The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance

Page 1

Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS) ISSN (E): 2305-9249 ISSN (P): 2305-9494 Publisher: Centre of Excellence for Scientific & Research Journalism, COES&RJ LLC Online Publication Date: 1st July 2019 Online Issue: Volume 8, Number 3, July 2019 https://doi.org/10.25255/jss.2019.8.3.386.398

The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance Amer Al Omar PhD student The University of Jordan, Amman. Jordan Abstract: The symbol of Ibn al-Rumi's poetry reveals profound psychological connotations hidden under the shadows of silent nature and its elements, through which he expressed himself and his troubled mind, which ranged from pessimism, in the most of his poetry, and optimism. This search demonstrates the symbol that the poet goes through, which has two aspects: one negative, is most often the life of the misfortune, suffering from loss, grief and his psychological and temporal alienation. The other side is the positive, is the times of joy, enjoyment and pleasure away from all the calamities and woes that occur in the community. His first concern was to mourn the beautiful nature amid joy, fun and compassion carried him from nostalgia and memories. These symbols were employed through the elements of silent nature, which was his first refuge in most of aspects of his life and circumstances using the imagination and the beautiful style, relying on the diagnosis in most of it Keywords: symbol, silent nature, Ibn al-Rumi, psychological connotations Citation Al Omar, Amer (2019); The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance; Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), Vol.8, No.3, pp:386-398; https://doi.org/10.25255/jss.2019.8.3.386.398.

This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 8(3), pp.386-398‬‬ ‫الطبيعة الصامتة في شعر ابن الرومي‪ :‬الدالالت النفسية‬ ‫ملخص ‪:‬‬ ‫يكشف الرمز عند ابن الرومي عن دالالت نفسية عميقة مخبأة تحت ظالل الطبيعة الصامتة وعناصرھا‪ ،‬فعب ّر من‬ ‫خاللھا عن ذاته ونفسيته المضطربة التي تراوحت بين التشاؤم في أكثر من شعره والتفاؤل‪ .‬جاء ھذا البحث ليوضح الرمزية‬ ‫التي يمرﱡ بھا الشاعر تلك الرمزية التي كانت تحمل جانبين‪ :‬أحدھما‪ :‬سلبي‪ ،‬تمثل في األغلب في مرحلة المشيب وفقدان‬ ‫الشباب‪ ،‬وما عاناه من فقد وأحزان واآلم وغربة نفسية وزمانية‪ ،‬أما الجانب اآلخر اإليجابي‪ ،‬فتمثل في أوقات الفرح واللھو‬ ‫والسرور بعيداً عن كل المصائب والويالت التي تحدث في المجتمع فكان ھمه األول التغني بالطبيعة الجميلة‪ ،‬وسط الفرح‬ ‫واللھو والمرح وما حملت له من حنين وأشواق وذكريات وكانت تلك الرموز موظفة عبر عناصر الطبيعة الصامتة التي كانت‬ ‫ق محلّق وأسلوب جميل رائق‪ ،‬معتمداً‬ ‫ملجأه األول في معظم حاالته وجوانب حياته وظروفه‪ ،‬وكان ذلك من خالل خيال مطل ٍ‬ ‫عنصر التﱠشخيص في غالبه‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الرمز‪ ،‬الطبيعة الصامتة‪ ،‬ابن الرومي‪ ،‬الداللة النفسية‪.‬‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫إن للطبيعة دالالت نفسية متنوعة ومتعددة تدخل في األغراض الشعرية المختلفة للشاعر‪ .‬وقد استطاع شاعرنا ابن‬ ‫الرومي أن يوظف في الطبيعة رموزاً نفسية كثيرة تختلف باختالف نفسيته وظروفه التي تحيط به‪ ،‬ويبين لنا بالتأكيد أن وراء‬ ‫تلك الدالالت دوافع نفسية انفردت في تجسيد األحاسيس والمشاعر التي جعلت الشاعر يلجأ للشعر لبث تلك األحاسيس‬ ‫والمشاعر فيه من خالل رؤيته‪ ،‬ومعالجته لتلك الحالة النفسية "والمصدر الذي يبعث منه ھذه الداللة النفسية ھو الكيان الداخلي‬ ‫لإلنسان المليء باألفعال والحركات الكالمية والفعلية‪ ،‬وعادة ما يرتبط انفعال اإلنسان بما يحيط به من المؤثرات فكثيراً ما‬ ‫تتأثر النفس بمؤثرات خارجية لھا عالقة وصلة وطيدة بنفس الشاعر وبكالمه‪ ،‬وللداللة النفسية مالمح وإشارات تنعكس على‬ ‫النفس البشرية فتحدث فيھا استجابة وردة فعل سواء كانت باللفظ أم الحركة؛ إرادية أم غير إرادية‪ ،‬فتمثل أفكار اإلنسان‬ ‫ومشاعره وأحاسيسه وميوله‪ ،‬ورغباته وذكرياته وانفعاالته")‪.(1‬‬ ‫وكذلك من خالل بيئته ومحيطه‪ ،‬وما يتلقى فيھا من ظروف سائدة تؤثر تأثيراً مباشراً في نفسيته‪ ،‬فيشعر بالحزن‬ ‫والقلق والخوف‪ ،‬أو يشعر بالفرح والسعادة والبھجة‪.‬‬ ‫كل ذلك مصدره المحيط الذي يعايشه والوسط الذي يحيا فيه‪ ،‬وينعكس على نفسه فتحدث استجابة فعلية مباشرة نتيجة‬ ‫ما تلقاه من تلك الظروف واألحداث التي عايشھا في بيئته ووسطه‪.‬‬ ‫واإلنسان العادي له حالة من اإلحساس المرھف المستجيب لظروف بيئته وأحداثھا‪ ،‬فما بالك بالشعراء وھم من‬ ‫أرھف الناس إحساسا ً وأكثرھم حبا ً للجمال وتعلقا ً به‪،‬وھذه البواعث النفسية لإلبداع الشعري‪ ،‬ذكرھا ابن قتيبة في كتابه "الشعر‬ ‫ﱡ‬ ‫تحث البطيء‪ ،‬وتبعث المتكلف منھا الطمع‪ ،‬ومنھا الشوق‪ ،‬ومنھا‬ ‫دواع‬ ‫والشعراء" وبين أن للشعر بواعثه إذ يقول‪ ":‬وللشعر‬ ‫ٍ‬ ‫الشراب‪ ،‬ومنھا الطرب‪ ،‬ومنھا الغضب")‪.(2‬‬ ‫يقول عباس محمود العقاد "وقد يستريح الشاعر إلى الطبيعة ألنھا ظل ظليل‪ ،‬ومھاد وثير‪ ،‬وھواء بليل‪ ،‬وراحة من عناء البيت‬ ‫وضجة المدنية‪ ،‬فال يعدو بذلك أن يستريح إليھا كما تستريح كل بنية حية إلى الماء والظل والھواء‪ ،‬وكذلك تھجع السائمة في‬ ‫المروج‪ ،‬وكذلك تھتف الضفدع في الليلة القمراء")‪.(3‬‬ ‫ق بالتفكير‪ ،‬وله ارتباط مباش ٌر بالعاطفة‪ ،‬مما جعل له اھتماما ً‬ ‫" واللفظ عنص ٌر من عناصر اللغة‪ ،‬وھو ذو اتصال وثي ٍ‬ ‫عند علماء اللغة والفلسفة وأصحاب علم النفس)‪.(4‬‬ ‫ى لدى نفس القائل‪ ،‬وغاية يسعى‬ ‫فحين يختار الشخص لفظا ً دون آخر‪ ،‬فإن ذلك االختيار يكون له ارتباط ومعز ً‬ ‫إليصالھا‪ ،‬إذ ّ‬ ‫إن اللغة لإلنسان" أداة لتيسير مطالب الحياة")‪.(5‬‬ ‫فاستخدمھا اإلنسان لكي يحقق بھا أھدافه وغاياته فيفصح من خاللھا عن مكونات نفسه‪ ،‬ويتواصل عبرھا مع أفراد‬ ‫مجتمعه‪.‬‬ ‫وكالم اإلنسان" كثير التنوع‪ ،‬متعدد األلوان‪ ،‬وال تكاد تحصى أصواته‪ ،‬أو ألفاظه‪ ،‬وھو يتخ ُذ لك ﱟل منھا داللة معينة‬ ‫تحقق له غرضا ً من أغراض الحياة")‪.(6‬‬ ‫وعلم الداللة ھو " العلم الذي يدرس المعنى")‪ (7‬ويعرّف بأنه "العلم الذي يبحث في دالالت الكلمات المختلفة")‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬الجيوسي‪2006) ،‬م(‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫)‪ (2‬الدينوري‪276) ،‬ه‪1967/‬م(‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫)‪ (3‬العقاد‪1968) ،‬م(‪ ،‬ص‪.298‬‬ ‫)‪ (4‬انظر‪ :‬إبراھيم )د‪.‬ت(‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫)‪ (5‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫)‪ (6‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫)‪ (7‬مختار )‪1998‬م(‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫)‪ (8‬عزت )‪1984‬م(‪ ،‬ص‪.124‬‬ ‫‪387‬‬


‫‪The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance‬‬

‫‪.1‬‬

‫إذا فھو عل ٌم يتصل بالنص‪ ،‬وكذلك البحث في جزئياته مھمتما ً بالمدلوالت في أشكال التواصل محاوالً الكشف عن‬ ‫داللة التعبير)‪ (9‬وھو علم وصفي تحليلي يعمل على تحليل الكلمة ليكشف العالقات التي تربط بين الوحدات اللغوية المختلفة)‪.(10‬‬ ‫وما يھمنا من ذلك ھو معرفة الدالالت النفسية التي يمر بھا الشاعر ابن الرومي ورموزھا المخبأة تحت الطبيعة‪،‬‬ ‫فابن الرومي كغيره من الشعراء‪ ،‬عاش في بيئة معينة وتلقى منھا ما يحزنه وما يفرحه وما ّ‬ ‫يحن ويشتاق إليه‪ ،‬وما يخاف ويقلق‬ ‫منه‪ ،‬فكان لتلك الدالالت والتعابير رموز داللية معبرة عن نفسه عبر عنھا من خالل شعره في الطبيعة وعناصرھا‪.‬‬ ‫"وإذا كان الفن عموماً‪ ،‬والشعر بصورة خاصة تعبيراً عن صدق التجربة‪ ،‬فشعر ابن الرومي عنوان أصيل واضح‬ ‫لذلك الصدق مثلما ھو في واقع الحياة‪ ،‬وفي مصيرھا‪ ،‬ولدى شعور الفنان أزاء الموجودات")‪.(11‬‬ ‫ويمكن وفق ذلك وبناء عليه وبالنظر إلى شعر ابن الرومي وقراءته أن نلحظ أنه ينطوي على داللتين مختلفتين‪:‬‬ ‫داللة نفسية تثير األلم والحزن‬ ‫تعددت الدالالت النفسيةالتي أثارت أحزان الشاعر وآالمه‪ ،‬منھا؛ ما يتعلق بغربته الزمانية ومنھا أخرى متعلقة‬ ‫بذھاب شبابه وفقدان أھله وأصدقائه‪ ،‬وھذه كانت سببا ً في تأجج أشواقه وآالمه‪ ،‬ولع ّل ذلك يفسر أسباب غزارة النتاج الشعري‬ ‫عند ابن الرومي‪ ،‬الذي يتكئ فيه على صور الطبيعة وانتمائه وحبّه لوطنه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شاؤم وفرح وحزن وغير‬ ‫إن النفس الشاعر كأ ﱢ‬ ‫س بشرية تتجاذبھا المشاعر المختلفة من حبﱟ وبغض وتفاؤ ٍل وت ٍ‬ ‫ي نف ٍ‬ ‫ذلك من المشاعر التي تھيج النفس فيسعى لإلفصاح والتعبير عنھا بقدر ما وھب من قدرات ومواھب وأحاسيس ومشاعر‪.‬‬ ‫فنجد ابن الرومي قد نشأ وعاش حياته كلھا في بغداد ال يفارقھا إال قليالً حتى يعود إليھا سريعاً‪ ،‬وقد نازعه الشوق‬ ‫إليھا وليس في شعره ما يد ّل على أنه تركھا طويالً أو إنه قد تنقل بين األقطار وسافر إلى األمصار‪ ،‬كما فعل أبو تمام والمتنبي‬ ‫وسواھما من الشعراء‪.‬‬ ‫)‪(12‬‬

‫ويستدلﱡ في بعض أخباره أنه "سافر مرة إلى سامراء وطال مقامه فيھا"‬ ‫قوله)‪) :(13‬من الكامل(‬ ‫ولبستُ‬ ‫صحب ُ‬ ‫والصﱢ با‬ ‫الشبيبة‬ ‫به‬ ‫ْت‬ ‫بل ٌد‬ ‫َ‬ ‫فإذا‬

‫تمثﱠل‬

‫في‬

‫الضمير‬

‫رأيتُه‬

‫وعليه‬

‫فكان يتشوق إلى أيام بغداد ومن ذلك‬ ‫فيه‬ ‫أفنان‬

‫ْش‬ ‫العي َ‬

‫وھو‬ ‫الشباب‬

‫جدي ُد‬ ‫تمي ُد‬

‫ويتخ ُذ ابن الرومي من الزروع وضروب النبات ألوانا ً لتشكيل صور فيھا دالالت نفسية مضطربة معبرة عن نحسه‬ ‫وسوء حاله‪ ،‬مكنيا ً عن ذلك كلّه بفقره وعظم حاجته‪ ،‬يقول)‪):(14‬من الخفيف(‬ ‫ن َي شو ٌ‬ ‫وھُمومي ُم َحدﱢثاتي وبُ ْستَا‬ ‫ك ثما ُرهُ الخَرﱡ وبُ‬ ‫ْ‬ ‫ي النحوسُ فعنزي‬ ‫أبداً حائ ٌل وتيسي حلوبُ‬ ‫عكست أ ْمر َ‬ ‫ُ‬ ‫رأيت نَحْ سي على ن ْ‬ ‫َف‬ ‫غير أني‬ ‫سي فعودي ال غي ُرهُ الم ْن ُخوبُ‬ ‫أصحبُ المرء فھو من َي َم ْمطُ‬ ‫ْ‬ ‫ـــــــــو ٌر‬ ‫ولكن واديه لي َمجْ دوبُ‬ ‫الحوذا ِن فيه مع ال ﱠس ْع‬ ‫ـــــــــــدان ُغلبا ً كأنھن الصﱡ قُوبُ‬ ‫وكھو ُل َ‬ ‫ْت فيھا َذ َو ْ‬ ‫فإذا ما ارتَع ُ‬ ‫ت لي‬ ‫ال لغيري وعاد فيھا ُشسُوبُ‬ ‫فھذه النباتات العجاف‪ :‬الشوك والخروب والسعدان والصقوب‪ ،‬وكل عود منخوب شسوب‪ ،‬ھي مفردات تآلفت‬ ‫وتركبت مع بعضھا لتعكس لوحة كبيرة وداللة نفسية قاتمة لھموم الشاعر وإحساسه باأللم المتعمق‪ ،‬وشدة الحيف والحرمان‬ ‫وھموم الحاجة مبرزاً في ھذه اإلشارة الضيم وإدبار الحظ‪ ،‬مكرراً الفعل "عاد" ليوضح من خالل داللته حياته المنحوسة التي‬ ‫ّ‬ ‫يجف عندھا الماء ويذوي الشجر ويجذب وادي العطاء ليتحول كل شي ٍء ضده‪.‬‬ ‫وكانت النجوم من أھم موجودات الطبيعة الصامتة تأثيراً في نفسية الشعراء‪ ،‬ومنھم ابن الرومي الذي انبرى لمعالجة‬ ‫ھذه األجرام السماوية‪ ،‬وانعكس ھذا تأثيراً سعداً ونحسا ً في شعره‪ .‬يقول)‪ ) :(15‬من الخفيف(‬ ‫لم يكن بد ُء خلقھا من دخان‬ ‫خلقت لألمير فيه سماء‬ ‫)‪(16‬‬ ‫نحسُ بھرام ال وال كيوان‬ ‫ونجوم مسعودةٌ لم يصبھا‬ ‫إن ھذه النجوم ھي طوالع سعد‪ ،‬إذا لم يصبھا نحس بھرام وكيوان فھي نجوم مباركة ألنھا تخص سماء األمير‪ ،‬وكان‬ ‫اختيار عنصر الرمز وتوظيفه في السياق الشعري "فالتجربة الشعورية لما لھا من خصوصية في كل عمل شعري ھي التي‬

‫)‪ (9‬األحمر )‪2010‬م(‪ ،‬ص‪.73-72‬‬ ‫)‪ (10‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.264‬‬ ‫)‪ (11‬شلق‪1982) ،‬م(‪ ،‬ص‪.352‬‬ ‫)‪ (12‬الحصري‪) ،‬ت‪1953) ،(488:‬م(‪ ،‬ص‪.100‬‬ ‫)‪ (13‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬أبي الحسن علي بن العباس الرومي )ت‪284 :‬ه(‪ ،‬ص ‪.766‬‬ ‫)‪ (14‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.323‬‬ ‫)‪ (15‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.2493‬‬ ‫)‪ (16‬بھرام‪ ،‬ملك من ملوك بني ساسان‪ ،‬وكيوان من ملوك بني فارس‪.‬‬ ‫‪388‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 8(3), pp.386-398‬‬ ‫تستدعي الرمز القديم‪ ،‬لكي تجد فيه التفريغ الكلي لما تحمل من عاطفة أو فكرة شعورية‪ ...‬وھي التي تضفي على اللفظة طابعا ً‬ ‫رمزيا ً بأن تركز فيھا شحنتھا العاطفية أو الفكرية الشعورية" )‪.(17‬‬ ‫وھي ذاتھا نجوم اليمن والبركة التي تأتي بالسعد‪ ،‬وإن كان يبذھا البدر في تمامه‪ ،‬يقول في ذلك)‪) :(18‬من الوافر(‬ ‫فكن تَ نص يﱠتي فيم ا أُس ا ُم‬ ‫وس امني الزم انُ رج ا َل مج ٍد‬ ‫ولك ن ب ﱠذھا قم ٌر تم ا ُم‬

‫أھلﱠ هُ أس ع ٍد ونج و ُميم ٍن‬

‫وللنجوم أطو ٌر مختلفة تتقلبُ بتقلب حياة ابن الرومي وتنطبع بطابعھا الموسوسي فھو يرى في خفقانھا سعد الحياة‬ ‫ونحسھا‪ ،‬يقول)‪) :(19‬من المتقارب(‬ ‫م طوراً نحوسا ً وطوراً سعودا‬ ‫ومن أجل ذلك تجري النجو‬ ‫ق يرعى فيه النجوم‪،‬‬ ‫وكذلك إذا تضيق األرض بما رجت عليه‪ ،‬فإنه سينطلق بحثا ً عن فضاءات أخرى‪ ،‬فيبحث عن أف ٍ‬ ‫ولكن ھذا ال يكون له ألن لم طرفه مأسور‪ ،‬يقول)‪) :(20‬من البسيط(‬ ‫َو َ‬ ‫ ر وتقيي ِد‬ ‫ط رفُ عين ي ف ي أس ‬ ‫أرع ى ال ﱡنج وم وأنﱠ ى ل ي برعيتھ ا‬ ‫ٍ‬ ‫وإنﱠ َم ن يتمن ى أن يُوايتَ هُ‬

‫َرع ى ال ﱡنج وم لمجھُ و ُد المجاھي د‬

‫وض اقت األرض ب ي ط ّراً بم ا رحب ت‬

‫فص ا َر ح ﱢ‬ ‫ظ ي ِمنھ ا ِمث ل مل ُح ودي‬

‫إن لغة شعر الطبيعة في العصر العباسي تمتلك طاقات تعبيرية عالية وراقية‪ ،‬وھذا يحركه اإلحساس بجمال الطبيعة‪،‬‬ ‫ويكشف لنا ھنا عن حالة الشاعر وما يعانيه من القلق واالضطراب النفسي وذلك من خالل تجربته التي عايشھا‪.‬‬ ‫"فكل كلمة ھي قطعة من الوجود‪ ،‬أو وجه من وجوه التجربة اإلنسانية‪ ،‬ومن ثم فإن لكل كلمة طعما ً ومذاقا ً خاصا ً‬ ‫ليس لكلمة أخرى؛ ألن التالحم بين اللغة والتجربة يجعل لكل كلمة كيانا ً متفرداً عن كل ما عداه")‪.(21‬‬ ‫وقد نھج الشعراء منھج األقدمين في حديثھم عن الصحراء وذلك بذكر اتساعھا وحيوانھا وسرابھا‪ .‬فالصحراء واسعة‬ ‫موحشة ودروبھا متسعة ممتدة‪ ،‬وسرابھا يتحرك فوق رمالھا وذلك من خالل ما نرى في الصورة التي رسمھا ابن الرومي‪،‬‬ ‫يقول)‪) :(22‬من الطويل(‬ ‫ّ‬ ‫ض ھا‬ ‫ أن الوج هَ من ه محّم ُم‬ ‫س واداً ك ‬ ‫وھ اجرة بيض ا َء يُع دي بيا ُ‬ ‫أظ ّل اذا كافحتُھ ا وك أنني‬

‫بوّھاجھ ا دون اللث ام مل ثّم‬

‫نص بت لھ ا من ي محاس ر ل م ت زل‬

‫تص لى بني ران ال ُع ال فھ ي س ھّ ُم‬

‫بديموم ة ال ظ ﱠل ف ي صحص حانھا‬

‫وال م اء لك ن قورھ ا ال دھر ع ّوم‬

‫ت رى اآلل فيھ ا يلط ُم اآلل مائج ا‬

‫وبارحھ ا المس موم للوج ه الط م‬

‫فنالحظ ھذه العاطفة القلقة لدى الشاعر وھو يصف الصحراء كيف ال وقد ھجرھا الناس لشدة حرّھا‪ ،‬قلة الماء فيھا‬ ‫فغدت وكأنھا نا ٌر مشتعلة‪ ،‬فقام بإضفاء صفات حسيّة جسدية لما كان يختلج في صدره من ضيق وقلق‪.‬‬ ‫يقول عيسى العكوب " إن النقّاد قد الحظوا أن األلفاظ في الشعر إنما ھي رسل الضمير وسحائب الوجدان وأن‬ ‫الطبيعة الفنية تقتضي أن تصطبغ ألفاظ الشاعر بلون عاطفته وھي ترسم في نفوس المتلقين ظالالً وصوراً لما عليه نفوس‬ ‫المتلقين وأمزجتھم وطباعھم تبعا ً لما يؤنس فيھا من رقة ولين ودماثة أو جسارة وغلظة")‪.(23‬‬

‫)‪ (17‬إسماعيل )‪1981‬م(‪ ،‬ص‪.199‬‬ ‫)‪ (18‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.2292‬‬ ‫)‪ (19‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.674‬‬ ‫)‪ (20‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.630‬‬ ‫)‪(21‬إسماعيل‪1994) ،‬م(‪ ،‬ص‪.156‬‬ ‫)‪ (22‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.2097‬‬ ‫)‪(23‬العكوب‪2002) ،‬م(‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪389‬‬


‫‪The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance‬‬ ‫ويصف ابن الرومي السحاب بصورة غدت مرعبة مخيفة أثارت حالة من الفزع في كل ما حولھا يقول)‪) :(24‬من‬ ‫الكامل(‬ ‫ّ‬ ‫تح ن رواع ٌد‬ ‫ُمتھل ٌل زج ٌل‬

‫ف ي حجزت ْي ه وتس تطُير ب رو ُ‬ ‫ق‬

‫أواخ ر‬ ‫َس ّدت أوائلُ ه س بي َل‬ ‫ٍ‬

‫ل م ي در س ائقھنﱠ كي ف يس و ُ‬ ‫ق‬

‫فس جا وأس عد حالبَ ْي ه ب درة ٍ‬

‫من ه س واعُد ث رة ٌ وع رو ُ‬ ‫ق‬

‫وتنفﱠ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فتبجس ت‬ ‫س ت في ه الصﱠ با‬

‫من ه ال ُكل ى‪ ،‬فأدي ُم هُ معق وق‬

‫ْ‬ ‫ يت لقيع ا ِن الم الَ‬ ‫حت ى إذا قُض ‬

‫عن ه حق و ٌ‬ ‫ق بع دھنﱠ حق وق‬

‫فنالحظ ھذه الحالة النفسية القلقة من لدن الشاعر إذ إن الطبيعة قد كشرّت عن أنيابھا‪ ،‬وقد بدا فيھا مشاھد الرعب‬ ‫المدمرة‪ ،‬حين تحلﱡ ھذه الكوارث الطبيعية ويبين لنا حاالت الدمار والھالك والخراب بفعل السيول واألمطار والرواعد‬ ‫والبروق ويدلنا ھذا المشھد على مقدار االضطراب والقلق النفسي الكبير الذي يعاني منه الشاعر فينطلق لسانه معبراً عن ھذا‬ ‫كله موظفا ً الظواھر الطبيعية خير توظيف في شعره‪.‬‬ ‫وابن الرومي شاعر منكوب ضرسته الحياة بأنيابھا فتوالت عليه النكبات‪ ،‬يقول)‪) :(25‬من الطويل(‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ق ما‬ ‫ومن يل َ‬ ‫من الشوك يزھ ْد في الثمار األَطاي ِ‬ ‫القيت في كل مجتن ً‬ ‫ب‬ ‫أذاقتن َي األسفا ُر ما َكرﱠه ال ِغنَى‬ ‫ي وأغراني برفض المطال ِ‬ ‫إل ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫وإن كنت في اإلثراء‬ ‫فأصبحت في اإلثراء أزھ َد زاھ ٍد‬ ‫َ‬ ‫أرغب راغ ِ‬ ‫ففي ھذه األبيات يبين لنا قصة ھذا الصراع المرير الذي عاشه مع الحياة‪ ،‬زھد في الخير والثراء‪ ،‬زھد في كل ما ھو‬ ‫جميل في ھذه الحياة لتعدو الوصول إليه وعبر عن ذلك بالثمار األطايب‪ ،‬كما عبر عن القلق والفقر والحرمان بالشوك وھما‬ ‫)الثمار والشوك( من عناصر الطبيعة الصامتة التي أكثر من توظيف عناصرھا في أشعاره للتعبير عن حالته النفسية وعن قلقه‬ ‫واضطرابه واغترابه‪ ،‬بسبب ما القاه من األشواك في كل مجنتي‪ ،‬فھو ينظر إلى الدھر نظرة توجس يشوبھا القلق والخوف‬ ‫والتوتر وھي نظرة توغلت في أعماق نفسه وتشربھا حتى مألت عليه حياته‪.‬‬ ‫ويتحدث عن أھوالھا ومتاعبھا‪ ،‬ووصف ھذه األحوال وصفا ً دقيقا ً وھو يطيل ويفصل ويسلسل األفكار بطريقة‬ ‫مفصلة‪ ،‬يقول‪ :‬إن سفر البر كثير المتاعب فإن كان في فصل الشتاء فربما أمطرت السماء نكاية بالشاعر مطراً غزيراً يغرق‬ ‫راحلته ويعيق مسيره‪ ،‬فإن لجأ إلى خان ليبيت فيه‪ ،‬فربما وجده رثا ً مص ّدع البناء يوشك أن ينقضّ على النازل فيه فإذا لم تمطر‬ ‫كان ھناك ثل ًج عنيفٌ وعواصف عاتية‪.‬‬ ‫أما إذا كان السفر في الصيف‪ ،‬فالحرﱡ يشتد حتى يصبح لھيبا ً يحرق الحواجب‪ ،‬وھكذا فالسفر ال يالئم ابن الرومي‬ ‫شتا ًء وال صيفاً‪ ،‬يقول)‪:(26‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ث الس واكب‬ ‫يو‬ ‫غ‬ ‫ب ال‬ ‫أتاھ ا‬ ‫برحل ي‬ ‫ارتم ت‬ ‫إذا‬ ‫حت ى‬ ‫األرض‬ ‫ُغي ث‬ ‫أبَ ى أن ي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س قى االرض م ن أجل ي فأض حت مزل ة‬

‫ب‬ ‫تَماي ل ص احيھا تمايُ َل ش ار ِ‬

‫ وض َمطيﱠت ي‬ ‫ ق س يري أو دح ‬ ‫لتعوي ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫وإخص اب م زو ّر ع ن المج د ناك ب‬

‫ُ‬ ‫ث بن اؤُه‬ ‫فمل ‬ ‫ ت ال ى خ ا ٍن م ر ٍ‬

‫َممي َل غري ق الث وب لھف ان الغ ب‬

‫ُ‬ ‫ وع ووحش ة ٍ‬ ‫ وف وج ‬ ‫ ت ف ي خ ‬ ‫فم ا زل ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ ھر يس تغرق اللي ل واص ب‬ ‫وف ي س ‬ ‫ٍ‬

‫ض احي الب‬ ‫وم ا زال‬ ‫ﱠ ر يض ربُ أھلَ هُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫بس و َ‬ ‫ب جام ٍد بع د ذائ ب‬ ‫ط ْي ع ذا ٍ‬

‫)‪(24‬ابن الرومي‪ ،‬الديوان‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.1644‬‬ ‫)‪(25‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.213‬‬ ‫)‪(26‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.380‬‬ ‫‪390‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 8(3), pp.386-398‬‬ ‫ف إن فات ه قَ ْ‬ ‫ط ٌر وثل ج فإن ه‬

‫ب‬ ‫َرھ ين بس ‬ ‫ٍ‬ ‫ اف ت ارة ً أو بحاص ِ‬

‫ي ش اتيا ً‬ ‫ف ذاك ب ال ُء الب ﱢر عن د َ‬

‫ب‬ ‫وك م ل ي م ن ص ‬ ‫ٍ‬ ‫ يف ب ه ذي مثال ِ‬

‫ ار بالفض ا ِء اص طليتُھا‬ ‫أال ربّ ن ‬ ‫ٍ‬

‫ب‬ ‫م ن الضﱢ‬ ‫ ح ي ودي لَ ْف ُحھَ ا بالحواج ِ‬ ‫ِ‬

‫ف د ْع عن ك ذك َر البَ ﱢر إن ي رأيتُ هُ‬

‫ب‬ ‫لم ن خ اف ھ و َل البح ر َش ﱠر ال َمھ او ِ‬

‫ِك الَ نُ ُزلَ ْي ِه ص يفُهُ وش تا ُؤهُ‬

‫خ الفٌ لم ا أھ واه غي ُر مص اقب‬

‫ونجد ھنا "اللفظ أداة نفسية يمكن تسخيرھا بحسب اإلرادة إلثارة التعبير الداخلي الخاص باإلنسان بتعبير خارجي‬ ‫خاص باأللفاظ‪ ،‬ويشترك حينئ ٍذ في التعبيرين الداخلي والخارجي المبدع باإلنشاء والمتلقي بالتأثر‪ ،‬وھنا تتحقق وظيفة اللفظ‬ ‫النفسية"‪.‬‬ ‫وھو ھنا يرغب عن السفر والصبر في الفقر أھون عليه من السفر وكأنما الدھر يحاربه ويتالعب به‪ ،‬وھذا يعبر عن‬ ‫حالته النفسية المضطربة المتعبة‪ ،‬يقول)‪) :(27‬من الطويل(‬ ‫ُ‬ ‫رھبت اعتسافَ األرض ذات المناكب‬ ‫ومن نكبة ٍ القيتُھا بعد نكبة‬ ‫ب‬ ‫ي ِمنَ التعرير بعد التجار ِ‬ ‫عل ﱠ‬ ‫وصبري على األقتار أيسرُمحمالً‬ ‫ُ‬ ‫لقِ ُ‬ ‫ب‬ ‫لقيت من البحر‬ ‫يت من الب ّر التّباري َح بعدما‬ ‫َ‬ ‫ابيضاض الذوائ ِ‬ ‫ُش ُ‬ ‫س ُ‬ ‫لبغضيھا بحبّ‬ ‫ب‬ ‫غفت‬ ‫ي به ألف مطرة‬ ‫ُقيت على ر ﱟ‬ ‫َ‬ ‫المجا ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫تَحا ُمق‬ ‫ولم أُ ْسقَھا بل ساقھا لمكيدتي‬ ‫دھر َج ّد بي كال ُمالع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ثم يتحدث عن سفر البحر فيجده بال ًء عظيما ً يشير إلى العداوة المتأصلة بينه وبين الماء‪ ،‬فعنده فيما يبدو عقدة بل عقد‬ ‫من الماء فھو يرھبه ويخشاه سواء أكان قليالً أو كثيراً‪ ،‬سواء أكان بحراً ھائجا ً أم نھراً جارياً‪ ،‬أو ماءاً راكداً في كوز أعد‬ ‫للشرب ال لشيء أخر‪ ،‬يقول)‪) :(28‬من الطويل(‬ ‫أُ ٌ‬ ‫وصخرةً‬ ‫فيه‬ ‫لقيت‬ ‫ولو‬ ‫ال‬ ‫ولم‬ ‫راسب‬ ‫أول‬ ‫القعر‬ ‫منه‬ ‫لوافيت‬ ‫ولم‬

‫أتعلم‬

‫قط‬

‫من‬

‫ذي‬

‫سوى الغوص والمضعوف غير مغالب‬

‫سباح ٍة‬

‫ويقول)‪) :(29‬من الطويل(‬ ‫أمر به في الكوز م ّر المجانب‬ ‫فأيسر إشفاقي من الماء أنني‬ ‫ثم يتخيل ابن الرومي أن شخصا ً يعترض عليه ويناقشه في سفر البحر محتجا ً بأن البحر إذا كان ذا خطر‪ ،‬فنھر دجلة‬ ‫ليس بذي خطر فيعمد الشاعر إلى الرد على ھذا الشخص فيقول‪ :‬إن دجلة أش ﱡد خطراً من البحر‪ ،‬ألن دجلة تھيج مياھه فجأة‬ ‫فيزلزل البراكين وتصبح شواطئه خطرة كوسطه‪ ،‬أما البحر فال تھيجه سوى ش ّدة الرياح‪.‬‬ ‫وأبين ما في ھذه المعاني من عمل العقل وھي معاني عقلية فيھا دالالت نفسية تتجلى فيھا روح الشاعر المتعبة القلقة‬ ‫ويتخذ فيھا أسلوب البحث ويورد حجج خصمه الوھمي المتخيل ويرد عليه‪ ،‬يقول)‪):(30‬من الطويل(‬ ‫ب‬ ‫أذاقتن َي األس فا ُر م ا َك رﱠه ال ِغنَ ى‬ ‫ي وأغران ي ب رفض المطال ِ‬ ‫إل ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫فأص بحت ف ي اإلث راء أزھ َد زاھ ٍد‬

‫ب‬ ‫وإن كن ت ف ي اإلث راء أرغ ‬ ‫َ‬ ‫ ب راغ ِ‬

‫حريص ا ً جبان ا ً أش تھي ث م أنتھ ي‬

‫بلَحْ ظ ي جن اب ال رزق لح َ‬ ‫ب‬ ‫ظ المراق ِ‬

‫)‪(27‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.215-214‬‬ ‫)‪ (28‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.216‬‬ ‫)‪(29‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.216‬‬ ‫)‪(30‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.214-213‬‬ ‫‪391‬‬


‫‪The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance‬‬ ‫وم ن راح ذا ح رص وج بن فإن ه‬

‫ب‬ ‫فقي ر أت اه الفق ر م ن ك ل جان ِ‬

‫ولم ا دع اني للمثوب ة س يّ ٌد‬

‫ي رى الم دح ع اراً قب ل بَ ْ‬ ‫ب‬ ‫ ذل المثَ او ِ‬

‫تن ازعني ر ْغ بٌ ورھ ب كالھم ا‬

‫ي وأعي اني ا ﱢ‬ ‫ط ال ُ‬ ‫ق و ﱞ‬ ‫ب‬ ‫ع المغاي ِ‬

‫ُ‬ ‫ دمت رج الً رغب ةً ف ي رغيب ٍة‬ ‫فق ‬

‫ُ‬ ‫ب‬ ‫وأ ّخ ‬ ‫ رت رج الً رھب ةً للمعاط ِ‬

‫أخ افُ عل ى نفس ي وأرج و َمفا َزھ ا‬

‫وأس تا ُر َغ ْي ب ّ‬ ‫ب‬ ‫ﷲِ دونَ العواق ِ‬

‫أال م ن يرين ي غ ايتي قب ل م ذھبي‬

‫ُ‬ ‫ب‬ ‫وم ن أي ن‬ ‫والغاي ات بع د الم ذاھ ِ‬

‫يقول محمد قطب "وھذه األبيات فيھا من دقة الوصف ما اشتھر به ابن الرومي في األدب العربي‪ ،‬فھي مزيته‬ ‫البارزة سواء في وصف المحسوسات أو وصف المشاعر والخلجات النفسية الدقيقية ولكن نختارھا ھنا بصفة خاصة ألنھا‬ ‫تلتقي ‪ -‬في البيتين األخيرين‪ -‬بمنھج الفن اإلسالمي في تصوير موقف اإلنسان أمام الغيب المجھول وھذه األبيات رغم جمالھا‬ ‫الفني ال تزيد على أن تكون وصفا ً لمشاعر خاصة إلنسان ما‪ ،‬تصور طبيعة خاصة ليست ھي الطبيعة اإلسالمية فإيحاءات‬ ‫التصور اإلسالمي ال تدعو إلى كل ھذا القلق‪ ،‬وإلى كل ھذا التردد‪ ،‬وإلى إيثار العافية على المخاطرة إنھا طبيعة ابن الرومي‬ ‫خاصة الطبيعة المتوجسة القلقة")‪:(31‬‬ ‫والماضي كثيراً ما يحنﱡ إليه الشاعر وھو ھنا وجد نفسه فاقدة متحسرة‪ ،‬ووجد عينه باكية مسترسلة تذرف الدموع‬ ‫الغزار‪ ،‬على الشباب السليب‪ ،‬فإن لحاه اآلخرون طلب إليھم أن يكفوا‪ ،‬ففراق الشباب يستحق أن يذرف عليه الدم ال الدمع‪ ،‬وال‬ ‫يجد للشباب عيبا ً إال انقضاءه وترحله بسرعة‪ ،‬فتزول بزواله النعم‪ ،‬تلك النعم التي نعيشھا في شبابنا دون أن نعزو فيھا الفضل‬ ‫للشباب الذي لواله ما وجدنا إليھا سبيالً‪ ،‬وال نقدرھا حسن تقديرھا‪ ،‬إال في المشيب بعد فقدانھا تماماً‪ ،‬كما ھو حال الشمس التي‬ ‫ال نذكر فضلھا‪ ،‬إال إذا ح ّل الليل وع ّم الظالم الدامس األرض وشملھا بردائه األسود القاتم‪ ،‬يقول)‪) :(32‬من السريع(‬ ‫ْ‬ ‫إال إذا ل م يَ ْب ِكھ ا بِ د َِم‬ ‫ ن يبك ي ش بيبته‬ ‫ال ت َْل َح َم ‬ ‫ع ْي بُ الش بية َغ و ُل َس ْكرتِھا‬

‫مق دا َر م ا فيھ ا م ن ال نﱢعم‬

‫لس نا نراھ ا ح ﱠ‬ ‫ق رُؤيتھ ا‬

‫والھ رم‬ ‫ب‬ ‫إالﱠ زم انَ الش ي ِ‬ ‫ِ‬

‫ض يلتُھا‬ ‫كالش ‬ ‫ مس التب دو فَ ِ‬ ‫ِ‬

‫ﱡ‬ ‫ الظلم‬ ‫حت ى تَ َغ ﱠش ى األرضُ ب ‬

‫وھنا تطلّع الشاعر في قصيدته إلى الحياة الماضية وحنينه إليھا وھنا تتجلى معاناته النفسية على فقدانه ووداعه لھذا‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫ونراه قصيدة أخرى يبكي فيھا شبابه ونجد في أع ّم قصائده التي يذكر فيھا شبابه‪ ،‬أنھا جاءت على األوزان القصيرة‪،‬‬ ‫وھي أوزان خفيفة وسريعة‪ ،‬تتفق أشد االتفاق مع نفسيته الثائرة المتوترة وما يعتمل فيھا من األلم الذي ال يستطيع أن يكتمه وال‬ ‫أن يتخلص منه بھدوء بل يريد أن ينفثه على دفعات سريعة متالحقة‪ ،‬يقول)‪) :(33‬من مجزوء الكامل(‬ ‫البِ ْد َع إن ض حك القتي ُر‬ ‫فبك ى لض حكته الكبي ُر‬ ‫عاص ى الع زا ُء ع ن الش با‬ ‫َ‬

‫ب فط او َع ال دم ُع الغزي ُر‬

‫كي ف الع زا ُء ع ن الش با‬

‫ب وغص نُهُ الغص نُ النض يرُ؟‬

‫كي ف الع زا ُء ع ن الش با‬

‫ب وعيش هُ الع يشُ الغري رُ؟‬

‫)‪(31‬قطب‪1973) ،‬م(‪ ،‬ص‪.204‬‬ ‫)‪(32‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.2344 -2343‬‬ ‫)‪ (33‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.897‬‬ ‫‪392‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 8(3), pp.386-398‬‬ ‫ب ان الش بابُ وك ان ل ي‬

‫نِعْ َم المج اور والعش ي ُر‬

‫ب ان الش باب ُ ف ال يَ ٌد‬

‫نح وي وال ع ينٌ تش ي ُر‬

‫ُ‬ ‫أس رت ب ه القل و‬ ‫ولق د‬

‫ب فقلب َي الي وم األس ي ُر‬ ‫َ‬

‫ْ‬ ‫ ت‬ ‫ ام مض ‬ ‫َس قيا ً ألي ‬ ‫ٍ‬

‫وطويلُھ ا عن دي قص ي ُر‬

‫ويقول كذلك متحسراً على شبابه‪ ،‬يدعو بالسقيا للشباب الذاھب‪ ،‬ألن شبابه بشاشة‪ ،‬وأيامه بيض تروق الحسان‬ ‫وتجتذبھن وتتركھن يتفيأن أغصانه‪ ،‬أما المشيب فال صديق له منھن‪ ،‬يقول)‪) :(34‬من الوافر(‬ ‫ب‬ ‫ث‬ ‫س قى عھ َد الش بيبة ِ ك لﱡ غي ٍ‬ ‫أغ ﱠر ُمجلج ٍل دان ي الرﱠب ا ِ‬ ‫ب‬ ‫ول م أَر َغ بْ إل ى ُس قيا َس حا ِ‬

‫لي الي ل م أق لْ َس ْقيا لعھ ٍد‬

‫وھو ھنا يلتمس العذر لتلك الغواني اللواتي ينفرن منه‪ ،‬ويصددن عنه‪ ،‬ويعزو السبب في ذلك إلى ظھور الشيب في‬ ‫رأسه‪ ،‬ويرى أن ھذا البياض الذي اعترى رأسه ھو السبب في أعراض النساء الحسان وانصرافھن عنه‪.‬‬ ‫ومن الصور التي وظفھا الشاعر للحديث عن غروب الشمس لدى خميلة مالئ بالنور‪ ،‬مفروشة ببساط العشب يعبر‬ ‫فيھا عن غرابته وقلقه واضطرابه‪ ،‬يقول)‪) :(35‬من الطويل(‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عل ى األف ق الغرب ي ورس ا ً ُمذع ذعا‬ ‫ ت‬ ‫ ت ش مسُ األص يل ونفﱠض ‬ ‫إذا رنﱠق ‬ ‫وو ﱠدع ت ال دنيا لتقض ي نحْ بھ ا‬

‫وش وﱠل ب اقي عمرھ ا فتشعش عا‬

‫ت ال ﱡن وا َر وھ ي مريض ة ٌ‬ ‫والحظ ِ‬

‫ْ‬ ‫ عت خ ّداً إل ى األرض أض رعا‬ ‫وق د وض ‬

‫ْ‬ ‫ دنف‬ ‫ ت ُع وﱠاده ع ينُ ُم ‬ ‫كم ا الحظ ‬ ‫ٍ‬

‫تو ﱠج ع م ن أوص ابه م ا توجﱠع ا‬

‫وظلّ ْ‬ ‫ت عيونُ النﱠور ت َْخضلﱡ بالندى‬

‫ْ‬ ‫ ت ع ينُ ال ﱠش ج ﱢي لتَ ْد َمعا‬ ‫كم ا اغرورق ‬ ‫ْ‬ ‫ويلحظ نَ ألحاظ ا ً م ن ال ّش جو خ ﱠش عا‬

‫ص وراً إليھ ا رواني ا ً‬ ‫يُراعينھ ا ُ‬

‫كأنﱠھم ا ِخ الﱠ ص فاء تودَع ا‬

‫ راق عليھم ا‬ ‫وب يﱠن إغض ا ُء الفِ ‬ ‫ِ‬

‫م ن الش مس فاخض ﱠر اخض راراً مشعش عا‬

‫ْ‬ ‫ضربت في ُخضرة ِ الروض صُفرة ٌ‬ ‫وقد‬ ‫ روض ريع انُ ظلﱢ ه‬ ‫وأذك ى نس ي َم ال ‬ ‫ِ‬

‫وغنﱠ ى مغنﱢ ي الطي ر في ه فس جﱠعا‬

‫وھذا الحزن الذي بدا على الشمس والنّوار ساعة الفراق وكذلك لم يفت ابن الرومي لون العشب الذي يكسو أرض‬ ‫الخميلة‪ ،‬فقد صارت خضرته مشعشعة بتلك الخيوط الصفر التي ترسلھا أشعة الشمس ھذا النسيم الذي كان يھبﱡ عليھا‪ ،‬وكذلك‬ ‫الطيور التي كانت تغرد فوق أغصان األشجار ونراه عندما يتذكر األحباب يدعو لھم بالسقيا ويدعو نوء السماك أن يسقيھم ماء‬ ‫السحاب سحا ً غدقاً‪ ،‬كما سقت عبراته خديه لفراقھم فھو ھنا يرثيھم بصورة تعبر عما يجيش في قلبه‪ ،‬وقد فقد أھله وأصدقاءه‪،‬‬ ‫يقول في ذلك)‪) :(36‬من الكامل(‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫وعذابُ نأيھم أش ﱡد عذا ِ‬ ‫ّق األحبا ِ‬ ‫الموت دون تفر ِ‬ ‫ب‬ ‫فسقاھم نو ُء السّماك بما سقوا‬ ‫خديك بالعبرات صوب سحا ِ‬

‫)‪ (34‬المصدر نفسه‪،‬ج‪ ،1‬ص ‪.256‬‬ ‫)‪ (35‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.1476-1475‬‬ ‫)‪ (36‬المصدر نفسه‪،‬ج‪ ،1‬ص‪.333‬‬ ‫‪393‬‬


‫‪The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance‬‬

‫‪.2‬‬

‫"فالشعر بذلك تعبير عن الوجود من خالل النفس أو باألحرى ھو تفسير للوجود الظاھر بوجود غيبي فنكفئ يتراءى‬ ‫للشاعر في الرؤيا والذھول أو يقتنع به بإيمان قلبي مبھم")‪:(37‬‬ ‫دالالت نفسية تثير الفرح والبھجة‪:‬‬ ‫ومن ذلك دالالت السعادة واالرتياح التي ترددت في نصوص ابن الرومي الشعرية‪ ،‬التي تمثل حياة اللھو والسرور‪،‬‬ ‫ولھذا نجد اإللحاح الشديد من الشاعر على إبراز تلك الصورة التي غمرته بالسعادة واالرتياح‪ ،‬من خالل الطبيعة وعناصرھا‬ ‫التي عبر فيھا بشعره‪.‬‬ ‫من تلك الصور التي تحمل البھجة والسرور‪ ،‬الصورة التي رسم فيھا المھرجان وفرح الدينا به‪ ،‬ورسم حجرات‬ ‫األمير الذي مدحه بما فيھا من زخارف وضيوف وحرس وموائد ومغنيين وكيف أنصت إليه وھو يصف جمال الدنيا في ھذا‬ ‫المھرجان‪ ،‬وكيف كانت تض ﱡج بالفرح والسرور‪ ،‬حتى لكأن السرور يثأر لنفسه من الھموم واألحزان‪ ،‬ولم تقصر الدنيا في أن‬ ‫تظھر جمالھا وزينتھا فلبست فيه كل ما تملك من عدد الزينة ومظاھرھا وأظھرت كل ما كانت تصونه في صوانھا وأبدت ما‬ ‫كانت تخفيه من أزھار ناضرة وخضرة تكسو األرض حتى بدأ منظرھا لأللباب والعقول‪.‬‬ ‫يقول)‪) :(38‬من الخفيف(‬ ‫الھجان‬ ‫ك ﱠل يم ٍن على األمير‬ ‫ي ﱠمن ﷲ طلعته المھرجا ِن‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫خيرات األماني‬ ‫كيف شاءت ُم‬ ‫مھرجانٌ كأنما صوّرته‬ ‫من جميع الھموم واألحزان‬ ‫وأدُيل السرو ُر واللھو فيه‬ ‫لب ِ ْ‬ ‫منظر فتان‬ ‫يا وزافت في‬ ‫ست فيه َح ْلي َح ْفلتِھا الد ْﱡن‬ ‫ٍ‬ ‫كان قِدما ً تصونُه في الصﱢ وان‬ ‫وأذالت من و ْشيھا ُك ﱠل بُر ٍد‬ ‫وتبد ْ‬ ‫رادع الجيْب عاط َر األبدان‬ ‫ي تھادَى‬ ‫ﱠت مثل الھَ ِد ﱢ‬ ‫صان الر ﱠزان‬ ‫فھْي في زينة ِ البَغ ﱢي ولكن‬ ‫الح َ‬ ‫ھي في عفة ِ َ‬ ‫ِس ّر بُطنانھا إلى الظُھران‬ ‫كادت األرضُ يوم ذلك تُفشي‬ ‫ت ال ﱠشكير واألفنان‬ ‫ت‬ ‫وتعود الرياضُ مقتبال ٍ‬ ‫ناعما ِ‬ ‫ويقول مبينا ً ما أحدثه الربيع في الطبيعة والحياة من جمال وتعبير‪ ،‬يقول)‪) :(39‬من الرجز(‬ ‫ْ‬ ‫ ن نظ رْ‬ ‫ت ال دنيا ت روق َم‬ ‫أص بح ِ‬ ‫ ر في ه ج ال ٌء للبص ر‬ ‫بمنظ ‬ ‫ٍ‬ ‫واھ ا ً لھ ا ُمص طنعا ً لم ن ش كر‬ ‫ْ‬ ‫أثن ت عل ى ﷲ ب آال ِء المط ر‬ ‫الحبَ ر‬ ‫ف األرضُ ف ي‬ ‫روض ك أفواف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ني رة ُ ال ﱡن وار زھ را ُء الزھَ ر‬ ‫تبرج ت بع د حي ا ٍء وخف ر‬ ‫تب ر َج األُنث ى تص ّدت لل ذكر‬ ‫فھذه الروضة بعد أن سرت فيھا نسمة الحياة‪ ،‬جعلت نوارھا يضحك بھجةً بھذا الخير الذي سيق إليه وجرت الدماء‬ ‫في عروق نھارھا‪ ،‬فسطع لونھا‪ ،‬وأصبح كلون الشمس وتدلتا أغصانه الناعسة فنكست رأسه إلى األرض متأمالً بعينيه ھذا‬ ‫الخير العميم‪.‬‬ ‫فنالحظ مدى ھذا التصوير وما فيه من دالالت نفسية تفوح بالبھجة والسرور ال تقل روعتھا عن روعة أزھار الربيع‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫)‪(37‬الحاوي‪1959) ،‬م(‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫)‪(38‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.2450‬‬ ‫)‪(39‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.993‬‬ ‫‪394‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 8(3), pp.386-398‬‬ ‫ونالحظ في اللوحات التي رسمھا ابن الرومي للبساتين والرياض ومناظرھا بين مظاھر الجمال والسحر‪ ،‬وما تحويه‬ ‫من نعيم وخيرات يقول في أزھار الربيع ومنھا النرجس التي شبھھا بالعيون‪ ،‬وھو عنده يتراءى كأنه يلمح الجالس والندامى‪،‬‬ ‫يقول)‪) :(40‬من المتقارب(‬ ‫وأحس ن م ا ف ي الوج وه العي ون‬ ‫وأش به ش يء بھ ا الن رجسُ‬ ‫ـــ ـم ف رداً وحي داً فيس تأنسُ‬

‫يظ ل يالح ظ وج ه النديـ ـ‬

‫وكان من فرط حبﱢ ِه للنرجس قد فضله على جميع األزھار فيرسم لنا صورة جميلة يتخيل فيھا النرجس وھو يتبادل‬ ‫النظرات مع الندامى‪ ،‬وكأنه واحد منھم‪ ،‬يقول)‪) :(41‬من السريع(‬ ‫ بوح‬ ‫ق ومص ‬ ‫ألن ‬ ‫ي ا حبّ ذا الن رجسُ ريحان ة ً‬ ‫ِ‬ ‫ ف مغب و ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫اح ِه‬ ‫كأن ه ِم‬ ‫ب أرْ َو ِ‬ ‫ ن ِطي ِ‬

‫ح وم ن روح‬ ‫ُر ّك ب م ن َروْ ٍ‬

‫أب دى وجوھ ا ً غي ر مقبوح ٍة‬

‫ وح‬ ‫ف ي زم ن ل يس بمقب ‬ ‫ِ‬

‫ي ا حس نهُ ف ي الع ين ي ا حس نه‬

‫ ح لل ﱠش رْ ب ملم وح‬ ‫م ن الم ‬ ‫ٍ‬

‫كأنﱠ َم ا الطﱠ لﱡ عَل ى نَ وْ ِر ِه‬

‫وح‬ ‫م ا ُء ُعيُ و ٍن غيْ ُر َمس فُ ِ‬

‫ويقول أيضا ً)‪) :(42‬من الرمل(‬ ‫للن رجس الفض ل ب رغم م ن رغ م‬

‫عل ى ص نوف ال ورد والفض ل قس م‬

‫الع ين قب ل الس نﱢ وھ ي المبتس م‬

‫فم ا لھ ا والخ ّد وھ ي الملت دم‬

‫م ا ھ و إال نعم ةٌ م ن ال نعم‬

‫م ا أحس ن الش كل وم ا أذك ى النس م‬

‫وكانت بيئة العراق بيئة نھرية فيھا دجلة والفرات‪ ،‬وما يصبﱡ فيھا من فروع وجداول وغدران وقد استأثر الجانب‬ ‫الحسي بعناية ابن الرومي في وصفه لألنھار والجداول وھذا يعطينا األثر النفسي اإليجابي المفعم بالحيوية والنشاط والبھجة‪،‬‬ ‫يقول في وصف غدير‪ ،‬يقول)‪) :(43‬من الخفيف(‬ ‫ب ان ف ي قاع ه ال ذي ك ان س اخا ً‬ ‫وغ دير رقّ ت حواش يه حت ى‬ ‫ق فراخ ا ً‬ ‫م ن ص فا مائ ه ت ُز ﱡ‬

‫فك أنﱠ الحم ام إذ َو َردت هُ‬

‫وكذلك ارتبط النسائم عند ابن الرومي بالرقة واللطف‪ ،‬وكانت األشجار تتراقص لھبوبھا‪ ،‬وماء النھر يصفق مرحا ً‬ ‫ويشبب وسط ھذه النغمة الموسيقية‪ ،‬وھذا يدل على األثر النفسي المليء بالبھجة والحبور والتفاؤل‪ ،‬ويبين لنا ھذا طريقة‬ ‫التصوير الرائعة؛ إذ األشجار تتراقص والريح قدغدت تشبب‪ ،‬والنھر يصفق مع ھبوب النسيم‪ ،‬وتمايل أغصان األشجار‬ ‫والطيور تنتشي وتتعانق طربا ً يقول)‪) :(44‬من الخفيف(‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫وريْحانا‬ ‫َحيﱠ ْت َك عنﱠا شما ٌل طاف طائفُھا‬ ‫بجنه فَ ﱠج َرت َروحا َ‬ ‫ھَب ْ‬ ‫ُم َوسوسا ً وتنادَى الطي ُر إعالنا‬ ‫ﱠت س َُحيْراً فناجى ال ُغصنُ صاحبَه‬ ‫األرض أحيانا‬ ‫تَسْمو بھا وتش ﱡم‬ ‫ُورْ ق تَ َغنﱠى على ُخضْ ٍر ُمھَدﱠلة ٍ‬ ‫َ‬ ‫وال ُغصنَ ِمن ھَ ّزة ِ ِع ْ‬ ‫طفَ ْي ِه نَشوانا‬ ‫تخا ُل طائ َرھا نشوانَ من طرب‬

‫)‪ (40‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.1234‬‬ ‫)‪ (41‬المصدر نفسه‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.559‬‬ ‫)‪(42‬العسكري‪) ،‬ت‪395:‬ه(‪1352) ،‬ه(‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.22‬‬ ‫)‪(43‬ابن الرومي‪ ،‬الديوان‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.569‬‬ ‫)‪ (44‬العسكري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.46‬‬ ‫‪395‬‬


‫‪The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance‬‬ ‫وقال أيضا ً في مشھد جميل رائع‪ ،‬يصفُ فيه الرحلة ويتوقف عند مشھد من مشاھد الطيور المائية الرائعة‪ ،‬يقول)‪) :(45‬من‬ ‫الطويل(‬ ‫إذا م ا ع ال رو ُ‬ ‫ق الض حى فترفع أ‬ ‫ك أن بن ات الم ا ِء ف ي ص رح متن ه‬ ‫ُحض ر وف داً أو ليجم ع مجمع ا‬ ‫لي ِ‬

‫زراب ى ّ كس رى بثھ ا ف ي ص حانِه‬

‫فقام الشاعر ھنا بتصوير الطيور المائية على ساحل األنھار وكيف أنھا تتنقل فوق الماء عند ارتفاع الشمس وقت‬ ‫الضحى كأنھا بُسط مزركشة تُفرش في صاالت ملوك الفرس‪ ،‬وذلك في حفالتھم الخاصة واجتماعاتھم‪.‬‬ ‫وھذا تجسيد في الطبيعة الصامتة على ما يقع عليه بصر الشاعر فكان وصفه دقيقا ً في التعبير وصدق العاطفة‪ ،‬وفيه‬ ‫دالالت نفسية تدل على البھجة والحبور قد تجسدت فيھا الكلمات لتكون صورة حسيّة ناطقة جسّدت مشھداً تمثيليا ً رائعا ً‪.‬‬ ‫ويبدع كذلك في وصف الطبيعة الصامتة من رياحين الجنة وغصونھا والرياح التي تالعبھا فيصورھا ويسر ُح بخياله‬ ‫بعيداً‪ ،‬يقول)‪) :(46‬من الطويل(‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ احينُ‬ ‫جن ة ٍ‬ ‫ ئت حيﱠتن ي ري ‬ ‫إذا ش ‬ ‫عل ى ُس وقھا ف ي ك ل ح ي ٍن تَ نفسُ‬ ‫ُ‬ ‫ ئت ْألھ اني س ما ٌ‬ ‫ع بمثل ه‬ ‫وإن ش ‬

‫حم ا ٌم تغنﱠ ى ف ي غص و ٍن تُ َوس وسُ‬ ‫فَتَس مو وتَحن و ت ارة ً فت ن ﱢكس‬

‫ْ‬ ‫ رت‬ ‫تُالعبھ ا أي دي الري اح إذا ج ‬ ‫إذا م ا أعارتھ ا الصﱠ با حركاتِھ ا‬

‫ س الحي اة فت ؤنس‬ ‫أف ادت بھ ا أُن ‬ ‫َ‬

‫تَ وامض فيھ ا كلم ا تَل ع الض حى‬

‫كواك بُ ي ذكو نورُھ ا ح ين تُش مس‬

‫فنالحظ ھذه الصورة المفعمة بالتوھج والحياة والحركة والنور وكيف أن يد الريح تعبث بالغصون وتصبح عامرة‬ ‫مؤنسة "فھذه الروح التي تنظر إلى الطبيعة كلھا ككائن حي يترنم بوحي السماء‪ ،‬فيثير في حنايا النفوس ما تثيره أنﱠات القيثارة‬ ‫في يد الفنان الماھر من ھواجع الفكر وسواجي الشعور")‪.(47‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فھذه الصورة التي انبعثت من خيال الشاعر لتعطينا طابعا دالليا نفسيا متفائال يعيشه الشاعر توحي بحالة البھجة‬ ‫والحبور‪.‬‬ ‫ومما ال ش ّ‬ ‫ك فيه أن النصوص المختارة للشاعر إنما ھي شبكة متشابكة في الدالالت والرموز اإليحائية وجاءت‬ ‫األلفاظ في نسقھا وسياقھا وھي تحمل في طياتھا أحاسيس الشاعر ومشاعره‪ ،‬حاملة دالالت نفسية عميقة تحويھا ھذه األلفاظ‬ ‫والمعاني‪.‬‬ ‫ونجد ھذه اإليحاءات والدالالت النفسية تتفجر مع قراءة النص قراءة جديدة تبعث فيه الحياة والنضارة" حتى تصبح‬ ‫القصيدة بما فيھا من دالالت ثرية أشبه بخط وھمي تتماوج فيه تيارات الوعي بالالوعي‪ ،‬حتى يصبح خارجھا داعيا ً إلى الولوج‬ ‫إلى داخلھا‪ ،‬حتى كأن القصيدة حوار نفسي يضيء الحدس على تخومه الغامضة إشعاعات يظلﱡ خاللھا حديث الشاعر النفسي‬ ‫متموجا ً يعطي انبثاقات ال محدودة")‪.(48‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫بعد ھذا العرض للدالالت النفسية في شعر الطبيعة الصامتة عند ابن الرومي‪ ،‬فقد تجسدت الدالالت النفسية عند‬ ‫الشاعر التي تمخضت عنھا الدراسة عن جملة من النتائج أذكر أھمھا‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬الجانب السلبي المظلم‪ ،‬وكانت عليه أغلب أيام حياته‪ ،‬وقد تمثل فيما عاناه من فقد وأحزان وآالم وغربة نفسية‬ ‫وزمانية‪ ،‬وقد وجدت أن لكل صورة منه داللة نفسية تختبئ خلفھا‪ ،‬فصّور النجوم والسحاب كأنھا عين تدمع مما يستحضر‬ ‫الحالة النفسية الحزينة التي يعيشھا الشاعر‪.‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬الجانب اإليجابي المتفائل الذي يمثل حياة الفرح والمرح والسرور وما حمل من أشواق وذكريات‪ ،‬فعبّر من‬ ‫خالله بصيغ رمزية عن حالة التفائل واالستقرار والبھجة‪ ،‬وھي مشاعر تفيض بالشوق والحنين السيما عند نزول المطر‬

‫)‪(45‬ابن الرومي‪ ،‬الديوان‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.1479‬‬ ‫)‪(46‬ديوان ابن الرومي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.1231‬‬ ‫)‪(47‬الشابي )‪1989‬م(‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫)‪(48‬عيد )‪2003‬م(‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫‪396‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 8(3), pp.386-398‬‬ ‫وبھجة الرياض والبساتين بنزوله‪ ،‬وكأن نزول المطر يستجلب الذاكرة على استحضار مشاعر الشوق والحب والحنين إلى‬ ‫المحبوبة‪.‬‬ ‫ثالثا ً‪:‬كانت الطبيعة الصامة بمختلف مظاھرھا وعناصرھا أھم ما يميّز به شعر ابن الرومي ورمزيته‪ ،‬حين كانت‬ ‫باعثا ً أساسيا ً في التعبير عن رموزه الشخصية واالجتماعية‪ ،‬فكانت ھي المحرك األساسي في إثارة مشاعره وأحاسيسه‪،‬‬ ‫والوقوف على الدالالت النفسية وما يؤول عنھا‪ ،‬وكذلك كانت الوعاء الذي احتوى تلك المشاعر واألحاسيس من خالل توظيفه‬ ‫للطبيعة الصامتة في أشعاره"‪.‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬ ‫ابن قتيبة الدينوري‪ ،‬أبو محمد عبدﷲ بن مسلم )‪276‬ه(‪ ،‬الشعر والشعراء‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬أحمد محمد شاكر‬ ‫‪.1‬‬ ‫)‪2006‬م(‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الحديث‪ ،‬القاھرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫أبو ھالل العسكري‪ ،‬الحسن بن عبدﷲ )‪395‬ه(‪ ،‬ديوان المعاني‪ ،‬عنيت بنشره‪ ،‬مكتبة القدسي‪ ،‬ط‪ ،1‬القاھرة‬ ‫‪.2‬‬ ‫)‪1352‬ه(‪.‬‬ ‫األحمر‪ ،‬فيصل )‪2010‬م(‪ ،‬معجم السيميائيات‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫إسماعيل عز الدين )‪1994‬م(‪ ،‬الشعر العربي المعاصر‪ ،‬قضاياه وظواھره الفنية والمعنوية‪ ،‬ط‪ ،6‬المكتبة‬ ‫‪.4‬‬ ‫األكاديمية‪ ،‬القاھرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫انيس‪ ،‬إبراھيم )د‪.‬ت(‪ ،‬داللة األلفاظ‪) ،‬د‪.‬ط(‪ ،‬كتبة األنجلو‪ ،‬القاھرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫الجيوسي‪ ،‬عبدﷲ محمد )‪2006‬م(‪ ،‬التعبير القرآني والداللة النفسية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغوثاني للدراسات القرآنية‪،‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫الحاوي‪ ،‬إيليا سليم )‪1959‬م(‪ ،‬ابن الرومي‪ :‬فنه ونفسيته من خاللشعره‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة المدرسة ودار الكتاب‬ ‫‪.7‬‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫الحصري‪ ،‬أبي اسحاق إبراھيم بن علي )‪488‬ه(‪ ،‬زھر اآلداب وثمر األلباب‪ ،‬ط‪ ،1953 ،3‬دار إحياء الكتب‬ ‫‪.8‬‬ ‫العربية‪ ،‬القاھرة‪ ،‬ج‪.3‬‬ ‫ديوان ابن الرومي‪ ،‬أبي الحسن علي بن العباس الرومي )‪284‬ه(‪ ،‬الديوان‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين نصار‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة‬ ‫‪.9‬‬ ‫دار الكتب‪ ،‬القاھرة‪1977) ،‬م(‪.‬‬ ‫الشابي‪ ،‬أبو القاسم )‪1989‬م(‪ ،‬الخيال الشعري عند العرب‪ ،‬ط‪ ،4‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪.‬‬ ‫‪.10‬‬ ‫شلق‪ ،‬علي )‪1982‬م(‪ ،‬ابن الرومي في الصورة والوجود‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫العقاد‪ ،‬عباس محمود )‪1968‬م(‪ ،‬ابن الرومي‪ ،‬حياته من شعره‪ ،‬ط‪ ،7‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫العكوب‪ ،‬عيسى )‪2002‬م( العاطفة واإلبداع الشعري )دراسة في التراث النقدي عند العرب إلى نھاية القرن‬ ‫‪.13‬‬ ‫الرابع الھجري(‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫عمر‪ ،‬أحمد مختار )‪ ،(1998‬علم الداللة‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتب‪ ،‬القاھرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫عياد‪ ،‬علي عزت )‪1984‬م(‪ ،‬معجم المصطلحات اللغوية واألدبية‪) ،‬د‪.‬ط(‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪.‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫عيد‪ ،‬رجاء )‪2003‬م(‪ ،‬لغة الشعر )قراءة في الشعر العربي الحديث(‪ ،‬ط‪ ،1‬منشأة المعارف‪ ،‬جالل جزي‬ ‫‪.16‬‬ ‫وشركاه‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫قطب‪ ،‬محمد )‪1973‬م(‪ ،‬منھج الفن اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.17‬‬

‫‪References:‬‬ ‫‪1. Ibn Qutaiba al-Dinuri, Abu Muhammad Abdullah bin Muslim (276 e), poetry and poets,‬‬ ‫‪investigation and explanation: Ahmed Mohammed Shaker (2006), 3, Dar Al Hadith, Cairo,‬‬ ‫‪Egypt.‬‬ ‫‪2. Abu Hilal al-Askari, al-Hasan bin Abdullah (395 AH), Diwan al-Maani, published by al-Qodsi‬‬ ‫‪Library, 1, Cairo (1352 e).‬‬ ‫‪3. Al-Ahmar, Faisal (2010), Dictionary of Semiconductors, I 1, Arab Science House, Beirut,‬‬ ‫‪Lebanon.‬‬

‫‪397‬‬


The Silent Nature of Ibn al-Roumi's Poetry: Psychological Significance 4. Ismail Ezzeddin (1994), contemporary Arabic poetry, its issues and artistic and moral phenomena, I 6, Academic Library, Cairo, Egypt. 5. Anis, Ibrahim (dt), Dlaat al-Azhah, (d. T.), Anglo writers, Cairo, Egypt. 6. Al-Jayousi, Abdullah Muhammad (2006), The Qur'anic Expression and Psychological Significance, 1, Dar al-Guthani for Qur'anic Studies, Damascus. 7. Al-Hawi, Elia Selim (1959), Ibn al-Roumi: his art and psychology through his hair, i 1, the library of the school and the House of the Lebanese Book. 8. Al-Husri, Abu Ishaq Ibrahim bin Ali (488 e), The Flower of Letters and the Fruit of Al-Alban, 3, 1953, Arabic Books Revival House, Cairo, c3. 9. The Office of Ibn Al-Roumi, Abi Hassan Ali bin Abbas Al-Roumi (284 AH), Al-Diwan, investigation: Hussein Nassar, 1, Dar Al Kutub Press, Cairo (1977). 10. Al-Shabi, Abu al-Qasim (1989), poetry fiction among the Arabs, I 4, Tunisian publishing house, Tunisia. 11. Shulq, Ali (1982), Ibn al-Roumi in picture and presence, i 1, university institution for studies, publishing and distribution, Beirut, Lebanon. 12. Akkad, Abbas Mahmoud (1968), Ibn al-Roumi, his life from poetry, i 7, Dar al-Kitab al-Arabi, Beirut, Lebanon. 13. Akkoub, Issa (2002) Emotion and poetic creativity (study in the heritage of monetary Arabs to the end of the fourth century AH), 1, Dar al-Fikr, Damascus. 14. Omar, Ahmed Mukhtar (1998), the science of significance, I 1, the world of books, Cairo, Egypt. 15. Ayad, Ali Ezzat (1984), Dictionary of Linguistic and Literary Terms, (D), Dar Al-Marikh, Riyadh, Saudi Arabia. 16. Eid, Raja (2003), The Language of Poetry (Reading in Modern Arabic Poetry), I 1, Al-Ma'aref Establishment, Jalal Jusei and Partners, Alexandria. 17. Qutb, Muhammad (1973), Curriculum of Islamic Art, I 1, Dar al-Shorouk, Beirut, Lebanon.

398


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.