العدد الواحد والاربعون

Page 1

‫تقرير‬

‫‪6‬‬ ‫تربية وتعليم‬

‫العيد في درعا ‪ ....‬ذلك الحاضر الغائب‬

‫‪ 11‬واقع التعليم في دمشق‬ ‫تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم‬

‫سورية أسبوعية مستقلة‬

‫الثالثاء‬

‫‪ 22‬تشرين األول ‪ / 2013‬العددالواحد و األربعون‪ /‬السنة األولى‬

‫التصنيع الذاتي للسالح‬ ‫الخيار البديل لثوار سوريا‬

‫الثورة يف احلسكةبألوان الغرافيت‬

‫‪7‬‬

‫على مدخل معرة النعمان‬ ‫‪8‬‬

‫‪www.facebook.com/jesrpress‬‬

‫العيد في دمشق‬

‫‪www.twitter.com/jesr_press‬‬

‫‪5‬‬

‫"هجرة الطيور السورية"‬ ‫هبزاد حاج محو‬ ‫عام َّمر على اجملزرة اليت ارتكبها البحر حبق ستون سورياً من‬ ‫ٌ‬ ‫حمافظة احلسكة بينهم الكثري من األطفال‪ .‬قبالة السواحل‬ ‫الرتكية يف مدينة أزمري‪ .‬مل يكن البحر حيمل سكيناً‪ ،‬بل‬ ‫كان يعتمر أمواجاً صاخبة مثل قبعة حكيم يعرف الفرق‬ ‫جيداً بني مهاج ٍر وسائح‪.‬‬ ‫فكان املهاجرون الغرقى بني خيارين‪ :‬األسد من أمامهم‬ ‫ويف عينيه تلوح كل جرائم األرض‪ ،‬والبحر من خلفهم‪ ،‬قد‬ ‫يكون منفذاً ٍ‬ ‫حلياة أخرى‪ .‬فاختاروا البحر وركبوهُ فابتلعهم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وطفت أجسادهم بعدها بيوم منتفخة فارغة من األحالم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫شهود شاركوا يف عملية اإلنقاذ‪ ،‬أن األمساك الصغرية‬ ‫(قال ٌ‬ ‫التهمت أصابع طفل رضيع يف قاع البحر)‪.‬‬ ‫كانت قد‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫وقالت األمم املتحدة‪" :‬أهنا قلقة حيال ما حيدث وتوثق‬ ‫يومياً فرار ما يقارب السبعة آالف مواطن سوري من اجملازر‬ ‫الوحشية حبثاً عن موط ٍن آمن"‪ .‬وبني تلك اجملزرة‪ ،‬خريف‬ ‫العام الفائت واخلريف احلايل من عمر السنة والوطن‪ ،‬مل‬ ‫تتوقف حماوالت السوريني للهروب من املوت إىل املوت‪.‬‬ ‫يف كل أسبوع تقريباً هناك قارب ٍ‬ ‫صيد ينطلق يف أغلب‬ ‫ُ‬ ‫األحيان من السواحل الرتكية‪ ،‬على اعتبار هذا البلد نافذة‬ ‫املأمولني املشرعة على أوروبا‪ .‬وحتت جنح الظالم تنزف‬ ‫وتزفهم عرائس للموت‪ ،‬النفجار لغم بني‬ ‫سوريا أبنائها ّ‬ ‫األسالك الشائكة‪ ،‬لبندقية قناص على احلدود‪ ،‬جلشع‬ ‫وابتزازات املهربني‪ ،‬تزفُّهم للغرق‪ ،‬وأطفاهلا طعاماً ألمساك‬ ‫البحر الشرهة‪.‬‬ ‫يهاتفين دوماً من تركيا صديقي الذي يعمل على اآلالت‬ ‫الثقيلة يف تفريش األرض وجتهيزها لبناء خميمات لالجئني‬ ‫ِّرك‪ ،‬اليوم انتهينا‬ ‫على احلدود السورية هناك‪ ،‬قائالً‪ :‬أبش َ‬ ‫من العملية األوىل يف وضع طبقة من احلصى الرقيقة وغدًا‬ ‫سنبدأ بوضع الطبقة الثانية من الرمل اخلشن"‪ .‬مث يضيف‬ ‫متلهفاً‪" :‬يف غضون أيام سيبدئون بعملية البناء صدِّقين"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مث خيتم مكاملته يف كل مرة بسؤال‪" :‬هل تعتقد أن حرباً‬ ‫أهلية ستنشب بني األكراد والعرب يف احلسكة‪ ،‬فنعمد‬ ‫إىل بناء مالجئ أكرب تستوعب هذا الكم من النازحني"‪.‬‬ ‫وضعت أمام االنسان السوري‪ ،‬فأن‬ ‫مثة أقدار حمددة‬ ‫ْ‬ ‫تكوت سورياً هذا يعين أنك مشروعٌ إما لشهيد‪ ،‬أو لقاتل‬ ‫أو مشروع مهاجر‪.‬‬ ‫هذا النزيف الذي ال يتحدث عنه أحد مبا يليق بشتاته ‪ ،‬ال‬ ‫بد أن يتوقف‪ .‬أُف ِرغت البالد من السوريني‪ .‬وعلى احلدود‬ ‫ومتعهدو بناء املخيمات‪،‬‬ ‫تنتظرهم أعني السماسرة واجلنود ِّ‬ ‫كل حيمل يف جعبته بعضاً منهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪jesr.press@gmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
العدد الواحد والاربعون by Jesr Press - Issuu