﺪ؟ إذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ذﻟﻚ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺤﺪد ﻛﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﻄﻮﱠر؟ ﻳﺒﺪو املﻜﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﰲ ﻇﺎﻫﺮه ،ﻏري ذي أﻫﻤﻴﺔ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ أن اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت واملﻨﺎﻓﻊ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎدُل .وﻻ ﻏﺮاﺑﺔ ﰲ أن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﻈﻞ ﺳﺎرﻳﺔ إذا ﻣﺎ أﻋﺪﻧﺎ ﺗﻔﺴريﻫﺎ ﰲ إﻃﺎر املﻨﺎﻓﻊ دون ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﺘﴪي ﻟﻮ أﻧﻨﺎ ً ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس ﰲ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺗﻘﻴﻴﺪ املﻨﺎﻓﻊ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﺎﻓﻌﻚ وﻣﻨﺎﻓﻌﻲ ً وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ إﺣﺪاﻫﺎ ﻣﻊ اﻷﺧﺮى؛ أي ﻟﻮ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻗﻮى إﻃﺎر ﻣﺎ، ٍ ُ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺪﺳﺘﻮر أن ﻳﻘﴤ ﺑﺄن ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ اﻟﺬي ﻳﻌﻈﻢ املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ .وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﺮى أن ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ، وﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻹﺟﻤﺎع واملﻜﻮﱢن اﻷول ﻣﻦ ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل ،وﻏري دﻳﻜﺘﺎﺗﻮري .وﺗﻌﺮف ﻫﺬه املﻘﺎرﺑﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻌﻴﺔ» :ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻛﱪ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة ﻷﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻦ ُ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﺟريﻣﻲ ﺑﻨﺜﺎم ).(١٨٣٢–١٧٤٨ اﻟﻨﺎس «.وﻛﺎن أول ﻣَ ﻦ ﻃﺮح ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮ َة وﺳﻮف أﻋﻮد إﱃ ﻫﺬه املﻘﺎرﺑﺔ ﰲ ﺳﻴﺎق ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ. إن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﺰﻋﺠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﰲ ﻣﺠﺎل اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ. َ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ واﻟﺘﻼﻋﺐَ . وﻟﺴﻮف أﻗﺪﱢم ﻧﺘﻴﺠﺘني أﺧﺮﻳني ﺑﺈﻳﺠﺎز .وﺗﺸﻤﻞ ﻫﺎﺗﺎن اﻟﻨﺘﻴﺠﺘﺎن ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﺿﻤﻨًﺎ أن ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﱠﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﺠﺎل ﻣﺤﻤﻲ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻌﻮد اﻷﻣﺮ ﻟﻚ ﰲ ﺗﺤﺪﻳ ِﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﻗﺮاءة ﻫﻴﻮم أو ﻛﺎﻧﻂ 108
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
ﺧﻼل اﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﴍﻳﻄﺔ أن ﺗَﻌِ َﺪ ﱠ ﺑﺄﻻ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﺎ ﺗﻘﺮؤه ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺘﻨﺎ .دَﻋْ ﻨﺎ ﻧﺴﺘﻌِ ْﺾ ﻋﻦ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ؛ اﻟﻄريان واﻟﺴﻔﻴﻨﺔ واﻟﺴﻴﺎرة ،ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
اﻟﻄريان ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻫﻴﻮم اﻟﻄريان ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻛﺎﻧﻂ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻫﻴﻮم اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻛﺎﻧﻂ اﻟﺴﻴﺎرة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻫﻴﻮم اﻟﺴﻴﺎرة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻛﺎﻧﻂ
ﺳﻮف ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﺿﻤﻨًﺎ أن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑني »اﻟﻄريان ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻫﻴﻮم« )ط ﻫ(، و»اﻟﻄريان ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺮأ ﻛﺎﻧﻂ« )ط ك( ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺂﻟﻪ ﻟﻚ .وﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ ،ﺳﻴﻌﻨﻲ ﻫﺬا ﺿﻤﻨًﺎ أﻧﻚ ﺣﺎﺳﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻷزواج ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑني )ط ﻫ( و)ط ك( ﻳﻜﻮن )ط ﻫ( إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ )ط ﻫ( ،وﻳﻜﻮن )ط ك( إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ )ط ك( ،ﻣﻊ اﺷﱰاﻃﺎت ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎرات ﺑني أزواج اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻷﺧﺮى ً ﻣﺠﺎﻻ ﻣﺤﻤﻴٍّﺎ )ﻻﺣﻆ أﻧﻪ ذات اﻟﺼﻠﺔ .وﻛﺤ ﱟﺪ أدﻧﻰ ،ﺗﻌﻄﻲ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﺷﺨﺼني ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺖ وﻃﺄة اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺠﺎل ﻣﺤﻤﻲ( .إذن ﺳﻮف أﻗﻮل إن أي دﺳﺘﻮر ﻳَﺴﺘﻮﰲ »ﴍط اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ« ،ﻣﺎ دام ﻫﻨﺎك ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺷﺨﺼﺎن ﺣﺎﺳﻤﺎن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺰوج واﺣﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ .وﻫﺬا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أدﻧﻰ ﺣﺪﱟ؛ ﻓﺄﺻﻐﺮ ﻋﺪد ﻣﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳُﺸﱰَط أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻢ ﻣﺠﺎل ﻣﺤﻤﻲ ،وﻛﻞ ﻣﺠﺎل ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﻢ ﻳﻜﻮن ﺻﻐريًا ﺑﻘﺪر اﻹﻣﻜﺎن. إن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﺰﻋﺠﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻋﺪم اﺗﺴﺎق اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻣﻊ أي ﳾء ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ؛ ﻓﻤﺎ ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ﻳﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ وﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻹﺟﻤﺎع واﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ .ﻻﺣﻆ أن املﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻴﺴﺖ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻫﻲ املﻔﱰﺿﺔ ،وأن واﺣﺪًا ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﴩ َ ﻃني اﻟﻀﻌﻴﻔني ﻫﻮ املﻄﻠﻮب. ً أﻣﺎ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ املﺰﻋﺠﺔ ،ﻓﻬﻲ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ .ﻣﻦ املﻌﺮوف ﺟﻴﺪًا أن اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﻳﺼﻮﺗﻮن ﺑﺸﻜﻞ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻬﻢ ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﻀﻠﻮن 109
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
اﻟﻴﺴﺎر ﻋﲆ اﻟﻮﺳﻂ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺼﻮﺗﻮن ﻟﻠﻮﺳﻂ ﻹﻗﺼﺎء اﻟﻴﻤني .ﻫﻞ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻋﺐ ً ﺗﻐﻠﻐﻼ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺬﻛﺮ أن أي دﺳﺘﻮر ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﺪد ،أم أﻧﻪ أﻛﺜﺮ ُ ِ اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ .أﻣﺎ وﻗﺪ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﱢد ﺑﻬﺎ ﻇﻬﺮت إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻼﻋﺐ ،ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﻔﻬﻮم ﻣﻤﺎﺛﻞ؛ أﻻ وﻫﻮ »ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ«، ُ ِ اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ؛ ﻋﻠﻤً ﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻓﺮاد املﻘﺪﱠﻣﺔ وﻫﻮ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺤﺪﱢد ﺑﻬﺎ ً ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ .وأي ﻧﻈﺎم ﺗﺼﻮﻳﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت املﻘﺪﱠﻣﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أو ﻻ ﺗﻜﻮن ً ٍ ٌ ﺷﺨﺺ ﻟﻨﻤﻂ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، »ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ« ،إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ واﺣﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻋﻨﴫ أﻓﻀﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺣني ﻳﻘﺪم اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ )ﺑﺎملﺜﻞ ،ﻳﻌﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺼﻮﻳﺘﻲ ً ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺘﻔﻀﻴﻼﺗﻬﻢ ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ ﺑﺎملﻌﻨﻰ املﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ(. ٌ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ. ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ املﺰﻋﺠﺔ ﰲ أن ﺟﻤﻴﻊ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ، وﻟﺘﺤ ﱢﺮي اﻟﺪﻗﺔ ،ﻓﺈن ﻛﻞ ﻧﻈﺎم ﺗﺼﻮﻳﺖ ﻏري دﻳﻜﺘﺎﺗﻮري ﻗﺎﺑ ٌﻞ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ .ﻻﺣﻆ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﴩوط اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻏري ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ؛ ﻓﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻣﻌﻴﺒﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ. إذن ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ إﻣﺎ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وإﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺑﻌﺾ اﻻﺷﱰاﻃﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،وﻻ ﺑﺪ أﻻ ﺗﻜﻮن ﺗﺤﺮرﻳﺔ إﱃ أﻗﴡ اﻟﺤﺪود ،وﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ .ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻜﺌﻴﺒﺔ؟ ﺗﺘﻤﺜﻞ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺘﺤﺮري ﰲ اﺗﺨﺎذ أﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺮدي ،واﻟﻠﺠﻮء ٌ ﻣﻨﺎص ﻣﻦ ﻫﺬا .أﻣﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻘﻂ ﺣني ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك املﺴﺘﺒﺪ ،ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر أﺑﻮي ،أو »ﻣﻠﻚ ﻓﻴﻠﺴﻮف« ،ﺑﺤﺴﺐ املﻔﻬﻮم اﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻲ .ﺛﻤﺔ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ »ﺻﻮاب« ،واﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ آراء اﻟﻨﺎسً ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ »ﺟﻴﺪ« ،واﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ آراء اﻟﻨﺎس .وﻟﻜﻦ ﻫﺬه ﻣﺠﺮد ﺛﻼث اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ .وﻋﻠﻴﻚ ،ﻛﺎملﻌﺘﺎد ،أن ﺗﺼﻮغ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ. ﺳﻮف أﺧﺘﺘﻢ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﻹﻃﺎر اﻟﺸﻜﲇ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ً أﻳﻀﺎ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎف ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻔﺮدي .ﻟﻨﻔﱰض أﻧﻚ ﺑﺼﺪد اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻬﻨﺔ» :ﻣﻬﻨﺪس ﻣﻌﻤﺎري« أو »ﻣﴫﰲ« أو »ﻛﺎﻫﻦ« .ﻫﻨﺎك ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ
110
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
وﻓﻘﺎ ملﺮﻏﻮﺑﻴﺘﻬﺎ ً ﱠﺧﻞ ،واملﺮوﻧﺔ ،واﻹﺷﺒﺎع .ﻓﺘﻘﻮم ﺑﺘﺼﻨﻴﻒ املﻬﻦ ً ﰲ أي ﻣﻬﻨﺔ :اﻟﺪ ْ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻜﻞ ﺧﺎﺻﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل: اﻟﺪﺧﻞ املﺮوﻧﺔ اﻹﺷﺒﺎع ب
ﺟ
ﺟ
أ
أ
أ
ﺟ
ب
ب
وﺗﺠﺪ أن اﺧﺘﻴﺎرك ﻻ ﺑﺪ أن ﻳَﺴﺘﻮﰲ اﺷﱰاﻃني؛ اﻷول :ﴐورة أن ﻳﻌﺘﻤﺪ اﺧﺘﻴﺎرك ﺑني أي ﻣﻬﻨﺘني ﻓﻘﻂ ﻋﲆ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻬﺎﺗني املﻬﻨﺘني )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺎﺛﻞ ﴍط ﻣﻬﻨﺔ ﻣﺎ ﻓﻮق أﺧﺮى ﺛﺎﻧﻴﺔ ً ٍ وﻓﻘﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻻﺳﺘﻘﻼل( ،واﻟﺜﺎﻧﻲ :أﻧﻪ إذا ﺟﺎء ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺨﺘﺎر اﻷوﱃ )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺎﺛﻞ ﴍط اﻹﺟﻤﺎع( .ﻫﻨﺎ ﺗﺨﱪﻧﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ أﻧﻚ إذا اﺧﱰت ﺑﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻓﺴﻮف ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻋﺪا واﺣﺪة )وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺎﺛﻞ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ( .وﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ. ) (6ﺑﻌﺾ اﻹﺿﺎﻓﺎت اﻷﺧﺮى ﻻ ﳾء ذا أﻫﻤﻴﺔ ﻳﺘﻐري ﺑﻤﻌﻨًﻰ ﺷﻜﲇ إذا دﺧﻞ اﻟﺰﻣﻦ إﱃ اﻟﺼﻮرة ،ﻏري أن دﺧﻮل اﻟﺰﻣﻦ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻔﺴري ،ﻳﺘﻴﺢ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻇﻬﻮر دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﻣﺘﻨﺎوب .ﺗﺨﱪﻧﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ أن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ اﺧﺘﻴﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ وﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻹﺟﻤﺎع ﻫﻮ دﺳﺘﻮر اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .وﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺐ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ؟ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺒﻬﺎ أن اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻗﻤﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ .وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﺳﻴﺤﺪث ﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﻨﺎوب دور اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهٍ؟ ﻓﻠﻮ أﻧﻚ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر اﻟﻴﻮم ،ﺳﺄﻛﻮن أﻧﺎ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﻏﺪًا ،وﻫﻜﺬا .ﺳﻮف ﺗﺤﺬر ﻣﻦ ﻗﻤﻌﻲ؛ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﺮف أﻧﻨﻲ ﻗﺪ أﻗﻤﻌﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪُ ،وﻫﻜﺬا .وﺗﴪي اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ وردت ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻫﻨﺎ؛ ﻓﻔﻲ ﺳﻴﺎق اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ،ﺗﺨﱪﻧﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أن اﻟﺘﻜﺮار اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ ﻳﺤﻮﱢل املﻨﺎﻓﺴﺔ إﱃ ﺗﻌﺎون ،وﰲ ﺳﻴﺎق اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺗﺨﱪﻧﺎ أن اﻟﺘﻨﺎوب اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ ﻳﺤﻮﱢل اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ إﱃ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺣﻤﻴﺪة .واملﺜﺎل ﻋﲆ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎوب ﻳﻮﺟﺪ ﰲ دﺳﺘﻮر اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ،اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﲆ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ،اﻟﺬي 111
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻟﺪﻳﻪ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺳﻠﻄﺎت دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﲆ أﺟﻨﺪة اﻷﻋﻤﺎل ،ﻳﺘﻢ ﺗﻨﺎوﺑﻪ ً وﻓﻘﺎ ﻟﺪورة ﻣﺤﺪدة ً ﺳﻠﻔﺎ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ .ﻻﺣﻆ أن اﻟﺘﻨﺎوب ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺎﺣً ﺎ ﰲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ؛ ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳني املﺤﺘﻤﻠني ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻮى أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ .وﺑﻤﻘﺘﴣ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ،ﺳﻴﻜﻮن ﻗﻤﻊ اﻷﻗﻠﻴﺔ ﰲ ﺻﺎﻟﺢ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ دوﻣً ﺎ .وﺛﻤﺔ ﻣﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻨﺎ ﻧﺠﺪه ﰲ املﺤﺎذﻳﺮ املﻔﺮوﺿﺔ ﻋﲆ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. إﻃﺎر ﺷﻜﲇﱟ، أﺗﺤﻮل اﻵن إﱃ اﻟﺤﺒﻜﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة .ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ،ﰲ ٍ اﻟﺘﻌﺒريُ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﰲ إﻃﺎر اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﺴري ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﻮاﺋﻢ املﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺘﻮزﻳﻌﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺜﺮوة ،ﻏري أن ﻫﺬا ﻳﻨﻄﻮي ،ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻔﺴري ،ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻠﻂ ﺑني ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﺷﺨﺎص و ِﻗﻴَﻤﻬﻢ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ ﻫﻮ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺛﺮوﺗﻚ، ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﻮل ﻗﻴﻤﻚ إن اﻟﺜﺮوة ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻮزع ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدل .ﺗﻌﻜﺲ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﱠ ُ ْ ﻋﻜﺴﺖ أيﱠ ﳾء ،ﻗﻴ َﻢ ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ،إن املﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻌﻜﺲ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﺷﺨﺎص .وﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ،ﻏري أﻧﻨﺎ إذا ﻓﴪﻧﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ،ﻓﺈن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﺨﱪﻧﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎر ﺑني ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت؛ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﱪﻳﺮ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ. َ وﺳﻮاء وَﺿﻌْ ﻨﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﰲ إﻃﺎر اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ أم ﻻ ،ﻓﻬﻨﺎك ﺻﻠﺔ واﺿﺤﺔ ﺑني اﻻﺛﻨني .ﻓﻜﻤﺎ أﴍت ،ﺗﴪي ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻟﻮ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ،واﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑني اﻷﺷﺨﺎص .وﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﺮا ًرا املﻨﺎﻓﻊ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس ٍ ﰲ ﻓﺼﻮل ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﺤﺠﺔ املﺆﻳﺪة ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ،ﺳﻮاءٌ ﺑﺸﻜﻞ ﺿﻤﻨﻲ أو ﴏﻳﺢ، ﻋﲆ ﻛﻮن املﻨﺎﻓﻊ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس واملﻘﺎرﻧﺔ؛ ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﻴﺪ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻨﻚ إﱄ ﱠ؛ ﻷﻧﻨﻲ »أﺳﻮأ ً ﺣﺎﻻ« ﻣﻨﻚ )ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺮق ﻟﺮوﻟﺲ اﻟﺬي ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ( ،أو ﻷﻧﻨﻲ ﺳﻮف »أﻛﺴﺐ« أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺳﻮف »ﺗﺨﴪه« )ﻧﻔﻌﻴﺔ ﺑﻨﺜﺎم( .وﻛﻤﺎ ﻳﺸري اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻛﻴﻨﻴﺚ ﺑﻴﻨﻤﻮر )املﻮﻟﻮد ﻋﺎم :(١٩٤٠ ﻟﻮ أﻧﻨﻲ ﻋﲆ ﺣﻖ ﰲ أن ﻣﻘﺎرﻧﺎت املﻨﻔﻌﺔ ﺑني اﻷﺷﺨﺎص ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻘﺪﻫﺎَ ،ﻟﻤَ ﺎ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺟﺪوى ،ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي ،ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎب ﻋﻦ اﻷﺧﻼق اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ؛ ﻓﺎﻷﺧﻼق ﺣﻴﻨﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳُﴫﱡ ﻫﺎﻣﻮﻧﺪ وﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ وﻛﺜريون آﺧﺮون ،ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻣﻮﺿﻮﻋً ﺎ دون ﻣﺤﺘﻮًى ﺟﻮﻫﺮي. ﻟﻌﻞ أﻛﺜﺮ املﺤﺎوﻻت ﺗﻤﺎﺳ ًﻜﺎ ﻻﺷﺘﻘﺎق ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑني اﻷﺷﺨﺎص ﻫﻲ »ﻧﻈﺮﻳﺔ املﺮاﻗﺐ املﺜﺎﱄ« ،وﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﻀ ُﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﱃ ﺟﻮن ﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ ،اﻟﺬي 112
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ .ﺗﺨﻴﱠ ْﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ اﻟﺬي َو َر َد ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ؛ أي ﰲ »اﻟﻮﺿﻊ اﻷﺻﲇ« .أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻌﻨﺎﴏ املﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،وﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ أي دور ﺳﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻴﻪ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن املﺠﻤﻮﻋﺔ اﺧﺘﻴﺎر ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺟﻮٍّا« أو »ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ« أو »اﻟﺴﻴﺎرة« ،وﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ إن ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻜﻮن ﻧﻔﺴﻚ ،أم أﻧﺎ ،أم ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ ،وﻟﺪﻳﻚ ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎر ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑ »أزواج اﻟﻌﻨﴫ-اﻟﺪور«؛ أي ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻨﺎﴏ واﻷدوار .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺑﻮﺳﻌﻚ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﱠ »اﻟﺴ َﻔﺮ ﺟﻮٍّا ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﻔﺴﻚ« )أو »ﺟ ص«( ﻣﻊ ﱠ »اﻟﺴ َﻔﺮ ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﻧﺎ« )أو »س س«( وﻫﻜﺬا، وﻗﺪ ﺗﻔﻀﻞ )ﺟ ص( ﻋﲆ )س س( ،أو )س س( ﻋﲆ )ﺟ ص( ،أو ﺗﻜﻮن ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎد ﺑني اﻻﺛﻨني .ﻫﺬه اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت ﻫﻲ »ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ« ،وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺘﻔﻀﻴﻼﺗﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺟﻮٍّا« ﱠ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎرن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑني ﱠ واﻟﺴ َﻔﺮ ﻋﱪ »اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ« وﻫﻜﺬا. ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ أيﱠ دور ﺳﻮف ﺗﺸﻐﻠﻪ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻌﺮف اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت .إذن، وﻟِ َﻜﻮﻧﻚ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ ﺑﺎملﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻃﺮﺣﻨﺎه ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻌﻴني اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻟﻸدوار وﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻊ اﻟﻌﺪدﻳﺔ ،ﺗﻤﺜﻞ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ ،ﻷزواج اﻟﻌﻨﺎﴏ-اﻷدوار .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، ﻗﺪ ﺗﻌني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﺪدﻳﺔ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: )ﺟ ص(
٤
)ﺟ س(
٢
)س ص( ١ )س س(
٠
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻔﺴري زﻳﺎدة املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻟ )ﺟ ص( ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻟ )س ص( اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ« إﱃ ﱠ ﺑﺄﻧﻬﺎ املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻐﻴري ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺟﻮٍّا« وﻫﻜﺬا .ﰲ ﻫﺬه َ َ اﻟﺴﻔﺮ »ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ« إﱃ ﱠ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻐﻴري ﱠ اﻟﺴﻔﺮ »ﺟﻮٍّا« )واﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ (٣أﻛﱪ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ املﻨﻔﻌﺔ ﱄ )واﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ .(٢وﻗﺪ ﻳَﻌﻜﺲ ﻫﺬا ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، َ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻚ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ دوار اﻟﺒﺤﺮ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﻋﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ .ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،وﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮف ِﻣﻦ ﻃﺮح اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﺎملﻨﻔﻌﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻚ أﻛﱪ ﻣﻦ ﻧﻈريﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻌﻴني ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﺪدﻳﺔ .ﻳﺒﺪو إذن أﻧﻨﺎ ﻗﺪ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﺑﻤﻨﻔﻌﺘﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ. ﻏري أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺼﻞ إﱃ ﻫﺬا ﺑﻌﺪُ؛ ﻓﻤﻘﺎرﻧﺔ املﻨﻔﻌﺔ ﺑني اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪﻧﺎﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻚ أﻧﺖ؛ ﻓﻬﻲ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻮﻧﺘﻤﻮرﻧﴘ 113
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﻠﻴٍّﺎ؛ ﻓﺒﻨﺎءً ﻋﲆ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻪ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻚ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﻈريﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ .وﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ،ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻠﺠﺄ إﱃ ﻣﺒﺪأ ﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ .ﻳﺰﻋﻢ ﻫﺬا املﺒﺪأ أن أي ﺷﺨﺼني ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ املﻌﻠﻮﻣﺎت وﻧﻔﺲ اﻟﺨﱪات ﺳﻮف ﻳﺘﴫﻓﺎن ﺑﺎﻟﴬورة ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ؛ ﻓﺨﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎر ﻧﻤﺘﻠﻚ أﻧﺎ ً ووﻓﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻧﻔﺲ وأﻧﺖ ﻧﻔﺲ املﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺘﺠﺮد ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺨﱪات، اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻧﻌﻘﺪ ﻧﻔﺲ املﻘﺎرﻧﺎت ﺑني اﻷﺷﺨﺎص .وأﺧريًا ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻣﻊ ﻣﻨﻔﻌﺘﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ،وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻠﻚ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﻬﺮوب ﻣﻦ ﻗﻴﻮد ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ،وﻗﺪ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ً أﻳﻀﺎ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﺘﱪﻳﺮ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة. وﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺰداد ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ ﻟﻠﺜﺮوة ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤ َ ﻈﻮن ﺑﻤﻨﻔﻌﺔ ﺣﺪﻳﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻟﻠﺜﺮوة ،املﻔﱰض ﻏﺎﻟﺒًﺎ أﻧﻬﻢ اﻷﺛﺮﻳﺎء ،إﱃ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻈﻮن ﺑﻤﻨﻔﻌﺔ ﺣﺪﻳﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ،املﻔﱰض ﻏﺎﻟﺒًﺎ أﻧﻬﻢ اﻟﻔﻘﺮاء، وﻫﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻐري ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺜﺮوة اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻫﺬه )وﺳﻮاء أﻛﺎن ﻫﺬا ﻳﻘﺪﱢم أي ﺗﱪﻳﺮ أﺧﻼﻗﻲ أم ﻻ ،ﺗﻠﻚ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺧﺮى ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ( ،ﻏري أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌ ُﺪ ﻗﻮ َل أيﱢ ﳾء ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﻛﺜﺮ إﺛﺎرة اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ املﺨﺘﻠﻔﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻟﻮ أن اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻨﺎ ،وأن ﺗﻤﻨﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت ﺣﻮاﻓﺰ أﻛﱪ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ. وﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ملﺪًى أﺑﻌﺪ. ً ﻣﺤﺘﻤﻼ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر؛ ﻫﺬا دور ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻀﻊ اﻓﱰاﺿني آﺧﺮﻳﻦ؛ اﻷول :أﻧﻚ ﺗَﻌﺘﱪ ﻛ ﱠﻞ ٍ ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻋﺪد )ن( ﻣﻦ اﻷدوار ،ﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﱢﻨﻬﺎ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻲ )ن .(١/أﻣﺎ اﻻﻓﱰاض اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻴُﻌﺮف ﺑ »ﻣﺒﺪأ اﻟﻘﺒﻮل« .ﻳﻘﴤ ﻫﺬا املﺒﺪأ ﺑﺄن ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ ﺑﺸﺄن أزواج اﻟﻌﻨﴫ-اﻟﺪور اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن دورك ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ دوري أﻧﺎ؛ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻲ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻌﻨﺎﴏ املﻤﺎﺛﻠﺔ؛ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،أﻧﺖ ﺗﻔﻀﻞ )أ س( ﻋﲆ )ب س( إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﻨﺖ أﻧﺎ أﻓﻀﻞ )أ( ﻋﲆ )ب(. إذن ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎر ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﺑﺎملﻌﻨﻰ املﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎر اﻟﻌﻨﴫَ اﻟﺬي ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ .وﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎب ﻫﺬا ﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ذات اﻟﺼﻠﺔ ﻫﻲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﻌﻴﻨﺔ ﻟﻜﻞ دور ،واملﻨﺎﻓﻊ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﻫﻲ املﻨﺎﻓﻊ املﻌﻴﻨﺔ ﻟﻜﻞ زوج ﻣﻦ أزواج اﻟﻌﻨﴫ-اﻟﺪور ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ املﺸﱰﻛﺔ .وﺑﺴﺒﺐ اﻻﻓﱰاض اﻷول ،ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ن ،١/وﺑﺴﺒﺐ اﻻﻓﱰاض اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ 114
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
ﻋﻦ ﻫﺬه املﻨﺎﻓﻊ ﺑﺎملﻨﺎﻓﻊ املﻌﻴﻨﺔ ﻟﻜﻞ ﻋﻨﴫ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺖ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺪور ذي اﻟﺼﻠﺔ .إذن ﻓﺘﻌﻈﻴﻢ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻌﻈﻴﻢ املﻨﻔﻌﺔ )اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ( اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﴬوﺑﺔ ﰲ )ن ،(١/وﻫﻮ ذاﺗﻪ ﺗﻌﻈﻴﻢ املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ .وﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻨﻔﻌﻴﺔ؛ ﴐورة إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﻈﻴﻢ املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ. ﺛﻤﺔ ﻧﻘﺪ ﻣﺒﺎﴍ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرات ﻟﻠﻤﻼﺣﻈﺔ ،ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ املﺒﺪأ ،ﰲ ﺣني ﻻ ﻳﴪي ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت؛ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺤﺪد ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺑني أيﱢ ﻋﻨﴫﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺎءﻟﺔ ﻧﻔﺴﻚ أﻳٍّﺎ ﻣﻦ اﻻﺛﻨني ﺳﺘﺨﺘﺎر .وﻟﻴﺲ واﺿﺤً ﺎ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺨﺘﺎر، ﱠ ﱠ و»اﻟﺴ َﻔﺮ ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ »اﻟﺴ َﻔﺮ ﺟﻮٍّا ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻧ َ ْﻔ َﺴ َﻚ« ﺣﺘﻰ ﻛﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ،ﺑني اﻟﺴﻔﺮَ ﺗﻜﻮن إﻳﺎي« .ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺬا ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﱪﻳﺮ ﻣﺒﺪأ ﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ .ﻓﻠ َﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﱠ »ﺟﻮٍّا« ﻋﲆ ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ« )ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ( أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺑﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ« ﻋﲆ ﱠ دورك ،وأﻓﻀﻞ أﻧﺎ ﱠ اﻟﺴ َﻔﺮ »ﺟﻮٍّا« )ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺒﺐ ﺗﻠ ﱡﻮﺛًﺎ أﻗﻞ( أﻳٍّﺎ ﻛﺎن دوري؟ رﺑﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ً أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ذوي املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﺜﺮوة إﱃ ﻫﺆﻻء ذوي املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﱪرﻫﺎ ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ﻟﻦ ﻳﱪر إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء إﱃ اﻟﻔﻘﺮاء .ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻟﻸﻏﻨﻴﺎء ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺣﺪﻳﺔ أﻋﲆ )ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺎت ،أو — ﻣﺜﻞ رﻳﻨﺘﻮن — ﺣﺎﺟﺔ إدﻣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻬريوﻳﻦ(؛ َﻟﺘَﻄ ﱠﻠﺐ ذﻟﻚ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮاء ﻟﻸﻏﻨﻴﺎء. ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺨﺎﻃﺐ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺎره اﻷﺷﺨﺎص ،ورﺑﻤﺎ ﻫﻮ »ﺟﻴﺪ« ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ »ﺻﻮاب«؛ ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ املﻨﻔﻌﺔ — ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ — ﻻ ﱢ ﺗﻮﻓﺮ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺗﱪﻳ ًﺮا ﻟﻸﺧﺬ ﻣﻨﻚ وإﻋﻄﺎﺋﻲ .ﺛﻤﺔ رأي ﺑﺪﻳﻞ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺗَﻌ ﱠﺮﺿﻨﺎ ﻟﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻣﻦ أن إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺗﻜﻮن ﻋﺎدﻟﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎج أﻓﻌﺎل إرادﻳﺔ ،وﻟﻴﺲ أي ﺳﺒﺐ آﺧﺮ. وﻳﺨﻠﺺ ﺑﻴﻨﻤﻮر ،اﻟﺬي ﻳُﻌ ﱡﺪ ﻣﺆﻳﺪًا ﻷﻫﺪاف ﻧﻈﺮﻳﺔ املﺮاﻗﺐ املﺜﺎﱄ ،ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻄﻼع ﻫﺬا ﻋﻦ ﻗﺮب إﱃ أﻧﻪ: ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ أي ﺧﻴﺎر ﺳﻮى اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ ﻣﻘﻴﺎس ﻣُﺠﻤَ ﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ ﻗﻴﺪ اﻟﺪراﺳﺔ ،إذا ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻣﻌﻴﺎر ﻣﺸﱰك ملﻘﺎرﻧﺔ املﻨﺎﻓﻊ ﺑني اﻷﻓﺮاد؛ ﻓﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﺄن ﻇﺮوف املﻮﻗﻒ اﻷﺻﲇ ﺗﺨﻠﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا املﻌﻴﺎر ﺗﺒﺪو ﱄ ﻣﻔﺘﻘﺪة ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻟﻺﻗﻨﺎع ﻋﻨﺪ اﺳﺘﻄﻼﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ. 115
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
وإذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك »ﻣﻘﻴﺎس ﻣُﺠﻤَ ﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ املﺠﺘﻤﻊ« ،ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﺟﻤﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺎت ﺑني اﻷﺷﺨﺎص؛ وإذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ،ﻓﺈن ﻧﻈﺮﻳﺔ املﺮاﻗﺐ املﺜﺎﱄ ﺗﺒﺪو ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻨﻔﻊ ٍّ ﻣﺤﻘﺎ ﻋﲆ ﻛﻼ ﰲ ﺗﱪﻳﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﻘﺎرﻧﺎت )ﻗﺪ ﻧﻼﺣﻆ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﺑﺮ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻤﻮر اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ،ﻓﺈن »اﻷﺧﻼق ﻣﺎدة دون ﻣﺤﺘﻮًى ﺟﻮﻫﺮي«(. ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺼﻮغ رؤﻳﺘﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺸﺄن ﺣﺠﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ املﺮاﻗﺐ املﺜﺎﱄ .ﻓﺈذا َ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﻧﻌً ﺎ ً وأﻳﻀﺎ ﺗﺼﺒﺢ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻣﱪرة .أﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﺑﻬﺎ ،ﺗَ ْﻔﻘﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ، ً ﺣﺠﺔ أﻓﻀﻞ ﻟﺘﱪﻳﺮ املﻘﺎرﻧﺎت ﺑني ﺗﻜﻦ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻻﺑﺘﻼﻋﻬﺎ ،إذن ﻓﻼ ﺑﺪ إﻣﺎ أن ﺗﺠﺪ اﻷﺷﺨﺎص ،وإﻣﺎ أن ﺗﻘﺒﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ وﺗﻨﴗ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ. أﺧريًا ،ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻼﺣﻆ أن اﻟﻄﺮح اﻟﺨﺎص ﺑﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺎن ﻣﻌﻨﻴٍّﺎ ِ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺗﻘﺪﻳﻢ أي ﺗﱪﻳﺮ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ .إن ﻓﻘﻂ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﻋﻢ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻛﺜريًا ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺣﺠﺞ أﺧﺮى ﻗﺪ ﺗﻮﻓﺮ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ )ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻌﻈﻢ املﺤﺎوﻻت اﻟﺠﺎدة ﻟﺘﱪﻳﺮ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ ،ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻣﻌﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر( .ﻋﻼوة ﻋﲆ ذﻟﻚ ،اﻟﻄﺮحُ اﻟﻮارد ﺑﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﱞ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻹﺟﺒﺎرﻳﺔ؛ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ،أﻳٍّﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ،ﻋﻦ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻹرادﻳﺔ. وﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ ﻧﻘﻄﺔ ﺑﺪاﻳﺘﻨﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻧﻘﻮل» :ﻻ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ أن أﺧﺘﺎر أن أَﻫ ِﻠ َﻚ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ﻛﻲ أﻣﻨﻊ أﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻋﺎج ﻋﻦ ﻫﻨﺪيﱟ «. ) (7ﻣﻠﺨﺺ َ أي اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ »ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻳﺴﺘﻄﻠﻊ اﺧﺘﻴﺎ ُر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺪﺳﺎﺗري؛ ِ اﻷﻓﺮاد ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ«. ً اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷي ﻳﻘﴤ ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺑﺄن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑني ﻋﻨﴫﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻐري ﱡ ﺗﻐري ﰲ ﺗﻔﻀﻴﻼت أي ﻓﺮد ﻳﱰك ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﺑﻼ أي ﺗﻐﻴري. ﻳﻘﴤ ﴍط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ إذا ﻗﺎم اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ )د( و)ﻫ( ﺑﻨﻔﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ ﻟﻠﻌﻨﴫﻳﻦ )س( و)ص( ،ووﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﲆ )د( ﻣﻦ اﻟﺰوج اﻷول؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﺎر )س( ﻣﻦ اﻟﺰوج اﻟﺜﺎﻧﻲ. ُ ﻳﻘﴤ ﴍط اﻹﺟﻤﺎع ﺑﺄﻧﻪ إذا ﱠ ﺛﺎن ،ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ ﻓﻀﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﴫًا ﻋﲆ ٍ اﻷول ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ. 116
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ
ﻳﻘﴤ ﴍط اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﺄﻧﻪ (١) :ﻫﻨﺎك ﻧﻤ ٌ ﻂ ﻣﺎ ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﻛﻞ ﻋﻨﴫ ﺛﺎن ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص، ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ،و) (٢إذا ﺻﻌﺪ ﻋﻨﴫٌ ﻣﺎ ﻷﻋﲆ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻨﴫ ٍ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺪث أي ﺗﻐﻴري ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ أي ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت ﰲ اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻨﴫَ اﻷو َل؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﺧﺘﻴﺎره ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت ﻛﻼ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﺎر اﻷول ﻓﻘﻂ اﻵن. ﴍط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ أﻗﻮى ﻣﻦ ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل ،وﴍط اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أﻗﻮى ﻣﻦ ﴍط اﻹﺟﻤﺎع. ﻳﻮﺻﻒ دﺳﺘﻮ ٌر ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻠﻄﻮي إذا ﻛﺎﻧﺖ املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺨﺘﺎر دوﻣً ﺎ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻔﻬﺎ ﻓﺮد ﻣﻌني )رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ( ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ ،وﺗﺨﺘﺎر ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻨﱢﻒ اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻋﻨﺎﴏَ أﺧﺮى ﰲ املﻘﺪﻣﺔ ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ ً أﻳﻀﺎ. ً ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ وﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ٍ ﻃﻲ اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎرات أيﱡ دﺳﺘﻮر ﻳُﻨﺘﺞ ﺑﺎﻟﴬورة دﺳﺘﻮر ﺳﻠﻄﻮي. ﻳﻮﺻﻒ أي دﺳﺘﻮر ﺑﺄﻧﻪ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮري إذا ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻳﻘﻊ دوﻣً ﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻔﻬﺎ ﻓﺮد ﻣﻌني )اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر( ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ. ً ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ وﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ٍ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻹﺟﻤﺎع ﻫﻮ دﺳﺘﻮر اﺧﺘﻴﺎرات أيﱡ دﺳﺘﻮر ﻳُﻨﺘﺞ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮري ﺑﺎﻟﴬورة.
117
ﻣﴪد اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت
ُ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ :ﺗﺼﻨﻒ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﱰﺗﻴﺐ أﺑﺠﺪي ،وﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ املﺼﻨﱠﻒ ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ. ﴍط املﺠﻬﻮﻟﻴﺔ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻪ إذا ﺗﺒﺎدل ﺷﺨﺼﺎن ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗِﻬﻤﺎ ،ﻳﺒﻘﻰ اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻼ ﺗﻐﻴري. اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ا ُمل َ ﺜﲆ :اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ املﺜﲆ ﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺸﺄن أﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻫﻮ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﻈﻢ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت. ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻮردا :ﻳﻘﻮم ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻛﻞ ﻋﻨﴫ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻛﺪرﺟﺔ ،ﻋﺪ َد اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳَﻌﺘﱪ أﻧﻬﺎ أﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻨﴫ ،وﻳﺘﻢ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺎت وﺗَﺨﺘﺎر ُ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ اﻷﻋﲆ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﺟﻤﺎﱄ اﻟﺪرﺟﺎت. املﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﺪدﻳﺔ :ﻫﻲ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﰲ ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ،وﻫﻲ ً أﻳﻀﺎ ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺎو ،ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺗَﺤﺘﻔﻆ ﺑﺨﺎﺻﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﺣني ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﻄﻴﺔ. ٍ َ ﺿﻤﻨﺖ اﻣﺘﻼﻛﻪ اﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ :اﻟﻴﻘني اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎﱄ ﻫﻮ املﺒﻠﻎ املﺎﱄ اﻟﺬي ﻟﻮ ﻻﻋﺘﱪﺗَﻪ ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﻟﻠﺮﻫﺎن. اﻟﺮﻫﺎن املﺮﻛﺐ :ﻫﻮ رﻫﺎن ﺗﻜﻮن ﺟﻮاﺋﺰه ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ رﻫﺎﻧﺎت ً أﻳﻀﺎ. ٍ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻷﻋﻀﺎء دﺳﺘﻮر :اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺨﺎص ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ. ﴍط اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻚ إذا ﱠ ﺛﺎن ،وﻓﻀﻠﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻀﻠﺖ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ ٍ ﻋﲆ ﺛﺎﻟﺚ؛ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻣﺰﻳﺠً ﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎﻧني اﻷول واﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﻌﺘﱪه ﻣﺴﺎوﻳًﺎ ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ.
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﴍط اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻚ إذا اﺧﱰت ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ،وﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ ﻣﺘﻮاﻓ ًﺮا ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﺤﺪودﻳﺔ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎره ً أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ املﺤﺪودة. ٌ ِ ﺣﺎﺳﻤﺔ :ﺗﻮﺻﻒ اﺧﺘﺎرت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص داﺧﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻛﱪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﺳﻤﺔ ،إذا ُ ُ زوج ﻣﺎ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ أزواج اﻟﻌﻨﺎﴏ ،اﻟﻌﻨﴫَ اﻷو َل ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ٍ ﻛﻠﻤﺎ ﱠ ﻓﻀﻞ ﺟﻤﻴ ُﻊ أﻓﺮاد املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻟﻌﻨﴫَ اﻷو َل )ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﻔﻀﻴﻼت اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ(. رﻫﺎن ﻣﺤﺪد اﻟﻘﻴﻤﺔ :ﻫﻮ رﻫﺎن ﻟﻪ ﺟﺎﺋﺰة واﺣﺪة )ﻣﺤﺪدة( ﻓﻘﻂ. دﻳﻜﺘﺎﺗﻮري :ﻳﻮﺻﻒ دﺳﺘﻮ ٌر ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮري إذا ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻳﻘﻊ دوﻣً ﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻔﻬﺎ ﻓﺮد ﻣﻌني )اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر( ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ. ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ :ﻫﻲ املﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﺗﻮزﻳ َﻊ اﻟﺜﺮو ِة اﻟﺠﻴ َﺪ أو اﻟﺼﺎﺋﺐَ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل ،املﺒﺪأ اﻟﺬي ﻳﻘﴤ ﺑﻮﺟﻮب اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﰲ اﻟﺜﺮوة إﱃ أﻗﻞ ﻣﺴﺘﻮًى ،أو ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﻜﺎﻓﺊ ،ﻳﻘﴤ ﺑﻮﺟﻮب أن ﻳﻜﻮن ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺜﺮوة ﻧﺎﺑﻌً ﺎ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل إرادﻳﺔ. ﺟﺎدﱠة :ﺗﻮﺻﻒ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص داﺧﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻛﱪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺟﺎدﱠة ﺑﺸﺄن زوج ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ،إذا وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﴫ اﻷول ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺰوج، ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻷو َل ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻀﻞ اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ. اﻟﻌﻨﴫَ َ اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ :ﻫﻲ ﺗﻔﻀﻴﻼت ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄزواج اﻟﻌﻨﴫ-اﻟﺪور. َ اﺧﱰت ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﰲ اﺧﺘﻴﺎرات ﻣﺰدوﺟﺔ ﻣﻊ ﴍط اﻟﺘﻮﺳﻊ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻚ إذا ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎره ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﴬورة ﻣﻨﻔﺮدًا ،ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. ِ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﴐب املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ :ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ٍ ﺟﺎﺋﺰة ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺠﺎﺋﺰة وﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم. ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ :ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﺑﺸﺄن اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ إذا َ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ أﻋﲆ. ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ ٍ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ :ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎﱄ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﴐب ﻛﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﰲ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺘﻬﺎ وﺟﻤﻊ اﻷرﻗﺎم اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ. 120
ﻣﴪد املﺼﻄﻠﺤﺎت
ﻣﻔﴪ ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت :ﻳ ﱠ ُﻔﴪا ﺑﻌﻼﻗﺔ ُﻔﴪ اﺧﺘﻴﺎرك ﺑﱰﺗﻴﺐ ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت إذا ﻛﺎن ﻣ ً ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ. ﻣﻔﴪ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ :ﻳ ﱠ ُﻔﴪ اﺧﺘﻴﺎرك ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺎرﻫﺎ ٍ ٍ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ،ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ ،وﻫﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺟﻴﺪة ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. ً ﻋﺎدﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﺘﻪ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﺻﻔ ًﺮا. ﻋﺎدل :ﻳﻜﻮن اﻟﺮﻫﺎن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ :املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﻲ ﺟﻤ ٌﻊ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص. ﻣﺒﺪأ ﻫﺎرﺳﺎﻧﻲ :ﻫﻮ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن أي ﺷﺨﺼني ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ املﻌﻠﻮﻣﺎت وﻧﻔﺲ اﻟﺨﱪات ﺳﻮف ﻳﺘﴫﻓﺎن ﺑﺎﻟﴬورة ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻧﻈﺮﻳﺔ املﺮاﻗﺐ املﺜﺎﱄ :ﻫﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺨﻴﲇ ﻣﻦ وراء ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ ،ﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻨﺎﴏ املﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ واﻷدوار اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،وﻟﻜﻦ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ أي دور ﺳﻮف ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻴﻪ. ٍ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻚ ﴍط اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎل ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ آﺧﺮ ﰲ ﺗﻔﻀﻠﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﺎﻻت. ﴍط اﻻﺳﺘﻘﻼل :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑني ﻋﻨﴫﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻐري ً اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷي ﺗﻐري ﰲ ﺗﻔﻀﻴﻼت أي ﻓﺮد ﻳﱰك ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﺑﻼ أي ﺗﻐﻴري. أزواج اﻟﻌﻨﴫ-اﻟﺪور :ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﻌﻨﺎﴏ واﻷدوار. ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ :ﻳﻮﺻﻒ ﻓﻌﻠﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻏري ﻣﺤﻜﻮم ﺗﻜﺮارﻳٍّﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻜﻮﻣً ﺎ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﱄ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﻟﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﱄ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄي أﻓﻌﺎل ﻟﻚ … ﴍط اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺷﺨﺼﺎن ﺣﺎﺳﻤﺎن ﺑﺸﺄن زوج ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﴏ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ. ٍ ﺧﻄﻲ :ﺗُﺤﻮﱠل املﻨﺎﻓﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻲ ﺣني ﻳﺘﻢ ﴐﺑﻬﺎ ﰲ أي ﻋﺪد ﻣﻮﺟﺐ )أو ﻗﺴﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ( أو ﺣني ﻳﻀﺎف إﻟﻴﻬﺎ )أو ﻳﻄﺮح ﻣﻨﻬﺎ( أيﱡ ﻋﺪد. ﻗﺎﻋﺪة اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ :ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ إذا ﺻﻨﻔﻪ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺼﻨﻔﻮن أي ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﻣﻌني ﰲ املﻘﺪﻣﺔ. 121
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ :ﻳﻮﺻﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺼﻮﻳﺘﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ٍ ٌ ﺷﺨﺺ واﺣ ٌﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻋﻨﴫ ﻟﻨﻤﻂ ﻣﺎ ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، أﻓﻀﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﻀﻴﻼت ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺣني ﻳﻘﻮم اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ. املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺤﺪﻳﺔ :ﻫﻲ املﻨﻔﻌﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ املﻌﻴﻨﺔ ﻟﻮﺣﺪة إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺜﺮوة. ٌ ٌ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﺐ اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺠﻤﻴﻌﺔ ﻟﻠﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ :ﻫﻲ ﳾء ﻣﻨﻬﺎ. املﺰﻳﺞ :ﻣﺰﻳﺞ اﻟﺮﻫﺎﻧني )س( و)ص( ﻫﻮ رﻫﺎ ٌن ﺟﻮاﺋﺰه ﻫﻲ ﻛﻞ ﺟﻮاﺋﺰ )س( و)ص(، واﻻﺣﺘﻤﺎﻻت املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺠﻮاﺋﺰ اﻟﺮﻫﺎن )س( ﻫﻲ ﺟﻮاﺋﺰه اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﴬوﺑﺔ ﰲ وزن اﻟﺮﻫﺎن )س( داﺧﻞ املﺰﻳﺞ ،واﻟﴚء ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺮﻫﺎن )ص(. ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪٍّا ﻟﻘﺒﻮل أي أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة :أﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﺗﺠﻨﺒًﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻣﻨﱢﻲ إذا رﻫﺎن أﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌ ﱞﺪ ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ. ﴍط اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻪ إذا ﻗﺎم اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ )د( و)ﻫ( ﺑﻨﻔﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ ﻟﻠﻌﻨﴫﻳﻦ )س( و)ص( ،وو ََﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﲆ )د( ﻣﻦ اﻟﺰوج اﻷول ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﺎر )س( ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ. املﻨﻔﻌﺔ اﻟﱰﺗﻴﺒﻴﺔ :ﻫﻲ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺨﺎﺻﻴﺘﻬﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﺄي ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﺎﻋﺪﻳﺔ. ﺛﺎن إذا اﺧﱰت اﻷول، ﻋﻨﴫ ﻣﻊ ﻣﺰدوج :ﰲ اﻻﺧﺘﻴﺎر املﺰدوج ﻳﻘﻊ اﺧﺘﻴﺎرك ﻋﲆ ٍ ٍ ﻋﻨﴫ ٍ ﻏري ﻣﻨﻔﺮد ﺑﺎﻟﴬورة ،ﺣني ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻗﺎﺋﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﻓﻘﻂ. ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺎرﻳﺘﻮ :ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﻋﻨﴫ آﺧﺮ ﻳﻔﻀﻠﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ. ﺳﻠﻄﻮي :ﻳﻮﺻﻒ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻠﻄﻮي إذا ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻳﻘﻊ دوﻣً ﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻔﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﻌني )رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ( ﻋﲆ رأس اﻟﻌﻨﺎﴏ املﺘﺎﺣﺔ، وﺗُﺨﺘﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﴏ وﺣﺪﻫﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻨﱢﻒ اﻵﺧﺮون ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻋﻨﺎﴏ أﺧﺮى ﰲ املﻘﺪﻣﺔ، وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺨﺘﺎر املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ ً أﻳﻀﺎ. 122
ﻣﴪد املﺼﻄﻠﺤﺎت
ُ ﺻﻔﻮف املﺼﻔﻮﻓﺔ أﻓﻌﺎ َﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺗُﻮازي أﻋﻤﺪﺗُﻬﺎ أﻓﻌﺎﱄ؛ واملﺪﺧﻞ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪ :ﺗُﻮازي ﻟﻜﻞ ﺻﻒ وﻋﻤﻮد ﻫﻮ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﺼﺎﻏﺔ ﰲ ﺻﻮرة ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﻔﻌﺘﻲ ،إذا ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎ ُرك ﻫﻮ ﻓِ ﻌ َﻞ اﻟﺼﻒ واﺧﺘﻴﺎري ﻫﻮ ﻓﻌﻞ اﻟﻌﻤﻮد. اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ :اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻷﻓﻌﺎﱄ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻫﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﺜﲆ ﻟﺒﻌﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﺑﺸﺄن ﻫﺬه اﻷﻓﻌﺎل. أﻓﻌﺎل ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ :أﻓﻌﺎﻟﻚ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﺎرﻫﺎ. ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ :ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪﻳﺔ. ٍ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ ،ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷول ﺟﻴﺪًا ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ :ﻫﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷي ﻋﻨﴫﻳﻦ ﰲ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،أو ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ اﻷول )أو ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ(. اﻟﺘﻔﻀﻴﻼت :ﻫﻲ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ. ﻣﺒﺪأ اﻟﻘﺒﻮل :ﻫﻮ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ ﺑﺸﺄن أزواج اﻟﻌﻨﴫ-اﻟﺪور ،اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ دورك ﻫﻮ أﻧﺎ؛ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻲ اﻟﺘﻘﻤﺼﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻌﻨﺎﴏ املﻨﺎﻇﺮة. ٍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ رﻗ ٍﻢ ،ﻣﺎ ﺑني ﺻﻔﺮ و ،١ﻳﺤﺪد ﻣﺪى اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ :اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ وﻗﻮع اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ. رﻫﺎن اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ :ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺠﻮاﺋﺰ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻣﻘﱰن ﺑﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻋﻘﻼﻧﻲ )ﻓﻌﻞ( :ﻳﻜﻮن ﻓﻌﻠﻚ ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ﻛﺎن اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻚ املﻨﻄﻘﻴﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻲ املﻨﻄﻘﻴﺔ … ﻋﻘﻼﻧﻲ )اﺧﺘﻴﺎر( :ﻳﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎرك )ﰲ ﻇﻞ اﻟﻴﻘني( ﻋﻘﻼﻧﻴٍّﺎ إذا ﻛﺎن ﻳَﺴﺘﻮﰲ ﴍط اﻹﻳﻀﺎح. ﻋﻘﻼﻧﻲ )ﺗﻔﻀﻴﻞ( :ﺗﻜﻮن ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻚ ﺑﺸﺄن اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗَﺴﺘﻮﰲ ﴍ َ ﻃﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪال واﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ. ﻣﻌﻘﻮﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮﻓﻴًﺎ ﴍ َ ً ﻃﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ واﻟﺘﻮﺳﻊ. ﻣﻌﻘﻮل :ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﴍط اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻪ) :أ( ﻫﻨﺎك ﻧﻤ ٌ ﻂ ﻣﺎ ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﻳﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺛﺎن ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﺧﺘﻴﺎر ﻛﻞ ﻋﻨﴫ ،و)ب( إذا ﺻﻌﺪ ﻋﻨﴫٌ ﻣﺎ ﻷﻋﲆ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻨﴫ ٍ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﺮأ أي ﺗﻐﻴري ﻋﲆ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎت أي ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ 123
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
املﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت اﻟﻌﻨﴫ اﻷول ﻣﻦ اﻷﺳﺎس ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﺗﺨﺘﺎره ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت ﻛﻼ اﻟﻌﻨﴫﻳﻦ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس ،ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻵن ﺗﺨﺘﺎر اﻷول ﻣﻨﻔﺮدًا. ﴍط اﻹﻳﻀﺎح :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻚ إذا اﺧﱰت ﻋﻨﴫًا ﻣﺎ ﰲ ﺣني ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻋﻨﴫ ﺛﺎن ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﺎر اﻷول ﻛﻠﻤﺎ اﺧﱰت اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻛﺎن اﻷول ﻣﺘﻮاﻓ ًﺮا. ٍ ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎ إذا َ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة :أﻧﺖ ﻣﺘﺠﻨﺐ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ٍ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﺮﻫﺎن املﻀﻤﻮن ﻋﲆ اﻟﺮﻫﺎن ذاﺗﻪ. ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺐ املﺨﺎﻃﺮة :ﻣﻘﺪار ﺗﺠﻨﺒﻚ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮًى ﻣﺎ ﻟﻠﺜﺮوة ﻫﻮ املﻌﺪل اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻻﻧﺨﻔﺎض اﻧﺤﺪار املﺨﻄﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ملﺨﻄﻂ ﻣﻨﻔﻌﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا املﺴﺘﻮى. ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﺻﻞ ﻃﺮح اﻟﻘﻴﻤﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻨﻬﺎ ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة :ﻋﻼوة املﺨﺎﻃﺮة ٍ اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ. ﺛﺎن إذا ﻛﺎن اﻷول ﻣﺴﺎوﻳًﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة :ﻳﻜﻮن رﻫﺎ ٌن ﻋﺎد ٌل ﻣﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ رﻫﺎن ٍ ً ﻣﻀﺎﻓﺎ إﻟﻴﻪ رﻫﺎن ﻋﺎدل واﺣﺪ أو أﻛﺜﺮ .وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻳﻜﻮن رﻫﺎ ٌن ﻣﺎ أﻛﺜ َﺮ ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ ً ﻋﺎدﻻ( ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن ﺛﺎن إذا ﻛﺎن اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻄﺮ )اﻟﺬي ﻳﻌﺪ رﻫﺎﻧًﺎ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ رﻫﺎن ٍ اﻷول أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ ﻧﻈريه ﰲ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ. رﻫﺎن ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻔﺾ اﻟﺮﻫﺎن ﺑﻜﻞ ﺟﻮاﺋﺰه ﺑﻤﻘﺪار ﻗﻴﻤﺘﻪ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻄﺮ :اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ٍ املﺘﻮﻗﻌﺔ. َ وﻟﺴﺖ ﻋﲆ ﻳﻘني ﻣﻨﻪ. اﻟﺤﺎﻟﺔ :ﻫﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻜﻞ ﳾء ذي ﺻﻠﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرك رﻫﺎن اﻟﺤﺎﻟﺔ :ﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺠﻮاﺋﺰ املﺤﺘﻤﻠﺔ ﻳﻘﱰن ﺑﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻳﺘﻢ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ. املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ :ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎ ﺑﴬب ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ ﺟﺎﺋﺰة ،ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ ٍ ﻓﻴﻬﺎ ،ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺛﻢ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم. ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ :ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﺑﺸﺄن اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ذاﺗﻴﺔ أﻋﲆ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ. ﻋﲆ رﻫﺎن ٍ اﻟﴩﻃﺎن اﻟﻘﻮﻳﺎن :ﻫﻤﺎ ﴍﻃﺎ اﻟﺘﻌﺎدﻟﻴﺔ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ. 124
ﻣﴪد املﺼﻄﻠﺤﺎت
ﻟﺮﻫﺎن ﻣﺎ ﺑﴬب ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ :ﻳﺘﻢ إﻳﺠﺎد املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ٍ ﺟﺎﺋﺰة ﰲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﱢ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻓﻴﻬﺎ ،ﺛﻢ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم. ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ :ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻼت ﺑﺸﺄن اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﻴﺔ املﻨﻔﻌﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ )اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ( إذا َ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ رﻫﺎن ٍ ﻟﻠﺮﻫﺎن ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ذاﺗﻴﺔ أﻋﲆ )ﻏري ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ(. ﺛﺎن ،ﻓﺈﻧﻚ ﴍط اﻻﺳﺘﺒﺪال :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻚ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻞ رﻫﺎﻧًﺎ ﻋﲆ رﻫﺎن ٍ ورﻫﺎن ﻣﺎ ٍ ﺛﺎﻟﺚ ﻋﲆ أي ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻔﻀﻞ أي ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺎن اﻷول ٍ واﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻨﻔﺲ اﻷوزان. ﻣﺴﺘﺪام :ﻳﻜﻮن زوجٌ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻷﻓﻌﺎل ،واﺣﺪ ﻟﻚ وواﺣﺪ ﱄ ،ﻣﺴﺘﺪاﻣً ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﱰك؛ إذا ﻛﺎن ﻓﻌﻠُﻚ ﻫﻮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘَﻚ املﺜﲆ ﻟﻔﻌﲇ ،وﻓﻌﲇ ﻫﻮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻲ املﺜﲆ ﻟﻔﻌﻠﻚ. ُ ﻋﻼﻗﺔ »ﺟﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ« ﻣﺘﻌﺪ ً ﱢﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن )س( ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺘﻌﺪﱟ :ﺗﻜﻮن )ع( ،إذا ﻛﺎن )س( ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ )ص( ،و)ص( ﺟﻴﺪًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ )ع(. ﺛﺎن، ﴍط اﻹﺟﻤﺎع :ﻳﻘﴤ ﻫﺬا اﻟﴩط ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎ َل ِ ﺗﻔﻀﻴﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﴫًا ﻋﲆ ﻋﻨﴫ ٍ ُ املﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﴫَ اﻷول وﺣﺪه ﻣﻦ اﻻﺛﻨني. ﺗﺨﺘﺎر ﻏري ﻣﺤﻜﻮم :ﻳﻜﻮن ﻓﻌﻠﻚ ﻏري ﻣﺤﻜﻮم إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻓﻌﻞ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻣﻨﻔﻌﺔ )ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ( أﻋﲆ أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﻌﻞ )أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻓﻌﺎل( اﻟﺬي أﺧﺘﺎره. ﻣﻨﻔﻌﺔ :املﻨﺎﻓﻊ ﻫﻲ أرﻗﺎم ﺗُ ﱠ ﻟﻌﻨﴫ ﻣﺎ ﻣﻨﻔﻌﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ ﻋﻨﴫ ﻌني ﻟﻠﻌﻨﺎﴏ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ٍ ﺛﺎن إذا ،وﻓﻘﻂ إذا ،ﻛﺎن اﻷول أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ. ٍ ﺗﻌﻈﻴﻢ املﻨﻔﻌﺔ :ﻳﻌ ﱢ ﻈﻢ اﺧﺘﻴﺎرك املﻨﻔﻌﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺎرﻫﺎ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻴني ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ ،ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ ﻛﺒرية ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻛﻞ ﻋﻨﴫ آﺧﺮ. ﻣﺨﻄﻂ املﻨﻔﻌﺔ :ﻣﺨﻄﻂ ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﺜﺮوة ﻳﻌني املﻨﻔﻌﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺘﻮًى ﻟﻠﺜﺮوة. ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ :ﻳﻤﺜﻞ ﺳﺘﺎر اﻟﺠﻬﻞ ﻏﻴﺎﺑًﺎ ﻣﺼﻄﻨﻌً ﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺄن ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺤﺴﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،واﻟﺘﻲ ﱢ ﺗﻌني ،ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﺸﻐﻠﻪ. 125
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
ٍ أﺣﺪاث ﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺑﻌﺪُ ،ﻣﺜﻞ ﺳﺘﺎر اﻟﺸﻚ :ﻳﻤﺜﻞ ﺳﺘﺎر اﻟﺸﻚ ﻏﻴﺎﺑًﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻘﺪْر اﻟﺬي ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﺛﺮوﺗﻚ. َ ٍ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﻀﻴﻼت ملﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺎ ﻧﻈﺎم ﺗﺼﻮﻳﺖ :ﻳﺤﺪد اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺼﻮﻳﺘﻲ اﻷﻓﺮاد ا ُملﻘﺪﱠﻣﺔ )وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﴬورة( ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﺧﺘﻴﺎرات املﺠﻤﻮﻋﺔ. اﻟﴩﻃﺎن اﻟﻀﻌﻴﻔﺎن :ﻫﻤﺎ ﴍﻃﺎ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻹﺟﻤﺎع.
126
ﻗﺮاءات إﺿﺎﻓﻴﺔ
Non-technical overviews of choice theory are provided by Elster and by Hargreaves Heap et al.; an overview of the subplot of distributive justice is provided by Roemer. Further reading relating to individual chapters is given below.
ﺗﻤﻬﻴﺪ The Einstein quotation is from pp. ix-x.
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول The concept of rational choice begins with Aristotle; the origin of its more formal treatment may be ascribed, more arbitrarily, to Robbins. The Trainspotting quotations are from pp. 3–5 and from p. 106 of Hodge (with each occurrence of ‘fucking’ omitted); the Aristotle quotations are from p. 139; and the Hume quotations are from pp. 266-7 (with abbreviations completed and emphasis omitted).
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ The formal treatment of choice under certainty originates with Samuelson. Proofs of all the claims made in the main discussion may be found in Fishburn (chapters 2 and 3) or in Suzumura (chapter 2).
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ The formal treatment of choice where probabilities are given originates with von Neumann and Morgenstern; that where probabilities must be inferred originates with Savage, or, in the framework employed in this chapter, with Anscombe and Aumann. The Nozick quotation is from Socratic Puzzles, p. 48. Proofs of all the claims made in the main discussion may be found in Fishburn (chapters 8 and 12) or in Kreps (chapters 5 and 7); those relating to the case where probabilities are not given involve some serious mathematics.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ The
formal
The
Rawls
tion
is
treatment quotation
from
of is
Anarchy,
risk from
pp.
aversion p.
62;
149-50
originates
and (with
the
with
Nozick
emphasis
Pratt. quota-
omitted).
Proofs of all the claims made in the main discussion may be found in Arrow’s Essays (chapter 3) or in Kreps (chapter 6); those relating to the measure of risk aversion involve some serious mathematics.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ The formal treatment of individual rationality in a strategic setting originates with Bernheim and with Pearce; that of jointly sustainable choice
128
ﻗﺮاءات إﺿﺎﻓﻴﺔ in such a setting originates with Nash. The Hume quotation is from pp. 334-5 (with abbreviations completed). Proofs of all the claims made in the main discussion may be found in Fudenberg and Tirole (chapters 1 and 2) or in Osborne and Rubinstein (chapters 2 and 4); those relating to the equivalence between strategic rationality and freedom from iterative dominance, and to the existence of mixed strategy equilibria, involve some serious mathematics.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس The formal treatment of group choice originates with Arrow’s Social Choice. The Binmore quotations are from pp. 283 and 300 (with references and emphasis omitted). The proof of the impossibility theorem follows that of Allingham, pp. 23–5. Proofs of all the claims made in the main discussion may be found in Sen (chapters 3*–6*) or in Suzumura (chapters 3–7).
129
اﳌﺮاﺟﻊ
M. Allingham, Value (Macmillan, 1983). F. J. Anscombe and R. J. Aumann, ‘A Definition of Subjective Probability’, Annals of Mathematical Statistics, 34 (1963), 199–205. Aristotle, The Nicomachean Ethics, tr. D. Ross, rev. J. L. Ackrill and J. O. Urmson (Oxford University Press, 1998). K. J. Arrow, Essays in the Theory of Risk Bearing (North Holland, 1974). Social Choice and Individual Values (Wiley, 1951). B. D. Bernheim, ‘Rationalizable Strategic Behavior’, Econometrica, 52 (1984), 1007–28. K. G. Binmore, Playing Fair (MIT Press, 1994). A. Einstein, Relativity, tr. R. W. Lawson (Routledge, 2001). J. Elster (ed.), Rational Choice (Blackwell, 1986). P. C. Fishburn, Utility Theory for Decision Making (Wiley, 1970). J. Fudenberg and J. Tirole, Game Theory (MIT Press, 1991). S. Hargreaves Heap, M. Hollis, B. Lyons, R. Sugden, and A. Weale, The Theory of Choice: A Critical Guide (Blackwell, 1992). J. Hodge, Trainspotting (Faber & Faber, 1996). D. Hume, A Treatise of Human Nature, ed. D. F. and M. J. Norton (Oxford University Press, 2000).
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر D. M. Kreps, Notes on the Theory of Choice (Westview, 1988). J. F. Nash, ‘Non-cooperative Games’, Annals of Mathematics, 54 (1951), 286–95. J. von Neumann and O. Morgenstern, The Theory of Games and Economic Behavior (Princeton University Press, 1944). R. Nozick, Anarchy, State, and Utopia (Basil Blackwell, 1974). Socratic Puzzles (Harvard University Press, 1997). M. J. Osborne and A. Rubinstein, A Course in Game Theory (MIT Press, 1994). D. G. Pearce, ‘Rationalizable Strategic Behavior and the Problem of Perfection’, Econometrica, 52 (1984), 1029–50. R. W. Pratt, ‘Risk Aversion in the Small and in the Large’, Econometrica, 32 (1964), 122–36. J. Rawls, A Theory of Justice (Oxford University Press, 1972). L. Robbins, An Essay on the Nature and Significance of Economic Science (Macmillan, 1932). J. E. Roemer, Theories of Distributive Justice (Harvard University Press, 1996). P. A. Samuelson, Foundations of Economic Analysis (Harvard University Press, 1947). L. J. Savage, Foundations of Statistics (Wiley, 1954). A. K. Sen, Collective Choice and Social Welfare (Oliver & Boyd, 1970). K. Suzumura, Rational Choice, Collective Decisions, and Social Welfare (Cambridge University Press, 1983).
132
ﻣﺼﺎدر اﻟﺼﻮر
(1–1) Ashmolean Museum, Oxford. (1–2) Bodleian Library, University of Oxford. (2–1) Ashmolean Museum, Oxford. (3–2) Satellite Information Services, London. (4–2) © Corbis. (5–1) Ashmolean Museum, Oxford. (6–1) AP Photo.