ﻣـــــﺎﺎر ﻳﻮﺣﻨـ ّـــــﺎ اﳌﻌـﻤــ ــــــ ن ﺪان ﺗـﺴﺎﻋ ّﻴﺘـــــــﻪ -وواﻟﺰ ّﻳــــــــﺎح ﺣﺣﻴﺎﺗـــــــﻪ -ﻋ
ﻣـــﺎر ﻳﻮﺣﻨـ ّـــﺎ اﳌﻌـﻤــــﺪان ﺣﻴﺎﺗـــﻪ -ﺗـﺴﺎﻋ ّﻴﺘــﻪ -واﻟﺰ ّﻳــﺎح
إعداد األب إدمون خ ّشان ر .ل .م .
www.jounoudmariam.com www.facebook.com/jounoudmariam
جمع ّية "جنود مريم" ي ّ وزع مجانا ً
١
المق ّدمــة " لم يقم في مواليد النساء أعظم من يوحنا ") ،متى ،(١١/١١ بھذه الشھادة المسيحان ّيةَ ،تشرَّ ف يوحنا بأن يحت ّل المساحة األكبر سام إلھيّ ، في العھد الجديد بعد الس ّيد المسيح نفسه .وتشرّ ف ِب ِو ٍ َو َھ َبه إيّاه ابن ﷲ المتجسّد ألجل خالص البشر .و ُيضيف يسوع قائالً" :ولكنّ الصغير في ملكوت ﷲ ،أعظم من يوحنا" .وبھذه الكلمات ،يرسم الربّ الح ّد الفاصل بين العھدين القديم والجديد، ويجمع يوحنا في شخصه ك ّل رجاء اآلباء ونبؤات األنبياء ،ومع ھذا يبقى آخر نبي من أنبياء الشريعة القديمة ،ومع كونه يحمل ھذا التراث العميق ،إالّ أ ّنه لم يبلغ إلى ملء الزمان الذي يعيش فيه أصغر أبناء الملكوت. إنه الصوت الصارخ في البريّة ":أع ّدوا طريق الرب" فھو يشھد بأنه ليس سوى "الصوت" الذي يسبق "الكلمة" ويمھّد لھا الطريق .وھا قد " ت ّم ملء الزمن" ،فما على يوحنا سوى أن يتراجع ،أن ينقص ،ليفسح المجال واسعا ً أمام المسيح " النور الذي جاء إلى العالم ". المستغرق في الصالة يوحنا رجل النسك ،الساكن في البراري، ِ َ والغيرة والعفاف .آتاه ﷲ والصمت والسكينة ،المتز ِّين بالتواضع قوّ ة إيليا ،فقام يوبّخ الملوك بكل جرأة وشجاعة ،ولك ّنه دفع ثمن
٢
ً محموال شجاعته د َم عنقه مقابل شھو ِة آثمة َس َكرت لرؤية رأسه على طبق. إنه الشاھد والشھيد ،حياته شبيھة نوعا ً ما بحياة الشھيد األول، الذي ارتفع على منارة الصليب منارة يھدي " الشعوب السالكة في ظالل الموت ". سأحاول ،عبر ھذا الكتيّب ،أن أق ّدم فكرة الھوتيّة ،ولو بسيطة، عن ھذه الشخصيّة الكتابيّة المميّزة ،باإلضافة إلى تساعيّة خاصة بمار يوحنا المعمدان وصلوات مستلھمة من روحانيّته. األب إدمون خ ّ شان
٣
البشارة بيوحنــا ) لوقا (٢٥-٥/١
إستقى لوقا أخباره من تالميذ يوحنا ومن العذراء مريم وسواھم .كالمه شبيه بما جاء في العھد القديم بخصوص إسحق )تك (٢١-١٥/١٧وشمشون )قض (٣و صموئيل )١مل .(١ فيوحنا ھو واحد من الذين يؤلفون تاريخ الشعب المختار ّ ويمثلون دوراً ھاما ً في تصميم ﷲ الخالصيّ الذي بدأ يتح ّقق بيوح ّنا ،ھو آخر نبي من أنبياء العھد القديم ،إنه يختصر العھد القديم الذي لم يكن كلّه سوى إعداد و تھيئة لمجيء الس ّيد المسيح. و يد ّقق لوقا ھنا في األشخاص واألزمنة واألمكنة ،كما قال في المق ّدمة )لو ،(٤-١/١إنه يعمل عمل المؤرّ خ لكي يعرف القارىء، تاوفيال ،إنه يبني ما يقول على معطيات أكيدة )اليھودية، ھيرودس ،فرقة آل آبيا ،بنات ھارون ،تقدمة البخور والقرعة (... أ َبوا يوحنا شيخان فاضالن ،يعيشان بتقوى ﷲ ،يمارسان العبادة اليھودية بأمانة ،وزكريا كاھن يق ّدم البخور في الھيكل .ولكن ما ين ّغص حياتھما ھو عدم وجود ولد في البيت يرثھما .والولد ھو عالمة بركة ﷲ و حبّه ،بينما العقم لعنة لم يستحقاھا .لكن ﷲ محبّ ،فقد نظر الى تقوى َع ْبدَ يه ،فقرّ ر أن ُيعطيھما أكثر م ّما طلباه .ھكذا يعاملنا ﷲ دائما ً إذا ثبتنا على الرجاء .لذلك سيكون ولدھما إبن النعمة كما يد ّل اسمه )يوحنا أي ﷲ الح ّنان(. ويرسل ﷲ مالكه الى زكريا و ھو في الھيكل يق ّدم البخور. ضطرب كل من زاره فيضطرب زكريا أمام ھذه الرؤيا .كذلك ي ّ
٤
ضطربت متعجّ بة أمام ﷲ بطريقة غير عاديّة .العذراء مريم ا ّ ضطربوا أمام أعجوبة صيد السمك ... البشارة ،بطرس والرسل ا ّ إنه شعور ديني يستولي على اإلنسان أمام أمر ال يُفھم بشر ّيا ً . لذلك يبادره المالك قائالً " :ال تخف" ،تماما ً كما قال لمريم وللرسل وليوسف أمام سرّ الحبل بمريم )متى.(٢٠/١ فالمالك ي َُط ْم ِئن زكريّا الذي ما زال متر ّدداً حائراً " :كيف يكون ذلك ؟ ويأتيه الجواب -العالمة " :ستكون أخرس الى يوم يت ّم ذلك " .ويع ّدد المالك إنجازات ھذا الولد :إ ّنه سيكون نبيّ العلي وسوف يكون عظيما ً ،وسبب أفراحكم وأفراح الكثيرين الذين يب ّ شرھم بمجيء الملكوت .سوف ال يشرب مسكراً ويمتليء من الروح القدس وھو بعد في حشا أ ّمه وسير ّد الكثيرين الى الرب إلھھم ،يكون نذيراً للرب طوال أيام حياته .وھو يأتي بروح إيليّا النبي الذي كان اليھود ينتظرونه ل ُي ِع ّد طريق المسيح )مال . (٢٣/٣سيكون رسول أمن وسالم بين اآلباء والبنين وير ّد الى ﷲ خطأة كثيرين. خرج زكريا من الھيكل أخرس ،فاستولى الخوف على الشعب كلّه ،ألنه عرف أن ھناك رؤيا رآھا الكاھن في الھيكل .فلم يجرؤ أحد منھم أن يسأله عما ّ جرى له .بعد ھذا الحدث ،حملت أليصابات ،وشكرت ﷲ ألنه نظر إلى ذلّھا وعارھا وأعطاھا سؤل قلبھا. ّ يعزيھم في ضيقاتھم، ھكذا يصنع ﷲ مع محبّيه :يباركھم، يُعطيھم ما ھم بحاج ٍة إليه ،وإن لم يفھموا دائما ً الطرق التي يستعملھا الرب ،النّ طر َق ُه ال ُتفحص.
٥
زيارة يسوع ليوحنــا )لوقا (٨٦ -٣٩/١
بكل ثقة يمكننا القول ،أن زيارة مريم إلليصابات ھي بالوقت عينه زيارة يسوع ليوحنا ،إنھا زيارة تندرج في إطار المح ّبة الكاملة .جاءت مريم تخدم إليصابات ال سيما في ھذا الظرف الدقيق والھام ،ولكي تتحضّر ،ك ّل منھنّ ،والجميع على السواء، ّ مخطط ﷲ .أَ َمة الرب ھي أيضا ً أَ َمة لكل إنسان، للدخول في جاءت مريم ،ففاض الفرح في البيت .إ ّنھا زيارة مزدوجة: العذراء تزور العاقر ،والمخلّص يزور النبي الذي ارتكض فرحا ً في بطن أ ّمه. ق ّدس الروح القدس يوحنا وھو جنين ،فھتفت إليصابات بأعلى صو ِتھا " :مباركة أنت في النساء ،ومباركة ثمرة بطنك ،من أين لي ان تأتي إليّ أم ربي؟" ترى ،ھل فھمت إليصابات معنى كلماتھا؟ ھل فھمت أن مريم تحمل في أحشائھا :الرب؟ المخلّص؟ اإلله المتجسّد؟ الزائر اإللھي؟ مھما يكن الجواب ،لم يكن كالمھا إال بقوّ ة الروح القدس ،روح الجنين الذي في أحشاء مريم ...بھذا دخلت اليصابات كما مريم من َقبل ،في سرّ ﷲ. إستقبال وبركة :يوحنا يستقبل يسوع ،ويسوع يبارك يوحنا، ويأخذ كل منھما دوره ومھ ّمته ،وھذا بقوّ ة الروح القدس ،الروح الذي ح ّل على يوحنا ،وكرّ سه نب ًّيا ،صوتا ً صارخا ً " ...أع ّدوا طريق الرب". ٦
في بيت زكريا ،التقى العھدان القديم والجديد ،إليصابات ويوح ّنا يمثالن العھد القديم ،مريم ويسوع ّ ّ يمثالن العھد الجديد .يوح ّنا السابق الذي يمھّد الطريق" لآلتي" الذي لم يكن يعرفه ... يمتاز يوح ّنا ،كنبيّ ،عن سواه من أنبياء العھد القديم ،أنه تن ّبأ وشا َھدَ موضوع نبوءته .أي أ ّنه عا َيش المسيح .كذلك مريم العذراء ،يوم أنشدت نشيد " تعظم نفسي الرب" ،في بيت زكريا ومديح للرب صانع العظائم ،إ ّنھا شكر وإليصابات ،رفعته نشيد ٍ ٍ تعترف بقدرة ﷲ الفائقة ،وتعترف أ ّنھا ليست سوى " أَ َمة الرب"، الواسطة التي بھا صنع ﷲ العظائم .نشيدھا صالة شكر تجمع وتختصر كل صلوات العھد القديم ،صلوات فقراء يھوه، المحتاجين إلى رحمته .صلوات الشعب المنتظر ،ومريم ھي "فقيرة" و"منتظرة" ،دون يأس ،إنتظار ملؤه الفرح والرجاء ،ھذا ھو الفرح العظيم الذي مصدره ﷲ وحده ،والذي يمنحه للقلوب ال ُمنت ِظرة خالصه .ھذا الروح قبلناه نحن ،كمؤمنين ،بالعماد المق ّدس ،وباألسرار كافة ،ال سيما سرّ اإلفخارستيا .فكيف نعيش ديه؟ ھل نعرف أن عالقتنا بالروح؟ ھو يصلّي فينا ،فھل نعمل ِب َھ ِ ّ تعظم نفسنا الرب نشكر ونمدح؟ ھل تفرح قلوبنا بالرب؟ ھل وتبتھج به؟ ھل نحافظ على ھذه النعمة ،ونجعلھا تنمو فينا لنصل إلى ملء قامة المسيح؟
٧
مولـد يوحنـــا )لوقا (٨٠ -٥٧/١
حين يولد طفل في أسرة يھوديّة ،تع ّم الفرحة جميع الناس، وترتفع الزغاريد " ،ألنه ولدنا ولد ،أعطي لنا ابن" )أش .(٥/٨ فمنذ أن بارك ﷲ إبراھيم ،وبارك نسله ،أصبحت الوالدة عالمة رضى ﷲ على الوالدين .أما العقم ،فھو عالمة حلول غضب ﷲ على األھل .وھذا ما أشارت إليه إليصابات .والمرأة اليھوديّة تفخر إذا كانت الوالدة سھلة .وعليه ،فإنّ الجميع قد أدرك أن ھناك سرً ا في بيت زكريا ،إرادة إلھيّة لم يفھموھا .ولكن حنان ﷲ كان واضحا ً" :يوحنا" أيّ ﷲ ح ّنان .علما ً أنّ ليس بين األقارب من يحمل ھذا اإلسم ،وبحسب العادة يجب أن يسمّى زكريا .لكنّ الوالد استدعى لوحً ا وكتب " إسمه يوحنا " .وھنا يظھر الروح واضحا ً في حياة الوالدين. نعم ﷲ ح ّنان ،رؤوف ،طويل الروح وكثير الرحمة .فيوحنا، سيكون مكرّ سا ً للرّ ب ،وله دور مميّز في تھيئة الطريق للمخلّص، فالمالك سبق وأعلم زكريا بكل شيء .وآن تحقيق البشارة ،إنف ّكت عقدة لسانه ،وعلى مثال مريم ،أنشد وبارك ﷲ وسبّح رحمته. فعمل ﷲ يظھر في الزمن ،وال يبقى مخبؤاً .عمل يظھر في تاريخ البشريّة ،يتح ّقق كما يجب أن يكون ،أي في الشعب المختار صة به .ومن خالل الشعب المختار سينطلق إلى الحامل رسالة خا ّ
٨
" الشعب السالك في الظلمة وظالل الموت" ،إ ّنھا شموليّة الخالص لبني آدم كلّھم". وكان الطفل ينمو ويتقوّ ى ،وراح يعيش في البراري على مثال ّ يتغذى بعشب الحقل والعسل البرّ ي والصالة األنبياء العظام، والصوم والتق ّ شف... وتح ّدث الناس جميعھم بھذا الحدث ،واستولى الخوف على الحاضرين وعلى كل من سمع بھذه األمور .إ ّنھا لمعجزة باھرة. دخل ﷲ بشكل باھر في تاريخ اإلنسان وما دخوله تاريخنا سوى دعوة لنا لنب ّدل حيا َتنا نحو األفضل .ألم يدعو يوح ّنا الناس إلى أن يصنعوا ثمارً ا ُ تليق بالتوبة؟
٩
ظھور يوحنــا )لو ،٢٠-١/٣متى ،١٢-١/٣مر(٧-٦/١ ،٨ -١/١
يذكر يوح ّنا اإلنجيلي ،المعمدان ألول مرة ،عند كالمه على تجسّد الكلمة )يو (١٥/٨ -٦/١ويدعوه رسوالً جاء من عند ﷲ لكي يشھد للنور فيؤمن الناس على يده .إنه شاھ ٌد أمين صادق ،يتكلّم محموالً بالروح القدس .فھو متأ ّكد ممّا يقول إذ يعلّمه الروح أنّ اآلتي بعده كان قلبه وھو النور الحقيقي .ويش ّدد اإلنجيلي على كلمة شھادة ،يستعملھا ع ّدة مرّ ات مش ّدداً على دور اإلبن الذي يشھد له اآلب والروح والمعمدان والكتب .فيسوع ھو أھم من المعمدان ألنه كان منذ البدء ومن ملئه أخذنا جميعنا بما فينا المعمدان. في تلك األيام ظھر المعمدان مناديا ً بيسوع أي مب ّ شراً به، المناداة " :توبوا فقد اقترب ملكوت ﷲ" أع ّدوا طريق الرب ھو إعداد القلوب بالتوبة .و ُيرينا متى ،المعمدان كأحد األنبياء ،بلباسه ومأكله وإقامته في البريّة حيث يكون قريبا ً من ﷲ .وعندما يأتي إلى األردن تحيط به الجموع ليتعمّدوا على يده ،ليتطھّروا بعد أن يعترفوا بخطاياھم ويتوبوا. فيوحنا ھذا ھو آخر األنبياء ،وجه ّ ٌ صوت يتر ّدد في جذاب، الصحاري وعلى ضفاف األردن .إنتبھوا ،إنه ھنا ،لقد أتى المسيح ،حامل المصالحة بين ﷲ والناس وبين إنسان وإنسان. أليس ھو حمل ﷲ حامل خطايا العالم الذي تكلّم عليه آشعيا؟ ١٠
وما أنا إالّ رسول أمامه ،أعمّد بالماء فقط .أما ھو فسوف يعمّدكم بالروح القدس والنار .الماء ترمز إلى التطھير. لكن الروح وحده يطھّر داخل القلوب ويحرق فيكم كل أدناس ّ تتأخروا ،يا أوالد األفاعي ،ال تخافوا ،توبوا ما دام الخطيئة .ال للتوبة مجال. صوت يوح ّنا موجّ ه إلى ك ّل األجيال الغارقة في البذخ والرفاھيّة والكسل ،المتس ّكعة في ظلمات الكذب والرياء والدنس والظلم ... يع ّد الطريق ،يسمع اإلعترافات ويعمّد ويد ّل على المسيح "ھوّ ذا حمل ﷲ" ،يوح ّنا يخشع أمام المسيح ،ي ّتضع .يعرف أن ّ والحق فيحرق القشّ والھشيم بناره المسيح يعمّد بنار التوبة اإللھيّة. إنتسابنا للمسيح ال يكفي لخالصنا .الوثنيون قد يسبقوننا إلى نكون مسيح ّيين .المسيح يريد أن يملك على الملكوت.ال يكفي أن َ قلوبنا ،وجميع القلوب ھي ملك له. جرأة يوحنا ھذه ،زج ّته في سجن ھيرودس الذي كان يوح ّنا صة يوحنا يوبّخه على زواجه بإمرأة أخيه .ظنّ ھيرودس أن ق ّ إنتھت ھنا ،ولكن صوت ﷲ ،صوت الضمير ،سوف يبقى يالحقه بسبب ھذه الجريمة .وكم عصرنا بحاجة إلى مثال صوت يوح ّنا.
١١
يوحنا يشھد ليسوع )يو ،٣٧-١٩/١يو(٣٠-٢٢/٣
كان اليھود ينتظرون مسيحا ً كامالً .يجمع في شخصه ثالثة مواصفاتَ :ملِكا ً كداود ونبيا ً كموسى وكاھنا ً مثل إيليا على جبل الكرمل. من ھنا سؤالھم :أأنت المسيح؟ إيليا؟ النبي؟ فنفى يوحنا أن يكون أحد ھؤالء الثالثة .فمن أنت إذن؟ "أنا صوت صارخ" ،فسألوه أيضا ً :لماذا تعمّد؟ إني أع ّد الطريق وعلى يديّ يظھر يسوع في العماد" .إنه بينكم وال تعرفونه".إنه من تنتظرون .وال يمكن أن نعرف ﷲ االّ بعين اإليمان مثل َ تلميذي عمّاوس )لو .(٢٤واليھود أغلقوا قلو َبھم عن اإليمان ،ال بل لھم عيون ال يرون وآذان وال يسمعون .فأنىّ لھم أن يعرفوا شخصيّة يسوع؟ أنا أشھد له والروح دلّني عليه. يأتي يسوع وھم في الحديث ،فيد ّل عليه يوح ّنا قائالً" :ھوّ ذا حمل ﷲ".ھذا ھو الحمل الفصحي الذي يجب أن يأكلوه ليخلصوا )خر .(٢٨ -١/١٢ھذا ھو الوديع الذي قُ ّدم للذبح ولم يفتح فاه )أش .(٧/٥٣بل ھو الحمل المنتصر على الشيطان وقوّ اته )رؤ (٦/٥إنه حمل ﷲ .نحن إذن أمام شخص سماويّ ،ح ّل عليه الروح .لذلك ھو يعمّد بالروح ،يجد ّد اإلنسان من الداخل .إنه عروس الكنيسة وما المعمدان سوى صديق له .صديق إنتھى
١٢
دوره اآلن وجاء دور العروس " :عليّ أن أصغر وھو أن يزداد". حتى تالميذه يدلّھم على المسيح قبل أن ينسحب عن المسرح، عمل يوحنا كان ال يزال في الماضي ،في العھد القديم .فالماضي إنتھى اليوم مع المسيح يجب أن ننظر إلى المستقبل .وال معنى للماضي من دون المستقبل .لم يكن يوح ّنا يعرفه قبل أن يدلّه عليه الروح .الروح أفھمه كل شيىء ،أفھمه أن يسوع ھو منتظر الشعوب ورجاء األباء .المعمدان ھو مثال الشاھد والرسول. صوت يوحنا تكملة واستمرار لصوت األنبياء .كلمته األخيرة "ھذا ھو حمل ﷲ" ھي كلمة نبويّة بھا تمّت كل النبؤات .بموت المسيح على الصليب كل الضحايا والذبائح تو ّقفت ،إنتھى دورھا. ھو وحده يغفر الخطايا. كان في وسطھم ولم يعرفوه .منذ ثالث سنوات ُيعلّم ويجترح المعجزات ولم يعرفوه .قلوب منغلقة على النور!" ھذا ھو الرجل" يقول بيالطس .ھذا ھو اآلتي فلنھتف مع يوحنا الحبيب " :تعال أيّھا الرب يسوع " )رؤ.(١٠/٢٢
١٣
يوحنا يعمـد يســوع )متى ،١٧-١٣/٣مرا ،١١-٩/لوقا(٣٢-٢١/٣
ھا يسوع حاضر أمام يوحنا ،جاء ليتعمد ،فاعتذر يوحنا معلنا ً أنه ال يستحق أن يح ّل سير حذائه .موقف يوحنا شبيه بموقف بطرس حين أراد يسوع غسل قدميه :ممانعة قوامھا التواضع، وقبول قوامه الطاعة. لكن يسوع يريد أن" يُتم كل برّ " أي أن يخضع لمشيئة اآلب كاملة .مع أ ّنه ال يحتاج إلى عماد وھو البار ،مع ذلك أراد أن يتضامن معنا نحن الخطأة .إ ّنه حامل خطايا العالم .ولد مثلنا، صار بشراًَ ،ق ِب َل الختان وكل شرائع التوراة ...مات لكل بشر... وبعمله يؤكد ويتم كل النبؤات. حين اعتمد يسوع انفتحت السماء فجأ ًة ،نزل عليه الروح بش ْب ِه جسد حمامة ،وسمع صوت من السماء يقول ":ھذا ھو القدس ِ ابني الحبيب" .وظھر الثالوث بطريقة واضحة ألول مرة في تاريخ البشرية .عيد عماد يسوع )عيد الغطاس( ھو إذاً عيد الدنح )الظھور( .إنفتحت السماء عن سرّ كان خفيا ً منذ األزل .ھنا ارتبطت األرض بالسماء من جديد ،وكان اإلنفصال قد ت ّم بينھما عندما أخطأ أبوانا األوّ الن .لقد بدأ عھد جديد بين ﷲ والبشر ّ وتمت المصالحة بشخص يسوع اإلله -اإلنسان .نحن ھنا أمام خلق جديد لذا نرى الروح يرفّ كما رفّ على الخليقة في البدء. وإذا كان يوحنا يمانع في عماد يسوع فألن ﷲ كان قد أوحى له ١٤
بأن الذي يرى الروح يحل عليه ھو الذي يعمد بالروح القدس )يو.(٣٣/١ وھكذا ت ّم كل برّ في شخص يسوع ،وعود ﷲ به تح ّققت ،ھو برّ ﷲ ،ابن ﷲ ،حكمة ﷲ ،كلمة ﷲ الذي صار بشراً وح ّل بيننا. لقد انفتحت السماء ،فا لم يترك شعبه! العماد يضعنا في حضرة ﷲ الثالوث األقدس .كلّما تعم ّد أحد صغارنا ،يحل عليه الروح القدس ويھتف ﷲ من عليائه :ھذا ھو ابني الحبيب". ھل أق ّدر أنا نعمة عمادي؟ ھل أعرف أن ﷲ ،بالمسيح يسوع ،تب ّناني ألرث الملكوت كما يرث كل البنين؟ ھل أعلم أني بالعماد أصبح إبنا ً اآلب ،أخا ً ليسوع المسيح، ھيكالً للروح القدس وعضواً حيا ً في كنيسة المسيح؟.
١٥
يسوع يشھد ليوحنــا )يو ،٣٧-١٩/١يو (٣٠ -٢٢ /٣
بعد أن مضى رسوال يوحنا ،راح يسوع يُخبر عن الذين جاؤوا ليعتمدوا منه ،عن العظيم في مواليد النساء ،يسوع يبرز دور يوحنا في تدبير ﷲ الخالصي إنه دور فريد ،حتى أكبر األنبياء لم يحظوا به. صبة في مھبّ الريح " تميل مع كل عقيدة فيوحنا ھذا ليس " َق َ أو تلين أمام السلطات .إنه قائد روحي وھا الجميع يأتون إليه ويسمعون له ويطلبون منه النصائح .جماھير تحيط به وتطلب العماد على يده .إنه الرجل الذي ال يخاف الموت ،ال يساوم على الحقيقة ،ال يرھب سطوة ھيردوس .دينه الحق ،الصدق واإلستقامة .رجل صريح ،شجاع متجرّ د وأمين ،مملؤ من روح الرب ،روح القوّ ة والشجاعة وخوف ﷲ. ال ،ليس إنسانا ً في اللباس الناعم ،ولم يسكن القصور .إنه أحد مساكين ﷲ ،الفقراء الذين يجدون غناھم في ﷲ وحده .ال ھ ّم له سوى إرادة ﷲ وشريعته .وقد حسب كل شيء كالزبل ليربح ﷲ، يعرف أن الغنى الحقيقي ھو إستقامة الضمير. تطلبون نب ًّيا؟ نعم ،إنه أكثر من نبي ،إنه أعظم نبي ظھر حتى اآلن .إنه خاتمة األنبياء.
١٦
إنه رسول ﷲ َي ُع ّد النفوس إلستقبال المسيح .ھو أعظم من اآلباء واألنبياء ألنه رأى ما لم َي َر حزقيال وسمع ما لم يسمع إرميا. لم يقم ،حتى اآلن ،في مواليد النساء أعظم منه. إنه صديق العروس ورفيقه ونسيبه والمنادي أمامه. إنه المنتظر لألزمنة األخيرة والتي بدأت مع المسيح ".إن ملكوت السماء فيما بينكم " وھو أعظم إنسان ظھر على وجه األرض إلى ھذا الوقت .لكنه أصغر من أبناء الملكوت .عند عتبة اإلنجيل تتوقف عظمته .فالصغير في كنيسة المسيح ھو أعظم من عظماء العھد القديم .إذ ال مقارنة ممكنة بين العھدين بين الرمز والواقع ،بين الصورة والحقيقة ،بين الوعود وتحقيقھا .أ ّيھا المسيحيّ ،ھل تق ّدر مقامك ّ حق َق ْد ُره؟ ھل تتأ ّمل بما حباك ﷲ ،وأغدق عليك من نعم؟ ً ووارثا للخيرات أنت أخ المسيح وبالمسيح أصبحت ابن ﷲ األبدية .فيا أيھا المسيحي :تنبّه لعظمتك.
١٧
سجن يوحنــا )متى ، ٦-٢/١١ولوقا (٢٣-١٨/٧
بعد كل ما تق ّدم ،ترانا نجد يوحنا في السجن لصراحته وشجاعته وأمانته لرسالته وغيرته على الشريعة .وضمن سجنه كانت تصله أخبار رسالة يسوع. فب َعين كان يوح ّنا يزداد معرفة لسرّ المسيح وعمله الخالصيِ . الروح رآه يعمّد بالروح والنار ،ويذري بيدره ليحرق القشّ في نار ال تطفأ .وھا ھو اآلن يسمع أن يسوع حنون رحوم متواضع. يغفر للخطأة الظالمين ويشفي األمراض الجسديّة أيضا ً :العميان يبصرون ،العرج يمشون ،البرص يطھّرون "...فبدأ الشك يساوره والحيرة تنتابه :أھذا ھو المسيح ح ًّقا؟ يوح ّنا مسجون ظلما ً وھو ال يطيق الظلم والكذب واستبداد األشرار بالصالحين .إنه ثائر على ھيرودوس وأمثاله .لذا كان ينتظر من المسيح اإلنتقام لألبرياء من الطغاة .لذلك أرسل تالميذه إلى المسيح ملك السالم. ولكن ھل من سالم للمنافقين؟ أال يجب أن يدانوا ويغلبوا على أمرھم؟ كيف يعد يسوع تالميذه باالضطھاد! لماذا يطوّ ب ال ُمضط َھدين ويترك الظالمين؟ كيف يسمح بعذاب األبرياء؟ العھد القديم ال يطيق مثل ھذا السلوك ألم يقُل موسى" السّن بالسّن والعين بالعين! ١٨
فما بال المسيح يعلّم تعليما ً آخر؟؟ أيّھا األحبّاء ،أليست ھذه أفكارنا نحن اليوم؟ أليست ھذه مآخدنا على المسيحيّة؟ إنھا متساھلة ،ضعيفة ال تنتقم للعدل من الظلم. يقول القديس يعقوب للتالميذ ،أصبروا قد سمعتم بصبر أيّوب، ورأيتم عاقبة الرب ،أن الرب رؤوف رحيم )يع ،(١١/٥فالملكوت بدأ حبّة في األرض الخصبة لك ّنھا ال تصلح بعد للحصاد. ً جميال وانظروا إلى يسوع المصلوب! الصليب اليوم صبرً ا والقيامة غداً.
١٩
إستشھاد يوحنــا )مر ،٢٩-١٤/٦متى(١٢-١/١٤
بدَ أَت رسالة يسوع تنتشر في كل مكان وبين فئات المجتمع .من ھو ھذا النبي؟ أال يكون يوحنا المعمدان الذي قطع رأسه ھيرودس؟ ھيرودس ذاته يظن ذلك :الحقه تأنيب الضمير على جريمته ،ظ ّل يوحنا يتبعه .عندما وضعه في السجن ،ظنّ أنّ أمره انتھى .ولك ّنه ظ ّل يف ّكر به .صوت يوحنا يرنّ في أذنيه :ال يجوز أن تأخذ امرأة أخيك ،وھو بعد حيّ .واآلن بعد أن قتله ،ال يمكنه أن ينسى جريمته .خاصة وأنه قتل بريئا ً ،وھو يعْ لم ،ذلك وقد كان يرى فيه رجالً باراً ق ّديسا ً. فلماذا قتله اذاً؟ ألن الشھوة أعمت عقله وقلبه ،أصبح عبداً لھا. وفي يوم عيده ،وسط المرح والغناء والرقص ،أراد أن يضع حداً لكل حواجسه ".أطلبي ما تريدين ولو كان نصف ملكي" .أيجوز لملك أن يعطي نصف ملكه لغانية؟ لكن ھيرودس ال يؤ ّدي حسابا ً ألحد. على كل حال ،مقتل يوحنا قد ُيريحه من نصائحه وتوبيخه. ولكن ضميره لم يجد الراحة .قتل يوحنا .ولكن ھل س َك َ ت صوت يوحنا في أعماق ھذا المجرم؟ يبدو أن العكس ھو الصحيح .فھو يتخيّله أمامه ،يحلم به ،يخاف عودته ويتو ّقعھا. مصير المعمدان وسائر األنبياء مثل مصير المسيح .وھل يھلك نبيّ خارج أورشليم؟ يوحنا السابق :سبق يسوع بالتبشير وھا ھو ٢٠
يسبقه إلى الشھادة .مات ألنه صريح وجريء ،ال يقول إالّ ّ الحق ويقوله في كل الظروف والمناسبات ولكل الناس ولو كلّف قطع رأسه. إ ّننا ھنا أمام فريقين من الناس :األشرار واألخيار ،حزب ھيرودس وھيروديّا وابنتھا وبعض الحضور ،وحزب يسوع ويوحنا والرسل وتالميذ يوحنا الذين جاءوا وأخذوا ّ جثة معلّمھم ودفنوھا باحترام كما فعل يوسف الرامي بجسد يسوع ،وھذه الحرب بين الفريقين بدأت منذ آدم وأبنائه ولن تنتھي قبل انقضاء الزمان. المجرم جبان .ھيرودس كان يخاف يوحنا أ ّما الرجل الشريف فال يخاف إال ﷲ .البار شجاع ،يموت ويبقى ذكره إلى األبد. ھل نجرؤ على قول الحق مھما كان صعباً؟ ھل نوبّخ الظالم على ظلمه؟ أنحن من حزب ھيرودس أم من حزب يوحنا؟ أعطني يا رب .أن أقول الحق دائما ً وفي كل ظرف أن أشھد ّ والحق والحياة ". للحق ألنك أنت " الطريق
٢١
ألقاب يوحنا المعمدان لمار يوحنا المعمدان ألقاب ع ّدة ،منھا ما أطلقھا عليه الكتاب المق ّدس ،ومنھا من َوضْ ع ليتورجيّات الكنيسة ،نذكر منھا على سبيل المثال ال الحصر :السابق ،المعمِّد ،الشھيد ،نسيب عمانوئيل ،صديق العريس ،مالك الصحراء ،مالك الرب ،نبيّ العھدين ،إيليّا الجديد ،الكاھن ابن الكاھن ،النذير ،السراج ،خاتمة األنبياء ،إشبين الكنيسة ،الصابغ... ،
أعيـــاده إنّ الكنيسة )الشرقيّة والغربيّة معا ً( ،تكرّ م مار يوحنا المعمدان في ع ّدة أعياد على مدار السنة ،منھا : -١عيد مولده ) ٢٤حزيران(. -٢عيد قطع رأسه ) ٢٩آب(. -٣عيد مديحه في ٧كانون األول. -٤عيد تذكار ميالده في االحد السادس الواقع قبل عيد الميالد. -٥تذكار الحبل به في ٢٣أيلول. -٦تذكارات وجود ھامته ٢٤ :شباط و ٢٥أيار. ٢٢
الخاتمــة ھذا ما دوّ نته باختصار، ھذا ھو يوحنا المعمدان السابق، ھذا ھو آخر األنبياء وأعظم مواليد نساء العھد القديم، ھذا ھو ابن أعجوبة حنان ﷲ، ھذا ھو نسيب المخلص وصديق العروس، ھذا ھو الصوت الصارخ في البرية الداعي إلى الحق والفضيلة. إنه أحد أفراد فئة الصالحين األبرياء ،أبناء ﷲ ،حزب ھابيل، وجميع شھداء التاريخ الصامدين في وجه كل قايين وكل ھيردوس وكل بيالطس .ھذه الحرب بين الخير والشرّ ستبقى على الدھر تدين الظالمين وترفع ضحاياھا فوق مذابح العالم شھاد ًة للحق ً ودينونة للعالم الغاشم. يوحنا أصبح في السماء شفيعا َ لكل من يلجأ إليه .على اسمه وتؤ َّسس الرھبنات .ماليين من الشباب ،في ُتبنى الكنائس واألديرة َ العالم كلّه ،يحملون اسمه بركة ونعمة من حنان ﷲ ورأفته. إلى كل كنيسة ومزار على اسم يوحنا المعمدان ...إلى كل من يحمل اسمه ...باسم من سبقنا ،وكتب عن المعمدان ،الھو ًتا وروحانية وأدبًا ،ومنھم اقتبسنا الكثير ،نق ّدم ھذا الكتاب.
٢٣
تساعيـّـة مار يوحنــا المعـــدان * -١أيّھا اآلب األزليّ ،يا من أعدَ دت أمام وجه مسيحك، مالكك يوحنا ،الذي وضعت فيه قدرتك الفائقة ،للقيام برسالته الشريفة الذي انتدبته لھا ،ورمزت عنه بالكالم واألشخاص، وسھرت عليه في برّ يته بذاتك وبواسطة مالئكتك الق ّديسين، وآتيته شرف سماع صوتك العذب على نھر األردن القائل : " ھذا ھو ابني الحبيب الذي به ُسررت " ،نسألك بإيمان حيّ ّ وبحق شفاعته لديك ،أن تخوّ لنا القدرة على ا ّتباع دعوتنا، وإتمام رسالتنا ،والظفر بأعداء خالصنا غير المنظورين، فنشكر قدرتك ونبارك اسمك اآلن وإلى األبد .آمين. )أبانا
والسالم
والمجد(
-٢أ ّيھا اإلبن المتجسّد ،يا من اخترت نسيبك يوحنا ليكون قاصدك والمب ّ شر أمام وجھك ،وط ّھرت نفسه وھو في أحشاء أ ّمه العجوز العاقر عند زيارتك المثمرة له وأنت في أحشاء أ ّمك البكر مريم ،و َن َش َ رت من حول سريره العجائب وخولته شرف رفع يمينه فوق رأسك والمذھالت واألفراح، َّ وإيالئك العماد في نھر األردن ،نسألك برجاء وطيد، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)* تعاد ھذه الصلوات على مدى تسعة أ ّيام ( ٢٤
وبشفاعة قاصدك المقبولة لديك ،أن تطھّر نفوسنا من أدران خطاياھا العقل ّية والفعل ّية ،وأجسادنا من أمراضھا المؤلمة وأن تظ ّفرنا بأعداء خالصنا المنظورين ،والغير منظورين، فنصوغ كل عواطف الشكر والتمجيد في ھذا الزمان وإلى األبد ،آمين. )أبانا والسالم والمجد(
-٣أيّھا الرّ وح القدس المحيي ،يا من انتخبت نب ّيك يوحنا منذ ً ً جميال الئ ًقا بسكناك ،فسكنته وز ّينت ھيكال الصغر ليكون نفسه بكل المواھب والفضائل ،حتى جاء آية األجيال كلّھا، َف َل َف َ ت إليه األنظار ،وآتيته قوّ ة النطق والكالم ،فجذب إليه الجميع ،وشرّ فت عيونه برؤياك حمامة بيضاء فوق رأس اإلبن ،المسيح المنتظر .نسألك بمح ّبة حارّ ة وبشفاعة نذيرك قھر حواسنا أن تظ ّفرنا بآمالنا الورد ّية ،وتساعدنا على ِ الجموحة ،وأن تزيّن نفوسنا بكل الفضائل اإللھيّة واألدبية لتكون الئقة بسكناك ،و ُتنير عقولنا باألنوار السماو ّية ،وتسلّح إرادتنا بالقوّ ة المالئك ّية لإلكثار من أعمال الخير ،وأن ترجع المسافرين إلى بيوتھم ،والمھاجرين إلى أوطانھم ،ف ُنزيع فضلك ،ونتر ّنم بشكرك في ھذا الزمان واألبدية .آمين. )أبانا والسالم والمجد(
٢٥
صــــالة يا مار يوحنا المعمدان ،يا مالك رب الجنود ،والقاصد السابق للرب ،ونذير التوبة القدير .يا من وُ لدت طاھراً، ّ ومت شھيداً بتوالً .أضرع إليك بك ّل ما في وعشت قديسا ً، أعماق نفسي من اإليمان والرجاء والمح ّبة ،أن تستم ّد لي من حمل ﷲ ،ومن أبيه األزليّ ،ومن روحه الق ّدوس ،مغفرة خطاياي ،ومواصلة أعمال التوبة إلى آخر نسمة من حياتي، والنعم الخصوص ّية التي طلبتھا في ھذا التساع ّية. إن شفاعتك ،يا أعظم مواليد النساء ،ال ُت َر ُّد عند الرب، ألنك نبيّه الكبير ،وشھيده العفيف ،وقاصده العظيم ،ونسيبه ّ المنزه عن كل عيب ،فاْضرع إليه من أجلي ليشفي أمراضي ،ويحرس عائلتي ،ويسكب عليھا أنواره وبركاته، ويرجع الغائبين عنھا إلى حضنھا. َتوسّل إليه ،أن يشغف قلبي بحبّ الطھارة والعفاف، وبمح ّبته ومحبّة القريب نظيرك .آمين.
٢٦
لمــار يوحنــا المعمـــدان إبتھاالت وصلوات لطلب شفاعته -١يا رب ،يا من دعوتنا لنكون شھو ًدا لكً ، قائال" :ستكونون شھو ًدا لي) "...أعمال (٨:١ھبْ لنا أن نسلُك على مثال شا ِھ ِد َك يوحنا .أعطنا َ الغيرة المتو ّقدة والجرأة في إعالن ح ّقك.أعطنا أن ال نسعى الى زعامة وسيطرة مھما كانت خف ّية ،مستترة ،وأن ال نجعل من شخصنا صنما ً ،وأن ال نقيم ذواتنا حواجز بين اآلخرين وبينك ،إجعلنا فقط عالمة ن ّيرة ترفع األبصار إليك. يا رب ،لقد كان ھ ّم يوحنا ،أن يم ّھد اإل ّتصال ما بين الناس وبينك ،لذلك أشار إليك ،ف َت ِبعك تلميذاه أندراوس ويوح ّنا ،مكثا عندك وأقاما معك حواراً تقرّ ر به مصيرھما )يو.(٣٩،٣٥ :١ أعطنا أن نفھم نحن أيضا ً مصير النفوس يتقرّ ر في ذاك لحوار كھذا الحوار الشخصيّ ،الخفيّ معك ،وأن نفسح المجال ٍ بينك وبين ك ّل من أعطي لنا أن نھت ّم بأمرھم ،لكي ُيؤخذوا بنورك وحالوتك ،ويمجّ دوك معنا الى األبد ،بشفاعة سابقك يوحنا و جميع ق ّديسيك .آمين. *** ٢٧
-٢مع األنبياء ويوحنا المعمدان ،مع أليصابات ومريم ،نھتف ُ صوت فرحا ً إليك يا ربّ .نشكرك من أجل يوحنا الذي أرسلته " صارخ في البريّة ،أع ّدوا طريق الرّ ب" .كانت طرقنا تقود إلى ٍ الموت ،فجعلت منھا طرقات حياة. نشكرك مع ابن طيما األعمى الذي رأى يومك وأنت مارّ في الطريق ،فقفز من الفرح. نشكرك مع زكا العشار الذي دعوته فنزل ليالقيك على الطريق ويقبلك بحبّ في بيته. نشكرك على تفاني يوحنا المعمدان في خدمة ملكوت ﷲ، ليكون قدوة في عصره وفي زمننا الحالي. اللھ ّم الغنيّ بالرّ حمة ،نشكرك على مراحمك التي تستر بھا خطايانا وخطايا البشر ،وتكثر إلينا نعمك الرّ وحيّة والماديّة .حرّ ك في قلوبنا وقلوب البشر مشاعر الرّ حمة ،لنكون رحومين ومؤھلين الستحقاق رحمتك .أعطنا والمسؤولين أن ُن ّ لطف العدالة بالرّ حمة، لكي يسود اإلنصاف بالمجتمع. أجل ،نحن ندرك يا ربّ ،أنّ أمسّ حاجة لمجتمعنا إنما ھي الرّ حمة .يا سيّد الحياة ،أَ ِنر ضمائر الوالدين واألطباء ،ليدركوا أنّ لك ّل كائن بشريّ ،جنينا ً كان أم مولوداً ،له كرامة وحقوق ودور في التاريخ وفي تدبير الخالص .وأنّ سيّد الحياة ھو أنت يا ربّ وحدك .للثالوث المجيد ،اآلب واإلبن والروح القدس ،ك ّل مج ٍد وشكر وإكرام اآلن وإلى األبد .آمين. ٍ *** ٢٨
َّاب ُق الم َُع ِّم ُد قائلين :يا َولداً َب ّ ش َر ُ -٣نشي ُد ِب َك أيُّھا الرَّ سو ُل الس ِ صوتا ً ِب َمولِ ِد ِه َمال ٌ صارخا ً في البرِّ يَّة ،و َنب ّيا ً علِ َم ك ِمنْ ل ُد ِن ﷲ ،يا َ ِ بسرِّ َس ِّي ِد ِه العھدين ،فخ َت َم َعھدَ وھو في الحشا .يا َعھداً توسَّط َ َ الجديدة .أ ُّيھا ال َعظي ُم في َموالي ِد ال ّنسا ِء الذي ال ّن البشارة َ اموس وبدأ ِ ِ العليِّ .أيُّھا ال َبشي ُر الذي وُ لِدَ ِمنْ عا ِق ٍر ل َيش َھدَ ظيم َ ُخب ُر َ جا َء ي ِ بالع ِ كاھن الرَّ بّ .يا لالبن الذي وُ لِدَ ِمنْ بتول .أيُّھا الطف ُل المُق َّدس ابنُ ِ ِ ور عُنوان َرح َم ِة ِ ﷲ َ ورسو َل ملِ ِك السَّالم .يا َكوكبا ً ي ُد ُّل على ال ُن ِ مس األزليّة .يا َ الحقيقيِّ اآلتي إلى العالم .يا قمراً َيدو ُر حو َل ال َش ِ س مالك الرَّ بِّ و ِم واألديرة. َ َ َ صباح الكنا ِئ ِ نسألك ،يا َن ِبيَّ العليّ ،أنْ َتس َت ِم َّد لنا ِمنْ َس ِّي ِد َك ِنع َم َت ُه فعّالة َ لإليمان زدان بھا ُنفوسُنا باألعمال الصّالح ِة و َنش َھدَ المُع ِجزات ،ف َت َ ِ ِ ِّكَ ،نش ُك ُر االبن الذي ُت َ َ قت أبيك ومع زكريّا الح ّق. وأليصابات أم َ َ َ َ َ َ امتألت من ُه س الذي وأنت في الحشا ،و َنح َم ُد إلى رؤ َي ِت ِه الروح القُ ُد َ َ األقدس المج ُد إلى األبد .آمين. ث قب َل أن ُتولدَ ،للثالو ِ ِ *** -٤يا نسيب الربّ ونبيّ ﷲ ،الذي لم يقُم في مواليد النساء ور َغد العيش ،وس َك ْن َ ت القفر أعظم منه ،يا من اعتزلت الدنيا َ منصرفا ً الى عبادة ﷲ ،مع أنك قد تق ّدست قبل مولدك .أبتھل إليك ُ ولدت بالخطيئة ،وأسعى وراء الغرور واألباطيل ،أن أنا الذي تشفع بي لدى المخلّص ،ألقمع جسدي وأروّ ض قلبي بالعبادة الحارة ،إلى أن أدرك الغاية التي ُخ ُ لقت ألجلھا .آمين. *** ٢٩
الطلبـــة الالزمة :
إشفـع بنـا أجمعيــن
يوحنا المعمـدان
) تعاد بعد كل تأمل (
يا أعظـم مولــ ْ ود يا بتــ ً وال يعلــــو يا جمال بيعتنـــا يا ھنانا وفخرنــا يا وحيداً عظيمـا ً يا زعيم ال ُس ّيــاح نھجــا ً يا حكيما ً ُم ِ يا طائعـا ً وديعــا ً يا يافعـا ً صاد ًقـــا ً يا كوكبا ً مضيئــا ً يا الو ّيا ً شريفــــا ً يا مصباحـا ً أتــى يا نجمـا ً يبشـــــ ّر يا سابـق اإللــــه يا عين األفاضـ ْل يا فمـا ً شاھــــــداً يا صوتـا ً ُيعلــــن يا قو ّيـا ً شجاعـــا ً يا راعيا ً مرشــداً يا شھيداً غيــوراً يا تق ًّيــا ً كامـــــالً
وأوّ ل ال ُمرســليــــنْ على جميع البتوليـنْ ويا حصنھا الحصين ويا عوننـا كل حينْ بيــن المـولوديــــنْ ورأس المتوحّ ديــنْ ّ الحق المبينْ طريق ويا ھادي الضاليـنْ بالحكم والبراھيـــنْ أمام شمس العالمينْ وابــــن الالو ّييــــنْ إلنــارة ال ُمظلميـــنْ بقرب ملك الصالحين
والقاصـد األميــــنْ وأشرف الشريفيــنْ لحق العـلـم اليقيـــنْ أســــرار النـبـ ّييــنْ فخر المجاھدينْ ويا َ للخراف الناطقيـــنْ ِ ّ الحق ال ُمبيـنْ نصير َ وقُدو ًة للكـاملـيـــــنْ ٣٠
الزيــاح )على وزن ولحن :مريم سرورك(
يوحنـا البتـول يا نبيّ العلــيّ وقُدوة المؤمنيــــنْ ، بالصوم والصالة والصمت والجھاد وحفظ القوانينْ ، أ ّيھـا القائــد َمن ُتراه يفيـك حقــك مـــن المديــحْ ، ّإال ر ّبـك العظيــم اسمــه يســــــوع المسيــــــــحْ أيّھا المعمدان قد فقت دومــا ً علـى كـ ّل األنــــا ْم، إضرع إلى العليّ أن يزيّننــا بكــــــــل اإلنعـــا ْم إجعل حياتنــا كلّھــا تحمــــل أطيـــب األثمـــارْ ، لندخـل السمــا مثـلك حامليــن رايــة اإلنتصـــارْ أ ّيـــھا الســـــراج المنيـــــــر فـــي األقطــــــــارْ أشــــرق عــلــــــــى عقولنـــــــا األنــــــــــــوارْ وسلّحنـــا بقـــــوّ ة فــــــي األخطـــــــــــــــــــــارْ لنجــــــــاھــــد كمــا جاھــــــــــد األبــــــــــرارْ أيّھا القلب الكبير ،أيّھـــا النذيـــر الشـھيــــر ،أيّھا المالك المجير، عند ربّنا القدير ،ساعدنا بشفاعتك كل حين ،لنبلغ دار الصالحين،
٣١
صـــالة ص َغرك يا نبيّ العليّ ومالك ربّ الجنود ،يا من دعاك ربّك منذ ِ ً لتكون له قاصداً ونذيراً ،نب ّيا ً ورسوال ،وتھيّ ء له طريق النفوس، وتع ّد له شعبا ً كامالً ،بوعظك وقداس ِة حياتك ،وتتق ّدمه بروح إيليا النبي وقوّ ته. سك الروح القدس وأنت في أنت الذي تنبأ عنك األنبياء ،وق ّد َ أحشاء أمك .أنت الذي را َف َق ْ ت ميالدك العجائب والمذھالت، وان َت َشر من حول سريرك الطرب واألفراح. أنت الذي ولدت نق ّياً ،وعشت ً ّ ومت شھيداً ق ّديسا ً. بتوال غيوراً، أال انظر من علوّ سمائك إلى الذين يكرّ مونك ويحملون اسمك. منز ً ھة عن العيب نفسا ً وامنحنا ،بشفاعتك القديرة لدى ﷲ ،حيا ًة ّ وجسداً ،على مثال حياتك البطوليّة ،ونھاية سعيدة تعْ قُبھا الحياة األبديّة .آمين. يا رب إستمع لصالتي :وصراخي إليك يأتي فلتسترح نفوس الموتى المؤمنين :برحمة ﷲ والسالم آمين.)أبانا والسالم والمجد ،للحصول على النعم المطلوبة لخالص نفوسنا(
٣٢
)لحن :يا أم ﷲ(
مار يوح ّنا العالي المنـارْ لمن يدعونـَـ َك بالوقــــارْ ونبلغ بك إلى دار القرارْ
بـدر البراري والقفـــارْ أنت بھجـة وافتخــــــارْ بشفاعتـك ننـال األنـوارْ ****
)لحن :وإن كان جسمك(
يا مال ًكا في صورة البشرْ
ويا ُمبع ًدا عن َبنيك الكـدرْ
ساعدنا على در ِء الخـطرْ يا قاصـ ًدا ساب ًقا للمسيــــحْ
وبلّغنـا إلى نـوال الظفــــرْ **
ويا بُلبالً في الدين الصحيحْ
أن ِعم فنغتني بصوغ المديحْ ونقتفي آثار الحمل الذبيـحْ ً رسوال ومنارة الشعوبْ يا
**
أبعد عنھا شـــرّ الحـروبْ والش العيوبْ ف المرضى إش ِ ِ يا بتوالً قُدو ًة في الجھــــ ْاد
فنحظى بالنعيم المطـلـوبْ **
وشھيدَ العفاف بين العبــ ْاد
يا نبيّ العليّ بـكـ ّل البــ ْ الد
أوصـلنـا إلى دار المعـــ ْاد ***
٣٣
أناشيــــد )لحن :عليك السالم بال ملل(
الالزمة :
يا مار يوحنــــا البتــــولْ أبعد عن قلوبنا الخمـــولْ
يا زنب ًقا وســـ َط الحقـــــولْ والش الظال َم من العقــــولْ ِ
ْ خرجت من حضن أ ّمك قد مالكا ً عظيما ً قــد ُدعيـــــ ْ ت وبعـد الختـان قـــد حملــ ْ ت إلى القفر تحيـا من البقــو ْل َوب ْــ َر الجمــال قــد ِلبســ ْ ت
وعسل البـراري قد أكـلــ ْ ت
وطعم الجراد قـد احتمـلـ ْ ت في القرى والجبال والسھو ْل ج َمعْ ــ َ ت القداســ َة والكمـا ْل ثالثون عـامــا ً بــال كــال ْل َ
شخص َك السامي الجـال ْل في ِ تجــاھـد في كــل الفصــو ْل
في يـــوم عيـدك كــنْ لنــا سـراجــــا ً ينيـــ ُر ُسـ ُبـ َلنـــــا فنھتـــ ّز طـربــــا ً كلّـنـــــا النساء والشبـاب والكھـــو ْل ٣٤
ُ فشيطو( ) لحن:
َھـلِلويــــــا َغ ّنـِي ال َمولُــــــودَ ا يا ِجبـال َي ُھــــو َذا َح ِّيـي ال ُع ُھــــــودَ ا: ت َز َك ِر َّيـــا في َبيـ ِ ار ٌ ُحيينــــــــا ك مُبــــــــــــــــ َ َحــيٌّ م ِ َعــھــــــــدَ دَ اوُ دَ ا ! َومُعـ ِطينـــــــــــــا العال ِء ار ْق ِم َن َ َح َّتى َيأ ِتينا ال َّش ِ َ فوق ُدنيانا دَ ا ِف ْقُ ،دنيا ال َّشقـا ِء، َھلِلُويـــــــا َبحـ ُر األَضــوا ِء !
َھـلِلُويــــــا الح َّنــــانْ ان اإلِلـــــ ِه َ ُوح َّنا" يا َتح َنـ َ "ي َ َقد َب َّش َ ِبـ ِربِّ األَكـــــوانْ كوان رت األَ َ صـ َ فــي ال ُّدنيا ھـــا ِدرْ الحـــ ْ ّق وت َ يا َ لِ ِالبـ ِن ال َقـــــا ِدر ! رب شــــــــ ّق أَلــ َّد َ َ َ صوت التجدي ِد صوت عمّانوئي َل صمُو ِئيل ال َعھـ ِد الجدي ِد أَس ِمع ،يا َ َھلِلُويــــــا َتج ِديــ ِد األَكـــــوانْ !
٣٥
) لحنَ :حسيُو و َقدِي ُشو :يا يسوع ربّنا (
َھلِلُـويـــا العاطرْ اض ال َّتسبي ُح ِ َف َ َفاللِّســانُ ال َمعقُـــــو ُل ُوح َّنا اب ِتسـا ُم النـــ ُّور ي َ
ت العاقـــــِرْ فـي َبيـــــ ِ ُنشــــــ ٌد شا ِكــــــــــرْ م ِ ت الخالِي ال َمھجُورْ ! لِل َبي ِ
َھلِلُـويـــا أَنـ َ دعــى ت يا ِطفـ ُل ُت َ قُـ َّدا َم الــرَّ بِّ َتسـ َعــى َتن ُ شـ ُر ِعلــ َم َ الخالصْ
َنـ ِبــــيَّ العـالِــــــــــي ال َھـــ َ دي األَجـيـــــــــ ِ ص َ الب ِّر ِواإلِخالصْ ! ِ دق ِ
َھلِلُـويـــا َغ ِّني ،يا ُدنياَ ،واش َھ ْد مج ْد لحيِّ األَ َ َواخ َشع لِ َ أَ َ عطـى العُودَ عُنقُـودَ ا
ب! يا َكــــونُ لِلــــــرَّ ْ ّ اعجـــبْ : يا َقلــــبُ َو َ العـا ِقـــر َمـولُـــودَ ا ! َو َ
٣٦
)لحنَ :ب ِلبي ُب ُتو عَشِ ين ُتو(
َقــا َل الــــــرَّ بُّ ھــا َمـالكــــي َلم َيقُــم ِمثلــــَ ُه
ُوح َّنــا مداح ي َ في َت ِ َيأتي َقبلي ِمصباحـا ً َمولُــو ُد امـــــ َرأَ ٍة
َيشــ َرح ال ُكت َبــا : َيكشـِفُ ال َّدربــا ! زر ُع ال ُحــ َّبــا ! َيــ َ
َمن َخ َرج ُتــــــم َھــل َن ِب ًّيـــــــا ؟ مُن َت َھـى ال َّتـورا ِة،
َت ُ فر! نظ َ رون فـي ال َق ِ َبل أَعلى ِمن َن ِبـيٍّ ! َخا ِتــ َم األَ ِنبيــــــا،
ان ؟ أَيُّ إِنســــــــ ٍ إِيل َّيــا َّ الثانـــــي ! ان ! َبـد َء اإلِيمــــ ِ
وح َّنــــــــا يـا ُيـ َ ور َنـ َ حو النــــــ ُّ ِ وب ال َمسي ْح ص َ قُدنا َ
الص َ َّوت الص َِّار َخ الھادي ب ضن اآل ِ اآل ِتي ِمن ِح ِ يمان الصَّحيـحْ باإلِ ِ
َشع َبـ َك الضَّا ِئـــعْ "المُشر ِق" َّ الطالِعْ ِ َّاطعْ ! والحُبِّ الس ِ
)لحن :مشِ يحُو َن َطريه لعِد ُتخ( ) إقبل يا واد التابئين(
ت األَع َلى يا َمـولُو ًدا َقــد َھــــــ َّال صو ًتا لِلصَّو ِ َ رض َيھ َ ُوذا َكــانْ ُون بـانْ ِمن ِبنـــ ِ ت ھار َ في أَ ِ ِميـــال ُدهُ َقــــد َبـــــــ َّ فـــي البـِيـ َعــــــــــــــ ِة ث ال َفــ َر َح ال َف َّتـــانْ ٣٧
َمج ًدا لِلمـولى َر َّتــــ ْل : انحــ ْ ّل ان َ َمعقُـــو ُد اللِّسـ ِ دعـى ال َّنبــــــــــِيّ ص ِبــــــــيّ ِ ِ ُتـ َ يــا أَحــ َلــى َ َقبـــــ َل القــــــــــــــا ِدم رب ِمصبـاحـا ً َتجلُـو ال َّد َ أَآلتي إِلى العــا َلم ! ص ُ يخ الكا ِھنْ : كر وال َّتھليـل في بي ِ َ وت ال ُّش ِ ت ال ِّش ِ أن ابنـ ِه الرَّ ا ِھـنْ : َقو ٌل حـ ُّق ال َتأويـــــــ ْل في َشـ ِ مضــي قُــــــ َّدا َم الرَّ بِّ ب ضــــو َء الـــــــــــ َّدر ِ َت ِ َ من َھــ ِج اإلِنــجي ْل ! وعان ،كم ظمـآنْ لحيـــا ِة والغـ ُفـــــرانْ ! َكم َج لِ َ َ ت األَقطارْ ! تمضــي باإلِنـــــــــذار في َمجھُوال ِ ِ َفـ َعـ َّمــــــــــــــــــــــدَ ْ ُوركـ َ ت ت ! َميَّز َتــــــــ ُه ب ِ الجبَّار! يُم َناهُ ال َمولى َ يا َمولُـودَ ُّ بال ّتجديد ُدنيـــا َ الغــــــ ْ ّم الذھــــــ ِل أَ ْ ّم ُوح َّنا في َبطـــ ِن األ ُ ْ ّم ! فعــــ ْم ي َ دس قــد أَ َ ر َ ُوح قُ ٍ َز َك ِر َّيـــــــــــــــــــــــــا يا َمــن َحـــ َّل عُقـــــد َة الح َّيـــــــا ! َمجَّ ـــدَ َ َقـــد َت َن ّبــأ َ بالـــــــرُّ وح مس ال ِّس ِّر المُو ِحــي ِمن َھ ِ َمن َفــى ُدنيا َنـــا اف َت َقـــــ ْد وحـــــــــــ ْد يا َمجــدَ األَ َ َحـــــ َّل َحـ ًّقــــــــــــــــا كر األَن َقى ضن ِ في ِح ِ الب ِ الحاوي الع َُلو والعُم َقا ! ٣٨
الفھـــرس الصفحة
المق ّدمة٢............................................................. البشارة بيوحنا ٤.................................................... زيارة يسوع ليوحنا ٦.. ............................................ مولد يوحنا ٨........................................................ ظھور يوحنا١٠...................................................... يوحنا يشھد ليسوع١٢..... .......................................... يوحنا يع ّمد يسوع١٤................................................. يسوع يشھد ليوحنا١٦.... ........................................... سجن يوحنا ١٨ ..................................................... إستشھاد يوحنا٢٠.................................................... ألقاب يوحنا المعمدان٢٢..... ....................................... أعياده٢٢... .......................................................... الخاتمة٢٣. ........................................................... تساع ّية مار يوحنا المعدان ٢٤...................................... صــــالة٢٦........................................................... إبتھاالت لمار يوحنا المعمدان ٢٧ .................................. الطلبة٣٠ ............................................................. الزيــاح٣١... ........................................................ أنـاشـيــد٣٤.. ........................................................ .......
٣٩
ﺻـــﻼة رب اﻟﺠﻨﻮد ،ﻳﺎ ﻣﻦ دﻋﺎك اﻟﻌﲇ وﻣﻼك ّ ﻧﺒﻲ ّ ﻳﺎ ّ ر ّﺑﻚ ﻣﻨﺬ ِﺻ َﻐﺮك ﻟﺘﻜﻮن ﻟﻪ ﻗﺎﺻﺪاً وﻧﺬﻳﺮاً ،ﻧﺒ ّﻴﺎً وﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﺷﻌﺒﺎً وﺗﻬﻲء ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻔﻮسّ ، ورﺳﻮ ًﻻّ ، وﺗﺘﻘﺪﻣﻪ ﺑﺮوح ﻛﺎﻣ ًﻼ ،ﺑﻮﻋﻈﻚ وﻗﺪاﺳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ، ّ إﻳﻠﻴﺎ اﻟﻨﺒﻲ وﻗ ّﻮﺗﻪ .أﻧﺖ اﻟﺬي ﺗﻨﺒﺄ ﻋﻨﻚ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﺳﻚ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وأﻧﺖ ﰲ أﺣﺸﺎء أ ّﻣﻚ .أﻧﺖ ّ وﻗﺪ َ اﻟﺬي را َﻓ َﻘ ْﺖ ﻣﻴﻼدك اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ واﳌﺬﻫﻼت ،واﻧ َﺘ َﴩ ﻣﻦ ﺣﻮل ﴎﻳﺮك اﻟﻄﺮب واﻷﻓﺮاح .أﻧﺖ اﻟﺬي وﻟﺪت ﻧﻘ ّﻴﺎً ،وﻋﺸﺖ ً وﻣﺖ ﺷﻬﻴﺪاً ّ ﺑﺘﻮﻻ ﻏﻴﻮراً، ﻗﺪﻳﺴﺎً .أﻻ اﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻋﻠ ّﻮ ﺳامﺋﻚ إﱃ اﻟﺬﻳﻦ ّ ﻳﻜﺮﻣﻮﻧ ََﻚ وﻳﺤﻤﻠﻮن اﺳﻤﻚ .واﻣﻨﺤﻨﺎ ،ﺑﺸﻔﺎﻋﺘﻚ ّ اﻟﻘﺪﻳﺮة ﻟﺪى ﷲ ،ﺣﻴﺎ ًة ﻣﻨ ّﺰﻫ ًﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻴﺐ ﻧﻔﺴﺎً وﺟﺴﺪاً ،ﻋﲆ ﻣﺜﺎل ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺒﻄﻮﻟ ّﻴﺔ ،وﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪة ﺗ ْﻌ ُﻘﺒﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪ ّﻳﺔ .آﻣني.
٤٠