تقرير
9 حقوق اإلنسان
4
سورية أسبوعية مستقلة
الحسكة ..انتشار مخيف لتجارة وزراعة المخدرات
معتقلون سياسيون يتعرضون للتعذيب والقتل تصدر عن مؤسسة النهرين للثقافة واالعالم
الثالثاء
8تشرين األول / 2013العدد األربعون /السنة األولى
الظاهرة المافيوية في الثورة
عبد الناصر العايد
بلدة القدموس تشيع الطفلتين عطفة وأمهما اللواتي قضين ذبحا بسكاكين الشبيحة طرقات الثورة حنو املدن احملررة
5
جامعة دمشق تخسر %10من أساتذتها
www.facebook.com/jesrpress
حب في زمن الحرب
8
www.twitter.com/jesr_press
11
من أكرب األخطار اليت تواجه ثورتنا ،منو الظواهر والعالقات املافيوية، وانتقاهلا من منظومة النظام ،إىل هامش الثورة يف البداية ،إىل متنها حاليا ،وهتديدها بالتهام قيم وجسد الثورة. وال خيتلف االمر بني الداخل واخلارج ،وال يتعلق بنهج أيديولوجي من عدمه ،فالظاهرة املافيوية أصبحت اليوم يف بعض جتلياهتا ظاهرة إجرامية حبتة ،يؤكد ذلك تكاثر عصابات اجلرمية املنظمة اليت متتهن السلب "التشليح" أو اخلطف وطلب الفدية ،أو تلك اليت متتهن جتارة السالح ،أو حىت عصابات هتريب و بيع وزراعة املخدرات البازغة. وقعت هذه الكارثة على جمتمعنا بسبب غياب سلطة الدولة ،بعد أن مت حترير مساحات شاسعة من األرض السورية من قبضة النظام دون تقدمي بديل حقيقي يهتم مبليء فراغ السلطة مبسؤولية وانضباط. "للمحرر" الذي كان غالباً إما جتمع لثوار بسطاء من وترك األمر ُ حيث التكوين العلمي والثقايف ،أو جهات أيديولوجية لديها أجندة خاصة ال تقيم كثري وزن ألمن وسالمة اجملتمع الذي يقع حتت سلطتها؛ بقدر ما يهمها املضي يف بناء منظومتها اخلاصة ،حىت لو تغذت تلك املنظومة من أمن وأمان السكان املدنيني. وبالتأكيد ال خيفى أن النظام كان لديه اهتمام خاص هبذه الناحية، و فعل كل ما يستطيع للحيلولة دون ظهور بديل حمرتم له ،من خالل إشاعة الفوضى وإثارة ضروب االحرتاب االجتماعي ،ورعاية كل من يسعى يف هذا االجتاه ،وقبل كل ذلك إطالق السجناء اجلنائيني وبعضهم حمكوم باإلعدام نظرا خلطورته وكم اجلرائم اليت ارتكبها. وتقع املسؤولية فيما وصلت إليه االحوال يف املناطق احملررة على كافة فئات الشعب السوري دون استثناء ،أوهلا هو الشعب الذي يقبع حتت سيطرة تلك املافيات البازغة ،فهو على ما يبدو مل يتعلم من درس النظام الساقط ،أن العبودية تنبع من الصمت ،والسكوت على السلوك املنحرف وعدم حماسبته ،هو عملياً يشجع الفاعل على التحول إىل جمرم عايت. وتقع املسؤولية يف املرتبة الثانية على النشطاء واملثقفني وموظفي الدولة املنشقني ،فهؤالء كان جيب ان يسارعوا إىل ابتكار اشكال تنظيمية مدنية ،تدير شؤون كل منطقة وتفرض نوعا من سلطة القانون ،وتسابقوا بدال من ذلك على جين املغامن ،أو الردح على صفحات التواصل االجتماعي ،أو االنزواء السليب واالستقالة من الشأن العام. أخريا ،تقع مسؤولية ،ال ميكن ،غفراهنا على التشكيالت السياسية اليت زعمت متثيل الثورة ،فهي يف أحسن االحوال توجهت بكليتها حنو اخلارج واحلل اخلارجي ،وغفلت عن مراقبة وحل املعضالت اليت تكاثرت يف الداخل حىت أصبحت مالكة لألرض والسلطة، وبقي "مجاعة اخلارج" يف خارجهم ،ورمبا يبقون بسبب ذلك هناك إىل األبد. jesr.press@gmail.com