The persistence of the companions ’faith and their non-apostasy after the death of the Prophet

Page 1

Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS) ISSN (E): 2305-9249 ISSN (P): 2305-9494 Publisher: Centre of Excellence for Scientific & Research Journalism, COES&RJ LLC

Online Publication Date: 1st January 2020 Online Issue: Volume 9, Number 1, January 2020 10.25255/jss.2020.9.1.152.170https://doi.org/

The persistence of the companions ’faith and their non-apostasy after the death of the Prophet, peace and blessings be upon him. Nodular study Dr. Ahmed Abdul Hussein Al-Awayisha Associate Professor, College of Sharia, Department of Fundamentals of Religion University of Jordan, Jordan http://orcid.org/0000-0002-0815-1386 awaisheh@ju.edu.jo Abstract: The research deals with the issue of the continued belief of the Companions (Allah be pleased with them) in response to those who said Apostasy of the companions after the death of the Prophet peace be upon him, and the meaning of companionship in the language and terminology. The research also shows that the justice of the Companions does not mean their infallibility of iniquity and sin. Quran shows various evidences which proves the faith of the Companions, as the research shows that companionship on levels and not all companions on one status, and the research models some Attitudes of the Islamic groups and scholars of old and recent companions God be pleased with them. Keywords: Quran, infallibility, the justice of companions, apostasy about Islam, faith Citation: Al-Awayisha, Ahmed Abdul Hussein (2020); the persistence of the companions faith and their non-apostasy after the death of the Prophet, peace and blessings be upon him. Nodular study; Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), Vol.9, No.1, pp:152-170; https://doi.org/10.25255/jss.2020.9.1.152.170.

This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 9(1), pp.152-170‬‬

‫المقدمة‬ ‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم على محمد بن عبدهللا و آله و صحبه أجمعين وبعد ‪ :‬لم‬ ‫تحظ صحبة عبر التاريخ باهتمام وعناية كما حظيت به صحبة رسول هللا عليه الصالة و السالم ‪ ،‬ولم ينقل‬ ‫فضائل لصحبة ما كما نقل فضائل كثيرة ألصحاب رسول هللا عليه الصالة و السالم‪.‬وصحابة رسول هللا‬ ‫عليه الصالة و السالم على عظيم قدرهم وعلو منزلتهم وعلى الرغم مما امتازوا به من صفاء نية وصدق‬ ‫في اإلخالص وتفان في العمل‪ ،‬وعلى ما شهدوه من آيات لرسول هللا عليه الصالة و السالم ‪ ،‬وعلى عمق‬ ‫فهمهم ‪ ،‬وصفاء فطرتهم إال أنهم لم يسلموا من ألسنة بعض الحاقدين المغرضين فتجرأ بعضهم على‬ ‫انتقاصهم والنيل منهم بشتى الوسائل‪.‬ولم يكن الهجوم مسلطا ً على من أسلم متأخرا ً من صحابة رسول هللا‬ ‫عليه الصالة و السالمكمن اسلم بعد فت مكة وفي عام الوفو بل إن التعر للصحابة قد شمل حتى بعض‬ ‫المبشرين بالجنة‪ ،‬وحتى أهل بدر والمهاجرين واألنصار وأصحاب بيعة الرضوان‪ ،‬فلم يشفع لهؤالء‬ ‫الصحابة السابقين تقدمهم وتضحيتهم في ين هللا عز وجل‪ .‬ولم يكن الهجوم على صحابة رسول هللا عليه‬ ‫الصالة و السالم بوصف بعضهم بالضالل أو االبتداع أو الفسق‪ ،‬بل أن األمر تعدى ذلك إلى أطالق حكم‬ ‫الر ة عليهم‪ ،‬وتكفير كبارهم عياناً‪.‬‬ ‫مع أن الحديث عن صحابة رسول هللا عليه الصالة و السالم مسألة متفرعة عن اإليمان بصدق كتاب‬ ‫هللا عز وجل الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه و ال من خلفه‪ ،‬ألنهم همم كمانوا األمنماء علمى نقلمه‪ ،‬وكمذلك همي‬ ‫متفرعة عن اإليمان بصدق رسول هللا عليه الصمالة و السمالمبما أخبمر بمه عنمه أصمحابه نقلموا جميمع سمنته و‬ ‫سيرته المباركة ‪.‬فهي مسألة عقدية – أي إيمان الصحابة – ثابت في الكتاب والسنة بل وفي بعض كتب األمم‬ ‫السابقة التي تذكر إيمانهم وصفاتهم وقد كرمهم هللا عز وجل بمواضمع كثيمرة جمداً‪ ،‬وممن كرممه هللا عمز وجمل‬ ‫ثبت له من اإليمان واإلسالم ما يفوق مسألة العدالة فمي الروايمة و الحمديث وممن وثقمه هللا عمز وجمل ال يمكمن‬ ‫ألي عالم أيا ً كان علمه أن يُ َج َّر ُحهُ‪.‬فكما ثبت إيمان الصحابة بنص و ليل شرعي‪ ،‬ال يقبمل قمول قائمل بمر ة أي‬ ‫صحابي إال أن يأتي بدليل من كتاب أو سنة ينسخ الدليل الذي اثبت إيمانهم‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تعد منزلة الصحبة منزلة هامة في اإلسالم‪ /‬لما يبنى عليها من مسائل تتعلق في نقل القرآن الكريم و السنة‬ ‫النبوية‪ ،‬ومشكلة الدراسة في إثبات أن الصحابة رضولن هللا عليهم استمروا على إيمانهم بعد وفاة النبي عليه‬ ‫الصالة و السالم‪ ،‬لذا يسعى الباحث إلى إثبات ذلك من خالل نصوص كتاب هللا تعالى‪ ،‬للر على المخالفين‬ ‫في موضوع عدالة الصحابة ‪.‬‬ ‫أهداف البحث ‪:‬‬ ‫يهدف البحث إلى الر على القائلين بر ة الصحابة بعد وفاة النبي عليه الصالة والسالم‪ ،‬و بيان أن ما‬ ‫يشهد إليمان الصحابة هو القرآن الكريم‪ ،‬الذي ال يمكن نسخه بعد انقطاع الوحي‪ ،‬والنتيجة المتحصلة من‬ ‫ذلك أن إيمان الصحابة ثابت ومستمر بشها ة القرآن الكريم وال يمكن إنكاره ‪.‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬ ‫يعتمد البحث على المنهج الإلستقرائي بتتبع اآليات التي تثبت استمرار إيمان الصحابة رضوان هللا‬ ‫عليه‪ ،‬وتحليلها تحليال علميا ً بما يرشد إلى المقصو من البحث ‪.‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫تعد الدراسات السابقة كثيرة جداً‪ ،‬ومعظمها يتحدث عن عدالة الصحابة كما هي في علوم الحديث إال‬ ‫أن ما يضيفه هذا البحث هو بتحليل آيات كتاب هللا تعالى لالتدالل بها على استمرارا إيمان الصحابة وليس‬ ‫فقط عدالتهم ‪.‬‬ ‫خطة البحث ‪:‬‬ ‫جاء هذا البحث في مقدمة ‪ ،‬و أربعة مباحث‪ ،‬و خاتمة فيها أهم النتائج‪.‬‬ ‫ المبحث األول ‪ :‬تعريف الصحبة ‪ ،‬لغة ‪ ،‬و اصطالحا‪.‬‬‫المبحث الثاني ‪ :‬أحكام تتعلق بالصحبة ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تنوع شهادة القرآن الكريم وتعددها للصحابة – رضوان هللا عليهم – على عدم ردتهم‬ ‫‪153‬‬


‫…‪The persistence of the companions faith and their non-apostasy‬‬ ‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬موقف بعض الفرقو العلماء قديما ً و حديثا ً من الصحابة رضوان هللا عليهم‪.‬‬ ‫الخاتمة ‪ ،‬و بها أهم النتائج ‪.‬‬ ‫المبحث األول اتعريف الصحبة لغة و اصطالحا ً ‪:‬‬ ‫المطلب األول تعريف الصحبة في اللغة‬ ‫صحب‪ :‬الصاحب‪ ،‬يجمع بالصحب والصحبان والصمحبة والصمحاب‪ ،‬ويقمال عنمد المو اع‪ :‬مصماحبا ً معمافى‪،‬‬ ‫ويقال صحبك هللا (أي حفظك)(‪.)i‬‬ ‫صحب‪ :‬الصا والحاء والباء أصل واحد يدل علمى مقارنمة شميء ومقاربتمه ‪ ...‬وممن البماء‪ :‬أصمحب فمالن إذ‬ ‫انقا (‪.)ii‬‬ ‫الفرق بين الصاحب والقرين‪ :‬أن الصحبة تفيد انتفاع أحد الصاحبين باآلخر‪ ... ،‬و أصله في العربية الحفظ‬ ‫ومنممه يقممال‪ :‬صممحبه هللا ‪ ،‬وسممر مصمماحبا ً أي محفول ماً‪ ،‬وفممي القممرآن الكممريم‪ :‬وال هممم منمما يصممحبون ‪ ،‬أي‬ ‫(‪)iii‬‬ ‫يحفظون‪.‬‬ ‫صحب‪ :‬فيه‪ :‬اللهم أصبحنا بصحبة واقلبنا بذمة‪ ،‬أي احفظنما فمي سمفرنا ‪ ...‬وفيمه فأصمبحت الناقمة‪ :‬أي انقما ت‬ ‫واسترسلت وتبعت صاحبها(‪.)iv‬‬ ‫(‪)v‬‬ ‫صحب‪ :‬صحبهُ ‪ ،‬ويصبحهُ صحبه‪ ،‬بالضم‪ ،‬وصحابة بالفت ‪ ،‬وصاحبه عاشره ‪.‬‬ ‫من التعريفات السابقة يمكن القول إن صحابة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬هم الذين قارنوا رسول‬ ‫هللا و انتفعوا به و عاشروه ‪ ،‬فحفظوا هديه و حفظهم هللا بذلك ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف الصحبة في االصطالح ‪:‬‬ ‫يعرف ابن حجر الصحبة في االصطالح فيقول ‪ :‬وأص ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي‪ :‬من لقي‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم مؤمنا به‪ ،‬ومات على اإلسالم‪ ،‬فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت‪،‬‬ ‫ومن روى عنه أو لم يرو‪ ،‬ومن غزا معه أو لم يغز‪ ،‬ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه‪ ،‬ومن لم يره لعار‬ ‫كالعمى‪.‬‬ ‫ويخرج بقيد «اإليمان» من لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى ‪.‬‬ ‫وقولنا‪« :‬به» يخرج من لقيه مؤمنا بغيره‪ ،‬كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة‪ .‬وهل يدخل من لقيه‬ ‫منهم وآمن بأنه سيبعث أو ال يدخل؟ محل احتمال‪ .‬ومن هؤالء بحيرا الراهب ونظراؤه ‪ ،‬ويدخل في قولنا‪:‬‬ ‫«مؤمنا به» كل مكلف من الجن واإلنس‪ ..... ،‬وخرج بقولنا‪« :‬ومات على اإلسالم» من لقيه مؤمنا به ثم‬ ‫ارتد‪ ،‬ومات على ر ته و العياذ باهلل‬ ‫ثم قال ‪ :‬و هذا التعريف مبني على األص المختار عند المحققين ‪ ،‬كالبخاري و شيخه أحمد بن حنبل ‪ ،‬و‬ ‫(‪)vi‬‬ ‫من تبعهما‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أحكام تتعلق بالصحبة ‪:‬‬ ‫هذه مجموعة من المسائل التي تتعلق بالصحابة – رضي هللا عنهم ‪ ، -‬ال بد من بيانها في البداية ‪ ،‬حتى ال‬ ‫يظن ٌ‬ ‫لان أن الغاية من هذا البحث هو إثبات العصمة – التي ال تص إال لألنبياء – للصحابة ‪ ،‬أو يظن أن‬ ‫الغاية من هذا البحث هو الغلو في الصحابة ‪ ،‬و عدم قبول الحق فيهم أو عليهم ‪ ،‬وهي مقدمات يحتكم إليها‬ ‫باقي البحث بإذن هللا تعالى‪.‬‬ ‫يعتذر لهم عند الخالف أو الخطأ ‪:‬‬ ‫من‬ ‫أولى‬ ‫المطلب األول‪ :‬الصحابة‬ ‫ُ‬ ‫لقد حممل الصمحابة – رضموان هللا علميهم – همذا المدين و بمذلوا فمي سمبيله الغمالي و النفميس ‪ ،‬و هجمروا‬ ‫أحبابهم و أموالهم لنصرته ‪ ،‬فكانوا أكرم من بمذل ‪ ،‬و أصمدق ممن قمال و فعمل ‪ ،‬وهمم بشمر ‪ ،‬يحرصمون علمى‬ ‫الحق ‪ ،‬و يسعون وراءه ‪ ،‬و ذلك ال يمنع من صدور بعض األخطاء منهم ‪ ،‬قوالً أو فعالً ‪ ،‬إال أن سابقتهم فمي‬ ‫اإلسالم ‪ ،‬و عطائهم الكبير الصا ق في خدمتمه ‪ ،‬تمدعونا ألن نجعلهمم أول و أولمى ممن يعتمذر لهمم ‪ ،‬فمي حمال‬ ‫صدور الزلل منهم ‪ ،‬و قمد كمان ممن أب العلمماء اإلعتمذار عمن زالت أصمحاب الفضمل و هفمواتهم ‪ ،‬و حفمظ‬ ‫سممابقتهم و فضممله ‪ ،‬و ال شممك أن صممحابة رسممول هللا – صمملى هللا عليممه و سمملم – هممم أولممى مممن العلممماء فممي‬ ‫اإلعتذار عنهم ‪.‬‬ ‫يقول اإلمام الذهبي ت (‪748‬هـ)‪:‬‬ ‫ولو أن كلما أخطأ إمام في اجتها ه في أحا المسائل خطأ مغفور له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه‪ ،‬لم‬ ‫يسلم معنا ابن نصر وال ابن منده وال من هو أكبر منهما (‪ . )vii‬ويقوول‪ :‬ولمو أن كمل ممن أخطمأ فمي اجتهما ه‬ ‫مع صحة إيمانه وتوخيه إلتباع الحق ‪ ،‬أهدرناه وبدعناه‪ ،‬لقل من يسلم من األئمة معنما‪ ،‬رحمم هللا الجميمع بمنمه‬ ‫(‪. )viii‬‬ ‫وكرمه‬ ‫‪154‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 9(1), pp.152-170‬‬

‫ويقول ابن القيم ت (‪751‬هـ)‪:‬‬ ‫ومن له من له علم بالشرع والواقمع يعلمم قطعما ً أن الرجمل الجليمل المذي لمه فمي اإلسمالم قمدم صمال‬ ‫وآثار حسنة وهو من اإلسالم وأهله بمكان قد يكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور الجتها ه فال‬ ‫يجوز أن يتبع فيها وال يجوز أن تهدر مكانته ومنزلته في قلوب المسلمين (‪ .)3( )ix‬أعالم المموفقين ج‪.283/3‬‬ ‫ويقول رحمه هللا ‪ :‬ومن قواعد الشرع والحكمة أيضا ً أن َمن كثرت حسناته‪ ،‬وعظمت‪ ،‬وكان له فمي اإلسمالم‬ ‫تأثير لاهر فإنه يُحتمل له ما ال يُحتمل لغيره ويعفى عنه ما ال يعفى عن غيره (‪.)1( )x‬‬ ‫فهذه األقوال السابقة هي في االعتذار لبعض علماء المسلمين حين لهرت منهم الزلة والخطأ‪ ،‬وال‬ ‫شك أن صحابة رسول هللا عليه الصالة و السالمهم أولى من يعتذر لهم ‪ ،‬وهم أولى من العلماء في أن يحمل‬ ‫كالمهم على خير محمل‪.‬‬ ‫وال يص أن تُدافع كل طائفة وكل فرقمة ممن فمرق المسملمين عمن علممائهم وتلمتمس لهمم األعمذار‪ ،‬ثمم‬ ‫يأتي منهم من ينتقص صمحابة رسمول هللا صملى هللا عليمه و سملم ‪ ،‬ويمنمع التمماا العمذر لهمم‪ ،‬ممع أن فضمائل‬ ‫صممحابة رسممول هللا عليممه الصممالة و السممالم و مكممانتهم ‪ ،‬هممي مكانممة ال يممدانيها وال يقرهمما منزلممة أي عممالم مممن‬ ‫علماء المسلمين قديما ً و حديثا ً و إلى قيام الساعة ‪.‬‬ ‫فاذا كان اإلمام والعالم يلتمس له العذر وهو لم يكن له من الفضمل مما للصمحابة ‪-‬رضموان هللا علميهم‪-‬‬ ‫فكيف ال يلتمس العذر لمن زكاهم هللا تعالى في كتابه الكريم والنبي عليه الصالة و السالمفي السنة المطهرة‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تفاوت الصحابة رضوان هللا عليهم أجمعين‬ ‫على الرغم من فضل الصحابة رضوان هللا عليهم وسبقهم في الدين وتحملهمم المدعوة إليمه إال أن همذا‬ ‫ال يعني أن الصحابة رضوان هللا عليهم جميعا ً كلهم بنفس المنزلمة أو الدرجمة‪ .‬فمال يصم شمرعا ً وال عقمالً أن‬ ‫يستوي إيمان وإسالم وفضل من آمن ببداية الدعوة وتحمل مشماقها ومعاناتهما‪ ،‬وقمدم ألجلهما الممال والولمد ممع‬ ‫من أسلم بعد أن قويت شوكة اإلسالم‪ ،‬وأصب له جند وحمى يذو عنه‪.‬‬ ‫فال يستوي إيمان الصديق أو الفاروق أو ذي النورين أو علي بن أبي طالب –رضي هللا عنهم جميعما‬ ‫ مع من آمن بعد صل الحديبية أو بعد فت مكة‪ .‬مع أن الكل له شرف الصمحبة‪ ،‬ولكمنهم ممع ذلمك متفماوتون‬‫ير ُ‬ ‫س ِبي ِل َّ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ َال‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫اث ال َّ‬ ‫في الفضل والمكانة‪ ،‬و ليل ذلك قوله تعالى‪َ :‬و َما لَ ُك ْم أ َ َّال ت ُ ْن ِفقُوا فِي َ‬ ‫َّللاِ َو ِ َّ​ّلِلِ مِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫َي ْست َ ِوي مِ ْن ُك ْم َم ْن أ َ ْنفَقَ مِ ْن قَ ْب ِل ْالفَتْ ِ َوقَات َ َل أُولَئِكَ أ َ ْع َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عمدَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫مال‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫من‬ ‫موا‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫ظ ُم َ َر َجةً مِ نَ الَّم‬ ‫ِينَ‬ ‫مِ‬ ‫َّللاُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْال ُح ْسنَى َو َّ‬ ‫ير (الحديد‪.)١٠ :‬‬ ‫َّللاُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َخ ِب ٌ‬ ‫يقول اإلمام مجاهد (ت ‪ 104‬هـ) في تفسير اآلية السابقة ليس من أنفق وهماجر كممن لمم ينفمق ولمم‬ ‫يهاجر (‪.)xi‬‬ ‫ويقول اإلمام الطبري (ت ‪310‬هـ) في اآلية؛ بقوله تعمالى ذكمره‪ :‬همؤالء المذين أنفقموا فمي سمبيل هللا‬ ‫مممن قبممل فممت الحديبيممة وقمماتلوا المشممركين أعظممم رجممة فممي الجنممة عنممد هللا مممن الممذين أنفقمموا مممن بعممد ذلممك‬ ‫وقاتلوا (‪.)xii‬فالصحابة رضوان هللا عليهم جميعاً‪ ،‬يتفاضلون فيما بيمنهم بعمدة مسمائل مثمل التفاضمل فمي السمبق‬ ‫إلى اإلسالم‪ ،‬واالنفاق والجها وفي شهو بدر وفي شها ة رسول هللا عليه الصالة و السمالملهم بالجنمة‪ ،‬وفمي‬ ‫شهو بيعة الرضوان(‪.)xiii‬‬ ‫تمنوع مون الحكوم بوالردة علوى مون ارتود أو بالفسوق علوى مون ارتكوب بيورة مون‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الصوحبة‬ ‫الكبائر‪:‬‬ ‫صحابة رسول هللا عليه الصالة و السمالمعلى عظميم مكمانتهم فمإنهم ممع ذلمك ليسموا بمعصمومين‪ ،‬وال‬ ‫يوجد ليل من الكتاب أو السنة على أن من رأى وصحب رسول هللا – صلى هللا عليه و سلم ‪ -‬بأنه لن يخطئ‬ ‫أو انه معصوم من الر ة أو المعصية‪.‬‬ ‫فالصحبة ال تعصم صاحبها ‪ ،‬وإثباتها لكل ممن رأى رسمول هللا عليمه الصمالة و السمالمال يمنمع ذلمك‬ ‫ذكر عنهم‪ ،‬وال تمنع الصحبة من الحكم بالر ة على من ارتد منهم‬ ‫من تخطئة بعضهم في بعض المسائل التي ت ُ ُ‬ ‫أو على من ارتكب كبيرة يفسق بها‪ ،‬كما أن الصحبة ال تمنع من إقاممة الحمد علمى ممن تلمبس بمعصمية توجمب‬ ‫الحد أو القصاص‪.‬فمن المذين خسمر الصمحبة وثبتمت ر تهمم؛ عبمد هللا بمن جحمي المذي ممات مرتمدا ً فمي ار‬ ‫الحبشة(‪.)xiv‬‬ ‫‪155‬‬


‫…‪The persistence of the companions faith and their non-apostasy‬‬ ‫ومن الذين ثبت ارتكابهم كبائر‪ :‬ماعز الغامدي الذي اقر على نفسه في الزنا(‪ )xv‬فأقيم عليه حمد المرجم‬ ‫ف أحدٌ من إقامة الحد حتى ولو كان صحابياً‪ .‬وكذلك الصحابي الذي اسمه عبد هللا ويلقب حماراً‪ ،‬المذي‬ ‫فال يُ ْع َ‬ ‫جلد غير مره بسبب شربه الخمر(‪ ،)xvi‬فال تمنع صفة الصحبة من اقامة الحد على ممن أصماب حمدا ً ممن حمدو‬ ‫هللا عز وجل‪.‬لذا فان إطالق صفة الصحبة على كل من صحب رسول هللا عليه الصالة و السالمال حمرج فيمه‬ ‫ما ام أن صفة الصمحبة متفاوتمة بمين الموصموفين‪ ،‬ومما ام أنهمم ال يقمرون علمى خطمأهم وزالتهمم ويعماقبون‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تنوع شهادات القرآن الكريم وتعددها للصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬على عدم ردتهم ‪-:‬‬ ‫كما سبق القول فان ما ثبت لصحابة رسول هللا عليه الصالة و السالم في كتاب هللا من فضائل ومدح‬ ‫وثناء لم يسبق إليمه طائفمة أخمرى‪ ،‬ولمم تلحقمه طائفمة ممن بعدهم‪.‬وهمذه الشمها ات الموار ة فمي كتماب هللا والتمي‬ ‫تحمل في طياتها أساليب متعد ة وفضائل متجد ة‪ ،‬بمجموعها تمنع القول بر ة الصحابة بعد رسول هللا صملى‬ ‫هللا عليه و سلم ‪ ،‬إال من ثبتت ر ته كما في المبحث األول‪ ،‬فبقيت الصحبة خالصة لهم ال تنسخ عنهم بقول أو‬ ‫فتوى من بعدهم وفي هذا المبحث اعر الشها ات الواضحة المبينة في كتاب هللا عز وجل اليمان الصحابة‬ ‫رضوان هللا عليهم‪ ،‬واستمرارية إيمانهم واسالمهم‪ ،‬بما تظهره هذه االيات من فضائل ومزايا لهم تمنمع القمول‬ ‫بر تهم بشها ة كتاب هللا عز وجل بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬استجابة دعوة سيدنا إبراهيم ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫مو‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫مو‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِمي‬ ‫ف‬ ‫مث‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َما‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫السمالم‪:‬‬ ‫عليمه‬ ‫قال تعالى على لسمان سميدنا إبمراهيم‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِ ْ َ ِمكَ‬ ‫ِ ْ َ ُ مِ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َاب َو ْالحِ ْك َمةَ َويُزَ ِ ِّكي ِه ْم إِنَّكَ أ َ ْنتَ العَ ِز ُ‬ ‫يمز ال َحكِمي ُم (البقمرة‪.)١٢٩ :‬وقمال تعمالى‪ :‬ه َُمو المذِي بَعَ َ‬ ‫مث فِمي‬ ‫َويُعَ ِلِّ ُم ُه ُم ْال ِكت َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫س ً‬ ‫مين‬ ‫األ ُ ِ ِّميِِّينَ َر ُ‬ ‫َاب َوالحِ ْك َمةَ َوإِ ْن َكانُوا مِ ْن قَبْم ُل لَفِمي َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتِ ِه َويُزَ ِ ِّكي ِه ْم َويُعَ ِل ُم ُه ْم ال ِكت َ‬ ‫وال مِ ْن ُه ْم يَتْلو َ‬ ‫ضمال ُل ُمبِ ُ‬ ‫(الجمعممة‪ .)٢ :‬سممأل أبممو أمامممه رسممول هللا صمملى هللا عليممه و سمملم‪ :‬ممما كممان اول بممدء أمممرد؟ قممال‪ :‬عمموة أبممي‬ ‫إبراهيم وبشرى عيسى عليه السالم(‪ .)xvii‬ويقصد عليه الصالة و السالمبقوله عوة أبي إبراهيم‪ ،‬قوله تعمالى‪:‬‬ ‫في اآلية السابقة ربنا وابعث فيهم رسوالً منهم‪ .‬وقد شملت دعوة سيدنا إبراهيم عليه السالم مجموعة من‬ ‫المسائل‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬عاء هللا عز وجل في أن يبعث من ذريته رسوالً إليهم ‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أن يقوم هذا الرسول بتالوة اآليات والحكمة ويزكي تلك االمة وقد اسمتجاب هللا عمز وجمل ذلمك‬ ‫الدعاء‪ ،‬وجعله في اخر الزمان كما نقل الطبري في تفسيره(‪ .)xviii‬واستجاب هللا عز وجل لسيدنا إبراهيم عليمه‬ ‫الصالة و السالم لدعوته في صحابة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬وبالذات في قوله تعمالى‪ :‬ويمزكيهم ‪،‬‬ ‫والتي فسرها العلماء بمعنى الطهارة من الشرد باهلل وعبا ة االوثان‪ ،‬وقد روي همذا المعنمى عمن ابمن عبماا‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬يزكيهم يعني بالزكاة‪ :‬طاعة هلل واالخالص (‪ ،)xix‬وفسر البغوي قولمه تعمالى ويمزكيهم‪ :‬أي يطهمرهم ممن‬ ‫الشرد والذنوب‪ ،‬وقيل بأخذ الزكاة من أموالهم‪ ،‬وقمال ابمن كيسمان‪ :‬يشمهد لهمم يموم القياممة بالعدالمة إذا شمهدوا‬ ‫لالنبياء بالبالغ من التزكية وهي التعديل(‪.)xx‬‬ ‫والدليل أن هللا عز وجل استجاب عاء سيدنا ابراهيم عليه السالم جاء في قوله سبحانه تعالى‪ :‬الَّمذِي‬ ‫س ً‬ ‫ماب َو ْالحِ ْك َممةَ َو ِإ ْن كَمانُوا مِ ْ‬ ‫بَ َع َ‬ ‫من قَبْم ُل لَفِمي‬ ‫ث فِمي األ ُ ِ ِّم ِيِّمينَ َر ُ‬ ‫علَم ْي ِه ْم آيَاتِم ِه َويُمزَ ِ ِّكي ِه ْم َويُ َع ِِّل ُم ُهم ْم ْال ِكت َ َ‬ ‫موال مِ م ْن ُه ْم يَتْلُمو َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫س ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫موال مِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫من أ َ ْنفُسِم ِه ْم‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِمي‬ ‫ف‬ ‫مث‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫مؤْ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫مى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّللا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫)‪.‬وكذلك‬ ‫‪٢‬‬ ‫(الجمعة‪:‬‬ ‫ين‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ِينَ‬ ‫ُ مِ‬ ‫ِْ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ُ ُِ ُ‬ ‫ِ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫مين (آل عممران‪.)١٦٤ :‬‬ ‫َاب َوالحِ ك َمة َوإِن كَانوا مِ ن ق ْب ُل لفِي َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتِ ِه َويُزَ كِي ِه ْم َويُعَ ِل ُم ُه ْم ال ِكت َ‬ ‫يَتْلُوا َ‬ ‫ضال ُل ُمبِ ُ‬ ‫فهذه اآليات تدلل على استجابة هللا عز وجل لدعوة سميدنا ابمراهيم عليمه السمالم‪ ،‬وهمي ممن نعمم هللا عمز وجمل‬ ‫التي يمن بها على عبا ه بان بعث فيهم رسوالً‪ ،‬قام بماخراجهم ممن الظلممات إلمى النمور‪ ،‬وممن الشمرد والكفمر‬ ‫إلى التوحيد واإليمان ‪.‬‬ ‫وجه ا ستد ل باآليات السابقة‪:‬‬ ‫أن من يقول بتكفير صحابة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فان اآليات السابقة تكذبه وتبين بطالن‬ ‫قوله‪ ،‬فهي تبين أن هللا قد استجاب عوة نبيه إبراهيم عليه السالم ‪ ،‬وان من نعم هللا عز وجل على المؤمنين ‪،‬‬ ‫أن بعمث فمميهم رسمموالً ‪ ،‬بممين لهممم طريممق الهدايممة و الضممالل ‪ ،‬و صممراط الحممق مممن صممراط الباطممل‪ ،‬فقممام هممذا‬ ‫الرس م ول بهدايممة أصممحابه و زكمماهم و زرع اإلخممالص فيهم‪.‬فالقائممل بكفممر صممحابة رسممول هللا عليممه الصممالة‬ ‫والسالم‪ ،‬يقال له ما فائدة أن هللا يمن على عبا ه ببعث األنبياء‪ ،‬ما اموا من قبلمه فمي ضمالل مبمين وممن بعمده‬ ‫كفروا و ارتدوا‪ .‬فإثبات إيمان الصحابة و إسالمهم هو استجابة لدعاء سيدنا إبراهيم – عليمه السمالم ‪ -‬هلل عمز‬ ‫وجل ‪.‬‬ ‫‪156‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 9(1), pp.152-170‬‬

‫ق‬ ‫المطلووب الثوواني ‪ :‬فووي قولووه تعووالى‪ :‬فَ مإ ِ ْن آ َمنُمموا بِمِ ثْم ِل َممما آ َمنمت ُ ْم بِ م ِه فَقَ م ْد ا ْهت َمدَوا َوإِ ْن ت َ​َولَّم ْموا فَإِنَّ َممما ُه م ْم فِممي ِش مقَا ُ‬ ‫س َي ْكفِي َك ُه ْم َّ‬ ‫َّللاُ َوه َُو السَّمِ ي ُع ْال َعلِي ُم (البقرة‪.)١٣٧ :‬‬ ‫فَ َ‬ ‫يمكن االستدالل على ثبوت استمرار إيمان الصحابة م هذه اآلية من خالل‪:‬‬ ‫اوالً ‪ :‬اإليمان هنا‪ :‬أن يؤمن أهل الكتاب بإيمان صا ق كما آمن المسلمون المذكورون في اآلية ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬عت اآلية الكريمة أهل الكتاب إلى اإليمان بالمفر ات التي آمن بها المسلمون المذكورون في اآلية‬ ‫سبَاطِ‬ ‫وب َو ْاأل َ ْ‬ ‫س َماعِي َل َوإِ ْ‬ ‫اَّللِ َو َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أ ُ ْن ِز َل إِلَى إِب َْراهِي َم َوإِ ْ‬ ‫سحَاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫قال تعالى " قُولُوا آ َمنَّا ِب َّ‬ ‫س ِل ُمونَ " (‪)136‬‬ ‫سى َو َما أُوتِ َي النَّ ِبيُّونَ ِم ْن َربِ ِه ْم َ نُفَ ِر ُ‬ ‫ق بَ ْينَ أ َ َح ٍد مِ ْن ُه ْم َونَحْ نُ لَهُ ُم ْ‬ ‫سى َوعِي َ‬ ‫َو َما أُوت َِي ُمو َ‬ ‫البقرة‬ ‫فاآلية تشمل‪:‬‬ ‫‪ -1‬المماثلة في اإليمان بصدقه ويقينه‪.‬‬ ‫‪ -2‬المماثلمممممممممممممممممممممة فمممممممممممممممممممممي المفمممممممممممممممممممممر ات التمممممممممممممممممممممي يجمممممممممممممممممممممب اإليممممممممممممممممممممممان بهممممممممممممممممممممما‪.‬‬ ‫يقول اإلمام الطبري (ت ‪ 310‬هـ) ‪ :‬يعني تعالى ذكره بقوله‪ :‬فَإ ِ ْن آ َمنُوا ِبمِ ثْ ِل َمما آ َمنمت ُ ْم ِبم ِه‪ ،‬فمان صمدق اليهمو‬ ‫والنصارى بماهلل ومما انمزل إلميكم ومما انمزل إلمى إبمراهيم وإسمماعيل وإسمحاق ويعقموب واألسمباط‪ ،‬ومما أوتمي‬ ‫موسى وعيسى‪ ،‬وما أوتي النبيون من ربهم‪ ،‬فان اقروا بذلك مثل ما صدقتم أنوتم بوه أيهما المؤمنمون وأقمررتم‬ ‫فقد وفقوا ورشدوا ورزقوا طريق الحق واهتدوا(‪.)xxi‬‬ ‫والمقصو ون بقوله تعالى‪ِ ( :‬بمِ ثْ ِل َمما آ َمنمت ُ ْم ِبم ِه )همم صمحابة رسمول هللا صملى هللا عليمه و سملم ‪ ،‬فقمد‬ ‫جعل هللا عز وجل طريق الهداية لليهو والنصارى بأن يؤمنوا مثل إيمان صمحابة رسمول هللا صملى هللا عليمه‬ ‫و سلم‪ .‬و جاء فوي تفسوير السومرقندي بحور العلووم‪ ... :‬ثمم قمال تعمالى للممؤمنين فمان امنموا – يعنمي اليهمو‬ ‫والنصارى – بمثل ما آمنتم به يا أصحاب محممد عليمه الصمالة و السمالمفقد اهتمدوا ممن الضماللة(‪ .)xxii‬ويقمول‬ ‫اإلمام القرطبي في قوله تعالى‪ :‬فَإ ِ ْن آ َمنُوا بِمِ ثْ ِل َما آ َم ْنت ُ ْم بِ ِه فَقَ ِد ا ْهتَدَ ْوا ‪ :‬الخطاب لمحممد عليمه الصمالة و‬ ‫السالم وامته‪ ،‬المعنى فان امنوا مثل ايمانكم‪ ،‬وصدقوا مثل تصمديقكم فقمد اهتمدوا (‪ .)xxiii‬فهمذه اآليمة جعلمت ممن‬ ‫إيمان اصحاب محمد عليه الصالة و السالممقياسا ً ومعيارا ً لكل األمم لكي يؤمنموا كأصمحاب محممد صملى هللا‬ ‫عليه و سلم ‪ ،‬وعلى كل امة أن تتحرى اإليمان بطريق يهدي إلى الحق مثل طريق صمحابة رسمول هللا صملى‬ ‫هللا عليه و سلم (‪.)xxiv‬‬ ‫ أما وجه الد لة على عدم ردة الصحابة رضوان هللا عليهم من هذه اآليات فهو ‪:‬‬‫أن إيمممان الصممحابة وطممريقهم فممي الهدايممة قممد جعلممه رب العممالمين ميزان ما ً لألمممم األخممرى المخاطبممة‬ ‫باإلسالم لكي تدخل في اإلسالم بصدق ويقين كما خله الصحابة رضوان هللا عليهم‪ .‬ولو كان صحابة رسول‬ ‫هللا عليه الصالة و السالم قد ارتدوا لما جاز أن يكون إيمانهم ميزانما ً لالممم األخمرى‪ ،‬ولمما عما هللا عمز وجمل‬ ‫تلك األمم أن يؤمنوا كإيمان الصحابة ما ام أن إيمان المدعو إليه فاسد أو باطل‪.‬‬ ‫س ً‬ ‫ُ‬ ‫طا ِلت َ ُكونُوا ُ‬ ‫ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫الر‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫اا‬ ‫ونَ‬ ‫َّ ُ‬ ‫علَى النَّ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َهدَا َء َ‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬قال تعالى‪َ :‬و َكذَلِكَ َج َع ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ‬ ‫ش ِهيدًا (البقرة‪.)١٤٣ :‬‬ ‫َ‬ ‫تظهر اآلية فضيلة من فضائل امة محمد صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬لم تعط هذه الفضيلة لغير امته‪ .‬يقول صملى‬ ‫هللا عليمه و سمملم‪ :‬يجمميء نمموح وأمتمه‪ ،‬فيقممول هللا تعممالى‪ :‬هممل بلغممت؟ فيقمول‪ :‬نعممم أي رب‪ ،‬فيقممول المتممه‪ :‬هممل‬ ‫بلغكم؟ فيقولون‪ :‬ال‪ ،‬ما جاءنا من نبي‪ ،‬فيقول لنوح‪ :‬من يشهد لك؟ فيقول‪ :‬محمد عليه الصالة و السمالموامته‪،‬‬ ‫فنشهد انه قد بلغ وهو قوله جل ذكره‪ :‬وكذلك جعلناكم امة وسطا ً لتكونوا شهداء علمى النماا ‪ ،‬والوسمط ‪:‬‬ ‫العدل (‪.)xxv‬فأمة محمد عليه الصالة و السالمأمة وسط وعدل‪ ،‬أهلها ذلك الن تكون شاهدا ً على األممم السمابقة‬ ‫لها‪ .‬وال شك أن أولى امة محممد عليمه الصمالة و السالمبالوسمطية والعمدل‪ ،‬وبالتمالي الشمها ة علمى األممم‪ ،‬همم‬ ‫صحابة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬لما لهم من فضل في سبقهم لإلسالم‪ ،‬ومرافقة رسول هللا صملى هللا‬ ‫عليممه و سمملم ‪ ،‬وشممهدوهم المموحي ومعاصممرتهم لهيممات‪.‬وهم أوسممط االمممة و أعممدلها لتفضمميل رسممول هللا عليممه‬ ‫الصممالة و السممالملهم علممى سممائر االمممة مممن بعدهم‪.‬لقولممه عليممه الصممالة والسممالم‪ :‬خيممر أمتممي قرنممي ثممم الممذين‬ ‫يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم ثم المذين يلمونهم‪ ،‬ثمم يجميء قموم تسمبق شمها ة اأحمدهم يمنيمه ويمنمه شمها ته(‪ .)xxvi‬فهمذا‬ ‫الحممديث النبمموي يقممدم صممحابة رسممول هللا عليممه الصممالة و السممالمعلى غيممرهم مممن األمممم و يزكممي شممها تهم‬ ‫ويمينُهم‪ ،‬لهذا فان أولى من شهد علمى األممم السمابقة ممن همذه االممة همم صمحابة رسمول هللا صملى هللا عليمه و‬ ‫سلم‪.‬‬ ‫‪157‬‬


‫…‪The persistence of the companions faith and their non-apostasy‬‬ ‫وجه الد لة من اآلية‪:‬‬ ‫إذا كانممت أمممة محمممد عليممه الصممالة و السالمشمماهدة علممى األمممم السممابقة وشمماهدة ألنبيممائهم‪ ،‬واذا كممان‬ ‫صحابة رسول هللا عليه الصالة و السالمهم خير هذه االمة كمما شمهد لهمم رسمول هللا صملى هللا عليمه و سملم ‪،‬‬ ‫فذاد يمنع القول بر تهم أو انتكاسهم عن ين اإلسالم‪ ،‬مما ام أنهمم همم أولمى المخماطبين بالشمها ة علمى األممم‬ ‫األخرى‪ ،‬ولو صحت ر تهم لمما كمان الصمحابة شمهو ا ً وال وسمطا ً وال عمدالً كمما تصمفهم اآليمة السمابقة و لمما‬ ‫صحت شها ة من جاء بعدهم ألنهم أقل رجة و قدرا ً من الصحابة رضوان هللا عليهم ‪.‬‬ ‫صم َ‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬قولوه تعوالى ‪ ( :‬قُ ْ‬ ‫طفَى أ َ َّ‬ ‫َّللاُ َخي ٌْمر أ َ َّمما يُ ْش ِمر ُكونَ )‬ ‫علَمى ِعبَما ِ ِه الَّمذِينَ ا ْ‬ ‫سمال ٌم َ‬ ‫مل ْال َح ْممدُ ِ َّ​ّلِلِ َو َ‬ ‫(النمل‪.)٥٩ :‬‬ ‫تحمل هذه اآلية في طياتها فضائل متعد ة لصحابة رسول هللا و تبين فضائلهم عند هللا عز وجل‪ ،‬بما‬ ‫يؤكد استمرارية إيمانهم وعدم ر تهم كما في هذه اآلية الكريمة‪.‬يقول اإلمام الطبري في تفسير اآليوة‪ :‬يقمول‬ ‫تعالى ذكره لنبيه محمد عليه الصالة و السالمقل يا محمد (الحمد هلل علمى نعممه علينما‪ ،‬وتوفيقمه لمما وفقنما ممن‬ ‫الهداية‪ ،‬و (سالم) يقول‪ :‬و أمنة منه من عِقاب ِه المذي عاقمب بمه قموم لموط وقموم صمال علمى المذين اصمطفاهم‪.‬‬ ‫يقول‪ :‬الذين اجتباهم لنبيه محمد صملى هللا عليمه و سملم ‪ ،‬فجعلهمم أصمحابه ووزراءه علمى المدين المذي بعثمه‬ ‫بالدعاء إليمه ون المشمركين بمه الجاحمدين نبموة نبيمه (‪ ،)xxvii‬فالمقصمو (وسمالم علمى المذين اصمطفى) المذين‬ ‫ذكروا في سورة النمل هم صحابة رسمول هللا صملى هللا عليمه و سملم ‪ ،‬وقمد نقمل همذا المعنمى عمن عبمد هللا بمن‬ ‫عباا وسفيان الثوري‪ .‬وجاء في تفسير ابون أبوي هاشوم (ت ‪327‬هوـ)‪ :‬سممعت عبمد المرحمن بمن زيمد بمن‬ ‫أسملم فممي قولمه تعممالى‪ :‬سمالم علممى عبما ه الممذين اصمطفى فقممرأ سمالم علممى نموح فممي العمالمين‪ ،‬وسممالم علممى‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وسالم على المرسلين‪ ،‬ثم قال وسالم على عبا ه الذين اصطفى‪ ،‬فجعلهم فمي سمالم مثمل األنبيماء‪... ،‬‬ ‫ثم ساق قول ابن عباا – رضي هللا عنه – في تفسير أن المقصو في قوله تعالى‪ :‬وسالم على عبما ه المذين‬ ‫اصطفى هم صحابة رسول هللا صملى هللا عليمه و سملم (‪ .)xxviii‬وقمد ذكمر السمالم علمى أصمحاب محممد عليمه‬ ‫الصالة و السالم في آية أخرى كما في قوله تعالى‪َ ( :‬وإِذَا َجا َءدَ الَّذِينَ يُؤْ مِ نُمونَ بِييَاتِنَما فَقُ ْ‬ ‫مب‬ ‫علَم ْي ُك ْم َكت َ َ‬ ‫سمال ٌم َ‬ ‫مل َ‬ ‫مور َرحِ مي ٌم )(األنعمام‪:‬‬ ‫صلَ َ فَأ َنَّهُ َ‬ ‫َاب مِ ْن بَ ْع ِد ِه َوأ َ ْ‬ ‫عمِ َل مِ ْن ُك ْم ُ‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه َّ‬ ‫سو ًءا بِ َج َهالَ ُة ث ُ َّم ت َ‬ ‫الرحْ َمةَ أَنَّهُ َم ْن َ‬ ‫َربُّ ُك ْم َ‬ ‫‪ ،)٥٤‬يقول الماتريدي في تفسير اآلية‪ :‬أمر رسول هللا عليه الصالة والسالم بالسالم علمى المرسملين وعلمى‬ ‫أصمحابه وعلممى الممؤمنين(‪ .)xxix‬فهممذه اآليممة تشمير وبوضمموح إلمى صممحابة رسممول هللا عليمه الصممالة و السممالم‪،‬‬ ‫نزلت في بعض الصحابة الذين جاءوا إلى رسول هللا عليه الصالة و السالم فقالوا‪ :‬إنا أصبنا ذنوبا ً عظاما ً فلم‬ ‫ير عليهم رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه اآليمة‪َ ( :‬و ِإذَا َجما َءدَ الَّمذِينَ يُؤْ مِ نُمونَ‬ ‫َاب مِ ْن بَ ْعم ِد ِه َوأ َ ْ‬ ‫عمِ َل مِ ْن ُك ْم ُ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه َّ‬ ‫سو ًءا بِ َج َهالَ ُة ث ُ َّم ت َ‬ ‫الرحْ َمةَ أَنَّهُ َم ْن َ‬ ‫َب َربُّ ُك ْم َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َكت َ‬ ‫سال ٌم َ‬ ‫صملَ َ‬ ‫بِييَاتِنَا فَقُ ْل َ‬ ‫(‪)xxx‬‬ ‫ور َرحِ ي ٌم ) ‪ .‬فإذا كان هللا عز وجل قد أممر رسموله الكمريم أن يسملم علمى بعمض أصمحابه الممذنبين‬ ‫فَأَنَّهُ َ‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫سالم أيضا يشمل حتى الصحابة الذين لم تنزل هذه اآليات بسببهم‪.‬‬ ‫فال شك أن ال ً‬ ‫وجه الد لة في اآليات السابقة‪:‬‬ ‫أن هللا عز وجل قد خص صحابة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬باالصمطفاء والرفقمة لرسموله‪ ،‬و‬ ‫أن السالم من هللا عز وجل عليهم شمل كل الصحابة على اختالف أزمنتهم‪ ،‬وزمن رفقمتهم لرسمول هللا صملى‬ ‫هللا عليه و سلم ‪ ،‬وهذا يظهر بأن السالم من هللا عز وجل قد وجه حتى إلى الذين اقروا علمى أنفسمهم بالمذنب‪،‬‬ ‫فال شك أن غيرهم أولى بهذا السالم‪ ،‬فكيف يقال أن صمحابة رسمول هللا عليمه الصمالة و السمالمقد ارتمدوا ممن‬ ‫بعده‪ ،‬ورب العالمين يثبت لهم الصفوة واالصطفاء‪ ،‬ويسلم عليهم جميعا ً حتى على المذنبين منهم‪.‬‬ ‫سم ِبِّ ُحوهُ بُ ْك َمرة ً‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬يقول هللا تعالى‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّمذِينَ آ َمنُموا ا ْذ ُك ُمروا َّ‬ ‫َّللاَ ِذ ْك ًمرا َكث ً‬ ‫ِيمرا (‪َ )41‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َمالئِ َكتُهُ ِلي ُْخ ِر َج ُك ْم مِ ْن ُّ‬ ‫ص ً‬ ‫َ‬ ‫ور َوكانَ بِال ُمؤْ مِ نِينَ َرحِ ي ًما (األحزاب‪:‬‬ ‫الظلُ َما ِ‬ ‫صلِّ​ِي َ‬ ‫َوأ َ ِ‬ ‫يال ه َُو الَّذِي يُ َ‬ ‫ت إِلَى النُّ ِ‬ ‫‪.)٤٣ – ٤١‬‬ ‫فهذه اآلية الكريمة على الرغم أنهما لمم تنمزل بالصمحابة رضموان هللا علميهم‪ ،‬إال انهمم أولمى المسملمين‬ ‫بها‪ ،‬وبما فيها من فضائل يقدمون على غيرهم في اإلشارة إليهم بهذه الفضمائل بمما أكمرمهم هللا عمز وجمل فمي‬ ‫القرآن الكريم بذكر مناقبهم وتثبيت إيمانهم و إسالمهم‪.‬وكذا الحال مع أي آيمة فيهما فضمل فهمم أولمى المسملمين‬ ‫بها وكل آية بها ذم لطائفة أو فرقمة فهمم أبعمد المسملمين ع َّمما فيها‪.‬لمذا كمان صمحابة رسمول هللا عليمه الصمالة و‬ ‫السالممحل تقدير وتقديم عند معظم طوائف المسملمين‪ ،‬كمل طائفمة تكمرمهم وتعمرف فضملهم فمي اإلسمالم ولمم‬ ‫يشذ عن ذلك إال بعض اصحاب االهواء والضالالت من الفرق أو بعمض العلمماء المذين اخطمؤوا باجتهما اتهم‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫‪158‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 9(1), pp.152-170‬‬

‫سو ُل َّ‬ ‫مار ُر َح َمما ُء بَيْمنَ ُه ْم ت َ َمرا ُه ْم‬ ‫المطلب السادس ‪ :‬قوله تعالى‪ُ :‬م َح َّمدٌ َر ُ‬ ‫َّللاِ َوالَّمذِينَ َمعَمهُ أَشِمدَّا ُء َ‬ ‫علَمى ْال ُكفَّ ِ‬ ‫ضم َموانًا سِمي َما ُه ْم فِمي ُو ُجمو ِه ِه ْم مِ ْ‬ ‫سم َّجدًا يَ ْبتَغُمونَ فَض ًْمال مِ ْ‬ ‫من َّ‬ ‫َّللاِ َو ِر ْ‬ ‫ُر َّكعًما ُ‬ ‫من أَثَم ِمر السُّم ُجو ِ ذَلِمكَ َممثَلُ ُه ْم فِمي التَّم ْمو َراةِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مار‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ظ‬ ‫ي‬ ‫ِم‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫المز‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫َو‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ظ‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫يزَ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫َط‬ ‫ش‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫َزَ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫اإل‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫َو َمثَلُ ُه ْم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مبُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ ْ‬ ‫ِْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫عظِ ي ًما (الفتح‪.)٢٩ :‬‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ِر‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َّللا‬ ‫عدَ ُ ِينَ َ َ َمِ‬ ‫َّ ِ َ ِ مِ ُ ْ َ َ َ جْ ً َ‬ ‫َو َ‬ ‫ً‬ ‫يقول اإلمام الشافعي رحمه هللا فوي هوذه اآليوات‪ :‬ثمم اصمطفى هللا عمز وجمل – سميدنا محممدا عليمه الصمالة و‬ ‫السالم– من خير آل إبراهيم وانزل كتبه قبل انزاله الفرقان على محمد عليه الصالة و السالم بصفة فضميلته‪،‬‬ ‫وفضيلة من اتبعه معه(‪ . )xxxi‬واخرج الطبري في تفسيره عمن ابمن عبماا فمي قولمه تعمالى‪ :‬محممد رسمول هللا‬ ‫والمممذين معمممه ‪ ...‬أصمممحابه ممممثلهم‪ ،‬يعنمممي نعمممتهم مكتوبممما ً فمممي التممموراة واالنجيمممل قبمممل أن يخلمممق السمممموات‬ ‫واالر (‪ .)xxxii‬فتذكر اآليات فمي سمورة الفمت مجموعمة ممن الصمفات للصمحابة التمي ور ذكرهما فمي التموراة‬ ‫واالنجيل‪ ،‬مثل اللين لبعضهم بعضاً‪ ،‬والغلظة والشدة علمى عمد هم‪ .‬يقمول اإلممام مالمك رحممه هللا‪ :‬بلغنمي أن‬ ‫النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون‪ :‬وهللا لهؤالء خير من الحوارين فيما بلغنا (‪.)xxxiii‬‬ ‫ويعلق اإلمام ابن ثيور علوى كلوك فيقوول‪ :‬وصمدقوا فمي ذلمك‪ ،‬فمإن همذه األممة معظممة فمي الكتمب المتقدممة‪،‬‬ ‫وأعظمهمما و أفضمملها أصممحاب رسممول هللا صمملى هللا عليممه و سمملم ‪ ،‬وقممد نمموه هللا بممذكرهم فممي الكتممب المنزلممة‬ ‫واألخبار المتداولة ‪ ...‬ثم قال‪ :‬ومن هذه اآلية انتزع اإلمام مالك ‪-‬رحمه هللا‪ ،‬في رواية عنه‪ -‬بتكفير الروافض‬ ‫الذين يبغضون الصحابة‪ ،‬قال‪ :‬ألنهم يغيظونهم ومن غال الصحابة فهو كافر لهذه اآلية (‪.)xxxiv‬‬ ‫وجه ا ستد ل بآيات سورة الفتح‪:‬‬ ‫إن فضل صحابة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬وصدق إيممانهم و إسمالمهم‪ ،‬أممر معمروف حتمى‬ ‫في الكتب التي سبقت لهورهم كالتوراة واالنجيل‪.‬و أن من يقول بر ة الصحابة أو كفرهم‪ ،‬فانه ال يُعمد مكمذبا ً‬ ‫بالقرآن الكريم وحسب بل يُعد مكذبا ً للتوراة واالنجيل قبل تحريفهمما ‪ ،‬فقمد نقمالً‪ -‬التموراة و اإلنجيمل ‪ -‬صمفات‬ ‫أصحاب رسول هللا صلى هللا عليمه و سملم ‪ ،‬وصمدقهم القمرآن الكمريم بمذلك‪ .‬والقمول بمر ة صمحابة رسمول هللا‬ ‫صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬حكم بنسخ إيمان الصحابة الذي ور ذكره في التوراة واإلنجيل والقمرآن‪ .‬وقمد عمدَّ ت‬ ‫سورة( محمد) صفات صحابة رسول هللا عليه الصالة و السالم‪ ،‬مثل الشدة على الكفار‪ ،‬و الرحممة‪ ،‬و اللمين‬ ‫بينهم‪ ،‬و الركوع والسجو ‪ ،‬واإلخالص‪ ،‬و إرا ة الفضل من هللا تعالى ‪ ،‬والرضما منمه عمز وجمل ‪ ،‬ثمم ختممت‬ ‫اآليات بالوعد من هللا لهم خاصة بالمغفرة‪ ،‬واألجر العظيم‪.‬‬ ‫ِيمار ِه ْم َوأ َ ْم َموا ِل ِه ْم يَ ْبتَغُمونَ فَض ًْمال مِ ْ‬ ‫ماج ِرينَ ا َّلمذِينَ أ ُ ْخ ِر ُجموا مِ ْ‬ ‫من َّ‬ ‫َّللاِ‬ ‫المطلب السابع ‪ :‬قال تعالى‪ :‬ل ِْلفُ َق َراءِ ْال ُم َه ِ‬ ‫من ِ‬ ‫من قَم ْب ِل ِه ْم يُحِ بُّمونَ َم ْ‬ ‫اإلي َممانَ مِ ْ‬ ‫ص ُرونَ َّ‬ ‫من‬ ‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫سولَهُ أ ُ ْولَئِكَ ُه ْم ال َّ‬ ‫َو ِرض َْوانًا َو َي ْن ُ‬ ‫صا ِ قُونَ َوالَّمذِينَ ت َ َب َّمو ُءوا المد َ‬ ‫َّار َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫صمةٌ َو َممنْ‬ ‫َ‬ ‫هَا َج َر إِلَ ْي ِه ْم َوال يَ ِجدُونَ فِي ُ‬ ‫ُور ِه ْم َحا َجة مِ َّمما أوتموا َويُمؤْ ث ُِرونَ َ‬ ‫صا َ‬ ‫علمى أنفسِم ِه ْم َول ْمو كمانَ بِ ِهم ْم َخ َ‬ ‫صد ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ش َّ نَ ْف ِس ِه فَأ ُ ْولَئِكَ ُه ْم ْال ُم ْف ِلحُونَ َوالذِينَ َجا ُءوا مِ ْ‬ ‫يُوقَ ُ‬ ‫سمبَقونَا‬ ‫من بَ ْعم ِد ِه ْم يَقولمونَ َربَّنَما ا ْغف ِْمر لَنَما َو ِإل ْخ َوانِنَما المذِينَ َ‬ ‫وف َرحِ ي ٌم (الحشر‪.)١٠ – ٨ :‬‬ ‫ان َوال تَجْ َع ْل فِي قُلُو ِبنَا غ ًِال ِللَّذِينَ آ َمنُوا َربَّنَا ِإنَّكَ َر ُء ٌ‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫ِب ِ‬ ‫تتحدث اآليات السابقة عن المهاجرين واالنصار وتظهمر فضمائلهم وتعمد مزايماهم مثمل أنهمم يبتغمون‬ ‫الفضل من هللا وحده وانهم صا قون‪ ،‬ويحبون إخوانهم‪ ،‬ويؤثرون على أنفسهم‪ ،‬وكان ذلك في اآليتمين الثامنمة‬ ‫والتاسعة من سورة الحشر‪ ،‬وفي اآلية العاشرة تتحدث عن صنف ثالث هم التابعون‪ :‬الذين خلوا في اإلسمالم‬ ‫إلى يوم القيامة(‪ .)xxxv‬وقد بين هللا عز وجل قول التابعين وحالهم في انهم يستغفرون لمن قبلهم من المهماجرين‬ ‫واالنصار‪ ،‬وهذه عالمةٌ على ثبات إيمان صمحابة رسمول هللا عليمه الصمالة و السمالموعدم ر تهمم‪ ،‬واال كيمف‬ ‫يص أن يستغفر المسلمون لغير المسلمين‪ ،‬وقد نهمى هللا عمز وجمل الممؤمنين عمن االسمتغفار للمشمركين‪ .‬قمال‬ ‫ي ِ َوالَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْن َي ْست َ ْغف ُِروا ل ِْل ُم ْش ِمركِينَ َولَ ْمو كَمانُوا أ ُ ْولِمي قُ ْر َبمى مِ ْ‬ ‫من َب ْعم ِد َمما ت َ َبميَّنَ لَ ُهم ْم أَنَّ ُهم ْم‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ما َكانَ لِلنَّ ِب ِّ‬ ‫ص َحابُ ْال َجحِ ِيم) (التوبة‪.)١١٣ :‬‬ ‫أَ ْ‬ ‫وجه د لة اآلية‪ :‬يقول الماتريدي في تفسيره‪:‬‬ ‫قممد علممم هللا تعممالى أنممه قممد يكممون فممي أمممة محمممد عليممه الصممالة و السممالممن يلعممن سمملفه حتممى أمممرهم‬ ‫باالستغفار لهم‪ ،‬وفيه اللة على فسا قول الروافض والخوارج والمعتزلة ألن الروافض من قولهم‪ :‬إن القموم‬ ‫مي َّ‬ ‫ي َّ‬ ‫ع ْنمهُ ‪-‬‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ع ْنهُ ‪ -‬كفروا‪ .‬ومن قمول الخموارج‪ :‬إن عليما ‪َ -‬ر ِ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫لما ولوا الخالفة أبا بكر الصديق ‪َ -‬ر ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض َ‬ ‫كفر بقتاله معاوية وأصحابه‪ .‬وقالت المعتزلة بأن من عدل عن الحق في القتال خمرج عمن اإليممان‪ ،‬ولمو كمان‬ ‫ما ارتكبوا من الزالت يكفرهم أو يخرجهم عن اإليمان لم يكن لالستغفار لهم معنى؛ ألن َّ‬ ‫َّللا تعمالى نهمى عمن‬ ‫‪159‬‬


‫…‪The persistence of the companions faith and their non-apostasy‬‬ ‫االستغفار للمشركين‪ ،‬فإذا أذن ‪ -‬هاهنا ‪ -‬باالستغفار لهم تبين بهذا أن ما ارتكبوا من الذنوب‪ ،‬لمم يخمرجهم ممن‬ ‫اإليمان(‪.)xxxvi‬فاالستغفار لصحابة رسول هللا عليه الصالة و السالمأمر يُؤمر به كل من خل في اإلسمالم إلمى‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬إال أن أهل الضالل أمروا أن يستغفروا ألصحاب النبي عليه الصالة و السالمفسبوهم(‪.)xxxvii‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬موقف بعض الفرق والعلماء من الصحابة قديما ً وحديثا ً ‪:‬‬ ‫لم يكن الموقف من الصحابة موحدا ً من قبل جميع الفرق والجماعات ‪ ،‬بمل اختلفمت اآلراء بيمنهم بمين‬ ‫مكفر للصحابة رضوان هللا عليه ومفسق ومبدع‪ ،‬أو منتقص من قدرهم ومكمانتهم وفمي االتمي عمر مموجز‬ ‫لبعض مواقف الفرق والعلماء الذين كان لهم رأي فيه هدر لمنزلة صحابة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‪:‬‬ ‫ المطلب األول من فر الصحابة رضوان هللا عليهم‪:‬‬‫وكان اول من كفر صحابة رسول هللا عليه الصالة و السالمهم الخوارج‪ ،‬و المذين قمالوا بمالبراءة ممن‬ ‫عثمممان وعلممي رضممي هللا عنهممما(‪ .)xxxviii‬والمحكمممة األولممى طعنمموا فممي عثمممان رضممي هللا عنممه لألحممداث التممي‬ ‫عدوها عليه‪ ،‬وطعنوا في أصحاب الجمل و أصمحاب حطمين(‪.)xxxix‬و األزارقمة اتبماع نمافع بمن االزرق كفمروا‬ ‫عليا ً رضي هللا عنه(‪ .)xl‬يقول شيخ اإلسالم‪ :‬وكان شيطان الخوارج مقموعا ً لما كان المسلمون مجتمعين فمي‬ ‫عهد الخلفاء الثالثة أبي بكر وعمر وعثمان‪ ،‬فلما افترقت األمة في خالفة علي بن أبي طالب رضي هللا عنمه‪،‬‬ ‫وجمد شميطان الخمموارج موضمع الخممروج‪ ،‬فخرجموا وكفممروا ً عليما ً ومعاويمة ومممن واالهمما (‪.)xli‬ثم َّم كمان الشمميعة‬ ‫الروافض الذين كفروا صحابة رسول هللا عليه الصالة و السالمبالجملة ومن أقوالهم‪ :‬يقول المجلسي في مرآة‬ ‫ضمالَّنَا مِ ْ‬ ‫من ْال ِج ِِّ‬ ‫مس نَجْ َع ْل ُه َمما تَحْ متَ‬ ‫اإل ْن ِ‬ ‫العقول في شمرح قولمه تعمالى‪َ :‬وقَما َل الَّمذِينَ َكف َُمروا َربَّنَما أ َ ِرنَما الَّمذَي ِْن أ َ َ‬ ‫من َو ِ‬ ‫ً‬ ‫أ َ ْقدَامِ نَا ِليَ ُكونَا مِ ْن األ َ ْسفَلِينَ (فصلت‪ ،)٢٩ :‬قال‪ :‬هما ‪ ،‬ثم قال‪ :‬وكان فالنا شيطانا‪ ،.‬قوله عليه السالم هما‪ :‬أي‬ ‫أبو بكر وعمر‪ ،‬والمرا بفالن عمر‪ ،‬أي المذكور في اآلية عمر‪ ،‬و إنما سمي به ألنه كمان شميطانا ً ‪ ،‬إمما ألنمه‬ ‫كان شرد شيطان لكونه ولد زنا ‪ ،‬أو ألنه كان في المكر والخديعة كالشيطان(‪ ،)xlii‬بل الشيعة علمى القمول بمان‬ ‫رسول هللا عليه الصالة و السالمقد أُبتلي بأصحاب قد ارتدوا من بعده عن الدين إال القليل ممن رعمى حرمتمه‬ ‫في آله الطاهرين(‪ .)xliii‬وفي تكفير عموم الصحابة ذكر الكليني في كتابه الكافي ‪... :‬عن أبي عبدهللا ‪ ...‬قمال‬ ‫‪ ...:‬و ثالثة هم شر الخلق ‪ ،‬أُبتلي بهم خيار الخلق ‪ :‬أبو سفيان أحدهم ‪ ،‬قاتل رسول هللا و عا اهُ ‪ ،‬و معاويمة ‪،‬‬ ‫قاتل عليا ً و عا اهُ (‪ .)xliv‬و يمروي عمن أبمي جعفمر الصما ق عليمه السمالم ‪ :‬قمال ‪ :‬كمان النماا أهمل ر ة بعمد‬ ‫النبي صلى هللا عليه و سلم إال ثالثة ‪ ،‬فقلمت و ممن الثالثمة ؟ فقمال‪ :‬المقمدا بمن أسمو ‪ ،‬و أبمو ذر الغفماري ‪ ،‬و‬ ‫سمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممملمان الفارسممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممي (‪.)4( )xlv‬‬ ‫ار و مرتدون ‪ ،‬ليس لهم في اإلسالم ٌ‬ ‫حظ و ال نصيب ‪ ،‬وهي إسماءة ٌ بليغمة للصمحابة‬ ‫فالصحابة عند الشيعة كفَّ ٌ‬ ‫‪ ،‬بإخراجهم من ين هللا عز وجل من ون أي ليل على ذلك ‪ ،‬و إهدارهم فضمائلهم و أسمبقيتهم لمدين هللا عمز‬ ‫وجل ‪ .‬ثم ان المعتزلة من بعد الشيعة‪ :‬فقد كان للمعتزلة عدة أقوال فيها انتقاص لمقام بعض صحابة رسول‬ ‫هللا عليه الصالة و السالمومن ذلك‪ :‬واصل بن عطماء الغمزال يقمول فمي الفمريقين أصمحاب الجممل وأصمحاب‬ ‫صفين أن احدهما مخطمئ بعينمه ‪ ...‬قمال‪ :‬إن أحمد الفمريقين فاسمقا ً ال محالمة ‪ ...‬ولمم يجموز قبمول شمها ة طلحمة‬ ‫والزبير على باقة بقل‪ .‬وقال عممرو بمن عبيمد‪ :‬لمو شمهد رجمالن ممن أحمد الفمريقين ‪ ،‬مثمل علمي و رجمل ممن‬ ‫عسكره ‪ ،‬أو طلحة والزبير لم تقبل شها تهما ‪.‬و إبراهيم بن سيار النظام‪ :‬وقع في كبمار الصمحابة وممن ذلمك‬ ‫أن عمرا ً رضي هللا عنه كتم إمامة علي بن أبي طالب رضمي هللا عنهمما‪.‬و أن عممر ضمرب بطمن فاطممة يموم‬ ‫البيعة حتى القت الجنين من بطنها‪ ،‬ثم وقع في عثمان وعلي وعبد هللا بن مسعو رضي هللا عنهم جميعا ً(‪.)xlvi‬‬ ‫المطلووب الثوواني ‪ :‬موون انووتقض بعووض الصووحابة موون المعاصوورين ‪ ،‬فووانتقض وعوواب علووى بعووض الصووحابة ‪-‬‬ ‫رضوان هللا عليهم – ومن هؤ ء‪:‬‬ ‫‪ -1‬من المعاصرين الذين لم يراع حق الصحبة ‪ .‬عدنان إبراهيم‪:‬‬ ‫الذي أخرج سلسلة مرئية من (‪ )28‬حلقة بعنوان‪ ،‬معاوية بن أبي سفيان في الميزان‪ ،‬جمع فيها ما يعتقدهُ‬ ‫منقصه ومثلبة لمعاوية بن سفيان‪ ،‬وصل بها إلى رجة وصف ِه بالحقير والطاغية والطاغوت‪ ،‬والقتل‬ ‫للمخالفين‪ ،‬إال أنه عا وندم عن هذه السلسلة ولم يكملها‪ ،‬و أيضا لم ينفِ ما فيها أو يتراجع عن تفاصيلها‪ ،‬بل‬ ‫امتنع عن إكمالها مع ندمه عن الدخول بها ابتدا ًء (‪4.)xlvii‬‬ ‫‪ - -2‬ومن الطاعنين بالصحابة كذلك عبدهللا الهرري الحبشي ‪،‬‬ ‫(‪)xlviii‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ في كتابه صري البيان في الر على من خالف القرآن‬‫إذ أفر خمسا ً و ثالثين صفحة في كتابه إلثبات فسق و ضالل و بغي من قاتل عليا ً بن أبي طالب ‪ ،‬و يخص‬ ‫‪160‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 9(1), pp.152-170‬‬

‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬

‫بالذكر معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص – رضي هللا عنهما – والعديد من الصحابة في جيي الشام‬ ‫ب آخر له (‪ ،)xlix‬تُأثِ ُم الصحابة و تصفهم بالبغي و العدوان و الظلم و منها ‪:‬‬ ‫‪ .‬و قد نَقَ َل نقوالً كثيره في كتا ُ‬ ‫‪ - 1‬يقول في صفحة ‪ ... : 20‬و قد ثبت أن عليا ً‪ -‬رضي هللا عنه – هو اإلمام الخليفة أمير المؤمنين ‪،‬‬ ‫فَيُعل ُم مما تقدم أن كل من خرج و نازع أمير المؤمنين عليا ً فهو باغُ‬ ‫‪ - 2‬و يقول صفحة (‪ ) 37‬تحت ‪-‬عنوان المقاتلون لعلي ُ بغاة ٌ آثمون ‪ : -‬ثم إن وصف النبي عليه‬ ‫الصالة والسالم لمعاوية و فئته الذين قاتلوا عليا ً بالنص الصري في أنهم آثمون ‪ ،‬ألن البغي إذا أُطلق في‬ ‫مقام الذم ال يكون إال بمعنى التعدي الذي هو للم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬و يقول صفحة (‪ : )47‬عن الصحابة الذين قاتلوا ‪ .... :‬بل نعتقد أنهم كغيرهم آثمون بال استثناء‬ ‫و يقول صفحة (‪ ... : ) 52‬ثم لِيعلم أن معاوية كان قصده من هذا القتال الدنيا ‪ ،‬فلقد كان به طم ٌع في الملك‬ ‫و فر ُ‬ ‫ط الغرام في الرئاسة‬ ‫فهذه النقول من الحبشي تصف صحابة رسول هللا ‪ -‬عليه الصالة و السالم‪ -‬بأنهم بغاة و عصاة وآثمون ‪ ،‬و‬ ‫تصف معاوية بن أبي سفيان بأنه صاحب طمعُ في الملك و الرئاسة ‪ .‬فهذا‬ ‫إهدار لمقام الصحبة و تجري ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لعموم الصحابة ‪ ،‬و إهما ٌل متعمدٌ لفضائل الصحابة المبثوثة في كتاب هللا و صحي ِ السنة النبوية ‪ .‬و قد تنبه‬ ‫ِ‬ ‫السلف الصال إلى خطورة الخو في خالفات الصحابة وكل من طعن في صحابة رسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه و سلم ‪ ،‬وجب عليهم الكف عن ذلك ‪ ،‬و األخذ بقول عمر بن عبدالعزيز الذي قال ‪ :‬تلك ماء طهر هللا‬ ‫منها أيدينا ‪ ،‬فال نلوث بها ألسنتنا (‪.)l‬و قال أبو زرعة الرازي ‪ :‬إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا ً من أصحاب‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم فاعلم أنه زنديق ‪ ،‬و ذلك أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم حق ‪ ،‬و القرآن‬ ‫ٌ‬ ‫حق‪ ،‬وإنما أ ى إلينا هذا القرآن و السننُ ‪ ،‬أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬و إنما يريدون أن‬ ‫(‪)li‬‬ ‫يجرحوا شهو نا و يبطلوا الكتاب و السنة‪ ،‬و الجرح بهم أولى ‪ ،‬و هم زنا قة‬ ‫الخاتمة‪:‬‬ ‫بفضل هللا في نهاية البحث لهرت النتائج التالية‪:‬‬ ‫عدالة الصحابي ال تعني عصمته من الذنوب و المعاصي ‪.‬‬ ‫الصحبة رجات بسحب إيمان الصحابي وبحسب ما ذكر له من فضائل ‪.‬‬ ‫إن الصحابة ثبت لهم في كتاب هللا تعالى اإليمان وعدم ر تهم عن اإلسالم بعد وفاة النبي عليه الصالة‬ ‫والسالم‪ ،‬وال يمكن نسخ هذا الحكم بعد وفاة النب يعليه الصالةة والسالم النقطاع الوحي ‪.‬‬ ‫إن ما يثيره بعض المعاصرين من شبه حول الصحابة رضوان هللا عليهم ما هو إالتكرار ألقوال سابقة ثبت‬ ‫بطالنها تاريخيا ‪.‬‬

‫المراجع‬

‫(‪ )1‬الفراهيدي‪ ،‬الخليل بن أحمد (ت ‪170‬هـ)‪ ،‬العين‪ ،‬تحقيق مهدي مخزومي‪ . ،‬ابراهيم السامرائي‪ ،‬ار ومكتبمة‬ ‫الهالل ( ج‪ ،3‬ص ‪ ،)124‬باب الحاء والباء والصا ‪.‬‬ ‫(‪)ii‬ابن فارا‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون‪ ،‬ار الفكر‪ ،‬باب الصا ر والحاء وما يثلثهما‪.‬‬ ‫(‪)iii‬ابن الهالل العسكري‪ ،‬الحسن بن عبد هللا بن سهل (ت ‪ 395‬هـ)‪ ،‬الفمروق‪ ،‬تحقيمق محممد ابمراهيم سمليم‪ ،‬ار العلمم‬ ‫والثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر ‪ ،‬الفرق بين الصاحب‬ ‫(‪)iv‬ابن االثير‪ ،‬أبو ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪ 11‬وما بعدها‪ ،‬باب الصا مع الحاء‪.‬‬ ‫(‪)v‬ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكمرم بمن علمي (ت ‪711‬همـ)‪ ،‬لسمان العمرب‪ ،‬ار الصما ر‪ ،‬بيمروت‪ ،‬ط‪1414 ،3‬همـ ‪ ،‬ج‪،1‬‬ ‫ص ‪ ،519‬فصل الصا المهملة‪.‬‬ ‫(‪)vi‬ابن حجر ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ 158‬و ص ‪ ، 159‬بتصرف و اختصار‬ ‫(‪)vii‬الذهبي ‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ( ،‬تحقيق مجموعة من المحققين بإشراف شعيب األرناؤوط‬ ‫) مؤسسة الرسالة‪ ،‬ج‪ ، 27‬ص ‪38‬‬ ‫(‪)viii‬المرجع السابق ‪ ،‬ج‪ ، 27‬ص ‪427‬‬ ‫‪161‬‬


‫…‪The persistence of the companions faith and their non-apostasy‬‬ ‫(‪)ix‬‬

‫(‪)x‬ابن القيم ‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب ‪ ،‬مفتاح ار السعا ة و منشور والية العلم واإلرا ة ‪ ،‬ار الكتب‬ ‫العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪176‬‬

‫(‪)xi‬بن جبر‪ ،‬مجاهد (ت ‪104‬هـ)‪ ،‬تفسير مجاهد‪ ،‬تحقيق محمد عبد السالم أبو النيل‪ ،‬ار الفكر اإلسالمي‬ ‫الحديثة‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ص ‪.646‬‬ ‫(‪)xii‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير (ت ‪310‬هـ)‪ ،‬جامع البيان عن تأويل أي القرآن‪ ،‬تحقيق احمد شاكر‪ ،‬مؤسسة‬ ‫الرسالة‪ ،‬ط‪1420 ،1‬ه‪،‬‬ ‫ج‪ ،23‬ص ‪.177-176‬‬ ‫(‪)xiii‬الشظيفي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن‪ ،‬مباحث المفاضل في العقيدة‪ ،‬ار ابن عفمان ‪ ،‬ص ‪ ،244‬ومما بعمدها‪ ،‬فقمد ذكمر‬ ‫المؤلف في كتابة كثيرا ً من األ لمة عمن الكتماب والسمنة التمي تؤكمد تفاضمل الصمحابة‪ ،‬كمما ضمرب أمثلمة علمى‬ ‫تفاضلهم والمسائل التي يتفاضلون بها‪.‬‬ ‫(‪)xiv‬ابن سمعد‪ ،‬محممد بمن سمعد بمن منيمع (ت ‪230‬همـ)‪ ،‬الجمزء المممتم لطبقمات ابمن سمعد‪ ،‬تحقيمق عبمد العزيمز عبمد هللا‬ ‫السلومي‪ ،‬مكتبة الصديق‪ ، 1416 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.67‬وانظر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬االسمتيعاب فمي معرفمة االصمحاب‪، ،‬‬ ‫ص ‪ ،877‬ترجمة رقم ‪.1484‬‬ ‫(‪)xv‬البخاري‪ ،‬محمد بن اسماعيل‪ ،‬صحي البخماري‪ ،‬ار طموق النجماة‪ ،‬ط‪1422 ،1‬همـ ‪ ،‬كتماب الطالق‪،‬بماب الطمالق‬ ‫في االغالق والكره والسمكران والمجنمون واممرهم والغلمط والنسميان فمي الطمالق والشمرد وغيمره‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‬ ‫‪ ،46‬حديث رقم (‪.)5271‬‬ ‫(‪)xvi‬البخمماري‪ ،‬المرجممع السممابق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ /158‬كتمماب الحممدو ‪ /‬بمماب ممما يكممره مممن لعممن شممارب الخمممر‪ ،‬حممديث رقممم‬ ‫‪.6760‬‬ ‫(‪)xvii‬ابن حنبل‪ ،‬احمد بن محمد بن حنبل‪( ،‬ت ‪241‬هـ)‪ ،‬المسند‪ ،‬تحقيق شعيب األرناؤوط وآخرون‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬ ‫ط‪2001 ،1‬م ‪ ،‬ج‪ ،36‬ص ‪ 595‬وما بعدها‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)22261‬قال الشيخ شعيب‪ :‬صحي لغيره‪.‬‬ ‫(‪ )xviii‬تفسير الطبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ ،574‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪ )xix‬تفسير الطبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.577‬‬ ‫(‪)xx‬البغوي‪ ،‬الحسين بن مسعو (ت ‪510‬هـ)‪ ،‬معالم التنزيل في تفسير القرآن تفسير البغوي‪ ،‬تحقيق عبد‬ ‫رزاق مهدي‪ ،‬ار احياء التراث العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1420 ،1‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪169‬‬ ‫(‪ )xxi‬الطبري‪ ،‬جامع البيان في تأويل آيات القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.600-599‬‬ ‫(‪)xxii‬السمرقندي‪ ،‬نصر بن محمد بن احمد‪( ،‬ت ‪373‬هـ)‪ ،‬بحر العلوم‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.97‬‬ ‫(‪ )xxiii‬القرطبي‪ ،‬محمد بن احمد ت(‪ ،)671‬الجامع ألحكمام القمرآن‪ ،‬ار الكتمب المصمرية ‪ ،‬القماهرة ‪ ،‬ط(‪1964 ،)2‬م‪،‬‬ ‫ج‪ ،2‬ص ‪.142‬‬ ‫(‪)xxiv‬البيضاوي‪ ،‬عبد هللا بن عمر بن محمد (ت ‪685‬هـ)‪،‬أانموار التنزيمل أاسمرار التأويمل‪ ،‬تحقيمق محممد عبمد‬ ‫الرحمن المرعشلي‪ ،‬ار احياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1418 ،1‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،109‬بتصرف يسير‪.‬‬ ‫(‪ )xxv‬البخاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ ،134‬حديث رقم (‪ ،)3339‬كتاب احا يث األنبيماء‪ ،‬بماب قولمه تعمالى‪ ( :‬لَقم ْدَ‬ ‫َّللاَ َممما لَ ُكم ْم مِ م ْ‬ ‫سم ْملنَا نُو ًحمما إِلَممى قَ ْومِ م ِه فَقَمما َل يَمما قَم ْمو ِم ا ْعبُمدُوا َّ‬ ‫ميم)‬ ‫من إِلَم ُه َ‬ ‫عظِ م ُ‬ ‫غ ْيم ُمرهُ إِنِّ​ِممي أ َ َخم ُ‬ ‫اب يَم ْمو ُم َ‬ ‫عمذَ َ‬ ‫علَم ْي ُك ْم َ‬ ‫ماف َ‬ ‫أ َ ْر َ‬ ‫(األعراف‪.)٥٩ :‬‬ ‫(‪ )xxvi‬مسلم‪ ،‬مسلم بن الحجاج القشيري (ت ‪261‬هـ)‪ ،‬صحي مسلم‪ ،‬تحقيق محمد فؤا عبد الباقي‪ ،‬ار احياء التمراث‬ ‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ، .‬ج‪ ،4‬ص ‪ / 1962‬كتاب فضائل الصحابة رضي هللا تعالى عنهم‪ /‬باب فضل الصمحابة ثمم‬ ‫الذين يلونهم ثم الذين يلونهم‪ .‬حديث رقم (‪.)2533‬‬ ‫(‪ )xxvii‬تفسير الطبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪ ،99-98‬بتصرف واختصار‪.‬‬ ‫‪162‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 9(1), pp.152-170‬‬

‫(‪ )xxviii‬ابن أبي حاتم‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن إ ريس (ت ‪327‬هـ)‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬تحقيق اسعد‬ ‫محمد الطيب‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬السعو ية‪ ،‬ط‪1419 ،3‬هـ‪،‬ج‪ ،9‬ص ‪ ،2906‬اثر رقم (‪.)16495‬‬ ‫(‪ )xxix‬الماتريدي‪ ،‬محمد بن محممد ت (‪ ،)333‬تمأويالت أهمل السمنة‪ ،‬ار الكتمب العلميمة‪ ،‬بيمروتن ط‪2005 ،1‬م‪ ،‬ج‪،8‬‬ ‫ص ‪.126‬‬ ‫(‪)xxx‬الواحدي‪ ،‬علي بن احمد بن محمد (ت ‪468‬هـ)‪ ،‬أسباب نزول القرآن‪ ،‬تحقيق عصام بن عبمد المحسمن الحميمدان‪،‬‬ ‫ار االصالح‪ ،‬الدمام‪ ،‬ط‪1992 ،2‬م ج‪ ،1‬ص ‪.219-218‬‬ ‫(‪)xxxi‬الشافعي‪ ،‬محمد ا ريس بن العباا‪( ،‬ت‪204‬هـ)‪ ،‬تفسير اإلمام الشافعي‪ ،‬تحقيق احمد بن مصطفى‬ ‫الفران‪ ،‬الدار التدمرية‪ ،‬السعو ية‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪ ،1268‬تفسير قول هللا عز وجل‪ :‬محمد رسول‬ ‫هللا والذين معه‪. ...‬‬ ‫(‪ )xxxii‬الطبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.327‬‬ ‫(‪)xxxiii‬ابن كثير‪ ،‬اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي‪( ،‬ت ‪774‬همـ)‪ ،‬تفسمير القمرآن العظميم‪ (،‬تحقيمق سمامي بمن محممد‬ ‫سالمة ) ار طيبة‪ ،‬ط‪1999 ،2‬م ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪362‬‬ ‫(‪ )xxxiv‬ابن كثير‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪ ،362‬باختصار‪.‬‬ ‫(‪)xxxv‬مقاتل‪ ،‬مقاتل بن سليمان بن بشير (ت ‪150‬همـ)‪ ،‬تفسمير مقاتمل بمن سمليمان‪ ( ،‬تحقيمق عبمد هللا محممو شمحاته) ‪،‬‬ ‫ار احياء التمراث بيمروت‪ ،‬ط‪1423 ،1‬همـ ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ .280‬وانظمر‪ :‬تفسمير الطبمري‪ ،‬مرجمع سمابق‪ ،‬ج‪،22‬‬ ‫ص ‪.628‬‬ ‫(‪ )xxxvi‬تفسير الماتريدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ‪.591‬‬ ‫(‪ )xxxvii‬صمحي مسملم‪ ،‬مرجممع سمابق‪ ،‬كتمماب التفسمير‪ /‬بمماب فمي تفسممير اآليمات متفرقممة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ ،2317‬حمديث رقممم‬ ‫(‪.)3022‬‬ ‫(‪)xxxviii‬الشهرستاني‪ ،‬محمد بن عبد الكريم (ت ‪548‬هـ)‪ ،‬الملل والنحل‪ ،‬مكتبة االيمان‪ ،‬ط‪، 2006 ،1‬ج‪ ،1‬ص ‪.98‬‬ ‫(‪ )xxxix‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫(‪ )xl‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.102‬‬ ‫(‪)xli‬ابن تيمية‪ ،‬احمد بن عبمد الحلميم (ت ‪728‬همـ)‪ ،‬مجمموع الفتماوى‪ ،‬او الوفماء للطباعمة‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م ‪ ،‬ج‪ ،19‬ص‬ ‫‪.89‬‬ ‫(‪)xlii‬المجلسممي‪ ،‬محمممد بمماقر‪( ،‬ت‪1111‬هممـ)‪ ،‬مممرآة العقممول فممي شممرح اخبممار الرسممول‪ ،‬ار الكتممب االسممالمية‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪1411‬هـ ‪ ،‬ج‪ ،26‬ص ‪ 488‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪)xliii‬الفيروز آبا ي‪ ،‬مرتضي الحسيني‪ ،‬سبعة من السملف‪ ،‬مؤسسمة ار الهجمرة‪ ،‬ط‪1417 ،1‬ه ‪ ،‬ص ‪ ، 29-28‬جممع‬ ‫فيه المؤلف روايات تتهم سبعة من الصحابة و هم ‪ :‬أبو بكر ‪ ،‬و عمر بمن الخطماب ‪ ،‬و عثممان و عائشمة ‪ ،‬و‬ ‫حفصة ‪ ،‬و خالد بن الوليد ‪ ،‬و معاوية بن أبي سفيان ‪ -‬رضي هللا عنهم جميعاً‪.‬‬ ‫(‪ )xliv‬الكليني ‪ ،‬محمد بن يعقوب ت ( ‪ ، ) 329‬الكافي‪ ،‬منشورات الفجر ‪ ،‬بيمروت ‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م ج‪ ، 8‬ص ‪، 127‬‬ ‫فقرة رقم (‪)311‬‬ ‫(‪ )xlv‬الكافي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪ ، ،133‬فقرة رقم ‪.341‬‬

‫(‪ )xlvi‬الملل والنحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،52-43‬بتصرف واختصار‪.‬‬ ‫(‪ )xlvii‬روا عدنان ابراهيم‪(،‬برنامج مسجل ) سلسة معاويمة فمي الميمزان‪ ،‬سلسملة مرئيمة لمم تطبمع فمي كتماب‬ ‫موجممو ه علممى موقممع يوتيمموب‪ ،‬وكممذلك توبتممه ورجوعممه عممن أقوالممه مقابلممة تلفزيونيممة‪ ،‬وكالهممما موجممو علممى‬ ‫الشمممممبكة العنكبوتيمممممة‪ .‬نشمممممرت بتممممماريخ (‪2012/1/17‬م‪ ،‬تمممممم االطمممممالع عليهممممما بشمممممهر ‪ 2018/4‬أنظمممممر‬ ‫‪http://www.adnanibrahim.net/category/%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%‬‬ ‫‪D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9‬‬‫‪%D9%81%D9%8A‬‬‫‪/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86‬‬ ‫‪163‬‬


The persistence of the companions faith and their non-apostasy… ‫ ار المشماريع للطباعمة و النشمر و‬، ‫ صري البيان في الر على ممن خمالف القمرآن‬، ‫ عبدهللا الهرري‬، ‫)الحبشي‬xlviii( 245 ‫ إلى ص‬211 ‫م من ص‬1995 ، 1‫ ط‬، ‫التوزيع‬ ‫ ار‬، ‫ الدليل الشرعي إثبات عصيان من قاتلهم علي من صحابي و تابعي‬، ‫ عبدهللا الهرري‬، ‫)الحبشي‬xlix( . ‫م‬2004 ، 2‫ ط‬، ‫المشاريع‬ ‫ شعيب األرناؤوط ) المكتب اإلسالمي‬: ‫ ( تحقيق‬، ‫ شرح السنة‬، ‫ )هـ‬510( ‫ حسين بن مسعو ت‬، ‫)البغوي‬l( . ‫هـ‬1403 ، 2‫ ط‬، ‫ مشق‬، ‫ المدينممة‬، ‫ المكتبممة العلميمة‬،‫الكفايمة فممي علمم الروايمة‬، ‫)هممـ‬463( ‫ ت‬، ‫ أحمممد بمن علممي بمن ثابمت‬، ‫)الخطيمب البغمدا ي‬li( 49 ‫ ص‬،1‫ ج‬، ‫ بدون تاريخ‬،.‫المنورة‬

1.

2. 3. 4. 5.

6. 7. 8. 9. 10. 11. 12. 13. 14. 15.

References: Al-Baidawi, Abd al- Allah bin Omar bin Mohammed (d. 685 AH), (Investigation: Mohammed Abd al- Rahman al-Mir'ashli), Dar 'hya' al- Turath al- Arabi, Beirut, 2rd ed, 1418 AH. Al-Baghawi, Hussin bin Mass'ud (d. 510 AH), Sharh al- Sunna, (Investigation: Shu'ayb al-'rna'ut), al- Maktab al- 'islami, Damascus, 2rd ed, 1403 AH. Al-Baghawi, Hussin bin Mas'ud (d. 510 AH), Ma'alim al- Tafsir, (Investigation: Abd al- Razzaq Mahdi), Dar 'hya' al- Turath al- Arabi, Beirut, 1rd ed, 1420 AH . Al-Bukhari, Mohammed bin Ismail, Sahih al- Bukhari, Dar Tawq al- Naja, 1rd ed, 1422AH. Al- Dhahabi, Mohammed bin Ahmed, Siyar 'alam al- Nubala', (Investigation: a group of investigators under the supervision of Shu'ayb al- Arna'ut), M u'asasit al- Risala. Al-Farahidi, al-Khalil bin Ahmed (d. 170 AH), al-'yn, (Investigation: Mahdi Makhzoumi, Ibrahim al Samirraa'i), Darwa Maktabit al-Hilal, no date. Al-Fayruz'abadi, Murtaza al-Hussayni, Sab'a min al-Salaf, Mu'asasat Dar al- Higra, 1rd ed , 1417 AH. Al-Habashi, Abd al- Allah al- Harari, Dar al- Mashari' li al-Tiba'a wa al- Nashir wa al- Twzi', 1rd ed , 1995. Al-Habashi, Abd al- Allah al- Harari, Dar al- Mashari', 2rd ed , 2004. Al-Khatib al-Baghdadi, Ahmad bin Thabit (d. 463 AH), al- Maktaba al- 'ilmiya, alMadina al- Munawwara, no date. Al-Kulayni, Muhammad bin Ya'qub (d. 329 AH), al-Kafi, Manshurat al- Fajr, Beirut, 1rd ed, 2007. Al-Majlisi, Muhammad Baqir (d. 1111 AH), Mir'at al- 'uqul fi Sharh 'akhbar alRasul, Dar al- Kutub al- 'islamiyya,1rd ed, 1411 e. Al-Qurtubi, Mohammed bin Ahmed (d. 671 AH), al- Gami' li 'ahkam al- Qur'an, Dar al- Kutub al- Misriya, 2rd ed, 1964. Al- Samarqandi, Nasr bin Mohammed (d. 373 AH), Bahr al- 'ulum, no date. Al-Shafi'i, Mohammed Idris bin al- Abbas, (d 204 AH), Tafsir al- 'imam al- Shafi'i, (Investigation: Ahmed bin Mustafa al- Farran), al- Dar al- Tadmuriya, Saudi Arabia, 1rd ed, 2006. 164


Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 9(1), pp.152-170

16. Al-Shahristani, Mohammed bin Abd al- Karim (d. 548 AH), al- Milal wa al- Nihal, Maktabat al- 'iman, 1st ed, 2006. 17. Al-Shuzayfi, Mohammed bin Abd al- Rahman, Dar al-Mufadil fi al- 'aqida, Dar ibn Affan, no date. 18. AL- Tabari, Mohammed bin Jarir (d. 310 AH), Jami' al- Bayan fi Ta'wil 'ay al-Quran, (Investigation: Ahmed Shaker), Mu'asasat al- Risala, 1rd ed , 1420 AH. 19. Al-Wahidi, Ali bin Ahmed bin Mohammed (d 468 AH), 'asbab Nuzul al- Quran, (Investigation:' Isam bin Abd al- Muhsin al-Humaydan), Dar al-Islah, Dammam, 2rd ed, 1992. 20. Ibn Abd al- Barr, Yousif bin Abd al- Allah (d. 463 AH), al- 'isti'ab fi Ma'rifat al'ashab,( Investigation: Ali al-Bajawi), Dar al- Jil, Beirut, 1992. 21. Ibn abi Hatim, Abd al- Rahman bin Mohammed bin Idris (d. 327 AH), Tafsir alQur'an al- 'azim, (Investigation: 'as'ad Mohammed al-Tayib), Maktab't Nizar Mustafa al- Baz, Saudi Arabia, 3rd ed, 1419 AH. 22. Ibn al-'atheer, al- Mubarak bin Mohammed al-Jazri (d. 606 AH), al- Nihaya fi Gharib al- Hadith wa al- 'athir, Beirut, (Investigation: Zahir al- Zawi, Mahmoud alTanaji), 1979. 23. Ibn al-Hilal al- 'askari, Hassan bin Abdullah (d. 395 AH), al- Furoq, (Investigation: Mohamed Ibrahim), Dar al 'ilm wa al- Thaqafa li al-Nashr wa al- Tawzi', Egypt. 24. Ibn al-Qayim, Muhammad bin Abi Bakr (d.751 AH), 'alam al- Muwaqi'in 'an Rab al- 'alamin, (Investigation: Mohammed Abd aL-Salam), Dar al- kutub al- 'lmiya, Beirut, 3rd ed, 1991. 25. Ibn al-Qayyim, Muhammad ibn Abi Bakr ibn Ayyub, Muftah Dar al- Sa'ada, Dar alkutub al- 'ilmiyya, Beirut, no date. 26. Ibn Faris, Ahmed (d. 395 AH), Mu'jam Maqayis al- Lughah, (Investigation: Abd alSalam Harun), Dar al-Fikr. 27. Ibn Hajar, Ahmed bin Ali (d 852 AH), al- 'isaba fi Tamyyis al- Sahaba, (Investigation: Adil Ahmed Abd al- Mawgood and Ali Mohammed Mu'awwad), Dar al- kutub al- 'ilmiyya, Beirut, 1rd ed, 1415 AH. 28. Ibn Hanbal, Ahmed bin Mohammed (d. 241AH), Musnad, (Investigation: Shu'aib Al- 'arna'ut and others), Mu'asasat al- Risala, 1rd ed, 2001. 29. Ibn Jabr, Mujahid (d. 104 AH), Tafsir Mujahid, (Investigation: Mohammed Abd alSalam), Dar al- Fikr al- 'islami al- Haditha, 1rd ed, 1410 AH. 30. Ibn Kathir, Isma'il bin Omar al-Qurashi, (d 774 AH), Tafsir al- Qur'an al- 'azim, (Investigation: Sami bin Mohammed Salama), Dar Taibah, 2rd ed, 1999. 31. Ibn Manzor, Mohammed bin Mukrim bin Ali (d. 711AH), Lisan al- 'arab, Dar Sadir, Beirut, 3rd ed, 1414AH. 32. Ibn Sa'd, Mohammed bin Sa'd bin Mani'(d. 230 AH), al- Juz' al- Mutamim, (Investigation: Abd al- Aziz Abd- Alla al- Sallumi), Maktabat al- Sadik, 1416 AH. 33. Ibn Taymiyah, Ahmed bin Abd al- Halim (d. 728 AH), Magmo' al- Fatawa, Dar alWafa' li al- Tiba'a, 1rd ed, 1997. 165


The persistence of the companions faith and their non-apostasy‌ 34. Lessons Adnan Ibrahim, (recorded program: Mu'awiyah fi al Mizan): http://www.adnanibrahim.net/category 35. Maturidi, Mohammed bin Mohammed (d. 333 AH), Ta'wilat 'ahl al- Sunna, Dar alKutub al- 'ilmya, Beirut, 1rd ed, 2005. 36. Muqatil, ibn Sulayman bin Bashir (d. 150 AH), Tafsir Mukatil bin Sulayman, (Investigation: Abd al-Allah Mahmud Shahata), Dar 'ihya' 'aturath, Beirut, 1rd ed, 1423 AH. 37. Muslim, ibn al- Haggag al- Qushyri (d. 261 AH), Sahih Muslim, (Investigation: Mohammed Fu'ad Abd al- Baqi), Beirut, no date.

166


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.