barra-2

Page 1

‫رهـاب‬ ‫املثلية‬

‫عدد ‪ - 2‬ربيع ‪2006‬‬

‫‪Issue 2 - Spring 2006‬‬

‫(الخوف المرضي أو كراهية اللوطيين والسحاقيات)‬

‫تعاطي الطب النفسي المحلي مع المثلية‬ ‫حين أجاز أفالطون المثلية ثم رهابها‬ ‫‪ 9‬خرافات شائعة حول رهاب المثلية‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪WHO WE SLEEP WITH‬‬ ‫‪IS NOBODY'S BUSINESS‬‬ ‫‪HOMOPHOBIA AND PARANOIA:‬‬ ‫‪WORDS THAT RHYME‬‬

‫تـوزع مجـانـاً‬

‫‪5/12/2006 1:50:23 AM‬‬

‫ ‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 1‬‬


‫إفتتاحية‬

‫فهيك‪ ...‬برا‬ ‫منير عبد اللـه‬

‫السنة الثانية ‪ -‬العدد ‪2‬‬ ‫ربيع ‪2006‬‬ ‫مجلة فصلية تصدر عن جمعية "حلم"‬ ‫‪ 174‬شارع سبيرز‪ ،‬الظريف‪،‬‬ ‫بيروت ـ لبنان‬ ‫هاتف وتلفاكس‪01 745 092 :‬‬ ‫إن اآلراء المطروحة في المقاالت ال تعبر‬ ‫بالضرورة عن جمعية حلم‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫منير عبد اللـه‬ ‫فريق التحرير‬ ‫حسن هاني‬ ‫جورج كساب‬ ‫التصميم واإلخراج‬ ‫فريق عمل "برا"‬ ‫الغالف‬ ‫ريشي‬ ‫العالناتكم‪ :‬نادين معوض‬ ‫هاتف‪03 487 051 :‬‬ ‫شكر خاص إلى جميع العاملين‬ ‫والمساهمين في إصدار مجلة "برا"‪.‬‬

‫ترحب "برا" بآراء جميع القراء‬ ‫ومساهماتهم على العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪barra.editor@gmail.com‬‬

‫"حتزيد المجلة من األليينيشن تبع الغايز بالسوسايتي"‪ .‬كان هذا تعليق أحد‬ ‫ ‬ ‫ً‬ ‫المثليين في معرض نقاش عابر حول "برا"‪ .‬فهل تسلخ المجلة فعال المثليين عن‬ ‫مجتمعهم؟‬ ‫ً‬ ‫أذكر أنه في بداية امتهاني الصحافة‪ ،‬ترجمت حوارا مع بياتريس دال‪،‬‬ ‫ ‬ ‫تقول فيه الممثلة إنها لو التقت بالمسيح‪ ،‬فسترغب في ممارسة الجنس معه‪ .‬وحين‬ ‫أرسلت المقابلة للنشر كان مصيرها سلة المهمالت‪ .‬وإزاء سؤالي الناشر ممازحاً‪،‬‬ ‫"ولَو! أليست الصحيفة صوت الذين ال صوت لهم؟" فأجابني المسؤول عن النشر‬ ‫ممازحاً أيضاً‪" ،‬الصحيفة صوت الفقراء والمعترين‪ ،‬ال الفاجرين والداعرين"‪.‬‬ ‫لو عدنا إلى بداية اقتراح فكرة مجلة "برا"‪ ،‬كان وضعي الصحافي على‬ ‫ ‬ ‫النحو التالي‪ :‬في واحدة من أبرز الصحف البيروتية‪ ،‬جاء التعاطي معي بانفتاح‬ ‫وتشجيع كبيرين‪ ،‬لكن كانت المقاالت تنتظر شهوراً قبل نشرها‪ ،‬وذلك الفتقار‬ ‫المقاالت إلى حدثية السبق الصحافي ً‬ ‫أوال ولطبيعة الموضوع ثانياً‪ ،‬ما كان يثير‬ ‫عجبي‪ ،‬إذ طالما يستمر تجريم المثلية الجنسية محلياً‪ ،‬يبقى الموضوع سبقاً صحافياً‬ ‫دائماً وال يستدعي مناسبة خاصة للتطرق إليه‪ .‬وكانت وتيرة النشر الباردة غير‬ ‫المتعمدة‪ ،‬تحد من كمية كتابتي عن المثلية‪.‬‬ ‫كما كان يُدخل تغيير جزئي في مضمون المقاالت ويُشذب بحسب المساحة‬ ‫ ‬ ‫األخالقية المتوافرة في الصحيفة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تم تحويل عنوان مقالة "على‬ ‫ماذا الهلع من القضيب؟" إلى "احتفا ًء بالرجل"‪ .‬وإزاء سلسلة األحداث األخيرة‬ ‫التي تمخضت عن اغتيال الحريري‪ ،‬تحول موضوع المثلية آلياً إلى موضوع‬ ‫ثانوي لتختطف سلسلة التفجيرات والتحوالت السياسية األخيرة األضواء وتُدفع‬ ‫مسألة الحريات االجتماعية إلى الهامش‪.‬‬ ‫في صحيفة أخرى‪ ،‬وبسبب توجه الصحيفة ونوعية قرائها‪ ،‬لم يكن يُسمح‬ ‫ ‬ ‫لي بالكتابة عن المثلية إال ضمن إطار مراجعة كتاب حول الموضوع نفسه أو‬ ‫التكلم عن فيلم يتضمن شخصيات مثلية‪ .‬وهذا‪ ،‬من دون شك‪ ،‬أفضل من تغييب‬ ‫مسألة المثلية كلياً‪ ،‬لكنه يساهم في تأكيد الفكرة التي تسعى األصولية اإلسالمية‪،‬‬ ‫على نحو خاص‪ ،‬إلى الترويج لها‪ ،‬وهي أنه ال وجود للمثلية في العالمين العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬وهي إن وجدت‪ ،‬فإنها نزعة حديثة مكتسبة تأثراً بالغرب‪ ،‬في نفي‬ ‫كامل لإلرث المثلي العربي ‪ -‬اإلسالمي‪.‬‬ ‫وصدرت أخيراً مجلة تحت اسم "حقوقي"‪ ،‬وفيها جملة مقاالت متنوعة‬ ‫ ‬ ‫تعنى بخلق وعي بحقوق االنسان على الصعيد المحلي‪ ،‬لكنها تخلو من ادنى ذكر‬ ‫لوجودنا أو أدنى طرح العتبارنا جزءاً من طموح هذه المجلة‪.‬‬ ‫وشكلت "برا"‪ ،‬بمجرد حضورها علناً‪ ،‬منعطفاً جوهرياً في الصحافة‬ ‫ ‬ ‫اللبنانية ال يُستخف به‪ ،‬لتُفك معها جميع العقد المذكورة آنفاً‪ .‬وكما ظهرت المجلة‬ ‫من العدم‪ ،‬انبثقت أقالم يانعة وغيرها من العدم نفسه‪ .‬هنا مجلة تطمح في أن تكون‬ ‫مغايرة‪ ،‬ويجري على ألسنة أصحابها ما يرغبون في قوله‪ ،‬بعيداً عن اعتبارات‬ ‫الصحافة المحلية السائدة‪.‬‬ ‫‪Barra has been partly produced‬‬ ‫‪with the financial assistance of‬‬ ‫‪the Heinrich Böll Foundation’s‬‬ ‫‪Middle East Office. Therefore, the‬‬ ‫‪views expressed herein can in no‬‬ ‫‪way be taken to reflect the opinion‬‬ ‫‪of the Foundation.‬‬

‫تم تمويل جزء من انتاج "برا" بدعم مالي‬ ‫من مؤسسة "هينرخ بل" مكتب الشرق‬ ‫األوسط‪ .‬وبالتالي ال تعكس اآلراء الواردة‬ ‫هنا بالضرورة وجهة نظر المؤسسة‪.‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:24 AM‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 2-3‬‬


‫رأي‬

‫هـذا الـعـدد‪...‬‬

‫‪ 5‬رأي‬ ‫‪ 6‬أخبار محلية وعالمية‬ ‫‪ 10‬مقتطفات من الصحافة‬ ‫‪ 14‬حوار‪ :‬مع المنتجة التلفزيونية "جنان مالط"‬

‫الملف‬

‫‪ 16‬هل نحن حقاً مرضى؟ أوجه تعاطي الطب النفسي‬ ‫المحلي مع المثلية الجنسية‬ ‫‪ 18‬تشويه صورة المثلي في اإلعالم المحلي‬ ‫‪IN CASE YOU FAILED TO SEE 20‬‬ ‫‪ 22‬حين أجاز أفالطون المثلية ثم قنن رهابها‬ ‫‪ 9 24‬خرافات عن المثلية الجنسية تروج لرهاب المثلية‬ ‫‪ 26‬أنا موجود‪ :‬أصـوات المـثـلـيـيـن‪/‬ات من الـشــرق األوسـط‬

‫‪14‬‬

‫بحث‬

‫‪ 28‬المثلية في الشعر العربي‬ ‫‪ 32‬نظرية الـ ‪Queer‬‬ ‫‪ 34‬برا‪ :‬قصة إعالن غير معلن‬ ‫‪ 35‬شخصيات مثلية‪ :‬ديك الجن الحمصي‬ ‫‪ 36‬فرساتايل‬ ‫‪ 38‬أعمال فنية‪ :‬صور وفن تصميمي لـ "مازن جي"‬ ‫‪ 44‬صحة‪" :‬دكتور‪ ...‬أنا مش هيك"‬ ‫‪ 46‬نصائح صحية‬ ‫‪ 48‬بيئة‪ :‬من أجل حياة خضراء‬ ‫‪ 50‬مساهمات‬ ‫‪ 54‬فيلم‪" :‬جبل بروكباك"‪" ،‬كينسي"‬

‫‪28‬‬ ‫‪44‬‬

‫كتاب‪:‬‬

‫‪60 ASK MADAME HORREUR‬‬ ‫‪61 HORRORSCOPE‬‬ ‫‪65 CONTRIBUTIONS‬‬

‫‪DOSSIER:‬‬

‫‪67 WHO WE SLEEP WITH IS NOBODY’S BUSINESS‬‬ ‫‪69 HOMOPHOBIA AND PARANOIA:‬‬

‫‪WORDS THAT RHYME‬‬ ‫‪73 BOOK EXTRACTS: UNSPEAKABLE LOVE - GAY‬‬ ‫‪AND LESBIAN LIVES IN THE MIDDLE EAST‬‬ ‫‪78 COMICS: JENNIFER CAMPER’S “WHO DO YOU‬‬ ‫”?‪THINK YOU ARE‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:25 AM‬‬

‫ ‬

‫‪Contents‬‬

‫‪" 56‬عودة األلماني إلى رشده"‬ ‫‪" 57‬موت في البندقية"‪"LA FORCE D’EN RIRE" ،‬‬ ‫‪ 58‬موسيقى‪" :‬سيزر سيسترز"‬

‫‪54‬‬

‫‪KRAD ROOM‬‬

‫ذات أربعاء من شهر آب‪ ،‬كنت أشرب كأساً في أحد المطاعم‬ ‫المعروفة بأنّها مصادقة للمثليين في منطقة الحمراء‪ ،‬وإذا‬ ‫بشاب لبناني يعيش في أحد البالد األوروبيّة‪ ،‬يتق ّدم نحوي ً‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫صعب جداً‪ ،‬لدرجة أنه ال وجود‬ ‫"إن وضع المثليّين في لبنان‬ ‫للغرف المظلمة (‪.)darkrooms‬‬ ‫وللتوضيح ّ‬ ‫فإن الـ ‪ darkroom‬غرفة مظلمة في عمق الحانات‬ ‫مخصصة للممارسات الجنسيّة‪.‬‬ ‫وهي‬ ‫ّ‬ ‫قبل تلك الليلة بشهر واحد‪ ،‬وفي المكان نفسه‪ ،‬تق ّدم منّي شاب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فعال بحاجة إلى "حلم"؟‬ ‫قائال‪" :‬بصراحة‪ ،‬هل نحن‬ ‫آخر‬ ‫باستطاعتنا أن نفعل ما نريد وال َمن يضايقنا"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن لهذين الشابين نظرة واحدة لحقوق المثليين‪ ،‬على الرغم من‬ ‫تضارب رأييهما في حياة المثليين في لبنان‪ .‬أحدهما يعتقد ّ‬ ‫أن‬ ‫الغرف المظلمة هي رمز للتحرر األوروبي‪ ،‬أمّا الثاني فيعتقد‬ ‫أنّه من غير المجدي تحقيق خطوات أكبر في لبنان اآلن وقد‬ ‫أصبح لدينا عدد من الحانات ومواقع اإلنترنت‪.‬‬ ‫ال يسعنا إطالقاً نفي اللّذة التي ّ‬ ‫توفرها لنا الغرف المظلمة‪ّ ،‬‬ ‫لكن‬ ‫خاص ال تُقاس‬ ‫الحريّة الجنسيّة وحريّة المثليّين والمثليّات بشكل ّ‬ ‫داخل غرف مظلمة إنّما في الخارج‪ ،‬تحت ضوء الشمس‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫شك في ّ‬ ‫أن المثليّين األوروبيّين حصلوا‪ ،‬من الناحية القانونية‪،‬‬ ‫على حقوق ّ‬ ‫تتخطى حقوق المثليين اللبنانيّين (إذا أمكننا التح ّدث‬ ‫عن حقوق)‪ .‬أمّا من الناحية االجتماعية‪ّ ،‬‬ ‫فإن مفهوم األحياء‪،‬‬ ‫المخصصة للمثليّين‪،‬‬ ‫والحانات‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬والفنادق‪ ،‬الخ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫يدعو إلى التفكير‪.‬‬ ‫خاصة يستطيعون‬ ‫طبعاً‪ ،‬من المه ّم أن يكون للمثليّين حانات ّ‬ ‫يتعرضوا للمضايقة من أحد‬ ‫فيها أن يتقاربوا من دون أن ّ‬ ‫المتغايرين (الذين يتو ّددون إلى الجنس اآلخر) الذكوريين؛ أمّا‬ ‫ّ‬ ‫وإن المثليّين يحتاجون دائماً إلى االنغالق في أماكن تشبه إلى‬ ‫ح ّد بعيد الغيتوات‪ ،‬فهذا األمر يؤ ّدي إلى صعوبة في االنخراط‬ ‫في المجتمع األكبر‪ .‬كما ّ‬ ‫أن الجرائم التي تأخذ طابع رهاب‬ ‫المثليّين‪ ،‬تكاد تنعدم في المجتمع اللبناني على عكس ما يحصل‬ ‫في البالد األوروبيّة‪.‬‬ ‫لنحاول في لبنان تجنّب الوقوع في األخطاء نفسها التي يقع فيها‬ ‫األوروبيّون‪ ،‬لذلك علينا ّ‬ ‫أال نحصر حقوق المثليّين بالحانات‬ ‫والممارسات الجنسيّة‪ّ .‬‬ ‫إن تقبّل المثليّين ينعكس على حياتهم‬ ‫اليوميّة‪ ،‬في عملهم‪ ،‬عند طبيبهم‪ ،‬في عائلتهم‪...‬‬ ‫يوم تضع فيه الشرطة ح ّدًا الغتصاب حياة‬ ‫عندما نصل إلى ٍ‬ ‫يوم ال يُطرد فيه أحد من عمله بسبب‬ ‫الناس الحميمة‪ ،‬إلى ٍ‬ ‫يوم تحمي فيه المدارس والجامعات‬ ‫ّ‬ ‫توجهاته الجنسيّة‪ ،‬إلىّ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫طالبها المثليّين من كل أنواع التمييز وإلصاق وصمة العار‬ ‫يوم تستقبل فيه مراكز الخدمات االجتماعية والصحيّة‬ ‫بهم‪ ،‬إلى ٍ‬ ‫يوم يصبح فيه المثليّون‬ ‫المثليّين وتعمل علىّ توجيههم‪ ،‬إلى ٍ‬ ‫مواطنين كسواهم بكل بساطة‪ ،‬حينئذ أكون أ ّول من يقول‪" :‬هل‬ ‫نحن ً‬ ‫فعال بحاجة إلى "حلم"؟"‬

‫جورج قزي‬ ‫ ‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 4-5‬‬


‫أخبار محلية وعالمية‬ ‫إعداد جورج قزي‬

‫حزيران وتموز‪ :‬شهرا االعتزاز‬

‫شهد شهرا حزيران وتموز مسيرات االعتزاز في الكثير من البلدان‪ .‬وخلّدت هذه المسيرات ذكرى تظاهرات "ستونوول" في العام ‪1969‬‬ ‫في سان فرانسيسكو (الواليات المتحدة) عندما ثار المثليون على قمع الشرطة‪.‬‬ ‫واحتفلت أكثر من مئة مدينة في العالم بـ "فخر المثليين" (‪ ،)gay pride‬ففي برلين تجمع ‪ 400.000‬شخص في ‪ 26‬حزيران‪ ،‬وفي‬ ‫بروكسيل ‪ ،15.000‬وفي باريس ‪ ،700.000‬وفي لندن ‪ ،25.000‬وفي روما ‪.20.000‬‬ ‫ً‬ ‫وقد تمثلت الجالية اللبنانية والعربية في مونتريال وباريس من خالل مراكز "حلم" في هاتين المدينتين‪ .‬وحمل ‪ 25‬عضوا من "حلم" في‬ ‫مونتريال وباريس‪ ،‬مرتدين أزيا ًء تقليدية لبنانية وعربية‪ ،‬العلم اللبناني ويافطات تعلن عن اعتزازهم بكونهم مثليين‪/‬ات من لبنان‪.‬‬

‫النازيون يهاجمون‬ ‫المثليين على االنترنت‬ ‫بعد مهاجمتهم العرب واألقليات العرقية بدأت المجموعات‬ ‫النازية المحظورة بهجوم على المثليين عبر اإلنترنت‪ .‬واعتبرت‬ ‫هذه المجموعات المحظورة أن المثليين يشكلون خطراً على‬ ‫العنصر األبيض‪ .‬ودعا النازيون إلى محاربة هذه الظاهرة‬ ‫ومهاجمة المثليين‪.‬‬ ‫ويستهدف المتطرفون برسائلهم العنصرية المراهقين "فهم أكثر‬ ‫تأثراً بالتطرف" بحسب قول أحد مسئولي الشرطة‪.‬‬

‫فرنسا‪ :‬حظر حملة إعالمية تصور مثليين يتبادلون القبل‬ ‫ذكرت صحيفة "الموند" الفرنسية الواسعة االنتشار في أيلول الماضي أن إدارة مترو األنفاق في باريس حظرت تعليق ملصقين إعالنيين‬ ‫لمعرض للمثليين والمثليات في محطاتها‪ .‬والملصقان‪ ،‬التابعان للمعرض المعروف باسم "رينبو أتيتيود"‪ ،‬يصوران شابين أو شابتين‬ ‫يتبادالن القبل ويحمالن السؤال واإلجابة التاليين‪" :‬ماذا يغير هذا بالنسبة إليكم؟ ألنه مهم لنا"‪ .‬وأعلنت شركة "متروبوس"‪ ،‬التي تدير‬ ‫الحمالت اإلعالنية لمصلحة إدارة مترو األنفاق‪ ،‬في رسالة إلى منظمي المعرض أنها ال تستطيع القبول بالصور في أمالك الدولة ألنها‬ ‫تخاطر بالتسبب بصدمة للمسافرين‪ ،‬وطالبت "رينبو أتيتيود" بملصقات تحترم شرطها‪ ،‬ما جعل منظمي المعرض يستبدلون مشهدي‬ ‫القبلتين بمشهدي عناق‪ .‬لكن المنظمين عبّروا عن"عدم فهم" لقرار "متروبوس"‪"،‬فبينما أجازت أسبانيا‪ ،‬بعد بلجيكا وهولندا وكندا‪ ،‬زواج‬ ‫المثليين‪ ،‬هل ال تزال فرنسا غير قادرة على النظر مباشرة إلى قبلة مثلية؟ وما لبثوا أن تقدموا بشكوى يتهمون فيها "متروبوس" بالتمييز‬ ‫أمام السلطة العليا لمكافحة التمييز ولتعزيز المساواة (هالد) التي يترأسها المدير التنفيذي السابق لشركة "رينو" للسيارات لويس شوايتزر‪.‬‬ ‫وكان من المقرر أن تستضيف "رينبو أتيتيود"‪ ،‬التي تأسست في العام ‪ 400 ،2003‬عارض مثلي في الهواء الطلق بين باريس وضاحية‬ ‫فرساي وذلك بين ‪ 21‬و‪ 24‬تشرين األول‪ .‬وبلغ عدد زوار معرض العام ‪ 2004‬أكثر من ‪ 40‬ألف شخص‪ ،‬ما جعل المناسبة أهم معرض‬ ‫للمثليين والمثليات في أوروبا‪.‬‬

‫رقابة رهاب المثلية في ماراثون بيروت الدولي‬ ‫كانت "حلم" متلهّفة للمشاركة في ماراثون بيروت الدولي‬ ‫هذا العام عبر حجز جناح في قرية الماراتون لخمسة أيام‪.‬‬ ‫وانضمت منظمات غير حكومية ِتحت شعار "الثقافات تندمج‬ ‫وتتبارى"‪ .‬وعلى الرغم من رسالتهم غير العنصرية ودعوتهم‬ ‫قررت اللجنة منع "حلم" من المشاركة في القرية‬ ‫إلى التنوع‪ّ ،‬‬ ‫إلى جانب المنظمات غير الحكومية األخرى‪ ،‬حتى بعد توقيع‬ ‫العقد ودفع كل األجور‪ .‬نقدر لهم منحنا جناحاً لتوزيع المياه في‬ ‫يوم الماراثون‪ ،‬لكن هذا ال َي ْنفي أن "حلم" تحتج على استثنائها‬ ‫من القرية‪ .‬نحن نود أن نشكر كل أولئك الذين اتصلوا بهيئة‬ ‫الماراتون إلبداء إستيائهم من القرار‪.‬‬

‫هجمات‬ ‫‪Acid‬‬

‫الشرطة على‬ ‫‪X-OM‬‬ ‫و‬

‫في ليلة ‪ 12‬تشرين الثاني ‪ ،2005‬اعتقل ستة أشخاص في النادي‬ ‫الليلي ‪ ،Acid‬المعروف كمكان للمثليين في سن الفيل‪ .‬ولم توجه أي‬ ‫تهمة اليهم‪ .‬وقد أطلق سراح المحجوزين بعد ثالثة أيام من الحجز‪.‬‬ ‫وبعد إسبوع‪ ،‬هوجم النادي الليلي ‪ X-OM‬وهو مكان آخر معروف‬ ‫كملهى ِللمثليين‪ ،‬من قبل الشرطة‪ ،‬فطلبت الهويات واستفسر حول‬ ‫إستعمال المخدرات في المكان‪ .‬ولم تحدث توقيفات تلك الليلة‪.‬‬ ‫ومن المحتمل أن إستهداف ‪ Acid‬و‪ X-OM‬من قبل الشرطة كان‬ ‫نتيجة لكون زبائنهم من المثليين "بشكل علني"‪ ،‬على الرغم من أن‬ ‫الشرطة لم تكن قانونيا تحمل أي كتاب للتوقيف‪ .‬تصرح المادة ‪534‬‬ ‫ِ‬ ‫من قانون العقوبات اللبناني بشكل واضح ّ‬ ‫"بأن الجنس الجماعي‬ ‫المخالف للطبيعة" عرضة للعقاب بالقانون‪ ،‬وليس المثلية الجنسية‬ ‫بح ّد ذاتها أَو تبني هوية مثلية‪.‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:26 AM‬‬

‫دروس عن المثلية الجنسية للشرطة الفرنسية‬ ‫وافقت وزارة الداخلية الفرنسية في تشرين الثاني الماضي‬ ‫على اقتراح تقدمت به جمعية ‪ Flag‬بتقديم دروس خاصة‬ ‫لرجال الشرطة عن المثلية الجنسية ورهاب المثليين‪.‬‬ ‫وتتضمن هذه الدروس نشاطات تمثل العالقة بين المثليين‬ ‫ورهاب المثليين وحلقات نقاش عدة‪ .‬وكان وزير الداخلية‬ ‫نيكوال ساركوزي قد ذكر في تشرين األول الماضي أن تعرض‬ ‫بعض رجال الشرطة المثليين لإلهانات من قبل زمالئهم يشكل‬ ‫خرقاً فاضحاً للقانون الفرنسي وآلداب مهنة الشرطة‪ .‬كما وعد‬ ‫الوزير بأن تبدأ هذه الدروس بدءا من شهر شباط ‪.2006‬‬

‫‪ - ILGA‬أوروبا ضد تجريم المثلية الجنسية‬ ‫"حقوق ال جرائم‪ :‬دور االتحاد األوروبي في وضع حد لتجريم‬ ‫العالقات المثلية في البلدان النامية"‪ .‬كان هذا عنوان تقرير الجمعية‬ ‫العالمية للمثليين والمثليات في أوروبا (‪ )ILGA Europe‬الذي‬ ‫نشرته في آخر تموز الماضي‪ .‬ويضم التقرير الئحة بـ ‪ 80‬بلداً‬ ‫تجرم العالقات المثلية‪ ،‬كما يشرح كيف تستطيع أوروبا التدخل‬ ‫ّ‬ ‫لوضع حد لهذا التهميش‪ .‬ويقول التقرير إنه ال يمكن ألوروبا‬ ‫االدعاء بأنها ضد التهميش والتمييز في الوقت الذي تساعد فيه‬ ‫بلداناً تعدم أشخاصاً بسبب توجههم الجنسي أو تسجنهم‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 6-7‬‬


‫أخبار محلية وعالمية‬ ‫كولومبيا‪ :‬قريباً كوتا للمثليين في الجيش والشرطة؟‬

‫اقترح "المدافع عن حقوق الشعب"‪ ،‬فولمار بيريز‪ ،‬إقامة كوتا‬ ‫‪ 1%‬على األقل لتمثيل المثليين والمثليات داخل الشرطة والجيش‬ ‫الكولومبي‪ .‬وفولمار بيريز موظف مستقل عالي الرتبة في الدولة‬ ‫الكولومبية‪ ،‬وهو مسؤول عن التبليغ عن كل الخروق المتعلقة‬ ‫بحقوق اإلنسان‪ .‬وقد أعلن أن هدف هذا االقتراح هو حماية حق‬ ‫األقليات المهمشة في المساواة‪ .‬واقترح بيريز أيضاً كوتا ‪5%‬‬ ‫لألقليات العرقية‪ .‬غير أن هذا االقتراح لم يعجب قائد الجيش كارلو‬ ‫ألبرتو أوسبينا الذي اعتبر أن هذا القانون سيسيء إلى الجيش‪.‬‬

‫المملكة المتحدة‪ :‬ال لرهاب المثليين في مصرف‬

‫أعلن أحد المصارف البريطانية إقفال حساب جمعية محافظة بسبب‬ ‫مواقفها المعادية للمثليين‪ .‬فقد أعطى "‪"Cooperative Bank‬‬ ‫فرصة ‪ 30‬يوماً لـ"جمعية صوت المسيحيين" إلقفال حسابها‪" .‬إننا‬ ‫نحترم كل شخص في المجتمع"‪ ،‬بحسب مدير المصرف سيمون‬ ‫ويليامز‪" ،‬فمواقف الجمعية التي تدعو إلى الكراهية منافية لمبادئ‬ ‫المصرف"‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬طالبت الجمعية بمقاطعة المصرف‪،‬‬ ‫وقال رئيسها ستيفن غرين "لو عرفنا أن ‪ Cooperative‬مع قضية‬ ‫المثليين‪ ،‬لما كنا تعاملنا معه"‪.‬‬

‫السويد‪ :‬جمعيات المثليين تطالب بإنهاء الترحيل إلى‬ ‫إيران‬

‫تساءل سورن أندرسون‪ ،‬رئيس الجمعية السويدية للدفاع عن حقوق‬ ‫المثليين ‪" ،RSFL‬كم من األشخاص يجب أن يموتوا كي تنتبه‬ ‫بابرو هولمبرغ (وزيرة الهجرة السويدية) والحكومة إلى عواقب‬ ‫سياستهم؟"‪ .‬وأعلن أن ‪ ،RSFL‬الناشطة إلى جانب منظمات دولية‬ ‫عدة للمثليين‪ ،‬تطالب بـ "وقف فوري لترحيل طالي اللجوء المثليين‬ ‫والمزدوجي الجنس والمغايرين" إلى إيران‪ .‬والمطلب غير جديد‪،‬‬ ‫لكنه يأخذ أهمية خاصة بعد بضعة أيام من إعدام شابين إيرانيين‬ ‫(‪ 19‬تموز الماضي) في مدينة مشهد اإليرانية بعد إدانتهما بإقامة‬ ‫عالقات جنسية مثلية‪.‬‬

‫الترخيص أخيراً لـ "مسيرة الفخر" في ليتوانيا‬

‫في ‪ 22‬تموز الماضي‪ ،‬رخصت المحكمة اإلدارية في ليتوانيا‬ ‫"مسيرة الفخر" التي كانت تقررت إقامتها في ‪ 23‬تموز في ريغا‬ ‫بعد منعها من قبل البلدية‪ .‬فقد أقرت المحكمة بحق الجمعية المنظمة‬ ‫للمسيرة التي كانت قد طعنت في قرار البلدية‪ .‬وبررت البلدية‬ ‫قرارها بأسباب أمنية‪ ،‬بعد اعتراض رئيس الوزراء على إقامة‬ ‫تظاهرة كهذه‪" .‬إنه نصرنا"‪ ،‬هتف إيمانتس كوزلويسكس المسؤول‬ ‫عن "فخر ريغا ‪ ،"2005‬الجمعية المنظمة للمسيرة‪.‬‬

‫نيجيريا‪ :‬رجلين حكما باإلعدام بسبب مثليتهما‬ ‫الجنسية‬

‫في ‪ 13‬تموز الماضي حكمت محكمة إسالمية في نيجيريا باإلعدام‬ ‫رمياً بالحجارة على رجلين بتهمة إقامة عالقات شرجية‪ .‬وقد صدر‬ ‫حكم اإلعدام على الرغم من عدم وجود أي شاهد على هذه العالقة‪.‬‬ ‫وقد أعطى القاضي المتهمين فرصة حتى ‪ 3‬آب إلثبات براءتهما‪.‬‬ ‫وينتظر نيجيري آخر الحكم بالتهمة نفسها‪.‬‬

‫الواليات المتحدة‪ :‬كنيسة بروتستانتية تسمح بزواج‬ ‫المثليين‬

‫التون جون يقول "نعم"‬ ‫جرت في كانون األول الماضي مراسم ارتباط نجم موسيقى البوب‬ ‫االنكليزي التون جون بشريكه منذ منذ نحو ‪ 12‬عاماً ديفيد فيرنش‬ ‫لينضما بذلك إلى مئات المرتبطين المثليين في انكلترا بموجب‬ ‫قانون جديد يسمح بارتباط المثليين‪.‬‬ ‫وجرت مراسم االرتباط في مدينة وندسور غرب لندن في المبنى‬ ‫نفسه الذي تزوج فيه وريث العرش االمير تشارلز عروسه كاميال‬ ‫باركر في نيسان الماضي‪ .‬وحضر الحفل العديد من المشاهير مثل‬ ‫ليز هيرلي وبراين ادم واوزي اوسبورن وستينغ وكلوديا شيفر‬ ‫وشارون ستون ودايفد بيكهام والعديد غيرهم‪.‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:27 AM‬‬

‫أعلنت الكنيسة البروتستانتية "‪،"United Church of Christ‬‬ ‫التي تضم ‪ 1.3‬مليون تابع في الواليات المتحدة‪ ،‬أنها أقرت زواج‬ ‫المثليين داخل الكنيسة وذلك خالل السينودوس الذي أقيم في ‪ 4‬تموز‬ ‫الماضي‪" .‬ليس على الحكومة أن تتدخل في حياة األزواج بغض‬ ‫النظر عن جنسهم في حال قرروا الزواج"‪ ،‬بحسب بيان صدر عن‬ ‫الكنيسة التي تأسست في العام ‪ 1975‬تحت شعار "تعالوا كما أنتم"‬ ‫وتضم تيارين من الكنيسة البروتستانتية معروفين بتقدميتهما‪.‬‬

‫الواليات المتحدة‪ 300 :‬ألف دوالر لطالبين ثانويين‬ ‫مثليين تم التحرش بهما‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثانوية تقع‬ ‫مدرسة‬ ‫في ‪ 8‬حزيران الماضي‪ ،‬أدانت إحدى المحاكم‬ ‫في شمال سان دييغو (كاليفورنيا) بدفع مبلغ ‪ 300‬ألف دوالر الثنين‬ ‫من طالبها السابقين وذلك لعدم توفيرها "مناخاً آمناً" لهما‪ .‬فقد تبين‬ ‫أن الثانوية لم تعمل على حماية جوزف رامللي وميغان دونويان من‬ ‫التحرش المتكرر من قبل طالب آخرين‪ .‬فقد كانا يتعرضان للشتيمة‬ ‫باستمرار‪ ،‬بل ويعتدى عليهما جسدياً‪ ،‬كما تم تدمير سيارة جوزف‬ ‫رامللي‪ ،‬ما أجبر الطالبين الثانويين على ترك المدرسة ومتابعة‬ ‫دروسهما بالمراسلة‪ .‬وأعلن دون فيليبس‪ ،‬مدير الثانوية‪ ،‬في بيان‬ ‫أن محاميه نصحوه باستئناف الحكم‪.‬‬

‫ ‬

‫قام بهذه الحملة اإلعالمية جمعية ‪( PFLAG‬أهالي وعائالت وأصدقاء المثليات والمثليين)‪ ،‬وفيها صور لعدد‬ ‫من المشاهير ورجال السياسة تصوروا مع أقربائهم المثليين‪/‬ات دعماً للحركة المثلية في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫ ‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 8-9‬‬


‫مقتطفات من الصحافة‬

‫قضايا النهار‪ ،‬االثنين ‪ 15‬آب ‪2005‬‬

‫العلمانية األميركية اليوم‪ :‬زواج مثليّي الجنس‬

‫جون بورنمان (أستاذ علم األنتروبولوجيا في جامعة برنستون)‬ ‫يتمحور حدث أخير‪ ،‬وقد كان حاسماً لدى بعض الناخبين في‬ ‫االنتخابات األخيرة‪ ،‬حول الصراع لتعريف الزواج بـ"المق ّدس"‬ ‫وتالياً الح ّد من الولوج إليه أو على العكس جعله "حقاً" متاحاً لمثليّي‬ ‫الجنس‪ .‬دخلت المسألة دائرة النقاش الوطني عام ‪ ،1993‬بعد قضية‬ ‫"باهر ض ّد لوين" في هاواي‪...‬‬ ‫(‪ )...‬في خطابه عن حالة االتحاد في شباط ‪ ،2004‬ح ّول الرئيس‬ ‫بوش هذه المسألة موضوعاً أساسياً في حملته االنتخابية عندما أعلن‬ ‫"إذا أردنا أن نحول دون تغيّر معنى الزواج إلى األبد‪ ،‬يجب صدور‬ ‫تعديل دستوري لحماية الزواج في أميركا‪ .‬نحتاج إلى خطوات‬ ‫حاسمة وديموقراطية ّ‬ ‫ألن محاوالت تحديد الزواج في والية أو‬ ‫مدينة واحدة قد تؤ ّدي إلى عواقب وخيمة على صعيد البالد ككل"‪.‬‬ ‫لكن في الوقت نفسه‪ ،‬برزت حركة اجتماعية عفويّة من العصيان‬ ‫وس ِّجلت القضيّتان األوليان واللتان حظيتا بأوسع‬ ‫المدني الرسمي‪ُ ،‬‬ ‫تغطية تلفزيونية‪ ،‬في سان فرنسيسكو في كاليفورنيا ونيو بالز في‬ ‫نيويورك حيث وافق عمدتا هاتين المدينتين على االحتفال في قاعة‬ ‫المحكمة بزواج مثليّي الجنس‪.‬‬ ‫في سان فرنسيكسو‪ ،‬حصل أكثر من ثالثة آالف ثنائي مثلي الجنس‬ ‫على إفادة زواج في أسبوع واحد‪ .‬وسرعان ما شاع زواج مثليّي‬ ‫الجنس المص ّدق عليه من المحكمة في سندوفال كاونتي في نيو‬ ‫مكسيكو‪ ،‬ومولتنوماه كاونتري في أوريغون‪ ،‬ومساشوستس‪ .‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬لطالما كان الزواج من صالحيات الوالية وليس الحكومة‬ ‫الفيديرالية‪ .‬تُم َنح السلطات غير المخ ّولة بوضوح إلى المحكمة‬ ‫الفيديرالية أو التي ال ّ‬ ‫ً‬ ‫صراحة – تُم َنح إذن إلى‬ ‫تحظرها األخيرة‬ ‫الواليات‪ ،‬ولطالما كان تحديد الزواج إحدى هذه السلطات‪ .‬باإلضافة‬ ‫إلى هذا‪ ،‬هناك قانون زواج فيديرالي‪ ،‬ويُطلَب من ّ‬ ‫كل والية بموجب‬ ‫القانون الفيديرالي االعتراف بالزواج (والطالق) الذي يت ّم في‬ ‫الواليات األخرى‪.‬‬ ‫تتحرك حيال‬ ‫لكن عام ‪ ،1996‬كانت الحكومة الفيديرالية قد بدأت ّ‬ ‫أقرت الغالبيات الجمهورية‬ ‫احتمال زواج مثليّي الجنس وسبل منعه‪ّ .‬‬ ‫مجلسي الكونغرس‪ ،‬مع بعض الدعم من الديموقراطيين‪،‬‬ ‫في‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫"مشروع قانون الدفاع عن الزواج" ووقع عليه الرئيس كلينتون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حرية تحديد محتوى‬ ‫لكن هذا القانون‬ ‫استمر في منح الواليات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونص فقط على ّ‬ ‫أن الواليات غير مرغمة‬ ‫قوانينها‬ ‫الخاصة بالزواج‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫على االعتراف بالقوانين التي تتيح زواج مثليّي الجنس في الواليات‬ ‫األخرى‪ّ ،‬‬ ‫وأن من شأن الحكومة الفيديرالية أيضاً أن تطلق كلمة‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫متغايرِي الجنس‪.‬‬ ‫حاد بين شريكين‬ ‫َ‬ ‫زواج فقط على االت ِ‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬أُبطلت الزيجات التي ُعقدت بين مثليّي الجنس‪،‬‬ ‫واصطدمت الضغوط لتعديل الدستور بحائط مسدود عندما رفض‬ ‫مجلس الشيوخ األميركي في تموز ‪ 2004‬دعم حظر زواج مثليّي‬ ‫الجنس ب‪ 50‬مقابل ‪ 48‬صوتاً ( هناك حاجة إلى غالبيّة َ‬ ‫الثلثين أو‬ ‫‪ 67‬صوتاً)‪ ،‬مما قضى عملياً على هذه الجهود‪ .‬الدفاع عن الزواج‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:28 AM‬‬

‫والتأكيد الجذري على أهميّ​ّة الحفاظ على "قدسيّته" من خالل‬ ‫متغايري الجنس‪ ،‬شأن عام‬ ‫شخصين‬ ‫كمؤسسة بين‬ ‫اإلبقاء عليه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يميّز األميركيين‪ ،‬األمر الذي يحيّر نسبيا الكنديين وسكان أوروبا‬ ‫الغربية‪ .‬لماذا هذا االستثمار العاطفي في الواليات المتحدة؟‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )...‬ربما ينبع الخوف من أن يخسر الزواج طابعه المقدس إذا‬ ‫أصبح ّ‬ ‫"حقًا قانونياً" يشمل مثليّي الجنس‪ ،‬من المشكالت التي‬ ‫مؤسسة الزواج في اإليفاء بوعدها األيديولوجي المتمثّل‬ ‫تواجهها ّ‬ ‫مؤسسة الزواج شيئاً المألوفا‪ً:‬‬ ‫بالديمومة واألمان‪ .‬يرى الناس في ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إنه شيء يعرفونه في األصل لكنّه يبدو غريبا جدا‪ .‬ليس معدل‬ ‫ً‬ ‫منفصال‬ ‫الطالق خمسين في المئة فحسب بل غالباً ما يكون الزواج‬ ‫عن اإلنجاب (تستطيع المرأة اآلن اإلنجاب بدون رجل‪ ،‬عبر‬ ‫اللجوء إلى مصارف السائل المنوي)‪ .‬فجزء كبير من العالقات‬ ‫الجنسية‪ ،‬إن لم يكن معظمها‪ ،‬يحصل اآلن خارج الزواج‪ .‬وإذ تكثر‬ ‫الزيجات المتع ّددة‪ ،‬يترعرع عدد كبير من األوالد مع واحد من‬ ‫األهل أو ثالثة أو أكثر‪ .‬ما زال الزواج يحمل الوعد بعالقة دائمة‬ ‫المؤسسات المتغيّرة‪،‬‬ ‫يفرق بيننا الموت – وسط بحر من‬ ‫– حتّى ّ‬ ‫ّ‬ ‫وربما كان هذا السبب األساسي وراء رغبة مثليّي الجنس في‬ ‫الحصول على الحقوق التي تؤمّنها هذه المؤسسة‪ّ .‬‬ ‫لكن الديمومة‬ ‫مجرد فكرة مثاليّة‪ ،‬وهي مرتبطة بالخوف من الموت‪ ،‬أو بعبارة‬ ‫ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬تنبع الرغبة في الديمومة من إنكار الموت‪ .‬وهل من حلّ‬ ‫نص في الدستور األميركي يؤمّن ضمانة ض ّد‬ ‫أفضل من وضع ّ‬ ‫ّ‬ ‫المؤكدة ّ‬ ‫بأن كل شيء إلى زوال؟ (…)‬ ‫الحقيقة‬ ‫ترجمة نسرين ناضر‬ ‫تحقيقات‪ ،‬االثنين ‪ 15‬آب ‪2005‬‬

‫المثلية الجنسية وصعوبة التأقلم في المجتمع اللبناني‬

‫ّ‬ ‫شكل المجتمع اللبناني الحاضن األهم في الشرق لكل الظواهر‬ ‫الغربية مع ما تحمله من أشكال وألوان قد تتناقض مع التقاليد‬ ‫والعادات والقيم الشرقية‪ ،‬محافظاً في الوقت نفسه على بنيانه من‬ ‫خالل وضعه قيوداً ليس أقلها فرض السرية في تبنّي كل ظاهرة‬ ‫جديدة وخصوصاً في مراحلها االولى‪.‬‬ ‫نظراً الى قسوة المجتمع في أحكامه االولية على الذين يتبنون‬ ‫قيماً وعادات جديدة‪ ،‬يضطر هؤالء للجوء الى السرية التي غالباً‬ ‫ما تترك فيهم بصمات نفسية لعل أبرزها الشعور بالذنب وتدني‬ ‫مستوى الثقة بالنفس‪ ،‬وفي كثير من االحيان يصل بهم االمر الى‬ ‫اليأس‪ ،‬اال أن المجتمع اللبناني غني بالذين يسارعون الى التعاطف‬ ‫مع هؤالء ومحاولة فهمهم وإقناع المجتمع بتصرفاتهم‪.‬‬ ‫من الظواهر التي كانت تمارس بخفاء نسبي في لبنان طوال االعوام‬ ‫الماضية‪ ،‬يجدر الكالم عن المثلية الجنسية‪ ،‬وهي التسمية العلمية‬ ‫لظاهرة تلقى رفضاً كبيراً في المجتمع اللبناني‪ ،‬يصل أحياناً الى‬ ‫نبذ كل من يتبناها‪ ،‬وتكثر النعوت المقللة لكرامة هؤالء كـ"لوطي"‬ ‫او "سحاقية" او "شاذ" او "مريض" او "منحرف جنسياً"‪ ،‬ونظراً‬ ‫الى محاربة المجتمع وتشدده يزداد معظم هؤالء انطواء على النفس‬ ‫وهروباً الى االمام‪ .‬غير أننا يوماً بعد يوم‪ ،‬وكلما ازداد تعمقنا في‬ ‫دهاليز المدن اللبنانية‪ ،‬نشاهدهم بكثرة‪ ،‬ونجد كيف انهم يمارسون‬ ‫حياتهم بعالنية في أماكن ويلتزمون السرية في أماكن اخرى‪.‬‬ ‫(‪ )...‬تختلف نظرة المجتمع اللبناني للمختلفين عن االكثرية في‬ ‫اختيارهم لجنس الشريك‪ ،‬والالفت ان المجتمع الذي يعزل هؤالء‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫يخيف المتعاطفين معهم وكل من يحاول تفهمهم‪ ،‬مما يزيد في‬ ‫ارتباكهم النفسي والعاطفي‪ .‬والمجتمع اللبناني الذكوري بامتياز‪،‬‬ ‫مهما حاول ادعاء انفتاحه على المرأة واحترامه لحقوقها‪ ،‬يسارع‬ ‫الى فضح نفسه عبر تصرفات ابنائه واقوالهم‪ .‬فلدى سؤال مجموعة‬ ‫من الشباب رأيهم بالمثلية الجنسية‪ ،‬سارعوا وبشبه اجماع الى‬ ‫اعالن اعجابهم وعشقهم للـ"سحاقيات" (المثلية الجنسية لدى‬ ‫النساء)‪ .‬في حين اكدوا بشبه اجماع اشمئزازهم وقرفهم من مجرد‬ ‫التفكير بالـ"لواط" (المثلية الجنسية لدى الرجال)‪ ،‬وبدا نموذج‬ ‫الشباب هذا معبرا عن حالة عامة في المجتمع اللبناني‪ ،‬تفرضها‬ ‫الحالة الذكورية‪ ،‬حيث تستعمل الفتاة كسلعة اقتصادية يستفاد من‬ ‫كامل اجزائها الجسدية في االعالن واالعالم‪ ،‬في حين ان جسد‬ ‫الشاب ال يستعمل في امور كهذه‪ ،‬كما ان التمييز الجنسي والمرتبط‬ ‫بممارسة الجنس يبدو واضحا في مظاهر متعددة وكثيرة ليس اقلها‬ ‫قدرة الشاب على خلع مالبسه واالكتفاء بارتداء مايو صغير على‬ ‫طول السنسول بجانب البحر‪ ،‬في حين ان مرور فتاة بتنورة‪ ،‬وإن‬ ‫كانت طويلة‪ ،‬يعرضها آلالف الـ"تلطيشات" والكلمات التي غالبا ما‬ ‫تكون بذيئة‪ ،‬مما يبرز احد ابشع واقسى وجوه المجتمع اللبناني الذي‬ ‫يقمع كل المكونات االنثوية لدى الرجال ويجبر الفتاة على اخراج‬ ‫كل المكونات الذكورية التي لديها‪ ،‬ومن هذه المظاهر‪ ،‬االستهزاء‬ ‫بالرجل الذي يبكي‪ ،‬وتعليم االطفال منذ صغرهم ان البكاء هو من‬ ‫الصفات االنثوية‪ ،‬وغيرها من التعاليم التي ال يمكن حصرها والتي‬ ‫ترسخ لدى االطفال صورا غبية عن دور الرجل ودور المرأة‪.‬‬ ‫(‪ )...‬في المجتمعات الغربية‪ ،‬تختلف النظرة الى اإلنسان ومشاعره‬ ‫ورغباته عن نظرة مجتمعنا‪ ،‬وثمة دول غربية عدة شرعت قوانين‬ ‫تتعارض مع القوانين الدينية‪ ،‬بغية مساعدة ابناء مجتمعاتها واحترام‬ ‫خصوصياتهم‪ .‬ففرنسا التي نسخت عنها الجمهورية اللبنانية بنودا‬ ‫دستورية عدة‪ ،‬شرعت ما يسمى "اتفاقية التعاضد المدني" الذي‬ ‫يخ ّول شخصين من الجنس نفسه ان يعيشا معا تحت غطاء القانون‬ ‫المدني‪ .‬وبلجيكا شرعت "قانون المساكنة الشرعية" وهو يؤمن‬ ‫الهدف نفسه‪ ،‬اما هولندا فقد راحت بعيدا حيث شرع القانون المدني‬ ‫فيها الزواج بين االشخاص من الجنس نفسه‪ ،‬ويوما بعد يوم تزداد‬ ‫الدول التي تشرع زواج المثليين‪.‬‬ ‫في بعض دول العالم‪ ،‬يحق للمثليين الجنسيين ان يتزوجوا‪ ،‬اما‬ ‫في لبنان فاألمور تتعقد اذا ما افصح احدهم عن حبه لشريك من‬ ‫جنسه‪ ،‬ربما ألن االمر مرتبط بالقانون او بدور الدين‪ ،‬وربما بنظرة‬ ‫المجتمع اللبناني الى االنسان‪.‬‬ ‫غسان سعود‬

‫مثليّو "حلم"‪ :‬تعاضد في مواجهة العزل االجتماعي‬ ‫المستقبل ‪ -‬الخميس ‪ 30‬حزيران ‪2005‬‬ ‫على ضاحي‬ ‫تق ّدمت جمعية "حلم" (حماية لبنانية للمثليين والمثليات) بطلب‬ ‫علم وخبر الى وزارة الداخلية في أيلول ‪ 2004‬لتمارس عملها‬ ‫بشكل علني‪ .‬وبما أنها لم تحصل على ر ّد لطلبها بعد شهرين من‬

‫‪11‬‬

‫تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬فهذا يعني أنها صارت "شرعية" وفق قانون‬ ‫الجمعيات غير السياسية‪.‬‬ ‫غير أن "حلم" التي باتت تمارس عملها بشكل علني في مقرها في‬ ‫(برا) ال يزال‬ ‫شارع الحمرا‪ ،‬وباشرت إصدار مطبوعة خاصة بها ّ‬ ‫أعضاؤها تحت رحمة قانون العقوبات الذي ينص في المادة ‪534‬‬ ‫منه على أن "كل مجامعة على خالف الطبيعة يُعاقب عليها بالحبس‬ ‫حتى سنة واحدة"‪ ،‬تستثني هذه المادة المثلية الجنسية األنثوية‪..‬‬ ‫في هذا التحقيق استطالع آلراء عدد من مثليي "حلم" الذين تحفظ‬ ‫عدد منهم عن ذكر اسمه الحقيقي باإلضافة الى مقابلتين مع رئيس‬ ‫الجمعية جورج قزي ومسؤول المطبوعة غسان مكارم‪.‬‬ ‫يتشارك مارك (‪ 25‬سنة) ووليد (‪ 28‬سنة) ووسام (‪ 25‬سنة)‬ ‫تعرفوا بها على‬ ‫الميول الجنسية ذاتها‪ ،‬والطريقة عينها التي ّ‬ ‫الجمعية ونشاطاتها (اإلنترنت)‪ ،‬وفلسفة األمور عبر نمط عيش‬ ‫ِ‬ ‫وسلوك م ْثلي‪ ،‬رافضين عادات وتقاليد "أقرب الى العرف منها‬ ‫الى القواعد الجامدة"‪ .‬وفيما يبدون جرأة في التعبير عن الذات‬ ‫وطرح المواضيع التي تعنيهم مباشرة‪ ،‬يكتنف الغموض و"التعتيم"‬ ‫تجارب النساء العشر في الجمعية بسبب الخوف من "األحكام‬ ‫القاسية والتعليقات الجارحة التي يُطلقها المجتمع على المرأة‬ ‫المثلية‪ ،‬ومحاولة المحافظة على الصورة التقليدية ـ الشرقية للفتاة‬ ‫أمام أهلها وأقاربها وإبقاء األمور تحت شعار "سري للغاية"‪.‬‬ ‫"سحر" (اسم مستعار) هي الفتاة الوحيدة التي وافقت على الكالم‬ ‫معنا ويسجل لها "حماستها لقضيتها العادلة التي تناضل من أجلها"‪.‬‬ ‫تشرح ابنة الستة وعشرين عاماً‪ :‬بداية لماذا كان من البديهي جداً‬ ‫أن تخفي هويتها الجنسية‪" ،‬ألن هذه الفكرة غير مقبولة أو مسموحة‬ ‫يمجد أبطال الفحولة في فض البكارة"‪.‬‬ ‫في مجتمعنا الذي ما زال ّ‬ ‫تصف سحر عالقتها بأهلها بالـ"جيدة‪ ،‬ال ّ‬ ‫أتدخل في شؤون العائلة‬ ‫وهم يعرفون أن لي حياتي الخاصة"‪.‬‬ ‫أما زمالؤها الشباب فواجهوها بوابل من التهديدات والشتائم تارة‬ ‫عبر البريد اإللكتروني الجامعة وتارة ّ‬ ‫برش اسمها على الجدران‬ ‫وطوراً‬ ‫بالتهديد‪ .‬استمرت هذه التهديدات لمدة شهرين ولم تعرف‬ ‫ِ‬ ‫من الفاعل "خ ُ‬ ‫فت كثيراً‪ ،‬وكانت هذه أصعب أيام حياتي"‪ .‬وتختم‬ ‫سحر "أنها تعشق لندن‪ ،‬وتسعى للهجرة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مارك‪ ،‬وليد‪ ،‬وسام وسحر‪ :‬أربعة شبان وجدوا إطارا يحميهم هو‬ ‫جمعية "حلم" التي يحكي عن فكرة تأسيسها رئيسها جورج قزي‪:‬‬ ‫"حلم"‬ ‫"راودت فكرة إنشاء جمعية "حلم" مجموعة شبان مثليين تعرضوا‬ ‫ألشكال شتى من أشكال رهاب المثليين (التعدي‪ّ ،‬‬ ‫التنكر‪ ،‬االبتزاز‪،‬‬ ‫الرفض المطلق‪ ،‬التهديد باألذى‪ ،‬وحتى التهديد بالقتل)‪ ،‬وباتوا‬ ‫يفتشون عن أشخاص مثلهم من أجل الدعم والتعاضد‪ .‬هذه الجمعية‬ ‫"الحلم" أصبحت واقعاً للمثليين في لبنان بعدما تق ّدمت األخيرة‬ ‫ُ‬ ‫بطلب علم وخبر الى وزارة الداخلية في أيلول ‪ 2004‬لكي تمارس‬ ‫عملها شرعياً وبشكل علني "كي ال تبقى قضيتنا "تابو""‪ .‬ويضيف‬ ‫قزي "بما أننا لم نحصل على ر ّد طلبنا بعد شهرين من تقديم الطلب‬ ‫فهذا يعني أنها أصحبت شرعية"‪)...( .‬‬ ‫يبلغ عدد أعضاء الجمعية ‪ 70‬شخصاً معظمهم من المثليين (‪30‬‬ ‫من األعضاء الفاعلين) وبينهم ‪ 10‬نساء‪ ،‬وأشخاصاً غير مثليين‬ ‫(محامو دفاع‪ ،‬وأطباء يؤمنون بقضيتهم العادلة)‪.‬‬ ‫وتهدف‪ ،‬حسب قزي‪ ،‬الى "القضاء على ظاهرة رهاب المثليين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السوي‪ ،‬كمواطن عادي ينال حقوقه‬ ‫ومعاملة المثلي معاملة‬ ‫المدنية"‪)...( ،‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 10-11‬‬


‫مقتطفات من الصحافة‬

MEDIA EXTRACTS

Lebanon's Homosexual Community Speaks Out Reports Of Police Abuse And Societal Intolerance Are Among The Complaints Of The Country's Gay Population Wednesday, September 07, 2005

By Majdoline Hatoum BEIRUT: In a country that enjoys a rather relaxed attitude toward issues concerning sex - at least, compared to the other, more conservative countries of the region - Lebanese homosexuals still suffer from prejudice and discrimination. (…) Although there is - somehow - a flourishing gay scene in Lebanon, it is still restricted to nightlife and underground parties. The scene centers on pubs, clubs, cafes and beaches in and around Beirut where homosexuals can meet potential partners. However, such places are still attended with trepidation and caution. (…) Psychiatrist Antoine Saad said that most Arab homosexuals usually lead a double life, which might seriously damage their personalities. "The very conservative society we live in usually pushes homosexuals into living two kinds of lives," he said, explaining that some homosexuals get married and have children in order to avoid a social scandal, meanwhile secretly practicing their homosexuality. "Many Arab homosexuals have double lives; one that falls within the acceptable social norms our society follows and another that fulfills their true sexual orientation." According to Saad, this kind of behavior can lead to serious psychological damage. "It can initiate a severe conflict with one's self, lead to professional and personal failure, and create feelings of rejection and persecution," he said, pointing out that usually homosexuals face some kind of depression in response to social persecution. Saad pointed out that although it is very hard for homosexuals to be open about their sexuality in conservative societies, it should not be something to be ashamed or afraid of. "Homosexuals should not feel inferior to others. They should be proud of their distinctiveness and individuality," he said. "Being different should not be something to be ashamed off." (...) 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 12-13

Rabih Fayyad, a lawyer, explained that Article 534 did not technically stipulate that homosexuality was a criminal act. "Legally speaking, Article 534 of the Lebanese Penal Code punishes 'all physical contact and union against nature' with up to one year imprisonment, but it does not clearly specify homosexuality as an offense," he said. However, in practice, "homosexuality can be viewed as 'physical contact against nature,'" Fayyad added. Saying that such an article did not necessarily target homosexuals, Fayyad said that the enforcement of this article depended on the judge's personal beliefs and his interpretation of the phrase "against nature." "It depends on what is meant by 'against nature'," Fayyad confirmed, pointing out that the article did not mention the sex of the couple engaged in the physical action. "A heterosexual couple might be criminalized if a judge decides their action is 'against nature,' and on the other hand, a lawyer might be able to prove a homosexual couple innocent if he proved their relationship was 'normal,'" he added. However, George Azzi disputed Fayyad's statement, saying, "This article is being used by judges to prosecute same-sex sexual acts." Noting that the Lebanese Constitution provides for the inviolability of one's private property, Azzi said that private homes have been reportedly raided as a result of tips coming from disapproving neighbors or vindictive acquaintances. "In many cases, arrests are carried out based on personal appearance and demeanor," he added, accusing law officers of frequently abusing homosexuals when they are detained. "Homosexuals usually suffer verbal abuse and beatings, and are forced to take a degrading 'medical' anal examination when they are arrested," Azzi said. "In addition, homosexuals who have sought police protection after having been abused by third parties have been reportedly subjected to the same kind of treatment by the police or the military police," he said. A source at the Internal Security Forces said the unofficial stand on homosexuals was to "turn a blind eye," as long as the parties concerned were discreet. "As long as their homosexual behavior is not in public, and thus does not affect public morals, we tend to ignore their presence," the source said.

13

‫نجمة الكليب التي تغنّي سحر عيون حبيبها الذكر "الفحل" (كما‬ ‫ "فائق‬،‫ أو هجرانه لها وشكواها من األسلوب‬،)‫الحال مع نانسي‬ ،‫ إنهم هناك‬.)‫ الذي يستخدمه معها (كما في حالة يارا‬،"‫الذكورة‬ .‫يتبرعوا بحضن عارم‬ ّ ‫موجودون لكي يذرفوا دمعة تأثّر بالغة أو‬ ‫ أضعف‬،‫ في أغاني يارا وعجرم‬،‫"األبطال" المثليون األصدقاء‬ )...( .‫(هل نقول أخطر؟) من أن يكونوا األبطال أنفسهم‬

2005 ،‫ يوليو‬28 ،‫اخلميس‬

‫االستراليون ال يحبون الشذوذ‬

‫ د ب ا‬.‫سيدني‬

25 ‫كشف مسح قام به مركز أبحاث مستقل في استراليا شمل‬ ‫ألف شخص ان واحدا من بين كل ثالثة استراليين يعتبر ممارسة‬ ‫ وأشار مايكل فلود من المعهد‬.‫الشذوذ الجنسي عمال غير أخالقي‬ ‫الذي قام بالبحث ان نصف المشاركين في بعض المناطق قالوا‬ ‫ ووصف فلود المسح قائال‬.‫ان ممارسة الشذوذ عمل غير أخالقي‬ ‫"وجدنا ان الشباب في المدن وبخاصة الفتيات ال يميلون إلى‬ ‫ وكشف البحث أيضا ان‬."‫االعتقاد ان الشذوذ عمل غير أخالقي‬ ‫الرومان الكاثوليك هم األكثر تسامحا في مسألة الشذوذ الجنسي من‬ .‫إتباع الطوائف األخرى‬

2005 ‫ أغسطس‬16 ‫الثالثاء‬

‫وسط أغان ورقصات خليجية من الجنسين‬ ‫وقائع زفاف رجلين كويتيين في فندق شهير بالقاهرة‬

‫نت‬.‫ العربية‬- ‫دبي‬ ‫شهد أحد الفنادق الشهيرة فوق نهر النيل بميدان التحرير بالقاهرة‬ ‫حالة زواج هي األولى من نوعها في مصر والعالم العربي بين‬ .‫رجلين كويتيين من المثليين‬ ‫زفت فرقة موسيقية العريسين بعد حفل حضره مدعون من الرجال‬ ،‫والنساء في إحدى قاعات الفندق الذي تزين لهذا الحفل الخاص‬ .‫فانتشرت الزهور والورود وأطلقت البخور‬ ،‫وقالت صحيفة "األسبوع" المصرية إنه عند الثانية عشرة مساء‬ ‫ وتأبطا ذراعي‬،‫نزل رجالن من سيارة فخمة مزينة بالورود والزينة‬ .‫ وتقدما وسط فرقة الموسيقى التي راحت تزفهما‬،‫بعضهما‬ ‫) وتضيف الصحيفة أن المجتمع الكويتي والدولة هناك رفضا‬...( ‫ فجاءا إلى مصر ليكونا أول زوجين‬،‫أن يسمحا لهما بهذا الزفاف‬ ‫ في منتصف‬.‫رجلين يتزوجان بعضيهما البعض في العالم العربي‬ ‫ تحيط‬،‫القاعة جلس العروسان 'الرجالن" علي كرسيين متجاورين‬ ‫ بينما راحت أصوات الموسيقي تصدح‬،‫بهما الزهور من كل اتجاه‬ .‫في أروقة القاعة‬ ‫) ثم راحت فرقة الزفاف تزف العروسين "الرجلين" إلى غرفة‬...( )...( .‫مشتركة تم حجزها خصيصا في الفندق‬

Lebanese homosexuals seek Dutch asylum to escape prison By Agence France Presse (AFP) Thursday, September 22, 2005 BEIRUT: Lebanese homosexuals have sought political asylum in the Netherlands to escape their country's tough laws which brand homosexuality an "unnatural" act and to avoid jail at home, Lebanese officials said. Article 534 of the Lebanese penal code "bans unnatural sexual relations" although it does not explicitly refer to homosexuality, the officials in Beirut said. Lebanese lawyers said that homosexuals are considered law breakers and could face between two and three months in prison. The explanations came after the Dutch Parliament asked the Lebanese Embassy in The Hague if gay rights are respected in Lebanon, the officials said. The request was made after an unspecified number of gay Lebanese nationals sought political asylum in the Netherlands, arguing that homosexuality is banned in Lebanon.

12

2005/09/01

‫و"توصى فيي" وأغاني شويري‬ "‫كما "سحر عيونو‬ ّ "‫"الملتبسة‬ ‫الشخصية المثلية العربية عبر نافذة الفيديو كليب‬

‫إبراهيم توتونجي‬ ‫هل يكون "الفيديو كليب" النافذة اآلمنة التي يقفز منها مثليو الجنس‬ ،‫ إلى اليوم‬،‫ فيما غالبية نخبتها ترفض‬،‫إلى الثقافة العربية الشعبية‬ ‫ بدعاوى مقتضيات الدين والتقليد واإلرث الثقافي؟‬،‫قبول تلك الفئة‬ ‫ تتسلّل صورة الشخصية المثلية ببطء إلى "الكادر" الجماهيري‬،‫اليوم‬ ‫"توصى فيي" للمغنيّة‬ ،ً‫ حديثا‬.‫الذي تمثّله شاشات الغناء المتكاثرة‬ ّ ‫ وهناك أغنيات جاد‬،‫ وقبل ذلك "سحر عيونو" لنانسي عجرم‬،‫يارا‬ .‫شويري المحكومة بااللتباس والتأويل‬ ،‫ يتنططون بفرح‬،‫ أو على األقل هكذا يظهرهم الكليب‬،‫مثليو جنس‬ ،‫يضعون على رؤوسهم الشعر المستعار البنفسجي واألحمر‬ ‫ تُشرعنها دراما القصة التي‬،‫يرتدون فساتين النساء بجرأة الفتة‬ .‫ للتشخيص‬..‫ حيث كل شيء مباح‬،‫تدور غالباً في كواليس المسرح‬ ‫ ومتضامنين مع‬،ً‫ كونهم "عاطفيين" جدا‬،‫انفعاليون بدرجة كبيرة‬ 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:28 AM


‫حوار‬

‫املنتجة التلفزيونية جنان مالّط‪:‬‬ ‫السجن ال يشفي من املثلية بل قد يزيدها‪...‬‬ ‫مارك حداد‬

‫‪marchadad217@yahoo.com‬‬

‫ما هو موقفك من المثلية الجنسية؟‬ ‫ليس لدي أي موقف من المثلية الجنسية كما ليس لدي أي موقف من‬ ‫غير المثلية الجنسية‪" .‬خليني قلك" إن موقفي من كل ما يتعلق باإلنسان‬ ‫هو موقف فردي مثلي كان أم ال‪ .‬أعتبر أن المثلية الجنسية خيار خاص‬ ‫ال أتدخل فيه ـ وليس لدي أي موقف مبدئي منه‪ ،‬ال أعارض وال أوالي‪.‬‬ ‫أحترم اآلخر وخصوصياته‪ .‬ال "أفند" الناس على أساس ميولهم الجنسية‪.‬‬ ‫فعالقتي الشخصية تعتمد على ما أراه من ذلك الشخص وموقفي من أي‬ ‫شخص يرتكز على اعتبارات أخرى ال تتعلق بالميول الجنسية‪ .‬بالنسبة‬ ‫إلي‪ ،‬هذا السؤال ال يجب أن يُطرح‪ ،‬فالخيار الجنسي للشخص ليس‬ ‫اعتباراً أقرر على أساسه حب ذلك الشخص أو عدم حبه‪.‬‬ ‫هل لديك أصدقاء مثليين؟‬ ‫"كتير"‪ .‬وحياة أصدقائي المثليين من الجنسين مثل حياتي‪ .‬لديهم قصصهم‬ ‫وأخبارهم وصعوباتهم‪" .‬عايشين طبيعي مثلي مثلهم وكتير متساويين"‪.‬‬ ‫أعرف خصوصياتهم ألنهم أصحابي كما يعرفون خصوصياتي ألني‬ ‫صديقتهم‪ .‬ال أعرف الميول الجنسية لكل من أعاشر‪ ،‬على عكس هؤالء‬ ‫المقربين‪" .‬منحب بعض ومنختلف ومنساعد بعض ‪ -‬عادي مثل غير‬ ‫أصحاب مش مثليين جنسيين"‪.‬‬ ‫ما هو رأيك بمنظمات غير حكومية كجمعية "حلم" تدافع عن حقوق‬ ‫المثليين االجتماعية والقانونية؟‬ ‫"أول شي" أنا أؤيد عمل المنظمات غير الحكومية بشكل عام‪ ،‬كما أساند‬ ‫طرح موضوع المثلية الجنسية على الرغم من كل تعقيداته في بلد مثل‬ ‫لبنان حيث لرجال الدين تأثير كبير والقانون الذي يطال المثليين‪/‬ات‬ ‫غامض ببعض بنوده ومجحف بالبعض اآلخر‪ .‬إن القانون الذي يقضي‬ ‫بسجن المثليين جنسياً يجب إن يُغير‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من القوانين‬ ‫األخرى‪ .‬واألسوأ‪ ،‬بحسب ما أسمعه‪ ،‬هو تعاطي قوى األمن مع هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬كابتزاز المثليين بهدف إذاللهم والضغط عليهم وأكتساب‬ ‫المال منهم‪" .‬أنا ضد عقلي إنو واحد يُحاكم النتمائه الجنسي ‪ -‬هيدي‬ ‫حياته الخاصة وما حدا الو دخل فيها"‪ .‬أما الثوابت فيجب أن تبقى‬ ‫كمحاكمة المغتصب وممارسة الجنس مع قاصر وجرائم العنف‪ .‬قدمت‬ ‫في إحدى المرات حلقة عن موضوع سفاح القربى في برنامج "الشاطر‬ ‫يحكي" على شاشة المؤسسة اللبنانية لالرسال كشفت عن عمق الغلط‬ ‫في مجتمعنا‪ ،‬ومن المؤسف أن تعتبر أركان المجتمع المدني أن المثلية‬ ‫الجنسية هي "أصل البال"‪ ،‬متغاضية عن الخطأ األساسي في المجتمع‪.‬‬ ‫"يروحوا ّ‬ ‫يطلعوا شو في بقلب بيوتهم"‪.‬‬ ‫كيف كان الصدى لحلقة "الجنس أجناس" من برنامج الشاطر يحكي‬ ‫والتي تناولت موضوع المثلية الجنسية؟‬ ‫نحن كصحافيين ملزمين أن نمثل كل التيارات في أي حلقة تتناول موضوع‬ ‫ما‪ ،‬لذلك كان هناك رجال دين ومثليين جنسيين مقنعين‪ ،‬وقد طلبنا من‬ ‫هؤالء ذلك لحمايتهم من مالحقة الشرطة لهم بعد الحلقة‪ ،‬وخاصة أنه‬ ‫في بعض األحيان يتم مالحقتهم البتزازهم أو ألهداف شخصية‪ .‬قيل في‬ ‫الحلقة العديد من األمور المهمة التي أظهرت وجهاً آخر إيجابي للمثليين‬ ‫غير السلبي المسلم به في المجتمع‪ .‬لم تغير هذه الحلقة العقلية اللبنانية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خاصة عند المتغايرين الذكور‪ .‬يحتاج‬ ‫فما زال رهاب المثلية موجوداً‪،‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:29 AM‬‬

‫‪14‬‬

‫موضوع تقبل المثلية الجنسية إلى‬ ‫الكثير من العمل‪.‬‬ ‫كيف ترين إمكانية التعامل بينكم‬ ‫كمنتجين تلفزيون ومنظمات غير‬ ‫حكومية كـ "حلم" لمساعدة‬ ‫المجتمع على تقبل المثليين؟‬ ‫المشكلة األساسية التي يجب علينا‬ ‫مواجهتها هي الشق القانوني‬ ‫المتعلق بتجريم المثلية الجنسية‪.‬‬ ‫وأولى الخطوات تكون من خالل‬ ‫ممارسة الضغط‪ .‬ليس من الصعب‬ ‫أن تقنعني أنا بشرعية المثلية‬ ‫الجنسية‪ ،‬فوجهة نظري مختلفة عن‬ ‫المشككين بشرعيتها‪ .‬ويبقى السؤال‬ ‫كيف تقنع المعادي للمثلية الجنسية‬ ‫وخاصة رجال القانون‪ .‬ما يخيفني‬ ‫في حركات النضال من أجل حقوق‬ ‫المثليين من قبل المثليين بالذات هو‬ ‫تقوقعهم واعتبار قضيتهم سليمة‬ ‫ورابحة مئة في المئة‪ .‬قد ال يضعون‬ ‫أنفسهم مكان اآلخر‪ .‬لذلك أطرح‬ ‫السؤال‪ :‬ما هي نسبة المتغايرين‬ ‫العاملين ضمن صفوف حلم؟ إذا‬ ‫ِ‬ ‫لم تحتو "حلم" إال على مثليين‪،‬‬ ‫فهناك مشكلة في تركيبتها ولن تتمكنوا من تغيير نظرة المجتمع‪ .‬عليكم‬ ‫ربح هؤالء الذين ال يتقبلون المثلية في صفوفكم‪ .‬ال أؤمن بالغيتو‪ ،‬فكل‬ ‫أصحابي المثليين يعيشون في مجموعات مختلطة‪ .‬ال ينقصنا في مجتمعنا‬ ‫اللبناني غيتو آخر فهو منقسم بما فيه الكفاية‪.‬‬ ‫هل تعتقدين أن المجتمع اللبناني قد يتقبل انفتاحاً كهذا؟‬ ‫المجتمع اللبناني المدني كان وما زال رائداً في أمورعديدة تتعلق بالحريات‬ ‫العامة والخاصة‪ .‬إهتمامكم األساسي يجب أن يكون لرجال الدين‪ .‬ويبقى‬ ‫السؤال‪ :‬هل نستطيع إلغاء المادة ‪ 534‬من قانون العقوبات اللبناني على‬ ‫الرغم من معارضة رجال الدين؟ لم نستطع تخطي رجال الدين للسماح‬ ‫بقيام زواج مدني ولو إختياري في لبنان بسبب معارضة رجال الدين‪،‬‬ ‫فهل سنستطيع إلغاء المادة ‪534‬؟ إن التحدي كبير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الخطوة األولى هي إلغاء تجريم المثليين‪ .‬فلنسلم جدال بأن المثلية‪ ،‬برأي‬ ‫رجال الدين‪ ،‬مرض؛ المريض ال يُسجن‪ .‬وإذا كانت المثلية عاهة فأقول‬ ‫لرجال القانون ورجال الدين أن السجن ال يشفي من المثلية بل قد يزيدها‪،‬‬ ‫وينطبق األمر نفسه على السواء على إدخالهم المستشفيات‪ .‬يجب العمل‬ ‫على إلغاء تجريم المثلية الجنسية من قلب مجلس النواب وبمساعدة‬ ‫جمعيات حقوق اإلنسان واللجان التشريعية‪" ،‬كيف ب ّدا تمرق ما بعرف‬ ‫ب ّدا ضغط سياسي أو إجتماعي كبير"‪.‬‬ ‫ما هو الدور التي تلعبينه كإعالمية لدفع المجتمع باتجاه تقبل المثلية‬ ‫الجنسية على نحو أكبر؟‬ ‫أستطيع إعداد برامج تدعم هذا الموقف لكن لن يكون البرنامج من جهة‬ ‫واحدة ولن يكون كافياً‪ ،‬فأنا أعد البرامج الحوارية التي تدفع الناس‬ ‫إلعادة النظر في مواقفها "لنهز المسمار شوي"‪ .‬وإن كنت سأتناول هذا‬ ‫الموضوع مجدداً‪ ،‬سيكون على الصعيد القانوني لكي نزيل هذا الخطر‬ ‫عن المثليين وال ب ّد من أرضية مجهزة تترجم الرسالة االعالمية الى فعل‬ ‫قانوني عملي‪.‬‬ ‫كم هي متساهلة الرقابة مع هذا النوع من البرامج؟‬ ‫حين بثينا حلقة "الجنس أجناس" من برنامج "الشاطر يحكي"‪ ،‬أتى رجال‬ ‫األمن إلى المحطة وطالبوا بأسماء المثليين المشاركين‪ ،‬فأجبناهم أننا ال‬

‫‪15‬‬

‫نعرفهم وقلنا لهم إنهم أتوا مقنعين‪.‬‬ ‫في أي سنة وقعت هذه الحادثة؟‬ ‫نحو العام ‪ 1998‬على ما أظن‪.‬‬ ‫ما هو رأيك بقبول بعض المثليين بالظهور من غير قناع على الشاشة‬ ‫اليوم؟‬ ‫أنا ال أجازف بهذا‪.‬‬ ‫هل تعتقدين انه من الممكن أن يتعرض لهم رجال األمن في العام‬ ‫‪ ،2006‬أم أن األوضاع قد تبدلت‪ ،‬كمشاركة المثليين في تظاهرة ضد‬ ‫الحرب على العراق وظهور صورهم في الصحف‪ ،‬وأخيراً مشاركتهم‬ ‫ماراتون الوحدة الوطنية؟‬ ‫على األقل دعني أقول إنني قد أناقش الموضوع معهم ألرى إن كانوا‬ ‫مستعدين لتحمل العاقبة‪ ،‬إن لم تكن األمنية فاالجتماعية‪ ،‬فأنا ال أستطيع‬ ‫حمايتهم‪ .‬ولكن إن كان هذا الشخص مدركاً لجميع العواقب ويصر على‬ ‫الظهور علناً‪ ،‬لن أمنعه‪ .‬على العكس‪ ،‬ففي ذلك فائدة للبرنامج‪ ،‬ولكن‬ ‫يجب أن ال ننسى ان القانون يسمح لرجال االمن أن يتعرضوا للمثليين‬ ‫الجنسيين إذا أرادوا‪.‬‬ ‫هل من كلمة أخيرة؟‬ ‫إن ردات فعل الرجال حول موضوع المثلية الجنسية‪ ،‬خاصة الذكورية‪،‬‬ ‫أعنف من ردود فعل النساء‪ ،‬فأغلبية النساء أكثر تسامحاً مع هذا‬ ‫الموضوع‪ .‬وهنا أسأل نفسي‪ :‬هل من يعاني من رهاب الجنسية المثلية‬ ‫خائف من وجودها داخله؟ لماذا يشعر هذا الرجل بهذا الخطر من المثليين؟‬ ‫"اللي فيه مسلة تحت باطو بتنعرو"‪ .‬فنفسياً خلقنا جميعاً مع إنتماءات‬ ‫مزدوجة‪ .‬يجب على كل فرد النظر إلى الموضوع بطريقة علمية وغير‬ ‫شخصية‪ .‬وطالما نتحدث عن عالقة بين راشدين قابلين بالموضوع ال أحد‬ ‫له الحق في االعتراض‪ .‬ال أعتقد أن المثلية تشكل خطراً على المجتمع‪،‬‬ ‫على نقيض الفساد في البلد‪ ،‬كالتنصت واألجهزة األمنية والتعدي على‬ ‫الحريات الشخصية وقوانين جرائم الشرف وتلك التي تتعلق بالنواب‬ ‫الذين يقبضون معاشاً مدى الحياة لمجرد نجاحهم في دورتين نيابيتين‬ ‫متتاليتين وكون السجون تتبع وزارة الداخلية وليس وزارة العدل وسجن‬ ‫المجهضات وغير ذلك‪" .‬عن جد شي فظيع"‪.‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 14-15‬‬


‫الملف‬

‫هل نحن حقاً مرضى؟‬

‫أوجه تعاطي الطب النفسي المحلي مع المثلية الجنسية في حوار مع المحللة النفسية رينا سركيس شترايب ‬

‫منير عبد اللـه‬ ‫"أنتم الخنازير الذين يجيزون لرجال يجوز‪ ،‬ويخلو من الدقة‪ ،‬أن ننسب العصابية‪،‬‬ ‫الشرطة ضرب اللوطيين‪ .‬ينعتوننا بالشاذين إزاء ظهورها عند المثلي‪ ،‬إلى مثليته"‪.‬‬ ‫بينما تطلقون علينا تسمية مرضى نفسيين وعلى انفصامات بلدنا بمعمعة مفارقاته‪ ،‬نشهد‬ ‫تهذيباً‪ ،‬لكن المعنى ذاته‪ .‬أنتم الذين تتيحون فرقاً‬ ‫ً‬ ‫هائال بين موقفي الطب النفسي اللبناني‬ ‫الفرصة أمام ضربنا واغتصابنا في السجون والقانون اللبناني من المثلية نختصره بالتالي‪:‬‬ ‫وأنتم متورطون بعالجات تعذيبية مع مثليين إزاء طلب المثلي المساعدة النفسية من المحلل‬ ‫يائسين"‪ .‬هذا ما صاح به أحد الناشطين النفسي‪ ،‬يعاونه األخير على تقبل هويته الجنسية‬ ‫المثليين في وجه علماء نفس أميركيين في ال تغييرها عامة (نقول عامة‪ ،‬ألن بعض‬ ‫العام ‪ 1971‬خالل عرض لـ "عالج المقت" المحللين والمعالجين النفسيين اللبنانيين يدعون‬ ‫(‪ ،)Aversion Therapy‬وفيه يعاقب القدرة على عالج المثلي من مثليته)‪ ،‬فكيف‬ ‫الطبيب استجابات المرء اإليجابية نحو الذكور يوفق المثلي نفسه بين نصيحة المحلل النفسي‬ ‫بصدمة كهربائية ويكافئ ردود فعله اإليجابية بتقبل ميوله وبين قانون لبناني يرفضها؟‬ ‫باتجاه الجنس اآلخر‪ .‬وغني عن الذكر انه وعلى هامش الحديث‪ ،‬يتيح انفتاح لبنان على‬ ‫"عالج" غير ناجع ولم تنتج عنه سوى األذية الثقافة الغربية‪ ،‬شرط أن تتقن لغة أجنبية‪،‬‬ ‫الجسدية والنفسية‪.‬‬ ‫االطالع على كامل الجدال الفكري والفلسفي‬ ‫خالل أكثر من ثالثة عقود‪ ،‬تبدل موقف علم والنفسي الغربي والتعمق فيه ومتابعة تطوره‪.‬‬ ‫النفس الغربي من المثليين من أقصى السلبية ونملك حرية الوصول إلى هذه المادة‪ ،‬إما‬ ‫إلى اإليجابية‪ .‬وكما سنشهد الحقاً في هذه من المكتبات الجامعية أو المكتبات المحلية‪.‬‬ ‫المقالة‪ ،‬يتبنى علماء النفس‬ ‫هذا‬ ‫ويفضي‬ ‫تقرأ‬ ‫أن‬ ‫اللبنانية‬ ‫الدولة‬ ‫لك‬ ‫تأذن‬ ‫اللبنانيون الموقف الغربي‬ ‫التفاعل مع الثقافة‬ ‫الغربية إلى خلق‬ ‫نفسه نسبياً‪ .‬ففي العام كتباً‬ ‫مثليتك‬ ‫إن‬ ‫لك‬ ‫تقول‬ ‫أجنبية‬ ‫‪ُ 1973‬حذفت المثلية من‬ ‫عقلية منفتحة ال‬ ‫النسخة الثانية لـ "الدليل ال تشوبها شائبة فيما دستورك تفتقر إلى متنفس‬ ‫التشخيصي واإلحصائي‬ ‫لها على الساحة‬ ‫لالضطرابات العقلية" القانوني يدين ممارساتك‬ ‫المحلية فحسب‬ ‫‪Diagnostic‬‬ ‫(‪and‬‬ ‫بل وتتنافر معها‪.‬‬ ‫‪ Statistical Manuel of Mental‬والواقع أنه مسموح لك أن تفكر بشكل منفتح‬ ‫‪ - Disorders‬أو ‪ ،)DSM‬وهو المرجع وحر‪ ،‬أما أن تعيش بحسب مستوى تفكيرك‬ ‫األميركي الرسمي لـ "الجمعية األميركية فهذا ممنوع‪ .‬وهكذا يُلقى القبض على كتاب‬ ‫للطب النفسي"‪ ،‬وفيه تصنيف لكامل األمراض "الروض العاطر" ويُسحب من المكتبات‪،‬‬ ‫النفسية‪ .‬ومع أن المثلية ليست مرضاً نفسياً‪ ،‬غير بينما يسمح لك قراءة "المركيز دو ساد" في‬ ‫أن المثلي معرض لالضطرابات النفسية بنسبة لغته األصلية‪ ،‬وال تجد نسخة واحدة معقولة من‬ ‫أكبر من المتغايرين بسبب الموقف االجتماعي كتاب "ألف ليلة وليلة" بالعربية‪ ،‬بينما تقرؤها‬ ‫منه‪ ،‬إذ تؤدي كل من الوصمة واإلجحاف بكامل إيروتيكيته بلغة أجنبية‪ .‬وهكذا تأذن لك‬ ‫والتمييز إلى خلق بيئة اجتماعية تتمخض عنها الدولة اللبنانية أن تقرأ كتباً أجنبية تقول لك إن‬ ‫اضطرابات نفسية‪ ،‬أبرزها‪ :‬الميل إلى االنتحار‪ ،‬مثليتك ال تشوبها شائبة فيما دستورك القانوني‬ ‫واإلدمان على مواد مؤذية جسدياً‪ ،‬وخلل في يدين ممارساتك‪ .‬غير أنه في السنوات األخيرة‬ ‫التواصل العاطفي‪ .‬وفي سجال حول المثلية طرأ تحول اجتماعي إيجابي على الموقف من‬ ‫عام ‪ ،1980‬قال العالم النفسي األميركي جاد المثلية‪ ،‬بدءا من ارتفاع وتيرة استخدام كلمة‬ ‫مارمور‪" :‬في مجتمع كمجتمعنا‪ ،‬يتعاطى مع مثلي ً‬ ‫بدال من شاذ ومنحرف في اإلعالم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫المثليين باستخفاف واحتقار على نحو انتظامي‪،‬‬ ‫وصوال إلى تعاون البرنامج الوطني لإليدز مع‬ ‫هذا دون ذكر ممارسة العنف الجسدي عليهم‪ ،‬متطوعين من جمعية "حلم" لمواجهة تفشي‬ ‫يفاجأ المرء بأن عددا كبيراً منهم ال يعانون من مرض اإليدز في لبنان‪.‬‬ ‫التعاسة ومن صورة ذاتية مهشمة نتيجة لظرفهم وبحكم هذا التحول‪ُ ،‬رفع نسبياً الحظر اإلعالمي‬ ‫الموصوم أبداً (…) وهكذا من الجلي أنه ال عن مناقشة المثلية‪ ،‬لكن نالحظ أن عدداً من‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:30 AM‬‬

‫‪16‬‬

‫األطباء والمعالجين النفسيين اللبنانيين يزايدون‬ ‫على الطب النفسي الغربي ويزعمون على‬ ‫صفحات المجالت والكتب امتالكهم القدرة‬ ‫على عالج المثلي‪.‬‬ ‫فقد كتب د‪ .‬سليمان جاري‪ ،‬عضو الجمعية‬ ‫الدولية للبحوث والدراسات الجنسية‪ ،‬في مجلة‬ ‫"الحسناء"‪ ،‬العدد ‪( 1743‬تموز ‪،)2004‬‬ ‫ما يلي‪" :‬هنا نجد مهمة األطباء األخصائيين‬ ‫بالطب الجنسي واالضطرابات الجنسية كبيرة‬ ‫وصعبة‪ ،‬إذ يجب أن يساعدوا المثليين على‬ ‫اإلقالع عن سلوكهم المنحرف‪ .‬وهذا صعب‬ ‫جداً‪ ،‬ولكنه غير مستحيل‪ ،‬وثمة تقنيات علمية‬ ‫اليوم يمكن أن تنجح في تصويب سلوك هؤالء‪،‬‬ ‫وهي متوفرة في المراكز الطبية المتخصصة"‪.‬‬ ‫وفي مكان ثان‪ ،‬وفي فقرة بعنوان "العالج‬ ‫النادر" يؤكد جاري‪ ،‬الذي يرأس "مركز‬ ‫االضطرابات الجنسية والعقم" في بيروت‪ ،‬أنه‬ ‫كطبيب متخصص يرى أن "عالج االنحراف‬ ‫أو الشذوذ الجنسي صعب جداً جداً‪ ،‬وشبه‬ ‫مستحيل‪ ،‬لكننا منذ نحو أربع سنوات‪ ،‬نعمل‬ ‫على طريقة جيدة‪ ،‬تمكننا من إصالح نحو ‪15‬‬ ‫في المئة من الحاالت الشاذة"‪.‬‬ ‫وفي كتاب "الكرامة اإلنسانية في قانون‬ ‫العقوبات" كتبت جيزيل قزعور‪ ،‬معالجة نفسية‬ ‫ودكتورة في علم النفس‪" :‬إن كل تركيبة نفسية‬ ‫– عاطفية مهما تكن وجهتها قادرة على التكيف‬ ‫وإعادة التكيف‪ ،‬فكل العوامل التي تؤدي‬ ‫إلى المثلية مكتسبة‪ ،‬ومصادر اكتسابها هي‬ ‫المؤسسات المسؤولة عن التربية‪ ،‬من عالقات‬ ‫مع األهل مطبوعة بالصور األولية التي تميز‬ ‫األم واألب عند الطفل‪ ،‬من اختبارات جسدية‬ ‫أو جنسية يتعرف عليها الولد أو يتعرض لها‬ ‫في العائلة أو في المدرسة أو ضمن البيئة التي‬ ‫يعيش فيها‪ .‬وليس من كائن غير قادر على‬ ‫التغيير إذا توفرت الدوافع لديه‪ .‬إنما الدوافع‬ ‫الحقيقية هي داخلية‪ ،‬نفسية ومعنوية وال تفرض‬ ‫بالمعاقبة"‪.‬‬ ‫وبهذا تضرب قزعور كامل الجدال الحديث‬ ‫الذي يسعى إلى تعليل المثلية إلى الجينات‪،‬‬ ‫مع العلم أنها تشير إليه في بحثها المذكور‬ ‫أعاله‪ ،‬لكنها تعتبر كل العوامل المعنية مكتسبة‬ ‫فحسب‪.‬‬ ‫هنا لقاء مع المحللة النفسية رينا سركيس‬ ‫شرايب‪ ،‬التي تجيب على السؤال‪ :‬هل يتفق‬

‫المحلل النفسي اللبناني على أن المثلية ميل لألسف‪ ،‬ال نجتمع كفاية حول طاولة مستديرة‬ ‫لتداول السجال الفكري الفلسفي حول مدارس‬ ‫طبيعي أم خالفه؟‬ ‫"كما هو معروف‪ ،‬لم يبدأ علم النفس في منطقتنا علم النفس المتعددة والكثيرة ومناقشة تناقضاتها‬ ‫ولم يتطور فيها‪ ،‬فنحن نتبنى نظريات علم والمقارنة بين مختلف وجهات نظرها‪ .‬ومع‬ ‫النفس بالتوازي مع تطورها في الغرب وبالتالي ذلك‪ ،‬هناك اتفاق على لهجة موحدة بيننا فيما‬ ‫نتبع التصنيف الغربي للمثلية‪ ،‬وبحسب النسخة يخص تعريف األمراض النفسية وتصنيفاتها‪.‬‬ ‫األخيرة للـ ‪ ،DSM‬ما من تصنيف للمثلية فيه‪ .‬لكن يجب أال يغيب عنا أن المحلل النفسي‬ ‫ورسمياً‪ ،‬يتفق أعضاء جمعية علماء النفس اللبناني ينتمي إلى بلد ومجتمع ودين وله‬ ‫الغربيين على أن المثلية ليست مرضاً عقلياً آراؤه الشخصية المتطبعة بما تفكر به العائلة‬ ‫أو اضطراباً نفسياً‪ .‬وعلى الصعيد المحلي‪ ،‬من والمجتمع وما تخلفه من ضغوط تثقل كاهله‬ ‫المفترض على المحلل النفسي تبني الموقف وتحدد طريقه إلى عالقته مع طالب المساعدة‬ ‫نفسه‪ ،‬وأي محلل أو معالج نفسي يعد المثلي‪ ،‬النفسية‪.‬‬ ‫أو أولياءه‪ ،‬بـ "معالجته" من مثليته‪ ،‬يكون يقدم هموم المثلي‬ ‫على هرطقة فحسب‪ .‬والواقع أن المحلل النفسي "نادراً ما جاءني مثلي يرغب في تغيير ميوله‬ ‫الجنسية‪ .‬ومعظم المشكالت التي يطرحونها‬ ‫يستجيب لكرب األهل ال لحاجات المثلي‪.‬‬ ‫"فلنكن واضحين ليست المثلية مرضاً‪ ،‬فكيف علي‪ ،‬مثلها مثل مشكالت المتغايرين‪ ،‬ذات‬ ‫تعالجها؟ وكيف يمكن قلب الرغبة والغريزة ارتباط بالتواصل العاطفي مع الشريك‪ ،‬زائد‬ ‫الفطرية باتجاه موضوع جنسي ما بهدف ما يواجهون من مشكالت ناتجة عن عيش‬ ‫تحويلها نحو موضوع جنسي آخر كي يتفق حياة مزدوجة واالضطرار إلى الكذب إلخفاء‬ ‫مع المعايير االجتماعية؟ إنه أمر غير واقعي هويتهم الجنسية‪ .‬ويبحث معظم طالبي العالج‬ ‫ويتعارض مع أمانة الحرفة‪ .‬وأكرر من جديد‪ :‬المثليين عن انسجام بين طريقة تفكيرهم‬ ‫وأحاسيسهم مع سلوكياتهم‪،‬‬ ‫تؤدي كل من الوصمة واإلجحاف والتمييز إلى‬ ‫إذ أن النزاع الذي يعيشونه‬ ‫خلق بيئة اجتماعية تتمخض عنها اضطرابات والحرب المتواصلة التي‬ ‫يخوضونها إزاء صراعهم مع‬ ‫نفسية‪ ،‬أبرزها‪ :‬الميل إلى االنتحار‪ ،‬واإلدمان أوليائهم وفي مواجهة المجتمع‪،‬‬ ‫وعلى األخص‪ ،‬العقلية التي‬ ‫على مواد مؤذية جسدياً‪...‬‬ ‫كبروا معها‪ ...‬كل ذلك يخلف‬ ‫فيهم الشك في ذواتهم‪.‬‬ ‫هذه هرطقة‪ ،‬وهي أقرب إلى أن تدعي مقدرتك "وبحسب خبرتي الشخصية‪ ،‬يتعاطى األولياء‬ ‫مساعدة إنسان مقعد وتعده بأنه سيمشي يوماً‪ .‬عامة مع المثلية على نحو شديد االنحراف في‬ ‫وال أقصد بهذا التشبيه بأن المثلي مقعداً نفسياً لبنان‪ ،‬ففي لحظة من اللحظات يكتشف أولياء‬ ‫وإنما توضيحاً لتعذر األمر‪ .‬ومن يعتبر المثلية المثلي الميول الجنسية البنهم‪/‬ابنتهم ويتأكدون‬ ‫خياراً شخصياً ال ً‬ ‫ميال فطرياً‪ ،‬فليكن أكيداً أنه منها‪ ،‬لكنهم ال ينبسون بحرف حول الموضوع‬ ‫ليس خياراً‬ ‫ً‬ ‫سهال على اإلطالق‪ .‬أنا متأكدة من وذلك كي ال تراوده راحة البال ويأخذ راحته‬ ‫أنه لو كان للمثلي الخيار في أن يكون مشتهياً بسلوكه‪ .‬فيعم التعتيم على المسألة‪ ،‬تعتيم‬ ‫للجنس لآلخر لفعلها وأراح نفسه من كل الهموم ال يخترقه سوى إرسال إشارات مبطنة‬ ‫االجتماعية التي يدفعها ثمناً لهويته الجنسية‪ .‬و"تلطيش" ما يولد مناخاً خالياً من السوية‬ ‫شخصياً أعتبر أن إخفاق المثلي التام يكمن في النفسية‪ .‬وتتمحور العالقة بين االثنين وتبنى‬ ‫على سكوت هائل الثقل‪ ،‬على موضوع هائل‬ ‫رفض هويته الجنسية فحسب‪.‬‬ ‫"وإن كانت المثلية خياراً شخصياً حقيقة‪ ،‬لماذا الضخامة‪ ،‬وحاضر في المنتصف وكالهما‬ ‫نجد أعلى نسبة انتحار عند المراهقين عند يتجاهله‪ .‬وهكذا تتحول العالقة إلى مناورات‬ ‫المراهق المثلي؟ إن األخير عرضة لالنتحار وكالم موارب ومراوغة للموضوع‪ .‬أما "الفيل"‬ ‫أكثر من غيره نتيجة الموقف االجتماعي من الحاضر كل الوقت في المنزل فنرفض رؤيته‬ ‫ميوله الجنسية ال طبيعتها‪ ،‬إذ ال يفهم المراهق وكالنا يتصرف باعتباره غير موجود‪ .‬ومع‬ ‫المثلي ما ينتابه من أحاسيس إزاء اكتشاف أنني أعرف أنك تدرك وجوده‪ ،‬وأنت تعرف‬ ‫جنسانيته ويظنها خاطئة‪ .‬وتنتابه عزلة عميقة ال جيداً بأنني أدرك وجوده‪ ،‬لكن يجب أال نسمح‬ ‫تحتمل لتصوره استحالة التحدث عن الموضوع باالعتراف بوجوده بأي شكل من األشكال‪،‬‬ ‫مع أي إنسان أو اللجوء إلى والديه‪ ،‬ويعجز عن فينتج القمع غير المباشر من خالل الصمت‪.‬‬ ‫ويتم إبقاء هذا الفيل الهائل طي الكتمان لحفظ‬ ‫التصالح مع هذا التابو االجتماعي‪.‬‬ ‫"في عودة إلى سؤالك‪ ،‬على الرغم من لقاء ماء الوجه على حساب الصحة النفسية وسوية‬ ‫علماء النفس والمحللين اللبنانيين خالل الروابط العائلية‪ .‬وهذا السلوك نفسه يتسلل إلى‬ ‫المحاضرات والمؤتمرات المحلية‪ ،‬نحن‪ ،‬المجتمع اللبناني ويجد انعكاس تام له‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫نسبة المثليين في مجتمعاتنا‬ ‫"بحسب اإلحصاءات العالمية‪ ،‬كل مجتمع‪،‬‬ ‫على تنوعه‪ ،‬يشكل المثليين نحو ‪ 10‬في المئة‬ ‫منه‪ ،‬لكن ال تشمل هذه األرقام مزدوجي الميل‬ ‫الجنسي‪ ،‬أو المثليين الذين هم ليسوا على استعداد‬ ‫بعد للتسليم بجنسانيتهم‪ ،‬أو الذين مارسوا تجارب‬ ‫عابرة من باب الحشرية‪ ،‬أو حتى الذين يرغبون‬ ‫في اختبار المثلية لكنهم يمتنعون بسبب الروادع‬ ‫االجتماعية‪ .‬وعلى األرجح‪ ،‬فإن الرقم أكبر‬ ‫في العالم العربي بسبب الطبيعة االصطناعية‬ ‫لمجتمعاتنا‪ ،‬فالتعاطي مع الجنس اآلخر ال يتم إال‬ ‫بشكل محدود جداً ويكتنفه الكثير من التابوهات‬ ‫والممنوعات‪ ،‬التي تصل عواقبها إلى حد تهديد‬ ‫حياة المرء‪ ،‬بدءاً من الفضيحة وانتها ًء بجرائم‬ ‫الشرف‪ ،‬ما يساهم في خلق مثليين باإلكراه‪.‬‬ ‫فمجتمعاتنا ال تتيح للمراهق أن يختبر أولى‬ ‫مشاعره الجنسية التلقائية والنابعة عن حاجات‬ ‫بيولوجية مع الجنس اآلخر‪ ،‬فيضطر إلى‬ ‫اختبارها مع الشخص المسموح لك التواصل‬ ‫معه كونه من الجنس نفسه"‪.‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 16-17‬‬


‫الملف‬

‫تشويه صورة المثلي في اإلعالم المحلي‬

‫منير عبد اللـه‬

‫على تنوع اإلعالم المكتوب‪ ،‬وبجودته أو رداءته‪ ،‬بدءاً من المطبوعات المبتذلة التي تلفق أخبارها الفضائحية‪ ،‬مروراً بالمجالت التي تغطي أخبار‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى الصحف اليومية المحلية‪ ،‬يتفق اإلعالم المحلي عامة على التعاطي بعدائية متفاوتة مع المثلية الجنسية‪.‬‬ ‫النجوم‪،‬‬ ‫لقد درجت العادة أخيراً على اتباع طقس صحافي ثابت‪ ،‬فبمجرد إطالق عشرة شبان منهم علناً‪ ،‬وللمرة األولى في لبنان‪ ،‬في تظاهرة شعبية كبيرة‬ ‫مطبوعة جديدة‪ ،‬نجد أن المثلية الجنسية حاضرة على غالفات أعدادها في العاصمة‪ ،‬دعماً لشعب العراق (…) هؤالء كانوا يشاركون علناً‬ ‫األولى‪ ،‬في استغالل مباشر للموضوع‪ ،‬لمحاولة الترويج للمجلة باعتبارها تحت أعين القوى األمنية المكلفة توفير األمن للمتظاهرين!"‪.‬‬ ‫مغايرة وجريئة الختراقها صمت أحد التابوهات االجتماعية‪ .‬وفي الواقع‪ 10 ،‬ـ صبغ وجدان المثلي بالتفاهة واعتباره فاسقاً وتأطيره بأن ال هم له‬ ‫تأتي مقاربة هذه المطبوعات خالية من الدقة‪ ،‬وغير موضوعية‪ ،‬ومعتمدة سوى البحث عن "فحله" و"النكاح" معه‪.‬‬ ‫على التعميم‪ ،‬ومتبنية للنمطية واألحكام االجتماعية المسبقة في تحليالتها‪ 11 ،‬ـ القلق من تزايد عددهم‪" :‬نسبتهم المرتفعة تؤكدها األيام التي تتوالى‬ ‫فتروج لها ً‬ ‫حتى أصبحنا نراهم ونقابلهم في أعمالنا وحياتنا اليومية"‪ .‬في الواقع‪ ،‬ما‬ ‫بدال من تمحيصها‪ ،‬ما يجرد محاولتها من الجرأة المبتغاة‪.‬‬ ‫وهنا مجموعة من المالحظات العامة عن تعاطي اإلعالم المحلي مع من شيء يؤكد تزايد أو تراجع أعداد المثليين‪ .‬المؤكد‪ ،‬أن نسبة المثليين‬ ‫الذين يرفضون العيش في الخفاء هو المتزايد وحسب‪.‬‬ ‫المثلية‪ ،‬بدرجات متفاوتة‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ اتباع أسلوب فضائحي تشهيري في نشر أخبار المثليين‪ ،‬وكلما ‪ 12‬ـ الترويج لفكرة أن المثلي على عداوة مع المرأة‪.‬‬ ‫ازدادت رداءة مستوى المطبوعة‪ ،‬تجيء مقاربة المثلية خالية من ‪13‬ـ مطالبة البعض بتعاط متسامح مع المثليين في موقف متسامح ينبع‬ ‫الحقائق‪ ،‬ومعتدية‪ ،‬وساخرة‪ ،‬ومفتقرة إلى أدنى اعتبار لمشاعر المثليين‪ .‬من شفقة ال من واقع أنه حقهم الجوهري ما يؤكد مرضيتهم‪" :‬فهم وإن‬ ‫‪ 2‬ـ الترويج لكليشيه أن المثليين هم نساء في أجساد رجال‪ ،‬ما يندرج من كانوا شاذين أو منحرفين جنسياً‪ ،‬فهذا ال يمنع أنهم بشر من لحم ودم (…)‬ ‫ضمن عدم اإلخالل باألمن االجتماعي الذي يفقد توازنه بمجرد االعتراف وقد رمى بهم قدرهم في سجن هذه الحالة الجنسية الصعبة‪ ،‬فهذا ال يعطينا‬ ‫بوجود رجال مثليين‪ ،‬يتماثلون مع المفهوم السائد للذكورة‪ .‬فلطالما أن أبداً الحق بمحاكمتهم بقسوة متطرفة"‪.‬‬ ‫المثلي هو في النهاية امرأة مسجونة في جسد رجل فإن الذكورة بألف ‪14‬ـ اعتماد الصحف والمجالت الفرنكوفونية واألنكلوفونية موقفاً إيجابياً‬ ‫ومنفتحاً من المثلية الجنسية‪ ،‬ال نجد له انعكاساً‬ ‫خير‪.‬‬ ‫المطبوعة‪،‬‬ ‫مستوى‬ ‫رداءة‬ ‫ازدادت‬ ‫كلما‬ ‫في المطبوعات العربية‪ ،‬ما يجذر الفكرة القائلة‬ ‫‪ 3‬ـ اإللغاء شبه الكامل لوجود كل من‬ ‫المثلي غير المخنث‪ ،‬وللمثلية األنثوية‪ ،‬تجيء مقاربة المثلية خالية من الحقائق‪ ،‬أن المثلية الجنسية هي بدعة غربية‪.‬‬ ‫نخص مقالة "اإلسالم ومثليو الجنس"‪ ،‬الموقعة‬ ‫ووضع المثلية الذكورية موضع العدو‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ في عدد من المطبوعات‪ ،‬يُنعت ومعتدية‪ ،‬وساخرة‪ ،‬ومفتقرة إلى أدنى من المرجع الديني السيد محمد حسين فضل‬ ‫اللـه‪ ،‬والمنشورة في صحيفة "النهار" (األحد‬ ‫المثليين‪ ،‬من دون أدنى شفافية‪ ،‬بالتالي‪ :‬اعتبار لمشاعر المثليين‬ ‫ً‬ ‫‪ 25‬تموز ‪ ،)2004‬باهتمام خاص‪ ،‬أوال‪،‬‬ ‫أبناء قوم لوط‪ ،‬منحرفون جنسياً‪ ،‬شاذون‬ ‫ً‬ ‫جدال‪ ،‬خاصة أن كاتبها مشهور‬ ‫لحظوة كاتبها بسلطة دينية مسلّم فيها‬ ‫جنسياً‪ ،‬أشباه رجال في أثواب نساء‪ ،‬غريبي األطوار‪ ،‬غير طبيعيين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 5‬ـ تعبير عدد من الصحافيين عن دهشتهم من مطالبة المثليين باالعتراف بفصاحته وسعة اطالعه‪ ،‬وثانيا‪ ،‬لما فيها من أخطاء علمية وترويج‬ ‫ً‬ ‫أصال وال تستدعي‬ ‫فظيع للعدائية ضد المثليين‪ ،‬ما يمثل عدائية حاضرة‬ ‫بحقوقهم‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ إعجاب ورغبة خفية في االنتماء إلى عالم المثليين الذي ينقل كأنه التأجيج‪.‬‬ ‫فانتازيا من عالم ألف ليلة وليلة‪" :‬الدخول إلى هذا العالم محفوف بكثير يستهل فضل اللـه مقالته بتوضيح موقف الدين من المثلية الجنسية‪ ،‬على‬ ‫نحو مغلق وال يحتمل النقاش‪" :‬تعد من الكبائر التي يستحق اإلنسان‬ ‫من مخاطر "اإلعجاب"‪ .‬فعليك االحتراس"‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ الترويج لمعلومات صحية خاطئة وتقديمها باعتبارها وقائع علمية‪ :‬عليها عقاب اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬بما في ذلك دخول النار"‪ .‬هنا يبدو‬ ‫"مثليو الجنس يساهمون في ارتفاع نسبة انتشار اإليدز"‪ .‬والواقع أنه فضل اهلل رافضاً والغياً حكماً القراءات الدينية الحديثة األكثر تسامحاً مع‬ ‫نتيجة ارتفاع نسبة وعي المثليين لمرض اإليدز وممارستهم الجنس المثلية الجنسية والتي طرأت على الموقف الديني من المثلية في الديانات‬ ‫اآلمن‪ ،‬أثبتت اإلحصاءات تراجع نسبة انتشار فيروس اإليدز بين المثليين السماوية الثالث‪ .‬ويتابع فضل اهلل في المقالة نفسها‪" :‬وذلك إضافة إلى‬ ‫ما اكتشفه الطب أخيراً من أن الشذوذ الجنسي المذكر قد يساهم في إيجاد‬ ‫وارتفاع حدته لدى مشتهي الجنس اآلخر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 8‬ـ اعتبار المثلية بدعة غربية ونفي تاريخ عربي‪/‬إسالمي حافل بالمثلية‪ ،‬بعض األمراض المعروفة كاإليدز"‪ .‬يستغرب المرء كيف أن رجال ذا‬ ‫زعامة طائفية رئيسية‪ ،‬ومرجعاً دينياً ذا موقع على قدر من المسؤولية‬ ‫تجلى في الشعر والموسيقى‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ استغراب تسامح السلطات األمنية المحلية مع خصوصية المثليين العالية‪ ،‬يروج لمعلومات طبية خاطئة‪ ،‬فالطب يؤكد أن العالقات الجنسية‬ ‫ً‬ ‫تساهال‪" :‬غير أن المفاجأة الكبرى في هذا السياق‪ ،‬المثلية المذكرة ال تساهم في إيجاد أي مرض كان على اإلطالق وإنما‪،‬‬ ‫وحقوقهم واعتباره‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والتي شكلت تحوال خطيرا على صعيد االعتراف شبه الرسمي بوجود مثلها مثل العالقات المشتهية للجنس اآلخر‪ ،‬تنقل العدوى في حال التقطها‬ ‫"قوم لوط" في البالد‪ ،‬حدثت في ‪ 15‬آذار ‪ ،2003‬وذلك عندما شارك المرء من شخص آخر مصاب بفيروس اإليدز أو غيره من األمراض‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:30 AM‬‬

‫‪18‬‬

‫وحسب‪ .‬وهو بقوله هذا يروج للخطأ الشعبي الشائع‪ ،‬الناتج عن قلة‬ ‫اإلطالع‪ ،‬الذي يفترض أن مجرد وصال جنسي بين ذكرين معافيين يولد‬ ‫اإليدز‪ ،‬ليثبته فضل اللـه كواقع علمي نسبة لشهرته ومرجعيته الدينية‬ ‫وسعة ثقافته‪.‬‬ ‫ويعتبر فضل اللـه أن الزواج المثلي "مجرد حاالت نفسية يخيل فيها لهذا‬ ‫الطرف أنه زوج للطرف اآلخر والعكس صحيح‪ .‬لهذا نعتقد أن العالقات‬ ‫اإلنسانية ال تنطلق من مجرد حاالت مزاجية تتحرك في نطاق الرغبات‬ ‫الطارئة لإلنسان‪ ،‬أو الرغبات المرضية لإلنسان"‪ .‬وهو بهذا يختصر‬ ‫كيان المثلي ووجوده بحالة مزاجية راضخة لرغبة طارئة مرضية‬ ‫وبالتالي فإن المثلي عاجز عن التبادل العاطفي والقيام بعالقات عاطفية‬ ‫ إنسانية سوية‪.‬‬‫وبعد تجريد المثلي من القدرة على تبادل العواطف‪ ،‬يثير فضل اهلل في‬ ‫القارئ القرف من العالقة الجنسية المثلية‪ ،‬إذ يصور العالقة الجنسية‬ ‫الشرجية بين ذكرين على النحو اآلتي‪" :‬أما الشذوذ الجنسي المذكر‪،‬‬ ‫فإننا نجد أن العضو الذي تمارس فيه هذه العالقة ليس معداً في طبيعته‬ ‫الستقبال عضو الرجل الجنسي وخصوصاً من جهة ضيق المكان واآلالم‬ ‫المالزمة‪ ،‬بحيث يحتاج األمر إلى ما يشبه العملية الجراحية إليجاد مكان‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أن هذا‬ ‫يمكن أن يتحرك فيه العضو الجنسي للرجل‪ .‬هذا‬ ‫ً‬ ‫العضو الذي اعد إلخراج الغائط من الرجل‪ ،‬يعطي نوعا من أنواع التقزز‬ ‫النفسي بشكل طبيعي إال‬ ‫يختصر فضل اللـه كيان المثلي إذا عاش اإلنسان في حالة‬ ‫غيبوبة عنه بفعل اللذة‬ ‫ووجوده بحالة مزاجية راضخة‬ ‫التي يحصل عليها أو بفعل‬ ‫لرغبة طارئة مرضية وبالتالي العادة التي ربما يكون‬ ‫قد خضع لها من الناحية‬ ‫فإن المثلي عاجز عن التبادل‬ ‫النفسية أو من نواح أخرى‬ ‫بعالقات محيطة بظروفه الجنسية‪.‬‬ ‫العاطفي والقيام‬ ‫كما أنه ال يحدث تفاعل‬ ‫عاطفية ‪ -‬إنسانية سوية ‬ ‫كبير بالمعنى الجسدي‬ ‫بين الرجل والرجل اآلخر‬ ‫يكون مساوياً في حجمه‬ ‫وطبيعته للتفاعل بين الرجل والمرأة‪ ،‬لتكون المسألة مجرد حالة يقذف‬ ‫فيها الرجل في دبر الرجل اآلخر نطفته‪ ،‬من دون أي تفاعل روحي‬ ‫ونفسي في هذا المجال"‪ .‬من أين لرجل دين أن يدرك كيف تتم الممارسة‬ ‫الجنسية بين ذكرين؟ أو أن يفقه بكبر أو ضآلة التفاعل العاطفي الذي‬ ‫يحدث إثر وصال ذكرين؟ ولو كانت الممارسة الجنسية الشرجية أشبه‬ ‫بعملية جراحية حقيقية‪ ،‬لكانت مستشفياتنا تغص بالمثليين ومشتهيي‬ ‫الجنس األخر على السواء‪.‬‬ ‫مواقف إيجابية‬ ‫ُ‬ ‫في عدد من الصحف المحلية اعتمدت تسمية المثلية الجنسية‪ ،‬التعبير‬ ‫العلمي المحايد‪ً ،‬‬ ‫بدال من األسماء الجائرة المذكورة أعاله‪ .‬لكن ال‬ ‫يزال معظم الصحف يرفض نشر مقاالت تتحدث بإيجابية أو بانفتاح‬ ‫عن الموضوع‪ .‬وفيما يمتلك المعادون للمثلية الجنسية ألف بوق وبوق‬ ‫إعالمي للتنفيس عن كراهيتهم للمثليين‪ ،‬ال يملك هؤالء سوى مساحة‬ ‫شديدة الضيق للتعبير عن أنفسهم‪ .‬ولتمهيد الطريق أمام التغيير‪ ،‬فإن‬ ‫نقابة الصحافة اللبنانية مطالبة بفرض صالحياتها بحظر استخدام تعابير‬ ‫جائرة ومهينة بحق فئة اجتماعية من المفترض الكف عن االستخفاف بها‬ ‫واحترام حقها في الوجود‪ .‬واإلعالم مطالب بأن يفسح المجال أمام جميع‬ ‫اآلراء بتنوعها لخلق سجال حول كافة المواضيع االجتماعية‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 18-19‬‬


ILLUSTRATION BY REESHEH

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 20-21

21

20

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:31 AM


‫الملف‬ ‫لتحديد موقع رهاب المثلية في العصر القديم‬ ‫علينا تحديد موقعه في الكتابة اإلغريقية‪ .‬لكن‬ ‫يجدر القول إن النصوص اإلغريقية المتوفرة‬ ‫لنا هي مجرد جزء صغير من أدبيات باتت‬ ‫اآلن مفقودة في أغلبها‪ .‬والواقع أن الخبير في‬ ‫الكالسيكيات جون ج وينكلير يحذر من أن‬ ‫النصوص اإلغريقية الباقية ال تمثل المجتمع‬ ‫القديم ككل‪ ،‬بل تعكس أعراف شلة صغيرة من‬ ‫المواطنين الذكور البالغين المتعلمين والمنتمين‬ ‫إلى الطبقة الراقية ونظريات بضعة فالسفة‬ ‫ربما تعرضت أفكارهم وكتاباتهم لإلهمال أو‬ ‫السخرية من قبل أكثر اإلغريق‪.‬‬ ‫وال نجد في أي مكان في الفكر اإلغريقي‬ ‫إدانة للنشاط المثلي بين ذكرين من أي عمر‪،‬‬ ‫طالما توافق مع التعليمات البسيطة جداً للسلوك‬ ‫الجنسي القويم‪ ،‬التي كانت تمنع الدعارة‪،‬‬ ‫والجنس مع األوالد أو العبيد تحت سن البلوغ‪،‬‬ ‫وبعض أشكال المضاجعة‪.‬‬ ‫وفي "الوليمة"‪ ،‬التي كتبها الفيلسوف اإلغريقي‬ ‫أفالطون نحو العام ‪ 386‬ق م‪ ،‬يُفسر الحب دائماً‬ ‫باعتباره حباً مثلياً‪ ،‬ومن الفرضيات المؤكدة أن‬ ‫الحب بين الذكور هو الشكل األسمى للحب‪ .‬ومع‬ ‫أنه يمكن التعبير عنه روحياً ال جسدياً – وطبقاً‬ ‫لسقراط يجب أن يكون كذلك – ال يبدي أح ُد من‬ ‫المتحاورين في الكتاب انزعاجاً من احتمال أن‬ ‫يترافق حب مثل هذا مع الجنس‪.‬‬

‫ممنوعات معينة‬

‫ولم ُتدن العادات اإلغريقية الجنس الذي ال‬ ‫يتوخى اإلنجاب‪ ،‬ولم يعلق القانون اإلغريقي‬ ‫على العالقات بين أفراد من الجنس نفسه‪ ،‬ماعدا‬ ‫ممنوعات معينة مثل االغتصاب وااللتقاء بين‬ ‫العبيد واألوالد األحرار أو بين البالغين واألوالد‬ ‫تحت سن البلوغ‪ .‬ولم يعتبر اإلغريق الرغبة‬ ‫أو الممارسة المثلية مسألة من مسائل التنظيم‬ ‫الديني‪ .‬لكنهم حكموا على األفعال والعالقات‬ ‫المثلية لجهة تأثيرها في األعراف االجتماعية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أهمية في المجتمع‬ ‫وعلى منزلة الفرد األكثر‬ ‫اإلغريقي‪ ،‬أي المواطن الذكر البالغ‪.‬‬ ‫واليوم نميل عموماً إلى اعتبار المثلية معارضة‬ ‫ً‬ ‫انشغاال بالرغبة‬ ‫بشكل تام للتغاير‪ ،‬باعتبارها‬ ‫ً‬ ‫في أفراد من الجنس نفسه وتكرسا إلى ممارسة‬ ‫الجنس مع أفراد من الجنس نفسه‪ .‬لكن اإلغريق‬ ‫كانت ستحيّرهم فكرة أن المرء يمكن أن يُقيّم‬ ‫على أساس موضوع رغبته الجنسية‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن فعل جنسي معين‪ ،‬أو أن المرء يمكن‬ ‫أن يكون "مثلياً" أو "متغاير الجنس"‪.‬‬ ‫ويتوافر بعض الدليل على أن اإلغريق اعتقدوا‬ ‫أنه كان من واجب الذكور السلبيين ـ أي األوالد‬ ‫والرجال األصغر سناً المتوفرين للممارسة‬ ‫الجنسية ـ قبول اإليالج‪ ،‬لكن لم يكن من واجبهم‬ ‫االستمتاع به‪ .‬وكانت النساء الجهة الوحيدة‬ ‫المفترض فيها االستمتاع طبيعياً من اإليالج‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى الرجال األصغر سناً كان األمر‬

‫حين أجاز‬ ‫أفالطون‬ ‫المثلية‬ ‫ثم قنن‬ ‫رهابها‬ ‫أول قانون معروف‬ ‫يعاقب على‬ ‫الممارسة الجنسية‬ ‫المثلية يعود إلى‬ ‫الحقبة اإلغريقية‬ ‫عبد الرحمن أياس *‬ ‫مذلة ض��روري��ة‪ ،‬ترتبط بمنزلتهم الجنسية‬ ‫المتدنية‪.‬‬ ‫وكان يُتوقع من الذكور البالغين يلعبوا الدور‬ ‫اإليجابي – أي اإليالجي – في الممارسة‬ ‫الجنسية‪ ،‬ألنهم‪ ،‬كذكور بالغين‪ ،‬كانوا في منزلة‬ ‫متفوقة في المجتمع‪ .‬ويشير ديفيد هالبيرين إلى‬ ‫أن الجنس في أثينا القديمة لم يكن "يُحاك في‬ ‫شبكة ِمن التبادل"‪ً .‬‬ ‫فبدال من ذلك‪ ،‬كان "تجربة‬ ‫مستقطبة بعمق"‪ ،‬كانت تقسم المشاركين‬ ‫وتصنفهم وت��وزع��ه��م إل��ى "ف��ئ��ات متميزة‬ ‫ومتعارضة بشكل جذري"‪.‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:32 AM‬‬

‫‪22‬‬

‫وليست "الوليمة" استثناءً‪ ،‬فكثير من األدبيات‬ ‫اإلغريقية األخ��رى امتدح العالقات الطويلة‬ ‫المدى والمخلصة بين الرجال‪ .‬ولم يكن االقتصار‬ ‫على شريك واحد‪ ،‬بل السلبية الجنسية والنهم‬ ‫والخنوثة‪ ،‬أمور غير طبيعية أو غير مقبولة‪.‬‬ ‫ومع أنه افتُرض أن أكثر الرجال ال يستطيعون‬ ‫أن يستمتعوا بأن يُولَجوا‪ ،‬ومن المحتمل أنه كان‬ ‫يجب عليهم أال يستمتعوا‪ ،‬اعتقد اإلغريق أيضاً‬ ‫أن بعض الرجال كانوا يستمتعون بذلك‪ .‬وعلى‬ ‫مسألة من كان يستمتع بماذا – أي طبيعة ذلك‬ ‫االستمتاع وطبيعة ذلك الفرد – قام معظم رهاب‬ ‫المثلية اإلغريقية‪.‬‬ ‫ول��م تربط وجهة النظر اإلغريقية األفعال‬ ‫المثلية المقبولة بانعدام الرجولة أو "الخنوثة"‪.‬‬ ‫وفي الحقيقة‪ ،‬تفتقر اللغة اإلغريقية الكالسيكية‬ ‫إلى مكافئ دقيق لمفهومنا الخاص للخنوثة‪ .‬لقد‬ ‫كان أغاثون فخوراً بمنزلته كشاعر‪ ،‬ومتكبراً‬ ‫حتى في شخصيته كذكر متخنث؛ يبدو أنه كان‬ ‫يعتبر نفسه أرفع رتبة من الناس األقل سعة‬ ‫في الخيال‪ ،‬و"غير المهذبين"‪ ،‬و"المشعرين"‪.‬‬ ‫وكان أغاثون من دون شك معروفاً شخصياً‬ ‫لدى العديدين في جمهور الشاعر المسرحي‬ ‫أرسطوفانس‪ ،‬الذين كان يمكنهم االستمتاع‬ ‫بالهجاء‪ .‬لكن أغاثون مثّل أيضاً طبقة من الناس‬ ‫يعرفها الجمهور أيضاً‪ .‬وفي رأي أرسطوفانس‪،‬‬ ‫يخل رجال مثل أغاثون – ليسوا ذك��وراً وال‬ ‫إناثاً – بنظام المجتمع؛ يُدخل الجسم المذكر‬ ‫فوضى وفساداً إلى المجتمع‪ .‬وبالطبع‪،‬‬ ‫المفسد‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عمال كوميدياً‪،‬‬ ‫كتب أرسطوفانس حول أغاثون‬ ‫ً‬ ‫فلسفة‪ .‬لكن اإلغريق الذين حضروا هذه‬ ‫وليس‬ ‫المسرحيات ربما قرأوا هجاءه للخنوثة ليس‬ ‫فقط ككوميديا صاخبة بل كتحذير أكثر وعياً من‬ ‫نتائج خيانة مماثلة للنفس – شكل من أشكال‬ ‫فقدان السيطرة — بالنسبة إلى كل من الفرد‬ ‫والدولة‪.‬‬ ‫لكن أفالطون كتب فلسفة‪ .‬وكان أغاثون كما‬ ‫ص�� ّوره أرسطوفانس النقيض الهزلي لرجل‬ ‫أفالطون النبيل‪ ،‬الذي يسكن عالماً ال مكان‬ ‫فيه للنساء وال للخنوثة‪ .‬فالعشاق عند أفالطون‬ ‫رجال حقيقيون‪ ،‬بينما أغاثون‪ ،‬بجنسه المشوش‬ ‫ً‬ ‫رجال على اإلطالق‪.‬‬ ‫والمريب‪ ،‬ليس‬ ‫في أواخر حياته‪ ،‬نحو العام ‪ 350‬ق م‪ ،‬وضع‬ ‫أفالطون آخر أعماله الرئيسية‪" ،‬القوانين"‪ ،‬وفيه‬ ‫يورد آرا ًء في العشق بين الذكور تتناقض مع تلك‬ ‫التي سبق أن أوردها في عمله الرئيسي اآلخر‪،‬‬ ‫"الوليمة"‪ .‬ففي "القوانين" يستنكر أفالطون‬ ‫الروحانية المثلية – اإليروتيكية المثالية‪ ،‬ويقول‬ ‫إن السلوك المثلي مخالف للطبيعة‪ .‬وبذلك تبرز‬ ‫"القوانين" كأحد النصوص المعروفة األولى‬ ‫تجرم لسلوك المثلي وتقنن رهاب المثلية‪.‬‬ ‫التي ّ‬ ‫وأث��ن��اء تخيل ال��دول��ة ف��ي ح��وار بين أثيني‬ ‫وإسبرطي في الكتاب‪ ،‬تبرز مسألة السلوك‬ ‫الجنسي‪ .‬ويالحظ اإلسبرطي أنه في إسبرطة‪،‬‬

‫ي��ك��ون الجنسان معزولين وذلك‬ ‫للترويج للفضيلة بين الشبان‪ ،‬الذين‬ ‫يأكلون معاً وينخرطون معاً في‬ ‫التمارين الرياضية الصارمة‪ .‬ويدعي‬ ‫األثيني أن المجموعات المقتصرة‬ ‫على الشبان قد تستولد ث��ورة‪ .‬لكن‬ ‫اعتراضه الحقيقي يستند إلى إمكانية‬ ‫النشاط المثلي غير الطبيعي بينهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عزال كهذا يبدو أنه "أفسد‬ ‫ويقول إن‬ ‫المتع الطبيعية للجنس" بسبب النشاط‬ ‫المثلي ال��ذي يشجع عليه‪ .‬ويصر‬ ‫األثيني على أن الرجل والمرأة حين‬ ‫يلتقيان لينجبا "يبدو أن االستمتاع‬ ‫يظهر طبيعياً تماماً"‪ .‬لكن الممارسة‬ ‫الجنسية المثلية والمساحقة "جريمتان‬ ‫مخالفتان للطبيعة من المرتبة األولى"‪،‬‬ ‫ونتيجة لعدم قدرة الرجال والنساء"‬ ‫على السيطرة على رغباتهم"‪.‬‬ ‫لماذا الممارسة الجنسية بين أفراد‬ ‫من الجنس نفسه "مخالفة للطبيعة"؟‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ ،‬يجادل األثيني‪ ،‬ألن الغرض‬ ‫الشرعي الوحيد للجنس هو اإلنجاب‪.‬‬ ‫وثانياً‪ ،‬ألن الممارسة الجنسية المثلية‬ ‫نتيجة لحوافز ق��اه��رة‪ ،‬فهي عدو‬ ‫للسلوك الصحيح الفردي وللنظام‬ ‫تمثال يعود إلى القرن الثالث ق‪ .‬م‪.‬‬ ‫المدني واالجتماعي؛ لذلك فالعطش‬ ‫جزيرة ديلوس ‪Delos‬‬ ‫لالستمتاع يجب أن يُنظم‪ .‬وبينما‬ ‫الممارسة الجنسية المنجبة تنتج‬ ‫إرضا ًء طبيعياً‪ ،‬فالممارسة الجنسية بين الرجال الخطوة الصارمة وأن يصبحوا مشرعين‪.‬‬ ‫أو بين النساء غير طبيعية ألنها تستتبع إرضا ًء يجب أن يشرعوا قانوناً "يسمح بالفعل الجنسي‬ ‫ويحرم‬ ‫من أجل اإلرض��اء وال ت��ؤدي إلى اإلنجاب‪ .‬فقط لغرضه الطبيعي‪ ،‬أي اإلنجاب"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأولئك الذين يريدون الرضا الجنسي كهدف الممارسة الجنسية المثلية واالستمناء‪ ،‬فعبرهما‬ ‫في نفسه يريدون االستمتاع من دون مسؤولية‪" ،‬يُقتل الجنس البشري عمداً"‪ .‬ولضمان االلتزام‪،‬‬ ‫أي من دون ضبط للنفس‪ .‬وهكذا فالممارسة يجب إقناع الناس أن األفعال المثلية‪ ،‬مثل السفاح‬ ‫الجنسية بين الرجال أو بين النساء لم تُدن ألنها "سيئة جداً‪ ،‬وفظاعة في نظر اآللهة‪ ،‬وأال شيء‬ ‫مثلية بحد ذاتها‪ ،‬بل ألنها ال تساهم في اإلنجاب‪ ،‬مقزز أكثر منها"‪ .‬وإن نال القانون "تأييداً دينياً‬ ‫ويمكن أن تؤدي إلى عدم الشعور بالمسؤولية كافياً"‪ ،‬حسبما يدعي األثيني‪" ،‬سيمسك بكل‬ ‫روح ويخيفها حتى الطاعة"‪.‬‬ ‫بين المواطنين‪.‬‬ ‫ويشمل األث��ي��ن��ي ال��ن��اس المنخرطين في‬ ‫الممارسات المثلية بين "األدنى رتبة"‪ ،‬الناس المعتقدات الدينية‬ ‫الذين سقطوا ضحية شهواتهم الخاصة وفقدوا لكن الدين اإلغريقي لم يُدن أي شكل من أشكال‬ ‫السيطرة على أنفسهم‪ .‬وكما هو واجب على كل السلوك الجنسي سوى السفاح‪ .‬ويقترح األثيني‬ ‫فرد أن يسيطر على حوافزه‪ ،‬يجب أن تسيطر ربط الخزي بالجنس‪" .‬إذا كنا عاجزين عن‬ ‫الدولة على فوضى مثل هذه ضمن أراضيها‪ ،‬فـ ممارسة الجنس من دون الشعور بالخجل‪،‬‬ ‫"المواطنون األشرار يجتمعون أحياناً في أعداد يؤدي خزينا إلى ندرة االنغماس‪ ،‬وتجعل ندرة‬ ‫كبيرة ويحاولون أن يستعبدوا األقلية المستقيمة االنغماس الرغبة أقل إلحاحاً"‪.‬‬ ‫بالقوة"‪ .‬والواقع أن الدولة ال تملك فقط الحق وإذا ك��ان األثيني يتكلم بصوت أفالطون‬ ‫في إخماد النشاط المثلي لكن عليها واجب ذلك – وكثيرون يجادلون أن ذلك صحيح – كيف‬ ‫ألن فقدان التنظيم في هذا المجال يمكن أن يمثّل نوضح التناقض الظاهر بين القبول الظاهر‬ ‫في "الوليمة" للعالقات المثلية واإلعالن في‬ ‫خطراً على الدولة‪.‬‬ ‫وألن أخطار السلوك المثلي الحر عظيمة "القوانين" أنها "جريمة مخالفة للطبيعة"؟ هل‬ ‫جداً‪ ،‬على حماة القانون‪ ،‬الذين يتمثل دورهم غيّر أفالطون رأيه؟‬ ‫ببساطة في تطبيق القوانين الحالية‪ ،‬أن يتخذوا لقد فعل بحسب إحدى اإلجابات‪ .‬فكما يالحظ‬

‫‪23‬‬

‫تريفور ساوندرز‪" ،‬مع تقدم أفالطون في‬ ‫السن وازدياده حكمة‪ ،‬تح ّول تفاؤله إلى‬ ‫تشاؤم‪ ،‬ومثاليته إلى واقعية"‪ .‬وطبقاً لهذه‬ ‫الحجة‪ ،‬أعطى أفالطون في "الوليمة"‬ ‫نمطاً مثالياً من للسلوك اإلنساني‪ ،‬يترك‬ ‫فيه الرجال الرغبة والشهوانية طوعاً لكي‬ ‫ينجزوا فضيلة أسمى‪ .‬وفي "القوانين"‪،‬‬ ‫يعترف أفالطون بأن هذه المثالية غير‬ ‫قابلة للتحقيق‪ .‬فالالعقالنية‪ ،‬وفقدان‬ ‫ضبط النفس‪ ،‬واالستمرار في الرغبة‬ ‫في االنغماس الجنسي‪ ،‬والبحث الالمبالي‬ ‫لإلرضاء الذاتي "أمور تؤثر في المجتمع‬ ‫والفرد"‪ .‬لقد بات أفالطون يشعر أن نماذج‬ ‫"الوليمة" تتناقض مع حقيقة الرغبات‬ ‫والشهوات اإلنسانية‪.‬‬ ‫ولكن يمكن أيضاً القول إن أفالطون‬ ‫لم يغيّر رأي��ه في الحب بين الرجال‪.‬‬ ‫فالبعض من الخطابات في "الوليمة"‬ ‫يقبل الممارسة الجنسية المثلية‪ .‬لكنه يق ّدر‬ ‫العفة أكثر‪ ،‬معتبراً أن الحب الجسدي‬ ‫مجرد خطوة‪ ،‬ستُترك بالضرورة قريباً‪،‬‬ ‫على السلّم المفضي إلى السيطرة الذاتية‪،‬‬ ‫والحكمة‪ ،‬وتأمل الجيد والجميل‪ .‬وفي‬ ‫العالم المثالي لـ "الوليمة"‪ ،‬يمكن للرجال‬ ‫الذين يريدون الخير األسمى أن ينجزوه‬ ‫في رفقة حبيب ذكر‪ ،‬لكن فقط إذا كان‬ ‫حبهم عفيفاً‪.‬‬ ‫وفي "القوانين"‪ ،‬يقبل أفالطون أيضاً‬ ‫الحب العفيف بين الرجال ويدعو إليه‪.‬‬ ‫وفي مناقشة الصداقة التي تتصدر مناقشته‬ ‫للسلوك الجنسي‪ ،‬يصف ذلك النوع من الصداقة‬ ‫"المتحمسة جداً"‪ ،‬إلى حد "أننا نسميها الحب"‪.‬‬ ‫ولمحب الخير‪" ،‬سيكون للرغبة الجسدية مكانة‬ ‫صغيرة جداً وسيكون راضياً بالتحديق بمحبوبه‬ ‫من دون اشتهاء له"‪ .‬وهو "سيرغب في حياة‬ ‫النقاوة‪ ،‬في حبيب عفيف مع محبوب عفيف"‪.‬‬ ‫أليس واضحاً‪ ،‬يتابع‪" ،‬أننا في دولتنا نريد رؤية‬ ‫النوع السليم يبرز ‪ -‬الحب الذي يهدف إلى جعل‬ ‫ً‬ ‫كامال؟"‬ ‫الشاب‬ ‫يصعب تقييم أهمية أفكار أفالطون بالنسبة إلى‬ ‫اإلغريق الذين عرفوها‪ .‬فالفالسفة وآراؤهم‬ ‫كانت عرضة للهجاء في أغلب األحيان في‬ ‫األدبيات اإلغريقية‪ ،‬لذلك لن يفيد االفتراض‬ ‫بأن اإلغريق قبلوا ما اقترحه أفالطون‪ .‬والواقع‬ ‫أن أفالطون لم يقنع معاصريه بترك ما كانوا‬ ‫يعتبرونه متعاً غير مؤذية أقرتها اآللهة‪،‬‬ ‫لكنه أثر في الكتّاب الالحقين الذين تفحصوا‬ ‫العالقات المثلية من خالل عدسة الرفض التي‬ ‫اعتقد كثيرون أنه ابتكرها‪.‬‬ ‫* اعتماداً على كتاب "‪Homophobia, A‬‬ ‫‪ ،"History‬للمؤلف ‪ ،Byrne Fone‬الصادر‬ ‫عن مؤسسة ‪ Picador‬في العام ‪.2000‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 22-23‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪8 43 1‬‬ ‫‪6 2‬‬ ‫‪97‬‬ ‫الملف‬

‫‪ 9‬خرافات شائعة تروج على رهاب المثلية‬ ‫إعداد مارك حداد‬

‫ينتج معظم التمييز والعنف الذي يواجهه المثليون عن الخوف من الاختلاف والجهل وعدم النضوج‪ ،‬وهي مواقف تنتج عن‬ ‫تداول بعض الخرافات والمعلومات المغلوطة حول المثلية الجنسية والمثليين في مجتمعنا عبر التاريخ‪ .‬هنا‪ ،‬سنعرض بعض‬ ‫تلك الخرافات مع ملخص صغير عن كل منها‪ ،‬مرتكزين على دراسات علمية ودينية واجتماعية وتجارب شخصية‪.‬‬

‫تصرفات المثليين غير طبيعية‪:‬‬ ‫نعرف التصرف غير‬ ‫هنا ال يسعنا إال أن ّ‬ ‫الطبيعي‪ .‬يعتمد علماء النفس واالجتماع‬ ‫على أربعة معايير لتعريف التصرف غير‬ ‫الطبيعي وهي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬االنحراف عن المقاييس اإلحصائية‬ ‫‪deviation from the statistical‬‬ ‫‪ :norms‬يختلف الطول والوزن ومستوى‬ ‫الذكاء والجمال والميول بين األشخاص في‬ ‫المجتمع الواحد‪ .‬ويكون ألغلبية األفراد‪،‬‬ ‫مثال‪ ،‬طول معتدل أو ذكاء معتدل‪ ،‬قياساً‬ ‫ً‬ ‫على بيئتهم المحلية‪ .‬ولكن هناك أقلية كبيرة‬ ‫من األشخاص غير "طبيعيي" الطول أو‬ ‫الذكاء‪ .‬ولو افترضنا أن المثلي جنسياً غير‬ ‫طبيعي بحسب هذا التعريف يكون الشخص‬ ‫الشديد الذكاء أيضاً غير طبيعي‪ .‬لذلك ال‬ ‫يكفي االنحراف عن المقاييس اإلحصائية‬ ‫لتعريف تصرف ما على أنه غير طبيعي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االنحراف عن المقاييس االجتماعية‬ ‫‪:deviation from the social norms‬‬ ‫مجتمع ما‪،‬‬ ‫إن ما قد يُعتبر طبيعياً في‬ ‫ٍ‬ ‫مجتمع آخر‪.‬‬ ‫قد يعتبر غير طبيعي في‬ ‫ٍ‬ ‫والتصرف غير الطبيعي في وقت ما‪ ،‬قد‬ ‫يصبح تصرفاً طبيعياً في المجتمع نفسه في‬ ‫زمان آخر‪ً .‬‬ ‫مثال‪ ،‬عمل المرأة في لبنان كان‬ ‫ً‬ ‫يعتبر عيباً وخروجا على الطبيعة منذ م ّدة‬ ‫ليست بقصيرة وأصبح اآلن شيئاً طبيعياً‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫ومتوقعًا بسبب تغيّر العوامل االجتماعية‪.‬‬ ‫لذلك ال يمكن تعريف التصرف غير الطبيعي‬ ‫على أنه انحراف عن المقاييس االجتماعية‪.‬‬ ‫السلوكي‬ ‫التكيف‬ ‫سوء‬ ‫‬‫‪3‬‬ ‫‪ :maladaptiveness of behavior‬يعتبر‬ ‫بعض علماء االجتماع أن أي تصرف يؤثر‬ ‫سلباً في الكينونة السليمة للفرد (اإلدمان على‬ ‫الكحول الذي يمنع الفرد من الحصول على‬ ‫وظيفة ً‬ ‫مثال) أو أي تصرف يؤذي المجتمع‬ ‫(المراهق العنيف) هو تصرف غير طبيعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جدال بهذا التعريف‪ ،‬نكتشف أن‬ ‫وإذا سلّمنا‬ ‫رفض المثلي جنسياً لذاته ورهاب المثلية‬ ‫الجنسية لديه ولدى المجتمع هي تصرفات‬ ‫غير طبيعية‪ ،‬ألنها هي التي تسبب العنف‬

‫واالنعزال وليس الميول الجنسية‪ .‬والعديد‬ ‫من المثليين هم معلمون وأطباء ومحامون‬ ‫وعاملون ناجحون‪.‬‬ ‫‪ - 4‬القلق الشخصي ‪:personal distress‬‬ ‫يعاني معظم المصنفين غير طبيعيين‬ ‫(المرضى العقليون) من اليأس واإلحباط‬ ‫والرعب المرضي‪ ،‬كما قد يعانون من‬ ‫األرق الدائم وفقدان الشهية والعديد من‬ ‫األوجاع‪ .‬وهذه حتماً ليست حالة األغلبية‬ ‫الساحقة من المثليين جنسياً‪ .‬ولكن قد‬ ‫يصل القليل منهم إلى حالة كهذه في حال‬ ‫استمر التمييز والعنف ضدهم في المدارس‬ ‫ومكاتب التحقيق في مخافر الدرك وليس‬ ‫بسبب ميولهم‪.‬‬

‫إن الميول المثلية الجنسية شديدة الندرة‪:‬‬ ‫أثبتت دراسة الخبير الشهير في الجنسانية‬ ‫ألفرد كينزي (‪ )1947-1953‬أن ‪ 10‬في‬ ‫المئة من الرجال وسبعة في المئة من النساء‬ ‫هم حصرياً من ذوي الميول المثلية الجنسية‬ ‫خالل كل حياتهم‪ .‬كما أثبتت دراستان أجريتا‬ ‫في لبنان بأن ‪ 20‬إلى ‪ 30‬في المئة من‬ ‫اللبنانيين الذكور قد دخلوا في عالقة مثلية‬ ‫واحدة على األقل بدءاً من فترة المراهقة‪.‬‬ ‫لنأخذ ً‬ ‫مثال مدرسة فيها ألف تلميذ ومائة‬ ‫أستاذ وعامل‪ .‬بعد عملية حسابية بسيطة‪،‬‬ ‫نعرف بأن عدد الطالب المثليين هو بين‬ ‫‪ 100‬و‪ 300‬تلميذ وعدد األساتذة والعاملين‬ ‫المثليين هو بين ‪ 10‬و‪ .30‬أي بمعدل ‪200‬‬ ‫تلميذ و‪ 20‬أستاذ أو عامل يتسم بالمثلية‬ ‫الجنسية أو دخل في عالقة مثلية واحدة على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫المثلية الجنسية إذاً موجودة في كل الثقافات‬ ‫المعروفة وفي عالم الحيوان أيضاً‪ .‬كما يوجد‬ ‫المثليون في كل الفئات العمرية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية والعرقية والدينية‪.‬‬ ‫إنهم أساتذتنا وتالميذنا وأهلنا وزمالؤنا‬ ‫وأوالدنا‪ .‬كلنا نعرف مثليين بغض النظر إن‬ ‫كنا نعرف هذه الحقيقة أم ال‪.‬‬ ‫إن المثليين هم من اختاروا ميولهم‪:‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:32 AM‬‬

‫‪24‬‬

‫في أغلب الحاالت يعود تاريخ أول مشاعر‬ ‫مثلية عند المرء إلى تاريخ وعيه الجنسي‬ ‫والعاطفي‪ .‬لذلك ال يلعب المثلي جنسياً أي‬ ‫دور في اختيار تلك الميول‪ ،‬بل على العكس‪،‬‬ ‫هو يلعب بمهارة ليحاول إخفائها أو تغييرها‬ ‫بعد أن يضغط عليه المجتمع برفضه لها‪،‬‬ ‫ولكنه ال ينجح أبداً في هذا التغيير‪ .‬ويعيش‬ ‫المثلي في صراع طويل مع نفسه‪ ،‬وقد‬ ‫يؤدي هذا الصراع إلى التأثير السلبي على‬ ‫اهتماماته األخرى‪ .‬وإحدى وسائل الدفاع‬ ‫التي يستعملها المثلي هي النسيان‪ ،‬فهو قد‬ ‫يقمع هذه المشاعر ويتناساها إلى أن تظهر‬ ‫(بشكل ّ‬ ‫مؤكد) في يوم ما‪ ،‬بعد أن يكون قد‬ ‫تزوج ً‬ ‫مثال‪.‬‬ ‫ليس هناك من يكون مغايراً جنسياً ويتحول‬ ‫إلى مثلي جنسياً بسبب تجارب معينة أو‬ ‫اغتصاب أو تأثر باألقران‪ .‬ما يحدث هو أنه‬ ‫في بعض األحيان َيقمع المثلي جنسياً ميوله‬ ‫المثلية ويتظاهر بأنه مغاير جنسياً ليرضي‬ ‫محيطه‪ ،‬وحين يتعب من كل هذا اال ّدعاء‬ ‫والتمثيل‪ ،‬وحين تصبح ظروفه مواتية‬ ‫(كاستقالليته المادية) يقرر المثلي الخروج‬ ‫إلى العلن‪ ،‬إلى نفسه ً‬ ‫أوال ومن ثم إلى محيطه‬ ‫كي يستطيع أن يعيش حياته العاطفية كما‬ ‫يريد‪ .‬ولكن‪ ،‬حين ينظر المجتمع إليه‪ ،‬يراه‬ ‫يتحول إلى مثلي جنسياً‪.‬‬ ‫كلنا نعلم كم أن المثلية الجنسية مرفوضة‬ ‫اجتماعياً وكلنا نعرف ما هي العقوبات التي‬ ‫يفرضها المجتمع ورجال الدين والدولة‬ ‫على المثليين‪ .‬فهل تعتقدون بأن ‪ 10‬إلى‬ ‫‪ 30‬في المئة من أفراد المجتمع سيختارون‬ ‫هذه الطريق المؤلمة؟ وإن كانت هناك في‬ ‫العالقة المثلية لذة جنسية مغرية إلى الحد‬ ‫الذي يجعل التغاضي عن كل العواقب أمراً‬ ‫ً‬ ‫سهال‪ ،‬فلماذا لم يجرب هذه اللذة من لم يكن‬ ‫بينكم مثلي جنسياً؟‬ ‫نحن نعرف ما "يسبب" المثلية الجنسية‪:‬‬ ‫لم تتوصل األبحاث بعد إلى إيجاد ما يسبب‬ ‫المثلية الجنسية (أو حتى ما يسبب المغا َي َرة‬ ‫الجنسية) وهناك العديد من النظريات حول‬

‫الموضوع‪ ،‬لم تثبت بعد صحة أي واحدة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫لم تثبت نظرية فرويد صحتها‪ .‬تلك النظرية‬ ‫التي تقول أن الطفل الذي يتماثل بأمه أو‬ ‫البنت التي تتشابه بأبيها في فترة الطفولة‬ ‫سيغدوان مثليين جنسياً حين ينضجان‪ .‬وقد‬ ‫أظهرت إحدى الدراسات بأن العالقة غير‬ ‫السليمة مع األب بالنسبة للفتى أو للفتاة‬ ‫تجعل الطفل يميل أكثر ليغدو مثلياً جنسياً‪.‬‬ ‫وأثبتت دراسة أخرى بأن نسبة المثليين‬ ‫جنسياً اللذين أفادوا بأن أول تماس جنسي‬ ‫لهم كان مع شخص من الجنس نفسه هي‬ ‫ذاتها عند المغايرين جنسياً‪ .‬وهذا يثبت أن‬ ‫العالقات الجنسية في الصغر مع آخرين من‬ ‫الجنس نفسه ليست مسبباً للمثلية الجنسية‪.‬‬ ‫إن الهوية الجنسية للمرء تتحدد قبل فترة‬ ‫المراهقة‪ ،‬في عمر الثالث سنوات (أو‬ ‫حتى قبل الوالدة)‪ ،‬بغض النظر عن إقامتهم‬ ‫لعالقات جنسية أو ال‪ .‬وقد يقوم المثليون‬ ‫المراهقون بعالقات جنسية مغايرة تشبهاً‬ ‫بأقرانهم المغايرين‪ ،‬ولكن بعكس أقرانهم‬ ‫المغايرين‪ ،‬ال يجدون تلك التجربة مالئمة‬ ‫لرغباتهم العاطفية‪.‬‬ ‫ويقول البعض بأن السبب في المثلية‬ ‫الجنسية هو بيولوجي‪ ،‬ولكن لم يثبت العلم‬ ‫الحديث أو التقنيات البيولوجية المتطورة أي‬ ‫فرق بين المثليين والمغايرين جنسياً على‬ ‫صعيد التكوين البيولوجي والوراثي‪ .‬كما أنه‬ ‫ال يوجد فرق في مستوى إفراز الهرمونات‬ ‫الذكرية واألنثوية بين المثليين والمغايرين‬ ‫جنسياً‪ .‬لذلك فشلت محاولة شفاء الرجال‬ ‫المثليين من ميولهم بإعطائهم جرعات‬ ‫من الهرمون الذكري (تستوستيرون)‪ .‬فقد‬ ‫زاد الشبق الجنسي عند من خضعوا لتلك‬ ‫التجربة ولكن ميولهم المثلية لم تتغير‪.‬‬ ‫وهناك نظرية جديدة تقول أن تعرض‬ ‫الجنين للهرمونات الذكرية أو األنثوية‬ ‫(التي يفرزها خالل حياته في الرحم) بشكل‬ ‫معاكس لجنسه قد يجعل الطفل يميل للمثلية‬ ‫الجنسية‪Money, Schwartz, &( .‬‬ ‫‪)Lewis 1984‬‬ ‫ولم يصل الباحثون عن موروث المثلية‬ ‫الجنسية (‪)gay gene‬على الذراع األسفل‬ ‫لكروموزوم أكس على الموقع ‪ Xq28‬إلى‬ ‫مبتغاهم عند إجرائهم دراسة معمقة على‬ ‫توائم مثليين جنسياً‪ .‬وال ينفي هذا وجود هذا‬ ‫الموروث على كروموزومات أخرى أو‬ ‫على موقع آخر على كروموزوم أكس‪ .‬لذلك‬ ‫فإن نظرية االنتقال الوراثي للمثلية الجنسية‬ ‫من األهل إلى األوالد ما زالت قائمة‪.‬‬

‫المثلية الجنسية هي شذوذ عن الطبيعة‪:‬‬ ‫سجلت العديد من الدراسات العلمية ميوالً‬ ‫ّ‬ ‫وتصرفات مثلية في الطبيعة وفي مملكة‬ ‫الحيوان (التي ينتمي إليها الجنس البشري‬ ‫بشكل طبيعي)‪ ،‬وفي كل الحضارات‬ ‫اإلنسانية على هذا الكوكب‪ .‬كما أن المثلية‬ ‫الجنسية‪ ،‬بالنسبة لـ ‪ 22‬مليون مثلي جنسي‬ ‫في الواليات المتحدة ً‬ ‫مثال‪ ،‬أو ما يوازيهم في‬ ‫أوروبا أو لمئات اآلالف من المثليين جنسياً‬ ‫في لبنان وأصدقائهم‪ ،‬هي طبيعية وعادية‬ ‫وطريقة حياة منتجة وكافية وغير مؤذية‬ ‫ألحد‪.‬‬

‫نساء‬ ‫جميع المثليون يريدون أن يصبحوا‬ ‫ً‬ ‫وكل المثليات يردن التحول إلى رجال‪:‬‬ ‫هذه الجملة التي نسمعها تعطي فكرة واضحة‬ ‫عن المفهوم الخاطئ وسوء التمييز بين‬ ‫المثليين جنسياً والمتحولين جنسياً والدور‬ ‫الجنسي‪ .‬فحين نتكلم عن شاب مثلي أو فتاة‬ ‫مثلية جنسياً نتح ّدث عن انجذابهم الجنسي‬ ‫والعاطفي إلى آخرين من الجنس نفسه‪،‬‬ ‫وليست لديهم أي رغبة في تغيير جنسهم‪،‬‬ ‫بل هم سعداء جداً به‪ ،‬كما بمثليتهم الجنسية‪.‬‬ ‫أما الدور الجنسي‪/‬االجتماعي فهو صورة‬ ‫نمطية يحددها المجتمع لكل من الجنسين‪،‬‬ ‫فالرجال ال يمكن أن يعملوا كممرضين‪،‬‬ ‫والنساء لسن سائقات شاحنات‪ .‬كما أن‬ ‫الرجال ال يبكون والنساء يبكين‪ .‬لذلك يتم‬ ‫اتهام أي شخص يقفز فوق هذا النمط برغبته‬ ‫بالتحول إلى الجنس اآلخر‪.‬‬ ‫ويمكن تعريف المتحولين والمتحوالت على‬ ‫جنس ما جسدياً ومن‬ ‫أنهم أشخاص من‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫الجنس اآلخر نفسيا‪ .‬ولكي يعيش هؤالء‬ ‫بسالم وتصالح مع ذاتهم‪ ،‬ينصحهم األطباء‬ ‫بإجراء عالج هرموني ً‬ ‫أوال‪ ،‬وجراحي في‬ ‫مرحلة ثانية لتغيير شكلهم الخارجي ليتطابق‬ ‫مع جنسهم النفسي‪ .‬وقد ال يعتبر المتحولون‬ ‫والمتحوالت أنفسهم مثليين جنسياً‪.‬‬ ‫المثلية الجنسية اضطراب نفسي أو مرض‬ ‫عقلي‪:‬‬ ‫أزالت الجمعية األميركية لعلم النفس المثلية‬ ‫الجنسية من قاموس االضطرابات النفسية‬ ‫(وهي بصدد إعادة النظر بتعريفها للمتحولين‬ ‫جنسياً) واألمراض العقلية في العام ‪1971‬‬ ‫كما أزالتها منظمة الصحة العالمية الحقاً‪.‬‬ ‫واألغلبية الساحقة من األطباء والمحللين‬ ‫النفسيين يعالجون "اإلحباط الناتج عن‬ ‫الرفض الذاتي" الذي قد يعاني منه بعض‬ ‫المثليين (وليس المثلية) حين يأتون أو يتم‬

‫‪25‬‬

‫إرسالهم إليهم للعالج‪ .‬فالكل يعرف بأنه‬ ‫ليس هناك عالج لما هو ليس مرضاً‪.‬‬

‫أخالقية‪:‬‬ ‫غير‬ ‫الجنسية‬ ‫المثلية‬ ‫وعظ رجال الدين المسلمون والمسيحيون‬ ‫ضد المثلية الجنسية عبر العصور‪ .‬وكانت‬ ‫هذه التعاليم تعكس مستوى المعرفة في تلك‬ ‫الحقبات‪ .‬وقد كانت الديانتان تعتقدان أن‬ ‫العبودية شيء مقدس‪ ،‬ما سمح لرجال الدين‬ ‫باقتناء العبيد في القرون الوسطى في أوروبا‬ ‫وفي أيام الخلفاء العباسيين ً‬ ‫مثال‪ .‬ولكن مع‬ ‫مرور الوقت وتطور المجتمعات تغيّرت‬ ‫الكثير من التعاليم الدينية التي لم تعد تتماشى‬ ‫مع متطلبات العصر‪ .‬وفي يومنا هذا‪ ،‬تقوم‬ ‫الكنيسة والمراجع اإلسالمية وعلماء الدين‬ ‫بالتساؤل وإعادة تقييم الكثير من المعتقدات‬ ‫الدينية‪ .‬والدراسات الدينية الجديدة تأتي‬ ‫متوازية مع الدراسات العلمية واالجتماعية‬ ‫والنفسية ما أدى إلى رؤية الكثير من األمور‬ ‫بمنظار جديد أقرب إلى الواقع‪.‬‬ ‫وقد سمحت بعض الكنائس في أوروبا‬ ‫والواليات المتحدة وأفريقيا الجنوبية بزواج‬ ‫المثليين جنسياً‪ .‬وفي لبنان‪ ،‬وخالل أحد‬ ‫البرامج التلفزيونية التي تتناول موضوع‬ ‫المثلية الجنسية‪ ،‬أقر رجال الدين المسيحي‬ ‫والمسلم بأن المثلية الجنسية موجودة في‬ ‫لبنان عبر العصور وليست مهمة الدين‬ ‫القضاء عليها بل تقبلها‪ .‬فالدين يسر وليس‬ ‫عسراً‪ ،‬ولكن موقف الديانتين ما يزال‬ ‫واضحاً برفضه للعالقات الجنسية بين‬ ‫شخصين من الجنس نفسه‪ ،‬تماماً كرفضهما‬ ‫القاطع للعالقات الجنسية المغايرة خارج‬ ‫إطار الزواج‪.‬‬ ‫للمثليين جنسياً شركاء جنسيين أكثر من ما‬ ‫لدى المغايرين جنسياً‪:‬‬ ‫من المؤكد أن عدداً من المثليين لديهم الكثير‬ ‫من الشركاء الجنسيين‪ ،‬وبسبب ممارساتهم‬ ‫تلك يظهرون أكثر للعيان‪ .‬ولكن هناك نحو‬ ‫‪ 60‬في المئة من المثليات و‪ 40‬في المئة‬ ‫من المثليين (إحصاء في الواليات المتحدة)‬ ‫ملتزمون بعالقات طويلة األمد‪ .‬إن االلتزام‬ ‫بعالقة طويلة األمد ألمر صعب جداً للمثليين‬ ‫في مجتمعنا الذي ال يدعم هذه العالقات‬ ‫كما يفعل مع العالقات المغايرة‪ .‬ويجب‬ ‫أن ال ننسى أن العالقة الثابتة بين شريكين‬ ‫مخلصين غير مصابين بأمراض منقولة‬ ‫جنسياً تحمي االثنين من األمراض‪ .‬كما أن‬ ‫االستقرار والحب والدعم النفسي والمعنوي‬ ‫للشريكين يحافظ على كينونتهم سليمة‪.‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 24-25‬‬


‫الملف‬

‫أنا موجود‬ ‫بسام كساب‬

‫أصـوات المـثـلـيـيـن‬ ‫والـمـثـلـيـات من‬ ‫الـشــرق األوسـط‬ ‫"أنا موجود" (‪ )I Exist‬هو فيلم وثائقي‬ ‫عن الرجال والنساء المثليين العرب واألرمن‬ ‫واإليرانيين في الواليات المتحدة‪ ،‬سواء‬ ‫كانوا مولودين فيها أو هاجروا اليها بأعمار‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫يـفتتح صوت مارك مسعود الفيلم‪" :‬تأقـلمنا‬ ‫مع الحياة األميركية مع المحافظة على عاداتنا‬ ‫الدينية ولغتنا وتقاليدنا وتاريخنا وباألخص‬ ‫عائالتنا‪ .‬يشكل الخوف من فقدان الرابط بالعائلة‬ ‫ألماً كبيراً عند المثليـين والمثليـات من الشرق‬ ‫األوسط‪ ...‬نسمع دائماً ّ‬ ‫أن المثلية الجنسية غير‬ ‫موجودة في بالدنا وأننا التقطنا مرضاً غربياً‬ ‫لكوننا متأمركين"‪ .‬مارك هو شاب سوداني يتابع‬ ‫دراسة الدكتوراه في الحقوق في أميركا‪ُ .‬ولد‬ ‫في الخرطوم لوالدين من أصل سوري‪ .‬ينض ّم‬ ‫والد مارك ووالدته اليه على الشاشة للتعبير‬ ‫عن مساندتهما إلبنهما المثلي‪ .‬تميّـزت ماروال‪،‬‬ ‫وهي والدة مارك‪ ،‬في الفيلم ألن كالمها يسبّب‬ ‫بتغلغل الدموع في عيون المشاهدين والقهقهة‬ ‫في الوقت نفسه‪ .‬وكيف ال نضحك عندما تقاطع‬ ‫زوجها أو ابنها مارك بعفوية لتقول ما عندها‬ ‫أمام الكاميرا؟‬ ‫ونرى أيضاً ياسمين‪ ،‬إبنة اإلثنتين وعشرين‬ ‫سنة‪ ،‬محاطة بأمها‪ .‬تقول ياسمين‪" :‬أمي لبنانية‬ ‫يمني‪ .‬أما أنا فهويتي عربية مثلية"‪ .‬وتقول‬ ‫وأبي ّ‬ ‫أمها‪" :‬رافقت ياسمين الصبيان من قبل‪ ،‬وتكلمت‬ ‫عن الفتيان ووقعت بحبهم‪ .‬كانت مغرمة بمايكل‬ ‫جاكسون‪ "...‬فتقاطعها ياسمين بضحكة بريئة‪:‬‬ ‫"ال‪ ،‬ليس أمام الكاميرا!" وتتابع األم قائلة‪:‬‬ ‫"علي أن أساندها في حياتها حتى لو أني ال‬ ‫ّ‬ ‫أفهم موضوع الميول المثلية مئة في المئة‪.‬‬ ‫فالمتغايرون ال ولن يفهموا موضوع المثليـة‬ ‫تماماً‪ ...‬سأساندها مهما كلـّف األمر‪ .‬ليست‬

‫الطريق سهلة أمامها‪ .‬مهما كنت قلقة وخائفة‬ ‫علي أن أتذكـر دوماً ّ‬ ‫أن معركتها‬ ‫عليها‪ ،‬يجب ّ‬ ‫مع المجتمع ومواجهتها للتحديات أصعب من‬ ‫ذلـك بعـشـرة أضعاف"‪.‬‬ ‫ليس الجميع محظوظين بعالقاتهم العائلية مثل‬ ‫مارك أو ياسمين‪ .‬غزالة‪ً ،‬‬ ‫مثال‪ ،‬صبية إيرانية‬ ‫كانت في الثالثين من العمر عندما إستدرجها‬ ‫أخوها بالكالم‪ ،‬فصارحته بحقيقة ميولها‬ ‫الجنسيـة‪ .‬أمسك أخوها اآلخر بعنقها وكاد أن‬

‫أما الصبية السورية لينا بارودي فطردها والداها‬ ‫من المنزل قبل بلوغها العشرين ألنها مثلية‪.‬‬ ‫تشعر لينا بخيانة والديها ألنهما أوهماها منذ‬ ‫الصغر ّ‬ ‫بأن حبّـهما غير مشروط‪" :‬لو عرفت‬ ‫أن حبهم لي مشروط لـَما أخبرت أمي بأني‬ ‫مثليـة"‪ .‬يخنقها على مرأى من أبيها وأخوتها‪.‬‬ ‫باإلضافة لتدخل العائلة بالحياة الشخصية للفرد‪،‬‬ ‫تشكل الدولة عبئاً كبيراً على حياة المثليين الذين‬ ‫يقطنون دول الشرق األوسط‪ .‬ماهر صبري شاب‬ ‫في منتصف الثالثينات ُولد وعاش في القاهرة‬ ‫طوال عمره‪ .‬كان أستاذاً في مدرسة‪ ،‬وشاعراً‬ ‫له ديوان في األسواق بعنوان "ماريونيت"‪،‬‬ ‫ومؤلفاً ومخرجاً مسرحياً ُعرض له في القاهرة‬ ‫عدة أعمال فنية‪ ،‬منها "الحرملك"‪ ،‬وفيها تناول‬ ‫عالقات المثليين والمثليات بشكل إيجابي ألول‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:33 AM‬‬

‫‪26‬‬

‫مرة على الخشبة المصرية‪ .‬انقلبت حياة ماهر‬ ‫رأساً على عقب بعد أن اقتحمت شرطة اآلداب‬ ‫الملهى الليلي "كوين بوت" (‪)Queen Boat‬‬ ‫العائم في النيل وأوقفت إثنين وخمسين شاباً‪،‬‬ ‫وذلك في ليلة ‪ 11‬أيّـار ‪ .2001‬لم يكن ماهر‬ ‫في الملهى‪ ،‬لكن العديد من أصدقائه أصبحوا‬ ‫حس المسؤولية بماهر‬ ‫وراء القضبان‪ .‬دفع ّ‬ ‫لتحريك جمعيات حقوق اإلنسان العالمية‪ ،‬ما‬ ‫لتوسـط أعضاء في الكونغرس األميركي‬ ‫أ ّدى ّ‬ ‫والرئيس الفرنسي جاك شيراك عند الرئيس‬ ‫المصري حسني مبارك إلبطال األحكام‬ ‫العسكرية ضد الموقوفين وإعادة محاكمتهم‬ ‫اضطر ماهر صبري لمغادرة‬ ‫مدنياً‪ .‬بعد ذلك‬ ‫ّ‬ ‫مصر واللجوء الى الواليات المتحدة ألن بحث‬ ‫الشرطة المصرية عنه كان جارياً على قدم‬ ‫وساق‪ .‬تغرورق عينا ماهر بالدموع وهو يقول‬ ‫على الشاشة إنه خسر كل شيء‪ ،‬عمله وبيته‬ ‫مشرد اآلن في سان‬ ‫وأصدقاءه وكلبه‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫فرانسيسكو من غير مأوى‪.‬‬ ‫وإذا رفضت العائلة تقبّـل أبناءها المثليين‪ ،‬أقدم‬ ‫بعضهم على تأسيس عائالت جديدة مبنية على‬ ‫الحب‪ .‬ديانا إمرأة فلسطينية من بيت لحم‪ .‬إلتقت‬ ‫ديانا بهدى منذ نحو عشر سنوات خالل مؤتمر‬ ‫للمثليات‪ .‬عرفت ديانا حينها أن هدى فلسطينية‬ ‫ألن األخيرة كانت تضع كوفية على كتفيها‪ ،‬أما‬ ‫ديانا فكانت تزين قميصها بالعلم الفلسطيني‪.‬‬ ‫بعد اللقاء األول أصبحتا شريكتين‪ .‬أنجبت هدى‬ ‫التوأمين عمر وهادي بواسطة التلقيح الصناعي‬ ‫(‪ ،)artificial insemination‬وأنجبت ديانا‬ ‫من بعدها فتاة أسمتها هند‪ .‬يحب أهل هدى‬ ‫ابنتهم وشريكة عمرها ديانا وأوالدهما الثالثة‪،‬‬ ‫لكن والد ديانا ما زال يشعر بالخزي‪ .‬تقول‬ ‫ديانا‪" :‬أجلب الخزي ألبي‪ .‬لكني أقولها هنا‪ :‬أنا‬ ‫مثليـة و أنا موجودة‪ .‬أحب قول ذلك ألنه تشريع‬ ‫لوجودي‪ .‬هذه أنا يا أبي وأتمنى لو تتقبلني أكثر‪.‬‬ ‫رغم ذلك أنا بخير"‪ .‬تغلبت ديانا الى ح ّد ما على‬ ‫ألم إبتعاد أهلها عنها وذلك بعد أن أصبحت أماً‪،‬‬ ‫وتزيد قائلة‪" :‬حبلت بإبنتي في ســـن الثامنة‬ ‫والثالثين‪ ،‬فشعرت بشيء مختلف‪ ،‬شعرت‬ ‫بالحرية‪ .‬ال يكلــمني أهلي بقدر ما أحبهم‬ ‫وأشتاق لهم‪ .‬لم أهتم ألقوال الناس بعد أن حملت‬ ‫ً‬ ‫حامال في الثامنة والثالثين من العمر‬ ‫بهند‪ .‬كنت‬ ‫ومن غير خاتم زواج في إصبعي‪ ،‬لكنني بألف‬ ‫خير"‪.‬‬ ‫في الفيلم مقابالت مع أشخاص عديدين ذوي‬ ‫أصول شرق أوسطية وتجمعهم التقاليد‬ ‫اإلجتماعية نفسها‪ ،‬سواء كانوا مسلمين أو‬ ‫مسيحيين أو يهوداً‪ .‬بيتا‪ً ،‬‬ ‫مثال‪ ،‬هي إمرأة إيرانية‬ ‫يهودية ومثلية‪ .‬تؤثر ابتسامتها الجذابة في قلوب‬ ‫المشاهدين وتسحرهم‪ .‬ترعرعت بيتا في مجتمع‬ ‫إيراني منغلق على نفسه في ضواحي مدينة‬ ‫لوس أنجلوس‪ .‬خالل فترة دراستها الجامعية‪،‬‬ ‫تقبـّـلت بيتا ميولها الجنسية المثلية‪ .‬ذات يوم‪،‬‬

‫اتصلت بأمها وقالت لها‪" :‬أنا مغرمة"‪.‬‬ ‫األم‪" :‬تابعي‪ .‬أخبريني من هو"‪.‬‬ ‫بيتا‪" :‬إنه ليس الرجل اإليراني واليهودي كما‬ ‫تتمنـين‪ ،‬فهذا الشخص ليس يهودياً"‪.‬‬ ‫األم‪" :‬حسناً"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتابعت بيتا‪" :‬وليس إيرانيا"‪.‬‬ ‫األم‪" :‬حقـاً؟"‬ ‫ً‬ ‫بيتا‪" :‬وليس رجال!"‬ ‫بقيت األم صامتة لوقت طويل‪ ،‬ثم سألت بيتا‪:‬‬ ‫"إنها زميلتك في الغرفة في الجامعة‪ ،‬أليس‬ ‫كذلك؟"‬ ‫فأجابتها بيتا‪" :‬نعم"‪.‬‬ ‫بعد مرور أشهر‪ ،‬تمشت بيتا ذات يوم الى جانب‬ ‫أمها بالقرب من بحيرة‪ .‬قالت لها أمها‪" :‬تعرفين‬ ‫يا بيتا أنني قلقة عليك من الغرق‪ .‬أراك تسيرين‬ ‫على طريق الضالل‪ .‬ماذا تفعل األم عندما‬ ‫ترى ابنتها تغرق؟" فر ّدت بيتا قائلة‪" :‬أنظري‬ ‫يا أمي الى هذا العنكبوت المائي يتخبط على‬ ‫سطح البحيرة‪ .‬ترينني كشخص غريق يحتاج‬ ‫الى مساعدة‪ .‬ربما تلك الحشرة ال تغرق في‬ ‫الماء كما تعتقدين‪ ،‬بل تـسـبح وتـلعب وتـتمتـع‬ ‫بها"‪ .‬فنظرت األ ّم الى الحشرة لثوان طويلة‪،‬‬ ‫ثم التـفـتت الى ابنتها وقـالت‪" :‬حـسـناً‪ ،‬في هذه‬ ‫الحالة تتغير نظرتي لألمور"‪ .‬منذ تلك اللحظة‬ ‫حصل تح ّول كبير‪ .‬أدركت أن ابنتها سـعـيدة‬ ‫وقـدرها غير مـشـؤوم‪.‬‬

‫تختتم ماروال‪ ،‬والدة مارك مسعود‪ ،‬الفيلم‬ ‫متوجهة الى أهل المثليين و المثليات‪ ،‬قائلة‪:‬‬ ‫"عار عليكم! اخجلوا وعودوا الى أوالدكم‪.‬‬ ‫عانقوهم‪ .‬أحبـوهم‪ .‬إنـهم منكم‪ .‬إنـهم مُـرسـَــلون‬ ‫تـفرقـوا بـينهم‪ .‬أعطوهم كل الحـنان‪.‬‬ ‫من اللـه‪ .‬ال ّ‬ ‫مثلي‪ ،‬ال فرق‬ ‫ال أرى فرقـاً بين ابن متغاير وابن ّ‬ ‫على اإلطالق"‪.‬‬ ‫في الفيلم قصص كثيرة أخرى‪ .‬الفيلم متوفر‬ ‫لإلعارة من مركز جمعية "حلم" في بيروت‪،‬‬ ‫ومتوفر للبيع من موقع شركة توزيع الفيلم‬ ‫العربي على اإلنترنت (‪www.arabfilm.‬‬ ‫‪ ،)com‬وذلك على "دي في دي" (‪)DVD‬‬ ‫مع ترجمة إلى اللغة العربية أو على شريط‬ ‫فيديو من غير ترجمة‪.‬‬

‫يبدو المرء قوياً وبكامل‬ ‫صحته من الخارج‬

‫لكنه مصاب بمرض السيدا‬ ‫من الداخل!‬ ‫ليس بإمكانك أن تعرف المصاب بمرض‬ ‫فقدان المناعة من مجرد النظر اليه‬

‫استعمل الواقي‬ ‫كل مرة‬ ‫‪27‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 26-27‬‬


‫بحث‬

‫املثلية يف الشعر العربي يف عصره الذهيب‪:‬‬ ‫حني كان املمنوع اليوم مسموح ًا‬ ‫حسن هاني‬ ‫عرف العرب في ماضيهم فترات كانوا‬ ‫يجهرون فيها بكل مكنونات قلوبهم من دون‬ ‫خوف‪ ،‬وذلك في المجال األدبي الذي اُشتهروا‬ ‫به‪ ،‬وهو الشعر‪ ،‬المعروف بـ "ديوان‬ ‫العرب"‪ ،‬ألنه الفن األدبي الذي أبدعوا فيه‪،‬‬ ‫قبل ولوجهم أبواب الفنون األخرى‪ ،‬كالرواية‬ ‫والقصة القصيرة والمسرح والمقالة‪.‬‬

‫رضا العباسي‬ ‫عاشقان‬ ‫رُسمت هذه املنمنمة نحو العام ‪ 1630‬في األستوديو امللكي اخلاص بشاه‬ ‫إيران عباس األول (‪.)1571-1629‬‬ ‫املتحف املتروبوليتاني للفنون ‪ -‬نيويورك‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:33 AM‬‬

‫‪28‬‬

‫تميز العصر العباسي بأنه العصر األول‬ ‫من عصور الشعر العربي الذي تخطى فيه‬ ‫الشعراء المطلع الغزلي الواجب في كل‬ ‫قصيدة‪ ،‬بحيث بتنا نعثر على قصائد مخصصة‬ ‫للغزل أو الفخر أو المديح أو الهجاء‪ .‬وفي هذا‬ ‫العصر تحديداً‪ ،‬الذي شهد تطور الحياة المدينية‬ ‫المستقرة‪ ،‬بما يرافقها من بحبوحة مادية‪،‬‬ ‫توسعت ظاهرة التعبير الشعري عن الميل‬ ‫الجنسي المثلي‪ ،‬وال نبالغ إن قلنا إن في بعض‬ ‫قصائد الشعراء المثليين‪ ،‬والسيما شيخهم أبو‬ ‫نواس‪ ،‬غوص في سيكولوجيا هذا الميل‪ ،‬الذي‬ ‫تحول إلى شخصية متكاملة‪.‬‬ ‫وألن الشاعر كان في ذلك الوقت بمثابة وسيلة‬ ‫اإلعالم‪ ،‬في غياب الوسائل التي نعرفها اليوم‪،‬‬ ‫كان التعبير عن المثلية‪ ،‬بصراحة وبمصطلحات‬ ‫باتت في يومنا هذا تُدرج في خانة الكالم‬ ‫البذيء‪ ،‬عبارة عن تصريح وكشف لما يخشى‬ ‫كثير منا اليوم البوح به ولو سراً‪ .‬فما كان‬ ‫يقوله الشعراء المثليون ويروج على األلسن‬ ‫كان يصل مختلف مستويات السلطة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها بالط الخليفة العباسي في بغداد‪ ،‬فال‬ ‫تكون النتيجة قمعاً للشاعر أو مداهمة ألماكن‬ ‫التقاء المثليين أو مصادرة للدواوين‪ ،‬علماً أن‬ ‫كثيراً من هذه األعمال تُصادر اليوم‪ ،‬والسيما‬ ‫في مصر‪ ،‬التي ال يخفى على أحد ازدواجية‬ ‫الجنسانية المعلنة في قصائد شاعرها الكبير‪،‬‬ ‫أحمد شوقي‪ ،‬الملقب بأمير الشعراء‪ ،‬والذي‬ ‫عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية‬ ‫القرن العشرين‪.‬‬ ‫وليس العصر العباسي بداية لما يمكن أن‬ ‫نسميه اإلعالن الشعري عن المثلية الجنسية‪،‬‬ ‫التي برز اللواط فيها أكثر من السحاق‪ ،‬فهذا‬ ‫اإلعالن موجود في شعر الجاهلية وصدر‬ ‫اإلسالم والعصر األموي‪ ،‬كما استمر في‬ ‫العصور التالية‪ ،‬كالعصر األندلسي وعصري‬ ‫االنحطاط والنهضة‪ ،‬وإن باندفاع أضعف‪ ،‬قبل‬ ‫العصر العباسي وبعده‪ .‬لكن العصر العباسي‪،‬‬ ‫الذي كان العصر الذهبي‪ ،‬ال للشعر واآلداب‬

‫فحسب‪ ،‬بل للعلوم أيضاً‪ ،‬كان بدوره العصر الذهبي لما يمكن وصفه‬ ‫بالحرية الجنسية‪ ،‬وكذلك‪ ،‬وإن ضمن حدود أضيق‪ ،‬حرية االجتهاد‬ ‫الديني‪ ،‬هاتين الحريتين المقموعتين في العالمين العربي واإلسالمي في‬ ‫يومنا هذا‪.‬‬ ‫ويرى الباحث السوري إبراهيم محمود‪ ،‬في كتابه "المتعة المحظورة‪:‬‬ ‫الشذوذ الجنسي في تاريخ العرب" (رياض الريس للكتب والنشر‪،‬‬ ‫‪ ،)2000‬أن السعي الحاضر إلى طمس الحرية الجنسية الماضية‪" ،‬ليس‬ ‫سوى موقف مختزل من التاريخ‪ ،‬وتقليص لحدوده‪ ،‬ومحاولة لتجريده من‬ ‫هذا المحظور‪ .‬إن الماضي يهدد الحاضر‪ ،‬والحاضر يحاصر الماضي‪،‬‬ ‫عبر روافع أخالقية مشددة‪ ،‬وترسانة من األدبيات الالهوتية الطهرانية‬ ‫الضاغطة عليه"‪( .‬ص‪ )12 .‬ويضيف‪" :‬فال العرب‪ ،‬المسلمون خاصة‪،‬‬ ‫وال المسلمون عامة‪ ،‬راغبون في سماع من يذكرهم بالحضور اللواطي‬ ‫في تاريخهم‪ ،‬خصوصاً أن هذا التاريخ يحتفظ بوضعية إشراقية مرموقة‬ ‫ً‬ ‫لهم في الماضي‪ ،‬عندما كان اإلسالم ديناً‬ ‫وثقافة وشعوباً آمنت به‪ ،‬أو‬ ‫أُخضعت لسلطته‪ ،‬يُعتبر مركزاً كونياً‪ ،‬ال تخفى أبعاده اإلمبريالية‪ ،‬على‬ ‫أكثر من صعيد"‪( .‬ص‪)13 .‬‬ ‫ومثلما حاولت الردة األصولية الدينية في أوروبا في القرون الوسطى‬ ‫طمس التراث اليوناني والروماني‪ ،‬لوثنيته ومثليته ولصفات أخرى‬ ‫فيه اعتبرتها األصولية متعارضة مع المسيحية‪ ،‬قبل أن تحييه العلمنة‪،‬‬ ‫انطالقاً من الثورة الفرنسية في العام ‪ ،1789‬ومثلما حاول المحافظون‬ ‫الفكتوريون في بريطانيا قمع أي حرية جنسية‪ ،‬وكانت ذروة قمعهم‬ ‫محاكمة الشاعر والمسرحي األيرلندي أوسكار وايلد على مثليته وتجريمه‬ ‫وسجنه لسنتين في مطلع القرن العشرين‪ ،‬قبل أن تعيد الحركات الطالبية‬ ‫والهيبية االحترام لها بدءاً بالعام ‪ ،1968‬تقمع األصولية اإلسالمية‬ ‫ومتملقوها والمزايدون عليها من الحكام اليوم تراثنا العربي واإلسالمي‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬مُمجدة ماض كان المسلمون فيه القوة العظمى الوحيدة‬ ‫في العالم‪ ،‬ومُحاولة أن تزيل من هذا الماضي كل ما تعتبره شوائب‪ .‬علماً‬ ‫أن قمع الماضي المثلي العربي واإلسالمي اشتد مع حلول االستعمار‬ ‫الغربي في منطقتنا حين كان الغرب ال يزال يئن تحت أصوليته‪ ،‬التي‬ ‫نجد إحيا ًء لها في سياسات المحافظين الجدد في الواليات المتحدة التي‬ ‫تُعتبر إحدى تجلياتها محاولة الرئيس جورج دبليو بوش تحريم الزواج‬ ‫ير النور‪.‬‬ ‫المثلي في تعديل دستوري لم َ‬ ‫ونقتبس هنا من ملحمة غلغامش لبالد ما بين النهرين التي يعود تاريخها‬ ‫إلى أكثر من أربعة آالف سنة‪ ،‬والتي تحمل أقدم اإلشارات المعروفة‬ ‫إلى اللواط في منطقتنا‪ ،‬علماً أن األبيات التي تنم عن المثلية في الملحمة‬ ‫مفتقدة في كثير من ترجماتها العربية‪:‬‬ ‫"امض إلى أوروك المنيعة يا إنكيدو‪،‬‬ ‫حيث يزهو الناس دوماً بحلل االحتفال‪،‬‬ ‫وكل يوم من أيامهم عيد‪،‬‬ ‫حيث الغلمان المخنثون يرتعون‪،‬‬ ‫والبغايا المقدسات بأشكال فاتنة يمرحن"‪.‬‬ ‫(فراس سواح‪" ،‬كنوز األعماق‪ :‬قراءة في ملحمة غلغامش"‪ ،‬دار سومر‪،‬‬ ‫‪ ،1987‬ص‪)101 .‬‬ ‫وفي قصيدة تذكر بالتراث اليوناني والروماني الممجد لحب الرجل‬ ‫للرجل‪ ،‬يقارن أبو نواس بين حب الرجل للمرأة وحبه للرجل‪ ،‬فيفضل‬ ‫الطرافة‪ ،‬وإن كان عمقها يجعلنا‬ ‫الثاني على األول‪ ،‬بطريقة ال تخلو من‬ ‫ِ‬ ‫ال نبالغ إن وصفناها بالبيان السيكولوجي المعلن للمثلية‪.‬‬ ‫يقول أفالطون‪:‬‬ ‫"إذا فكر أحد في تنظيم دولة أو تأليف جيش من المحبين والمحبوبين‬ ‫[الذكور] وحدهم‪ ،‬فلن تجدوا للدولة تنظيماً خيراً من هذا التنظيم‪ ،‬أو‬ ‫للجيش تأليفاً أحسن من هذا التأليف‪ ،‬فهؤالء خليقون أن يترفعوا عن‬ ‫أعمال الخسة والنذالة‪ ،‬وقد اشتركت غاياتهم وتوحدت أمانيهم وامتزجت‬ ‫عواطفهم"‪.‬‬ ‫(أفالطون‪" :‬الوليمة‪ :‬فلسفة الحب"‪ ،‬ترجمة ويليام الميري‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬ ‫‪ ،1970‬ص‪)45 .‬‬ ‫ويقول الكاتب الروماني لوسيان‪:‬‬ ‫"إن جمال الغلمان غير مشبع بعطور المر المكاوي وال بالروائح الخادعة‬ ‫والمصطنعة‪ ،‬ورائحة عرق الغلمان أحسن من رائحة كل علبة المراهم‬

‫‪29‬‬

‫املدلك في احلمامات‪،‬‬ ‫مدلك مع قماشة تدليك صورة في “احلبانامة” (كتاب امللحاء)‪ ،‬وهو‬ ‫عمل مثلي إباحي يعود إلى القرن الثامن عشر‪ ،‬من وضع الشاعر‬ ‫التركي فضيل بن طاهر إندروني‪.‬‬ ‫التي تستخدمها امرأة"‪.‬‬ ‫(وردت في ميشال فوكو‪" ،‬االنهمام بالذات"‪ ،‬ترجمة جورج أبي صالح‪،‬‬ ‫مركز اإلنماء القومي‪ ،1990 ،‬ص‪)151 .‬‬ ‫أما أبو نواس فيقول‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫غالماً واضحاً‬ ‫المهاة‬ ‫مثل‬ ‫ي‬ ‫ ‬ ‫اصطفائ‬ ‫"وعاذلة تلوم على‬ ‫ِ‬ ‫لطيب هوى وصل الغانيات‬ ‫رمت ولم توفق ‬ ‫وقالت قد ُح ِ‬ ‫يخادع نفسه بالترهات‬ ‫فقلت لها جهلت فليس مثلي ‬ ‫وحيتاناً على ظبي الفالة؟‬ ‫أأختار البحار على البراري ‬ ‫على ما تكرهين إلى الممات‬ ‫دعيني ال تلوميني فإني ‬ ‫بتفضيل البنين على البنات"‬ ‫بذا أوصى كتاب اهلل فينا ‬ ‫(أبو نواس‪" ،‬النصوص المحرمة"‪ ،‬رياض الريس للكتب والنشر‪،‬‬ ‫‪ ،1994‬ص‪ – 56 .‬في البيت الرابع إشارة إلى انزعاج الشاعر من‬ ‫الحيض عند النساء‪ ،‬وفي البيت األخير تحريف لمقصد من مقاصد‬ ‫الشريعة ال يبدو أنه أغضب أحداً حينئذ)‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫ما لي وللناس وما شانيه؟‬ ‫أضجرني الناس يقولون تب ‬ ‫عذبني اللـه وأشقانيه‬ ‫إن كنت للنار فما حيلتي؟ ‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 28-29‬‬


‫فما عليكم يا بني الزانيه؟‬

‫أو كنت للجنة أحيا بها ‬ ‫(المصدر نفسه‪ ،‬ص‪)85 .‬‬ ‫ويقول الشاعر أبو عيسى الرشيد‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫المقل‬ ‫بجرح باللحظ‬ ‫ ‬ ‫وشادن مر بنا‬ ‫واللحظ منه ما عدل‬ ‫ ‬ ‫اعتدلت قامته‬ ‫بدراً تراه أبداً‬ ‫طالع سعد ما أفل‬ ‫ ‬ ‫فقال لي اسمي ال تسل‬ ‫ ‬ ‫سألته عن اسمه‬ ‫وردتان من خجل‬ ‫وأُطلعت في وجنتيه ‬ ‫سماك بل قال المثل‬ ‫ ‬ ‫فقلت ما أخطأ من‬ ‫ً‬ ‫جماال وكمُل‬ ‫فاق‬ ‫ ‬ ‫ال تسألن عن شادن‬ ‫(األصفهاني‪" ،‬األغاني"‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،1955 ،‬ج‪ ،9 .‬ص‪196 .‬‬ ‫– والشادن هو الشاب الجميل)‬ ‫ومن العصر األندلسي نختار القصيدة التالية للحصري القيرواني‪:‬‬ ‫أقيام الساعة موعد ُه‬ ‫يا ليل الصب متى غده؟ ‬ ‫أسف للبين يردده‬ ‫ ‬ ‫فأرقه‬ ‫رقد السمار ّ‬ ‫فبكاه النجم ّ‬ ‫مما يرعاه ويرصده‬ ‫ ‬ ‫ورق له‬ ‫خوف الواشين يشرده‬ ‫كلف بغزال ذي هيف ‬ ‫ً‬ ‫في النوم فعز تصيده‬ ‫ ‬ ‫شركا‬ ‫نصبت عيناي له‬ ‫للسرب سباني أغيده‬ ‫وكفى عجباً أني قنص ‬ ‫أهواه وال أتعبده‬ ‫ ‬ ‫صنم للفتنة منتصب‬ ‫سكران اللحظ معربده‬ ‫صاح والخمر جنى فمه ‬ ‫سيفاً‬ ‫وكأن نعاساً يغمده‬ ‫ينضو من مقلته ‬ ‫والويل لمن يتقلده‬ ‫فيريق دم العشاق به ‬ ‫عيناه ولم تقتل يده‬ ‫كال ال ذنب لمن قتلت ‬ ‫دمى وعلى خديه تورده‬ ‫ ‬ ‫يا من جحدت عيناه‬ ‫فعالم جفونك تجحده؟‬ ‫خداك قد اعترفا بدمي ‬ ‫وأظنك ال تتعمده‬ ‫إني ألعيذك من قتلي ‬ ‫فلعل خيالك يسعده‬ ‫باهلل هب المشتاق كرى ‬ ‫ضنى صب يدنيك وتبعده‬ ‫ ‬ ‫ما ضرك لو داويت‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫فليبك عليه ع ّوده‬ ‫لم يبق هواك له ‬ ‫رمقا‬ ‫هل من نظر يتز ّوده؟‬ ‫وغداً يقضي أو بعد غد ‬ ‫بالدمع يفيض مورده‬ ‫شرق ‬ ‫يا أهل الشوق لنا َ‬ ‫وصروف الدهر تبعده‬ ‫يهوى المشتاق لقاءك ُ م‬ ‫لوال األيام تنكده‬ ‫ما أحلى الوصل وأعذبه ‬ ‫لفؤادي كيف تجلّده؟‬ ‫بالبين وبالهجران فيا ‬ ‫(‪)www.adab.com‬‬ ‫ومن القرن العشرين‪ ،‬القصيدة التالية ألحمد شوقي‪ ،‬وفيها مما يمكن‬ ‫للقوى الظالمية أن تصفه بالكفر‪ ،‬وهي معارضة للقصيدة السابقة‪ ،‬أي‬ ‫نسج على الوزن والقافية نفسيهما وتناول للموضوع نفسه‪ .‬ويذكر أن‬ ‫ديوانه المعروف بـ "الشوقيات" يحدد مناسبة كل قصيدة‪ ،‬وفيه الكثير‬ ‫مما يؤكد أنه ُكتب لشبان‪:‬‬ ‫وبكاه ورحم عو ُد ُه‬ ‫ ‬ ‫مضناك جفا ُه مرقده‬ ‫حيران القلب م ّ‬ ‫ُ‬ ‫مقروح الجفن مسهّده‬ ‫ ‬ ‫ُعذُب ُه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫يُبقيه عليك وتنفد ُه‬ ‫أودى حرفا إال ‬ ‫رمقا‬ ‫ويذيب الصخر تنهد ُه‬ ‫يستهوي الورق تأوهه ‬ ‫ويُقيم الليل ويُقعد ُه‬ ‫ويناجي النجم ويتعبه ‬ ‫ويعلم ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫شجنا في الدوح تردد ُه‬ ‫ ‬ ‫كل مطوقة‬ ‫وتأدب ال يتصيد ُه‬ ‫كم مد لطفيك من شرك ‬ ‫ّ‬ ‫ولعل خيالك مسعد ُه‬ ‫فعساك بغمض مُسعف ُ ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والسورة أنك مفرد ُه‬ ‫ُوسفه ‬ ‫الحسن‬ ‫حلفت بي ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حورا ُء الخلد وأمرده‬ ‫قد و ّد جمالك أو ‬ ‫قبسا‬ ‫كل ّ‬ ‫وتمنّت ّ‬ ‫يدها لو تبعث تشهد ُه‬ ‫ ‬ ‫مقطعة‬ ‫أكذلك خ ّدك يجحده؟‬ ‫زكي دمي ‬ ‫جحدت عيناك ّ‬ ‫قد ّ‬ ‫فأشرت لخ ّدك أشهده‬ ‫عز ُشهودي إذ رمتا ‬ ‫ُ‬ ‫فأبى‪ ،‬واستكبر أصيده‬ ‫وهممت بجيدك أشركه ‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:34 AM‬‬

‫فتى سوري‪،‬‬ ‫(تفصيل)‬ ‫صورة في‬ ‫"احلبانامة"‬ ‫(كتاب امللحاء)‪،‬‬ ‫وهو عمل مثلي‬ ‫إباحي يعود إلى‬ ‫القرن الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬من وضع‬ ‫الشاعر التركي‬ ‫فضيل بن طاهر‬ ‫إندروني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وهززت قوامك أعطف ُه ‬ ‫سبب لرضاك أمهده ‬ ‫بيني في ّ‬ ‫الحب وبينك ‬ ‫ما ُ‬ ‫بال العاذل يفتح لي ‬ ‫ويقول ‪ :‬تكاد ُّ‬ ‫تجن به ‬ ‫وروحي في يده ‬ ‫موالي ُ‬ ‫ناقوس القلب ُّ‬ ‫يدق ل ُ ه‬ ‫ُ‬ ‫ ‬ ‫قسماً بثنايا لؤلُئها‬ ‫ورضاب يوع ُد كوثرُ ه‬ ‫ ‬ ‫يحج له‬ ‫وبخال كاد ُّ‬ ‫وقوام يروي ال ُغ ُ‬ ‫صن له ‬ ‫وبخصر أوهن من جلدي ‬ ‫ما خنت هواك وال خطرت ‬ ‫(‪)www.adab.com‬‬

‫فنبا‪ ،‬وتمنّع أمل ُده‬ ‫ما ُ‬ ‫ّ‬ ‫بال الخصر يُعقُده؟‬ ‫يقدر واش يُفس ُده‬ ‫ما ال ُ‬ ‫السلوان وأُوص ُده؟‬ ‫باب ُّ‬ ‫فأقول‪ :‬وأُ ُ‬ ‫وشك أعبُده‬ ‫قد ضيّعها سلمت ي ُده‬ ‫وحنايا األضلُع معب ُده‬ ‫قسم الياقوت منضده‬ ‫ُ‬ ‫مقتول العشق ومُشه ُده‬ ‫لو كان يقبّل أسوده‬ ‫والرمُح يُف ّنُده‬ ‫نسباً‪ُّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وعوادي الهجر تب ّدُده‬ ‫سلوى بالقلب تبرده‬

‫وأخيراً قصيدة شهيرة لألخطل الصغير‪ ،‬الشاعر اللبناني المعروف الذي‬ ‫أُعلن في ستينيات القرن العشرين أميراً للشعراء‪ ،‬ويُقال إنه كتبها في‬ ‫اإلعجاب‪:‬‬ ‫لشاب أُعجب به‪ ،‬ولم يبادله الشاب‬ ‫ِ‬ ‫أواخر أيامه ِ‬ ‫على الجبين ِاللجين‬ ‫ ‬ ‫يا عاقد الحاجبين‬ ‫قتلتني مرتين‬ ‫ ‬ ‫إن كنت تقصد قتلي‬ ‫وما هممت بشين؟‬ ‫ ‬ ‫ماذا يريبك مني‬ ‫أم رعشة في اليدين؟‬ ‫أصفر ٌة في جبيني ‬ ‫ُ‬ ‫بين الرصيف وبيني‬ ‫ ‬ ‫غزال‬ ‫مر قفز‬ ‫َت ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وال أذنت لعيني‬ ‫ ‬ ‫وما نصبت شباكي‬ ‫وملء عينك عيني‬ ‫ ‬ ‫تبدو كأن ال تراني‬ ‫ويلي من األحمقين‬ ‫ ‬ ‫ومثل فعلك ِفعلي‬ ‫حياً سوى رمقين‬ ‫موالي لم تبق مني‬ ‫وقرب حيني‬ ‫صبرت حتى براني ‬ ‫وجدي ّ‬ ‫وهذا ليس بهين‬ ‫ستحرم الشعر مني ‬ ‫عليك في المشرقين‬ ‫أخاف تدعو القوافي‬ ‫(‪)www.adab.com‬‬

‫‪30‬‬

‫‪31‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 30-31‬‬


‫بحث‬

‫في نظرية الـ"‪ "queer‬وتحوالتها‬ ‫جورج كساب‬

‫عندما كان التعبير "‪ ،"queer‬في أحسن األحوال‪ ،‬كلمة عامية تعني مثلي‬ ‫الجنس‪ ،‬كان في أسوأ األحوال‪ ،‬تعبيراً يُساء استخدامه في سياق رهاب‬ ‫المثلية‪ .‬وفي السنوات األخيرة أصبح التعبير "‪ "queer‬يُستعمل بشكل‬ ‫مختلف‪ ،‬أحياناً كمصطلح عام لتحالف من التعريفات الذاتية الجنسية‬ ‫الهامشية ثقافياً وأحياناً أخرى لوصف نموذج نظري ناشئ ُطور خارج‬ ‫الدراسات السحاقية واللوطية األكثر تقليدية‪ .‬ويوازي التطوير السريع‬ ‫للدراسات السحاقية واللوطية وتعزيزها في الجامعات في التسعينيات‬ ‫انتشار متزايد للتعبير "‪ ."queer‬وألن التعبير ‪ queer‬غير متحالف‬ ‫مع أي صنف معين من أصناف الهوية‪ ،‬يمكنه أن ينضم بشكل مفيد إلى‬ ‫مناقشات ال تُحصى‪ .‬وفي تاريخ التشكيالت المنهجية‪ ،‬تُعتبر الدراسات‬ ‫السحاقية واللوطية نفسها بنا ًء أخيراً نسبياً‪ ،‬ويمكن أن تُعتبر نظرية الـ‬ ‫‪ queer‬تحويلها المؤسساتي األخير‪.‬‬ ‫تدين هذه المدرسة من النقد األدبي والثقافي بجذورها الثقافية إلى نظرية‬ ‫المساواة بين الجنسين وإلى الفالسفة الفرنسيين مثل جاك دريدا وميشال‬ ‫فوكو‪ .‬فعلماء نظرية الـ ‪ queer‬يحللون النصوص بنظرة تهدف إلى‬ ‫كشف ما تحت المعاني والتمييزات وعالقات القوة في الثقافة األكبر التي‬ ‫أنتجت النصوص‪ .‬وتكشف التحليالت الناتجة إستراتيجيات ثقافية معقدة‬ ‫لتنظيم السلوك الجنسي الذي يؤدي في أغلب األحيان إلى ظلم المنشقين‬ ‫الجنسيين الذين ينتهكون المحرمات الجنسية أو ال يتوافقون مع األدوار‬ ‫الجنسية المقررة ثقافياً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعلماء نظرية الـ ‪ queers‬أكثر طموحا من أسالفهم الذين خاضوا‬ ‫"حركة تحرر اللوطيين"‪ .‬فقد ناضلت حركة تحرر اللوطيين في‬ ‫السبعينيات لخلق مكان لألقليات الجنسية في أوروبا والواليات المتحدة‪،‬‬ ‫لكن علماء نظرية الـ‪ queer‬يريدون ما يفوق التحرر‪ .‬فهدفهم يتمثل في‬ ‫زعزعة األفكار الثقافية عن الحالة الطبيعية والحالة الجنسية وتعبيرات‬ ‫مثل ‪ heterosexual‬و‪ homosexual‬التي استُعملت الضطهاد الناس‬ ‫الذين ال يتوافقون مع المثال الغربي للزواج األحادي المتغاير الجنس‪.‬‬ ‫ويتمنى العديد من العلماء النظريين أن تق ّوض هذه اإلستراتيجية الوضع‬ ‫الراهن وأن تفضي إلى الحرية التي يحتاجها الناس لخلق حاالتهم الجنسية‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫وبكالم أوسع‪ ،‬يصف التعبير ‪ queer‬تلك‬ ‫البوادر أو النماذج التحليلية التي تضفي‬ ‫حالة دراماتيكية على حاالت الالترابط‬ ‫في العالقات المستقرة المزعومة بين‬ ‫الجنس والجندر والرغبة الجنسية ذات‬ ‫الطبيعة الصبغية (الكروموسومية)‪.‬‬ ‫وفي مقاومتها لنموذج االستقرار هذا ‪ -‬الذي يدعي أن التغاير الجنسي‬ ‫يكمن في أصله‪ ،‬بينما هو يناسب أكثر كنتيجة له – يركز التعبير ‪queer‬‬ ‫على مزاوجة غير مالئمة بين الجنس والجندر والرغبة‪ .‬وبوضوح كبير‪،‬‬ ‫ُربط بشكل مؤسساتي بين التعبير ‪ queer‬والسحاقيين واللوطيين‪ ،‬لكن‬ ‫إطاره التحليلي يتضمّن أيضاً مواضيع مثل لبس أزياء الجنس اآلخر‬ ‫وازدواج الجنس وغموض الجندر والجراحة التصحيحية للجنس‪ .‬وسواء‬ ‫ً‬ ‫متمثال بالجنس اآلخر أو انتقاداً أكاديمياً‪ ،‬فهو‬ ‫أكان التعبير ‪ queer‬أدا ًء‬

‫يحدد موضع حاالت الالترابط ويستغلها في تلك التعبيرات الثالثة التي‬ ‫تثبت التغايرية الجنسية‪ .‬وفيما يعرض استحالة أي "حالة طبيعية"‬ ‫جنسية‪ ،‬يشكك حتى في تعبيرات غير صعبة على ما يبدو مثل "رجل"‬ ‫و"امرأة"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أما التدخل األخير لكلمة ‪ queer‬المجابهة في هذه في الخطابات‬ ‫ِ‬ ‫األكاديمية األكثر تأدباً في مجملها‪ ،‬فيقترح أن النماذج التقليدية ُف ّجرت‪.‬‬ ‫بيد أن ظهورها يدل أيضاً على استمرارية‪ .‬ففضح نظرية الـ‪queer‬‬ ‫لألجناس والجنادر والحاالت الجنسية المستقرة يتطور خارج تجديد‬ ‫سحاقي ولوطي تحديداً لتصور الهوية التالي للمرحلة الفكرية المعروفة‬ ‫بالبنيوية باعتباره مجموعة من المواقع المتعددة وغير المستقرة‪ .‬لكن‬ ‫ُر دائماً كإسهاب مقبول أو اختزال لـ"سحاقي ولوطي"‪.‬‬ ‫التعبير ‪ queer‬لم ي َ‬ ‫وعلى الرغم من أن العديد من العلماء النظريين يرحبون بالتعبير ‪queer‬‬ ‫كـ"أفق استطرادي آخر‪ ،‬أو طريقة تفكير أخرى بالحالة الجنسية"‪،‬‬ ‫يشكك آخرون في كفاءته‪ .‬أما التخوفات المعبر عنها فتُثار عموماً حول‬ ‫قضايا مثل احتمال إعادة تركيب الذكورة العامة في قلب التعبير ‪queer‬‬ ‫المزعوم أنه محايد جنسياً‪ ،‬واحتمال فشل التعبير ‪ queer‬المتعالي الذي‬ ‫تحمله األنظمة المهيمنة للجندر في أن يأخذ في الحسبان الشروط المادية‬ ‫للغرب في أواخر القرن العشرين‪ ،‬واحتمال مضاعفة التعبير ‪queer‬‬ ‫ببساطة‪ ،‬في نوع من النسيان التاريخي‪ ،‬لمواقف التحرر اللوطية السابقة‬ ‫ومطالبها‪ ،‬واحتمال تضمن التعبير ‪ ،queer‬باعتبار قاعدته غير محدودة‬ ‫تقريباً‪ ،‬ألصناف تعيينية من السحاقيات واللوطيين ذات سياسات أقل‬ ‫تقدمية تصطف من خالله‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن االزدواجيات التي تنظم التعبير ‪ ،queer‬ليس هناك شك‬ ‫في أن إعادة انتشاره األخيرة تترك تأثيراً كبيراً في الدراسات السحاقية‬ ‫واللوطية‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬وفي اللحظة نفسها تقريباً التي أسس‬ ‫ِ‬ ‫فيها التعبير ‪ queer‬هيمنة على السوق باعتباره تعبيراً مميّزًا‪ ،‬وبالتأكيد‬ ‫قبل أن يدعم نفسه في أي منطق عامي سهل‪ ،‬بدأ بعض العلماء النظريين‬ ‫باقتراح أن لحظته عبرت وأن "سياسة التعبير ‪ ،queer‬عاشت أطول من‬ ‫فائدته السياسية"‪ .‬فهل سيصبح التعبير ‪ queer‬مماتاً في لحظة تحوله إلى‬ ‫تعبير واضح ومنشور بشكل واسع؟ لقد تخلت‬ ‫عنه تيريزا دي لوريتس‪ ،‬العالمة النظرية‬ ‫التي تُعت َبر في أغلب األحيان مطلقة التعبير‬ ‫"نظرية الـ ‪ ،"queer‬بعد ثالث سنوات تقريباً‬ ‫خضع لسيطرة تلك القوى‬ ‫على اعتبار أنه ِ‬ ‫والمؤسسات التي ُوضع لمقاومتها‪.‬‬ ‫قد يُعت َبر التعبير ‪ queer‬منشطاً لسياسات‬ ‫الهوية المتوافقة مع التأثيرات المعيقة لتسمية صنف تأسيسي يسبق التدخل‬ ‫السياسي ويضمنه‪ ،‬أو المعيقة لتحديده‪ ،‬بحيث قد يكون من األفضل فهمه‬ ‫كترويج لسياسة الالهوية ‪ -‬أو حتى الهوية المضادة‪ .‬وإذا أمكن لتعريف‬ ‫تحالف النهائي ً‬ ‫فعال من الهويات والممارسات والخطابات والمواقع‬ ‫ً‬ ‫الجنسية أن يُم َيّز كـ ‪ ،queer‬فلن يدل كثيرا على التعددية التحررية‬ ‫باعتبارها تفاوضاً على المفهوم ذاته للهوية نفسها‪ .‬فالتعبير ‪ queer‬هو‬ ‫جزئياً رد على التقييدات المحسوسة في السياسة التحررية والواعية‬

‫علماء نظرية الـ‪ queer‬يريدون‬ ‫ما يفوق التحرر‪ ،‬فهدفهم يتمثل في‬ ‫زعزعة األفكار الثقافية عن الحالة‬ ‫الطبيعية والحالة الجنسية‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:35 AM‬‬

‫‪32‬‬

‫للهوية للحركتين اللوطية والسحاقية‬ ‫المساوية بين الجنسين‪ .‬وقد بُنيت‬ ‫خطابات كل منهما بالدرجة األولى‬ ‫حول االعتراف الذاتي والهوية‬ ‫المجتمعية والمشتركة؛ حتماً‪ ،‬ولو‬ ‫بشكل غير مقصود‪ ،‬أدى كل من‬ ‫الحركتين أيضاً إلى إقصاءات‪،‬‬ ‫ونظرة خاطئة‬ ‫ونزع للشرعية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إلى العالمية‪ .‬وقد م ّ‬ ‫ُكن االنتشار‬ ‫االستطرادي للتعبير ‪queer‬‬ ‫جزئياً بفضل معرفة أن الهويات‬ ‫خيالية – أي أنها نتاج للتأثيرات‬ ‫المادية ومنتجة لها‪ ،‬ولكن هي مع‬ ‫هذا اعتباطية وعرضية ومدفوعة‬ ‫عقائدياً‪.‬‬ ‫وعلى خالف أصناف الهوية تلك‬ ‫ً‬ ‫سحاقية أو لوطية‪ُ ،‬طور‬ ‫المعتبرة‬ ‫التعبير ‪ queer‬خارج تنظير القيود‬ ‫غير المفحوصة في أغلب األحيان‬ ‫في سياسة الهوية التقليدية‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫أُنتج التعبير ‪ queer‬بشكل كبير‬ ‫خارج سجالت االعتراف والصدق‬ ‫توأم‪ ،‬تصوير بروس ويبر‪1983 ،‬‬ ‫والهوية الذاتية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن التعبير ‪ ،queer‬من ثم‪ ،‬صنف هوية ال يملك اهتماما في دعم نفسه‬ ‫أو إثباتها حتى‪ .‬وهو يحافظ على نقده للحركات المركزة على الهوية‬ ‫من خالل فهمه بأن تشكيله التحالفي وقاعدته المتفاوض عليها الخاصين‬ ‫به حتى قد يؤديان إلى تأثيرات إقصائية وتجسيدية أكبر بكثير من تلك‬ ‫المطلوبة‪.‬‬ ‫ومن خالل اعترافه بالعنف الحتمي لسياسة الهوية وكونه ال يملك حصة‬ ‫في هيمنته الخاصة‪ ،‬ال يقل التعبير ‪ queer‬هوية عن نقد الهوية‪ .‬لكنه‬ ‫ليس في موقع يسمح له بتخيل نفسه خارج تلك الدائرة من المشكالت التي‬ ‫قامت بسبب سياسة الهوية‪ً .‬‬ ‫فبدال من أن يدافع عن نفسه ضد ذلك النقد‬ ‫الذي تتسم عملياته حتماً بالجاذبية‪ ،‬يسمح التعبير ‪ queer‬لنقد مثل هذا أن‬ ‫ّ‬ ‫يشكل ‪ -‬بشكل مستحيل التصور اآلن ‪ -‬اتجاهاته المستقبلية‪" .‬فالتعبير"‪،‬‬ ‫ُراجع‪ ،‬ويُب َّدد‪ ،‬ويُمات إلى حد أنه‬ ‫بحسب ما تقول جوديث بتلر‪" ،‬سي َ‬ ‫سيخضع إلى المطالب التي تقاوم التعبير بالضبط بسبب اإلقصاءات التي‬ ‫يُع َبّأ بها"‪ .‬فتعبئة التعبير ‪ – queer‬بشكل ال يقل عن نقده – تدل على‬ ‫شروط التمثيل السياسي‪ :‬نواياه وتأثيراته ومقاومته للشبكات الحالية للقوة‬ ‫وتعززه بها‪.‬‬

‫"لقد كان التعبير ‪ queer‬دائماً هوية قيد اإلنشاء‪ ،‬موقعاً للتحول الدائم‪:‬‬ ‫في ظل طوباوية سلبيتها‪ ،‬تميل نظرية الـ‪ queer‬بشكل النهائي نحو‬ ‫ً‬ ‫مستحيال"‪ .‬فالمدى الذي أكد خالله علماء‬ ‫إدراك أن إدراكها يبقى‬ ‫نظريون مختلفون اإلمكانية المجهولة للتعبير ‪ queer‬يقترح بأن خاصية‬ ‫التعبير األكثر تمكيناً ربما كانت إمكانيته للتطلع إلى األمام من دون‬ ‫ً‬ ‫وبدال من التنظير للتعبير ‪ queer‬من ناحية معارضته‬ ‫توقع المستقبل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫لسياسة الهوية‪ ،‬يكون من باب أكثر دقة أن يُمثل باعتباره يستجوب كل‬ ‫الشروط المسبقة للهوية وتأثيراتها من دون انقطاع‪ .‬فالتعبير ‪ queer‬ليس‬ ‫خارج الحقل المغناطيسي للهوية‪ .‬ومثل بعض التشكيل التالي للحداثة‪،‬‬ ‫يقلب التعبير الهوية‪ ،‬ويعرض مساندته الخارجة على المساندة الداخلية‪.‬‬ ‫وإذا كان الحوار بين التعبير ‪ queer‬وتشكيالت الهوية التقليدية مشحوناً‬ ‫أحياناً – وهذا هو الواقع – فالسبب ليس عدم وجود شيء مشترك بينهما‪.‬‬ ‫فاإليمان السحاقي واللوطي في األصالة أو باألحرى بالكفاءة السياسية‬ ‫ألصناف الهوية وتعليق التعبير ‪ queer‬لكل من هذه التصنيفات ينشطان‬ ‫بعضهما البعض‪ ،‬ويق ّدمان في التسعينيات – ومن يستطيع الحديث عما‬ ‫بعد؟ – االطمئنان المتناقض لمستقبل مستحيل التصور‪.‬‬

‫الرائدة‬ ‫مجلة فصلية تصدر عن معهد الدراسات النسائية في العالم العربي‪ ،‬الجامعة اللبنانية األميركية‬ ‫(‪.)LAU‬‬ ‫َ‬ ‫يأخذك‪/‬ي مباشرة إلى فهرس العدد ‪ ،99‬المجلد ‪ ،20‬الذي تخصص في‬ ‫العنوان اإللكتروني المرفق أدناه‬ ‫موضوع "الجنسانية والنساء العربيات" وفيه عدة مقاالت عن المثلية الجنسية األنثوية هنا عنوانيها‪:‬‬ ‫"هل من هوية سحاقية في الثقافة العربية؟" و"مواقع سحاقية عربية على اإلنترنت‪ :‬ملخص سريع"‬ ‫و"شابة لبنانية تتكلم عن هويتها السحاقية‪ ،‬عالقاتها ومنظورها إلى المثلية"‪.‬‬

‫‪http://www.lau.edu.lb/centers-institutes/iwsaw/raida099/main-with-1549.html‬‬

‫‪33‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 32-33‬‬


‫شخصيات مثلية‬

‫ب ّرا‬

‫قصة إعالن غير معلن‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:35 AM‬‬

‫‪34‬‬

‫حسن هاني‬ ‫هو عبد السالم بن رغبان الحمصي‪ .‬شاعر مشهور بغزله باإلناث‬ ‫والذكور على حد سواء‪ ،‬وبسياسته القريبة من سياسات الشيعة‬ ‫ومدائحه ألئمتهم‪.‬‬ ‫ومما نُقل عنه‪:‬‬ ‫أَعشق ال ُم ْرد والنكاريش ِّ‬ ‫والشيب‬ ‫ُ‬ ‫البنات‬ ‫وعندي مثل البنين‬ ‫ُ‬ ‫ويعشق عندي‬ ‫ح ٌّد ما يشتهى‬ ‫حيوان ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫تحل فيه الحياة‬

‫‪by Pierre‬‬

‫لم ّ‬ ‫يشكل إعالن مثليتي مشكلة لي في أي يوم من األيام منذ بلوغي سن‬ ‫الثالثة والعشرين‪ .‬فبعيد إكمالي هذه السن‪ ،‬توفي والدي فجأة‪ ،‬وألنني‬ ‫االبن الوحيد في العائلة‪ ،‬اضطررت لترك دراستي الجامعية وكنت على‬ ‫أبواب نيل الماجستير‪ ،‬وبدأت بالعمل إلعالة نفسي ووالدتي‪ .‬وحين تكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستقال في معظم الجوانب األخرى من حياتك‪ .‬لكن‬ ‫مستقال مادياً‪ ،‬تصبح‬ ‫بما أنني االبن الوحيد‪ ،‬ظننت أن كشف ورقتي الجنسانية أمام والدتي‬ ‫لن يكون أمراً حكيماً‪ ،‬والسيما أنها تكبرني بخمس وثالثين سنة‪ ،‬مع ما‬ ‫يحمل الفرق من فرق في التفكير‪.‬‬ ‫علي ألتزوج من فتاة ألحفظ اسم العائلة من‬ ‫ومع تفاقم ضغط الوالدة ّ‬ ‫االندثار (أنعم وأكرم)‪ ،‬لم يعد بوسعي أن أستمر في سياسة التسويف‪ ،‬فقد‬ ‫بات الضغط كبيراً بحيث لم تعد األعذار مقبولة من جهتها‪ .‬لذلك قررت‬ ‫مفاتحتها بالموضوع قبل سنتين‪ً ،‬‬ ‫آمال أن أالقي منها الدعم‪ ،‬فكما يُقال‬ ‫األم تريد سعادة أوالدها‪ .‬وأمي‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬امرأة تمردت على التقاليد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فقد كبُرت في عائلة مسلمة محافظة‪ ،‬لكنها لم ترتد الحجاب يوماً‪ ،‬ما أثار‬ ‫غضب أهلها‪ ،‬واليوم ترتديه بدعوى "العيب" ألنها أرملة عجوز‪ ،‬كما‬ ‫أنها لم تلتزم الصوم والصالة‪ ،‬وكانت وال تزال مغرمة بأغنيات األولديز‬ ‫الفرنسية‪ ،‬ما زاد في الطين بلة في منزل والدها‪ .‬لكن كشفي لها عن‬ ‫سري لم يمر على ما يرام‪ .‬فقد انتابتها نوبات عصبية متكررة جعلت‬ ‫حياتنا معاً جحيماً‪ ،‬ونحن‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬نقيم معاً‪ ،‬على الرغم من امتالكي‬ ‫لشقة صغيرة خاصة بي‪ ،‬وذلك بسبب دقة وضعها الصحي وهي اليوم‬ ‫ونصحني أن أزوره‪ .‬واحتراماً لسنه‪ ،‬أخذت منه الورقة التي سجل‬ ‫تبلغ الثانية والسبعين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقلت ربما يسعفني طبيب العائلة‪" ،‬العجوز المودرن"‪ ،‬الذي عاش عليها المعلومات‪ ،‬لكنني لم أزر الطبيب طبعا‪ .‬فأنا لست مصابا بمرض‬ ‫جزءاً كبيراً من عمره في الواليات المتحدة‪ ،‬وهو من األطباء اللبنانيين نفسي‪.‬‬ ‫القالئل الذين أعرفهم الذين يواظبون على حضور مؤتمرات طبية دولية ولوقف النوبات العصبية التي أصابت والدتي‪ ،‬والسيما بعدما بات‬ ‫وعلى متابعة آخر التطورات في المجاالت الطبية‪ .‬لذلك أقنعت والدتي ارتفاع ضغط دمها يهدد حياتها‪ ،‬قلت لها‪" :‬إن األمر مجرد مزحة‪ ،‬فانسي‬ ‫أن تتحدث إليه بالموضوع‪ ،‬وهذا ما حصل‪ ،‬وقد دعاني لزيارته‪ .‬وكانت الموضوع"‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬تراجع إلحاحها على تزويجي‪ ،‬وخفت‬ ‫أسئلتها حول غزواتي الليلية‪ .‬لكنني أعرف من نظراتها أنها تعرف‬ ‫الصدمة التي تنم عنها المقتطفات التالية من حواري معه في عيادته‪:‬‬ ‫الطبيب‪ :‬تعرف‪ ،‬يا ابني‪ ،‬أن هذا الموضوع ال يلقى استحساناً في أنني مثلي‪ ،‬وربما تعرف ذلك قبل أن أفاتحها‪ .‬فعندما قلت لها إن األمر‬ ‫مجتمعنا‪ .‬لو كنا في أميركا‪ً ،‬‬ ‫مثال‪" ،‬ما في مشكلة"‪ .‬لكن هل لي بطرح مزحة‪ ،‬لم تعلق‪ ،‬ورمت األمر في أعمق نقطة في الوعيها‪ .‬وهي لم‬ ‫تطرح أي سؤال‪ ،‬على الرغم من أنني حين أعلنت لها مثليتي‪ ،‬أخبرتها‬ ‫بعض األسئلة؟‬ ‫وعرفتها على عشيقي‬ ‫أنا‪ :‬تفضل‪.‬‬ ‫تفاصيل كثيرة‪ ،‬ألثبت لها أنني سعيد بما أنا عليه‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫آنذاك بصفته هذه‪ ،‬وأخبرتها عن شبان ربطتني بهم سابقا عالقات وكانوا‬ ‫الطبيب‪ :‬هل تلعب دور "الباسيف" أم "األكتيف"؟‬ ‫يزورونني في منزل أهلي‪ ،‬وقرأت لها مقتطفات‬ ‫أنا‪ :‬ألعب الدورين معاً‪.‬‬ ‫الطبيب‪ :‬يعني تستطيع أن تكون أنصحك أن تتزوج من فتاة‪ ،‬وال أظن من كتب عن المثلية تزخر بها مكتبتي العامرة‪.‬‬ ‫إنها قصة إعالن عن المثلية‪ ،‬لكنه إعالن معلق‪ ،‬إذا‬ ‫"أكتيف"؟‬ ‫لك‬ ‫تسمح‬ ‫بأن‬ ‫تقنعها‬ ‫أن‬ ‫الصعب‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫جاز التعبير‪ .‬فال البراهين على سعادتي ورضاي‬ ‫أنا‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نفعت‪ ،‬وال األبحاث الموثقة أفادت‪ ،‬على الرغم‬ ‫تتزوج‬ ‫أن‬ ‫أنصحك‬ ‫‪.‬‬ ‫حسنا‬ ‫الطبيب‪:‬‬ ‫بأن "تعمل" معها من الخلف‬ ‫من أن والدتي تؤمن بالعلوم وتفاجئني بآرائها التي‬ ‫من فتاة‪ ،‬وال أظن أنه من الصعب‬ ‫ً‬ ‫تقترب من اإللحاد أحيانا كثيرة‪ .‬إننا اليوم نمضي األوقات القليلة التي‬ ‫أن تقنعها بأن تسمح لك بأن "تعمل" معها من الخلف‪.‬‬ ‫أنا‪ :‬لكن المسألة ليست مسألة أن "أعمل" من الخلف أو من األمام‪ .‬أكرسها لها في لعبة ال أدري ماذا أسميها‪ .‬هي تعرف‪ ،‬وأعرف أنها‬ ‫المسألة أنني أحب أن أكون مع شاب في الفراش‪ .‬كما أن فزيولوجيا تعرف‪ ،‬وتعرف أنني أعرف أنها تعرف‪ ،‬وتعرف أن أصدقائي‪ ،‬بمن‬ ‫فيهم "الستريتية"‪ ،‬يعرفون‪ .‬وأعرف أنها تعرف أن كثيراً من الشبان‬ ‫الشاب تثيرني‪ ،‬فيما فزيولوجيا الفتاة ال تثيرني‪.‬‬ ‫يمرون في فراشي‪ ،‬وليس في مكتبي ألغراض تتعلق‬ ‫الطبيب‪ :‬هذا "صف حكي" ليس له أساس علمي‪.‬‬ ‫الجدد في حياتي ّ‬ ‫وهنا أخبرته عن الدراسات والبحوث‪ ،‬فقال إنها كلها متأثرة بأجواء بالعمل‪ ،‬كما يقولون لها‪ .‬إنها قصة إعالن غير معلن‪ ،‬باإلذن من غارثيا‬ ‫"الفلتان" في الغرب‪ ،‬وإن هذا "الفلتان" يمنع الباحثين من التوصل إلى ماركيز‪.‬‬ ‫نتائج تقيد الحرية الجنسية‪ .‬ثم أعطاني عنوان طبيب نفسي ورقم هاتفه‪،‬‬ ‫حسن هاني‪ 37 ،‬سنة‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫محمد قاسم (‪ )1627‬الساقي‬ ‫عباس األول (‪ )1571-1629‬يعانق الساقي الخاص به‪.‬‬ ‫منمنمة تصور شاه إيران ِ‬ ‫وتقول القصيدة المرفقة‪" :‬فلتعطك الحياة كل ما ترغب به من ثالث شفاه‪ ،‬شفة حبيبك‪،‬‬ ‫وشفة النهر‪ ،‬وشفة الكأس"‪.‬‬ ‫متحف اللوفر‪ ،‬باريس‪ ،‬فرنسا‬

‫ديك الجن الحمصي‬

‫ولد في السلمية قرب حماة في سوريا في العام ‪ .778‬وكان معتدل‬ ‫التشيع‪ ،‬متعصباً للعرب وعاكفاً على اللهو‪ .‬فاق بشعره شعراء‬ ‫عصره‪ ،‬واشتهر حتى صار الناس يبذلون المال للحصول على قطعة‬ ‫من شعره‪ .‬اشتهر بلقب ديك الجن ألن عينيه كانتا خضراوين‪.‬‬ ‫لم يتكسب من شعره‪ ،‬فلم يمدح خليفة وال سلطاناً‪ ،‬على عادة شعراء‬ ‫زمانه‪ ،‬والسيما كبيرهم‪ ،‬أبو الطيب المتنبي‪ ،‬الذي يرى النقاد أن‬ ‫تكسبه بالشعر حرمه من الوصول إلى العالمية‪ ،‬على الرغم مما في‬ ‫شعره من إبداع‪ .‬ولم يغادر ديك الجن بالد الشام طيلة حياته‪ ،‬على‬ ‫رغم رواج سوق الشعر في العراق‪.‬‬ ‫ويُروى أن أبو نواس‪ ،‬شيخ شعراء المثلية عند العرب‪ ،‬قصد ديك‬ ‫الجن لما مر بالشام والمه على تخوفه من مقارعة الشعراء الفحول‬ ‫وقال له‪" :‬اخرج فلقد فتنت أهل العراق"‪.‬‬ ‫له مراث شهيرة في الحسين بن علي‪ ،‬ومدائح في أحمد وجعفر بن‬ ‫علي‪ .‬كان أحد الشعراء الذين تخرج أبو تمام على شعرهم‪ .‬توفي في‬ ‫حمص في العام ‪ 850‬عن ‪ 72‬عاماً‪.‬‬ ‫وتروي أمهات كتب التراث العربي عنه أنه كان يهوى جارية‬ ‫وغالماً له‪ ،‬اسمهما ورد ووصيف‪ .‬فمن شدة حبه لهما‪ ،‬وغيرته‬ ‫عليهما خشي أن يموت‪ ،‬وأن يتمتع غيره بهما بعده‪ ،‬فعمد إليهما‪،‬‬ ‫فذبحهما بسيفه‪ ،‬وأحرق جسديهما‪ ،‬وصنع من رماد الجارية برنية‬ ‫للخمر ومن رماد الغالم برنية أخرى كذلك‪ .‬وتقول رواية أخرى أنه‬ ‫ضبطهما يمارسان الحب معاً‪ ،‬ما أثار حنقه‪ ،‬فقتلهما‪.‬‬ ‫وكان يضع البرنيتين في مجلس أنسه عن يمينه وشماله‪ ،‬وكان إذا‬ ‫اشتاق إلى الجارية ق َبّل البرنية المجعولة من رمادها‪ ،‬ومأل منها‬ ‫قدحه‪ ،‬وأنشد‪:‬‬ ‫يا طلعة طلع الحمام عليها‬ ‫رويت من دمها التراب وطالما‬ ‫َّ‬ ‫وأجلت سيفي في مجال خناقها‬ ‫ِّ‬ ‫فوحق نعليها وما َو ِطأ الثرى‬ ‫ما كان قتليها ألني لم أكن‬ ‫ُ‬ ‫بخلت على سواي بحسنها‬ ‫لكن‬

‫وجنى لها ثمر الردى بيديها‬ ‫روى الهوى شفتي من شفتيها‬ ‫َّ‬ ‫ومدامعي تجري على خديها‬ ‫علي من نعليها‪:‬‬ ‫شيئاً أعز ّ‬ ‫أبكي إذا سقط الغبار عليها‬ ‫ُ‬ ‫وأنفت من نظر العيون إليها‬

‫وإذا اشتاق إلى الغالم ق َبّل البرنية المجعولة من رماده‪ ،‬ومأل منها‬ ‫قدحه‪ ،‬وبكى‪ ،‬وأنشد قوله فيه‪:‬‬ ‫أشفقت أن يرد الزمان بغدره‬

‫أو أُب َتلى بعد الوصال بهجره‬

‫‪35‬‬

‫كان يهوى جارية وغالم ًا له‪ ،‬ومن شدة حبه‬ ‫هلما‪ ،‬عمد إليهما‪ ،‬فذحبهما بسيفه‪ ،‬وأحرق جسديهما‪...‬‬

‫قمر أنا استخرجته من دجنه‬ ‫علي كرامة‬ ‫فقتلته وله َّ‬ ‫عهدي به ميتاً كأحسن نائم‬ ‫لو كان يدري الميت ماذا بعده‬ ‫غصص تكاد تفيض منها نفسه‬

‫لبليتي وأثرته من خدره‬ ‫فلي الحشا وله الفؤاد بأسره‬ ‫والطرف يسفح دمعتي في نحره‬ ‫بالحي منه بكى له في قبره‬ ‫ويكاد يخرج قلبه من صدره‬

‫وقيل إن ورد كانت مسيحية من أهل حمص‪ ،‬هويها ديك الجن‬ ‫وتمادى به األمر حتى غلبت عليه وذهبت به‪ .‬فلما اشتهر بها دعاها‬ ‫إلى اإلسالم ليتزوج بها‪ ،‬فأجابته لعلمها برغبته فيها‪ ،‬فأسلمت على‬ ‫يده فتزوجها وفيها يقول‪:‬‬ ‫أنظر إلى شمس القصور وبدرها‬ ‫لم تبل عينك أبيضا في أسود‬ ‫وردية الوجنات يختبر اسمها‬ ‫وتمايلت فضحكت من أردافها‬ ‫تسقيك كأس مدامة من كفها‬

‫ومما قاله في وصيف‪:‬‬ ‫يا كثير ِّ‬ ‫والغنج‬ ‫الدل‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫إن بيتاً أنت ساكن ُه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫حجتنا‬ ‫وجهك‬ ‫المأمول ّ‬ ‫ال أتاح اللـه لي فرجاً‬

‫وإلى خزاماها وبهجت زهرها‬ ‫جمع الجمال كوجهها في شعرها‬ ‫من ريقها من ال يحيط بخبرها‬ ‫عجبا ولكني بكيت لخصرها‬ ‫وردية ومدامة من ثغرها‬

‫لك سلطان على ال ُم َه ِج‬ ‫السرج‬ ‫محتاج إلى‬ ‫غي ُر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بالحج‬ ‫يو َم يأتي الناس‬ ‫ِ‬ ‫بالفرج‬ ‫ب‬ ‫يو َم أدعو من َك‬ ‫ِ‬

‫ولديك الجن أقوال في الحكمة منها قوله‪" :‬يرقد الناس آمنين وريب الدهر‬ ‫يرعاهم بمقلة لص"‪.‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 34-35‬‬


‫فيرساتايل‬ ‫"بإمكان الفتاة أن تنتظر مجيء الرجل‬ ‫المناسب‪ ،‬لكن في غضون ذلك‪ ،‬ال يعني‬ ‫هذا أنها ال تستطيع أن تحظى بأوقات‬ ‫طيبة مع جميع الرجال غير المناسبين"‪.‬‬ ‫المغنية شير‬

‫‪“A girl can wait for the right‬‬ ‫‪man to come along, but‬‬ ‫‪in the meantime that still‬‬ ‫‪doesn’t mean she can’t have‬‬ ‫‪a wonderful time with all‬‬ ‫”‪the wrong ones.‬‬ ‫‪Cher, Singer‬‬

‫‪“Sometimes I wonder what you boys would do if you weren’t gay. You’d have no‬‬ ‫‪identity. It was easy when you couldn’t talk about it - now it’s all you talk about.‬‬ ‫‪You talk about it so much that sometimes you forget about all the other things that‬‬ ‫”‪you are.‬‬ ‫”‪From the movie “THE BROKEN HEARTS CLUB‬‬ ‫"أتساءل أحياناً أيها الفتيان ما قد تفعلونه لو لم تكونوا مثليين‪ .‬ستكونون بال هوية‪ .‬لقد كانت‬ ‫األمور أسهل عندما كنتم عاجزين عن التحدث في الموضوع‪ ،‬أما اآلن فال شيء أخر تتحدثون‬ ‫عنه‪ .‬تتكلمون عن المثلية أكثر من الالزم لدرجة أنكم نسيتم كل الجوانب األخرى من أنفسكم"‪.‬‬ ‫من فيلم "نادي القلوب المتكسرة" ‬

‫‪“We had gay burglars the other‬‬ ‫‪night. They broke in and rearr‬‬‫”‪ranged the furniture.‬‬ ‫‪Robin Williams, American com‬‬‫‪median‬‬

‫"إن المثلية الجنسية هي األسلوب الذي‬ ‫اعتمده اللـه لكي يضمن أن الموهوبين‬ ‫ً‬ ‫فعال لن يعانوا عبء األوالد"‪.‬‬ ‫األديب سام أوستن‬

‫"كان في منزلنا البارحة لصوص مثليين‪.‬‬ ‫فقد اقتحموا المنزل وأعادوا ترتيب‬ ‫األثاث"‪.‬‬ ‫الكوميدي األميركي روبن وليامز‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:39 AM‬‬

‫] [‬ ‫‪“Homosexuality is God’s‬‬ ‫‪way of ensuring that the truly‬‬ ‫‪gifted aren’t burdened with‬‬ ‫”‪children.‬‬ ‫‪Sam Austin, Author‬‬

‫‪36‬‬

‫"على الكهنة التوقف عن اعتبار‬ ‫أنفسهم ممثلين للمسيح إن‬ ‫استمروا على موقفهم المعارض‬ ‫من التنوع الجنسي"‪ .‬هذا ما‬ ‫صرحت به المغنية األيرلندية‬ ‫شينيد أوكنر في ‪ 5‬تشرين األول‬ ‫رداً على الحملة التي أطلقتها‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية ضد الكهنة‬ ‫المثليين‪ ،‬والتي أُطلق عليها‬ ‫اسم "صيد السحرة"‪ .‬وتتابع‬ ‫أوكنر‪" :‬هناك من يدعون أنهم‬ ‫يمثلون المسيح‪ ،‬بينما في الواقع‬ ‫يبشرون ضد الحب‪ .‬أنا شخصياً‬ ‫أعتبر التبشير ضد المثلية‬ ‫الجنسية تدنيساً للمقدسات‪ ...‬لقد‬ ‫خلق اللـه المثليين‪ ،‬فمن له الحق‬ ‫في أن يقول أن على المرء أن ال‬ ‫يكون مثلياً؟" ولم تكن هذه المرة‬ ‫األولى التي تتحدى فيها أوكنر‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬فقد انتقدت‬ ‫وقوطعت في الواليات المتحدة‬ ‫في منتصف التسعينات بعد أن‬ ‫مزقت صورة للبابا أثناء أدائها‬ ‫الموسيقي في برنامج "حفل‬ ‫السبت الحي"‪.‬‬ ‫‪Saturday Night Live‬‬

‫"أنا مثلي الجنس‪ ،‬وفخور جداً بنفسي‪ .‬ال أطلب التعاطف من أحد كما ال أريد أن‬ ‫أكون نموذجاً يُحتذى به"‪ ،‬بهذا القول أعلن المغني األيرلندي مارك فيهيلي (‪25‬‬ ‫سنة)‪ ،‬أحد أعضاء الفرقة الموسيقية "وست اليف"‪ ،‬عن مثليته الجنسية أخيراً‪.‬‬ ‫ويتابع فيهيلي‪" :‬جميع أصدقائي المقربين وعائلتي والناس الذين أحبهم ساندوني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫هذا ما يهم في الحقيقة"‪.‬‬ ‫بُرأ بوجو بانتون‪ ،‬نجم موسيقى "الريغي"‬ ‫الجامايكي‪ ،‬في شهر كانون األول الفائت‪،‬‬ ‫من تهمة مساهمته في الهجوم على‬ ‫مجموعة من المثليين في العام ‪ 2005‬في‬ ‫مدينة كينغستون عاصمة جامايكا‪ ،‬ما اثار‬ ‫استياء شريحة المثليين‪/‬ات في جامايكا‪.‬‬ ‫وكان بانتون‪ ،‬الذي رشح لنيل جائزة‬ ‫"غرامي" على أفضل أداء‪ ،‬قد ألف أغنية‬ ‫"‪ "Boom Bye Bye‬في العام ‪،1994‬‬ ‫وفيها ترويج لرهاب المثلية وتشجيع‬ ‫على إطالق النار على المثليين وإشعال‬ ‫النار بهم ورميهم بالمواد الحمضية‪.‬‬

‫صرح البابا بنديكت السادس عشر في شهر آب الماضي أنه سيعتمد سياسة‬ ‫جديدة تقف عائقاً أمام المثليين الراغبين في أن يكونوا رجال دين وكهنة‪.‬‬ ‫مواقف البابا (‪ 78‬سنة) المعادية للمثلية الجنسية تعود إلى ما قبل انتخابه‬ ‫في نيسان الماضي‪ ،‬وكان أول بيان رسمي له بعد انتخابه هو التالي‪" :‬إن‬ ‫األشكال المتعددة لتدمير الزواج السائدة اليوم ‪ -‬االتحاد الحر‪ ،‬والزواج‬ ‫التجريبي‪ ،‬وكذلك الزواج الزائف بين أناس من الجنس نفسه ‪ -‬هي تعبير‬ ‫عن الحرية الفوضوية التي تحاول أن تمرر نفسها زيفاً باعتبارها الحرية‬ ‫الحقيقية لإلنسان"‪ .‬هذا باإلضافة إلى موقفه السلبي تماماً من وسائل منع‬ ‫الحمل واإلجهاض‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 36-37‬‬


ART WORK BY THE YOUNG SAUDI ARABIAN ARTIST MAZIN J

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 38-39

39

38

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:40 AM


2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 40-41

41

40

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:40 AM


2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 42-43

43

42

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:41 AM


‫صحة‬

‫“دكتور‪ ...‬أنا مش هيك!”‬

‫‪ - 2‬م��ن الممك��ن أن يس��معك الطبي��ب "درس‬ ‫أخ�لاق" ولكن��ه ف��ي األغل��ب لن يخب��ر اهلك‬ ‫بمثليتك‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬للطبيب الحق في رفض معالجة أحد‬ ‫المرضى‪ .‬أن تعاطي���ك اإليجابي والمهذب مع‬ ‫الطبيب قد يساعد‪.‬‬

‫مارك حداد‬

‫م���اذا يجب أن تحضر لموع���دك األول مع‬ ‫الطبيب؟‬

‫لعل إحدى أهم المشكالت التي تواجه المثليين في لبنان والدول العربية هي صعوبة استشارة األطباء‪ ،‬والسبب‪ ،‬على األرجح‪،‬‬ ‫ال يعود إلى ندرة هؤالء‪ ،‬بل إلى خوف المثليين غير المبرر في بعض األحيان من الخروج إلى العلن أمام أطبائهم‪ .‬كما أن عدم‬ ‫نجاح بعض األطباء‪ ،‬بعد‪ ،‬في تق ُبّل المثليين يزيد الخوف عند هؤالء من استشارتهم‪ .‬لذلك نجد العديد من المثليين يتغاضون‬ ‫عن الكثير من العوارض‪ ،‬التي قد تكون إلحدى األمراض المنقولة جنسياً‪ ،‬معرضين حياتهم وحياة شركائهم للخطر‪ ،‬بالقول‪:‬‬ ‫لو ْحدا"‪ .‬وأبداً لن يكون ذلك ً‬ ‫حال‪.‬‬ ‫" ُب ْكرا ِب ْتروح َ‬

‫يبقى الس���ؤال‪ :‬كي���ف اختار طبيب���اً يتقبل‬ ‫مثليتي؟‬

‫اطل��ب م��ن أصحابك وم��ن معارفك‬ ‫‪ - 1‬‬ ‫الئحة بأسماء األطباء المنفتحين الذين ينصحون‬ ‫بهم‪.‬‬ ‫اطل��ب من طبيبك المعال��ج‪ ،‬في حال‬ ‫‪ - 2‬‬ ‫أراد تحويل��ك إل��ى طبيب متخص��ص آخر‪ ،‬أن‬ ‫يكون هذا األخير منفتح على موضوع المثلية‪.‬‬ ‫َسك هو األهم في الموعد األول‪ .‬إذا‬ ‫‪ - 3‬‬ ‫َحد ُ‬ ‫شعرت بأنك تستطيع البوح للطبيب الذي التقيته‬ ‫لت��وك‪ ،‬بميول��ك الجنس��ية‪ ،‬تس��تطيع أن تطرح‬ ‫ً‬ ‫سؤاال يكش��ف لك مدى انفتاحه على الموضوع‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:42 AM‬‬

‫‪44‬‬

‫‪ILLUSTRATION BY MO‬‬

‫لألس��ف فليومنا هذا ما زالت العالقات الجنسية‬ ‫المثلي��ة تعقد األم��ور بين المري��ض والطبيب‪.‬‬ ‫فأغل��ب األطباء يس��لمون ً‬ ‫جدال ب��أن مريضهم‬ ‫(حت��ى ل��و كان نات��ع ري��ش) هو من مش��تهي‬ ‫الجنس اآلخ��ر‪ .‬ويجب أن ال يدفعنا هذا الوضع‬ ‫إلخفاء ميولنا وممارس��اتنا الجنسية عن طبيبنا‪.‬‬ ‫إن خوفن��ا من ردة فع��ل الطبيب المعالج وما قد‬ ‫يك��ون حكمه المس��بق علينا إن ع��رف بميولنا‬ ‫يجعلن��ا ال نتجرأ على زيارته ويدفعنا في بعض‬ ‫األحي��ان إلى إهمال وضعنا الصحي‪ .‬ولكن لهذا‬ ‫الس��كوت الكثير م��ن العواقب الخطي��رة‪ ،‬التي‬ ‫ق��د تكون مميتة‪ ،‬على صحتنا وصحة ش��ركائنا‬ ‫وحتى على صحة أهلنا‪.‬‬ ‫م��ن الض��روري أن يكون لدينا طبيب يش��رف‬ ‫عل��ى وضعنا الصح��ي‪ ،‬ولكن األه��م أن يكون‬ ‫لدين��ا طبيب نثق ب��ه ونرتاح لمكالمت��ه بانفتاح‬ ‫ت��ام‪ ،‬فالثق��ة والحوار هي من أس��س أي عالقة‬ ‫وعالقتك بطبيبك ليس��ت اس��تثناء‪ .‬لذلك ننصح‬ ‫بأن يك��ون لديك طبيب خ��اص تثق به ويعرف‬ ‫ع��ن ميول��ك ونش��اطاتك الجنس��ية‪( .‬ف��ي حال‬ ‫استشرت أي طبيب بس��بب صداع أو أنفلونزا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مثال‪ ،‬ليس من الضروري أن تس��تفيض بشرح‬ ‫مفصل لنش��اطاتك الجنس��ية وقصص طفولتك‪،‬‬ ‫فهذا ال يفيد بشيء)‪.‬‬ ‫نُ ْسأل عاد ًة إن كان باستطاعة الطبيب المتخصص‬ ‫باألمراض المنقولة جنس��ياً والطبيب الش��رعي‬ ‫معرف��ة ممارس��اتنا الجنس��ية المثلية بواس��طة‬ ‫ً‬ ‫مث�لا‪ .‬ال أري��د أن أخيفكم ولكن‬ ‫فحص الش��رج‬ ‫الجواب هو‪" :‬نعم"‪.‬‬ ‫يمك��ن للطبي��ب المتخص��ص معرف��ة إن كان‬ ‫لمريض��ه عالق��ة مثلي��ة ارت��كازاً عل��ى ثالثة‬ ‫حقائق‪:‬‬ ‫‪ - 1‬غالباً ما تترك العالقات الشرجية جروح في‬ ‫الش��رج‪ ،‬تدل وضعية هذه الجروح على سببها‪.‬‬ ‫ُس��بّب بواسطة عالقة‬ ‫تختلف وضعية الجرح الم َ‬ ‫شرجية عن تلك التي يسببها إسهال أو إمساك أو‬ ‫سرطان أو التهاب‪.‬‬

‫عل��ى‬ ‫يوج��د‬ ‫‪ - 2‬‬ ‫الغشاء الداخلي للمخرج عدد‬ ‫من الطيّ��ات والتي قد تختفي‬ ‫بفعل إي�لاج متكرر‪ .‬فيصبح‬ ‫اختف��اء ه��ذه الطيّ��ات ً‬ ‫دليال‬ ‫على مجامعة شرجية‪.‬‬ ‫إن وج��ود التهاب‬ ‫‪ - 3‬‬ ‫معين في الحلق بسبب إحدى‬ ‫البكتيري��ات الت��ي تنمو عاد ًة‬ ‫في الشرج قد يدل على عالقة‬ ‫فموية (‪.)oral sex‬‬ ‫ه��ذه حقائ��ق ال يكتش��فها إال‬ ‫طبي��ب متخص��ص‪ .‬لذلك ال‬ ‫تدعوا طبيبكم المعالج يكتشف‬ ‫ميولكم بنفس��ه‪ .‬من األفضل‬ ‫أن تخب��روه ذل��ك بأنفس��كم فذلك يس��اعده على‬ ‫التش��خيص الصحيح في وقت أس��رع وبالتالي‬ ‫يس��اعدكم في الشفاء الس��ريع‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫فظاعة هذه الحقائ��ق ( للبعض طبعاً)‪ ،‬يبقى أن‬ ‫أقول إن تقبل المثليي��ن لمثليتهم ووضوحهم مع‬ ‫طبيبه��م يبقى الحل األنس��ب‪ ( .‬وصدقوني ليس‬ ‫ً‬ ‫مس��تحيال)‪ .‬يجب عل��ى المثليين أن يتمتعوا‬ ‫هذا‬ ‫بش��جاعة كافية لحماية أنفس��هم م��ن األمراض‬ ‫والموت ويقوموا بزيارات دورية للطبيب‪.‬‬

‫مثل‪ :‬هل لديك زبائن من المثليين؟ (من األفضل‬ ‫أن يكون جواب��ه نعم)‪ .‬كما يجب أن تركز على‬ ‫تعابي��ر وجهه أن كان مرتاحاً‪ً ،‬‬ ‫مثال‪ ،‬للموضوع‬ ‫الذي فتحته أو ال‪.‬‬ ‫ال تختر طبيبك فقط ألنه مثلي الجنس‪.‬‬ ‫‪ - 4‬‬ ‫هن��اك العديد م��ن األطباء من مش��تهي الجنس‬ ‫اآلخر الذين يعرفون بأوضاع المثليين اكثر من‬ ‫المثليين أنفسهم‪.‬‬ ‫اتصل على الرقم ‪01745092‬‬ ‫‪ - 5‬‬ ‫(مركز حلم) حيث نستطيع أن ندلك على واحد‬ ‫من العديد من األطباء االختصاصيين الذين أبدو‬ ‫استعداداً لمساعدتنا‪ .‬كما نستطيع أن ندلك على‬ ‫األماكن التي تجري الفحوص المخبرية بسرية‬ ‫مجاني)‪.‬‬ ‫تامة (بعضها ّ‬ ‫يج��ب أن ال يغيب عن بالك��م أن الطبيب ينتمي‬ ‫أيضاً للجنس البش��ري ولديه مش��اعره وعادته‬ ‫وتقاليده‪.‬‬

‫فماذا يحدث في ح���ال اق ّريت بمثليتك أمام‬ ‫أح���د األطباء وتبين ان���ه يعاني من رهاب‬ ‫المثلية الجنسية؟‬ ‫إذا ل��م يتقب��ل الطبي��ب مثليت��ك فهذه‬ ‫‪ - 1‬‬ ‫مشكلته وليست مشكلتك‪ .‬اذهب إلى غيره‪.‬‬

‫‪ - 1‬الئحة باألدوية التي تأخذ بش��كل مستمر أو‬ ‫التي تأخذها حالياً‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الئح��ة بتاريخك المرض��ي‪ً ،‬‬ ‫مثال‪ :‬أمراض‬ ‫مهمة‪ ،‬أمراض منقولة جنسياً‪ ،‬جروح‪ ،‬عمليات‪،‬‬ ‫حساسية لدوا ٍء ما‪...‬‬ ‫‪ - 3‬األم��راض المتوارث��ة ف��ي عائلت��ك؛ إن‬ ‫وجدت‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أح��د األصدق��اء‪ .‬أن وجود ش��خص غيرك‬ ‫خالل حديثك مع الطبيب قد يساعدك نفسياً وان‬ ‫ل��م تكن الح��ال كذلك‪ ،‬فوجوده قد يس��اعدك في‬ ‫تذكر ما قد تكون نسيته من عوارض لمرضك‪،‬‬ ‫كما يس��تطيع هذا الصديق تذكر نصائح الطبيب‬ ‫التي قد تنساها في حال كنت متوتراً‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وص��ف دقي��ق للعوارض الت��ي ألمت بك‪.‬‬ ‫مث��ل‪ :‬م��كان األل��م‪ ،‬نوع األل��م ووقت��ه‪ ،‬تاريخ‬ ‫ظه��ور الع��وارض أو اختفائه��ا‪ ،‬م��ا برأيك قد‬ ‫يكون سببتلك العوارض‪...‬‬ ‫مالحظة‪ :‬ال تخفي أي معلومات عن الطبيب وال‬ ‫تخبره نصف الحقائق فقط‪.‬‬

‫متى تزور الطبي���ب متخصص باألمراض‬

‫المنقولة جنسياً؟‬

‫تنتشر األمراض المنقولة جنسياً بين الرجال‬ ‫والنساء على حد سواء‪ .‬هناك أكثر من ‪ 20‬نوعاً‬ ‫من هذه األمراض‪.‬‬ ‫يج��ب أن يت��م الكش��ف علي��ك من قب��ل طبيب‬ ‫متخصص فور ظهور إحدى تلك العوارض‪.‬‬ ‫‪ - 1‬إف��راز قيحي غير اعتيادي من القضيب أو‬ ‫المهبل مع رائحة كريهة أو من دونها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قذف مؤلم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬احمرار في العضو الذكري‪.‬‬ ‫‪ - 4‬قروح أو ثآليل (تالولة)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ألم عند التبول‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ألم في المهبل أثناء الجماع‪.‬‬ ‫‪ - 7‬حكاك على األعضاء التناسلية‪.‬‬

‫المضاعفات الناتجة عن عدم استش���ارتك‬ ‫لطبيب‪( .‬للنساء والرجال)‬

‫‪ - 1‬إجهاض تلقائي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حمل خارج الرحم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سرطان عنق الرحم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬العقم‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تأثير على شرايين القلب واألعصاب‬ ‫ِ‬ ‫(الس ْفلس ً‬ ‫مثال)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬التهاب��ات مزمن��ة في األعضاء التناس��لية‬ ‫الداخلية ( البروستات‪ ،‬الخصيتان‪ ،‬البربخ)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬إضاف��ة ف��ي االحلي��ل (‪urethral strict‬‬ ‫‪.)ture‬‬ ‫‪ - 8‬تشوهات دائمة في القضيب‪.‬‬ ‫‪ - 9‬استئصال العضو الذكري‪.‬‬ ‫‪ - 10‬الوفاة‪.‬‬

‫‪www.gayhealth.com‬‬

‫يتضمن هذا الموقع كل ما يرغب‬ ‫المرء في معرفته حول طرق‬ ‫المحافظة على الصحة في أمور‬ ‫تتعلق بالمثليين‪/‬ات والمتحولين‬ ‫جنسياً‪ ،‬بدءاً بالتمارين الرياضية‬ ‫ومروراً بأدق التفاصيل حول‬ ‫ً‬ ‫ووصوال‬ ‫الممارسة الجنسية اآلمنة‬ ‫إلى آخر األخبار الصحية والعالجات‬ ‫واألدوية‪ .‬وبإمكان المرء أن يرسل‬ ‫ً‬ ‫سؤاال صحياً إلى الموقع‪ ،‬أو أن يقرأ‬ ‫اإلجابات على سؤاله إن كان سبق‬ ‫ُ‬ ‫وطرح السؤال نفسه على الموقع‪.‬‬ ‫هنا فهرست الموقع‪ :‬أخبار‪ ،‬جنس‪،‬‬ ‫مخدرات‪ ،‬مشاعر‪ ،‬صحة عامة‪،‬‬ ‫مظهر‪ ،‬الطعام واللياقة البدنية‪،‬‬ ‫مجتمع‪.‬‬

‫اسألوا الدكتور أنـَـس‬ ‫الدكتور أنـَـس هو باحث شهير وطبيب أخصائي في فيروس فقدان المناعة البشرية (‪ )HIV‬المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسبة‬ ‫المعروف بالسيدا أو اإليدز (‪ .)AIDS‬درس الدكتور أنـَـس الطب في سوريا وتابع تحصيله العلمي في مستشفيات مرموقة في الواليات‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫يمارس الدكتور أنـَـس مهنته بمدينة سان فرانسيسكو حيث يعاين المصابين بفيروس فقدان المناعة البشرية يومياً‪ .‬ويقود دراسة هامة في‬ ‫جامعة كاليفورنيا عن الخيارات التي يتخذها المصابون بالفيروس من أجل تحسين المستوى الصحي لحياتهم وذلك بالتخفيف من معدل‬ ‫تناول الكحول والمخدرات وممارسة الجنس من غير وقاية‪ ،‬وبزيادة نسبة إعالنهم للشريك الجنسي الجديد (أو الشريكة) عن اصابتهم‬ ‫بفيروس فقدان المناعة البشرية قبل ممارسة الجنس معه (أو معها)‪.‬‬ ‫حصل الدكتور أنـَـس هذه السنة على جائزة تنويه كطبيب شاب وواعد في مجال مكافحة فيروس فقدان المناعة البشرية‪.‬‬ ‫في ّ‬ ‫برا سيحاول الدكتور أنـَـس اإلجابة عن أسئلة القراء والقارئات الصحـّـية‪ .‬ابعثوا برسائلكم لمجلة برا‪،‬‬ ‫كل عدد من األعداد المقبلة لمجلة ّ‬ ‫فقرة "اسألوا الدكتور أنـَـس"‪ ،‬بإحدى الوسائل التالية‪:‬‬ ‫البريد‪:‬‬ ‫جمعية "حـلم"‬ ‫‪ 174‬شارع سبيرز‪ ،‬الظريف‪،‬‬ ‫بيروت ‪ -‬لبنان‬ ‫تلفاكس‪01 745 092 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪BarraDoctor@yahoo.com :‬‬

‫‪45‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 44-45‬‬


‫نصائح صحية‬ ‫الرشاقة الجسد ّية‬

‫ترتكز الرشاقة الجسديّة على ع ّدة عناصر متكاملة يجب الحرص عليها والعمل على تحسينها‪.‬‬

‫‪ILLUSTRATIONS BY MO‬‬

‫الغذاء الصحي‬

‫الصحي‪ ،‬بغض النظر عما إذا كنت تريد تخفيض وزنك‪ ،‬أو زيادته أو الحفاظ عليه‪ ،‬لذلك يجب‬ ‫والمتنوع شرط أساسي للتوازن‬ ‫إن الطعام الصحي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تناول أنواع ع ّدة من األطعمة في كميّات مناسبة‪.‬‬

‫الكاربوهيدرات‬

‫‪WAR‬‬

‫‪JOHN LENNON‬‬

‫‪MAKE‬‬

‫‪LOVE‬‬

‫الحبال‬

‫مارس‬

‫(السكر والنشويّات واأللياف)‬ ‫ً‬ ‫ال تكثر من تناول الحلوى ألنها تحدث تغيّرًا سريعا في نسبة السكر في الدم‪،‬‬ ‫فيتحول السكر الزائد إلى دهون إن لم يستعمل سريعاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اجعل من النشويّات المصدر األساسي لسعراتك الحراريّة‪ ،‬فهي تهضم‬ ‫يتحول إلى دهون‪.‬‬ ‫وتتحول إلى س ّكر يستعمله الجسم تدريجياً وال‬ ‫ببطء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تجد النشويّات في البطاطا والقمح واألرز والذرة ومشتقاتها (الخبز‪،‬‬ ‫المعكرونة‪)...‬‬ ‫احرص على تناول كميّة جيدة من األلياف‪ ،‬فهي وإن كانت ال تش ّكل مصدر‬ ‫طاقة غذائية‪ ،‬لكنها ضروريّة في عملية الهضم‪ .‬هي موجودة في الخضار‬ ‫والفاكهة على أنواعها‪.‬‬

‫البروتينات‬

‫الدهون‬

‫إن المنتجات الحيوانية هي المصدر األساسي (إضافة إلى‬ ‫الصويا) للبروتينات ذات النوعيّة الجيّدة والمكتملة‪ .‬لذلك إن‬ ‫كنت ال تتناول إال األطعمة ذات المصدر النباتي‪ ،‬احرص على‬ ‫التعويض من خالل تناول أنواع مختلفة من الحبوب‪ :‬البازالء‪،‬‬ ‫الح ّمص‪ ،‬الفاصوليا‪...‬‬ ‫قد يش ّكل تناول البروتينات بشكل مك ّمالت غذائيّة إضافيّة‬ ‫عبئاً على الكبد والكليتين‪ .‬لذلك‪ ،‬إن كنت تتم ّرن وتريد زيادة‬ ‫الكتلة العضليّة في جسمك‪ ،‬يكفي أن تتناول طعاماً طبيعيًّا غنياً‬ ‫بالبروتينيات‪.‬‬

‫راقب كميّة اللحوم والدجاج واألجبان التي تتناولها‪،‬‬ ‫فالدهون التي تحتويها من النوع المض ّر‪ .‬وأولى أن‬ ‫تستبدل اللحوم باألسماك إذ إن السمك يحتوي على‬ ‫صحي من الدهون‪.‬‬ ‫نوع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تجنب استعمال زيت جوز الهند وزيت النخيل‬ ‫والمرغرين (‪ )Margarine‬وابتعد عن المقالي‬ ‫على أنواعها‪.‬‬

‫الحرب‬ ‫جون لينون‬

‫إعداد لويس‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:43 AM‬‬

‫‪NOT‬‬

‫• حافظ على مرونة جسدك من خالل تمارين التليين للعضل والمفاصل‬ ‫ع ّدة م ّرات في اليوم وخاصة ما قبل وما بعد التمارين الرياضيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حيوي لم ّدة ال تقل عن‬ ‫صحة قلبك من خالل ممارسة نشاط‬ ‫• حافظ على ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 20‬دقيقة يوميًّا (المشي‪ ،‬الركض‪ ،‬السباحة‪ ،‬كرة القدم ‪.)...‬‬ ‫• حافظ على تقوية العضل من خالل تمارين أو أنواع رياضة ّ‬ ‫تشغل‬ ‫جميع عضالت الجسد الرئيسيّة‪ ،‬بشكل منتظم ومتواصل‪.‬‬ ‫• حافظ على نسبة منخفضة من الشحوم في جسمك من خالل ممارسة‬ ‫وصحي‪.‬‬ ‫غني‬ ‫ّ‬ ‫الرياضة وتناول طعام ّ‬ ‫• ابدأ أي من التمارين الرياضيّة بنوع من التحمية وبتليين العضل‬ ‫والمفاصل‪.‬‬ ‫• ارت ِد ألبسة قطنية ألنها ال تحجز الحرارة المتصاعدة من جسمك‬ ‫وتناول الكثير من الماء‪.‬‬ ‫قوة العضل‪ .‬ففي سبيل تمرين‬ ‫• إن رفع األثقال وحده ال يمت بصلة إلى ّ‬ ‫متكامل‪ ،‬ارفقه بنشاط يحفز الحركة الدمويّة وينشط القلب (المشي‪،‬‬ ‫الركض)‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪47‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 46-47‬‬


‫بيئة‬

‫من اجل حياة خضراء‬ ‫إعداد بسمة بدران‬

‫المسؤولة اإلعالمية لغرينبيس المتوسط‬

‫كلنا جزء من البيئة وكل ما نفعله ينعكس علينا‪ .‬ويشكل‬ ‫هذا المبدأ محورا اساسيا في الحركة البيئية في العالم‪.‬‬ ‫ينبغي ان نساهم كلنا في الحل‪ ،‬لذلك سنعرض في ما‬ ‫يلي بعض النصائح البسيطة التي تخول كل فرد من‬ ‫تحسين حياته ورفع الحمل عن كتفي االرض تدريجيا‪.‬‬ ‫الكلمات السحرية الدارة النفايات المنزلية‪ :‬التقليص‪،‬‬ ‫اعادة االستعمال‪ ،‬التدوير‬ ‫التقليص‪ :‬افضل ما نستطيع فعله من اجل الكوكب هو‬ ‫ان نخفف استهالكنا له‪ .‬وتشكل مجتمعاتنا االستهالكية‬ ‫جوهر االزمة البيئية‪ .‬لذلك ينبغي ان يعمل كل فرد‬ ‫على تقليص كمية النفايات الناتجة عن نمط حياته‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬انتبه الى المنتج الذي تشتريه‪ ،‬واحرص ان يكون‬ ‫مجردا من الغالفات االضافية التي تتحول الى نفايات‬ ‫ما ان تستخدم ما تحتويه‪ .‬بامكانك مثال ان تشتري‬ ‫الشاي او السكر في علب كرتونية او من متاجر تبيعها‬ ‫غير معلبة‪( ،‬فلت)‪.‬‬ ‫مالحظة مهمة‪ :‬حاول ان تشتري او ان تصنع بنفسك‬ ‫اكياسا من القماش للتبضع‪ ،‬وارفض بعناد استخدام‬ ‫اكياس النايلون‪/‬البالستيك التي يجهد الباعة في توزيعها‬ ‫بكميات ضخمة‪ .‬هذه االكياس ال استعمال آخر لها‬ ‫وتنتهي كنفايات تتكدس في المكبات ومجاري االنهار‬ ‫وعلى طول الساحل‪.‬‬ ‫اعادة االستعمال‪ :‬من المؤسف اننا نعيش في مجتمع‬ ‫"قابل للرمي" يشجع الفرد على ابتياع منتج جديد‬ ‫"محسن" حتى لو كان ما نملكه صالحا لالستعمال‬ ‫او يمكن اصالحه‪ .‬لتغيير هذا التوجه ينبغي اختيار‬ ‫منتجات نستطيع اعادة استخدامها والمحافظة عليها‬ ‫لفترة طويلة‪ ،‬وارسالها الى الصيانة عند اللزوم‪.‬‬ ‫اعادة التدوير‪ :‬من المهم جدا اال نتخلص من غرض‬ ‫عندما ال يستفيد منه احد‪ ،‬فالمواد التي تكونه قد تعود‬ ‫بالنفع على غيرنا‪ ،‬وستؤدي حتما الى تفليص كمية‬ ‫النفايات التي ينتجها مجتمعنا‪ .‬مع العلم ان اعادة التدوير‬ ‫ليست مثالية بيئيا‪ ،‬لكنها افضل بكثير من رمي المواد‬ ‫او حرقها‪ ،‬كما هو شائع اآلن‪.‬‬ ‫بامكانك ان تبدأ بفرز النفايات في منزلك‪ ،‬وتضع الورق‬ ‫والكرتون والمحارم الورقية غير الملوثة بالزيوت في‬ ‫سلة مهمالت‪ ،‬والتنك والمعادن في اخرى والزجاج‬ ‫ايضا وحده‪ ،‬ويبقى لديك المواد العضوية اي القابلة‬ ‫للتحلل طبيعيا‪ .‬هذه االخيرة‪ ،‬تستطيع تحويلها الى‬ ‫سماد تستخدمه في حديقتك لتغذية المزروعات‪ ،‬لتحقق‬ ‫هدفين‪ :‬استخدام نفاياتك العضوية‪ ،‬والحد من استخدام‬ ‫االسمدة الكيميائية المضرة بالتربة‪.‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:44 AM‬‬

‫المحيطات‬

‫تغطي المحيطات اكثر من ‪70%‬‬ ‫من سطح الكوكب‪ .‬وتعاني‬ ‫االنواع التي تعتمد عليها من‬ ‫مخاطر كثيرة وليدة النشاط‬ ‫البشري‪ .‬فقد ادى الصيد والتغير‬ ‫المناخي وتاكل طبقة االوزون‬ ‫والتلوث الى خلق ازمة في المحيطات‪.‬‬ ‫تحركت غرينبيس في كافة انحاء العالم من اجل وقف قتل االنواع‬ ‫العرضي كالدالفين واالسماك بسبب صناعة الصيد المتهورة‬ ‫والهدامة‪ .‬ويعرف ذلك بالصيد العرضي‪ .‬تشير التقديرات الى ان‬ ‫‪ % 25‬من غنائم شركات الصيد في العالم يعاد ميتا الى البحر‪ .‬هذه‬ ‫النسبة تساوي ‪ 27‬مليون طن من الحياة البحرية التي تعاد الى‬ ‫بحرها ميتة‪.‬‬ ‫من جهة اخرى تواصل النروج واليابان وايسالند في خرق الحظر‬ ‫الدولي لصيد الحيتان التجاري‪ .‬فقد كشفت تحريات غرينبيس الحقيقة‬ ‫واضحة‪ :‬حيث تنتهي لحوم الحيتان المصادة للبيع في االسواق‬ ‫التجارية‪.‬‬

‫الطاقة‬

‫يشكل التغير المناخي اسوأ مشكلة بيئية نواجهها اليوم‪ .‬فاالصرار‬ ‫على حرق الوقود االحفوري كالنفط والفحم لتوليد الطاقة يساهم‬ ‫بصورة هائلة الى انبعاث ثاني اكسيد الكربون في غالفنا الجوي‬ ‫وهو الغاز المسؤول عن ارتفاع الحرارة الشامل‪ .‬وتتراوح اآلثار‬ ‫الحادة لهذه الظاهرة حول العالم بين موجات الجفاف والفيضانات‬ ‫والعواصف وذوبان الغطاء الجليدي وموت الحيدان المرجانية‪.‬‬ ‫اما الطاقة النووية فليست بحل‪ .‬المواد النووية المميتة ترمى بانتظام‬ ‫في الهواء والمياه ولم تبتكر اي طريقة آمنة للتخلص من هذه النفايات‬ ‫الفائقة الخطورة‪.‬‬ ‫لذلك يكمن حل مشكلتي التغير المناخي والطاقة النووية في اعتماد‬ ‫الحكومات والشركات واالفراد موارد الطاقة المتجددة‪ ،‬كالشمس‬ ‫والهواء واالمواج‪.‬‬

‫نصائح خضراء عملية‬ ‫في حياتك اليومية‬ ‫للحفاظ على المياه‬

‫• اصلح االنابيب المثقوبة او اي تسرب في امدادات المياه‪ .‬فاي‬ ‫تسرب طفيف كفيل بتجميع كمية كبرى من المياه المهدورة‬ ‫مع الوقت‪.‬‬ ‫• حاول اال تفرط في غسيل سيارتك‪ ،‬وال تستخدم كميات‬ ‫مفرطة من المياه في تنظيف منزلك‪ ،‬ضع اداة لتوفير المياه‬ ‫على صنبور المياه في المطبخ والحمام‪.‬‬

‫توفير الطاقة ‪ /‬الكهرباء‬

‫• ال تترك المدفأة مشتعلة اثناء النوم‪ .‬فناهيك عن الخطر الذي‬ ‫تشكله‪ ،‬تستهلك وسائل التدفئة كميات هائلة من الكهرباء‪.‬‬ ‫• استخدم مصابيح‪/‬لمبات اقتصادية في استهالك الكهرباء‪.‬‬ ‫• حاول تنظيف الفيلتر في مكيف الهواء في منزلك‪ ،‬حيث انها‬ ‫تستهلك المزيد من الكهرباء اذا كانت مليئة بالغبار‪.‬‬ ‫• حاول تجنب استخدام سيارتك الخاصة على قدر ما تستطيع‪:‬‬ ‫استخدم الدراجة الهوائية‪ ،‬رجليك‪ ،‬او النقل العام‪.‬‬ ‫• حاول تجنب استخدام البطاريات ذات االستعمال الواحد‬ ‫واستبدلها ببطاريات قابلة العادة الشحن او تعمل بالطاقة‬ ‫الشمسية‪.‬‬ ‫• حاول شراء المنتجات المحلية‪ ،‬ما يفيد اقتصاد البالد ويوفر‬ ‫استهالك المحروقات ألنك لم تبتع منتجات دارت حول العالم‬ ‫قبل ان تصل اليك‪.‬‬

‫تشكلت غرينبيس عام ‪ 1971‬عندما ابحرت مجموعة من الناشطين من شمال اميركا الى منطقة‬ ‫التجارب النووية االميركية مقابل ساحل شبه جزيرة امشيتكا‪ ،‬في االسكا‪ ،‬احتجاجا على التجارب‬ ‫النووية‪ .‬اختارت المجموعة اسما يربط اهتمامها بالبيئة برغبتها في عالم يخلو من الخطر النووي‪:‬‬ ‫غرينبيس‪.‬‬ ‫غرينبيس منظمة دولية مستقلة تنظم الحمالت وتعمل بمبدأ المواجهة السلمية المباشرة لعرض‬ ‫المشاكل البيئية الدولية وكشف اسبابها‪ .‬تهدف غرينبيس الى حماية قدرة الكرة االرضية على‬ ‫تغذية الحياة بكافة تنوعها‪ .‬وتعمل المنظمة لحماية التنوع البيولوجي بكافة اشكاله والحؤول‬ ‫دون تلويث واستغالل محيطات العالم وتربته وهوائه ومياهه العذبة وكذلك الزالة كافة التهديدات‬ ‫النووية وتعزيز السالم ونزع السالح الشامل والالعنف‪.‬‬ ‫بامكانك المشاركة في حمالت "غرينبيس" عبر التطوع لمساعدتنا في مكتب بيروت (‪.)greenpeace.org.lb‬‬ ‫كما بامكانك ارسال بريدك االلكتروني الينا بحيث نضيفه الى الئحة ناشطي اإلنترنت‪ .‬ساهمت مجموعة الناشطين على االنترنت‬ ‫من ‪ 125‬بلدا في احراز انتصارات كثيرة وتغيير سياسات ملوثة متعددة‪.‬‬ ‫بامكانك اإلطالع على مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع على الصفحة التالية‪:‬‬ ‫‪http://www.greenpeace.org/international/getinvolved‬‬ ‫وبامكانك اضافة عنوانك البريدي الى ناشطي اإلنترنت في المتوسط على العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪http://www.greenpeace.org/lebanon/en/about/t‬‬

‫‪48‬‬

‫‪49‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 48-49‬‬


‫مساهمات‬

‫إضحك مع بـســام (‪ )2‬بقايا أنت‪...‬‬ ‫بـســام كـســاب‬

‫قرر مهضوم أن يرفع العبء عن صدره‬ ‫ويخبر أصدقاءه المتغايرين أنه مثلي‪،‬‬ ‫فدعاهم لتناول القهوة في أحد مقاهي‬ ‫وسـط بيروت‪.‬‬ ‫مهضوم‪ :‬أود أن أخبركم أني مثلي‪.‬‬ ‫خاطبة‪ :‬هذا خبر هائل‪ ،‬لي صديق مثلي‬ ‫أريد أن أعرفك عليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مهضوم‪ :‬أن أكون مثـليا ال يعني أني أريد‬ ‫النوم مع كل المثـليين‪ .‬هل معك صورته؟‬ ‫تمر بها‪ .‬كم‬ ‫فهمان‪ :‬أعتقد أنها مرحلة ّ‬ ‫سـتدوم بإعتقادك؟‬ ‫ً‬ ‫مهضوم‪ :‬سـتدوم أربعين عاما‪ .‬وكم سـنة‬ ‫سـتعيـش أنت مرحلة التغايرية الجنـسـية؟‬ ‫قلقان‪ :‬هل خضعت لفحص في المختبر؟‬ ‫مهضوم‪ :‬نعم‪ ،‬وحصلت على ‪ 600‬في اللغة‬ ‫اإلنكليزية و‪ 700‬في الرياضيات‪.‬‬ ‫َدروس‪ :‬إذا لمحني الناس برفـقـتـك بعد‬ ‫اليوم‪ ،‬سـيعتـقدون أني مثلي أيضاً‪.‬‬ ‫مهضوم‪ :‬عظيم‪ ،‬فتلك ترقية اجتماعية‬ ‫بالنسبة لك ألن الكل يقول اآلن إنك منعزل‬ ‫ومنغلق على نفـسك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مغرورة‪ :‬أنا أعتقد أنك أصبحت مثليا ألنك‬ ‫لم تنم بعد مع المرأة المناسـبة‪.‬‬ ‫مهضوم‪ :‬لكن كلما دخلت مع إمرأة الى‬ ‫الـسـرير‪ ،‬تصيبها العدوى فتصبح مثلية‪.‬‬ ‫هل تجرؤين على خوض التجربة معي؟‬ ‫متفلـسـف‪ :‬أنا أفهم في علم النفـس‪ .‬يُخـيّـل‬ ‫اليك أنك مثلي ألنك لم تجد الـشـخص‬ ‫المناسـب بعد‪.‬‬ ‫مهضوم‪ :‬أنت على حق‪ .‬هل تعرف رجالً‬ ‫مثلياً ظريفاً وجذاباً لتعرفني عليه؟‬ ‫وحيدة‪ :‬أال تـشـعر بالوحدة ألنك مثلي؟‬ ‫مهضوم‪ :‬ال‪ ،‬فهنالك خمـسـة مثليون آخرون‬ ‫بالتحديد حول العالم‪ .‬نجتمع مرة في الـسـنة‬ ‫لنرسـم خطتنا الـسـرية للسيطرة على‬ ‫المعمورة‪.‬‬ ‫حـشــّـور‪ :‬هل تلعب دور المرأة أو الرجل‬ ‫في السرير؟‬ ‫مهضوم‪ :‬قل لي أنت أوال ماذا تـفضل!‬ ‫موجوع‪ :‬ولماذا تختار حياة كلها آالم؟‬ ‫مهضوم‪ :‬ال ألم فيها طالما نـسـتعمل مرطباً‬ ‫للتزليق‪.‬‬

‫عابد‬

‫أديت على أكمل وجه واجبي‪ ،‬أحببتك‪ ...‬ألم‬ ‫أفعل؟ أطعت ‪ -‬أنا الذي أنفر من الطاعة ‪-‬‬ ‫كل متطلبات العشق‪.‬‬ ‫أوفيت ‪ -‬أنا الذي ال يالئمه الوفاء ‪ -‬بكل‬ ‫عهودي‪ ،‬لعينيك الشاردتين‪.‬‬ ‫أتممت ‪ -‬أنا الذي يعاند الطقوس ‪ -‬كل‬ ‫صلواتك المباركة‬ ‫لحظة امتزاج شفتيك بأعمق حاالت توتري‪.‬‬ ‫ورغم الرجل شديد النرجسية داخلي‪ ،‬أصبح‬ ‫لون عينيك كل شيء عندي‪...‬‬ ‫أديت على أكمل وجه واجبي‪ ،‬أحببتك‪ ...‬ألم‬ ‫أفعل؟ ويسألني الكون المتطفل عن دقات‬ ‫قلوب ال تعنيه‪ :‬ألديك على ما تزعم شهود؟‬ ‫قلت‪ :‬الليل وهمسات محمومة‪ ،‬لمسات يديه‬ ‫وحوار شفاهنا الصامت‪ ،‬وانصهار جسدينا‬ ‫في جحيمنا األبيض‪.‬‬ ‫قال الكون‪" :‬ال يكفي"‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أوقات المساء على ضوء شمعة‬ ‫وحيدة‪ ...‬حوار حتى مطلع الفجر‪ ،‬عن‬ ‫"مدينته الفاضلة" وأحالم الوصول إليها‪...‬‬ ‫رقة صوته حين يسكت عن الكالم‪ ...‬شوقه‬ ‫المستتر وراء أقنعة الغزل‪.‬‬ ‫قال الكون‪ :‬ال يكفي‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬رعشتي حين ينطق باسمي‪ ...‬رعشتي‬ ‫حين يهديني وحدي جواز سفر دائم في‬ ‫علي‬ ‫عالمه الفريد‪ ،‬حرارة سالمه‪ ...‬خوفه ّ‬ ‫حين أقطع الشارع‪ ...‬جنون غيرته‪ ...‬دموعه‬ ‫التي تمتزج بعرق جسدينا‪...‬‬ ‫قال الكون‪ :‬ال يكفي‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬هذا يكفي اسألوه هو‪ ...‬هو سيجيبكم‪...‬‬ ‫ما بك؟؟‬ ‫لماذا ال تجيب‪ ...‬قل لهم إنهم واهمون‪...‬‬ ‫اصرخ بهم‪ ...‬قل لهم أنهم مخطئون‪...‬‬ ‫صمت عينيك بدأ يخيفني‪...‬‬ ‫ ال‪ ...‬ال‪ ...‬ال‪ ...‬مكانتك في قلبي ونفسي‬‫كبيرة جداً‪ ...‬فأنت األخ والصديق لي من‬ ‫اآلن فصاعداً‪.‬‬ ‫أخ وصديق!!‬ ‫كيف يمكن أن أكون أخ وصديق وأنت‬ ‫مازلت تشتهيني وأشتهيك‪...‬‬ ‫لماذا تصر على تغطية ما بيننا وخنقه‬ ‫هكذا‪...‬‬ ‫أم أن نكون أصدقاء تعني أن صالحية حبنا‬ ‫قد انتهت‪ ...‬وصداقتك اآلن مجرد جائزة‬ ‫ترضية أحصل عليها بعد خدمتي الطويلة‬ ‫في حبك‪...‬‬ ‫إنها مجرد كلمات تقال‪ ...‬لتلوين قتامة‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:45 AM‬‬

‫‪50‬‬

‫النهاية‪.‬‬ ‫يا لجرأة قلبك‪...‬‬ ‫احتفظ بدموعك في عينيك‪...‬‬ ‫و ال تحاول مؤاساتي فأنا بخير‪...‬‬ ‫فقط اسحب خنجرك من قلبي‪ ...‬وخذ معك‬ ‫كل شيء‪...‬‬ ‫خذ معك كل مكان جلسنا فيه‪...‬‬ ‫خذ معك كل شارع مشينا فيه‪...‬‬ ‫خذ معك كل لحظة ضحكنا فيها‪ ...‬وكل‬ ‫ساعة بكينا فيها‪...‬‬ ‫خذ معك رسائلك‪ ...‬وعودك‪ ...‬أغانيك‪...‬‬ ‫وهداياك‪.‬‬ ‫خذ معك كل ليلة أشعلناها رغبة على‬ ‫الهاتف‪ ...‬وكل ليلة أحرقناها لذة ونشوة‬ ‫وغراماً‪...‬‬ ‫خذ‪ ...‬رائحتك من رئتي‪ ...‬خذ حرارة‬ ‫شفتيك‪ ...‬لمسات يديك‪ ...‬وقطرات عرقك‬ ‫خذها جميعها‪ ...‬واترك لي حبك في قلبي‪...‬‬ ‫فهذا الشيء الوحيد الذي ليس بإمكانك سلبه‬ ‫مني‪...‬‬ ‫واذهب بعيدا‪ ...‬اذهب حيث تشاء‪...‬‬ ‫فأنا أفضلك حبيباً بعيداً "منتهي الصالحية"‪...‬‬ ‫على أن تكون صديقاً قريباً‪.‬‬ ‫أنا الذي جعلك إلها في سماواتي وأرضي‬ ‫أنا الذي سلمتك مفاتيح مدني المقدسة‬ ‫أنا الذي أقعدك على عرش قلبي‪ ...‬لن‬ ‫أرضى بنزولك عنه وجعلك شخصاً عادياً‬ ‫"صديقاً مسالماً" في حياتي‪ ...‬فهذا ال يليق‬ ‫بك وال يليق بحبنا الكبير‪...‬‬ ‫وتجلس أمامي بعد الفراق الطويل‪ ،‬تنتظر‬ ‫الرد‪...‬‬ ‫لم تستطع أن تتقبل ما أردت؟؟‬ ‫ال لن تقنعني ‪ -‬مهما أوتيت من منطق ‪ -‬بأن‬ ‫في األفق عالمات تبشر بعودتنا‪.‬‬ ‫توقف عن محاولة إيهامي‪ ،‬بأنك قد خلقت‬ ‫لي‪ ،‬وبأنني قد خلقت لك‬ ‫ما زلت أذكر قولك‪ ،‬في إحدى أمسيات‬ ‫الجنون الوقور المقتسم المسافة بين اشتياقي‬ ‫وعينيك‪" :‬سأحارب العالم من أجلك"‪.‬‬ ‫تجلس أمامي بعد الفراق الطويل‪ ،‬تؤكد‪:‬‬ ‫"وما زلت عند قولي‪ .‬من أجلك‪ ،‬سأحارب‬ ‫العالم‪ .‬علمني الفراق أن ال شيء‪ ،‬وال أحد‬ ‫يعوضني عنك"‪.‬‬ ‫أصبحنا أنا وأنت في مفترق الحلم واألمنيات‪.‬‬ ‫اخترت لحياتك طريقاً ال تناسبني‪ ،‬فال تطلبني‬ ‫ أرجوك ‪ -‬رفيقاً لرحلة وعرة ليست على‬‫قياس أحالمي‪.‬‬ ‫تجلس أمامي بعد الفراق الطويل‪ ،‬تسألني‬ ‫من دون سؤال‪ .‬وبدوري أجيب من دون‬ ‫أن تطلب الجواب‪" :‬ما زلت معك أشعر‬

‫بالسحر‪ ،‬معك أشعر أنني أكثر من مجرد‬ ‫قلم يكتب‪ ،‬وعقل يفكر‪ ،‬ونفس تقلق"‪.‬‬ ‫ما زلت في حياتي "البحر" الوحيد الذي لم‬ ‫أفكر في السباحة ضد أمواجه‪ .‬وما زلت في‬ ‫عمري أجمل احتياج إلى رجل لكني أحتاج‬ ‫كرامتي‪ ،‬ورضائي عن نفسي أكثر‪.‬‬ ‫قتلتني‪ ...‬وها أنت تريد إحيائي‪ ...‬لتقتلني‬ ‫مرة أخرى‪...‬‬ ‫ً‬ ‫تنظر في عيني محاوال إشعال رماد ما‬ ‫مضى‪...‬‬ ‫قد يذهلك هذا الهدوء‪ ...‬يدهشك هذا الفراغ‬ ‫في داخلي‪...‬‬ ‫وإذا كان هذا يرضيك فاعلم أن حبك في‬ ‫داخلي لم يلفظ أنفاسه بعد‪ ،‬مازال يئن من‬ ‫قيودك وسيبقى هكذا إلى األبد‪ ...‬سيبقى‬ ‫سجينا في قلبي ولن يخرج إلى النور أبداً‪.‬‬ ‫ ال بد أن هناك جديداً‪ ...‬أنت لست كما‬‫أعرفك‪ ...‬هناك شيء تغير‪...‬‬ ‫تتهمني بالجديد‪ ...‬أي جديد‪...‬‬ ‫كؤوس السعادة من حولي كثيرة‪ ...‬سممتها‬ ‫جميعها كي ال أتلذذ بها‪ ...‬وحتى التي‬ ‫أغمضت عيني وشربتها‪ ...‬كان حبك يجعل‬ ‫حالوتها مرارة‪ ...‬ولذتها تعاسة وشقاء‪.‬‬ ‫ كفى اآلن‪ ...‬ودعنا نستمتع بأخر لقاء‬‫يجمعنا كعاشقين!!‬ ‫طلب لمواله‪،‬‬ ‫رفض‬ ‫يستطيع‬ ‫وكعبد ال‬ ‫ٍ‬ ‫أطعت رغبتك‪...‬‬ ‫بعد أن أغلقنا الباب على نفسينا‪ ...‬بدأنا نشعر‬ ‫بالبعد الذي لم تقدره جيداً‪...‬‬ ‫كيف أصبحت بعيداً عنك وأنا بين يديك‪...‬‬ ‫وأنت الذي كنت أقرب إلي من نفسي إلى‬ ‫نفسي‪...‬‬ ‫أنا الذي كنت أتراقص على نغمات رغبتك‪...‬‬ ‫أصبحت هامداً ال أقوى على الحراك‪...‬‬ ‫أنا الذي كنت أذوب بين يديك‪ ،‬غارقاً في‬ ‫بحر حبك‪ ...‬أصبح ثقل جسدك يخنقني‪...‬‬ ‫أنت الذي كنت تشعل جسدي بجحيم قبلك‪...‬‬ ‫أصبح اآلن بارداً ال حرارة فيه‪...‬‬ ‫وتدرك فجأة ما وصلنا إليه‪...‬‬ ‫تذوق اآلن مرارة الفشل‪...‬‬ ‫تمتع يا "صديقي" الرائع بهذا الوضع‬ ‫الجديد‪...‬‬ ‫الحب يا عزيزي ليس لعبة تلعب بها متى‬ ‫شئت‪ ...‬ليس زراً تضغطه حين ترغب‬ ‫به‪...‬‬ ‫اذهب إلى موانئ أخرى فسفينتي أنت‬ ‫حطمتها‪ ...‬فأنا لن أعطيك ما تريده‪...‬‬ ‫فالجثث ال تمارس الحب يا عزيزي‪...‬‬ ‫وندرك أنا وأنت أن الفصل األخير في حبنا‬ ‫قد أوشك على االنتهاء‪ ...‬ولم يبق إال أن‬

‫نودع بعضنا‪ ...‬مع أننا فعلنا مسبقاً‪...‬‬ ‫وبابتسامة صغيرة‪ ...‬وبكثير من الحزن‪...‬‬ ‫تطبع قبلة على وجنتي وتستودعني اهلل‬ ‫وتمضي‪ ...‬تمضي بعيداً‪...‬‬ ‫أقف وحدي اآلن‪ ...‬وأنا أسدل الستار على‬ ‫حبي األوحد‪...‬على قصتي األجمل‪ ...‬عليك‬ ‫يا حبيبي‪...‬‬ ‫ستبقى الحبيب‪ ...‬في قلبي وروحي‪...‬‬ ‫ستبقى حلماً لم يكتمل‪ ...‬وأمنية لم تتحقق‪...‬‬ ‫ستبقى متربعاً على عرش قلبي إلى األبد‪...‬‬ ‫و لكنك لألسف‪...‬ستبقى موجوداً‪ ...‬بداخلي‬ ‫فقط‪ ...‬في عالمي الخاص‪ ...‬عالمي أنا‪...‬‬ ‫الذي أعطيك فيه ما شئت من األدوار‪ ...‬وال‬ ‫تملك أنت إال أن تطيع وتنفذ‪...‬‬ ‫عالمي أنا‪ ...‬الذي فيه أحبك أكثر‪ ...‬كما‬

‫أريد‪ ...‬أحبك أبداً طويال ال ينتهي‪...‬‬ ‫أغلق روايتي الحزينة‪ ...‬وأنهض‪...‬‬ ‫أرتدي معطفي وأخرج إلى خريف‬ ‫الشوارع‪...‬‬ ‫أبحث عنك‪...‬‬ ‫أجدك واقفاً هناك كعادتك‪ ...‬عند إحدى‬ ‫المنعطفات‪ ...‬تبتسم لي‬ ‫أقترب منك مسرعاً‪...‬‬ ‫تمسك بيدي وتقول تأخرت‪...‬‬ ‫أقول لك‪ ...‬أنت تعرف‪ ...‬زحمة‬ ‫الطرقات‪...‬‬ ‫ونضحك‪ ...‬تقربني منك أكثر‪ ...‬ألتصق بك‬ ‫متدفئاً‬ ‫نواصل السير معاً‪...‬‬ ‫في عالم ملؤه الدفء والحب‪ ...‬وأنت‪.‬‬

‫بالذي صور عينيك‬ ‫ْ‬ ‫تظلك‬ ‫ونجيمات السماوات‬ ‫وغداً ما أشتهي هات بطوعكْ‬ ‫ْ‬ ‫بخلدك‬ ‫وأنا كل الذي دار‬ ‫أو تكن خربشت في أوراق كتبكْ‬ ‫ْ‬ ‫ثغرك‬ ‫بسم ٍة ترسمها من حول‬ ‫ْ‬ ‫برغمك‬ ‫أو قوام أتماله‬ ‫في حضور أو غياب إذ ذكرتكْ‬ ‫ْ‬ ‫دفؤك‬ ‫في‬ ‫لملمته حتى تفشى ّ‬

‫بالذي ص ّور عينيك ْ‬ ‫ ‬ ‫أحبك‬ ‫رم حبيبي ما تريد اليوم مني ‬ ‫ ‬ ‫أنت لي همس بليل الصمت يشدو‬ ‫ ‬ ‫إن يكن مر بحلم أو خيال‬ ‫ ‬ ‫جد على قلب يغني لثنايا‬ ‫ما هياف يتهادى عند خصرك ‬ ‫ ‬ ‫ضم‬ ‫عاودتني منهما رغبة ٍّ‬ ‫تحت جفني غير لون رائع‬

‫‪1998‬‬

‫نم فوق صدري‬ ‫نم فوق صدري أرى الدنيا وما فيه ا‬ ‫ ‬ ‫يا من أحبك كل الحب يا قمري‬ ‫ ‬ ‫كن لي كما أنت نسمة من العطر‬ ‫ ‬ ‫ولن يكف األنف عن تشممها‬ ‫ال تبعد الكأس التي تجرعتها ‬ ‫ ‬ ‫أنا أحبك كل الحب يا أملي‬ ‫ ‬ ‫علّم يدي كيف تلهو في تفاصيلك‬ ‫ ‬ ‫ارفق بقلبي فاألشواق تنتابه‬ ‫ ‬ ‫زنّر بكفيك خصراً ال تدغدغه‬ ‫ ‬ ‫إني أمامك تلميذ بشهواتي‬ ‫ ‬ ‫رتب حياتي فإني رهن كفيك‬

‫ ‬

‫المس يدي تحلو عندي معانيها‬ ‫يا من أضاء بأيامي لياليها‬ ‫لم يعرف الزهر أحلى من مذاكيها‬ ‫ولن يتوب القلب عن تمنيها‬ ‫من كفك السمح إن الروح تبغيها‬ ‫حررت لي أحالمي من مآسيها‬ ‫درب فمي كيف يجني من مجانيها‬ ‫ّ‬ ‫لكنه ال يدري كيف يبديها‬ ‫إني على درب ال عهد لي فيها‬ ‫ال تنس أنك أنت من يغذيها‬ ‫إن الحياة سدى إن لم تكن فيها‬

‫‪2002‬‬

‫حسن هاني‬

‫‪51‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 50-51‬‬


‫الحب المح ّرم‬

‫الواقي ً‬ ‫اوال‬

‫مرقت الشهور والسنين‬ ‫ضاع معها الشوق والحنين‬ ‫وينو حبيبي وين‬ ‫د ّورت عليه بكل مكان‬ ‫بكل ساعة وبكل زمان‬ ‫وكتبتلـّو أشعار بال أوزان‬ ‫سألت عنـّو الهوى‬ ‫قال لي حبيبك على الفراق نوى‬ ‫فنزلت دمعتي على خ ّدي‬ ‫وبالليل ترك النوم عـَـيني‬ ‫على شباك غرفتي نطرتو‬ ‫وبإيـّـام الهنا تذكـّرتو‬

‫رشفت من كوب الورق في يدي‪ ،‬قهوتي‬ ‫كانت دافئة‪.‬‬ ‫الطقس بارد‪ .‬وحدتي اشد برودة‪.‬‬ ‫نظرت الى االفق ‪ .‬عيناي ركبتا موج‬ ‫البحر‪ .‬ذهبتا حيث ال يصل احد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان يوم اجازتي االسبوعية ‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫صاحبة الجاللة‪ .‬ال ال ليست زوجتي‬ ‫فاالمر غير وارد مطلقاً‪.‬‬ ‫آثرت السير‪ ،‬بمحاذاة الشاطئ‪ ،‬عل‬ ‫عيناي تصالن الى "المجهول" الذي‬ ‫طالما دأبتا للعثور عليه‪.‬‬ ‫لمحته جالساً على مقعد خشبي‪ ،‬بحلته‬ ‫الرياضية و شاربيه المشذبين شد‬ ‫انتباهي‪.‬‬ ‫كان يتكلم بواسطة هاتف نقال التقطه بكف‬ ‫ابيض واصابع كبيرة كافية الثارتي‪.‬‬ ‫جلست الى جانبه‪ ،‬فاالمر سهل هنا عكس‬ ‫ما كنت اعتقد (لزمتني ثمانية اشهر‬ ‫ألالحظ ذلك)‪.‬‬ ‫نظرت اليه ‪ +‬بادلني النظرات = امر‬ ‫كاف التخاذ المبادرة‪.‬‬ ‫سألني لبناني؟ اوميت بااليجاب‪ .‬قال‪:‬‬ ‫حياك‪.‬‬ ‫لم استطع نزع عيناي عنه‪ ،‬التصقتا في‬ ‫بعض االماكن الحساسة في جسده‪ ،‬كان‬ ‫مليئاً بالشهوة‪ .‬ابتلعت ريقي‪ :‬هل تود‬ ‫مرافقتي ‪ ،‬اسكن وحيداً؟ لم يتردد‪.‬‬ ‫فتحت الباب ‪ :‬تفضل ‪.‬‬ ‫توجهنا الى الغرفة‪ .‬نزعت عنه مالبسه‬ ‫برفق وبطء لمزيد من االثارة‪.‬‬ ‫طلب مجامعتي‪ .‬لم اتمنع‪ .‬هذا ما ارغب‬ ‫به في هذه اللحظة‪.‬‬ ‫جلبت واقياً من درجي‪ .‬رفض مستغربا‪ً:‬‬ ‫ولم هذا الشيء؟ انه يقلل من متعتي‪.‬‬ ‫افضل الدخول من دون أي شيء‪.‬‬ ‫في قمة شهوتي‪ ،‬لم ارد ان اعكر ذلك‪،‬‬ ‫لكن سالمة الطرفين تأتي في الدرجة‬ ‫االولى‪.‬‬ ‫استمر برفضه‪ .‬شرحت له اكثر بعد ان‬ ‫تبددت جلستنا‪ :‬الواقي ً‬ ‫اوال‪.‬‬ ‫رمقني بغضب‪ :‬هذا رقمي لو غيرت من‬ ‫رأيك‪ ،‬فال تتردد باالتصال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سخرت منه‪ :‬لن اتردد مطلقا‪ .‬ال يمكن‬ ‫"االتصال" بيننا‪.‬‬

‫مح ّمـد علي‬

‫رجع ّ‬ ‫ودق الباب‬ ‫مين؟‬ ‫حبيبك!‬ ‫وين كنت؟‬ ‫مش مه ّم وين كنت‬ ‫المه ّم رجعتلـّـك وأنا مشتاق‬ ‫واللـه إلـَـك عندي بحر من األشواق‬ ‫ما عاش عنـّي تغيب‬ ‫قلبي ما ّ‬ ‫بيدق وإنت بعيد‬ ‫خلـّيك ح ّدي وضمّـني لحضنك‬ ‫أنا ما بـشـبـَع من نظرات عيونك‬ ‫شفاف البنفسج د ّوقني‬ ‫ونعومة إحساسك لمّـسني‬ ‫وعيّـشني أحلى إيـّـام زماني‬ ‫بوادي النشوة ارميني‬ ‫مع اسمك المكتوب فوق جبيني‬ ‫َع الجمر معك مشـّـيني‬ ‫تنـسـيني‬ ‫لكن طعم الحب ما ّ‬ ‫وعذاب الفراق ما تفرجيني‬ ‫وبحريق البعد ما تكويني‬ ‫واللـه يا حبيبي ما إنساك‬ ‫حرمو الحب‬ ‫ولو ّ‬ ‫ألنـّو حبـّـك هو ديني‬

‫عمر ع ر – الكويت‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:45 AM‬‬

‫عا راس السطح‬

‫‪52‬‬

‫منير مالعب‬

‫عندما سألني صديق لي اال أنتمي إلى‬ ‫عقدة المكان والزمان واالديان واالجناس‬ ‫واالعراق‪ ،‬وال الى كل ما هنالك من‬ ‫هواجس وأفكار سخيفة‪ ...‬تميّز ّ‬ ‫وتفرق‬ ‫ّ‬ ‫وتحتل مجتمعاتنا العربية‪ .‬وبعد فترة انقطاع‬ ‫الرؤية والخطوط الهاتفية ال العاطفية بيننا‪،‬‬ ‫سألني صديقي‪ " :‬هل تؤيّد حقوق المثليين‬ ‫والمثليات؟"‬ ‫"عا راس السطح"‪ .‬هكذا كان جوابي‬ ‫الذي لم يستغرق أجزاء من الثانية‪ ،‬وفيه‬ ‫من التحدي واالستفزاز الالواعي ما يكفي‬ ‫للتعبير عن مدى شعوري باالهانة ليس لـ‬ ‫"شرفي وكرامتي" فحسب‪ ،‬بل لمبادئي‬ ‫حرا‪ ،‬وانا‬ ‫واعتقادي بإله واحد خلق االنسان ّ‬ ‫من هذا الذي خلق‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬وفي قلبي بحر ال يملؤه اال الذين‬ ‫يؤمنون بالحب والحرية‪ ،‬ربما ألن السائل‬ ‫هو ممن يملؤون جزءا من هذا البحر‪.‬‬ ‫عا راس السطح‪ ...‬نعم وليس ر ّدا على‬ ‫صديقي الذي هو من أش ّد المؤيدين والداعمين‬ ‫لحقوق المثليين والمثليات‪ ،‬بل ر ّدا على سؤال‬ ‫ّ‬ ‫صديقي‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫والمنظرين‬ ‫كل المتش ّدقين‬ ‫والقامعين والمضطهدين والمنصبين أنفسهم‬ ‫مصنّفين للبشر‪.‬‬ ‫فاذا كنت قد خرجت من رحم أمي رجال‪،‬‬ ‫فكيف ال يكون بداخلي جزءا من أمي؟ واذا‬ ‫كنت انثى‪ ،‬فأين مني من بزرة أبي؟‬ ‫ور ّدا على أصحاب مقولة "خارجين عن‬ ‫الطبيعة"‪ ،‬نقول‪ :‬ان ّ‬ ‫كل ما تنتجه الطبيعة‬ ‫بإرادة الذي خلق هو طبيعي‪ّ ،‬‬ ‫وكل ما يطبع‬ ‫على ورق وكتب وحجر‪ ،‬وتطبع به االذهان‬ ‫والعقول هو غير طبيعي او (خارج عن‬ ‫الطبيعة)‪ .‬عذرا صديقي على ر ّدي غير‬ ‫المبرر‪ ،‬وعلى سؤالك غير المبرر ايضا‪،‬‬ ‫على ّ‬ ‫الي‪.‬‬ ‫االقل بالنسبة ّ‬ ‫ولنعمل معا علّنا نلغي‪ ،‬مع الكثيرين‬ ‫الكثيرين‪ ،‬هذا السؤال من قاموسنا العربي‪،‬‬ ‫وليكن ّ‬ ‫كل انسان خلقه إلهنا األوحد متمتعاً‬ ‫بالحقوق والواجبات نفسها‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 52-53‬‬


‫فيلم‬

‫أنغ لي يفوز بأوسكار أفضل‬ ‫مخرج عن “جبل بروكباك”‬ ‫فاز المخرج المتحدر من اصل تايواني أنغ لي بجائزة أوسكار أفضل‬ ‫مخرج التي تمنحها األكاديمية األميركية للفنون والعلوم السينمائية عن‬ ‫فيلمه "جبل بروكباك"‪ .‬ويتناول الفيلم قصة حب تربط بين اثنين من رعاة‬ ‫البقر المثليين في الستينيات في إحدى واليات الغرب األميركي‪ .‬وحقق‬ ‫الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً كما احتفى به النقاد‪ .‬وقال لي‪" :‬أريد أن‬ ‫أشكر الشخصيتين الرئيسيتين في الفيلم‪ ،‬إينيس وجاك‪ .‬لقد علمانا جميعاً‬ ‫أشياء‪ ،‬ليس فقط بشأن جميع الرجال والنساء المثليين في مجتمعنا‪ ،‬بل‬ ‫وما هو أهم‪ ،‬بشأن روعة الحب نفسه"‪.‬‬ ‫وكان لي جاء إلى الواليات المتحدة في العام ‪ 1978‬وبرع في التعامل مع‬ ‫قضايا شائكة في ثقافات تختلف عن ثقافته‪ .‬وتراوحت مواضيع األفالم‬ ‫التي أخرجها بين األسر المفككة‪ ،‬كما في فيلم "العاصفة الثلجية"‪ ،‬إلى‬ ‫فنون القتال‪ ،‬كما في فيلم "النمر الزاحف والتنين الرابض"‪ .‬كما أخرج‬ ‫أفالماً مستمدة من الشرائط المصورة مثل "هالك"‪ .‬وقال لي‪" :‬أخرجت‬ ‫هذا الفيلم بعد وفاة والدي‪ .‬لقد أخرجته من أجله ومن أجل جميع من في‬ ‫تايوان وهونغ كونغ والصين‪ ...‬أشكركم"‪.‬‬ ‫وحصد الفيلم جوائز أوسكار أخرى عن أفضل موسيقى تصويرية‬ ‫(غوستافو سانتا أوالال)‪ ،‬وأفضل نص سينمائي (الري ماكمارتري‬ ‫وديانا أوسانا)‪ .‬وكان ُرشح أيضاً لجوائز أفضل فيلم‪ ،‬وأفضل ممثل (هيث‬ ‫لدجر)‪ ،‬وأفضل ممثل مساعد (جايك جيلنهال)‪ ،‬وأفضل ممثلة مساعدة‬ ‫(ميشيل وليامز)‪ ،‬وأفضل إدارة فنية (رودريغو برييتو)‪.‬‬ ‫وحصد "جبل بروكباك" جوائز بافتا عن أفضل فيلم‪ ،‬وأفضل ممثل‬ ‫(لدجر)‪ ،‬وأفضل نص سينمائي (ماكمارتري وأوسانا)‪ .‬ونال لي جائزة‬ ‫المخرج األسطورة دايفيد لين لإلخراج‪ .‬وكان الفيلم ُرشح لجوائز بافتا‬ ‫عن أفضل ممثل مساعد (جيلنهال)‪ ،‬وأفضل ممثلة مساعدة (وليامز)‪،‬‬ ‫وأفضل موسيقى تصويرية (سانتا أوالال)‪ ،‬وأفضل إدارة فنية (برييتو)‪،‬‬ ‫وأفضل مونتاج (جيرالدين بيروني وديالن تيشينور)‪.‬‬ ‫وكان "جبل بروكباك" النجم في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب‪ .‬فقد‬ ‫فاز بأربع جوائز‪ ،‬هي أفضل فيلم‪ ،‬وأفضل مخرج‪ ،‬وأفضل نص سينمائي‬ ‫ورشح‬ ‫(ماكمارتري وأوسانا)‪ ،‬وأفضل أغنية عن أغنية "حب لن يشيخ"‪ُ .‬‬ ‫"جبل بروكباك" أيضاً لجائزة أفضل ممثل (لدجر)‪ ،‬وأفضل ممثلة‬ ‫مساعدة (وليامز)‪ ،‬وأفضل موسيقى تصويرية (سانتا أوالال)‪.‬‬ ‫وفاز تجسيدان سينمائيان رائدان آخران لشخصيات مثلية بجوائز عن‬ ‫أدوار تمثيلية‪ .‬فقد نال فيليب سيمور هوفمان‪ ،‬الذي لعب دور الكاتب‬ ‫المثلي المضطرب ترومان كابوت في فيلم "كابوت"‪ ،‬جوائز أوسكار‬ ‫وبافتا وغولدن غلوب عن أفضل ممثل‪ .‬ونالت فيليسيتي هوفمان جائزة‬ ‫غولدن غلوب عن أفضل ممثلة‪ ،‬وقد لعبت دور امرأة غيّرت جنسها‬ ‫ورشح ممثلون‬ ‫واستعادت عالقتها مع ابنها في فيلم "ترانس أميركا"‪ُ .‬‬ ‫مثليون أيضاً لجوائز غولدن غلوب‪ ،‬بمن فيهم الممثل ناثان لين (فيلم‬ ‫"المنتجون")‪ ،‬والممثلة سينثيا نيكسون (المسلسل التلفزيوني القصير‬ ‫"فصول ربيع دافئة") والكاتب توني كوشنير (كاتب مشارك لنص‬ ‫سينمائي عن فيلم "ميونخ")‪.‬‬ ‫وتأمل أوساط مثليي الجنس في الواليات المتحدة في أن يساهم فيلم‬ ‫"جبل بروكباك" في كشف التقدم الذي أُحرز من أجل تقبل هذه الفئة من‬ ‫المجتمع في الواليات المتحدة‪ .‬وكانت المحكمة العليا أعلنت قبل ثالث‬ ‫سنوات أن القوانين التي تحظر العالقات الجنسية بين راشدين من الجنس‬ ‫نفسه تعتبر غير دستورية‪.‬‬ ‫ونقلت "وكالة األنباء الفرنسية" عن المتحدثة باسم منظمة "أقارب‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:47 AM‬‬

‫وأصدقاء مثليي الجنس"‬ ‫جان ماري نافيتا قولها‪" :‬إنها‬ ‫ظاهرة اجتماعية‪ .‬فالمشكالت‬ ‫والتحديات والمآسي الناجمة‬ ‫عن أعمال العنف والتمييز‬ ‫بحق مثليي الجنس لم تعرض‬ ‫يوماً بمثل هذه الواقعية"‪.‬‬ ‫وكانت والية وايومينغ‪ ،‬التي‬ ‫تجري فيها وقائع الفيلم‪،‬‬ ‫شهدت في ‪ 1998‬مقتل طالب‬ ‫كان‬ ‫يدعى ماثيو شيبارد ألنه ِ‬ ‫من مثليي الجنس ولم يخف‬ ‫يوماً ذلك‪ .‬وأضافت‪" :‬هناك‬ ‫اليوم في الواليات المتحدة تقبل‬ ‫أكبر لمثليي الجنس مما كنا‬ ‫نعتقد‪ .‬وعرضت ألفا شاشة في‬ ‫كل أنحاء البالد فيلم "جبل بروكباك" إال أن جميع المشاهدين ليسوا من‬ ‫مثليي الجنس"‪.‬‬ ‫ولم يُعلق عرض الفيلم إال في حاالت نادرة‪ ،‬وذلك في صاالت سينما في‬ ‫واليتي أوتا وتكساس‪ .‬ولم تتعرض أي صالة سينما إلى أعمال عنف أو‬ ‫أعمال انتقامية كما لم يشن اليمين األميركي الديني حملة إعالمية واسعة‬ ‫النطاق على موضوع يعتبره من المحرمات‪.‬‬ ‫وقال مدير مجموعة "الجمعية الوطنية لمثليي الجنس" مات فورمان‪:‬‬ ‫"إن البالد في االتجاه الصحيح في ما يختص بالمواضيع المتعلقة بمثليي‬ ‫الجنس‪ .‬نعرف أن اكثر من ‪ 70‬في المئة من األميركيين‪ ،‬سواء أكانوا من‬ ‫الجمهوريين أم من الديموقراطيين‪ ،‬يدعمون مثليي الجنس ضد التمييز‪،‬‬ ‫وأن أكثر من ‪ 60‬في المئة من الشبان دون الخامسة والعشرين من‬ ‫العمر يؤيدون حق الزواج بين مثليي الجنس"‪ .‬وأضاف‪" :‬أن المشكلة‬ ‫ال تكمن في تأييد الرأي العام لمثليي الجنس بل في سيطرة قوى محافظة‬ ‫على الواليات والحكومة الفدرالية"‪ .‬وقال‪" :‬هناك هوة كبيرة بين الثقافة‬ ‫الشعبية والمثال على ذلك نجاح الفيلم والمواضيع المتعلقة بمثليي الجنس‬ ‫التي تعالجها أفالم أخرى ونالت جوائز أوسكار‪ ،‬وبين الواقع الذي‬ ‫يجيز طرد أشخاص من وظائفهم في ‪ 36‬والية لمجرد انهم من مثليي‬ ‫الجنس"‪.‬‬ ‫وقالت منظمة "الحملة لدعم حقوق اإلنسان"‪" :‬إن األفالم التي نالت‬ ‫جوائز هي التي كشفت المشاكل الحقيقية التي يواجهها مثليو الجنس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رجاال" وتعكس "النجاحات التي حققتها هذه األفالم‬ ‫سواء أكانوا نساء أم‬ ‫ً‬ ‫تقبال أكبر لهذه المواضيع‪ .‬وكانت مقاالت نشرت حول هذه المواضيع‬ ‫على الصفحات األولى للصحف وبشكل أهم كانت محور حديث ماليين‬ ‫األميركيين هذه السنة"‪.‬‬ ‫وفي بالد تهيمن عليها الرأسمالية بامتياز فان القدرة االقتصادية الفعلية‬ ‫التي تتمتع بها أوساط مثليي الجنس هي التي تحدد مدى نفوذها‪ .‬وفي‬ ‫العام ‪ 2006‬تقدر القدرة الشرائية ألوساط مثليي الجنس في الواليات‬ ‫المتحدة بنحو ‪ 641‬مليار دوالر بحسب أرقام نشرتها مجموعة "ويتك‬ ‫كومبز كوميونيكيشنز" المتخصصة في دراسات السوق‪ .‬وقال رئيس‬ ‫المجموعة ويسلي كومبز‪" :‬في سوقنا اليوم التي تتميز بمنافسة شديدة‬ ‫على أي شركة كبرى أال تتجاهل القدرة الشرائية لمثليي الجنس"‪.‬‬ ‫وعملت شركة "فورد" إلنتاج السيارات بهذه النصيحة‪ ،‬فقد اضطرت‬ ‫إلى العدول عن قرارها سحب إعالنات لبعض سياراتها من مجالت‬ ‫خاصة بمثليي الجنس بعد شائعات عن إبرامها اتفاقاً سريا ًمع جمعية‬ ‫مسيحية محافظة لتفادي المقاطعة‪.‬‬

‫إعداد حسن هاني‬

‫‪54‬‬

‫كينزي ‪Kinsey‬‬ ‫الممثلون‪ :‬ليام نيسون‪ ،‬لورا ليني‪ ،‬كريس أودونيل‪ ،‬بيتر‬ ‫سارسجارد‪ ،‬تيم كاري‪ ،‬جون ليثغو‪ ،‬لين ريدغرايف‪.‬‬ ‫المخرج‪ :‬بيل كوندون‪.‬‬

‫ليس هناك طريقة أسهل لوصفه‪ :‬يدور هذا الفيلم حول الجنس!‬ ‫ليس األمر أنك سترى كثيراً منه في الفيلم نفسه‪ ،‬لكنك بالتأكيد‪ ،‬حتى في‬ ‫هذا الوقت والعمر‪ ،‬ستغير طريقة تفكيرك به وشعورك نحوه‪ ،‬مثلما فعلت‬ ‫أميركا األربعينيات والخمسينيات بفضل العمل "المكرس" لعالم بيولوجي‬ ‫فرد اسمه ألفرد كينزي‪.‬‬ ‫فبعدما سيطر على أسرار الزنابير (ماذا كان يفكر؟)‪ ،‬لم يعد كينزي (ليام‬ ‫نيسون) قادراً على السيطرة على الحياة الجنسية لزوجته (لورا ليني)‪.‬‬ ‫وتجعله زيارة إلى معالج (هناك نكتة لطيفة حول حجم "كنزه"‪ ،‬تدعم‬ ‫"المنزلة" األسطورية لنيسون‪ )...‬يكتشف أنه ال يعرف في الحقيقة شيئاً‬ ‫حول حياته الجنسية الخاصة ما يرسله في بحث طويل‪ ،‬أو باألحرى في‬ ‫محرماته‪...‬‬ ‫بحث سيث ّور الجنس والعديد من ّ‬ ‫هي في الواقع قصة حقيقية‪...‬‬ ‫ومع أنه‪ ،‬ومثلما يحصل دائماً‪ ،‬فإن الكثير من التفاصيل في اقتباس‬ ‫سينمائي إما تضيع في المزيج‪ ،‬أو تُترك جانباً؛ مثل حقيقة أن كينزي كان‬ ‫عنده من المساعدين اإلناث بقدر ما كان عنده من المساعدين الذكور‪،‬‬ ‫وحقيقة أن كتاب كينزي حول الحياة الجنسية للنساء أثار خالفاً أكبر‬ ‫من كتابه السابق عن الرجال‪ .‬والواقع أن الجنس الذكري وفي الحقيقة‬ ‫المثلية المستترة هي مادة البحث األولى هنا‪ ،‬وهذا مفهوم ألن المخرج‪،‬‬ ‫بيل كوندون‪ ،‬هو الرجل المسؤول عن ضربة األوسكار المفاجئة "آلهة‬ ‫ووحوش"‪ ،‬ومن المحتمل أنه يُذكر أكثر بوصفه الرجل الذي نهض أمام‬ ‫العالم بأكمله وقبّل عشيقه في فمه مباشر ًة قبل أن يق َبل األوسكار الذي ناله‬ ‫على النص السينمائي لذلك الفيلم‪...‬‬ ‫وفي معرض الحديث عن التقبيل‪ ،‬هناك مشهد تقبيل مشغول بشكل جيد جداً‬ ‫ـ يستحق الفيلم المشاهدة لمجرد ذلك المشهد ‪ -‬بين نيسون ومساعده الذي‬ ‫يلعب دوره الممثل المثير جداً بيتر سارسغارد‪ ،‬الذي يجمع المراجعات‬ ‫اإلطرائية على أدائه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واألداءات في الحقيقة سمة قوية جدا هذا الفيلم‪ :‬ليام نيسون موثوق جدا‪،‬‬ ‫وكذلك لورا ليني في دور زوجته التي تبدي الكثير من التحمل والفهم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى روح مغامرة لطيفة‪ .‬وفريق الممثلين المساندين أفضل حتى‪:‬‬ ‫يقدم سارسغارد كما قلنا ً‬ ‫قبال أدا ًء رائعاً لدور المساعد المزدوج الميول‬ ‫ً‬ ‫الجنسية‪ ،‬كذلك لين ريدغرايف في دور امرأة تغيرت حياتها كليا بفضل‬ ‫كتب كينزي‪ ،‬وجون ليثغو في دور يشبه دوره الشهير كأب متشدد في‬ ‫فيلم "المتحرر" (‪ ،)Footloose‬وتيم كاري في دور زميل الكلية الحقير‬ ‫والمتشدد (و في ذلك مفارقة كبرى نظراً إلى أدوار كاري الماضية)؛‬ ‫ً‬ ‫جميال جداً يقدم أدا ًء جيداً جداً‪ ،‬وفي‬ ‫وحتى كريس أودونيل الذي ال يزال‬ ‫ذلك داللة‪...‬‬ ‫ً‬ ‫لكن األداء األفضل يبقى أداء المخرج‪ ،‬الذي كان قادرا على ترشيد الكثير‬ ‫من المساهمات وإعداد فيلم حسن جداً يسلي ويصدم في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫كانت مهمة صعبة ألن هذا الفيلم يتناول موضوعاً طبياً‪ ،‬لكن هناك سهولة‬ ‫لطيفة حول العملية الكاملة‪ ،‬تتدفق بين الحكايات المسلية‪ ،‬والمقاطع‬ ‫المشحونة عاطفياً‪ ،‬والمشاهد اللطيفة‪ ،‬واإليقاعات القوية‪ ،‬وبالطبع‬ ‫األداءات المدهشة‪.‬‬ ‫نعود إلى قضية الجنس إذاً‪ :‬حقيقي‪ ،‬طبي‪ ،‬مرح‪ ،‬جيد‪ ،‬ونعم خطر‪ ،‬لكن‬ ‫الجنس موضوع يجب أن نناقشه أكثر‪ ،‬على األقل بشكل مفتوح أكثر؛‬ ‫شاهد الفيلم واعرف لماذا‪...‬‬

‫مايكي‬

‫‪55‬‬

‫‪www.gaycelluloid.com‬‬ ‫موقع مجاني‪ ،‬من دون‬ ‫إعالنات‪ .‬يختص "غاي‬ ‫سيلوليد" بالسينما المثلية‬ ‫وفيه مراجعات لألفالم‬ ‫المستقلة والتجارية‪ .‬كما‬ ‫أن الموقع مرجع بأسماء‬ ‫الممثلين والمخرجين الذين‬ ‫أعلنوا مثليتهم‪ ،‬وفيه معلومات وافرة عن تاريخ السينما المثلية‪.‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 54-55‬‬


‫كتاب‬ ‫"عودة األلماني إلى رشده" لرشيد الضعيف‬ ‫مؤلف شجاع يفتقر إلى الخيال والعمق‬ ‫كثيراً ما تتقاطع مهنتا الروائي والصحافي في عمل واحد‪ .‬فنجيب‬ ‫محفوظ‪ ،‬الروائي المصري‪ ،‬والعربي الوحيد الذي حاز جائزة‬ ‫نوبل لآلداب‪ ،‬كان يعتاش من الصحافة‪ .‬وجورج شامي‪ ،‬الصحافي‬ ‫اللبناني‪ ،‬بدأ في السنوات األخيرة يصدر روايات وقصصاً قصيرة‪.‬‬ ‫وإن كانت الصحافة والكتابة الروائية تختلفان كثيراً‪ ،‬إذ أن األولى‬ ‫تتطلب ً‬ ‫نقال محايداً للوقائع التي تهم قارئ الصحيفة أو المجلة‪ ،‬فيما‬ ‫تستدعي الثانية الكثير من إعمال الخيال‪ ،‬وإن بُنيت روايات كثيرة‬ ‫على وقائع‪ ،‬فاالثنان يستدعيان من الكاتب اإلقالل عن التعبير عن‬ ‫رأيه‪ ،‬ألن الصحف والمجالت تفرد باباً للرأي‪ ،‬وألن الرواية تسعى‪،‬‬ ‫من بين أمور كثيرة‪ ،‬إلى إثارة القارئ ليقيم رأياً حول ما يقرأ‪.‬‬ ‫هنا لم أستطع أن أصنف العمل األخير للروائي اللبناني رشيد‬ ‫الضعيف‪" ،‬عودة األلماني إلى رشده"‪ ،‬الصادر قبل أسابيع عن‬ ‫"رياض الريس للكتب والنشر"‪ .‬فالضعيف يصر على أنه ينقل‬ ‫وقائع جرت معه بعد أن اشترك في برنامج للتبادل الثقافي بين‬ ‫ألمانيا والدول العربية‪ ،‬يمضي خالله كاتب عربي وآخر ألماني معاً‬ ‫فترة في بلد األول ثم فترة مماثلة في بلد الثاني‪ ،‬يتبادالن خاللهما‬ ‫الخبرات‪ .‬فهل كتب الضعيف تقريراً صحافياً عما جرى معه‪،‬‬ ‫والسيما أن زميله األلماني‪ ،‬يواخيم هلفر‪ ،‬كان مثلياً‪ ،‬ما أثار اهتمام‬ ‫الضعيف ليكتشف منطقة من الحياة اإلنسانية لم ّ‬ ‫يطلع عليها ً‬ ‫قبال بما‬ ‫ً‬ ‫عمال روائياً يستند إلى وقائع‪،‬‬ ‫فيه الكفاية‪ ،‬كما يقول؟ أم هل كتب‬ ‫وربما يقتصر عليها؟‬ ‫إن العمل أقرب إلى التقرير الصحافي‪ ،‬فما من خيال فيه‪ ،‬على ذمة‬ ‫الكاتب‪ .‬لكن بعدما تبيّنت هوية العمل‪ ،‬ما هي أهميته؟ وما التقييم‬ ‫األنسب لقيمته؟‬ ‫أكثر ما يلفت في "عودة األلماني إلى رشده" إفراد الضعيف مساحة‬ ‫ال يُستهان بها من عمله (‪ 96‬صفحة) للتأكيد مرة بعد مرة على‬ ‫أنه غير مثلي‪ ،‬ولتعداد األسباب الموجبة لذلك‪ ،‬إذا جاز التعبير‪.‬‬ ‫وأظن أنه بالغ في ذلك على حساب تفاصيل كان يمكنه أن يوردها‬ ‫عن عالقة يواخيم بعشيقه األلماني‪ ،‬أو حياته كمثلي في بلد لبرالي‬ ‫كألمانيا‪ ،‬أو رأيه بحياة المثليين في مجتمعات "تختبئ خلف خيال‬ ‫إصبعها"‪ ،‬كما يقول المثل‪ ،‬كمجتمعاتنا‪ .‬علماً أن من تابع الضعيف‪،‬‬ ‫بدءاً بقرائه‪ ،‬ومروراً بطالبه في الجامعة‪ ،‬وانتها ًء بأصدقائه‬ ‫ومعارفه‪ ،‬وأنا منهم‪ ،‬يعرفون أنه أبعد ما يكون عن المثلية‪ .‬وحتى‬ ‫بالنسبة إلى من يقرؤه للمرة األولى‪ ،‬ما من مبرر له لالعتقاد بأن‬ ‫الكاتب مثلي‪ :‬إنه واضع لنص عن زميل ألماني مثلي‪ .‬لذلك أرى أن‬ ‫الضعيف وقع في تبريرية لم يكن في حاجة إليها‪.‬‬ ‫وال شك في أن العمل‪ ،‬كونه صدر بالعربية وعن كاتب بارز ودار‬ ‫نشر كبرى‪ ،‬يمأل فراغاً أساسياً في المكتبة العربية‪ ،‬فهو يتناول‬ ‫موضوعاً محظوراً‪ ،‬سواء بالقمع القانوني أو اإلنكار المجتمعي‪.‬‬ ‫وهو يستخدم كلمة مثلي‪ ،‬ال شاذ المهينة‪ ،‬وال لوطي‪ ،‬السليمة برأيي‬ ‫لكن المنفرة للكثيرين‪ .‬لكن العمل يفتقر إلى الكثير من العمق في‬ ‫أماكن كثيرة‪ ،‬فبعد االنتهاء من القراءة‪ ،‬ال يك ّون القارئ سوى‬ ‫صورة غير واضحة عن يواخيم‪ .‬وربما كان يمكن للضعيف تحويل‬ ‫الكتاب إلى رواية‪ ،‬تتقصى أعماق الشخصيات الواردة‪ ،‬على الرغم‬ ‫من تأكيده أن الكتاب إنما صدر من ضمن برنامج التبادل العربي‬ ‫– األلماني الذي يشترط على المشاركين فيه الكتابة عن تجاربهم‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:47 AM‬‬

‫موت في البندقية‬

‫في إطاره‪.‬‬ ‫وفي عودة إلى تضمين الكاتب رأيه في مجريات األمور‪ ،‬وهو‬ ‫ربما أمر مطلوب في عمل مثل "عودة األلماني إلى رشده"‪،‬‬ ‫لدواعي شروط البرنامج أو لج ّدة هذا النوع من الكتابة المستعصية‬ ‫على التصنيف‪ ،‬يبدو أن الضعيف بالغ في التعبير عن ردة فعله‬ ‫ومشاعره إزاء ما كان يجري أمامه‪ ،‬والسيما حين دخل يواخيم في‬ ‫عالقات نسائية‪ ،‬جعلت زميله اللبناني يرحب بذلك‪ ،‬وربما من هنا‬ ‫جاء عنوان العمل‪ .‬ويبدو لي أن يواخيم‪ ،‬الذي لم يساعدني الكتاب‬ ‫على تكوين فهم كبير له‪ ،‬مزدوج الهوية الجنسية‪ ،‬وليس مثلياً‪ .‬وهنا‬ ‫يبرز التباس فاقمه الكتاب‪ً ،‬‬ ‫بدال من أن يعمد إلى تسويته‪ .‬وربما نحن‬ ‫أمام عمل يتناول االزدواجية الجنسية‪ ،‬ال المثلية‪.‬‬ ‫وفي التباس آخر في "عودة األلماني إلى رشده"‪ ،‬يوحي العمل‪ ،‬من‬ ‫دون أن يقول ذلك صراحة‪ ،‬وكأن المثلية – أو االزدواجية الجنسية‬ ‫– أمر من أمور الحضارة الغربية‪ .‬فما من إشارات واضحة إلى‬ ‫المثلية في الحضارة العربية أو اإلسالمية أو الشرقية‪ ،‬إذ بدا الضعيف‬ ‫مندهشاً ألمر جديد‪ ،‬فيما الواقع أن المثلية في عالمنا ليست طارئة أو‬ ‫مستوردة‪ ،‬كما يحاول البعض أن يوحي‪ .‬وربما يقتصر األمر على‬ ‫أن الضعيف شخصياً لم يعرف ً‬ ‫قبال الموضوع عن قرب‪.‬‬ ‫"عودة األلماني إلى رشده"‪ ،‬كما ذكرت‪ ،‬إضافة أساسية إلى المكتبة‬ ‫العربية‪ .‬ربما هي المدخل إلى أعمال أكثر عمقاً‪ ،‬أعمال روائية‬ ‫أو صحافية‪ ،‬ننتظرها من الضعيف‪ ،‬صاحب السلسلة الطويلة‬ ‫من الروايات المهمة‪ ،‬أو من روائيين آخرين‪ ،‬ربما يأخذون من‬ ‫الضعيف بعضاً من شجاعته التي بدت في تناوله هذا الموضوع‪.‬‬

‫عبد الرحمن أياس‬

‫‪56‬‬

‫طوماس مان‪ ،‬حائز جائزة نوبل‬ ‫لآلداب في العام ‪ ،1929‬وأحد‬ ‫أبرع األدباء األلمان في بداية‬ ‫القرن العشرين وأكثرهم شهرة‬ ‫عالمياً‪ .‬تعد روايته "موت في‬ ‫البندقية" أحد أكثر أعماله األدبية‬ ‫التي القت شهرة عالمية ولم‬ ‫تزل‪ ،‬بل إن مان نفسه اعتبرها‬ ‫أفضل ما كتب في مجال القصة‬ ‫القصيرة‪.‬‬ ‫المثلي‪،‬‬ ‫يتناول الكتاب الحب‬ ‫ّ‬ ‫فأشنباخ‪ ،‬شخصية الكتاب‬ ‫الرئيسية‪ ،‬شاعر ذو شهرة عالمية‬ ‫ومكانة اجتماعية راقية يقع في وله مراهق ساحر‪ ،‬فيه ّ‬ ‫عز وجالل‬ ‫أقر‬ ‫وحياء يسميه تادزيو بعدما يتعذر عليه سماع اسمه الحقيقي‪ .‬وقد ّ‬ ‫مان الحقاً بميوله المثلية الجنسية وباستقائه القصة من حادثة واقعيّة‬ ‫جرت معه حين كان يصطاف في البندقية‪ ،‬فاعتبر البعض أنها لهذا‬ ‫مجرد تعبير عن حالة ذاتيّة وعن مشاعر ورغبات امتنع الكاتب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫عن التكلم عنها علنا في حياته‪ .‬لكن هذا التفسير‪ ،‬ولو كان إلى ّحد‬ ‫القصة قيمتها الفعلّية من حيث األسلوب المتين‬ ‫ما صحيحاً‪ ،‬يسلب ّ‬ ‫واألفكار الجوهريّة المتعلقة بمواضيع الجمال والحب والموت‪.‬‬ ‫وال شك في أن هذه القصة ستالقي عند قراّئها مواقف متباينة‪.‬‬ ‫أنا من الذين أحبوها كثيراً‪ .‬وإن أردت أن تشعر بالجو العام الذي‬ ‫تصوره القصة‪ ،‬عليك أن تتخيّل مدينة البندقية إن لم تكن قد زرتها‬

‫ماض زاهر‪ ،‬فاضت بها رقعة األرض‬ ‫من قبل‪ .‬إنها مدينة ذات ٍ‬ ‫الصغيرة التي تحتلها‪ ،‬فنشرت قواّتها عبر البحار‪ .‬لكنها اليوم‬ ‫تحاول أن تحافظ على بريقها السابق لكي تستمر في إبهار زائرها‪.‬‬ ‫ولكن غالباً ما يتجلّى للزائر الصراع األبدي الذي لطالما انخرطت‬ ‫فيه‪ :‬الصراع بين المدن وعناصر الطبيعة‪ ،‬بين الجزيرة والبحر‬ ‫الغادر‪ ،‬وصراع اإلنسان مع الموت‪.‬‬ ‫عندما يصل أشنباخ إلى البندقية‪ ،‬يشعر القارئ بخطر ما‪ ،‬كأنما‬ ‫انقلبت الق ّوة في صراع المدينة لصالح الطبيعة الثائرة‪ .‬فمن الواضح‬ ‫منذ البدء أن الكاتب لن يخرج سليماً من زيارته إلى البندقية‪ .‬ولكن‬ ‫الكارثة الكبرى ستنفجر في داخله‪ .‬فجمال تادزيو ّ‬ ‫الخالب‪ ،‬وان‬ ‫كان شمساً تشرق وسط اضطراب العناصر‪ ،‬سيوقع الشاعر في‬ ‫األذى‪ .‬ونشهد شيئاً فشيئاً التدهور الداخلي عند أشنباخ‪ ،‬التدهور‬ ‫الناتج عن استعماله جميع طاقته في التفكير بتادزيو ومالحقته أينما‬ ‫قاس يزيد من وقعه على القارئ‬ ‫ذهب ومراقبته بشغف‪ .‬هو تدهور ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طويال وشاهد الكثير فبلغ نوعا من‬ ‫رجال ناضجاً عاش‬ ‫أنه يصيب‬ ‫االستقرار الذاتي‪ ،‬جعله يسيطر على نفسه وعلى تفاعله مع العالم‬ ‫حوله‪ .‬ويأتي الشغف فيدمّر كل هذا‪ .‬ولكن هل نستطيع أن نلومه‬ ‫تصرفاته؟ ربما أن مشاعره هذه والجمال اإللهي الذي ولّدها‬ ‫على ّ‬ ‫تستحق دفع ثمن باهظ بل وفقدان الحياة نفسها‪.‬‬ ‫أنا أؤمن بالجمال‪ ،‬على الرغم من استبداده باإلنسان واأللم الذي‬ ‫يولّده فيه‪ ،‬وعلى الرغم من أنه يجعلنا نعيد النظر أبداً بترتيب‬ ‫أفكارنا وبكياننا‪ .‬وفي عالم تسيطر عليه حقيقة الموت‪ ،‬كما ّ‬ ‫تلخصه‬ ‫البندقيّة التي يصفها الكاتب عرضة لوباء مفاجئ‪ ،‬لن يأتي الخالص‬ ‫إال من الجمال‪ .‬من هذا المنطلق‪ ،‬ال تصبح مغامرة أشنباخ سقوطاً‪،‬‬ ‫بل تجلياً‪.‬‬

‫لويس‬

‫‪Alec K. ou la force de s’écrire‬‬ ‫‪On ne peut contenir Alec K. Il sort, avec‬‬ ‫‪la bénédiction du chef du protocole, de‬‬ ‫‪toute étiquette, de toute hiérarchie. C’est‬‬ ‫‪le bouffon du roi, celui qui seul possède le‬‬ ‫‪droit de signaler la vérité que tout le monde‬‬ ‫‪cache. Dans son livre, une autobiographie,‬‬ ‫‪Alec K. ne se cache pas, comme s’il partait‬‬ ‫‪courageusement en guerre contre la bêtise,‬‬ ‫‪avec dans une main une icône et dans l’autre‬‬ ‫‪la colombe qui fera taire les canons (l’icône‬‬ ‫)‪et les canons étant les titres des deux parties contrastées de cette narration biographique avec photos noir et blanc‬‬ ‫‪et tous cela avec, comme en écho, des surchoix de rires.‬‬ ‫‪Ainsi, lorsque tout le monde préfère tourner le dos, avec un sourire gêné ou un geste las, au spectacle de nos‬‬ ‫‪sottises et de nos échecs, Alec K regarde le monstre de nos peurs dans les yeux et il part d’un long rire saccadé‬‬ ‫‪et libérateur.‬‬ ‫‪Bref, face au théâtre de tous les jours à nos scènes introspectives des fois silencieuses des fois tapageuses, Alec‬‬ ‫‪K. a la manière discrète et assurée de la belle époque. Il affiche le sourire de sa franchise égotiste et agaçante‬‬ ‫…‪peut-être mais thérapeutique sûrement, clairement du coté du rire, forcément du coté de la vie‬‬ ‫… ‪Un livre sur la vie d’un comique libanais qui a traverse les époques bénies ou maudites de Beyrouth‬‬

‫‪Mark Truman‬‬

‫‪57‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 56-57‬‬


‫موسيقى‬

AERIAL

Kate Bush By waiting 12 years between The Red Shoes and her new double CD, Aerial, Kate Bush has tried to regain that lifetime. It's a remarkably coherent recording, reflecting the unique world of sound and spirit Bush has inhabited since her debut. The first disc subtitled A Sea of Honey, is a suite of personal reveries. Embracing her relatively new motherhood, as well as the death of her mother, Aerial is a deeply personal album, and a welcome return from one of pop music's true icons and vocal wonders.

‫سيزر سيسترز – سيزر سيسترز‬ Scissor Sisters – Scissor Sisters

LATE REGISTRATION Kenye West Late Registration is the hugely anticipated second album from Kanye West, the 28 year old Grammy winner recently named Time Magazine's list of the 100 most influential people in the world. First single, "Diamonds From Sierra Leone", is a heavy groove and sped-up soul sample, courtesy of Shirley Bassey's classic "Diamonds Are Forever". Kanye's unusual, conversational flow sounds sharper than ever.

THE STONE OF LAUGHTER Huda Barakat Paperback: 235 pages Publisher: Dar Alnahar Language: Arabic The long awaited reprint, is finally available. Considered as the first Arabic novel with a central gay character, Barakat's novel is a transparent depiction of a young homosexual on the verge of discovering his sexual orientation in a country devastated by war.

ON LITERATURE Umberto Eco Hardcover: 352 pages Publisher: Harcourt Language: English In this collection of essays and addresses delivered over the course of his illustrious career, Umberto Eco seeks "to understand the chemistry of [his] passion" for the word. From musings on Ptolemy and "the force of the false" to reflections on the experimental writing of Borges and Joyce, Eco’s luminous intelligence and encyclopedic knowledge are on dazling display. CRIES & WHISPERS Starring: Ingrid Thulin, Kari Sylwan, et al. Director: Ingmar Bergman. Ingmar Bergman’s Cries and Whispers is a brilliant, and at times, shockingly traumatic piece of chamber cinema. It also represented a renaissance for Bergman, whose previous few films had flopped commercially.

CABARET Actors: Liza Minnelli, Michael York, Helmut Griem, Joel Grey, Fritz Wepper, Marisa Berenson Directors: Bob Fosse The winner of eight Academy Awards, Cabaret caught lightning (and won Oscars) for Minnelli, Grey and director Bob Fosse, who shaped a triumph of style and substance. Come to this Cabaret, old chum. You'll never want to leave.

THESE ITEMS ARE AVAILABLE AT Virgin Megastore Branches: Downtown, Beirut Central District - ABC, Achrafieh - CITYMALL, Dora - BHV, Jnah - Beirut International Airport - Tripoli, Bohsass

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 58-59

59

SCISSOR SISTERS Filthy / Gorgeous "LYRICS" When you’re walkin’ down the street And the man tries to get your business And the people that you meet Want to open you up like Christmas You gotta wrap your fuzzy in a big red bow Ain’t no sum bitch gonna treat me like a ho I’m a classy honey kissy huggy lovey dovey ghetto princess ||:Cuz you’re filthy Oooh, and I’m gorgeous You’re disgusting Oooh, and you’re nasty And you can grab me oooh, cuz you’re nasty When you’re runnin’ from a trick And you trip on a hit of acid You gotta work for the man But your biggest moneymakers’ flaccid You gotta keep your shit together With your feet on the ground There ain’t noone gonna listen If you haven’t made a sound You’re an acid junkie college flunky dirty puppy daddy bastard ||:Cuz you’re filthy Oooh, and I’m gorgeous You’re disgusting Oooh, and you’re nasty And you can grab me oooh, cuz you’re nasty

58

‫ لقد أُذيع‬:)‫يعرف الكثير من الناس موسيقى السيسترز (األخوات‬ Take Your( ‫البعض من أغانيهم المنفردة أحياناً على الراديو‬ ُ ،)Mamma، Comfortably Numb ‫وعرضت كلها بانتظام‬ ‫ واآلن بعد أن اشتهروا باعتبارهم الفرقة التي باعت‬،MTV ‫على‬ 2004 ‫العدد األكبر من األلبومات في المملكة المتحدة للعام‬ ‫(متفوقين على كين بهامش بسيط) حان الوقت لمراجعة ألبومهم‬ :‫الصادر قبل سنة‬ ‫االنطباع األول الذي يتكون لدى سماع األلبوم الذي يحمل اسم‬ ‫ بدءاً بأسماء األعضاء وأشكالهم (بادي بوم‬:‫مثلي كله‬ ّ ‫الفرقة أنه‬ ‫على الطبول؛ بابيدادي على الباص؛ ديل مركيز على القيثارة؛‬ ‫ فالمثلية‬،‫ ولناحية الشكل‬،‫جايك شيرز وآنا ماترونيك على األغاني‬ ‫واضحة) ومروراً بمزيجهم الموسيقي الشبيه بمزيج إلتون جون‬ .‫الشعبي الحديث المفرط في الجنسانية‬ ‫ثم هناك الخليط بين موسيقى السبعينيات ومطلع األلفية الثالثة‬ :‫ والسيما في عملين مدهشين‬،‫الذي يؤخذ إلى مستويات جديدة‬ ‫ المذكور أعاله (غطاء إلكتروني غريب‬Comfortably Numb ‫ مخلص جداً للمزاج المظلم األصلي لكن المصعّد‬،‫لعمل بينك فلويد‬ Filthy/Gorgeous‫بشكل مدهش بأغان صوتية عالية الطبقة) و‬ .‫الممتاز الذي ال يبدو خارج المكان على ألبوم لفيشيرسبونير‬ ‫ يجتمع ألتون جون مع بينك‬:‫هناك عدة أشكال لوصف بقية األلبوم‬ ‫فلويد وفيشيرسبونير؛ ذلك سهل جداً نوعاً ما؛ ماذا عن االبن الهجين‬ ‫للجاذبية الجنسية المفقودة منذ زمن للبي جيز والجانب النسائي‬ ‫للروك؟ أضف بضعة آالت بوا وسروال داخلي ممزق فتحصل‬ ...‫على الصورة‬ Mary، It Can’t Come( ‫هناك بضعة أغان شعبية جيدة هنا‬ Laura، Tits( ‫) وبضعة ألحان شعبية جيدة‬Quickly Enough ‫) وبشكل مدهش الكثير من المعالجة المضفية‬...On The Radio ‫للجو كما تسمع في البداية وفي الغالب في نهاية األلبوم (العمل‬ .)‫ مثال أساسي على ذلك‬Return To OZ ‫الختامي‬ ‫ يتركز التأكيد أكثر على المالحظات العادية‬،ً‫وبشكل غنائي أيضا‬ ً ‫معالجة عليا؛ يملك الشاعر الرئيسي جايك شيرز القدرة‬ ‫التي تنال‬ ً ً ‫على اإلزعاج فيما يبقى حكيما جدا للناحية الصوتية ويعمل العكس‬ .‫تماماً في األغنية التالية‬ :‫وفقط بعد بضعة استماعات تبدأ هذه الطبقات المختلفة بالخروج‬ ‫عندما تتجاوز "المثلية" المطلقة للعمل بأكمله تبدأ بإدراك مقدار‬ ‫ بالطبقات العديدة من السطح‬،‫جودة النسج في هذا األلبوم بأكمله‬ ...‫إلى القاع العميق‬ ً ً ً ‫كل هذا يمكن أن يجعله قرصا مدمجا مثاليا تضعه على جهازك‬ ‫سواء كنت تقود (خصوصاً إذا كنت عالقاً في المرور) أو تحتاج‬ ‫ أو عندما‬،‫ أو في المكتب‬،‫ببساطة لالستيقاظ والنشاط في الصباح‬ ‫ هكذا! فقط استمع للعمل اللعين واستمتع به! لكن‬...‫يجيء أصدقاؤك‬ ‫ مهما‬،‫ولي مؤخرتك باتجاه الناس حولك‬ ّ ‫كن حذراً أال تبدأ بالرقص‬ ...‫كان الحافز قوياً؛ هؤالء األخوات يمكن أن يعملن ذلك بك‬

‫مايكي‬ 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:49 AM


HORROSCOPE HORREUR

ARIES (Mar. 21 - April 19) Gossip, gossip, gossip. These days it seems all Aries does is yak. Instead of talking to someone, you talk about them. And then you nag that you can’t get into any relationship. Dummy, how can you get into a relationship when all you have going in your life is terkeeb ma2leh. You talk about this guy and that girl and what they did and what you would like to do to them. Keep it up and you will become like me.

LIBRA (Sept. 23 - Oct. 22) Honey if you can’t talk to him, you shouldn’t sleep with him. What’s wrong with you? Do you really think you can f*** every time a conversation reaches a dead end? R7aaaam 7aaaalak. You’re gonna need a doctor soon. Mme says too much bonbon will ruin your teeth.

TAURUS (April 20 - May 20) Feel free to relax. Unwind, take a load off. You deserve a break. Take it off, unbutton that shirt, and wear shorts. But keep it comfortable because you’re also in for some fatigue. Do you see the logic here?

SCORPIO (Oct. 23 - Nov. 21) You are such a tease. You lead people on and drop them like they had a rash. You are either too fickle or you are afraid they will drop you first. If you are fickle, stop right now, take a deep breath and start to move again slowly. If not, Mme thinks you need to be dropped on your bare ass in a field of cacti.

GEMINI (May 21 - June 21) Ya habibeh ya Gemeaux chou sensible. It’s so easy for people to hurt you and they just won’t stop annoying you. But did you ever think that you could be projecting your inzi3aj on people around you? Could you just be annoyed with yourself? This one did this, that one did that. But what did you do? Think about that tonight while you’re nagging at your partner’s hair-do or your mother’s behavior.

SAGITTARIUS (Nov. 22 - Dec. 21) Oh Mme sees money. Money’s coming in and lots of it. There’s a catch though, this money is for the majority of Sagittarians but there is a minority that’s not included. If you’re in the happy majority, Mme recommends instant packing and immediate tripping. If you’re the man7ouss minority, Mme recommends Damascus. It’s cheap and, hey, the hammams are great. CAPRICORN (Dec. 22 - Jan. 19) If you want people to believe you, you have to stop lying. Don’t hide behind white lies coz Mme is Color blind. Big lies, little lies, white lies and beige lies all have the word ‘lie’ in them. Maybe you mean well, maybe you don’t; whatever. The result is the same. Mme thinks if you don’t have something honest to say, it’s better to shut up.

CANCER (June 22 - July 22) Don’t do it. You are experiencing an urge to break up with a friend or a partner or to fight with a relative. Resist it. Think it through. And then only do it if you’re sure you’re not gonna go through your self pity phase. That’s your ugliest side. And believe me you have some ugly sides. Mme says rou2eh 3ala wad3ik. LEO (July 23 - Aug. 22) Leo is broke. No money in the pockets. Your mama told you to save some money but no, you had to party with the band. And now you have to stay home for a while. Well, so f***ing what. Mme says good for you. You had your fun. Never regret good times. Memories last longer than dollars. But get off your ass and do some work because you’re not getting any younger singing the way we were alone in your shower.

AQUARIUS (Jan. 20 - Feb. 18) This month you will see your talent for detail getting finer and finer. Some may try to rush you but you won’t let them distract you. You will be examining details in everything you do. Mme’s advice is to keep it clean. Ya3neh, there is detail in everything, not just in body parts. You have slut potential and you know it.

VIRGO (Aug. 23 - Sept. 22) The verdict is out. You want a serious partner? You have to get out of your house. You want marriage? You have to have little relationships. They all have to be face to face though! So drop the attitude and the 7araket. And that cyber surfing isn’t leading anywhere either. Rest your eyes, take a shower, please, and head off to a café. Chat live for a change.

PISCES (Feb. 19 - Mar. 20) If you feel misunderstood it’s probably because you’re not explaining yourself well. Mme likes it when people are vogue and mysterious but only when they’re in a Madonna video clip. On earth, you need clarity. Say what you want and say it when you want it. The worst that can happen is a slap on your face but that’s as good an answer as any in your case.

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 60-61

61

MH (27, Male, Beirut): Am I ever going to fall in love? Mme H: Pathetic. Very pathetic. Really f***ing pathetic. Jacques Brel seems secure and confident compared to you. Emm eitch or whatever your name is, habibeh, 3younah la Horreur, the question is not as you put it because I’m sure you’re falling in “love” every other day. The question is whether any one will fall in love with you. But how could they when you’re so busy and distracted by already being in love with the idea of falling in love. Snap out of this ba2a. Relax and enjoy your life, even if it’s lower than the Dead Sea. Accept what you have and what you are and start with loving yourself. I am not referring to secret practices that may or may not make you go blind. GD (19, Male, Beirut): Who are you, Mme? Mme H: Ana Mme Horreur. Who the f**k are you? HS (22, Female, Tripoli): How are you doing with the paparazzi? Mme H: Not too well. Star magazine won’t answer my calls any more. Do you know any? I’m willing to pay.

ILLUSTRATIONS BY COCO

BY NONE BUT THE DIVINE MME

ASK MADAME

SK (39, Male, Beirut): It seems like I have everything in life. I’m good looking; I have a good job, nice apartment, and a really cool car. But lately I can’t shake the feeling that I’m missing something. What do you think it is? Mme H: Tough question. I’m tempted to say try meditation and yoga BUT ya hayeta la Horreur, If you have all the above and all you need is love, then honey send me your portfolio because baby maybe, maybe, what’s missing is Mme herself!

Write me. You will have someone to call you at the job, share your apartment, “ride” in your car. And if all that isn’t enough, you will be known as Monsieur Horreur. HH (36, Female, Beirut): I must tell you I didn’t like what you wrote in last issue’s Horrorscopes. Who do you think you are? You don’t know me, B****! Mme H: If you didn’t like what I wrote then maybe you should learn how to read. Ba3dein, who you calling B**** wli? YOU will address me as Mme! I’m not going to answer you because ne7na wled 3iyal. Mish ra7a watteh 7aleh la jewbik……ummm…….La2 baddeh watteh 7aleh! ya sh*******? ya bala marba, ya Kalbeh, ya 7mara. Wli inteh bala fehem. Keleh Kh*** wija3 yikhla3 nee3ik shu bala akhla2. Wli, yibla wishik ejjahl akalik w ma idir yousal lal 3adem add mannik dammik smeek. Effff! El3ama! MA (25, Male, Beirut): In your opinion, how can we solve our country’s political problems? Mme H: Send a beautiful boy and/or girl to each za3eem and/or za3eemeh. We won’t see their ugly faces for a while. The boys and girls who would do it would be proclaimed heroes and heroines of our nation. Kulluna lil watan. Me? I’ll take care of that cute MP from the North. Maybe then the paparazzi will notice me. WM (49, Male, Beirut): Mme, why is it that the minute I cum, I can’t stand the person next to me? Mme H: Try sleeping with someone halfass normal or someone you like for a change. Showering is also not a bad idea.

Need any advice??? To submit a question, a problem… write to the divine: madame_horreur@yahoo.com

60

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:49 AM


My First Experience! By "Wee Beneath Lights"

A boy was lying on the seashore staring at an island, with the ocean standing in between… Suddenly something, which he didn’t know what it really was, visited him; it was not a devil, nor an angel, nor an ordinary person coming toward the boy. It asked the boy if he needed help, but the boy was stubborn and refused any help… That thing - whatever it was - insisted on him, so he gave him his soft hand and together - hand by hand - flew toward the island. On the road the boy liked that being and he got so much close to him that he planted an innocent kiss… The angel wanted more and the boy would give more but on certain conditions. His conditions weren't satisfied and they stood as an obstacle… That bothered the devil, so he left the boy's hand and went away. While trying to leave, the boy stressed on his hand but alas… The boy is in the middle of the ocean trying to choose a direction …Which one should he choose: The island of ancestors ' traditions and social rules or the island of his satisfactions and desires? He knew how to swim but not how to dive into the deep ocean of life, asking for a solution which lies in the depth of the water, hiding in the wreckage of old ships and the deep ocean’s wild plants… He might sink in the water while granting his soul for fate to decide, asking God to bless that ordinary person for his soul which never knows how to hate ….

When the NEW REALITY hits home….. By A. S.

Paris Gay Pride was in full swing for almost 3 hours, the crowds must have been there for way longer in order to occupy good places. At the first row, one supportive spectator, who must have gone through much in order to be at this coveted place, was watching the Parade clapping at the passage of each chariot and group. He looked North African. His joy at this show was obvious till he saw HELEM’s group at his level. His first words were, shouting: "YA 3AYBISHOUM, JARRASTOUNA .." All HELEM’s members faces shifted suddenly towards this Energumen (person possessed by evil spirit; fanatic); they were laughing and started in chorus a "ZAGHLOUTA" as a reward for his sudden change of mood and obvious anger. As long the parade represented the WEST, he had no problem. The Oriental representation must have offended him.

The Dictionary By S. C.

I looked up for the word charming, and I remembered your smile when our eyes first met. I looked up for the word sweet, and I remembered when you kissed my cheek. I looked up for the word polite, and I remembered when you brought me a chair to sit near you. I looked up for the word care, and I remembered when you asked me if I were fine. I looked up for the word warm, and I remembered when you took my hand and held it tight. I looked up for the word yes, and I remembered when you invited me to dance. I looked up for the word romantic, and I remembered when you hugged me when the song was over. I looked up for the word shy, and I remembered when you asked me for a kiss instead of giving me one. I looked up for the word passion, and I remembered that no one kissed me before the way you did. I looked up for the word beat, and I remembered my heart when you told me that you loved me. I looked up for the word relationship, and I thought that it wouldn’t be with anyone but you. Then I closed the dictionary. I had found meanings to all the words I was looking for. And the meaning is you. 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 62-63

63

Under The Deepest Shelf

Anonymous White Girl

It was a hot day, I had just got out of the cab and walked peacefully on the streets of Sassine in Ashrafieh, with my rainbow ring on my finger and my Metallica bag on my shoulders. I suddenly remembered that I wanted to get the latest issue of Barra magazine and what better place to get it from other than The News Box located right in the middle of Sassine Square. I looked and searched and couldn’t find my magazine anywhere on the so many shelves, among the so many other magazines… "Bonjour, ummm ma fee 3endkoun Barra magazine?" I asked the guy sitting in the box. "Barra magazine?!" he said in wonder, "Hek 2esma?" "Uh…eh!" It was clear that he wasn’t familiar with that name… "Eh eh fi menna…kenit honik 3ala el raff" said a blond girl – also sitting in the box – as she pointed at a shelf where there were some children’s comic books. And the guy kept looking and looking and searching for my magazine until it was finally found, down under the comic books in the deepest shelf, folded in half. Are they ashamed of putting it among all the other meaningless fashion magazines? Or the political ones? Or the entertainment ones? Or is it that this magazine doesn’t belong to any of the categories, so they threw it – folded it and threw it – behind I don’t know what?! Are they ashamed of putting such a true, honest and proud magazine out on the front shelves? Are they afraid of what some people might say when they see it? Are they worried about what they will say if someone asked what the magazine is about or who it represents? Barra is, to many people, more than just words, more than just paper, even more than just thoughts; it’s an identity and to have it burried like the way it was at the News Box, in the middle of Sassine Square, is no less than burrying the identity of all those people that Barra represents! Those who finally found something that expresses their thoughts, their troubles, and their fears to the whole world outside! Why bury these identities? Why hide them? Well, maybe before WE think about getting out of the closet, THEY have to think about getting out of their own closets. They should think about acceptance and tolerance and be proud to put us on the highest shelf, in front of the eyes of every walking mind. Accept us in front of the world so we can get out to the world.

Inside a smokeless New York bar, I sip my drink And watch her Watching me pretend not to notice. And I could, I decide, be a Third World victim to her First World Jesus An anonymous queerarabmuslimwoman for an anonymouswhitegirl with anonymous white guilt and a penchant for dramatic intervention.

By .rana.

62

By Rasha

"It’s ok if you need more time", she says, "it must be hard being queer where you’re from". I could, at this point, suppress my giggle and my desire to smack her upside the head, Maybe let my eyes melt a little in ribbons of brown and black, trailing off as the image of the oppressive homeland she imagines superimposes itself onto my pupils. Perhaps a hard, confirmatory stare into the ground before I let her take me home and initiate me into a world of freedom, democracy, and liberty for all (hiding, I presume, between cream-colored legs). I could do all this quite easily and pretend not to get a kick out of it. But I won’t, and I could say it’s because I come from where the cedar trees grow, strong, rooted, and willful. I could say it’s because I come from where Jesus wasn’t fair-skinned and blueeyed, and where freedom doesn’t come in massive, consumable portions. I could say all this quite easily, but as I get up to walk away from my anonymouswhitegirl, I glance sideways at someone else and think to myself: Sure. I’ll be a victim for some of that. 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:50 AM


CONTRIBUTIONS

Being Barra and the Question of Children By Ifti L.

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 64-65

"why me?" My mom resisted, as I expected she would, but she also listened very carefully. Her stubbornness turned into pragmatism as my mom rehearsed a scenario I presented to her. The idea of having a child with a lesbian friend of mine didn’t seem to bother her. Her only concern was: whose name would the child bear? From talky-talk and my-flesh-and-blood, my mom went to the nitty-gritty of parenting: the law and the name - the name of the father. What about the eyes? What about the genes? What about the gorgeousness of these little creatures? All seemed to wither when the name was at stake. Although I moved my mom one step further to conceiving reality in a different way, I still have to explain to her that by having children, if I decide to have them one day, I need not and should not reproduce the patriarchal and coercive model that invests so much in the name. I have to explain to my mom that having children depends on the person’s abilities and desires rather than on familial and social demands. I opened a window for my mom because windows are open for me. I redirected her hopes for I could not take them away from her altogether. Instead of the usual deferrals, the eternal "Inshallah", I shared with her my true feelings about having children. I explained to her, as clearly as I could, that being gay no longer prevents one from having children. Ultimately, the task at hand is to coexist with her and to allow both our realities and feelings to stand, side by side, without one negating or destroying the other.

ALL YOUR VISUAL & LITERARY CONTRIBUTIONS ARE WELCOME. KINDLY SEND THEM TO:

barra.editor@gmail.com

65

People are born bisexual and during their lifetime they either become homosexual or heterosexual (personal opinion). One’s sexuality may be defined since birth or even before that. But sometimes it can be very hard to discover what we really are and that’s the most difficult thing; having no sexual identity or even a confused one. That’s what my problem has been for some time now. At first, I was glad to be a bisexual person; I could have whoever I wanted, a guy, a girl…both! Who cares?! Then, I started to think about my bisexuality and all those questions suddenly dropped over my head: Do I want to live like that forever? Shouldn’t I just choose a side and stay on it? Am I really bisexual or is it just a phase that I’m going through and that will be over soon?! I’m confused. I’ve been with guys and with girls, I even had a relationship with a guy and a girl at the same time! The guy obviously had no problem with that because for him - as for every straight man - it’s hot and sexy for two girls to be together… and it was like that for me too. For four months now, I’ve been in a relationship

Contributed by Imad

It was a quiet afternoon in my mom’s apartment. We were waiting for some friends who said they would drop by for a visit; they were coming with the children. This is the crux of the matter: the children. These exhausting little creatures are multiplying all around me. Friends and cousins of my generation keep popping one after the other. When they’re around children, adults start speaking in tongues and acting like clowns for the pleasure of a one or a two year old. It has become clear to me that the Lebanese adult population is suffering from a fast and agonizing regression to childhood. The situation has become unbearable. Children, whom I love to hate, are the stumbling block in my relation with my mom. According to my mother, being gay and living a fulfilling gay life prevents one from having children. Therefore, my mom keeps hoping that my homosexual "life" is a phase, and that instead of settling down at the age of thirty, forty is the new ripe old-age for me to get married. I would have thanked my mom for the additional eight years of queerness - I’m 32 now - but I’m no longer in the mood for compromises and half-truths. So I fetched the second issue of Barra magazine which my mom puts away when we expect visitors. I sat her down, and read her Marc Haddad’s interview with Huda Barakat. I focused on Barakat’s advice to the mothers of gay sons, urging them to defend their sons against prejudice while acknowledging the great difficulties that these women face. As I read to my mom I chuckled, I pleaded, and I rationalized. I went through the ropes of maternal love, fearing, always fearing being called ingrate. I tried to distinguish between marriage and having children, insisting that one no longer needs to be married to a woman in order to have children. I explained to her that children could be brought either through adoption, surrogate mothers, or a variety of other arrangements. I told my mother that being gay no longer excludes having children and that they are, in essence, two separate matters. I told her that one should not sacrifice himself and his happiness in order to reproduce. I told her, repeatedly, that she has no right to ask me for this sacrifice. My mom is stubborn. It’s the peer pressure for the most part that determines her relation to my homosexuality. Her happiness, or "farha", as the Arabic word captures it best, is socially mediated. But this is not the time to theorize or to expose the cultural beliefs that underlie her resistance. This is about me and my mom, about her

… Just Find The Keys By .rana.

64

with another girl…a real relationship, and still I’m confused. I’m confused because I’m still attracted to guys whilst I’m with a girl. I’m confused because in so many times I am tempted to have a boyfriend while I’m already someone’s girlfriend. I’m confused because I am so in love with my girl, and still, I sometimes think twice before rejecting a guy. I’m confused…and that’s confusing!!! Can’t I just make up my mind and choose?! Girls or guys? Just choose for God’s sake! But it’s not that simple. To tell you honestly, and talking after a long breathtaking heartbreaking experience, being with a girl is so much better than being with a guy; other than the fact that girls are softer, smoother and sexier than the opposite sex, girls are also more open, more understanding, more fun to be with, more faithful, girls are better kissers and…well, let’s stop here. But - and there’s always a but - the effect some guys may have on girls, even the most lesbian girls, is unbearable! Ok, so you’re not attracted to him, but can you deny that he’s such a hottie? Brad Pit, Denzel Washington, Tobey McGuire, Bruce Willis, Johnny Depp… but then again, there’s Angelina Jolie, Jennifer Aniston, Cameron Diaz, Halle Berry, Ashley Judd, and the list never ends! Back to the main issue. So it seems that being bisexual can be fun for a while but can get very disturbing after some time. And above all that, it’s so hard, and almost impossible, to find someone to talk to about this problem because no one accepts to open this kind of taboo subjects, no one understands and no one listens. It’s like an advertisement for headache pills, the only difference is… "Confused about your sexuality? Worry no more! Your answer is right behind this door! The only thing you have to do is…Find The Keys!!! And now, a special offer just for you! Call us now and you’ll get more new doors, more new locks and the only thing you have to do is… Find The Keys!!!" If only I could find those damn keys and finally get my answer! PS: you can’t find the keys because we threw them away but keep looking anyways! "And remember… we are always here to help you, we’ll give you the lock and the only thing you have to do is… Find The Keys! Glad we can help " (And to all the people who understood me (or at least tried to!), who took the time to talk to me, listen to me and help me…I’m very thankful for everything you did and a major thank you to everyone from Barra and Helem). 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:51 AM


DOSSIER

WHO WE SLEEP WITH IS OF

BUSINESS Conrad Von Hohenfels My boyfriend gave me a call a few days ago and told me “I want you to write an article about homophobia for Barra magazine”. I thought it would be easy: read a few articles then write my own, referencing every here and there, but then I started dwelling on the whole concept of homophobia, and how it takes on a completely new meaning once it is applied in Lebanon. The Merriam-Webster's Collegiate Dictionary (10th ed., 1993) defines homophobia as an “Irrational fear of, aversion to, or discrimination against homosexuality or homosexuals”. If you think that definition is bleak enough, wait till you really experience it, as I did… Growing up in Lebanon, I had to confront other students, friends and fellow Lebanese citizens that expressed their “aversion” in more than demeaning ways.

If fear isn’t the case in Lebanon, aversion and discrimination are taking their tall. But according to the University of Arkansas, “homophobia is not an actual phobia because it is caused by disgust, not fear or anxiety”. There have been many cases where guys walking out of homo-friendly nightclubs were harassed by numerous cab drivers and various men driving by. It is true that once you accept who and what you are, you should not really be bothered by what random people on the street say or think of you. On the other hand, what the queer community in Lebanon is facing is not just a couple of comments here and there; there have been numerous cases of verbal and physical abuse that were just hushed or ignored because homosexuals were the ones being attacked. There are even cases of students 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 66-67

67

in AUB being harassed in public and called GAY out loud. Now this is the kind of homophobic actions we are facing, even in a “highly educated” space like AUB. As a homosexual, I have lived most of my life in a shell, mainly carved by the hands of those who do not accept who I am, who do not know what I feel. For sometime I hated them. I shunned people, and the shell closed more and more on me, till I was suffocating. Then it came to me… I realized something important; I was not the only one afraid. It is true that I was afraid of being “outed”, of becoming the black sheep of my family, but they were afraid too. People are afraid of what they do not understand; they fear what is not within their definition of normal or standard. For centuries, people feared blacks just because they

Object of Desire by Conrad von Hohenfels

NOBODY’S

had a different color, their fear turned to anger, then rage, then violence. I think to some extent this can be correlated with the sad state of homosexuality in the Middle East. People are afraid of us just like we are afraid of them. I am not much of an Acid goer. I have been there twice. I like it. But it shocked me. I was disgusted when the bouncer came over to me and by boyfriend we were just dancing, honest! - and separated us. He had a cold, menacing glare in his eyes. Just then and there I felt the urge to post a personal ad in the newspaper “Homosexual Couple seeking Homo-friendly and Tolerant space to feel COMFORTABLE.”

For now I try to find peace between myself and those who are around me. I keep working on my attitude towards other people. For some time now, I have been more comfortable with who I am and how I act around people. I know who to come out to and whom I should not approach with my sexuality. The better part of this new state I am in is that I do not need to explain myself anymore to people, I do not have to put in words, and I answer questions honestly, as long as I know about the respect that exists between us. I do not feel the need to imprison myself in a shell that will keep me from being who I am. Yes, I am Queer, yes, I am flashy, and YES I am LOUD. But the secret lies in a

66

very fragile balance between who I am around and what I do and act like. Finding those who will accept you is crucial in living this kind of lifestyle. Finding those who will not judge you on what you are, rather than who you are, is essential. And I found that. All I can hope for now is that society starts accepting the queer community as an important asset. After all, who we sleep with is of nobody’s business, and what we do in our free time concerns us, and us alone. After all, we are part of this society and all we ask for is some little acceptance and respect. Homophobia is not just a social problem, it is a plague that we have to fight and learn to overcome.

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:51 AM


DOSSIER

Naz

To live a simple, sane life, one needs to get rid of any trace of self inflicted homophobia, and its negative repercussions on personality and spirit.

I believe my internal homophobia developed around the age of 15, when my family found out about my ‘special tendencies towards people of the seemingly similar gender’. One week ago, I was simply sitting and talking to my sister. We realized that I was not always doubtful, and it dawned on me that it was because of what happened after my family found out I was homosexual that I developed this fear and lack of trust. Maybe my family is to be blamed for all what is messed up inside my head. But they had their reasons and background that led them to react in that manner. It is in the past, and now I am my own person. But in order to do that, I try to remember where my worst trait, doubt, could have come from? Well, to tell you the origin of its development, I have to tell you a story. It is a long story, and you have to bear with me to read it through. It is a story I really hate to remember, but maybe, on this occasion of IDAHO, it is worth remembering, not to mention, doing the more difficult deed: sharing it with other people, not so close to me. At the age of 15, I was still a somehow reclusive shy

girl. However I managed to fall ear was stuck to the key whole, in love for the first time in my trembling from inside. life, and it was with a girl. It was Being new in Beirut, I had my first anything with anyone, no friends and knew no word for and it was big for both of us. In what I was guilty of. 1988 I was still kind of clueless All alone subject to my and had not heard the word family’s ostracizing looks. gay, lesbian or transgender (she Isolation. Punishment. Barely getting the courage considers herself transgendered) before. We both knew we had to to step out and find a ‘centrale’ to keep it a secret. call my lover in Europe and ask My brother found a love for advice. “Deny. Deny” was letter addressed to me from my Homophobia her answer. and She paranoia said: “just tell that rhyme lover in my wallet. It was obvious them thatwords I imagined everything it was from another woman my and none of what is in the letters age whom he actually knew. ever took place”. These are the She was saying she wanted to exact words that came out of my make love to me like a lion on mouth. Wednesday afternoon when I I remember it was night, was to go study English at her in a barely lit room, my mother place. (What was he doing, JUST TELL THEM THAT I IMAGINED looking in EVERYTHING AND NONE OF WHAT my wallet, IS IN THE LETTERS EVER TOOK anyway?) PLACE My brother then confronted me with his was telling me to sit on my knees, discovery, which led to a lot of apologize and kiss her hand and crying, denial and pain! those of my sisters, and promise My girlfriend and I kept on not to do IT again. seeing each other, but with a I remember the living warm spiky feeling of fear and room during daylight. I, small, guilt which were somehow trembling. The rest of them, growing darkly inside me. big, meeting. Asking me for her School year ended and phone number, my brother will we had to, to my dismay, move travel and show the letters to her back to my home country. She mother. “Oh no, please no!” But mailed me all her love letters. Of what can I do? Ok. course since I went to school and They wanted her phone still lived, and was completely number. dependant on my parents, they “Go get it!”, they ordered me. fell in the hands of my mother. I knew it by heart, but My whole family gathered, I went into my room, got my my brother, sisters and mother, address book, wrote her name in a room. They closed the door, and her number, and brought read the letters out loud. My it in for them. I got scared of 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 68-69

69

Bettina Rheims - Acrobats II 1981

HOMOPHOBIA AND PARANOIA WORDS THAT RHYME

letting them know that I knew her number by heart! Yes, he went, and yes, he showed the letters to her mother, who I know is a proud woman. I imagined her face, in a hotel lobby, with my brother a young man of 24 years, who in his mind was humiliating this mature woman. After that and much more,

I do not know what happened to me inside. I remember my self being scared of their looks. Imagining they are talking about me in some words they are pronouncing. I imagined I was a weird devil, my true face was undefined and hiding inside my head! My father, the traveling businessman, whose anger could

68

be like that of a lion, had to find out. I remember the daylight in my mother’s blue room. I, feeling close to my mother, hoping to get her affections somehow. To my surprise she tells my dad the whole story. Dad says: “It is ok, my girl (me) promised me never to repeat this.” Did I?

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:52 AM


educational background deal with it differently. They think their son was seduced or lured or came under bad influences. Many of them get absolutely furious and kick him out until he changes his behaviour." A point made repeatedly by young gay Arabs in interviews was that parental ignorance is a large part of the problem: the lack of public discussion about homosexuality results in a lack of level-headed and scientifically accurate newspaper articles, books and TV programmes that might help relatives to cope better. The stigma attached to homosexuality also makes it difficult for families to seek advice from their friends. Confronted by an unfamiliar situation, and with no idea how to deal with it themselves, the natural inclination of parents from a professional background is to seek help from another professional such as a psychiatrist. The belief that homosexuality is some form of mental illness is widespread in the Middle East, and many of the psychiatrists who treat it do nothing to disabuse their clients. In the west, sexual reorientation ("reparative") therapies are rejected by most mental health organisations but supported by some evangelical Christian groups. In the United States, the only treatment approved by the American Psychiatric Association is "affirmative therapy", which aims to reconcile clients with their sexuality. For other forms of treatment, clients must sign a consent document acknowledging the APA’s view that sexual reorientation is impossible and that attempting it may cause psychological

damage. In contrast to their perplexed parents, gay youngsters from Egypt’s professional class are often well-informed about their sexuality long before it turns into a family crisis. Sometimes their knowledge comes from older or more experienced gay friends but mostly it comes from searching the internet. This of course requires basic computer literacy, access to the internet and fluency in English or French and is therefore only available to the better educated. "If it wasn’t for the internet I wouldn’t have come to accept my sexuality," Salim said, but he was concerned that much of the information and advice provided by gay websites is addressed to a western audience and may be unsuitable for people living in Arab societies. Many of these sites carry firstperson "coming-out" stories from westerners who found the experience positive, or at least not as painful as they expected. The danger of this, Salim explained, is that it encourages Arab readers to do the same – and the results can be catastrophic, especially if they have no access to support and advice when relatives and friends respond badly. Having a lesbian daughter is less likely to cause a family crisis than having a gay son, according to Laila, an Egyptian lesbian in her twenties. Her mother had once broached the question of her sexuality by asking: "Do you like women?" – to which Laila replied "Yes, of course." Her mother put the question again: "I mean, do you really like women? Don’t you want to get married and have children?" That was the only time the subject had ever come up, Laila said, and even then 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 70-71

71

her mother seemed relatively unconcerned. Laila suggested two reasons for a more relaxed attitude towards lesbian daughters. One results from a heavily male-orientated society in which the hopes of traditional Arab families are pinned on their male offspring. Baby girls are not particularly welcomed and many parents continue having children until they produce a son. Boys therefore come under greater pressure than girls to live up to parental aspirations. The other factor is that lesbian inclinations remove some of a family’s usual worries as their daughter passes through her teens and early twenties. The main behavioural requirement placed on a young woman during this dangerous period is that she should not "dishonour" the family by losing her virginity or getting pregnant before marriage. A daughter’s preference for women at least reassures the family that she won’t bring shame on them by getting into trouble with men. Laila’s experience was not shared by Sahar, a lesbian from Beirut, however. "My mother found out when I was fairly young – around 16 or 17 – that I was interested in women, and she wasn’t happy about it," she said. Sahar was being treated for depression at the time and her university-educated mother decided to change the therapist. "The previous one was sympathetic. Instead, she took me to a very homophobic therapist who suggested all manner of ridiculous things – shock therapy and so on." Sahar thought it best to play along with her mother’s wishes – and still does. "I re-closeted myself and started going out with a guy," she said. "I’m 26 years old now and I

shouldn’t have to be doing this but it’s just a matter of convenience, really. My mum doesn’t mind me having gay male friends but she doesn’t like me being with women. I’ve heard and seen much more extreme reactions. At least I wasn’t kicked out of the house." Marriage is more or less obligatory in traditional Arab households. Arranged marriages are widespread and parents often determine the timing, as well as taking on the responsibility of finding a suitable partner. Sons and daughters who are not particularly attracted to the opposite sex may contrive to postpone it for a while but the range of plausible excuses for not marrying at all is severely limited. This presents them with an unenviable choice: to declare their sexuality (with all the consequences that can entail) or to accept that marriage is inevitable and either try to suppress their homosexual feelings or pursue outlets for them alongside marriage. Parental pressures of this kind, although extremely common, can vary in intensity from one family to another and are not universal. "It depends on how you manage your career," Billy said. "There is less pressure to get married if you are focused on a career. If you’re not doing much and seem to be messing about, parents will start talking about marriage." The sense of duty that Arabs in general feel towards other members of their family is extremely powerful. Gay or lesbian Arabs are no exception to this and often they are willing to put family loyalties before their own sexuality. Hassan, in his early twenties, comes from a prosperous and respectable

Palestinian family who have lived in the United States for many years but whose values seem largely unaffected by their move to a different culture. His eldest sister is betrothed to a young man from another ArabAmerican family, and it was arranged in the traditional way, with a meeting between the two families who agreed that the couple were suitable and would marry when they had finished their studies. Until then, they remain apart and do not mix with the opposite sex. In due course the family will expect Hassan, his younger brother and his two other sisters to follow a similar path into married life, and so far Hassan has done nothing to ruffle their plans. What none of them know, however, is that he is an active member of alFatiha, the organisation for gay and lesbian Muslims. Hassan has no intention of telling them, and he hopes they will never find out because it would be a disaster for the entire household. Though he has grown up gay, he was born with inescapable responsibilities to his family. "I’m the eldest son of an eldest son of an eldest son," he said. "That means a lot to them. When I was born, my father took my name: he became known as Abu Hassan – the father of Hassan. "Of course, my family can see that I’m not macho like my younger brother. They know that I’m sensitive and I don’t like sport. They accept all that, but I cannot tell them that I’m gay. If I did, my sisters would never be able to marry, because we would not be a respectable family any more." Emigration is one option that many young Arabs contemplate – especially those

70

who are gay or lesbian. Countries that have signed the 1951 UN Refugee Convention have a legal duty to offer protection to anyone with "a well-founded fear of being persecuted for reasons of race, religion, nationality, membership of a particular social group or political opinion," and it is possible to interpret this as including those who are persecuted, or fear persecution, because of their sexual orientation. Despite the acceptance of sexualitybased persecution as grounds for asylum in the US, Britain, Australia, Canada and several other countries, the number of successful applications has been relatively small – about 30 in Britain, and most of those in Britain were initially refused. At least two gay asylum seekers in Britain have ended up killing themselves. Hussein Nasseri, a 26-year-old Iranian, shot himself at Fort Fun, a children’s play centre in Eastbourne, in June 2004 – just two weeks after his appeal to remain in the UK was rejected. He had fled from Iran claiming he had been imprisoned because of his sexuality and would be persecuted if he returned. At the inquest into his death, a coroner noted that the refusal of asylum was "an obvious motive" for his suicide. In September 2003, Israfil Shiri, another Iranian, poured petrol over his body and set fire to himself in Manchester. He had sought refuge in Britain to avoid having his homosexuality exposed but, following the rejection of his asylum application, had been homeless, destitute and unable to receive medical care. Copyright Brian Whitaker 2006. Not to be reproduced without written permission.

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:52 AM


DOSSIER

"IF I FIND OUT ONE DAY THAT YOU ARE GAY... YOU’RE DEAD" British journalist Brian Whitaker was in Beirut last month for the launching of his new book 'Unspeakable Love', which looks at the lives of gay and lesbian Arabs. For anyone who missed the event at Zico House, here is an extract from the book ... Departure gate, Damascus airport: a young Arab man in jeans, T-shirt and the latest style of trainers is leaving on a flight to London. He passes through final security checks, puts down his bag, takes something out and fiddles furtively in a corner. No, he is not preparing to hijack the plane; he is putting rings in his ears. When he arrives in London the tiny gold rings will become a fashion statement that is unremarkable and shocks no one, but back home in Damascus it’s different. Arab men, real Arab men, do not wear jewellery in their ears. This is one small example of the double life that Arabs, especially the younger ones, increasingly lead – of a growing gap between the requirements of society and life as it is actually lived, between keeping up appearances in the name of tradition or respectability and the things people do in private or when away from home. For many, the pretence of complying with the rules is no more than a minor irritation. Men who like earrings can put them in or take them out at will, but sometimes it’s more complicated. Arab society usually expects women to be virgins when they marry. That doesn’t stop them having sex with boyfriends but it means that when the time comes to marry many of them will have an operation to restore their virginity – and with it their

respectability. There is no medical solution, however, when a boy grows up too feminine for the expectations of a macho culture. When he is mocked for his girlish mannerisms but can do nothing to control them, when his family beat him and ostracise him and accuse him of bringing shame upon their household, the result is despair and sometimes tragedy. Salim was 20 when his family asked if he was gay. He said yes, and they bundled him off to see the head of psychiatry at one of Egypt’s leading universities. Salim told the professor that he had read about homosexuality and knew it wasn’t a mental illness, but the professor disagreed. "An illness," he replied, "is any deviation from normality." The professor offered Salim a course of psychiatric treatment lasting six months. "He told me he couldn’t say what the treatment would be until he knew more about my problem," Salim said. "I asked how he knew it would take six months, and he said that’s what it usually takes. I turned it down." Six months’ psychotherapy may be pointless, but there are far worse alternatives. Stories abound in the Arab countries of sons with homosexual tendencies being physically attacked by their families or forced to leave home. Ahmed told of a friend whose father discovered he was having 2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 72-73

73

a homosexual relationship and, after a beating, sent him to a psychiatrist. "The treatment involved showing pictures of men and women, and giving him electric shocks if he looked at the men," Ahmed said. "After a few weeks of this he persuaded a woman to pretend to be his girlfriend. His father was happy for a while – until he found a text message from the boyfriend on his son’s mobile phone." The beatings resumed and he fled to the United States. Ali, still in his late teens, comes from a traditional Shia family in Lebanon and, as he says himself, it’s obvious that he is gay. Before fleeing his family home he suffered abuse from relatives that included hitting him with a chair so hard that it broke, imprisoning him in the house for five days, locking him in the boot of a car, and threatening him with a gun when he was caught wearing his sister’s clothes. According to Ali, an older brother told him: "I’m not sure you’re gay, but if I find out one day that you are gay, you’re dead. It’s not good for our family and our name." A year on, having left home and found a job in a different part of Lebanon, Ali seemed remarkably phlegmatic about his relatives’ behaviour. "They are a Lebanese family and they didn’t have enough information about gay life," he said. "For my dad, being gay

is like being a prostitute. He would say: ‘Is someone forcing you to do this?’ My family would ask: ‘Why are you walking like that?’ My sister suggested going to a doctor. I thought something was wrong with me, then I met a guy who told me about gay life and I started to understand myself more." The final break came when Ali’s father seized his mobile phone and found gay messages on it. "My dad told me I couldn’t go out any more – I had to stay at home 24/24. After two hours I just put all my things in my bag and said I’m leaving. My brother said ‘Let him leave, he’s going to come back after a couple of hours’. That was a year ago when I was 18. For the first three months I lived with my boyfriend." Asked if he thought the conflict with his family was over, Ali replied: "No. It will come back when one of my parents dies." Out of concern for his safety, friends recorded a detailed statement of his experiences and deposited it with a lawyer. They also urged him to leave the country but he was unable to retrieve the necessary papers from his family’s home in order to get a visa. The threats directed against Ali by his brother and the accusation that he was besmirching the family’s name reflect a concept of "honour" that is found in those parts of the Middle East where oldfashioned social values still prevail. Preserving the family "honour" requires brothers to kill an unmarried sister if she becomes pregnant. Although deaths of gay men in "honour" killings have been suspected but not confirmed, at least one non-fatal shooting has been

recorded. A Canadian TV documentary highlighted the case of a gay Jordanian, the son of a wealthy politician. At the age of 29 he was forced into marriage by his father when rumours spread about his sexuality. The man, identified by the name "alHussein", said he had told his fiancée the truth but she went ahead with the marriage because of his family’s social standing. They later had three children by artificial insemination. Al-Hussein continued to have discreet same-sex relationships but, after 10 years of marriage, he fell in love with a member of Jordan’s national judo team, separated from his wife and moved to a house on the outskirts of the capital, Amman, to spend more time with his male lover. One night, his brother saw the two men kissing and pushed al-Hussein down the stairs. He spent three months in hospital recovering from the injuries, with an armed bodyguard outside the door. Later, his brother found him in the hospital lobby following a visit from his lover, and shot him in the leg. His brother, a Jordanian civil servant, was never prosecuted for the attacks because they were considered a family matter. On his discharge from hospital, al-Hussein was not allowed back to his own house but became, in effect, a prisoner in his brother’s home, confined to a tiny room

72

with bars on the window. A sympathetic aunt who was living in Toronto persuaded the family to let him join her in Canada and he was eventually allowed to go in return for signing over all his possessions – his house, his interior design business, two cars and his inheritance rights – to the brother who had shot him. "I don’t approve of what my brother did," al-Hussein told a Canadian newspaper, "but I understand why he did it. It was about preserving the family’s honour." Whether a gay Arab is considered mad or bad – as a case for psychotherapy or punishment – depends largely on family background. "What people know of it, if they know anything, is that it’s like some sort of mental illness," said Billy, a doctor’s son in his final year of studies at Cairo university. "This is the educated part of society – doctors, teachers, engineers, technocrats. Those from a lesser

2006 ‫برا ربيع‬ ّ

BARRA Spring 2006

5/12/2006 1:50:53 AM


‫‪GAG-STRIPES‬‬ ‫‪4/5‬‬ ‫‪GAG-STRIPES 4/5‬‬ ‫‪GAG-STRIPES‬‬ ‫‪4/5 GAG-STRIPES 5/5‬‬ ‫المرأة‪ :‬أل‪ ،‬أنا بدي حدد شو يعني‬ ‫إسالم عن جديد! أنا بآمن إنو‬ ‫اإلسالم دين محبة وبيحا ِفظ على‬ ‫الكرامة اإلنسانية!‬

‫المرأة‪ :‬أل‪ ،‬أنا بدي حدد شو يعني‬ ‫إسالم عن جديد! أنا بآمن إنو‬ ‫اإلسالم دين محبة وبيحا ِفظ على‬ ‫الكرامة اإلنسانية!‬

‫المرأة‪:‬‬ ‫ أنا بآمن بالسلم وبالعدالة‬‫والمساواة!‬ ‫ أنا بآمن بالتفاهم بين مختلف‬‫الحضارات‬

‫المرأة‪:‬‬ ‫أنا بآمن بالسلم وبالعدالة‬ ‫والمساواة!‬ ‫أنا بآمن بالتفاهم بين مختلف‬ ‫الحضارات‬

‫الجمهور‪ :‬ها ها ها ها ها‪ ...‬قه قه‬ ‫قه قه‪ ...‬إنت وح ِدة هبلِة! إنت وح ِدة‬ ‫مثالية! خليكي عم تحلمي! خليكي‬ ‫واقعية! وال بأي طريقة!‬

‫المرأة‪ :‬أنا بآمن إنو ما الزم نكون‬ ‫محدودين بتصنيفات من نوع‬ ‫"عربي" و"مسلم" و"سحاقية"‬ ‫أو "نيويوركية"!‬

‫المرأة‪ :‬أنا بآمن إنو ما الزم نكون‬ ‫محدودين بتصنيفات من نوع‬ ‫"عربي" و"مسلم" و"سحاقية"‬ ‫أو "نيويوركية"!‬

‫مقدم الحفل‪ :‬هذا كل شيء لليوم‪،‬‬ ‫حضرات المشاهدين! ألم يكن‬ ‫العرض مرحاً؟! عودوا من جديد‬ ‫معنا في األسبوع القادم‪...‬‬ ‫إذ أننا سنعيد تحديد معنى أن يكون‬ ‫المرء مهاجراً مكسيكياً كاثوليكياً‬ ‫غير قانوني!‬ ‫الجمهور‪ :‬تصفيق شديد ( برافو‪...‬‬ ‫كالب‪ ...‬كالب‪ ...‬كالب‪ ...‬ييييييييه)‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:53 AM‬‬

‫‪74‬‬

‫‪75‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 74-75‬‬


‫‪GAG-STRIPES‬‬ ‫‪2/5‬‬ ‫‪GAG-STRIPES‬‬ ‫‪2/5 GAG-STRIPES 3/5‬‬ ‫‪GAG-STRIPES 2/5‬‬ ‫المرأة‪:‬‬ ‫ أل‪ ،‬أل! أنا عندي شغل‬‫ كنت اشتغل بالمركز التجاري‬‫العالمي قبل ‪ 11‬أيلول‪ ،‬بقصد‬ ‫قول‪...‬‬

‫المرأة‪:‬‬ ‫أنا بدي إتجوز! بس ما عم بيخلونا‬ ‫أنا وصاحبتي‪...‬‬

‫المرأة‪:‬‬ ‫المرأة‪:‬‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫نياع ع ع‪ ...‬سحاقيات! شاذات!‬ ‫إنت نتيجة الفساد الغربي! ما في‬ ‫عرب لوطية! مسترجلة! منحرفة‬ ‫جنسياً!‬

‫قول‪...‬‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫شغل‬ ‫عندي‬ ‫أنا‬ ‫أل‪ ،‬أل!‬ ‫أل‪،‬‬ ‫عندي‬ ‫أل!‬ ‫إنت ضحية!‬ ‫أيلول!‬ ‫أنا‪11‬‬ ‫أوووووه!‬ ‫شغل ِ‬ ‫التجاري‬ ‫زمطتيبالمركز‬ ‫اشتغل‬ ‫كنت‬ ‫التجاري‬ ‫اشتغل‬ ‫إنت‬ ‫بحياتك!‬ ‫كنتبطلِة!‬ ‫إنت‬ ‫بالمركز ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشرق‬ ‫روا‬ ‫فج‬ ‫شجاعة!‬ ‫أميركية‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫أيلول‪ ،‬بقصد‬ ‫‪ 11‬أيلول‪،‬‬ ‫قبل ‪11‬‬ ‫العالمي قبل‬ ‫العالمي‬ ‫بقصد‬ ‫األوسط! أكيد بتكرهي العرب!‬ ‫قول‪...‬‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫الجمهور‪:‬‬ ‫إنت ضحية!‬ ‫إنت‬ ‫‪ 11‬أيلول!‬ ‫أوووووه! ‪11‬‬ ‫أوووووه!‬ ‫ضحية!‬ ‫أيلول! ِ​ِ‬ ‫المرأة‪:‬‬ ‫إنت‬ ‫بحياتك!‬ ‫زمطتي‬ ‫ة!‬ ‫ل‬ ‫بط‬ ‫إنت‬ ‫ِ‬ ‫إنت‬ ‫زمطتي‬ ‫ة!‬ ‫ل‬ ‫بط‬ ‫إنت‬ ‫بحياتك! ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫همم‪ ...‬بالواقع أنا عربية –‬ ‫روا الشرق‬ ‫فجروا‬ ‫أميركية‪ ...‬شجاعة!‬ ‫أميركية‬ ‫جدودي‪ّْ ...‬‬ ‫الشرق‬ ‫شجاعة!‬ ‫أميركية‬ ‫فجّْ‬ ‫بتكرهي العرب!‬ ‫أكيد بتكرهي‬ ‫األوسط! أكيد‬ ‫األوسط!‬ ‫العرب!‬

‫المرأة‪:‬‬ ‫بس أنا وصاحبتي منحب بعض‬ ‫و‪...‬‬

‫الجمهور‪ :‬أارررررررررررغ غ‬ ‫المرأة‪:‬‬ ‫المرأة‪:‬‬ ‫إنت‬ ‫غ غ!‬ ‫إنت العدو! ِ‬ ‫إرهابية! ِ‬ ‫همم‪ ...‬حريتنا!‬ ‫بتكرهي‬ ‫بدنا عربية‬ ‫بالواقع أنا‬ ‫بالواقع‬ ‫همم‪...‬‬ ‫نعتقلك!ــ‬ ‫عربية‬ ‫أنا‬ ‫بي تقمعي‬ ‫بتح‬ ‫متوحشين!‬ ‫العرب‬ ‫ِ‬ ‫أميركية‪ ...‬جدودي‪...‬‬ ‫أميركية‪...‬‬ ‫جدودي‪...‬‬ ‫النسوان!‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫أه ه ه ه ه! شي بيهيّج! فينا نتفرج؟‬ ‫فرجينا شوية صور! مرا فوق مرا!‬ ‫بزازا كبار! بتروحوا ُ‬ ‫ناخد كاس مع‬ ‫بعض!‬

‫الجمهور‪ :‬أارررررررررررغ‬ ‫الجمهور‪:‬‬ ‫أارررررررررررغ غغ‬ ‫إنت‬ ‫إنت العدو!‬ ‫إنت‬ ‫غ! إرهابية!‬ ‫غغ غ!‬ ‫إنت‬ ‫العدو! ِ​ِ‬ ‫إرهابية! ِ​ِ‬ ‫بدنا نعتقلك!‬ ‫حريتنا! بدنا‬ ‫بتكرهي حريتنا!‬ ‫بتكرهي‬ ‫نعتقلك!‬ ‫بي تقمعي‬ ‫بتحبي‬ ‫العرب متوحشين!‬ ‫العرب‬ ‫متوحشين! ِ‬ ‫تقمعي‬ ‫بتحِ‬ ‫المرأة‪:‬‬ ‫أبداً!‬‫النسوان!‬ ‫النسوان!‬

‫المرأة‪:‬‬ ‫ هه؟! أنا ما بشرب كحول‪...‬‬‫‪ -‬أنا مسلمة‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫المرأة‪ :‬ي ي‪ ...‬يعني إج َريها‬ ‫المرأة‪:‬ي‬ ‫أي ي‬ ‫أبداً‬‫أبداً!!شعر! تقيلة الدم! إنت وحدة‬‫كلهن‬ ‫بالـ‪...‬بتكرهي‬ ‫السكس!‬ ‫نسويةضد‬ ‫بشعة! إنت‬ ‫وبآمن‬ ‫أنا‬‫بالـ‪...‬‬ ‫وبآمن‬ ‫نسوية‬ ‫أنا‬‫الرجال! عدوة الزواج!‬

‫‪-‬أنا نسوية وبآمن بالـ‪...‬‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫أي ياه ه ه! من تبع إلي بيلبسوا‬ ‫منشفة عراسن (السخرية من‬ ‫العمامة)! أكيد في معها قنبلة!‬ ‫بتكرهي المسيحية! المرا المسل ِمة‬ ‫على األصول بتكون محجبة! ما في‬ ‫مسلمين لوطيي! بتكرهي أميركا!‬ ‫إنت وحدة متطرفة دينياً!‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫الجمهور‪:‬‬ ‫يهاكلهن‬ ‫إجَرَريها‬ ‫يعنيإج‬ ‫ي‪...‬يعني‬ ‫أيييييييي‪...‬‬ ‫أي‬ ‫كلهن‬ ‫وحدة بشعة!‬ ‫إنت وحدة‬ ‫الدم! إنت‬ ‫تقيلة الدم!‬ ‫شعر! تقيلة‬ ‫شعر!‬ ‫بشعة!‬ ‫بتكرهي الرجال!‬ ‫السكس! بتكرهي‬ ‫ضد السكس!‬ ‫إنت ضد‬ ‫إنت‬ ‫الرجال!‬ ‫عدوة الزواج!‬ ‫عدوة‬ ‫الزواج!‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:54 AM‬‬

‫‪76‬‬

‫‪77‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 76-77‬‬


‫‪ART WORK‬‬

‫‪GAG-STRIPES 1/5‬‬

‫نشر الشريط المصور "مين مفكري حالك؟" للمرة األولى‬ ‫في مجلة "ميزنا"‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬العدد األول‪ .‬وتعيش‬ ‫الفنانة جنيفر كامبل في بروكلين في نيويورك‪.‬‬

‫‪"Who Do You Think You Are" was first published‬‬ ‫‪in "Mizna" Vol. 7, Issue 1. Jennifer Camper is a‬‬ ‫‪cartoonist and graphic artist living in Brooklyn,‬‬ ‫‪New York.‬‬

‫"مين مفكري حالك؟"‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫خ ّبْرينا عن حالك‬

‫‪www.jennifercamper.com‬‬

‫المرأة‪:‬‬ ‫ ممممم‪ ...‬هات تشوف‬‫ طيب‪ ...‬أنا عايشة بمدينة‬‫نيويورك‬

‫© ‪Jennifer Camper‬‬

‫الجمهور‪:‬‬ ‫قرف‪ ...‬نخبوية‪ ...‬بنت المدينة‪...‬‬ ‫خصا بالقيم‬ ‫مثقفة سنوب‪ ...‬ما ّ‬ ‫األميركية‪ ...‬عايشة ع حساب‬ ‫اإلنعاش االجتماعي‪...‬‬ ‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪5/12/2006 1:50:54 AM‬‬

‫‪78‬‬

‫فحص السيدا!‬ ‫إلجراء الفحص بنفسك وبسرية تامة‬

‫متوفر في جميع الصيدليات‪ ،‬لمزيد من المعلومات االتصال على األرقام التالية‪03126767 - 03826711 :‬‬

‫‪79‬‬

‫برا ربيع ‪2006‬‬ ‫ّ‬

‫‪BARRA Spring 2006‬‬

‫‪BARRA 2.indd 78-79‬‬


80

2006 ‫ربيع‬Jnah ‫برا‬ ّ - Beirut International Airport - Tripoli, Bohsass Virgin Megastore Branches: Downtown, Beirut Central District - ABC, Achrafieh - CITYMALL, Dora - BHV, BARRA Spring 2006

BARRA 2.indd 80

5/12/2006 1:50:55 AM


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.