العدد الواحد والاربعون

Page 1

‫تقرير‬

‫‪6‬‬ ‫تربية وتعليم‬

‫العيد في درعا ‪ ....‬ذلك الحاضر الغائب‬

‫‪ 11‬واقع التعليم في دمشق‬ ‫تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم‬

‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫الثالثاء‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العددالواحد و األربعون‪ /‬السنة األولى‬

‫التصنيع الذاتي للسالح‬ ‫الخيار البديل لثوار سوريا‬

‫الثورة يف احلسكةبألوان الغرافيت‬

‫‪7‬‬

‫على مدخل معرة النعمان‬ ‫‪8‬‬

‫‪www.facebook.com/jesrpress‬‬

‫العيد في دمشق‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫‪5‬‬

‫"هجرة الطيور السورية"‬ ‫هبزاد حاج محو‬ ‫عام َّمر على اجملزرة اليت ارتكبها البحر حبق ستون سورياً من‬ ‫ٌ‬ ‫حمافظة احلسكة بينهم الكثري من األطفال‪ .‬قبالة السواحل‬ ‫الرتكية يف مدينة أزمري‪ .‬مل يكن البحر حيمل سكيناً‪ ،‬بل‬ ‫كان يعتمر أمواجاً صاخبة مثل قبعة حكيم يعرف الفرق‬ ‫جيداً بني مهاج ٍر وسائح‪.‬‬ ‫فكان املهاجرون الغرقى بني خيارين‪ :‬األسد من أمامهم‬ ‫ويف عينيه تلوح كل جرائم األرض‪ ،‬والبحر من خلفهم‪ ،‬قد‬ ‫يكون منفذاً ٍ‬ ‫حلياة أخرى‪ .‬فاختاروا البحر وركبوهُ فابتلعهم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وطفت أجسادهم بعدها بيوم منتفخة فارغة من األحالم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫شهود شاركوا يف عملية اإلنقاذ‪ ،‬أن األمساك الصغرية‬ ‫(قال ٌ‬ ‫التهمت أصابع طفل رضيع يف قاع البحر)‪.‬‬ ‫كانت قد‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫وقالت األمم املتحدة‪" :‬أهنا قلقة حيال ما حيدث وتوثق‬ ‫يومياً فرار ما يقارب السبعة آالف مواطن سوري من اجملازر‬ ‫الوحشية حبثاً عن موط ٍن آمن"‪ .‬وبني تلك اجملزرة‪ ،‬خريف‬ ‫العام الفائت واخلريف احلايل من عمر السنة والوطن‪ ،‬مل‬ ‫تتوقف حماوالت السوريني للهروب من املوت إىل املوت‪.‬‬ ‫يف كل أسبوع تقريباً هناك قارب ٍ‬ ‫صيد ينطلق يف أغلب‬ ‫ُ‬ ‫األحيان من السواحل الرتكية‪ ،‬على اعتبار هذا البلد نافذة‬ ‫املأمولني املشرعة على أوروبا‪ .‬وحتت جنح الظالم تنزف‬ ‫وتزفهم عرائس للموت‪ ،‬النفجار لغم بني‬ ‫سوريا أبنائها ّ‬ ‫األسالك الشائكة‪ ،‬لبندقية قناص على احلدود‪ ،‬جلشع‬ ‫وابتزازات املهربني‪ ،‬تزفُّهم للغرق‪ ،‬وأطفاهلا طعاماً ألمساك‬ ‫البحر الشرهة‪.‬‬ ‫يهاتفين دوماً من تركيا صديقي الذي يعمل على اآلالت‬ ‫الثقيلة يف تفريش األرض وجتهيزها لبناء خميمات لالجئني‬ ‫ِّرك‪ ،‬اليوم انتهينا‬ ‫على احلدود السورية هناك‪ ،‬قائالً‪ :‬أبش َ‬ ‫من العملية األوىل يف وضع طبقة من احلصى الرقيقة وغدًا‬ ‫سنبدأ بوضع الطبقة الثانية من الرمل اخلشن"‪ .‬مث يضيف‬ ‫متلهفاً‪" :‬يف غضون أيام سيبدئون بعملية البناء صدِّقين"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مث خيتم مكاملته يف كل مرة بسؤال‪" :‬هل تعتقد أن حرباً‬ ‫أهلية ستنشب بني األكراد والعرب يف احلسكة‪ ،‬فنعمد‬ ‫إىل بناء مالجئ أكرب تستوعب هذا الكم من النازحني"‪.‬‬ ‫وضعت أمام االنسان السوري‪ ،‬فأن‬ ‫مثة أقدار حمددة‬ ‫ْ‬ ‫تكوت سورياً هذا يعين أنك مشروعٌ إما لشهيد‪ ،‬أو لقاتل‬ ‫أو مشروع مهاجر‪.‬‬ ‫هذا النزيف الذي ال يتحدث عنه أحد مبا يليق بشتاته ‪ ،‬ال‬ ‫بد أن يتوقف‪ .‬أُف ِرغت البالد من السوريني‪ .‬وعلى احلدود‬ ‫ومتعهدو بناء املخيمات‪،‬‬ ‫تنتظرهم أعني السماسرة واجلنود ِّ‬ ‫كل حيمل يف جعبته بعضاً منهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


‫أخبار سياسية‬

‫النظام السوري ُيطلق سراح معتقالت سور ّيات‬ ‫لديه مقابل إطالق مخطوفين لبنانيين‬ ‫وصل مساء السبت‪ ،‬تسعة لبنانيون اختطفوا يف اعزاز بريف‬ ‫حلب من قبل كتائب مسلحة لنحو عام ونصف‪ ،‬إىل‬ ‫بريوت‪ ،‬قادمني من تركيا‪ ،‬بالتزامن مع نقل الطيارين الرتكيني‬ ‫املخطوفني يف لبنان عرب مطار بريوت إىل تركيا‪ ،‬وذلك ضمن‬ ‫صفقة‪ ،‬قال مسؤولون لبنانيون إهنا تتضمن إطالق سراح‬ ‫معتقالت سوريات‪.‬‬ ‫ونقلت وسائل اإلعالم اللبنانية حلظة وصول املخطوفني إىل‬ ‫مطار بريوت‪ ،‬يف حني كان يف استقباهلم حشد مجاهريي‬ ‫ووفد رمسي‪ ،‬حيث كان برفقتهم مدير عام األمن العام‬ ‫اللبناين اللواء عباس إبراهيم الذي توىل التفاوض حول‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫وقال إبراهيم "مربوك‪" :‬هذا نصر للبنان‪ ،‬ما ترونه هو‬ ‫نتيجة االتصاالت اليت أجريت مع اجلانب القطري واجلانب‬ ‫السوري واجلانب الرتكي"‪ ،‬مضيفا "نشكر قطر وتركيا‬ ‫وسيادة الرئيس (السوري بشار) االسد الذي سهل هذه‬ ‫املهمة"‪.‬‬ ‫وترافق انطالقهم من اسطنبول مع إقالع طائرة تقل طيارين‬ ‫تركيني كانا حمتجزين يف لبنان منذ آب‪ ،‬ردا على خطف‬ ‫اللبنانيني وأفرج عنهما اليوم‪ ،‬من مطار بريوت متوجهة اىل‬ ‫تركيا‪ ،‬حيث أوضحت مصادر مطلعة على ملف التفاوض‬ ‫أن صفقة التبادل تشمل أيضا الطيارين الرتكيني‪.‬‬ ‫ومبوجب صفقة التبادل اليت كشف عنها مسؤولون لبنانيون‬ ‫خالل الساعات األخرية‪ ،‬يفرتض ان يكون النظام السوري‬ ‫أفرج عن معتقالت يف سجونه طالبت اجملموعة املنتمية‬ ‫إىل "لواء عاصفة الشمال" إطالقهن مقابل اإلفراج عن‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬وان تكون السجينات غادرن سوريا يف طائرة‬

‫تقلهن إىل تركيا‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬نقلت صحيفة "السفري" اللبنانية إن "السلطات‬ ‫السورية أطلقت حنو ‪ 128‬سجينة سورية وترك هلن اخليار‬ ‫بتحديد الوجهة اليت يريدون التوجه اليها"‪.‬‬ ‫وكانت "عاصفة الشمال" قامت يف أيار العام املاضي‬ ‫باختطاف ‪ 11‬لبنانيا يف حلب أثناء عودهتم من زيارة‬ ‫كانوا يقومون هبا إىل إيران‪ ،‬أطلقت سراح اثنني منهم‪,‬‬ ‫مشرية إىل أهنا قررت إطالة إبقائهم لديها ألسباب قالت‬ ‫إن إحداها "وجود ضباط من حزب اهلل" بينهم‪ ،‬كما‬ ‫بينت أن مفاوضات إطالق سراحهم ممكنة بعد اعتذار‬ ‫األمني العام حلزب اهلل حسن نصر اهلل عن خطاب أكد‬ ‫فيه دعمه للنظام السوري‪ ،‬كما طالبت اجملموعة‪ ,‬منذ عدة‬ ‫أشهر‪ ,‬بإطالق سراح عدد من املعتقالت السوريات‪ ,‬على‬ ‫خلفية األحداث اليت تشهدها البالد مقابل إطالق سراح‬ ‫املخطوفني اللبنانيني‪.‬‬ ‫ودخلت الثورة السورية عامها الثالث‪ ،‬يف ظل تصاعد‬ ‫العمليات العسكرية والعنف يف مناطق عدة يف البالد‪ ،‬راح‬ ‫ضحيتها أكثر من مائة ألف شخص‪ ,‬وسبعة ماليني الجئ‬ ‫داخلياً وخارجياً‪ ,‬وتعرض عدة مدن لظروف إنسانية سيئة‪,‬‬ ‫دون بوادر ألي حل سياسي‪.‬‬

‫بعد رفض السعودية لمقعد في مجلس األمن ‪ .‬الكويت مرشح محتمل لملء الشاغر‬ ‫جاء رفض السعودية شغل مقعد يف جملس األمن الدويل‬ ‫ليضع املنظمة الدولية يف موقف مل تتعرض له من قبل لكن‬ ‫الكويت الدولة اخلليجية العربية تلوح يف األفق كمرشح‬ ‫مبكر لشغل املقعد‪.‬‬ ‫وال تزال هناك ‪ 10‬أسابيع حىت املوعد املقرر لبدء السعودية‬ ‫عضوية ملدة عامني يف جملس األمن الدويل يف األول من‬ ‫يناير كانون الثاين لذا يبدو أن دبلوماسيي األمم املتحدة ال‬ ‫يتعجلون إجياد بديل لشغل املقعد الشاغر كما يأمل بعضهم‬ ‫أن تعدل الرياض عن موقفها‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫وقال السفري الربيطاين يف األمم املتحدة مارك ليال جرانت‬ ‫يوم الثالثاء "ننتظر لنرى ماذا سيحدث‪".‬‬ ‫وحثت اجملموعة العربية يف األمم املتحدة السعودية يوم‬ ‫السبت على إعادة النظر يف قرارها رفض املقعد غري الدائم‬ ‫يف اجمللس احتجاجا على فشل املنظمة الدولية يف إهناء‬ ‫احلرب يف سوريا والتحرك إزاء قضايا الشرق األوسط‬ ‫االخرى‪.‬‬ ‫وأربك قرار السعودية يوم اجلمعة الدبلوماسيني واملسؤولني‬ ‫الذين يبحثون اإلخطار الرمسي الالزم لبدء عملية اختاذ قرار‬ ‫بشأن املرشح البديل للرياض‪.‬‬ ‫وقال السفري الفرنسي يف األمم املتحدة جريار ارو "ال‬ ‫يوجد إجراء متفق عليه ألن هذه هي املرة األوىل اليت‬ ‫حيدث فيها هذا"‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد و األربعون‬

‫العربي في حضور اإلبراهيمي‪:‬‬ ‫مؤتمر جنيف‪ 2‬في ‪ 23‬نوفمبر‪.‬‬ ‫أكد األمني العام للجامعة العربية‪ ،‬نبيل العريب‪ ،‬أن مؤمتر‬ ‫جنيف ‪ 2‬حول السالم يف سوريا سيعقد يف ‪ 23‬نوفمرب‬ ‫القادم‪ .‬وجاء هذا يف املؤمتر الصحايف املشرتك الذي عقده‬ ‫يف مقر اجلامعة‪ ،‬األحد‪ ،‬مع املبعوث الدويل واجلامعة العربية‬ ‫يف سوريا‪ ،‬األخضر اإلبراهيمي‪ ،‬والذي قال يف كلمته إنه‬ ‫يأمل حتديد موعد هنائي للمؤمتر يف نوفمرب القادم‪ ،‬دون أن‬ ‫حيدد تاريخ‪.‬‬ ‫وكشف اإلبراهيمي أنه "مل يتم البت بعد يف قائمة املدعوين‬ ‫إىل مؤمتر جنيف‪."2‬‬ ‫وذكر أن جولته يف القاهرة‪ ،‬ستمتد إىل قطر وتركيا "لنقف‬ ‫على رأيهما من املؤمتر‪ ،‬وخاصة أن كال منهما لديه‬ ‫تساؤالت مشروعة‪ ،‬باعتبارمها مشاركتني يف صياغة بيان‬ ‫مؤمتر جنيف ‪ 1‬حول سوريا"‪".‬‬ ‫وأعلن املبعوث الدويل أنه ال يتصور "وجود خالف حول‬ ‫ضرورة اإلسراع يف حل األزمة السورية بعد أن طالت أكثر‬ ‫مما ينبغي‪ ،‬وأصبحت متثل خطرا على السلم العاملي"‪.‬‬ ‫وحول الوضع الداخلي يف سوريا‪ ،‬قال املبعوث الدويل‬ ‫إنه "سيء ويزداد سوءا"‪ ،‬وميثل مأساة وسابقة تارخيية يف‬ ‫"تأثر أكثر من ثلث الشعب السوري بالقتال"‪ ،‬مشريا إىل‬ ‫سقوط أكثر من مائة ألف قتيل‪ ،‬وتشرد املاليني يف الداخل‬ ‫واخلارج‪ ،‬وتدهور األوضاع الصحية ممثلة يف ظهور حاالت‬ ‫إصابة بشلل األطفال‪ ،‬على حد تعبريه‪.‬‬ ‫وردا على سؤال حول مشاركة املعارضة السورية يف مؤمتر‬ ‫جنيف ‪ ،2‬قال اإلبراهيمي "إن املعارضة تواجه مشكالت‬ ‫كبرية يف توحيد صفوفها‪ ،‬وإهنا جتتمع حاليا لتقريب‬ ‫وجهات النظر من أجل ضمان مشاركة تعرب عن القسم‬ ‫األكرب منها"‪.‬‬ ‫وأكد أن "مؤمتر جنيف ‪ 2‬لن ينعقد دون وجود معارضة‬ ‫مقنعة من سوريا"‪ ،‬مستدركا أن "مشاركة كافة األطراف‬ ‫املهتمة واملعنية باألزمة السورية غري ممكن"‪.‬‬ ‫وأملح إىل أن "مؤمتر جنيف ‪ 2‬ليس حدثا‪ ،‬بل عملية‬ ‫متواصلة‪ ،‬وستتوافر فرص الحقة ملشاركة من يغيب عن‬ ‫فعاليات املؤمتر"‪.‬‬


‫أخبار اقتصادية‬ ‫تراجع أعداد السفن التي تتردد على الموانئ السورية مع إحجام شركات النقل حكومة النظام السوري ترفع سعر‬ ‫لتر البنزين من ‪ 80‬إلى ‪100‬ليرة سورية‬ ‫البحري بسبب مخاطر الحرب والعقوبات المفروضة على سوريا‬ ‫بدأ تباطوء وصول شحنات املواد الغذائية وغريها من السلع‬ ‫الضرورية يفرض ضغوطاً على النظام السوري اليت تواجه‬ ‫صعوبات يف إبقاء خطوط اإلمدادات التجارية مفتوحة‪.‬‬ ‫وقد أخفقت سوريا منذ فرتة يف احلصول على احتياجاهتا‬ ‫من السلع االسرتاتيجية‪ ،‬مثل القمح والسكر واألرز‪ ،‬من‬ ‫خالل املناقصات الدولية بسبب احلرب الدائرة يف عامها‬ ‫الثالث وما اقرتن هبا من أزمة مالية‪.‬‬ ‫وتوضح بيانات متابعة السفن من شركة ويندوارد لتحليالت‬ ‫املعلومات البحرية أن سفن البضائع اليت زارت موانئ سوريا‬ ‫اخنفضت من ذروة بلغت ‪ 108‬سفن يف مارس إىل ‪20‬‬ ‫سفينة فقط يف سبتمرب‪ .‬وباملثل تراجعت سفن البضائع‬ ‫العامة من ‪ 120‬سفينة إىل ‪ 52‬سفينة‪.‬‬ ‫وقال آالن فريزر‪ ،‬من شركة "ايه‪.‬كيه‪.‬إي" للخدمات‬ ‫االمنية "األسد حيظى بدعم من حلفائه مثل روسيا ومازال‬ ‫النظام صامداً‪ .‬ويف الوقت نفسه فإن للصراع آثاره على‬ ‫خطوط االمداد اليت تشمل كل شيء من السلع والبضائع"‪.‬‬ ‫وأضاف "هم يواجهون صعوبات على صعيد النقل البحري‬ ‫وهلذا السبب حاولوا إبقاء الطرق الربية مفتوحة"‪.‬‬ ‫وتوضح بيانات متابعة السفن من شركة ويندوارد لتحليالت‬ ‫املعلومات البحرية أن عدد سفن البضائع الصب واحلاويات‬ ‫البضائع العامة اليت ترتدد على ميناءي طرطوس والالذقية‬ ‫اخنفض منذ بداية العام‪.‬‬ ‫وتظهر البيانات أن سفن البضائع الصب اليت زارت مواينء‬ ‫سورية اخنفضت من ذروة بلغت ‪ 108‬سفن يف آذار إىل‬ ‫‪ 20‬سفينة فقط يف أيلول‪ .‬وباملثل تراجعت سفن البضائع‬ ‫العامة من ‪ 120‬سفينة إىل ‪ 52‬سفينة‪.‬‬ ‫وقال مصدر بصناعة الشحن البحري "العقوبات كان هلا‬ ‫أثرها على حركة التجارة السورية إال أن املخاطر احملدقة‬ ‫بالنقل الربي قد حتد من التجارة الواردة إىل املواينء السورية"‪.‬‬ ‫وأضاف "تظهر متابعة السفن أن املواينء الرئيسية ال‬ ‫تستقبل إال أربع أو مخس سفن كل يوم وكلها تقريبا من‬ ‫سفن البضائع العامة احمللية الصغرية"‪.‬‬ ‫وتشري البيانات إىل أن كثرياً من السفن اليت ترتدد على‬ ‫مواينء سورية من أقدم سفن االسطول العاملي إذ يبلغ‬ ‫متوسط أعمارها ‪ 28‬عاما وتقول مصادر أن هذا يعكس‬ ‫حذر شركات النقل البحري الكربى من ارسال سفن‬ ‫حديثة‪.‬‬

‫وقد تراجع خطر شن هجمات من القوى الغربية على‬ ‫سورية‪ ،‬بعد أن وافق األسد على تدمري ترسانته الكيماوية‪،‬‬ ‫لكن سورية على حد قول أحد أصحاب السفن االوروبيني‬ ‫"مازالت ال تستحق هذا العناء يف نظر كثري من أصحاب‬ ‫السفن‪ .‬وعليك أن تأخذ املخاطر الكبرية احملتملة يف‬ ‫احلسبان"‪.‬‬ ‫ويف وقت سابق من العام اجلاري توقفت شركة "انرتناشونال‬ ‫كونتينر ترمينال سريفيسز" الفلبينية عن تشغيل ميناء‬ ‫طرطوس للحاويات بسبب احلرب‪.‬‬ ‫وقال دانييل ريتشاردز‪ ،‬من شركة "بيزنس مونيتور‬ ‫انرتناشونال" شهدت املواينء السورية ابتعاد شركات النقل‬ ‫البحري عنها بل إن شركات النقل الربي حبثت عن طرق‬ ‫بديلة للبضائع‪ ،‬اليت كان من املمكن ان متر يف ظروف‬ ‫أخرى عرب هذا البلد املضطرب"‪.‬‬ ‫وقال مسؤول يف الالذقية إن "امليناء جاهز الستقبال السفن‬ ‫كاملعتاد لكن حركة العمل تراجعت"‪.‬‬ ‫وأضاف "ليس لدينا أي مشاكل يف التشغيل‪ .‬وال توجد‬ ‫كذلك مشاكل أو ضرر يف بنيتنا التحتية وهلذا فنحن‬ ‫جاهزون للعمل بنسبة مئة يف املئة كاملعتاد‪ .‬لكن حجم‬ ‫البضائع أقل كثريا بالطبع بسبب الوضع"‪.‬‬ ‫ومل يرد مسؤولون يف ميناء طرطوس على طلبات التعليق ومل‬ ‫تتوفر على الفور بيانات رمسية‪.‬‬ ‫وقال نيل روبرتس من رابطة سوق "لويدز"‪ ،‬اليت متثل مجيع‬ ‫العاملني يف أنشطة التأمني يف سوق لويدز "الوضع يف سورية‬ ‫بلغ حدا جيعل من الضروري يف الواقع ابالغ شركات التأمني‬ ‫مبا إذا كانت سفينة ترغب يف الذهاب إىل هناك حىت‬ ‫ميكنهم البت فيما إذا كان اخلطر حمتمال بالشروط احلالية أو‬ ‫ما إذا كان يتعني تغيري الشروط بناء على املخاطر"‪.‬‬ ‫وقالت شركة سي‪.‬إم‪.‬أيه سي‪.‬جي‪.‬إم الفرنسية ثالث أكرب‬ ‫شركة للحاويات يف العامل وهي جزء من احتاد شركات‬ ‫يدير مرفأ الالذقية إن سفنها مازالت ترتدد على الالذقية‬ ‫وطرطوس‪.‬‬ ‫لكن شركات أخرى قلصت أنشطتها مبا يف ذلك شركة‬ ‫مريسك الين شركة احلاويات االوىل يف العامل اليت تتيح‬ ‫خدمة أسبوعية لنقل احلاويات من سفن أكرب يف مراكز‬ ‫أخرى مثل مصر ولبنان وذلك عن طريق شركة شقيقة بعد‬ ‫أن أوقفت الزيارات املباشرة من جانب سفنها الهنا مل تعد‬ ‫مرحبة‪.‬‬ ‫وقال ساميون براون‪ ،‬رئيس "مريسك الين اجييبت" حنن نلتزم‬ ‫متاما بالعقوبات الشاملة اليت يفرضها اجملتمع الدويل وهذا‬ ‫أكثر من غريه قلص التدفقات على سورية"‪.‬‬ ‫وأضاف "حنن مستمرون يف قبول احلجز ألي سلع ليست‬ ‫على القائمة احملظورة مثل املساعدات االنسانية والغذاء‬ ‫والدواء‪ .‬وأملنا أن يستمر الوضع األمين يف السماح مبرور‬ ‫آمن للسفن والبضائع إىل سورية‪.‬‬

‫أصدرت "وزارة التجارة الداخلية ومحاية املستهلك" قراراً برفع‬ ‫سعر ليرت البنزين لـ ‪ 100‬لرية سورية بعدما كان ‪ 80‬لرية‪،‬‬ ‫ومبقدار زيادة ‪ 20‬لرية‪.‬‬ ‫وقال وزير النفط والثروة املعدنية يف حكومة النظام " إن‬ ‫احلكومة اختذت قرار رفع سعر ليرت البنزين إىل ‪ 100‬لرية‬ ‫سورية‪ ،‬وذلك هبدف زيادة موارد الدولة‪ ،‬ألن اإليرادات‬ ‫أصبحت قليلة نسبياً ومن خمتلف القطاعات االقتصادية‪،‬‬ ‫فكان ال بد من إجياد موارد بديلة"‪.‬‬ ‫وتعترب هذه الزيادة هي الثالثة اليت تطرأ على سعر البنزين‬ ‫الرمسي يف سوريا خالل العام اجلاري‪ ،‬حيث كانت احلكومة‬ ‫رفعت يف آذار املاضي سعر لرت البنزين عشر لريات من ‪55‬‬ ‫لرية إىل ‪ 65‬لرية‪ ،‬مث عادت لرفعها يف أيار املاضي ليبلغ‬ ‫سعر اللرت ‪ 80‬لرية‪.‬‬ ‫وأشارت مصارد اقتصادية إىل أن رفع سعر البنزين لـ‪100‬‬ ‫لرية مبقدار ‪ 20‬لرية سريفد اخلزينة العامة للدولة بأكثر من‬ ‫‪ 8‬مليارات لرية سنوياً‪ ،‬وهذا يشكل رقماً مهماً للخزينة‪،‬‬ ‫معتربة أن احلكومة مضطرة لرفع السعر يف ظل وجود إيرادات‬ ‫متدنية‪ ،‬وحتصيل ضرائب شبه معدومة ونشاط اقتصادي‬ ‫بطيء‪.‬‬ ‫وقالت املصادر‪" :‬إذا افرتضنا استهالك التكسي ‪ 20‬ليرتاً يف‬ ‫اليوم لـ‪ 40‬راكباً‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة للسرافيس لـ ‪100‬‬ ‫ليرت يومياً‪ ،‬فهذا يفرض تكلفة زائدة سيتكبدها صاحب‬ ‫املركبة آخر اليوم قدرها ‪ 400‬لرية سورية‪ ،‬كما يفرض ذلك‬ ‫زيادة يف التكلفة املتحصلة من املواطن ‪ %10‬للتكاسي‬ ‫مبقدار ‪ 10‬لريات زيادة"‪.‬‬ ‫ويبلغ استهالك سوريا من البنزين يومياً حنو ‪ 7‬ماليني ليرت‪،‬‬ ‫أي حنو ‪ 2.5‬مليار ليرت سنوياً‪ ،‬وفقا لتقارير اقتصادية‪.‬‬ ‫ويعاين السوريون من نقص يف الوقود كاملازوت والبنزين‬ ‫والغاز املنزيل‪ ،‬مما أدى إىل وجود ازدحام كبري أمام حمطات‬ ‫الوقود‪ ,‬كما أن هذا النقص أسهم يف رفع أسعار هذه املواد‬ ‫يف السوق السوداء عدة أضعاف‪.‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد واألربعون‬

‫‪3‬‬


‫تقرير‬

‫التصنيع الذاتي للسالح ‪ ...‬الخيار البديل لثوار سوريا‬ ‫حلب_عدنان احلسني‬ ‫على أطراف مدينة حلب ويف أحد األبنية ينشط جمموعة‬ ‫من الشباب بشكل دائم أمام آالهتم‪ ،‬يصلون الليل بالنهار‬ ‫بالتناوب مع زمالء هلم‪ ،‬يصنعون مبا توفر لديهم من مواد‬ ‫أولية أسلحة وذخائر للجيش السوري احلر‪.‬‬ ‫"املعلم أبو عبدو احلمصي" شاب يف الثالثينيات من العمر‬ ‫قدم من مدينة محص إىل حلب؛ ليشرف على إحدى تلك‬ ‫الورش مستفيداً من خربته يف العمل على تلك اآلالت‬ ‫املتخصصة‪ ،‬ويف هذا السياق يقول‪ :‬ضعف التسليح وغالء‬ ‫أسعاره دفع الثوار يف سوريا إلجياد وسائل بديلة لتأمني‬ ‫السالح ليدافعوا عن أنفسهم‪ ،‬وبسبب غياب الدعم الدويل‬ ‫للسوريني يف حرهبم ضد هذا النظام اجملرم‪ ،‬كذلك لضعف‬ ‫اإلمكانيات املالية لشراء السالح‪.‬‬ ‫يقول املعلم أبو عبدوا حلمصي‪ :‬إن ورشتنا تنتج أنواع عدة‬ ‫للسالح كالعبوات الناسفة‪ ،‬والصواريخ حملية الصنع‪ ،‬ومدافع‬ ‫اهلاون‪ ،‬ومدافع قناصة متطورة‪ ،‬قنابل موجهة‪ ،‬وقنابل ضد‬ ‫الطريان املروحي‪ ،‬باإلضافة إىل القذائف الصاروخية‪.‬‬

‫تفوقنا على الصناعة الروسية‬

‫يصف احلمصي فاعلية تلك األسلحة اليت تنتجها الورشة‬ ‫بشديدة الفاعلية‪ ،‬ويضيف ممازحاً‪ :‬لوال السالح احمللي‬ ‫والتصنيع لكنا اآلن خارج احلدود‪ .‬فقد حققت هذه‬ ‫األسلحة تقدماً نوعياً على مجيع اجلبهات السورية من‬ ‫تفخيخ الطرقات‪ ،‬وتدمري لثكنات النظام‪ ،‬وضرب دمشه‪،‬‬ ‫إىل استهداف األرتال‪ ،،‬وهنا يضرب أبو عبدو مثاالً على‬ ‫فاعلية تلك األسلحة فيقول‪:‬إن مدفع من عيار "‪220‬مم"‬ ‫قادر على تدمري منزل بأكمله؛ فكل قذيفة من املدفع‬ ‫املذكور تعادل ‪ 6‬قذائف دبابة صناعه روسية!‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالتكاليف مقارنة بأسعار السالح اليت يبيعها‬ ‫التجار‪ ،‬يقول احلمصي‪ :‬إن التكلفة قليلة؛ إذا ما قورنت‬ ‫بسعر الكلفة بالنسبة للسالح الذي نشرتيه من التجار‪،‬‬ ‫فمثالً‪ :‬قذيفة ‪ RBG‬سعرها ‪ 70‬ألف سوري أي ما‬ ‫يعادل ‪ 400‬دوالر أمريكي؛ بينما استطعنا أن حنن نصنع‬ ‫قذيفة أكثر تدمرياً لألهداف الثابتة (دشم) بتكلفة ‪ 5‬آالف‬ ‫لرية سورية؛ أي ما يعادل ‪ 40‬دوالراً!‪.‬‬

‫العمل يف الورشة حمفوف باملوت‬

‫املواد اليت تستخدمها الورشة لصناعة السالح وحبسب‬ ‫املعلم احلمصي بسيطة ومما يتوفر يف السوق احمللية‪ ،‬ومما‬ ‫يتم شراؤه يف البلدان اجملاورة‪ ،‬وفيما يتعلق بكمية اإلنتاج‬ ‫يقول أبو عبدو‪ :‬عند توفر املواد واألدوات نستطيع إنتاج‬ ‫‪ 200‬قذيفة‪ ،‬ومدفعني من عيار ‪ ،160‬و‪220‬مم‪ ،‬و‪10‬‬ ‫صواريخ حملية الصنع‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق يصف احلمصي العقبات اليت تواجه اإلنتاج‬ ‫يف الورشة بالقول‪ :‬العقبات تتمثل بعدم وجود وسائل األمان‬ ‫يف التصنيع‪ ،‬مع العلم أن عدد من املصنعني (العاملني يف‬ ‫مثل هذه الورشات) تعرضوا للموت جراء أخطاء بسيطة‪.‬‬

‫كذلك عدم توفر مادة ‪ ،TNT‬حيث كثرياً ما نضطر‬ ‫إىل تفكيك الرباميل اليت مل تنفجر اليت أطلقها النظام علينا‬ ‫والصواريخ ألخذ هذه املادة منها‪ .‬كما أن االنقطاع الدائم‬ ‫للتيار الكهربائي من أحد أكرب العقبات اليت تواجهنا فنعتمد‬ ‫على املولدات اليت تعمل على الديزل مما يعين مصاريف‬ ‫أكثر على التصنيع‪.‬‬

‫استطعنا تصنيع سالح بالتحكم عن بعد‬

‫زبائن الورشة كما يقول احلمصي كل الفصائل العسكرية‬ ‫املسلحة على اجلبهات ضد قوات النظام‪ ،‬حيث يتم بيعها‬ ‫القطعة بسعر التكلفة مبا يساعد على استمرار عمل الورشة‬ ‫وعدم توقفها‪.‬‬ ‫ويصف العاملني يف الورشة بأصحاب اخلربات‪ ،‬وبالشباب‬ ‫الذكي الذي استطاع دخول احلرب اإللكرتونية ضد النظام‪،‬‬ ‫ويقول‪ :‬حنن يف اجملتمع السوري لدينا طاقات كان قد غيبها‬ ‫النظام على مدار عقود‪.‬‬ ‫ومن ناحية تطور وتقدم التصنيع يف الورشة‪ ،‬يضيف‬ ‫احلمصي‪ :‬طبعاً‪ ...‬مثة تطور سريع وفعال؛ فقد متكن بعض‬ ‫األخوة من تسيري سيارات عن بعد واحلفاظ على اجملاهد‪،‬‬ ‫وهناك أمثلة كثرية ظهرت على أغلب الشاشات‪ .‬أيضاً‪،‬‬ ‫صناعة قناصة من عيار مدفع "‪23‬مم" بالتحكم عن بعد‪.‬‬ ‫هدفنا إسقاط النظام‬

‫خيتم املعلم أبو عبد احلمصي بأن متىن على أصحاب مثل‬ ‫هذه الورشات أال حيتكروا أي سر من أسرار التصنيع بني‬ ‫فصائل معينة من اجليش احلر‪ .‬ويضيف‪ ،‬أمتىن بل أرجوا من‬ ‫مجيع املصنعني أال يكون عملهم من أجل التجارة؛ بل يبقى‬ ‫هدفنا هو إسقاط النظام وعد حرف مسار الثورة ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد و األربعون‬


‫تقرير‬

‫العيد في دمشق‬ ‫بسمة يوسف ‪ -‬دمشق‬ ‫أول أيام عيد األضحى املبارك مل يكن كما عهده أهل‬ ‫دمشق وريفها سابقا حيث ترافقت أصوات تكبريات العيد‬ ‫اليت صدحت هبا املآذن مع أكثر من ثالثني غارة جوية على‬ ‫جنوب العاصمة يف حماولة لقتل ما تبقى من فرحة ضئيلة‬ ‫بقدوم العيد‪...‬غارات خلفت العديد من الشهداء واجلرحى‬ ‫الذين يصعب مداواة بعضهم لقلة األدوية املتوفرة‪....‬‬ ‫وقذائف هاون تساقطت عشوائيا يف أماكن خمتلفة من‬ ‫العاصمة منعت الكثريين من اخلروج من منازهلم ‪ ...‬فبدت‬ ‫شوارع دمشق خالية هادئة إال من هدير الطائرات احملومة‬ ‫فوقها وأصوات القذائف اليت اغتالت فرحة العيد لدى‬ ‫الكثريين‪. .‬‬ ‫حيث تعرض خميم الريموك لقصف صاروخي ومدفعي عنيف‬ ‫صبيحة العيد وسجل سقوط أكثر من مئة قذيفة وصاروخ‬ ‫على خمتلف مناطقه كان احدها ساحة لعب لألطفال‬ ‫أقامها أهل املخيم احملاصرين يف حماولة لرسم البسمة على‬ ‫شفاه أطفال تشوقوا للعيد مما تسبب بسقوط عدد من‬ ‫الشهداء واجلرحى‪...‬أما بلدة البويضة جنوب العاصمة فقد‬ ‫شهدت اشتباكات بني اجليش احلر وميلشيات حزب اهلل‬ ‫وأبو الفضل العباس اليت حتاول اقتحام البلدة حتت غطاء‬ ‫جوي ومدفعي من قوات النظام املتمركزة يف جبال اللواء‬ ‫أدت إىل دمار واسع واشتعال للحرائق يف األبنية السكنية‬ ‫باإلضافة إىل سقوط العديد من اجلرحى ‪...‬‬ ‫كما انفجرت قنبلة يف مسجد أبو ذر الغفاري يف حي‬ ‫التضامن أثناء صالة الفجر و حسب أحد الشهود فإن‬ ‫أحد الشبيحة قام بالدخول للمسجد وألقى القنبلة اليت‬ ‫أدت إىل ارتقاء شهيدين وإصابة العشرات ‪,‬أما يف قلب‬ ‫العاصمة فقد تساقطت القذائف يف كل من حي الروضة‬ ‫وحي امليدان وحي املزرعة بالقرب من السفارة الروسية كما‬ ‫سجل سقوط أخرى يف قلب حديقة ملعب الفيحاء يف‬ ‫حي التجارة ‪ ,‬بدوره ريف العاصمة امللتهب كان له نصيبه‬ ‫من غارات متالحقة طالت كل من بلدات دوما ‪,‬زملكا‬ ‫‪ ,‬معضمية الشام وداريا تزامنت مع وقت صالة العيد ما‬ ‫أدى إىل انتشار حالة من الرعب واهللع بني األهايل‪ .‬وكان‬ ‫النظام السوري قد قام منذ ساعات الصباح األوىل بقطع‬ ‫كافة االتصاالت األرضية و اخلليوية واالنرتنت عن دمشق‬ ‫وريفها ملدة تزيد عن ساعة يف وقت كان يتجهز به الرئيس‬ ‫السوري لصالة العيد يف مسجد حسيبة مبشروع دمر حيث‬ ‫انتشرت يف املنطقة قوات تابعة للحرس اجلمهوري ‪ ,‬فيما‬ ‫انتشرت قوات حفظ النظام بشكل كثيف يف عموم أرجاء‬ ‫العاصمة وخاصة على أبواب املساجد‪ ..‬كما منع أهايل‬ ‫بعض املناطق من اخلروج من حيهم إىل حي آخر ولو كان‬ ‫السبب زيارة قبور أقربائهم ‪.‬‬

‫فحىت يوم العيد مل يشفع للسورين بأن يعيشوا حلظات‬ ‫هادئة‪ ...‬ومل يسمح للصغار باستقبال العيد كما اعتادوا ‪...‬‬ ‫أبو حممد أحد املرابطني على جبهة جوبر جاءه العيد مبزيد‬ ‫من الدموع واحلنني إىل أهله الذين ال تفصله عنهم سوى‬ ‫أمتار قليلة ‪( ..‬بسبب القناصة مل أستطع رؤية أوالدي منذ‬ ‫أكثر من مخسة أشهر ‪ ..‬هو العيد الثاين الذي مير دون‬ ‫أن أراهم ‪ ) ..‬يتأمل صورهم عرب شاشة حاسوبه الصغرية‪..‬‬ ‫وتنساب دموعه صامتة شوقا البنه الشهيد الذي استشهد‬ ‫يف إحدى املعارك ولصغريه الذي بعث إليه بصورة له وكتب‬ ‫أسفلها "اشتقتلك بابا "‬ ‫أما أمحد أحد سكان خميم الريموك‪ ...‬حيدثنا عن العيد‬ ‫امللطخ بالدماء يف حيه " صنعنا حلوى للعيد من العدس‬ ‫‪...‬برازق من العدس‪ ...‬هذا هو حالنا ‪ .‬بسبب التخاذل‬ ‫الدويل عن فك احلصار عنا ‪ ...‬ال طعام لدينا ‪ ..‬إال ما‬ ‫تبقى من البقول ‪ ..‬من العدس صنعنا اخلبز و اآلن حلوى‬ ‫للعيد‪"..‬‬ ‫الوضع يف أحياء دمشق اهلادئة خمتلف‪..‬فقد شهدت‬ ‫أسواقها قبل العيد ازدحاما شديدا رغم الغالء الفاحش‬ ‫لألسعار ‪ ..‬أما أساسيات العيد اليت استغىن الكثريون عن‬ ‫بعضها فقد اقتصرت على قليل من احللويات أو الفواكه ‪..‬‬ ‫وكثري من قام بصنعها منزليا لتوفري قليل من املال ‪...‬‬

‫للعب ‪ ..‬فال ميكن إرسال الصغار لوحدهم ‪ ...‬و ال ميكنين‬ ‫املخاطرة بأخيهم األكرب الذي كان معتقال يف الفرتة السابقة‬ ‫"‬ ‫غابت البهجة عن وجه أم خالد كما غابت عن وجه كثري‬ ‫من األمهات اللوايت فقدن فلذات أكبادهن يف ظل احلرب‬ ‫الدائرة ‪.‬‬ ‫فأم سعيد اليت فقدت زوجها وولديها السنة املاضية يف جمزرة‬ ‫داريا جاءها العيد مرة أخرى جمددا ألحزاهنا " العيد بدوهنم‬ ‫ليبس له طعم أو معىن‪ ...‬هربت من بييت حتت وابل من‬ ‫القذائف ألنقذ حياة من تبقى من أطفايل‪..‬اشتقت هلم‬ ‫مجيعا ولبيتنا الذي كانوا ميلؤنه بالعيد ضحكا وهبجة‪"....‬‬ ‫حاهلا كحال عشرات العائالت النازحة اليت تسكن األقبية‬ ‫يف أبنية دمشق ‪ ...‬الذين مل يستطع معظمهم تأمني مالبس‬ ‫جديدة ألطفاهلم الذين اختذوا الشوارع ساحة للعبهم بعيدا‬ ‫عن األقبية املكتظة اليت حتوي يف كل منها ما يزيد عن عشرة‬ ‫عائالت‪...‬‬ ‫"أمل " طفلة مل تتجاوز العاشرة من عمرها ‪ ..‬رمست على‬ ‫اجلدار أحالمها بأرجوحة صغرية وبيت يلم مشل عائلتها‬ ‫املهجرة ‪ " ...‬بدي أفرح بالعيد وألبس تياب جديدة‪...‬‬ ‫و ياخدين أخي لعيد‪ ..‬وأركب باأللعاب‪ ...‬ونزين البيت‬ ‫واشرتي ألعاب ‪...‬بس أخي استشهد وبيتنا راح ‪" ...‬‬

‫ألعاب األطفال اليت حددت مناطقها مسبقا من قبل‬ ‫احملافظة عينت يف أماكن معينة يف دمشق‪ ...‬وإن كان كثري وأكملت أمنياهتا الصغرية بدموع انسابت على وجنتيها‬ ‫من السكان لديهم بعض التحفظات لقرهبا من احلواجز أو تنعي فيها ضمري اإلنسانية اليت وقفت موقف املتفرج على‬ ‫املراكز األمنية ‪ ...‬حيث ال ميكن إرسال األطفال لوحدهم واقع مر يرسم الصغار فيه أحالما بغد مشرق وبلد آمن ‪...‬‬ ‫كما ختربنا أم خالد اليت مل تستطع مرافقة أطفاهلا " عيد جاء حممال بالدموع والدماء ‪ ...‬يرسم رغم األمل أمال‬ ‫بسبب قرب األلعاب من املركز األمين مل يذهب أطفايل بنصر قريب عله يكون بلسما جلرح آمله النزيف ‪.‬‬ ‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد واألربعون‬

‫‪5‬‬


‫تقرير‬

‫العيد في درعا ‪ ....‬ذلك الحاضر الغائب بين الناس‪ ..‬و األضاحي بشرية !!!‬ ‫درعا _سارة احلوراين‬ ‫للتجوال يف األحياء األمنية وانتشاراًكثيف للقناصة واألمن الجئ ونازح‪ ،‬مشرية إىل إن عدد من أبناءها تشردوا بني‬ ‫غابت مظاهر العيد بأبسط صورها عن املشهد يف مدينة‬ ‫فرضت على املواطنني االلتزام يف منازهلم وخلو املقربة يف جلوء يف األردن وبني نازح يف قرى الريف يف حمافظة درعا‪،‬‬ ‫درعا ‪،‬لتتشح املدينة باحلزن على اجملازر اليت مل تتوقف يوما‬ ‫وهناك صعوبة كبرية يف االتصال هبم أو رؤيتهم" ‪.‬‬ ‫درعا احملطة من األهايل الزائرين ‪..‬‬ ‫حبق أبنائها ‪..‬ولتكون آخر ضحاياها عائلة مكونة من أم‬ ‫أما يف درعا البلد وطريق السد حيث تعاين املنطقتان من‬ ‫و ثالثة من أطفاهلا يف أول يوم يف العيد إثر قصف منزهلم‬ ‫وللطفولة نصيبها من األمل والقهر‬ ‫حصار شديد و نقص يف الغذاء وخاصة مادة اخلبز وانقطاع‬ ‫يتسن ألطفال هذه العائلة‬ ‫من قبل الطريان احلريب ‪،‬ومل َ‬ ‫للماء والكهرباء بشكل شبه مستمر ‪،‬حاول األهايل مللمة‬ ‫الشهيدة الفرح مبالبس العيد أو بالعيدية ‪ ،‬واليت جاءت‬ ‫جراحهم على شهداء اجملازر وأبنائهم اللذين استشهدوا كان حال العديد من األطفال أفضل حاال من أقرأهنم‬ ‫على شكل صاروخ استل أرواحهم الصغرية من أجسادهم‬ ‫خالل الفرتة املاضية من عمر الثورة املباركة ‪،‬بزيارة سريعة اللذين استشهدوا خالل يومي الوقفة والعيد ‪،‬و منهم من‬ ‫املتعبة واملنهكة ‪..‬‬ ‫إىل املقابر اليت أقيم بعضها يف املنتزهات العامة ‪،‬وكانت أصيب بإصابات تفاوتت خطورهتا بني اخلطرية واملتوسطة‬ ‫مل ختتلف بشاعة تلك اجملزرة عن اجملزرتني اللتني وقعتا يوم‬ ‫زيارهتم حمفوفة باملخاطر و خاصة أن القذائف مل تتوقف واخلفيفة ‪،‬وأحدهم الطفل "معاذ" حيث أُصيب بشظية يف‬ ‫وقفة العيد يف طريق السد األكثر كثافة وتواجد لألهايل نظرا‬ ‫عن السقوط على تلك املناطق‪ ،‬إضافة إىل حتليق متكرر قدمه نتيجة الستهداف حيه بقذائف اهلاون ‪..‬‬ ‫لتحول احلي إىل سوق جتاري ‪،‬حيث استشهد ما يقارب‬ ‫لطائرات امليغ وقصفها هلذه األحياء وأسفرت عن سقوط يقول الطفل (معاذ م)‪ ":‬بأنه أصيب عندما كان متوجها‬ ‫العشر شهداء و سقط العديد من اجلرحى إثر استهداف‬ ‫إىل الدكان إلحضار بعض احلاجيات لوالدته ‪،‬حيث‬ ‫العديد من املدنيني بني شهيد وجريح ‪..‬‬ ‫جتمعني لألهايل بالصواريخ وقذائف اهلاون ‪ ،‬كانوا بالقرب‬ ‫سقطت قذيفة اهلاون وتناثرت شظاياها لتصيبه مع عدد من‬ ‫من خزان لتعبئة مادة البنزين ‪ ،‬لتشتعل النريان فيه واليت‬ ‫األشخاص ‪،‬وقام أحد الشباب بإسعافه إىل املشفى امليداين‬ ‫األمهات أمل الفراق وصعوبة اللقاء‬ ‫امتدت إىل إحدى السيارات اجملاورة ‪ ،‬حيث احرتق من‬ ‫ليتم خياطة اجلرح و وضع جبرية على قدمه‪ ،‬وأصبح اآلن‬ ‫كان فيها وآخرين كانوا قرب اخلزان ‪،‬ومن بني الشهداء‬ ‫أم أمين سيدة يف الستني من عمرها حاولت زيارة ابنها الذي يعتمد على مساعده أهله يف السري و قضاء حاجته ‪..‬‬ ‫طفالن أحدمها مل يتجاوز الثالثة من عمره واآلخر يف‬ ‫استشهد يف قصف على أحياء درعا البلد ‪،‬ومل تستطع زيارة يف هذا العيد غابت األضاحي حيث وصل سعر األضحية‬ ‫العاشرة ‪،‬و واجه األهايل صعوبة يف التعرف على الشهداء‬ ‫قربه نظراً لدفنه يف املقربة اليت يسيطر عليها قوات العصابة إىل ما يقارب ‪ 50‬ألف لرية سورية ‪ ،‬و ليحل مكاهنا‬ ‫اللذين ألتهمتهم النريان ‪،‬وحولت جثامينهم إىل أجساد‬ ‫تضحيات بالعائالت قدمها األهايل يف مدينة درعا ‪،‬حاهلم‬ ‫االسدية ولتكتفي بالبكاء قهراً‬ ‫متفحمة ليتم دفنهم يف قرب مجاعي‪.‬‬ ‫‪ .‬تقول أم أمين ‪":‬أنه القهر بعينه مل يكتفوا بقتل أبناءنا حال باقي الشعب السوري الذي يعاين من وضع اقتصادي‬ ‫بل منعنا من زيارهتم يف القبور وقراءة الفاحتة على أرواحهم و معيشي صعب للغاية ‪،‬فهناك عائالت مل يدخل إىل بيتها‬ ‫غياب شبه كامل ملظاهر العيد‬ ‫‪،‬ولكننا باقون فعلى الرغم من القصف اليومي والقتل اليومي رغيف اخلبز منذ أكثر من أسبوع‪ ،‬فكيف باللحم الذي‬ ‫ومعاناتنا يف تأمني قوت عيشنا ننتظر الفرج القريب الذي بات حلما ألغلب املواطنني ‪..‬‬ ‫غابت مظاهر االستعداد للعيد و إن وجدت فقد اقتصرت‬ ‫طال انتظاره ‪،‬فلم يعد خيلو بيتا من بيوت األهايل يف درعا إنه عي ٌد ال كما األعياد و بدالً من تسميته عيد األضحى من‬ ‫على شراء القليل من احللوى ومن الفواكه ملن اقتدر على‬ ‫البلد وطريق السد من شهيد أو جريح أو معتقل أو األوىل بنا أن نسميه يف درعا بعيد اجملازر ‪..‬‬ ‫ذلك ‪،‬وكانت احلركة الشرائية يف منطقيت درعا البلد و طريق‬ ‫السد ضعيفة جداً‪ ،‬يف املقابل شهدت األحياء اليت يسيطر‬ ‫عليها النظام عمليات عسكرية دموية متواصلة يف درعا‬ ‫احملطة‪ ،‬حيث ارتكب جمزرة أخرى يف الثاين عشر من الشهر‬ ‫اجلاري عندما اختذ من املدنني دروعا بشرية قام بقتلهم‬ ‫بدم بارد ‪،‬مرتافقاً مع قصف عدد من األبنية اليت يقطنها‬ ‫النازحون من أبناء املخيم يف املدينة‪،‬مسفراً عن سقوط‬ ‫عائالت بكاملها بني شهيد وجريح ‪،‬ومنهم عائلة استشهد‬ ‫أبناؤها السبعة يف حني بقي مصري الوالدة جمهوالً‪،‬ومع‬ ‫انطالق تكبريات العيد اليت زامحتها أصوات القذائف على‬ ‫األحياء احملررة واالشتباكات العنيفة يف حماولة القتحام طريق‬ ‫السد من جهة املشفى الوطين ‪،‬ومرتافقا مع حظر‬

‫‪6‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد و األربعون‬


‫مدن الثورة‬

‫الثورة في الحسكة بألوان الغرافيتي‬ ‫احلسكة_ أمين األمحد‬ ‫"مو مهم الدين مو مهم القومية املهم حنن نضل سويا"‬ ‫عبارة كتبت على أحد حيطان حي الناصرة مبدينة احلسكة‪،‬‬ ‫عبارة كتبت فوق عبارات قدمية أكلتها الرطوبة والعفن‬ ‫متجد رسل األسد من الطالئعيني ومنجزات بطل احلرب‬ ‫والسالم!!‬ ‫"تساحموا" عبارة ثانية على كتبت حائط آخر وإىل القرب‬ ‫منها خريطة لسوريا وبداخلها جمموعة من األلوان حتاكي‬ ‫التنوع القومي واإلثين يف سوريا‪.‬‬ ‫عبارات ورسومات كثرية تغطي الكثري من جدران مدينة‬ ‫احلسكة‪ ,‬يقوم برمسها وجتسيدها شباب احلسكة بإمكانات‬ ‫بسيطة ومتواضعة‪.‬‬ ‫جتمع شباب احلسكة جتمع شبايب صغري إذ ال يتجاوز‬ ‫عدد أعضاءه ‪ 8‬أشخاص غالبيتهم طالب جامعة يقومون‬ ‫بشكل دوري برسم وختطيط لوحات على جداران املدارس‬ ‫والشوارع الرئيسية يف املدينة وخاصة حي غويران‪ ،‬وهلم‬ ‫قصتهم الفريدة يف متويل مشروعهم‪..‬‬ ‫يقول أمحد أحد مؤسسي املشروع " بدأنا العمل مع بداية‬ ‫املظاهرات يف حي غويران بالكتابة على اجلدران للتضامن‬ ‫مع املدن السورية األخرى مث تطور العمل لرسم وصناعة‬ ‫أعالم الثورة وتوزيعها بداية كل مظاهرة"‪.‬‬ ‫ويتابع أمحد " وكون مجيع أفراد التجمع طالب‬ ‫جامعة‪ ،‬واجهنا مشكلة توفرياملال لشراء مستلزمات‬ ‫العمل من أدوات ختطيط وألوان ودهان‪ ،‬حاولنا‬ ‫احلصول على متويل ملشروعنا من أكثر من جهة داخل‬ ‫احلسكة وخارجها لكن دون جدوى"‪.‬‬ ‫ويوضح أمحد ‪":‬خالل كل تشييع تشهده مدينة احلسكة‬ ‫الحظنا أن عناصر من اجليش احلر وذوو الشهداء يقومون‬ ‫بإطالق الرصاص يف اهلواء‪ ,‬ففكرنا أن نستفيد من ذلك‬

‫‪ .‬وفعالً بدأنا جنول على هؤالء األشخاص قبل بداية‬ ‫التشييع ونأخذ من كل منهم رصاصة واحدة فقط‪ ،‬مث جنمع‬ ‫الرصاص إىل أن يتوفر لدينا عدد جيد من الذخرية مث نقوم‬ ‫ببيعها إىل عناصر من اجليش احلر مبقابل مادي نستخدمه‬ ‫لشراء املواد الالزمة لنا لتنقيذ رسوماتنا"‪.‬‬ ‫وتتناول رسومات هذا التجمع الشبايب نبض الشارع من‬ ‫أفكار ومشاعر جتاه الثورة وحىت انتقادات لتصرفات اجليش‬ ‫احلر من خالل رسوم وعبارات تركز على احلرية والكرامة‬ ‫واليت من أجلها أنطلقت الثورة السورية‪.‬‬ ‫حيدثنا خالد أحد أعضاء هذا التجمع وهو الذي يقوم‬ ‫بالرسم " حاولنا أن نبتكر مساحة للون تعربعن وجدان‬ ‫الناس‪ ,‬وفكرة احلصول على املال من الرصاص املهدور‬ ‫خالل التشييع لشراء املواد الالزمة ملشروعنا منحتنا‬ ‫استقاللية وأرحيية لرسم قناعاتنا كحراك سلمي داعم للثورة‬ ‫دون أن يتحكم بنا أحد"‪.‬‬ ‫وعن الصعوبات واملشاكل اليت تواجه عملهم‬ ‫يقول خالد‪" :‬حي غويران‪ ،‬حي شبه حمرر إذ تتحاشى‬ ‫قوات النظام دخوله‪ ،‬لكن يبقى اخلوف من قناصة النظام‬ ‫املتمركزين فوق مبىن احملافظة القريب من احلي"‪.‬‬

‫ويضيف خالد "حاول البعض أن يسرق جهدنا يف املشروع‬ ‫له بتصوير هذه الرسومات ونشرها على االنرتنيت على أهنا‬ ‫من عمل مراكز إعالمية يف احلسكة"‪.‬‬ ‫وعن األنشطة األخرى هلذا التجمع الشبايب يقول حكيم‬ ‫أحد مؤسسيه "نقوم بتوثيق أمساء الشهداء واجلرحى‬ ‫واملعتقليني يف مدينة احلسكة ولدينا محلة جديدة تتضمن‬ ‫رسم وجوه الشهداء على جدران املدارس يف حي غويران"‪.‬‬ ‫ويعلق أبو مصعب أحد سكان حي غويران على مشروع‬ ‫الشباب "هذه اللوحات تستوقف املارة وتلفت االنتباه وهي‬ ‫اشبه مبعرض مفتوح ودائم ‪...‬بالعموم هي فكرة مجيلة‬ ‫للرتويح عن النفس يف ظل الظروف الصعبة اليت نعيشها"‪.‬‬ ‫بينما يقول عبد اهلل أحد الناشطني يف تنسيقية احلسكة‬ ‫" أمجل ما يف الفكرة اهنا دائماً تذكرنا وتعيدنا إىل احلراك‬ ‫السلمي يف بداية الثورة"‪.‬‬ ‫تستوقف رسومات وعبارات جتمع شباب احلسكة كل من‬ ‫من يدخل تلك األحياء وأحياناً مثة من ينتظر رسومات‬ ‫جديدة على جدران جديدة مل تصلها ألون الثورة مستلهمني‬ ‫يف إصرارهم على التلوين أول حرف من حروف احلرية خط‬ ‫على جدار مدرسة يف درعا‪.‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد واألربعون‬

‫‪7‬‬


‫يوميات‬

‫على مدخل معرة النعمان‪ 300 :‬متر تختزل الحياة‬ ‫ادلب_حممود الدرويش‬ ‫وحاجز لثوار اجليش احلر يفصالننا عن‬ ‫كيلومرتات قليلة‬ ‫ٌ‬ ‫الدخول إىل "معرة النعمان" الواقعة جنويب إدلب يف سوريا‪،‬‬ ‫نسأل "شباب" احلاجز عن حال الطريق أمامنا حيث‬ ‫تتمركز يف "وادي الضيف" إىل ميني املدخل الشمايل للمدينة‬ ‫ات النظام على مسافة بضع مئات من األمتار أطلقت‬ ‫قو ُ‬ ‫عليها اسم الـ"‪ 300‬املميتة"‪ ،‬فيجيبنا أحد الثوار بأن قرار‬ ‫الدخول قد يكون "مسألة حياة أو موت"‪ .‬منذ بضعة أيام‬ ‫قُتل يف تلك البقعة رجل وأصيبت امرأته إصابات بليغة بعد‬ ‫إطالق قوات النظام قذيفةً استهدفت الدراجة النارية اليت‬ ‫كان يقودها الرجل عرب أمتار املوت‪.‬‬ ‫أمام خياري العبور أو العودة حبثاً عن طريق آخر نلج فيه‬ ‫املدينة وصوالً إىل مقصدنا يف البلدة الشهرية "كفرنبل"‪ ،‬مل‬ ‫يكن اختاذ القرار سهالً بعد معرفتنا أن مثن العبور قد يكون‬ ‫حياة أحد منا على األقل‪ ،‬أو حياتنا مجيعاً‪.‬‬ ‫"ياهلل‪ ،‬يارب‪ ،‬لطفك!"‬ ‫ِ‬ ‫ومضات عن‬ ‫حلظات إمعاين بقرار العبور القليلة‬ ‫تتخلل‬ ‫ٌ‬ ‫مسقط رأس أيب العالء املعري‪ ،‬اليت كانت حىت سنو ٍ‬ ‫ات ٍ‬ ‫قليلة‬ ‫مضت مركزاً جتارياً مهماً يقصده سكان القرى من الريف‬ ‫اإلدليب‪ ،‬وأتذكر أيضاً إجازايت الصيفية اليت كنت أقضيها‬ ‫هناك وأنا القادم من ريفها للتمتع مبساحبها وتناول األكلة‬ ‫الشعبية "الفالفل" عند "أبو عمار الفلسطيين" خببز التنور‬ ‫املشهور يف إدلب‪.‬‬ ‫"رمبا عليكم العودة والعبور من إحدى طرق جبل الزاوية‬ ‫مبا أهنا أكثر أماناً لبعدها عن مرمى قوات النظام‪ "،‬يقطع‬ ‫إحدى شباب احلاجز أفكاري ناصحاً إيانا بتغيري وجهتنا‪،‬‬ ‫فيضيف شاب آخر "توكلوا على اهلل مابيصري غري إيل كاتبو‬ ‫ماعما يضربو كتري ألنن حماصرين" يف إشارة‬ ‫اهلل‪ ،‬بعدين هلق ّ‬ ‫منه إىل قوات النظام القابعة إىل مييننا‪.‬‬ ‫بلحظات قليلة نعقد العزم على عبور تلك الـ‪ 300‬مرت‬ ‫القاتلة للعبور منها إىل مقصدنا‪ ..‬قد يظن املرء أن حلظات‬ ‫احلسم هذه ستشعره حتماً باهللع أو الذعر‪ ،‬غري أننا لن‬ ‫نشعر بأمهية احلدث‪ ،‬ليس تفاخراً أو بطولة‪ ،‬لكن ميكننا‬ ‫القول أن خدراً قد أصابنا جراء القصف اليومي الذي نعيشه‬ ‫يف مدينة الرقة حيث طائرات النظام متطر السكان بقذائفها‬ ‫اجب يومي‪.‬‬ ‫وصوارخيها وكأنه و ٌ‬ ‫تنطلق السيارة بنا مسرعةً‪ ،‬وما أن نقرتب من منطقة املوت‬ ‫حىت خنفض رؤوسنا تفادياً لطلقات القناص الذي سيجد‬ ‫بسيارتنا اليت حتمل على ظهرها علم الثورة فريسةً سهلة‪..‬‬ ‫فأجد نفسي يف حلظات املوت تلك أختيل الرجل وزوجته‬ ‫صور لقذيفة مشاهبة تنطلق‬ ‫على دراجتهما النارية يرافقها ٌ‬

‫‪8‬‬

‫أي منا سيتلقف‬ ‫حنو سيارتنا‪ ،‬وأسئلةٌ عدميّةٌّ حول‪ٌ ::‬‬ ‫القذيفة‪ ،‬ومن سيزحف حنو البقية مبعداً إياهم عن مكان‬ ‫وحنن غارقون يف دمائنا!‬ ‫احلادث‪ ،‬أو عن شكلنا مجيعاً ً‬ ‫"ياهلل‪ ،‬يارب‪ ،‬لطفك! ياهلل‪ ،‬سرتك يارب!" أردد بصوت‬ ‫ٍ‬ ‫عال علّي أطرد شبح املوت من رأسي‪..‬‬ ‫بعد عبور املوت‪ ،‬دمار وخراب‬ ‫نعرب الـ‪ 300‬القاتلة دون أن يقرتب املوت منا‪ ،‬لرمبا قد محانا‬ ‫مدخل املدينة الذي بُين على شكل بيت ريفي ميتد على‬ ‫جانيب الطريق‪ ..‬ندخل معرة النعمان ألراها مدينة خمتلفة عما‬ ‫أعرف‪ ،‬فال حياة يف طرقاهتا وال مشاهد سوى حطام املباين‬ ‫والركام نتيجة القصف العنيف‪ ،‬أما املارة فأغلبهم من الثوار‬ ‫املنتشرين يف كل مكان‪ ..‬مدينة املعرة اليت حتررت أواخر‬ ‫العام ‪ 2012‬كانت مسرحاً لكثري من املعارك واإلجتياحات‬ ‫اليت نفذهتا قوات النظام مع تكرار اجملازر يف كل اجتياح‪..‬‬ ‫ومنذ حتريرها من قوات النظام مل تسلم من القصف العنيف‬ ‫والعشوائي املستمر عليها حىت باتت مدينة أشباح ال صوت‬ ‫يعلو فيها إال الرصاص واملدافع‪.‬‬ ‫من معرة األشباح ننطلق إىل كفرنبل عرب العديد من قرى‬ ‫الريف اإلدليب اليت نالت أيضاً حصتها من الدمار واخلراب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فنرى يف "حاس" بقايا جامعها الكبري املعروف بقبته فضية‬ ‫اللون ويف "كفرومة" اليت بدت شبه خالية من البشر ليتعاىل‬ ‫صراخ حماهلا التجارية اليت تطايرت أبواهبا من جراء قصف‬ ‫الطريان احلريب‪.‬‬ ‫نصل وجهتنا هبدف اللقاء مع نشطاء الثورة يف كفرنبل‬ ‫لنغادرها عائدين حنو احلدود الرتكية على أسرع وجه عرب‬ ‫نقطع املدينة لنرى فيها قساوة‬ ‫معرة النعمان مرة أخرى‪ُ ..‬‬ ‫املدمر‪،‬‬ ‫احلرب‪:‬‬ ‫هياكل األبنية‪ ،‬وجامع املدينة التارخيي ّ‬ ‫ُ‬ ‫ومتحفها الذي طاملا تربّع متثال أيب العالء املعري يف ساحته‪،‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد و األربعون‬

‫لكن بعد مغيب الشمس هذه املرة وبعد أن مينعنا ضيق‬ ‫الوقت وقلة احليلة من سؤال ثوار املدينة عن طريق آخر نعربه‬ ‫يسهل من مهمة العبور‬ ‫للخروج منها‪ ..‬حلول الظالم مل ّ‬ ‫للمرة الثانية يف اليوم نفسه بل جعل من األمر أكثر صعوبة‪،‬‬ ‫خصوصاً مع معرفيت بأن املعارك تبدأ رحاها يف تلك املنطقة‬ ‫ليالً معلنةً عن انطالق مسلسل القصف العشوائي‪.‬‬ ‫نتوجه حنو الطريق املؤدي للمعرب لنرى ما يقارب مخسني‬ ‫ثائراً يرفعون راية بيضاء كتب عليها "ال إله إال اهلل حممد‬ ‫رسول اهلل" وحتتها توقيع "حركة أحرار الشام اإلسالمية"‪..‬‬ ‫نسأهلم عن سبيل الوصول إىل الطريق العام الدويل الذي‬ ‫يصل حلب بدمشق‪ ،‬فيطلبون منا اللحاق بإحدى سياراهتم‬ ‫املتوجهة إىل الطريق نفسه‪ ..‬نسري خلفهم ليبدؤوا بالتباطؤ‬ ‫فجأ ًة قائلني إن علينا التوجه بأكرب سرعة ممكنة يف الطريق‬ ‫احملاذي كونه يقود إىل منطقة مكشوفة على وادي الضيف‬ ‫(مرة أخرى)‪ ،‬مضيفني أن قذيفيت دبابة قد أطلقتا هناك قبل‬ ‫ٍ‬ ‫بساعات قليلة!‬ ‫مرورنا‬ ‫إذاً‪ ،‬ها حنن أمام الطريق مرة أخرى دون أن يثمر حلاقنا بسيارة‬ ‫الثوار أي جدوى‪ ،‬ننطلق بأقصى سرعة ممكنة دون أن نؤيت‬ ‫بأي حركة‪ ،‬خييم الصمت على حلظات اإلسراع وتطبق علينا‬ ‫حالة من الذعر بعد أن تركتنا سيارة الثوار وحدنا‪ ،‬وصدى‬ ‫حديث القذائف يف خلفية رأسي اليت سقطت منذ قليل‬ ‫جيعلين أشعر بأن الرحلة لرمبا ستتوقف هنا‪.‬‬ ‫حلظات قليلة من اهللع واخلوف ودقات القلوب وحدها‬ ‫تُسمع‪ ،‬لتأيت صرخيت "عربنا!" متبوعةً بضحكة كبرية معلنةً‬ ‫انتهاء حلظات الرعب‪ ..‬وكأين مل أكن هناك صباحاً‪ ،‬أو‬ ‫رمبا لشعور خفي أن املوت كان أقرب إلينا ليالً منه صباحاً‪.‬‬ ‫نصل إىل احلاجز الذي توقفنا عنده يف الصباح‪ ،‬ونلقي على‬ ‫الشباب هناك حتية ملؤها االنتصار بعد أن جنحنا مرة أخرى‬ ‫يف قطع ‪ 300‬مرت تفصل بني احلياة واملوت‪ ..‬نتابع مسرينا‬ ‫متجهني حنو احلدود الرتكية وكأننا بُعثنا إىل احلياة من جديد‪،‬‬ ‫فيما غرينا كثريون قد يفارقوهنا بعد ساعات‪.‬‬


‫تقرير‬

‫المحكمة الشرعية والحوادث األخيرة في بلدة بسقال‬ ‫ادلب_ عبيدة العمر‬

‫بعد األحداث اليت حدثت يف بلدة بسقال وراح ضحيتها‬ ‫أكثر من أربعة قتلى وعشرات املصابني؛ تضاربت األنباء‬ ‫جول األسباب وحقيقة ما جرى يف وسائل اإلعالم وعلى‬ ‫شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬فبحسب أحد عناصر‬ ‫احملكمة الشرعية أن املشكلة وقعت إثر إرسال بطاقة تبليغ‬ ‫حبق املدعو "زهري العمر" من بلدة بسقال؛ بتهمة التهرب‬ ‫من الكفالة املالية واليت تقدر بـ ‪ 640‬ألف لرية سورية‪.‬‬ ‫لكنه رفض استالم ورقة التبليغ أكثر من مرة‪ ،‬ويف آخر مرة‬ ‫أرسلت ورقة التبليغ له قام هو وأخوته بإهانة عنصر املخفر‬ ‫وشتمه‪.‬‬ ‫من جهته قال زهري العمر (الشخص الذي وجهت له ورقة‬ ‫التبليغ)‪ :‬حنن نرفض أن حتل قضيتنا يف هذه احملكمة‪ .‬وقد‬ ‫طالبناهم أكثر من مرة بنقل امللف إىل حمكمة كفرنبل؛‬ ‫لكنهم رفضوا‪ .‬وأضاف العمر‪ :‬إن عنصر املخفر استفزنا‬ ‫كثريا وهددنا بقوله‪" :‬بدكن تروحوا على خمفركفرومة‬ ‫بالغصب"‪ ،‬وهي قضية ثانية غري قضية الكفالة فلم نستطع‬ ‫متالك أنفسنا وتبادلنا الشتائم‪.‬‬ ‫بداية االشتباكات‬ ‫يف متام الساعة الثالثة عصرا وصلت قوة عسكرية تابعة‬ ‫للمحكمة الشرعية إىل بلدة بسقال ممثلة بـ لواء "فجر‬ ‫اإلسالم"‪ ،‬وقد كان هدف القوة إحضار املدعو (زهري‬ ‫العمر) إىل احملكمة الرباعية الشرعية؛ بعدما باءت مجيع‬ ‫اجلهود السلمية بني الطرفني بالفشل‪.‬‬ ‫رفض (زهري العمر) تسليم نفسه حبجة عدم ثقته هبذه‬ ‫احملكمة‪ .‬وبدأت االشتباكات املسلحة بني الطرفني وأصبح‬ ‫الوضع خطريا جدا‪ ،‬وبدأ الطرفان بتبادل إطالق النار‪ .‬وكل‬ ‫طرف يتهم اآلخر بالبدء بإطالق النار‪ .‬حيث قال أحد‬ ‫أخوة زهري‪ :‬إنه رأى بعينه أن أحد عناصر احملكمة قُتل على‬ ‫يد زمالئه بطلق ناري من اخللف بطريق اخلطأ‪.‬‬ ‫مرحلة سقوط القتلى واجلرحى‬ ‫بعد حوايل ربع ساعة من االشتباكات اقرتب مراسل من‬ ‫بدء احلادثة سقط أول اجلرحى جراء االشتباكات وقد كان‬ ‫من القوة التابعة للمحكمة العسكرية؛ ما اضطرها إىل طلب‬

‫مؤازرة من الكتائب واأللوية اجملاورة‪ ،‬يضاف إىل ذلك‬ ‫مترتس زهري وأخوته بشكل جيد يف أحد األبنية‪ ،‬وبسبب‬ ‫انسحاب جبهة النصرة من املكان‪ .‬وبالفعل‪ ،‬وصلت قوة‬ ‫مسلحة إىل البلدة قادمة من لواء "أحرار‪ 15‬آذار" ولواء‬ ‫"صقور املعرة" وبعض الكتائب األخرى‪.‬‬ ‫بالرغم من وصول تعزيزات إال أهنا عدد اجلرحى يف صفوف‬ ‫القوة التابعة للمحكمة العسكرية كان بازدياد؛ فقد قتل‬ ‫منهم حىت تلك اللحظة أربعة مقاتلني‪ ،‬وجرح أكثر من‬ ‫مخسة عشر منهم جلهم إصاباهتم خطرية‪.‬‬ ‫سقوط جرحى من أهل القرية‬ ‫جتمع عدد من أهايل القرية وخرجوا يف مظاهرة سلمية‬ ‫باجتاه مكان االشتباك مطالبني بإخراج األطفال والنساء‬ ‫من البيوت اجملاورة‪ .‬وما إن وصلوا إىل منطقة قريبة من‬ ‫عناصر القوة العسكرية التابعة للمحكمة حىت طالبتهم‬ ‫بالرجوع من حيث أتوا‪ ،‬ولكن املتظاهرين رفضوا ذلك فقام‬ ‫عناصر القوة بإطالق النار عشوائيا عليهم؛ مما أدى إلصابة‬ ‫شخص بطلقة نارية يف يده فانسحب املتظاهرون وتفرقوا‪.‬‬ ‫بعد حوايل ربع ساعة جتمع عدد أكرب من املتظاهرين من‬ ‫بينهم نساء وأطفال وتوجهوا مرة أخرى باجتاه قوة احملكمة‬ ‫وهلم نفس الطلب أن خيرجوا األطفال والنساء من البيوت؛‬ ‫فهددهم عناصر القوة بإطالق الرصاص عليهم فأصر‬ ‫املتظاهرون على التقدم وتقدموا حىت احتكوا مع عناصر‬ ‫القوة‪ ،‬وفجأة أطلق عناصر من القوة العسكرية التابعة‬ ‫للمحكمة بإطالق النار مباشرة على املظاهرة؛ ما أدى‬

‫إىل إصابة أكثر من عشرة أشخاص بأعرية نارية وإصابة‬ ‫إمرأة بطلقة نارية وطعن أحد املتظاهرين بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫بعدها انسحب املتظاهرون هنائياً‪.‬‬ ‫مرحلة انسحاب املدافعني وسيطرة احملكمة على الوضع‬ ‫يف متام الساعة السادسة انسحب زهري العمر وأخوته من‬ ‫أبنيتهم وسيطرت قوة احملكمة عليها كلها؛ حيث عثر‬ ‫داخل أحد األبنية على جثة املدعو "طارق" وهو شقيق‬ ‫"زهري" وتضاربت األنباء عن جثة" مصطفى" شقيق "زهري"‬ ‫األصغر‪ ،‬حيث تقول رواية أخوته أن عناصر القوة أعدمته‬ ‫ميدانيا؛ بينما تقول القوة املهامجة أهنم وجدوه ميتا‪.‬‬ ‫وحبسب شهود عيان‪ :‬أن عناصراً من القوة العسكرية التابعة‬ ‫للمحكمة حرقت منزيل زهري وإخوته‪ ،‬واقتادوا عدد من‬ ‫األبقار واألغنام كانت يف البيتني‪ ،‬وأخذت ما كان فيهما‬ ‫من إسطوانات غاز ومقتنيات‪ .‬وأفادوا أيضاً‪ :‬أن العناصر‬ ‫اعتقلوا أيضاً عدة أشخاص بتهمة محل السالح يف وجه‬ ‫احملكمة‪ ،‬وقد كان جلهم املصابني وحسب شهود عيان‬ ‫أيضاُ‪ ،‬أن حدث اعتداء على اجلرحى من قبل القوة‬ ‫العسكرية التابعة للمحكمة الشرعية يف مشفى ‪:‬كفرنبل‪،‬‬ ‫وإنه اعتدي بالضرب على زوجة مصطفى شقيق زهري بعدما‬ ‫أصيبت إصابة بالغة يف عينها‪.‬‬ ‫وحسب أحد عناصر الكتيبة األمنية يف بلدة"بسقال" قال‪:‬‬ ‫ان املعتقلني من البلدة يتعرضون للضرب املربح من قبل‬ ‫مسلحي البلدة اجملاورة دون رمحة ودون أن يصدر أي حكم‬ ‫من احملكمة حبقهم‪.‬‬ ‫عدد من أهايل بلدة بسقال نفوه ما قيل إن القوة العسكرية‬ ‫التابعة للمحكمة الشرعية قدمت العتقال عناصر من‬ ‫الشبيحة؛ فقد أكدوا أن ‪ 3‬من أخوة زهري منشقون عن‬ ‫جيش النظام منذ أكثر من عام‪.‬‬ ‫كثرة التبليغات اليت وصلت اىل عائلة "زهري" من أكثر من‬ ‫طرف جعلته يطلب اللجوء إىل حمكمة كفرنبل؛ لكن طلبه‬ ‫قوبل بالرفض حيث يقول زهري‪ :‬إن حسابات قدمية يريد‬ ‫أهل البلدة اجملاورة تصفيتها معه بغطاء شرعي من احملكمة؛‬ ‫فقد تعرض أخوته حملاوالت اغتيال يف وقت سابق جعلتهم‬ ‫ال يثقون بأحد‪ .‬وفضلوا املوت وهم يدافعون عن أنفسهم‬ ‫على املوت حتت التعذيب‪ ،‬حبسب زهري‪.‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد واألربعون‬

‫‪9‬‬


‫تقرير‬

‫حتى يتابع الطالب دراستهم‪ ،‬وكي ال تتوقف رواتب المعلمين من قبل النظام‬ ‫الالجؤون في المدارس مصيرهم الشارع أو مراكز بديلة‬ ‫دير الزور_ جسر(خاص)‬ ‫يبدأ العام الدراسي ثقيالً على املهجرين من مناطق مدينة ‪/‬‬ ‫دير الزور‪ /‬احملاصرة وسواها من حمافظات البلد واملقيمني يف‬ ‫مدارس على امتداد ريف احملافظة‪ ،‬فاستقرار الوضع األمين‬ ‫َ‬ ‫والعسكري يف تلك القرى‪ ،‬وتوقف وانعدام الغارات اجلوية‬ ‫وقصف املدفعية والصواريخ عليها‪ ،‬باستثناء القريبة منها على‬ ‫مطار دير الزور العسكري‪ ،‬وتوافر مقومات احلياة والسيولة‬ ‫املالية لدى كثري من سكاهنا نتيجة جتارة النفط اخلام‪ ,‬كل‬ ‫تلك األسباب وسواها دفعت السكان ملعاودة تدريس‬ ‫أبنائهم وتوفري متطلبات العملية التعليمية‪..‬‬ ‫لكن بدء التدريس هذا العام عاد وسيعود وباالً على املهجرين‬ ‫املقيمني يف املدارس املزمع إعادة التعليم يف صفوفها‪ ،‬خاصة‬ ‫أولئك الذين تقطعت هبم سبل احلياة فاختذوا الصفوف‬ ‫املدرسية منازل إىل حني عودهتم إىل منازهلم الواقعة يف‬ ‫مناطق القتال‪" ..‬أين سنذهب‪ ،‬وحتت أي مساء سنبيت"‬ ‫هو السؤال الذي يطرحه النازحون على من يطلب منهم‬ ‫ترك املدرسة اليت يقطنون فيها وتدبري أمورهم بأي طريقة‬ ‫خارجها‪.‬‬ ‫"خرجنا من منازلنا مكرهني" يقول حممد‪.‬م وهو نازح عن‬ ‫حي احلميدية بدير الزور إىل إحدى قرى الريف‪ ،‬و"إن‬ ‫كان حالنا أفضل من غرينا ومتكنا من استئجار منزل فإن‬ ‫عائالت بال حول وال قوة تعيش يف املدارس لعدم قدرة‬ ‫أفرادها على استئجار غرفة فقط‪ ،‬بل وحىت عدم القدرة على‬ ‫تأمني قوت يومهم بشكل مستمر" ويضيف حممد‪" :‬إن‬ ‫أُخرجت هذه العائالت من املدارس فال مكان هلا تذهب‬ ‫إليه سوى الشارع‪ ،‬وقتها هل سيكون استمرار العملية‬ ‫التعليمية مربراًكافياً لتشريد أعداد كبرية من األفراد من نقطة‬ ‫اللجوء القسري إىل الشارع؟!‪".‬‬

‫مصادر أن مضايقات تعرض هلا الجئون من مدينة دير‬ ‫الزور خالل األسبوع املاضي يف بعض مدن وقرى الريف‬ ‫الشرقي من قبل بعض األهايل واملدرسني هبدف إخراجهم‬ ‫من املدارس اليت يسكنون فيها مع بداية العام الدراسي‪.‬‬ ‫ونقل شهود عيان يف مدينة العشارة (‪٦٠‬كم شرق دير‬ ‫الزور) أن مدرسني حرضوا األطفال على رجم الالجئني‬ ‫باحلجارة وحماولة طردهم من املدارس‪ ،‬فكان رد اجليش احلر‬ ‫يف املدينة واضعاً املطالبني خبروج النازحني من املدرسة يف‬ ‫مدرس‬ ‫موقف حرج حيث عرض عليهم أن يستضيف كل ّ‬ ‫يف منزله عائلة يتم إخراجها من املدرسة على أن يتكفل‬ ‫اللواء بنفقتهم‪ ،‬ونقل الشهود عن املدرسني ختوفهم من‬ ‫انقطاع رواتبهم الشهرية مع انقطاع العملية التدريسية إال‬ ‫أن هنالك من اآلراء ما يذهب ألبعد من ذلك‪ ،‬ويراها‬ ‫حماولة لتأجيج خالفات يف الريف الشرقي لدير الزور عرب‬ ‫عمالء ومتعاطفني مع النظام اختذوا بدء العام الدراسي‬ ‫حجة للتضييق على النازحني‪.‬‬ ‫حلول غري كافية‬ ‫تعامل اجليش احلر واجلهات املدنية املسيطرة على قرى‬ ‫ُ‬ ‫الريف مع قضية إخراج النازحني من املدارس بغية فتحها‬ ‫للطالب اخت َذ عدة أساليب؛ فمنها من ترك احلل ومعاجلة‬ ‫القضية وإسداء الرأي فيها إىل قرار اهليئة الشرعية مع إيقاف‬ ‫كامل العملية التعليمية حىت صدور القرار كما هو احلال يف‬ ‫مدينة العشارة‪ ،‬أو مت التوصل إىل حل وسط كما هو احلال‬ ‫يف مدينة ‪/‬القريا‪ /‬حيث نقل ناشطون مطلعون إن عمليات‬ ‫نقل لنازحني يف مدارس متفرقة وجتميعهم يف مدارس حمددة‬ ‫متت من أجل تأمني صفوف كافية لطالب املدينة‪.‬‬

‫هتجري حبجة افتتاح املدارس‬ ‫تقول األخبار املتناقلة من عدة مناطق يف الريف الشرقي‬ ‫أن عمليات هتجري حصلت وحتصل حبق النازحني املقيمني‬ ‫يف املدارس عرب الطلب منهم مغادرة املدارس وإجياد سكن‬ ‫بديل‪ ،‬واحلجة هي بدء العام الدراسي اجلديد‪.‬‬ ‫"تقطعت بنا السبل" يقول أمني وهو نازح من دير الزور إىل‬ ‫إحدى القرى‪" ،‬ومنذ عدة أيام نبحث عن منزل لتنتقل إليه‬ ‫عائلة أقربائنا دون جدوى‪ ،‬مع إحلاح مدير املدرسة على‬ ‫خروجهم منها‪ ،‬وطلبه عدة مرات منا بطريقة خجولة إخراج‬ ‫أقربائنا من املدرسة‪".‬‬ ‫إذا كان إخراج النازحني قد أخذ يف بعض املدن سبيل‬ ‫نقص يف الكوادر واملعدات‬ ‫الرفق والطلب فإن مدناً أخرى اختذ فيها املدرسون منحى‬ ‫العنف والتحريض ضد النازحني‪ ،‬حيث أكدت عدة إقامة النازحني يف املدارس إضافة إىل احتمال التعرض‬

‫‪10‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد و األربعون‬

‫للقصف على ندرته ليست سوى بعض العقبات أمام‬ ‫عودة العملية التعليمية إىل الريف الديري ولو يف حدودها‬ ‫الدنيا‪ ،‬فحىت إن أوجد القائمون على العملية حلوالً بإخراج‬ ‫النازحني من املدارس واستبعاد فكرة التعرض للقصف‬ ‫فكيف سيجدون حالً لنقص الكادر التدريسي وخاصة أن‬ ‫معظم مدرسي تلك املدارس كانوا يأتون من مدينة دير الزور‬ ‫ومن حمافظات أخرى للتعليم يف مدارس الريف قبل الثورة‪،‬‬ ‫وهؤالء مل يعد يأيت أحد منهم اىل ريف دير الزور ألسباب‬ ‫عديدة‪ ،‬كما أن عدداً ال بأس به من املدرسني احملليني إما‬ ‫أهنم ضمن صفوف اجليش احلر أو معتقلني أو قتلى أو‬ ‫خارج البالد‪.‬‬ ‫لذا فإن قلة عدد املدرسني رمبا تدفع األهايل إىل عدم إرسال‬ ‫أوالدهم للمدارس كما هو حال أيب عبد اهلل الذي يصف‬ ‫السبب بالقول‪" :‬مل أرسل أوالدي إىل املدرسة بعد‪ ،‬فال‬ ‫عدد كاف من املدرسني متوافر يف املدرسة وال حىت عدد‬ ‫كبري من الطالب انتظم يف صفوف الدراسة بعد‪ ،‬حيث مل‬ ‫يزد عددهم يف الصف الثالث يف مدرسة القرية عن سبعة‬ ‫طالب فقط‪ ،‬واحلال مشاهبة يف بقية الصفوف‪".‬‬ ‫ويضيف أبو عبداهلل‪" ،‬من سيغطي النقص احلاصل يف‬ ‫املدرسني‪ ،‬وأي منهاج سيعتمد يف التدريس‪ ،‬وهل تتوافر‬ ‫مستلزمات التعليم والكتب للطالب؟" افتتاح املدارس‬ ‫للطالب بغية استكمال العملية التعليمية خطوة جيدة حنو‬ ‫منع انقطاع اجليل الناشئ عن التحصيل العلمي رغم ظروف‬ ‫احلرب الصعبة اليت متر هبا البالد‪ ،‬لكن افتتاح املدارس على‬ ‫حساب نازحني قاطنني فيها وتركهم يف الشارع دون تأمني‬ ‫بديل كرمي مناسب هو أمر أخطر من توقف الطالب عن‬ ‫الدراسة مع األخذ بعني االعتبار أن لتلك العائالت النازحة‬ ‫أطفاالً هم أيضاً انقطعوا عن الدراسة ومن حقهم استكمال‬ ‫حتصيلهم العلمي‪ ،‬ودون نسيان أن كثرياً من املدارس صارت‬ ‫مقرات لكتائب من اجليش احلر‪ ،‬ومراكز لفعاليات مدنية‬ ‫تقام فيها من هيئات شرعية وجمالس حملية وسواها‪.‬‬


‫تربية وتعليم‬

‫واقع التعليم في دمشق‬ ‫دمشق_ جسر(خاص)‬ ‫على صدى أصوات الرامجات واملدافع اليت باتت تطغى‬ ‫على زقزقة العصافري يف صباحات دمشق ‪ ...‬يبدأ الدوام‬ ‫املدرسي يف مدارس العاصمة ممزوجا بتخوف األهايل ورغبة‬ ‫الطالب يف اهلروب من واقع االنتظار املخيم على املدينة‪...‬‬ ‫معظم املدارس يف دمشق حتولت إىل نظام الدوامني بعد‬ ‫أن استوىل النظام على عدد منها وحوهلا مقرات لشبيحته‬ ‫ومراكز امنية ‪ .‬مما أثر على جودة اإلعطاء بسبب قصر‬ ‫الدوام الذي ال يتجاوز األربع ساعات للدوام الصباحي‬ ‫فيما يقتصر الدوام املسائي على ثالث ساعات ونصف‬ ‫ناهيك عن الضجة والصخب يف اثناء تبادل الدوام‬ ‫واالختناق املروري يف الطرقات‪........‬فاألهايل مضطرون‬ ‫إليصال اوالدهم بسبب انعدام االمن يف معظم املناطق‬ ‫‪ ...‬وبسبب تأخر وقت االنصراف بالنسبة لطالب الدوام‬ ‫املسائي‪.‬‬ ‫أما اوالد املدرسني فكان ألهلهم نصيب أكرب من املعاناة‬ ‫لتعارض دوامهم مع دوام أطفاهلم ‪..‬فلم تعد املعلمة قادرة‬ ‫على اعطاء الدروس بشكل متقن لقلقها على اوالدها الذين‬ ‫تركوا يف البيت ‪.....‬فاملدرسة ‪(....‬ف‪..‬ك) تنسحب من‬ ‫وظيفها مبكرة الن صغريها يف الصف الثاين حيتاج ملن يلبسه‬ ‫ويوصله اىل املدرسة مما يسبب مشاكل مجة بينها وبني إدارة‬ ‫املدرسة ‪,‬بينما تكمن املشكلة االخطر يف نقل مدرسي‬ ‫االبتدائي للتدريس يف املدارس االعدادية او الثانوية الهنم‬ ‫مثبتون‪ ,‬فالعديد منهم ممن تعود على منط تدريس الصغار‬ ‫مل يستطع التأقلم مع الطالب االكرب سنا مما يضعف اداءه‬ ‫كمدرس ال يهمه سوى تامني لقمة عيشه ولو على حساب‬ ‫بناء جيل حيتاج الكثري لتعويض ما فاته يف ظل احلرب‬ ‫الدائرة ‪....‬‬ ‫بدورها املدرسة ‪( ....‬ن‪ .‬ل) مدرسة للمرحلة‬ ‫االبتدائية يف إحدى املناطق الساخنة وبعد تعينها‬ ‫كمعلمة للمرحلة اإلعدادية قالت (بعد معاناتنا‬ ‫وبسبب خوفنا على حياتنا وحياة ابنائنا اضطررنا اىل‬ ‫القدوم لدمشق بعد ان امضينا سنة كاملة دون ان‬ ‫نعطي درسا يف الفصل الثاين من السنة الفائتة‪....‬‬ ‫وهنا مل أستطع التعامل مع املرحلة اإلعدادية‪ .‬عانيت‬ ‫وحاولت ولكين فشلت ‪.,‬عندها طالبت بنقلي اىل‬ ‫مدرسة ابتدائية ‪...‬واملصيبة تكمن يف كمية الوقت‬ ‫املهدور الذي أثر على الطالب فبعد نقلي اضطرت‬ ‫االدارة إلحضار مدرسة بديلة وهنا الطالب حقول‬ ‫جتارب ملدرسيهم‪).‬‬ ‫وبسبب تزايد قدوم الطالب اىل املناطق اهلادئة نسبيا‬ ‫اضطرت معظم املدارس اىل فتح شعب جديدة كما‬ ‫تزايد عدد الطالب يف الشعبة الواحدة إىل حد يفوق‬ ‫‪ 45‬طالبا‪......‬مما يؤثر على العملية التعليمية وعلى‬

‫احلالة الصحية للمدرس املنهك املرهق والطالب الذي‬ ‫يشعر بالضيق والتعب وعدم االستيعاب ‪...‬خاصة الطالب‬ ‫الذين مل يتقبلوا فكرة تغري املدرسة واحلي واملنطقة ‪..‬‬ ‫فمنهم من ينعزل متاما ويرفض التعامل مع البيئة والزمالء‬ ‫اجلدد‪,‬كالطالب أمحد الذي رفض مدرسته اجلديدة الن‬ ‫صورة زمالئه ومدرسيه الذين قضوا مل تفارق خميلته فاملقارنة‬ ‫بني املدرستني جعلته يرتك املدرسة ليعمل بائعا متجوال ‪,‬‬ ‫على امل العودة ولو بعد حني‪.‬‬ ‫كما أن غالء املستلزمات املدرسية كان عائقا يف وجه كثريا‬ ‫من السكان والنازحني يف املدينة فبعد تدمري معامل الكرتون‬ ‫والورق واستغالل التجار واصحاب املكتبات للوضع الراهن‬ ‫ارتفعت األسعار مبا يقارب ‪ % 400‬األمر الذي كان سببا‬ ‫يف حرمان البعض من التعليم‪ .‬لوال املساعدات املقدمة‬ ‫من األونروا واليت تشمل حقيبة ودفاتر وبضع أقالم جلميع‬ ‫طالب املرحلة االبتدائية فيما اقتصرت يف الصفوف األخرى‬ ‫على بعض الطالب املهجرين‪.‬‬ ‫ومع ضيق احلالة املادية ما يزال البعض يفضل املدارس‬ ‫اخلاصة النعدام ثقته باملدارس احلكومية اوال أو لبعدها عن‬ ‫مركز االقامة ثانيا او لتعارض عمل االهل مع نظام الدوامني‬ ‫يف املدارس العامة‪.‬‬ ‫لكن كثرة احلواجز منعت وسائل النقل التابعة لتلك املدارس‬ ‫من ايصال الطالب اىل بيوهتم او اىل مكان قريب منها‬ ‫لذلك جلأ الكثري اىل الوسائل اخلاصة اليت يتكدس االطفال‬ ‫فيها فوق بعضهم‪.‬‬ ‫ناهيك عن الواسطة يف التسجيل يف تلك املدارس او‬ ‫ما تتعرض له احيانا من الضغط لتبديل منهاجها وطرق‬ ‫التدريس فيها مبا يناسب احلالة السياسية يف البالد‪.‬‬ ‫ومما يعانيه الطالب أيضا قلة توفر الكتب وعدم استالم‬ ‫معظمها ‪ ....‬يقول أحد املسؤولني عن توزيع الكتب يف‬ ‫املستودعات (مت تعديل مناهج بعض الكتب ولكن املطبوع‬ ‫منها قليل ‪,‬وال يكفي االعداد املتزايدة من الطالب ‪....‬‬ ‫مما اضطرنا إىل توزيع نسخ من املنهاج القدمي بأمر من وزارة‬

‫الرتبية فكيف للمعلم هنا كيف ان يعطي مادة مبنهاجني‬ ‫خمتلفني‪)...‬‬ ‫هذه االسباب وغريها جتعل من النجاح عملية ال تعتمد فقط‬ ‫على جهد التلميذ وامنا على تساهل املدرس معه باعتبار انه‬ ‫جمرب بان يراعي احلالة الراهنة والضغوط املفروضة عليه وعلى‬ ‫الطالب لتكون نسبة النجاح مقبولة امام املسؤولني‪...‬‬ ‫أما أكثر األمور هزال فهي االمتحانات التعويضية اليت أقرت‬ ‫لتعويض الطالب الذين حرموا من التعليم يف السنة املاضية‬ ‫حيث يعطى الطالب ورقة األسئلة مرفقة باإلجابات لتسهيل‬ ‫انتقاله إىل صف متقدم ‪ ...‬كـ (رنا) طالبة الثانوي اليت‬ ‫تقدم االن امتحانات الصف العاشر وتداوم بنفس الوقت‬ ‫مع زميالهتا يف الصف احلادي عشر بعد انقطاعها السنة‬ ‫املاضية على خلفية تصاعد وترية األحداث يف الريف ‪...‬‬ ‫مما يسبب مفاجأة للمعلم بأن هؤالء الطالب ال يعرفون‬ ‫شيئا فيضطر إىل إعادة الدروس مرارا وتكرار يف حماولة لسد‬ ‫الفجوة اهلائلة لدى املنقطعني الذي جنحوا يف اختبارات‬ ‫شكلية ‪..‬‬ ‫يقول حممد (اتيت من مدرسيت مل اتلق حرفا يف الفصل‬ ‫الثاين من السنة الفائتة‪ .‬اعاين االن كثريا ألنين مرغم‬ ‫على مراجعة منهاج الصف السابق ومتابعة املدرس احلايل‬ ‫ألضمن النجاح ولو باحلدود الدنيا)‬ ‫كثري من الطالب وجد املتنفس يف املدرسة يف ظل الوضع‬ ‫الراهن وكثري فرح بعودته اىل مقاعد الدراسة بعد ان أجرب‬ ‫على تركها فوجد فيها مؤنسا خيفف من االمه بعد فقد‬ ‫أحبته‪ ....‬كـ(نور) اليت حدثتنا عن فرحتها بالعودة للدراسة‬ ‫بعد سنتني من االنقطاع‪ .‬فبعد ان استطاعت النجاة مع‬ ‫من تبقى من عائلتها من شبح املوت املخيم على داريا وهتدم‬ ‫مدرستها وتأثرها باستشهاد الكثري من أقربائها وزمالئها يف‬ ‫املدرسة وجدت يف الدراسة عودة تدرجيية للحياة الطبيعية‬ ‫اليت باتت أكرب أحالمها‪.‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد واألربعون‬

‫‪11‬‬


‫األخرية‬

‫والدة معتقل تصفع دريد لحام أمام منزله‬ ‫تتنوع قصص الثورة السورية واالنتهاكات املروعة اليت‬ ‫يرتكبها النظام السوري حبق شعبه آخرها جمزرة الكيميائي‬ ‫اليت ذهب ضحيتها اآلالف‪ .‬لكن القصة اآلتية تتناول‬ ‫مؤيدي النظام من الفنانني السوريني الذين انربى عدد منهم‬ ‫بدون كلل للدفاع عن بشار االسد رغم كل اجملازر وقتل‬ ‫عشرات اآلالف‪ ،‬جتويع مئات اآلالف وهتجري املاليني‪ .‬وها‬ ‫هو الفنان دريد حلام يتلقى “عقابا” على مواقفه من قبل‬ ‫سيدة جنلها معتقل يف اقبية استخبارات االسد‪ .‬فماذا يف‬ ‫التفاصيل؟‬ ‫احلادثة حصلت امام منزل حلام حيث جاءت امرأة من ريف‬ ‫القنيطرة تطلب وساطته لالفراج عن ابنها املسجون لدى‬ ‫النظام يوم الثلثاء وتستطعفه بالتوسط هلا مع النظام السوري‬ ‫من أجل إخراج ابنها من السجن الذي مضى على اعتقاله‬ ‫زهاء سنتني‪ ،‬وال أحد يعرف إن كان مازال على قيد احلياة‬ ‫أم قضى هناك‪.‬‬ ‫تقول س‪ .‬ن‪ .‬أم املعتقل‪“ :‬عندما ذهبت إليه قابلين على‬ ‫باب منزله بوجه عابس ومل يرد السالم ومل يقل يل تفضلي‪ ،‬بل‬ ‫بدأ كالمه بالقول “شو بدك” قلت له‪ ،‬وبدون مقدمات‪:‬‬ ‫“ابين معتقل وأريدك أن تتوسط له وكالمك مسموع عند‬ ‫النظام” فقال يل باحلرف الواحد‪“ :‬ابنك لو مل يكن إرهابياً‬ ‫وخمطئاً ملا اعتقل”‪ .‬وتتابع الوالدة‪“ :‬صدمت بكالم دريد‬

‫‪12‬‬

‫قناصة نظام االسد يستهدفون‬ ‫االجنة في بطون أمهاتهم‬

‫وانفعلت حينها وقلت له أنت ورئيسك اإلرهابيني وليس وتناولت الصحف الربيطانية يف تقرير أعده من بريوت‬ ‫بوين مالكني وروث شريلوك بعنوان "قناصة نظام األسد‬ ‫ابين أيها (…‪”).‬‬ ‫يستهدفون األجنة يف بطون أمهاهتم"‪.‬‬ ‫وتضيف‪“ :‬ال أعلم كيف صفعتة وأرديته أرضاً وأغمي‬ ‫عليه ولذت بالفرار بعد أن حاولت زوجته االتصال باألمن وتقول الصحيفة إن جراحا بريطانيا يزعم أن قناصة تابعني‬ ‫لنظام األسد يف سوريا يطلقون النار على السيدات احلوامل‬ ‫‪.”!!..‬‬ ‫وأجنتهن يف "لعبة" التقان إصابة اهلدف‪.‬‬ ‫ليس دريد حلام الوحيد صاحب املواقع املؤيدة بقوة عن‬ ‫النظام فاجلميع يذكر كيف طالبت املمثلة السورية رغدة وقال اجلراح ديفيد نوت‪ ،‬الذي تطوع ألسابيع عدة يف‬ ‫االسد باستخدام الكيميائي البادة “االرهابيني وكل من مستشفى سوري ال ميكن الكشف عن موقعه‪ ،‬للصحيفة‬ ‫إنه يف كل يوم خيتار القناصة جزءاً معينا من جسد املدنيني‬ ‫يأويهم” وهذا ما جرى فعال بعد اشهر…‬ ‫للتصويب عليه‪ ،‬بينما ميضون لشراء ما حيتاجونه أو لقضاء‬ ‫احتياجاهتم‪.‬‬ ‫وقال الطبيب "ميكنك أن تعرف نوعية االصابات اليت‬ ‫سرتاها طوال اليوم من االصابات اليت تراها صباحا‪ .‬كانت‬ ‫لعبة بالنسبة هلم‪ .‬مسعنا أن القناصة كانوا يرحبون علب‬ ‫سجائر الصابة العدد احملدد من االهداف"‪.‬‬ ‫وأضاف الطبيب للصحيفة أنه يف أحد األيام استهدفت‬ ‫ست نساء حبليات ويف يوم آخر جرى استهداف إمراتني‬ ‫أخريني يف أواخر مراحل احلمل‪ .‬وأضاف أن النساء جنني‬ ‫ولكن االجنة يف بطوهنن راحت ضحية للقناصة‪.‬‬ ‫وقال الطبيب "كلهن أطلق عليهن الرصاص يف الرحم‪ .‬وهلذا‬ ‫من املؤكد أهنن كن يستهدفن بصورة متعمدة‪ .‬كان األمر‬ ‫اجلحيم بعينه"‪.‬‬ ‫ويصف نوت للصحيفة األوضاع يف املستشفيات السورية‬ ‫اليت تفتقر اىل اإلمدادات األساسية ومعدات النظافة‪.‬‬ ‫وأضاف أن االطباء احملليني يعملون حتت وطأة التهديد‬ ‫والعنف ويعانون من االكتئاب ولكنهم ال يريدون التخلي‬ ‫عن مرضاهم‪.‬‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العدد الواحد و األربعون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.