ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﳌﻘﺎﻻت ﳌﺆمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﺈﻫﺘامم :اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻟﻠﻤﺆمتﺮ اﳌﻨﻘﺢ اﻷديب :ﺳﻴﺪ ﻣﻬﺪي ﺣﺴﻴﻨﻲ ،ﻃﺎﻫﺮة زراع ،ﺳﯿﺪ ﮐامل اﻟﺪﯾﻦ رﻓﻴﻌﻲ ،ﺳﻴﺪ ﺣﺴني ﺣﺴﻴﻨﻲ ،ﻣﺮﯾﻢ ﮐﻠﺒﺎز ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺼﻔﺤﺎت :ﻣﺆﺳﺴﺔ روح اﻷﻣﯿﻨﯽ ﺗﺼﻤﯿﻢ اﻟﻐﻼف :ﻣﺆﺳﺴﺔ أﺑﻨﺎء اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟﻨﴩ :ﺑﺈﻫﺘامم ﻣﺆﺳﺴﺔ أﺑﻨﺎء رﻗﻢ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ :اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻻوﻟﯽ ﯾﻨﺎﯾﺮ ٢٠١٢ ﻋﺪد اﻟﻄﺒﻊ٢٠٠٠ :
اﻟﻬﯿﺌﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﳌﺆمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻷﻣﯿﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺆمتﺮ :اﻟﺪﮐﺘﻮر ﻋﲇ اﻛﱪ وﻻﻳﺘﻲ أﻣني اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ :اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺒﻴﻨﻲ أﻋﻀﺎء اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
اﻟﺪﮐﺘﻮر اﺑﺮاﻫﯿﻢ ﻣﺘﻘﻲ ،اﻟﺪﮐﺘﻮرﻣﻨﻮﺟﻬﺮ ﻣﺤﻤﺪي ،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﺳﯿﺪ ﻣﺤﻤﺪ رﺋﯿﺲ زاده،ﻣﺤﻤﺪ رﯾﻮران،ﻋﻠﯽ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻮﻻدي،اﻟﺪﮐﺘﻮرﺣﻤﯿﺪ رﺿﺎاﺧﻮان ﻓﺮد،اﻟﺪﮐﺘﻮر اﺻﻐﺮ ﻗﺎﺋﺪان،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﯽ ﻣﻠﮑﻮﺗﯿﺎن،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﺣﺴﯿﻦ ﴍﯾﻔﻲ ﻃﺮاز ﮐﺮﻣﻲ،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﺳﻌﯿﺪ ﺗﻮﮐﲇ،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﯿﺪ ﺻﺤﺮاﯾﻲ،ﻋﲇ ﺛﺎﺑﺖ،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﻧﺒﻴﺎﻟﻬﻲ روﺣﻲ،ﺳﯿﺪ ﻣﻬﺪي ﺣﺴﯿﻨﻲ،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﻧﯿﺎزي،اﻟﺪﮐﺘﻮر رﺿﺎ ﮐﻠﻬﺮ،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﺣﺠﺖ اﻟﻠﻪ اﯾﺰدي،اﻟﺪﮐﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﯽ اﯾﺰدي
ﻓﻬﺮس
.٨ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎتاﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔاﻟﻌﺎﳌﻴﺔ .٢٣اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت .٣٧اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺆﴍات اﻷﺻﺎﻟﺔ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﺑﻘﺎء واﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .٦٨اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ أﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ أمنﻮذﺟﺎً .٧٩اﻟﺸﺒﺎب ﴐورة ﺗﻐﻴريﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ .٨٦اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
.١٠٤اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١١٠دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .١٢٩اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١٥٤دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ .١٦٩ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ اﻟﻮارد .١٩٧ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .٢٠٩ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ و اﻟﺼﺤﻮة ﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .٢٢٧ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة .٢٤٨اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .٢٥٨دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .٢٦٩دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .٢٧٧أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي .٢٩٠ﻣﻌﺎمل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ
اﳌﻘﺪﻣﺔ:
6
اﻟﺘﺤﺮك اﳌﺆﺳﺴﺎيت واﻟﻨﺎﴍ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﰲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أدى إﱃ ﻇﻬﻮر اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ واﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻤﻬﺪة ﻟﻠﺤﻀﺎرة ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ .اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺤﺼﻮل ﺗﺮاﻛﻢ اﳌﻌﺎرف واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺤﻠﻮة واﳌﺮة وﻫﻲ ﻣرياث اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺒﴩﻳﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﺻﻨﻌﻮا اﻟﺘﻴﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ رﻫﻦ اﻟﴫﺧﺔ واﻟﻨﻬﻀﺔ اﳌﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻮاﻋﻲ ﺑﺼﻔﺘﻪ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ اﻷﺳﺎﳼ واﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺤﺼﻮﻻت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،أوﺷﻜﺖ ﻋﲆ اﻟﺘﺤﻘﻖ وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﺼﺪﻳﻖ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ واﻟﺨﺎﻧﻌﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﻻ أن إﻧﺘﻈﺎرات اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﻲ داﻣﺖ ﺳﻨﻴﻨﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﺑﺪأت ﺗﺘﺤﻮل ﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﺤامس واﻟﻮﻋﻲ. ﻣﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺪوﱄ اﻷول ﻋﻘﺪ ﰲ ﻃﻬﺮان ﺑﺘﺎرﻳﺦ ١٩-١٨ﺷﻮال اﳌﺼﺎدف ﻟـ ٢٧-٢٦ﺷﻬﺮﻳﻮر ﻣﻦ ﻋﺎم ١٣٩٠ﻫـ.ش واﳌﺼﺎدف ﻟـ ١٨ – ١٧أﻳﻠﻮل ﻣﻦ ﻋﺎم ٢٠١١ﻣﻴﻼدي ﺑﺤﻀﻮر أﻛرث ﻣﻦ ٧٠٠ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ وﻗﺎدة اﳌﻘﺎوﻣﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺷﻄني ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻷﺣﺰاب واﻟﺘﻨﻈﻴامت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل .وﻗﺪ ﺗﻢ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺒﺎدل وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ودراﺳﺔ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ )اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( وآﺧﺮ اﻟﺘﺤﻮﻻت واﻟﴫاﻋﺎت واﻷﻫﺪاف اﳌﺮﺟﻮة ﻣﻨﻬﺎ .وﻗﺪ ﺑﺪأ ﻫﺬا اﳌﺆمتﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘامع ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳامﺣﺔ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻋﲆ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ )ﻣﺪ ﻇﻠﻪ اﻟﴩﻳﻒ( ،ﺑﻌﺪﻫﺎ اﺗﺠﻪ اﳌﺸﺎرﻛني ﻟﻄﺮح آراﺋﻬﻢ وﺗﺒﺎدل وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﻣﻊ ﻧﻈﺮاﺋﻬﻢ ﰲ اﻹﺟﺘامﻋﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ ،وﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺿامن اﺳﺘﻤﺮار ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺘﻌﺎون ﰲ ﻣﺠﺎل ﺗﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎرب ورﺻﺪ وﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺤﻮﻻت وﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﻔﺮص واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺤﻠﻮل اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻢ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌﺠﻤﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺄﻣني ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺪامئﺔ ﻟﻪ ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻃﻬﺮان .اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﲆ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻘﺮرات ﻫﺬا اﳌﺆمتﺮ ﺗﴩف ﻋﲆ أﺧﺬ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪات واﻹﺟﺮاءات اﻟﴬورﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﳌﺆمتﺮات اﻟﺪورﻳﺔ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻗﺪ متﻜﻨﺖ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون واﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻐري ﻣﺤﺪودة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺪوﱄ. ﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﺈن اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺪامئﺔ ﰲ اﳌﺠﻤﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﺗﺨﺬت ﻗﺮارا ً ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ أول ﻣﺆمتﺮ دوري ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ”اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ“ .وﺑﻌﺪ اﻹﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎت اﻟﻌﻤﻞ وﺿﻊ اﳌﺆمتﺮ ﻋﲆ ﻻﺋﺤﺔ أﻋامﻟﻪ اﻷﻫﺪاف اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ اﻫﺪاف ﻫﺬا اﳌﺆمتﺮ.
أﻟﻒ -إﺣﻴﺎء اﻷﺻﻮل و ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﻴﻢ و اﻷﻫﺪاف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﴩﻳﻌﺔ و اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ. ب -إﺣﻴﺎء اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ح -ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮة ﺑني ﻗﻮﻣﻴﺎت اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺧﻠﻖ متﺪن إﺳﻼﻣﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ، ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺪﻳﻦ ،اﻟﻌﻘﻞ و اﻷﺧﻼق. د -إﻳﺠﺎد ﻓﻀﺎء ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑني اﻟﺘﻴﺎرات ،اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ،و ﺗﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎرب ﺑني اﻟﺤﺮﻛﺎت. و -ﻋﺮض منﻮذج ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺪميﻘﺮاءﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ز -دﻋﻢ و ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻹميﺎن ﺑﺎﻟﺬات و اﻹﻋﺘامد ﻋﲆ اﻟﺮوح اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻐﺰو اﻟﻨﻔﴘ و اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ. وﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﺳﺎس متﺖ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻤﺆمتﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﻴني ﺳﺘﺔ ﻣﺤﺎور و ﺗﻢ إﻧﺘﻘﺎء اﳌﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ اﳌﺆمتﺮ و ارﺳﻠﺖ إﱃ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و إﱃ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .اﳌﺤﺎور اﳌﻌﻠﻨﺔ و اﻟﺘﻲ متﺖ اﻟﺪﻋﻮة ﻋﲆ اﺳﺎﺳﻬﺎ ﻟﻬﺬا اﳌﺆمتﺮ ﻫﻲ: اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،و اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،اﻟﻔﻜﺮ و اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ. اﻟﺪور اﻟﺨﻼق ﻟﻠﺸﺒﺎب و اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ دراﺳﺔ اﳌﺸﺎﻛﻞ ) اﻟﻀﻌﻒ ،اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات( ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ،اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت ،و اﻵﻓﺎق اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،اﻟﻨامذج ،اﳌﻜﺎﺳﺐ ،اﻟﺸﺒﺎب و ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف و ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺗﻠﻘﺖ أﻣﺎﻧﺔ اﳌﺆمتﺮ ١٣٠ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳌﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﺎ ﰲ ﺣني ﺗﻠﻘﺖ أﻣﺎﻧﺔ اﳌﺆمتﺮ ٧٠ﻣﻘﺎﻟﺔ ﰲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺤﺪد .ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻜﺎم اﳌﺆمتﺮ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺈﻧﺘﻘﺎء ٤٠ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺑني اﳌﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﱃ أﻣﺎﻧﺔ اﳌﺆمتﺮ ﻛام ﺗﻢ إﻧﺘﻘﺎء ٧٠ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻴﺘﻢ ﻃﺒﺎﻋﺘﻬﺎ و ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻟﻠﻨﴩ ﻛام ﺗﻢ ﺗﻌﻴني ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻻت ﺳﻴﺘﻢ ﻃﺮﺣﻬﺎ و ﺳﺘﺪرس ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺠﺎن ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺧﻼل اﳌﺆمتﺮ و ذﻟﻚ ﺑﻨﺎء ﻋﲆ اﻟﻔﱰة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﳌﺘﺎﺣﺔ ﰲ اﳌﺆمتﺮ .ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎء اﻟﻬﺎﻣﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺆمتﺮ ﻫﻲ اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ارﺳﺎﻟﻬﺎ وﻫﺬا إمنﺎ ﻳﺪل ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ و ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻮاﺿﻴﻊ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻔﻜﺮﻳﻦ و اﻟﺒﺎﺣﺜني ﰲ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻣﻊ اﻟﺘﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪوﻧﺎ ﰲ إﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬا اﳌﻠﺘﻘﻰ ،ﻧﺘﻤﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﳌﺆمتﺮ ﺧﻄﻮة ﺛﺎﺑﺘﺔ و ﺻﻠﺒﺔ ﻟﻠﺨﻄﻮات ﻗﺎدﻣﺔ. أﻣﺎﻧﺔ اﳌﺠﻤﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
7
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﲇ ﻓﺰاري
ﻣﻘﺪﻣﺔ: اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎج ﺗﺒﻨﺎه ﻣﻔﻜﺮو اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ وﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻧﻬﻀﻮﻳﺔ ﺗﻬﺪف إﱃ ﻟﺒﻌﺚ روح اﻹﺳﻼم ﰲ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻳﻘﺎﻇﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺗﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﻠﻔﺎت اﻷﺳﺘﻌامر اﻻوريب اﻟﺒﻐﻴﺾ. ﻓﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻﻗﺖ ﻣﺎﻻﻗﺖ ﻣﺆمتﺮات اﳌﺘﺄﻣريﻳﻦ وﻛﻴﺪ اﻟﻜﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﻓﺪوﻻً ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ،اﳌﺎﻧﻴﺎ وﺣﺎوﻟﺔ ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﻤﻜﻨﺔ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺰﺣﻒ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺣﺒﺬت اﻋﻼﻣﻬﺎ اﻟﻬﺪام واﻃﻠﻘﺖ ﻟﻪ اﻟﻌﻨﺎن ﻟﻴﻨﺸﺐ ﰲ ﻋﻀﺪ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻛﺎن اﺳﺘﻬﺪاف اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﺳﻂ ﻗﺎرات اﻟﻌﺎمل وﻣﻮارده اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣام ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻗﻮة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﻬﺎﺑﻬﺎ اﻻﻋﺪاء. ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺪ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﺪو اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ واﳌﺤﻮري ﻟﻠﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻜﻞ اﻟﺤﺮوب ﺿﺪ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺤﺮﻛﻬﺎ اﻟﻠﻮﺑﻴﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ. ﻓﻬﺆاﻣﺮات اﻟﺼﻬﺎﻧﻴﺔ ﺿﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴﺴﺖ وﻟﺪت اﻷﻣﺲ أو اﻟﻴﻮم ﻓﻘﺪ ﺑﺪأت ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺗﺒﻮدور ﻫﻮ ﺗﺰل ﰲ ﻣﺆمتﺮات ﺑﺎل ﰲ ﺳﻮﻳﴪ ﻋﺎم ١٨٩٧م اﻟﺬي ﺗﻨﺒﺄ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻴﺎن دوﻟﺔ اﴎاﺋﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴني ﻋﺎم ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ مل ﻳﺄىت ﻋﻢ ١٩٤٨م وﻗﺎﻣﺖ اﴎاﺋﻴﻞ ﺑﺄﺧﺘﺼﺎب ارض ﻓﻠﺴﻄني وﺗﴩﻳﺪ أﻫﻠﻬﺎ وﺗﺤﻘﻖ ﺣﻠﻢ ﻫﻮﺗﺰل ﺑﻘﻴﺎم دوﻟﺔ اﴎاﺋﻴﻞ وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ذﻟﻚ وﻋﺪ اررﺛﺮ ﻟﻠﻔﻴﺴﻮر ﻋﺎم ١٩١٧اﻟﺬي ﻗﴣ مبﻨﺢ اﻟﻴﻬﻮد وﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني وﻗﺎل ﻟﻠﻔﻮر ﺑﺄﺳﺘﺨﻔﺎف وﻏﻄﺮﺳﺘﻪ ﻓﻠﺴﻄني ارض ﺑﻼ ﺷﻌﺐ ﻓﻴﺠﺐ أن ﺗﻌﻄﻰ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﻼ وﻃﻦ وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻴﻬﻮد. واﳌﺘﻨﺒﻊ ﳌﺮاﺣﻞ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﻳﻠﺤﻆ أن اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺄمتﺰق اﻟﻨﺨﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﻘﻄﺒﺖ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ وﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﻴﻴﺪ اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ. وﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻌﺮﻫﺎ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻴﻮم ﻫﻲ ﻧﺘﺎج ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﺪﺳﺎﺋﺲ وﻣﺆاﻣﺮات
9
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ.
10
ﺣﻴﺚ ﻗﺴﻤﺖ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻌﺮيب إﱃ ﻗﺴﻤني: ﻗﺴﻢ ﺗﻔﺮق ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻬﺒﺎت واﳌﻨﺢ وﻳﻌﺮف ﺑﺎﻻﻋﺘﺪال وﻗﺴﻢ ﺗﻨﺎﺟﻴﻪ اﻟﻌﺪاء وﻳﻌﺮف ﺑﺎﳌامﻧﻌﺔ. وﻣﻌﻨﻲ اﻻﻋﺘﺪال واﳌامﻧﻌﺔ متﺮر إﴎاﺋﻴﻞ ورﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﻦ متﺮﻳﺮ اﺧﺒﺪاﺗﻬﺎ اﻟﺨﻔﻴﺔ. ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ ﺿﺪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎب مثﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ اﻟﻄﻤﻮح وﺗﺘﻼﻗﻰ اﻻﻓﻜﺎر ﰲ أﻛرث ﻣﻦ أﺗﺠﺎه .ﺑﻴﺪ أن ﻧﻘﺎط اﻻﺗﻘﺎء ﺛﻠﺚ ﺗﺒﺪو وﻛﺄﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎرﺿﺔ ﺗﺰول ﺑﺰاول اﳌﺆﺛﺮات إذا اﺛﺒﺖ اﻟﺘﺠﺎرب اﻣﺎ ﺗﻀﺎﻋﻒ اﻟﺸﺒﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ أﻗﻮى ﻣﺎﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻜﺒﺎت واﻻﺣﺪاث اﻟﺠﺴﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻷﻣﺔ. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻌﺒﺖ دورا ً ﻛﺒريا ً ﰲ اﻳﻘﺎظ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻻﺳﺎﳼ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ أن اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺪزح ﺗﺤﺖ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ ﻟﻘﺮوﺗني ﻃﻮال اﻋﻘﺒﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌامر اﻻوريب اﻟﺬي ﺣﺎول ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺴﺒﻞ ﺗﺸﺘﻴﺖ ﺷﻤﻞ اﻷﻣﺔ .ﻟﻜﻦ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﻠﺖ ﻣﺘﻔﺮة اﻗﺌﺪة اﻟﺸﺒﺎب ﺟﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ون مل ﺗﺨﻠﻮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻت اﻟﺬﻛﻮر وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﴪد اﻋﻼه ﻳﺘﻀﺢ مبﺎ ﻻ ﻳﺪع ﻣﺠﺎﻻت ﻟﺸﻚ. ﺑﻌﺾ ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ ﺿﺪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎب -١اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﻢ اﻟﺤﺎد ﺑني اﳌﺴﻠﻤني ﺣﻮل اﳌﺬاﻫﺐ )اﻟﺴﻨﺔ – ﺷﻴﻌﺔ -ﺻﻮﻓﻴﺔ( اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻣﻜﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﻮف ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻮﺗﺮ. -٢ﺗﴩب ﺑﻌﺾ ﺷﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺄﻓﻜﺎر اﳌﺴﺘﴩﻗني وإزدﻳﺎد ﻧﻔﻮذ اﻟﻌﻠامﻧني ودﻋﺎة اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ. -٣ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ اﳌﺆﺛﺮ واﳌﻠﺒﻲ ﻟﻄﻤﻮﺣﺎت وﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮ دﻋﺎة ﻳﻮﺟﻬﻮن ﺟﻞ ﻧﻘﺪﻫﻢ ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﺒﻂ ﻫﻤﻬﻢ وﺟﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻜﺎد ﻳﻌﺰل اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ. -٤اﺳﺘﻌﺪاد ﻗﻨﻮات اﻟﺘﺒﺸري ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺳﻂ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﺪأ ﰲ اﻟﺴﻮدان ،اﻳﺮان وإﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺗﺪاﻋﻴﺎً. اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﻬﺪ اﻟﻌﴫﻟﻌﴫ اﻟﺤﺎﱄ ﻻ ﺳﻴام ﺑﻌﺪ اﺣﺪاث ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠٠١ﺗﻔﺠريات ﻟﻨﺪن وﻣﺪرﻳﺪ
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﻟﺤﺪى ﻋﲆ اﻻﺳﻼم أو ﻣﺎ ﻳﻌﺮق ﺑﺎﻻﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ أي اﻟﺘﺨﻮف ﻣﻦ اﻹﺳﻼم .ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺟﻌﻞ اﻹﺳﻠﻢ اﻣﺎم ﺗﺤﺪى ﺣﻀﺎري وﺛﻘﺎﰲ ﻛﺒري ﺣﻴﺚ اﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺎر ان اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ دورا ً ﺑﺎرزا ً اﻟﺘﺼﺪى ﳌﺤﺎوﻻت اﻟﻐﺮب اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﻼ ودﻣﻐﻪ ﺑﺎﻻرﻫﺎب واﻟﺘﻄﺮف ﰲ ﻋﺎم اﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﺎﻳري اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ متﺎﻣﺎً. وﺑﺄﻋﱰاف اﻟﻐﺮﺑﻴني ﺑﺄن اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻳﻔﻀﻞ ﻣﺠﻬﻮدات روال اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﺻﺒﺢ اﻟﻘﻮة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻷوﱄ ﰲ اﻟﻌﺎمل وﻳﺼﻨﻒ ﺑني اﻛرث اﻻدﻳﺎن اﻟﺴاموﻳﺔ اﻧﺘﺸﺎر .ﻫﺬا اﻟﴚء زاد ﻣﻦ ﻓﻮﺑﻴﺎ اﻟﻐﺮﺑني ﺿﺪ اﻹﺳﻼم ووﺻﻔﻮه ﻣﻮﺿﻊ اﳌﺘﻬﻢ ﻣﺴﺘﺪﻟني ﺑﺒﻌﺾ اﻋامل اﻟﺠامﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻷﻧﺼﺎف ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻬﻢ. وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻬﺠﻤﺔ اﻟﴩﺳﺔ ﺗﱪز اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: .١اﻵﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ: ﺑﻌﺪ اﺣﺪاث ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ ﺳﺨﺮ اﻟﻐﺮب ﻛﻞ اﺟﻬﺰﺗﻪ اﻻﻋﻼﻣﻴﺔ ﺿﺪ اﻹﺳﻼم وﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮرة اﳌﺴﻠﻤني ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﺒﺜﻪ ﻗﻨﻮات اﻟـ BBCواﻟـ CNNو ٢٤ Franceﰲ ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻣﺮاﻛﺰ ﺿﺪ ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻢ اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﺎة اﻟﺘﺤﺮر واﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ .٢اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻜﺎرﻳﻜﺘريﻳﺔ اﳌﺴﻴﺌﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم: ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻲ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮآى واﻟﺘﻌﺒري ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻻﴎوﺻﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺑﻨﴩ رﺳﻮم ﻛﺎرﻳﻜﺘريﻳﺔ ﻣﺴﻴﺌﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ )ص( وﻛﺎن رد اﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﻮﻳﺎً ﺣﻴﺚ ﺧﺮﺟﺖ اﳌﻈﺎﻫﺮات ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﻌﺒﺚ مبﻘﺪﺳﺎت اﻹﺳﻼم. ﻟﻜﻦ اﻟﺼﻤﺖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﻗﺎدة اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻋﺪ اﺗﺨﺎذﻫﻢ ﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ وآﻟﻴﺔ واﺿﺤﺔ إذاء ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺤﻮة ﺗﺴﺘﻤﺮئ ﰲ اﳌﺊ ﻗﺪﻣﺎً ﰲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﳌﺆﻣﺮاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎك ﺑﻠﻴﻞ. اﻟﻐﻠﻮ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ: ﻣﻦ أﻛرث اﻻﺳﻠﺤﺔ اﻟﺘﻲ اﺻﺒﺢ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ إﻋﺪاد اﻹﺳﻼم واﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻤﻨﻬﺞ وﺳﻂ ﻋﻜﺲ ﺗﻴﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻤﻨﻬﺞ وﺳﻂ ﻟﻔﻬﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﻘﻮل اﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱄ ) :ﻣﻦ ﺷﺎء ﻓﻠﻴﻮ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻓﻠﻴﻜﻔﺮ( )وﻻ اﻛﺮاه ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﺒني اﻟﻐﻰ ﻣﻦ اﻟﺮﺷﺪ( ﻫﺎﺗني اﻵﻳﺘني اﻟﻜﺮميﺘني ﺗﺸريان ﺑﻮﺿﻮح أن اﻹﺳﻼم ﻻ ﻳﺮﻏﻢ اﺣﺪ ان ﻳﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮة أو ﺑﺤﺪ اﻟﴘ وأن اﻹﺳﻼم ﻟﻴﺲ دﻳﻨﺎً ﻻﻟﻐﺎء اﻵﺧﺬ ﻛام ﺗﻔﻌﻞ ﺟامﻋﺎت ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮام ﰲ ﻧﻴﺠريﻳﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺪى اﳌﺴﻴﺤﻴني وﺗﻬﺎﺟﻢ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ودون دراﻳﺔ ان ذﻟﻚ ﺑﺴﻘﺪ ﺑﺎﻹﺳﻼم.
11
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﺠﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﺗﻠﻘﻰ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ دور ﻣﻬﻢ وﻣﺤﻮر ﰲ اﻟﺘﺼﺪى ﻟﺘﻚ اﻟﺘﺸﻮﻫﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ان ﻳﻌﻠﻘﻬﺎ اﻟﻐﱪ ﺑﺎﻹﺳﻼم واﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻻ ﺷﻚ ان اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﻫﻮ ﺧﻂ اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻷول ﻟﺘﻨﻘﻴﺔ اﻹﺳﻼم ﻣام ﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻮاﺋﺐ وﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﻐﻠﻮط ،وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ دور دﻋﻮى ﻳﻌﺒﻮي ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﻨﻬﺎض ﻫﻤﻢ اﻟﺸﻌﻮب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺧﻠﻖ ﺟﻴﻞ ﻣﺪرك ﻟﻠﺘﺪﻳﺎت اﳌامﺛﻠﺔ وﻣﺘﻄﻠﻊ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ وﻋﻘﻼﻧﻴﺔ.
12
ﻧﺸري ﻫﻨﺎ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻴﺎء ﻳﺠﺐ أن ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎب: اوﻻً :ﺧﻠﻖ ﻣﻈﻠﺔ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻗﻄﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ إﻃﺎر ﻣﺸﱰك دون اﻗﺼﺎء ﻟﺠﺒﻬﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺬﻫﺐ او ﻋﺮق أو أي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻻﻧﺘامﺋﺎت اﻵﺧﺮى. ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻳﺠﺐ ان ﻳﺤﻮر اﻟﺸﺒﺎب اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮب وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺰو اﻟﻔﻜﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻤﺴﻚ مبﻨﻬﺞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﻌﺪى ﺑﺤﺴﻢ وﺣﺰم ﳌﺤﺎوﻻت اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺌﻮن اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻒ ﺻﻒ اﻟﺴﺸﺒﺎب. ﺛﺎﻟﺜﺎ :اﺑﺮاز ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻘﻮة ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺳﻂ اﻟﺸﺒﺎب واﺗﺒﺸري ﺑﻨﻬﺞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺆمتﺮات ،اﳌﻨﺘﺪﻳﺎت ،اﻟﺴﻤﻨﺎرات واﻟﻨﺪوات اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ روح اﻟﻮﺣﺪة ﺑني اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻛﺎﻟﺠﺴﻢ اﻟﻮﺣﺪ ﺑﻘﻴﺔ ﺗﺤﻴﻘﻲ اﻻﻫﺪاف اﳌﺸﱰك واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮوح اﻟﻔﺮﻳﻖ ﰲ اﻟﺘﺼﺪى ﻟﻼزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺨﻠﻒ اﻟﺒﻠﺪات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻋﺎدة اﻟﻬﻮﻳﺔ: اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ان مل ﺗﻜﻦ ﺟﻠﻬﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ واﻟﻬﻮان مل ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ. ﻫﺬا اﻟﻀﻌﻒ ادى إﱃ ﺗﺨﻠﻒ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان ﺣﻀﺎرﻳﺎً وﺛﻘﺎﻓﻴﺎً واﺟﺘامﻋﻴﺎً وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎً ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻋﻨﴫ اﻟﻘﻮة ﻫﻮ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻀﺢ ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺨﻠﻒ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻵيت: -١اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ وﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎزدواﺟﻴﺔ اﳌﻌﺎﻳري ﻣﻊ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻧﻈﺎم اﻻﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺬي ﺟﺎء ﻣﻨﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﻀﻢ دوﻻً إﺳﻼﻣﻴﺔ وﻏري إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻬﻞ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﱪ واﻟﻘﺴﻂ اﻟﺘﻲ دﻋﺎ إﻟﻴﻬﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ام ﻻ )ﻻ ﻳﻨﻬﺎﻛﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺬﻳﻦ مل ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻧﻠﻮﻛﻢ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ومل ﻳﺨﺮﺟﻮﻛﻢ ﻣﻦ دﻳﺎرك
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
ان ﺗﱪوﻫﻢ وﺗﻘﺴﻄﻮا إﻟﻴﻬﻢ أن اﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ اﳌﻘﺴﻄني(. -٢اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺮﺿﺖ ﺳﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل ﺑﻮﺳﺎﺋﻠﻪ اﳌﺘﻔﻮﻗﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً وﺗﻘﻨﻴﺎً وﻋﺴﻜﺮﻳﺎً واﻋﻼﻣﻴﺎً ﻫﻨﺎﻟﻚ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻟﺮﻓﻀﻬﺎ. -٣مل ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺠﺰات اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ان ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻴﻢ ﻣﺸﱰﻛﺔ ميﻜﻦ اﺳﺘﺼﺤﺎﺑﻬﺎ دون أدين ﺣﺮج ﻣﺜﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ اﻟﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺒﺤﺺ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﲆ رﺿﺎ ﻟﺤﻮﻣني وﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻟﺤﻜﺎم وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺪاول اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﺴﻠﻄﺔ. -٤اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻌﺒﺖ دور ﰲ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﻋﻀﺪ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻬﺪاﻓﻬﺎ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪول وﺿﺎﻋﺎت اﻟﻘﺎدة اﻟﻄﺎﺋﻔني واﻋﺘﻘﺎدﻳﻦ ﻟﻸﻓﻜﺎر اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ واﳌﻐﻀﻮب ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻌﺒﻴﺎً ﻫﺬا وﻗﺪ اﺗﻀﺢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻮرات اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب إذ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﻜﺸﻒ ﻏﻄﺎء ﺗﻠﻚ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﳌﻨﻬﺎرة واﳌﺘﻬﺎﻟﻜﺔ. -٥ﺗﻮﻗﻒ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ن اﻻﺑﺘﻜﺎر وﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻘﻮاﻧني اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺑﺮ ﺑﻬﺎ ﺷﺌﻮن اﺣﻜﻢ واﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﺣﻴﺚ ﻇﻠﺖ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺎىت ﻣﻦ اﻟﻐﺮب واﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻨﺎ ﺟﻠﻬﺎ ﺗﺤﺪث ﺑﻠﻐﺔ ﺿﻊ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أو ﺿﻊ ﰲ اﳌﺎﻧﻴﺎ أو ﻓﺮﻧﺴﺎ. -٦ﺿﻌﻒ اﻻﻋﻼم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻻﻋﻼم اﻟﺼﻬﻴﻮ اﻣريﻳيك ﻓﻘﺪ ﻇﻞ اﻻﻋﻼم ﰲ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ واﻟﺠامﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻋﻼم ميﺠﺪ اﻟﺴﻨﺔ وآﺧﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﴐب اﻻﺛﻨني ﻣﻌﺎً. -٧اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ :ﺑﻌﺪ ﺧﺮوج اﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﺣﺎول رﺑﻂ اﻟﺪول اﳌﺴﺘﻌﻤﺮ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً ﺑﻌﻤﻼﺗﻪ واﺻﺒﺢ اﻗﺘﺼﺎد ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﻫﻮن مبﺰاج اﻟﺪول اﻻورﺑﻴﺔ وﺧري ﻣﺜﺎل ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻨﺎة اﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﻲ متﺜﻞ اﳌﻌﱪ ﻷﻛرث ﻣﻦ ٪٦٠ﻣﻦ ﺻﺎدرات ﻧﻔﻂ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻔﺎرﳼ إﱃ اورﺑﺎ واﻣﺮﻳﻜﺎ. واﻻزﻣﺔ ﺑني اﻳﺮان واﻟﻐﺮب ﺣﻮل ﻣﻀﻴﻖ ﻫﺮﻣﺰ متﺜﻞ ﺷﻜﻼً أﺧﺮ ﻣﻦ اﺷﻜﺎل اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. -٨اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻻﺟﻨﺒﻲ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺣﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﺻﺒﺤﺖ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﺣﺼﺒﺎً ﻟﻠﺘﺪﺧﻼت اﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﺗﺤﺖ دﻋﺎوي ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻛﺎن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﻌﺮاق واﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﻟﺼﻮﻣﺎل واﻟﻮﺟﻮد اﻻﻣﻤﻲ ﰲ اﻟﺴﻮدان ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎﻣﻴﺪ واﻻومنﺲ واﻻزﻣﺔ اﳌﻔﺘﻌﻠﺔ ﻣﻊ اﻳﺮان ﺣﻮل ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻢ ﻛﻠﻬﺎ اﻟﻘﺖ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﳌﺄزدم اﺳﺎﺳﺎً ﰲ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻌﺮض منﺎزج ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻜﺮ ودﺳﺎﺋﺲ اﻟﻴﻬﻮد ﻋﲆ اﻣﺔ اﻻﺳﻼم وﺷﻬﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ اﻫﻠﻬﺎ
13
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
14
ﻛﻨﺎل ﺑﻠﻮس اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أداة ﰲ أﻳﺪي ﻟﻮيب ﺻﻬﻴﻮين أﻣﺮﻳيك ﳌﻌﺎداة اﻹﺳﻼ مل ﻳﻌﺪ ﺟﺪﻳﺪا وﻻ ﴎا ان ﻧﻬﺞ ﻗﻨﻮات ﻛﻨﺎل ﺑﻠﻮس اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧرية ﺗﻐري ﻛﺜريا ،ﻓﻤﺘﺎﺑﻌﻮا ﻫﺬه اﻟﻘﻨﻮات ﻳﻠﺤﻈﻮن أﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺑﻮﻗﺎ وأداة إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻮﺑﻴﺎت ﺻﻬﻴﻮﻧﻴﺔ وأﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ ﻟﺸﻴﻄﻨﺔ وﻣﻌﺎداة اﻹﺳﻼم ،ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﲆ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني .ﻛﻞ اﻟﱪاﻣﺞ واﻟﻘﻨﻮات ﻫﻲ ﻣﺼﺨﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض ،ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺑﻴﺎت ﻣﻦ زرع ﻋﺪد ﻣﻦ أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ وﻣﻨﺎﴏﻳﻬﺎ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﺻﺐ وإدارة ﻛﻨﺎل ﺑﻠﻮس ،ﻟﺪرﺟﺔ ان ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﺼﺤﺎﻓﻴني وﻣﻘﺪﻣﻲ اﻟﱪاﻣﺞ واﳌﻤﺜﻠني ﻫﻢ ذووا أﺻﻮل ﻳﻬﻮدﻳﺔ داﻋﻤني ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﻢ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﻲ ﺑﺮاﻣﺞ وﺻﺤﺎﻓﻴني وﻣﻤﺜﻠني وﻓﻜﺎﻫﻴني رﻓﻀﻮا ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻨﺎل ﺑﻠﻮس .إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﻣﴩوع ﻓﻴﻠﻢ أو ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻌﺎدي ﻟﻺﺳﻼم ﻓﺈن ﻛﻨﺎل ﺑﻠﻮس ﻻ ﺗﱰدد ﰲ دﻋﻤﻪ ﺑﺴﺨﺎء وإﺧﺮاﺟﻪ اﱃ ﺣﻴﺰ اﻟﻮﺟﻮد ﺑﻞ وﺑﺜﻪ ﰲ ﺟﻞ ﻗﻨﻮاﺗﻬﺎ وﻋﺮﺿﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات ﰲ أوﻗﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .إﻧﻬﺎ اﻟﱪوﺑﺎﻛﺎﻧﺪا اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ ﻋﻘﻮل اﻟﻔﺮﻧﺴﻴني واﻟﻔﺮﻧﻜﻔﻮﻧﻴني ،ﻟﺪﻓﻌﻬﻢ اﱃ اﻟﺨﻠﻂ واﻟﻠﺒﺲ ﺑني اﻹﺳﻼم واﻹرﻫﺎب .ﺳﻴﻄﻮل اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻮ ﻧﺤﺎول ﴎد ﻛﻞ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض، ﻓﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻮاري اﱃ ﻋﺮض ﻓﻜﺎﻫﻲ اﱃ ﻧﴩة أﺧﺒﺎر أو وﺛﺎﺋﻘﻲ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻔﻮﺗﻬﺎ ﻛﻨﺎل ﺑﻠﻮس ﻟﺪس ﻋﺒﺎرات ورﺳﺎﺋﻞ وأﻓﻜﺎر ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﺑﻬﺎ .وﻟﻌﻞ آﺧﺮ ﻣﺎ ﻟﺠﺄت اﻟﻴﻪ ﻛﻨﺎل ﺑﻠﻮس ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻫﻮ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﺑﻮاﺟﻬﺔ وﺛﺎﺋﻘﻴﺎت ﺗﻜﺸﻒ اﳌﻨﻈامت اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻺﺳﻼم .ﻓﻘﺪ ﺑﺜﺖ اﻟﻘﻨﺎة ﻣﺴﺎء اﻹﺛﻨني ٥ﺷﺘﻨﱪ ٢٠١١ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ وﺛﺎﺋﻘﻴﺎ ﻣﻄﻮﻻ اﻣﺘﺪ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺑﻌﻨﻮان )jambon et antéchrist ,Islam (beurreﻣﻦ إﺧﺮاج Moreira Paulﺣﺮص ﻓﻴﻪ ﻫﺬا اﻷﺧري ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎﻛﺮة ﻋﲆ رﺑﻂ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ واﻹرﻫﺎب ،واﺳﺘﻐﻞ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل ذﻛﺮى أﺣﺪاث ١١ﺷﺘﻨﱪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓني اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑني اﻹﺳﻼم واﻹرﻫﺎب ،اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻹﺳﻼﻣﻴني ﺑﻞ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ﻣﺒﺎﴍة واﻟﴩﻳﻌﺔ واﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﻳﺼﻮر ﻟﻪ ﺻﻮرة ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺷﻴﻄﻨﺘﻪ ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،اﳌﺨﺮج ذﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪا ﰲ ذﻟﻚ ﺑﻌﺮض ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻦ أﻗﺮاص دي ﰲ دي وزﻋﻬﺎ اﳌﺘﻄﺮﻓﻮن اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﳌﻬﺎﺟﻤﺔ اﻹﺳﻼم واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﺿﺪ اﳌﺴﻠﻤني .ﺑﻞ وﻗﺎم ﺑﱰﺟﻤﺔ ﻋﺒﺎرات ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻺﺳﻼم واﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ،وﰲ أﻛرث ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﰲ اﻟﻔﻴﻠﻢ مل ﻳﻘﻢ اﳌﺨﺮج ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻟﻠﺮد واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻮرده اﳌﻌﻠﻖ وﻫﻮ اﳌﺨﺮج ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﻟﻄﺎت ،ﻣﺘﻌﻤﺪة ﻹﺛﺎرة اﳌﺸﺎﻫﺪ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺸﻬﺮة اﻟﴪﻳﻌﺔ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﻧﴩ اﻷﻛﺎذﻳﺐ واﳌﻐﺎﻟﻄﺎت ﻋﻦ اﻹﺳﻼم .وﻣﻊ ﻗﺮب اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻳﻜﺜﻒ اﻟﻠﻮيب
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻷﻣﺮﻳيك ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﺟﻬﻮده ﻻﺳﺘﻐﻼل ﻛﻨﺎ ﺑﻠﻮس ﻛﺄداة ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﳌﺒﻜﺮة ﻟﺼﺎﻟﺢ اﳌﺮﺷﺢ اﻷﻛرث ﻣﻴﻼ وﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ وﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻺﺳﻼم ،وﻧﴩ أﺟﻮاء اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ وﺧﺎﺻﺔ اﳌﺴﻠﻤني .و ﻳﺒني ﺗﻘﺮﻳﺮ أﻋﺪه ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻘﺪم اﻷﻣرييك أن أﻣريﻛﺎ أﻧﻔﻘﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٤٢ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻣﻔﻬﻮم اﻹﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ )اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻹﺳﻼم( وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺒﻼد ﻣﻨﺬ أﺣﺪاث ١١ﺷﺘﻨﱪ .٢٠٠١وﻳﺄيت إﻋﺪاد ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ مبﻨﺎﺳﺒﺔ اﻗﱰاب ﻣﺮور ﻋﴩ ﺳﻨﻮات ﻋﲆ أﺣﺪاث ﻫﺪم ﺑﺮﺟﻲ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴني ﰲ أﻣريﻛﺎ. ﺣﻴﺚ ﻳﺒني اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن ﻣﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ ٤٢ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣرييك ﺗﻢ اﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ٦ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻃﻨﻴﺔ واﺟﺘامﻋﻴﺔ ﰲ أﻣريﻛﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻓﻜﺎر ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﺿﺪ اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني ﰲ أﻣريﻛﺎ وﺗﻌﺰز اﻹﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ ﻟﺪى اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣرييك وأوروﺑﺎ .وﻳﺸﺎرك ﰲ ﻫﺬه اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺾ ﺿﺪ اﻹﺳﻼم وﻧﴩ اﻹﺷﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮه ﺳﻤﻌﺘﻪ وﺗﻌﺰز اﻟﺨﻮف ﻣﻨﻪ ،اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء ﰲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ أﻳﻀﺎً .ﻋﻤﺖ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﺑﻨﺎء اﻻﻣﺔ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﻜﺒري ،ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺠﻬﺪ اﻟﺪؤوب واﻟﺠﻬﺎد اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻌﻠامء اﻻﻣﺔ وﻧﺨﺒﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻬﺮت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﻋﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻪ ودﻋﻮﺗﻪ اﱃ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻻﺳﻼم اﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﺗﻄﺒﻴﻘﺎً ﻻﺣﻜﺎﻣﻪ وﴍﻳﻌﺘﻪ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺎﻻﺧﻼق اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻟﺴﻠﻮك اﻻﻟﻬﻲ واﻟﺘﺰود ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺆون اﻟﺤﻴﺎة وادارة اﻟﺤﻜﻢ وﻓﻘﺎ ﳌﻨﻬﺞ اﻟﻌﺪل واﻻﻧﺼﺎف ،واﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻨﺰﻳﻬﺔ ،وﺷﺪ اﻻواﴏ اﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ،واﻋﺎدة اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺧﻮي اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.وﻗﺪ ﻻﻗﺖ ﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮة ﺗﺠﺎوﺑﺎً واﺳﻌﺎً ﰲ اوﺳﺎط اﻟﺠﻴﻞ اﳌﻌﺎﴏ اﳌﺘﻔﻬﻢ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﴫ ،واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﻔﺮوﺿﺔ ،واﳌﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﳌﺒﺎدئ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،واﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ اﱃ اﻳﺠﺎد ﺗﻐﻴري ﺣﻘﻴﻘﻲ ﰲ وﺟﻮده ،وﺣﺮﻛﺘﻪ اﻋﺘﻘﺎدا ً ﻣﻨﻪ ﺑﺎن اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐري ﻣﺎﺑﻘﻮم ﺣﺘﻰ ﻳﻐريوا ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ.ﻓﻬﺬه ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ واﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﰲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات ،ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ، واﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﻌﻮب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻀﻄﻬﺪة وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻮف اﻟﻮاﻫﻲ ﻣﻦ اي ﺳﻠﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ،وﻧﺎﺑﺬة اﻟﻔنت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻟﻌﺼﺒﻴﺎت اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﺮاﻫﻨﺔ ،واﻟﺘﻲ مل ﺗﺠﻠﺐ ﻟﻠﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺳﻮى اﻟﻮﻳﻼت واﻟﺪﻣﺎر ،ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺤﺒﻞ اﻟﻠﻪ اﳌﺘني وﴍﻋﻪ اﳌﺒني واﻗﻔﺔ اﻣﺎم ﻛﻞ اﻟﻔنت اﳌﻔﺘﻌﻠﺔ اﳌﺴﺘﻮردة ﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﱃ اوﺳﺎط ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﳌﺴﻠﻢ ،وﻋﺎﻣﻠﺔ ﺟﺎﻫﺪة اﱃ ﻓﻬﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﴫ ،ودراﺳﺔ اﻻﺳﻼم وﻣﺒﺎدﺋﻪ ﺑﺮؤﻳﺔ ﺗﻨﻮﻳﺮﻳﺔ واﺿﺤﺔ اﺳﺘﻤﺪادا ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ واﻟﻌﻘﻞ ﺑﻘﺮاءة ﻧﺰﻳﻬﺔ اﺻﻴﻠﺔ ،ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻻﻟﺘﻘﺎط اﻟﻠﻴﱪاﱄ واﻻﻟﺤﺎد اﻟﻮﺿﻌﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺪارﺳﻪ اﳌﺘﺪاوﻟﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ ،ﺳﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﳌﻌﺎﴏ ،ﺗﺎرﻛﺔ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻪ اﳌﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻪ ،ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﺒﻌﺪ
15
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
16
اﻻﺧﻼﻗﻲ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ.ﻫﺬا اﻻﻧﺒﻌﺎث اﻟﺠﺪﻳﺪ مبﴩوﻋﻪ اﳌﺘﻘﺪم ﴎﻋﺎن ﻣﺎ اﻋﻄﻰ مثﺎره ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ،ﻓﻘﻄﻊ اﻻﻳﺎدي اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﻼد اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻳﺮان واﻟﺴﻮدان وﻏريﻫﺎ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻂ ﻧﻬﺐ ﻟﻠرثوات واﻟﺨريات .وﺳﻘﻄﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻄﻐﺎة اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ وﻗُﻬﺮ اﻟﺜﺎﻟﻮث )اﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،اﴎاﺋﻴﻞ( ،ﺑﻄﺮد اﻟﻐﺰاة اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ،وﻋﻮدة اﻻﻣﻞ اﱃ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﺎم ،١٩٨٧وﻧﻘﻞ اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ اﱃ داﺧﻞ اﻟﺤﺪود اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎرج اﻟﺤﺪود وﺿﻤﻦ اﻟﺤﻴﺰ اﻻﻣﻨﻲ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ.ﺣﺼﻠﺖ اﻻﻧﺠﺎزات رﻏﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺤﺎوﻻت اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﻻﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ،وﻫﻲ اوﻻ: ﻧﴩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻻﻟﺤﺎدﻳﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ اﻟﴩﻗﻴﺔ واﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ اﻟﻼﻣﺴﺆوﻟﺔ ،ﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪه اﻻميﺎﻧﻴﺔوروﺣﻪ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ،وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ اﱃ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﻼ ﺗﺎرﻳﺦ وﻻ ﺣﻀﺎرة ،اي ﺑﻼ ﻣﺎض وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ.ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺣﺮﻣﺎن اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﺘﻄﻮرة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﺑﻞ ﻛﺎن اﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ اﳌﺘﺒﻊ ،ارﺳﺎل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ واﻗﺎﻣﺔ ﺳﻮق اﻣﺘﺼﺎص ﻟﻠرثوات.ﺛﺎﻟﺜﺎً :اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﺒﺎﴍة وﻏري ﻣﺒﺎﴍة ﻋﲆ اﻫﻢ ﺛﺮوة ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ «اﻟﻨﻔﻂ» ،واﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺄﺳﻌﺎره وﻧﻬﺒﻪ ،وارﺳﺎل اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ وإرﺿﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﺎم ﻟﻠﺴﻜﻮت واﻻﺳﻜﺎت. راﺑﻌﺎً :دﻋﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﱰم ﺷﻌﺒﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺳﻠﻄﺖ ﻋﲆ اﻟﺮﻗﺎب ﺑﺎﻟﻘﻮة وﺑﺎﺳﻠﺤﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ وﴍﻗﻴﺔ ،اﱃ ان ﺗﺤﻮل اﻟﺒﻌﺾ اﱃ ﺑﻌﺒﻊ اراد اﻟﻮﻗﻮف اﻣﺎم اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﻣام دﻓﻌﻬﻢ ﻟﻺﻏﺎرة ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮة ،ﻓﻜﺎن اﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺘني ،ﻛام ﺣﺼﻞ ﰲ اﻟﻌﺮاق واﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن .وﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري مل ﻧﺬﻛﺮه اﺧﺘﺼﺎرا ً ﻛﺘﻮﺳﻊ اﻟﺴﺠﻮن ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ، وﺗﻬﺠري ﻣﺠﺎﻣﻴﻊ ﻛﺒرية ﻣﻦ اوﻃﺎﻧﻬﻢ ،وﻣﺤﺎوﻻت اﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺑﻠﺪان ﻋﺪة و ..ﻛﻞ ﻫﺬا مل ﻳﻜﻦ ﻣﺎﻧﻌﺎً اﻣﺎم اﻻﻧﺒﻌﺎث اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي اﺛﺎر ﻏﻀﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻛﺎن ﻣﻦ آﺛﺎره١ ،ـ ﺧﻠﻖ اﻟﻔنت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑني اﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﻲ ﺗﺆدي اﱃ ازﻫﺎق اﻻرواح واﺷﻌﺎل ﻧﺎر اﻟﺤﻘﺪ واﻟﻌﺪواة اﻟﻌﻤﻴﺎء ،ﻛﺎﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن و.. اﻳﺠﺎد اﻟﺤﺮوب ﺑني اﻟﺒﻠﺪان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺠﺎورة ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﭘﺤﺠﺞ واﻫﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ميﻜﻦ انﺗﻔﻬﻢ ﻣﻮاﻃﻦ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﻮ اﺟﺘﻤﻊ اﺑﻨﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﺎم دون وﺳﺎﻃﺔ اﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻏريﻫﺎ ،ﻓﻬﺬه اﻟﺤﺮوب ﻛﻠﻔﺖ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﺎدﻳﺎ وﻣﻌﻨﻮﻳﺎ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ . وﻛﺎﻧﺖ منﺎذج ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻛﺜرية وﻻزال. -٣اﻻﴏار اﳌﺘﻮاﺻﻞ ﻋﲆ ﻧﻬﺐ اﻏﲆ ﺛﺮوة ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ )اﻟﻨﻔﻂ( وﺳﺎﺋﺮ اﳌﻌﺎدن، وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺒﺨﺲ ﻛﺎرﺳﺎل اﻻﺳﻠﺤﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮات ﺣﺮﺑﻴﺔ ودﺑﺎﺑﺎت ﻣﻦ
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
اﳌﻬامت اﻟﺘﻲ أﻛﻞ اﻟﺪﻫﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﴍب .وﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻨﻔﻂ اﱃ ﺳﻼح ﺿﺪ اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﳌﺼﻠﺤﺘﻬﻢ. ﰲ ﺣني ان اﻟﺸﻌﻮب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ اﻛرث اﱃ اﻻﻣﻮال ﻟﴫﻓﻬﺎ ﰲ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻻمنﺎﺋﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﺳﻠﺤﺔ اﻟﻔﺘﺎﻛﺔ اﳌﺪﻣﺮة. -٤اﻟﺪﻋﻢ اﳌﺴﺘﻤﺮ واﻟﻼﻣﺤﺪود ﻟﻠﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻻرﻫﺎيب اﳌﺤﺘﻞ ،ﻫﺬا اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺬي مل ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺤﺮﺑﻪ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻗﺘﻼً وﺗﺪﻣريا ً واﻋﺘﻘﺎﻻً وﺗﻬﻮﻳﺪا ً ﻟﻼرض، وﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﺮاﺋﻢ ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ وﻗﺮارات اﻻﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ،ﺑﻞ ومبﺪ ﻳﺪه اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ اﱃ ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﺒﻨﺎن ،وﴐب اﻻﺣﻴﺎء اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮارﻳﺦ اﳌﻮﺟﻬﺔ ،ورﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻹرﻫﺎب ﻓﺎﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﻌني اﻻﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻻﺣﺪاث ﻣﻌﻠﻨﺔ اﻧﺤﻴﺎزﻫﺎ اﱃ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻻﴎاﺋﻴﲇ . -٥ﻟﻘﺪ وﻗﻔﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب واﻟﻔنت اﻟﺘﻲ اﺑﺘﲇ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ومل ﺗﺘﺪﺧﻞ اﻻ ﺗﺪﺧﻼً ﺧﺠﻮﻻً ﺑﻌﺪ اﳌﺬاﺑﺢ واﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ واﻟﻠﻮم ﻛام ﺣﺼﻞ ﰲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ واﻟﻬﺮﺳﻚ و.. -٦ﺟﺎءت اﺣﺪاث ﺳﺒﺘﻤﱪ ﻟﺘﻮﻓﺮ ﻻﻣﺮﻳﻜﺎ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﴩوﻋﻬﺎ اﻟﺘﻮﺳﻌﻲ ،وﻟﺘﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﺑني ﻣﺤﻮري اﻟﴩ واﻟﺨري اي اﻣﺮﻳﻜﺎ واﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،واﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻻﺧﺮى ﻓﺎﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ واﻟﻴﻬﻮدﻳّﺔ وﻗﻔﺖ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻬﺎ ،اي ان اﻟﻜﻔﺮ ﻛﻠﻪ ﺑﺮز ﻟﻼﺳﻼم ﻛﻠﻪ ﰲ ﺣﺮب ﻻﻫﻮادة ﻓﻴﻬﺎ.ﻓﺎﴎاﺋﻴﻞ اﺳﺘﻐﻠﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻐﻀﺐ اﻻﻣﺮﻳيك ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﳌﺸﻜﻮﻛﺔ ﰲ ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ واﻧﻘﻀّ ﺖ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻻﻋﺰل ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ،ﺑﻼ اﺳﺘﺠﻮاب وﺗﻨﺪﻳﺪ وﻣﺤﺎﺳﺒﺔ وﻋﻘﺎب .واﻣﺮﻳﻜﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺖ اﻻﻃﻨﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻋﲆ ﺑﻴﻮت اﻟﻄني اﻻﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﺤﺠﺔ ﴐب اﻻرﻫﺎب وﺗﺪﻣري ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ..وﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺬرﻳﻌﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﺳﻠﺤﺔ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﺘﺤﺮﻳﻚ ﻋﴩات اﻻﻻف ﻣﻦ ﻗﻮاﺗﻬﺎ اﱃ اﻟﻌﺮاق وﺑﻌﺪ اﻟﻘﺘﻞ واﻻرﻫﺎب واﻟﺘﺪﻣري و اﺣﺘﻠﺖ اﻟﻌﺮاق ﺑﺎﻛﺬوﺑﺔ ﻣﺨﺘﻠﻘﺔ ﻻ اﺛﺮ ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم.ان اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ذاق اﻟﻮﻳﻼت ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﻔﻠﻘﻲ واﻻﺣﺘﻼل اﻻﻣﺮﻳيك وﻟﻜﻨﻪ اذ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻول ﺗﺮك اﻟﺜﺎين ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻠﻊ ﻻﻳﻌﺮف ﻣﺼريه وﻗﺪ ﻇﻬﺮ اﻻﺧﺘﻼف ﺑني ﻗﺎدﺗﻪ واﺿﺤﺎً ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻻﺧرية.واﻟﻴﻮم ﻓﺎن اﻟﻘﻮة اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻛرث ﺗﺨﻮﻓﺎً ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻢ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺬي اﺧﺬ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﻔﻠﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﻓﻬﺬا اﻟﻌﺮاق اﻟﺬي اراده اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻻﻣﺮﻳيك اداة وﻗﺎﻋﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻣﻨﻪ ﻟﻼﺳﺘﺤﻮذ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻠﺪان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺗﺤﻮل اﱃ ﺑﺮﻛﺎن ﺗﺤﱰق ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺎزﻳﺔ ،ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻻﺣﺘﻼل
17
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
18
ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اراﺿﻴﻪ وﺗﺮك اﻟﻌﺮاق ﻻﻫﻠﻪ ،واﻟﻘﻮى اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﻮاﺋﻒ واﳌﺬاﻫﺐ ﺟﺎدة ﰲ اﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻗﻮاﻧﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻤﺤﺎء ،وﺗﻀﻤﻦ ﻟﻜﻞ اﻟﻌﺮاﻗﻴني ﺣﻴﺎة اﳌﻮاﻃﻨﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ ،وﻫﺬا ﻣﺎﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻴﻪ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ ،رﺋﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋﲆ ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق ،ورﺋﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋﲆ ﻟﻠﻤﺠﻤﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰲ ﺧﻄﺒﻪ وﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ وﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ،وﻗﺪ ﺳﻌﻰ اﻛرث ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ﰲ ﺟﻬﺎد ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻻﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎدل ﰲ اﻟﻌﺮاق وﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺪاﻣﻲ اﻟﻔﺎﳾ ،ﻓﻜﺎن اﻟﺴﺠﻦ واﻟﺘﻬﺠري واﻟﺠﻬﺎد ﻣﺼريه وﻗ ّﺪم ﻋﴩات اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﻦ اﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ واﻋﺰﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻮج ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدة ﻣﻼ ﻗﻴﺎ رﺑﱠﻪ.ان اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﺪﻋﻮ اﱃ ﺗﻜﺎﺗﻒ وﺗﻔﺎﻫﻢ اﻛرث ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة ،اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻫﻢ رﻛﻦ ﰲ اﻻﺳﻼم ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻠﻪ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤني ﺻﻔﺎ واﺣﺪا وﺑﻨﻴﺎﻧﺎ ﻣﺮﺻﻮﺻﺎ ﻻﺗﻬﺰه اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﳌﺎدﻳﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ.واذا ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻣﺘﺪت اﱃ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﻐﺎرة ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ،واﻟﻌﺎمل ﻳﻘﻒ ﺑني اﺧﺮس وﻧﺎﺻﺢ وﻣﻨﺪد ﻓﺎﻟﻐﺎرة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اول اﻟﻐﻴﺚ ،ﻓﻬﺎﻫﻢ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﻮن ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن اﻳﺮان اﻟﻴﻮم ان ﺗﺤﺮم ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻫﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻻﻳﺮاين وﺟﻤﻴﻊ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ ،وﻫﻮ ﺣﻖ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﺪى اﻛرث اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ،وﻣﺎ ﺻﺪور اﻟﻘﺮارات اﻟﺠﺎﺋﺮة اﻻ ﺗﻌﺒريا ﻣﺪروﺳﺎ ﻟﻠﻐﻀﺐ اﻻﻣﺮﻳيك واﻟﻐﻄﺮﺳﺔ اﳌﺘﻬﻮرة ،ﻫﺬا ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎن اﻟﺪوﻳﻠﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ متﺘﻠﻚ اﻛﱪ ﺗﺮﺳﺎﻧﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ وﻫﻲ راﺋﺪة اﻻرﻫﺎب اﻟﺪوﱄ.وﻋﲆ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻻﺳﻼﻣﻴﺔ مبﺴﺎﻧﺪة ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ وﻛﻞ اﻻﺣﺮار ان ﺗﺠﺘﻤﻊ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻮﺣﺪ ﺣﻘﻴﻘﻲ اﻣﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ اﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ.وان اﺟامع اﻟﺪول اﻻﻋﻀﺎء ﰲ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﳌﺆمتﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻗﻤﺘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﴍة ﻋﲆ ﻟﺰوم اﻧﻬﺎء اﻻﺣﺘﻼل اﻻﻣﺮﻳيك وﻓﻘﺎ ﻟﺠﺪول زﻣﻨﻲ ﻣﺤﺪود واﻋﻄﺎء اﻟﺪور اﻻﻛﱪ ﻟﻼﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة واﻳﻀﺎً اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﺣﺪاث ﺗﻐﻴريات ﻟﻴﺒﴩ ﺑﺘﺤﻮل ﻫﺬه اﳌﻄﺎﻟﺐ اﱃ واﻗﻊ ﻋﻤﲇ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻻﻣﺔ ان ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ.ان ﻫﺬه اﻟﺪول ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﺗﺤﻤﻲ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ وﺷﻌﻮﺑﻬﺎ اذا اﺗﻔﻘﺖ وﺗﻮﺣﺪت ﰲ اﳌﺴري واﳌﺴﺎر ،وﻻ ميﻜﻦ ﻻي ﻗﻮة ان ﺗﻘﻒ اﻣﺎم ارادة اﻟﺸﻌﻮب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻮ ﺣﻘﻘﺖ ﴍط اﻟﻨﴫ واﻟﻌﺰة واﻻرادة اﻻﻟﻬﻴﺔ ﻓﺎن اﻟﻌﺰة ﻟﻠﻪ وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨني. ﻫﻮ اﻹﺳﻼم ﻣﻌﺎدﻳﺎ ﻟﻠﻴﻬﻮد؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮاﻗﺐ اﻟﴫاع اﻻﴎاﺋﻴﲇ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻳﺒﺪو ان اﻟﻌﺪاء اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻳﻘﻒ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻷوﻟﻮﻳﺎت .ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺳﻮء اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ .داﻧﻴﺎل ﺑﺎﻳﺒﺲ )ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻨﺘﺪى اﻟﴩق
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
اﻷوﺳﻂ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة( ﻳﻘﻮل » :اﳌﺴﻠﻤﻮن ﻳﺄﺧﺬ اﻫﺘامم اﻟﺪﻳﻨﻲ ﰲ اﻟﻘﺪس ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺨﺪم ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﺗﻠﻚ اﳌﺨﺎوف ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻘﺪس« .آﺧﺮون ﻳﻌﱪون ﻋﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ أن اﳌﺴﻠﻤني ﻳﺪﻋﻮن ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ اﻟﻴﻬﻮد ،وإمنﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺿﻔﺎء اﻟﴩﻋﻴﺔ ﻋﲆ ﻛﺮاﻫﻴﺘﻬﻢ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻘﻮﻳﺾ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ.ﻫﻨﺎك ﺛﻼث ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺛريت :ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﻋﱪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻘﺪس ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﺻﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ط( ﻣﺴﻠﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻋﱪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻸن اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻼﻣﺴﺔ أﻋﻀﺎء اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ،واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻌﻄﻒ واﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻠﺖ ﻣﻮﻗﻔﻪ وﻧﻬﺠﻪ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ .ﺟﻨﺒﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ أﺗﺒﺎع اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺗﻌﺘﱪ ﺑﴩف اﻟﻴﻬﻮد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ »أﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب« ،اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺸﺎرك ﻣﻌﻬﺎ ﺗﺮاﺛﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻧﺒﻴﺎء وﻧﺤﻦ ﻧﺤﻤﻞ ﻣﻌﺎ اﻟﻌﺰﻳﺰ .اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻵﻳﺎت ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﲆ واﺟﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب وﻓﻘﺎ ﻷﻋﲆ درﺟﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﱰام وآداب ]س ٢:٦٢؛ ٣:٦٤؛ ١١٥ ٤:١١٣؛ ٠٥:٠٥؛ . [٢٩:٤٦ دﺳﺘﻮر اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ،اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ )ص( ﻋﺎم ٦٢٢ﻣﻴﻼدي ،ﻫﻮ وﺛﻴﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺷﻬﺎدة ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻟﺨﺪﻣﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺼﺪاﻗﺔ ﺑني اﻟﺸﻌﺐ اﺧﺘﻼف اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ واﻟﻌﺮق واﻟﻨﺴﺐ .وأﻧﺸﺄ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺗﺆﺳﺲ اﻟﺤﻖ واﳌﺴﺎواة ﺑني ﻛﻞ اﳌﻮاﻃﻨني أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﺣﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ .ﻫﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ إﱃ اﻟﻴﻤني اﻟﺴﻴﺎﳼ وواﺟﺒﺎت ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد واﳌﺴﻠﻤني ﻟﺤامﻳﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ واﻋﺪاﺋﻬﻢ ﺷﻜﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻹﻋﻼء ﺷﺄن اﻟﻌﺪاﻟﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺴﻠﻮك اﻷﺧﻼﻗﻲ. ب( أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻘﺪس ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني اﻟﻘﺪس ﻫﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻗﺪم اﳌﺪن ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﻣﻜﺎن وﻻدة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﺎرات ووﺳﻂ اﳌﺪﻳﻨﺔ إﱃ »اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻹﺑﺮاﻫﻴﻤﻴﺔ« اﻟﺜﻼث ،اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﳌﺴﻴﺤﻴﺔ واﻹﺳﻼم. ﻋﲆ اﳌﺴﻠﻤني ،وﻗﺪﺳﻴﺔ اﻟﻘﺪس ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺪﻳﻨﻲ ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺟﺰءا ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﳌﻘﺪﺳﺔ وﺗﻌﺘﱪ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻈﻬﺮا ﻫﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺘﻨﺎ اﳌﻘﺪﺳﺔ .وﻣام ﻳﺪل أﻳﻀﺎ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻘﺪس ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺷﺎرة إﱃ أﻧﻪ وﺳﺎﺣﺎﺗﻪ ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ] ٢١:٧١؛ [١٧:٠١وأﻗﻮال ﻋﺪﻳﺪة ﻋﲆ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ )ص( .ﻫﺬه ﻫﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل ﺣﻴﺚ اﻟﻨﺒﻲ داود )دﻳﻔﻴﺪ( ،وﻟﺪت ﺳﻠﻴامن )ﺳﻠﻴامن( وﻋﻴﴗ )ﻳﺴﻮع( ،وﻧﺸﺄ وﻧﻔﺬوا ﻣﻬامﺗﻬﻢ ،واﳌﻜﺎن اﻟﺬي اﻷﻧﺒﻴﺎء إﺑﺮاﻫﻴﻢ )إﺑﺮاﻫﻴﻢ( وﻟﻮط )ﻟﻮط( ﻫﺎﺟﺮ وأﻳﻦ ﻳﺤﻴﻰ )ﻳﻮﺣﻨﺎ( ،وﺣﻴﺚ ﺑﴩ إﺑﺮاﻫﻴﻢ )إﺑﺮاﻫﻴﻢ( ،إﺳﺤﺎق )إﺳﺤﺎق( ،ﻳﻌﻘﻮب )ﺟﺎﻛﻮب( ،ﻳﻮﺳﻒ )ﺟﻮزﻳﻒ( وﻣﻮﳻ )ﻣﻮﳻ( ودﻓﻦ .رﴈ اﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ. ارﺗﺒﻂ روﺣﻴﺎ اﻟﻘﺪس ﻣﻊ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ اﳌﺴﺠﺪ اﻻﻗﴡ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ أﺻﺒﺢ
19
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
20
وﺟﻬﺔ إﴎاء »)اﻹﴎاء ]س [١٧:٠١ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ( .ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﻗﺪم اﳌﺴﺎواة ﻛﻞ ﻫﺬه اﻻﻧﺒﻴﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺴﻠﻤني ﻓﻘﻂ ،ﻷن اﻟﻴﻬﻮد ﻻ ﻳﻘﺪﺳﻮن اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ وﻻ ﻳﺴﻮع اﻟﻨﺒﻲ واﻟﻨﺼﺎرى ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺄﻧﻪ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺪس اﻟﻘﺒﻠﺔ اﻷوﱃ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ،وﻋﲆ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﱪ ﺛﺎﻟﺚ أﻛﱪ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﻘﺪﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ واﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة» .اﳌﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ )ﰲ ﻣﻜﺔ( ،ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ )ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة( واﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﴡ اﳌﻘﺪس )ﰲ اﻟﻘﺪس( اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺮﺣﻼت ﻟﺰﻳﺎرة ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ« ،وذﻛﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺣﺚ اﳌﺆﻣﻨني ﻋﲆ] .ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ[ اﻟﻨﺒﻲ أﳌﺢ أﻳﻀﺎ إﱃ أن اﻟﺼﻼة ﰲ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﴡ اﳌﻘﺪس ﻫﻮ ٥٠٠أﺿﻌﺎف ﰲ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ﰲ أي ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻌﺎدﻳني .ﻋﲆ أﺳﺎس ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻓﻘﺪ اﻋﺘﱪ اﳌﺴﻠﻤﻮن دامئﺎ ﻋﲆ ﺳﻨﺪ اﻟﺪﻳﻦ وﺟﺪارة ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻘﺪس. ﻓﻤﻦ اﳌﺆﺳﻒ أن اﻟﺨﻠﻞ ﰲ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺆﻳﺪة ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻨﺎ داﻧﻴﺎل ﺑﺎﻳﺒﺲ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﻟﻨﻜﻮن ﺻﺎدﻗني ﰲ اﻻﻋﱰاف ﺑﺄن ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ودﻳﻨﻴﺎ اﻟﻘﺪس ،ﻛﺎﻧﺖ دامئﺎ ،وﺳﻮف ﻳﻜﻮن إﱃ اﻷﺑﺪ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني .دﻋﻮﻧﺎ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ أن اﳌﺴﻠﻤني اﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﻘﺪس وﺑﻴﺖ اﳌﻘﺪس ) ULاﳌﻜﺎن اﳌﻘﺪس(. ﺛﺎﻟﺜﺎ( اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،وﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ إزاﻟﺔ أﺳﻄﻮرة أن اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻨﴫ أﺳﺎﳼ ﰲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ .وﻗﺪ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ دﻳﻦ ﻷﻛرث ﻣﻦ ٣٠٠٠ ﺳﻨﺔ .اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻈﻢ اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﰲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن ، ١٩اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ رﺟﻠني :ﺛﻴﻮدور ﻫﺮﺗﺰل وﺣﺎﻳﻴﻢ واﻳﺰﻣﺎن ،اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ وﻟﻜﻦ اﳌﻠﺤﺪﻳﻦ اﳌﻌﻠﻦ اﻟﻨﻔﺲ. ﺗﻄﻮرت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ إﱃ ﺣﺮﻛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﰲ إﻗﺎﻣﺔ وﻃﻦ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻴﻬﻮد ﰲ ﻓﻠﺴﻄني) .ﻛام اﻋﺘﱪت اﻷرﺟﻨﺘني وأوﻏﻨﺪا ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ (.أﻃﻠﻖ رﺳﻤﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺗﻴﻮدور ﻫﺮﺗﺰل ﰲ اﳌﺆمتﺮ اﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﰲ ﺑﺎزل ،ﺳﻮﻳﴪا ﰲ ﻋﺎم .١٨٩٧ ﻟﺠﺄت اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ واﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ ﰲ اﻷﺻﻞ ،وﻏري ﻋﻨﴫﻳﺔ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎد ،إﱃ اﺧﺘﻼق ﻗﻀﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ ،واﻟﺤﺮب اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻟيك ﺗﻨﺠﺢ ﰲ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻹﻧﺸﺎء وﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي .ﻣﻦ دون ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﻓﺈن اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﰲ أﻧﺤﺎء ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل مل ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻚ ﻟﺒﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ وراء ذﻟﻚ .وﻛﺎن ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎذﻳﺐ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻠﻔﻘﺔ واﻷﻃﻔﺎل ﻧﺸﺄوا ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ،أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻠﺴﻄني ،ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺎمل ﻣﺴﻠﻢ وأرﺿﻬﻢ اﳌﻮﻋﻮدة ،ﻫﺪﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻧﻈﺮا اﱃ ”اﻟﺸﻌﺐ اﳌﺨﺘﺎر“ ﻟﻪ ،اﻟﺬي ﻗﺘﻞ واﻏﺘﺼﺎب
ﺑﻌﻨﻮان دور اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
وﴎﻗﺔ ﰲ اﺳﻤﻪ. اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔﻫﻲﺣﺮﻛﺔﻗﻮﻣﻴﺔﻣﻊﺷﻌﻮراﻟﺘﻔﻮقاﻟﻌﻨﴫياﻟﺘﻲﺗﺨﺪمﻣﺼﻠﺤﺔﻣﺠﻤﻮﻋﺔﻣﻌﻴﻨﺔ ،واﺳﺘﻐﻼل اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،وﺗﺸﻮﻳﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﻔﺴري اﻹﺑﺘﺬال اﻟﺪﻣﺎر وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ اﻟﴩﻳﺮة. وﴏح اﻟﺪﻛﺘﻮر اﴎاﺋﻴﻞ ﺷﺎﺣﺎك ،رﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﻘﻮق اﳌﺪﻧﻴﺔ ” :ﰲ رأﻳﻲ ﻳﻌﺘﱪ ان دوﻟﺔ اﴎاﺋﻴﻞ ﻫﻲ دوﻟﺔ ﻋﻨﴫﻳﺔ ﰲ اﳌﻌﻨﻰ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻬﺬا اﳌﺼﻄﻠﺢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪﻫﻢ ﰲ اﻟﻨﺎس .ﻣﻌﻈﻢ دامئﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وأﻫﻢ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻘﻂ ﺑﺴﺒﺐ أﺻﻠﻬﻢ .ﺑﺪأ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﻨﴫي ﰲ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،وﺗﺘﻢ اﻟﻴﻮم ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﴘ ﰲ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،وأﻧﺎ ﻻ أرﻏﺐ ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أي ﻣﱪر ﻟﻞ .ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﻨﴫﻳﺔ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻷﻛرث أﻫﻤﻴﺔ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻣﻮﺟﻮد وﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﱃ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ :إن دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ﻫﻲ دوﻟﺔ ﻋﻨﴫﻳﺔ ،وﻋﻨﴫﻳﺘﻪ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻزﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ .وﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬا ميﻜﻨﻨﺎ اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ،إذا أردﻧﺎ أن ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﳌﺎذا ﻫﻮ ”ﻣﻤﻨﻮع“ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ ﺿﺪ اﻟﻴﻬﻮد وﻳﺼﺒﺢ ﻋﻤﻞ ﺟﻴﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻬﻮد ”) .اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ واﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻧﴩت aton‹Haيب ،اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﱪﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﺪس ﻳﻮم ٥ﻧﻮﻓﻤﱪ (١٩٧٥ ،اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﳌﻌني ”اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ“ ﰲ ١٠ﻧﻮﻓﻤﱪ ، ١٩٧٥وﻟﻘﺪ ﻣﺮ أﻛرث ﻣﻦ ٢٠ﻗﺮارات ﺗﺪﻳﻦ ﺿﻢ اﴎاﺋﻴﻞ ﻟﻠﻘﺪس واﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻸراﴈ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻷﺧﺮى .وﻳﺒﺪو أن اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻗﺪ اﺗﺨﺬت ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ دور ﻣﱪر ﻟﻠﻌﺪو رﻗﻢ واﺣﺪ ﻟﻺﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني .ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي واﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ﺗﺮﺗﻜﺐ أﺑﺸﻊ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻛام ﻫﻮ واﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﻔﻈﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻟﻐﺎﺷﻢ ﺿﺪ اﳌﺪﻧﻴني دون وﻗﺎﻳﺔ ،أﺻﺤﺎب اﻷرض. اﳌﺮاﺟﻊ : ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺮدج اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺘﻘﺎرب ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ ﻛﺘﺎب اﺻﻢ ام ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻌﻢ ﺳﺎم – اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق اﳌﻬﺪي ﻛﺘﺎب اﻟﺤﻮار ﰲ اﻻﺳﻼم ﻧﺘﺎﺋﺞ وﺣﻘﺎﺋﻖ – ﻋﺒﺪ اﳌﺤﻤﻮد اﺑﻮ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺮدج ﺳرية زاﺗﻴﺔ : ﻣﺤﻤﺪ ﻋﲇ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺰاري
21
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻮاﻟﻴﺪ وﻻﻳﺔ ﺷامل ﻛﺮدﻓﺎن – اﻟﺴﻮدان ﻋﺎم ١٩٧٥ ﺣﺎﺋﺰ ﻋﲆ ﺷﻬﺎدة اﻟﺒﻜﺎﻟﺮﻳﻮس ﰲ اﻻداب ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺨﺮﻃﻮم ﺗﺨﺼﺺ ﻟﻐﺔ اﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ و ﻟﻐﺔﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ٢٠٠١ ﻣﺎﺟﺴﺘري ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻛﺎدميﻴﺔ اﻟﺴﻮدان ﻟﻠﻌﻠﻮم ﻗﻴﺪ اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻀﻮ اﺗﺤﺎد اﻟﺼﺤﺎﻓﻴني اﻟﺴﻮدان ﻧﺎﺷﻂ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺷﺌﻮن اﻻﻧﺼﺎر ﻋﻤﻞ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻨﻈامت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻻﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة و اﻻﺗﺤﺎد اﻻوريب ﻧﺎﺷﻂ ﰲ ﻣﻨﻈامت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين اﻟﺴﻮداين ﻋﻤﻞ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﺤﺮر ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و اﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﺪرﺳﺎ ﳌﺎديت اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ و اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ )(٢٠١١ – ٢٠٠١ اﻟﻌﻨﻮان :اﻟﺜﻮرة اﻟﺤﺎرة ٢٩ﺷامل ﺷﺎرع ٣٠ ﻋﻨﻮان اﻟﻌﻤﻞ :ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺳﻮدان ﻓﺸﻦ اﻟﺨﺮﻃﻮم ٢ﺟﻨﻮب ﺣﺪﻳﻘﺔ اﻟﻘﺮﳾ و ﻏﺮب ﻣﻘﺎﺑﺮ ﻓﺎروقﺑﺮﻳﺪ اﻟﻴﻜﱰوين com.gmail@fazarimohamed:٠١١٥٧٧٢٠٢٥-٠٩١٨٢٠١٧٣٩-
22
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎدق ﺑﻮﻋﻼق ﻣﻠﺨﺺ : ميﻜﻦ أن ﻧﻌﺮف » اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ » ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﴩوع ﻧﻬﻀﻮي ﺣﻀﺎري ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم رﻛﻴﺰة ﰲ داﺋﺮة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ. ﻫﻞ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ » اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ » أن ﺗﻨﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ واﻗﻊ رديء إﱃ واﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﺑﺪﻳﻼ ﺣﺴﻨﺎ ﻟﻮاﻗﻊ ﳼء ؟ ....ﻫﻞ وﺻﻠﺖ )اﻟﺼﺤﻮة( إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻫﺪاف ؟ ....ﻫﻞ ﻫﻲ ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﺠﺎوز اﳌﻌﻮﻗﺎت اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﴏﻫﺎ وﺗﻌﺮﻗﻞ ﺳريورﺗﻬﺎ ؟ .... ﻗﺪ ﻧﺤﺘﺎج ﻗﺒﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ أن ﻧﺘﻔﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬه » اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ » ،وﻧﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﺟﺬورﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻧﺴﺘﺤﴬ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ اﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻀﺎد. ﺗﺘﻨﺎول ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ إذن » اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ » ﺗﻔﻬام ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وﺗﻄﺮﻗﺎ ﻟﺠﺬورﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، واﺳﺘﺤﻀﺎرا ﻟﻠﻤﻌﻮﻗﺎت اﳌﻜﺒﻠﺔ ﻟﺴريورﺗﻬﺎ.
24
اﻟﺒﺪاﻳﺔ واﻻﻧﻄﻼق : ﺗﺤﺎﻟﻔﺖ اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺪوﻏامﺋﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻣﻨﺬ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺒﻜﺮ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻌﺮﻗﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺨﻠﻖ واﻹﺑﺪاع وﻗﺘﻠﺖ روح اﻟﺤﺮﻛﻴﺔ واﻻﻧﻔﺘﺎح ،ﻣام اﻧﺘﻬﻰ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﱃ ﺗﻘﻮﻗﻊ ﺣﻮل ذاﺗﻪ .ﻫﺬا اﻻﻧﻐﻼق اﳌﺮﻋﺐ ﻋﲆ اﻟﺬات ﺿﻐﻂ ﻋﲆ ﻛﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻴﺎدة اﻟﺠﻤﻮد ،وﺳﻴﻄﺮة اﻟﺮﻛﻮد ،وﻃﻐﻴﺎن اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ).(١ ﺑﺪت اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ -ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ﻣﻴﻼدي -ﻛﺎﻟﺠﺴﺪ اﳌﺮﻳﺾ اﻟﺬي أﺛﺨﻨﺘﻪ اﻟﻌﻠﻞ وأﺣﺎط ﺑﻪ اﻷمل وأﺛﻘﻠﺘﻪ اﳌﺤﻦ ،ﻓﺎﺳﺘﺴﻠﻢ ﻵﻻﻣﻪ وأوﺟﺎﻋﻪ ودﺧﻞ ﰲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻋﻦ واﻗﻌﻪ ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻪ وﻻ إﱃ أﻳﻦ ﻳﻘﺎد .أﺳﺒﺎب أﻣﺮاﺿﻪ وأﺷﺠﺎﻧﻪ ﻛﺜرية إﻻ أﻧﻪ ميﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻬﺎ إﱃ ﺳﺒﺒني رﺋﻴﺴﻴني .أوﻟﻬام متﺜﻞ ﰲ اﻟﺘﺤﺠﺮ اﻟﺮوﺣﻲ واﻻﻧﻐﻼق اﻟﻔﻜﺮي واﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺴﻴﺎﳼ أﻓﺮز رؤﻳﺔ ﻣﺎﺿﻮﻳﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ وﺗﺄوﻳﻼ ﻋﺘﻴﻘﺎ ﻟﻠﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ أن ﻳﻠﻌﺐ دوره اﻟﺮﻳﺎدي ﰲ دﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺘﻘﺪم واﻟﻨﻤﻮ ،وﰲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺣﻀﺎرة اﻷﻣﺔ ﰲ واﻗﻊ ﻣﺘﻌﻔﻦ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪوﻏامﺋﻴﺔ وﺳﺎده اﻟﺘﻜﻠﺲ واﻟﺘﺤﺠﺮ ،وﺗﻌﺪدت ﻓﻴﻪ اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﻘﺬرة ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﰲ ﻣﺨﺰون اﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ إﺳﻼﻣﻲ ﺣﺮ أﺻﻴﻞ. : (١راﺟﻊ » اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :ﻣﻦ ﺳﻘﻮط ﴏﺣﻬﺎ إﱃ أﻓﻮل ﻧﺠﻤﻬﺎ »؛ د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎدق ﺑﻮﻋﻼق؛ دار وﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻬﻼل – ﺑريوت (٢٠٠٥
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت
أﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﴘ اﻟﺜﺎين ﻓﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﻬﺠﻤﺔ اﻟﴩﺳﺔ ﻟﻺﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة ،اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻫﺠﻤﺔ ﻳﻨﻤﻴﻬﺎ ﺣﻘﺪ دﻓني ﻟﻬﺬه اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني ،وروح ﻋﺪواﻧﻴﺔ ﻗﺪميﺔ أورﺛﺘﻬﺎ أﺟﻴﺎل ﻷﺟﻴﺎل ﻗﺼﺪ ﺗﺮﻛﻴﻊ اﻷﻣﺔ وإذﻻﻟﻬﺎ وﺑﺴﻂ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ واﻟﻨﻔﻮذ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺳﻠﺐ ﺧرياﺗﻬﺎ وﺛﺮواﺗﻬﺎ واﺳﺘﻌﺒﺎد أﻫﻠﻬﺎ ،واﺑﺘﺰاز ﻣﻘﺪراﺗﻬﺎ وﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ .ﻓﻜﺎن اﻻﺳﺘﻌامر ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪة ووﺟﻮﻫﻪ اﳌﺘﻌﺪدة :ﻋﺴﻜﺮي ،ﺳﻴﺎﳼ ،ﺛﻘﺎﰲ ،اﻗﺘﺼﺎدي ....اﻟﺬي ﻣﺜﻞ اﻣﺘﺪادا ﻋﻤﻠﻴﺎ وﻣﻨﻬﺠﻴﺎ ﻟﻠﺤﺮوب اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ. ﰲ ﺳﻜﻮن اﻟﻠﻴﻞ وﻇﻼﻣﻪ اﻟﺤﺎﻟﻚ ،وﺑﻴﻨام ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﺔ ﰲ ﺳﺒﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺗﻜﺎﺑﺪ آﻻﻣﻬﺎ وﺗﺼﺎرع أوﺟﺎﻋﻬﺎ وﺗﺰداد ﻏﺮﺑﺔ ﻋﻦ واﻗﻌﻬﺎ وﺑﻌﺪا ﻋﻦ روح دﻳﻨﻬﺎ ،ﺳﻤﻌﺖ زﺋري أﺳﺪ ﺑﺪد اﻟﻈﻼم وﺧﺮق اﻟﺴﻜﻮن واﻟﻬﺪوء ....ﺻﻮت ﺛﺎﺋﺮ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻨﻬﻮض واﻟﺘﻤﻠﻤﻞ وﻳﺒﴩ ﺑﺎﻧﻔﺮاج ﻓﺠﺮ ﺟﺪﻳﺪ ....ﺻﻮت ﻣﺠﺎﻫﺪ أﻗﻠﻖ اﻷﻋﺪاء وأدﺧﻞ ﻓﻴﻬﻢ اﻻرﺗﺒﺎك واﻻﺿﻄﺮاب .ﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﺰﺋري ﺻﻮت ﻣﺼﻠﺢ ﺛﺎﺋﺮ وﻣﺠﺎﻫﺪ ﺑﺎﺳﻞ ....ﺻﻮت اﻟﺴﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎين ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ) ١٨٩٧ – ١٨٣٩ﻣﻴﻼدي( . ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ ،أي ﰲ أوﺳﺎط اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،ﺑﺪأت ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻼﻣﺢ ﺻﺤﻮة إﺳﻼﻣﻴﺔ .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ مل ﻳﺒﻠﻮر اﻟﺴﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻜﺮا ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣﺤﺪد اﻹﻃﺎر، واﺿﺢ اﳌﻌﺎمل ،ومل ﻳﻘﺪم ﻣﴩوﻋﺎ إﺳﻼﻣﻮﻳﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺒﻨﻴﺔ وﻣﺘﻨﺎﺳﻖ اﻷﻫﺪاف؛ إﻻ أﻧﻪ ﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﻞ ﻟﻸﻣﺔ ﻗﻠﻘﻪ اﻟﺪاﺋﻢ وﺣريﺗﻪ اﳌﺘﻮاﺻﻠﺔ ،وﻳﺼﺪر ﻟﻬﺎ ﺳﺨﻄﻪ وﻋﺪم رﺿﺎه ﻋﲆ واﻗﻌﻬﺎ اﳌﺘﺪﻫﻮر وأوﺿﺎﻋﻬﺎ اﳌﱰدﻳﺔ ،ﻓﻜﴪ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺪار اﻟﺠﻤﻮد وﺧﺮق ﺣﺎﺟﺰ اﻟﺮﻛﻮد، وﺣﺮك اﻟﻬﻤﻢ ،وﻏﺬى اﳌﺸﺎﻋﺮ ،ورﺳﻢ ﻣﻌﺎمل اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وﻫﻴﺄ اﻷذﻫﺎن ﻟﺘﻘﺒﻞ ﻓﻜﺮة اﻟﻨﻬﻮض ﻣﻦ اﻟﻜﺒﻮة ،واﻻﺳﺘﻔﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻔﻮة ،واﺳﱰﺟﺎع اﻟﻘﻮة واﻟﻬﻴﺒﺔ. مل ﻳﻜﻦ ﺣﺎل اﻷﻣﺔ ﰲ ﻋﻬﺪه ﻣﻬﻴﺄ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻣﻊ ﻧﺪاءاﺗﻪ ،وﻻ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب أراءه اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺒﺬرﻫﺎ ﰲ ﺗﺮﺑﺔ ﻏري ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ ﻛرثة ﻣﺎ ﺗﺮاﻛﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺠﺐ اﻟﺠﻬﻞ واﻟﻐﻔﻠﺔ واﻻﺳﺘﺒﺪاد .ﻓﻨﺴﻤﻌﻪ ﰲ آﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻘﻮل ﰲ أمل وﺣﴪة .... » :إن اﳌﺴﻠﻤني ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻫﻤﻤﻬﻢ ،وﻧﺎﻣﺖ ﻋﺰامئﻬﻢ ،وﻣﺎﺗﺖ ﺧﻮاﻃﺮﻫﻢ ،وﻗﺎم ﳾء واﺣﺪ ﻓﻴﻬﻢ وﻫﻮ ﺷﻬﻮاﺗﻬﻢ » ).(٢ إرﻫﺎﺻﺎت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ : أﻳﻘﻈﺖ دﻋﻮة اﻟﺴﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎين ،رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،اﻟﴩق وﻧﻮرﺗﻪ ،وأﻓﺰﻋﺖ » : (٢ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎين واﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ »؛ ص ٣٧؛ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻬﻤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﳌﻌﺎرف ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ؛ ﺑريوت)
25
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻐﺮب وأرﻗﺘﻪ ،وﺷﻜﻠﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮل ﰲ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﻌﺎﴏ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
26
ﺑﺮزت ﺛﻼث ﺗﻴﺎرات رﺋﻴﺴﻴﺔ ):(٣ اﻟﺘﻴﺎر اﻷول ،ﻣﺎ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺘﻴﺎر » ﻣﻐﺎﻻة اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ودﻋﺎة اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ » .رﻓﻌﺖ ﻟﻮاءﻫﺎ ﻓﺌﺔ ﺗﺮﺑﺖ ﺑني أﺣﻀﺎن اﻟﻐﺮب ،ﻓﺘﻨﺖ ﺑﺘﻘﺪﻣﻪ واﻧﺒﻬﺮت ﺑﻘﻴﻤﻪ ،ﻓﺮﺿﻌﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻷﻣﺔ واﻹﻧﺒﺘﺎت ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ واﻻﻏﱰاب ﻋﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ. دﻋﺖ إﱃ اﻟﺘﻨﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻮروث ﺻﺎﻟﺢ أو ﻃﺎﻟﺢ ....إﱃ ﻧﺴﻒ وﺗﻐﻴري ﻛﻞ ﻗﺪﻳﻢ ،وإن ﻛﺎن ﻫﻮ ﻫﻮﻳﺔ اﻷﻣﺔ وأﺳﺎس متﺎﺳﻜﻬﺎ وﴎ ﺑﻘﺎءﻫﺎ ....إﱃ اﻗﺘﺒﺎس ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺮب ....وإﱃ اﻟﻨﻬﻞ ﻣﻦ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ اﻟﻘﺪوة ﰲ اﻟﺘﻘﺪم واﳌﺜﻞ ﰲ اﻟﺮﻗﻲ .ﻓﻜﺎن ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻫﺆﻻء ﻫﻮ اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ﺑﻌﻴﻨﻪ ....واﺟﺘﻬﺎدﻫﻢ ﺗﻘﻠﻴﺪا ....وﺗﺤﺮرﻫﻢ اﺳﺘﻌﺒﺎدا ....واﻧﺴﻼﺧﻬﻢ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم اﺳﺘﻌﺒﺎدﻫﻢ ﻣﻦ ﻃﺮف دﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻫﻮ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .ﻧﺸﺄت ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺔ ﻣﻨﺎﻫﺞ وﻧﻈﺮﻳﺎت وأﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت دﺧﻴﻠﺔ وﻣﻨﺒﺘﺔ ،متﺜﻠﺖ ﰲ أﻃﺮوﺣﺎت ﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ،وأﻓﻜﺎر ﻗﻮﻣﻴﺔ، وﻣﻨﺎﻫﺞ اﺷﱰاﻛﻴﺔ ،وﺣﻠﻮل رأﺳامﻟﻴﺔ ،وأﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻣﺎرﻛﺴﻴﺔ ....ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺮى ﺛﻮرة ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻫﻨﺎ ،وﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻳﺴﺎرﻳﺔ ﻫﻨﺎك ،وﺣﺮﻛﺔ اﺷﱰاﻛﻴﺔ وأﺧﺮى وﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل آﺧﺮ ....ﺑﺮﻫﻨﺖ اﻟﺘﺠﺎرب اﳌﺮﻳﺮة ،ﻋﱪ ﻋﻘﻮد اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،ﻋﲆ إﻓﻼس رؤى ذﻟﻚ اﻟﺘﻴﺎر ،وﻓﺸﻠﻬﺎ اﻟﺬرﻳﻊ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺄﺑﻌﺎده وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﰲ ﺗﺤﺮﻳﻜﻪ ،ﻷﻧﻬﺎ أرادت ﺗﻐﻴريه وإﺣﺪاث اﻧﻘﻼب ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ وﺟﺬوره اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺜﺎين ﺗﻴﺎر » أﻋﺪاء اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ودﻋﺎة اﻟﺠﻤﻮد »؛ ﺗﺒﻨﺘﻪ ﴍﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﴍاﺋﺢ اﻷﻣﺔ رﻓﻀﺖ ﻛﻞ ﺟﺪﻳﺪ وﺣﺎرﺑﺖ ﻛﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺻﻼح وﺗﺠﺪﻳﺪ .دﻋﺖ إﱃ اﻟﺘﻤﺴﻚ اﻟﺤﺮﰲ ﺑﺎﻟﱰاث اﻹﺳﻼﻣﻲ وإﱃ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﻟﺢ وإﺳﻘﺎﻃﻪ ﻋﲆ اﻟﻮاﻗﻊ ،إميﺎﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄن اﳌﺘﻘﺪﻣني مل ﻳﱰﻛﻮا ﻟﻠﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪﻳﻦ ،واﻟﻌﻠﻢ ،واﻟﻔﻜﺮ ....ﺑﻞ وﰲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻠﻴﺲ إذن ﰲ اﻹﻣﻜﺎن أﺑﺪع ﻣام ﻛﺎن .ﺣﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻴﺎر ﺑني ﺟﻨﺒﻴﻪ اﺗﺠﺎﻫني إﺛﻨني : اﺗﺠﺎه اﳌﺘﺰﻣﺘني واﳌﺘﻌﺼﺒني ﻟﻠﻤﺬاﻫﺐ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﺳﻮن اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ وﻻ ﻳﻌﱰﻓﻮن ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻮاﻗﻊ وﺑﺤﻖ اﻻﺟﺘﻬﺎد؛ واﺗﺠﺎه اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻔﻮا ﻋﻨﺪ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻘﻮل ومتﺴﻜﻮا ﺑﺤﺮﻓﻴﺔ اﻟﻨﺺ ،ومل ﻳﻐﻮﺻﻮا ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ومل ميﻌﻨﻮا اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﻘﺎﺻﺪه .وﻛﻼﻫام ) اﳌﺘﻌﺼﺒﻮن و »اﻟﺤﺮﻓﻴﻮن« ) رﺟﺎل ﻣﺤﺒﻮن ﻟﻠﺪﻳﻦ ،ﻣﺨﻠﺼﻮن ﻟﻺﺳﻼم ،ذو ﻧﻮاﻳﺎ ﺣﺴﻨﺔ ،إﻻ أﻧﻬﻢ مل ﻳﻘﺪﻣﻮا ﻟﻸﻣﺔ ﺷﻴﺌﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ،ﺑﻞ اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ إﱃ ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻟﺪﻳﻦ وﺗﺨﻠﻒ اﳌﺴﻠﻤني. : (٣راﺟﻊ » اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :ﻣﻦ ﺳﻘﻮط ﴏﺣﻬﺎ إﱃ أﻓﻮل ﻧﺠﻤﻬﺎ »؛ د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎدق ﺑﻮﻋﻼق؛ دار وﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻬﻼل – ﺑريوت )٢٠٠٥
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت
وﺑني ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﻴﺎرﻳﻦ ﻳﱪز ﺗﻴﺎر ﺛﺎﻟﺚ وﺳﻂ ....ﺗﻴﺎر » اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ » .ﺗﻴﺎر ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺠﻤﻮد وﻳﻨﺒﺬ اﻟﺠﺤﻮد ،ﻳﻌﺎرض اﻟﺘﺰﻣﺖ وﻳﺪﻳﻦ اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ،ﻳﻨﺎدي ﺑﻨﻬﻀﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑني أﺻﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم وﺣﺪاﺛﺔ اﻟﻐﺮب .ﻧﻬﻀﺔ ﺗﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﻗﻴﻢ اﻹﺳﻼم ،ﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻴﺎر اﻟﺠﻤﻮد؛ ﺑﻞ ﻋﱪ ﻗﺮاءة ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻘﺮآن ﻣﺘﺤﺮرة وﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪ وﺗﻌﺼﺐ ،وﻋﱪ رؤﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ وﻧﺎﺿﺠﺔ ﺗﺘﺄﻗﻠﻢ وروح اﻟﻌﴫ ﻟﺘﻌﻴﺪ ﻟﻸﻣﺔ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ وﺗﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻣﻊ ذاﺗﻬﺎ .ﻧﻬﻀﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻛﺬﻟﻚ إﱃ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ اﻟﻐﺮب ،وﻋﲆ ﻛﻞ ﺣﻀﺎرات اﻟﻌﺎمل ،ﻟﻴﺲ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻴﺎر اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ،ﺑﻞ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﺘﺰﻧﺔ ،ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺒﺎت اﻟﻨﻘﺺ ،ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺬوﺑﺎن ،ﺗﺄﺧﺬ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ وﺗﻘﺘﺒﺲ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻗﺼﺪ ﻫﻀﻤﻬﺎ وإﻋﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘامﳽ وروح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
27
أدت رؤى ذﻟﻚ اﻟﺘﻴﺎر ،ﰲ أواﺳﻂ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،إﱃ ﺑﺮوز اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬت ﻣﻦ اﻹﺳﻼم أرﺿﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ وﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺣﺎوﻟﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﻠﻮرة ﻣﴩوع ﺣﻀﺎري ﺑﺪﻳﻞ .أﻓﺴﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺠﺎل ﻟﻨﺸﺎط إﺳﻼﻣﻲ ﻓﻜﺮي وﺳﻴﺎﳼ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻗﻄﺎر اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣام ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺤﻮل إﱃ ﺣﺮﻛﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وﻟﻴﺴﺖ ﺣﺮﻛﺔ واﺣﺪة .... ﺣﺮﻛﺎت ﺗﺨﺘﻠﻒ ﰲ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ أو اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ).... (٤ ﻋﺎﺷﺖ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – وﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﻴﺶ – ﰲ ﺟﻮ ﻗﻠﻖ ﻣﺸﺤﻮن ﺑﺎﻟﴫاع اﻟﻔﻜﺮي – اﻟﺜﻘﺎﰲ أﻛرث ﻣام ﻋﺎﺷﺖ – وﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﻴﺶ – ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺘﻮﺗﺮة ﺑﺎﻟﴫاع اﻟﱪاﻏاميت – » : (٤اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﺷﻜﺎﻻت وﻣﻮاﻗﻒ وﺗﻄﻠﻌﺎت »؛ دراﺳﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺳامﺣﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴني ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ،ﻗﺪس ﴎه ،ﻣﻮﻗﻊ ﺑﻴﻨﺎت(
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺴﻴﺎﳼ؛ وﻛﺎﻧﺖ إذا اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻮة ﺗﻮاﺟﻪ ﺟﻴﺸﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ ،وﻃﺎﺑﻮرا ﻣﻦ اﳌﻌﺎرﺿني ،وﺟﻤﻌﺎ ﻣﻦ اﳌﺎﻛﺮﻳﻦ؛ أﺻﻴﺒﺖ ﺑﺒﻌﺾ اﻻﻧﻜامش ﺣﺮﻣﻬﺎ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺛﻮرﻳﺎ ﻣﴩوﻋﺎ وﺧﻄﺎ اﻧﺪﻓﺎﻋﻴﺎ ﺟﺮﻳﺌﺎ ،وﺑﺒﻌﺾ اﻟﻀﻌﻒ واﻟﻮﻫﻦ ﻧﺎل ﻣﻦ ﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﻦ ﺑﺪاﺋﻠﻬﺎ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺻﺎر ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻣﺤﺪودا وﻣﺤﺎﴏا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺟﻬﺰة اﻟﻐﺮب اﻟﻨﺎﻓﺬ ،وﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻴﺎرﻳﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ :أي ﻋﻘﻠﻴﺎت ﻣﺘﻐﺮﺑﺔ ﻫﻤﻬﺎ ﻃﻤﺲ اﻟﻬﻮﻳﺔ وﺗﻜﺮﻳﺲ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮب ،وذﻫﻨﻴﺎت ﻣﺘﺤﺠﺮة ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺸﺪ إﱃ اﻟﺨﻠﻒ.
28
وﻻدة اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ : ﺛﻢ ﺟﺎءت اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان اﻟﺘﻲ ﻓﺠﺮﻫﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﻗﺪس ﴎه ،ﻣﻊ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ اﻷﺑﺮار ،وﻗﺎدﻫﺎ ﺑﻜﻞ اﺳﺘﻨﺎرة ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻈري إﱃ ﻃﻮر اﻟﺘﺠﺴﻴﺪ. زﻟﺰﻟﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أرﻛﺎن اﻟﺠﺒﺎﺑﺮة اﻟﻄﻐﺎة ،وﻗﻴﻀﺖ ﻣﻀﺎﺟﻊ اﳌﺴﺘﺒﺪﻳﻦ اﻟﻌﺼﺎة، وﺷﻜﻠﺖ أﻫﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﻧﻬﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﺧﺎﺿﺖ ﴏاﻋﺎ ﺛﻼيث اﻷﺑﻌﺎد، اﻧﺘﴫت ﻓﻴﻪ ﻋﲆ اﻟﻌامﻟﺔ واﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﻔﺴﺎد اﻟﺪاﺧﲇ ،وﻋﲆ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ واﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ، واﻧﺘﴫت أﻳﻀﺎ ﻋﲆ اﳌﺘﺤﺠﺮﻳﻦ اﳌﺘﻌﺼﺒني ﻋﺸﺎق اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺮﻛﻮد ،اﳌﺤﺠﻮﺑﻮن ﺑﺤﺠﺐ اﻟﻌﺎدات اﻟﺒﺎﻟﻴﺔ واﻷﻋﺮاف اﻟﻮاﻫﻴﺔ واﻟﻔﻬﻢ اﳌﺤﺪود ﻟﻠﺪﻳﻦ واﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ؛ ﻛام أﻗﺎﻣﺖ )اﻟﺜﻮرة( دوﻟﺔ وﺣﻜﻮﻣﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﱃ إﻋﺎدة اﳌﻜﺎﻧﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ واﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻠﴩﻳﻌﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ ،وإﱃ إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺤﺮﻳﺮه ﻣﻦ رق اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ وﻏﻞ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻫﻴﻤﻨﺔ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ. اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﻦ أول ﻳﻮﻣﻬﺎ ،أن ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ اﻟﻌﻤﻴﻖ واﻟﻮاﺳﻊ ﰲ اﻷﻣﺔ ﰲ ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻷوﱄ ،وﻫﻮ إﺳﻘﺎط اﻟﺤﻜﻢ اﻹﻣﱪاﻃﻮري اﻟﻄﺎﻏﻮيت اﻟﺬي ﻛﺎن ميﺜﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻟﻼﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ،وﻳﺠﺴﺪ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻺﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺷﻜﻞ ﺳﻘﻮط اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﺎﻫﻨﺸﺎﻫﻲ اﻟﻔﺎﺳﺪ ﰲ إﻳﺮان ،وإﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ ﺗﺘﺒﻨﻰ اﻟﺨﻂ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﺻﻴﻞ ،ﺻﺪﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ وزﻟﺰاﻻ ﻋﻨﻴﻔﺎ ﰲ دواﺋﺮ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﺧﺼﻮﺻﺎ وﰲ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﴎه ﻋﻤﻮﻣﺎ. ﻫﺬه اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺰﻟﺰال ﺣريت اﻟﻐﺮب اﻹﻣﱪﻳﺎﱄ وأرﻗﺘﻪ ،وأﺣﺮﺟﺖ ﻋﻤﻼء اﻟﺪاﺧﻞ وﻗﻴﻀﺖ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ ،وﺳﻠﻄﺖ اﻟﻀﻮء ﻋﻦ : اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺬي إذا ﻧﻔﺨﺖ ﻣﻦ أﻧﻮارﻫﺎ ﰲ اﻟﻔﺮد اﳌﺴﻠﻢ ﺣﻮﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﺋﻦ ﺟﺎﻣﺪ ﺳﻠﺒﻲ إﱃ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﺮيك ،ﻓﺎﻋﻞ ،وﻣﺆﺛﺮ ﰲ ﻣﺤﻴﻄﻪ؛ اﻟﻘﺪرة اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﻋﲆ ﺗﺤﺮﻳﻚ
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت
اﳌﺴﻠﻤني ﻧﺤﻮ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻘﺪرة اﻹﺳﻼم اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﲆ ﺻﻨﻊ اﻟﺜﻮرة ،ورﻓﻊ اﻟﺘﺤﺪي ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ وﺣﺎﺳﻤﺔ؛ ﻗﺪرة اﻹﺳﻼم ﻋﲆ ﺻﻨﻊ اﻟﺪوﻟﺔ واﳌﺮور ﺑﺎﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ،ﺑﺎﻗﺘﺪار وﻧﺠﺎح ،ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﻮرة إﱃ ﻃﻮر اﻟﺪوﻟﺔ. ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﻌﻄﻴﺎت أﻳﻘﻈﺖ اﻟﻔﺮد اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺗﻪ ،وأﻛﺴﺒﺘﻪ واﻗﻌﻴﺔ ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﲆ ﻗﺮاءة واﻗﻌﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ،وأزاﺣﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﻛﺒﺎت اﻟﻨﻘﺺ ،وأﻋﺎدت ﻟﻪ اﻟﺜﻘﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم ،ورﺳﺨﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻹﺳﻼم اﻷﺻﻴﻞ ﻗﺎدر ﻋﲆ رﻓﻊ اﻟﺘﺤﺪي ﺑﺠﺪارة وﻋﲆ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺎﻗﺘﺪار ....وﻫﻜﺬا وﻟﺪت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺰﻗﺖ ﺣﺠﺐ اﻟﻐﻔﻠﺔ ،وﻛﴪت ﺣﻮاﺟﺰ اﻟﺮﻛﻮد واﻟﺨﻤﻮل اﳌﻜﺒﻠﺔ ﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﺴﻠﻤني ،وزﺟﺖ ﺑﻬﻢ إﱃ ﻣﻌﱰك اﻟﴫاع واﻟﻜﺪح ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻷﺧﻄﺎر ....ﻓﺒﺪأ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﻳﻌﻮن واﻗﻌﻬﻢ اﻟﺴﻠﺒﻲ ،وﻳﻄﺮﺣﻮن ﻋﲆ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﴐورة اﻟﺘﺤﺮك واﻟﺒﻨﺎء اﻟﺤﻀﺎري ﻋﲆ أﺳﺎس اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻗﺎﻋﺪة ﺻﻠﺒﺔ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ روح اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻋﺎﻣﻞ دﻓﻊ ﻳﺆﻃﺮ ﺳريورﺗﻬﺎ ،وﻣﺼﺪر ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻮغ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ....ﻓﺄﺛﺮت ﰲ اﻟﺠﻮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﴍة أو ﻏري ﻣﺒﺎﴍة. ﺣﺰب اﻟﻠﻪ :ﺗﺠﺬﻳﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ أواﺋﻞ اﻟﺜامﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،وﻣﺒﺎﴍة ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان، ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻠﺒﻨﺎن » ﺣﺰب اﻟﻠﻪ «. ﺗﻜﻮن اﻟﺤﺰب ﰲ ﻇﺮوف إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل اﻹﴎاﺋﻴﲇ اﻟﺬي اﺟﺘﺎح ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻨﺔ .١٩٨٢وارﺗﺒﺎط » ﺣﺰب اﻟﻠﻪ » ﺑﺨﻂ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ إﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة إﱃ اﻟﻔﻌﻞ ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ،ﻗﺪس ﴎه ،واﺿﺢ وﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ :ﺟﺎء ﰲ ﺑﻴﺎن ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﺤﺰب ﰲ ١٦ﻓﻴﻔﺮي )ﺷﺒﺎط ( ١٩٨٥أن اﻟﺤﺰب » ﻣﻠﺘﺰم ﺑﺄواﻣﺮ ﻗﻴﺎدة ﺣﻜﻴﻤﺔ وﻋﺎدﻟﺔ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﰲ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ... ، وﺗﺘﺠﺴﺪ ﰲ روح اﻟﻠﻪ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﳌﻮﺳﻮي اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﻔﺠﺮ ﺛﻮرة اﳌﺴﻠﻤني وﺑﺎﻋﺚ ﻧﻬﻀﺘﻬﻢ ». ﺳﺒﻖ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻪ وﺟﻮد ﻓﻜﺮي وﻋﻘﺎﺋﺪي أﺳﺲ ﻟﻪ ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر مبﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﻤﻴﻘﺔ وﺟﺪﻳﺪة .اﻧﺒﻨﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺤﺰب ﻋﲆ أرﺑﻌﺔ رﻛﺎﺋﺰ ﻣﺘﻴﻨﺔ ): (٥ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪي ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ ،رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺟﺴﺪ ﺑﺎﻗﺘﺪار وواﻗﻌﻴﺔ أﻓﻜﺎر اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻻﻋﺘﺪال ،وارﺗﻘﻰ ﺑﻬﺎ إﱃ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ؛ ﺳامﺣﺔ
: (٥راﺟﻊ » ﺣﺮوب ﻛﺒرية ﰲ ﴍق أوﺳﻂ ﺻﻐري »؛ ﻧﺎﴏ ﻗﻨﺪﻳﻞ؛ دار وﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻬﻼل ،ﺑريوت (٢٠٠٦
29
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
30
اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴني ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ،رﺿﻮان اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،مبﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺮﺟﻌﻲ ﰲ ﺷﺆون اﻟﻔﻘﻪ وإدارة اﻟﺤﻴﺎة ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺢ ﻓﻘﻬﻴﺎ وﻧﻈﺮﻳﺎ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑني اﻹﺳﻼم واﻟﻌﺮوﺑﺔ؛ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﺒﺎس اﳌﻮﺳﻮي ،رﺿﻮان اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﺎﻧﺼﻬﺎره ﰲ ﺧﻂ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ،ﻗﺪس ﴎه ،وﻣﻦ ﺑﻌﺪه اﻹﻣﺎم اﳌﺮﺷﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،دام ﻇﻠﻪ ،ﺣﻴﺚ أﻋﻄﻰ ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻪ منﻮذﺟﺎ ﺟﻬﺎدﻳﺎ ﻣﺘﻘﺪﻣﺎ ،ورﺳﻢ ﻟﻪ ﺧﻄﺎ ﺛﻮرﻳﺎ راﻗﻴﺎ ﺟﻨﻰ مثﺎره ﻻﺣﻘﺎ؛ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮي ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﺎرﻳﺴام اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،واﻟﺪﻫﺎء اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﻗﻞ ﻧﻈريه ،واﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ .ﺣﺘﻰ وإن ﻛﺎن ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺧﺎرج اﻟﺤﺰب إﻻ أﻧﻪ ﺑﺤﻨﻜﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺑﺨﱪﺗﻪ اﻟﻜﺒرية ﺷﻜﻞ ﺻامم أﻣﺎن وﻣﻨﺎرة أﺿﺎءت ﻟﻠﺤﺰب ﻃﺮﻳﻘﻪ وﺟﻨﺒﺘﻪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﻨﺰﻟﻘﺎت. ﻋﺮف اﻟﺤﺰب ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻛﺎﺋﺰ اﳌﺘﻴﻨﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻔﺮز اﻷﺣﺪاث ﺷﺨﺺ ﺳامﺣﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ ،دام ﻇﻠﻪ ،ﻗﺎﺋﺪا ﻓﺬا ،ومنﻮذﺟﺎ ﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﻮد اﻟﺘﺎرﻳﺦ مبﺜﻠﻪ .ﺟﻤﻊ ﺳامﺣﺘﻪ اﻟﻌامﻣﺔ واﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﻈﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺤﺖ ﻋامﻣﺘﻪ ،واﺻﻄﻒ اﻟﻜﻞ ﺧﻠﻒ زﻋﺎﻣﺘﻪ ﻣﺴﺘﺤﴬﻳﻦ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ،وﻛﺄن اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ،واﻷﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ وﺟﺪت ﺿﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﻓﺘﻘﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻐﻴﺐ اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر. ﺳﺎر ﺳامﺣﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ ،دام ﻇﻠﻪ ،ﻋﲆ ﺧﻄﻰ ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﻗﺪس ﴎه ،ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ ﻛﻞ اﻟﺼﻌﺎب واﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ ،وﻣﺘﺠﺎوزا ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة ﻛﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت واﳌﺘﺎرﻳﺲ .ﺷﻜﻠﺖ ﻣﻮاﺟﻬﺎت اﻟﺤﺰب ﻣﻊ اﻟﻜﻴﺎن اﻹﴎاﺋﻴﲇ اﻟﻐﺎﺻﺐ ﺳﻨﻮات ١٩٩٣و ١٩٩٦وﺻﻮﻻ إﱃ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﰲ ﻣﺎي )آﻳﺎر( ،٢٠٠٠وإﱃ ﺣﺮب ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ )متﻮز( ٢٠٠٦ﻣﺤﻄﺎت ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺳامء اﻟﺤﺰب ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﰲ ﺳامء اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻌﺎمل اﻟﺤﺮ .ﻓﺒﻔﻀﻞ ﺻﻤﻮد وإﻳﺒﺎء رﺟﺎل اﻟﻠﻪ، اﳌﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ ،ﺗﺤﻘﻘﺖ أﻫﺪاف ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﳌﺎﴈ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﺗﻌﺪ أﺣﻼﻣﺎ ﺑﻞ أوﻫﺎﻣﺎ : اﻧﺪﺣﺮ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮين ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﻣﺎي )آﻳﺎر( ٢٠٠٠ﻳﺠﺮ أذﻳﺎل اﻟﺨﻴﺒﺔ ،وﰲ اﻧﺪﺣﺎره ﺗﻄﻬري ﻟﻸرض؛ ﺣﺮر اﻷﴎى واﳌﻌﺘﻘﻠني ﻣﻦ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺳﺠﻮن اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮين ،وﰲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﻢ ﺗﻄﻬري ﻟﻠﻌﺮض؛ ﺗﻔﻮق اﻟﺤﺰب اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻴﺎ وﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﻋﲆ أﻛﱪ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ،وﰲ ﺗﻔﻮﻗﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﺬوي اﻷﻓﻬﺎم ﻋﲆ ﻗﺪرة اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ ﻋﲆ ﻣﺠﺎراة اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺘﻘﻨﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﺑﻞ واﻟﺘﻔﻮق ﻋﻠﻴﻪ؛ ﺻﻤﺪت اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ﺣﺮب ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ )متﻮز( ٢٠٠٦واﻧﺘﴫت ﻋﲆ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ،ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ زﻟﺰاﻻ ﻋﻨﻴﻔﺎ ﻛﴪ ﺷﻮﻛﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ،وﺣﻄﻢ اﻷﺳﻄﻮرة اﻟﻮﻫﻢ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﻬﺮ ،وأﺣﺪث ﺻﺪﻋﺎ ﺑﻨﻴﻮﻳﺎ ﰲ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين وﴍﺧﺎ وﺟﻮدﻳﺎ ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻪ ﻛام ﰲ ﻋﻘﻮل اﻟﺬﻳﻦ أﺳﺴﻮه ورﻋﻮه وﻳﺴﻬﺮون ﻋﲆ ﻗﻴﺎدﺗﻪ.
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت
إن أﻫﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻨﴫ اﻹﻟﻬﻲ ﰲ ﺣﺮب ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ )متﻮز( ،٢٠٠٦وﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ، ﻫﻲ اﻫﺘﺰاز اﻟﺜﻘﺔ ﰲ اﻟﻜﻴﺎن اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﺑني اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺠﻴﺶ ،وﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﺑني اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،وﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ارﺗﻔﺎع ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺜﻘﺔ ﰲ اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﺧﺼﻮﺻﺎ، واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،ﺑﺨﻴﺎر اﳌﻘﺎوﻣﺔ واﻹميﺎن اﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺑﻘﺪرة اﻹﺳﻼم اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﲆ اﻛﺘﺴﺎح ﻛﻞ ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ،وﻛﴪ ﺷﻮﻛﺔ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﺠﻮر إﺣﻘﺎﻗﺎ ﻟﻠﺤﻖ وﺑﺴﻄﺎ ﳌﺒﺎدئ اﻹﺳﻼم اﻟﻌﺎدﻟﺔ. ﻓﻌﻼ ﻟﻘﺪ » وﱃ زﻣﻦ اﻟﻬﺰاﺋﻢ وﺟﺎء زﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎرات » ﻛام ردد ﺗﻜﺮرا ﺳﻴﺪ اﳌﻘﺎوﻣﺔ .... اﺧﺘﺰﻟﺖ ﻫﺬه اﳌﻘﻮﻟﺔ اﻟﺸﻌﺎر واﻗﻌﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻣﻌﺎﳌﻪ وارﺗﺴﻤﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻓﻌﺎﺷﺖ )وﺳﺘﻌﻴﺶ( ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﺣﲆ ﻟﺤﻈﺎﺗﻬﺎ وأﺑﻬﻰ أﻳﺎﻣﻬﺎ. ﺷﻜﻠﺖ اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌامر ،واﻟﺠﻬﻮزﻳﺔ ﻟﻼﻧﻜﺴﺎر ،واﻟﺸﻌﻮر مبﺮﻛﺐ اﻟﻨﻘﺺ ﺗﺠﺎه اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ أﺧﻄﺮ اﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﻓﺘﻜﺖ ﺑﺠﺴﺪ اﻷﻣﺔ .ﻟﻘﺪ ﻣﴣ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﻣﺮاض اﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ﻋﻘﻮدا ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ وﻫﻲ ﺗﻨﺨﺮ ﺟﺴﺪ اﻷﻣﺔ ،ومل ﺗﻜﻦ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس – ﻋﲆ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄن اﳌﻘﻮﻣﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻷﻣﺔ وﻣﺨﺰوﻧﻬﺎ اﻟﺮوﺣﺎين ﻗﺎدران ﻋﲆ رﻓﻊ اﻟﺘﺤﺪي واﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر؛ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺾ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬه اﻷﻣﺔ رﺟﺎل ﺑﺮرة ﺻﺪﻗﻮا اﻟﻠﻪ ﻓﺼﺪﻗﻬﻢ وﻋﺪه ،ومتﺜﻠﻮا ﻋﻘﻴﺪة وﻓﻜﺮ ﻣﻔﺠﺮ ﺛﻮرة اﳌﺴﻠﻤني واﳌﺴﺘﻀﻌﻔني وﺑﺎين ﻧﻬﻀﺘﻬﻢ ،وﺟﺴﺪوﻫﺎ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻓﺄﺣﺪﺛﻮا زﻟﺰاﻻ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻛﴪ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻷﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌامر، وﻫﺸﻢ ﺟﻬﻮزﻳﺘﻬﺎ ﻟﻼﻧﻜﺴﺎر ،وﺣﻄﻢ ﺷﻌﻮرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﺗﺠﺎه اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ،ورﺳﺦ ﻓﻴﻬﺎ إميﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﻨﻬﻮض ورﻓﻊ اﻟﺘﺤﺪي ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ؛ ﻓﺮﺳﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻸﻣﺔ ﻣﺸﻬﺪا ﺟﺪﻳﺪا دﺧﻠﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﺣﺎﺳﻤﺔ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻣﺔ. اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب :ﺗﻌﻤﻴﻢ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﻖ اﻟﺴﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎين ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﰲ أواﺳﻂ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ،وﺗﻬﻴﺄﺗﻪ اﻷذﻫﺎن ﻟﺘﻘﺒﻞ ﻓﻜﺮة اﻟﻨﻬﻮض واﻟﺼﺤﻮة ،إﱃ إرﻫﺎﺻﺎت وﺗﻔﺎﻋﻼت رواد اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣﺮاﺟﻊ اﻟﺪﻳﻦ ﻃﻮال ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،إﱃ ﺗﻔﺠري ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﻗﺪس ﴎه ،أواﺳﻂ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ،ﻟﺜﻮرة إﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ ﻗﺎﻋﺪة ﺻﻠﺒﺔ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،إﱃ اﻧﺘﺼﺎرات رﺟﺎل اﻟﻠﻪ اﻟﻐﺎﻟﺒﻮن أواﺋﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ....ﺗﺒﻠﻮرت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – مبﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ورﻓﻊ ﻟﻠﻬﻤﻢ – ﰲ أذﻫﺎن اﳌﺴﻠﻤني ،وارﺗﻘﺖ ﻣﻦ درﺟﺔ اﻟﻔﻜﺮ إﱃ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة، ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﰲ إﻳﺮان ،ﻣﻦ اﻟﻘﻮة إﱃ اﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﺘﻌﺎﻧﻖ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن اﻧﺘﺼﺎرات وﺳﻌﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﻔﻀﺎء ﻓﱰﺳﺨﺖ وﺛﺒﺘﺖ ﰲ ﻻﺷﻌﻮر اﻟﻔﺮد اﳌﺴﻠﻢ أﻳﻨام ﻛﺎن .ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻋﺠﻞ ﻇﻠﻢ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﻌﺮب ﻟﺸﻌﻮﺑﻬﻢ ،وﺟﻮرﻫﻢ ،واﻧﺘﻬﺎﻛﻬﻢ اﻟﺤﺮﻣﺎت ،ودوﺳﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﻜﺮاﻣﺎت ....ﰲ اﻟﺤﺴﻢ
31
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
32
اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻊ اﳌﺎﴈ اﻟﺘﻌﻴﺲ – ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎوئ – ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪﻳﻼ ﰲ ﻛﻞ ﻗﻄﺮ ﻣﻦ أﻗﻄﺎر اﻷﻣﺔ. اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﴩﻳﻦ ....ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻤﻴﺰ ﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼم ....ﺗﺎرﻳﺦ ﺳﻴﻜﺘﺒﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺄﺣﺮف ﻣﻦ ﻧﻮر ....ﻟﻘﺪ ﺑﺪأ ﻋﴫ اﻟﺜﻮرات ﰲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ....ﺑﺪأ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ وﻣﺮﺑﻚ ﻟﺪواﺋﺮ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ. ﺧﻄﺖ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺒﺴﺎﻟﺔ واﻗﺘﺪار اﳌﻠﺤﻤﺔ اﻷوﱃ وأﻃﺎﺣﺖ ﺑﺄﻛرث اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻋﻔﻮﻧﺔ ﰲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆمتﺮات وزراء اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮب ﺗﻌﻘﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻷن ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﻘﻤﻌﻲ ﻛﺎن منﻮذﺟﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﻓﺮﺿﺘﻪ ﻋﲆ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻄﻮﻓﺎن اﻟﺠامﻫريي واﻹﻋﺼﺎر اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺬي ﺗﻔﺠﺮ ﰲ ﻛﻞ اﳌﺪن اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ أواﺧﺮ ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٢٠١٠وﺑﺪاﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺟﺎﻧﻔﻲ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين( ٢٠١١ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻊ اﻟﱰدد واﻟﺨﻤﻮل واﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻪ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﻴﺚ أﻓﻀﺖ داﺧﻠﻴﺎ إﱃ اﻧﻬﻴﺎر اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ وﺳﻘﻮط اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮر وﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،أﻣﺎ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻘﺪ أﻋﻄﺖ اﻟﺜﻮرة اﳌﺒﺎرﻛﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﺷﻌﻮب اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻛﺒرية ﻛﴪت ﺟﺪار اﻟﺨﻮف وﻓﺘﺤﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﺒﺎب ﻋﲆ ﻣﴫاﻋﻴﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺛﻮراﺗﻬﺎ اﳌﴩوﻋﺔ .ﻓﺄﻧﺠﺰ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﺛﻮرﺗﻪ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﻴﺒﻲ واﻟﻴﻤﻨﻲ ،واﻧﺨﺮط اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻲ ﰲ ﻣﺴﺎر ﺛﻮري ﺟﻌﻠﻪ ﻗﺎب ﻗﻮﺳني ﻣﻦ ﻗﻄﻒ مثﺎر ﺟﻬﻮده ،ومتﻠﻤﻠﺖ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ....وﺳﻴﻌﺰف ﻛﻞ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﰲ اﻷﻣﺔ ﻧﻔﺲ اﻟﻠﺤﻦ .... ﻟﺤﻦ » اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ »وﻛﴪ اﻟﻘﻴﻮد واﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻻﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ وﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ،وﻻ أﺣﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ إﻳﻘﺎف ﻗﻄﺎر اﻟﺜﻮرات وﻣﻌﺎﻧﺪة ﻣﺴﺎر اﻻﺳﺘﻨﻬﺎض اﻟﺤﻀﺎري وﻣﻐﺎﻟﺒﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻷن اﻟﻘﻮم ﺑﺪءوا ﻳﻐريون ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ،وﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ أن ﻳﻐري ﻣﺎ ﺑﻬﻢ وﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ » :إن اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐري ﻣﺎ ﺑﻘﻮم ﺣﺘﻰ ﻳﻐريوا ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ » )اﻟﺮﻋﺪ .(١١ : اﳌﻴﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻸﻣﺔ أﻧﻬﺎ ﺛﻮرات ﻣﺒﺪﻋﺔ إﺑﺪاع ﺧﺎﻟﺺ ....إﺑﺪاع ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻣﻌﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،وﻳﺤﺘﺠﺐ ﻣﻌﻪ اﻻﺳﺘﻨﺴﺎخ ﻟﻴﻔﺮز ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،واﻧﺠﺎزا ﻣﺴﺘﻘﻼ اﺳﺘﻘﻼﻻ ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﺒﻌﻴﺔ ،وﻣﺘﺤﺮرا ﺗﺤﺮرا ﻛﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .ﻧﻌﻢ ،اﳌﻴﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﺠﺪﻳﺪة أﻧﻬﺎ ﺛﻮرات ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ » ....ﺷﻌﺒﻴﺔ » ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ودﻻﻟﺔ ....مل ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ ﺣﺰب وﻻ ﻫﻴﺌﺔ ،ومل ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﻛﺘﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻻ ﻧﺨﺒﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ،ومل ﺗﻨﺠﺰﻫﺎ ﻓﺌﺔ ﻣﺤﺪدة وﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ....ﺑﻞ ﺧﻄﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﻞ أﻃﻴﺎﻓﻪ ،وﻧﺬر ﻟﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﻞ ﻃﺒﻘﺎﺗﻪ ،وأﻧﺠﺰﺗﻬﺎ ﺣﻨﺎﺟﺮ اﻟﺸﻌﺐ وﻗﺒﻀﺎت أﻳﺪﻳﻪ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ،وآﻫﺎﺗﻪ وأﻧﻔﺎﺳﻪ وﻋﱪاﺗﻪ ....ﻧﻌﻢ ،ﺧﻄﻂ ﻟﻬﺎ وأﻧﺠﺰﻫﺎ اﻟﺸﻌﺐ مبﻨﺄى ﻋﻦ اﻷﺣﺰاب
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت
اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺘﴩﻓﺎﺗﻴﺔ ،واﻟﺠﻤﻌﻴﺎت واﻟﻨﺨﺐ واﻟﻬﻴﺌﺎت ....وﰲ ذﻟﻚ دﻓﻊ ﻟﻜﻞ وﺻﺎﻳﺔ ،واﺣﺒﺎط ﻟﻜﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺣﺘﻮاء .ﻓﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﻛﺐ ﻋﲆ اﻷﺣﺪاث ،وﻳﴪق ﻧﻀﺎل اﻟﺸﻌﺐ ،ﻟﻴﻐري ﻣﺴﺎر اﻟﺜﻮرة ﻧﺤﻮ وﺟﻬﺔ ﴍﻗﻴﺔ أو ﻏﺮﺑﻴﺔ ،ﺳﺘﻌﺼﻒ ﺑﻪ رﻳﺎح اﻟﺜﻮرة وﺳﺘﻠﻘﻲ ﺑﻪ ﰲ ﻣﺰﺑﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﺷﻜﻠﺖ ﺛﻮرات اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب ﺣﻠﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ومتﻈﻬﺮا ﺟﺪﻳﺪا ﻣﻦ متﻈﻬﺮاﺗﻬﺎ ،اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻛﺎﻟﺒﺤﺮ ﰲ ﻣﺪه ﻟﺘﻄﻬﺮ اﻷرض واﻟﻌﺮض ﻣﻦ أﻧﺠﺎس اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ودﻧﺲ اﻻﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ .ﻣﺜﻠﺖ ﺗﺠﺎرب وإرﻫﺎﺻﺎت رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻔﻜﺮ ،وﻣﻮاﻗﻒ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ،ﻗﺪس ﴎه ،واﻧﺘﺼﺎرات ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ....ﺗﺮاﻛامت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺪأت ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﻋﻲ وﻋﻘﻞ اﻟﻔﺮد اﳌﺴﻠﻢ ،وﺻﻴﺎﻏﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﱃ ﻣﻌﻬﺎ زﻣﻦ اﻟﺨﻮف واﻟﻬﺰميﺔ وأﻗﺒﻞ ﻣﻌﻬﺎ زﻣﻦ اﻹميﺎن ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﲆ رﻓﻊ اﻟﺘﺤﺪي واﻻﻧﺘﺼﺎر ﻋﲆ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ، وﻓﺮض اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﺻﻴﻞ .ﻓﺤني ﺗﺤﺮك اﻟﺜﺎﺋﺮ ﰲ ﺷﺎرع اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ،أو ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ،أو ﺑﺒﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰﻳﺔ ﺑﻄﺮاﺑﻠﺲ ،أو ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺼﻨﻌﺎء .... ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺒﻄﻦ ﰲ داﺧﻠﻪ ﻛﻞ اﻻﻧﺠﺎزات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻧﻌﻢ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺜﻮرات ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻼ رأس ﻣﺪﺑﺮ وﻻ ﺟﻬﺔ ﻣﺆﻃﺮة إﻻ أﻧﻨﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧﻘﻮل – ﺑﻜﻞ ﺛﺒﺎت وﺗﺄﻛﺪ – أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮرات إﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز؛ واﻟﺬي ﻳﺸﻜﻚ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺮأي وﻳﻌﺎرض ﻫﺬه اﳌﻘﻮﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﺎ أﻓﻀﺖ إﻟﻴﻪ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﱰاع ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ واﳌﺘﻨﻔﺴﺔ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﻧﺴامت اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ .ﻟﻘﺪ أﻓﻀﺖ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﱰاع إﱃ ﻓﻮز اﻹﺳﻼﻣﻴني وﰲ ذﻟﻚ دﻻﻟﺔ ﻋﲆ أن اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻮﺗﺖ ﻳﻮم اﻻﻗﱰاع ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﱃ اﻟﺸﻮارع ﻣﻨﺘﻔﻀﺔ ﻋﲆ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻈﺎﳌني. ﻣﻌﻮﻗﺎت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ : ﻣﻨﺬ أن ﺑﺪأت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﻠﻤﺲ أوﱃ ﺧﻄﻮاﺗﻬﺎ ،ﴍع اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻳﺨﻄﻂ ﳌﺤﺎﴏﺗﻬﺎ وﻻﺣﺘﻮاء اﻟﻮاﻗﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﳌﺘﺠﺪد ،ﻓﻨﺸﻄﺖ اﳌﻜﺎﺋﺪ اﳌﻌﺪة واﻷﻓﻜﺎر اﳌﻀﺎدة ﻟﺘﻮاﺟﻪ اﻟﻨﻘﻠﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﰲ ﻧﴩ ﺣﺎﻟﺔ راﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ وﰲ دﻓﻊ اﻟﺠامﻫري ﻟﻠﻌﻮدة إﱃ اﻹﺳﻼم. ﻛﻠام اﻛﺘﺴﺤﺖ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻛﻠام اﺑﺘﻜﺮت ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر وﺳﺎﺋﻞ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﺤﺎﴏة .وﻣام أدﺧﻞ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺴﺘريﻳﺔ ﻣﻦ اﻹرﺑﺎك، وأﺳﻘﻂ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﺎ ،وﺑﻌرث ﺑﻮﺻﻠﺘﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﺒﺎﻫﺮة واﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
33
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
34
ﰲ ﺷﺘﻰ اﳌﻴﺎدﻳﻦ ،واﻻﻧﺘﺼﺎرات اﳌﺬﻫﻠﺔ واﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻪ ،واﻟﺼﻌﻮد اﳌﻔﺎﺟﺊ ﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮب واﳌﺴﻠﻤني ﻓﻀﺎﻋﻔﺖ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﻣﻦ ﺿﻐﻄﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺑﻌﺎد اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﺎ وﺿﻊ اﻟﻴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ. ﻛﺎن ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أن ﺗﻘﻒ ،ﻣﻨﺬ أﻳﺎﻣﻬﺎ اﻷوﱃ ،ﰲ وﺟﻪ رﻳﺤني ﻋﺎﺗﻴني وﺗﻮاﺟﻪ ﺧﻄﺮﻳﻦ رﺋﻴﺴﻴني .أوﻟﻬام ميﻜﻦ أن ﻳﺘﻤﺜﻞ مبﻌﺎدﻟﺔ ذات ﺛﻼﺛﺔ اﻷﻃﺮاف ،ﺷﻜﻞ اﳌﻐﱰﺑﻮن ﻣﻦ » ﻣﺜﻘﻔﻲ » و » ﻣﻨﻈﺮي » اﻷﻣﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻌﺎول ﻫﺪم ﺑﻴﺪ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة ،أوﱃ أﻃﺮاﻓﻬﺎ .أﻣﺎ اﻟﻄﺮف اﻟﺜﺎين ﻓﻤﺜﻠﺘﻪ اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻠﺖ )وﺗﺘﺪﺧﻞ( ﺑﺪورﻫﺎ ﻣﺒﺎﴍة ﻓﻄﺎردت ﻛﻞ ﻣﺼﻠﺢ ،وﺣﺎﴏت ﻛﻞ ﺛﺎﺋﺮ ،وﻧﻜﻠﺖ ﺑﻜﻞ ﻣﺠﺎﻫﺪ وﻋﻤﻠﺖ ﺑﻘﻮة ﻋﲆ إﺟﻬﺎض ﻛﻞ ﻓﻜﺮة ﻧﻬﻀﻮﻳﺔ وﻛﻞ ﺟﻬﺪ إﺻﻼﺣﻲ ،ﺑﻞ وﻛﻞ ﺣﻠﻢ أو أﻣﻞ ﰲ اﺳﱰﺟﺎع اﻷﻣﺔ ﳌﻮﻗﻌﻬﺎ اﳌﺘﻘﺪم ﺑني ﺻﻔﻮف ﺣﻀﺎرات اﻟﻌﺎمل ،ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺤﻘﺪ دﻓني ﻟﻺﺳﻼم وﺑﻌﻘﺪة ﻋﺠﺰ اﻟﺰﻣﺎن ﻋﻦ ﺣﻠﻬﺎ ﺑﻞ زادﻫﺎ ﺗﻌﻘﻴﺪا وﺗﻀﺨﻴام .واﻟﻄﺮف اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻬﺬه اﳌﻌﺎدﻟﺔ ﻣﺜﻠﻪ أذﻳﺎل اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ وﺧﺪام اﻟﻈﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻼء وﺧﻮﻧﺔ وﺳﻔﺎﺣني زرﻋﻬﻢ اﻟﻐﺮب ﺟﺮاﺛﻴﻢ ﰲ ﺟﺴﺪ اﻷﻣﺔ وﺣﻜﻤﻬﻢ ،ﺑﻨﻔﻮذه ،ﻋﲆ رﻗﺎب اﻟﻌﺒﺎد وﻗﻠﺪﻫﻢ أﻋﲆ اﳌﻨﺎﺻﺐ ﰲ اﻟﺒﻼد ....ﻧﺼﺒﻬﻢ ﺣﺮاﺳﺎ وﺧﺪاﻣﺎ ﳌﺼﺎﻟﺤﻪ .ﻓﺤﻜﻤﻮا ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ واﻟﻨﺎر ،واﳌﻜﺮ واﻟﻨﻔﺎق واﻟﺪﻫﺎء ،وﻛﺎﻧﻮا ﺳﻴﺎط اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ اﳌﺴﻠﻄﺔ ﻋﲆ ﻇﻬﺮ اﻷﻣﺔ ،ﻓﻨﺠﺤﻮا ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻋﺠﺰ أﺳﻴﺎدﻫﻢ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ. أﻣﺎ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺜﺎين اﳌﺤﺪق ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ ﻓﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺘﺤﺠﺮ واﻟﺴﻄﺤﻴﺔ واﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ....ﺗﺤﺠﺮ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ وﺳﻄﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﺮؤﻳﺔ ورﺟﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﻜﺮ .ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺗﻮارﺛﺘﻬﺎ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻷﻣﺔ متﺴﻜﺖ ﺑﺤﺮﻓﻴﺔ اﻟﻨﺺ ومبﺎ ورﺛﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻔﺴريات وﺗﺄوﻳﻼت ﻋﺘﻴﻘﺔ ،اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺨﻄﺎب ﻣﺎﺿﻮي وﺑﺨﻂ ﻣﺤﺎﻓﻆ ،وﺗﺒﻨﺖ رؤى ﻗﺪميﺔ ﺗﻌﺎرﺿﺖ وﻣﺘﻐريات اﻟﺰﻣﺎن واﳌﻜﺎن ﻓﺄدى ﺑﻬﺎ )اﻟﻔﺌﺔ( ﺧﺼﻮﺻﺎ وﺑﺎﻷﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ إﱃ اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺮﻛﻮد واﻻﻧﻐﻼق واﻟﺘﻘﻮﻗﻊ ﺣﻮل اﻟﺬات ،وإﻗﺼﺎء اﻵﺧﺮ وإﻟﻐﺎء اﳌﺨﺎﻟﻒ ،ورﻓﺾ ﺑﻞ واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ وﻣﺤﺎرﺑﺔ ﻛﻞ ﺗﺠﺪﻳﺪ وﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺻﻼح أو ﺗﻐﻴري ﻣﻬام ﻛﺎن ﻣﺼﺪرﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻫﻮ ﻗﺮن اﻹﺳﻼم : ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ أﻣﺔ اﻹﺳﻼم ﺣﻘﻞ ﺗﺠﺎرب ﻓﻤﻨﺬ أواﺳﻂ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ وﻫﻮ )اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ( ﻳﻄﺮح ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻠﻮ اﻟﻔﻜﺮة ،وﻳﺮﻏﻤﻨﺎ ﻋﲆ ﺗﺒﻨﻰ اﳌﺴﺎر ﺗﻠﻮ اﳌﺴﺎر :ﻃﺮح ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻔﻜﺮ اﳌﺎرﻛﴘ اﻹﻟﺤﺎدي وأﻏﺮﻗﻨﺎ ﰲ ﴏاع اﻟﻴﻤني واﻟﻴﺴﺎر ....وﻣﻦ مل ﻳﻘﺒﻞ اﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ اﳌﺘﺼﻠﺒﺔ اﺳﺘﺪرﺟﻪ إﱃ اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ اﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ وورﻃﻪ ﰲ ﺗﺠﺎذب اﻟﺘﺄﻣﻴﻢ وﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ....وﻣﻦ مل ﻳﺮض ﺑﺎﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ دﻓﻌﻪ إﱃ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮوﺑﺔ ،واﻟﺬﻳﻦ رﻓﻌﻮا ﻟﻮاء اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳌﻌﻮﻗﺎت
وﺗﺤﻤﺴﻮا ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ ﻧﺴﻮا – أو ﺗﻨﺎﺳﻮا – أن اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻟﻠﻌﺮب ﺷﻮﻛﺔ وﺗﻮاﺟﺪا ووﺣﺪة ﻫﻮ اﻹﺳﻼم. دارت اﻟﺪواﺋﺮ وﺳﻘﻄﺖ اﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ ،واﻧﺘﻜﺴﺖ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ،وﺑﺎن زﻳﻒ اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ، واﻓﺘﻀﺤﺖ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،وﺗﻌﺮت ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻻﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ،وﺟﺎءت اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ -ﺑﺜﻮراﺗﻬﺎ ومبﻮاﻗﻔﻬﺎ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ -ﻛﺎﻟﺒﺤﺮ ﰲ ﻣﺪه ﻟﺘﻐﺴﻞ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ أدران اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ واﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ،وﺗﻄﻬﺮ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ أوﺳﺎخ اﻟﻌﻤﻼء واﻟﺨﻮﻧﺔ وﺷﺬاذ اﻵﻓﺎق .ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎ ﻣﻬام ومثﻴﻨﺎ ﺣني أﺳﻘﻄﺖ رؤوس اﻟﻄﻮاﻏﻴﺖ وﻓﻜﻜﺖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪاد ،وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﺑﺂﺧﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻞ أوﻟﻪ. ﻟﻘﺪ ﺟﺮﺑﺖ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻞ اﻟﻮﺻﻔﺎت اﻟﺠﺎﻫﺰة واﳌﻤﻼت ﻣﻦ دواﺋﺮ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ،وﻟﻜﻨﻬﺎ مل ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻜﻮاﺑﻴﺲ اﳌﺮﻋﺒﺔ ،واﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﺤﺪﻗﺔ ،واﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ....ومل ﻳﺒﻖ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺳﻮى اﻟﻌﻮدة إﱃ أﺻﻠﻬﺎ ....مل ﻳﺒﻖ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺳﻮى اﻹﺳﻼم اﻟﻌﻈﻴﻢ ورﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪ .... اﻹﺳﻼم اﳌﻮﻗﻆ ﻟﻠﺸﻌﻮب واﳌﺤﺮك واﳌﺆﻃﺮ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إن ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻫﻮ ﻗﺮن اﻹﺳﻼم ،ﻟﻜﻦ أي إﺳﻼم ؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻴﺲ اﻹﺳﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺠﺎﻣﺪ ،ﻓﺘﻠﻚ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺪﺧﻴﻠﺔ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم مل ﺗﻮرﺛﻨﺎ ﺳﻮى اﻟﺘﺨﻠﻒ واﻟﺘﻘﻬﻘﺮ ،واﻟﺠﻤﻮد واﻟﺮﻛﻮد ،واﻻﺳﺘﻀﻌﺎف؛ وﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ اﻹﺳﻼم اﻟﺪﻣﻮي اﳌﺘﻬﻮر، ﻓﺘﻠﻚ أﻳﻀﺎ ﻧﺴﺨﺔ دﺧﻴﻠﺔ مل ﺗﻠﺼﻖ ﺑﻨﺎ ﺳﻮى اﻟﻌﻨﻒ واﻹرﻫﺎب ،واﻟﻨﺒﺬ واﻹﻗﺼﺎء؛ ﺑﻞ اﻹﺳﻼم اﻟﺬي أﻋﻨﻴﻪ ﻫﻮ اﻹﺳﻼم اﻟﻔﺎﻋﻞ ،اﻟﺤﻲ ،اﻟﻨﺎﺑﺾ ....اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ ....اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﻳﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻄﻮر وﻳﺮﻓﺾ اﻟﺘﻘﻮﻗﻊ ،وﻳﺪﻳﻦ اﻟﻌﻨﻒ ،وﻳﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ وميﻘﺖ اﻟﺮﻛﻮد، وﻳﺮﻓﻊ اﻟﺘﺤﺪي وﻳﺒﻐﺾ اﻟﺨﻤﻮل ،ﻳﻨﺨﺮط ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﺤﺎول ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺣﻞ اﳌﺸﻜﻼت وﻣﺠﺎراة اﳌﺴﺘﺠﺪات .... ﻋﻠﻴﻨﺎ إذن أن ﻧﺨﺮج اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻟﻺﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي ﻣﻦ ﻛﻬﻒ اﻹﻧﺤﻄﺎﻃﺎت وﻣﺴﺘﻨﻘﻊ اﳌﻐﺎﻟﻄﺎت ،وﻧﺮدﻫﺎ ﻣﻦ ﻏﺮﺑﺘﻬﺎ ،وﻧﺮﺟﻊ اﻹﺳﻼم إﱃ اﻟﺤﻴﺎة ﻏﻀﺎ ﺻﺎﻓﻴﺎ ،ﻣﱪﺋﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ وﻣﻄﻬﺮا ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺲ؛ ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺪس ﴎه اﻟﴩﻳﻒ » :ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﻣﻌﺎﻗﻞ اﻟﺠﻬﻞ واﻟﺨﺮاﻓﺔ ﻟيك ﻧﺮد اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ ﻧﺒﻌﺎ زﻻﻻ ﻛام ﻛﺎن .إن اﻹﺳﻼم ﻏﺮﻳﺐ أﻳﻨام ﻏﺮﺑﺔ ﰲ ﻋﺎمل اﻟﻴﻮم وإن رده ﻣﻦ ﻏﺮﺑﺘﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻀﺤﻴﺔ ،واﻟﻠﻪ أﺳﺄل أن أﻛﻮن أﺣﺪ ﻫﺆﻻء اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ » ).(٦ : : ( ٦ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻮر ،ج ،٢٠ص١٧١ - ١٧٠؛ راﺟﻊ ﻛﺬﻟﻚ » ﺑﻴﻢ ﻣﻮج ،اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﰲ إﻳﺮان :ﻣﺨﺎوف وآﻣﺎل« ،ص ٣٤ - ٣٣؛ د. ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎمتﻲ ،دار اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﺑريوت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )١٩٩٩
35
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
36
واﻹﺳﻼم ﰲ ﺟﻮﻫﺮه ﻣﴩوع ﺣﻀﺎري ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ،ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻪ ﰲ أرض اﻟﻠﻪ » وإذ ﻗﺎل رﺑﻚ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ إين ﺟﺎﻋﻞ ﰲ اﻷرض ﺧﻠﻴﻔﺔ (٧) «.ﻋﱪ إﻋامر اﻷرض إﻋامرا ﻳﻨﺴﺠﻢ واﻟﺨﻂ اﻟﺮﺑﺎين .وﻗﺪ ﻗﺪم اﻹﺳﻼم اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻜﻞ اﳌﺸﻜﻼت ،وﻃﺮح اﻟﺒﺪاﺋﻞ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﳌﻌﻀﻼت. إن ﻣﺠﺮد اﻻدﻋﺎء ﺑﺄن اﻟﺼﺤﻮة إﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻨﺒﺖ واﳌﴩب ،وﺑﺄن اﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﻟﺤﻞ ،وﺑﺄﻧﻪ اﻷﻓﻀﻞ ﻋﲆ ﻛﻞ اﻷﻃﺮوﺣﺎت اﻷﺧﺮى ،واﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ،ﻻ ﻳﺤﻞ اﳌﺸﻜﻞ وﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني .ﻟﺬﻟﻚ وﺟﺐ ﻋﲆ رواد اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺷﺘﻰ اﳌﻴﺎدﻳﻦ واﳌﺠﺎﻻت ﺣﺘﻰ ﺗﱪﻫﻦ اﻟﺼﺤﻮة ﻋﲆ ﻗﺪرة اﻹﺳﻼم ﻋﲆ ﺣﻞ اﳌﺸﻜﻼت وﺗﺠﺎوز اﻟﻌﻀﻼت ،وﺟﺪارﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﻄﺮوﺣﺎت اﻟﺪﺧﻴﻠﺔ. ﻋﲆ رواد اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺜﺎﺑﺮة ،واﻟﻜﺪ ،واﻟﺠﺪ واﻹﺧﻼص ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ، واﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﻟﻨﻔﺲ ،وﻗﻄﻊ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ اﻟﺨﺼﻢ وﺳﺒﻘﻬﺎ، ﻣﺎدﻣﻨﺎ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ذﻟﻚ؛ ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺪس ﴎه اﻟﴩﻳﻒ » :إذا وﺟﺪت ذاﺗﻚ وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻴﺄس ،ومل ﺗﺘﻄﻠﻊ إﱃ ﻏريك ،ﻓﺴﺘﻮاﺗﻴﻚ اﻟﻘﺪرة مبﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻋﲆ أي ﻋﻤﻞ ،وﻋﲆ أن ﺗﺼﻨﻊ ﻛﻞ ﳾء .إن ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻨﻚ ،ﺳﻮف ﺗﺤﻘﻘﻪ أﻧﺖ أﻳﻀﺎ ،ﺑﴩط اﻻﺗﻜﺎل ﻋﲆ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،واﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﻟﻨﻔﺲ ،وﻗﻄﻊ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ، وﺗﺤﻤﻞ اﻟﺼﻌﺎب ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺣﻴﺎة ﴍﻳﻔﺔ ،واﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ اﻷﺟﺎﻧﺐ » ).(٨
: () ٧اﻟﺒﻘﺮة ٣٠ : : : ( ٨ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻮر ،ج ،٢١ص ،١٨١راﺟﻊ ﻛﺬﻟﻚ اﳌﺼﺪر اﻷﺳﺒﻖ )
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺆﴍات اﻷﺻﺎﻟﺔ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﺑﻘﺎء واﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺆﴍات اﻷﺻﺎﻟﺔ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﺑﻘﺎء واﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣريﺗﺒﺎر
38
ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻘﻴﺪة ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻛﻞ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ. ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﺟﻮﻫﺮة ﻏري ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ؛ اﻇﻬﺮت اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗ ُﺮى ﻋﲆ اﻧﻬﺎ اﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ واﺣﺪ او ﺷﻌﺐ او ﻗﻮﻣﻴﺔ او ﻋﺮق او ارض ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ . ﰲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﺑﻼ ﺷﻚ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﻟﺬ وﻻ اﺣﲆ وﻻ اﻛرث ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﻣﻦ زﺣﻒ ورﺟﻮع اﳌﺴﻠﻤني ﺛﺎﻧﻴﺔ اﱃ اﻻﺳﻼم ﰲ ﻛﻞ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﻻﻧﻬﺎ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﻓﺼﻼ ﺟﺪﻳﺪا و ﻣﺆﺛﺮا ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻫﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط و ﺻﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﻘﺒﻞ واﻟﺜﻮرة .ﺷﺤﺬ اﻟﻬﻤﻢ و اﻟﺨﱪات واﳌﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺰﺣﻒ اﻟﻌﻈﻴﻢ .اﻛرث اﻟﻄﺮق ﺗﺎﺛريا ً ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺟﺬور اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻫﻲ اﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﰲ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ واﳌﺆﴍات واﻟﺼﻔﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮة .اﻟﺘﻤﺤﺺ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺆﴍات ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﻮاﻫﺮ اﺧﺮى .اﻟﺠﻮﻫﺮة اﻻﺻﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﻫﻲ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﻓﻘﺪان اﻟﻌﺪاﻟﺔ ,اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ,اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﺒﺪع اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺮﺟﻮع اﱃ اﻻﺻﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ واﻟﺴﻮي ﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ .ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ اﺧﺬت ﰲ اﻋﺘﺒﺎراﺗﻬﺎ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﰲ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﺛﺮت ﺑﺤﺴﺐ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ وﺗﻜﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﰲ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﺎ . ﺣﺎﴐ ﻋﺠﻴﺐ ! اﻟﺤﺎﴐ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﺎمل ﺗﺼﻞ اﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﲇء ﺑﺎﳌﺼﺎﻋﺐ. أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﻌﺎمل ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ .ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ,اﻟﻜﺜريون اﻣﺜﺎل ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ﻓﻮﻛﻮﻳﺎﻣﺎ ادﻋﻮا ان ﻋﴫ اﻟﺜﻮرات ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ و اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻨﻬﺎيئ ﻟﻠﻘﻴﺎدة ,اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻻﻳﻮاﺟﻬﻪ اي ﺗﻐﻴري وﻗﺪ ﻣﴣ ﻋﴩون ﻋﺎﻣﺎً ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﻌﴫ .اﻣﺎ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﰲ ّ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﺬي دﻣﺞ اﻟﻌﺎمل اﻟﻐﺮيب ﰲ إﻋﺼﺎر ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ واﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻳﻀﺎً ﺗﺴﻌﻰ اﱃ ﺗﻄﻮﻳﻖ آراء اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,اﻟﻘﻤﻊ اﳌﺒﺎﴍ ﻟﻠﺜﻮرﻳني واﻟﻨﺨﺐ واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻻﺳﻼﻣﻴني وﻋﲆ اﻻﺧﺺ اﻟﻌﻠامء اﻟﺪﻳﻨﻴني واﺧﺘﻼق ﻣﺸﻜﻼت ﻏري واﻗﻌﻴﺔ ﰲ اﺗﻬﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول وﻟﻴﻔﺸﻠﻮا اﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ,ﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻻﺑﺮز ﰲ ﻓﻜﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ اﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻏريه ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة ﺑﺨﻄﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻛﻮﻧﻪ ﺣﺎﻣﻞ راﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة . ﺑﻴﺎن رﺳﻤﻲ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺧﻼﺻﺔ اﻟﺨﱪات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻟﺸﺨﺼﻪ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﱪات اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻘﺎدة اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻫﻢ ﺑﺪورﻫﻢ اﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻫﺎ ﺑﺘﻤﻌﻦ وﺷﻐﻒ واﻟﻜﺜريون اﻋﺘﱪوه ﻗﺎﺋﺪا ً ﻟﻠﺜﻮرات واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺆﺧﺮا ً. ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﺻﺪد ﺗﺒﻴني و ﺗﻮﺿﻴﺢ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ واﳌﺆﴍات اﳌﻨﺪرﺟﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .وﻣﻊ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﰲ اﳌﻼﺣﻈﺎت اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺤﴬة اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ و ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ,ﺗﺤﻠﻴﻼت ﻋﲆ ﺧﻂ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﻋﲆ أﻣﻞ أﻻ ﻳﺤﺮﻣﻨﺎ اﻟﻘﺮاء اﻷﻋﺰاء واﳌﺜﻘﻔني ﻣﻦ آراﺋﻬﻢ واﻧﺘﻘﺎداﺗﻬﻢ . اﳌﺆﴍات اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ورﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻻﺳﻼم وﱄ اﻣﺮ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﰲ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ اﻻﺷﺎرة اﱃ أﺻﻮل اﻟﺜﻮرات اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻳﻘﻮل «:رﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻻﺳﻼم اﻟﺬي ﻫﻮ ﻋﻘﻴﺪة ﻋﻤﻴﻘﺔ وﺗﻌﻠﻖ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻠﻨﺎس واﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻻﻣﻦ اﻟﻨﻔﴘ و اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻘﺪم واﻻزدﻫﺎر اﻟﺬي ﻻ ميﻜﻦ ان ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ« ١ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة ﺗﺸﻜﻞ ﻋﴫ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻟﺴﻴﺎﳼ .وﺑﻌﺪه اﻟﺪول اﻟﻐري اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺮرة ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ و اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ .ﺣﻴﺚ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﲆ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ وﻇﻬﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﻓﺮوع اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ,ﻫﺬه اﻟﺪول ﻣﻦ ﻓﱰة ﻗﺼرية ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴني واﳌﺨﺎﻟﻔني ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ. اﻟﱪوﻓﺴﻮر ﻓﻮرن ,اﻻﺳﺘﺎذ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘامع ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﻧﺘﺎﺑﺎرﺑﺎرا ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺆﻟﻔﺎت اﻟﺒﺎرزة ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ .ﻫﻮ ﻳﺪرس اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرات ﰲ ﻇﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ .وﺑﺮأﻳﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻬﺎ دور ﻣﻌﻘﺪ وﻣﻬﻢ ﰲ اﻳﺠﺎد اﻟﺜﻮرة و ﺗﺒﻌﺎﺗﻬﺎ .ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أن ﺗﺆﻣﻦ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﳌﻌﺘﻘﺪات ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس و ذاﻛﺮﺗﻬﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ .ﻫﺬه اﳌﻌﺘﻘﺪات واﻟﺬﻛﺮاﻳﺎت ﺗﺸﻤﻞ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ اﻟﻌﻴﺶ اﳌﺸﱰك ٢ اﻟﺮاﺋﺞ ﰲ ﺗﺠﺎرب ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس. ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﺸري إﱃ رﻣﻮز وﺣﺪود ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ,أﻣﺎ اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً ﻫﻲ ١ﺧﻄﺎب اﻟﻘﺎﺋﺪ ,ﻣﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠ش ٢ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺜﻮرات ,ص .٢٧٣
39
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
40
اﻷﻛرث ﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ . ﻫﺬا اﻟﻌﻨﴫ اﳌﺆﺛﺮ ﰲ ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﺳﻤﻪ »اﻻﺳﻼم«. ﻫﻮ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﰲ رأي اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜني اﻟﻐﺮب كﻫﺎﻧﺘﯿﻨﮕﺘﻮن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻳﺠﺎد ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺟﺪﻳﺪا ًﰲ ﻋﺎمل اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ .اﻹﺳﻼم ﻫﻮ دامئﺎً اﻟﻮﺟﻪ اﻷﺧﻼﻗﻲ و اﻟﺴﻴﺎﳼ و اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑني اﻟﺪﻳﻦ و اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ,دور اﻟﻨﺴﺎء ,ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﺸﺒﺎب ,ﺗﻌﻴني اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت , اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺟﺎﻧﺐ وﻏريﻫﺎ ..... ﺗﺘﻘﺪم ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼم ﻣﻊ ﺗﺴﺎرع ﰲ اﳌﺆﴍاﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻌﺎﳌﻲ وﺗﻀﺎؤل اﻟﻐﺮب اﻟﻨﺴﺒﻲ, واﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﺴﻜﺎين ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻮﳌﺔ ﻟﻬﺎ دور ﻫﺎم ﰲ ﺳﺤﻖ ﻣﻮازﻳني اﻟﻘﻮة ﺑني اﻻﺳﻼم واﻟﻐﺮب ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺟﺪﻳﺪا ًواﻋﺪا ً ﻟﻴﻌﻴﺪ إﺣﻴﺎء اﻻﺳﻼم ﰲ اﻟﻌﺎمل . ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻜﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﻄﻮرات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺻﻌﻮد ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ ﰲ ﺷامل اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ومتﻮﺿﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪول ﺳﻴﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻓﺼﻼً ﺟﺪﻳﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﻞ واﻟﺘﻘﻴﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻳﻮاﺟﻪ اﻻﻧﺴﺎن اﳌﻌﺎﴏ .ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ اﻻﺳﻼم ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان دﻳﻦ اﻟﻬﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻨﻲ آدم ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﻟﺪة ﻟﻠﻌﻴﺶ .وﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﺧﺮى اﳌﻨﺘﺞ اﻟﻔﻜﺮي ﻟﻼﻧﺴﺎن اﻟﻐﺮيب أي اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أن اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻋﴫ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺰي اﻟﻌﺴﻜﺮي وﻣﻊ ﻗﻠﺔ اﳌﺎل واﻟﻌﺘﺎد وﻟﻜﻦ ﺑﻔﻀﻞ اﻹميﺎن ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻻﻟﻬﻴﺔ اﺻﺒﺤﻮا ﻣﻦ اﻓﻀﻞ اﻷﻣﻢ .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺻﺎروا ﻣﺘﻔﻮﻗني ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﺻﺒﺤﻮا ﻣﺤﱰﻣني وﻣﺒﺠﻠني ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ ودﺧﻠﺖ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﰲ اﻟﻘﻠﻮب .وﰲ ﻫﺬه اﻟﻮﺟﻬﺔ ﻓﺈن ﻛﻠﻤﺔ اﳌﺴﻠﻤني ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻻوﱃ واﻻﺧرية .وﻳﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ اﻣرياﳌﺆﻣﻨني ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ٣ ﺑﻘﻮﻟﻪ ":وﻛﺎﻧﺖ اﻣﻮر اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺗﺮد و ﻋﻨﻜﻢ ﺗﺼﺪر و اﻟﻴﻜﻢ ﺗﺮﺟﻊ " وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﺰة واﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﻘﺪت ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎً ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪم اﻻﻟﺘﺰام وﻧﻘﺾ اﻟﻌﻬﻮد اﻻﻟﻬﻴﺔ و اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺴاموﻳﺔ و اﻻﻧﺤﺮاف ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻘﻴﻢ اﳌﺎدﻳﺔ ,واﻟﻘﻮﻣﻴﺎت واﻷﺣﺰاب واﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ .ﻓﻔﻘﺪوا اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ وﻓﺘﺤﻮا أﺑﻮاب ﺗﺴﻠﻂ اﻷﺟﺎﻧﺐ و ﻗﺪ ذﻫﺒﻮا ﺑﻬﺬا ﺣﺘﻰ ﺻﺎر اﻷﺟﺎﻧﺐ ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻣﺎ ﻳﺸﺎؤون ﰲ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻟﻘﺪ اﺻﺒﺤﻮا ﻳﺘﴫﻓﻮن ﰲ اﻟﺒﻼد اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻗﺪ دﺧﻠﻮا ﺑﻴﻮت وأﻛﻮاخ اﳌﺴﻠﻤني وﺑﺪؤوا ﻳﻨﺘﺰﻋﻮن اﻻﺳﻼم ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وﺑﺘﻌﺒري ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻣﺎم ﻋﲇ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم «:ﻓﻤﻜﻨﺘﻢ اﻟﻈﻠﻤﺔ ٤ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻜﻢ وأﻟﻘﻴﺘﻢ إﻟﻴﻬﻢ أزﻣﺘﻜﻢ واﺳﻠﻤﺘﻢ اﻣﻮر اﻟﻠﻪ ﰲ أﻳﺪﻳﻬﻢ« ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﺳﺎﺳﻴﺔ وﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺄﻣني اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ٣ﻧﻬﺞ اﻟﺒﻼﻏﺔ ﺷﻬﻴﺪي ٩٩ , ٤ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺤﺮر اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻨﻮراﻧﻴﺔ واﻟﺘﺤﺮرﻳﺔ ﰲ اﻻﺳﻼم. وﰲ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻳﻘﻮل اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ره( «:ﻟﻮ أن اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮب ,اﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻻﺳﻼم و وﺿﻌﺖ ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﺎ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﻨﻮراﻧﻴﺔ و اﻟﺘﺤﺮرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﳌﺎ وﻗﻌﺖ اﻟﻴﻮم أﺳرية اﻟﻐﺰاة اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ وﻻ ﻣﺮﻋﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺢ اﻻﻣﺮﻳيك ٥ وﻻ ﻣﻘﻬﻮرة اﻹرادة اﳌﺼﻄﻨﻌﺔ واﻟﺤﻴﻞ اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ « اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺒﺎرزة ﳌﺆﻳﺪي اﻻﺳﻼم ﺛﺒﺘﺖ ﰲ رﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻻﺳﻼم ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﴫﻳﺔ اﻻﺧرية ﻷن ٤٠٪ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﺳﻼﻣﻴﻮن ,وﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺸﻌﺐ ﺳﺠﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻣﺎم ﻋني اﻟﻨﺎس ﺳﺠﺪة ﺷﻜﺮ وأﻋﻠﻦ أن اﻻﺳﻼم ﻫﻮ أﺳﺎس ﺛﻮرﺗﻬﻢ . أﺣﺪ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻫﻮ ﺣﺮﻳﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻣﺤﺮﻣﻮن ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺮﺟﺎل ﺣﺮﻣﻮا ﻣﻦ اﻟﺘﺤﲇ ﺑﺎﻟﺸﻴﻢ واﻷﺧﻼق واﻟﻨﺴﺎء ﺣﺮﻣﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎب ,وﻗﺪ أﺛﺎروا اﻟﺨﻮف ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ .وﻫﺬا ﻳﺪل ﻋﲆ أن ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻫﻲ ﺻﺤﻮة اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . وﰲ ﺗﴫﻳﺢ ﺣﻜﻴﻢ ﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة ,ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﻮب ﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ,ﻗﺎل» :ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺄﺧﺮ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﻮب وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺜﺒﺎت واﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ؛ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺪاق ﻛام ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ » :امل ﺗ َﺮ ﻛﻴﻒ ﴐب اﻟﻠﻪ ﻣﺜﻼً ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻛﺸﺠﺮة ﻃﻴﺒﺔ أﺻﻠﻬﺎ ٦ ﺛﺎﺑﺖ وﻓﺮﻋﻬﺎ ﰲ اﻟﺴامء ﺗﺆىت أﻛﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﺣني ﺑﺄذن رﺑﻬﺎ «. 41
ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﻬﺎد واﻟﺸﻬﺎدة اﻋﺘﱪت اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان أن اﻟﺠﻬﺎد و اﻟﺸﻬﺎدة و اﻻﻳﺜﺎر ﻫﻲ ﻣﻦ اﻻﺻﻮل اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ وﺑﻌﺒﺎر ٍة اﺧﺮى اﻷﺻﻮل ﻛﺎﻟﺸﻬﺎدة واﻟﺠﻬﺎد واﻟﻔﺪاء اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ رﻣﻮز ﻟﻠﺜﻮرﻳني اﻟﺸﻴﻌﺔ وﺷﻌﺎرا ً ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,اﻋﺘﱪوﻫﺎ ﻣﻦ اﻻﺻﻮل اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻀﺎل . ﺑﻼ ﺷﻚ إن ﻛﻞ اﳌﺆاﻣﺮات اﻟﺘﻲ ﺣﻴﻜﺖ ﻟﻠﺸﻌﻮب وأﺻﺒﺤﺖ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﻼ ﺗﺄﺛري ﻋﻨﺪ وﺟﻮد اﻻﺳﺘﺸﻬﺎدﻳني وﻋﺮف اﳌﺴﻠﻤﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻫﺬا اﻟﺮﻣﺰ ﻟﻠﻨﴫ واﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻨﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺆاﻣﺮات اﻟﻌﺪو . ﻫﺮش ,اﳌﺤﻠﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ ﺣﺮب اﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻊ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻘﻮل» :ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻛﻞ اﻻﴎاﺋﻴﻠﻴﻮن ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﻛﻞ اﻷﻣﻮر ﺗﺤﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﺸﻮﻧﺔ وﻟﻜﻦ اﻵن ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻘﺎﻓﺔ ٥ﻓﻠﺴﻄني واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﺧﻄﺎب اﻻﻣﺎم ٢٤ , ٦ﺳﻮرة اﺑﺮاﻫﻴﻢ ,اﻵﻳﺔ ٢٤
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
42
اﻟﺸﻬﺎدة ﺗﻐري ﻛﻞ ﳾء وﻫﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ إﺧﺎﻓﺔ ﻋﺸﺎق اﻟﺸﻬﺎدة »٧ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻮﺟﻮد ﺣﻴﺎة اﻓﻀﻞ وازدﻫﺎر اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺜﺒﺎت واﻟﻨﴫ .ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة ﺗﺮى ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻻﺧرية .ﻷن اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺣﻲ وﻫﻮ ﻳﻨري دروب اﻫﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ .واﻟﺘﺬﻛري ﺑﻬﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﴐوري؛ ﻫﻮ إن اﻟﺸﻬﺪاء ﻟﻬﻢ ﺣﻴﺎة اﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤني ﻋﲆ اﻟﺠﻬﺎد أﻇﻬﺮ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ اﻟﻨﴫ ﰲ اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻓﻔﻲ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺤﻴﺎة أﻓﻀﻞ وازدﻫﺎر اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻫﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ ﰲ اﻟﺜﺒﺎت واﻟﻨﴫ ٨وﻳﻘﻮل اﻻﺳﺘﺎذ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﻄﻬﺮي «:ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ اﻟﺸﻬﻴﺪ ؟ .....ﺗﺘﺤﻮل ﻛﻞ ﻗﻄﺮة ﻣﻦ دم اﻟﺸﻬﻴﺪ إﱃ ﻣﺌﺎت اﻟﻘﻄﺮات وإﱃ آﻻف اﻟﻘﻄﺮات ﺑﻞ ﺗﺘﺤﻮل اﱃ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ اﻟﺪم وﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﺮوق اﳌﺠﺘﻤﻊ .اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻫﻮ ﻣﻠﺤﻤﺔ وأﻛﱪ ﺻﻔﺎت اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻫﻲ اﳌﻠﺤﻤﻴﺔ .وﰲ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ اﳌﻠﺤﻤﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﳌﻠﺤﻤﺔ اﻻﻟﻬﻴﺔ ﻓﻤﻦ أﻛﱪ ﺻﻔﺎت اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻫﻮ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﳌﻠﺤﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. وﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻻﺳﻼم دامئﺎ ﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻷﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ دامئﺔ ﻟﺨﻠﻖ اﳌﻠﺤﻤﺔ .اﳌﻼﺣﻢ اﳌﺘﺠﺪدة و اﻹﺑﺪاﻋﺎت اﳌﺘﺠﺪدة ٩«.ﻧﺠﺪ أن اﻟﺸﻬﺎدة اﻛﺘﺴﺒﺖ ﻗﺪاﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺪاء اﻟﻮاﻋﻲ ١٠ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺪف ﻣﻘﺪس. دم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻟﻪ آﺛﺎر ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺴﻌﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﻧﻘﺎذ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﺈن دﻣﻪ أﻳﻀﺎً ﻳﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺪاﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻛﱪ وﻳﺴريون ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ .دم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﲆ ﻛﻞ اﻻﺣﻮال ﻣﺆﺛﺮ ورمبﺎ ﻳﻜﻮن أﺛﺮه ﻏري ﻣﺒﺎﴍ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ أن منﻨﻊ ﺗﺄﺛري دم اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻪ .وﻗﺪ ذﻛﺮ ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺸري ﺑﺎﻟﺸﻬﻴﺪ , ١١ﻳﺪل ﻋﲆ أن اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺸﻬﺎده ﻛام ﻗﺒﻠﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﻘﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻜﻮن ﻻ ﻣﺒﺎﱄ ﻷن اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﻀ ٍﺢ وﺑﻬﺬه اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ رﺣﻞ اﱃ اﻟﻌﺎمل اﻵﺧﺮ .ﻟﻠﺸﻬﻴﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧني اﻷول ﻧﻔﴘ واﻵﺧﺮ ﻧﺴﺒﻲ ؛ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻨﻔﴘ ﻫﻮ أن اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺣﻲ ﻳﺮزق ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻫﻮ ١٢ اﻳﺠﺎد ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻬﺎدة وﺗﻮﺳﻴﻌﻬﺎ ﰲ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻻﺣﻜﺎم اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ أن أدﺧﻞ أﺑﻨﺎء ﻓﻠﺴﻄني ﻛﻠﻤﺔ »اﻻﺳﺘﺸﻬﺎدﻳﺔ« إﱃ ﻣﻌﺠﻤﻬﻢ .ﻓﺈن اﳌﺘﺨﺼﺼني واﻟﺨﱪاء اﻻﴎاﺋﻴﻠني ﺑﺪؤوا ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺧﻮف واﺿﻄﺮاب .اﻟﺸﻬﻴﺪ اﳌﻬﻨﺪس ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻴﺎش ٧ﻣﺼﺎﻟﺢ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ ﺣﺮب اﴎاﺋﻴﻞ ,ص ١٧ ٨ﺗﻔﺴري ﺗﺴﻨﻴﻢ ,ج , ٧ص ٦٠٣و ٦٠٦ ٩ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻋامل ,ج , ٢٤ص ٤٦٢و ٤٦٣ ١٠ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر ,ص ٤٥٠ ١١آل ﻋﻤﺮان ١٧٠ , ١٢ﺗﻔﺴري ﺗﺴﻨﻴﻢ ,ج , ١٦ص ٢٨٥ - ٢٧٧
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺪأ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﺳﺘﺸﻬﺎدﻳﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني .اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي رأى أن ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ وﺗﺤﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄني ﰲ ﻓﺪاﺋﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ .وﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺟﺪﻳﺪا ً اﻣﺎم اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ١٣ ﻓﺈن ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺳﺘﺆدي اﱃ ﺣﺮﻳﺔ وﻧﺠﺎة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ. إن ﻣﴫ واﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷوﺿﺎع اﻟﺮدﻳﺌﺔ واﳌﺬﻟﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ إﻻ ﰲ ﺣﺎل اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ادﻏﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﺪﻳﻦ .اﻟﺸﻬﺎدة ﰲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﺠﺎﺋﺮ ﻋﲆ ﺣﺴﺐ ﺣﺪﻳﺚ ﴏﻳﺢ ﻣﻦ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻟﻴﺴﺖ أﻗﻞ ﺷﺄﻧﺎً ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺎدة ﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻘﺘﺎل وإمنﺎ أﻫﻢ وأﻓﻀﻞ ,ﻷن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﻫﻲ أﻛرث أﻫﻤﻴﺔ ﻟﻀامن اﻻﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني وأﻫﻢ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻘﺘﺎل . اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻌﺰة واﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻻﺧرية ﰲ ﻣﴫ ,ﺗﻮﻧﺲ ,ﻟﻴﺒﻴﺎ وﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ واﻟﻴﻤﻦ أﻧﻬﺖ اﻟﺘﺤﻘري اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻤﻦ اﻟﺨﻄﺄ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك أي اﺗﺼﺎل ﻟﻬﺬه اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ اﻻرادة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﻐﺮب. واﻟﺒﻌﺾ ﻳﺒﺤﺚ ﰲ أن ﺟﺬور اﻟﺜﻮرة اﳌﴫﻳﺔ ﺗﻌﻮد إﱃ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣني وﺿﻤﻦ ﺧﻄﺎب ﻟﺒﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﰲ اﻷزﻫﺮ,وﻫﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب ﻫﻮ اﻟﻨﻮاة اﻟﺘﻲ ﻓﺠﺮت ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ,ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺧﻄﺎب اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ ﰲ ﺣﺮب اﻷﺛﻨني واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﰲ ﻏﺰة ﺣﻴﺚ أﻧﻪ اﻟﻘﻰ ﺑﺎﻟﻠﻮم اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ﻣام أﺛﺮ وﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪي ﻋﲆ أﻓﻜﺎر اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي وﺣﻔﺬت ﻟﺪﻳﻪ اﻻﺣﺴﺎس واﻟﺸﻌﻮر اﻟﺜﻮري ﺿﺪ ﻗﻮة اﻹﺳﺘﻜﺒﺎر واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ,وﻟﻜﻦ اﻟﻴﻘني ﻫﻮ أن اﻟﺼﺤﻮة ﻧﺸﺄة ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي . اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﺎﻃﻊ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان مل ﻳﺠﻠﺐ اﻟﻌ ّﺰة ﻟﻺﻳﺮاﻧﻴني ﻓﻘﻂ وإمنﺎ ﻛﺎن منﻮذﺟﺎً ﻋﻈﻴ ًﻢ ﺗﺤﺘﺬي ﺑﻪ ﻛﻞ ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ,ﺣﻴﺚ أﻧﻬﻢ ﻳﺸﻬﺪون ﻗﺪرة اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻛﻞ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ . ﺣﻀﻮر اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻤﻨﺬ ﻋﺎم مل ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻟﻴﺘﺼﻮر أن ﻣﻦ ﺑني اﻟﺮﻣﺎل اﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ أو ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ميﻜﻦ أن ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ ﻧﺎر اﻟﺜﻮرة وأن ﺗﻠﺘﻬﻢ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ واﻟﻘﻤﻌﻴﺔ .وﻟﻜﻦ
١٣ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻت ﻣﺆمتﺮ اﻻﻣﺎم اﻟﺤﺴني )ع( ,ص ٢٦٥
43
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
44
ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﺷﻬﻮر ﻳﺄيت ﺷﺒﺢ اﻟﺜﻮرة ﺣﻴﺚ ﻳﺴري ﺗﺎر ًة ﺑﺒﻂء وﺗﺎر ًة ﺑﴪﻋﺔ ﺑني دول اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﻴﺰﻟﺰل ﻗﺼﻮر اﻻﺳﺘﺒﺪاد وﻳﻌﺮف اﻟﺸﻌﻮب اﳌﻘﻬﻮرة واﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﻣﺮ ًة اﺧﺮى ﻋﲆ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﻧﺴﺎن اﻟﺴﻴﺎﳼ واﳌﺪين ودوره ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ . ﰲ اﳌﻌﺎرف اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻟﺪى اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وآﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ وﱄ اﻣﺮ اﳌﺴﻠﻤني أن اﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ اﻷﺳﺎس ﰲ ﴍﻋﻴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺗﻢ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺮارا ً وﺗﻜﺮارا ً ﻋﲆ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع إن اﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار ,ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﻳﻘﻮل «:ﺑﺮأﻳﻲ أﻫﻢ ﻋﻨﴫ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﻫﻮ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻌﻤﻞ وﻣﻴﺎدﻳﻦ اﳌﻮاﺟﻬﺔ واﻟﺠﻬﺎد ,ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻗﻠﺒﻬﻢ وارادﺗﻬﻢ واميﺎﻧﻬﻢ وامنﺎ ﺑﺄﺟﺴﺎﻣﻬﻢ أﻳﻀﺎً ,ﻓﻴﻮﺟﺪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑني ١٤ ﻫﻜﺬا ﺣﻀﻮر وﺑني أن ﺗﻘﻮم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أو ﻓﺌﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈرادة اﻟﺸﻌﺐ« أول ﺧﺎﺻﻴﺔ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻫﻮ ﻧﺰول ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ إﱃ اﻟﺴﺎﺣﺎت مبﺨﺘﻠﻒ ﻗﺸﻮره وﻓﺌﺎﺗﻪ . وﰲ ﻫﺬا اﻟﻮﺳﻂ ﻓﺈن اﻟﺪور اﳌﻤﺘﺎز ﻟﻠﻨﺴﺎء واﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب مل ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ .اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﴬ إﱃ اﻟﺸﻮارع ﺑﺪون أي ﺳﻼح وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ وﻣﺼﻤﻤني وﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ واﺿﺤﺔ وﻫﻲ »إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم « ﺑﺪأ ﻛﻞ ﳽء ﻣﻦ دور اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﴘ ﻓﺈن اﺣﺮاق اﻟﺸﺎب اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻃﺎرق اﻟﻄﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻮﻋﺰﻳﺰي ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻦ ﻋﺮوس ﺣﻴﺚ أﻧﻪ اﺳﺘﺸﺎط ﻏﻀﺒﺎً ﻣﻦ ﺗﺤﻘري وﴐب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺣﺪ أﻓﺮاد اﻟﴩﻃﺔ ﻟﻪ وﺑﺠﺮم أﻧﻪ ﻻميﻠﻚ رﺧﺼﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ . ميﻜﻦ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺟﺴﻤﻪ اﳌﺤﱰق ﺑﺎﻟﻌﻨﻘﺎء اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺑني رﻣﺎدﻫﺎ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺷﻌﺐ ﻛﺎﻣﻞ وﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺣﺮﻳﺘﻪ .اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ أﺷﻌﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﺑﻌﺪه اﺷﺘﻌﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﻮس اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮة .وﺑﻌﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻮﻋﺰﻳﺰي ﻗﺎم ﻋﺪة أﺷﺨﺎص ﺑﺤﺮق أﻧﻔﺴﻬﻢ ١٥ ﰲ ﻣﴫ وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ واﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗﺄﺳﻴﺎً ﺑﻪ وﻟﻜﻦ رمبﺎ مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟ ًﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﴎت وﺑﴪﻋﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ دول ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻷوﺳﻂ. أﺳامء ﻛﺜرية أﻃﻠﻘﻮﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻮﻧﻴﺴﻴﺔ .اﻟﻐﺮب وﰲ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺜﻮرات اﳌﻠﻮﻧﺔ أﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ ﺛﻮرة اﻟﻴﺎﺳﻤني .واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ وﰲ ﻧﻈﺮة واﻗﻌﻴﺔ و أﻗﻞ ﺷﻌﺮﻳﺔ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻮرة )ﺳﻴﺪي ﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ( أي اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﴩارة اﻷوﱃ ﻟﻠﺜﻮرة وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ اﻟﺜﻮري اﳌﻮﺟﻮد ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻟﻠﺜﻮرة ﻗﺎدر ﻋﲆ أن ﻳﺤﺲ مبﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﴘ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ ﺛﻮرة اﻟﻜﺮاﻣﺔ. ١٤ﺧﻄﺎب ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠ ١٥ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ,ص٩
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
اﻟﻴﻤﻦ ﻫﻲ دوﻟﺔ ﻏري ﻣﺘﻄﻮرة ﻛﺜريا ً ﻻ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻻ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺛﻼث ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ .ﻓﻤﻨﺬ ﺳﺒﻊ أﺷﻬﺮ ﻳﻨﺰل اﻟﺸﻌﺐ إﱃ اﻟﺸﻮارع ومل ﻳﻄﻠﻘﻮا ﺣﺘﻰ رﺻﺎﺻﺔ واﺣﺪة . ﰲ ﺣﺎل أن ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﲇ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﺗﴬب وﺗﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﻓﻬﺬا اﻷﻣﺮ ﻏري ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ . اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﻫﻮ ﻣﺘﻄﻮر ﺟﺪا ً ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وﺗﻮﻧﺲ ﻣﺘﻄﻮرة ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أﻣﺎ اﻟﻴﻤﻦ ﻓﻬﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً وﻟﻜﻦ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻤﻞ مبﻘﺪار ﻋﺎ ٍل ﻣﻦ اﻟﺘﺤﴬ واﻟﺘﻄﻮر وﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﻌﻨﻒ .ﰲ اﻟﻘﴫ اﻟﺠﻤﻬﻮري ﻳﺼﺎب ﻋﲇ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ وﻟﻜﻦ مل ﻳﻘﺮ أﺣﺪ مبﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ .ﻫﺬه ﻇﺎﻫﺮة ﻣﻬﻤﺔ ﻷن اﻟﺤﺮﻛﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ و اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﳌﴫي واﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻮادث اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ . مل ﺗﺒﺪأ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﺤﺰب أو ﺑﺎﻧﻘﻼب ﻋﺴﻜﺮي ومل ﺗﻜﻦ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ أي ﺣﺰب ﺳﻴﺎﳼ ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﺣﻒ ﻳﻘﻮم اﻟﻔﻘﺮاء وﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺰول اﱃ اﻟﺸﻮارع ﻗﺒﻞ اﻷﻏﻨﻴﺎء و رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ و اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﻌﺮوﻓﺔ وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻠﺘﺤﻢ ﻣﻌﻬﻢ اﻷﺣﺰاب وﺗﺘﺸﻜﻞ اﻻﻋﱰاﺿﺎت . ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف و اﻟﺸﻌﺎرات ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻛﻞ ﺛﻮرة ﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮة إرادﻳﺔ واﻋﻴﺔ وذات ﻫﺪف .ﻓﺈن ﻓﺮق اﻟﺜﻮرة ﻋﻦ ﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮد اﻷﻋﻤﻰ واﻟﻬﺮج واﳌﺮج ﻳﻜﻮن ﰲ ﻫﺬا اﻻﻣﺮ .اﻟﺜﻮرات ﻟﺪﻳﻬﺎ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﺜﻮرات ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻮزﻳﻊ ﻟﻠﻤﻬﺎم ﺑني اﻻﻓﺮاد واﻟﻘﻴﺎدات وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﺑﻌﺪ إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺗﻌﻮد ﻟﱰﻣﻴﻢ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. اﻟﺸﻌﻮب ﻳﺒﺪؤون ﺛﻮرﺗﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻠﻪ وﺑﺸﻌﺎر اﻟﻠﻪ اﻛﱪ وﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺻﻠﻮات اﻟﺠامﻋﺔ واﻟﺠﻤﻌﺔ. وﺑﻜﺘﺎﺑﺔ آﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﲆ زﺟﺎج ﺳﻴﺎراﺗﻬﻢ .وﻳﺆﻛﺪون ﻋﲆ ذﻟﻚ ﰲ إﻛامل اﳌﺸﻮار ﻓﺈن ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺎرات ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺜﻮرﻳني اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻄﺔ أﻧﻈﺎر اﻟﺜﻮرﻳني اﳌﺴﻠﻤني, ﻛﻤﺜﺎل :ﻻ ﴍﻗﻴﺔ وﻻ ﻏﺮﺑﻴﺔ ,اﻟﻠﻪ اﻛﱪ ,ﻫﻴﻬﺎت ﻣﻨﺎ اﻟﺬﻟﺔ ,اﳌﻮت ﻻﻣﺮﻳﻜﺎ وإﴎاﺋﻴﻞ و........ وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎرات ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ,وﻛﺎﻧﺖ دامئﺎً ﺷﻌﺎرات اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ .وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﺷﻌﺎرات اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﺻﻮر اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺑريوت أي اﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻓﺄﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻌﺮف أﻛرث ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ أن اﻟﻨﻮاة اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت ﻫﻲ اﻻﺳﻼم . ﰲ دوﻟﺔ ﻣﴫ أﺧﺬ اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﻮن ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ اﻟﺪور اﻷﺻﲇ ﰲ ﻫﺪاﻳﺔ اﳌﻌﺎرﺿني ﺣﻴﺚ أن أﻗﻮى اﳌﻌﺎرك ﻫﻲ اﺧﺘﻴﺎر أﺳامء ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ وﺷﺠﺎﻋﺔ ﰲ أﻳﺎم اﳌﻘﺎوﻣﺔ. أﺣﻤﺪ ﺷﻔﻴﻖ رﺋﻴﺲ وزراء ,ﻣﺒﺎرك اﻗﱰح أن ﻳﺴﻠﻤﻬﻢ أرﺑﻊ وزارات ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺨﻤﺪ
45
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
46
ﺛﻮرﺗﻬﻢ وﻟﻜﻨﻪ واﺟﻪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤني . وﰲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ اﺗﺨﺬ اﻟﺘﻴﺎرﻳﻦ اﻟﺸﻴﻌﻴني )ﺣﻖ( و )وﻓﺎق( ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﳼ ﰲ ﻫﺪاﻳﺔ وإرﺷﺎد اﳌﻌﺎرﺿني .و ﻋﻮدة ﻗﺎﺋﺪ ﺣﺰب ﺣﻖ )ﻣﺸﻴﻤﻊ( إﱃ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻲ وﻗﺪ أﻇﻬﺮت ﺗﴫﻳﺤﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺗﺄﺛري اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺎرات ﻋﲆ ﺗﻮاﺑﻴﺖ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻴني ﻣﺜﻞ« ﻋﲇ وﱄ اﻟﻠﻪ« و«ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ ﺣﺴني« ﻓﻬﺬا ﻳﻌﺪ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر ﻛﺒري ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ. ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﺣﺰب) اﻟﻨﻬﻀﺔ ( ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻣﻬﻢ ﺟﺪا ً ﰲ ﻗﻴﺎم اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻮﻧﻴﺴﻴﺔ وإذاﻋﺔ اﻵذان ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻓﻤﻦ مثﺮات ﻫﺬا اﻟﻨﻬﻮض ﻫﻮ ﻓﺘﺢ اﳌﺴﺎﺟﺪ وﺣﺮﻳﺔ اﻟﺤﺠﺎب و دﺧﻮل اﻟﻔﺘﻴﺎت اﳌﺤﺠﺒﺎت اﱃ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت .ﻓﻘﺪ ﺗﻠﻮﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻮان ﺟﺪﻳﺪة ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﻨﻮﳾ ﻣﻦ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮزراء . ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﺰب)ﺳﻨﻮﳼ( وﰲ اﻟﻴﻤﻦ اﻟﺤﻮﺛﻴني أﻳﻀﺎً ,ﻓﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎن ﴍﻳﻜﺎً وﻣﺆﺛﺮا ً ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ ودور ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت أوﺿﺤﺖ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت ١٦.ﻣﻦ أﻫﻢ أﻫﺪاف اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻫﻮ ﺻﻤﻮده ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻈﺎم ﺟﺪﻳﺪ ودميﻮﻗﺮاﻃﻲ وﺻﻴﺎﻧﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺤﺮة واﻟﻨﺰﻳﻬﺔ واﳌﺆﺛﺮة واﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ أي ﺗﺪﺧﻞ ﺳﻴﺎﳼ ﺧﺎرﺟﻲ . اﻟﻴﻮم ﻗﺎم ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ ﰲ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ واﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﺗﻐﻴرياﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﰲ دوﻟﻬﻢ وﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﺳﻴﻘﻮم ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺑﺘﻐﻠﺒﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﳌﺴﺘﺒﺪة ﻟﻴﺼﻠﻮا إﱃ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ وإﻋﺎدة اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ .وﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﻤﻠﻮك وﺗﻮرﻳﺚ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﰲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ .وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن ﻣﻠﻜﺔ ﺳﺒﺄ» :إن اﳌﻠﻮك إذا دﺧﻠﻮا ﻗﺮﻳﺔ أﻓﺴﺪوﻫﺎ وﺟﻌﻠﻮا ١٧ أﻋﺰة أﻫﻠﻬﺎ أذﻟﺔ « اﻟﻌﺪاﻟﺔ وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻈﻠﻢ ﻫﻲ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻮم واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺤﺪاﺛﻴني ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ وﻓﺘﺎوﻳﻬﻢ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ وﻳﺘﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﰲ ﴏف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﺮﻓﺎه اﻟﺸﺨﴢ واﻟﻌﺎﺋﲇ وﺗﺤﻤﻞ ﻛﻞ اﻧﻮاع اﳌﺼﺎﺋﺐ واﻟﻘﺘﻞ واﻷﴎ. رﺳﺎﻟﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻫﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻈﻠﻢ ,ﻛﺎﻧﺖ دامئﺎً وﻋﲆ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺑني اﻟﺤﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ﰲ ﻣﺤﻮر اﻟﻈﻠﻢ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﻮب ﺣﻴﺚ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﲆ ﻃﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺪ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻘﺒﻴﺤﺔ .
١٦اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻔﺼﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ ١٥ﺧﺮداد ,ش , ٢٨ص ٥٤و ٥٥ ١٧ﺳﻮرة اﻟﻨﻤﻞ ,اﻵﻳﺔ ٣٤
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ وﻋﺪم اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﻠﻈﻠﻢ وﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﳌﺬﻟﺔ وﻋﺪم اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﳌﻮت ﻣﻦ أﻫﻢ ﻧﻘﺎط اﻟﻘﻮة وﰲ اﻟﺜﻮرات اﻷﺧرية .ﺷﻌﺎرات )ﻫﻴﻬﺎت ﻣﻨﺎ اﻟﺬﻟﺔ( ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻲ ,وﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﳌﴫي واﻟﺘﻮﻧﴘ واﻟﻠﻴﺒﻲ و اﻟﻴﻤﻨﻲ ,وﻋﺪم ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺬﻟﺔ وإرادة اﻟﻌﺰة ﻛﺎﻧﺖ دامئﺎً ﰲ ﺻﻴﺤﺎﺗﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮا » :اﻟﺸﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم «. ﺟﻌﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻋﲆ ﻳﺪ اﻟﺸﻌﺐ وﻛام ﺟﺎء ﰲ ﺧﻄﺎب ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ «:ﺳﻌﺖ اﻟﻘﻮى اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ وﺑﻜﻞ ﻣﺎ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮة أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﲆ اﻟﺤﻜﺎم اﳌﺴﺘﺒﺪﻳﻦ واﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ اﳌﺮﺗﺒﻄني ﺑﻬﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ رأت ﻧﻬﻮض وﻋﺰم اﻟﺸﻌﻮب وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻖ ﺑﺄن ﻳﻌﺘﱪوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺴﺎﻫﻤني ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﴫ« ١٨واﻟﴚءاﻟﺬي أﺧﺎف اﻟﻐﺮب أﻛرث وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺎﺋﺴني ﻫﻮ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻨﻈﺮي ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ . وﺑﻌﺪ ﻗﺮون ﻣﻦ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺴﻌﻲ اﳌﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻬﻤﻴﺶ اﻟﺪﻳﻦ وﺗﻄﺒﻴﻊ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﳌﺎدﻳﺔ ,ﻓﺘﺄيت اﻟﻴﻮم ﺣﺮﻛﺔ أوﺳﻊ وأﺷﻤﻞ وﻣﺘﺤﺮرة مبﺤﻮرﻳﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻻ ﻧﻌﻠﻢ إﱃ أي ﻣﺪى ﺳﺘﻄﻮل .ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺑﻮس ﻣﺨﻴﻒ ﻳﺤيك ﻋﻦ زوال اﳌﻌﺎرف اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ورﻛﻮد اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ واﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﺻﻮل اﳌﺪارس اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﳌﺎدﻳﺔ إﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪود .وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻧﺠﺪ أﻧﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺠﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﰲ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ وإﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ .وﻣﻦ اﻟﻴﻘني أﻧﻪ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻗﺎل ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻜﻴﻢ واﻟﻌﺎرف ﺑﻠﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﺑﺎﻧﻔﺠﺎر اﻟﻨﻮر ,ﻛﺎﻧﺖ رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل. اﻟﻘﺪرة اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﰲ اﳌﺆمتﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎن آﻣﻼً أن ﺗﻘﻮم اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﻐﻴريات اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل «:اﻋﺘﻤﺪوا ﻋﲆ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ,واﺣﻴﻮا اﻋﺘامدﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ واﻓﻴﺪوﻫﻢ ﺑﺨﱪات اﻟﺨﱪاء واﻟﻜﺒﺎر ,اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ١٩ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻣﺼﺪر اﻓﺘﺨﺎر اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ« وﻷول ﻣﺮة ﺻﻨﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﻮﻧﴘ وﺑﻌﺪه اﻟﺸﺒﺎب اﳌﴫي ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﻠﺘﺤﺪي ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ١٨ﺧﻄﺎب ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻃﻬﺮان ٢٦ ,ﺷﻬﺮﻳﻮر ٩٠ ١٩ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر
47
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
48
إراداﺗﻬﻢ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ آراء اﳌﻮاﻃﻨني .ﺟﺬور اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻣﴫ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻴﻤﻦ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﺸﺒﻪ إﱃ ﺣﺪ ﻛﺜري اﻟﺠﺬور ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻮﻧﻴﺴﻴﺔ .ﻣﻦ ﺑني اﻷﺳامء اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﳌﴫﻳﺔ أرﻏﺐ أن أﺷري إﱃ ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب .ﺣﻴﺚ أن ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﴫي اﺳﺘﻔﺎد ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ذﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻴﺴﺒﻮك واﻟﺘﻮﻳﱰ ﻓﺈن اﻋﻀﺎء اﻻﻧﱰﻧﺖ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ )اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮي ﻋﲆ ﻋﴩ ﻣﻼﻳني ﻧﺴﻤﺔ ( ﻛﺎن ﺣﻮاﱄ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳني وﻧﺼﻒ أي ٪٣٥ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﴘ .ﺗﻌﺪ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻦ أﻛرث اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺸﺎرﻛ ًﺔ ﰲ اﻻﻧﱰﻧﺖ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد اﻷﻋﻀﺎء .ﻓﻬﺬا اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻬﺪم ﻛﻞ اﻟﺠﺪران واﳌﻮاﻧﻊ ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻪ .وﻋﲆ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻮﻗﻊ ﻏﻮﻏﻞ ,ﻓﺈن أﻛرث ﻣﻦ ٪٣٧ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﻣﺘﺼﻞ ﺑﺸﺒﻜﺔ اﻻﻧﱰﻧﺖ ﻓﻬﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺑﺄن ﻗﺎﻣﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺒﺎرك ﺑﺈﻳﺠﺎد ﺧﻠﻞ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻻﻧﱰﻧﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻋﱰاﺿﺎت أي ﰲ ٢٨ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ . اﻟﻄﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني دامئﺎً ﻳﻠﻌﺒﻮن دورا ً ﺟامﻋﻴﺎ ﰲ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ و ﺗﻮﺳﻴﻊ رﻗﻌﺔ إﺣﻴﺎء اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻓﻬﺬا اﻟﺪور ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺣامس اﻟﺸﺒﺎب أو ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﻢ اﻟﻌﺎﱄ و إمنﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺑﺎﻗﻲ ﻓﺌﺎت اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻬﻢ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﻧﺎرة درﺑﻬﻢ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ رﻏﺒﺎﺗﻬﻢ .ﺣﻴﺚ أﻧﻨﺎ ﻧﺮى وﻋﲆ ﻣ ّﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﻧﻔﺲ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر . اﻟﺘﻤﺮد اﻟﻄﻼيب ﰲ أورﺑﺎ ﰲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ,واﻋﱰاض اﻟﻄﻼب ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻠيك ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ,اﻟﺘﻄﻮرات ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ وأﻛرث ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﺮأﺳامﻟﻴﺔ أو )اﺣﺘﻼل وال اﺳﱰاﻳﺖ( ﻓﻠﺠﻤﻴﻊ ﻟﻬﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﺪور وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﴚء اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻄﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني ﻳﻠﺘﺤﻘﻮن ﺑﺎﻻﻋﱰاﺿﺎت ؟ ﻓﻤﺮور اﻟﺨﱪات ﻣﺆﺧﺮا ً ﻳﺪل ﻋﲆ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ .اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب ﻗﺪ ﻗﴣ ﺻﻴﻔﻪ و ﺧﺮﻳﻔﻪ ﰲ أورﺑﺎ وﻟﺪﻳﻪ اﻟﻨﻴﺔ أن ﻳﻘﴤ ﺷﺘﺎءه أﻳﻀﺎً ﰲ ﻛﻞ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ و اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﺑﻌﺾ دول أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻻﺗﻴﻨﻴﺔ . ﻳﺆﻛﺪ اﻟﻨﺎﺷﻂ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻛﺘﻲ ﻣﻚ ﻛﺎﻧﺎﮔﯽ :أن ﺣﺮﻛﺔ أﴎ وال اﺳﱰﻳﺖ ﻫﻮ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻷﻣﺮﻳيك .أﻇﻦ أﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل أن ﻳﺮاﻗﺐ ,ﻓﺄﻧﺎ اﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﺳريون اﻟﺸﻌﺐ اﻻﻣﺮﻳيك ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ وﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ ﺑﻔﺎرغ اﻟﺼﱪ ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺜﻮرة. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺼﻔﺢ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻮاﺟﻪ ﻧﻘﺎط ﻣﻬﻤﺔ .اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ ٪٧ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺼﺎﺗﻬﺎ ﰲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ وﻳﺸﻜﻞ اﳌﺘﻌﻠﻤني ﻓﻴﻬﺎ ٪٩٨ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﺜﻮرة إﱃ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ,ﰲ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﻓﺮاد ,ﺷﺨﺼﺎً ﻋﻤﺮه ﺑني ١٤ﺣﺘﻰ ٢٥ﺳﻨﺔ ﻓﺈن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻮﻋﺰﻳﺰي ﻫﻮ أﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺰﻣﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي أﺷﻌﻞ ﻧريان اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﺴﺪه ورمبﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺒﺪاد
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
واﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻔﺎوت اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻫﻲ اﻟﴩارة ﰲ إﺷﻌﺎل ﻧﺎر اﻟﺜﻮرة . وﻣام ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﻮ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺣﺘﻘﺎن ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺪن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؛اﻟﻄﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني واﳌﺜﻘﻔني اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮون ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً واﺿﺤﺎً. )اﻟﻌﻤﻞ,اﻷﻣﺎن ,وﺗﺄﻣني اﻟﻔﺮص ﻟﻠﺸﺒﺎب ( ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﺘﱪه اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ﻣﻔﻘﻮدا ً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻄﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني .وﻗﺪ ﻛﺎن رﺋﻴﺴﺎً ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ قﻃﺮ ﻟﻌﺪة ﺳﻨﻮات ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻄﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني واﳌﺘﻌﻠﻤني اﻟﺬﻳﻦ مل ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺮون أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻓﺮﺻﺎً ﰲ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎن ﻟﻬﻢ أﻛﱪ دور ﰲ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﳌﺬﻫﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ﺗﺸري إﱃ ﺣﻀﻮر ٩٠ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺎب ﻋﺮيب ﻣﻦ اﳌﺘﻌﻠﻤني اﻟﻌﺎﻃﻠني ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻐﺎﺿﺒني ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ. ﻣﻊ أن اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳني اﻟﻌﺮب أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا أول اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻟﻠﻄﻼب الﺟﺎﻣﻌﯿﯿﻦ واﻟﺪارﺳﯿﻦ ۲۰ اﻟﻐﺎﺿﺒﯿﻦ. ﻣﻦ اﳌﺘﯿﻘﻦ أن ﻗﺼﺪ الﺳﻴﺪ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻨﻌﯿﻤﻲ ﻣﻦ )إﻓﺴﺎح اﳌﺠﺎل ﻟﻠﺸﺒﺎب( ﻟﻴﺲ ﺗﺴﺎﻫﻼ ﻷن ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻴﴪة أﻣﺎم ﺳﻜﺎن اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻗﺼﺪه ﻫﻮ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻔﻌﺎل واﳌﺆﺛﺮ ﻟﻠﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ واﻟﻐﻴﻮر ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺣﻮل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﻀﻮر اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ أﻏﻠﺐ ﺷﻌﺎراﺗﻬﻢ ﻫﻲ اﻹﺳﻼم .اﻟﻌﺰة اﻻﺳﺘﻘﻼل .ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﻈﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب أن ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻫﻲ ﺣﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻮﺿﻮع ﺗﺄﻣني ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ واﻷﻣﺎن ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﻻ ميﻜﻦ إﻏﻔﺎﻟﻪ واﻟﺘﻐﺎﴈ ﻋﻨﻪ . ﺗﻌﺘﻘﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮرة اﻟﻴﺰاﺑﻴﺖ ﻛﻴﻨﻎ أﺣﺪ ﻣﺪراء ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﴩي ﰲ اﳌﴫف اﻟﻌﺎﳌﻲ أن منﻮ اﻟﺪراﺳﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ واﻹﻋﺪادﻳﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻮن ﺑﻨﻴﺔ ﻫﺬه اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﺷﺎﺑﺔ وأﻳﻀﺎً ﻋﺪم وﺟﻮد ﻃﺮق أﻓﻀﻞ ﻻﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﻴﺎة ﻛﺎن ﻳﺠﱪ ﺷﺒﺎب ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان ﻋﲆ إمتﺎم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ .اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﺸﻬﺎدة ﻻ اﳌﻬﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺪﺧﻮل أﺳﻮاق اﻟﻌﻤﻞ . ﺗﺬﻛﺮ اﻟﺴﻴﺪة ﻛﻴﻨﻎ ﺑﴫاﺣﺔ ﰲ أﺣﺪ اﳌﻘﺎﺑﻼت أن) ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ٢١ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷن اﻟﺸﺒﺎب ﻻ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﰲ اﻟﺸﻮارع أﻣﺎ ﻃﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻓﻴﻔﻌﻠﻮن(. اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻴﺪة ﻛﻴﻨﻎ ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﻧﻈﺮت ﻣﻦ زاوﻳﺔ واﺣﺪة إﱃ اﻷوﺿﺎع اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ وإﱃ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺘﻴﻘﻈني ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻷن ﺷﺒﺎب ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ وﻟﻴﺒﻴﺎ ٢٠ﻣﺠﻠﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،رﻗﻢ ،٢٣٣آذر.٩٠ ٢١ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر
49
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
50
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮوا أن ﺟﻬﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺗﺤﺎول دﻓﻊ ﺛﻮرﺗﻬﻢ واﻧﺘﺼﺎرﻫﻢ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻗﺒﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﻠامين وﻗﻔﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻗﻔﺔ واﺣﺪة وﴏﺧﻮا ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ اﻹﺳﻼم وﻟﻦ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﺤﻜﺎم اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ أن ﻳﺘﺤﻜﻤﻮا ﺑﺒﻠﺪﻧﺎ .ﻃﻮال ﻓﱰة اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ اﻧﺘﴩت ﺻﻮرة ﻣﺸﻬﻮرة ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﻫﻲ ﺻﻮرة ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺼﻠﻮن ﰲ أﺣﺪ اﻟﺸﻮارع .ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة إﱃ رﻣﺰ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأﻇﻬﺮت اﻟﺜﻮرة اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ﻟﻠﺘﻮﻧﺴﻴني ﺿﺪ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻈﺎمل اﺑﻦ ﻋﲇ اﻟﺬي دام ٢٣ﺳﻨﺔ وﻛﻴﻒ أن ﺷﺒﺎب ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺗﺤﺖ اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﺬوﻗﻮا ﻟﺬة اﻟﺘﺪﻳﻦ ﻣﺮة أﺧﺮى .وﻫﻢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻟﻠﺼﻼة ﰲ اﻟﺸﺎرع أﻇﻬﺮوا ﻟﻠﻌﺎمل ﻛﻠﻪ أﻧﻬﻢ ﻣﺎزاﻟﻮا ﻣﺘﻤﺴﻜني ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮيب أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺪوﻟﻴﺔ وأﻛرثﻫﺎ ﺗﺄﺛريا ً ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﺤﺎول ﻛﻞ اﻟﻘﻮى اﳌﻬﻴﻤﻨﺔ واﻟﻼﻋﺒني اﻷﺟﺎﻧﺐ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴني ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻢ دور ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﳌﻨﺎﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻜﺴﺒﻬﺎ .إن ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮب ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻜﻞ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﴩﻳﺔ . ﻧﻔﺲ ﺣﺮﻛﺔ وول ﺳﱰﻳﺖ اﻟﺘﻲ ﻻ ميﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺜﻮرة ﺑﻌﺪ ﻫﻲ ﻧﺘﺎج اﻟﺘﺄﳼ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﻫﺰت ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻧﻈﺎم اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ.ﺣﺮﻛﺔ اﺣﺘﻠﻮ وول ﺳﱰﻳﺖ اﻟﺘﻲ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ اﻧﺘﴩت ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺛﻢ ﰲ ﻛﻞ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ أﻧﻬﺎ اﺣﺘﻮت ﻗﺴﻢ ﻛﺒري ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان إﻻ أن اﻟﻄﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻗﺴام ﻛﺒريا ﻣﻨﻬﺎ .اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﴩ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺸري إﱃ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ واﳌﻠﺤﻮﻇﺔ ﻟﻄﻼب اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ . ﻏﯿﺎب ﺧﻮاص اﳌﺘﻨﺎزل ﻣﻦ أﺣﺪ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪ .ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻛﺜريا ﻋﲆ ﴐوة وﺟﻮد ﻗﺎﺋﺪ ودﻟﻴﻞ ﻳﻘﻲ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺮاف .ﺣﺘﻰ أن اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ ﴍﻳﻌﺘﻲ اﻟﺬﻳﻦ درﺳﻮا ﰲ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ وﺿﻌﻮا ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻹﻣﺎم واﻟﺸﻌﺐ وﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺑﺄن اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ دون اﻹﻣﺎم ﻧﺎﻗﺼﺔ وﺑﱰاء. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻗﺎﺋﺪ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني اﻟﺠامﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺻﻌﺒﺎً. إن ﻋﺪم وﺟﻮد ﻗﺎﺋﺪ ﺳﻴﺎﳼ دﻳﻨﻲ ﰲ اﻟﺜﻮرات اﻷﺧرية ﻛﺎن ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً .ﺷﻌﻮب ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻠﻤﻮن ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺎ ﻻﻳﺮﻳﺪون ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون. ﻛام أن ﻋﻠامء ﻣﴫ ﻛﺎﻧﻮا دامئﺎ ﻣﺘﺨﻠﻔني ﻋﻦ رﻛﺐ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات وﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﻔﺮﺟني ﻓﻘﻂ.
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
اﻋﻠﻨﻮا أﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻮاﻧﻴﻨﻨﺎ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺣﻜﻮﻣﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ .وﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻣﻘﻠﻖ .ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻧﺤﻦ ﻧﺮى ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ واﺿﺤﺎً وﺟﻠﻴﺎً ﻷن اﻟﺸﻌﻮب ﻋﺎدوا إﱃ ﻓﻄﺮﺗﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .وﺣﺼﻠﺖ ﺻﺤﻮة ﻛﺒرية ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ. ﻗﺎل ﺳامﺣﺔ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﺑﺎﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﻴﺢ وﻫﺬه اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻖ ﻋﻠامء وﻣﻔﻜﺮي اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺴﻌﻮا أن ﺗﻜﻮن ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﻫﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ (. ﻟﻸﺳﻒ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻀﻐﻮط واﻟﺘﻀﻴﻴﻘﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻠامء ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠامء اﻷزﻫﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺳﺒﺒﺖ إﺿﻌﺎف ﺗﺄﺛري ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠامء ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ .وأﻏﻠﺐ اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺼﺎدرة ﻋﻨﻬﻢ ﻫﻲ ﻓﻘﻂ ﻷﺟﻞ إرﺿﺎء ﻫﺆﻻء اﻟﺤﻜﺎم اﻟﻈﺎﳌني واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳني .ﻫﺆﻻء اﻟﺤﻜﺎم ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻀﻴﻴﻘﺎت اﳌﺎدﻳﺔ ﻋﲆ ﻋﻠامء اﻷزﻫﺮ ﺣﻮﻟﻮﻫﻢ إﱃ أداة ﳌﺤﺎرﺑﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .ﻣام أدي إﱃ إﺿﻌﺎف ﺟﺴﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫﺮ ﰲ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت واﻟﻔﺮوع اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫﺮ دامئﺎ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ دورا رﺋﻴﺴﻴﺎ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻔﱰات .وﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻧﺮى اﻟﻴﻮم أن اﻷزﻫﺮ ﻓﻘﺪ دوره اﻟﻘﻴﺎدي .واﻧﻄﻔﺄ ﻧﻮره اﻟﺬي ﻛﺎن ﻟﻪ دور اﻟﻬﺪاﻳﺔ وﻗﻞ ﺗﺄﻟﻘﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻔﺎﺳﺪة اﻟﺘﻲ ﻏريت اﻟﱰﻳﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﱃ اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮوﺑﻴﺔ .ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻹﻫامل اﳌﺘﻌﻤﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻬﺬا اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﻠﻤﻲ .أﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ اﳌﺎدي اﻟﻘﴪي ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺮﻛﺰا ً ﳌﻮاﺟﻬﺔ وﻗﻤﻊ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ وﻳﻮﻇﻒ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠامء ﻣﻦ اﳌﺮﺗﺒﻄني ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ وﻣﻦ أزﻻم اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺤﺎرﺑﻮن دﻳﻨﻬﻢ .ﺑﻌﺪ ﺣﺪوث ﺛﻮرة ﻣﴫ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺎدت اﻷﻣﻞ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻌﴫ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻋﴫ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳌﴫ ﻳﺠﺐ إﻋﺎدة إﺣﻴﺎء اﻷزﻫﺮ ﻟﻴﻌﻮد اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ دورﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺤﻀﺎري ﰲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة . اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺿﺪ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷﻣريﻳﻜﻴﺔ واﻟﻀﻐﻂ اﻟﺼﻬﻴﻮين ﻟﻘﺪ اﻋﺘﱪ وﱄ اﻣﺮ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻟﻌﺎمل أن اﻟﺜﻮرات اﻷﺧرية ﰲ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ اﻗﺘﺪت ﺑﻔﻠﺴﻄني اﳌﻈﻠﻮﻣﺔ ﺿﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﳌﺠﺮﻣﺔ .وﻗﺎل ) :إن ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﻌﻈﻴﻢ اﺳﺘﻤﺪ ﺟﺰءا ﻛﺒريا
51
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
52
ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻪ واﻧﺪﻓﺎﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ( ٢٢ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄني ﰲ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ واﻳﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺻﻠﻴﺔ ﻟﻠﺒﴩﻳﺔ وﻟﻠﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ .وﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻓﻠﺴﻄني ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻫﻲ إﺗﺤﺎد اﳌﺴﻠﻤني واﻟﺼﻤﻮد ﺑﻜﻞ اﳌﺠﺎﻻت وذﻛﺮوا أن ﻓﻠﺴﻄني ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد ﺗﻜﺘﻴﻚ واﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻨام ﻫﻲ أﻣﺮ ﻋﻘﺎﺋﺪي وإميﺎين ﻣﻦ أﻋامق اﻟﻘﻠﺐ. ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪه ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ منﻮ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺮﻓﺾ اﻟﻮاﺿﺢ واﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺴﻠﻂ واﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﻌﺎمل .ﺗﺄﺛري ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻛﺎن ﻛﺒريا ﺑﺤﻴﺚ ان ﺗﻮﻣﺎس ﻓﺮﻳﺪﻣﻦ اﺣﺪ اﻟﻜﺘﺎب اﻻﻣريﻛﻴني ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎرﺿﺔ أﻣريﻛﺎ ﰲ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﺘﱪ واﺟﺐ وﺗﻜﻠﻴﻒ. ﻳﺬﻛﺮ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﴍح ﻫﺬا اﻟﺼﻤﻮد ):ﻣﺎ ﻳﻬﺪد اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻮارﻳﺦ إﻳﺮان واﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻟيك ﻳﻀﻌﻮا درﻋﺎ ﺻﺎروﺧﻴﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﺑﻞ ان اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻬﻢ واﻟﺬي ﻻ ميﻜﻨﻬﻢ ازاﻟﺘﻪ ﻫﻮ اﻟﻌﺰم اﻟﺮاﺳﺦ ﻟﺮﺟﺎل وﻧﺴﺎء وﺷﺒﺎب اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٢٣ واﻟﺬﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻠﻮا ﺑﻌﺪ اﻵن أن ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﻢ أﻣريﻛﺎ وأوروﺑﺎ وﻋﻤﻼؤﻫﻢ وأن ﺗﺬﻟﻬﻢ( إن دوﻟﺔ إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﻐﺎﺻﺒﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﺄﺛريات اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻓﺈﻧﻬﺎ وﺑﻮﺻﻔﻬﺎ دوﻟﺔ ﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ودميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﻌﻀﻼت ﺗﺸﺎﺑﻪ اﳌﻌﻀﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﻌﺎمل اﻟﻐﺮيب. ﻫﺬا ﰲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻟﻐﺎﺻﺐ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌامر ﺧﻨﺠﺮا ﰲ ﺧﺎﴏة دول اﳌﻨﻄﻘﺔ وﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮار ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ وﺗﺴﻠﻄﻪ وﻃﺮد ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ أرﺿﻪ ﻛﺎن أﺻﻼ ﻣﻦ أﺻﻮل اﻟﺜﻮرات اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻛام أوﺿﺢ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. وﻗﺎل أﻳﻀﺎ ):اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ وﺗﺴﻠﻂ اﻟﴩق ﻧﺠﺖ ﺑﻌﺪ مثﺎﻧني ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻠﻢ ٢٤ ﻻ ﺗﻨﺠﻮ ﻓﻠﺴﻄني ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻌني ﻋﺎﻣﺎ(. ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﴎاﺋﻴﻠﻴني أن اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﴩق اﻷوﺳﻂ أﺧﺬ ﺑﺎﻟﺰوال و ﻣﻊ ﺗﻐري اﻟﺤﻜﻢ ﰲ ﻣﴫ أﺧﺬ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻪ اﻟﻌﻤﲇ. ﻳﻬﻮد ﺑﺎراك أﻋﻠﻦ رﺳﻤﻴﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻣﴫ ﻋﲆ ﻧﻈﺎم ﻣﺒﺎرك أن ﻣﴫ ﻓﻘﺪت ٢٢ﺧﻄﺎب اﻟﻘﺎﺋﺪ ﰲ اﳌﺆمتﺮ اﻟﺪوﱄ ﻟﺪﻋﻢ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺷﻬﺮ ﻣﻬﺮ ﻋﺎم ١٣٩٠ ٢٣اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،رﻗﻢ ،٥٢ص.١٥ ٢٤ﺧﻄﺒﻪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﰲ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ٢٦،ﺷﻬﺮﯾﻮر.٩٠
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺻﺤﺮاء ﺳﻴﻨﺎء وﻗﺪ ﺗﺘﺒﺪل ﻫﺬه اﻟﺼﺤﺮاء واﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻐﺰة إﱃ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣني اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني . إن ﻣﺤﺎﴏة وﻣﻬﺎﺟﻤﺔ اﻟﺴﻔﺎرة اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻫﺮة أوﺻﻠﺖ اﻟﻘﻴﺎدة اﻻﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ إﱃ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬا اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻜﺮ ﺿﺪ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪول اﻟﺜﻮرﻳﺔ . ﻷﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ اﻹدﻋﺎء أن ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﺠﺰ دوﻟﺔ ﻣﴫ ﻋﻦ ﺑﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ أن ﻧﻘﻄﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﺑني اﻟﺠﻨﻮد اﳌﴫﻳني واﻻﴎاﺋﻴﻠﻴني اﻟﺘﻲ أدت إﱃ ﻣﻘﺘﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺘني . اﻟﺴﺆال ﻫﻨﺎ .ﻫﻞ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ دوﻟﺔ ﻣﴫ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﳌﻬﺎدﻧﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﴎاﺋﻴﻞ .وأﻧﻪ مل ﻳﻮﺿﺢ اﻟﻘﺎدة اﻟﺠﺪد ﳌﴫ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ اﴎاﺋﻴﻞ ﺑﻌﺪ وﻫﻞ ﻳﻘﻠﻖ ذﻟﻚ اﻻﴎاﺋﻴﻠﻴني ؟ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻻﻋامل اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﴫﻳني اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻬﺪﻓﻮ ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة ﺧﻄﻮط ﻧﻘﻞ اﻟﻐﺎز ﻣﻦ ﻣﴫ اﱃ اﴎاﺋﻴﻞ .وﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﻮل أن اﻟﻬﺠﻮم ﻋﲆ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﻐﺰ ﺗﺪل ﻋﲆ أوج اﻟﺒﻐﻀﺎء واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻟﻠﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﺗﺠﺎه اي ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻊ اﴎاﺋﻴﻞ. وﰲ اﺳﺘﻄﻼع ﻟﻠﺮأي ﰲ رﺑﻴﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ) (١٣٩٠ﻓﻘﺪ اﺷﺎر اﱃ ان ﻧﺼﻒ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﻳﻮاﻓﻘﻮن ﻋﲆ اﻟﻐﺎء ﻣﻌﺎﻫﺪة ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪﻫﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ﻣﻊ اﴎاﺋﻴﻞ واﻣﺮﻳﻜﺎ ﻋﺎم ١٩٧٩م . ﻓﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ان ﺗﻌﻮد ﻣﴫ ﻟﺘﺎرﻳﺨﻬﺎ اﳌﴩق ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻒ ﰲ وﺟﻪ ﺗﻌﺠﺮف اﴎاﺋﻴﻞ اﳌﺤﺘﻠﺔ ﻟﻼراﴈ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﺎﺗﻬﺎ ٢٥.اﻧﺘﺼﺎر اﻻﺣﺰاب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ واﺣﺘامل وﺻﻮل اﻻﺳﻼﻣﻴني اﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﻣﴫ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻬﺪد اﻟﻬﺪوء واﻻﺳﺘﻔﺎدة اﻻﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ان اﻟﺤﺎﻓﺰ اﻻوﱄ ﰲ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ وﺗرية اﻟﻨﻮﺳﺎن اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻧﻬﺎء اﻟﻔﺴﺎد اﳌﺎﱄ ﻟﺪوﻟﺘﻬﻢ ذات اﻟﻄﺒﺎع اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ,وﻟﻜﻦ اﻟﴚء اﻟﻮاﺿﺢ ﻫﻮ ان اﻻﺳﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﻳﻘﻮم ﺑﺪور اﺳﺎﳼ ﰲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب ﻓﻬﻲ اﳌﺴﺄﻟﺔ اﳌﻘﻠﻘﺔ ﻻﴎاﺋﻴﻞ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺘﻐﻴري اﻟﺴﻴﺎﳼ . اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ ﺣﴬة آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﻗﺎل » :ﻣام ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ان اﻻﻓﺮاد ﰲ
٢٥اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ ,ص ١٩
53
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
54
اﻟﺪول اﳌﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ﰲ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ و ....وﺣﺘﻰ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﻃﺎﻏﻮﺗﻴﺔ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ان اﻧﻈﺎرﻫﻢ ﺗﺘﺠﻪ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻻﻳﺮاين ,ﻓﺎن اﻟﻌﺎمل ﻳﻌﺮف ان اﻟﺸﻌﺐ اﻻﻳﺮاين ﻫﻮ ﻣﺴﻠﻢ وواع وذو ٢٦ ﺑﺼرية وﺳ ّﺒﺎق ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﻴﺎدﻳﻦ« ﰲ اي ارض ﻳﻘﻊ ﻣﻬﺪ اﻻﺳﻼم اﻟﺤﺪﻳﺚ؟ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﺪﻳﺮ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻗﺴﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﳌﻌﺎرف ﺑﺠﺮﻳﺪة اﳌﺎﻧﻴﺔ »دي وﻟﺖ« ﺧﻼل ﺣﺪﻳﺬه ﻣﻊ »ﺧﻮ وان ﻛﻮﻳﺘﻴﺴﻮﻟﻮ« أﺣﺪ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻌﺮوﻓني واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﳌﻌﺎﴏﻳﻦ ﰲ اﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وﺟﻮاﺑﻪ ﻛﺎن ﴏﻳﺤﺎ وواﺿﺤﺎ »اﻳﺮان ! ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ ٢٧ اﻻوﱃ اﻳﺮان« ﻓﻘﺪ وﻟﺪت اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﻋﴫ ﺳﻤﻲ )ﻋﴫ اﻟﺜﻮرات واﻟﺤﺮﻛﺎت( . ﺟﻞ اﻟﺴﻌﻲ اﻻﻣﺮﻳيك ﻋﲆ اﻻ ﺗﺘﺤﻮل اﻳﺮان اﱃ منﻮذج .ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻌﻮا ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻻﻳﺼﺎل ﻓﻜﺎن ﱡ ﻫﺬا اﳌﻔﻬﻮم اﱃ ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺣﻴﺚ ان ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺳﻴﻮاﺟﻪ ﻣﺸﻜﻼت ﺟﺪﻳّﺔ وﻳﻌﺰل ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ . ﻓﻘﺎﻣﻮ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻀﻐﻮط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ,واﻟﻌﻘﻮﺑﺎت واﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﲆ اﻧﻪ ﺣﺮب ﻧﻔﺴﻴﺔ ﰲ اذﻫﺎن ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎمل .وﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﺻﻮرة ﰲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﻢ ﻋﻦ اﻳﺮان .ﰲ ﺣﺎل ان اي ﻓﺮد ﻳﺎيت اﱃ دوﻟﺘﻨﺎ ﻳﻌﺮف اﻧﻪ ﻗﺪ ﺧُﺪع ﻓﻬﺬا ﻳﺤﻔﺰ ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﲆ ان ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺑﺠﺪﻳﺔ اﻛرث. اﻟﺠﻮﻫﺮة اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﺗﺘﺠﲆ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ ﺑﻌﺪ ﻣﴤ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﻛﴪ اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺜﻮرات .ﻓﻤﺜﻼ اﻟﺴﻴﺪة »ﺗﺪا اﺳﻜﺎﺗﺸﺒﻞ« ٢٨ﻣﻦ اﳌﻨﻈﺮﻳﻦ ﺣﻮل اﻟﺜﻮرات ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻜﺮ اﻟﺪور اﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ اﻳﺠﺎد اﻟﺜﻮرات ﻓﺒﻌﺪ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اي ﰲ ﻋﺎم ١٩٨٢م وﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﳌﻘﺎﻟﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺜﻘﻔﺔ واﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺛﻮرة اﻳﺮان« ﻛﺘﺒﺖ: »ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أن أﻋﻄﻲ اﻫﺘامﻣﺎً أﻛرث ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﺪور اﻟﻮاﻗﻌﻲ واﳌﺤﺘﻤﻞ ﻟﻼﻧﻈﻤﺔ ٢٩ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ » ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺆﺛﺮة واﳌﺤرية ﻟﻠﻐﺮب وﻟﻠﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻫﻲ اﺣﻴﺎء اﻻﻓﻜﺎر واﳌﻌﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل .وﻛﺎن ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ ﻃﺮح اﻻﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﳼ٣٠.
٢٦ ٢٧ ٢٨ ٢٩ ٣٠
ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر ٩٠\٧\٢٥ﰲ ﺳﻔﺮ ﺑﺎوة اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ ,ص ١٠ اﻻﺳﺘﺎذة اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻣﱪﻳﺞ اﻧﻜﻠﱰا. اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ ص ١١ اﻟﺼﺪى اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,ص ٢٤
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
اﻟﺨﱪة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺴﺎﺣﺎت وﺑﺎﻻﺧﺺ ﰲ ﻓﱰة اﻟﺪﻓﺎع اﳌﻘﺪس اﻟﺬي دام مثﺎﻧﻴﺔ ﺳﻨﻮات ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﻪ اﻟﻌﺪوان اﻟﻐﺎﺷﻢ .ﻓﻘﺪ اﺷﺎرت اﱃ دور اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻮى اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﲆ اﻧﻬﺎ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ .ﻓﻬﺬه اﻟﺨﱪات ﻫﻲ اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻟﻠﺜﻮرﻳني اﻻﺳﻼﻣﻴني وﻷﺣﺮار اﻟﻌﺎمل .اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ وﻟﺪت ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻠﻪ وﻣﻊ راﻳﺔ اﳌﺬﻫﺐ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺨﺎﻃﺒﻴﻬﺎ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺴﻠﻢ وﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﺳﺎس ﻓﺎن اﻟﺜﻮرة اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻋﲆ ﺧﻼف ﻧﻈرياﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺧﺮى وﻣﻨﺬ اﻧﺘﺼﺎرﻫﺎ ﻓﻘﺪ اﺣﻴﺖ اﻻﻣﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮض اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻜﺎن ﻟﺪى ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﺤﺎﺟﺎت وﻣﻄﺎﻟﺐ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻻﺧﺮى ﻓﻜﺎن اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ﻫﻮ )اﻟﺮﺟﻮع اﱃ اﻻﺳﻼم( وﺻﺤﻮة اﳌﺴﻠﻤني ووﺻﻒ اﻟﺴﺎﺋﺮون ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ ان ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺜﻮرة ﻫﻲ اﻻﺷﺎرة ﻋﲆ ﺗﺨﻠﻒ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ وﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﺎن ﺣﺪﻳﺚ ادارﻳني اﻟﻨﻬﻀﺔ مل ﻳﻜﻦ اﻻ )ﻧﻔﺦ روح اﻟﺼﺤﻮة ﰲ ﺟﺴﻢ ﺣﻮاﱄ رﺑﻊ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺴﻠﻢ( وﰲ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﻟﻺﺳﻼم ﺑني ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎمل ﻳﻌﻄﻲ أﻣﻼًﻻﻣﻌﺎً ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﴏح وﱄ اﻣﺮ اﳌﺴﻠﻤني ” :اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﻴﻮم ﺗﻘﻮل ٣١ ان اﻟﻘﺮن ٢١ﻫﻮ ﻗﺮن اﻻﺳﻼم“ . ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻳﺮان ﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮة ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ دﻋﻮﺗﻬﺎ ﻟﻺﺟﺘامع ﺗﺤﺖ راﻳﺔ واﺣﺪة. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ آراء واﻓﻜﺎر اﻹﻣﺎم اﻟﺮاﺣﻞ )ره( ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻐري ﻋﺎدﻟﺔ و اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﺜﺎﻻً ﻳﺤﺘﺬى ﺑﻪ ؛ ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل اﻹﻋﱰاض ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ ﰲ >ووال ﺳﱰﻳﺖ< ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و اﻟﺬي ﺗﺰاﻳﺪت اﻹﻋﱰاﺿﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﱰة اﻷﺧرية .رمبﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﺑﻴﻨﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﻷﻋﻠﻦ ﻟﻠﻌﺎمل اﺻﻮات ﺗﻬﺸﻢ ﻋﻈﺎم اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻐﺮيب ﻛام ﺗﻨﺒﺄ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺴﻘﻮط اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق. ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺒﺄ ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳌﺬﻛﻮرة آﻧﻔﺎً ﺑﻘﻮﻟﻪ >> :إ ﱠن ﺻﻴﺤﺔ ﻧﻬﻀﺘﻜﻢ وﺛﻮرﺗﻜﻢ ﻗﺪ ﺗﺮدد ﺻﺪاه ﰲ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﴎه<< ٣٢وﻗﻮﻟﻪ >> :ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻮرﺗﻜﻢ ﺑﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ وﻟﻴﺲ ﺳﻮف ﺗﻘﻮم ٣٣<<.وﻳﻘﻮل اﻳﻀﺎً >> :ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﻠﻤﻮا أن اﺷﻌﺔ اﻹﺳﻼم ﻗﺪ اﻧﺘﴩت ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﰲ ٣٤ اﻳﺮان إﱃ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﴎه<<. ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻣريﻳﻜﺎن ﻫريﻳﺘﺞ أن اﻓﻜﺎر آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻻزﻻﻟﺖ آﺛﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﰲ ٣١ ٣٢ ٣٣ ٣٤
ﺧﻄﺎب ﺳامﺣﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ .٧٧\٣\٤ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻧﻮر ,ج,١٧ص٦٣ ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر ج,١٨ص١٦٩ ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر ج,١٩ص١٩٥
55
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
56
اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﴤ ﺛﻼﺛﻮن ﺳﻨﺔ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻓﻜﺎره ﺑﻮﺿﻮح ﺑني اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻟﻌﺮاق وﺣﺰب اﻟﻠﻪ .ﻓﻘﺪ ﻋﻠﱠﻢ اﻹﻣﺎم اﺗﺒﺎﻋﻪ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﺣﺐ ودﻋﻢ اﻟﻨﺎس ...رمبﺎ اﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﻏري اﳌﻤﻜﻦ ﻏﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﺘﻪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أ ﱠن ﺑﻌﺾ اﳌﺴﻠﻤني ﻓﻘﺪوا اﻋﺘﻘﺎدﻫﻢ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻺﺳﻼم. إ ﱠن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺣﻴﺎء اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻺﺳﻼم ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺆﻻء اﳌﺴﻠﻤﻮﻳﻦ ﻳﻌﻴﺪون اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻋﺘﻘﺎداﺗﻬﻢ واﺛﺒﺘﺖ ﻟﻠﻌﺎمل ﺑﺄ ﱠن اﳌﺴﻠﻤني ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ﻧﻴﻞ اﺳﺘﻘﻼﻟﻬﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺜﻘﺎﰲ وﻳﺘﺤﻮﻟﻮن ﻣﺠﺪدا ً إﱃ اﻛﱪ ﻗ ﱠﻮة ﻋﺎﳌﻴﺔ. اﻟﻨﻘﻄﺔ اﳌﺤﻮرﻳﺔ أو ﻛام ﻫﻮ ﻣﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ )اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻠﻖ ﻟﺪى اﻟﻌﺎمل اﻟﻐﺮيب ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﴎ ﻣﻦ اﴎار ارﺗﺒﺎط اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان ﺑﺄﻣﻮاج اﻟﻨﻀﺎل اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ .رمبﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﺜرية ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ ﺧﺼﻮﺻﺎً إذا اﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌني اﻹﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺠامﻋﺎت واﻟﻔﺮق اﻷﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﱪﻫﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎرﻗﺔ ﰲ اﳌﺸﺎﻏﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﺖ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ,ﰲ ﺣني ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠامت اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺪوﻳﺔ ﰲ أذﻫﺎن ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻣﻢ. إ ﱠن اﻟﻐﺮب اﻟﻌﻠامين وزﻋامﺋﻪ ﻳﺮاﻗﺒﻮن ﺑﺈﻧﻔﻌﺎل اﻟﺘﺄﺛريات اﳌﻨﺘﴩة ﻟﻠﺨﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ و اﳌﻌﻨﻮي ﻟﺴامﺣﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ و اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻠﻜﻨﺎﺋﺲ ,و اﻟﺰﻳﺎدة ﻏري اﳌﺴﺒﻮﻗﺔ ﻟﻠﺘﺒﺸري ,اﻟﺘﺤﺮك اﳌﻠﺤﻮظ ﻟﺰﻋامء اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت و ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ اﳌﺘﻜﺮرة ﻟﻠﺘﺄﺛري ﻋﲆ اﳌﴪح اﻟﺴﻴﺎﳼ ,و اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻨﺎس اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ واﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ,زﻳﺎدة اﻧﺘﻘﺎد اﻟﺸﻌﻮب ﺣﻴﺎل ﺗﺪﻧﻴﺲ ﺣﺮﻣﺖ اﳌﻘﺪﺳﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و ...ﻛﻞ ﻫﺬا امنﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺑﻮادر اﻟﺘﺄﺛري اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﻨﺒﻬﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﺴامﺣﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﻐﺮب .رمبﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ أن ﻧﻘﻴﺲ ﻗﺪرة و اﺳﺘﻌﺪاد اي ﻧﻬﻀﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ب )اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ زﻋامﺋﻪ(. ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﰲ ﻋﺒﺎرة ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ) :ﻧﺤﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺜﻮرة إمنﺎ ﺛﺮﻧﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺳﻼم .ﺟﻤﻬﻮرﻳﺘﻨﺎ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ .اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻹﺳﻼم ﻻميﻜﻦ ﺣﴫﻫﺎ ﰲ دوﻟﺔ واﺣﺪة وﻻ ميﻜﻦ ﺣﴫﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺳﻼم ﻫﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﻧﺒﻴﺎء .وﻧﻬﻀﺔ اﻷﻧﺒﻴﺎء مل ﺗﻜﻦ ﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻛﺮم ﻛﺎن ﻣﻦ اﻫﻞ اﻟﺤﺠﺎز ﻟﻜﻦ دﻋﻮﺗﻪ مل ﺗﻜﻦ ﻣﻨﺤﴫة ﺑﺎﻟﺤﺠﺎز ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﺎمل اﺟﻤﻊ(.٣٥ ٣٥ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻧﻮر ج١٠ص١١٥
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
وﻗﺪ ﻗﺎل ﰲ ﺧﻄﺒﺔ اﺧﺮى ﻟﻪ ):اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﻘﺪﺳﺔ ﻫﻲ ﺛﻮرة اﺳﻼﻣﻴﺔ وﻟﺬا ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ اﻟﻌﺎمل( ٣٦.ﻟﻘﺪ ﱠﺑني ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم ﻋﺪة ﻃﺮق ﻹﺧﺮاج اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺄﺧﺮ اﻟﺬي ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻘﺪ أﻛﱠﺪ ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم ﻋﲆ ﻋﺪة ﻗﻮاﻋﺪ رﺋﻴﺴﻴﺔ أوﻟﻬﺎ )اﻋﺘامد اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ووﻋﻴﻬﻢ اﻟﺬايت( .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺪى ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم اﻋﺘﻘﺎد راﺳﺦ أﻧﱠﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اي ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ان ﻳﺰﻳﻞ ﻏﺸﺎء اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻮن اﳌﺴﻠﻤني ﻏري اﻟﺘﺤﺮك اﻟﺬايت. ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم أ ﱠن اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺬايت ﻫﻮ اﻟﺪاﻓﻊ اﳌﺤﺮك ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني .اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺬايت ﻫﻮ ﻋني اﻟﺤﻜﻤﺔ و اﻟﺼﻮاب وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﺗﻜﻠﻴﻒ و ﻓﺮﻳﻀﺔ دﻳﻨﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻌني ﺑﺎﳌﻨﻄﻖ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ اي ﺳﻜﻮت او اﻫامل او ﺗﻔﺎﻋﻞ اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺳﻴﻄﺮة اﻷﺟﺎﻧﺐ ذﻧﺒﺎً دﻳﻨﻴﺎً. اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻃﻼل اﻟﻌﱰﻳﴘ) ٣٧ﻣﻔﻜﺮ وﻧﺎﺑﻐﺔ ﻟﺒﻨﺎين( ﻳﻌﺘﱪ أن ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ و اﻟﺘﻔﺴري اﻟﺬي ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم اﺣﺪث ﻧﻬﻀﺘني ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﻳﻘﻮل):اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻷوﱃ ﻛﺎﻧﺖ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺴﻠﻢ وﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ,ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺆﻛﺪ ﻋﲆ ﻟﺰوم اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت و اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ....و اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ,ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل اﻟﻐري اﺳﻼﻣﻲ ,ﺣﻴﺚ أﻧّﻪ أوﺟﺪ ﻓﻘﻬﺎً ﻳﺆﻛﺪ ﻋﲆ أ ﱠن اﻹﺳﻼم ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ اﻳﺠﺎد اﻟﺘﻐﻴري واﻟﻮﺻﻮل إﱃ ُﺳ ﱠﺪة اﻟﺤﻜﻢ وﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ .ﻋﲆ ﺧﻼف اﻟﻔﻜﺮ ااﳌﺴﺘﻮﺣﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﺿﺪ اﻹﺳﻼم وﻋﲆ ﺧﻼف ﻋﻬﺪ اﻧﺘﺸﺎر اﻷﻓﻜﺎر اﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻓﻴﻮن اﻟﺸﻌﻮب .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈ ﱠن ﺛﻮرة اﻹﻣﺎم ﻛﺎﻧﺖ مبﺜﺎﺑﺔ ﺗﺤﻮل ﻛﺒري ﺟﺎء ﰲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ واﻟﺘﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﲆ ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺤﺮﻛﺎت واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ(.٣٨ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻓﻮﻛﻮ ,اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف و ﻋﺎمل اﻹﺟﺘامع اﻟﻔﺮﻧﴘ اﳌﻌﺎﴏ ﻳﻌﺘﻘﺪ أنﱠ) :اﺣﺎدﻳﺚ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ مل ﺗﱰﺑﻊ ﻋﲆ اﻣﻮاج اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻘﱢﺮ اﻟﺮوح اﻷدﻣﻴﺔ اﳌﻌﺬﱠﺑﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻨﺎس ﺗﺤﻤﻞ راﻳﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﻘﻞ ﻟﻜﻦ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﺸﻖ(.٣٩ ﻫﺮاﻳﺪر ﻛﻤﻴﺠﻴﺎن ,اﺳﺘﺎذ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ,ﻳﻜﺘﺐ) :ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﻮدة إﱃ اﻷﺣﻜﺎم و اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﻠﻔﺖ اﻷﻧﻈﺎر ,مل ﻳﻨﺘﺒﻪ ٣٦ ٣٧ ٣٨ ٣٩
ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر ج ,٤ص١١٤ رﺋﻴﺲ ﻛﻠﻴﺔ ﻋﻠﻢ اﻹﺟﺘامع ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻮﺟﻮد ص٢١ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ,ﻃﺮﻳﻖ ص.١٢ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻓﻮﻛﻮ ,ﻣﺎ ﻫﻲ اﻷﺣﻼم اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮنً ,
57
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
58
اﻟﻌﺎمل ﻟﻠﻤﻮج اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﺧﻮل اﳌﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎﳼ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ ١٩٧٩ﺻﺎرت ﻫﻨﺎك ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺒﺤﻮث واﻟﺼﺤﻒ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ(.٤٠ اﻗﺒﺎل ﻻﻫﻮري ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ( ,ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻜﻮن ﻃﻬﺮان ﻣﺮﻛﺰا ً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﰲ ٤١ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻳﻘﻮل ﺟﻴﻤﻲ ﻛﺎرﺗﺮ )اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك اﻷﺳﺒﻖ( ﻋﻦ اﻳﺮان) :اﻳﺮان ﻫﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﰲ أﻛرث اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺘﺄزﻣﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل(.٤٢ ﺣﺎﻟﻴﺎً إن اﻟﺤﺎﻓﺔ اﻟﺤﺎدة ﻟﺤﻤﻼت اﻷﻋﺪاء ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺾ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ )اﺑﺎ اﺑﺎن() :ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺼﻼً ﺟﺪﻳﺪا ﰲ اﳌﻌﺘﻘﺪات و ﻫﺬه اﳌﻌﺘﻘﺪات ﺻﺎرت اﻛرث ﺷﻴﻮﻋﺎً ﺧﺼﻮﺻﺎً ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻳﺪل ﻋﲆ ﻧﺠﺎح ﻫﺬه اﳌﻌﺘﻘﺪات اﻟﺮاﺋﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺎرت ﻣﺜﺎﻻً ﻟﺠﻤﻴﻊ ٤٣ اﳌﺴﻠﻤني اﳌﻬﻤﺸني و اﳌﻈﻠﻮﻣني( اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ منﻮذﺟﺎً ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮرة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻴﺲ ﰲ رأي اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين وﺣﺴﺐ ﺑﻞ و اﻳﻀﺎً ﰲ رأي ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﴎﻫﺎ .اﻫﻢ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺪ اﻹﺳﺘﺒﺪاد واﻹﺳﺘﻌامر وﺿﺪ اﻹﻋﺘامد ﻋﲆ اﻟﻐري وﻫﺎﺗﺎن اﻟﺨﺎﺻﻴﺘﺎن ﺗﺘﻨﺎﺳﺒﺎن ﻣﻊ اﻟﻔﻄﺮة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﻄﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺣﺎﻛﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺠﺪﻳﺔ. ﻣﻊ وﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻳﻌﺘﱪ اﳌﻨﻈﱢﺮﻳﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴني ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اي ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اول مثﺮة ﻣﻦ مثﺎر اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان .ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﺷﻌﺒﺎن – زﻋﻴﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن) : -اﺳﺘﻤﺪت ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺠﻬﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﻢ اﻹﺳﺘﺸﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ(.٤٤ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻳﻌﱰف راﺷﺪ اﻟﻐﻨﻮﳾ ,زﻋﻴﻢ اﻟﺤﺰب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﴏاﺣﺘﺎً) :ﻫﺬه اول ﻣﺮة ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﳌﻌﺎﴏ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ ان ﺗﺠﺪ ﻗﻮﺗﻬﺎ وﺗﱰﺟﻤﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﻴﺔ .ﻧﺘﻴﺠ ًﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل أﻧﱠﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ
٤٠ ٤١ ٤٢ ٤٣ ٤٤
ﻣﺠﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق و اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺪد ٥٤ص٩٢و٩٣ اﴎار ﻧﻔﺴﻴﺔ و رﻣﻮز ﻋﺒﺜﻴﺔ ,ص٧٣ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ )ﻃﺮﻳﻖ(,ص١٠ ﻣﻨﻮﺟﻬﺮ ﻣﺤﻤﺪي,اﻟﺴﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ,صً ٢٠٤ اﻧﻌﻜﺎس اﻹﻧﺴﺠﺎم ﺑني ﺳﺎف و اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﻬﻴﻮين ,ﺑﺘﺎرﻳﺦ ١٣٦٧/٨/٨ ﺟﺮﻳﺪة اﻃﻼﻋﺎت,ﺑﺘﺎرﻳﺦ ١٣٦٧/٨/٨
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
اﻹﻳﺮاين ,اﺳﺘﻄﺎع اﻹﺳﻼم ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺘني اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أن ﻳﺠﺪ اﻟﺪﻗﺔ و اﳌﺼﺪاﻗﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﺨﺎرﺟﻲ(.٤٥ ﻟﻘﺪ رﻓﻌﺖ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺷﻌﺎرات ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﺼﺎﻟﺢ اﻟﺠﻴﺶ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺐ وأ ﱠن اﻟﺠﻴﺶ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ),ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻫﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎرات اﻹﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ رﻓﻌﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين اﺛﻨﺎء ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( ﰲ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻﺣﻈﻨﺎ أ ّن اﳌﻮاﻃﻨني ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺪﻣﻮن اﻟﻮرود ﻟﺠﻨﻮد اﻟﺠﻴﺶ و اﻟﺠﻨﻮد ﺑﺪورﻫﻢ ﻳﻀﻌﻮن اﻟﻮرود ﻋﲆ ﻓﻮﻫﺎت ﺑﻨﺎدﻗﻬﻢ .ﻫﺬه اﳌﺸﺎﻫﺪ ذﻛﱠﺮت ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺤﻄﺎت اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ و اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ .ﺣﺘﻰ أ ﱠن ﻣﺤﻄﺎت اﻹﻋﻼم اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﺷﺎرت إﱃ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع. ﻫﺬه اﻟﺘﴫﻓﺎت اﺛﺒﺘﺖ ﻟﻠﻌﺎمل ﻣﺪى وﻋﻲ وﻧﻬﻀﺔ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات و اﻣﺘﺪاد ﺛﻮرة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻟﻠﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ,ﻟﺪرﺟﺔ أن ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻋﻠﻦ ﴏاﺣﺔ ﻋﻦ دﻋﻤﻪ ﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣام ادى ﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻗﻮة و ﺷﺠﺎﻋﺖ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻣريﻛﺎ ﻣﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺷﻬﺎدات ﻋﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻹﺗﺼﺎﻻت )ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻓريﺟﻴﻨﻴﺎ اﻷﻣريﻛﻴﺔ( اﺧﺘﺎرت ﻫﺎﺟﺮ ﺣﺴﻴﻨﻲ ﻛﺄﺳﻢ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﺳﻼﻣﻬﺎ وﻗﺎﻟﺖ ﻋﻦ دواﻓﻌﻬﺎ ﻻﻋﺘﻨﺎق اﻹﺳﻼم) :ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼم ﺑﻌﺪ وﻗﻮع اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ,ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ﻛﻨﺖ أﻗﺮأ اﻟﻜﺜري ﻋﻦ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﻟﻜﻨﻲ مل اﻋري اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ اي اﻧﺘﺒﺎه ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ اﺟﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ٤٦ ﻛﺎﻧﺖ دواﻓﻌﻲ ﻟﻺﺳﻼم ﻫﻲ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﴫﻓﺎت ﺳامﺣﺔ اﻹﻣﺎم ﻓﻴﻬﺎ.(... ﻣﺆﴍات ﺣﻔﻆ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺿﱠ ﺢ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﱠﺑني اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳌﺎدﻳﺔ و اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أ ﱠن ﻫﻨﺎك ﻃﺮق ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﺜﻮرة واﻧﺠﺎزاﺗﻬﺎ ﻣﺜﻞ :اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﲆ اﻟﻠﻪ ,ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ اﻹﻟﻬﻲ ,اﺟﺘﻨﺎب اﻟﻐﺮور و اﻟﻐﻔﻠﺔ ,اﻟﺘﻮاﺟﺪ اﻟﺪاﺋﻢ ﰲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻜﻔﺎح ,اﺳﺘﻌامل اﻟﻌﺰم و اﻟﺤﻜﻤﺔ ,اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﺟﺘﻨﺎب اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺨﻼﻓﺎت اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ و اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ و اﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ و... ٤٥ﺣﺮﻛﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ و ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺣﻴﺎة اﻹﺳﻼم ,ص٢٠ ٤٦ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻛﻴﻬﺎﻥ ,ﺍﻟﻌﺪﺩ ,١٦٨٤ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ١٤ﺗﻴﺮ ,١٣٧٩ﺹ٦
59
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻘﺮاءات اﻟﺪامئﺔ ﻷﺻﻮل اﻟﺜﻮرة اﻷﺻﻮل و اﻷﻫﺪاف ﻷي ﺛﻮرة ﺗﻌﺘﱪ اﺳﺎس ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺜﻮرة ﺑﺪون اﻷﻫﺪاف ﻻ ميﻜﻦ ﻷي ﺛﻮرة أن ﺗﻮاﺻﻞ ﺧُﻄﺎﻫﺎ .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أ ﱠن اﻫﺪاف اﻟﺤﻜﻢ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻌ ﱠﻴﻨﺔ وﺑﺪون ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻳﻀﻴﻊ اﻟﺜﻮرﻳﻮن وﻳﻨﺤﺮﻓﻮن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺜﻮرة .أﺻﻮل واﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة ﻫﻲ ﺣﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻮار واﻟﺘﻴﺎرات .وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺬه اﻷﺻﻮل و اﻷﻫﺪاف ﻳﻘﺎس ﻣﺪى ﺛﻮرﻳﺔ اﻟﺜﻮار .وﻟﺬا ﻓﺈ ﱠن ﻓﺸﻞ اﻟﺜﻮرات ﻳﻨﺸﺎء ﻣﻦ ﻋﺪول ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻮار ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﻫﺪاف .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ اﻹﺳﺘﻘﺮاء اﻟﺪاﺋﻢ ﻷﺻﻮل اﻟﺜﻮرة اﻣﺮا ً ﴐورﻳﺎً. ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﺮى اﺷﺘﻘﺮاء أﺻﻮل اﻟﺜﻮرة ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻋﺪم اﻳﺠﺎد اي اﻧﺤﺮاﻓﺎت داﺧﻞ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺜﻮري وميﻨﻊ ﺣﺪوث اي ﺗﻴﺎر اﻧﺤﺮاف .اﻟﺘﻴﺎر اﻹﻧﺤﺮاﰲ ﻫﻮ اي ﺗﻴﺎر ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻜﻞ اﻟﺜﻮرة وﻳﻐري ﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ )اﻷﺻﻮل و اﻷﻫﺪاف( ,ورمبﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻐﺎﻳﺮا ً ﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺜﻮرة. ﺑﺤﺴﺐ رأي اﻟﺰﻋامء ﺗﺒﺪاء اﻹﻧﺤﺮاﻓﺎت ﰲ ﺷﻌﺎرات و اﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة .ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻳﺴﻌﻰ اﻋﺪاء اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺗﻐﻴري ﺷﻌﺎرات و رﻣﻮز اﻟﺜﻮرة و ﻣﻦ ﺛ ﱠﻢ ﻳﻨﻘﻠﺒﻮن ﻋﲆ اﻫﺪاﻓﻬﺎ .ﰲ ﺛﻮرﺗﻨﺎ اﻗﱰح اﻟﺒﻌﺾ ﺗﻐﻴري ﺷﻌﺎر )اﳌﻮت ﻷﻣريﻛﺎ( وﺗﺒﺪﻳﻠﻪ ﺑﺸﻌﺎر )اﳌﻮت ﻟﺮوﺳﻴﺎ( وﻛﺬﻟﻚ اﻃﻠﻘﻮا ﺷﻌﺎر )ﻻ ﻏﺰة وﻻ ﻟﺒﻨﺎن ,روﺣﻲ ﻓﺪاء ﻹﻳﺮان( ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺸﻌﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ارادي أو ﻻ ارادي ﻳﺨﺪم اﻫﺪاف اﻟﻌﺪو. 60
اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺜﻮرات ﻋﲆ ﻣﺮﺣﻠﺘني اﻷوﱃ ,اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ وﺗﺸﺘﻴﺖ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﱄ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﺳﻴﻢ اﻟﻮﺿﻊ اﳌﺜﺎﱄ .ﺑﺪون اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اي ﺗﺮﺳﻴﻢ اﻟﻮﺿﻊ اﳌﺜﺎﱄ ,ﻓﺈ ﱠن اﻟﺜﻮرة ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜريا ً ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻤﺮد و اﻹﺿﻄﺮاﺑﺎت و اﻹﻋﱰاﺿﺎت .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إ ﱠن ﺗﻔﺎوت اﻟﺜﻮرة ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﱰة ﰲ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺬات .وﺗﺴﺘﺒني ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺜﻮرة واﻟﺜﻮرﻳني ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻳﻀﺎً؛ ﺣني ﻳﺴﻘﻂ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ,ﻓﻴﻒ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﻧﻮع اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻹدارة اﻟﺒﻼد؟. ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و مبﺤﺎذاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺧﻼل اﻟﺜﻼﺛﻮن ﺳﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺗ ُﻈﻬﺮ أن اﻟﻐﺮب و اﻟﺪول اﳌﺘﺴﻠﻄﺔ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﻧﻮﻋني ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .اﻣﺎ أن ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻣﱪرة ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ,ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ,اﻟﺤﺮﻳﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ و ...وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻨﺸﺎء ﻧﻮع ﻣﻦ اﻧﻮاع ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﻠامين و )اﺳﻼم اﻷﻗﻠﻴﺎت( ﻣﺜﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ؛ أو أ ﱠن اﻟﻐﺮب ﻳﺴﻌﻰ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ اﳌﺎﱄ و اﳌﻌﻨﻮي ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
اﻟﺴﻠﻄﺔ إﱃ اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﺗﻌﺼﺒﺎت ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ وﻣﻔﺮﻃﺔ )ﻛام ﺣﺪث ﻣﻊ اﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ وﻃﺎﻟﺒﺎن( .ﻛﻠﺘﺎ ﻫﺎﺗني اﻟﺨﺼﻠﺘني ﺗﻌﺘﱪ ﺗﻌﺘﱪ ﻃﺎ ﱠﻣﺔ ﻛﱪى ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. اﻟﺜﻮرات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ دامئﺎً ﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻪ ﺧﻄﺮي اﻟﺘﻴﺎرات اﳌﺘﺤﺮرة و اﳌﺘﻌﺼﺒﺔ. ﻓﺠامﻋﺔ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﺎﻗﺪ ﻷي ﻛﻔﺎءة ﻻزﻣﺔ ﻟﻠﻌﴫ اﻟﺤﺎﱄ .واﻟﺠامﻋﺔ اﻷﺧﺮى أدارت ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺒﴩﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ و اﺗﺨﺬت اﺳﺎﻟﻴﺐ رﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ .ﻟﺬا ﻓﺈ ﱠن اﳌﺴﻠﻤني اﳌﺘﻌﺼﺒني واﳌﺘﺤﺮرﻳﻦ ﻣﺼﺪر ﴐر ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺜﻮرات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ اﳌﻨﴫﻣﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺔ و ﻧﻀﺎل داﺋﻢ ﻣﻊ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘ ﱠﻴﺎرﻳﻦ .ﻫﺬان اﻟﺘﻴﺎران ﻫام ﻧﻔﺲ اﻟﺘﻴﺎران اﻟﺬان ﻛﺎن ﻳﺤﺬﱢر ﻣﻨﻬام ﺳامﺣﺔ روح اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﻳﻮم ﰲ ﻋﻤﺮه .إ ﱠن اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴني و ﻣﺘﻌﺼﺒﻲ ﻣﻨﺘﺪى ﺣﺠﺘﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا وﻻﻳﺰاﻟﻮا ﺑﺼﺪد ﴐب اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻳﺮى ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة أن اﻟﺤﻞ اﻷﻧﺴﺐ ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻮع إﱃ منﻮذج اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اي ﻧﻈﺎم )اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺪﻳﻨﻲ( .ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﱠﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أ ﱠن اﺻﻞ و اﺳﺎس اﻟﺤﻜﻢ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻣﺴﺘﺠﺪات اﻟﻌﴫ .ﻗﺎل ﺳامﺣﺘﻪ) :ﻣﻦ اﻫﻢ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺛﺎرت و ُﺣﺮرت ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻫﻮ ﺣﻀﻮرﻫﻢ و دورﻫﻢ اﻟﻔﺎﻋﻞ وآراﺋﻬﻢ ﰲ ادارة اﻟﺒﻼد ,وﻷﻧﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮن ﻓﺈ ﱠن ﻣﻄﻠﺒﻬﻢ ﻫﻮ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺪﻳﻨﻲ؛ ﻳﻌﻨﻲ أ ﱠن اﻟﺤﻜﺎم ﻳُﻨﺘﺨﺒﻮا ﺑﻮاﺳﻄﺔ رأي اﻟﺸﻌﺐ واﻟﻘﻴﻢ واﻷﺻﻮل اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ اﻷﺻﻮل اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ,وﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﳌﻄﻠﺐ ﻋﲆ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﴩاﺋﻂ ﺑﺄﺷﻜﺎ ٍل وﻃﺮق ﻣﺘﻌﺪدة وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻹﺣﱰاز ﺑﻜﻞ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ أن ﻻ ﺗﺘﺪاﺧﻞ أو ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ اي ﻧﺴﺒﺔ أو ﺷﺒﺎﻫﺔ ﺑني اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻬﺮﺋﺔ و اﻟﺘﻲ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ وﺑني اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﳌﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ و اﻷﺻﻮل اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ أ ﱠن اﻹﻧﺤﻴﺎز اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳُﺨﻠﻂ ﻣﻊ اﻹﺳﻼم اﳌﺘﻌﺼﺐ واﳌﺘﺰﻣﺖ واﻹﻓﺮاﻃﻲ .ﻳﺠﺐ أن ﺗ ُﻌﻠﻢ اﻟﺤﺪود ﺑني ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺸﻴﺌني ﺑﻮﺿﻮح .اﻹﻓﺮاط أو اﻟﺘﻌﺼﺐ اﳌﺬﻫﺒﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﺎﻟﻘﺴﻮة اﻟﻌﻤﻴﺎء وﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺘﺨﻠﻒ و اﻟ ُﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻈﻤﻰ وﻫﺬا ﺑﺪوره ﺳﻴﻜﻮن ﺳﺒﺒﺄً ﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﺸﻌﻮب وﻓﺸﻞ اﻟﺜﻮرة(.٤٧
٤٧ﺧﻄﺒﺔ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٢٦,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠
61
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
62
اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻋﺪم اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎر و اﻷﴐار اﻟﺘﺤﺬﻳﺮات اﻟﺘﻲ وﺟﻬﻬﺎ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺜﻮار ﺟﺪﻳﺔ ﲇ أن أؤﻛﺪ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أ ﱠن ﻫﻨﺎك اﺧﻄﺎر ,وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ,ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﺳامﺣﺘﻪ) :ﻳﺠﺐ ﻋ ّ اﻳﻀﺎً ﻃُﺮق ﻟﻠﺘﺤ ﱡﺮز ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺧﻄﺎر .اﻹﻧﺘﺒﺎه ﻟﻸﺧﻄﺎر اﳌﺤﺪﻗﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳُﺨﻴﻒ اﻟﺸﻌﻮب .دﻋﻮا اﻋﺪاﺋﻜﻢ ﻳﺨﺎﻓﻮن ﻣﻨﻜﻢ واﻋﻠﻤﻮا» :إ ﱠن ﻛﻴﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻛﺎن ﺿﻌﻴﻔﺎ« ٤٨ﻳﺠﺐ ﻧﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻷﺧﻄﺎر ﻟيك ﻻ ﺗﺼﻴﺒﻨﺎ اﻟﺤرية واﻟﱰدد ﻋﻨﺪ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ,وﻟيك ﻧﻌﺮف ﻃﺮق ﺣﻠﻬﺎ(.٤٩ ﺑﻌﺪ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺳﻘﻮط ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك رﺋﺲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﴫ اﺻﻴﺐ اﳌﺴﺆوﻟني اﻷﻣريﻛﻴني ﺑﺨﻮف ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ أ ﱠن اوﺑﺎﻣﺎ ﺳﺎرع إﱃ ﻧﻘﺾ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺑﻼده واﴎاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﺪاء اﻟﻌﻨﻒ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل) :ﻟﻘﺪ ﻏريت اﻟﻘﻮى اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﻣﺠﺮى اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺎﺗﺠﺎه ٥٠ اﻟﻌﺪاﻟﺔ(. ﻋﻨﺪ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة ﻳﻨﺠﲇ أ ﱠن اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ وﺳﻌﺖ و متﺮﻛﺰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﰲ دول اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﺷامل اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻻ ﺗﺮاﻗﺐ اﻷوﺿﺎع واﻷﺣﺪاث اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻓﺤﺴﺐ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻐﻴري ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث ﻟﺘﺼﺐ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﳌﺼﻠﺤﺘﻬﺎ .وﻫﺬا ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ اﻟﺬي اﺷﺎر إﻟﻴﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺮﻧﺘﻴﴘ ﻗﺎﺋﺪ ﺣﺮﻛﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣامس ﻗﺒﻞ اﺳﺘﺸﻬﺎده. اﻣﺎ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺠﺪي اﻟﺘﻔﻜري ﻫﻲ أﻧﻪ أﺛﺘﺎء اﻟﴫاع اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑني اﻟﺸﻌﻮب اﳌﻈﻠﻮﻣﺔ واﻟﻨﻈﻢ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺗﻔﺎﺟﺌﻨﺎ اﻟﺪول اﻟﻌﻈﻤﻰ واﻹﺳﺘﻌامرﻳﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﱪ ﺑﻘﺎء اﻹﻧﻈﻤﺔ اﻟﺠﺎﺋﺮة ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺑﺪﺧﻮﻟﻬﺎ ﰲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﳼ .ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺎﺷﻤﺔ إذا ارﺗﺄت أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮﺟﻌﻲ ﻻﺗﺰال ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﺬل اﻗﴡ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻷﻣﻨﻴﺔ و اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ ﻟﺤامﻳﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻧﻬﺎء واﻣﺘﺼﺎص اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ,اﻣﺎ اذا ﺗﻴﻘﻨﺖ أ ﱠن ﻛﻔﺔ اﳌﻴﺰان ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻌﺐ وأ ﱠن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻘﴤ اﻧﻔﺎﺳﻪ اﻷﺧريه ﻓﺈﻧﱠﻬﺎ ﺗﺴﻌﻰ ٍ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻌﻤﻞ وﻓﻖ ﻫﻮاﻫﺎ و ﺗﺠﻠﺐ اﻧﻈﺎر اﻟﻨﺎس اﻟﻴﻪ ,ﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﻳﺪوم ﻫﺬا ﻟﻠﱰوﻳﺞ ﻟﻨﻈﺎمٍ ﻃﻮﻳﻼً ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻀﺢ أ ﱠن ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺜﻮرة .ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﺳﺘﻤﺮت ﻟﻌﺪة ﻋﻘﻮ ٍد ﻣﻀﺖ. إ ﱠن اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ و اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ﺗﺴﻌﻰ ﺑﺸﺪة وراء اﻟﺘﻨﻈﻴامت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ٤٨ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ ٧٦ ٤٩ﺧﻄﺒﺔ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٢٦,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠ ٥٠اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ,ﻃﺮﻳﻖ ,ص٣٢
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻴﺎت و ﺷﻌﺎرات ﺑ ﱠﺮاﻗﺔ ﻛﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﺒﴩ واﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪو ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺟﻤﻴﻼً ﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺸﻬﺪ أ ﱠن اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺒﺬل أﻣﻮاﻻً ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻟيك ﺗﺮيب ﻓﻜﺮ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﲆ ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜريﻫﺎ ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻣﻬﻢ ﻟﻠﻤﴪح اﻟﺴﻴﺎﳼ وﺗﺒﺬل ﻟﻬﻢ ﻟﻴﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻹﻋﻼﻧﺎت واﻟﺪﻋﺎﻳﺎت اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻨﻬﻢ منﺎذﺟﺎً ﱠ اﻟﻘﺎدﻣﺔ. ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻟﻨﺎس أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻌﺎﻳري ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪى اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﺮﺷﺤﺔ ﻋﲆ ﻣﻌﺎﻳريﻫﻢ ,وﻣﺪى اﻟﺘﺰام ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺑﺎﺻﻮل وﻗﻴﻢ واﻋﺘﻘﺎدات ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ .إذا ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﻜﻤﺔ وروﻳﱠﺔ ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن رد ﻣﺆاﻣﺮات اﻋﺪاﺋﻬﻢ. ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﻧﺸﺎﻫﺪ أ ﱠن اﻟﻘﻮى واﻟﺠامﻋﺎت ﻗﺪ ﺗﻨﺒﻬﺖ ﻟﻬﺬا و اﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣﻀﻮرا ً ﻓ ﱠﻌﺎﻻً وﻣﺆﺛﺮ ﰲ اﳌﴪح اﻟﺴﻴﺎﳼ واﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﻨﺒﻪ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻜﺮ وﺧﺪاع ﺗﻠﻚ اﻟﺪول اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻬﺎ ﺳﻮى اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺗﺨﻠﻒ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .إ ﱠن اﻟﺤﺮﻛﺎت واﻷﺣﺰاب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺟﺬور ﰲ وﺟﺪان ﻫﺬه اﻷﻣﻢ ﺗﱰﺑﻊ ﻋﲆ رأس ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﳌﺤﻠﻴﺔ .وﻗﺪ اﺻﺒﺢ ﻟﺪى ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﻘﺪرة و اﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﻋﲆ ﻛﺸﻒ و ﻣﻨﻊ اﻟﻬﺠامت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﺘﻌامر .إ ﱠن اﻟﺘﺤﺪي اﻟﻜﺒري ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑني اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﺠﺒﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻹﻣﺘﺪاد اﻟﺤﺮيك اﻟﺬي ﻧﺒﺘﺖ ﺑﺬوره ﰲ رﺑﻴﻊ ﺷﻬﺮ ﺑﻬﻤﻦ ١٣٥٧ﻫـ ش. 63
اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ذﻛﺮ وﱄ أﻣﺮ اﳌﺴﻠﻤني )ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة( ﴏاﺣﺘﺎً ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل) :إ ﱠن اﻟﺸﻌﻮب واﳌﻨﺘﺨﺒني ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺬﻳﻦ ﺑﺮزوا ﻣﻦ ﺑني اﻟﻨﺎس ﻫﻢ اﺻﺤﺎب ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴني وإ ﱠن ﺣامﻳﺔ اﻟﺜﻮرة وﺗﺮﺳﻴﻢ ﺧﻄﺎﻫﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻳﻘﻊ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ,وﻫﻢ ﻳﺴﻌﻮن إﱃ اﻟﻜامل وﺳﻮف ﻳﺼﻠﻮن إﻟﻴﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ(.٥١ ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮا ﻣﻦ اﻷﻋﺪاء واﳌﻨﺪﺳني أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺘﻨﺔ إ ﱠن وﺻﺎﻳﺎ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﳌﺒﻨﻴﺔ اﻣﺘﻼك روﺣﻴﺔ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻋﺪاء ﻗﺪ اﻋﻄﺖ ﻫﻤﺔ وﻋﺰميﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻟﻠﺜﻮار ﻓﻔﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﺴامﺣﺘﻪ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺎل ﺿﻤﻦ ﻣﺜﺎ ٍل ﻟﻪ ﻋﻦ ﻏﺰوة اﺣﺪ) :اﻟﺮﻋﺐ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ واﺣﺴﺎس اﻟﺨﻮف ﻣﻦ
٥١ﺧﻄﺒﺔ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٢٦,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
64
اﻣريﻛﺎ واﻟﻘﻮى اﻷﺧﺮى ﻳﻌﺘﱪ ﻧﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﺟﺘﻨﺎﺑﻬﺎ .اﻟﻔﺌﺎت اﳌﺨﺘﺎرة ٥٢ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻘﺬﻓﻮا ﺑﻬﺬا اﻟﺨﻮف ﺑﻌﻴﺪا ً(. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮج اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﳌﴪح اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻛﺎن اﻷﻣريﻛﻴﻮن ﻣﺸﻐﻮﻟﻮن ﺑﺸﺪة ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك وﻧﻈﺎﻣﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد وﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻘﺴﻤﻮا اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻌﺪة ﻓﺮق ,ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﻛﺎن ﺧﻄﺎب ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﳌﻮﺟﻪ ﻟﻠﺸﻌﺐ أن ﻳُ ﱢ اﳌﴫي ﻣﻠﻬامً و راﻓﻌﺎً ﻟﺮوﺣﻬﻢ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﺣﺘﻰ أﻧﱠﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﱰة وﺟﻴﺰة ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺻﺎرت اﻗﻮاﻟﻪ ﻣﻨﺘﴩة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﻠﻮﺗﻮث ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻨﺎس ﻟﻜﻠامت ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ دﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اي ﻏﺮض ﺳﻴﺎﳼ اﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎًﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ رمبﺎ اﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻻﺧﺮى ,ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺗ ُﻌﻤﻞ ﺗﺄﺛريﻫﺎ ﰲ ﻗﻠﻮب ﺷﻌﺐ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﰲ ﻗﻠﻮب اﳌﴫﻳني ﺑﻌﻨﻮان ﻧﻮر ﻟﻸﻣﻞ .واﻵن ﻧﺤﻦ ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺸﻌﻮب ﰲ ﻣﺴري ﻳﺨﻮﻟﻬﻢ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎت وﻣﻨﻈامت ﺷﻌﺒﻴﺔ. إ ﱠن ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﻗﺪ ﻧﻬﻀﺖ وﺳﻮف ﺗﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺧﺎﻧﻮﻫﻢ .اﻟﻮﻳﻞ ﳌﻦ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻴﺎﻧﺖ ﺷﻌﺒﻪ .ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﺑﻌﺪ أن اﺿﺎﻟﻊ ﺣﻜﺎم ﻣﴫ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﻼدﻫﻢ ,اﻗﺼﺖ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﴫ ﻋﻦ ﻣﺴريﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ و ﻣﻮﻗﻌﻴﺘﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﺣﻮﻟﺘﻬﺎ إﱃ دوﻟﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ وﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ ﻏريﻫﺎ وﺟﻌﻠﺖ ﻣﺼريﻫﺎ ﰲ ﻳﺪ ﻏريﻫﺎ ﺣﺘﻰ اﺧﺮﺟﺘﻬﺎ متﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻣﻴﺪان اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ. ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻳﻌﻠﻢ اﳌﴫﻳﻮن ﺟﻴﺪا ً أ ﱠن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺨﺎف ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣﺒﺎرك ,ﻫﻮ اﻧﻜﺸﺎف دور اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﰲ اﺣﺪاث ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﺪ و اﻟﺪﻋﻢ اﳌﺎﱄ اﻟﻐﺰﻳﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﺤﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ازاء ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ .إ ﱠن اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﺪ ﻫﻲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﴫﻳﺔ – ﺳﻌﻮدﻳﺔ – ﺻﻬﻴﻮﻧﻴﺔ. ﻟﺬا ﻓﺈن اﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ دﻓﻌﻬﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻃﻼل -اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ واﺣﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻔﺎﺳﺪة و اﳌﺘﻬﻤﺔ – اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ٤ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﳌﻨﻊ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك مل ﺗﻜﻦ ﻋﺒﺜﺎً .إﻧﱠﻪ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺗﻐﺎﴇ ﺑﴪﻋﺔ وﺑﺼﻮرة رﺳﻤﻴﺔ ﻋﻦ ارﺿﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ١٠٠اﻟﻒ ﻫﻜﺘﺎر اﻣﺎم رﺋﻴﺲ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﺒﺪاﳌﺠﻴﺪ ﻣﺤﻤﻮد ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك .وﻫﺬا امنﺎ ﻳﺪل ﻋﲆ أﻧﱠﻪ ﺣﺼﻞ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷرﺿﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻏري ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﺗﻌﺘﱪ رﺷﻮة. اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﺳﻮف ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻮه ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻷن اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي أﻛﱪ ﻣﻦ اﻧﻮر اﻟﺴﺎدات و ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ودوﻟﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ. ٥٢ﺧﻄﺒﺔ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٢٦,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و...
ﻣﺆﴍات دوام اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛام أ ﱠن ﻇﻬﻮر اﺻﻞ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪأ ﺑﺎرﺷﺎد ﻓﻜﺮي ,دواﻣﻬﺎ اﻳﻀﺎ ﻳﺘﻢ ﺑﺘﺪاوم اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻛام أ ﱠن ﺻﺤﻮة اﻟﺸﻌﺐ اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻳﺮان ﺑﺪأت ﺑﺎرﺷﺎد دﻳﻨﻲ ﻓﺈن ﻧﻬﻀﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﻷﺧﺮى اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺧﺎرج ﻫﺬه اﻟﺤﺪود ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻹرﺷﺎد اﻟﺪﻳﻨﻲ .وﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺛﻮرﺗﻨﺎ إﱃ ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد. اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﻻ اﳌﻘﺎﺳﻤﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳌﻐﺎﻧﻢ وﻃﻠﺐ اﻷﺳﻬﻢ دامئﺎ ﻳﻬﺪد اﻟﺜﻮرة واﻟﺜﻮار .ﻟﻘﺪ ﺣﺬﱠر ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﴐار ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ) :اول اﻷﺧﻄﺎر ﻫﻮ راﺣﺖ اﻟﺒﺎل اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻨﴫ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺮ ان ﻳﻮﺟﺪ اﺷﺨﺎص ﰲ ﺻﺪد ﺗﻘﺎﺳﻢ اﻷﺳﻬﻢ و اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ(.٥٣ ﺗﻨﺸﺄ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ )اي اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﺜﻮار أ ﱠن ﻋﻤﻞ اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻗﺪ ﺗﻢ وأﻧﱠﻬﻢ وﺻﻠﻮا إﱃ اﻟﻨﴫ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪوﻧﻪ آﺧﺮ اﳌﻄﺎف واﻵن ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ,وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻻ ﻳﺠﺐ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ اﻇﻬﺮوا اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ .اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اوﺿﺤﺖ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻋﻦ ﻛﺜﺐ. اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﻔﻘﺮات اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮب اﺣﺪ اﻷﴐار اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ ان ﺗﻬﺪد اي ﺛﻮرة أن ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻘﻮى اﻹﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﻢ ,ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻫﺬه اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻳﻀﺎُ ﻋامل ﻳﻌﺘﱪون اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺨﻠﺼني ﻣﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل) :إ َن اﻟﴬر اﻷﺳﺎﳼ ﻫﻮ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام ﱡ ﻷﻣريﻛﺎ و اﻟﻐﺮب( ٥٤.ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻢ اﻟﻐﺮب أن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ أن ﻳﻮﻗﻒ ﺛﻮرة ﳌﺎ ﻓ ّﻮت ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﺻﺔ. اﻣﺎ اذا مل ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا اﻟﻮﻗﻮف اﻣﺎ اﳌﻮج اﻟﻬﺎﺋﺞ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرﻳني ﺳﻮف ﻳﺴﻌﻮن إﱃ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻋﻨﺎﴏ ﻳﺮﺗﺒﻄﻮن ﺑﺎﻟﺠﻬﺎز اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻌﻤﲇ اﻟﻐﺮيب وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﲆ ﺗﻐﻴري اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ داﺧﻠﻬﺎ .اﻟﺜﻮرة
٥٣ﺧﻄﺒﺔ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٢٦,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠ ٥٤ﺧﻄﺒﺔ ﺳامﺣﺔ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٢٦,ﺷﻬﺮﻳﻮر ١٣٩٠
65
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺪاق واﺿﺢ ﻟﻬﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﺣﻴﺚ اﻧﻨﺎ رأﻳﻨﺎ ﰲ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻛﻴﻒ أن اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑﻌﻠامء اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻈﺎم واﻟﺪﻋﻢ اﻟﺘﺎم ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ وﻟﻜﻢ ﻣﻊ اﻟﺘﺴﻠﻞ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻌﻨﺎﴏ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮب واﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﺎﻓﺮ ﻟﻠﺴﻔﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ ﺑﻬﻢ اﳌﻄﺎف إﱃ اﻧﺘﺸﺎل اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﺸﻌﺐ وﺗﻬﻤﻴﺶ ﻋﻠامء اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺜﻮروﻳني .وﺣﺘﻰ اﻋﺪام اﻟﻌﻠامء ﻛﺎﻣﺜﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ .ﻻ ﻳﺰال ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻜﺒري ﻳﻬﺪد اﻟﺜﻮرات اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ متﺖ ﰲ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﺳﻌﻰ اﻷﻋﺪاء ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﺧﺮى ﻹﺻﻄﻨﺎع ﺑﺪاﺋﻞ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻗﱰاح منﺎذج ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرة ,وﻋﱪ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﺻﺐ ميﺮرون اﻟﻨامذج اﻟﺮاﺋﺠﻪ ﰲ اﻟﻐﺮب ﻛﺎﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ و اﻟﻠﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ اﻟﻨامذج اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ و اﻟﺸﻌﺐ .ﻗﺎل ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻫﺬا اﻟﺨﺼﻮص) :اﻧﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮن ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﺘﺤﻤﻴﻞ ﺑﺪاﺋﻠﻬﻢ اﳌﻨﺤﺮﻓﺔ ﻋﲆ ﻛﺎﻫﻞ اﻟﺜﻮرة واﻟﺸﻌﺐ(.٥٥ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻳﺠﺎد اﻟﻔﻮﴇ و اﻟﻬﺮج واﳌﺮج ﻳﺼﻄﻨﻌﻮن ﺗﻴﺎرات ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ وﻳﺪﻋﻤﻮﻧﻬﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎً واﻋﻼﻣﻴﺎً ﺑﻘﻮة .وﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻻﺧﺮى ﻟﻠﻌﺪو ﻹﺧامد اﻟﺜﻮرة و اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﺷﻌﺎل اﻟﺤﺮوب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑني اﺗﺒﺎع اﻻدﻳﺎن واﻟﻘﻮﻣﻴﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ,اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺣﻈﺮ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺜﻮرة) :ﻗﺼﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ,ارﻫﺎق واﺣﺒﺎط اﻟﺸﻌﺐ وﺟﻌﻞ اﻟﺜﻮار ﻧﺎدﻣني وﻣﱰددﻳﻦ ,وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ دﺣﺮ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ(.٥٦ 66
اﳌﺼﺎدر: -١ﺳﻴﻤﻮرام ﻫريش ) ,(١٣٨٥ﻣﺼﺎﻟﺢ واﺷﻨﻄﻦ ﰲ ﺣﺮب اﴎاﺋﻴﻞ ,ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻄﻒ اﻟﻠﻪ ﻣﻴﺜﻤﻲ ,ﻣﺠﻠﺔ ﭼﺸﻢ اﻧﺪاز, اﻟﻌﺪد .۳۹ -٢ﺳﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺷﻬﻴﺪي ,ﻧﻬﺞ اﻟﺒﻼﻏﺔ ,دار اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﴩ ,ﻃﻬﺮان,اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﴩة ۱۳۷۹ﻫـ ش. -٣ﻣﺮﺗﴣ ﺷريودي ,ﻓﻠﺴﻄني واﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﰲ ﺧﻄﺐ اﻹﻣﺎم ,ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ,ﻃﻬﺮان ۱۳۸۱ﻫـ ش. -٤اﻧﻌﻜﺎس اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﻬﻴﻮين ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ,اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻄﺒﻮﻋﺎت و وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ )اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮزارت اﻹرﺷﺎد( ,اﻟﻨﴩة رﻗﻢ ,۵يب ﻧﺎ ۱۳۷۲ﻫـ ش. -٥ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳌﺠﻠﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ,اﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ ,اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ .ﻃﻬﺮان ,اﻟﺴﻨﺔ ال ,۲۰ﻣﻬﺮ ١٣٨١ﻫـ ش. -٦آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺟﻮادي آﻣﲇ ,ﺗﻔﺴري اﻟﺘﺴﻨﻴﻢ ,دار اﴎاء ﻟﻠﻨﴩ ,اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ,ﻗﻢ ۱۳۸۳ ,ﻫـ ش. -٧ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ آﺛﺎر آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺷﻬﻴﺪ ﻣﺮﺗﴣ ﻣﻄﻬﺮي ,دار ﺻﺪرا ,اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ,ﻗﻢ ۱۳۸۷ ,ﻫـ ش. ٥٥ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر ٥٦ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر
اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﳌﻌﺎرف ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و... -٨ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻت ,ﻣﺆمتﺮ اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴني )ع( ,اﳌﺠﻤﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻷﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ,اﺳﻔﻨﺪ ۱۳۸۱ﻫـ ش. -٩اﺑﻦ ﺷﻬﺮآﺷﻮب ﻣﺎزﻧﺪراين ,ﻣﻨﺎﻗﺐ آل ايب ﻃﺎﻟﺐ ,ذو اﻟﻘﺮيب ,ﻗﻢ ۱۳۸۵,ﻫـ ش. -١٠ﻣﻨﺸﻮر )راه( اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﺘﺤﻠﻴﲇ ,ﻃﻬﺮان ,اﻟﻌﺪد ,۵۲رﺑﻴﻊ ۱۳۹۰ﻫـ ش. -١١راﺷﺪ اﻟﻐﻨﻮﳾ ,ﺣﺮﻛﺔ ااﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﺗﺠﺪﻳﺪ ﺣﻴﺎة اﻹﺳﻼم ,ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺳﻴﺪ ﻫﺎدي ﺧﴪوﺷﺎﻫﻲ ,ﻣﺆﺳﺴﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ,ﻃﻬﺮان ۱۳۷۲,ﻫـ ش. -١٢روح اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ,ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻹﻣﺎم ,ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ وﻧﴩ آﺛﺎر اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ,ﻃﻬﺮان ,ﺧﺮﻳﻒ ۱۳۷۸ﻫـ ش. -١٣ﻋﲇ ﻓﻼح ﻧﺠﺎد ,ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺻﺪر اﻹﻧﻘﻼب اﻹﺳﻼﻣﻲ ,ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. -١٤ﻃﻼل ﻋﱰﻳﴘ ,ﺣﺪﻳﺚ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ )ﺣﻀﻮر(,اﻟﻌﺪد ,۲اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ. -١٥ﻣﺠﻠﺔ ﺣﻀﻮر ,ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻣني اﻣني ,اﻟﺜﻮرات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺗﺄﺛريﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ ۱۳۷۴,ﻫـ ش. -١٦ﻣﺤﻤﺪ اﻗﺒﺎل ﻻﻫﻮري ,اﻷﴎار اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ و اﻟﺮﻣﻮز اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ,ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ,اﻳﺮان ,ﻃﻬﺮان ۱۳۵۸,ﻫـ ش. -١٧ﺟﺎن ﻓﻮرن ,ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺜﻮرات,ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻷرﺷﺎد اﻟﺜﻘﺎﰲ ,دار ين ,ﻃﻬﺮان ۱۳۸۴,ﻫـ ش. -١٨ﻣﻨﻮﺗﺸﻬﺮ ﻣﺤﻤﺪي ,اﻧﻌﻜﺎس اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل ۱۳۸۶ ,ﻫـ ش. -١٩اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ﻣﻦ ﺧﺮداد ,ﻣﺠﻠﺔ ﻓﺼﻠﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻹﻳﺮاين اﳌﻌﺎﴏ ,اﻟﻌﺪد ,۲۸اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ۱۳۹۰ﻫـ ش.
67
اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ أﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ أمنﻮذﺟﺎً
اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ أﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ أمنﻮذﺟﺎً أﺣﻤﺪ داود ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﲆ أﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﻼﻗﻴﻪ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﴍﻗﺎً وﻏﺮﺑﺎً ،ﺷامﻻً وﺟﻨﻮﺑﺎً ،ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺔ ﴍﺳﺔ ﻋﲆ أوﻃﺎﻧﻪ وﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻪ ،وﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻪ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺮب ﻻ ﺗﺨﺒﻮ ﻧﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﺣﻴﻨﺎً وﺧﻔﻴﺔ ﺣﻴﻨﺎً آﺧﺮ. ﻟﻘﺪ ﺻﺎر اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﺿﺤﺎً ﻟﻠﻌﻴﺎن ،ﻓﺎﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ،ﻋﲆ ﴐب اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ،وإﺷﻌﺎل اﻟﻔنت ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ ،يك ﻻ ﺗﻘﻮم ﻟﻬﻢ ﻗﺎمئﺔ ،وﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺑﻘﻮة اﻟﺴﻼح ،ﻓﺘﺤﺮك اﻟﺠﻴﻮش ﻟﺘﻐﺰو اﻟﺒﻼد ،وﺗﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺴﺎد ،ﻛام ﺣﺪث ﰲ اﻟﻌﺮاق ،وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،وﻏريﻫﺎ. واﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﺻﻴﺒﺖ ﺑﺤﻜﺎم ﺑﺎﻋﻮا ﺿامﺋﺮﻫﻢ ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،وإﴎاﺋﻴﻞ ..ﺑﺎﺗﻮا ﻳﺘﺤﺎﻟﻔﻮن ﻣﻌﻬﻢ ﰲ اﻟﴪ واﻟﻌﻠﻦ ،ﻻ ﻳﺨﺸﻮن ﰲ ذﻟﻚ أﺣﺪا ً، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻧﻬﺎ ،ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﱪى ،ﻓﺘﺨﺮس أﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ أوﻃﺎﻧﻬﻢ. ﻛﻨﺎ – ﻛﻐريﻧﺎ -ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮيب ،ﻳﻌﺘﴫﻧﺎ اﻷمل ،ﻟﻮاﻗﻌﻨﺎ اﳌﺮﻳﺮ ،وﻃﺎﳌﺎ ذرﻓﺖ أﻋﻴﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ،أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺮة ،ﺣني ﻧﺸﺎﻫﺪ إﺧﻮاﻧﺎً ﻟﻨﺎ ﰲ اﻟﻌﺮاق وﻓﻠﺴﻄني وﻟﺒﻨﺎن ،ﺗﻘﺘﻠﻬﻢ آﻟﺔ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺼﻬﻮﻳﻨﺔ ،واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ..مل ﻧﻜﻦ ﻧﺘﺨﻴﻞ أن ﺗﺪﻣﺮ اﻟﻘﺮى ،وﺗﻨﺘﻬﻚ اﻷﻋﺮاض ،وﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ. ﻋﺸﻨﺎ ﻏﺮﺑﺎء ﰲ دارﻧﺎ ،ﻧﺮى اﻟﻔﺴﺎد ﻳﺴﺘﴩي واﻟﺒﺎﻃﻞ ﻳﺘﺒﺠﺢ ،واﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺗﺨﻄﻂ ،وﺗﻌﻤﻞ ﺑﻼ وﺟﻞ ،وأﺟﻬﺰة اﻹﻋﻼم ﺗﺸﻴﻊ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ،وﺗﻨﴩ اﻟﺴﻮء ..ﻧﺮى اﻟﻨﺴﺎء ﻛﺎﺳﻴﺎت ﻋﺎرﻳﺎت، وﻧﺮى اﻟﺨﻤﺮ ﻳﴩب ﺟﻬﺎرا ً ،وأﻧﺪﻳﺔ اﻟﻔﺴﺎد ،ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﻧﻬﺎرا ً. ﻧﺮى ﻛﻞ ذﻟﻚ ،وﻧﺮى ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺘﴩﻳﻊ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﺔ وﻗﻴﻤﻬﺎ ﰲ ﺻﻮرة ﻗﻮاﻧني ،ﺗﺤﺮس ﻣﻌﻨﻮﻳﺎت،وﺗﻌﺎﻗﺐ ﻣﻦ ﻳﺠﱰئ ﻋﲆ ﺣامﻳﺘﻬﺎ. ﺛﻢ ﻧﺮى اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﻬﻢ اﻟﻠﻪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻳﺴريون ﰲ واد ﻏري اﻹﺳﻼم ،ﻳﻮاﻟﻮن ﻣﻦ ﻋﺎدى اﻟﻠﻪ ،وﻳﻌﺎدون ﻣﻦ واﱃ اﻟﻠﻪ ،وﻳﻘﺮﺑﻮن إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻠﻪ، وﻳﺒﻌﺪون ﻣﻦ ﻗﺮب اﻟﻠﻪ. ﻧﺮى اﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺑني ،واﻟﺘﻔﺎوت اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻓﺎﺣﺶ ..أﻓﺮاد ﻳﻠﻌﺒﻮن
69
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
70
ﺑﺎﳌﻼﻳني ،وﺟامﻫري ﻻ ﻳﺠﺪون اﳌﻼﻳﻴﻢ ،ﻗﺼﻮر ﺗﺸﺎد ،وﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﴩات اﳌﻼﻳني ،ورمبﺎ ﻻ ﺗﺴﻜﻦ ﺳﻮى ﻣﺮة واﺣﺪة ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،ﻋﲆ ﺣني ميﻮت اﳌﻼﻳني ﰲ اﻟﻌﺮاء ،ﻻ ﻳﺠﺪون ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺮ اﻟﺼﻴﻒ وﻻ ﺑﺮد اﻟﺸﺘﺎء ،أﻧﺎس متﻮج ﺧﺰاﺋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ،ﻛام ميﻮج اﻟﺘﻨﻮر ﺑﺎﻟﻠﻬﺐ ،وأرﺻﺪﺗﻬﻢ ﰲ اﻟﺒﻨﻮك اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺄرﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﴪﻳﺔ ،ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻘﺪارﻫﺎ إﻻ اﻟﻠﻪ. ومل ﻳﻜﺘﻒ اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﺑﻼدﻧﺎ اﻟﻴﻤﻦ ،اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم )اﻟﻴﻤﻦ اﻟﺴﻌﻴﺪ( ،مل ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮ آﻧﻔﺎً ،ﺑﻞ ﻋﻤﺪ ،إﱃ ﺳﺤﻖ اﻟﺠامﻋﺎت واﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،وﺗﺠﻬﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب، ﻷﻏﺮاض ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺧﺪﻣﺔ ﻷﻫﺪاف ﺧﺎﺻﺔ ،وأﻫﺪاف أﺧﺮى ذات أﺑﻌﺎد إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ. ﻟﺬا ،ﻛﺎن اﻟﻴﻤﻨﻴﻮن ،ﻛﻐريﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻳﺘﻌﻄﺸﻮن إﱃ اﻟﺤﺮﻳﺔ ،وإﱃ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ،و اﻟﻜﺮاﻣﺔ ،ﻓﺎﻧﺪﻟﻌﺖ ﴍارة اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ،ﺿﺪ ﻧﻈﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻﺎﻟﺢ، واﻛﺘﻈﺖ اﻟﺴﺎﺣﺎت ﺑﺎﳌﻌﺘﺼﻤني ،واﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺮﺣﻴﻞ ﺻﺎﻟﺢ ،وﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، دوﻟﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت ،دوﻟﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻸﻓﺮاد ،ﺑﻨﴩ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ،دون ﺿﻐﻮﻃﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ رأس اﻟﻨﻈﺎم. اﺳﺘﻤﺮ اﻟﺜﻮار ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺎت ،ﻳﻘﺪﻣﻮن ﻛﻞ ﻳﻮم اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت ،ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ اﻟﺜﻮرة إﱃ ﻗﻤﺘﻬﺎ، وﺑﺪأ اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺘﻬﺎوى ،وﻛﺎد أن ﻳﺴﻘﻂ ،وﺗﻨﺠﺢ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﺜﻮرة ،ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وأﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺗﺪﺧﻠﺖ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ،وﺑﺪأت اﳌﺆاﻣﺮة ﺗﻨﺴﺞ ﺧﻴﻮﻃﻬﺎ ﻋﲆ ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪﻓﻊ مبﺒﺎدرات ،ﺗﻀﻤﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﺪة أﻃﻮل ،ﻟﻐﺮض إﻋﺎﻗﺔ اﻟﺜﻮرة ،وإﺣﺒﺎﻃﻬﺎ. وﺳﺄﺣﺎول ﰲ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ،ﺑﺈﻳﺠﺎز ،إﺑﺮاز اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﰲ ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ. أوﻻً :اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﻌﻮدي: وﺿﻌﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻋﲇ ﺻﺎﻟﺢ أﻣﺎم ﺧﻴﺎرﻳﻦ ﻛﻼﻫام أﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻘﻢ :إﻣﺎ أن ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﺴﻘﻮط اﻟﺴﻴﺎﳼ ،وﻳﺮﺣﻞ ،وإﻣﺎ أن ﻳﺠﺮ اﻟﺒﻼد ،إﱃ ﻣﺮﺑﻊ ،اﻟﻌﻨﻒ ،وﻳﺴﻘﻂ إﻧﺴﺎﻧﻴﺎً وأﺧﻼﻗﻴﺎً ،وﻳﺘﺤﻮل إﱃ ﻣﺠﺮم ﺣﺮب ﻣﻼﺣﻖ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻀﺎء ..ﻫﻨﺎ وﰲ ﻫﺬه اﻷﺛﻨﺎء ﻛﺎن ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺮﻧﻮ ﺑﺒﴫه إﱃ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻹﻧﻘﺎذه ،ﻓﺒﺎدرت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺒﺎدرة، ﺳﻤﻴﺖ ﺑـ »اﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ« ،ﻫﺪﻓﺖ ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻃﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﻟﻠﻘﺒﻮل ﺑﻬﺎ ،وإﻧﻘﺎذ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ روح ﻟﺼﺎﻟﺢ. و«ﻳﻼﺣﻆ ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،أﻧﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑني ﻧﻈﺎﻣني، وﻟﻴﺲ ﺑني ﺷﻌﺒني ،وﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ميﺜﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،دور اﻟﺘﺎﺑﻊ ..ﻓﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻻ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،وﰲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮء ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻳﻜﻮن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻫﻮ اﻟﻀﺤﻴﺔ وﻟﻴﺲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ ،ﻛام ﺣﺼﻞ ﰲ ﺣﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وﻟﻬﺬا أﺻﺒﺢ اﻟﻨﻈﺎم
اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ودور اﻟﺸﺒﺎب ...
اﻟﺴﻌﻮدي ﺻﺎﺣﺐ رﺻﻴﺪ ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ورﻏﻢ اﻷﻣﻮال اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺿﺨﺘﻬﺎ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،إﻻ أن أﺛﺮﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻏري ﻣﻠﻤﻮس ،ﻗﻴﺎﺳﺎً إﱃ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ دوﻟﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﻓﺎﳌﺎل اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﺬي ﻳﻀﺦ إﱃ اﻟﻴﻤﻦ ﻫﻮ ﻣﺎل ﺳﻴﺎﳼ ،ﰲ اﻷﻋﻢ اﻟﻐﺎﻟﺐ ،وﻟﻴﺲ ﻣﺎﻻً ﺗﻨﻤﻮﻳﺎً ،واﻷﻧىك ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴني ،اﻟﻴﻮم ﻳﻨﻈﺮون إﱃ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﲆ أﻧﻪ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺳﻌﻮدﻳﺔ ،وأن اﻷﺷﻘﺎء ﰲ ﻳﺘﻌﻤﺪون ،إﻫﺎﻧﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎرﻫﻢ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻜﻮن رﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﻴﻤﻦ« (١) .د .ﻃﺎﻫﺮ ﺷﻤﺴﺎن :ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﱃ ﻧﺪوة اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﳌﺪين ﻟﻠﻴﻤﻦ ﰲ ﻇﻞ اﻷزﻣﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. وﻟﻌﺒﺖ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ دورا ً ﻛﺒريا ً ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻋﺮﻗﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ،ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أوﺗﻴﺖ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ، ﺣﻴﺚ ﺿﺨﺖ أﻣﻮاﻻً ﻛﺒرية ﻟﻠﻨﻈﺎم ،ﻟﺴﺤﻖ اﻟﺜﻮار ﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﻐﻴري ،وﻫﺬا ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﻮاﺿﺢ ،ﰲ إﻇﻬﺎر اﻟﻌﺪاء ﻟﺜﻮرات اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب. ﻳﻘﻮل ﺑﺮﻧﺎرد ﻫﻴﻜﻞ »أﺳﺘﺎذ دراﺳﺎت اﻟﴩق اﻷدىن« إن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻫﻲ ﻗﻮة ﻗﺎﺋﺪة ﰲ اﻟﺜﻮرة اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب ،وﻗﺪ وﻗﻔﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﻓﺮ ﻟﻘﻤﻊ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﰲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، ﺗﺨﻮﻓﺎً ﻣﻦ وﺻﻮل اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ إﱃ اﻟﺤﻜﻢ ،واﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻊ إﻳﺮان ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺨﺸﺎه اﳌﻤﻠﻜﺔ. وﻳﺆﻛﺪ ﻫﻴﻜﻞ أن آل ﺳﻌﻮد ﺣﺎوﻟﻮا ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻹﺑﻘﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﺿﻌﻴﻔﺔ ،واﻟﻔﺎﻋﻠني اﻟﺴﻴﺎﺳﻴني ﻣﻨﻘﺴﻤني ،وأن ﻓﻜﺮة »ميﻦ ﻗﻮي وﻣﻮﺣﺪ« ﺗﺠﻌﻞ ﺣﻜﺎم اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻳﺘﻤﻬﻠﻮن. وﻳﻀﻴﻒ ﻫﻴﻜﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ «:ومل ﺗﱰدد اﻟﺮﻳﺎض ﰲ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺻﻨﻌﺎء ،ﻛﻠام ﻋﱪ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻴﻤﻦ ﺗﺮﺳﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ وﱄ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي، رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ إدارﻳﺔ ،ﺗﺪﻳﺮ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠني اﻟﺴﻴﺎﺳﻴني واﻟﻘﺒﻠﻴني ،ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﺰﻋامء اﳌﺮﻣﻮﻗني. وميﻜﻦ إﺟامﻻً ،رﺻﺪ أﺑﺮز اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﰲ اﻟﺸﺄن اﻟﻴﻤﻨﻲ ،ﺳﻴام ﰲ اﻟﺜﻮرة ﰲ اﻵيت: ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺣﺮف ﻣﺴﺎر ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب ،وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﱃ أزﻣﺔ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﲆ اﻷﻃﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻘﺒﻮل ﺑﺎﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ. دﻋﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺿﺪ ﺧﺼﻮﻣﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴني ،واﻟﻮﻗﻮف ﺿﺪ إرادة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ دﻋﻤﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼح ،واﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﰲ اﳌﻤﻜﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻠﻌﻼج ،ﺑﻌﺪ ﺣﺎدﺛﺔ ”اﻟﻨﻬﺪﻳﻦ“، واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻋﺮﻗﻠﺔ اﻟﺜﻮرة ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ. اﻟﺴامح ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻴﻤﻦ ،ﺑﻌﺪ رﺣﻠﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ اﺳﺘﻤﺮت ،ﳌﺪة ٣أﺷﻬﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻋﺎد اﻷﺧري ﻟﻘﻤﻊ اﳌﺤﺘﺠني ،وإﺷﻌﺎل اﻟﺤﺮب ،ﰲ اﻟﺒﻼد ،ﻟﻜﻦ إرادة اﻟﺸﻌﺐ ﻛﺎﻧﺖ أﻗﻮى
71
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
72
ﻣﻦ ﺟﱪوﺗﻪ. اﺣﺘﻀﻨﺖ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﺮاﺳﻴﻢ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﲆ اﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ أن ﻳﺌﺴﺖ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة ،وﺑﺪأت اﻟﺒﺤﺚ ﻋﲆ ﻣﻮاﻟني ﺟﺪد ﻣﻦ أﻃﺮاف اﳌﻌﺎرﺿﺔ. وﻋﻘﺐ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﲆ اﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺮﻳﺎض ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٢١ﻧﻮﻓﻤﱪ ،٢٠١١ﺧﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ ،وﺟﻤﻴﻊ اﻟﺜﻮار ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺎت ،ﻟﻠﺘﻨﺪﻳﺪ واﻟﺮﻓﺾ ﻟﻬﺬه اﳌﺒﺎدرة ،وأﻋﻠﻨﺖ ﺟامﻋﺔ اﻟﺤﻮيث، أﺣﺪ اﻟﺠامﻋﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،اﻟﻜﺒرية واﳌﻨﻀﻤﺔ إﱃ اﻟﺜﻮرة ،رﻓﻀﻬﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎدرة ،ﻓﻌﻤﺪت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ أﻃﺮاف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،إﱃ إِﺷﻌﺎل ﻓﺘﻴﻞ اﻟﺤﺮب اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺻﻌﺪة ،وﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﺤﻮﺛﻴني ﻋﲆ أﻧﻬﻢ ”ﺟامﻋﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ ،وأﻧﻬﻢ رواﻓﺾ“ ،وأﻧﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮن إﱃ إﻓﺸﺎل اﻟﺜﻮرة ،ﻛام دﻋﻤﺖ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺴﻠﻔﻴني اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳني ﰲ دﻣﺎج أﺣﺪ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﺻﻌﺪة ،وﻣﻮﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼح واﳌﺎل ،وإدﺧﺎﻟﻬﻢ ﰲ أﺗﻮن ﴏاع ﻣﺬﻫﺒﻲ ،ﺗﻢ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻪ ،ﺑﺸﻦ ﺣﺮب إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻛﱪى ،ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺘﻌﺎوﻧني ﻣﻦ ﻧﻈﺎم آل ﺳﻌﻮد. ﻛﺎن اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن أﻛرث ﺣﺬرا ً ،وﻳﻘﻈﺔ ،وﺳﺎرﻋﻮا ﰲ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻬﻢ ،إﱃ ﻛﺸﻒ اﳌﺆاﻣﺮات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،ﻣﺤﺬرﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﴫاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﰲ ﺻﻌﺪة ،ﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮف اﳌﻘﺎﺑﻞ )اﻟﺴﻠﻔﻴني( ،متﺎدوا ﰲ ذﻟﻚ ،واﺳﺘﻤﺮوا ﰲ ﻋﺪواﻧﻬﻢ ،ﻛام ﺗﻮاﻓﺪ اﻵﻻف ﻣﻦ اﳌﺴﻠﺤني اﳌﻤﻮﻟني ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ إﱃ ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﻛﺘﺎف( ،مبﺤﺎﻓﻈﺔ ﺻﻌﺪة ،اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻔﺘﻮى أﺻﺪرﻫﺎ ﺷﻴﺦ اﻟﺴﻠﻔﻴني ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ دﻣﺎج ،دﻋﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻠﻔﻴني إﱃ اﻟﺠﻬﺎد ،ﺿﺪ اﻟﺤﻮﺛﻴني اﳌﻨﺘﻤني إﱃ اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﺰﻳﺪي ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﻏري أن اﻟﺤﻮﺛﻴني متﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻴﺪي ﻟﻬﻢ ،وﻛﺒﺪوﻫﻢ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﰲ اﻷرواح واﻟﻌﺘﺎد ،وﺗﻢ ﻣﺤﺎﴏﺗﻬﻢ وﺗﻀﻴﻴﻖ اﻟﺨﻨﺎق ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻟﻴﻀﻄﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴني ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻷﺣﻤﺮ ،ﺣﻠﻴﻒ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﰲ إﻳﻘﺎف اﻟﺤﺮب ،واﻟﺘﻮﺳﻂ ﻟﺪى اﻟﺤﻮﺛﻴني ﻟﻔﻚ اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻦ دﻣﺎج ،وﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،وﺗﻮﻗﻔﺖ اﻟﺤﺮب ،ﺣﺮﺻﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻮﺛﻴني ﻋﲆ ﻋﺪم إﺛﺎرة اﳌﺸﻜﻠﺔ ،وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﱃ ﺣﺮب ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ. اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣﺮﻳيك: ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ،وأﻣﺮﻳﻜﺎ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ،واﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚ ،أﻧﻬﺎ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﲆ ﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،وأوﻛﻠﺖ ﻟﻬﺎ »اﳌﻠﻒ اﻟﻴﻤﻨﻲ«. وﻗﺒﻞ ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻴﻤﻨﻲ ،ﻛﺎن اﻟﻄريان اﻟﻴﻤﻨﻲ ﻳﴪح وميﺮح ،ﻓﻮق اﻷﺟﻮاء اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، وﻳﻘﺼﻒ اﻟﻘﺮى واﳌﻮاﻃﻨني ،ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﴐب »ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة«. مل ﻳﻜﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺠﺮؤ ﻋﲆ ﻓﺘﺢ ﻓﻤﻪ ،وﻣﻨﻊ اﻷﻣﺮﻳﻜﺎن ﻣﻦ اﻧﺘﻬﺎك ﺳﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻦ ..ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﺤﺴﺐ،ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻮارج واﻟﺴﻔﻦ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﴘ ﰲ ﺧﻠﻴﺞ ﻋﺪن،
اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ودور اﻟﺸﺒﺎب ...
ﺗﺪﺧﻞ وﺗﺨﺮج ﺑﺤﺮﻳﺔ ،دون أن ميﻨﻌﻬﺎ أﺣﺪ. وﺧﻼل ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺜﻮرة ﺿﺪ ﺻﺎﻟﺢ »أﻛﱪ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴني ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻞ ﻋﻘﺪ ﺳﻴﺎﳼ ﻳﻔﴤ إﱃ ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ،وأن رﺣﻴﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺘﻪ اﻟﻘﺼﻮى ،ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﺤﺮي ﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﻴﻤﻦ اﻟﻜﺒرية واﳌﻌﻘﺪة، وأﻗﴡ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ اﻟﻴﻤﻨﻴﻮن ﻫﻮ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻨﻬﻲ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﻌﻨﻒ ،وﺗﺤﻮل دون اﻻﻧﺰﻻق ﻧﺤﻮ ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ«. وﻟﻌﺐ اﻟﺴﻔري اﻷﻣﺮﻳيك ﺟرياﻟﺪ ﻓﺎﻳﺮﺳﺘﺎن دورا ً ﻛﺒريا ً ،ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﲆ اﻷﻃﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ إﱃ اﻟﺜﻮرة ﻟﻠﻘﺒﻮل ﺑﺎﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ،وإﺣﺪاث ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪ. وميﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺴﻔري اﻷﻣﺮﻳيك ﻛﺎن اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﻔﻌﲇ ﻟﻠﻴﻤﻦ ،ﺳﻴام ﺑﻌﺪ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻨﻬﺪﻳﻦ، وﺳﻔﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ. ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﲆ اﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻓﺎﻳﺮﺳﺘﺎن ،ﻛﺎن ﻳﺘﺪﺧﻞ وﺑﻜﻞ ﺑﺠﺎﺣﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﴫﻳﺤﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻷﻃﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ )ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ وﻛﻴﻒ ﺗﻔﻌﻞ( ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﴏح ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ ﰲ ﻣﺆمتﺮ ﺻﺤﻔﻲ ،ﺑﺄن »ﻣﺴرية اﻟﺤﻴﺎة« اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺗﻌﺰ إﱃ ﺻﻨﻌﺎء ﺳريا ً ﻋﲆ اﻷﻗﺪام ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻠﻤﻴﺔ« وأﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪف إﱃ »إﺛﺎرة اﻟﻔﻮﴇ ﰲ اﻟﺒﻠﺪ« ،ﻣﻀﻴﻔﺎً أن ﺷﺒﺎب اﻟﺜﻮرة ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﻘﴫ اﻟﺮﺋﺎﳼ واﻟﱪﳌﺎن وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﴍﻋﻴﺎً«. ﰲ ﺣﻮار ﺻﺤﻔﻲ ﻟﻪ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻊ »ﻧﻴﻮز ميﻦ« اﻹﺧﺒﺎري ،ﺑﺘﺎرﻳﺦ ،٢٠١١/٧/١٣ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﰲ اﻟﱪﳌﺎن اﻟﻴﻤﻨﻲ ،ﺷﻮﻗﻲ اﻟﻘﺎﴈ أﻫﺪاف وﻣﺨﻄﻄﺎت أﻣﺮﻳﻜﺎ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل «:ﻟﻘﺪ اﻧﻔﺮدت أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺎﳌﺸﻬﺪ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،واﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ،وأرادت أن ﺗﺒﻘﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻫﺸﺔ ورﺧﻴﺼﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺻﻌﻮد أي ﻗﻮة ﺟﺪﻳﺪة ﻻ ﺗﺆﻳﺪﻫﺎ«. وﻳﻀﻴﻒ اﻟﻘﺎﴈ ﺑﻘﻮﻟﻪ «:ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺆاﻣﺮة ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪا ً ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻛﺮأس ﺣﺮﺑﺔ ،وﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﻣﺎ أدى إﱃ إرﺗﺒﺎك اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻴﻤﻨﻲ متﺎﻣﺎً ،وزاد ﻣﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪه واﻧﺴﺪاد آﻓﺎﻗﻪ«. وﻳﺮى ﻣﺮاﻗﺒﻮن أن ﻫﻨﺎك ﺗﺬﺑﺬﺑﺎً ﰲ ﺗﴫﻳﺤﺎت اﻟﺴﻔري اﻷﻣﺮﻳيك أو ﺑﻘﻴﺔ اﳌﺴﺆوﻟني ﰲ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،وﻻ ﺣﻆ اﻟﺒﻌﺾ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ واﻟﺘﺬﺑﺬب ﰲ ﺗﴫﻳﺤﺎت اﻟﺴﻔري ﻣﻨﺬ ﺑﺪأ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،وﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﻃﺎﻗﻤﻪ ﺑﺎﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أﻧﻪ أ ﺷﺒﻪ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺰاﺟﻴﺘﻪ اﳌﺘﻘﻠﺒﺔ وﺗﴫﻳﺤﺎﺗﻪ اﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ،وأوﴅ ﰲ إﺣﺪى رﺳﺎﺋﻠﻪ ﻟﻠﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺄن اﻟﻨﻈﺎم ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﺤﺎول اﻟﺘﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﺗﻬﻮﻳﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪة ،ﺛﻢ ﻋﺎد ﻟﻴﺆﻛﺪ ﺑﺄن ﺧﻄﺮ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﳾء ﻣﻠﻤﻮس وواﺿﺢ ،وﻟﻴﺲ
73
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
74
ﻓﻘﻂ ﻣﺠﺮد ﺗﻀﺨﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻴﻤﻨﻲ. وﻗﺎل ﰲ إﺣﺪى اﳌﺆمتﺮات اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ »ﻫﻨﺎك ﺗﻨﻈﻴﻢ واﺗﺼﺎﻻت ،ﻧﺤﻦ ﻋﲆ ﻋﻠﻢ ﺑﻬﺎ ،وﻫﻨﺎك ﻋﻨﺎﴏ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﺳﻮرﻳﺔ وﺳﻌﻮدﻳﺔ وﻣﻦ ﺟﻨﻮب ﴍق آﺳﻴﺎ«. وﻳﺮى ﺳﻴﺎﺳﻴﻮن ﺑﺄن ﺗﻘﻠﺐ اﳌﻮﻗﻒ اﻷﻣﺮﻳيك ﺑﺸﺄن اﻟﺜﻮرة ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﺟﻌﻞ ﻣﻦ واﺷﻨﻄﻦ ﺗﻐﻀﺐ ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف اﳌﺤﻠﻴﺔ ،ودﻓﻌﺖ ﺗﴫﻳﺤﺎت اﻟﺴﻔري اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﱃ اﻣﺘﻌﺎض ﺷﺒﺎب اﻟﺜﻮرة ،واﻋﺘﱪوﻫﺎ ﻻ ﺗﻌﻨﻴﻬﻢ ووﺻﻔﻮﻫﺎ ﺑﺎﳌﺘﺬﺑﺬﺑﺔ ،وأﺑﺪى اﻟﺸﺒﺎب اﺳﺘﻐﺮاﺑﻬﻢ إزاء ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺴﻔري ،ﻣﺸريﻳﻦ إﱃ ﻣﻨﺎﻗﻀﺘﻪ ﻟﻠﺘﴫﻳﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺻﺪرت ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ،ﰲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ،واﻟﺘﻲ دﻋﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺻﺎﻟﺢ إﱃ اﻻﺳﺘامع ﳌﻄﺎﻟﺐ ﺷﻌﺒﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮه إﱃ اﻟﺘﻨﺤﻲ. وﻳﺮﺟﻊ ﻣﺤﻠﻠﻮن ﺗﺮدد اﳌﻮاﻗﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﺛﻮرة اﻟﻴﻤﻦ إﱃ ﺗﺄﺛﺮ ﻣﻮﻗﻒ واﺷﻨﻄﻦ ﺑﺎﳌﺨﺎوف اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ،وﻣﺤﺎوﻻت ﻧﻈﺎم ﺻﺎﻟﺢ اﺳﺘﺜامر ﺗﻠﻚ اﳌﺨﺎوف. وﻳﺒﺪي اﳌﺮﺟﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴني اﳌﺆﻳﺪ ﻗﻠﻘﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣﺮﻳيك اﻟﺴﺎﻓﺮ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ،ﻣﺆﻛﺪا ﺧﻄﻮرﺗﻪ ﻋﲆ اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺜﻮرة و ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻴﻤﻦ وﻗﺎل اﳌﺆﻳﺪ ﰲ ﺗﴫﻳﺢ ﻟـ ﺷﺒﻜﺔ ﺻﻮت اﻟﺤﺮﻳﺔ » :ﻧﻌﺮب ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻎ ﻗﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣﺮﻳيك اﻟﺴﺎﻓﺮ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ و اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻣﺆﴍا ﺧﻄريا ً ﻋﲆ ﺳﻌﻲ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻹﺟﻬﺎض اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺠامﻫريﻳﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ و ﺷﺒﺎب اﻟﺜﻮرة ﻋﱪ ﺻﻴﺎﻏﺔ وﺿﻊ ﺳﻴﺎﳼ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ أوﻻ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﺗﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ و ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻴﻤﻦ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص و ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺎﻣني اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻴﻤﻦ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم«. وﻳﻀﻴﻒ اﳌﺆﻳﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ » :إن ﻫﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺧﺮق ﻟﻜﻞ اﻷﻋﺮاف و اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻓام ﻣﻌﻨﻰ ان ﻳﺪﻳﺮ اﻟﺴﻔري اﻻﻣﺮﻳيك ﺣﻮارات اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ ! وﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ان ﺗﺮﺳﻞ اﻻدارة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻴﻠﺘﻤﻦ ﻟﻴﴩف ﻋﲆ ﻃﺒﺨﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺮﻣﻲ اﱃ ﺗﺎﻣني اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ !. وﻳﺘﺎﺑﻊ اﳌﺆﻳﺪ ﻓﻴﻘﻮل «:اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺛﻮرة ﺗﺤﺮرﻳﺔ ﺑﺪء ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺬات و اﻧﺘﻬﺎء ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﲆ اﻻرض ﻻميﻜﻦ ان ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﲆ ﻧﻘﺎﺋﻬﺎ و أﺻﺎﻟﺘﻬﺎ و ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻮﺻﻮل اﱃ أﻫﺪاﻓﻬﺎ اﻻ اذا اﺳﺘﻌﺼﺖ ﻋﲆ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻻﺟﻨﺒﻴﺔ و رﻓﻀﺖ اﳌﺴﺎوﻣﺔ ﻋﲆ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻹرادة و اﻟﻘﺮار و رﻓﻀﺖ رﺑﻂ اﻟﺜﻮرة و ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﺠﻠﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﱪى و اذﻧﺎﺑﻬﺎ .ان اﺧﻄﺮ ﺗﺤﺪ ﺗﻮاﺟﻬﻪ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ذات اﻟﺘﺤﺪي اﻷﺧﻄﺮ اﻟﺬي واﺟﻬﻪ اﳌﴩوع اﻟﻨﻬﻀﻮي اﻟﻌﺮيب اﻻﺳﻼﻣﻲ و ﻫﻮ ﺧﻄﺮ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻟﺬي ﺗﺠﺴﺪ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ اﻻﺳﺘﻌامر
اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ودور اﻟﺸﺒﺎب ...
ﺑﻜﻞ اﺷﻜﺎﻟﻪ وﻳﺘﺠﺴﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ و ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﱪى ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ مبﺼﺎﺋﺮ اﻟﺸﻌﻮب . وإﺟامﻻً ،ﻓﺈن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺨﴙ ﻣﻦ ﺟﻬﻮرﻳﺔ ميﻨﻴﺔ ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﱪ ﻗﺎدة اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ،ﻛام ﺗﺨﴙ أن ميﺘﺪ زﺧﻤﻬﺎ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺴﻌﻮدي ،ﻣﺸريﻳﻦ إﱃ أن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ »ﺿﺒﻂ اﻷوﺿﺎع ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﻟﻀامن ﻗﻴﺎم ﻧﻈﺎم ﻣﻮال ﻟﻬﺎ دون أن ﺗﺤﺪث ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤﻮل دميﻘﺮاﻃﻲ ﺗﺠﻬﻞ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ«. وﻳﺮى اﳌﺮاﻗﺒﻮن واﳌﺘﺘﺒﻌﻮن ﻟﺜﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ أن اﻟﻨﻔﻮذ اﳌﺎﱄ اﻟﺴﻌﻮدي ،واﻻﺳﺘﺜامر اﻷﻣﻨﻲ اﻷﻣﺮﻳيك ،ﺳﺎﻋﺪا ﰲ إﻋﺎﻗﺔ ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻴﻤﻦ.. وﻫام وﺟﻬﺎن ﻟﻌﻤﻠﺔ واﺣﺪة ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﺪى اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺧﻴﺎرات إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﳌﻈﻠﺔ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻈﻞ ﺑﻬﺎ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮد ،ﺣﺘﻰ ﰲ أﻗﺮب اﻷﻣﻮر ﻣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻌﻮدي ،ﻣﺜﻞ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻴﻤﻦ ،رﻏﻢ أن اﳌﻜﺎن واﻹﻣﻜﺎن ﻳﻠﺤﺎن ﻋﲆ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺎﻻﻧﺤﻴﺎز إﱃ ﺷﻌﺐ اﻟﻴﻤﻦ ،وﻋﻮﻧﻪ ﻋﲆ اﺳﺘﻜﺸﺎف ﻣﻤﺮ آﻣﻦ إﱃ اﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ واﻟﺸﻌﺒني. ﻻ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﻴﻤﻦ ﰲ اﻟﻌﺎدة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره دوﻟﺔ ،وإمنﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻜﺴﺐ وﻻﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻫﺎء واﻟﻌﻄﺎء .وﻋﲇ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻈﻮر ﻣﺠﺮد رأس ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪة .وﻻ ﻳﻘﺘﴫ اﻟﻨﻔﻮذ اﳌﺎﱄ اﻟﺴﻌﻮدي ﻋﲆ اﳌﻮاﻟني ﻟﺼﺎﻟﺢ، ﺑﻞ ﻳﺸﻤﻞ ﻣﻌﺎرﺿﻴﻪ أﻳﻀﺎ .ﻓﺎﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺬي متﻮﻟﻪ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻳﻘﻮده اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴني اﻷﺣﻤﺮ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎرﴈ ﻋﲇ ﺻﺎﻟﺢ. وميﻜﻦ إﺟامل أﻫﺪاف اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﰲ اﺛﻨني :أوﻟﻬام أن ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﺿﻌﻴﻔﺔ وﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ ودﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎ ،وﻳﻈﻞ اﻟﻴﻤﻦ ﻣﺤﻜﻮﻣﺎ ﺑﺮﺟﻞ ﻋﺴﻜﺮي ﻳﻌﻤﻞ »ﺷﺎوﻳﺸﺎ« ﻟﺪى اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻳﺤﻤﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،وﻳﺘﻮﱃ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﻘﺬرة ،ﻣﺜﻞ ﻣﻠﻒ اﻹرﻫﺎب. وﺛﺎﻧﻴﻬام أﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻠﻄﺔ دميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﺧﺎﴏﺗﻬﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ،ميﻜﻦ أن ﺗﺆوي ﻣﻌﺎرﺿني ﺳﻌﻮدﻳني ،أو ﺗﻠﻬﻢ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺴﻌﻮدي اﳌﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ،اﻟﺬي ﺗﺰداد اﻟﻬﻮة ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺸﺎﺋﺨﺔ واﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﺪة ﰲ ﺑﻠﺪه. أﻣﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻤام ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم إﻧﻘﺎذ ﻣﺎ ميﻜﻦ إﻧﻘﺎذه ﻣﻦ اﺳﺘﺜامرﻫﺎ اﻷﻣﻨﻲ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﻣﻨﺬ ﻫﺠامت ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ إﱃ اﻟﻴﻮم .ﻓﺎﻟﻴﻤﻦ مبﻮﻗﻌﻪ اﻟﺠﻐﺮاﰲ ﺑني اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻟﺼﻮﻣﺎل وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،ومبﺎ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻪ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ميﺜﻞ ﻟﺪى اﻷﻣريﻛﻴني ﻟﻐﺰا ﻣﺆرﻗﺎ.
75
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
76
وﻳﺒﺪو أن اﻷﻣريﻛﻴني ﺑﻨﻮا ﰲ اﻟﻴﻤﻦ وﺟﻮدا أﻣﻨﻴﺎ ﻛﺜﻴﻔﺎ ﰲ اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺧري ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻋﲇ ﺻﺎﻟﺢ ،وﻫﻢ ﻳﺪرﻛﻮن أن اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ –ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن أي ﺛﻮرة ﺣﻘﺔ -ﺳﺘﻨﺴﻒ ذﻟﻚ اﻟﺒﻨﻴﺎن، وﻟﻦ ﺗﺮﴇ ﺑﺎﻻﺧﱰاق اﻷﻣﻨﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ ،إذا أرادت أن ﺗﺒﻨﻲ دوﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﻘﺮار. وﻫﻨﺎك ﻫﺪف أﻣرييك أﻛﱪ ،وﻫﻮ ﺗﻌﻮﻳﻖ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،وﻋﺪم اﻟﺴامح ﺑﺎﻟﻘﻄﻒ اﻟﺴﻬﻞ ﻟﺜﻤﺮاﺗﻬﺎ ،ﻷﺳﺒﺎب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وإﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﺜرية ،أﻫﻤﻬﺎ ﺗﻠﻄﻴﺦ اﻟﻨﻤﻮذج ،وإرﻏﺎم اﻟﺸﻌﻮب إﱃ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎد ﺑﺎﻟﻐﺮب ،ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن اﻟﻐﺮب ﴍﻳﻜﺎ ﰲ ﺻﻨﻊ اﻟﺜﻮرة ،أو ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ،أو ﺣﺘﻰ اﻏﺘﻴﺎﻟﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮرﺗﺎ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ ﻓﻠﺘﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ أﻳﺪي اﻷﻣريﻛﻴني واﻷوروﺑﻴني دون أن ﻳﺠﺪوا وﻗﺘﺎ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ واﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ .أﻣﺎ اﻟﺜﻮرات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻘﺪ أﻋﺪوا ﻟﻬﺎ ﺧﻄﻂ اﻟﺘﺄﺟﻴﻞ واﻟﺘﻌﻮﻳﻖ .وﻣﻦ دواﻓﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳﻖ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻷﻃﺮاف ﺧﻮﻓﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﻠﺐ .ﻓﺘﻌﻮﻳﻖ أﻣريﻛﺎ ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ دﻓﺎﻋﻬﺎ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ ﰲ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﺗﺪرك اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻷﻣريﻛﻴﺔ أن ﻋﲇ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﰲ ﺧﱪ ﻛﺎن ،ﻟﻜﻨﻬام ﻻ متﺎﻧﻌﺎن ﻣﻦ اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺠﺴﺪه اﳌﺤﱰق وﻋﻨﱰﻳﺎﺗﻪ اﻟﺨﺮﻗﺎء ﻟﻌﺒﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ وإﻋﻼﻣﻴﺔ ،ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻟﺘﺄﺟﻴﻞ واﻟﺘﻌﻮﻳﻖ ،ﻋﴗ أن ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺜﻮار اﻟﻴﻤﻨﻴﻮن ﺑﻨﺼﻒ ﺛﻮرة ،ﺗﺒﻘﻲ ﻋﲆ ﺟﺰء ﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ اﳌﺨﱰﻗَﺔ ،وﺗﺴﺘﻨﺰف ﻃﺎﻗﺔ اﻟﺜﻮرة وﻋﻨﻔﻮاﻧﻬﺎ ،وﺗﻠﻄﺦ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺜﻮري اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻲ ﰲ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى ،ﻫﻲ أﻫﻢ ﰲ اﻟﺤﺴﺎب اﻷﻣرييك ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ. دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت أﺷﻌﻞ اﻟﻄﻼب واﻷﻛﺎدميﻴﻮن اﻟﻴﻤﻨﻴﻮن ﺛﻮرﺗﻬﻢ ﺿﺪ ﻧﻈﺎم ﺻﺎﻟﺢ ﰲ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﱪ ﻓﱪاﻳﺮ ،٢٠١١و اﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﺌﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ، وﻣﻨﺬ ٢١ﻣﺎرس اﻟﺘﺤﻘﺖ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،واﻟﺒريوﻗﺮاﻃﻴﺔ، واﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ،ﻟﻠﺜﻮرة ،وأﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ دﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﺜﻮار ،ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺛﻮرة ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ إﱃ ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﻴﺔ ،اﻧﺨﺮﻃﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ ،ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم ورﺣﻴﻞ ﻋﲇ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ. ﻛﺎن اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻢ ﻣﺤﻮر اﻻرﺗﻜﺎز ،ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ،وﺳﻘﻂ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺌﺎت اﻟﺸﻬﺪاء واﻟﺠﺮﺣﻰ ،وﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﻐﻴري ،ﻛﻮن اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺋﺘﻼﻓﺎت واﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ، وﺻﺎﻏﻮا اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻫﺪاف ،اﻟﺘﻲ ﺣﺪدت ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،راﻓﻀني أي ﺗﺪﺧﻼت أﺟﻨﺒﻴﺔ أو إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،وﻣﻌﱰﺿني ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أﺣﺰاب
اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ودور اﻟﺸﺒﺎب ...
اﳌﺸﱰك اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺎوﺿﺖ ﻣﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ. وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ميﻴﺰ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ،ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﻋﻲ ﺟامﻫريي ﻛﺒري ﻟﺪى ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺷﺒﺎب اﻟﻴﻤﻦ ،ﺑﺨﻄﻮرة اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﻌﻮدي واﻷﻣﺮﻳيك ﰲ اﻟﺸﺄن اﻟﻴﻤﻨﻲ ،مل ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻛام أن اﻟﺜﻮرة ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ،ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ اﻧﺸﻐﺎل اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﳌﻠﺬات واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳌﻐﺮﻳﺎت ،أﺻﺒﺤﻮا ﻳﺒﺤﺜﻮن وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻹﺳﻼم ،ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺒﻬﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﻜﻨﻠﻮﺟﻴﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﻳﺘﺸﺒﻬﻮن ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب اﻟﻐﺮيب ،وأدرﻛﻮا ﺧﻼل اﻟﺜﻮرة ﺧﻄﻮرة اﳌﺨﻄﻄﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻋﲆ اﻷﻣﺘني اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄن ﻳﺘﺸﺒﺚ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﺜﻮرة ﻛﺜريا ً ،ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ إﴏارﻫﻢ ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺎت ،راﻓﻀني اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ إﺟﻬﺎض اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ أي ﻃﺮف ﻛﺎن. ﻟﻘﺪ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﻌﻮدي واﻷﻣﺮﻳيك ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ،ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒرية ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ،ﻓﺎرﺗﻔﻌﺖ وﺗرية اﻟﺤﻨﻖ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺿﺪ آل ﺳﻌﻮد ،ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﱃ درﺟﺔ أن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ مبﺨﺘﻠﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ وﻓﺌﺎﺗﻪ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺑﺎت ﺳﺎﺧﻄﺎً ﻋﲆ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،وﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ اﻟﻠﺌﻴﻤﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻴﻤﻨﻴني ،وﺑﺪأت اﳌﻮاﻗﻊ واﻟﺼﺤﻒ ﺗﺸﻦ ﻫﺠﻮﻣﺎً ﻻذﻋﺎً ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﳌﻮاﻗﻒ ،مل ﺗﻜﻦ ﺗﺠﺮؤ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. أﻣﺎ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻮري ،ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺴﺪت ﰲ رﻓﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﻤﺆاﻣﺮة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ،واﳌﺴريات اﻟﺘﻲ ﺣﺮﻛﻬﺎ ﺷﺒﺎب اﻟﺜﻮرة ،ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ ﻳﻮﻣﻲ، ﻷﻛرث ﻣﻦ ٣أﺷﻬﺮ ،رﻓﻀﺎ ً ﻟﻠﻮﺻﺎﻳﺔ أو اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ. وﺷﻬﺪت ﺻﻨﻌﺎء وﺗﻌﺰ واﻟﺤﺪﻳﺪة ،وذﻣﺎر وﺻﻌﺪة ،ﻣﺴريات ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺿﺪ آل ﺳﻌﻮد، وأﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﻫﺘﻒ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎرات اﳌﻨﺪدة ﻟﺴﻴﺎﺳﺘﻬام ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ورﻓﻌﻮا ﻻﻓﺘﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺮﻓﺾ ﺑﻮﺿﻮح اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ. ومل ﻳﻜﺘﻒ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺘﺴﻴري اﳌﺴريات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻧﻔﺬوا ﻣﺴرية ﻛﺒرية »راﺟﻠﺔ« اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺗﻌﺰ إﱃ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻗﻄﻊ اﳌﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﳌﺴرية ﻣﺴﺎﻓﺔ ٣٠٠ﻛﻴﻠﻮ ﻣﱰ ،ﺳريا ً ﻋﲆ اﻷﻗﺪام ،وﺳﻤﻴﺖ ﺗﻠﻚ اﳌﺴرية مبﺴرية »اﻟﺤﻴﺎة« ﻛﺎن ﺷﻌﺎرﻫﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﻮ »رﻓﺾ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ«. وﻋﻨﺪ وﺻﻮل اﳌﺴرية إﱃ ﻣﺸﺎرف ﺻﻨﻌﺎء ،ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻘﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻈﺎم ﺻﺎﻟﺢ ،وﺑﺘﻮاﻃﺆ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ آل ﺳﻌﻮد ،ﺣﻴﺚ ﺳﻘﻂ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ١٣ﺷﻬﻴﺪا ً، وﻋﴩات اﻟﺠﺮﺣﻰ. وأﺛﻨﺎء ﻗﻤﻊ اﳌﺴرية ﻛﺎن اﻟﺴﻔري اﻷﻣﺮﻳيك ﻓﺎﻳﺮﺳﺘﺎﻳﻦ ،ﰲ ﻣﺆمتﺮ ﺻﺤﻔﻲ ،ﻳﺘﻬﻢ اﻟﺜﻮار ،ﺑﺄﻧﻬﻢ
77
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﺨﺮﺑني ،وﻳﺮﻳﺪون إﺛﺎرة اﻟﻔﻮﴇ ﰲ اﻟﺒﻼد ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي دﻓﻊ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﱄ ﻟﻠﺨﺮوج مبﺴريات ﺣﺎﺷﺪة ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﻐﻴري ﰲ اﻟﺒﻼد ،ﻟﻠﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﴫﻳﺤﺎت ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻼذع اﻟﺬي ﻻﻗﺎه اﻟﺘﴫﻳﺢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺜﻘﻔني واﻟﺴﻴﺎﺳﻴني واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ،ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﺿﺪ ﻓﺎﻳﺮﺳﺘﺎﻳﻦ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي دﻓﻊ ﺑﺎﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮل «:إن ﺗﴫﻳﺢ ﺳﻔريﻫﺎ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ أﴐ ﺑﺴﻤﻌﺔ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ«. ومل ﻳﻘﺘﴫ اﻟﺸﺒﺎب مبﺴرية اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﻞ ﺟﻬﺰوا ﻣﺴرية أﺧﺮى ﺳﻤﻴﺖ مبﺴرية »اﻟﻜﺮاﻣﺔ« اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪة ،إﱃ ﺻﻨﻌﺎء ،ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺪرت ﺑﺤﻮاﱄ ٢٠٠ﻛﻴﻠﻮ ﻣﱰ، وﻫﺪﻓﺖ اﳌﺴرية ﻟﻠﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﺎﳌﺒﺎدرة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ،واﻟﺘﺪﺧﻼت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ. ومتﻜﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺸﺎرﻛﻮن ﰲ اﳌﺴرية ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻣﻨﺰل ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ رﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮر ﻫﺎدي ،وﻫﺘﻔﻮا ﺿﺪ أﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺴﻔري اﻷﻣﺮﻳيك،ﻛام ﻫﺘﻔﻮا ﺿﺪ آل ﺳﻌﻮد.
78
اﻟﺨﻼﺻﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،أن اﳌﻮﺿﻮع ﻛﺒري ،ﺟﺪا ً وﻣﺘﺸﻌﺐ ،وﻳﻔﺘﻘﺮ ﻟﻠﻤﺼﺎدر ،واﳌﺮاﺟﻊ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،وﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ ،اﻟﺘﻄﺮق إﱃ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﺳﻴام أﻣﺮﻳﻜﺎ ،واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺿﺪ ﺛﻮرات »اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب«. وﻟﻴﺴﺖ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ إن ﻗﻠﻨﺎ ،إن اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ أﺷﻴﺎء ﻛﺜرية ،ﻟﻌﻞ أﺑﺮزﻫﺎ، ﺧﻄﻮرة اﳌﻮﻗﻔني اﻟﺴﻌﻮدي واﻷﻣﺮﻳيك ،ﺗﺠﺎه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ،وﻣﺤﺎوﻟﺘﻬام إﺟﻬﺎض أي ﻣﺤﺎوﻻت ،ﻟﻠﻮﻋﻲ ،ﺑﻬﺬه اﳌﺨﺎﻃﺮ. ﻟﻘﺪ ﺑﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮن إﱃ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ اﳌﻨﺸﻮد ،ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﺴﻮده اﻟﺤﺮﻳﺔ، واﻟﻌﺪاﻟﺔ ،واﻟﻜﺮاﻣﺔ ،ميﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺄي ﺿﻐﻮﻃﺎت ﺗﻔﺮق ﺑني ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ،وﻳﺄﻣﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻘﺮﻳﺐ اﻟﻌﺎﺟﻞ ،وﻗﺪ اﻧﻬﺎرت أﻣﺮﻳﻜﺎ ،وﻗﻠﺖ ﺣﻴﻠﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﻓﺎﻟﺸﺒﺎب اﻵن أﻛرث وﻋﻴﺎً ﺑﺄي ﻣﺆاﻣﺮة ﺗﻬﺪد أﻣﻨﻪ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ،وﻟﻌﻞ أﻣﺮﻳﻜﺎ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺪرك اﻵن أن ﻣﺸﻬﺪا ً ﺟﺪﻳﺪا ً ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ،ﺑﺎت ﻳﺘﺸﻜﻞ ،وﻫﻮ ﻗﺎدم ﻻ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻓﺮﻳﻖ اﳌﻘﺎوﻣﺔ واﳌامﻧﻌﺔ.
اﳌﺮاﺟﻊ: ﻃﺎﻫﺮ ﺷﻤﺴﺎن ،ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﱃ ﻧﺪوة
اﻟﺸﺒﺎب ﴐورة ﺗﻐﻴريﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ
اﻟﺸﺒﺎب ﴐورة ﺗﻐﻴريﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ أﻣني ش اﻟﺴﺎﺣﲇ ﻛﺜريا ً ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻟﺘﻐﻴري ﻛﺘﺼﻮر ذﻫﻨﻲ مبﻌﺎن وﺗﺼﻮرات أﺧﺮى ﻛﺎﻹﻧﻘﻼب واﻟﻐﻠﺒﺔ واﻟﻘﻬﺮ واﻟﻘﻮة واﻟﻀﺠﻴﺞ وﻏري ذﻟﻚ .وﻟﻘﺪ ﺗﻌﺰز ﻫﺬا اﻹرﺗﺒﺎط ﻋﱪ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻋﺮف ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺄﻛرثﻫﺎ ﻋﲆ أﺳﺲ ﺑﺪاﺋﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﲆ اﻟﻘﻬﺮ واﻟﻐﻠﺒﺔ ﰲ ﺣﺎﻻت اﻟﺤﺮب أو ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻟﻮراﺛﺔ ﰲ ﺣﺎل اﻟﺴﻠﻢ . وﻟﻬﺬا ﺷ ّﺒﻪ ﻟﻠﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﻨﻈﺮﻳﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴني واﻹﺟﺘامﻋﻴني أن اﻟﺘﻐﻴري ﻳﺤﺘﺎج ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﺧﻄﻰ أﻛﻴﺪة واﺛﻘﺔ ﻣﻨﺘﴫة ،ﺣﻴﺚ ان اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺤﻤﻠﻮن ﰲ إﱃ ﻋﻨﴫ اﻟﺸﺒﺎب ﻹﺣﺮاز ً ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﻢ اﻟﻘﻮة واﻹﻧﺪﻓﺎع اﻟﻼزﻣني ﻹﺣﺮاز اﻟﺘﻐﻴري . وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ اﻣﺘﻠﻚ ﻋﺼﺒ ًﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن اﳌﺘﺤﻤﺴني اﻷﻗﻮﻳﺎء أن ﻳﻘﻠﺐ اﳌﻮازﻳﻦ اﳌﺘﺒﻌﺔ وأن ﻳﻄﻴﺢ مبﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻤﻮل ﺑﻪ وأن ﻳﺮﳼ ﻣﺎ ﻳﺮاه ﻫﻮ ﺻﻮاﺑﺎً ،وﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻛﺜريا ً ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ اﳌﻐريﻳﻦ ﻋﲆ ﻧﻔﺦ ﻫﺬه اﻟﺮوح اﻟﺸﺎﺑﺔ ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻮق ﻛﻞ اﻋﺘﺒﺎر ” :إن ﻟﻘﻮى ﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻐريت ﻣﺠﺮى اﻟﺘﺎرﻳﺦ“ . ﻓﻴﻜﻢ ً ﻏري أن اﻟﺒﺎﺣﺚ اﳌﺘﺄﻣﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﺮق ﺑﺪﻗﺔ وﺑﺤﺰم ﺑني ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ اﻟﺘﻐﻴري واﻹﻧﻘﻼب ، إذ رمبﺎ ﺻﺢ ان ﻳﻘﺎل ان اﻹﻧﻘﻼب ﻻ ﻳﺤﺘﺎج ﺗﺤﻘﻘﻪ إﱃ أﻛرث ﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻟﺤامﺳﺔ واﻹﻧﺪﻓﺎع ، وذﻟﻚ ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﻜﺰاﺗﻪ اﻟﻘﻴﻤﻴﺔ واﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ .ﻫﺬا ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻐﻴري ﺗﻐﻴريا ً ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ إﻻ إذا اﺳﺘﻮﰱ ﴍوط اﻹرﺗﻜﺎز إﱃ اﻷﺳﺲ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،وﻣﴙ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻣﻮزوﻧﺔ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻻ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻓﻮﺿﻮﻳﺔ ﻣﺮﺑﻜﺔ ﻣﺘﺨﺒﻄﺔ . ﻳﻘﻮل ” Baconإذا أردت أن ﺗﺘﺄﻣﺮ ﻋﲆ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺎﻹﺳﺘﺴﻼم إﱃ ﻗﻮاﻧﻴﻨﻬﺎ“ .إن اﻟﺘﻐﻴري ﻳﻘﻮم أﺳﺎﺳﺎً ﻋﲆ اﺳﺘﻨﺒﺎط ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻹﻟﺘﺰام ﺑﻪ ﻣﻦ اﳌﺒﺎدئ واﻟﻘﻮاﻧني ﺛﻢ ﻳﲇ ذﻟﻚ ﰲ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺤىك ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻘﻮة ﻻﻋﺘامد ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻧني وﻧﻘﻠﻬﺎ إﱃ ﺣﻴﺰ اﻟﻔﻌﻞ واﻟﺘﺄﺛري . وﻟﻬﺬا ﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﻫﻮ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ دﻋﻢ اﻻرﺗﺒﺎط اﳌﺄﻟﻮف ﺑني ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻐﻴري وﺑني اﻟﴩﻳﺤﺔ اﻟﺸﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﴍاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﻞ إﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺮﺳﻢ ﺑﻌﻨﺎﻳ ٍﺔ اﻟﺠﺰء اﳌﺨﺼﺺ ﻟﻬﺬه اﻟﴩﻳﺤﺔ ﰲ ﻣﺎﻛﻨﺔ اﻟﺘﻐﻴري اﻟﻜﱪى . ١
80
٢
.١أﻧﻄﻮن ﺳﻌﺎدة ﰲ أﺣﺪ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ .٢اﻹﻧﺴﺎن ذﻟﻚ اﳌﺠﻬﻮل أﻟﻜﺴﻴﺲ ﻛﺎرل
اﻟﺸﺒﺎب ﴐورة ﺗﻐﻴريﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ
وﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل ان ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﻫﻮ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻟﻶﻟﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ وإﻳﻘﺎف ﺗﺎم ﳌﺴرية اﻟﺘﻐﻴري واﻟﺘﺤﻮل ،ﻟﻜﻦ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ إﻋامل ﻧﻈﺮ ﻫﻮ أن رﺳﻢ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﺑﺤﺪود ﺟﺪﻳﺪة أوﺳﻊ ﻣام ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻳﺆدي إﱃ ﺗﻌﻄﻴﻞ او إﺿﻌﺎف اﺟﺰاء ﺣﻴﻮﻳﺔ أﺧﺮى وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﺧﻄﺮ ﻣﻦ إﻳﻘﺎف ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴري ،وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ أن ﻳﻨﺘﺞ ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴري أﻣﺮاء ﻳﺤﻜﻤﻮن ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ وﺑﺎﳌﺰاج واﻟﺮأي اﳌﺘﴪع اﻷﺧﺮق اﻷﺣﻤﻖ ،ﻓﻴﻨﻜﻔﺊ ﺣﻠﻢ اﻟﺘﻐﻴري ﻋﲆ وﺟﻬﻪ وﻳﺴري إﱃ ﻏري وﺟﻬﺘﻪ ﻣﻨﺘﻘﻼً ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻜﻮس ﻣﻨﻜﻮس ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ اﳌﺮة إﱃ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﺻﻌﺐ واﻷﻛرث ﻣﺮار ًة . إن اﻟﺘﻐﻴري ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻜﻮن ﰲ رﺣﻢٍ ﻫﺎدئٍ ﺳﺎﻛﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﻔﺰ إﱃ ﻋﺎمل اﻟﻀﺠﻴﺞ واﻟﺼﺨﺐ واﻟﻌﻨﻒ ،وﻫﻮ ﻛﺄي ﻣﻮﻟﻮ ٍد ﺗﺮﺗﺴﻢ أﻛرث ﻣﻼﻣﺤﻪ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻪ اﻷوﱃ ﺗﻠﻚ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻳﺒﺪأ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻨﺎﻓﺬ واﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ اﻷﻣﻴﻨﺔ ﺑﻘﺮاءة اﻟﻮاﻗﻊ ووﺿﻊ ﻛﻞ ﺷﺊٍ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ان ﺗﺮﺗﺴﻢ اﻟﺼﻮرة أﻣﺎﻣﻪ ﰲ ﺻﻴﻐﺘﻬﺎ اﻷدق ،ﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﺗﻌﻴﺴ ًﺔ أو ﻣﺸﻮﻫ ًﺔ وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﺗﺨﺪع ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻻ ميﻜﻦ ان ﺗﺼﻮر ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ اﻟﻘﺒﻴﺢ ﺣﺴﻨﺎً واﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﻌﻴﺪا ً . ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﺛﺮ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴري ﻟﻐري ﺻﺎﻟﺢ إﻋﻄﺎء اﻟﴩﻳﺤﺔ اﻟﺸﺎﺑﺔ اﳌﻮﻗﻊ اﻷﺳﺎس .إن ﻣﺎ ﻧﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ ﻫﻮ إﻋﻄﺎء ﻫﺬا اﻟﺠﺰء دور اﻟﺠﺰء اﻟﴬوري ﺑﺈﻣﺘﻴﺎز وﻟﻜﻦ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳌﺎ ميﻜﻦ أن ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪ ﻏريه ،ﻻ ﺑﺼﻴﻐ ٍﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻌﺰوﻟﺔ . 81
ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أوﻻً أن ﻧﺠﺪ ﻫﺬه اﻟﺼﻴﻐﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﺎ ﺗﺸري إﻟﻴﻪ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻨﺘﺰﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎﱄ : ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺴﺆال ﻋﻨﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻠﻒ ﺑﻬﺎ اﻹﺳﻼم ﻛﻞ إﻧﺴﺎنٍ ﰲ ﻣﺴرية ﺣﻴﺎﺗﻪ وﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺄﻣﻮر أوﻻً ﺑﺄن ﻻ ﻳﺴري ﺑﻐري ﻋﻠﻢ ”وﻻ ﺗﻘﻒ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ) “...اﻹﴎاء ، (٣٦وﻫﺬا اﻟﻨﻬﻲ ﺟﺎء ﻣﻘﺮوﻧﺎً ﺑﻮاﺟﺐ آﺧﺮ ٍ ﻫﻮ اﻟﺴﺆال ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ ”ﻓﺎﺳﺄﻟﻮا أﻫﻞ اﻟﺬﻛﺮ أن ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮن“ )اﻷﻧﺒﻴﺎء . (٧إذا ً اﻟﻌﻠﻢ ﺻﻔﺔ ﴐورﻳﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺤﲆ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﺎﻣﻞٍ ﰲ ﻣﴩوع ﺗﻐﻴري أو إﺻﻼح .واﻟﺴﺆال ﻫﻮ ﻫﻞ ﻟﺼﻔﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬه ﺻﻠﺔ مبﺮﺣﻠﺔ ﻋﻤﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪدة ؟ إن إﺷﺎرة ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻜﺮميﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﺻﻠﺔ أﻛﻴﺪة ﺑني اﻟﻌﻠﻢ واﳌﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻟﻴﻀﻊ أﻣﺎﻣﻨﺎ اﻟﺼﻴﻐﺔ آﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ . ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﰲ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ وأوﺻﺎف ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ،إذ ﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ ”اﻟﻠﻪ أﺧﺮﺟﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻄﻮن أﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮن ﺷﻴﺌﺎً“ )اﻟﻨﺤﻞ (٧٨وﻗﺎل أﻳﻀﺎً ”وﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﺮد إﱃ أرذل اﻟﻌﻤﺮ ﻟيك ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎً“ ) اﻟﻨﺤﻞ ، (٧٠وﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻷﺧرية إﺧﺘريت ﺻﻔﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻌﻨﻮان وﺗﻔﺴري ﻟﺼﻔﺔ أرذل اﻟﻌﻤﺮ .ﺛﻢ ّﺑني ﺗﻌﺎﱃ
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ أن اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻷﺳﻤﻰ ﺑني ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻄﺮﻓني اﳌﺬﻣﻮﻣني ﻫﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺑﻠﻮغ اﻷﺷﺪ وﻫﻲ أﻳﻀﺎً ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻘﺮوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻹﺳﺘﻮاء واﻟﻨﻀﺞ واﻟﺤﻜﻤﺔ .ﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ ”ومل ﺑﻠﻎ أﺷﺪه آﺗﻴﻨﻪ ﺣﻜامً وﻋﻠام“ً )”ﻳﻮﺳﻒ ” ، (٢٢وﳌﺎ ﺑﻠﻎ أﺷﺪه واﺳﺘﻮى آﺗﻴﻨﺎه ﺣﻜامً وﻋﻠامً )اﻟﻘﺼﺺ . (١٤وإذا ﺣﺎوﻟﻨﺎ أن ﻧﺘﻠﻤﺲ اﳌﻮﺿﻊ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ )ﺑﻠﻮغ اﻷﺷﺪ( ﺳﻨﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﰲ ﻏري ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺸﺒﺎب ﻛام ﻫﻮ ﺷﺎﺋﻊ اﻟﻴﻮم إذ ﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ ”ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻠﻎ أﺷﺪه وﺑﻠﻎ أرﺑﻌني ﺳﻨﺔ ﻗﺎل ريب أوزﻋﻨﻲ ) “...اﻷﺣﻘﺎف (٤٦وﰲ ذﻟﻚ إﻳﺤﺎء ﺑﺄن اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ اﻷﻛرث ﻧﻀﺠﺎً وﻟﻴﺎﻗﺔ ﻟﺤﻤﻞ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻼزم ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﳌﺘﻌﺎرف ،وﻫﺆﻻء ﻣﻜﻠﻔﻮن إذا ً ﺑﺎﺗﺒﺎع أﻫﻞ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺤﻜﻤﺔ وﻫﺬا دأب ﻧﺠﺪه ﰲ ﺑﻌﺚ أﻛرث اﻷﻧﺒﻴﺎء )ع( . وﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻨﺎ رؤﻳﺔ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮح ﺳﻮف ﻧﺴﺘﻌﺮض ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴام ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ اﻟﺘﻐﻴري .
82
أ -اﻟﻘﺮاءة اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﳌﺄﺳﺎوي ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻐﻴري: إن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﺄﺳﺎة ﻣﻬام ﻛﺎن ﻗﺎﺳﻴﺎً وﻣﺤﺒﻄﺎً ،ﻓﻬﻮ ﴐوري ﺟﺪا ً ﺣﻴﻨام ﻳﻜﻮن ﺣﺪﻳﺜﺎً واﻗﻌﻴﺎً ﴍﻳﻔﺎً ،وذﻟﻚ أن إﻏامض اﻟﺠﻔﻮن ﻋﻦ وﺟﻮد اﻟﺨﻄﺮ ﻻ ﻳﻠﻐﻴﻪ .إن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺎﻣﺢ اﻟﺬي ﻳﺤﺐ واﻗﻌﻪ وﻳﺴﻌﻰ ﺑﻪ إﱃ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞٍ زاﻫﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ أن ﻳﺮى ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﲆ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺨﻄﻮ أي ﺧﻄﻮة ،وﻟﻬﺬه اﻟﻘﺮاءة أﺛﺮ ﻛﺒري ﻳﺘﺤﻜﻢ مبﺴﺘﻮى ﻧﺠﺎح أو ﻓﺸﻞ ﻣﺴريﺗﻪ . إن ﺳﱰ اﻟﻌﻴﻮب ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻷﻗﻨﻌﺔ ،ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺠﻬﺪ اﳌﺒﺬول ﻟﻺﺻﻼح ﰲ أﻛرث أﺷﻜﺎﻟﻪ ﻧﺼﻮﻋﺎً وﺑﺮاء ًة وﺗﺼﺎرﺣﺎً. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻘﺮاءة ﺣﻴﻨام ﺗﻜﻮن ﴏﻳﺤﺔ وﺻﺎدﻗ ًﺔ ،ﻟﻦ ﺗﻘﻮد إﱃ اﻹﺣﺒﺎط واﻟﻴﺄس ﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮ ًة وﺗﻌﻴﺴﺔ ،ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺳﺘﺠﺪ اﻟﺸﻌﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﰲ ﻣﺪاد اﻷمل ﻣﺎ ﻟﻦ ﺗﺠﺪه ﰲ واﺣﺎت اﻟﺮﺧﺎء ،وﺳﺘﺤﻔﺰ اﳌﺄﺳﺎة ﰲ ﻗﻠﺐ اﻟﻀﻌﻒ ﻋﺒﻘﺮﻳ ًﺔ وﻋﺰمي ًﺔ ﺗﻀﻌﻪ ﻓﻮق ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻘﻮة وﻗﻮاﻧني اﻟﺸﺪة ،وﺳﺘﻔﺘﺶ اﻟﺠﻮارح اﻟﺘﻲ ﻛﻮﻳﺖ ﺗﺤﺖ ﻧﺎر اﻟﺒﺆس ﻋﻦ اﻷدوﻳﺔ ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻼج ﰲ ﺗﺤ ٍﺮ ﻫﻮ اﻷدق اﻷﻋﻤﻖ واﻷﻛرث ﺻﺪﻗﺎً ورﻫﺎﻓﺔ . وأول ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺘﺤﲆ ﺑﻪ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮاء اﻟﺘﻐﻴري ﰲ ﻗﻠﺐ اﳌﺄﺳﺎة ،واﳌﺒﺘﲇ مبﺨﺘﻠﻒ اﻟﻌرثات واﻟﻀﻴﺎﻋﺎت واﻹﺧﻔﺎﻗﺎت ،أول ﻣﺎ ﺳﻴﺘﺤﲆ ﺑﻪ ﻫﻮ اﻹﻗﻼع ﻋﻦ اﳌﻌﺘﻘﺪ اﻟﻔﺎرغ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻠﻘﻒ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻛﻞ ﻣﺒﻘﻴﺔ ﻋﲆ واﻗﻊٍ ﻻ ﻳﺸﻮﺑﻪ أﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ . ﺳﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺗﺎﺣﺎً ﰲ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻟﻘﻮاﻧني اﻟﺘﻐري واﻟﺘﻐﻴري ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻣﻦ ﻏري أن ﻳﻜﱰث ﺑﻘﴫ ﺑﺎع ﻣﻔﺮداﺗﻪ أو ﺑﺘﻨﻜﺲ أﻋﻼﻣﻪ أو ﺑﺨﻔﻮت ﻧﱪﺗﻪ .ﺳﻴﻌﻤﻞ ﺑﺈﴏا ٍر ﻻ ﻋﻨﺎد ﻓﻴﻪ ،
اﻟﺸﺒﺎب ﴐورة ﺗﻐﻴريﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ
ٍ وﺣامس ﻻ إﻧﻔﻌﺎل ﻓﻴﻪ ،وﺣﻠﻢٍ ﻻ ﺧﻴﺎل ﻓﻴﻪ ،وﻋﺰمي ٍﺔ ﻻ ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،واﻧﻄﻼقٍ ﻻ ﺗﻬﻮر ﻓﻴﻪ ،وﻋﻨﺎﻳ ٍﺔ ﻻ ﺟنب ﻓﻴﻬﺎ ،ﺳﻴﻜﻮن ﻗﺎﻧﻌﺎً ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻬﻲ أﻛﱪ أﺳامﺋﻪ وأﻋﺰ ﺛﺮوﺗﻪ وأﻗﻮى ﻗﻮﺗﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺨﱰع وﻻ ﻳﺰﻳﻦ وﻻ ﻳﺸ ّﺒﻪ . إن ﺗﻐﻴريﻳﺎً ﺟﺎدا ً ﻣﻘﺘﻨﻌﺎً ﺑﺎن اﻟﺤﻞ ﻟﻦ ﻳﻨﺰل ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺳﺤﺮﻳﺔ متﺮ ﻣﺮور اﻟﱪق ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻫﺪف ﺳﻴﻜﻮن دون اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﺠﺎوزﻫﺎ ﺑﻐري أدوات اﻟﺘﻐﻴري اﳌﺴﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻗﻮاﻧني اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ مبﻨﺘﻬﻰ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ واﻹﺳﺘﺴﻼم ,ﺳﻮف ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ اﻟﺤﻞ ،ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ اﻟﺤﻞ وﻫﺬ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻬام ﻛﺎن ﻃﻮﻳﻼً ﻓﺈن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ إﺟﺘﻴﺎزه ﻃﺎﳌﺎ ان ﻟﻪ ﺧﻄﻮ ًة أوﱃ ﻓام ﻫﻲ ﺧﻄﻮة ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻷوﱃ ؟ ب -اﻹﺧﻼص ﻟﻠﻬﺪف: وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ أﺳﺎﺳﺎً ﺑﻌﺪم ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻹﻧﺨﺮاط ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻐﻴريي اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻹﺟﺘامﻋﻲ إﱃ ٍ ﻓﺮص ﺳﺎﻧﺤ ٍﺔ ﻳﺠﺐ إﻧﺘﻬﺎزﻫﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ واﻣﺘﻴﺎزات ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ .ﺣني ذﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻃﺎﻣﺤﺎً ﻷﺟﻞ ذاﺗﻪ وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ مبﻌﺎنٍ ﻛﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺒﺬل واﻟﺨﺪﻣﺔ واﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﺳﻴﻜﻮن أﻳﻀﺎً ﺳﺒﺎﻗﺎً إﱃ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺜﻐﺮات اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ أن ﻳﺘﴪب ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻄﻤﻮﺣﺎﺗﻪ وﻫﻮ أﻳﻀﺎً ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺘﻤﻠﻘﺎً ﻋﲆ ﺧﻄﺐ و ّد ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻨﻔﻮذ واﻟﻘﻮة ﺑﻀﻤري ﺑﺎر ٍد ٍ ﻣﻴﺖ . واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻐﻴريي ﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﺎراﺗﻪ ﺳﺎﻣﻴ ًﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺘﺤﻮل إﱃ ﻣﺆﺳﺴ ٍﺔ ذات ﻫﺮﻣﻲ ﺗﺘﺤﻮل ﻓﻴﻪ اﳌﻮاﻗﻊ إﱃ ﻓﺨﻮ ٍخ واﺳﺘﺪر ٍ اﺟﺎت ﺗﺤﺎول أن ﺗﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ ﺷﻜﻞ ِ ﺑﻄﻬﺎرة اﻟﺮوح ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﻞ ،ﻓﻴﺘﻌرث ﻣﻨﺤﺮﻓﺎً ﻋﻦ اﺗﺠﺎﻫﻪ اﻷﺻﲇ ﻧﺤﻮ اﺗﺠﺎه ٍ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺴري إﱃ ﻣﻨﺤﻰ أﻧﺎين ﺗﻌﺴﻔﻲ .وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﺣﻤﻞ أﻟﻮﻳﺔ اﻟﺘﻐﻴري ﻟﺴﻼح ذو ﺣﺪﻳﻦ ، ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺬات ﰲ ً ﻓﻬﻮ ﴐورة ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﻮاﻗﻊ ،وﴍك ﳌﺎ ﺳﻴﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻹﻏﺮاء اﳌﺘﻌﺪدة ،وﻟﺬا ﻓﺈن ﻋرثة اﻟﻌﺎﻣﻞ ﰲ إﻃﺎر ﻣﴩوع ﻣﺎ ﺳﺘﺴﻘﻂ ذﻟﻚ اﳌﴩوع ﻋﲆ رأﺳﻪ وﻋﲆ رأس ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ،وذﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠ ًﺔ ﺟﺰاﺋﻴ ًﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻨﺘﺠﻬﺎ اﻟﻘﻮاﻧني اﻟﻨﺎﻓﺬة ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﻓﺮاد واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت . وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أن ﺻﻔﺔ اﻹﺧﻼص ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻜﺮميﺔ اﻟﺘﻲ اﻫﺘﻢ اﻟﻘﺮأن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺈﺑﺮازﻫﺎ ﻟﺪى اﻷﻧﺒﻴﺎء )ع( ﺑﺼﻴﻎ ﻣﺘﻌﺪدة »واذﻛﺮ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻣﻮﳻ أﻧﻪ ﻛﺘﺎب ﻣﺨﻠﺼﺎً ) «...ﻣﺮﻳﻢ (٥١ ت -اﻹﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ: ﻳﺘﻜﻮن ﰲ رﺣﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺬات ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘﺎدم ﻣﻊ اﻟﻐﺪ اﳌﻮﻋﻮد ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻹﻧﺘامء إﱃ ﻣﴩوع ﺗﻐﻴريي واﻹﻧﺨﺮاط ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺟﺪﻳﺎً ﺑﺘﺎﺗﺎً ﺑﺪون اﻹﺳﺘﻌﺪاد اﳌﺬﻛﻮر ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ .وﻟﻴﺴﺖ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻛﻠﻤ ًﺔ روﻣﻨﺴﻴ ًﺔ أو ﻃﻘﺴﺎً ﻣﻦ ﻃﻘﻮس
83
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
84
ﺟﻠﺪ اﻟﺬات وﻫﺪم اﻷﻧﺎﻧﻴﺔ وﺗﴩﻓﺎً ﺑﺎﻟﺘﻔﺮد ﰲ ﺟﺤﺪ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺘﻌﺎدل واﻟﺘﻜﺎﻓﺊ .إن اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ ﻟﻦ ﺗﻜﻮن إذا وﺟﺪت ﺳﻮى ﻋﻘﺪ ٍة ﺗﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎب ﻣﻦ أﺑﻮاب اﻷﻣﻞ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .ﻏري أن اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻦ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ دون أن ﺗﻔﺘﺢ أي ٍ ﺗﻜﻮن ﺳﻮى اﻟﺜﻤﻦ اﻷﻏﲆ اﻟﺬي ﻳﺮﴇ ﺑﺪﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ اﻷﻛرث ﺟﻮد ًة واﻷﻓﻀﻞ ﻗﻴﻤ ًﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﻣﻌﺎين اﻟﺘﺒﺎدل واﻟﺘﻌﺎدل ﻋﲆ ٍ ﺧﻂ وﻣﺴﺘﻮى أﻋﲆ ﻣﻦ اﳌﻌﺘﺎد ،وﻛﺄن ،ﻓﻔﻴﻬﺎ إذا ً ً اﳌﻀﺤﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺜﺎين أﻛرث إﻟﺤﺎﺣﺎً ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﻐﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﺪف ،وﻫﻮ ﻟﺬﻟﻚ أﻛرث ﺟﺪﻳ ًﺔ ودﻗ ًﺔ ﰲ وﺿﻊ اﻟﺜﻤﻦ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﰲ ﻛﻔﺔ اﳌﻴﺰان ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺟﺤﺎن ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ .وﻟﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﺜﻤﻦ اﻟﻜﺒري ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺸري إﻟﻴﺔ اﻵﻳﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ »وﻣﺎ أﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﺟﺮ إن أﺟﺮي إﻻ ﻋﲆ رب اﻟﻌﺎﳌني« )اﻟﺸﻌﺮاء (١٠٩ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ إذا ً ﴐورة ﻣﻦ ﴐورات اﻟﺘﻐﻴري ﻻ ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪة أﻧﻬﺎ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺟﻠﺪ اﻟﺬات ،ﺑﻞ ﻋﲆ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ اﻟﺜﻤﻦ اﻷدق ﻟﺒﻀﺎﻋﺔ وﻗﻔﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺜﻤﻦ ،ﻓﺘﻜﻮن إذا ً وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺮاﻏﺐ وﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﺎﻋﻲ وﻗﺮار اﻹﻟﺤﺎح . ث -اﻟﺒﺼرية واﻟﻮﻋﻲ: ﻟﻴﺲ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴري ﻋﻨﴫ أﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﴫ اﻟﺘﺒﴫ واﻟﻮﻋﻲ ،وﻟﻴﺲ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺠﻬﻞ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﺤﻮز اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﲆ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرف ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﰲ ﻣﺴريﺗﻪ اﻟﺘﻐﻴريﻳﺔ ﺑﻨﺠﺎح .ﺑﻞ اﻟﻮﻋﻲ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ إﻋﻄﺎء ﻛﻞ ﻣﻌﺮﻓ ٍﺔ ﺷﻜﻼً ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻣﺆﺛﺮا ً ﻣﺴﺘﻤﺮا ً ،وﻋﻠﻴﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻬﻞ ﻫﻮ اﻟﺨﺼﻢ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﺑﻞ ﺳﺘﺘﻌﺎون ﻛﻞ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﺴﻠﺐ ﻛﺎﻟﻬﻮى واﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪﻧﻴﺌﺔ واﻟﻜﺴﻞ واﻟﺘﺒﻠﺪ وﻏريﻫﺎ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺣﺎﺟﺰا ً ﻳﻌﱰض ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﻋﻲ اﳌﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻋﺎمل اﳌﺠﺮدات إﱃ ﻋﺎمل اﻟﻔﻌﻞ واﻟﺘﺄﺛري .وﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﻘﻮل أن ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ اﳌﻄﻠﻮب ﻟﺘﻮﻓري ٍ أﺳﺎس ﺗﻐﻴريي ﻣﺘني ،ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻨﺄى ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻣﺆﺛﺮات اﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻄﻠﻮب ﺑﺘﻐﻴريه ،ﻓﺴﻮف ﻟﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﰲ أﺣﺴﻦ أﺣﻮاﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻮﻫﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﺮ ﺻﻮرﺗﻪ ﻣﺮﻏﻤ ًﺔ ﻟﺤﻤﻠﻬﺎ واﻟﻘﺒﻮل ﺑﻘﺒﺤﻬﺎ .وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك وﻋﻲ ﻳﺆﺛﺮ وﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ،ﻳﺸﻜﻞ وﻻ ﻳﺘﺸﻜﻞ ،إﻻ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﺟﺎدت ﺑﻪ ﻣﺼﺎرﻳﻊ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺴاموﻳﺔ ﰲ ﻣﺪارس اﻟﻮﺣﻲ ﻋﱪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ . ﻗﺪ ﻳﻀﺎف إﱃ ﻣﺎ ذﻛﺮ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎط ،ﻏري أن ﻣﺎ ذﻛﺮ ﻳﻌﻄﻲ اﻹﻧﻄﺒﺎع اﻟﻜﺎﰲ اﻟﺬي ﻧﺮﻳﺪ إﺛﺒﺎﺗﻪ ﻋﻦ دور اﻟﺸﺒﺎب اﻷﻛﻴﺪ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴري ﻓﻬﻢ اﳌﻨﺪﻓﻌﻮن ﻟﻺﻧﺨﺮاط ﰲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻐﻴريي ﺑﺎﻹﺧﻼص اﳌﻨﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈري وﻫﻢ اﳌﺴﺘﻌﺪون ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺈﻣﺘﻴﺎز وﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن اﻷﻛرث ٣
.٣أ-ب-ت-ث أﺧﺬت ﻣﻦ ”ﻧﺤﻦ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ“ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ
اﻟﺸﺒﺎب ﴐورة ﺗﻐﻴريﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ
إﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ اﻟﺴﻠﻴﻢ واﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ وإن ﻛﺎن ﻏريﻫﻢ أﻗﺪر ﻣﻨﻬﻢ ﻋﲆ إﺳﺘﻌامﻟﻬﺎ وإﺣﱰاﻓﻬﺎ ،ﻏري أﻧﻬﻢ ﻣﻬﻴﺆون ﺟﺪا ً ﻟﻄﺎﻋﺔ وإﻟﺘﺰام وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎ ﻗﺮرﺗﻪ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻤﺔ وﻣﺎ ﺳ ّﻨﻪ ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺮؤى ﻓﻬﻢ ﺳﻔﺮاءه ﻣﻦ ﻋﺎمل اﻟﻘﻴﺪ واﻟﺘﻨﻈري إﱃ ﻋﺎمل اﻟﺘﺄﺛري واﻟﻔﻌﻠﻴﺔ واﻟﻮاﻗﻊ . إذا ً وﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﴐورة ﺗﻐريﻳﺔ ﻛﱪى ﺑﺼﻴﻐﺘﻬﺎ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻻ ﺑﺼﻴﻐﺘﻬﺎ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ أن ﺗﺆدي إﱃ ﻧﻜﺴ ٍﺔ ﰲ اﳌﴩوع اﻟﺘﻐﻴريي ﺑﺮﻣﺘﻪ .وﻗﺪ ﻧﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺸري ﺑﻮﺿﻮ ٍح إﱃ ﻫﺬا اﻟﱰﺗﻴﺐ ﰲ ﻣﻀﻤﻮن اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻛﻼﻣﻨﺎ »ﻟﻘﺪ أرﺳﻠﻨﺎ رﺳﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎت وأﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﻜﺘﺎب واﳌﻴﺰان ﻟﻴﻘﻮم اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ واﻧﺰﻟﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﺄس ﺷﺪﻳﺪ وﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﻨﺎس وﻟﻴﻌﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﻨﴫه ورﺳﻠﻪ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ إن اﻟﻠﻪ ﻗﻮي ﻋﺰﻳﺰ« )اﻟﺤﺪﻳﺪ (٢٥
85
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت دﮐﱰ ﯾﺎﴎ ﻋﺒﺪاﻟﺤﺴﯿﻦ
ﻋﻠﻴﻜﻢ أﻳّﻬﺎ اﻟﺸ ّﺒﺎن اﳌﺜﻘﻔﻮن أن ﺗﻮاﺻﻠﻮا اﻟﺴﻌﻲ ﻹﻳﻘﺎظ اﻟﻨﺎمئني ﻣﻦ ﻧﻮﻣﺘﻬﻢ اﳌﻤﻴﺘﺔ وﺗﻨﺒﻴﻪ اﻟﻐﺎﻓﻠني ﻋﲆ ﺧﻴﺎﻧﺎت وﺟﻨﺎﻳﺎت اﳌﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ وأﺗﺒﺎﻋﻬﻢ اﻟﺤﻤﻖ. اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ – ﻗﺪس ﴎه-
ﻟﻼﺳﻼم ﻛﻠﻤﺘﻪ اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻟﴫﻳﺤﺔ ،ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺤﻴﺎة واﻻﻧﺴﺎن ,ﻟﻴﺘﺎح ﻟﻸﻣﺔ ان ﺗﻌﻠﻦ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﰲ اﳌﻌﱰك وﺗﻨﺎدي ﺑﻬﺎ . اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر – ﻗﺪس ﴎه –
إن ﻛﻞ اﻟﺜﻮرات واﻟﺘﻐﻴريات اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺒﺖ ﻣﺠﺮى اﻟﻌﺎمل اﻋﺘﻤﺪت وﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﳼ ﻋﲆ ﴍﻳﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻘﻮة واﻹرادة واﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ . اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺠﻌﻔﺮي
87 ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻗﺎل اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ) :و َﻣﻦ ﻳَﺘ ِﱠﻖ اﻟﻠﱠﻪَ ﻳَ ْﺠ َﻌﻞ ﻟﱠﻪُ َﻣ ْﺨ َﺮ ًﺟﺎ َوﻳَ ْﺮ ُز ْﻗﻪُ ِﻣ ْﻦ َﺣ ْﻴ ُﺚ َﻻ ﻳَ ْﺤﺘ َِﺴ ُﺐ َو َﻣﻦ ﻳَ َﺘ َﻮﻛ ْﱠﻞ َﻋ َﲆ اﻟﻠﱠ ِﻪ َﻓ ُﻬ َﻮ َﺣ ْﺴ ُﺒﻪُ إِنﱠ ﳾ ٍء َﻗﺪْ ًرا( ١ اﻟﻠﱠﻪَ َﺑﺎﻟِ ُﻎ أَ ْﻣﺮ ِِﻩ َﻗﺪْ َﺟ َﻌ َﻞ اﻟﻠﱠﻪُ ﻟِﻜ ﱢُﻞ َ ْ
ﻣﻘﺪﻣﺔ : ﻛﺎن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب وﻣﺎ ﻳﺰال ﻣﻦ أﺳﺲ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺼﺤﻮة واﻟﺘﻐﻴري ،واﻟﻌامد اﻟﻔﺎﻋﻞ ﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻨﻬﻀﺔ واﻟﺘﺤﺮر ،وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈن ﺗﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻌﺪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻮاﻋﻲ واﳌﺪرك ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻣﺘﻪ ،ﺑﻌﺪ ان وﻓﺮ اﻻﺳﻼم اﻻرﺿﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻋﻤﻠﻬﻢ اﻟﺘﻐﻴريي . ﻓﺎﻟﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻳﻮﻓﺮ اﻻرﺿﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻲ ميﺘﺎز ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ .١ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق ،اﻻﻳﺔ )اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ( .
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
88
واﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﳌﺘﺠﺪدة واﳌﺘﻔﺠﺮة واﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻊ اﳌﺘﻐريات واﻷﺣﺪاث ،وﻋﻠﻮ اﻟﻬﻤﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺒﺪين واﻟﻌﻘﲇ ،واﻟﻄﻤﻮح اﳌﺘﺠﺪد واﻟﻜﺒري وﻋﺪم اﻻﺳﺘﺴﻼم واﻟﻴﺄس ،وﺣﺐ اﳌﻐﺎﻣﺮة وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت وﻋﺪم اﻟﺨﻮف ،ورﻓﺾ اﻟﺬﻟﺔ واﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻠﻈﻠﻢ أو اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻪ ،واﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻟﺘﻄﻮر ،وﻳﻌﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺘﻐﻴري واﻹﺻﻼح ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺨﻄﺎب اﻻﺳﻼﻣﻲ واﳌﺴﺘﻨﺪ اﱃ اﻟﻘﺮان اﻟﻜﺮﻳﻢ ٢واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ وﻛﻼم اﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ )ع( وإﱃ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷوﱃ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﺣﻈﻲ ﺑﺄﻫﺘامم ورﻋﺎﻳﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ) ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ واﻟﻪ وﺳﻠﻢ ( وﴐب ﻟﻨﺎ منﺎذج ﻣﺘﻌﺪدة ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺑﺮز ﻫﺬه اﻟﻨامذج ﺗﻠﻚ اﻷﺳﻄﻮرة اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻊ أوﻗﻴﺎﻧﻮس ﰲ ﻃﺮﻃﻮس ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻣﺤﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ )ﻧَ ْﺤ ُﻦ ﻧَﻘ ﱡُﺺ َﻋﻠَﻴْ َﻚ ﻧَﺒَﺄَ ُﻫ ْﻢ ﺑِﺎﻟْ َﺤ ﱢﻖ إِﻧﱠ ُﻬ ْﻢ ِﻓﺘْ َﻴ ٌﺔ آ َﻣ ُﻨﻮا ِﺑ َﺮﺑﱢ ِﻬ ْﻢ َو ِز ْدﻧَﺎ ُﻫ ْﻢ ُﻫ ًﺪى( اﻟﻜﻬﻒ ،وﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻠﻪ )ص( ) ﻻ ﺗﺰول ﻗﺪم ﻋﺒﺪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺄل ﻋﻦ أرﺑﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﺮه ﰲ ﻣﺎ أﻓﻨﺎه وﻋﻦ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﻴام أﺑﻼه وﻋﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ أﻳﻦ اﻛﺘﺴﺒﻪ وﻓﻴام أﻧﻔﻘﻪ وﻋﻦ ﺣﺒﻨﺎ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ (. وﻟﻮ اﺳﺘﻘﺮأﻧﺎ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺮﺳﺎﻻت اﻟﺴاموﻳﺔ ﻟﺮأﻳﻨﺎ ﺑﻮﺿﻮح أن اﻟﺸﺒﺎب ﻛﺎﻧﻮا ﻫﻢ اﻟﺴﺒّﺎﻗني ﻟﻺميﺎن ﺑﻬﺎ ،وﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺮﺳﻞ اﻟﻜﺮام ،وﻫﻢ ﻗﺎدة اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،٣وﺣﻤﻞ اﻟﺪﻋﻮة ﻳﻌريه ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺄﻧﻪ مل ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﻪ إﻻ واﻟﺠﻬﺎد ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻨﺒﻲ اﻟﻠﱠﻪ ﻧﻮح )ع( ّ ﴩا ِﻣﺜْﻠَ َﻨﺎ َو َﻣﺎ ﻧَ َﺮ َاك اﺗﱠﺒَ َﻌ َﻚ إِﻻﱠ اﻟ ِﱠﺬﻳ َﻦ ُﻫ ْﻢ أَ َرا ِذﻟُ َﻨﺎ ﺑَﺎ ِدي اﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﺸﺒﺎب ) َو َﻣﺎ ﻧَ َﺮ َاك إِﻻﱠ ﺑَ َ ً اﻟ ﱠﺮأْ ِي( ،ﻷن ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﻬﺮة ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺴﻮن ﺑﻀﻴﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ،وﻳﺪرﻛﻮن ﺑﺬﻛﺎﺋﻬﻢ وﺑﺤﺜﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دﻻﺋﻞ اﻟﺼﺪق ﰲ أﻗﻮال اﻷﻧﺒﻴﺎء وأﻋامﻟﻬﻢ . وﻧﺒﻲ اﻟﻠﱠﻪ ﻣﻮﳻ )ع( إمنﺎ اﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﺷﺒﺎب ﻗﻮﻣﻪ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ أﺟﻮاء اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﻘﻤﻊ ﻛام ﻮﳻ إِﻻﱠ ُذ ﱢرﻳﱠ ٌﺔ ِﻣ ْﻦ ﻗَ ْﻮ ِﻣ ِﻪ َﻋ َﲆ َﺧ ْﻮ ٍف ِﻣ ْﻦ ِﻓ ْﺮ َﻋ ْﻮ َن َو َﻣﻠَ ِﺌ ِﻬ ْﻢ( واﻟﺬرﻳﺔ ﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ )ﻓ ََام آ َﻣ َﻦ ﻟِ ُﻤ َ ﻫﻢ اﻷﺑﻨﺎء .وﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ )ص( ﻛﺎن ﻃﻠﻴﻌﺔ اﳌﺆﻣﻨني ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﺬﻟﻚ ورد ﻋﻨﻪ )ص( أﻧﻪ ﻗﺎل :أوﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎن ﺧريا ﻓﺈﻧﻬﻢ أرق أﻓﺌﺪة ،وأن اﻟﻠﱠﻪ ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺑﺸريا ً وﻧﺬﻳﺮا ً ﻓﺤﺎﻟﻔﻨﻲ اﻟﺸﺒﺎن ،وﺧﺎﻟﻔﻨﻲ اﻟﺸﻴﻮخ ،ﺛﻢ ﻗﺮأ )ﻓَﻄ ََﺎل َﻋﻠَ ْﻴ ِﻬ ْﻢ اﻷَ َﻣ ُﺪ ﻓَﻘ ََﺴ ْﺖ ﻗُﻠُﻮﺑُﻬ ْﻢ( . وﻛﺎن ﻣام أﺛﺎر ﺷﻴﻮخ ﻗﺮﻳﺶ ﻋﲆ رﺳﻮل اﻟﻠﱠﻪ )ص( إﻗﺒﺎل أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ دﻋﻮﺗﻪ، .٢ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻻﻳﺎت اﻟﻘﺮاﻧﻴﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﺎرت اﱃ دور واﻫﻤﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ : اﻟﴩ َك ﻟَﻈُﻠْ ٌﻢ َﻋ ِﻈﻴ ٌﻢ{. * } َوإِ ْذ ﻗ ََﺎل ﻟُﻘ َْام ُن ِﻻﺑْ ِﻨ ِﻪ َو ُﻫ َﻮ ﻳَ ِﻌﻈُ ُﻪ ﻳَﺎ ﺑُ َﻨ ﱠﻲ َﻻ ﺗ ُْﴩ ِْك ﺑِﺎﻟﻠﱠ ِﻪ إِ ﱠن ﱢ ْ اﻟﺼ َﻼ َة َوأْ ُﻣ ْﺮ ﺑِﺎﻟْ َﻤ ْﻌ ُﺮ ِ وف َواﻧْ َﻪ ﻋَﻦِ اﻟْ ُﻤﻨ َﻜﺮِ{. * }ﻳَﺎ ﺑُ َﻨ ﱠﻲ أَ ِﻗﻢِ ﱠ * } َو َﻻ ﺗ َُﺼ ﱢﻌ ْﺮ َﺧﺪ َﱠك ﻟِﻠ ﱠﻨ ِ ﺎس َو َﻻ متَ ِْﺶ ِﰲ ْاﻷَ ْر ِض َﻣ َﺮ ًﺣﺎ{. * } َواﻗ ِْﺼ ْﺪ ِﰲ َﻣﺸْ ﻴ َِﻚ َواﻏْﻀُ ْﺾ ِﻣﻦ َﺻ ْﻮﺗ َِﻚ{. .٣ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ ﻓﻠﺴﻔﻲ ،اﻟﺸﺎب ﺑني اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ج ١اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ١٩٩٤ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻷﻋﻠﻤﻲ ﻟﻠﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ﺑريوت ،ص ص .٣٢٩
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
وﴏﺣﻮا ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﺷﻜﻮاﻫﻢ إﱃ أيب ﻃﺎﻟﺐ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮا :إن اﺑﻦ أﺧﻴﻚ ﻗﺪ ﺳﺐ آﻟﻬﺘﻨﺎ وﺳﻔّﻪ أﺣﻼﻣﻨﺎ وأﻓﺴﺪ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ(.٤ ﻓﻌﲇ ﺑﻦ أيب ﻃﺎﻟﺐ أول اﻟﻨﺎس إﺳﻼﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻤﺮه ﺛﻼﺛﺔ ﻋﴩ ﺳﻨﺔ ،وﻋامر ﺑﻦ ﻳﺎﴎ وأﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري وﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤري وﺑﻼل ﺑﻦ رﺑﺎح وأﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﴈ اﻟﻠﱠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ،اﻋﺘﻨﻘﻮا اﻹﺳﻼم ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ ،وﺣﻤﻠﻮا راﻳﺘﻪ وأﺷﺎدوا ﻛﻴﺎﻧﻪ ،وﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺎﴐ ﻓﺈن اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻢ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ،ﻓﺎﻹﻗﺒﺎل ﻋﲆ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺪﻳﻨﻲ ،واﻟﺘﺤﺮك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺄيت أﻛرث ﻣﻦ أوﺳﺎط ﺷﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ. ﻓﻤﻦ ﻫﻨﺎ أﻛﺪت اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﻪ ﺗﺄﻛﻴﺪا ً ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻋﻦ وﺟﻮب ﺗﺮﺑﻴﻪ اﻟﺸﺒﺎب واﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻬﻢ وﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺑﻨﺎء ﻓﻜﺮﻳﺎً ورﺣﻴﺎً وﺧﻠﻘﻴﺎً ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺆﻫﻠني ﻟﺘﻘﺒﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ أﻛرث ﻣﻦ ﻏريﻫﻢ ﻓﻬﻢ ارق اﻓﺌﺪه وأزىك ﻧﻔﺴﺎً وﻋﲆ ﻫﻤﻪ وﻗﺪ ورد ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻋﻈﻢ ) ص ( أﺣﺎدﻳﺚ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺸﺒﺎب وﻣﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮل )ص ( )أوﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ﺧريا ً ﻓﺄﻧﻬﻢ ارق اﻓﺌﺪه ( وﻳﻘﻮل أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺼﺎدق ) ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ( ) ﻟﺴﺖ أﺣﺐ أن أرى اﻟﺸﺎب ﻣﻨﻜﻢ ﻏﺎدﻳﺎً ﻓﺄن مل ﻳﻔﻌﻞ ﻓﺮط ﻓﺄن ﻓﺮط ﺿﻴﻊ ﻓﺈن ﺿﻴﻊ أﺛﻢ ﻓﺈن أﺛﻢ ﺳﻜﻦ اﻟﻨﺎر واﻟﺬي ﺑﻌﺚ ﻣﺤﻤﺪا ً ﺑﺎﻟﺤﻖ ( وﻗﺪ ﻛﺎن رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ) ص ( ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب وﻳﺴﻨﺪ أﻟﻴﻬﻢ ﻣﻨﺎﺻﺐ واﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت ﺣﺴﺎﺳﺔ وﻫﺎﻣﻪ ﺟﺪا ً وﻃﺎﳌﺎ ﻟﻘﻰ ﻣﻌﺎرﺿﻪ ﺷﺪﻳﺪه ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ أوﱃ ﺑﺬاﻟﻚ ﻟﻜﱪ ﺳﻨﻪ أو ﻗﺪﻣﻪ وﻛﺎن )ص( ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ردا ً ﺣﺎﺳامً وﻫﻜﺬا ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺮﺳﺎﱄ ﻣﺪى اﻫﺘامم اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻋﻈﻢ )ص( وأﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب اﻫﺘامﻣﺎ ﻛﺒريا ً ﻓﻴﻮﴆ ﺑﻬﻢ وﻳﺴﻨﺪ أﻟﻴﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ﻛﺒرية وﻫﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻬﻢ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﳼ ﰲ ﻣﺴريه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎﻟﺪة أن أﴏار اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻋﻈﻢ ) ص( ﻋﲆ ﺣامﻳﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﻷﻛﻔﺎء واﻻﻋﺘامد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎن ﻟﻪ اﻷﺛﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﰲ أذﻫﺎن ﻋﺎﻣﺔ اﳌﺴﻠﻤني وﺟﻌﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﻄﺌﻮن ﰲ ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﻢ ﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن اﱃ ﺟﻬﻠﻬﻢ وﻳﺮاﺟﻌﻮن ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ. ﻛام أن آﺧﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أﻣﺮ ﺑﻬﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ )ص( ،ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺚ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ ﻟﻐﺰو اﻟﺮوم ،ﺗﻀﻢ ﻛﺒﺎر اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ وﺟﻮه اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر ،ﻛﺄيب ﺑﻜﺮ ،وﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب، وأيب ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ،وﺳﻌﺪ ﺑﻦ أيب وﻗﺎص ،وﻗﺘﺎدة ﺑﻦ اﻟﻨﻌامن ،وأﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ،ﺗﺤﺖ إﻣﺮة ﺷﺎب مل ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻫﻮ )أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ( وﺣﻴﻨام اﻋﱰض ﺑﻌﺾ اﳌﺴﻠﻤني ﻋﲆ ذﻟﻚ ،وﻗﺎل أﺣﺪﻫﻢ وﻫﻮ ﻋ ّﻴﺎش ﺑﻦ أيب رﺑﻴﻌﺔ اﳌﺨﺰوﻣﻲ :ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﻐﻼم ﻋﲆ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ؟ وﺑﻠﻎ ذﻟﻚ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ )ص( ﻏﻀﺐ ﻏﻀﺒﺎً ﺷﺪﻳﺪا ً ،وﺗﺤﺎﻣﻞ ﻋﲆ ﻣﺮﺿﻪ، وﺧﺮج إﱃ اﳌﺴﺠﺪ ،وﺧﻄﺐ اﻟﻨﺎس ﻗﺎﺋﻼً :أﻣﺎ ﺑﻌﺪ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻓام ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺘﻨﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﰲ ﺗﺄﻣريي أﺳﺎﻣﺔ؟! وﻟﱧ ﻃﻌﻨﺘﻢ ﰲ إﻣﺎريت أﺳﺎﻣﺔ
89
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
90
ﻟﻘﺪ ﻃﻌﻨﺘﻢ ﰲ إﻣﺎريت أﺑﺎه ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ،وأﻳ ُﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﺎن ﻟﻺﻣﺎرة ﻟﺨﻠﻴﻘﺎ وإن اﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻟﺨﻠﻴﻖ ﻟﻺﻣﺎرة . .وﻛﺮر )ص( وﻫﻮ ﻋﲆ ﻓﺮاش ﻣﺮﺿﻪ. ٤ ﻓﺎﻟﺸﺎب ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﻋﻤﺮه ﻓﻘﻂ ،رمبﺎ ميﴤ اﻟﺰﻣﻦ واﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌ ُﺪ مل ﻳﺘﻄﻮر ،ورمبﺎ ﻳﻨﻔﺘﺢ اﻟﺸﺎب ﺑﻌﻘﻠﻴﺘﻪ ﻓﻴﺘﺰود ﻣﻌﺮﻓﻴﺎً ،وﻳﻘ ّﻮي إرادﺗﻪ ،وﻳﺮﺑﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻴﻢ أﺻﻴﻠﺔ ،وﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ. اﻟﺸﺎب ﻛﺒري اﻟﺤﺠﻢ ،وإن ﻛﺎن ﺻﻐري اﻟﻌﻤﺮ؛ ﻟﺬا ﻧﺘﻄﻠﻊ إﱃ ﺷﺒﺎب ﻳﺪرﻛﻮن ﺟﻴﺪا ً ﻋﻈﻤﺔ أن ﻧﺠ ّﺮب ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﺎب ،وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺎب ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺑﺖ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﱰﺑﻴﺔ، اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ واﺳﺘﻤﺮارا ً ﺑﺎﳌﺪرﺳﺔ واﻧﺘﻬﺎ ًء ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺰ ّود ،ومت ّﻮل اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ وﻃﻨﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ إرادة اﻟﺸﺎب ﰲ اﻧﺘﻘﺎء ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أﺧﺬه ،وﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ رﻓﻀﻪ ﻫﻲ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﻣﺴﺎره. ان اﻫﻢ ﻣﺎ ميﻴﺰ اﻟﺸﺒﺎب ﻛﻘﻮة ﺗﻐﻴري اﺻﻼﺣﻴﺔ ﻫﻲ : .١اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻢ اﻷﻛرث ﻃﻤﻮﺣﺎً ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴري واﻟﺘﻘﺪم ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود ،واﻟﺘﻴﺎر أو أﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺘﻐﻴري اﻟﺴﻴﺎﳼ أو اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻀﻊ ﰲ ﺳﻠﻢ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻃﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬه اﻟﻄﺎﻗﺎت ﺑﺎﺗﺠﺎه أﻫﺪاﻓﻬﺎ اﳌﺤﺪدة. .٢اﻟﺸﺒﺎب اﻷﻛرث ﺗﻘﺒﻼً ﻟﻠﺘﻐﻴريﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻴﺰة رﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﻋﺎمل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻋﺎمل ﻣﺘﺤﺮك وﻣﺘﻐري وﻳﺤﻤﻞ دامئﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ. .٣اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤامس واﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻜﺮا ً وﺣﺮﻛﺔ ،ومبﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻃﺎﻗﺔ ﺟﺒﺎرة ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻘﺪم ،ﻓﺎﻟﺸﺒﺎب اﳌﺘﻘﺪ ﺣامﺳﺔ وﺣﻴﻮﻳﺔ ﰲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﺘﻐرياﺗﻬﺎ وﻣﻊ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ . .٤اﻟﻌﻄﺎء دون ﺣﺪود ﺣني ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺘﻨﻌﺎً وواﻋﻴﺎً ﳌﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ،وﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪو اﳌﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﳌﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺪرك ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ إﻻ وﻓﻖ اﺷﱰاﻃني رﺋﻴﺴﻴني :اﻻﺷﱰاط اﻷول اﻻﻗﺘﻨﺎع مبﻌﻨﻰ اﺣﱰام اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب مبﻔﻬﻮم ﻛﻴﺎين وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد أدوات ﺗﻨﻔﻴﺬ .واﻻﺷﱰاط اﻟﺜﺎين اﻹدراك ﳌﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺸﺒﺎب ،أي اﻹﳌﺎم ﺑﺎﻷﻫﺪاف واﻻﻗﺘﻨﺎع ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﻄﺮق اﳌﻮﺻﻠﺔ إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف ،وﰲ ﺣﺎل ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬﻳﻦ اﻻﺷﱰاﻃني اﻟﴬورﻳني ﻓﺈن ﻋﻄﺎء اﻟﺸﺒﺎب ﺳﻴﻜﻮن ﺑﺪون ﺣﺪود وﺳﻴﺪﻓﻊ مبﺴﺎرات اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ اﻻﺻﻼﺣﻲ ﺑﻜﻞ إﺧﻼص وﺗﻔﺎين. ٤ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺼﺎﻟﺤﻲ اﻟﺸﺎﻣﻲ ،ﺳﺒﻞ اﻟﻬﺪى واﻟﺮﺷﺎد ﰲ ﺳرية ﺧري اﻟﻌﺒﺎد ،ج ٦اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻻوﱃ ١٩٩٣دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، ﺑريوت ،ص . ٢٤٨
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
.٥اﻟﺸﺒﺎب ﻗﻮة اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻗﻄﺎﻋﺎ اﺟﺘامﻋﻴﺎ رﺋﻴﺴﻴﺎ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،٥وﻛﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻘﺮار واﻟﺴﻴﺎﺳﻴني ﻳﻌﻨﻲ ﻛﺴﺐ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﻐﻴري ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺒﻨﺎء ﻣﺮﺗﻜﺰات اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،اي إﻋﻄﺎء وإﻛﺴﺎب اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻮﻋﻲ، واﺳﺘﺤﻀﺎر ﺑﻨﺎء اﻟﺬاﻛﺮة ﻟﺪى ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ،مبﺎ ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﺤﻀﺎري ﺑني اﻷﺟﻴﺎل ،وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﺳﺘﺠامع ﻃﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ﻧﺤﻮ اﻷﻫﺪاف واﻷوﻟﻮﻳﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر اﳌﺠﺘﻤﻊ ،وﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬه اﻟﻄﺎﻗﺎت ﺑﺄﻓﻀﻞ اﻟﺴﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻫﺬه اﻷﻫﺪاف واﻷوﻟﻮﻳﺎت. وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ رﻓﻊ ﺣﺲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ واﻻﻧﻀﺒﺎط ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﱰﺑﻴﺔ واﻟﺘﻬﺬﻳﺐ اﻟﺨﻠﻘﻲ واﻟﻘﻴﻤﻲ ،وﻟيك ﻻ ﻳﺘﺤﻮل اﳌﺴﺎر اﻟﺸﺒﺎيب ﻧﺤﻮ اﻟﺠامﻋﺎت اﳌﻨﺤﺮﻓﺔ او اﻟﻌﻨﻔﻴﺔ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻘﻠﻨﺔ اﻟﺘﻤﺮد اﻟﻌﻔﻮي ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ،ﻣﻦ ﺧﻼل رﺑﻂ ﻗﻴﻢ رﻓﺾ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ . ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄن اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮون إﱃ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻄﻬﻢ ﻣﻦ واﻗﻊ اﺟﺘامﻋﻲ ﻳﺠﺪون أﻧﻔﺴﻬﻢ أﻣﺎم ﺧﻴﺎرات ﺛﻼﺛﺔ: اﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑﺎﻟﻌﺮف اﻻﺟﺘامﻋﻲ إﱃ ﺣﺪ اﻟﺬوﺑﺎن ،وﺗﺄىب ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺒﺎدؤه )اﻟﺸﺎب( ،وﻗﻴﻤﻪ،وﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ أن ﻳﺬوب ﺑﻜﻞ ﳾء ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ. ﺧﻴﺎر آﺧﺮ ﻫﻮ :اﻟﺘﻤﺮد واﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ،وأن ﻳﺸﻖ اﻟﺸﺎب ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ،وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮد ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻫﺮوب ،وﻟﻮ ﻛﺎن إﱃ اﻷﻣﺎم ،وﺗﺄىب ﻋﻠﻴﻪ )اﻟﺸﺎب( ﻣﺮوءﺗﻪ ،ووﻃﻨﻴﺘﻪ ،ووﻓﺎؤه ﻟﱰاﺛﻪ وﻟﺤﺎﴐه وﻟﺸﻌﺒﻪ أن ﻳﺴﻠﻚ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻖ .٦ ٥ﺑﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب اﻛرث ﻣﻦ ٪٦٠ﻣﻦ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن .وﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺑني ٢٩-١٥ﺳﻨﺔ ﻋﺎم ٢٠٠٩ﺣﻮاﱄ ١١٣ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ،ﺣﺴﺐ اﺣﺪث ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺎوي ﺛﻠﺚ ﻣﺠﻤﻮع ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وﺣﻮاﱄ ٪٤٧ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﺧﺮى ،وﺑﺤﺴﺐ ﻧﺪوة اﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺣﻮل » ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﻗﻴﻤﻬﻢ« اﻗﻴﻤﺖ ﰲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ اﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺎﻣﺔ .ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ دول اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،ﻓﺎن اﻟﻘﺎﺳﻢ اﳌﺸﱰك ﺑني ﻫﺬه اﻟﺪول ﻳﻀﻢ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ اﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ: اوﻻ -اﺧﻔﺎق ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻄﻠﻊ اﱃ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬايت ﺛﺎﻧﻴﺎ – ان اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت ﻫﺬه اﻟﺪول ﻻ ﺗﻄﻠﻖ اﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﻣﻮاﻫﺒﻬﻢ وﺛﺎﻟﺜﺎ – ان ﻧﻈﻢ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺒﺎﻟﻐني ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﻛﺄﺗﺒﺎع وﻋﺒﻴﺪ ﻟﻬﺎ وﻟﻴﺲ ﻛﻤﻮاﻃﻨني ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺤﻘﻮق ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ واﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻣﺴﺎءﻟﺔ اﺻﺤﺎب اﻟﻘﺮار ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﻢ. ٦ﻛﻠﻤﺔ ) ﺷــﺒﺎب ( ﺗﻌﻨﻰ ﰲ اﺻﻠﻬﺎ اﻟﻠﻐﻮي اﻟﻨامء واﻟﻘﻮة ،واﻟﺸﺒﺎب ﺟﻤﻊ ﺷﺎب وﻳﺠﻤﻊ اﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﺷﺒﺎن وﺷﺒﺒﺔ ،وﺷﺒﺎب اﻟﴚء اوﻟﻪ ﻳﻘﺎل ﻟﻘﻴﺖ ﻓﻼﻧﺎ ﰲ ﺷﺒﺎب اﻟﻨﻬﺎر أي ﰲ اوﻟﻪ ،اﻣﺎ اﻻﺻﻞ اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺪل ﻋﲆ اﻣﺮﻳﻦ ١ :ـ اﻟﻨﻤــﺎء ٢ـ اﻟﻘــﻮة.
91
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
92
ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ أﻣﺎم اﻟﺸﺎب إﻻ ﺧﻴﺎر ﺛﺎﻟﺚ ﻫﻮ :أن ﻳﺸ ّﻤﺮ ﻋﻦ ﺳﺎﻋﺪ اﻟﺠﺪ ،وﻳﺘﺤﲆ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔواﻗﻌﻴﺔ ،وﺑﻮﻋﻲ ﻧﺎﻓﺬ؛ ﻟﻴامرس ﻋﻤﻠﻴﺔ رﻓﺾ اﻟﺨﻄﺄ وﻗﺒﻮل اﻟﺼﻮاب ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻮﻋﻲ، وﻳﻮاﺻﻞ ﻣﺴريﺗﻪ راﻓﻀﺎً ﻛﻞ ﺧﺮاﻓﺔ ،وﻛﻞ ﻧﻌﺮة ،وﻛﻞ ﻻﻓﺘﺔ ﺗﺘﺸ ّﺪق ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ميﺖ إﱃ ﻓﻜﺮه ،وﻣﺒﺎدﺋﻪ ،وﻗﻴﻤﻪ وﺑﺎﺳﻢ اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﺸﺄن اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،وﻗﺎﺑﻼً ﻫﻨﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ّ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﺑﺼﻠﺔ.٧ وﻗﺪ أﺛﺎرت ﻣﻮﺟﺎت اﻟﺼﺤﻮات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﻈﻠﻢ واﻟﻔﺴﺎد ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٢٠١١ واﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻜﻔﺎءة وﻋﻠﻮ ﻫﻤﺔ وﻣﻮاﺻﻠﺔ وﻣﺜﺎﺑﺮة وﺗﺤﻤﻞ وﺗﻀﺤﻴﺔ ،وﺗﺠﺮي ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺪى أﻃﻴﺎف اﻟﺒﺎﺣﺜني ﰲ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺪور اﻟﻄﻠﻴﻌﻲ اﻟﺬي أﺧﺬه اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺜﻮرة ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ دوره ﰲ اﻟﻘﻴﺎدة وﺗﺠﺪﻳﺪﻫﺎ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ،ودوره ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻸﻣﺔ وﻣﴩوﻋﻬﺎ ودوﻟﻬﺎ وﻣﴩوﻋﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎري ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺨﺺ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻨﻲ اﻷﻋامر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻣﻘﺎم اﳌﻬﻤﺔ وﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ أن اﻟﺠﻬﺎد واﳌﻘﺎوﻣﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺠﻴﻮش ﺗﻌﺪ اﻷﻋامر ٢٥ – ١٦ﻋﺎﻣﺎً ﻫﻲ اﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ،٨ﻓﻴام ﺗﻌﺘﱪ ﺳﻨﻮات ١٨ – ٢٢ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﻌﻘﲇ واﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﰲ ﺑﻨﺎء ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻣﻊ اﳌﺤﻴﻂ ،ﺑﻴﻨام ميﺜﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﺳﻦ ٣٥-٢٢ﻣﴩوع اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺮﻳﺎدة ﰲ ﺑﻨﺎء اﻷﻣﺔ ،وﺗﻮﺟﻴﻪ دﻓﺔ ﻣﺴﺎرﻫﺎ ،واﺳﺘﻌﺎدة ﻛﺮاﻣﺘﻬﺎ ،وﺑﻨﺎء ﻣﴩوع ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ .٩ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺘﻨﺎول ﻫﺬه اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺜﻼث وﻓﻖ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﻬﻤﺔ واﻟﻘﺪرات واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺘﺎﺣﺔ واﻟﻼزﻣﺔ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ إﺗﺠﺎﻫﺎت ﺛﻼﺛﺔ: اﻷول :اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻹدارة واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺪاﺧﲇ ﻟﻠﻤﴩوع ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻣﻌﺎﴏا ً وﻗﺎدرا ً ﻋﲆ اﻟﻔﻌﻞ ،وﻣﺘﺠﺪد اﻷﻓﻜﺎر واﻷﺑﺘﻜﺎر ﰲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ. اﻟﺜﺎين :اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﳌﺤﻴﻂ واﻟﺘﺄﺛﺮ واﻟﺘﺄﺛري ﺑﻪ ،ﻓﻴام ﻳﻌﺮف ﺑﺎﳌﻌﺎﴏة واﻟﺘﺠﺪد اﻟﺤﻀﺎري، ٧د .اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺠﻌﻔﺮي ،اﻟﺸﺒﺎب وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺨﻄﺎب ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺑﻐﺪاد . ٨ﻧﺠﺪ ﰲ اﻟﻘﺮان اﻟﻜﺮﻳﻢ ان ﺳﻦ اﻻرﺑﻌني داﺧﻠﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻌﻨﻰ واﻧﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻨامء ﻛام ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) :ﺣﺘﻰ اذا ﺑﻠﻎ اﺷﺪه وﺑﻠﻎ ارﺑﻌني ﺳﻨﺔ ( )اﻻﺣﻘﺎف . ( ١٥ : ٩ﻳﺠﺐ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻫﻨﺎ ﻋﲆ دور اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻي ﻣﴩوﻋﺎ ﺗﻐﻴريا او اﺻﻼﺣﻴﺎ ﻓﻘﺪ أﻛﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﻷﳌﺎين )ﻛﺎس( أن ﻫﻨﺎك ﻓﺮوﻗﺎً ﺑني اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻄﻠﺒﺔ وﻏري اﻟﻄﻠﺒﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻫﺘامﻣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،واﻵراء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ،وأﺷﺎر ﻛﺎس اﱃ أن اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﺎم ١٩٦٨واﺷﱰك ﻓﻴﻬﺎ ٪٩٥ﻣﻦ اﻟﻄﻼب ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، وﻧﺴﺒﺔ ٪٥ﻣﻦ ﻫﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﺑﻄﻠﺒﺔ ،أﻛﺪت ﻋﲆ ان اﻟﻄﻼب أﻛرث اﻫﺘامﻣﺎً وﺗﺄﺛﺮا ً ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻏريﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب، وﻣﻦ ﺑﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ اﻧﻈﺮ :ﻣﻮرﻳﺲ دﻳﻔﺮﻳﺠﺔ ،ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘامع .
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
واﻟﺬي ميﻨﻊ اﻟﺘﻜﻠﺲ أو اﻟﺠﻤﻮد أو اﻟﺘﺨﻠﻒ واﳌﺘﻄﻠﻊ إﱃ واﻗﻊ أﻓﻀﻞ واﻟﺬي ﻻ ﺗﻘﻌﺪه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ . اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﺳﺘﻤﺮار إﻧﻬﺎض اﳌﴩوع اﻻﺳﻼﻣﻲ ،وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت ﰲ ﺳﺒﻴﻞ إﻧﺠﺎﺣﻪ، وﺗﺤﻤﻞ ﺗﺒﻌﺎت اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻷﻋﺪاء ﻓﻴﺎﻷوﻃﺎن وﻋﲆ اﻟﺤﺪود ،مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ورمبﺎ اﻟﴫاع ﰲ اﳌﻀامر اﻟﺤﻀﺎري. اﺳﺒﺎب ﻧﺰوع اﻟﺸﺒﺎب ﻧﺤﻮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ : .۱ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺘﺸﻜﻞ وﻋﻲ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻳﺘﻔﺘﺢ ﺗﻔﻜريه ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﱰﺗﺴﻢ أﻣﺎﻣﻪ ﺗﺴﺎؤﻻت ﻣﻠﺤﺔ ،ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻄﺮﺗﻪ ،وﻳﺜريﻫﺎ ﻋﻘﻠﻪ ،وﺗﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﻣﻠﻪ وﻣﻼﺣﻈﺘﻪ اﻟﻔﺎﺣﺼﺔ ﳌﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ وأوﺿﺎع ،وﻷن اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻘﺪم إﺟﺎﺑﺎت واﺿﺤﺔ ،ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﻔﻄﺮة،وﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎت اﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﺈن اﻟﺸﺎب ﻳﺠﺪ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﺿﺎﻟﺘﻪ ،وﻛﻨﻔﻪ اﻟﺬي ﻳﺄوي إﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﻤﻨﺤﻪ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﻨﻔﴘ ،واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻔﻜﺮي. وﺣني ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻠﺸﺎب ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﺪﻳﻦ ،واﻹﻃﻼع ﻋﲆ ﻣﺒﺎدﺋﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﺮاﻏﺎً ﻓﻜﺮﻳﺎً وﻧﻔﺴﻴﺎً ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻻﺿﻄﺮاب ،وﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ واﳌﻨﺤﺮﻓﺔ ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎء اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻋﲆ اﻻﻫﺘامم ﺑﺎﻟﻨﺎﺷﺌني واﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻮاﺋﻠﻬﻢ ،واﻟﻮاﻋني ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﻟﺤامﻳﺔ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﻔﺮاغ واﻟﻀﻴﺎع. ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم ﻋﲇ )ع( :وإمنﺎ ﻗﻠﺐ اﻟ َﺤﺪث ﻛﺎﻷرض اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ أﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﳾء ﻗﺒﻠﺘﻪ .وﻋﻦ اﻹﻣﺎم ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺼﺎدق )ع( أﻧﻪ ﻗﺎل ( ﺑﺎدروا أﺣﺪاﺛﻜﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺒﻘﻜﻢ إﻟﻴﻬﻢ اﳌﺮﺟﺌﺔ< ﻣﻦ اﻟﻔﺮق اﳌﻨﺤﺮﻓﺔ( . ١٠ .٢ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺎب ﻣﺮﻫﻒ اﳌﺸﺎﻋﺮ واﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ،ﺻﺎﰲ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﴪﻳﺮة ،ﻟﺬا ﻳﺘﺤﺴﺲ ﺑﺪﻗﺔ ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ واﻟﺜﻐﺮات ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﳌﻌﺎش ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮى ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻمنﻮذج ﻟﻠﺨﻼص وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﻫﺪاف اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ وﻷﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ وﺣﻴﺎﺗﻪ ﺿﻤﻦ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘامﻋﻲ ،ﻓﺈن اﳌﺸﺎﻛﻞ واﻷزﻣﺎت اﻟﺤﺎﴐة ﺗﺰﻋﺠﻪ وﺗﺸﻌﺮه ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ،وﻗﺪ ﻳﺮى أن ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﺗﺘﻌرث ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ أو اﻟﻌﻤﻞ أو ﺑﻨﺎء اﻷﴎة وﺗﺮﺗﻴﺐ ﺷﺆون اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻌﺾ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﻘﺎمئﺔ ،ﻣام ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ اﻟﻄﺮوﺣﺎت واﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻣﺎل اﻟﺨﻼص وﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻓﻀﻞ. واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻨﻤﻲ ﰲ اﻹﻧﺴﺎن روح اﻟﺘﻄﻠﻊ إﱃ اﻷﻓﻀﻞ ،وﻳﺸﺤﺬ ﻫﻤﺘﻪ ﳌﻘﺎوﻣﺔ
١٠ﺣﺴﻦ اﻟﺼﻔﺎر ،اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻄﻠﻌﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﺑريوت ، ٢٠٠٦ ،ص . ٣٨ – ٣٧
93
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﺴﺎوئ اﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻌﺎش ،وﻋﺪم اﻟﺨﻀﻮع ﳌﻔﺎﺳﺪه وﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ،وﻳﺸﺠﻌﻪ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺻﻼح واﻟﺘﻐﻴري ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﻨﺸﺪه ﻧﻔﻮس اﻟﺸﺒﺎب وﺗﺘﺠﺎوب ﻣﻌﻪ. -٣ﻛﺎن امنﻮذج اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺷﺒﺎب ﻣﻜﺔ واﳌﺪﻳﻨﺔ إمنﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﻮا ﻟﻠﱠﻪ ورﺳﻮﻟﻪ، واﻧﺪﻓﻌﻮا ﻧﺤﻮ اﻹﺳﻼم ،ﻷﻧﻬﻢ رأوا ﻓﻴﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻐﻴري ،وﺛﻮرة إﻧﻘﺎذ ،ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻞ واﻟﴩك واﻟﻔﺴﺎد اﻻﺟﺘامﻋﻲ ..وﺷﺒﺎب اﻹﺳﻼم ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ إمنﺎ ﺗﻔﺎﻋﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﳌﺎ ﺷﻌﺮوا ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺮارة واﻗﻊ أﻣﺘﻬﻢ ،ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﺤﻀﺎري ،واﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﳌﻌﺎدﻳﺔ ،وأوﺿﺎع اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﻔﺴﺎد اﻟﺸﺎﻣﻞ ،ﻓﻠﺠﺆوا ﻟﻺﺳﻼم ﻛﺴﻔﻴﻨﺔ ﻧﺠﺎة ،وﻣﴩوع إﻧﻘﺎذ وإﺻﻼح. .٣مبﺮور اﻟﺰﻣﻦ ﺗﺤﺘﺎج اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت إﱃ ﺛﻮرات واﻧﺘﻔﺎﺿﺎت ﺗﺠﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﺗﻄﻮر ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺮاﻣﺞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ،وﺗﺘﺠﺎوز اﻷﺧﻄﺎء واﻟﺴﻠﺒﻴﺎت ،ﻟﻜﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﻜﺒﺎر ﻗﺪ ﺗﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬه اﳌﻬﻤﺔ ،ﻓﻬﻢ ﻗﺪ أﻟﻔﻮا اﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻌﺎش ،وﺗﻌﻮدوا ﻋﲆ ﻃﺮﻗﻪ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ،وﻫﻢ ﻳﺨﺸﻮن ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت أي ﺗﻐﻴري ،وﻻ ميﺘﻠﻜﻮن روﺣﻴﺔ اﳌﻐﺎﻣﺮة واﻟﻄﻤﻮح ﻏﺎﻟﺒﺎً. أﻣﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺎرﺗﺒﺎﻃﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻌﺎش ﻧﺎﺷﺊ وﻣﺤﺪود ،واﻧﺸﺪادﻫﻢ اﻟﻨﻔﴘ إﻟﻴﻪ ﺿﻌﻴﻒ ﺣني ﻻ ﻳﺮﴈ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ،وﻓﻮرة اﻟﺸﺒﺎب ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻟﻠﻤﻐﺎﻣﺮة واﻗﺘﺤﺎم اﳌﺠﻬﻮل ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ اﻷﻓﻀﻞ..واﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ دﻋﻮة دامئﺔ إﱃ اﻹﺻﻼح واﻟﺘﻐﻴري واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ، وﺣﺚ وﺗﺤﺮﻳﺾ ﻋﲆ ﺗﻐﻴري اﳌﻨﻜﺮ وإﻗﺮار اﳌﻌﺮوف ﰲ أي ﻣﺠﺎل ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة ..وﺗﻠﻚ ﺳﻤﺔ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ. 94
ﻧﺤﻮ رؤﻳﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮﻳﺔ ﻟﺪور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﴩوع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ : ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ دور اﻟﺸﺒﺎب مبﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ وﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ﻣﺘﻮازنٍ – ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﺟﻞ – ﻳﻘﱰح ﺗﺒﻨﻲ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎول ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺸﺒﺎب ،وأﻫﻤﻬﺎ زﻳﺎدة اﻻﻫﺘامم ﺑﺎﻟﱰﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺮﻳﺎدة ﰲ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺘﻐﻴري ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ اﻷوﱃ ﻣﻨﺬ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﴩة وﺑﺒﻨﺎء ﻣﺘﺼﺎﻋﺪ ﻟﻼﻧﺠﺎز ﺑﺤﻜﻤﺔ اﻟﺸﻴﻮخ وﻋﺰميﺔ اﻟﺸﺒﺎب ،وزﻳﺎدة اﻧﻔﺘﺎح اﻟﻘﻴﺎدات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ أﻓﻜﺎر وﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻌﺎﴏ ،وﻓﻬﻢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ واﺳﺘﻌﺪاداﺗﻪ وﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﻄﺔ واﻹدارة واﻟﻬﻴﻜﻞ ،ورﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻘﻴﺎدة اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻐﻴري وﻓﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﳌﺮﺣﻠﺔ ، وزﻳﺎدة ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻟﻘﻴﺎدة ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﺮاﺣﻠﻪ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻘﻴﺎدة ﰲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻐﻴري ﻣﺘﺠﺪدة وﺷﺒﺎﺑﻴﺔ مبﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ،ﻛام ﻫﻮ اﳌﴩوع ﻣﺘﺠﺪد وﻣﻌﺎﴏ دامئﺎً، وﺗﻮﺳﻴﻊ دواﺋﺮ ﺗﻮرﻳﺚ اﻟﺘﺠﺎرب وﻧﻘﻞ اﻟﺨﱪات إﱃ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎيب وﻓﻖ ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﴩوع اﻷﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻐﻴري مبﻜﻮﻧﺎﺗﻪ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،واﺳﺘﺒﻌﺎد ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻹﻗﺼﺎء
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺑني اﻟﺸﺒﺎب ،واﺳﺘﺒﺪاﻟﻪ ﺑﱰﺷﻴﺪ دورﻫﻢ وﻓﺘﺢ اﳌﺠﺎل أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ ذواﺗﻬﻢ وﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،وﺗﻔﻌﻴﻞ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﺸﺒﺎب ،وﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺨﺘﴫة إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻌﻘﲇ ﻟﺘﺄﻣني ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑﺎﳌﴩوع ﺑﺴﻼم وﻗﻮة وﻛﻔﺎءة ،واﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻹﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ وﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﳌﺮﺣﻠﺔ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ ،مبﻔﻬﻮم ﺑﻨﺎء رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺤﻜﻢ اﳌﻌﺎﴏ، وﺗﺒﻨﻲ اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﺪﺑﻌﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﺎﻧﺔ واﻟﻔﻨﻮن ،ﻻن اﻟﺸﺒﺎب ميﺜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﻤﺮﻳﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻻﻧﺴﺎن وﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ .١١ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺪس ﴎه :إن ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻮ اﻟﺠﻴﻞ اﳌﻌﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﺔ ،ﻓﻬﻢ اﻷﻣﻞ اﻟﺼﺎﻋﺪ واﻟﺤﻠﻢ اﻟﻮاﻋﺪ ﻷي ﻣﺠﺘﻤﻊ ﰲ ﻃﻮر اﻟﻨﻤﻮ ،أو ﻳﺤﻤﻞ ﻫ ّﻢ اﻹﺳﺘﻤﺮار.١١ ﻋﻨﺎﴏ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ : -١اﻹميﺎن : إن متﺴﻚ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳌﺒﺎدى اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻷن اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻢ روح اﻷﻣﺔ اﻟﻨﺎﺑﺾ وﻫﻢ أﻣﻞ اﻟﺒﻨﺎء ﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛام وأﻧﻬﻢ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬي ﻧﺮى اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ،أﻧﺘﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺪأوا ﻣﻦ اﻵن ﺑﻬﺬا اﻟﺠﻬﺎد ،ﻻ ﺗ َ َﺪﻋﻮا ﻗﻮى اﻟﺸﺒﺎب ﺗﺬﻫﺐ ﻣﻦ أﻳﺪﻳﻜﻢ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻗﻮى اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﻳﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﺗﺰداد ﺟﺬور اﻷﺧﻼق اﻟﻔﺎﺳﺪة ﻓﻴﻪ ،وﻳﺼري اﻟﺠﻬﺎد أﺻﻌﺐ. وﺟﻞ ﻷ ّن اﻟﻘ ّﻮة ﺎب ﻋﲆ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋ ّﺰ ّ ﻻ ﺑ ّﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ أﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸّ ّ اﻟﺤﺼﻴﻨﺔ اﻷﺳﺎﺳ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻲ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﺧﺼﻮﺻﺎً اﻟﺸّ ﺒﺎب ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﲆ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻴﺎم واﻹﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻀّ ﻮاﺑﻂ اﻹﺳﻼﻣ ّﻴﺔ ﰲ اﻷﺧﻼق واﻟﺴﻠﻮك واﺣﱰام اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟﻚ ّ ﺎب ﻣﻦ اﻟﺘﻬ ّﻮر واﻹﻧﺰﻻق ،وﻟﺬا ورد ﰲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻣﺎ ﻣﻦ اﳌﺤﺎﺳﻦ واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ متﻨﻊ اﻟﺸّ ّ وﺟﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻮارد ﻋﻦ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ )ﺻﲆ ﻳﺸري إﱃ رﺗﺒﺔ اﻟﺸّ ﺎب اﻟﻌﺎﺑﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻋ ّﺰ ّ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ() :إ ّن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺤﺐ اﻟﺸﺎب اﻟﺘﺎﺋﺐ( ،أو ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻵﺧﺮ اﻟﻮارد ﻋﻨﻪ)ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ() :إ ّن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺒﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﺸﺎب اﻟﻌﺎﺑﺪ اﳌﻼﺋﻜﺔ ،ﻳﻘﻮل: ١١ﻳﻘﻮل ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ):اﻧﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺣﻴﻨام أﻛﻮن ﺑني اﻟﺸﺒﺎب وﻛﺄين أﺳﺘﻨﺸﻖ ﻧﺴﻴﻢ اﻟﺼﺒﺎح ..ﻳﻠﻔّﻨﻲ ﻧﻘﺎء وﺻﻔﺎء وﻃﺮاوة ..ﻓﺎﻟﺸﺒﺎب ﻧﺠﻢ ﺳﺎﻃﻊ وﻣﻘﺮون ﺑﺤﺴﻦ اﻟﻄﺎﻟﻊ ،وأﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺸﺒﺎب إذا اﻟﺘﻔﺘﻮا إﱃ ﻫﺬا اﻟﺠﻮﻫﺮ اﻟﻨﻔﻴﺲ اﳌﻮﺟﻮد ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﺳﻴﺤﺴﻨﻮن اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻪ ﺑﻌﻮن اﻟﻠﻪ(.
95
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻧﻈﺮوا إﱃ ﻋﺒﺪي ،ﺗﺮك ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻣﻦ أﺟﲇ( ،وﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺛﺎﻟﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ )ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ(وﻫﻮ ﻣﻬﻢ ﺟﺪا ً ﻟﻠﺸّ ﺒﺎب ﻷن ﻳﺘﻤﻌﻨﻮا ﰲ ﻣﻌﻨﺎه ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ) :ﻓﻀﻞ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺎﺑﺪ اﻟﺬي ﺗﻌﺒﺪ ﰲ ﺻﺒﺎه ﻋﲆ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺬي ﺗﻌ ّﺒﺪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﱪت ﺳ ّﻨﻪ ﻛﻔﻀﻞ اﳌﺮﺳﻠني ﻋﲆ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻨﺎس(.
96
-٢اﻟﺮوح اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ودواﺋﺮ اﻟﺘﻔﻜري : ﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻠﺸﺒﺎب أن ﻳﻔﻜﺮ أﻧﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻛام ﻫﻮ ﻓﺮد ﰲ ذاﺗﻴﺎﺗﻪ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻻ ﺗﻨﻐﻠﻖ ﻋﲆ ﻋﻨﻮان ﻣﻌني ،وﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺤﺮك ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻟﻴﻐﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﺪواﺋﺮ ﺑﺤﺴﺐ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﺣﺎﺟ ًﺔ ﻷﴎﺗﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ وﻟﺒﻠﺪه ووﻃﻨﻪ وأﻣﺘﻪ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ،ﻷن اﻹﺳﻼم ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﻳﺘﺤ ّﺮك ﰲ ﺧﻂ ﺗﺼﺎﻋﺪي إﱃ أﻋﲆ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت. اﳌﻄﻠﻮب أن ﻻ ﺗﻜﻮن ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﺸﺒﺎب ذاﺗﻴﺔ ،ﺑﻞ أن ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﲆ اﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻳﺘﺤﺮك ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﻮﻳﺘﻬﺎ وﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ وﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﰲ اﻹﻃﺎر اﻟﺬي ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻸﻣﺔ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ،وأن ﻻ ﻳﺨﻠﻂ ﺑني اﻟﺨﺎص واﻟﻌﺎم ،وﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎص ﻣﺘﻜﺎﻣﻼً ﻣﻊ اﻟﻌﺎم إذا مل ﻳﺮد أن ﻳﺠﻌﻞ ﺟﴪا ً ﻳﻌﱪ ﻋﻠﻴﻪ إﱃ اﻟﺨﺎص ،ﺑﻞ أن ﻳﺠﻌﻞ ّ اﻟﺨﺎص ﻳﺬوب ﰲ اﻟﻌﺎم. ان ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺸﺒﺎيب وﺗﻨﻈﻴﻤﻪ وﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺳﻴﺆدي اﱃ ﺑﺮوز ﴍﻳﺤﺔ واﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ وﻓﻖ اﺳﺲ ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺪاﺋﺮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺆﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻋﲆ منﻂ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري .وﻇﻬﺮت ﰲ أدﺑﻴﺎت اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺼﺪر رﻓﻀﻪ اﻻﺣﺘﻜﺎم اﱃ اﻟﻌﻘﻞ وﺣﺪه ﻣﻦ ﺧﻼل )اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻌﻘﻞ ﺣﺎﻛامً ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً وﻣﻘﻴﺎﺳﺎً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﺗﻘﺎس ﻋﲆ ﺿﻮﺋﻪ اﻷﻓﻜﺎر واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻻﻣﺘﺤﺎن ﻣﺪى ﺻ ّﺤﺘﻬﺎ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺘﻪ )وﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ رﻓﺾ اﻻﻋﺘامد ﻓﻘﻂ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ )اﻟﺘﻲ ﺗ ُﻘﴢ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل وﺗﺴﻠﺐ ﻣﻨﻪ وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﺬه ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،وﺗﻀﻊ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻳﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣ ﱠﺪﻋﻴ ًﺔ أﻧّﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺳﺎس اﻟﻮﺣﻴﺪ ّ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ميﻜﻦ أن ّ واﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت( .وﺟﺎء ﰲ ﻧﻘﺪه ﻟﻼﺗﺠﺎه اﻟﻌﻘﲇ اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻗﻮﻟﻪ :ﻓﺎﻟﻌﻘﻠﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎدوا ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎً مل ﻳﻄ ّﺒﻘﻮا ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻫﺬا اﳌﻘﻴﺎس وﺣﺴﺐ ،وإمنّ ﺎ أﻓﺮﻃﻮا ﻓﺤﴫوا ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ﰲ اﻟﻨﻄﺎق اﻟﻌﻘﲇ وﻛﻠّﻔﻮا اﻟﻌﻘﻞ اﳌﺠ ّﺮد أن ﻳﺰ ّودﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﺘﻰ ﰲ اﳌﻴﺎدﻳﻦ واﳌﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺣﻘّﻪ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺿﺎﻋﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﳌﻌني اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ وﻣﺎ ١٢ ﻳﺘﺪﻓّﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ وﻧﺘﺎﺋﺞ . ١٢اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر ،رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ،ﺑﻐﺪاد ،ص . ٣٠
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
-٣ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ واﻟﺘﺼﺪي : إﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻠﺸﺒﺎب أن ﻳﺘﺤ ّﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ،وإذا مل ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺆوﻻً ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﻔﻌﲇ واﻟﺮﺳﻤﻲ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻً ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻦ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﻴﺎة ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﺬا اﻟﺪور اﻟﻘﻴﺎدي ،ﻓﻼ ﺑﺪ أن ميﻠﻚ ﰲ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﺤﺮﻛﻴﺔ واﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﺎ ميﻜﻨﻪ ﻣﻦ أن ﻳﻘﻮم مبﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻏري ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺤﺬﱢر ﻛﻞ اﻟﺸﺒﺎن ﻣﻦ أن ﻳﺠﻤﺪوا ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ أو ﻳﻌﻄﻮﻫﺎ أو ﻳﺒﻴﻌﻮﻫﺎ أو ﻳﺆﺟﺮوﻫﺎ أو ﻳﻌريوﻫﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﺆ ﱢﺟﺮ ﺟﺴﺪه وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺆﺟﺮ ﻋﻘﻠﻪ أو ﻳﺒﻴﻌﻪ، ﻷن اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ اﻟﻌﻘﻞ ﺣﺮا ً ،وﻫﻮ اﻟﺤﺠﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻠﻪ ﰲ ﻛﻞ أﻣﻮره. ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺨﻂ ﻣﻌني ﰲ ﺣﺰب أو ﺣﺮﻛﺔ أو ﻣﻨﻈﻤﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺨﺘﺎر إميﺎﻧﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻳﺒﻘﻰ ﺣﺮا ً ﺣﺘﻰ ﰲ داﺧﻞ ﻫﺬه اﻟﺪاﺋﺮة ،ﻓﻼ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮك ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ أن ﻳﻨﻘﺬﻫﺎ وﻳﺤﺎﺳﺒﻬﺎ وﻳﺤﺎﻛﻤﻬﺎ ،ﻷن اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺒﺪا ً ﻳﺨﺮج ﻣﻦ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﺤﴬ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﻠﻤﺔ اﻹﻣﺎم ﻋﲇ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﺬي ﻳﻘﻮل :ﻻ ﺗﻜﻦ ﻋﺒﺪ ﻏريك وﻗﺪ ﺧﻠﻘﻚ اﻟﻠﻪ ﺣﺮا ً .١٣ -٤اﻻﺳﻼم ﻫﻮ اﻟﻬﺪف : ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺒﺎب إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺨﻠﺼني ﻟﻠﻪ وﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﻢ وﻟﻠﻨﺎس أن ﻳﺴﺤﻘﻮا اﻟﻌﺼﺒﻴﺎت، ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺼﺒﻴﺎت ﺷﺨﺼﺎﻧﻴﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ أو ﺣﺰﺑﻴﺔ أو ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ،ﻷن اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺗﻘﺘﻞ اﻟﻔﻜﺮ وﺗﺸﻞ اﻟﺤﺮﻛﺔ وﺗﺪﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﻣﺘﺎﻫﺎت اﻟﺤﻘﺪ واﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء اﻟﺘﻲ ﻗﺪ واﻹرادة ّ ﺗﺴﻴﻞ اﻟﺪﻣﺎء وﺗﺪﻣﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ. ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻘﻮل ﻛﻮﻧﻮا اﳌﻠﺘﺰﻣني وﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا اﳌﺘﻌﺼﺒني ،ﻓﺎﻻﻟﺘﺰام ميﺜﱢﻞ ﻏﻨﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ، وﻟﻜﻦ اﻟﺘﻌﺼﺐ ميﺜﻞ اﻟﺰﻧﺰاﻧﺔ اﳌﻈﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻞ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻀﻴﺎء ﰲ روﺣﻪ. ﻋﲆ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن أن ﻳﺴﺘﻨﻄﻖ ﺿﻤريه .ﻻ ﺗﻔﻜﱢﺮ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪاﺋﺮة ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﺪاﺋﺮة اﻷﺧﺮى ﳌﺠﺮد اﻟﺰﻫﻮ اﻟﺤﺰيب واﻟﺤﺮيك واﻟﺸﺨﺼﺎين ،وﻟﻜﻦ ﻓﻜّﺮ وأﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎر ﰲ أي ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ،ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻒ ﻏﺪا ً ﺑني ﻳﺪي اﻟﻠﻪ ،ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺎدل ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﻮم ﺗﺄيت ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺗﺠﺎدل ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻟﺬا ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎب وﻓﻖ أﺳﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻻن اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻨﻮﻳﺮ اﻓﻜﺎر اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺎﻓﻜﺎر واﻗﻌﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﺨﺒﻂ واﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻟﺮأي ﻋﺎم ﻏري ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﻔﻜري اﻟﺴﻠﻴﻢ.اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺘﺤﻮل اﻟﺸﺎب ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻪ اﱃ ﻃﻌﻢ ﺳﺎﺋﻎ ﻟﻼﻓﻜﺎر اﻟﺴﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوﺟﻬﺎ ﺟﻬﺎت ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﺘﻞ اﻻﻧﺴﺎن
97
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
98
ﺑﺘﻔﺨﻴﺦ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻫﻤﻮﻧﻪ ﺟﻬﺎدا أو ﻣﻘﺎوﻣﺔ .وﻫﻲ أﻓﻜﺎر ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻮاﻋﻲ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﳌﺎ ميﻠﻚ أﻛرثﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﺆﻫﻼت ﻻدارة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﻬﻮر واﻟﺘﺨﺒﻂ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﻤﻞ ،واﻟﺘﻲ ﻣﺜﻠﺖ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﳌﺎ ﺳﺒﻖ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺼﺪر اﻟﺘﻌﺒﻴري ﻋﻨﻪ ﺑﻔﻜﺮه اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﺨﻼق ﻣﻦ أن اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻠﻬﺎ )ﺣﺮﻛﺔ داﺋﺒﺔ ﻧﺤﻮ ﻗﻴﻢ اﻟﺨري وأي ﻫﺪف آﺧﺮ واﻟﻌﺪل واﻟﻘﻮة ،وﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻻ ﺗﻮﻗّﻒ ﻓﻴﻬﺎ ; ﻷﻧّﻬﺎ ﻣﺘّﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ اﳌﻄﻠﻖّ ، ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺳﻮى اﳌﻄﻠﻖ ـ ﺳﻮى اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ـ ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﻫﺪﻓﺎً ﻣﺤﺪودا ً ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﻮف ﻳﺠ ّﻤﺪ اﻟﺤﺮﻛﺔ وﻳﻮﻗﱢﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻤ ّﻮ ﰲ ﺧﻼﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن( .١٣ واذا ﻋﺪﻧﺎ اﱃ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ اﻟﻴﻮم ﺣﻴﺚ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺤﺘﻠﻮن ٪٦٠ﻣﻦ ﺗﻌﺪاد ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﳌﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﺪدﻳﺔ وﻣﻌﻨﻮﻳﺔ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﴏاﻋﺎ و ﺗﺪاﻓﻌﺎ ﺑني ﻗﻴﻢ اﻟﺤﺪاﺛﺔ وﻗﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،ﻓﺎن واﻗﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﻳﺘﺄرﺟﺢ ﺑني اﻟﺴﻌﻲ إﱃ إﺑﺮاز اﻟﺬات واﻻﺻﻄﺪام مبﻨﻈﻮﻣﺔ اﻷﻋﺮاف اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮل ﻟﻸب اﺣﺘﻜﺎر ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺮار ,وﻻ ﺗﻌﱰف ﻟﻔﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب واﻷﻃﻔﺎل واﳌﺮاﻫﻘني واﻹﻧﺎث ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﻮﺟﻮدﻫﺎ إﻻ ﰲ ﺣﺪود ﺿﻴﻘﺔ ﺟﺪا ,ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﻘﺪم ﺳريورة اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ أمنﺎﻃﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﱰﺑﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ مبﻨﺎﻫﺠﻪ وﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ وأﺷﻜﺎﻟﻪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ وﻋﲆ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين، ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﴫاع واﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻟﺸﺎب ،ﻋﲆ اﳌﻌﻨﻴني ﰲ اﻟﺸﺄن اﻻﺳﻼﻣﻲ واﳌﺠﺘﻤﻌﻲ اﻳﺠﺎد ﺑﺪاﺋﻞ وﺳﺒﻞ وﻃﺮق ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮر ﻣﻊ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي وﺿﻌﺖ أﺳﺴﻪ اﻓﻜﺎر اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺼﺪر )رض( .اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ أن )اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺴري ﺑﺎﻟﻨﺎس ﰲ ﻇﻼم ،وﻻ ﺗﻠ ﱢﻮح ﺑﻴﺪﻫﺎ إﱃ ﻧﻘﺎط ﺑﻌﻴﺪة ﻳﻌﺠﺰ اﻟﻔﺮد ﺗﺰج ﺑﻪ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺷﻌﺎرا ً اﳌﺴﻠﻢ ﻋﻦ إﺑﺼﺎرﻫﺎ ﺑﻮﺿﻮح ،وﻻ ّ واﺣﺪا ً وﻻ ﺗﺘّﻔﻖ ﻋﲆ ﻣﺤﺘﻮاه ( ،١٣ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻐﻴري امنﺎط اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ﺑﺎمنﺎط ﺟﺪﻳﺪة ﺗﱰىب ﻋﲆ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻟﺘﻔﻜري اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻗﺒﻮل اﻻﺧﺮ .١٥
ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺼﺤﻮات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧﻌﺮض ﻫﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ واﳌﻬﺘﻤني واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺼﺤﻮات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻫﻲ : اﻻﻫﺘامم اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ﴍﻳﻄﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻮﺳﻤﻴﺔ
١٣اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر ،اﻻﺳﻼم ﻳﻘﻮد اﻟﺤﻴﺎة ،ص .١٨٥
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎء ﻫﺬا اﻟﻴﻮم وإمنﺎ ﺗﺘﺤﻮل إﱃ ﺑﺮاﻣﺞ ﻋﻤﻞ وإﱃ ﻣﺘﺒﻨﻴﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ آﻓﺎق اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻬﺎدف . اﻻﻫﺘامم ﺑﺒﻨﺎء ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﺎب ،ﺣﻴﺚ وﻻ ﻧﻨﻜﺮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻛام أﺛﺒﺖ اﻟﻮاﻗﻊ ذﻟﻚ ﻟﻜﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻴﺰﺗﺎن أﺳﺎﺳﻴﺘﺎن اﳌﻴﺰة اﻷوﱃ: أﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪأ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺼﻔﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻬﻮ ﺣني ﻳﻌﺎﻧﻖ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻊ مل ﻳﻜﻦ ﻣﻌ ّﺒﺄً ﺑﻔﻜﺮ آﺧﺮ ﻣﺘﺠﺬرا ً ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘﺎً ،أو ميﺎزح ﺑﺸﻜﻞ ﺷﻌﻮري أو ﻻ ﺷﻌﻮري ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ اﻟﺤﻘﺔ؛ ﻣام ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﺻﺎً اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎً ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻮاﺋﺐ، وإﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻋﺎداﺗﻪ وﺳﻠﻮﻛﻪ ﻋﲆ ﻫﺪي اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ آﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ. اﳌﻴﺰة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :أن اﻟﻌﻄﺎء اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ﺣني ﻳﺒﺪأ ﻣﻊ ﻣﺴرية اﻹﻧﺴﺎن وﻫﻮ ﰲ أول اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻻﺷﻚ أﻧﻪ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺷﺘﻰ ﻣﺠﺎﻻت ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ومبﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ منﻮه ،ﻓﻬﻮ إذن أوﺳﻊ ١٤ أﻓﻘﺎً وأﺧﺼﺐ ﻋﻄﺎ ًء. دﻓﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻜﻔﻮء ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺪوﻟﺔ وﰲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎمل ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ ﻣﴪح اﻟﺘﺼﺪي ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت أو ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺼﺪي اﻟﺴﻴﺎﳼ أو ﻗﻴﺎدات اﻟﺪول . ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺐء اﻷﻛﱪ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرات وﻳﻈﻬﺮوا ﻋﲆ ﻣﴪح اﻟﺘﺼﺪي ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻔﻮء ،وﻫﻢ ﻳﻘﻮدون اﻟﺜﻮرات ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎمل . اﻻﻫﺘامم ﺑﺎﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﺋﻠﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻮﻃﻮ وﻗﺪﻣﻮا اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﺿﻮا إﱃ اﻟﺸﻬﺎدة ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺑﺎت واﻟﺸﺒﺎب وﺗﻌﺮﺿﻮا إﱃ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺑﺎت واﻟﺸﺒﺎب . ﺗﻮﻓري ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻐﺰو اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﻔﻜﺮي ﻋﱪ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﻨامذج اﻟﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ . ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ أن ﻳﻀﻊ ﰲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ﺑﺚ اﻟﺪﻣﺎء اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻟﺘﻤﺘﺰج ﻛﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻊ ﻓﺘ ّﻮة اﻟﻌﻤﻞ مبﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ . ﻳﺸﻜﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب واﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻔﺌﺔ اﻻﻛﱪ ﻋﺪدا واﻷﻫﻢ ﻧﻮﻋﺎ واﻻﻗﺪر ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت وﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ان اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﺷﺎﺑﺔ وﺣﻴﻮﻳﺔ اﺳﺎﺳﺎ ،اﻻ ان ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻫﻲ .١٤د .اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺠﻌﻔﺮي ،ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑني اﻻﺻﺎﻟﺔ واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺑﻐﺪاد . ٢٠١١ ،
99
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
100
اﻷﻛرث ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺼريﻳﺔ اﻟﻜﱪى واﻛرث اﺳﺘﻬﺪاﻓﺎ ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﴙ ﻏﻀﺒﻬﻢ وﺛﻮرﺗﻬﻢ ،وﰲ ذات اﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎوﺿﺎﻋﻬﻢ اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ومبﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ اﺟﻴﺎل اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ووﺿﻊ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ اﻓﻀﻞ وذﻟﻚ ﺑﺘﻮﻓري ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﻜﺮميﺔ وﻫﺎﻣﺶ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ اﺣﺮارا ﰲ اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ وﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ وﺗﺤﺮك ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﺎﻗﺎت واﻻﻣﻜﺎﻧﺎت اﻻﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺨﻼﻗﺔ. اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ وﺿﻊ اﻟﻴﺎت ﻟﻮﻗﻒ ﻫﺪر ﻃﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ميﺘﻠﺨﻬﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼيك اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﺬورﻫﻢ وﻳﱰﻛﻬﻢ ﻳﺮﻛﻀﻮن ﻻﻫﺜني وراء اﻓﻜﺎر ﻓﺎرﻏﺔ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ اﻵﺧﺎذ ،ﻣام ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ اﱃ اﺳﺘﺨﺪام وﺳﺎﺋﻞ ﻏري ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻧﺨﺮاط ﰲ اﻋامل اﻟﻌﻨﻒ واﳌﺨﺪرات وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﻼﻣﴩوﻋﺔ .ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ واﻟﻘﻤﻊ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ازﻣﺎت اﻟﺤﺮﻣﺎن واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻐنب وﺗﻨﺤﴪ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ واﺷﺒﺎع اﻟﺤﺎﺟﺎت وﻳﱰاﻛﻢ اﻟﺒﺆس واﻟﻘﻤﻊ واﻟﺤﻘﺪ وﺗﺘﺤﻮل ﺑﺬﻟﻚ ﻃﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺨﻼﻗﺔ اﱃ ﺑﺆر ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻐﲇ ﺑﻨﺎر ﺧﺎﻣﺪة ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﻔﺠﺮ ﻟﻬﻴﺒﺎ ﺣﺎرﻗﺎ وﻋﻨﻔﺎ ﻣﴩوﻋﺎ وﻏري ﻣﴩوع ،ﻛام ﺣﺪث ﰲ ﺗﻮﻧﺲ وﻟﺤﻘﺘﻬﺎ ﻣﴫ وﺳﻮف ﺗﺼﻞ رﻳﺎح اﻟﺘﻐﻴري اﻟﺠﺬري اﱃ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻏريﻫﺎ. ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻻﻫﺘامم ﺑﺎﳌﺒﺪﻋني ﻣﻨﻬﻢ وﺗﻮﻓري اﻟﺪورات واﻻﻃﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﺸﺒﺎب ،ﺑﻞ ﻳﺠﺐ . اﻟﺒﻌﺾ ﺗﻮﻗﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﺮﻛﻮد اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض ان ﺗﺤﺮﻛﻪ اﻻﺣﺰاب اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻜﻨﻪ مل ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎ ،ﻓﺜﻤﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺪأت ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺑﻌﺪ ان ﻛﴪوا ﺟﺪار اﻟﺼﻤﺖ واﻟﺨﻮف واﻻﻧﻜﺴﺎر واﺧﺬوا ﻳﻨﺎدون ﺑﻘﻠﻮب داﻣﻴﺔ وﺻﻮت ﻫﺎدر ﺑﺘﻐﻴري اﻻﻧﻈﻤﺔ ﺟﺬرﻳﺎ وﻳﴫﺧﻮن ﺑﻮﺟﻪ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ :ارﺣﻞ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ وﺗﻮﻓري اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﺟﺪارﺗﻪ ﺑﻘﻮة . ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﺎﳌﻨﺎﻫﺞ ،وﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻛﺸﻔﺘﻪ ﺑﻌﺾ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ،أن أﻛرث ﻣﻦ مثﺎﻧني ﰲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻘﺎﻫﻲ )اﻟﻨﺖ( ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن )اﻟﻨﺖ( ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻮء ،وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻬﺪم. ﺑﻴﻨام ﻧﺮﻳﺪ ،وﻧﺘﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻮﳌﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ،وﺑﻌﺪ أن اﺧﺘﺰﻟﺖ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ، واﺧﺘﺰل اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻘﺎﴆ اﱃ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،وإﱃ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻜﻮين ،أن ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺎب ﻗﺪ ﺣﴬ اﳌﻌﺮﻓﺔ ﰲ اﳌﻜﺎن اﻵﺧﺮ ،واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ اﻵﺧﺮ ،واﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ اﻵﺧﺮ، ﻟﻴﻨﻄﻠﻖ ﺑﺜﻘﺔ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻳﻌﺮض ﺣﻀﺎرﺗﻪ ﻋﲆ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳌﺸﱰك ﻣﻊ ﺣﻀﺎرات اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﲆ أداﺋﻪ اﻧﺘام ًء إﻧﺴﺎﻧﻴﺎً ،ﻟيك ﻻ ﻧﺤ ّﻮل اﻟﺸﺎب اﱃ ﻇﺎﻫﺮة ﻣﻨﺎﻃﻘﻴﺔ ،أو ﻋﻨﴫﻳﺔ ،أو ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،أو ﻗﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺎب ﻇﺎﻫﺮة إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﻠﺘﻘﻲ
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺎب ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸﺎب ﻫﻨﺎك ﰲ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺣﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ وﻻدة ﺣﻀﺎرة ﺟﺪﻳﺪة ،ﺗﻮﺷﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن مبﺎ ﻫﻮ إﻧﺴﺎن ،ﺑﺈﻛﻠﻴﻞ اﻟﺘﻤﻴﺰ واﻟﺘﻘﺪم ﻣﻦ دون ان ﺗﻜﻮن رازﺣﺔ ﺗﺤﺖ ﻧﻌﺮات اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ وﻏﻠﺒﺔ اﳌﺎدﻳﺔ. ﻟﻘﺪ ﻓﺸﻠﺖ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺴﺘﺒﺪة أﻣﺎم إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺜﺎﺋﺮ ،ﺣﻴﺚ مل ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺧﻔﺎء ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺘﻞ واﻟﻘﻤﻊ واﻻﻋﺘﻘﺎل واﻟﺘﻬﺠري ،واﻟﻔﻀﻞ ﻳﻌﻮد إﱃ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻺﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻹﻧﱰﻧﺖ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻻوﱃ اﺳﺘﻤﺮار ﺑﻘﺎء ﻫﺬه اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻧﻘﺎذ اﻟﺜﻮرة وﻋﺪم ﴎﻗﺘﻬﺎ . اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺬﻛري ﺑﺎﻟﺮﻣﻮز اﻟﺸﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻄﺮت اروع ﻣﻼﺣﻢ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،ﻓﻔﻲ ذﻛﺮى ﻋﺎﺷﻮراء ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ اﻻ ان ﻧﺬﻛﺮ اﻟﺼﻔﻮة اﻟﺸﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻫﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻨﺒﻮة – ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم -ﻣﺜﻞ ﻋﲇ اﻻﻛﱪ واﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ) ﻋﻠﻴﻬام اﻟﺴﻼم (. ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺬﻛري دامئﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮز اﻻﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺖ وﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻋﱪ اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻻﻋﻼم واﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻣﺜﺎل :ﻣﺜﻞ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،واﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر واﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎدق اﻟﺼﺪر ،واﻻﻣﺎم ﻣﻮﺳﯽ اﻟﺼﺪر ،واﻟﺸﻬﻴﺪة ﺑﻨﺖ اﻟﻬﺪى اﻣﻨﺔ اﻟﺼﺪر ،واﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺎس اﳌﻮﺳﻮي ،وﻋﻤﺮ اﳌﺨﺘﺎر ،وﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺨﻄﺎب ،واﻟﺸﻴﺦ اﺣﻤﺪ ﻳﺎﺳني ،وﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ ،وﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ،وﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،وﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺨﻄﺎيب وﻏريﻫﻢ اﻟﻜﺜري ،وﻟﻘﺪ ﺷﻜﻞ ﻣﺜﻼ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﺴﺎﺣﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﻔﻜري اﳌﺮﺟﻊ واﳌﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر ﻓﻔﻲ اواﺋﻞ اﻳﺎم ﻇﻬﻮره وﻫﻮ ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﴩ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ورﻳﺤﺎﻧﺔ ﺷﺒﺎﺑﻪ رﻛﺰ اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺸﻬﻴﺪ وﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﺣﻮل اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺒﺎب اميﺎﻧﺎ ﻣﻨﻪ ان ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺸﺒﺎيب وﺗﻨﻈﻴﻤﻪ وﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺳﻴﺆدي اﱃ ﺑﺮوز ﴍﻳﺤﺔ واﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ وﻓﻖ اﺳﺲ ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺪاﺋﺮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺆﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻋﲆ منﻂ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري. ﻋﲆ اﳌﺒﻠﻐني واﻟﺨﻄﺒﺎء واﳌﺜﻘﻔني واﺻﺤﺎب اﻟﺸﺄن اﻻﻫﺘامم ﺑﻌﴫﻧﺔ اﻟﺨﻄﺎب اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب :ﻓﺤﺮﺑﻨﺎ اﻵن ﻫﻲ ﺣﺮب اﻟﻌﻠﻢ واﳌﻌﺮﻓﺔ. ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب إن ﻳﻘﻴﻤﻮا اﳌﺆمتﺮات اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ،وﻳﺪﻳﺮوﻫﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ وﻳﻄﺮﺣﻮا ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ أﻋامرﻫﻢ وواﻗﻌﻬﻢ ،وﻋﻤﻞ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل ﻣﺎ ﻳرثي ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ ،وﻳﻨﻤﻲ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ،وﻳﻮﺳﻊ ﻣﺪارﻛﻬﻢ. ﺗﺮﺳﻴﺦ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﲆ اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑني ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺬاﻫﺐ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﺑني ﻛﻞ اﻟﻄﻮاﺋﻒ واﻟﺘﺎﻛﻴﺪ ﻋﲆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ اﺳﺎس اﻟﺤﻮار اﻟﺤﻀﺎري . أ ّن اﻟﺸّ ﺒﺎب ﻟﺪﻳﻬﻢ رﻏﺒﺎت ﻛﺜرية وﻳﺤﺒﻮن أن ميﺎرﺳﻮا ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻨﻬﺎ
101
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
102
ﻣﺎﺳﺔ إﱃ إﺑﺘﺪاع ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﻔﱰة اﳌﻬ ّﻤﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ّ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﴩوﻋﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻣﺘﻨ ّﻮﻋﺔ ميﻜﻦ ﻟﻠﺸّ ﺒﺎب أن ﻳﺄﻟﻔﻮﻫﺎ وﻳﻘﺒﻠﻮﻫﺎ ﻛﺒﺪﻳﻞ ﻋﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻏري اﳌﴩوﻋﺔ اﳌﻨﺘﴩة ﰲ ﺑﻠﺪاﻧﻨﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺠﺬب اﻟﺸّ ﺒﺎب إﻟﻴﻬﺎ ،وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﻌﻨﻴّﺔ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻠﺘﺰم اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤ ّﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴّﺔ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﺧﺮى اﳌﺴﺆوﻟﺔ وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ اﻷﻫﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻄﻠﻖ اﻟﺸّ ﺎب ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﺪﺧﻮل إﱃ ﻣﻌﱰك اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮاﺳﻊ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺨﻄﺎب اﻻﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎر ان ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻘﺪان اﻟﺨﻄﺎب اﻻﻋﻼﻣﻲ اﳌﻠﺘﺰم ﻟﻠﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ. ١٥ ﻧﻘﱰح ﻋﲆ اﻻﺧﻮة ﰲ اﳌﺆمتﺮ ﰲ اﻻﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﳌﺆمتﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻳﺠﺎد ﻟﺠﻨﺔ دامئﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب داﺧﻞ اﻻﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻘﻮم ﺑﻌﻘﺪ اﺟﺘامﻋﺎت دورﻳﺔ وﻃﺎرﺋﺔ ﺣﺴﺐ اﻻﺗﻔﺎق وﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ : .١اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮوح اﻟﺠامﻋﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹميﺎن مبﻔﻬﻮم اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﴍﻳﻄﺔ أن ﻳﺘﻠﻤﺲ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺸﺒﺎب ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠامﻋﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻼﺳﻼم اﻟﻌﻈﻴﻢ . .٢اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﺆﻫﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﱪة واﻟﻌﻠﻢ واﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺛﻮرات اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﰲ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺑﻨﺎء ﺗﻮاﺻﻞ واﺗﺼﺎل ﻣﺴﺘﻤﺮ . .٣ﺗﻌﺰﻳﺰ روح اﳌﺒﺎدرة ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ،وإﻃﻼق اﻟﻄﺎﻗﺎت ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ ﰲ اﻹﺑﺪاع واﻻﺑﺘﻜﺎر ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻮاﻓﺰ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ واﳌﻜﺎﻓﺂت اﻟﺘﺸﺠﻴﻌﻴﺔ. .٤ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ واﳌﻮاﻫﺐ واﳌﻠﻜﺎت اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ وﺷﺘﻰ اﳌﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ وﻏريﻫﺎ ،وﺗﺒﻨﻴﻬﺎ واﻋﻄﺎؤﻫﺎ ﻓﺮﺻﺘﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟيك ﺗﻌﻄﻲ وﺗﺒﺪع وﺗﻄﻮر. .٥ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﺂﺧﻲ وﻗﺒﻮل اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻻﺧﺘﻼف واﻹﻗﺮار ﺑﻮﺟﻮده .وﺗﻌﺪدﻳﺔ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻘﻨﺎﻋﺎت ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻛﺠﺰء اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻞ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﺸﺎب ﺻامم أﻣﺎن ﻟﺘﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﰲ ﻋﻤﻮم اﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. .٦دﻓﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻼﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻷﺧﺮى مبﺎ ﻳﻌﺰز ﻣﻦ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ واﻟﺘﻌﺎون ﺑني اﻷﻣﻢ ﺑﺪﻳﻼً ﻟﻨﺰﻋﺎت اﻟﺤﺮوب واﻟﻌﺪوان ،واﻋﻄﺎء ﺻﻮرة امنﻮذﺟﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﰲ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻼﺧﺮ . واﺧريا ﻧﻘﻮل إن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻟﻴﺴﺖ مبﻌﺰل ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮة ﻃﻔﺤﺖ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ
١٥ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ اﻧﻈﺮ :د .ﺳﻴﺪ ﺻﺒﺤﻲ ،اﻟﺸﺒﺎب وازﻣﺔ اﻟﺘﻌﺒري ،اﻟﺪار اﳌﴫﻳﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ، ٢٠٠٢ ،ص . ٦٥
اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎن و اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
اﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل ..اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻴﻮم ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎمل ﻳﺮﺳﻤﻮن ﻣﻌﺎمل اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻨﺎ ًء ﻓﻜﺮﻳﺎً ،وﻧﺸﺎﻃﺎً اﺟﺘامﻋﻴﺎً ،وﺗﺼﺪﻳﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ،ﻟﻘﺪ اﻇﻬﺮ ﺷﺒﺎب اﻟﻌﺮاق ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮر ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﺮاق وﻃﺎﻟﺐ اﻟﺸﺒﺎب ان ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻢ دور ﻓﺎﻋﻞ وﻣﺆﺛﺮ ﰲ اﻟﺨﺎرﻃﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﺮاق ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أﺳﻬﻤﻮا ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ ﰲ دﻋﻢ ارﻛﺎن اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻋﱪ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ واﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،رﻏﻢ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻟﻌﺪم ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﳌﺘﻮﻓﺮة ﰲ اﻟﻌﺮاق وﺑﻴﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﺪول اﻻﺧﺮى ،واﺿﻴﻒ اﱃ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺮﻳﺠني ،ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺳﻌﻲ ﺣﺜﻴﺚ ﰲ اﻻﴎاع ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ إﻋﺎدة اﻟﻬﻤﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ روح اﻻﻧﺘامء اﱃ اﻟﻌﺮاق ﰲ اوﺳﺎط ﻫﺬه اﻟﴩﻳﺤﺔ واﺟﺒﺎ وﻃﻨﻴﺎ وﻗﻮﻣﻴﺎ ﻣﻘﺪﺳﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺴﺢ اﳌﺠﺎل ﻟﻬﻢ واﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺣﺮﻳﺔ اﻛرث ﻟﺒﻴﺎن اراﺋﻬﻢ واﻓﻜﺎرﻫﻢ واﻻﺳﺘامع اﻟﻴﻬﺎ وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﻮﺟﻪ اﱃ اﺻﺤﺎب اﻟﻘﺮار ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎء ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب واﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﺑﺎﻓﻜﺎرﻫﻢ وﺗﻜﻠﻴﻔﻬﻢ واﴍاﻛﻬﻢ مبﺴﺆوﻟﻴﺎت وﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻟﻌﺮاق وﻻ ﺳﻴام ﺑﻌﺪ اﻧﺴﺤﺎب اﻟﻘﻮات اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .
103
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﺳامﻋﻴﻞ ﻃﺮزي ﻣﻬﺪي ﻓﻼﺣﺘﻲ
ﺑﻦ ﻋﲇ ﻫﺮب ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ,ﺗﺠﻤﻊ آﻻف اﳌﴫﻳني ﻗﺮب ﻗﴫ ﻣﺒﺎرك ,اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﺗﻌﻢ أرﺟﺎء ﻣﴫ ,اﻟﺜﻮار اﻟﻠﻴﺒﻴﻮن ﻳﻬﺎﺟﻤﻮن ﻣﴫاﺗﺔ ...ﻫﺬه ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻻﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺚ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﻨﻮات اﻟﻌﺎمل ﰲ اﻟﻌﺎم اﳌﻨﴫم ,ﻋﻨﺎوﻳﻦ مل ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺨﻴﻞ أﺣﺪ ﰲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻻﻳﺎم أن ﺗﺒﺚ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻨﻮات. أﻛرث اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺗﺠﱪا« ﰲ اﻟﻌﺎمل ﺗﺰﻟﺰﻟﺖ ﻋﺮوﺷﻬﺎ . ﺑﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺔ :ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﴘ ﰲ ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ دول ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ؟اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ أﺳﻠﻮب اﻻﻋﺪام و اﻟﻨﻔﻲ ﻛﺄﺑﺴﻂ أﺳﻠﻮب ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﻌﺎرﺿني ,ﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﺎل ﺳﻨﺴﻌﻰ اﱃ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال اﻟﺴﻴﺎﳼ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﴫ. ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻜﻠامت :أزﻣﺔ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟرثوات ,أزﻣﺔ اﻟﴩﻋﻴﺔ ،أزﻣﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ، 105
ازﻣﺔ اﻹﻧﺘامء ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪاﺧﲇ ﻛﺎﻧﺖ اﻹﻧﺘامء واﺣﺪة ﻣﻦ اﻫﻢ اﺳﺒﺎب ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . ﰲ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻧﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺗﺤﻮﻻت ﺟﺬرﻳﺔ ﻛﻤﴫ ،ﺗﻮﻧﺲ ،ﻟﻴﺒﻴﺎ ،اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،اﻟﻴﻤﻦ..... ﺑﻌﺪ اﻹﺳﺘﻘﻼل ﺣﻜﻢ ﺟﻮ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ اﱃ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ. ﻣﺜﻼ ﻣﴫ و ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺒﻨﻴﺎن ﻣﺬﻫﺒﻲ وﻛام ﻧﻌﻠﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺪا ﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻻﻧﺒﻴﺎء، وﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮر اﻹﺳﻼم وﺣﺘﻰ زﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬا ،ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎذﺑﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻹﺳﺘﻌامرﻳﺔ متﺘﻊ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻤﺘﺎز ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﻴﺎﳼ و اﻟﺪﻳﻨﻲ و اﻧﺘﺞ ﻋﻠامء وﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﻋﻈﺎم ،ﻣﺜﻼ ﻧﺸﺎﻃﺎت وﻧﺠﺎﺣﺎت ﺟﺎﻣﻊ اﻻزﻫﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﺗﻘﺎرب اﻟﻌﻠامء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﻊ اﻟﻌﺎمل اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .اﻋﻄﺖ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ و اﻟﻌﺮيب ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﳌﴫي و ﺗﺠﺬر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻧﺤﻦ ﻧﺸﻬﺪ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﻟﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺬور ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﲇ ﺑﺎﺷﺎ وﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ،و ﻟﻮ اﻧﻪ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﴏ و اﻟﺴﺎدات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاﻋﻲ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
106
اﱃ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ وﺻﻮل ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك اﱃ ﺳﺪة اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ وزﻳﺎدة ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻘﺪت ﻣﻊ اﻻﺳﻼم ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﴫﻳﺔ ،ﺑﺪرﺟﺔ ان ﻛﺜريا ﻣﻦ اﺻﺤﺎب اﻟرثوات ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻔﺎرﳼ ،ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺬﻫﺒﻮن اﱃ ﻣﴫ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﻮﻗﺘﻬﻢ ،ﰲ ﺗﻮﻧﺲ اﻳﻀﺎ ﺣﺒﻴﺐ اﺑﻮ رﻗﻴﺒﺔ اﳌﻌﺮوف ﺑﺄﺑﻮ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺘﻮﻧﴘ ،ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ اﺳﺘﻼﻣﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻋﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺎﻛام دامئﺎ ﻟﺘﻮﻧﺲ ،ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻳﺰداد اﳌﻴﻮل اﱃ اﻟﻐﺮب و اﻻوﻻرﻳﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﰲ زﻣﻦ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺗﻌﺎﻇﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ووﺻﻞ اﻟﺤﺎل ﻟﺪرﺟﺔ ان ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻓﺮ اﱃ ﺗﻮﻧﺲ اﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻗﺐ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﺼﻐﺮى ﻻن ﻛﻞ ﻣﺼﺎدﻳﻖ وﻣﻌﺎﻳري اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮيب ﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ وﻳﺘﺤﻮل ﻣﺼﺪر اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﻦ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﱃ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ .ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﺎن اﻟﻮﺿﻊ ﻋﲆ ﻫﺬا اﳌﻨﻮال ،اﻟﻘﺬاﰲ ﺷﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ ٤٠٠ﻓﺘﺎة ﻏري ﻣﺘﺰوﺟﺎت ﻟﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﻗﺘﻪ ،ﻃﺒﻌﺎ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ مل ﻧﺸﺎﻫﺪ اﺑﺪا اﻻﻧﺤﻄﺎط اﳌﻮﺟﻮد ﰲ ﻣﴫ و ﺗﻮﻧﺲ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺬاﰲ ﺣﻜﻢ اﻟﺒﻼد وﻛﻤﺒﺎرك وﺑﻦ ﻋﲇ ﰲ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻠامين ،متﺎﻣﺎ ﻻ ﻋﲆ ﻣﺒﺎدئ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﳌﻘﺪﺳﺔ. ﰲ ﴍوط ﻛﻬﺬه مل ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﺗﻮﻧﺲ و ﻣﴫ ان ﻳﻈﻬﺮوا اﻧﺘامءﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،اﻻﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﰲ ١١اﻳﻠﻮل وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﺎﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﻌﺮاق و اﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،ﺣﺮب ال ٣٣ﻳﻮم ،ﺣﺼﺎر ﻏﺰة و ........ﻫﻲ اﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﰲ زﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬا و ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻘﻒ ﺗﻘﻒ ﻓﻴﻪ دول اﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻳﺮان ﰲ وﺟﻪ ﺟﻨﺎﻳﺎت اﻣﺮﻳﻜﺎ و اﴎاﺋﻴﻞ وﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻮاﻗﻒ ﺛﺎﺑﺘﺔ و ﻣﺤﺪدة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻣﺮﻳﻜﺎ وﻧﻈﺎم اﻟﺮاﺳامﻟﻴﺔ ﻧﺮى ﰲ ان ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب اﻟﻌﻤﻴﻞ ﻟﻠﻐﺮب ،ﻻ ﺗﺘﺨﺬ اي ﻣﻮاﻗﻒ ،وﻫﺬه ﻫﻲ ازﻣﺔ اﻻﻧﺘامء اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻟﻠﻨﺰول اﱃ اﻟﺸﺎرع و اﻟﻬﺘﺎف ﺑﺸﻌﺎرات اﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺮﻳﺪون ﰲ ﻣﴫ ﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﺗﻘﻄﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻣﺮﻳﻜﺎ واﴎاﺋﻴﻞ او ﺗﺨﻔﻀﻬﺎ اﱃ اﻟﺤﺪ اﻻدىن ازﻣﺔ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟرثوات اﻻزﻣﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪاﺧﲇ ﻫﻲ ازﻣﺔ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟرثوات مبﻌﻨﻰ ان اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان ﻫﻮ ﻧﻈﺎم ﺷﻤﻮﱄ وﻣﺘﻌﻠﻖ مبﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔو اﻟﻘﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،اﻣﺎ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ و اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪين ﻓﻼ ميﻜﻨﻬﻢ ان ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﲆ اﻟرثوة دون اي ﺟﻬﺪ وﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟرثوة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدل ﺑني اﻓﺮاد اﻟﺸﻌﺐ.ﰲ ﺑﻠﺪ ﻣﺜﻞ ﻣﴫ ﻣﻊ وﺟﻮد ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﱪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﴫ واﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻫﻢ ﻣﺼﺎدر اﻟرثوة ﰲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ وﻣﻊ وﺟﻮد اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ اﻟﻨﺸﻂ ودﺧﻮل ﻣﻼﻳني اﻟﺴﻴﺎح
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
وﺻﺎدرات اﻟﻨﻔﻂ ﻧﺠﺪ ان اﻟﺸﻌﺐ ﻳﻠﺠﺌﻮن اﱃ اﳌﻘﺎﺑﺮ وآﻻف اﻟﺴﻜﺎن ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻳﺘﺨﺬون ﻣﻦ اﳌﻘﺎﺑﺮ ﻣﺴﻜﻨﺎ . ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻳﻀﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ٪٣٠ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺎﻃﻠني ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﻳﺮزﺣﻮن ﺗﺤﺖ رﺣﻤﺔ اﻟﻔﻘﺮ ،ﻧﺠﺪ ان دوﻟﺔ اﻟﻘﺬاﰲ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺄﻛرث ﻣﻦ ١٦٠ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﰲ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻻزﻣﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ اﻻﻋﻮام اﻻﺧرية ﻧﺠﺪ ان اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي ﻣﺮﺗﻔﻊ ،ﻟﻴﺲ اﻗﻞ ﻣﻦ ١٠٠٠٠دوﻻر ،ﺗﻌﺘﱪ ال ١٠٠٠٠دوﻻر دﺧﻼ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎ ﻣﻊ اﻧﻪ ﻟﻴﺲ دﺧﻼ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس ﻣﻊ دول ﻛﻨﻴﺠريﻳﺎ واﻟﺴﻨﻐﺎل واﻟﻨﻴﺠﺮ وﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ اﻟﺼﺤﺮاء اﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ دﺧﻠﻬﺎ اﻟﻔﺮدي ٥٠٠دوﻻر ﻳﻌﺘﱪ دﺧﻼ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ . ﰲ ﺑﻠﺪ ﻛﻬﺬا ﺗﻨﻄﻠﻖ ﴍارة اﻟﺼﺤﻮة ﺑﺴﺒﺐ ازﻣﺔ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟرثوات ﰲ وﻗﺖ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﺪد اﳌﺘﻌﻠﻤني وﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺸﻤﻮﱄ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ وﻇﺎﺋﻒ وﻣﺸﺎﻏﻞ ﺷﺎﻏﺮة وﻻ ميﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎس اﻟﺪﺧﻮل اﱃ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﲆ اﻟﺸﺎب اﳌﺘﻌﻠﻢ ان ﻳﺒﻴﻊ اﻟﺨﻀﺎر ﻋﲆ اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺄيت اﻟﴩﻃﺔ ﳌﻀﺎﻳﻘﺘﻪ وﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ اﻻﻣﺮ ان ﻳﺤﺮق ﻧﻔﺴﻪ ازﻣﺔ اﻟﴩﻋﻴﺔ ﻃﻮل ﻣﺪة ﺣﻜﻢ اﻟﺤﻜﺎم واﺣﺪة ﻣﻦ اﻻﺳﺒﺎب اﻻﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﺒﻬﻢ ﴍﻋﻴﺘﻬﻢ ﻣﺜﻼ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺣﺘﻰ اﻵن ٥٢ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ﺷﺨﺼﺎن ﺣﻜام ﰲ اﻟﺒﻼد ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻮ رﻗﺒﺔ و زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﲇ او ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﰲ اﻟﺸﻌﺐ ﳌﺪة ٤٢ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺒﺎرة اﺧﺮى ﺷﺨﺺ ﻋﻤﺮه ٤١ﻋﺎﻣﺎ مل ﻳﺮى ﺣﺎﻛﻢ آﺧﺮ ﻏري اﻟﻘﺬاﰲ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ او ﰲ ﻣﴫ ﺣﻜﻢ ﻣﺒﺎرك ﺣﻮاﱄ ٣٠ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻓﻮزه ﻳﻌﻠﻦ اﻧﻪ ﻳﻨﻮي ﺗﻮرﻳﺚ اﻟﺤﻜﻢ ﻹﺑﻨﻪ . اﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻃﻮل ﻓﱰة ﺣﻜﻢ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺗﻄﺮح ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻣﺪى ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒري ،ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ وﺣﺮﻳﺔ اﻻﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻳﺘﻢ ﻧﻔﻲ راﺷﺪ اﻟﻐﻨﻮﳾ اﱃ ﻟﻨﺪن اﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ زﻋامء اﻻﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،او ان ﻳﻔﺮوا ﻣﻦ اﻟﺒﻼد او ان ﻳﱰاﺟﻌﻮا ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ وﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎي ﻣﻦ اﻟﺤﻠني ﻳﻌﺘﻘﻞ ﻳﺴﺠﻦ وﻳﻌﺬب .ﰲ ﻣﴫ ﻣﻊ ان اﻻﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤني اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻻﺧرية ان ﻳﺼﻠﻮا اﱃ ﺟﻮ ﺳﻴﺎﳼ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻗﻠﻴﻼ وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻟﻌﺎدة اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻣﻨﻲ ﻟﻌﻤﺮ ﺳﻠﻴامن اﻏﻠﻖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﲆ اﻟﻔﻌﻠﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻼﺣﺰاب واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﺎن اﻟﻮﺿﻊ اﺳﻮأ ﻣﻦ اﻟﺒﻘﻴﺔ ﻣﺪة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻟﻠﻘﺬاﰲ واﻟﻨﻈﺎم اﻻﻣﻨﻲ ﰲ اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻘﻴﺎدة ﻣﻮس ﻛﻮﺳﺎ مل ﻳﱰك ﻧﺎﻓﺬة اﻣﻞ ﻟﻼﺣﺰاب واﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .مل ﻳﺘﻮاﻧﺎ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻦ اي اﺳﻠﻮب ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﳌﻌﺎرﺿني واﳌﺜﺎل اﻻﺑﺮز ﻛﺎن ﻫﻮ ﻣﺠﺰرة ﺳﺠﻦ اﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺘﻲ ان مل ﻧﺮد اﻟﻘﻮل اﻧﻬﺎ ﻏري ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻬﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻨﻈري وﺟﻮد ﻫﻜﺬا اوﺿﺎع ﻳﺆدي
107
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻻﺧﺮى ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﴍﻋﻴﺘﻬﺎ وﺗﺒﺤﺚ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻻزﻣﺔ واﻳﺠﺎد ﺑﺪاﺋﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ اﻻزﻣﺔ وﺟﻮد وﺑﺮوز ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻐﻴريات اﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻘﻮد اﻻﺧرية ﻛﺎﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ او اﺳﺘﻼم اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻻﺳﻼﻣﻴني ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺎ او ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎم اﻧﻈﻤﺔ دميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻛﺠﻨﻮب اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ادت ﺑﺎﻟﺘﻴﺎرات اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﰲ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ اﱃ اﺳﺘﻨﺴﺎخ ﻫﺬه اﻟﻨامذج ﻳﻌﺘﻘﺪون اﻧﻬﻢ اذا ارادوا ان ﻳﻌﻴﺪوا اﻧﺘامﺋﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ منﻮذج اﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎﻳﺮان او ﺗﺮﻛﻴﺎ او ﻧﻈﺎم دميﻘﺮاﻃﻲ ﻛﺎﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ اﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﺑﺮوز ﺣﻮادث ﻛﺤﺮب ٣٣ﻳﻮم وﺣﺼﺎر ﻏﺰة و .....ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﺛﺮﻫﺎ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت ﺷﺎﻫﺪت ﺷﻌﻮب ﻫﺬه اﻟﺪول ﺷﻌﻮﺑﺎ ﻣﻦ دول اﺧﺮى ﺣﺘﻰ اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻏري اﳌﺴﻠﻤني ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻗﺒﺎل ﻫﺬه اﻟﺤﻮادث ﺑني رؤﺳﺎﺋﻬﻢ مل ﻳﻜﺘﻔﻮا ﺑﻌﺪم اﺧﺬ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻻﺣﺪاث ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ميﻨﻌﻮن اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺤﻀﻮر واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ
108
اﻻزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺧﻼل اﻻزﻣﺔ ورﻛﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻻﺧرية ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﺗﺎﺛريﻫﺎ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻋﲆ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺪول ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ اﻟﻠﺘني اﻧﺨﻔﺾ دﺧﻠﻬام ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺨﻔﺎض ﻋﺪد اﻟﺴﻴﺎح ﻣﻊ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺟﺰيئ ﻟﻬﺬا اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻣﺠﺪدا ﰲ اﻟﻌﺎم ٢٠٠٩وﻟﻜﻦ ﺗﺎﺛرياﺗﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻻزﻣﺔ اﱃ ﺟﺎﻧﺐ ازﻣﺔ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟرثوات وﺣﻜﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺸﻤﻮﱄ ادت اﱃ ارواج اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻔﻘرية ﰲ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ادى اﱃ ﻧﻔﺎذ ﺻﱪ اﻟﺸﻌﺐ وﻣﻊ اﺣﺮاق اﻟﺸﺎب اﻟﺘﻮﻧﴘ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﻮل اﻟﻐﻀﺐ اﱃ واﻗﻊ ﻋﲆ اﻻرض اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﻮن وﺗﻐﻴري واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﱃ اﻻزﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺿﻊ ﻛرث ﻣﻦ اﻟﺨﱪاء اﺳﺘﻼم اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴني ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻋﲆ ﺟﺪول اﻫﺘامﻣﺎﺗﻬﻢ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﺒﻮل ان ﺳﻴﺎﺳﺔ اوﺑﺎﻣﺎ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﻌﺎرات اﻟﺘﻐﻴري ﻣﺎ ﻫﻲ اﻻ اﺳﺘﻜامل ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳني واﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد وﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻜﴪ ﻫﻴﺒﺔ اﻣﺮﻳﻜﺎ ﰲ اﻟﻌﺮاق واﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ادت اﱃ ﺗﻐﻴري اﺗﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ . اﺑﺰ ﻣﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻣﻘﺎﻟﺔ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﴩت ﻗﺒﻞ ٦اﺷﻬﺮ ﻳﺸري ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ اﱃ اﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ان ﻧﻐري ﺳﻴﺎﺳﺘﻨﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻧﻈﺮﺗﻨﺎ اﱃ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﺪﻟﻴﻞ
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻧﻨﺎ ﺑﻌﺪ اﺣﺪاث ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ ﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﻧﻈﺮة آﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ ومل ﻧﻜﻦ ﺳﻠﺒﻴني ﻛﺜريا ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻨﺎ وﻟﻜﻦ ﺧﺪﺷﺖ ﻫﻴﺒﺘﻨﺎ اﻻن ﻟيك ﻧﻌﺪل ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮة ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻴﻨﺎ ان ﻧﻐري ﺳﻴﺎﺳﺘﻨﺎ ﺗﺠﺎه اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ ،اﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺪأت ﺗﻐﻴريا ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ وﺗﺴﻌﻰ اﱃ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻧﴩ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻃﺒﻌﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ان ﻧﻨﴗ ان اﻻﻃﺮ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪميﻘﺮاﻃﻴني ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻛرث ﻋﲆ اﻟﻘﺪرة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﱃ اﻟﺤﺮب ﺧﺘﺎم اﻟﻜﻼم اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﰲ ﻗﻴﺎم اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ودون اﻻﺧﺬ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻧﺎﻗﺼﺎ وﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت اﺛﺮت ﻋﲆ اﻟﺼﻌﺪ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛريات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﺗﻐﻴريات واﺳﻌﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﺼﻞ اﱃ ﺣﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﱃ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ﺗﻐﻴري ﻧﻈﺮة اﻟﺪول اﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛريات ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ ﻋﲆ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻗﻴﺎم اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﰲ ﺻﺪد اﺣﻴﺎء ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ وﻳﺠﱪون اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻋﲆ اﻋﻄﺎﺋﻬﻢ اﻣﺘﻴﺎزات واﻻﻗﺪام ﻋﲆ ﺗﻐﻴريات ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪأ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﰲ ﻣﴫ اﻣﻨﺤﻮا اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒري وﻳﺘﺼﻞ اوﺑﺎﻣﺎ ﺑﺤﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك وﻳﻘﻮل ﻟﻪ اﻧﻪ ﻳﺠﺐ ان ﺗﻌﻄﻲ ﺑﻌﺾ اﻻﻣﺘﻴﺎزات ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿني وان ﺗﺘﻘﺒﻞ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ او ﻋﲇ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﻳﻘﻮل ﻟﻦ اﺗﺮﺷﺢ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺠﺪدا او ﰲ اﻻردن ﺗﻀﻐﻂ اﻟﺘﻴﺎرات اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﺘﺴﺒﺐ ﺗﻐﻴريات ﰲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪوﱄ ﺷﻬﺪﻧﺎ رد ﻓﻌﻞ اﻟﺪول اﻻوروﺑﻴﺔ واﻣﺮﻳﻜﺎ وﺗﺎﺛري ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ اﻟﺘﺤﻮل اﱃ ﻟﻴﺒﻴﺎ ازداد ﺳري ارﺗﻔﺎع اﺳﻌﺮ اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻊ ان ﻫﺬا اﻻزدﻳﺎد ﻛﺎن ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺪول اﳌﺼﺪرة وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺎﺛري ﺳﻠﺒﻲ ﻋﲆ اﻟﺪول اﳌﺴﺘﻮردة واﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻛﻜﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﺧﺮى ﻧﺸﻬﺪ ازدﻳﺎد اﻟﺤﻀﻮر اﻻﻣﺮﻳيك ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
109
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﯾﺤﯿﯽ ﻣﻌﺮوف ﺧﻼﺻﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺎﺛري ﻛﺒري ﰲ اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺒﺎب .ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ان ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺤﻞ اﻻﺻﲇ ﻟﻌﻤﻠﻪ ,اﻻ اﻧﻪ ﰲ اي وﻗﺖ مل ﻳﻜﻦ ﻏﺎﻓﻼ ﻋﻦ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ .اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ,اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻻﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮزات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ,اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺮيب اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎرزة ﻣﻊ اﴎاﺋﻴﻞ و ﻧﴩ اﻟﺘﺸﻴﻊ ﰲ اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻫﻢ اﳌﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺖ اﻻﻣﺎم ﺧﺎرج ﻟﺒﻨﺎن .ﻣﻊ ادراﻛﻪ ﻟﻬﺬه اﳌﺴﺎﻟﺔ اﻧﻪ ﺑﺪون اﻣﺘﻼك ﻗﺪرة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻳﺠﺎد ﺗﻐﻴري ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﺳﻌﻰ اﱃ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺬﻫﺒﻲ و اﳌﺠﺎﻫﺪ ﻟﻴﺸﻜﻞ ﻗﺪرة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ. ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ,اﻻﺳﺌﻠﺔ اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ -١:ﻣﺎذا ﻛﺎن دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ؟ -٢ﳌﺎذا اﺧﻔﻮا اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻣﻦ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﺒﻨﺎن؟ -٣ﻣﺎذا ﻛﺎن ﻧﻘﺶ اﻻﻣﺎم ﰲ ارﺗﻘﺎء ﻣﻘﺎم اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن؟ ﻓﺮﺿﻴﺎت اﳌﻘﺎﻟﺔ ﻫﻲ -١:ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﺛﺮة ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ -٢ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻛﺎن واﺣﺪا ﻣﻦ اﻛرث اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﺆﺛﺮة و ﻻﻧﻪ ﻛﺎن ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ اﺳﺘﻄﺎع ان ﻳﻜﻮن ﻗﺪوة ﻟﻠﺠﻴﻞ اﻟﺸﺎب -٣ﻛﺎن اول ﺷﺨﺺ ادﺧﻞ ﻛﻠﻤﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﻋﺎﻣﻞ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ وﺟﻪ اﻟﺘﺠﺎوز اﻻﴎاﺋﻴﲇ -٤اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻗﺎد ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻧﻌﺎش و اﺻﻼح اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ,اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ و اﻟﺤﻮار ﺑني اﻻدﻳﺎن و ﺗﻘﺮﻳﺐ اﳌﺬاﻫﺐ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن -٥ﻓﻘﺪان اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻟﻪ ﺗﺎﺛريه ﰲ ﻧﻬﻀﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ -٦اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻬﻞ و اﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﻔﻜﺮي ,اﳌﺒﺎرزة ﻣﻊ اﻟﻈﻠﻢ و اﻟﻔﺴﺎد اﻻﺟﺘامﻋﻲ و اﻻﻗﺘﺼﺎدي ,ﺣامﻳﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻛﻞ ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺴام ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر. ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻜﻠامت :اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ,اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ,اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ,ﺷﻴﻌﺔ.
اﳌﻘﺪﻣﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮة ﻣﻦ ﻇﻮاﻫﺮ اﻟﻌﻤﻞ و اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺴام ﻣﻬام ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﻌﺎﴏ ﻟﻠﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ .ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﻼش اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻣﺴري اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ,اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. ﺣﺮﻛﺔ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺎﺛري ﻛﺒري ﰲ اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺒﺎب,
111
مومتر الشباب و الصحوةاالسالمیة
112
وذلك الميانه العميق باالسالم و دامئا كان يسعى لبعث الروح يف االسالم .نظرته للشباب تتلخص يف (االعتامد و املداراة) .من اقواله يف محارضة( الدين يف املشاركة االجتامعية): «الشباب لهم أمالهم و امنياتهم الخاصة .ويف نفس الوقت فان هذا ال يعني ان يغرقوا يف امالهم او ان يفرطوا فيها و ليغفل جسمهم و عقلهم عن الحوادث االخرى .امنيتي هي ان يكون الشباب عند حسن ضن وطنهم بهمز امتنى ان تتحقق االهداف العاملية ,االدبية و االخالقية للشباب حتى يكون لهم يف املجتمع الذي اختاره لهم الله حامية اكرث و مرتبة اكرث قيمة( ».انظر :االمام موىس الصدر و الشباب) هو من اجل تهيئة شباب قادر اقام منابع تعليمية ثقافية و خدماتية مختلفة القامة منبع لرتبية الجيل الصحو و املفكر .ونتيجة هذه الفعاليات كانت تحويل هؤالء الناس من افراد منفعلني اىل افراد فعالني متواجدين يف املجاالت املختلفة و تعيني املناسبات االجتامعية و السياسية .لقد كان دامئا به عنوان رجل دين من نظر الدين والدنيا ,كان ينظر العامله و معتقد بانه يجب تسخري الدين لخدمة االنسان .من بدايات دخوله للبنان بدأ االمام بالتدريس يف ثانويات بريوت ,و قد وضح تواصله مع الشباب يف االشهر االوىل كالتايل« :من اجل التواصل اكرث مع الشباب بدات باقامة سبع محارضات اسبوعية للتالمذة يف املؤسستني الثقافيتني الكبريتني لشيعة لبنان و هام الجعفرية و العاملية «( الطائفية و الشباب يف لبنان ص .) 223 -221يف االيام االوىل الصورة املستهزئة و االبتسامات الساخرة من قبل الشباب كانت غري قابلة للتحمل .وقد كان الحق معهم ,كتب و رساالت متنوعة و افكار مسمومة و خطرية يف مكاتب لبنان الكثرية قرأت من قبل الشباب .و بعد ميض عدة اشهر ,كانت ايام و ساعات صعبة ,و كنت مجبورا لالجابة عن سؤاالت عجيبة و غريبة فيها .يف احد االيام عندما كنت خارجا من قاعة املحارضات خرج معي عدد من شباب الذين كانوا يف املحارضة ,سالني احد الطالب :هل تعلم ملاذا يتعلق بك الطالب و يحسون بانهم قريبون منك؟ و نفسه اتبع قائال :انك تطرح ابحاثك و اقرتاحاتك مع االخذ بعني االعتبار االحتياجات الروحية و املشكالت النفسية و بعبارة اوضح فانك تنظر نظرة و اقعية للرشوط الروحية الجسمية و تتابع مشاكلنا بصرب و دقة و تجد لها حال ان استطعت (اباذري ص )95 صحيح ان االمام موىس الصدر انتخب لبنان محال اساسيا ملامرسة اعامله ,و لكنه يف اي وقت مل يغفل عن املسائل االخرى يف العامل االسالمي .الثورة االسالمية االيرانية ,املسائل االمنية للحوزات العلمية ,االتحاد العريب االسالمي للمبارزة مع ارسائيل و نرش التشيع يف افريقيا الوسطى هذه كانت من اهم املواضيع التي شغلت االمام خارج لبنان .مع ادراكه لهذه املسالة انه بدون امتالك قدرة عسكرية فانه ليس من املمكن ايجاد تغيري يف املجال
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﺳﻌﻰ اﱃ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺬﻫﺒﻲ و اﳌﺠﺎﻫﺪ ﻟﻴﺸﻜﻞ ﻗﺪرة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ. ﻣﺮور ﻋﲆ ﺳرية ﺣﻴﺎة اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر اﴍق وﺟﻪ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻟﻠﺤﻴﺎة ﰲ ال ۱۴ﺧﺮداد ۱۳۰۷ﻟﻠﺴﻨﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻓﯽ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ اﳌﻖدﺳﺔ .واﻟﺪه اﻟﺴﻴﺪ ﺻﺪر اﻟﺪﻳﻦ ﺻﺪر ,و ﻛﺎن ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﺎﺋﺮي ﻣﺆﺳﺲ ﺣﻮزة ﻗﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﻜﺒرية ﰲ زﻣﺎﻧﻪ .ﺟﺪه ,واﻟﺪ واﻟﺪه ﻧﺎﺋﺐ اﳌﺮﺣﻮم ﻣريزا ﺣﺴﻦ ﺷريازي اﻟﺬي ﻛﺎن اﳌﺮﺟﻊ اﳌﻄﻠﻖ ﰲ زﻣﺎﻧﻪ و ﺟﺪه واﻟﺪ واﻟﺪﺗﻪ اﳌﺮﺣﻮم اﻟﺤﺎج ﺣﺴني ﻗﻤﻲ ,اﻟﺬي ﻛﺎن ﻧﺎﺋﺐ اﳌﺮﺣﻮم اﻟﺴﻴﺪ اﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﺻﻔﻬﺎين و ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻴﺎم ﺷﻌﺐ ﻣﺸﻬﺪ ﰲ وﺟﻪ رﺿﺎ ﺧﺎن) .ﺧﴪو ﺷﺎﻫﻲ ١٣٨٧ص .(٥٥ -٣٤ درس اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ و ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺪرس ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻛﺎن ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﻮزة ﻗﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔز)اﺑﺎذري ,١٣٨١ ,ص (٢٥ - ١٧ .و ﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺤﻮزوﻳﺔ و ﰲ ﺳﻨﺔ ١٣٢٩دﺧﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ و ﻋﺮف ﻛﺄول ﻃﺎﻟﺐ ﺟﺎﻣﻌﻲ روﺣﺎين ﰲ ﻓﺮع اﻟﺤﻘﻮق ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد)ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺮع اﻻﻗﺘﺼﺎد ﰲ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺤﺎﱄ( ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻬﺮان وﰲ ﺳﻨﺔ ١٣٣٢ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ .ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﻨﺠﻒ اﻻﴍف ,ﻋني ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻄﺒﺎﻃﺒﺎيئ و اﺗﺨﺬ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ )ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴامت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ( .واﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ ﰲ اﻟﺤﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺠﻒ اﺻﺒﺢ ﻋﻀﻮا ﰲ ﻫﻴﺎت اﻣﻨﺎء ﺟﻤﻌﻴﺔ ) ﻣﻨﺘﺪى اﻟﻨﴩ( ,و ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻮدة اﱃ ﻗﻢ اﱃ ﺟﺎﻧﺐ ادارة اﺣﺪى اﳌﺪارس اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ ,اﺗﺨﺬ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ رﺋﺎﺳﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ ) ﻣﻜﺘﺐ اﻻﺳﻼم( .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻫﻢ اﻗﺪاﻣﺎﺗﻪ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻻﺧرية ﻣﻦ اﻗﺎﻣﺘﻪ ﰲ ﻗﻢ ,ﻫﻮ ﺗﺪوﻳﻦ ﻣﴩوع ﺑﻐﻴﺔ اﺻﻼح اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ اﻟﺤﻮزات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻔﻜﺮ اﻳﺎت اﻟﻠﻪ دﻛﱰ ﺑﻬﺸﺘﻲ و ﻣﻜﺎرم اﻟﺸريازي )ﻛامﻟﻴﺎن ,ص (٢٢ و ﰲ اواﺧﺮ ﺳﻨﺔ ١٣٣٨ﺗﻮﺟﻪ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر اﱃ ﻟﺒﻨﺎن و ذﻟﻚ ﺑﺘﻮﺻﻴﺔ ﻣﻦ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺑﺮوﺟﺮدي ،ﺣﻜﻴﻢ و ﺷﻴﺦ ﻣﺮﺗﴣ آل ﻳﺎﺳني و وﺻﻴﺔ آﻳﺖ اﻟﻠﻪ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪاﻟﺤﺴني ﴍف اﻟﺪﻳﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺷﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن وﻗﺎل ﻟﻪ ﻟﺒﻴﻚ وﺗﺮك اﻳﺮان ذاﻫﺒﺎ اﱃ ﻟﺒﻨﺎن , اﻟﻬﺪف اﻷﺻﲇ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺎن إﺻﻼح اﻷوﺿﺎع اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ,اﻷﺟﺘامﻋﻴﺔ , اﻷﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻣﻦ ﺟﻬﺔ و اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات اﳌﻤﻴﺰة ﻟﻠﺒﻨﺎن ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﻋﺎﳌﻴﺎ مبﻜﺘﺐ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى .وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻷﻫﺪاف و أﺧﺬا ﺑﺎﻷﻋﺘﺒﺎر اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻷﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻗﺎم ﻣﻨﺬ دﺧﻮﻟﻪ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺤﻮزات اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ) ﴍف اﻟﺪﻳﻦ ,١٣٨٨ ,ص(١٣٦
113
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
114
دور اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﰲ ﺻﺤﻮة اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ : ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﺛﺮة ﺟﺪا ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ,ﺣﻴﺚ أن اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻹﻣﺎم ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ أﺛﺮ ﻛﺒري ﰲ ﻧﻬﻀﺔ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻷن ﻃﻠﺒﺎت ﻋﻤﻮم اﻟﻨﺎس ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺗﻌﻴني ﻣﺼريﻫﻢ ,واﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ,اﻟﺤﺮﻳﺔ واﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ,ﺣﻴﺚ أن ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛري ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻬﻤﺔ ﺟﺪا .ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺎﻧﺖ اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﻈﻬﻮر ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ .وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﻧﻘﻮل وﺑﻜﻞ ﺟﺮأة ان ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﻬﻀﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻴﻮم ﻣﺘﺄﺛﺮة ﺑﺎﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻊ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر أﺳﺎﺳﻬﺎ .اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺒني ﺑﺈي اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺗﺄﺛﺮ ﻗﺎل :أن اﻷﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ره( ,اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ,آﻳﺖ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺎيئ و اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر ﻣﻦ أﻛرث اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﺛﺮو ﺑﻪ .وﺣﻴﺚ أن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻨﺎس ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﺣﺮب اﻟﺜﻼﺛﺔ واﻟﺜﻼﺛني ﻳﻮﻣﺎ و أﻳﻀﺎ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮﺗﻬﺎ ﺣامس ﰲ ﺣﺮب ﻏﺰة ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﻣﺎم ﰲ ﺗﺤﻮﻻت اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ إﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﻠﺘﺤﻮﻻت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﺸﺒﺎب اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧرية أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ وأﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﳌﺴﺘﺒﺪﻳﻦ أو أﺟﱪﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﻗﺒﻮل اﻷﺻﻼﺣﺎت ) .اﻟﺴرية واﳌﺴرية ,٢٠٠٦ ,ص(٥٥ وﻣﻊ اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺬي ﺗﺒﺬﻟﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ,ﻳﺘﺤﺮك اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻜﺲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺤﻜﺎم ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وذﻟﻚ ﺑﺘﻮﺟﻬﻬﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﻐﻴريات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .اﻟﻴﻮم ﺗﻨﺘﴩ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺴﻠﻤﺔ واﻟﻨﺎس ﻳﺘﺤﺮﻛﻮن مبﻘﺎوﻣﺘﻬﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻫﺬا ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺤﻜﺎم ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ مل ﻳﻜﻮﻧﻮ ﻟﻴﺴﻤﺤﻮ أﺑﺪا ﻟﻠﻨﺎس ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼريﻫﻢ .ﺑﺪون اي ﺷﻚ ان ﻣﻮﺟﺔ اﻹﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ و ﺻﺤﻮة ﺑﻠﺪان اﳌﻨﻄﻘﺔ وأﻳﻀﺎ اﳌﻮﺟﺔ اﳌﺘﺼﺎﻋﺪة ﻟﺼﺤﻮة اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻄﻮر اﳌﻨﻄﻘﺔ. إن اﻟﴚء اﻟﺬي ﻛﺎن ميﻴﺰ اﻹﻣﺎم ﻋﻦ ﻏريه ﰲ ﰲ اﳌﴪح اﻟﻠﺒﻨﺎين وﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ .وﻟﺴﺒﺐ ان ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ اﻟﺤﺴﻦ و ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ و ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﴬ مبﺼﺎﻟﺢ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺘﻨﻔﻌني ﰲ اﳌﴪح اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻹﺟﺘامﻋﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ وﻏري اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻟﻔني وﺣﺘﻰ اﻷﻋﺪاء) . اﻧﻈﺮ إﱃ :اﻷﺧﻼق واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻷﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر( ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻛﺎن اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ و اﻹﺣﱰام ﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻷﺧﺮﻳﻦ و ﺑﺘﻤﻠﻚ ﻫﺬه اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﺳﺘﻄﺎع ان ﻳﻘﻮم ﺑﻠﻘﺎﺋﺎت
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
وﻳﻠﻘﻲ ﻣﺤﺎﴐات ﰲ أﻏﻠﺐ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﳌﻬﻤﺔ ,ﺣﻴﺚ أن ﺑﻌﺾ اﳌﺴﻴﺤﻴني ﻛﺎﻧﻮ ﻳﻠﻘﺒﻮﻧﻪ مبﺴﻴﺢ اﻟﺰﻣﺎن ).اﻧﻈﺮ إﱃ :اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺪﻳﻨﻲ( اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر مل ﻳﻜﻦ أﺑﺪا ﰲ ﻣﻘﺎم ﻓﺮض دﻳﻨﻪ ﻋﲆ اﻷﺧﺮﻳﻦ و ﻳﻀﻊ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻧﺴﺒﺘﺎ ﻟﻌﻘﻴﺪﺗﻪ ﰲ ﻣﻘﺎم اﻷﺣﱰام .ﻫﻮ ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ أن اﻷدﻳﺎن اﻟﺴاموﻳﺔ ﻻﺗﻔﺮض ﺑﺎﻹﺟﺒﺎر و أن ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻘﺒﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺎره ﺑﻨﻔﺴﻪ .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ مل ﻳﻜﻦ ﰲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺬف ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻪ .مل ﻳﻜﻦ اﻹﻣﺎم ﻟﻴﻔﺮض ﻋﻤﻼ ﻋﲆ أﺣﺪ و ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أﺑﺮز ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻟﻺﻣﺎم ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ ﻣﻊ ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻪ ﻫﻲ اﻧﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻟﻴﴘء ﻷﺣﺪ أﺑﺪا .ﻫﺬه اﻟﺨﺼﺎل مل ﺗﻜﻦ ﺗﻜﺘﻴﻜﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎدرة ﻣﻦ أﻋامق ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻹﻣﺎم. وﻛﺎن ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺤﻮار ﻣﻊ أي ﺷﺨﺺ ﻣﻦ أي ﻃﺒﻘﺔ أو ﻓﺌﺔ أو ﰲ أي ﻣﻘﺎم أﺟﺘامﻋﻲ أو ﺳﻴﺎﳼ .مل ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺤﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄي ﺣﺮﻛﺔ أو ﺷﺨﺺ أو ﻓﺮﻗﺔ وﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ اﻹﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻴﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺤﺎور ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﺎﺋﻞ .ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﺘﺤﺎدﺛﻮ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﺎﺋﻞ دون أي اﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺘﺤﻘري أو اﻟﺨﻮف أو ان ﻳﺨﺸﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻗﺐ .وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ أن ﻟﺒﻨﺎن ﺑﻠﺪ اﻷﺿﺪاد ﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﺎﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻨﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ اﻟﻔﺮق اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﺑﻞ أن ﻳﻮﺟﺪ أﻳﻀﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﻬﻴﺒﺎ وﻣﺤﱰﻣﺎ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﻠﺒﻨﺎين .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ مل ﺗﻜﻦ ﻣﺤﺒﻮﺑﻴﺘﻪ ﻣﺴﺘﻤﺪه ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﻴﺨﺎ وﻣﻌﻠام دﻳﻨﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ أن أﺧﻼﻗﻪ وﺳﻠﻮﻛﻪ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دورا ﻣﻬام ﰲ أﻋﻼء ﺷﺄﻧﻪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن و اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب .ان ﻣﺤﺎﴐات اﻹﻣﺎم ﰲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ,اﺿﺎﻓﺖ ﻟﺸﺨﺼﻪ وﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻘﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ .ﻳﻘﻮل أﺣﺪ اﻟﺼﺤﻔﻴني ﻋﻦ أﺣﺪ ﻣﺤﺎﴐاﺗﻪ ﰲ اﺣﺪى اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ :ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ اﻹﻣﺎم إﱃ ﺻﺎﻟﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﺎن اﳌﺴﻴﺤﻴﻴﻮن اﻟﺠﺎﻟﺴني ﻋﲆ اﻟﻜﺮاﳼ ﻳﻨﻈﺮون إﱃ اﻹﻣﺎم ﺑﺤﺲ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﻣﻦ اﻟﱰﻗﺐ واﻟﴪور .اﺣﻨﻰ اﻹﻣﺎم ﺑﺮأﺳﻪ اﺣﱰاﻣﺎ ﻟﻠﺠﻤﻊ ,وﺑﻌﺪ أن ﺟﻠﺲ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻗﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻷﺳﺒﻖ ﺑﺘﻘﺪميﻪ ,ﺛﻢ ﻗﺎم اﻹﻣﺎم و اﻟﻘﻰ ﻣﺤﺎﴐة ﻋﻦ اﻟﻬﺪف اﳌﺸﱰك ﻟﻸدﻳﺎن . ﻟﻘﺪ اﺛﺮت ﻛﻠامﺗﻪ ﺑﺎﻟﺤﺎﴐﻳﻦ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻬﻢ متﻨﻮا ﻟﻮ مل ﺗﻜﻦ اﳌﺤﺎﴐة ﰲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻔﻘﻮ ﻟﻪ .واﺻﻄﻒ اﻟﺤﺎﴐون ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﳌﺤﺎﴐة ﻟﻴﺴﻠﻤﻮ ﻋﲆ اﻹﻣﺎم .ﻫﺬه اﻟﺘﴫﻓﺎت مل ﺗﻜﻦ ﺑﻬﺪف ﻛﺴﺐ اﻟﻘﺪرة واﳌﺤﺒﺔ ﻟﺸﺨﺼﻪ ﻫﻮ ,ﺑﻞ ﻛﺎن ﻫﺪﻓﻪ ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻪ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ و ﻣﻼﻗﺎﺗﻪ ﻟﻘﺎدة اﻟﺪول و زﻳﺎرﺗﻪ ﻟﻠﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اوروﺑﺎ ان ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎمل ﺑﺎﻹﺳﻼم واﻟﺸﻴﻌﺔ وان ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ ).اﻧﻈﺮ إﱃ :اﻷﺧﻼق واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻷﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر( اﳌﻴﺰة اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺒﺎرزة ﻟﻺﻣﺎم ﰲ ﻣﺠﺎل اﻷﺧﻼق واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ اﻋﺘﺪاﻟﻪ ,إن اﻟﻠﺤﻦ و اﻟﻜﻠامت واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ واﻟﺘﻌﺎﺑري اﻟﻠﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺨﺘﺎرﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺪرك ﻟﻠﻄﺮف اﳌﻘﺎﺑﻞ .
115
مومتر الشباب و الصحوةاالسالمیة ( رسيع القلم ,1386 ,ص)25
116
ملاذا غيب اإلمام موىس الصدر عن املشهد السيايس اللبناين ؟ كان اإلمام موىس الصدر هو أول من ادخل كلمة املقاومة إىل الدول العربية( .طارق ابراهيم ,2009 .ص للجيل الصاعد وخصوصا الشباب منهم .هذه املسألة أوجبت غضب أمريكا والصهيونية ولهذا السبب قام معمر القذايف الذي كان من صنع أرسائيل بخطف اإلمام موىس الصدر و رفقائه ,وبهذه الطريقة قام بتخريب عامد الحامية للصحوة واملقاومة. لقد قاد اإلمام موىس الصدر باملعنى الدقيق للكلمة السياسة الدينية ,املقاومة اإلسالمية ,العدالة اإلجتامعية ,احياء وإصالح الفكر الديني ,الحوار بني األديان و التقريب بني املذاهب يف لبنان ,و اعز الشيعة يف داخل التقارب الديني والوطني .إن حياة اإلمام تشهد أن الصهاينة هم أكرث املترضرين من وجود اإلمام وفعاليته .ألنه أبطل مفعول املخطط الصيهيوين يف إيجاد إنقسام بني مكونات الشعب اللبناين ومل يسمح لهذا الكيان اإلرسائييل بتحقيق أهدافه املشؤومة يف هذا البلد .النشاطات الشجاعة لإلمام موىس الصدر يف جمع الشباب البناين املتدين بعنوان مجاهدين يف سبيل الله وتشكيل قوة عسكرية منسجمة أوجد اضطرابا وخوفا عميقا يف قلب أعداء اإلسالم وخصوصا منهم الصهاينة .ومن طرف أخر فإن امليول اإلسالمية أساسا كان لها وجود أكرب يف املناطق الشيعية وخصوصا يف لبنان والعراق ,لذلك سعى اإلستكبار العاملي لحذف كل من اإلمام موىس الصدر يف لبنان و ابن عمه محمد باقر الصدر يف العراق وذلك ليمنع الرشد املتنامي للميول األسالمية يف البلدان اإلسالمية وخصوصا يف هذين البلدين .ألن أفكار هذين الشخصني كانت بعنوان خطر كامن ضد الغرب .ومن جهة اخرى استطاعت التحركات والنشاطات التي قام بها هذين الشخصني يف لبنان والعراق عىل أبواب انتصار الثورة االسالمية أن تخلق تهديدا ً جدياً لإلستكبار العاملي ولهذا تكونت فكرة القيام بخطف االمام الصدر من قبل املأجور املدعى القذايف ,وشهادة محمد باقر الصدر وأخته املكرمة بنت الهدى صدر من قبل صدام ( انظر :أصحاب االمام نقالً عن اسناد ساواك ج الثاين ,1379 ,ص ) 347لقد استطاع ان يجمع الدين والسياسة كتوأم واحد ,بعد تشكيل الحكومة االسالمية يف لبنان .العدو مل يرغب بوجود مثل هذا الرجل يف لبنان .واإلستكبار العاملي كان يعلم جيدا ً أن االمام موىس الصدر ميثل املنقذ لشعب لبنان من كافة طوائفه املسيحية وأعم منها املارونية , الكاثوليكية ,األرمن .األرثوذوكس ,الكلدانية ,النستورية .واملسلمني أعم من الشيعة
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
,ااﻟﺴﻨﺔ ,اﻟﺪروز ,اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ واﻻﺳامﻋﻴﻠﻴﺔ اﻟﻨﺎﻃﻖ اﻟﺨﺎص واﻟﻌﺎم ﻋﻨﻬﻢ وﻷﻓﻜﺎره اﻟﺪور اﻷﺳﺎﳼ واﳌﻮﺣﺪ ﻟﺤﻞ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ داﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن ز وﻣﻦ ﻫﺬا ﻓﻘﺪ أوﻛﻞ اﱃ ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﻬﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ميﺜﻞ أﺣﺪ ﻋﻮاﻣﻞ اﻹﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﳌﻨﻈﻢ واﳌﺪﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻧﻜﻠﱰا وﰲ ﻇﺮوف أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻹﻧﻘﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮي وﺻﻞ اﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻫﻮ دوﻣﺎ ﺷﺎﺗﻢ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ وﺧﺎﺋﻦ ﻟﻬﻢ . اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺟﻤﺮان ﻗﺎﺋﺪ ﺣﺰب اﻣﻞ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺬي ﺑﺎرز ﻣﻊ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر أﺛﻨﺎء اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﴎاﺋﻴﻞ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺨﻄﻒ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر اﻇﻬﺮ ﰲ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻪ ﰲ ﻃﻬﺮان ) :ﺣﺠﺘﻲ ﻛﺮﻣﺎين , ١٣٨٨ ,ص ١٠٠ﺣﺘﻰ ) ( ١٣٤اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ اﴎاﺋﻴﻞ ,اﻣﺮﻳﻜﺎ وﻣﴫ ﰲ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ ﺣﻮل ﺑﻌﻀﻬﻢ ووﺿﻌﻮا ﻗﺮاراﺗﻬﻢ ﺑﺘﺠﺰﺋﺔ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄني .ﻳﻌﻄﻮن ﻗﺴام ﻻﴎاﺋﻴﻞ وﻗﺴام آﺧﺮ ﻛأمﻣﻦ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني . وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﺻﻤﻤﻮا ﻋﲆ ﻗﺼﻒ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻟيك ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن .وﻗﺪ ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻘﺬاﰲ رﻓﺾ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻟﺘﻮﻃﺌﺔ ﺗﺴﻜني اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني ﺑﺴامﺟﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ .وﻛﺎن ﻳﻜﻔﻲ ﺑﺄن ﻳﻄﺮح وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﻔﺬ اﻟﺨﻄﺔ ﻟﺤﺬﻓﻪ ﻣﻦ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ .ﻟﻘﺪ ﺣﺎوﻟﻮا أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺮة إﻏﺘﻴﺎﻟﻪ وﻟﻜﻦ ﺑﺎءت ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ دﻋﻲ اﱃ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ رﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺬاﰲ ﺷﺨﺼﻴﺎً .ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎدس ﻟﺤﻀﻮره ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﺜﻼﺛني ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ ﺷﻮﻫﺪ أﻣﺎم اﻟﻔﻨﺪق .ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻮن آﺧﺮون ﺷﺎﻫﺪوه ﻣﻊ ﻣﺮاﻓﻘﻴﻪ ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻇﻬﺮا ً ﻳﺴﺘﻘﻠﻮن اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻟﻴﺬﻫﺒﻮا ﳌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺬاﰲ .وﻗﺪ أﻇﻬﺮت أﺟﻬﺰة اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ أن ﺑﺤﺜﺎ ﻣﻄﻮﻻ وﺷﺪﻳﺪا ﺟﺮى ﺑني اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر واﻟﻘﺬاﰲ .واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﺑﺤﺎث ﻛﺎن ﻋﻦ اﳌﺬﻫﺐ واﻟﻘﺬاﰲ أﻋﺘﱪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺮﺳﻮل واﳌﻨﺠﻲ وأن ﻗﻴﺎدة اﻟﻌﺎمل ﺑﻌﻬﺪﺗﻪ .وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺪور ﺑﺤﺚ ﻓﻘﻬﻲ ودﻳﻨﻲ وﻫﻮ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮان ﻓﻘﻂ وأﻣﺎ اﻟﺴﻨﺔ وﻏريﻫﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﻓﻮض ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻘﻮل اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ :ان وﺿﻌﺖ اﻟﴩﻳﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻘﺪﺳﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﻓﺎن زوﺟﺘﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮم ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻐﻀﺐ اﻟﻘﺬاﰲ وﻳﻌﻄﻲ دﺳﺘﻮرا ﻟﻴﺴﺠﻦ ﻣﻊ ﻣﺮاﻓﻘﻴﻪ .وﰲ ﻫﺬه اﻻﺛﻨﺎء اﺧﺬوﻫﻢ اﱃ اﻟﺴﺠﻦ وﰲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺴﺴﺠﻦ او ﰲ ﻣﻜﺘﺐ اﳌﺨﺎﺑﺮات واﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﺮاﻓﻘني اﺗﺼﻞ ﻣﻊ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﻃﻠﺐ اﻟﺴﻔري اﻣﺎ اﻟﺴﻜﺮﺗري ﻳﻘﻮل :ﻫﻮ ﻏري ﻣﻮﺟﻮد ﻳﺴﺄل اﻳﻦ ﻫﻮ و ﰲ ﺗﻠﻚ ااﻟﻠﺤﻈﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻫﺬه اﻟﻜﻠامت اﻧﻘﻄﻊ اﻟﻬﺎﺗﻒ وﻟﻜﻦ اﻟﺴﻜﺮﺗري ﻳﻌﺮف ﺻﻮت ﻣﺤﻤﺪ ﻳﻌﻘﻮب , ﻳﻘﻠﻖ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﳌﻜﺎﳌﺔ ﻳﺼﻞ اﻟﺠﻨﺪي ﺑﴪﻋﺔ ﻟﻴﻘﻄﻊ اﻟﻬﺎﺗﻒ .ﻫﺬا ﻛﺎن اول ﺧﱪ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺟني ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ .وﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﺬﻫﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺟﻮاﺳﻴﺲ اﻟﻘﺬاﰲ ﻣﻊ ﻟﺒﺎس وﺟﻮاز ﺳﻔﺮاﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر واﺻﺤﺎﺑﻪ اﱃ اﻳﻄﺎﻟﻴﺎ .ﺗﺪﻋﻲ
117
مومتر الشباب و الصحوةاالسالمیة
118
دولة القذايف أنهم ذهبوا اىل ايطاليا وبناء عىل االدلة املوجودة األشخاص الثالث مل يكونوا االمام موىس واصحابه بل كانوا جواسيس القذايف .من بني الداليل كتاباتهم يف فندق ايطاليا ,الطول ,الشكل الظاهري ,وجوههم وقيافتهم ,كتابة اسم االمام موىس وأصحابه بشكل خاطئ وختم جوازسفر االمام موىس مرتني وغري ذلك ( .انظر كميسيون االصل 90 ملجلس الشورى االسامي ,تقرير هيئة متابعة قضية االمام موىس الصدر , 1386 ,ص 150 حتى ) 200وايضا ( مذكرات االمام موىس الصدر ) اقدامات االمام موىس الصدر يف لبنان: -1تأسيس املقاومة يف لبنان االمام موىس الصدر منذ عام 1343كان بفكر تأسيس املقاومة اللبنانية ضد الخروقات االرسائيلية ويف ربيع 1344ارسل مجموعة من الشباب املؤمن الشيعة اىل مرص ,ليك يتعلموا الفنون القتالية خالل دورة 6أشهر ومع عودة هؤالء الشباب الذين كانوا الكادر األول للمقاومة ,نفذ املحاربني الفلسطينيني واللبنانيني يف شاميل فلسطني املحتلة عمليات مضايقة عسكرية مشرتكة .القسم األعظم من هذه القوات املحاربة كانت من الشباب الشيعة اللبنانية .وقيادة العمليات كانت بعهدة املسلحني الفلسطينيني .هذا النوع من العمليات املشرتكة استمرت حتى عام . 1972يف ايلول 1970املؤسسة الصناعية يف جبل عامل أو الحلقة املصنعة لكادر االمام الصدر بدأت العمل بصورت رسمية .وأثناء القصف الشديد لجنوب لبنان من قبل النظام الصهيوين يف عام 1349و عدم وجود الرد املناسب من قبل الدولة ذلك الحني ,اعتصم الناس بصورة غري مسبوقة يف لبنان تلبية لدعوة االمام موىس الصدر ,يف الوقت الذي كانت الدولة يف ذلك الوقت تهيء املناطق الحربية وتؤسس املكامن املناسبة فيها ,قام االمام بتأسيس املجالس يف الجنوب .منذ أوائل العام 1341بدأت العمليات االنتحارية للشباب الشيعة يف فلسطني املحتلة تأخذ شكال مستقال لذاتها ,ومع هذا فلعدة سنوات بعدها أيضا رأى االمام موىس الصدر أن األفضل أن تسجل هذه اإلفتخارات بإسم ( العنارص املسلحة الخاصة لدى حركة فتح الفلسطينيية ) .ويف آب 1351ويف ظرف أقل من 24ساعة بعد احتالل ال 48ساعة لقريتي (قاناي جيل) و (جويا) من قبل عدة من جنود الكيان الصهيوين .انعقدت الجلسة اإلضطرارية للمجلس اإلسالمي الشيعي األعىل وبحضور كل األعضاء يف قرية جويا ,ومنذ ذلك اليوم تشكلت املقاومة اللبنانية عىل يد االمام موىس الصدر .وبعد شهر من هذه الواقعة وأثناء اخرتاق القوات االرسائيلية لقرية فاووق يف جنوب لبنان ,نفذت املقومة اللبنانية اول عملية غري رسمية لها ,وكانت حصيلتها عدة من القتلة والجرحى االرسائيليني .منذ خريف 1351تسارعت وترية التعلم للفنون القتالية من قبل الشباب
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري وﻛﺎن )ﻓﻼح ﴍف اﻟﺪﻳﻦ ( اﳌﺆذن ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺠﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ وﺻﺎﺣﺐ ال ١٤رﺑﻴﻌﺎً اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻷول ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﰲ ﺷﺘﺎء ﻋﺎم ١٣٥٢وﺑﻌﺪ أن ﻗﺘﻞ ﻋﺪدا ً ﻣﻦ ﺟﻨﻮد اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين ,اﺳﺘﺸﻬﺪ ﰲ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺠﺒﻴﻞ اﻟﺤﺪودﻳﺔ .ﰲ ﺣﺰﻳﺮان ﻋﺎم ١٩٥٤وﻋﻘﺐ وﻗﻮع اﻧﻔﺠﺎر ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻋني اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ ﺟﺒﺎل اﻟﺒﻘﺎع ,واﻟﺬي أدى اﱃ اﺳﺘﺸﻬﺎد ٢٧ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺸﻴﻌﺔ ,أﻋﻠﻦ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر وﻻدة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ رﺳﻤﻴﺎً .وﻣﻊ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب اﻻﻫﻠﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻧﺘﻘﺎل ﺑﻘﻌﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﱃ اﻟﺠﻨﻮب ,اﺳﺘﻘﺮت وﺣﺪات اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ رﺳﻤﻲ ﰲ اﻟﻨﻘﺎط اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﺪودﻳﺔ .أوﱃ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﺨﺮوﻗﺎت اﻻﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ أواﺧﺮ ﻋﺎم ١٣٥٥وﺑﻌﺪ ﻋﺪة اﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﴫاع ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺪن )ﻃﻴﺒﺔ ( و )ﺑﻨﺖ ﺟﺒﻴﻞ ( .ﻛﺎن اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر أول ﺷﺨﺺ ﰲ ﺷﺘﺎء ١٣٥٦ﻳﻔﴚ ﻃﺮح اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻟﺘﺴﻜني اﻟﻼﺟﺌني اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني ﰲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن وﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ ميﻨﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ .ﰲ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻻﴎاﺋﻴﻞ اﱃ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻋﺎم ١٣٥٧وﻣﻊ ﺗﺮاﺟﻊ أﺣﺰاب اﻟﻴﺴﺎر واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﺎﻓﻆ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني وﻃﻼب اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﺠﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻋﲆ ﻣﻮاﻗﻌﻬﻢ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ ,وﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻮزﺗﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻗﺎوﻣﻮا ﻵﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﰲ وﺟﻪ اﻹﺣﺘﻼل اﻟﺼﻬﻴﻮين . ﰲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎين ﻣﻦ ارﺑﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎﱄ وﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺘﺎم ﻷول ﻛﺎدر أﻣﻨﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ,ﻗﺪم ﻋﴩات اﻻﻓﺮاد ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻻﻳﺮاﻧﻴني ,وﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮا اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ .وﰲ أواﺧﺮ اﻷرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻻﻋﲆ ,ﰲ ﺟﻮاب ﻟﻼﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻀﻼء اﻻﻳﺮاﻧﻴني اﳌﻘﻴﻤني ﺑﺎﻟﻨﺠﻒ ﻗﺎل ﺑﺄن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻫﻮ أﻣﻠﻪ ﻹدارة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺎه .وﻣﻊ وﺻﻮل اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺎﻓﻆ اﻻﺳﺪ اﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ ١٣٥٠ وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﻠﺼﻴﻖ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ,اﺳﺘﺒﺪل ﺳﻮرﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ اﻻﻛرثأﻣﻨﺎ ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﱃ اﳌﻘﺎﺗﻠني اﻻﻳﺮاﻧﻴني .وﻗﺪ ﻗﺎم اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ آب ﻋﺎم ١٣٥٧ وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع ﻣﻦ اﺧﺘﻄﺎﻓﻪ ﺑﻨﴩ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻟﻮﻣﻮﻧﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان )ﻧﺪاء اﻟﺮﺳﻞ( ﻋﺮﻓﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ أﻧﻪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان .وﻣام ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ إن أﻋﻈﻢ ﺧﺪﻣﺔ أﺳﺪاﻫﺎ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑني ﻋﺎﻣﻲ ١٣٥٦ و ١٣٥٧وﺑﻌﺪ ﺣﻮاﱄ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﲆ ﺗﺮوﻳﺞ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﺮاﺳﺨﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ,ﺳﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﺗﻌﺮف اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻤﻮﻣﺎً وﺑﺎﻷﺧﺺ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ و وﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﻛﻮادر اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وارﺗﺒﻄﻮا ﻣﻌﻬﺎ ) .ﻛامﻟﻴﺎن , ١٣٨٨ ,ص (١٢٨وﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧرية ﻷول ﻣﺮة اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻐﺎﻟﺒﻮن ﰲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺄن ﻳﺠﱪوا اﳌﺤﺘﻞ اﻟﻀﺨﻢ ﻋﲆ اﻟﱰاﺟﻊ وأﻗﺮوا ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺪﻳﻮﻧﻮن وﻗﻴﺪ رﻫﻦ اﻻﻓﻜﺎر واﻹرﺷﺎدات
119
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
120
واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر واﻟﺬي ﺻﻨﻊ اﻟﻨﴫ ﻟﻬﻢ .ﺑﻼ ﺷﻚ ﻓﺈن اﴎاﺋﻴﻞ ااﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺠﻢ وﺗﻨﴩ اﻟﺬﻋﺮ ﺑني اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻘﻒ ﻋﺎﺟﺰ ًة أﻣﺎم اﻟﺸﻴﻌﺔ وأﻛرث ﻣﻦ أي ﻣﻜﺎن ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﱪﻛﺎت آﺛﺎر وﺟﻮد اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر . آﺧﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ٌ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎن اﻟﺘﻌﺎون واﳌﺤﺒﺔ ﺑني اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر واﻟﻘﺎدة اﳌﺴﻴﺤﻴني اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴني ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﺨﺮوﻗﺎت اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮب واﺣﺪة أﺧﺮى ﻣﻦ اﳌﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﺴﻨﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎون واﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻵﺧﺮﻳﻦ . -٢إﺣﻴﺎء ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﻮار ﺑني اﻷدﻳﺎن و اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر مبﻘﺎﻣﻪ ﻛﻌﺎمل روﺣﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﻓﻘﺪ ﺳﻌﻰ ﺑﺸﺪة ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ روح اﻟﺘﻌﺎون واﻹﺧﺎء ﺑني أﺗﺒﺎع اﻟﻌﻘﻴﺪﺗني اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﳌﺴﻴﺤﻴﺔ وﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﰲ ﻛﺴﺐ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﳌﻠﻔﺘﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل .وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﳌﺤﺎدﺛﺎت أن ﻳﻨﺎل ﺛﻘ ًﺔ ﺟﻴﺪ ًة ﺑني اﻟﻘﺎدة اﳌﺴﻴﺤﻴني واﺷﺘﻬﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ مبﺴﻴﺢ ﻟﺒﻨﺎن .وﻗﺪ ﻟﻌﺐ دور اﳌﻮﺣﺪ ﰲ ﺣﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ داﺧﻞ ﻟﺒﻨﺎن .وﻛﺎن ﻫﺪﻓﻪ ﺑﺄن ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .ﰲ ﺷﺘﺎء اﻟﻌﺎم ١٣٣٨و ﻣﻨﺬ اﻷﻳﺎم اﻷوﱃ ﻟﻠﻬﺠﺮة اﱃ ﻟﺒﻨﺎن ﻗﺪ ﺑﻨﻰ أﺳﺎس اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻮدﻳﺔ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﺤﻤﻴﻤﻲ ﻣﻊ اﳌﻄﺮان ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺨﻮري و اﳌﻄﺮان ﺟﻮرج ﺣﺪاد واﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻦ وﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﺎدة اﳌﺴﻴﺤﻴني واﻟﺴﻨﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻄﺮﺣﻪ ﺷﻌﺎر ) اﻟﺤﻮار – اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ – واﻟﻌﻴﺶ اﳌﺸﱰك ( .ﻃﻮال ﻣﺪة ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻀﻮر اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﰲ ﻟﺒﻨﺎن مل متﺮ أي ﻣﺮاﺳﻢ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ أﻓﺮاح ﻛﺎﻧﺖ أم أﺣﺰان وﻫﻮ ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ومبﻌﻴﺘﻪ ﻋﺪة ﻣﻦ اﳌﺜﻘﻔني اﳌﺴﻴﺤﻴني واﻟﺴﻨﺔ . إن دﻓﺎع اﻷﻣﺎم اﻟﺼﺪر اﻟﺸﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﺎﺋﻊ اﳌﺜﻠﺠﺎت اﳌﺴﻴﺤﻲ ﰲ أواﺋﻞ ﺻﻴﻒ ﺳﻨﺔ ١٣٤١ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻮر اﻟﺬي اﻧﺘﻬﻰ إﱃ اﺻﺪار ﻓﺘﻮى ﴏﻳﺤﺔ ﺑﻄﻬﺎرة أﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب ,أدى اﱃ ﻟﻔﺖ أﻧﻈﺎر ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻧﺤﻮه .ﰲ أواﺧﺮ ﺻﻴﻒ ١٣٤١ﺟﺎء اﳌﻄﺮان ﻛﺮﻳﻜﻮار ﺣﺪاد اﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻮر ودﻋﺎ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻟﻼﻧﻀامء اﱃ ﻫﻴﺌﺔ أﻣﻨﺎء ) اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ(. ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ ﺳﻨﺔ ١٣٤١ﺑﺪأ ﺣﻀﻮر اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر اﻟﻮاﺳﻊ ﰲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ,اﻷدﻳﺎر واﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴني .أﻣﺎ ﺧﻄﺎﺑﺎت اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﰲ دﻳﺮ اﳌﺨﻠﺺ اﻟﻮاﻗﻊ ﰲ اﻟﺠﻨﻮب وﰲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻣﺎرﻣﺎرون ﰲ ﺷامل ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻨﺔ ١٣٤١و ١٣٤٢ﺗﺮﻛﺖ ﺗﺄﺛريات ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﻴﺤﻴني ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ .أﺛﻨﺎء ﺳﻔﺮه ﳌﺪة ﺷﻬﺮﻳﻦ ﰲ ﺻﻴﻒ ﺳﻨﺔ ١٣٤٢ﻟﺒﻼد ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﺪأ اﻟﺤﻮار واﻟﻔﻜﺮ اﳌﺸﱰك ﺑني اﳌﺮاﻛﺰ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﴫ واﳌﻐﺮب واﻟﺤﻮزات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن .ﰲ رﺑﻴﻊ ﻋﺎم ١٣٤٦أﻃﻠﻖ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر أول ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎت اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺤﻀﻮر ﻛﺒﺎر ﻛﻼ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺪﻳﻨني اﻹﻟﻬﻴني ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺴﺔ
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ) اﻟﻨﺪوة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ(. ﺑﻌﺪ ﺣﺮب اﻟﺴﺖ أﻳﺎم ﺑني اﻟﻌﺮب واﴎاﺋﻴﻞ ﻋﺎم ١٣٤٦ذﻫﺐ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﳌﻼﻗﺎة اﻟﺒﺎﺑﺎ, وﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺑﺎ اﻣﺘﺪت اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻘﺮر أن ﺗﻜﻮن ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ,اﱃ ﺳﺎﻋﺘني. وﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١٣٤٧أﺻﺒﺢ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻋﻀﻮا ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﺳﱰاﺳﺒﻮرغ ﳌﻌﺮﻓﺔ اﻻﺳﻼم, وﻋﱪ اﻟﺘﻔﻜري اﳌﺸﱰك واﻟﻘﺎء ﻣﺤﺎﴐات ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻴﻪ أﺳﺲ ﻻﻧﺘﺸﺎر آﺛﺎر ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺜﻞ ) اﻟﻌﻘﻞ اﳌﻔﻜﺮ ﻟﻌﺎمل اﻟﺸﻴﻌﺔ( .وﰲ رﺑﻴﻊ ﺳﻨﺔ ١٣٤٨وﻣﺒﺎﴍة ﺑﻌﺪ اﻓﺘﺘﺎح اﳌﺠﻠﺲ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻷﻋﲆ دﻋﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻔﺘﻲ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن اﱃ اﻟﺘﻔﻜري اﳌﺸﱰك ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ واﻷﻋﻴﺎد واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻟﻠﻄﻮاﺋﻒ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .وﰲ ﻫﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﻗﺪم اﻻﻣﺎم منﻮذج ﻣﻜﺘﻮب ﻋﺎم ١٣٤٩ﳌﺠﻠﺲ ) ﻣﺠﻤﻊ اﻟﺒﺤﻮث اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ( ﰲ اﻟﻘﺎﻫﺮة, وﺑﻌﺪا ذﻟﻚ أﺻﺒﺢ ﻋﻀﻮ داﺋﻢ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﻤﻊ .ﰲ ﺳﻨﺔ ١٣٤٩ﺟﻤﻊ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر زﻋامء اﳌﺬاﻫﺐ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤني واﳌﺴﻴﺤﻴني ﰲ إﻃﺎر ) ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺠﻨﻮب( ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻔﻜري وﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻋﺘﺪاءات اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين .وﻗﺪ وﻓﻖ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺳﻨﺔ ١٣٥٧ﺑﺈﻗﻨﺎع زﻋامء اﳌﺴﻠﻤني واﳌﺴﻴﺤﻴني ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺟﺒﻬﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ واﺳﻌﺔ .وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ ﺑﻬﺬا اﳌﺴري اﱃ ﺣﺪ أﻧﻪ ﺣﺪد ﻣﻮﻋﺪ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ وإﻗﺎﻣﺔ أول اﺟﺘامع ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻻﻣﺎم ﻣﻌﺘﻘﺪ أن ﻟﺒﻨﺎن ﻫﻮ ﻣﻮﻃﻦ ﺗﻌﺎﻳﺶ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴاموﻳﺔ وﻧﻘﻄﺔ ﺗﻼﻗﻲ ﺣﻀﺎرات اﻟﴩق واﻟﻐﺮب وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﺔ ﻳﺘﻮﺟﺐ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ) راﺟﻊ :ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﺣﻴﺎة اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﺴﻦ ﻛامﻟﻴﺎن (www.Imamsadr.ir ومل ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﺧﻼل ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﱃ أﻳﺔ اﻧﺴﺠﺎم أو ﺗﻮاﻓﻖ ﻣﻄﻠﻖ ﻣﻊ اﳌﺴﻴﺤﻴني.ﺣﻴﺚ أﻧﻬﻢ مل ﻳﺘﻨﺎزﻟﻮ أﺑﺪا .ﻛام أﻧﻬﻢ مل ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﻮﺿﻊ اﳌﻌﺘﻘﺪات واﻟﻘﻴﻢ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ .ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﻘﺪ ﺳﻌﻮا ﻟﺘﺒﻴني وﺗﻮﺿﻴﺢ آﻳﺎت اﻟﻘﺮآن واﳌﻌﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴني ﰲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ! وﻗﺎﻣﻮ ﺑﺘﺒﻴني اﻵراء واﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﺛﻨﺎء أﺑﺤﺎﺛﻬﻢ وﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﻦ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ .ﻛﺎن اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ميﻜﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ وﻋﻠامء اﻻﺳﻼم ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ .ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻔﺮاغ ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن .ﻛﺎن ﻋﻠامء اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺒﻴﻨﻮن آراءﻫﻢ ,ﰲ ﺣﺎل أﻧﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اي ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻗﺎدر ﻋﲆ ﺑﻴﺎن ﻧﻈﺮة اﻻﺳﻼم اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ مبﺴﺘﻮا ﻋﻠامﺋﻬﻢ .مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﺷﺨﺺ ﻗﺎدر ﻋﲆ ﺑﻴﺎن ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻻﺳﻼم ﺣﻮل اﻻﺟﺘامع ,اﳌﺮأة ,ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺪﻓﺎع واﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﳌﻬﻤﺔ .ﻣﺜﻼ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم ﺟﻠﺴﺎت ﰲ) اﻟﻨﺪوة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ( وﻛﺎن ﻋﻠامء اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﻮﺿﺤﻮن وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮﻫﻢ ﰲ ﺣﺎل أﻧﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻗﺎدر ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻋﲆ ﻃﺮح ﻧﻈﺮة اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ .ﻗﺎم اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر مبﻸ ﻫﺬا اﻟﻔﺮاغ .ﻟﺬﻟﻚ ميﻜﻦ
121
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
122
اﻟﻘﻮل أن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر أﺣﻴﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻷدﻳﺎن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺮض ﻧﻈﺮﻳﺎت وﻣﻌﺘﻘﺪات اﻻﺳﻼم ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ وﻣﻨﺎﺳﺐ .وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻋﺮض اﻻﺳﻼم ﺑﺬاك اﻟﺸﻜﻞ اﳌﻨﻄﻘﻲ واﻟﻔﻄﺮي .وﻛﺎن ﻳﻄﺮح ﻫﺬه اﻷﺑﺤﺎث ﺧﻼل اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳌﺴﻴﺤﻴني .وﻣﻦ اﳌﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ أن اﳌﺴﻴﺤﻴﻮن ﻛﺎﻧﻮ ﻳﺘﻘﺒﻠﻮن ذﻟﻚ .وﻛﺎن ﻛﺜري ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎء اﻻﻣﺎم اﳌﻘﺮﺑني واﻟﺤﻤﻴﻤﻴني ﻣﺴﻴﺤﻴني .ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻠﻚ اﳌﺒﺎﺣﺜﺎت واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ مل ﺗﻜﻦ مبﻌﻨﻰ أن ﻳﺼﺒﺢ اﳌﺴﻴﺤﻴني ﻣﺴﻠﻤني وإمنﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻘﺮب اﳌﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ اﻻﺳﻼم ﺑﻨﻔﺲ اﳌﻘﺪار اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻋﺪاءه وﻋﻨﺎده .وﻛﻠام زادت ﺻﺪاﻗﺘﻪ ﻟﻼﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰداد ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ واﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ اﳌﺴﻠﻤني. -٣ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻷﻋﲆ: وﰲ ﺻﻴﻒ ﺳﻨﺔ ١٣٤٥ﺑﻌﺪ ﻋﺪة اﺟﺘامﻋﺎت ﻋﻈﻴﻤﺔ اﻣﺘﺪت ﻷﻳﺎم ﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن وﻣﺒﺎﻳﻌﺘﻬﻢ ﻟﻼﻣﺎم ,ﻗﺎم ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ رﺳﻤﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ أﻣﻮرﻫﻢ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻟﻄﻮاﺋﻒ .ﰲ ﺷﻬﺮ ﺧﺮداد ١٣٤٨ﺗﺄﺳﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻷﻋﲆ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ أوﻟﻮﻳﺎت ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ اﳌﺴﺘﻘﺒﲇ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﺎن اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻷﻋﲆ ﻣﻈﻬﺮا ﻣﻦ ﻓﻜﺮه .اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﲆ ﴐورة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠامﻋﻲ وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺎﺳﻴﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺗﻮﺟﻪ وﺗﻘﻮد ﻫﺬه اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت .وﻫﺬه اﻟﺘﺸﻜﻼت ﺿﻤﻦ ﴍوط ﻟﺒﻨﺎن متﻜﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﲇ ﺑﺼﻮرت اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻷﻋﲆ .ﻳﻌﻨﻲ ﻛام ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺟﻬﺰة واﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻷﺧﺮى متﻠﻚ ﻣﺮﻛﺰ وﻗﻴﺎدة ,اﺻﺒﺤﺖ متﺘﻠﻚ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﺮﻛﺰ وﻗﻴﺎدة .وﺑﻌﺪ ﻋﺪة ﻣﺸﺎﺟﺮات وﻣﻨﺎزﻋﺎت دﻣﻮﻳﻪ ﺻﻮب اﳌﺮﻛﺰ واﻧﺘﺨﺐ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻪ .ﻛﺎن ﻳﻌﺘﱪ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻷﻋﲆ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ .ﻛﺎن ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺲ ميﻠﻚ ﻫﻴﺌﺔ ﴍﻋﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ٩رﺟﺎل دﻳﻦ وﻫﻴﺌﺔ إﺟﺮاﺋﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ١٢ﺷﺨﺺ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ اﻧﺘﺨﺒﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ. -٤اﻳﺠﺎد اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺨريﻳﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ: ﺧﻼل اﻟﴩوط اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﻻ اﻋﺘﺒﺎر ﻟﻮﺟﻮدﻫﺎ وﻛﺎﻧﺖ ﴍوﻃﻬﺎ اﻟﱰﻓﻴﻬﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻏري ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ متﻜﻦ اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر أن ﻳﻮﺣﺪﻫﻢ وﻳﺠﻤﻌﻤﻬﻢ .ﻟﻸﺳﻒ ﻗﺒﻞ ﺑﺪء ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎن اﻟﻔﻘﺮ اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﺪرﺟﺔ أن ﺑﻌﺾ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺎﻧﻮ ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻣﺮاﺳﻢ اﻟﻌﻘﺪ واﻟﺰواح وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﰲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ وﻳﺪﻓﻨﻮن أﻣﻮاﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﺮ اﳌﺴﻴﺤﻴني ) اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻻﺟﺘامﻋﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎن-ص (١٤٩ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١٣٣٨وﺑﺎﳌﺰاﻣﻨﺔ ﻣﻊ ﺑﺪء اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻟﻼﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻗﺎم ﺑﺈﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﻬﺪف اﺳﺘﻘﺼﺎء ﺟﺬور اﻟﺘﺨﻠﻒ اﻻﺟﺘامﻋﻲ و اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن .ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑﺮاﻣﺞ ﻗﺼرية اﻷﻣﺪ ,ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻷﻣﺪ وﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ﺻﻤﻤﺖ وأﺟﺮﻳﺖ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺳﻨﺔ
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
١٣٣٩ﻛﺴﻴﺎﺳﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺤﺮﻣﺎن .وﰲ ﺷﺘﺎء ﺳﻨﺔ ١٣٣٩وﺑﻌﺪ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺨريﻳﺔ) اﻟﱪ واﻹﺣﺴﺎن( وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮاﻣﺞ ﻫﺎدﻓﺔ ﻟﺘﺄﻣني اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮاﺋﻞ اﳌﺤﺘﺎﺟﺔ ﻗﺎم ﺑﺈزاﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺴﻮل ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻮر وأﻃﺮاﻓﻬﺎ .وﰲ اﳌﺪة ﺑني ﺳﻨﺔ ١٣٤٠و ١٣٤٨وﰲ إﻃﺎر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻷﻣﺪ ﻗﺎم ﺑﺈدارة ﻋﴩات اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺨريﻳﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﺪن وﺿﻮاﺣﻲ ﻟﺒﻨﺎن .ﻛﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﺗﻮﻓري ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ ,اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬايت اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻵﻻف اﻟﻌﻮاﺋﻞ اﳌﺤﺘﺎﺟﺔ ,ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺠﻬﻞ ,اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺎم واﺟﺮاء ﻣﺌﺎت اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺼﻐرية واﻟﻜﺒرية ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﺮوﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪ. ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ) ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻣﻞ( ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻠﺼﺒﻴﺎن وﺑﺈدارة اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر وﻗﺎم ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت أﺧﺮى ﻟﻠﺒﻨﺎت .ﻷن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺒﻨﺎت ﰲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻔﺎﻗﻤﺔ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺼﺒﻴﺎن .ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﺑريوت ﻛﻤﻜﺎن ﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﺸﺎﺋﺮ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وﺷﻴﻮخ اﻟﻌﺮب .ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺎت اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﺗﺸﻜﻞ ٪٨٥ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺳﻘﺎت ﻣﻦ ﻧﺴﺎء وﺑﻨﺎت ﻟﺒﻨﺎن .أوﻟﺌﻚ اﻟﺒﻨﺎت اﻟﻠﻮايت ﻛﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﺒريوت وﻳﻌﻤﻠﻦ ﻛﺨﺎدﻣﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺴﺐ ﻗﻮت اﻟﻌﻴﺶ وﻟﻜﻦ روﻳﺪا روﻳﺪا اﻧﺠﺮرن اﱃ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻔﺴﻖ ومل ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻮدة اﱃ ﻛﻨﻒ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻛﺎن ﻳﻌﺬب اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﺑﺸﺪة .وﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻦ .ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻔﺘﻴﺎت اﳌﻌﺼﻮﻣﺎت أن ﻳﺬﻫنب ﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻔﺴﺎد ﻫﺬه .ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎم اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﺑﺘﺎﺳﺲ ﻣﺪرﺳﺔ ﺑﺎﺳﻢ) ﺑﻴﺖ اﻟﻔﺘﺎة( ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ واﻟﻔﻨﻮن اﻟﻴﺪوﻳﺔ .وﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﺮج ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻗﺎدرات ﻋﲆ إدارة أﻣﻮرﻫﻦ .ﻛام وأﺳﺲ ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﺮى ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت ,واﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻠﻮايت ميﺘﻠﻜﻦ ﺷﻬﺎدة اﻟﺒﻜﻠﻮرﻳﺔ ﻛﻦ ﻳﺪﺧﻠﻦ ﻫﺬه اﳌﺪارس وﻳﺘﻌﻠﻤﻦ اﻟﺘﻤﺮﻳﺾ .وأﺳﺲ اﻻﻣﺎم أﻳﻀﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ أﺧﺮى ﻟﻨﺴﺞ اﻟﺴﺠﺎد ﺣﻴﺚ ﻛﺎن أﻛرث ﻣﻦ ٣٠٠ﻓﺘﺎة ﻣﻦ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻌﻤﻠﻦ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺮﻛﺰ وﻳﺘﻌﻠﻤﻦ اﻟﻨﺴﺞ وﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﺮج ﻛﻦ ﻳﻨﻘﻠﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺴﺞ اﱃ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ وﻫﻨﺎك ﻳﻨﺴﺠﻮن اﻟﺴﺠﺎد وﻳﺄﺧﺬو أﺟﺮﻫﻢ اﻟﺸﻬﺮي ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﺠﺎدات ﺗﺒﺎع ﰲ ﻣﺤﻼت ﺧريﻳﺔ .وﻗﺪ اﺳﺲ اﻻﻣﺎم ﻣﺪرﺳﺔ أﺧﺮى ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺸﻴﻮخ ﺑﺎﺳﻢ) ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ( ﺣﻴﺚ أن ﺗﻌﺪاد ﻛﺒري ﻣﻦ ﺷﻴﻮخ أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ,أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ,أﻧﺪوﻧﻴﺰﻳﺎ وﺑﺎﻗﻲ اﻟﺒﻠﺪان ﻛﺎﻧﻮ ﻳﺪرﺳﻮن اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻮزوي وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻛﺎﻧﻮ ﻳﻌﻮدون اﱃ ﺑﻼدﻫﻢ .وﺑﱪﻛﺔ ﻫﺬه اﳌﺪرﺳﺔ ﻟﻘﻲ اﻟﺘﺸﻴﻊ رواﺟﺎ واﺳﻌﺎ ﰲ اﻟﺒﻼد اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .ﻷن ﺗﻌﺪاد ﻛﺒري ﻣﻦ اﳌﺒﻠﻐني ﻟﻬﺬا اﳌﻜﺘﺐ ﻛﺎﻧﻮ ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ اﻟﺸﻴﻮخ اﻟﺬﻳﻦ أﻧﻬﻮا ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺪرﺳﺔ .ﻫﺬه اﳌﺪرﺳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة اﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻮر ) ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﺤﻴﺎة وﻧﺸﺎﻃﺎت اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ,ﺧﻄﺎﺑﺎت اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺟﻤﺮان ﻣﺄﺧﻮذه ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﻟﺒﻨﺎن ,اﻟﻔﺼﻞ
123
مومتر الشباب و الصحوةاالسالمیة
124
الخامس صفحة 59اىل 97قاعدة شهيد جمران)1376 , -5إحياء روحية الثقة بالنفس والعزة بني الشيعة: ومن إحدى االنجازات الهامة األخرى لالمام موىس الصدر يف الساحة اللبنانية ,إعادة الثقة بالنفس واالعتامد عىل الذات .أسس االمام القواعد لحزبني هام أمل وحزب الله يف وقت كانت السيطرة فيه بيد األحزاب اليسارية الشاملة لحزب الكمونيست ,الحزب القومي السوري ,منظمة النارصي( رابطون) منظامت فلسطني املغالية واملفرطة وحتى فتح وكانت هذه األحزاب تجمع تعداد كبري من الشيعة فيها وأعداد كثرية منهم كانت تنشط فيها .بالتأكيد بدن هذه األحزاب كان من الشيعة .كان هدفهم هو االلتحام بهذه األحزاب وتسلق سلم االرتقاء .كان متايل الشيعة لألحزاب اليسارية لسبب أنهم بالرغم من تشكيلهم لألكرثية باملقايسة مع باقي الطوائف الميلكون أي عامل مساعد إلعامل القدرة يف املجتمع اللبناين ,ألن أهم عوامل إعامل النفوذ يف لبنان هي عبارة عن-1 : القدرة :حيث كانت هناك متأثرة بالقدرة الذاتية للطائفة -2 .الحاجة لحامية خارجية من طائفة أخرى .ويف هذه األثناء كانت كافة الطوائف والقبائل يف لبنان مرتبطة ببلد خارجي واحد ( راجع :سرية ومسرية االمام االمام موىس الصدر )1389 , ولحسن الحظ اليوم فقط أمل وحزب الله محسوبة للشيعة .أما الحزب القومي السوري وعاصم قانصوه اليعريونهم أهمية. من ربيع 1348اىل منتصف شتاء 1352قام االمام موىس الصدر مبباحثات مع الدولة اللبنانية إلجراء مشاريع تأسيسية ووظائف قانونية مقابل املناطق الشيعية املحرومة يف ذلك البلد .عند امتناع دولة لبنان عن قبول هذه املطالب ومع امتام الحجة عىل الدولة تشكلت حركة املحرومني اللبنانيني أوائل سنة 1353بقيادة االمام موىس الصدر .وقامت مظاهرات شعبية عظيمة يف مدينة بعلبك وصور وصيدا ضد الدولة .ويف أوج األزمة يف الرشق األوسط ,اصطفاف األحزاب املفرطة املسيحية مقابل املقاومة الفلسطينية ,انجرار بعض اختالفات العامل العريب اىل لبنان أجرباالمام موىس الصدر اىل إبعاد الكتل الشعبية من ساحة املواجهة مع الدولة بشكل مؤقت من أجل حفظ ثبات البلد ومنع إخامد الفلسطينيني .وتم تأجيل املطالبة بحقوق الشيعة حتى مجيئ رئيس جمهورية تايل .ويف سنة 1354ومع وجود العرقالت الشديدة من قبل الدولة تم انتخابه مجددا باجتامع اآلراء لرئاسة املجلس االسالمي الشيعي األعىل .ومع بداية الحرب األهلية يف لبنان يف شهر فروردين 1354كانت كل مساعيه من أجل إنهاءها .ويف شهر خرداد من ذلك العام اعتصم يف مسجد العاملية يف بريوت ومع الدعم الشعبي الرشعي له بني كافة املذاهب أعاد الهدوء
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﱃ ﻟﺒﻨﺎن .وﻣﻊ اﺷﺘﻌﺎل ﻧﺎر اﻟﺤﺮب ﻣﺠﺪدا ﻗﻲ ﺷﻬﺮ اردﻳﺒﻬﺸﺖ ١٣٥٥دﻋﺎ ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ اﱃ إدﺧﺎل اﻟﻘﻮات اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﱃ ﻟﺒﻨﺎن وﺑﺬﻟﻚ أﻋﺎد اﻟﻬﺪوء وﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ .وﻣﻊ ﺣﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑني ﺳﻮرﻳﺔ وﻣﴫ وﻻﺣﻘﺎ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺮﻳﺎض أﺧ ِﻤﺪت ﻧﺎر اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .واﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﻬﺪوء ﻃﻮال زﻣﺎن وﺟﻮد اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ ﻟﺒﻨﺎن. ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ مل ﻳﻜﻦ ﺗﺄﺛري اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻻﺟﺘامع أﻣﺮ ﻣﺴﺘﺤﺪث وﴎﻳﻊ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺣﻮاﱄ أرﺑﻌني ﺳﻨﺔ ﺣﺎﴐﻳﻦ ﰲ ﻣﻮﻗﻌﻬﻢ اﳌﻨﴘ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ وﻣﺠﺘﻤﻊ ﻟﺒﻨﺎن .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺜﻞ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ,ﻛﺎن دﺧﻮل اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻗﺼﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻗﻄﻌﺖ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .اﻟﻨﻘﻄﺔ اﳌﻬﻤﺔ ﻫﻲ أن اﻟﻘﺪرة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ واﻋﻲ وﻟﺪﻳﻪ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻮﻗﻮﻓﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺸﻜﻼت ,ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺧﻼل ﺑﻀﻊ ﻋﻘﻮد. إن ﺣﺲ اﻟﻌﺰة اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﺎﻳﺴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻫﻲ وﺑﺪون أدىن ﺷﻚ ﻣﺪﻳﻮﻧﺔ ﻟﺠﻬﺎد اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ) .اﳌﺒﻨﻰ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻷﺟﺘامﻋﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎين –ص (٢٤٠دامئﺎ ﻣﺎﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻳﺆﻛﺪ أن ﺳﺒﺐ ﺗﺮاﺟﻊ اﳌﺴﻠﻤني ﻫﻮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺗﻨﻈﻴامت ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ وﻋﺪم ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﻣﻘﺘﺪرة .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻹﻣﺎم ﰲ ﻟﺒﻨﺎن اﺗﺼﺎﻻ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ .وﻟﺴﺒﺐ أﻧﻪ مل ﺗﻜﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻜﺮ و اﻟﺘﺤﺮك ﰲ إﻳﺮان ,اﻟﻌﺮاق ,اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣﴫ وﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻟﻺﻣﺎم ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ,ﻗﺎم ﺑﻘﻴﺎدة ﺷﻴﻌﺔ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻟﻨﴩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺟﺬب اﳌﺴﻠﻤني ﻟﻺﺳﻼم اﻟﻌﻤﲇ .اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﻛﺎن ﻣﻨﻘﺴام إﱃ ﻗﺴﻤني ﺑﻘﺎﻋﻲ وﺟﻨﻮيب وﻛﺎن ﻳﺴﺘﻘﻲ ﻧﻈﺎﻣﻪ اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺟﺘامﻋﻲ وﺣﺘﻰ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘني ﻣﺨﺘﻠﻔﺘني .وﻗﺪ متﻜﻦ اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﺑﺼﱪه ودراﻳﺘﻪ وﺑﻨﺎء ﺗﻮاﻓﻖ اﻵراء ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻫﺬﻳﻦ اﳌﺠﺘﻤﻌني اﻟﺸﻴﻌﻴني و اﻧﺸﺄ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﻈامت ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺛﻢ ادﺧﻠﻬﻢ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين وﺣﺘﻰ ﺧﺎرﺟﻪ. ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎط اﳌﻬﻤﺔ ﰲ أﻋامﻟﻪ أﻧﻪ أﻋﻄﻰ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﺠﻬﺔ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ واﳌﻨﻈامت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ إﴎاﺋﻴﻞ .ﻛﺎن اﻹﻫﺘامم ﺑﺸﺆون اﻟﻔﻘﺮاء ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ اﻹﻫﺘامﻣﺎت اﻟﺠﺪﻳﺔ ﻟﻺﻣﺎم ,و ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﺷﻤﻠﺖ اﻟﺴﻔﺮ إﱃ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﺟﻤﻊ اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎر اﻟﺸﻴﻌﺔ )),ﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺈﻋﺘﻘﺎدات اﻟﻨﺎس وﺗﺪﻳﻨﻬﻢ وﻳﺆﻛﺪ ان اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎمئﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ اي ﻗﺎﻋﺪة اﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ أو اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ(( )ﻣﺤﺴﻦ ﻛامﻟﻴﺎن ,ﻋﺰت ﺷﻴﻌﺔ , ص (١٥٦ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر إﱃ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ﺳﻨﺔ , ١٣٣٨ﻛﺎن اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻧﺎﺑﻌﺎ ﻣﻦ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ واﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ .ﻛﺎن اﳌﻔﻜﺮون اﻹﺟﺘامﻋﻴﻴﻮن واﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﻮن
125
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
126
ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺑﺎﳌﺒﺎدء اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ وﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ إﱃ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل .إن اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﺑني اﻟﺸﺒﺎب واﳌﺘﻌﻠﻤني و اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ .ﺣﻴﺚ ﻗﺎم اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر وﺑﺘﺸﻜﻴﻠﻪ ﳌﺮﻛﺰ ﯨﺮاﺳﺎت إﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺠﺬب اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ اﻹﺷﱰاﻛﻴﺔ و وﺟﻬﻬﻢ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﺳﻼم .و ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ,ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺴﻴﺎﳼ وﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ متﻠﺆه أﺗﺠﺎﻫﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺮوﺑﻴﺔ ,ﺑﻌﺜﻴﺔ ,إﺷﱰاﻛﻴﺔ ,وﺟﻮدﻳﺔ و , ...ﻗﺎد اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﺗﺠﺎه اﻷﺧﻼق واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ,ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻔﺮق اﻧﻪ مل ﻳﻄﺮح ﻋﻤﻠﻪ و ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ .إﻧﻪ ﻗﺒﻞ ان ﻳﻜﻮن ﻣﺼﻠﺢ ﺳﻴﺎﳼ ,ﻛﺎن ﻣﺼﻠﺤﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ وأﺟﺘامﻋﻴﺎ . وﻫﺬا مل ﻳﻜﻦ متﺎﻳﻼً ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻛﺎن اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ .ﻟﻘﺪ أﺷﺎر إﱃ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ و ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ وإﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ,ميﻜﻦ أن ﺗﻨﻤﻮ وﺗﱰﻋﺮع اﻷرﻛﺎن اﻷﺧﺮى).اﻷدﻳﺎن ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن,١٣٨٤,ﺻﺺ (١٩٨-١٩١وﻛﺎن ﻣﻌﺘﻘﺪا ﺑﺄن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ اﻟﺪﻳﻦ واﻹميﺎن وإذا ﻛﺎن اﻟﺮﻛﻦ اﳌﺬﻫﺒﻲ و اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻣﺘﺪين ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮق ﺑني اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺘﺎﺑﻌني ﻟﺒﻘﻴﺔ اﻷﺣﺰاب ).اﻧﻈﺮ:اﻷﺧﻼق واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر(. اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻷﻋامل اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻷول ﻣﺮة ﺗﻄﺮح ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎن: اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻟﻺﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻳﺴﻌﻰ دامئﺎً اﱃ ﺗﺤﺴني وﺿﻊ اﻟﺸﻴﻌﺔ وﻗﺪم ﻃﻠﺒﺎت أﺧﺮى ,إﱃ ﻋﺎم ١٩٧٢ﺣﻴﺚ ﻛﺴﺐ ﻗﺪرة ﻛﺒرية ,ﺳﻠﻤﺖ ﻃﻠﺒﺎﺗﻪ اﻟﻌﴩﻳﻦ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎء واﳌﺤﺮوﻣني إﱃ دوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻳﲇ: .١ﺗﺴﻠﻴﺢ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﺟﻨﻮب ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﴎاﺋﻴﻞ .٢ﺑﻨﺎء اﳌﻼﺟﺊ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻘﺮى اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ,أﻣﺎم اﻟﻬﺠﻮم اﻹﴎاﺋﻴﲇ .٣ﺑﻨﺎء اوﺗﺴﱰاد ﻣﻦ ﺑريوت اﱃ ﺟﻨﻮب إﱃ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن يك ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬﻫﺎب واﻹﻳﺎب ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ .٤اﻹﴏار ﻋﲆ اﺣﺪاث ﺳﺪ اﻟﻠﻴﻄﺎين ﻋﲆ ﻧﻬﺮ اﻟﻠﻴﻄﺎين أﻛﱪ ﻧﻬﺮ ﻟﺒﻨﺎين,واﻟﺬي ﻳﺼﺐ ﰲ اﻟﺠﻨﻮب ﰲ اﻟﺒﺤﺮ.واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺴﻌﻰ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين أن ﻳﺤﺮف ﻣﺠﺮاه إﱃ ﻓﻠﺴﻄني اﳌﺤﺘﻠﺔ.وﻛﺎﻧﺖ دوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﻗﺪ ﻫﻴﺌﺖ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﻟﺒﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﺴﺪ يك ﺗﺤﻴﻲ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن أﻣﺎ اﴎاﺋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺎﻟﻒ ذﻟﻚ .ﻷﻧﻬﺎ مل ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪ اﺣﻴﺎء ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن .ﻣﻊ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ وﻣﺨﻄﻂ ﻟﺒﻨﺎءه ,اﴎاﺋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎرب دامئﺎ ﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﺴﺪ ومل ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ دوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﴎاﺋﻴﻞ .أﻋﻠﻦ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر :أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﺴﺪ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ وﻟﺐ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻨﺎءه.
دور اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﰲ اﻟﻬﺎم اﻟﻘﻴﺎم ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
.٥اﻋﻄﺎء اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﱃ آﻻف اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺪون ﻫﻮﻳﺔ ,واﻟﺬﻳﻦ مل ﻳﻘﺒﻠﻮ أﺧﺬ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺳﺘﻌامر اﻟﻔﺮﻧﴘ وإﱃ اﻵن ﻻ ميﻠﻜﻮﻧﻬﺎ. .٦اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﺎدل ﻟﺸﻐﻞ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺠﻴﺶ. .٧ﻣﻨﻊ اﻹﺣﺘﻜﺎر واﻟﻈﻠﻢ .٨اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﺜﻮرة .٩اﻟﻌﺪل اﻹﺟﺘامﻋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺮوﻣني, ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ذﻛﺮﻫﺎ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﴩﻳﻦ .ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﺄن دوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن مل ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﲆ اﻟﻄﻠﺒﺎت ,وادﻋﺖ ﺑﺄن ﺑﺄن اﻟﺘﻨﺎزل أﻣﺎم اﻟﺸﻴﻌﻴﺎن ,ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻟﻒ اﱃ اﻟﻴﺎء,وﻋﲆ ﻫﺬا ﻗﺎوﻣﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﻠﺒﺎت. ﰲ ﺳﻨﺔ ١٩٧٣وﺻﻠﺖ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﴩﻳﻦ إﱃ اﻋﲆ ﺣﺪ ﻟﻬﺎ واﻧﺘﴩت ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﺮاﺋﺪ واﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ .أﻋﻄﻰ اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر وﻗﺘﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ وﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﻤﺜﲇ اﻟﺸﻌﺐ ووزراء اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﺄﻧﻪ إذا مل ﻳﺘﻢ اﻹﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺐ ﺧﻼل وﻗﺖ ﻣﻌني ﺳﻴﺘﻘﺪم اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﺳﺘﻘﺎﻻﺗﻬﻢ وإذا مل ﺗﺴﺘﺠﺐ اﻟﺪوﻟﺔ أﻳﻀﺎ ﺳﻴﺒﺪؤوا ﺑﺎﻟﺤﺮب وإﱃ اﻟﻨﴫ ,وﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﴩوط اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺳﻴﻨﺘﺨﺒﻮا اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ اﳌﻨﺎﺳﺐ إﱃ أن وﻗﻌﺖ ﺣﺮب رﻣﻀﺎن ﰲ ١٩٧٣ﺑني اﴎاﺋﻴﻞ واﻟﻌﺮب. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻮى إﱃ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو اﻟﺨﺎرﺟﻲ ,ﻫﻤﺪت ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻄﻠﺒﺎت إﱃ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ وﰲ ﺳﻨﺔ ١٩٧٤ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ إﺧامد اﻟﺤﺮب ﻃﺮﺣﺖ اﻟﻄﻠﺒﺎت. اﳌﻈﺎﻫﺮات اﳌﺴﻠﺤﺔ ﰲ ﺑﻌﻠﺒﻚ : ﺑﻌﺪ وﺻﻮل ﻣﺒﺎرزات اﻟﺸﻴﻌﺔ إﱃ اﻟﻘﻤﺔ وﻋﺪم اﻹﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ،اﻋﻠﻦ اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر يك ﻳﺮي ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻦ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺑﻌﻠﺒﻚ ,ﺧﻤﺲ وﺳﺒﻌني أﻟﻒ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﻣﺘﺄﺟﺞ ﻟﺒﻮا ﻧﺪاءه وﻫﺰ اﻟﻌﺴﺎﻛﺮ اﻟﺒﻌﻠﺒﻜﻴني دوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ مبﻈﺎﻫﺮﺗﻬﻢ اﳌﺴﻠﺤﺔ ﰲ ﻳﻮم }.{١٩٧٤/٣/١٧ واﻣﺎم ﻫﺬه اﻟﻘﻮة اﻫﺘﺰت اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻷن اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺒﻌﻠﺒﻜﻴني ﻓﺮﺳﺎن ﻗﻠﻴﻠﻮا اﻷﻣﺜﺎل.ﻋﻴﻨﺖ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻀﻢ ﺳﺒﻌﺔ ﺿﺒﺎط ﻣﻦ ذوي اﻟﺮﺗﺐ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻟيك ﻳﺒﺤﺜﻮا ﰲ ﻃﻠﺒﺎت اﻟﺸﻴﻌﺔ.واﻧﺘﻬﺖ اﻟﻬﻴﺌﻪ اﱃ أن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻄﻠﺒﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻋﲆ ﺣﻖ.وﻟﻜﻦ دوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎن مل ﺗﺘﻨﺎزل ,وﻟيك ﻳﻈﻬﺮ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻗﺪرﺗﻪ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻃﻠﺐ ﻗﺎم مبﻈﺎﻫﺮة ﻣﺴﻠﺤﺔ أﺧﺮى ﰲ ﺻﻮر.ﻟيك ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺤﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ).ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ؛اﳌﻮﻗﺖ ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ,١٣٦٧ص٤٥اﱃ (٧٨اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أﻋامل ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر أن ﺗﻘﻮي اﳌﻮﻗﻒ اﻟﻀﻌﻴﻒ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وأﻋﻄﺖ اﻟﺮوح ﻣﺮة أﺧﺮﯨﻠﺠﺜﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﺔ . اﺳﺘﺎذ ﺟﻮزﻳﻒ اﻟﻬﺎﺷﻢ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﻠﺒﻨﺎين ﰲ اﺳﻔﻨﺪ ١٣٨٠ﰲ اﳌﺆمتﺮ اﻟﺪوﱄ )اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر,ﺣﺎﺟﺎت وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﺰﻣﻦ( .اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎين اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻷﺳﺘﺎذ ﺟﻮزﻳﻒ اﻟﻬﺎﺷﻢ وﰲ اﳌﺆمتﺮ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻄﻬﺮان ﺳﻨﺔ ١٣٨٠واﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﻌﻨﻮان )) اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر,
127
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺤﺎﺟﺎت وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﺰﻣﺎن(( ﻗﺎل :أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر مبﺜﺎﺑﺔ اﻟﺼﻼة ﰲ ﺣﴬة اﻟﺨﺎﻟﻖ .ﻟﺪي إﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻫﻮ ﻛام اﻹﺳﺘامع إﱃ اﻟﻘﺮأن وﺗﻼوة آﻳﺎﺗﻪ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ أو ﺣﺘﻰ ﻗﺮاءة ﻣﻨﺎﺟﺎة اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴني ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ,ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎدة وﺗﺬﻛﺮة ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ اﻹﻻﻫﻴﺔ و ﻣﻈﻬﺮ ﻟﻠﺘﻘﻮى .
128
اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ : _١ﺟﻬﻮد اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛﺮ ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﺑﺪون إي ﺷﻚ ﻟﻮ أن اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدا ﰲ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻷﺧريﻳﻦ ﻟﻜﺎﻧﺖ اﻟﺤﻮادث واﳌﻌﺎدﻻت ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺑﴪﻋﺔ أﻛﱪ. _٢ﻗﺎم اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﺑﻨﻈﺮﺗﻪ اﻟﺪﻳﻨﻤﻴﻜﻴﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺎﻟﺠﻮار ﻣﻦ إﴎاﺋﻴﻞ. وﻟﻮﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﻈﺮه ﻟﻜﺎن ﺗﺤﻘﻖ ﻣﴩوع اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻪ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻜﺒري. _٣ﺣﻀﻮر اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺪر ﰲ ﻟﺒﻨﺎن أدى إﱃ أن ﻳﺠﺪ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ وﻳﺆﺛﺮو ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ مل ﻳﻜﻦ اﻹﻣﺎم ﻳﻬﺪف إﱃ ﺗﻘﻮﻳﺖ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻘﻂ وﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﺑﻄﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وﺑﻄﻞ اﻟﺼﺤﻮة ﰲ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﻴﺚ أن أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم مل وﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮ ﺗﺤﻤﻞ وﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ . _٤إن منﻮ اﳌﻌﺮﻓﺔ اﳌﻌﺎﴏة ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻫﻮ ﻣﺪﻳﻮن ﻟﺠﻬﻮد اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﺣﻴﺚ أن ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد ﰲ اﳌﺠﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ أدت ﻣﻊ اﻟﺘﺄﺛريات اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان إﱃ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن إﱃ أﺣﺪى أﻗﻮى اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ. اﳌﺼﺎدر: اﺑﺎذری ،ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﯿﻢ،اﻹﻣﺎم ﻣﻮﺳﯽ اﻟﺼﺪر أﻣﻞ اﳌﺤﺮوﻣني ،اﻟﻨﺎﴍ :ﺟﻮاﻧﻪ رﺷﺪ ،اﻟﺴﻨﺔ ،٢٠٠٣ :اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ.اﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ﻃﺎرق ،اﻹﻣﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ،راﺋـﺪ إﺻﻼح وﻣﺆﺳﺲ ﻣﺠﺘﻤـﻊ اﳌﻘﺎوﻣـﺔ ،ﺑريوت ،دار ﺑﻼل.اﻟﺼﺪر ،ﺳﻴﺪ ﻣﻮﺳﯽ ،اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻣﺮﻛـﺰ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت ،ﻟﺒﻨﺎن ،ﺻﻔﺤﻪ.)ﻣﺤﺎﴐة اﻻﻣﺎم ﰲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻗﺪﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﰲ ﻋﻴﻨﻄﻮره ﰲ اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ اﺑﺮﻳﻞ .١٩٧٠ ﻋﲇ ﺣﺠﺘﻲ ﻛﺮﻣﺎين ,ﻟﺒﻨﺎن ﻋﲆ رواﻳﺔ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر واﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﭼﻤﺮان,ﺳﻨﺔ ١٣٨٨اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃﺣﺪﻳﺚ اﻟﺴﺤﺮ,ﻟﻠﻤﱰﺟﻢ ﻋﻠﯿﺮﺿﺎ ﻣﺤﻤﻮدی و ﻣﻬﺪی ﻣﻮﺳﻮی ﻧﮋاد,ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻨﴩ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺜﻘﺎ ﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر,ﺳﻨﺔ ,١٣٩٠اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ. ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻖ اﻟﻘﻠﻴﻞ ,اﻟﺴﻴﺪ ﻋﲇ ,اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﺟﺘامﻋﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎين وﺗﺎﺛريه ﻋﲆ ﻧﺸﻮء ﺣﺮﻛﺔ أﻣﻞ ,١٣٨٨,اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ﺳﻴﺪ ﻫﺎدي ﺧﴪوﺷﺎﻫﯽ,س ,ذﻛﺮﻳﺎت اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر ,ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻨﴩ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ اﻹﻣﺎم ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر,ﺳﻨﺔ ١٣٨٧اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ. ﻣﺤﻤﻮد ﴎﻳﻊاﻟﻘﻠﻢ,اﳌﻌﺠﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﻳﺮان,ﻃﻬﺮان ,ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ١٣٨٦, ﺳﻴﺪ ﺣﺴني ﴍف اﻟﺪﻳﻦ ،اﻻﻣﺎم ﻣﻮﳼ ﺻﺪر,ﻋﱪات وﺧﻮاﻃﺮ؛ اﻳﺮان ،ﻧﺠﻒ ،ﻟﺒﻨﺎن ،ﻟﻠﻤﱰﺟﻢ :ﻋﲇ ﺣﺠﺘﻲ ﻛﺮﻣﺎين؛ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻨﴩ ﻣﺸﻌﻞ اﻟﻄﺎﻟﺐ.
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺮوزان ﺷﻬﯿﺪی
130
ﻣﻠﺨﺺ ميﺮ ﻋﺎم ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﺮف ﺑـ"اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب" ﰲ ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻻوﺳﻂ وﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﺷﻬﺪت اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻧﻬﻴﺎر ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻈﻤﺔ دﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﲆ اﻻﻗﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ وﻟﻴﺒﻴﺎ .وﺑﻴﻨام ﺗﺤﺘﻔﻞ اﻟﻴﻮم ﺷﻌﻮب ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﺑﺴﻘﻮط اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻐﺮب ،ﻟﻜﻨﻬﺎ وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﰲ اﻟﻔﱰة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت. وﺗﻌﻮد ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت إﱃ اﻟﺠﺬور اﳌﺤﻠﻴﺔ ،ﺗﺘﺠﲆ ﰲ اﻻﺑﻌﺎد اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻻﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .وﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ،اﻟﻈﺮوف واﳌﺸﺎﻛﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ دول اﻟﺜﻮرات ﻛﺎﻟﻔﻮارق اﻟﻄﺒﻘﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ورواﺳﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪاد وﻋﺪم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ .وﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﰲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﱃ، ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻇﺮوف اﻟﺒﻼد وأوﺿﺎﻋﻬﺎ. ﺗﻨﺠﻢ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻋﻦ اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﻨﻔﻮذ واﻟﺘﺪﺧﻞ اﻻﺟﻨﺒﻲ ﰲ دول اﻟﺜﻮرات أي ﰲ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻴﻤﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ وﻣﺼﺎدرة اﻟﺜﻮرات وﻓﺮض منﺎذج ﻣﺤﺪدة ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ،ﺗﺆدي اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻛﺪوﻟﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﺗﺪﻋﻲ زﻋﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎمل وﺗﺘﺒﻊ أﻫﺪاﻓﺎ ﻇﺎﻫﺮة وﺧﻔﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ،ﺗﺆدي اﻟﺪور اﻷﻛﱪ ﰲ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪول .ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ،ﻳﺤﺎول اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين وﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﺤﻠﻴﻒ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،اﳌﺘﺨﻮف ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﺗﺴﺎع رﻗﻌﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ، ﻳﺤﺎول أن ﻳﺨﻠﻖ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻟﻠﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﱪ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮب وﺗﻮﻇﻴﻒ ﺷﺘﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ. ﻣﻦ دون أدىن ﺷﻚ ،ﻓﺈن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺤﻠﻮل اﳌﻼمئﺔ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻨﻬﺎ ﴐورة ﻗﺼﻮى وﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻔﱰة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﰲ دول اﻟﺜﻮرات .وﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،ﻻ ميﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﻧﻜﺮان دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ،ﻻ ﺳﻴام وأن اﻟﺸﺒﺎب ميﺜﻠﻮن ﻧﻮاة اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻛام أن اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺼﺎﻋﺪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺳﻴﻨﺠﺰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ دول اﻟﺜﻮرات واﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﺼريﻫﺎ. ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ،ﺗﺤﺎول ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ،ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﺗﺒﻴني اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺼﺤﻮة
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ... اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ دول اﻟﺜﻮرات وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻘﺪم اﻟﺤﻠﻮل اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ دور اﻟﺸﺒﺎب ،آﺧﺬة ﺑﻌني اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﳌﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﺼﺎدﻳﻘﻬﺎ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ دول اﻟﺜﻮرات ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﻘﺎﻃﺎ ﻋﺎﻣﺔ .وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﺈن دراﺳﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ وﺗﺤﺪﻳﺎت أي دوﻟﺔ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ دراﺳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ،ﻻ ميﻜﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل اﳌﺤﺪود. واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺬي ﺧﺎﺿﺘﻬﺎ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻋﲆ ﻣﺪى ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪات واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ،ﻓﺈن اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺘﻄﺮق إﱃ أﻓﻜﺎر ورؤى اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ واﻻﻣﺎم ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﺧﱪات وﺗﺠﺎرب ومنﺎذج اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ. اﻟﻜﻠامت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ :اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،اﻻﻣﺎم ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ، اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻻﺟﻨﺒﻴﺔ
(١اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ١/١اﻟﺘﺤﺠﺮ واﻟﺘﻄﺮف ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺘﺤﺠﺮ واﻟﺘﻄﺮف أﺑﺮز اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺜﻮرﻳﻮن ،ﺑﻨﺎء ﻋﲆ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻴﺔ واﻟﻨﺰاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﺜﻮرات ﰲ ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ .اﻟﺘﺤﺠﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ،متﻨﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ واﳌﺮوﻧﺔ وﺗﻌﺎرض أي ﻓﻜﺮة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ وﺗﺒﺪو ﻟﻬﺎ ﻏﺮﻳﺒﺔ .ﻳﻌﺎين اﳌﺘﺤﺠﺮون ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮن اﻟﻨﻘﺪ واﻻﺣﺘﺠﺎج ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﱪون أﻓﻜﺎرﻫﻢ أﻓﻜﺎرا ﻣﻄﻠﻘﺔ وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻓﺈن ﻻ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﻠﻮﺳﻄﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ. ﻳﻨﺒﺬ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ واﻟﺘﺤﺠﺮ وﻳﺮى ﺑﺄن أوﱄ اﻷﻟﺒﺎب ﻫﻢ "اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮن اﻟﻘﻮل ﻓﻴﺘﺒﻌﻮن أﺣﺴﻨﻪ" ) .(٢ﻛام أن اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وإﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﳌﻮﻋﻈﺔ ،ﻳﺪﻋﻮ إﱃ "ﺟﺎدﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺣﺴﻦ" ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﳌﻘﻮﻟﺔ وإن دﻟﺖ ،ﻓﺈمنﺎ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻻﻧﻔﺘﺎح وإﻳﺠﺎد ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ) .أدع إﱃ ﺳﺒﻴﻞ رﺑﻚ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ واﳌﻮﻋﻈﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ وﺟﺎدﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺣﺴﻦ.(٣) "... أﻣﺎ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺠﺮ واﻟﺘﻄﺮف ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺳﻠﻮك ﻃﺮﻳﻖ اﳌﻨﻄﻖ واﻟﺘﻌﻘﻞ واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ واﻻﻧﺴﺪاد واﻻﻧﻐﻼق ﻋﲆ اﻟﺬات .اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ اﻟﺠﻤﻌﻲ واﻟﺘﺠﺎرب اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﺣﱰاﻣﻬام ﻫﻮ ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺮف .وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎﻻﻣﻜﺎن دراﺳﺔ وﺗﻨﺎول اﻻﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﰲ ﻏري ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻓﺈن اﻋﺘﺒﺎر أي ﺗﻔﻜري ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺎﻃﻼ ،ﻳﻐﻠﻖ اﳌﺠﺎل أﻣﺎم اﻻﻧﻔﺘﺎح واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ .ﻓﻔﻲ ﺗﻼﻗﻲ اﻷﻓﻜﺎر ،ميﻜﻦ ﺻﻘﻞ اﻟﻘﺮاءات واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ وﺗﱰاﺟﻊ اﻟﺨﻼﻓﺎت إﱃ أدىن اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت .إذ أن اﻟﺘﻄﺮف ﻳﺨﻠﻒ وراﺋﻪ اﻟﻌﺪاء واﻟﻌﺰﻟﺔ ،ﺑﻴﻨام ﻳﻘﻮد اﻻﻧﻔﺘﺎح إﱃ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ).(٤
131
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
132
ﻟﻠﺘﻄﺮف واﻟﺘﺼﻠﺐ ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﻔﻲ اﳌﺠﺎل اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻻﻓﻜﺎر اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻮزات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺠﺰﻣﻴﺔ ورﻓﺾ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﺣﺘﻰ ﺗﻔﺴري اﻟﻘﺮآن وﺷﻴﻮع اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﺧﺒﺎري ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠامء ،ﻏري أﻧﻪ ﻃﺮأت ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻮزات ﺗﻄﻮرات ﻛﱪى ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧرية ،ﰲ ﻇﻞ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻃﺮح ﻓﻜﺮة "اﻟﻔﻘﺔ اﻟﺤﻲ" ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ رﺿﻮان اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ راﺋﺪا ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل، إﻻ أﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺈزاﻟﺔ رواﺳﺐ اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ واﻟﺘﺤﺠﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ. ﻛﺸﻒ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ أوﱃ ﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﺘﺤﺠﺮ واﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﰲ ﻋﺎم ١٩٤٤ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﻛﺸﻒ اﻷﴎار" ،ﺣﻴﺚ داﻓﻊ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻦ اﻻﺳﻼم اﻷﺻﻴﻞ ،رادا ﻋﲆ اﻻﻓﻜﺎر اﳌﺘﺼﻠﺒﺔ واﳌﺘﻄﺮﻓﺔ .ﻳﻌﺘﱪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻻﺧﻼﻗﻴﺔ مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ آداب اﻟﺼﻼة ،ﺑﺄن اﻟﺘﺼﻠﺐ واﻟﺘﺤﺠﺮ ﻫام أﺑﺮز ﻋﻮاﺋﻖ اﻟﻨﻤﻮ واﻟﺘﻌﺎﱄ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮدان اﻻﻧﺴﺎن إﱃ اﻟﺘﻘﻬﻘﺮ واﻻﻧﻐﻼق ﻋﲆ اﻟﺬات .ﻳﺮى اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﺄن ﻓﺼﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﺗﺤﺮﻳﻒ اﻟﺪﻳﻦ واﳌﺬاﻫﺐ واﻟﺨﻼﻓﺎت وإﺛﺎرة اﻟﻔﺮﻗﺔ وﻋﺪم اﻟﺘﻄﻮر واﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﺮف واﻟﺘﺼﻠﺐ: "ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻨﺰﻳﻪ زﻫﺪ وﻗﺪاﺳﺔ اﻻﺳﻼم اﻻﺻﻴﻞ اﳌﺤﻤﺪي ﻣﻦ ﻏﺒﺎر ﺗﺼﻠﺐ اﻻﺳﻼم اﻻﻣرييك وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﻀﻌﻔني.(٥) ".... وﰲ ﻣﻮﻗﻒ آﺧﺮ ،ﻳﺆﻛﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ " :مل ﻳﺘﻠﻖ اﻻﺳﻼم ﰲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﴐﺑﺎت ﻣﻮﺟﻌﺔ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ اﳌﺘﻘﺪﺳني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ وأﺑﺮز ﻣﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﻈﻠﻮﻣﻴﺔ اﻻﻣﺎم ﻋﲇ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻏﺮﺑﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.(٦)"... ﻳﺼﻒ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﺄن اﳌﺘﺼﻠﺒني واﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺳﻴﺔ واﻟﺪﻳﻦ ﻛﺄﺑﺮز ﻋﻮاﺋﻖ اﳌﻌﺮﻓﺔ واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﺆﻛﺪا ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻋﲆ ﴐورة ﻣﻌﺮﻓﺔ رواد اﻟﺘﺤﺠﺮ واﻟﺘﺨﻠﻒ واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺴﻂ اﻻﺳﻼم اﻻﺻﻴﻞ اﳌﺤﻤﺪي ومنﻮه: " ﻟﺪى اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺠﺎﻻت ،ﰲ اﻟﺤﻮزات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ .ﻟﻘﺪ ﺣﺬرت ﻣﺮارا وﺗﻜﺮارا ﻣﻦ أﺧﻄﺎرﻫﻢ ،ﻫﺆﻻء وﻣﻦ ﺧﻼل رﻳﺎﺋﻬﻢ ،ﻳﻔﺘﺘﻮن اﻻﺳﻼم واﻟﺜﻮرة ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻫﺆﻻء وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺸﺪق ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ واﻟﻮﻻﻳﺔ ﻳﻌﺘﱪون اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ دﻳﻨﻴني .وﻧﻐﻮذ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎس .ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﻣﺘﻌﻄﺶ ﻟﻼﺳﻼم اﻻﺻﻴﻞ اﳌﺤﻤﺪي.(٧)"... ﻛام وﻗﺪ ﺣﺬر ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أﻳﻀﺎ وﺑﺮؤﻳﺘﻪ اﻟﻔﺬة واﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻠﺐ واﻟﺘﻄﺮف ،ﺣﻴﺚ أﻛﺪ ﻋﲆ ﻋﺪم اﻟﺨﻠﻂ ﺑني اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻻﻓﻜﺎر اﳌﺘﺼﻠﺒﺔ واﻟﺮﺟﻌﻴﺔ واﻟﻘﴩﻳﺔ واﻟﻌﺼﺒﻴﺎت اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ .ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮى ﻣﻦ اﻟﴬوري اﻟﻔﺼﻞ ﺑني
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
ﻫﺎﺗني اﳌﻘﻮﻟﺘني .ﻳﺆدي اﻟﺘﻄﺮف اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﺮاﻓﻘﻪ اﻟﻌﻨﻒ اﻷﻋﻤﻰ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ،إﱃ اﻟﺘﺨﻠﻒ واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻷﻫﺪاف اﳌﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮرة وﻫﺬا ﺑﺪوره ﻳﺆدي إﱃ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺐ وﻓﺸﻞ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف ).(٨ ﻳﺘﻀﺢ وﺑﻨﻈﺮة إﺟامﻟﻴﺔ إﱃ دول اﻟﺜﻮرات أﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪول أرﺿﻴﺎت اﻟﺘﺼﻠﺐ واﻟﺘﻄﺮف إﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ .وﺗﻌﻮد ﻫﺬه اﻷرﺿﻴﺎت إﱃ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻷﺻﻮﱄ واﳌﺘﻄﺮف ﻟﻼﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﳼ وأﻳﻀﺎ إﱃ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول. ﻟﻘﺪ ﺗﻄﻮر ﻫﺬا اﻟﺘﻄﺮف ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺗﻘﻮل ﺑﺎﻻﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ .ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﳌﺤﻘﻘني ﺑﺄن أﻓﻜﺎر وﺟﻮه ﻛﺄيب اﻻﻋﲆ اﳌﻮدودي وﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ وأميﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮي ﺗﻘﻒ وراء ﻫﺬه اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﰲ اﻻﺣﺰاب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ).(٩ ﻣﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻗﻠام ﻧﺮى ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺮادﻳﻜﺎﱄ ﰲ دول ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻛﻤﴫ وﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﺪول أﺧﺮى ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻛﺎﻟﻴﻤﻦ وﺳﻮرﻳﺎ .وﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻧﻼﺣﻆ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﺻﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪول .إﻻ أﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ وﻣﻨﺬ أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺴﻠﻔﻲ وﻻ ﺳﻴام ﰲ ﻣﴫ ،ﻣﺎ أدى إﱃ ﻇﻬﻮر ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺠامﻋﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺠﻬﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮل ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﺘﻄﺮف وﺗﻮﺳﻠﺖ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻄﺮف ).(١٠ﻏري أﻧﻪ وﰲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺮاﻫﻨﺔ وﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر ﻧﻈﺎم ﻣﺒﺎرك ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺪو أن ﻗﺎدة اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻳﺮﻳﺪون إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ أﻓﻜﺎرﻫﻢ اﳌﺎﺿﻴﺔ واﻟﺨﻄﻮ ﻧﺤﻮ اﻻﻋﺘﺪال ﻛﺎﻻﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤني .وﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻓﺈن ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺣﺰب اﻟﻨﻮر ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﱪﳌﺎﻧﻴﺔ اﻷﺧرية ﰲ ﻣﴫ ﻳﻈﻬﺮ ﻗﺒﻮل اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺑﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ. – ١/٢اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ واﻟﻠﯿﱪاﻟﯿﺔ ﮐﺎن ﯾﺤﺎول اﻻﺳﺘﻌامر اﻟﻐﺮﺑﯽ وﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ اﻻﻳﺎم اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ رؤى وأﻓﻜﺎر اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﺛﺮواﺗﻪ وﺧرياﺗﻪ .وﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﺳﺎس ،ﺣﺎول اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻠﺘﻐﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻼﺋﻪ اﻟﺪاﺧﻠﻴني ﻻ ﺳﻴام ﰲ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛام ﺣﺎول ﻓﺮض منﺎذﺟﻪ وأﻓﻜﺎره ﻋﲆ اﻟﺮوح اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .وﻋﲆ أﺛﺮ ﺗﻠﻚ اﳌﺤﺎوﻻت اﳌﺴﺘﻤﺮة ،ﻇﻬﺮت ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ﺑني ﻓﺌﺎت وﴍاﺋﺢ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ وﺗﺤﻮل ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﳌﺜﻘﻔني واﻟﻨﺨﺐ اﻟﻌﺎﺋﺪة ﻣﻦ اﻟﻐﺮب، إﱃ وﺳﻴﻠﺔ ﻹﺷﺎﻋﺔ اﻻﻓﻜﺎر اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻻﻧﺴﻨﺔ واﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ. اﻋﺘﱪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ رﺿﻮان اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧﻈﺮة ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﻓﻜﺎر اﳌﺴﻠﻄﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﳌﻌﺎﴏ اﳌﻌﺮوف ﺑﺎﻟﺤﺪاﺛﺔ أو اﻟﺘﺠﺪد اﻟﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ إﺻﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮد وإﺻﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﻊ رﻛﻴﺰة ﻟﻪ .ﻻﺳﻴام وأن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﺣﺮﻛﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ
133
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
134
ﻗﺪس ﴎه اﻟﴩﻳﻒ متﺜﻞ ﺗﺼﺪﻳﺎ ﻟﻠﺘﻐﺮﻳﺐ واﻻﻧﺒﻬﺎر أﻣﺎم اﻟﻐﺮب وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻧﻈﺮة اﻻﻣﺎم إﱃ اﻟﻐﺮب وﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻳﻀﻌﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻐﺮب. أﻋﺎد اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ ﻛﻤﺪرﺳﺔ ﺣﻴﺔ إﱃ ﺳﺎﺣﺔ اﻻﺟﺘامع واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﻃﺮﺣﻪ ﻛﻤﺪرﺳﺔ ﺗﺤﺮر ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻐﺮب .اﻻﺳﻼم اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﴩﺣﻪ وﻳﻔﴪه وميﺜﻠﻪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،أﻳﻘﻆ اﻻﻧﺴﺎن اﳌﻨﻘﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺴامء واﳌﺘﻮرط ﰲ أرض وﺑني ﻟﻪ ﻛﻴﻒ ميﻜﻦ أن ﻳﺜﻖ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﻋﴫ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت واﻟﺘﴫف اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وﺗﻐﻠﺐ ﻓﻜﺮة "اﻻﻧﺴﻨﺔ" و"ﺗﻐﻠﺐ اﻟﺸﻬﻮات" وأن ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ وأن ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ اﳌﺎدﻳﺎت وﺑﻞ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ .ﻳﺮى اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﺄن أﺻﺤﺎب اﻻﻓﻜﺎر اﳌﺎدﻳﺔ ﻳﻨﻈﺮون إﱃ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻻﻟﻬﻴﺔ أي اﻻﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻣﺎدي وﺣﺴﺎﺑﺎت ﺧﺎﻃﺌﺔ وأﻧﻬﻢ ﻳﻠﺨﺼﻮن اﻟﻘﻴﻢ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﺮﺗﻬﻢ اﳌﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺴﻠﻂ واﺳﺘﻀﻌﺎف اﻟﺸﻌﻮب ).(١١ زﻋﺰﻋﺖ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ رﺿﻮان اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺒﺎدئ وﻣﻮاﺻﻔﺎت وﻣﻌﺎﻳري واﻟﻘﻴﻢ اﳌﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﺪى اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻗﺪﻣﺖ اﻟﻘﻴﻢ اﳌﺘﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺪﻳﻼ ﻟﻬﺎ .ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة وﰲ ﻋﴫ اﺳﺘﻌﺒﺎد اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎين اﻟﺤﺮﻣﺎن أﻣﺎم اﻟﻐﺮب ،ﻗﺪ ﺷﻜﻞ داﻓﻌﺎ ﻷﻛرث اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺘﺤﺮرﻳﺔ واﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﻻ ﺑﻞ أﻧﻪ ﻓﺎﺟﺄ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻃﺎﻗﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاين ﻣﻦ اﻟﻘﻮة إﱃ اﻟﻔﻌﻞ ،ﻣﺎ أدى إﱃ وﻗﻮف اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ إﻳﺎﻫﺎ. ﻳﺆﻛﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد :ﻟﻴﺲ ﺷﻌﺎر "ﻻ ﴍﻗﻴﺔ وﻻ ﻏﺮﺑﻴﺔ" ﻣﺠﺮد ﺷﻌﺎر ﺳﻴﺎﳼ ورﻓﻀﺎ ﻟﻼﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﴩﻗﻴﺔ واﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻞ إﻧﻪ رﻓﻀﺎ ﻟﻜﻠﻴﺔ روﻳﺔ اﻟﴩق واﻟﻐﺮب :ﻧﻌﻢ، إن ﺷﻌﺎر "ﻻ ﴍﻗﻴﺔ وﻻ ﻏﺮﺑﻴﺔ" اﻟﺬي ﻧﺮﻓﻌﻪ ،ﻫﻮ اﻟﺸﻌﺎر اﳌﺒﺪيئ ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﺎمل اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني وﻳﺮﺳﻢ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻗﺮﻳﺐ وﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﺎﻻﺳﻼم ﻛﻤﺪرﺳﺔ وﺣﻴﺪة ﻟﺘﺤﺮر اﻻﻧﺴﺎن وﻟﻦ ﻳﻌﺪﻟﻮا ﻗﻴﺪ أمنﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .وﻋﲆ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن ﻻ ﻳﱰددو ﰲ أن ﻫﺬه اﻟﺸﻌﺎر ﻟﻴﺲ ﺷﻌﺎر ﻓﱰة ﻣﺤﺪدة ،ﺑﻞ أﻧﻪ أﺳﺎﺳﺎ اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺸﺎﻏﻞ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ وﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻟﻜﺎﻓﺔ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل. إذ أن ﴍط ﺳﻠﻮك ﺟﺎدة اﻟﻨﻌﻢ ﻫﻮ ﺣﻖ اﻟﱪاءة واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻀﺎﻟني اﻟﺬي ﻳﺠﺐ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت وﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ).(١٢ -٢اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻻﺧﻼﻗﻴﺔ: -٢/١ﺣﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﻔﺴﺎد ميﺜﻞ ﺣﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺮﺧﺎء واﻟﻔﺴﺎد أﻫﻢ اﻵﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﺸﻌﻮب .وﻗﺪ ذﻛﺮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨامذج اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﻬﻘﺮت واﻧﻬﺎرت ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻵﻓﺎت .ﺗﺸري
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
ﺳﻮرة اﻟﻔﺠﺮ وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺬﻛري ﺑﺘﺎرﻳﺦ أﻗﻮام ﻋﺎد ومثﻮد واﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ إﱃ ﻋﻨﴫﻳﻦ أﺳﺎﺳﻴني ﻫام :اﻟﻄﻐﻴﺎن واﻟﻔﺴﺎد "اﻟﺬﻳﻦ ﻃﻐﻮا ﰲ اﻟﺒﻼد ،ﻓﺄﻛرثوا ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺴﺎد" )(١٣ اذا اﺟﺘﻤﻊ ﻫﺬان اﻟﻌﻨﴫان ﻟﺪى اﻟﺤﻜﺎم ،ﻓﺈن ﺳﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺻﺐ ﺳﻮط اﻟﻌﺬاب ﻋﻠﻴﻬﻢ" :ﻓﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺑﻚ ﺳﻮط ﻋﺬاب – إن رﺑﻚ ﻟﺒﺎﳌﺮﺻﺎد" ).(١٤ وﰲ آﻳﺔ أﺧﺮى ،ﻳﺸﱰط اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻻﺧﺮوﻳﺔ ﺑﺎﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻔﺴﺎد : "ﺗﻠﻚ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ﻋﻠﻮا ﰲ اﻷرض وﻻ ﻓﺴﺎدا واﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘني" ).(١٥ ﮐام ﻧﻼﺣﻆ ﺟﺰءا ﻛﺒريا ﻣﻦ ﺧﻄﺐ اﻻﻣﺎم ﻋﲇ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﰲ ﻧﻬﺞ اﻟﺒﻼﻏﺔ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﲆ ﻣﺬﻣﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﻼﻫﺜني وراء ﴎاﺑﻬﺎ .وإن ﻫﺬا ﻳﺪل ﻋﲆ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺮﻳﺮة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻓﱰة ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺳﻮل وﻳﻜﺸﻒ اﻻﻣﺎم ﻋﲇ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﰲ ﺧﻄﺒﻪ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ،ﻗﺪ ﺷﻐﻞ أﺻﺤﺎب اﻟﺮﺳﻮل اﻻﻋﻈﻢ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ورواد اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺠﻬﺎد ﺑﺠﻴﻔﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ وراﻗﻬﻢ زﺑﺮﺟﻬﺎ" :ﻻن اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻠﻴﺖ ﰲ أﻋﻴﻨﻬﻢ وراﻗﻬﻢ زﺑﺮﺟﻬﺎ" (١٦)...ﻟﻘﺪ ﻃﺮح ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘامع اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈريات ﺑﺸﺄن اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت واﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻴﻘﻬﺎ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻓﺈن إﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻳﺮى ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﺑﺄن اﻟﺪول ﻟﻬﺎ أﻋامر ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺣﺎل اﻹﻧﺴﺎن ،ﻣﺆﻛﺪا ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻋﲆ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ واﻟﻌﺼﺒﻴﺎت .وﰲ ﻧﻈﺮة إﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﻓﺈن اﻟﺪول ﻟﺪﻳﻬﺎ روح ﺛﻮرﻳﺔ وﻗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻏري أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮرط ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎء واﻟﻬﻮان وﺗﺸﻐﻠﻬﺎ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ وﻋﲆ ذﻟﻚ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻄﻐﻴﺎن ،ﻣﺎ ﻳﺆدي ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف إﱃ اﻧﻬﻴﺎرﻫﺎ وﻧﻬﺎﻳﺔ أﻋامرﻫﺎ ).(١٧ ﻳﻘﺴﻢ أﺑﻮ ﻧﴫ اﻟﻔﺎرايب وﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﺮح ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺑﺸﺄن اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ،اﻟﺪول إﱃ ﻗﺴﻤني ﻫام اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ وﻏري اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ .ﻓﺎﳌﺪن اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻫﻲ ﻣﺪن ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺴﻌﺎدة ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ ،آﺧﺬة اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻻﺧﻼﻗﻴﺔ رﻛﻴﺰة ﻟﻬﺎ ﰲ إدارة ﺷﺆون اﻟﺒﻼد .أﻣﺎ اﳌﺪن ﻏري اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻢ وﻋﲆ ذﻟﻚ ﺗﺘﻮرط ﰲ اﻟﻔﺴﺎد. إن آراء اﺑﻦ ﺧﻠﺪون واﻟﻔﺎرايب ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺈﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﺴﻨﻦ اﻻﻟﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ .ﻛام ﻃﺮح ﻣﻔﻜﺮون ﻏﺮﺑﻴﻮن ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛﺲ وﺻﺎﻣﻮﺋﻴﻞ ﻫﺎﻧﺘﻴﻐﺘﻮن وﻣﻴﺸﺎل ﻓﻮﻛﻮ آراء ورؤى اﻟﴫاع اﻟﻄﺒﻘﻲ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻏري اﳌﺘﺰﻧﺔ واﻟﻘﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ،ﻟﺪى ﺗﻨﺎوﻟﻬﻢ ﻇﻬﻮر اﻟﺪول واﻧﻬﻴﺎرﻫﺎ. ﻛﺎن ﻳﺮى اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﻔﺠﺮاﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ أن اﻟﻜﻔﺎح ﻻ ﻳﺘﻼﺋﻢ ﻣﻊ اﻟﻬﻮان واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺼﻮرون أن اﻟﻨﻀﺎل ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﺗﺤﺮر اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني واﳌﺤﺮوﻣني ﰲ اﻟﻌﺎمل
135
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻻ ﻳﺘﻌﺎرض واﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ واﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻴﺪون أﺑﺠﺪﻳﺔ اﻟﻨﻀﺎل واﻟﻜﻔﺎح .إن ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻛﺎﻟﻨﻀﺎل واﻟﺮﻓﺎه واﻻﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ وﻣﻘﻮﻟﺔ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ واﻟﺮﺧﺎء وﻣﻘﻮﻟﺔ ﻃﻠﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻃﻠﺐ اﻵﺧﺮة ﻫام ﻧﻘﻴﻀﺎن ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻌﺎن أﺑﺪا ).(١٩ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،ﻳﺆﻛﺪ وﻟﺪى ﺗﺤﺬﻳﺮه ﻣﻦ اﻵﻓﺎت اﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرات :إﻧﻨﻲ أﻗﺴﻢ ﻫﺬه اﻵﻓﺎت إﱃ ﻗﺴﻤني :اﻵﻓﺎت اﳌﺘﺠﺬرة ﻓﻴﻨﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺿﻌﻔﻨﺎ واﻵﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺪو ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ .إن اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﻮﻻت :اﻟﺸﻌﻮر واﻟﻈﻦ ﺑﺄن اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻊ اﻧﺘﻬﺎء واﻧﻬﻴﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﻔﺎﺳﺪ واﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮر .اﻟﻬﻮان اﻟﻨﺎﺑﻊ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎر وﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻘﻮط اﻟﻬﻤﻢ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﻟﺨﻄﺮ اﻷول وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻀﺨﻢ اﻟﺨﻄﺮ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺎﳌﺤﺎﺻﺼﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻨﺎﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ).(٢٠
136
– ٢/٢اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﻔﺮﻗﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ إﺣﺪى اﳌﺸﺎﻛﻞ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﺜﻮرات ﰲ اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﲇ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻦ اﻻﻧﺎﻧﻴﺔ واﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﺼﺺ ﻏري ﻋﺎدﻟﺔ .ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري ،إذ أن وﰲ ﻓﱰة اﻟﻨﻀﺎل ،ﻳﻮﺣﺪ اﻟﻌﺪو اﳌﺸﱰك )اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮري( ﺻﻔﻮف اﻟﺜﻮرﻳني ﻣﻦ ﻛﻞ اﻻﻃﻴﺎف واﻟﺘﻴﺎرات ،ﻏري أﻧﻪ وﻓﻮر اﻧﻬﻴﺎر اﻟﻌﺪو اﳌﺸﱰك ،ﻳﺒﺪأ ﺑﺮوز اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﺪواﻓﻊ اﳌﺎدﻳﺔ واﻟﺸﻬﻮاﻧﻴﺔ ﻛﺎﳌﺤﺎﺻﺼﺔ وﺗﺠﻤﻴﻊ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ. ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﰲ أﻛرث ﻣﻦ آﻳﺔ اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة وﺗﺠﻨﺐ اﻟﻔﺮﻗﺔ: واﻋﺘﺼﻤﻮا ﺑﺤﺒﻞ اﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻻ ﺗﻔﺮﻗﻮا واذﻛﺮوا ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ إذ ﻛﻨﺖ أﻋﺪاء ﻓﺄﻟﻒ ﺑني ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻓﺄﺻﺒﺤﺘﻢ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ إﺧﻮاﻧﺎ. ﮐﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ أﺣﺪ أﻋﻈﻢ اﻟﺪﻋﺎة إﱃ اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .وﻗﺪ ﻃﺮح اﻟﻮﺣﺪة ﺑني اﻟﻔﺌﺎت واﻟﻔﺮق اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ وﺑﻞ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺠﺎﻻت اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .ﻛﺎن ﻳﺄﺧﺬ اﻻﻣﺎم اﻟﻮﺣﺪة ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ومل ﻳﻔﻜﺮ ﰲ اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻘﻂ ، ﻗﺒﻞ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻌﺪو اﳌﺸﱰك ﻳﻬﺪد ﻛﺎﻓﺔ ﻓﺌﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﴫ ﻋﲆ اﻟﻮﺣﺪة ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺼﺎر: "ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﻘﺎء .اﳌﺆاﻣﺮات ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻧﺘﺒﻬﻮا ﺑﺄن ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺜري اﻟﺨﻼﻓﺎت ﻫﻲ إﺛﻢ ﻛﺒري ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻳﻐﻔﺮﻫﺎ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ .ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ إن ﺻﺪرت ﻣﻦ أﻋﺪاﻧﻨﺎ أو ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ ،إﻣﺎ ﻣﻦ دﻋﺎة اﻟﻘﺪاﺳﺔ وإﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﺎ )ﻻ ﻓﺮق ﰲ ذﻟﻚ( .ﻻ ﺳﻴام ﰲ وﻗﺖ ﻳﺘﻌﺮض اﻻﺳﻼم ﻟﺨﻄﺮ اﻟﻔﻜﺮ .ﻫﺬا ﻣﻦ اﻵﺛﺎم اﻟﺘﻲ ﻻ ميﻜﻦ اﻟﺘﻐﺎﴈ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ(٢٢) ".. ﯾﻨﺎدي اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺸﻌﻮب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل أﻳﻀﺎ" :أﻻ ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﳌﺴﻠﻤﻮن اﻷﻗﻮﻳﺎء،
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
ﻋﻮدوا إﱃ ذاﺗﻜﻢ واﻋﺮﻓﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ وﻋﺮﻓﻮﻫﺎ إﱃ اﻟﻌﺎمل واﺗﺮﻛﻮا اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺜريﻫﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ وﻋﻤﻼﺋﻬﺎ اﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻬﺐ ﺛﺮواﺗﻜﻢ وﺧرياﺗﻜﻢ واﻻﺳﺎءة ﻟﻜﺮاﻣﺘﻜﻢ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،أﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎ ،اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ واﻟﻘﺮآن اﳌﺠﻴﺪ وأﻃﺮدوا ﻣﺜريي اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﻦ اﳌﺘﻘﺪﺳني اﻟﺨﻮﻧﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻬﻠﻮن اﻻﺳﻼم وﻣﺼﺎﻟﺢ اﳌﺴﻠﻤني ،إذ أن أﴐار ﻫﺆﻻء ﻋﲆ اﻻﺳﻼم ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ أﴐار اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ"... )(٢٣ ﻳﻘﻮل آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ،ﻣﺤﺬرا ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻗﺔ واﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﻗﻴﺔ" :أﻣﺎ اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﻗﻴﺔ واﻟﻘﺒﻴﻠﺔ واﻟﺤﺪودﻳﺔ .اﻋﱰﻓﻮا ﺑﺎﳌﻔﺎرﻗﺎت واﻟﺨﻼﻓﺎت واﻋﻤﻠﻮا ﻋﲆ إدارﺗﻬﺎ .اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻨﺠﺎة .اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺬﻛﻮن ﻧﺎر اﻟﻔﺮﻗﺔ اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﻜري ،ﺣﺘﻰ وإن ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻋﻤﻼء اﻟﺸﻴﻄﺎن(٢٤) ". -٣اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ٣/١اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ اﳌﺘﺠﺬرة متﺜﻞ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ واﻻﺳﺘﺒﺪاد إﺣﺪى اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﳌﺎ ﻋﺎىن ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻓﺈن اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب مل ﻳﻌﻴﺸﻮا اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻟﺘﺪاول اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ وﻗﺪ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﻮن ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ إﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮارث وإﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت أو اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ وﻗﺪ ﻗﻤﻌﻮا ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،اﳌﻌﺎرﺿني ﺑﺸﺪة. إن اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ وﻓﺸﻞ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺳﻴام ﻟﺪى ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻗﺪ أدى إﱃ "أزﻣﺔ اﻟﴩﻋﻴﺔ" ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻣﻬﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت واﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳني ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ. ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻓﺈن ﺑﻦ ﻋﲇ ﺣﻜﻢ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺸﻜﻞ اﺳﺘﺒﺪادي ﻋﲆ ﻣﺪى ٢٣ﻋﺎﻣﺎ وﻣﺜﻠﻪ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ،ﺣﻴﺚ ﺣﻜﻢ ﻣﴫ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد وﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﰲ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻮﱃ ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻷﻛرث ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد وﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻠﻘﻮن دﻋام ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة .ﻟﻴﺲ واﻗﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺣﻜﺎﻣﻬﺎ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺎل .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻓﺈن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪاﺋﻢ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺰل اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮاﺣﺪ أو اﻟﺤﺰب اﻟﺤﺎﻛﻢ أو اﻻﴎة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﻗﺪ أدى إﱃ ﻏﻀﺐ ﺷﻌﺒﻲ وﻗﺪ اﻧﻬﻤﻚ اﳌﻌﺎرﺿﻮن ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ إﻧﻬﺎء ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮري وﺣﺎوﻟﻮا ﻋﲆ ﺗﺸﺠﻴﻊ وﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﻘﺎط اﻻﺳﺘﺒﺪاد وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد. ﯾﺮى ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻗﺒني ﺑﺄن ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻻﻣﺪ ،ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺸﻌﺐ .ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﻳﺠﺐ ﻗﺒﻞ أي ﳾ ﺗﻐﻴري ﺛﻘﺎﻓﺔ
137
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﺑﺮوح اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠامﻋﻲ واﻟﺤﺰيب واﻟﺘﺪول اﻟﻘﺎﻧﻮين ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ .إذا ﻣﺎ مل ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﻈﻬﺮ دﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺎت ﺟﺪﻳﺪ وﻗﺪ ﻳﺘﺤﻮل اﻟﺜﻮرﻳﻮن إﱃ دﻛﺘﺎﺗﻮرﻳني ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﺘﻄﻮرات اﳌﺘﺴﺎرﻋﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﴫ ﺗﺸري إﱃ أن اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﺳﻴﺸﻬﺪ ﺗﻐريات أﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﺒﻴﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ وأﻧﻪ ﺳﻴﻘﱰب ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻄﻮات ﻧﺤﻮ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ).(٢٥ ﯾﻘﺎل إﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﺟامل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﴏ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﳌﴫي ﳌﺎذا ﺧﴪت ﺣﺮب ﺳﺘﺔ أﻳﺎم أﻣﺎم اﻟﻜﻴﺎن اﻻﴎاﺋﻴﲇ ،ﻓﺈﻧﻪ اﻋﱰف ﰲ إﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﳌﺮﻳﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ،ﻗﺎﺋﻼ" :ﻷﻧﻨﺎ ﺑﻨﻴﻨﺎ ﺳﻠﻄﺔ ومل ﻧﺒﻨﻲ دوﻟﺔ" .ﻫﺬا اﻻﻋﱰاف إن دل ﻓﺈمنﺎ ﻳﺪل ﻋﲆ أ ،ﻣﴫ وﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻳﻀﺎ ﻗﺪ ﻧﺎﻟﺖ اﻟﻘﻮة اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ مل ﺗﻨﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ أي اﻟﻘﻮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻋﲆ ﻫﺬا ،ﻓﺸﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻓﺈن اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ اﻟﺠﻴﺶ واﻟﻘﻮة اﻟﺼﻠﺒﺔ ،ﺑﻴﻨام ﺗﺮﺗﻜﺰ اﻟﺪول اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﻮة اﻟﺸﻌﻮب. اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﺬر اﻻﺳﺘﺒﺪاد وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﴬوري اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ رواﺳﺐ ﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وأن ﻳﱰﺳﺦ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻛﺄﻫﻢ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان. 138
– ٣/٢ﻋﺪم وﺟﻮد ﻗﻴﺎدة ﻛﺎرﻳﺴﻤﻴﺔ ﻻ ميﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﻧﻜﺮان دور اﻟﻘﻴﺎدة ﰲ ﺧﻠﻖ اﻟﻮﺣﺪة وﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺜﻮرﻳني ﻓﻜﺮﻳﺎ وﻣﻴﺪاﻧﻴﺎ .إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﺎدة ﺑﺎﳌﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻜﺎرﻳﺴﻴﻤﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ وﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ميﻜﻦ ﻗﻴﺎدة اﻟﺜﻮرة واﻟﻨﻈﺎم ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أﻛرث وأﴎع .إذ أن اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻛﺒرية ،ميﻜﻨﻬﻢ اﻟﻨﻔﻮذ إﱃ ﻗﻠﻮب أﺗﺒﺎﻋﻬﻢ وﻣﻨﺎﴏﻳﻬﻢ ﺑﻘﻮة ﻛﺒريى وﺗﻜﻮن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻬﻢ وأواﻣﺮﻫﻢ ﻣﻄﺎﻋﺔ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻈﺮوف وﻻ ﺳﻴام ﰲ اﻻزﻣﺎت. ﮐﺎﻧﺖ إﺣﺪى ﻣﻤﻴﺰات اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان متﺘﻌﻬﺎ ﺑﻘﻴﺎدة ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﺒرية وﻋﻈﻤﻰ وأﺳﻄﻮرﻳﺔ ﻛﺎﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ وﺟﻬﺎ ﻛﺎرﻳﺴﻤﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻣﺘﻼﻛﻪ ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﻛﺎﳌﺮﺟﻌﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻻﺧﻼق واﻟﻌﺮﻓﺎن ﻣﻌﺎ واﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻨﻬﺾ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ اﻻﻳﺮاين ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ. ﻳﻘﻮل اﳌﻔﻜﺮ اﻟﻔﺮﻧﴘ ﻣﻴﺸﺎل ﻓﻮﻛﻮ ﰲ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ " :إن ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻳﻘﱰب ﻣﻦ ﺣﺪود اﻻﺳﻄﻮرة ،ﻻ ميﻜﻦ ﻷي رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ أو أي ﻗﻴﺎدي ﺳﻴﺎﳼ ﺣﺘﻰ وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪﻋﻢ اﻻﻋﻼﻣﻲ ﰲ ﺑﻼده أن ﻳﺪﻋﻲ ﺑﺄن ﺷﻌﺒﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﻫﺬا ارﺗﺒﺎط اﻟﻮﺛﻴﻖ
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
ﻣﻌﻪ(٢٦) ". مل ﺗﻜﻦ ﻟﺪى اﻟﺪول اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﰲ ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﻗﻴﺎدة ﻛﺎرميﺴﻴﺔ ﻛﺎﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﺎدة اﻟﺜﻮرة ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﺟامﻋﻴﺔ و ﺑﻴﺪ اﻻﺣﺰاب واﻟﺘﻴﺎرات واﻟﻮﺟﻮه ذات اﻟﺘﺄﺛري. اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺜري اﻻﻧﺘﺒﺎه ﰲ دول ﻛﺘﻮﻧﺲ وﻣﴫ وأﻳﻀﺎ ﺑﺤﺮﻳﻦ ﻫﻲ أن اﻟﺸﺒﺎب أﻳﻀﺎ اﻧﻀﻤﻮا إﱃ رﻛﺐ ﻗﻴﺎدة اﻟﻨﻬﻀﺔ وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ وﻗﻴﺎدة اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻳﺠﺎد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﻜﺎء ﻋﲆ اﳌﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ. ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻓﺈن ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻛﺸﺒﺎب ٦آورﻳﻞ أو ﺣﺮﻛﺔ ﺷﺒﺎب ٢٥ﻳﻨﺎﻳﺮ ﰲ ﻣﴫ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺷﺒﺎن ﺣﻘﻘﻮا ﻧﻬﻀﺔ ذﻛﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﺮف ﺑـ "ﻓﻴﺲ ﺑﻮك" و"ﺗﻮﻳﱰ" و"وﻳيك ﻟﻴﻜﺲ" وﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻈﻴﻢ اﳌﻈﺎﻫﺮات واﻻﻋﺘﺼﺎﻣﺎت اﳌﻴﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ﻋﱪ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺒﻜﺎت. ﻣﺎ ﻳﺜري اﻟﻘﻠﻖ ﻫﻮ أن ﻋﺪم وﺟﻮد ﻗﻴﺎدة واﺣﺪة ،ﻗﺪ ﺗﻘﻮى إﱃ اﻟﺘﻔﺮق ﰲ اﻟﻄﻤﻮﺣﺎت واﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﰲ اﻟﺪول اﻟﺜﻮرﻳﺔ وميﻬﺪ ﻟﺘﺪﺧﻞ اﻻﻧﺘﻬﺎزﻳني اﻻﺟﺎﻧﺐ ﻟيك ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺤﺮﻳﻒ اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻋﻦ أﻫﺪاﻓﻬﺎ .ﻣﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ وﻏري اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑني اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺜﻮرات واﻳﻀﺎ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﴬورﻳﺎت وﻇﺮوف اﻟﻔﱰة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ أن ﺗﺮﻓﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺜﻮرﻳني. ٣/٣اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮب ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻨﻔﻮذ اﻻﺳﺘﻌامري اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻣﺆﴍات ﻋﺪة ﻋﲆ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮب ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول .ﺗﺘﻤﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﺑﻌﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﻣﻨﻴﺔ وﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻻﺣﻴﺎن وﻛﺎن أﺣﺪ أﺑﺮز ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻴﻘﻈﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﻫﻮ ﺗﺒﻌﻴﺔ اﻻﻧﻈﻤﺔ واﻟﺤﻜﺎم ﻟﻠﻐﺮب وﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ إﱃ ﺣﺪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﻮل ﺣﻜﺎم ﻫﺬه اﻟﺪول ﻓﻌﻼ إﱃ ﻣﺠﺮد وﺳﻴﻠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ رؤى اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻮى ﺗﻨﻔﻴﺬ أواﻣﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،واﻓﻖ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﰲ ﻣﴫ ﰲ ﻋﻬﺪ اﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ﻋﲆ اﻟﺴﻼم ﻣﻊ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين ﺑﺈﺷﺎرة ووﺳﺎﻃﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻛﺎن أول دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﴫاع ﻣﻊ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮين .ﻫﺬا ﰲ وﻗﺖ ﻛﺎن ﻳﻌﺎرض اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﺑﺸﺪة اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ وﻻ ﻳﺰال ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻴﺎن ﻣﺤﺘﻞ وﻏﺎﺻﺐ. اﻟﺘﻨﺎزﻻت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﺴﺎدات وﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﴎاﺋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ
139
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
140
ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﺼﺎدﻳﻖ ﺗﺒﻌﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﴫي اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻐﺮب .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،واﻓﻖ ﻣﺒﺎرك ﻋﺎم ٢٠٠٥ﻋﲆ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﲆ اﺗﻔﺎق ﺑﻴﻊ اﻟﻐﺎز ﻟﻠﻜﻴﺎن اﻻﴎاﺋﻴﲇ ﺑﺜﻠﺚ ﺳﻌﺮه اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﺣﻴﺚ أﺛﺎر ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺣﺘﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﻌﺾ ﻧﻮاب اﻟﱪﳌﺎن اﳌﴫي(٢٧) . ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﰲ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻴﺒﻴﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎرات ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻐﺮب ،ارمتﻰ ﰲ أﺣﻀﺎن اﻟﻐﺮب أﺧريا ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻓﻌﻪ وﺳﻠﻄﺘﻪ وﺣﺘﻰ واﻓﻖ ﻋﲆ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻛﺎﻓﺔ أﺟﻬﺰﺗﻪ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻟﻠﻮﻳﺎﻻت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﺎم ٢٠٠٦وﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎم ﺑﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﻋﻤﻠﻴﺔ إزاﻟﺔ أﺳﻠﺤﺔ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ ،ﺗﺤﺴﻨﺖ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ أﻋﻠﻨﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﰲ ﻣﺎرس ٢٠٠٦ﻋﻦ اﺗﻔﺎق ﺑﺸﺄن ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻮوي ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﰲ ﻣﺎﻳﻮ ٢٠٠٦أﻛﺪت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﴐورت إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ،إذ أن اﻟﻘﺬاﰲ أﻋﻠﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ أﻟﻐﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ .ﻛام أﻛﺪت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أﻧﻪ ﻳﺠﺐ إﺧﺮاج ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﻗﺎمئﺔ اﻟﺪول اﻟﺮاﻋﻴﺔ ﻟﻼرﻫﺎب) .(٢٨اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ ﻟﻼﺟﺎﻧﺐ وﻻﺳﻴام ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ أﺑﺮز اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺪد أزﻣﺔ ﴍﻋﻴﺔ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﳌﺴﻠﻤني ﻷﻣريﻛﺎ واﴎاﺋﻴﻞ .وﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ رﺳﺎﻟﺔ اﺣﺘﺠﺎج ﻋﲆ ﺗﺒﻴﻌﺔ ﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺮب ﻟﻠﻐﺮب وﻳﺠﺐ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻳﺠﺐ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ إﱃ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻫﻤﻬﺎ اﻷول واﻻﺧري ﻫﻮ اﳌﻨﺎﻓﻊ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﺳﺘﻘﻼل اﻟﺒﻼد وﻛﺮاﻣﺔ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ،وأن ﺗﺘﺠﻨﺐ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻼﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ .وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ،ﻓﺈن آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﺤﺬر ﻣﻦ رزع اﻟﻌﻤﻼء اﻟﻐﺮﺑﻴني ﰲ ﻓﱰة ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرات ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل :اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻷوﱃ ﻫﻮ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻮﺟﻮه ﺗﻌﺘﱪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﻐﺮب .ﻳﺤﺎول اﻟﻐﺮب ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر أﺗﺒﺎﻋﻪ ،أن ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﻮﺟﻮه اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،وأن ﻳﻀﻊ روؤﺳﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺟﺴﺎد وﻳﻮاﺻﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول .ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ إﻫﺪار ﻛﺎﻓﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻬﻮد واﳌﺠﺎﻫﺪات. وإذا ﺗﺼﺪت ﻟﻬﻢ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﻮب ووﻋﻴﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺤﺎوﻟﻮن وﺿﻊ ﺑﺪاﺋﻞ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ أﻣﺎم اﻟﺸﻌﻮب واﻟﻨﻬﻀﺔ .ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ أن ﻳﻘﺪم ﻣﻘﱰح ﻷﻧﻮاع ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ودﺳﺎﺗري ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ إﱃ اﳌﺮﺑﻊ اﻷول وأن ﺗﻮرﻃﻬﺎ ﰲ ﻓﺦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻐﺮب ،ﻛام ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻮﻏﻞ ﺑني اﻟﺜﻮرﻳني وأن ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻀﺦ ﻣﺎﻟﻴﺎ واﻋﻼﻣﻴﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻴﺎر ﻏري ﻣﻮﺛﻮق ﺑﻪ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﺗﻬﻤﻴﺶ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ إﻋﺎدة اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﻨامذج اﳌﻌﺪﻟﺔ واﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺜﻮرة وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻻوﺿﺎع متﺎﻣﺎ).(٢٩
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
-٤اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ: اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺤﺮﻣﺎن وﻋﺪم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﺘﺰﻧﺔ ﻣﻦ أﺑﺮز اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎين ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب واﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻹﻳﺠﺎد ﻓﺠﻮة ﺑني ﻓﺌﺎت وﴍاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﻔﺴﺎد واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﻛام أن اﳌﻮاﺻﻔﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻛﻤﻌﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺧﻂ اﻟﻔﻘﺮ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻫﻲ ﰲ وﺿﻊ ﻻ ﻳﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ،ﻓﺈن اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺎين ﻣﻦ "أزﻣﺔ )......ﻛﺎراﻣﺪي( إﱃ ﺟﺎﻧﺐ أزﻣﺔ اﻟﴩﻋﻴﺔ ومل ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﺗﻠﺒﻲ أﺑﺴﻂ ﺣﺎﺟﺎت ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﴩوع اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﻜﺒري اﻟﺬي ﻃﺮﺣﺘﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﺎم : ۲۰۰۳أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ ....اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟـ ۲۲دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ أﻗﻞ ﺑﻜﺜري ﻣﻦ دوﻟﺔ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ .ﻛام ﻳﻘﻮل اﳌﴩوع إن ﻣﻌﺪل دﺧﻞ ﺛﻠﺚ دول اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز دوﻻرﻳﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎ وﻋﲆ ﻫﺬا ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺤﺴني اﻟﻈﺮوف اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪول ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ).(۳۰ ﻫﺬا ﰲ ﺣني ،وﻓﻘﺎ ﻟﻼﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﺈن أﻛرث ﻣﻦ ۵۰ﰲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب وﻋﲆ ﻫﺬا ﻓﺈن ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﱄ ﻗﺪ ﺣﺬر ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأن ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ إﻳﺠﺎد ۱۰۰ﻣﻠﻴﻮن ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم .(۳۱)۲۰۲۰ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺘﻮﻧﺲ ﻗﺪ أﺗﺨﺬت ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻄﻮات ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﺣﻘﺘﺖ ﺗﻮﻧﺲ ﺧﻼل اﻻﻋﻮام اﻷﺧرية ﺗﻄﻮرات ﻛﱪى، ﻏري أن ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺟﺬرﻳﺔ ﻛﺎﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ .ﺗﺼﺪر ﺗﻮﻧﺲ أﻛرث ﻣﻦ ۸۰ﰲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻧﺘﺎﺟﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ إﱃ اﻟﺨﺎرج وﺗﺤﺘﻞ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻼﺛني ﻋﺎﳌﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﻋﺮض اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﰲ اﻻﺳﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﻴﻜﻠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة وﺗﺒﻴﻴﺾ اﻻﻣﻮال ﺗﻌﻮد ﺗﻠﻚ اﻻﻣﻮال إﱃ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻓﻘﻂ. ﰲ ﻣﴫ ،ﻗﺪرت أﻣﻮال ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ﺑﻨﺤﻮ ۷۰ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ،ﰲ ﺣني ﻳﻌﺎين أﻛرث ﻣﻦ ۶۰ ﰲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ وﻳﻌﻴﺶ ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻓﻘﻂ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮين ﺷﺨﺺ ﰲ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺎت واﳌﻘﺎﺑﺮ .ﻳﻌﻴﺶ ﻫﺆﻻء ﻋﲆ ﺗﻨﻈﻴﻒ اﳌﻘﺎﺑﺮ اﻻﴎﻳﺔ وﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ وﻳﺒﻘﻮن ﰲ ﻣﻨﺎزل اﳌﺘﻮﻓني ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة أﺻﺤﺎب اﻟﻌﺰاء ).(۳۲ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ واﻟﺤﺮﻣﺎن اﻟﺬي أﻧﺠﺰ "ﺛﻮرة اﻟﺨﺒﺰ" وﻛﺎن إﻗﺪام ﺷﺎب ﻛـ"ﻣﺤﻤﺪ
141
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺒﻮﻋﺰﻳﺰي" ﻋﲆ إﴐام اﻟﻨﺎر ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ إﺣﺪى اﳌﺪن اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﻘﻤﻊ واﻟﺤﺮﻣﺎن ،ﻟﻴﺤﺮق اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب. ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺸﺎر اﻻﻧﺒﺎء ﺣﻮل اﺣﺮاق ﺷﺎب ﺗﻮﻧﴘ ﻧﻔﺴﻪ ،اﻧﻄﻠﻖ متﺮد اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺨﻄﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺪن ﰲ ﺗﻮﻧﺲ وﺳﻴﻄﺮ ﻋﲆ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ .ﺛﺎرت ﺷﻌﻮب ﻣﴫ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﺑﺎﻗﻲ ﺷﻌﻮب اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﻣﺴﺘﻬﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴام وأﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻧﻔﺲ اﻟﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻔﻘﺮو اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ. ﻣﻦ دون أدىن ﺷﻚ ،ﻓﺈن ﺗﻠﺒﻴﺔ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨني ميﺜﻞ اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﱪ أﻣﺎم اﻟﻘﺎدة اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ دول اﻟﺜﻮرات وأن ﺗﺠﺎوز ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﺎﳼ وﻃﻮﻳﻞ اﻻﻣﺪ ﻹﺻﻼح اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ومنﻮ اﳌﺆﴍات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول. ﻳﺘﺠﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪى ﰲ دوﻟﺔ ﻛﻤﴫ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪر ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺤﻮ ۴۰ﰲ اﳌﺌﺔ. وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﴫﻳﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﴫﻳﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺧري ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺰت ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﲆ اﻟﻔﺌﺔ اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ اﻟﺪﺧﻞ ،ﻣام ﺗﺮك ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻔﺌﺎت اﳌﺘﺪﻧﻴﺔ اﻟﺪﺧﻞ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ).(۳۳ ﺗﻨﺤﴪ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﻨﻰ ﺗﺤﺘﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺟﺎﻫﺰة أو ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ مبﻮارد ﻧﻔﻄﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ،وﻟﻮ أن ﻫﺎﺗني اﻟﺪوﻟﺘني أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻛﺎﻟﻔﺠﻮة ﺑني اﻟﻔﺌﺎت أو اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ. 142
(۲اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ – ۲/۱ﻣﺼﺎدرة اﻟﺜﻮرات ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻄﻮرات ﰲ ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻳﺎﻻت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﻠﺢ ﰲ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﺑﻘﺎء ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻛﺤﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك وﺑﻦ ﻋﲇ ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻏري أﻧﻬﺎ وﻣﻊ ﺑﻠﻮغ اﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ذروﺗﻬﺎ ،دﻋﺘﻬﻢ إﱃ اﻻﺳﺘامع إﱃ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪت ﻣﻦ اﻧﻬﻴﺎر اﻧﻈﻤﺘﻬﻢ ،وﻗﻔﺖ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺸﻌﺒني اﳌﴫي واﻟﺘﻮﻧﴘ .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺣﺎول اﻻﻣﺮﻳﻜﺎن واﻻوروﺑﻴﻮن أن ﻳﺼﺎدروا ﺛﻮرات اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺸﻌﺎر اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ وأن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺄدارة اﻟﻈﺮوف اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﻢ .ﻳﺮى اﻟﺒﻌﺾ ﻫﻨﺎ ﺑﺄن إدارة اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻣﻨﺬ ﻧﻘﻄﺔ اﻻﻧﻄﻼق ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﺪ اﻟﻐﺮب ،إﻻ أن وﺑﺤﺴﺐ اﻋﱰاﻓﺎت اﳌﺮاﻛﺰ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ اﻟﻐﺮب ،ﻓﺈن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻄﻮرات ﻛﺎﻧﺖ مبﺜﺎﺑﺔ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻓﺎﺟﺌﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ. ﺗﺮى اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺑﻨﺤﻮ ﺧﺎص ﰲ اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﺧرية واﻟﻔﺮاغ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﺮﺻﺔ
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﴩوﻋﻬﺎ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﻜﺒري .وﻋﲆ ﻫﺬا ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﺑريو اﻟﺘﻔﺎﺳري، اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﺤﺮري واﳌﻄﺎﻟﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻛﺎﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻐﺮب ووﺟﻮد اﻟﻘﻮى اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺨﺎرﻃﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. وميﻜﻦ وﺿﻊ ﻣﴩوع اﻳﺮان ﻓﻮﺑﻴﺎ ﰲ إﻃﺎر ﺗﺨﻮﻳﻒ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت واﻻﺣﺰاب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺸﻌﻮب اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻻﺳﻼﻣﻲ وﺗﻔﺎدي ﺗﺤﻮل إﻳﺮان إﱃ منﻮذج ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪول واﻟﺸﻌﻮب ).(۳۴ ﻛﺎن اﳌﺸﻬﺪ اﻻﻋﻼﻣﻲ ﻣﺠﺎﻻ ﺧﺼﺒﺎ ﳌﺼﺎدرة اﻟﺜﻮرات وﻋﻜﻒ اﻻﻋﻼم اﻟﻐﺮيب وﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ وﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﺟﺬورﻫﺎ إﱃ اﻟﻐﺮب، ﻗﺪ وﺻﻠﺖ رﻳﺎﺣﻬﺎ إﱃ اﻟﴩق وﻗﺪ آن اﻷوان أن ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﴩق وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻨامذج واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. – ۲/۲ﻓﺮض اﻟﻨامذج ميﺜﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺪول واﻻﻧﻈﻤﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻼﻫﺪاف واﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ واﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أﺑﺮز واﺟﺐ ﰲ ﻓﱰة ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ .وﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ،ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر أو ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﱃ ﺑﻬﺬا اﻻﺗﺠﺎه ،ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺨﺐ وأﺻﺤﺎب اﻟﺮأي ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺤﻀﺎر ﺧﱪات ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول. وﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺘﺤﺪي اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻋﱪ ﺗﺪﺧﻞ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎء اﻷﻧﻈﻤﺔ وﺗﺒﺪأ اﻟﴫاﻋﺎت واﳌﻨﺎﻓﺴﺎت ﻋﲆ ﻓﺮض منﺎذج ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ .ﺗﴫ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨامذج ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻋﲆ أن ﺗﻔﺮض ﻋﲆ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺻﻔﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺴﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺪام اﻟﺤﻀﺎرات ﻟﺼﺎﻣﻮﺋﻴﻞ ﻫﺎﻧﺘﻴﻐﺘﻮن وﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﳌﻴﺸﺎل ﻓﻮﻛﻮ ،ﰲ إﻃﺎر ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻋﺪة ﻣﻨﻬﺎ "ﻣﴩوع اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﻜﺒري" أو "اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ" .ورﻏﻢ أن ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﺗﺪﻋﻲ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺷﻜﻠﻴﺎ ،ﻏري أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى منﻮذج ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﴫ ﰲ اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ واﻻﻧﺴﻨﺔ واﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ وﺗﺘﻌﺎرض ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻊ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ اﻟﺬي ﺗﻌﺘﻨﻘﻪ ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻋﺮﺿﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻋﲆ ﻟﺴﺎن وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ اﻷﺳﺒﻖ ﻛﻮﻟني ﺑﺎول ﰲ ۱۲ﺳﺒﺘﻤﱪ ۲۰۰۲ﻣﴩوع اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻜﺒري ﻷول ﻣﺮة ،وﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﺸﻒ ﺑﺎول ﻋﻦ إﻧﺸﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻳﻨﱰﺑﺮاﻳﺰ ،واﻋﺪا ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻟﺒﻨﺎن واﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻧﻀامﻣﻬﺎ إﱃ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وأن ﺗﻌﺰز ﺑﻼده ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﴫ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وأن ﺗﺪﻋﻢ اﳌﺸﺎرﻳﻊ
143
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
144
اﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﺻﻼح اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻻﺟﺘامﻋﻲ واﺻﻼح اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ وأن ﺗﺆﻳﺪ ﻧﻀﺎل ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﻧﻴﻞ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻧﴩ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ .ﻋﻘﺐ ذﻟﻚ ،ﻃﺮح دﻳﻚ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك ﰲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ۲۰۰۳وﺧﻼل اﺟﺘامع ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ) (WEOﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ داﻓﻮس اﻟﺴﻮﻳﴪﻳﺔ ﻓﻜﺮة ”اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮاﺋﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ“، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻌﻬﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺑﺪﻋﻢ اﻟﻨﺎﺷﻄني ﰲ ﻣﺠﺎل اﻻﺻﻼح ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﻜﺒري واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﺤﻮن ﻣﻦ أﺟﻠﻪ .أﻛﺪ ﺗﺸﻴﻨﻲ آﻧﺬاك أن إدارة ﺑﻮش ﺗﴫ ﻋﲆ ﻧﴩ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ وﻣﺎ وراﺋﻪ .أﻋﻠﻦ ﺟﻮرج ﺑﻮش ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ ۲۰۰۳رﺳﻤﻴﺎ ﻣﴩوﻋﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﻜﺒري .وﻋﻘﺐ ذﻟﻚ ،وزﻋﺖ اﻻدارة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﴩوع ”اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﻜﺒري“ ﺧﻼل اﺟﺘامع اﻟﺪول اﻟﺜامين ﻻﻃﻼع اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻐﻴﺔ دراﺳﺘﻪ ﺧﻼل اﺟﺘامع ﻳﻮﻧﻴﻮ (۳۵) .۲۰۰۴وﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ إﱃ راﺋﺪة اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻐﺮيب ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﺣﻴﺚ دﻋﺎ رﺋﻴﺲ وزراﺋﻬﺎ رﺟﺐ ﻃﻴﺐ أردوﻏﺎن ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ اﻟﺼﻴﻒ اﳌﺎﴈ إﱃ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ ﺑﻮﺿﻮح ﻛﺎﻣﻞ ،دﻋﺎ إﱃ اﺗﺒﺎع اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﱰيك ،داﻋﻴﺎ ﻗﺎدة ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺘني إﱃ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻋﲆ أﺳﺎس ﻋﻠامين وﻓﺼﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ) .(۳۶ﻏري أن ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة واﺟﻬﺖ رﻓﻀﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻻﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤني واﻋﺘﱪوﻫﺎ ﺗﺪﺧﻼ ﺳﺎﻓﺮا ﰲ ﺷﺆوﻧﻬﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. وﻗﺎل ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﺬرا ﻣﻦ اﺗﺒﺎع اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻐﺮيب :إن ﻣﻬﻤﺘﻜﻢ اﻟﻜﱪى واﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﴩوع ﺑﻨﺎء اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ مبﺜﺎﺑﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﻘﺪ وﺻﻌﺐ .ﻻ ﺗﺴﻤﺤﻮا أن ﺗﻔﺮض اﻟﻨامذج اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ أو اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ أو اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ أو اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ .ﻟﻘﺪ اﻧﻬﺎر ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﴩق اﻟﻴﺴﺎري ،ﺑﻴﻨام ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺤﺮب واﻟﺨﺪاع وﻻ ميﻜﻦ ﺗﺼﻮر ﺣﺴﻦ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻪ .إن اﻟﻮﻗﺖ ميﴤ ﺑﴬرﻫﻢ وﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻴﺎر اﻻﺳﻼﻣﻲ .ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺠﻌﻞ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة وﺑﻨﺎء اﻟﺤﻀﺎرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻷﺧﻼق ﻛﻐﺎﻳﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻨﺎ. إن أﺑﺮز ﻣﻄﻠﺐ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺜﺎﺋﺮة واﳌﺘﺤﺮرة ﻫﻮ إﻋﻄﺎﺋﻬﺎ اﻟﺪور اﻟﺤﺎﺳﻢ وﻷﺻﻮاﺗﻬﺎ ﰲ إدارة اﻟﺪوﻟﺔ وﻷﻧﻬﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻻﺳﻼم ،ﻓﺈن ﻏﺎﻳﺘﻬﻢ ﻫﻲ ”اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ“ أي أن ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺤﻜﺎم ﺑﺼﻮت اﻟﺸﻌﺐ وأن ﺗﺒﺘﻨﻲ اﻟﻘﻴﻢ واﳌﺒﺎدئ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﲆ أﺳﺎس اﳌﻌﺮﻓﺔ واﻟﴩﻳﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ميﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪول ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف وﺑﺸﺘﻰ اﻵﻟﻴﺎت واﻻﺷﻜﺎل ،ﻏري أﻧﻪ ﻳﺠﺐ اﻟﺤﺬر ﺑﻜﻞ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ودﻗﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻄﻪ ﻣﻊ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﰲ ﺑﻌﺾ اﻻﺣﻴﺎن اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻻ متﺖ ﺑﺄي ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ واﻟﺨﻄﻮط اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺒﻼد ).(۳۷
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
– ۲/۳إﺛﺎرة اﻟﻔﺮﻗﺔ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻳﻨﺠﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻬﻴﻜﻠﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﺠﻮات ﻋﺪة ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻳﺮﺗﻜﺰ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ .ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي أن ميﻬﺪ ﻟﻠﴫاﻋﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎﳼ ﻗﻮي ،ﺑﺤﻴﺚ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻈﻼل اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻻﺳﺘﻌامر اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﱪﻳﻄﺎين ﻳﺒﺴﻂ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻌﻤﺮات اﻻﺳﻴﻮﻳﺔ واﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎره اﻟﺸﻬري ”ﻓﺮق ﺗﺴﺪ“ .اﻟﻴﻮم وﰲ ﻋﴫ اﻻﺳﺘﻌامر اﻟﺤﺪﻳﺚ وﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ مل ﻳﺘﻮﻗﻒ رﻓﻊ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺎر ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻇﻔﻪ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ وﻻ ﺗﺰال ﺗﺜﺎر ﺳﻴﺎﺳﺔ إﺛﺎرة اﻟﻔﺘﻨﺔ ،ﻻ ﺳﻴام ﰲ ﻇﻞ ﻓﺮض اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻟﻐﺎﺻﺐ ﻋﲆ اﳌﻨﻄﻘﺔ .وﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،ﻳﺘﺤﺪث ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻗﺒني ﻋﻦ ﺗﻜﺮار ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻛـ“ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺨﻼﻗﺔ“ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺘﻬﺎ وزﻳﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻻﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻐﺎء اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار واﻻزﻣﺔ اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂرب اﻻﺣﺘﻼل ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻼد .ﻛام أن اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ إﺛﺎرة اﻟﻔنت ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع إﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ ﻟﻔﺖ اﻻﻧﻈﺎر ﻋﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻠﻌﺮب واﳌﺴﻠﻤني .وﰲ ﺗﺤﺬﻳﺮه ﺣﻴﺎل ﻗﻴﺎم اﻻﻋﺪاء ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﻔنت، ﻳﻘﻮل ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ :إذا ﻓﺸﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﻻﻋﺪاء ﻳﺴﻠﻜﻮن ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﻮﴇ واﻻرﻫﺎب واﻟﺤﺮب اﻻﻫﻠﻴﺔ ﺑني اﺗﺒﺎع اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت أو اﻷﻗﻮام أو اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ واﻻﺣﺰاب أو ﺣﺘﻰ ﺑني اﻟﺸﻌﻮب واﻟﺪول اﻟﺠﻮار وﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﲆ ﻓﺮض اﻟﺤﺼﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺤﻈﺮ واﳌﻘﺎﻃﻌﺔ وﺗﺤﺠﻴﻢ اﻟرثوات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺷﻦ اﻟﻬﺠﻤﺔ اﻻﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﴩﺳﺔ .ﻳﺮﻳﺪون ﻣﻦ وراء ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻧﻬﺎك وارﻫﺎق وإﺣﺒﺎط اﻟﺸﻌﻮب وﺗﺮددﻫﻢ وﻧﺪﻣﻤﻬﻢ ﺣﻴﺎل ﻛﻔﺎﺣﻬﻢ وﻧﻀﺎﻟﻬﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ إﻓﺸﺎل وإﺣﺒﺎط اﻟﺜﻮرات .إن اﻏﺘﻴﺎل اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ واﳌﺆﺛﺮة أو اﻟﺘﺸﻬري ﺑﻬﺎ وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﴍاء اﻟﺬﻣﻢ ﻫﻲ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻟﺪى اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ودﻋﺎة اﻟﺤﻀﺎرة واﻻﺧﻼق ).(٣٨ ﺣﻠﻮل ﻋﲆ أﺳﺎس دور اﻟﺸﺒﺎب (١إﻋﻄﺎء منﺎذج ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ دون أدىن ﺷﻚ ﻓﺈن ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﺘﻬﻠﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺜﻮرﻳﺔ ،إﺣﺪاث اﻟﺘﻐﻴري ﰲ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﺑﻌﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وﻗﺪ رﺳﻢ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ” :ﻗﺒﻞ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﺿﺖ اﻻﺣﺰاب واﻟﺸﺒﺎن واﳌﻌﺎرﺿﺔ واﳌﻄﺎﻟﺒﻮن
145
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
146
ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺎﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻳﺴﺎرﻳﺔ ،ﺧﺎﺿﻮا اﳌﻌﱰك ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،إﻻ أﻧﻪ وﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺤﻮل اﻻﺳﻼم إﱃ أﺳﺎس ورﻛﻦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت واﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺘﺤﺮرﻳﺔ .اﻟﻴﻮم وﰲ ﻛﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﺮك ﺟامﻋﺔ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﺘﺤﺮر وﻣﻌﺎداة اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ،ﻧﺮى أن اﻟﺘﻔﻜري اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻫﻮ أﺳﺎس اﻟﻌﻤﻞ واﻷﻣﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ“) .(٣٩ﻳﻌﺘﱪ اﻻﻣني اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺠﻬﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺷﻘﺎﻗﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ”اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺤﻠﻮل واﻟﺒﺪاﺋﻞ“ ،أﺳﻠﻮب اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺆﺛﺮ وﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻪ ﻻﺳﺘﻤﺮار اﻟﻨﻀﺎل .ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ” :ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﻈﻬﺮا ﻟﺘﻴﺎر ﺟﺪﻳﺪ ﻃﺮح اﻻﺳﻼم ﻛﺎﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ“ .ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ منﻮذﺟﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﰲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﰲ وﻗﺖ ﻳﻨﺘﻬﺞ اﳌﺜﻘﻔﻮن واﳌﻨﺎﺿﻠﻮن ،ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﳌﺪارس اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﻤﺮار ﻧﻀﺎﻟﻬﻢ وﺗﻮﺟﻴﻪ أﺗﺒﺎﻋﻬﻢ :ﻣﻌﻠﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﻓﻜﺎر اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ وﺑﺎﻗﻲ اﻻﻓﻜﺎر اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎول أن ﺗﻜﻮن ﺑﺪﻳﻼ ﻋﻦ اﻻﺳﻼم ).(٤٠ ﻧﺸري ﻫﻨﺎ إﱃ منﺎذج ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻀﻊ ﺣﻠﻮﻻ أﻣﺎم دول اﻟﺜﻮرات ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة: اﻟﻒ :اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻳﺮﺗﻜﺰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺪﻳﻨﻲ وﻛام ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ ﻋﻨﻮاﻧﻪ ،ﻋﲆ رﻛﻴﺰﺗني اﺳﺎﺳﻴﺘني ﻫام ”اﻟﺸﻌﺐ“ و“اﻟﺪﻳﻦ“ .ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ،ﺗﺴﺎﻫﻢ اﻻرادة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ إدارة اﻟﻨﻈﺎم، يك ﺗﺰول اﳌﺨﺎوف ﻣﻦ ﻋﻮدة اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ واﻻﺳﺘﺒﺪاد ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻓﺈن اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﺒﺎدئ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻻﻋﺘﻨﺎﻗﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺳﻜﺎن اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ. ﻟﻘﺪ ﻗﺎل اﻻﻣﺎم ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﰲ اﺟﺘامع أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ ﺧﱪاء اﻟﻘﻴﺎدة ﰲ ﺗﺒﻴني ﺑﻨﺎء اﻟﻨﻈﺎم وﴐورة ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻨﻤﻮذج اﻻﻣﺜﻞ ﻟﺪول اﻟﺜﻮرة :إن اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺑﺪﻋﻬﺎ إﻣﺎﻣﻨﺎ اﻟﺮاﺣﻞ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻜﻮن وﺻﻔﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺪول ،ﻫﻲ دميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ودﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺒﻴني اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪول ،وﻧﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻬﺪﻳﺔ ﻟﻬﻢ .ﻣﻦ دون ﺷﻚ ،ﻓﺈن ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎس ﺳﻮف ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ“ .ﻳﺮﺗﻜﺰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻓﻬﻢ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺸﻴﻌﻲ واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ أن ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺴﻨﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ منﻮذج وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول .ﻳﻘﻮل ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد” :ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻘﻬﺎء أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ – إﻣﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﺸﺎﻓﻌﻴني ﰲ ﻣﴫ أو اﻟﻔﻘﻪ اﳌﺎﻟيك ﰲ ﺑﻌﺾ دول
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
اﳌﻨﻄﻘﺔ وإﻣﺎ اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺤﻨﻔﻲ ﰲ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول – مبﺒﺪأ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ .ﻃﻴﺐ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻌﺮض ﻣﺒﺎدﺋﻨﺎ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ أو ﻧﴫ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ميﻜﻦ أن ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ مبﻈﺎﻫﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ“).(٤١ ﻳﺸري اﻻﻣﺎم ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﰲ اﺟﺘامع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ إﱃ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎء اﻻﻧﻈﻤﺔ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ وﻳﺆﻛﺪ ﻋﲆ اﳌﺒﺎدئ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة واﻟﺤﻀﺎرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ” :ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺷﻐﻠﻜﻢ اﻟﺸﺎﻏﻞ ﻫﻮ ﺑﻨﺎء اﻻﻧﻈﻤﺔ .ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة وﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻻ ﺗﺴﻤﺤﻮا أن ﺗﻔﺮض اﻟﻨامذج اﻟﻌﻠامﻧﻴﺔ أو اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ أو اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ،ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ .ﻟﻘﺪ اﻧﻬﺎر ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﴩق اﻟﻴﺴﺎري ،ﻛام ﺗﺤﺎول اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺤﺮب واﻟﺨﺪاع وﻻ ميﻜﻦ ﺗﺼﻮر ﺣﺴﻦ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻬﺎ .ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ﻟﴬرﻫﻢ وﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻴﺎر اﻻﺳﻼﻣﻲ .ﻣﻦ اﻟﴬوري وﺿﻊ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻮﺣﺪة وإﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺤﻀﺎرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻷﺧﻼق ،ﻛﻐﺎﻳﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ“ .وﺑﻴﻨام ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ أن اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻫﻲ اﳌﻄﻠﺐ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﺸﻌﻮب اﻟﺪول اﻟﺜﺎﺋﺮة ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻳﺆﻛﺪ ”إن أﺑﺮز اﳌﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﺜﺎﺋﺮة واﳌﺘﺤﺮرة ﻫﻮ اﻟﺪور اﻟﺤﺎﺳﻢ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﰲ إدارة اﻟﺪول وﻹﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻨﻘﻮن اﻻﺳﻼم ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﻢ ﻫﻮ ”اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ“، أي ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺤﻜﺎم ﺑﺄﺻﻮات اﻟﺸﻌﺐ وﺗﺮﺗﻜﺰ اﻟﻘﻴﻢ واﳌﺒﺎدئ ﰲ اﳌﺠﻤﺘﻊ ﻋﲆ أﺳﺎس اﳌﻌﺮﻓﺔ واﻟﴩﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وميﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪول ﺗﻨﺎﺳﺒﺎ ﻣﻊ ﻇﺮوﻓﻬﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﺑﺸﺘﻰ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻻﺷﻜﺎل“).(٤٢ ب ( ﺑﻨﺎء اﳌﺆﺳﺴﺎت متﺘﻠﻚ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﱪات ﰲ ﺑﻨﺎء اﳌﺆﺳﺴﺎت وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﻮى اﻟﺜﻮرﻳﺔ وﻻﺳﻴام اﻟﺸﺒﺎب .ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺎت ميﻜﻦ اﻻﺷﺎرة إﱃ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﺣﺮس اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﺟﻬﺎد اﻟﺒﻨﺎء وﺑﺎﻗﻲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ واﻻﺳﻨﺎدﻳﺔ. ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺒﻌﺌﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﻤﻮذج اﻷﻣﺜﻞ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎب وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﺜﻮرة وإﻳﺠﺎد اﻟﻜﻮادر ﻣﻦ أﺟﻞ إدارة ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻼد .ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒريﰲ ﻓﱰة اﻟﺤﺮب اﳌﻔﺮوﺿﺔ ،ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺒﻼد وﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب ،ﺳﺎﻫﻤﺖ ﰲ ﺻﻴﺎﻧﺔ وإﻋامر اﻟﺒﻼد ﻋﱪ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺠﺎﻻت .ﻛام ﺗﺸﺎرك اﻟﻴﻮم ﻫﺬه اﳌﻨﻈﻤﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت واﳌﺠﺎﻻت وﺗﺘﻔﺮع إﱃ ﻋﺪة أرﻛﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ واﻻدارﻳﺔ واﻟﻌامﻟﻴﺔ. وﻳﻘﻮل اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﺼﺪد ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ :ﻳﺠﺐ إﻳﺠﺎد ﻧﻮاة
147
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
148
اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل واﻟﻮﻗﻮف أﻣﺎم اﻟﴩق واﻟﻐﺮب .ﻟﻘﺪ أﻇﻬﺮﺗﻢ ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﳌﻔﺮوﺿﺔ أﻧﻪ ميﻜﻦ ﻟﻼﺳﻼم أن ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل ﺑﺎﻻدارة اﻟﺠﻴﺪة واﻟﻨﺎﺟﺤﺔ. ج( اﻟﺘﺠﺎرب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ: ﻋﲆ أن اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺎين ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﰲ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ،ﻓﻤﻦ اﻟﴬوري وﺿﻊ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ أوﱃ اﻷوﻟﻮﻳﺎت .ﻟﺪى اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﱪات ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،ﻻ ﺳﻴام ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺒﺎﴍة ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻋامر واﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﺗﻠﻚ اﻟﺨﱪات ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﺒﺎدئ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﳌﺸﺎرﻳﻊ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﳌﺪى وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻖ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺠﺎزات ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ واﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻻ ﺳﻴام ﺑني ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب .وﻗﺪ أدى ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ دورا ﻛﺒريا ﰲ إﻋامر اﻟﺒﻠﺪ. ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻫﻨﺎ إﱃ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻃﺮح اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﲆ اﻟﻈﺮوف اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﻜﻞ دوﻟﺔ وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﱰﺗﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻔﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺪول ﺿﻤﻦ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻌﺎﳌﻲ أو ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﱄ ،ﻣام ﺗﺆدي ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف إﱃ اﻟﻔﺠﻮة ﺑني اﻟﻔﺌﺎت .ميﻜﻦ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﺣﻴﺚ أن اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻛﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻻﻗﺘﺼﺎدي مل ﺗﺤﻞ ﺑﻞ ازدادت ،رﻏﻢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺗﺤﻘﻖ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﺔ. وﻋﲇ أﻳﺔ ﺣﺎل ،ﻓﺈﻧﻪ ميﻜﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻹدارة واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﻨﺎﺳﺐ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان وإﻳﺠﺎد ﻓﺮص ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ. ﻫﻨﺎ وﺑﻨﺎء ﻋﲆ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ متﺖ دراﺳﺘﻬﺎ وﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ،ميﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺾ اﳌﻘﱰﺣﺎت اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮل واﳌﺒﺎﴍة ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول، ﻛام ميﻜﻦ إدﺧﺎل اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻏري اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان ﰲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻛام ﻳﺠﺐ إﻃﻼق ﺣﻤﻼت إﻋﻼﻣﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻴﻬﺎ .وﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،ﻓﺈن ﺗﻌﻠﻴﻢ وﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻳﻜﺴﺐ أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮى ﰲ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص وﻳﺠﺐ وﺿﻊ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﰲ ﺳﻴﺎق اﳌﻬﺎم اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻟﻠﴩﻛﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ. وﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻃﺎﻗﺎت اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ وﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﺨريات واﳌﻮارد اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ واﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻜﺒري ﰲ ﺗﻮﻧﺲ واﻟﻔﺮص اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﰲ ﻣﴫ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻷﻓﺎق اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺠﻴﺪة واﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول .ﺗﺘﻤﺘﻊ دوﻟﺔ ﻛﻤﴫ ﺑﺴﻮق ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻛﱪى
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
وﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺮص اﻻﺳﺘﺜامرﻳﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ميﻜﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ،ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺈن ﻋﲆ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻴﻤﻦ أن ﺗﺆدي دورا ﻛﺒريا ﰲ اﳌﺠﺎﻟني اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎﳼ وأن ﺗﺤﺪد ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪول اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜامر .وﺑﻨﺎء ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ميﻜﻦ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص أن ﻳﺼﻞ إﱃ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ،ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻤﻦ ﻳﺴﺘﻠﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد .ﺳﺘﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻮاﻓﻘﺎت ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ وﺗﻀﻢ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﺑﺸﺄن ﺣﻔﻆ وﺻﻴﺎﻧﺔ أﺻﻮل اﻟﴩﻛﺎت اﳌﺴﺘﺜﻤﺮة واﻻﺗﻔﺎق ﺑﺸﻜﻞ ﺷﻔﺎف وﻣﻌﻘﻮل ﰲ ﺗﴩﻳﻊ اﻟﻘﻮاﻧني واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ(٤٤). (۲إزاﻟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﻘﻮﻣﻲ واﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﺮض ﺑﻌﺾ اﻵﻟﻴﺎت ،ﺑﻨﺎء ﻋﲆ أرﺿﻴﺔ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول .وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﺊ ،ﻳﺠﺐ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻣﺒﺎدئ وﺣﻘﻮق اﳌﻮاﻃﻨﺔ وإﻳﺠﺎد ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ .وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﺈن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان ﻳﺆدي دورا ﻛﺒريا ﰲ رﺳﻢ اﳌﺒﺎدئ واﻟﺤﻘﻮق واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻮﻃﻨﻲ .إن اﳌﺤﺎﺻﺼﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﳌﺴﺎواة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻮرﻳني ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺜري اﻟﺘﻮﺗﺮات واﻟﴫاﻋﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وأن ﺗﺰﻋﺰع اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد وﻗﺪ ﺗﺆدي أﺧريا إﱃ اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت وﻏﻴﺎب اﻷﻣﻦ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻓﺈن اﻧﺪﻻع اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت واﻟﺘﻔﺠريات ﰲ ﻣﴫ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺟﺬور دﻳﻨﻴﺔ )ﻛﺎﻻﻋﺘﺪاء ﻋﲆ ﻛﻨﺎﺋﺲ اﻻﻗﺒﺎط( ﻳﺜري ﻣﺨﺎوف وﻗﻠﻖ اﻟﻨﺨﺐ اﳌﴫﻳﺔ وﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺮض اﻟﺤﻠﻮل ﻣﻦ أﺟﻞ اﺣﺘﻮاء اﻟﺘﻄﺮف واﻟﻌﻨﻒ. وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﺈن إﺛﺎرة اﻟﴫاﻋﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻋﲆ ﻣﴫاﻋﻴﻪ أﻣﺎم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻻﺟﻨﺒﻲ وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﺈن اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ إذﻛﺎء ﻧﺎر اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﻔنت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺘﻪ ،اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﳌﺮﻳﺮة اﻟﺘﻲ رأﻳﻨﺎﻫﺎ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﺤﺮب اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن. اﻟﻨﻘﻄﺔ اﳌﺜرية ﻫﻨﺎ أن اﻟﻌﺪو ﻳﺤﺎول اﺳﺘﻐﻼل ﻃﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ ﻏﺎﻳﺎﺗﻪ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ،إذ أن اﻟﺸﺒﺎب واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ وﻋﺪم متﺘﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﱪات اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ،ﻳﺸﻜﻠﻮن أرﺿﺎ ﺧﺼﺒﺔ ﻟﻠﴫاﻋﺎت واﳌﻮاﺟﻬﺎت وﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﲆ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻻﻧﺘﺒﺎه ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺆاﻣﺮات. وﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،ﻳﻘﻮل اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ رﺿﻮان اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ :ﻋﲆ ﻗﺎدة اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﻟﻮﺣﺪة وأن ﻳﺘﺠﻨﺒﻮا اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﻨﴫي اﻟﺬي ﻳﻌﺎرض ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻻﺳﻼم وأن ميﺪوا ﻳﺪ
149
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻷﺧﻮة إﱃ إﺧﻮاﻧﻬﻢ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﰲ أي دوﻟﺔ وﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ أﻋﺮاﻗﻬﻢ ،إذ أن اﻻﺳﻼم اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻗﺪ اﻋﺘﱪﻫﻢ إﺧﻮة وإذا ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬه اﻻﺧﻮة اﻻميﺎﻧﻴﺔ ﺑﻬﻤﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﺸﻌﻮب وﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺳﱰون ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﺸﻜﻠﻮن أﻋﻈﻢ ﻗﻮة ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل .ﻋﲆ أﻣﻞ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬه اﻷﺧﻮة واﳌﺴﺎواة ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ).(۴۵
150
(۳اﻻﻋﺘﺪال واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺘﻄﺮف واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻛام ذﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ،ﻓﺈن اﻟﺘﻄﺮف ميﺜﻞ آﻓﺔ ﻛﱪى ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺜﻮرﻳني وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺬه اﻵﻓﺔ ،ﻳﺠﺐ اﻻﻧﻄﻼق ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب .وﻋﲆ ﻫﺬا ،ميﻜﻦ ﻣامرﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﻋﺘﺪال واﳌامﺷﺎة ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ،ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻔﺎظ مبﺒﺎدئ وﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﺜﻮرة .إن أﻛﱪ ﺗﺤﺪ ﻳﻬﺪد اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺘﻄﺮف واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ أو اﻟﻮﻫﻦ واﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ .إن أﺳﻮأ آﻓﺎت ﻫﺬا اﻟﺘﻴﺎر ﻫﻮ ﺗﻔﻮﻳﺖ اﻟﻔﺮص ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ واﻟﻮﻫﻦ واﻟﻬﻮان واﻟﺘﻔﻜري اﳌﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎﺑﻊ ﻋﻦ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ آﺧﺮى وﻳﺠﺐ اﻻﻧﺘﺒﺎه أن ﻻ ﺗﺘﻮﻏﻞ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ واﻟﺘﻄﺮﻓﻴﺔ واﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ واﻻﻧﺒﻄﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ متﻴﻞ إﱃ اﻟﺘﻤﺮد واﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ،إﱃ داﺧﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻴﺎرات ،إذ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن أﻓﻀﻞ وﺳﻴﻠﺔ ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻟﻌﺪو ﻟﺘﻤﺮﻳﺮ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ .واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ، ﻗﻀﻴﺔ اﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوج ﻟﻬﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺑﺬرﻳﻌﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎن واﻟﻘﺎﻋﺪة .إن اﻟﺘﻄﻮر واﻻﻧﺘﺼﺎر واﻟﺤﻴﻮﻳﺔ واﻟﺪميﻮﻣﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺘﻴﺎرات ،ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ اﻻﻋﺘﺪال واﻟﻮﺳﻄﻴﺔ وﺗﻐﻠﻴﺐ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺘﺤﻤﻞ واﻟﺘﺪﺑري .وﻣﻦ دون أدىن ﺷﻚ ،ﻓﺈن أي ﺿﻌﻒ وﻫﻮان ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﺳﻴﺨﺮج ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻴﺎرات ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ. وﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ،ﻳﺆﻛﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ رﺿﻮان اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ وﺻﻴﺘﻪ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ” :أوﴆ ﺷﻌﻮب اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ أن ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮا ﻣﻦ اﻻﺟﺎﻧﺐ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺘﻬﻢ اﻟﻜﱪى وﻫﻲ اﻻﺳﻼم وﺗﻄﺒﻴﻖ أﺣﻜﺎﻣﻪ .ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ أي اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼل“ .وﰲ ﻧﻔﺲ اﻻﻃﺎر ﻳﻀﻴﻒ اﻻﻣﺎم “:ﻋﲆ ﻋﻠامء اﻻﺳﻼم وﺧﻄﺒﺎء اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ أن ﻳﺤﺜﻮا اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻋﲆ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮى اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﻜﱪى وأن ﻳﺘﻔﺎﻫﻤﻮا ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ وأﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ ﺳﻴﻨﺎﻟﻮا اﻻﻧﺘﺼﺎر“ .ﻛام ﻳﺆﻛﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ”وﺻﻴﺘﻲ إﱃ اﳌﺴﻠﻤني واﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﰲ اﻟﻌﺎمل أن ﻻ ﻳﻘﻔﻮا ﻣﻜﺘﻮﰲ اﻻﻳﺪي وﻳﻨﺘﻈﺮوا أن ﻳﺄﺗﻮا ﺣﻜﺎﻣﻬﻢ أو اﻟﻘﻮى اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ وﻳﻘﺪﻣﻮا ﻟﻬﻢ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻟﺤﺮﻳﺔ ﰲ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ).(۴۶
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ...
اﻟﻜﻼم اﻷﺧري ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ رﻣﺰ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﰲ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﴩﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻪ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴﻠﻤﺔ إﱃ اﻻﺳﻼم اﻻﺻﻴﻞ اﳌﺤﻤﺪي واﻻﺳﺘﻠﻬﺎم ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان اﻟﺘﻲ اﻧﺘﴫت ﻋﺎم ۱۹۷۹وأدت ﺧﻼل أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺎم إﱃ اﻧﻬﻴﺎر ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻈﻤﺔ دﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﰲ ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .ﻣﻦ دون أدىن ﺷﻚ ،ﻓﺈن أي ﺛﻮرة واﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى ﺗﻮاﺟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ واﻟﻌﻮاﺋﻖ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ،ﺗﻌﻮد ﺑﻌﻀﻬﺎ إﱃ اﻟﺠﺬور اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ إﱃ اﻟﺠﺬور اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. ﺗﻌﻮد اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ إﱃ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻻﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺗﻌﻮد اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻻﺟﻨﺒﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ إﱃ ﻣﺆاﻣﺮات اﻷﻋﺪاء وﺗﺪﺧﻼت اﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﺪول اﻟﺜﻮرات. اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ أن اﻟﺸﺒﺎن أﻧﺠﺰوا ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺳﺎﺣﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﰲ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﺷﻮارع ﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻴﻤﻦ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﻓﺈن دور اﻟﺸﺒﺎن ﻳﻨﺎل أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮى ﰲ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻨﻬﻀﺔ وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت أﻣﺎم اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺼﺎﻋﺪ ﺑﻄﺎﻗﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﰲ ﺑﻠﻮرة اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت ﻓﱰة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﺨﻠﻮص واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت وﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺷﻴﺪة واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻨﺎﺳﺐ ميﻜﻦ اﻟﺘﻄﻠﻊ إﱃ آﻓﺎق ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻟﺜﺎﺋﺮة ﰲ ﺷامل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﴩق اﻷوﺳﻂ. ﻳﺸﻜﻞ ﺟﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك ﻃﺎﻗﺔ أﻛرث اﺳﺘﻌﺪادا وﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺪول اﻟﺜﺎﺋﺮة .ﺗﺘﺤﺮك اﻟﻴﻮم اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻤﻮﺟﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺸﺒﺎن ﻟيك ﺗﺒﴩ مبﺴﺘﻘﺒﻞ زاﻫﺮ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﺄﺻﻴﻞ ﺻﻮت اﻟﺸﻌﻮب واﻟﻮﻋﻲ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻻزدﻫﺎر ،وﻻ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ واﻟﺘﺨﻠﻒ واﻟﺠﻬﻞ وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺪﻳﻦ وﻻ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ اﻷﻣﺮﻳﻜﺎن واﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺑﺸﻌﺎراﺗﻬﻢ اﻟﻠامﻋﺔ ووﻓﻘﺎ ﻷﻫﺪاﻓﻬﻢ اﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ. اﻟﻬﻮاﻣﺶ : -۱ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﺰاﱄ ،ﺧﻠﻖ اﳌﺴﻠﻢ ،دﻣﺸﻖ ،ﺑريوت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،۱۹۸۳ ،ص ۲۸ -۲ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ ،آﻳﺔ ۱۸ -۳ﺳﻮرة ﻧﺤﻞ ،آﻳﺔ ۱۲۵ -۴ﺷﻬﻴﺪي ،ﻓﺮزان ،ﻣﻘﺎل ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻣﻮﻗﻊ ﻧﺎدي اﻟﺘﻔﻜري ٢٥٠٢٦/show/content/fa/net.bashgah.www//:http -۵ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،اﳌﺠﻠﺪ ،۲۱ص ۱۴۳
151
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ -۶ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،اﳌﺠﻠﺪ ،۲۱ص ۲۸۱-۲۷۷ -۷ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،اﳌﺠﻠﺪ ،۲۱ص ۷۸ -٨ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺟﺘامع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠١١ -٩ﻣﻮﺻﻠﲇ ،أﺣﻤﺪ ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ص ١١٥ -١٠ﻧﻔﺴﻪ ،ص ٢٠٩ -١١ -١١ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،اﳌﺠﻠﺪ ،١٦ص ٤٢ -١٢ -١٢ﻧﻔﺴﻪ ،ص ٢٠٩ -١٣ -١٣ﺳﻮرة اﻟﻔﺠﺮ ،آﻳﺔ ١١و١٢ -١٤ -١٤ﺳﻮرة اﻟﻔﺠﺮ ،آﻳﺔ ١٣و١٤ -١٥ -١٥ﺳﻮرة اﻟﻘﺼﺺ ،آﻳﺔ ٨٣ -١٦ -١٦ﻧﻬﺞ اﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﺻﺒﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ ،ﻃﺒﻌﺔ ﺑريوت ،اﻟﺨﻄﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – ١٧ -١٨ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻣري ﻛﺒري ،ص ٣٢٤ -١٨ -١٩آراء أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ،ﺣﻘﻘﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﺒﻴﺪ ﻧﴫي ،ص ١٢٥ -١٩ -٢٠رﺳﺎﻟﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ إﱃ اﻟﺤﺠﺎج ﰲ اﻟﱪاءة ﻣﻦ اﳌﴩﻛني – ٢٠ -٢١ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺟﺘامع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠١١ -٢١ -٢٢ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ،آﻳﺔ ١٦٤ -٢٢ -٢٣ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻮر ،ج ،٢٠ص ٨٤ -٢٣ -٢٤رﺳﺎﻟﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ إﱃ اﻟﺤﺠﺎج ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻨﻮر ،ج ،١٩ص ١٩٩
152
– ٢٤ -٢٥ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺟﺘامع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠١١ -٢٥ -٢٦ﺷﻬﻴﺪي ،ﻓﺮزان ،دراﺳﺔ اﻟﻨﻬﻀﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،ﻓﺼﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ،ﻋﺪد ،٣٩رﺑﻴﻊ ٢٠١١ -٢٦ -٢٧ﻓﻮﻛﻮ ،ﻣﻴﺸﺎل ،مبﺎذا ﻳﻔﻜﺮ اﻻﻳﺮاﻧﻴﻮن ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﺴني ﻣﻌﺼﻮﻣﻲ ،ص ٦٤ ،۲۷ -۲۸ﻋﻤﺮو اﻟﺸﻮﺑيك ،اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ،ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ص ۲۲۰ – ۲۸ -۲۹ﻣﻮﻗﻊ يب يب ﳼ ،ﻣﺎﻳﻮ ۲۰۰۶ – ۲۹ -۳۰ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺟﺘامع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﺳﺒﺘﻤﱪ ۲۰۱۱ – ۳۰ -۳۱ﺟﺮﻳﺪة اﻟﴩق ،ﻧﴩﻳﺔ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻌﻴﺪ ﻧﻮروز ﻋﺎم ،۲۰۰۵ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺞ ﻋﲇ ﻋﺴﻜﺮي -۳۱ -۳۲اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﺸﺄن اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﻋﺎم ۲۰۱۰ -۳۲ -۳۳ﻣﻮﻗﻊ ﺧﱪ اوﻧﻼﻳﻦ ،ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻣﴫ -۳۳ -۳۴ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ،۲۰۱۰ ،ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻻﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤني =http//:www.ikhwanweb.com/article.php?id27677 -۳۴ -۳۵ﻗﺎﻟﻴﺒﺎف ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ،اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻄﻮرات ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ وﺗﺤﺪﻳﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻃﻼﻋﺎت -۳۶ -۳۷ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اردوﻏﺎن ﻋﲆ ﻗﻨﺎة درﻳﻢ يت ﰲ ،ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﱰﻛﻴﺔ -۳۷ -۳۸ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺟﺘامع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﺳﺒﺘﻤﱪ ۲۰۱۱ ،۳۸ -۳۹ﻧﻔﺴﻪ
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ... -۳۹ -۴۰ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻮﻻﻳﺔ ،اﳌﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎين ،ص ۲۹۶ – ۴۰ -۴۱ﺷﻘﺎﻗﻲ ،ﻓﺘﺤﻲ ،اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،اﻟﺤﻠﻮل واﻟﺒﺪاﺋﻞ ،دار اﳌﺨﺘﺎر اﻻﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ص ۳۷ -۴۱ -۴۲ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺟﺘامع ﻣﺠﻠﺲ ﺧﱪاء اﻟﻘﻴﺎدة -۴۲ -۴۳ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﺟﺘامع اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﺳﺒﺘﻤﱪ ۲۰۱۱ – ۴۳ -۴۴رﺳﺎﻟﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ إﱃ اﺟﺘامع ﻗﺎدة ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ -۴۴ -۴۵ﻧﻈﺮة اﺟامﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮص واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻟﺴﻼﻣﻴﺔ ،وﻛﺎﻟﺔ ﻣﻮج ﻟﻼﻧﺒﺎء -۴۵ -۴۶أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻼﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ – ۴۶ -۴۷ﻃﺒﻴﻌﺔ وآﻓﺎق وﺗﺤﺪﻳﺎت ﺧﻄﺎب اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ رﺿﺎ ﺻﺪرا ،ﻧﺎدي اﻟﺘﻔﻜري
153
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻧﴫت ﺧﺎﺗﻮن ﻋﻠﻮي اﻟﺨﻼﺻﺔ: ﰲ ﻋﺎمل اﻟﯿﻮم ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻦ أﻧﺸﻂ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ،ﯾﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﯽ ذﻟﻚ إﱃ وﻋﻲ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ﳌﺪی ﺗﺄﺧﺮﻫﻢ وﺗﺨﻠﻔﻬﻢ ﰲ ﮐﺎﻓﺔ اﳌﺠﺎﻻت .ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ أﺟﱪ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻷﺧﯿﺮ إﱃ اﻟﺒﺪأ ﰲ اﻟﺘﺤﺮك وﻫﺬا ﻣﺎ ﯾﺴﻤﯽ اﻷن ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻫﺬه اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات و اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت أﻧﺘﺠﺖ ﺛﻮرات ﰲ ﮐﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﻲ ﻛﺎن أوﺳﻌﻬﺎ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان و اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻨﺒﻊ ﺟﺪﯾﺪ ﻹﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ. إن أﺛﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻋﻠﯽ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻤﯿﻘﺔ و واﺳﻌﺔ ،ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﺘﻄﺮق إﱃ أﻫﻤﯿﺔ و دور اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﯽ إﯾﺮان ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺛﻮرة ﻋﺎﳌﻴﺔ أوﻻً وﻛﻮﻧﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻈﻬﻮر ﺛﻮرات و ﺻﺤﻮات ﻓﯽ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ و اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﺟﻤﻊ ﺛﺎﻧﻴﺎً. اﻟﻜﻠامت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ :اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻲ -اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ -اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ -اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ره( -اﻻﺣﺰاب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ.
اﳌﻘﺪﻣﺔ: ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮة ﻋﻈﻴﻤﺔ و ﺷﺎﻣﻠﺔ و ﮐﺎﻣﻠﺔ ﯾﻌﻮد ﺗﻮﻟﺪﻫﺎ إﱃ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ اﻷﺧﯿﺮﯾﻦ ،ﺻﺎﺣﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﮐﺔ ﻣﺮاﺣﻞ ﻋﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﻘﻮة أﺣﯿﺎﻧﺎً و ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ أﺣﯿﺎﻧﺎ أﺧﺮی ،ﻫﺬه اﻟﺤﺮﮐﺔ ﺑﺪأ ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻟﮑﻦ ﻋﻠﯽ ﻣﺮاﻟﻌﻘﻮد اﳌﺎﺿﯿﺔ اﺗﺴﻌﺖ رﻗﻌﺘﻬﺎ و ﻃﺎوﻟﺖ ﮐﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ أﻗﺼﯽ ﴍق أﺳﯿﺎ إﻟﯽ ﺟﻨﻮب وﻏﺮب أﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ﺣﺘﯽ أﻧﻨﺎ ﻧﺮی أﻧﻬﺎ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﺑﯿﻦ اﻷﻗﻠﯿﺎت اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻓﯽ اﻟﺪول اﳌﺘﻄﻮرة. ﻓﯽ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ،ﻛﺎن ﻗﺎدة وأﻋﻀﺎء و ﻧﺸﻄﺎء ﻫﺬه اﻟﺤﺮﮐﺎت ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠامء اﻟﺪﯾﻦ واﳌﻔﮑﺮﯾﻦ و ﻧﺨﺐ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﻟﮑﻦ ﻣﺎ ﻧﺮاه اﻟﯿﻮم ﻫﻮ ﺗﺠﻤﻊ ﻫﺎﺋﻞ ﻟﺠﻤﯿﻊ ﻃﺒﻘﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺴﻠﻢ و اﻟﺬی ﯾﺸﻤﻞ اﻟﻌﻠامء و ﻋﻮام و ﺑﺴﻄﺎء اﻟﻨﺎس اﻟﺬﯾﻦ ﺑﺪأوا ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﻊ و اﻟﺘﺤﺮك ﻓﯽ ﺟﻤﯿﻊ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل .ﻓﯽ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬی اﻧﺘﴫت ﻓﯿﻪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
155
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
156
ﰲ إﯾﺮان دﺧﻠﺖ ﻫﺬه اﻻﺣﺰاب ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮل و أوﺟﺪت ﻃﺮﻓﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻔﮑﺮﻋﻤﻴﻖ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﯽ اﻟﺨﺼﻮص ﺑﯿﻦ أﻗﺸﺎر اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﳌﻀﻄﻬﺪة و اﳌﻬﻤﺸﺔ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﯾﺪة ،ﻣام ﺟﻌﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻬﺎﻣﺪ اﻟﯽ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻬﺎﺟﻢ اﻟﻔﮑﺮی ﻋﲆ ﻫﻴﺌﺔ أﺣﺰاب ،ﺗﺸﮑﯿﻼت ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ و ﺣﺘﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻘﺎوﻣﺔ .ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﯽ ﺗﺤﺮرت ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﺘﻲ و ﻷول ﻣﺮة أﺧﺬت ﻗﺎﻟﺐ اﻟﺤﮑﻢ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﳼ واﻟﺘﯽ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن دﺧﻠﺖ ﺑﴪﻋﺔ ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﺴﯿﺎﳼ و اﻟﺪوﺑﻠﻮﻣﺎﳼ و ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﺜﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﯽ ﺳﺎﺋﺮ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻻﺳﻼﻣﻲ .إن وﺟﻮد وﺣﻀﻮر اﻟﺤﺮﮐﺎت اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﴐ و اﻟﺘﯽ ﺗﺘﺤﺮک ﻋﻠﯽ ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻮر اﻟﺠﻤﻬﻮرﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻻﯾﺮاﻧﯿﺔ و اﻟﺘﯽ ﺑﻠﻮرت ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﯽ أﺳﺎس ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴﻠﻤﺔ وأﺻﺒﺤﺖ إداراﺗﻬﺎ ﺑﯿﺪ ﻗﺎدة اﻟﺤﺮﮐﺎت اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ واﻻﺣﺰاب اﳌﻘﺎوﻣﺔ ،ﻛﻞ ذﻟﻚ أدی اﻟﯽ إﺧﻼل اﻟﺘﻮازن ﻓﯽ ﻣﻌﺎدﻻت و ﻋﻼﻗﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ،و ﻫﯽ اﻻن ﻓﯽ ﺻﺪد ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻣﻌﺎدﻻت و ﻋﻼﻗﺎت ﺟﺪﯾﺪة ﻻ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﻌﺎدﻻت اﻟﻠﯿﱪاﻟﯿﯿﻦ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﯿﯿﻦ اﳌﺘﻤﺤﻮرﯾﻦ ﻋﻠﯽ ﻣﻌﺎدﻻت اﻟﻐﺮب. ﻫﺬه اﻻوﺿﺎع أدت اﻟﯽ اﯾﺠﺎد ﺧﻮف و رﻋﺐ ﻓﯽ ﻗﻠﻮب اﻟﻘﻮی اﻟﮑﱪی ﺣﺘﯽ أﻧﻬﺎ أﺟﱪﺗﻬﺎ ﻋﻠﯽ ﺣﺸﺪ ﮐﻞ إﻣﮑﺎﻧﺎﺗﻬﺎ و ﻗﺪراﺗﻬﺎ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ إﯾﻘﺎف ﺗﺸﮑﯿﻞ ﻫﺬه اﻟﺪاﺋﺮة وﺗﺨﺮﯾﺐ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﺎدﻻت اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ إدارة اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺤﺖ راﯾﺔ "اﻻﺳﻼم اﻟﺴﯿﺎﳼ" و ﺗﺴﻌﯽ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻹﯾﻘﺎف اﻟﺪور اﻟﻘﯿﺎدی ﻹﯾﺮان ﻓﯽ ﻫﺬه اﳌﻌﺎدﻟﺔ. ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ: ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻬﺎ ﺟﺬورﻋﺮﯾﻘﺔ وﻗﺪﯾﻤﺔ ﰲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻘﺪﯾﻢ إﻻ أﻧﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻨﯿﻦ اﳌﺎﺿﯿﺔ وﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة -ﻋﻠﯽ ﺳﺒﯿﻞ اﳌﺜﺎل ﻏﺰو اﻻﺳﺘﻌامر اﻟﻐﺮﺑﯽ ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ إﻟﯽ ﻫﺠامت وﺣﺸﯿﺔ ﻣام أدی ﺗﻘﻮﯾﺘﻬﺎ واﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ .إذا ﻣﺎ أﻟﻘﯿﻨﺎ ﻧﻈﺮة ﻋﻠﯽﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻧﺮی و ﺑﻮﺿﻮح ﺗﺎرﯾﺦ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﮐﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﺳﺘﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ اﻻﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أدت ﻟﺘﻘﻮﯾﺘﻬﺎ واﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻻﺧﯿﺮة :ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اﻟﺪﯾﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺣﺪث ﺗﺤﻮل ﻋﻈﯿﻢ ﰲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺒﴩﯾﺔ وﯾﻌﻮد اﻟﺴﺒﺐ ﻓﯽ ذﻟﻚ إﻟﯽ أن اﻻﺳﻼم أﺗﯽ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﮐﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ وأﻟﻐﯽ ﮐﻞ اﻟﻔﻮاﺻﻞ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ و اﻟﺤﺪود اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ واﻟﻘﻮﻣﯿﺔ وﻋﻤﻞ ﻋﻠﯽ ﺗﻘﺮﯾﺐ اﻻﻣﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﮐام أدی اﻟﯽ ﻇﻬﻮر ﻗﺪرات ﺧﺎرﻗﺔ و ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﯽ أوﺳﺎط اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮی ﻓﺎﻻﺳﻼم ﻇﻬﺮﰲ ﻗﻮم مل ﺗﮑﻦ ﻟﻬﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ أو ﺣﻀﺎرة ﺣﺘﯽ أﻧﻬﻢ مل ﯾﻜﻮﻧﻮا ﯾﻤﻠﻜﻠﻮا ﻗﺪرات ﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻜﻦ اﻻﺳﻼم أوﺻﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﻘﻮم إﻟﯽ
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
أﻋﻠﯽ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﻌﺰة اﻟﺪﻧﯿﻮﯾﺔ ﮐام أوﺻﻠﻬﻢ إﻟﯽ أﻋﻠﯽ اﻟﺪرﺟﺎت اﳌﻌﻨﻮﯾﺔ .ﻓﯽ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﮐﺎﻧﺖ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﺔ ﰲ اوج ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ و ﮐﺬﻟﻚ اﻟﻘﻮی اﻟﻌﻈﻤﯽ ﻓﯽ ذﻟﮏ اﻟﺰﻣﺎن ﻣﺜﻞ اﻻﻣﱪاﻃﻮرﯾﻪ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ و اﻟﺮوﻣﯿﺔ ،ﻇﻬﺮ اﻻﺳﻼم و ﻓﺄﻟﺤﻖ اﻟﻬﺰﯾﻤﺔ ﺑﻬﺎﺗﯿﻦ اﻟﻘﺪرﺗﯿﻦ أوﻻً و ﻋﻤﻞ ﺛﺎﻧﯿﺎً ﻋﻠﯽ ﻧﴩ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﳌﻘﺪﺳﺔ ،ﺣﺘﯽ أﻧﻪ و ﺑﴪﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ اﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﺠﺘﺎح ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ وأن ﯾﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ .ﻫﺬا اﻟﻨﻔﻮذ مل ﯾﮑﻦ ﻧﻔﻮذا ً ﺟﻐﺮاﻓﯿﺎً ﴏﻓﺎً و إمنﺎ اﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻔﮑﺮ و اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و ﺣﺘﯽ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ إﻟﯽ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻃﻖ. ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ واﻓﻘﺖ ﻋﴫ اﻟﺨﻤﻮل واﻟﺴﺒﺎت اﻟﻌﻤﯿﻖ اﻟﺘﯽ ﻏﺎﺻﺖ ﻓﯿﻪ أورﺑﺎ ﻓﯽ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ،ﺑﯿﻨام ﮐﺎن اﻻﺳﻼم ﻳﻮاﺻﻞ اﻧﺘﺸﺎره اﻟﻮاﺳﻊ و اﳌﻬﯿﺐ ﺣﺘﻰ أن اﻟﻐﺮﺑﯿﯿﻦ أﺳﻤﻮا ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰه ب "ﻋﴫ اﻟﻈﻠامت ﰲ أورﺑﺎ" ﻻﻧﻬﻢ مل ﻳﻜﻮﻧﻮا ﯾﻤﻠﮑﻮن أی إﻓﺘﺨﺎر ﺣﺘﻰ ﯾﻘﺎﯾﺴﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﯽ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة .ﺗﻌﺘﱪاﻟﺤﺮوب اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﻐﺮيب اﻷﻗﻮى ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻗﺮﻧني و ﻟﻜﻨﻬﻢ مل ﯾﺴﺘﻄﺘﯿﻌﻮا اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯽ أﻫﺪاﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺤﺮب .إﻻ أﻧﻬﻢ متﮑﻨﻮا ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﻌﺮف وﺗﻌﻠﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻻدب اﻻﺳﻼﻣﻲ و ﮐﺬﻟﻚ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﯽ ﻧﻈﺮﯾﺎت اﻟﻔﮑﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ أن ﯾﺼﻠﻮا اﻟﯽ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺼﺤﻮه اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ،وﻟﺬا ﺳﻤﻮا ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ﺑﻌﴫ "رﻧﺴﺎﻧﺲ" واﻟﺘﯽ ﺗﻌﻨﯽ اﻟﻌﺒﻮر ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻈﻠﻤﺔ و اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯽ ﻣﺎ ﺳﻤﻮه مبﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻮر و اﻟﺘﻘﺪم .وﻫﮑﺬا وﻗﻊ اﻟﻐﺮب ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و اﺗﺨﺬوا ﻣﻨﻬﺎ أﺳﻮة ﻟﻠﺘﻘﺪم ﻣام ﺟﻌﻠﻬﻢ ﯾﺼﻠﻮن ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ إﻟﯽ ﻣﺮاﺗﺐ ﺑﺎﻫﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪم ﰲ اﻟﻘﺮون اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﴩ، اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ و اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ(۱). ﻓﯽ ﻫﺬه اﻟﻔﱰة دﺧﻞ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﻤﻮل و اﻟﱰاﺟﻊ ﻋام ﮐﺎن وﺻﻞ إﻟﯿﻪ و ذﻟﻚ ﻟﺴﺒﺒﯿﻦ :أوﻟﻬام اﻻﺳﺘﻌامر و اﳌﺸﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺘﺜامرﯾﺔ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪﻫﺎ اﻟﻐﺮب ﻓﯽ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ و اﻟﻔﮑﺮﯾﺔ و ﺛﺎﻧﯿﻬام اﻻﺳﺘﺒﺪاد و اﻻﻧﺤﺮاف اﻟﻠﺬان اﺗﺴﻢ ﺑﻬام اﻟﮑﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﮑﺎم اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻫﺬﯾﻦ اﻟﺴﺒﺒﯿﻦ ﺟﻌﻼ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﺒﺘﻌﺪون ﻋﻦ اﻻﻓﮑﺎر اﻻﺻﻠﯿﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و ﻟﺬا ﮐﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﯿﺔ مبﺜﺎﺑﺔ ﴐﺑﺔ ﻗﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﯽ ﮐﯿﺎن اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻗﺪ وﺻﻠﺖ ﺗﺄﺛﯿﺮات ﻫﺬه اﻟﴬﺑﺔ اﻟﯽ ﻗﻤﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﯿﺔ اﻻوﻟﯽ ﻷن اﻻﻣﱪاﻃﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜامﻧﯿﺔ ﻓﯽ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة و ﻟﻨﻔﺲ اﻻﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ذﮐﺮت أﻋﻼه ﺗﻼﺷﺖ و اﻧﻬﺎرت و ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻘﻂ آﺧﺮ ﻣﻌﻘﻞ و ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑﺴﻘﻮط اﻻﻣﱪاﻃﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜامﻧﯿﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪأ اﻟﻐﺮب ﻫﺠﻮم وﺣﴚ ﻋﺴﻜﺮي و ﻓﮑﺮي ﻋﻠﯽ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﯽ ﺣﺘﯽ أن ﮐﺜﯿﺮا ً ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ اﺑﺘﻌﺪوا ﻋﻦ اﻻﺳﻼم واﻋﺘﱪوه ﻋﺎﻣﻼ اﺳﺎﺳﯿﺎً ﻓﯽ ﺗﺄﺧﺮﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ وﺑﺪأوا ﺑﺘﻘﻠﯿﺪ اﻟﻐﺮب ﻟﻌﻠﻬﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن أن ﯾﻌﻮﺿﻮا ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻬﻢ .ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻫﻨﺎﻟﻚ أﻓﺮاد ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ﯾﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺈدراك ﻋﻤﯿﻖ ﻟﻬﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ و ﻗﺪ وﺻﻠﻮا إﻟﯽ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﯿﺠﻪ :أن ﺳﺒﺐ ﺗﺄﺧﺮ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ
157
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
158
ﻋﻦ ﻗﺎﻓﻠﺔ اﻟﺘﻘﺪم ﻟﯿﺲ اﻻﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ وإمنﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺑﻌﺪ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﯽ اﻻﺻﯿﻞ .أﻣﺜﺎل ﻫﺆﻻء اﻻﺷﺨﺎص :اﻟﺴﯿﺪ ﺟامل اﻟﺪﯾﻦ أﺳﺪآﺑﺎدی ،ﺳﯿﺪ ﻗﻄﺐ ،ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ و أﻣﺜﺎﻟﻬﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﺳﻌﻮا ﻓﯽ ﻫﺬه اﻟﻔﱰة ﻹﯾﻘﺎظ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم اﻟﻌﻤﯿﻖ اﻟﺬی ﻏﺎﺻﻮا ﻓﯿﻪ وﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﯽ ﺗﻮﺿﯿﺢ أﺳﺒﺎب اﻻﻧﮑﺴﺎر و اﻻﺣﺒﺎط و أﯾﻀﺎً ﺗﻮﺿﯿﺢ ﺳﺒﻞ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻزﻣﺔ(۲). ﺗﺸﮑﯿﻞ اﻟﮑﯿﺎن اﻟﺼﻬﯿﻮين ﰲ اﻻراﴈ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﯾﻌﺘﱪ آﺧﺮ ﴐﺑﺔ ﻣﺪﻣﺮة ﺳﺪدﻫﺎ اﻟﻐﺮب ﻟﮑﯿﺎن اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﯽ ،آرﻧﻮﻟﺪ ﺗﻮﯾﻦ ﺑﯽ -ﻣﻮرخ اﻧﮕﻠﯿﺴﯽ -ﰲ ﺑﺤﻮﺛﻪ ﺣﻮل اﻟﺤﻀﺎرات وﻓﯽ ﮐﺘﺎﺑﻪ "اﻟﺤﻀﺎرة ﰲ أﻧﺒﻮﺑﺔ إﺧﺘﺒﺎر" ﯾﻘﻮل :اﳌﺴﻤﻠﻮن ﺑﺄﺟﻤﻌﻬﻢ ﻓﯽ ﻧﻮم ﻋﻤﯿﻖ ،وﻟﮑﻦ اذا ﻣﺎ ﺛﺎرﻣﺴﺘﻀﻌﻔﯽ اﻟﻌﺎمل ﺿﺪ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻐﺮب واﺗﺤﺪوا ﺗﺤﺖ ﻟﻮاء ﻗﺎﺋﺪ واﺣﺪ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﯿﺘﻤﮑﻨﻮن ﻣﻦ أﺧﺬ زﻣﺎم اﻻﻣﻮر ﺑﺄﯾﺪﯾﻬﻢ و ﯾﻔﺮﺿﻮا ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﮐام ﻓﯽ اﻟﺴﺎﺑﻖ(۳). ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺗﻮﻗﻌﺎت ﺗﻮﯾﻦ ﺑﯽ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ ۱۹۷۹ﺣﻮل اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻻﯾﺮاﻧﯿﺔ واﻟﺘﯽ ﮐﺎﻧﺖ مبﺜﺎﺑﺔ اﻧﻔﺠﺎر ﻟﻨﻮر ﺳﺎﻃﻊ .اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ و اﻧﺪﻟﻌﺖ ﺑﻘﻮه رﻏﻢ أﻧﻬﺎ مل ﺗﮑﻦ متﻠﻚ أی ﻗﺪرة ﻣﺎدﻳﺔ وإمنﺎ ﻗﺎﻣﺖ و ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﻠﯽ ﺷﻌﺎر و ﮐﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ أﮐﱪ و ﻋﻠﯽ اﻟﺮﺟﻮع اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ إﻟﯽ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻻﺻﯿﻠﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و اﻻﺗﮑﺎء اﻟﮑﺎﻣﻞ ﻋﻠﯽ اﻻﻓﮑﺎر اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﻘﻒ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﻘﻮی اﻟﻌﻈﻤﯽ وﮐﺬﻟﻚ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮل وﻋﻄﻒ ﻓﯽ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﺎرﯾﺦ اﯾﺮان ﻓﺤﺴﺐ و إمنﺎ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻄﻒ ﰲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ و ﺣﺘﯽ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻄﻒ ﻓﯽ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺒﴩﯾﺔ .ﻣﻊ ﻇﻬﻮر ﻫﺬه اﻟﺤﺮﮐﺔ ،إﻧﺘﻬﯽ ذﻟﻚ اﻟﻨﻮم اﻟﻌﻤﯿﻖ ،واﻧﺘﴩ ﻧﻮرﻫﺎ ﺑﴪﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻓﯽ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﯽ و ﻟﺬﻟﻚ مل متﺾ ﺳﻨﺘﺎن ﺣﺘﯽ اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﯽ ﻟﺒﻨﺎن ،ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺆﻣﻦ ،اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ان ﯾﻠﺤﻘﻮا ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﺎدﺣﺔ ﺑﺎﻟﺨﻤﺲ اﻟﻘﻮی اﻟﻌﻈﻤﯽ ﻓﯽ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﺘﯽ ﮐﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﻗﻮاﻋﺪ ﺣﺮﺑﯿﺔ ﻓﯽ ذل اﻟﺒﻠﺪ ،ﯾﻌﻨﯽ آﻣﺮﯾﮑﺎ، ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ،ﻓﺮاﻧﺴﺎ ،اﯾﻄﺎﻟﯿﺎ ،و اﴎاﺋﯿﻞ ﻣﻦ دون ان ﺗﻘﺪم أی ﺗﻨﺎزل ﻟﻬﻢ و أﺟﱪﺗﻬﻢ ﻋﻠﯽ اﻟﻔﺮار، و ﮐﺬﻟﻚ اﻻﻣﺮ ﻓﯽ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻓﻬﻨﺎك اﯾﻀﺎً ﻫﺰﻣﺖ اﻻﻣﱪاﻃﻮرﯾﺔ اﻟﱪﯾﻄﺎﻧﯿﺔ و اﻟﺮوﺳﯿﺔ .ﻣﺎ ﻧﺮاه اﻟﯿﻮم ﻫﻮ ان اﻟﺼﻮت اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬی ﯾﱰﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻫﻮ ﺻﻮت اﻻﺳﻼم و ﻟﺬا ﯾﻤﮑﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل أن اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ أﻓﺎﻗﻮا ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ و ﴍﻋﻮا ﻓﯽ اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ ﳌﴩوع ﻣﻬﻢ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﯽ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻮل ﻫﯽ :اﻟﻌﻮدة إﻟﯽ اﻻﺳﻼم اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ واﻻﺻﯿﻞ ،اﻟﺬی اﺳﺘﻄﺎع ﻓﯽ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ أن ﯾﺘﻔﻮق ﻋﻠﯽ اﻟﻘﻮی اﻟﻌﻈﻤﯽ ﻓﯽ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن وﺛﺎﻧﯿﺎً »وﺣﺪة اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﯽ« اﻟﺘﯽ ﺳﻌﯽ اﻻﺳﺘﻌامر و اﻹﻣﱪﯾﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺼﻮر اﳌﺎﺿﯿﺔ إﻟﯽ متﺰﯾﻘﻬﺎ واﻋﺘﻤﺪ ﺳﯿﺎﺳﺔ ﻓﺮق ﺗﺴﺪ ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﳌﺴﻠﻤني .ﺛﺎﻟﺜﺎ» ،اﻟﻨﻀﺎل ﺿﺪ اﻻﺳﺘﮑﺒﺎر« واﳌﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺼﺪی ﻟﻠﮑﻔﺮ و اﻹﻟﺤﺎد و اﻟﻄﺎﻏﻮت و ﻃﻮاﻏﯿﺖ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن .و ﻣﻦ اﳌﺆﮐﺪ ان ﻫﺬه اﻟﺤﺮﮐﺔ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﻔﻮز اﻻﺳﻼم وﻫﺰﯾﻤﺔ اﻻﺳﺘﮑﺒﺎر(۴).
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
اﻻﺳﺒﺎب اﻟﺘﯽ أدت اﻟﯽ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ ﺷﺨﺼﯿﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره(: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮی أن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﯽ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﯿﻦ و اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺘﺒﺎدر إﻟﯽ اﻟﺬﻫﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ؟ اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﮑﻦ ﺗﻘﺪﯾﻤﻬﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺆال: (۱ﺗﺎﺛﯿﺮ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره( ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ و اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻠﯽ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ ،مل ﯾﮑﻦ ﻟﻪ ﻧﻈﯿﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﰲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل أﻧﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻐﺮيب و رمبﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻘﺒﺔ ﺻﺪر اﻻﺳﻼم ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﴩﻗﻲ ،ﻻ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻧﺠﺪ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺼﯿﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره( اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺤﺪث ﻧﻬﻀﺘﻪ و أﻓﻜﺎره و اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻪ ﺗﺄﺛريا ً ﻣﺴﺘﻘﯿامً ﻋﻠﯽ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ وﺣﺘﯽ اﻟﻌﺎﳌﯿﻦ اﻟﴩﻗﻲ واﻟﻐﺮيب واﻟﻌﺎمل ﺑﺄﮐﻤﻠﻪ. (۲اﺳﺘﻄﺎع اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره( أن ﯾﻐﯿﯿﺮ ﻣﻔﻬﻮم وﻣﻌﻨﯽ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﯽ ﻣﺴﺘﻮی اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﯽ و ﺣﺘﯽ ﻋﻠﯽ ﻣﺴﺘﻮی اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﮐﻤﻠﻪ .ﻟﻘﺪ ﮐﺎن ﻣﻌﻨﯽ اﻟﻘﺪرة ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره( ﻣﺮﺗﮑﺰا ً ﻋﻠﯽ اﳌﻮارد اﳌﺎدﯾﺔ وﻟﮑﻦ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ إﯾﺮان وﺗﺄﺛﯿﺮ ﮐﻼم اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره( ﻋﻠﯽ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﺗﻐﯿﺮ ﻣﻌﻨﯽ و ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻘﺪرة ﻣﻦ اﻻﻋﺘامد ﻋﻠﯽ اﻷﺻﻮل اﳌﺎدﯾﺔ اﳌﻠﻤﻮﺳﺔ إﻟﯽ اﻹﺗﻜﺎء ﻋﻠﯽ اﻷﺻﻮل اﳌﻌﻨﻮﯾﺔ و ﻏﯿﺮ اﳌﻠﻤﻮﺳﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺮوﯾﺞ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ و ﺗﺮﺑﯿﺔ اﻻﻓﮑﺎر اﳌﻌﻨﻮﯾﺔ. (۳اذا ﻣﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ اﻟﯽ اﻟﻘﺮون اﳌﺎﺿﯿﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺠﺪ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره( متﮑﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﯿﺎدة اﻟﺜﻮرة وإﻧﺠﺎﺣﻬﺎ واﻋﱰف مبﴩوﻋﯿﺘﻬﺎ ﮐﻞ ﻣﺨﺎﻟﻔﯿﻪ ،ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮی ﯾﻤﮑﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل أن ﻣﴩوﻋﯿﺖ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﻲ )ره( اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﻬﺔ ﻻﻗﺖ اﺳﺘﻘﺒﺎﻻً مل ﯾﮑﻦ ﻟﻪ ﻧﻈﯿﺮ ﻋﻠﯽ ﻣﺴﺘﻮی اﻟﻌﺎمل. (٤ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻄﺎﻟﻊ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺎدة اﳌﺴﻠﻤني ﰲ اﳌﺎﴈ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ أﻳﺎٌ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎن ميﻠﻚ ﻗﺪرة اﻹرﺗﺒﺎط اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ و اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻘﻮي ﻣﻊ اﻟﺠامﻫري اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﺔ و ﺑﺎﻗﻲ ﻃﺒﻘﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ره( ميﺘﻠﻚ ذﻟﻚ ﰲ إﻳﺮان .ﻟﺬا ﻓﺈن ﺣﴬﺗﻪ اﺳﺘﻄﺎع أﻛرث ﻣﻦ أي ﻗﺎﺋﺪ آﺧﺮ أن ﻳﻮﺻﻞ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ إﱃ أذﻫﺎن ﻋﻤﻮم اﻟﻨﺎس اﳌﺴﻠﻤﺔ وﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﻦ أﻫﻢ أﴎار إﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان. (۵ﺣﻴﺎة اﻷﻣﺎم )ره( اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ و اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺠﻤﻞ أﻋﻄﺘﻪ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻘﻴﺎدة اﳌﺴﻠﻤني و اﻟﺠامﻫري اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﺔ .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺴﻴﻄﺔ دامئﺎً ﺳﻮاءا ً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺐ ﺣﻮزوي أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺮﺟﻊ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻟﺠﻤﻊ ﻏﻔري ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤني أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﰲ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ إﻳﺮان .ﻛام أن ﺗﻘﻮى و أﺧﻼق اﻹﻣﺎم اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛري ﻛﺒري ﰲ اﻟﻨﺎس ﻣام ﺟﻌﻞ أﻧﺎس ﻛرث ﻳﻠﺘﺤﻘﻮن ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ اﻻﻣﺎم اﻟﺮاﺣﻞ )ره(.
159
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
160
(۶مل ﻳﻜﻦ ﺗﻔﻜري اﻻﻣﺎم ﻣﻘﺘﴫا ً ﻋﲆ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و إﻧﻘﺎذﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻼﻟﺔ و اﻟﺘﺨﻠﻒ اﳌﺎدي و اﳌﻌﻨﻮي ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺈﻧﻘﺎذ ﻛﻞ اﻟﺸﻌﻮب و اﳌﻠﻞ و اﻟﺤﻀﺎرات .ﻟﻘﺪ ﻋﱪت اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﻬﺎ اﻻﻣﺎم )ره( إﱃ ﻏﻮرﺑﺘﺸﻮف و إﱃ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻦ اﻟﻬﺎﺟﺲ اﻻﻧﺴﺎين و اﻻﻟﻬﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻟﺪى اﻻﻣﺎم اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﻘﺎذ اﻻﻧﺴﺎن و اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ اﻧﺤﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﱃ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ اﳌﺤﻀﺔ و ﻛﺎن ﻟﻬﺬا اﻟﻬﺎﺟﺲ أﺛﺮه ﰲ ﻋﻮﳌﺔ ﺗﺄﺛري اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل. (۷ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻻﻣﺎم )ره( ﻋﲆ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻧﻬﻀﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻻﻳﺮاين اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺘﱪﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻘﺘﴫة ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ و ﻛﺎن أﻳﻀﺎً ﻳﺮﻓﺾ ﻋﺎﳌﻴﺔ اﻟﻨامذج اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ و ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ إﻧﻘﺎذ و ﻫﺪاﻳﺔ اﻟﺒﴩﻳﺔ ،ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي مل ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﻹﴏار )ﻋﲆ ﻋﺎﳌﻴﺔ اﻻﺳﻼم( ﻣﻮﺟﻮد و مل ﺗﻜﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ )ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻟﻐﺮب ﻋﲆ إدارة اﻟﻌﺎمل( ﻣﻮﺟﻮدة ﻟﺪى اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء اﳌﺴﻠﻤني. ( ۸ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ره( اﳌﻔﻜﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻧﻈﺮ ﻟﺜﻮرة ﺛﻢ ﻗﺎدﻫﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﺑﻨﻔﺴﻪ. ﻓﻘﻠام ﻧﺸﺎﻫﺪ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﻧﺎﺳﺎ ﻳﻜﺘﺒﻮن ﻋﻦ اﻟﺜﻮرة ﺛﻢ ﻳﺨﻮﺿﻮن ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺧﻀﻤﻬﺎ و ﻳﺤﻘﻘﻮن اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻨﻬﺎ .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن إﻗﱰان اﻟﻔﻜﺮ و اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﺒﺎب اﳌﻬﻤﺔ ﻟﻨﺠﺎح اﻻﻣﺎم ﰲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻹﺗﺨﺎذ اﻻﻣﺎم )ره( ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ رﻛﻴﺰة ﻹﻳﺠﺎد اﻟﺘﻐﻴري اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﳌﻄﻠﻮب ،اﻷﺛﺮ اﻷﻗﻮى ﻋﲆ اﳌﻨﺘﻔﻀني اﳌﺴﻠﻤني و ﻋﲆ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﺠﻮ اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻣﻠﻮﺛﺎً ﺑﺎﻷﻓﻜﺎر اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ و اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ،ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻘﺪرة اﻟﺪﻳﻦ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد اﻟﺜﻮرة .ﻓﻘﺪ ﻏري اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﲆ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﳌﻔﻬﻮم اﻟﺬي ﺳﺒﻖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻘﺪرة و ﻓﻬﻢ اﳌﺴﻠﻤﻮن أن اﻟﻘﻮة اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﰲ اﻻﺗﻜﺎء ﻋﲆ اﻟﻘﺪرة اﻻﻟﻬﻴﺔ و ﺑﺎﻻﻋﺘامد ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة ميﻜﻨﻬﻢ إﺳﺘﻌﺎدة ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ اﳌﻐﺘﺼﺒﺔ .ﻟﻘﺪ أﺛﺒﺖ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ره( ﻟﺠﻴﻤﻊ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني و اﳌﺴﻠﻤني أن اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﳌﴩوﻋﻴﺔ و اﳌﻘﺒﻮﻟﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻨﺎس ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ و اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ و ﰲ إﻧﻘﺎذ اﻻﻧﺴﺎن و اﻟﺤﻀﺎرات و ﻛﺬﻟﻚ ﰲ اﻟﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﻔﻜﺮ و اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺨﺎﺗﻢ ﻳﻌﻨﻲ اﻻﺳﻼم .اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻟﺪﻳﻪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ و ﺧﻄﺎب ﻟﻜﻞ اﻟﻌﺎمل .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻟﻘﺪ أﺛﺒﺖ اﻻﻣﺎم )ره( و أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ أن اﻻﺳﻼم ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺠﺎة اﻟﻮﺣﻴﺪ و ﻫﺬا ﻫﻮ رﻣﺰ ﺻﺤﻮة اﻟﻌﺎمل اﳌﻨﻬﻚ ﻣﻦ ﺿﻼﻟﺔ اﳌﺴﺎﻟﻚ و اﳌﺪارس اﻻﺧﺮى(۵) . دور اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ: ﺗﻌﺘﱪ إﻳﺮان دوﻟﺔ ﻣﺆﺛﺮة ﰲ اﳌﻌﺎدﻻت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﳌﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺟﻴﻮاﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
و ﺣﻀﺎرﻳﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ) .(۶ﻣام ﺟﻌﻞ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ﻣﺤﻮر اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ إﻳﺮان إﻇﻬﺎر ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺄﺛري اﻟﻔﻜﺮي ،ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻓﻜﺮ اﳌﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﻨﻀﺎل ﺿﺪ اﻻﺳﺘﻌامر اﻟﺠﺪﻳﺪ و اﻻﺳﺘﺒﺪاد و اﻟﻌﻮدة إﱃ اﻻﺳﻼم ﰲ اﻟﻈﺮوف اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﻘﺪ ﻣﺜﻠﺖ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ،ﺗﺄﻣﻴﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺈﻳﺮان و ﻧﻬﻀﺔ ۱۵ﺧﺮداد منﺎذﺟﺎً ﻟﻺدارة ﻟﻠﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎً و ﺷﺎﻫﺪا ً ﻋﲆ اﻟﺪور اﻻﻳﺮاين ﰲ ﻫﺪاﻳﺔ اﻻﺣﺪاث ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻃﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻛﺎن اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺆﺛﺮ مبﻌﺰل ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪول و اﻟﺤﻜﺎم و ﻛﺎن ﻳﺪار ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﻠامء اﻟﺪﻳﻦ و اﳌﺜﻘﻔني اﻟﺪﻳﻨني و أﺣﻴﺎﻧﺎً اﻟﻘﻮﻣﻴني ،ﻷﻧﻪ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻃﻊ و ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻋﴫ اﻟﺸﺎه ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻘﻠﺪ منﻄﺎً ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج )منﻮذج آﺗﺎﺗﻮرك( ﻟﺬا ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﺄﺛري إﻳﺮان ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﴫ ﻣﺤﺪود ﺑﺎﳌﻨﻄﻨﻘﺔ و ﺧﺼﻮﺻﺎ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﺗﺒﻠﻮرت اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻈﺎﻫﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺎﻹﺗﻜﺎء ﻋﲆ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ و أﺑﺮزت ﻟﻠﻌﺎمل منﻮذﺟﺎً ﻣﻦ اﳌﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﻜﻔﺎح ﺿﺪ اﻻﺳﺘﺒﺪاد و اﻻﺳﺘﻌامر و ﻗﺪﻣﺖ ﻧﻄامً ﺟﺪﻳﺪا ً ﻣﻦ اﻻدارة ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﺪرة و اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ و اﻟﺤﻜﻢ و اﻟﺘﺄﺛري ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻋام ﻛﺎن ﻣﻌﻬﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً و أﺳﺴﺖ ﺗﻴﺎرا ً إﺳﺘﻨﻬﺎﺿﻴﺎً و ﺻﺤﻮة ﻓﻜﺮﻳﺔ و اﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة و أدﺧﻠﺖ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻷول ﻣﺮة ﻣﺼﻄﻠﺢ )اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ( إﱃ ﻗﺎﻣﻮس اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ .و ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﻫﺘامﻣﻬﺎ و اﺳﺘﻬﻠﺖ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻮل إﱃ ﻗﻮة ﻣﺆﺛﺮة ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴﻮم منﻮذﺟﺎً ﻣﻘﺘﺪرا ً ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ(۶). اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬي و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻗﻮى ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻌﺎدﻳﺔ أﺧﺮى ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﻄﺎع ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ و ﻧﻔﻮذه و ارﺗﻘﻰ ﺑﺪاﺋﺮة ﻧﻔﻮذه ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﴎه .إﻳﺮان اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﴩت ﺑﻨﻈﺎم ﺟﺪﻳﺪ ﻫﺪد أﺳﺲ ﻛﻞ اﳌﻌﺎدﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻻﻣﻨﻴﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﺣﺎﻟﻴﺎً ﰲ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ و ﻏري اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ. ﻟﻘﺪ ﺣﺼﻠﺖ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ -ﻛﻈﺎﻫﺮة ﻣﺘﺄﺛﺮة ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان -ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺎﱄ ﰲ ﻗﺎﻟﺐ ﺣﺮﻛﺎت إﺟﺘامﻋﻴﺔ ،ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ و ﻣﺆﺳﺴﺎت أﻣﻨﻴﺔ .ﻓﺒﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﱃ ان ﻫﺬا اﻟﺘﻴﺎر اﺳﺘﻄﺎع إﺛﺒﺎت ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﴫاع اﻟﺴﻴﺎﳼ و اﻻﻣﻨﻲ ﻓﺄﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ اﻻن ﻟﻴﻜﻮن اﻟﻘﺪرة اﳌﺆﺛﺮة اﻻوﱃ ﰲ اﻟﻌﺎمل. ﺟﺬور و أﺳﺒﺎب اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ: -۱أﻫﻢ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪﺧﻠﻴﺔ ﰲ ﻇﻬﻮر و ﺗﻄﻮر ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ: -٢دﺧﻮل ﻧﺴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب مبﻼﻣﺢ ﺛﻮرﻳﺔ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻬﻢ أﻛرث أﺻﻮﻟﻴﺔ و واﻗﻌﻴﺔ ﻷﺳﺒﺎب
161
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
162
اﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘامﻋﻲ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﰲ اﳌﺠﺎل اﻟﻔﻜﺮ و اﻟﻔﻦ إﱃ ﻣﻴﺪان اﻟﴫاع. -٣اﻻﻫﺘامم ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و ﺑﺄﺳﺲ اﻻﻧﺴﺠﺎم اﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ و وﺟﻮد ﻓﻬﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻌﺪو ﻹﻳﺠﺎد اﻟﻔﺮﻗﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ(٧). ﺗﻄﻮر و إﻧﺘﺸﺎر و ﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم و ﺗﻄﻮر أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻻﺳﻼﻣﻲ. -٤اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ اﳌﺴﺒﺐ اﻷﺻﲇ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻟﻬﺎ دور ﻣﻤﻴﺰ ﰲ ﺻﺤﻮة اﻟﺸﻌﻮب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺬﻛﻮرة ﺳﻠﻔﺎً ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﺴﺒﺐ أﺻﲇ ،اﻻ و ﻫﻮ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻏريت ﰲ اﻟﻌﺎمل ١٩٧٩و ﰲ ﺣﺮاك ﻣﺒﻨﻲ ﻋﲆ إرادة اﻟﻨﺎس، ﻛﻞ اﻻﺳﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ،اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و ﺣﺘﻰ اﻻﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪول اﳌﻬﻴﻤﻨﺔ و اﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﺴﺘﺒﺪة اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ و ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻸذﻫﺎن اﳌﱰﻗﺒﺔ -ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ -منﻮذﺟﺎً ﻣﻘﺘﺪرا ً وﻋﺎﳌﺎً ذو إدارة ﻧﺎﺟﺤﺔ .و ﺑﻌﺪ ﻗﺮون أﺧﺮﺟﺖ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﺳﻼم واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻤﻮس و ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ و اﻟﺮﻛﻮد .وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻨﻬﺎ داﻓﻊ ﻟﻠﺘﺤﺮﻛﺎت و ﻟﻘﻴﺎم اﻟﺘﻴﺎرات و اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،و ﻋﺮﻓﺖ اﳌﺴﻠﻤﻨﻦ ﺑﺤﻘﻬﻢ و ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ و ﻗﺪراﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﺧﺮى أﺑﻄﻠﺖ ﺳﺤﺮﻋﺪم ﻫﺰميﺔ ﻏﻮل اﻻﺳﺘﺒﺪاد و اﺧﻄﺎﺑﻮس اﻻﺳﺘﻌامر و اﻻﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ .و أﻋﺎدت ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة "اﻟﺠﺮأة و اﻻﻋﺘامد ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ" اﱃ اﻟﺸﻌﻮب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ﰲ ﻫﻜﺬا ﻇﺮوف ﻛام ﻳﻘﻮل إﻗﺒﺎل ﻻﻫﻮري ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻬﺮان ﻣﻌﺴﻜﺮ اﳌﺴﻠﻤني و ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻇﻬﻮر ،ﺗﺜﺒﻴﺖ و ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ إﱃ ﻋﻨﴫ ﻓﺮﻳﺪ ﻹﺣﻴﺎء و إﺳﺘﻘﺮار و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و ﰲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﳌﺮﻛﺰ ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻀﺎرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة. إن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ إﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ اﻟﺪﻳﻦ ،ﺳﺎﻋﺪت ﰲ إﺣﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ و ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان و اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛﺮ ﻣﻔﺘﺎﺣﻲ ﰲ ﺗﻮﻟﺪ و ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺣﻴﺎة و إﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺮﻛﺎت و اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة ﰲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻻﺧرية و ﻫﺬا أﻣﺮ ﺗﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﻮاءا ً اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻹﻳﺮان أو اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ و اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻬﺎ .أﻣﺎ اﻟﺴﺆال ﻫﻮ أﻧﻪ ﳌﺎذا ﻛﺎن ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﳌﻮﺟﺪة ﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة و ﻣﺎ ﻣﻴﺰان ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛري؟ ﺧﻠﻔﻴﺎت و أﺳﺒﺎب ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ: اﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ و اﻟﻌﻘﻴﺪة اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻋﲇ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺛﻮرة ﺷﻴﻌﻴﺔ اﻻ أن ﻫﻨﺎك وﺣﺪة ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ ،اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،اﻟﻨﺒﻮة ،اﳌﻌﺎد ،اﻟﻘﺒﻠﺔ و اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺤﺮﻛﺎت و ﻗﺪ
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻬﺎ و ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻃﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺟﺪﻳﺔ و ﻗﺪرة إﻳﺮان ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﺪود و ﺛﻐﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ،و ﻛﺎن ﳌﻮاﻓﻘﻬﺎ اﻟﺸﻔﺎﻓﺔ و اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ و اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ إﺣﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ اﺛﺮﻫﺎ ﰲ ﻛﺴﺐ ﺛﻘﺔ و ﻋﻤﻴﻖ إﻋﺘﻘﺎد اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ مبﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. اﻟﻌﺪو اﳌﺸﱰك ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ -ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪة ﺟﺒﻬﺔ اﻻﺳﻼم و اﳌﺴﻠﻤني -و ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻐﺮب ﺑﻘﻴﺎدة أﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﻋﺪو ﻣﺸﱰك و ﻫﻮ ﺑﺼﺪد اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﺪود اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ و ﺗﻬﻤﻴﺶ اﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻟﻘﺪ أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻣﻨﺬ أواﺋﻞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر ” ﻻ ﴍﻗﻴﺔ ﻻ ﻏﺮﺑﻴﺔ“ و ﻃﺮﺣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﻤﺮﺷﺪ ﺻﺎدق ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ رﺳﻤﻴﺎً إﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ دﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﺤﺮر ﻛﺄﺻﻞ ﻗﺎﻧﻮين .و ﻗﺪ أﻋﻠﻦ ﻗﺎدة اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺒﻌﻴﺘﻬﻢ ﻟﻜﻼم اﻻﻣﺎم )ره( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل ” إن ﻋﺪوﻧﺎ اﳌﺸﱰك اﻟﻴﻮم ﻫﻮ إﴎاﺋﻴﻞ و أﻣﺮﻳﻜﺎ و أﻣﺜﺎل ﻫﺆﻻء ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪون ان ﻳﺨﻀﻌﻮا وﺟﻮدﻧﺎ ﻟﻈﻠﻤﻬﻢ .ﺗﺼﺪوا ﻟﻠﻌﺪو اﳌﺸﱰك ”)(٨ ﻃﺮح ﻓﻜﺮة اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎن ﻃﺮح ﻓﻜﺮة اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ -وﻫﻲ رﻣﺰ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ و ﺗﻮﺳﻌﺘﻬﺎ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ – ﻛﺎن ﻣﺆﺛﺮا ً ﰲ متﺎﻳﻞ اﻟﻨﻬﻀﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻹﻳﺮان .ﻓﻤﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻮﺣﺪة ﻛﺮﻣﺰ ﻟﻺﻧﺘﺼﺎر -أﺳﻮة ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ -و أدرك أﺻﺤﺎب ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺎت أن اﻻرادة اﻟﻮاﺣﺪة و اﳌﻨﺴﺠﻤﺔ ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺤﻞ اﳌﺸﻜﻼت .و ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺮان ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻣﻨﺒﻊ و ﻣﻨﺎدي اﻟﻮﺣﺪة ﻣﺮﺟﻌﺎً ﻟﻬﻢ ﰲ إدارة اﻟﻮﺣﺪة(٩). إدارة إﻳﺮان ﻷزﻣﺎت اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﺑﻜﻞ إﻗﺘﺪار و ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻠﺘﺒﻌﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻜﺜرية اﺳﺘﻤﺮت إﻳﺮان ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺟﺒﻬﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ و ﻋﻦ ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄني و ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ أﺷﺪ اﻟﻈﺮوف ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﳌﺬﻫﺐ و اﻟﻌﻘﻴﺪة .ﻓﻜﺎﻧﺖ إدارة اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن و ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺮﻛﺔ ﺣامس و اﻟﺠﻬﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎﻧﻨﺖ ﻧﺎﺟﺤﺔ و ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ و ﺧﺮج اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ و ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮب ﺑﻌﺪ ٦ﻋﻘﻮد ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺰﻟﺔ و اﻟﻀﻌﻒ ،و ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ دﺧﻠﺖ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﳌﺮﻋﺒﺔ ﺑﻘﻴﺎدة أﻣﺮﻳﻜﺎ و إﴎاﺋﻴﻞ
163
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ أﺻﻌﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﻢ .ﻟﻘﺪ أﻓﴣ اﻷداء اﳌﻨﻄﻘﻲ و اﳌﺜﻤﺮ ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ إﱃ ﺛﻘﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت ﺑﺈﻳﺮان ﻛﻤﺮﻛﺰ و منﻮذج ﻧﺎﺟﺢ ﻟﻺدارة .ﻣام أدى أن ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت و ﺑﻜﻞ إﻓﺘﺨﺎر إﻳﺮان أﺳﻮة ﻟﻬﺎ(١٠). منﻮذج اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻵﺧﺮ ،ﻫﻮ اراﺋﺔ منﻂ ﺳﻴﺎﳼ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻺدارة ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و اﻻدارة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان .وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ إﻳﺮان ﰲ ﻇﻞ إدارﺗﻬﺎ اﳌﺘﺄﺛﺮة ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ أن ﺗﺘﺤﻮل إﱃ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷوﱃ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ .و أﺛﺒﺘﺖ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﰲ إدارة اﻻزﻣﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،اﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ و اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ و اﺳﺘﻄﺎع -ﺑﻌﺪ ﻋﺪة ﻗﺮون -ﺑﻠﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺧﻠﻂ ﻛﻞ اﳌﻌﺎدﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻷﻣﻨﻴﺔ.
164
ﺗﺼﺪﯾﺮ ﻗﯿﻢ و أﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﮑﻮن اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻠﯽ ﯾﻘﯿﻦ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻗﯿﻤﻪ و أﻫﺪاﻓﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺴﻌﯽ إﻟﯽ ﺗﺼﺪﯾﺮ ﺛﻮرﺗﻪ إﻟﯽ اﻟﻌﺎمل اﻟﺨﺎرﺟﻲ .ﻣﺜﻞ ﻫﻜﺬا ﻧﻈﺎم ﯾﻤﺘﻠﻚ اﯾﺪوﻟﻮﺟﯿﺔ ﻣﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﯽ اﺳﺎس اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻻﺟﺘامﻋﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ -وﻫﺬه اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﻗﺖ اﺳﺘﻘﺒﺎﻻ ﻣﻄﻠﻘﺎً و ﻋﺎﻣﺎً -ﺗﻌﺘﱪ مبﺜﺎﺑﺔ ﻧﺴﺨﺔ ﯾﻤﮑﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﰲ أي ﻣﮑﺎن و أی زﻣﺎن آﺧﺮ(۱۱). ﻣﻦ اﻻﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أدت إﱄ ﺗﺼﺪﯾﺮ اﻟﺜﻮرة ،ﻫﻮ أن اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﰲ أي ﺑﻠﺪ ﯾﻤﮑﻨﻬﺎ أن ﺗﺆﺛﺮﻋﲇ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺠﺎوره ﻟﻬﺎ .اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺜﻮرﯾﺔ اﻟﺘﯽ ﯾﻄﻠﻘﻬﺎ أي ﺑﻠﺪ ﺛﺎﺋﺮ ﺗﺆﺛﺮ وﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻘﯿﻤﺔ ﻋﻠﯽ ﺣﯿﺎة و ﺣﮑﻮﻣﺔ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺠﺎورة ﻟﻬﺎ ،ﻟﻬﺬا ﻧﺮی أن اﻟﺒﻌﺾ ﯾﻘﻮم مبﺨﺎﻟﻔﺔ ﺛﻮرة اﻟﺒﻠﺪ اﻻم وﯾﻌﻤﻞ ﻋﻠﯽ دﻓﻦ أﻓﮑﺎرﻫﺎ و ﻣﻨﻊ ﺗﺼﺪﯾﺮﻫﺎ أﻟﯽ ﺑﻠﺪه .اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺜﺎﺋﺮة أﯾﻀﺎً ﺗﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪة ﻋﻠﯽ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﯽ ﻣﻨﺠﺰات ﺛﻮرﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﯽ ﺗﺼﺪﯾﺮ اﻓﮑﺎر وأﻫﺪاف ﺛﻮرﺗﻬﺎ(۱۲). ﻟﺬا ﯾﻤﮑﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ إﯾﺮان ﺗﺘﺒﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﯽ ﺛﻮرﺗﻬﺎ، ﻋﻠﯽ اﻟﺨﺼﻮص أن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ إﯾﺮان ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺈﯾﺪيوﻟﻮﺟﯿﺔ ﻗﻮﯾﺔ متﮑﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﯿﻄﺮة و اﻟﺘﺄﺛﯿﺮﻋﻠﯽ ﮐﻞ ﻧﻘﺎط اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﺗﺄﮐﯿﺪ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻋﻠﯽ اﻟﺒﻌﺪ اﳌﻌﻨﻮي ﮐﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻗﻮي ﻋﻠﯽ ﺳﻠﻮك اﻟﺤﺮﮐﺎت اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻻﺧﺮی اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻣام ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﺬو ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ وﺗﺠﻌﻞ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻﻫﺪاف اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ .ﰲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻘﻂ منﻮذﺟﺎً ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﺸﯿﻌﯿﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻓﺤﺴﺐ وإمنﺎ ﺗﻌﺘﱪ منﻮذﺟﺎً و أﺳﻮة ﻟﺜﻮرة اﺳﻼﻣﯿﺔ ﯾﻤﮑﻦ أن ﯾﺤﺘﺬی ﺑﻬﺎ ﻓﯽ ﮐﻞ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل.
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ اﯾﺮان: ﮐام ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ إﯾﺮان ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﯽ أﻛﺘﺎف ﺷﻌﺐ ﻣﺴﻠﻢ و ﺷﯿﻌﯽ و ﮐﺬﻟﻚ ﮐﺎﻧﺖ ﻗﯿﺎدﺗﻬﺎ ﺑﯿﺪ ﺷﺨﺺ ﻣﺴﻠﻢ ﺷﯿﻌﯽ ،ﻓﻤام ﻻ ﺷﮏ ﻓﯿﻪ اﻧﻬﺎ اﺧﺬت ﺻﺒﻐﺔ اﻻﺳﻼم اﻟﺸﯿﻌﯽ وﻋﻠﯽ ذﻟﻚ اﯾﻀﺎً منﺖ و ﮐﱪت .ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة أﺣﺪث ﺗﺄﺛﯿﺮا ً ﻣﻠﻤﻮﺳﺎً ﰲ اﻟﺸﯿﻌﺔ ﻋﻠﯽ اﻟﺨﺼﻮص ﰲ اﳌﻤﻠﮑﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،اﻟﻌﺮاق و ﻟﺒﻨﺎن ..ﻟﮑﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ واﳌﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺸﯿﻌﺔ ﰲ إﯾﺮان ﻋﺮﺿﻮا ﻟﻠﺪﻧﯿﺎ منﻮذﺟﺎً ﻣﻨﻔﺮدا ً ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ .ﻻﻧﻬﻢ ﯾﻌﺘﻘﺪون أن اﻻﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ ﯾﺠﻤﻊ و ﯾﻮﺣﺪ ﮐﻞ اﻟﻘﯿﻢ و اﻻﺧﻼق وﻟﯿﺲ ﻏﯿﺮه ﻗﺎدر ﻋﻠﯽ ذﻟﻚ .ﻟﺬا اذا ﻣﺎ ﻓﺮﺿﻨﺎ أن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ أﺧﺬت ﺻﺒﻐﺔ اﻟﺘﺸﯿﻊ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﮑﻮن ﺛﻮرة ﻏﯿﺮ اﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﮐام أن ﺛﻮرات ﻋﺜامن دن ﻓﻮدﯾﻮ و اﻟﺤﺎج ﻋﻤﺮو ﰲ اﻓﺮﯾﻘﻴﺎ ،ﮐﺎﻧﺖ ﺛﻮرات اﺳﻼﻣﯿﺔ ومل ﺛﻮرة ﺷﺎﻓﻌﯿﺔ ،ﻣﺎﻟﮑﯿﻪ أو ﺣﻨﻔﯿﺔ أو(۱۳) .. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮی ،ﻓﺈن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﺪﻋﻲ أﻧﻬﺎ ﻟﯿﺴﺖ اﻟﻔﻘﺮة اﻻوﻟﯽ او اﻻﺧﯿﺮه ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﯾﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات اﻟﺘﯽ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﯿﺪ اﻟﻨﺒﯽ اﻟﺨﺎﺗﻢ )ص( -وﺣﺘﯽ اﻟﺜﻮرات اﻟﺘﯽ ﻗﺎﻣﺖ ﻗﺒﻞ اﻻﺳﻼم -وأﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﯽ ﺑﻬﺬه اﻟﺜﻮرة .ﺛﻮرة إﯾﺮان ﺗﻌﺘﱪ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻟﻼﻧﺒﯿﺎء وﺟﺰءا ً ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻟﻠﺸﻌﻮب واﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻤﺮ إﻟﯽ أن ﯾﺴﺘﻘﺮ اﻟﻌﺪل اﻹﻟﻬﻲ وﺗﻌﻮد اﻟﺤﺎﮐﻤﯿﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ و اﳌﻮﻋﻮدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﺰوﺟﻞ إﻟﯽ أﯾﺪي ﻋﺒﺎده اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ و اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﯿﻦ(۱۴). وﻋﻠﯽ ﻫﺬا اﻻﺳﺎس ﻓﺈن اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﻌﺘﱪ اﻣﺘﺪادا ً ﻟﺜﻮرات اﻻﻧﺒﯿﺎء -وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﻧﺒﯿﻨﺎ اﻟﺨﺎﺗﻢ )ص( -و ﺗﺠﺪﯾﺪا ً ﻟﻠﻘﯿﻢ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺨﺎﺻﺔ وﻋﻠﯽ ﻋﮑﺲ ﻣﺎ ﺗﺰﻋﻤﻪ اﻟﻔﺮق اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﺛﻮرة ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻗﻮﻣﯿﺔ ،أوﻋﺮﻗﯿﺔ ،و ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﮑﻮن منﻮذﺟﺎً ﻣﻤﺘﺎزا ً ﻟﺜﻮرات اﻻدﯾﺎن اﻻﺧﺮی ،و ﻟﺠﻤﯿﻊ أﺗﺒﺎع اﻻدﯾﺎن اﻻﺧﺮی وﮐﺬﻟﻚ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﯿﻦ ﻓﯽ اﻟﻌﺎمل(۱۵). ﻋﻠﯽ ﻫﺬا اﻻﺳﺎس ﯾﻤﮑﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل أن اﻫﻤﯿﺖ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﺗﮑﻤﻦ ﰲ أﻧﻬﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻃﺮﯾﻘﺔ و ﻣﺴﻠﮑﺎً ﺟﺪﯾﺪا ً ﻟﺠﻤﯿﻊ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﯿﻦ و اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻨﺎدون ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺮﯾﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ ﰲ أﻗﺼﯽ ﻧﻘﺎط اﻟﻌﺎمل. اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان وﺗﺺدﻳﺮ أﻓﻜﺎر اﻟﺜﻮرة واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ: ﺗﻊد اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﻪ ﰲ اﻳﺮان اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻻوﻟﯽ اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﺖ ﻗﻔﺰة في اﻟﻔﮑﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ. فﻓﯽ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﯾﻦ ﺗﺮاﺟﻊ اﻻﺳﻼم ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻀﻌﻒ اﻻﻣﱪاﻃﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺜامﻧﯿﺔ .وﻟﻜﻦ ﻣﻊ إﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﻪ ﰲ اﯾﺮان ﰲ آواﺧﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﺑﺪأت ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة في ﺗﺠﺪﯾﺪ اﻻﺳﻼم .أﻇﻬﺮت اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﻪ وﻃﺒﻘﺎً ﻷﺳﺴﻬﺎ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻘﻮة ﻣﻊ اﻻوﺿﺎع
165
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
166
اﳌﻮﺟﻮدة .ﮐام أﻋﻠﻨﺖ أﯾﻀﺎً رﻓﻀﻬﺎ ﻟﻠﻨﻈﻢ اﳌﻌﺎﴏة وﻋﺪم رﺿﺎﻫﺎ ﻋﻢ ﻣﮑﺎﻧﺔ اﻻﺳﻼم ﻓﯽ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ .ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮی أﺑﺮزت ﻋﺪم اﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻻﺳﱰاﺗﯿﺠﯿﺎت اﻟﺘﯽ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻻﺧﺮی ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﯽ اﻻﺳﻼم اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .و رﻓﻌﺖ ﻧﺪاء اﻟﺘﺤﺮر و اﻟﺨﻼص ﻣﻦ اﳌﺴري اﻟﺬي ﺳﻠﻜﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﺎﻻﺳﻼم اﳌﺒﻨﻲ ﻋﲆ أﺳﺲ اﻟﺘﻄﻮر ميﻠﻚ أﻳﻀﺎً اﻟﻄﺮق اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴري. ﻛﺎن أﺳﻠﻮب اﻟﺤﺮاك اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ إﻳﺮان ﻫﻮ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﺨﺰﻧﺔ ﰲ اﻟﺸﻌﻮب و ﺣﺸﺪ اﻻﻓﻜﺎر ﻟﺘﻐﻴري اﻟﻮاﻗﻊ .إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎن ﺑﺈدارة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺳﻠﺴﺔ و ﴎﻳﻌﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ منﻮذﺟﺎً ﻟﺒﺎﻗﻲ اﻟﺸﻌﻮب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻏريت أﺳﻮة ﺑﺤﺮﻛﺔ إﻳﺮان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻬﺎ و ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﺻﻮل ﻷﻫﺪاﻓﻬﺎ(١٦). رﻓﻌﺖ ﺣﺮﻛﺔ إﻳﺮان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻘﻒ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ﻟﺪرﺟﺔ مل ﺗﻜﻦ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﺧﺮى وﺟﻌﻠﺖ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻌﴫ اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻤﻜﻨﺎً ﰲ اﻻذﻫﺎن و ﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﺑﻌﺚ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﰲ أوﺳﺎط اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺘﺄﺛﺮة ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ(۱۷). ﺑﻨﺎﺋﺎً ﻋﲆ ﻫﺬا ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن أﻫﻢ ﰲ ﺗﺄﺛري اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎن اﻟﺒﻌﺪ اﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ .و ﻟﺬا و ﺑﻌﺪ ﻓﱰة وﺟﻴﺰة ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺟﻤﻮع اﻟﻨﺎس ﰲ أﻗﴡ ﻧﻘﺎط اﻻرض ﻷن ﻣﺨﺎﻃﺒﻲ اﻻﻣﺎ )ره( مل ﻳﻜﻮﻧﻮا اﳌﺴﻠﻤني ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﻲ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﴎه: ﻳﺠﺐ أن ﺗﻨﺘﴩ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ – ﻧﻬﻀﺔ اﳌﺴﺘﻀﻌﻒ ﺿﺪ اﳌﺴﺘﻜﱪ – ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎمل. إﻳﺮان ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ و منﻮذﺟﺎً ﻟﻜﻞ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﺔ .ﻟﻴﻨﺘﻔﺾ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﰲ أﻗﴡ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل ،ﺑﻞ ﻟﻴﻨﺘﻔﺾ ﻛﻞ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني .اﻟﻮﻋﺪ اﻻﻟﻬﻲ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﺳﻨﻤﻦ ﻋﲆ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻀﻌﻔﻮا و ﻧﺠﻌﻠﻬﻢ أمئﺔ و ﻧﺠﻌﻠﻬﻢ اﻟﻮارﺛني .اﻟﺮﻳﺎدة ﺣﻖ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني .وراﺛﺔ اﻻرض ﺣﻖ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني .اﳌﺴﺘﻜﱪون ﻏﺎﺻﺒﻮن .ﻳﺨﺮج أن ﻳﺨﺮج اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد(۱۸) . ﻓﯽ اﺛﻨﺎء اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﺻﺒﺢ اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻔﺎرﳼ واﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﳌﻬﻤﺔ اﮐرث ﻣﻦ ﺑﻘﯿﺔ اﳌﻨﺎﻃﻖ .و اﻧﺘﴩت أﻓﻜﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎً في ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ. وأدت اﻟﯽ زﻋﺰﻋﺔ اﻟﮑﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ. اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﯽ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﻮاﻧﺎً ﻟﻠﺜﺒﺎت واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺪاﺧﲇ ﻓﯽ اﳌﻨﻄﻘﻪ -ﮐﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﯽ واﻟﺴﻌﻮدی -ﺗﴬرت ﺑﺸﮑﻞ ﺗﻠﻘﺎيئ وﻋﻠﯽ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﯾﺮان ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺑﺸﮑﻞ ﻣﺴﺘﻘﯿﻢ ﻓﯽ ﻫﺬه اﻟﺪول اﻻ أن أﻣﻮاج اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﺮﮐﺖ آﺛﺎرﻫﺎ ﻓﯽ ﻫﺬه اﻟﺪول .اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺸﯿﻌﯿﺔ ﮐﺎﻧﺖ اﻻﮐرث ﺗﺄﺛﺮا ً ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ .فﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﺸﯿﻌﺔ ﻓﯽ دول اﻟﮑﻮﯾﺖ واﻟﺒﺤﺮﯾﻦ واﻟﻌﺮاق واﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ أﻇﻬﺮ أﻧﻬﻢ وﺑﺈﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا
دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﰲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
أن ﯾﺼﺪوا اﻟﻈﻠﻢ اﳌﺤﻠﻖ ﺑﻬﻢ وﯾﻘﻔﻮا ﺿﺪه .ﺗﻌﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ في إﯾﺮان ﻣﺤﻞ اﻋﺘﺰاز واﻓﺘﺨﺎر واﻋﺘامد ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻟﺪی ﮐﻞ اﳌﺴﻠﻤﯿﻦ – ﺳﻮاء ﮐﺎﻧﻮ ﺳﻨﺔ او ﺷﯿﻌﺔ و ﺑﻐﻆ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻬﻮﯾﺔ واﻻﻧﺘامءات اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ – ﺑﺤﯿﺚ اﻧﺘﴩت ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻓﯽ ﮐﻞ اﻗﻄﺎر اﻻرض ﺑﺪ ًء ﻣﻦ ﯾﻮﻏﻮﺳﻼﻓﯿﺎ وﻣﺮاﮐﺶ وﺻﻮﻻً اﻟﯽ اﻟﻔﻠﺒﯿﻦ وأﻧﺪوﻧﺴﯿﺎ.ﻫﺬا اﻟﺘﺠﺪﯾﺪ اﳌﻬﻢ ﻓﯽ اﻻﺳﻼم اﺧﺬ اﺷﮑﺎل ﻣﺨﺘﻠﻒة وﻟﮑﻨﻪ ﻓﯽ اﻟﻨﻬﺎﯾﺔ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ ﺑﻌﻘﯿﺪة واﺣﺪة .ﻫﺬه اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻟﺪی اﺑﻨﺎء اﻻﺳﻼم أزاﺣﺖ ﮐﻞ اﻟﺤﺪود اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ واﻻﯾﺪوﻟﻮﺟﯿﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻼﻧﻈﻤﺔ .وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﻟﻼﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﺎﮐﻤﻪ ﻟﻬﺬه اﻟﺪول. ﻓﯽ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أوﺟﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺳﺤﺮا ً جاذﺑﺎً اﺳﻼﻣﯿﺎً ﻟﻠﻨﺎس وأﺻﺒﺤﺖ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺤﺮﮐﺎ ﻟﻠﻨﺎس اﻟﺬﯾﻦ مل ﯾﮑﻮﻧﻮا ﯾﻘﺪروا ﻋﻈﻤﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ .واﻟﺬﯾﻦ ﮐﺎﻧﻮا ﯾﻔﴪوا ﮐﻞ ﺑﻼﯾﺎﻫﻢ وﻣﻈﺎﳌﻬﻢ ﺑﺎﻧﻪ ﻗﻀﺎء وﻗﺪر اﻟﻬﻲ. اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ: اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻩي ﻋﻨﻮان ﻟﻠﻮﻋﻲ اﻟﺠامﻋﻲ اﳌﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯽ اﻻرادة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﳌﺘﺎﺛﺮة ﺑﺎﻻﺳﻼم اﻻﺻﯿﻞ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﻓﯽ اﻟﻈﺮوف اﻟﺮاﻫﻨﺔ اﻟﯽ أﺳﻠﻮب ﺳﯿﺎﳼ وﻓﮑﺮة ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ .ﺗﺮﮐﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻔﮑﺮﯾﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ وﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﯽ منﻂ ﺳﯿﺎﳼ وﻏﯿﺮت اﻻوﺿﺎع اﻟﺘﻲ ﮐﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﯽ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺎﴈ .وﻏﯿﺮت اﳌﻌﺎدﻻت اﻟﺴﺎﺋﺪة في اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﮐﺎﻧﺖ ﺗﺼﺐ ﻓﯽ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻐﺮب ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ .وﻫﺬا اﳌﻮج اﳌﺘﺰاﯾﺪ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ﻫﻮ ﻓﯽ ﺻﺪد ﮐﴪ ﺣﻮاﺟﺰ اﻟﻐﺮب ﻻﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﯽ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﯽ اﻻﯾامن. ﻫﺬه اﳌﺴﺎﻟﺔ ﺗﻌﺪ ﺳﺒﺐ ﻓﯽ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺗﻮازن اﻟﻘﻮة ﺑﯿﻦ اﻟﺠامﻋﺎت اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﺗﺼﺐ ﻓﯽ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﯿﻌﺔ اﳌﺴﺘﻔﯿﺪه ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﯽ ﻟﻬﺬه اﻟﺜﻮرة .اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻻﺧﯿﺮة ﻩي تﺑﻠﻮرﺟﺒﻬﺎت ﻓﮑﺮﯾﺔ و ﺳﯿﺎﺳﺔ ﺟﺪﯾﺪة في أوﺳﺎط اﻟﺠامﻋﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﺻﯿﻠﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ أﻣﺮﯾﻜﺎ واﻟﺘﯿﺎرات اﻟﺘﯽ ﺗﺪور ﰲ ﻓﻠﮑﻬﺎ واﳌﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﻬﺎ .وﻇﻬﺮت ﻟﻠﻌﻴﺎن اﻟﺤﺮب اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋﺪﯾﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﻊ اﻣﺮﯾﻜﺎ .ﻳﺨﻮض اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻨﻬﺎﺋﯿﺔ ﻣﻊ اﻣﺮﯾﻜﺎ .ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻩي ﺑﺤﺎﺟﺔ اﻟﯽ اﻟﺪراﯾﺔ واﻻدارة اﳌﺤﱰﻓﺔ .اﻟﻐﺮب ﮐﻌﻨﻮان ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻟﻠﯿﱪاﻟﯿﺔ ﰲ ﻣﺮاﺣﻠﻪ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﯿﺔ وﰲ اوج ﻣﻨﺤﻨﯽ اﻟﺮﺷﺪ وﻗﺪ ﺑﺪء ﺑﺎﻟﺘﻬﺎوی ﻟﻼﺳﻔﻞ وﺑﺪات ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻓﻮل ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﯾﻈﻬﺮ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻬﺎﻣﺪ. ﺑﯿﻨام اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﰲ ﺑﺪاﯾﺔ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺜﻮري وﺳﺘﻘﻄﻊ اﻟﺤﺮﮐﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺴري اﻟﺘﮑﺎﻣﻞ ﺑﴪﻋﺔ .اﻟﺤﺮﮐﺔ اﻟﺘﯽ ﮐﻠام ﺗﻘﺪﻣﺖ ﮐﻠام اﻗﱰﺑﺖ ﻣﻦ اﻫﺪاﻓﻬﺎ .ﻋﻠﯽ ﻋﮑﺲ اﻟﻠﯿﱪاﻟﯿني واﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺿﺤﺖ ﻣﻮﺿﻊ اﻧﺘﻘﺎد اﳌﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ واﻟﺨﱪاء ﻻﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻔﮑﺮﯾﺔ وﺣﺘﯽ اﻟﻌﺴﮑﺮﯾﺔ .اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و ﺑﺎﻻﻋﺘامد اﻟﺘﺎم ﻋﻠﯽ اﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ في ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺪم اﻻﺳﺲ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ اﻟﺘﯽ ﺑﻨﺎﻫﺎ اﻟﻐﺮب ﻓﯽ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
167
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
168
اﳌﺼﺎدر: ( ۱ﻣﻮﻻﻧﺎ ،ﺣﻤﯿﺪ ،اﻟﻨﻬﻀﺔ و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻧﴩت ﰲ ﻣﻮﻗﻊ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ. ( ۲ﻫﻮﯾﺪی ،ﻓﻬﻤﯽ ،اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﻌﺮﻓﺖ اﻟﻨﻔﺲ و اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ ،ﻧﴩت ﻓﯽ ﻣﻮﻗﻊ :ﻣﺮﮐﺰ اﻻﺳﻨﺎد اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ. ( ۳ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ. ( ۴اﳌﻮﺳﻮی ،ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻋﻤﯿﻘﺔ ﰲ وﺣﺪة اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﺻﺎدﻗﯽ ،اﺣﻤﺪ ،ﻗﻢ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺣﺎذق ﻟﻠﻨﴩ ۱۳۶۲ ، ،ص . ۵۷ ( ۵ﻓﻮزی ،ﯾﺤﯿﯽ ،اﻻﻓﮑﺎر اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻼﻣﺎم اﻟﺨﻤﯿﻨﯽ )ره( ،ﻓﺼﻞ اﻟﺪﯾﻦ و اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ،ﻗﻢ ،ﻧﴩ اﳌﻌﺎرف ، ، ۱۳۸۱ص . ۹۷ ( ۶ﺻﺤﻔﯽ ،ﻣﺤﻤﺪ ، ،اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﺔ و اﻻﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻃﻬﺮان ،ﺷﻤﺴﺎ ، ۱۳۸۰ ،ص . ۴۶ ( ۷اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ » اﯾﺮان :ﻧﻈﺮة ﻋﻠﯽ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ « ﺗﺮﺟﻤﺔ :وﺣﯿﺪ رﺿﺎ ﻧﻌﯿﻤﯽ ،ﻫﻤﺸﻬﺮی دﯾﭙﻠامﺗﯿﮏ، اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎين ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺑﻬﻤﻦ ، ۱۳۸۲ص . ۱۲ (۸ﺑﯽ آزار ﺷﯿﺮازی ،ﻋﺒﺪاﻟﮑﺮﯾﻢ ،اﻻﺳﻼم ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﺪة ،ﻃﻬﺮان ،اﻧﺘﺸﺎرات ﺑﻌﺜﺖ ، ۱۳۵۴ ،ص . ۱۴۵ – ۱۴۰ ( ۹ﺻﺪﯾﻘﯽ ،ﮐﻠﯿﻢ ،اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻫﺎدی ﺧﴪو ﺷﺎﻫﯽ ،ﻃﻬﺮان ،اﻃﻼﻋﺎت ، ، ۱۳۷۵ص . ۷۰ ( ۱۰ﺑﯽ آزار ﺷﯿﺮازی ،ﻋﺒﺪاﻟﮑﺮﯾﻢ ،وﺣﺪة اﳌﺬاﻫﺐ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،اﻣﯿﺮﮐﺒﯿﺮ ، ۱۳۵۷ ،ص . ۵۳ ( ۱۱ﺟﻤﺸﯿﺪی ،ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﯿﻦ » ،اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮاق « ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻت اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و ﺟﺬورﻫﺎ ،ج ، ۲ﻗﻢ ،ﻧﻬﺎد منﺎﯾﻨﺪﮔﯽ ﻣﻘﺎم ﻣﻌﻈﻢ رﻫﱪی در داﻧﺸﮕﺎﻫﻬﺎ ، ۱۳۷۴ ، ص . ۳۹۱ ( ۱۲اﻣﺮاﯾﯽ ،ﺣﻤﺰة ،اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ و اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة ،ﻃﻬﺮان ،ﻣﺮﮐﺰ اﺳﻨﺎد اﻧﻘﻼب اﺳﻼﻣﯽ ، ۱۳۸۲ ،ص ۵۰ ( ۱۳ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص . ۵۱ ( ۱۴ﻋﺰﺗﯽ ،اﺑﻮاﻟﻔﻀﻞ ،اﻻﺳﻼم اﻟﺜﻮري و اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﻫﺪی ،ﺑﯽ ﺗﺎ ،ص . ۴۰۷ ( ۱۵ﻧﻔﺲ اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص . ۴۰۳ ( ۱۶ﻗﻮام ﻋﺒﺪاﻟﻌﻠﯽ ،اﺻﻮل اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻃﻬﺮان ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺳﻤﺖ ﻟﻠﻨﴩ ، ۱۳۷۰ ، ص . ۸۶ ( ۱۷ﻓﺮاﺗﯽ ،ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب ،ﻧﻈﺮات ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﻬﺮان ،ﻣﻌﺎوﻧﺖ اﻣﻮر اﺳﺎﺗﯿﺪ و دروس ﻣﻌﺎرف اﺳﻼﻣﯽ ، ۱۳۷۷ ،ص . ۱۸۴ ( ۱۸اﻣﺮاﯾﯽ ،ص . ۱۷۸ –۱۷۷ ( ۱۹ﺻﺤﯿﻔﺔ اﻻﻣﺎم )ره( ،ج ، ۷ص . ۲۹۳ ( ۲۰اﺣﻤﺪی ،ﺣﻤﯿﺪ ،اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ اﻟﻌﺮيب » ،ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻣﻘﺎﻻت ﭘﯿﺮاﻣﻮن ﺟﻬﺎن ﺳﻮم « ،ﻃﻬﺮان ،ﺳﻔﯿﺮ ، ۱۳۶۹ ،ص . ۱۱۷
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ اﻟﻮارد
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ اﻟﻮارد اﯾﻮب ﻓﯿﺮوز ﻣﻘﺪﻣﺔ : ﻳﻜﺎد اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺄﻫﻢ ﻗﻀﻴﺔ وأﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﻨﻌﻄﻒ ﰲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﳌﺒﺎرك ...وﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻧﺮﻛﺰ ﻋﲆ ﻗﻀﺎﻳﺎﻧﺎ اﳌﻌﺎﴏة ،ﻣﻦ زاوﻳﺘﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ؛ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﻘﻴﻤﺔ ،ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ،واﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻧﻮ إﻟﻴﻬﺎ. وﻗﺪ اﺧﱰت ﰲ ﻣﺠﺎل ﺗﻨﺎوﱄ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳌﺒﺎرﻛﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ )ﻗﺪس ﴎه( ﻣﺤﺎوﻻً اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﺜﻼث) :اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،اﻷﺳﺒﺎب ،اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ رﻏﻢ اﻹﺧﻄﺎر اﳌﺤﺪﻗﺔ( ،ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻠﱰاﺑﻂ اﳌﻘﻮم ﺑني ﻫﺬه اﻟﺰواﻳﺎ ،وﺗﺄﻛﻴﺪاً ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻨﺘﻬﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﺚ. وﻗﺒﻞ أن ﻧﻠﺞ ﺻﻤﻴﻢ اﳌﻮﺿﻮع ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﺮح ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﰲ اﳌﴤ ﻗﺪﻣﺎً وﻫﻲ:
170
-١ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إن ﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ اﻟﻘﻮل أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﱰﻛﻴﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ـ ﻛﻜﻞ ـ إﻻ أن اﻟﺘﺬﻛﺮ ﺑﻬﺎ ﻳﺤﻘﻖ متﻬﻴﺪا ً ﺟﻴﺪا ً ﻟﻔﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻓﺎﻹﺳﻼم ﻋﻘﻴﺪة ﺗﺤﺪد ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻣﻮﻗﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد واﻟﻜﻮن واﻟﺤﻴﺎة واﻹﻧﺴﺎن ،ﺑﺘﺎرﻳﺨﻪ وﺣﺎﴐه وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ .وﺗﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ،ﺗﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﺎً ﻋﻤﻠﻴﺎً واﺳﻊ اﻷﺑﻌﺎد. وﻋﲆ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪة واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ،ﺗﺘﺨﺬ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺴﺎرا ً ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺎً، ﻳﺨﺘﻠﻒ اﺧﺘﻼﻓﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻴﺶ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر. وﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷرﺿﻴﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﺄيت اﻟﺒﻨﺎء اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﻼم ﻟﻜﻞ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. وﺣﻴﻨﺌﺬ؛ ﻓﺎﳌﺴﻠﻢ اﻟﻮاﻋﻲ ﺣ ّﻘﺎً ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أوﻻً :ﻓﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻬامً ﻣﻄﺮد اﻟﻌﻤﻖ. ﺛﺎﻧﻴﺎً :وإميﺎن ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺑﻬﺎ. ﺛﺎﻟﺜﺎً :وﻧﻔﻮذ إميﺎين إﱃ اﻟﻌﻮاﻃﻒ ،وﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﺳﺲ. راﺑﻌﺎً :واﻧﺘﻬﺎ ًء إﱃ اﳌﺠﺎل اﻟﻌﻤﲇ ،اﻟﺸﺨﴢ واﻟﻌﺎم.
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
إﻧﻬﺎ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴّﺰ ﺑﻬﺎ اﳌﺴﻠﻢ اﻟﻮاﻋﻲ ،واﻟﺘﻲ ﻳﺼﻌﺪ اﻹﻧﺴﺎن ـ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺻﻠﻬﺎ ﰲ وﺟﻮده وﺣﻴﺎﺗﻪ ـ ﻣﺪارج اﻟﻜامل. وﻋﻨﴫ اﻟﻔﻬﻢ :ﻳﺸﻤﻞ ﻓﻬﻢ اﻹﺳﻼم ـ أﺳﺴﺎً وﺑﻨﺎ ًء ﻧﻈﺮﻳﺎً ـ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﰲ اﻹﻃﺎر اﻟﻌﻤﲇ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى. وأﻋﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ :ﻓﻬﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴامت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﻞء اﳌﺴﺎﺣﺔ اﳌﺒﺎﺣﺔ ،أو ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺮﺣﻮم اﻟﺸﻬﻴﺪ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺼﺪر اﺳﻢ )ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻔﺮاغ(، اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴﻘﻮم مبﻠﺌﻬﺎ ﻋﲆ ﺿﻮء اﻟﺘﻌﻠﻴامت ،ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،واﻟﻈﺮوف اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ. ﱠﺪين ـ اﳌﻮﺣﻰ ﻣﺒﺎﴍة ـ أﺳﻤﻰ درﺟﺎت ﻫﺬا اﻟﻔﻬﻢ ،ﰲ ﺣني وﻳﻌﺘﱪ ﻣﺎ ﻳﺴ ّﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ اﻟﻠ ﱢ ﻳﺘﻠﻮه ﰲ اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎد اﻷﺻﻴﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ. أﻣﺎ ﻋﻨﴫ اﻹميﺎن :ﻓﻬﻮ ﺑﺪوره ﻣﺘﻔﺎوت اﻟﺪرﺟﺔ ،ﻣام ﻳﺴﻮغ أن ﻳﺆﻣﺮ اﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨﻮا ﺑﺎﻹميﺎن، وﺗﺼﻌﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ،أو ﺗﻮﺳﻴﻊ اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻹميﺎﻧﻴﺔ ،وﻳﺸﻤﻞ اﻹميﺎن ﺑﺎﳌﻮﻗﻊ اﳌﺤﺪد ﻣﻦ اﻟﻜﻮن ،واﳌﻨﻄﻖ اﻟﺤﻴﺎيت ،واﻟﻬﺪف اﻟﺴﺎﻣﻲ ،وﻧﻮع اﻟﺴﺒﻴﻞ إﱃ اﻟﻬﺪف. وإذا رﻛّﺰﻧﺎ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ رأﻳﻨﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻓﻴﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ اﻷﻣﺮ إﱃ ﻣﺴﺘﻮى أن ميﻸ اﻟﺤﺐ اﻹﻟﻬﻲ وﺟﻮد اﻟﻌﺒﺪ وﻳﺴﻤﻮ ﻫﺬا ﺣﺘﻰ ﻟﻴﻘﻮل اﻟﺤﺪﻳﺚ اﳌﺮوي ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮاء )ع( ﺗﻠﻤﻴﺬة اﻹﺳﻼم) :إن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺮﴇ ﻟﺮﺿﺎﻫﺎ وﻳﻐﻀﺐ ﻟﻐﻀﺒﻬﺎ( وﺣﺘﻰ ﻳﺘﺤﻮل اﻟﺪﻳﻦ إﱃ ﺣﺐ ﻛﻠﻪ )وﻫﻞ اﻟﺪﻳﻦ إﻻ اﻟﺤﺐ( ﻛام ﺟﺎء ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﻋﻰ اﳌﺆﻣﻨﻮن إﱃ ﺗﺠﺎوز ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹميﺎن اﻟﻌﻘﲇ اﳌﺠﺮد؛ إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﺸﻮع واﻟﺘﺤﺮك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ،ﻓﻴﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ: }أمل ﻳﺄن ﻟﻠﺬﻳﻦ آﻣﻨﻮا أن ﺗﺨﺸﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ وﻣﺎ ﻧ ّﺰل ﻣﻦ اﻟﺤﻖ وﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻛﺎﻟﺬﻳﻦ أﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻄﺎل ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﻣﺪ ﻓﻘﺴﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ{. وأﺧريا ً ﺗﺼﻞ اﳌﺮﺣﻠﺔ إﱃ ﻋﻨﴫ اﻟﻌﻤﻞ ،اﻟﺬي ﻳﺄيت ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﺮك اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ، ذﻟﻚ إن اﻹرادة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﺸﻮق اﳌﺆﻛﺪ إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري. وأﺷﺪ اﻟﻨﺎس متﺰﻗﺎً ﰲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻢ :أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﻔﺼﻞ أﻋامﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ وﻋﻮاﻃﻔﻬﻢ ،واذﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻟﻠﻔﺮزدق ،ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺳﺄﻟﻪ ﺳﺒﻂ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻋﲇ )ﻋﻠﻴﻬام اﻟﺴﻼم( ﻋﻦ أﻫﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﺄﺟﺎب )ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻌﻚ وﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻋﻠﻴﻚ(. واﻟﻮاﻗﻊ إن اﻧﻌﺪام اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﲆ ﻋﺪم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻷﺳﺲ: ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ: }أرأﻳﺖ اﻟﺬي ﻳﻜﺬب ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ * ﻓﺬﻟﻚ اﻟﺬي ﻳﺪع اﻟﻴﺘﻴﻢ * وﻻ ﻳﺤﺾ ﻋﲆ ﻃﻌﺎم اﳌﺴﻜني{
171
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
172
]اﳌﺎﻋﻮن ١/١٠٧ـ.[٣ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﳌﻌﺎمل اﻟﻮﻋﻲ واﻟﺼﺤﻮة ،ميﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺸﺨّﺺ ﺗﺤﻘﻘﻬﺎ ﰲ أي زﻣﺎن وﻣﺠﺘﻤﻊ ،ﻋﱪ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ إﱃ ﻇﺎﻫﺮة اﺟﺘامﻋﻴﺔ ،وﻋﺪم اﻗﺘﺼﺎرﻫﺎ ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐرية. ﻧﻌﻢ إذا ﺷﻤﻠﺖ اﻟﺼﺤﻮة ﻗﻄﺎﻋﺎً ﻛﺒريا ً ،وﺗﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ اﻷﻛرثﻳﺔ اﻟﺠامﻫريﻳﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ ،أﻣﻜﻦ ـ ﻳﺘﺤﲆ ذﻟﻚ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺑﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺑﺤﻖ ـ أن ّ ﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮة وﻟﻘﺪ ﻣﺮت أﻣﺘﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻔﱰات زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻋﻤﺘﻬﺎ ﻏﻔﻮة، وﺷﻤﻠﻬﺎ ﺗﺨﺪﻳﺮ وﺿﻴﺎع ﻣﻘﻴﺖ ،ﻳﻬﺘﺰ ﻟﻪ اﻟﻘﻠﺐ أﳌﺎ. ﻓﺎﻟﻔﻬﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏري ﻣﺘﻮﻓﺮ ،إﻻ ﻋﲆ ﺻﻌﺪ ﻓﺮدﻳﺔ ﻣﺤﺪودة اﳌﺠﺎﻻت ،وﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻤﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻻ ﺗﺠﺪ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻴﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻮس ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﳌﺆﺛﺮ ﰲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺒﻨﺎء اﻟﻨﻔﻮس واﳌﺠﺘﻤﻊ. واﻟﺘﺠﺰﻳﺌﻴﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﰲ متﺰق اﻟﻔﺮد اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﺎت ،ﻓﻬﻮ ﻣﻤﺰق ﰲ رؤﻳﺘﻪ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،وﻗﺪ أراد ﻟﻪ اﻹﺳﻼم إن ﻳﺘﺨﺬ رؤﻳﺔ واﺣﺪة ﺗﺠﺎه اﻷﺷﻴﺎء .وﻫﻮ ﻣﻤﺰق ﰲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ،ﺣﺎﺋﺮ ﺑني اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻘﻮاﻧني اﻟﺴامء واﻻﺗﺠﺎه ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻔﺎﺳﺪ واﻟﻮﻻءات اﳌﺘﻌﺪدة وآﻟﻬﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﻤﺪن ،واﻟﻌﻨﴫﻳﺔ ،واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻫﺬه اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮف ﻧﺸﻬﺪﻫﺎ ﰲ ﻛﻠامت اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﻫﻮ ﻳﺘﺤ ّﺪث ﻋﻦ إميﺎﻧﻪ مبﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼﺤﻮة ،وﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺼﺤﻮة ومثﺎرﻫﺎ ،وﻋﻮاﻣﻠﻬﺎ وأﺳﻠﻮب ﺗﺮﺷﻴﺪﻫﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻷﺧﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻋﺪاﺋﻬﺎ. -٢اﻹميﺎن مبﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﻲ أﻛﺪﻫﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﻛﻠامﺗﻪ ،وﺳﻌﻲ ﺑﺠﺪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻹميﺎن ﺑﻬﺎ ﰲ ذﻫﻦ اﻟﺠامﻫري؛ ﻣﻮﺿﻮع اﻹميﺎن مبﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﻪ أﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ وﻻ ﻳﺴﺎوره أي ﺷﻚ ﰲ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬا اﻟﻐﺪ اﳌﺮﺗﻘﺐ ،وﻃﺒﻴﻌﻲ أن اﻷﻣﻞ اﻟﻜﺒري ﻳﻠﻌﺐ دوره ﰲ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻬﻤﻢ ﻧﺤﻮ ﺻﻨﻌﺔ وﻳﺸﺪ اﻟﻌﺰميﺔ ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ. ﻓﻨﺠﺪه ﺗﺎرة ﻳﺬﻛّﺮ ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ اﻹﻟﻬﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻣﻄﻠﻘﺎً ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻗﺎﻋﺪة ﻟﻬﺬا اﻷﻣﻞ اﻟﻜﺒري ،ﻓﻴﻘﻮل ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﺘﻲ وﺟﻬﻬﺎ مبﻨﺎﺳﺒﺔ ﻗﻴﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: )إن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ وﻋﺪ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﻋﲆ اﳌﺴﺘﺒﻜﺮﻳﻦ ﺑﺘﻮﻓﻴﻘﻪ ووﻋﺪه وﺟﻌﻠﻬﻢ أمئﺔ ،وﻫﺎ ﻫﻮ اﻟﻮﻋﺪ اﻹﻟﻬﻲ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻘﻪ .إﻧﻨﺎ ﻟﻨﺄﻣﻞ أن ﻧﺸﻬﺪ ﻧﺤﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻖ( ١ وأﺧﺮى ﺗﻨﺒﺄ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎر ﺣﺘﻰ ﻋﲆ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻴﻘﻮل ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
ﺣﺮﻛﺔ أﻣﻞ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ )أواﺧﺮ ﻋﺎم :(١٩٨٠ )ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﺬف ﻣﻦ ﻗﺎﻣﻮﺳﻨﺎ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻬﺰميﺔ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﻟﺘﺤﺎم ﻣﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﱪى ،إﻧﻜﻢ إذا ﺷﺌﺘﻢ ﺣﻘﻘﺘﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪون ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ(.١ وﻧﺠﺪه )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﺗﻨﺒّﺄ ﺑﺴﻘﻮط اﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ واﻧﻬﻴﺎره ﺑﴪﻋﺔ ،وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬا اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺬي ﻧﺸﻬﺪه .ﻓﻘﺪ أرﺳﻞ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﳌﺸﻬﻮرة إﱃ ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ١٩٨٩م وﻫﻲ إﺣﺪى اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺎدرة اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﻬﺎ إﱃ زﻋامء اﻟﺪول ،وﻗﺪ ﻗﺎل ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮف اﻟﻮاﺣﺪ: )إن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﻮ ّﺟﻪ ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪا ً إﱃ ﻣﺘﺎﺣﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎﳌﻲ(.٢ ورمبﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ أن اﳌﺆﻣﻦ اﻟﺼﺎدق ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌني اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ آﻓﺎق اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. وﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺠﺪه )رﴈ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ وأرﺿﺎه( ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻨﴫ اﻹميﺎن ﺑﻨﻤﻮ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،وﻳﺒﴩ دامئﺎً ﺑﺎﻧﻔﺘﺎح اﻵﻓﺎق أﻣﺎم اﻟﺼﺤﻮة ﺑﻌﻮن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ. ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ١٩٧٠م ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني اﳌﺴﻠﻤني ﰲ أورﺑﺎ ﻓﻴﻘﻮل: )إﻧﻨﻲ ـ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻲ وﻋﺪم ﺣﺼﻮﱄ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ آﻣﻠﻪ ـ ﻵﻣﻞ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺷﻌﻠﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﰲ اﻟﺴﻨني اﻷﺧرية ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ وأدت ﻟﻠﺘﻘﺎرب ﺑني اﻟﻌﻠامء واﳌﺜﻘﻔني(.٣ وﻳﺘﺤﺪث اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻧﺘﺼﺎرﻫﺎ ﻋﺎم ١٩٧٩م ﻓﻴﻘﻮل: )ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻘﻖ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﳌﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺮح اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ إن ﺗﻨﻬﺎر ﻗﻮة ﺗﻘﻒ اﻟﻘﻮى ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺎﻧﺪة ﻟﻬﺎ ،وﺣﺘﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﳌﻨﺘﺴﺒﺔ ﻟﻺﺳﻼم أﻳﻀﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺪاﻋﻢ ﻟﻬﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ اﻧﻬﺎرت ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ(.٤ وﻳﻘﻮل ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺮاﺋﻊ )وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ( واﻟﺬي ﻛﺎن اﳌﻮ ّﺟﻪ اﻟﻜﺒري ﻟﻘﻴﺎم اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. )أﻧﺖ أﻳﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ إذا أﴏرت ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ وﻗﻤﺖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻤﺴﻚ أزﻣﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﻴﺪﻳﻚ ،وﺳﺘﺼﺪر ﻣﻨﻚ اﻷﻣﻮر وإﻟﻴﻚ ﺗﻌﻮد ،وإذا ﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ أرادﻫﺎ اﻹﺳﻼم
١ ٢ ٣ ٤
ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٥ص.٢٦٠ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ /اﻟﻌﺪد / ٥٣ص.٧ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ح / ٦ص.٢٨ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص.٦٦
173
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﺈن اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﻗﻮف أﻣﺎﻣﻬﺎ(.٥ وﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎً ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ وﻛﻨﺪا ﰲ / ١٧رﻣﻀﺎن ١٣٩٥ﻫـ: )إن ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻮﺿﻮح اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪين ﰲ أواﺧﺮ ﻋﻤﺮي أﻣﻼً ﺗﱰﻛﺰ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ واﻟﻴﻘﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﴪي ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ،إﻧﻬﺎ روح ﺳﺎرﻳﺔ ﺑﻜﻞ ﴎﻋﺘﻬﺎ وﻫﻲ ﺑﺤﻮل اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﺘﺼﻞ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ اﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻓﺘﻘﻄﻊ أﻳﺎدي اﻷﺟﺎﻧﺐ وﺗﺒﺴﻂ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ(.٦ وﰲ ﺑﻴﺎن أﺻﺪره إﱃ ﻋﻤﻮم اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﰲ ﻋﺎم ١٩٧٢م ﻳﻘﻮل: )إﻧﻜﻢ متﻠﻜﻮن ﻃﺎﻗﺎت ﺷﺎﺑّﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻮﺻﻞ اﻹﺳﻼم واﻟﺒﻼد إﱃ أوج اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﻌﺰة وﺗﻘﻄﻊ أﻳﺪي اﻟﺠﻨﺎة ﻋﻦ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺑﻠﺪﻛﻢ أﻧﺘﻢ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻮ ﺑﺬﻟﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ ﻟﺘﺤ ّﻮﻟﺖ إﱃ ﻃﺎﻗﺔ أﺑﺪﻳﺔ واﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻷﺑﺪﻳﺔ ...ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻈﻮا وأﻳﻘﻈﻮا اﻟﻐﺎﻓﻠني ..ﻋﻮدوا أﺣﻴﺎء واﻣﻨﺤﻮا اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻸﻣﻮات ،واﻧﻄﻠﻘﻮا ﺗﺤﺖ ﻟﻮاء اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﺘﻄﻮوا ﻣﻠﻒ اﻻﺳﺘﻌامر ﺑﻨﻮﻋﻴﻪ اﻷﺣﻤﺮ واﻷﺳﻮد(.٧ وﻳﻘﻮل ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ اﻟﻀﺒّﺎط اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴني أواﺋﻞ ﻋﺎم ١٩٧٩م: )ﻋﲆ اﳌﺴﻠﻤني أن ﻳﻨﻬﻀﻮا ﻓﻬﻢ ﻣﻨﺘﴫون ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف وﺳﻴﻨﺘﴫون ..وإن أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻘﻒ ﰲ ﻗﺒﺎل اﳌﺴﻠﻤني(.٨ وﻫﻜﺬا ﻧﺠﺪه ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً واﺛﻘﺎً مبﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺳﺎﻋﻴﺎً ﺑﻜﻞ ﻗﻮة ومبﻨﻄﻖ ﺳﻠﻴﻢ ﻟﺘﻌﻤﻴﻖ ﻫﺬا اﻹميﺎن ﰲ ﻧﻔﻮس أﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﺜﻮار. 174
-٣ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ومثﺎرﻫﺎ وﻣﻦ ﻏﺮﻳﺐ اﻷﻣﺮ أن اﻻﺳﺘﻌامر ﺣﺎول أن ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻤﻖ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻣﺪى اﺗﺴﺎﻋﻬﺎ، ﺑﻞ اﻷﻏﺮب ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺘﻤني إﱃ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ إﻧﻜﺎر ﺣﺪوث ﺻﺤﻮة إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎً.٩ واﻹﻣﺎم ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻐﻔﻠﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﺗﻐﺎﻓﻼً ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﳌﺴﻠﻤني أن ﻳﺮدوا ﻋﻠﻴﻪ ردا ً ﻋﻤﻠﻴﺎً. ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮل ﰲ ﺟﻮاﺑﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﻬﺘﻬﺎ إﻟﻴﻪ اﳌﻨﻈامت اﻟﺘﺤﺮرﻳﺔ ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل واﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪت اﺟﺘامﻋﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ أواﺋﻞ ﻋﺎم ١٩٧٩ﻣﺎ ﻳﲇ:
٥ ٦ ٧ ٨ ٩
ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٩ص.٣١ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص ٦٩وﻛﺘﺎب ﻧﺪاء اﻟﺜﻮرة /ص.١٩٨ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص ٦٥وﻛﺘﺎب )اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ واﻟﺜﻮرة( /ص.١٠٢ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص.١٦٧ ﺣﺎول ﺑﻌﺾ ﻣﻔﻜﺮي اﻟﻨﻔﻂ أن ﻳﻌﻠﻦ ذﻟﻚ ﺑﴫاﺣﺔ ﰲ ﻣﺆمتﺮ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﺘﻢ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ وﻓﻀﺤﻬﺎ.
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
)إﻧﻨﺎ ﻧﻌﺪ ﻋﺪم إدراك ﻋﻤﻖ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺎﴐ واﻟﺠﻴﻞ اﳌﻌﺎﴏ اﺣﺪ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻜﱪى ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻛﺎرﺗﺮ وأﻣﺜﺎﻟﻪ ،وإن ﻋﲆ اﻟﺸﻌﻮب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ـ ﻋﱪ وﺣﺪﺗﻬﺎ اﻹميﺎﻧﻴﺔ اﳌﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ـ أن ﺗﺨﺮج ﻫﺆﻻء ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺘﻬﻢ(. ﻓﻴﺎ أﻳﻬﺎ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل وﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﻮن اﻟﺜﺎﺋﺮون ،وﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺒﺤﺮ اﻹﻧﺴﺎين اﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ ،اﻧﻬﻀﻮا وداﻓﻌﻮا ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻧﻜﻢ اﻹﺳﻼم واﻟﻮﻃﻨﻲ(.١٠ وﻟﻜﻦ مل ﻫﺬا اﻟﺘﻐﺎﻓﻞ واﻟﺘﺠﺎﻫﻞ؟ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻬﺪف أن ﻻ ﺗﻌﻲ ﻛﻞ اﻟﺠامﻫري ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ،وإﻻّ ﻓﺈن اﻟﻨﻬﻀﺔ ﺳﱰى ﴎﻳﺎن اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺮوق اﻟﻴﺒﻴﺴﺔ ،واﻟﻨﺎر ﰲ اﻟﻬﺸﻴﻢ ،وﻫﻮ ﻣﺎ أﴏ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﺗﻮﺿﺤﻴﻪ أﻣﺎم اﻟﺠامﻫري. أﻧﻪ ﻳﻘﻮل ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻪ أﻣﺎم ﻋﻮاﺋﻞ اﻟﺸﻬﺪاء ﻋﺎم ١٩٨١م: )إن ﻫﺆﻻء ﻳﺮون ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻘﻮﻃﻬﻢ وﻓﻨﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل ﻓﺤﺘﻰ اﻟﺴﻮد ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻳﻌﻠﻨﻮن ﺑﺬﻟﻚ ،أﻧﻬﻢ ﻳﺮون ﻟﻺﺳﻼم ﻗﺪرة ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺗﻌﺒﺊ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ واﻷﺟﻨﺤﺔ اﳌﺘﺪﻳﻨﺔ واﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﻈﻠﻮﻣﺔ وإﻧﻨﺎ ﻟرنﺟﻮ مبﺸﻴﺌﺔ اﻟﻠﻪ أن ﻳﺆدي ﻫﺬا ﻟﺜﻮرة اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻋﲆ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ..أﻧﻬﻢ ﻳﺨﺎﻓﻮن ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺮك.١١(... وﻫﻜﺬا راح ﻳﺴﺘﻌﺮض ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ واﻟﺼﺤﻮة ﻟﻴﺆﻛﺪﻫﺎ ﰲ وﻋﻲ اﻟﺠامﻫري: أ ـ اﻟﺘﺤﺮك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻮاﺳﻊ: ﻓﻤﻦ أﻫ ّﻢ اﳌﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﻧﺮاﻫﺎ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺤﺮك اﻟﺠامﻫريي اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﰲ ﻓﻠﺴﻄني.وﻛﻠﻨﺎ ﻳﻌﻠﻢ إن اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﺎش ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ وﺳﺨﺮ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ وﺑﻘﻲ وﻓﻴﺎً ﻟﺸﻌﺎراﺗﻪ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺎء ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وأوﴅ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ.إﻧﻪ أﻋﻠﻦ إن إﴎاﺋﻴﻞ ﻏﺪة ﴎﻃﺎﻧﻴﺔ ﻳﺠﺐ اﻗﺘﻼﻋﻬﺎ وإن اﳌﺴﻠﻤني ﻗﺎدرون ـ ﻣﻬام ﻋﺘﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ وإﴎاﺋﻴﻞ ـ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﻨﺒﻊ اﻟﻔﺴﺎد ﻫﺬا ،وﻛﻢ ﻛﺎن ﻳﺘﺄمل ﺣﻴﻨام ﻳﺮى ﻫﺬا اﻟﺘﺨﺎذل أو اﻟﱰاﺟﻊ اﳌﺴﺘﻤﺮ .وﻋﲆ أي ﺣﺎل ﻓﺈن اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻛﺎن ﻳﺄﻣﻞ ﻛﺜريا ً ﰲ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺠامﻫري اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﰲ أﻗﻮال اﻹﻣﺎم واﺳﻊ ﺟﺪا ً ﻻ ميﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻮﻋﺐ ﺣﺘﻰ ﺟﺰءا ً ﻣﻨﻪ.١٢ أﻧﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﻳﻮم اﻟﻘﺪس ﻳﻮم اﻹﺳﻼم وﻳﻮم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻮد اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠﻪ ،ﻳﻮم ﻗﻬﺮ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ،وﻳﻮم اﻧﻄﻼﻗﻪ اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻬﻢ ﻹﺣﻘﺎق ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ وﻳﻮم
١٠ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص.١٦٧ ١١ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٦ص.٢٢١ ١٢ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻜﺜرية اﳌﺆﻟﻔﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺠﺰء ١٩وﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )ﻛﻠامت اﻹﻣﺎم ﰲ ﻓﻠﺴﻄني واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ(.
175
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺮد اﻟﻌﻤﲇ ﻋﲆ ﺗﻐﺎﻓﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﱪى ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.١٣ وﻣﻦ أمنﺎط ذﻟﻚ اﻟﺘﺤﺮك اﻟﻮاﺳﻊ ﺛﻮرة اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻓﻐﺎين اﳌﺴﻠﻢ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﻄﻐﺎة اﳌﻠﺤﺪﻳﻦ، ﺑﻞ وﻗﻮﻓﻪ أﻣﺎم اﻟﻘﻮة اﻟﴩﻗﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﺑﻜﻞ ﺟﱪوﺗﻬﺎ ومبﻨﺘﻬﻰ اﻟﻀﻌﻒ ﰲ اﻟﺴﻼح واﻟﻘﻮة ﰲ اﻟﻌﺰميﺔ.
176
وﻫﻨﺎ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻛﺎرﺗﺮ ﻗﺎﺋﻼً: »ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﺴﻦ أن ﻳﻌﺘﱪ ﻛﺎرﺗﺮ ﺑﺄﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن :ﺣﻴﺚ اﻟﺤﻜﻢ اﳌﺴﻠﻂ ﻳﺪﻋﻤﻪ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ واﻷﺣﺰاب اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ واﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ ...إﻻ أن ﻫﺆﻻء مل ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﻳﺨﻀﻌﻮا اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻓﻐﺎين اﳌﺴﻠﻢ ﻹرادﺗﻬﻢ«.١٤ وﻳﻘﻮل ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﱃ ﺣﺠﺎج ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺮام ١٤٠٤ﻫـ: )ﻟﻘﺪ رد اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻓﻐﺎين اﻟﻌﺪوان اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ اﻟﻐﺎدر ،ﻋﺪوان ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ واﻟﺠﻴﺶ اﻟﻀﺨﻢ واﻟﺤﻜﻢ اﻟﻐﺎﺻﺐ واﻟﺤﺰب اﻟﺨﺎﺋﻦ ،رده ﺑﻘﺪرة اﻹميﺎن واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﲆ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ واﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺤﻴﺚ ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ اﻵن اﻟﺤرية واﻟﻨﺪم ﻋﲆ ﻫﺠﻮﻣﻪ اﻟﻈﺎمل وﻫﻮ ﻳﺤﺎر ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﺬ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﺤﻔﻆ ﻣﺎء وﺟﻬﻪ(.١٥ وﻣﺎﺣﺪث ﰲ ﻛﻨﺎﻧﺔ اﻟﻌﺮب ﻣﴫ اﻟﻜﱪى ﻟﻬﻮ ﻓﻌﻼً اﻧﺘﺼﺎر اﻷرادة اﻟﺤﺮة ﻟﻬﻢ ﻋﲆ اﻛﱪ ﻃﻐﺎت اﻟﻌﴫ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك وﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ ﺑﻮﺿﻮح وﻗﻔﺔ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ اﳌﴩﻓﺔ وﺧﻄﺎﺑﻪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻠﻬﺠﺔ وﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ أرﻋﺐ اﳌﱰﺑﺼني ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﳌﴫﻳﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺠﻤﻮا اﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ ﻋﲆ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ وﺟامﻫريﻫﺎ رأﻳﻨﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺎً واﺿﺤﺎَ ﰲ اﻟﺸﺎرع اﳌﴫي وﻟﻜﻦ ﺧﻄﺎب اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﻢ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺮاﺑﺤﺔ ﺑﺄن ﻗﺎل ﻟﻬﻢ )وﻧﺮﻳﺪ أن منﻦ ﻋﲆ اﻟﺬﻳﻦ أﺳﺘﻀﻌﻔﻮا ﰲ اﻷرض وﻧﺠﻌﻠﻬﻢ أمئﺔ وﻧﺠﻌﻠﻬﻢ اﻟﻮارﺛني( ﻓﻬﺰ ﻋﺮوش اﻟﻈﺎﳌني وﺗﻮﻧﺲ اﻷﺑﻴﺔ وﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﺤﺮة ﻛﺬﻟﻚ وأﻣﺎ ﺛﻮرة اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎﻣﺪة ﻓام دام اﻷﺳﻼم ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ واﻟﻌﻠامء اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻳﺪﻋﻤﻮﻧﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﺻﺪرﻫﺎ ﻓﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ واﺿﺤﺔ ﺟﻠﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﺼﱪ أﻛﱪ وﻧﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﺄن اﻟﺠامﻫري أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻄﻐﺎة ﻣﻬام ﺗﻔﺮ ﻋﻦ اﻟﻄﻐﺎة ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻮد وﺗﻨﺘﴫ. ب ـ اﻧﺘﻘﺎء اﻷﺳﺎﻃري اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ: وﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻜﺒري ﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻷﻣﻮر واﻧﺘﻘﺎء ١٣ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٩ص.١٢٩ ١٤ﻛﺮاس )اﻟﻘﻴﺎدة وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ص ٦ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻺﻣﺎم ﻣﻊ ﻃﻼب ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻟﻬﻴﺎت أواﺧﺮ ﻋﺎم ١٩٧٩م. ١٥اﳌﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ.
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
اﻷﺳﺎﻃري اﻟﺘﻲ ﺣﺎول اﻻﺳﺘﻌامر زرﻋﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ :أﺳﻄﻮرة إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻬﺮ، أﺳﻄﻮرة اﻧﺤﺼﺎر ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺴﻌﺎدة ﺑﺄﺣﺪ اﳌﺬﻫﺒني اﻟﺮأﺳامﱄ أو اﻻﺷﱰايك ،وأﺳﻄﻮرة )اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ اﻟﺪﻳﻨﻲ( و)ﺗﻀﺎد اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﺜﻮرة( وأﺳﻄﻮرة اﻧﺤﺼﺎر اﻟﺴﺒﻴﻞ ﺑﺎﳌﻌﺴﻜﺮﻳﻦ دومنﺎ ﺛﺎﻟﺚ. وﻫﻨﺎ ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ مبﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﻮم اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ أواﺋﻞ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ: )إﱃ ﻣﺘﻰ ﺗﺴﺤﺮ أﺳﻄﻮرة اﻟﴩق واﻟﻐﺮب اﻟﻜﺎذﺑﺔ اﳌﺴﻠﻤني اﻷﻗﻮﻳﺎء وﺗﻮﺣﺸﻬﻢ اﻷﺑﻮاق وﻓﻌﻼ ﻓﻘﺪ ﺣﻄﻤﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ أﻳﺮان ﻫﺬه اﻷﺳﻄﻮرة واﻟﻴﻮم اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺠﻮﻓﺎء(ً ١٦ ﺗﺘﺄﳻ اﻟﺪول ﺑﻬﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﺻﺤﻮة اﻟﻨﺠﺒﺎء. ﺟـ ـ ﻣﻌﺎمل ﻛﺒرية أﺧﺮى: وﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﺮض ﻛﻠامت اﻹﻣﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﲆ ﻣﻌﺎمل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﻌﺎمل: ـ ﻓﻬﺬا اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻌﺎم ﻧﺤﻮ ﺗﻔﻬﻢ اﻹﺳﻼم وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻮاﻧﺒﻪ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ. ـ وﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺎرم ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺧﺼﻮﺻﺎً ﻗﻄﺎع اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺎب ﻧﺤﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﺳﻼم ،ﻋﲆ ﻛﻞ ﺷﺆون اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﻔﺮدﻳﺔ ،واﻟﻨﻈﺮ ﻟﻺﺳﻼم ﻛﻤﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﻛﻞ اﳌﻬﺎﻟﻚ واﳌﺸﺎﻛﻞ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻮرﻃﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴرية اﻷﻣﺔ .ﻛﻞ ﻫﺬا ﺑﻌﺪ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌامر ﻟيك ﺗﻨﴗ اﻷﻣﺔ إﺳﻼﻣﻬﺎ. ﻳﻘﻮل )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺮاس اﻟﺜﻮرة ﻋﺎم ١٩٧٩م: )إن اﻹﺳﻼم ﻛﺎد أن ﻳﻨﴗ وﻛﺎدوا ﻳﻘﻀﻮن ﻋﻠﻴﻪ وﻛﺎدوا ﻳﺴﺤﻘﻮن اﻟﻘﺮآن ،إﻻ أن ﺛﻮرﺗﻜﻢ ﻳﺎ ﺷﺒﺎب إﻳﺮان ،وﻧﻬﻀﺘﻜﻢ ﻳﺎ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ـ وﻫﻲ ﻧﻬﻀﺔ إﻟﻬﻴﺔ ـ أﺣﻴﺖ اﻟﻘﺮآن وأﺣﻴﺖ اﻹﺳﻼم وأﻋﻄﺖ اﻹﺳﻼم ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة(.١٧ ـ وﻫﺬا اﻟﺘﻔﻬﻢ اﻟﻮاﻋﻲ ﻟﺪور ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﰲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻹﻓﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺛﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﻣﺘﺼﺎص دﻣﺎﺋﻬﺎ. وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﻬﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ متﻠﻜﻬﺎ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻧﻮع اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ. ـ وﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬا اﻟﱰاﺑﻂ اﻹﺣﺴﺎﳼ واﻟﺸﻌﻮري ﺑني أﻓﺮادﻫﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻴﻬﺘﺰ اﳌﺴﻠﻢ اﻟﻴﻮم ﰲ ١٦ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص.٣٢١ ١٧ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.٣٧٨
177
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ أﻗﴡ اﳌﻌﻤﻮرة ﻷمل اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻨﻬﺎ. ـ ﺛﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺤﺜﻴﺚ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﳌﺠﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻮﺣﺪة ﻋﲆ ﻛﻞ اﻷرض اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ..ورﻏﻢ اﺧﺘﻼف ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻠﻊ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺻﻨﻊ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. ـ وﻫﺬه اﻟﺤﺮارة اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﳌﺘﺼﺎﻋﺪة ،واﻟﺘﻲ راﺣﺖ ﺗﻘﺾ ﻣﻀﺎﺟﻊ اﻟﻠﺼﻮص اﻟﻜﺒﺎر ،وﺗﻬﺰ ﻋﺮوش اﻟﻌﻠامء اﻟﺼﻐﺎر ،ومتﺰق أﺳﺘﺎر اﳌﺘﺴﱰﻳﻦ واﳌﺘﱪﻗﻌني ،إﻧﻬﺎ ﺣﺮارة اﻟﺨﺸﻮع واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﻔﺪاء ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،وﻫﻲ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻗﻮاﻫﺎ ﻣﻦ اﻧﻄﻼق اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﺼﺪر اﻷول ﻧﺤﻮ اﻟﺠﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،وﻫﻲ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻗﻮاﻫﺎ ﻣﻦ اﻧﻄﻼﻗﺔ اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﺼﺪر اﻷول ﻧﺤﻮ اﻟﺠﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ إﻋﻼء راﻳﺔ اﻹﺳﻼم ،ﻧﺎﺳﻴﺎً دﻧﻴﺎه وﻣﺘﻌﻪ ،ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺘﻌﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف اﻟﺴﺎﻣﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﱃ اﻟﺸﻌﺐ ١٩٨٠م: )إﻧﻨﻲ ﻷﺧﺠﻞ ﺣﻘﺎً ﺣﻴﻨام أﺷﺎﻫﺪ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻳﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ـ وﻫﻮ ﰲ ﻋﻨﻔﻮان ﺷﺒﺎﺑﻪ ـ إن أدﻋﻮ ﻟﻪ يك ﻳﺮزق اﻟﺸﻬﺎدة(.١٨
178
وﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎً ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً اﻟﺸ ّﺒﺎن: )أﻧﺘﻢ ذﺧﺎﺋﺮ اﻹﺳﻼم وإن ﻫﺬا اﻟﺘﺤ ّﻮل اﻟﺬي ﺣﺪث ﺑني ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ إمنﺎ ﻫﻮ ﺻﻨﻊ إﻟﻬﻲ( . وأﺧريا ً وﻟﻴﺲ آﺧﺮا ً؛ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺠامﻫريي ﻧﺤﻮ ﺗﻌﻤﻴﻢ اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ، وﻧﻔﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻄﺎﻏﻮت واﻟﻌﺼﻴﺎن إذ رأﻳﻨﺎ اﻟﺤﺠﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﴪي ﴎﻳﺎن اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﰲ أوﺻﺎل اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ورأﻳﻨﺎ اﻟﻨﻔﻮر ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺨﻼﻋﺔ واﻟﺨﻤﺮ واﳌﻴﴪ وﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎدات اﻟﺴﻴﺌﺔ ،ميﺜﻞ ﻇﺎﻫﺮة إﺳﻼﻣﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ .وأﺿﺤﺖ اﳌﺮأة اﳌﺴﻠﻤﺔ ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺔ اﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )اﻧنت ﻗﺪﺗﻦ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ(.٢٠ ﻛﻞ ﻫﺬا أرﻋﺐ دﻫﺎﻗﻨﺔ اﻟﻜﻔﺮ وﻋﻠامءﻫﻢ ،ﺣﺘﻰ أﻳﻘﻨﻮا إن ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﺸﻮﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ، واﺳﺘﻌﺎدوا ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ إﱃ ذاﻛﺮﺗﻬﻢ ﻗﻮﻟﺔ ﻏﻼدﺳﺘﻮن ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ،ﻛﺄﻛﱪ ﻋﻨﴫ دﻓﺎﻋﻲ ﻟﺪى اﳌﺴﻠﻢ ،وﻗﻮﻟﺔ دﻳﻐﻮل ﺣني ﺣﺬرﻫﻢ ﰲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻼق اﻟﻨﺎﺋﻢ ،واﻟﺬي ﺗﺪاﻋﺐ ﺧﺼﻼت ﺷﻌﺮه ﻣﻴﺎه اﻷﻃﻠﴘ ،وﺗﻐﺴﻞ رﺟﻠﻴﻪ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻬﺎدئ ...ﻓﺮاﺣﻮا ﻳﻜﺮرون اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ. ١٩
١٨ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.١٠٦ ١٩ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.١٣٩ ٢٠ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٨٤
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
ﻓﻬﺬا وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳيك ﻳﺤﺬر اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ اﻟﻴﻘﻈﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻫﺬا وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﻳﻜﺮر اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ،وﻫﺬان اﻟﻌﻤﻼﻗﺎن اﳌﺘﻌﺎدﻳﺎن ﻳﻀﻌﺎن ﻳﺪا ً ﺑﻴﺪ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻟﻘﺪ أﺷﺘﺪ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﺎرم ،اﻟﺬي ﻳﻬﺪد ﺣﻀﺎرﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰوال ،ﻷﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﺎﺟﺢ ،واﻟﺬي ميﺰق أﺣﻼﻣﻬﻢ ،وﻳﻘﴤ ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻓﻌﻬﻢ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ. وﻛﺄن اﻻﺳﺘﻌامر ـ ﺑني ﻋﺸﻴﺔ وﺿﺤﺎﻫﺎ ـ وﺟﺪ أن ﻛﻞ أﺣﺎﺑﻴﻠﻪ وﺑﺆره اﻟﴪﻃﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ زرﻋﻬﺎ ﰲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ،وﻛﻞ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺒﻬﺎ إﻣﺎﻣﻬﺎ ـ ﻛام أﴍﻧﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ـ وﺟﺪ ﻫﺬه اﻵﻟﻬﺔ ﺗﺘﻬﺎوى وﺗﺘﻤ ّﺰق متﺎﻣﺎً ،ﻛام وﺟﺪ اﳌﺒﴩ اﳌﺴﻴﺤﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺣرية ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﻌﺾ اﳌﺴﻠﻤني ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺟﺰ )اﻟﺮب اﳌﺴﻴﺢ( ﻓﺮاﺣﻮا ﻳﺼﻠﻮن ﻋﲆ ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ!! ﻟﻘﺪ وﺟﺪ اﻻﺳﺘﻌامر أن اﻟﻘﻮى واﻷﺳﺎﻃﻴﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﺬوب ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﴏﺧﺔ ﺗﻜﺒري ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻣﺴﻠﻢ ،واﺳﺘﻮﱃ اﻟﺮﻋﺐ ﻋﲆ اﻟﻄﻐﺎة ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪوا أن اﻟﻘﻴﻮد واﻟﺴﺠﻮن ﺗﺮﺗﺠﻒ، أﻣﺎم ﺗﻜﺒري اﻷﺳري اﳌﺴﻠﻢ وﴏﺧﺘﻪ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ اﻟﻬﺎدرة. ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺤﺮوﻣني ﰲ أواﺧﺮ ﻋﺎم ١٩٧٩م: )إﻧﻜﻢ إذا أﻣﻌﻨﺘﻢ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﺴﺘﺠﺪون ﻗﺎدة اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻳﻌﻴﺸﻮن اﻻﺿﻄﺮاب واﻟﻘﻠﻖ، إﻧﻪ ﻟﻴﻘﻠﻘﻬﻢ أن ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺟامﻋﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻠﻪ وﻻ ﺗﺮﺟﻮا إﻻ ﺛﻮاﺑﻪ .إﻧﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ إﻟﻬﻴﺔ وﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺪرك ﻋﻈﻤﺔ اﻟﻨﻌﻢ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﺨﻔﻴﺔ(.٢١ ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﻈﺎﻫﺮ أﺷﺎر ﻟﻬﺎ اﻹﻣﺎم وﻋﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻜﺮارﻫﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻣﻊ اﻟﻌﺎمل ﻟﻴﺤﻘﻖ ﻏﺮض اﻟﻌﺰة واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﻧﻔﻮس ﺟامﻫري اﻷﻣﺔ ،ﰲ ﺣني ﻳﺒﻌﺚ اﻟﺮﻋﺐ ﰲ ﻗﻠﻮب اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ ،وﻟﻠﺮﻋﺐ ﺟﻴﺶ ﻻ ﻳﻘﻬﺮ وﻟﻪ دوره اﻟﺬي ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ ﰲ دﺣﺮ اﻟﻌﺪو اﻟﻜﺎﻓﺮ. -٤ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﺮض ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﺎﴏة وﻛام ﻳﺼﻮرﻫﺎ اﻟﺴﻴﺪ اﻹﻣﺎم اﻟﺮاﺣﻞ رمبﺎ ﻳﺤﺎر ﰲ وﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ أو ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،إﱃ إن ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ذﻟﻚ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮة اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن وﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ،ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻟﻘﺪرة اﻟﺬي ﺗﺼﻨﻊ ﻓﻴﻪ ﺗﺄﺛريﻫﺎ وﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺪورﻫﺎ وﺗﻜﱪ وﺗﻘﻮى ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ. ﺧﺬ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻣﺜﻼً ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻮاﻋﻴﺔ اﻟﺼﺒﻮرة ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺎﻣﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﰲ ﺻﻨﻊ اﻟﺘﻐﻴري، إﻻ أن اﻟﺘﻐﻴري ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻬﺐ اﻟﻘﻴﺎدة وﻋﻴﺎً أﻛﱪ وﺟﻠﺪا ً أﻗﻮى وﻧﻈﺮة أﻛرث ﺧﱪة ﻟيك ﺗﻮاﺻﻞ ٢١ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١ص.٥٠
179
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
180
ﻣﺴريﺗﻬﺎ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. وﻫﻜﺬا ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺸ ّﻴﻖ ﰲ ﻛﻠامت اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﺗﺼﻮراﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﻮة اﳌﺒﺎرﻛﺔ .وأﻫﻢ ﻣﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﴏ ﻫﻲ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ: ـ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻹﻟﻬﻲ. ـ ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻮاﻋﻴﺔ. ـ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﳌﺮﺑني. ـ ﺗﺄﻫﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴري. ـ ﻇﻠﻢ اﻟﻄﻐﺎة. ـ ﻗﺪرة اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﻮراﺗﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ وﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻪ ﻋﲆ ﺻﻨﻊ اﻟﺘﻐﻴري. وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺠﺪ إن ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻫﻲ اﻷﻫﻢ ﰲ ﺻﻨﻊ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷوﱃ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻛﺮم ﻣﺤﻤﺪ )ص( ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻹﻟﻬﻲ ـ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﳾء ـ ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﻫﻢ ،ﻛام ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل )ص( ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻷﺛﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﰲ ﺣني ﻛﺎن اﺳﺘﻌﺪاد اﻷﻣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ـ وﻫﻮ اﺳﺘﻌﺎد منﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ـ ذا أﺛﺮ ﺿﺨﻢ ﰲ ﺻﻨﻊ ذﻟﻚ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻜﺒري. وﻃﺒﻴﻌﻲ إن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﻬﺎ أوﻟﺌﻚ اﳌﺆﻣﻨﻮن ﻛﺎﻧﺖ ذات ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻛﱪى وﻓّﺮت اﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﻠﻨﴫ ودﺧﻠﺖ إﱃ اﻟﻘﻠﻮب وﺗﻌﻤﻘﺖ ﻣﻊ اﻟﺠﺬور اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻟﻌﻞ اﻵﻳﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸري ﻋﲆ أﻫﻢ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ .ﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ: }وﻫﻮ اﻟﺬي أﻳﺪك ﺑﻨﴫه وﺑﺎﳌﺆﻣﻨني * وأﻟّﻒ ﺑني ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﻮ أﻧﻔﻘﺖ ﻣﺎ ﰲ اﻷرض ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﺎ أﻟّﻔﺖ ﺑني ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻟﻠﻪ أﻟّﻒ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻧّﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﺣﻜﻴﻢ{.٢٢ ﻓﻠﻨﺴﺘﻌﺮض إذن ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر دور ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﰲ ﻛﻠامت اﻹﻣﺎم: اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷول) :ﺗﺄﻳﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ( وﻫﺬه ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻛﺪﻫﺎ اﻹﻣﺎم ﻣﺮارا ً وﻛﺮرﻫﺎ اﻷﻣﺎم اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ وأﻋﻠﻦ إن اﻟﺬي ﺻﻨﻊ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﻫﻮ ﻟﻄﻒ اﻟﻠﻪ ورﺣﻤﺘﻪ ،وإﻧﻨﺎ مل ﻧﻜﻦ إﻻ وﺳﺎﺋﻞ ﻟﻨﺰول ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ ،وﻟﻌﻠﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻳﺨﻠﻮ ﻛﻼم ﻟﻺﻣﺎم ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎه ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص اﳌﺎﺿﻴﺔ.
٢٢اﻻﻧﻔﺎل ٦٢ /ـ.٦٣
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
وﻛﻤﺜﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﱃ اﻟﻄﻼب ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻋﺎم ١٩٨٠م) :إن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﻠﻪ اﳌﻨﺎن ﺗﺘﺴﻊ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻲ وﻫﻲ مبﺸﻴﺌﺔ اﻟﻠﻪ ﺳﻮف ﺗﺠﺮ اﻟﻘﻮى اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ إﱃ اﻟﺘﻘﻮﻗﻊ واﻻﻧﺰواء(.٢٣ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺜﺎين) :ﺗﻮﻓّﺮ اﻟﻘﻴﺎدة اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ( وﻫﺬه ﺑﺪورﻫﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻬﻤﺔ وﻣﺎ أﻛرث ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ أمنﺎط اﻟﺼﺤﻮة ﺗﺘﺠﲆ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺆول إﱃ اﻻﺿﻤﺤﻼل ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻜﻔﺆة أو ﺿﻌﻒ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﺎدة وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ دامئﺎً ﻫﻮ اﳌﺴﺘﻬﺪف ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻋﺪاء اﻟﺼﺤﻮة ﻟﻠﺘﺼﻔﻴﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ أو اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ وﻟﻜﻨﺎ ﻳﻌﻠﻢ دور اﻟﺪﻋﺎﻳﺎت اﳌﴩﻛﺔ ﺿﺪ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻌﻈﻴﻢ )ص( وأﺗﺒﺎﻋﻪ اﳌﺨﻠﺼني. وأول ﻣﺎ ﻳﺸﱰط ﰲ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻹﺧﻼص ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ اﻟﺨﻠﻘﻲ واﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﴎ اﺳﺘﻤﺮاره وﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻮاﺟﺐ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻨﺘﻴﺠﺔ رﴇ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻬﻮ روح اﻟﻌﻤﻞ و ّ اﻟﻌﻤﻞ. ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﺴﻜﺎن ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻋﺎم ١٩٧٩م) :إﻟﻬﻲ إﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ إﻧﻨﺎ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﰲ ﻧﻬﻀﺘﻨﺎ ﻫﺬه ﺳﻮى رﺿﺎك ،وإﻧﻚ ﻟﺘﻌﻠﻢ إﻧﻨﺎ ﻧﻨﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ أﺻﺎب ﻓﺮدا ً واﺣﺪا ً(. وﻳﻘﻮل ﳌﺮاﺳﻞ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﻴﻤﻮرﺳﺎن ﻗﺒﻴﻞ ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة) :إﻧﻨﻲ ﺑﻌﻮن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﺄﻗﻮم ﺑﻮاﺟﺒﻲ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني وﺳﺄﺳﺘﻤﺮ ﻣﺎ مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻨﻊ إﺳﻼﻣﻲ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار(.٢٤ وﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﳌﺤﺎﻓﻈني ﰲ أواﺧﺮ ﻋﺎم ١٩٧٩ﻳﻘﻮل) :إن ﻋﻠﻴﻨﺎ واﺟﺒﺎً ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﻮم ﺑﻪ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻠﻪ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻟﻴﺲ اﳌﻬﻢ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻨﴫ أو اﻟﻬﺰميﺔ، ﻓﺈذا اﻧﺘﴫﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﻦ وإذا اﻧﻬﺰﻣﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﻫﺰم ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ أﻣري اﳌﺆﻣﻨني واﻟﺤﺴني وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﻢ وﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻮاﺟﺒﻨﺎ(.٢٥ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻣﺮاﺳﻞ اﻟﺘﺎميﺰ اﻟﻠﻨﺪﻧﻴﺔ ﻗﺒﻴﻞ ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﺠﻴﺐ: )ﺣﻴﺎيت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﺎدﺛﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺣﻮادث اﻟﻌﺎمل وﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ ﺗﻮﺿﻴﺢ ،أﻣﺎ ﻋﻘﻴﺪيت ﻓﻬﻲ ﻛﻌﻘﻴﺪة ﺳﺎﺋﺮ اﳌﺴﻠﻤني ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ واﻟﺴﻨﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ واﻟﻘﺎدة .٢٦ اﻟﺼﺎدﻗني ﺑﻌﺪه ،وروح ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة وأﻫﻤﻬﺎ وأﺟﻠﻬﺎ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ( ٢٣ ٢٤ ٢٥ ٢٦
ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص.١٨٧ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٤٠ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٦٠ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٧٧
181
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
182
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪث أﺣﺪ اﻟﻨﻮاب ﰲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﺑﺤﻀﻮره ﻓﺄﻃﻨﺐ ﰲ وﺻﻔﻪ رد ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼً: )إﻧﻨﻲ ﻷﺧﴙ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻷﻗﻮال وأﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺤﺪوث ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮور واﻻﻧﺤﻄﺎط ﱄ وإين ﻷﻋﻮذ ﺑﺎﻟﻠﻪ ـ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃ ـ ﻣﻦ اﻟﻐﻠﻮ ،وﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻋﺘﱪ ﻧﻔﴘ ﺣﺎﺋﺰا ً ﻋﲆ ﻣﺮﺗﺒﺔ أﻋﲆ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻓﺮاد ﻓﺬﻟﻚ اﻧﺤﻄﺎط ﻓﻜﺮي وﺗﺴﺎﻓﻞ روﺣﻲ(.٢٧ وﻳﻘﻮل ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻄﻼب اﻟﺪراﺳني ﰲ اﻟﻬﻨﺪ ﻋﺎم ١٤٠١ﻫـ) :إن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻔﺎد اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮميﺔ }وﻗﻞ ﺟﺎء اﻟﺤﻖ وزﻫﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ{ وﻋﲆ اﻟﺸﻌﻮب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أن ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺤﻖ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﺎ وﺗﺒﻄﻞ اﻟﺒﺎﻃﻞ(.٢٨ وﻣﻦ ﴍوط اﻟﻘﺎﺋﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺷﻌﺒﻴّﺎً ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ اﻟﺠامﻫري اﳌﺴﻠﻤﺔ وﻟﻬﺎ ،وﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ وﻻ ﻳﻨﻌﺰل ﻋﻨﻬﺎ ،ﻛﻞ ﻫﻤﻪ ﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ورﺿﺎﻫﺎ ،ﻳﺤﻴﺎ آﻻﻣﻬﺎ وﻳﻌﻴﺶ آﻣﺎﻟﻬﺎ، وﻳﺤﻜﻢ ﻗﻠﻮﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ أﺑﺪاﻧﻬﺎ .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻃﺒﻘﻪ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ إﱃ اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﻋﻴﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻷول) :إن اﻷﻃﺒﺎء ﻣﻨﻌﻮين ﻣﻦ اﻻﺷﱰاك ﰲ ﻋﻴﺪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻐﻴﻮر واﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻻ أن ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﴩﻳﻒ ،واﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺤﺮس ،ودﻋﺎيئ اﳌﺘﻮاﺿﻊ ﻳﻮدﻋﻬﻢ وﺳﺄﺑﻘﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﱠﰲ رﻣﻖ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﺧﺎدﻣﺎً ﻣﻀﺤﻴﺎً ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ(.٢٩ وﻳﻘﻮل ﰲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﺨﻄﺒﺎء واﻟﻌﻠامء ﰲ ﻃﻬﺮان ﻋﺎم ١٩٨١م) :إﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً رﻫﻦ ﳌﻨﺔ ﻫﺬه اﻟﺠامﻫري اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ .إﻧﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﳾء ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻹﺳﻼم وﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﺷﻴﺌﺎً(.٣٠ وﻳﻘﻮل ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺜﻮرة وﻫﻮ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﺒﺎرﻳﺲ) :إن ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻳﻌﺘﱪﻧﺎ ﺧﺪﻣﺎً ﻟﻺﺳﻼم واﻟﻮﻃﻦ، واﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻧﻄﺮﺣﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺿﻤري ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ وﻟﺬا ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﻄﺎﻟﻴﺐ اﻟﺸﻌﺐ(.٣١ وﻳﻘﻮل ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً اﻟﻮﻓﺪ اﳌﺮﺳﻞ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ اﻟﺤﺮب اﳌﻔﺮوﺿﺔ وﻛﺎن ﻳﻀﻢ ﺑﻌﺾ اﳌﺴﺆوﻟني اﻟﻜﺒﺎر ﻋﺎم ١٩٨٠م) :إﻧﻨﻲ أﻧﺼﺤﻜﻢ أﻳﻬﺎ اﻟﺴﺎدة وأﻧﺘﻢ ﻋﲆ رأس ﺑﻌﺾ اﻷﻗﻄﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أن ﺗﺴﻌﻮا ﻟﺘﺤﻜﻤﻮا اﻟﻘﻠﻮب ﻻ أن ﺗﺤﻜﻤﻮا اﻷﺑﺪان ،واﻟﻘﻠﻮب ﻋﻨﻜﻢ ﺑﻌﻴﺪة(.٣٢ وﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ ﺳريﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻨﺰ ﺷﻴﺌﺎً ومل ﻳﺴﻜﻦ ﻗﴫا ً ومل ﻳﱰك ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺬﻛﺮ .ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻠﺨﺺ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﺴﺘﺄﺟﺮ وﻏﺮﻓﺔ ﺻﻐرية وﻣﺼﺤﻒ وﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ اﳌﻬﺪاة ،ﻫﺬا وﻫﻮ ٢٧ ٢٨ ٢٩ ٣٠ ٣١ ٣٢
ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٩٢ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص.١٧٣ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٥٨ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.١٠٤ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٢٩ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص١٨١
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﻬﺪد اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ وﻳﻨﻐّﺺ ﺣﻴﺎة ذوي اﻟﻘﺼﻮر اﻟﻔﺎرﻫﺔ ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل. )ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺷﻌﺒﻪ ﺑﻜﻞ وﺟﻮده وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ(. وﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﳌﺸﱰﻃﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻮد ﺗﺤﺮﻛﺎً ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺎً وﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﻨﻬﺞ إﻧﺴﺎين ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ وأﻃﺮوﺣﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ .وﻃﺒﻴﻌﻲ إن اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻄﺒﻖ اﻷﻃﺮوﺣﺔ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛام ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﺑﺘﻮﺟﻬﺎت اﻷﻃﺮوﺣﺔ وﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﰲ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﻌﻤﲇ ﺣﺘﻰ إذا ﻣﺎ اﻧﺘﴫ راح ﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎً ﺗﺮﺿﺎه أدﻟﺘﻬﺎ وﻣﻨﺎﺑﻊ رؤﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻗﻊ واﻟﺤﻴﺎة ،وﻫﺬه أﻣﻮر ﺗﺘﻄﻠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﺘﻤﺘﻌﺎً ﺑﺎﻟﺼﻔﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻟﺨﻠﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟﻌﻘﲇ أي اﻷﺳﺎس اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﻓﻼﺑﺪ ﻟﻘﻴﺎم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻮد وﻻﻳﺔ ﺗﺴﻮغ إﺻﺪار اﻟﻘﻮاﻧني واﻟﺘﺤﺪﻳﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻧني ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﻣﺼﺎﻟﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ ،وﻫﺬه اﻟﻮﻻﻳﺔ إمنﺎ متﻨﺢ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺪرة اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮك اﳌﻠﺘﺰم اﻟﻌﺎدل واﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ،وﻟﺴﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﺼﺪد اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﺑﻌﺎد ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أردﻧﺎه ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﴐورة متﺘﻊ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﲆ اﻟﻨﺎس ﰲ أواﺋﻞ ﻋﺎم ) :١٩٧٩إﻟﻬﻲ أﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ إﻧﻨﻲ ﻻ أداﻓﻊ ﻋﻦ اﻟﻌﻠامء )ودورﻫﻢ( ﻷﻧﻨﻲ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻷﻧﻨﻲ أﻋﻠﻢ إن ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ إﻧﻘﺎذ اﻟﺸﻌﺐ(.٣٣ وﻛﺎن ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪاﺗﻪ أن ﻳﺘﻢ اﻻﻟﺘﺤﺎم ﺑني اﳌﺠﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ )اﻟﺤﻮزات( واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻔﻴﻀﻴﺔ ﻣﺜﻼً ﻟﻬﺎ واﳌﺠﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻤﻞ اﻻﺳﺘﻌامر ﻋﲆ إﻳﺠﺎد اﻟﻬ ّﻮة اﻟﺴﺤﻴﻘﺔ اﳌﻸى ﺑﺎﻟﺘﻬﻢ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺑﻴﻨﻬام. ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮاه ﻳﻘﻮل ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء اﻟﺪﻳﻨﻴني واﻷﺳﺎﺗﺬة واﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني ﰲ أواﺋﻞ ) :١٩٨٠ﻟﻘﺪ ﻫ ّﺪﻣﺘﻢ ذﻟﻚ اﻟﺴ ﱠﺪ اﻟﻜﺒري ﺑني ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻴﻀﻴﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .إﻧﻬﺎ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﱃ واﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﺧﻄﻮات ﻓﺘﻌﻤﻠﻮا ﻋﲆ أن ﻧﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﻠّني ﻏري ﺗﺒﻌﻴني ...إ ّن اﻷﺟﻴﺎل اﻵﺗﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﻠﻢ ﺑﴬورة وﺣﺪة ﻫﺬﻳﻦ اﳌﺮﻛﺰﻳﻦ وإﻧﻬام ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ ،اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ،ﻳﺸﻜﻼن ﺟﻨﺎﺣني ﻻ ميﻜﻦ اﻟﻄريان ﺑﺄﺣﺪﻫام ﻓﻘﻂ(.٣٤ وﻃﺒﻴﻌﻲ إﻧﻪ إذا ﺗﻢ اﻻﻟﺘﺤﺎم وﻗﻔﺖ ﻛﻞ اﳌﺠﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺴﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﻠﻤﻴﺎً وﻋﻤﻠﻴﺎً. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎول ﺑﻌﺾ اﳌﻔﻜّﺮﻳﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء وذﻟﻚ ﻗﺒﻴﻞ ﻧﺠﺎح ٣٣ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٥٢ ٣٤ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٦٣
183
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎﺗﺒﻬﻢ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺎﺋﻼً) :ﻟﻘﺪ ﻋ ّﻤﺮت مثﺎﻧني ﻋﺎﻣﺎً وﺷﻌﺖ ﺳﺘّني ﻋﺎﻣﺎً ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﱄ ﻣﻨﺬ ﺣﻮاﱄ ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎً اﺷﱰاك ﰲ ﻣﺴرية اﻷﻣﻮر اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ،وإﻣﺎﻣﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧرية ﺑﻜﻞ ﺣﻮادﺛﻬﺎ ،وﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ إﻧﻨﻲ ﻻ أﻓﺘﻘﺮ ﻟﻠﺨﱪة ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻋﻠﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﻠﻮﻣﺎيت ﻋﻦ ﻣﺴرية اﻹﺳﻼم ﻣﻨﺬ اﻟﺼﺪر اﻷول وﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،أن اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻔﻈﻮا اﳌﺴرية اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﻜﻞ أﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻫﻢ اﻟﻌﻠامء(.٣٥
184
اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ) :ﻗﻴﺎم اﻟﻌﻠامء ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﻢ( وإدراﻛﺎً ﻣﻨﻪ ﻟﺪور اﻟﻌﻠامء ﻧﺠﺪه ﻳﺘﻮ ّﺟﻪ إﻟﻴﻬﻢ وﻳﺬﻛّﺮﻫﻢ ﺑﺪورﻫﻢ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ وﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻧﻔﻲ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑﻮﻋﺎظ اﻟﺴﻼﻃني ،وﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻃﺮح ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﲆ أﻟﺴﻨﺔ ﺑﻌﺾ اﳌﻔﻜّﺮﻳﻦ اﻻﺟﺘامﻋﻴني إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﱪا ً ﻋﻦ روﺣﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ .وﻗﺪ ﻫﺎﺟﻤﻬﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﺸﺪة وﺣﺬر اﻟﻨﺎس ﻣﻨﻬﺎ وﻃﺮدﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺴرية اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ. إﻧﻪ ﻳﺆﻛﺪ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻷﻫﺎﱄ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ ﰲ أواﺋﻞ ﻋﺎم ) :١٩٨٠ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻣﺮارا ً إن اﻟﻌﺎمل اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﺧﻼﻓﺎً ﻟﺸﺄن اﻟﻌﻠامء وﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼم وﻳﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،أﻧﻪ أﺷﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻓﺎك ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺳﺎﻓﺎك ﻣﻌﻤﻢ ...إن ﱄ ﻧﻔﻮرا ً ﻣﻦ اﻟﻜﺜري ﻣﻨﻬﻢ وﻻ أؤﻣﻦ ﺑﺎﻟﻜﺜري ﻣﻨﻬﻢ.٣٦(... ﻗﺎﺋﻼ) :إن ذﻟﻚ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺬي ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺟﻬﺎز اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻳﺆﻛﺪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ(ً ٣٧ وﻳﻌﻮد ﻣﻦ ﺣﻮاﳾ اﻟﺒﻼط وﻳﻄﻴﻌﻬﻢ ﻟﻴﺲ أﻣﻴﻨﺎً وﻻ ميﻜﻦ أن ﻳﺤﻤﻞ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ ،واﻟﻠﻪ وﺣﺪه ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺪى اﳌﺼﺎﺋﺐ واﳌﺤﻦ اﻟﺘﻲ ﺻ ّﺒﻬﺎ ﻋﻠامء اﻟﺴﻮء ﻫﺆﻻء ﻋﲆ اﻹﺳﻼم(. وﰲ ﻗﺒﺎل ذﻟﻚ ﻳﺆﻛﺪ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ أﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜرية وﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﻗﻴﺎم اﻟﻌﻠامء ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ دﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺼﺤﻮة إﱃ اﻹﻣﺎم) :ﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ أﻧﺎﺳﺎً ﻣﺠ ّﺮد ﻣﻌﺎﴍﺗﻬﻢ وﻣﻼﺣﻈﺔ ﺳريﺗﻬﻢ ﺗﱰك أﺛﺮﻫﺎ اﻟﺘﻨﺰﻳﻬﻲ ﻋﲆ اﻵﺧﺮﻳﻦ .إن ﻋﻠﻴﻜﻢ أن ﺗﻬﺬﺑﻮا أﻧﻔﺴﻜﻢ إﱃ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻳﱰك ﺳﻠﻮﻛﻜﻢ ﻓﻴﻪ وأﺧﻼﻗﻜﻢ وإﻋﺮاﺿﻜﻢ ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﺛﺮه ﰲ إﺻﻼح اﻟﻨﺎس ،ﻓﻴﻘﺘﺪون ﺑﻜﻢ، وﺗﻌﻮدون ﻣﻘﺘﺪى ﻟﻸﻧﺎم ،وﺟﻨﺪا ً ﻟﻠﻪ ،ﻟﺘﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﺗﻌﺮﻓﻮا اﻹﺳﻼم ،واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻻ ً أرﻳﺪﻛﻢ أن ﺗﱰﻛﻮا اﻟﺘﻔﻘّﻪ ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺪراﺳﺔ اﳌﺘﻮاﺻﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺔ ﺣﺘامً .ﻻ ﺗﺨﻠﻮ اﻟﺤﻮزات ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وﻣﺎ مل ﺗﺘﻔﻘﱠﻬﻮا ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﺗﺨﺪﻣﻮا إﺳﻼﻣﻜﻢ ،إﻻ أن ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺧﻼل دراﺳﺘﻜﻢ إن ﺗﻌﺮﻓﻮا اﻹﺳﻼم ﻟﻠﻨﺎس(. ٣٥ﻛﻼم ا ﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٧٣ ٣٦ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.٦٣ ٣٧ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ٦ص.١٩٩
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
وﻳﻀﻴﻒ) :ﻋﻦ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻟﻄﺎﻏﻮت أي اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻨﺤﺮﻓﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﰲ وﻃﻨﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ إمنﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ واﺟﺒﺎﺗﻨﺎ(.٣٨ وﻗﺒﻞ أﻛرث ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﴩ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة ،ﻛﺎن اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ) :إن ﻋﲆ ﻋﻠامء اﻹﺳﻼم اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ أﺣﻜﺎم اﻹﺳﻼم اﳌﺴﻠﻤﺔ ،واﺳﺘﻘﻼل اﻷﻗﻄﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،واﻟﻨﻔﻮر ﻋﻦ اﻟﻈﻠﻢ .وإﴎاﺋﻴﻞ وﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ،وأﻋﺪاء اﻟﻘﺮآن اﳌﺠﻴﺪ واﻹﺳﻼم واﻟﻮﻃﻦ... إ ّن اﻟﺴﻜﻮت ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ﰲ ﻗﺒﺎل اﻟﻈﻠﻢ إمنﺎ ﻫﻮ إﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻪ(.٣٩ وﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎً )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ() :إن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﻮدوا اﻟﺸﻌﺐ وميﻨﻌﻮا ﻣﻦ اﻧﺪراس ﻣﻌﺎمل اﻹﺳﻼم وﺗﻌﻄﻴﻞ أﺣﻜﺎﻣﻪ ...إﻧﻬﻢ اﻟﻴﻮم ﺣ ّﺠﺔ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ متﺎﻣﺎً ﻛام ﻛﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﺣ ّﺠﺔ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ وﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﻮر ﻛﻠّﻬﺎ ﻣﻮﻛﻠﺔ إﻟﻴﻪ ﻓﻜﻞ را ّد ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺠﻮج ،واﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﻨﺼﻮﺑﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﺠﺠﺎً ﻋﲆ اﻟﻨﺎس(.٤٠ وﻻ ﻧﻨﴗ ﻫﻨﺎ أن ﻧﺸري إﱃ ﺻﻔﺔ ﻛﺎن اﻹﻣﺎم اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﺆﻛ ّﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﻴﺎدة وﻫﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﰲ ﻗﻮل اﻟﺤﻖ ،وﻫﻲ ﺻﻔﺔ متﺘﻊ ﻫﻮ ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﻤﺔ إذ ﻳﻘﻮل ﻣﺜﻼً: )إن »رﺟﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ« ﻳﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌﺒﻴﺪ ﰲ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ،إﻧﻨﻲ أﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﺄين ﻻ أرﻳﺪ ﺣﻴﺎة ﻛﻬﺬه .إين ﻻ أرى اﳌﻮت إﻻ ﺳﻌﺎدة واﻟﺤﻴﺎة ﻣﻊ اﻟﻈﺎﳌني إﻻ ﺑﺮﻣﺎ، اﻟﻌﻈﻴﻢ ّ ٤١ ﻟﻴﺘﻬﻢ ﻳﻘﺒﻀﻮن ﻋﲇ ﺣﺘﻰ أﻋﻠﻢ إين ﻗﺪ أدﻳﺖ واﺟﺒﻲ( . وﻳﻘﻮل )ﻗﺪس ﴎه() :ﻟﻘﺪ أﻋﺪدت ﻗﻠﺒﻲ ﻟﺮﻣﺎح ﻋﻤﻼﺋﻜﻢ وﻟﻜﻨﻲ ﻟﻦ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺨﻀﻮع أﻣﺎم اﻟﺠﺒﺎﺑﺮة(.٤٢ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ إﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺼﺤﻮة ﻗﻴﺎم اﻟﻌﻠامء ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﻢ. اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮاﺑﻊ) :اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻹﺳﻼم واﳌﻌﻨﻮﻳﺎت( واﻟﻮاﻗﻊ إن ﻋﻤﻞ اﻟﻌﻠامء اﻧﺼﺐ ﻋﲆ أن ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻹﺳﻼم دوره ﰲ اﻟﻨﻔﻮس واﻟﻌﻘﻮل ،وﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻜﻔّﻞ ﺑﺪﻓﻌﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺳﺒﻞ اﻟﺴﻌﺎدة ،مبﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺎت ذاﺗﻴﺔ ،وإﺑﺪاع ﻣﺘﺪﻓّﻖ ﻳﻔﺠﺮ ﻃﺎﻗﺎت ذاﺗﻴﺔ ،وإﺑﺪاع ﻣﺘﺪﻓّﻖ ﻳﻔﺠﺮ ﻃﺎﻗﺎت اﻟﻔﻄﺮة ،وﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ،وﻳﺴﺘﺜري دﻓﺎﺋﻨﻬﺎ ،وإذا ﺗﺠﻠﺖ اﻟﻔﻄﺮة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺤﻴﺎيت ﻛﺎن اﻟﻔﻼح ﻛﻠﻪ. واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ إن ﻫﺆﻻء اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ مل ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﻳﺤﻘّﻘﻮا ﻣﺎ ﺣﻘّﻘﻮا إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺣﺮروا
٣٨ ٣٩ ٤٠ ٤١ ٤٢
وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ /ص.٢٠٣ ﺑﻴﺎن ﺻﺎدر مبﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ﻣﻦ ﺧﺮداد ﻋﺎم .١٩٦٣ وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ /ص ١٠٦و ١١٨وﻏريﻫام. ﺑﻴﺎن إﱃ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﺎم .١٩٦١ ﰲ ﺑﻴﺎن ﺻﺎدر ﻋﺎم .١٩٦٢
185
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
186
ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ اﳌﺘﻊ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ،وﻧﺬروا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﻬﺪف ،وﺗﺨﻠﺼﻮا ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎم اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻜﻠﻮا ـ ﰲ ﻓﱰة اﻟﻐﻔﻮة ـ ﻗﻴﻮدا ً ﻇﺎﳌﺔ ،وﻣﺎ زال اﻟﻜﺜريون ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺸﻜﻠﻮن ذﻟﻚ ،وأﻻ ﺑﻌﺪ أن اﺗﺼﻔﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻟﺮوح اﻟﺘﻐﻴريﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎً. وﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻤﻮﻳﻪ واﻟﺨﺪاع واﻻﺗﻬﺎم أن متﺤﻮ ﻣﻦ أﺳامع اﻷﻣﺔ ﴏﺧﺎت اﻷﻓﻐﺎين وﻋﺒﺪه ،واﻟﺒﻨﺎ ،وﺳﻴﺪ ،وﻋﻮدة ،واﳌﻮدودي ،واﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ ،واﻹﺑﺮاﻫﻴﻤﻲ ،واﳌﻄﻬﺮي، واﻟﺼﺪر ،واﻹﻣﺎم اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،ﺑﻌﺪ أن أ ّدت دورﻫﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة اﳌﺒﺎرﻛﺔ. وﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ـ ﻛام أﺳﻠﻔﻨﺎ ـ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ميﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﻣﻈﻬﺮا ً وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺼﺤﻮة ﻳﻌﺘﱪ ﻋﺎﻣﻼً ﻟﻬﺎ أﻳﻀﺎً .وﻫﻮ ﻣﻦ ﻧِﻌﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﻜﺒرية ﻋﲆ ﺷﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻮﺻﻮل ﻋﲆ ﻋﻼﺋﻪ ،وﻟﻮﻻه ﳌﺎ أﻣﻜﻦ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أن ﺗﺤﻘﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ وﺗﺼﻤﺪ أﻣﺎم اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘﻬﺎ. وﰲ ﻫﺬا ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻋﺎم ) :١٩٧٩إن ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺛﻮرة ﻣﻌﻠﻮل ﻟﻌﺎﻣﻠني :اﻷول ـ وﻫﻮ اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻏريه ـ ﻫﻮ أن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﺤﻢ ﻣﻊ اﻹﺳﻼم ﰲ ﻣﺴريﺗﻪ، مبﻌﻨﻰ إن إﻳﺮان ﻣﻦ أﻗﺼﺎﻫﺎ إﱃ أﻗﺼﺎﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻹﺳﻼم ،واﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎين :أن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺻﻨﺎف واﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﺗﺤﺪت وﺗﻼﺣﻤﺖ ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﺎ(.٤٣ ﴎ اﻧﺘﺼﺎرﻧﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ أن وﻳﻘﻮل ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻨﻮد ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻨﺔ) :ﻋﻦ ّ ﻧﻬﻀﺘﻨﺎ مل ﺗﻜﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻘﻂ أو ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ وإمنﺎ ﻛﺎﻧﺖ متﺘﻠﻚ ﺑﻌﺪا ً ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً إﺳﻼﻣﻴﺎً ،ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻤﻨﻮن اﻟﺸﻬﺎدة وﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻬﺎ متﺎﻣﺎً ﻛام ﻛﺎن اﳌﺴﻠﻤﻮن ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم(.٤٤ وﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎً) :إن ﻫﺬه اﻟﻬﺪﻳﺔ اﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ،وﻫﺬه اﻟﺤﺮﻳﺔ ،وﻫﺬا اﻟﺨﻼص ﻣﻦ ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻈﺎﳌني، وﻫﺬا اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺬي ﻣﻨﺤﻨﺎ اﻟﻠﻪ ـ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃ ـ ﺣﻴﺚ أﻟﻘﺖ ﻳﺪ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻋﲆ رؤوس ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻇﻠّﻬﺎ ،وﺣﻘّﻘﺖ ﻫﺬا اﻟﻨﴫ ،ﻓﻠﺘﺤﻔﻈﻮا ﻫﺬه اﻟﻬﺪﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ(.٤٥ وﻳﻘﻮل ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﻣﻨﺪويب اﻟﺴﻮدان واﻷردن ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة) :إن ﻋﲆ اﳌﺴﻠﻤني أن ﻳﻮﺟﺪوا اﻟﺘﺤ ّﻮل اﳌﻄﻠﻮب؛ اﻟﺘﺤ ّﻮل ﻣﻦ اﻟﺨﻮف إﱃ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ إﱃ اﻹميﺎن وإﱃ اﻟﻠﻪ ،ﻓﺈن ﻣﻨﺸﺄ ﻛﻞ اﻻﻧﺘﺼﺎرات أن ﻧﺘﺤ ّﻮل إﱃ ﻣﻮﺟﻮدات إﺳﻼﻣﻴﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إميﺎﻧﻴﺔ ﻛام أراد اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ(.٤٦ ٤٣ ٤٤ ٤٥ ٤٦
ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج.١٤٧/ ١٠ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.١٢٩ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.٦٦ ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.١٢٩
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
وﻣﻦ اﳌﻼﺣﻆ ﻫﻨﺎ أن اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺮاﻗﺐ ﻣﺴرية اﻟﺜﻮرة ﺑﻜﻞ دﻗّﺔ ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺣﺎﻟﺔ )اﻹﻗﺒﺎل اﻟﺜﻮري( ﻟﺪى اﻷﻣﺔ ﻋﻤﻞ ﻋﲆ اﺳﺘﺜامرﻫﺎ ﻋﲆ أﻓﻀﻞ وﺟﻪ ،ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﻌﺐ ،وﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺼﺤﻮة اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ .وﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻋﻤﻞ اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻛﺮم واﻟﻘﺎدة ﺧري اﻷدﻟﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺳﺎس. اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ) :اﺷﺘﺪاد ﻇﻠﻢ اﻟﻄﻐﺎة وﺗﺼﺎﻋﺪ اﻟﻬﺠﻮم اﻻﺳﺘﻌامري( ﻓﺈ ّن ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ،وﺑﺎﻟﺨﺼﻮص ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻈﻠﻢ ،ﻳﱰك أﺛﺮه ﰲ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﺠامﻫري ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺎﱄ واﻟﺮﺧﻴﺺ ﻟﻠﺨﻼص ﻣﻨﻪ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻐﻴري اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﳌﻄﻠﻮب. ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ره( ﰲ ﺟﻮاﺑﻪ ﻋﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻠﻴﺒﻲ أواﺧﺮ ﻋﺎم ) :١٩٧٧إن اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين وﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺴﻮد اﳌﻸى ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ وﺑﻌﺪ ﺗﺤﻤﻞ أزﻣﻨﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ ،وﻓﻘﺪان اﻻﺳﺘﻘﻼل ،وﺿﻴﺎع اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﲆ أﻳﺪي اﻟﺠﻨﺎة اﻟﺬي ﺗﻘﻒ ﻋﲆ رأﺳﻬﻢ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻬﻠﻮي اﳌﺠﺮﻣﺔ ،وﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻟﺴﻠﺐ واﻟﻨﻬﺐ ،وأمنﺎط اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺪﺳﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،واﻟﺬﺧﺎﺋﺮ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ وﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﻘﻮى اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﱰاث اﻟﺜﻘﺎﰲ؛ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ـ ومبﺸﻴﺌﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ وﺗﻮﻛﻠﻪ ﻋﲆ اﻹﺳﻼم واﻟﻘﺮآن ـ ﻋﺎد إﱃ ذاﺗﻪ وراح ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻬﻀﺘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺘﻘﺪم ﻛﺴﻴﻞٍ ﻋﺎرم ﻟﺘﺤﻄﻴﻢ اﻟﺴﺪود اﻟﻜﱪى ﻟﻼﺳﺘﻌامر واﻻﺳﺘﺒﺪاد.٤٧(... وﻳﻘﻮل )ره( ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﺸﺎﺋﺮ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ )ﺑﻮﻳﺮ أﺣﻤﺪ() :إن أﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺖ ﻟﻜﻢ اﻟﻨﴫ؛ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﺎﻋﺪ ﰲ اﻟﻈﻠﻢ واﻹرﻫﺎب .ذﻟﻚ إن اﻟﺮﻋﺐ واﻹرﻫﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻐﻰ ﻓﺈن اﻻﻧﻔﺠﺎر ﺳﻴﺘﺒﻌﻪ ،وﻳﺘﺠﻤﻊ اﻟﺤﻘﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﺘﻄﻠﻘﻪ ﴏﺧﺔ ﺷﺠﺎﻋﺔ ،وﰲ إﻳﺮان ﺗﺠﻤﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وﺣﺼﻞ اﻻﻧﻔﺠﺎر ،واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ إن ﻫﺬا اﻻﻧﻔﺠﺎر راﻓﻘﻪ اﺗﺠﺎه ﻧﺤﻮ اﻹﺳﻼم ،وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﴏﺧﺔ اﻹميﺎن ﻫﻲ اﻧﻄﻼﻗﻪ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺮك(.٤٨ ﻫﺬا ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﳌﺤﲇ ..أﻣﺎ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ردود اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒﺖ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﻐﺮيب اﻟﻔﺎﺷﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻬﺬا اﻟﻬﺠﻮم ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ وﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻛﻞ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻨﺠﺎح اﳌﻄﻠﻮب ،ﺑﻞ وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻈﺎﻫﺮي اﻟﺬي ﺗﺼﻮر اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ أﻧﻪ ﺣﻘﻘﻪ ،ﻓﺴﻠﺐ اﻷﻣﺔ ﻓﻜﺮﻫﺎ وإميﺎﻧﻬﺎ ﺑﺈﺳﻼﻣﻬﺎ ،وﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ اﻟﺤامﺳﻴﺔ ،وﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ٤٧ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.٨٠ ٤٨ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.١٣٧
187
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
188
ﺛﺮوﺗﻬﺎ اﳌﺎدﻳﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻇﻦ أﻧﻬﺎ ﻣﺎﺗﺖ ،أو ﻫﻲ ﺗﻮﺷﻚ ﻋﲆ اﳌﻮت ،ﺑﻌﺪ أن ﺷ ّﺪ وﺛﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪود اﳌﺼﻄﻨﻌﺔ .وﻣ ّﺰق وﺟﻮدﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺣﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،واﻟﻮﻃﻨﻲ ،واﻟﻌﻨﴫي ،واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،وزرع ﰲ وﺟﻮدﻫﺎ اﻟﺒﺆر اﻟﴪﻃﺎﻧﻴﺔ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ،وأﺛﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻼء اﻟﺤﻜﺎم ،وﴎب إﱃ أوﺻﺎﻟﻬﺎ ﺳﻤﻮﻣﻪ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ،وﻣﻸ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﳌﺠﻮن واﻟﱰف واﻟﻔﺴﻖ ،ﻓﺈن ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺮى إﻳﺮان ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺸﺎه ،ﻳﺼﻴﺒﻪ اﻟﺬﻫﻮل ﳌﺼري ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ،واﻟﻴﺄس اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ُﻫﺪاﻫﺎ ودﻋﻮﺗﻬﺎ إﱃ اﻹﺳﻼم. ﻧﻌﻢ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا أدى اﻟﻬﺠﻮم إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﻓﻘﺪ أﻳﻘﻆ اﻷﻣﺔ وﻋﻠﻤﻬﺎ ﻋﲆ أن ﴎ وﺟﻮدﻫﺎ :ﻫﻮ إﺳﻼﻣﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وأﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺠﺪ اﻟﺴﻌﺎدة إﻻ ﰲ ﻇﻠﻪ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﺗﺄﺛري اﻟﻬﺠﻮم اﻟﻌﻜﴘ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘني :اﻷول :إﻧﻪ ﻛﺸﻒ ﻧﻔﺴﻪ وﺣﻀﺎرﺗﻪ وأﺧﻼﻗﻪ أﻣﺎم أﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ،ﻓﻠﻘﺪ أﺛﺒﺘﺖ ﻛﻞ اﻵراء واﻟﻨﻈﻢ اﻟﺘﻲ ﺧﻄﻄﻬﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻓﺸﻠﻬﺎ ،واﺑﺘﻌﺎدﻫﺎ وﻏﺮﺑﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻓﻄﺮة اﻹﻧﺴﺎن ،وﺷﻌﻮر اﳌﺴﻠﻢ وﻋﻘﻠﻴﺘﻪ .وﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أدرﻛﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌامر متﺎﻣﺎً ﻗﺒﻞ ﻏريه ﻓﺮاح ﻳﺴﱰ ﻓﺸﻠﻪ ﺑﻌﻤﻠﻴﻪ اﻟﱰﻗﻴﻊ ،أي ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻟﺒﺎس اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺒﻮس اﻟﻌﺮوﺑﺔ واﻟﴩق واﻹﺳﻼم ،ﻣام ﻓﻀﺢ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ،أﻛرث ﻓﺄﻛرث. ﻟﻘﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺧﻮاءﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وأﻋﻠﻨﺖ اﻟﺘﻨﻈﻴامت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ إﻓﻼﺳﻬﺎ أﻣﺎم ﻋﻤﻖ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﺳﻼﻣﻲ .أﻣﺎ اﻷﺧﻼق واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻐﺮب إﻻ ﺷﻌﺎرات ﻻ ﻣﻀﻤﻮن ﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ...ﻛﻞ ﻫﺬا ﺗﺮك أﺛﺮه ـ ﺑﻼ رﻳﺐ ـ ﰲ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻌﺪو. اﻟﺜﺎين :إﻧﻪ دﻓﻊ اﻟﺤﺮﻳﺼني ،اﳌﺆﻣﻨني مبﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ،ﻻﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ اﳌﻮاﺟﻬﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺪؤوب ﻟﻠﺼﺤﻮة اﳌﺒﺎرﻛﺔ. وﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻔﺸﻞ ،مل ﺗﻔﺪ اﻻﺳﺘﻌامر ﻛﻞ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ،ومل ﺗﺠﺪه ﻧﻔﻌﺎً ﺣﺘﻰ اﻷﻗﻨﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،واﳌﻈﺎﻫﺮ اﻟﺨﺎدﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻦ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺮف اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ ﰲ أذﻫﺎن اﻷﻣﺔ ،وﺗﻔﺮﻏﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮاه اﻟﺜﻮري واﻟﺘﻐﻴري ،ﻓﺈذا ﺑﻌﺒﺎداﺗﻪ ﻃﻘﻮس واﺟﱰار ﻋﻘﻴﻢ،وإذا ﺑﻨﻈﻤﻪ ﻗﻴﻮد ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،واﻧﺰواء ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ. اﻧﻪ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ واﻟﺘﺨﺮﻳﻒ وﻫﻮ أﻣﺮ ﻻ ﻳﻨﻄﲇ ﻋﲆ اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺘﻲ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻜﺘﺸﻒ زﻳﻔﻪ ﻓﻴﻨﻘﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﻋﻤﻞ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﻛﺸﻔﻪ أﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم وأﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺣﻴﻨام ﻫﺎﺟﻢ اﻟﺼﻴﻎ اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت اﳌﻨﺘﺴﺒﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﺑﻜﻞ ﺷ ّﺪة، وﺳﺨﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻛام ﻫﺎﺟﻢ اﻻﻃﺮوﺣﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ اﳌﻤ ّﻮﻫﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻟﻸﻣﺔ وﺣﺪة ﺑني اﻟﺤﻜّﺎم ،وراﺣﺖ ﺗﻌﻠﻦ ﻟﻸﻣﺔ ـ ﻛﻞ ﻳﻮم ـ أﻧﻬﺎ ﺗﺴري ﻋﲆ ﺧﻄﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة.
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
ومت ّﺮ أﻋﻮام وأﻋﻮام ،وإذا ﺑﺎﻷﻣﺔ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﺳرية اﻟﺨﺪاع ﻣﻦ أول اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﻼ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﺎدت ،وﻻ اﻷرض اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﺳﺘﻌﻴﺪت ،وﻻ اﻟﻔﻮارق اﻟﻈﺎﳌﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ رﻓﻌﺖ ،ﺑﻞ ﺳﺎرت اﻟﺤﺎل ﻣﻦ ﺳﻴﺊ ﻋﲆ أﺳﻮأ ،وﻳﻐﻀﺐ ﻟﻪ اﻟﺮب اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وﻳﻔﺮح ﻟﻪ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ. ﻧﻌﻢ ،ﻓﺸﻠﺖ ﻛﻞ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﻐﺮيب ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﻐﺮيب ،ﻻ ﻟﴚء إﻻ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﻐﺮب ﻧﻔﺴﻪ ،وأىن ﺗﻨﻘﺬ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ ورﻃﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎ ّدة اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ أو اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ أو اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺮب ﻧﻔﺴﻪ؟!.٤٩ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﺎدس) :اﻷﻣﺎﻛﻦ واﳌﻨﺎﺳﺒﺎت واﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺣﺴﻦ اﺳﺘﺜامرﻫﺎ( ﻳﺮيب اﻹﻧﺴﺎن وﻫﺬا ﻋﺎﻣﻞ واﺳﻊ اﻷﺑﻌﺎد ﺑﺪوره ،ذﻟﻚ إن اﻹﺳﻼم ـ مبﻌﻨﻰ ﻣﻦ اﳌﻌﺎين ـ ّ ﻋﲆ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻐﻴريا ً ﺛﻮرﻳﺎً دامئﺎً ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺑﻮاﻗﻊ ﻓﺎﺳﺪ .وﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺒﻪ اﳌﻬﻤﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﻴني ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ واﻷزﻣﻨﺔ واﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻟﺘﻤﺘﻠﻚ زﺧامً ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً ﺛﻮرﻳﺎً ﻳﻔﻮق اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ، وﻳﻌﻤﻞ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد ﺿﺦ ﻣﻌﻨﻮي وﺣﺎﻟﺔ ﻳﻘﻈﺔ وﺻﺤﻮة ،وﻳﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﳌﻌﺎين اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻳﺮدﻫﺎ اﻹﺳﻼم. ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻪ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺴاموات واﻷرض ،وﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ أﻳﻨام ﻛﻨﺘﻢ ،إﻻ أﻧﻪ ﺷﺎء أن ﻳﻌني ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ وﻳﻨﺴﺒﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻟﻪ مبﺎ ﻳﺴﻤﻰ )ﺑﻴﻮت اﻟﻠﻪ( ﻛام ﺷﺎء أن ﻳﻌني ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻣﻌﻴﻨﺎً ﻟﻪ ﰲ اﻷرض ﻟﻴﻜﻮن ﺑﻴﺘﻪ اﻟﺤﺮام ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺰﻣﺎن ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ وﺣﺪه ،ﻟﻜﻨﻪ ﺷﺎء أن ﻳﻌني ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك ﺷﻬﺮا ً ﻟﻪ ،وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﻳﺎم ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك أﻳﺎﻣﺎً ﺗﺜري اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻋﺮ ﻟﺬا ﺳﻤﻴﺖ أﻳﺎﻣﺎً ﻟﻠﻪ ،وﻫﺬه اﳌﺤﻄّﺎت اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ واﳌﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ دورﻫﺎ اﻟﻜﺒري ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻠﻪ وﴎﻋﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴريﻳﺔ. واﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻮاﻋﻴﺔ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻐﻴري اﳌﻄﻠﻮب ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ واﻟﺼﺤﻮة ،وﻛﻢ ﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﻳﺮد أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻄﺎء ﺛﻮري إمنﺎ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻄﺎء ﻣﺤ ّﺮم واﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻘﺪﻫﺎ اﳌﺆﻣﻨﻮن ﻹﺣﻴﺎء ذﻛﺮى ﺛﻮرة اﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻋﲇ )ﻋﻠﻴﻬام اﻟﺴﻼم(. وﻫﻮ ﻳﺆﻛﺪ ﰲ وﺻﻴﺘﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻗﺎﺋﻼً) :وﻟﻴﻌﻠﻤﻮا أن ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻷمئﺔ ”ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم“ ﻹﺣﻴﺎء ﻫﺬه اﳌﻠﺤﻤﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ـ ﺛﻮرة اﻟﺤﺴني )ع( ـ إمنﺎ ﻫﻮ ﺑﺄﺟﻤﻌﻪ ﴏﺧﺔ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ
٤٩ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٥ص.٧٩
189
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
190
ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻋﲆ ﻣ ّﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وإﱃ اﻷﺑﺪ(. وﻋﻦ أﺛﺮ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻳﻘﻮل ﰲ أﺣﺪ أﺣﺎدﻳﺜﻪ ﻋﺎم ) :١٩٧٩إن ﻛﻞ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم إمنﺎ اﺳﺘﻤﺪت اﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﳌﺴﺠﺪ ﻣﺤﻼً ﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﻘﻮى ﺿﺪ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﴩك ،وأﻧﺘﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻛﻢ ﻣﻦ رواد اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺤ ّﻮﻟﻮا اﳌﺴﺎﺟﺪ إﱃ ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻺﺳﻼم وﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﺘﻢ ﻗﻄﻊ أﻳﺎدي اﻟﴩك واﻟﻜﻔﺮ وﺗﺄﻳﻴﺪ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﰲ ﻗﺒﺎل اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ(. ﻣﺎ اﻟﺤﺞ ﻓﺤ ﱢﺪث ﻋﻨﻪ وﻻ ﺣﺮج ،ﻓﻔﻲ ﺗﺼﻮرات اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺤﺘﻞ اﻟﺤﺞ اﻟﺪور اﻷﻛﱪ ،وﻛﺎن ﻳﺤﺮص )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻋﲆ أن ﻳﺤﻘﻖ اﻟﺤﺞ دوره اﻟﻌﻈﻴﻢ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﳌﺆﻣﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪ اﳌﻮ ّﺣﺪ واﳌﻜﺎﻓﺢ ﺿﺪ اﻟﻄﻐﻴﺎن. وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﻀﻤﻦ أروع ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﰲ رﺳﺎﺋﻠﻪ اﳌﻄ ّﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ إﱃ اﻟﺤﺠﺎج ﻛﻞ ﻋﺎم ،وإﻧﻨﺎ ﻟﻨﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﻴﺤﺘﺎج إﱃ دراﺳﺔ ﻣﻌ ّﻤﻘﺔ ﻓﺎﺣﺼﺔ ﻟيك ﻧﺼﻞ إﱃ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﻳﺮﻣﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻜﺒري. ومل ﺗﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ وﻟﻴﺪة ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﺒﴩ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴﻨني، ﻓﻬﻮ ﻳﺆﻛﺪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ( ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼً) :ﻳﺠﺐ اﺳﺘﺜامر ﻫﺬه اﻻﺟﺘامﻋﺎت ﻷﻫﺪاف اﻹﻋﻼم واﻟﺘﻌﻠﻴامت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺗﻮﺳﻌﺔ ﻣﺪار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ(.٥٠ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل وﺗﻜﻔﻲ ﻧﻈﺮة ﴎﻳﻌﺔ ﻋﲆ رﺳﺎﺋﻠﻪ إﱃ اﻟﺤﺠﺎج وﻟﺴﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ّ ﻟﻨﻜﺘﺸﻒ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘﻲ أوﻻﻫﺎ اﻹﻣﺎم ﻟﺬﻟﻚ. وﻣﻦ اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷﻋﻴﺎد اﻟﻜﱪى ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻳﻮم اﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻠﻪ ،وﻫﻨﺎ ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻹﻣﺎم ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻬﺎﻧﻴﻪ أن ﺗﺪرك اﻟﺠامﻫري أﺑﻌﺎدﻫﺎ ،وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻧﻄﻼﻗﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﻣﻦ ﻳﻮم ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ اﳌﺒﺎرك ،ﻓﻠﻨﻼﺣﻆ ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺎرك اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ مبﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ اﻷﺿﺤﻰ اﳌﺒﺎرك ﻟﻜﻞ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﻗﺎﺋﻼً) :أﺑﺎرك ﻫﺬا اﻟﻌﻴﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻜﺒري ﻟﻜﻞ أوﻟﺌﻚ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﰲ اﻟﻌﺎمل واﻟﺬﻳﻦ ﺛﺎروا ﺑﻮﺟﻪ اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ وأوﻟﻴﺎء اﻟﻄﺎﻏﻮت(. اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ) :ﻧﺠﺎح اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﰲ إﻳﺮان ﻧﻔﺴﻬﺎ( ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻠﻮل ﻟﻠﺼﺤﻮة اﳌﺒﺎرﻛﺔ إﻻ أﻧﻪ ﺑﺪوره ﻳﺸﻜﻞ أﻛﱪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻟﺘﻮﺳﻌﺘﻬﺎ ومنﻮﻫﺎ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ. ٥٠وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ /ص.١٨٠
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﳌﺒﺎرﻛﺔ ،ﻋﱪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﻌﻄﻴﺎت أن ﺗﺆﺛﺮ اﻷﺛﺮ اﻷﻛﱪ ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺼﺤﻮة ،وﺗﻨﺎﻣﻴﻬﺎ ،واﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ. وﻗﺪ ﺷﻤﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺼﻌﺪ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وأﻋﻄﺖ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺎمل دروﺳﺎً راﺋﻌﺔ. إﻧﻬﺎ أﻛﺪت ﻟﻠﺸﻌﻮب اﳌﺴﻠﻤﺔ :ـ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﲆ أن ﺗﻘﺎرع أﻗﻮى اﻟﻘﻮى وﺗﻬﺰﻣﻬﺎ. ـ وﴐورة وﺟﻮد اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ،واﻟﺘﻔﺎف اﻟﺸﻌﺐ ﺣﻮﻟﻬﺎ. ـ وﻟﺰوم ﺗﺤﺮر اﻟﻌﻠامء ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻟﻴﻘﻮدوا ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ. ـ وﻛﻴﻒ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻳﺪ اﻟﻐﻴﺐ ﰲ ﻧﴫ اﳌﺆﻣﻨني وإرﻋﺎب اﻟﻄﻐﺎة. ـ وﻧﻮﻋﻴﺔ وﻣﻘﺪار اﳌﻌﺎﺟﺰ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ ﺛﺒﺎت اﻟﺸﻌﺐ اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ. ـ وﻛﻴﻒ ﻳﺘﻼﺣﻢ ﻣﺒﺪأ ﻗﻴﺎدة اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻌﺎدل وﻧﻈﺎم اﻟﺸﻮرى ،ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ راﺋﻌﺔ اﻷﺛﺮ. ـ وﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻮل ﻛﻞ اﻟﺘﺂﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌامري ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ـ وإن اﻹﺳﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ـ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺎً وﻧﻈﺮﻳﺎً ـ أن ﻳﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ. ـ وﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﻬري اﻟﺠﻮ ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ وﻓﻀﺢ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ أدﻋﺖ اﻹﺳﻼم وﺧﺪﻣﺔ ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر. اﳌﻌﱪة ﰲ اﻟﺸﻬﺎدة واﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻧﺤﻮﻫام، ـ وﻟﺰوم ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻘﺮاﺑني ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺳﻼم ،واﻟﺪروس ّ مبﺎ مل ﻳﻌﻬﺪ إﻻ ﰲ اﻟﺼﺪر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷول. ـ وﺗﺤﺪي ﻫﻴﺒﺔ اﻟﺪول اﻟﻜﺎﻓﺮة اﻟﻌﻈﻤﻰ ،ومتﺮﻳﻎ أﻧﻮﻓﻬﺎ ﰲ اﻟﱰاب. وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ )ﻗﺪس ﴎه( أن ﺗﻬﺰم ﻛﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ ،واﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ اﳌﻠﺤﺪة ،واﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ ﻏري اﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ،وﻛﻞ اﻟﻄﺮوﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻣ ّﻮﻩ اﻟﻐﺮب ﺑﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻛام دﻋﺖ ﻋﲆ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﳌﺴﻠﻤني ﺿﺪ اﻟﻌﺪو اﻟﻜﺎﻓﺮ ،ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺄروع اﻟﺨﻄﻰ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ ،واﻧﺘﻬﺠﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻗﺎمئﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬايت ،ﻓﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﻘﻒ ﻋﲆ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ أمنﺎط اﻟﺤﺼﺎر واﻟﻈﺮوف اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌامر وﻋﻤﻼؤه. وﻏّريت ﻛﻞ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺻﺎﺑﻐ ًﺔ إﻳﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺼﺒﻐﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ،وﻃ ّﻬﺮت ﻛﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻣﻦ أدران اﻻﻧﺤﺮاف واﻟﺘﺨﺮﻳﻒ ،واﺿﻌ ًﺔ أﺳﺲ إﻋﻼم إﺳﻼﻣﻲ ﻧﺰﻳﻪ ..وأﺗﺒﻌﺖ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺗﺮﺑﻮﻳﺎً إﺳﻼﻣﻴﺎً ،ﺷﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﺠﻮاﻧﺐ..
191
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
192
وﻧﺠﺤﺖ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺤﺎدة ﺑني اﻟﻔﺌﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ،ﻋﺎﻣﻠ ًﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻻرﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻄﺒﻘﺔ اﳌﺤﺮوﻣﺔ ،ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻣﻦ اﻹﴎاف وﺗﺠﺎوز اﻟﺤﺪ ،دون أن ﺗﺨﺮج ﻋﻦ اﻟﺤﺪود اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. وﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺗﻌﺪاد اﳌﻌﻄﻴﺎت ،ﻓﻬﻲ ﻣام ﻻ ميﻜﻦ ﻋﺮﺿﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﻌﺠﺎﻟﺔ. وﻫﺎﻫﻲ اﻟﻴﻮم أي اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻷﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﻘﻴﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎم وﻻﺗﻠﺘﻔﺖ اﱃ اﻟﻮراء اﻟﺒﺘﺔ وﻣﻨﺎورﺗﻬﺎ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺰت ﻋﺮوش اﻷﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ وﺣﻔﺰت اﻟﺸﻮب اﻟﺤﺮة اﳌﺴﻠﻤﺔ أن ﺗﻨﻬﺞ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﻷن ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻧﺠﺤﺖ واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ. ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﻌﻄﻴﺎت وأﺧﺮى ﻏريﻫﺎ ﻛﺜرية أﺣﺪﺛﺖ ﺛﻮر ًة ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،وﻫ ّﺰت اﻟﺠامﻫري ﻫ ّﺰا ً، وﻓﺘﺤﺖ آﻓﺎق اﻷﻣﻞ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﻣﺜﻞ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻﺣﻖ ﺷﺒﺤﻪ اﻻﺳﺘﻌامر وﻋﻤﻼءه ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،ﻓﺮاح ﻳﻌﻴﺪ ﺣﺴﺎب أﻣﺮه ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺑﻌﺪ أن أﻋﻠﻨﺖ ﻋﻘﻮﻟﻪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﳌﻌﻘﺪة ﻓﺸﻠﻬﺎ ،ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺠﺪﻳﺪ. وأﺧريا ً ﻓﻴﺠﺐ أن ﻻ ﻧﻨﴗ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪور اﻟﺮاﺋﻊ اﻟﺬي ﻟﻌﺒﺘﻪ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻧﴩ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ واﻟﺤامس اﻟﺜﻮري ﺑني أﺑﻨﺎء اﻷﻣﺔ .وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﺗﺄﺛري ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت ﻋﲆ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ أو ﺗﻠﻚ ،ﻛام اﺧﺘﻠﻒ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ واﻟﺤامس ﻟﺪى ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ـ ﺟﻤﻴﻌﺎً ـ ﻗﺪ أﺟﺠﺖ اﻟﺸﻮق اﻟﺠامﻫريي ﻧﺤﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﺳﻼم، وأوﺟﺪت ﺷﻌﻮرا ً ذا ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻌﺘﺪ ﺑﻬﺎ ،ﺑﻠﺰوم ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻄﺎﻏﻮت ،واﻟﻌﻮدة ﻟﻺﺳﻼم... وإين ﻷﻋﻠﻢ أن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﻷﻣﺔ اﻫﺘﺪى ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺄﺛري ﻫﺬا اﻟﻌﺎمل ،ﻛام أﻋﻠﻢ أن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺤﺎوﻻت اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ واﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺟﺮت ﻟﺠ ﱢﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ إﱃ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺣﺘﻮاء ،أو اﻻﻧﻀﻮاء ﺗﺤﺖ اﻟﺮاﻳﺎت اﻟﺨﺎدﻋﺔ ،أو اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ ﻧﻈﻢ ﻻ متﺖ إﱃ اﻹﺳﻼم ﺑﺼﻠﺔ ،وﻃﺒﻴﻌﻲ إن ﻫﺬه اﳌﺤﺎوﻻت ﻻﺑﺪ وأن ﻳﻨﻜﺸﻒ زﻳﻔﻬﺎ ﰲ أﺟﻮاء اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪ ،وﻫﻜﺬا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ، وراﺣﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺗﻘﻄﻊ أﺷﻮﻃﻬﺎ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﺄﺛري. -٥ﺗﺮﺷﻴﺪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﺄﺟﻴﺠﻬﺎ واﺳﺘﺪاﻣﺘﻬﺎ ودﻓﻊ اﻷﺧﻄﺎر ﻋﻨﻬﺎ وﺑﻜﻞ اﺧﺘﺼﺎر ﻧﻘﻮل :إن ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟ ِﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺸﻜﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺷﻜﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻳﻌﻨﻲ اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻣﻌﻬﺎ ،ووﻋﻴﻬﺎ ﺟﻴﺪا ً واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ودميﻮﻣﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة. ﻓﺎﻟﺘﺤ ّﻮل اﻟﻜﺒري ﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ ﰲ ﻓﱰات اﻟﺼﺤﻮة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻔﺬ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻮﻋﻲ اﳌﺘﺄﺟﺞ ﺣامﺳﺎً ﰲ ﺷﻌﺒﻪ ﻟﻘﻀﻴﺘﻪ اﻟﻜﱪى ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺧﺒﺎ ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﺟﺞ ،ﻛﺎن ذﻟﻚ إﻳﺬاﻧﺎً مبﻮت ﺑﻼ رﻳﺐ. إن اﻟﺘﺄﺟﺞ اﻟﻮاﻋﻲ ﻟﻴﺤﻮل ﻛﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت إﱃ ﺟﺴﻮر ،وﻛﻞ اﳌﺆاﻣﺮات اﳌﻌﺎدﻳﺔ إﱃ ﴐﺑﺎت ﻳﺰيك ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻳﻨﻔﻲ ﻋﻦ وﺟﻮده اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت اﻟﻀﺎرة. ﻣﻌﺎﻛﺴﺔّ ، ﻫﺬا وﻳﺠﺐ أن ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻫﻲ :إن اﻹميﺎن ﻗﺪ ﻳﺤﺼﻞ ﰲ ﻟﺤﻈﺔ ﺻﺤﻮ وﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ،وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﺼﻌﺐ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﻪ ،واﻟﻌﻤﻞ مبﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻪ، واﻟﺜﺒﺎت واﳌﻘﺎوﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﴬﺑﺎت واﻟﻌﻘﺒﺎت ،اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. ورمبﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﴪ اﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ )ص(: )ﺷﻴﺒﺘﻨﻲ ﺳﻮرة ﻫﻮد(. وذﻟﻚ ﳌﻜﺎن آﻳﺔ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﻴﻬﺎ: }ﻓﺎﺳﺘﻘﻢ ﻛام أﻣﺮت وﻣﻦ ﺗﺎب ﻣﻌﻚ{. وﻫﻜﺬا ميﻜﻦ أن ﻳﻨﻄﺒﻖ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﺻﺤﻮة اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﻴﻞ ﻋﺎرﻣﺎً ،واﻟﺜﻮرة ﺿﺨﻤﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻘﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﻄﻐﺎة ،ﻓﻴﻨﻬﺎرون وﻗﺪ ﺗﺤﺚ ﺑﺎرﻗﺔ ،ﻓﺘﻌﻢ اﻟﺼﺤﻮة ﻗﻄﺎﻋﺎً واﺳﻌﺎً. أﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﳌﻬﻢ ﻓﻬﻮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة ،وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺜﻮرة اﳌﺒﺎرﻛﺔ ،وإداﻣﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻳﻬﺪأ اﻟﻄﻮﻓﺎن ،وميﻠﻚ اﻟﻌﺪو اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﺟﻬﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،ﺑﻞ وﺗﻨﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﻣﻴﺪان اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺎﴏ ﻓﻘﺪت ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ،أو رأت اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﺧﻼف ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ،أو ﻏري ذﻟﻚ ﻣام ﻳﻮﺟﺪ ـ ﻋﺎدة ـ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠني. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،ﻓﺈن ﻋﲆ ﻛﻞ اﻟﻮاﻋني اﻟﻘﺎدة ،وﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ رﺑﻪ أن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻟﻠﻤﺘﻘني إﻣﺎﻣﺎً؛ وأن ﻳﺠﻌﻠﻮا اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة ،ﺑﻞ وﺗﻮﺳﻌﺘﻬﺎ وﺗﺄﺟﻴﺠﻬﺎ ،ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﻣﺎ ﻳﻔﻜﺮون ﺑﻪ، وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﲆ ﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ،وإﻻّ ﻓﻬﻲ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ،واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ اﳌﺨﺰي. إن ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺪميﻮا دﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ميﻠﻜﻮن ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ، ﺑﻌﺪ أن ﻳﺤﺮروا وﺟﻮدﻫﻢ وﻓﻜﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻄﻮاﻏﻴﺖ ،واﻟﻌامﻟﺔ ﻟﻸﺟﻨﺒﻲ ،ﻓﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺬايت ﴍط أﺳﺎﳼ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻻﺟﺘامﻋﻲ. وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن اﻟﺘﺬﻛري ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ وﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺳﻮف ﻳﱰك آﺛﺎره اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﺤﻮة ودميﻮﻣﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ـ ﻋﺪم اﻻﻧﺨﺪاع ﺑﺎﻟﻨامذج اﻟﺘﺤﺮﻳﻔﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ اﻟﻘﴩﻳﻮن واﳌﺘﻨﺴﻜﻮن ﻛﺬﺑﺎً واﳌﺘﻄﻔﻠﻮن ﻋﲆ اﻹﺳﻼم..
193
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
194
وﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺪد) :إن اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻴﻮم ُﻣﺒﺘﲆ مبﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﴩﻳني ﻛﺬﺑﺎً واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﲆ إﻳﻘﺎف ﻣﺴرية اﻹﺳﻼم واﳌﺴﻠﻤني، ﻳﻮ ّﺟﻬﻮن اﻟﴬﺑﺎت ﻟﻺﺳﻼم ﺑﺎﺳﻢ اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ(.٥١ وﻫﻮ ﺧﻄﺮ داﻫﻢ ﻳﺠﺐ اﻟﻮﻗﻮف ﺿﺪه ﻓﻤﻦ ﻫﺆﻻء ﺗﻨﺒﻊ أﻓﻜﺎر ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ :إن اﻹﺳﻼم ﻟﻴﺲ إﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻌﻠﻴامت أﺧﻼﻗﻴﺔ! ﻻ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم! وإن ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺼﱪ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﻮر اﻹﻣﺎم اﳌﻬﺪي )ع(! ﻳﺠﺐ اﻟﻔﺼﻞ ﺑني اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ! اﻹﺳﻼم ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﻨﻈﻢ اﻷﺧﺮى! أﺣﻜﺎم اﻹﺳﻼم ﻓﺮدﻳﺔ أﻣﺎ اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻓﻤﱰوﻛﺔ ﻟﻠﻨﺎس! ﻻ ﺗﻮﺟﺪ روح ﺗﻐﻴريﻳﻪ أو ﺛﻮرﻳﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم! ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﺻﺤﻮة إﺳﻼﻣﻴﺔ! ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻓﺴﺢ اﳌﺠﺎل ﻟﻌﻮدة اﻟﻜﺎﻓﺮ يك ﻳﻌﺸﺶ ﰲ أوﻛﺎر اﳌﺴﻠﻤني ،دﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮوش! وأﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺘﻌﺐ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ دﻓﻌﻬﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﱰك أﺛﺮﻫﺎ اﻟﺴ ّﻴﺊ ﰲ أذﻫﺎن اﳌﺴﻠﻤني. -٦ﻣﻼﺣﻈﺎت أﺧرية: وﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﱰﺷﻴﺪ أرى ﻟﺰاﻣﺎً ﻋﲇ أن أذﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﳌﻼﺣﻈﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻣﺴﺘﻤﺪا ً ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد. اﳌﻼﺣﻈﺔ اﻷوﱃ :اﻟﺼﺤﻮة واﻟﺘﻄﺮف ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻧﻨ ّﺒﻪ إﱃ أن ﻫﻨﺎك أﻋﺮاﺿﺎً ﻗﺪ ﺗﺼﺤﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﺤﻮة ،أو ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺜﻮرة، ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن: ـ ﻓﻤﻦ أﻋﺮاض ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﺗﻄ ّﺮف ﰲ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﺠﻬﺎد ،ﺣﺘﻰ ﻟريﻓﺾ اﻟﺪﺧﻮل ﰲ أي ﺣﻮار ﻓﺮدي ﺑ ّﻨﺎء ،أو ﺣﻜﻢ ﻟﺴﻠﻮك ﺧﺎص ،ﺑﺤﺠﺔ اﻻﻧﺸﻐﺎل ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﻬﺎد ،ﺑﻞ وﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻛﻠﻪ ﻋﲆ ﻧﺼﻮص اﻟﺠﻬﺎد ،ﻣﻊ إﻫامل ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻷﺧﺮى .وﻣﺎ ﻫﻲ ـ ﺟﻤﻴﻌﺎً ـ إﻻ ٥١ﻛﻼم اﻹﻣﺎم /ج / ١٠ص.٣٦١
ﺗﻨﺒﻮء اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ اﻟﱪﻳﺪ...
أﺟﺰاء ﻟﻨﻈﺎم ﻓﻜﺮي وﻋﻤﲇ ﻣﺘﻼﺣﻢ ،ﻻ ﻳﺘﻢ ﻋﻄﺎؤه إﻻ ﺑﺎﻟﱰﻛﻴﺐ واﻟﺘﻨﺎﻏﻢ واﻻﻧﺴﺠﺎم ،وﻗﺪ اﺑﺘﻠﻴﻨﺎ ﰲ إﻳﺮان وﻏريﻫﺎ ﺑﺄﻧﺎس ﺟﻬﻠﺔ ،ﺗﺼﻮروا أن اﻹﺳﻼم ﻳﻨﺤﴫ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻌﻨﻰ ،واﻧﺤﺮﻓﻮا إﱃ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻧﺒﺬوا اﻹﺳﻼم ﻧﻔﺴﻪ ،واﻧﺨﺮﻃﻮا ﰲ اﳌﺴﻠﻚ اﻟﻴﺴﺎري اﻹﻟﺤﺎدي .وﻫﺬا أﻣﺮ اﻧﺘﺒﻪ ﻟﻪ اﻹﻣﺎم ووﺿّ ﺢ اﳌﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة. ـ ﻛام أن ﻣﻦ أﻋﺮاﺿﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻻﺟﺘﻬﺎدي أن ﻳﻔ ّﺮط اﳌﺮء ﰲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻴﻨﺒﺬ اﻷﺳﺲ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﻬﺎ اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻣﻦ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﳌﺴﻠﻤني ،وﺣﺘﻰ ﻟﻴﺘﺼﻮر اﻹﻧﺴﺎن إﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﺮاﺛﻪ ،ﺑﺤﺠﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺠﺪﻳﺪة. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ رأﻳﻨﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﲆ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻧﺎﻓﻴﺎً اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط رﻏﻢ دﻋﻮﺗﻪ إﱃ أﺧﺬ ﻋﻨﴫ اﻟﺰﻣﺎن واﳌﻜﺎن وﻣﺼﺎﻟﺢ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. وأﺣﺴﺖ ﰲ ﺷﺘﻰ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻤﻮل إﻻ أن اﻟﺼﺤﻮة إذا اﻣﺘﻠﻜﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ اﻟﻮاﻋﻴﺔ، ﱠ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻹﻧﺴﺎين ،ﻛﻬﺪف إﺳﻼﻣﻲ ،مل ﺗﻨﺤﺮف إﱃ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﻄﺮف. ﻋﲆ إﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻧﻐﻔﻞ أن اﻟﻜﺜري ﻣام ﺗﻮﺻﻒ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺗﻄﺮف ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻟﺆم ،أو ﺗﻘﺎﻋﺲ ﻛام أﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﺠامﻫريﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﻋﻴﺔ ،إن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻄﻤﱧ دامئﺎً إﱃ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ وﻋﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻨﺎ ﰲ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻔﻴﺾ اﻹﻟﻬﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﺎض ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻓﻴﻀﻪ وﻻ ﻳﺒﺨﻞ ﺑﻪ ،وﻟﺘﻌﻠﻤﻮا أن اﻟﻌﻘﺒﺎت واﻟﴬﺑﺎت أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﰲ اﳌﺴرية ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺼﺪر ﻗﻮة ،إذا ً وﻋﻴﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻧﺘﻼﻓﺎﻫﺎ ،أﻣﺎ اﻷمل وأﻣﺎ اﻟﻘﺮح ،ﻓﻬﻮ أﻣﺮ ﻧﺸﱰك ﻓﻴﻪ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ،ﰲ ﺣني ﻧﺘﻔﻮق ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﻣﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،وﻫﻮ أﻋﻈﻢ داﻓﻊ ﻟﻠﻨﴫ واﻟﻔﻮز. }إن ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺗﺄﳌﻮن ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺄﳌﻮن ﻛام ﺗﺄﳌﻮن وﺗﺮﺟﻮن ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﺟﻮن{ ]اﻟﻨﺴﺎء .[١٠٤ /٤ وﺧﺘﺎﻣﺎً ﻧﺮى ﻣﻦ اﻟﴬوري إن ﻧﺬﻛﺮ أن ﻫﻨﺎ ﺑﺤﻮﺛﺎً ﻣﻬﻤﺔ أﺧﺮى مل ﻳﺴﻊ اﳌﺠﺎل ﻟﻠﺘﻌﺮض إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺼﺤﻮة ،وأﻋﺪاﺋﻬﺎ ﻛﺎﻻﺳﺘﻜﺒﺎر واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ واﻟﻌﻤﻼء اﻟﺮﺳﻤﻴني ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ووﻋﺎظ اﻟﺴﻼﻃني وﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺼﺤﻮة، وأﻣﺜﺎل ذﻟﻚ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﺄﺳﻒ ﻟﻌﺪم إﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻓﻌﻼً ﻟﻠﺘﻌﺮض إﻟﻴﻪ. واﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﺴﺄل أن ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻟﺮﻓﻊ ﻟﻮاء اﻹﺳﻼم ﻋﺎﻟﻴﺎً واﻟﻮﻋﻲ ﻟﻠﺤﺎﴐ واﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﲆ ﺿﻮء وﻋﻲ اﳌﺎﴈ واﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﻠﻴﺎ واﻟﺴري ﻋﲆ ﻧﻬﺞ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ )ﻗﺪس اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺰﻛﻴﺔ(.
195
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮةاﻻﺳﻼﻣﯿﺔ أﺷﱰك ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﳌﻘﺎل ﻛﻞ ﻣﻦ : -١أﻛﺮم ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﻴﺪ ) ٢٥ﺳﻨﺔ ( – ﺑﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻋﻠﻮم ﺣﺎﺳﺒﺎت -٢ﻳﺤﻴﻰ ﺣﺴﻦ ﻛﺎﻇﻢ ) ٢٤ﺳﻨﺔ ( – ﺑﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻋﻠﻮم ﺣﺎﺳﺒﺎت -٣أﻳﻮب ﻓريوز ﻋﺒﺪ ) ٢٤ﺳﻨﺔ ( – ﺑﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻋﻠﻮم ﺣﺎﺳﺒﺎت
196
ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪي ﺣﺴﻴﻨﻲ
ﺧﻼﺻﺔ: ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ أرﻛﺎن اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺣﻴﺚ ﺗﻢ إﺛﺒﺎت ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺻﻌﺪة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻹﺟﺘامﻋﻴﺔ و اﻷﻣﻨﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻷﺻﻮل اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻤﻞ ﺑﺈﺣﺪى أﺑﺮز أﻫﺪاﻓﻬﺎ أﻻ و ﻫﻲ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺈﻧﻌﺎش و إﺣﻴﺎء ﻋﺰة اﳌﺴﻠﻤني اﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪوﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً .ﻓﺎﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ميﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﺪ و ﺣﺎﻣﻞ راﻳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( – اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻠﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺼﺤﻮة و اﻟﻌﺰة ﻟﻺﺳﻼم -ميﺘﻠﻚ رؤﻳﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﺔ ﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻬﺎ ﺣﻮل ﻋﺰة و ﻋﻈﻤﺔ اﳌﺴﻠﻤني ،و اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ و اﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﺑﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﱪﻫﺔ ﻣﻦ زﻣﻦ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳُﺒني و ﻳﻨري ﻃﺮﻳﻖ وﺻﻮل اﳌﺴﻠﻤني ﻹﻫﺪاﻓﻬﻢ ﺑﺈﺣﻴﺎء ﻋﺰﺗﻬﻢ اﳌﻔﻘﻮدة ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻲ. ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ﻧﺒﺪأ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﺰة و ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻧﺘﻄﺮق ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ و ﺗﺒﻴني ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت و أﻓﻜﺎر اﻟﻘﺎﺋﺪ اﳌﻌﻈﻢ ﺣﻮل اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻃﺮق ﺑﺚ اﻟﺮوح ﻓﻴﻬﺎ. 198
اﳌﻔﺮدات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ :اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ.
اﳌﻘﺪﻣﺔ: اﻟﻌﺰة ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺪر )ﻋ ّﺰ ﻳﻌ ّﺰ([١] .ﺣﻴﺚ ﺗﻢ إﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺼﻴﻐﺘﻴﻬﺎ اﻟﻼزﻣﺔ و اﳌﺘﻌﺪﻳﺔ [٢] .ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻌﺰة ﻟﻬﺎ ﻣﺸﺘﻘﺎت ﻛﺜرية ﺣﻴﺚ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﺎن ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺣﻴﺚ ميﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ مبﻌﻨﺎﻫﺎ اﻷﺻﲇ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ أو مبﻌﻨﺎﻫﺎ اﳌﺠﺎزي أو اﻹﺳﺘﻌﺎري. ورد ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻷﺻﲇ ﰲ ﻛﺘﺐ اﻟﻠﻐﺔ ﻛامﻳﲇ :ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺰة ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺸﺪة و اﻟﻘﺪرة و اﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﳌﻌﻨﻰ اﻟﻐﻠﺒﺔ و اﻟﻘﻬﺮ. و إﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ أن ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺸﺪة و اﻟﻘﻮة ﻳﺘامﺷﺎ دامئﺎً ﻣﻊ اﻟﺘﻔﻮق و اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ و ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﻋﻄﻮﻫﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻏري ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺤﺼﻮل. ﺑﻌﻨﻮان ﻣﺜﺎل ﻛﺘﺐ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻄﺒﺎﻃﺒﺎيئ ﺣﻮل ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ: ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺰة ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺪم اﻟﺤﺼﻮل ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن أن ﻓﻼن ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻮﺟﻮد أي أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻪ ،و ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮم مبﻌﻨﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺼﻌﺐ اﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ و ذﻟﻚ ﺧﻼف
ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ ...
ﻟﺒﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﻟﻘﻮم و ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮم ﻫﻲ رﺗﺒﺔ وﻣﻘﺎم ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻫﻮ وﺣﺪه[٣] . ﻳﻘﻮل آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺟﻮادي آﻣﲇ ﺣﻮل ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع :اﻟﻌﺰة ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺤﺎﺋﻞ أو ﻋﺪم اﻟﻨﻔﻮذ و اﻟﻬﺰميﺔ[٤] . اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﺒﺎري ﻋﺰ وﺟﻞ و ﻗﺪ ﺟﺎء ﻟﻔﻆ ﻋﺰﻳﺰ ٩٢ﻣﺮة ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ .ﻓﻠﻔﻆ اﻟﻌﺰة ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻳﺤﻘﻖ ﻧﻔﺲ اﳌﻌﻨﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻔﻆ ﻣﺎء اﻟﻮﺟﻪ و ﺣﻴﺜﻴﺎت اﻟﺸﺨﺺ و ﻋﺪم اﻟﺨﻀﻮع ﻷﺻﺤﺎب اﻟﻘﻮة و اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ و اﻟﺴﻴﻄﺮة أي مبﻌﻨﻰ ﻋﺪم اﻟﺮﺿﻮخ و اﻟﻬﺰميﺔ[٥]. ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻋﻠامء اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺰة ﺗﻌﻨﻲ ﻣﺼﺪر اﻟﻄﺎﻗﺔ .ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﻣﻈﻠﺔ ﻛﺒرية و واﺳﻌﺔ ﺗﻈﻠﻞ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ[٦]. إﺣﺪى أﺳﺲ اﻹميﺎن و اﻟﺘﻘﻮى ﰲ اﻹﺳﻼم ﻫﻲ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ و اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﻬﺎ أو ﺧﺪﺷﻬﺎ ﻳﺘﺰﻟﺰل إميﺎن و اﻋﺘﻘﺎد اﻷﻓﺮاد ﻻ ﺑﻞ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺒﺴﱰ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻺﺳﺎءة و ﺗﺴﻠﻂ اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ و اﻟﻈﻼم ﻋﻠﻴﻬﻢ. و ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﻛﺪ و أﻟﺢ اﻹﺳﻼم ﻋﲆ ﺳﻌﻲ اﳌﺴﻠﻤني ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻋﺰﺗﻬﻢ و اﻟﻮﻗﻮف دون ﺗﺮﻛﻬﺎ .ﻟﻸﺳﻒ ﻓﻔﻲ اﻟﻘﺮون اﻷﺧرية و ﺗﺒﺎﻋﺎ ﻟﻠﺤﻮادث اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺑﺎﳌﺴﻠﻤني أدت ﻟﻐﻔﻠﺔ اﳌﺴﻠﻤني ﻋﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ اﳌﻬﻢ ﻣام أدى ﻟﻀﻌﻔﻬﻢ و إﺑﺘﻌﺎدﻫﻢ ﻋﻦ ﻋﺰﺗﻬﻢ. ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺔ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم و ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻋﲆ إﻏﻔﺎل اﳌﺴﻠﻤني ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ دﻳﻨﻬﻢ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻟﺬﻟﻚ. اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﻤﺤﻴﺺ رﺑﻂ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: ﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه متﺮ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺗﺘﻘﺪم ﺑﴪﻋﺔ ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ و ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﺎل اﻟﻬﻀﺔ اﻟﺼﺤﻮة. اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻟﺘﻬﺎﺟﻢ اﻟﻐﺮيب ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮاﻧﺒﻪ ﰲ ﻋﴫ اﻹﺳﺘﻌامر و ﻗﺪ ﺗﺨﻄﻰ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺘﻪ اﱃ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﱄ .ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ إﺣﻴﺎء إﻗﺎﻣﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﺤﺮﻳﺘﻪ و إﺳﺘﻘﻼﻟﻪ و ﻋﺪاﻟﺘﻪ و ﻋﺰﺗﻪ و ﻛﻞ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ و اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﳌﺘﻌﺎﻟﻴﺔ. ﰲ ﺣني أن اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑني اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ راﺑﻄﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺠﺎﻧﺐ. ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف إن ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺤﻲ اﻹﺳﻼم و ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻌﺰة اﳌﻔﻘﻮدة ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﻛام اﻟﻘﺮون اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ و ﻣﻦ ﻃﺮف آﺧﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ و اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ
199
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﻌﺎﱄ و ﻋﺰة ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻛﻠام زاد إﺷﺘﻴﺎق و رﻏﺒﺔ اﻷﻓﺮاد ﻟﻠﻤﴤ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻛﻠﻪ .اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان و اﻷﻣﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﳌﺜﺎل اﻟﺒﺎرز و اﻟﻼ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﺮاﺑﻄﺔ.
200
اﻟﻌﺰة اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ و اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ: ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن ﺧﺼﻠﺔ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﺰة ﻫﻲ إﺣﺪى ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﻔﻄﺮة اﻟﺒﴩﻳﺔ و ﻫﺬه اﻟﺨﺼﻠﺔ ﻣﻮﺟﻮد ﰲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻛﺎن ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﻌﺼﻮر و اﻷزﻣﺎن. ﻓﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻣﻴﺎل ﻧﺤﻮ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ و اﻟﺒﻄﻊ ﻓﺈﻧﻪ ميﻘﺖ و ﻳﻨﺰﺟﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻟﺔ و اﻟﻮﺿﺎﻋﺔ. و اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻨﺸﺄ و ﻃﺮﻳﻘﺔ إﻛﺘﺴﺎب ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺰة و ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻐﺮﻳﺰة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ،اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﻘﻮل ﰲ ﻫﺬا ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻨﺒﻊ و ﻣﻨﺸﺄ اﻟﻌﺰة اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺄن اﻟﻌﺰة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ و ﻛﻞ ﻋﺰة ﻟﻐريه ﻏري دامئﺔ و ﰲ زوال[٥] . ميﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺑﻮﺿﻮح ﰲ إﻇﻬﺎرات و أراء اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن اﻟﻌﺰة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ و ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ .ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻌﺰة ﻟﻺﻧﺴﺎن و ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠﺐ إﻳﺠﺎد اﻟﺒﺴﱰ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻨﻔﺴﻪ .ﻓﻴﻘﻮل ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺨﺼﻮص» :وﻟﻠﻪ اﻟﻌﺰة و ﻟﻠﺮﺳﻮل و ﻟﻠﻤﻮﻣﻨني ،ﺗﻌﺰ ﻣﻦ ﺗﺸﺎء و ﺗﺬل ﻣﻦ ﺗﺸﺎء« ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ إﻧﻪ ﻗﺪ ﺑني ﻣﻮﺿﻮﻋني أﺳﺎﺳﻴني ﺣﻮل اﻟﻌﺰة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ .اﻟﻴﻜﻢ ﻫﺬﻳﻦ اﳌﻮﺿﻮﻋني. -١اﻟﻌﺰة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻫﻲ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ و ﻟﻪ اﻟﺨﻴﺎر ﰲ إﻋﻄﺎءﻫﺎ و وﻫﺒﻬﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﺑﺈرادﺗﻪ. -٢ﻃﻠﺐ اﻟﻌﺰة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﳌﺴﻠﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻻ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﻮد آﺧﺮ. -٣اﻟﻌﺰةﻫﻴـﺈﺣﺪﯨﺎﳌﻔﺎﻫﻴﻤﻮاﻟﻘﻴامﻻﻟﻬﻴﺔاﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻳﻀﻠﻮن اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻠﻌﺰة و ﻳﻄﻠﺒﻮن اﻟﻌﺰة وﻳﺴﻌﻮن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺸﺄﻫﺎ اﻟﺨﺎﻃﺊ .ﺣﻴﺚ أﻛﺪ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﰲ أﺣﺎدﻳﺜﻪ و ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ أي ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ. ﻣﻨﺸﺄ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺮأي اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ: ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن ﻣﻨﺸﺄ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻗﻴﻤﻪ و ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ إﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن اﻟﻌﻨﴫ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﻌﺰة اﳌﺴﻠﻤني ﻫﻮ اﻹﺳﻼم » .ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻌﺰة و اﻟﻘﺪرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻹﻟﻬﻴﺔ] [٧ﻓﺎﻟﻌﻨﴫ اﳌﻬﻢ ﻟﻌﺰة اﻷﻣﺔ
ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ ...
اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻹﺳﻼم][٨ﻓﺎﻟﻌﻮدة ﻟﻸﺻﻮل و اﳌﺒﺎين اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ أﺻﻞ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﺰة و اﻟﺘﻘﺪم و اﻟﺮﻗﻲ[٩] « . ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ إن اﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﻟﺬي أﻋﻄﻰ اﻷﻣﺔ ﻋﺰﺗﻬﺎ و أﺣﻴﺎﻫﺎ ﻣﺠﺪدا ً .و ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻹﺳﻼم و أواﻣﺮه ﻫﻮ اﻟﻌﺰة و اﻟﴩف ﰲ ﻋﻴﻨﻪ» .اﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺤﻴﻲ اﻹﺳﻼم و إمنﺎ اﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻴﻨﺎ أﺣﻴﺎء .و إن ﻛﻞ أﻣﺔ ﻗﺒﻠﺖ اﻹﺳﻼم و إﻋﺘﻨﻘﺘﻪ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﺣﻴﺔ و ﻋﺰﻳﺰة و ﺷﺎﻣﺨﺔ .ﻓﺎﻹﺳﻼم ﻋﺰﻳﺰ .و اﻟﺴﻼم رﻓﻴﻊ .ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﻟﻴﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ اﻹﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ و اﻟﺘﺤﻘري اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﻟﺴﻴﺎﳼ و اﻟﺜﻘﺎﰲ]«[١٠ و ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻳﻌﺘﱪ أن ﻣﻨﺸﺄ اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎء و ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺒﻲ اﻹﺳﻼم ﻫﻲ ﰲ أﺳﺎس دﻋﻮة ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻈﺎم ﻟﻠﻌﻮدة ﻟﻠﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. و ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻳﻀﺎً أن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﺮ و اﳌﻈﻠﻮم ﻫﻮ أﺳﺎس اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻠﻌﺰة. »اﻟﺸﻌﻮب اﳌﻈﻠﻮﻣﺔ ﺗﺴﻌﻰ دوﻣﺎً ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻛﺮاﻣﺘﻬﺎ ،اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ إﺣﺪى دﻋﺎﺋﻢ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ[١١]«. ﻫﻨﺎك اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ و اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺰة واﻟﴩف ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني و ﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎد و اﻟﺮوح اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻓﻬﺬا اﳌﻮﺿﻮع أﻋﻄﻰ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻮﻧﺎً و ﻋﻄﺮا ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي )ص( اﻟﴩﻳﻒ اﻟﺬي ﻳﺘﻈﻠﻞ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ اﻟﺠﻬﺎد و اﻟﺸﻬﺎدة. ﻓﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﻮي و اﳌﺤﻜﻢ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻹدﻋﺎء ﻫﻲ ﺣﺎدﺛﺔ ﻋﺎﺷﻮراء اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. و ﺗﺼﺪﻳﻘﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻌﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻈﺎﳌﺔ و اﳌﺴﺘﺒﺪة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳌﺤﻲ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة و اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. » اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺠﺎﺋﺮة ﺗﺮﻳﺪ إﺧﺮاج اﻟﺠﻬﺎد ﻣﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ و اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺠﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻌﺰة و اﻟﻘﻮة ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺤﺼﻦ اﻟﺤﺼني و اﳌﻘﺎوم ﺿﺪﻫﻢ[١٢]. ﻓﻬﺬه اﻷﻣﺔ اﳌﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﻘﻴﺎم و اﻟﺪﻓﺎع و اﻟﺠﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻹﺳﻼم إﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺗﻮﻓري اﻟﻌﺰة ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ[١٣].ﻓﻔﻲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﱄ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ روح اﻹﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻹﺳﻼم و ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻌﺰة ﻹﻋﺘﻨﺎﻗﻬﻢ اﻹﺳﻼم[١٤]«. إﺣﺪى اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻳﻀﺎً أﺣﻴﺖ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻨﺸﺄ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺤﺞ اﻹﺑﺮاﻫﻴﻤﻲ .ﻓﱪأﻳﻪ إن إﺣﺪى ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺎﺣﺎت و اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﻬﻤﺔ ﻟﻠﺤﺞ ﻫﻲ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ و إﻋﻄﺎء اﻟﻌﺰة ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ » .ﻫﻨﺎ ﻣﻜﺎن ﺗﺠﲇ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و وﺣﺪﺗﻬﺎ و ﻣﻈﻬﺮ اﻟﻌﺰة اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ و اﻟﻘﺪرة اﻟﺒﴩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني«][۱۵
201
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
202
آﻟﯿﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﯽة: إن إﺣﺪى اﻟﻄﺮق ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻠﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻵﻳﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ» .ﻫﻜﺬا ﺗﻜﺴﺐ اﻷﻣﻢ ﻋﺰﺗﻬﺎ ﺣﻴﺚ ورد ﰲ اﻟﻘﺮآن ﻗﻮﻟﻪ» :اﻧﺘﻨﴫوااﻟﻠﱠﻪ ﻳﻨﴫﻛﻢ«»،و ﻟﻴﻨﴫ ّناﻟﻠﱠﻪ ﻣﻦ ﻳﻨﴫه«؛ إن ﻳﻨﴫﻛﻢ اﻟﻠﱠﻪ ﻓﻼ ﻏﺎﻟﺐ ﻟﻜﻢ ،إﻧﴫوا دﻳﻦ اﻟﻠﻪ ،ﻗﻮﻣﻮا ﻟﻨﴫت دﻳﻨﻜﻢ ،ﻓﺴﻴﻨﴫﻛﻢ اﻟﻠﻪ. ﻓﻨﴫة اﻟﻠﻪ ﻻ ﻏﺎﻟﺐ ﻟﻬﺎ«. إﻧﻪ ميﺘﻠﻚ ﻋﻘﻴﺪة ﺑﺄن اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻹﺣﻴﺎء اﻟﻌﺰة ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﻻ ﺑﻞ ﻟﻠﻜﻞ اﳌﻈﻠﻮﻣني و اﳌﺤﺮوﻣني ﰲ اﻟﻌﺎمل .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑني اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻌﺰة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ راﺑﻄﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺣﻴﺚ إن ﻃﻠﺐ اﻹﺣﻴﺎء اﻟﻌﺰة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺴري ﺑﺎﻷﻣﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺼﺤﻮة و اﻟﻨﻬﻀﺔ وﺣﻴﺚ أن ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة و اﻟﻨﻬﻀﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﺘﺎج ﻹﺣﻴﺎء اﻟﻌﺰة و اﻟﴩف اﻹﻧﺴﺎين و اﻹﺳﻼﻣﻲ. » ﳌﺎذا ﺣﴬ اﻟﻨﺎس ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺤﺪث؟اﻟﴚء اﻟﺬي أىت ﺑﻬﻢ و ﺑﺼﻮرة واﺿﺤﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﺌﻠﺔ اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .ﻓﻔﻲ ﻣﴫ و ﰲ ﺗﻮﻧﺲ و ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول ﺗﻢ ﺧﺪش ﻛﱪﻳﺎء اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﻈﻠﻤﺔ]« [۱۶ ﺑﺈﻋﺘﻘﺎده إن اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﱃ ﻟﻠﻤﺴري ﰲ اﺗﺠﺎه ﺗﺼﺤﻴﺢ و اﺳﱰﺟﺎع اﻟﻌﺰة ﻫﻲ اﻹﻋﺘﻘﺎد اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ اﻹﻟﻬﻲ و اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ» .إذا ﺻﺪﻗﻨﺎ و ﻗﺒﻠﻨﺎ اﻟﻮﻋﻮد اﻹﻟﻬﻴﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﺑﺈﺗﺠﺎه اﻟﻌﺰة و اﻟﻮﺣﺪة و ﺳﻴﻔﺘﺢ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎب اﻟﻘﺪرة و اﻟﺴﻴﻄﺮة]«[۷ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﱪ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﴬوري ﻻ ﺑﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ اﻟﺸﻌﻮب و اﳌﻈﻠﻮﻣني ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ و اﻷﻋﺮاف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻹﺣﻴﺎء و إﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن أﺻﻞ و ﻛﻨﻪ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺗﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﻈﻠﻮﻣﺔ. اﳌﻈﻠﻮم دامئﺎً ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﺮاﻣﺘﻪ»،ﻫﻲ اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺪ دﻋﺎﺋﻢ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﻟﻬﻴﺔ. ﻋﲆ ﻣﺮ اﻟﺴﻨني ﻗﺎم اﻷﻋﺪاء و اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ و اﳌﺤﺘﻠني و اﳌﺴﻴﻄﺮﻳﻦ ﺑﺈﺳﺘﻐﻼل اﻟﺸﻌﻮب و ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺘﺤﻘريﻫﺎ و إذﻻﻟﻬﺎ .ﰲ ﺣني أن اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻘﻘﺖ ﺑﺈﻋﺘﻨﺎﻗﻬﺎ ﻟﻺﺳﻼم اﻟﻌﺰة و اﻟﻜﺮاﻣﺔ .ﻓﻬﺬه ﻫﻲ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ذﻟﻚ ]«[۱۳ ﺑﻨﻈﺮ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺬي ميﺘﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ اﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ و اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﻪ،ﺗﱰﺳﻢ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻌﻠﻮ ﰲ اﻟﻌﺰة و اﻟﴩف ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﰲ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎت أﻻ وﻫﻲ ﻃﻠﺐ ﻛﺴﺐ اﻟﻌﺰة ﻟﻸﻣﺔ ﺟﻤﻌﺎء .و ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه ﻓﻌﺰة اﻷﻣﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﻘﻮﻳﺔ و إرﺳﺎء ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﻮر.
ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ ...
ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﺗﻌﺘﱪ ﻋﺰة اﻷﻣﺔ مبﻌﻨﻰ ﻋﺪم ﺗﺤﻘري آﺣﺎد اﻟﻨﺎس و إﻋﻄﺎء اﻟﻌﺰة ﻟﻬﻢ .ﻓﻘﺪ أﻛﺪ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد رؤﻳﺔ ذات ﻋﺰة و إرﻗﺎء ﻟﻠﻔﺮد ﺑني اﳌﺴﻠﻤني .إن اﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻌﺰة ﻟﻸﻣﺔ و ﴍﻓﻬﺎ ﻳﺆدي ﻟﻔﻘﺪان إﻗﺘﺪارﻫﺎ و ﺗﺴﻠﻂ اﻹﺳﺘﻌامر ﻋﲆ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ إرﺗﺒﺎﻃﺎً وﺛﻴﻘﺎً ﺑﻌﺰﺗﻬﺎ و ﴍﻓﻬﺎ. ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﺑني ﻋﺰة اﻷﻣﺔ و ﺗﺴﻠﻂ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﲆ ﻣﻘﺪراﺗﻬﺎ» .ﻟﻘﺪ وﺿﻊ اﻹﺳﻼم اﻷﺳﺲ اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني و اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ و رﻓﻴﻌﺔ اﳌﺴﺘﻮى و وﺿﻊ ﻛﺬﻟﻚ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﺬﻟﻚ .إن إﺣﺪى ﺧﺼﺎﺋﺺ و ﻋﻼﻣﺎت ﻋﺰة اﻷﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﺰة ﻷﻓﺮادﻫﺎ .ﻛام أن اﻟﻔﺮد ﻣﻴﺎل ﻟﻺﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺬﻟﺔ و إﻣﺘﻼك اﻟﻌﺰة ﻓﻜﺬﻟﻚ اﻷﻣﺔ ﻓﻤﻦ أﻋﻈﻢ أﻣﻨﻴﺎﺗﻬﺎ أن ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻌﺰة و ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺬﻟﺔ .ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﺰة اﻷﻣﺔ؟ ﻋﺰة اﻷﻣﺔ أي أن ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﺪى اﻷﻣﺔ إﺣﺴﺎس اﻟﺤﻘﺎرة أو اﻹﺳﺘﺤﻘﺎر .ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﺣﺴﺎس اﻟﻌﺰة إﺣﺴﺎس اﻟﺬﻟﺔ ،ﻓﻜﻞ أﻣﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ –ﻟرثواﺗﻬﺎ و ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﻮﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎين و اﻟﻔﻜﺮي -ﻳﻨﺘﺞ إﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮور و اﻟﻌﺰة و ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ إﺣﺴﺎس اﻟﺬﻟﺔ و اﻟﺘﺤﻘري. ﻫﺬه ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ إﻣﺘﻼﻛﻬﺎ .ورد ﰲ اﻟﻘﺮﯨﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ إﺷﺎرات ﻋﲆ ذﻟﻚ»:ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﱧ رﺟﻌﻨﺎ اﱄ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ اﻷﻋﺰ ﻣﻨﻬﺎ اﻷذل و ﻟﻠﻪ اﻟﻌﺰة و ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨني و ﻟﻜﻦ اﳌﻨﺎﻓﻘني ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن«. ﻳﺘﻜﻠﻢ اﳌﻨﺎﻓﻘﻮن ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺎﺋﻠني ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻷﻋﺰاء و اﳌﺴﻠﻤﻮن -اﻷذﻻء -ﺳﻴﺨﺮﺟﻮﻧﻨﺎ ﻣﻦ دﻳﺎرﻧﺎ! اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ أرﺳﻞ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻓﻴﻘﻮل أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن أن اﻷﻋﺰاء ﻫﻢ اﳌﺆﻣﻨﻮن ﻓﺎﻟﻌﺰة ﻟﻠﻪ و رﺳﻮل اﻟﻠﻪ و ﻟﻠﻤﺆﻣﻨني ﺑﺎﻟﻠﻪ. ﻫﺬا ﺗﻮﺿﻴﺢ ﴏﻳﺢ و ﻋﻼﻣﺔ واﺿﺤﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻋﲆ ﻣﺮأى اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ دامئﺎً و أﺑﺪا ً .ﻓﺈذا أﺣﺴﻮا ﺑﺎﻟﺼﻐﺮ و اﻟﻀﻌﻒ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﻟﻘﻤﺔ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﰲ ﻳﺪ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ و ﻣﺴﺘﺒﺪﻳﻦ«[١٧]. ﻣﻮاﻧﻊ اﻟﻌﺰة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة ﺑﺄن ﻣﻦ أﻫﻢ اﳌﻮاﻧﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل دون اﻟﻮﺻﻮل و اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻌﺰة ﺑني اﳌﻈﻠﻮﻣني و ﺧﺎﺻﺔ اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻮ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ و ﻳﻐﺘﺼﺒﻬﺎ، ﻷﻧﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء و اﻷﺟﻬﺰة ﻳﻘﺪﻣﻮن ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ اﻟﻼﻣﴩوﻋﺔ ﻋﲆ ﻋﺰة و ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن و ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻟﺘﺠﺎوز ﻋﺰة و ﴍف اﻹﻧﺴﺎن اﳌﻈﻠﻮم و ﺧﺎﺻﺔ اﳌﺴﻠﻢ.
203
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
204
ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﳌﻄﺎﻣﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺴﻒ اﻟﻌﺰة و اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ » .ﻋﲆ ﻣﺮ اﻟﺴﻨني اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺎم اﻷﻋﺪاء و اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ و اﳌﺤﺘﻠني و اﳌﺴﺘﻐﻠني ﺑﺈﺳﺘﻌﺒﺎد اﻟﺸﻌﻮب ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﺤﻘريﻫﻢ و إذﻻﻟﻬﻢ. ﻃﺎﻟﺒﻮا اﻟﺴﻠﻄﺔ و اﳌﺤﺘﻠﻮن اﻟﺪوﻟﻴﻮن ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ و أن ﻳﻀﻌﻮا أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﲆ أي ﻣﻦ ﺛﺮواﺗﻪ ﻟﻴﺤﻘﻘﻮا ﻣﺂرﺑﻬﻢ اﻟﻐري ﻣﴩوﻋﺔ و ﺣﺘﻰ ﻟﻮ إﺿﻄﺮ اﻷﻣﺮ ﳌﺴﺢ ﻫﻮﻳﺔ و ﻋﺰة اﻷﻣﻢ ﻛام ﺗﺸﺎﻫﺪون ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﺑﻘﺎع اﻷرض و أﻃﺮاف اﻟﺒﺤﺎر و ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﺴﻨني اﳌﺎﺿﺔ«][١٨ ﺑﺮأﻳﻪ أﻳﻀﺎً إن ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ و اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ ﻳﺸﻐﻠﻮن اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺎﻟﺤﺮوب و ﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء ﻣﻦ ﻃﺮف و اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﻨﻘﺎﺷﺎت اﻟﻐري أﺻﻮﻟﻴﺔ و ﻇﺎﻫﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف آﺧﺮ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ ﻣﺴﺢ ﻋﺰة اﳌﺴﻠﻤني».ﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﻮات اﻹﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ و اﳌﺴﻴﻄﺮة ﺗﻄﻤﻊ دوﻣﺎً ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻨﺎﺑﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ و اﻟﺬﺧرية ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ و اﳌﻮارد اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ –ﻛام ﻳﺪﻋﻮن ﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ -ﻓﻴﺸﻌﻠﻮن اﻟﺤﺮوب اﻟﺘﻲ راﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﳌﺴﺘﺒﺪة و اﳌﺴﻴﻄﺮة و اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻠﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ و ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﻋﲆ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻓﺒﺎﻃﻨﻬﺎ ﻳﻜﻴﺪ ﻳﻴﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أي اﻹﺳﻼم ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ«].[١٨ ﰲ رأي اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ أن أﺣﺪ اﳌﻮاﻧﻊ ﻟﻮﺻﻮل اﳌﺴﻠﻤني و اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﺰة و اﻹﻗﺘﺪار ﻫﻮ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﺨﺎرﺟﻲ و اﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑني آﺣﺎد اﳌﺴﻠﻤني اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ أﻳﺎدي اﻹﺳﺘﻜﺒﺎر و اﻟﻄﺎﻟﺒني ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ و اﻟﺬﻳﻦ ميﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ إﺳﻢ اﻟﻌﺪو» .إن أي ﻇﺎﻫﺮة أو ﺣﻜﻮﻣﺔ أو ﻧﻈﺎم ﻳﺒﻌﺪ اﳌﺴﻠﻤني ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ و ﻳﻮﻗﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ أو ﻳﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﻌﺰة و اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أو ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺂﺳﻮن ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﻌﺪو و إن مل ﻳﻜﻦ ﻋﺪوا ً ﺑﺬاﺗﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﻤﻴﻞ ﻟﻠﻌﺪو«][١٩ ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻋﲆ أن ﻣﻦ أﻫﻢ و أﻋﻈﻢ اﳌﻮاﻧﻊ ﰲ وﺟﻪ إﺣﻴﺎء و إﺳﱰﺟﺎع اﻟﻌﺰة و اﻟﴩف ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﻫﻮ اﻟﺘﻔﺮق و ﻋﺪم اﻹﺗﺤﺎد ﰲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء و إن اﻟﺴﺒﻴﻞ و اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻠﻌﺰة و اﻟﴩف ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و متﺴﻚ اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ » .ﻟيك ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﻘﺪرﺗﻬﺎ و اﻟﻌﻮدة ﻟﻌﺰﺗﻬﺎ و ﻏﻌﺎدة ﻣﺎء وﺟﻬﻬﺎ ﺑﻮﺿﻊ أﻳﺪي اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻴﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ذﻟﻚ إﻧﺸﺎء اﻟﻠﻪ «][٢٠ ﰲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا اﻹﺳﻼم ﺑﺤﺎﺟﺔ و أﻛرث ﻣام ﺳﺒﻖ ﻟﻺﺗﺤﺎد و اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ«][٢١ اﻟﻮﺣﺪة ﻫﻴﻤﻈﻬﺮ اﻟﻌﺰة و اﻹﻗﺘﺪار ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني« ][٢٢
ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ ...
ﺑﺮأﻳﻪ إن اﻹﺗﺤﺎد و اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ميﻜﻦ ان ﻳﻮﻟﺪ ﻃﺎﻗﺎت و إﻣﻜﺎﻧﺎت ﻛﺒرية ﻟﺘﺤﻘﻖ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺘﻘﺪم و إﺳﱰﺟﺎع اﻟﻌﺰة و اﻹﻗﺘﺪار ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني » .إن ﻗﺪرات و إﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼم ﺗﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴﺎً ﻟﻠﻨﻬﻮض و اﻟﺘﻮﺳﻊ و اﻹﻗﺘﺪار ﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎً ﻫﺬه أﻛرث ﻣام ﺳﺒﻖ«][١٠ ﰲ رأﻳﻪ أﻳﻀﺎً إن اﻟﻘﺮآن ﻫﻮ اﳌﻌﻠﻢ اﻷﻛﱪ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻟﺤﻔﻆ وﺟﻮدﻫﺎ و ﻋﺰة اﻹﺳﻼم. » اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼم ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺎﻓﻆ دوﻣﺎً ﻋﲆ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻹﺳﻼم و ﺣﻔﻆ ﻋﺰة اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ؟ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﺮآن«][٢٣ ﺑﺈﻋﺘﻘﺎد اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ إن ﻋﺪم اﻹميﺎن و اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻘﺮآن ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﰲ اﳌﺎﴈ وﺿﻊ ﻣﺆﺳﻒ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻧﺤﻦ ورﺛﻨﺎه و إﺑﺘﻠﻴﻨﺎ ﺑﺄﳌﻪ. »أﺛﺒﺖ اﻹﺳﻼم ﻗﺪرﺗﻪ أن ﻳﺼﻞ ﺑﺎﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮ اﳌﺪين و اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﻟﻌﺰة و اﻟﻘﺪرة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .اﻹميﺎن و اﻟﺠﻬﺎد و اﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ اﻟﴩوط اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮﻫﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻬﺪف اﻟﻜﺒري و ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ اﻟﻘﺮﯨﻦ» :و ﻻ ﺗﻬﻨﻮا و ﻻ ﺗﺤﺰﻧﻮا و اﻧﺘامﻻﻋﻠﻮن ان ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨني« .و ﻋﻠﻤﻨﺎ أﻳﻀﺎً» :و اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫﺪوا ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻨﻬﺪﻳﻨﻬﻢ ﺳﺒﻠﻨﺎ و اناﻟﻠﻪ ﳌﻊ اﳌﺤﺴﻨني« .و ﻋﻠﻤﻨﺎ أﻳﻀﺎً» :و اﻃﻴﻌﻮا اﻟﻠﻪ و رﺳﻮﻟﻪ و ﻻ ﺗﻨﺎزﻋﻮا ﻓﺘﻔﺸﻠﻮا وﺗﺬﻫﺐ رﻳﺤﻜﻢ و اﺻﱪوا ان اﻟﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ« .اﻟﻀﻌﻒ ﰲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻼث اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أوﺻﻞ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﻻ ﺗﺮىث ﻋﻠﻴﻪ و ﻣﺜري ﻟﻸﺳﻒ«][٢٤ دور اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﺣﻴﺎء اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ: ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ أﺻﻠﻬﺎ ﻫﻲ اﳌﺤﺮك اﻟﺪاﻓﻊ ﻟﻺﻧﺴﺎن مبﺎﻓﻴﻬﻢ اﳌﺴﻠﻤﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺮﻣﻮا ﻣﻦ ﻋﺰﺗﻬﻢ و ﴍﻓﻬﻢ» .اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ منﻮذﺟﺎً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني«][١٣ أﻛﺪ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ ﻋﲆ أن اﻟﻨﻤﻮ و اﻟﺘﻘﺪم ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻟﺴري ﻋﲆ ﺧﻄﻰ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻛﺒري ﺟﺪا ً ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻷﺣﺮار و ﻃﺎﻟﺒني اﻟﻌﺰة ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني و ﻏري اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﺳﺒﻴﻞ إﺣﻘﺎق اﻟﻌﺰة اﳌﺴﻠﻮﺑﺔ. ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ و ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه أن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻨامذج اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﺰة ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﱄ ﻓﻘﺎﻣﺖ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﺰة ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﴘ إﱃ ﻣﻄﻠﺐ أﺻﲇ و أﺳﺎﳼ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني ﻋﺎﻣﺔ و ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ» . ﺟﺎءت اﻟﺜﻮرة و ﻗﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم و ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﻰ ﻳﻮم ﻳﺼﺒﺢ أﻗﻮى ،ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻳﺘﻄﻮر أﻛرثا ﻓﺄﻛرث ﻓﻬﻜﺬا ﻳﻜﻮن اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ.
205
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
206
ﻓﻬﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻗﺪ وﻟﺪ أﺑﺤﺎﺛﺄ ﻛﺜرية ،أﺑﺤﺎﺛﺎً ﺣﻮل اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻌﺰة و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. اﻟﻴﻮم و ﺑني متﺎم اﻷﻣﻢ ﻓﺈن إﺣﺴﺎس اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﺻﺒﺢ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣام ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎً ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻫﻨﺎك ﻋﺰة ﻟﻺﺳﻼم و ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﻼ ميﻜﻦ اﳌﻘﺎﻳﺴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ اﳌﺎﴈ[٢٠]«. » ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﱄ و ﻣﻨﺬ ﻋﴩات اﻟﺴﻨني ﺑﺪأ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮات ﻧﺤﻮ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ أﴍﻗﺖ راﻳﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ و ﻛﺎن أوﺟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻈﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ أﻋﻄﺖ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻵﺣﺎد اﳌﺴﻠﻤني ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ«][١٣ ﻣﻦ إﻇﻬﺎراﺗﻪ ميﻜﻦ إﺳﺘﻨﺒﺎط ﻣﺎﻳﲇ إن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺤﻴﻲ اﻟﻌﺰة و أن ﺗﻌﻴﺪ اﻹﺳﺘﻘﻼل ﻟﻠﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ و أﺻﺒﺤﺖ اﳌﺜﺎل اﻟﺬي ﻳﺠﺘﺬى ﺑﻪ ﰲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻏري اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. »اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺤﻖ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ إﺳﺘﻘﻼل ﻛﻠﻤﺔ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻋﺰة اﻹﺳﻼم و اﳌﺴﻠﻤني أﻣﺎم ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﻢ[٢٥]«. ﰲ ﻃﺮﻳﻖ إﺳﱰﺟﺎع اﻟﻌﺰة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻣﺎم )ره( و اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻨامذج اﻷﺻﻴﻠﺔ و اﻟﺒﺎرزة ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻨﻈﺮه » .اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺎدرة ﻋﲆ إﺳﱰﺟﺎع ﻗﺪرﺗﻬﺎ و إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﳌﺴﻠﻮﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﱪﻛﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. و ﻣﺜﺎل ﻋﲆ ذﻟﻚ دوﻟﺘﻨﺎ و ﺛﻮرﺗﻨﺎ و اﻣﺎﻣﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺎين اﻹﺳﺘﺒﺪاد ﻟﻘﺮون و ﻛﻨﺎ ﻟﻘﺮﻧني ﺗﺤﺖ اﻹﺳﺘﺒﺪاد اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻓﻘﺪ إﺳﺘﻄﺎع اﻹﻣﺎم اﻟﻌﻈﻴﻢ أن ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻌﺰة ﻷﻣﺘﻨﺎ«][٢٦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻷﻣﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻫﻲ منﻮذج و منﻂ ﻳﺤﺘﺬى ﺑﻪ ﻹﺣﻴﺎء اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا أﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻖ اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ. ﻷن ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻳﺒﻌﺚ اﻟﺮوﺣﻴﺔ و اﻹﺳﺘﺤﻜﺎم ﰲ إرادة اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻌﺰة. و أﻇﻬﺮ أن اﻷﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻷﺳﺒﻖ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني و ﻏري اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﺤﻘﻮق و اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻸﻫﺪاف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. » إن ﺗﻮﻗﻌﺎت و إﻧﺘﻈﺎرات اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮان ﻫﻮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻋﻠﻢ و راﻳﺔ اﻹﺳﻼم و اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﻦ رﻏﻌﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎً. ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮه اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺎ .ﺣﻴﺚ أﻋﻄﺖ راﻳﺔ اﻹﺳﻼم ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ اﻷﻣﻞ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻣﻢ ،ﺣﻴﺚ أﺣﻴﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻣﻢ و ﺑﺚ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮوح .إن رﻓﻊ اﻟﺮاﻳﺔ و اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻘﻮة و اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺒﻨﺎ[١٧]«.
ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ و اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﴘ ﻟﻬﺎ ﰲ ...
اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ: ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﻧﻘﻮم ﺑﺠﻤﻊ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺑﺎﻹﻋﺘامد ﻋﲆ ﺧﻄﺎب اﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة ﺣﻮل اﻟﻌﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ. -١أﺻﺒﺢ اﻟﻔﺮق واﺿﺤﺎً ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﺴﻮﺳﺔ و ﻣﺸﻬﻮدة ﰲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛][۱۶ -٢اﻟﺘامﻳﻞ ﻟﻠﺮﺟﻮع ﻟﻠﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﱪ اﻷﺻﻞ ﰲ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻌﺰة و ﺗﻄﻮر و رﻗﻲ اﻷﻣﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،و ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﺳﱰﺟﺎع ﻣﺎ ﺳﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺰﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﳌﺴﺘﻜﱪة][۱۷ -٣اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﺧﺬت ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻋﺰة اﻹﺳﻼم و أﻇﻬﺮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎمل ﻛﻠﻪ .أﻛﺪت اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أن اﻹﺳﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻄﻲ اﻷﻣﺔ اﳌﻜﺎﻧﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ و اﻟﻌﻠﻮ و اﻟﻌﺰة ،و ﻳﺨﺮج ﺑﺄﻣﺔ ﻣﻦ ﺿﻐﻮط دول اﻹﺳﺘﻜﺒﺎر و ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺤﻘري اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ .أﻇﻬﺮت أﻧﻪ ميﻜﻦ ﻳﻈﻬﺮ إﺑﺪاع و ﻧﺘﺎج اﻷﻣﺔ ﻋﲆ متﺎم اﻷﺻﻌﺪة و ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻟﻸﻣﺔ ﻗﺎدرة ﻋﲆ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ و اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ و ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ[۲۷] . -٤ﻣﻊ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻳﺮان أﻋﻄﺖ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺰة و اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ][۲۸ -٥ﰲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن ﺗﺘﻌﻄﺶ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻌﻨﴫ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ و ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺴﻌﻲ وراءه .ﻓﻬﺬه ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﺗﺘﻮﻓﺮ اﻟﴩوط ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻌﺰة و اﻹﻗﺘﺪار و اﻹﺳﺘﻘﻼل اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ][۲۹ -٦ﻋﺰة اﻳﺮان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﱪﻛﺖ اﻹﺳﻼم ][۲۵ -٧اﻷﻣﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﱄ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺰة و اﻹﻗﺘﺪار][۳۰ -٨اﻟﻴﻮم ﻳﻌﺘﱪ ﻋﺪو اﻹﺳﻼم أي اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ و اﻹﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ أن أﻫﻢ أﻋامﻟﻪ ﺗﱰﻛﺰ ﻋﲆ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني و إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻀﻮﺿﺎء اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺿﺪ أي دوﻟﺔ أو ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻳﺴﻮد ﺑﻪ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺮآن و ﻳﺪﻋﻮا ﻟﻌﺰة اﳌﺴﻠﻤني][۳۱
اﳌﻨﺎﺑﻊ و اﳌﺮاﺟﻊ: ] -[۱اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر ،ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،ج ،۹ص .۱۸۵ ] -[۲اﻟﻘﺮﻳﴚ ،ﻗﺎﻣﻮس اﻟﻘﺮآن ،ج ،۴ص .۳۳۹ ] -[۳ﻣﻮﺳﻮي ﻫﻤﺪاين ،ﺗﺮﺟﻤﺔ اﳌﻴﺰان ،ج ،۳ص .۲۰۶ ] -[۵ﺣﺴني رﻋﻴﺘﻲ. ]www.drzohrabi.ir -[۶ ]-[٧ﺧﻄﺎﺑﻪ ﰲ ﻟﻘﺎء ﻣﺴﺆوﻟني اﻟﻨﻈﺎم ﰲ ﻳﻮم ﻋﻴﺪ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ .١٣٩٠/٠٤/٠٩ ]-[٨ﺧﻄﺎب اﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎد اﻟﻌﻠﻤﻲ .١٣٩٠/٠٤/٠٩ ] -[٩إﻇﻬﺎرات اﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟني اﻟﻨﻈﺎم مبﻨﺎﺳﺒﺔ ذﻛﺮى ١٧رﺑﻴﻊ اﻷول .١٣٨٢/٠٢/٢٩ ] -[١٠رﺳﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺤﺠﺎج ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺮام .١٣٨٠/١٢/٠١
207
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
208
] -[١١إﻇﻬﺎراﺗﻪ ﰲ ﺗﺠﻤﻊ أﻫﺎﱄ و ﻋامل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﻔﻂ ﻋﺴﻠﻮﻳﻪ .١٣٩٠/٠١/٠٨ ] -[١٢رﺳﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺤﺠﺎج ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺮام .١٣٨٣/١٠/٢٩ ] -[١٣إﻇﻬﺎرات اﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎء اﻟﻘﺮاء اﳌﺸﺎرﻛني ﰲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺪورة اﻟﺤﺎدﻳﺔ و اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ .١٣٨٣/٠٦/٢٦ ]-[۱۴إﻇﻬﺎرات اﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟني اﻟﻨﻈﺎم مبﻨﺎﺳﺒﺔ ذﻛﺮى ١٧رﺑﻴﻊ اﻷول .١٣٨٢/٠٢/٢٩ ] -[١٥رﺳﺎﻟﺔ ﻟﺤﺠﺎج ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺮام ﰲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ .١٣٧٩/١٢/١٢ ] -[١٦إﻇﻬﺎرﺗﻪ ﰲ ﻟﻘﺎء ﻣﻊ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺮاء .١٣٨٩/١٢/١٩ ] -[١٧إﻇﻬﺎرات ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﺟﺘامع ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﻮى اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺒﺴﻴﺞ .١٣٨٤/٠٦/٠٢ ] -[١٨ﺧﻄﺎﺑﻪ ﰲ اﻟﺤﺮم اﳌﻄﻬﺮ اﻟﺮﺿﻮي ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم) .١٣٩٠/٠١/٠١ ( ٩٠ ] -[١٩ﺧﻄﺎﺑﻪ ﰲ إﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻣﺆمتﺮ رؤﺳﺎء اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١٣٧٦/٠٩/١٨ ] -[٢٠ﺧﻄﺎﺑﻪ ﰲ ﺗﺠﻤﻊ أﻫﺎﱄ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﰲ ﺳﺎﺣﺔ آزادي ﺳﻨﻨﺪج .١٣٨٨/٠٢/٢٢ ] -[٢١ﺧﻄﺒﺔ ﺻﻼة ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١٣٨٣/٠٨/٢٤ ] -[٢٢ﺧﻄﺎﺑﻪ ﰲ اﻹﺣﺘﻔﺎل اﻟﻜﺒري ﳌﻨﺘﻈﺮي ﻇﻬﻮر اﻹﻣﺎم ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ أﺳﺒﻮع اﻟﺒﺴﻴﺞ و ﻳﻮم وﻻدة اﻹﻣﺎم اﳌﻬﺪي )ﻋﺞ( .١٣٧٨/٠٩/٠٣ ] -[٢٣إﻇﻬﺎرات اﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟني اﻟﻨﻈﺎم مبﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﻮم اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ .١٣٨٣/٠٦/٢٣ ] -[٢٤ﺧﻄﺎﺑﻪ ﰲ إﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻣﺆمتﺮ رؤﺳﺎء اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١٣٧٦/٠٩/١٨ ] -[٢٥إﻇﻬﺎرات اﻟﺴﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟني اﻟﻨﻈﺎم مبﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﻮم اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ .١٣٨٢/٠٧/٠٢ ] -[٢٦ﺧﻄﺎب ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ أﻫﺎﱄ ﻗﻢ .١٣٨١/١٠/١٩ ] -[٢٧رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين مبﻨﺎﺳﺒﺔ ذﻛﺮى اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١٣٧٧/١١/٢١ ] -[٢٨ﺳﺎﻟﺔ ﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺤﺠﺎج .١٣٧٧/٠١/١٢ ] -[٢٩إﻇﻬﺎرات ﰲ ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟني اﻟﻨﻈﺎم .١٣٧٦/١١/٠٩ ] -[٣٠رﺳﺎﻟﺔ ﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺤﺠﻴﺞ .١٣٧٦/٠١/٢١ ] -[٣١رﺳﺎﻟﺔ ﻟﺤﺠﺎج ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺮام .١٣٧٤/٠٢/١٤
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ و اﻟﺼﺤﻮة ﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ و اﻟﺼﺤﻮة ﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﯿﻼ ﺻﺎدﻗﯽ ﻧﻘﺪ ﻋﲇ ﺳﺠﺎد ﺻﺎدﻗﯽ ﻧﻘﺪ ﻋﻠﯽ ﻋﻠﯿﺎ
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ و اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ»:إن اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐري ﻣﺎ ﺑﻘﻮم ﺣﺘﻰ ﻳﻐريوا ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ« ﻣﻮﺟﺰ:
210
إن اﻹﺗﺤﺎد ﻣﺜﺎل ﻟﻠﺴﻌﺎدة وﻣﻨﺒﻊ ﻟﻠﻜﱪﻳﺎء وﻏﻠﺒﺔ اﳌﺴﻠﻤني ورﻣﺰ ﺑﻘﺎء اﻷﻣﻢ واﻟﺤﻀﺎرات. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺧﺬ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺷﻜﻼ وﻗﺎﻟﺒﺎ وﺗﻮﺳﻊ اﳌﺆﻟﻔﺎت واﻷرﻛﺎن اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪى ﺑﺬﻟﻚ اﻷﻋﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮن وراء اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑني أﻣﻢ اﳌﺴﻠﻤني.إن اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ أﻋﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﻴﻌﻲ أو ﺳﻨﻲ ﰲ ﻗﺎﻟﺐ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ دون اﻟﻜﻞ أن، ﻳﻘﻮي اﻟﻨﻘﺎط اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻟﻮﺣﺪة اﻷﻣﺔ وأن ﻳﺒﻌﺪ ﻣﺒﺎدئ وأﺳﺎﺳﺎت اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺘﻌﺼﺐ واﻟﻨﻔﺎق ﻋﻦ أﻣﺘﻪ ,ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا واﺿﺤﺎ وﺟﺪي ﻟﻼﺳﺘﻌامرﻳني وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻌﺘﱪون ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺒرية ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني.ذﻟﻚ ﻷن ﻧﻬﻀﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ وﻳﻘﻈﺔ اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺷﻜﻠﻬﺎ وروﻧﻘﻬﺎ.ﻟﻘﺪ ﺳﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ دور اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﻫﻢ اﳌﻨﺎدون واﻟﺮاﺋﺪﻳﻦ ﻟﻠﻮﺣﺪة واﻟﻴﻘﻈﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﰲ ﻣﻀﻤﻮن ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أﻳﻀﺎ ﺗﺒﻴني ﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻷﻣﺔ ,اﻹﺗﺤﺎد ,اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻮﺿﻴﺢ أﺟﺰاء اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﰲ ﴐورة وأﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ دﻗﻘﺖ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻹﺗﺤﺎد ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻻﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ واﻟﺮواﻳﺎت وﻋﺮﻓﺖ وأوﺟﺪت ﻃﺮﻗﺎ وﺣﻠﻮﻻ ﻹﻳﺠﺎد وﺣﺪة اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ وأﻛﺪت ﻋﲆ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ إﻳﺠﺎد اﻹﺗﺤﺎد واﻟﻴﻘﻈﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.وﰲ ﺧﺎمتﺔ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ﺗﻠﺨﻴﺺ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪة ﻃﺮق ووﺳﺎﺋﻞ ﰲ ﺗﻮﻋﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﻴﻘﻈﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﳌﻔﺮدات:اﻟﻮﺣﺪة ,اﻹﺗﺤﺎد ,اﻷﻣﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ,اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ,اﻟﻴﻘﻈﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ,اﻟﺸﺒﺎب.
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
اﳌﻘﺪﻣﺔ: إن اﻹﺗﺤﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺴﻌﻲ ﰲ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺔ و اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺘﻜﺎﻓﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ أﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﺟﺪا وﴐوري وﻏري ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻺﻧﻜﺎر أﻣﺎ ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈن اﻟﱰدد واﻟﺸﻚ وﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﻣﺤﻮر وﺟﻮد اﻟﻮﺣﺪة ﺑني اﻷﻣﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ أﺳﺎﳼ ﰲ إﻳﺠﺎد اﻟﺘﻘﻬﻘﺮ واﻟﻀﻌﻒ ﺑني اﻟﺮﺳﺎﻻت واﻻﻋﺘﻘﺎدات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ... إن اﻹﺗﺤﺎد ﺑني اﻷﻣﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ووﻗﻮﻓﻬﺎ ﺿﺪ ﻗﺪرات اﻟﻌﺎمل ﻳﺒﻌﺚ ﻋﲆ زوال و اﺿﻤﺤﻼل ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ. ﻟﻘﺪ روﺟﺖ اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺨﻄﻂ اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ وﺳﻌﺖ ﺟﺎﻫﺪة وﺑﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ووﺳﻴﻠﺔ إﱃ إﺷﻌﺎل ﻧﺎر اﻟﻔﺘﻨﺔ واﻟﻠﻌﻨﺔ واﻟﴩك واﻟﺘﻜﻔري وأدت إﱃ ﻇﻬﻮر اﻟﻐامﻣﺔ اﻟﺴﻮداء واﳌﻠﻮﺛﺔ ﰲ ﺳامء اﻹﺧﻮة ﺑني اﳌﺴﻠﻤني وﻫﺬا ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ وﺟﻮد اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺆﻣﻦ واﳌﺘﺪﻳﻦ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮة واﻟﻔﻌﺎﻟﺔ وﺑﺼﻔﺘﻬﻢ اﳌﺎﻟﻜﻮن ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺮوح اﳌﻨﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪة وﺑﻘﺪوﻣﻬﻢ إﱃ ﺳﺎﺣﺔ اﳌﻌﺮﻛﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎرﻫﻢ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ واﻟﻄﺎﻫﺮة اﳌﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴامت اﻟﻨﻮراﻧﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎب اﻟﺤﻖ )اﻟﻘﺮان اﻟﻜﺮﻳﻢ(وﻣﻦ اﻟﺴرية اﳌﴩﻓﺔ ﻷﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻻﺗﺤﺎد ﺑني اﻷﺧﻮان اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ وﻣﻨﻊ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻔﺘﻨﺔ وإﻳﺠﺎد اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﻋﺪاء ﰲ وﺳﻂ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة وذﻟﻚ ﻷن أﺻﻞ وﺣﺪة اﳌﺴﻠﻤني وﻛﻮﻧﻬﻢ أﻣﺔ واﺣﺪة إمنﺎ ﻳﻨﺤﺪر وﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮان اﻟﻜﺮﻳﻢ واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﴩﻳﻔﺔ وﺳري اﻷمئﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم. ﺗﺤﻠﻴﻞ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ:اﻷﻣﺔ ,اﻹﺗﺤﺎد,اﻟﻮﺣﺪة ,اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ راﻏﺐ اﻷﺻﻔﻬﺎين ﻳﻌﺮف ﺟﺬر ﻛﻠﻤﺔ اﻷﻣﺔ ﻛام ﻳﲇ:ﺗﻄﻠﻖ ﻛﻠﻤﺔ اﻷﻣﺔ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺟامﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن ﻣﺤﺪد وﻟﺪﻳﻬﻢ دﻳﻦ واﻋﺘﻘﺎد ﻣﺸﱰك وﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺒﻌﺚ ﻋﲆ وﺟﻮدﻫﻢ ﻛﻠﻤﺔ).اﻟﺮاﻏﺐ اﻷﺻﻔﻬﺎين,ب ت,ج,١ص .(٣٥ أﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻷﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﺮان:ﺗﻌﺮف اﻷﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﺮان أﻧﻬﺎ ﺟامﻋﺔ ﻛﺒريه ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ ﻇﻞ ﻗﻴﺎدة وﻫﺪاﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻏﺎﻳﺔ وﻗﺒﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻛﻠﻤﺔ اﻹﺗﺤﺎد ﰲ اﻟﻠﻐﺔ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻟﻮﺣﺪة و اﻻﺗﻔﺎق)ﻣﻌني ١٣٨٠ :ص (١٣٤ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ,اﻟﻬﻢ اﻟﻮاﺣﺪ,و اﻻﺗﺠﺎه اﳌﺸﱰك.ﰲ ﻋﻠﻢ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت ﺗﺪل ﻛﻠﻤﻰ اﻹﺗﺤﺎد ﻋﲆ ﺷﻴﺌني ﻳﺼﺒﺤﺎن ﳾء واﺣﺪ.وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺪل ﻋﲆ إﻳﺠﺎد ﳾء واﺣﺪ ﻣﻦ ﺷﻴﺌني ﻣﻨﻔﺼﻠني وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﻔﻌﻞ وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ. إن ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻮﺣﺪة وﺑﺨﺼﻮص ﰲ اﳌﺠﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻹﺗﺤﺎد واﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻻﺟﺘامﻋﻲ ﺑني اﻟﺪوﻟﺔ واﻷﻣﺔ واﳌﻮاﻃﻨني اﻟﺴﺎﻛﻨني ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ أو أﻧﻬﺎ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻹﺗﺤﺎد ﺑني اﻟﺒﻠﺪان واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت.
211
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻌﻨﻰ أﺧﺮ ﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﺗﺤﺎد وﻫﻮ اﻟﺘﻮاﻓﻖ واﳌﻮاﻓﻘﺔ واﻟﺘﻌﺎون ﺑني اﳌﻮاﻃﻨني ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ أﻋﻢ ﻣﻦ ﺟامﻋﺔ او ﻗﻮم وذﻟﻚ ﻷداء ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋامل اﺷﱰاﻛﻴﺔ. ﺗﻌﺮف اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ:ﺗﺤﺎﻟﻒ وﺗﺴﺎﻧﺪ اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ أﺳﺲ وﻣﺒﺎدئ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ و اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻤﲇ وﻓﻌﲇ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف وﻣﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و أﺳﺎس ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم و أﻳﻀﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ واﺣﱰام اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ وﻣﺬﻫﺐ ﰲ اﻹﺳﻼم.وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻗﻮي وﺛﺎﺑﺖ وأﻓﻀﻞ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻜامل واﻟﻨﻤﻮ,ﺑﻴﻨام اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺘﻨﺎزع ﻫام أﻫﻢ ﻋﺎﻣﻠني ﰲ اﻟﻬﺰميﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻸﻣﺔ وزوال و اﺿﻤﺤﻼل ﻗﻮة وﺷﻮﻛﺔ اﳌﺴﻠﻤني).ر.ك.ﻣﺪﺧﻞ اﳌﺠﻤﻊ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ(. إن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﴩﻳﻌﺔ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﺘﴩﻳﻊ ﻗﺪ وﺿﻊ وﺻﻤﻢ أﻋﻈﻢ منﻮذج ﻟﻺﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻔﻜﺮ اﳌﺸﱰك واﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﺤﺎﻟﻒ واﻟﻌﺰاء اﳌﺸﱰك ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس.
212
اﻹﺗﺤﺎد اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ: اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ,اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﺑﺮة ,اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻨﻮع اﻟﺼﺪاﻗﺔ ,اﻟﻔﻄﺮة ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن و ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻻﻧﺰواء اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳌﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑني اﻟﻨﺎس ﻟﻌﻤﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﺟﻬﺪﻫﻢ,ﻛﺄمنﺎ ﻫﻲ اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻼﻣﺮﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﻨﺎس ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ واﻟﺤﺒﻞ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ اﻹﺗﺤﺎد اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﴩي. اﻹﺗﺤﺎد اﻟﺘﴩﻳﻌﻲ: أﺣﻜﺎم اﳌﻌﻴﺸﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ اﻹﺗﺤﺎد اﻟﺘﴩﻳﻌﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺜﻞ :ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟﺠامﻋﺔ ,اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ,اﳌرياث وﺻﻠﺔ اﻷرﺣﺎم ,اﻟﺰﻛﺎة واﻟﺼﺪﻗﺔ ,ﴐورة اﻹﺧﻼص ﻟﻠﺮﺳﺎﻻت واﻟﺘﴩﻳﻌﺎت اﻟﺴاموﻳﺔ,ﻋﻴﺎدة اﳌﺮﴇ واﻟﻌﺰاء واﳌﺒﺎرﻛﺔ وإﺻﻼح ذات اﻟﺒني واﻟﻬﺪﻳﺔ واﻟﺪﻋﺎء واﻟﺰﻳﺎرة و رد اﻟﺰﻳﺎرة. أﻧﻮاع اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: إن اﻷدﻳﺎن اﻹﺑﺮاﻫﻴﻤﻴﺔ اﳌﻮﺣﺪة ﻗﺎﻣﺖ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻮﺟﻮد اﻹﻟﻪ اﻟﻮاﺣﺪ ,اﻹﻟﻪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻨﺒﻊ وﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﻜامل وﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ وﻣﺒﺪع اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻮﺟﺪان ﰲ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺒﴩﻳﺔ وﻣﺮﺳﻞ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺪاﻳﺔ اﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌني.إﻧﻪ ﳌﻦ
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺑﺎﻷﺧﺬ ﰲ ﻋني اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﻐﺎﻳﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ وﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻔﻆ وﺣﺪة اﻻﻋﺘﻘﺎد أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﺰﻋﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ أﻳﻀﺎ. اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ ﺟﻌﻔﺮي ﺑﺤﺚ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮع ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻳﺮﺟﺢ ﻧﻮع واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ:اﻟﻮﺣﺪة اﳌﻄﻠﻘﺔ –وﺣﺪة اﳌﺼﺎﻟﺢ –اﻟﻮﺣﺪة اﳌﻌﻘﻮﻟﺔ أوﻻ:اﻟﻮﺣﺪة اﳌﻄﻠﻘﺔ:وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻻﺗﻔﺎق ﰲ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ واﳌﻌﺎرف واﻹﺣﻜﺎم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﰲ ﻛﻞ أﺻﻮﻟﻬﺎ وﻓﺮوﻋﻬﺎ.ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﰲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت وﺣﻴﺜﻴﺎت اﺧﺘﻴﺎر اﻷدﻟﺔ ﰲ ﻋﻨﺎﴏ وأﺟﺰاء اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ وأﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة ﺷﺒﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ. وﺣﺪة اﳌﺼﻠﺤﺔ: ﺗﺄيت ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة ﺑﺴﺒﺐ إﺟﺒﺎر اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ وﻧﺼﻮص اﻟﺪﻳﻦ وﰲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻠﺰوم ,أي ﺣﻴﻨام ﺗﻀﻊ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺧﻄﺮ اﻟﻔﻮﴇ. وﻻ ميﻜﻦ أن ﻧﺘﻮﻗﻊ ﰲ ﺣني إﻗﺎﻣﺔ وﺣﺪة اﳌﺼﻠﺤﺔ أن ﻧﺮى اﳌﺬاﻫﺐ ﻣﺘﺂﻟﻔﺔ و ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﺎ و إﻻ ﳌﺎ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك داع ﻟﻬﺬه اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﺣﺪة اﳌﻨﻄﻘﻴﺔ و اﻟﻮﺣﺪة اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼم ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ إﺗﺤﺎد اﻟﻨﺼﻮص اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻳﺠﺎد ﻣﺮﺟﻊ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ اﳌﺴﻠﻤني و ﻧﺒﺬ اﻻﻋﺘﻘﺎدات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻬﺎ و و اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﳌﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎدات ﺷﺨﺼﻴﺔ أو ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﻣﺤﺪدة. وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻣﺎﻧﻊ ﴍﻋﻲ أو ﻋﻘﲇ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﻜﺬا وﺣﺪة.و ﻛﻞ ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﲆ اﳌﺼﺎدر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ و منﻄﻴﺔ ﻓﻜﺮ اﻷمئﺔ اﳌﻌﺼﻮﻣني ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم و اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ و اﻟﺘﺎﺑﻌني اﻷﺗﻘﻴﺎء ,ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﴬوري اﻟﺒﺤﺚ ﰲ اﻷﺻﻮل اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎد و ﻓﻬﻢ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻬﺎ و ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻬﺎ و اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻨﻬﺎ«).ﻣﻮﺛﻘﯽ،١٣٧٧،ص.(٣٠-٢٨ أﻫﻤﻴﺔ وﴐورة اﻟﻮاﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: وﻛام ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﴐورة أﻛﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ دﻳﻨﻨﺎ اﻟﺤﻨﻴﻒ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻛﺎن دامئﺎ ﻣﺘﺼﺪي ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻨﻔﺎق و اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. )اﻟﻔﻄﺮة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻟﻌﻘﻞ و اﻟﻐﺮاﺋﺰ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﴩ ﻫﻲ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﳌﻴﻮل واﻟﺸﻬﻮات و اﻟﻮﺳﺎوس اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ,و ﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻓﺈن اﻟﻨﺰاﻋﺎت و اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ و اﻟﺘﺸﺘﺖ ﻫﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺠﻮاﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺧﻄﻮة ﰲ
213
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﺴرية اﻧﺤﻄﺎﻃﻬﺎ و وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ رﺳﺎﻻت اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم ﻣﻨﺬ أدم و ﺣﺘﻰ ﺧﺎﺗﻢ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺟﻤﻌني ﺗﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ و ﻧﺒﺬ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﴩك و اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ و اﻟﻨﻔﺎق. و اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑني اﻹﺳﻼم و اﻟﻜﻔﺮ. و ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺪارس اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ و اﻟﻌﺮﻓﺎﻧﻴﺔ و اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ أن اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﺟﻮدﻳﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﺟﺰاء اﻟﻜﻮن ﻻ ﺗﻨﻔﻚ وﻻ ﺗﺘﺠﺰأ ﻋﻦ ﻣﺒﺪأ ﺗﻮﺣﻴﺪ وﺟﻮده وﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ. وﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﲆ اﳌﺤﻘﻘني اﻹﺳﻼﻣﻴني أن ﻣﺴرية اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻹﻟﻬﻲ وﻗﺪ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ أن ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻫﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎدة اﻟﻠﻪ)اِ ﱠن ﻫﺬه أﻣﺘﻜﻢ واﺣﺪه و أﻧﺎ رﺑﻜﻢ ﻓﺎﻋﺒﺪون( و اﻟﴫاع اﻟﺪاﺋﻢ ﺑني اﻟﺤﻖ و اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﲆ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ و ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ و اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﴫاع ﺗﻌﻮد ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﱃ ﻫﺬا اﻟﴫاع ﻧﻔﺴﻪ. )ﺧﻤﯿﻨﯽ،١٣٧٣،ص ٨ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر(.
214
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﻵﻳﺎت و اﻟﺮواﻳﺎت: ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ أن اﻟﻘﺮآن ﻫﻮ ﻛﺘﺎب ﻳﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﻬﺪاﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻫﻮ أﻳﻀﺎ ﻳﺪﻋﻮ إﱃ وﺣﺪة اﻷدﻳﺎن و ﻳﺪﻋﻮ اﳌﺆﻣﻨني ﺑﺸﻜﻞ ﴏﻳﺢ إﱃ اﻟﻮﺣﺪة و اﻟﺘﺂﻟﻒ ﻟﻴﺘﻌﻠﻘﻮا ﺑﺤﺒﻞ اﻟﻠﻪ و أن ﻳﺠﺘﻨﺒﻮا اﻻﺧﺘﻼف و اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ وﺗﻔﻜﺮ مبﺴﺄﻟﺔ اﻟﻮﺣﺪة ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و أﻛﻴﺪ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑني اﻟﻨﺎس.ﻟﺬﻟﻚ متﺘﻌﺖ وﺣﺪة اﻷﻣﺔ و ﴐورﺗﻬﺎ مبﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻘﺮآن و اﻋﺘﱪﻫﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﻹﻳﺠﺎدﻫﺎ ﰲ اﻷرض .واﻷﻣﺔ ﰲ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺮآن ﻫﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻲ متﻠﻚ ﻫﺪﻓﺎ و اﻋﺘﻘﺎدا واﺣﺪ.و ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻃﺎﺑﻊ اﻷﻣﺔ و اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻫﺪف و اﻋﺘﻘﺎدات ﻫﺬه اﻷﻣﺔ. ﺗﻮﺣﺪ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ أﻣﺮ واﺣﺠﺐ و ﴐوري وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻹﺧﻄﺎر اﳌﺤﺪﻗﺔ ﺑﻬﺎ وﻣﻦ اﻟﻴﻘني أﻧﻪ ﰲ ﺣﺎل وﺣﺪة اﻷﻣﺔ ﻓﺈن اﳌﺴﻠﻤني ﺳﻮف ﻳﻐﺪون ﻣﻦ أﻗﻮى و أﻗﺪر اﻷﻣﻢ ﰲ اﻟﻌﺎمل.اﻟﻴﻮم و ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب و اﻟﺘﻲ وﺻﻞ ﻧﻔﻮذﻫﺎ إﱃ ﻗﻠﺐ أورﺑﺎ و اﻟﻌﺎمل ,ﻫﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ و ﺷﺎﻫﺪ ﻹﺗﺤﺎد اﳌﺴﻠﻤني ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺷﻴﻌﺔ و ﺳﻨﺔ ﺟﻨﺒﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ. ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ إﺷﺎرة واﺿﺤﺔ إﱃ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﺘﻌﺪدة اﻟﺒﺎﻋﺜﺔ ﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼم و اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻧﺸري إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر:
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
َ )-١وا ْﻋﺘَ ِﺼ ُﻤﻮا ْ ِﺑ َﺤﺒْﻞِ اﻟﻠّ ِﻪ َﺟ ِﻤﻴ ًﻌﺎ َوﻻَ ﺗ َ َﻔ ﱠﺮﻗُﻮا ْ َوا ْذﻛُ ُﺮوا ْ ﻧِ ْﻌ َﻤ َﺔ اﻟﻠّ ِﻪ َﻋﻠَﻴْ ُﻜ ْﻢ إِ ْذ ﻛُﻨﺘُ ْﻢ أَ ْﻋ َﺪاء ﲆ ﺷَ ﻔَﺎ ُﺣ ْﻔ َﺮ ٍة ﱢﻣ َﻦ اﻟ ﱠﻨﺎ ِر ﻓَﺄَﻧ َﻘ َﺬﻛُﻢ ﱢﻣ ْﻨ َﻬﺎ ﻓَﺄَﻟ َﱠﻒ ﺑَ ْ َني ﻗُﻠُﻮ ِﺑ ُﻜ ْﻢ ﻓَﺄَ ْﺻ َﺒ ْﺤﺘُﻢ ِﺑ ِﻨ ْﻌ َﻤ ِﺘ ِﻪ إِ ْﺧ َﻮاﻧًﺎ َوﻛُﻨﺘُ ْﻢ َﻋ َ َ ﻛَ َﺬﻟِ َﻚ ﻳُ َﺒ ﱢ ُني اﻟﻠّ ُﻪ ﻟَ ُﻜ ْﻢ آﻳَﺎﺗِ ِﻪ ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ْﻢ ﺗ َ ْﻬﺘَ ُﺪونَ( و اﻵﻳﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﺗﺒني أن اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺤﺒﻞ اﻟﻠﻪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮآن و اﻹﺳﻼم و إﺗﺒﺎع اﻷﻧﺒﻴﺎء واﻷمئﺔ اﳌﻌﺼﻮﻣني ﻋﲆ أﺳﺎس ﻷﻧﻬﻢ رﻛﻴﺰة اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﺗﺤﺎد اﳌﺴﻠﻤني واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﲆ ﰲ أﺷﻜﺎل وﻗﻮاﻟﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﺤﻮر ﰲ وﺣﺪة اﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﺻﻞ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. ﺎب َو ُﻣ َﻬ ْﻴ ِﻤ ًﻨﺎ َﻋﻠَ ْﻴ ِﻪ ﻓَﺎ ْﺣﻜُﻢ ﺎب ﺑِﺎﻟْ َﺤ ﱢﻖ ُﻣ َﺼ ﱢﺪﻗًﺎ ﻟ َﱢام ﺑَ ْ َني ﻳَ َﺪﻳْ ِﻪ ِﻣ َﻦ اﻟْ ِﻜﺘَ ِ َ )-٢وأَﻧ َﺰﻟْ َﻨﺎ إِﻟَ ْﻴ َﻚ اﻟْ ِﻜﺘَ َ ﴍ َﻋ ًﺔ َو ِﻣ ْﻨ َﻬﺎ ًﺟﺎ ﺑَﻴْ َﻨ ُﻬﻢ مبِ َﺎ أَﻧ َﺰ َل اﻟﻠّ ُﻪ َوﻻَ ﺗَﺘﱠ ِﺒ ْﻊ أَ ْﻫ َﻮاء ُﻫ ْﻢ َﻋ ﱠام ﺟﺎءك ِﻣ َﻦ اﻟْ َﺤ ﱢﻖ ﻟِﻜ ﱟُﻞ َﺟ َﻌﻠْ َﻨﺎ ِﻣﻨ ُﻜ ْﻢ ِ ْ َوﻟَ ْﻮ ﺷَ ﺎء اﻟﻠّ ُﻪ ﻟَ َﺠ َﻌﻠَ ُﻜ ْﻢ أُ ﱠﻣ ًﺔ َو ِاﺣ َﺪ ًة َوﻟَ ِﻜﻦ ﻟﱢﻴَﺒْﻠُ َﻮﻛُ ْﻢ ِﰲ َﻣﺂ آﺗ َﺎﻛُﻢ ﻓ َْﺎﺳﺘَ ِﺒﻘُﻮا اﻟﺨ ْ ََري ِ ات إِ َﱃ اﻟﻠﻪ َﻣ ْﺮ ِﺟ ُﻌ ُﻜ ْﻢ َﺟ ِﻤﻴ ًﻌﺎ ﻓَ ُﻴ َﻨ ﱢﺒﺌُﻜُﻢ مبِ َﺎ ﻛُﻨﺘُ ْﻢ ِﻓﻴ ِﻪ ﺗ َ ْﺨﺘَﻠِﻔُﻮنَ(اﳌﺎﺋﺪة ٤٨ ُﴤ ﺑَ ْﻴ َﻨ ُﻬ ْﻢ ﺎس إِﻻﱠ أُ ﱠﻣ ًﺔ َو ِاﺣ َﺪ ًة ﻓَﺎ ْﺧﺘَﻠَﻔُﻮا ْ َوﻟَ ْﻮﻻَ ﻛَﻠِ َﻤ ٌﺔ َﺳ َﺒﻘ ْ َ ) -٣و َﻣﺎ ﻛَﺎ َن اﻟ ﱠﻨ ُ َﺖ ِﻣﻦ ﱠرﺑﱢ َﻚ ﻟَﻘ ِ َ ﻴام ِﻓﻴ ِﻪ ﻳَ ْﺨﺘَﻠِﻔُﻮنَ(ﻳﻮﻧﺲ ١٩ ِﻓ َ اﻟﺴﺒُ َﻞ ﻓَﺘَ َﻔ ﱠﺮ َق ِﺑ ُﻜ ْﻢ َﻋﻦ َﺳﺒِﻴﻠِ ِﻪ َذﻟِ ُﻜ ْﻢ ﴏ ِاﻃﻲ ُﻣ ْﺴﺘَ ِﻘ ً ﻴام ﻓَﺎﺗ ﱠ ِﺒ ُﻌﻮ ُه َوﻻَ ﺗَﺘﱠ ِﺒ ُﻌﻮا ْ ﱡ َ )-٤وأَ ﱠن َﻫﺬَا ِ َ َو ﱠﺻﺎﻛُﻢ ِﺑ ِﻪ ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ْﻢ ﺗَﺘﱠﻘُﻮنَ(اﻷﻧﻌﺎم ١٥٣ ﺎس أُ ﱠﻣ ًﺔ َو ِاﺣ َﺪ ًة َوﻻَ ﻳَ َﺰاﻟُﻮ َن ُﻣ ْﺨﺘَﻠِ ِﻔ َني(ﻫﻮد ١١٨ )-٥ﺷَ ﺎء َرﺑﱡ َﻚ ﻟَ َﺠ َﻌ َﻞ اﻟ ﱠﻨ َ ﺎس اﺗﱠﻘُﻮا ْ َرﺑﱠ ُﻜ ُﻢ اﻟ ِﱠﺬي َﺧﻠَ َﻘﻜُﻢ ﱢﻣﻦ ﻧﱠﻔ ٍْﺲ َو ِاﺣ َﺪ ٍة َو َﺧﻠ ََﻖ ِﻣ ْﻨ َﻬﺎ َز ْو َﺟ َﻬﺎ َوﺑَﺚﱠ )-٦ﻳَﺎ أَﻳﱡ َﻬﺎ اﻟ ﱠﻨ ُ ِﻣ ْﻨ ُﻬ َام ِر َﺟﺎﻻً ﻛَ ِﺜ ًريا َوﻧِ َﺴﺎء َواﺗﱠﻘُﻮا ْ اﻟﻠﱠ َﻪ اﻟ ِﱠﺬي ﺗ ََﺴﺎ َءﻟُﻮ َن ِﺑ ِﻪ َواﻷَ ْر َﺣﺎ َم إِ ﱠن اﻟﻠﱠ َﻪ ﻛَﺎ َن َﻋﻠَﻴْ ُﻜ ْﻢ َر ِﻗﻴﺒًﺎ( اﻟﻨﺴﺎء ١ ﺎس إِﻧﱠﺎ َﺧﻠَ ْﻘ َﻨﺎﻛُﻢ ﱢﻣﻦ َذﻛَ ٍﺮ َوأُﻧﺜَﻰ َو َﺟ َﻌﻠْ َﻨﺎﻛُ ْﻢ ﺷُ ُﻌﻮﺑًﺎ َوﻗَ َﺒﺎﺋِ َﻞ ﻟِﺘَ َﻌﺎ َرﻓُﻮا إِ ﱠن أَﻛْ َﺮ َﻣ ُﻜ ْﻢ )-٧أَﻳﱡ َﻬﺎ اﻟ ﱠﻨ ُ ِﻋﻨ َﺪ اﻟﻠﱠ ِﻪ أَﺗ ْﻘَﺎﻛُ ْﻢ إِ ﱠن اﻟﻠﱠ َﻪ َﻋﻠِﻴ ٌﻢ َﺧ ِﺒ ٌري(اﻟﺤﺠﺮات ١٣ -٨إ)منﱠ َﺎ اﻟْ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ُﻨﻮ َن إِ ْﺧ َﻮ ٌة ﻓَﺄَ ْﺻﻠِ ُﺤﻮا ﺑَ ْ َني أَ َﺧ َﻮﻳْ ُﻜ ْﻢ َواﺗﱠﻘُﻮا اﻟﻠﱠ َﻪ ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ْﻢ ﺗ ُ ْﺮ َﺣ ُﻤﻮنَ(اﻟﺤﺠﺮات ١٠ َ )-٩وﻛَ َﺬﻟِ َﻚ َﺟ َﻌﻠْ َﻨﺎﻛُ ْﻢ أُ ﱠﻣ ًﺔ َو َﺳﻄًﺎ ﻟﱢﺘَﻜُﻮﻧُﻮا ْ ﺷُ َﻬ َﺪاء َﻋ َﲆ اﻟ ﱠﻨ ِ ﺎس َوﻳَﻜُﻮ َن اﻟ ﱠﺮ ُﺳ ُﻮل َﻋﻠَ ْﻴ ُﻜ ْﻢ ﺷَ ﻬِﻴ ًﺪا ُﻨﺖ َﻋﻠَ ْﻴ َﻬﺎ إِﻻﱠ ﻟِ َﻨ ْﻌﻠَ َﻢ َﻣﻦ ﻳَﺘﱠ ِﺒ ُﻊ اﻟ ﱠﺮ ُﺳ َﻮل ِﻣ ﱠﻤﻦ ﻳَﻨ َﻘﻠِ ُﺐ َﻋ َﲆ َﻋ ِﻘ َﺒ ْﻴ ِﻪ َوإِن َو َﻣﺎ َﺟ َﻌﻠْ َﻨﺎ اﻟْ ِﻘ ْﺒﻠَ َﺔ اﻟﱠ ِﺘﻲ ﻛ َ ﻛَﺎﻧ َْﺖ ﻟَ َﻜ ِﺒ َري ًة إِﻻﱠ َﻋ َﲆ اﻟ ِﱠﺬﻳ َﻦ َﻫ َﺪى اﻟﻠﱠ ُﻪ َو َﻣﺎ ﻛَﺎ َن اﻟﻠﱠ ُﻪ ﻟِﻴُ ِﻀﻴ َﻊ إِميَﺎﻧَ ُﻜ ْﻢ إِ ﱠن اﻟﻠﱠ َﻪ ﺑِﺎﻟ ﱠﻨ ِ ﺎس ﻟَ َﺮ ُؤ ٌ وف ﱠر ِﺣﻴﻢ(اﻟﺒﻘﺮة ١٤٣ ِ )-١٠ﺻ ْﺒ َﻐ َﺔ اﻟﻠﱠ ِﻪ َو َﻣ ْﻦ أَ ْﺣ َﺴ ُﻦ ِﻣ َﻦ اﻟﻠﱠ ِﻪ ِﺻ ْﺒ َﻐ ًﺔ َوﻧَ ْﺤ ُﻦ ﻟَ ُﻪ َﻋﺎ ِﺑ ُﺪونَ(اﻟﺒﻘﺮة ١٣٨ و ﻛام ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﻘﺮآن ﻗﺪ أﺷﺎر ﻋﻦ اﻟﻮﺣﺪة و اﻹﺗﺤﺎد ﺑﺼﻴﻎ ﻣﺘﻌﺪدة ﺻﻴﻎ ﻣﺜﻞ »واﻋﺘﺼﻤﻮا«» ،أﺻﻠﺤﻮا«» ،إﺻﻼح ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس«» ،أﻟﻒ ﺑﯿﻨﻬﻢ«» ،أﻣﻪ واﺣﺪه«» ،أﺧﻮه«،و ﰲ آﻳﺎت أﺧﺮى »أﻣﻪ وﺳﻂ«» ،ﺻﺒﻐﻪ اﻟﻠﻪ« و ...
215
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
216
و ﰲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ و ﻋﲆ آﻟﻪ و ﺳﻠﻢ و ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﳌﻌﺼﻮﻣني ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم إﺷﺎرات واﺿﺤﺔ إﱃ ﴐورة اﻟﻮﺣﺪة و اﻟﺘﺂﻟﻒ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني وﺗﺄﻛﻴﺪ واﺿﺢ ﻋﲆ أن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻮﺣﺪة و اﻟﺘﺴﺎوي ﺑني اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﺮق و اﳌﺬاﻫﺐ ﺗﺘﺼﺪر أوﻟﻮﻳﺔ أي اﺧﺘﻼف ﺳﺎﺋﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ و ﻫﻨﺎك أﻣﺜﻠﺔ واﺿﺤﺔ و ﴏﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺗﺪل ﻋﲆ ﻫﺬا: رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(َ » :ﻣﺜَﻞ اﻷﺧﻮﻳﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻴﺪﻳﻦ ،ﯾﻐﺴﻞ إﺣﺪاﻫام اﻵ َﺧ َﺮ«) .اﻟﺒﺎﻗﻲ، ،١٣٨٢ص .٧٢٠ح.(٢٧٣٤ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(َ » :ﻣ ْﻦ أَ ْﺻﺒَ َﺢ َﻻ ﻳَ ْﻬﺘَ ﱡﻢ ِﺑﺄُ ُﻣﻮ ِر اﻟْ ُﻤ ْﺴﻠِ ِﻤ َني ﻓَﻠَﻴْ َﺲ مبِ ُ ْﺴﻠِﻢ«).اﻟﺸﻴﺦ ﮐﻠﯿﻨﯽ. اﻟﻜﺎﰲ ﰲ اﻷﺻﻮل .ج .٢ص .١٦٣ح.(١ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(» :اﻟْ َﺨﻠ ُْﻖ ِﻋ َﻴ ُﺎل اﻟﻠﱠ ِﻪ ﻓَﺄَ َﺣ ﱡﺐ اﻟْ َﺨﻠْﻖِ إِ َﱃ اﻟﻠﱠ ِﻪ َﻣ ْﻦ ﻧَ َﻔ َﻊ ِﻋ َﻴ َﺎل اﻟﻠﱠ ِﻪ َو أَ ْدﺧ ََﻞ ﴎورا«) .اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻜﻠﻴﻨﻲ.اﻟﻜﺎﰲ ﰲ اﻷﺻﻮل :ج .٢ص .١٦٤ح.(٦ َﻋ َﲆ أَ ْﻫﻞِ ﺑَ ْﻴ ٍﺖ ُ ُ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(َ » :ﻣﻦ ﻓﺎرق ﺟامﻋﺔ اﳌﺴﻠﻤني ،ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻊ رﺑﻘﺔ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻪ) .ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ وﻣﺎ ﺟامﻋﺔ اﳌﺴﻠﻤني؟( ﻗﺎل :ﺟامﻋﺔ أﻫﻞ اﻟﺤﻖ وإن ﻗﻠﻮا«).اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺼﺪوق آﻣﺎﱄ ،ص .٣٣٣ح.(٣ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(» :ﻣﻦ ﻓﺎرق اﻟﺠامﻋﺔ ﺷﱪا ً ﻓﻤﻴﺘﺘﻪ ﺟﺎﻫﻠﻴﻪ«).ﻧﻬﺞ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ،ص.٧٤١ ح.(٢٨٥٥ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(» :اﻟﺠامﻋﺔ رﺣﻤﻪ واﻟﻔﺮﻗﺔ ﻋﺬاب«).ﻧﻬﺞ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ :ص .٤٣٣ح.(١٣٢٣ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(» :اﳌﺆﻣﻦ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﮐﺎﻟﺒﻨﻴﺎن اﳌﺮﺻﻮص ﻳﺸ ّﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ«).ﻧﻬﺞ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ:ص .٧٨٢ح .(٣١٠٣ ﻻﻳﺤﻞ ﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﻬﺠﺮ أﺧﺎه ﻓﻮق ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻴﺎل« ).ﻧﻬﺞ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ:ص .٥٩٨ح .(٢٠٨٥ » ّ اﻟﻠﻪ)ص(» :اﳌﺴﻠﻤﻮن إﺧﻮة ﻷﻓﻀﻞ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﯽ أﺣﺪ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى« ).ﻧﻬﺞ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ:ص.٧٨٣ ح .(٣١١٢ »...اﳌﺆﻣﻨﻮن إﺧﻮة ﺗﺘﮑﺎﻓﺆ دﻣﺎﺋﻬﻢ وﻳﺴﻌﻰ ﺑﺬﻣﺘﻬﻢ أدﻧﺎﻫﻢ وﻫﻢ ﻳﺪ ﻋﻠﯽ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﻢ«. )اﻟﮑﺎﻓﯽ ﻓﯽ اﻷﺻﻮل:ج.١ص.(٣٣٣ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(» :ﻓﺄﻧﺘﻢ »اﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ« أﻫﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﺰوﺟﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻬﻢ متﺖ اﻟﻨﻌﻤﺔ واﺟﺘﻤﻌﺖ اﻟﻔﺮﻗﺔ واﺋﺘﻠﻔﺖ اﻟﮑﻠﻤﺔ«).اﻟﮑﺎﰲ ﰲ اﻻﺻﻮل:ج .١ص.(٤٤٦ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(» :ﻣﺜﻞ اﳌﺆﻣﻨني ﰲ ﺗﻮادﻫﻢ وﺗﺮاﺣﻤﻬﻢ وﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ ﮐﻤﺜﻞ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ،إذا اﺷﺘﮑﯽ ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ ﺗﺪاﻋﻲ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ واﻟﺤﻤﯽ«).ﻣﻦ ﻻﻳﺤﴬه اﻟﻔﻘﻴﻪ،ص.(٥٧٦
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
»اﻟﻨﺎس ﮐﺄﺳﻨﺎن اﳌﺸﻂ«) .ﻧﻬﺞ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ،ص .٧٨٩ح.(٣١٤٩ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ)ص(» :اﻳّﺎﻛُ ْﻢ َواﻟﺘﱠﻠَ ﱡﻮ َن ﰱ دﻳﻦِ اﻟﻠّﻪ ِ ﻓَﺎِ ﱠن َﺟام َﻋ ًﺔ ﻓﻴام ﺗ َـ ْﻜ َﺮﻫﻮ َن ِﻣ َﻦ اﻟْ َﺤ ﱢﻖ ﺧ ْ ٌَري ِﻣ ْﻦ ﻓُ ْﺮﻗَ ٍﺔ ﻓﻴام ﺗ ُِﺤﺒّﻮ َن ِﻣ َﻦ اﻟ ِ ْﺒﺎﻃﻞِ َو اِ ﱠن اﻟﻠّﻪ َ ُﺳﺒْﺤﺎﻧَ ُﻪ ﻟَ ْﻢ ﻳُ ْﻌ ِﻂ ا َ َﺣﺪا ِﺑ ُﻔ ْﺮﻗَ ٍﺔ ﺧ َْريا ِﻣ ﱠﻤ ْﻦ َﻣﴣ ﻘﻰ«. َوﻻ ِﻣ ﱠﻤ ْﻦ ﺑَ َ -١٥اﻹﻣﺎم ﻋﲇ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم» :إِﻟَ ُﻬ ُﻬ ْﻢ َو ِاﺣ ٌﺪ َو ﻧَ ُﺒ ﱡﻴ ُﻬ ْﻢ َو ِاﺣ ٌﺪ َو ﻛِﺘَﺎﺑُ ُﻬ ْﻢ َو ِاﺣ ٌﺪ أَﻓَﺄَ َﻣ َﺮ ُﻫ ُﻢ اﻟﻠ ُﻪ ُﺳﺒْ َﺤﺎﻧَ ُﻪ ﺑَ ِﺎﻻ ْﺧ ِﺘ َﻼ ِف ﻓَﺄَﻃَﺎ ُﻋﻮ ُه أَ ْم ﻧَ َﻬَﺎ ُﻫ ْﻢ َﻋ ْﻨ ُﻪ ﻓَ َﻌ َﺼ ْﻮﻩُ أَ ْم أَﻧْ َﺰ َل اﻟﻠ ُﻪ ُﺳﺒْ َﺤﺎﻧَ ُﻪ ِدﻳﻨﺎً ﻧَﺎ ِﻗﺼﺎً ﴍﻛَﺎ َء ﻟَ ُﻪ ﻓَﻠَ ُﻬ ْﻢ ا َ ْن ﻳُﻘُﻮﻟُﻮا َو َﻋﻠَﻴْ ِﻪ ا َ ْن ﻳَ ْﺮ َﴈ أَ ْم أَﻧْ َﺰ َل اﻟﻠ ُﻪ ﻓ َْﺎﺳﺘَ َﻌﺎ َن ﺑِﻬ ْﻢ َﻋ َﲇ إِمتْ َﺎ ِﻣ ِﻪ ا َ ْم ﻛَﺎﻧُﻮا ُ َ َﴫ اﻟ ﱠﺮ ُﺳ ُﻮل )ﺻﲇ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ( َﻋ ْﻦ ﺗ َ ْﺒﻠِﻴ ِﻐ ِﻪ َو أَ َداﺋِ ِﻪ َو اﻟﻠ ُﻪ ُﺳ ْﺒ َﺤﺎﻧَ ُﻪ ِدﻳﻨﺎً ﺗ َﺎ ْﻣﺎً ﻓَﻘ ﱠ َ ُﺳ ْﺒ َﺤﺎﻧَ ُﻪ ﻳَﻘ ُ ﺎب ِﻣ ْﻦ َﳾ ٍء(«).ﻧﻬﺞ اﻟﺒﻼﻏﺔ :ص .٦١خ.(١٨ ُﻮل ) َﻣﺎ ﻓَ ﱠﺮﻃْ َﻨﺎ ِﰲ اﻟْ ِﻜﺘَ ِ -١٦اﻟﺴﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺰﻫﺮاء ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼمَ » :ﺟ َﻌ َﻞ اﻟﻠﻪُ...اِﻃﺎ َﻋﺘَﻨﺎ ﻧِﻈﺎﻣﺎً ﻟِﻠ ِﻤﻠﱠ ِﺔ َو اِﻣﺎ َﻣﺘَﻨﺎ أﻣﺎﻧﺎً ﻟِﻠ ِﻔﺮﻗَﺔ«).ﺑﺤﺎر اﻻﻧﻮار،ج،٤٣ص.(١٥٨ -١٧اﻹﻣﺎم اﻟﺼﺎدق)ع(» :ﻗُﻠ ُْﺖ ﻟَ ُﻪ َﻣﺎ َﺣ ﱡﻖ اﻟْ ُﻤ ْﺴﻠِﻢِ َﻋ َﲆ اﻟْ ُﻤ ْﺴﻠِﻢِ ﻗ ََﺎل ﻟَ ُﻪ َﺳ ْﺒ ُﻊ ُﺣﻘُﻮقٍ َوا ِﺟ َﺒ ٍ ِﺐ إِ ْن ﺿَ ﱠﻴ َﻊ ِﻣ ْﻨ َﻬﺎ ﺷَ ْﻴﺌﺎً َﺧ َﺮ َج ِﻣ ْﻦ و َِﻻﻳَ ِﺔ اﻟﻠﱠ ِﻪ َو ﺎت َﻣﺎ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ﱠﻦ َﺣ ﱞﻖ إِ ﱠﻻ َو ُﻫ َﻮ َﻋﻠَ ْﻴ ِﻪ َواﺟ ٌ ﻴﺐ ﻗُﻠ ُْﺖ ﻟَ ُﻪ ُﺟ ِﻌﻠ ُْﺖ ِﻓ َﺪ َاك َو َﻣﺎ ِﻫ َﻲ ﻗ ََﺎل ﻳَﺎ ُﻣ َﻌ ﱠﲆ إِ ﱢين َﻋﻠَﻴْ َﻚ ﻃَﺎ َﻋ ِﺘ ِﻪ َو ﻟَ ْﻢ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟِﻠﱠ ِﻪ ِﻓﻴ ِﻪ ِﻣ ْﻦ ﻧ َِﺼ ٍ ﻴﻖ أَﺧ ُ َﺎف أَ ْن ﺗ ُﻀَ ﻴﱢ َﻊ َو َﻻ ﺗ َ ْﺤ َﻔ َﻆ َو ﺗ َ ْﻌﻠَ َﻢ َو َﻻ ﺗ َ ْﻌ َﻤ َﻞ ﻗ ََﺎل ﻗُﻠ ُْﺖ ﻟَ ُﻪ ﻻ ﻗُ ﱠﻮ َة إِ ﱠﻻ ﺑِﺎﻟﻠﱠ ِﻪ ﻗ ََﺎل ﺷَ ِﻔ ٌ ﴪ َﺣ ﱟﻖ ِﻣ ْﻨ َﻬﺎ أَ ْن ﺗ ُِﺤ ﱠﺐ ﻟَ ُﻪ َﻣﺎ ﺗ ُِﺤ ﱡﺐ ﻟِ َﻨﻔ ِْﺴ َﻚ َو ﺗ َ ْﻜ َﺮﻩَ ﻟَ ُﻪ َﻣﺎ ﺗ َ ْﻜ َﺮﻩُ ﻟِ َﻨﻔ ِْﺴ َﻚ َو اﻟْ َﺤ ﱡﻖ اﻟﺜ ِﱠﺎين أَ ْن أَﻳْ َ ُ ﺗ َ ْﺠﺘَ ِﻨ َﺐ َﺳ َﺨﻄَ ُﻪ َو ﺗَﺘﱠ ِﺒ َﻊ َﻣ ْﺮﺿَ ﺎﺗ َ ُﻪ َو ﺗ ُِﻄﻴ َﻊ أَ ْﻣ َﺮﻩُ َو اﻟْ َﺤ ﱡﻖ اﻟﺜﱠﺎﻟِﺚُ أَ ْن ﺗ ُ ِﻌﻴ َﻨ ُﻪ ِﺑ َﻨﻔ ِْﺴ َﻚ َو َﻣﺎﻟِ َﻚ َو ﻟِ َﺴﺎﻧِ َﻚ َو ﻳَ ِﺪ َك َو ِر ْﺟﻠِ َﻚ َو اﻟْ َﺤ ﱡﻖ اﻟ ﱠﺮا ِﺑ ُﻊ أَ ْن ﺗَﻜُﻮ َن َﻋﻴْ َﻨ ُﻪ َو َدﻟِﻴﻠَ ُﻪ َو ِﻣ ْﺮآﺗ َ ُﻪ َو اﻟْ َﺤ ﱡﻖ اﻟْﺨَﺎ ِﻣ ُﺲ أَ ْن اﻟﺴﺎ ِد ُس أَ ْن ﻳَﻜُﻮ َن ﻟ ََﻚ ﺧَﺎ ِد ٌم َﻻ ﺗ َﺸْ ﺒَ َﻊ َو ﻳَ ُﺠﻮ ُع َو َﻻ ﺗ َ ْﺮ َوى َو ﻳَﻈ َْأمُ َو َﻻ ﺗَﻠْﺒَ َﺲ َو ﻳَ ْﻌ َﺮى َو اﻟْ َﺤ ﱡﻖ ﱠ ِﺐ أَ ْن ﺗ َ ْﺒ َﻌﺚَ ﺧَﺎ ِد َﻣ َﻚ ﻓَ َﻴﻐ ِْﺴ َﻞ ﺛِ َﻴﺎﺑَ ُﻪ َو ﻳَ ْﺼ َﻨ َﻊ ﻃَ َﻌﺎ َﻣ ُﻪ َو َ ْمي َﻬ َﺪ ِﻓ َﺮاﺷَ ُﻪ َو ﻟَ ْﻴ َﺲ ِﻷَ ِﺧ َﻴﻚ ﺧَﺎ ِد ٌم ﻓَ َﻮاﺟ ٌ ِﻴﺐ َد ْﻋ َﻮﺗ َ ُﻪ َو ﺗ َ ُﻌﻮ َد َﻣﺮِﻳﻀَ ُﻪ َو ﺗ َﺸْ َﻬ َﺪ َﺟ َﻨﺎ َزﺗ َ ُﻪ َو إِذَا َﻋﻠِ ْﻤ َﺖ َو اﻟْ َﺤ ﱡﻖ ﱠ اﻟﺴﺎ ِﺑ ُﻊ أَ ْن ﺗ ِ ﱠُﱪ ﻗ ََﺴ َﻤ ُﻪ َو ﺗُﺠ َ أَ ﱠن ﻟَ ُﻪ َﺣﺎ َﺟ ًﺔ ﺗُﺒَﺎ ِد ُرﻩُ إِ َﱃ ﻗَﻀَ ﺎﺋِ َﻬﺎ َو َﻻ ﺗُﻠْ ِﺠﺌُ ُﻪ أَ ْن ﻳَ ْﺴﺄَﻟَ َﻜ َﻬﺎ َو ﻟَ ِﻜ ْﻦ ﺗُﺒَﺎ ِد ُرﻩُ ُﻣﺒَﺎ َد َر ًة ﻓَ ِﺈذَا ﻓَ َﻌﻠ َْﺖ َذﻟِ َﻚ َو َﺻﻠ َْﺖ َو َﻻﻳَﺘَ َﻚ ِﺑ َﻮ َﻻﻳَ ِﺘ ِﻪ َو َو َﻻﻳَﺘَ ُﻪ ِﺑ َﻮ َﻻﻳَ ِﺘﻚ«) .اﻟﻜﺎﰲ ﰲ اﻷﺻﻮل :ج .٢ص .١٦٩ح.(٢ و ﻣام ﺳﺒﻖ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺪون أي ﺷﻚ أن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮآن و اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و اﻹﻗﺘﺪاء ﺑﺴرية اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم و أوﺻﻴﺎﺋﻪ ﻣﻦ أﻫﻢ و أﻓﻀﻞ ﺳﺒﻞ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و إﻳﺠﺎد و ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﺂﻟﻒ و اﻟﺘﺂﺧﻲ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني.
217
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
218
ﺳﺒﻞ وﺣﺪة اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ: و ﺑﺪون أدىن ﺷﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻫﻤﻴﺔ اﻹﺗﺤﺎد و اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺘﺂﻟﻒ ﺑني ﻃﻮاﺋﻒ اﳌﺴﻠﻤني ﰲ وﺟﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪات أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم وﻣﺜريي اﻟﻔﺘﻨﺔ وﻫﺬه اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ و اﻟﺮواﺋﻴﺔ ﳌﻔﻬﻮم اﻟﻮﺣﺪة ﻳﺠﺐ أن ﺗﺪﻋﻢ ﺑﺴﺒﻞ و ﻃﺮاﺋﻖ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﺠﻤﻊ اﳌﺴﻠﻤني و ﺗﻮﺣﺪ ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ و ﻣﺴريﺗﻬﻢ.و ذﻟﻚ ﻷن اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮى و ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﺈذا ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻘﺮأة اﳌﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻘﻴﺎس ﻧﺠﺪ أن ﺗﻮﺣﺪ اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﻗﻮف ﰲ وﺟﻪ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم ﻟﻬﻮ أﺑﺪى ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺣﺪ أو اﻟﻮﺣﺪة ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﻘﻞ و اﻟﴩع و ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﺻﻮل اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻹﺷﺎرة ﻟﻬﺎ: -١اﻟﻘﻴﺎدة و اﻹﻣﺎﻣﺔ اﻟﻮاﺣﺪة: )ﻣﻦ أﻫﻢ ﻋﻮاﻣﻞ وﺣﺪة اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ وﺟﻮد ﻗﺎﺋﺪ واﺣﺪ و إﻃﺎﻋﺘﻪ وإﺗﺒﺎﻋﻪ.ﻓﺈن وﺟﻮد ﻗﺎﺋﺪ واﺣﺪ و اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣﻮﻟﻪ و اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻷواﻣﺮه ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ أﻫﻢ ﺳﺒﻞ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض أن ﺗﺄيت ﰲ ﺳﻠﻢ اﻷوﻟﻮﻳﺎت ﻗﺒﻞ أي ﺳﺒﻞ أﺧﺮى وأي ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ أﺧﺮى ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﺪة و اﻟﺘﺂﻟﻒ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻮﺟﻮد أﻣﺔ ﻣﻦ دون ﻗﺎﺋﺪ أو وﱄ أﻣﺮ. و ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﺑﻞ و أﻛﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻗﺎل رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ: »إﺳﻤﻌﻮا و أﻃﯿﻌﻮا ﳌﻦ وﻻه اﻟﻠﻪ اﻷﻣﺮ ،ﻓﺈﻧّﻪ ﻧﻈﺎم اﻹﺳﻼم«).اﻟﺸﻴﺦ اﳌﻔﻴﺪ ،ﻻ ﻧﻈري،اﳌﺠﻠﺲ .٢ح.(٢ -٢اﻹميﺎن ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ و ﺻﺤﻮة اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: ﻣﻦ أﻫﻢ ﺳﺒﻞ اﻟﻮﺣﺪة أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ أﻣﻞ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة ﻛﻘﻀﻴﺔ ,وإﻳﺠﺎد وﺣﺪة اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺻﺤﻮة اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻔﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎﺣﻬﻢ ,و أن ﻻ ﻧﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻮﺣﺪة ﻛﺤﻠﻢ ﺑﻌﻴﺪ اﳌﻨﺎل و إمنﺎ ﻧﺴﻌﻰ ﺑﻜﺎﻣﻞ إرادﺗﻨﺎ ووﺟﻮدﻧﺎ إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ -٣إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: ﻣﻦ أﻛرث اﻟﺴﺒﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة و اﻟﺘﺂﻟﻒ,ﻫﻲ أن ﻧﻘﻮم م ﻋﲆ اﻷرض ﺑﺈﻳﺠﺎد ﺟﻮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة و ان ﻻ ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻛﺄﻣﻞ ﺑﻌﻴﺪ اﳌﻨﺎل و إذا أردﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﻧﺼﻞ إﱃ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺴﻌﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﳌﺠﺎﻻت و أن ﻧﺤﻘﻖ ﺧﻄﻮات واﺿﺤﺔ و ﻣﺠﺪﻳﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل و ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻫﺬا ﻓﺈن ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻫﺬه اﻹﻗﺪاﻣﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ . -٤اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ و إﻳﺠﺎد اﻟﻠﺠﺎن و اﳌﺆمتﺮات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
ﻣﻦ أﻫﻢ و أﻛرث اﻟﺴﺒﻞ ﺗﺄﺛريا ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة ﻫﻮ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﻨﺎﺳﺐ و ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻠﺠﺎن و ﻋﻘﺪ اﳌﺆمتﺮات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﻌﻤﲇ.إن اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻔﺮدﻳﺔ و إن ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺪﻳﺔ ﰲ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻏري ﻣﺜﻤﺮة.إن اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻗﺪرة اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﲆ اﻹﺑﺪاع و اﻹﻧﺠﺎز ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﻮﺣﺪة و اﻟﱪاﻣﺞ و اﻟﺨﻄﻂ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﳌﺪى و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ اﻟﴬوري ﻟﻌﻮدة اﻟﻘﺪرة و اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ ﺟﺎﻣﻊ و إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻠﻘﺎءات و اﳌﺆمتﺮات و اﻟﻠﺠﺎن اﳌﻮﺣﺪة. -٥ﺗﺤﺮﻳﺾ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ اﻟﻮﺣﺪة: وﻣﻦ اﻟﺴﺒﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﺗﻮﺟﻪ وﺗﺤﺮﻳﺾ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﳌﺜﻘﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب و ﻣﺜﻘﻔني وﻋﻠامء إﱃ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة و ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﺘﺐ و اﻵﺛﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﲆ اﻟﻮﺣﺪة و اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ و مل ﺷﻤﻞ اﳌﺴﻠﻤني و اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ).ﺳﻌﺎدت،١٣٨٧ ،ص.(١٥٥ -٦اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﻻﻋﺘﻘﺎدات اﳌﺸﱰﻛﺔ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ: إن اﳌﺴﻠﻤني ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻌﱰﻓﻮن ﺑﺈﻟﻪ واﺣﺪ و ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻛﺘﺎب واﺣﺪ و ﻗﺒﻠﺔ واﺣﺪة و ﻧﺒﻲ واﺣﺪ و دﻳﻦ اﻹﺳﻼم ﻫﻮ دﻳﻦ واﺣﺪ و اﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﺮاﺋﺾ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤني )ﻛﺎﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻟﻠﻪ و اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻛﺎﻟﺼﻼة و اﻟﺼﻮم و اﻟﺤﺞ و اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف و اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ(. ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ و اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻘﺘﻀﻴﺎن اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣﻮل ﻫﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﻜﺜرية و اﳌﺸﱰﻛﺔ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ إﻇﻬﺎر اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ.اﻟﻨﺎس ﰲ أﺻﻠﻬﻢ اﻟﻔﻄﺮي ﻣﻮﺣﺪون ﺑﺄﺻﻞ وﺣﺪة اﻟﺨﻠﻘﺔ و ﻳﺠﺐ ﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺣﻮل ﻫﺬه اﳌﺸﱰﻛﺎت اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ و اﻟﻐري ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ و اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ اﻷﺧﻮة ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ أي ﺗﻌﺼﺐ و ﻧﻔﺎق و ﻓﺮﻗﺔ ﻓﺎﳌﺴﻠﻤﻮن ﻣﻦ أي ﻓﺮﻗﺔ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ و ﺗﺤﺖ راﻳﺔ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﻟﻠﻪ و ﻣﻊ ﺗﻌﺪد و اﺧﺘﻼف ﻣﺬاﻫﺒﻬﻢ أن ﻳﺠﺘﻤﻌﻮا ﰲ أﺻﻞ اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻟﻠﻪ -٧اﻻﺟﺘﻨﺎب ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﰲ اﻟﺨﻼﻓﺎت: ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺴﺒﻞ و اﻷﺻﻮل ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ و اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫﻮ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ أﻣﻮر اﳌﺜرية ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ و اﻟﻔﺮﻗﺔ و ذﻟﻚ ﻷن ﻃﺮح اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳌﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ وﻋﲆ اﻟﺨﺼﻮص ﰲ اﻷﻣﺎﻛﻦ و اﻷﺟﻮاء اﻟﻐري اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و ﻏري اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻦ ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني و إمنﺎ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﰲ ﺗﻌﻘﻴﺪﻫﺎ وﺳﻴﺰﻳﺪ ﰲ ﻗﻮة اﻻﻧﺸﻘﺎق ﺑني اﳌﺴﻠﻤني
219
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
-٨اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺣﺮﻣﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻻﺣﱰام اﳌﺘﺒﺎدل: إن اﻻﺣﱰام اﳌﺘﺒﺎدل ﻫﻮ ﻣﻦ أﻫﻢ ﺳﺒﻞ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ و اﻟﺘﺂﻟﻒ ﺑني اﳌﺴﻠﻤني .ﺑني أي إﺛﻨني أو ﻣﺬﻫﺒني أو ﻣﺠﺘﻤﻌني ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻔﺮوق و اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت. وﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻷﻣﺜﻞ ﻫﻮ ﺑﺎﻻﺣﱰام اﳌﺘﺒﺎدل و إﻳﺠﺎد اﻟﺮواﺑﻂ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺂﻟﻒ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﻘﺪﻣﺎت اﳌﺸﱰﻛﺔ اﻟﺘﻲ ميﺘﻠﻜﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤني ﻓﻬﻨﺎك ﻋﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﺑﺬاﺗﻪ و ﻫﺬه اﻻﻋﺘﻘﺎدات ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻠﻬﺘﻚ و اﻹﻫﺎﻧﺔ و اﺟﺘﻨﺎب اﻷﻣﻮر اﳌﺜرية ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ و اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﻣﺮاﻋﺎة اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﳌﺸﱰﻛﺔ و ﺣﻘﻮق اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻢ و اﻟﺤﻘﻮق و اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ اﻟﺒﺎﻋﺜﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺳﺒﻞ اﻹﺗﺤﺎد و اﻹﺗﻼف ﺑني ﻣﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼم.
220
-٩ﺧﻄﺎﺑﺎت ﻣﺮﺟﻌﻴﺎت اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: ﻣﻦ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻷﺻﻮل اﻷﺧﺮى ﰲ ﻫﺬه اﳌﺠﺎل :اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ و اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺑني اﻟﻌﻠامء اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت و ﺳﻮء اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺰﺋﻴﺎت ﰲ اﳌﺬاﻫﺐ و اﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﻟﺘﺂﺧﻲ و اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻮﻗﻮف ﺻﻔﺎ واﺣﺪا ﰲ وﺟﻪ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم. -١٠ﺗﻌﻤﻴﻖ رواﺑﻂ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: إن ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺮواﺑﻂ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﺑني اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻧﺒﺬ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ،ﻫﻲ واﺣﺪة أﺧﺮى ﻣﻦ اﻷﺻﻮل اﻟﻮاﺟﺐ رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻرﺗﺒﺎط و اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑني ﺗﻠﻚ اﻟﺪول و ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻘﻮة و اﳌﻨﻌﺔ ،وﺗﺤﺴني اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﺤﺼﻴﻞ اﳌﻨﺎﻓﻊ اﳌﺸﱰﻛﺔ و اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣﻮل اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة و اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﻮﻗﻮف ﰲ وﺟﻪ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم ﺻﻔﺎ واﺣﺪا ﺟﻨﺒﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ. دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: إﻧﻪ ﳌﻦ اﳌﺴﻠﻢ أن ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة ﺑني ﻓﺮق و ﻣﺬاﻫﺐ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ إﱃ اﻟﻬﻤﻢ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ و اﻟﻌﺰاﺋﻢ اﻟﺮاﺳﺨﺔ و اﻟﺘﻲ ﻻ ميﺘﻠﻜﻬﺎ إﻻ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻮاﻋﻲ و اﻟﻘﺎدر ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺛري و اﳌﻨﺎدي ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ أﻣﺔ اﻹﺳﻼم ﺗﺤﺖ راﻳﺔ واﺣﺪة وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺨﻠﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛري ﻟﺪي اﻟﺸﺒﺎب؟ و ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻮﺣﺪة ﺣﻮل ﻣﺤﻮر إﺳﻼﻣﻲ واﺣﺪ و ﺗﺸﻜﻴﻞ أﻣﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ واﺣﺪة أﺻﺒﺢ أﻣﺮا ﻣﻘﻀﻴﺎ و ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
ﻟﻪ دورا ﻫﺎم ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻄﻤﻊ اﻻﺳﺘﻌامري و ﺟﺸﻊ أﻋﺪاء اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ. إن اﳌﺴﺌﻮﻟني و اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد وﺣﺪة و ﺗﺂﻟﻒ ﺑني اﻷﻣﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ أﺳﺲ اﻹميﺎن و اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼم و اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﺼﺐ و اﻹﻓﺮاط ﻷﻧﻪ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺼﺎﻋﺪة و ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈن اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺒﻘﻰ و اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ،وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻻﻫﺘامم و اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ و ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺴﺆوﻟني اﻟﺜﻘﺎﻓﻴني ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ و اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﻞ اﻟﻨﺎﺷﺊ. و اﻵن ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺮق و اﻷدوات اﻟﺘﻲ متﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ إرﺷﺎد و ﺗﻮﻋﻴﺔ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﱃ ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب أن ﻳﻜﻮﻧﻮا واﻋﻴني إﱃ ﻫﺬه اﳌﻼﺣﻈﺔ أن أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم دامئﺎ ﻳﺴﻌﻮن إﱃ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﴐﺑﺔ ﻷﻓﻜﺎر وﻋﻘﺎﺋﺪ واﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. إن اﻟﴬﺑﺔ اﳌﺘﻠﻘﺎة ﻣﻨﻬﻢ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ)اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة(.وﰲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ وﻇﻴﻔﺔ اﳌﺴﺆوﻟني اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب و ﺣامﻳﺘﻬﻢ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻷﻓﻜﺎر و اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﻬﺎدﻣﺔ و اﳌﺨﺮﺑﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎح اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا. و ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﳼ ﻟﺮﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ و اﳌﻨﻈامت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺒﺎب و ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﺑﺄﻫﺪاف و ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ اﻟﻮﻋﻲ و اﻻﻧﺘﺒﺎه إﱃ اﻷﺧﻄﺎر و اﻷﴐار اﻟﺘﻲ ﻣﻤﻜﻦ أن ﺗﻬﺪد اﻟﻠﺤﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. و ﰲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻮاﺟﻪ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺎمل اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺆﻣﻦ و اﻟﻮاﻋﻲ اﻟﺘﻤﺴﻚ و اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻷﺻﻮل و اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ و اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ة اﻟﺘﻨﺒﻪ ﻟﺤﻴﻞ اﻻﺳﺘﻌامر ﺑﺈﻳﺠﺎد اﻟﻄﺮق اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﺛﺒﺎت أﺻﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﰲ اﻟﴫاﻋﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ و اﻟﺤﻀﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘامﺳﻚ وواﺣﺪ و اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪات و ﻋﻈﻤﺔ اﻹﺳﻼم) .ن.ک :اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﻘﺮآين إﻳﺮان ٢ :آﺑﺎن :١٣٩٠اﻟﺨﱪ .(٨٨٦٢١٤ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ أن اﻟﻮﺣﺪة ﺑني اﻟﺸﻴﻌﺔ و اﻟﺴﻨﺔ ﻟﻴﺴﺖ مبﻌﻨﻰ إﺗﺒﺎع ﻣﺬﻫﺐ أو أﻓﻌﺎل أو ﻣﻨﺎﺳﻚ أو ﺗﺮك أﺣﺪ اﳌﺬاﻫﺐ ،و إمنﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﺤﻔﻆ اﻻﻋﺘﻘﺎدات وﺻﻮﻧﻬﺎ و اﻟﺤﻀﻮر اﳌﺴﺘﻤﺮ و اﻟﻮاﺿﺢ ﰲ اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ و اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ و ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ميﻜﻦ إﻳﺠﺎد ﻣﺠﺘﻤﻊ إﺳﻼﻣﻲ ﻣﺸﱰك ﰲ إﻃﺎر أﻣﺔ واﺣﺪة ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﻗﻮف ﰲ وﺟﻪ اﻷﻋﺪاء و ﻋﺪم اﻟﺴامح ﻟﻬﻢ ﺑﺒﺚ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ و اﻻﺧﺘﻼف ﺑﻴﻨﻬﻢ. إن ﺷﺒﺎب اﻟﻴﻮم ﺑﺄﺧﺬ اﻟﻌﱪة واﻟﻘﺪوة ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ زﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل )ص( واﻹﻣﺎم ﻋﲇ )ع( ميﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺆﺛﺮﻳﻦ وﻓﺎﻋﻠني ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ إﺳﻼﻣﻲ وأﻣﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ
221
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
222
ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ,ﻛام ميﻜﻨﻬﻢ أﻳﻀﺎ ﺑﺄﺧﺬ اﻟﻘﺪوة واﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻔﺮﻳﺪة اﳌﻌﺎﴏة ﻣﺜﻞ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ر ﻩ( اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ اﻛﱪ اﳌﻨﺎدﻳﻦ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﻪ أن ﻳﻠﻌﺒﻮا دورا ﻫﺎﻣﺎ ﰲ ﺟﻤﻊ ﺷﻤﻞ اﳌﺴﻠﻤني وﺗﻮﺣﻴﺪﻫﻢ وإﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﻹﺳﻼم ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﴐ. وﻫﺬا اﻷﻣﻞ واﳌﻘﺎم اﻟﺸﺎﻣﺦ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻛﺎن واﺿﺤﺎ وﺟﻠﻴﺎ ﰲ ﻧﻈﺮ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ. إن ﺷﺒﺎب ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺘﻮﺟﻬﻮا إﱃ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم وﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وان ﻳﺤﺎرﺑﻮا أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﺮ اﻟﻠﻴﱪاﱄ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى ﻹﻳﺠﺎدﻫﺎ ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ وان ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺘﻨﺒﻬني إﱃ ﺧﻄﺮ إﻳﺠﺎد ﻣﺬاﻫﺐ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ واﻟﺴﻠﻔﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ إﻳﺠﺎد اﻟﺸﻘﺎق ﺑني اﳌﺴﻠﻤني وﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﻮاﻋﻲ واﳌﺜﻘﻒ واﳌﻘﺘﺪر واﳌﺘﻨﺒﻪ ﻟﻸﻓﻜﺎر واﻟﻌﺮﻓﺎن اﳌﺎدي اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم ﻹﺣﻼﻟﻬﺎ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ. وﻣﻦ اﳌﺸﺨﺺ واﻟﻮاﺿﺢ ﺑﺎن اﻟﺜﻮرات اﻷﺧرية واﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﳌﺘﻮاﺻﻠﺔ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ واﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺑﻌﺾ دول آﺳﻴﺎ و اروﺑﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ وﺧﺼﻮﺻﺎ در ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ ﻫﻲ ﻧﺘﺎج اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻮاﻋﻲ واﻟﺜﺎﺋﺮ اﳌﺜﻘﻒ وﻟﻜﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا واﻋني ﻟﻬﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ أن اﻟﻌﺪو ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺄي ﻃﺮﻳﻘﺔ وﺑﺄي وﺳﻴﻠﻪ ﺗﻬﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﻨﻮه وزرع اﻟﻔﺘﻨﻪ واﻟﺸﻘﺎق ﺑﻴﻨﻬﻢ وإﺑﻌﺎدﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﳼ ﻟﻬﻢ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ . وﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺪو ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﻛﻴﺎن اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ ﻫﻲ زرع اﻟﺨﻼف واﻟﺸﻘﺎق ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﻟﻌﺪو ﻫﻮ ﻣﺘﻮﺟﻪ متﺎﻣﺎ ﻟﻼﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب وﺑﺎﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ اﳌﺮاﺟﻊ واﻟﻘﻴﺎدات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ وﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﻌﺪو ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺎﻣني ﻣﻨﺎﻓﻌﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﺗﻮﺣﺪ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺸﺎب اﳌﻨﺘﺞ واﻟﻘﺎدر. وﻟﻬﺬا ﻓﻌﻼ اﻟﺸﺒﺎب اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻧﺤﻮ ﺣﻮل اﻹﻣﺎﻣﺔ واﻟﻘﻴﺎدة اﻻﺳﻼﻣﻴﻪ اﻟﻮاﺣﺪة وﻧﺒﺬ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺰﻋﺰﻋﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣﻮل اﻟﻘﺎﺋﺪ وﺑﻬﺬا ﻳﺤﺒﻄﻮن آﻣﺎل اﻟﻌﺪو . اﻻﻗﺘﺪاء واﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻘﺎﺋﺪ واﺣﺪ ﻣﻌﺘﻤﺪ وﻣﻌﺮوف وﻣﺸﺤﻮن ﺑﺤامﺳﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻷﻋﺪاء واﳌﻨﺎﻓﻘني وﺑﺎﻋﺜﻲ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﺤﻀﻮر ﺷﺒﺎب اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﻮة واﻟﻘﻔﺰات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﻇﻬﺮوا أن اﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﻋﺪاء اﻟﺘﻲ ﻣﻨﻌﺖ اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺪ ﻓﺸﻠﺖ وأن ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻗﺪ ﻛﺒﺤﺖ. وﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ إﻇﻬﺎر وﺗﻌﺮﻳﺔ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬت ﻣﻦ اﻻﺳﻼم رداء ﻟﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻻﻳﺠﺎد اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ إﱃ اﻟﺸﺒﺎب ﻟيك ﻻ ﻳﻨﺤﺮﻓﻮا ﻋﻦ اﳌﺴري اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ و ﻻﻳﺪﺧﻠﻮا ﰲ ﴎاب اﻟﺘﻄﺮف. ﻫﺬا ﻓﺈن اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺸري إﱃ ﻗﺪرة وﺷﻮﻛﺔ اﻹﺳﻼم وإﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌﺴﻠﻤني ﰲ ﺣﻞ
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
اﳌﺸﻜﻼت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻫﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﺳﺎﳼ ﰲ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﻈﺎﳌني واﻟﻜﻔﺎر ﻛام أﻧﻬﺎ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻹﻳﺠﺎد ﻣﺸﺎﻫﺪ وﻧﻈﺮﻳﺎت إﺳﻼﻣﻴﺔ . وﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة واﻟﻨﻬﻀﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺸري إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﴫ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺮواﺑﻂ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ. إن ﺷﺒﺎب اﻹﺳﻼم ﰲ ﺣﻔﻈﻬﻢ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻻﻋﺘﻘﺎدات اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻹميﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻫﻢ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻧﺒﺾ ﻗﻠﺐ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ. ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﺗﱪﻫﻦ أن ﻣﻘﺎوﻣﺔ وﺛﺒﺎت اﻟﺸﻴﻮخ واﻟﺸﺒﺎب واﻟﺸﺎﺑﺎت ﰲ دول ﻣﴫ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴﻄني ﻟﻬﺎ ﴍﻋﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ وﻗﺮآﻧﻴﺔ وأن ﺛﺒﺎﺗﻬﻢ وﻋﺰﻣﻬﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﳌﻀﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﻬﺪاﻳﺔ واﻟﺴرية اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ واﻷمئﺔ اﻟﻬﺪاة. اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎرب اﳌﺬﻫﺒﻲ ﻷن اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎدي ﺑﺎﻟﺘﻘﺎرب واﻹﺗﺤﺎد اﳌﺬﻫﺒﻲ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻏري ﻧﺎﻓﻊ وﺣﺴﺐ ﺑﻞ إﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﴬ ﺑﺎﻟﻘﻴﻤﺔ. واﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺤﺎﱄ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﴬورة اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺸﱰك ﺗﻘﺎريب وﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ وﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺸﱰك ﺳﻴﺆدي ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﱃ اﻟﻮﺣﺪة ﺑني اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ واﻟﻌﻴﺶ اﻵﻣﻦ ﻟﻬام. اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ اﳌﺨﺘﴫ ﻻ ميﻜﻦ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﻋﻠﻞ ودواﻓﻊ وأﺳﺒﺎب اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻘﺎﻻت وذﻛﺮت ﺧﻄﺎﺑﺎت ﻛﺜرية ﻻ ﺗﺤﴡ ﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﻨﺺ ﺳﻴﻘﺘﴫ ﻋﲆ ذﻛﺮ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻛﺒﺎدﺋني ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻳﻄﻠﻖ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺼﺤﻮة اﻟﺸﺒﺎب ﻷن ﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة واﻟﻨﻬﻮض ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺪأت ﺑﺘﻀﺤﻴﺔ ﺷﺎب واﺣﺪ وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﻓﺈن اﻟﻔﺘﻴﺎت واﻟﺸﺒﺎن ﻳﺸﻜﻠﻮن اﻟﻌﻨﴫ اﻟﻔﻌﺎل واﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻟﻬﺬه اﻟﺼﺤﻮة. إن اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺪرﻛني ﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ مل ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺟﻬﻠﺔ وأﻣﻴني ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﳌﺜﻘﻔﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ وﻃﻼب اﳌﺪارس اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻫﺬا ﻳﺪل ﻋﲆ ﺣﻀﻮر اﻟﻨﺨﺒﺔ واﳌﺜﻘﻔني واﳌﺘﻌﻠﻤني اﻟﻮاﻋﻴني واﳌﺘﻄﻠﻌني ﻋﲆ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ واﻟﻌﺎمل ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى إن ﻗﻴﺎدﻳﻮ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺆﻟﻔني ﻣﻦ ﺷﺒﺎب اﻟﻨﺨﺒﺔ واﻟﻌﻠامء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ. ميﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني ﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻧﴩ رﺳﺎﻟﺔ أﻧﺒﻴﺎء اﻟﻠﻪ إﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء.ﻛام ﻓﻌﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ)ع( ﰲ رﻳﻌﺎن ﺷﺒﺎﺑﻪ
223
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻒ ﰲ وﺟﻪ ﺟﻬﻞ اﻟﻨﺎس وزﻋامﺋﻬﻢ و اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺪرﺗﻪ وﻓﻬﻤﻪ أن ﻳﻘﴤ ﻋﲆ اﻟﺠﻬﻞ وﻇﻠﻢ اﻟﺰﻋامء .وﻛام ﻓﻌﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ إﺳامﻋﻴﻞ)ع( اﻟﺸﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻣﺘﺜﻞ ﻷواﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻜﺎﻣﻞ اﻟﺮﺿﺎ وﺑﺪون ﺗﺮدﻳﺪ.وﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ)ع( اﻟﺬي ﻫﻮ أﻳﻀﺎ أﺣﺪ ﺷﺒﺎب اﻟﻘﺮآن اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ أﻫﻮاﺋﻪ وﺷﻬﻮاﺗﻪ ﺣﻴﺎل ﺧﺪاع زوﺟﺔ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﴫ ﻟﻪ.ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻢ أن اﻟﻠﻪ آﻣﻦ ﺑﻘﺪرة اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ أﻟﻘﻰ إﱃ ﻛﺎﻫﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﺤﻴﻰ)ع( ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﴩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﻨﺒﻮة.أﻫﻞ اﻟﻜﻬﻒ أﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺒﻮا دﻋﻮة اﻟﺤﻖ وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ أﻣﺘﻬﻢ ﻏﺎرﻗﺔ ﰲ اﻟﺠﻬﻞ واﻟﻐﻔﻠﺔ ﺳﺎرﻋﻮا ﰲ دﻋﻮﺗﻬﻢ إﱃ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻹﻟﻬﻲ ﻧﻌﻢ ﻫﺬا ﻣﺜﺎل واﺿﺢ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﻜﺜرية اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﴡ .وﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺔ وﺳﻨﺔ أن ﻳﻘﻔﻮا ﺟﻨﺒﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ إﻗﺘﺪاء ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وإﺳامﻋﻴﻞ وﻳﺤﻴﻰ وأﺻﺤﺎب اﻟﻜﻬﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ وﺳﻼﻣﻪ اﻟﺬﻳﻦ أمتﻮا رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺒﻮﺗﻬﻢ وﺗﻐﻠﺒﻮا ﺑﺈميﺎﻧﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﺠﻬﻞ واﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﰲ زﻣﺎﻧﻬﻢ . إن اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﻗﺘﺪاﺋﻬﻢ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ وﻣﺤﺎوﻻت ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص اﳌﻘﺪﺳني ﻟﻨﴩ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ وﻣﺤﺎرﺑﺔ دﺳﺎﺋﺲ اﻷﻋﺪاء واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ,اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا وﺳﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣﺮة أﺧﺮى أن إﻧﻘﺎذ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ واﺳﺘﺒﺪاد ﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ,وأن ﻳﻈﻬﺮوا ﻟﻠﻌﺎمل أن رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺴﻼم واﻟﻌﺪاﻟﺔ وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻔﺴﺎد. 224
اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ واﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻃﺮح اﻷﺧﻮة واﻹﺗﺤﺎد ﺑني اﻷﻣﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺮح وﻧﻈﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﺣﺴﺐ ﺑﻞ ﻫﺬا اﻟﻄﺮح واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﻜﻠامت ﻣﻦ اﺑﺘﻜﺎر ﻇﻬﻮر اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺒني ﻟﻺﺳﻼم .ﺑﻨﺎء اﻷﺧﻮة ﺑني ﺷﺨﺼني ﻣﺴﻠﻤني اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﰲ زﻣﺎن اﻟﺮﺳﻮل )ص( ﺗﺒني أن اﻹﺳﻼم أﻛﺪ ﻋﲆ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻹﺗﺤﺎد واﻟﻮﺣﺪة ﺑني اﻷﻣﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪأت ﻣﻦ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻛﺮم .وﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻓﺈن اﻟﺸﺒﺎب ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺪور اﳌﺤﺮك اﻷﺳﺎﳼ ﳌﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ وﻳﺪﻋﻮن إﱃ إﻗﺎﻣﺔ اﻹﺗﺤﺎد واﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.إن ﺷﺎب ﻣﺴﻠﻢ ﺷﻴﻌﻲ ﻣﻊ ﻧﻈريه اﻟﺴﻨﻲ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ واﻋﺘﻘﺎداﺗﻬﻢ وﺑﺎﻟﻮﻗﻮف ﺟﻨﺒﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻮار اﳌﺸﱰك ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﻳﺴريوا ﺑﺄﻣﻤﻬﻢ اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻹﺗﺤﺎد واﻟﻮﺣﺪة واﻟﺘﺂﻟﻒ ﻛام وأﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﺟﺬور اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻻﺧﺘﻼف ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ.ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﱪون أن إﻗﺎﻣﺔ اﻹﺗﺤﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﳌﻬﻤﺔ واﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑني اﻷﻣﺘني اﳌﺴﻠﻤﺘني واﻟﺴﻌﻲ ﰲ ﺣﻞ ﻫﺬه اﻟﺨﻼﻓﺎت ﻫﻲ أﻫﻢ رﺳﺎﻟﺔ ميﻜﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ
ﻣﻜﺎﻧﺔ و أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ و اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﴩﻳﻔﺔ
ﻋﺮض ﺑﻌﺾ ﻃﺮق اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻋﲆ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺸﺒﺎب ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ -١إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﺎﻇﺮات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑني ﻋﻠامء اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻟﺪﻳﻨﻲ -٢إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆمتﺮات ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻋﲆ أرﺿﻴﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ -٣دﻋﻮة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ ﻣﺬاﻫﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وإﻗﺎﻣﺔ ﺣﻮارات دﻳﻨﻴﺔ ﰲ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت -٤ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ واﻟﺘﻌﺮف اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻋﲆ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ وإزاﻟﺔ اﻹﺑﻬﺎم ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴريﺗﻬﻢ -٥إﺟﺮاء ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺎﻇﺮة ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮآن واﻟﺤﺪﻳﺚ وأﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ -٦ﻧﴩ اﻟﺤﻴﺎة وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺷﺒﺎب اﻟﻘﺮآن وأﺳﻮة اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﻛﺘﻴﺐ اﻟﻜﱰوين وﺑﺮاﻣﺞ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻤﻴﻞ ﻋﲆ أﺟﻬﺰة اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ واﻟﺠﻮال -٧اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻔﻜري واﻟﺒﻴﺎن ﰲ إﻃﺎر اﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻨﺔ واﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺿﺪ اﻟﺘﻮﻫني واﻟﺘﺤﻘري اﻟﺪﻳﻨﻲ -٨إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ وﻗﺮآﻧﻴﺔ ﰲ اﳌﺴﺎﺟﺪ واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ -٩إﺣﻴﺎء اﻟﺮوح اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ واﻻﻋﺘامد ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﻋﺰل اﻟﻐﺮاﺋﺰ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني -١٠ﻃﺮد اﻟﺨﺮاﻓﺔ وﺗﻄﻬري اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ -١١ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻨﺎﺷري ﻓﻴام ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎدات وﻣﻨﺎﺳﻚ اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب -١٢اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ ﺑني اﻟﺤﻮزة واﻟﺠﺎﻣﻌﺔ -١٣اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻻرﺗﺒﺎط ﺑني اﻟﺤﻮزات اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ واﻟﺴﻨﻴﺔ -١٤إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺮﺣﻼت اﻟﱰﻓﻴﻬﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﻘﺪرة ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺠامﻋﻴﺔ وزﻳﺎدة روح اﻟﺘﻌﺎون واﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑني اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني واﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ -١٥ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني وﺣﺲ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني ﻋﲆ اﻹﻗﺘﺪاء ﺑﻬﺎ -١٦ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻤني اﻟﺸﻴﻌﺔ واﻟﺴﻨﺔ ﻋﲆ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم اﻟﺤﻘﻴﻘﻴني -١٧اﻟﺘﺬﻛري مبﺤﺎوﻻت اﻷﻧﺒﻴﺎء واﳌﻌﺼﻮﻣني )ع( ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻨﺎﺑﻊ واﳌﺮاﺟﻊ: -١اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ -٢اﻟﺼﺤﺔ,ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ,ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﴬه اﻟﻔﻘﻴﻪ ,ﻃﻬﺮان,ﻛﻮﻳﺮ,ج١٣٧٠,٢ -٣اﻟﻮاﺟﺪ,اﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ .ﻧﻬﺞ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ .ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻠامت ﻗﺼﺎر .ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺮﺳﻮل )ص( .ﻃﻬﺮان ﻋﺎمل اﳌﻌﺮﻓﺔ ١٣٨٢ -٤ﺣﺴني ﴍﻳﻒ اﻟﺮﺿﺎ,ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻬﺞ اﻟﺒﻼﻏﺔ .اﻟﻬﺠﺮة .ﻗﻢ
225
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
226
-٥وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ .ﺧﱪ٢ :٨٨٦٢١٤آﺑﺎن ١٣٩٠ -٦اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ,أﺣﻤﺪ.اﻟﻮﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ:ﻃﻬﺮان:ﻓﺼﻞ اﻟﺤﻀﻮر:ﺧﺮﻳﻒ:١٣٧٣رﻗﻢ٨ -٧اﻟﺮاﻏﺐ اﻷﺻﻔﻬﺎين:ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳌﻔﻀﻞ ,ﺣﺴني.ﻣﻔﺮدات أﻟﻔﺎظ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ:ج:١دﻣﺸﻖ:دار اﻟﻨﴩ/دار اﻟﻘﻠﻢ ﺑﺘﺎ -٨زﻛﺮﻳﺎ ,ﻣﺤﻤﺪ ﻋﲇ.ﻗﺎﻣﻮس ﻣﻄﻬﺮ:ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ,اﺻﻄﻼﺣﺎت و ﺗﻌﺎﺑري اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ-اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻣﻄﻬﺮي:ﻃﻬﺮان:ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ١٣٨٩: -٩ﺳﻌﺎدت,أﺣﻤﺪ.ﻃﺮق وﺣﺪة اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ)ره(وﺳﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ :ﻓﺼﻞ اﻟﻄﻠﻮع:رﺑﻴﻊ:١٣٨٧رﻗﻢ.٢٥ -١٠اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺼﺪوق:ﻋﲇ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻮﻳﻪ,ﻣﺤﻤﺪ.اﻵﻣﺎﱄ:ﺑريوت -ﻟﺒﻨﺎن:اﻋﻠﻤﻲ ١٤٠٠:ق. -١١ﺷﻴﺢ ﻣﻔﻴﺪ :ﻧﻌامن ,ﻣﺤﻤﺪ.ﺗﺮﺟﻤﻪ آﻣﺎﱄ:اﳌﱰﺟﻢ:أﺳﺎس اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻘﺪس رﺿﻮي .يب ﺗﺎ. -١٢اﻟﻄﺒﻄﺒﺎيئ ,اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴني .اﳌﻴﺰان ﰲ ﺗﻔﺴري اﻟﻘﺮآن :ﻣﺆﺳﺴﺔ إﺳامﻋﻴﻠﻴﺎن ﻟﻠﻤﻄﺒﻮﻋﺎت :ﻗﻢ:ﺟﺰء ١٨ -١٣ﻛﻠﻴﻨﻲ.ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮب .اﻟﻜﺎﰲ ﰲ اﻷﺻﻮل.اﻟﺠﺰء . ٢دار اﻟﻜﺘﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :ص.١٦٣ج.١ -١٤ﻣﺠﻠﴘ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ.اﻟﻜﺘﺎب اﻻﻟﻜﱰوين ﺑﺤﺎر اﻷﻧﻮار :اﳌﻮﻗﻊ اﻻﻟﻜﱰوين com.blogfa.shiabook: ﻣﻌني ﻣﺤﻤﺪ:ﻣﻌﺠﻢ ﻓﺎرﳼ :ﻃﻬﺮان :اﻣري ﻛﺒري١٣٨ -١٥ﻣﻌﯿﻦ ،ﻣﺤﻤﺪ .اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻔﺎرﺳﯽ :ﻃﻬﺮان :اﻣﯿﺮ ﮐﺒﯿﺮ.١٣٨٠ : -١٦ﻣﮑﺎرم ﺷﯿﺮازی ،ﻧﺎﴏ .ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﻨﻤﻮذج. -١٧ﻣﻮﺛﻘﻲ ،اﺣﻤﺪ ،إﺳﱰﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻘﺪﻣﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻘﻲ ﺟﻌﻔﺮي :ﻗﻢ:ﻣﻜﺘﺐ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﺳﻼﻣﻲ.١٣٧٧ : -١٨ﻣﻬﺪی ﭘﻮر ،ﻣﺤﻤﻮد .اﻟﻘﺮآن و اﺧﺘﻼﻓﺎت اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﻧﺴﺎين :ﻗﻢ :إدارة اﻹﻋﻼﻧﺎت و اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.ﺣﻮزة ﻗﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ :ﻓﺮوردﯾﻦ :١٣٨٦رﻗﻢ .٨٩ -١٩ورﻋﻲ ،ﺟﻮاد ,.وﺣﺪة اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :ﻓﺼﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :ﻗﻢ :ﺧﺮﻳﻒ :١٣٨٤رﻗﻢ.٣٧ -٢٠ﻟﻮح ﻣﻀﻐﻮط ﻧﻮر اﻻﻧﻮار ٢ -٢١ﻟﻮح ﻣﻀﻐﻮط ﺧﺰاﺋﻦ رواﯾﺎت اﻟﻨﻮر -٢٢ﻣﻮﻗﻊ اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ info.taqrib.www//:http
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة ١
ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺸﻴﺒﺎين
228
ﰲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﺘﻌﺼﺐ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ دﻳﻦ اﻟﻬﻲ يك ﻧﺬﻫﺐ ﰲ ﺛﺒﺎت ﻋﻤﻴﻖ ﻣﺜﻞ أﻫﻞ اﻟﻜﻬﻒ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻞ اﳌﺤﻦ واﳌﺸﻜﻼت ﻧﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺗﻨﺎ ﻧﺪﱄ ﺑﺴﺆال ﺑﻘﻮة ﺛﻢ ﻧﻌﻮد ﻟﻨﺬﻫﺐ ﰲ ﺛﺒﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. اﻹﺳﻼم وﻗﺒﻞ أي دﻳﻦ آﺧﺮ ,ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب وأﻋﻄﺎﻫﻢ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒرية؛ﺑﻞ ﻛﺎن اﻧﺘﺸﺎر اﻹﺳﻼم ﰲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل رﻫﻦ ﻗﺪرة اﻟﺸﺒﺎب وﻗﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﻠﻪ اﻹﺳﻼم ﺑﻘﺪرة اﻟﺸﺒﺎب ؛ﻛام ﻛﺎن ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻹﺳﻼم ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب ﻟيك ﻳﻌﻄﻲ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﺪور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﺻﺤﻮة اﻷﻣﻢ وﺣامﻳﺔ دﻳﻦ اﻟﻠﻪ واﻧﺘﺸﺎر اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﺤﻤﺪﻳﺔ إﱃ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل. ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﺘﻌﺼﺐ دﻳﻦ اﻟﻬﻲ يك ﻧﺬﻫﺐ ﰲ ﺛﺒﺎت ﻋﻤﻴﻖ ﻣﺜﻞ أﻫﻞ اﻟﻜﻬﻒ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻞ اﳌﺤﻦ واﳌﺸﻜﻼت ﻧﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺗﻨﺎ ﻧﺪﱄ ﺑﺴﺆال ﺑﻘﻮة ﺛﻢ ﻧﻌﻮد ﻟﻨﺬﻫﺐ ﰲ ﺛﺒﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻧﻬﻀﺔ اﻷﻣﻢ ,دور ﻣﺤﻮري ؛ﺗﻜﻠﻢ ﺣﴬة اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ آﻟﻪ ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم ﻛﺜريا ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﳌﻮﺟﻮدة ﺧﺎﻃﺐ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ آﻟﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻴﻬﺎ وﻫﺪاﻫﻢ ؛ ﻛﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻮل ﻟﻠﺸﺒﺎب ﺑﺄﻧﻜﻢ أﻣﻞ اﻷﻣﺔ واﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﺤﻔﻆ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﻃﺌﺔ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم .ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه أﺣﺐ اﻟﺮﺳﻮل أن ﻳﺮيب اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . روى أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ ﻳﻌﲇ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺑﺄن اﻟﺮﺳﻮل ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ آﻟﻪ ﻗﺎل:إن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺤﺐ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺒﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺠﻬﻞ . روى ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻨﻪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ ﺣﺪﻳﺜﺎ ,ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎل :ﻳﺎ ﻣﻌﴩ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻨﻜﻢ اﻟﺒﺎءة ﻓﻠﻴﺘﺰوج ﻓﺈﻧﻪ أﻏﺾ ﻟﻠﺒﴫ وأﺣﺼﻦ ﻟﻠﻔﺮج. ﻧﻘﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﰲ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎل:ﺳﺒﻌﺔ ﻳﻈﻠﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻈﻠﻪ ﻳﻮم ﻻ ﻇﻞ إﻻ ﻇﻠﻪ :اﻹﻣﺎم اﻟﻌﺎدل ،وﺷﺎب ﻧﺸﺄ ﰲ ﻋﺒﺎدة اﻟﻠﻪ ،ورﺟﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﰲ اﳌﺴﺎﺟﺪ ،ورﺟﻼن ﺗﺤﺎﺑﺎ ﰲ اﻟﻠﻪ اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻔﺮﻗﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ورﺟﻞ دﻋﺘﻪ اﻣﺮأة ذات ﻣﻨﺼﺐ وﺟامل ،ﻓﻘﺎل إين أﺧﺎف ١ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر اﻟﺸﻴﺒﺎين – ﺻﺤﻔﻲ و اﻋﻼﻣﻲ ﳌﻮﻗﻊ اﺳﻼم ﺗﺎميﺰ اﻻﻟﻜﱰوين و ﻣﻮﻇﻒ ﰲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﺨﱪﻳﺔ اﻻﺧﺮى و اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ و اﻟﺪوﻟﻴﺔ .دﻳﺒﻠﻮم ﻋﺎﱄ ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ و دﻳﺒﻠﻮم ﻋﻼي ﰲ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
اﻟﻠﻪ ،ورﺟﻞ ﺗﺼﺪق ﺑﺼﺪﻗﺔ ﻓﺄﺧﻔﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷامﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻖ ميﻴﻨﻪ ،ورﺟﻞ ذﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﺎه. روى اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﺑﺄﻧﻪ دﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻋﲆ ﺷﺎب وﻫﻮ ﰲ ﺳﻴﺎق اﳌﻮت ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺪك ؟ ﻗﺎل :أرﺟﻮ اﻟﻠﻪ ﻳﺎرﺳﻮل اﻟﻠﻪ وأﺧﺎف ذﻧﻮيب .ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ :ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻌﺎن ﰲ ﻗﻠﺐ ﻋﺒﺪ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﻮﻃﻦ إﻻ أﻋﻄﺎه ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻮه وأﻣﻨﻪ ﻣام ﻳﺨﺎﻓﻪ. اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻠﻪ اﻹذن ﺑﻮﺿﻮح ﻟﻠﺮﺳﻮل ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ,ﻛﺎن دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﻪ وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺪور ﻋﻈﻴﻢ ﰲ اﻟﺪﻋﻮة اﱃ اﻹﺳﻼم. أرﻗﻢ ﺑﻦ أيب اﻷرﻗﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎرﻋﻮا ﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﺮﺳﻮل ﰲ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟيك ﻳﺠﺘﻤﻌﻮا ﻓﻴﻪ ؛وﻛﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻟيك ﻳﻘﺮأوا ﻣﺎ أﻧﺰل ﻋﲆ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ. ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻚ ﺑﺄن اﻷرﻗﻢ ﺑﻦ أيب اﻷرﻗﻢ وﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤري ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﺷﺒﺎب ﺻﺪر اﻹﺳﻼم ﻓﻘﺪ ﺿﺤﻮا ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ مبﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻋﻮة وﻧﴩ دﻳﻦ اﻹﺳﻼم .اﻷرﻗﻢ ﺑﻦ أيب اﻷرﻗﻢ مل ﻳﺒﺨﻞ ﺣﺘﻰ ﺑﺒﻴﺘﻪ وأﻫﺪى أول ﻣﻜﺎن ﻹﺟﺘامع اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻊ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﻟيك ﻳﺘﻌﻠﻤﻮا أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪوﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻬﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ ﰲ ﻣﻜﺔ .ﰲ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻛﺎن أﻫﻠﻪ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ اﻟﴩك وﻋﺒﺎدة اﻷﺻﻨﺎم؛ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻧﻔﺲ ﻫﺎدﺋﺔ واﻟﻘﻠﻮب ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ وﺗﻮﴆ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﱪ واﺳﺘﻤﺮار دﻳﻦ اﻟﻠﻪ. ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ اﺧﺘﻼف ﺑني اﻷوس واﻟﺨﺰرج ﺣﻮل اﻟﺼﻼة ,ﻛﺘﺒﺖ اﻟﻘﺒﻴﻠﺘﺎن رﺳﺎﻟﺔ اﱃ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ وﻃﻠﺒﺘﺎ ﻣﻨﻪ ان ﻳﺮﺳﻞ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ يك ﻳﻔﻬﻤﻬﻢ دﻳﻦ اﻟﻠﻪ.ﻓﻘﺎم اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺎرﺳﺎل ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤري ﻣﻊ ﺟامﻋﺔ اﱃ اﳌﺪﻳﻨﺔ .ذﻫﺐ ﻣﺼﻌﺐ إﱃ أﺳﻌﺪ ﺑﻦ زرارة ؛ﻓﺠﻤﻊ أﺳﻌﺪ اﻷﻧﺼﺎر وارﺷﺪﻫﻢ اﱃ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻠﻪ وﻗﺮأ ﻟﻬﻢ اﻟﻘﺮآن وﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻔﻘﻪ ﻷي ﺷﺨﺺ ﻳﻨﻀﻢ ﻟﻺﺳﻼم,وﻗﺪ اﻧﻀﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎذ وأﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﺧﻀري ﻋﲆ ﻳﺪ ﻣﺼﻌﺐ إﱃ اﻹﺳﻼم. أﺳﻌﺪ ﺑﻦ زرارة ﻗﺎم ﺑﺘﻬﻴﺌﺔ ﻣﻨﺰل ﳌﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤري )رﺳﻮل ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ(,ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ﻟيك ﻳﻄﻠﻌﻬﻢ ﻋﲆ دﻳﻦ اﻟﻠﻪ .ﻫﻴﺊ اﺳﻌﺪ اﻟﻮﺿﻊ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﺒﻠﻴﻎ وارﺷﺪ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ إﱃ ذﻟﻚ ووﻗﻒ ﰲ وﺟﻪ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻳﺪون اﻷذى واﻹﺳﺎءة ﻟﻪ,ﻟيك ﻳﺪﻋﻮ ﻟﺪﻳﻦ اﻟﻠﻪ ؛وﻫﻜﺬا اﻧﺘﴩ اﻹﺳﻼم ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ. ﰲ ﺣﻴﺎة ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤري ﻫﺬا اﻟﺸﺎب اﳌﺴﻠﻢ,دروس ﻛﺒرية وﻋﱪﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﺸﺒﺎب اﻹﺳﻼم ﰲ ﻛﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن.
229
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
230
اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺎﴐ ميﺘﻠﻚ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﻘﺪرة ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻋﻮة إﱃ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻴﺎرة واﻟﻜﺎﻣﺒﻴﻮﺗﺮ واﻟﻬﺎﺗﻒ واﻷﺟﻬﺰة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻷﺧﺮى وميﻜﻦ اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﴩ اﻟﻌﻠﻢ ودﻋﻮة اﻟﻨﺎس اﱃ اﻟﺨري. اﻟﺨﻄﺮ اﳌﺤﺪق ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﺳامﻋﻴﻞ اﳌﻘﺪم:ميﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة أزﻣﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼ ﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻘﻮن ﻋﻠﻢ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﰲ رﻗﺎﺑﻬﻢ وﰲ ﺳﻴﺎراﺗﻬﻢ أو اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻋﲆ وﺟﻮﻫﻬﻢ ورؤوﺳﻬﻢ ﺷﻌﺎر اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻠﻐﺮب أو اﳌﺴﻠﻤني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﻌﻮا ﻗﻮﻣﻴﺔ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺑﺪون أي ﻋﺬروﻳﻔﺘﺨﺮون ﺑﻨﺠﺎﺣﻬﻢ ﰲ أﺧﺬ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺑﻼد اﻟﻜﻔﺮ ﻛام ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪ اﳌﺬﻳﻊ اﳌﺴﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺐ دور اﳌﺰﻣﺎر اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻹذاﻋﺔ اﻷﻋﺪاء ﺿﺪ دﻳﻨﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات واﻻﺳﺘﺎذ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﺒﺢ وميﴘ ﻣﺴﺒﺤﺎً وﻋﺎﺑﺪا ً ﻟﻠﻐﺮب أو اﻟﺒﺒﻐﺎء اﻟﺬي ﻳﻀﻊ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً وﻳﺮى ﺑﻌني اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﺴﻤﻊ ﺑﺂذاﻧﻬﻢ وﻳﺤﻄﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﺟﺰءا ًﻣﻨﻬﻢ . ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺼﺎم ﻫﺎﺷﻢ:ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺿﺎع اﻓﺮاد اﻷﻣﺔ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ وذﻫﺒﻮا ﻟﻴﺒﺤﺜﻮا ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﻼم اﻟﺤﻀﺎرة اﳌﻌﺎﴏة,ﺑﺮزت ﻧﺴﺨﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑني ﺷﺒﺎب اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﱃ ﺣﺪ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ اﻟﻠﺒﺎس واﻟﻄﻌﺎم واﻟﴩاب وﺗﺤﻄﻴﻢ اﻷﺣﺎﺳﻴﺲ وﺣﺘﻰ اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺤﻴﻮاين ﻹﺷﺒﺎع اﻟﺸﻬﻮات ﻛام وﺿﻌﺖ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﳌﺴﻠامت أﺣﺠﺒﺘﻬﻢ ﺟﺎﻧﺒﺎً وﻇﻬﺮوا ﻋﲆ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎء واﻟﺮﻗﺺ و.........واﳌﺼﻴﺒﺔ اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه أن ﻫﻨﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﺎ وﻳﺘﻜﻠﻤﻮن ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ ,ﻳﺴﻌﻮن ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﻄﻮر ﳌﺤﻮ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻧﺰع اﻟﺤﺠﺎب واﻓﺴﺎد اﳌﱰﺑﻴني. ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟامل ﻋﺒﺪاﻟﻬﺎدي أﻳﻀﺎً:ﻟﻘﺪ وﺻﻠﺖ اﻷزﻣﺔ إﱃ درﺟﺔ أن اﻷﻣﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺴﺘﻮرد ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟيك ﺗﻘﺒﻞ ﺣﻀﺎرﺗﻬﺎ وﻻﻳﻮﺟﺪ ﺷﻚ ﺑﺄن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أﻛﱪ ﺧﺪاع ﻟﻠﻨﻔﺲ ومبﺜﺎﺑﺔ ﺑﻨﺎء اﳌﻨﺰل ﻋﲆ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻮادي. إذا ﺗﺼﻮر أﺣﺪ ﻣﺎ ﺑﺄن اﺗﺒﺎع اﻟﻘﻴﻢ واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﺪميﺔ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻵﺧﺮﻳﻦ متﻨﻊ ﻓﺴﺎد اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ أراد اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻠﻮ ﰲ اﻷرض ﻷن ﺗﻀﺎرب اﻟﺤﻀﺎرات واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﺣﻘﻴﻘﺔ وﻗﻌﺖ وواﺿﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ . اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﻳﻬﺪد اﻷﻣﻢ واﻟﻘﻮﻣﻴﺎت ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ,ﻫﻮ اﻟﺨﻄﺮاﻟﺬي ﻳﴬب ﺑﺸﺪة اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﴩي وﻳﻨﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺗﺬوﻳﺐ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑني ﻫﺬه اﻷﻣﻢ و اﻟﻘﻮﻣﻴﺎت وﻳﺒﻌﺚ ﻋﲆ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻌﻨﺎﴏ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﻜﻴﺎﻧﻬﺎ وأﻣﺔ وﺣﻴﺪة ﺑﻘﻴﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬﺎ)اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
اﻟﺘﻮﻳﺠﺮي( . رمبﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﻟﻔﺎظ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻮﺻﻒ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺮاﻟﺬي اﺟﺘﺎز ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل وأﻳﻀﺎً ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻄﻮرة وﻣﺘﻘﺪﻣﺔ أﻛرث ﰲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻚ ﺑﺄن اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻊ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ وﻋﻨﺎﴏﻫﺎ و أﺟﺰاءﻫﺎ ﻫﻢ اﻟﻬﺪف اﻷول واﻟﻬﺪف اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ اﻟﻴﻪ ﻣﻮﺟﺪﻳﻦ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑني اﻟﺪول ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ,ﻣﺴﺢ اﻟﻬﻮﻳﺔ و اﻟﻮﻗﻮف ﰲ وﺟﻪ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﰲ وأﻳﻀﺎً اﻧﺸﻘﺎق ﺑني اﻷﻣﻢ واﻟﻘﻮﻣﻴﺎت ﻣﻊ اﻷﺟﺰاء اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻟيك ﻳﺪﻏﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ واﻟﺠﻤﻴﻊ ﰲ اﻹﻃﺎر اﳌﺜﺎﱄ اﻷﻣﺮﻳيك اﻟﻘﻮي واﳌﺘﻨﻮع ﺑﺸﺪة . ﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ أﻫﻢ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻷزﻣﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﺑني اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط اﳌﻬﻤﺔ واﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: اﻟﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺤﻀﺎرة اﳌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻐﺮب. اﻟﻨﻈﺮ اﱃ وﺟﻪ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑني اﻟﻐﺮﺑﻴني واﻷﻣﺮﻳﻜﻴني واﻷﻣﻢ اﻷﺧﺮى اﳌﺘﻄﻮرة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﺣﺎﺳﻴﺲ اﳌﺘﺪﻧﻴﺔ واﳌﺘﻜﴪة أﻣﺎم ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻢ. ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻼﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﺿﻌﻒ اﻟﻮﻓﺎء و اﻟﱰاﺑﻂ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻼت اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ. اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺷﻔﻴﻖ ﻋﻴﺎش )رﺋﻴﺲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪﻋﻮة وأﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺪس( ﻳﻘﻮل :اﳌﺤﻮر اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻫﻮ اﻣﺘﺪاد ﻟﻠﻌﻮﳌﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ورمبﺎ ميﻜﻦ أن ﻳﻌﺪ أﺑﺮز اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻣﻊ اﻟﻌﻮﳌﺔ وﰲ ﻫﺬا اﳌﺤﻮر ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﴏاﻣﺎ ﻣﺨﻔﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺪﻳﻨﻲ أو ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼد اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ آﻟﻴﺔ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﰲ ﻧﴩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﻮﳌﺔ وﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ: ﺗﺤﺮﻳﻒ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﻬﺪف ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻫﺬه اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻊ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﱰوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻮﳌﺔ اﳌﻌﺎﴏة وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻹميﺎن ﺑﻌﺎمل اﻟﻐﻴﺐ واﻟﻨﻈﺮ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺿﺪ ﻋﻘﻞ اﻟﻼﺋﻴﺴﻢ. اﻳﺠﺎد ﻃﺒﻘﺎت وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت ﰲ ﻛﻼ اﳌﺠﺘﻤﻌني اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻌﺮيب ﺑﻌﻨﻮان ﻣﻤﺜﻠني ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﺗﺸﻜﻴﻞ اﳌﺆمتﺮات واﻟﻠﻘﺎءات اﻟﺤﺎﻣﻴﺔ ﻟﺘامﻳﻼﺗﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﺴﻠﻂ ﻋﲆ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ اﳌﺒﺎﴍ ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺮاﻛﺰ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺆﺛﺮة ﻋﲆ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ:ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ و ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﱰﺟﻤﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨريﻳﺔ واﳌﺪارس اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﺄﺛري اﻟﻔﻜﺮي واﻟﱰﺑﻮي واﻟﻠﻐﻮي ﻋﲆ اﳌﺘﻌﻠﻤﻴني وﺗﺤﻤﻴﻞ ﺑﺮاﻣﺠﻬﻢ
231
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
232
وﻣﻮادﻫﻢ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻮاد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﱰﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ )ﺧﻄﺮ ﻛﺒري ﻣﺨﻔﻲ ﰲ ﺗﺨﺮﻳﺞ ﻫﺬه اﻷﺟﻴﺎل ﺑﱪاﻣﺞ ﻣﺸﻜﻮﻛﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ( ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻻمتﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻫﺬه اﻷﺟﻴﺎل أي إرﺗﺒﺎط مبﺎﺿﻴﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ وﺣﻀﺎرﺗﻬﺎ وﻻ متﻠﻚ اﻟﻮﻓﺎء ﻵﺑﺎءﻫﺎ وﻷﻣﺜﺎﻟﻬﺎ اﻟﺨﺮﻳﺠني ﻣﻦ اﳌﺪارس اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻛﺄمنﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﻪ وﺗﻈﻬﺮ آﺛﺎره ﰲ ﻇﺎﻫﺮة اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻹﻋﻼم. ﻳﻌﺪ اﻹﻋﻼم ﻣﺮﻋﻰ ﺧﺼﺐ وﻣﻴﺰان واﺳﻊ وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻳﺘﻢ اﻟﻐﺰو اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻹﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﺤﺸﺎء واﳌﻨﻜﺮات وﻣﺴﺢ اﻟﻘﻴﻢ واﻷﺻﻮل اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ,ﺗﺒﺪﻟﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم إﱃ ﻗﻨﻮات اﻟﺤﻠﻴﺐ اﳌﺴﻤﻮم اﻟﻨﺎﴍة ﻟﻠﺪﻧﺎءة واﻧﺤﻄﺎط اﻟﻐﺮاﺋﺰ اﻟﺒﴩﻳﺔ وﺗﻬﺪﻳﻢ اﻷﺧﻼق اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﺧﺘﻼط اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ واﻟﺨري ﺑﺎﻟﴩ واﻟﻬﺪاﻳﺔ ﺑﺎﻟﻀﻼﻟﺔ ﺗﻌﺘﱪاﻟﻘﻨﻮات اﻟﺘﻠﻔﺎزﻳﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﺧﻄريا وﻣﺒﺪدا ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺮض ﺑﺮاﻣﺞ وأﻓﻼم وﻣﺴﻠﺴﻼت ﻓﺎﺳﺪة وﻋﺮوض ﺳﺨﻴﻔﺔ؛ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﳌﺪة ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام ,ﻧﴩ ﰲ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺮأي اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ,ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻦ أﻃﺒﺎء ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺳﻨﺔ ١٩٩٢ﺗﻮﺻﻠﻮا إﱃ أن اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺎزﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛري ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل ﺻﻐﺎر اﻟﺴﻦ وأﻧﻬﺎ ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﻢ روح اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ واﻟﻘﺴﺎوة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.وﻗﺪ ﺟﺎء ﰲ ﺗﺘﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺄن اﻷﻓﻼم اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻋﺮﺿﻬﺎ أﺳﺒﻮﻋﻴﺎ ﺗﺤﺘﻮي مبﻌﺪل وﺳﻄﻲ ﻋﲆ أرﺑﻌﺔ إﱃ ﺧﻤﺴﺔ ﻟﻘﻄﺎت ﻋﺪواﻧﻴﺔ.و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﻊ وﺟﻮد ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻈﻮاﻫﺮ ,ﻟﺪﻳﻨﺎ إميﺎن ﺑﺄن أﺟﻬﺰة اﻹﻋﻼم ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ. اﳌﺤﻘﻖ واﻟﺪﻛﺘﻮر اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﺘﻮﱄ ﻳﻘﻮل:اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺨﻄﺮ اﳌﻠﻤﻮس اﻣﺎم اﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﱰﺑﻮي؛ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺘامﻳﻞ ﺗﻬﻤﺲ ﻟﻨﺎ اﻟﻨﻘﺎط اﻵﺗﻴﺔ: -١اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻳﺘﻌﺮض اﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻻﺧﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ اﳌﻨﻈامت اﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ان ﺗﺠﺎرﻳﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎزم. -٢اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎج اﱃ ﻃﺮق ﺟﺪﻳﺪة ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﳌﺨﺎﻃﺮ اﳌﺤﺪﻗﺔ ﺑﺎﻻﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ. -٣اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺠﺪﻳﺪ ) اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﴩﻳﻦ ( ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﺻﻮل ﻣﻨﻬﺎ :اﳌﺤﻴﻂ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ,اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺸﺨﴢ ,اﻟﺘﻌﻠﻢ اﳌﻌﺮﻓﺘﻲ ,واﻟﺘﻌﻠﻢ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة وﻛﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮن اﳌﺮﺗﻜﺰات اﻻﺻﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ واﻟﺬي ﻻﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ان ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺗﺮك اﻟﻼﺋﻴﺴﻢ واﻟﺘﺤﻮل اﱃ اﻟﻐﺮب . -٤ﰲ ﻫﺬه اﻻﺛﻨﺎء ) وﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ( ﺗﺘﻌﺮض اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﱃ ﻣﺠﻤﻤﻮﻋﺔ
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻤﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﺗﻐﻴري اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﱰﻛﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ واﺣﺪاث ﺗﻐﻴريات ﰲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻘﻴﻢ وﺗﻌﺪﻳﻼت اﺧﺮى اﻳﻀﺎ ,اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻳﺠﺎد اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑني اﻟﻌﻮﳌﺔ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﱃ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ اﻟﻌﺎمل ,اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ,واﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﱰﺑﻮﻳﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﻘﺎدرة ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻫﺬه اﻻﻣﻢ واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت . -٥اﳌﺪرﺳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ,ﻫﻲ اﺣﺪى اﻟﺨﻄﻂ اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠامء اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﻌﺮب واﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ اﺟﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﳌﺨﺎﻃﺮ ,وﰲ اﻟﺨﺘﺎم اﻋﺘﺒﺎر ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺬات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ميﻴﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء. ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﻧﻮﺿﺢ اﻻﺳﺒﺎب اﻻﺻﻠﻴﺔ وراء ﻋﺠﺰ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ واﻧﻜﺴﺎره اﻣﺎم ﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﰲ ﻋﺪة ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻬﻤﺔ: اﻟﻔﺮاغ اﻟﻔﻜﺮي ,ااﳌﻌﻨﻮي واﻟﻬﺪﰲ اﻟﺬي ميﻠﻜﻪ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ وﻓﻘﺪان ااﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﺜﲆ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎج دامئﺎ ﻻن ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﺸﺒﻬﻬﺎ ﰲ ﻣﺨﻴﻠﺔ اﺣﻼﻣﻪ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﺎدﻳﺔ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻣﺎدﻳﺎً ﻛﺎن ام ﺗﻘﻨﻴﺎً ﺧﻄﻮة ﺗﻠﻮى اﻷﺧﺮى ) ﻫﻨﺎ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﺒﺎدﺋﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻرﺷﺎد واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ واﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﻜﺒﺎر وﺑﺄﺑﻄﺎل اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺜﻤﺮ ﻟﻼﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺑﺎﳌﺒﺪﻋني ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺎﱄ ( اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﳌﺴﻠﻤني ﻳﺤﺴﻮن ﺑﺎﻟﺬل واﻻﻧﺤﻄﺎط واﻟﻬﻮان ﻣﻦ اﻋامﻗﻬﻢ .ﺿﻌﻒ اﻻﻧﺘﺴﺎب اﱃ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﻀﻌﻴﻒ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻴﻘني و اﻻميﺎن اﻟﻜﺒري ﺑﺎﻵﺧﺮة وﺑﺎﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ وﺑﺎﻟﻘﻀﺎء واﻟﻘﺪر اﻳﻀﺎ واﻟﺸﺒﺎب اﻟﻀﻌﺎف اﻻميﺎن ﺑﻬﺬه اﻷﺳﺲ واﻷﺻﻮل وﻋﺪم ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﺻﻮل ,ﺳﻴﺨﺮج ﻣﺘﻨﻔﺮا ً ﻣﻦ اﻧﺘامﺋﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺳﻴﻌﺘﱪه اﻟﺮاﺑﻂ واﳌﻘﻴﺪ ﻟﺤﺮﻳﺎﺗﻪ دون ﺣﺪ وﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﺮوج ﻟﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﱃ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﳌﺎدﻳﺔ واﻟﺸﻬﻮات ﺑﻌﻨﻮان اﻟﻌﻨﴫ اﻷﺳﺎﳼ واﳌﺒﺎح واﻟﺪاﺋﻢ ﻟيك ﻳﺒﻌﺪوﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ. وﺻﻒ اﳌﺸﻜﻠﺔ وﻋﻼﺟﻬﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺣﻠﻤﻲ :اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ وﻟﻜﻦ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻫﻲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﳌﺴﺘﻬﺪف ﻷن اﻟﻐﺮب ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ أن اﻹﺳﻼم ﻫﻮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻬﻢ وﺣﻀﺎرﺗﻬﻢ وﻫﻮ ﺑﺪﻳﻞ ﻗﻮي ﻟﻴﻤﻸ اﻟﻔﺮاغ اﻟﺬي ﻳﻌﺎين ﻣﻨﻪ اﻟﻐﺮب اﻟﻴﻮم ﻋﲆ ﻋﻜﺲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ أو اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ,ﻳﺨﺎف اﻟﻐﺮب ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻛﺎت
233
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ااﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻷﺻﻮﻟﻴﺔ واﻹﺣﻴﺎء اﳌﺠﺪد ﻟﻺﻧﺘامء اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻷن اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ منﻮ ﻣﻘﻠﻖ ﻟﻬﻢ واﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻳﺆﻳﺪ اﻟﻴﻮم ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻢ ﻧﻔﺴﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﻳﺪوا اﻟﻨﺎﴏﻳﺔ واﻟﺒﻌﺜﻴﺔ ﻣﻨﺬ ٢٠ﻋﺎﻣﺎً . ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟامل ﻋﺒﺪ اﻟﻬﺎدي :اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺄن ﺑﻌﺾ اﻻﺷﺨﺎص وﻗﻔﻮا ﺿﺪ اﻟﺤﻞ اﻻﺳﻼﻣﻲ ,ﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺻﻨﻔﻨﺎ وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﺑﻠﺴﺎﻧﻨﺎ أﻳﻀﺎً ,ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺔ أو ﰲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ أو ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻷﺧﺮى . ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺷﻔﻴﻖ ﻋﻴﺎش :اﻷﺧﻄﺎر اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛﺎﻻﻧﱰﻧﺖ واﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺧﺮى ﻟﻨﴩ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻮﳌﺔ ,ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺎمل اﻟﺸﻤﻮﱄ اﳌﻌﺎﴏ ﻗﺪ وﺿﻌﺖ اﻻرﻛﺎن اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﻛﺎﻟﺪﻳﻦ واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﺪﻓﺎً ﻟﻬﺎ ،وﻫﺬ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ أن ﺗﺘﻌﺎون اﻷﻣﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻏريﻫﺎ ﻟيك ﺗﻀﻊ ﺧﻄﺔ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻘﻨﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ أﺧﻄﺎراﻟﻌﺎمل اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﺸﺎﻣﻞ و ﻟﺘﻨﻘﺬ ﺷﺒﺎب اﻷﻣﺔ وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﻧﺤﺮاف اﻷﺧﻼﻗﻲ .
234
ﻫﻨﺎ ﻧﺒني ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط واﻓﻀﻞ اﻟﺤﻠﻮل ﳌﻨﻊ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﺴﺎم ﻋﲆ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻻﺳﻼﻣﻲ: -١ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻴﻜﻮن ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت وﺗﺮﺑﻴﺘﻪ أﺧﻼﻗﻴﺎ وﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺎ ﻟﻴﺼﻮن ﺣﻀﺎرﺗﻪ .ﻟﻌﻞ أﻫﻢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﰲ اﻟﱰﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﴩ وﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻹميﺎﻧﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻴﻢ ﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻨﺴﻞ اﻷول ﻟﻸﻣﺔ أن ﻳﻘﻒ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﻨﻔﻮذ ,وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻷﺻﻮل اﻟﻜﻠﻴﺔ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺤﻔﻆ ﻋﺰة ﺣﻀﺎرﺗﻪ ﻣﻦ أي ﻟﻮن أو ﻧﻮع أو ﺟﻨﺴﻴﺔ ,وﺑﺪون ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣﻊ اﻧﺘﺸﺎر آﻓﺔ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑني اﻷﺧﻼق واﻟﻌﻘﻴﺪة ﰲ ﺣﻴﺎة اﳌﺴﻠﻢ اﳌﻌﺎﴏ ﻻميﻜﻦ اﻟﺜﺒﺎت أﺑﺪا ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻜﺎذﺑﺔ واﳌﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﳌﺴﺘﻘﺒﻞ وﺗﻌﻄﻴﻨﺎ أﻳﻀﺎ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﻟﻔﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﺮب اﻟﻐﺮب ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻔﺎدت ﻣﻦ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻓﻜﺮة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﺘﻔﺮض ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ. -٢ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺑﻌﺾ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﳌﻐﻠﻄﺔ ﰲ ﺣﻀﺎرﺗﻨﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ واﻟﺘﻲ أدت اﱃ اﻻﻧﺤﺮاف اﻟﻔﺮدي واﻟﺠامﻋﻲ ,وأدت اﱃ ﺗﺒﺪﻳﻞ اﻟﺘﻮﻛﻞ اﱃ اﻟﺘﻮاﻛﻞ ,اﻹميﺎن ﺑﺎﻟﻘﺪر اﱃ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﻘﻌﻮد ,اﻟﺰﻫﺪ اﱃ اﻟﱰاﺧﻲ واﻟﻘﻌﻮد ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ,اﻟﻌﺒﺎدة اﱃ اﻻﻧﺰواء وﺗﺮك اﻟﺤﻴﺎة ,ذﻛﺮ اﻟﻠﻪ اﱃ اﻟﻘﻮل ﺑﺪون ﻋﻤﻞ .ﻛام وﻳﺠﺐ ﻧﴩ وﺗﻮﺿﻴﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ وأن ﻧﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻔﴪة ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﺳﻼﻣﻴﺔ . -٣ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم) ﺑﺎﻟﺨﺼﻮص اﻟﺪﺷﺎت واﻟﻘﻨﻮات اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮوﻧﻴﺔ ( ﻟﺘﻮﻋﻴﺔ وﺗﺜﻘﻴﻒ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب وﺣﻔﻈﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺮاف واﻟﻀﻼل ,واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﺣﻴﺚ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ورﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻫﻲ ﻟﻜﻞ اﻟﺒﴩﻳﺔ وذﻟﻚ ﻛام أﺧﱪﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﺎس إﻧﱠﺎ َﺧﻠَﻘ َﻨﺎﮐﻢ ِﻣﻦ ذﮐﺮ و أﻧﺜﯽ و َﺟ َﻌﻠﻨﺎﮐُﻢ ﺷُ ُﻌﻮﺑﺎً و ﻗَﺒَﺎﺋِ َﻞ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ :ﯾﺎ أﯾُ َﻬﺎ اﻟ ﱠﻨ ُ ﻟﺘَﻌﺎ َرﻓﻮا إ ﱠن أﮐ َﺮ َﻣﮑُﻢ ﻋﻨﺪاﻟﻠﻪ أﺗﻘﺎﮐُﻢ إ ٍّن اﻟﻠﻪ َﻋﻠﯿ ٌﻢ ﺧَﺒﯿﺮ )اﻟﺤﺠﺮات .(۱۳ -۴ﺗﺠﺪﻳﺪ وﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ روح اﻟﻌﺎمل اﳌﻌﺎﴏ ,وأﻳﻀﺎ ﴐورة اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﺑﻬﺪف ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودﻋﻮة اﻟﻨﺎس ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻨﻮات اﻟﺪش وﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ) اﻻﻧﱰﻧﺖ( وﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﱰﺟﻤﺔ ,وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أن اﻟﻌﺎمل اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐري ﴎﻳﻌﺔ ﺟﺪا ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻐري وﺳﺎﺋﻞ وإﻣﻜﺎﻧﺎت وﻃﺮق إﻳﺠﺎد اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻴﻪ .ﻳﻌﺪ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﻴﻮم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ واﻟﺪش ﻫﻮ أﻓﻀﻞ وأﴎع ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻠﺘﺄﺛري ﻋﲆ ﻋﻘﻮل وأذﻫﺎن ﻧﺴﻠﻨﺎ وﻏريﻧﺎ .ﻛام وﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻷن اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ دون ﺗﻮﻟﻴﺪﻫﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺬوب ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﻨﻔﻘﺪ اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ وأﺻﻮﻟﻨﺎ ,ﻣﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ﻫﺪف اﻟﻄﺮف اﻟﻐﺮيب. -۵ﴐورة وﺿﻊ ﺿﻮاﺑﻂ وﺣﺪود ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﺨﺼﺼني ﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﻧﱰﻧﺖ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴام ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﱪاﻣﺞ اﻹﺑﺎﺣﻴﺔ واﳌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻘﻴﻢ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . -۶ﻣﻦ اﻟﻼﺋﻖ اﻻﻫﺘامم ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮاﻛﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻟﺒﺤﺚ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﴫ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻷﺧﺺ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ أو اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ إﻳﺠﺎدﻫﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ وﺿﻊ ﺗﺼﻮر ﺻﺤﻴﺢ ﳌﻮﻗﻒ اﻹﺳﻼم ﻣﻨﻬﺎ .وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺆمتﺮات ﻋﻠﻤﻴﺔ وﻣﺤﺎﴐات ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وإﻳﺠﺎد ﻣﺮاﻛﺰ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ,وﻫﺬا ﻻﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﻲ ﺗﻨﻮع وﺗﻌﺪد اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وإمنﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻘﻂ اﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻧﻈﺮة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻹﻳﺠﺎيب واﻟﺤﺮ ﺑني ﻣﺮاﻛﺰ ﻓﻜﺮﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﰲ ﺳﻴﺎق ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﺪد وﺗﻮاﻓﻖ اﻵراء ﺿﻤﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻨﻮع. -۷ﻣﻦ اﻟﻼﺋﻖ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻠﻘﻴﻨﺎ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮب واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻟﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ
235
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
236
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻌﻲ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل .ﻷن اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﳌﺬﻣﻮم ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺆدي اﱃ اﻧﺤﻼل اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺤﻄﺎﻃﻬﺎ وﺗﻐﺮﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﻐﺮيب ﻓﻴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻹﺳﻼم ﻻميﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﳌﺘﻘﻦ واﳌﻮﺟﻪ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻋﻠﻮم اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ .ﻳﻘﻮل اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ) :ﻗﻞ ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻓﺘﺨﺮﺟﻮه ﻟﻨﺎ(. -٨ﻣﴩوع ﺣﻀﺎرة إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻميﻜﻦ أن ﻳﺤﻘﻖ دوره اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ اذا مل ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻜﺊ ﻋﲆ ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ وﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻷﺷﻤﻞ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ إﻟﻬﻴﺔ .واﻟﻌﺎﻟِﻢ اﳌﺴﻠﻢ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺘﺪرا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻂ وﻣﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ واﻗﻊ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻷﻣﺔ واﻟﻌﺎمل ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ. ﺛﻮرة اﻳﺮان و اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ارﻋﺒﺖ اﻟﻐﺮب ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺜﻮرة اﻻﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻧﻈﺮا اﱃ ﻋﻨﴫ اﳌﻔﺎﺟﺄة ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻻﺣﺪاث اﻟﺪوﻟﻴﺔ و ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﴎﻋﺔ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺠﺬرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺘﻬﺎ و ﻛﺬﻟﻚ دور اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ . ﻫﺬه اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮى ان اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺪﻋﻮم ﻳﺪار ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻴﺶ و اﻻﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﴏف أﻣﻮال ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم ،اﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﳌﻘﻮﻣﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ و اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻠﺜﻮرة و ﻣﻨﻬﺎ اﻻزﻣﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ أو اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ أو اﻋﺘﺼﺎم اﻟﻔﻼﺣني أو اﻟﻔﻮﴇ و اﻟﻌﺼﻴﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳني . ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث ﻛﺎﻧﺖ ﻇﻬﻮر اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة ﻋﺎمل دﻳﻨﻲ ﰲ اﻟﺜامﻧني ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﻌﺪ ان ﺗﻢ ﻧﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﺘﻪ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﳌﺴﺘﻤﺮة و اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻳﻀﺎ ) .ﻃﺒﻖ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﳌﺘﻮﻓﺮة( ﺗﻘﺴﻢ ﺛﻮرة اﻳﺮان اﱃ ﻣﺮﺣﻠﺘني ،اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ اﺳﺘﻤﺮت ﻣﻦ أواﺳﻂ ﻋﺎم ١٩٧٧إﱃ اواﺳﻂ ١٩٧٩ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،و ﺷﻬﺪت ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﺋﺘﻼﻓﺎ ﺑني اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴني و اﻟﻴﺴﺎرﻳني و اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﺳﻘﺎط اﻟﺸﺎه .اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ و اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺛﻮرة )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ،و ﺷﻬﺪت ﻇﻬﻮر )اﻳﺔ اﻟﻠﻪ( اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﺗﻌﺎﻇﻢ اﻟﻘﻮة و اﺳﻘﺎط وﺗﻄﻬري ﻗﺎدة اﻟﺠامﻋﺎت اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ )ﺛﻮرة )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻳﺮان( . ﻇﻬﺮت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺛﻮرة اﻳﺮان ﻟﻠﻤﺮة اﻻوﱃ أواﺋﻞ ﻋﺎم ١٩٦٣ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻴﺎدة اﳌﻌﺎرﺿني اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺮﻛﻮا ﺿﺪ ﺑﺮاﻣﺞ اﻻﺻﻼح اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻋﻼﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺎه واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻟﺒﻴﻀﺎء وﺗﺘﻀﻤﻦ اﻋﻄﺎء ﺣﻖ اﻻﻧﺘﺨﺎب ﻟﻠﻨﺴﺎء وﺗﻐﻴري ﻗﻮاﻧني اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت )وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻧﺘﺨﺎب ﻧﻮاب ﻟﻼﻗﻠﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﱪﳌﺎن( وﺗﻄﺒﻴﻖ اﺻﻼﺣﺎت ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺴﺠﻞ اﳌﺪين )ﻣﻨﺢ اﳌﺴﺎواة
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ اﻟﺰواج( وﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠامء اﻟﺸﻴﻌﺔ . ﰲ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﱄ و اﺛﺮ اﻋﺘﻘﺎل )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ )ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﳌﺴﻜني( ﻣﺸريا اﱃ اﻟﺸﺎه ،ﺛﺎرت اﻟﻔﻮﴇ و واﺟﻬﺖ اﻟﴩﻃﺔ اﻟﻔﻮﴇ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة )ﻃﺒﻖ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻋﻼﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻗﺘﻞ ٨٦ﺷﺨﺼﺎ ﻟﻜﻦ ﻋﲆ اﺳﺎس ادﻋﺎء اﳌﻌﺎرﺿني ﻗﺘﻞ اﻻف اﻻﺷﺨﺎص .ﻋﲆ اﺳﺎس اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ اﻋﺪت ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة ،ﻗﺘﻞ ٣٨٠ﺷﺨﺼﺎ ﻋﲆ ﻳﺪ اﻟﴩﻃﺔ( . ﺧﻀﻊ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻟﻼﻗﺎﻣﺔ اﻟﻘﴪﻳﺔ ﳌﺪة مثﺎﻧﻴﺔ اﺷﻬﺮ و ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻃﻠﻖ و أﻛﻤﻞ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻪ ﺿﺪ اﻟﺸﺎه ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻟﺸﺎه ﻣﻊ اﴎاﺋﻴﻞ و ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮاﺟﻌﻪ ﻣﻦ اﺟﻞ متﺪﻳﺪ اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻳني اﻻﻣﺮﻳﻜﻴني .ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ ﻋﺎم ١٩٦٤اﻋﺘﻘﻞ )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﺮة اﺧﺮى ،و ﺗﻢ ﻧﻔﻴﻪ ﳌﺪة ١٤ﻋﺎﻣﺎ وﺣﺘﻰ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة . ﰲ ﻋﺎم ١٩٧٦اﺛﺎرت ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺸﺎه ﻏﻀﺐ و اﺳﺘﻴﺎء اﻻﺳﻼﻣﻴني ﰲ اﻳﺮان ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻐﻴري ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻻﻳﺮاين ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮي اﻟﻘﻤﺮي اﱃ اﻟﻬﺠﺮي اﻟﺸﺎﻫﻨﺸﺎﻫﻲ ،اﻳﺮان وﰲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ﻗﻔﺰت ﻣﻦ ﻋﺎم ١٣٩٥ﻫﺠﺮي اﱃ ﻋﺎم ٢٥٣٥ﻣﻠيك )ﺑﺎدﺷﺎﻫﻲ( وﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم اﻋﻠﻦ اﻟﺸﺎه ﺗﻘﺸﻔﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﺘﻀﺨﻢ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻪ واﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﺳﻠﺒﻴﺎ ﰲ ﻫﺠﺮة اﻻف اﻻﺷﺨﺎص ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﱃ اﳌﺪن و ﻫﻢ ﻻ ﻳﺘﻘﻨﻮن اي ﻋﻤﻞ أو ﻣﻬﻨﺔ . اﻟﺠامﻋﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﺑﺠﻤﻊ ﻣﺆﻳﺪﻳﻦ ﺿﺪ اﻟﺸﺎه ،ﰲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻋﺎم ١٩٧٨ﺗﻄﺮﻗﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ رﺳﻤﻴﺔ إﱃ ﻗﺼﺔ ﻫﺘﻚ ﺣﺮﻣﺔ )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ واﻋﱰاﺿﺎ ﻋﲆ ﻫﺬه اﳌﺰاﻋﻢ ،ﻧﺰﻟﺖ ﺣﺸﻮد ﻛﺒرية ﻣﻦ ﻃﻼب اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻘﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴني ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ إﱃ اﻟﺸﻮارع ﻏﺎﺿﺒﺔ . ﺗﻮﺟﻪ اﻟﺠﻴﺶ اﱃ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﻔﺮﻳﻖ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ و ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﻗﺘﻞ ﺑﻌﺾ ﻃﻼب اﻟﻌﻮمل اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺣﺴﺒام ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﻌﺾ ،ﺗﺠﺎوز ﻋﺪد اﻟﻘﺘﲆ ٧٠ﺷﺨﺼﺎ . و اﺛﻨﺎء اﻟﻌﺎم ١٩٧٧اﻟﺘﻘﻰ ﺷﺎه اﻳﺮان ﻣﻊ آﻟﻔﺮد اﺳريﺗﻮن و وﻳﻠﻴﺎم ﺳﻮﻟﻴﻔﺎن وﺳﺎﻳﺮوس ﻓﺎﻧﺲ وﻛﺎرﺗﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة )اﻧﺬاك( و زﺑﻴﻐﻨﻴﻮ ﺑﺮﺟﻴﻨﺴيك ﺑﻬﺪف ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ودراﺳﺔ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺜﻮرة ،و ﺣﺎول اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة .ﻛﺴﺒﺖ اﻳﺮان ﻣﻜﺎﻧﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻻﻣريﻛﺎ ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ،و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﳌﺆﻳﺪﻳﻦ ﻻﻣريﻛﺎ ومتﻠﻚ ﺣﺪودا ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻊ ﻋﺪو ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة اي اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻛﺎﻧﺖ اﻗﻮى دوﻟﺔ ﻧﻔﻄﻴﺔ ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ )اﻟﻌﺮيب( اﻟﻔﺎرﳼ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﻬﻠﻮي ﻛﺎن ﻋﲆ اﻟﻘﺎمئﺔ اﻟﺴﻮداء ﻟﺤﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻋﻼﻧﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ . ﻳﻘﻮل ﺳﻔري اﻣريﻛﺎ ﰲ اﻳﺮان وﻳﻠﻴﺎم ﺳﻮﻟﻴﻔﺎن :ﻟﻘﺪ أﻛﺪ اﻟﺴﻴﺪ زﺑﻴﻐﻨﻴﻮ ﺑﺮﺟﻴﻨﺴيك ﻣﺴﺘﺸﺎر
237
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
238
اﻻﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻻﻣرييك ﻟﻠﺸﺎه ﻣﺮات وﻣﺮات اﻧﻪ ﺳﻴﻘﻮم ﺑﺪﻋﻤﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ .ﻟﻜﻦ ﻛﺎرﺗﺮ رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻣريﻛﺎ مل ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻮﻋﻮده وﺗﺄﻛﻴﺪاﺗﻪ .ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ٤ﻧﻮﻓﻤﱪ ﻋﺎم ، ١٩٧٨ ﺑﺮﺟﻴﻨﺴيك اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﺸﺎه ﻟيك ﻳﺨﱪه ان اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺪﻋﻤﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،ﺑﻌﺾ اﳌﺴﺆوﻟني رﻓﻴﻌﻲ اﳌﺴﺘﻮى ﰲ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻗﺮروا ان ﻳﺘﻨﺤﻰ اﻟﺸﺎه دون اﻳﻼء اﻫﺘامم اﱃ اﻻﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺨﻠﻔﻮﻧﻪ . ﺑﺮﺟﻴﻨﺴيك و اﻟﻮزﻳﺮ ﺟﻴﻤﺰ ﺷﻠﻴﺰﻧﻐﺮ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺘﻌﻬﺪان ﻟﻠﺸﺎه ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ان اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺪﻋﻤﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ .ﺑﺮﺟﻴﻨﺴيك ﻛﺎن ﻳﺆﻛﺪ وﻳﻜﺮر دﻓﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﻣﴩوع اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻻﻣرييك ﻣﻦ اﺟﻞ اﻋﺎدة اﻟﻬﺪوء اﱃ اﻳﺮان ،ﻛﺎن ﻳﻜﺮر ذﻟﻚ إﱃ اﺧﺮ اﻳﺎم اﻟﺜﻮرة و ﻣﻦ دون اﻋﻄﺎء اﻫﻤﻴﺔ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺜﻮرة و ﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اي ﺷﻚ ﺑﺄن اﻟﺸﺎه ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ وﺧﴪ . مل ﻳﺼﻞ ﻛﺎرﺗﺮ اﱃ ﻗﺮار ﻧﻬﺎيئ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﳌﻨﺎﺳﺐ وﺣﻤﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ اﱃ ﺣﺪ اﻻﻧﻘﻼب واﻋﻄﻰ أواﻣﺮ ﺑﺄن ﺗﺬﻫﺐ ﺣﺎﻣﻠﺔ اﻟﻄﺎﺋﺮات ﻳﻮ اس اس ﻛﻮﻧﺴﺘﻮﻟﻴﺸﻦ اﱃ اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ﻟﻜﻨﻪ اﻟﻐﻰ اواﻣﺮه ﺑﴪﻋﺔ . ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺟرناﻻت اﻳﺮان ﺑﻬﺪف دﻋﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻌﺘﺪﻟﺔ ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﺔ اﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﻬﺠﻮم )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ و اﺗﺒﺎﻋﻪ ﰲ اﻟﺒﻠﺪ و ﺳﻘﻄﺖ و ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﺻﻠﻮا اﱃ اﻟﺤﻜﻢ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ١٢ﻓﱪاﻳﺮ ﺷﺒﺎط ﻣﻦ ﻋﺎم . ١٩٧٩ ﻋﻮدة اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﱃ اﻳﺮان ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ١ﻓﱪاﻳﺮ ﺷﺒﺎط ﻣﻦ ﻋﺎم ، ١٩٧٩ﻋﺎد اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﱃ ﻃﻬﺮان ﻣﺤﻔﻮﻓﺎ ﺑﺎﺷﻮاق ﻋﺪة ﻣﻼﻳني ﻣﻦ اﻻﻳﺮاﻧﻴني و ﺷﻐﻔﻬﻢ واﺻﺒﺢ ﻗﺎﺋﺪا ﻟﻠﺜﻮرة ﺑﻼ ﻣﻨﺎزع و ﻛام ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺾ اﻻﺷﺨﺎص اﺻﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﻘﺪس . اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻛﺎﻧﺖ اﻳﺮان ﻏﺎرﻗﺔ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة و اﻟﴪور ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة و اﺑﺎن ﺳﻘﻮط اﻟﺸﺎه . ﰲ اﻛﺘﻮﺑﺮ ﺗﴩﻳﻦ اﻻول ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٧٩ﻗﺒﻠﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺸﺎه ﻣﻦ اﺟﻞ ﻋﻼج اﻟﴪﻃﺎن ،ﺟﺎء ﻫﺬا ﰲ وﻗﺖ ﺷﻬﺪت ﻓﻴﻪ اﻳﺮان ﺿﺠﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟامﻋﺔ )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ و اﻟﺠامﻋﺎت اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻋﻮدة اﻟﺸﺎه اﱃ اﻳﺮان و ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ و اﻋﺪاﻣﻪ . ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﺎم ،ﻫﺠﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﺆﻳﺪي اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺴﻔﺎرة اﻻﻣريﻛﻴﺔ و اﺧﺘﻄﻔﻮا ﻋﴩات اﻻﺷﺨﺎص ﻣﻦ اﳌﺘﻮاﺟﺪﻳﻦ داﺧﻞ اﻟﺴﻔﺎرة و ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺄزﻣﺔ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﰲ
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
اﻳﺮان . اﻧﺼﺎر اﻟﺸﺎه ﰲ اﻣريﻛﺎ ﻫﻢ اﻳﻀﺎ رأوا ان ﻛﺎرﺗﺮ مل ﻳﻘﺪم اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻜﺎﰲ و اﻟﻮاﰲ و ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ادى اﱃ ان ﺗﺼﺒﺢ اﻳﺮان ﻋﺪوة ﺑﻌﺪ ان ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻠﻴﻔﺔ و ﰲ اﳌﺤﺼﻠﺔ ﻇﻬﺮت أزﻣﺔ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ . ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﻌﺾ ان دﻋﻢ )اﻻﻣﺎم( اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﺧﺬ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ،ﻛﺎن ﻣﻨﺎورة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ و ذﻛﻴﺔ اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﳌﻮاﻗﻒ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻻﺳﺎﳼ اﻟﺠﺪﻳﺪ و اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻘﺮر ان ﻳﻄﺮح ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻟﻼﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﻌﺎم .اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﻮن اﳌﻌﺎرﺿﻮن ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺪﻳﻨﺔ رﻓﻀﻮا ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠامء اﻟﺪﻳﻦ و ﻛﺬﻟﻚ رﻓﻀﻮا اﺧﺬ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﺑﻴﻨام وﺿﻌﺖ اﳌﻨﻈامت اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ اﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻻﺳﺎﳼ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺟﺎﻧﺒﺎ و اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﺤامس وﺷﻐﻒ اﳌﻨﺎﻫﻀني ﻟﻼﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ وﻛﺮ اﻟﺘﺠﺴﺲ .اﻧﺘﻬﺖ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﺸﺎه ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ و ﻣﺎت اﻟﺸﺎه ﰲ ﻣﴫ ﺑﻌﺪ ان ﺣﺼﻞ ﻋﲆ ﺣﻖ اﻟﻠﺠﻮء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻧﻮر اﻟﺴﺎدات رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﴫ )اﻧﺬاك( وﻣﺎت ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺧﺬ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﺑﺎم واﺣﺪ ،و مل ﻳﺠﺘﺚ ﻣﻮﺗﻪ ﺟﺬور اﻻزﻣﺔ . ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم مل ﺗﻬﺪأ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ و ﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟيك ﺗﺰول اﻳﺮان ﻷن اﻳﺮان رﻓﻌﺖ راﻳﺔ اﻻﺳﻼم و وﻗﻔﺖ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﻈﻤﺔ أﻣريﻛﺎ و اﻟﻐﺮب .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك ﺣﻘﺪ ﻗﺪﻳﻢ ﺑني اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ واﻳﺮان اي اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻣريﻛﺎ ﻋﲆ ﻳﺪ اﻟﺜﻮرﻳني اﻻﻳﺮاﻧﻴني اﻟﺸﺒﺎب اواﺋﻞ اﻟﺜامﻧﻴﻨﻴﺎت )ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ( ،ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ،ﺗﺮﻳﺪ اﻣريﻛﺎ ان ﺗﺪﻣﺮ اﻳﺮان وﺗﻘﻄﻌﻬﺎ و ﺗﺴﻌﻰ اﻟﻴﻮم اﱃ اﻗﺼﺎء اﻳﺮان وﺗﻬﻤﻴﺸﻬﺎ . ﺛﻮرة اﻳﺮان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ اﻛﱪ ﺛﻮرة ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﺳﻼﻣﻲ .ﺛﻮرة ﺷﺎﻣﻠﺔ اﺟﺘﺜﺖ ﺟﻤﻴﻊ ارﻛﺎن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮري و اﺟﺘﺜﺖ اﻳﻀﺎ اﻛرث اﳌﻨﻈامت اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﰲ ﻓﻠﻚ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ واﳌﺆﻳﺪة ﻟﻬﺎ ،ﻫﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻟﻄﺨﺖ واذﻟﺖ ﻋﻈﻤﺔ اﻣريﻛﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،وﻣﺮﻏﺖ أﻧﻔﻬﺎ ﰲ اﻟﱰاب ،وﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎرادة ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻣﻨﺘﴫة وﻣﺮﻓﻮﻋﺔ اﻟﺮأس ﻷن ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ وﺟﺪ راﻳﺔ اﻻﺳﻼم ﻫﻲ اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ . ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﱪ ودروس ﺛﻮرة اﻳﺮان اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬﻫﺎ اﻟﺸﺒﺎب اﻻﻳﺮاين و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﺰﻋﺎج ﻗﺎدة اﻟﻌﺮاق و اﻟﻜﻮﻳﺖ و اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ و دول اﻟﺨﻠﻴﺞ )اﻟﻔﺎرﳼ( ،ﻇﻬﺮت اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ و ﺳﻴﻄﺮت ﻋﲆ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ودﻋﺖ اﱃ اﺳﻘﺎط اﻻﻧﻈﻤﺔ اﳌﻠﻜﻴﺔ و ﺗﺒﺪﻳﻠﻬﺎ اﱃ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺎت اﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﺎن ﻛﻞ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﱃ ﻫﺆﻻء اﻟﻘﺎدة أﻛرث ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﺎﺑﻮﺳﺎ . ﻃﺮح ﻗﺎدة اﻳﺮان دﻋﻢ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺸﻮب اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و ﻏري اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
239
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻛﻮﺑﺎ ،ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ اﻻﺑﺎرﺗﺎﻳﺪ ﰲ اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ و دﻋﻮا اﱃ اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﻐﻴري اﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘامﻋﻲ و اﳌﻠﻜﻴﺎت و اﻟﺘﺄﺛري ﻋﲆ اﻟﻐﺮب و اﻟﻔﺴﺎد ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ و ﺳﺎﺋﺮ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل . ﰲ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ،ﻫﺠﻢ اﻟﻌﺮاق ﻋﲆ اﻳﺮان ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻃﻖ ذات اﻻﻛرثﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﳌﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻻﻫﻮاز وﻣﻦ اﺟﻞ ﺧﻨﻖ اﻟﺜﻮرة ﰲ اﻟﻨﻄﻔﺔ ،ﺑﺪأت ﺣﺮب اﺳﱰﻣﺖ مثﺎﻧﻴﺔ اﻋﻮام و اﺣﺪى اﻛرث اﻟﺤﺮوب دﻣﻮﻳﺔ وﺗﺪﻣريا ﺑني اﻟﻌﺮاق واﻳﺮان .
240
ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﴫت اﻳﺮان ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق واﻳﺮان ،اﺗﺠﻬﺖ اﻳﺮان اﱃ اﻟﺸﻌﺐ واﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪ ،و اﺳﺴﺖ وﺑﻨﺖ اﻗﺘﺼﺎدا وﺟﻴﺸﺎ ﻗﻮﻳني ،ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺪأت ﺑﺼﻨﻊ اﻟﺴﻼح ،و ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،و ﺑﻌﺪ ان اﺛﺒﺘﺖ ﻟﻠﻌﺎمل ان ﺛﻮرﺗﻬﺎ ﻧﻘﻴﺔ وﻗﻮﻳﺔ و اﻧﻬﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﺄﻳﺎدي ﺷﻌﺒﻬﺎ و ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻳﺎدي اﻟﻐﺮﺑﺎء ،اﻧﻔﺘﺤﺖ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل . ﻋﲆ ﻋﻜﺲ اﻟﻌﺮاق اﻟﺬي اﻗﱰﺑﺖ ﺧﺰاﻧﺘﻪ ﻣﻦ اﻻﻓﻼس ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﳌﺪﻣﺮة ﻣﻊ اﻳﺮان ، ﺣﻴﺚ اﺗﺠﻪ ﻣﺒﺎﴍة اﱃ اﻣريﻛﺎ وﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ان ﺗﺴﺎﻋﺪه ﰲ ﺑﻨﺎء ﺑﻠﺪه .ﻃﻠﺒﺖ اﻣريﻛﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﺮاق اﻧﺬاك ان ﻳﺤﺘﻞ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺑﺤرية ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ ،ﻛﺎن ﻫﺬا اﻻﻗﱰاح ﺧﺎدﻋﺎ وﺑﺮاﻗﺎ ،و ﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﺳﺎس ﺗﺤﺮك ﻧﻈﺎم اﻟﻌﺮاق ﺑﴪﻋﺔ و ﻋﻤﻞ ﺑﻪ دون ان ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻪ و ﺑﺎﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ و اﻻﺣﺪاث اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ ،و ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻮرة اﻧﺘﻬﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﺮاق ﻻﻧﻪ ﻣﺪ ﻳﺪه اﱃ اﺷﺨﺎص ﻻ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻬﺪوء و اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻟﻠﻌﺮاق ﻣﻦ اﻻﺳﺎس . اﻟﺸﺎب ميﻠﻚ ﻫﻮﻳﺔ ،ﻻ ميﻠﻚ ارادة ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮة اﳌﺎﺳﻮﻧﻴني ﻋﲆ اﳌﻔﺎﺻﻞ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻣﺜﻞ اﻻﻋﻼم وﻏريه ،ﻳﺒﺤﺚ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ اﻟﻴﻮم ﻋﲆ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺤﻨﻴﻒ و اﺳﺘﻄﺎع اﳌﺎﺳﻮﻧﻴﻮن ان ﻳﻌﺰزوا ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ مبﺴﺎﻋﺪة وﴍاﻛﺔ اﻟﺤﻜﺎم اﳌﺴﻠﻤني وان ﻳﻨﴩوا ﺳﻤﻮﻣﻬﻢ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ . ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ﻣﴣ ،وﺧﻼل دراﺳﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺣﻮل اﳌﺨﺪرات و اﻧﻪ ﳌﺎذا ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻴﻤﻨﻴني اﳌﺨﺪرات ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻻﺟﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺴﺘﻬﻠﻜني ﻣﺮﻓﻮﻗﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻴﺄس اﻟﺸﺪﻳﺪ ،و ﻣﻦ ﺑني ﻫﺆﻻء ﺷﺒﺎن ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ اﻟﺠﺎﻣﺎت و ﻋﺎﻃﻠني ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ و ﺷﺒﺎن اﺧﺮون ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎﻟﻘﻮة واﻟﺬﻛﺎء اﻟﻔﻄﺮي و اﻟﻜرثون ﻣﻨﻬﻢ ﻏري ﻣﻠﺘﻔﺘني اﱃ اﻧﻪ اي ﺷﺨﺺ
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
ﺳﻮف ﻳﺼﺒﺢ ﻛﻌﻤﺮ اﳌﺨﺘﺎر أو اﺣﺪ اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ رﺳﻤﻮا ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﺴرية اﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ .ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﺧﺮى ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺷﻐﻒ و ﺣامس ﻛﺒريﻳﻦ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺠﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ و اﺳﺘﻌﺎدة ﻓﻠﺴﻄني . ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﻮﺟﻮد ﰲ ﺷﺒﺎب ﻏﺮﻗﻰ ﰲ اﻟﻔﺴﺎد و اﻟﻔﺴﺎد اﻻﺧﻼﻗﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻫﻮ ان ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب ﻳﻐﻠﻘﻮن ﺻﻮت اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﻨﺪ ﺳام ﺻﻮت اﻻذان .ﻗﺎل ﱄ اﺣﺪﻫﻢ :ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﻛام اﳌﺎﴈ ان ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻋﻈﻤﺔ .و اﺿﺎف :اﻧﻈﺮ اﱃ ذل اﻣريﻛﺎ اﻧﻬﺎ ﺗﻘﺼﻒ اﻟﻌﺮاق واﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،و ﺗﻬﺪد اﻳﺮان ،واﴎاﺋﻴﻞ ﺗﻘﺼﻒ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني و ﺗﻘﻮم ﻫﻨﺎك مبﺠﺎزر و ﻧﺤﻦ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ان ﻧﺜﻮر ﻋﲆ ﺣﻜﺎﻣﻨﺎ اﻟﻌﻤﻼء .ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺮاد اﻟﺸﻮاﰲ ﻣﻨﺬ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﻟﻜﻨﻪ مل ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ اﻧﻪ ﺳﻴﺤﺪث ﰲ ام . ٢٠١١ ﻟﻘﺪ ادرك اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮب ان اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﺑﻞ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ و اﻟﺘﻴﺎرات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺑﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺰرع ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﻓﻜﺎر ﻟﺪى اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮيب ،و اﻟﺒﻌﺾ اﻳﻀﺎ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺠﻤﻴﺎت اﻟﺨريﻳﺔ ،ﺗﻘﺎرﺑﺖ اﻟﺘﻴﺎرات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻬﻢ واﻟﻐﻢ وﻣﺸﻜﻼت اﻟﺸﺒﺎب و ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻣﻮر زواﺟﻬﻢ و ﻣﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺠﻤﻴﺎت اﻟﺨريﻳﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎرات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ و اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ،و اﺳﺘﻄﺎت ان ﺗﺨﻠﻖ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ و ان ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﺜﻘﺔ و اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﲆ اﻟﻠﻪ ﻟيك ﺗﺨﺮج اﳌﺴﻠﻤني ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻧري اﻟﻈﻠﻢ و اﻟﻴﺄس واﻟﻘﻨﻮط . وﺻﻠﺖ اوﺿﺎ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺮيب ﰲ ﻋﺎم ٢٠١١اﱃ ﺣﺪ ﻻ ميﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ ،اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻛام ﻫﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮة ،و ﻋﺪد اﻟﺸﺒﺎب ﻛام ﻫﻮ ﰲ ﺗﺰاﻳﺪ ،ﻳﻀﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻌﻈﻢ اﻓﻜﺎرﻫﻢ وﻳﻘﻀﻮن ﻣﻌﻈﻢ اوﻗﺎﺗﻬﻢ ﻋﲆ اﳌﻮاﻗﻊ اﻻﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ﰲ اﻻﻧﱰﻧﺖ و ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮك ،و ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻻﺧﺮ ﻳﻠﺠﺄون إﱃ اﺷﻴﺎء اﺧﺮى ،و ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻳﻔﻜﺮون ﰲ اﻟﺘﻐﻴري . ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻮرة ﺗﻮﻧﺲ ﻋﲆ اﻧﻬﺎ اﻟﺜﻮرة اﳌﻠﻬﻤﺔ ﻻﻧﻄﻼق اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻻﺧﺮى و ﻛﺎن ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﺘﻮﻧﺴﻴني دورا ﻃﻠﻴﻌﻴﺎ ﺳﺒﺎﻗﺎ ﻓﻴﻬﺎ و رﺣﻞ ﺑﻦ ﻋﲇ ،و ﻫﺒﺖ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﰲ ﻣﴫ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮت اﻟﺤﺮﻳﺔ زوال ﻣﺒﺎرك ﺑﺼﻔﺘﻪ اﺣﺪ اﻛﱪ و اﻫﻢ ﻋﻤﻼء اﴎاﺋﻴﻞ و اﻣريﻛﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ذﻫﺎب ﻣﺒﺎرك ﻛﺎن ﻣﺮﻫﻮﻧﺎ ﺑﺘﻮﺳﻌﺔ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ و اﴎاﺋﻴﻞ ﰲ ﻣﺤﻮر اﻟﴩق . اﻣريﻛﺎ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻛﺜريا ﰲ اﻟﺜﻮرات اﻟﺮﺑﻴﺔ ﻟيك ﺗﺤﻤﻲ ﻋﻤﻼءﻫﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮﺑﻴﺔ و ﺗﻮﺳﻊ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻋﲆ اي ﺣﺎﻛﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺣﺎل اﺳﻘﺎط اﻟﺤﻜﺎم . وﺻﻠﺖ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻻﻣريﻛﻴﺔ و اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﱃ اﻟﺜﻮرات اﻟﺮﺑﻴﺔ اﱃ ذروﺗﻬﺎ و اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة راﻫﻨﺖ ﻛﺜريا و اﺳﺘﺜﻤﺮت ﻛﺜريا و وﺳﻌﺖ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﻴﺎرات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ
241
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ و ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺘﻴﺎرات اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻣريﻛﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻨﻔﻮذ اﻣريﻛﺎ ،ﻫﻮ ﺗﺒﺎدل اﳌﺼﺎﻟﺢ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني ﺑﻬﺪف ﺗﺤﺴني ﺻﻮرة اﻻﺳﻼم اﻣﺎم اﻟﻐﺮب ،ﻟﻜﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ ﻣﺪﻓﺎ و اﻟﺘﻌﺎون و اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺿﻤﻦ اﻃﺎر ﻣﻌني اﻣﺮ ﻣﺴﻤﻮح و ﻣﻤﻜﻦ .ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﴚء اﻟﺬي ﻳﺮدده و ﻳﻜﺮره اﻟﻜﺜريون ﻣﻦ اﻻﺳﻼﻣﻴني اﻟﻴﻮم .
242
ﺛﻮرة اﻟﻴﻤﻦ اﻧﻄﻠﻘﺖ اول ﻣﺴرية ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﴩ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين ام ۲۰۱۱ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻼب و اﻟﻨﺸﻄﺎء اﻟﺤﻘﻮﻗﻴني ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺻﻨﻌﺎء راﻓﻌﺔ ﺷﻌﺎر ﺻﺎﻟﺢ ارﺣﻞ و ﰲ ﻣﺴﺎء ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم وﺻﻠﺖ ﻫﺬه اﳌﺴرية اﱃ ﺳﻔﺎرة ﺗﻮﻧﺲ و ﻗﻮﺑﻠﺖ ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﺟﻬﺰة اﻻﻣﻦ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﳌﺴرية اﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﴩ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين . اﻧﻄﻠﻘﺖ اﳌﺴريات ﻣﺮة اﺧﺮى ﺑﻌﺪ اﺳﻘﺎط زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ م اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ،و ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺪأت ﺛﻮرة ﻣﴫ ،و ﺗﺤﺮك اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻴﻤﻨﻲ اﻗﺘﺪاء ﺑﻬﺬه اﻟﺜﻮرة و ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر ﺛﻮرة ﻣﴫ و رﺣﻴﻞ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك ،ﻧﻈﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﺴريات ﺗﺄﻳﻴﺪا و ﺗﱪﻳﻜﺎ ﻟﻠﺜﻮرة اﳌﴫﻳﺔ و اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﻋﲆ ﻓﺮﻋﻮن . ﰲ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ ﻣﻦ ﺷﺒﺎط ام ۲۰۱۱ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎب اﻟﻴﻤﻦ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻼﻋﺘﺼﺎم و ﻻول ﴍارة ﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻦ . ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺸﺒﺎب ذﻛﻮرا و اﻧﺎﺛﺎ و ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻄﺒﻘﺎت و اﻟﱰﺟﻬﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺪن اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻃﺎﻟﺒﻮا ﺑﺎﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم ﻋﲇ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺬي ﻛﺘﻢ ﻋﲆ اﻧﻔﺎﺳﻬﻢ ﳌﺪة ﺛﻼﺛﺔ وﺛﻼﺛني ﻋﺎﻣﺎ و ﺳﻴﻄﺮ ﻋﲆ اﻻﻣﻮال واﻟﻘﻮة وﻏريﻫﺎ ﺑﻼ ﻣﻨﺎزع من ﺧﻼل اﻟﺴﻠﻄﺔ . ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ و مل ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﺣﺪ ﻳﺼﺪق ان ﺗﺒﺪأ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة و ﺗﺼﻞ اﱃ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة ،ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺎر اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ اﻟﻨرية ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺜﻮرة اﻟﺠﺪﻳﺪ و اﻋﻠﻨﻮه :ﺛﻮرﺗﻬﻢ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﺳﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ميﻠﻚ اﻓﺮاده ﻣﺼﺎﻧﻊ اﺳﻠﺤﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ وﻧﺼﻒ ﺛﻘﻴﻠﺔ . اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻻوﱃ ،وﺗﻴﻤﻨﺎ ﺑﺠﻤﻌﺔ اﻟﻐﻀﺐ ﰲ ﻣﴫ ،ﺳﻤﻴﺖ ﺟﻤﻌﺔ اﻟﻐﻀﺐ ،ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة مل ﺗﻜﻦ ﻛﻐريﻫﺎ ﻣﻦ ﺛﻮرات اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ ،مل ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻮن اﺳﻤﻪ اﻻﻧﱰﻧﺖ ﻻن ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم اي ﺗﺼﻔﺢ او ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺒﻜﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮك ،و اﻛرث اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﺎﻣﱪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﻢ و ﺗﺪار ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺼرية )اس ام اس( و ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺗﻮﻛﻞ ﻛﺮﻣﺎن رﺋﻴﺴﺔ
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺻﺤﻔﻴني ﺑﻼ ﺣﺪود . ﺑﻌﺪ ان ﺳﻴﻄﺮ اﻧﺼﺎر ﺻﺎﻟﺢ واﺣﺘﻠﻮا ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎء ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﻢ ﻳﻮﻣﻴﺎ وﺑﺸﻜﻞ اﺳﺘﺜﻨﺎيئ اﺟﺘامﻋﺎت اﻣﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺻﻨﻌﺎء . و ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،مل ﻳﺠﺪ اﻟﺨﻮف ﻃﺮﻳﻘﻪ اﱃ اي ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا اﻛرث ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻣام ﻛﺎن ﻳﺘﺼﻮره اﻟﺒﻌﺾ ،ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﻮا اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﴬب ﺑﺎﻟﻬﺮاوات و اﻟﻌﴢ و اﻟﺤﺠﺎرة ،و اﴏوا ﻋﲆ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻳﺪوﻧﻪ ،و ﺳﻤﻌﺖ ﻛﻞ ارﺟﺎء اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻮت ﺷﻌﺎراﺗﻬﻢ اﳌﻨﺎدﻳﺔ ﺑﺎﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم . وﺻﻠﺖ اوﺿﺎع اﻟﺸﺒﺎب ﰲ اﻟﻴﻤﻦ اﱃ اﻟﺼﻔﺮ ،ﺗﺰاﻳﺪت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ،و ﻛﺎن اﻛرث اﻟﺸﺒﺎب ﻋﺎﻃﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻟﻘﺪ اﺛﺮت ﻫﺬه اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻋﲆ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ،و ﻫﺆﻻء ﺗﻮﺟﻬﻮا اﱃ اﻟﻠﻬﻮ واﻟﻠﻌﺐ ،ﻟيك ﻳﻨﺴﻮا ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻻوﺿﺎع اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ و اﳌﺎدﻳﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺮﻳﺒني ﻣﻦ اﻟﻠﻪ و ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺆﻣﻨني ﺑﻪ و ﻳﻄﻠﺒﻮن اﻟﻨﴫ ﻣﻨﻪ ﻟيك ﻳﺘﻐري ﻣﺎ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ و ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ان ﻳﻐريوا واﻗﻌﻬﻢ اﳌﺮ . ﻟﻘﺪ ﻋﺎش اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻛﻞ ﺷﺎرع و ﰲ ﻛﻞ زﻗﺎق اﻟﺼﺪام ﻣﻊ ﺑﻠﻄﺠﻴﺔ ﺻﺎﻟﺢ و ﻣﺮﺗﺰﻗﺘﻪ و ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﴬب و اﻻﻋﺘﻘﺎل و ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻛﻞ ﻛﺮﻣﺎن و ﻣﻨﻈامت ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن ﺗﻘﻒ ﺑﻮﺟﻪ ﻫﺬه اﻻﻋﺘﻘﺎﻻت اﻻﻣﺮ اﻟﺬي ﺿﺎﻳﻖ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ و ﺗﺴﺒﺐ ﻳـﺈراﻗﺔ ﻣﺎء وﺟﻬﻪ وﻟﻄﺨﻪ اﻣﺎم اﳌﻨﻈامت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳌﺪاﻓﻌﺔ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن ﰲ اﻟﻴﻤﻦ . ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط ﻣﺒﺎرك و ﺗﺼﺎﻋﺪ ﻗﻤﻊ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻣﻦ اﻟﺸﻮارع ،اﻗﱰح ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب ان ﻳﺤﺘﻞ ﺷﺒﺎب اﻟﺜﻮرة ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺎ و ﻳﻌﺘﺼﻤﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻛام ﻫﻲ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ منﻮذج ﺛﻮرة ﺗﻮﻧﺲ ،و اﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ان ﻳﺠﻠﺴﻮا ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻦ اﺧﻼء اﻧﺼﺎر ﺻﺎﻟﺢ ﳌﻴﺪان اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ او اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻌﻬﻢ ،ﺑﺪأ اﻟﺸﺒﺎب اﻻﻋﺘﺼﺎم اﻣﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺻﻨﻌﺎء و ﻧﻈﻤﻮا ﻟﺠﺎﻧﻬﻢ اﻻﻣﻨﻴﺔ و اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ و ﻧﺼﺒﻮا ﺧﻴﺎﻣﻬﻢ و زادوﻫﺎ اﻗﺘﺪاء ﺑﺜﻮرة ﻣﴫ ،و ﻛﺎن ﻟﻬﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﺗﺄﺛريا ﻛﺒريا ﻋﲆ ﺛﻮرة اﻟﻴﻤﻦ . ﺑﺪأ اﻻﻋﺘﺼﺎم ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ و ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ ﻣﻦ ﻓﱪاﻳﺮ ﺷﺒﺎط ذﻫﺐ اﻛرث ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘني وﺧﻤﺴني اﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻄﺒﻘﺎت ﻣﻦ اﺟﻞ اﻻﻋﺘﺼﺎم ﰲ ﻣﻴﺪان ﻳﺴﻤﻰ مبﻴﺪان اﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺧﻄﻮة ﻗﻮﻳﺔ و ﺷﺠﺎﻋﺔ و ﺳﺠﻞ اول ﺷﻬﻴﺪ ﰲ اﻟﺜﻮرة ﰲ ﻫﺬا اﳌﻜﺎن و ﰲ ﻳﻮم اﻻﺣﺪ اﳌﻮاﻓﻖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﺑﺮﻳﻞ ﻧﻴﺴﺎن ﻗﺘﻞ ﺷﺨﺼﺎن ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﺳﻘﺎط ﺻﺎﻟﺢ و ﺗﻨﺤﻴﻪ .
243
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
244
و ﺑﻌﺪ ﻳﻮم واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث ن وﻗﻌﺖ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت دﻣﻮﻳﺔ ﰲ ﺗﻌﺰ و اﻟﺤﺪﻳﺪة ﺑني ﻗﻮات اﻻﻣﻦ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ و اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ و ﺧﻠﻔﺖ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺠﺮﺣﻰ اﺻﻴﺒﻮا ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص و اﻟﻐﺎزات اﳌﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻣﻮع . ﰲ اﺣﺪى اﳌﺮات ،رأﻳﺖ اﺣﺪ رﺟﺎل اﻻﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ )اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات( ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﻐﻴري ، ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻻين ﻛﻨﺖ اﻋﻠﻢ ﺳﺎﺑﻘﺎ اﻧﻪ ﻣﻮﻇﻒ ﰲ ﺟﻬﺎز اﻻﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ .ﺳﺄﻟﻨﻲ :ﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺆﻻء ؟ ...اﺑﺘﺴﻤﺖ و ﻗﻠﺖ ﻣﺎذا ﻳﻘﻮﻟﻮن ؟ ﻫﺆﻻء اﳌﺠﺎﻧني ﻳﺮﻳﺪون ان ﻳﺮﺣﻞ ﻋﲇ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ،و ﻗﻠﺖ اﻧﺖ ﻣﺎذا ﺗﺮى ؟ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ان رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻟﻦ ﻳﺮﺣﻞ اﺑﺪا ﻓﻬﻞ ﺗﺼﺪﻗﻨﻲ ؟ ﺛﻢ ﺑﺪأ ﻣﻜﺎﳌﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ و ذﻫﺐ . ﻣﻊ اﻧﻄﻼق اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺼﺎرﺧﺔ ،مل ﺗﻜﻦ اﻻوﺿﺎع و اﻻﺣﻮال ﺟﻴﺪة ،ﰲ ذات ﻣﺮة ﺳﺄﻟﺖ ﺻﺤﻔﻲ روﻳﱰز :ﻫﻞ ﺗﺘﻮﻗﻊ ان ﺗﻘﻮم ﺛﻮرة ؟ اﺟﺎﺑﻨﻲ و ﻫﻮ ﻏﺎرق ﰲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ :و ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺘﻮﻗﻊ ان ﺗﺤﺼﻞ ﺛﻮرة ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ؟ و ﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﻗﻤﻊ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎ ،اﺳﺘﻘﺎﻟﺖ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆمتﺮ اﻟﺤﺰب اﻟﺤﺎﻛﻢ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ و اﺑﺮز ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻫﻮ ﻧﺒﻴﻞ اﻟﺨﺎﻣﺮي اﺣﺪ اﻻﻏﻨﻴﺎء اﳌﻌﺮوﻓني ﰲ اﻟﻴﻤﻦ . ﰲ ﻳﻮم ﺟﻤﻌﺔ اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﳌﻮاﻓﻖ ۱۸ﻣﺎرس اذار ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ و اﳌﺮﺗﺰﻗﺔ ﺑﺒﻨﺎء ﺣﺎﺟﺰ ﻣﻦ اﻻﺟﺮ و اﺧﺘﺒﺄوا ﺧﻠﻔﻪ .ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ اﻗﻴﻤﺖ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ )ﻣﻴﺪان اﻟﺘﻐﻴري ﰲ ﺻﺘﻌﺎء( و ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺸﻮد ﻏﻔرية ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ،و ﺑﻴﻨام ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻮاﻣﺎت ﺗﺘﺠﻮل ﻓﻮق اﳌﻴﺪان ،اﻃﻠﻘﻮا و ﺑﻜﻞ ﻗﻮة ﺷﻌﺎر )ارﺣﻞ( ﺿﺪ ﺻﺎﻟﺢ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ،و ﺑﻌﺪ ﻋﺪة دﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ ﻏﻄﺖ ﻏﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﺎن اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻮاﺟﺰ ﻟﺼﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ . ﺗﺤﺮك ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻧﺤﻮ اﻟﺤﻮاﺟﺮ ،و ﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻬﻢ اﱃ ﻫﻨﺎك ،ﺷﺎﻫﺪوا دﺧﺎﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪا ،ﺑﺪأ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺘﺪﻣري اﻟﺤﻮاﺟﺰ ،مل ﻳﺪﻣﺮوا ﺳﻮى ﻧﺼﻒ اﻟﺤﺎﺟﺰ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺪا ﺑﺪأ اﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﺎت و ﺧﻼل ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ اﺳﺘﺸﻬﺪ ﺛﻼﺛﺔ وﺧﻤﺴﻮن ﺷﺨﺼﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻃﻔﺎل و ﻣﺴﻨني ﻛام ﺟﺮح اﻟﺒﻌﺾ اﻳﻀﺎ . ﺗﻮﺟﻬﺖ اﻧﺎ و اﻟﺼﺤﻔﻲ اﳌﺮاﻓﻖ ﱄ ﻧﺤﻮ اﺣﺪى وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم ﻟيك ﻧﻄﻠﻊ ﻋﲆ اﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ، ﻋﻠﻤﻨﺎ ان اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻣﻠﺌﺖ ﺑﺎﻟﺠﺜﺚ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺰرة ،اﻧﻌﻜﺴﺖ ﻫﺬه اﳌﺠﺰرة ﰲ ﺟﻤﻴﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم ،و وﺟﻪ ﺻﺎﻟﺢ اﺻﺎﺑﻊ اﻻﺗﻬﺎم ﻧﺤﻮ ﺷﻌﺐ اﳌﻨﻄﻘﺔ . و ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ،ﻫﺒﺖ رﻳﺎح اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟﻮزراء و اﻟﺴﻔﺮاء ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ،ﻟﻜﻦ اﻟﴬﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ اﺗﺖ ﺑﻌﺪ اﻧﻀامم اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻋﲇ ﻣﺤﺴﻦ اﻻﺣﻤﺮ اﱃ اﻟﺜﻮرة و اﻋﻼﻧﻪ دﻋﻤﻪ ﻟﻬﺎ ،و ﻋﻨﺪ اﻧﻀامم
ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻄﺎﻟﺒني ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺪل واﳌﺴﺎواة
ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣﺎﺷﺪ اي ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺻﺎدق اﻻﺣﻤﺮ اﱃ اﻟﺜﻮرة ،ﺟﺎءت اﻟﴬﺑﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﻋﺮﻓﺖ ﺛﻮرة اﻟﻴﻤﻦ و اﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﻬﻮرة ،ﺣﺘﻰ ان ﺷﻬﺮﺗﻬﺎ و ﺻﻠﺖ اﱃ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ اﻋﻤﻞ ﺻﺤﻔﻴﺎ ﻻﺣﺪﻫﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻻﻳﺎم .مل ﺗﻜﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﺣﺪاث اﻟﻴﻤﻦ .ﻷن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﺒﻴﺔ و ﻣﺮﻋﺒﺔ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ان اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﺟﺎدة و ﻳﺠﺐ ان ﺗﺘﴫف و ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻗﺒﻞ ان متﺘﺪ اﻟﻴﻬﺎ ،ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺟﻠﺴﺔ مبﺸﺎرﻛﺔ دول ﻣﺠﻠﺲ ﺗﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺞ )اﻟﻔﺎرﳼ( ﻟيك ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻼ و ﻣﺨﺮﺟﺎ و ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺟﻠﺴﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻟﺪول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﻠﻴﺞ )اﻟﻔﺎرﳼ( ﻫﻲ ﻣﺆاﻣﺮة ﺳﻌﻮدﻳﺔ واﻣريﻛﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة . وﺻﻠﺖ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺷﻬﺪاء ﺛﻮرة اﻟﻴﻤﻦ اﱃ اﻛرث ﻣﻦ ٢٠٠٠ﺷﺨﺺ و ﺗﺠﺎوز ﻋﺪد اﻟﺠﺮﺣﻰ اﻟﻌﴩة اﻻف ﺷﺨﺺ اﻳﻀﺎ ﻛام اﺻﻴﺐ ﻋﺪد ﺑﺎﻋﺎﻗﺎت دامئﺔ .ﻛﻞ ﻫﺬا مل ﻳﺪﻓﻊ ﺷﺒﺎب اﻟﻴﻤﻦ اﱃ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح و اﻻﻧﺘﻘﺎم اﳌﺴﻠﺢ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ان ﻣﺼﺎﻧﻊ اﻟﺴﻼح اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ متﻠﻚ اﻧﻮاع اﻻﺳﻠﺤﺔ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ و ﺣﺘﻰ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ،ﻟﻘﺪ واﺻﻠﻮا ﺛﻮرﺗﻬﻢ ﺳﻠﻤﻴﺔ .ﻛﺘﺐ اﺣﺪ اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﻐﺮﺑﻴني ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺣﻮل اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ :ﺷﺒﺎب اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻴﻤﻦ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻘﺪﻣﻮن ﻧﺤﻮ اﻟﺮﺻﺎص ،رأﻳﺘﻬﻢ و ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﻣﻦ اﻟﺮﺻﺎص ان ميﻨﺤﻬﻢ اﻟﺤﺮﻳﺔ ...اﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن اﻟﺤﺮﻳﺔ . ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺷﺒﺎب ﺛﻮرة اﻟﻴﻤﻦ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜرية ﻟﻠﺤرية و ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ و ﰲ ﺑﻌﺾ اﻻﺣﻴﺎن ﻣﺜرية ﻟﻠﺒﻜﺎء ،ﻟﻘﺪ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﻴني و اﻻﻋﻼﻣﻴني ﻋﲆ اﻟﺒﻜﺎء ،ﻟﻘﺪ ﻣﺮت اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ و اﻣﴣ ﺷﺒﺎب اﻟﻴﻤﻦ اﺳﻮأ اﻳﺎﻣﻬﻢ ﺑﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎر اﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم ﺻﺎﻟﺢ و اﴎﺗﻪ . ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻀﺤﻴﺎت اﻟﺸﺒﺎب ،ﺗﻔﺎﺟﺄ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﳌﺆاﻣﺮة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﺜﻮرة و اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ و اﻣريﻛﺎ .اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﺼﺎﻟﺢ ،وﺿﻌﺖ اﺣﺰاب اﻟﻠﻘﺎء اﳌﺸﱰك ﺑني ﺧﻴﺎرﻳﻦ اﻣﺎ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﺒﺎدرة ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون او اﻟﺤﺮب اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ . ﺧﺸﻴﺔ أﻣريﻛﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ وﺻﻞ اﱃ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻻﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﱪ ﻋﺎم اﻟﻔني و ارﺑﻌﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻔﺼﻞ ﻳﻀﻢ ۱۳۳ﺻﻔﺤﺔ ﺣﻮل اﻟﺪول ذات اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ ﰲ اﻟﻌﺎم
245
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻔني وﻋﴩﻳﻦ ،ﻛﺎن ﻳﺘﻮﺟﺐ ان ﻳﺪرس ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ و ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻟيك ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬه اﻟﺪول ﺗﻬﺪﻳﺪا وﺧﻄﺮا ﺟﺪﻳﺎ ﻋﲆ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻻﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ . و اﻟﻴﻮم ﺗﺮى اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣريﻛﻴﺔ اﻧﻬﺎ وﻗﻌﺖ ﰲ ﻣﻌﻤﻌﺔ و ازﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﲆ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻣﺘﺪاد اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻﻧﻬﺎ اﺳﻔﺮت ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف ﻋﻦ اﺧﺮاج و ﺗﺮك اﺛﻨني ﻣﻦ ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اي زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﲇ و ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك )اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻻول( .ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻴﺪ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟيك ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻴﻞ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﰲ ﻣﴫ ﺑﻬﺪف ﺣﻔﻆ اﻟﻌﻼﻗﺎت . اﻣريﻛﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪم ﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﻟيك ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﺗﺒﻨﻲ ﻗﺎﻋﺪة اﺣﻼﻣﻬﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻮﺳﻊ ﻧﻔﻮذ اﻳﺮان ﰲ اﻟﴩق اﻻوﺳﻂ .ﻛﺎن اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻣريﻛﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري اﱃ درﺟﺔ ان اﻟﻨﻈﺎم ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻻﻣريﻛﻴﺔ ﺑﺪﺧﻮل اراﺿﻴﻪ )اﻻراﴈ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ( و ﻳﻘﺼﻒ اﳌﻮاﻃﻨني اﻟﻴﻤﻨﻴني ﰲ اﳌﻌﺠﻠﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﻴﻤﻦ و ﻛﺄن ﻻﻣريﻛﺎ ﻳﺪ ﰲ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺸﺆون اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ .
246
ﻇﻬﻮر اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻﻣريﻛﺎ اﻋﺘﱪ اﻟﺼﺤﻔﻲ و اﻟﻨﺎﺷﻂ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺨﻴﻮاين ﺧﻄﺎب اﻟﺴﻔري اﻻﻣرييك مبﺜﺎﺑﺔ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻫﻤﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و ﴏح ان اﻣﺮﻳﻜﺎ ﻻ ﺗﺮﻓﺾ ﻓﻘﻂ ﺛﻮرة اﻟﻴﻤﻦ ﺑﻞ ﺗﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻳﻀﺎ .و ﻛﺎن ﺳﻔري اﻣريﻛﺎ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﺗﺤﺪث ﺧﻼل ﻣﺆمتﺮ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﺼﻐﺮ ﰲ ﺻﻨﻌﺎء ﺑﺘﺎرﻳﺦ ۲۰۱۱/۱۱/۲۴ﺣﴬﺗﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﳌﺼﺪر اﻧﻼﻳﻦ و ﻗﺎل ﻓﻴﻪ :ﻣﺴرية اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻴﺲ ﺳﻠﻴﻤﺔ ،و اﺿﺎف :ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ان ﻧﻴﺘﻬﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻜﻦ اﻟﺪﺧﻮل اﱃ ﺻﻨﻌﺎء ﻣﻦ اﺟﻞ اﻳﺠﺎد اﻟﻔﻮﴇ ﺳﻮف ﻳﻮاﺟﻪ ﺑﺸﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻻﺟﻬﺰة اﻻﻣﻨﻴﺔ . مل ﻳﻌﺘﱪ ﺟﺮاﻟﺪ ﻓﺎﻳﺮﺷﺘﺎﻳﻦ ﻫﺬا اﻻﻣﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ...و ﻗﺎل :ﻳﺤﻖ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ان ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﻧﻮن .و ﻟﻴﺲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ان ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺎس اﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﻣﺤﺎﴏة ﻗﴫ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ و اﻟﱪﳌﺎن . ﻟﻘﺪ ﺑﺪأة ﻣﺴرية اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺗﻌﺰ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٢٠دﻳﺴﻤﱪ اﳌﺎﴈ ،و ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ ٢٠١١/١٢/٢٤ وﺻﻠﺖ اﱃ ﺣﺪود ﺻﻨﻌﺎء و ﻗﻮﺑﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮات اﻻﻣﻦ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ و اﻃﻼق اﻟﺮﺻﺎص و اﻟﻘﺎء اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ اﳌﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻣﻮع ،و ﻃﺒﻖ اﻻﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻻوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺎه اﳌﻮﻗﻊ اﻻﻟﻜﱰوين "اﳌﺼﺪر اﻧﻼﻳﻦ" اﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﺳﻘﻮط ٧ﻗﺘﲆ و اﺻﺎﺑﺔ ﻋﴩات اﻻﺷﺨﺎص . ﻗﺎل اﻟﺨﻴﻮاين ﰲ ﻟﻘﺎء ﺧﺎص ﻣﻊ اﺳﻼم ﺗﺎميﺰ :ﺗﻢ اﺗﺨﺎذ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار مبﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎق ﺗﻢ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﺑني اﻣريﻛﺎ و اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ و إن ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻨﻲ و ﻗﺘﻞ اﺑﻨﺎﺋﻪ ﻻ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺄﻳﺔ اﻫﻤﻴﺔ ﻟﺪى اﻣريﻛﺎ و أول ﻫﻤﻬﺎ و آﺧﺮه ،ﻫﻮ ﻧﺠﺎح ﻫﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﺬي ﻳﻀﻤﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻣريﻛﺎ . و أﺿﺎف :ان اﻣريﻛﺎ ﻣﺘﻮرﻃﺔ ﺑﻘﺘﻞ اﻟﻴﻤﻨﻴني و اﻧﺘﻬﺎك اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ،ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ اﻧﻬﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﻛﺜريا مبﻨﺢ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﻟيك ﻻ ﻳﺄيت ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺣﺎل ﺣﻮﻛﻢ ﺻﺎﻟﺢ .اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﺘﻮرﻃﺔ ﰲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﺼﻌﺪة ﺑﺎﻟﴩاﻛﺔ ﻣﻊ ﺻﺎﻟﺢ ،و ﻛﻼﻫام اﻣريﻛﺎ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺴﻌﻴﺎن ﺧﻠﻒ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬام . اﺗﻬﻢ اﻟﺨﻴﻮاين اﻣريﻛﺎ مبﺤﺎوﻟﺔ ﺟﺮ اﻟﺒﻼد اﱃ ﻓﺘﻨﺔ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑني اﻟﺴﻨﺔ و اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟيك ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻌﺮب اﱃ اﻟﺤﺮب و اﳌﻮاﺟﻬﺎت ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ و ﻣﻊ اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻳﻀﺎ و ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬﻳﻦ اﻻﻣﺮﻳﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ اﻟﻬﺪف اﻻول اي اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻟﺸﻴﻌﺔ و ﻋﲆ اﻳﺮان . اين اﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ﺗﺠﺎه ﺷﺒﺎب ﺗﻌﺰ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻻﻛرث ﻗﺼﻒ وﺣﺸﻴﺔ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻤﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ ﺗﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺞ )اﻟﻔﺎرﳼ( .ﻗﺼﻒ ﻛﺎن ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﻘﺼﻒ ﻣﻨﺎزل اﳌﺪﻧﻴني ﻏري اﻟﻌﺴﻜﺮﻳني ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﴎاﺋﻴﻞ .مل ﻳﺬق اﻫﺎﱄ ﺗﻌﺰ ﻃﻌﻢ اﻟﺮاﺣﺔ و ﻓﻘﺪوا ﻛﻞ اﻣﻮاﻟﻬﻢ و اﺣﺒﺎﺋﻬﻢ و اﺑﻨﺎﺋﻬﻢ و ازواﺟﻬﻢ و اﺧﻮاﺗﻬﻢ . ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎدﻟﺔ و ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ و اﳌﺴﺎواة . 247
اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﻮر ﺗﺸﻬﺪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أو اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب ﻛام ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻏﻠﺐ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ و اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ,ﺗﻬﺪﻳﺪات ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ و ﺧﻄرية ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻬﺎ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻬﺪﻫﺎ و إرﺟﺎع اﻷوﺿﺎع ﻋﲆ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ و اﳌﺠﻲء ﺑﻮﺟﻪ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ أوﺟﻪ اﻻﺿﻄﻬﺎد و اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ. و ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻬﺪف اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ و ﻋﲆ رأﺳﻬﻢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين .ﻓﻠﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﺗﺪرك متﺎﻣﺎ,رﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﺎ اﳌﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﲆ ﻋﻤﻼءﻫﺎ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ,اﻧﻪ مل ﻳﻌﺪ مبﻘﺪورﻫﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻫﻜﺬا واﺟﻬﺎت ﻟﺒﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .و ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪ أن ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘامﳾ ﻣﻊ ﻣﺘﻐريات اﻟﻌﴫ ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﺴﺒﺎﻗﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ و ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ اﻟﻌﴩ ﰲ ﺑﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ و ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب و اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ اﺿﻌﻒ ﺣﺎﻟﺘﻪ و إﺣﻼل إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺎت اﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺸﻤﺲ. ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻣﺘﺄﻫﺒﺔ متﺎﻣﺎ ﳌﻮاﺟﻬﺔ أي ﺗﻬﺪﻳﺪ وﻛﻞ اﻟﺘﻐريات ﺑﺄﻗﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ ,وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺒﻴﻨﻪ ﻟﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻮى ﺗﺪرك متﺎﻣﺎ إن اﻟﺸﻌﻮب ﺗﺄىب ﺑﻘﺎء اﳌﺤﺘﻞ و إن أي اﻣﺔ إن ﻃﺎل اﻟﺪﻫﺮ آم ﻗﴫ ﻓﻬﻲ ﺳﺘﻨﺘﻔﺾ ﺿﺪ اﳌﺤﺘﻞ اﻟﻐﺎزي و ﺳﺘﻄﺮده ﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺎﺗﻬﺎ وﻛﺮاﻣﺎﺗﻬﺎ و ﻣﻘﺪراﺗﻬﺎ ﻣﻬام ﺗﻜﻦ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت و اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ وﻣﻬام ﺗﻌﺎﻇﻤﺖ ﻗﻮة و ﺑﻄﺶ ﻫﺬا اﳌﺤﺘﻞ .ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ و اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ أوﺟﺒﺖ ﺗﻐريات ﰲ اﻻﺳﱰاﺗﺠﻴﺎت اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ و رﻏﻢ ﺗﺸﺪق اﻟﻐﺮب ﺑﺎﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ﻛﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن و اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﺎن ﻫﺬه إﻻ ﺷﻌﺎرات و اﳌﺆﺳﺴﺎت و اﳌﺒﺎدئ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻗﻨﺎﻋﺎ ﻳﺨﻔﻲ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ و اﻟﻘﺒﻴﺢ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ مل ﺗﺤﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻦ ﻧﻬﺠﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌامري اﻟﺬي ﻳﻘﺘﺎت ﻣﻦ دﻣﺎء اﻟﺸﻌﻮب. ﻓﺮﻏﻢ ﺧﺮوج اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﺮﺗﻬﺎ ﻗﺪ متﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺮك منﻮذﺟﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌامر و ﻫﻮ اﻻﺳﺘﻌامر اﻟﻔﻜﺮي ,ﻓﺨﻠﻔﺖ وراءﻫﺎ )ﻧﻌﻢ اﻟﺨﻠﻒ ﻟﻨﻌﻢ اﻟﺴﻠﻒ(ﺣﻠﻔﺎء و ﻋﻤﻼء ﺷﺪﻳﺪي اﻟﻮﻻء و اﻟﺒﻄﺶ و ﺧﻠﻔﺖ وراءﻫﺎ أﻳﻀﺎ ﻗﻨﺎﺑﻞ و أﻟﻐﺎم
249
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
250
ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎر ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺷﺎءت و ذﻟﻚ ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﴫاﻋﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ و اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ و اﻟﻨﻌﺎرات اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ و أﻗﻮى و اﺧﻄﺮ ﺻﻨﻴﻌﺔ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﰲ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻟﻐﺎﺷﻢ اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻴﻼ ﻧﻬﺎرا إﱃ ﺗﻐري ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ و ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ . ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﻮل إﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﻋﺪو ﴍس ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺪﻫﺎء ﺣﺪد أﻫﺪاﻓﻪ ﺑﺪﻗﺔ و مل ﻳﺪﺧﺮ ﺟﻬﺪا ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ,أﺟﺎد ﻗﺮاءة اﻟﺘﺎرﻳﺦ و ﺗﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪا ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻓﺎن ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﺼﺪاﻗﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻬﺬا اﻟﴩ اﳌﻄﻠﻖ ﻣﺘﻴﻘﻦ متﺎﻣﺎ إن اﻟﴚء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ميﻜﻨﻪ أن ﻳﺤﺒﻂ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻟﺒﺴﻂ ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﻋﲆ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﴎه ﻫﻮ اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ ﻟﺬا ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻃﻮال اﻟﺘﺎرﻳﺦ أن ﻃﺒﻮل اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻹﺳﻼم و ﻧﺒﻲ اﻹﺳﻼم مل ﺗﻬﺪئ ﻳﻮﻣﺎ. ﻓﻠﻮ أﻣﻌﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮ ﺟﻴﺪا ﻋﻨﺪ دراﺳﺔ ﻣﺠﺮﻳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻹﺳﻼم إﱃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﻟﻠﺤﻈﻨﺎ أن ﻫﺬه اﳌﺴﺎﻋﻲ ﻟﴬب اﻹﺳﻼم مل ﺗﻘﻒ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﺸﺪ و ﺗﺴﺘﻌﺮ أﻛرث ﻓﺄﻛرث و ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﴪ ﺗﻀﺤﻴﺎت اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻛﺮم ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ و اﻟﻪ و ﺗﻀﺤﻴﺎت اﻟﻼمئﺔ اﻷﻃﻬﺎر اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﺸﻬﺪوا و ﻗﺪم أرواﺣﻬﻢ ﻗﺮاﺑني ﻣﻦ اﺟﻞ ﺑﻘﺎء ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ و ﺧﻠﻮده ,ﻓﺤامﻳﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫﻮ أﻋﻈﻢ ﻫﺪف ﺣﺎرب ﻣﻦ اﺟﻠﻪ أﻫﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻨﺒﻮة و ﻫﻮ اﻟﻬﺪف اﻟﺬي اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻣﻦ اﺟﻠﻪ اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴني ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﰲ ﻛﺮﺑﻼء. ﻓﻮاﻗﻌﺔ ﻛﺮﺑﻼء ﺗﺨﺘﺰل ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻬﺎ اﳌﻈﻠﻮﻣﻴﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ و ﺗﻔﻀﺢ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ و اﻷدوات اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎرب ﺑﻬﺎ اﻟﺪﻳﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻠﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺣﺮﺑﺎ ﺗﺸﻦ ﺿﺪ إﻋﻼء راﻳﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﺮب ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﺿﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﲆ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻨﺼﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻪ و رﺳﻮﻟﻪ ,ﺑﺎﺳﻢ دﻳﻦ ﻻ ميﺖ ﻟﻪ ﺑﺼﻠﺔ,دﻳﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ اﺷﺪ اﳌﺤﺎرﺑني ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ .ﻓﺄﺻﺒﺢ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ و ﻟﺒﺲ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻫﻮ ﺧﻄﺎب ﺣﺰب اﻟﺸﻴﻄﺎن و أﻋﻮاﻧﻪ. ﻟﺬا إﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﻫﺠﻤﺖ ﴍﺳﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺗﺮﻣﻲ ﻟﻘﻠﺐ اﳌﻮازﻳﻦ و ﺗﻘﻮم ﻋﲆ ازدواﺟﻴﺔ ﰲ اﳌﻌﺎﻳري ﺑﻠﺒﺲ ﺛﻮب ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔنت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ و اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﺗﻬﺪف إﱃ ﺗﺸﺘﻴﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﺸﻌﻮب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻋﺪوﻫﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ و ﺑﺚ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ و اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﺗﺪرك أن ﻗﻮة ﻫﺬه اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ وﺣﺪﺗﻬﺎ و إن ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة ﻻ ميﻜﻦ ان ﺗﻨﺒﺜﻖ وﺗﺪوم إﱃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺒﻊ ﺧﻄﻮات اﻟﻨﻬﺞ اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ. ﻟﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺮا و ﻧﺘﺎﺑﻊ اﻷﺣﺪاث اﳌﺘﺴﺎرﻋﺔ ﻗﺒﻞ و ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﻼﺣﻆ أن اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮيب و اﻟﻌﺮيب اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻻﺳﺘﻌامل ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﳌﺤﺎرﺑﺔ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق اﳌﺒﺎﴍة و اﻟﻐري ﻣﺒﺎﴍة. ﻓﺄﺻﺒﺢ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮيب ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻷﻓﻜﺎر اﻟﺸﻌﻮب ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻟﺜﻮرة ﰲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻏري ﻣﴩوﻋﺔ
اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ...
وذات ﻟﺒﺎس ﻃﺎﺋﻔﻲ و ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ و اﻟﺴﻌﻮدي ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻷﴎة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻳﻌﺘﱪ أﻳﻀﺎ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎﺗﻮ وﺳﻠﺒﻬﻢ ﻟرثوات ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻌﻴﺪا ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻻﺣﺘﻼل و ﻫﻜﺬا ﻧﺤﻦ ﻧﺸﻬﺪ اﻧﻘﻼﺑﺎت و ﺗﺸﻮﻳﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﻮﺿﻮح. ﻓﺎﺻﻄﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻨﻮات اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و ﻣﻦ ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ﰲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﻨﻌﻮن اﻷﺣﺪاث ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻫﻢ ﻳﻌﻠﻠﻮن و ﻳﺤﻠﻠﻮن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﺑﻌﻴﻮﻧﻬﻢ وأﻗﻼﻣﻬﻢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ. ﻓﺄرادوا ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﻋﻄﺎء ﻃﺎﺑﻌﺎ اﺟﺘامﻋﻴﺎ و اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻟﺜﻮرة ﺗﻮﻧﺲ و ﻣﴫ ﻣﺘﺠﺎﻫﻠني و ﺳﺎﻋني ﻟﻌﺪم إﺑﺮاز ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻦ اﻟﺪواﻓﻊ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺜﻮرات واﻛﱪ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺜﻮرات ﻓﻮز اﻟﻘﻮى اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﰲ ﺗﻮ ﻧﺲ ,ﻣﴫ ,اﻟﺠﺰاﺋﺮ واﳌﻐﺮب .ﻓﻔﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻫﻨﺎك ﺗﻌﻤﺪا ﻟﻌﺪم إﻇﻬﺎر أن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﻛﺎﻧﺖ وﻟﻴﺪة اﻻﺿﻄﻬﺎد ووﻟﻴﺪة ﺧﻮف اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﴘ ﻋﲆ ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺬي ﺣﺎرﺑﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﻮرﻗﻴﺒﻲ و ﺑﻦ ﻋﲇ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺒﻼد .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﴫ ﻓﺎن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة ﺗﺮﻣﻲ ﻹرﺟﺎع ﻣﴫ إﱃ دررﻫﺎ اﻟﺮاﺋﺪ ﰲ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ﺧﺮوﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌامﻟﺔ اﻟﺬي وﻃﺪه ﻧﻈﺎم ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك و إرﺟﺎﻋﻬﺎ إﱃ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ و إﱃ ﺧﻨﺪﻗﻬﺎ اﳌﻘﺎوم. ﻓﻬﺬا اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻳﺨﺪم ﻣﴩوع اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ و ﻳﺴﻌﻰ ﻹﻋﺎدة إﺣﻴﺎﺋﻪ ﰲ ﺿﻞ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻃﻼ و اﻟﺒﺎﻃﻞ ﺣﻘﺎ و اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﺪوا و اﻟﻌﺪو ﺻﺪﻳﻘﺎ و ﻫﺬا اﳌﴩوع ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ .ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻟﺜﻮرات ﻣﺤﻘﺔ و ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ أرادت اﻟﺸﻌﻮب إﻻ ﰲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺄﺳﺲ ﻹﺳﻘﺎط اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ اﳌﻌﻄﺎة ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ﰲ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ و ﺑﺎﻷﺧﺺ ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ متﺜﻞ اﻟﻌﻤﻴﻠﺔ اﻹﺳﱰاﺗﺠﻴﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌامﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﴬب و إﺳﻘﺎط ﻣﺤﻮر اﳌامﻧﻌﺔ ﺑﺎﻷﺧﺺ إﻳﺮان و ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﺎﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺸﻦ ﺣﺮب ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺒﺎﴍة ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺪول ﻟﺬا ﻧﺮاﻫﺎ ﰲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻻ ﺗﺪﺧﺮ ﺟﻬﺪا إﻋﻼﻣﻴﺎ و ﻟﻮﺟﺴﺘﻴﻪ و ﻣﺎدﻳﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﳌﺠﻤﻌﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﴬب اﻟﺴﻠﻢ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺴﻮرﻳﺎ. ﻓﻨﺤﻦ اﻵن ﻧﺸﻬﺪ ﻣﴩوﻋﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻳﺴﻌﻰ ﻹﺧﻀﺎع ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻮاﺑﺔ ﺳﻮرﻳﺎ. ﻓﺎﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻣﻨﺬ اﻧﺪﻻع اﻟﺜﻮرات ﻛﺎن ﻫﺎﺟﺴﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺻﻌﻮد اﻻﺳﻼﻣني إﱃ اﻟﺤﻜﻢ ﻟﺬا ﺿﻌﻔﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ آوﻧﺔ اﻷﺧري ﺣﻤﻼﺗﻬﺎ ﺿﺪ اﻹﺳﻼم ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻴﻘﻨﻬﺎ ﺑﺎن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﻫﻲ و ﺑﺪون ﺷﻚ ﻣﺜﻠام وﺻﻔﻬﺎ ﺳامﺣﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﲇ اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﻫﻲ ﺻﺤﻮة إﺳﻼﻣﻴﺔ اﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﺿامﺋﺮ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴﻠﻤﺔ وﻫﻨﺎ ﻛﺎن ﻋﲆ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺗﺮوﻳﺾ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات و ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺠﺎرﻳﺔ اﻷﺣﺪاث ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺟﺪﻳﺪ ﺣﺸﺪت ﻣﻦ اﺟﻠﻪ
251
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
252
ﻣﻜﻨﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ اﺳﺘﻄﺎﻋﺔ و ﻟﻸﺳﻒ ﺑﺚ ﺳﻤﻮﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﺮيب .ﻓﻨﺤﻦ اﻵن أﻣﺎم ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺟﺪﻳﺪ اﺳﻤﻪ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮيب رﺑﻴﻌﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى أن ﻳﺄيت ﺑﺨﺮﻳﻒ ﺣﺰﻳﻦ و ﻋﻘﻴﻢ. ﻓﺒﻀﻴﺎع اﻛﱪ ﺣﻠﻔﺎء ﻟﻬﺎ و ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﺎ اﳌﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻹﺑﻘﺎﺋﻬﻢ ﰲ اﻟﺤﻜﻢ وﺟﺪت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮة ﻟﺮﻛﻮب اﳌﻮﺟﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻹدارة و رﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳيك ﻣﻦ اﺷﺪ اﳌﺪاﻓﻌني و اﳌﺤﺒني ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓرنى اﻟﺮﺋﻴﺲ اوﺑﺎﻣﺎ ﻳﻌﻠﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﴘ ﺗﻬﺎﻧﻴﻪ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر ﺛﻮرﺗﻪ أﻣﺎم اﻟﻜﻮﻧﺠﺮس اﻷﻣﺮﻳيك ﰲ وﺳﻂ ﺗﺼﻔﻴﻖ اﻟﺤﺎر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻋﻀﺎﺋﻪ ﻓﻨﺤﻦ أﻣﺎم اﻛﱪ ﻣﴪﺣﻴﺔ و ﻣﻬﺰﻟﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﻼد ﻫﻮ ﻧﺼريا ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ .وﻛﺄن اﻟﺸﻌﻮب ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ وﺿﻊ ﻫﺆﻻء اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﻦ ﻋﲆ ﺳﺪت اﻟﺤﻜﻢ و ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﺪﻣﻮن. ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻻ ميﻜﻨﻬﺎ ﻗﺒﻮل ﺑﻬﺰميﺘﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪه ﻣﻦ ﻫﺰاﺋﻢ ﰲ اﻟﻌﺮاق و أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن و ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪه ﻣﻦ رﻛﻮد اﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻬﻲ اﻵن ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮﻫﺎ و اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﺑﺎﺳﺘﻘﻄﺎب و اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻟﻘﻮى اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ميﺜﻞ اﻛﱪ ﺧﻄﺮ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة و اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﻧﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ و ﻋﲆ رأﺳﻬﺎ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻻ ﺑﻬﻤﻬﺎ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان ﻣﺎدام اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻ ﻳﴬ مبﺼﺎﻟﺤﻬﺎ و ﻟﻴﺲ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻣﻘﺎوﻣﺎ ﻳﻌﻠﻦ اﻟﻌﺪاء ﻟﻬﺎ و ﻟﻠﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين. ﻣﻊ اﻷﺳﻒ ﻓﺎن ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎت ﺳﻴﺴﺒﻴﻜﻮا اﻣﺘﻼك ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﳌﻔﺎﺗﻴﺢ و ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻒ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻋﺮيب و إﺳﻼﻣﻲ اﺣﺘﻠﺘﻪ ﻟﺬا ﺳﺨﺮت ﻛﻞ أﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ و ﻃﺎﻗﺎت ﻋﻤﻼءﻫﺎ و ﻣﺮاﻛﺰ اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ وﺗﺠﺪرت داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ,ﻓﺄﺻﺒﺢ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺛﻮرة ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ إﱃ أﺧﺮ .ﻓﻔﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺤﻜﻢ ﻋﺪم ﺗﻮاﺟﺪ اﻟﻌﻨﴫ اﳌﺬﻫﺒﻲ و ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻧﺸﻬﺪ ﻧﻮﻋﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺨﻠﻖ اﻟﻔنت ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﻨﺎﻃﻘﻴﺔ و اﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﻟﺘﺸﺘﻴﺖ أﻧﻈﺎر اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﴘ ﻋﻦ اﻟﺴﻌﻲ و راء اﺳﺘﻜامل و ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف أﻟﺜﻮرﺗﻪ .ﻓﻨﺤﻦ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻧﺘﺤﺴﺲ و ﺟﻮد أﻳﺪي ﺧﻔﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد و اﻷﻣﻦ ﰲ اﻟﺒﻼد و ﻧﻼﺣﻆ أﻳﻀﺎ ﺗﻮاﻃﺄ ﻟﻌﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ إن ﻛﺎن ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺘﻌﻤﺪة أم ﻻ ﻹﻓﺸﺎل اﻟﺜﻮرة و ﻛﻴﻒ ﻻ و أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﺨﺐ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻋﲆ اﻷﺳﺲ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ و اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﻫﺬه اﻷﺳﺲ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﺳﺘﻜﻮن ﺧﺎدﻣﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮب و ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺘﻮﻧﴘ .ﻓﻬﺬه ﻋﻘﺒﺎت ﻟﻴﺴﺖ وﻟﻴﺪة اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻬﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻤﻨﻬﺠﺔ ﺳﻌﺖ ﻟﻌﻘﻮد ﻟﺘﻬﻤﻴﺶ و ﺗﺨﺪﻳﺮ ﻋﻘﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻮﻧﴘ و إﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻦ إﻃﺎره اﻟﺪﻳﻨﻲ و ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﻏﺮس ﻣﺒﺎدئ دﺧﻴﻠﺔ ﻻ متﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﳌﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ...
ﻓﻨﺤﻦ أﻣﺎم ﺷﻌﻮب متﺖ دﻣﻐﺠﺘﻬﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﻻ إرادﻳﺔ ﺗﺸﻜﻮا ﻣﻦ ﻋﺎﻫﺎت ﻓﻜﺮﻳﺔ و ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻋﻤﻼء اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺘﻀﻤﻦ ﻓﻮزﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺪﻣري اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ وﺗﻀﻤﻦ أﻳﻀﺎ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﺟﺪان و ﰲ ﻻ وﻋﻲ ﻫﺬه اﻟﺸﻌﻮب. ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺮﺿﻴﻊ اﻟﺬي ﻳﺤﺎول ﺑﺨﻄﻮات ﻣﺘﻌرثة ان ﻳﺘﻌﻠﻢ اﳌﴚ ﻓﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻧﺤﻦ أﻣﺎم ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت و ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ مل ﻧﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ و اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﺎﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﺑﻜﻞ أﺳﻒ ﺗﻌﻮدت ﻋﲆ اﻟﺮأي اﻷﺣﺎدي و اﻹﻗﺼﺎء إﱃ درﺟﺔ أن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮيب ﻳﺠﻬﻞ متﺎﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮم اﳌﻮاﻃﻨﺔ و اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﻫﺬا اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻪ ﺟﻌﻞ اﻷﺑﻮاب ﻣﴩﻋﺔ أﻣﺎم ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻟريﻛﺐ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة و إن ﻳﻘﻮﻣﻮا مبﺤﺎرﺑﺘﻬﺎ ﻣﻦ داﺧﻞ. ﻓﻠيك ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻮاﺟﻪ و ﻧﺘﺼﺪى ﻟﻬﺬه اﻟﻬﺠﻤﺔ اﳌﻀﺎدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و ﺣﻠﻔﺎﺋﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﲆ ﻗﻮى اﳌﻘﺎوﻣﺔ و اﳌامﻧﻌﺔ أﻳﻀﺎ أن ﺗﺴﺨﺮ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ و أن ﺗﺒﺘﻜﺮ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪة و ﻣﺒﺘﻜﺮة ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﻣﺎ متﻠﻜﻪ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى ﻣﻦ أﺳﻠﺤﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ و ﻣﺎدﻳﺔ. ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﻮة واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺨﻄﻄﺎت ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ: إن ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺟﻴﺪا ﰲ ﻣﺠﺮﻳﺎت اﻷﺣﺪاث ﻓﺴﻨﺠﺪ ﻋﺪة ﻧﻘﺎط ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺑني اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ أن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات ﻗﺎﻣﺖ ﻋﲆ أﻳﺪي اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي ﻻ ﻃﺎﳌﺎ ﻧﻌﺖ ﺑﺘﺨﺎذل و اﳌﻴﻮﻋﺔ وﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺗﻌﺘﱪ اﳌﻔﺘﺎح ﻟﻔﻬﻢ اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺮيب و اﳌﺴﻠﻢ. ﻟﺬا ﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻧﻘﺎط اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﻣﻠﻤني ﺑﺎﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺸﺎب اﻟﻌﺮيب اﻟﺜﺎﺋﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻋﻈﻤﺖ ﻫﺬا اﻻﻧﺠﺎز وﻧﻌﺮف ﻋﻮاﻣﻠﻪ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻫﺬه اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺜﻮرﻳﺔ. ﻓﻬﺬا اﻟﺸﺎب ﻫﻮ اﻛﱪ ﺿﺤﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ﻋﻤﻠﺖ اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﻋﲆ ﺗﺪﻣري ﻩ و ﺗﻬﻤﻴﺸﻪ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻄﺮق و اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻬﻮ ﺿﺤﻴﺔ ﺧﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﻮرﺳﺖ ﻋﲆ اﻷﺟﻴﺎل اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ,ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ ﺗﺪرك ﺑﺎن ﻗﻮة و ازدﻫﺎر أي ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺳﻮاﻋﺪ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻟﺬا ﺳﻌﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ و ﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ و ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ إﱃ ﻧﴩ اﻟﻔﺴﺎد ﰲ أوﺳﺎط اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻓﻔﺘﺤﺖ و ﺳﺠﻌﺖ اﻧﺘﺸﺎر اﳌﻼﻫﻲ و اﻟﻐﻨﺎء وﺳﺒﻞ اﻟﻠﻬﻮ و اﻟﺘﻬﺘﻚ و ﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺷﺪد اﻟﺨﻨﺎق أﻣﺎم اﳌﺪارس اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و ﻣﻨﻊ اﻟﺤﺠﺎب و أﺻﺒﺢ اﻟﺪﻳﻦ ميﺜﻞ ﻋﻨﴫ اﻟﺘﺨﻠﻒ و إﻣﺎ اﻟﺨﻼﻋﺔ و اﻟﺘﻔﺴﺦ ميﺜﻼن ﻋﻨﺎﴏ اﻟﺘﺤﴬ واﻟﺘﻘﺪم .ﻓﺎوﺟﺪوا ﻓﺠﻮة ﻋﻤﻴﻘﺔ
253
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
254
ﺑني اﻟﺸﺒﺎب و ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻜﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺿﻴﺎع أﻻف اﻟﺸﺒﺎب إﻣﺎ ﰲ أﺣﻀﺎن اﻻﻧﺤﻼل اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻐﺮيب و إﻣﺎ ﰲ أﺣﻀﺎن اﳌﺠﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و ااﻟﺘﻜﻔﺮﻳﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ متﺪ ﻹﺳﻼم ﺑﺼﻠﺔ. ﻓﻠﻘﺪ ﺳﻌﻮا إﱃ ﺗﺪﻣري ﻋﻘﻞ و رأي اﻟﺸﺎب اﻟﻌﺮيب ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻨﺎ أي ﺣﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒري و ﻻﺳﻴام اﻟﻨﻘﺪ واﻧﺎ ﻛﺸﺎﺑﺔ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ ﻫﺬه أول ﻣﺮة ﺗﺘﺎح ﱄ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎل ﺳﻴﺎﳼ و اﻟﺘﻌﺒري ﻋﻦ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎيت ﻓﺎن ﻛﺎن ﻧﻈﺎم ﺑﻦ ﻋﲇ ﻣﺎزال ﻗﺎﺋﻢ مل ﻳﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ أي ﺷﺎب ان ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ أوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻﺳﻴام أن ﺟﻤﻴﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻣﺮاﻗﺒﺔ. ﻓﺎﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎع ﻫﺬا اﻟﺸﺎب أن ﻳﻨﺘﴫ ﻋﲆ ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﺆاﻣﺮات اﻟﺘﻲ ﺣﻴﻜﺖ و ﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﺤﺎك ﺿﺪه ﻓﻘﺎم و اﻧﺘﻔﺾ وﻗﺪم روﺣﻪ ﻓﺪاء ﻟﻺﺳﻼم و اﻟﻮﻃﻦ. ﻓﻴﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻫﻮ ﺑﺪون ﺷﻚ ﻫﻮ ﺗﻮﻓﻴﻘﺎ إﻟﻬﻴﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ و دﻣﺎء اﻟﺸﻬﺪاء .ﻓﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼم و رﻏﻢ ﻛﻞ اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻟﺘﻤﺼﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻻ زاﻟﺖ ﻣﺮﺳﺨﺔ ﰲ ﻋﻘﻮل وﺿامﺋﺮ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و روح اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ .ﻓﺮﻏﻢ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين و رﻏﻢ اﻟﺨﻄﺎب اﻻﺳﺘﺴﻼﻣﻲ اﻟﺬي أراد ﺣﻜﺎم اﻟﻌﺮب إﻗﻨﺎع ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﺎن ﺧﻴﺎر اﳌﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﻘﻴﺘﺎ ﻣﺘﺄﺻﻠﺘﺎن ﰲ وﺟﺪان اﻟﺸﺎب اﳌﺴﻠﻢ. ﻓﻠﻘﺪ راﻫﻦ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮين ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻋﲆ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ ﺿﻨﻦ ﻣﻨﻪ أن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ مبﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﺳﻮف ﻳﻨﴗ ﻗﻀﻴﺘﻪ و أن اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻦ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄرض مل ﺗﺮﻫﺎ و مل ﺗﻌﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أن ﺗﺸﺒﺚ ﺑﺎﻷرض و اﳌﻘﺪﺳﺎت ﻛﺎن ﻳﻘﻮى و ﻳﺘﺠﺬر ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻓﺎﺗﺖ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺳﻨﺔ ٢٠٠٠ﻟﺘﻜﺘﺐ أﺧﺮ ﺻﻔﺤﺎت اﳌﻔﻮﺿﺎت و ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺴﻼم ﺑﻞ اﻛرث ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻧﺤﻦ أﻣﺎم ﺷﺒﺎب و ﻣﻘﺎوﻣﻮن ﻻ ﻳﻌﱰﻓﻮن ﺑﻮﺟﻮد ﻫﺬا اﻟﻜﻴﺎن و ﻳﺤﺎرﺑﻮن ﻣﻦ اﺟﻞ أزاﻟﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮد. ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻧﺘﺼﺎرات و ﻧﺠﺎﺣﺎت ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ متﺜﻞ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﳌﻔﺼﻠﻴﺔ و اﻹﺳﱰاﺗﺠﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﻛام ﻗﺎل ﺳﻴﺪ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ وﻣام أدى إﱃ دﺧﻮﻟﻨﺎ ﺣﻘﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻏريت وﺟﻪ اﳌﻨﻄﻘﺔ و ﺳﺘﻐري إﻧﺸﺎء اﻟﻠﻪ وﺟﻪ اﻟﻌﺎمل ﺑﺄﴎه. ﻓﺎﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻋﲆ اﻟﻜﻴﺎن اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﺳﻨﺔ ٢٠٠٦وﺣﻘﻘﺘﻪ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺳﻨﺔ ٢٠٠٨ﰲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة اﺛﺒﺖ إن اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺑﻜﺮاﻣﺔ و اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ ﻣﻘﺪرات اﻷﻣﺔ ﻫﻲ اﳌﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﺘﺼﺪي ﰲ وﺟﻪ أي ﻋﺪو ﻣﻬام ﺗﻜﻦ ﻗﺪراﺗﻪ و ﻣﻬام ﻛﻠﻒ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﻴﺎت ﺗﻨﻔﻴﺬا ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ) إن ﺗﻨﴫ اﻟﻠﻪ ﻳﻨﴫﻛﻢ(. ﻓﻜﺎﻧﺖ و ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻘﺪس ﻫﻲ اﻟﺨﺰان اﻟﺬي ﻳﻌﺒﺊ أرواح ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ اﻟﺜﺎﺋﺮ ﻓﻤﻬام ﺣﺎول
اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ...
اﻷﻋﺪاء ﺑﺚ روح اﻟﻮﻫﻦ و اﻻﺳﺘﺴﻼم و ﺿﻌﻒ ﻓﻨﺤﻦ ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺪرت ﻓﻴﻬﺎ ﴏﺧﺎت اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴني ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﰲ ﻛﺮﺑﻼء و ﻫﻮ ﻳﻘﻒ وﺣﻴﺪا أﻣﺎم اﻟﻈﺎمل و ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﻫﻴﻬﺎت ﻣﻦ اﻟﺬﻟﺔ ﻓﻼ ميﻜﻦ ﻷﻣﺔ دﻳﻨﻬﺎ اﻹﺳﻼم و ﻧﺒﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ و اﻟﻪ وﺳﻠﻢ أن ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺬل و اﻟﻬﻮان. ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﺖ ﻟﻠﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﺑﺮازﻫﺎ و ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ و إﺗﺒﺎع ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰﻫﺎ و ﺗﺜﺒﻴﺘﻬﺎ. ﺣﻠﻮل ﺗﺄﺳﺲ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻞ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و إﻧﺠﺎﺣﻬﺎ: ميﻜﻦ رﺻﺪ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻬﺎ اﻹﻃﺎﺣﺔ و ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺆاﻣﺮات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ و ذﻟﻚ ﰲ ﻋﺪة ﻧﻘﺎ ط ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ: أوﻻ ﻓﻀﺢ ﻫﺬه اﳌﺆاﻣﺮات و ﺗﺮﺳﻴﺦ وﻋﻲ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺸﺒﺎب. اﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺗﻔﻌﻴﻞ دور اﻟﻨﺨﺐ و اﻟﺘﻌﺎﱄ ﻋﲆ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﻣﺎم ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻹﺳﻼم و اﻷﻣﺔ. اﻻﺳﺘﻨﺎد و اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻗﻴﺎدات ﺣﻜﻴﻤﺔ. ﺗﻔﻌﻴﻞ دور اﳌﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ووﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻗﻠﺐ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻮري. ﻓﺒام ﻳﺨﺺ ﻓﻀﺢ اﳌﺆاﻣﺮات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ و اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ و ﺗﺮﺳﻴﺦ وﻋﻲ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻢ ﺗﻔﻌﻴﻞ و ﻧﴩ اﻹﻋﻼم اﻟﻨﺰﻳﻪ و اﳌﻘﺎوم و ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺟﻬﻮده ﻟﻠﺘﺼﺪي ﻟﻬﺬه اﻟﻬﺠﻤﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ و اﳌﻀﻠﻠﺔ .ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ اﻵن ﻟﻘﻠﻢ و ﺻﻮت ﻛﻞ ﴍﻳﻒ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮب ,ﻓﻤﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت رﺟﺎل اﻷﻋامل و اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺚ ﻗﻨﻮات إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﻘﻨﻮات اﳌﺘﺼﻬﻴﻨﺔ و ﺗﻜﺜﻴﻒ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﺢ اﳌﺆاﻣﺮات وﺗﺮﺻﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻳﻦ ﻣﺎ وﺟﺪت ﻓﻠﻘﺪ أﺻﺒﺢ اﻹﻋﻼم اﳌﺮيئ ﻫﻮ اﻷﻛرث اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ اﻟﻌﺮيب ﻟﺬا ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﱪاﻣﺞ و اﻷﻓﻼم و اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻟﻺﺳﻼم و اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ روح اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻧﺤﻦ أﻳﻀﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻛﻠامت ﻋﻠامء اﻟﺪﻳﻦ و اﻟﻜﺘﺎب و اﳌﺜﻘﻔني و أﺳﺎﺗﺬة ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻟﱰﺳﻴﺦ اﻟﻨﻬﺞ اﳌﻘﺎوم و إﻳﺼﺎل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﱪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻛﺎﳌﻨﺘﺪﻳﺎت و اﳌﻮاﻗﻊ اﻻﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ. ﻓﻔﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ و ﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮيب ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا اﻟﻠﺴﺎن اﻟﻨﺎﻃﻖ ﻟﺜﻮراﺗﻬﻢ ﻓﺎﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﻘﻂ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﲆ اﳌﺘﺤﺪث ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﳾء أن ﻳﺘﻘﻦ أدوات و أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﻮار ﺑﻄﺮق ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ و ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺠﺪال و
255
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
256
اﻟﺘﻌﺼﺐ .ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ و اﻟﺤﻮارات اﻟﺒﻨﺎءة ﻫﻲ وﺣﺪﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ و ﻓﻀﺢ اﻟﺰﻳﻒ و اﻟﻜﺬب. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻬﻮ ميﺜﻞ ﻋﺎﻣﻼ أﺳﺎﺳﻴﺎ و ﻣﺮﻛﺰﻳﺎ ﻟﻨﺠﺎح اﻟﺜﻮرات و ﺻﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺒﺴﺒﺐ اﺑﺘﻌﺎد اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ دﻳﻨﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﻟﻘﻤﺔ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻟﻜﻞ ﻃﺎﻣﻊ .ﻓﻬﺬه اﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ أﻓﺎض ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟرثوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ و اﻟﻘﺪرات اﻟﺒﴩﻳﺔ ميﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺮﺟﻊ ﻛام ﻛﺎﻧﺖ ﺧري اﻣﺔ أﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎس و ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮن إﻻ ﺑﺈﺗﺒﺎع ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﻴﻒ و اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف و اﻟﻨﻬﻲ ﻋﲆ اﳌﻨﻜﺮ و ﺑﺮﻓﺾ ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻔﺮﻗﺔ و ان ﺗﺘﻮﺣﺪ ﺗﺤﺖ راﻳﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﻜام ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ )أﻟﻴﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﺤﺐ( ﻓﻴﺠﺐ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ :ﻧﺨﺒﻬﺎ و ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ أن ﻳﺘﺼﺪوا ﻟﻠﺨﻄﺎﺑﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ و اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ و أن ﻳﻨﴩوا اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺠﺎﻣﻊ و اﳌﻮﺣﺪ. ﻟﺬا ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ دور اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ واﺟﺒﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎﱄ ﻋﲆ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﻣﺎم ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻹﺳﻼم و اﻷﻣﺔ ﻓﻨﺤﻦ أﻣﺎم ﺣﺮب إن اﻧﺘﴫ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺪو ﺳﺘﺨﴪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ اﻷﻣﺔ و ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﺎ و إن اﻧﺘﴫت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﻟﺨري ﻛﻞ ﺧري ﺳﻴﻄﺎل اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺟﻤﻌﺎء ,ﻓﻌﲆ ﻫﺬه اﻟﻨﺨﺐ أن ﺗﺼﻄﻒ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺷﻌﺒﻬﺎ و ﺗﺒﻠﻎ ﺗﻄﻠﻌﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﺎ دون زﻳﻒ أو رﻳﺎء. ﻓﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ أن ﰲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺄﻗﻼﻣﻬﺎ أو ﺗﺒﻴﻌﻬﺎ ﺑﺜﻤﻦ ﺑﺨﺲ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﺑﺪون ﺣﻤﻰ و ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺔ ﻟﻠﻄﺎﻣﻌني. ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﺤﺴﻴﻨﻴﺔ و ﻣﺎ زاﻟﺖ و ﺧﻄﺐ اﻟﺠﻤﻌﺔ و اﳌﺴﺎﺟﺪ متﺜﻞ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ و اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎه ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ و أﻳﻀﺎ ﰲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺈﻳﺮان ﻣام ﻳﻘﻮدﻧﺎ إﱃ اﻟﺘﺤﺪث ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪور اﻟﻘﻴﺎدي. ﻓﺄي ﺛﻮرة ﻫﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ و ﻻ رﻳﺐ إﱃ ﻗﻴﺎدات ﺗﻮﺟﻪ و ﺗﻨﺼﺢ و ﺗﺤﺬر ﻓﺄي ﺣﺮاك ﺷﻌﺒﻲ ﻻ ﻳﻬﻔﻮ ﻣﻦ زﻻت و أﺧﻄﺎء ﻟﺬا ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﴐوري ﺗﻮاﺟﺪ ﻗﻴﺎدات ﺗﺪﻳﺮ دﻓﺔ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟيك ﺗﺼﻞ إﱃ ﺑﺮ اﻷﻣﺎن .ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻗﻴﺎدات ﺣﻜﻴﻤﺔ و ﻧﺰﻳﻬﺔ و إﱃ ﻗﻴﺎدات ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻧﻬﺞ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ و اﻟﻪ و اﻹﻣﺎم ﻋﲇ ﻣﺴﻠﻜﺎ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻻ ﺗﺤﻴﺪ ﻋﻨﻪ ﻣﺘﺰﻫﺪة ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ و ﻋﻦ اﻟﺠﺎه و رﺋﺎﺳﺔ ﻓﺘﻜﻮن ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ اﻷوﱃ و اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻃﺎﻋﺔ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ و ﺗﻌﺎﱃ مبﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﻈﻠﻢ و اﻟﻈﻠﻤﺔ و ﺑﺮﻓﻊ راﻳﺔ اﻹﺳﻼم و اﻟﺤﻖ. ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻴﺎدات ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺪرك ﺑﺄﻧﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ اﻣﺘﺤﺎن و اﺑﺘﻼء ﺳﺘﺴﺄل ﻋﻨﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ و اﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ أن ﻻ ﺗﺴﻜﺖ ﻋﲆ اﻟﺤﻖ ﻣﻬام ﻛﻠﻔﻬﺎ ذﻟﻚ ﻣﻦ دون ﻫﻮادة أو ﺗﺮاﺟﻊ ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﻻ ميﻜﻦ أن ﺗﱪر اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﺒﺎﻟﻌﻜﺲ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻟيك
اﳌﺆاﻣﺮات واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات و اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻟﻺﺳﺘﮑﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ...
ﺗﺘﻮﺟﻬﺎ .ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻴﺎدة ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻛﺠﺒﺎل اﻟﺮاﺳﻴﺎت أﻣﺎم اﻷﻋﺪاء و ﻛﺎﻷم اﻟﺮءوف ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ و ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﺤﲆ ﺑﺎﻟﺼﱪ و اﻟﺤﻠﻢ و ﺗﻮاﻛﺐ ﻣﺠﺮﻳﺎت اﻷﺣﺪاث و ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻓﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﺎدة راﻓﻀﺔ ﻟﻠﻨﻘﺪ وﻟﻠﺮأي اﻷﺧﺮ ﻓﻬﻲ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺑﺪورﻫﺎ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ و ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﻮع ﺟﺪﻳﺪ و ﺑﻐﻄﺎء دﻳﻨﻲ ﻻ ﺳﻤﺢ اﻟﻠﻪ. ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﴬوري ﺗﻮاﺟﺪ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺗﺼﺤﺢ ﻣﺴﺎر اﻟﺜﻮرات و ﻗﻴﺎداﺗﻬﺎ و ﻫﺬه اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﰲ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻮﺿﻊ ﰲ ﻗﻠﺐ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻮري .و ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺎ ﻋﱪ ﻋﻨﻬﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻗﺪس ﴎه اﻟﴩﻳﻒ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻴﻨﻪ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ اﻟﺬي ﻳﺮى ﰲ اﻟﻘﺪس و ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﺧﻼﺻﺎ ﻟﻬﺬه اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻘﺪس ﻫﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ و ﻫﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺒﻂ ﻫﻮﻳﺔ و ﻣﺴﺎر ﻛﻞ ﺛﺎﺋﺮ. ﻓﻤﻦ ﻳﺘﺨﲆ ﻋﲆ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ و ﻋﲆ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺨﲆ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﺨﲆ ﻋﻨﻬﺎ أي ﴍﻳﻒ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻣﻬام ﻛﺎﻧﺖ دﻳﺎﻧﺘﻪ أو ﻋﺮﻗﻴﺘﻪ ﳌﺪى ﺑﻴﺎن ووﺿﻮح أﺣﻘﻴﺘﻬﺎ. و ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ اﳌﻌﻴﺎر اﻟﺬي ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﻌﺮف اﻧﺘامءات اﻷﺷﺨﺎص إن ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺣﺰب اﻟﺸﻴﻄﺎن و ﻳﻘﻒ اﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ أو اﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ و ﻳﻘﻒ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮى اﳌامﻧﻌﺔ و اﳌﻘﺎوﻣﺔ. ﺧﻼﺻﺔ: ﻧﺤﻦ اﻵن ﻋﲆ أﻋﺘﺎب ﺗﺤﻮﻻت و أﺣﺪاث ﺳﺘﻐري ﻣﺠﺮى اﻟﺘﺎرﻳﺦ و أﻣﺎم اﺧﺘﺒﺎر ﺻﻌﺐ و ﻣﻔﺼﲇ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﲆ اﻋﺘﺎق ﻛﻞ ﻣﻮاﻃﻦ ﻋﺮيب و ﻣﺴﻠﻢ و ﻫﺬا اﳌﻮاﻃﻦ ﻫﻮ اﻵن أﻣﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ إﻧﺠﺎح ﺛﻮرﺗﻪ و إﺣﺒﺎط اﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎك ﺿﺪ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .و ﻫﺬه اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .و اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﻬﺬه اﻷﻣﺔ ﻫﻮ إﺗﺒﺎع اﻟﻨﻬﺞ اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ و ذﻟﻚ ﺑﻮﺣﺪة اﻟﻜﻠﻤﺔ و اﻻﺻﻄﻔﺎف إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ و إﻋﺎدة اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻬﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻢ اﻻ ﺑﺘﺤﺼﻦ ﺗﺤﺖ راﻳﺔ ﻻ اﻟﻪ إﻻ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪا رﺳﻮل اﻟﻠﻪ.
257
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺤﺎﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﴬ ﻟﻠﺘﻐريات اﳌﺘﺴﺎرﻋﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺳﻘﺎط ﻋﺮوش اﻟﻄﻐﺎة ﻧﻈﺮا ً ّ ﺑﺈرادة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺜﺎﺋﺮ اﻟﺬي اﻧﺘﻔﺾ ﺿ ّﺪ ﺣﻜﺎﻣﻪ وﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ ﺗﻮرﻳﺚ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ وأﻗﺎرﺑﻬﻢ ،واﻟﺘﻲ أ ّدت ﺑﺸﻜﻞ ﴎﻳﻊ وﻣﺒﺎﴍ اﱃ إﻋﺎدة ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺑﻮﺻﻠﺔ اﻟﴫاع اﱃ اﻟﻌﺪو اﻹﴎاﺋﻴﲇ وأﻋﻮاﻧﻪ اﻟﻐﺮﺑﻴني ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﻌﺪو اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﳌﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ ﻣﻘﺪرات اﻟﺪول وﺛﺮواﺗﻬﺎ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،واﻟﻐﺎﺻﺐ ﻟﻠﺪﻳﺎر اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﳌﻘ ّﺪﺳﺔ. وﺑﻨﺎ ًء ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻘ ّﺪم ،ﻓﺎﻧّﻨﺎ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﺄﻧﻈﺎرﻧﺎ ﻣﺠﺪدا ً اﱃ ﻣﴫ »أم اﻟﺪﻧﻴﺎ« وﻟﻴﺒﻴﺎ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﻴﻤﻦ وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻐﻴري اﻟﺤﺘﻤﻲ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ،ﻓﻤﻨﺬ إﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻋﺎم ١٩٧٩م .ﺑﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﻋﲆ أﻳﺪي اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠامء دﻳﻦ وﺟﺎﻣﻌﻴني وأﻛﺎدميﻴني وﻋﺎ ّﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻀﻄﻬﺪ، ﻫﺬا اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺆﻣﻦ اﻟﺬي ﺗﻔﺘّﺢ ﻋﲆ ﻓﻜﺮ اﻹﻣﺎم وﻧﻬﺠﻪ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﴬورة ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﺗﻌﺘﱪ اﻣﺘﺪادا ً ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼم اﳌﺤﻤﺪي اﻷﺻﻴﻞ ،دوﻟﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﳌﺴﺎواة ،ﻣﻨﺬ ذاﺗﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻮﺟﻬﺖ اﻷﻧﻈﺎر اﱃ ﻣﴫ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻛﱪ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺠﺎورة ﻟﻠﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻟﻐﺎﺻﺐ ،وﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜّﻞ »ﺑﻴﻀﺔ اﻟﻘﺒﺎن« ﰲ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻛﻔﺔ اﻟﴫاع ﺿ ّﺪ إﴎاﺋﻴﻞ وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ وﺟﻮد ﻧﻈﺎم اﻟﺴﺎدات واﺗﻔﺎﻗﻴﺔ »ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ« وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻈﺎم ﻣﺒﺎرك ﺷﻜّﻞ ﺳ ّﺪا ً ﻣﻨﻴﻌﺎً ﰲ وﺟﻪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻐﻴري ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب اﳌﴫي ،وﻣﻨﻌﺎً ﳌﻼﻗﺎة اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ﰲ إﻳﺮان ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وﺣﺠﺮ ﻋرثة ﰲ وﺟﻪ اﻟﺘﻘﺎرب واﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ واﻟﻔ ّﻌﺎل ﺑني اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﰲ إﻳﺮان وﺑني اﻟﺸﺒﺎب اﳌﴫي اﻟﺸﻘﻴﻖ اﳌﺆازر ﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄني ،واﻟﺪاﻋﻢ ﻟﻬﺎ وﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﻘﻬﻮرة ،ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي اﻟﻄ ّﻴﺐ اﻟﺬي ﻳﻜﻦ ﻵل ﺑﻴﺖ اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻛﺮم )ص( ﻛﺒري اﻻﺣﱰام واﻹﺟﻼل ،ﻧﻈﺮا ً ﳌﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻪ اﻷزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً وﻣﻨﺬ اﻧﺸﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﺔ ﻃﻴﺒﺔ وﻋﻄﺮة ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﺻﻼح واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ، واﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ ،وﺟﻤﻊ اﳌﺴﻠﻤني ﻋﲆ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮاء. واﻵن واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ،وﺑﻌﺪ رﺣﻴﻞ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ وأزﻻﻣﻪ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﻣﴫ ،إﺳﺘﻌﺎد اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼريه ﺑﻴﺪه ،دون إﻣﻼءات ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج اﻟﻌﺮيب أو اﻟﻐﺮيب ﻋﲆ ﺣ ﱟﺪ ﺳﻮاء ،وﻋﺎد ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻣﺠﺪدا ً ﻋﻦ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ وأﻣﺎﻧﻴﻪ ﰲ دوﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺗﺠﻤﻊ اﳌﺴﻠﻤني واﻷﻗﺒﺎط ﺿﻤﻦ ﺻﻴﻐﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ اﳌﺸﱰك ،وﻳﺴﻌﻰ ﻟﺒﻨﺎء دوﻟﺔ ﺣ ّﺮة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﰲ
259
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
260
ﻗﺮارﻫﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘامﻋﻲ واﻟﱰﺑﻮي ،ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺤﺎور اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ واﻟﺬل واﻟﺨﻨﻮع ،ﻋﺎد ﻟﻴﻌﻠﻦ ﻋﲆ رؤوس اﻷﺷﻬﺎد رﻓﻀﻪ اﻟﺘﺎ ّم ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺬل واﻟﻌﺎر ،وﻋﻦ ﻣﻌﺎرﺿﺘﻪ ﻷي ﺗﻬﺎون ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺠﺪد ﺑﺎﻟرثوات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﻴﻊ اﻟﻐﺎز اﳌﴫي ﺑﺄﺳﻌﺎر رﻣﺰﻳﺔ ﻟﻠﻌﺪو اﻟﻐﺎﺷﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻳﻮﻣﻴﺎً ﺑﺬﺑﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴني وﺗﺪﻣري ﻗﺮاﻫﻢ وﺗﴩﻳﺪﻫﻢ ﻋﲆ ﻣﺮأى وﻣﺴﻤﻊ اﻟﻌﺎمل أﺟﻤﻊ ،وﻛﻞ ﺑﻠﺪان ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ب »اﻟﻌﺎمل اﻟﺤﺮ واﳌﺘﻤﺪن«. وﻧﺤﻦ اﻵن ،وﰲ ﻇﻞ ﺗﺴﺎﻗﻂ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌامﻟﺔ واﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﺮاﺟﻊ اﳌﴩوع اﻷﻣﺮﻳيك ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻧﺴﺤﺎب اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣﺮﻳيك ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ،واﻟﺘﺤﻀري ﻻﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ،واﻧﻜﻔﺎﺋﻪ أﻣﺎم ﻣﴩوع اﳌامﻧﻌﺔ واﻟﺘﺼ ّﺪي ،واﻟﺬي متﺜّﻞ إﻳﺮان وﺳﻮرﻳﺎ وﺣﺰب اﻟﻠﻪ وﺣامس واﻟﺠﻬﺎد ﻃﻠﻴﻌﺘﻪ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ،ﻓﺈ ّن اﻷﻧﻈﺎر ﺗﺮﻧﻮ ﻣﺠﺪدا ً اﱃ »أم اﻟﺪﻧﻴﺎ« ﻣﴫ ،ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺤﻮرﻳﺔ واﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ر َﺟﺤﺎن ﻛﻔﺔ اﻟﴫاع ﻣﻊ اﻟﻌﺪو اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﴩد ﰲ ﺷﺘﻰ أرﺟﺎء اﳌﻌﻤﻮرة ،وإ ّن اﻟﺸﻌﺐ ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄني وﺷﻌﺒﻬﺎ اﳌ ّ اﳌﴫي اﻟﺬي ﻳﺘﺠﺎوز ﺗﻌﺪاده مثﺎﻧني ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﺗ ّﻮاق ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ وﻟﻠﺘﻐﻴري ﻋﲆ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺼﻌﺪ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،وإ ّن ﺷﺒﺎب ﺛﻮرة ﻣﴫ اﻟﴩﻓﺎء ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ دون ﺧﻮف أو وﺟﻞ ،وﻟﻠﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻜﱪى ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄني واﻟﻘﺪس اﻟﴩﻳﻒ ،واﻟﺘﺼﺪي ﳌﺤﺎوﻻت ﺗﻬﻮﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻗﺘﻠﺔ اﻷﻧﺒﻴﺎء وﺷﺬاذ اﻵﻓﺎق ،ﻫﺬا اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺜﺎﺋﺮ ﻳﺨﺘﺰن ﺑني ﺣﻨﺎﻳﺎه أﻓﻀﻞ اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷﻛﺎدميﻴﺔ، واﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﳌﺘﻨﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ –ﺣﺘامً -اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﺷﺘﻰ اﳌﻴﺎدﻳﻦ ،وذﻟﻚ ﺑﺈﻋﺎدة إﺣﻴﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺪميﺔ ﻣﻊ اﻷزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺨ ّﺮج اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء اﳌﺘﻨﻮرﻳﻦ دﻋﺎة اﻟﻮﺣﺪة وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ودﻋﺎة مل اﻟﺸﻤﻞ ،ورص اﻟﺼﻔﻮف ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أﻋﺪاء اﻟﻠﻪ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء. واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻷزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ ،ﻳﻌﻴﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة اﱃ دوره اﻟﺮﻳﺎدي اﻟﺴﺒﺎق ﰲ ﺟﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ اﳌﺴﻠﻤني ،وﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ أﻋﺪاء اﻷ ّﻣﺔ واﻟﺪﻳﻦ ،ﻻ ﺳﻴام أﻳﺎم اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه،وﺑﻌﺪه اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﻮد ﺷﻠﺘﻮت اﻟﺬي أﺟﺎز ﻷﻫﻞ اﻟﺴ ّﻨﺔ واﻟﺠامﻋﺔ اﻟﺘﻌﺒّﺪ ﺑﺎﳌﺬﻫﺐ اﻟﺠﻌﻔﺮي ،ودﻋﺎ ﻟﺘﺪرﻳﺴﻪ ﻟﻄﻼب اﻷزﻫﺮ ﻣﻊ اﳌﺬاﻫﺐ اﻷرﺑﻊ ﻷﻫﻞ اﻟﺴ ّﻨﺔ واﻟﺠامﻋﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ اﱃ اﳌﺬاﻫﺐ اﻟﺰﻳﺪﻳﺔ واﻷﺑﺎﺿﻴﺔ واﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻋﲆ ﻗﺪم اﳌﺴﺎواة ،ﰲ أﻓﻀﻞ ﺻﻮرة ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻟﻮﺣﺪة اﻟﻜﻠﻤﺔ واﳌﻮﻗﻒ. واﳌﻌﻠﻮم أ ّن اﻷزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ ﻛﺎن اﻟﺮاﺋﺪ ﰲ اﻟﺘﺼ ّﺪي ﻟﻜﺎﻓﺔ أﻧﻮاع اﻻﺳﺘﻌامر واﺳﺘﻌﺒﺎد اﻟﺸﻌﻮب ﻓﺎﻻﻣﺎم اﻷﻛﱪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه )١٩٠٥م (.ﻛﺎن داﻋﻴﺔ اﺳﻼﻣﻲ ُﻋﺮف ﺑﻔﻜﺮه اﻻﺻﻼﺣﻲ
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ودﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎل اﻻﺳﺘﻌامر اﻷﺟﻨﺒﻲ ،ومبﺤﺎوﻻﺗﻪ اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،وﺳﻌﻴﻪ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻺﺻﻼح واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﰲ اﻷزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ، وﻗﺪ ﻟﻌﺐ دورا ً ﻓﺎﺋﻖ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﰲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ واﳌﺠﺘﻤﻊ ،وﻧﻔﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺒﺎر اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﺬي ران ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨني ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠامء اﳌﺴﻠﻤني ﻋﻦ اﻻﺟﺘﻬﺎد وﻣﺴﺎﻳﺮة اﻟﻌﴫ ،وﻛﺎن ﻳﺮى أ ّن اﻹﺻﻼح ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﴩ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑني أﻓﺮاد اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺘﺪ ّرج ﰲ اﻟﺤﻜﻢ ،وﻗﺪ ﺣ ّﺪد أﻫﺪاف وﻏﺎﻳﺎت ﻣﴩوﻋﻪ اﻻﺻﻼﺣﻲ ﻋﱪ أﻣﺮﻳﻦ: أوﻻً :اﻻﺻﻼح اﻟﺪﻳﻨﻲ :ﻋﱪ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻓﻬﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺼﻮرة اﻟﺠﺎﻣﺪة اﻟﺘﻲ آل اﻟﻴﻬﺎ ﺣﺎﻟﻪ اﺑّﺎن ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺤﻄﺎط اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺘﻲ ﺣﺎﴏت ﻓﻴﻪ روح اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﻮص اﻟﻮﺣﻲ ،وأﺑﻌﺪﺗﻪ ﻋﻦ اﻻﺑﺪاع واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺮﺷﻴﺪ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ وﻣﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ. ﺛﺎﻧﻴﺎً :اﻻﺻﻼح اﻟﺴﻴﺎﳼ :ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﺎة اﳌﺴﻠﻤني اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ،وﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣﻦ وﻫﻦ وﺿﻌﻒ وذل ،اﻻّ ﻟﺨﻠﻮ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ ﻣﻨﻪ ،وذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني ﻣﺎ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ وﻣﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،وﻛﺎن ﻻ ﻳﺮى أ ّن اﺳﺘﺒﺪال ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻓﺎﺳﺪة ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ميﻜﻦ أن ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺘﺨﻠﻔﺔ، ﺑﻞ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﱃ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺒﺪء ﺑﺒﻨﺎء وﺗﺄﻫﻴﻞ وﻋﻲ أﻓﺮاد اﻷ ّﻣﺔ وﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﱰﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. وﻗﺪ ﺳﺎر ﻋﲆ ﻧﻬﺠﻪ اﻻﺻﻼﺣﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي اﻹﻣﺎم اﻷﻛﱪ ﻣﺤﻤﻮد ﺷﻠﺘﻮت )١٩٦٣م (.واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺘﻄﻠّﻊ اﱃ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ أن ﺗﻔ ّﺮق ﺷﻤﻞ اﳌﺴﻠﻤني وﻣﺰﻗﺘﻬﻢ اﻟﻌﺼﺒﻴﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،واﻟﻔﺮوق اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ،واﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻓﺒﺪأ ﺟﻬﺎده ﰲ ﺟامﻋﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني وﺳﻊ اﻻﺳﺘﻌامر ﺷﻘﺔ اﻟﺨﻼف ﻃﺎﺋﻔﺘﻲ اﻟﺴ ّﻨﺔ واﻟﺸﻴﻌﺔ اﳌﻨﺘﴩﺗني ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ أن ّ ﺑﻴﻨﻬام ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ متﺰﻳﻖ ﺷﻤﻞ اﳌﺴﻠﻤني وﺗﺴﺨريه ﻟﺨﺪﻣﺔ أﻏﺮاﺿﻪ وأﻫﻮاﺋﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وا ّن ﻫﺬا اﻟﺘﺤ ّﺮك ﻣﻦ اﻻﻣﺎم ﺷﻠﺘﻮت ﻳُﻌﺘﱪ اﺳﺘﻤﺮارا ً ﳌﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻻﻣﺎم »ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه« وﻏريه ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء اﳌﺘﻨﻮرﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻠامء اﻷزﻫﺮ اﻟﻨﺠﺒﺎء. وﻛﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻳﺘﻤﻴّﺰ مبﺪرﺳﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ أﺳﺎس اﻹﺣﻴﺎء واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ورﻓﺾ اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،واﻻﺻﻼح اﻻﺳﻼﻣﻲ مبﻌﺰ ٍل ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻐﺮيب اﻟﻌﻠامين ،ﻛام متﻴﺰت ﻣﺪرﺳﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﺳﻄﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﻔﻄﺮة ،واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﳌﺆﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ آﺧﺖ ﺑني اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻨﻘﻞ ،وﺑني اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﴩﻳﻌﺔ ،واميﺎﻧﻪ أ ّن اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺪﻧﻴﺔ- اﺳﻼﻣﻴﺔ» ،ﻻ ﻛﻬﻨﻮﺗﻴﺔ وﻻ ﻋﻠامﻧﻴﺔ« ،وﻛﺎن ﻳﺮﻛّﺰ ﻛﺜريا ً ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻟﺸﻮرى وﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ وإﻧﺼﺎف اﳌﺮأة ،وﻛﺎن ﻋﻀﻮا ً ﻣﺆﺳﺴﺎً ﻟﺪار اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ
261
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
262
ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮاد ﻣﻐﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺪ ﺻﺪر اﻟﺪﻳﻦ ﴍف اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴني آل ﻛﺎﺷﻒ اﻟﻐﻄﺎء وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻠامء اﻷﻣﺔ اﳌﺠﺪدﻳﻦ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳُﻌﺘﱪ واﺣﺪا ً ﻣﻦ أﻋﻼم اﻟﻌﻠامء اﻟﺬﻳﻢ ﻧﺸﺄوا وﺗﺮﺑﻮا ﰲ رﺣﺎب ﻓﻜﺮ ﻣﺪرﺳﺔ اﻻﺣﻴﺎء ﻓﺼﻞ واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺘﻲ ﺻﺎغ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ وﺑﻠﻮر ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ اﻟﺴﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎين ،واﻟﺘﻲ ّ ﻣﻌﺎمل ﻗﺴامت ﻣﴩوﻋﻬﺎ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪي واﻟﻨﻬﻀﻮي اﻻﻣﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ،ﻓﺠﺎء اﻻﻣﺎم ﺷﻠﺘﻮت َﻋﻠامً ﰲ ﻣﻮﻛﺐ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻋﻠامء ﻫﺬه اﳌﺪرﺳﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺒﻐﻮا ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد ﺑﻘﺎع اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫﺪوا ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ يك ﺗﺘﺠﺪد ﺑﻪ ﺣﻴﺎة اﻷﻣﺔ وذﻟﻚ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻜﻮاﻛﺒﻲ وﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﳌﻐﺮيب ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﻬﻮري ،واﻻﻣﺎم ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ ،وﻋﺒﺎس اﻟﻌﻘّﺎد ،وﻣﺤﻤﺪ إﻗﺒﺎل ،وﻋﻼل اﻟﻔﺎﳼ ،وﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻠامء ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﺣﻴﺎء واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ،واﻻﻣﺎم اﻷﻛﱪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﳌﺮاﻏﻲ واﻻﻣﺎم اﻷﻛﱪ ﻋﺒﺪ اﳌﺠﻴﺪ ﺳﻠﻴﻢ وﻫام ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻣﺬ ة اﻟﻨﺠﺒﺎء ﻟﻼﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﺗﻠﻤﻴﺬ اﻟﺴﻴﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎين اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮى «:أ ّن اﻻﺻﻼح ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻻ ﺑﺎﻟﺘﻤ ّﺪن اﻟﻐﺮيب ،وا ّن اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﴎ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪارﻫﺎ ،وﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﳌﻔﺮوض ﻟﺴﻌﺎدة أ ّم اﻷﻣﻢ ،وﺑﻪ ﻓﻼﺣﻬﺎ ،وﻓﻴﻪ ّ ﻳﺆﺳﺲ ﻧﻬﻮﺿﻨﺎ ومت ّﺪﻧﻨﺎ ﻋﲆ ﻗﻮاﻋﺪ دﻳﻨﻨﺎ وﻗﺮآﻧﻨﺎ ﻓﻼ اﻻﻧﺴﺎن ،واﻧّﺎ ﻣﻌﴩ اﳌﺴﻠﻤني ،اذا مل ﱠ ﺧري ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ،وﻻ ميﻜﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ وﺻﻤﺔ اﻧﺤﻄﺎﻃﻨﺎ وﺗﺄﺧﺮﻧﺎ اﻻّ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وامنﺎ واﻟﺘﺤﴬ ﻟﺪى اﻷﻣﻢ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻼﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻧﺮاه اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺠﺎب ﺑﺎﻟﺘﻤ ّﺪن ّ واﻟﺮﺿﺎ ﺑﺴﻠﻄﺎﻧﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤ ّﻮل ﺻﺒﻐﺔ اﻻﺳﻼم اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ رﻓﻊ راﻳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻐَﻠﺐ ،اﱃ ﺻﺒﻐﺔ ﺧﻤﻮل ِ وﺿﻌﺔ واﺳﺘﺌﻨﺎس ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ اﻷﺟﻨﺒﻲ ،وا ّن اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺘﺠﺬر ﰲ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﺈذا ﻗﺎم اﳌﺴﻠﻤﻮن وﺟﻌﻠﻮا أﺻﻮل دﻳﻨﻬﻢ اﻟﺤﻘﺔ ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﻢ ،ﻓﻼ ﻳﻌﺠﺰﻫﻢ أن ﻳﺒﻠﻐﻮا ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻜامل اﻹﻧﺴﺎين«. واﳌﻌﺮوف ،أ ّن ﻣﺸﺎﻳﺦ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺠامﻋﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺨ ّﺮﺟﻮن ﻣﻦ اﻷزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ ﻛﺎن ﺟﻠّﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء اﳌﻌﺘﺪﻟني واﻟﺪاﻋني ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻟﻠﺘﻘﺎرب ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ ﳌﻮاﺟﻬﺔ أﻋﺪاء اﻟﺪﻳﻦ وﻧﺎﺻﺒﻲ اﻟﻌﺪاء ﻟﻪ ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ أﻣﺮﻳﻜﺎ وﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ إﴎاﺋﻴﻞ اﳌﺰروﻋﺔ ﻏﺼﺒﺎً وﻇﻠامً وﻋﺪواﻧﺎً ﰲ أرﺿﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺪور اﻟﺮاﺋﺪ واﻟﺴﺒّﺎق ﻟﻸزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ ﺗﺮاﺟﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ،ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺗﻔﺎق وﺗﻮاﻃﺆ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺘﺸ ّﺪدة ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻋﲆ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﺎﻫﻀﺔ ﰲ إﻳﺮان ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺨﻄﻂ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻴﺎم اﳌﺪارس اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺘﺪرﻳﺲ وﺗﺨﺮﻳﺞ أﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻳﺦ ،وإرﺳﺎﻟﻬﻢ اﱃ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺄمئﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ وو ّﻋﺎظ ﻟﺘﺤﺮﻳﺾ اﻟﻨﺎس ﺿ ّﺪ
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
إﻳﺮان اﻹﺳﻼم ،إﻳﺮان اﻟﺘﻲ أﻗﻔﻠﺖ ﺳﻔﺎرة إﴎاﺋﻴﻞ ،وﻓﺘﺤﺖ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أول ﺳﻔﺎرة ﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄني ﰲ اﻟﻌﺎمل ،وذﻟﻚ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺜﻮرة اﳌﺒﺎرﻛﺔ وﻣﻨﻊ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ ﺧﺎرج إﻳﺮان ،ﻓﺎﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﻛﺎن ﻳﻘﻮل«:اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻟﻸﻣﻢ ،ﻓﺎذا ﻣﺎ ﺿﻌﻒ واﺳﺘﻜﺎن ،ﻛﺎن ﻣﺼري أﻣﺘﻪ اﻟﺬل واﻟﻬﻮان ،وﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻗﻮﻳﺎً وﺻﻠﺒﺎً ،ﻓﺈ ّن اﻷ ّﻣﺔ ﺳﻴُﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ اﻻزدﻫﺎر واﻟﺮﻗﻲ« ،وﻗﺪ وﺻﻒ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺸﺒﺎب ﰲ وﺻﻴﺘﻪ ﺑﺄﻧﻬﻢ »اﻟرثوة واﻟﺬﺧرية اﻻﻟﻬﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ واﻟﺰﻫﻮر اﻟﻔ ّﻮاﺣﺔ واﻟﱪاﻋﻢ اﻟﻮاﻋﺪة ﻟﻠﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ،وا ّن اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻠﺘﺰم ﰲ ﻃﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺧﺼﻮﺻﺎً اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني اﳌﺴﻠﻤني ﰲ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺤﺎﴐ وﺟﻴﻞ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻫﺆﻻء ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ وﺳﻼﻣﻬﻢ واﺳﺘﻘﺎﻣﺘﻬﻢ وﺻﱪﻫﻢ أن ﻳﻜﻮن ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﺠﺎة اﻷﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ،وﻫﺆﻻء اﻷﻋﺰاء ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮن اﺳﺘﻘﻼل وﺣﺮﻳﺔ ورﻗﻲ وﺗﻌﺎﱄ اﻷﻣﻢ ﻣﺮﻫﻮﻧﺎً ﺑﺠﻬﻮدﻫﻢ«. ﻟﻜﻦ ،وﻟﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﻌﺪ ردح ﻛﺒري ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ »ﻇﻬﺮ اﻟﺤﻖ وزﻫﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ » ﻓﻘﺪ اﻧﻘﻠﺐ اﻟﺴﺤﺮ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺮ ،وﻛﺎن ﺗﻔﺠري اﻟﱪﺟني ﰲ ﻣﻨﻬﺎﺗﻦ ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﰲ ،٢٠٠٠/٩/١١ﴐﺑﺔ ﻣﺆﳌﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻠﻒ اﳌﺪﻧﺲ ،وﺗﺒني ﻟﻠﻘﺎﴆ واﻟﺪاين ﺻﻮاﺑﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺜﻮري ﰲ إﻳﺮان وﻋﺪم ﺗﻄﺮﻓﻪ ،وأ ّن اﳌﺬﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺠﻌﻔﺮي اﻹﻣﺎﻣﻲ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻌﻘﻞ واﳌﻨﻄﻖ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وأ ّن اﻟﻮﻫﺎﺑﻴني ﻫﻢ أﻫﻞ اﻟﺘﻜﻔري واﻟﺘﻄ ّﺮف ،ﺣﻴﺚ أﻧﺒﺖ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻮﻫﺎيب ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« وﻏريه ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴامت اﻟﺘﻜﻔريﻳﺔ واﻟﻈﻼﻣﻴﺔ اﳌﺘﻄ ّﺮﻓﺔ. أ ّﻣﺎ ﺑﻌﺪ ،وﰲ اﻟﻌﻮدة اﱃ أرض اﻟﻜﻨﺎﻧﺔ ﻣﻬﺪ اﻟﺤﻀﺎرات وأرض اﻷﻧﺒﻴﺎء ،إﺳﻤﺤﻮل ﻟﻨﺎ أن ﻧﻘﱰح ﻋﻠﻴﻜﻢ –وأﻧﺘﻢ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ واﳌﻌﺮﻓﺔ -ﻣﴩوﻋﺎً ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﴍاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﴫي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺨﺒﻪ اﳌﺜﻘﻔﺔ واﳌﻨﻀﻮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻟﻮاء اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴام ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﺤﺎﻣني واﳌﻬﻨﺪﺳني واﻷﻃﺒﺎء وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻦ اﻟﺤ ّﺮة ،وأﻳﻀﺎً اﻟﺘﻮاﺻﻞ -ﺑﺬات اﻟﻮﻗﺖ -ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﰲ اﻷزﻫﺮ اﻟﴩﻳﻒ ،متﻬﻴﺪا ً ﻹﻋﺎدة إﺣﻴﺎء وﺗﻔﻌﻴﻞ ﻧﻬﺠﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺆﺛﺮا ً وﻓﺎﻋﻼً ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻛﻠﻤﺔ اﳌﺴﻠﻤني وإﻋﻼء ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺑني ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﻢ، وﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ أﻧﻈﺎر اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻘﺪس اﻟﴩﻳﻒ ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ اﻷﻧﺠﺎس ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أوﱃ اﻟﻘﺒﻠﺘني وﺛﺎﻟﺚ اﻟﺤﺮﻣني. وﰲ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﴩوع اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻷﺧﻮة اﳌﴫﻳني ،ﻓﺎﻧّﻨﺎ ﻧﻔﻴﺪﻛﻢ ﺑﺄ ّن ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻳﺘﺠﺎوز ﺗﻌﺪاد أﻋﻀﺎء اﳌﻨﺘﺴﺒني ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ أﻛرث ﻣﻦ ﻣﺌﺘﻲ أﻟﻒ ﻣﻨﺘﺴﺐ ﻋﺎﻣﻞ ،وﻫﺆﻻء اﻷﻛﺎدميﻴﻮن ميﺜﻠﻮن ﻣﻌﻈﻢ ﴍاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﴫي وأﻃﻴﺎﻓﻪ وادﻳﺎﻧﻪ ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﱪى وﰲ اﻷرﻳﺎف اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺤﻜﻢ واﻟﻘﺮار ،واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺘﻞ اﻟﻮازن ﻳﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻫﺎدئ وﻣﻨﺴﻖ وﺗﺪرﻳﺠﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪأ ﺑﺰﻳﺎرات ﺗﻌﺎرف ﻧﻘﺎﺑﻴﺔ
263
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
264
وﻣﻬﻨﻴﺔ وﺣﺰﺑﻴﺔ ﻟﻨﻘﺒﺎء وأﻋﻀﺎء ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت ﰲ ﻣﴫ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻧﻘﺎﺑﻴﺔ أو ﺣﺰﺑﻴﺔ أو ﺷﺨﺼﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت واﳌﺆمتﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺪ ﰲ ﻣﴫ ،ﺳﻮا ٌء اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﴫ ،أو اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻧﺠﺎزﻫﺎ ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻦ اﻟﺤ ّﺮة ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﻏريه ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ذات اﻻﻫﺘامم اﳌﺸﱰك. واﻟﺠﺪﻳﺮ ذﻛﺮه إ ّن إﺗﺤﺎد اﳌﺤﺎﻣني اﻟﻌﺮب ﻳﻀﻢ أﻛرث ﻣﻦ ﺳﺒﻌامﻳﺔ أﻟﻒ ﻣﺤﺎم ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﺤﺎﻣني اﻟﻌﺮب ،وإ ّن أﻣﻴﻨﻪ اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻮ اﳌﺤﺎﻣﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎين »ﻋﻤﺮ زﻳﻦ« اﻟﺬي ﺑﺪأت وﻻﻳﺘﻪ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ٢٠١١ومتﺘﺪ ﻟﻔﱰة أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات أي ﻟﺸﻬﺮ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول .٢٠١٥ وميﻜﻨﻨﺎ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻛﺜريا ً ﻣﻦ وﺟﻮده ﰲ ﻫﺬا اﳌﻨﺼﺐ ﺑﺎﻟﺬات وﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺤﺮﺟﺔ واﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ أ ّﻣﺘﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻷ ّن ﻧﺸﺎط اﺗﺤﺎد اﳌﺤﺎﻣني اﻟﻌﺮب ﻟﻴﺲ ﰲ ﻣﴫ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﰲ دول اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮيب ،وﻛﺬﻟﻚ ﰲ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮيب وﺳﺎﺋﺮ دول اﻟﺠﻮار. واﻟﻨﺸﺎط اﳌﻘﱰح ﺗﻨﻔﻴﺬه ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎرات اﱃ ﻣﴫ ﻟﻠﻘﺎء اﻟﻨﻘﺒﺎء وأﻋﻀﺎء اﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ واﻟﺘﺒﺎﺣﺚ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺆون اﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ذات اﻻﻫﺘامم اﳌﺸﱰك وﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻜﱪى ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ إﻋﺎدة ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻋﺎ ّﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي اﱃ ﺧﻄﺮ ﺑﻘﺎء إﴎاﺋﻴﻞ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺠﻬﻮد ﻹﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد ،ﺧﺎﺻ ًﺔ وأﻧّﻨﺎ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن أﺻﺤﺎب اﻟﻨﴫﻳﻦ ،وأ ّن ﺣﻠﻢ إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﻞ اﱃ اﻟﻔﺮات ﻗﺪ ﺗﻼﳽ واﻧﺘﻬﻰ اﱃ اﻷﺑﺪ ،وﻧﻘﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻢ اﳌﻶن ﻣﻊ ﻗﺎﺋﺪ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﳌﻔﺪى اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ »ا ّن زﻣﻦ وﱃ وأىت زﻣﻦ اﻹﻧﺘﺼﺎرات«. اﻟﻬﺰاﺋﻢ ﻗﺪ ّ واﻷﻣﺮ اﳌﺴﻠّﻢ ﺑﻪ ،أ ّن ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻦ اﻟﺤ ّﺮة ﰲ ﻣﴫ ،وﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ،ﻛﺎﻧﺖ ذات ﺗﻮﺟﻬﺎت وﻃﻨﻴﺔ وﻗﻮﻣﻴﺔ ﻛﱪى ،وﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒّﺎﻗﺔ ﰲ اﻟﺘﺼ ّﺪي ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ وﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺴ ّﻤﻰ ﺑﺎﻟﺴﻼم ﻣﻊ اﻟﻌﺪو اﻹﴎاﺋﻴﲇ ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎر ﻣﻌﺎﻫﺪة »ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ« ،وﰲ رﻓﻀﻬﺎ ﻟﻺﻣﻼءات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ متﺎرس ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﺗﺼﺪﻳﻬﺎ اﻟﺪاﺋﻢ ﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻐﺮب اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ ﺛﺮوات اﳌﻨﻄﻘﺔ وﺧرياﺗﻬﺎ. وﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﺳﺘﻤﺮاره ودميﻮﻣﺘﻪ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﴩاﺋﺢ اﳌﺜﻘّﻔﺔ واﻟﺮاﺋﺪة ،ﻳﻘﺘﴤ ﻣ ّﻨﺎ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻧﺸﺎط ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎءات ﻣﻊ ﻣﻤﺜﲇ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت ﻋﱪ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻌﻬﻢ واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻻﺣﻘﺎً ﻣﻊ ﻣﻤﺜﲇ اﻟﻔﺮوع ﰲ ﺳﺎﺋﺮ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﴫﻳﺔ وذﻟﻚ ﺑﺰﻳﺎرﺗﻬﻢ ،وإﻟﻘﺎء اﳌﺤﺎﴐات ﻋﻨﺪﻫﻢ ،وﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﰲ ﻧﺪوات ﻓﻜﺮﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻌﺎ ّﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﻬﺞ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﺑﻨﻴﺎﻧﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي اﻹﺳﻼﻣﻲ اﳌﺘﻨﻮر واﻟﺘﻮﺣﻴﺪي ،ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻨﺎ –اﻻﻛﻴﺪ-
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
أ ّن ﻧﻬﺞ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻣﺘﺠﺬر ﰲ ﺿﻤري ووﺟﺪان ﻛﻞ ﻋﺮيب ﺣﺮ ﴍﻳﻒ ،ﻛﻴﻒ ﻻ وﻫﻮ اﻟﺬي اﻧﺘﴫ ﻋﲆ إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻫﺰﻣﺖ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ،وا ّن اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﻫﻲ وﻟﺤﻖ اﻟﻌﻮدة اﱃ اﻣﺘﺪاد ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﺜﻮرة اﳌﺴﺘﻀﻌﻔني ﰲ إﻳﺮان وداﻋﻤﺔ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ّ أرض اﻟﻘﺪاﺳﺔ واﻹﺑﺎء ،وﻟﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮر ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﻨﺎﺿﻠﺔ. وﰲ اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻴﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻧﻘﻮم ﺑﺪﻋﻮة اﻟﻨﻘﺒﺎء وأﻋﻀﺎء اﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ اﱃ ﻟﺒﻨﺎن وﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﺪوات ﺣﻮارﻳﺔ ﻣﻌﻬﻢ واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻧﺸﻄﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻧﻌ ّﺮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺮب ﻋﲆ ﻧﻬﺞ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ ﺧﻼل ﻣﺴرية ﻧﻀﺎل مل ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺜامين ﻋﴩ ﺳﻨﺔ ﻧﴫا ً ﻣﺒﻴﻨﺎً ﻋﲆ أﻋﺘﻰ ﺟﻴﺶ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،وأﻟﺤﻘﺘﻪ ﺑﻬﺰميﺔ ﻧﻜﺮاء أﺧﺮى ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺂﻣﺮ ﻣﻌﻈﻢ دول اﻟﻌﺎمل ﻋﻠﻴﻨﺎ. ﺗﺠﺴﺪ -ﻗﻮﻻً وﻓﻌﻼً – ﻧﺒﺾ اﻟﺸﺎرع اﳌﴫي واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت ﰲ ﻣﴫ اﻟﺘﻲ ّ مبﺨﺘﻠﻒ أﻃﻴﺎﻓﻪ وﻣﺸﺎرﺑﻪ وﺗﻴﺎراﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﺆﺳﺲ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺘﺎح واﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ أﻫﻞ اﳌﺤﺮوﺳﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﺸﻜّﻞ ﺑﻌﺪ ﺣني ﺣﺎﺿﻨﺎً إﺿﺎﻓﻴﺎً ﳌﴩوع اﳌﻘﺎوﻣﺔ وﻧﻬﺠﻬﺎ اﻟﺮاﺋﺪ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﳌﺴﻠﻤني وﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ وﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ اﱃ ﺻﺪر اﻟﻌﺪو اﻻﴎاﺋﻴﲇ وأﺳﻴﺎده ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ وأذﻧﺎﺑﻪ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﻳﻬﺪف ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف اﱃ إﺳﻘﺎط ﻣﻌﺎﻫﺪة »ﻛﺎﻣﺐ دﻳﻔﻴﺪ« ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ واﻟﱰﺑﻮﻳﺔ ،واﱃ إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻘﺎوم وﺗﺮﺑﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻗﻮميﺔ متﻬﻴﺪا ً ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﳌﴫﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﺪود ﰲ ﺳﻴﻨﺎء ﺿﺪ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻟﻐﺎﺻﺐ ،وذﻟﻚ ﺿﻤﻦ ﻣﴩوع ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻻﻗﺘﻼع ﻫﺬه اﻟﻐ ّﺪة اﻟﴪﻃﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد ،واﺳﺘﻄﺮادا ً ﻛﻒ ﻳﺪ أﻣﺮﻳﻜﺎ وﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ﻣﻦ دول اﻟﻐﺮب ﻋﻦ إذﻻل ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ اﻟﻌﺮيب، وﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﴎﻗﺔ ﺛﺮواﺗﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺧﺎﺻ ًﺔ وإ ّن اﻧﻜﻔﺎء اﳌﴩوع اﻷﻣﺮﻳيك ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺰﻳﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻟﺸﻌﻮﺑﻨﺎ اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺮزح ﺗﺤﺖ ﻛﺎﻫﻞ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ واﳌﺘﺨﻠّﻔﺔ. وﻫﺬا اﻟﻄﺮح اﻟﺬي أﺿﻌﻪ ﺑني أﻳﺪﻳﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت ،ميﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﲆ ﺳﺎﺋﺮ ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻦ اﻟﺤ ّﺮة أﻳﻀﺎً ﻧﻈﺮا ً ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻀﻢ ﺑني أﻋﺪادﻫﺎ اﻟﻌﺪد اﻟﻮﻓري ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﺆﺛﺮة واﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺑﻘﻮة ﺑني ﻛﺎﻓﺔ أﺑﻨﺎء ﻣﴫ ،ﺳﻮا ٌء ﰲ اﳌﺪن اﻟﻜﱪى أو ﺣﺘﻰ ﰲ اﻷرﻳﺎف اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺤﻜﻢ. وإ ّن ﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺜﻘﺔ اﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻣﻊ ﻧﺨﺐ ﻣﴫ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،وﰲ ﻛﺎﻓّﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ واﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ،ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﻤﻼً ﺛﻘﻴﻼً ،ﺳﻮف ﻧﺴﺄل ﻋﻨﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وا ّن اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎرب ﻣﻊ ﻋﻠامء اﻷزﻫﺮ ﻳﺴري ﻋﲆ ﻧﻔﺲ اﳌﺴﺎر اﻟﺬي ﻧﺴﻌﻰ اﻟﻴﻪ
265
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
266
ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺘﻨﺎﻏﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﻣﴫ وﻛﻔﺎءاﺗﻬﺎ اﻻﻛﺎدميﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ وﻣﺪروﺳﺔ »ﺗﺆيت أﻛﻠﻬﺎ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣني« وا ّن ﺗﺸﺒﻴﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت وﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﻳﺴﺘﻠﺰم ﻣ ّﻨﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪؤوب واﻟﺠﺎ ّد ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﺧﻤﺴﻴﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻌﻮن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،وﺗﻀﺎﻓﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺨرية ﻣﻦ ﻗﻠﺐ اﻷﻣﻮر رأﺳﺎً ﻋﲆ ﻋﻘﺐ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻌﻮد ﻣﴫ »أم اﻟﻌﺮب« ودوﻟﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ّ ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻷول،ﺧﺎﺻ ًﺔ وأ ّن اﻟﺠﻴﺶ اﳌﴫي ﻳﺤﻮي ﺑني أﻓﺮاده اﻟﻌﺪد اﻟﻜﺒري ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎءات اﻷﻛﺎدميﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واﳌﺆ ّﻫﻠﺔ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﻋﲆ أﺣﺪث اﻷﺳﻠﺤﺔ اﳌﺘﻄﻮرة ﻓﻴام ﻟﻮ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ذﻟﻚ. وإ ّن ﺷﺒﺎب ﻣﴫ اﻟﺜﻮرة ،ﺟﻴﻞ اﻟﻴﻮم ،اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺬل واﻟﻬﻮان ،وﻣﻦ أﺟﻮاء ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻤﻊ اﻟﺒﻮﻟﻴﴘ ،ﻣﻦ إرﻫﺎب وﺗﻨﻜﻴﻞ واﻋﺘﻘﺎﻻت واﻏﺘﻴﺎﻻت وﻟﻌﺐ ﻋﲆ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ،وﻣﻦ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺠﻮع واﻟﻔﻘﺮ ،وإ ّن اﳌﻈﺎﻫﺮات اﳌﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﴫ مل ﺗﻜﻦ ﺑﻘﻴﺎدة اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ،ﺟﻴﻞ اﻟﺘﻐﻴريﻧﺤﻮ اﻷﻓﻀﻞ ،وﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺳﻮف ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﳌﺘﻨﻮرة واﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷﻛﺎدميﻴﺔ اﳌﻤﻴﺰة وﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﺑﻴﻨﻬام وﻓﻘﺎً ﳌﺎ اوﴅ ﺑﻪ إﻣﺎم اﻷﻣﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( ﻣﻦ »وﺟﻮب اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑني رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ واﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺠﺎﻣﻌﻴني واﻷﻛﺎدميﻴني« ﻟﺒﻨﺎء دوﻟﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ دميﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻳُﺤﺘﺬى ﺑﻪ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎمل ﻛﻠﻪ ،ﻷ ّن ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﳌﺴﺎواة واﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﻗﺎﺳﻢ ﻣﺸﱰك ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ اﻟﴩﻓﺎء واﻷﺣﺮار ﰲ اﻟﻌﺎمل» ،واذا اﻟﺸﻌﺐ ﻳﻮﻣﺎً أراد اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻼ ﺑ ّﺪ أن ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﻘﺪر«. ﻧﻌﻢ ،ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ اﻟﺜﺎﺋﺮ ﻟﻦ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ أي ﺣ ّﺪ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ ﻓﻮق اﳌﺤﺎﺳﺒﺔ ،وﻓﻮق اﳌﺴﺎءﻟﺔ ،وإ ّن ﻣﻔﻬﻮم ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻬﻲ ﻣﻄﻠﻖ وﻫﺒﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻌﺒﺎده ﻛﺤﻖ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﻘﺪس ﻟﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻨﻪ أو اﳌﺴﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻷﻧّﻨﺎ ﺳ ُﻨﺴﺄل ﻋام ﺟﻨﺖ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻣﺎذا ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻟﻠﺠﻴﻞ اﻟﺬي أىت ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ،ﻳﻮم اﻟﺤﺴﺎب اﻷﻛﱪّ ، ﺑﻌﺪﻧﺎ ،وﻣﺎذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻵﺧﺮﺗﻨﺎ. ﺷﺒﺎب ﻣﴫ وﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻴﻤﻦ وﻏريﻫﻢ ،وﺷﺒﺎب ﻟﺒﻨﺎن اﳌﻘﺎوﻣﺔ ،وﺷﺒﺎب إﻳﺮان اﻹﺳﻼم، وﺷﺒﺎب اﻟﻌﺮاق اﻟﺠﺮﻳﺢ ،ﻫﻢ أﺑﻨﺎء ﻋﻘﻴﺪة واﺣﺪة ودﻳﻦ واﺣﺪ ،وذاﻛﺮة ﺟامﻋﻴﺔ واﺣﺪة ،ﻫﻢ أﺻﺤﺎب ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺸﱰك ،وﺗﻨﺸﺌﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻣﻮ ّﺣﺪة ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ أﺳﺲ اﻟﺤﻖ واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻻﻧﺼﺎف، وﻋﲆ رﻓﺾ اﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ أي ﺟﻬﺔ أىت ،ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﻈﺎمل أم ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺂﻣﺮة ،أو ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﻤﻴﻞ ،ﻓﺎﳌﻄﻠﻮب واﺣﺪ »اﻟﺸﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ إﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم« ،وأي ﻧﻈﺎم ،ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻬﺮ واﻟﻈﻠﻢ واﻟﺠﻮر ،وﻟﻴﺲ ﻧﻈﺎم اﳌامﻧﻌﺔ واﻻﺻﻼح واﻟﺘﻐﻴري.
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
وإ ّن اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻌﺎﺿﺪ اﻟﺘﺎم ﺑني رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺘﻨﻮرﻳﻦ واﻟﺸﺒﺎب اﻷﻛﺎدميﻲ واﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﳌﺜﻘّﻒ ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ اﱃ ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ دميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ،ﻻ ﻋﻠامﻧﻴﺔ ،وﻻ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ أﺳﺎس اﳌﺴﺎواة ،وﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص ،وﻋﲆ وﺿﻊ اﻻﻧﺴﺎن اﳌﻨﺎﺳﺐ ﰲ اﳌﻜﺎن اﳌﻨﺎﺳﺐ، ﻫﻜﺬا دوﻟﺔ ميﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ اﻟﻜﺜري اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺪميﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻘﺎمئﺔ ﰲ إﻳﺮان ﺣﺎﻟﻴﺎً ،واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜّﻞ منﻮذﺟﺎً ﻓﺮﻳﺪا ً ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻤ ّﻌﻦ ﻓﻴﻪ ودراﺳﺘﻪ ﺑﻌﻤﻖ واﺳﺘﺨﻼص اﻟﻌﱪ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻪ ،وﰲ ذات اﳌﺴﺎر ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ ذات ﺳﻴﺎدة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘامﻋﻴﺔ وﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﺗﻌﻴﺪ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﻣﺠﺪدا ً ودامئﺎً واﺑﺪا ً اﱃ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮين اﻟﻐﺎﺻﺐ واﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﻷرﺿﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ،دوﻟﺔ راﺋﺪة ﺑني اﻷﻣﻢ ،ﻣﻊ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺒﻨﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻬﺎ ﻋﱪ ﺳﻮق اﺳﻼﻣﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ،وﻋﱪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻫﺪات اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﻋﱪ ﻣﻌﺎﻫﺪة دﻓﺎع ﻣﺸﱰك ﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺴ ّﻮل ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻌﺒﺚ ﺑﺄﻣﻦ اﻟﻨﺎس واﳌﻮاﻃﻨني ودﻓﻌﻬﻢ ﻟﻠﺸﻘﺎق واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻴام ﺑﻴﻨﻬﻢ. وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ،ا ّن ﻣﴫاﻟﻴﻮم متﺮ مبﺮﺣﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ وﺣﺴﺎﺳﺔ واﻟﺘﻘﺎرب ﻣﻌﻬﺎ ﻳﺤﺘﺎج اﱃ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻮﻋﻲ واﻟﺘﻌﺎﻃﻲ اﳌﺪروس واﳌﺤﺴﻮب ﺑﺪﻗﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﻷ ّن اﻟﺸﻌﺐ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺘﺄﻣني ﻗﻮت ﻋﻴﺸﻪ وﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺤﺘﺎج اﱃ رﺑﻄﻪ اﳌﴫي ﺑﺤﺎﺟﺔ ّ ﻣﻊ دول اﻟﺠﻮار اﻟﻌﺮيب واﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﱪ ﺳﻮق اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ دول اﳌامﻧﻌﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻷوﻟﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ،وﰲ ﺧﻂ ﻣﻮاز ﺑﺰﻳﺎرات ﺗﻌﺎرف وﻣﺤﺎدﺛﺎت أﺧﻮﻳﺔ ﻟﺮؤﺳﺎء وأﻋﻀﺎء ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻦ اﻟﺤ ّﺮة ﰲ ﻣﴫ ،وﻧﺒﺪأ ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﻧﺪوات وﻣﺆمتﺮات ﺗﻌﻘﺪ ﰲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﺷﺒﺎب اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﻣﻨﻬﺠﻬﻢ وﻣﺪى ﺻﻮاﺑﻴﺘﻪ واﻟﺬي ﻧﺠﺢ ﰲ اﻟﺘﺼ ّﺪي ﻟﻠﻌﺪو وﻛﺒﺢ ﺟامﺣﻪ وأﺳﻘﻂ ﻣﻬﺰﻟﺔ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺬي ﻻ ﻳُﻘﻬﺮ ،وﺣﻮل دﻋﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻷﺳﺎس ﻓﻠﺴﻄني واﺳﱰﺟﺎع ﻛﺎﻣﻞ اﻷرض اﳌﺤﺘﻠّﺔ وﻃﺮد اﻟﻐﺰاة ﻣﻦ دﻳﺎرﻧﺎ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻘ ّﺪﺳﺔ. وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺪﻋﻮات ﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﴫ وأﺣﺰاﺑﻬﻢ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﳌﺆﺛﺮة ﰲ اﻟﺸﺎرع اﳌﴫي وﻷﻋﻀﺎء ﻧﻘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻲء اﱃ ﻟﺒﻨﺎن ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﻨﺪوات واﳌﺆمتﺮات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻧﻨﻈّﻤﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻧﻘﺎﺑﺎت اﳌﻬﻦ اﻟﺤ ّﺮة أو ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى أﺣﺰاب وﻃﻨﻴﺔ وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﺪﻧﻴﺔ وﺟﻤﻌﻴﺎت أﻫﻠﻴﺔ ،ﻛام ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﻋﲆ ﻓﻜﺮ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻦ ﻗﺮب وأﺧﺬﻫﻢ ﰲ زﻳﺎرات اﱃ ﺑﻌﺾ ﻣﻮاﻗﻊ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ،واﻟﻠﻘﺎء ﻣﻊ أﻓﺮاد ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎرف اﻟﻴﻬﻢ واﻟﺤﻮار ﻣﻌﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﻨﻘﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺮاﺋﺪة واﻟﻔﺮﻳﺪة اﱃ وﻃﻨﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺻﺪق وأﻣﺎﻧﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻌ ّﺮﻓﻬﻢ ﻋﲆ ﻋﻤﻞ ﻣﻤﺜﻠﻴﻨﺎ ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ ودورﻫﻢ ﰲ اﻹﺻﻼح واﻟﺘﻐﻴري ﺑﻌﺪ ﻃﻮل ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺎت مل ﺗﺠﺮ ﻋﲆ ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻮى اﻟﺪﻳﻮن واﳌﺼﺎﺋﺐ اﻟﻜﱪى.
267
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ وﻫﺬا اﳌﴩوع اﻟﺬي ﻧﻘﺪﻣﻪ ﺑني أﻳﺪﻳﻜﻢ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬه ﰲ ﻣﴫ ،ميﻜﻨﻨﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬه ﻻﺣﻘﺎً ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ أو ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﺠﺢ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺜﺎﺋﺮ ﰲ اﺳﻘﺎط ﻃﻐﺎﺗﻬﺎ ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﻴﻤﻦ وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻻﺳﻘﺎط ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ اﳌﺴﺘﺒﺪﻳﻦ اﻟﻈﻠﻤﺔ. وﰲ اﻟﺨﺘﺎم ،ﻫﺬا ﻣﺎ أردت أن أﻓﻴﺪﻛﻢ ﺑﻪ ﻛﺎﻗﱰاح ﻣﴩوع ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎت ﺛﻘﺔ وﻣﺤﺒﺔ ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ وﺗﺸﺒﻴﻚ ﻋﻼﻗﺎت اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ﻋﱪ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟﻮاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﺘﻜﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ دون ﻗﻴﺎدة ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ واﺣﺪة وﻣﻮﺣﺪة، وﻣﻊ ﻏريه ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘ ّﻮاﻗﺔ ﻟﺮﻓﻊ ﻧري اﻟﺬل واﻻﺳﺘﺒﺪاد ﻋﻦ أﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ،متﻬﻴﺪا ً ﻟﺠﻌﻠﻬﺎ ﺟﺒﻬﺔ اﺻﺔ ﺿﺪ اﻟﻌﺪو اﻻﴎاﺋﻴﲇ اﻟﻐﺎﺻﺐ ﻷرض ﻓﻠﺴﻄني اﳌﻘﺪﺳﺔ وﻟﺘﻀﻴﻴﻖ اﻟﺨﻨﺎق واﺣﺪة ﻣﱰ ّ رب اﻟﻌﺎﳌني. ﻋﻠﻴﻪ وﻃﺮده ﻻﺣﻘﺎً ﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وآﺧﺮ دﻋﻮاﻧﺎ أن اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ّ
268
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻇﻢ ﺿﺤﻮي ﻋﺒﺎس اﻟﻘﺮﻳﴚ
270
ﺷﻬﺪ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻧﻬﻀﺔ اﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺒرية ﺷﻤﻠﺖ اﻛرث اﺟﺰاء اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ...ﺑﻌﺪ ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻤﻮل واﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮب.ﺣﺪدت ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﻮذ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﺟﺰاء واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮيب ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﻐﺮيب وﻃﺮﺣﺖ اﻻﺳﻼم ﻣﻨﻬﺎﺟﺎ وﻧﻈﺎﻣﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ,ﺑﺪﻳﻼ ﻋﻦ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻚ اﱃ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وﻧﻈﺮﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﻗﻴﺎدة اﻻﻣﺔ .وﺧﺼﻮﺻﺎ إن اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات ميﺮ مبﻘﻄﻊ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻻﻧﻈري ﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﻗﺮون وﻫﻮ اﻛرث ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣام ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل اﺑﺎن اﻟﺴﻘﻮط ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜامﻧﻴﺔ وﻗﻴﺎم اﻟﻜﻔﺎر اﻻﺟﺎﻧﺐ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﺑﻼد اﳌﺴﻠﻤني ﻛﻐﻨﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ .ﻟﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﻄﻊ إن ﻳﺤﺴﻨﻮا اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﺎزوﻧﻬﺎ وﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻻﺣﺴﺎس ﺑﺎاﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ.واﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺴﺎﻟﺔ ﻛﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﺼري وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ وﻛﺮاﻣﺔ ﻟﻼﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ.وان ﻻﻳﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ وﻳﺨﺪﻋﻨﺎ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻻﻣﺮﻳيك ﻋﻦ اﻫﺪاﻓﻨﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ .وﻟﻨﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﻧﻮاﺟﻪ ﻫﺬا اﳌﺨﻄﻂ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎري .وﻣﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ.ﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﲆ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﻣﻮر ﻟﻔﻬﻢ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻬام ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ. -١ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻻﺳﻼم : اذا ﺗﺼﻔﺤﻨﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻻﺳﻼم ﻋﺮﻓﻨﺎ إن اﻫﻢ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ واﺑﻌﺪﻧﺎ ﻏﻮرا ﰲ وﺟﻮده ﻫﻲ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ.ﻓﺎﻷﺳﻼم دﻳﻦ واﻗﻌﻲ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﻔﻄﺮة اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻻﻧﺴﺎن ,وﻫﺬه اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض إن ﻳﻬﺘﻢ اﻻﺳﻼم مبﺴﺎﻟﻪ اﻟﺤﻜﻢ متﺎم اﻻﻫﺘامم وذﻟﻚ. اوﻻ :ﻵن اﻻﺳﻼم ﺟﺎء دﻳﻨﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻜﻞ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺨﻄﻄﺎ ﻟﻜﻞ ﺳﻠﻮك وﻣﻌﻴﻨﺎ ﻟﻜﻞ ﻧﻈﺎم وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﰲ ﺣﻴﺎة اﻻﻧﺴﺎن ﺳﻠﻮك وﻻﻓﺮﺿﻴﺔ ﻻﻳﺪﺧﻞ ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺎم ﺧﺎص وﺣﻜﻢ ﺧﺎص وﻫﺬا ﻣﺎﻧﺴﺘﻜﺸﻔﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻻﺳﻼم ﻋﲆ اﻋﻄﺎء راﻳﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎل. ﺛﺎﻧﻴﺎ :إن اﻵﺳﻼم اﻋﻄﻰ اﻻﻣﺔ ﺑﻼ رﻳﺐ ﻧﻈﺎﻣﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺤﺪد ﻛام اﻋﻄﺎﻫﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎت وآﺧﺮ ﻟﻠﺸﺆون اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وراﺑﻌﺎ ﻟﻸﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﳌﻨﻜﺮ وﻏري ذﻟﻚ ,وﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﻢ ميﺘﻠﻚ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻﻳﺘﺼﻮر ﻗﻴﺎم ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻨﻈﺎم اﻻ ﺑﺎﻓﱰاض وﺟﻮد اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ ذﻟﻚ اﳌﻮﻗﻊ وﺗﺴري ﻋﲆ ﻫﺪى اﻻﺳﻼم وﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻬﺎ. ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻵن اﻟﻘﺮان واﻻﺳﻼم دﻋﻮة اﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺮﻳﺪ إن ﺗﺮيب اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﺑﺪة وﺗﻨﻔﻲ ﻛﻞ ﺑﺬور اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻘﻴﺪة واﻟﻨﻈﺎم واﻻﺧﻼق واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وﻏريﻫﺎ ))وﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ اﻟﺠﻦ واﻻﻧﺲ إﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪون(( .ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﳌﺪراج اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻧﺴﺎين ,وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﻐري ﻫﺪف اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ اﻻﺳﻼم ,وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻫﺪاف اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ. راﺑﻌﺎ :ﻓﺄن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻘﴤ إن ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻻﻳﺘﻬﺎ وﻗﺪرﺗﻬﺎ وﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺳﻼم ,ﻓﺎن اﺳﺎس اﻻﺳﻼم ﻫﻮ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺨﺎﻟﺺ ووﻻﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ واﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻟﻠﻜﻮن واﻻﻧﺴﺎن .وﻟﻦ ميﻠﻚ اي اﻧﺴﺎن وﻻﻳﺔ ﻋﲆ آﺧﺮ إﻻﺑﺴامح اﻟﻠﻪ ﻟﻪ.وﻗﺪ راﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎج اﱃ ﻣﻦ ميﻨﺤﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻮﻻﻳﺔ ,ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي اﻟﺤﻨﻴﻒ ﻻميﻠﻚ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺎس اﻧﻔﺴﻬﻢ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻟﻴﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻻ ﺑﺄذن إﻟﻬﻲ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ اوﱃ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨني ﻣﻦ اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛام ﰲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻐﺪﻳﺮ اﳌﺘﻮاﺗﺮ وﻛﺎن اﻹﻣﺎم )ع( ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻪ اوﱃ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨني .ﻫﺬا ﺑﻴﺎن ﻣﻮﺟﺰ ﻋﻦ اﻗﺘﻀﺎء ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻻﺳﻼم وواﻗﻌﻴﺘﻪ ﻹن ﻳﻀﻊ اﻻﺳﻼم أﺳﺲ دوﻟﺘﻪ اﻟﺨﺎﻟﺪه ﺧﻠﻮد رﺳﺎﻟﺘﻪ. -٢اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ : إن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺴامً ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث اﳌﻬﻤﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ أﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ مبﺎ إن اﻟﻨﺼﻮص واﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﻏﻠﺐ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻫﻲ ﻧﺼﻮص اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎدر إن ميﺘﺪ اﻟﺒﺤﺚ اﱃ ﻣﺠﺎل اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻏري اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻼ ﺷﻚ إن ﻧﻈﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻨﻒ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻘﻮاﻧني اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﻈﺎم ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﰲ اﳌﺪارس اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل وﻗﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺑﱪﻛﺔ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاين ﺑﻘﻴﺎدة اﻻﻣﺎم اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ وﻗﺪ متﻴﺰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﺑﺤﺎﻛﻤﻴﻪ اﻟﺸﻌﺐ ﰲ إﻃﺎر ﻗﻴﻢ اﻻﺳﻼم وإﺣﻜﺎﻣﻪ ,ﻟﻜﻦ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﺳﺘﻘﺮار ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻻ زاﻟﺖ ﺷﺒﻬﺔ اﻟﺘﻌﺎرض ﺑني ﺣﺎﻛﻤﻴﻪ اﻟﺸﻌﺐ وﺣﺎﻛﻤﻴﻪ اﻟﺪﻳﻦ ﺗﻄﺮح ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﻟﻌﻞ اﻟﺴﺆال ﻫﻮ إﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ إﻗﺒﺎﻻً ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻋﲆ اﻻﺳﻼم ﰲ اﻟﻔﱰة اﻷﺧرية واﻋﺘﻘﺪ
271
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
272
إن ﻫﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ ﻛﺜرية أوﺟﺪت ﻫﺬه اﻹﻗﺒﺎل اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﲆ اﻻﺳﻼم ﰲ اﻟﻔﱰة اﻷﺧرية ورمبﺎ ﻛﺎن أﻫﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ اﻻﺳﻼم ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ متﺎم اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻣﻊ أﻟﻔﻄﺮه ﺗﺸﺒﻊ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻮﺟﺪان وﺗﺴﻤﻮ ﺑﺎﻷﺧﻼق وﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻻﻧﺴﺎن ﺗﻌﺎﻣﻼ واﻗﻌﻴﺎ وﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻛﻜﻞ وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺣﻞ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ وﺗﺤﻘﻖ اﻻﻧﺴﺠﺎم وﻫﺬه اﻟﺠﻮاﻧﺐ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻻﺳﻼم ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼﻗﻪ ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ ﻋﴩ ﻗﺮﻧﺎ اﻻ إن اﻟﺬي اوﺟﺪ ﻫﺬا اﻹﻗﺒﺎل اﻷﺧري ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﻧﻬﻀﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﻟﴩح ﻫﺬه اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ وﻋﺮﺿﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﴫ وﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺗﺴﺎؤﻻﺗﻪ وﻳﴩح اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﳌﻀﻴﺌﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﴩﻳﻌﺔ وﻫﺆﻻء ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪ( واﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر )ﻗﺪ( ﺣﻴﺚ إن ﻧﺠﺎح ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﻗﺪﻣﺖ منﻮذج ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺨﺎﻟﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﳻ ﻛﻞ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﳌﺎدﻳﺔ أﻟﻀﻴﻘﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ وﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻌﺎمل ﺗﺼﻮرا ً ﺟﺪﻳﺎً ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ وﺣﻠﻮﻟﻬﺎ ﻛام أﻧﻬﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ إن ﺗﻌﺒﺊ اﻟﺠامﻫري اﳌﺴﻠﻤﺔ وﺗﺰرع ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﺎ اﻷﻣﻞ اﻟﻜﺒري ﺑﺎﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣام ﻓﺘﺢ اﻓﻘﺄ ﺟﺪﻳﺪا ً مل ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺼﻮره اﺣﺪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪ( ﰲ ﻫﺬا اﳌﻀامر واﺻﻔﺎً اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ) :إن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة أﻓﻀﻞ اﻟﺜﻮرات وأﻋﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺤﺘﻮى وﻫﻲ ﺛﻮرﻳﻪ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ روﺣﻴﺔ ﻗﺒﻞ إن ﺗﻜﻮن ﺛﻮرة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺟﺘامﻋﻴﺔ ( وﻛﺬﻟﻚ ﻳﺆﻛﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر)ﻗﺪ( ﰲ اﺣﺪ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻪ )) اﻟﻌﻼﻗﺎت ﰲ داﺧﻞ ﻛﻞ أﻣﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻏري ﻗﺎمئﺔ ﻋﲆ اﺳﺎس ﺣﻖ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﻧﺴﺎن اﳌﺴﺘﻀﻌﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺪﻳﺮا ً ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﰲ اﻋﲇ اﻻﻣﺔ ,ﻫﺬه اﻻﻣﺔ ﺗﻌﺎد ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﱃ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ اﻟﺤﻖ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺸﺊ اﻟﺬي ﺳامه اﻟﻘﺮان ﺑﻴﻮم اﻟﺘﻐﺎﺑﻦ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺘﻐﺎﺑﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺟﺘامع اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺛﻢ ﻛﻞ اﻧﺴﺎن ﻣﻐﺒﻮﻧﺎً ﰲ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﰲ اﻻﻣﺔ ﰲ وﺟﻮده ﰲ اﻻﻣﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻐﺒﻮﻧﺎً مبﻮﻗﻌﻪ ﰲ اﻻﻣﺔ ﺑﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ ,ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ ﻳﻮم ﻻ ﻛﻠﻤﺔ إﻻ ﻟﻠﺤﻖ(( . ﺣﻴﺚ إن ﺧﻄﺎﺑﺎت وﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﺴﻴﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر )ﻗﺪ( ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺠﻤﻮد اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺬي ﺳﺎد ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن )ﻗﺪ( ﻋﻘﻼً إﺳﻼﻣﻴﺎ ﻣﻔﻜﺮا ً وﻛﺎن ﻣﺮﺟﻮا ً إن ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻣﻨﻪ اﻻﺳﻼم ﺑﺸﻜﻞ أوﺳﻊ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪءوب ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻌﻠامء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ واﻟﺬﻳﻦ أﺣﺴﻮا ﺑﺪاء ﻫﺬه اﻻﻣﺔ وراﺣﻮا ﻳﺨﻄﻄﻮن وﻳﺮﺳﻤﻮن ﻟﻬﺎ ﺳﺒﻞ اﻟﻌﻼج واﻟﻮاﻗﻊ إن ﻋﻤﻞ اﻟﻌﻠامء اﻧﺼﺐ ﻋﲆ إن ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻻﺳﻼم دوره ﰲ اﻟﻨﻔﻮس واﻟﻌﻘﻮل وﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻜﻔﻞ ﺑﺪﻓﻌﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺳﺒﻞ اﻟﺴﻌﺎدة مبﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺎت ذاﺗﻴﻪ وإﺑﺪاع ﻣﺘﺪﻓﻖ ﻳﻔﺠﺮ ﻃﺎﻗﺎت اﻟﻔﻄﺮة وﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣﻜﻨﻮﻧﺎﺗﻬﺎ واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ إن ﻫﺆﻻء اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ مل ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا إن ﻳﺤﻘﻘﻮا ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻮه اﻻ ﺑﻌﺪ إن ﺣﺮروا اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﳌﺘﻊ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ وﻧﺬروا اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﻬﺪف وﺗﺨﻠﺼﻮا ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎم
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻜﻠﻮا ﰲ ﻓﱰة اﻟﻐﻔﻮة ﻗﻴﻮدا ً ﻇﺎﳌﺔ و ﺑﻌﺪ إن اﺗﺼﻔﻮا ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺮوح اﻟﺘﻐريﻳﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﺪور اﻟﺮاﺋﻊ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺔ ﺑﻪ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻨﴩ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ واﻟﺤامس اﻟﺜﻮري ﺑني أﺑﻨﺎء اﻻﻣﺔ وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﺗﺄﺛري ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت ﻋﲆ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ أو ﺗﻠﻚ ﻛام اﺧﺘﻠﻒ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ واﻟﺤامس ﻟﺪى ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻻ أﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻗﺪ أﺣﺠﺒﺖ اﻟﺸﻮق اﻟﺠامﻫريي ﻧﺤﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻻﺳﻼم وأوﺟﺪت ﺷﻌﻮرا ً ذا ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻌﺘﺪ ﺑﻬﺎ ﺑﻠﺰوم ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻄﺎﻏﻮت واﻟﻌﻮدة ﻟﻺﺳﻼم وان اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺷﺒﺎب ﻫﺬه اﻻﻣﺔ ﻗﺪ اﻫﺘﺪى ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺄﺛري ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻛام إن اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﺤﺎوﻻت اﻻﺳﺘﻌامرﻳﺔ واﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺟﺮت ﻟﺠﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﱃ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺣﺘﻮاء أو اﻻﻧﻄﻮاء ﺗﺤﺖ اﻟﺮاﻳﺎت اﻟﺨﺎدﻋﺔ أو اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ أﻧﻈﻤﺔ ﻷمتﺖ اﱃ اﻻﺳﻼم ﺑﺼﻠﺔ وﻃﺒﻴﻌﻲ إن ﻫﺬه اﳌﺤﺎوﻻت ﻻﺑﺪ وان ﻳﻨﻜﺸﻒ زﻳﻔﻬﺎ ﰲ ﻓﻀﺎء اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪ وﻫﻜﺬا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ وراﺣﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺗﻘﻄﻊ أﺷﻮاﻃﻬﺎ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﺄﺛري وﺷﻤﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺼﻌﺪ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وأﻋﻄﺖ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺎمل دروﺳﺎً راﺋﻌﺔ ﺣﻴﺚ أﻛﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪ( واﻻﻣﺎم اﻟﺼﺪر )ﻗﺪ( ﻟﻠﺸﻌﻮب اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻗﺪرﺗﻬﺎ إن ﺗﻘﺎرع اﻗﻮي اﻟﻘﻮى وﺗﻬﺰﻣﻬﺎ وﴐورة اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ واﻟﺘﻔﺎف اﻟﺸﻌﺐ ﺣﻮﻟﻬﺎ وﻟﺰوم ﺗﺤﺮر اﻟﻌﻠامء ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻟﻴﻘﻮدوا ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ .وﻛﻴﻒ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻳﺪ اﻟﻐﻴﺐ ﰲ ﻧﴫة اﳌﺆﻣﻨني وإرﻋﺎب اﻟﻄﻐﺎة وﻧﻮﻋﻴﺔ وﻣﻘﺪار اﳌﻌﺎ ﺟﺰ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ اﻟﺪور اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ .وﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻮل ﻛﻞ ﺗﺂﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌامر ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ وان اﻻﺳﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺎً وﻧﻈﺮﻳﺎً إن ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ وﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﻬري اﻟﺠﻮ ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ وﻓﻀﺢ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ادﻋﺖ اﻻﺳﻼم وﺧﺪﻣﺖ ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر وﻟﺰوم ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻘﺮاﺑني ﻣﻦ اﺟﻞ اﻻﺳﻼم واﻟﺪروس اﳌﻌﱪة ﰲ اﻟﺸﻬﺎدة واﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻧﺤﻮﻫﺎ مبﺎ مل ﻳﻌﻬﺪ اﻻ ﰲ اﻟﺼﺪر اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻷول ﻛام ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺼﺪر اﻷول )ﻗﺪ( ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﺟﻞ رﻓﻊ راﻳﺔ اﻻﺳﻼم وﺗﺤﺪي دوﻟﺔ اﻟﺒﻌﺚ اﻟﻜﺎﻓﺮ ومتﺮﻳﻎ أﻧﻮﻓﻬﻢ ﰲ اﻟﱰاب ﻛام ﺣﺼﻞ ﰲ ﻧﺒﺆﺗﻪ )ﻗﺪ(. ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﻌﻄﻴﺎت وﻏريﻫﺎ ﻛﺜريا ً أﺣﺪﺛﺖ ﺛﻮرة ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن وﻫﺰت اﻟﺠامﻫري ﻫﺰا ً وﻓﺘﺤﺖ آﻓﺎق اﻷﻣﻞ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺪ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻷﻣﺜﻞ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻﺣﻖ ﺷﺒﺢ اﻻﺳﺘﻌامر وﻋﻤﻼﺋﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻓﺮاح ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ إن أﻋﻠﻨﺖ ﻋﻘﻮﻟﻪ اﻻﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﳌﻌﻘﺪة ﻓﺸﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﲆ إﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ إن ﻻﻧﻨﴗ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻬام ﺗﺴﺎﻣﺖ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺟﺪا ً ﻻﺗﺴﺘﻄﻴﻊ إن ﺗﺤﻈﻰ ﺑﻬﺬا اﻟﴩف اﻟﻜﺒري .إن ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻮة ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ إن ﻧﺸﻜﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺷﻜﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻳﻌﻨﻲ اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻣﻌﻬﺎ ووﻋﻴﻬﺎ ﺟﻴﺪا ً واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ودميﻮﻣﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﺎﻟﺘﺤﻮل
273
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
274
اﻟﻜﺒري ﻷﻳﺘﻢ اﻻ ﰲ ﻓﱰات اﻟﺼﺤﻮة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻔﺬ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻮﻋﻲ اﳌﺘﺄﺟﺞ ﺣامﺳﺎً ﰲ ﺷﻌﺒﺔ ﻟﻘﻀﻴﺘﻪ اﻟﻜﱪى ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺧﺒﺄ ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﺟﺞ ﻛﺎن ذﻟﻚ إﻳﺬاﻧﺎ مبﻮت اﳌﺴرية ﻷرﻳﺐ إن اﻟﺘﺄﺟﺞ اﻟﻮاﻋﻲ ﻟﻴﺤﻮل ﻛﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﱃ ﺟﺴﻮر واﳌﺆاﻣﺮات اﳌﻌﺎدﻳﺔ اﱃ ﴐﺑﺎت ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﻛام ﰲ زﺣﻒ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن .وﻳﺠﺐ إن ﻷﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻫﻲ :إن اﻹميﺎن ﻗﺪ ﻳﺤﺼﻞ ﰲ ﻟﺤﻈﻪ ﺻﺤﻮ وﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﻪ وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﺼﻌﺐ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﲆ ﺧﻄﻪ واﻟﻌﻤﻞ مبﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻪ واﻟﺼﻤﻮد إﻣﺎم اﻟﴬﺑﺎت واﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ورمبﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﴪ اﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ )ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ( ﺷﻴﺒﺘﻨﻲ ﺳﻮرة ﻫﻮد . وﻫﻜﺬا ميﻜﻦ إن ﻳﻨﻄﺒﻖ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ اﻟﺘﺤﻮﻻت ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﺻﺤﻮة اﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﻴﻞ ﻋﺎرﻣﺎً واﻟﺜﻮرة ﺿﺨﻤﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻﻳﻘﻒ اﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﻄﻐﺎة وﻗﺪ ﺗﺤﺪث ﺑﺎرﻗﺔ ﻓﺘﻌﻢ اﻟﺼﺤﻮة ﻗﻄﺎﻋﺎً واﺳﻌﺎً. إﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﳌﻬﻢ ﻓﻬﻮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة أو ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺜﻮرة اﳌﺒﺎرﻛﺔ أو إداﻣﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ إن ﻳﻬﺪأ اﻟﻄﻮﻓﺎن أو ميﻠﻚ اﻟﻌﺪو اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﺟﻬﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺑﻞ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻣﻦ اﳌﻴﺪان اﻟﻌﺎم ﻋﻨﺎﴏ ﻓﻘﺪت ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ أو رأت اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﺧﻼف ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ وﻏري ذﻟﻚ ﻣام ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺎدة ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠني وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻌﲆ ﻛﻞ اﻟﻮاﻋني اﻟﻘﺎدة وﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮا رﺑﻪ إن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻟﻠﻤﺘﻘني إﻣﺎﻣﺎ وان ﻳﺠﻌﻠﻮا اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﻮة ﺑﻞ وﺗﻮﺳﻌﺘﻬﺎ وﺗﺄﺟﻴﺠﻬﺎ ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﻣﺎﻳﻔﻜﺮون ﺑﻪ وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﲆ ﺻﻴﺎﻧﺘﻪ وإﻻ ﻓﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ اﳌﺨﺰي وان ﻋﻠﻴﻬﻢ إن ﻳﺪميﻮا دﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ميﻠﻜﻮن ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ وﺑﻌﺪ إن ﻳﺤﺮروا وﺟﻮدﻫﻢ وﻓﻜﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻄﻮاﻏﻴﺖ واﻟﻌامﻟﺔ ﻟﻸﺟﻨﺒﻲ ﻓﺎﻟﺘﺤﺮر اﻟﺬايت ﴍط اﺳﺎس ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻻﺟﺘامﻋﻲ وﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﻢ اﻻ ﻳﺘﻮاﻧﻮا ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺿﺦ اﻟﺰﺧﻢ اﻟﺜﻮري ﰲ اﻟﻌﺮوق اﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﻓﺄي ﻓﺘﻮر ﰲ ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨﻜﻮص ﺑﻼ رﻳﺐ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺜﻮرة ﻓﻼ ﻳﻌﻨﻲ اﻻ اﻟﺘﻌﺒري ﻣﻦ اﻟﺨﻂ اﻟﻔﻄﺮي اﻟﺼﺎﻋﺪ واﻟﺬي ﺗﺘﻼﺣﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻘﻴﺪة واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ واﻟﻌﻮاﻃﻒ واﻹﻋامل وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺮى اﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﴬوري ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻗﻴﺎم اﻟﺜﻮرة واﻻﻧﺘﺼﺎر وإمنﺎ ﻳﺄيت دور اﻫﻢ وﻫﻮ دور ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ مبﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ أو ﺑﺘﻌﺒري أدق إﻳﺠﺎد ﺣﻜﺎم وﺳﻴﺎﺳﻴني ﻋﲆ اﻟﻨﺴﻖ اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻷن ﻫﺬا ﻏري ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﱃ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻮﻓريه وﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ وﻋﲆ اﳌﺴﺆوﻟني واﻟﺤﻜﺎم إن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻨﻔﺬﻳﻦ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻀﻮاﺑﻂ واﻟﴩاﺋﻂ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻮﻓريﻫﺎ ﰲ ﺷﺨﺺ ﻣﺴﺌﻮل ﰲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺈﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر أﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻄﺮاز إن وﺟﺪوا وإﻣﺎ إن ﻳﻌﻤﻠﻮا ﻋﲆ ﺗﻜﻤﻴﻞ ﻣﺎﻳﻨﻘﺼﻬﻢ وﻳﺰاوﻟﻮا ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ وإذا ﻣﺎ أﻗﻴﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ إن ﺗﻜﻮن اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اي اﻟﺪوﻟﺔ مبﻌﻨﺎﻫﺎ
دور اﻟﺸﺒﺎب وﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺸﻮء اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ
اﻟﻌﺎم وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ مبﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺑﻞ مبﻌﻨﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺜﻼث واﳌﺴﺌﻮوﻟني واﻟﻘﺎﺋﺪ وﻛﺎﻓﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت .ﻓﺈذا ﻣﺎاﺻﺒﺤﺖ اﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ مبﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺄن اﻟﺒﻠﺪ ﺳﻴﺼﺒﺢ إﺳﻼﻣﻴﺎ وﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ,وﻟﺴﻮف ﻳﺘﻢ إﻗﺮار اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﻔﻘﺮ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎً وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺰة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺸﻌﺐ ,وﻳﺤﻘﻖ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر ﻋﲆ ﻧﻄﺎق اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ إن ﻧﺠﺪ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ إذ ميﻜﻦ إﻳﺠﺎد اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﻠﺪ اﻻﺳﻼﻣﻲ وإذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﻤﻮذج ﻗﺎمئﺎً ﻓﻤﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺧﻠﻖ منﺎذج آﺧﺮى ﻋﲆ ﻏﺮاره وﻳﺠﺐ إن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج مبﺮاﺗﺐ ﻛﺜريه ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ودميﻮﻣﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻣﻨﻬﺎ : اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻫﻮ إن ﺗﱪز اﱃ اﻟﻮﺟﻮد ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﺘﺨﻀﻊ ﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻘﻮى اﻟﻜﱪى وﻫﺬا ﻣﺎﻧﺮاه ﻣﺘﺤﻘﻖ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻧﺮى إن ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻻﻣﺔ ﻣﻸت اﻷﻋﺪاء ﺣﻨﻘﺎَ وﻏﻴﻈﺎً اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻻﻗﺘﺼﺎدي :إن ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺴﻴﺎﳼ واﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ اﻻ ا ﻧﺎﻻﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻻﻗﺘﺼﺎدي اي ﻗﻄﻊ اﻟﺮواﺑﻂ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﻨﻘﻞ واﻹﻋامل اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪول اﳌﺴﺘﻜﱪة. .٣اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻔﻨﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻌﺴﻜﺮي. .٤اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻓﻔﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﺮاﺗﺐ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ دميﻮﻣﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟيك ﻳﻜﻮن منﻮذج ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ . وأﺧريا أﺻﺒﺢ اﻷﻣﺮ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ أوﺿﺢ ﻓﺎﻟﺠامﻫري اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻴﻮم ﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺎدة دور اﻟﺪﻳﻦ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة وﻫﻲ ﺗﺘﻮﺳﻞ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﴩوﻋﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎم إﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﺎﻟﻌﴫ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻋﴫ اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻫﻮ ﻋﴫ اﻻﺗﺠﺎه ﻧﺤﻮ اﳌﻌﻨﻮﻳﺎت ﻛام ﻋﱪ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ﻓﺎﻧﻬﻴﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻟﺤﺎدي اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻠﻔﻄﺮة اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻫﻮ ﻣﺎاﺷﺎر إﻟﻴﻪ اﻻﻣﺎم ﺧﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪ( ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﺘﻲ وﺟﻬﻬﺎ اﱃ ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف ﻗﺒﻞ اﻻﻧﻬﻴﺎر ﺑﺄﻛرث ﻣﻦ ﻋﺎﻣني ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻟﻪ:إن اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻣﺮﺷﺤﻪ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﰲ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺨﺎﻟﻒ أﻟﻔﻄﺮه اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ودﻋﺎه اﱃ اﻟﺪﻳﻦ وﺑﺎﻟﺨﺼﻮص اﱃ اﻟﺪﻳﻦ اﻻ ﺳﻼﻣﻲ ﻷﻧﻪ اﻹﺷﺒﺎع اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺠﻮ ﻋﻪ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ اﻋﱰف ﺑﺖ ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف ﰲ ﺧﻄﺎب اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﺑﺎن اﻻﻧﻬﻴﺎر ﻛﺎن ﺑﺴﺒﺐ إﻧﻜﺎرﻧﺎ ﻟﻠﻨﻌﻢ اﻻ ﻟﻬﻴﻪ وﻋﲆ اي ﺣﺎل ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺒﴩ ﺧريا
275
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﻌﴫ اﻟﺪﻳﻦ واﳌﻌﻨﻮﻳﺎت ﻣﺎ ﻳﻘﺎل أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ إن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺳﻮف ﻳﺆدي ﻻﺿﻄﻬﺎد اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻓﻬﺬا أﻣﺮ ﻣﻮﻫﻮن . إن اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﲆ أﻟﺪوﻟﻪ اﺣﱰام ﺣﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺎت وﻣﻨﺢ إﻓﺮادﻫﺎ درﺟﺔ اﳌﻮاﻃﻨﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ وﺣامﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ اي اﻋﺘﺪاء وﺗﺎرﻳﺦ اﻻﺳﻼم ﺷﺎﻫﺪ ﻋﲆ ﻫﺬه اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إن اﻻﺳﻼم مل ﻳﻜﻦ ﻣﻄﺒﻘﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ اﻻ ﰲ ﻓﱰات ﻗﺼرية ,واﻧﺸﺎءاﻟﻠﻪ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻋﺎﳌﺎ ﺗﺴﻮده اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻌﺎون واﻻﺳﻼم واﳌﺤﺒﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﳌﻮﺿﻮﻋﻲ وﻫﻮ ﻣﺎﺑﴩت ﺑﻪ ﻛﻞ اﻷدﻳﺎن ومتﺜﻞ ﰲ اﻻﺳﻼم ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻈﻬﻮر اﻻﻣﺎم اﳌﻬﺪي )ﻋﺞ( اﻟﺬي ﺳﻴﻤﻸ اﻷرض ﻗﺴﻄﺎ وﻋﺪﻻ ﻛام ﻣﻠﺌﺖ ﻇﻠام وﺟﻮرا ﻟﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺒﴩﻳﺔ إن ﺗﺴﺘﻌﺪ ﺑﻞ وﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ إﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎم دﻳﻨﻲ ﻋﺎﳌﻲ ﻳﺤﻘﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺒﴩﻳﺔ .
276
ﺑﻌﺾ اﳌﻘﱰﺣﺎت ﻟﻼﺧﻮه اﻟﻘﺎمئني ﻋﲆ اﳌﺆمتﺮ اﳌﺒﺎرك -١إﻧﺸﺎء إﻋﻼم إﺳﻼﻣﻲ ﻣﻮﺣﺪ ﺑﺎﻵﻟﻴﺎت اﳌﺘﻌﺪدة ﻛﺎﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ واﻻذاﻋﻪ وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻨﻮات اﻹﻋﻼم اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺨﻄﺎب. -٢ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻫﺬا اﳌﺆمتﺮ ﻋﲆ اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻹﻋﻄﺎﺋﻪ ﻓﻌﺎﻟﻴﻪ اﻛرث ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﻌﻤﻴﻤﻪ. -٣إﻧﺸﺎء ﺗﺠﻤﻊ ﺷﺒﺎب اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﺘﺒﺎدل اﻵراء واﻷﻓﻜﺎر ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺘﺠﻤﻊ وان ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻓﺮوع ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ. اﳌﺼﺎدر -١اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ واﻹﻋﻼم -٢ﺣﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ -٣رؤﻳﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﻦ اﻟﺜﻮرة واﻟﺪﻳﻦ -٤اﻟﺴرية واﳌﺴرية ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر -٥اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ -٦اﺳﺎس اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ -٧ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺜﻮره اﻻﺳﻼﻣﻴﻪ
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي ﻋﲇ ﻳﻌﻘﻮب ﻳﻮﺳﻒ ﻋﲇ اﻟﺒﻄﺎط
278
اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻷي ﻣﺮاﻗﺐ أن اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ مل ﻳﱰك اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﻋﻮاﻫﻨﻬﺎ ,وﻻ ميﻜﻨﻪ ذﻟﻚ ﻷن ﻣﻦ أﺳﺴﻪ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻣﻘﺎرﻋﺔ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت واﻵراء واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ وأﻫﺪاﻓﻪ ,ﻓﻮﺿﻌﻮا ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺪروﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ وﻣﺮاﻛﺰ أﺑﺤﺎث ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺸﺄن اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻋﺘﻘﺎدا ﻣﻨﻬﻢ أن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻓﻊ واﳌﺼﺎﻟﺢ وﻛﺬﻟﻚ ﻧﴩ وﺗﻮﻃﻴﺪ ﺣﻀﺎرﺗﻬﻢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻻ ميﻜﻦ أن ﺗﺘﻢ إﻻ ﺑﻔﺮض أرادﺗﻬﻢ ورﺳﻢ اﻟﻌﺎمل ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪوﻧﻬﺎ وذﻟﻚ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺳﻮاء اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ .وﻛﺬﻟﻚ ﳌﻌﺮﻓﺘﻬﻢ أن أﺳﺲ ﺣﻀﺎرﺗﻬﻢ ﻻ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ رؤى وأﻓﻜﺎر اﻹﺳﻼم ,ذﻟﻚ ﻻﺳﺘﻨﺎد اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ أﺳﺲ ﻣﺎدﻳﺔ وﻣﺬاﻫﺐ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ متﺎﻣﺎ ﻣﻊ أﻓﻜﺎر اﻹﺳﻼم وﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ,وﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺪﻣﺔ أﺟﺪ ﻣﻦ اﻟﴬوري اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳌﻨﻬﺞ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻷﻧﻬﺎ راﺋﺪة ﻫﺬه اﻟﺤﻀﺎرة واﳌﺘﺒﻨﻴﺔ ﻟﺮﻳﺎدة وﻗﻴﺎدة اﻟﻌﺎمل ,و ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻬﻢ ؛ وﻫﻮ أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ ﻫﻲ اﳌﺤﺮك اﻷول ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ ﻫﺬا ؛ ﻻﺳﻴام وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ اﻷوﱃ ﻋﲆ أرﺿﻬﺎ اﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ ﻫﻲ اﳌﺬﻫﺐ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺘﻤﺪه اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ ﺗﺤﺮﻛﻬﺎ وﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ وﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺴﻠﻮك وﻫﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﻌﻨﻲ )اﻟﻨﻔﻌﻴﺔ(أو )اﻟﺬراﺋﻌﻴﺔ(وﻫﻲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﻦ أﺑﺮز رﻣﻮزﻫﺎ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻷﻣﺮﻳيك ﺑريس ووﻟﻴﺎم ﺟﻴﻤﺲ .وﺗﻌﻨﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻨﺎءا ﻋﲆ اﳌﻨﻔﻌﺔ وﺣﺪﻫﺎ .ﻓﺎﳌﺸﻜﻼت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ وﻏريﻫﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﻠﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﻘﻠﻪ وﻻ ﻳﺮاﻋﻲ إﻻ اﳌﻨﻔﻌﺔ اﳌﻠﻤﻮﺳﺔ .واﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻘﻂ واﻟﺴري ﻋﲆ ﺿﻮﺋﻬﺎ دون اﻷﺧﺬ ﺑﺎﳌﻌﺘﻘﺪات واﻷﻓﻜﺎر ﻛﻤﻮﺟﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎن .وﻫﻢ ﻳﻀﻌﻮن اﻟﱪاﻏاميت ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻓﺤﻴﻨام ﺗﻘﻮل )ﻫﺬا أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ( ،أي ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﺄﻓﻜﺎر وأﻫﺪاف ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﺤﺪد ﻣﻮاﻗﻔﻪ ﺳﻠﻔﺎً،ﻛﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺪﻳﻦ .ﻣﻘﺎﺑﻞ )ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺮاﻏاميت(، أي اﻧﻪ ﻣﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻛﻞ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،أو ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺴﺒﻖ ،وﻳﺘﴫف -مبﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ وﻓﻖ اﻟﻈﺮف واﻟﺤﺎل ﻓﺎﳌﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻫﻲ اﳌﻘﻴﺎس ﻟﺼﺤﺔ أي ﺷﺊ ,وذﻫﺐ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻷﻣﺮﻳيك ﺟﻮن دﻳﻮي ١٩٥٢ – ١٨٥٩م إﱃ أن اﻟﻌﻘﻞ ﻟﻴﺲ أداة ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ وإمنﺎ ﻫﻮ أداة ﻟﺘﻄﻮر اﻟﺤﻴﺎة وﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻘﻞ أن ﻳﻌﺮف ..وإمنﺎ ﻋﻤﻞ اﻟﻌﻘﻞ ﻫﻮ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺤﻴﺎة .
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي
إن ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻫﻨﺎ ﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ اﻟﻌﻤﲇ ﻋﲆ اﻟﻨﺠﺎح ﰲ ذاﺗﻪ ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻬﺪف ـ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻮش اﻟﻀﺎرﻳﺔ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎً إذ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﲆ » اﻟﺘﻔﻮق « و » اﻟﻐﻠﺒﺔ « وﻻ ﺗﺘﻔﻖ إرادﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻖ أي ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ :ﻛﺎﻟﺤﻖ واﻟﻌﺪل واﻹﻳﺜﺎر وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﰲ ذاﺗﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ ﺗﺘﺠﻪ إﱃ: ازدراء اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻨﻈﺮ إﻧﻜﺎر اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ واﻟﻘﻴﻢ وﻳﻜﻔﻲ أن ﺗﻌﺘﱪ اﻟﱪاﺟامﺗﻴﺔ اﻟﺤﻖ أو اﻟﺨري ﻛﺎﻟﺴﻠﻌﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﰲ اﻷﺳﻮاق ،ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻮم ﰲ ذاﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﰲ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻌﻼً ،ﻓﺎﻟﺤﻖ ﻓﻴام ﻳﻘﻮل ﺟﻴﻤﺲ ﻛﻮرﻗﺔ ﻧﻘﺪ ﺗﻈﻞ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺜﺒﺖ زﻳﻔﻬﺎ ! ومل ﻳﺠﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﱪاﺟامﺗﻴﺔ ﻏﻀﺎﺿﺔ ﰲ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺤﻖ أو اﻟﺨري ﻛام ﻳﻨﻈﺮون إﱃ اﻟﺴﻠﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮح ﰲ اﻷﺳﻮاق ،ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﰱ اﻷﺧﻼق وﰱ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﰱ ﻛﻞ ﻣﺠﺎل« إن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ ﺗﻌﺎين ﰲ اﳌﺤﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ,واﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺼﺎرﺧﺔ ,واﻟﻌﺪاء اﳌﻜﺸﻮف ﻟﻠﺪميﻘﺮاﻃﻴﺔ رﻏﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﺎ اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ -واﻟﻼأﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘامع ,واﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ,واﻟﻼﻋﻠﻤﻴﺔ .وﻻﻧﻌﺠﺐ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻜﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﻨﺤﺮﻓﺔ وﻏري اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮا إﻟﻴﻪ ﻣﻦ أﻫﺪاف وﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻻ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﺨﺠﻞ أو ﺗﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ﻗﺎﻣﻮﺳﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻴﺲ ﻧﺤﻦ اﻷﻣﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ وﻧﺴﺘﻐﺮب ﻣﻤﻦ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ,ﻓﻬﻲ متﺎرس أﻛرث اﻷﻋامل ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ ,وﺗﻠﺠﺄ إﱃ اﻟﻌﻨﻒ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺤﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻣﺎ ﻧﺮاه اﻵن ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ إﺟﺮاﻣﻴﺔ متﺎرس ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﳌﻲ وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎمل ,إﻻ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﲆ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬه اﻟﱪاﻏامﺗﻴﺔ وﻫﺬه اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﻲ وﺟﻮد اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻌﺮف ﻣﺪى اﻟﺨﻄﺮ اﳌﺤﺪق ﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﺑﺎﳌﻨﻬﺞ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ دوﻟﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻫﻲ ﻣﻊ ذﻟﻚ متﺘﻠﻚ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت واﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮاىن ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﺿﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ . ﻛﻴﻒ دﺧﻠﺖ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎرﻫﺎ ﺑﻼد اﳌﺴﻠﻤني اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ أﺛﺒﺎت ﻗﺒﺢ واﻧﺤﺮاف اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻬﺠﻬﺎ اﻟﻐﺮب أو ﻧﻘﺪﻫﺎ , ﺑﻞ ﻃﺮح منﺎذج ﻣﻦ اﻟﻄﺮق واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻬﺠﻬﺎ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﳌامرﺳﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ واﻟﺘﻀﻠﻴﻞ وﻋﲆ ﻛﻞ اﻷﺻﻌﺪة .وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺧﱰاق وﺗﻐﻴري اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻟﻨﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﲆ أﺳﺒﺎب أﺧﺮى أﻋﻄﺖ اﻟﻐﺮب واﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺬرﻳﻌﺔ
279
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ اﻟﻔﺎﺿﺢ ﺑﺸﺆوﻧﻨﺎ وﺳﺎﻫﻤﺖ إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري ﰲ وﻗﻮﻋﻨﺎ ﺗﺤﺖ داﺋﺮة اﻻﻛﺘﺴﺎح ,ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب : ١ـ ﺟﻬﻞ ﺑﻌﺾ اﳌﺴﻠﻤني ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ وﻣﺎ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺧﺮ وﻣﺎ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻪ ﺑﻬﺬا ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ )):اﻟْﻴَ ْﻮ َم أَﻛْ َﻤﻠ ُْﺖ ﻟَ ُﻜ ْﻢ ﻴﺖ ﻟَ ُﻜ ُﻢ ا ِﻹ ْﺳﻼَ َم ِدﻳ ًﻨﺎ(( ]اﳌﺎﺋﺪة [٣:ﻓﻤﻦ رد ِدﻳ َﻨ ُﻜ ْﻢ َوأَمتْ َ ْﻤ ُﺖ َﻋﻠَﻴْ ُﻜ ْﻢ ﻧِ ْﻌ َﻤ ِﺘﻲ َو َر ِﺿ ُ ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدة ﻓﻼ ﺷﻚ ﰲ ﺟﻬﻠﻪ وﻫﺬا اﻟﺠﻬﻞ ﻳﻌﻮد إﱃ أﺳﺒﺎب ﻛﺜرية إﻣﺎ ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﻂ واﻹﻫامل وإﻣﺎ ﻟﻠﱰﺑﻴﺔ وإﻣﺎ ﻻﺧﺘﻼﻃﻬﻢ وإﻣﺎ ﻟﻐري ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻜﺜرية. ٢ـﺟﻬﻞاﻟﺒﻌﺾﻣﻦاﳌﺴﻠﻤنيﺑﺤﻘﻴﻘﺔﻣﺎﺗﺤﻤﻠﻪﺗﻠﻚاﳌﺬاﻫﺐاﻟﻀﺎﻟﺔﻣﻦﺑﺆسوﺷﻘﺎءوأﻧﻬﻢﺗﺄﺛﺮوا ﺑﻬﺎ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ اﳌﺨﺰﻳﺔ وﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ دﻣﺎر أﺧﻼﻗﻲ واﻗﺘﺼﺎدي واﺟﺘامﻋﻲ ودﻳﻨﻲ -٣ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب أﻳﻀﺎ رﻏﺒﺔ اﻟﺒﻌﺾ ﰲ اﻻﻧﻔﻼت واﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻘﻴﻢ واﻷﺧﻼق واﻟﻌﺎدات اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ورﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ اﻟﻌﻴﺶ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻛام ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ وﻳﺄﻛﻠﻮن ﻛام ﺗﺄﻛﻞ اﻷﻧﻌﺎم دون أن ﻳﻘﻒ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ أي ﻣﺎﻧﻊ ﴍﻋﻲ أو ﻋﺮﰲ. ٤ـ ﻧﺸﺎط أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم وﻗﻮة ﻋﺰﻣﻬﻢ ﻋﲆ إﻓﺴﺎد ﻋﻘﺎﺋﺪ اﳌﺴﻠﻤني وإﺧﺮاﺟﻬﻢ ﻣﻦ دﻳﻨﻬﻢ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﺪﻋﺎﻳﺎت واﳌﻐﺮﻳﺎت .وﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻫﻮ ﻣﺤﻂ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻫﺬا .
280
٥ـ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ مل ﺗﻜﻦ ﺑﺎﳌﺴﺘﻮى اﳌﻄﻠﻮب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻐﺰو اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺜﻘﺎﰲ ٦ـ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻨﻔﴘ اﻟﺬي أﺻﺎب ﺑﻌﺾ اﳌﺴﻠﻤني واﻧﺒﻬﺎرﻫﻢ ﺑﱪﻳﻖ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ وﻻﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻗﻮى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺼﺪي ﳌﺤﺎوﻻت اﻻﺧﱰاق وﺗﻐﻴري اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ, ورﻏﻢ ﺗﻌﺪد اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﺴﺒﻞ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﺤﺎول ﻫﻨﺎ رﺻﺪ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﳌﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﺛﺮ ﻛﺒري اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أوﻻ :اﻷﺳﻠﻮب اﻷﺳﺘﺨﺒﺎري ﻟﻘﺪ رأى رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻗﺒﻮا ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺤﺰﺑني اﻟﺪميﻘﺮاﻃﻲ واﻟﺠﻤﻬﻮري ﰲ أدارة اﳌﺨﺎﺑﺮات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺳﻼﺣﺎ ﴎﻳﺎ ومثﻴﻨﺎ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ,وأﺗﺒﻊ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﻋﺘامد ﻋﲆ اﳌﺨﺎﺑﺮات ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة وﻧﺮى ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﴫﻳﺤﺎت رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أﻧﻔﺴﻬﻢ ,ﻗﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟرياﻟﺪ ﻓﻮرد أن اﻟﺘﺠﺴﺲ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﴐوري ﺟﺪا ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻣﻨﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ .وأﻛرث ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﴐوري ﻻﺳﺘﻤﺮارﻧﺎ أن دور اﻟﺘﺠﺴﺲ ميﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن أﻛرث أﻫﻤﻴﺔ ﰲ زﻣﻦ اﻟﺴﻠﻢ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ زﻣﻦ اﻟﺤﺮب.
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي
وﴏح اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳيك رﻳﻐﺎن أﺛﻨﺎء وﺿﻊ ﺣﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﻟﺒﻨﺎء ﻣﻘﺮ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﻟﻴﻨﻐﲇ ﻋﺎم ))١٩٨٤أﻧﺎ واﺛﻖ أن اﳌﺆرﺧني ﺳﻴﺨﻠﺼﻮن إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ أﻧﻪ مل ﻳﻠﻌﺐ أﺣﺪا دورا ﻓﻌﺎﻻ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﻘﻠﻖ ﻫﺬا أﻛرث ﻣﻨﻜﻢ أﻧﺘﻢ ,ﻳﺎﻣﻦ ﺗﻌﻤﻠﻮن ﻫﻨﺎ ﰲ أدارة اﳌﺨﺎﺑﺮات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ (( ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮل أن أﺳﻠﻮب اﻻﺣﺘﻴﺎل واﳌﻜﺮ واﻟﺘﺰﻳﻴﻒ واﻟﻠﻒ واﻟﺪوران واﻋﺘامد اﻟﴪﻳﺔ واﻟﻜﺬب ﰲ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺄﻧﻨﺎ مل ﻧﺄيت ﺑﺠﺪﻳﺪ ﻷن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷﻣﺮﻳيك ﻣﻊ اﻷﺣﺪاث ﺗﺤﺪدﻫﺎ اﳌﺼﻠﺤﺔ واﳌﻨﻔﻌﺔ وأن أدى ذﻟﻚ إﱃ اﻗﱰاف أﺷﺪ اﳌﻨﻜﺮات ﻷﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻜﺮات وﻗﺒﺎﺋﺢ ﰲ ﻣﻨﻬﺠﻬﻢ ورؤﻳﺘﻬﻢ ,وﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺣﺎدﺛﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﺨﻠﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻦ أﺷﺪ ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ وﺟﻨﻮدﻫﺎ وﻻءا ً ﰲ اﻟﺜامﻧﻴﻨﺎت وﻫﻮ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎين ﺿﻴﺎء اﻟﺤﻖ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺟﺎرﻳﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ أﺣﺘﻞ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﺣﺪﺛﺖ أزﻣﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺑني اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻛﺎن اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻗﺪ وﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ورﻃﺔ ﻛﺒرية ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻇﻬﻮر اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎن اﻟﺬﻳﻦ أذاﻗﻮا اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺮوﳼ ﻣﺮ اﻟﻬﺰميﺔ وﻛﺎن اﳌﺨﺮج ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ ﺻﻔﻘﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺮﺑﺤﺔ ﻟﻠﻄﺮﻓني وﻫﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺿﻴﺎء اﻟﺤﻖ وﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻳﻘﻮم اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ,وﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻋﺮﺿﺖ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﲆ ﺿﻴﺎء اﻟﺤﻖ ﴍاء ﺑﻌﺾ اﻟﺪﺑﺎﺑﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،وأﺣﴬت ﺑﻌﻀﻬﺎ إﱃ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ﻟﺮؤﻳﺘﻬﺎ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺰاﻳﺎﻫﺎ اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .وﺗﺤﺪد ﻳﻮم ١٧ أﻏﺴﻄﺲ ١٩٨٨ﻣﻮﻋ ًﺪا ﻻﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬه اﻟﺪﺑﺎﺑﺎت .ﻓﺨﺮج ﺿﻴﺎء اﻟﺤﻖ وﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎر ﻗﺎدﺗﻪ ﻳﺮاﻓﻘﻬﻢ اﻟﺴﻔري اﻷﻣﺮﻳيك اﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن أرﻧﻮﻟﺪ راﻓﻴﻞ واﻟﺠرنال اﻷﻣﺮﻳيك ﻫﺮﺑﺮت واﺳﻮم وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﴪﻳﺔ .ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ اﻟﺪﺑﺎﺑﺎت ،اﻧﺘﻘﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻣﺮاﻓﻘﻴﻪ إﱃ ﻣﻄﺎر ﺑﻬﺎواﻟﺒﻮر ﻟﻴﻨﺘﻘﻠﻮا ﻣﻨﻪ إﱃ ﻣﻄﺎر راوﻟﺒﻨﺪي واﺳﺘﻘﻠﻮا ﻃﺎﺋﺮة ﺧﺎﺻﺔ .وﻣﺎ إن أﻗﻠﻌﺖ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﺤﱰﻗﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻧﻔﺠﺮت ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺤﴬة اﻟﺴﻔري اﻟﺬي أﺿﺤﻰ ﻛﺒﺶ ﻓﺪاء ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻣﻬﺎﻣﻪ وﺗﻨﺎﺛﺮت أﺷﻼء اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺤﱰﻗﺔ . وﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﴎد اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺠﺎﺳﻮﺳﻴﺔ واﻷﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻧﻮد ذﻛﺮه أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺼﻔﻴﺔ واﻏﺘﻴﺎل ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻗﺪﻣﺖ ﺧﺪﻣﺎت ﺟﻠﻴﻠﺔ وﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻣﺎ اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﺻﺪام ﺣﺴني إﻻ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﺌﺎت ﺑﻞ أﻻف اﻟﺤﺎﻻت اﳌﺸﺎﺑﻬﺔ ,وﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮب اﻟﻘﺎرئ أذا أﻋﺪﻧﺎ ﻟﻠﺬاﻛﺮة أﺳامء ﺷﺨﺼﻴﺎت اﺧﺘﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻢ اﻏﺘﻴﺎل أرﺑﻌﺔ ﻋﴩ ﺣﺎﻛام ﻋﺮﺑﻴﺎ ﺧﻼل أرﺑﻌني ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﻔﱰة ﻣﻦ ١٩٥١ﺣﺘﻰ ١٩٩١وﰲ ﻇﺮوف ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺗﺪل ﻋﲆ اﺧﱰاق اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴني ........اﻷردن ١٩٥١ ﻓﻴﺼﻞ اﻟﺜﺎين ......اﻟﻌﺮاق ١٩٥٨
281
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
282
ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﺎرف ........اﻟﻌﺮاق ١٩٦٦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺷﻴﺪ ﴍﻣﺎﻳﻜﺔ ........اﻟﺼﻮﻣﺎل ١٩٦٩ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻮر ........ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋامن ١٩٧٠ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ال ﺳﻌﻮد ......اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ١٩٧٥ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺤﻤﺪي .........اﻟﻴﻤﻦ ١٩٧٧ أﺣﻤﺪ اﻟﻐﺸﻤﻲ ........اﻟﻴﻤﻦ ١٩٧٨ ﻋﲇ ﺻﻮﻳﻠﺢ .......ﺟﺰر اﻟﻘﻤﺮ ١٩٧٨ أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ........ﻣﴫ ١٩٨١ ﺑﺸري اﻟﺠﻤﻴﻞ .......ﻟﺒﻨﺎن ١٩٨٢ رﻳﻨﻴﺔ ﻣﻌﻮض .......ﻟﺒﻨﺎن ١٩٨٩ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ .......ﺟﺰر اﻟﻘﻤﺮ ١٩٨٩ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮ ﺿﻴﺎف ........اﻟﺠﺰاﺋﺮ ١٩٩١ إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻏﺘﻴﺎل ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو ﻏري ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وذﻟﻚ ﳌﺠﺮد أزاﺣﺘﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻷن وﺟﻮدﻫﺎ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ أﻫﺪاف وﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻐﺮب وﻣﺮورا مبﺴﻠﺴﻞ اﻏﺘﻴﺎل رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي وﺟﻮن ﻗﺮﻧﻖ وأﻣﺎ ﻣﻠﻒ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﺄن ﺣﻮادث اﻻﻏﺘﻴﺎل ﻓﺤﺪث وﻻ ﺣﺮج ,ﻓﻤﻦ اﺧﺘﻔﺎء اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﳻ اﻟﺼﺪر وﺗﺼﻔﻴﺘﻪ إﱃ اﺳﺘﺸﻬﺎد اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺎس اﳌﻮﺳﻮي واﻏﺘﻴﺎل ﻓﺘﺤﻲ اﻟﺸﻘﺎﻗﻲ ﻣﺆﺳﺲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺠﻬﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻓﻠﺴﻄني ﻋﺎم . ١٩٩٥ واﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ أدﻫﻰ وأﻣﺮ ﻓﻤﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ورﻋﺎﻳﺘﻪ وﺻﻨﻊ ﻃﺎﻏﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﺪام ﺣﻘﻘﻮا ﻣﻦ اﳌﻜﺎﺳﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻟﻴﺤﻠﻤﻮا ﺑﻬﺎ ﻣﺮورا ﺑﺮﺳﻢ اﻟﺤﺮب ﺿﺪ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻗﺘﻞ اﻟﻌﻠامء واﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺼﺪر وﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎدق اﻟﺼﺪر واﻏﺘﻴﺎل اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﻴري اﻟﻨﻈﺎم .إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻔﺠري واﻟﺘﻔﺨﻴﺦ اﻟﺘﻲ ﺗﺪار ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺨﺎﺑﺮات ﻋﺮﺑﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ .واﻏﺘﻴﺎل أﻻف اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻟﻨﺨﺐ. وأﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮع ﺗﻔﺠري ﻣﺮﻛﺰي اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻲ ﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠٠١ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﺳﺘﺨﺒﺎرايت ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﻓﻘﺪ ﻛﺸﻒ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻻﻳﻄﺎﱄ اﻷﺳﺒﻖ ﻓﺮاﻧﺸﻴﺴﻜﻮ ﻛﻮﺳﻴﻐﺎ ﰲ ﻣﻘﺎل ﻧﴩﺗﻪ إﺣﺪى أﺷﻬﺮ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﺣﱰام واﺳﻊ إن اﻋﺘﺪاءات ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ متﺖ ﺑﺘﺪﺑري وﻛﺎﻟﺔ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﺟﻬﺎز اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﻮﺳﺎد ،وﻗﺎل إن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻣﻌﻈﻢ وﻛﺎﻻت اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺪوﻟﻴﺔ .
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي
ﺛﺎﻧﻴﺎ :إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت ﻓني اﻟﻔﺎﳌﺼﻄﻠﺤﺎت :ﺗﺪﺧﻞ اﻹدارات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ إﱃ ﻋﺎمل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺟﺪﻳﺪة أو ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ وﺧﺮاﻓﺎت ﻗﺪميﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت :اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺨﻼﻗﺔ ميﺜﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺨﻼﻗﺔ أﺣﺪ أﻫﻢ اﳌﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ اﻟﻌﻘﻞ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻷﻣرييك ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﺣﻴﺚ متﺖ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬا اﳌﺼﻄﻠﺢ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﺨﺐ اﻷﻛﺎدميﻴﺔ وﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻳﺴﺘﻨﺪ اﻷﺳﺎس اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻨﻈﺮي ﳌﺼﻄﻠﺢ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺨﻼﻗﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ إﱃ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﳌﺎﺳﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ذات اﳌﺼﻄﻠﺢ . ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﺳﺘﺜامر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻮﴇ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﰲ ﻋﺪة أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎمل ﻛام ﻓﻌﻠﺖ ﰲ إﻳﺮان أﻳﺎم ﺣﻜﻢ ﻣﺼﺪق وﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺸﺎه إﱃ ﺳﺪة اﻟﺤﻜﻢ اﻷﻣﺮ اﻟﺘﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻘﺐ اﻧﺪﻻع اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎم .١٩٧٩ واﻧﺘﻬﺠﺖ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻮﴇ اﻻﺣﺘﻮاء اﳌﺰدوج ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺜﻮرة أمثﺮ ﻋﻦ ﻗﻴﺎم اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،وﻋﻘﺐ اﻧﻬﻴﺎر ﺟﺪار ﺑﺮﻟني وﺳﻘﻮط اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ وﺗﻔﻜﻚ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺒﻨﺎءة ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺎت اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ،وﺗﻌﺘﱪ روﻣﺎﻧﻴﺎ منﻮذﺟﺎ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ ﻟﺘﻔﺠري اﻟﻔﻮﴇ ﰲ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى ،وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﻋﻤﺖ ﺟﻮرﺟﻴﺎ وأوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻨﴫ اﻟﺤﺎﺳﻢ ﰲ ﻧﺠﺎح اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻫﻮ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻮاء اﳌﺰدوج أﻳﺎم اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة إﱃ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ أﻣﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎمل ﺑﺎﻟﻘﻮة واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻐﻴري اﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺨﻼﻗﺔ ،وﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻋﺘامد اﻻﺣﺘﻼل اﳌﺒﺎﴍ إذا ﻟﺰم اﻷﻣﺮ ﰲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب اﺳﺘرياﺟﻴﺎت اﻟﺮدع ،وﺗﺒﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻔﺠري اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﲇ ﻟﻠﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وﺗﺸﺠﻴﻊ وﺗﺄﺟﻴﺞ اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﰲ ﺧﻠﻖ اﻟﻔﻮﴇ ﻛام ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين واﻟﺴﻮري واﻟﻌﺮاﻗﻲ. ومتﺜﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﻴﻮت ﻛﻮﻫني أﺣﺪ اﳌﺼﺎدر اﳌﻬﻤﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺨﻼﻗﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ ”اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﻠﻴﺎ ،اﻟﺠﻴﺶ ورﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﰲ زﻣﻦ اﻟﺤﺮب“ وﻳﺮى ﻛﻮﻫني ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻹﺳﻼم ﺣﺮﻛﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻬﺪد إﴎاﺋﻴﻞ ﻓﻘﻂ وإمنﺎ اﻟﻌﺎمل اﻟﻐﺮيب ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ،وﻳﺮى أن اﺳﺘﺌﺼﺎل اﻹرﻫﺎب ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة وﺗﺠﻔﻴﻒ اﳌﻨﺎﺑﻊ ﻓﻘﻂ وإمنﺎ مبﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﻺرﻫﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ واﻟﻔﺎﺳﺪة وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﴩﻫﺎ ،وﻳﺘﻔﻖ
283
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻄﺮح ﻣﻊ اﻷﻃﺮوﺣﺔ اﻟﺸﻬرية ﻟﻬﺎﻧﺘﻨﻐﺘﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ أن اﻹﺳﻼم ﻋﺪو ﺣﻀﺎري ﻟﻠﻐﺮب. وﻣﻦ اﳌﺴﺎﻫامت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺨﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻋﲆ رأﺳﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ”أﻣريﻛﺎن اﻧﱰﺑﺮاﻳﺰ“ ﻟﻠﺪراﺳﺎت وﺗﻌﺘﱪ ﻛﺘﺎﺑﺎت راوول ﻣﺎرك ﻏريﻳﺸﺖ وﻫﻮ ﻣﻨﻈﺮ اﳌﺤﺎﻓﻈني اﻟﺠﺪد واﳌﺨﺘﺺ ﰲ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺮاﻗﻲ واﻟﺸﻴﻌﺔ أﺑﺮز ﻣﻦ ميﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﺮﻛﺰ وﺗﺒﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻔﺠري اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﲇ ﻟﻠﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وﺗﺸﺠﻴﻊ وﺗﺄﺟﻴﺞ اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﰲ ﺧﻠﻖ اﻟﻔﻮﴇ ﻛام ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎين واﻟﺴﻮري واﻟﻌﺮاﻗﻲ. واﳌﺘﺘﺒﻊ ﻷﺳﻠﻮب اﺳﺘﺨﺪام اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت ﻳﺮى اﻟﻜﺜري واﻟﻜﺜري ﻓﻤﻦ ﺣﺮب اﻟﻨﺠﻮم ﰲ ﻋﻬﺪ رﻳﻐﺎن إﱃ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ,إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺮدع ,ﻣﴩوع اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ اﻟﻜﺒري ,واﻟﻌﻮﳌﺔ وﻏريﻫﺎ ﻛﺜري
284
اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻳﺤﺘﻞ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﺪى اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻷوﻟﻮﻳﺎت واﳌﺮﺗﻜﺰات اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻐﺮب ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻐﻴري اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻐﻴري اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ وزج اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﻬﺎﺑﻄﺔ واﳌﺴﻠﺴﻼت اﻟﱰﻛﻴﺔ واﳌﺪﺑﻠﺠﺔ , إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ ﺻﺤﻒ وﻣﺠﻼت وإذاﻋﺎت. وﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻢ ﺗﻮﻇﻴﻒ ودﻋﻢ واﺳﺘﺜامر اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﴍة ﻟﺘﻜﻮن اﻷداة اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻨﴩ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ وﻗﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪة ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ واﻗﻌﻨﺎ وﺗﺮاﺛﻨﺎ. وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﻴﻬﻮدي اﻷﺳﱰاﱄ روﺑﺮت ﻣريودخ ﻣﻦ أﻛﱪ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻷﻋﻼم ﻗﺪ دﺧﻞ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻪ إﱃ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻃﻼل وﻣﺜﻞ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺬي ﺟﻤﻊ ﻋﻤﻼق ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم روﺑﺮت ﻣريدوخ واﳌﺴﺘﺜﻤﺮ اﻟﺴﻌﻮدي اﻷﻣري اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻃﻼل ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﻣﺆﴍا ﺟﺪﻳﺪا ﻋﲆ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺬي رﺑﻄﻬام ﻋﲆ ﻣﺪى اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ. ﻓﻤﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ،ﻳﺘﻤﻠﻚ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻃﻼل ٥٫٧ﰲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ رأﺳامل ﴍﻛﺔ ﻧﻴﻮزﻛﻮرب ،ﻟﻴﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﺛﺎين اﻛﱪ ﻣﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮأس ﻣﺠﻠﺲ إدارﺗﻬﺎ روﺑﺮت ﻣريدوخ. وﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺗﺸري اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ إﱃ إن ﻣريدوخ ﻳﻌﺘﺰم إمتﺎم ﺻﻔﻘﺔ ﻟﴩاء ١٠ﰲ اﳌﺎﺋﺔ ﰲ ﴍﻛﺔ روﺗﺎﻧﺎ ،اﻟﺘﻲ ميﻠﻜﻬﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻃﻼل ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ،وﺗﻀ ّﻢ ﺷﺒﻜﺘﻬﺎ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ٥ﻗﻨﻮات ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ومتﻠﻚ ﻣﻜﺘﺒﺔ أﻓﻼم ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺒرية واﻟﻌﴩات ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد ﳌﺸﺎﻫري اﻟﻐﻨﺎء ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب. وأﺷﺎر اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻃﻼل إﱃ اﻧﻪ ﻧﺎﻗﺶ ﻣﻊ ﻣريدوخ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻻﺳﺘﺜامري ﺑﻴﻨﻬام ﰲ
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي
ﻣﺆﴍ ﻋﲆ اﺳﺘﻤﺮار ﻃﻤﻮح اﳌﺴﺘﺜﻤﺮ اﻟﺴﻌﻮدي ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ وﺟﻮده اﻟﺪوﱄ وﰲ ﻋﺎم ،٢٠٠٨ﻗﺎم ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ وﻣﻮردوخ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺪﺧﻮل ﻗﻨﺎة أﻓﻼم ﻓﻮﻛﺲ ﻟﻠﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب ﻣﻦ ﺧﻼل ﴍاﻛﺔ ﺑني ﴍﻛﺘﻲ روﺗﺎﻧﺎ وﻧﻴﻮزﻛﻮرب. وﻳﺴﻌﻰ ﻫﺬا اﻟﺜﻨﺎيئ إﱃ أﻧﺸﺎء ﻗﻨﺎة إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺒﺚ اﻟﺴﻤﻮم وﺗﺨﻠﻂ اﻷوراق ﻫﻲ ﻗﻨﺎة ﺳﻜﺎي أراﺑﻴﺎ ﺧﻼل ﺷﻬﺮ آذار ﻋﺎم ٢٠١٢وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ أﺧﺮ ﺗﺴﻌﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﱃ ﺗﺤﺴني ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﰲ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ واﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﺪ إﻧﻔﺎق ﻣﻼﻳني اﻟﺪوﻻرات ﻋﲆ إﻧﺸﺎء ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﺤﺮة ،وإذاﻋﺔ ﺳﻮا ،ومتﻮﻳﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺠﻼت واﻟﺼﺤﻒ ،وﺗﺨﺼﻴﺺ أﻛرث ﻣﻦ ٧٥٠ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﰲ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻋﲆ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺒﺎدل زﻳﺎرات وﻧﴩ اﻟﻔﻜﺮ اﻷﻣﺮﻳيك -وﺗﻌﻤﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﲆ إﺻﺪار ﻣﴩوع ﻗﺎﻧﻮن ميﻨﺢ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻖ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺚ ﻣﺤﺘﻮى ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻳﺤﻤﻞ رﻗﻢ ٢٢٧٨،وﺗﻢ ﺗﻘﺪميﻪ ﻋﱪ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻜﻮﻧﺠﺮس اﻟﺠﻤﻬﻮري ﻋﻦ وﻻﻳﺔ ﻓﻠﻮرﻳﺪا »ﺟﻮس ﺑﻴﻠرياﻛﺲ«، وﺣﻈﻲ مبﻮاﻓﻘﺔ ٣٩٥ﻧﺎﺋﺒﺎ وﻫﺬه اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻧﻘﻠﺖ ﻣﴩوع اﻟﻘﺎﻧﻮن إﱃ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ مبﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ اﻷﻣﺮﻳيك ﳌﻨﺎﻗﺸﺘﻪ واﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،وﺣﺼﻮل ﻣﴩوع اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﲆ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻨﻰ إﻟﺰام اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳيك ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻣﺆﴍات ﻣﻌﺎداة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴني ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ. وﻳﻄﺎﻟﺐ ﻣﴩوع اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﻣﺎﻟيك اﻷﻗامر اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﺤﻮن ﳌﺤﻄﺎت ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺑﺒﺚ أﻓﻜﺎر ﻳﻌﺘﱪﻫﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻣﺮﻳيك ذات ﻃﺎﺑﻊ إرﻫﺎيب، وﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺎب ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮض ﻣﻼك اﻷﻗامر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو أﺻﺤﺎب اﳌﺤﻄﺎت اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ أو ﻧﺠﻮﻣﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﺗﻘﺮه اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن إﱃ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ مبﻮﺟﺐ اﳌﺮﺳﻮم رﻗﻢ ،١٣٢٢٤اﻟﺬي وﻗﻌﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟﻮرج ﺑﻮش ﺑﻌﺪ اﻋﺘﺪاءات ١١ﺳﺒﺘﻤﱪ ٢٠٠١واﻟﺬي ﻳﻄﺒﻖ ﻋﲆ ﻛﻞ ﻓﺮد أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻹرﻫﺎب أو ﺗﻨﴩه أو ﺗﺪﻋﻤﻪ. اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻋﺘﻤﺪت اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺪف ﻣﺤﺪد ﻫﻮ ﻣﺴﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻌﻤﺪت إﱃ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺪور ﰲ ﻓﻠﻜﻬﺎ ﻟﺘﺒﺚ اﻷﻓﻜﺎر اﳌﻨﺤﺮﻓﺔ واﻟﻀﺎﻟﺔ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﻧﺎل اﻷدﻳﺐ اﳌﴫي ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻋﻦ رواﻳﺘﻪ ) أوﻻد ﺣﺎرﺗﻨﺎ ( وﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ دﻋﻮة ﻣﺒﺎﴍة إﱃ اﻹﻟﺤﺎد وﺗﺮك اﻟﺪﻳﻦ ,ﺣﺘﻰ أن ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪورون ﰲ اﻟﻔﻠﻚ اﻟﻐﺮيب وﳌﻦ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﺮؤﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷﺳﺎس .
285
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
286
ﻟﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ واﻹﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ زرع منﺎذج ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴامرﺳﻮا ﻃﻘﻮﺳﺎ وﻋﺒﺎدات ﻗﺪ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻬﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﺜﻠام ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺎﻫﺮة ”ﻋﺒﺎدة اﻟﺸﻴﻄﺎن“ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﰲ ﺑﻼدﻧﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﴫ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ،ﺗﻌﺒ ًريا ﻋﻦ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﻌﻮﳌﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب ﻋﱪ اﻟﺤﺪود اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ واﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت واﻹﻧﱰﻧﺖ واﻟﺼﺤﻒ واﳌﺠﻼت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، وﻣﺜﻠام ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻘﻮس ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺨﻴﻔﺔ وﻏﺮﻳﺒﺔ ،وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺪق اﻷﺟﺮاس ﻋام ميﻜﻦ أن ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼت ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ،ﻓﺈن ﻇﻬﻮر ﻇﺎﻫﺮة ”اﻹميﻮ“ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻟﻌﺮيب وﺧﺎﺻﺔ ﻣﴫ ﰲ اﻟﺸﻬﻮر اﻷﺧرية ﻳﻌﻴﺪ دق اﻷﺟﺮاس ﻣﺮة أﺧﺮى؛ ﺧﻮﻓًﺎ ﻋﲆ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ. وﻛﻠﻤﺔ اﻹميﻮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻻﺷﺘﻘﺎق واﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ Emotion وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ أو اﻻﻧﻔﻌﺎل ،وﻗﺪ ﺑﺪأت ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﺘﻴﺎر ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻠﻬﺎرد روك واﻟﺒﻼك ﻣﻴﺘﺎل ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﰲ اﻟﺜامﻧﻴﻨﺎت ،ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻫﺬه اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﻫﻨﺎك منﻂ ﺣﻴﺎة ﻟﻠﻜﺜريﻳﻦ ميﻴﺰﻫﺎ اﻟﺼﺨﺐ واﻟﺤﺰن واﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﻻﻧﺘﺤﺎر. وﺳﻠﻮك ((اﻟﺒﻮﻳﺎت(( ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻟﻴﺸﺎﺑﻬﻦ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻬﻦ وﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻦ اﻟﺮﺟﺎل ،ﻛﺬﻟﻚ ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺠﺎب ﺑني اﻟﻔﺘﻴﺎت ،وﻏريﻫﺎ.. إن ﻧﴩ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻔﺤﺸﺎء ،وزرع ﺑﺬور اﳌﻨﻜﺮات ،ﻳﻌﺘﱪان ﻋﺎﻣﻠني ﻣﻬﻤني ﰲ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺗﺂﻣﺮ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﲆ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺮاﻣﻲ إﱃ اﺳﺘﺌﺼﺎل ﺟﺬور اﻹﺳﻼم واﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﺗﺴﺎع ﻣﺴﺎﺣﺔ أﻣﻮاج ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻓﺄﻋﺪاء اﻹﺳﻼم ـ ﻋﱪ دراﺳﺔ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺼﺪي ﻻﺳﺘﻘﻼل اﳌﺴﻠﻤني وﻋﻈﻤﺘﻬﻢ وﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻬﻢ وأﺧﻼﻗﻬﻢ وﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ وﻣﺎ ميﻠﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب ـ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﱃ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ وﻫﻲ اﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﻨﺎس وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ .وﻟﻘﺪ ﺗﺄﻛﺪ ﻟﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح أﻧﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أرادوا أن ﻳﺘﺼﺪوا ﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﳌﺴﻠﻤني وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮا ً ﻋﲆ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ وﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﳌﻨﻬﺠﻬﻢ ورؤﻳﺘﻬﻢ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﻮاﺟﻬﻮن ﻣﺸﺎﻛﻞ مل ﺗﻜﻦ ﺑﺎﻟﺤﺴﺒﺎن. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻜﻮا ﻃﺮﻳﻘﺎً آﺧﺮ ،وﻫﻮ ﺗﺠﺮﻳﺪ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻋﱪ إﻓﺴﺎد أﺧﻼﻗﻬﻢ، وﺟﺮﻫﻢ إﱃ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة وﻧﴩ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻔﺤﺸﺎء ﺑﻴﻨﻬﻢ وإﺛﺎرة اﻟﺸﻬﻮات ﻟﺪﻳﻬﻢ ،وﴍاء اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﳌﴩوﺑﺎت اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﳌﺨﺪرات واﻹﻏﺮاءات اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر. وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض اﳌﺸﺌﻮم ،ﻓﻘﺪ ﻟﺠﺄوا إﱃ وﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻌﺪدة ،ومل ﻳﱰﻛﻮا أﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ، واﻧﻄﻠﻘﻮا ﻣﻦ روﺿﺎت اﻷﻃﻔﺎل واﳌﺪارس اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﺼﻔﻮف اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ واﻟﺪواﺋﺮ واﳌﺘﻨﺰﻫﺎت واﻟﺤﻔﻼت ودور اﻟﺴﻴﻨام واﳌﺴﺎﺑﺢ واﻟﺒﺤﺮ واﻟﺼﺤﺮاء وﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ واﳌﺠﻼت واﻹذاﻋﺔ واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن واﻟﻘﺼﺺ واﻟﺮواﻳﺎت واﻟﻜﺘﺐ، وﻣﺌﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ .وﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻏري ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻛام أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ أول وآﺧﺮ
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي
ﺗﺤﺮك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺪو اﻟﻠﺪود ﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﺤﻖ ،ذﻟﻚ اﻧﻪ ﻻ ميﻜﻦ ﻓﺼﻞ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻹميﺎن ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺆاﻣﺮات .وﺑﺘﻌﺒري آﺧﺮ؛ إن اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﻓﺘﺰاﻣﻨﺎً ﻣﻊ ﴎﻋﺔ ﺗﺤﺮك اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ اﻟﺘﻲ أذﻫﻠﺖ اﻟﺸﻴﺎﻃني اﻟﻜﺒﺎر واﻟﺼﻐﺎر ـ ﻣﻦ ﴍﻗﻴني وﻏﺮﺑﻴني وأذﻧﺎﺑﻬﻢ وأﺳﻼﻓﻬﻢ ـ وأدﺧﻠﺖ اﻟﺮﻋﺐ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻓﺈن ردود اﻟﻔﻌﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺸﻴﺎﻃني ﺿﺪ أﻣﺘﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺠﻠﺖ ﺑﻮﺿﻮح ﰲ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .ﻏري أن اﻟﻔﺸﻞ ﻛﺎن ﻧﺼﻴﺐ ﻫﺬه اﳌﺆاﻣﺮات ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻌﺪو ﻏري ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﺧﻄﻄﻪ ودﺳﺎﺋﺴﻪ ،إذ اﻧﻪ ـ وﰲ ﻛﻞ ﻳﻮم ـ ﻳﻔﺘﺢ ﺟﺒﻬﺔ ﺟﺪﻳﺪة. اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﻷﺳﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺳﻮق اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷﺳﺎس , وﺗﻢ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻈامت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻬﺎ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﱄ واﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﱄ ودﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﰲ ﻓﻠﻚ اﻟﻐﺮب ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻨﺎزﻻت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ,ومتﻨﺢ اﻟﻘﺮوض ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻨﺪوق ﻣﻘﺎﺑﻞ ﴍوط ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺗﺮﺳﻤﻬﺎ اﻟﺪواﺋﺮ اﻹﺳﺘﻜﺒﺎرﻳﺔ . ﻛام ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺳﻴﻄﺮة اﻻﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﻜﱪى وﻛﺬﻟﻚ واﻫﺘامﻣﻬﺎ ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟرثوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ أو اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻫﺬه اﻟرثوات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﻊ اﻟﻐﺮب إﱃ أن ﻳﻈﻞ ﻣﻬﻴﻤﻨﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺼﻨﻴﻌﺎً وﺗﺴﻮﻳﻘﺎ ،وﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻠﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﻻ اﻻﺳﺘﻬﻼك وﺑﻌﺾ اﳌﺎل اﻟﺬي ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻀﺦ ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷورويب ﻷﻧﻨﺎ اﻗﺘﻨﻌﻨﺎ أن اﻻﺳﺘﺜامر ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﺄيت ﺑﻌﺎﺋﺪ ﻛﺒري ،وﻫﻢ ﻳﻔﺘﻌﻠﻮن ﺑني اﻟﺤني واﻵﺧﺮ ﻫﺰات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻹﺿﺎﻋﺔ ﻫﺬه اﳌﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ. وﺗﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﲆ إﺑﻘﺎء اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﺪ اﻟﻔﻘﺮ ﺑﺈﻏﺮاﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ أرﻗﺎﻣﻬﺎ أرﻗﺎﻣﺎً ﻓﻠﻜﻴﺔ ﻋﺪا ﻋﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺠﺰ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺪول ﻋﻦ ﺳﺪادﻫﺎ ﻓام ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺪﻳﻦ. اﻟﺘﺼﺪي وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺼﺪي واﻟﺘﺤﺪي وﻛﻴﻒ ﻧﻘﻒ ﺑﻮﺟﻪ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻞ اﻟﺠﺎرف ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻒ واﻟﺒﺎﻃﻞ واﻟﺠﻮر ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺮﺻﻴﺪ ﺿﺨﻢ ﻳﺆﻫﻠﻪ ﳌﺠﺎﺑﻬﺔ ﻫﺬا اﻟﻐﺰو وﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ وأول رﺻﻴﺪ ﻧﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﺗﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻘﺮان اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻣﺎ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻋﻄﺎء
287
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
288
ﺛﺮ وﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ أن ﻧﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﲆ ﺿﻮء اﻟﴫاﻋﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻧﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ اﳌﻮاﻗﻒ واﻟﺤﻠﻮل ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺗﻐﻴري ﻣﺎدة اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﱃ ﻣﺎدة ﺣﻴﺔ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺮان رؤﻳﺘﻬﺎ وﻓﻜﺮﻫﺎ واﻟﺮﺻﻴﺪ اﻷﺧﺮ ﻫﻮ وﺟﻮد ﺛﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠامء اﻟﻮاﻋني واﳌﺪرﻛني ﳌﺪى ﺧﻄﻮرة وﺿﺨﺎﻣﺔ اﻟﻐﺰو اﻟﻐﺮيب وأﺑﻌﺎده ووﻗﻮف اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ وراء ﻋﻠامءه وﻗﺎدﺗﻪ إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻌﺒﺎده اﳌﺆﻣﻨني اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ﺟﻌﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﴏاع ﻣﺮﻳﺮ ,ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺮور أﻛرث ﻣﻦ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن إﻻ أن ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﻻ زاﻟﺖ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ,ﺑﻞ ﺣﺪﺛﺖ أﻣﻮر ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻐﺮب وﻗﻠﺒﺖ اﳌﻌﺎدﻟﺔ ﺿﺪه ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن وﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻧﺠﺎح اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ إﻳﺮان ,ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﺆﴍات ﺗﺪل ﻋﲆ ﻋﺠﺰ اﻟﻐﺮب اﳌﺴﺘﻜﱪ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻪ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ أﺧﺮ ﻓﻜام إن اﻟﻐﺮب ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻟﴩق أوﺳﻄﻴﺔ وﺿﻊ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﳌﺪروﺳﺔ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﺴﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وأﺻﺒﺢ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﻌﺎﴏة اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﺛﻨﺘني وﺧﻤﺴني دوﻟﺔ ﻣام ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣام ﺷﻬﺪه اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ إﺑّﺎن ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻬﺪ ﻣﻠﻮك اﻟﻄﻮاﺋﻒ ،وﻫﺬه اﻟﺪول ﻳﻨﺒﻐﻲ ﰲ ﻧﻈﺮ اﻟﻐﺮب أن ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ،وأن ﺗﺘﻢ دراﺳﺘﻬﺎ وﺣﺪﻫﺎ أو وﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ دراﺳﺘﻬﺎ واﻹﳌﺎم ﺑﻜﻞ ﺷﺆوﻧﻬﺎ، وﻳﻼﺣﻆ أن اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ مبﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺴﱰ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼﺪر دورﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﰲ اﻟﻐﺮب ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺘﻔﺮد ﻋﻨﻮاﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻜﻞ دوﻟﺔ. وﺗﺸﻤﻞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺸﺄة ﻫﺬه اﻟﺪول وأﻧﻮاع ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ وﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت وﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ،وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت رﺻﺪا ً ﻷﺑﺮز اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ .ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﳌﺪروﺳﺔ أﻳﻀﺎ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﳌﺸﱰك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺴﻠﻤني ﻛﻮﺣﺪة واﺣﺪة إزاء اﻟﻐﺮب اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻠﻮا ﻣﻦ ﺛﻐﺮات ميﻜﻦ أن ﻧﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ إﱃ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﻐﺮيب وﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ اﻹﺳﻼم وﺻﻮرﺗﻪ اﻟﻨﺎﺻﻌﺔ . وﳌﺠﺎﺑﻬﺔ اﳌﺪ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻐﺮيب اﻟﺮاﻣﻲ إﱃ ﻧﴩ اﻟﻔﺴﺎد ﻳﺴﺘﻠﺰم ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﳾء ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن، وﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل إن ﻧﺴﺘﻌني ﺑﺎﻹميﺎن واﻟﻌﻘﻴﺪة واﻟﻔﻜﺮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر إن ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﺗﺸﻜﻞ اﻷﺳﺲ اﻷوﻟﻴﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﻨﺎء .ﺑﺘﻌﺒري آﺧﺮ؛ إن ﻫﻨﺎك ﻧﻮﻋني ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ، ﻳﺆدﻳﺎن إﱃ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻔﺴﺎد ﰲ ﻧﺴﻞ اﻟﺒﴩ ،وﻫام :اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. ﻓﻔﻴام ﻳﺨﺺ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،ﻳﺠﺐ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺴﻼح اﻟﺪاﺧﲇ اﻟﺬي أﴍﻧﺎ إﻟﻴﻪ
أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺤﺪي واﻟﺘﺼﺪي
واﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻹميﺎن واﻟﻮﻋﻲ .أﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﱰﺑﻮي واﻟﴩﻋﻲ واﻻﺟﺘامﻋﻲ وﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﳌﻀﺎدة اﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون اﻻﺧﱰاق اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻟﻦ ﺗﺘﺤﻘﻖ إﻻ إذا ﺗﻢ اﻟﺘﺤﺮك ﴎﻳﻌﺎً ﻟﺒﻨﺎء ﻧﻈﺎم إﻋﻼﻣﻲ إﺳﻼﻣﻲ وﻋﺮيب ﻗﻮي ﻳﻮاﺟﻪ اﻹﻋﻼم اﳌﺴﺘﻮرد وﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ دون أن ﻳﻨﻌﺰل ﻋﻦ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﻌﴫﻳﺔ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﻄﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺟﺎدة ﺗﺄﺧﺬ ﰲ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﱪاﻣﺞ اﳌﺴﺘﻮردة ﰲ أﺟﻬﺰة اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﻬﺎدﻓﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ،واﻣﺘﻼك ﻗﻨﻮات ﺑﺚ ﻋﺮﺑﻴﺔ وإﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ،وإﻣﺪادﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻘﺎدرة ﻋﲆ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ وﻋﺪم ﺗﺮك اﻟﺴﺎﺣﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﺚ اﻟﻮاﻓﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج )) ،وﻻ ﺗﻄﻴﻌﻮا أﻣﺮ اﳌﴪﻓني * اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺴﺪون ﰲ اﻷرض وﻻ ﻳﺼﻠﺤﻮن ((. اﻟﺸﻌﺮاء ١٥١ :ـ ١٥٢
289
ﻣﻌﺎمل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ
ﻣﻌﺎمل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ ﻋﺒﺎس ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﴍارة
اﳌﻘﺪّﻣﺔ: ﻗﻄﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﻐﻴري اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ -وﻫﻮ ﻣﺎ ميﻜﻦ ﺗﻠ ّﻤﺴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ّ وأي ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻐﻴريﻳّﺔ أو ﺛﻮرﻳّﺔ أو ﺻﺤﻮﻳّﺔ ﻣﻌﺎﴏة ﻋﲆ اﳌﺴﺎﻫامت اﻟّﺘﻲ اﻻﺳﺘﻘﺮاء واﻟﺘﺠﺮﺑﺔّ - ﻛﻞ ﻣﻦ ”اﻟﻔﻜﺮ“ مبﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻳﻘ ّﺪﻣﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻼزم ﱞ ﻣﺘﻐريات ارﺗﻜﺰت ﻋﲆ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ وﺳﺎﻫﻤﺖ و“اﻟﻮاﻗﻊ“ مبﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ّ ﰲ إﻧﻀﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﺘﺤ ّﻮل اﳌﻨﺸﻮد. وﻻ ﺷﻚ أ ّن ﻫﺬه اﻟﺮﻛﺎﺋﺮ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻊ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﺤﺘﻤﻴﺔ اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﻘﺮآن ﻳﻐريوا ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ«؛ ﻓﺄﺟﺰاء اﳌﺤﺘﻮى اﻟﺪاﺧﲇ اﻟّﺘﻲ ﻳﻐري ﻣﺎ ﺑﻘﻮمٍ ﺣﺘّﻰ ّ اﻟﻜﺮﻳﻢ” :إ ّن اﻟﻠﻪ ﻻ ّ ﺗﺘﺤ ّﺪث ﻋﻨﻬﺎ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮميﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮ وﻣامرﺳﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ؛ ﻓﺤني ﻳﺘﺤ ّﻮل اﳌﺤﺘﻮى اﻟﺪاﺧﲇ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼﺤﻮة ﻣﻦ اﻻﻧﻘﻴﺎد إﱃ اﻟﺸﻬﻮات واﳌﻠﺬّات إﱃ ﻟﻠﺤﻖ واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﺤﺮر واﻟﻌﺰة واﻟﻜﺮاﻣﺔ ،ﻓﺈ ّن ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠّﺬّل واﻟﻬﻮان وﻣﻨﺎﺷﺪة ّ اﻟﺤﺐ واﻹميﺎن واﻟﻮﻋﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﺳﺘﻨﺼﺎع ﻹرداة اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴﺘﻨرية ﺑﻀﻴﺎء ّ واﻟﺒﺼرية ﻟﻴُﺼﻨﻊ اﻟﺘﺤ ّﻮل ﺑﺎﻟﻬﻤﻢ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ. اﻟﺼﺤﻮة ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – واﻟّﺘﻲ ﻗﺪ إ ّن ﻣﺎ ﻳﺸﻬﺪه اﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻌﺎﴏ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻻت ّ ﺗﺘّﺴﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮادة ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎين – ﻳﻨﻄﻮي ﺑﺬاﺗﻪ ﻋﲆ إﺷﻜﺎﻟ ّﻴﺔ رﻛﻮد اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ذاﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺎﺿﻴﺔ رﻏﻢ ﻣﺤ ّﻔﺰات اﻟﺘﺤ ّﺮك اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻋﲆ ﻛﺎﻓّﺔ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت ﻓﻀﻼً ﻋﻦ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ رﻛﻮد اﻻﻣﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺿﻤﻮر ﺣﺮﻛﻴّﺔ اﻹﺳﻼم ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﻘﺮون اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻋﻦ ﻋﴫ اﻟﺪﻋﻮة؛ ﻓﻌﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻔﻜﺮي ﺗﺘﺴﺎمل اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﻠامء وﻣﻔﻜﺮي اﻹﺳﻼم ﻋﲆ ﺷﻤﻮﻟﻴﺘﻪ وﻗﺎﺑﻠ ّﻴﺔ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﺼﻮر واﻷزﻣﻨﺔ واﻧﻄﻮاﺋﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻌﻼج ﻟﻜﺎﻓّﺔ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻮاﻗﻌ ّﻴﺔ .وﻟﻜ ّﻦ اﳌامرﺳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره دﻳﻨﺎً ﻗﻴﻤﻴﺎً ﻳﺤﺘﻮي ﻋﲆ اﳌﺒﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﻴّﺔ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴّﺔ وﻳﻐﻄّﻲ اﳌﺴﺎﺣﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ واﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ٍ ﻧﺼﻮص اﻹﻧﺴﺎن ،وأ ّﻣﺎ اﻟﻮاﻗﻊ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻓﻴﺤﺘﺎج إﱃ دراﺳﺎت وﺿﻌ ّﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻌﻪ وﻟﻴﺲ دﻳﻨﻴﺔ ﺗﺤﺎيك ﻋﺼﻮر ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﴩات اﻟﻘﺮون!! و َﻣﻦ ﺣﺎول ﻣﻦ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ أن ﻳﺪﻓﻊ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة وﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ اﳌامرﺳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﺗ ّﺠﺎه
291
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻹﺳﻼم ﻏﺮق ﰲ ذﻫﻨﻴّﺔ اﻟﱰاث ومتﺠﻴﺪه دون أن ﻳﺘﺤ ّﻮل ذاك اﻟﻮاﻗﻊ – ﺑﺸﻜﻞٍ ٍ ﻣﺮض – إﱃ ﻣﺤ ّﺮ ٍض وﻣﺤ ّﻔ ٍﺰ ﻟﺤﺮﻛ ّﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل منﺎذج وﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻓﻜﺮﻳّﺔ واﻗﻌ ّﻴﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ. وﻟيك ﻻ ﻧﺠﺎﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺈ ّن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣ ّﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ ﺑُﺬﻟﺖ ﰲ اﻟﻘﺮﻧني اﻷﺧريﻳﻦ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻔﻴﺰ اﳌﻨﺤﻰ اﻟﻌﻤﲇ ارﺗﻜﺎزا ً ﻋﲆ ﺣﺮﻛﻴّﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰال ﺻﺪاﻫﺎ ﻳﺮﺗ ّﺪ إﱃ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﱄ ﻟﺪى اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻔﻜّﺮﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻴني ﻛﺎﻟﺴﻴّﺪ ﺟامل اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻓﻐﺎين واﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه وﻏريﻫﻢ ،إﻻ أ ّن اﳌﺴﺎر اﻟﻮاﻗﻌﻲ مل ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻼزﻣﺎً ﻣﻊ اﳌﺴﺎر اﻟﻔﻜﺮي ذاك ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺿﺨﺎﻣﺔ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ وﻃﺄﺗﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ آﻧﺬاك وﳌ ّﺪة ﻋﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ.
292
اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣ ّﻴﺔ: ﻣﻌﺎمل ّ وﻟيك ﻧﺼﻞ إﱃ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟ ّﻮة ﻛﺎن ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻮاﻣﻞ أﻫﻤﻬﺎ: .١اﻛﺘامل اﻟﺒﻨﻰ اﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﱰﺟﻢ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺸﻤﻮﻟﻴﺔ اﻹﺳﻼم. .٢ﺗﻮﻓّﺮ اﻟﻌﻠامء اﳌﺨﻠﺼني اﻟﺤﺎﻣﻠني ﻟﻠﺒﻨﻰ اﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ اﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ واﻟﺠﺎﻫﺰﻳﻦ ﻟﱰﺟﻤﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻤﲇ وﻓﻖ ﻣﺴﺎر واﺿﺢ. .٣وﺟﻮد اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻏري اﳌﻬﺎدﻧﺔ ﻟﻺﺳﻼم ﺑﺄﺑﻌﺎده اﻟﻌﺒﺎدﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. .٤ﺗﻮﻓّﺮ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﺎﺋﻖ ﻟﻠﺤﺮﻳّﺔ واﻟﺠﺎﻫﺰ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ. واﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ذﻟﻚ اﺷﻌﻞ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ )ﻗﺪس ﴎه( ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﺎﻓّﺔ أﻗﻄﺎر اﻟﻌﺎمل ﺑﻌﺪ ﺟﻬﺎد ﻣﺘﻮاﺻﻞ دام ﻷﻛرث ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﻋﴩ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺘﻮﻛﻼً ﻋﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ وواﺛﻘﺎً وﻣﻌﺘﻤﺪا ً ﻋﲆ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ وﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ .وﻋﲆ إﺛﺮ ﺑﺬرة اﻟﺼﺤﻮة ﺗﻠﻚ ﺗﺤ ّﺮك اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﲆ ﻗﺪر ﺳﻌﺘﻬﻢ ﻟﺠﻨﻲ مثﺎر اﻟﺒﺬرة اﻟﺘﻲ زرﻋﻬﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺮاﺣﻞ اﳌﻘ ّﺪس. إ ّن اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳ ّﻴﺔ ﳌﺎ ﻗ ّﺪﻣﻪ اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( واﻟﺸﻌﺐ اﳌﺴﻠﻢ اﻟﺜﺎﺋﺮ ﰲ إﻳﺮان ﺗﻜﻤﻦ ﰲ أﻧّﻪ ﻗ ّﺪم اﻟﻨﻤﻮذج ﻟﱰﺟﻤﺔ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إﱃ واﻗﻊ ﻳﻬﺘﺪي ﺑﻨﻮرﻫﺎ وﻳﻨﺸﺪ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ،ﻛام أ ّن اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﻠﻘﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺒﻮﻳّﺔ ﰲ داﺧﻞ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺬايت ﻟﻺﻧﺴﺎن اﳌﺴﻠﻢ ﻛﺎن ﻣﻦ إرﻫﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﺗﺸﻜّﻞ اﳌﻨﻈامت اﻟﺤﺮﻛ ّﻴﺔ ﰲ ﻛﺎﻓّﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ وأﻫ ّﻤﻬﺎ ﺣﺮﻛﺎت اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴﻄني اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻠﻬﻤﺖ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻌﻤﲇ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ وﺣﻘﻘّﺖ اﻻﻧﺘﺼﺎرات اﳌﺘﻮاﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﴎاﺋﻴﲇ ،١ﻛام أﻧّﻪ ﻻ ﺷﻚ ١اﻧﺪﺣﺎر اﻻﺣﺘﻼل اﻻﴎاﺋﻴﲇ ﻣﻦ ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻋﺎم ٢٠٠٠م .واﻧﺘﺼﺎر اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ اﳌﺆﻣﻨني ﰲ ﺣﺮب ٣٣ﻳﻮﻣﺎً ﻋﺎم ٢٠٠٦م .واﻧﺘﺼﺎر اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﰲ ﺣﺮب ٢٢ﻳﻮﻣﺎً ﻋﲆ ﻏﺰة ﻋﺎم ٢٠٠٨م.
ﻣﻌﺎمل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ
ﺑﺄ ّن ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺼﺤﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ّﻢ دول اﻟﻌﺎمل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﺎﻟﻴﺎً وﻻ ﺳﻴّام ﰲ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﴫ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻴﻤﻦ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﻣﻦ إرﻫﺎﺻﺎت ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة؛ ﻓﻔﻲ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻳﻨﻘﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟّﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ا ّن ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﻨﻬﻮض ﰲ وﺟﻪ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺠﺎﺋﺮ ﺗﻮﻟّﺪ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ ﻣﺠﺎﻫﺪي اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن ﰲ ٣٣ ﻳﻮﻣﺎً ،إذا إ ّن »ﻫﺬا اﻻﻧﺘﺼﺎر زرع ﰲ أﻧﻔﺴﻨﺎ اﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﻗﺪرة اﻟﻘﻠّﺔ اﳌﺆﻣﻨﺔ ﻋﲆ ﻫﺰميﺔ اﻟﻜرثة اﳌﺴﺘﻜﱪة وأﻋﻄﺎﻧﺎ اﻷﻣﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﴫ«. ﻗﻴﺎدي ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﰲ ﺑﻨﻐﺎزي ،أ ّن أﺣﺪ اﻟﺸﻬﺪاء وﰲ وﻳﻨﻘﻞ أﺣﺪ ّ ﻟﺤﻈﺔ إﻓﺎﺿﺘﻪ ﺑﺮوﺣﻪ ﻗﺎل ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ اﻟّﺬي ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ّأين أرﻳﺪ أن اﺣﻤﻠﻚ أﻣﺎﻧ ًﺔ أن ﺗﻘﻮل ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ أ ّن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﻴﺒﻲ. وارﺗﻜﺎزا ً ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﻻ ﺑُﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺻﺪى ﻧﺪاء ﺳامﺣﺔ أﻣني ﻋﺎم ﺣﺰب ﺧﺎﺻﺔ إﺑﺎن اﻟﻌﺪوان اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﴫ اﻟﻠﻪ ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎ ّﻣﺔ واﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي ّ ﻋﲆ ﻏﺰة ﰲ ﺣﺮب ٢٢ﻳﻮﻣﺎً ﻋﺎم .٢٠٠٨ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ: ﻷي ﺗﺤ ّﻮل ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﰲ أﻧّﻪ ﻳﻄﺒﻊ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴّﺔ ّ وﻟﻔﱰة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻃﻮﻳﻠﺔ إﱃ ﺣني ﻗﻴﺎم وﺣﺪوث ﺗﺤ ّﻮل ﺗﺎرﻳﺨﻲ آﺧﺮ؛ ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﻣﺎ زاﻟﺖ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ »اﻷوروﺑﻴﺔ« ﻋﺎﻣﺔ وﺣﺘﻰ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ ﻣﺪﻣﻮﻏﺔ ﺑﺴﻤﺔ اﻟﺜﻮرة »اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ« اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﺎم ١٧٨٩م ،ﻛام أ ّن ﺛﻮرة اﻟﻀﺒﺎط اﻷﺣﺮار ﰲ ﻣﴫ ﻋﺎم ١٩٥٦م .دﻣﻐﺖ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﴫ ﺣﺘﻰ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ .وﻫﺬا ﻳﻠﻔﺘﻨﺎ إﱃ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻠّﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻌﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﱄ ”ﻋﴫ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ“ ﺑﺪ ًء ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ )ﻗﺪس ﴎه( وﺻﻮﻻً إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺼﺤﻮة ﰲ ﻛﺎﻓّﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،مبﺎ ﻳُﺸﻜّﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﺎﺻﻠ ًﺔ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم ﻣﻨﺬ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻲ اﻷﻋﻈﻢ )ص( .وﻻ ّ ﺷﻚ أ ّن مثﺎر ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴّﺔ ﺳﺘﻨﻀﺞ ﻓﻴام ﻟﻮ ﺗ ّﻢ اﻻﻟﺘﻔﺎت إﱃ اﻟﺘّﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺼﺤﻮة وواﺟﻬﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﺑﺪراﻳﺔ وﺣﻜﻤﺔ ،وإﻻ ﻓﺈ ّن اﻟﺴﻨﻦ اﻟﺤﺘﻤﻴّﺔ ﺳﺘﺘﺒﺪل ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﻣﻘ ّﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﺳﺘﺤﻀﺎر دﻋﻮة اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﳌﻘﺪس اﻟﺸﻌﺐ اﳌﴫي إﱃ اﻟﻨﻬﻮض إﺛﺮ اﻏﺘﻴﺎل أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ،وإﻻ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﻧﺘﻈﺎر ﺛﻼﺛﻮن ﺳﻨﺔ ﻟﻴﺘﻜﻤﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﻮض ﻣﺠﺪدا ً .ﻓﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﱰاﺧﻰ وﻻ ﻳﻐﺘﻨﻢ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺆ ّﻫﻼً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺤ ّﻮل ﻋﲆ ﻳﺪﻳﻪ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أ ّن ﺷﺒﺎب اﻟﺼﺤﻮة اﻟﻴﻮم ﻣﺆﻫﻞ ﻟﻘﻄﻒ مثﺎر اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﺎ دام ﻣﺼ ّﻤامً ﻋﲆ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ واﻟﺼﱪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف.
293
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﺤﺪّﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺻﺤﻮة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ: .١ﺧﻄﺮ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر: ﺗﺸﻜّﻞ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ مبﺎ ﺗﺤﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻟﻠرثوة ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺤ ّﻔﺰا ً ﻟﻄﻤﻊ دول اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﺨﻠّﻴﻬﺎ ﻋﻦ أﻃامﻋﻬﺎ ﰲ ﺧريات ﺑﻠﺪاﺗﻨﺎ أﻣﺮا ً ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﺨ ّﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎم أﻧﻈﻤﺔ ﻣﻨﺎوﺋﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻜﺘّﻼً ﻣﻨﺎوﺋﺎً ﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ .واﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈ ّن اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺪاﻫﻢ ﻟﻼﺳﺘﻜﺒﺎر ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻟﺼﻴﻘﺎً ﺑﺪول اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮه ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ وأﻻﻋﻴﺒﻪ ﻟﻴﺨﺮج ﺑﺄﻗﻞ ﴐر ﻣﻤﻜﻦ وﻳُﻌ ﱡﺪ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺮ ﰲ ﺳﻠّﻢ اﻟﺘﺤ ّﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
294
.٢ﺿﻴﺎع اﻟﻬﺪف: ﻓﺎﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي ﺧﺮج ﰲ اﻟﺜﻮرة ﻳﺨﺘﺰن ﰲ أﻋامﻗﻪ أﻫﺪاف ﺛﻮرﺗﻪ ،ﻓﻬﻮ مل ﻳﺨﺮج ﰲ إﻃﺎر ﺣﺮيكّ ﻣﻨﻈّﻢ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈ ّن أﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة وﺷﻌﺎراﺗﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ إﻋﺪاد ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻜﻒ ﻋﲆ وﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻃﻤﻮﺣﻪ وآﻣﺎﻟﻪ. دراﺳﺘﻬﺎ وإﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ،وإمنّ ﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ّ وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﰲ ﺗﺠﺬّر ﻫﺬه اﻷﻫﺪاف ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ،إﻻ أﻧّﻬﺎ ﺗﻮاﺟﻪ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺎب اﳌﺤ ّﺮك واﻟﻘﺎﺋﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺤﺮوب اﻟﻨﻔﺴ ّﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ متﺎرس ﻋﲆ اﻟﺠامﻫري واﻟﺸﺒﺎب ،أو اﻻﻏﱰار ﺑﻨﺸﻮة اﻟﻨﴫ ﻏري اﳌﻜﺘﻤﻠﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎزاﺣﺔ اﻟﺤﺎﻛﻢ دون اﺳﺘﻜامل ﺗﻄﻬري اﻟﻨﻈﺎم واﻟﺴﻬﺮ ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف. واﻟﺘﻌﺼﺐ: .٣اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ّ وﻫﻲ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻻدوات اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﻟﺘﻘﺰﻳﻢ اﻟﺼﺤﻮة وادﺧﺎﻟﻬﺎ ﰲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ وﻹﻋﺎدة إﻣﺴﺎﻛﻪ ﺑﺎﻟﺴﺎﺣﺔ وإﻓﺸﺎﻟﻪ ﻟﻸﻫﺪاف اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ .وﻳﺴﺎﻋﺪه ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻫﻮ اﻷرﺿ ّﻴﺔ اﳌﻼمئﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺤﻀريﻫﺎ وﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ ﻟﻌﻘﻮد ﺧﻠﺖ ،وﻻ ﺷﻚ أ ّن ّ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷدوات اﳌﻐﺬّﻳﺔ ﻟﻠﻤﺬﻫﺒﻴّﺔ واﳌﺴ ّﻌﺮة ﻟﻬﺎ ،وﻋﺪم اﻟﻨﺠﺎة واﻟﺘﻔﻠّﺖ ﻣﻦ ﻗﻴﻮد ﻫﺬا ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺈذاﺑﺔ اﻟﺼﺤﻮة وﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺴﺎرﻫﺎ. اﻟﺘﺤﺪي ٌ .٤اﻟﻌﻨﻒ: وﻫﻮ ﻣﻦ أﺑﻠﻎ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻔﻠّﺖ واﻧﺤﺮاف ﺻﺤﻮة اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺎرﻫﺎ ،إذ إ ّن اﻻﻫﺪاف اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ اﳌﺒﺘﻐﺎة ﺗﺄىب ﺑﻐري اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺎﺻﻌﺔ ﺳﺒﻴﻼً وﻃﺮﻳﻘﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ،واﻻﻧﺼﻴﺎع
ﻣﻌﺎمل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ
ٍ ﺑﺒﺼامت ﺳﻮداء ﻳﺼﻌﺐ إزاﻟﺘﻬﺎ .وﻻ ﺷﻚ أ ّن اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺴﻼح وراء اﻟﻌﻨﻒ ﺳﻴﺪﻣﻎ اﻟﺼﺤﻮة ﺑني اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﻄﺎر ﺳﻴﺪﺧﻞ اﻟﺼﺤﻮة ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﻖ ﻣﻈﻠﻢ وﺳﻴﻀﻴﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺤﺮس اﻟﺼﺤﻮة ﺑﺎﻻميﺎن واﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻷﺧﻼق. .٥اﻟﺘﺸ ّﺘﺖ اﻟﻔﻜﺮي: إ ّن اﻟﻔﺮاغ ﰲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺠامﻫريﻳّﺔ وﻛرثة اﻟﻄﺎﻣﻌني ﰲ ﻟﻌﺐ دو ٍر ﻃﻤﻌﺎً ﺑﺎﻟﺠﺎه ﻋﲆ ﺣﺴﺎب اﳌﺴﺆوﻟﻴّﺔ واﻟﻘﺪرة ﺑﺎﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﺳﺘﻔﺘﺢ اﻷﺑﻮاب ﻋﲆ ﻣﺼﺎرﻳﻌﻬﺎ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻄﺮوﺣﺎت اﳌﺘﻌ ّﺪدة ﳌﻞء اﻟﻔﺮاغ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﻄﺤﻲ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻄﺮوﺣﺎت اﳌﺎدﻳﺔ وﻃﺮوﺣﺎت اﻟﻌﻠﻤﻨﺔ وﻏريﻫﺎ. إ ّن ﺗﻨﻮع اﻟﻄﺮوﺣﺎت وﻛرثﺗﻬﺎ ،وإن مل ﺗﺆد إﱃ ﺣﺮف اﻟﺜﻮرة ﻋﻦ ﻣﺴﺎرﻫﺎ ارﺗﻜﺎزا ً ﻋﲆ اﻷﻫﺪاف اﳌﻐﺮوﺳﺔ ﰲ ﻧﻔﻮس اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺜﺎﺋﺮ ،إﻻ أﻧّﻬﺎ ﺳﺘﺸﻐﻞ اﻟﺴﺎﺣﺔ وﺗﺆ ّدي إﱃ ﺗﺸﺘّﺘﻬﺎ ﻣام ﻳﺆ ّدي إﱃ إﺿﻌﺎف ﺣﺮﻛﻴّﺔ اﻟﺼﺤﻮة. ّ دور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪّﻳﺎت اﻟﺼﺤﻮة: .١اﻹميﺎن: ﺑﻘﺪر رﺳﻮخ اﻹميﺎن ﺗﺸﺘ ّﺪ اﻟﻬﻤﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ آﻣﺎل وﻗﻴﻢ اﻟﺼﺤﻮة وأﻫﺪاﻓﻬﺎ ،وﺗﺘﻮﻟﺪ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺜامر؛ »اﻟّﺬﻳﻦ ﻗﺎل ﻟﻬﻢ اﻟﻨﺎس إ ّن اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﺟﻤﻌﻮا ﻟﻜﻢ ﻓﺎﺧﺸﻮﻫﻢ ﻓﺰادﻫﻢ إميﺎﻧﺎً وﻗﺎﻟﻮا ﺣﺴﺒﻨﺎ اﻟﻠﻪ وﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﻴﻞ«. وﺣﺘّﻰ ﻟﻮ ﺗﻌ ّﺪدت أﻃﻴﺎف اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺸﺎرﻛني ﰲ اﻟﺼﺤﻮة ﻛام ﰲ ﻣﴫ ،ﻓﺈ ّن اميﺎن ﺷﺒﺎب ﻛﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺜامر ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺑﻬﻰ ،ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ )دام ﻇﻠﻪ(: ”اﳌﻨﺎﺿﻞ اﳌﺴﻴﺤﻲ اﳌﺆﻣﻦ ﻳﻜﺘﺴﺐ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺠامﻋﺔ اﳌﺠﺎﻫﺪة اﳌﻀ ّﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﺑﺈﺧﻼص ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻹميﺎن ﺑﺎﻟﻠﻪ واﻟﻘﻴﺎﻣﺔ واﻷﻣﻞ ﺑﺎﳌﻌﻮﻧﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﺤ ّﻔﺰات ﻣام ﻟﻮ ﻛﺎن إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺟامﻋﺔ ﻋﺪميﺔ اﻻميﺎن وﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﲆ ﻣﺸﺎﻋﺮ أﻛﱪ وأﻛرث ﻟﻠ ّﻨﻀﺎل ّ ﻣﺘﺰﻋﺰﻋﺔ«)(١ وﻻ ﺷﻚ أ ّن ﻻميﺎن اﻟﺸﺒﺎب أﻧﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ أﻫﺪاف وﻃﻤﻮﺣﺎت ﺷﺒﺎب اﻟﻐﺮب اﻟﻘﺎمئﺔ ﻋﲆ اﳌﻠﺬات واﻟﺸﻬﻮات وﻏري اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﺛﺮ ﻏري اﻻﺣﺒﺎط واﻟﻴﺄس. -٢اﻟﻘﻄﻊ ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ ودول اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر: إ ّن ﻣﻬﺎدﻧﺔ أﻣريﻛﺎ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻷﻛﱪ وأم اﻹرﻫﺎب ﰲ اﻟﻌﺎمل ودول اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﳌﺆﻳﺪة ﻟﻠﻜﻴﺎن
295
ﻣﻮمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب و اﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻻﴎاﺋﻴﲇ اﻟﻐﺎﺻﺐ ﻫﻮ أول اﻟﻮﻫﻦ ﰲ اﻟﺼﺤﻮة ،وﻟيك ﺗﻨﺠﺢ اﻟﺼﺤﻮة ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎت اﻟﺸﺒﺎب إﱃ اﻟﺪور اﻟﺬي أداه اﻹﻣﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﳌﻘﺪس ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺮى ﰲ رﺿﺎ أﻣريﻛﺎ ﰲ أي ﺷﺄن ﻣﻦ اﻟﺸﺆون ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺤﺎﺳﺐ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻳﻘﻮل اﻹﻣﺎم اﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ )دام ﻇﻠﻪ(” :إ ّن اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪو واﻻﻧﺨﺪاع ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ووﻋﻮده ودﻋﻤﻪ إمنّ ﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻵﻓﺎت اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﺤﺬر ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﺪو ﺑﻌﻼﻣﺎﺗﻪ ﻣﻬام ﻟﺒﺲ ﻣﻦ ﻟﺒﺎس ،وﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺜﻮرة ﻣﻦ ﻛﻴﺪه اﻟﺬي ﻳﺪﺑﺮه ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎر اﻟﺼﺪاﻗﺔ وﻣ ّﺪ ﻳﺪ اﳌﺴﺎﻋﺪة«).(١ -٣اﻟﻌﻘﻼﻧ ّﻴﺔ واﻻﻧﻔﺘﺎح واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ: وﻫﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻄﺒﻊ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ اﻟﺤﻮار ﻟﻠﺘﻌ ّﺮف ﻋﲆ آراء اﻵﺧﺮ واﻻﻗﺘﻨﺎع ﻣﻨﻪ أو اﻗﻨﺎﻋﻪ ،وﻫﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻨﻘﻴﺔ اﻟﺸﻮاﺋﺐ ﻣﻦ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ وإﺛﺮاء اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻄﺮوﺣﺎت. ﻛام ﻳﺼ ّﺪ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻴﻢ اﳌﺤﺎوﻻت اﳌﻐﺮﺿﺔ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎض ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ ﺧﻼل واﻟﺘﻌﺼﺐ. اﻻﻧﻐﻼق ّ 296
-٤اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ :اﻟﻘﺪس: إ ّن اﻟﻄﺮوﺣﺎت اﳌﺘﻌ ّﺪدة ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺸﺘّﺖ اﻟﺬﻫﻦ وﻗﺪ ﺗﺆدي إﱃ ﻏﻴﺎب اﳌﻌﻴﺎر ﰲ ﻣﺪى ﻣﻘﺒﻮﻟ ّﻴﺔ أي ﻣﻨﻬﺎ ،وﺣﻴﺚ إ ّن اﻷﻣﻢ اﳌﺴﺘﻜﱪة ﺗﺘّﻔﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻋﲆ واﻟﺼﺤﻮة دﻋﻢ اﻟﻜﻴﺎن اﻻﴎاﺋﻴﲇ اﻟﻐﺎﺻﺐ ،ﻓﺈ ّن اﻟﻘﺪس ﺗﺼري ﻣﻌﻴﺎرا ً ﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻹﺳﻼم ّ ﻳﺼﺐ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻘﺪس وﻳﻨﺎوئ واﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺎﺋﺲ ،ﻓﺄﻳّﺔ ﺣﺮﻛﺔ أو ﻃﺮح أو ﺧﻴﺎر ّ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻐﺎﺻﺐ ﻳﻜﻮن اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ دﻋﻤﻪ واﳌﴤ ﺑﻪ ،وﻳﺠﺐ اﻟﺤﺬر ﻣام ﻻ ﻳﺤﻘﻖ ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﲆ دﺳﺎﺋﺲ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر. ّ -٥اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻔﺎﻋﻞ ﰲ اﳌﻴﺪان: ﻛﻠّام دﻋﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ أﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة واﻟﺼﺤﻮة .وﺣﻀﻮر اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺜﻴﻒ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺈﻓﺸﺎل ﻣﺨﻄّﻄﺎت اﻷﻋﺪاء واﳌﺴﺘﻜﱪﻳﻦ ،وﻫﻮ ﺑﺪون أدىن ﺷﻚ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ اﻟﺒﺼرية واﻟﻬﻤﺔ واﻟﺼﱪ.
ﻣﻌﺎمل اﻟﺼﺤﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ودور اﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ
.٦اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ: ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﻄﺮوﺣﺎت اﳌﺬﻫﺒ ّﻴﺔ اﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺠﺄ ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر ﻹﻓﺸﺎل اﻟﺼﺤﻮة، وﻫﻲ ﺑﺪون أدىن ﺷﻚ ﺗﺤﻘّﻖ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻣﻦ ﺧﻼل ﺿامن اﳌﺸﱰﻛﺎت ﺑني اﳌﺬاﻫﺐ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ. .٧ﻋﺪم اﻻﻋﺘﺪاء أو اﻟﺘﻌﺪّي: ﻷ ّن اﻟﺸﺒﺎب اﻟّﺬي ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻸﻫﺪاف اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻻ ﺑ ّﺪ وأن ﻳﻜﻮن منﻮذﺟﻴﺎً ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻪ وﻃﺮوﺣﺎﺗﻪ وﺗﴫﻓﺎﺗﻪ .وﻫﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻟﺘﻔﺎت إﱃ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﺎس وﻋﺪم ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ أو اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺆدي إﱃ اﻻﻧﺤﺮاف ﻋﻦ اﳌﺴﺎر. .٨اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ: وﻻ ﺳ ّﻴام ﺛﻮرة اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴني )ع( ﻧﱪاس اﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ واﳌﻈﻠﻮﻣني ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺬي ﺻﻨﻊ ﻧﴫأً ﻟﻜﻞ اﻷﺣﺮار ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻋﲆ اﻣﺘﺪاد اﻷزﻣﻨﺔ واﻟﻌﺼﻮر .ﻛام أﻧّﻪ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ميﻜﻦ ﻣﻠﻬامً ٌ ﻟﻠﺸﺒﺎب دﻓﻊ ﻣﻜﺎﺋﺪ اﻻﺳﺘﻜﺒﺎر اﻟّﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ وميﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻣﺠ ّﺪدا ً.اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﳌﻘﱰﺣﺔ ﳌﺆمتﺮ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺪوﱄ: .١ﺗﺄﻃري ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺴﻠﻢ ،وﺗﺰﺧﻴﻢ اﳌﻨﺘﺪﻳﺎت واﻟﻠﻘﺎءات واﻟﺘﺠ ّﻤﻌﺎت واﳌﺨﻴّامت اﻟّﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﺒﺎدل اﻷﻓﻜﺎر وﻧﻘﻞ اﻟﺘﺠﺎرب ﺑني ﺷﺒﺎب اﻟﻌﺎمل اﻻﺳﻼﻣﻲ. .٢ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺸﺒﺎب وﻓﻘﺎً ﻟﻠﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺳﻦ اﻟﺒﻠﻮغ( ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ١٤ﺳﻨﺔ أو ﻓﺴﺢ اﳌﺠﺎل أﻣﺎم اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎن واﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﳌﺎ ﳌﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻣﻦ أﺛﺮ ﺗﺮﺑﻮي ﻣﻬﻢ ﰲ اﻟﺪور اﻟﺬي ميﺎرﺳﻮه وﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺻﻘﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺜﺎﺋﺮة. .٣ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺸﻌﺎرات ﺑﺪﻗﺔ وﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ وﺗﻌﻤﻴﻘﻬﺎ. .٤ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺮﻓﻊ اﻟﻮﻋﻲ ﻟﻌﺎم اﺗ ّﺠﺎه ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺴﻠّﺢ اﳌﻨﺘﴩ ﺑني اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺘﻌﺼﺐ. وﻧﺒﺬ اﻟﻌﻨﻒ واﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ّ
297