The Theory of Development in Islamic Economy

Page 1

Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS) ISSN (E): 2305-9249 ISSN (P): 2305-9494 Publisher: Centre of Excellence for Scientific & Research Journalism, COES&RJ LLC st Online Publication Date: 1 October 2017 Online Issue: Volume 6, Number 4, October 2017

https://doi.org/10.25255/jss.2017.6.4.816.826

The Theory of Development in Islamic Economy Hazem Alwadi Department of Business Economic Faculty of Business Administration Tafila Technical University, Jordan Abstract: Islamic economy depends on the theory economic development hypotheses through finding its supports which are: Implement Allah's legislation that ensure the happiness, and economic welfare, and which is the cause for long benevolent and live, hood, rains, knowledge. The implementation of Allah's legislation means: Every Muslim must be workable and effective, every Muslim must request the knowledge too, implement the economic function for Islamic nation, and to evaluate every productive project has effective issues for the whole Muslims, save the secure sense and safety for every Muslims, Islamic necessitate the implementation of economic independency away of economic. Versatilities, and Islamic allow us getting personal possessiveness, physical inventiveness for encourage increasing productivity, creativeness, and enhancement qualitative productivity, necessitate the preservation of physical and conceptual ambience depend on the Islamic base " no damage no damage", and the systematic of ethical values. Necessitate the gathering reserves for investment, implement the regimental Islamic markets though values, Islamic ethical principles. Keywords: Islam, Economic, Development. Citation: Alwadi, Hazem (2017); The theory of development in Islamic Economy; Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), Vol.6,No.4,pp:816-826; https://doi.org/10.25255/jss.2017.6.4.816.826.

This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 6(4), pp. 816-826‬‬

‫نظرية التنمية في االقتصاد اإلسالمي‬ ‫حازم محمود الوادي‬ ‫قسم اقتصاد األعمال‬ ‫كلية األعمال‬ ‫جامعة الطفيلة التقنية ‪ /‬األردن‬ ‫المســــــــــــــــــــــتخلص‪:‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي يحتوي على نظرية التنمية االقتصادية المتكاملة من خالل مقوماتھا وھي ‪:‬‬ ‫تطبيق شرع ﷲ عز وجل المحقق للسعادة والرفاھية االقتصادية واالجتماعية بما ينعم ﷲ علينا من فتح أبواب الرزق‬ ‫من الخيرات والمطر والعلم‪ ،‬وتطبيق شرع ﷲ عز وجل يوجب طلب العلم والعمل المنتج على كل مسلم‪ ،‬ووظيفة‬ ‫اقتصادية على الدولة اإلسالمية إلقامة المشاريع اإلنتاجية المحققة المنفعة لكل المسلمين‪ ،‬وتوفير األمن والحماية لكل‬ ‫المسلمين والدولة اإلسالمية‪ ،‬ويوجب تحقيق االستقرار االقتصادي بعيدا عن التقلبات االقتصادية من تضخم وركود‬ ‫اقتصادي‪ ،‬وذلك بتساوي العرض النقدي بالعرض السلعي‪ ،‬وأوجب اإلسالم الملكية الخاصة والحوافز المادية لتشجيع‬ ‫األفراد على اإلنتاج واالبتكار وتحسين نوعية اإلنتاج‪ ،‬والمحافظة على البيئة المادية والمعنوية بقاعدة ال ضرر وال‬ ‫ضرار ومنظومة من القيم األخالقية‪ ،‬وأوجب حشد المدخرات نحو االستثمار‪ ،‬وأوجد سوق إسالمية منضبطة بالقيم‬ ‫واألخالق اإلسالمية ‪.‬‬ ‫كلمات مفتاحية ‪ :‬اإلسالم‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬التنمية‬ ‫المقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬ ‫الحمد ‪ X‬رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬ ‫تتصف الشريعة اإلسالمية بالصالحية لكل زمان ومكان‪ ،‬فكل ما ينبثق عنھا ھو صالح لكل زمان ومكان‪ ،‬وفي ھذا‬ ‫البحث صغت نظرية التنمية االقتصادية اإلسالمية مستمدا إياھا من النصوص الشرعية‪ ،‬فھي باقية أزلية إلى أن يرث‬ ‫ﷲ عز وجل األرض ومن عليھا‪ ،‬فصالحيتھا جاءت من صالحية الدين‪ ،‬وبقاؤھا جاء من بقاء الدين‪ ،‬مع األخذ بعين‬ ‫االعتبار الحاالت الطارئة كالكوارث والزالزل والبراكين والمجاعات والحروب وغير ذلك التي تحتاج الجتھادات في‬ ‫فروع النصوص الشرعية ‪.‬‬ ‫ونظرية التنمية االقتصادية اإلسالمية تقسم إلى جانبين ھما ‪:‬‬ ‫الجانب الديني وفيه ‪ :‬أثر تطبيق شرع ﷲ عز وجل من ‪ :‬حياة طيبة وسعيدة فيھا الرخاء والرفاھية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وتيسير أسباب المطر والرزق‪ ،‬وكشف العذاب في الدنيا واآلخرة‪ ،‬واطمئنان واستئناس وسكون القلوب‪،‬‬ ‫والتوسع في البالد والعباد‪ ،‬وتعلم العلم الذي يحتاجونه‪ ،‬واالنتصار على األعداء‪ ،‬وغير ذلك من النعم التي ال تعد وال‬ ‫تحصى ‪ .‬ومع كل ذلك يحصل البالء‪ ،‬كالجوع‪ ،‬والقحط‪ ،‬ونقص األموال‪ ،‬والموت‪ ،‬ونقص الثمرات‪ ،‬والغنى والفقر‪،‬‬ ‫وغير ذلك ‪.‬‬ ‫وعدم تطبيق شرع ﷲ عز وجل يؤدي إلى التقدم المادي مع عقوبات إلھية منھا ‪ :‬الغرق‪ ،‬المرض‪ ،‬وسفه التفكير‬ ‫والتعلم والتصرف‪ ،‬والخزي‪ ،‬والذل‪ ،‬والھوان والفضيحة‪ ،‬ومحق المال وقلة البركة‪ ،‬والصواعق والشھب والعواصف‬ ‫والتسونامي‪ ،‬والزالزل والبراكين‪ ،‬والھالك والتدمير‪ ،‬والجراد‪ ،‬وتدمير تقدمھم وثمارھم‪ ،‬والضيق واالنتحار‪ ،‬وكثرة‬ ‫األمراض‪ ،‬والحروب‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬ ‫الجانب المادي وفيه ‪ :‬وجوب العمل المنتج على كل مسلم لتشغيل كافة الموارد االقتصادية المتوفرة‪ ،‬وتقسيم العمل بين‬ ‫أفراد المجتمع اإلسالمي بحسب الميول والرغبة ليتناسب وقدراتھم العقلية والبدنية‪ ،‬فننمي القدرة اإلبداعية‪ ،‬فيزداد‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬وتتحسن نوعيته‪ ،‬وتتطور أساليب إنتاجه ‪.‬‬ ‫وأوجب اإلسالم الوظيفة االقتصادية للدولة اإلسالمية المتمثلة ‪ :‬بوضع الخطط الالزمة لتشغيل الموارد االقتصادية‪،‬‬ ‫وتوجيه ومراقبة اإلنتاج‪ ،‬وإقامة الحمى العام والمشروعات اإلنتاجية ذات النفع العام والبنى التحتية‪ ،‬وتحقيق عدالة‬ ‫توزيع الدخل والثروة‪ ،‬والقيام بالسياسات االقتصادية الالزمة‪ ،‬وتحقيق االستقرار االقتصادي بربط العرض النقدي‬ ‫بالعرض السلعي وضمان سرعة دوران النقود وفق حاجة السوق ‪.‬‬ ‫وتحقيق التراكم الرأسمالي من االستثمار التلقائي واالستثمار المحفز من األرباح نتيجة حولية الزكاة وعدالة التوزيع ‪.‬‬ ‫وتوفير التمويل الالزم من ‪ :‬المشاركة‪ ،‬والمضاربة ‪،‬والمصارف اإلسالمية‪ ،‬وسوق المال اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪817‬‬


‫‪The theory of development in Islamic Economy‬‬ ‫وتقديم الحوافز الدينية والمادية المحفزة لإلنتاج وتطوره‪ ،‬بتشجيع االبتكارات‪ ،‬واالختراعات‪ ،‬ودعم التنظيم واإلدارة‬ ‫الفنية ‪.‬‬ ‫وتوفير األمن الداخلي والخارجي واالستقرار السياسي‪ ،‬والحمى العام وإنشاء جيش قوي عددا وعدة‪ ،‬وإنشاء جھاز‬ ‫أمن عام قادر على توفير األمن الداخلي لكل أنحاء الدولة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫والمحافظة وعدم التعدي على القيم واألخالق والعادات والتقاليد المتوافقة مع التعاليم اإلسالمية ‪.‬‬ ‫وبذلك نكون ابتعدنا عن كل أسباب وسمات ومرتكزات التخلف االقتصادي‪ ،‬ووصلنا للتنمية االقتصادية اإلسالمية ‪.‬‬ ‫أھمية البحث ‪ :‬تكمن أھمية البحث في إيجاد إطار نظري لنظرية التنمية االقتصادية في االقتصاد اإلسالمي قابلة‬ ‫للتطبيق على أرض الواقع ‪.‬‬ ‫مشكلة البحث ‪ :‬كثرة الكتابات عن التنمية االقتصادية من منظور إسالمي بشكل مفصل ومطول‪ ،‬وھذا يجعلنا بحاجة‬ ‫لصياغة مختصرة لنظرية متكاملة‪ ،‬وكذلك تركز اھتمام الكتاب على الجانب المادي فقط ‪.‬‬ ‫منھج البحث ‪ :‬اتبعت المنھج االستقرائي‪ ،‬فقمت بدراسة النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‪،‬‬ ‫ومن ثم صياغة النظرية ‪.‬‬ ‫ھيكل البحث ‪ :‬تتكون النظرية من مبحثين ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الجانب الديني وفيه ‪:‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬السعادة المتحققة من تطبيق شرع ﷲ عز وجل ‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬االبتالءات الحاصلة مع تطبيق شرع‬ ‫ﷲ عز وجل ‪ .‬المطلب الثالث ‪ :‬العقوبات المستحقة من عدم تطبيق شرع ﷲ عز وجل ‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الجانب المادي وفيه ‪:‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬وجوب العمل المنتج على كل قادر عليه ‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬المنتج اإلسالمي ‪ .‬المطلب الثالث ‪:‬‬ ‫الوظيفة االقتصادية للدولة اإلسالمية ‪ .‬المطلب الرابع ‪ :‬تحقيق االستقرار االقتصادي ‪ .‬المطلب الخامس ‪ :‬تحقيق‬ ‫التراكم الرأسمالي ‪ .‬المطلب السادس ‪ :‬توفير التمويل ‪ .‬المطلب السابع ‪ :‬توفير الحوافز ‪ .‬المطلب الثامن ‪ :‬استمرارية‬ ‫النمو السكاني ‪ .‬المطلب التاسع ‪ :‬تحقيق األمن واالستقرار ‪ .‬المطلب العاشر ‪ :‬توفير السوق ‪ .‬المطلب الحادي عشر ‪:‬‬ ‫المحافظة على اإلنسان ‪ .‬المطلب الثاني عشر ‪ :‬المحافظة على البيئة وحقوق العباد ‪.‬‬ ‫تتكون نظرية التنمية في االقتصاد اإلسالمي من جانبين ‪ :‬ديني ومادي ‪:‬‬ ‫وبذلك قسم البحث إلى مبحثين‪ ،‬األول ‪ :‬الجانب الديني‪ ،‬والثاني ‪ :‬الجانب المادي ‪.‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الجانب الديني ‪ :‬يتكون من المطالب التالية ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬السعادة المتحققة من تطبيق شرع ﷲ عز وجل‪ ،‬والثاني ‪ :‬االبتالءات الحاصلة مع تطبيق شرع ﷲ عز‬ ‫وجل‪ ،‬والثالث ‪ :‬العقوبات المستحقة من عدم تطبيق شرع ﷲ عز وجل ‪.‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬السعادة المتحققة من تطبيق شرع ﷲ عز وجل ‪:‬‬ ‫الحياة الطيبة بسبب ارتداع الناس عن التعدي على دماء بعضھم البعض‪ ،‬وأعراضھم‪ ،‬وأموالھم‪ ،‬وكامل حقوقھم‬ ‫المعنوية األخرى‪ ،‬وحياة العز والكمال‪ ،‬والحياة الطيبة بالرزق الحالل‪ ،‬والتوفيق لحالوة الطاعة‪ ،‬وعدم الخوف‬ ‫والحزن‪ ،‬والنجاة من كل ألوان العذاب‪ ،‬ونشر األخوة بينھم‪ ،‬وتيسير أسباب الرزق‪ ،‬وتيسير خيرات )بركات( السماء‬ ‫واألرض والدنيا واآلخرة‪ ،‬وزيادة النعم من ﷲ عز وجل بطاعته‪ ،‬والزوجة والبنين الصالحين‪ ،‬وطيبات الرزق‪،‬‬ ‫والبشرى في الحياة الدنيا من الرؤيا الصالحة‪ ،‬وإجابة الدعاء‪ ،‬ومشاھدة المالئكة عند حضور األجل‪ ،‬وكشف عذاب‬ ‫الخزي عنھم في الحياة الدنيا‪ ،‬والنجاة من عذاب ﷲ عز وجل‪ ،‬والثناء والتربية الحسنة‪ ،‬واطمئنان واستئناس وسكون‬ ‫القلوب بذكر ﷲ عز وجل باللسان كتالوة القرآن الكريم والذكر والتسبيح‪ ،‬والتفكر والنظر في مخلوقات ﷲ عز وجل‬ ‫وبدائع صنعه ومعجزاته‪ ،‬وتحبيب اإليمان وتزيينه في القلوب‪ ،‬وجعلھم خلفاء يتصرفون تصرف الملوك في ممالكھم‪،‬‬ ‫ويجعل دينھم ثابتا مقررا‪ ،‬ويوسع لھم في البالد‪ ،‬ويكون ال ُملك لھم ولعقبتھم من بعدھم ما داموا على دينھم‪ ،‬ويجعل لھم‬ ‫مكان الخوف من األعداء أمنا‪ ،‬والتعلم من العلم الذي يحتاجونه‪ ،‬والزيادة في التوفيق واإلعانة‪ ،‬وتسھيل سبل الخير‪،‬‬ ‫والرفع الدرجات العالية في الكرامة والعزة في الدنيا والمجالس‪ ،‬واالنتصار على األعداء‪ ،‬والعلو والغلبة عليھم‪،‬‬ ‫‪818‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 6(4), pp. 816-826‬‬

‫وإلقاء الخوف في قلوب أعدائھم‪ ،‬واغتنام أراضيھم وأموالھم‪ ،‬والتثبيت في الحرب‪ ،‬وإرسال الجنود على أعدائھم‬ ‫كالريح والمالئكة والمرض والخوف‪ ،‬ومنحھم الصبر على ھجر األھل واألوطان‪ ،‬ومواالة ﷲ عز وجل لھم)‪. (1‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬االبتالءات الحاصلة مع تطبيق شرع ﷲ عز وجل ‪:‬‬ ‫الخوف من ضرر األعداء أو غيره‪ ،‬والجوع‪ ،‬والقحط‪ ،‬ونقص األموال من الزكاة والصدقات والتبرعات والحقوق‬ ‫وغيرھا‪ ،‬والموت من القتل في الجھاد والمرض والحوادث والھدم والغرق وغيرھا‪ ،‬وموت األوالد‪ ،‬ونقص الثمرات‬ ‫من اآلفات وقلة المطر‪ ،‬والصحة والسقم‪ ،‬والغنى والفقر‪ ،‬وجھاد األعداء‪ ،‬والضرر‪ ،‬والصبر على امتثال أوامر ﷲ‬ ‫عز وجل وتحمل مشقة ما كلف به)‪. (2‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬العقوبات المستحقة من عدم تطبيق شرع ﷲ عز وجل ‪:‬‬ ‫عدم تطبيق شرع ﷲ عز وجل يؤدي الستحقاق عقوبات إلھيه مھما بلغ التقدم االقتصادي المادي من النمو والقوة‬ ‫والرقي والمتانة‪ ،‬وأھم ھذه العقوبات كما أوردتھا النصوص الشرعية ‪:‬‬ ‫الغرق‪ ،‬وسفه التفكير والتصرف والتعلم‪ ،‬والرجز أي العذاب أو الطاعون أو األمراض األخرى‪ ،‬والرمي بالحجارة أو‬ ‫إحراقھم بنار من السماء‪ ،‬والخزي‪ ،‬والذل‪ ،‬والھوان‪ ،‬والحقارة‪ ،‬والمسكنة‪ ،‬والخوف‪ ،‬والفضيحة بالمسخ والخسف‬ ‫والقتل واألسر‪ ،‬وجعلھم مختلفي األھواء مختلفي النحل متفرقي اآلراء فرقا تقاتل بعضھم بعضا‪ ،‬ويأسر بعضھم‬ ‫بعضا‪ ،‬وينھب ويسلب بعضھم بعضا‪ ،‬وذھاب القوة والنصر أي ذھاب الدولة‪ ،‬ومحق المال بذھاب بركته في الدنيا‪،‬‬ ‫وحرب ﷲ عز وجل‪ ،‬واالستدراج بفتح كل أبواب الخير عليھم‪ ،‬والعذاب من الفوق كالبرد والصواعق والقوارع‬ ‫والشھب والمطر الشديد والريح الشديدة والتسونامي‪ ،‬أو من تحت األرجل كالخسف والزالزل والبراكين‪ ،‬واألخذ‬ ‫فجأة‪ ،‬وجعل عاليھا سافلھا‪ ،‬وإسقاط عليھم بنيانھم‪ ،‬وبعث عليھم العذاب من جھة ال يحتسبون اإلتيان منھا عند األمن‬ ‫والغفلة‪ ،‬وبعث عليھم عذابا ال ينفك عنھم وال يفارقھم‪ ،‬والھالك والتدمير بياتا أو قيلولة‪ ،‬وسلب أوطانھم وتوريثھا‬ ‫لآلخرين‪ ،‬وھدم عليھم ديارھم‪ ،‬وتخريب البيوت وخلوھا من المساكن‪ ،‬والمطر الذي ال خير فيه سواء بالكثرة أو بالقلة‬ ‫فيخرج نباته نكدا فيسبب القحط والجدب والجوائح المتتالية‪ ،‬والجوع والخوف فيطھر عليھم الھزل والشحوب وسوء‬ ‫‪ . 1‬أنظر ‪ :‬سورة الفاتحة آية ‪ ،7‬وسورة اليقرة آية ‪،179 ،157 ،151 ،137 ،112 ،62 ،58 ،57 ،50 ،49 ،38‬‬ ‫‪ ،282 ،277 ،274 ،269 ،265 ،262 ،257 ،251 ،250 ،202‬وسورة آل عمران آية ‪،68 ،55 ،37 ،26 ،13‬‬ ‫‪ ،174 ،164 ،154 ،148 ،139 ،126 ،125 ،124 ،123 ،103 ،101‬وسورة النساء آية ‪،113 ،100 ،54‬‬ ‫وسورة المائدة آية ‪ ،115 ،69 ،66 ،56 ،23 ،20 ،16 ،11‬وسورة األنعام آية ‪،104 ،91 ،84 ،82 ،48 ،34‬‬ ‫‪ ،153 ،151 ،127‬وسورة األعراف آية ‪،160 ،141 ،138 ،137 ،128 ،118 ،96 ،83 ،72 ،64 ،35 ،32‬‬ ‫‪ ،203 ،201 ،165 ،161‬وسورة األنفال آية ‪،66 ،65 ،63 ،60 ،44 ،29 ،26 ،24 ،12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،2‬‬ ‫وسورة التوبة آية ‪ ،103 ،88 ،40 ،26 ،25‬وسورة يونس آية ‪ ،103 ،98 ،73 ،64 ،58 ،57‬وسورة ھود آية ‪،3‬‬ ‫‪ ،116 ،94 ،81 ،66 ،58 ،52 ،40‬وسورة يوسف آية ‪ ،110 ،76 ،22‬وسورة الرعد آية ‪ ،41 ،28‬وسورة إبراھيم‬ ‫آية ‪ ،35 ،27 ،25 ،15 ،14 ،7‬وسورة الحجر آية ‪ ،59‬وسورة النحل آية ‪ ،97 ،41 ،30‬وسورة اإلسراء آية ‪،9 ،3‬‬ ‫‪ ،82 ،65 ،39‬وسورة الكھف آية ‪ ،97 ،95 ،88 ،82 ،81 ،80 ،79 ،65 ،14‬وسورة مريم آية ‪ ،96 ،76‬وسورة‬ ‫طه آية ‪ ،80 ،77 ،69‬وسورة األنبياء آية ‪ ،105 ،88 ،79 ،77 ،76 ،71 ،69 ،44‬وسورة الحج آية ‪،39 ،38 ،35‬‬ ‫‪ ،60 ،54 ،40‬وسورة المؤمنون آية ‪ ،28‬وسورة النور آية ‪ ،55‬وسورة الشعراء آية ‪ ،170 ،119 ،65 ،59‬وسورة‬ ‫النمل آية ‪ ،57 ،53 ،40‬وسورة القصص آية ‪ ،14 ،10 ،7 ،6 ،5‬وسورة العنكبوت آية ‪ ،33 ،15‬وسورة الروم آية‬ ‫‪ ،47‬وسورة السجدة آية ‪ ،24‬وسورة األحزاب آية ‪ ،71 ،46 ،43 ،27 ،9‬وسورة الصافات آية ‪،80 ،77 ،76 ،74‬‬ ‫‪ .173 ،172 ،148 ،134 ،131 ،121 ،118 ،117 ،116 ،115 ،110 ،195‬وسورة الزمر آية ‪،23 ،22 ،18‬‬ ‫وسورة غافر آية ‪ ،51 ،45 ،29‬وسورة فصلت آية ‪ ،44 ،31 ،30 ،18‬وسورة الشورى آية ‪ ،20‬وسورة الدخان آية‬ ‫‪ ،30 ،28‬وسورة الجاثية آية ‪ ،16‬وسورة األحقاف آية ‪ ،13 ،12‬وسورة محمد آية ‪ ،35 ،17 ،11 ،7 ،2‬وسورة‬ ‫الفتح آية ‪ ،26 ،24 ،22 ،21 ،20 ،19 ،18 ،4 ،3‬وسورة الحجرات آية ‪ ،7‬وسورة الذاريات آية ‪ ،35‬وسورة القمر‬ ‫آية ‪ ،35 ،34 ،13‬وسورة الحديد آية ‪ ،27‬وسورة المجادلة آية ‪ ،22 ،12 ،11‬وسورة الحشر آية ‪ ،9 ،6‬وسورة‬ ‫الصف آية ‪ ،14 ،13 ،8‬وسورة الجمعة آية ‪ ،4 ،3 ،2‬وسورة المنافقون آية ‪ ،8‬وسورة الطالق آية ‪ ،4 ،3 ،2‬وسورة‬ ‫الحاقة آية ‪ ،11‬وسورة نوح آية ‪ ،12 ،11‬وسورة الجن آية ‪ ،16‬وسورة األعلى آية ‪ ،8‬وسورة الليل آية ‪ ،7‬وسورة‬ ‫البينة آية ‪. 3‬‬ ‫‪ . 2‬أنظر ‪ :‬سورة البقرة آية ‪ ،249 ،214 ،155‬وسورة آل عمران آية ‪،165 ،154 ،153 ،152 ،142 ،140 ،14‬‬ ‫‪ ،186 ،167 ،166‬وسورة المائدة آية ‪ ،94 ،48‬وسورة األتعام آية ‪ ،165 ،53 ،42‬وسورة األعراف آية ‪،155‬‬ ‫‪ ،168‬وسورة األنفال آية ‪ ،28 ،17‬وسورة التوبة آية ‪ ،16‬وسورة ھود آية ‪ ،7‬وسورة النحل آية ‪ ،92‬وسورة طه آية‬ ‫‪ ،90 ،85‬وسورة األنبياء ‪ ،35‬وسورة الحج آية ‪ ،35‬وسورة المؤمنون آية ‪ ،30‬وسورة العنكبوت آية ‪ ،3 ،2‬وسورة‬ ‫األحزاب آية ‪ ،11‬وسورة الصافات آية ‪ ،106‬وسورة محمد آية ‪ ،31 ،4‬وسورة الملك آية ‪ ،2‬وسورة البروج آية ‪. 8‬‬ ‫‪819‬‬


‫‪The theory of development in Islamic Economy‬‬ ‫الحال والفقر‪ ،‬وأمراض الدنيا ومصائبھا وأوجاعھا وأسقامھا وبالياھا وذھاب األموال واألوالد‪ ،‬وفساد األعمال‬ ‫وبطالنھا‪ ،‬وبعث عليھم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وغير ذلك مما يفسد نعيم الحياة الدنيا‪ ،‬ومسخھم قردة‬ ‫وخنازير‪ ،‬وتشبيھھم بالكالب واألنعام لعدم إبصارھم للحق‪ ،‬والحسرة والغلبة واالنتحار والضيق‪ ،‬وإھالك وإفناء‬ ‫الثمار‪ ،‬واستبدال األشجار المثمرة باألشجار غير المثمر‪ ،‬وحرق زرعھم وثمارھم بالريح الباردة الشديدة التي ال مطر‬ ‫فيھا وال بركة‪ ،‬وإرسال مطر من النار‪ ،‬وجعلھم مثال وعبرة للناس‪ ،‬وقساوة القلوب وأغطية تحول بين قلوبھم وبين‬ ‫وصول الفھم إليھا‪ ،‬أو ثقال في آذانھم يمنع االستماع بھا‪ ،‬أو يزين ﷲ أعمالھم السيئة ليروھا حسنة فينتج عن ذلك عدم‬ ‫التفكير‪ ،‬والتكبر عن آيات وكالم ﷲ عز وجل‪ ،‬والعيش الضنك والضيق‪ ،‬والطرد من بالدھم التي كانوا منعمين بھا‪،‬‬ ‫أو تفريقھم وتمزيقھم بالحروب‪ ،‬وإرسال الطير السود أفواجا عليھم محملة بالحجارة ترميھا عليھم لتھلك كل من‬ ‫أصابته‪ ،‬وإبطال المكائد التي نصبوھا إلبطال وتدمير دين ﷲ عز وجل‪ ،‬وإبطال نفقتھم لتدمير دين ﷲ عز وجل‬ ‫وذھابھا وعدم منفعتھا‪ ،‬وقطيعة األرحام‪ ،‬وتفريق األزواج‪ ،‬والتأثير على القلوب بالسحر والحسد والشعوذة والعين‬ ‫وتقتيل األوالد‪ ،‬وحب الدنيا والحرص عليھا‪ ،‬واللھو فيھا‪ ،‬والتيه‪ ،‬وتحريم الطيبات عليھم‪ ،‬وبراءة ﷲ عز وجل‬ ‫ورسوله منھم‪ ،‬وحبسھم ﷲ عز وجل عن عمل الطاعات‪ ،‬واللعنة في الدنيا‪ ،‬ويشاركھم الشيطان بالمال والولد ويزين‬ ‫لھم خطاياھم ويعطيھم األمل ويالزمھم ويمسھم ويتوالھم‪ ،‬والنفي وعدم اللمس‪ ،‬والبالء بسبب المعاصي‪ ،‬ويصبحوا‬ ‫عند ﷲ عز وجل كذابين)‪. (3‬‬ ‫‪ . 3‬أنظر ‪ :‬سورة الفاتحة آية ‪ ،7‬وسورة البقرة آية ‪،61 ،59 ،56 ،55 ،50 ،49 ،18 ،16 ،15 ،13 ،12 ،10 ،7‬‬ ‫‪،205 ،194 ،171 ،170 ،159 ،137 ،130 ،114 ،109 ،102 ،96 ،90 ،89 ،88 ،86 ،85 ،74 ،66 ،65‬‬ ‫‪ ،283 ،279 ،276 ،275 ،258 ،243 ،217 ،212 ،210 ،206‬وسورة آل عمران آية ‪،54 ،26 ،22 ،12 ،11‬‬ ‫‪ ،178 ،156 ،155 ،151 ،141 ،137 ،127 ،120 ،117 ،112 ،111 ،87 ،56‬وسورة النساء آية ‪،47 ،46 ،38‬‬ ‫‪ ،160 ،155 ،153 ،143 ،142 ،119 ،115 ،93 ،91 ،89 ،52‬وسورة المائدة آية ‪،30 ،26 ،14 ،13 ،12 ،5‬‬ ‫‪ ،103 ،91 ،80 ،78 ،77 ،73 ،71 ،64 ،62 ،60 ،58 ،53 ،49 ،47 ،45 ،44 ،41 ،38 ،33‬وسورة األنعام آية‬ ‫‪،121 ،119 ،113 ،112 ،110 ،108 ،104 ،88 ،70 ،49 ،47 ،45 ،44 ،43 ،39 ،26 ،25 ،11 ،10 ،6‬‬ ‫‪ ،148 ،146 ،140 ،139 ،138 ،137 ،131 ،130 ،129 ،128 ،125 ،124 ،123 ،122‬وسورة األعراف آية‬ ‫‪،130 ،129 ،119 ،118 ،116 ،101 ،100 ،96 ،95 ،94 ،92 ،91 ،86 ،84 ،78 ،72 ،71 ،64 ،58 ،27 ،4‬‬ ‫‪،179 ،176 ،173 ،171 ،167 ،166 ،165 ،164 ،163 ،162 ،152 ،146 ،139 ،137 ،136 ،134 ،133‬‬ ‫‪ ،202 ،183 ،182‬وسورة األنفال آية ‪،71 ،54 ،53 ،52 ،48 ،46 ،36 ،30 ،25 ،22 ،18 ،16 ،12 ،8 ،7‬‬ ‫وسورة التوبة آية ‪،53 ،46 ،42 ،40 ،39 ،37 ،36 ،30 ،29 ،28 ،26 ،25 ،23 ،17 ،14 ،12 ،5 ،3 ،2 ،1‬‬ ‫‪ ،127 ،126 ،125 ،118 ،110 ،101 ،98 ،95 ،93 ،87 ،85 ،79 ،77 ،74 ،73 ،69 ،66 ،64 ،55‬وسورة‬ ‫يونس آية ‪ ،100 ،92 ،90 ،88 ،81 ،73 ،43 ،42 ،39 ،21 ،13 ،12 ،11 ،7‬وسورة ھود آية ‪،37 ،28 ،15 ،8‬‬ ‫‪ ،116 ،103 ،102 ،100 ،99 ،95 ،94 ،89 ،83 ،82 ،81 ،76 ،67 ،60 ،57 ،48 ،44 ،43 ،39‬وسورة‬ ‫يوسف آية ‪ ،110 ،109 ،52‬وسورة الرعد آية ‪ ،42 ،34 ،33 ،32 ،26 ،25 ،6‬وسورة إبراھيم آية ‪،9 ،6 ،5 ،3‬‬ ‫‪ ،46 ،45 ،28 ،27 ،13‬وسورة الحجر آية ‪ ،83 ،79 ،77 ،76 ،75 ،74 ،73 ،66 ،60 ،39 ،12 ،4 ،3‬وسورة‬ ‫النحل آية ‪ ،118 ،113 ،112 ،108 ،107 ،106 ،100 ،88 ،63 ،36 ،34 ،26 ،22‬وسورة اإلسراء آية ‪،7 ،5‬‬ ‫‪ ،103 ،72 ،64 ،58 ،46 ،45 ،38 ،27 ،22 ،18 ،17 ،16‬وسورة الكھف آية ‪،59 ،57 ،55 ،43 ،42 ،28 ،7‬‬ ‫‪ ،104 ،87‬وسورة مريم آية ‪ ،98 ،83 ،75 ،74‬وسورة طه آية ‪،128 ،127 ،124 ،97 ،79 ،69 ،48 ،47 ،16‬‬ ‫‪ ،134 ،131‬وسورة األنبياء آية ‪ ،95 ،77 ،70 ،45 ،41 ،15 ،11 ،9 ،6‬وسورة الحج آية ‪،45 ،44 ،31 ،11 ،9‬‬ ‫‪ ،53 ،48 ،46‬وسورة المؤمنون آية ‪ ،76 ،56 ،55 ،48 ،44 ،41 ،33 ،27‬وسورة النور آية ‪،63 ،40 ،23 ،19‬‬ ‫وسورة الفرقان آية ‪ ،44 ،40 ،39 ،37 ،36 ،18‬وسورة الشعراء آية ‪،121 ،120 ،67 ،66 ،58 ،57 ،22 ،6‬‬ ‫‪ ،208 ،200 ،190 ،189 ،174 ،173 ،172 ،158 ،139‬وسورة النمل آية ‪،52 ،51 ،50 ،34 ،24 ،14 ،5 ،4‬‬ ‫‪ ،80 ،69 ،58‬وسورة القصص آية ‪ ،81 ،78 ،76 ،66 ،61 ،59 ،58 ،43 ،42 ،40 ،4‬وسورة العنكبوت آية ‪،14‬‬ ‫‪ ،53 ،40 ،38 ،37 ،35 ،34 ،31‬وسورة الروم آية ‪ ،59 ،53 ،52 ،47 ،42 ،41 ،10 ،9‬وسورة السجدة آية ‪،21‬‬ ‫‪ ،26‬وسورة األحزاب آية ‪ ،61 ،57 ،26 ،19‬وسورة سبأ آية ‪ ،45 ،35 ،19 ،16‬وسورة فاطر آية ‪،26 ،10 ،8‬‬ ‫‪ ،44 ،43‬وسورة يس آية ‪ ،31 ،29 ،9‬وسورة الصافات آية ‪،175 ،138 ،137 ،136 ،135 ،98 ،82 ،73 ،51‬‬ ‫‪ ،179 ،177‬وسورة ص آية ‪ ،82 ،78 ،14 ،11 ،3‬وسورة الزمر آية ‪ ،51 ،40 ،26 ،25 ،22 ،8‬وسورة غافر آية‬ ‫‪ ،85 ،84 ،83 ،82 ،75 ،63 ،45 ،37 ،35 ،34 ،31 ،30 ،25 ،22 ،21 ،5‬وسورة فصلت آية ‪،16 ،13 ،5 ،4‬‬ ‫‪ ،44 ،25 ،23 ،17‬وسورة الشورى آية ‪ ،30 ،20 ،16 ،8‬وسورة الزخرف آية ‪،37 ،36 ،35 ،34 ،33 ،25 ،8‬‬ ‫‪ ،83 ،56 ،55 ،54 ،48 ،40‬وسورة الدخان آية ‪ ،37 ،28 ،27 ،26 ،25 ،24‬وسورة الجاثية آية ‪،33 ،23 ،9‬‬ ‫‪ ،35‬وسورة األحقاف آية ‪ ،35 ،27 ،26 ،25 ،24 ،20‬وسورة محمد آية ‪،16 ،14 ،13 ،12 ،10 ،9 ،8 ،4 ،1‬‬ ‫‪ ،38 ،32 ،29 ،28 ،25 ،24 ،23 ،22‬وسورة الفتح آية ‪ ،23 ،16 ،12 ،6‬وسورة ق آية ‪،37 ،36 ،27 ،14‬‬ ‫وسورة الذاريات آية ‪ ،44 ،42 ،41 ،40 ،37 ،34 ،33‬وسورة الطور آية ‪ ،47 ،42 ،32‬وسورة النجم آية ‪،29 ،23‬‬ ‫‪820‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 6(4), pp. 816-826‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الجانب المادي ‪ :‬يتكون من المطالب التالية ‪:‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬أوجب اإلسالم العمل المنتج على كل مسلم مستطيع له ذكرا أو أنثى حال الحاجة إليه‪ ،‬وھو مذھب‬ ‫الفقھاء ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ص ٰـلِ ۭ ًحا ۚ قَا َل يَ ٰـقَوْ ِم ٱ ْعبُد ۟‬ ‫ٱ‪َ X‬ما لَ ُكم ﱢم ْن إِلَ ٰـ ٍه َغ ْي ُرهۥُ ۖ ھُ َو أَنشَأ َ ُكم ﱢمنَ‬ ‫مستدلين بقول ﷲ عز وجل) ( ‪َ ":‬وإِلَ ٰى ثَ ُمو َد أَخَاھُ ْم َ‬ ‫ُوا ﱠ َ‬ ‫يب "﴿‪. ﴾٦١‬‬ ‫يب ﱡم ِج ٌۭ‬ ‫ض َوٱ ْستَ ْع َم َر ُك ْم فِيھَا فَﭑ ْستَ ْغفِرُوهُ ثُ ﱠم تُوب ُٓو ۟ا إِلَ ْي ِه ۚ إِ ﱠن َربﱢى قَ ِر ٌۭ‬ ‫ْٱألَرْ ِ‬ ‫وقيل في تفسير اآلية ‪ :‬قال أبن عباس رضي ﷲ عنھما ‪ ":‬أعاشكم فيھا"‪ ،‬وقال زيد بن أسلم ‪ ":‬أمركم بعمارة ما‬ ‫تحتاجون إليه فيھا من بناء مساكن‪ ،‬وغرس أشجار"‪ ،‬وقيل ‪ ":‬ألھمكم عمارتھا من الحرث والغرس وحفر األنھار‬ ‫وغيرھا"‪ ،‬وقال بعض علماء الشافعية ‪ ":‬االستعمار طلب العمارة‪ ،‬والطلب المطلق من ﷲ تعالى على الوجوب")‪. (5‬‬ ‫ويقول الشيباني في ذلك)‪ ": (6‬الكسب نوعان كسب من المرء لنفسه وكسب منه على نفسه فالكاسب لنفسه ھو الطالب‬ ‫لما ال بد له من المباح والكاسب على نفسه ھو الباغي لما عليه فيه جناح نحو ما يكون من السارق والنوع الثاني حرام‬ ‫باالتفاق قال ﷲ تعالى }ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه { وقال عز وجل } ومن يكسب خطيئة أو إثما { اآلية‬ ‫والمذھب عند الفقھاء من السلف والخلف رحمھم ﷲ أن النوع األول من الكسب مباح على اإلطالق بل ھو فرض عند‬ ‫الحاجة" ‪.‬‬ ‫ويقول ابن تيمية)‪": (7‬فإذا كان الناس محتاجين إلى فالحة قوم أو نساجتھم أو بنائھم صار ھذا العمل واجباً يجبرھم‬ ‫ولي األمر عليه إذا امتنعوا عنه بعوض المثل ‪ ،‬وال يمكنھم من مطالبة الناس بزيادة عن عوض المثل ‪ ،‬وال يمكن‬ ‫الناس من ظلمھم بأن يعطوھم دون حقھم ‪ ،‬كما إذا احتاج الجند المرصدون للجھاد إلى فالحة أرضھم ألزم َم ْن صناعته‬ ‫الفالحة بأن يصنعھا لھم ‪،‬فإن الجند يلزمون بأن ال يظلموا الفالح كما ألزم الفالح أن يفلح للجند" ‪.‬‬ ‫وفي ھذا تشغيل لكامل الموارد االقتصادية وعدم تعطلھا‪ ،‬واطالق اإلنتاج وتوفيره ليكفي كامل طلب المجتمع‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وقد يتحقق فائض يصدر للخارج يتوفر به احتياطي أجنبي من العمالت األجنبية ‪.‬‬ ‫واإلسالم لم يوجب العمل على كل مسلم فقط‪ ،‬وإنما راعى الميول والرغبة والقدرات العقلية والجسدية في اختيار‬ ‫العمل المناسب لكل عامل‪ ،‬وھذا ما ظھر من خالل تكليف الرسول صلى ﷲ عليه وسلم للصحابة رضي ﷲ عنھم‬ ‫حسب قدراتھم العقلية والجسدية والخبرة العملية ‪.‬‬ ‫وفي ھذا تقسيم للعمل بين أفراد المجتمع ليشمل كل القطاعات االقتصادية المطلوبة‪ ،‬مما يجعل العامل ينتج أكبر كمية‬ ‫ممكنة من اإلنتاج‪ ،‬وكذلك تنمية القدرة اإلبداعية لديه لتحسين نوعية اإلنتاج‪ ،‬وإيجاد منتجات جديدة أفضل من‬ ‫المنتجات السابقة‪ ،‬ويتم ذلك بإيجاد طرق جديدة لإلنتاج أكثر تقدما علميا وفنيا‪ ،‬مما يدخل صناعات جديدة للسوق‬ ‫باستخدام كفؤ لرأس المال والموارد االقتصادية األخرى‪ ،‬ومحققا للمصلحة العامة أكثر‪ ،‬أي االنتقال من الضروريات‬ ‫للحاجيات للكماليات أو التحسينيات من الطيبات‪ ،‬ورفع المھارة اإلنتاجية لزيادة كمية اإلنتاج ‪.‬‬ ‫وفي ھذا استخدام أمثل للموارد االقتصادية‪ ،‬فيجعلھا أكثر استغالال واستخداما‪ ،‬وبعدا عن الھدر واإلسراف وسوء‬ ‫االستخدام ‪.‬‬ ‫‪ ،54 ،53 ،52 ،51 ،50‬وسورة القمر آية ‪،51 ،45 ،42 ،39 ،38 ،37 ،34 ،31 ،27 ،20 ،19 ،15 ،12 ،11‬‬ ‫وسورة الحديد آية ‪ ،16‬وسورة المجادلة آية ‪ ،19 ،16 ،14 ،5‬وسورة الحشر آية ‪،15 ،14 ،13 ،12 ،5 ،4 ،3 ،2‬‬ ‫وسورة الصف آية ‪ ،5‬وسورة الجمعة آية ‪ ،5‬وسورة المنافقون آية ‪ ،6 ،4 ،3‬وسورة الطالق آية ‪ ،9 ،8‬وسورة الملك‬ ‫آية ‪ ،18‬وسورة القلم آية ‪ ،20 ،19 ،17‬وسورة الحاقة آية ‪ ،12 ،10 ،8 ،7 ،6 ،5‬وسورة نوح آية ‪ ،25‬وسورة الجن‬ ‫آية ‪ ،6 ،4‬وسورة المزمل آية ‪ ،16‬وسورة القيامة آية ‪ ،20‬وسورة اإلنسان آية ‪ ،27‬وسورة المرسالت آية ‪،17 ،16‬‬ ‫‪ ،18‬وسورة النازعات آية ‪ ،38 ،26 ،25‬وسورة المطففين آية ‪ ،14‬وسورة الطارق آية ‪ ،16‬وسورة األعلى آية ‪،16‬‬ ‫وسورة الفجر آية ‪ ،13‬وسورة الشمس آية ‪ ،14‬وسورة الفيل آية ‪ ،5 ،4 ،3‬وسورة المسد آية ‪. 1‬‬ ‫‪ . 4‬سورة ھود ‪.‬‬ ‫‪ . 5‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد ﷲ محمد بن أحمد األنصاري‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ 46 /9 ،‬المكتبة التوفيقية – القاھرة ‪.‬‬ ‫‪ . 6‬محمد بن الحسن‪ ،‬الكسب – االكتساب في الرزق المستطاب‪ ،‬ط ‪1980 1‬م‪ ،‬تحقيق وتقديم سھيل ركاز‪ ،‬نشر‬ ‫وتوزيع عبد الھادي حرصوني ص ‪. 37‬‬ ‫‪ . 7‬تقي الدين أحمد‪ ،‬الحسبة في اإلسالم‪ ،‬تحقيق سيد بن محمد بن أبي سعدة‪ ،‬ط‪ 1‬نشر وتوزيع مكتبة دار األرقم –‬ ‫الكويت ‪1403‬ھـ ‪1983‬م ص ‪ 24‬وما بعدھا ‪.‬‬ ‫‪821‬‬


‫‪The theory of development in Islamic Economy‬‬ ‫وھذا يتحقق أيضا من خالل ‪ :‬تحريم الربا الذي فيه متاجرة المال بالمال أو متاجرة المال بالزمن‪ ،‬وفي كال الحالين‬ ‫ينعدم اإلنتاج‪ ،‬ويسبب التضخم االقتصادي النخفاض العرض عن الطلب أو رفع تكاليف اإلنتاج بسبب التمويل‬ ‫باالقتراض الربوي المرفع لتكاليف اإلنتاج‪ ،‬وتحريم االكتناز الذي فيه إخراج للمال من دائرة اإلنتاج مما يعطل المال‬ ‫فيتعطل العمل البشري وتتعطل الموارد االقتصادية األخرى‪ ،‬ويتسبب ذلك بالركود والكساد االقتصادي ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬ال ُمنتَج اإلسالمي ‪:‬‬ ‫أوجب اإلسالم العمل على كل قادر عليه‪ ،‬واإلنتاج المطلوب ھو المحقق لمقاصد الشريعة اإلسالمية من حفظ الدين‬ ‫والنفس والعقل والنسل والمال)‪ ،(8‬ويشمل ‪:‬‬ ‫الطيبات من الطعام والشراب واللباس‪ ،‬والمساكن‪ ،‬واألجھزة المنزلية والترفيھية‪ ،‬وأجھزة المواصالت واالتصاالت‬ ‫العامة والخاصة‪ ،‬والعالجات بكافة أنواعھا ومستلزماتھا‪ ،‬وأدوات التعليم والقراءة والكتابة والحرف‪ ،‬ومراكز البحوث‬ ‫والدراسات والتدريب‪ ،‬ومستلزمات الزواج واإلنجاب‪ ،‬واألجھزة األمنية والدفاعية واألمر بالمعروف والنھي عن‬ ‫المنكر ونشر الدعوة اإلسالمية‪ ،‬وإقامة البنى التحتية‪ ،‬وغيرھا من حوائج الحياة األساسية ‪.‬‬ ‫وبذلك فالمنتج اإلسالمي يشمل إنتاج كافة القطاعات اإلنتاجية من ‪ :‬زراعية مصنعة وغير مصنعة‪ ،‬وصناعية‬ ‫استخراجية وتحويلية‪ ،‬وخدمية‪ ،‬مما يتحرر من التبعية السياسية والثقافية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬فيسعى للتقدم‬ ‫والتطور في اإلنتاج وأساليبه ووسائله وطرقه وآلياته‪ ،‬والسعي للمشاريع ذات اإلنتاجية كبيرة الحجم ‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الوظيفة االقتصادية للدولة اإلسالمية ‪:‬‬ ‫أوجب اإلسالم على الدولة اإلسالمية وظيفة اقتصادية‪ ،‬وألزمھا القيام بھا‪ ،‬وتتكون من البنود التالية ‪:‬‬ ‫وضع الخطط االقتصادية الالزمة ‪ :‬والتخطيط يشمل على ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫تشغيل الموارد االقتصادية المتاحة‪ ،‬لض مان س ير التنمي ة االقتص ادية‪ ،‬ودلي ل ذل ك ‪ :‬أَ ْخبَ َرنَ ا أَبُ و‬ ‫أ‪.‬‬ ‫صلﱠى ﱠ‬ ‫س َح ﱠدثَنَا َكثِي ُر بْنُ َع ْب ِد ﱠ‬ ‫ﷲُ َعلَ ْي ِه َو َسلﱠ َم أَ ْق َ‬ ‫ط َع بِ َ ال َل بْ نَ‬ ‫ﷲِ ْب ِن َع ْم ِرو ْب ِن عَوْ ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ف ْال ُم َزنِ ﱡي ع َْن أَبِي ِه ع َْن َج ﱢد ِه أَ ﱠن النﱠبِ ﱠ‬ ‫أُ َو ْي ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رْ‬ ‫صْ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫س َولَ ْم يُ ْع ِط ِه‬ ‫د‬ ‫ ‬ ‫ق‬ ‫ ن‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫ال ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ ‬ ‫ي‬ ‫ْ ث‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫َ ا‬ ‫ھ‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ھ‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ھ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ھ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ث‬ ‫ار‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وْ‬ ‫وْ‬ ‫نَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْال َح ِ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َح ﱠ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠحْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ ال‬ ‫ب‬ ‫ﷲ‬ ‫ل‬ ‫ُو‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ھ‬ ‫يم‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ﷲ‬ ‫ْم‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ﷲ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫َب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ نَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ ار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱡ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طاهُ َم َعا ِدنَ ْالقَبَلِيﱠ ِة َج ْل ِسيﱠھَا َو َغوْ ِريﱠھَا َوقَا َل َغ ْي ُرهُ َج ْل َسھَا َو َغوْ َرھَا َو َحي ُ‬ ‫ي أَ ْع َ‬ ‫س َولَ ْم يُ ْع ِط ِه َح ﱠ‬ ‫ْث يَصْ لُ ُح ال ﱠزرْ ُ‬ ‫ق‬ ‫ْال ُم َزنِ ﱠ‬ ‫ع ِم ْن قُ ْد ٍ‬ ‫س ِم ْثلَھُما )‪ ، (9‬فلم ا‬ ‫س َو َح ﱠدثَنِي ثَوْ ُر بْنُ َز ْي ٍد َموْ لَى بَنِي ال ﱢد ْي ِل ْب ِن بَ ْك ِر ْب ِن ِكنَانَةَ ع َْن ِع ْك ِر َمةَ ع َْن ا ْب ِن َعبﱠا ٍ‬ ‫ُم ْسلِ ٍم قَا َل أَبُو أُ َو ْي ٍ‬ ‫كان زمان عمر قال لبالل ‪ :‬إنَ رسول ﷲ صلى ﷲ علية وسلم لم يقطعك لتحجزه عن الناس ‪ .‬إنم ا أقطع ك لتعم ل‪ ،‬فخ ذ‬ ‫منھا ما قدرت على عمارته ور َد الباقي" )‪. (10‬‬ ‫توجي ه الم وارد االقتص ادية نح و مج االت رأس الم ال االجتم اعي بالش كل ال ذي ي وفر األس اس‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الكافي من مرتكزات البناء التحتي الالزم لعملية التنمية االقتصادية‪ ،‬واستغالل الموارد بشكل كفؤ ‪.‬‬ ‫سد نواقص السوق من المنتجات األساسية ‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬ ‫إقامة المشروعات العامة والبنى التحتية ‪ :‬ودليل ذلك ‪ :‬ع ْ‬ ‫ب‬ ‫‪.2‬‬ ‫َ ن َرجُ ٍل ِم ْ ن ْال ُمھَ ا ِج ِرينَ ِم ْ ن أَصْ َحا ِ‬ ‫صلﱠى ﱠ‬ ‫صلﱠى ﱠ‬ ‫ﷲُ َعلَ ْي ِه َو َسلﱠ َم قَا َل َغ َزوْ ُ‬ ‫ث فِ ي‬ ‫ﷲُ َعلَ ْي ِه َو َسلﱠ َم ثَ َالثًا أَ ْس َم ُعهُ يَقُو ُل ْال ُمسْ لِ ُمونَ ُش َركَا ُء فِ ي ثَ َ ال ٍ‬ ‫ت َم َع النﱠبِ ﱢي َ‬ ‫النﱠبِ ﱢي َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ار )‪ ،(11‬والمشروعات اإلنتاجية المحققة للتنمية االقتص ادية ذات ربحي ة قليل ة‪ ،‬وفت رة اس ترداد طويل ة‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫َإل َو‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْالك َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودرجة مخاطرة عالية‪ ،‬ومحققة وفورات خارجية ‪.‬‬ ‫المراقبة واإلشراف للنشاط االقتصادي ‪ :‬وفي ص حيح مس لم ع ن أب ي ھري رة رض ي ﷲ عن ه ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫أن رس ول ﷲ ص لى ﷲ علي ه وس لم م ر عل ى ص برة طع ام فأدخ ل ي ده فيھ ا ‪ ،‬فنال ت أص ابعه بل الً‪ ،‬فق ال‪ )) :‬م ا ھ ذا ي ا‬ ‫صاحب الطعام ؟ فقال‪ :‬أصابته السماء يا رسول ﷲ ! قال‪ :‬أفال جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ! من غشنا فل يس من ا‬ ‫((‪ .‬وفي رواية ‪ )) :‬من غشني فليس مني ((‪.‬‬ ‫توجيه النشاط االقتصادي والتدخل فيه ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫البدء بإنتاج الطيبات من الضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينيان ومنع الخبائث من السوق اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪ . 8‬الشاطبي‪ ،‬أبو إسحق إبراھيم بن موسى‪ ،‬الموافقات في أصول الشريعة‪ ،‬حقق وعلق عليه ‪ :‬خالد عبد الفتاح شبل‪،‬‬ ‫مؤسسة الرسالة – بيروت ‪1420‬ھـ ‪1999‬م‪. 7/2 ،‬‬ ‫‪ . 9‬أبو داوود‪ ،‬كتاب الخراج واإلمارات والفيء‪ ،‬حديث رقم ‪. 2661‬‬ ‫‪ . 10‬أبو عبيد‪ ،‬القاسم بن سالم‪ ،‬كتاب األموال‪ ،‬تحقيق وتعليق محمد خليل ھراس‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪1‬‬ ‫‪1406‬ھـ‪1986 /‬م ص ‪. 302‬‬ ‫‪ . 11‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬حديث رقم ‪. 3016‬‬ ‫‪822‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 6(4), pp. 816-826‬‬

‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬

‫ج‪.‬‬

‫‪ . 5‬المحاسبة ‪ :‬وكان النبي صلى ﷲ عليه وسلم يستوفي الحساب عل ى العم ال‪ ،‬يحاس بھم عل ى المس تخرج‬ ‫والمصروف ‪ ،‬كما في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى ﷲ عليه وسلم اس تعمل رج الً م ن األزد يق ال‬ ‫له ‪ :‬ابن اللتبية على الصدقات ‪ ،‬فلما رجع حسابه فقال‪ :‬ھذا لكم وھذا أھدي إل ّي ! فقال النبي صلى ﷲ عليه وسلم ‪ )):‬م ا‬ ‫بال الرجل نستعمله على العمل مما والنا ﷲ فيقول ‪ :‬ھذا لكم وھذا أھدي إل ّي ؟ أفال قعد في بيت أبيه وأمه فينظر أيھ دى‬ ‫إليه أم ال ؟ والذي نفسي بيده ال نستعمل رجالً على العمل مما والنا ﷲ فيغل من ه ش يئا ً إال ج اء ي وم القيام ة يحمل ه عل ى‬ ‫رقبته‪ :‬إن كان بعيراً له رغاء‪ ،‬وإن كانت بقرة لھا خوار ‪ ،‬وإن كانت شاة تيعر ‪ ،‬ثم رف ع يدي ه إل ى الس ماء وق ال ‪ :‬اللھ م‬ ‫ھل بلغت ؟ اللھم ھل بغلت (( قالھا مرتين أو ثالثا ً ‪.‬‬ ‫إدارة الملكية العامة ‪ :‬من تخطيط وتنفيذ وإشراف ومراقبة وسيطرة وتملك وعناية وغير ذلك‪.‬‬ ‫تحقيق العدالة االجتماعية واالقتصادية وتوزيع الدخل والثروة ‪.‬‬ ‫رسم السياسات االقتصادية المتضمنة ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬السياسة المالية ‪ :‬تھدف تحقي ق الكف اءة بإنف اق الم وارد المالي ة ف ي مج االت التنمي ة االقتص ادية‪،‬‬ ‫وتحقيق التوازن بين التدفقات النقدية والعينية ب االيرادات المالي ة‪ ،‬مم ا يحق ق االس تقرار االقتص ادي بعي دا ع ن التض خم‬ ‫والكساد والركود االقتصادي ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬السياس ة النقدي ة ‪ :‬تھ دف لتوجي ه الم دخرات الس تثمارات منتج ة‪ ،‬وإليج اد الت وازن ب ين الطل ب‬ ‫والعرض النقدي للمحافظة على ثبات القيمة الحقيقية لصرف النقد ‪.‬‬ ‫ت‪ .‬سياسة األجور واألسعار ‪ :‬تستخدم أداة للمحاس بة والرقاب ة والتحفي ز‪ ،‬وتس تخدم لمن ع االحتك ار‬ ‫واالستغالل والتواطؤ وضمان سالمة سير آلية السوق اإلسالمية ‪.‬‬ ‫ث‪ .‬سياس ة االس تثمار ‪ :‬بتوجيھھ ا حس ب المص لحة العام ة والسياس ة الش رعية وقاع دة المفاض لة‬ ‫واالختيار المحققة للتنمية االقتصادية‪ ،‬فقد توج ه الس تثمارات ذات كثاف ة عمالي ة للقض اء عل ى البطال ة‪ ،‬أو لزي ادة إنت اج‬ ‫س لعة إس تراتيجية‪ ،‬أو لزي ادة س لعة أكث ر تص ديرا لزي ادة العمل ة األجنبي ة‪ ،‬أو لزي ادة الن اتج الق ومي‪ ،‬أو لتحقي ق النم و‬ ‫المتوازن أو النمو غير المتوازن ‪.‬‬ ‫سياسة االدخار لتشجيع االدخار العام والخاص ‪.‬‬ ‫ح‪ .‬السياسة التجارية ‪ :‬تھدف لحماية المنتجات المحلية لضمان المنافس ة اإلس المية‪ ،‬وجع ل الدعاي ة‬ ‫واإلعالن شرعية مبينة لحقيقة السلعة غي ر مش جعه عل ى اس تھالكھا أو م ؤثرة ف ي س عرھا‪ ،‬وض مان زي ادة الص ادرات‬ ‫الموفرة لالحتياطي األجنبي‪ ،‬ومنع دخول السلع المحرمة أو الضارة بالمنتجين أو المستھلكين ‪.‬‬ ‫القي ام ب الحمى الع ام ‪ :‬المتض من القي ام بالص ناعات العس كرية والحربي ة‪ ،‬والنفق ة عل ى منتس بي‬ ‫‪.8‬‬ ‫الجند واألمن والدفاع المدني والخ دمات الطبي ة والمخ ابرات واالس تخبارات‪ ،‬وإقام ة البن ى التحتي ة الالزم ة ل ذلك م ن ‪:‬‬ ‫مط ارات عس كرية ومدني ة‪ ،‬وقواع د حربي ة‪ ،‬وتحص ينات عس كرية وقتالي ة بري ة وجوي ة وبحري ة‪ ،‬وأس طوالت حريي ة‬ ‫وغير ذلك ‪.‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬االستقرار االقتصادي ‪:‬‬ ‫ويتحق ق م ن خ الل ‪ :‬رب ط الع رض النق دي ب العرض الس لعي مم ا يمن ع التض خم والرك ود والكس اد‬ ‫االقتص ادي‪ ،‬وص رف الزك اة ل ذوي الحاج ات م ن ‪ :‬الفق راء والمس اكين والغ ارمين وابن اء الس بيل والرقي ق‪ ،‬فھ ؤالء‬ ‫يقومون بإنفاقھا حاال إلشباع حاجاتھم‪ ،‬مم ا يزي د م ن س رعة دوران النق ود ل تالءم حرك ة اإلنت اج‪ ،‬فيزي د الطل ب الفعّ ال‬ ‫ويتسع مدى السوق ‪.‬‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬تحقيق التراكم الرأسمالي ‪:‬‬ ‫ويتحق ق م ن خ الل ‪:‬حولي ة الزك اة‪ ،‬وتحقي ق العدال ة التوزيعي ة االقتص ادية واالجتماعي ة ف ي المجتم ع‬ ‫اإلس المي‪ ،‬فھ ذان ي ذھبان للفق راء وھ م غالبي ة أف راد المجتم ع‪ ،‬وينفقانھ ا عل ى االس تھالك مباش رة إلش باع حاج اتھم‬ ‫المحروم ة‪ ،‬فيزي د الطل ب عل ى المنتج ات‪ ،‬في زداد رب ح المنتج ين‪ ،‬وبس بب حس ن التنظ يم واإلدارة الفني ة الت ي أوجبھ ا‬ ‫اإلسالم يعمل على االستثمار المحفز‪ ،‬باستثمار أكبر ج زء م ن األرب اح‪ ،‬للبق اء عل ى س يطرة وتمس ك بحص ته الس وقية‬ ‫وتفوق اإلنتاج‪ ،‬ويش جعھم ھيكل ة س وق المنافس ة المنض بطة ب الخلق واإلب داع اإلس المي‪ ،‬فتحف زھم لزي ادة اس تثماراتھم‪،‬‬ ‫وتطوير إنتاجھم وإيجاد صناعات جديدة‪ ،‬ودخول مس تثمرين ج دد للس وق‪ ،‬مم ا يجع ل الع رض أكث ر مرون ة لالس تجابة‬ ‫لكل طلب عليه‪ ،‬وإيجاد صناعات بديلة تعويضية للمنتجات المفتق دة بالس وق‪ ،‬وللمس ارع أو المعج ل عم ل ايج ابي عل ى‬ ‫زيادة االستثمار فيتحقق التراكم الرأسمالي من عدة طرق ‪.‬‬ ‫المطلب السادس ‪ :‬توفير التمويل ‪:‬‬ ‫ويتحق ق م ن خ الل الم دخرات العام ة والخاص ة وف ق العق ود التالي ة ‪ :‬المش اركة‪ ،‬والمض اربة‪ ،‬واإلج ارة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ‪ :‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬والسوق المالي اإلسالمي ‪.‬‬ ‫المطلب السابع ‪ :‬الحوافز ‪:‬‬ ‫تنقسم الحوافز في االقتصاد اإلسالمي إلى ‪ :‬حوافز مادية‪ ،‬وحوافز دينية ‪.‬‬ ‫الحوافز الدينية تكون باألجر والجزاء األخروي‪ ،‬وھذا يتحقق بعبودية العمل ‪.‬‬ ‫‪823‬‬


‫‪The theory of development in Islamic Economy‬‬

‫‪.1‬‬

‫الح وافز المادي ة تك ون بالملكي ة الخاص ة‪ ،‬وتش جيع االبتك ارات واالختراع ات‪ ،‬والتنظ يم واإلدارة الفني ة‬ ‫المس ببة إلدخ ال واس تنباط س لع وخ دمات جدي دة للس وق‪ ،‬وإيج اد وس ائل وط رق جدي دة ومتط ورة لإلنت اج‪ ،‬فتس تخدم‬ ‫الم وارد االقتص ادية بش كل كف ؤ بعي دا ع ن إس رافھا وھ درھا‪ ،‬وتوس عة الس وق أو إيج اد س وق جدي دة لتس ويق المن تج‪،‬‬ ‫وابتكار مصادر للمواد الخام أو بديال عنھا‪ ،‬وھيكلة وإعادة تنظيم بعض الصناعات لزيادة وتحسين نوعية إنتاجھا ‪.‬‬ ‫المطلب الثامن ‪ :‬النمو السكاني ‪:‬‬ ‫النمو الس كاني ال ذي أوجب ه اإلس الم م ن أھ م ح وافز االس تثمار‪ ،‬ف النمو الس كاني نم و للطل ب االس تھالكي‪،‬‬ ‫وأوج ب اإلس الم رب ط النم و الس كاني ب النمو الثق افي واالجتم اعي والتعليم ي والت دريبي وكف اءة اإلدارة ال ذي ھ و م ن‬ ‫مرتكزات التنمية االقتصادية‪ ،‬وبذلك فالنمو السكاني يتساوى مع النمو االقتصادي ‪.‬‬ ‫المطلب التاسع ‪ :‬األمن واالستقرار ‪:‬‬ ‫إن األم ن ال داخلي والخ ارجي واالس تقرار السياس ي ال ذي أوجب ه اإلس الم عل ى الدول ة اإلس المية م ن‬ ‫مرتكزات التنمية االقتص ادية‪ ،‬فالمس تثمرون يكون ون ف ي حال ة نفس ية واس تعداد ت ام للقي ام باس تثمار مش ابه أو أكث ر لم ا‬ ‫سبق على مر الزمن ‪.‬‬ ‫المطلب العاشر ‪ :‬السوق ‪:‬‬ ‫اتس اع الس وق نتيج ة زي ادة الطل ب االس تھالكي الع ام والخ اص المت أتي م ن زي ادة النم و الس كاني وعدال ة‬ ‫توزيع الدخل والثروة‪ ،‬وضوابط االستھالك واالستثمار‪ ،‬لھا أثر إيجابي على التنمية االقتصادية ‪.‬‬ ‫وك ذلك ھيك ل الس وق اإلس المي الق ائم عل ى قاع دة ال ض رر وال ض رار‪ ،‬وب ذلك ف إن الض وابط اإلس المية‬ ‫تشمل ‪:‬‬ ‫حرية الدخول والخروج للسلع والخدمات من وإلى السوق اإلسالمي‪ ،‬وذلك ع ن طري ق ‪ :‬ع دم بي ع الرج ل‬ ‫على بيع أخيه‪ ،‬وعدم تلقي الجلب‪ ،‬والحث على الجلب‪ ،‬وتحريم السمسرة المضرة بالمنتج أو المستھلك ‪.‬‬ ‫ت وفير المعلوم ات الكامل ة وذل ك ع ن طري ق ‪ :‬ع دم بي ع م اال يمل ك‪ ،‬وتحدي د كمي ة الس لع وجودتھ ا ووق ت‬ ‫تسلمھا وثمنھا‪ ،‬وعدم بيع السلع ما لم تكن جاھزة االستھالك وغير معرضة للتلف ‪ .‬وتحديد ض وابط الص رف للعم الت‬ ‫وتب ادل الس لع والخ دمات ‪ .‬وتحقي ق ال وزن ف ي المبيع ات ‪ .‬وتح ريم البي وع القائم ة عل ى التخم ين كالمحاقل ة والمزابن ة‬ ‫والمعاومة والمخابرة‪ ،‬وتحريم بيع المسلم على بيع أخيه‪ ،‬وبيع ماال يملك‪ ،‬وبيع المجھ ول والمع دوم والمعج وز التس ليم‪،‬‬ ‫وكل بيع يعين على معصية ﷲ عز وجل كبيع العنب ليتخذ خم را‪ ،‬وتح ريم بي ع الرج ال وق ت ص الة الجمع ة‪ ،‬وتح ريم‬ ‫الغرر المشتمل على بيع المع دوم‪ ،‬والمجھ ول‪ ،‬والمك ره‪ ،‬والغل ط ‪ .‬وتح ريم أك ل أم وال الن اس بالباط ل المش تمل عل ى ‪:‬‬ ‫الرش وة‪ ،‬والغ ش‪ ،‬والت دليس‪ ،‬والمغ امرة‪ ،‬وال نجش‪ ،‬والغ بن‪ ،‬واالحتك ار‪ ،‬ومط ل الموس رين‪ ،‬والخديع ة‪ ،‬واالس تغفال‪،‬‬ ‫وتزيي ف حقيق ة ال ربح ‪ .‬وتطبي ق اآلداب الش رعية المش تملة عل ى ‪ :‬الرف ق‪ ،‬والقناع ة‪ ،‬والس ماحة‪ ،‬والتيس ير‪ ،‬والص دق‪،‬‬ ‫واألمانة‪ ،‬والوفاء بالوعد‪ ،‬وحسن القضاء‪ ،‬وأنظار المعسر‪ ،‬وإقالة العثرات‪ ،‬وتجنب المطل‪ ،‬وأداء الحق وق س واء كان ت‬ ‫حق ﷲ عز وجل من زكاة وصدقات وھبات وتبرعات وھدايا وكفارات‪ ،‬وحقوق العباد من أجر ودين وأھلي ة‪ ،‬وتطبي ق‬ ‫حق الخيار من خيار المجلس‪ ،‬والشرط‪ ،‬والرؤية‪ ،‬والعيب‪ ،‬والتعيين ‪.‬‬ ‫المطلب الحادي عشر ‪ :‬المحافظة على اإلنسان ‪:‬‬ ‫التنمي ة االقتص ادية اإلس المية تح افظ عل ى الشخص ية الحض ارية والثقافي ة والمع ايير األخالقي ة كالص دق‬ ‫واألمان ة والص بر واإلخ الص واإلتق ان‪ ،‬ومراع اة الجان ب الع اطفي والع ون المتب ادل والتكاف ل االجتم اعي عل ى نط اق‬ ‫األسرة والمجتمع ‪.‬‬ ‫فالتنمي ة االقتص ادية اإلس المية لخدم ة وترفي ة اإلنس ان‪ ،‬ول يس اس تعمال اإلنس ان للوص ول للتنمي ة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬فاإلنسان غاية التنمية االقتصادية اإلسالمية وليس وسيلة لھا ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني عشر‪ :‬المحافظة على البيئة وحقوق العباد ‪:‬‬ ‫ح افظ اإلس الم عل ى البيئ ة بع دم تلويثھ ا‪ ،‬وع دم اإلس راف‪ ،‬والتب ذير‪ ،‬والت رف‪ ،‬وھ در الم وارد وتعطلھ ا‪،‬‬ ‫واإلفساد في األرض‪ ،‬والتعدي على حقوق اآلخ رين‪ ،‬واإلض رار ب اآلخرين‪ ،‬وع دم االحتك ار‪ ،‬وع دم تطفي ف الم وازين‬ ‫والمكاييل‪ ،‬وعدم الغصب والسرقة والتحايل‪ ،‬والدعاية المضللة‪ ،‬والغبن‪ ،‬والغش‪ ،‬والكذب‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫تتكون الخاتمة من النتائج والتوصيات ‪.‬‬ ‫النتائج ‪:‬‬ ‫نظرية التنمية االقتصادية اإلسالمية تتكون من جانبين ‪ :‬ديني ومادي ‪.‬‬ ‫الجانب الديني ‪ :‬يدعو إلى وجوب تطبيق شرع ﷲ لتحقيق السعادة والرخاء والرفاھية‬ ‫‪.2‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬والحياة الطيبة‪ ،‬وتفتح أبواب الرزق من الخيرات والمطر والعلم‪ ،‬وتكشف عذاب الدنيا‪،‬‬ ‫وتطمئن القلوب والنفوس‪ ،‬وتتوسع البالد اإلسالمية ويدخل العباد في اإلسالم‪ ،‬حيث بلغ نسبة اآليات القرآنية المبينة‬ ‫للسعادة حالة تطبيق شرع ﷲ عز وجل إلى )‪ ،(%4‬ومع كل ذلك يحصل البالء كالجوع والقحط ونقص األموال‬ ‫واألنفس والثمرات‪ ،‬والغنى والفقر‪ ،‬وبلغ نسبة اآليات القرآنية الدالة على حصول اإلبتالءات )‪ (%0. 006‬من عدد‬ ‫آيات القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫‪824‬‬


‫‪Journal of Social Sciences (COES&RJ-JSS), 6(4), pp. 816-826‬‬

‫وعدم تطبيق شرع ﷲ يؤدي أحيانا للتقدم المادي مع عقوبات إلھية مادية دنيوية ‪ :‬كالغرق‪ ،‬والمطر‪ ،‬وسفه التفكير‪،‬‬ ‫والخزي‪ ،‬والذل‪ ،‬والھوان‪ ،‬والفضيحة‪ ،‬ومحق المال‪ ،‬وقلة البركة‪ ،‬والصواعق‪ ،‬والشھب‪ ،‬والعواصف‪ ،‬والتسونامي‪،‬‬ ‫والزالزل‪ ،‬والبراكين‪ ،‬والھالك‪ ،‬والتدمير‪ ،‬وبعث الجراد عليھم‪ ،‬وتدمير تقدمھم وثمارھم‪ ،‬وضنك العيش‪ ،‬واالنتحار‪،‬‬ ‫وإشعال الحروب بينھم‪ ،‬ونشر األمراض فيھم التي لم تكن في سابقيھم ‪ ..........‬وغير ذلك‪ ،‬وقد بلغ نسبة اآليات‬ ‫القرآنية المبينة للعقوبة الدنوية المادية حالة عدم تطبيق شرع ﷲ عز وجل )‪ (%10‬من عدد آيات القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫الجانب المادي وفيه ‪ :‬وجوب العمل على كل قادر عليه وفيه تشغيل للموارد البشرية والطبيعي ة‬ ‫‪.3‬‬ ‫والمادي ة‪ ،‬وأوج ب إنت اج الطيب ات الت ي تنف ع العب اد وتحق ق الحي اة الطيب ة ‪ .‬وأوج ب الوظيف ة االقتص ادية عل ى الدول ة‬ ‫اإلسالمية تمثلت بوضع الخطط االقتصادية لتش غيل الم وارد االقتص ادية‪ ،‬وإقام ة المش روعات العام ة‪ ،‬والبن ى التحتي ة‪،‬‬ ‫والقيام بالحمى العام والصناعات العسكرية والحربية والنفق ات عل ى الجن د واألم ن ال داخلي والخ ارجي وال دفاع الم دني‬ ‫والخ دمات الطبي ة واالس تخباراتيه المحق ق لالس تقرار السياس ي واألم ن ال داخلي الخ ارجي وھ م م ن مقوم ات التنمي ة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وتحقي ق عدال ة توزي ع ال دخل والث روة‪ ،‬ورس م السياس ات االقتص ادية ‪ .‬وأوج ب اإلس الم تحقي ق االس تقرار‬ ‫االقتصادي بربط العرض النقدي بالعرض السلعي‪ ،‬وضمان سرعة دوران النقود وفق حاج ة االقتص اد‪ ،‬وحق ق الت راكم‬ ‫الرأسمالي بطريق األرباح المتحققة من زيادة الطلب الكل ي المت أتي م ن حولي ة الزك اة‪ ،‬وعدال ة توزي ع ال دخل والث روة‪،‬‬ ‫ووجوب النمو السكاني ‪ .‬ووفر اإلسالم التمويل بالمدخرات التي تس اھم باالس تثمارات بطري ق المش اركة‪ ،‬والمض اربة‪،‬‬ ‫والمص ارف اإلس المية‪ ،‬والس وق الم الي اإلس المي ‪ .‬وأوج ب اإلس الم الح وافز الديني ة ب األجر األخ روي‪ ،‬والمادي ة‬ ‫بالملكي ة الخاص ة‪ ،‬وتش جيع االبتك ارات واالختراع ات‪ ،‬وتش جيع التنظ يم واإلدارة الفني ة المحس نة لإلنت اج نوع ا وكم ا ‪.‬‬ ‫وحافظ اإلسالم على الشخصية الحضارية والثقافية والمعايير واألخالق والقيم اإلسالمية والالإسالمية التي ال تتع ارض‬ ‫مع النصوص الشرعية‪ ،‬والتكافل االجتماعي على مستوى األسرة والمجتمع ‪ .‬وأوجد اإلسالم السوق اإلسالمية المتخ ذة‬ ‫ھيك ل س وق المنافس ة الكامل ة المنض بطة بالض وابط الش رعية المبقي ة عل ى األرب اح االقتص ادية ف ي األجل ين القص ير‬ ‫والطويل ليكون رفدا للتنمية االقتصادية ‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫يوصي الباحث تطبيق شرع ﷲ عز وجل لما فيه من تحقيق للسعادة التي تنعم بھا كافة المخلوقات الموجودة على الك رة‬ ‫األرض ية‪ ،‬فالبش رية ت نعم بالحي اة الطيب ة والكريم ة‪ ،‬ويحف ظ لھ ا ال نفس والعق ل والم ال وال دين والنس ل‪ ،‬وتتوس ع عليھ ا‬ ‫األرزاق بالبركة والنعم المباشرة م ن برك ات الس ماء وخي رات األرض‪ ،‬باإلض افة للطمأنين ة والس كينة وأعل ى درج ات‬ ‫األمن والھدوء النفسي‪ ،‬ومرضاة ﷲ عز وجل‪ ،‬كل ھذا في الحياة الدنيا‪ ،‬والفوز بنعيم ال يوصف في اآلخرة ‪.‬‬ ‫المراجــــــــــــــع‬ ‫‪ . 1‬إبراھيم‪ ،‬إبراھيم نورين‪ ،‬النظام المالي واالقتصادي في اإلسالم‪ ،‬ط‪2005 1‬م ‪1426‬ھـ‪ ،‬مكتبة الرشد ـ الرياض ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أبو عبيد‪ ،‬القاسم بن سالم‪ ،‬كتاب األموال‪ ،‬تحقيق وتعليق محمد خليل ھراس‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪،‬‬ ‫‪ .3‬أبو داوود‪ ،‬سنن أبي داود ‪.‬‬ ‫‪ . 4‬السبھاني‪ ،‬عبد الجبار حمد‪ ،‬االستخالف والتركيب االجتماعي في اإلسالم‪ ،‬ط‪2003 1‬م ‪1424‬ھـ دار وائل ـ عمان ‪.‬‬ ‫‪ . 5‬الشبول‪ ،‬محمد فاروق‪ ،‬العمل وأثر األجر على عرض العمل والنمو في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ط‪2010 1‬م‪ ،‬عماد الدين‬ ‫للنشر والتوزيع ـ عمان ‪.‬‬ ‫‪ .6‬الشيباني‪ ،‬محمد بن الحسن‪ ،‬الكسب – االكتساب في الرزق المستطاب‪ ،‬ط ‪1980 1‬م‪ ،‬تحقيق وتقديم سھيل ركاز‪ ،‬نشر‬ ‫وتوزيع عبد الھادي حرصوني ‪.‬‬ ‫‪ .7‬الشاطبي‪ ،‬أبو إسحق إبراھيم بن موسى‪ ،‬الموافقات في أصول الشريعة‪ ،‬حقق وعلق عليه ‪ :‬خالد عبد الفتاح شبل‪ ،‬مؤسسة‬ ‫الرسالة – بيروت ‪1420‬ھـ ‪1999‬م ‪.‬‬ ‫‪ .8‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد ﷲ محمد بن أحمد األنصاري‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬المكتبة التوفيقية – القاھرة ‪.‬‬ ‫‪ .9‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أحمد‪ ،‬الحسبة في اإلسالم‪ ،‬تحقيق سيد بن محمد بن أبي سعدة‪ ،‬ط‪ 1‬نشر وتوزيع مكتبة دار األرقم –‬ ‫الكويت ‪1403‬ھـ ‪1983‬م ‪.‬‬ ‫‪ .10‬خلف‪ ،‬فليح حسن‪ ،‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪ ،‬عالم الكتب الحديث – إربد ‪2006‬م ‪.‬‬ ‫‪ .11‬دنيا‪ ،‬شوقي أحمد‪ ،‬النظرية االقتصادية من منظور إسالمي‪ ،‬ط‪1984 1‬م ‪1404‬ھـ ‪ ،‬مطابع الفرزدق ـ الرياض ‪.‬‬ ‫‪ .12‬العلي‪ ،‬صالح حميد‪ ،‬توزيع الدخل في االقتصاد اإلسالمي والنظم االقتصادية المعاصرة‪ ،‬ط ‪2001 1‬م ‪1422‬ھـ ‪،‬‬ ‫اليمامة للطباعة والنشر ـ دمشق ‪.‬‬ ‫‪ .13‬عفر‪ ،‬محمد عبد المنعم‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي االقتصاد الكلي‪ ،‬ج ‪ 4‬دار البيان العربي ـ جده ‪1406‬ھـ ‪1989‬م ‪.‬‬ ‫‪ .14‬الوادي‪ ،‬حازم محمود‪ ،‬النظام االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬دار الكتاب الثقافي ـ إربد ‪2009‬م ‪.‬‬ ‫‪ .15‬الوادي‪ ،‬حازم محمود‪ ،‬مبادئ األعمال المصرفية‪ ،‬دار الكتاب الثقافي ـ إربد ‪2013‬م ‪1434‬ھـ ‪.‬‬

‫‪825‬‬


The theory of development in Islamic Economy References Ibrahim Noreen, The System of monetary and economic inIslamic, 1ed. 1424 – Alriad . Abu OpaidALqasim, Money Book, Berute . Abu Daawood, Sunan Abu Daawood . Affer Mohammad, Islamic Economy Macro economic, Jeddah 1989 Al-Ali Saleh, Allocation Income in Islamic and other economic system, 1ed. 2001, sera . Al-Kurtobi Mohammed, Aljameh for science Holly Quran, Egypt . ALshatiby, Ibrahim, Al-muafaqat . Al-shebool Mohammed, Labor and effect wages on supply labor and economic growth on Islamic economy, 1ed. 2010 Amman . Alshibanee Mohammed, Alkaseb, 1ed. 1980 Egypt . Alwadihazem, The system of economy in Islamic, Jordan 2009 . Alwadihazem, Principle of Banking Operations, Jordan 2013 . Chaleffaleh, Development and planning economy, Jordan 2001 . Doniashuqi, The Theory Economic in Islam, Al-raid 1984 . IbenTaimiah, Alhessba In Islam, Alkuate 1983 .

826


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.