جريدة جسر ا العدد الرابع ا 22 كانون الثاني 2013

Page 1

‫‪jesr.info@gmail.com‬‬ ‫سورية أسبوعية حرة تصدر من ديرالزور‬

‫مــاذا يجري يف كواليــس املعارضة‬ ‫الســـــــــــورية؟‬ ‫يف كواليــس املعارضــة الســورية اليــوم‪ ،‬عــدد مــن‬ ‫الرصاعــات الخفيــة واملعلنــة‪ ،‬تزيــد مــن ضعــف أداءهــا‪،‬‬ ‫وتجعــل رؤيتهــا غامئــة وضبابيــة‪ ،‬وتجعــل إرادتهــا أكــر‬ ‫متزقــاً ووهنــاً‪.‬‬ ‫مثــة رصاع عــى الســلطة والنفــوذ‪ ،‬أو مــا يســميه البعــض‬ ‫بال ـراع عــى جلــد الــدب قبــل اصطيــاده‪.‬‬ ‫وهنــاك رصاع بــن أجنــدات إقليميــة ودوليــة عــر بعــض‬ ‫الــوكالء الســوريني‪ ،‬ورصاع بــن مجمــل هــؤالء والتيــار‬ ‫الوطنــي الــذي يتمســك باســتقاللية القـرار الســوري قــدر‬ ‫اإلمــكان‪.‬‬ ‫وهنــاك رصاع تيــار براغــايت‪ ،‬يريــد العمــل عــى األرض‬ ‫بأيــة طريقــة‪ ،‬لتلبيــة االحتياجــات‪ ،‬وتأمــن األولويــات‪،‬‬ ‫وتيــار يقــدم املبــادىء عــى األولويــات‪ ،‬ويتمســك بهــا‪.‬‬ ‫لســنا هنــا يف وارد إرشــاد املعارضــة السياســية الســورية‪،‬‬ ‫وتقديــم النصــح لهــا يف مــا يجــب عليهــا أن تفعلــه‬ ‫ومــاال يجــب‪ ،‬لكــن‪ ،‬البــد مــن التنويــه إىل أننــا يف زمــن‬ ‫ال أرسار فيــه‪ ،‬ويف ظــروف الثــورة‪ ،‬يعلــو شــأن الصــدق‪،‬‬ ‫عــى ندرتــه‪ ،‬ويــكاد يكــون كلمــة الــر يف تقييــم كل مــا‬ ‫يحــدث‪ ،‬ومــن يحدثــه‪ ،‬ومــا يرتتــب عليــه ولــه مــن نتائــج‪.‬‬

‫في ســورية‬

‫أزمة اآلثار ليست‬ ‫من آثار «األزمة»‬

‫أمــا بخصــوص تشــخيص أزمــة املعارضــة السياســية‬ ‫الســورية املســتمرة‪ ،‬فــا يحــرين اآلن ســوى مــا ذكــره‬ ‫يل مؤخ ـراً واحــد مــن أبــرز املعارضــن يف الداخــل‪ ،‬وهــو‬ ‫طبيــب‪ ،‬حيــث وصــف األزمــة أنهــا ناتجــة عــن ســوء فهــم‬ ‫املعارضــة الخارجيــة املقصــود لدورهــا يف هــذه املرحلــة‪،‬‬ ‫فهــي ولــدت وتــم قبولهــا كأداة لدعــم الثــورة‪ ،‬وليــس‬ ‫لتمثيلهــا وقيادتهــا‪.‬‬ ‫نعتقــد مــع صاحــب هــذا الــرأي‪ ،‬أن مراجعــة املعارضــة‬ ‫الخارجيــة لدورهــا وإســهامها‪ ،‬وفــق هــذا املنهــج‪ ،‬هــو‬ ‫اقــرب لإلنصــاف‪ ،‬وللواقــع‪ ،‬ومريــح لكافــة األطــراف‪.‬‬ ‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬


‫إيران تقرض سورية مليار دوالر وسورية تقايض نفطها بالغذاء‬ ‫وقعــت ســورية وإي ـران اتفاقيــة خــط التســهيل‬ ‫االئتــاين بقيمــة مليار دوالر بني املــرف التجاري‬ ‫الســوري وبنــك تنميــة الصــادرات اإليرانيــة‪،‬‬ ‫وســبعة عقــود يف مجــال نقــل الطاقــة واملعــدات‬ ‫الكهربائيــة‪ ،‬كــا منحــت إي ـران قرض ـاً لســورية‬ ‫ُيخصــص ‪ 500‬مليــون دوالر منــه لقطــاع الكهرباء‪.‬‬ ‫وجــاء ذلــك بعــد الزيــارة التــي أجراهــا رئيــس‬ ‫الــوزراء الســوري وائــل الحلقــي إلي ـران األســبوع‬ ‫املــايض‪ ،‬يف إطــار مباحثاتــه مــع نائــب الرئيــس‬ ‫اإليــراين محمــد رضــا رحيمــي‪.‬‬ ‫وقــال وزيــر الكهربــاء عــاد خميــس يف ترصيحات‬ ‫صحفيــة إن «العقــود املوقعــة مــع إيـران تتضمــن‬ ‫‪ 50‬مليــون يــورو لبنــاء محطــة توليــد للطاقــة‬ ‫الكهربائيــة عــى الســاحل الســوري بقــدرة ‪650‬‬ ‫ميغــا واط تعمــل عــى الفيــول والغــاز بــدارة‬ ‫بســيطة‪ ،‬عــى أن متــول بقــرض مــن الجانــب‬ ‫اإليــراين»‪.‬‬ ‫وأضــاف أنــه «تــم تخصيــص مــا يقــارب ‪500‬‬ ‫مليــون دوالر لقطــاع الكهربــاء مــن القــرض الــذي‬ ‫تــم تأمينــه مــن الجانــب اإليـراين‪ ،‬كــا تــم االتفاق‬ ‫عــى االســتثامر يف طاقــة الريــاح مــن رشكــة ماينــا‬ ‫اإليرانيــة مــن خــال مشــاريع اســتثامرية خاصــة‬ ‫بالرشكــة»‪.‬‬ ‫ووفق ـاً لترصيحــات خميــس‪ ،‬فــإن إي ـران ســتقوم‬ ‫بالتنســيق مــع العــراق إلنجــاز مــروع نقــل‬ ‫الكهربــاء إىل ســورية‪ ،‬وتذليــل الصعوبــات التــي‬ ‫توجههــا‪.‬‬

‫ويف ســياق متصــل‪ ،‬وقعــت الحكومــة الســورية‬ ‫عــى بروتوكــول ينظــم مقايضــة النفــط بالغــذاء‬ ‫ملواجهــة األزمــة االقتصاديــة‪ ،‬وأبــدت أكــر مــن ‪5‬‬ ‫رشكات عربيــة وأجنبيــة رغبتهــا باملقايضــة‪.‬‬ ‫وحــول آليــة املقايضــة قــال معــاون وزيــر‬ ‫االقتصــاد للتجــارة الخارجيــة حيــان ســليامن إن‬ ‫«املقايضــة تتضمــن فتــح مراكــز تجاريــة للــدول‬ ‫األجنبيــة يف ســورية‪ ،‬مثــل دول االتحــاد الجمــريك‬ ‫وروســيا وبيالروســيا وكازاخســتان والصــن وإيـران‬ ‫والع ـراق والهنــد ودول أمــركا الالتينيــة وأوكرانيــا‬ ‫مــن خــال دراســة إمكانيــة مقايضــة القمــح‬ ‫األوكــراين بالنفــط الســوري»‪.‬‬

‫وتابــع «وميكــن لنــا أن نقايــض مــواد كالنفــط‬ ‫واأللبســة واألقمشــة واملنتجــات النســيجية‬ ‫والفوســفات‪ ،‬بســلع أساســية يحتاجهــا املواطــن‬ ‫الســوري ويف مقدمتهــا الســل ُة الغذائيــة مــن‬ ‫القمــح والشــاي والســكر واألرز»‪.‬‬ ‫وتعتــر املقايضــة الشــكل األول لتــداول املنتجــات‬ ‫بــن البــر قبــل ظهــور ال ُعمــات النقديــة‪،‬‬ ‫ومتارســها الحكومــة الســورية اليــوم كوســيلة‬ ‫لكــر العقوبــات االقتصاديــة املفروضــة عليهــا‪.‬‬

‫االئتالف الوطني يؤجل تشكيل الحكومة االنتقالية‬ ‫خاص‪ /‬جرس‬ ‫أصــدر االئتــاف الوطنــي الســوري يــوم االثنــن‬ ‫املــايض بيانــاً يف اســطنبول‪ ،‬أعلــن فيــه تأجيــل‬ ‫تشــكيل الحكومــة االنتقالية‪ ،‬كــا كان متوقعاً من‬ ‫االجتــاع األخــر الذي عقــد يوما الســبت واألحد‪.‬‬ ‫وذكــر البيــان أن االئتــاف شــكل لجنــة مــن‬ ‫خمســة أعضــاء لوضــع مقرتحــات بخصــوص‬ ‫الحكومــة‪ ،‬وستتشــاور اللجنــة مــع قــوى املعارضــة‬ ‫والجيــش الســوري الحــر والــدول الصديقــة‪،‬‬ ‫ملعرفــة آرائهــا بشــأن تشــكيل الحكومــة وإىل أي‬ ‫مــدى ميكــن أن تدعــم احتياجــات هــذه الحكومــة‬ ‫مالي ـاً وسياســياً‪ ،‬حتــى تكــون قــادرة عــى البقــاء‬ ‫والوفــاء بااللتزامــات الرضوريــة نحــو املواطنــن‬ ‫الســوريني‪ ،‬وتقديــم مقرتحاتهــا لالئتــاف خــال‬ ‫عــرة أيــام‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وعلمــت «جــر» أن حالــة انقســام ســادت بــن‬ ‫املجتمعــن‪ ،‬فقســم ضغــط لتشــكيل حكومــة متــأ‬ ‫الفــراغ الحاصــل للســلطة يف املناطــق املحــررة‪،‬‬ ‫وآخراعتــر أن تشــكيل هــذه الحكومــة يف ظــل‬ ‫عــدم وجــود ضامنــات دوليــة باالعــراف بهــا‬ ‫ودعمهــا لتنهــض بواجباتهــا‪ ،‬ســيكون خطــوة بــا‬ ‫معنــى‪ ،‬تلهــي املعارضــة مبواضيــع ال طائــل منهــا‬ ‫وتزيــد مــن انقســاماتها‪.‬‬ ‫وقــد ظهــرت حــدة الخــاف بــن أطـراف وأجنحــة‬ ‫املعارضــة‪ ،‬وبعــض شــخصيات االئتــاف بوضــوح‪،‬‬ ‫عندمــا تقــدم بعــض االعضــاء باقـراح اىل االجتامع‪،‬‬ ‫لتغيــر أحــد املبــاديء التــي اعلنــت عنــد تأســيس‬ ‫االئتــاف‪ ،‬وهــو عــدم جــواز تــويل أي عضــو فيــه‪،‬‬ ‫حقيبــة وزاريــة‪ ،‬أو مســؤولية تنفيذيــة‪ ،‬وقــد تــم‬ ‫ســحب املقــرح قبــل طرحــه عــى التصويــت‪،‬‬ ‫بســبب االنتقــادات الكثــرة التــي وجهــت إليــه‪.‬‬

‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫وكشــف مصــدر مقــرب مــن االئتــاف لـ»جــر»‬ ‫أن رئيــس االئتــاف الوطنــي معــاذ الخطيــب‬ ‫أعــرب عــن احتــال تخليــه عــن رئاســة االئتــاف‬ ‫يف حــال اســتمرت الــدول التــي تعهــدت بدعمــه‬ ‫عنــد تشــكليه مبوقفهــا املامطــل‪ ،‬وعــدم تقدميهــا‬ ‫شــيئاً يجعــل منــه مؤسســة فاعلــة وقــادرة عــى‬ ‫تقديــم العــون للثــورة‪.‬‬ ‫وبــن املصــدر أن الحكومــة القطريــة التــي‬ ‫دعمــت االئتــاف وتــم تشــكيله عــى أراضيهــا‪،‬‬ ‫دعــت الخطيــب عــى عجــل ملناقشــة األمــر‪،‬‬ ‫فــرك املباحثــات الجاريــة يف اســتنبول وتوجــه اىل‬ ‫الدوحــة‪ ،‬وال تــزال نتائــج الزيــارة غــر معروفــة‬ ‫بعــد‪.‬‬


‫مجزرة حلب‬ ‫قتلوا من أرادوا إعامر سورية‬

‫مل متيــز الصواريــخ التــي فجــرت دوار‬ ‫العــارة بجامعــة حلــب بــن مؤيــد للنظــام‬ ‫أو معــارض لــه‪ ،‬بحرضتهــا تســاوى الــكل‪،‬‬ ‫فاختلطــت دمــاء الجميــع يف ســاحة العلــم‪،‬‬ ‫لتأخــذ معهــا أحــام هــؤالء الطــاب بنيــل‬ ‫شــهادات علميــة‪ ،‬تحــدوا الظــروف وجــاؤوا‬ ‫لجامعاتهــم ليحصلــوا عليــه‪ ،‬فنالــوا الشــهادة‪.‬‬ ‫‪ 82‬شــهيدا ً وأكــر مــن ‪ 160‬جريــح بحســب‬ ‫الترصيحــات الرســمية أو رمبــا أكرثكــا تقــول‬ ‫املعارضــة‪ ،‬مــا ت ـزال األرقــام مجهولــة‪ ،‬ولــكل مــن‬ ‫هــؤالء قصــة‪ ،‬مــن الشــهيد وســيم الــذي جــاء مــع‬ ‫ابنتيــه لجلــب أمهــا مــن االمتحــان‪ ،‬فاستشــهد‬ ‫مــع إحداهــن لتبقــى الطفلــة األخــرى وأمهــا عــى‬ ‫قيــد الحيــاة تكمــان الحيــاة بنصــف عائلــة‪ ،‬إىل‬ ‫الشــهيدة ريــان الجــري والشــهيد مهنــد عــايص‬ ‫الذيــن ترافقــا منــذ الطفولــة ودخــا الجامعــة‬ ‫ســوياً ليتــم دفنهــا بجــوار بعضهــا‪ ،‬إىل تلــك‬ ‫األم املفجوعــة التــي تحمــل حــذاء قــد يكــون‬ ‫حــذاء ابنتهــا‪ ،‬ومــا تـزال تبحــث عــن بقايــا جســد‪،‬‬ ‫إىل عــرات الشــهداء الذيــن مل يتبقــى مــن‬ ‫أجســادهم شــئ يــدل عليهــم‪.‬‬ ‫تضارب الروايات‬ ‫مل يتــوان النظــام الســوري عــن اإلرساع بالتنديــد‬ ‫باملجــزرة‪ ،‬وإعــان اليــوم الــذي تالهــا يــوم حــداد‬ ‫يف جامعــات ومعاهــد ســورية عــى شــهداء‬ ‫العلــم كــا أســاهم‪ ،‬وأرســل إىل مجلــس األمــن‬ ‫رســالة طالــب فيهــا إدانــة املجــزرة‪ ،‬وجــاء يف‬ ‫بيــان لــوزارة الخارجيــة واملغرتبــن «إن ضحايــا‬ ‫العمــل اإلرهــايب الــذي اســتهدف جامعــة حلــب‬ ‫أمــس هــم طلبــة كانــوا يف اليــوم األول مــن أيــام‬

‫امتحاناتهــم وال ذنــب لهــم إال أنهــم يتابعــون‬ ‫تحصيلهــم العلمــي‪ ،‬وتحضــر أنفســهم للمشــاركة‬ ‫يف نهضــة بلدهــم وتنميتــه وبنــاء مســتقبله»‪.‬‬ ‫وبحســب روايــة الــوزارة عــن املتســبب باملجــزرة‬ ‫ذكــر البيــان «عنــد ظهــر الثالثــاء يف ‪ 15‬كانــون‬ ‫الثــاين ‪ 2013‬اســتهدفت املجموعــات اإلرهابيــة‬ ‫املســلحة جامعــة حلــب بقذيفتــن صاروخيتــن‬ ‫أطلقتــا مــن حــي اللريمــون باتجــاه الجامعــة‪ ،‬مــا‬ ‫أســفر عــن استشــهاد ‪ 82‬طالبــاً ووقــوع املئــات‬ ‫مــن الجرحــى‪ ،‬كــا أدى الهجــوم اإلرهــايب إىل‬ ‫تدمــر يف ســكن طلبــة الجامعــة الــذي اســتخدمت‬ ‫الحكومــة الســورية جــزءا ً منــه إليــواء الالجئــن‬ ‫الذيــن تعرضــوا طيلــة األشــهر املاضيــة لقصــف‬ ‫هــذه املجموعــات اإلرهابيــة التــي هاجمــت‬ ‫مدينــة حلــب»‪.‬‬ ‫إال أن ناشــطون معارضــون وشــهود عيــان أكــدوا‬ ‫يف صفحاتهــم عــى موقــع التواصــل االجتامعــي‬ ‫«فيســبوك» أن «املجــزرة وقعــت جــراء قصــف‬ ‫الطــران الحــريب للحــرم الجامعــي لكليــة‬ ‫العــارة بحلــب حيــث شــهد حــرم الجامعــة‬ ‫تحليــق للطــران الحــريب»‪ ،‬نافــن مــا روجــت‬ ‫لــه الصفحــات املؤيــدة للنظــام التــي ذكــرت أن‬ ‫«مســلحون أطلقــوا صاروخــن حراريــن عــى‬ ‫طائــرة حربيــة مــن منطقــة اللريمــون إلســقاطها‪،‬‬ ‫إال أنهــا مل يصيبــا الطائــرة وســقطا عنــد محيــط‬ ‫دوار العــارة»‪.‬‬ ‫وقــال طبيــب يعمــل يف مشــفى حلــب الجامعــي‬ ‫عــى صفحتــه يف «فيــس بــوك» إن «التجربــة‬ ‫املريــرة التــي عشــناها طيلــة يومــن يف مشــفى‬ ‫حلــب الجامعــي تجربــة ال أمتنــى ألحــد أن‬ ‫يعايشــها‪ ،‬واألمــ ّر منهــا هــو الكــذب والتلفيــق‬ ‫حتــى بحـ ّـق مــن شــاهدوا املجــزرة بــأم أعينهــم»‪.‬‬

‫وأضــاف «مــا ال ميكــن اســتيعابه هــو مقــدار‬ ‫الوقاحــة والصفاقــة التــي امتلكهــا ذلــك الطيــار يك‬ ‫يحلّــق بطائرتــه يف منتصــف النهــار أمــام ثالثــن‬ ‫ـكل بــرود‬ ‫ألــف مشــاهد‪ ،‬ويطلــق قذيفتــه األوىل بـ ّ‬ ‫أعصــاب‪ ،‬ومــن ثــ ّم يســتم ّر يف التحليــق ثــاث‬ ‫ـب قذيفتــه‬ ‫دقائــق متباهي ـاً بإنجــازه قبــل أ ّن يصـ ّ‬ ‫الثانيــة‪ ،‬ومــن ثــ ّم ينتظــر قيادتــه السياســية‬ ‫العاهــرة يك تفــرك مــا شــاءت مــن الروايــات»‬ ‫مواقف دولية‬ ‫ومل يختلــف املوقــف الــرويس يف ردة فعلــه إزاء‬ ‫املجــزرة عــا أبــداه مــن دعــم ســابق للنظــام‪،‬‬ ‫فقــال وزيــر خارجيــة روســيا ســرغي الفــروف‬ ‫إن «تحميــل الســلطات الســورية مســؤولية‬ ‫انفجــارات حلب‪،‬هــو عمــل ال أخالقــي‪ ،‬وال‬ ‫ميكننــي تصــور تجديــف (كفــر) أكــر مــن هــذا»‪.‬‬ ‫فيــا اتهمــت أمريــكا عــى لســان املتحدثــة‬ ‫باســم وزارة خارجيتهــا‪ ،‬فكتوريــا نوالنــد‪ ،‬النظــام‬ ‫الســوري بارتــكاب مجــزرة جامعــة حلــب‪ ،‬واصفــة‬ ‫التفج ـرات بـ»العمــل الشــنيع»‪.‬‬ ‫وقالــت إن «الواليــات املتحــدة تشــعر بالصدمــة‪،‬‬ ‫وهــي حزينــة بســبب الهجــوم الدامــي الــذي‬ ‫نفــذه النظــام الســوري ضــد جامعــة حلــب»‪،‬‬ ‫مضيفــة أنــه «بحســب شــهود عيــان‪ ،‬فــإن‬ ‫طائــرات نفــذت غــارات جويــة عــى البنــى‬ ‫التحتيــة للجامعــة»‪.‬‬ ‫ووصــف األمــن العــام لألمــم املتحــدة بــان‬ ‫يك مــون‪ ،‬األربعــاء‪ ،‬تفجــرات جامعــة حلــب‬ ‫بـــ «الشــائنة»‪،‬معتربا ً أن «االســتهداف املتعمــد‬ ‫للمدنيــن‪ ،‬واألهــداف املدنيــة يهــو جرميــة‬ ‫حــرب»‪.‬‬

‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫‪2‬‬


‫يف سورية أزمة اآلثار ليست من آثار «األزمة»‬ ‫توقيــف برنامــج ســوري بعــد مواجهــة الضيــف‬ ‫بأســاء منقبــن يهــود عــى األرايض الســورية‬ ‫«نهــب ورسقــة وتخريــب ومقاطــع مصــورة‬ ‫للصــوص آثــار ومنقبــون غــر رشعيــون» كل‬ ‫تلــك املصطلحــات جــاءت عــى لســان مديريــة‬ ‫اآلثــار واملتاحــف‪ /‬وزارة الثقافــة الســورية‪،‬‬ ‫خــال العامــن املاضيــن لتوصيــف حــال آثــار‬ ‫ســورية‪ ،‬مفيــدة أنهــا اتخــذت إج ـراءات لحاميــة‬ ‫اآلثــار‪ ،‬ولكــن هنــاك بعــض األمــور تخــرج عــن‬ ‫الســيطرة‪ ،‬األمــر الــذي اعتــره مصــدر يف وزارة‬ ‫الثقافــة محاولــة إللقــاء كل الفســاد الحاصــل يف‬ ‫املديريــة عــى «األزمــة» يف حــن أنــه نتيجــة نهــج‬ ‫فاســد‪ ،‬فمــن يســمح لبعثات»ارسائيليــة» مامرســة‬ ‫نشــاطها عــى األرايض الســورية‪ ،‬لــن يكــون‬ ‫حريصــاً عــى آثــار بــاده‪ ،‬بحســب املصــدر‪.‬‬ ‫اسرتاتيجات املكافحة‬ ‫جــاء يف ترصيــح لرئيــس الحكومــة الســابق عــادل‬ ‫ســفر أن «ســورية مهــددة مــن قبــل جامعــات‬ ‫مســلحة بأحــدث الوســائل املتخصصــة برسقــة‬ ‫اآلثــار واملتاحــف»‪ ،‬األمــر الــذي وصفــه علــاء‬ ‫آثــار بالترصيــح «الغريــب»‪ ،‬وكأنــه تحذيــر مــن‬ ‫رسقــات مل تقــع بعــد‪ ،‬أو رمبــا محاولــة مــن قبــل‬ ‫النظــام الســوري للتغطيــة عــى عمليــات رسقــة‬ ‫لآلثــار ســيقوم بهــا الحق ـاً‪.‬‬ ‫وبعــد الكثــر مــن التعديــات التــي طالــت مواقــع‬ ‫أثريــة ورسقــات وعمليــات تنقيــب غــر رشعيــة‬ ‫اعرتفــت بهــا مديريــة اآلثــار‪ ،‬أوضــح مديرهــا‬ ‫الدكتــور مأمــون عبــد الكريــم يف ترصيحــات‬ ‫صحفيــة‪ ،‬أنهــم قامــوا بوضــع اسـراتجيات لتطويق‬ ‫االعتــداءات عــى الـراث وإصــاح مــا يحــدث مــن‬ ‫تخريــب‪ ،‬وشــملت وضــع أغلــب القطــع األثريــة‬ ‫يف أماكــن آمنــة‪ ،‬وتركيــب أجهــزة إنــذار يف بعــض‬ ‫املتاحــف والقــاع‪ ،‬وزيــادة عــدد الحـراس وتفعيل‬ ‫دور رشطــة اآلثــار‪ ،‬وإبــاغ الرشطــة الدوليــة‬ ‫«اإلنرتبــول» عــا فقــد مــن قطــع أثريــة‪ ،‬إضافــة‬ ‫إىل كلــا انتــر عــى الهواتــف النقالــة مــن صــور‬ ‫يُعتقــد أنهــا للقــى أثريــة ســورية غــر مكتشــفة‬ ‫وغــر مســجلة رمبــا يكــون لصــوص اآلثــار قــد‬ ‫وصلــوا إليهــا عــر التنقيــب الــري يف املواقــع‬ ‫البعيــدة‪.‬‬

‫الســوري ألســباب أبرزهــا عــدم التوثيــق الناجــع‬ ‫وعــدم ضبــط عمليــات النهــب وعــدم ضبــط‬ ‫نشــاط البعثــات األجنبيــة التــي عملــت قرونــاً‬ ‫طويلــة يف املواقــع الســورية (ومــن ضمــن نشــاط‬ ‫بعضهــا مــا هــو لصالــح أجنــدات إرسائيليــة ومــا‬ ‫ينطــوي عليــه ذلــك النشــاط مــن تهريــب لبعــض‬ ‫القطــع األثريــة)‪.‬‬ ‫وتابــع املصــدر «مــن يجــد آثــار ســورية يف متحــف‬ ‫اللوفــر ومتحــف لنــدن ومتحــف «أورشــليم» يف‬ ‫فلســطنب‪ ،‬وكذلــك يف جامعــات (مثــل متحــف‬ ‫جامعــة يــال يف الواليــات املتحــدة والــذي يضــم‬ ‫أكــر مــن ‪ 70‬ألــف قطعــة أثريــة مــن موقــع دورا‬ ‫أوروبــوس‪ ،‬صالحيــة الفـرات بديــر الــزور وحــده)‬ ‫وكذلــك ضمــن املجموعــات الخاصــة لــدى بعــض‬ ‫األشــخاص مــن يهــود العــامل‪ ،‬مثــل املجموعــات‬ ‫األثريــة الســورية التــي لــدى منظمــة ليــون ليفــي‬ ‫الصهيونيــة األمريكيــة التــي م ّولــت تنقيبــات يف‬ ‫ســورية يف الســنوات العــر األخــرة تحــت عنــوان‬ ‫التعــاون مــع االتحــاد األورويب وغريهــا مــن‬ ‫املشــاريع‪ ،‬كمــروع ‪ APAME‬املدعــوم من قبل‬ ‫جامعــة توبنغــن األملانيــة‪ ،‬ومــروع ســجل قــاع‬ ‫وحصــون بــاد الشــام املدعــوم مــن قبــل جامعــة‬ ‫باريــس الرابعــة واملعهــد الفرنــي بدمشــق‪،‬‬ ‫واملــروع الــدويل ‪ ARCANE‬الــذي تشــارك بــه‬ ‫«ارسائيــل» بشــكل رســمي (ومــن الباحثــن الذيــن‬ ‫عملــوا عــى األرايض الســورية اليزابيتــا بواريتــو‬ ‫وبيــر دومــر وشــيديبيرت بيلينســي وغريهــم مــن‬ ‫اليهــود املعروفــن بصالتهــم الوثيقــة بإرسائيل)البد‬

‫ماذا عن املايض؟ وإرسائيل؟‬ ‫مل يــر املصــدر (رفــض ذكــر اســمه كونــه مــا يـزال‬ ‫عــى رأس عملــه) يف مــا اتبعتــه وزارة الثقافــة مــن‬ ‫إجــراءات لحاميــة اآلثــار «إجــراءات ناجحــة»‪،‬‬ ‫كونهــا مل تهتــم بتوثيــق مــا لديهــا مــن آثــار عــى‬ ‫مــر الســنوات املاضيــة فيقــول «مديريــة اآلثــار ال‬ ‫متلــك معلومــات كافيــة عــن مواقعهــا وقطعهــا‬ ‫األثريــة‪ ،‬وليــس لديهــا برنامــج توثيــق شــامل‬ ‫للمواقــع واملتاحــف والقطــع األثريــة‪ ،‬وليــس‬ ‫لديهــا منظومــة ســيطرة عــى املخــزون األثــري‬ ‫‪3‬‬

‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫أن تطــرح أمامــه العديــد مــن عالمــات االســتفهام‬ ‫حــول مــدى جديــة املســؤولني بحاميــة آثــار‬ ‫الوطــن‪.‬‬ ‫إهمـــــــال ســـــابق‬ ‫وهنــاك إجــراءات روتينيــة لحاميــة اآلثــار ال‬ ‫تتعلــق بأيــة أزمــة أو ظــروف‪ ،‬وتتخلــص يف‬ ‫تحصــن املواقــع األثريــة املنقبــة وغــر املنقبــة‬ ‫عــن طريــق الحراســة الجيــدة والتســوير والعنايــة‬ ‫املســتمرة والتوثيــق‪ ،‬أمــا املتاحــف فيجــب أن‬ ‫تكــون مــزودة مبســتودعات صحيــة بــروط‬ ‫بيئيــة مناســبة ووســائل عــرض متينــة كالخزائــن‬ ‫وغريهــا مــع رضورة وجــود وســائل عــرض‬ ‫إلكرتونيــة للمعروضــات‪ ،‬مــع وجــود مســرة لألثــر‬ ‫منــذ تنقيبــه وحتــى مــكان عرضــه‪ ،‬لخلــق هويــة‬ ‫متكاملــة للقطعــة األثريــة‪.‬‬ ‫وهــذه اإلجــراءات‪ ،‬بحســب املصــدر‪،‬ال نجدهــا‬ ‫يف أكرثمــن‪ %20‬مــن املواقــع األثريــة واملتاحــف‬ ‫الســورية التــي تعــاين مــن ويــات‪.‬‬ ‫وكانــت مديريــة اآلثــار واملتاحــف أعلنــت يف‬ ‫مــروع لهــا عــن توثيــق آالف القطــع األثريــة إال‬ ‫أن املصــدر نــوه إىل أن هــذا ليــس توثيقـاً‪ ،‬فــا تــم‬ ‫هــو عبــارة عــن عمليــة نقــل الرشوحــات القدميــة‬ ‫عــن القطــع إىل أجهــزة الكمبيوتــر‪ ،‬وقــام بإدخــال‬ ‫البيانــات موظفــون غــر مختصــون (عقــود ثالثــة‬ ‫أو ســتة أشــهر)‪ ،‬والعمليــة مل تكــن ضمــن عمليــة‬ ‫توثيــق شــاملة ومكتملــة حســب املــروع األصيل‪.‬‬ ‫ومل ينــف الدكتــور عبــد الكريــم غيــاب التناســبية‬


‫بــن واقــع املتاحــف وبــن الــراء الحضــاري‬ ‫والغنــى األثــري الســوري‪ ،‬إذ يؤكــد أن ســورية‬ ‫تضــم ‪ 10‬آالف موقــع أثــري‪ ،‬يف حــن ال يتجــاوز‬ ‫مــا اكتشــف منهــا حتــى اآلن ‪ %10‬فقــط‪ ،‬وأقــر‬ ‫أن متاحفنــا غنيــة بالقطــع األثريــة التــي تحتــاج‬ ‫إىل ظــروف مالمئــة لصونهــا وترميمهــا وعرضهــا‬ ‫بشــكل يتناســب وأهميتهــا الرتاثيــة‪.‬‬

‫وهــذا مــا اســتهجنه املصــدر بقولــه «مــا الفــرق‬ ‫بــن رسقــة ‪ 17‬قطعــة أثريــة مــن املدفــن األثــري‬ ‫بقلعــة جعــر‪ ،‬وبــن رسقــة قطعــة مــن متحــف‬ ‫مؤمــن‪ ،‬أليســت املواقــع األثريــة املشــكوفة‬ ‫شــأنها شــأن املعروضــات يف املتاحــف! ومــاذا عــن‬ ‫عمليــات التنقيــب الغــر املــروع أال يتــم رسقــة‬ ‫عــرات القطــع؟»‪.‬‬

‫وأشــار إىل أن املديريــة تضــع سياســات وخطــط‬ ‫الفتتــاح متاحــف تخصصيــة يف عــدة مناطــق‬ ‫وفقـاً لإلمكانيــات‪ ،‬وهــذا األمــر يتطلــب ميزانيــات‬ ‫ضخمــة‪ ،‬الفتــاً إىل رضورة أن يتــاءم عــدد‬ ‫املتاحــف وتصميمهــا ووظيفتهــا مــع الكــم الهائــل‬ ‫مــن القطــع املكتشــفة يف املواقــع األثريــة خــال‬ ‫الـــ‪ 25‬ســنة القادمــة‪.‬‬

‫ولفــت الدكتــور عبــد الكريــم إىل مبالغــة عنــد‬ ‫الحديــث عــن تدمــر شــامل‪،‬فام حصــل يف بعــض‬ ‫القــاع بنــاء عــى التقاريــر مــن مديريــات اآلثــار‬ ‫يف املحافظــات‪ ،‬وجــود أرضار يف أماكــن محــددة‪،‬‬ ‫ومــا حصــل يف الحصــن وشــيزر واملضيــق ســيكون‬ ‫يف أولويــات املديريــة مــن أجــل الرتميــم مســتقبالً‬ ‫بعــد أن تهــدأ األمــور‪.‬‬

‫آثارنا يف الهواء الطلق‬ ‫وتصــف الخبــرة يف اآلثــار اللبنانيــة جــوان‬ ‫فارتشــاك وضــع اآلثــار يف ســورية بـــ «الــكاريث»‪،‬‬ ‫فتقول»إحــدى أبــرز املشــاكل أنــه ملــدة عــر‬ ‫ســنوات قبــل الحــرب‪ ،‬أســس النظــام الســوري ‪25‬‬ ‫متحف ـاً أثري ـاً يف مختلــف أنحــاء البــاد لتشــجيع‬ ‫الســياحة‪ ،‬وكانــت الكثــر مــن القطــع األثريــة يف‬ ‫الحدائــق الخارجيــة للمتاحــف‪ ،‬بهــدف إثبــات‬ ‫مــدى قــدرة النظــام عــى حاميــة هــذه اآلثــار‬ ‫النــادرة حتــى وإن كانــت غــر محاطــة بجــدران‪،‬‬ ‫واآلن متحــف حمــص قــد ُسق وال نعــرف قــد‬ ‫يكــون ُسق مــن جانــب كال الطرفــن الثــوار‬ ‫والجيــش النظامــي‪ ،‬وتجــار القطــع األثريــة‬ ‫يقولــون يل أن ســوق األردن وتركيــا ممتلــئ‬ ‫بالقطــع األثريــة مــن ســورية»‪.‬‬ ‫ولــدى ســؤال مديــر اآلثــار يف إحــدى املقابــات‬ ‫عــن مــدى الخطــورة التــي تنــدرج حــول اعتبــار‬ ‫ســورية متحــف يف الهــواء الطلــق أجاب»عندمــا‬ ‫نتحــدث عــن ذلــك‪ ،‬هنــاك شــكالن مــن‬ ‫املتاحــف‪ ،‬املتاحــف االثريةالتــي تتواجــد فيهــا‬ ‫القطــع األثريــة‪ ،‬وهــي مؤمنــة وأخفيــت القطــع‬ ‫وفــق سياســات متعــارف عليهــا عامليــاً‪ ،‬يف أثنــاء‬ ‫الحــوادث‪ ،‬أمــا متاحــف املواقــع فتوجــد بعــض‬ ‫املواقــع تلعــب دور متحــف يف الهــواء الطلــق‪،‬‬ ‫وتنوعــت األرضار التــي أصابتهــا‪ ،‬فمثــاً القــرى‬ ‫األثريــة يف جبــل الزاويــة وضعهــا جيــد مقارنــ ًة‬ ‫مبوقــع إيبــا الــذي تعــرض لتخريــب ونهــب مــن‬ ‫قبــل عصابــات اآلثــار»‪.‬‬ ‫ال تدمري شــــــــامل‬ ‫واعتــر الدكتــور عبــد الكريــم أن الــرر الــذي‬ ‫طــال اآلثــار يف ســورية جــاء نتيجــة لـــ «الفــوىض»‬ ‫التــي تعانيهــا البــاد‪ ،‬واقتــرت األرضار عــى‬ ‫املواقــع األثريــة أمــا املتاحــف فهــي مؤمنــة‬ ‫بطريقة»ممتــازة» بحســب تعبــره‪ ،‬ومل يفقــد‬ ‫منهــا ســوى قطعتــن أثريتــن غــر نادرتــن‪ ،‬إحــدى‬ ‫هاتــان القطعتــان ُسقــت منــذ أكــر مــن عــام مــن‬ ‫متحــف حــاة‪ ،‬واألخــرى رسقــت عنــد اقتحــام‬ ‫مســلحني متحــف أفاميــا وقامــوا بــرق قطعــة‬ ‫حجريــة ‪.‬‬

‫حمالت «ليست بأوانها»‬ ‫وأطلقــت وزارة الثقافــة يف اآلونــة األخــرة حملــة‬ ‫إعالميــة تدعــو املواطنــن إىل املحافظــة عــى‬ ‫آثارهــم إال أن املصــدر ع ـزا ذلــك لرغبتهــا بالــرد‬ ‫عــى مــا نرشتــه وســائل إعــام أجنبيــة ومحلية عن‬ ‫مصــر خطــر يواجــه آثــار ســورية‪ ،‬ولكــن تلخــص‬ ‫دور الــوزارة واملديريــة العامــة لآلثــار واملتاحف يف‬ ‫نفــي مــا أجمعــت عليــه وســائل اإلعــام –مبــا فيها‬ ‫املحلية‪-‬مــن أرضار أصابــت اآلثــار الســورية‪ ،‬وهذا‬ ‫النفي»غــر أخالقــي» ومــن شــأنه «التغطيــة عــى‬ ‫«فســاد خطــر حـ ّـل يف قطــاع اآلثــار الســورية يف‬ ‫الســنوات العــر األخــرة عــى األقــل»‪.‬‬ ‫بدورهــا اعتــرت مديريــة اآلثــار أن تلــك الحملــة‬ ‫جــاءت نتيجــة إلداركهــا أهميــة ودور املجتمــع‬ ‫املحــي يف الحفــاظ عــى اآلثــار‪ ،‬ووجهتهــا لـــ‪23‬‬ ‫مليــون مواطــن إلرشاك املجتمــع املحــي يف‬ ‫حاميــة اآلثــار‪ ،‬وأثبتــت «نجاعتهــا وأتــت بنتائــج‬ ‫إيجابيــة» يف معــرة النعــان وإيبــا وديــر الــزور‪،‬‬ ‫بحســب املديريــة‪.‬‬ ‫ووصــف املصــدر الحملــة بـــ «الخرقــاء» مشــبهاً‬ ‫إياهــا بـــ «حمــات التلقيــح» إال أن»حمــات‬ ‫التلقيــح تلقــى اســتجابة بعــض األحيــان‪ ،‬ولكــن‬ ‫مــا الــذي يســتطيع املواطــن فعلــه إزاء فضائــح‬ ‫اآلثــار الســورية التــي يتهــرب منهــا املســؤولون؟»‪.‬‬ ‫زين عبود‬ ‫منــذ شــهر تقريبــا تــم إيقــاف برنامــج «حــق‬ ‫الــرد» لإلعالمــي ســليامن ســليامن الــذي يبث‬ ‫عــى قنــاة ســا الفضائيــة‪ ،‬وكانــت الحلقــة‬ ‫مــا قبــل األخــرة حــول واقع اآلثــار الســورية‪،‬‬ ‫حيــث أجريــت مقابلــة مــع مديــر اآلثــار‬ ‫واملتاحــف الدكتــور مأمــون عبــد الكريــم‪،‬‬ ‫وواجــه املذيــع الضيــف بأســاء شــخصيات‬ ‫عملــت عــى األرايض الســورية يف بعثــات‬ ‫أجنبيــة ولهــا ارتباطــات مــع «ارسائيــل»‪،‬‬ ‫كــا ســأله عــن موقــع «تــل قايض»االثــري‬ ‫الواقــع يف الجــوالن املحتــل والــذي حاولــت‬

‫«إرسائيــل» إدارجــه عــى الئحــة الــراث‬ ‫العاملــي التــي ترعاهــا اليونكســو باســم «تــل‬ ‫دان» ومل تحــرك ســورية ســاكناً‪( ،‬مــن يبحــث‬ ‫يف االنرتنــت يجــد أنــه تــم نــر خــر منقــول‬ ‫مــن وكالــة ســانا بــأن ســورية هــي مــن‬ ‫أحبطــت محاولــة التســجيل «االرسائيلــة»‬ ‫تلــك عــام‪ ،2010‬إال أنــه بتتبــع االجتــاع‬ ‫املنعقــد مبدينــة برازيليــا يجــد أن ســورية‬ ‫مل تشــارك يف االجتــاع أصــاً‪ ،‬واســتطاعت‬ ‫بعــض الــدول العربيــة املشــاركة أن تؤجــل‬ ‫ذلــك الطلــب «اإلرسائيــي»)‪ ،‬وواجهــه‬ ‫مبطبوعــات لــوزارة الثقافــة واســتبدل فيهــا‬ ‫اســم فلســطني عــى الخارطــة بـــ «ارسائيــل»‬ ‫كــا شــطب لــواء اســكندون مــن الخارطــة‬ ‫بنفــس الوقــت‪.‬‬ ‫جانــب مــن األرضار التــي طالــت آثــار املنطقــة‬ ‫الرشقيــة واعرتفــت مديريــة اآلثــار بجانــب كبــر‬ ‫منهــا‬ ‫تعــرض موقــع دورا أوروبــوس يف ديــر الــزور‬ ‫للتخريــب‪ ،‬وصــار هــذا املــكان التاريخــي‬ ‫هدفــاً للصــوص‪ ،‬وتــرر متحــف التقاليــد‬ ‫الشــعبية‪ ،‬وتحــول موقــع تــل الشــيخ حمــد‪،‬‬ ‫املعــروف يف مدينــة «كامتــو» اآلشــورية‪ ،‬إىل‬ ‫ســاحة قتــال بــن الجيشــن النظامــي والحــر‪،‬‬ ‫حيــث تعرضــت بقايــا الهيــكل اآلشــوري‬ ‫للدمــار‪ ،‬وشــمل الدمــار مواقــع أثريــة مهمــة‬ ‫مثــل تــل العشــارة‪ ،‬تــل الشــيخ حمــد‪ ،‬حلبيــة‬ ‫وزلبيــا‪ ،‬والعديــد مــن املواقــع األثريــة عــى‬ ‫ضفــاف الف ـرات العائــدة للف ـرات الكالســيكية‪.‬‬ ‫ويف الثــاين مــن ترشيــن الثــاين ‪ 2012‬قُصفــت‬ ‫قلعــة الرحبــة يف املياديــن باملدفعيــة‪ ،‬ويعــود‬ ‫تاريــخ بنائهــا إىل العــر العبــايس عــى يــد‬ ‫مالــك بــن طــوق يف زمــن الخليفــة املأمــون‪.‬‬ ‫وبحســب ناشــطني‪ ،‬تــم تدمــر تكيــة الــراوي‬ ‫يف ديــر الــزور التــي تأسســت عــام ‪،1882‬‬ ‫واســتهدفت الكنســية يف البوكــال بالقنابــل‬ ‫امللقــاة مــن الطائــرات فأصبحــت بــا قبــة‪.‬‬ ‫وفيــا يتعلــق بالحســكة‪ ،‬شــملت عمليــة النهب‬ ‫تــل «حمــو كار» والكثــر مــن التــال املتاخمــة‬ ‫للحــدود الســورية العراقيــة‪ ،‬كــا تعــرض موقــع‬ ‫«تــل جوملــة فوقــاين» الــذي يقــع عــى بعــد‬ ‫‪ 40‬كــم إىل الشــال مــن الحســكة و‪15‬كــم‬ ‫إىل الغــرب مــن موقــع «تــل شــاغر بــازار»‬ ‫إىل عمليــات حفــر رسيــة‪ ،‬ويعــود تاريخــه إىل‬ ‫األلــف الثالــث قبــل امليــاد‪ ،‬وتشــر املعلومــات‬ ‫إىل أن عمليــات الحفــر وصلــت إىل عمــق مرتيــن‬ ‫يف بعــض األحيــان‪ ،‬وكشــف عــن عــدد مــن‬ ‫الجــدران ودرج حجري‪،‬ومــا تــزال العمليــات‬ ‫مســتمرة‪.‬‬ ‫ويف الرقــة‪ ،‬تــم رسقــة ‪ 17‬قطعــة أثريــة مــن‬ ‫املدفــن األثــري بقلعــة جعــر‪ ،‬وتعرضــت‬ ‫مواقــع (ســورا األثــري‪ ،‬الرصافــة‪ ،‬الشــيخ حســن)‬ ‫للنهــب‪.‬‬

‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫‪4‬‬


‫أول الغيث‪ ..‬صفقة‬

‫يف خطــو ٍة لهــا دالالتهــا السياســ ّية املهمــة‪،‬‬ ‫انتقلــت املعارضــة الســور ّية (الجيــش الحــ ّر‬ ‫بشــكلٍ خــاص) مــن الدّ فــاع ور ّد الفعــل إىل‬ ‫تــم‬ ‫الهجــوم وأخــذ زمــام املبــادرة‪ ،‬حينــا ّ‬ ‫اإلف ـراج عــن أكــر مــن ألــف معتقــل يف ســجون‬ ‫ال ّنظــام يف صفقــة تبــادل مقابــل اإلفــراج عــن‬ ‫‪ 48‬إيران ًيــا كان الجيــش الحــر قــد اعتقلهــم منــذ‬ ‫آب املــايض يف منطقــة الســيدة زينــب بدمشــق‪.‬‬ ‫يف البدايــة مل تُفــرد الصحــف الغرب ّيــة فُســح ًة‬ ‫تتناســب مــع أهميــة هــذه الخطــوة‪ ،‬ولكــن مــع‬ ‫بدايــة ظهــور النتائــج عــى األرض ويف أروقــة‬ ‫السياســة‪ ،‬تضاعــف عــدد األعمــدة الصحفيــة‬ ‫التــي تناولــت هــذه الصفقــة بالتحليــل‪.‬‬ ‫قمنــا باختيــار ثالثــة مواقــع إلكرتونيــة لثــاث‬ ‫لــكل منهــا‬ ‫وكاالت أنبــاء وصحــف غرب ّيــة‪ ،‬كان ٍّ‬ ‫مواقفــه املعروفــة ســابقًا مــن الثــورة الســورية‪،‬‬ ‫بهــدف إظهــار االختــاف الــذي ظهــر يف اللغــة‬ ‫الجديــدة لهــذه املواقــع‪ .‬املواقــع الثالثــة هــي‪:‬‬ ‫«روســيا اليــوم» بنســخته اإلنكليزيــة‪« ،‬يب يب‬ ‫يس» الربيطان ّيــة‪ ،‬و»واشــنطن بوســت» األمريكيــة‪.‬‬ ‫ثــم قمنــا بجولــ ٍة يف املواقــع الرســمية اإليرانيــة‬ ‫ومواقــع أخــرى مق ّربــة مــن النظــام الســوري‪.‬‬ ‫يف «يب يب يس»‪ ،‬املعروفــة مبوضوع ّيتهــا التــي‬ ‫كانــت تتأثّــر أحيانًــا بتقلّــب األوضــاع عــى األرض‪،‬‬ ‫كانــت التغطيــة املوجــزة للصفقــة مكتوب ـ ًة بلغ ـ ٍة‬ ‫حياديّــة‪ ،‬قــام فيهــا املح ـ ّرر بعــرض أعــداد األرسى‬ ‫(مــن الجانبــن)‪ ،‬ثــم انتقــل إىل وصــف االســتقبال‬ ‫ـمي لــأرسى اإليرانيــن يف فنــدق «ش ـراتون»‬ ‫الرسـ ّ‬ ‫بدمشــق‪ ،‬مــن قبــل الســفري اإليــراين وممثّــلٍ‬ ‫عــن خامنئــي‪ .‬وقــام بعــرض تاري ـ ٍخ موجــز منــذ‬ ‫أرس اإليرانيــن يف آب ‪ 2012‬إىل لحظــة إطالقهــم‬ ‫بوســاط ٍة تركيــة وقطريّــة‪ ،‬دون أن يُظهــر الطــرف‬

‫‪5‬‬

‫اآلخــر مــن الصفقــة؛ أي الجيــش الحــر‪ ،‬أو حتــى‬ ‫أســاء املعتقلــن الســوريني الذيــن تــم إطــاق‬ ‫رساحهــم‪.‬‬ ‫املفاجــأة كانــت يف موقــع «روســيا اليوم» بنســخته‬ ‫اإلنكليزيــة‪ ،‬املعــروف بتب ّنيــه شــبه الدائــم للروايــة‬ ‫الرســم ّية الســوريّة يف معظــم أحــداث الثــورة‪ .‬إذ‬ ‫أنــه كان «حياديًــا» يف عرضــه لخــر الصفقــة‪ ،‬بــل‬ ‫ميكــن القــول بــأن معظــم الخــر مســتن ٌد عــى‬ ‫«رويــرز» وعــى تغطيــة «يب يب يس»‪ ،‬حتــى يف‬ ‫القوســن حــول كلمــة «ح ّجــاج» إيرانيــن‪ ،‬ســواء‬ ‫يف العنــوان أو يف الخــر بحــ ّد ذاتــه‪ ،‬دون أن‬ ‫يتط ـ ّرق بتفصيــات عــن االتهامــات التــي و ّجههــا‬ ‫الجيــش الحــر ألولئــك اإليرانيــن بأنهــم أعضــاء‬ ‫الثــوري‪ ،‬وبأنهــم كانــوا «يســاعدون‬ ‫يف الحــرس‬ ‫ّ‬ ‫ـوري يف القمــع والتعذيــب والعمليــات‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫النظــام‬ ‫ّ‬ ‫العســكرية»‪.‬‬ ‫أمــا «واشــنطن بوســت» فقــد أفــردت ح ًيــ ًزا‬ ‫معقــوالً للخــر وتحليلــه‪ ،‬حيــث تناولــت أغلــب‬ ‫التفاصيــل منــذ أرس اإليران ّيــن يف آب‪ ،‬مــع تركي ـ ٍز‬ ‫عــى اختــاف الروايــة الرســم ّية اإليرانيــة حينــا‬ ‫تغــرت األقــوال مــن كونهــم «مجــ ّرد ح ّجــاج»‬ ‫ّ‬ ‫تصــادف وجودهــم يف منطقــة الســيدة زينــب‬ ‫بقــرب املقــام‪ ،‬إىل أن «بعضهــم كان يعمــل يف‬ ‫ـوري ولكنــه تقاعــد‪ ،‬وجــاء إىل ســوريا‬ ‫الحــرس الثـ ّ‬ ‫الحــج»‪ ،‬وذلــك بعــد أن ظهــر يف فيديــو‬ ‫بهــدف‬ ‫ّ‬ ‫أحــد ضبــاط الجيــش الحــ ّر وهــو يحمــل عــد ًدا‬ ‫الثــوري‪ ،‬قيــل‬ ‫مــن البطاقــات الخاصــة بالحــرس‬ ‫ّ‬ ‫بأنهــا كانــت بحــوزة هــؤالء اإليران ّيــن‪ .‬أيضً ــا‪،‬‬ ‫ـوري‬ ‫ركــزت الصحيفــة عــى تجاهــل اإلعــام السـ ّ‬ ‫ـمي للصفقــة‪ ،‬بــل وتجاهلهــم لــأرسى مــن‬ ‫الرسـ ّ‬ ‫الجيــش واألجهــزة األمنيــة عنــد الجيــش الحــر‪،‬‬ ‫واعتــر كاتــب املقــال بأنهــا «رضبـ ٌة قويّــة لنظــامٍ‬ ‫يعمــل ملصالــح إيــران»‪ .‬كــا ذكــرت الصحيفــة‬ ‫ترصيــح الســفري اإليــرا ّين بدمشــق الــذي و ّجــه‬ ‫الشــكر لــوزارة الخارجيــة الســورية عــى تســهيل‬

‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫أمــور إطــاق رساح اإليران ّيــن‪ ،‬ومل يصــدر أي‬ ‫ســوري عــن الصفقــة‪ ،‬و»كأن‬ ‫رســمي‬ ‫ترصيــ ٍح‬ ‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫هــذه الصفقــة متّــت خــارج األرايض الســورية»‬ ‫بحســب كاتــب املقــال‪ .‬وقامــت الصحيفــة يف‬ ‫نهايــة التحليــل بوضــع تفصيـ ٍ‬ ‫ـات عــن جنســيات‬ ‫املعتقلــن يف ســجون النظــام الذيــن شــملتهم‬ ‫ـطيني‬ ‫الصفقــة‪ ،‬وبــأن بينهــم أربعــة أت ـراك وفلسـ ّ‬ ‫واحــد‪.‬‬ ‫بعــد انخفــاض التغطيــة الصحفيــة لهــذه الصفقــة‪،‬‬ ‫مل نعلــم مــا إذا كان املعتقلــون الســوريون الذيــن‬ ‫وردت أســاؤهم يف اللوائــح املتفــق عليهــا‬ ‫قــد تــ ّم إطــاق رساحهــم جمي ًعــا أم ال‪ ،‬كــا أن‬ ‫يلــف مصــر األرسى اللبنان ّيــن الذيــن‬ ‫الغمــوض ّ‬ ‫اعتقلهــم الجيــش الحــر بعــد فــر ٍة وجيــزة مــن‬ ‫اعتقــال اإليران ّيــن‪ ،‬وقــد طالــب الجيــش الحــ ّر‬ ‫رســمي مــن زعيــم حــزب اللــه‬ ‫حينهــا باعتــذا ٍر‬ ‫ّ‬ ‫اللبنــا ّين حســن نــر اللــه عــن وقوفــه مــع النظــام‬ ‫ٍ‬ ‫كــرط وحيــد‬ ‫الســوري ضــد ثــورة الشــعب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إلطــاق رساح اللبنان ّيــن‪.‬‬ ‫ـوري‪ ،‬فقــد‬ ‫أمــا املواقــع القريبــة مــن ال ّنظــام السـ ّ‬ ‫ـت بتجاهــل الصفقــة‪ ،‬كــا فعلــت املواقــع‬ ‫اكتفـ ْ‬ ‫الرســمية الســورية‪ ،‬فيــا احتفــت املواقــع‬ ‫اإليرانيــة بـــ «تحريــر األرسى» اإليرانيــن دون أن‬ ‫تــديل بتفاصيــل‪.‬‬ ‫كان هنــاك شــبه إجــاع يف املواقــع التــي أدرجــت‬ ‫خــر هــذه الصفقــة بــأن هــذه الخطــوة «مه ّمــة‬ ‫سياســ ًيا»‪ ،‬وبأنهــا تعتــر «انتصــا ًرا ولــو مؤقّتًــا»‬ ‫الســوري هــو‬ ‫للجيــش الحــر‪ ،‬بينــا كان ال ّنظــام‬ ‫ّ‬ ‫الخــارس الوحيــد يف الصفقــة‪ ،‬إذا مــا اســتثنينا‬ ‫الرســمي!‬ ‫الشّ ــكر اإليــرا ّين‬ ‫ّ‬ ‫نصار‬ ‫سانتياغو ّ‬


‫طالبها تسلحوا ونزحوا وهاجروا‬

‫مــا تبقــى مــن جامعــة الفــرات بــات «ثكنــة‬ ‫عســكرية»‬ ‫طالب‪ :‬كيف أتعلم ورفاقي استشهدوا؟‬ ‫مــع أصدقائــه األربعــة رســم حلــم دراســة‬ ‫وتخــرج وعمــل‪ ،‬ومــا إن بــدؤوا الخطــوة األوىل‬ ‫لتحقيقــه‪ ،‬ســلبه املــوت رفاقــه واحــداً تلــو‬ ‫اآلخــر‪ ،‬فعلــق أبــو ال ـراء الديــري أحالمــه تلــك‬ ‫حتــى «إســقاط النظــام يف ســورية»‪ ،‬آخــذاً عهــداً‬ ‫عــى نفســه إمــا الشــهادة أو تحريــر البلــد‪.‬‬ ‫أحــام شــبان ســوريني جامعيــن تبعــرت‪ ،‬وأكــر‬ ‫مــن ثالثــن ألــف طالــب مــن جامعــة الفــرات‬ ‫بديــر الــزور تشــتتوا بحثــاً عــن فرصــة دراســية‬ ‫أفضــل بعــد تدمــر قســم كبــر مــن جامعتهــم‬ ‫وتحويــل مــا تبقــى منهــا لـــ «ثكنــة عســكرية»‪،‬‬ ‫فشــق كل منهــم طريقــه الخــاص‪ ،‬البعــض حمــل‬ ‫الســاح بوجــه النظــام والبعــض قــرر الســفر هربـاً‬ ‫مــن الخدمــة العســكرية‪ ،‬وآخــرون انتقلــوا إىل‬ ‫جامعــات أخــرى يف القطــر‪ ،‬ليحاولــوا تــدارك مــا‬ ‫فاتهــم خــال العامــن الفائتــن وســط ظــروف‬ ‫ماديــة ومعيشــية صعبــة‪.‬‬ ‫الحرية أوالً‬ ‫أبــو الــراء (هندســة برتوكيميــاء‪ ،‬الســنة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬جامعــة الفــرات) مل تعــد تعنــي‬ ‫لــه الجامعــة شــيئاً بعــد أن فقــد أصدقــاءه‬ ‫األربعــة بحســب تعبــره‪ ،‬وعــن ظــروف‬ ‫قتلهــم يقــول «استشــهد أول صديــق يل‬ ‫عندمــا كنــت معــه نقــوم بإســعاف أحــد‬ ‫الجرحــى إىل املشــفى فأصيــب برصــاص‬ ‫قنــاص‪ ،‬أمــا الثــاين استشــهد خــال مظاهــرة‬ ‫ســلمية أمــام مبنــى الجامعــة عندمــا أطلــق‬ ‫عنــارص األمــن عليــه النــار‪ ،‬والثالــث كان‬ ‫يحمــل كامرياتــه ويصــور جرائــم النظــام‬ ‫فأطلــق عليــه النــار أيض ـاً‪ ،‬والرابــع التحــق‬ ‫بصفــوف الجيــش الحــر فنــال الشــهادة‬ ‫أثنــاء دفاعــه عــن املدينــة»‪.‬‬ ‫بعــد ذلــك اتخــذ أبــو ال ـراء ق ـراره بحمــل‬ ‫الســاح والقتــال ضــد «النظــام املجرم»كــا‬ ‫يســميه لـ «تحرير ســورية»‪ ،‬ويتســاءل «بعد‬ ‫كل هــذا الفقــد كيــف أفكــر مبتابعــة تعليمــي؟‪،‬‬ ‫ســورية اآلن مل تعــد بحاجــة إىل متعلمــن اآلن‬ ‫نريــد مقاتلــن لتحريرهــا وتطهريهــا‪ ،‬وبعــد ذلــك‬ ‫مــن املمكــن أن أفكــر مبتابعــة تحصيــي العلمــي‪،‬‬ ‫بعــد أن تتغــر املناهــج لتصبــح مناهــج تليــق‬ ‫بســورية الحــرة»‪.‬‬ ‫نازحون لجامعات أخرى‬ ‫وبعــض طــاب جامعــة الفــرات آثــروا النــزوح‬ ‫إىل جامعــات أخــرى ملتابعــة تحصيلهــم العلمــي‪،‬‬ ‫إال أنهــم عانــوا الكثــر مــن الظــروف املاديــة‬ ‫والتعليميــة الصعبــة‪ ،‬فتقــول الطالبــة فــرح حــداد‬ ‫(الطــب البــري‪ ،‬الســنة الثالثــة) التــي نزحــت‬ ‫مــع صديقاتهــا لجامعــة حلــب «بدايــة‪ ،‬مل أســتطع‬ ‫الحصــول عــى ســكن جامعــي كونــه تحــول ملــكان‬ ‫إليــواء النازحــن‪ ،‬فاضطــررت إىل اللجــوء لإليجــار‪،‬‬ ‫وبعــد اســتقراري‪ ،‬أصــدر عميــد كليــة الطب قـرارا ً‬ ‫بــأن نقــدم بعــض االمتحانــات العمليــة يف جامعــة‬ ‫حمــص لشــهر شــباط القــادم إال أن ذلــك صعــب‬ ‫علينــا لصعوبــة التنقــل‪ ،‬وإىل اآلن مل تصــدر نتائــج‬

‫بعــض مــواد الفصــل الســابق»‪.‬‬ ‫وتصــف فــرح العــام الحــايل بـــ «الفاشــل دراســياً»‬ ‫إضافــة للعــام الفائــت‪ ،‬حيــث مل يحصــل الطــاب‬ ‫عــى العالمــات التــي يســتحقوها بســبب «بعــض‬ ‫األخطــاء يف طباعــة أســئلة االمتحــان‪ ،‬واألجــواء‬ ‫املتوتــرة يف الجامعــة»‪.‬‬ ‫أمــا خالــد بعــاج (كليــة الحقــوق‪ ،‬الســنة الرابعــة‪،‬‬ ‫جامعــة الفــرات) نــزح إىل دمشــق مــع عائلتــه‬ ‫هرب ـاً مــن القصــف‪ ،‬وخــال العــام الــذي قضــاه‬ ‫يف ديــر الــزور مل يتمكــن مــن النجــاح إال بثامنيــة‬ ‫مــواد نظ ـرا ً لتأجيــل االمتحانــات أكــر مــن مــرة‬ ‫ونقلهــا مــن محافظــة إىل أخــرى‪ ،‬حيــث قــدم‬ ‫بعــض امتحاناتــه يف الرقــة نظــرا ً للدمــار الــذي‬ ‫لحــق بجامعــة الفــرات‪.‬‬ ‫خالــد بعــد نزوحــه مــن مدينــة ديــر الــزور قــدم‬ ‫امتحانــات الفصــل الثالــث يف محافظــة الرقــة يف‬ ‫الشــهر التاســع الفائــت وحتــى اآلن مل تصــدر‬ ‫نتائــج بعــض هــذه املــواد‪ ،‬مــع العلــم أنــه تــم‬ ‫تحديــد امتحــان الفصــل الــدرايس الجديــد ومــكان‬ ‫تقدميــه‪ ،‬حيــث ســيجرب عــى تقديــم االمتحــان يف‬ ‫الرقــة‪ ،‬متحم ـاً مخاطــر الطريــق‪.‬‬

‫يختــر خالــد حالــه بالقــول «بعــد تقدميــي‬ ‫االمتحــان سأســافر بحثــاً عــن عمــل‪ ،‬ســواء‬ ‫تخرجــت أم مل أتخــرج‪ ،‬مل أعــد أحتمــل االنتظــار‬ ‫أكــر»‪.‬‬ ‫تحايش خدمة العلم‬ ‫ومل تقتــر معانــاة طــاب ديــر الــزور عــى‬ ‫الداخــل فقــط‪ ،‬فســاري الحافــظ (هندســة عــارة‪،‬‬ ‫الســنة الخامســة‪ ،‬جامعــة الجزيــرة الخاصــة بديــر‬ ‫الــزور) بقــي لديــه ســتة مــواد لينــال شــهادة‬ ‫تخرجــه إال أنــه نتيجــة الظــروف الحاليــة‪ ،‬وإغــاق‬ ‫الجامعــة‪ ،‬اضطــر للســفر إىل مــر‪ ،‬دون أن‬ ‫يتمكــن مــن الحصــول عــى أوراق ثبوتيــة وكشــف‬ ‫عالمــات مــن أجــل التســجيل بجامعــة أخــرى‬ ‫إلكــال دراســته‪.‬‬ ‫وعــن معاناتــه يف الداخــل يقول»توقــف الــدوام‬ ‫منــذ الفصــل الــدرايس الثــاين مــن العــام املــايض‪،‬‬ ‫ورغــم وجــود الجامعــة يف مــكان آمــن نوع ـاً مــا‬ ‫إال أن نــزوح أهــايل الطــاب أوقــف كل شــئ‪ ،‬وقــد‬ ‫أصــدرت الجامعــة العديــد مــن القــرارات التــي‬

‫تعــد مــن خاللهــا الطــاب بتعويضهــم دراســياً‬ ‫وماديـاً‪ ،‬ولكــن حســبام قيــل يل هــي قـرارات مــن‬ ‫أجــل النصــب وجمــع األمــوال فقــط»‪.‬‬ ‫وكحــال طــاب كثرييــن تجنبــوا التخــرج يك ال‬ ‫يلتحقــوا بالخدمــة اإللزاميــة ويضطــروا للمشــاركة‬ ‫يف األعــال القتاليــة‪ ،‬كان حــال الطالــب مؤمــن‬ ‫عبــود (قســم اللغــة االنكليزيــة‪ ،‬الســنة الرابعــة‪،‬‬ ‫جامعــة الفــرات) الــذي اســتمر بتأجيــل تقديــم‬ ‫مــواده لعــدم رغبتــه بااللتحــاق بالخدمــة‬ ‫اإللزاميــة‪ ،‬وهــذا مــا فعلــه رفاقــه أيضــا للتخلــص‬ ‫مــن «الكابــوس الــذي بــات يالحــق شــباب ســورية‬ ‫الجامعــي» بحســب وصفــه‪.‬‬ ‫ومــن األســباب التــي دفعــت مؤمــن لــرك‬ ‫جامعتــه أيضــاً هــو تحولهــا لـ»ثكنــة عســكرية‬ ‫«بحســب وصفــه‪ ،‬فيقــول «أصبــح التواجــد األمني‬ ‫والعســكري كثيفـاً يف الجامعــة لقمــع املظاهـرات‬ ‫واالعتصامــات الطالبيــة املطالبــة بإســقاط النظــام‪،‬‬ ‫وأصبحــت مشــاهد االعتقــاالت للطــاب يوميــة‬ ‫ومتكــررة‪ ،‬وكــوين مــن حــي امليــدان الدمشــقي‬ ‫الثائــر كنــت أتعــرض للكثــر مــن املســائالت‬ ‫األمنيــة عنــد الحواجــز املنتــرة بشــكل كثيف‪ ،‬إال‬ ‫أين ســأعود ألتابــع دراســتي وأحصــل عــى‬ ‫الشــهادة الجامعــة بعــد إســقاط النظــام»‪.‬‬ ‫استهداف الكوادر التعليمية‬ ‫والتقــت «جــر» الدكتــور (ن‪ ،‬ع) الــذي‬ ‫كان يحــارض ســابقا يف جامعــة الفــرات‬ ‫وانتقــل لجامعــة أخــرى بســبب الظــروف‪،‬‬ ‫وعــن تعامــل عنــارص األمــن مــع املدرســيني‬ ‫الجامعيــن يقــول «قــام عنــارص األمــن‬ ‫بتهديــد بعــض أعضــاء الهيئــة التدريســية‬ ‫يف حــال تحدثــوا عــا يجــري يف ســورية‬ ‫بوجهــة نظــر مخالفــة للحكومــة الســورية‪،‬‬ ‫وذلــك عــن طريــق االعتقــال والــرب‬ ‫والتعذيــب»‪.‬‬ ‫ويتابــع «تــم اعتقــال العديــد مــن الزمــاء‬ ‫يف الهيئــة التدريســية نتيجــة نشــاطهم‬ ‫الســلمي يف بدايــة الثــورة»‪.‬‬ ‫وذكــر الدكتــور (ن‪ ،‬ع) أنــه «منــذ تــويل‬ ‫النظــام الســلطة قــام بالتغلغــل بــن جميــع‬ ‫فئــات املجتمــع‪ ،‬وزرع عمالئــه ومخربيــه‬ ‫مــن خــال الحــزب واالرتباطــات األمنيــة‪ ،‬وتغلــل‬ ‫يف كــوارد الهيئــات التدريســية بالجامعــات‪ ،‬حيــث‬ ‫أنــه مل يكــن باإلمــكان أن يصــل عضــو هيئــة‬ ‫تدريســية لهــذه املكانــة مــا مل يعلــن والئــه التــام‬ ‫للنظــام وحــزب البعــث»‪.‬‬ ‫غيث األحمد‬ ‫توقــف الــدوام يف جامعــة الفـرات يف الشــهر‬ ‫الســابع مــن العــام الفائــت‪ ،‬حيــث دمــرت‬ ‫كليــة الطــب البــري وكليــة العلــوم وكليــة‬ ‫الهندســة البرتوكيميائيــة مــع العلــم أن‬ ‫هــذه الكليــات تضــم مختــرات مجهــزة‬ ‫بــأدوات باهظــة الثمــن‪ ،‬وتحولــت كليــات‬ ‫كليــة االقتصــاد والحقــوق و التمريــض إىل‬ ‫ثكنــات عســكرية‪ ،‬تتمركــز فيهــا قــوات‬ ‫النظــام وتقــوم بنصــب مدافعهــا موجهــة‬ ‫فوهاتهــا باتجــاه املدينــة‪.‬‬

‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬

‫‪6‬‬


‫قرنة عداي‬

‫عشــــــر أسـئلة ديرية شـــــــــائعة ‪ ...‬ومحرية ‪...‬‬ ‫وينــي فردة جرابــــايت؟ ســــــــؤال جوهــري ‪ ،‬ألنو‬ ‫بــكل بيــت يب كيــس جرابــات نظيفــة‪ ،‬وكلهــا فردة‬ ‫ميــن‪ ،‬والفــردة الرخر(األخــرى) دامئــآ ضايعــة ‪،‬‬ ‫و محــد يــدري ليــش!! منــو شــاف دبــوس‬ ‫إشــاريب؟ عــى طــول يب جنــب البــاب مــكان‬ ‫ينحــط بيــه الدبابيــس‪ ،‬وعــى طــول فــايض‪...‬‬ ‫وداميــآ الدبابيــس محطوطــة يــم التلفزيــون و‬ ‫مشــكوكة بالقنفــات‪ ،‬وكأنــو (اللهــو الخفــي)‬ ‫هــو إيل يشــيلها مــن مكانهــا‪ ،‬إمــا مشــان‬ ‫ينظــف املوبايــل أو ينقــب راس األركيلــة ‪...‬‬ ‫وال يزال البحث مستمرآ !!‬ ‫منــو لبــس شــحاطتي؟مخصصات كل شــخص بالعيلــة‬ ‫شــحاطتني‪ ،‬و الــكل مضيعــن شــحاحيطهم‪ ،‬األخ الزغري‬ ‫يلبــس كالش أخــوه الكبــر‪ ،‬و يجلــق بيــه بالحــارة‪ ،‬و‬ ‫الكبــر يلبــس تبــع الزغــر بطــارف إصبــع رجلــو ‪..‬‬ ‫بــس دامئــآ يخطــر ببــايل إنــو بــكل بيــت يب‬ ‫(ثقــب أســود) يبتلــع الشــحاحيط‪ ،‬واللغــز‬ ‫هــذا مــن عــر طعشــات الســنني ومــا انحــل!!‬ ‫هــاي شـــــــــلون شــكلك؟ الســؤال األكــر‬ ‫غرابــة‪ ،‬و األكــر واقعيــة‪ ...‬دامئــآ األخ النكــدي‬ ‫الكبــر يســألو ألخــوه ملــا يكــون صــف ثامــن ‪...‬‬ ‫و حتــى هــذه اللحظــة مل توجــد إجابــة لألســف‪..‬‬ ‫أوقــات يقلــو ‪ :‬أحســن مــن شــكلك بــس‬ ‫مــا تفــي بالغــرض‪ .‬شــكون إســم إمــك؟‬ ‫الســؤال اإلســطوري ‪ ،‬إيل يخــي كل شــب‬ ‫ديــري يتكهــرب‪ ،‬و مالمحــو تاخــذ وضعيــة ‪...‬‬ ‫يســألون مبكتــب قطــع الباصــات‪ ،‬يســألون بالتجنيــد‪،‬‬ ‫بالنفــوس‪ ،‬بــكل دائــرة‪ ،‬شــكون إســم إمــك ؟‬ ‫و نفــس ردة الفعــل تتكــرر‪ ،‬يحنــش الواحــد‪ ،‬تتورنــش‬ ‫املالمــح‪ ،‬يدحــق ميــن و يســار‪ ،‬يقــرب عاملوضــف و‬ ‫يهمســلو‪ ،‬بعديــن يرجــع و يصــر يــزور الحواليــه ‪...‬‬ ‫ويــن يــا غــاااااااايل؟ ويــن ‪ :‬هــي أداة للســؤال عــن‬ ‫املــكان‪ ..‬تكــون ميــي بالســوق‪ ،‬وميــر واحــد تعرفــو‬ ‫مــن عــر طعــش ســنة و يســألك‪ ،‬ويــن ياغــايل؟‬ ‫مممممــم ‪ ،‬معقــول يريــد يعــرف املكان الرايــح عليه؟‬ ‫طيــب شــكون الزم أقلــو!! رايــح أمــر عــل أبــوي‬ ‫آخــذ املفتــاح و أجيــب الســيارة مــن الصناعــة !!‬ ‫وال رايــح أمتــى أنــا و العينتــن حــوايل تعليلــه ‪...‬‬ ‫بعــد الصفنــة الطويلــة‪ ،‬ينــدار عــل ربيعــو وببســاطة‬ ‫يقلــو‪ :‬هــا هــا يــاوردة‪ .‬إنتا الفكيــت براغــي الجرس؟‬ ‫ملــا تكــر‪ ،‬و توعــى عالدنيــا‪ ،‬أول إتهــام حقيقــي‬ ‫تتلقــاه مــن خالــك‪ :‬إنتــا الفكيــت براغــي الجــر؟!!!!‬ ‫تنطــي عليــك أول مــرة‪ ،‬و تتلبــك‪ ،‬و اللــه‬ ‫مــايل كار مــو أنــا ‪ ...‬بعديــن يصــر ســؤال‬ ‫كالســييك‪ ،‬و إنتــا تجربــو عالــوالد الزغــار ‪....‬‬ ‫بــس عنجــد‪ ،‬نحنــا بأمــس الحاجــة نعــرف‬ ‫جــواب هالســؤال‪ ،‬منــو الفــك براغــي الجــر؟‬ ‫تــا مــن يســألنا حــدا منــو الفــك براغــي الجــر‪ ،‬نقلــو‬ ‫فــان‪ ،‬و نخلــص مــن هاألســطورة عاديــن‪ ،‬يــازي عــاد‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫ولــد الشــهيد البطــل خليــل محمــد‬ ‫البــورداين (أبــو ابراهيــم) ســنة ‪1972‬‬ ‫يف قريــة املريعيــة رشق ديــر الــزور‪.‬‬ ‫كان مــن أوائــل املتظاهريــن الســلميني‬ ‫يف املحافظــة‪ ،‬ومــن منظمــي الحــراك‬ ‫الثــوري‪ ،‬وعندمــا بــدأت حــرب التحريــر‬ ‫الشــعبية كان مــن أوائــل مــن حملــوا‬ ‫الســاح ليدافعــوا عــن أهلهــم‪.‬‬ ‫يحمــل شــهادة املاجســتري بــاألدب االنكليــزي‪ ،‬ويحــر لنيــل شــهادة‬ ‫الدكتــوراة‪ ،‬وكان مدرســاً للغــة االنكليزيــة يف جامعــة الجزيــرة الخاصــة‪.‬‬ ‫استشــهد بتاريــخ ‪ 2012-9-26‬يف القصــف الــذي اســتهدف اجتامعــاً لقــادة كتائــب مــن‬ ‫الجيــش الحــر‪ ،‬يف مبنــى النفــوس بديــر الــزور‪ ،‬ودفــن يف مــكان مــا‪ ،‬مــن أرض املدينــة التــي‬ ‫افتداهــا بأغــى مــا ميلــك‪.‬‬ ‫يلقبه رفاقه ومحبوه بـ «غيفارا ثورة الفرات»‪.‬‬

‫العدد الرابع ـ السنة االوىل ـ ‪ 22‬كانون الثاين ‪2013‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.