Curricula Scout

Page 1


‫المنهاج التربوي الكشفي‬

‫‪0‬‬


‫المحتــــوى‬ ‫ تقدٌــــــــــم‬‫‪ -‬مقدمــــــــة‬

‫ الفصل األول ‪ :‬التربٌة الكشفٌة ‪:‬‬‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫مفهوم التربٌة الكشفٌة‬ ‫تصنٌؾ التربٌة الكشفٌة‬ ‫فلسفة التربٌة الكشفٌة‬ ‫تمٌز األسلوب الكشفً فً التربٌة‬ ‫التفاعل التربوي الكشفً‬ ‫ إثارة الرؼبة لدى الفتٌة‬‫ التواصل التربوي‬‫ عناصر التفاعل‬‫المشروع التربوي‬ ‫ المشروع الشخصً‬‫ المشروع الجماعً‬‫ المشروع الشخصً والجماعً‬‫المراحل العمرٌة بالحركة الكشفٌة‬ ‫ مراحل النمو‬‫ خصابص مراحل النمو‬‫ تفعٌل نظام المراحل‬‫ تقٌ​ٌم الحركة لنظام المراحل‬‫ المصطلحات الخاصة بالمراحل العمرٌة‬‫مراجع الفصل األول‬

‫ الفصل الثانً ‪ :‬المنهاج التربوي الكشفً‬‫• اإلرهاصات األولى لبناء المنهاج‬ ‫• مفهوم المنهاج التربوي الكشفً‬ ‫• المنهاج من البناء إلى التنفٌذ‬ ‫• القٌمة المضافة للتربٌة الكشفٌة‬ ‫• خطوات تنفٌذ المنهاج‬ ‫• خصوصٌات المنهاج‬ ‫‪1‬‬


‫‬‫ الخصوصٌة اإلنسانٌة‬‫ الخصوصٌة العالمٌة‬‫ الخصوصٌة المحلٌة‬‫ الخصوصٌة الزمنٌة‬‫• محددات المنهاج الكشفً‬ ‫ الثابت والقابل للتبلؤم‬‫وحدة المرجع‬ ‫‬‫ التركٌز على الفرد‬‫‬‫ المناخ التربوي الكشفً‬‫ العمل المؤسساتً‬‫ تبلؤم البرامج مع خصوصٌات المرحلة‬‫ المرجعٌة البٌداؼوجٌة والتنفٌذ التربوي‬‫ المجموعات بنٌة تربوٌة بامتٌاز‬‫ بداٌة التعلم‬‫ الرؼبة الذاتٌة هً دافع التعلم‬‫ الرصٌد المعرفً للفتٌة والشباب‬‫ تثمٌن المعارؾ والقدرات‬‫ التعلــــــــم‬‫ تعلم التعلم‬‫ استعادة القدرات المهدورة‬‫ تذوٌب الفوارق الفردٌة‬‫ صورة الذات لذى الفرد‬‫ المشاركة الفاعلة‬‫ مواجهة المشكبلت‬‫ تنمٌة مكانة الفرد‬‫• مستوٌات المنهاج‬ ‫ المستوى العالمً‬‫ المستوى اإلقلٌمً‬‫ المستوى الوطنً‬‫ المستوى المحلً‬‫• الكـفـاٌــــــــات‬ ‫ مدخل الكفاٌات‬‫ الؽاٌة من الكفاٌات بالمنهاج‬‫• البرنامج الكشفً‬ ‫• ارتباط الحركة الكشفٌة بقضاٌا المجتمع‬ ‫‪2‬‬


‫ مؽزى ارتباط الكشفٌة بالمجتمع‬‫ ؼاٌات الخدمة االجتماعٌة‬‫ ترسٌخ أنشطة خدمة وتنمٌة المجتمع‬‫• مراجع الفصل الثانً‬

‫الؾصل الثالث ‪ :‬الطرٌقة الكشفٌة‬ ‫• مكونات الطرٌقة الكشفٌة‬ ‫• مساندة الراشدٌن‬ ‫• فرٌق التأطٌر‬ ‫• إنشاء الفرقة – الفرع الكشفً –‬ ‫• الوحدة الكشفٌة‬ ‫•اإلطار الرمزي‬ ‫• التقالٌد الكشفٌة‬ ‫ مراسٌم تحٌة العلم‬‫ مراسٌم حفل أداء العهد‬‫ مراسٌم حفل االنتقال من مرحلة إلى أخرى‬‫ تقالٌد تأدٌة التحٌة الكشفٌة‬‫ تقالٌد إشارات التجمع والنداء‬‫ تقالٌد الخروج إلى الطبٌعة‬‫ البذلة الكشفٌة و مفهوم استعماالته ا التربوٌة‬‫أ ‪-‬التعبٌر عن التقدم واالرتقاء‬ ‫ب‪ -‬التعبٌر عن االنتماءات‬ ‫• مراجع القصل الثالث‬

‫ الفصل الرابع ‪ :‬مكونات الطرٌقة الكشفٌة ‪:‬‬‫• أسلوب تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة‬ ‫أ‪ -‬القانون والعهد‬ ‫ب‪ -‬نظام الشارات‬ ‫ أهداؾ نظام الشارات‬‫ الشارات الفردٌة والجماعٌة‬‫ شارات الكفاٌات‬‫ االرتقاء والتقدم الذاتً‬‫ تقٌ​ٌم الخبرات‬‫‪3‬‬


‫ شارات الهواٌات‬‫* هدؾ شارات الهواٌات‬ ‫* إعادة اكتشاؾ الخبرات المهملة‬ ‫* متطلبات شارات الهواٌات‬ ‫* وضع متطلبات الشارات‬ ‫* تدرٌب الفتٌة والشباب على إتقان محتوى الهواٌات‬ ‫* اختٌار متطلبات الشارات‬ ‫• الربط بٌن شارات الهواٌات والكفاٌات‬ ‫• الحوافز اإلضافٌة لنظام الشارات‬ ‫• تتوٌج الفتٌة والشباب‬ ‫• مستوٌات تنفٌذ نظام الشارات‬ ‫ دور الجهاز الدولً‬‫ دور الجهاز اإلقلٌمً‬‫ دور الجهاز الوطنً‬‫ دور الجهاز المحلً‬‫ دور القابد‬‫ دور الطلٌعة‬‫ دور الفرد‬‫ج ‪ -‬التعلم بالممارسة‬ ‫أ ‪ -‬مفهوم التعلم‬ ‫ب ‪-‬مفهوم التعلم بالممارسة‬ ‫ت ‪-‬كٌفٌة تنفٌذ عملٌات التعلم بالممارسة‬ ‫ث ‪-‬دور الحركة الكشفٌة فً إكساب التعلم‬ ‫‪ ‬متعة التعلم‬ ‫‪ ‬التعلم الذاتً‬ ‫د ‪ -‬العمل فً مجموعات صؽٌرة‬ ‫‪ ‬تعرٌؾ الجماعة الصؽٌرة‬ ‫‪ ‬الجماعة الكشفٌة‬ ‫‪ ‬تكوٌن الجماعات‬ ‫ه ‪ -‬حٌاة الخبلء‬ ‫أ ‪-‬مفهوم حٌاة الخبلء‬ ‫حٌاة الخبلء حسب الفتٌة والشباب‬ ‫ب‪-‬‬ ‫المزاٌا التربوٌة لحٌاة الخبلء‬ ‫ت‪-‬‬ ‫‪4‬‬


‫مفاهٌم خاطبة حول حٌاة الخبلء‬ ‫ث‪-‬‬ ‫• مراجع الفصل الرابع‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬القٌادة – التأطٌر التربوي –‬ ‫• دور القٌادة الكشفٌة‬ ‫‪ – 1‬تقدٌم برنامج جٌد للفتٌة والشباب‪.‬‬ ‫‪ – 2‬تكوٌن القادة‬ ‫‪ – 3‬دعم القادة‬ ‫• تبلزم التكوٌن مع الممارسة الكشفٌة‬ ‫• خطة التكوٌن‬ ‫• محددات دور القادة ‪:‬‬ ‫ محددات دور قابد الوحدة الكشفٌة‬‫ دور المصاحبة البٌداؼوجٌة للمجموعات‬‫ دور القابد فً تنفٌذ المهمة‬‫‪ ‬الدور التنشٌطً‬ ‫‪ ‬الدور التربوي‬ ‫‪ ‬الدور التنسٌقً‬ ‫• تقوٌم أداء القابد‬ ‫• مراجع الفصل الخامس‬

‫‪5‬‬


‫تقــدٌـم‬ ‫عدد كبٌر من اآلباء والمهتمٌن بقضاٌا التربٌة لم ٌتمكنوا من التعرؾ على الكشفٌة‪،‬‬ ‫رؼم انتشارها بشكل واسع فً أؼلب دول العالم‪ ،‬و رؼم استمرار توسعها لمدة بلؽت مابة‬ ‫سنة من التواجد على الساحة التربوٌة عالمٌا َ‪ .‬ولم ٌعلموا سبب وجودها وعن الدور الذي‬ ‫ٌمكن أن تلعبه فً مجال تربٌة الفتٌة والشباب‪ ،‬ولم تتح لهؤالء فرصة التعرؾ على الحركة‬ ‫وأهدافها ومبادبها‪ .‬وبذلك ٌبقى مضمون أسلوبها محجوبا عنهم وبعٌدا عن التداول عند‬ ‫تناولهم قضاٌا الطفولة والشباب‪ ،‬وبالخصوص ما ٌتعلق باألنشطة الموازٌة المكملة لدور‬ ‫المؤسسة التعلٌمٌة و الدور الذي تقوم به األسرة لملء أوقات الفراغ )الوقت الحر ( وما‬ ‫ٌسببه سوء استؽبلله وما ٌنتج عنه من ممارسات سٌبة تجرؾ بالصؽار إلى سلوكات‬ ‫مرفوضة من طرؾ المجتمع‪.‬‬ ‫من المفروض أن ٌتم التعرٌؾ بالكشفٌة لآلخرٌن بشكل عملً فً سٌاق عادي‪ ،‬عندما‬ ‫ٌزاول الكشافة – المتمٌزٌن بزٌهم – مختلؾ أنشطتهم وأعمالهم وتدخبلتهم االجتماعٌة بكل‬ ‫إٌجابٌة عند تفاعلهم مع باقً مكونات المجتمع ‪ ،‬لكون ما ٌنتج عن الكشافة من سلوكات‬ ‫وأعمال وأنشطة مفٌـدة كافٌة للتعرٌؾ بالحركة وأهدافها ومبادبها وطرٌقتها‪.‬‬ ‫و ٌمكن أن نرجع ضعؾ التعرٌؾ بالحركة فً العدٌد من المناطق أساسا إلى ضعؾ‬ ‫بروز الكشافة داخل المجتمع والمتمثلة فً‪:‬‬ ‫‪ o‬الؽٌاب المستمر عن حضور الكشافة عن قضاٌا الوسط االجتماعً الذي ٌنتمون إلٌه‪.‬‬ ‫‪ o‬انؽبلق الكشافة عن أنفسهم والقٌام بأنشطتهم فً منأى عن المحٌط‪.‬‬ ‫‪ o‬البروز الباهت المرفق بالممارسات الخاطبة البعٌدة عن األسلوب الكشفً‪.‬‬ ‫لقد كانت الحركة الكشفٌة تعرؾ بنفسها من خبلل نتابج أسلوبها الذي ٌظهر بشكل‬ ‫واضح على األفراد ‪ ،‬وبالخصوص ما ٌستنتجه اآلباء والمدرسون‪ ،‬وما ٌبلحظونه وما‬ ‫ٌلمسونه من محصبلت فً األفكار والتجارب لذى أبنابهم وتبلمذتهم الذٌن ٌنخرطون فً‬ ‫األنشطة الكشفٌة ‪ ،‬مقارنة مع إخوانهم أو زمبلبهم فً الفصل حٌث كانت هذه النتابج أكبر‬ ‫وسٌلة للتعرٌؾ بالحركة وإٌجابٌتها التً تنعكس على األفراد وعلى المجتمع‪ .‬لكن محدودٌة‬ ‫هذه المردودٌة و تناقصها المستمر هو الذي ساهم بشكل مباشر فً ضعؾ التعرٌؾ بالحركة‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫ما دفعنا إلى إعادة التعرٌؾ بالحركة الكشفٌة بعد مابة سنة من التواجد و اإلنتشار هو‬ ‫اكتشافنا لضعؾ وتقصٌر فً فهم أسلوبها و منهاجها التربوي من طرؾ اآلباء و المهتمٌن‬ ‫بقضاٌا التربٌة ‪ ،‬وهؤالء شركاء أساسٌ​ٌن فً تفعٌل الممارسة الكشفٌة ‪ .‬و ٌمكن أن نرجع‬ ‫السبب إلى عدم قدرة القابمٌن على الحركة من التعرٌؾ بها و بمزاٌاها‪ ،‬باإلضافة إلى عدم‬ ‫وجود وسابط تواصلٌة مناسبة للقٌام بالمهمة‪ ،‬و هذا ما‬ ‫دفعنا إلى البحث عن صٌػ لتقرٌب مفهوم الحركة الكشفٌة و التعرٌؾ بمناهجها‬ ‫التربوٌة‪.‬هذا المجهود هو دعوة إلعادة اكتشاؾ أسلوب التربٌة الكشفٌة من جدٌد واإلطبلع‬ ‫على الدور الذي تؤدٌه لتحقٌق أهدافها التً تنسجم مع أهداؾ المجتمع المعاصر ومبلمسة‬ ‫طرٌقتها الحٌة فً تأطٌر الفتٌة و الشباب‪.‬‬ ‫وه و ما دفعنا إلى البحث عن صٌػ مناسبة لتقرٌب مفهوم الكشفٌة ومناهجها التربوية‬ ‫والدور الذي ٌمكن أن تلعبه فً تحقٌق أؼراض وأهداؾ التربٌة‪.‬‬ ‫بصٌؽة جد مبسطة ٌمكن أن ُن َع ِّرؾ الكشفٌة على أنها أسلوب تربوي متمٌز ٌقوم بدور‬ ‫تكمٌلً للدور الذي تقوم به الصٌػ التربوٌة التً ٌتبناها المجتمع‪ .‬و ٌرجع السبب الذي جعل‬ ‫معظم دول العالم تقبل بهذا األسلوب وتسمح بمزاولته لفابدة أبنابها وٌمكن إرجاع ذلك إلى‬ ‫األسباب الشمولٌة التالٌة ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬مرجعٌته التً تتبنى القٌم األخبلقٌة النبٌلة فً بعدها اإلنسانً والحضاري ‪ ،‬وترتكز‬ ‫على نتابج نظرٌات التعلم المواكبة للعصر‪.‬‬ ‫ب‪ -‬استناده على الطرق الحٌة فً التعامل مع الفتٌة الشباب ‪ ،‬كأفراد فاعلٌن فً وسطهم‬ ‫االجتماعً‪ ،‬واعتبارهم قوة إبداعٌة متنامٌة فٌه‪.‬‬ ‫رؼم تباٌن أؼراض التربٌة التً تخضع ألهداؾ كل مجتمع‪ ،‬فإن الكشفٌة تتمٌز بقدرة‬ ‫خاصة ٌمكن أن نصفها بأنها ذات أهداؾ إنسانٌة محاٌدة عن االختبلفات التً تعرفها‬ ‫المجتمعات‪ ،‬ألنها حركة تهدؾ باألساس تربٌة اإلنسان تربٌة متكاملة لكل مكونات شخصٌة‬ ‫الفرد داخل مجتمعه المحلً والوطنً والعالمً بفعالٌة وروح مسؤولة‪ .‬وهذا ما تنشـده‬ ‫أؼراض التربٌـة وأهدافهـا‪.‬‬ ‫ما تتمٌز به الحركة الكشفٌة عند انصهارها مع تربٌة أي مجتمع ‪ ،‬هو التوازن الذي‬ ‫تـنشده بٌن الواجب الذاتً والواجب نحو الخالق والواجب نحو اآلخرٌن ‪ ،‬فً سٌاق تنفٌذ‬ ‫الطرٌقة الحٌة التً تراعً خصوصٌات الفرد النفسٌة واالجتماعٌة‪ .‬ولتوضٌح ذلك سٌتم‬ ‫التركٌز على المنهاج التربوي الكشفً لكونه ٌترجم عمق الفلسفة التربوٌة التً تتوخاها‬ ‫الحركة الكشفٌة بصفتها تنظٌم عالمً ٌهتم بالفتٌة والشباب‪ ،‬والذي ٌدخل فً إطار التربٌة‬ ‫ؼٌر الرسمٌة‪ ،‬و لٌست له صلة مباشرة بمنهاج التدرٌس والتعلٌم المعتمد رسمٌا ًا‪ .‬محاولٌن‬

‫‪7‬‬


‫ح ‪ :‬ما هً القٌمة المضافة التً أتت بها التربٌة الكشفٌة؟ وما‬ ‫اإلجابة عن السؤال الذي ٌُ ْطر ُ‬ ‫هً مبلمح اإلنسان الذي ٌسعى هذا المنهاج رسمه؟‬ ‫عندما ٌجد هذا األسلوب التربوي لنفسه مكانا ًا جنبا ًا إلى جنب المنهاج التربوي‬ ‫الرسمً وإلى جانب األسالٌب التربوٌة المجتمعٌة السابدة النابعة من منظومة القٌم التً‬ ‫ٌؤمن بها المجتمع ‪ ،‬فإنه سٌساهم فً بلورة المجهودات التربوٌة الرسمٌة واألسرٌة من‬ ‫خبلل لعب دور تكمٌلً منسجم مع السٌاسة التربوٌة المتبعة ‪.‬‬ ‫ٌعرؾ العالم تؽٌرات وتحوالت سرٌعة فً شتى مجاالت الحٌاة‪ ،‬و ُم َواكبة هذه التحوالت‬ ‫تتطلب من كل أ ُ َّمة أن تبلبم سٌاستها وجهودها مع هذا السٌاق الذي أصبح ٌفرض نفسه بكل‬ ‫قوة‪ ،‬وعدم مواكبته بما ٌتطلب من إعداد خصوصا ًا فً مجال الموارد البشرٌة المؤهلَّة‪ٌ ،‬عنً‬ ‫أنها فً طرٌق التخلؾ عن ركب التطورهذا األخٌر أصبح ٌفرض نوعا ًا من المنافســة‬ ‫والتسابــــق الـــذي ال وجود للضعؾ مكانٌ فٌها‪.‬‬ ‫أٌن نحن من هذه التحوالت والتؽٌرات؟ هل تتمكن أجٌالنا بالخصوص من مواكبة ذلك‬ ‫بما ٌتطلبه اإلعداد فً شتى مجاالت الحٌاة‪ ،‬وخصوصا ًا المجاالت األساسٌة مثل التربٌة‬ ‫والتعلٌم والصحة واالقتصاد والسٌاسة‪.‬‬ ‫أجٌالنا الحالٌة تعانً من صعوبات وإكراهات كثٌرة‪ ،‬تتداخل فٌها أحٌانا أكثر من‬ ‫عامل‪ ،‬مما ٌزٌدها تعقٌداًا وتشعبا ًا‪ .‬وهذه المشاكل تحد من تمكن شبابنا من مواكبة حاجٌات‬ ‫العصر و التبلؤم مع متطلباته‪ .‬حٌث أن الظروؾ الراهنة تفرز لنا شبابا ًا ٌعانً صعوبات‬ ‫س الهوٌة واإلنتماء‪ .‬فالتحدٌات التً أصبحت‬ ‫تفوق الجوانب المادٌة‪ ،‬وتصل لما هو قٌمً ٌَ َم ُّ‬ ‫تواجه الشباب فً ظل الوضعٌة الصعبة التً ٌعٌشها‪ ،‬تجعله هشا ًا و قاببلًا لئلنجراؾ وراء‬ ‫التٌارات الفاسدة‪ ،‬ما ٌؤدي إلى زحزحة هوٌته الحضارٌة من فرط السموم التً ٌستهلكها‬ ‫عبر القنوات الفضابٌة وؼٌرها من الوسابل‪ .‬والتً ٌطعمها مفهوم العولمة الذي أصبح ٌؽذي‬ ‫التنافس المحموم الذي فُرض على العالم‪.‬‬ ‫مواجهة هذا التنافس ٌستدعً وجود كفاء ٍة بشرٌة عالٌة من المؤهبلت‪ ،‬هذا األمر‬ ‫ٌتطلب مجهودات تربوٌة عالٌة الدقة‪ ،‬وواسعة اإلنتشار لتؽطً جل المناطق ذات االحتٌاج‪.‬‬ ‫والحركة الكشفٌة ٌمكن لها أن تساهم فً تحقق ذلك‪ ،‬نظرا لما ٌتوفر علٌه منهاجها التربوي‬ ‫وأسلوبها المتمٌز‪ .‬لكن ذلك رهٌن بدرجة الوعً والتفهم الذي ٌتطلب أن ٌظهره المسبولون‬ ‫على الحركة فً أي منطقة وتفاهمهم مع الجهات المسؤولة على المجاالت التربوٌة‪.‬‬ ‫العدٌد من األسالٌب البٌداؼوجٌة المتبعة تعرؾ هَدْ راًا كبٌراًا للفرص التربوٌة‪ ،‬كما أن‬ ‫األخطاء والهفوات تسربت إلى مكوناتها لدرجة أفرؼتها عن محتواها‪ ،‬وأصبحت بعض‬ ‫نظمها التعلٌمٌة تنتج العاطلٌن‪ ،‬و تنتج التسرب المبكر عن متابعة الدراسة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫المشاكل اإلجتماعٌة التً تصبح هً األخرى عوامل مطعمة ومدعمة للٌأس والتهمٌش‬ ‫‪8‬‬


‫واحتقار الذات‪ .‬استمرار هذه المظاهر دون تدخل من طرؾ جل مكونات المجتمع لوقؾ هذا‬ ‫النزٌؾ الذي تعانً منه األجبال‪ ،‬فإنه سٌظل ٌعرقل حركٌة التنمٌة‪.‬‬ ‫ٌمكن للمجتمع المدنً أن ٌتدخل من خبلل إشرافه على التربٌة ؼٌر النظامٌة‪ ،‬عبر‬ ‫األنشطة الثقافٌة والفنٌة والرٌاضٌة والتربوٌة وؼٌرها‪ ،‬التً تنظمها الجمعٌات والمؤسسات‪.‬‬ ‫من بٌنها الحركة الكشفٌة بأسلوبها المتمٌز‪ ،‬واعتباراًا لكونها من الطرق التربوٌة‬ ‫الدٌنامٌكٌة‪ ،‬و بما أنها من األسالٌب التربوٌة التكمٌلٌة‪ٌ ،‬مكنها أن تلعب دوراًا تربوٌا ًا كبٌراًا‪،‬‬ ‫عبر إنشاء فضاء إضافً ٌقوم بتكملة ما تقوم به األسرة و المدرسة فً سٌاق منتظم من‬ ‫التدخبلت التربوٌة التً تتطلبها حاجٌات العصر و الظرفٌة الراهنة‪.‬‬ ‫ولتقرٌب مفهوم التربٌة الكشفٌة سنحاول تفكٌك مكوناتها وتقدٌم التوضٌحات‬ ‫والشروحات المتعلقة بأجرأتها للوصول إلى فهم متكامل لمفهوم الحركة فً شمولٌتها‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫الفصل األول‬

‫التربٌة الكشفٌة‬

‫‪10‬‬


‫مفهوم التربٌة الكشفٌة‬ ‫‪ ‬تعرٌؾ التربٌة الكشفٌة‪:‬‬ ‫ٌقدم المكتب الكشفً العالمً تعرٌفا ًا للحركة الكشفٌة فً صٌاؼة جد مختصرة و معبرة‬ ‫كاآلتً‪" :‬الكشفٌة حركة تربوٌة تطوعٌة ؼٌر سٌاسٌة موجهة أساسا ًا للفتٌة والشباب‪،‬‬ ‫مفتوحة فً وجه الجمٌع دون تمٌ​ٌز فً األصل أو الجنس أو العقٌدة‪ ،‬وفقا ًا للهدؾ والمبادئ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫و الطرٌقة الكشفٌة‪".‬‬ ‫إذا كانت التربٌة تسعى إلى إٌجاد توازن شخصٌة الفرد‪ ،‬فإن ذلك ٌتطلب أن ٌكون ذلك‬ ‫الفرد مشاركا ًا فً حٌاة الجماعة مشاركة ف َّعالة تتسم باإلنتاجٌة‪ ،‬التً تتطلب المبادرة واإلبداع‬ ‫واإلجهاد والفاعلٌة‪ .‬لكً ٌشعر بموقعه داخل محٌطه وواعٌا ًا بحاضره ومطمبنا ًا على مستقبله‪.‬‬ ‫إعداد الفرد لهذا المسار داخل المجتمع عملٌة متداخلة إلى درجة التعقٌد ‪ ،‬ألنها صٌرورة‬ ‫كابن بشري لبلوغ النضج و الرشد بالمستوى والصٌؽة التً ٌنشدها المجتمع‪ .‬و هذا من‬ ‫األدوار األساسٌة التً تنشدها التربٌة كما تنشدها الحركة‪.‬‬ ‫التربٌة الكشفٌة ال تخرج عن مفهوم التربٌة الذي تتبناه المجتمعات‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫المنهاج التربوي الكشفً المتبع ٌرتبط وٌتطابق مع ثقافة وخصوصٌة المجتمع الذي ٌطبق‬ ‫فٌه‪ .‬وكما عرفه المربون والخبراء والمهتمون بالمجال التربوي الكشفً‪ ،‬أنه المنه اج الذي‬ ‫ٌهدؾ إلى تمكٌن الفرد المنخرط فً أنشطة الحركة إلى كسب صفات معرفٌة ووجدانٌة‬ ‫ومهارات تؤهله إلى تحقٌق نموه الشامل جسمٌا وعقلٌا ووجدانٌا وخلقٌا وسلوكٌا ودٌنٌا‬ ‫واجتماعٌا‪ ،‬و يسعى إلى تأهٌله قصد التحلً بالسلوك القوٌم‪ ،‬المؤدي إلى حسن التكٌؾ مع‬ ‫المحٌط والمجتمع بمبادبه وقٌمه وثقافته‪ .‬وبناء على ذلك التماثل فً األهداؾ والؽاٌات‬ ‫ٌستطٌع المنهاج التربوي الكشفً اإلنصهار مع مكونات التربٌة التً تقوم بها المؤسسات‬ ‫األخرى بالمجتمع‪.‬‬ ‫تتوفر الحركة الكشفٌة على قدرة هابلة الستنبات بدرتها داخل التجمعات السكانٌة‪،‬‬ ‫كما أنها تتمٌز ببرٌق خاص ٌمكنها من استقطاب األعضاء إلٌها‪ ،‬من خبلل أسلوبها فً‬ ‫التنظٌم واألنشطة المثٌرة الجذابة‪ .‬ولها مؤهبلت تتمثل فً سهولة االنتشار والتوسع فً‬ ‫مناطق متعددة نظرا لقدرها على التكٌؾ مع أوضاع وقٌم وعادات الجماعات البشرٌة بفضل‬ ‫العبلقة الوجدانٌة التً تنتج عبر تفاعل كل منخرطٌها الحب الذي ٌربط األعضاء بالحركة‬ ‫الكشفٌة‪ ،‬الشًء الذي ٌجعلهم ٌتدبرون أمور أعمالهم وأنشطتهم بكل ما ٌتوفرون علٌه من‬ ‫قدرات ووسابل وإمكانٌات ذاتٌة وجماعٌة‪ٌ ،‬سخرونها بروح تطوعٌة خالصة لخدمة مبادئ‬ ‫والوطنً‬ ‫وأهداؾ الحركة ‪ ،‬التً تترجم مباشرة إلى كل ما ٌصبو إلٌه المجتمع المحلً‬ ‫(‪)2‬‬ ‫والدولً بتبلؤم مع القٌم اإلنسانٌة‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫الحركة الكشفٌة المتواجدة فً أؼلب دول العالم تنتمً لمنظمة دولٌة واحدة ‪ ،‬تضم‬ ‫شباب العالم تحت لوابها‪ ،‬وتنادي بأخوة البشر‪ ،‬وتعمل بالمبادئ اإلنسانٌة فً أرفع صورها‪.‬‬ ‫فهً من جهة أسلوب تربوي محلً ووطنً ٌعرؾ الفتى بواجباته نحو بلده‪ ،‬و ُت ِع ُّدهُ لخدمته‬ ‫فً كل وقت ‪ ،‬و من جهة أخرى فهً أسلوب للتربٌة االجتماعٌة المتضامنة ومن جهة ثالثة‬ ‫طرٌقة مرنة لتعارؾ فتٌة وشباب العالم على بعضهم البعض ‪ ،‬من أجل توثٌق عرى المحبة‬ ‫بٌنهم وانفتاحهم على عبلقات إنسانٌة بعٌدة عن الحقد والكراهٌة (‪.)3‬‬ ‫التربٌة فً سٌاقها الكشفً ال تعنً اكتساب بعض المعارؾ والخبرات المحددة فحسب‪،‬‬ ‫بل تتضمن مكتسبات أساسٌة لتكوٌن الفرد مثل تنمٌة القدرات (التعلم للمعرفة) وتنمٌة‬ ‫اء)‪ .‬إذ ٌعتبر‬ ‫االتجاهات (التعلم للمستقبل) واكتساب المعارؾ والمهارات (التعلم لؤلد‬ ‫المظهران األول والثانً (التعلم للمعرفة والتعلم للمستقبل) أساسٌن للحركة‪ ،‬فاكتساب‬ ‫المعارؾ والمهارات وسٌلة ال ؼاٌة‪ ،‬ونتابجها النهابٌة تؤدي إلى تحقٌق التربٌة (‪ٌ .)4‬قصد‬ ‫"بادن باول" (مؤسس الحركة) بمفهوم التربٌة أن أهم أهداؾ تدرٌب الفتٌان الكشافة هو‬ ‫التربٌة ولٌس التعلٌم بمفهوم التلقٌن‪ ،‬وٌنبه أكثر إلدراك هذا المفهوم مـن خـبلل قولــه‪" :‬‬ ‫فتفهموا أن التربٌة تعنً أن تأخذ بٌد الفتى كً ٌتعلم بنفسه ‪ -‬وفق رؼبته ‪ -‬ا ألشٌاء التً‬ ‫تعمل على بناء شخصٌته الذاتٌة "‪ .‬هذا التعلم ٌتم عن طرٌق الترفٌه والتروٌح والبرامج‬ ‫المشوقة الملٌبة باإلثارة والتحدي واالكتشاؾ‪.‬‬ ‫نستخلص مما سبق أن ‪:‬‬ ‫‪ ‬الكشفٌة جزء من التربٌة ؼٌر الرسمٌة‪ ،‬تتوفر على منهاج تربوي خاص‪،‬‬ ‫تسعى من خبلله تحقٌق هدؾ تربوي فً إطار تنظٌم عالمً مهٌكل‪.‬‬ ‫‪ٌ ‬تجلى دور التربٌة الكشفٌة فً تكملة الدور التً تقوم به المؤسسات‬ ‫التعلٌمٌة‪ ،‬والدور الذي تقوم به األسرة‪ ،‬واألقران ووسابل اإلعبلم والمؤثرات‬ ‫األخرى المتوفرة داخل المجتمع‪.‬‬ ‫‪ ‬للحركة الكشفٌة دورها الخاص فً المجال التربوي‪ ،‬فهً ال تعوض دور أي‬ ‫مؤسسة أخرى‪ ،‬أي أنها لٌست تكرارا لمؤسسات أخرى أو بدٌبل لها‪.‬‬ ‫‪ ‬للحركة أسلوبها التربوي الخاص‪ ،‬الذي ال ٌخرج عن مرتكزات التربٌة‬ ‫المتبناة داخل المجتمع‪ ،‬ورؼم أنها حركة تربوٌة ؼٌر رسمٌة لكنها تتوفر على‬ ‫أسلوب تربوي خاص بها‪ ،‬وتتبنى طرٌقة محددة المعالم وفق منهاج متمٌز‪.‬‬ ‫‪ ‬الحركة الكشفٌة ال تخضع الفتى أو الشاب لنموذج سابق اإلعداد كً ٌتماها‬ ‫معه‪ ،‬بل إنه أسلوب ٌجعل الفرد مطالب ببدل أقصى جهده فً تنمٌة كافة‬ ‫‪)5( .‬‬ ‫مقومات شخصٌته بشكل تفرٌدي‬

‫‪12‬‬


‫‪‬‬

‫تصنٌؾ التربٌة الكشفٌة‬

‫ٌقؾ العدٌد من اآلباء والمدرسٌن والمهتمٌن بقضاٌا التربٌة حابرٌن حول تصنٌؾ‬ ‫الكشفٌة’ واعتبارها طرٌقة تربوٌة‪ .‬ولرفع هذأ اللبس نقدم التصنٌؾ الذي تفرق فٌه منظمة‬ ‫الٌونسكو فً نشراتها بٌن ثبلثة أنواع من التربٌة ‪:‬‬ ‫أولها‪ :‬التربٌة الرسمٌة المرتبطة بالبناء التسلسلً التعلٌمً التً تسهر علٌه‬ ‫المؤسسات التعلٌمٌة بمختلؾ مستوٌاتها ‪.‬‬ ‫ثانٌها‪ :‬التربٌة الحٌاتٌة‪ ،‬والقصد منها كل ما ٌكتسبه الفرد من البٌبة المحٌطة من‬ ‫مواقؾ ومهارات ومعارؾ خبلل تفاعله الٌومً بالمؤثرات التربوٌة والمصادر الموجودة‬ ‫بالبٌبة‪.‬‬ ‫ثالثها‪ :‬التربٌة ؼٌر الرسمٌة وهً التً تنتمً لها الحركة الكشفٌة لكونها نشاط‬ ‫تربوي منظم‪ٌ ،‬تم خارج النظام الرسمً‪ ،‬وٌقصد به خدمة شرٌحة من المشاركٌن فً إطار‬ ‫تنظٌم مؤطر ذو بعد تربوي موجه للجمٌع دون تمٌ​ٌز‪ ،‬على أساس أن ٌلتزم األعضاء‬ ‫ًا‬ ‫طواعٌة بهدؾ الحركة ومبادبها وطرٌقتها‪.‬‬ ‫رؼم االختبلفات التً تمٌز الدول (التً تبنت التربٌة الكشفٌة) سواء فً تباٌن العقٌدة‬ ‫أو النظام السٌاسً أو ؼٌرهما‪ ،‬فإن ما ٌُ َو ِّح ُد الحركة بٌن كل هذه االختبلفات هً أسسها التً‬ ‫ترتكز علٌها ‪ ،‬المتمثلة فً الهدؾ والمبادئ والطرٌقة‪ ،‬ألنها تمثل الحبل المتٌن الذي ربط‬ ‫الحركة الكشفٌة فً كل بقاع العالم ‪ ،‬والتً تكون ركٌزة تواصلها المستمر‪.‬‬ ‫ونظرا للؽموض الذي ٌشوب مفهوم التربٌة ؼٌر الرسمٌة‪ ،‬ومدى ارتباط الحركة‬ ‫الكشفٌة بهذا المفهوم‪ ،‬نقدم التعرٌفات التالٌة ‪:‬‬ ‫تساهم التربٌة ؼٌر الرسمٌة فً تكملة المحتوى التربوي و التكوٌنً الذي تقدمه‬ ‫األسرة والمدرسة وؼٌرهما من المؤسسات التربوٌة‪ ،‬تتولى مهمة القٌام بهذا الدور‬ ‫المنظمات والجمعٌات األهلٌة‪ ،‬التً تؤسس فً إطار تقدٌم خدمة المجتمع واالهتمام بالموارد‬ ‫البشرٌة والسعً إلى تأهٌلها كً تساهم فً التنمٌة المستدامة‪ .‬وهذا هو البعد الذي توجهت‬ ‫إلٌه الحركة منذ نشأتها األولى ‪ ،‬باإلضافة إلى هذا الدور فإن الحركة الكشفٌة سعت لتساهم‬ ‫فً تنمٌة شخصٌة األفراد بأسلوب متمٌز عبر برامج وسٌاقات تربوٌة كاآلتً ‪:‬‬ ‫‪ ‬تلبٌة الحاجٌات المتؽٌرة للفتٌة و الشباب لمواكبتها عبر مراحلها العمرٌة بما ٌتوافق‬ ‫مع كل مرحلة على حدة‪.‬‬ ‫‪ ‬إتاحة الفرصة للتعلم اإلٌجابً من خبلل التفاعل مع األقران داخل مجموعة متعاونة‬ ‫متضامنة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪ ‬الشعور باالنتماء لجماعة تحقق متعة اإلنتماء اإلٌجابً‪ ،‬الذي ٌعطً قٌمة مضافة‬ ‫للفرد‪ ،‬وتشعره باالحترام و التقدٌر تجاه نفسه وتجاه اآلخرٌن‪.‬‬ ‫‪ ‬التعاٌش مع المحٌط اإلجتماعً بإٌجابٌة‪ ،‬من خبلل تقدٌم الخدمات التً تساهم فً‬ ‫تنمٌة المجتمع‪ ،‬التً تعطٌه الحظوة و التقدٌر و المكانة اإلجتماعٌة‪.‬‬ ‫‪ ‬التأطٌر المنظم ألوقات الفراغ بالبرامج الشٌقة المفٌدة التً تستحوذ على اهتمام الفرد‬ ‫و مٌوالته و اتجاهاته‪.‬‬ ‫‪ ‬إتاحة الفرص للتعاٌش مع الطبٌعة والتعامل معها بكل إٌجابٌة‪ ،‬والتأمل فً نظامها‬ ‫وعظمتها‪.‬‬ ‫‪ ‬تكملة المعارؾ التً ٌحتاجها الفرد‪ ،‬و تقوٌة المدارك التً اكتسبها بالمدرسة و داخل‬ ‫األسرة‪.‬‬ ‫‪ ‬تحفٌز الفرد للبحث عن المعارؾ و الخبرات و المهارات بأسلوب ترفٌهً ممتع‪.‬‬ ‫‪ ‬المساعدة على تحقٌق استقبلل الشخصٌة و تقوٌتها فً اتجاه إٌجابً‪ٌ ،‬رسخ ماهو‬ ‫فردي و ٌدعم ما هو جماعً فً توازن و تكامل‪.‬‬ ‫‪ ‬الولوج لسٌاق اإلبتكار و البحث و اإلجتهاد و مواجهة المواقؾ بالحلول المبلبمة لكل‬ ‫نازلة‪ ،‬دون نمطٌة فً التفكٌر أو فً التصرؾ مع االعتماد على استعمال العقل‬ ‫والمنطق‪.‬‬ ‫‪ ‬المساعدة على التفكٌر بحرٌة دون تبعٌة أو اتكالٌة أو خنوع‪ ،‬فً إطار احترام‬ ‫الضوابط و القواعد اإلجتماعٌة التً تنظم العبلقة‪.‬‬ ‫‪ ‬التأثٌر اإلٌجابً على الجماعة‪ ،‬و المساهمة فً تسٌ​ٌر شؤونها و فً إنتاج آرابها‪،‬‬ ‫واإلحساس بمشاعرها و تنفٌذ مقرراتها ومشارٌعها و تقوٌم أعمالها‪.‬‬ ‫‪ ‬الشعور بالمسؤولٌة و باحترام و تقدٌر الواجبات دون إهمال للحقوق‪.‬‬ ‫‪ ‬تصرٌؾ اإلمكانٌات الكامنة لدى الفرد من خبلل خلق مجال لتجرٌب الطاقات و لصقل‬ ‫المواهب وتقوٌة االستعدادات‪.‬‬ ‫‪ ‬االنفتاح على العالم و على اآلخرٌن لنسج عبلقات إنسانٌة بعٌدة عن الكراهٌة و الحقد‬ ‫و نبد اآلخر دون مبررات منطقٌة‪.‬‬ ‫تؤكد الحركة الكشفٌة أن مهمتها وفق تصنٌفها‪ ،‬تأتً فً سٌاق المساهمة فً‬ ‫تربٌة الشباب من خبلل إشراكهم طٌلة سنوات تكوٌنهم فً عملٌة تربٌة ؼٌر رسمٌة‪ ،‬موازاة‬ ‫مع مكونات التربٌة الرسمٌة المعتمدة بالمجتمع‪.‬‬

‫القٌمة المضافة للحركة ‪:‬‬ ‫‪14‬‬


‫القٌمة المضافة التً تسعى الحركة تحقٌقها تتجلى فً المحاولة الحدٌثة لفتح فرص‬ ‫تطوٌر الذات من خبلل وضع المنخرط الجدٌد على الطرٌق الصحٌح الذي ٌجب أن ٌتبعه‬ ‫الفرد (الفتى أو الشاب) وفق ظروفه االجتماعٌة وحسب إمكانٌاته البدنٌة والفكرٌة وحسب‬ ‫مرحلته العمرٌة والمتمثلة فً توطٌد المكتسبات السابقة فً شتى تجلٌاتها (االجتماعٌة‪،‬‬ ‫الثقافٌة‪ ،‬الفكرٌة ‪ ،‬البدنٌة‪ ،‬النفسٌة ‪ ،‬الروحٌة ) التً بلؽها إلى حٌن انخراطه بالحركة‬ ‫والسعً إلى تطوٌرها إلى األفضل من خبلل ‪:‬‬ ‫‪ -1‬توطٌد عبلقة الفرد بأسرته والسعً إلى تطوٌرٌها إلى األحسن وفق القٌم‬ ‫والمبادئ االجتماعٌة النبٌلة‪.‬‬ ‫‪ -2‬السعً إلى تطوٌر عبلقته مع مؤسسته التعلٌمٌة وجعلها فً وثٌرة متطورة إلى‬ ‫األحسن باستمرار وتوجٌه بؽاٌة الرفع من قدراته التحصٌلٌة‪ ،‬وجعله أكثر استعداد للنمو‬ ‫بوثٌرة متوازنة مع البرنامج التعلٌمٌة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬حسن تعامل الفرد مع الذات من خبلل رؤٌة تؤكد فعالٌة ذات الفرد ومشاركتها‬ ‫اإلٌجابٌة فً شتى مجاالت الحٌاة‬ ‫‪ -4‬تلبٌة مطالب النمو رهٌنة باكتساب المعارؾ والمهارات واالتجاهات و مبلءمتها‬ ‫مع االحتٌاجات الحقٌقٌة للمتعلم وفق متطلبات الحٌاة االجتماعٌة التً بها‪.‬‬ ‫‪ -5‬حسن استؽبلل أوقات الفراغ ‪ ،‬بأسلوب ٌجعل الفرد أكثر وعٌا وأكثر إدراكا‬ ‫بمصالحه الشخصٌة اآلنٌة والمستقبلٌة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تطوٌر العبلقات اإلنسانٌة واالجتماعٌة من خبلل اإلحساس بمعاناة اآلخرٌن‪،‬‬ ‫وجعله من السباقٌن إلى تقدٌم الخدمات لمن ٌحتاج للعون والمساعدة‪.‬‬ ‫‪ -7‬توسٌع آفاق الفرد وجعله أكثر انفتاحا على العالم وأكثر اطبلعا على القضاٌا‬ ‫المتعلقة بحٌاة اإلنسان‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫وفً هذا االتجاه أصدرت المنظمات الشبابٌة السبع ومن بٌنها المنظمة الكشفٌة‬ ‫العالمٌة وثٌقة جد هامة تتعلق بسٌاسات الوطنٌة للشباب بعنوان‪ " :‬بٌان حول تربٌة‬ ‫(‪)6‬‬ ‫النشء" الذي حددت من خبلله سمات الشباب و مواطنً الؽد‪ ،‬جاءت كاآلتً‪:‬‬ ‫‪ ‬مستقلون‪ :‬قادرون على تحدٌد اختٌاراتهم و التحكم فً حٌاتهم الشخصٌة و اإلجتماعٌة‬ ‫كأفراد وأعضاء فً أسرة المجتمع‪.‬‬ ‫‪ ‬متعاونون‪ :‬قادرون على إبداء اهتماماتهم باآلخرٌن و العمل معهم و من أجلهم و أن‬ ‫ٌشاركوهم اهتماماتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬مسؤولون‪ :‬قادرون على تحمل مسؤولٌة أفعالهم و اإللتزام بواجباتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬ملتزمون ‪ :‬قادرون على التمسك بالقٌم و المثل و المبادئ و العمل بمقتضاها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فلسفة التربٌة الكشفٌة‬

‫قدم (الزلو ناجً) فً كتابه " ‪ 250‬ملٌون كشاؾ " للتعرٌؾ بالحركة وصفا‬ ‫مفاده ‪ :‬أن تعرٌؾ الحركة الكشفٌة دون الحدٌث عن "بادن باول" أشبه بتألٌؾ كتاب عن‬ ‫البوذٌة دون ذكر بودا‪ ،‬أو تحلٌل الماركسٌة دون الرجوع إلى عصر ماركس (‪ .)7‬وهذا الوصؾ‬ ‫الدقٌق ٌؤكد أنه ال ٌمكن فصل حٌاة هذا الرجل بكل تفاصٌلها عن فكرة تأسٌس الحركة‪،‬‬ ‫‪ ،‬ورافق تطورها‬ ‫ألنهما متبلزمٌن بشكل وثٌق ج ًاّدا‪ ،‬خصوصا وأنه واكب نشأتها األولى‬ ‫وتوسعها‪ ،‬وتأكٌد حضورها على الساحة التربوٌة مدة ‪ 34‬سنة (‪ 1907‬سنة التأسٌس ‪1941‬‬ ‫سنة وفاته)‪.‬‬ ‫انطلق مؤسس الحركة تفكٌره التربوي من هدؾ وحٌد هو تؽٌ​ٌر األحوال التربوٌة‬ ‫واالجتماعٌة للمجتمع الذي ٌنتمً إلٌه ‪ ،‬والذي عرؾ خبلل فترة ؼٌابه عن بلده تراجعا خطٌرا‬ ‫فً منظومة القٌم ‪ ،‬حٌث برزت مظاهر مشٌنة على سلوك الناس‪ ،‬مثل األنانٌة واالحتٌال‬ ‫والكذب والعنؾ‪ ...‬الشًء الذي دفعه إلى التأمل بعمق فً األسباب التً جعلت المجتمع ٌنهار‬ ‫أخبلقٌا بهذا الشكل وبهذه السرعة‪ .‬طرح تساؤالت منهجٌة حول أسالٌب التربٌة ودورها فً‬ ‫حماٌة المجتمع‪ ،‬كانت تأمبلته مرفقة بانزعاج حول األوضاع المزرٌة التً ٌراها أمامه‪ .‬هذا‬ ‫اإلكراه جعله ٌتجه إلى البحث عن معاٌ​ٌر تربوٌة فاعلة تخرج المجتمع من محنته‪ ،‬فاتجه فً‬ ‫البداٌة إلى تجرٌب أفكاره البٌداؼوجٌة الموجهة أساسا للفتٌة‪ ،‬والعمل على ترجمتها إلى فعل‬ ‫تربوي ٌهدؾ الرفع من قٌمة شخصٌة اإلنسان وتقوٌتها وربطها بقٌم ومبادئ المجتمع‪ ،‬عبر‬ ‫إشراك الفتٌة والشباب فً أنشطة بالطبٌعة تبعدهم عن أجواء المدن التً انهارت قٌمها‬ ‫‪16‬‬


‫وانحرفت أخبلقٌاتها‪ .‬مبتعدا ‪ -‬عند االنطبلقة ‪ -‬عن أسالٌب البرهنة واإلثبات عن نجاعة هذه‬ ‫األفكار البٌداؼوجٌة الجدٌدة‪.‬‬ ‫صٌاؼة منظومة تربوٌة التً سماها صاحبها (اللورد استفن اسمٌت بادن باول) ‪:‬‬ ‫"بالحركة الكشفٌة "‪ .‬جاءت إرهاصاتها األ ولٌة عبارة عن معطٌات مفككة‪ ،‬كل واحدة تتضمن‬ ‫معطى جد هام فً شكله التجزٌبً‪ ،‬هذه المعط ـٌات تم تجمٌعه ـــا فً َب ْو َت َق ٍة واحدة‪ ،‬تم صهرها‬ ‫فٌما بٌنها وإخراجها ملتحمة ومتكاملة العناصر(‪ )8‬من خبلل األفكار والتجارب التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ ‬التجارب العسكرٌة وبالخصوص ما توصل إلٌه من أفكار خبلل حصار "مافكٌنػ"‬ ‫بإفرٌقٌا سنة ‪ .1899‬حٌث استطاع أن ٌواجه ذلك الحصار من خبلل اعتماده على‬ ‫الصبٌة فً القٌام بالعدٌد من المهام التً كانت آنذاك محصورة على الرجال‪ .‬فقدم‬ ‫لهؤالء الفتٌة تدرٌبا سرٌعا على المهام التً كان ٌقوم العدٌد من الجنود المتواجدٌن‬ ‫بعٌدا عن مكان المواجهة المسلحة ‪ -‬الجبهة ‪ -‬التً كان ٌعانً فٌها من نقص فً‬ ‫عدد الرجال‪ .‬و قام بتؽطٌة النقص العددي على الجبهة دون أن ٌخل بالمهام األخرى‪،‬‬ ‫التً أبدع فٌها الفتٌة وقاموا بأدابها بنفس الكفاءة وأحٌانا ببراعة أكثر من الكبار‪.‬‬ ‫وكان ذلك اكتشافا عظٌما للطاقات التً اعتبرت فٌما بعد على أنها كانت مهملة‪ ،‬والتً‬ ‫ال تعطى لها الفرصة الكافٌة المتناسبة معها لظهور القدرات الحقٌقٌة لهذه الفبة‬ ‫العمرٌة‪.‬‬ ‫‪ ‬إعجابه الكبٌر إلى درجة االندهاش بنمط عٌش القبابل اإلفرٌقٌة‪ ،‬وتأثره بأسلوب‬ ‫تعاملهم‪ ،‬ونصاعة سرٌرتهم وصفاء ضمابرهم‪ .‬ما انجدب إلٌه أكثر هو اعتناؤه‬ ‫الدقٌق بتقالٌدهم وطقوسهم‪ ،‬رأى أنها رؼم بدابٌتها فإنها تتضمن أشٌاء كثٌرة جدٌرة‬ ‫بالتقدٌر والتأمل واإلهتمام‪.‬‬ ‫‪ ‬التجارب التروٌحٌة والهواٌات التً ٌتمٌز بها "بادن باول" والتً عاشها هو‬ ‫بنفسه‪ ،‬وكانت عبارة عن أنشطة متمٌزة كان ولوعا بممارستها مثل التجوال فً‬ ‫الؽابات والطواؾ باألنهار والجبال حامبل جرابه على ظهره الذي ٌعده مسبقا واضعا‬ ‫فٌه كل المستلزمات التً تمكنه من المبٌت فً الخبلء وقضاء معظم حاجاته األساسٌة‬ ‫أثناء هذه الرحاالت التً ٌمؤل بها أوقات فراؼه وعطله‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫‪ ‬حصوله على قناعة كبٌرة بالسبلم واألخوٌة والتسامح بٌن بنً البشر‪ ،‬رؼم أنه‬ ‫جندي محارب فإن هذه القناعة بلورتها العبلقات التً ربطها مع العدٌد من الشعوب‬ ‫اإلفرٌقٌة التً كان ٌكن لهم االحترام والتقدٌر لما لمس فٌهم من صفات ومزاٌا جدٌرة‬ ‫بالتقدٌر رؼم تباٌنها مع خصوصٌات المجتمع األوربً المتحضر الذي ٌنتمً إلٌه‪.‬‬ ‫‪ ‬التأثر بالتوجهات التربوٌة السابدة آنذاك والتً تعتمد على قدرات الفرد واستعداده‬ ‫للتقدم والتطور الذاتً‪ ،‬التً كانت تمثل أطروحات تربوٌة متمٌزة وهامة واكبها "بادن‬ ‫باول" باهتمام كبٌر‪ .‬والتً استفاد منهالصٌاؼة آرابه التربوٌة‪ ،‬ومقارنتها مع‬ ‫الكتابات التربوٌة‪.‬‬ ‫تبلورت هذه المعطٌات فً فكر "بادن باول " التربوي‪ ،‬واستطاع أن ٌتحقق من‬ ‫نجاعته ا عبر تنظٌمه ألول مخٌم كشفً ‪ ،‬استطاع خبلله أن ٌخرج أفكاره من حٌزها النظري‬ ‫إلى التجربة الحقٌقٌة المعاشة على أرض الواقع‪ .‬ؾكان تنظٌم أول مخٌم بجزٌرة" براونسً"‬ ‫بمثابة أول تظاهرة كشفٌة فً تارٌخ الحركة‪ ،‬التً أعطتها البزوغ ثم االنطبلق‪.‬‬ ‫انتقل "بادن باول" من األفكار األولٌة التً تحقق وتأكد من نجاعتها إلى حد كبٌر بعد‬ ‫تجرٌبها على أرض الواقع ‪ ،‬إلى التنظٌر المنهجً لحركته من خبلل إصداره كتاب "الكشفٌة‬ ‫للفتٌان" الذي جمع فٌه كل مكونات منظومته التربوٌة التً كانت بمثابة فتح جدٌد فً مجال‬ ‫التطٌر الشبابً آنذاك‪ .‬ألنها ترتكز على معطٌات والنتابج التً‬ ‫التربٌة ؼٌر الرسمٌة و أ‬ ‫البٌداؼوجً والتربٌة‪ .‬رؼم أن الكتاب لم‬ ‫ا‬ ‫توصلت إلٌها العلوم اإلنسانٌة ‪ ،‬والتً استفادت منها‬ ‫ٌرق إلى مصاؾ المراجع البٌداؼوجٌة الممنهجة‪ ،‬لكنها مع التطبٌق الفعلً تأكدت نجاعتها‬ ‫وفعالٌتها‪ ،‬لٌنتقل بها إلى مرحلة تمٌزت بالدقة والضبط المنهجً‪.‬‬ ‫عرفت الكشفٌة من ذ تارٌخ تأسٌسها سنة ‪ 1907‬إلى ؼاٌة سنة ‪ 1941‬سنة وفاة‬ ‫مؤسسها نموا وتطورا بٌداؼوجٌا مضطردا‪ٌ ،‬مكن مبلحظ ته من خبلل ما عبر به عن مرامٌه‬ ‫بقوله ‪" :‬الكشفٌة مدرسة للتربٌة‬ ‫من هذه الحركة عند تألٌفه لكتاب "الكشفٌة للفتٌان"‬ ‫الوطنٌة بواسطة فن الؽابات" وبعد مدة زمنٌة لٌست بالهٌنة من المجهودات النظرٌة‬ ‫والتطبٌقٌة التً استؽرقت ‪ 33‬سنة وبالخصوص عند إعادة طبع الكتاب من جدٌد سنة‬ ‫‪ ،1940‬وصرح فً طبعته الثانٌة المنقحة التً أصدرها وهو أكثر حماسا من ذي قبل‪َ ،‬ف َ‬ ‫ش َّب َه‬ ‫الكشفٌة بأنها ثورة تربوٌة‪ ،‬وأَ َك َّد أنها بكل بساطة‪ " :‬طرٌقة بدٌهٌة لل تروٌح المفرح فً‬ ‫الهواء الطلق‪ ،‬وبمثابة وسٌلة مجدٌة للثقافة " (‪.)9‬‬

‫‪18‬‬


‫تمٌز األسلوب الكشفً فً التربٌة ‪:‬‬ ‫تتوفر التربٌة الكشفٌة على بعض الممٌزات التً تمٌزها عن الطرابق التربوٌة‬ ‫األخرى‪ ،‬لكونها ال تخرج عن نطاق التربٌة فً مفهومها العام ‪ ،‬ألن الكشفٌة تمثل طرٌقة‬ ‫تربوٌة ذات خصوصٌات وأسالٌب تعطٌها تفردا وتمٌزا‪ .‬لقد حددت أهدافها وؼاٌاتها بكل دقة‪،‬‬ ‫ووضعت أساسٌتها المتناسقة ‪ ،‬بٌن أهدافها و مبادبها وطرٌقتها الخاصة ‪ ،‬وحددت هدفها‬ ‫المتجلً فً تكوٌن الفتٌة والشباب من الجنسٌن‪ ،‬وفق منظومة تربوٌة شاملة المجاالت ‪.‬‬ ‫إنسانً ٌنمو وٌتطور فً مجتمع‬ ‫تنظر التربٌة الكشفٌة إلى الفرد على أنه كابن‬ ‫إنسانً‪ٌ ،‬تصل باآلخرٌن فً مجتمعات أخرى وفق ترابطات إنسانٌة‪ ،‬بعٌدة عن المزاٌدات‬ ‫والصراعات‪ ،‬وفً منأى عن الكراهٌة والحقد ‪ ،‬متعالٌة عن مشاعر العدوانٌة‪ .‬متصفة‬ ‫بالتجدٌد والحداثة والتطور‪ .‬تسعى أن ٌعٌش اإلنسان إنسانٌته بؽض النظر عن الفروق ورؼم‬ ‫اختبلؾ العادات والتقالٌد‪ .‬وعن الصراعات العرقٌة والسٌاسٌة‪.‬‬ ‫األسلوب التربوي الكشفً المتمٌز ‪ ،‬لكونه ملًء باإلثارة والتحدي والمؽامرة‬ ‫والتشوٌق‪ ،‬خصوصا ًا ما ٌوفره إطارها الرمزي‪ ،‬الذي ٌدخل الفتٌة و الشباب فً سٌاق تربوي‬ ‫ملًء بالقصص والطقوس والعادات التقالٌد التً تعطٌه نفحة ؼرٌبة عن التنظٌمات األخرى‪،‬‬ ‫هذا اإلطار الرمزي بجل مكوناته ٌعطً للحركة نكهتها المتمٌزة‪.‬‬ ‫هذه النكهة الممٌزة وضعت عامة الناس وبعض المهتمٌن بالقضاٌا التربوٌة أمام‬ ‫صعوبة لفهم األسلوب الكشفً فً التربٌة‪ .‬وقد أدرك "بادن باول " مؤسس الحركة نفسه‬ ‫هذه الصعوبة فً نقل مفهومها لآلخرٌن لكون الذٌن اطلعوا على كتبه فً البداٌة لفهم الدور‬ ‫الذي ٌمكن أن تلعبه الكشفٌة فً تربٌة الفتٌة والشباب‪ ،‬منهم من سخر من هذه األفكار‬ ‫ومنهم من اعتبر أنها تدعوا إلى مفاهٌم ؼرٌبة ال عبلقة لها بما ٌحتاجه الشباب و الفتٌة فً‬ ‫تلك الفترة‪ .‬سوء الفهم هذا له ما ٌبرره لكون الحركة كانت فً طور النشأة‪ ،‬و كانت لم تكتمل‬ ‫عناصرها األساسٌة فً صٌاؼة منهاجه بشكل واضح‪.‬‬ ‫استطاع" بادن باول" أن ٌواجه تلك االنتقادات و تلك السخرٌة بجدٌة و صرامة وبعد‬ ‫جهد مضنً استطاع أن ٌوضح المرامً و األهداؾ التً تنشدها الحركة بواسطة الكتابة‬ ‫التنظٌرٌة‪ .‬فنشر عدة مؤلفات ٌفسر و ٌشرح عناصر البرنامج الكشفً الذي ٌقترحه‪ ،‬الذي‬ ‫كان ٌبدو آنذاك أسلوبا ًا ؼرٌبا ًا عما هو معتاد لدى التنظٌمات الشبابٌة‪.‬‬ ‫واكب هذه الكتابات و المقاالت بالتنفٌذ الفعلً للبرنامج الكشفً على أرض الواقع‪،‬‬ ‫الذي أشرك فٌه الشباب الذٌن تحمسوا للكشفٌة و اعتنقوها بشؽب وحب‪ ،‬و لم ٌقبلوا عنها‬ ‫‪19‬‬


‫بدٌبلًا‪ .‬وكان ارتباط الفتٌة والشباب بالحركة هو أكبر نجاح لؤلفكار التربوٌة التً جاء بها‬ ‫مؤسسها‪.‬‬ ‫ٌؤكد " بادن باول" من خبلل الجهد الذي بذله إلٌصال أهداؾ و مرامً الحركة‪ .‬أنه‬ ‫حاول أن ٌبرز للمهتمٌن على أن الكشفٌة منظومة تربوٌة متبلحمة‪ ،‬و تتمٌز بتبلزمها مع‬ ‫التطبٌق و الممارسة الفعلٌة‪ .‬فمن خبلل محاوالته عن طرٌق التألٌؾ البٌداؼوجً لتبلٌػ البعد‬ ‫الذي ٌنشده بأفكاره الجدٌدة‪ ،‬تبٌن له أنه عاجز عن اإلقناع‪ ،‬والتعبٌر عما تتوفر علٌه الحركة‬ ‫من سحر و متعة وجاذبٌة ؼٌر واضح بما فٌه الكفاٌة‪ .‬لكن الممارسة على أرض الواقع كانت‬ ‫ابلػ من الكتابة‪ .‬لكون المشاركٌن الذٌن مارسوها و تذوقوها‪ ،‬عبروا عن ارتٌاحهم وفرحتهم‬ ‫بها‪ ،‬و تمسكهم بكل تفاصٌلها وأكدوا على ضرورة اإلستمرار فٌها‪ .‬فبدأ ٌشعر الكبار بأهمٌة‬ ‫الحركة من خبلل معاٌنة تمسك الفتٌة بها و إصرارهم على ممارستها‪ ،‬واإلخبلص لمبادبها‪.‬‬ ‫و كل من انخرط فً صفوفها ٌشعر بنفس اإلحساس اتجاهها وهذا ما ٌدفع للقول أن الحركة‬ ‫الكشفٌة كأسلوب تربوي فً صٌاؼته النظرٌة ال ٌتم استٌعابها إالّ عند ممارستها‪ ،‬وهذه‬ ‫خاصٌة ممٌزة للحركة الكشفٌة‪ .‬فوجد الكبار الحلقة المفقودة التً تساهم فً تكملة الدور‬ ‫التربوي للمؤسسات األخرى‪.‬‬ ‫الحركة الكشفٌة تنظٌم عالمً مهٌكل التنظٌم‪ٌ ،‬توفر على خبراء متخصصٌن فً‬ ‫التنظٌر البٌداؼوجً وفً المجال التربوي‪ٌ ،‬واكبون كل المستجدات و التطورات التً تحصل‬ ‫فً عالمنا المعاصر‪ ،‬و تحاولون أن تكون الحركة س َّباقة فً مواكبة تلك التحوالت‪ ،‬و مواكبة‬ ‫توجها ًا واقعٌا ًا‬ ‫اإلنتاج العلمً التً ٌدخل فً مجال علوم التربٌة‪ ،‬لٌعطً للممارسة الكشفٌة ُّ‬ ‫حقٌقٌاًا‪ٌ ،‬تبلءم مع اإلحتٌاجات الحقٌقٌة لمتطلبات اإلنسان المعاصر‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫التفاعل التربوي للحركة الكشفٌة‬ ‫تشكل الفبة العمرٌة " الفتٌة والشباب " لدى اآلباء واألولٌاء مصدر قلق فٌما ٌتعلق‬ ‫بالمجاالت التً ٌمكن أن ٌصرؾ فٌها هؤالء األبناء طاقاتهم واهتماماتهم وتلبٌة رؼباتهم‪،‬‬ ‫واألمكنة التً سٌقضون فٌها أوقات فراؼهم ‪ ،‬والرفاق الذٌن سٌتقاسمون معهم تلك األوقات‬ ‫واألنشطة والممارسات التً سٌهتمون بها‪ .‬هذه المخاوؾ ٌمكن أن تتناقص أو تتبلشى حٌنما‬ ‫ٌجد األبناء أمكنة تدخل فً إطار التربٌة ؼٌر النظامٌة‪ ،‬والتً تكون وجهة تروٌحٌة تعلمٌة‬ ‫ٌمارسون فٌها الرٌاضة أو الفنون وؼٌرها من األنشطة فً إطار مؤسساتً مؤطر ‪ٌ ،‬باركه‬ ‫اآلباء و ٌرضون علٌه وهم مطمبنون على أبنابهم ألن هناك من ٌرعاهم وٌراقبهم داخل‬ ‫سٌاق أنشطة منظمة ‪ ،‬مع أقران ٌحدوهم نفس االهتمام‪.‬‬ ‫ما ٌبعد القلق عن اآلبا ء خبلل األوقات الحرة‪ ،‬أن اإلبن فً مكان معلوم ٌمارس به‬ ‫أنشطة مفٌدة مع أقران ٌهتمون بنفس النشاط ومؤطرٌن ب أ ُطر متخصصة فً مناخ تربوي‬ ‫هادؾ‪.‬‬ ‫وجود فضاء تربوي ‪ٌ ،‬ستقبل الفتٌة والشباب فً أوقات فراؼهم فً مجتمعنا‬ ‫تربوي ذو أهمٌة بالؽة ‪ ،‬ألن تأثٌر اإلٌجابً‬ ‫ا‬ ‫المعاصر‪ٌ ،‬عتبر اختٌارا و توجه ا صاببا‪ ،‬وانتصارا‬ ‫على أنشطة الوقت الحر ب التوزٌع الزمنً األسبوعً لحٌاة الفرد‪ ،‬تمكنه من إٌجاد تكامل‬ ‫وتناؼم مع األنشطة والواجبات الدراسٌة‪ ،‬ومع األنشطة الحٌاتٌة الٌومٌة‪ٌ ،‬ؤدي إلى توازن‬ ‫فً شخصٌة المشارك من كل النواحً النفسٌة والجسدٌة واالجتماعٌة والروحٌة والعقلٌة‪،‬‬ ‫وٌحصنه من التنجراؾ وراء المزالق التً ٌعج بها المحٌط ‪.‬‬ ‫إذا توفر داخل بٌبة اجتماعٌة مؤسسة تربوٌة تهتم بتلبٌة حاجٌات الفتٌة والشباب‪،‬‬ ‫تساهم فً تنمٌة دواتهم وتقوٌة شخصٌتهم‪ ،‬فً سٌاق ٌكمل ما تقوم به األسرة والمدرسة من‬ ‫جهد لتربٌة وتكوٌن األفراد‪ ،‬مؤسسة تعمل فً إطار التربٌة ؼٌر الرسمٌة ‪ ،‬فإن تلك البٌبة‬ ‫ٌصل أصحابها إلى وعً تربوي عالً جدا‪ ،‬ال ٌتم إال داخل مجتمع متضامن واعً‪ .‬ألن هناك‬ ‫داخل ٌوجد من ٌتقاسم مع اآلباء واألولٌاء أعباء حماٌة األبناء وتكوٌنهم ‪ ،‬ومدهم بكل‬ ‫على المستقبل برؤٌة‬ ‫الوسابل المتاحة التً تقدم لهم فرص الحٌاة المنسجمة المتطلعة‬ ‫واضحة‪.‬‬ ‫الحركة الكشفٌة أبرز هذه المؤسسات‪ ،‬وأهمٌتها ال تمكن فً أنها تحتوي على منهاج‬ ‫أهمٌتها تمكن فً‬ ‫تربوي ٌتبلءم مع مكونات التربٌة السابدة بكل فاعلٌة وإٌجابٌة‪ .‬بل‬ ‫انفتاحها وقدرتها على المشاركة بٌن جمٌع مكونات المجتمع )البٌاة االجتماعٌة ( لبلهتمام‬ ‫بالفتٌة والشباب وعلى التفكٌر فً قضاٌاهم والبحث عن إٌجاد حلول لمشاك لهم الطاربة أو‬ ‫المرتبطة بمراحل عمرهم أو بٌبتهم ومحٌطهم‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫التربٌة الكشفٌة أسلوب تربوي ؼٌر رسمً ‪ ،‬تلعب دورا هاما فً خلق م ناخ تربوي‬ ‫صرؾ ٌستقطب اهتمام الفتٌة والشباب‪ ،‬وٌدمج اآلباء واألولٌاء فً مواكبة أبنابهم خارج‬ ‫إطار األسرة وخارج فضاء المدرسة‪ ،‬ويندمج مع المؤسسة التعلٌمٌة من أجل بلوغ أهدافها‬ ‫التربوٌة‪ .‬إذن الؽاٌة هنا واحدة ـ عبر تقدٌم الخدمات التربوٌة التً تحقق للفرد االستفادة‬ ‫يترك‬ ‫القصوى من إمكانٌاته العقلٌة والبدنٌة واالجتماعٌة والروحٌة فً تكامل متناؼم ال‬ ‫الفرصة للتٌارات الهدامة من تكسٌر دور األسرة أو تبدٌد مجهودات المؤسسة التعلٌمٌة ‪.‬‬ ‫وهذا يقتضً توؾير العناصر التالٌة‪:‬‬ ‫إثارة الرؼبة عند الفتٌة والشباب ‪:‬‬

‫رؼم تكامل المجهود التً ٌمكن أن تقوم به المؤسسات )األسرة ‪ ،‬المدرسة ‪،‬‬ ‫الكشفٌة ( لكنها لن تتم فً ؼٌاب المعنً باألمر‪ .‬فهو محور العملٌة التربوٌة كلها ‪ ،‬ولن‬ ‫ٌستطٌع أحد أن ٌدمج فبة الفتٌة والشباب داخل هذا السٌاق إال بتوفر عنصر االقتناع وتأكٌد‬ ‫الرؼبة على الولوج من طرفهم ‪ ،‬واالستمرار داخل هذا النمط التربوي واالنصهار فً‬ ‫أنشطته واالندماج فً مجاالته ‪ .‬الن الرؼبة الذاتٌة للفرد تجاه هذا النمط وهذا النوع من‬ ‫النشاط شرط أساسً ٌتحقق عن طرٌق إثارة الرؼبة التً بواسطتها تحقق المتعة التً ٌبلؽها‬ ‫عن طرٌق المؽامرة والتحدي واالكتشاؾ التً ٌلفها اإلطار الرمزي للحركة بمثٌراته الجذابة‪،‬‬ ‫هذه الرؼبة ال تتوفر لدى الفرد من تلقاء نفسه‪ ،‬بل ال بد أن توفر الجمعٌة الكشفٌة على‬ ‫أسالٌب جدب الفتٌة و الشباب إلٌها‪ ،‬بمباركة األسرة والمدرسة لذلك التوجٌه‪.‬‬ ‫المقصود بالجدب هنا هو قدرة التنظٌم الكشفً على إثارة اهتمام األفراد وجدبهم‬ ‫لتحقٌق رؼبتهم فً ممارسة التحدي وركوب المؽامرة واكتشاؾ المجهول‪ .‬لكون االنخراط‬ ‫فً الحركة عادة ال ٌتم بتوجٌه اآلباء دون رؼبة األبناء‪ ،‬وأن كل الكبلم الجٌد الذي قٌل و‬ ‫ٌقال حول أهمٌة الحركة إذا بقً بدون أجرأة فعلٌة فسٌظل مجرد كبلم خال من أي معنى‪ .‬إذا‬ ‫وجد الفتٌة والشباب أمامهم تنظٌم كشفً لٌست له القدرة على جدبهم إلٌه ‪ ،‬لتولٌد الرؼبة‬ ‫لدٌهم فً تحدي الصعوبات وركوب المؽامرة فً سٌاق األنشطة بالطبٌعة ‪ ،‬مع التحفٌز على‬ ‫االكتشاؾ والبحث عن المعارؾ‪ .‬فإن وجود التنظٌم الكشفً ٌعتبر كعدمه‪.‬‬ ‫عملٌة الجدب نقطة انطبلق أساسٌة فً نجاح المهمة التربوٌة للحركة‪ ،‬التً تتطلب‬ ‫أن ٌكون هناك تنظٌم كشفً متوفر على عناصر ممارسة الطرٌقة الكشفٌة التً تخلق‬ ‫بواسطة أنشطتها وتحركاتها ومشارٌعها مناخا تربوٌا ٌتمٌز بالجاذبٌة التً تؽٌر اتجاه‬ ‫المستهدفٌن‪ ،‬وتدمجهم فً سٌاق العملٌة التربوٌة التً تحقق أهداؾ ومبادئ الحركة الكشفٌة‬ ‫التً تتبلءم مع أهداؾ المجتمع‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫بلوغ هذه المرحلة تتطلب تظافر جهود كل الفاعلٌن المرتبطٌن بتربٌة الفتٌة والشباب‪.‬‬ ‫ألن عنصرإثارة االهتمام و الرؼبة لدى الفتٌة والشباب وهو مفتاح ولوج عالم الحركة الملا‬ ‫باإلثارة ‪ ،‬وعملٌة الجدب تحقق معانقة األنشطة عبر سٌاقاتها التربوٌة الهادفة‪.‬‬

‫التواصل التربوي ‪:‬‬ ‫ٌتكون البرنامج الكشفً من فقرات متسلسلة متكاملة فٌما بٌنها‪ ،‬بتم وضعها بشكل‬ ‫متبلبم مع مكونات البرامج الدراسٌة ما تعطٌه تناؼما وتبلؤما مع تطلعات وتوجهات األسرة‬ ‫ة‬ ‫فً رؤٌتها لتربٌة أبنابها‪ .‬نجاح هذه المهمة ٌتطلب أسلوبا تواصلٌا ٌتمٌز باالستمراري‬ ‫والفعالٌة‪ .‬وتوفر ذلك ٌتطلب وجوبا تشارك جمٌع الجهات فً توحٌد الرؤى وتحدٌد خطة‬ ‫العمل واعتماد طرق التقوٌم والمتابعة‪.‬‬ ‫تحقٌق ذلك ٌتطلب من الناحٌة العملٌة إٌجاد شبكة تواصل مترابطة األجزاء‪ ،‬كً‬ ‫تشرؾ على مواكبة تنفٌذ الخطة المرسومة‪ .‬تلعب األسرة فً هذه العملٌة دورا محورٌا‪،‬‬ ‫فاآلباء ٌشرفون على تتبع العملٌة التعلٌمة مع المدرسة ‪ ،‬وٌسهرون على مواكبة أوقات‬ ‫فراغ أبنابهم‪ .‬وهذا شًء تفرضه المسؤولٌة المباشرة لدور األسرة‪ .‬كما أن التنظٌم الكشفً‬ ‫ٌمكنه أن ٌربط حبل التواصل مع المدرسة بموافقة اآلباء أو بمشاركتهم‪ ،‬فذلك ٌعطً‬ ‫للتواصل متانة وٌعطٌه قوة وفعالٌة لتحقٌق األهداؾ الموحدة للمؤسسات الثبلث‪.‬‬ ‫عنصر المشاركة تطور إلى مفهوم الشراكة الذي تعتبره الحركة الكشفٌة حالٌا وعلى‬ ‫رأسها المنظمة العالمٌة من أهم األولوٌات اإلستراتٌجٌة التً ٌجب أن تعمل الجمعٌات‬ ‫الكشفٌة على تثمٌنها وتوسٌع دابرتها على جل المرتبطٌن بالعملٌة التربوٌة‪ .‬وأكدت المنظمة‬ ‫أن الشراكة فً عصرنا الحالً الطرٌقة المثلى لبلرتقاء بمستوى الكشفٌة (‪ )10‬وٌمكن أن نقول‬ ‫أن الضمانات األساسٌة لنجاح الحركة وتحقٌق أهدافها تتوقؾ على مدى اهتمام اآلباء‬ ‫بأنشطة أبنابهم مع إشراك المؤسسة التربوٌة ‪ ،‬والعمل على تنسٌق الجهود مع التنظٌم‬ ‫الكشفً ‪ ،‬إذ بدون تعاونهم جمٌعا لن ٌتم تحقٌق أهداؾ الحركة بالصورة المرسومة‪.‬‬ ‫ولتوضٌح مدى تفاعل الفتٌة والشباب مع الحركة الكشفٌة نورد الجدول التالً‪:‬‬

‫‪23‬‬


‫عناصر تفاعل الفرد مع التربٌة الكشفٌة‬ ‫اإلنطبلقة األولى للفرد فً مزاولة األنشطة الكشفٌة تتم عبر التفاعل التالً ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الحـــركــة الكشفـٌــــــة‬ ‫األنشطة المثٌـرة الجذابــة‬ ‫التحدي‪ ،‬المؽامرة‪ ،‬االكتشاؾ‬ ‫بنٌــة االستقـبـــــال‬ ‫االنضمام لمجموعة األقران‪.‬‬

‫الفـــــــــــرد‬ ‫ٌتلقـى لمثٌـر إٌجابـً‬ ‫تولد الرؼبة فً التجرٌب‬ ‫االستجابة للمثـٌـر‬ ‫االلتحاق برؼـبــة‬

‫تفاعل الفرد مع مكونات البرنامج الكشفً‪:‬‬ ‫الفــــــــــــرد‬

‫الحـــركــة الكشفـٌــــــــة‬

‫الرؼبة فً أنشطة متمٌزة‬ ‫التقبل‪ ،‬االنضمام‪ ،‬االنتماء‬ ‫المشاركة الفاعلة‬ ‫تجرٌب القدرات الذاتٌة‬ ‫التفاعل فً إطار عبلقة إٌجابٌة‬ ‫الشعور بالتفوق و التطور‬ ‫الرؼبة فً االكتشاؾ و المؽامرة‬ ‫الشعور بالعضوٌة الفاعلة‬ ‫الشعور باالنتماء اإلٌجابً‬ ‫الشعور باإلٌجابٌة لدى المحٌط‬ ‫الشعور باالنتماء اإلنسانً‬ ‫تنمٌة اإلهتمامات الشخصٌة‬ ‫تنمٌة القدرات المطلوبة‬ ‫تنمٌة المكونات الشخصٌة‬

‫اإلطار الرمزي ( الزي‪ ،‬التقالٌد‪)...‬‬ ‫نظام الطبلبع (نظام المجموعات الصؽٌرة)‬ ‫األنشطة الكشفٌة الملبٌة للحاجٌات‬ ‫التعلم بالممارسة‬ ‫األخبلقٌات و القٌم ( القانون‪ ،‬الوعد‪ ،‬المبادئ)‬ ‫اجتٌاز نظام الشارات‬ ‫المشاركة فً األنشطة الخلوٌة واأللعاب‬ ‫الترقً فً المهام و المسؤولٌات‬ ‫اإلنصهار المتمٌز داخل المجموعة‬ ‫خدمة و تنمٌة المجتمع عبر المساهمة الفعالة‬ ‫العبلقة مع كشافة العالم وانتمابهم لتنظٌم عالمً‬ ‫شارات الهواٌات‬ ‫شارات الكفاٌة‬ ‫الربط بٌن شارات الهواٌة و الكفاٌة‬

‫‪24‬‬


‫المشـروع التربـوي للفرد‬ ‫المقصود بالمشروع التربوي الذاتً هو انخراط الفرد بوعً ومسؤولٌة فً‬ ‫المستقبل وانفتاحه على آفاقه الواسعة‪ ،‬وإدماج ذات الفرد فً سٌاقها ومسارها عبر اإلٌمان‬ ‫بهدؾ معٌن‪ٌ ،‬حدده بكل واقعٌة وٌتبناه وٌسعى إلى تحقٌقه‪ .‬المشروع التربوي هو أن ٌعرؾ‬ ‫الفرد ماذا ٌرٌد‪ ،‬كً ٌخطط له‪ ،‬وٌسعى لتحقٌقه‪ .‬إنه تمثل تنبؤي لنتٌجة مستقبلٌة ٌستهدؾ‬ ‫منها الفرد تحقٌق مقاصده ومطامحه ورؼباته وحاجٌاته (‪.)11‬‬ ‫هذا التعرٌؾ للمشروع ٌدفعنا بالرجوع إلى األسالٌب البٌداؼوجٌة التً تعتمدها‬ ‫الحركة فً توجٌه المتعلم الكتساب معارؾ ومهارات عن طرٌق تفعٌل مكتسباته وقدراته‬ ‫وبلورتها فً اتجاه معلوم وبدافع شخصً لبلوغ أهداؾ محددة‪ .‬فالحركة تؤمن بمسؤولٌة‬ ‫الفرد أمام مستقبله وأمام وضعه ‪ ،‬وٌتم التوجٌه إلى ذلك بإدماج الفرد منذ الوهلة األولى‬ ‫النخراطه بالحركة‪ ،‬فً سٌاق األنشطة التً تبنى على شكل مشارٌع‪ ،‬سواء مشارٌع‬ ‫شخصٌة أو مشارٌع جماعٌة‪.‬‬ ‫فً هذا السٌاق ٌذهب" الدكتور أحمد أوزي" أن نجاح المشروع ٌتوقؾ من‬ ‫جهة على طبٌعة األهداؾ والقٌم واألخبلق التً توجهه‪ ،‬ومن جهة أخرى على نوعٌة العبلقة‬ ‫القابمة بٌن أطرافه الثبلثة األساسٌة وهً "الذات" و "المؤسسة" و "المجتمع"‪ .‬ونجد‬ ‫نفس التوجه بالمنهاج التربوي الكشفً الذي ٌركز على القٌم اإلنسانٌة وعلى مبادبه‬ ‫الثبلثة‪ ،‬واعتبارها مضامٌن أساسٌة تجعل الفرد ٌتجه نحو تمثلها واإلٌمان بها‪ .‬وفً‬ ‫األسلوب الكشفً كان االتجاه إلى التقسٌم التالً ‪ :‬الواجب نحو هللا ‪ ،‬الواجب نحو اآلخرٌن‪،‬‬ ‫والواجب نحو الذات‪ ،‬من واجب الفرد على ذاته أن ٌتوفر على مشروع واضح فً حٌاته‪،‬‬ ‫وأن ٌنخرط بكل إٌجابٌة فً مشروع مجتمعه‪ ،‬فً إطار واجبه نحو مجتمعه‪ .‬تمثل القٌم‬ ‫والمبادئ حتى تصبح جزءا من السلوك وتؽذٌه من خبلل التفعٌل المستمر لتلك المبادئ‬ ‫وتدعمه من خبلل الممارسة الفعلٌة أثناء األنشطة وأثناء التفاعل بٌن الكشافة وبٌن‬ ‫اآلخرٌن‪.‬‬ ‫المشروع ٌسمح للفرد بتقٌ​ٌم خبراته وتجاربه السابقة‪ ،‬والعمل على بلورتها من‬ ‫خبلل رؤٌة مستقبلٌة ٌخطط من أجلها مشروعه‪ .‬وتدفعه المحفزات التربوٌة لٌسعى إلى‬ ‫البحث على المعلومات التً تنقصه لتكملة عناصر التخطٌط وتنظٌم الخطوات المحددة‬ ‫للمشروع الذي ٌنوي تحقٌقه‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫المشروع الشخصً ‪:‬‬

‫منذ التحاق الفرد بالحركة الكشفٌة فانه ٌندمج داخل جماعة من األقران‪ ،‬تلك‬ ‫الجماعة تجمعها أشٌاء كثٌرة من بٌنها المشارٌع الشخصٌة الخاصة بكل فرد‪ٌ ،‬نساق‬ ‫ه فور‬ ‫الملتحق الجدٌد فً سٌاق الجماعة للتبلؤم معها من خبلل االنتماء الذي ٌشعر ب‬ ‫انخراطه فً أنشطتها‪ .‬فٌبحث على مشارٌعه الفردٌة كما هو الحال لدى باقً األقران‪ ،‬وذلك‬ ‫عن طرٌق إعداد شارات الهواٌات التً ٌتوجب علٌه إتقانها واالجتهاد فٌها لكً ٌتمكن من‬ ‫شروط ولوج سلسلة الدرجات الكشفٌة والترقً فٌها‪.‬‬ ‫ٌؤسس الفرد داخل المجموعة مشروعه الشخصً وٌخطط له‪ ،‬وٌسعى إلى تنفٌذه‪،‬‬ ‫وهذا مسعى تربوي هام جدا لكونه ٌجعل الفرد ٌهتم بحاضره وٌسخر تجاربه ومعلوماته لبناء‬ ‫مستقبله‪.‬‬ ‫ٌرتبط البعد الزمنً للمشروع الشخصً بصٌرورة الزمن اآلنً والمستقبلً‪،‬‬ ‫وٌرتبط بالرؤٌة التً ٌرسمها الفرد لهذا المستقبل الذي ٌنطلق من لحظة الوعً بما هو‬ ‫مطلوب منه من أعمال وتخطٌط لتأمٌن ما هو آت من الزمن‪ .‬وفً هذا االتجاه فان المنظور‬ ‫التربوي ٌرتكز على بٌداؼوجٌة إكساب المتعلم مجموعة من الكفاٌات المركزٌة‪ ،‬مثل التً‬ ‫حددها الدكتور احمد اوزي كاآلتً‪:‬‬ ‫المسؤولٌـة الذاتٌــة‬‫المبادرة و اتخاذ القرار‬‫التــوقـعـٌـــة‬‫(‪)12‬‬ ‫التكـٌـؾ و التـبلؤم‬‫تتبلور هذه الكفاٌات من خبلل الطرٌقة الكشفٌة التً ٌندمج الفرد فٌها عبر‬ ‫عبلقاته مع البرنامج التً ٌنخرط فٌها‪ ،‬وعبر عبلقاته مع المجموعات التً ٌتفاعل معها‪،‬‬ ‫وعبر تحركاته التً تكون وفق مشارٌع صؽٌرة متبلحقة‪ٌ ،‬ختارها بنفسه ‪ .‬وعندما ٌنتهً من‬ ‫مشروع ٌنتقل إلى آخر‪ .‬وهذا ما دعا إلٌه "دٌوي" احد رواد التربٌة الحدٌثة الذي ٌؤكد أن‬ ‫عمل األفراد منذ سن مبكرة بطرٌقة المشروع تنمً استعداداتهم وقدراتهم وإعدادهم‬ ‫لبلنخراط بالحٌاة العامة بفعالٌة‪.‬‬

‫المشروع الجماعً ‪:‬‬

‫‪26‬‬


‫طرٌقة تنفٌذ المشروع التربوي فً األسلوب الكشفً ال ٌقتصر على المشروع‬ ‫الشخصً فقط‪ ،‬بل وضعت إلى جانبه المشروع الجماعً‪ ،‬الذي ٌدمج الفرد ضمن تفاعبلت‬ ‫نظام الطبلبع (نظام المجموعات الصؽٌرة)‪ .‬حٌث تقوم الطلٌعة باختٌار مشارٌعها التً تتعلق‬ ‫بتسٌ​ٌر وتدبٌر شؤونها المترابطة بحركٌة المجموعة األكبر منها‪ ،‬التً تنتمً إلٌها( الوحدة)‪.‬‬ ‫والتً تضم عادة أربع مجموعات صؽٌرة (طبلبع) تواكب أنشطتها داخلها ‪ ،‬عبر أنشطة‬ ‫تضم منافسات ومسابقات فً شتى المجاالت ‪ ،‬وبطبٌعة الحال كل مجموعة تتوفر على‬ ‫مشارٌعها‪ ،‬وتبدل أقصى جهدها لبلورة خططها وبرامجها التً تدخل ضمن رؤٌتها‬ ‫المستقبلٌة‪ ،‬عبر دٌنامٌة متواصلة و فً سٌاق نظام تربوي مخطط له سلفا‪.‬‬ ‫تحاول الطلٌعة من خبلل اختٌار مشارٌعها‪ ،‬تحقٌق متعة النجاح وتحقٌق متعة‬ ‫الذات‬ ‫التتوٌج‪ ،‬وبالتالً تحقٌق أحبلم المجموعة‪ ،‬التً تعطً لؤلفراد انطباعا جٌدا عن "‬ ‫الجماعٌة"‪ ،‬وتعطٌها قوة لتماسكها والتحامها وفعالٌتها‪.‬‬ ‫تخطٌط المشارٌع المتعلقة بالمجموعة تعطً لؤلفراد فرصة تجمٌع األفكار‬ ‫واالقتراحات المتناثرة‪ ،‬وتسهر على أن تنصهر وتلتحم لتعطً آراء ومخططات ناضجة بفعل‬ ‫التضامن الجماعً‪ ،‬وبذلك ٌكون المشروع الجماعً من الناحٌة التربوٌة أسلوبا جٌدا‬ ‫لتوحٌد رؤى أفراد الجماعة الذي ٌنقلها إلى درجة " الذات الجماعٌة " الموحدة‪ ،‬التً‬ ‫تستطٌع تحقٌق اآلمال والطموحات المشتركة‪.‬‬ ‫المشروع الشخصً والجماعً ‪:‬‬ ‫ٌمكن أن نسمً أنشطة الحركة الكشفٌة باألنشطة المشروعاتٌة‪ ،‬أي أنها تنطلق من‬ ‫الحاضر‪ ،‬وتستشرؾ المستقبل برؤٌة واضحة‪ .‬تستحضر عبرها أدوات التخطٌط وتستحضر‬ ‫خطة النجاح المتوقع‪ ،‬بمعنى أنها أنشطة دٌنامٌة‪ .‬الفرد منخرط فً مشارٌعه الفردٌة التً‬ ‫تصب فً أهداؾ الجماعة‪ ،‬والمجموعات الصؽرى تتنافس من أجل إنجاح مشارٌعها وتبحث‬ ‫عن التتوٌج كأحسن مجموعة تتوفر على أفراد نشٌطٌن وفاعلٌن ومحققٌن للنتابج الجٌدة‪.‬‬ ‫الفرد داخل نظام الطبلبع عضو من بٌن أعضاء المجموعة‪ٌ ،‬نخرط مباشرة عند‬ ‫التحاقه فً إعداد و تخطٌط مشارٌع مجموعته‪ ،‬وٌساهم فً تحقٌقها‪ .‬فهو بذلك ٌنخرط فً‬ ‫المشروع الجماعً للطلٌعة‪ ،‬ال ٌقصً هذا االنخراط وال ٌمنع مشارٌع الفرد‪ ،‬بل المجموعة‬ ‫تشجعه وتدفع به إلى إنجاح مشارٌعه‪ ،‬ألن التفوق فً تحقٌق المشارٌع الفردٌة ٌدل – وفق‬ ‫منظورالحركة الكشفٌة – على أنه تتوٌج للفرد وللجماعة فً آن واحد‪ .‬وهذا هو نوع من‬ ‫التمٌز الذي تتفرد به الحركة الكشفٌة عبر ما ٌسمى بنظام التثقٌؾ الذاتً ونظام المجموعات‬ ‫الصؽٌرة‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫المراحل العمرٌة فً الحركة الكشفٌة‬ ‫ٓواؽـــَ اُ٘ـٔـــ‪: ٞ‬‬

‫نمو الكابن البشري ٌتم عبر عملٌة مستمرة و منظمة ٌعرؾ خبللها تؽٌرات و‬ ‫تحوالت لمختلؾ مكوناته‪ ،‬هذه التؽٌرات ال تحدث على شكل طفرة أو بشكل مفاجا‪ ،‬بل‬ ‫تخضع لسلسلة منتظمة عبر مراحل متواصلة تكوٌن اإلنسان ٌتم داخل صٌرورة مترابطة فً‬ ‫الزمن لبلوغ أهداؾ محددة سلفا ًا‪ .‬و ما تقصده التربٌة الكشفٌةعبر تقسٌم الفتٌة والشباب‬ ‫إلى مراحل عمرٌة‪ ،‬مراعاة لخصوصٌات كل مرحلة وإعطابها فقرات األنشطة التً تتبلءم‬ ‫معها بتوازن وتبلؤم بٌن الحاجٌات و بٌن الذات‪.‬‬ ‫بناء المنه اج التربوي الكشفً من طرؾ الخبراء المتخصص ين فً مجال التربٌة‬ ‫الكشفٌة تم عن طرٌق االعتماد على العناصر الثقافٌة المتبلبمة مع األفراد ‪ ،‬وبالخصوص‬ ‫العناصر المتناسبة مع فترات النمو المواكبة للمراحل الكشفٌة‪ ،‬لتستطٌع الحركة تحقٌق‬ ‫أهدافها بأسلوب علمً سلٌم ٌواكب مختلؾ خصابص وسمات النمو اإلنسانً‪ ،‬ولهذا فإنها‬ ‫أولت اهتماما كبٌرا لموضوع النمو خبلل مراحله المختلفة وما ت عرفه من خصابص‪ ،‬أفضت‬ ‫إلى أن عملٌة النمو هً عملٌة تؽٌر لدى الكابن بشكل منتظم ومستمر‪ ،‬فالنمو اإلنسانً‬ ‫عملٌة شاملة تحدث مظاهرها بشكل متأنً‪ .‬بهذا المعنى فالنمو ال ٌحدث فجأة بل ٌتم وٌتطور‬ ‫بانتظام‪ ،‬وٌؤدي هذا التطور إلى بروز صفات عام ة (‪ )13‬ذات عبلقات متداخلة تهم النمو‬ ‫الجسمً الحركً‪ ،‬العقلً‪ ،‬االجتماعً‪...‬‬ ‫ٌهتم علم النفس بدراسة التؽٌرات البٌولوجٌة والنفسٌة والمعرفاتٌة والوجدانٌة‬ ‫للفرد من الوالدة حتى الوفاة‪ .‬وتعتمد هذه الدراسات على مقارنه المجموعات ذات الفبات‬ ‫العمرٌة المختلفة بؽرض التعرؾ على التحوالت وتحلٌبلتها‪ .‬وهناك مظهرٌن ربٌسٌ​ٌن‬ ‫لمراحل النمو اإلنسانً ‪:‬‬ ‫ مظهر بٌولوجً خارجً ‪ :‬قابل للمبلحظة‪ٌ ،‬تمٌز به الجنسٌن وٌتشابه فً‬‫متوسطه العام عبر صٌرورته (الطول‪ ،‬الوزن‪ ،‬تؽٌر الصوت‪ ،‬ظهور الشعر‪ ،‬بروز الثدٌ​ٌن‪،‬‬ ‫ظهور العادة الشهرٌة‪) ...‬‬ ‫ مظهر سلوكً مركب بٌن الجانب الذهنً والوجدانً‪ ،‬وٌختلؾ نموه باختبلؾ‬‫استعدادات األفراد من حٌث عوامل الوراثة والظروؾ البٌبة وباختبلؾ مستوٌات التعلم‬ ‫واالكتساب والنماذج المؤطرة لها (‪.) 14‬‬

‫‪28‬‬


‫عملٌة النمو اإلنسانً هً عملٌة عامة كما اتفق علٌها العلماء المتخصصون إال أ نها‬ ‫تتمٌز بخصوصًات فردٌة‪ ،‬وتعنً أن كل فرد ٌنمو بمواصفات خاصة تمٌزه عن ؼٌره‪.‬‬ ‫اجها على مجموعة من الحقابق‬ ‫وعلى ضوء ذلك ركزت الحركة الكشفٌة فً وضع منه‬ ‫العلمٌة التً اعتبرها العلماء مبادئ تتجلى فً أن لكل مرحلة نمو ٌعرفها اإلنسان ٌؽلب علٌها‬ ‫طابع ٌمٌزها عن المراحل األخرى ‪ .‬وهذا ما جعل الحركة تحدد لكل فبة عمرٌة تقسٌما خاصا‬ ‫بها ٌتضمن أنشطة وخبرات ومهارات وممارسات تتطابق مع كل مرحلة عمرٌة ‪ ،‬وبمراعاة‬ ‫لخصوصٌات كل فرد‪.‬‬ ‫أتثبت مختلؾ الدراسات التً تناولت سٌكولوجٌة الشخصٌة أن هناك مٌزات ٌتفرد بها‬ ‫كل فرد عن ؼٌره ‪ ،‬بخصابص واحتٌاجات ممٌزة‪ .‬لكن مراحل النمو اإلنسانً تعرؾ تقاربا‬ ‫كبٌرا فً تصرفات وسلوك الفرد حٌنما ٌمر بإحدى المراحل التً ٌقطعها جمٌع بنً البشر‪،‬‬ ‫التً ٌمكن اعتبارها مستقرة إلى حد ما ‪ٌ .‬مكن أن توصؾ خصابصها الربٌسٌة لمراحل النمو‬ ‫(‪)15‬‬ ‫فً مجاالت التنمٌة الشخصٌة‪ ،‬فً تعبٌرات عامة تنطبق على كل فرد من نفس السن ‪.‬‬ ‫االختبلفات‬ ‫تعد الفروق الجنسٌة من بٌن الخصابص المرتبطة بعملٌة النمو‪ ،‬لكون‬ ‫الموجودة بٌن الذكور واإلناث‪ ،‬فً نفس المراحل العمرٌة قبل البلوغ‪ ،‬ولهذا اعتمدت الحركة‬ ‫على اعتبار الفرق بٌن الجنسٌن مسألة ٌجب أن تأخ ذ نصٌبها من االهتمام‪ ،‬وأن تكٌفها حسب‬ ‫المنظمات الكشفٌة لخصوصٌاتها اإلجتماعٌة والثقافٌة والدٌنٌة أمر أساسً ‪ ،‬متداول عالمٌا‬ ‫فً صٌاؼة الهٌاكل الوطنٌة والمحلٌة‪.‬‬ ‫متصلة و متداخلة ‪ ،‬وأن األعمار‬ ‫المراحل العمرٌة لٌست منفصلة تماما‪ ،‬لكنها‬ ‫المختلفة التً تحدد بداٌة ونهاٌة كل مرحلة‪ ،‬ؾفً جوهرها ما هً سوى متوسطات عامة‪،‬‬ ‫تخضع أساسا للفروق الفردٌة القابمة بٌن األفراد‪ ،‬وتتباٌن تبعا الختبلؾ البٌبات الجؽرافٌة و‬ ‫اإلجتماعٌة‪.‬‬ ‫بناء على ذلك فإن الحركة الكشفٌة تتعامل مع المراحل العمرٌة للفتٌة والشباب على‬ ‫اختبلؾ سنهم بوعً علمً‪ ،‬خبلل تحدٌدها الحتٌاجات الفتٌة والفتٌات كما ٌوضحها المنه اج‬ ‫والبرنامج بمختلؾ فقراته عند وضع األنشطة لكل فبة عمرٌة‪ ،‬وفق تسلسل ٌتناسب مع‬ ‫الخصوصٌات العمرٌة والجنسٌة‪ ،‬حتى ٌتمكن كل منخرط بالحركة من اإلستفادة ال قصوى من‬ ‫الخبرات السابقة لبناء الخبرات البلحقة‪.‬‬ ‫األسس التً تم اعتمادها فً عملٌة التقسٌم العمري داخل الحركة الكشفٌة‪ ،‬ولتحدٌد‬ ‫المعدل العام لؤلعمار التً ٌطلق علٌها " المراحل" ‪ ( :‬األشبال – الكشافة – الكشاؾ المتقدم‬ ‫– الجوالة)‪ ،‬وما ٌقابلها بالنسبة لئلناث‪ ،‬أسس اعتمدتها المؤسسة التعلٌمٌة بنفس الهدؾ‬ ‫التربوي الذي تبنته الحركة الكشفٌة‪ ،‬وعلٌه قسم العدٌد من السٌكولوجٌ​ٌن دورة النمو إلى‬ ‫‪29‬‬


‫فحددوها فً مراحل عمرٌة مقابل أقسام‬

‫مراحل تعلٌمٌة تساٌر النظم المدرسٌة القابمة‪،‬‬ ‫(‪)16‬‬ ‫دراسٌة لخصوها كاآلتً ‪:‬‬ ‫‪ o‬مرحلة ما قبل المدرسة‪ ،‬وتقابل سن المهد والطفولة المتوسطة‪.‬‬ ‫‪ o‬مرحلة التعلٌم االبتدابً‪ ،‬وتقابل الطفولة المتأخرة‪.‬‬ ‫‪ o‬مرحلة التعلٌم اإلعدادي‪ ،‬و تقابل مرحلة البلوغ‪.‬‬ ‫‪ o‬مرحلة التعلٌم الثانوي‪ ،‬وتقابل المراهقة المبكرة‪.‬‬ ‫‪ o‬مرحلة التعلٌم الجامعً أو العالً‪ ،‬وتقابل المراهقة المتأخرة‪ ،‬والرشد‪.‬‬

‫ٌقسم المهتمون بالدراسات اإلجتماعٌة مراحل النمو بناء على دراسة تطور عبلقات‬ ‫الطفل ببٌبته المحٌطة به‪ ،‬وعلى مدى اتساع دابرة هذه العبلقات‪ ،‬ألن نسبة هذه العبلقات‬ ‫تتناسب إلى حد كبٌر مع عمر الطفل‪ ،‬وٌبدو حجم هذه الدابرة اإلجتماعٌة فً لعب األطفال‪،‬‬ ‫التً ٌمكن تلخٌصها كاآلتً ‪:‬‬ ‫‪ ‬مرحلة اللعب اإلنعزالً ‪ :‬حٌنما ٌلعب الطفل وحده‪ ،‬بحٌث ال ٌشاركه أحد‪.‬‬ ‫‪ ‬مرحلة اللعب اإلنفرادي ‪ ،‬وذلك حٌنما ٌلعب الطفل مع اآلخرٌن لكنه ٌحتفظ لنفسه‬ ‫بفردٌة تمٌزه عن رفاقه‪.‬‬ ‫‪ ‬مرحلة اللعب الجماعً ‪:‬حٌنما ٌتفاعل الطفل تفاعبل اجتماعٌا صحٌحا‪ ،‬فٌؤكد روح‬ ‫(‪)17‬‬ ‫الجماعة قبل أن ٌؤكد فردٌته‪ ،‬مثل فرٌق كرة القدم أو فرٌق كرة السلة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمراحل النمو التً تتضمنها معدالت األعمار التً تتعامل معها الحركة‬ ‫الكشفٌة التً قسمها الخبراء إلى ستة مراحل نوردها كاآلتً (‪:)18‬‬

‫مراحل النمو‬

‫السن‬

‫المرحل الكشفٌة‬

‫الطفولة المتوسطة‬

‫من ‪ 7‬إلى ‪ 9‬سنوات‬

‫األشبال‬

‫الطفولة المتأخرة‬

‫من ‪ 9‬إلى ‪ 11‬سنة‬

‫األشبال‬

‫ما قبل البلوغ‬

‫من ‪ 11‬إلى ‪ 13‬سنة‬

‫الكشافة‬

‫البلوغ‬

‫من ‪ 13‬إلى ‪ 15‬سنة‬

‫الكشافة ‪ /‬ك‪ .‬المتقدم‬

‫المراهقة‬

‫من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬سنة‬

‫ك‪.‬المتقدم ‪ /‬الجوالة‬

‫الشباب‬

‫من ‪ 17‬إلى ‪ 20‬سنة‬

‫الجوالة‬

‫‪30‬‬


‫لكل مرحلة خصابص واحتٌاجات ورؼبات تمٌز الفرد خبلل مروره واجتٌازه لكل‬ ‫مرحلة ‪ ،‬من زاوٌة النمو العقلً والبدنً والوجدانً و اإلجتماعً والروحً ‪ .‬إال أنه قد نجد‬ ‫داخل المرحلة الواحدة مراحل نمو أخرى ‪ ،‬وهذا ٌسمح بوجود فارق طفٌؾ فً السن داخل‬ ‫الوحدة الكشفٌة‪ .‬هذه المبلحظة تذوب من خبلل تقسٌم المرحلة الواحدة إلى درجات ومراتب‬ ‫ومهام‪ ،‬تمٌز كل واحدة بدرجة التقدم من خبلل تطبٌق نظام الشارات‪ ،‬الذي ٌتم تقسٌم مجاالته‬ ‫من السهل إلى المعقد‪ ،‬بشكل ٌتناسب مع األعمار ومع األنشطة والبرامج التً تشبع‬ ‫(‪)19‬‬ ‫حاجٌاتهم‪ ،‬وتشعرهم بالتقدم والنمو‪.‬‬

‫فٖبئٔ ٓواؽَ اُ٘ٔ‪: ٞ‬‬ ‫ٓواؽَ اُ٘ٔ‪ ٖٓ ٞ‬أُلب‪ ْ٤ٛ‬اُز‪٣ ٢‬لهٍ‪ٜ‬ب ػِْ ٗلٌ اُ٘ٔ‪. ٞ‬ألٕ اٌُبئٖ اُجْو‪١‬‬ ‫‪٣‬ؼوف ٗٔ‪ٞ‬ا ٓزََِال ك‪ ٢‬اُيٖٓ‪ٝ ،‬رظ‪ٜ‬و ٓغ ‪ٛ‬نا اُ٘ٔ‪ ٞ‬رـ‪٤‬واد عَٔ‪٤‬خ ‪ٗٝ‬لَ‪٤‬خ‬ ‫‪ٝ‬ػوِ‪٤‬خ‪ٝ ،‬هٕل ‪ٛ‬ن‪ ٙ‬اُزـ‪٤‬واد رق‪ٚ‬غ ئُ‪ٚٗ ٠‬ظ ك‪ ٢‬رٌِْ‪ٜ‬ب‪ٛٝ .‬نا ٓب عؼَ ػِٔبء‬ ‫اُ٘لٌ ‪٣‬ؾلك‪ ٕٝ‬ثؼ٘ ‪ٝ‬هبئغ ‪ٝ‬ظ‪ٞ‬ا‪ٛ‬و اُ٘ٔ‪ ٞ‬ؽَت ًَ ٓوؽِخ ‪ٝ‬ػِٔ‪٤‬بد هٕل‬ ‫اُزـ‪٤‬واد رضجذ إٔ اٌُبئٖ ‪٣‬زؼِْ اٍزؼٔبٍ اُوٓ‪ٞ‬ى اُِـ‪٣ٞ‬خ ك‪ ٢‬كزوح ٓؼ‪٘٤‬خ‪ٛ ٌُٖ ،‬ن‪ٙ‬‬ ‫اُولهح ػِ‪ ٠‬اُزؼِْ ٓورجطخ ثبُٔؾ‪ ٜ٤‬االعزٔبػ‪ُِٔ ٢‬زؼِْ‪ ،‬اٍ م‪١ ١‬ؽلك ‪ ٍ ٞٛ‬أ‪ ٝ‬هٖو‬ ‫ٗ‪ٚ‬ظ اُ٘ٔ‪ ٞ‬اُِـ‪ ١ٞ‬ػ٘ل اُطلَ‪ًٔ .‬ب إٔ اُولهح ػِ‪ ٠‬اُزؾٌْ ك‪ ٢‬ػ‪ٚ‬الد اُ‪٤‬ل‬ ‫ؿ‪ٞٙ‬ع اُطلَ ُِزله‪٣‬ت‬ ‫ٌُِزبثخ ‪ٝ‬اُوٍْ رزطِت ىٓ٘ب هل ‪٣‬ط‪ ٍٞ‬أ‪٣ ٝ‬وٖو ؽَت‬ ‫أُز٘بٍت ٓغ هلهر‪ ٚ‬اُز‪ ٢‬رؾلك‪ٛ‬ب ٓوؽِخ ٗٔ‪ٝ .ٙٞ‬هل أًل اُؼل‪٣‬ل ٖٓ ػِٔبء اُ٘لٌ‬ ‫إٔ ٓل‪ٓ ّٜٞ‬واؽَ اُ٘ٔ‪ ٖٓ ٞ‬أُ‪ٞ‬ا‪٤ٙ‬غ اُ‪ٜ‬بٓخ ك‪ ٢‬ر٘ب‪ٌُٞٞ٤ٍ ٍٝ‬ع‪٤‬خ اُطلَ‪ٌُٕٞ ،‬‬ ‫اُ٘ٔ‪ ٞ‬رَ‪٤‬و ‪ٝ‬كن ٓجب كب أ‪ ٝ‬فٖبئٔ ٓؼ‪٘٤‬خ ‪٣‬غت ٓؼوكز‪ٜ‬ب ‪ٓٝ‬واػبر‪ٜ‬ب فالٍ‬ ‫اُزؼبَٓ ٓغ اُطلَ‪.‬‬ ‫‪ُٝ‬زوو‪٣‬ت اُٖ‪ٞ‬هح أًضو ػٖ اُزـ‪٤‬واد اُز‪ ٢‬رلوى‪ٛ‬ب ػِٔ‪٤‬خ اُ٘ٔ‪ ٞ‬كاٗ٘ب ٗ‪ٞ‬هك‬ ‫اُزؼو‪٣‬ق اُن‪ ١‬أر‪ ٠‬ث‪ ٚ‬اُلًز‪ٞ‬ه أؽٔل أ‪ٝ‬ى‪ ١‬ك‪ً ٢‬زبث‪ " ٚ‬أُؼغْ أُ‪ٍٞٞ‬ػ‪ُ ٢‬ؼِ‪ّٞ‬‬ ‫اُزوث‪٤‬خ" ( ‪ٝ ) 21‬اُن‪ ١‬أ‪ٝ‬هك ك‪ٓ ٚ٤‬ب هآ‪ ( ٙ‬ع‪٤‬يٍ ‪ " ) A .Gese‬إٔ اُ٘ٔ‪ ٞ‬ػِٔ‪٤‬خ‬ ‫رإك‪ ١‬ئُ‪ ٠‬رـ‪٤‬واد ك‪ ٢‬اٌَُْ ‪ٝ‬اُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لخ‪ُٜٝ ،‬ب ٓ‪ٞ‬اٍْ ‪ٝ‬رزبثغ ٓؾلك‪ٛٝ ".‬نا ٓب‬ ‫ٍ٘ؼَٔ ػِ‪ٓ ٠‬وبهٗز‪ٓ ٚ‬غ اُزوَ‪ٔ٤‬بد اُز‪ ٢‬اػزٔلر‪ٜ‬ب اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ‪،‬ث٘لٌ‬ ‫اُزور‪٤‬ت اُن‪ٝ ١‬هك ك‪ ٢‬اٌُزبة ٓوك‪ٞ‬هب ثبإلػزجبهاد اُز‪ ٢‬اػزٔلر‪ٜ‬ب اُؾوًخ ك‪ٔ٤‬ب‬ ‫‪٣‬زؼِن ثقٖبئٔ أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ ُزوو‪٣‬ت اُٖ‪ٞ‬هح أًضو ‪ً ٢ٛٝ‬ب‪٥‬ر‪: ٢‬‬

‫‪31‬‬


‫أ‪ٝ -‬ؽلح اُ٘ٔ‪:ٞ‬‬ ‫ر٘ٔ‪ّ ٞ‬قٖ‪٤‬خ اُطلَ ك‪ٓ ٢‬قزِق ع‪ٞ‬اٗج‪ٜ‬ب اُغَ‪ٔ٤‬خ ‪ٝ‬اُؼوِ‪٤‬خ‬ ‫‪ٝ‬االٗلؼبُ‪٤‬خ‪ٛٝ ،‬ن‪ ٙ‬اُغ‪ٞ‬اٗت ؿ‪٤‬و ٓ٘لِٖخ ػٖ ثؼ‪ٜٚ‬ب اُجؼ٘‪ ،‬كٌَ عبٗت ‪٣‬إصو ك‪٢‬‬ ‫ا‪٥‬فو ‪٣ٝ‬زأصو ث‪ٛٝ .ٚ‬نا ٓب رَؼ‪ ٠‬رؾو‪٤‬و‪ ٚ‬اُؾوى ح اٌُْل‪٤‬خ ‪ ٞٛٝ ،‬اُز٘ٔ‪٤‬خ اُْبِٓخ‬ ‫ُولهاد اُلوك‪ ٢ٛٝ .‬ثنُي رزؼبَٓ ٓغ ‪ٝ‬ؽلح اُ٘ٔ‪ ٞ‬ثزالءّ ػجو ًَت ٕلبد رإ‪َٛ‬‬ ‫اُلوك ئُ‪ ٠‬رؾو‪٤‬ن ٗٔ‪ ٙ ٞ‬اُْبَٓ عَٔ‪٤‬ب ‪ٝ‬ػوِ‪٤‬ب ‪ٝ​ٝ‬علاٗ‪٤‬ب ‪ٝ‬فِو‪٤‬ب ‪ٝ‬ك‪٤٘٣‬ب ‪ٝ‬اعزٔبػ‪٤‬ب‪.‬‬ ‫‪٣ٝ‬ق‪ٚ‬غ ُزـ‪٤‬و ك‪ٓ ٢‬قزِق اُ‪ٞ‬ظبئق ‪.‬‬ ‫‪١‬ظ‪ٜ‬و ثؼ٘ اُجطأ ك‪ ٞٔٗ ٢‬اُظ ًّ ك‪ ٢‬ؽ‪ ٖ٤‬رؼوف اُ‪ٞ‬ظبئق‬ ‫ك‪ ٌٖٔ٤‬إٔ‬ ‫األفو‪ٛٞٔٗ ٟ‬ب اُؼبك‪ٝ .١‬اُزؼبَٓ ٓغ ‪ٛ‬نا أُزـ‪٤‬و ‪ٝ‬اهك ‪ٓٝ‬زلا‪ ٍٝ‬ك‪ ٢‬اُجوآظ‬ ‫اٌُْل‪٤‬خ‪ٓ ٌُٚٗٞ ،‬ورج‪ ٜ‬ثبُلو‪ٝ‬م اُلوك‪٣‬خ‪ ،‬اُز‪ ٢‬ر‪ٜ٤ُٞ‬ب اُؾوًخ ا‪ٛ‬زٔبٓب فبٕب ًٔب‬ ‫ٍ٘وا‪ ٙ‬الؽوب‪.‬‬ ‫ة ‪ -‬اُ٘ٔ‪ ٞ‬ػِٔ‪٤‬خ َٓزٔوح ‪٘ٓٝ‬زظٔخ ‪:‬‬ ‫اُ٘ٔ‪ ٞ‬ػِٔ‪٤‬خ ٓجوٓغخ ك‪ ٢‬ػ‪٣ٞٚ‬خ اٌُبئٖ اُؾ‪ٛ ،٢‬ن‪ ٙ‬اُجوٓغخ‬ ‫رلكغ ث‪ ٚ‬ئُ‪ ٠‬اُ٘ٔ‪ ٞ‬أَُزٔو ؽز‪ ٠‬ثِ‪ٞ‬ؽ اُ٘‪ٚ‬ظ‪ٛ .‬نا ٓب ‪٣‬جوه ػِٔ‪٤‬بد اُز‪ٞ‬ى‪٣‬غ‬ ‫اُؼٔو‪ ١‬اُن‪ ١‬رج٘ز‪ ٚ‬اُؾوًخ ‪ٙٝ​ٝ‬ؼذ ٌَُ ٓوؽِخ ػٔو‪٣‬خ ثوٗبٓغب فبٕب ؽَت‬ ‫فٖ‪٤ٕٞ‬بد أُوؽِخ ‪ٝ‬اؽز‪٤‬بعبر‪ٜ‬ب ًٔب أٗ‪ٜ‬ب ‪ٙٝ‬ؼذ فط‪ٞ‬اد ُالٗزوبٍ ٖٓ ٓوؽَ‬ ‫ئُ‪ ٠‬أفو‪ ٟ‬ثز‪ٞ‬اى ٓغ اُ٘‪ٚ‬ظ اُ‪ ِٖٚ٣ ٢‬اُلوك‪.‬‬ ‫ط ‪ -‬االٗزوبٍ ٖٓ اُؼبّ ئُ‪ ٠‬اُقبٓ‪:‬‬ ‫ً‪٤‬لٔب ًبٕ ٗ‪ٞ‬ع اُ٘ٔ‪ ٞ‬كاٗ‪٣ ٚ‬ق‪ٚ‬غ ُٔجلئ االٗزوبٍ ٖٓ اُؼبّ ئُ‪ ٠‬اُقبٓ‪ٖٓٝ ،‬‬ ‫اُجَ‪ ٜ٤‬ئُ‪ ٠‬أُؼول كزٌ‪ ٕٞ‬اٌُبئٖ اإلَٗبٗ‪٣ ٢‬جلأ ٖٓ فِ‪٤‬خ ثَ‪٤‬طخ ٍوػبٕ ٓب رزط‪ٞ‬ه‬ ‫ُزٖجؼ ًبئ٘ب ئَٗبٗ‪٤‬ب ٓؼول اُزوً‪٤‬ت ًش ‪١‬ه اُ‪ٞ‬ظبئق‪ٛ ،‬ن‪ ٙ‬اُقبٕ‪٤‬خ ‪ٓ ٢ٛ‬ب ككؼذ‬ ‫اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ئُ‪ ٠‬ر‪ٞ‬ى‪٣‬غ أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ ُِٔ٘قو‪ ٖ٤ٛ‬ئُ‪ ٠‬أهثؼخ ٓواؽَ‬ ‫ٓزالئْ ح ٓغ ٕ‪٤‬و‪ٝ‬هح اُ٘ٔ‪ٝ .ٞ‬رَٖ ‪ٛ‬ن‪ ٙ‬أُواؽَ ئُ‪ ٠‬ثِ‪ٞ‬ؽ ٍٖ اُوّل اُز‪٣ ٢‬أفن‬ ‫ك‪ٜ٤‬ب اُلوك االفز‪٤‬به اٌُبَٓ ك‪ ٢‬ر‪ٞ‬ع‪ٜ‬بد ؽ‪٤‬بر‪ٝ .ٚ‬رؾوٓ اُؾوًخ ػِ‪ ٠‬رزجغ ‪ٛ‬ن‪ٙ‬‬ ‫اإلٗزوبالد ػجو ٗظبّ أُواؽَ‪ ،‬اُن‪٣ ١‬ؼل ٌٓ‪ ٕٞ‬أٍبٍ‪ٌٗٞٓ ٖٓ ٢‬بد أُ٘‪ٜ‬بط‬ ‫ك ‪ -‬اُ٘ٔ‪ ٞ‬رـ‪٤٤‬و ك‪ ٢‬اُغبٗت أٌُ‪ٝ ٢‬اٌُ‪٤‬ل‪: ٢‬‬ ‫ٗٔ‪ ٞ‬اُلوك ال ‪٣‬طوأ ػِ‪ ٠‬أٌُ‪ٗٞ‬بد اُغَل‪٣‬خ اُجبهىح‪ٓ ،‬ضَ اُؾغْ ‪ٝ‬اُ‪ٞ‬ىٕ كو‪ ٜ‬ثَ ‪٣‬طوأ‬ ‫اُزـ‪٤٤‬و ك‪ٓ ٢‬قزِق اُ‪ٞ‬ظبئق‪ ،‬أ‪ٜٔٛ‬ب اُ٘‪ٚ‬غ اُؼوِ‪ ٢‬اُن‪ ١‬ال ‪٣‬ظ‪ٜ‬و ُ‪ٞ‬ؽل‪ًٔ ٙ‬ب ‪ ٞٛ‬اُْإٔ‬ ‫ُِزـ‪٤‬واد اُغَل‪٣‬خ‪ ،‬ثَ ‪١‬ظ‪ٜ‬و ٖٓ فالٍ األكاء ‪ٝ‬أُ​ٔبهٍخ ‪ٝ‬اإلؽزٌبى ٓغ ا‪٥‬فو‪٣ ٢ً ،ٖ٣‬زٌٖٔ‬ ‫‪ ،‬كبُٔ٘بؿ‬ ‫اُلوك ٖٓ ئظ‪ٜ‬به اُقجواد ‪ٝ‬أُؼبهف اُز‪ ٢‬اًزَج‪ٜ‬ب ػِ‪ ٠‬أٍبً ‪ٛ‬نا أُؼط‪٠‬‬ ‫‪32‬‬


‫اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪٣ ٢‬واػ‪ ٢‬مُي ٖٓ فالٍ ئربؽخ اُلوٕخ ُألكواك ُِزؼج‪٤‬و ػٖ ٌٓزَجبر‪ْٜ‬‬ ‫‪ٝ‬فجوار‪ ْٜ‬اُؾو‪٤‬و‪٤‬خ ‪ٝ‬اُؼَٔ ػِ‪ ٠‬ئػطبئ‪ٜ‬ب كوٕز‪ٜ‬ب ُِظ‪ٜٞ‬ه ‪ُِٝ‬زط‪ٞ‬ه‪ٗ .‬غل ًض‪٤‬و ٖٓ اُ٘بً‬ ‫‪٣‬زؼبِٓ‪ٓ ٕٞ‬غ األكواك اُن‪ ْٛٞٔٗ ٌٕٞ٣ ٖ٣‬اُغَل‪ ١‬ثط‪٤‬ئب ئُ‪ ٠‬اُزوِ‪ ٖٓ َ٤‬هلهار‪ ْٜ‬اُؼوِ‪٤‬خ ث٘بء‬ ‫ػِ‪ٗ ٠‬ظور‪ُ ْٜ‬ؾغٔ‪ ٚ‬اُجلٗ‪ .٢‬اُزؼبَٓ ‪٣‬زْ ثبَُٔز‪ ٟٞ‬اُؾو‪٤‬و‪ُ ٢‬ولهاد اُطلَ ك‪ٓ ٢‬قزِق‬ ‫د ثٌَْ رِوبئ‪ ٖٓ ٢‬فالٍ األْٗطخ اُلوك‪٣‬خ أ‪ٝ‬‬ ‫اُ‪ٞ‬ظبئق‪ٓ ،‬غ روى ؽ‪٤‬ي ٓ‪ُِ ْٜ‬لوك إلصجبد هلها ‪ٙ‬‬ ‫اُغٔبػ‪٤‬خ‪.‬‬ ‫‪ - ٙ‬اُ٘ٔ‪٣ ٞ‬ق‪ٚ‬غ ُِ٘‪ٚ‬ظ ‪ٝ‬اُزؼِْ ‪:‬‬ ‫‪٣‬زْ اُ٘ٔ‪ٗ ٞ‬ز‪٤‬غخ ػبِٓ‪ ٖ٤‬ئص٘‪: ٖ٤‬‬ ‫أ‪ُٜٔٝ‬ب ‪ :‬كافِ‪ٓ ،٢‬ووه أ‪ٓ ٝ‬جوٓظ ك‪ ٢‬اُؼ‪٣ٞٚ‬خ‪٣ٝ ،‬زؾ‪ ٖ٤‬اُلوٕخ أُ٘بٍجخ ُِظ‪ٜٞ‬ه‬ ‫ُ‪٤‬جِؾ اُ٘‪ٚ‬ظ‪.‬‬ ‫صبٗ‪ ٚ٤‬ا ‪ :‬ػبَٓ اُج‪٤‬ئخ ‪ٝ‬اُزله‪٣‬ت ‪ٝ‬اُزؼِْ اُن‪َ٣ ١‬بػل ثل‪ٝ‬ه‪ ٙ‬ػِ‪ ٠‬اُ٘ٔ‪. ٞ‬‬ ‫‪ٝ‬ػِ‪ٛ ٠‬ناد األٍبً كإ اُزؼِْ أ‪ ٝ‬اُزله‪٣‬ت أُ‪ٞ‬ع‪ُِ ٚ‬لوك هجَ ثو‪ٝ‬ى ٗ‪ٚ‬غ‪ ٚ‬اُطج‪٤‬ؼ‪٢‬‬ ‫‪ ٌٕٞ٣‬ع‪ٜ‬لا ‪ٙ‬بئؼب ‪ ٝ‬أؽ‪٤‬بٗب ٓ‪ٚ‬وا ثبُٔزؼِْ‪ ،‬ألٗ٘ب ٗطِت ٓ٘‪ ٚ‬أًضو ٖٓ هلهار‪.ٚ‬‬ ‫اُزوَ‪ ْ٤‬اُؼٔو‪ُِٔ ١‬واؽَ اٌُْل‪٤‬خ ٓوعؼ‪٤‬خ أٍبٍ‪٤‬خ ك‪ ٢‬افز‪٤‬به ٗ‪ٞ‬ع اُلوواد‬ ‫اُزْ٘‪٤‬ط‪٤‬خ اُز‪٣ ٢‬ز‪ٜ٘ٔٚ‬ب اُجوٗبٓظ‪ًٔ .‬ب إٔ ثؼ٘ أُلب‪ ْ٤ٛ‬أُزلا‪ُٝ‬خ ك‪ ٢‬اُؾوًخ ٓضَ اُزؾل‪١‬‬ ‫‪ٝ‬أُـبٓوح ‪ٝ‬االًزْبف كإ رلؼ‪ِٜ٤‬ب ‪٣‬ق‪ٚ‬غ ُولهاد أُْبهً‪ ٖ٤‬اُغَل‪٣‬خ ‪ٝ‬اُؼوِ‪٤‬خ ‪ٝ‬كن‬ ‫فٖ‪٤ٕٞ‬بد ًَ ٓوؽِخ ٖٓ أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ (األّجبٍ‪ -‬اٌُْبكخ‪ -‬أُزولّ اُغ‪ٞ‬اُخ) ‪.‬‬

‫‪ - ٝ‬اُ٘ٔ‪٤َ٣ ٞ‬و ‪ٝ‬كن ٗٔ‪ٓ ٜ‬ؾلك ‪:‬‬ ‫ح‪٣ .‬ؼ٘‪ ٢‬إٔ اُ٘ٔ‪٣ ٞ‬ؼوف رََِال ٗٔط‪٤‬ب هؿْ إٔ‬ ‫ئٕ ػِٔ‪٤‬خ اُ٘ٔ‪ ٞ‬رَ‪٤‬و ‪ٝ‬كن فطخ ٓؾلك‬ ‫ٓظب‪ٛ‬و‪ ٙ‬أُقزِلخ ال رَ‪٤‬و ث٘لٌ اُ‪ٞ‬ر‪٤‬وح‪ٓ ،‬ضال ‪ :‬اُ٘ٔ‪ ٞ‬اُغَل‪ ١‬أٍوع ٖٓ اُ٘ٔ‪ ٞ‬اُؼوِ‪ ٢‬ك‪٢‬‬ ‫أُواؽَ األ‪ ٖٓ ٠ُٝ‬ؽ‪٤‬بح اُطلَ ‪ٗ .‬لٌ اُزََِ​َ اُؼٔو‪ٗ ١‬غل‪ ٙ‬ك‪ ٢‬أُواؽَ اٌُْل‪٤‬خ‪ٝ ،‬ثنُي‬ ‫‪٣‬ق‪ٚ‬غ أُ٘قو‪ُِ ٕٞٛ‬جوآظ اُزوث‪٣ٞ‬خ‪ٝ ،‬كن ‪ٛ‬نا اُزََِ​َ ٓغ رؾل‪٣‬ل ٗو‪ ٜ‬اُزؾ‪ ٍٞ‬اُز‪٣ ٢‬زؾٌْ‬ ‫ك‪ٜ٤‬ب اَُٖ‪ٝ ،‬رزؾٌْ ك‪ٜ٤‬ب اُولهاد اُز‪ ٢‬ثِـ‪ٜ‬ب اُلوك‪ٓ .‬غ روى ؽ‪٤‬ي ٓ‪ُِ ْٜ‬لوك ك‪ ٢‬اإلػالٕ ػٖ‬ ‫اُ٘‪ٚ‬ظ اُن‪ ١‬ثِـ‪ ٚ‬ك‪ ٢‬ئ‪ٛ‬به اُ٘ٔ‪ ٜ‬أُؾلك ُِٔوؽِخ‪.‬‬ ‫‪٣‬زْ ٓ‪ٞ‬اًجخ ‪ٛ‬ن‪ ٙ‬اُزـ‪٤‬واد ًِٔب ثِؾ ٗ‪ٚ‬ظ ٓوؽِخ ٓؼ‪٘٤‬خ ئُ‪ ٠‬كه‪ٝ‬ر‪ٜ‬ب‪ٝ ،‬رٖجؼ ُ‪ٞ‬ؽل‪ٛ‬ب‬ ‫رطِت االٗزوبٍ ئُ‪ ٠‬أُوؽِخ أُ‪ٞ‬اُ‪٤‬خ ‪ٛ ٝ .‬نا ٓب‪ ٠َٔ٣‬ثبُزغوثخ اٌُْل‪٤‬خ اٗزوبٍ اُلوك ٖٓ هَْ‬ ‫ئُ‪ ٠‬آفو أ‪ ١‬اٗزوبٍ ٖٓ ٌٓ‪ٗٞ‬بد ثوآظ فبٕخ ثٔوؽِخ ػٔو‪٣‬خ ئُ‪ٓ ٠‬وؽِخ أًجو رزالءّ ٓغ‬ ‫ؽبع‪٤‬بد اُ٘‪ٚ‬ظ اُن‪ ١‬ثِـ‪ ٚ‬اُلوك ‪.‬‬

‫ى ‪ -‬اُ٘ٔ‪ ٝ ٞ‬اُلو‪ٝ‬م اُلوك‪٣‬خ ‪:‬‬ ‫ئما ًبٕ ػِٔبء اُ٘لٌ ‪٣‬زؾلص‪ ٕٞ‬ػٖ ٓواؽَ ٗٔ‪ٓ ٞ‬ؼ‪٘٤‬خ ‪٣‬غزبى‪ٛ‬ب اُلوك ك‪ ٢‬ؽ‪٤‬بر‪ ٚ‬رؼوف‬ ‫رْبث‪ٜ‬ب ًج‪٤‬وا ئال إٔ رِي أُواؽَ هؿْ روارج‪٤‬ز‪ٜ‬ب ك‪ ٢‬اُظ‪ٜٞ‬ه كاٗ‪ٜ‬ب رق‪ٚ‬غ ُلو‪ٝ‬م كوك‪٣‬خ رٔ‪٤‬ي‬ ‫ًَ ‪ٝ‬اؽل ػٖ ا‪٥‬فو‪ٍٞ ، ٖ٣‬اء ك‪ ٞٔٗ ٢‬اٍزؼلاكر‪ ٝ ْٜ‬هلهار‪ٔٓ ، ْٜ‬ب ‪َ٣‬زِيّ ػلّ ٓؼبٓالر‪ْٜ‬‬ ‫‪33‬‬


‫روث‪٣ٞ‬ب ‪ ٝ‬رؼِٔ‪٤‬ب ثٌَْ ‪ٝ‬اؽل ‪ ٝ .‬رَٖ اُلو‪ٝ‬م اُلوك‪٣‬خ ٓبث‪ ٖ٤‬األ‪ٛ‬لبٍ أُزوبهث‪ ٕٞ‬ك‪ ٢‬اَُٖ ‪،‬‬ ‫كاٗ‪ٓ ْٜ‬غ مُي ٓقزِل‪ ٕٞ‬ك‪ ٢‬االٍزؼلاكاد ‪ ٝ‬اُولهاد أُقزِلخ ‪.‬‬ ‫ؽ‪ٛ ٢ٚ‬نا أُؼط‪ ٠‬ثأ‪٤ٔٛ‬خ ثبُـخ ك‪ ٢‬أُ٘‪ٜ‬بط اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ٝ . ٢‬ػِ‪ ٚ٤‬رْ اُزوً‪٤‬ي ػِ‪٠‬‬ ‫اُلوك ثٌَْ ًج‪٤‬و ٍ‪ٞ‬اء ك‪ ٢‬ر٘و‪٤‬ن اُجوآظ ‪ ٝ‬األْٗطخ ‪ ٝ ،‬فٖ‪ٕٞ‬ب ٗظبّ اُزولّ اُنار‪ٗ -٢‬ظبّ‬ ‫اُْبهاد – أ‪ ٖٓ ٝ‬فالٍ رلبػَ اٍكوك ٓغ أُغٔ‪ٞ‬ػخ أ‪ ٝ‬أُغٔ‪ٞ‬ػبد ‪ٝ ،‬رؼو‪٘ٙ‬ب ة‪ٛ‬نا اٌُزبة‬ ‫ك‪ ٢‬كوواد ٓزؼلكح ُ‪ٜ‬نا أُ‪ٞٙٞ‬ع اُ‪ٜ‬بّ ‪.‬‬

‫رلؼ‪ٗ َ٤‬ظبّ أُواؽَ‬ ‫مراعاة الجوانب المتعلقة بالنمو فً تنفٌذ األنشطة الكشفٌة‪ ،‬تمكن القابد من االستفادة‬ ‫من نتابج الدراسات العلمٌة المتعلقة بالمراحل العمرٌة وخصوصا ما ٌتعلق بعلم نفس النمو‪.‬‬ ‫وخاصة خبلل الفترات العمرٌة المتزامنة مع ال مراحل الكشفٌة‪ ،‬والتً ٌمكن تلخٌصها فً‬ ‫(‪)22‬‬ ‫العناصر التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ o‬معرفة السلوك المتوقع من الطفل ومتى نتوقعه لكً نرعاه‪.‬‬ ‫‪ o‬تقدٌم المساعدة لألطفال والمراهقٌن على تحقٌق النمو والتوافق فً كل مرحلة‪.‬‬ ‫‪ o‬معرفة شخصٌة الفرد فً أبعادها النفسٌة المختلفة وتركٌز االهتمام بها‪.‬‬ ‫‪ o‬تفهم أثر المستوى االقتصادي و اإلجتماعً على عملٌة النمو‪.‬‬ ‫‪ o‬تفهم النمو العقلً والعمل على تنمٌته بشتى الطرق الممكنة‪.‬‬ ‫‪ o‬بناء البرام ج التربوٌة المناسبة لكل مرحلة ‪.‬‬ ‫‪ o‬اإلرشاد النفسً والتربوي لؤلطفال والشباب‪.‬‬ ‫مشكل العامة التً تعترض كل مرحلة والتفكٌر فً حلولها قبل‬ ‫‪ o‬التعرؾ على ال ا‬ ‫حدوثها‪.‬‬ ‫هذه المعلومات النفسٌة واالجتماعٌة المرتبطة بالمراحل العمرٌة ضرورٌة‬ ‫جدا لجمٌع القادة الذٌن ٌمارسون مهام تأطٌر الفتٌة والشباب داخل التنظٌمات الكشفٌة‪،‬‬ ‫وهذا ما تؤكده الحركة من خبلل تبنٌها لمفهوم المراحل العمرٌة‪ ،‬وٌمكن تلخٌص مزاٌا‬ ‫تطبٌق تنمٌة المراحل كاألتً ‪:‬‬ ‫‪ o‬توفٌر هٌكلة قٌادٌة مسؤولة عن كل مرحلة وتتبع نموها من جمٌع الجوانب‪.‬‬ ‫‪ o‬توفٌر القادة المتخصصٌن حسب كل مرحلة وتدرٌبهم ودعمهم و تأهٌلهم‪.‬‬ ‫‪ o‬احترام خصابص النمو عند كل فرد وتتبع مراحلها العمرٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬توفٌر الوسابل المناسبة والمتبلبمة مع البرامج المخصصة لكل فبة عمرٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬توفٌر المتابعة المستمرة للوحدات والقادة حسب انتمابهم لل مراحل وارفاقها‬ ‫بالتقوٌم المناسب‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫المصطلحات الخاصة بالمراحل(‪)23‬‬ ‫المراحل‬ ‫المسمٌات‬ ‫اسم الوحدة‬

‫األشبال‬ ‫‪ 11-8‬سنة‬

‫الكشافة‬ ‫‪ 14-12‬سنة‬

‫فرٌق األشبال‬

‫فرٌق الكشافة‬

‫الكشاؾ المتقدم‬ ‫‪ 17-15‬سنة‬ ‫فرٌق الكشاؾ‬ ‫المتقدم‬

‫الجوالة‬ ‫‪ 22-18‬سنة‬ ‫فرٌق الجوالة‬

‫اسم الجماعة‬

‫سداسً‬

‫طلٌعة‬

‫طلٌعة‬

‫رهـط‬

‫عدد الجماعة‬

‫‪ 6‬أشبال‬

‫‪ 7-4‬كشاؾ‬

‫‪ 8-4‬كشاؾ متقدم‬

‫‪ 8-4‬جوال‬

‫مسؤول‬ ‫الجماعة‬ ‫من أعضابها‬

‫سادس‬

‫عرٌؾ‬

‫عرٌؾ‬

‫رابـد‬

‫كٌفٌة تعٌ​ٌنه‬

‫باإلختٌار من القابد‬

‫ترشٌح من‬ ‫الطلٌعة‬ ‫و اعتماد القابد‬

‫باإلنتخاب من‬ ‫الطلٌعة واعتماد‬ ‫القابد‬

‫باختٌار الرهط‬

‫اجتماع الجماعة‬

‫أثناء اجتماعات‬ ‫الفرٌق و بإشراؾ‬ ‫القابد‬

‫بقٌادة العرٌؾ‬ ‫وإشراؾ القابد‬

‫بقٌادة العرٌؾ‬

‫بقٌادة الرابد‬

‫مسؤول الوحدة‬ ‫من أعضابها‬

‫السادس األكبر‬

‫العرٌؾ األول‬

‫العرٌؾ األول‬

‫الرابد األكبر‬

‫كٌفٌة تعٌ​ٌنه‬

‫باإلختٌار بواسطة‬ ‫القابد‬

‫باختبار العرفاء‬ ‫و القابد‬

‫باختٌار عرفاء‬ ‫الطبلبع و اعتماد‬ ‫القابد‬

‫باختٌار رواد الرهط‬

‫مجلس الوحدة‬

‫مجلس الشورى‬

‫مجلس الشرؾ‬

‫مجلس الشرؾ‬

‫مجلس اإلدارة‬

‫اتخاذ القرار‬ ‫فً المجلس‬

‫القابد بالتشاور مع‬ ‫مجلس الشورى‬

‫القابد مع مجلس‬ ‫الشرؾ‬

‫اجتماعات‬ ‫الوحدة‬

‫إشراؾ القابد‬

‫بإشراؾ مجلس‬ ‫الشرؾ و القابد‬

‫مجلس الشرؾ مع‬ ‫القابد‬ ‫بإشراؾ مجلس‬ ‫الشرؾ و قٌادة‬ ‫العرٌؾ األول‬

‫مجلس اإلدارة‬ ‫بالتشاور مع القابد‬ ‫بإشراؾ مجلس‬ ‫اإلدارة و قٌادة‬ ‫الرابد األكبر‬

‫قابد الوحدة‬

‫‪ 18‬سنة على األقل‬ ‫مؤهل قابد أشبال‬

‫‪ 22‬سنة على األقل‬ ‫مؤهل للمتقدم‬

‫‪ 25‬سنة على األقل‬ ‫مؤهل للجوالة‬

‫دور القابد‬ ‫بالنسبة لؤلفراد‬

‫(والد)‬ ‫تعلٌم و رعاٌة‬

‫(أخ)‬ ‫إرشاد و توجٌه‬

‫(صدٌق)‬ ‫النصح و المشورة‬

‫‪ 20‬سنة على‬ ‫األقل نؤهل قابد‬ ‫كشافة‬ ‫(قابد)‬ ‫قٌادة و تعلٌم‬

‫‪35‬‬


‫تقٌ​ٌم نظام المراحل ‪:‬‬ ‫أشارت إحدى نشرات تنمٌة المراحل (‪ )20‬إلى األسباب التً دعت إلى طرح السٌاسة‬ ‫العربٌة لتنمٌة المراحل ‪ ":‬أن األعوام الماضٌة القلٌلة أظهرت نوعا من الخلل الذي كان‬ ‫ٌنبؽً على المسبولٌن عن الكشفٌة العربٌة سرعة تداركه والعمل على معالجته بما ٌضمن‬ ‫للحركة الكشفٌة فً الوطن العربً أن تحقق أهدافها وفقا للقواعد التربوٌة العلمٌة واألسلوب‬ ‫الكشفً األمثل فً التربٌة‪ .‬وبطبٌعة الحال أن لكل دولة من الدول العربٌة خصوصٌتها التً‬ ‫تنعكس كذلك على هذه األخطاء فً التعامل مع المراحل العمرٌة أثناء الممارسة الفعلٌة‬ ‫لؤلنشطة الكشفٌة‪.‬‬ ‫نظرا ألهمٌة موضوع المراحل وعبلقته بحسن ممارسة التربٌة الكشفٌة‪ .‬نورد هذه‬ ‫المبلحظات المنهجٌة التً تدخل بأسلوب التعامل مع المعطٌات العلمٌة ‪،‬‬ ‫أهمها التراخً فً تنفٌذ البرنامج الكشفًة وفق الطرٌقة التً ٌنص علٌها المنه اج نذكر منها‬ ‫ما ٌلً ‪:‬‬ ‫ـ عدم مواكبة الفتٌة والشباب لؤلنشطة التً ال تتبل ءم مع أعمارهم ‪ .‬إذ ٌشكل‬ ‫استمرار فرد مثبل بقسم األشبال بعد تجاوز سنه هذه المرحلة العمرٌة‪ .‬فمن الطبٌعً أن ٌنتقل‬ ‫إلى القسم الموالً الذي ٌتناسب مع حاجٌاته ونضجه‪.‬‬ ‫ـ عدم متابعة انتقال األفراد من قسم آلخر حسب سنهم ومطالب المرحلة‪ٌ ،‬ضر‬ ‫بالمنظومة التربوٌة‪ ،‬وٌفتت شمولٌتها وتكاملها وتناؼمها‪.‬‬ ‫مثل هذه األخطاء فً التعامل مع المنه اج الكشفً تؤدي إلى العدٌد من ال تداعٌات‬ ‫السلبٌة‪ ،‬التً تتسبب فً تناسل أخطاء أخرى نذكر منها ‪:‬‬ ‫‪ o‬عدم التتابع المنطقً للخبرات والمهارات المقترحة لفابدة كل فبة عمرٌة‪ ،‬و محددة‬ ‫فً المجاالت التدرٌبٌة المخصصة لكل مرحلة‪.‬‬ ‫‪ ،‬عبر‬ ‫‪ o‬عدم مواكبة تدرج عملٌة النضج التً تتسم بها كل مرحلة على حدة‬ ‫مكوناتها الجسمٌة‪ ،‬العقلٌة‪ ،‬النفسٌة‪ ،‬االنفعالٌة‪ ،‬الفكرٌة و اإلجتماعٌة ‪.‬‬ ‫‪ o‬عدم استفادة الفرد من عملٌة التفاعل التربوي المناسب خصوصا إذا كان ٌنتمً‬ ‫لمجموعة أفرادها ٌصؽرونه أو ٌكبرونه فً السن والتجارب والمعلومات‪.‬‬ ‫‪ o‬تكرار نفس التجارب من طرؾ الفتٌة والشباب عندما ال ٌتم نقلهم من قسم إلى‬ ‫لبلنتقال إلى مساٌرة التدرج‬ ‫القسم الموالً حٌنما ٌبلػ الفرد السن والنضج‬ ‫والتسلسل المنطقً فً الخبرة والمهارة المتناسبة‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫سوء التعامل مع المراحل العمرٌة ٌؤثر على سٌر الوحدات الكشفٌة ‪ ،‬وتكسر نظام‬ ‫التقدم الذي ٌعد من أبرز عناصر الطرٌقة الكشفٌة ‪ .‬تؤدي تلك األخطاء أثناء الممارسة‬ ‫الفعلٌة إلى شعور الفتٌة بالملل وفقدان الحماس وؼٌاب التشوٌق واإلثارة‪ ،‬فٌنتهً بهم األمر‬ ‫إلى التسرب‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ٓواعغ اُلَٖ األ‪ٍٝ‬‬ ‫‪1‬ــ اُلٍز‪ٞ‬ه ‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬اُلافِ‪٤‬خ أُزجؼخ ثبُٔ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ ‪/‬روعٔخ ‪ٝ‬رؼو‪٣‬ق ‪ :‬أُ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫أُقزجو اٌُْل‪ ٢‬اُزوث‪2003 ٞ٤ٗٞ٣ ١ٞ‬‬ ‫‪2‬ــ ٓٔبهٍخ اٌُْل‪٤‬خ ثبُٔـوة‪ ،‬هٕل ‪ٝ‬اهؼ‪ٜ‬ب اُؾبُ‪ٝ ٢‬اهزواػ ثلائَ ــ ٌّ‪٤‬ت اُوؿب‪١‬‬ ‫‪3‬ــ اُل‪ٝ‬ه اُزوث‪ُِ ١ٞ‬ؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ــ أُ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼوث‪٤‬خ ــ ئػلاك ك‪ٞ‬ى‪ ١‬كوؿِ‪٢‬‬ ‫‪4‬ــ ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل‪ ٢‬ــ اُغيء األ‪ ٍٝ‬ــ األٍبٍ‪٤‬بد ــ اُِغ٘خ اُؼبُٔ‪٤‬خ ُِجوآظ ــ أٌُزت اٌُْل‪٢‬‬ ‫اُؼبُٔ‪٢‬‬ ‫‪ - 5‬أَُبد األٍبٍ‪٤‬خ ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫‪ -6‬ك‪ٝ‬ه اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ك‪ ٢‬كػْ اُزوث‪٤‬خ ؿ‪٤‬و اُؤٍ‪٤‬خ ُِْجبٕ ــ ْٗوح ؿ‪٤‬و ك‪ٝ‬ه‪٣‬خ رٖله‪ٛ‬ب األٓبٕح‬ ‫اُؼبٓخ ــ أُ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼوث‪٤‬خ ــ ئكاهح ر٘ٔ‪٤‬خ اُؼ‪٣ٞٚ‬خ ــ اُؼلك ‪٘٣ 23‬ب‪٣‬و ‪2003‬‬ ‫‪ًْ ٕٞ٤ِٓ 250 -7‬بف ــ رأُ‪٤‬ق ٗبع‪ ٢‬الىُ‪ ٞ‬ــ روعٔخ ‪ٝ‬رؼو‪٣‬ت‪ :‬ؽَ‪ٓ ٖ٤‬ؾٔ‪ٞ‬ك ــ إٔلهر‪ ٚ‬اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫اُؼوث‪٤‬خ‬ ‫‪ -8‬اإله‪ٛ‬بٕبد األ‪ُْ٘ ٠ُٝ‬أح اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫‪9‬ــ ‪ًْ ٕٞ٤ِٓ 250‬بف ــ ٓوعغ ٍبثن‬ ‫‪10‬ــ ‪ٝ‬ص‪٤‬وخ ٓواًِ ــ اُْواًخ ك‪ ٢‬اٌُْل‪٤‬خ ــ أٌُزت اٌُْل‪ ٢‬اُؼبُٔ‪ ٢‬األهبُ‪ ْ٤‬اُؼوث‪ٛ ٢‬جؼخ ث٘غبُ‪ٞ‬ه‬ ‫أُؼلُخ ــ أًز‪ٞ‬ثو ‪2006‬‬ ‫‪11‬ـ أُ٘‪ َٜ‬اُزوث‪ ١ٞ‬ــ ٓؼغْ ٓ‪ٍٞٞ‬ػ‪ ٢‬ك‪ ٢‬أُٖطِؾبد ‪ٝ‬أُلب‪ ْ٤ٛ‬اُج‪٤‬لاؿ‪ٞ‬ع‪٤‬خ ‪ٝ‬اُل‪٣‬لاًز‪٤ٌ٤‬خ‬ ‫‪ٝ‬اَُ‪ٌُٞٞ٤‬ع‪٤‬خ ــ ْٓ٘‪ٞ‬هاد ػبُْ اُزوث‪٤‬خ‬ ‫‪12‬ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪13‬ـ األٌٍ اُ٘لَ‪٤‬خ ُ٘ٔ‪ ٖٓ ٞ‬اُطل‪ُٞ‬خ ئُ‪ ٠‬اُْ‪٤‬ق‪ٞ‬فخ ــ كًز‪ٞ‬ه كإاك اُج‪ ٢ٜ‬اَُ‪٤‬ل كاه اُلٌو اُؼوة‪١‬‬ ‫‪ - 14‬ػجل اٌُو‪ ْ٣‬ؿو‪٣‬ت ‪ -‬أُ٘‪ٓ َٜ‬ؼغْ ٓ‪ٍٞٞ‬ػ‪ ٢‬ك‪ ٢‬أُٖطِؾبد ‪ٝ‬أُلب‪ ْ٤ٛ‬اُج‪٤‬لاؿ‪ٞ‬ع‪٤‬خ ‪ٝ‬اُل‪٣‬لاًز‪٤ٌ٤‬خ‬ ‫‪ٝ‬اُ‪ٌُٞٞ٤‬ع‪٤‬خ ْٓ٘‪ٞ‬هاد ػبُْ اُزوث‪٤‬خ‪.‬‬ ‫‪ -15‬ألٌٍ اُ٘لَ‪٤‬خ ُ٘ٔ‪ ٖٓ ٞ‬اُطل‪ُٞ‬خ ئُ‪ ٠‬اُْ‪٤‬ق‪ٞ‬فخ ــ كًز‪ٞ‬ه كإاك اُج‪ ٢ٜ‬اَُ‪٤‬ل كاه اُلٌو اُؼوة‪١‬‬ ‫‪ٗ -16‬لٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪ٗ - 17‬لٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪ -18‬أُواؽَ اَُ٘‪٤‬خ ك‪ ٢‬اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ــ ْٗوح ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ ــ األٓبٗخ اُؼبٓخ ُٔ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫اُؼوث‪٤‬خ ــ ئكاهح ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ ــ اُؼلك اُضبٗ‪ ٢‬ــ كجوا‪٣‬و‪2000‬‬ ‫‪ - 19‬ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ ــ ْٗوح رٖله‪ٛ‬ب ئكاهح ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ ــ األٓبٗخ اُؼبٓخ ــ اُؼلك األ‪٘٣ ٍٝ‬ب‪٣‬و ‪2000‬‬ ‫‪ -20‬ػِْ اُ٘لٌ اُ٘ٔ‪ ٞ‬ــ ؽٔ‪٤‬ل ى‪ٛ‬وإ ــ ػبُْ اٌُزت ــ ‪ 1977‬ــ ٓ ‪65‬‬ ‫‪ - 21‬ك‪ .‬أؽٔل أ‪ٝ‬ى‪ٓ -١‬ؼغْ أُ‪ٍٞٞ‬ػ‪ُ ٢‬ؼِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ ‪ْٞ٘ٓ 2006‬هاد ٓغِخ ػِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ‬ ‫‪ -22‬كُ‪ َ٤‬ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ اٌُْل‪٤‬خ – ٗظبّ أُواؽَ‪.ّ -‬ى‪.‬ع‪ -‬األٓبٗخ اُؼبٓخ ٓ ‪.4-9‬‬ ‫‪ٗ -23‬لٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪38‬‬


‫الفصل الثانً‬

‫المنهاج التربوي الكشفً‬

‫‪39‬‬


‫المنهاج التربوي الكشفً‬ ‫االرهاصات األولى لبناء المنهاج التربوي الكشفً‬ ‫انطلقت فكرة تأسٌس الحركة الكشفٌة من حاجة ملحة وهً تؽٌ​ٌر أوضاع المجتمع‬ ‫المزرٌة‪ ،‬و بالخصوص لدى فبة الشباب الذٌن تأثروا باألحداث واألوضاع التً آلت إلٌها‬ ‫الحروب التً شاركت فٌها انجلترا خبلل السنوات األولى من القرن ‪ .20‬وكانت بمثابة‬ ‫إعبلن عن إبداع منهاج تربوي جدٌد‪.‬‬ ‫بعد ؼٌاب طوٌل عن بلده الحظ " بادن باول" عند عودته أن األوضاع االجتماعٌة‬ ‫بلؽت درجة عالٌة من التدهور مما أدى به إلى الشعور بالصدمة لما شاهده فً أحٌاء‬ ‫مدٌنة لندن الؽارقة فً شتى مظاهر الفقر و الفاقة و البؤس و الجرٌمة و مختلؾ‬ ‫المشاكل االجتماعٌة‪ .‬و بعد هذه النظرة الصادمة للوضعٌة بشكل معمق و شامل‪ ،‬استنتج‬ ‫أن المجتمع تفشت فٌه العدٌد من المظاهر و السلوكات المخربة‪ .‬مثل طؽٌان الظلم و‬ ‫التحاٌل و انعدام التضامن و ؼٌاب الحس بالمواطنة‪ ،‬والتخلً عن القٌم اإلنسانٌة و‬ ‫الدٌنٌة و الوطنٌة النبٌلة التً عادة ما توحد أفراد المجتمع و تضمن تماسكهم‪ .‬من بٌن‬ ‫أهم المظاهر التً استرعت اهتمامه موضوع شخصٌة الفرد داخل المجتمع االنجلٌزي‬ ‫خبلل تلك الحقبة من الزمن‪ ،‬و التً استولت علٌها األنانٌة و البحث عن الثراء السرٌع‬ ‫والنفاق و انعدام األخبلق و عدم احترام الذات و اآلخرٌن‪.)1(...‬‬ ‫هذه األوضاع األخبلقٌة و التربوٌة جعلت المجتمع ٌسٌر فً اتجاه سلبً‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى تراكم المشاكل و انصهار بعضها مع بعض و تولدت عنها ظواهر اجتماعٌة خطٌرة‪،‬‬ ‫و تداعت عنها أخطار كثٌرة هددت المجتمع و هددت األفراد الذٌن ٌكونون المجتمع‪.‬‬ ‫فً سٌاق هذه الوقابع و األحداث‪ ،‬و أمام هذه األخطار كان "بادن باول" من بٌن‬ ‫الذٌن صدمهم الواقع المزري و بادروا إلى دراسته و البحث عن األسباب و الدوافع التً‬ ‫جعلت اإلنسان ٌنحدر إلى هذا المستوى‪ ،‬و جعل المجتمع تسري فٌه هذه األمراض و‬ ‫الفٌروسات االجتماعٌة التً ال تعٌش و ال تتكاثر إال فً أحضان مجتمع مرٌض‪.‬‬ ‫نظرا لقوة شخصٌته و عزٌمته الصلبة‪ ،‬و عدم تقبله لؤلخطاء و الهفوات وعدم‬ ‫قبوله التعاٌش معها‪ ،‬و بناء على رؼبته العارمة فً التؽٌ​ٌر إلى األفضل‪ .‬وظؾ جل‬ ‫معطٌات ركامه المعرفً و تجاربه الؽنٌة بالمواقؾ اإلنسانٌة‪ .‬اهتدى إلى وسٌلة كان‬ ‫مؤمنا من نجاعتها فً تصحٌح هذه النقابص الذي ٌعٌشها المجتمع‪ ،‬أال وهً ‪ :‬تعلٌم‬ ‫المواطنٌن" و هذه المرة بطرٌقة مؽاٌرة للنظم التربوٌة والتعلٌمٌة المتبعة آنذاك‪ ،‬بأسلوب‬ ‫ؼٌر مألوؾ لما تقوم به مختلؾ المؤسسات المساهمة فً التنشبة اإلجتماعٌة لؤلفراد‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫فكر" بادن باول" فً حل مشكلة المجتمع و بالخصوص ما ٌتعلق بفبة الشباب لما‬ ‫تمثله من دور هام داخل النسٌج المجتمعً‪ .‬فركز اهتمامه على تحسٌن أوضاع المجتمع‬ ‫من خبلل تحسٌن ظروؾ األفراد(‪.)2‬‬ ‫فكان علٌه أن ٌضع منهاجا ًا مخالفا ًا للمنهاج السابد و المتبع من طرؾ المؤسسات‬ ‫سواء النظامٌة الرسمٌة أو ؼٌر الرسمٌة كً ٌصل إلى الهدؾ الذي رسمه‪ ،‬و افترض أنه‬ ‫هو المنهاج الكفٌل لحل تلك المعضبلت‪.‬‬ ‫كانت انطبلقته لتجاوز الهفوات و األخطاء التً صاحبت النظام التعلٌمً المتبع‬ ‫آنذاك و باقً المؤسسات‪ .‬فركز على مفهوم" تنمٌة الشخصٌة" من خبلل اكتسا ب الفرد‬ ‫السلوكٌات المقبولة اجتماعٌا ًا و نبذ الممارسات المرفوضة‪ ،‬عبر تنمٌة الخٌر داخل‬ ‫اإلنسان بدل الشر الذي تسرب إلٌه‪ ،‬بأسلوب تربوي جدٌد‪.‬‬ ‫المكونات األساسٌة المعتمدة فً نسج المنهاج التربوي الكشفً نابعة من األفكار‬ ‫التً كان ٌؤمن بها " بادن باول" والتً سعى بنفسه إلى تحقٌقها والمتمثلة فً فكرة‬ ‫محورٌة وهً ‪ " :‬تنمٌة المواطن الصالح الذي سٌساهم فً تحسٌن المجتمع " والمواطن‬ ‫الصالح هو الشخص السعٌد‪ ،‬النشٌط‪ ،‬النافع‪ .‬و بذلك اختلؾ " بادن باول " تماما ًا مع‬ ‫أصحاب الرأي الذي ٌقول ‪ " :‬المجتمع الصالح ٌنتج مواطنا ًا صالحا "‪ .‬بما أنه وقؾ على‬ ‫حقٌقة مفادها أن المجتمع لم ٌعد صالحا ًا لٌنتج المواطنٌن الصالحٌن‪ .‬فعمل بقناعته هذه‬ ‫على قلب المعادلة‪ ،‬فتوجه إلى خٌار آخر هو االهتمام بالفرد الذي ٌستطٌع أن ٌؽٌر‬ ‫األوضاع الفاسدة داخل المجتمع‪ .‬و بعد ذلك ٌستطٌع المجتمع الصالح أن ٌنتج أفراداًا‬ ‫صالحٌن‪.‬‬ ‫كونه من خبلل تجاربه‬ ‫إٌمان " بادن باول " بالفرد كان نابعا ًا من اعتقاد راسخ َّ‬ ‫بأدؼال إفرٌقٌا مفاده أن " كل طفل ٌحمل بداخله طاقة كامنة تمكنه من النمو لٌكون‬ ‫شخصا ًا مستقبلًا و مهتما ًا باآلخرٌن" (‪ )3‬لكن استخراج الطاقات الكامنة عند الطفل كانت‬ ‫تتطلب رؼبة ذاتٌة وانجذاب حقٌقً نحو الفقرات المؤدٌة للهدؾ‪ ،‬دون إلزام من طرؾ‬ ‫الراشدٌن‪ ،‬و هذا ما ٌسمٌه بالتربٌة الذاتٌة الموجهة بالقٌم األخبلقٌة النابعة من الذات فً‬ ‫جو من اإلثارة و التشوٌق و اإلنجداب‪.‬‬ ‫إذن ماهً الخصابص الفردٌة التً افترضها " بادن باول" و سعى إلى اعتمادها‬ ‫لتحقٌق األهداؾ التً ستقوي شخصٌة الفرد الفاعل الذي سٌساهم فً إصبلح المجتمع؟‬ ‫لتحقٌق ذلك لم ٌكن أمامه سوى إعداد أنشطة برنامج متمٌز‪ ،‬تتضمن تقنٌات تعمل‬ ‫على توجٌه طاقات و قدرات الشباب عبر تحمل المسؤولٌة‪ .‬مسؤولٌة نفسه كفرد و‬ ‫مسؤولٌته تجاه اآلخرٌن‪ .‬وذلك عبر مراحل عمره المتتالٌة التً تواكب عملٌة النمو‬ ‫الطبٌعً للكابن البشري‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫تحقٌق ذلك ٌتطلب توفٌر المعطٌات التالٌة ‪:‬‬ ‫تولٌد الحماس و الرؼبة لدى األفراد للمشاركة فً األنشطة المقترحة‪.‬‬ ‫و جود الفضاء و الطرٌقة الرحبة المتصاص الحماس و الرؼبة‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫وجود اإلثارة و المتعة التً تولد الرؼبة فً االستمرار‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫تلبٌة الحاجٌات المتتالٌة المتبلبمة مع االهتمامات و المراحل العمرٌة‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫وجود منظومة قٌم واضحة و ؼٌر متناقضة‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫انفتاح انسانً ؼٌر محدود‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫ٓل‪ ّٜٞ‬أُ٘‪ٜ‬بط اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪٢‬‬ ‫كلمة منهج أو منهاج ٌعترٌها نوع من االلتباس عند التداول‪ ،‬وفً هذا البا ب‬ ‫أكد الدكتور أحمد أوزي فً كتابه ‪ << :‬المعجم الموسوعً لعلوم التربٌة>> على‬ ‫ضرورة التمٌ​ٌز بٌن ثبلثة مفاهٌم مرتبطة بهذه اللفظة تفادٌا لكل التباس‪ ،‬والتً تضم‬ ‫كلمة المنهج أو المنهاج والمناهج التربوٌة والمنهاج الدراسً ‪.curriculum‬‬ ‫أوضح أن لفظة ــ المنهج أو المنهاج ــ تدل على الطرٌق الصحٌح‪،‬‬ ‫وبالخصوص الطرٌق المتبع فً البحوث العلمٌة‪ ،‬عبر مجموعة من العملٌات التً‬ ‫تقود الفكر إلى قضاٌا محددة لبلوغ نتابج علمٌة من خبلل العملٌات المنهجٌة المؤدٌة‬ ‫إلى حقابق ثابتة‪.‬‬ ‫أما المفهوم الثانً‪ ،‬المنهاج أو المناهج البٌداؼوجٌة‬ ‫‪ pédagogiques‬فإنها تطلق على مجموع الوسابل المستخدمة لبلوغ أهداؾ تربوٌة‬ ‫معٌنة‪ ،‬وهذه الوسابل تختلؾ باختبلؾ الهدؾ التربوي الذي نسعى تحقٌقه‪.‬‬

‫‪Les méthodes‬‬

‫وٌؤكد الدكتورأوزي أن الوسابل تختلؾ حسب الفبة العمرٌة للمستهدفٌن‪.‬‬ ‫وٌؤكد أن مفهوم المناهج التربوٌة أو البٌداؼوجٌة تطلق عادة على الطرابق التً‬ ‫ابتكرها فبلسفة التربٌة كما هو الشأن لدى منهاج فروبل‪ ،‬ومنهاج منتسوري‪،‬‬ ‫ومنهاج دٌوي ومنهاج دوركلً‪...‬‬ ‫وٌأتً المفهوم الثالث "المنهاج الدراسً" أوالكورٌكولوم‬ ‫‪ curriculum‬وٌحٌلنا الدكتور أوزي على التعرٌؾ الذي أورده " مٌاالري" فً كتابه‬ ‫‪ :‬البٌداؼوجٌة العامة‪ ،‬تعرٌؾ دي النشٌر‪ ،‬حٌث ٌشٌر إلى التعرٌؾ التالً‪" :‬‬ ‫المنهاج الدراسً جملة من األفعال التً نخططها الستثارة التعلٌم‪ ،‬فهو ٌشمل تجدٌد‬ ‫أهداؾ التعلٌم ومضامٌنه وطرقه وأسالٌب تقوٌم مواده الدراسٌة بما فٌها الكتب‬ ‫المدرسٌة ‪ .‬كما ٌشمل بهذا المعنى‪ " :‬مختلؾ االستعدادات المتعلقة بالتكوٌن المتبلبم‬ ‫للمتعلمٌن " (‪)4‬‬

‫‪Le‬‬

‫‪42‬‬


‫بعد سرد هذه المفاهٌم الثبلثة للفظة منهاج‪ٌ ،‬مكننا أن نقرب مفهوم "المنهاج‬ ‫التربوي الكشفً" إلى ذهن القارئ‪ ،‬بدءا بالمفهوم األول للفظة والذي ٌدل على‬ ‫العملٌات التً ٌنهجها الباحث والتً توجهه لبلوغ نتابج علمٌة‪ .‬وفً مجال موضوعنا‬ ‫لٌس لهذا المفهوم ارتباط مباشر‪ ،‬لكن المفهوم الثانً " المناهج البٌداؼوجٌة "‬ ‫والمفهوم الثالث "المنهاج الدراسً" لهما ارتباط وثٌق بالمفهوم الذي نحن بصدد‬ ‫تحدٌده وتوضٌحه‪.‬‬ ‫فمفهوم المنهاج التربوي الكشفً ٌجمع بٌن المفهومٌن‪ ،‬وذلك راجع للعناصر‬ ‫التالٌة‪ :‬أن التربٌة الكشفٌة تضم مجموعة الوسابل لبلوغ أهداؾ تربوٌة حسب الهدؾ‬ ‫الذي حددته الحركة ألسلوبها‪ .‬وبما أن هذا األسلوب ٌعتمد على طرٌقة مبتكرة جدٌدة‬ ‫فً مجال التربٌة ؼٌر النظامٌة‪ ،‬فإنها طرٌقة تستند إلى منهاج بٌداؼوجً ٌحدد أهدافها‬ ‫ووسابلها وؼاٌاتها‪ .‬والمنهاج التربوي على اعتبار أنه طرٌقة ممٌزة فً التربٌة فإنه‬ ‫ٌتقاطع مع المنهاج الدراسً ‪ Le curriculum‬فً العدٌد من العناصر لكونه ٌشمل‬ ‫أهداؾ للتعلم وٌضم مضامٌن تنشٌطٌة مترابطة فٌما بٌنها‪ ،‬كما ٌشمل أسالٌب التقوٌم‬ ‫للتأكد من نجاعة عملٌات التعلم التً تتاح للفرد‪ .‬كما أن المنهاج التربوي الكشفً ٌعتمد‬ ‫على مواد تنشٌطٌة هادفة وفق المنهاج تحتوٌها الكتب المرجعٌة لتنفٌذ األسلوب‬ ‫التربوي الكشفً الذي ٌشرؾ على إعداده ومواكبته خبراء بٌداؼوجٌ​ٌن من مختلؾ‬ ‫دول العالم(‪.)5‬‬ ‫ٌعرؾ المنهاج ‪ Curriculum‬بكونه‪ ":‬مجموع تجارب الحٌاة الضرورٌة‬ ‫– العلمٌة والثقافٌة‬ ‫للنمو"(‪ )6‬وبتوضٌح أكثر‪ " :‬هو مجموع الخبرات التربوٌة‬ ‫واإلجتماعٌة والفنٌة والصحٌة والقومٌة والدٌنٌة وؼٌرها‪ ،‬التً ته ٌّؤها المؤسسة‬ ‫التربوٌة ألفرادها سواء داخل المدرسة و خارجها بهدؾ تحقٌق النمو الشامل لهم‪،‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫وتوجٌه و تعدٌل سلوكهم فً ضوء األهداؾ التربوٌة المحددة لهذا الؽرض"‬ ‫‪ٙٝ‬غ ٌٓ‪ٗٞ‬بد أُ٘‪ٜ‬بط اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ ،٢‬ػِٔ‪٤‬خ ر٘طِن ٖٓ رؾل‪٣‬ل اُؾبع‪٤‬بد‬ ‫اُؾو‪٤‬و‪٤‬خ أُزؼِوخ ثبُْو‪٣‬ؾخ أَُز‪ٜ‬لكخ ؽَت ٓواؽِ‪ٜ‬ب اُؼٔو‪٣‬خ ‪ ٝ‬ؽَت ٓزطِجبد أُؾ‪ٜ٤‬‬ ‫‪ٓ ٝ‬ب ‪٣‬زطِج‪٤ٍ ٚ‬بم رؾ‪ٞ‬الد اُؼٖو‪ .‬أ‪ ١‬اُو‪٤‬بّ ثزؾل‪٣‬ل اُؾبع‪٤‬بد ‪ٝ‬كن ٓالءٓز‪ٜ‬ب ُٔب ‪٣‬غت‬ ‫إٔ ‪ ٌٕٞ٣‬ػِ‪ ٚ٤‬اُْبة ‪ ٝ‬اُلز‪ ٠‬أُؼبٕو هٖل ئػلاك‪َُِٔ ٙ‬زوجَ‪.‬‬ ‫كما أن مفهوم المنهاج التربوي الكشفً ٌضم مختلؾ االستعدادات المتعلقة‬ ‫بالتعلم المتناسب مع حاجٌات الفرد حسب مرحلته العمرٌة وحسب ظروفه التربوٌة‬

‫‪43‬‬


‫واالجتماعٌة‪ .‬على اعتبار أنه منهاج ٌنتمً بحكم أسلوبه إلى صنؾ التربٌة ؼٌر‬ ‫النظامٌة التً تدعم وتكمل األهداؾ التربوٌة التً ٌتبناها المجتمع‪.‬‬ ‫وبذلك ٌمكننا القول أن ‪ :‬المنهاج التربوي الكشفً من الناحٌة البٌداؼوجٌة‬ ‫ٌتوفر على كل الشروط المعرفٌة والمنهجٌة التً ٌتطلبها كل أسلوب تربوي ( ‪ ،)8‬وإذا‬ ‫كان أي لبس فً المفهوم فٌبقى مرتبط بأسلوب تنفٌذ هذا المنهاج على أرض الواقع ‪.‬‬ ‫وهذا هو السبب الذي ٌجعل تجربة التربٌة الكشفٌة تختلؾ نتابجها بٌن دولة وأخرى‪،‬‬ ‫لكون االختبلؾ ٌكون أساسا فً الفهم وفً أسلوب التنفٌذ‪.‬‬ ‫إلعداد منهاج تربوي تكوٌنً قادر على استٌعاب كل مكونات المجتمع و تقلبات‬ ‫العصر واستٌعاب حاجٌات الفرد‪ٌ ،‬تطلب استحضار جل هذه المكونات قصد ترجمتها إلى‬ ‫فقرات تكون البرنامج‪ .‬مكونات المنهاج تتضمن آلٌة لقٌاس مدى مبلءمة الفقرات مع‬ ‫تحقق األهداؾ‪ .‬أي القدرة على تقدٌر الوضعٌة الراهنة التً ٌكون علٌها المستفٌد مع‬ ‫الوضعٌة المطلوبة و المتوخى بلوؼها(‪. )9‬‬ ‫ٌعتبر "المنه اج الكشفً" المحور التربوي الذي تستند علٌه جل مكونات البرنامج‬ ‫الكشفً بمختلؾ أنشطته الموجهة لكل فبة عمرٌة حسب تصنٌؾ ال مراحل وذلك وفق‬ ‫المحددات التً تحدد لكل مرحلة فبة عمرٌة متقاربة بناء على التصنٌفات التً توصل‬ ‫إلٌها علم النفس كاآلتً ‪:‬‬ ‫‪ o‬على ضوبها ٌؤدي (األشبال‪ ،‬الكشافة‪ ،‬المتقدم‪ ،‬الجوالة) أنشطهم الخاصة بكل‬ ‫فبة‪ ،‬والتً تتناسب مع مراحل نموهم و حسب جنسهم‪.‬‬ ‫‪ o‬تتبلءم مع القدرات البدنٌة والعقلٌة واالجتماعٌة والروحٌة‪ ...‬الخاصة بكل فرد و‬ ‫كل جماعة‪.‬‬ ‫‪ o‬حرٌة اختٌار واسعة حتى ٌتمكن الشباب و الفتٌة اختٌار فقرات أنشطتهم‬ ‫بأنفسهم قصد تلبٌة حاجٌاتهم و رؼباتهم الفردٌة و اإلجتماعٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬عناصر التشوٌق واإلثارة والتحدي التً تؽلؾ األنشطة التً ٌتضمنها البرنامج‬ ‫وفق انتظارات األفراد‪ ،‬وممارستها بإٌجابٌة حتى تحقق لهم السعادة‪ ،‬وتحقق‬ ‫الحركة الكشفٌة هدفها التربوي (‪)10‬‬

‫المنهاج من البناء إلى التنفٌذ‬ ‫رصد مختلؾ المراحل التً واكبت انطبلق فكرة الحركة الكشفٌة‪ ،‬لتفكٌك جل مبلبسات‬ ‫النشأة األولى لهذه المنظومة التربوٌة‪ٌ ،‬تبٌن لنا أنها انطلقت على أساس مستوٌ​ٌن‪:‬‬

‫‪44‬‬


‫أ ‪-‬المستوى األول‪:‬‬ ‫تراكم التجارب الحٌاتٌة و التربوٌة والفكرٌة لذات فاعلة مبدعة عاٌشت كل مراحل‬ ‫الخبرة والمعرفة عبر تفاعبلتها المتعددة‪ ،‬و رصدتها من خبلل قدرتها على التقٌ​ٌم و التحلٌل‬ ‫و البحث عن البدابل‪ .‬هذا التراكم المحدود فً الزمان و المتسع فً المكان استطاع صاحبها‬ ‫أن ٌقدم مبلمح منظومة تربوٌة جدٌدة‪ ،‬تمكن أن ٌقنع الباحثٌن التربوٌ​ٌن و اآلباء و الساسة‬ ‫ومختلؾ المهتمٌن بالقضاٌا التربوٌة على أنها أفكار لها القدرة فً استٌعاب القضاٌا التربوٌة‬ ‫والتكوٌنٌة المتعلقة بالفتٌة و الشباب‪ ،‬و أن لها مرجعٌة بٌداؼوجٌة ‪ -‬سعت آنذاك ‪ -‬لتؽطٌة‬ ‫النقابص المنهجٌة‪ ،‬وإلى إٌجاد حلول للمشاكل التربوٌة التً كانت تعانً منها هذه الفبة‬ ‫(‪)11‬‬ ‫العمرٌة فً تلك المرحلة‬ ‫فبعد نضج الفكرة انتقلت إلى عملًٌ التنظٌم والتعدٌل المنهجً‪ ،‬التً أدت إلى بلوغ‬ ‫كون أسلوبا ًا متمٌزاًا ضمن الطرق الحٌة المتبعة‬ ‫مرحلة التأسٌس لطرٌقة تربوٌة‪ ،‬تطورت ل ُت ّ‬ ‫فً المجال التربوي‪ ،‬مهتمة بتخصص ٌرتكز على تربٌة وتكوٌن و تأطٌر الفتٌة والشباب‬ ‫خبلل أوقات الفراغ‪ .‬وانتهى أمرهذه األفكار إلى إنشاء أكبر تنظٌم شبابً عالمً ٌسٌر‬ ‫بأسلوب دقٌق‪ ،‬سواء فً تسٌ​ٌره اإلداري أو فً مواكبته للقضاٌا التربوٌة و اإلجتماعٌة و‬ ‫الثقافٌة الكبرى‪ .‬أدت إلى وضع هٌاكل عالمٌة موزعة على تنظٌمات إقلٌمٌة ووطنٌة ومحلٌة‪،‬‬ ‫لتضمن لنفسها التوسع المجالً لنشر أفكارها على أوسع نطاق‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬المستوى الثانً‪:‬‬ ‫خبلفا ًا لما تعرفه خطوات بناء المنهاج‪ ،‬و التً عادة ما تتم عبر تحدٌد المرجعٌة‬ ‫األساسٌة التً تستحضر المقومات الوطنٌة و الدٌنٌة و الثقافٌة للمجتمع‪ ،‬و ٌشرؾ علٌها‬ ‫قطاع مسؤول بشكل رسمً‪ ،‬لكً ٌقوم بالتركٌز على المبادئ األساسٌة و ترجمة فلسفة‬ ‫(‪)12‬‬ ‫المجتمع والسعً إلى إبراز قٌمه و مثله العلٌا وتشخٌصها من خبلل التوجهات الرسمٌة‬ ‫التً تكون المرتكز األساسً فً بناء المنهاج الذي تخضع له جل المستوٌات البلحقة‪،‬‬ ‫وتسعى إلى التبلؤم معه و عدم الخروج عن الخطوط التً رسمها‪ .‬أ ّما المنهاج التربوي‬ ‫الكشفً فقد انبنى على أساس إنسانً صرؾ‪ ،‬بعٌداًا عن مختلؾ المعاٌ​ٌر التً تمٌز بنً‬ ‫البشر عن بعضهم البعض‪.‬‬ ‫مبلمح المنهاج التربوي الكشفً ‪:‬‬

‫‪45‬‬


‫اج هو الذي ٌنظم خطة البرنامج الذي تسمٌه الحركة الكشفٌة بنظ ـام‬ ‫المنه‬ ‫التقدم‪ ،‬أو نظام الشارات ( الكفاٌة والهواٌة) ( ‪ )13‬النظام الذي ٌواكب خبلله الشاب أو‬ ‫ـ‬ ‫الفتى مكونات الحٌاة الكشفٌة‪ٌ .‬كون بمثابة المحرك للفرد كً ٌصبح مشاركا بنفسه فً‬ ‫بناء المعارؾ حسب المجاالت المكونة لمضمون و شروط الحصول على شارات التقدم ‪،‬‬ ‫مع تفعٌل جٌد لكل مكونات الطرٌقة الكشفٌة ‪ .‬بذلك فإن المنه اج ٌمثل الحد األدنى الذي‬ ‫ٌجب أن ٌمارسه أعضاء المراحل الكشفٌة بها ٌضمن الممارسة المخططة‪( ،‬التً ٌمكن‬ ‫قٌاسها وتقوٌمها) للمعارؾ والمهارات واالتجاهات المطلوب اكتسابها خبلل فترة محددة‬ ‫من الوقت (‪ ،)14‬بدافع ذاتً من طرؾ الفرد‪.‬‬ ‫ٌدخل المنه اج الكشفً ضمن الطرابق النشٌطة الفاعلة ( ‪)Méthodes actives‬‬ ‫الطرق البٌداؼوجٌة التً تجعل من الطفل صانع معرفته الخاصة‪ ،‬حٌث ٌوضع فً ظروؾ‬ ‫تسمح له باكتشاؾ المعرفة عوض فرضها علٌه‪.‬‬ ‫نورد تعرٌفٌن خاصٌن بالمنه اج فً صورته النشٌطة الفاعلة‪ ،‬المتماثلة إلى حد‬ ‫كبٌر مع المنه اج الكشفً‪ ،‬لتوضٌح التماثل بٌن األ سلوبٌن فً تحدٌد معالم البرنامج‬ ‫الكشفً الذي ٌمارسه الفتٌة والشباب على أرض الواقع‪:‬‬ ‫‪ ‬األول‪" :‬الطرٌقة النشٌطة هً التً تجعل المتعلم فاعبل إرادٌا ونشٌطا‬ ‫وواعٌا بتربٌته الخاصة‪ ،‬حٌث ٌصبح المتعلم مربٌا لنفسه‪.‬‬ ‫والمعاٌ​ٌر التً تستند إلٌها الطرابق النشٌطة هً‪:‬‬ ‫‪ )1‬النشـــاط ‪ :‬أي أن المتعلم ٌبلحظ وٌلعب وٌعالج بنفسه وٌبتكر‪.‬‬ ‫‪ )2‬الحريـــة ‪ :‬حٌث أن المتعلم ٌمتلك حق المبادرة‪.‬‬ ‫‪ )3‬التربٌة الذاتٌة‪ :‬وتفٌد النشاط الذاتً واتخاذ القرارالشخصً‬ ‫واإلستقبللٌة‪.‬‬ ‫‪ ‬ثانٌا‪ " :‬تعتمد هذه الطرابق" على المبادئ التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تسعى على تكوٌن أطر متعودة على اقتراح أشكال جدٌدة من العمل واألنشطة مثل‬ ‫(خدمات‪ ،‬استقصاءات‪ ،‬عروض‪ ،‬مبادرات‪ٌ ) ...‬عدها وٌقدمها األفراد بأنفسهم‬ ‫‪ .2‬تجعل الفرد صانعا لمعرفته‪ ،‬وذلك من خبلل مشاركته وإطبلعه على الوثابق‬ ‫واستؽبللها والعمل داخل الجماعة‪.‬‬ ‫‪ .3‬العمل داخل الجماعة‪ ،‬وهً عبارة عن مجتمع صؽٌر قادر على تسٌ​ٌر نفسه بنفسه‪،‬‬ ‫وفق قوانٌنه ومعاٌ​ٌره الخاصة‪ ،‬والعٌش بشكل تعاونً‪.‬‬ ‫‪ .4‬إنشاء عبلقات داخل الوسط االجتماعً وخارجه ‪ ،‬وذلك من خبلل المشاركة فً‬ ‫التجمعات واللقاءات واستمرار العبلقة عبر المراسبلت بكل وسابلها ووسابطها‬ ‫الحدٌثة‬ ‫‪46‬‬


‫‪ .5‬تعلم التعلم‪ ،‬يجعل الفرد ٌشعر بالحاجة إلى معرفة العالم الذي ٌحٌط به‪.‬‬ ‫ٌتبٌن من خبلل هذا التعرٌؾ مدى تشابه المنهاج الكشفً مع الطرابق الحٌة‬ ‫النشٌطة الفاعلة‪.‬‬ ‫فً السابق كان التربوٌون والخبراء والمهتمٌن بالكشفً ة ٌعرفونه بالصٌؽة‬ ‫التالٌة ‪ " :‬المنه اج الكشفً هو ذلك الجزء من البرنامج الذي ٌطلق علٌه اسم نظام التقدم‬ ‫أو نظام الشارات (الكفاٌة والهواٌة) وهو ٌمثل الحد األدنى الذي ٌجب أن ٌمارسه أعضاء‬ ‫للمعارؾ‬ ‫ التً ٌمكن قٌاسها‪-‬‬‫المراحل الكشفٌة بما ٌضمن الممارسة المخططة‬ ‫والمهارات واالتجاهات المطلوب اكتسابها خبلل فترة محددة من الوقت بالدافع الذاتً‬ ‫(‪. )15‬‬ ‫تحقٌقا للهدؾ التربوي للحركة‬ ‫أصبح الخبراء ٌعرفونه بأسلوب أكثر علمٌة ودقة كالتالً‪" :‬المنه اج الكشفً هو‬ ‫ذلك األسلوب التربوي الذي ٌهدؾ إلى إعداد أفراد ٌتسمون بصفات معرفٌة ووجدانٌة و‬ ‫مهارٌة تؤهلهم لتحقٌق نموهم الشامل جسمٌا وعقلٌا ووجدانٌا وخلقٌا وسلوكٌا ودٌنٌا‬ ‫عملٌات التوجٌه‬ ‫واجتماعٌا‪ ،‬كما تؤهلهم للتحلً بالسلوك القوٌم الذي ٌمثل حصٌلة‬ ‫ي العام الذي‬ ‫المؤدي إلى حسن تكٌفهم مع البٌبة والمجتمع الذي ٌمثل اإلطار القٌم‬ ‫تتضمنه ثقافة المجتمع مع مراعاة الخصابص السنٌة للمراحل األربعة (أشبال‪-‬الكشاؾ‪-‬‬ ‫(‪. )16‬‬ ‫المتقدم‪-‬الجوالة)‬ ‫و ٌمكن أن نضع تحدٌدا للمنهاج الكشفً من خبلل مقارنته مع مكونات المنهاج‬ ‫(‪. )17‬‬ ‫فً منظوره العام‪ ،‬عبر خطواته التالٌة‬ ‫‪ .1‬تخطٌط مسبق لعملٌة التعلم‪ ،‬تتضمن األه داؾ والمبادئ والمحتوٌات واألنشطة و‬ ‫الوسابل والتقوٌم‪.‬‬ ‫‪ .2‬المفهوم الشامل الذي ال ٌقتصر على المحتوى فقط‪ ،‬بل ٌنطلق من األهداؾ‬ ‫والمبادئ لتحدٌد الطرٌقة ومكونات البرنامج الكشفً‪.‬‬ ‫‪ .3‬بناء منطقً لعناصر المحتوى‪ ،‬الذي يتم على شكل وحدات‪ ،‬بحٌث تتطلب عملٌة‬ ‫التحكم فً وحدة معٌنة ضرورة التحكم فً الوحدات السابقة‪ ،‬وفق تنظٌم منطقً‬ ‫مترابط المكونات‪.‬‬ ‫‪ .4‬تنظٌم العناصر والمكونات بشكل ٌمكن من بلوغ الؽاٌات والمرامً من فعل التعلم‪.‬‬ ‫ونستنتج أن المنه اج الكشفً ٌستمد وٌنبثق من المنه اج الحدٌث بمفهومه العام‪.‬‬ ‫وٌمكن أن نصنفه بأنه سلسلة من الوحدات موضوعة بكٌفٌة تجعل تعلم كل وحدة تتم‬ ‫انطبلقا من فعل واحد‪ ،‬شرٌطة أن ٌكون الفرد المستفً د قد تحكم فً (القدرات) الكفاٌات‬ ‫الموصوفة فً الوحدات (المجاالت) المخصصة السابقة داخل المقطع‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫ٌؤكد المنه اج الكشفً فً بنابه أربع خطوات هامة‪ ،‬كما تؤكد الدراسات التربوٌة‬ ‫والسٌكولوجٌة على نفس الخطوات التً ٌنبن ي علٌها المنه اج فً مفهومه العام‪ ،‬وهً‬ ‫كاآلتً‪:‬‬ ‫‪ o‬تحدٌد أهداؾ المنه ـاج‬ ‫‪ o‬اختٌار خبرات المنه اج‬ ‫‪ o‬تنظٌم خبرات المنه ـاج‬ ‫‪ o‬تقويــم المنه ـــاج‬

‫‪48‬‬


‫نقدم رسما توضٌحٌا مبسطا لخطوات تنفٌذ المنهاج التربوي الكشفً ‪:‬‬

‫تعرٌؾ الحركة الكشفٌة‬ ‫ الدور التربوي‬‫ المبادئ‬‫‪ -‬األهداؾ‬

‫حاجٌات المجتمع‬ ‫حاجٌات الفرد‬ ‫‪ -‬النفسٌة‬

‫‪ -‬الجسمٌة‬

‫‪ -‬االجتماعٌة‬

‫‪ -‬العقلٌة‬

‫إنشاء الفرقة الكشفٌة ‪:‬‬ ‫ بنٌة االستقبال‬‫‪ -‬التواصل مع المحٌط‬

‫ المناخ التربوي‬‫‪ -‬األطر التربوٌة‬

‫الفبة المستهدفة ( حسب السن والجنس )‬ ‫ زهرات‬‫ مرشدات‬‫ دلٌبلت‬‫‪ -‬رابدات‬

‫ أشبال‬‫ كشافة‬‫ كشاؾ متقدم‬‫‪ -‬جوالة‬

‫الطرٌقة الكشفٌة‬ ‫ حٌاة الخبلء‬‫ القانون والعهد‬‫ اإلطار الرمزي‬‫ نظام المجموعات‬‫ التعلم بالممارسة ‪ -‬الراشدون‬‫‪ -‬نظام التقدم الذاتً‬

‫محتوى البرامج الكشفٌة‬ ‫ أنشطة المجموعات الصؽرى‬‫‪ -‬األنشطة الجهوٌة الوطنٌة‬

‫ أنشطة الفرق‬‫‪ -‬األنشطة الدولٌة والعالمٌة‬

‫التكوٌن المتسلسل ‪-‬عبر المراحل‪ -‬للراشدٌن‬ ‫ التكوٌن المحلً‬‫‪ -‬التكوٌن الوطنً‬

‫ التكوٌن الجهوي‬‫‪ -‬التكوٌن الدولً‬

‫‪49‬‬


‫خصوصٌات المنهاج‪:‬‬ ‫ٌتصؾ المنهاج التربوي الكشفً ببعض الخصوصٌات التً تمٌزه عن ؼٌره من‬ ‫المناهج التربوٌة‪ ،‬نظرا لطبٌعة هذا التنظٌم العالمً‪ ،‬نذكر منها ما ٌلً ‪:‬‬ ‫الخصوصٌة اإلنسانٌة ‪:‬‬ ‫تم وضع المنهاج التربوي الكشفً على أسس إنسانٌة عامة ومجردة تماما ًا من أي‬ ‫انتماء جؽرافً أو تارٌخً أو عرقً أو لؽوي‪ ،‬أو أي نمط من أنماط اإلنتماءات التً‬ ‫تجعل بنً البشر ٌتوزعون إلى شٌع وقبابل و مناطق و أوطان وقومٌات وؼٌرها‪.‬‬ ‫فقد كان االعتبار األول و األخٌر هو اإلنسان و ال شًء ؼٌر اإلنسان‪ ،‬مرفقا‬ ‫بإمكانٌة احترام هذا اإلنسان فً اختٌاراته و اتجاهاته‪ .‬فقد وضع المنهاج على أساس‬ ‫إنسانً ٌحترم طبٌعة اإلنسان فً حقه فً االختبلؾ فً تنوع الثقافات و االتجاهات‪.‬‬ ‫المنهاج التربوي الكشفً ٌتسم بالشفاف ٌّة والوضوح‪ ،‬كونه منهاج ٌستهدؾ سعادة‬ ‫أي خلفٌات خفٌة ؼٌر واضحة‪ ،‬تسعى إلى‬ ‫الكابن البشري و الحفاظ على النوع دون ّ‬ ‫تسرٌب مفاهٌم و قٌم ؼٌر معلنة ألهداؾ ؼٌر معلومة ‪ .‬والستبعاد تلك المفاهٌم عن‬ ‫المنهاج ركزت الحركة على أسس أهمها ‪:‬‬ ‫‪ o‬ترسٌخ القٌم اإلنسانٌة الخالصة المجردة عن عناصر التمٌ​ٌز التً ٌعرفها‬ ‫اإلنسان والتً تعطً انتماءاته الدٌنٌة و العرقٌة و الجؽرافٌة و الوطنٌة‪...‬‬ ‫‪ o‬احترام اإلنسان كإنسان كٌفما كانت وضعٌته و ظروفه‪ ،‬كً ٌظل فً صورة‬ ‫التكرٌم التً ٌستحقها اإلنسان‪.‬‬

‫الخصوصٌة العالمٌة ‪:‬‬

‫ٌمكن تسمٌة المنهاج التربوي الكشفً بأنه ـ منهاج تربوي عالمً ـ لكونه ٌركز‬ ‫على أسس ومحاور مشتركة بٌن البشر‪ ،‬تتعدى المحلٌة لتنفتح على الناس أٌنما وجدوا‪،‬‬ ‫مع احترام تام لخصوصٌاتهم وقٌمهم وتقالٌدهم وثقافتهم الممٌزة‪ .‬وفً إطار مفهوم‬ ‫العولمة الشامل الذي أصبح ٌضع ٌدٌه على أؼلب مجاالت الحٌاة اإلنسانٌة‪ ،‬بدأت تظهر‬ ‫بعض اآلراء تدعو إلى عولمة المناهج ( ) ـ المنهاج العالمً ـ الؽاٌة منه هو تربٌة‬ ‫الشباب على مبادئ إنسانٌة محضة بعٌدة عن التقسٌمات العرقٌة والسٌاسٌة‪ ،‬وتتجاوز‬ ‫التقسٌمات المحلٌة واإلقلٌمٌة‪ ،‬لتكون قاسما مشتركا ٌجمع بٌن قٌم ومبادئ سابر البشر‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫المنهاج الكشفً بهذه الصفة ٌوازن بٌن الهوٌة المحلٌة بخصوصٌاتها وتمٌزها وبٌن‬ ‫الهوٌة اإلنسانٌة من خبلل االنفتاح على اآلخر كٌفما كانت درجة االختبلفات بٌنهم‪.‬‬ ‫إنه منهاج صمم على أسس ومحاور تتعدى حدود المحلٌة واإلقلٌمٌة‪ ،‬وتنخرط فً‬ ‫مواضٌع تمثل القاسم المشترك فً كل مكان ولجمٌع سكان العالم‪ .‬وهدا هو االتجاه التً‬ ‫توجهت إلٌه الحركة الكشفٌة والزالت تسٌر على منواله فٌما ٌتعلق بالمنهاج التربوي‬ ‫الكشفً‪ ،‬الذي ٌشرؾ علٌه خبراء متخصصون ٌتابعون خطوات التنفٌذ وٌسهرون على‬ ‫تعدٌله و أؼنابه بما ٌتطلبه العصر مواكبة للتحوالت التً ٌعرفها المشهد التربوي‬ ‫المعاصر‪ .‬فً إطار منظمة عالمٌة متمٌزة بالحٌاد التام على كل مظاهر الصراعات التً‬ ‫تفرق بنً البشر‪.‬‬ ‫الخصوصٌة المحلٌة‪:‬‬ ‫احترام خصوصٌة البٌبة‬ ‫من أهم اإلجراءات التً تمٌز ممارسة الكشفٌة‪،‬‬ ‫اإلجتماعٌة التً تحٌط الفرد الممارس لؤلنشطة الكشفٌة‪ ،‬عبر تلبٌة احتٌاجات‬ ‫الفتٌة و الشباب وفق تمثبلنهم وتصورات للعالم عبر احترام خصوصٌة المحٌط‬ ‫اإلجتماعً و البٌبً‪ .‬فٌبقى واقع المحٌط اإلجتماعً والبٌبً الذي ٌعٌشون فٌه‪،‬‬ ‫أمراًا ٌتطلب مراعاته و تقدٌره خبلل تمرٌر المفاهٌم المكونة ألي فقرة من الفقرات‬ ‫التكوٌنٌة للبرنامج الكشفً‪.‬‬ ‫ٌتضمن المنهاج التربوي الكشفً مجموعة من القواعد األساسٌة التً تؤطر‬ ‫الممارسة الكشفٌة فً شمولٌتها‪ .‬وٌبقى لكل جمعٌة وطنٌة حٌز مهم من الحرٌة‬ ‫للتصرؾ فٌما ٌتناسب مع الخصوصٌات االجتماعٌة المحلٌة‪ .‬إذ نجد أن بعض‬ ‫الجمعٌات الوطنٌة توجه أنشطتها للذكور فقط‪ ،‬وأخرى توجهها للجنسٌن دون‬ ‫اختبلط‪ .‬بناء على خصوصٌاتها االجتماعٌة التً ترسخت تقالٌدها على مبدأ الفصل‬ ‫بٌن الجنسٌن‪ .‬وال ٌعتبر ذلك خرقا للقواعد األساسٌة‪ ،‬رؼم أن الحركة عالما تؤمن‬ ‫بالمشاركة الفعالة واإلٌجابٌة للجنسٌن تمشٌا مع أسالٌب التربٌة الحدٌثة‪.‬‬ ‫وفٌما ٌتعلق باألمور المشتركة فً المنهاج‪ ،‬التً تحقق المطالب األساسٌة‬ ‫للتربٌة الكشفٌة‪ ،‬ضرورة توفٌر مجتمع تعلٌمً من الفتٌة والشباب ٌشاركون فً‬ ‫اتخاذ القرارات التً تؤثر فً تنفٌذ البرامج إلً ٌشاركون فٌها على مستوى‬ ‫الوحدة وفقا للطرٌقة‪ .‬وهذا من المضامٌن األساسٌة التً ٌشملها المنهاج الؽٌر‬ ‫القابلة للتصرؾ إال فٌما ٌتعلق بالشكل‪ ،‬سعٌا لتوفٌر المناخ التربوي المساعد‬ ‫لتحقٌق األهداؾ‪ ،‬وهذا أمر عام ٌمكن تنفٌذه فً أي مجتمع مهما اختلفت‬ ‫خصوصٌاته‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫الخصوصٌة الزمنٌة ‪:‬‬ ‫االلتحاق بالحركة الكشفٌة ؼٌر مرتبط بأي جدولة زمنٌة محددة‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫بالنسبة لمؤسسات تربوٌة أخرى‪ٌ .‬مكن للفتى أو الشاب ذكراًا أم أنثى أن ٌلتحق‬ ‫أي مرحلة من مراحل عمرهم‪ ،‬ألن المنهاج‬ ‫بالحركة الكشفٌة و ٌُمارس برامجها فً ّ‬ ‫التربوي الكشفً وضع على هذا األساس‪ ،‬فهو ؼٌر مشروط بزمن معٌن و بعمر معٌن‬ ‫(داخل السقؾ العمري المحدد ما بٌن سن األشبال وسن الجوالة) فبرامجه مفتوحة‬ ‫وقابلة للمواكبة لكل من التحق بالحركة‪ ،‬حٌث ٌجد الطفل أو الشاب الحدٌث العهد‬ ‫بالكشفٌة مكانته داخل المجموعة التً سبقته فً اإلنخراط و استفادت من تجارب‬ ‫وخبرات ومهارات قبله‪ .‬هذه القابلٌة لتكٌ​ٌؾ الفرد بسرعة داخل الجماعة بدون وجود‬ ‫تأثٌر سلبً على سٌرها وعلى مشارٌعها تؤكد تمٌز المنهاج الكشفً فً البعد الزمنً‬ ‫لممارسة البرامج الكشفٌة‪ ،‬عبر االندماج فً فقرات المقرر السنوي للبرنامج دون أي‬ ‫تأثر فً الحصول على مكوناته‪ .‬وكل من التحق ٌواكب األنشطة من نقطة البداٌة التً‬ ‫تتبلءم معه هو كفرد مبتدئ ‪.‬‬ ‫التعلم ٌنطلق من نقطة وصول الفرد إلى الحركة ‪ ،‬ألن طبٌعة التعلم الذي تسعى‬ ‫إلٌه التربٌة الكشفٌة تتمٌز بخصوصٌة هامة‪ٌ ،‬تمثل هذا النمط من التعلم فً‬ ‫مٌكانٌزماته التً تحرص على أنه لٌس له موعد محدد النطبلقته كما هو الحال فً‬ ‫التعلم المدرسً‪ ،‬الذي ٌحدد سلفا ًا موعد بداٌة المقرر و ٌحدد نهاٌته و تقوٌمه حسب‬ ‫كل مستوى‪ .‬التعلم خبلل الممارسة الكشفٌة ٌبدأ من حٌث نقطة وصول الفرد المنخرط‬ ‫للحركة‪ ،‬حٌث بنٌة االستقبال تجعله ٌندمج مباشرة فً األنشطة مع أقرانه‪ ،‬وٌندمج و‬ ‫ٌنصهر فً عمل المجموعات‪ ،‬لٌنطلق فً تلقً سبل التعلم الذاتً الفردي المتوازي‬ ‫صبلته و‬ ‫مع عمل الطلٌعة و الوحدة‪ ،‬هذا التعلم المتبلبم مع رصٌده المعرفً ومع ُم َح ِّ‬ ‫مهاراته التً بلػ إلٌها الفرد و التً سٌنطلق فً تنمٌته بوثٌرة متواصلة عبر تعامله‬ ‫مع مكونات الطرٌقة الكشفٌة و خصوصا ًا نظام الشارات الذي ٌعطً للفرد إمكانٌة‬ ‫التعامل مع ذخٌرة ركام محصبلته‪ ،‬و السعً إلى بلورتها و تطوٌرها و تقٌ​ٌمها‬ ‫بمجهوداته و مبادراته الفردٌة‪ ،‬مع توجهات القابد و إرشاداته و نصابحه داخل‬ ‫الجماعة‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫محددات المنهاج التربوي الكشفً‬ ‫ٌستند بناء المنهاج التربوي الكشفً على مجموعة من المحددات األساسٌة‬ ‫التً تعطٌه ترابطه وتناؼمهوتحقق أهدافه ‪:‬‬

‫الثابت و القابل للتبلؤم فً المنهاج‪:‬‬ ‫ٌرتكز المنهاج التربوي الكشفً على عناصر أساسٌة تتجسد فً الهدؾ‬ ‫والمبادئ و الطرٌقة‪ ،‬باعتبارها عوامل مشتركة موجهة لكل الكشافة فً العالم دون تمٌ​ٌز‬ ‫بٌنهم رؼم اختبلفاتهم العرقٌة أو الدٌنٌة أو أي اختبلؾ آخر ٌمٌز بٌن المجتمعات‪ .‬هذه‬ ‫األسس هً جزء من األسلوب المتمٌز للحركة الكشفٌة ألنه ٌنصهر مع ثقافة المجتمع‪،‬‬ ‫وبذلك ال ٌصبح منهاجا ًا مستورداًا من جهة معٌنة أو أصدرته عقٌدة أو إٌدٌولوجٌة معٌنة‪،‬‬ ‫بل إنها أسس نابعة من مواصفات اإلنسان باعتباره إنساناًا‪ ،‬إنه المكون المشترك فً‬ ‫تكوٌن بنً البشر‪ ،‬الذي ٌتكٌؾ مع أصل اإلنسان و عقٌدته و ثقافته األصلٌة‪ ،‬ال ٌتؽٌر‬ ‫فٌها أي شًء‪ .‬هذا هو عنصر الوحدة و الثبات الذي تتمٌز به الحركة رؼم اختبلؾ الناس‬ ‫الذٌن ٌتعاملون معها‪ ،‬إنها أسس تنشد صبلح اإلنسان و سعادته مع حفاظ تام النتماءاته‪.‬‬ ‫تعرؾ العبلقة بٌن المناهج التربوٌة بكل مكوناتها وبٌن الفكر التربوي السابد‬ ‫داخل المجتمع تؽٌرات كثٌرة‪ ،‬هذه التؽٌرات تلزم المنظرٌن التربوٌ​ٌن البحث على مسالك‬ ‫التبلؤم بٌن المناهج وبٌن التحوالت التً تطرأ على العملٌة التربوٌة‪ .‬و الكشفٌة كباقً‬ ‫الطرق التربوٌة فإنها تتأثر بما ٌطرأ على هذه العبلقة الثنابٌة التً تتحكم فٌها المستجدات‬ ‫التً تعرفها الحٌاة فً مداها المحلً و فً مداها العالمً‪.‬‬ ‫المنهاج التربوي الكشفً الذي ٌنبنً على األهداؾ و القٌم والمبادئ األساسٌة‪ ،‬و‬ ‫ٌنفذ بواسطة الطرٌقة الكشفٌة الموحدة التً ٌلتزم بها كل من ٌمارس الكشفٌة‪ .‬فالسؤال‬ ‫ٌبقى مطروحاًا‪ ،‬كٌؾ ٌمكن لهذا المنهاج أن ٌتعامل مع التحوالت و التطورات و التؽٌرات‬ ‫التً تطرأ على الفكر التربوي السابد ؟‬ ‫الخبراء التربوٌون المختصون فً المجال الكشفً خلصوا إلى أن تطور المنهاج‬ ‫ٌتم عن طرٌق ادماج المستجدات بالفقرات التً تكون محتوى المجاالت المعرفٌة و‬ ‫الخبرات و المهارات المحددة‪ ،‬التً تركز على الفتى أو الشاب المتعلم حسب كل مرحلة‬ ‫من مراحل نموه‪ .‬مع اإلحتفاظ على مكونات المنهاج األصلً فً شمولٌته التً تتبلءم مع‬ ‫جل األنماط التربوٌة‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫كل مجتمع ٌقبل بالتربٌة الكشفٌة كأسلوب تربوي ـ فً إطار التربٌة ؼٌر الرسمٌة‬ ‫ـ ٌساهم فً دعم المنظومة التربوٌة التً ٌتبناها المجتمع‪ .‬و بهذا المعنى تكون فً نفس‬ ‫الصنؾ اآلراء التً تدعو إلى عولمة المناهج‪ ،‬ما ٌسمى بالمنهاج العالمً الذي ٌتم‬ ‫تصمٌمه على أسس و محاور تتعدى حدود المحلٌة واإلقلٌمٌة و تنخرط فً مواضٌع تمثل‬ ‫القاسم المشترك فً كل مكان و لجمٌع سكان العالم (‪ . )18‬و هذا هو الوصؾ الذي ٌنطبق‬ ‫على أسلوب الحركة الكشفٌة فً التربٌة ‪ ،‬ألنه منهاج ٌراعً ما ٌرسخ الهوٌة و‬ ‫(‪)19‬‬ ‫الخصوصٌة‪ ،‬و ٌفتح المجال فً نفس الوقت االنفتاح على اآلخرٌن و التعاون معهم‬ ‫فً سٌاق تربوي ٌحترم القٌم اإلنسانٌة‪.‬‬ ‫التركٌز على الفرد ‪:‬‬ ‫الهدؾ األول من تأسٌس الحركة الكشفٌة هو االعتناء بالفرد ‪ ،‬إذ منذ‬ ‫البداٌة كانت الؽاٌة هو إنقاذ الشباب من الضٌاع الذي وجده علٌهم مؤسس الحركة‬ ‫بأسلوب مؽاٌر لما كان متداوال آنذاك‪ .‬وبما أن األسالٌب السابقة لم تعد قادرة على الحد‬ ‫من الهذر فً الطاقات والمواهب التجأ " بادن باول " إلى أسلوبه الجدٌد‪ ،‬والذي استطاع‬ ‫بواسطته استنهاض طاقات األفراد الذٌن أصبحوا أكثر طموحا وأكثر استعدادا لمواجهة‬ ‫التحدٌات التً أسقطتهم فً الٌأس واإلحباط ‪.‬‬ ‫ظل التركٌز على الفرد حاضرا بقوة فً تفكٌر جل البٌداؼوجٌ​ٌن الذٌن اشتؽلوا‬ ‫على المنهاج التربوي الكشفً منذ تأسٌس الحركة إلى وقتنا الحاضر‪ .‬وجاءت نتابج‬ ‫دراساتهم تصب كلها فً هذا االتجاه‪ .‬تأكٌدا على أن محور العملٌة التربوٌة الكشفٌة هو‬ ‫"الفـرد " وابرز صٌؽة بالمنهاج هو مفهوم " التنمٌة الذاتٌة للفرد " لكون الفرد هو‬ ‫الذي ٌبنً معلوماته وٌكتسب مهاراته وٌحدد اتجاهاته واختٌاراته‪ .‬كما أن اعتماد المنهاج‬ ‫على توظٌؾ المكتسبات السابقة للفرد فً اكتساب معلومات ومهارات جدٌدة تؤكد‬ ‫محورٌة الفرد ‪ ،‬على اعتبار أن أسلوب بلورة الخبرات والمهارات السابقة للفرد من أنجع‬ ‫التقنٌات المستعملة فً تطوٌر خبرات الفرد وتنمٌة شخصٌته‪.‬‬ ‫ٌهدؾ المنهاج التربوي الكشفً عند التطبٌق الفعلً ‪ ،‬إلى احترام طبٌعة الفتٌة‬ ‫والشباب‪ ،‬من خبلل احترام اختبلفاتهم و احترام مٌوالتهم و اهتماماتهم الخاصة‪ .‬مع مراعاة‬ ‫خصابصهم الجسمٌة و العقلٌة و الروحٌة و اإلجتماعٌة و االنفعالٌة كل حسب تركٌبته‬ ‫وخصابصه الفردٌة ‪ ،‬من أجل تحقٌق ذلك وضعت الحركة الكشفٌة مجموعة من الدالبل التً‬ ‫توضح طرٌقة تنفٌذ ذلك بٌن أوساط الفتٌة و الشباب‪ .‬و تقدم نماذج واضحة تمكن من‬ ‫مبلءمة المنهاج التربوي مع الطرٌقة الكشفٌة مع خصوصٌات الفتٌة و الشباب‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫فً هذا السٌاق ٌضطر القادة( المربون) مبلءمة أسلوبهم التوجٌهً مع الخصوصٌات‬ ‫اإلدراكٌة و النفسٌة و السلوكٌة لكل فرد وفق ما ٌتمٌزون به من فروق فردٌة‪.‬‬ ‫أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪:٢‬‬ ‫أُوٖ‪ٞ‬ك ثبُٔ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ٓ ًَ ٞٛ ،٢‬ب ‪٣‬زٌ‪ ٕٞ‬كافَ اُج‪٤‬ئخ اُزوث‪٣ٞ‬خ اُز‪٢‬‬ ‫رٌ‪ ٕٞ‬ػِ‪ٜ٤‬ب اُغٔؼ‪٤‬خ ثٌَ ٓب رِْٔ‪ ٖٓ ٚ‬أع‪ٞ‬اء ٗلَ‪٤‬خ اعزٔبػ‪٤‬خ ‪ ،‬ك‪٤ٍ ٢‬بم اُؼالهبد‬ ‫‪ٝ‬اُزلبػَ ث‪ ًَ ٖ٤‬األػ‪ٚ‬بء أٌُ‪ُِ ٖ٤ٗٞ‬ز٘ظ‪ ْ٤‬اٌُْل‪ٝ ،٢‬ثبُقٖ‪) ٓٞ‬اُلوهخ أ‪ ٝ‬اُلوع (‬ ‫‪ .‬ػِ‪ ٠‬اػزجبه أٗ‪ً ٌٕٞٗٞ٣ ْٜ‬ضِخ اعزٔبػ‪٤‬خ روث‪٣ٞ‬خ‪ ،‬رَ‪ٜ‬و ػِ‪ ٠‬ر٘ل‪٤‬ن ثوآظ ٓقططخ‬ ‫‪ٝ‬كن اُطو‪٣‬وخ اٌُْل‪٤‬خ اُز‪ ٔ٘٣ ٢‬ػِ‪ٜ٤‬ب أُ٘‪ٜ‬بط‪.‬‬ ‫‪ ٌٖٔ٣‬اُزؼج‪٤‬و ػٖ أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬كافَ اُز٘ظ‪ ْ٤‬اٌُْل‪ ٢‬ثبُؾوً‪٤‬خ ‪ٝ‬اُل‪٘٣‬بٓ‪٤‬خ‬ ‫اُز‪ ٢‬رزقَِ اُزلبػَ ث‪ ٖ٤‬األػ‪ٚ‬بء‪ .‬ئم إٔ ٌَُ كوك أٍِ‪ٞ‬ث‪ُِ ٚ‬زؼج‪٤‬و ػٖ االٗطجبع اُن‪١‬‬ ‫‪ْ٣‬ؼو ث‪ ٚ‬كافَ أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اَُبئل‪ّ ٌٕٞ٣ٝ .‬ؼ‪ٞ‬ه‪ ٙ‬ا‪٣‬غبث‪٤‬ب ػ٘لٓب ‪٘٣‬لٓظ ك‪٢‬‬ ‫األْٗطخ اُزوث‪٣ٞ‬خ ‪ٞ٣ٝ‬اًت ٓواؽِ‪ٜ‬ب ‪َ٣ٝ‬ب‪ٓ ْٛ‬غ اُغٔبػخ ك‪ ٢‬اثزٌبه أٍِ‪ٞ‬ث‪ٜ‬ب ‪ٛٝ‬وم‬ ‫ر٘ل‪٤‬ن‪ٛ‬ب‪.‬‬ ‫أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪َ٣ ٢‬زلػ‪ٝ ٢‬ع‪ٞ‬ك ‪ٌِ٤ٛ‬خ ر٘ظ‪٤ٔ٤‬خ ًٔب ر٘ٔ ػِ‪ ٠‬مُي‬ ‫اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ‪٣ ،‬طجؼ‪ٜ‬ب اُزْ‪٣ٞ‬ن ‪ٝ‬اُؾٔبً ‪ٝ‬أُـبٓوح ‪ٝ‬اُزؾل‪ُ ًٜٔ٘ ١‬ألْٗطخ اُز‪٢‬‬ ‫رطجغ ‪ٛ‬نا أُ٘بؿ‪ ،‬اُن‪٣ ١‬غل ك‪ ٚ٤‬اُوبكّ اُغل‪٣‬ل عَ ٌٓ‪ٗٞ‬بد اٗزظبها د‬

‫‪ُ ٙ‬الٍزٔزبع‬

‫ثبألْٗطخ اُز‪ ٢‬رٔ‪٤‬ي اُْ٘ب‪ ٛ‬اٌُْل‪.٢‬‬ ‫‪٣‬ورج‪ٓ ٜ‬ل‪ ّٜٞ‬أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ ٢‬ثٔل‪ ّٜٞ‬اُغلة‪ ،‬أي أٗ‪ًِٔ ٚ‬ب ًبٕ أُ٘بؿ‬ ‫اٌُْق‪ ١‬عناثب ُِلز‪٤‬خ ‪ٝ‬اُْجبة ًِٔب ًبٕ ‪ٛ‬نا أُ٘بؿ كؼبال ‪ٝ‬ئ‪٣‬غبث‪٤‬ب‪.‬‬

‫‪ٝ‬ىٍٓب ًبٕ ‪ٛ‬نا‬

‫أُ٘بؿ ّ هرج‪ٜ‬ا ثو٘بػخ ا‪٥‬ثبء ‪ٝ‬األ‪٤ُٝ‬بء ًِٔب ًبٗذ اُظو‪ٝ‬ف ٓالئٔخ ُز٘ل‪٤‬ن األ ٍِ‪ٞ‬ة‬ ‫اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ . ٢‬اهرجب‪ ٛ‬ا‪٥‬ثبء ثبُؾوًخ ‪٣‬لػْ روث‪٤‬خ ‪ٝ‬رؼِْ أث٘بئ‪ ْٜ‬ك‪ ٢‬ئ‪ٛ‬به‬ ‫ّ ؤٍَبر‪ّ ْٛ ٌٕٞٗٞ٣ ،٢‬وًبء ك‪ٛ ،ٚ٤‬ن‪ ٙ‬اُْواًخ اُزوث‪٣ٞ‬خ ث‪ٜ‬نا اٌَُْ‬

‫دٍب‪ ْٛ‬ك‪٢‬‬

‫ر٘ٔ‪٤‬خ ّقٖ‪٢‬ح أث٘بئ‪ٝ ،ْٜ‬دكزؼ أٓبٓ‪ ْٜ‬آكبم رَب‪ ْٛ‬ك‪ٗ ٢‬غبؽ‪ ْٜ‬اُلهاٍ‪ ٢‬وفي ٓٔبهٍخ‬ ‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بر‪ٝ ْٜ‬ا‪ٛ‬زٔبٓبر‪ٝ ،ْٜ‬رَب‪ ْٛ‬ك‪ ٢‬ر‪ٞ‬اىٕ ّقٖ‪٤‬ز‪ ْٜ‬ثٔب ‪٣‬و‪ ٢ٙ‬ا‪٥‬ثبء ‪ٝ‬األ‪٤ُٝ‬بء‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫مُي اُزواث‪ ٜ‬اُن‪٣ ١‬زْ ثزالؤّ ث‪ ٖ٤‬أُ٘بؿ األٍو‪ٝ ١‬أُ٘بؿ أُلهٍ‪ٝ ٢‬ث‪ٖ٤‬‬ ‫اُغٔؼ‪٤‬خ اٌُْل‪٤‬خ‪٣ .‬زوعْ اُزؼب‪ ِ٣‬ث‪ ٖ٤‬أٌُ‪ٗٞ‬بد اُضالس ( األٍوح‪ -‬أُلهٍخ‪ -‬اٌُْل‪٤‬خ)‬ ‫اُن‪ٞ٣ ١‬كو اُظو‪ٝ‬ف أُالئٔخ ُزأٍ‪ ٌ٤‬أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ ، ٢‬اُن‪٣ ١‬ؾون األه‪٤ٙ‬خ‬ ‫اُٖبُؾخ ُز٘ل‪٤‬ن اُجوٗبٓظ ‪ٝ‬أُْبه‪٣‬غ اُزوث‪٣ٞ‬خ ‪ ،‬اُز‪٣ ٢‬ؾَ‪ٜ‬ب أُ٘قو‪٣ٝ ٛ‬وز٘غ ث‪ ٚ‬ا‪٥‬ثبء‬ ‫‪٣ٝ‬جبهً‪ ٚ‬أُلهٍ‪.ٕٞ‬‬

‫‪ِ٣‬ؼت هبئل اُلوهخ ك‪ٝ‬ها ٓ‪ٜٔ‬ب ك‪ ٢‬رأٍ‪ ٌ٤‬أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ ،٢‬ك‪ٜٞ‬‬ ‫‪ْ٣‬وف ثْٔبهًخ ًبكخ اُوبكح ػِ‪ ٠‬ػِٔ‪٤‬بد اإلهّبك ‪ٝ‬اُز‪ٞ‬ع‪ ٚ٤‬ك‪ ٢‬ع‪َٞ٣ ٞ‬ك ك‪ٚ٤‬‬ ‫اُزؾل‪٤‬ي ‪ٝ‬اُزْغ‪٤‬غ ‪ٝ‬اُزؼب‪ ،ٕٝ‬ثٔ‪ٞ‬اىاح ٓغ ر٘ل‪٤‬ن اُطو‪٣‬وخ اٌُْل‪٤‬خ ‪٣ .‬ؼزجو أُ٘بؿ‬ ‫دٓبٌٍ‪ْٜ‬‬ ‫اُزوث‪ٗ ١ٞ‬بعؾب ئما ًبٕ األكواك ك‪ ٢‬ؽبُخ ّؼ‪ٞ‬ه ثبالهر‪٤‬بػ‪ ٖٓ ،‬فالٍ‬ ‫ًلو‪٣‬ن ٓزالئْ ‪٘٣،‬ؼْ ‪ ٕٝ‬ثبُو‪ ٠ٙ‬ػٖ ثؼ‪ ْٜٚ‬اُجؼ٘‪.‬‬ ‫‪ٖ٣‬ؼت ٓٔبهٍخ اُزوث‪٣ٞ‬خ اٌُْل‪٤‬خ ك‪ ٢‬ؿ‪٤‬بة ٓ٘بؿ ٓإٍَبر‪٣ ٢‬لوى ع‪ٞ‬ا‬ ‫ٗلَ‪٤‬ب ‪ٝ‬اعزٔبػ‪٤‬ب‪٣ ،‬طجغ اُؼالهبد ثبُزلب‪ ْٛ‬ث‪ٝ ٖ٤‬اُوبكح ‪ٝ‬األكواك ٖٓ ع‪ٜ‬خ‪ٝ ،‬ث‪ٖ٤‬‬ ‫ٌٓ‪ٗٞ‬بد اُلوم ‪ٝ‬ا‪٥‬ثبء ‪ٝ‬األ‪٤ُٝ‬بء ٖٓ ع‪ٜ‬خ صبٗ‪٤‬خ‪ٝ ،‬ث‪ ٖ٤‬اُغ‪ٜ‬ز‪ ٖ٤‬اَُبُلز‪ٖ٤‬‬ ‫‪ٝ‬أُإٍَبد اُزؼِ‪٤ٔ٤‬خ اُز‪٘٣ ٢‬زٔ‪ ٢‬ئُ‪ٜ٤‬ب أُ٘قو‪.ٕٞٛ‬‬ ‫ػِٔ‪٤‬خ علة األكواك ُالٗقوا‪ ٛ‬ثبُؾوًخ أٍبٍ‪ٜ‬ب ٓض‪٤‬واد أُ٘بؿ اُزوث‪١ٞ‬‬ ‫أُؾلي‪ ،‬ػجوؽوً‪٤‬ز‪ٝ ٚ‬أْٗطز‪ٛٝ ٚ‬ج‪٤‬ؼخ اُؼالهبد اَُبئلح ك‪ ، ٚ٤‬ثبإل‪ٙ‬بكخ اٗلزبػ ‪ٛ‬نا‬ ‫أُ٘بؿ ػِ‪ ٠‬أُؾ‪ ٜ٤‬اُز‪َ٣ ٢‬زوجَ اُ‪ٞ‬اكل‪ ٖ٣‬اُغلك ‪١ ٝ‬ؽز‪ ْٜ٘ٚ‬ػجو ث٘‪٤‬خ االٍزوجبٍ‬ ‫اُز‪ ٢‬رزٖق ثبُزوؽبة‪ ،‬رؼل‪ٛ‬ب اُلوهخ ثٌَ ٌٓ‪ٗٞ‬بر‪ٜ‬ب ػِ‪ٛ ٠‬نا األٍبً ؽَت‬ ‫أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ‪.‬‬ ‫تبلؤم البرامج مع خصوصٌات المرحلة‪:‬‬ ‫عملٌة التعلم التً تسعى تحقٌق أهداؾ معٌنة تتم عن طرٌق تقسٌم مكوناته إلى‬ ‫أجزاء‪ ،‬بحٌث ٌصبح لكل جزء هدؾ جزبً معٌن‪ ،‬و هذا ما تتوخاه التربٌة الكشفٌة من‬ ‫خبلل احترام التقسٌم المحدد لكل مرحلة عمرٌة الذي ٌحترم الخصوصٌة العمرٌة بكل‬ ‫قدراتها واستعداداتها‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫إذ أن الطرٌقة الكشفٌة بكل مكوناتها تتم عبر احترام الخصوصٌات‪ ،‬و على‬ ‫ضوبها ٌتم اختٌار فقرات البرنامج و تحدٌد مستواه الذي ٌتناسب مع إمكانٌات و قدرات‬ ‫واستعدادات الفتٌة‪ .‬وبذلك فالقابد ٌكون مطالبا ًا عند تحدٌد تفاصٌل البرنامج أن ٌعتمد على‬ ‫المعطٌات الحقٌقٌة المكونة للوحدة‪ ،‬ولكل طلٌعة وفق المعطٌات التً عاٌنها و لمسها عن‬ ‫كتب‪ ،‬و ال ٌجب أن ٌعتمد على مكونات أي نموذج معٌن ‪ٌ ،‬تم اإلطبلع علٌه فً إحدى‬ ‫كتب المراحل‪ ،‬و ٌتم تطبٌقه بدون مراعاة الخصوصٌة التً ٌتمٌز بها أفراد وحدته‪.‬‬ ‫إذن فعلى القابد أن ٌراعً خصوصٌة المرحلة العمرٌة فً إطار شمولٌتها مع‬ ‫مراعاة المعطٌات التالٌة ‪:‬‬ ‫الخصوصٌة الذاتٌة لكل فرد‬ ‫‪ ‬خصوصٌة المجموعة التً تكونت بٌن ٌدٌه‬ ‫‪ ‬خصوصٌة الظروؾ اإلجتماعٌة لؤلفراد‬ ‫‪ ‬خصوصٌة البٌبة (ظروؾ المجال الطبٌعً الذي تعٌش فٌه الجماعة)‬ ‫‪ ‬خصوصٌة كل فرد وتفاعله داخل الوحدة التً ٌنتمً إلٌها‬ ‫و بنا ًاء على ذلك ٌتحدد أسلوب اختٌار األنشطة وجل فقرات البرنامج الذي‬ ‫سٌنفده الفتٌة والشباب‪.‬‬ ‫وحدة المرجع ‪:‬‬ ‫تنفٌذ المقررات الكشفٌة التً ٌضمها البرنامج رؼم أنها تتوفر على قابلٌة للتكٌؾ‬ ‫مع البٌبة االجتماعٌة‪ ،‬ال تعنً أن عملٌة التنفٌذ ٌجب أن تتم بشكل نمطً أو بشكل مماثل‪،‬‬ ‫بل تتمٌز بٌن بٌبة و أخرى رؼم وحدة األسلوب ‪ ، .‬لكون المقررات ال تعتمد على معارؾ‬ ‫ثابتة و نهابٌة‪ .‬بل لها قدرة التجاوب مع إمكانٌات و استعدادات األفراد‪ ،‬و تفتح أمامهم‬ ‫فرص التفكٌر الفعال المرفق بحرٌة اإلختٌار الممزوج بفرص توسٌع المدارك و المعارؾ‬ ‫التً تفتح منافذ جدٌدة لفهم مكونات العالم بكل محتوٌاته و ظواهره‪.‬‬ ‫فرؼم وحدة المرجع التً تطبع أسلوب الممارسة فً أي مكان‪ ،‬فإن مبلمح التمٌز‬ ‫والتنوع تبقى حاضرة باستمرار‪ .‬فهً سمة من السمات التً تتمٌز بها الحركة‪ .‬فرؼم‬ ‫إلزامٌة احترام أساسٌات المرجعٌة التربوٌة‪ ،‬فإنها تتلون بتبلوٌن الخصوصٌة المحلٌة‬ ‫للممارسٌن وانتماءاتهم المحلٌة‪.‬‬

‫المرجعٌة البٌداؼوجٌة و التنفٌذ التربوي‪:‬‬ ‫‪57‬‬


‫الدور التربوي الذي ٌجب أن ٌلعبه الراشد ( القابد ) ٌنبع بالدرجة األولى من‬ ‫المنطق البٌداؼوجً الذي ٌحدد أسلوب التربٌة الكشفٌة وؼاٌاتها‪ٌ ،‬مر عبر ممارسة‬ ‫األنشطة وفق الطرٌقة الكشفٌة التً ٌنص علٌها المنهاج التربوي الكشفً‪.‬‬ ‫هذا الدور محوري لكونه ٌضم مختلؾ مكونات العملٌة التربوٌة التً ٌسعى‬ ‫البرنامج الكشفً تحقٌق أهدافها لفابدة الفتٌة و الشباب‪ ،‬و هو ما ٌسمى بتقنٌة التحلٌل‬ ‫السلوكً ألي عملٌة تعلٌمٌة تربوٌة (‪ )20‬التً تتم خبلل التنظٌم البٌداؼوجً المصاحب‬ ‫للتنفٌذ التربوي المتطابق مع األهداؾ‪.‬‬ ‫مصاحبة الراشدون للمجموعات أثناء ممارسة األنشطة ٌتم عبر مرجعٌة‬ ‫بٌداؼوجٌة ‪ٌ ،‬حرصون عبره على مواكبة الجانب التنظٌري للتربٌة الكشفٌة بموازاة مع‬ ‫الممارسة الفعلٌة لؤلنشطة التً تتبلءم مع أهدافها وؼاٌاتها‪ .‬فعملٌة التعرؾ على‬ ‫احتٌاجات النمو المتتالٌة لكل فرد ومطابقتها مع األنشطة المبلبمة والتأكد من مدى‬ ‫بلوؼها للمبتؽى عملٌة تربوٌة أساسٌة‪ ،‬تتطلب من القابد الفهم البٌداؼوجً الذي ٌُؤطر‬ ‫الممارسة التربوٌة أثناء تنفٌد األنشطة الكشفٌة‪.‬‬

‫المجموعات بنٌة تربوٌة بامتٌاز‪:‬‬ ‫حٌنما ٌنخرط الفرد بالحركة الكشفٌة فإنه ٌلتحق مباشرة بالمجموعة ( الطلٌعة)‬ ‫على اعتبار أنها بنٌة لبلستقبال التربوي‪ ،‬فهً خلٌة صؽرى تشكل إحدى مكونات‬ ‫"الوحدة" والمجموعة فً بعدها البٌداؼوجً لٌست خلٌة لبلنتماء ضمن مجموعة من‬ ‫األقران‪ ،‬أو جزء من هٌكلة هرمٌة تنظٌمٌة فحسب‪ ،‬بل هً باإلضافة إلى ذلك وعاء‬ ‫تربوي لٌتبادل الفتٌة والشباب التجارب و الخبرة التً ٌتوفر علٌها كل فرد‪ ،‬و للتفاعل‬ ‫والتعاون فٌما بٌنهم وللتنافس الشرٌؾ المؤدي إلى دعم الطموح للنجاح وإلى اإلجتهاد‬ ‫والمبادرة‪ .‬فالمجموعة أكثر من أنها طلٌعة مكونة من األقران فهً كثلة متجانسة من‬ ‫القٌم والمعاٌ​ٌر الخاصة بالجماعة‪ ،‬و التً عبرها ٌتحدد سلوك أفرادها سعٌا ًا لتحقٌق‬ ‫أهداؾ مشتركة وهذا ما تتوخاه الحركة الكشفٌة من نظام الطبلبع وهو إنشاء نوع من‬ ‫التوازن بٌن شخصٌة الفرد كوحدة اجتماعٌة و بٌن الجماعة ( الطلٌعة و الوحدة ‪)...‬‬ ‫كذات جماعٌة متضامنة‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫الرؼبة دافع التعلم ‪:‬‬ ‫ممارسة الفرد لؤلنشطة الكشفٌة تتم برؼبة ذاتٌة نابعة من اإلثارة اإلٌجابٌة التً‬ ‫تولد لدٌه من خبلل التشوٌق و الحماس للتحدي و لبلكتشاؾ و المؽامرة‪ .‬و هذا األمر‬ ‫ٌستبعد الخضوع لؤلنشطة باألمر أو باإلكراه‪ ،‬عنصر الرؼبة الذاتٌة عامل أساسً فً‬ ‫بلوغ األهداؾ‪ ،‬و ذلك من خبلل اعتبار العناصر التالٌة‪:‬‬ ‫‪ ‬اإلثارة و التشوٌق هما الدافع التلقابً لئلنخراط‬ ‫‪ ‬عدم وجود إلزامٌة لولوج أنشطة الحركة‬ ‫‪ ‬لٌس هناك مساءلة عن الؽٌاب‪ ،‬فالممارسة رهٌنة بظروؾ الفرد و تفرؼه‬ ‫‪ ‬النشاط فً وثٌرة مستمرة و إرادة الفرد هً التً تجذبه لٌتفاعل معه‪.‬‬ ‫التعلم عملٌة استٌعاب و تمثل للمعلومات و المهارات التً تصبح جز ًاء من‬ ‫مكونات الفرد التً تظهر فً سلوكه‪ ،‬وبلوغ ذلك ٌتطلب دافعا ًا و نشاطا ًا داخلٌا ًا ٌقوم به‬ ‫المتعلم نفسه برؼبة‪ .‬ما ٌوضح أهمٌة المجهود الذي ٌبذله الفرد الراؼب فً التعلم عبر‬ ‫(‪)21‬‬ ‫وٌتم ذلك داخل مناخ تربوي شٌق‪ ،‬قد‬ ‫اجتهاد ذاتً من خبلل قٌامه بالبحث والتفكٌر‬ ‫ٌصبح وعاء الستقبال منخرطٌن جدد‪ .‬و كلما تزاٌد عدد الممارسٌن تزداد معهم المتعة‬ ‫والتشوٌق وعبرها تتولد لدى اآلخرٌن الرؼبة فً اإلنتماء إلى هذا التنظٌم المثٌر الجذاب‪.‬‬

‫الرصٌد المعرفً للفتٌة و الشباب‪:‬‬ ‫المنهاج التربوي الكشفً ٌركز على تنمٌة الخبرات المكتسبة للفتٌة والشباب‪،‬‬ ‫واستعمالها خبلل الممارسة الموجهة إلى التثقٌؾ الذاتً و التعلم بالممارسة‪ ،‬عبر توجٌه‬ ‫الفرد على ابتكار حلول لمواقؾ ؼٌر معروفة مسبقاًا‪ ،‬باالعتماد على الرصٌد المعرفً‬ ‫والمهارات المكتسبة‪ ،‬و استؽبللها من أجل إٌجاد العناصر الضرورٌة للحل المناسب مع‬ ‫(‪)22‬‬ ‫هذا األسلوب فً التعلم ٌتطلب من القابد خبرات و مهارات بٌداؼوجٌة‬ ‫الموقؾ‬ ‫متناسبة مع الدور الذي من المفروض أن ٌراعٌها كمحدد من المحددات األساسٌة فً‬ ‫ممارسة الدور‪.‬‬ ‫القابد الممارس للتربٌة الكشفٌة الذي ٌتعامل مع األفراد على أنهم مجردٌن من‬ ‫الخبرات ومن األفكار و المعلومات و التجارب التً اكتسبوها فً السابق‪ ،‬و ٌستند فً‬ ‫اختٌار فقرات برنامجه التنشٌطً على مواد تكوٌنٌة تنطلق على أساس التلقٌن دون‬ ‫اعتبار لدور المتعلم فً عملٌة التعلم‪ٌ ،‬كون القابد بذلك قد زاغ عن البعد التربوي الذي‬ ‫‪59‬‬


‫ٌهدؾ له المنهاج الكشفً‪ ،‬واختار أسلوبا ًا ال ٌحترم قدرات الفرد‪ ،‬ألن ذات الفرد قبل أن‬ ‫تندمج فً األنشطة الكشفٌة تمثلت خبلل حٌاتها مجموعة من المعلومات و المفاهٌم‬ ‫والتجارب التً تعامل معها فً حٌاته األسرٌة وأثناء التحصٌل الدراسً‪ ،‬و ما استفاد منه‬ ‫عبر تفاعله مع أقرانه أو من مختلؾ وسابل اإلعبلم التً ٌستهلك مضامٌنها ٌومٌا ًا‪...‬‬ ‫الرصٌد المعرفً المحصل علٌه ٌعتبر ذخٌرة مهمة قابلة للتنقٌح و التطوٌر‪،‬‬ ‫وعند استفادة الفرد من األنشطة الكشفٌة التً ٌوظفها عند تعامله مع مختلؾ المواقؾ‬ ‫التً ٌصادفها فً حٌاته‪ .‬و دور القابد ٌتجلى فً جعل الفرد ٌتبلءم مع سٌاق األنشطة‬ ‫التً ٌشارك فً إعدادها وتنفٌذها‪ ،‬و التً تتم عن طرٌق تبنٌه للمشارٌع الشخصٌة التً‬ ‫ٌُن ّمً بها ذاته والتً تمر عبر عمل المجموعة‪ ،‬وأثناء انسٌاقه مع هذه المشارٌع‬ ‫التنشٌطٌة التً ٌوظؾ خبللها ركامه المعرفً المحصل علٌه فً السابق فإنه ٌنتج تجارب‬ ‫جدٌدة تمكنه من تحصٌل معارؾ جدٌدة بنفسه‪ .‬بمصاحبة القابد الذي ٌسهل جل العملٌات‬ ‫التً تجعل الفرد ٌصل إلى تكوٌن ذاته وفق السٌاق التنشٌطً الذي تتضمنه الطرٌقة‬ ‫الكشفٌة و الذي ٌحرص القابد على تنفٌذه داخل إطاره‪.‬‬ ‫الطرٌقة الكشفٌة كؽٌرها من الطرابق التنشٌطٌة ترتكز على أسالٌب تسعى من‬ ‫خبللها على تكوٌن أفراد متعودٌن على اقتراح أشكال جدٌدة من العمل واألنشطة فً‬ ‫سٌاق تكوٌنً‪ٌ ،‬كون الفرد فٌه صانع معرفته داخل جماعة قادرة على تسٌ​ٌر نفسها‬ ‫بنفسها‪ ،‬وفق المبادئ و القانون والمعاٌ​ٌر المرتبطة بها‪ ،‬التً تكون بمثابة قٌم حامٌة‬ ‫لنظام الجماعة ‪ ،‬تساعدها على تعلم التعلم عبر البحث عن مضامٌن األنشطة‪.‬‬

‫تثمٌن القدرات ‪:‬‬ ‫تعترؾ معظم الجهات الرسمٌة بالمعارؾ و الخبرات التً ٌحصل علٌها الفرد بعد‬ ‫اجتٌازه لدورة تدرٌبٌة أو متابعته لدراسة منتظمة‪ ،‬بواسطة تقدٌم شواهد و دبلومات‬ ‫ًا‬ ‫صراحة أنَّ الفرد قد حصل فعبل على معارؾ مع ٌَّنة أو خبرة فً مجال ما‪ .‬لكن‬ ‫تثبت‬ ‫اإلنسان خبلل حٌاته ٌمر من تجارب وٌحصل على خبرات و معارؾ متعددة‪ ،‬لكنها ؼالبا ًا‬ ‫ما ال ٌعترؾن بها ألنها ؼٌر مقرونة بشهادة مثبتة‪ .‬و بذلك تبقى مجرد معلومات بدون‬ ‫سند ٌُثبتها‪ .‬تبقى المعارؾ و الخبرات التً حصل علٌها الفرد خارج فضاء المؤسسات‬ ‫الرسمٌة مجرد معلومات ؼٌر معتر ٍ‬ ‫ؾ بها‪.‬‬ ‫كما أنَّ مؤسسة معٌنة ٌمكن لها إثبات أن شخصا ما مارس مهنة معٌنة م َّد ًاة من‬ ‫ُ‬ ‫وثٌقةُ​ُ ُتسلَّم للفرد لئلدالء بها عند الحاجة‪ .‬العدٌد من المهارات‬ ‫الزمن‪ ،‬و تثب ُتها‬ ‫صل علٌها اإلنسان بمجهوداته الخاصة أو بحكم احتكاكه مع‬ ‫والخبرات و المعارؾ التً ٌح ُ‬ ‫‪60‬‬


‫اآلخرٌن‪ ،‬و بالخصوص األسرة واألصدقاء‪ ،‬تكون فً الؽالب ؼٌر مكتملة و ما ٌنقصها‬ ‫سوى الضبط عبر إتمام النقابص‪ ،‬ألن الفرد ؼٌر قادر على إدراك أ َّن ُه ٌتوفر على استعداد‬ ‫إلتقان المهارات التً مارسها و لم ٌستطع اإلستمرار فً تعلمها و الحصول على خبرتها‪.‬‬ ‫عملٌة تقٌ​ٌم قدرات األفراد داخل األسرة أو بالمدرسة تخضع لمقاٌ​ٌس أؼلبها ٌعتمد‬ ‫على التفوق فً التحصٌل المدرسً‪ .‬وبالخصوص النقط والمراتب الجٌدة التً ٌحصل‬ ‫علٌها الفرد‪ .‬هذه النقط الممتازة تسٌطر على مقاٌ​ٌس التقٌ​ٌم التً ٌتبناها كل من اآلباء‬ ‫والمدرسون‪ ،‬وكذلك تبلمٌذ الفصل‪ .‬تقٌ​ٌم األشخاص على هذا المعطى ٌحد بشكل كبٌر من‬ ‫تقٌ​ٌم القدرات األخرى التً ٌتوفر علٌها األفراد‪ ،‬والتً تعرؾ اإلهمال والبلمباالة‪ ،‬مع‬ ‫العلم أنها ال تقل أهمٌة من القدرات الدراسٌة‪.‬‬ ‫كل فرد ٌتوفر على قدرات متفاوتة مقارنة مع اآلخرٌن‪ ،‬منها القدرات العالٌة‬ ‫ومنها المتوسطة ومنها الضعٌفة‪ ،‬لكن اكتشافها لدى الفرد من طرفه هو نفسه‪ ،‬عملٌة‬ ‫ؼٌر دقٌقة بالنسبة للعدٌد من األفراد‪ ،‬خصوصا إذا كانوا ٌعٌشون فً بٌبة ذات مستوى‬ ‫فكري ضعٌؾ‪ .‬وإلبراز القدرات التً ٌتوفر علٌها الفرد اتجهت الحركة الكشفٌة إلى إتاحة‬ ‫الفرص الحقٌقٌة الكتشاؾ قدرات ومؤهبلت المنخرطٌن عبر العمل الذاتً الذي ٌمكن من‬ ‫تفعٌل قدرات الفرد‪ ،‬سعٌا لتنمٌة المهارات اإلبداعٌة وتثمٌنها عبر الخطوات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ ‬إعطاء االعتبار البلبق لشخصٌة الفرد لكونه ذات مبدعة فاعلة‪.‬‬ ‫‪ ‬توجٌه الفرد إلى تبصر قدرته على االجتهاد واإلبداع‪.‬‬ ‫‪ ‬إرشاد الفرد على كٌفٌة استعمال آلٌات التفكٌر‪.‬‬ ‫‪ ‬فتح فرص التعبٌر عن حاجٌاتهم وطموحاتهم واهتماماتهم وانتظاراتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬دفعهم للتحرر من القٌود المعرفٌة النمطٌة المفروضة قسرا‪.‬‬ ‫عند التحاق الفرد بالحركة الكشفٌة ٌقوم بنقل مكتسباته السابقة‪ ،‬وٌضعها فً‬ ‫محك آخر‪ ،‬عبر األنشطة والبرامج الجدٌدة‪ ،‬وبواسطتها تعرؾ تطورا ونضجا مهما‪.‬‬ ‫فهو ٌعٌد نقل تلك المكتسبات واستعمالها مدعمة فً سٌاقات أخرى داخل المجتمع‪،‬‬ ‫تؤطرها رؼبة الفرد فً التطوٌر عبر االجتهاد واإلبداع من أجل بلوغ أهداؾ مشروعه‬ ‫الفردي‪ .‬فهذا ٌعطً فرصا حقٌقٌة كً ٌبرهن على أن مكتسباته قابلة للتفعٌل وقابلة‬ ‫للمبلبمة مع الوقابع واألحداث‪.‬‬ ‫لكً تنفتح ذات الفرد على قدراتها تقدم الحركة الكشفٌة لمنخرطٌها برامج تربوٌة‬ ‫تستند على التعلم الذاتً الذي ٌتم انطبلقا من رؼبتهم الذاتٌة فً تحقٌق األنشطة التً‬ ‫تثٌرهم وتجذبهم‪ .‬وعبرها ٌشبعون رؼباتهم وٌلبون حاجٌاتهم وٌحققون دواتهم‪ .‬إنها‬ ‫‪61‬‬


‫م‪ ،‬وتحترم‬ ‫مقاربة تعتمد على طبٌعة األفراد‪ ،‬وتسٌر فً اتجاه اهتماماتهم ومٌوال ته‬ ‫قدراتهم على اختبلؾ أشكالها وأنواعها ‪ .‬إنها مقاربة منفتحة على قدرات الفرد دون‬ ‫التقٌد بأنماط التقٌ​ٌم النمطٌة التً تعتمد على المعامل العقلً الذي ٌحصر قدرات الفرد فً‬ ‫مجال محدود جدا‪.‬‬

‫اُـزؼـِـْ ‪:‬‬ ‫ا وضعًات تعلم فً سٌاق أنشط ة تتمٌز‬ ‫تضع الحركة الكشفٌة أمام منخرطٌه‬ ‫بالتشوٌق واإلثارة والحماس والمؽامرة‪ ،‬هذه األنشطة المؽرٌة الجذابة‪ ،‬تتمركز حول المتعلم‬ ‫كهدؾ أساسً‪ .‬هذه ال سٌاقات التعلمٌة توجد ضمن مكونات مكملة بالبرنامج‪ ،‬وضعت من‬ ‫أجل نفس الهدؾ‪ ،‬لتكملة " السٌنارٌو" التربوي الذي تحدده اإلستراتٌجٌة التربوٌة الكشفٌة‬ ‫من خبلل منهاجها التربوي‪ .‬وتتكون المكونات المرتبطة بالوضعٌة التعلمًة كاآلتً ‪:‬‬ ‫ األكواك " كز‪٤‬خ ‪ّٝ‬جبة" ٖٓ اُغَ٘‪ ٖ٤‬رؾل‪ ْٛٝ‬هؿجخ أُْبهًخ ك‪ ٢‬األْٗطخ‪.‬‬‫ اُوبكح " أ‪ٛ‬و ٓلهثخ ‪ٓٝ‬إ‪ِٛ‬خ ُإلّواف ػِ‪ ٠‬اُؼِٔ‪٤‬خ اُزوث‪٣ٞ‬خ أُإك‪٣‬خ ُجِ‪ٞ‬ؽ‬‫األ‪ٛ‬لاف أُوٍ‪ٓٞ‬خ‪.‬‬ ‫ ٓؾز‪ ٟٞ‬اُجوٗبٓظ هبثَ ُِٔؼب‪٘٣‬خ ‪ُِٝ‬زو‪ٓ ، ْ٤٤‬زؼبهف ػِ‪ ٚ٤‬ث‪ ٖ٤‬األكواك ‪ٝ‬اُوبكح‪.‬‬‫ أٍِ‪ٞ‬ة رؾٖ‪ َ٤‬أُؼِ‪ٓٞ‬بد ‪ٝ‬أُ‪ٜ‬بهاد رؾلك‪ٌِ٤ٛ ٙ‬خ اُؾوًخ ‪ٛٝ‬و‪ٍٜٞ‬ب‪.‬‬‫ ئٗزبط ًٍ‪ٝ‬ى ‪ٔٓٝ‬بهٍبد ‪ٝ‬كن أُوعؼ‪٤‬خ األفاله‪٢‬ح‬‫ اإلٗلزبػ ػِ‪ ٠‬اإلثلاع ك‪ٓ ٢‬قزِق رغِ‪٤‬بر‪ٝ ٚ‬اُزْغ‪٤‬غ ػِ‪. ٚ٤‬‬‫ رو‪ ْ٤٤‬اُزولّ ‪ٛ ٖٓ ،‬وف اُلوك ٗلَ‪ٛ ٖٓٝ ،ٚ‬وف ا‪٥‬فو‪ُ ٖ٣‬زز‪٣ٞ‬ظ مُي اُزولّ‪.‬‬‫ أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اُن‪ٞ٣ ١‬كو‪ ٙ‬أُؾ‪ ٜ٤‬اٌُْل‪ ،٢‬أُؾلك ك‪ ٢‬ث٘‪٤‬خ الٍزوجبٍ‬‫أُ٘قو‪. ٖ٤ٛ‬‬ ‫ ‪ٍٝ‬بئَ ك‪٣‬لاًز‪٤ٌ٤‬خ ٓورجطخ ثبألٍِ‪ٞ‬ة اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪ ٢‬أُزٔ‪٤‬ي‪.‬‬‫ اُزالؤّ ٓغ أُؾ‪ ٜ٤‬االعزٔبػ‪ٓٝ ،٢‬جبهًز‪ُ ٚ‬ؾٖ‪ِ٤‬خ ٗزبئظ اُؼَٔ اٌُْل‪.٢‬‬‫‪ -‬االٍزٔواه‪٣‬خ ‪ٝ‬اُزالؤّ ٓغ أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ ‪ٓٝ ،‬غ اُؾبع‪٤‬بد أُزغلكح ُألكواك‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫رغـــُْ اُـزغـــــِْ ‪:‬‬ ‫ئما ًبٗذ اُؾ‪٤‬بح أُؼبٕوح رزٔ‪٤‬ي ثبُزط‪ٞ‬ه اَُو‪٣‬غ ك‪ّ ٢‬ز‪ٓ ٠‬غبالد اُؾ‪٤‬ب‬

‫ح‪.‬كإ ‪ٛ‬نا‬

‫اُزط‪ٞ‬ه ث‪ٜ‬ن‪ ٙ‬اُ‪ٞ‬ر‪٤‬وح ر‪ٚ‬غ اإلَٗبٕ أٓبّ ٓ‪ٞ‬اهق ‪ٞٗٝ‬اىٍ رزطِت ٓ٘‪ ٚ‬إٔ ‪٤ٜٓ ٌٕٞ٣‬أ الٍزؼبث‪ٜ‬ب‬ ‫‪ٞٓٝ‬اع‪ٜ‬ز‪ ٚ‬ا‪ٝ .‬إٔ ‪َٓ ٌٕٞ٣‬زؼل ُؾَ أُْبًَ أُزغلكح اُز‪ ٢‬ر‪ٞ‬اع‪ ٜٚ‬ثبٍزٔواه‪ٛ .‬نا األٓو‬ ‫‪٣‬زطِت ٖٓ أُ‪ٜ‬زٔ‪ ٖ٤‬اُزوث‪ُ ٖ٤٣ٞ‬ي‪ٓٝ‬ب رؼِ‪ ْ٤‬األكواك أُؼبهف ‪ٝ‬أُ‪ٜ‬بهاد ‪ ُْٝ .‬روق اُؼِٔ‪٤‬خ‬ ‫اُزؼِٔ‪٤‬خ ئُ‪ٛ ٠‬نا اُؾل كو‪ ،ٜ‬ثَ م‪ٛ‬جذ ئُ‪ ٠‬ر‪ٞ‬ع‪ ٚ٤‬األكواك ئُ‪٤ً ٠‬ل‪٤‬خ رؼِْ أُزؼِْ مار‪ . ٚ‬أ‪١‬‬ ‫رلهث‪ٝ ْٜ‬رؼل‪ ْٛ‬ػِ‪ ٠‬أٍبُ‪٤‬ت االٍز‪٤‬ؼب ة اُز‪ ٢‬رغؼِ‪ ْٜ‬هبكه‪ ٖ٣‬ػِ‪ ٠‬اُزؼِْ اُنار‪ ،٢‬اُزؼِْ‬ ‫أُ‪ٞ‬اًت ُٔزطِجبد ٓ‪ٞ‬اع‪ٜ‬خ ظو‪ٝ‬ف اُؾ‪٤‬بح أُزط‪ٞ‬هح ‪ٝ‬أُزغلكح ثبٍزٔواه‪ .‬ىهع ثلهح‬ ‫اُوؿجخ اُنار‪٤‬خ ك‪ ٢‬اًزَبة اُزؼِْ ‪ٝ‬كن اُؾبعخ ‪٣‬لكغ اُلوك ئُ‪ ٠‬اًزَبة اُزو٘‪٤‬بد اُز‪ ٢‬ر٘زظْ‬ ‫ث‪ٞ‬اٍطز‪ٜ‬ب أُؼِ‪ٓٞ‬بد ‪ٝ‬أُؼبهف‪ ،‬اُز‪ٞ٣ ٢‬ظل‪ٜ‬ب اُلوك ُٔ‪ٞ‬اع‪ٜ‬خ أ‪َٓ ١‬زغل‪.‬‬ ‫رؼِْ اُزؼِْ ٓ‪ٜ‬بهح َٓزوِخ ػٖ اُزؼِْ مار‪ ،ٚ‬ك‪ٔٓ ٢ٜ‬بهٍخ‬

‫‪١‬رٔضِ‪ٜ‬ب اُلوك ‪ٝ‬رٖجؼ عيءا‬

‫ٖٓ ٍِ‪ٔٓٝ ًٚٞ‬بهٍبر‪ ٚ‬اُز‪ ٢‬رٖله ػ٘‪ ٚ‬ثٌَ رِوبئ‪٤‬خ ‪ ،‬ئم أٗ‪ٜ‬ب رإ‪ٛ‬و عٔ‪٤‬غ رٖوكبر‪ ٚ‬أُورجطخ‬ ‫ثؾ‪٤‬بر‪ ٚ‬ا‪٤ٗ٥‬خ ‪ٝ‬أَُزوجِ‪٤‬خ‪ٝ .‬رجو‪ٛ ٠‬ن‪ ٙ‬أُ‪ٜ‬بهح ٓ‪٤ٜ‬أح ُِزط‪ٞ‬ه ٓغ رط‪ٞ‬ه اُلوك‪ .‬ث‪٤‬زغب‪ٝ‬ى رؼِْ‬ ‫اُقجوح ُ‪٤‬جِؾ َٓز‪ ٟٞ‬أًضو‪ ،‬ػجو ؽٖ‪ ُٚٞ‬ػِ‪ ٠‬أُل‪ ّٜٞ‬أُورج‪ ٜ‬ثزِي اُقجوح‪٣ٝ ،‬زغب‪ٝ‬ى‪ ٙ‬ػجو‬ ‫اٍزؼٔبٍ ا‪٤ُ٥‬بد اُن‪٤٘ٛ‬خ اُز‪ ٌٖٔ٣ ٢‬إٔ ‪ٞ٣‬ظل‪ٜ‬ب ك‪ٞٓ ٢‬اهق ٓزؼلكح‪.‬‬ ‫عند انتقاء فقرات البرنامج طبقا ًا لما ٌتبلءم مع خصابص األفراد حسب قدراتهم و‬ ‫إمكانٌاتهم الفكرٌة و العملٌة‪ ،‬فإن تقدٌمها لهم ٌتم على شكل مفاهٌم تتٌح لهم إمكانٌة‬ ‫الفهم و التفسٌر‪ .‬و بذلك فإن المفاهٌم تعتبر عناصر أساسٌة للمنهاج التربوي الكشفً‪،‬‬ ‫لكونها ‪:‬‬ ‫ـ تأتً متوازٌة مع عملٌات التعلم بالممارسة التً تساهم فً تدرٌب الفرد على‬ ‫أسالٌب حل المشكبلت‪.‬‬ ‫ المفاهٌم تساعد على ر٘ظ‪ ْ٤‬أُؼبهف ‪ٝ‬رإ‪ٛ‬و‪ٛ‬ب ؽَت ٍ‪٤‬بهبر‪ٜ‬ب‬‫ أسلوب التعامل مع المفاهٌم ٌمرن العقل على ػِٔ‪٤‬بد اٍز٘زبع‪٤‬خ م‪٤٘ٛ‬خ‬‫ـ ترتكز على الكفاٌات التً تساهم فً تمكٌن األفراد من أدوات فكرٌة قابلة للنقل‬ ‫و التحوٌل‪.‬‬ ‫ـ ما ٌتعلّمه الفرد فً مجال معٌن ٌمكن أن ٌوظفه فً مجاالت أخرى انطبلقا ًا من‬ ‫الخبرة الفكرٌة التً استفاد منها سابقا ًا‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫ٌتم ذلك خبلل انخراط الفرد فً األنشطة الكشفٌة ‪ ،‬فً إطار التوجٌه واإلرشاد‬ ‫الذي ٌساهم فً توفٌر العناصر التالٌة‪:‬‬ ‫‪ o‬تولٌد الحماس و الرؼبة لدى األفراد للمشاركة فً األنشطة المقترحة‪.‬‬ ‫‪ o‬توفٌر الفضاء و المجال المبلبمٌن لحاجٌات الفتٌة المتاسب مع حماسهم‪.‬‬ ‫‪ o‬حسن التعامل مع نوع اإلثارة و المتعة التً تولد الرؼبة فً خوض‬ ‫التجربة‪.‬‬ ‫‪ o‬تلبٌة الحاجٌات المتتالٌة المتبلبمة مع اإلهتمامات حسب المراحل العمرٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬وجود منظومة قٌم واضحة ؼٌر متناقضة‪.‬‬ ‫‪ o‬انفتاح إنسانً على العالم بشكل ؼٌر محدود‪.‬‬

‫استعادة القدرات المهدورة‬ ‫ٌمكن أن نصنؾ مرحلٌا ًا مختلؾ المهارات و الخبرات و المعارؾ التً ٌحصل‬ ‫علٌها الفرد دون أن ٌوظفها بأنها مهدورة وقابلة للنسٌان ‪ ،‬إنها فقط تحتاج إلى من‬ ‫تتطو َر بالممارسة و باالهتمام المستمرٌن‪.‬‬ ‫ٌرعاها‪ ،‬كً تترسخ و‬ ‫َّ‬ ‫وجهها و ْ‬ ‫ٌثمنها و ٌُ ِّ‬ ‫وهذا ما ترٌد أن ُتح ِّققه التربٌة الكشف ٌَّة من خبلل نظام الشارات الذي ٌدفع بالفرد إلى‬ ‫اختٌار خبرات ومهارات من خبلل الهواٌات أو الكفاٌات كً ٌسعى بكل قوته إلى تحقٌقها‬ ‫و تطوٌرها‪.‬‬ ‫أي مرحلة عمر ٌَّ ٍة مطالب باجتٌاز درجات كشف ٌَّ ٍة تعتمد باألساس على‬ ‫الكشاؾ عند ِّ‬ ‫اختٌاره لهواٌات ٌحبها و ٌُ ْتقنها ‪ ،‬التً تكون معبرا ضرورٌا الختٌار الدرجات التً ُت َؤ ِّهل ُ ُه‬ ‫الجتٌاز المعلومات لبلوغ الكفاٌات المطلوبة‪ .‬تعتمد هذه العملٌات التربوٌة أساسا ًا على‬ ‫مسبقا‪ ،‬سواء التً حصل علٌها داخل المدرسة أو‬ ‫ص ِل علٌها ْ‬ ‫الخبرات و المعلومات المح َّ‬ ‫بالوسط األسري أو التً استقاها من وسابل اإلعبلم‪ ،‬فحرك ٌَّة احتٌاج الفتى أو الشاب‬ ‫للهواٌات وللخبرات المطلوبة الجتٌاز الدرجات تعطٌه فُ َرصا ًا كثٌرة لتثمٌن معلوماته و‬ ‫خبراته التً ٌنتقً منها ما ٌهواه وما ٌتماشى مع مٌوالته و رؼباته‪ .‬و عندما ٌحصل‬ ‫المرشح على درجة مع ٌَّنة‪ ،‬فذلك إعبلن عن تثمٌن لما ٌتقنه من خبرات ومهارات‪ ،‬و هذا‬ ‫حافز مهم لكً ٌهتم الفرد بالهواٌات و الخبرات‪ ،‬وٌعطٌها من العناٌة ما ٌكفً كً تترسخ‬ ‫سن‪.‬‬ ‫ض ُج مع تقدمه فً ال ِّ‬ ‫صبح ضمن مكونات سلوكاته الشخص ٌَّة‪ ،‬وتكبر معه و تن ُ‬ ‫و ُت ْ‬ ‫صة بكل فر ٍد عمل ٌّة ال‬ ‫ص ْقل المواهب و ترسٌخها و االهتمام بالمٌول الخا َّ‬ ‫عمل ٌَّة َ‬ ‫تأتً من فراغ‪ٌ ،‬مكن أن تأتً عبر أحد اإلحتمالٌن ‪:‬‬

‫‪64‬‬


‫بمجرد صدفة ألن شروطها متوفرة ‪ ،‬بمساعدة ظروؾ طاربة ؼٌر‬ ‫فإ َّما أن تأتً‬ ‫ّ‬ ‫متوقعة‪ ،‬ونسبة هذا االحتمال ضعٌفة جدا‪ ،‬وال ٌمكن اعتمادها فً رعاٌة مواهب ومٌوالت‬ ‫األفراد‪.‬‬ ‫واإلحتمال الثانً هو ما تتوخاه الحركة من خبلل تثمٌن المعلومات والخبرات‬ ‫والمهارات التً ٌحصل علٌها الفرد خبلل حٌاته العادٌة‪ ،‬و العمل على توجٌهها وإعطابها‬ ‫تتطور و تنمو و تترسخ‪ ،‬بالتوجٌه و االهتمام و بالرعاٌة التً تتم‬ ‫الفرص الحقٌق ٌّة لكً‬ ‫َّ‬ ‫داخل األسرة‪ ،‬أو داخل المؤسسات المختصة‪ ،‬وبذلك ٌتمكن الفرد من ترشٌد قدراته بهدؾ‬ ‫بلوغ الفوابد التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ o‬تنمٌة االستعدادات‪.‬‬ ‫‪ o‬ص ْقل المواهب‪.‬‬ ‫‪ o‬تعمٌق المعارؾ و ترسٌخها‪.‬‬ ‫‪ o‬حسن تقٌ​ٌم المتمثبلت و المكتسبات الشخصٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬تنظٌم الخبرة و توجٌهها‪.‬‬ ‫‪ o‬توسٌع آفاق اإلستفادة‪.‬‬ ‫بما أنَّ عمل ٌَّة التعلُّم اإلنسانً هً عبارة عن نسق تكوٌنً من ّظم (‪ ،)23‬تحدث تؽٌ​ٌرا‬ ‫سلوك‪ ،‬فإنّ توجٌه الفتٌة و الشباب لتثمٌن قدراتهم وتنمٌتها تعطً التعلّم متعة‬ ‫دابما فً ال ّ‬ ‫صل علٌه الفرد من مهارة كٌفما كان صنفها أو‬ ‫و رؼبة قوٌة ج ّداًا‪ ،‬خصوصا ًا و أنَّ ما ٌح ُ‬ ‫نوعها فإنها تساهم فً تسهٌل تعلُّم خبرات و مهارات أخرى الحقة‪.‬‬

‫تدبٌر الفوارق الفردٌة ‪:‬‬ ‫قبل ولوج األفراد أي مجال تدرٌبً أو تعلمً ٌبلحظ أنهم ٌتمٌزون عن بعضهم‬ ‫البعض فً العدٌد من األمور‪ ،‬وهذا ٌتأتى من خبلل السمات الوجدانٌة والمكتسبات‬ ‫السابقة لكل فرد‪ .‬وحتى ٌتمكن المنهاج الكشفً من التعامل مع جمٌع المنخرطٌن بشكل‬ ‫ٌحترم خصوصٌة الفرد ‪ ،‬وٌتعامل معها بشكل ٌدعم الجٌد منها وٌنهً عن القبٌح منها‪.‬‬ ‫ٌجد المنخرط منذ ولوجه للحركة واندماجه داخل جماعاتها نوع من التفاعل اإلٌجابً‪،‬‬ ‫ٌسمح به سٌاق األنشطة التربوٌة التً ٌقترحها على األفراد‪ .‬والتً تتحدد من خبلل إتاحة‬ ‫الفرصة لكل فرد للتحرك فً مساحات كافٌة الستعمال المكتسبات السابقة‪ ،‬التً ٌسمح‬ ‫بإبراز مهارته ومعارفه الخاصة ‪ ،‬واستثمار قدراته على قدر إمكانٌاتها الحقٌقٌة‪ .‬هذا‬ ‫السٌاق من الحرٌة الفردٌة ٌسمح لكل فرد بالشعور بالفاعلٌة داخل الجماعة والشعور‬ ‫‪65‬‬


‫بالتمٌز فً إحدى المجاالت أو أكثر‪ .‬مما ٌعطً لكل مشارك فرصا عدٌدة إلبراز مؤهبلته‬ ‫والسعً إلى تطوٌرها واالرتقاء بها إلى األفضل‪.‬‬ ‫ٌسعى المنهاج فً هذا االتجاه إلى تذوٌب الفوارق الفردٌة‪ ،‬بأسلوب متمٌز ‪،‬‬ ‫ٌحترم خصوصٌات كل فرد ومكتسباته كشرط أساسً من شروط التعامل‪ .‬وتفتح المجال‬ ‫أمامه لتثمٌن وتطوٌر تلك المكتسبات بأسلوب ٌثٌر حماسه وعزٌمته على السٌر فً اتجاه‬ ‫تطوٌر المعارؾ والمهارات‪.‬‬ ‫عملٌة تذوٌب الفوارق مع الحفاظ علٌها فً نفس الوقت‪ ،‬من العملٌات‬ ‫البٌداؼوجٌة الهامة جدا فً المنهاج الكشفً‪ ،‬وتنفٌذها على أرض الواقع ٌتطلب شروطا‬ ‫تربوٌة ضرورٌة‪ ،‬وتدبٌرها بكل إٌجابٌة هو ما تسعى الحركة تحقٌقه من خبلل توفٌر‬ ‫شروطه التً تضمها مكونات الطرٌقة الكشفٌة‪ .‬فهً تعد صلب العملٌة التربوٌة التً‬ ‫تنهجها الحركة‪ ،‬على اعتبار أنها نسق من المفاهٌم والقوانٌن والممارسات المرتبطة فٌما‬ ‫بٌنها لتؤدي إلى تلك النتابج‪.‬‬ ‫أهم عنصر من بٌن مكونات المنهاج التً من خبللها ٌتم تفعٌل هذه المقاربة هو‬ ‫ما ٌصطلح علٌه ب ‪ " :‬نظام الشارات " كما ٌتداوله الممارسون للكشفٌة بهذا االسم‪.‬‬ ‫والذي ٌصطلح علٌه لدى البٌداؼوجٌ​ٌن ب " نظام التقدم الذاتً " وهو ما ٌعنً أن‬ ‫البرنامج الكشفً ٌقترح على األفراد مجاالت للتفوق والتطور الذاتً الذي ٌتوج من خبلله‬ ‫الفرد بحصوله على شارة من الشارات التً تثبت تفوقه فً المجاالت التً ٌرؼب هو فً‬ ‫التفوق فٌها‪ ،‬بناء على اختٌاره لمجاالتها بنفسه‪ .‬الؽاٌة من هذا النظام هو التعامل مع‬ ‫القدرات الحقٌقٌة التً ٌتوفر علٌها الفرد‪ ،‬وال ٌنقصها سوى التشجٌع والتوجٌه‪ .‬تتوٌج‬ ‫الفرد بتفوقه فً إحدى الشارات ٌتم تقٌ​ٌمها وفقا للنتابج التً ٌحصل علٌها فً مختلؾ‬ ‫المجاالت المكونة لحٌاة اإلنسان‪.‬‬ ‫إنها تعتمد على أسلوب منفتح على جمٌع المجاالت دون تحدٌد‪ٌ ،‬قدم فٌه الفرد كل‬ ‫ما ٌتقنه وما ٌستطٌع تنفٌذه‪ ،‬كً ٌتم تقٌ​ٌمه ثم تثمٌنه بنفسه‪ .‬الشًء الذي ٌعطً للفرد‬ ‫الثقة بإمكانٌاته وقدراته كما ٌحسها هو‪ ،‬ال كما ٌراها اآلخرون وٌفرضونها علٌه قسرا‪.‬‬ ‫هذا األسلوب من التعامل مع القدرات المتعددة » ‪Intelligences multiples‬‬ ‫هذه النظرٌة الجدٌدة التً ظهرت سنة ‪ 1979‬بعد البحث العلمً الذي أنجزته‬ ‫جامعة " هارفارد ‪ " HARVARD‬بهدؾ تقٌ​ٌم وضعٌة المعارؾ العلمٌة المهتمة‬ ‫باإلمكانٌات الذهنٌة لئلنسان‪ ،‬وإبراز مدى تحقٌق هذه اإلمكانٌات واستؽبللها‪ ) 24 ( .‬أقرت‬ ‫هذه النظرٌة بوجود عدة ملكات أو قدرات عقلٌة أو فنٌة لدى األفراد‪ .‬فً هذا االتجاه‬ ‫تسعى البرامج الكشفٌة التعامل مع الطاقات التً ٌتوفر علٌها األفراد حسب تنوعها‬

‫‪66‬‬


‫واختبلفها وتمٌزها دون تقٌ​ٌدها بنمط معٌن من التقٌ​ٌم القاصر على تقٌ​ٌم القدرات‬ ‫الحقٌقٌة للفرد‪.‬‬

‫صورة ذات الفرد ‪:‬‬ ‫تتشكل صورة الفرد عن نفسه من خبلل التجارب التً ٌحٌاها بشكل تدرٌجً‪،‬‬ ‫وكلما كانت التجارب ناجحة كلما أعطت للفرد انطباعا ًا جٌداًا على نفسه‪ .‬و كلما كانت‬ ‫التجارب فاشلة فإنها توصم الذات بالعجز و عدم القدرة‪ ،‬خصوصا ًا إذا لم ٌتم تعضٌد الفرد‬ ‫لتجاوز حاالت الفشل و إعادة المحاولة إلى بلوغ النجاح المطلوب‪.‬‬ ‫بناء الصورة اإلٌجابٌة عن الذات تتم من خبلل النجاح الذي ٌتم تحقٌقه‪ ،‬و من‬ ‫خبلل تحوٌل الفشل إلى نجاح‪ ،‬أي أن الفرد ٌتوفر على القدرة لتجاوز العقبات والصعوبات‬ ‫التً تحد من عزٌمته للظفر بالنتابج اإلٌجابٌة‪.‬‬ ‫ٌهدؾ المنهاج التربوي الكشفً فتح الفرص أمام الفتٌة و الشباب كً ٌعٌشوا‬ ‫تجارب متعددة فً سٌاق الترفٌه و التروٌح والمؽامرة‪ .‬وتعطٌهم إمكانٌة مزاولة األنشطة‬ ‫باألسلوب و الطرٌقة التً تمكنهم من تذوق النجاح‪ ،‬عبر توظٌؾ القدرات والمهارات‬ ‫التً ٌتوفرون علٌها سلفا‪.‬‬ ‫تعدد االهتمامات والهواٌات التً ٌتوفر علٌها األفراد‪ ،‬هً ما تبرر تعدد األنشطة‬ ‫وتنوعها التً ٌمارسها الكشافة‪ ،‬لكونها تفسح لهم فرص النجاح بالمقاٌ​ٌس التً تتناسب‬ ‫مع مؤهبلت و استعدادات كل فرد ‪ ،‬كما تتٌح لؤلفراد فرص اختٌار مجاالت األنشطة‪ ،‬التً‬ ‫ٌدركون جٌداًا أن مؤهبلتهم ستمكنهم من الحصول على نتابج إٌجابٌة فٌها‪.‬‬ ‫االندماج فً سٌاق األنشطة الكشفٌة تسمح للفرد أن ٌكون فاعبلًا كفرد داخل‬ ‫الجماعة‪ ،‬و أن ٌكون عنصراًا ذا أهمٌة داخل المجموعة من خبلل روح الفرٌق‪ ،‬حٌث ال‬ ‫ٌسمح أن ٌكون أي عضو فٌه ذا وجود ضعٌؾ و ذا فعالٌة واهنة‪ٌ .‬تحقق من خبلل‬ ‫مجموعة من التجارب المؤترة فً شخصٌة الفرد عبر رؤٌته لذاته باعتباره فرد فاعل‬ ‫داخل المجتمع‪،‬عبر تفاعبلت مثل ‪:‬‬ ‫‪ o‬حٌاة الفرد داخل الجماعة تتم بأسلوب روح الفرٌق‬ ‫‪ o‬التكوٌن الذاتً الجتٌاز المجاالت التكوٌنٌة كدرجات كشفٌة تتم انطبلقا من‬ ‫الفرد نفسه عبر الطلٌعة‪.‬‬ ‫‪ o‬حٌاة الخبلء و ما تعرفه من مهارات فردٌة و جماعٌة و تعاٌش وتعاون مع‬ ‫الطلٌعة بكل أعضابها‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫‪ o‬المشاركة بكل فعالٌة وإٌمان قوي فً إنجاز أعمال خدمة و تنمٌة المجتمع و‬ ‫االهتمام بقضاٌا اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ o‬التفاعل المستمر داخل هٌكلة ٌنظمها أسلوب دٌمقراطً منفتح‪.‬‬ ‫بمعنى أن ذات الفرد تعتبر من أهم القضاٌا التربوٌة التً ٌركز علٌها المنهاج‬ ‫‪ ،‬وٌسعى إلى تقوٌتها لتكون نظرة الفرد إلى ذاته نظرة إٌجابٌة بالقدر‬ ‫المطلوب لتحقٌق خطوات النجاح‪ ،‬وتذوق طعم التفوق‪.‬‬

‫المشاركـــة الفاعلة‪:‬‬ ‫مفهوم المشاركة بالنسبة للفتى أو الشاب فً طور التعلم و االكتساب‪ ،‬هو إدماجهم‬ ‫فً سٌاق األعمال الفعلٌة فً مختلؾ القضاٌا و األحداث بكل إٌجابٌة‪ ،‬لكً ٌساهموا على‬ ‫قدر المستطاع فً مجرٌات األحداث العامة التً تهم المجتمع‪ .‬االهتمام بالقضاٌا مرتبط‬ ‫بمدى انسجام الفرد وجدانٌا ًا بتلك القضاٌا‪.‬‬ ‫توازن شخصٌة الفرد تتطلب أن ٌكون مشاركا فً حٌاة الجماعة مشاركة فعالة تتسم‬ ‫باإلنتاجٌة التً تتطلب المبادرة واإلبداع واالجتهاد والفعالٌة ‪ .‬لكً ٌشعر بموقعه داخل‬ ‫محٌطه واعٌا بحاضره ومطمبنا على مستقبله‪ .‬إعداد هذا المسار للفرد داخل المجتمع‬ ‫عملٌة متداخلة إلى درجة التعقٌد أحٌانا ‪ ،‬ألنها سٌرورة كابن بشري لبلوغ النضج‬ ‫والرشد بالمستوى والصٌؽة التً ٌنشدها المجتمع‪.‬‬ ‫مشاركة األفراد فً القضاٌا و تعاملهم معها ال ٌتم من فراغ بل ٌتطلب اإلحساس‬ ‫بها‪ .‬ما ٌتعلق باألحداث اإلنسانٌة العالمٌة مثل البٌبة و حقوق اإلنسان و قضاٌا السلم‪...‬‬ ‫قضاٌا إذا ظل الفرد منعزالًا ال ٌفكر سوى فً قضاٌاه القرٌبة و األحداث التً له ارتباط‬ ‫مباشر بها‪ ،‬فإن مفهوم المشاركة بمدلولها الواسع سٌكون منعدماًا‪ ،‬و هذا ما ٌقلل قدراته‬ ‫الفكرٌة فً استٌعاب القضاٌا الكبرى‪.‬‬ ‫المشاركة فً الحركة الكشفٌة من المفاهٌم األساسٌة فً تنفٌذ المنهاج بكل‬ ‫مكوناته‪ ،‬على اعتبار أن مشاركة الفرد ٌجب أن تكون فاعلة و قابلة للتنمٌة و التطور‬ ‫طٌلة فترة حٌاة الفرد داخل الحركة‪ ،‬فعملٌة التربٌة على المشاركة تتم داخل‬ ‫(الطلٌعة)المجموعة الصؽٌرة التً ٌنتمً إلٌها‪ .‬حٌث ٌتولى رفقة زمبلبه مهام جماعٌة‬ ‫بتشارك تام سواء من حٌث الشعور بأهمٌة العمل أو من حٌث التخطٌط أو من حٌث‬ ‫االنجاز‪ .‬و تتوسع درجة المشاركة من الطلٌعة إلى الوحدة بنفس الحماس بدافع االنتماء‪،‬‬ ‫لكن هذه المرحلة من المشاركة تنفتح على ما هو أشمل من خبلل تنفٌذ مكونات البرامج‬ ‫التً تعتمد على خدمة و تنمٌة المجتمع‪ ،‬و التً تفترض من األفراد و الجماعات الكشفٌة‬ ‫أن تدرك جٌداًا مدى االهتمام بقضاٌا الناس و مشاركتهم آالمهم و مشاكلهم‪ ،‬هذا اإلحساس‬ ‫‪68‬‬


‫النبٌل بحاجٌات اآلخرٌن تدفع بهم إلى المشاركة ؼٌر المشروطة فً حل مثل هذه‬ ‫المشاكل‪.‬‬ ‫تحتفل الحركة الكشفٌة فً مختلؾ بقاع العالم بما ٌسمى األٌام و المناسبات‬ ‫العالمٌة مثل الٌوم العالمً للبٌبة‪ ،‬الٌوم العالمً للكؾ من التدخٌن‪ٌ ...‬تم جدولة هذه‬ ‫األٌام و المناسبات فً البرنامج العام السنوي‪ ،‬لكً ٌهتم الفتٌة و الشباب بالقضاٌا التً‬ ‫ترمً إلٌها و ٌتعاٌشون معها بما ٌتطلبه أسلوب المشاركة التً تتناسب مع هذه الفبة‬ ‫العمرٌة‪.‬‬ ‫تنمٌة الحس بالقضاٌا التً تهم اإلنسان و تداول أحداثها و انعكاساتها تدعم قدرة‬ ‫الفرد على المشاركة الفاعلة‪ ،‬و هذا ما تقصده الحركة الكشفٌة من صٌؽة أهداؾ الحركة‬ ‫التً تقول فٌها‪...":‬كأفراد و كمواطنٌن مسؤولٌن و كأعضاء فاعلٌن فً مجتمعاتهم‬ ‫المحلٌة و الوطنٌة و العالمٌة‪.)25("...‬‬

‫مواجهة المشكبلت ‪:‬‬ ‫ٌصادؾ اإلنسان خبلل حٌاته الٌومٌة العدٌد من المواقؾ التً‬ ‫تتطلب المواجهة واتخاد الموقؾ المناسب تجاهها‪ .‬وإعداد الفرد لهذه العملٌات ال ٌتطلب‬ ‫تلقٌن المتعلم مواقؾ وأحداث بعٌنها‪ ،‬فبل ٌمكن للمربً أن ٌحدد للمتعلم المواقؾ وحلولها‬ ‫جاهزة لمواجهتها‪ ،‬المواقؾ التً تفرضها الحٌاة ال تتشابه فٌما بٌنها إال نادرا‪ ،‬وأن لكل‬ ‫مشكلة حل ٌتناسب معها‪ ،‬وفق نوعٌتها ووفق الظرفٌة التً تمت خبللها ووفق سٌاقاتها‪.‬‬ ‫العنصر األساسً فً الحل ٌكمن لدى الفرد نفسه‪ .‬فهو العقل المدبر للقضاٌا وفق‬ ‫شروطها التً ٌتحكم فً سٌاقاتها وترابطاتها ومرجعٌاتها‪.‬‬ ‫فً هذا الباب تضع التربٌة الكشفٌة مجموعة مواقؾ اصطناعٌة ٌكون الفرد مطالبا‬ ‫بالبحث على حلول مناسبة لها‪ ،‬سواء لوحده كفرد أو بمعٌة الجماعة الصؽٌرة التً ٌنتمً‬ ‫إلٌها‪ .‬هذه التجارب المصطنعة التً تتم فً صورة ألعاب ومسابقات تمرن ذهن الفرد‬ ‫وتجعله مستعدا أمام المواقؾ الحقٌقٌة‪.‬‬ ‫كما أن اهتمام الحركة بقضاٌا المجتمع‪ ،‬وانخراطه كعضو فً البحث عن حلول‬ ‫لمعضبلت ومشاكل المواطنٌن‪ ،‬فإن ذلك ٌدربهم وٌمرنهم على كٌفٌة مواجهة المشاكل‪،‬‬ ‫بأسالٌب تتصؾ بالعلمٌة‪ ،‬مما ٌقوي حسه وقدرته على المواجهة المناسبة‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫تنمٌة مكانــة الفـرد ‪:‬‬ ‫المدرسة مؤسسة رسمٌة كسبت مصداقٌتها و فعالٌتها داخل المجتمع‪ .‬وأصبحت‬ ‫ضرورة حتمٌة لتكوٌن الفرد و تأهٌله للقٌام بواجبه تجاه نفسه و تجاه المجتمع الذي‬ ‫ٌنتمً إلٌه‪ ...‬المدرسة تعتمد فً تربٌة وتعلٌم األجٌال على أسلوب تقٌ​ٌم األفراد و‬ ‫مكتسباتهم التعلٌمٌة و التربوٌة‪ ،‬وهً بذلك تقدم للمجتمع تصنٌفا ًا ٌمٌز بٌن الفرد ـ التلمٌذ‬ ‫ـ المجد و الكسبلن‪ ،‬هذا التصنٌؾ متداول بكثرة داخل األوساط المدرسٌة و باألوساط‬ ‫األسرٌة كذلك‪ .‬فحٌن ٌستطٌع الفرد التً سمحت له ظروفه أن ٌكون مجتهداًا فً مواكبة‬ ‫الدروس فإنه ٌحصل على مكانة تمٌزه عن التبلمٌذ الذٌن لم تمكنهم ظروفهم األسرٌة و‬ ‫المدرسٌة لٌكونوا مجدٌن‪ .‬وبذلك ٌنعت هؤالء التبلمٌذ بالكسالى‪ ،‬وترافقهم هذه الصفة‬ ‫لتصل إلى درجة الوصم‪ .‬و اعتباراًا لذلك المعطى فإن المجدٌن ٌحصلون على مكانة‬ ‫متمٌزة سواء داخل المدرسة أو داخل الوسط األسري‪ ،‬و ٌكون التلمٌذ مزهواًا بتلك‬ ‫المكانة‪ .‬بحٌث ٌتسبب النعت الذي ٌوصم به التبلمٌذ المتأخرٌن دراسٌا ًا إلى فقد مكانتهم‬ ‫اإلعتبارٌة‪ ،‬وهذا ٌسبب له أضرارا معنوٌة كثٌرة‪.‬مع العلم أن التربٌة تسعى إلى إبعاد تلك‬ ‫التصنٌفات البشعة المحطمة بإرادة الفرد‪.‬‬ ‫الحركة الكشفٌة ؼٌرت أسلوب نظرتها لؤلفراد‪ ،‬وطرٌقة التعامل مع قدراتهم‬ ‫ومؤهبلتهم اعتبارا على معطٌات أهمها ‪:‬‬ ‫ّأوالًا ‪ٌ :‬مكن للتبلمٌذ أن ٌتداركوا ذلك التأخر إذا ما تم التدخل إلبعاد األسباب التً‬ ‫تجعلهم كسالى بالمعنى الذي تفرضه األوساط المدرسٌة و تتبناه األوساط األسرٌة‪.‬‬ ‫ثانٌا ًا ‪ :‬األفراد ٌتوفرون على مؤهبلت و طاقات أخرى ٌجب عدم الحكم علٌها من‬ ‫خبلل التأخر فً تحصٌل الدروس‪ .‬متناسٌن نتابج الدراسات المتعلقة بالفروق الفردٌة من‬ ‫بٌنها نظرٌة الذكاءات المتعددة و التً ظهرت بسبب عدم اقتناع كثٌر من علماء النفس‬ ‫(‪. )26‬‬ ‫بفكرة الذكاء الموحد‪.‬‬ ‫ركز المنهاج التربوي الكشفً على هذا الجانب الهام الموجه لمكونات الشخصٌة ‪،‬‬ ‫و لنظرته الفرد إلى ذاته‪ ،‬مؤكداًا على ضرورة أن تكون نظرة إٌجابٌة بشتى الوسابل‬ ‫الممكنة ‪ ،‬إلظهار اإلمكانٌات المختلفة التً ٌتوفر علٌها كل فرد على حدة‪ ،‬و السعً إلى‬ ‫تثمٌنها و تنمٌتها و تقٌ​ٌمها‪ ،‬وهو ما ٌتٌح لكل فرد إبراز ما ٌتوؾ علٌه من إمكانٌات فً‬ ‫شمولٌتها‪ ،‬و لٌس االعتماد على واجهة واحدة من واجهات القدرات التً ٌتوفر علٌها‬ ‫الفرد‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمدرسة التً تركز على مجال واحد للتقٌ​ٌم ‪ ،‬هو التفوق‬ ‫فً التحصٌل الدراسً التعلٌمً فقط ‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫التأقلم مع سٌاق البرامج الكشفٌة المقترحة على الفتٌة و الشباب تمكنهم من‬ ‫حصول كل فرد على مكانته‪ ،‬لٌس وفق مقٌاس واحد‪ ،‬بل وفق مقاٌ​ٌس متعددة و مفتوحة‬ ‫باستمرار إلظهار التفوق و اإلتقان فً مختلؾ مجاالت الحٌاة‪.‬‬ ‫الدور العظٌم الذي تقوم به المدرسة فً تنمٌة اإلنسان و تطوٌره دور أساسً‪،‬‬ ‫لكن إذا تم إرفاقه بتكوٌن تكمٌلً ٌراعً خصوصٌات األفراد و ٌحترم مراحل عمرهم‪ ،‬و‬ ‫ٌقدم لهم معرفة مفعمة بالتسلٌة و التروٌح‪ ،‬فبل نجد متخصص فً مجال البٌداؼوجٌا أو‬ ‫الممارس للتربٌة ٌختلؾ مع هذا التوجه التكوٌنً الموسع‪ ،‬الذي ٌفتح آفاق متعددة أمام‬ ‫المتعلمٌن‪.‬‬ ‫الشعور باالنتماء اإلٌجابً لمجموعة نشٌطة فاعلة ٌعطً للفرد ثقة ممٌزة‬ ‫خصوصا ًا لما ٌؽذٌها الفرد باحتبلل موقع داخلها‪ ،‬وشعوره بأهمٌته و دوره بٌن أدوار‬ ‫باقً أفراد المجموعة‪ .‬هذا ما توفره الحركة للمنتمٌن إلٌها‪ ،‬ؼاٌتها فً ذلك إٌجاد للفرد‬ ‫مكانته و موقعه المعترؾ له بها داخل نظام المجموعات( نظام الطبلبع) و ٌعززه وٌطوره‬ ‫نظام التقدم الذاتً( نظام الشارات) داخل أحضان الطبٌعٌة وفضاءاتها الذي توفره البرامج‬ ‫من خبلل حٌاة الخبلء و اإلطار الرمزي الذي توفره الطقوس و العادات و التقنٌات‬ ‫الكشفٌة التً تؤثث الفقرات التنشٌطٌة‪ ،‬و تحصنه منظومة القٌم التً تحرص خبلل‬ ‫الممارسة بتمثل المبادئ األساسٌة و القٌم األخبلقٌة عبر أداء العهد و االلتزام ببنود‬ ‫قانون الكشاؾ‪ ،‬كل ذلك فً سٌاق عملٌة تدرٌبٌة تعلمٌة تعتمد التحصٌل و اإلتقان عن‬ ‫طرٌق الممارسة المباشرة المدروسة‪ ،‬المخطط لها داخل سٌاق عبلقة ٌطبعها بالدرجة‬ ‫األولى اإلرشاد و التوجٌه و الدعم الذي ٌقدمه الراشدون ‪ ،‬من خبلل الدور الذي ٌقوم‬ ‫المؤطرون باعتبارهم "قادة" مربون ومنشطون و موجهون‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫مستويات المنهاج التربوي الكشفي ‪:‬‬ ‫التعرض لمستوٌات المنهاج التربوي الكشفً ٌحٌلنا بالرجوع إلى الوثٌقة األساسٌة‬ ‫التً انبنى علٌها تأسٌس المنظمة الكشفٌة العالمٌة وهً ‪ -‬دستور الحركة – الذي ٌتضمن‬ ‫القوانٌن والظٌمات والمؤسسات التً تمثلها ‪ ،‬لكونها نصوص تحكم أداء الحركة الكشفٌة‬ ‫المنتشرة فً أؼلب بقاع العالم ‪ ،‬لكونها الجهة الرسمٌة التً تتبنى هذا األسلوب التربوي‬ ‫وتسعى إلى تعمٌمه ونشره‪ .‬بمساعدة مكاتب األقالٌم التً تمثله فً المناطق التً تم‬ ‫تأسٌسها لحد اآلن‪ .‬وبما أن هذا التنظٌم التربوي ٌتصؾ بالعالمٌة‪ ،‬كان من الضروري‬ ‫وضع هٌاكل تنظٌمٌة تشرؾ على تسٌ​ٌره وتدبٌر مختلؾ أعماله‪ ،‬وخصوصا ما ٌتعلق‬ ‫بالجوانب البٌداؼوجٌة التً ٌحددها المنهاج‪ ،‬كً تصل إلى الممارس ‪ -‬الفتى أو الشاب ‪-‬‬ ‫أٌنما وجد بالشكل والمضمون المطابق لألسلوب الذي تتبناه المنظمة العالمٌة‪ ،‬عبر تدرج‬ ‫مستوٌاتها المتسلسلة‪.‬‬ ‫العناصر األولٌة األساسٌة المتحكمة فً هوٌة الحركة‪ ،‬وفً الصورة التً تظهر بها‬ ‫للعالم‪ .‬التً ٌمكن تشخٌصها فً ثالثة نقط هامة هً ‪:‬‬ ‫‪ ‬تعرٌؾ الحركة‪.‬‬ ‫‪ ‬هدفها األساسً‪.‬‬ ‫‪ ‬هٌاكلها التنظٌمٌة‪.‬‬ ‫التعرٌؾ‪:‬‬ ‫ٌعطٌنا المالمح الرئٌسٌة للحركة والتً تتلخص فً العناصر التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ ‬حركة تربوٌة تستهدؾ بالدرجة األولى تنمٌة الفتٌة والشباب من‬ ‫الجنسٌن بالدرجة األولى ‪.‬‬ ‫‪ ‬أنها ذات طابع تطوعً ؼٌر إلزامً ‪.‬‬ ‫‪ ‬ؼٌر سٌاسٌة‪ ،‬فهً فً منأى عن التنافس والصراع المؤدي إلى‬ ‫السلطة ‪.‬‬ ‫‪ ‬مفتوحة للجمٌع دون تفرقة فً األصل أو الجنس أو العقٌدة ‪...‬‬ ‫هذه العناصر مقرونة ومرتبطة بهدؾ الحركة ومبادئها وطرٌقتها التً ابتكرها‬ ‫مؤسس الحركة‪ ،‬والتً ٌعتبرها الخبراء من أهم عناصر وحدة الحركة الكشفٌة عالمٌا‪.‬‬ ‫الهدؾ ‪:‬‬ ‫تسعى الحركة الكشفٌة تحقٌق هدفها األساسً والذي ٌتجلى فً ‪ " :‬تنمٌة الشباب‬ ‫لتحقٌق أقصى قدراتهم البدنٌة والعقلٌة واالجتماعٌة والروحٌة " وال تهدؾ تنمٌة الشباب‬ ‫المستهدفٌن وحسب‪ ،‬بل تنمٌتهم عبر انتماءاتهم وارتباطاتهم وعالقاتهم‪ .‬وعلٌه فإن ربط‬ ‫الهدؾ بتنمٌة الشباب فً عالقاتهم مع المجتمع فً جل أبعاده‪ .‬ومن أجل ذلك تحدد الهدؾ‬ ‫بالصٌؽة التالٌة ‪ " :‬كأفراد وكمواطنٌن مسؤولٌن وكأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة‬ ‫والوطنٌة والعالمٌة "‪ .‬وعلى ذلك كانت الؽاٌة من الحركة أن ال تكون حركة معزولة عن‬ ‫مكونات المجتمع‪ ،‬أو أن تكون فً منطقة فً العالم دون أخرى ‪ .‬الهدؾ جعل الحركة فً‬

‫‪72‬‬


‫قلب االنتماءا ت اإلنسانٌة سواء فً بعدها العالمً‪ ،‬أو فً بعدها الوطنً أو فً بعدها‬ ‫المحلً‪ ،‬لتصل إلى أصؽر نقطة من العالقات التً تربط الفرد بمحٌطه القرٌب منه‪.‬‬

‫هٌكلة الحركة ‪:‬‬ ‫وضعت المنظمة العالمٌة لتنفٌذ أهدافها وبرامجها هٌكلة تنظٌمٌة انطالقا من‬ ‫مكونها المركزي والهٌاكل اإلقلٌمٌة التً تشكلت بحكم القرب الجؽرافً وعناصر التفاهم‬ ‫مثل اللؽة‪ٌ ...‬وجد حالٌا خمسة أقالٌم تتعاون مع المنظمة العالمٌة المركزٌة الموجود‬ ‫مقرها "بجنٌؾ" وكل إقلٌم ٌساهم فً التأطٌر والتنسٌق بٌن الهٌئات الكشفٌة التً تمثل‬ ‫كل دولة‪ ،‬حٌث ٌقوم اإلقلٌم بدور الوسٌط فً إٌصال الخدمات الضرورٌة التً تتبناها‬ ‫المنظمة العالمٌة من أجل نشر وتطوٌر الحركة الكشفٌة على نطاق العالم ( ‪ )27‬ومواكبة‬ ‫حسن تنفٌذ مناهجها التربوي بأسلوبه الصحٌح‪.‬‬ ‫هذه النقط الثالثة تتشكل مستوٌات المنهاج التربوي ‪ ،‬التً تعتبر‬ ‫على أساس‬ ‫كمدخالت أساسٌة لتنفٌذ المنهاج ‪ ،‬وكمخرجات لعملٌات تقوٌم المنهاج وتعدٌله ‪ ،‬وتتجلى‬ ‫هذه المستوٌات فً التدرج التالً‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬المستوى العالمً ‪:‬‬ ‫تسعى المنظمة العالمٌة تحقٌق هدفها المتمثل فً رعاٌة وتشجٌع الحركة الكشفٌة‬ ‫فً العالم‪ ،‬من خالل تعزٌز وتأكٌد الفهم والتوحٌد لهدفها ومبادئها ‪ ،‬مع االحتفاظ‬ ‫بشخصٌتها وصفاتها الخاصة ‪ .‬عبر تقدي م العون المنهجً والتنظٌمً‪ ...‬إلى الهٌئات‬ ‫األعضاء بمختلؾ الدول المنتمٌة للحركة‪ ،‬من أجل تمكنها فً تنفٌذ وتحقٌق هدؾ ومبادئ‬ ‫وطرٌقة الحركة الكشفٌة ‪.‬‬ ‫ٌتجلى هذا المستوى فً دور المكتب الدولً‪ ،‬الذي ٌسعى إلى بلورة المرجعٌة‬ ‫األصلٌة للتربٌة الكشفٌة التً وضعها مؤسسها "بادن باول"‪ .‬ما ٌمٌز هذه المرحلة من‬ ‫وضع المنهاج هو طابعه الشمولً الموحد‪ ،‬الذي ٌشخص القٌم اإلنسانٌة التً تجمع بٌن‬ ‫بنً البشر‪ ،‬دون أي تمٌ​ٌز فٌما بٌنهم‪ .‬من خالل صٌاؼة الدستور والقوانٌن الكشفٌة‬ ‫المعمول بها عالمٌا‪ .‬والتً تحدد المضامٌن التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ ‬صٌاؼة التعرٌؾ الدقٌق للحركة بكل مواصفاتها العامة‪.‬‬ ‫‪ ‬تحدٌد األهداؾ األساسٌة التً أنشأت من أجلها الحركة‪.‬‬ ‫‪ ‬صٌاؼة المبادئ األساسٌة التً تسعى الحركة نشرها بٌن أوساط الشباب‬ ‫والفتٌة‪.‬‬ ‫‪ ‬وضع مكونات الطرٌقة التربوٌة المفعلة ‪-‬المنفذة‪ -‬للمنظومة البٌداؼوجٌة‬ ‫لألسلوب التربوي الكشفً‪.‬‬ ‫‪ ‬وضع الهٌاكل واآللٌات التنفٌذٌة للتسٌ​ٌر والتدبٌر‪.‬‬ ‫‪ ‬التقوٌم المستمر للمنهاج‪ ،‬عبر المحطات التنظٌمٌة التً تتم عن طرٌق‬ ‫المؤتمرات واللقاءات المتواصلة‪.‬‬ ‫‪73‬‬


‫‪ ‬إصدار القرارات والتوصٌات التً تصدر عن المؤتمرات‪.‬‬ ‫ٌتولى المؤتمر الكشفً العالمً عدة مهام تتعلق بالدراسات البٌداؼوجٌة والتنظٌمٌة‬ ‫التً تصب كلها لتطوير الحركة ‪ .‬وفٌما ٌتعلق بالجوانب المرتبطة بالمنهاج التربوي ‪،‬‬ ‫فإن االختصاصات المتعلقة بالمؤتمر ٌتجلى فً دراسة سٌاسة الحركة وقواعده ا على‬ ‫المستوى العالمً ‪ ،‬واتخاذ الخطوات الالزمة التً تؤدي إلى تحقٌق أهداؾ الحركة ‪،‬‬ ‫والمتمثلة فً جل التدخالت التربوٌة التً تتحقق على أرض الواقع ‪ ،‬لتمكٌن الفتٌة‬ ‫والشباب من االنؽماس فً سٌاق األنشطة الكشفٌة بأسلوبها الصحٌح المؤدي إلى بلوغ‬ ‫األهداؾ المرسومة‪ .‬هذه األجهزة الدولٌة هً التً تحدد القرارات واالختٌارات الكبرى‬ ‫التً تتخدها المنظمة العالمٌة‪.‬‬ ‫تعلب المؤسسات المركزٌة للمنظمة العالمٌة‪ ،‬التً ٌمثلها المكتب الدولً‪ ،‬دورا‬ ‫محورٌا فً وضع المحددات األساسٌة لتطبٌق المنهاج التربوي الكشفً ‪ ،‬وفً مواكبة‬ ‫التطورات التً تجعل منه القدوة على التالؤم مع التؽٌ​ٌرات التً تطرأ على المستوى‬ ‫البٌداؼوجً ‪ ،‬والتً ٌتم تدارسها من طرؾ المتخصصٌن لعرض نتائجه ا على المؤتمر‬ ‫العالمً للمصادقة‪ ،‬وإٌصاله إلى مكاتب األقالٌم التً تشرؾ على تفعٌلها بتعاون مع‬ ‫الجمعٌات الوطنٌة ‪ ،‬الممثلة للدول المكونة لإلقلٌم‪.‬‬ ‫الثانً ‪:‬المستوى اإلقلٌمً‪:‬‬ ‫ٌستعٌن المكتب العالمً فً تسٌ​ٌر شؤون الحركة بواسطة مكاتب األقالٌم‪ ،‬التً‬ ‫تضم الهٌئات األعضاء فً المنظمة العالمٌة ‪ ،‬والتً تقع فً منطقة جؽرافٌة واحدة ‪.‬‬ ‫تشرؾ أجهزة كل إقلٌم على تسٌ​ٌر وتدبٌر أمور الحركة وتعزٌزها عبر تقوٌة روح األخوة‬ ‫العالمٌة والتعاون والمساعدة المتبادلة بٌن الهٌئات الكشفٌة داخل األقالٌم الواحد‪ .‬من بٌن‬ ‫أهم اختصاصات األقالٌم الكشفٌة هو التأكد من التنفٌذ الدقٌق للقرارات والسٌاسات التً‬ ‫تضعها المنظمة العالمٌة ‪.‬‬ ‫ٌقوم اإلقلٌم العربً فً إطار اختصاصاته بتقدٌم كل ما ٌمكن أن ٌحقق هدؾ‬ ‫الحركة داخل اإلقلٌـم‪ ،‬وأهمها تعمٌم المنهاج التربوي الكشفً على كل الهٌئات األعضاء‪،‬‬ ‫عبر وسائل االتصال مثل المطبوعات التً ٌتم نشرها بانتظام‪ ،‬وعبر تنظٌم الدورات‬ ‫التدرٌبٌة فً مختلؾ التقنٌات والمعلومات البٌداؼوجٌة‪ ،‬وعقد اللقاءات الدراسٌة‬ ‫والتقٌ​ٌمٌة التً ٌتم تنظٌمها خالل فترات منتظمة المواعٌد ‪.‬‬ ‫القٌام بدراسات تربوٌة وتقوٌمٌة الؽاٌة منها الوصول إلى أنجع الطرق لتطوٌر‬ ‫أسلوب الحركة‪ ،‬والعمل على تصحٌح أسلوب التنفٌذ من الشوائب التً علقت به ‪،‬‬ ‫تسربت إلٌه من خالل الممارسة الخاطئة والفهم ؼٌر الكامل لمكونات المنهاج التربوي‬ ‫الكشفً‪ .‬فهو ٌقوم بإعادة صٌاؼة المنهاج العالمً وفق الخصوصٌة اإلقلٌمٌة ‪ :‬الثقافٌة‪،‬‬ ‫الدٌنٌة‪ ،‬االجتماعٌة‪ ،‬واالقتصادٌة التً توحد الدول المنتمٌة لكل إقلٌم‪ .‬فالمنهاج داخل هذه‬ ‫الدائرة المجالٌة‪ ،‬فً هذا المستوى من التنفٌذ ٌأخد نوعا من التعدٌل‪ ،‬دون المس بالجوهر‬ ‫األصلً للمنهاج العالمً للحركة‪ ،‬وذلك عبر اإلجراءات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪74‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الصٌاؼة اللؽوٌة للتعرٌؾ واألهداؾ والمبادئ‪ ،‬مع الحفاظ على المعنى األصلً‬ ‫للمضامٌن‪.‬‬ ‫ترجمة صٌاؼة أساسٌات الحركة وتعمٌمها على الجمعٌات الوطنٌة المنتمٌة لها‪.‬‬ ‫إعادة صٌاؼة " قانون الكشافة " مع إضافة بعض المضامٌن التكمٌلٌة الموحدة‬ ‫بٌن دول األقالٌم التً تدعم وتزكً المضامٌن األصلٌة‪.‬‬ ‫صٌاؼة مضامٌن الفقرات المتعلقة بالبرامج التربوٌة وفقا للخصوصٌة اإلقلٌمٌة‪.‬‬ ‫تحدٌد أسلوب تدرٌب القٌادات‪ ،‬واستكمال تكوٌنهم وفق الحاجٌات اإلقلٌمٌة‪ .‬مع‬ ‫انتهاج خطط خاصة فً مواجهة االحتٌاجات من القٌادات على مستوى اإلقلٌم‪.‬‬ ‫إصدار مطبوعات المرجعٌة التربوٌة المعدلة وفق خصوصٌة اإلقلٌم‪.‬‬ ‫مواكبة تقٌ​ٌم الحركة وأسلوب نشرها وأداء تنظٌماتها وأطرها وقٌاداتها‪.‬‬

‫بحكم االختصاصات الموكولة للمكتب اإلقلٌمً‪ ،‬فإنه ٌبقى على اتصال وتفاعل‬ ‫مستمرٌن مع المنظمات الوطنٌة التً تشكل جزءا من مكونات المنظمة العربٌة‪ ،‬والتً‬ ‫تساهم فً بلورة سٌاسة اإلقلٌم والسهر على تنفٌذها فً بعدها التربوي والتنظٌمً‪ .‬كما‬ ‫تساهم فً تسٌ​ٌر وتدبٌر األمور البٌداؼوجٌة والتدرٌبٌة واإلدارٌة والمالٌة المتعلقة‬ ‫باإلقلٌم الذي تشرؾ علٌه‪ ،‬بتنسٌق مع التنظٌمات الكشفٌة التابعة لتلك الدول التً المكونة‬ ‫لإلقلٌم‪.‬‬ ‫الثالث ‪:‬المستوى الوطنً ‪:‬‬ ‫ٌتجلى المستوى الوطنً فً تداول المنهاج التربوي الكشفً‪ ،‬من خالل قبول‬ ‫الدولة المعنٌة لألسلوب التربوي الكشفً لٌكون موازٌا للتربٌة النظامٌة التً تتبناه‪ .‬والتً‬ ‫تنتمً إلى الدول المشكلة لكل إقلٌم كشفً‪ .‬والتً تنخرط فً أسلوبها الداخلً فً تسٌ​ٌر‬ ‫وتدبٌر أمور الحركة وطنٌا‪ ،‬باألسلوب الذي ال ٌخرج عن األساسٌات التً تتمٌز بها‬ ‫الحركة الكشفٌة‪ ،‬على اعتبار أنها حركة واحدة وموحدة ‪ .‬ولكونها نابعة من التوحد على‬ ‫تحقٌق هدؾ واحد مشترك فً صٌؽته اإلنسانٌة الصرفة ‪.‬‬ ‫وتبقى لكل هٌئة داخل كل دولة عضو بالحركة العالمٌة أن تجد الصٌػ المناسبة‬ ‫لمالءمة تفعٌل الحركة داخل دائرتها الترابٌة‪ ،‬على أساس احترام المرجعٌة العالمٌة‬ ‫الصادرة عن المكتب الدولً‪ ،‬مع احترام التعدٌالت الصادرة عن المكتب اإلقلٌمً‪،‬‬ ‫والتصرؾ فً إطار الحٌز المخول للتنظٌم الوطنً الكشفً‪ ،‬باعتباره الممثل الرسمً‬ ‫والوحٌد لكل دولة عضوة‪.‬‬ ‫هذا الحٌز من الحرٌة فً تدبٌر الحركة وطنٌا وفق الضوابط والمقاٌ​ٌس اإلقلٌمٌة‬ ‫والعالمٌة ‪ ،‬تجعل من الهٌئة الوطنٌة عنصر فاعال داخل مكونات المنظمة‪ ،‬حسب تدرج‬ ‫تعاملها فً تمرٌر المعلومات البٌداؼوجٌة‪ ،‬والتً تتم عبر تمثٌلٌتها ومشاركتها‬ ‫ومساهماتها فً اتخاذ كافة القرارات التً تصدر من أعلى سلطة تقرٌرٌة فً المنظمة‬ ‫العالمٌة أو اإلقلٌمٌة ‪.‬‬ ‫التدبٌر على المستوى الوطنً مرتبط ارتباطا وثٌقا بالمستوى اإلقلٌمً والعالمً ‪،‬‬ ‫لٌس على المستوى التنظٌمً والهٌكلً فقط ‪ ،‬بل على المستوى البٌداؼوجً والتربوي‬ ‫على وجه الخصوص‪ .‬والتنظٌم الوطنً له مسؤولٌة تسٌ​ٌر وتدبٌر الحركة وطنٌا ‪،‬‬ ‫‪75‬‬


‫وتمثٌلها على مختلؾ المستوٌات ‪ ،‬سواء على مستوى التنظً م أو على مستوى احترام‬ ‫شروط الممارسة المحددة سلفا على المستوى العالمً‪ ،‬أو على مستوى االجتهاد‬ ‫البٌداؼوجً أو على مستوى التطبٌق التربوي على أرض الواقع‪ .‬بذلك ٌحصل التنظٌم‬ ‫الوطنً على شرعٌة تمثٌل المنظمة العالمٌة للحفاظ على األسلوب التربوي الكشفً داخل‬ ‫الدائرة الترابٌة للدولة‪.‬‬ ‫ٌتجلى دورها باألساس‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫أن تكون هٌئة وطنٌة واحدة وموحدة‪ ،‬تمثل الحركة فً مختلؾ الواجهات ‪.‬‬ ‫وتعمل على نشر الكشفٌة وحماٌة الحركة داخل مجالها الوطنً ‪.‬‬ ‫أن تالئم المنهاج التربوي الكشفً مع الخصوصٌة الوطنٌة‪ ،‬والسهر على تنفٌذ‬ ‫البرامج والتظاهرات‪...‬‬ ‫أن تضع الهٌاكل التنظٌمٌة التً تساعد الحركة على أن تكون واحدة موحدة ‪.‬‬ ‫أن تسهر على تنمٌة القٌادات بالتدرٌب والتكوٌن‪ ،‬وعلى تمرٌر محتوى‬ ‫المنهاج بصٌؽه الصحٌحة ‪.‬‬ ‫أن تعمل على نشر وتعمٌم الحركة داخل الدائرة الترابٌة للبلد على أكبر عدد‪.‬‬ ‫أن تقوم بشكل مستمر على تقٌ​ٌم دور الحركة فً التنمٌة البشرٌة وفً تأطٌر‬ ‫وتكوٌن الشباب‪.‬‬

‫وفٌما ٌتعلق باألمور المشتركة فً المنهاج‪ ،‬التً تحقق المطالب األساسٌة‬ ‫للتربٌة الكشفٌة ‪ ،‬ضرورة توفٌر " مجتمع تعلمً" من الفتٌة والشباب ٌشاركون فً اتخاذ‬ ‫القرارات التً تؤثر فً تنفٌذ البرامج التً ٌشاركون فٌها على مستوى الوحدة ( ‪ (28‬وفقا‬ ‫للطرٌقة ‪ .‬وٌعتبر ذلك من المضامٌن األساسٌة التً ٌشملها المنهاج ‪ ،‬والؽٌر قابلة‬ ‫للتصرؾ إال فٌما ٌتعلق بالشكل ‪ .‬والساعً إلى توفٌر المناخ التربوي المساعد لتحقٌق‬ ‫األهداؾ المرسومة‪ .‬وهذا أمر عام ٌمكن تنفٌذه فً أي مجتمع مهما اختلفت خصوصٌاته ‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬المستوى المحلً ‪:‬‬ ‫ٌصل هذا المستوى فً التعامل مع المنهاج التربوي الكشفً إلى مرحلة‬ ‫التنفٌذ الفعلً للتربٌة الكشفٌة‪ ،‬أي الوصول إلى المستهدفٌن‪ ،‬األفراد ‪ :‬الفتٌة والشباب‬ ‫والتعامل معهم مباشرة‪ .‬تنقسم هذه المرحلة الهامة إلى ثالثة مستوٌات متالحمة مع‬ ‫بعضها البعض وهً ‪:‬‬ ‫‪ ‬الفرقــة ( الفرع) ‪.‬‬ ‫‪ ‬الوحــدة ( الكتٌبة ‪)...‬‬ ‫‪ ‬الطلٌـعة ( الجماعة الصؽٌرة)‬ ‫تمثل هذه المرحلة أدنى مستوٌات المنهاج ‪ ،‬وأكثرها أهمٌة‪ ،‬ألن هذا المستوى‬ ‫الؽنً هو الذي ٌتمم جل العملٌات التنظٌرٌة والبٌداؼوجٌة المحددة لألهداؾ والمرامً‪.‬‬ ‫‪76‬‬


‫هً مرحلة التفعٌل ‪ ،‬المتمثل فً التعامل المباشر مع الفتٌة والشباب‪ ،‬عبر ممارسة‬ ‫الطرٌقة الكشفٌة بصٌؽها األصلٌة‪ ،‬المؤدٌة إلى تمثل القٌم والمبادئ‪ ،‬وتحقٌق الؽاٌات‬ ‫المنشودة من وجود الحركة‪.‬‬ ‫(أنظر التفاصٌل فً الفصل المتعلق بالطرٌقة الكشفٌة)‪.‬‬

‫الكفـــاٌــــات ‪:‬‬ ‫مفهوم الكفاٌات ‪:‬‬ ‫الكفاٌة هً مجموعة منتقاة من المعارؾ و المهارات و الخبرات التً تمكن‬ ‫الفتى أو الشاب من إدراكها و تمثٌلها‪ ،‬ثم استعمالها و توظٌفها فً سٌاقات و مواقؾ‬ ‫متعددة تستوجب على الفرد أن ٌكون قادراًا على التك ٌُّؾ معها وفق مً ٌتطلبه الموقؾ‪ ،‬و‬ ‫‪77‬‬


‫على النحو التً ٌفرضه السٌاق العبلبقً للفرد حسب مرحلة عمره‪ .‬إنها عبارة عن أداة‬ ‫للتعلم ذات معطى مركب‪ ،‬ؼاٌاته االهتمام بكل مستوٌات مكونات الفرد العقلٌة والجسمٌة‬ ‫واالجتماعٌة والنفسٌة‪.‬‬ ‫تحدٌد مفهوم الكفاٌات ٌتطلب أوالًاّ تعرٌؾ " الكفاٌة ‪ : " Capacité‬و هً قدرة‬ ‫الفرد على استحضار خبرات و معلومات و تقنٌات مستعملة فً تجارب سابقة لمواجهة‬ ‫وضعٌات ومشكبلت ومواقؾ جدٌدة أي بمعنى آخر أ ّنها حصٌلة من اإلمكانٌات التً تمكن‬ ‫الفرد من بلوغ درجة من النجاح‪ ،‬سواء فً أداء المهام المختلفة التً تواجهه أو خبلل‬ ‫عملٌة تعلم تجارب جدٌدة التً تنضاؾ إلى رصٌده الشخصً (‪ .)28‬إ ّنها كفاٌة تمكن الفرد‬ ‫من تلقً الخبرة بعد استٌعابها و تمثٌلها‪ ،‬أي اكتسابها لتمكنه من إنتاج سلوكات و‬ ‫ممارسات تتطابق و تتبلءم مع المواقؾ و مع اإلحتٌاجات التً ٌتطلب تؽطٌتها خبلل‬ ‫مختلؾ مواقؾ الحٌاة التً سٌواجهها‪.‬‬ ‫الكفاٌات ال تعدو مجرد خبرة جزبٌة للقٌام بمهام محددة‪ ،‬فهً تسعى إلى تمكٌن‬ ‫الفرد من القدرة التلقابٌة على مواجهة المواقؾ و التكٌؾ مع المتؽٌرات التً ٌصادفها‬ ‫عرفها د‪ .‬محمد الدرٌج ‪ ":‬الكفاٌات هً قدرات مكتسبة تسمح‬ ‫فً حٌاته (‪ .)29‬وكما َّ‬ ‫بالسلوك و العمل فً سٌاق معٌن‪ٌ ،‬تكون محتواها من معارؾ و مهارات و اتجاهات‬ ‫مندمجة بشكل مركب حٌث ٌقوم الفرد الذي اكتسبها بإثارتها و توظٌفها قصد مواجهة‬ ‫موقؾ أو مشكلة و السعً إلى حلّها فً وضعٌة محددة "‪.‬‬ ‫الكفاٌات فً الحركة الكشفٌة جزء محوري فً المنهاج التربوي‪ ،‬إذ تعتبر من‬ ‫األسس التً ترتكز علٌها وحدة الحركة و التً تتلخص فً الهدؾ و المبادئ و الطرٌقة‪.‬‬ ‫هذه األسس التً ال تتؽٌر و ال تتبذل رؼم اختبلؾ المجتمعات و التنظٌمات فً مختلؾ‬ ‫دول العالم‪.‬‬ ‫ٌظهر ذلك من خبلل وحدة الهدؾ بالحركة الكشفٌة‪ ،‬الذي ٌؤكد أن ‪ ":‬هدؾ‬ ‫الحركة الكشفٌة هو المساهمة فً تنمٌة الشباب لبلستفادة من قدراتهم البدنٌة و العقلٌة‬ ‫واإلجتماعٌة والروحٌة كمواطنٌن صالحٌن مسؤولٌن‪ ،‬و كأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة‬ ‫و الوطنٌة والعالمٌة" و هذا ٌؤكد الخاصٌة التربوٌة للحركة التً تهدؾ إلى التنمٌة‬ ‫المتكاملة لقدرات الفرد‪ ،‬التً تتطلب من الناحٌة المنهجٌة بلوغ األهداؾ‪ ،‬بالتركٌز على‬ ‫جمٌع النواحً المكونة للشخصٌة على اعتبار أ ّنها جوانب متداخلة فٌما بٌنها‪ ،‬و ال ٌمكن‬ ‫أن تتطور فً انشطار بعضها عن البعض‪ ،‬بل تتم فً ترابطها و تكاملها لتمكن الفرد من‬ ‫التبلؤم مع المواقؾ التً تواجهه‪.‬‬ ‫تلعب الحركة الكشفٌة دوراًا إضافٌا ًا هاما ًا فً تنشبة الفرد لكونها تتجاذب و تتفاعل‬ ‫مع دور األسرة و دور المدرسة و مختلؾ المؤسسات‪ .‬و بما أنها تقوم بمهمة تكملة األثر‬ ‫‪78‬‬


‫التربوي الذي تقوم هذه المؤسسات‪ ،‬فالكشفٌة تقوم بمهمة بلورة و تطوٌر المعلومات‬ ‫والمعارؾ و الخبرات التً سبق أن حصل علٌها‪ ،‬و العمل على استعمالها فً إطار برامج‬ ‫مشوقة و مثٌرة‪ ،‬نابعة من رؼبة الفرد إلى إبرازها‪ ،‬و السعً إلى إتقانها‪ ،‬واإلقبال على‬ ‫ّ‬ ‫وضعها فً محك التقٌ​ٌم الذي تتطلبه الطرٌقة الكشفٌة خبلل تنفٌذها‪.‬‬ ‫إذا كانت الكفاٌات فً التربٌة الكشفٌة تمكن الفتى أو الشاب من قدرات تجعله‬ ‫ٌوظؾ مكتسباته السابقة وفق الظروؾ المستجدة فإنها تأتً فً سٌاق المشروع‬ ‫الشخصً‪ ،‬لكون أسلوب التربٌة الكشفٌة ٌعتبر المشروع عامبلًا تربوٌا ًا مركزٌا ًا فً بناء‬ ‫الكفاٌات و فً تحقٌقها‪.‬‬ ‫أسلوب تحقٌق المشروع الفردي ٌتم فً إطار نظام التقدم‪ ،‬عن طرٌق اختٌار‬ ‫وضعٌات معٌنة تدخل فً إطار الكفاٌات المطلوب تحصٌلها‪ ،‬والعمل على مواجهة‬ ‫متطلباتها ثم إتقانها و تمثل مكوناتها بؽرض تلبٌة متطلبات المجتمع و تؽطٌة حاجٌات‬ ‫األفراد‪.‬‬ ‫الكفاٌات فً المنهاج التربوي الكشفً تأتً فً إطار التروٌح والمتعة النابعة من‬ ‫الرؼبة الذاتٌة فً التحدي اإلٌجابً ‪ ،‬فً مناخ من اإلثارة و التشوٌق والتتوٌج‪ ،‬عبر‬ ‫تخطً مراحل التحصٌل والتدرٌب‪ .‬هذا السٌاق ٌنطلق من تمثل الفرد لقواعد السلوك الذي‬ ‫ٌتمٌز به أعضاء الحركة الكشفٌة ‪ ،‬المنبثقة من المبادئ و القوانٌن والمعتقدات األساسٌة‬ ‫الؽٌر قابلة للتصرؾ‪ ،‬وهً الواجب نحو هللا و الواجب نحو اآلخرٌن والواجب نحو الذات‪،‬‬ ‫التً ٌجب مراعاتها لتحقٌق هدؾ الحركة‪.‬‬ ‫مدخل الكفاٌات ‪:‬‬ ‫الكفاٌات بهذا المفهوم تعتبر مدخبل أساسٌا فً بناء المنهاج التربوي‬ ‫الكشفً‪ ،‬لكونها تتخلل جل مراحل العملٌات التربوٌة المؤدٌة إلى تحقٌق األهداؾ‪،‬‬ ‫وتتعامل مع المكونات الحقٌقٌة للفرد‪ ،‬وتنطلق منها لتصل إلى دورة الكفاٌات التً ٌحتاج‬ ‫لها حسب مراحله العمرٌة‪ .‬التً ٌمكن توضٌحها كاآلتً ‪:‬‬ ‫القدرات المتوفرة‬

‫كـفـاٌـــــات‬

‫مهارات جدٌدة‬

‫‪79‬‬


‫المعارؾ السابقة‬ ‫إمكانٌة تبادل الخبرة‬ ‫والتعارؾ والمشورة‬ ‫مع أفراد الطلٌعة‬ ‫إمكانٌة طلب‬ ‫المساعدة‬ ‫من الراشدٌن‬ ‫والمحٌط‬

‫تعدٌل وتطوٌر‬ ‫االستعدادات و‬ ‫المهارات‬ ‫واالهتمامات‬ ‫والهواٌات‬

‫تحفٌز الفرد لتثمٌن‬ ‫المعارؾ السابقة‬ ‫وتطوٌرها‬ ‫تنمٌة االستعدادات‬ ‫واالهتمامات عن‬ ‫طرٌق الجماعة‬

‫تثمٌنها‬

‫البحث عن معلومات‬ ‫وخبرات جدٌدة‬

‫تقوٌمها‬

‫الشعور بالحاجة إلى‬ ‫معلومات جدٌدة والعمل‬ ‫على امتبلكها‬ ‫اكتساب المهارة التً‬ ‫تؤدي إلى بلوغ كفاٌات‬ ‫محددة سلفا‬ ‫تقوٌمها‬ ‫التتوٌج‬

‫التتوٌج‬

‫تركز الكفاٌات على قدرات الفرد بجل مكوناتها النفسٌة و العقلٌة و البدنٌة‬ ‫واإلجتماعٌة و الروحٌة كً تتبلءم مع السلوكات اإلٌجابٌة المتوقعة من طرؾ المجتمع‪.‬‬ ‫انخراط الفرد فً الفقرات والبرامج الكشفٌة حسب التدرج فً التنفٌذ‪ ،‬مع مراعاة القدرات‬ ‫الفردٌة‪ٌ .‬تسلسل التدرج على شكل درجات لبلرتقاء وفق حوافز‪ٌ ،‬كون المتحكم فٌها‬ ‫الفرد ذاته من خبلل التجاوب التلقابً الذي ٌتم أثناء مراحل اإلنجاز‪ ،‬من االستبناس فً‬ ‫األول إلى درجة االكتساب لٌصل فً األخٌر إلى عملٌة الترسٌخ‪ ،‬باعتبارها أعلى درجة‬ ‫االكتساب الكفاٌات‪ ،‬والتً ٌتم تثمٌنها بالتتوٌج‪ ،‬الذي ٌساهم هو اآلخر فً إعطاء الفرد‬ ‫ثقة أكثر بقدراته وإمكانٌاته لمواصلة التحصٌل بانتظام‪.‬‬ ‫تعتمد الحركة على مستوٌ​ٌن متبلحمٌن لبلوغ الكفاٌات هما ‪:‬‬ ‫الكفاٌات‪ ،‬ما ٌحتاجه الفرد من معارؾ و خبرات و مهارات تتناسب محتوٌاتها‬ ‫حسب المستوى الذي تتطلبه مرحلته العمرٌة‪ ،‬القابلة للتطور باستمرار‪ ،‬وهً عبارة عن‬ ‫مجاالت ٌختار منها الفرد ما ٌحتاجه وفق االنتظارات التً ٌتوقعها المجتمع‪.‬‬ ‫الهواٌات‪ٌ ،‬توفر الفرد على استعدادتها ومٌوالت تفجر كهواٌات متعددة و‬ ‫مختلفة حسب االهتمامات‪ ،‬فهً ممارسات تساهم فً بلوغ الكفاٌات ‪ ،‬من مهام الفرد‬ ‫تعدٌلها و تطوٌرها و السعً إلى تقوٌمها لتساهم فً تكوٌنه الشامل‪ .‬وتبقى مسألة‬ ‫االختٌار الحر بالنسبة للفرد أساسٌة فً التنفٌذ‪ ،‬مقرونة مع إلزامٌة تخطٌها للمرور إلى‬ ‫اجتٌاز الكفاٌات‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫البرنامج الكشفً‪:‬‬ ‫تنطلق عملٌة وضع مكونات البرنامج الكشفً‪ ،‬من تحدٌد الحاجٌات الحقٌقٌة‬ ‫المتعلقة بالشرٌحة المستهدفة‪ ،‬حسب مراحلها العمرٌة وحسب متطلبات المحٌط وما‬ ‫ٌتطلب سٌاق تحوالت العصر‪ .‬والقٌام بتحدٌد الحاجٌات وفق مبلءمتها لما ٌجب أن ٌكون‬ ‫ه‬ ‫علٌه الشباب المعاصر قصد إعداده للمستقبل‪.‬‬ ‫المنهاج التربوي الكشفً قادر على استٌعاب احتٌاجات المجتمع ومواكبة تقلبات‬ ‫العصر وتفهم حاجٌات الفرد‪ .‬استحضار جل هذه المعطٌات خطوة مهمة جدا لترجمة‬ ‫ؼاٌات المنهاج إلى أنشطة و فقرات التً تكون البرنامج الشٌق الجداب‪ .‬وٌتضمن‬ ‫المنهاج آلٌة لقٌاس مدى مبلءمة الفقرات مع تحقق األهداؾ ‪ .‬أي القدرة على تقدٌر‬ ‫الوضعٌة الراهنة التً ٌكون علٌها المستفٌد مع الوضعٌة المطلوبة المتوخى بلوؼها ‪.‬‬ ‫كان مفهوم البرنامج الكشفً فً البداٌة عبارة عن مجموعة محددة من‬ ‫األنشطة التً وضعها مؤسس الحركة ونشرها فً كتاب "الكشفٌة للفتٌان"‪ .‬ومع مرور‬ ‫الوقت تطور مفهوم البرنامج من مجرد أنشطة محصورة إلى سٌاسة عالمٌة للبرامج‪،‬‬ ‫تصدرها المنظمة الكشفٌة العالمٌة وتسهر على تنفٌذها وتقوٌم نتابجها‪ ،‬وأصبحت الحركة‬ ‫تعرؾ برنامجها الكشفً على النحو التالً ‪ " :‬كل م ا ٌقوم به الفتٌة والشباب من أنشطة‬ ‫(‪).30‬‬ ‫باستخدام الطرٌقة الكشفٌة لتحقٌق الهدؾ التربوي للحركة "‬ ‫هذا التعرٌؾ المختصر لن ٌقرب صورة البرنامج الكشفً إلى القارئ بالوضوح‬ ‫المطلوب‪ ،‬ألن البرنامج الكشفً أكثر شموال من األنشطة التً ٌمارسها األفراد‪ ،‬فهو‬ ‫باألساس مجمل الخبرات والمهارات التً تقدمها الحركة للفتٌة والشباب‪.‬‬ ‫تقدم الكشفٌة لؤلعضاء برنامجها بهدؾ التنمٌة الذاتٌة التً تساعدهم على حسن‬ ‫التصرؾ مع مختلؾ قدراتهم‪ ،‬وترشٌد استؽبللها بأقصى قدر ممكن‪ ،‬لٌكونوا مواطنٌن‬ ‫صالحٌن وفعالٌن داخل بٌبتهم المحلٌة‪ ،‬واتجاه وطنهم‪ ،‬مع االنفتاح على العالم بروح‬ ‫إنسانٌة فٌاضة بالتسامح والسلم‪.‬‬ ‫ولفهم البرنامج الكشفً بدقة كافٌة‪ ،‬لجأ الدارسون والباحثون المهتمون بقضاٌا‬ ‫التربٌة الكشفٌة على طرح أسبلة بسٌطة‪ ،‬قاموا باإلجابة عنها لتوضٌح الؽموض الذي‬ ‫ٌكتنؾ التعرٌؾ بالبرنامج وجاء التوضٌح كاآلتً ‪:‬‬

‫‪81‬‬


‫" البرنامج هو كل ما ٌقوم به الفتٌة والشباب (األنشطة) وكٌؾ ٌقومون بذلك‬ ‫(‪)31‬‬ ‫(الطرٌقة الكشفٌة) ولماذا ٌقومون بها (الهدؾ‪ .‬التربوي) "‬ ‫وكانت الشروح كما وردت فً كتاب السٌاسة العالمٌة للبرامج كالتالً ‪:‬‬ ‫‪ :‬تعنً أن البرنامج ٌشمل المدة الكاملة التً ٌقضٌها الفرد داخل الحركة‪ ،‬بما فٌها من‬ ‫المكتسبات و الخبرات و المهارات التً حصل علٌها‪ ،‬وبذلك فالبرنامج عملٌة متقدمة‬ ‫للتربٌة والتنمٌة الشخصٌة‪.‬‬ ‫‪ :‬تعنً أن البرنامج ٌتضمن كافة األنشطة التً ٌمارسها الفتً ــة والشباب فً الكشفٌة‪،‬‬ ‫والتً ٌجب أن تتمٌز باإلثارة والتحدي والتشوٌق واإلحساس بالمؽامرة‪.‬‬

‫كــــل‬

‫م ــــا‬ ‫كًـــؾ‬

‫‪ :‬توضح أن البرنامج يستخدم الطرٌقة الكشفٌة كأساس فً تنفٌذ األنشطة بكل عناصرها‬ ‫المتكاملة دون االستؽناء عن أي عنصر من عناصــر الطرٌقة‪.‬‬

‫لم ـــاذا‬

‫‪ :‬ألن البرنامج الكشفً ٌهتم بتحقٌق المبادئ األساسٌة والهدؾ التً وضعت من أجله‬ ‫الحركة الكشفٌة‪.‬‬

‫ولتحقٌق الدور التربوي للحركة تسعى الجمعٌات والمنظمات الوطنٌة تقدٌم‬ ‫الخبرات والمهار ات الكشفٌة المتمٌزة ألعضابها‪ ،‬وتراعً فً نفس الوقت التعامل مع‬ ‫أبعاد أساسٌة منصهرة فً البرنامج‪ ،‬ال ٌجب إؼفال أحد أبعادها األربعة‪ ،‬وفً حالة إقصاء‬ ‫بعد معٌن فإن البرنامج لن ٌؾ باألؼراض المتوخا ة منه‪ ،‬وهً كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ o‬وضع برنامج لكل مرحلة عمرٌة‪ٌ ،‬تضمن أنشطة عملٌة تنفذ بالطرٌقة الكشفٌة‪،‬‬ ‫وتصمم بما ٌحقق الهدؾ التربوي للحركة الكشفٌة‪.‬‬ ‫ٌواكب العصر وٌتبلءم مع تطلعات‬ ‫‪ o‬التطور المنتظم للبرنامج بما ٌجعله‬ ‫واهتمامات الفتٌة والشباب‪ ،‬مع االحتفاظ بالمبادئ األساسٌة والطرٌقة الكشفٌة‬ ‫كمعطٌات عالمٌة ثابتة ؼٌر قابلة للتبدل‪.‬‬ ‫‪ o‬وجود هٌكل تنفٌذي مناس ب ٌنقل صورة الحركة وأنشطتها لآلخرٌن بإٌجابٌة‪،‬‬ ‫ٌسهر على تنفٌذ برنامج المراحل طبقا لتصمٌماتها ووضعها رهن إشارة الفتٌة‬ ‫والشباب الراؼبٌن فً االنضمام للكشفٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬وجود بنٌة استقبال قادرة على استٌعاب المنخرطٌن وعلى تحقٌق رؼباتهم‬ ‫التنشٌطٌة تحت تأطٌر ثلة من القادة األكفاء التً تتولى مهمة تنمٌة القدرات‬ ‫عبر تنفٌذ البرنامج وتواكب مدى فعالٌة األنشطة الخاصة بكل مرحلة عمرٌة‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫ارتباط الحركة الكشفٌة بقضاٌا المجتمع‬ ‫ارتباط الكشفٌة بالمجتمع ‪:‬‬ ‫انسجاما مع هدؾ الحركة الكشفٌة الذي ٌدعو إلى المساهمة فً تنمٌة الشباب‬ ‫الجتماعٌة والروحٌة‬ ‫من أجل االستفادة الق صوى من قدراتهم البدنٌة والعقلٌة وا‬ ‫كمواطنٌن صالحٌن مسؤولٌن‪ ،‬وكأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة والوطنٌة والعالمٌة‪.‬‬ ‫فإنها تنشد التكامل فً تعامل الفرد مع بٌبته ومحٌطه‪ ،‬وهذا ما أكدت علٌه مبادبها الثبلثة‬ ‫انطبلقا من الواجب نحو هللا _ الواجب نحو اآلخرٌن _ الواجب نحو الذات‪ ،‬لتنشا‬ ‫تناؼما وتكامبل فً تعامل الفرد مع خالقه ومع مجتمعه ومع نفسه‪ ،‬وبهذا تؤكد المنظومة‬ ‫الكشفٌة على أنها حركة ال توجه أنشطتها وأعمالها لفابدة منخرطٌها فقط‪ ،‬بل تتعداه إلى‬ ‫االجتماعً واإلنسانً ‪ ،‬إنها حركة تمتد برامجها‬ ‫األعمال ذات البعد الروحً والبعد‬ ‫وأعمالها وإشعاعها على باقً شرابح المجتمع التً ٌتعامل معها األعضاء الكشاؾة أو‬ ‫التنظٌم الكشفً سواء المحلً أو الوطنً أو الدولً‪.‬‬ ‫صدرت عن "بادن باول" قولة جد هامة تؤكد ارتباط الكشافة بمجتمعهم ومحٌطهم‬ ‫ووطنهم المحلً والعالمً حٌث قال ‪ " :‬الكشفٌة مستحٌلة إذا ما انفصلت عن الواقع"‬ ‫(‪ )32‬وهذا أمر ٌوضح أن أسلوب الكشفٌة فً التربٌة أسلوب مرتبط بالمجتمع وال ٌنفصل‬ ‫عنه أبدا‪.‬‬ ‫ومن بٌن المهام األساسٌة التً تعتمد علٌها هٌكلة الحركة الكشفٌة عالمٌا وإقلٌمٌا‬ ‫ومحلٌا مهمة المفوض فً خدمة وتنمٌة المجتمع‪ ،‬على اعتبار أنها من المكونات‬ ‫الضرورٌة للبرنامج الكشفً‪ ،‬وٌشرؾ أصحاب ه ذه المهمة على تنفٌذ األنشطة الهادفة‬ ‫إلى إدماج الفرد داخل بٌبته‪ ،‬وتقدٌم الخدمات والمساعدات التً ٌرى أنه من المفروض‬ ‫تقدٌمها أو المساهمة فً التخطٌط لها مع متخصصٌن حسب المجال المراد التدخل‬ ‫والمساعدة فٌه‪.‬‬ ‫و قد حددت الحركة الكشفٌة أسلوب ارتباطها بالمجتمع على النحو التالً‪:‬‬ ‫ـ مساعدة الشباب على الحٌاة والنمو قصد تحقٌق مزٌد من اإلستقبللٌة والتعاون‬ ‫والمسؤولٌة وااللتزام كأفراد ال ؼنى لهم عن تنمٌة المجتمع على المدى القرٌب و‬ ‫البعٌد‪.‬‬ ‫ـ تسعى الحركة الكشفٌة مساعدة الفتٌة والشباب على إدراك أنهم ٌشكلون جزء ا من‬ ‫الكل‪ ،‬أي أنهم ٌكونون جزءا من العالم الذي ٌعٌشون فٌه‪.‬‬ ‫‪83‬‬


‫التأكٌد على تنمٌة العبلقات البناءة مع اآلخرٌن من األطفال والشباب والراشدٌن‪،‬‬‫على أساس التقدٌر واالحترام المتبادل‪.‬‬ ‫تزوٌد الشباب بخبرة المجتمع عبر المجموعة التً ٌنتمً إلٌها‪ ،‬وذلك فً إطار‬‫حٌاة دٌمقراطٌة سلٌمة‪.‬‬ ‫تقوٌة الشعور باالنتماء عند الفتٌة والشباب‪ ،‬من خبلل اإلخبلص للطلٌعة والوحدة‬‫الكشفٌة ومن ثم اإلخبلص النتمابه المحلً والوطنً والعالمً‪.‬‬ ‫إتاحة الفرص الحقٌقٌة للفتٌة والشباب للتفاعل والتواصل البناء مع العالم الذي‬‫يعٌش فٌه‪ ،‬على اعتبار أنه جزء منه‪.‬‬ ‫مساعدة الفتٌة والشباب على التكٌؾ اإلٌجابً مع التحوالت والتؽٌرات التً ٌعرفها‬‫المجتمع‪ ،‬ومواكبة أحداثه ووقابعه بفاعلٌة تامة من خبلل مواجهة المشكبلت‬ ‫والقضاٌا التً تواجههم أو المحتمل أن تواجههم مستقببل‪.‬‬ ‫وٌمكن تلخٌص أهم الخدمات التً ٌمكن أن ٌساهم بها الكشافة‪ ،‬من خبلل ما حدده‬ ‫" فوزي فرؼلً " األمٌن العالم السابق للمنظمة الكشفٌة العربٌة‪ ،‬فً كتٌبه " الدور‬ ‫التربوي للحركة الكشفٌة" فً المجاالت التالٌة ‪)33( :‬‬ ‫‪- 1‬الخدمات العامة فً المجال الوطنً والقومً‬ ‫‪- 2‬الخدمات العامة فً المجال الثقافً‪.‬‬ ‫‪- 3‬الخدمات العامة فً المجال االقتصادي‬ ‫‪- 4‬الخدمات العامة فً المجال اإلجتماعً‬ ‫‪- 5‬الخدمات العامة فً المجال الصحً‬ ‫‪- 6‬الخدمات العامة فً المجال البٌبً‬ ‫‪- 7‬الخدمات العامة فً مجال السبلمة و الطوارئ والكوارث‬ ‫‪- 8‬الخدمات العامة فً المجال اإلنشابً‬ ‫‪- 9‬الخدمات العامة فً مجال الطاقة‪.‬‬ ‫‪ - 10‬المشاركة فً األسابٌع النوعٌة واألٌام العالمٌة‪.‬‬

‫ؼاٌات الخدمة اإلجتماعٌة بالحركة ‪:‬‬ ‫اُزالؽْ اُن‪ ١‬رْ٘ل‪ ٙ‬اُؾوًخ ُ‪ ٌٕٞ٤‬ث‪ ٖ٤‬أكواك‪ٛ‬ب أُ٘زٔ‪ ٖ٤‬ئُ‪ٜ٤‬ب ٖٓ ع‪ٜ‬خ ‪ٝ‬ثبه‪٢‬‬ ‫ّوائؼ أُغزٔغ ٖٓ ع‪ٜ‬خ صبٗ‪٤‬خ‪ ٌٕٞ٤ُ ، .‬األػ‪ٚ‬بء ٖٓ اإل‪٣‬غبث‪٤‬خ اُز‪ ٢‬رٌٔ٘‪ ٖٓ ْٜ‬أَُب‪ٔٛ‬خ‬ ‫ك‪ ٢‬رط‪٣ٞ‬و ٓغزٔؼ‪ ْٜ‬ئُ‪ ٠‬األك‪ٛ ٌُٖ . َٚ‬نا أُجزـ‪ ٠‬هل ‪٘٣‬زل‪٣ٝ ٢‬زْ ئهٖبؤ‪ ٖٓ ٙ‬أُ​ٔبهٍخ‬ ‫أكاء هٍبُز‪ٜ‬ب ‪٢ٛٝ‬‬ ‫ػِ‪ ٠‬أهٗ اُ‪ٞ‬اهغ‪ٝ ،‬ثنُي رلول اٌُْل‪٤‬خ أثوى أك‪ٝ‬ها‪ٛ‬ب األٍبٍ‪٤‬خ ك‪٢‬‬ ‫فلٓخ ‪ٝ‬ر٘ٔ‪٤‬خ أُغزٔغ ٌُ‪ٜٗٞ‬ب عيء ٖٓ ٌٓ‪ٗٞ‬بد اُجوٗبٓظ اٌُْل‪ ،٢‬كبُؾوًخ ٓ٘ن رأٍ‪َٜ٤‬ب‬ ‫‪84‬‬


‫‪ ٢ٛٝ‬ر‪ ٢ُٞ‬ػ٘ب‪٣‬خ كبئوخ ُ‪ ٌٕٞ٤‬اُلز‪٤‬خ ‪ٝ‬اُْجبة ٓ‪ٞ‬ا‪ٕ ٖ٤٘ٛ‬بُؾ‪ ٖ٤‬ك‪ٓ ٢‬غزٔؼبر‪ ْٜ‬أُؾِ‪٤‬خ‬ ‫‪ٝ‬اُ‪٤٘ٛٞ‬خ ‪ٝ‬اُؼبُٔ‪٤‬خ (‪ ، )34‬ػِ‪ ٠‬اػزجبه إٔ اُقلٓخ اإلعزٔبػ‪٤‬خ ‪ْ٣‬زوى ك‪ٜ٤‬ب ًَ أُ‪ٞ‬ا‪ٖ٤٘ٛ‬‬ ‫ك‪ً ٢‬بكخ ٓغبالد اُؾ‪٤‬بح‪ ًَ ،‬ثبُوله اُن‪َ٣ ١‬زط‪٤‬ؼ‪ ٚ‬ك‪ ٢‬ؽل‪ٝ‬ك هلهار‪ٝ ٚ‬ئٌٓبٗ‪٤‬بر‪ ٚ‬ػِ‪ٞٙ ٠‬ء‬ ‫اؽز‪٤‬بعبد أُؾ‪ ٜ٤‬اإلعزٔبػ‪ٝ )35( ٢‬ثبألؽو‪ ٟ‬ثبَُ٘جخ ٌُِْبكخ اُن‪٣ ٖ٣‬ؼزجو‪ ٕٝ‬أػ‪ٚ‬بء‬ ‫كبػِ‪٣ ٌُْٜٗٞ ٕٞ‬زِو‪ ٕٞ‬ر‪ٞ‬ع‪ٜ٤‬ب اعزٔبػ‪٤‬ب ٓ٘ظٔب ‪ُ ٢ٔ٘٣‬ل‪ ْٜ٣‬اُؾٌ ثبَُٔإ‪٤ُٝ‬خ رغب‪ٙ‬‬ ‫أُغزٔغ اُن‪٘٣ ١‬زٔ‪ ٕٞ‬ئُ‪ٝ ،ٚ٤‬رغؼِ‪ ْٜ‬أًضو هوثب ٖٓ ه‪ٚ‬ب‪٣‬ب ٓؾ‪٤‬ط‪ٓٝ ْٜ‬ل‪٘٣‬ز‪،ْٜ٘ٛٝ​ٝ ْٜ‬‬ ‫‪َٓٝ‬ب‪ٔٛ‬ز‪ ْٜ‬ك‪٤ٕ ٢‬بؿخ اُؾِ‪ ٍٞ‬أُ٘بٍجخ ك‪ٓ ٢‬قزِق أُغبالد اُٖؾ‪٤‬خ‪ ،‬اإلعزٔبػ‪٤‬خ‪،‬‬ ‫اُج‪٤‬ئ‪٤‬خ‪ ،‬اُضوبك‪٤‬خ‪ ،‬االهزٖبك‪٣‬خ ‪ٝ‬ك‪ٓ ٢‬قزِق أُغبالد اإلَٗبٗ‪٤‬خ ‪ٓٝ‬غبالد اَُالٓخ ‪ٝ‬اُزلفالد‬ ‫فالٍ اُط‪ٞ‬ا هب‪ٝ ،‬ؿ‪٤‬و‪ٛ‬ب ٖٓ أُغبالد اُز‪ ٢‬رؼجو ػٖ ‪ٝ‬ع‪ٞ‬ك ؽبعبد ِٓؾخ ‪ٌُِْ ٌٖٔ٣‬بكخ‬ ‫اُزلفَ ٖٓ أعَ رِج‪٤‬ز‪ٜ‬ب أ‪ ٝ‬أَُب‪ٔٛ‬خ ك‪ ٢‬ئٗغبى‪ٛ‬ب ‪.‬‬ ‫ترسٌخ أنشطة خدمة وتنمٌة المجتمع‬ ‫تساهم الحركة عالمٌا وإقلٌما على مساعدة الجمعٌات الكشفٌة فً تحقٌق‬ ‫مشارٌعها اإلجتماعٌة والتنموٌة‪ ،‬و تنظٌم جهود ها‪ .‬وفً هذا اإلطار قامت المنظمة‬ ‫الكشفٌة العربٌة بنشر دلٌل حول هذا الموضوع تحت اسم ‪" :‬دلٌل تنظٌم وإدارة‬ ‫مشروعات خدمة وتنمٌة المجتمع" كً تستفٌد منه كل التنظٌمات الكشفٌة‪ ،‬وبالخصوص‬ ‫من الناحٌة المنهجٌة والعملٌة أثناء التطبٌق ‪ .‬وقد أعد هذه الوثٌقة العلمٌة الهامة‬ ‫"الدكتور محمد محمود إبراهٌم عوٌس " مقرر لجنة تطوٌر أنشطة تنمٌة المجتمع‪ ،‬من‬ ‫أجل توفٌر السبل المنهجٌة المساعدة على تحقٌق المشارٌع التطوعٌة بشكل منظم‬ ‫ودقٌق‪ .‬ولمواكبة الجهود المبدولة فً مجال خدمة المجتمع‪ ،‬ودعمها بالمعلومات‬ ‫والتجارب التً تم تنفٌدها فً هذا المجال تصدر األمانة العربٌة العامة نشرة شهرٌة تحت‬ ‫اسم ‪" :‬الكشفٌة فً خدمة وتنمٌة المجتمع" ‪.‬‬ ‫هذه المجهودات الدولٌة والعربٌة تصب كلها لتشجٌع الكشافة من أجل االنخراط‬ ‫فً األعمال التنموٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وجعلها من بٌن االهتمامات األساسٌة فً برامج‬ ‫الكشافة‪ ،‬وبالطبع التنظٌمات التً ٌمكن لها أن تساهم فً هذا النوع من الخدمات بشكل‬ ‫مستمر تواكب به حاجٌات ومتطلبات المجتمع‪ ،‬علٌها أن تتوفر على قاعدة صلبة تمكنها‬ ‫من االنطبلق نحو خدمة المجتمع والسعً للمساهمة فً تنمٌته‪ ،‬و من أهم مكونات هذه‬ ‫القاعدة الصلبة ٌتطلب أن ٌكون هذا التنظٌم ‪:‬‬ ‫‪ ‬تنظٌم كشفً ٌمارس الكشفٌة بأسلوبها السلٌم‪ ،‬كً ٌستطٌع تبلٌػ أهدافها‬ ‫ومبادبها لمنخرطٌها الذٌن ٌترجمونها إلى عمل فعلً‪.‬‬ ‫‪ ‬تنظٌم ٌضم ضمن هٌاكله مهمة خدمة وتنمٌة المجتمع‪.‬‬ ‫‪85‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫تنظٌم كشفً ذو قدرات تنظٌمٌة متطورة‪ ،‬ومتالبم ة مع تطور العصر‪.‬‬ ‫تنظٌم شبابً ذو مصداقٌة داخل المجتمع‪ ،‬وٌتبادل الثقة بٌنه وبٌن‬ ‫مكونات المجتمع‪.‬‬ ‫تنظٌم قادر على تجمٌع المتطوعٌن وقادر على تأطٌرهم لتنفٌذ المهمة‪.‬‬ ‫تنظٌم له من التجربة الكافٌة فً التسٌ​ٌر والتدبٌر‪.‬‬ ‫تنظٌم قادر على كسب ثقة المواطنٌن‪.‬‬ ‫تنظٌم له قدرة على اإلنتشار بأسلوب سلٌم على نطاق أوسع من الناحٌة‬ ‫المجالٌة‪ ،‬كً ٌكون قرٌبا من قضاٌا المجتمع‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫أُواعغ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ اٌُْل‪٤‬خ ُٔبما؟ اٌُْل‪٤‬خ ُٖٔ؟ ْٓ٘‪ٞ‬هاد أُ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ‬ ‫‪2‬ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪3‬ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪ - 4‬أحمد أوزي ــ المعجم الموسوعً لعلوم التربٌة ــ ‪2006‬‬ ‫‪ٗ-5‬لٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪6‬ـ ٓؾٔل اُله‪٣‬ظ ــ رط‪٣ٞ‬و ٓ٘‪ٜ‬بط اُزؼِ‪ٓ ،ْ٤‬ؼب‪٤٣‬و ػِٔ‪٤‬خ ‪ٓ ...‬زطِجبد اُ‪ٞ‬اهغ ‪...‬‬ ‫أ‪ٙ ٝ‬ـ‪ ٛٞ‬فبهع‪٤‬خ؟ اََُِِخ اُْ‪ٜ‬و‪٣‬خ أُؼوكخ ُِغٔ‪٤‬غ ــ اُؼلك ‪ٍ 32‬جزٔجو ‪2005‬‬ ‫‪7‬ـ كَِلخ أُ٘‪ٜ‬ظ اٌُْل‪ٓٝ ٢‬ل‪ ٟ‬اهرجب‪ٜٛ‬ب ثلَِلخ أُ٘‪ٜ‬ظ ثٔل‪ ٜٚٓٞ‬اُؼٖو‪ ١‬ــ ئػلاك ‪ :‬ك ‪ٓ .‬ؾٔل ػِ‪٢‬‬ ‫ٖٗو ــ ّ‪.ٕ.‬ع األٓبٗخ اُؼوث‪٤‬خ ئكاهح اُجوآظ ‪ٝ‬ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ ــ أثو‪1999 َ٣‬‬ ‫‪8‬ـ ‪ًْ ٕٞ٤ِٓ 250‬بف‬ ‫‪9‬ـ ٓؾٔل اُله‪٣‬ظ ــ رط‪ٞ‬ه ٓ٘ب‪ٛ‬ظ اُزؼِ‪ ْ٤‬ــ ٓؼب‪٤٣‬و ػِٔ‪٤‬خ ‪ٓ ...‬زطِجبد اُ‪ٞ‬اهغ ‪ ...‬أّ ‪ٙ‬ـ‪ ٛٞ‬فبهع‪٤‬خ‬ ‫‪10‬ـ اَُ‪ٔ٤‬بد األٍبٍ‪٤‬خ ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ‪.ّ /‬ع‪.‬ى روعٔخ األٓبٗخ اُؼبٓخ ُِٔ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼوث‪٤‬خ‬

‫(‪ )11‬السمات األساسٌة للحركة الكشفٌة ‪ /‬المكتب الكشفً العالمً‪ /‬ترجمة ‪ :‬األمانة العامة‬ ‫للمنظمة الكشفٌة العربٌة ‪ /‬ص ‪24‬‬ ‫‪12‬ـ أٌٍ ‪ٙٝ‬غ أُ٘ب‪ٛ‬ظ اٌُْل‪٤‬خ ــ ّ‪.‬ى‪.‬ع ــ األٓبٗخ اُؼوث‪٤‬خ ــ ْٗوح اُجوآظ ــ ‪٘٣‬ب‪٣‬و ‪1993‬‬ ‫‪ٗ -13‬لٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫‪14‬ـ كَِلخ أُ٘‪ٜ‬ظ اٌُْل‪٢‬‬ ‫‪ -15‬أٌٍ ‪ٙٝ‬غ أُ٘ب‪ٛ‬ظ اٌُْل‪٤‬خ –ّ‪.‬ى‪.‬ع‪ْٗ -‬وح اُجوآظ – ‪٘٣‬ب‪٣‬و ‪1993‬‬ ‫‪ -16‬كَِلخ أُ٘‪ٜ‬ظ اٌُْل‪٢‬‬ ‫‪17‬ـ ٓؼغْ ػِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ ــ ٍَِِخ ػِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ ‪9‬ـ ‪10‬‬ ‫‪18‬ـ ك‪ٓ .‬ؾٔل اُو‪٣‬ؼ ــ رط‪٣ٞ‬و ٓ٘‪ٜ‬بط اُزؼِ‪ٓ ،ْ٤‬ؼب‪٤٣‬و ػِٔ‪٤‬خ‪ٓ ...‬زطِجبد اُ‪ٞ‬اهغ ‪...‬‬ ‫أّ ‪ٙ‬ـ‪ ٛٞ‬فبهع‪٤‬خ؟ اََُِِخ اُْ‪ٜ‬و‪٣‬خ أُؼوكخ ُِغٔ‪٤‬غ ــ اُؼلك ‪ٍ 32‬جزٔجو ‪2005‬‬ ‫‪19‬ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن‪.‬‬ ‫‪ - 20‬ك‪ٓ .‬ؾٔل اُو‪٣‬ؼ ــ رط‪٣ٞ‬و ٓ٘‪ٜ‬بط اُزؼِ‪ٓ ،ْ٤‬ؼب‪٤٣‬و ػِٔ‪٤‬خ‪ٓ ...‬زطِجبد اُ‪ٞ‬اهغ ‪...‬‬ ‫أّ ‪ٙ‬ـ‪ ٛٞ‬فبهع‪٤‬خ؟ اََُِِخ اُْ‪ٜ‬و‪٣‬خ أُؼوكخ ُِغٔ‪٤‬غ ــ اُؼلك ‪ٍ 32‬جزٔجو ‪2005‬‬ ‫‪ – 21‬ػِْ اُ٘لٌ ‪ٝ‬رطج‪٤‬وبر‪ ٚ‬االعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزوث‪٣ٞ‬خ‬ ‫‪٤ٍ – 22‬ل ف‪٤‬و هللا – ػِْ اُ٘لٌ اُزوث‪ ،١ٞ‬أٍَ‪ ٚ‬اُ٘ظو‪٣‬خ ‪ٝ‬اُزغو‪٣‬ج‪٤‬خ‬

‫‪87‬‬


‫‪- 23‬‬

‫ٓؾٔل اُله‪٣‬ظ – اٌُلب‪٣‬بد ك‪ ٢‬اُزؼِ‪ ٖٓ ْ٤‬أعَ رأٍ‪ ٌ٤‬ػِٔ‪ُِٜ٘ٔ ٢‬بط أُ٘لٓظ‬

‫‪ -24‬ك‪ .‬أؽٔل أ‪ٝ‬ى‪ – ١‬أُؼغْ أُ‪ٍٞٞ‬ػ‪ُ ٢‬ؼِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ – ‪.2006‬‬ ‫‪ 25‬ـ أٌٍ ‪ٙٝ‬غ أُ٘ب‪ٛ‬ظ اٌُْل‪٤‬خ )ّ‪.‬ى‪.‬ع( األٓبٗخ اُؼبٓخ ‪ْٗ /‬وح اُجوآظ ‪1993‬‬ ‫‪ٓ. -26‬ؾٔل اُو‪٣‬ؼ ــ رط‪ٞ‬ه ٓ٘ب‪ٛ‬ظ اُزؼِ‪ ْ٤‬ــ ٓؼب‪٤٣‬و ػِٔ‪٤‬خ ‪ٓ ...‬زطِجبد اُ‪ٞ‬اهغ ‪ ...‬أّ ‪ٙ‬ـ‪ ٛٞ‬فبهع‪٤‬خ‬ ‫‪ -27‬اُلٍز‪ٞ‬ه ‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬اُلافِ‪٤‬خ أُزجؼخ ثبُٔ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ‪.‬‬ ‫‪ -28‬أَُبد األٍبٍ‪٤‬خ ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ‪.ّ /‬ع‪.‬ى روعٔخ األٓبٗخ اُؼبٓخ ُِٔ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼوث‪٤‬خ‬ ‫‪ٓ - 29‬ؾٔل اُله‪٣‬ظ – اٌُلب‪٣‬بد ك‪ ٢‬اُزؼِ‪ ٖٓ ْ٤‬أعَ رأٍ‪ ٌ٤‬ػِٔ‪ُِٜ٘ٔ ٢‬بط أُ٘لٓظ‬ ‫‪ -30‬ثوٗبٓظ اُْجبة ــ اَُ‪٤‬بٍ‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ ُِجوآظ ‪/‬أُ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ‬ ‫‪ - 31‬أٌٍ ‪ٙٝ‬غ أُ٘ب‪ٛ‬ظ اٌُْل‪٤‬خ –ّ‪.‬ى‪.‬ع‪ .‬األٓبٗخ اُؼبٓخ‪ْٗ -‬وح اُجوآظ ‪1993‬‬ ‫‪ - 32‬ثوٗبٓظ اُْجبة ــ اَُ‪٤‬بٍ‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ ُِجوآظ ‪/‬أُ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ‬ ‫‪ - 33‬ك‪ٞ‬ى‪ ١‬كوؿِ‪ - ٢‬اُل‪ٝ‬ه اُزوث‪ُِ ١ٞ‬ؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ‪.ّ -‬ى‪.‬ع‪-‬‬ ‫‪ - 34‬أَُبد األٍبٍ‪٤‬خ ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ )ّ‪.‬ى‪.‬ع( روعٔخ ‪ :‬األٓبٗخ اُؼبٓخ ُِٔ٘ظْ ح اٌُْل‪٤‬خ اُؼوث‪٤‬خ‬ ‫ٓ‪24‬‬

‫‪ – 35‬دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – نظام المراحل واألقسام – م‪.‬ك‪.‬ع – باب أنشطة‬ ‫خدمة وتنمٌة المجتمع‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫الطرٌقة الكشفٌة‬

‫‪89‬‬


‫مكونات الطرٌقة الكشفٌة‬ ‫تدخل الطرٌقة الكشفٌة فً خانة الطرق التربوٌة النشٌطة الفاعلة ‪ ،‬وقد عرؾ‬ ‫المنهل التربوي هذه الطرق " أنها تقوم على نشاط المتعلم والفعل الذي ٌتعلم من خبلله‬ ‫المعارؾ وٌكتشفها‪ ،‬حٌث ٌصبح مشاركا بنفسه فً بناء المعارؾ مستعمبل مبادراته‬ ‫اإلبداعٌة بدال من تلقٌها " (‪ )1‬بذلك ٌصبح الفرد ٌسعى إلى تحصٌل المعرفة بإرادة ووعً‬ ‫ودٌنامٌة‪ .‬فالطرٌقة هً األسلوب العملً لتنفٌذ البرنامج الكشفً وهً طرٌقة تستند إلى‬ ‫المحددات التً ٌتضمنها المنهاج‪.‬‬ ‫ترتكز عملٌة تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة على مستوٌ​ٌن اثنٌن ‪:‬‬ ‫‪ ‬المستوى الفردي‪:‬‬ ‫تسعى من خبللها الطرٌقة إلى تمكٌن الفرد من‪:‬‬ ‫‪ ‬تمثل قٌم ومبادئ الحركة الكشفٌة التً تدعم قٌم المجتمع وتحرص على‬ ‫تنمٌتها ‪.‬‬ ‫‪ ‬ولوج سٌاق األنشطة الهادفة المؤدٌة إلى نظام التعلم الذاتً عبر التعلم‬ ‫بالممارسة كأسلوب ٌعطً للفرد فرص عملٌة وتطبٌقٌة للحصول على‬ ‫المعارؾ والمهارات التً ٌرؼب فٌها‪ ،‬بدافع الحوافز التً ٌوفرها وٌحركها‬ ‫نظام الشارات‪.‬‬ ‫‪ ‬المستوى الجماعً‪:‬‬ ‫تسعى الطرٌقة إلى إدماج الفرد داخل جماعة من األقران‪ ،‬والدخول فً‬ ‫عبلقات وتفاعبلت إٌجابٌة‪ ،‬وبذلك تعطً الجماعة للفرد مكانته ودوره داخلها‪ ،‬وتسعى‬ ‫لدعمه وإسناده كً ٌكون فردا فاعبل نشٌطا‪ٌ .‬قوم بدوره هو كفرد مندمج وفاعل‪،‬‬ ‫بشخصٌته وقدراته التواصلٌة ومجهوداته الفكرٌة ومبادراته العملٌة‪ ،‬وبدعم الجماعة‬ ‫التً ٌنتمً إلٌها‪.‬‬ ‫المستوى الجماعً الذي تتضمنه الطرٌقة الكشفٌة‪ٌ ،‬سعى إلى إٌجاد توازن‬ ‫بٌن ما هو فردي و ما هو جماعً لمواكبة سٌاق األنشطة التً تحقق من خبللها‬ ‫الجماعة أهدافها التً تدخل ضمن أهداؾ الحركة التً تسعى تحقٌق أقصى ما ٌمكن‬ ‫تحقٌقه لتقوٌة شخصٌة الفرد‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫انبثقت فكرة استعمال الطرٌقة الكشفٌة بشكل فعلً على أرض الواقع سنة ‪1907‬‬ ‫بجزٌرة براونسً بانجلترا (‪ ، )2‬حٌنما نظم "بادن باول" أول مخٌم كشفً‪ ،‬الذي دون‬ ‫تجربته بنفسه بعد نجاحها‪ ،‬سمى الكتاب "تجربة ناجحة" اعتمد خبللها على عٌنة مكونة‬ ‫من مجموعة الفتٌان وعددهم عشرٌن‪ ،‬عاٌشوا التجربة بكل طقوسها و أنشطتها‬ ‫المتمٌزة‪ ،‬التً كانت تنبنً على تجرٌب األفكار التالٌة ‪:‬‬ ‫المحافظة على قٌم أهمها قواعد النظام ‪.‬‬ ‫‬‫االعتماد على النفس و نكران الذات ‪.‬‬ ‫‬‫جربوا تقنٌات جدٌدة مثل دقة المبلحظة وتقنٌات و مهارات الرٌادة‬ ‫‬‫وحٌاة الخبلء وكل ما ٌرتبط بها من حفاظ على البٌبة الطبٌعٌة‬ ‫اإلعتماد على األجواء الحماسٌة التً تتتخلل األنشطة‪ ،‬مثل األلعاب‬ ‫‬‫واألناشٌد الحماسٌة التً تدعم االنتماء إلى الوطن‪.‬‬ ‫اإلعتماد على تطبٌق األعمال و األنشطة بأسلوب عملً‪ ،‬أي ما ٌسمى‬ ‫‬‫التعلم بالممارسة‪.‬‬ ‫االعتماد على تكثل األفراد داخل الجموعات الصؽٌرة المتمٌزة بروح‬ ‫‬‫الفرٌق المتعاضد المتبلحم ‪.‬‬ ‫كانت تلك الفقرات المكونة للمدة الزمنٌة للمخٌم هً بداٌة فكرة الطرٌقة الكشفٌة‬ ‫التً نجحت بشكل ملفت لدى الممارسٌن و لدى المهتمٌن بقضاٌا التربٌة بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬و لدى اآلباء الذٌن أبهروا بالفكرة لما رأوا أوالدهم مهتمٌن ولوعٌن‬ ‫بالتجربة منتشٌن بنجاحها‪.‬‬ ‫هذه التجربة الصؽٌرة فً حجمها و فً عدد المستفٌدٌن منها و فً مدتها القصٌرة‪،‬‬ ‫هً الفكرة األصل التً طورها الخبراء و المتخصصون فً المجال التربوي‪ ،‬وبالخصوص‬ ‫التربٌة الكشفٌة لتصبح بعد سنوات قلٌلة من أكبر التنظٌمات الشبابٌة العالمٌة‪.‬‬ ‫نجاح الطرٌقة الكشفٌة عند التنفٌذ فً عصرنا الحالً تتطلب توفر بعض الشروط‬ ‫واإلجراءات العملٌة‪ ،‬أهمها توفٌر فرٌق القادة المؤطرٌن من أجل لعب دور هام وهو‬ ‫مساندتهم للفتٌة والشباب‪.‬‬

‫مساندة الراشدٌن ‪:‬‬ ‫ٌتمحور دور الراشدٌن فً الحركة الكشفٌة حول دعم ومساندة الفرد ومساعدته‬ ‫لبلوغ األهداؾ‪ ،‬عبر تقدٌم المساعدة بتدرج حسب كل مرحلة عمرٌة بواسطة األنشطة‪،‬‬

‫‪91‬‬


‫مع المتابعة المستمرة لؤلفراد داخل مجموعاتهم‪ ،‬كً ٌحصل التعلم المطلوب وفق درجاته‬ ‫المتسلسلة‪ ،‬المؤدٌة إلى بلوغ المتعلم درجة التحكم فً قدراته والكفاٌات المطلوبة ‪.‬‬ ‫دور الراشد فً الحركة الكشفٌة ال ٌقتصر على دور المربً المواكب للعملٌة‬ ‫التربوٌة بل ٌتعداه إلى دور ‪ -‬البٌداؼوجً ‪ -‬الذي ٌواكب مراحل تحقق التعلم ‪ ،‬وٌبقى‬ ‫متابعا الستمرارٌة البناء المتدرج لمحتوى البرنامج الكشفً ‪ .‬وٌدعمه كلما دعت‬ ‫الضرورة للتعامل مع إمكانٌاته وقدراته بنوع من الترشٌد المتبلبم ‪.‬وتوجٌه الفرد إلى‬ ‫تفعٌل الطاقات واإلمكانٌات ؼٌر المستؽلة لدٌه ‪ .‬وإرشاده قصد التوجه إلى ولوج الخبرات‬ ‫والمهارات التً ٌتوفر على استعداداتها من خبلل أنشطة الهواٌات‪ ،‬وأنشطة الكفاٌات عبر‬ ‫المجاالت المحددة لها‪.‬‬ ‫فرٌق التأطٌر ‪:‬‬ ‫مجموعة من القادة الذٌن ٌتولون مهمة تسٌ​ٌر وحدة كشفٌة مكونة من أفراد‬ ‫ٌنتمون إلى نفس المرحلة العمرٌة ( أشبال ‪ -‬كشافة ‪ -‬كشاؾ متقدم – جوالة )‪ٌ .‬سهر هذا‬ ‫الفرٌق فً إطار عمل جماعً على إعداد وتنفٌذ البرامج الكشفٌة‪ .‬طرٌقة عملهم تتم‬ ‫بأسلوب جماعً‪ٌ ،‬ناقش جمٌع األطراؾ جل مكونات البرامج وفقراته‪ ،‬وكٌفٌة أجرأته‬ ‫وتتبع خطواته‪ .‬موزعٌن األدوار فٌما بٌنهم‪ ،‬من خبلل بسط الصٌؽة التً سٌتم تنفٌذ‬ ‫الفقرات مع أفراد المجموعة التً ٌعملون معها بشكل تشاركً‪ .‬مع مراعاة إشباع‬ ‫انتظارات األفراد ومعالجة رؼباتهم واقتراحاتهم بكٌفٌة تشاورٌة‪ ،‬التً تعد جزءا أساسٌا‬ ‫من خطوات وضع البرامج واالتفاق على جدولتها ومضامٌنها المتعلقة باألطر‬ ‫والمستفٌدٌن‪.‬‬ ‫إنشاء الفرع الكشفً‬ ‫إحداث فرع كشفً فً أي مكان ٌتطلب احترام الشروط و المقاٌ​ٌس الضرورٌة‬ ‫لممارسة األنشطة التربوٌة الكشفٌة‪ .‬فكرة إحداث وحدة كشفٌة داخل وسط اجتماعً معٌن‬ ‫تفترض وجود تجاوب و تفاهم بٌن األشخاص الذٌن ٌرؼبون فً إنشاء هذا الفرع و بٌن‬ ‫المسؤولٌن على التنظٌم بتعاون مع الساكنة( الحً أو القرٌة)‪.‬‬ ‫الرؼبة فً تحقٌق أهداؾ الحركة هً المحرك األساسً لجمٌع هذه الفعالٌات التً‬ ‫تتلخص خدمة أساسٌة وهً االعتناء بالناشبة ( الفتٌة و الشباب) و تقدٌم البرامج‬ ‫الكشفٌة لتلبٌة احتٌاجاتها و تحقٌق رؼباتها‪ ،‬والمساهمة فً تنمٌة الموارد البشرٌة‬ ‫وتأهٌلها وحماٌتها وفق المنهاج المحدد‪.‬‬ ‫إنشاء فرع الكشفً ٌتم عبر ما ٌسمى " بالمشروع المؤسساتً" وهذا ٌفترض‬ ‫من الجماعة الراؼبة فً تأسٌسه التوفر على العناصر التً تضمن سٌر المؤسسة‬ ‫‪92‬‬


‫التربوٌة‪ ،‬والعمل على تؽطٌة احتٌاجاتها الضرورٌة النطبلق العمل‪ ،‬فً إطار الشراكة‬ ‫التربوٌة التً ٌجب أن تتم مع اآلباء‪ ،‬أو مع المؤسسات التعلٌمٌة و مع أي جهة ذات‬ ‫فعالٌة تربوٌة‪ ،‬من خبلل توفٌر‪:‬‬ ‫‪ ‬صٌاؼة المشروع التربوي للفرع ( المؤسسة)‬ ‫ المنهاج التربوي الكشفً بكل مكوناته‪ .‬األهداؾ‪ ،‬المبادئ‪ ،‬الطرٌقة‬‫ األطر (القٌادات) المؤهلة‬‫ البرامج التربوٌة المتناسبة مع المرحلة العمرٌة للمخرطٌن‬‫‪ ‬البحث عن الموارد و اإلمكانٌات‬ ‫ المقر و األدوات‬‫ مٌزانٌة التسٌ​ٌر‬‫‪ ‬أسالٌب التواصل‬ ‫ وضوح الخطاب التربوي الموجه إلى الساكنة حٌث ٌوجد مقر الفرع‪.‬‬‫ تبلؤم المضمون التربوي الكشفً مع الفكر التربوي السابد‬‫بالمجتمع‪.‬‬ ‫الفرع ٌفتح أبوابه للمنخرطٌن حسب أعمار الفتٌة والشباب ذكورا وإناثا فً آن‬ ‫واحد‪ٌ .‬نطلق الفرع من توقع أساسً هو تكوٌن فرقة كشفٌة تضم جل المراحل‬ ‫العمرٌة المقصودة فً المنهاج التربوي الكشفً‬ ‫كل وحدة من الوحدات الكشفٌة التابعة للفرع ( الفرقة) تتمتع بنوع محدد من‬ ‫اإلستقبللٌة فً تسٌ​ٌر برامجها التربوٌة و تدبٌر أمورها المالٌة‪ ،‬و ٌنعكس هذا‬ ‫األمر على المجموعات التً ٌنسب إلٌها األفراد ( الطبلبع) التً هً األخرى ٌكون‬ ‫لها كٌان ٌتمتع بنوع من االستقبللٌة التً ٌشعر أعضاؤها بالمسؤولٌة تجاه‬ ‫الجماعة‪.‬‬ ‫اُؼَٔ أُإٍَبر‪: ٢‬‬ ‫اُلوع " اُلوهخ " ُ‪ ٌ٤‬عيءا ٖٓ ‪ٌِ٤ٛ‬خ اُؾوًخ كافَ اُز٘ظ‪ ْ٤‬كو‪ ،ٜ‬ثَ‬ ‫‪ ٞٛ‬ػجبهح ػٖ فِ‪٤‬خ كائٔخ اُؾوً‪٤‬خ‪ٌُٜٗٞ ،‬ب رْزـَ ػِ‪ٓ " ٌَّ ٠‬إٍَخ " اُز‪٢‬‬ ‫رز‪ٞ‬كو ػِ‪ ٠‬ؽ‪٤‬ي ‪ٝ‬اكو ٖٓ ؽو‪٣‬خ اُزٖوف ك‪ ٢‬رَ‪٤٤‬و ‪ٝ‬رلث‪٤‬و أٓ‪ٞ‬ه‪ٛ‬ب‪ٝ ،‬كن ٓب ‪٣‬ؾز‪١ٞ‬‬ ‫ػِ‪ْٓ ٚ٤‬و‪ٝ‬ػ‪ٜ‬ب اُزوث‪ ١ٞ‬أُْ‪ ٢ُٞ‬أُزٌبَٓ‪ ،‬أُقط‪ٛ ٖٓ ٜ‬وف أػ‪ٚ‬بئ‪ٜ‬ب‪ ،‬أُ٘لزؼ‬ ‫ػِ‪ ٠‬أُؾ‪ ٜ٤‬ثبُٔو‪ٗٝ‬خ أُطِ‪ٞ‬ثخ‪ ،‬اُ٘بثؼخ ٖٓ ٗزبئظ اُزلبػَ اُ‪ٞ‬اهؼ‪ ٢‬أُؼبُ‪ٝ ،‬مُي‬ ‫ٖٓ فالٍ اإلعواءاد ‪ٝ‬اُزلاث‪٤‬و اُزبُ‪٤‬خ ‪:‬‬ ‫‪93‬‬


‫‪ ‬ئػلاك اُو‪٤‬بكاد اُالىٓخ ُزَ‪٤٤‬و اُلوهخ‪.‬‬ ‫‪ ‬رؾل‪٣‬ل ًو‪ُٞٞٗٝ‬ع‪٤‬ب كوواد اُجوٗبٓظ‪.‬‬ ‫‪ ‬ئكفبٍ اُزؼل‪٣‬الد اُالىٓخ ػِ‪ ٠‬اُجوٗبٓظ ‪ٝ‬اُلوواد‪.‬‬ ‫‪ ‬رؾل‪٣‬ل أٍِ‪ٞ‬ة اُزؼبَٓ ٓغ ٌٓ‪ٗٞ‬بد أُغزٔغ‪.‬‬ ‫‪ ‬رؾل‪٣‬ل أٍِ‪ٞ‬ة اُزؼب‪ ٕٝ‬أُ٘لزؼ ٓغ ا‪٥‬ثبء ‪ٝ‬األ‪٤ُٝ‬بء‪.‬‬ ‫‪ ‬ؽو‪٣‬خ اُزلث‪٤‬و أُبُ‪ٝ ،٢‬ر٘ٔ‪٤‬خ أُ‪ٞ‬اهك اُالىٓخ ُزَ‪٤٤‬و اُلوع‪.‬‬ ‫‪ ‬رؾل‪٣‬ل أٍبُ‪٤‬ت اُزو‪ٝ ْ٤٤‬اُزو‪ ْ٣ٞ‬اُن‪ ٖٔٚ٣ ١‬اٍزٔواه‪٣‬خ اُلوهخ‬ ‫‪ٝ‬رط‪ٞ‬ه‪ٛ‬ب‪.‬‬ ‫‪ ‬ؽو‪٣‬خ ئهبٓخ ارلبه‪٤‬بد ّواًبد ٓغ اُغ‪ٜ‬بد األفو‪.ٟ‬‬ ‫‪ ‬ؽو‪٣‬خ اُزلٌ‪٤‬و ك‪ ٢‬ػِٔ‪٤‬خ اُز‪ٍٞ‬غ ‪ٝ‬االٗزْبه ُز٘ٔ‪٤‬خ اُؼ‪٣ٞٚ‬خ‪.‬‬ ‫الوحدة الكشفٌة ‪:‬‬ ‫الوحدة الكشفٌة جزء من هٌكلة الفرقة " الفرع " فهً الخلٌة التً تعمل بشكل‬ ‫مباشر مع الفتٌة والشباب‪ ،‬إنها خلٌة نشٌطة تقوم بالمهام التربوٌة والملخصة فً تمثل‬ ‫المبادئ وتفعٌل الطرٌقة‪ ،‬والسهر تسٌ​ٌر وتدبٌر الوحدة بشكل مؤسساتً وفق المعطٌات‬ ‫التالٌة ‪:‬‬ ‫• ضبط العبلقة بٌن األفراد ومد حبال التواصل اإلٌجابً بٌنهم‪.‬‬ ‫• وضع البرامج الملبٌة للحاجٌات‪.‬‬ ‫• ضبط العبلقة اإلٌجابٌة مع الوحدات المكونة للفرقة‪.‬‬ ‫• مواكبة أعمال وأنشطة األفراد بشكل تفرٌدي داخل الطبلبع‬ ‫• متابعة تنفٌذ األنشطة فً مختلؾ مستوٌاتها‪.‬‬ ‫• الحرص على احترام مكونات هٌكلة الوحدة‪.‬‬ ‫• تقوم بوضع خطط تنمٌة العضوٌة‪ ...‬أي أنها تقوم بكل األعمال المتعلقة باألنشطة‬ ‫التربوٌة التكوٌنٌة واإلنمابٌة‬

‫( ‪)3‬‬

‫فً ظل شبكة عبلقات متراصة بٌن الوحدات األخرى‬

‫المكونة للفرقة‪.‬‬ ‫الوحدة الكشفٌة عبارة عن مؤسسة داخل الفرع تتمتع بنوع من االستقبللٌة فً‬ ‫تسٌ​ٌر ذاتها وتدبٌر أمورها التربوٌة‪ .‬وتسهر على تخطٌط برامجها واتخاذ قراراته‬

‫‪94‬‬

‫ا‬


‫المتعلقة بمواكبة حاجٌاتها التربوٌة الموجهة لفابدة الفتٌة والشباب‬

‫‪ ،‬بتنسٌق مع قٌادة‬

‫الفرقة ‪.‬‬ ‫إنها عبارة عن خلٌة مشكلة من أفراد ٌنتمون إلى خبلٌا أصؽر تتفاعل بأسلوب‬ ‫منظم لتحقٌق مشارٌعه م التنشٌطٌة التً تتم على الشكل التالً ‪:‬‬ ‫الفرد الطلٌعة‬

‫الفرقة‬

‫الوحدة‬

‫لتشكل دٌنامكًة فعالة‪ ،‬والتً عن طرٌقها‬

‫تتداخل هذه العناصر األربعة فٌما بٌنها‬ ‫ٌتحقق البرنامج الكشفً‪.‬‬

‫تتداخل نفس هذه العناصر فٌما بٌنها لتشكل دٌنامٌة فعالة لتهٌا المناخ التربوي‬ ‫الذي ٌتحقق عبره البرنامج الكشفً‪ٌ .‬تفاعل األفراد فً إطار هٌكلة مصممة على شكل‬ ‫مجموعات‪ ،‬تصب الواحدة فً األخرٌات بشكل متناؼم‪ .‬فإذا نظرنا إلى الرسم التوضٌحً‬ ‫أسفله ‪ ،‬نتمكن من رؤٌة شمولٌة عملٌات التفاعل النشٌطة التً تحققها مختلؾ الدوابر‬ ‫التً ٌوضحها الرسم التالً‪:‬‬ ‫الفرقة الكشفٌة ( الفرع ) عبارة عن خلٌة نحل تتفاعل فٌما بٌنها كاآلتً ‪:‬‬ ‫‪ٝ‬ؽلح اٌُْبكخ‬

‫‪ٝ‬ؽلح األّجبٍ‬

‫ه‪٤‬بكح اُلوهخ‬ ‫اُواّل‪ٕٝ‬‬

‫‪ٝ‬ؽلح اٌُْبف أُزولّ‬

‫‪ٝ‬ؽلح اُغ‪ٞ‬اُخ‬

‫‪95‬‬


‫اإلطار الرمزي‬ ‫تتمٌز الحركة الكشفٌة فً تنفٌذ أسلوبها التربوي بما اصطلح على تسمٌته ب"‬ ‫االطار الرمزي" وهو عبارة عن أفكار وطقوس وتقالٌد نابعة من معطٌات بٌداؼوجٌة ذات‬ ‫داللة تكمٌلٌة لؤلفكار التربوٌة للحركة الكشفٌة‪ ،‬وضعت بشكل مقصود كً ٌتم ترجمتها‬ ‫إلى ممارسات مصاحبة للخطوات المنهجٌة عند تنفٌذ المقاربة التربوٌة الكشفٌة‪ .‬و تسعى‬ ‫الحركة من خبللها إدخال المنخرط فً سٌاق من األفكار التً ٌعبر عنها بواسطة العبلمات‬ ‫والتسمٌات و العادات و التقالٌد المنتظمة فً سٌاق العملٌة التربوٌة‪ ،‬و التً ٌنتج عنها‬ ‫أن الفرد ٌشعر بنكهة متمٌزة من خبلل االندماج فً سٌاق الممارسات التً تعرؾ بالتقالٌد‬ ‫والعادات و المهارات الكشفٌة ومختلؾ السٌاقات التً تدخل ضمنها‪.‬‬ ‫ٌدخل اإلطار الرمزي ضمن التركٌبة البٌداؼوجٌة األصلٌة لمكونات المنهاج‬ ‫التربوي الكشفً‪ ،‬لكونه كان ضمن صمٌم الفكرة األصلٌة التً استطاع بها مؤسسها‬ ‫"بادن باول" أن ٌقلب الموازٌن لذى المهتمٌن بقضاٌا الشباب آنذاك‪ .‬استطاع بفضل هذا‬ ‫االكتشاؾ أن ٌساهم فً تؽٌ​ٌر سرٌع لؤلوضاع المزرٌة التً آلت إلٌها وضعٌة الشباب‬ ‫داخل برٌطانٌا (‪ .)4‬فكانت المفاهٌم التً تدخل ضمن االطار الرمزي من الممٌزات التً‬ ‫أعطت للحركة برٌقها و قدرتها على جدب الشباب إلٌها وإدماجهم فً أنشطة تخرجهم من‬ ‫التأزم الذي كانوا فٌه‪ .‬تلك الممٌزات المعروفة بالطقوس و التقالٌد الخاصة و المهارات‬ ‫والتقنٌات‪ ...‬التً كانت مفتقدة لدى الفبة المستهدفة‪ ،‬وكانت ممارستها عبارة عن مؽامرة‬ ‫وتحدي واكتشاؾ جدٌد‪.‬‬ ‫كان ذلك النجاح الباهر لهذا األسلوب فً تربٌة الشباب و تكوٌنهم‪ ،‬واضحا‬ ‫وملموسا على أرض الواقع‪ ،‬حٌث كان بمثابة اإلجابة عن التساؤالت التً طرحها‬ ‫المهتمون بقضاٌا التربٌة حول جدوى اإلطار الرمزي وما ٌمكن أن ٌضٌفه إلى الممارسة‬ ‫التربوٌة‪ .‬لقد كان اإلقبال على األنشطة أنداك فً سٌاق إطارها الرمزي ٌضفً حماسا ًا‬ ‫كبٌرا لذى الشباب و الفتٌة للمشاركة فً األنشطة‪ ،‬و هذا ما جعل بعض المعارضٌن لهذه‬ ‫المقاربة التربوٌة فً مراجعة مواقفهم و آرابهم حول مفهوم الطقوس والتقالٌد و األفكار‬ ‫الجدٌدة التً أتت بها الحركة الكشفٌة‪.‬‬ ‫و ٌرتبط اإلطار الرمزي للحركة الكشفٌة بالمضامٌن التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ ‬القٌم التً ٌنص علٌها القانون الخاص بالحركة‪.‬‬ ‫‪ ‬المبادئ التً ٌؤمن بها األعضاء‪.‬‬

‫‪96‬‬


‫‪‬‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬

‫اللباس المتمٌز الذي ٌهدؾ إلى ‪:‬‬ ‫ التعبٌر عن المكتسبات المعرفٌة والتقنٌة ‪.‬‬‫ المتعلق بالخبرة و المهارة الخاصة بالفرد و بالجماعة‬‫ المستلزمات المعبرة عن االنتماءات داخل الحركة ‪.‬‬‫روح التحدي و المؽامرة التً تؽلؾ األنشطة‪.‬‬ ‫أسلوب التواصل المتمٌزبٌن األفراد والمجموعات‪.‬‬ ‫الرموز و المهارات الكشفٌة الخاصة بالحركة‪.‬‬ ‫القصص الخٌالٌة ذات البعد األخبلقً النبٌل‪.‬‬ ‫الهٌكلة التنظٌمٌة و وسابل التواصل و التفاعل بٌن مكوناتها‪.‬‬ ‫التسمٌات و األلقاب المتداولة بٌن األعضاء‪.‬‬ ‫أسلوب التحٌة و تبادلها بٌن األعضاء‪.‬‬ ‫ممارسة التقالٌد و التعلق بسٌاقاتها التربوٌة و األخبلقً ‪:‬‬ ‫‪ ‬عند أداء العهد‪.‬‬ ‫‪ ‬عند االنتقال من مرحلة إلى أخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬عند الحصول على الشارات‪.‬‬

‫التقالٌد الكشفٌة‬ ‫ٌنظر المتتبعون ألنشطة الحركة الكشفٌة باستؽراب أو بإعجاب ألسلوب الممارسة‬ ‫والتواصل والتصنٌؾات التنظٌمٌة التً يعتمدها الكشافة أثناء أنشطتهم وأعمالهم‪ ،‬التً‬ ‫تسمى‪" :‬التقالٌد الكشفٌة " فهً تعتبر من الدعامات الربٌسٌة التً بنٌت علٌها الروح‬ ‫الكشفٌة‪ ،‬لدرجة ال نستطٌع معها التحدث عن األصالة الكشفٌة بمعزل عن التقالٌد‬ ‫(‪)5‬‬ ‫والطقوس الكشفٌة‪.‬‬ ‫تعتبر التقالٌد الكشفٌة الحلة الممٌزة للممارسة الكشفٌة‪ ،‬التً تعطٌها برٌقها‬ ‫ورونقها الذي ٌجدب الفتٌة والشباب إلٌها‪ ،‬إنها خبلصة تجارب عدٌدة استخلص أؼلبها‬ ‫بادن باول من ثقافة المجتمعات اإلفرٌقٌة التً عاٌش تقالٌدها وطقوسها‪ )6( ،‬وعمل على‬ ‫دمجها ضمن أفكاره التً صاغ بها األسلوب الكشفً‪ ،‬واستخلص أخرى من التجارب‬ ‫العملٌة التً مارسها فً الجٌش‪ ،‬التً تجسدت فً حسن اإلدارة و التنظٌم و الهٌاكل‬ ‫باإلضافة إلى الجدٌة واال نضباط‪ ...‬ما استمده من أفكار عن ثقافة العشابر اإلفرٌقٌة‪،‬‬ ‫وبالخصوص مفهوم الرجولة والمسؤولٌة والوالء للقبٌلة ومتطلبات االنتماء‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫مختلؾ التقنٌات والطقوس الم رفقة بالطرٌقة الكشفٌة نابعة من هذه المرجعٌات‬ ‫التً اعتمده ا " بادن باول " بعدما انصهرت مؤثراتها وأبعادها فً مخٌلته التربوٌة‬ ‫لتفرز هذا األسلوب‪ .‬أدمج كل هذه المستخلصات من مراسٌم وحفبلت عسكرٌة وأوسمة‬ ‫ورتب‪ ،‬مع توظٌؾ االختبارات التً ٌجتازها الشباب اإلفرٌقً لبللتحاق بالجماعة المفكرة‬ ‫داخل العشٌرة وما تتطلبه تلك المراحل من مقومات بدنٌة وعقلٌة وروحٌة‪ ...‬وسعٌهم‬ ‫للنجاح فٌها بكل تفانً لبلنتقال من شرٌحة التابعٌن إلى شرٌحة المنظرٌن (‪ .)3‬ساهمت‬ ‫هذه التجارب الحقٌقٌة فً بلورة فكرة الجمع بٌن مكوناتها‪ ،‬للوصول إلى صٌاؼة منظومة‬ ‫تربوٌة ذات طابع متمٌز ‪ ،‬تم التعبٌر عنها عملٌا من خبلل الهدؾ والمبادئ والطرٌقة‬ ‫الكشفٌة‪ ،‬مع االحتفاظ ببعض صورها الحقٌقٌة التً أصبحت تسمى التقالٌد الكشفٌة‪.‬‬ ‫التطور والتقدم الذاتً المستمر الذي تنشده الحركة لفابدة الفرد ‪ ،‬تمت بلورته من‬ ‫خبلل أنشطة وممارسات الفتٌة والشباب للبرنامج الكشفً‪ ،‬طعمته بلباس متمٌز‪ ،‬أصبح‬ ‫جزءا من الهوٌة الكشفٌة التً ال ٌمكن فصلها عنها‪ ،‬وهذا هو ما جعل التقالٌد الكشفٌة‬ ‫مبلزمة للطرٌقة أثناء تنفٌذ البرنامج‪.‬‬ ‫تعطً التقالٌد الكشفٌة للممارسة نكهة متمٌزة‪ ،‬ألنها نبعث من صمٌم التكوٌن‬ ‫األصلً لنشأة الحركة ‪ ،‬وتبلزمت معها لدرجة ال ٌمكن ألي أحد الحدٌث عن التربٌة‬ ‫الكشفٌة بمعزل عن تقالٌدها وأسالٌب تنفٌذ طقوسها ومراسٌمها المتمٌزة‪ .‬إنها جزء هام‬ ‫من اإلطار الرمزي الذي تضمه الطرٌقة الكشفٌة‪.‬‬ ‫نقدم سردا مختصرا ألهم التقالٌد والطقوس (‪ )7‬التً تمارس بشكل مندمج مع‬ ‫مكونات البرنامج الكشفً مع تقدٌم توضٌح للمرامً التً تحققها الممارسة ‪:‬‬ ‫مراسم تحٌة العلم‪:‬‬ ‫تتسم مراسم تحٌة العلم داخل األجواء الكشفٌة بمجموعة من الطقوس الممٌزة‪،‬‬ ‫التً تعطً لرمز الببلد هٌبته وقدسٌته‪ ،‬التً تتناسب مع المكانة التً ٌحتلها العلم‬ ‫ورمزٌته فً قلوب المواطنٌن‪ .‬طقوس الوقوؾ إجبلال للعلم الوطنً ٌدخل ضمن مكونات‬ ‫التربٌة الوطنٌة التً تسعى الحركة الكشفٌة ترسٌخها بشكل متٌن لذى الفتٌة والشباب‪،‬‬ ‫تترجم هذه الطقوس البعد التربوي بأسلوب متمٌز‪ٌ ،‬ؤكد ارتباط الكشافة الوثٌق بوطنٌتهم‬ ‫وبببلدهم‪.‬‬ ‫فً مختلؾ المناسبات والتجمعات وؼٌرها من االحتفاالت ٌعبر فٌها الكشافة عن‬ ‫اعتزازهم وإجبللهم لرمز الببلد‪ ،‬وتعاملهم معه ٌعكس الحب العمٌق‪ ،‬بواسطة مراسٌم تتم‬ ‫وفق طقوس الؽاٌة منها تعظٌم راٌة الببلد من أجل تأكٌد اإلخبلص والتضحٌة فً سبٌل‬ ‫عزة الوطن وإعبلء شأنه (‪.)8‬‬ ‫‪98‬‬


‫مراسٌم حفل أداء العهد ‪:‬‬ ‫أكاء اُؼ‪ٜ‬ل ثبَُ٘جخ ُِلز‪ٓ ٠‬ؾطخ روث‪٣ٞ‬خ ٓ‪ٜٔ‬خ علا ٖٓ ث‪ ٖ٤‬أُؾطبد أُزؼلكح اُز‪٢‬‬ ‫‪٣‬زقطب‪ٛ‬ب أُ٘قو‪ ٛ‬كافَ أُ٘بؿ اٌُْل‪ ٝ .٢‬رؼزجو ؽلِخ أكاء اُؼ‪ٜ‬ل‬

‫ٓ٘بٍجخ ٓزٔ‪٤‬يح ثبٓز‪٤‬ي‬

‫‪٣‬ؼ‪ْٜ٤‬ب ٓوح ‪ٝ‬اؽلح فالٍ ؽ‪٤‬بر‪ ٚ‬اٌُْل‪٤‬خ‪ ،‬رزوى أصوا ًج‪٤‬وا ك‪ ٢‬ػالهز‪ ٚ‬ثبُؾوًخ‪ٓ ٍٟٞ ،‬وح ‪،‬‬ ‫‪ٝ‬رظَ اٗؼٌبٍبر‪ٜ‬ب – أُوٖ‪ٞ‬كح‪ٗ -‬جواٍب ‪٤٘٣‬و أُواؽَ أُوجِخ ‪ .‬كقالُ‪ٜ‬ب ‪١‬هَْ ثْوف‪ُِ ٙ‬و‪٤‬بّ‬ ‫‪ٝ‬ارقبم ث٘‪ٞ‬ك‪ ٙ‬أٍِ‪ٞ‬ثب ٍِ‪٤ًٞ‬ب فالٍ أُ​ٔبهٍخ‬

‫ثبُ‪ٞ‬اعت ‪ٝ‬االُزياّ ثز٘ل‪٤‬ن هبٗ‪ ٕٞ‬اٌُْبف‪،‬‬

‫اُ‪٤ٓٞ٤‬خ ُؾ‪٤‬بح أُ٘قو‪ٍٞ . ٛ‬اء فالٍ ٓٔبهٍخ األْٗطخ اٌُْل‪٤‬خ‪ ،‬أ‪ ٝ‬فالٍ ػالمر‪ٓ ٚ‬غ أُؾ‪ٜ٤‬‬ ‫االعزٔبػ‪.٢‬‬ ‫أكاء اُؼ‪ٜ‬ل ك‪ ٢‬األٍِ‪ٞ‬ة اٌُْل‪ ٢‬اُزوث‪٣ ١ٞ‬غؼَ اُلز‪٣ ٠‬زقط‪ ٠‬أُواؽَ ثزََِ​َ ٓ٘طو‪٢‬ح‬ ‫فالٍ ر٘ل‪٤‬ن اُطو‪٣‬وخ اٌُْل‪٤‬خ ثأٍِ‪ٞ‬ث‪ٜ‬ب اُٖؾ‪٤‬ؼ ‪ٝ‬كن أُ٘‪ ٚ‬اط‪ .‬ئم ال ‪َٔ٣‬ؼ ُِلز‪ ٠‬إٔ ‪٣‬ورل‪١‬‬ ‫اُي‪ ١‬اٌُْل‪ ٢‬ئال ثؼل إٔ ‪٣‬غزبى‬

‫االفزجبهاد أُووهح ٌُِْبف ك‪ٓ ٢‬وؽِخ أُجزلب‪ٝ ،‬‬

‫اُز‪٢‬‬

‫‪٣‬ز‪ٞ‬ع‪ٜ‬ب ثأكاء اُؼ‪ٜ‬ل ‪ ،‬ث٘‪ٞ‬ع ٖٓ اإلًجبه ‪ٝ‬االؽزواّ‪ ،‬ك‪ ٢‬ؽلَ رطجؼ‪ٓ ٚ‬واٍ‪ ْ٤‬رزَْ ثطو‪ًٞ‬‬ ‫رز٘بٍت ٓغ ه‪ٔ٤‬خ أُ٘بٍجخ اُزوث‪٣ٞ‬خ ‪ٓٝ‬غ اٗؼٌبٍبر‪ٜ‬ب ػِ‪ ٠‬اُلوك‪.‬‬ ‫تأخذ مراسٌم حفل أداء العهد طابعا من الخشوع واإلكبار‪ ،‬ألن الحفل فعبل ٌستحق‬ ‫هذه األجواء من أجل تأكٌد البعد الروحً والبعد الوطنً فً نفوس الفتٌة‪ ،‬وجعلهم‬ ‫ٌمارسون تعظٌما للخالق ووقوفا إجبلال له‪ ،‬وحثهم على الوالء للوطن‪ ،‬فً إطار‬ ‫المقدسات الراسخة التً ٌؤمن بها المسلم‪ ،‬وٌؤمن بها المواطن المتشبع بالروح‬ ‫الوطنٌة الصادقة‪.‬‬ ‫رؼم حداثة سن الفتٌة للتعامل مع المضامٌن بهذا الشكل‪ ،‬فإن عملٌة استٌعابها له‬ ‫وممارستها بهذا األسلوب ٌؤدي إلى‬ ‫ارتباط وثٌق بالمقدسات الروحٌة والوطنٌة‪،‬‬ ‫ترسٌخها فً نفوس الفتٌة بقدر عال من الوثوق واإلٌمان‪ ،‬ال تزحزحه كل أسالٌب‬ ‫التؽرٌب واالستبلب الدخٌلة على مجتمعنا‪ ،‬التً تهدؾ إضعاؾ نفوس أطفالنا وشبابنا‪،‬‬ ‫وجعلهم عرضة للضٌاع الروحً والثقافً والوطنً‪ ،‬لٌصبحوا مجرد أرقام استهبلكٌة‬ ‫فً سجبلت االستثمارات العالمٌة الطاؼٌة‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫مراسٌم حفل االنتقال من قسم آلخر ‪:‬‬ ‫البعد التربوي لحفل االنتقال من مرحلة إلى أخرى‪ ،‬هً عملٌة مواكبة المراحل‬ ‫العمرٌة فً إطار مواصلة مفهوم التنمٌة الذاتٌة للفرد ‪ ،‬بتسلسل منطقً ٌتناسب مع سنه‬ ‫ومؤهبلته‪ .‬تأخذ هذا ال مناسبة أجواء احتفالٌة ذات طابع خاص‪ ،‬انطبلقا من التقالٌد‬ ‫الراسخة فً الممارسة الكشفٌة ‪ .‬إنجاز مراسٌم حفل االنتقال ٌستمد مرجعٌته من أصالة‬ ‫الممارسة الكشفٌة ( ‪ ،)9‬التً ال تمثل احتفاالت شكلٌة بعٌدة عن القصدٌة‪ ،‬بل إنها تدخل‬ ‫فً مسار تنفٌذ المنه اج التربوي الكشفً‪ ،‬الذي ٌحتوي على عناصر متكاملة بٌن‬ ‫خطواتها ومراحلها و تمظهراتها المنسجمة فٌما بٌنها‪.‬‬ ‫عملٌة انتقال الفتى من مرحلة عمرٌة إلى مرحلة أخرى‪ ،‬تعنً فً الحركة انتقال‬ ‫من برنامج تربوي إلى آخر من مستوى مؽاٌر‪ ،‬فهً تدل على عملٌة انتقال نوعً فً‬ ‫مسٌرته الكشفٌة‪ ،‬وتؤكد للفتى أنه بلػ درجة من التطور والنضج التً تسمح له باالنتقال‬ ‫إلى المرحلة الموالًة ‪ ،‬وهذه العملٌة تدخل فً إطار تدعٌم التطور الذاتً والجماعً‪،‬‬ ‫ومواكبة تسلسل الترقً ومواصلة النماء بما ٌتناسب مع المرحلة العمرٌة‪.‬‬ ‫أجواء فرٌدة جدا حٌنما‬ ‫هذا الحفل بطقوسه ومراسٌمه ٌجعل الكشاؾ ٌعٌش‬ ‫ٌودعه أعضاء الجماعة التً كان ٌنتمً لها ‪ ،‬وتستقبله الجماعة الجدٌدة التً سٌلتحق‬ ‫بها‪ ،‬هذه األجواء االحتفالٌة تجعل الفرد ٌأخذ انطباعا عمٌقا ٌظل منقوشا فً ذاكراته من‬ ‫خبلل تلك الطقوس التً تصاحب المراسٌم‪ٌ .‬تم اإلعداد لها وتنفٌذها بعناٌة ودقة‪.‬‬ ‫الفرد الكشاؾ كأي كابن حً ٌنمو وٌتطور‪ ،‬وٌتدرج فً ممارساته وأنشطته فً‬ ‫وثٌرة متصاعدة من البسٌط إلى المعقد ومن المحسوس إلى المجرد‪ ...‬فالحركة الكشفٌة‬ ‫تجعله ٌتدرج وفق وثٌرة منتظمة‪ ،‬وتسعى إلى عدم تكراره للتجارب التنشٌطٌة بنفس‬ ‫األسلوب وبنفس الوعً و بنفس النضج وبنفس الطرٌقة التً مارس بها األنشطة حٌنما‬ ‫كان فً سن أقل من العمر الذي بلؽه‪ ،‬إذن فهو مطالب لمواكبة تطور نضجه‪ ،‬وٌفعل ذلك‬ ‫بحفل االنتقال‪.‬‬ ‫تقالٌد تأدٌة التحٌة الكشفٌة‪:‬‬ ‫المنتم ون للحركة فً العالم ٌؤدون نفس التحٌة لبعضهم البعض‪ ،‬وهذا الصنؾ‬ ‫من التحٌة خاص بالكشافة ال ؼٌر‪ٌ ،‬ستعملونها فً عدة مناسبات وفً مواقؾ مختلفة‪،‬‬ ‫الشًء الذي ٌجعل الفرد الكشاؾ ٌتقن أسالٌب التحٌة وٌستعملها باستمرار‪ ،‬بشكل عادي‬ ‫أثناء األنشطة واألعمال التً ٌقوم بها داخل جماعته أو أثناء لقاءاته الوطنٌة أو الدولٌة‬ ‫أو العالمٌة‪ .‬و تحٌة اآلخر نابعة من االحترام و التقدٌر و الصداقة و األخوة التً تنشدها‬ ‫‪100‬‬


‫الحركة‪ ،‬و التً تحاول تطبٌع سلوك األفراد بذلك‪ ،‬عبر ترسٌخه بالممارسة المستمرة‬ ‫للمعاملة الطٌبة و التقدٌر الجٌد لآلخر‪.‬‬ ‫تقالٌد إشارات التجمع و النداء‪:‬‬ ‫‪٘ٛ‬بى ٓغٔ‪ٞ‬ػخ ٖٓ األٍبُ‪٤‬ت اُزو٘‪٤‬خ‪ -‬اُزْ٘‪٤‬ط‪٤‬خ اُز‪ ٢‬رَب‪ ْٛ‬ك‪ ٢‬رؼ‪٣ٞ‬ل األكواك ػِ‪٠‬‬ ‫فٖبٍ االٗ‪ٚ‬جب‪ٝ ٛ‬اُ٘ظبّ ‪ٝ‬اُل‪٘٣‬بٓ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُلؼبُ‪٤‬خ‪ٝ .‬ػِ‪ٚ٤‬‬ ‫أُ٘زٔ‪ ٕٞ‬ئُ‪ٜ٤‬ب ‪٣‬زٔ‪٤‬ي‪ ٕٝ‬ثأػِ‪ ٠‬كهعخ اُ٘ظبّ ‪ٝ‬اُلهخ فالٍ‬

‫ؽوٕذ اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ إٔ ‪ٌٕٞ٣‬‬ ‫أْٗطز‪ٝ ْٜ‬أػٔبُ‪ ْٜ‬ك‪ٓ ٢‬قزِق‬

‫أُ‪ٞ‬اهغ‪ٍٝ .‬رلؼ‪ َ٤‬مُي ‪ٙٝ‬ؼذ اُؾوًخ ٓغٔ‪ٞ‬ػخ أٍبُ‪٤‬ت "اُ٘لاءاد اَُو‪٣‬ؼخ أُ٘ظٔخ "‪٣ ،‬زْ‬ ‫ث‪ٞ‬اٍطز‪ٜ‬ب عٔغ اٌُْبكخ ك‪ٝ ٢‬هذ ‪ٝ‬اؽل ‪ٝ‬ثٌَْ ‪٣‬ز٘بٍت ٓغ ‪ٛ‬ج‪٤‬ؼخ اُْ٘ب‪ٛ‬‬

‫أُيٓغ ر٘ظ‪، ٚٔ٤‬‬

‫اٍزؼِٔذ ٓغٔ‪ٞ‬ػخ ٖٓ اُ‪ٍٞ‬بئَ ٓضَ )اُٖل‪٤‬وح(‪١،‬رْ رله‪٣‬ج‪ ْٜ‬ػِ‪ٓ ٠‬لُ‪ ٍٞ‬هٓ‪ٞ‬ى‪ٛ‬ب اُجَ‪٤‬طخ‬ ‫‪ٝ‬أُوًجخ‪٤ُ ،‬زْ اٍزؼٔبُ‪ٜ‬ب ك‪ٔ٤‬ب ث‪ٝ .ْٜ٘٤‬اٍزؼِٔذ ًنُي ئّبهاد اُزغٔغ اُز‪ ٢‬رغؼَ اُوبئل ‪٣‬ؾلك‬ ‫ٌَّ ‪ٝ‬ه‪ٞ‬ف اٌُْبكخ ث‪ٞ‬اٍطخ ئّبهح ثَ‪٤‬طخ ‪٣‬و‪ ّٞ‬ث‪ٜ‬ب اُوبئل ث‪٤‬ل‪ ، ٙ‬ػ٘ل ر٘و‪٤‬ن ئؽل‪ ٟ‬األْٗطخ‬ ‫ًٔب اٍزؼِٔذ ػلح أٍبُ‪٤‬ت ٓضَ "اَُ‪ٔ٤‬بك‪ٞ‬ه" ‪ٝ‬اُن‪ ٖٓ ٌٖٔ٣ ١‬اُزقب‪ٛ‬ت ث‪ ٖ٤‬كوك‪ ٖ٣‬أ‪ ٝ‬أًضو‬ ‫ٖٓ َٓبكخ ثؼ‪٤‬لح ث‪ٞ‬اٍطخ ػِٔ‪ٕ ٖ٤‬ـ‪٤‬و‪ ٖ٣‬ث‪٤‬ل‪ٝ ًَ ١‬اؽل ٓ٘‪ٜ‬ب‪ٛٝ ،‬ن‪ ٖٓ ٙ‬اُزو٘‪٤‬بد اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫أُ​ٔ‪٤‬يح اُز‪ ٢‬رؼط‪ُِ ٢‬لوك ٓغبالً هؽجب ً الثزٌبه ٓ‪ٜ‬بهاد ‪ ٌٖٔ٣‬إٔ ‪َ٣‬زؼِٔ‪ٜ‬ب ك‪ّ ٢‬ز‪ٓ ٠‬غبالد‬ ‫اُؾ‪٤‬بح اُ‪٤ٓٞ٤‬خ ثٌَ ػل‪٣ٞ‬خ ‪ ٝ‬ثٌَ اٍزؼلاك‪.‬‬ ‫تقالٌد ممارسة حٌاة الخبلء ‪:‬‬ ‫الطرح الذي أتى به "بادن باول" عند اختٌاره الطبٌعة لتنفٌذ األنشطة الكشفٌة‪ ،‬كان‬ ‫نابعا من معطى مهم مرتبط أساسا بأسلوب تنفٌذ البرنامج‪ ،‬وهو ابعاد الفتٌة من فضاء‬ ‫المدٌنة‪ ،‬ألن مثٌرات المحٌط لها تأثٌرقوي على سلوك األفراد‪ .‬حٌاة الخبلء فضاء مثالً‬ ‫لتفعٌل األنشطة الكشفٌة‪ ،‬فهً بٌبة تربوٌة ممٌزة نظرا لما تزخر به من مكونات طبٌعٌة‬ ‫عظٌمة‪.‬‬ ‫اُل‪ٚ‬بء اُطج‪٤‬ؼ‪ٗ ٢‬ظ‪٤‬ق ‪ٝ‬ال ‪٣‬ز‪ٞ‬كو ػِ‪ٓ ٠‬ـو‪٣‬بد ٖٓط٘ؼخ‪ .‬افز‪٤‬و ث‪ٜ‬ن‪ ٙ‬أُ‪ٞ‬إلبد ثؾضب‬ ‫ػٖ ػ‪ٞ‬آَ اُزوً‪٤‬ي ‪ٝ‬اُ‪ٜ‬ل‪ٝ‬ء اُز‪ ٢‬ر‪ٞ‬كو اُظو‪ٝ‬ف اُزوث‪٣ٞ‬خ أُالئٔخ اُز‪ ٢‬ؽلك‪ٛ‬ب "ثبكٕ‬ ‫ثب‪ٝ ،"ٍٝ‬عؼِ‪ٜ‬ب ٖٓ اُؼ٘بٕو األٍبٍ‪٤‬خ اُز‪ ٢‬رٌ‪ ٕٞ‬اُطو‪٣‬وخ اٌُْل‪٤‬خ‬

‫‪ُٜٝ ،‬نا إٔجؾذ‬

‫‪ ١‬أُٖؾ‪ٞ‬ثخ ثبال‪ٛ‬زٔبّ ‪ٝ‬اُؼ٘ب‪٣‬خ ثبُج‪٤‬ئخ‬ ‫أُ​ٔبهٍخ اٌُْل‪٤‬خ ٓورجطخ ثٌَْ ًج‪٤‬و ثبُج‪٤‬ئخ اُطج‪٤‬غ ح‬ ‫اُطج‪٤‬ؼ‪٤‬خ‪ٝ ،‬هل أًل ػِ‪ ٠‬مُي ٓإٌٍ اُؾوًخ ك‪ٓ ٢‬قزِق‬ ‫‪101‬‬

‫اًٍزت اُز‪ ٢‬إٔله‪ٛ‬ب ػٖ اُؾوًخ‬


‫اٌُْل‪٤‬خ‪ ٝ .‬ثٔب إٔ أُغبٍ اُطج‪٤‬ؼ‪ ٢‬أٍبٍ‪ ٢‬ك‪ ٢‬األْٗطخ اٌُْل‪٤‬خ‬

‫( ‪ ،)10‬كول إٔجؼ عٔ‪٤‬غ‬

‫اٌُْبكخ ِٓيٓ‪ ٖ٤‬ثاروبٕ اُزوبُ‪٤‬ل ‪ٝ‬اُزو٘‪٤‬بد اُقبٕخ ثؾ‪٤‬بح اُقالء ‪ٝ‬أٍبُ‪٤‬ت اُزؼبَٓ ٓغ اُج‪٤‬ئخ‬ ‫اُطج‪٤‬ؼ‪٤‬خ‪ٝ ،‬اُزؼب‪ٓ ِ٣‬ؼ‪ٜ‬ب ثٌَ اؽزواّ ‪ ٝ‬ك‪ٓ ٕٝ‬قِلبد رَ‪٢‬ء ئُ‪ٜ٤‬ب‪ ٖٓ ٝ .‬اُزو٘‪٤‬بد اُز‪٢‬‬ ‫‪٣‬زلهة ػِ‪ٜ٤‬ب األػ‪ٚ‬بء ػِ‪ٍ ٠‬ج‪ َ٤‬اُنًو ال اُؾٖو‪:‬‬ ‫‪ ‬اإلعداد لحٌاة الخبلء واالعتناء بالمستلزمات وخصوصا الجراب بكل المحتوٌات‪ ،‬من‬ ‫لباس وأدوات النوم ولوازم األكل والشرب واإلسعافات األولٌة‪ ،‬ووسابل التدبر‬ ‫وبطارٌات اإلنارة‪...‬‬ ‫‪‬‬

‫نصب الخٌام وتقنٌات جمعها وطرق المحافظة علٌها وصٌانتها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إٌقاد النار والطبخ بالوسابل البسٌطة ؼٌر الملوثة للبٌبة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫تقنٌات الرٌادة المتعلقة بالمهارات التً تجعل الكشافة ٌتكٌفون مع المعطٌات‬ ‫الطبٌعٌة‪ ،‬من خبلل صنع بعض الوسابل من الطبٌعة لتلبٌة بعض الحاجٌات‪.‬‬ ‫حسن التعامل مع المعلومات المرتبطة بالطقس وتقلباته‪.‬‬ ‫حسن اختٌار األماكن المناسبة لمزاولة األنشطة‪ ،‬وأماكن الحفر لطمر النفاٌات مع‬ ‫أخذ االحتٌاطات البلزمة لعدم اإلضرار بالحٌوانات والنباتات والمٌاه‪ ،‬وبجل مكونات‬ ‫المحٌط البٌبً الذي ٌستعمله الكشافة أو ٌزاولون به أنشطتهم‪.‬‬ ‫استعمال جل وسابل االتصال بالرموز واإلشارات لتسهٌل التواصل عن بعد‬ ‫ولمزاولة األنشطة بالطبٌعة‪.‬‬ ‫تقالٌد ارتداء الزي الكشفً‪:‬‬

‫مفهوم الزي ‪:‬‬ ‫أؼلب الناس الذٌن ٌرون الكشافة ببدلتهم الموحدة ٌطرحون السؤال التالً‪ :‬لماذا‬ ‫ٌرتدي الكشافة زٌا ٌمٌزهم عن اآلخرٌن؟ وما الؽاٌة التربوٌة من توحٌد البدلة؟‬ ‫الجواب ‪ :‬أن أسلوب التربٌة الكشفٌة مرتبط فً العدٌد من األنشطة بارتداء للبذلة‬ ‫الكشفٌة‪ ،‬على اعتبار دالالت ها العمٌقة فً ممارسة التربٌة الكشفٌة‪ ،‬ولها ارتباطات‬ ‫متعددة فً تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة بكل مكوناتها فً مختلؾ مراحلها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى‬ ‫كون الزي ٌعتبر تمٌزا للمنتمٌن للحركة الكشفٌة المعروفٌن بتطوعهم فً تقدٌم الخدمات‬ ‫الجلٌلة لآلخرٌن‪ ،‬والمعروفٌن بنظامهم وانضباطهم وحسن تعاملهم‪ ،‬باإلضافة إلى أناقتهم‬ ‫ونظافتهم التً ٌحث علٌها قانون الكشاؾ‪ .‬وهذه أهم مزاٌا البذلة الكشفٌة ‪:‬‬

‫‪102‬‬


‫▪ محو مثٌرات الفوارق االجتماعٌة عن األنشطة‪.‬‬ ‫▪ سهولة التعارؾ بٌن الكشافة فٌما بٌنهم ‪.‬‬ ‫▪ التحلً بالقٌم التً ينص علٌها قانون الكشاؾ عند ارتداء الزي‪.‬‬ ‫▪ التمٌز باالنتماء لحركة عالمٌة ‪.‬‬ ‫▪ التمٌ​ٌز بٌن األفراد فً المهام و الدرجات التً تدل على تقدمهم وارتقابهم‪.‬‬ ‫▪ للتمٌ​ٌز بٌن المراحل العمرٌة بالحركة الكشفٌة‪.‬‬ ‫▪ إبراز المشاركات فً التظاهرات الكشفٌة الوطنٌة والدولٌة والعالمٌة‪.‬‬ ‫▪ التعرٌؾ بالهواٌات والمهارات التً ٌتقنها الفرد‪.‬‬ ‫تسهل الممٌزات التربوٌة المرتبطة بالزي التواصل وتدعمه ‪ .‬وتعتبر الواجهة‬ ‫العاكسة للمزاٌا التربوٌة التً تنهجها الحركة الكشفٌة‪ ،‬التً ٌحملها الزي عند ارتدابه‬ ‫من طرؾ الكشافة‪.‬‬

‫ٌرتدي الفتٌة والشباب الزي الكشفً بمختلؾ اللوازم المتبلزمة معه ‪ ،‬من شارات‬ ‫وعبلمات وجدٌبلت‪ ...‬إذ تعتبر البدلة من الخصابص التً تشعر الفتى باالنتماء إلى‬ ‫تنظٌم متمٌز‪ ،‬التنظٌم الذي ٌحدد صورة المنتمٌن إلٌه فً سماتهم وسلوكهم وانضباطهم ‪.‬‬ ‫ارتداء الزي لٌس معناه أن من ٌلبسه لٌعرؾ بنفسه على أنه كشاؾ فقط‪ ،‬بل ٌتعداه إلى‬ ‫الكشفٌة التً‬ ‫ؼاٌة أكبر‪ ،‬ؾحٌن ٌرتدي الفتى زٌه الكشفً فإنه ٌتمثل القٌم والمبادئ‬ ‫تجعله إنسانا فاعبل فً محٌطه‪.‬‬ ‫ارتداء الزى الكشفً ٌخضع لتقالٌد خاصة ‪ ،‬فالكشاؾ ٌضع علٌه كل ما استحقه‬ ‫فعلٌا من شارات وعبلمات خبلل مراحل تنمٌته الذاتٌة ‪ ،‬وبذلك ٌكون للزي مهمة عكس‬ ‫صورة صاحبه‪ ،‬وصورة التنظٌم الذي ٌنتمً إلٌه‪ .‬ولذلك تكون عبلقة الفرد مع بدلته‬ ‫عبلقة وطٌدة‪ .‬ولذلك تجد جل كشافة العالم ٌعتنون به وٌعدونه بكل عناٌة لٌكون جاهزا‬ ‫الرتدابه أثناء األنشطة مثل ‪ :‬مراسٌم تحٌة العلم‪ ،‬االجتماعات الخاصة بالطلٌعة أو‬ ‫الوحدة أو الفرقة‪ ،‬الزٌارات الرسمٌة‪ ،‬أثناء البحوث المٌدانٌة‪ ،‬الرحبلت‪ ،‬التجمعات‬ ‫والمناسبات الكشفٌة المختلفة‪ ،‬أثناء القٌام بالواجب الذي ٌتم فً إطار خدمة وتنمٌة‬ ‫المجتمع‪ ...‬وخبلل األنشطة الداخلٌة وأثناء األلعاب‪ ،‬وخبلل القٌام بمختلؾ المصالح‬ ‫األخرى‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫تخضع عملٌة ارتداء الزي الكشفً لمجموعة من الضوابط التً تحددها اللوابح‬ ‫التنظٌمٌة للمنظمة العالمٌة للحركة الكشفٌة ‪ ،‬انطبلقا من الوثٌقة األصل ٌة المرجعٌة‪،‬‬ ‫والتً تترك لكل تنظٌم وطنً حٌز من الحرٌة للتصرؾ فً بعض األمور الشكلٌة مثل‬ ‫اللون ونوع الخٌاطة‪ ،‬لكن دون مساس باألمور المرتبطة بالمضمون التربوي‪ .‬إذا كان‬ ‫المندٌل هو أبرز قطعة تعطً للزى ارتباطه الكشفً فإن الشارات ال تقل أهمٌة عنه‪ ،‬ألنها‬ ‫تبرز تبلزمها وارتباطها بالطرٌقة التربوٌة الكشفٌة بناء على المعطٌات التربوٌة التالٌة ‪:‬‬ ‫أ ـ التعبٌر عن التقدم واالرتقاء ‪:‬‬ ‫ التعبٌر عن نوع الهواٌات واالهتمامات التً ٌزاولونها‪ ،‬بحمل شارات الهواٌات‬‫التً حصل علٌها الفتٌة والشباب بعد اجتٌازهم لمطالبها وشروطها‪.‬‬ ‫ التعبٌر عن االرتقاء فً المستوى ‪ :‬حمل شارات الكفاٌات التً حصلوا علٌها‬‫بعد اجتٌاز عملٌات تقٌ​ٌم مدى اطبلعهم وإتقانهم للمجاالت التً تتضمنها الدرجات ‪.‬‬ ‫ب ـ الـتعبٌر عن االنتماءات الكشفٌة ‪:‬‬ ‫ التعبٌر عن االنتماء العالمً‪:‬‬‫الحركة الكشفٌة حركة عالمٌة‪ ،‬والدخول فً زمرتها و اإلنتماء إلٌها فً ارتباطها‬ ‫العالمً أمر أساسً ‪ ،‬فإننا نقول "للكشاؾ المبتدئ" عند أدابه للعهد ‪" :‬لقد أصبحت من‬ ‫ضمن األخوة الكشفٌة العالمٌة"‪ ،‬والتعبٌر عن هذا اإلنتماء ٌفترض أن ٌضع كل كشاؾ‬ ‫الشارة الموحدة عالمٌا‪ ،‬التً توحد كشافة العالم ‪ .‬إنهم جمٌعا ٌقسمون بنفس القسم ألداء‬ ‫االختبلفات الممٌزة لكل بلد‬ ‫نفس الواجب بنفس الطقوس وبنفس المراسم‪ ،‬مع بعض‬ ‫ولكل عقٌدة‪ .‬وٌلتقون فً التجمعات الدولٌة خبلل المناسبات الكشفٌة العالمٌة و الدولٌة‬ ‫واإلقلٌمٌة‪ٌ ،‬مارسون خبللها األنشطة وكأنهم ٌعرفون بعضهم منذ زمن بعٌد‪.‬‬ ‫االستناد على البعد العالمً فً الحركة الكشفٌة ٌتضمن عدة مزاٌا إنسانٌة نبٌلة‪،‬‬ ‫مثل وحدة الكابن البشري مهما اختلفت دٌاناته وأوضاعه وارتباطاته‪ ،‬إنها تدعم االلتحام‬ ‫تبلقح‬ ‫اإلنسانً لترسٌخ دعابم السبلم العالمً بٌن الشعوب‪ ،‬والتبادل الحضاري و‬ ‫الثقافات‪ ،‬وتقرٌب وجهات النظر والتعرٌؾ بالقضاٌا اإلنسانٌة‪ .‬وهذا البعد اإلنسانً‬ ‫المبنً على الفضٌلة‪ ،‬هو ما ٌجعل لدور اإلنتماء العالمً للحركة حضور قوي‪ ،‬واهتمام‬ ‫بالػ‪ .‬وقد أولت منظمة الكشافة العالمٌة اهتماما بهذا البعد‪ ،‬وتبدل جهودا من أجل‬ ‫ترسٌخه لدى كل الممارسٌن المتناثرٌن فً مختلؾ دول العالم بالقارات الخمس‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫ التعبٌر عن اإلنتماء الوطنً‬‫اإلنتماء العالمً ٌأتً بعده مباشرة التعبٌر عن اإلنتماء للوطن الذي ال ٌلؽٌه‬ ‫اإلنتماء األول‪ ،‬أو تكون أسبقٌة علٌه‪ ،‬بل على العكس فإنه ٌؤكده وٌثبت حضوره بقوة‪،‬‬ ‫وهذا متبوث من خبلل قسم وقانون الكشاؾ ومن خبلل المبادئ ‪ ،‬وٌتم تأكٌده من خبلل‬ ‫وضع شارة الببلد‪ ،‬وهً عبارة عن العلم الوطنً الذي ٌعد من أهم الشارات التً‬ ‫ٌتضمنها الزي الكشفً‪ ،‬فخبلل اللقاءات الدولٌة‪ٌ ،‬كفً للكشافة المشاركٌن إلقاء نظرة‬ ‫للمكان الموحد بالزي الذي ٌوضع علٌها علم الببلد للتأكد من هوٌة المشارك ومعرفة‬ ‫البلد الذي ٌنتمً إلٌه ‪ ،‬فالكشافة ٌعتبرون أنفسهم سفراء لبلدانهم فً اللقاءات الدولٌة‬ ‫والعالمٌة‪.‬‬ ‫‪ -‬التعبٌر عن االنتماء للتنظٌم المحلً ‪:‬‬

‫ٌتدرج مفهوم االنتماء من العالمٌة إلى الوطنٌة لٌعقبه االنتماء للتنظٌم الكشفً‬ ‫(الجمعٌة)‪ ،‬وٌتم التعبٌر عن ذلك بوضع شارة الجمعٌة من طرؾ كل ممارس كٌفما كان‬ ‫انتماءه للتنظٌمات الوطنٌة أو المحلٌة‪ ،‬بعدها تتدرج شارات االنتماء إلى شارة الفرقة ثم‬ ‫الوحدة إلى أن تصل إلى الطلٌعة‪ ،‬حٌث ٌضع كل فرد ٌنتمً لها ألوانها على كتفه األٌسر‬ ‫وهو مزهو بذلك‪.‬‬ ‫وتصنٌؾ هذه الشارات حسب نوعٌة االنتماء ٌأتً تنفٌذا ألحد العناصر الخمسة‬ ‫التً تتضمنها الطرٌقة الكشفٌة‪ ،‬وهً الحٌاة داخل المجموعات‪ ،‬الذي ٌدعم بها الفرد‬ ‫الكشاؾ انتماءه انطبلقا من ارتباطه بطلٌعته ووحدته وفرقته‪ ،‬ثم الفرع باعتباره إحدى‬ ‫الخبلٌا األساسٌة للتنظٌم الكشفً فً مختلؾ المناطق والجهات‪ ،‬داخل األحٌاء والقرى‬ ‫والمداشر التً تمارس بها الحركة‪.‬‬ ‫ارتداء الزي الكشفً ٌتطلب شروطا أخبلقٌة والتزامات بٌن الشباب المنخرط وبٌن‬ ‫التنظٌم الكشفً‪ ،‬وأهم هذه االلتزامات التحلً بالقٌم األخبلقٌة الحمٌدة‪ ،‬والكشاؾ عندما‬ ‫ٌلبس الزي الكشفً بعد إٌمانه بم بادئ الحركة ٌكون مستعدا ومهٌأ فً كل لحظة لتقدٌم‬ ‫العون لكل من ٌحتاج المساعدة‪ ،‬وهذه الصفات تعطً للكشاؾ صورة إٌجابٌة لدى كل من‬ ‫ٌلتقً به‪ .‬و هذا ما ٌجعل الجمٌع ٌأخذ انطباعا جٌدا عن كل كشاؾ الذي ٌبدو مزهوا‬ ‫مفتخرا بزٌه أمام الناس‪.‬‬

‫‪105‬‬


‫أُواعــــــــغ‬ ‫‪ -1‬ػجل اٌُو‪ ْ٣‬ؿو‪٣‬ت ‪ -‬أُ٘‪ َٜ‬اُزوث‪ٓ -١ٞ‬ؼغْ ٓ‪ٍٞٞ‬ػ‪ ٢‬ك‪ ٢‬أُٖطِؾبد ‪ٝ‬أُلب‪ْ٤ٛ‬‬ ‫اُج‪٤‬لاؿ‪ٞ‬ع‪٤‬خ ‪ٝ‬اُل‪٣‬لاًز‪٤ٌ٤‬خ ‪ٝ‬اَُ‪ٌُٞٞ٤‬ع‪٤‬خ‪ْٞ٘ٓ -‬هاد ػبُْ اُزوث‪٤‬خ – اُطجؼخ األ‪- ٠ُٝ‬‬ ‫‪.2006‬‬ ‫‪ٓ -2‬ـبٓوح اُغي‪٣‬وح‪ -‬ػٖ أُق‪ ْ٤‬اٌُْل‪ ٢‬األ‪ ٍٝ‬ثغي‪٣‬وح ثوا‪ٓ -٢َٗٝ‬وزطلبد ٖٓ ًزبة‬ ‫(ؽ‪٤‬بر‪ُ ٖ٤‬جطَ) رأُ‪٤‬ق ‪٤ُٝ :‬بّ ‪ٌِٞ٤ٛ‬هد (ّ‪.‬ى‪.‬ع) األٓبٗخ اُؼبٓخ – ئكاهح اُجوآظ ‪ٝ‬ر٘ٔ‪٤‬خ‬ ‫أُواؽَ ههْ ‪ 400- 345:‬ثزبه‪٣‬ـ ‪. 1998 – 03 – 25‬‬ ‫‪ -3‬أكٌبه ؽ‪ ٍٞ‬اُؼَٔ ث٘ظبّ أُواؽَ‪ -‬ئػلاك اُ‪ٜ‬بك‪ ١‬ث٘قِ‪ٞ‬ك‪ -‬اٌُْل‪٤‬خ اُز‪٤َٗٞ‬خ‪-ّ -‬ى‪-‬ع‪.‬‬ ‫األٓبٗخ اُؼبٓخ – ئكاهح ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ – ‪. 1998 ٞ٤ٗٞ٣‬‬ ‫‪ًْ ٕٞ٤ِٓ 250 -4‬بف – ٗبع‪ ٢‬الىُ‪ ٞ‬اُ‪٤ٜ‬أح اٌُْل‪٤‬خ اُؼوث‪٤‬خ‬ ‫‪ -5‬دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – باب التقالٌد الكشفٌة ‪ -‬م‪.‬ك‪.‬ع‪-‬‬ ‫‪ -6‬فلسفة التربٌة فً الحركة الكشفٌة‪ -‬عالء الدٌن فنان‪ -‬بحث لنٌل دبلوم المعهد‬ ‫الملكً لتكوٌن األطر‪1983-1982-‬‬ ‫‪ -7‬نفس المرجع السابق‬ ‫‪ -8‬دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – باب التقالٌد الكشفٌة ‪ -‬م‪.‬ك‪.‬ع‪-‬‬ ‫‪ -9‬نفس المرجع السابق‬ ‫‪ -10‬حٌاة الخالء – نشرة البرامج – الهٌئة الكشفٌة العربٌة – األمانة العامة – العدد ‪7‬‬ ‫ماي ‪. 1988‬‬

‫‪106‬‬


‫الفصل الرابع‬

‫مكونات‬ ‫الطرٌقة الكشفٌة‬

‫‪107‬‬


‫مكونات تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة‪:‬‬ ‫ٌتم تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة من خبلل تفعٌل جمٌع العناصر المكونة لها بكٌفٌة‬ ‫متوازنة وبشكل مستمر‪ ،‬ألن تفاعل العناصر تؤثر فً بعضها البعض بشكل متداخل‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ٌجعل الطرٌقة عملٌة دٌنامٌكٌة متكاملة ومترابطة‪ .‬فالطرٌقة ال تقبل إقصاء أو إبعاد‬ ‫أي عنصر من عناصرها المكونة لها‪ ،‬كما ال تقبل أن ٌتم تنفٌذ أي عنصر أو أكثر بطرٌقة‬ ‫خاطبة‪ .‬تؽٌ​ٌب أي مكون أو تنفٌذه بشكل خاطا ٌكون لهما تأثٌر سلبً على الطرٌقة‬ ‫التربوٌة الكشفٌة‪.‬‬ ‫توضٌح كل مكون على حدة فً إطار تداخبلته مع المكونات األخرى ٌؤكد فعالٌة‬ ‫الطرٌقة الكشفٌة وأسلوب تنفٌذها‪ .‬وهذا سرد مختصر لمكونات الطرٌقة الكشفٌة وأبعاد‬ ‫استعماالتها البٌداؼوجٌة ‪:‬‬ ‫العهد و القانون ‪ :‬عنصر ٌرتبط بالقٌم األخبلقٌة و تمثل السلوكات اإلٌجابٌة‪ ،‬فبعد‬ ‫اجتٌاز الفتى للعهد و استٌعابه لبنوذ القانون‪ ،‬فإنه ٌتمثل جل مضامٌنها بشكل جٌد‪ ،‬و ٌظل‬ ‫وسلوكٌات الٌومٌة بوثٌرة مستمرة ال تقبل التوقؾ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ٌستحضرها خبلل جل ممارساته‬ ‫نظام الطبلبع ‪ :‬االنضمام إلى مجموعة صؽٌرة من األقران ٌشكل معها فرٌق‬ ‫منسجم متضامن‪ ،‬وهذا عنصر ال ٌمكن تعطٌله أو إٌقافه لكون حٌاة الفتى و الشباب داخل‬ ‫الحركة مرتبطة بحٌاة الجماعة و بتفاعلها المستمر‪.‬‬ ‫نظام الشارات‪ :‬نظام للتعلم الذاتً المستمر‪ٌ ،‬سعى من خبلله الفرد تنمٌة و تطوٌر‬ ‫إمكانٌاته وقدراته الفردٌة‪ ،‬رابطها بالجماعة أن الفرد ٌعمل و ٌتطور من داخل الجماعة‬ ‫التً ٌنتمً إلٌها‪ ،‬و تتوٌج أي فرد من أفراد الطلٌعة إثر حصوله على إحدى الشارات فإنه‬ ‫تتوٌج للطلٌعة برمتها‪ٌ ،‬تم ذلك من خبلل تعلٌق شارة الفتى على زٌه الكشفً‪ ،‬وفً نفس‬ ‫الوقت تعلق شارة أخرى على علم الطلٌعة‪ .‬هذا التتوٌج المشترك ٌوضح البعد الذي‬ ‫تقصده التربٌة الكشفٌة من ارتباط الفرد بالمجموعة‪.‬‬ ‫التعلم بالممارسة ‪ :‬تتعدد أسالٌب التعلم بتعدد سٌاقاته و ظروفه‪ ،‬أي أن كل تعلم‬ ‫ٌبحث على وضعٌات تتناسب مع مناخه التربوي‪ .‬الحركة الكشفٌة بما أنها تربٌة تدخل‬ ‫ضمن صنؾ التربٌة ؼٌر النظامٌة‪ ،‬و بما أنها تسعى إلى تعلٌم األفراد و تكوٌنهم فً‬ ‫سٌاق أنشطة ممتعة شٌقة‪ ،‬وتعتمد على المكتسبات السابقة وتداعٌات تقنٌاتها على‬ ‫مكونات التعلم أو المكتسبات الجدٌدة‪ ،‬فإن الطرٌقة المتبلبمة مع هذه الظروؾ هً التعلم‬ ‫بالممارسة‪ ،‬أي حٌنما نجعل من الفرد صانع معرفته بنفسه‪ ،‬فإنه ٌبحث باستمرار على‬ ‫المعلومات والخبرات و المهارات التً تتناسب مع قدراته و تتبلءم مع طموحاته‬ ‫التكوٌنٌة‪.‬‬ ‫‪108‬‬


‫حٌاة الخبلء ‪ :‬التعامل مع المكونات الطبٌعٌة فضاءاتها الرحبة و بٌبتها النظٌفة‬ ‫العظٌمة‪ ،‬هذا المكون الذي ٌستدعً الفتٌة و الشباب لبلنصهار مع معطٌاته‪ ،‬و االبتعاد‬ ‫عن حٌاة المدٌنة و ضوضاءها ومشاكلها وإكراهاتها‪ .‬هذا الفضاء الرحب الشاسع ٌعطً‬ ‫الفرصة لبلنطبلق و االنشراح‪ ،‬من خبلل التعامل مع الطبٌعة و من خبلل مزاولة األنشطة‬ ‫الكشفٌة التً ٌتناسب مع البٌبة الطبٌعٌة حٌث أن المكونات األخرى للطرٌقة تجد متنفسا ًا‬ ‫لتفعٌل فقراتها و أنشطتها‪ .‬و رؼم أن الكشافة بصفة عامة ٌمارسون العدٌد من األنشطة‬ ‫داخل األندٌة‪ ،‬وبالمدٌنة فً مؤسساتها و أحٌابها و فضاءاتها‪...‬لكن نكهة الخروج إلى‬ ‫الطبٌعة و تنفٌذ العدٌد من فقراتها داخلها أمر ؼاٌة فً األهمٌة ألن الخروج إلى الطبٌعة‬ ‫كما خلقها هللا تعطً للفرد شحنة قوٌة تزٌد من إٌمانه بالخالق و تعطٌه مجاالًا للممارسة‬ ‫ٌتخللها فرص التحدي و المؽامرة المرفق بشعور عارم بالمتعة‪.‬‬ ‫بعد هذه االطبللة السرٌعة على مكونات الطرٌقة الكشفٌة فً التربٌة‪ٌ ،‬تبٌن أن‬ ‫تداخلها و تكاملها فٌما بٌنها ٌشكل عناصر متوازٌة زمنٌا ًا و بوثٌرة مستمرة عبر تسلسل‬ ‫مراحلها المنتظمة‪ ،‬التً تؤكد دٌنامٌتها و تعطٌها تمٌزها كحركة تربوٌة عالمٌة‪ .‬تنفٌذ‬ ‫الطرٌقة الكشفٌة بأسلوبها الصحٌح هو ما ٌؤكد أهمٌة هذه الحركة ونجاحها فً تأطٌر‬ ‫وتكوٌن الشباب مدة أكثر من مابة سنة من الوجود على الساحة التربوٌة العالمٌة‪.‬‬ ‫مفهوم النظام المرتبط بعناصر الطرٌقة ‪:‬‬ ‫تضم الطرٌقة الكشفٌة عناصر تسمٌها الحركة الكشفٌة ‪ " :‬نظام " المقصود‬ ‫بالظام من الناحٌة اإلصطبلحٌة ‪ :‬أٗ‪ً" ٚ‬ـَ" ‪٣‬زٌ‪ ٖٓ ٕٞ‬ػ٘بٕو ٓزلبػِخ ٓزظبكوح‪ ،‬ال‬ ‫‪ ٌٖٔ٣‬كِٖ‪ٜ‬ب ػٖ ثؼ‪ٜٚ‬ب اُجؼ٘‪ٝ .‬هل ؽلك‪ ٙ‬أُ٘‪ َٜ‬اُزوث‪ً ١ٞ‬ب‪٥‬ر‪ٓ ٞٛ « : ٢‬غٔ‪ٞ‬ػخ ٖٓ‬ ‫اُؼ٘بٕو ‪ٝ‬أٌُ‪ٗٞ‬بد أُزواثطخ ‪ٝ‬أُزلبػِخ ك‪ٔ٤‬ب ث‪ٜ٘٤‬ب‪ ،‬رق‪ٚ‬غ ُزؾ‪ٞ‬الد ‪٤ٍٝ‬و‪ٝ‬هاد رطوأ‬ ‫كافِ‪ٝ ٚ‬رؾٌٔ‪ٜ‬ب ه‪ٞ‬اٗ‪ٝ ٖ٤‬ه‪ٞ‬اػل رٌَْ ‪ٞٙ‬اث‪ُِ٘ ٜ‬ظبّ ٖٓ أعَ ثِ‪ٞ‬ؽ ؿب‪٣‬خ ٓب »‪.‬‬ ‫كل عنصر من عناصر الطرٌقة الكشفٌة ٌخضع لهذا التحدٌد‪ ،‬أنه ٌشكل نظاما‬ ‫خاصا بمجال معٌن‪ ،‬لكنه ٌتفاعل مع اأنظمة األخرى فً إطار عبلقات شمولٌة بٌن‬ ‫العناصر‪ ،‬لتفرز نظاما من مستوى أكبر‪.‬‬ ‫والخبلصة أن مفهوم النظام فً إطار تفعٌل الطرٌقة الكشفٌة ٌأخد مرحلٌن‬ ‫متزامنتٌن‪ ،‬األولى تعنً نظام خاص بعناصره ومكوناته فً إطاره الجزبً‪ ،‬والثانٌة تعنً‬

‫‪109‬‬


‫ترابط هذه األنظمة الجزبٌة فً نسق ترابطً‪ ،‬الذي ٌكون عناصر المنظومة الكاملة التً‬ ‫تسمى الطرٌقة الكشفٌة‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫القانون والعهد‪:‬‬ ‫المبادئ الربٌسٌة الثبلث ‪ " :‬الواجب نحو هللا‪ -‬الواجب نحو اآلخرٌن‪-‬الواجب نحو‬ ‫الذات" تضم القوانٌن والمعتقـدات األساسٌـة (‪ ،)1‬التً ٌنبنً علٌها المنه اج التربوي‬ ‫للحركة‪ ،‬فهً مبادئ ٌتطلب مراعاتها عند الممارسة ‪ ،‬لكونها تمثل قواعد السلوك التً‬ ‫ٌتبناها الفرد ‪ ،‬والتً ٌتمٌز بها كل األعضاء المنتسبٌن للحركة الكشفٌة‪.‬‬ ‫هذه المبادئ تتعلق أساسا بالواجبات التً ٌؤمن بها الكشاؾ‪ ،‬المرتبطة بالنواحً‬ ‫الروحٌة و االجتماعٌة والفكرٌة‪ .‬وقد سعت الحركة من خبلل أنشطتها وبرامجها إتاحة‬ ‫الفرص للفتٌة والشباب على تنمٌة قدراتهم وفق هذه المبادئ‪.‬‬ ‫على ضوء ذلك تم تحدٌد صٌاغ ة أسلوب الممارسة بشكل مفهوم وجذاب ‪ٌ ،‬تم‬ ‫عبره أداء العضو للعهد و االلتزام بالقانون‪ ،‬وسعً الفرد ( بما أوتً من قوة) تحقٌق‬ ‫مضمونه خبلل معامبلته الٌومٌة ‪ ،‬سواء أثناء ممارسة األنشطة رفقة الكشافة‪ ،‬أو أثناء‬ ‫الحٌاة العادٌة وسط محٌطه االجتماعً‪.‬‬ ‫ٌعتبر أداء العهد وااللتزام بالقانون خطوة أولٌة هامة لتحقٌق الهدؾ‪ ،‬فهما من‬ ‫عنصر األساسًة المستخدمة من طرؾ الحركة التً تتضمنها الطرٌقة الكشفٌة‪ ،‬فحفلة‬ ‫ال ا‬ ‫أداء العهد من أبرز التقالٌد التً ٌمارسها الكشافة‪ ،‬وٌسعدون بها لدرجة الزهو‬ ‫واالفتخار‪ .‬لنتصور جمٌعا كٌؾ ٌكون شعور الفتى وهو ٌمثل مركز اهتمام الجمٌع وسط‬ ‫حفل بدٌع ٌسوده االحترام والتقدٌر‪ .‬حفل أعدت مراسٌمه بكل دقة‪ ،‬وتهٌأ له الفرد بما‬ ‫ٌكفً من الناحٌة النفسٌة‪ ،‬لٌسعى بحماس تهٌا كل مستلزمات هذا الٌوم‪ ،‬وبالخصوص‬ ‫الزي الكشفً الذي سٌرتدي فً هذا الٌوم بالذات‪.‬‬ ‫مراسٌم حفل أداء العهد تجسد لحظات تكوٌنٌة هامة لذى الفرد‪ ،‬فهو ٌنؽمس فً‬ ‫سٌاق أجواء تربوٌة من نوع خاص‪ ،‬مؤطرة بوعً بٌداؼوجً مقصود‪ٌ ،‬عٌش خبللها‬ ‫تجربة ممٌزة‪ .‬ولنفهم أكثر مؽزى هذا الحفل التربوي نتبع خطوات الفرد أثناءها ‪:‬‬ ‫ٌتقدم الفتى المرشح وسط أجواء احتفالٌة‪ ،‬كل الحاضرٌن مهتمون به‪ ،‬لٌقوم بأداء‬ ‫القسم أمام العلم الوطنً‪ ،‬مرددا عهد الكشاؾ‪ ،‬مؤكدا عزمه على تنفٌذ كل بنود قانون ه ‪.‬‬ ‫بكل حماس‪ ،‬للقٌام بواجباته كاملة‪ .‬وبذلك فإن الفتى ٌلتزم بإرادته المطلقة بقانون ضابط‬ ‫للسلوك‪ ،‬وٌعلن أمام زمبلبه تحمله مسؤولٌة الوفاء واإلخبلص لما تعهده من التزام‪.‬‬ ‫البعد التربوي من هذا القسم و االلتزام ببنود قانون ه ٌدخل ضمن المنظومة‬ ‫التربوٌة التً تهدؾ الحركة تحقٌقها لفابدة الفتٌة والشباب‪ ،‬إذ ال ٌجب أن ننظر إلى هذه‬ ‫الممارسة بمعزل عن سٌاقها التربوي‪ .‬ألنها تعتبر مسلكا معنوٌا للفتى والشاب داخل‬ ‫إطار هذه القٌم األخبلقٌة ‪ ،‬التً ال تتعارض مع القٌم والمبادئ الروحٌة و االجتماعٌة‬ ‫‪111‬‬


‫والثقافٌة التً ٌؤمن بها المجتمع‪ .‬إنها أداة فعالة ذات أثر تربوي‪ .‬أخبلقً كبٌر‪ٌ ،‬سهم‬ ‫فً تنمٌة الفتٌة والشباب رؼم رمزٌتها و إطارها الترفٌهً التروٌحً‪.‬‬ ‫لنتصور جمٌعا النشوة والحبور الذي ٌنتاب الفتى داخل أجواء مثٌرة تدهش‬ ‫الناظر‪ ،‬وتؽري بالمشاهدة والتتبع وسط حفل من نوع خاص جدا من خبلل المثال التالً ‪،‬‬ ‫ٌقول القابد للفتى الذي قام بأداء العهد ما ٌلً ‪:‬‬ ‫" أُهنِّئك‪ ..‬لقد أصبحت اآلن كشافا‪ ،‬وعضوا ضمن األخوة الكشفٌة العالمٌة‪ ،‬وأنا‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أثق بك ككشاؾ ألنك ستحافظ على عهدك‪".‬‬ ‫ت من طرؾ جمٌع الحاضرٌن ‪ ،‬وفً‬ ‫بعد هذه الكلمات ٌتم الترحٌب بالفتى وتهنا ة‬ ‫تلك اللحظة التً ٌصافح فٌها قادته وزمبلءه كأنه ٌصافح كشافة العالم‪ .‬وخبلل هذا الحفل‬ ‫ٌتم تذكٌر الفتى بأن الكشفٌة حركة عالمٌة ٌنتمً إلٌها مبلٌ​ٌن األعضاء فً مختلؾ دول‬ ‫العالم‪ .‬وللتعبٌر عن ذلك االنتماء العالمً ٌتم حمل شارة الحركة فوق زي المرشح ‪ ،‬كما‬ ‫هو الحال مع أي عضو أٌنما وجد وأٌنما كان‪ ،‬وكٌفما كان دٌنه ولونه وعرقه‪ ...‬حمل تلك‬ ‫االلتزام‪ .‬ر غم‬ ‫الشارة تدل أن جمٌع الكشافة أقسموا بنفس القسم والتزموا بنفس‬ ‫االختبلؾ فً التعبٌرات بٌن الشعوب ولؽاتهم‪ ،‬فإن مضمون العهد والقانون موحد‬ ‫‪3‬‬ ‫ومصادق علٌه من طرؾ المنظمة الكشفٌة العالمٌة ( )‪ ،‬من أجل الحفاظ على الخصوصٌة‬ ‫التربوٌة للكشفٌة التً ٌحققها اإلطار الرمزي ‪.‬‬ ‫أداء العهد و االلتزام بالقانون ٌشكل للفتى الحدٌث العهد بالكشفٌة‪ ،‬بوابة دخوله‬ ‫االنطبلق فً البرنامج‬ ‫لعالم الحركة فً بعدها التربوي‪ ،‬عالم اإلثارة والتشوٌق‪ ،‬قصد‬ ‫الكشفً‪ ،‬داخل " منظومة " متكاملة العناصر التً تكونها الطرٌقة الكشفٌة‪.‬‬ ‫جل أنشطة البرنامج تتم بطرٌقة قصدٌه‪ .‬حٌث تكون مؤطرة بما ٌحمله مضمون‬ ‫القانون‪ .‬و ٌكون سلوك الفتى فً مختلؾ المواقؾ محصنا بما عاهد به نفسه خبلل ذلك‬ ‫الحفل البهٌج ذو النكهة الكشفٌة الممٌزة‪.‬‬ ‫البعد الرمزي لهذه الخطوة تجعل الفرد ٌحس أنه ٌعٌش بأسلوب جدٌد وممٌز من‬ ‫خبلل االندماج مع الجماعة‪ ،‬بواسطة لؽة تربوٌة خاصة ومتفهمة‪ ،‬تحمل خطابا ٌشجع‬ ‫على الطبلقة وعلى حرٌة التعبٌر و على روح المبادرة ‪ ،‬التً تجدب الفتى لولوج طرٌق‬ ‫التقدم المستمر والتثقٌؾ الذاتً المتوازن والمتبلبم مع المراحل العمرٌة‪.‬‬ ‫فترة بداٌة الحٌاة ا لكشفٌة بالنسبة للفتى تأخذ منحى مهم جدا‪ ،‬ألنها تتزامن مع‬ ‫لهفته لولوج عالم الحركة الملًء باإلثارة والتشوٌق و التحدي والمؽامرة ‪ ،‬تلك البداٌة‬ ‫تبنى علٌها الخطوات المقبلة فً تسلسل منطقً وفقا لخطوات ا لمنه اج‪ .‬إذ ال ٌسمح للفتى‬ ‫الجدٌد أن ٌرتدي زي الكشافة (ال ذي ٌكون متلهفا الرتدابه) كً ٌصبح كشافا بصفة‬ ‫رسمٌة إال بعد اجتٌاز بعض االختبارات (البسٌطة) المعلومة لدٌه سلفا‪ ،‬التً ٌطالب‬ ‫‪112‬‬


‫بتنفٌذها خبلل مرحلة "الكشاؾ المبتدئ" ‪ -‬كما تسمى فً البلدان العربٌة‪ -‬درجة المرٌد‬ ‫وأول خطواتها أداء العهد بكل‬ ‫كما تسمٌها العدٌد من المنظمات الكشفٌة بالمؽرب‪-‬‬ ‫طقوسه حسب التقالٌد الكشفٌة‪.‬‬ ‫البعد التربوي من عملٌة أداء العهد بالنسبة لشخص صؽٌر السن هو التعود على‬ ‫االلتزام بما تعهد به‪ ،‬أداء العهد داخل الحركة الكشفٌة ٌعنً قبوله صراحة للقٌم‬ ‫والمبادئ التً ٌتضمنها قانون الكشاؾ‪ .‬الفتى ٌؤدي القسم بٌن أقرانه و قادته لكون‬ ‫العهد هو قسم نابع من القٌم االجتماعٌة واإلنسانٌة‪ٌ ،‬حترمه و ٌتعامل على أساسه مع‬ ‫الجماعة الكشفٌة ومع اآلخرٌن‪.‬‬ ‫هذه االنطبلقة البهٌجة المفعمة بالقابلٌة و االنشراح‪ ،‬إذا لم تأخذ وجهتها‬ ‫فإذا ؼابا عنصري (العهد‬ ‫الصحٌحة‪ ،‬سٌنعكس سلبا على تحقٌق الطرٌقة الكشفٌة‪.‬‬ ‫والقانون) عن األنشطة الكشفٌة‪ ،‬فبل تتاح الفرصة للفتى حضور تلك التقالٌد الممٌزة ‪.‬‬ ‫ؼٌاب مكونات الطرٌقة تشعر الفتى أنه ٌوجد وسط خلٌط من الفقرات التنشٌطٌة المتناثرة‬ ‫المعزولة عن سٌاقاتها‪ ،‬المتفككة عن مرجعٌتها األخبلقٌة النبٌلة‪ .‬وبذلك ال ٌدرك الفتى‬ ‫نقطة االنطبلق التً على أساسها سٌحظر خطواته البلحقة‪ .‬ألن تنفٌذ البرنامج الكشفً‬ ‫ٌتطلب اجتٌاز خطوات متتالٌة و متناسقة فٌما بٌنها بتدرج منطقً وبترابط شامل لجل‬ ‫مكوناتها‪.‬‬ ‫عدم تأدٌة العهد وعدم االلتزام بتنفٌذ القانون‪ ،‬تعنً أن هذا الفتى ال ٌحق له‬ ‫ارتداء الزي‪ .‬و هذا خطأ منذ البداٌة‪ ،‬تتداعى انعكاساته على ما ٌلٌه من فقرات أخرى‪،‬‬ ‫ٌعنً أن الفتى لن ٌستطٌع التعبٌر عن انتمابه للطلٌعة‪ ،‬عندما ال ٌتمكن حمل شارتها‪.‬‬ ‫واألكثر من ذلك أنه ال ٌشعر أنه ٌنتمً إلى األخوة الكشفٌة العالمٌة‪ ،‬ألنه لم ٌسمع هذه‬ ‫العبارة أثناء حفل أداء العهد‪ ،‬ولم ٌحمل شارة الحركة التً ٌحملها كل كشافة العالم‪ .‬كما‬ ‫أن عدم ارتداء الزي الكشفً ٌقلل من الحماس وٌضعؾ الحافز والدافع لتطبٌق نظام‬ ‫التقدم والحصول على الشارات‪( ،‬الكفاٌة والهواٌة) التً توضع على الزي عبر فترات‬ ‫زمنٌة متتالٌة‪ ،‬خاضعة لترتٌب منسجم مع تدرج مكونات البرنامج الكشفً كما هو م حدد‬ ‫له من خبلل المنه اج‪.‬‬ ‫قانون وعهد الكشاؾ من المكونات الضرورٌة لممارسة الكشفٌة فً صٌؽتها‬ ‫الصحٌحة‪ ،‬فهما ٌعتبران دفتان لبوابة الحركة‪ ،‬التً ٌلج منها األفراد إلى عالم ملًء‬ ‫بالتشوٌق واإلثارة والمؽامرة والحركٌة اإلٌجابٌة التً تعود بالنفع على الفرد وعلى‬ ‫المجتمع‪ .‬فهما خطوة أساسٌة للمرور إلى الخطوات األخرى التً تتضمنها الطرٌقة‬ ‫الكشفٌة‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫نورد هنا النص الكامل لقانون الكشاؾ مرفقا بعهد الكشاؾ كذلك والدعاء‬ ‫الذي بتداوله الكشافة أثناء مراسٌم الحفبلت (‪: )4‬‬ ‫قانون الكشاؾ‪:‬‬ ‫شرؾ الكشاؾ ٌوثق به وٌعتمد علٌه‪.‬‬ ‫الكشاؾ مخلص هلل وللملك وللوطن‪.‬‬ ‫الكشاؾ ٌنفع ؼٌره وٌسدى المعروؾ إلٌه‪.‬‬ ‫الكشاؾ صدٌق الكل وأخ لكل كشاؾ‬ ‫الكشاؾ متأدب‪ ،‬محترم أفكار ؼٌره‪.‬‬ ‫الكشاؾ محب للحٌوانات‪.‬‬ ‫الكشاؾ ٌمتثل أوامر آبابه ورؤسابه‪.‬‬ ‫الكشاؾ ٌبتسم فً الشدابد‪.‬‬ ‫الكشاؾ عامل‪ ،‬مقتصد‪ ،‬ومحافظ على ما لؽٌره‪.‬‬ ‫الكشاؾ طاهر فً جسده وأفكاره و أقواله وأعماله‪.‬‬ ‫عهد الكشاؾ‪:‬‬ ‫أعاهد مقسما بشرفً أن أبذل جهدي‪.‬‬ ‫ألقوم بواجبً نحو هللا والوطن والملك‪.‬‬ ‫وألحسن لؽٌري فً كل ٌوم‪.‬‬ ‫وألطٌع قانون الكشاؾ‪.‬‬ ‫دعاء الكشاؾ‪:‬‬ ‫اللهم اجعل ٌدي طاهرة وكبلمً طاهرا وأفكاري طاهرة‪.‬‬ ‫اللهم أعنً على فعل الخٌر ومقاومة الشر الذي ٌمس بشرؾ ببلدي‪.‬‬ ‫اللهم وفقنً إلى العمل و ارشدنً إلى الطرٌق المستقٌم بٌنما أنت وحدك‬ ‫ترانً‪.‬‬ ‫اللهم اؼفر لً وساعدنً على مسامحة من ٌؤذوننً‪.‬‬ ‫اللهم ارزقنً قوة تزودنً بقدرة على اإلحسان لوطنً وألبنابه ولجمٌع‬ ‫المسلمٌن‪.‬‬ ‫اللهم قد توكلت علٌك فً جمٌع أعمالً فأعنً فإنه المعٌن لً سواك‪.‬‬ ‫اللهم اهد عبادك وارحمهم وابعد الشٌطان عنهم إنك سمٌع مجٌب‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫نظام الشارات‬

‫مكونات‬ ‫نظام التثقٌؾ الذاتً أو ما ٌسمى بنظام‬ ‫الشارات‪ ،‬مكون أساسً من ّ‬ ‫الطرٌقة الكشفٌة‪ .‬وهذا العنصر بالذات ٌعتبر مكونا محورٌا بالمقارنة مع المحاور‬ ‫األخرى‪ ،‬الؽاٌة منه توجٌه الفتٌة و الشباب إلى سلك طرٌق التنمٌة الذاتٌة واإلرتقاء‬ ‫باإلمكانٌات المعرفٌة وتطوٌر الخبرات و المهارات إلى األفضل‪ٌ .‬تم ذلك بتتابع زمنً‬ ‫متواتر ومتبلحق‪ٌ .‬تفاعل هذا النظام مع رؼبة الفتٌة و الشباب للتعبٌر عن التكوٌن‬ ‫المؤدي إلى االرتقاء بالمستوى‪ ،‬بواسطة الحصول على الشارات التً ٌضعونها على‬ ‫ز ٌّهم الكشفً بمباركة قادتهم وتشجٌع آبابهم وأصدقابهم على ذلك التفوق و ذلك النجاح‪.‬‬ ‫نظام التقدم الذاتً هو مجموعة من الخطوات المتدرجة المتتالٌة لمساعدة الفتٌة‬ ‫والشباب على اكتساب المعارؾ والمهارات واالتجاهات التً تتضمنها برامج المرحلة‬ ‫(شارات الكفاٌة‪ -‬الجدارة – وكذا العناٌة بالهواٌات الخاصة واالهتمامات الفردٌة‪ ،‬بواسطة‬ ‫شارات الهواٌات منذ التحاق الفرد بالوحدة الكشفٌة‪)5( .‬‬

‫أهداؾ نظام الشارات ‪:‬‬ ‫عند انطبلقة الحركة الكشفٌة كان نظام الشارات ٌقصد به تدرٌب الفتٌة على‬ ‫بعض المهارات والخبرات الٌدوٌة‪ ،‬المرتبطة أساسا ًا باألنشطة المطبقة فً الطبٌعة أثناء‬ ‫التخٌ​ٌم‪ .‬ومع توسع الحركة وانفتاحها أكثر على المجاالت التربوٌة ‪ ،‬أصبح الهدؾ منها‬ ‫عبارة عن حوافز ذاتٌة تدفع الفرد الممارس للكشفٌة على تدرٌب نفسه عبر خطوات‬ ‫متسلسلة ومتدرجة لبلوغ معلومات و خبرات ٌرؼب هو بنفسه فً اكتسابها‪ ،‬ألنها‬ ‫تتناسب مع مٌوالته و قدراته واهتماماته‪ .‬الؽاٌة منها تحقٌق التنمٌة المتوازنة والمتكاملة‬ ‫فً مختلؾ مكونات الشخصٌة ‪ :‬البدنٌة‪ ،‬اإلجتماعٌة‪ ،‬الروحٌة و العقلٌة‪)6( .‬‬ ‫ٌساهم "نظام الشارات" فً بلورة المنظومة التربوٌة للحركة من خبلل تمثل‬ ‫األفراد لمحتوى القانون و العهد‪ ،‬واإلٌمان بأهداؾ ومبادئ الحركة عبر تفعٌل عناصر‬ ‫الطرٌقة الكشفٌة بكل مضامٌنها فً تكامل تام‪ ،‬دون إؼفال أي عنصر من عناصرها‪ .‬إذ‬ ‫ٌشكل نظام الشارات العنصر المحوري الذي تلتؾ حوله العناصر األخرى التً تضمها‬ ‫الطرٌقة‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫الكفاٌات بالحركة الكشفٌة ‪:‬‬ ‫اٌُلب‪٣‬بد رٌْ‪٤ِ٤‬خ ٓز٘‪ٞ‬ػخ ر‪ ْٚ‬هلهاد ٓؼوك‪٤‬خ ‪ٜٓٝ‬بهر‪٤‬خ ‪ٝ​ٝ‬علاٗ‪٤‬خ‪ًِٔ ،‬ب رٌٖٔ اُلوك‬ ‫ٓ٘‪ٜ‬ب ئال ‪ ٝ‬إٔجؼ هبكها ػِ‪ ٠‬ر‪ٞ‬ظ‪٤‬ل‪ٜ‬ب ك‪٤ٍ ٢‬بهبد ًض‪٤‬وح‪ ،‬ثؼلٓب اهرجطذ ك‪ ٢‬ثلا‪٣‬خ رٌِْ‪ٜ‬ب‬ ‫‪ٝ‬اًزَبث‪ٜ‬ب ثَ‪٤‬بم ‪ٝ‬اؽل‪ .‬ك‪ ٢ٜ‬ػجبهح ػٖ أك‪ٝ‬اد كٌو‪٣‬خ هبثِخ ُِ٘وَ ‪ٝ‬اُزؾ‪.َ٣ٞ‬‬ ‫الحدٌث عن الكفاٌات بالحركة الكشفٌة ال ٌنطلق من مفهوم خاص بالكشفٌة‬ ‫فقط‪ ،‬بل هو مفهوم مرتبط بمبلمح اإلنسان الذي تنشده التربٌة بصفة عامة‪ ،‬والذي تحاول‬ ‫كل األمم تحدٌده وفق المواصفات التً ترضاها لصورة المواطن المثالً الذي ترسمه‪.‬‬ ‫وفً هذا السٌاق نجد التوجهات التربوٌة العربٌة تنشد مبلمح معٌنة لئلنسان العربً‬ ‫األمثل‪ .‬وهذه المبلمح مرجعٌة من حٌث ؼابٌتها‪ ،‬واعتمادها من طرؾ التنظٌمات الكشفٌة‬ ‫العربٌة ٌعد مرجعا هاما فً تحدٌد محتوى المجاالت الموصلة إلى الكفاٌات المنشودة‪،‬‬ ‫والتً تعممها على جمٌع الدول العربٌة‪ ،‬عبر اللقاءات الدراسٌة المتعلقة بمناهج التربٌة‬ ‫الكشفٌة التً تهم الوطن العربً‪ ،‬والتً تنشرها وتوزعها عبر المطبوعات إلى كل‬ ‫الجمعٌات العضوة‪ .‬وهذه أهم المبلمح التً تنشدها التوجهات التربوٌة العربٌة لئلنسان‬ ‫العربً (‪ )7‬كاآلتً ‪:‬‬ ‫ مؤمن باهلل ومتمسك بالمبادئ الدٌنٌة‪.‬‬‫ متحرر من األفكار والمعتقدات الخرافٌة‪.‬‬‫ مؤمن بوطنه ومعتزا به‪.‬‬‫ دٌمقراطً الطبع والسلوك‪.‬‬‫ ذو شخصٌة متزنة وفاعلة‪.‬‬‫ متحمل للمسؤولٌة‪.‬‬‫ قابل لتطٌر إمكانٌاته وقدراته‪.‬‬‫ منفتح على العالم بروح التعاٌش والتسامح والتعاون‪.‬‬‫ مواكبا بإٌجابٌة لتطورات العصر‪.‬‬‫ قادر على اإلبداع واإلبتكار‪.‬‬‫ مهٌأ لمواجهة المواقؾ بإٌجابٌة‪.‬‬‫ معتمد على األسلوب العلمً‪.‬‬‫ مستوعب للثقافة العامة التنوعة‪.‬‬‫‪116‬‬


‫ قادر على التفكٌر والتخطٌط‪.‬‬‫ قادر على اإلنجاز‪.‬‬‫ ذو بنٌة جسمٌة سلٌمة وٌتصؾ بالعادات الصحٌة السلٌمة‪.‬‬‫ ٌتصؾ بالحس الجماعً واإلجتماعً‪.‬‬‫هذه المبلمح هً المرجع الذي تستند إلٌها التنظٌمات الكشفٌة العربٌة لتحدٌد‬ ‫مجاالت الكفاٌات التربوٌة التً تضعها رهن إشارة الكشافة الجتٌاز الشارات‬ ‫المتعلقة بالتقدم الذاتً‪ ،‬التً ٌتم بلورتها فً الصورة الشكلٌة التً تسعى تحقٌق‬ ‫الكفاٌات المتبلبمة مع األنشطة الكشفٌة وفق المحددات التالٌة ‪:‬‬ ‫تحفٌز الفتٌة و الشباب على تنمٌة جل مكونات شخصٌتهم ‪ ،‬بتوازن تام ٌجمع‬ ‫▪‬ ‫بٌن ما هو روحً وما هو عقلً و ما هو بدنً و ما هو اجتماعً‪.‬‬ ‫▪ احترام حرٌة األفراد فً اختٌار المهارات و المعارؾ و التقنٌات التً تلبً حاجٌاتهم‬ ‫وتتناسب مع مٌوالتهم فً تبلؤم مع مراحل عمرهم‪.‬‬ ‫▪ اإلحساس بقضاٌا و مشاكل المجتمع المحلً و الوطنً و الدولً‪ ،‬الذي ٌعد جزء ال‬ ‫ٌتجزأ منه‪ .‬و العمل على المساهمة فً خدمة و تنمٌة المجتمع بروح تطوعٌة‬ ‫خالصة‪.‬‬ ‫▪ االهتمام بالفروق الفردٌة التً ٌتوفر علٌها كل فرد‪ ،‬باحترام كل ما وهبه هللا لكل‬ ‫فرد من استعدادات و ملكات تمٌزه عن اآلخرٌن‪) 8(.‬‬ ‫▪ مواكبة الفرد لمنجزاته و تقدمه بنفسه‪ ،‬خطوة تلوى األخرى عبر تقدم مستمر‬ ‫للحصول على المعلومات و الخبرات التً تتدرج مع نمو الفرد من مرحلة عمرٌة‬ ‫إلى أخرى‪.‬‬ ‫▪ إعداد العضو الكشاؾ للحٌاة‪ :‬عن طرٌق التكوٌن الذاتً المتكامل‪ ،‬الذي ٌضم مختلؾ‬ ‫العناصر الضرورٌة للتربٌة ‪ ،‬و المتجسدة فً مختلؾ مجاالت الحٌاة‪ ،‬عبر بلوؼه‬ ‫للكفاٌات المرسومة له‪.‬‬ ‫▪ التفاعل مع المجتمع من خبلل اإلندماج اإلٌجابً داخل المجتمع انطبلقا ًا من جعل‬ ‫الكشاؾ عضواًا فاعبلًا فً محٌطه‪.‬‬ ‫▪ اإلنصهار فً الحٌاة الحضارٌة اإلنسانٌة من خبلل اإلٌمان بمبادئ التعاٌش والتسامح‬ ‫والتعامل بٌن بنً البشر فً إطار اإلحترام المتبادل دون أي خلفٌة سلبٌة فً التعامل‪.‬‬ ‫التكوٌن المتوخى من تنفٌذ نظام الشارات هو تكوٌن ذاتً ٌتمحور حول الكفاٌات‬ ‫و المقصود بها هو التركٌز على المردودٌة النوعٌة المسندة على المعاٌ​ٌر القابلة‬ ‫‪117‬‬


‫للقٌاس‪ ،‬المحددة سلفا ًا بٌن المستفٌد و بٌن المحتوى والقابد الموجه‪ .‬فهو تكوٌن بأسلوب‬ ‫لٌن‪ ، ،‬أي أ ّنه تكوٌن ٌستند على دور المتعلّم فً عملٌة تسٌ​ٌره الذاتً بنفسه( ‪ ،)9‬الذي‬ ‫ٌعطٌه استقبللٌة فً عملٌة التعلم المؤدي إلى التكوٌن الذي ٌكون متزامنا ًا بٌن الفرد‬ ‫واآلخرٌن‪ ،‬كما ٌتمتع الفرد بحرٌة التصرؾ وفً اختٌار المواعٌد التً تناسبه الجتٌاز‬ ‫الدرجات‪ .‬إذ أنه ؼٌر رهٌن باألفراد اآلخرٌن فً تنفٌذ برامج تنمٌه الشخصٌة رؼم أنه‬ ‫مرتبط بهم فً أنشطة جماعٌة أخرى ال تؤثر على مسٌرة الفرد فً تحقٌق تنمٌته الذاتٌة‪.‬‬ ‫وبذلك فالتنمٌة الذاتٌة تتزامن مع التنمٌة الجماعٌة‪ ،‬دون أي التزام لؤلفراد ببعضهم‬ ‫البعض‪.‬‬ ‫الشارات التً ٌضعها الفتى أو الشاب على الزي الذي ٌرتدي‪ ،‬عبارة عن رموز‬ ‫تدل على ما ٌتقنه الفرد فعبل ‪ ،‬و الرؼبة فً الحصول علٌها تساهم فً جعل الفرد ٌهتم‬ ‫بمهاراته و خبراته‪ ،‬و ٌسعى إلى تطوٌرها و التدرب على امتبلك خبرات الشارات التً‬ ‫ٌرٌد إتقانها والحصول على مهارتها‪ .‬فٌجعله المنهاج التربوي الكشفً ٌختار ما ٌتبلءم‬ ‫مع ما ٌتوفر علٌه من مكتسبات سابقة واستعدادات و خبرات و مهارات ومعارؾ ٌوظفها‬ ‫وٌطورها المتبلك الشارة التً تثبت تلك الخبرة وتلك المهارة‪.‬‬ ‫وضع الشارات على الزي الكشفً‪ ،‬ال ٌتم عشوابٌا ًا دون جدارة الفرد لمكوناتها‬ ‫وإتقانه لها‪ .‬الكشاؾ الذي ٌمارس نشاطه الكشفً ٌخضع لشروط الممارسة‪ ،‬فٌكون‬ ‫ملزما ًا باحترام شروط الحصول على الشارات‪ .‬و ال ٌمكن ألي فرد أن ٌضع شٌبا ًا على‬ ‫الزي الكشفً إالّ إذا استوفى متطلباتها وحصل علٌها رسمٌا‪ ،‬على اعتبار أن هناك تقالٌد‬ ‫ٌجب أن تحترم أثناء التعامل مع الزي و مع مستلزماته‪.‬‬ ‫الشارات الفردٌة و الجماعٌة ‪:‬‬

‫ٌتكون نظام الشارات من نوعٌن ‪ ( :‬شارات الكفاٌة و شارات الهواٌة)‪ .‬وحدد‬ ‫بالمنهاج أن الربط بٌنهما أمر ضروري‪ ،‬لكون الواحدة منهما تكمل األخرى‪ ،‬لدرجة أ ّنهما‬ ‫ٌتداخبلن إلى حد اإلنصهار بٌنهما‪ ،‬خصوصا ًا عند اجتٌاز شارات الكفاٌة التً تستوجب‬ ‫لزوما ًا الحصول على شارات محددة من شارات الهواٌات‪ ،‬قبل المرور إلى اجتٌاز شارات‬ ‫الكفاٌة أو ما ٌسمى بالجدارة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬شارات الكفاٌة ‪ :‬تعد متطلباتها تكوٌنا أساسٌا البد منه‪ٌ .‬ختار الفرد بٌن‬ ‫فقرات كل مجال دون إهمال ألي واحد من األنشطة المقررة الجتٌازه‪ ،‬كما‬ ‫أن الفرد ٌحدد بنفسه عدد العناصر المطالب باجتٌازها للفترة الزمنٌة التً‬ ‫تناسبه‪.‬‬ ‫‪118‬‬


‫‪ - 2‬شارات الهواٌة ‪ :‬عبارة عن استكمال إشباع احتٌاجات األفراد لمٌولهم‬ ‫وهواٌاتهم‪ٌ .‬ختار الفرد من الهواٌات ما ٌمٌل إلٌه حسب اهتماماته‪ ،‬دون‬ ‫أي قٌد أو توجٌه إجباري فً اإلختٌار‪.‬‬ ‫الهدؾ من هذه الخطوات هو أن ٌقوم الفرد باجتهادات فردٌة تصب لفابدة الفرد‬ ‫والجماعة‪ ،‬كمثال‪ ،‬تحرص الطلٌعة كجماعة كً ٌتخصص أفرادها فً هواٌات ذات‬ ‫أولوٌة إلحتٌاج الطلٌعة كً ٌتقنونها دون إجبار فً اإلختٌار‪ ،‬بل ٌتم ذلك بالتراضً بٌن‬ ‫المجموعة وفق المٌوالت‪ ،‬عند اختٌارهم ألنواع شارات الهواٌة التً سٌجتازونها‪ ،‬بشرط‬ ‫أن تتبلءم مع قدراتهم و مؤهبلتهم‪.‬‬ ‫هذا المثال ٌؤكد أن المنهاج الكشفً ٌسعى االعتماد على دور الجماعة و على‬ ‫دور الفرد فً آن واحد‪ ،‬وتلح المقاٌ​ٌس أن على األفراد عند اجتٌاز مراحل الجدارة‬ ‫ضرورة حصول كل واحد عند كل درجة على شارتٌن للهواٌة على األقل‪ .‬و هذا تأكٌد‬ ‫كبٌر على الخصوصٌة الفردٌة لكل كشاؾ‪ ،‬مع احترام تام لذاته و لشخصٌته‪ ،‬التً ال‬ ‫تنمحً بتاتا ًا خبلل تعامله مع الجماعة التً ٌنتمً لها‪.‬‬

‫شــــارات الكفــــاٌـات‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫األهداؾ المتوخاة من نظام شارات الكفاٌة ٌمكن أن نجملها كاآلتً ‪:‬‬ ‫فهم و تمثل قانون و عهد الكشاؾ‪ ،‬والتحلً بالصفات التً ٌتضمنها‪ ،‬و العمل على‬ ‫تنفٌذها كما تعهد الكشاؾ بذلك عندما أقسم خبلل حفل أداء العهد‪.‬‬ ‫المعلومات التً ٌهدؾ الكشاؾ للحصول علٌها‪ ،‬تتم وفق الخطوات الم قررة للحصول‬ ‫على الشارات‪ ،‬بهدؾ رسم خطة مدروسة ٌتم خبللها تدرٌب الفرد لنفسه تدرٌبا ًا‬ ‫متكامبلًا ومتناسقا ًا ٌساعده على تكامل نموه و تكوٌن شخصٌته‪.‬‬ ‫الخبرات و المهارات و المعلومات المرؼوب اكتسابها من طرؾ الفتٌة ‪ ،‬توضع بتوجٌه‬ ‫من القادة‪ ،‬بهدؾ االستفادة القصوى من إمكانٌات و قدرات و طاقات الفرد حسب كل‬ ‫مرحلة من مراحل عمره(‪ .)10‬و ما ٌحصل علٌه فً مرحلة ما ٌكون بمثابة قاعدة‬ ‫الكتساب معلومات أكثر دقة و أكثر عمقا ًا مستقببلًا‪ ،‬عبر خطوات متراصة فٌما بٌنها‬ ‫من االجتهاد و التعلم الذاتً‪.‬‬

‫اإلرتقاء و التقدم الذاتً ‪:‬‬ ‫وضع بالمنهاج الكشفً خطوات تتم عن طرٌق فقرات ذات دٌنامٌة دابمة التقدم‬ ‫والتطور‪ ،‬تجعل الممارس عضواًا مرشحا ًا باستمرار لئلرتقاء بمستواه إلى األفضل‪ ،‬عبر‬ ‫تنفٌذ البرامج واجتٌاز الدرجات التً تساعده على الترقً فً فكره و بدنه و فً عقٌدته‬ ‫‪119‬‬


‫وفً عبلقاته مع المجتمع‪ٌ .‬تم التعبٌر عن هذا اإلرتقاء و التقدم من خبلل تطوٌر إمكانٌاته‬ ‫التً ٌشملها البرنامج‪ ،‬الذي ٌتٌح له فرصة اإلستفادة من فقرات ٌساهم فٌها هو كفرد‬ ‫بإمكاناته الذاتٌة‪ ،‬وٌساهم فٌها كفرد داخل الجماعة عن طرٌق تعاٌشه مع أفراد طلٌعته‬ ‫ووحدته‪ٌ .‬تطلع خبللها على مجموعة من المهارات و المعارؾ‪.‬‬ ‫ٌتم ذلك بطرٌقة متدرجة وفق محطات‪ ،‬كل واحدة منها معلومة الفقرات‪،‬‬ ‫ومجاالتها معلومة (‪ ،)11‬و كل درجة تتضمن جزءاًا من المجاالت التً تساهم فً بلورة‬ ‫الشخصٌة بكل مكوناتها‪ .‬و وعند الحصول على مضامٌنها ٌتوج الفرد على ذلك التفوق‬ ‫واالجتهاد من خبلل وضع شارات الجدارة‪ ،‬معلنا ًا بذلك للجمٌع عن تقدمه و ارتقابه‪ ،‬و‬ ‫عن حصوله على المرتبة التً تتناسب مع مقدوراته ومؤهبلته الحقٌقٌة التً تكون معلنة‬ ‫فوق بدلته الكشفٌة‪..‬‬ ‫العناصر التً تؤدي إلى تفعٌل الممارسة‪ ،‬تجعل الفتٌة والشباب ٌكتسبون الكثٌر من‬ ‫المعارؾ و المهارات و اإلتجاهات الفردٌة و الجماعٌة عن طرٌق التدرٌب الذاتً المتدرج‪،‬‬ ‫التً تجعل الفرد الكشاؾ ٌعد لها بكل ما أُوتً من قوة ‪ ،‬قصد تهٌ​ٌا متطلبات الحصول على‬ ‫الشارات‪ ، ،‬التً تلبً حاجٌاته و تطلعاته فً توازن تام بٌن جل المكونات‪ ،‬قصد تحقٌق‬ ‫اإلعتدال ك‪ ٢‬ا لنمو من النواحً العقلٌة والجسدٌة و الروحٌة واإلجتماعٌة‪ ،‬دون تفوق واحدة‬ ‫عن األخرٌات‪ ،‬فٌكتسب الفرد المعلومات و المعارؾ التً تؽنً أفكاره و آراءه ومواقفه‪.‬‬ ‫وٌتقن المهارات الٌدوٌة و العقلٌة التً تنمً خبرته‪ ،‬و ٌتحلى بالسلوك الحسن لئلرتقاء‬ ‫بعبلقاته و اتصاالته مع اآلخرٌن‪.‬‬ ‫تقٌ​ٌم الخبرات‬ ‫ٌحصل الفرد على الخبرات و المعلومات التً تضمها المجاالت التً ٌتطلبها‬ ‫الحصول على شارات الجدارة ‪ ،‬و تضم أؼلب المجاالت المرتبطة بالحٌاة أهمها ‪:‬‬

‫ـ المجال الدٌنً ـ المجال الوطنً ـ المجال الصحً و البدنً ـ المجال‬ ‫االجتماعً ـ المجال العلمً ـ المجال البٌبً ـ المجال العربً و العالمً ـ‬ ‫المجال الكشفً(‪... )12‬‬ ‫رؼزجو األْٗطخ اُزوث‪٣ٞ‬خ اٌُْل‪٤‬خ أْٗطخ ٓ‪ٞ‬اى‪٣‬خ ُال‪ٛ‬زٔبٓبد ‪ٝ‬اُجوآظ اُؤٍ‪٤‬خ اُز‪٢‬‬ ‫رٔضِ‪ٜ‬ب أُلهٍخ ثبُلهعخ األ‪ ، ٠ُٝ‬ئٗ‪ٜ‬ب أْٗطخ رَبػل اُلوك ػِ‪ ٠‬اُزطجغ ثٌلب‪٣‬بد ماد ػالهخ‬ ‫ثبُٔ‪ٜ‬بهاد اُؼِٔ‪٤‬خ‪ ٖٓ ،‬فالٍ األْٗطخ اُز‪ٔ٣ ٢‬بهٍ‪ٜ‬ب اُلوك ‪ٝ‬أُغٔ‪ٞ‬ػخ ٓضَ ‪:‬‬ ‫‪120‬‬


‫ؽ‪٤‬بح اُقالء ‪ ،‬اُزلبػَ ٓغ أكواك اُطِ‪٤‬ؼخ ‪ٝ‬االٗقوا‪ ٛ‬ك‪ ٢‬ػَٔ أُغٔ‪ٞ‬ػبد‬

‫‪ ،‬االٗقوا‪ ٛ‬ك‪٢‬‬

‫ٗظبّ اُْبهاد ‪ ...‬اُز‪ ٢‬رغؼَ أُْبهى ك‪ٓ ٢‬ؾي ػِٔ‪ُ ٢‬زغو‪٣‬ت هلهار‪ٝ ٚ‬مًبئ‪ ٚ‬أص٘بء‬ ‫أُ‪ٞ‬اهق‪ ٖٓٝ .‬ث‪ٛ ٖ٤‬ن‪ ٙ‬اٌُلب‪٣‬بد ٓب ‪ٖ٣‬طِؼ ػِ‪ ٙ ٢‬ا ثبٌُلب‪٣‬بد أُ٘‪ٜ‬غ‪٤‬خ اُز‪ ٢‬رَبػل اُلوك‬ ‫ػِ‪ ٠‬ر٘ظ‪ ْ٤‬أٍِ‪ٞ‬ة رؼبِٓ‪ٓ ٚ‬غ ٖٓبُؾ‪ ٚ‬اُْقٖ‪٤‬خ ‪ٓٝ‬ؼبٓالر‪ ٚ‬االعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬أػٔبُ‪ ٚ‬اُ‪٤ٓٞ٤‬خ‬ ‫ٓضَ ‪:‬‬ ‫ ر٘ظ‪ ْ٤‬أُ‪ٞ‬اػ‪٤‬ل ‪ ٝ‬رلث‪٤‬و اُ‪ٞ‬هذ ‪ٝ‬كن اإلُزيآبد‬‫ ؽَٖ رور‪٤‬ت اُ‪ٞ‬صبئن ‪ٝ‬أَُز٘لاد ‪ٝ‬اُؾلبظ ػِ‪ٜ٤‬ب‬‫ اُؼ٘ب‪٣‬خ ثبألك‪ٝ‬اد ‪ٝ‬أَُزِيٓبد أُزؼِوخ ثبُلهاٍخ ‪ٝ‬اُؼَٔ‬‫ االٍزؼٔبٍ اُغ‪٤‬ل ٍألك‪ٝ‬اد اُؼَٔ ػِ‪٤ٕ ٠‬بٗز‪ٜ‬ب‬‫ اُوواءح أُزأٗ‪٤‬خ أُوًيح ‪ٝ‬أُ٘ظٔخ‬‫ اإلٕـبء اُغ‪٤‬ل ُِٔزؾلص‪ٝ ٖ٤‬أُؾب‪ٝ‬ه‪ٖ٣‬‬‫ ر٘ظ‪ ْ٤‬اُؼَٔ ثأٍِ‪ٞ‬ة ثطوم ٓ٘ظٔخ ٗلؼ‪٤‬خ‬‫ اُجؾش ػٖ ٖٓبكهأُؼِ‪ ّٞ‬اد‬‫ أفن اُ٘وـ‪ ٜ‬أُزؼِوخ ثبُٔ‪ٞ‬ا‪٤ٙ‬غ اُز‪ ٢‬ر‪ٜٚٔ‬‬‫ ر٘ظ‪ٝ ْ٤‬رأ‪٤ٛ‬و أُؾٖالد أُؼوك‪٤‬خ ‪ٝ‬أُ‪ٜ‬بهار‪٤‬خ‬‫ رٔو‪ ٖ٣‬اُن‪ ٖٛ‬ػِ‪ ٠‬ثؼ٘ األْٗطخ اُز‪٤ٍ ٢‬يا‪ُٜٝ‬ب َٓزوجال‬‫‪ٛ‬ن‪ ٙ‬اٌُلب‪٣‬بد رزوعْ ثٌَْ كائْ فالٍ اُؼالهبد ث‪ ٖ٤‬اٌُْبكخ ك‪ٔ٤‬ب ث‪ ْٜ٘٤‬كافَ اُلوهخ ‪.‬‬ ‫‪ٝ‬اُلوك اُن‪٣ ١‬زؾِ‪ ٠‬ث‪ٜ‬ن‪ ٙ‬اٌُلب‪٣‬بد ‪٣‬ؾ‪ ٠ٚ‬ثبُزول‪٣‬و ‪ٝ‬اُزٔ‪٤‬ي ػٖ ا‪٥‬فو‪ٛٝ ، ٖ٣‬نا االػزجبه ٖٓ‬ ‫أعَ رؾل‪٤‬ي األكواك ‪ٝ‬ككؼ‪ ْٜ‬ئُ‪ ٠‬االػز٘بء ث‪ٜ‬ن‪ ٙ‬اٌُلب‪٣‬بد أُ‪ٜٔ‬خ علا‪ ،‬اُز‪ ٢‬رؼط‪ُْ ٢‬قٖ‪٤‬خ‬ ‫اُلوك هلهاد ٓ٘ظٔخ ‪ٗٝ‬بعؾخ‪.‬‬ ‫اٌُلب‪٣‬خ رؼ٘‪ٕٝ ٢‬ق ٓب اُن‪٘٣ ١‬جـ‪ ٢‬ػِٔ‪ٝ ٚ‬اٗغبى‪ ٙ‬أٓبّ اٌّبُ‪٤‬خ رؾزبط ئُ‪ ٠‬ؽَ ‪.‬‬ ‫‪ٛ‬نا اُ‪ٕٞ‬ق ‪٣‬زطِت افز‪٤‬به ٓؼبهف ‪ٝ‬اٍزجؼبك أفو‪ُ ،ٟ‬زٖ‪٤‬و اٌُلب‪٣‬خ ؿ‪ ٢‬اُ٘‪ٜ‬ب‪٣‬خ ‪ ٢ٛ‬أُجلأ‬ ‫األٍبٍ‪ ٢‬أُ٘ظْ ُِزٌ‪ٝ ٖ٣ٞ‬اُزؼِْ (‪ٓ )13‬ب ‪٣‬لٍ إٔ اٌُلب‪٣‬خ ٓؾلكح ٍِلب‪ٓٝ ،‬ب ػِ‪ ٠‬اُلوك ٍ‪ٟٞ‬‬ ‫ٍِي ٍجَ ‪ُٜٕٞٝ‬ب ‪ٝ‬ئروبٗ‪ٜ‬ب ‪ٝ‬رٔضِ‪ٜ‬ب ُزٖ‪٤‬و عيءا ٖٓ اَُِ‪ٞ‬ى‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫أٓب ك‪ٔ٤‬ب ‪٣‬زؼِن ٓؾز‪ ٟٞ‬اٌُلب‪٣‬بد ك‪٘٤‬زظْ ك‪ٓ ٢‬غبالد ٓقزبهح ؽَت أ‪٣ُٞٝ‬بد اُزوث‪٤‬خ‬ ‫أُْ٘‪ٞ‬كح كافَ أُغزٔغ‪ٓٝ .‬ب ‪٣‬زؼِن ثؼوٗ ٓؾز‪ ٟٞ‬ى‬

‫ٍ ٓغبٍ ك‪٤‬زْ افز‪٤‬به‪ ٖٓ ٙ‬ث‪ٖ٤‬‬

‫أُغبالد أُقزبهح ؽَت أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ ‪ٝ ،‬كن اُقطب‪ٛ‬خ اُزبُ‪٤‬خ ‪:‬‬ ‫ّبهاد اٌُلب‪٣‬خ‬ ‫أُغبالد‬ ‫ٓؾز‪ ٟٞ‬أُغبالد‬

‫ٓغبٍ ك‪٢٘٣‬‬

‫ٓغبٍ ‪٢٘ٛٝ‬‬

‫ٓغبٍ ٕؾ‪٢‬‬

‫ٓغبٍ اعزٔبػ‪٢‬‬

‫ٓغبٍ ث‪٤‬ئ‪٢‬‬

‫ٓغبٍ ػِٔ‪٢‬‬

‫ٓغبٍ ػوث‪٢‬‬

‫ٓغبٍ ًْل‪٢‬‬

‫‪ٝ‬ػبُٔ‪٢‬‬

‫األْٗطخ‬

‫األْٗطخ‬

‫األْٗطخ‬

‫األْٗطخ‬

‫اُلوك‪٣‬خ‬

‫اُغٔبػ‪٤‬خ‬

‫اُلوك‪٣‬خ‬

‫اُغٔبػ‪٤‬خ‬

‫أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ‬

‫اُزو‪ْ٣ٞ‬‬

‫اُزز‪٣ٞ‬ظ‬

‫أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ‬

‫اُزو‪ْ٣ٞ‬‬

‫األْٗطخ‬

‫األْٗطخ‬

‫اُلوك‪٣‬خ اُغٔبػ‪٤‬خ‬

‫أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ‬

‫اُزو‪ْ٣ٞ‬‬

‫اُزز‪٣ٞ‬ظ‬

‫اُزز‪٣ٞ‬ظ‬

‫شارات الكفاٌات جزء من نظام التقدم والتثقٌؾ الذاتً‪ ،‬فهو ٌمثل الحد األدنى‬ ‫من الخبرات و المهارات الفكرٌة والٌدوٌة واالجتماعٌة التً ٌجب أن ٌمارسها وٌتدرب‬ ‫علٌها وٌتقنها الفتٌة و الشباب أثناء تنفٌذ البرنامج الكشفً‪ .‬هذا النظام المرتبط بمهارات‬ ‫الفرد ال ٌنحصر فً وضع الكشاؾ شارات متعددة األشكال واأللوان على زٌه لٌتباهى‬ ‫بمنظرها فقط‪ ،‬إنها تحمل بعدا تربوٌا بالػ األهمٌة من الناحٌة المنهجٌة‪ ،‬فهً عبارة عن‬ ‫أنشطة مخطط لها بكل عناٌة‪ ،‬تضمن قدراًا كافٌا ًا من الدافعٌة و الحوافز الذاتٌة لدى الفرد‬ ‫فً تحصٌل المعارؾ و المهارات و اإلتجاهات المطلوب اكتسابها‪ ،‬خبلل فترات زمنٌة‬ ‫محددة‪ .‬و ما هو أساسً فً العملٌة ‪ ،‬أن ٌكون محركها هو الدافع الذاتً الذي ٌقوي‬ ‫عزٌمة الفرد للتدرٌب و االجتهاد والتحصٌل المستمرٌن ‪.‬‬ ‫‪122‬‬


‫اعتماد الطرٌقة الكشفٌة على " نظام المجموعات الصؽٌرة " كأساس فً تعامل‬ ‫األعضاء فٌما بٌنهم‪ ،‬و فً مزاولة برامجهم و أنشطتهم‪ ،‬دون إقصاء لذات الفرد‪ .‬وأن‬ ‫االكتفاء بذوبان الفرد بسلبٌة داخل المجموعة‪ ،‬أمر مرفوض ألنه سٌؤدي إلى بروز‬ ‫اإلتكالٌة‪ ،‬وؼٌاب حوافز الترقً و النمو الفردي‪ .‬وإذا اعتاد الفرد على إبراز ذاته وتؽٌ​ٌب‬ ‫دور الجماعة فإن خصال األنانٌة والحب الزابد للذات سٌطؽى‪ .‬لتدبٌر هذه المعادلة‬ ‫اعتمدت الحركة على أسلوب متكامل ٌوازن بٌن العنصرٌن ‪ :‬اعتماد نظام الطبلبع الذي‬ ‫ٌدعم نكران الذات و اإلخبلص للجماعة‪ ،‬و ٌدعم بنفس النسبة تنمٌة ذات الفرد واالهتمام‬ ‫بالقدرات الفردٌة‪ .‬و العمل فً اتجاه تطوٌر المواهب والمؤهبلت الفردٌة كما وهبه هللا‬ ‫إٌاها لٌسخرها الفرد لنفسه‪ ،‬و لٌسخرها فً نفس الوقت لفابدة جماعته ألن اإلنسان‬ ‫اجتماعً بطبعه‪.‬‬ ‫تذوٌب الفوارق الفردٌة مع الحفاظ على امتٌازاتها فً نفس الوقت‪ ،‬من‬ ‫العملٌات البٌداؼوجٌة الهامة جدا‪ ،‬وتنفٌذها على أرض الواقع ٌتطلب شروطا تربوٌة ‪،‬‬ ‫تعمل الحركة الكشفٌة من خبلل منهاجها على توفٌره عبر مكونات الطرٌقة الكشفٌة التً‬ ‫تكون نسقا من المفاهٌم والقوانٌن المرتبطة‪ٌ ،‬سٌر فً اتجاه خط متواتر ٌؤدي إلى النتابج‬ ‫المرسومة سلفا‪.‬‬

‫شارات الهواٌات ‪:‬‬ ‫شارات الهواٌات من أبرز الوسابل التربوٌة الموجهة للفتٌة و الشباب‪.‬‬ ‫وتعتبرها ركنا ًا أساسٌا ًا فً برنامجها‪ .‬ألنها تقدم للممارسٌن فرصا ًا حقٌقٌة الكتشاؾ‬ ‫مٌوالتهم و هواٌاتهم واهتماماتهم و استعداداتهم‪ ،‬و السعً نحو تنمٌتها من خبلل تطوٌر‬ ‫وتحفٌز القدرة على اكتساب المهارة و الخبرة‪ ،‬مما تفتح له أبواب االجتهاد و االبتكار‬ ‫والتجدٌد فً سٌاق بٌبة تربوٌة تؽمرها المتعة و اإلثارة و التشوٌق والتروٌح‪.‬‬ ‫ٌختلؾ البشر عن بعضهم البعض فً قدراتهم و طاقاتهم ومؤهبلتهم‬ ‫وإمكانٌاتهم و عاداتهم و فً طرق تفكٌرهم و فً مٌوال ته م واهتماماتهم‪ .‬وإقحامهم فً‬ ‫نفس البرنامج دون أي اعتبار لئلختبلفات التً تمٌزهم عن بعضهم البعض‪ ،‬نكون بذلك‬ ‫نقصً الممٌزات التً وهبها هللا لكل فرد‪ .‬وقد أكدت المنظمة الكشفٌة العالمٌة على هذا‬ ‫األمر‪ ،‬حٌث نجد وثٌقة " دلٌل تطوٌر البرنامج الكشفً " تحث على ذلك كاآلتً ‪ " :‬وبما‬ ‫أن الشاب كابن متفرد له احتٌاجات وتطلعات وقدرات مختلفة عن اآلخرٌن‪ ،‬فإن األهداؾ‬ ‫التربوٌة العامة ٌنبؽً أن تصاغ بطرٌقة مرنة بدرجة كافٌة لتتبلءم مع كل فرد " (‪)14‬‬ ‫‪123‬‬


‫ٌسعً المنهاج فً هدا االتجاه إلى جعل الفوارق الفردٌة مجاال لتعدد المواهب‬ ‫والتعامل معها بأسلوب ٌحترم مكونات كل فرد ومكتسباته كشرط أساسً‪ ،‬وأن ٌهتم كل‬ ‫واحد بما لدٌه من استعدادات وقدرات‪ .‬وتفتح المجال أمامه لتثمٌن وتطوٌر تلك‬ ‫المكتسبات بأسلوب ٌثٌر حماس الفرد وٌقوي عزٌمته على السٌر فً اتجاه تطوٌر‬ ‫المعارؾ والمهارات‪.‬‬ ‫الهدؾ من شارات الهواٌة ‪:‬‬

‫ال ٌمكن أن تحقق التربٌة الكشفٌة أهدافها إالّ إذا كانت الهواٌات أحد أركانها‪.‬‬ ‫األسلوب الذي تنهجه الحركة الكشفٌة من أجل تنمٌة الذات هو اعتمادها على مراعاة‬ ‫الخصابص الفردٌة بٌن أعضابها؛ وقد اختارت الحركة لتفعٌل ذلك هو ما تسمٌه " نظام‬ ‫الشارات"‪.‬‬ ‫ادماج الفرد داخل نظام الشارات ٌوفر له الفرص الحقٌقٌة لئلعتناء بهواٌاته‪،‬‬ ‫لٌبحث و ٌقرأ و ٌسأل و ٌجرب و ٌتدرب‪ .‬مستعمبلًا مختلؾ األدوات المعرفٌة للحصول‬ ‫على المعلومات و على تجربتها من أجل إتقان مهاراتها وفق ما ٌلً ‪:‬‬ ‫‪ ‬تنمٌة الذات وفق االحتٌاجات و القدرات و المٌول التً تهم الفرد ذاته‪.‬‬ ‫‪ ‬اكتساب معارؾ و خبرات تخصصٌة‪ ،‬تتبلءم مع مٌوالته واستعداداته‪.‬‬ ‫‪ ‬تحقٌق اتجاهاتاجتماعٌة تمكن الفتٌة و الشباب من التكٌؾ مع بٌبتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬تمكنهم من تلبٌة الخدمات واستثمار القدرات والوقت و تساعد على تخفٌؾ‬ ‫عبء األسرة‪.‬‬ ‫‪ ‬تؽطٌة كافة المٌول من خبلل المجموعات التخصصٌة التً تقترحها لوابح‬ ‫الشارات‪ ،‬و شمولها لكافة نواحً التطور الحدٌثة المواكبة للعصر‪.‬‬

‫إعادة اكتشاؾ الخبرات المهملة‪:‬‬ ‫‪ ،‬والتً تتطلب‬ ‫االندماج فً سٌاق نظام الشارات وخصوصا ما ٌتعلق بالهواٌات‬ ‫من الفرد أن ٌتناول مجاالت متعمدة لكً ٌواكب عملٌة الحصول على ا لشارات ‪ :‬وهً بذلك‬ ‫تدفع الفرد المشارك إلى محاولة إدراك قٌمة األشٌاء والمواضٌع الفكرٌة والجمالٌة بصٌػ‬ ‫مؽاٌرة عن الكٌفٌة التً كان ٌنظر إلٌها من قبل‪ .‬فلٌس منا من الٌعٌر أي اهتماما ببعض‬ ‫المواضٌع‪ ،‬على اعتبار أنها لٌست ذات أهمٌة‪ ،‬ونبلمسها عبر ممارساتنا الٌومٌة بنوع من‬ ‫السطحٌة‪ .‬لكن حٌنما نضع أحد ا منا موقع التفكٌر والتأمل فً المواضٌع التً صادفها من‬ ‫‪124‬‬


‫قبل‪ ،‬فإنه ٌجد نفسه أمام كم هابل من المعلومات التً تتطلب فقط تكملة بعض النقابص‪،‬‬ ‫وتطوٌر المعلومات المرتبطة لمكونات الموضوع المرؼوب فٌه ‪.‬‬ ‫الت عاٌل مع المواضًع المهملة بهذه الصٌؽة‪ ،‬تجعل الفرد ٌعٌد اكتشافها بطرٌقة‬ ‫جدٌدة عند اندماجه فً نظام الشارات‪ ،‬تجعله ٌستحسنها وٌتذوقها‪ .‬وهذا ما ٌدفعه إلى‬ ‫السعً برؼبة وحماس للحصول على مطالبها‪ .‬وهذا األسلوب فً التعامل مع نظام الشارات‬ ‫ٌؤدي إلى الحصٌلة المتوقعة التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ o‬ئػبكح ر٘و‪٤‬ت اُلوك ك‪ٓ ٢‬ؾٖالر‪ ٚ‬اَُبثوخ‪ ،‬إلػبكح اُؾٌْ ػِ‪ٜ٤‬ب ثٔ٘طجن ٓـب‪٣‬و‬ ‫َُِبثن ‪ٝ‬ث٘‪ٚ‬ظ أًضو‪.‬‬ ‫‪ٗ o‬وَ ػِٔ‪٤‬خ اُؾٌْ ػِ‪ ٠‬أُ‪ٞ‬ا‪٤ٙ‬غ ٖٓ االػزوبك اُغٔبػ‪ ٢‬ئُ‪ ٠‬اإلكهاى اُلوك‪.١‬‬ ‫‪ o‬رن‪ٝ‬م أُ‪ٞٙٞ‬ع أُوؿ‪ٞ‬ة ر٘ب‪ ُٚٝ‬ػجو اإلؽَبً ثٔ‪ٚ‬بٓ‪ٓٝ ٚ٘٤‬ال ءٓز‪ ٚ‬ثبٍفجوح‬ ‫‪ٝ‬أُ‪ٜ‬بهاد أُورجطخ ث‪.ٚ‬‬ ‫‪ o‬رؼٔ‪٤‬ن اُ٘ظو ثبُٔ‪ٞ‬ا‪٤ٙ‬غ ماد االهرجب‪ ٛ‬اَُطؾ‪ٝ ، ٢‬اُجؾش ػٖ اُل‪ ْٜ‬اُغ‪٤‬ل ُ‪ٜ‬ب‪.‬‬ ‫‪ o‬ئػبكح اُ٘ظو ك‪ٌٗٞٓ ٢‬بد أُ‪ٞ‬ا‪٤ٙ‬غ اُز‪ ٢‬ال رغلة اُلوك ئُ‪ ٠‬رن‪ٝ‬ه‪ٜ‬ب‪.‬‬ ‫تدرٌب الهواٌات نشاط تربوي ٌساهم فً تنمٌة قدرات الفتٌة و الشباب على‬ ‫التفكٌر‪ ،‬و ٌدفع بهم إلى العمل و الحركة و ٌساعدهم على اإلبداع و االبتكار و ٌساعدهم‬ ‫على حسن استثمار أوقات فراؼهم‪.‬‬ ‫قبل ولوج األفرا د أي مجال تدرٌبً ٌبلحظ علٌهم أنهم ٌتمٌزون عن بعضهم‬ ‫البعض فً العدٌد من األمور‪ ،‬وهذا ٌتأتى من خبلل السمات الوجدانٌة والمكتسبات‬ ‫السابقة لكل فرد‪ .‬و حتى ٌتمكن المنهاج الكشفً من التعامل مع جمٌع المنخرطٌن بشكل‬ ‫ٌحترم خصوصٌة الفرد‪ ،‬وٌتعامل معها بشكل ٌدعم الجٌد وٌنهً من الخاطا منها‪.‬‬ ‫ٌجد المنخرط مند ولوجه للحركة واندماجه داخل جماعاتها نوع من التفاعل‬ ‫اإلٌجابً ٌسمح به سٌاق األنشطة التربوٌة التً ٌقترحها على األفراد‪ .‬و التً تتحدد من‬ ‫خبلل إتاحة الفرصة لكل فرد التحرك فً مساحات كافٌة الستعمال المكتسبات السابقة‪،‬‬ ‫التً ٌسمح له بإبراز مهاراته ومعارفه الخاصة واستثمار قدراته‪ .‬هذا السٌاق من الحرٌة‬ ‫الفردٌة ٌسمح لكل فرد بالشعور بالفعالٌة داخل الجماعة والشعور بالتمٌز فً إحدى‬ ‫المجاالت أو أكثر‪ ،‬مما ٌعطً لكل مشارك فرصا عدٌدة إلبراز مؤهبلته والسعً إلى‬ ‫تطوٌرها و االرتقاء بها إلى األفضل‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫متطلبات شارات الهواٌات‬ ‫تسعى التنظٌمات الكشفٌة تفعٌل نظام الشارات مع تبسٌط أسلوب ها ‪ ،‬من خبلل‬ ‫جعل الفتٌة و الشباب ٌقبلون علٌها دون أن تعترضهم معٌقات و حواجز‪ ،‬و هذا ما ٌدفع‬ ‫هذه التنظٌمات إلى وضع لوابح نموذجٌة من الهواٌات مصنفة بشكل ٌساعد األفراد على‬ ‫التعامل معها بسهولة‪ .‬وضعها رهن إشارة األفراد لممارسة هواٌاتهم و تنمٌتها وتطوٌرها‬ ‫(‪ .)15‬تلك اللوابح و النماذج المصنفة ما هً فً الحقٌقة سوى نماذج للمساعدة‬ ‫واالستبناس و ال ٌمكننا أن نعتبرها نهابٌة ‪ ،‬إنها قابلة لئلضافة و التنقٌح و التطوٌر‪ٌ .‬مكننا‬ ‫أن نظٌؾ إلٌها مجاالت جدٌدة‪ ،‬و تخصصات حدٌثة التً تفرزتها الحٌاة المعاصرة كل‬ ‫ٌوم‪ .‬كما ٌمكن تطوٌر شارات كانت موجودة‪ ،‬حدث علٌها بفعل التطور و الزمن تؽٌ​ٌرات‬ ‫علٌنا أن نواكبها‪.‬‬ ‫شارات الهواٌات هً مجموعة من المجاالت الفنٌة الصناعٌة العلمٌة التروٌحٌة‬ ‫الثقافٌة‪...‬آفاقها مفتوحة وفق مٌول األفراد واهتماماتهم‪.‬‬ ‫ٌتم اختٌار مجاالت الهواٌات المرتبطة بها بنا ًاء على العناصر التالٌة‪:‬‬ ‫ تبلؤم مضمون هواٌات الشارات مع رؼبات و قدرات الكشافة ‪.‬‬‫ تبلؤم الشارات مع احتٌاجات المجتمع ‪.‬‬‫ تبلؤم الشارات مع مكونات البٌبة المحٌطة ‪.‬‬‫المكتب العالمً للحركة الكشفٌة سمح بحٌز كافً من المرونة للجمعٌات الكشفٌة‬ ‫الوطنٌة فً اختٌار وتصنٌؾ شارات الهواٌات حسب أنشطتها و مجاالتها وفقا ًا‬ ‫للخصوصٌات االجتماعٌة و البٌبٌة والثقافٌة‪ ...‬بشرط خضوعها للضوابط التربوٌة التً‬ ‫تهدؾ الحركة الكشفٌة تحقٌقها‪ ،‬وه ي أن تعود هذه الهواٌات بالفابدة التربوٌة على من‬ ‫ٌمارسها و على البٌبة والمجتمع الذي ٌعٌشون فٌه‪.‬‬ ‫وضع متطلبات الحصول على شارات الهواٌات‬ ‫عملٌة وضع متطلبات الحصول على شارات الهواٌات التً ٌختارها األفراد‬ ‫بمحض إرادتهم‪ ،‬سواء كانت هذه الشارات موجودة ضمن البلبحة النموذجٌة‪ ،‬أو اختٌار‬ ‫جدٌد من طرؾ الفرد‪ .‬تتطلب من القابد أن ٌراعً الجوانب التقنٌة و القٌام بإجراءات‬ ‫تنفٌذٌة نجملها فً اآلتً ‪:‬‬ ‫‪126‬‬


‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫وضع شروط اجتٌاز المتطلبات الخاصة بكل هواٌة‪.‬‬ ‫أن تكون قابلة للمبلحظة و القٌاس و التقٌ​ٌم‪.‬‬ ‫مراعاة التدرج و الدقة فً المعلومات‪.‬‬ ‫تبلؤم معطٌاتها و المرحلة العمرٌة للفرد‪.‬‬ ‫احترام حرٌة الفرد فً اختٌار الهواٌات التً ٌرؼب فً اجتٌازها‬ ‫توفٌر المطبوعات و األدوات والمواد المرتبطة بالهواٌات المعنٌة‪.‬‬ ‫حسن توجٌه الفتٌة للجهات التً تزودهم بالمعلومات حول الهواٌة‬ ‫التً ٌرؼب التدرب علٌها‪.‬‬

‫ّبهاد اُ‪ٜٞ‬ا‪٣‬بد‬ ‫اُ‪ٜٞ‬ا‪٣‬بد اُْقٖ‪٤‬خ‬

‫ٓؾز‪ ٟٞ‬اُ‪ٜٞ‬ا‪٣‬بد‬

‫صوبك‪٢‬‬ ‫ح‬ ‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد‬

‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد ػِٔ‪٤‬خ‬

‫ك٘‪٢‬‬ ‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد ح‬

‫األْٗطخ‬ ‫اُلوك‪٣‬خ‬ ‫أُواؽَ‬

‫اُؼٔو‪٣‬خ‬

‫اُزو‪ْ٣ٞ‬‬

‫التتوٌج‬

‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد ه‪٣‬ب‪٤ٙ‬خ‬

‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد ؽوك‪٤‬خ‬

‫األْٗطخ‬

‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد اعزٔبػ‪٤‬خ‬

‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد صواص‪٤‬خ‬

‫األْٗطخ‬ ‫اُلوك‪٣‬خ‬

‫اُلوك‪٣‬خ‬ ‫أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ‬

‫اُزو‪ْ٣ٞ‬‬

‫أُواؽَ اُؼٔو‪٣‬خ‬

‫اُزو‪ْ٣ٞ‬‬

‫التتوٌج‬

‫التتوٌج‬

‫مبلحظة ‪ :‬البحة الهواٌات ؼٌر محدودة سواء من حٌث صنفها أو من حٌث أنواعها‬ ‫وأعدادها‪ ،‬تبقى باستمرار مفتوحة‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫‪ٞٛ‬ا‪٣‬بد ًْل‪٤‬خ‬


‫تدرٌب الفتٌة و الشباب على إتقان الهواٌة‬ ‫شارات الهواٌة جزء من النظام الذي ٌُ ٌَسر للكشافة ظروؾ ممارسة األنشطة التً‬ ‫ٌحبونها وٌرؼبون فً تحقٌقها على أرض الواقع‪ ،‬لكن ؼالبا ًا ما تصادفهم صعوبات‬ ‫الحصول على المعلومات والخبرة و المهارة المطلوبة الكافٌة الجتٌاز متطلباتها بنجاح‪.‬‬ ‫ولتدلٌل صعوبات تدرٌب الفتٌة والشباب على مكونات الهواٌات‪ٌ ،‬تطلب من القادة‬ ‫استعمال مهارات التوجٌه و المساعدة التً تمكن الفتٌة من الحصول على المعلومات‬ ‫والخبرات التً ٌحتاجونها (‪.)16‬‬ ‫ٌتداول األفراد فٌما بٌنهم مفاهٌم نظام الشارات و ٌسعون جمٌعا ًا للحصول علٌها‪،‬‬ ‫من خبلل تنافس األفراد و الطبلبع و الوحدات كً ٌحصلوا على أكبر قدر منها‪ .‬و قد نجد‬ ‫أكثر من كشاؾ ٌسعى للحصول على شارة هواٌة معٌنة‪ ،‬و هذا شًء محبب من اجل‬ ‫التعاون معا ًا للحصول علٌها‪ .‬و هذا ما ٌجعل التعاون سابداًا بٌن أعضاء الطلٌعة لبلوغ‬ ‫تنمٌة هواٌات كل أعضابها‪.‬‬ ‫من مهام قادة الوحدات تدرٌب الفتٌة والشباب لبلوغ كفاٌاتهم لمواجهة متطلبات‬ ‫الشارات‪ ،‬وهذا ٌتطلب وجوبا وجود خطة تدرٌبٌة واضحة (‪ ،)17‬وبما أن القادة ال ٌمكن‬ ‫لهم أن ٌكونوا متخصصٌن أو لهم معلومات كافٌة عن كل التخصصات و التقنٌات‪ ،‬فبل بد‬ ‫من العمل على تدلٌل هذه الصعوبة و تجاوزها من خبلل تنفٌذ الخطوات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ ‬تصنٌؾ و تجمٌع الخبرات و المهارات التً ٌتوفر علٌها جل قادة الفرقة‬ ‫أو الفرع و وضعها رهن إشارة الفتٌة و الشباب‪.‬‬ ‫‪ ‬ربط الفرقة أو الفرع عبلقات تعاون مع جهات و مؤسسات متخصصة‬ ‫ٌمكن أن تقدم العون فً التدرٌب على المهارات و الهواٌات المطلوبة‪.‬‬ ‫‪ ‬وضع البحة اآلباء الذٌن ٌرؼبون فً التطوع لتقدٌم معلومات حول بعض‬ ‫التخصصات التً ٌحتاجها الكشافة و المرتبطة بهواٌة هؤالء اآلباء أو‬ ‫مرتبط بوظٌفتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬تحدٌد المدة الكافٌة لحصول الفتى أو الشاب على المعلومات و الخبرة‬ ‫الكافٌة ‪ ،‬لتحدٌد مدة المتعاون فً تلقٌن الشباب‪.‬‬ ‫‪ ‬تحدٌد أصناؾ الشارات المتعلقة بتنوع الهواٌات‪ ،‬مع اقتراح مجموعة‬ ‫جاهزة على الفتٌة والشباب‪ .‬وبما أن الهواٌات ال حدود لها‪ ،‬فبل ٌمكن أن‬ ‫نفرض على الفتٌة اجتٌاز شارات هواٌات ال ٌبدون رؼبة أو مٌبلًا‬ ‫الجتٌازها‪ ،‬فبل بد من استشارة بعض المتخصصٌن‪.‬‬

‫‪128‬‬


‫اجتٌاز متطلبات شارات الهواٌات‬ ‫عملٌة اجتٌاز متطلبات شارة معٌنة تتطلب الخطوات التالٌة ‪:‬‬ ‫ٌخبر الفتى أو الشاب قابد وحدته عن رؼبته فً اجتٌاز متطلبات هواٌة‬ ‫‪‬‬ ‫معٌنة ‪.‬‬ ‫تجمٌع المعلومات المتعلقة بها و الحصول على الخبرة و المهارة المطلوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫ال ٌسمح القابد باجتٌاز الفتى لمتطلبات شارة معٌنة حتى ٌتأكد أنه حصل‬ ‫‪‬‬ ‫فعبلًا على معلوماتها و تدرب على خبرتها و مهارتها‪ ،‬و ذلك بتنسٌق مع عرٌؾ‬ ‫طلٌعته‪.‬‬ ‫تحدٌد المدة الكافٌة للتدرٌب على المهارة المطلوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫تحدٌد التارٌخ الجتٌاز متطلبات الشارة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٌضع القابد فقرات هذا النشاط ضمن البرنامج‪ ،‬الذي ٌختار له الوقت الكافً‬ ‫‪‬‬ ‫و الفضاء المناسب‪ ،‬مع أخذ الترتٌبات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ o‬استحضار المتطلبات المرتبطة بالشارة المطلوبة ( دلٌل شارات الهواٌات)‬ ‫‪ o‬توزٌع المهام على القادة الذٌن سٌساهمون فً تقٌ​ٌم قدرات المرشح‪.‬‬ ‫‪ o‬االستعانة ببعض المتخصصٌن ( من أصدقاء الكشافة أو اآلباء) إذ لزم‬ ‫األمر ذلك‪.‬‬ ‫‪ o‬و ضع الوثابق المثبتة الجتٌاز الفتى للشارة ( استمارات الترشٌح؛‬ ‫شواهد‪)...‬‬ ‫بعد اجتٌاز الفتى أو الشاب لمتطلبات الشارة ٌقوم القابد بتحضٌر األمور التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ o‬توفٌر الشارة التً سٌعلقها الفتٌة والشباب على الزي الكشفً‪.‬‬ ‫‪ o‬توفٌر شهادة الشارة المحصل علٌها‪.‬‬ ‫‪ o‬توفٌر رمز الشارة الذي سٌعلق بعلم الطلٌعة‪.‬‬ ‫‪ o‬إعداد حفل التتوٌج و تسلٌم الشارة و الشهادة للمستحق ‪.‬‬

‫الربط بٌن شارات الهواٌات و الكفاٌات‬ ‫كل فرد له اهتمامات شخصٌة ال ٌعتنً بها اآلخرون‪ ،‬فمنهم من ٌمارس‪:‬‬ ‫الرٌاضة؛ الرسم؛ المطالعة؛ اإلبحار فً األنترنٌت‪ ،‬جمع النقود القدٌمة؛ الطوابع‬ ‫البرٌدٌة‪ ،...‬إذ ٌمكن أن نعثر على فرد ٌجد فً جمع الطوابع البرٌدٌة متعة كبٌرة فً‬ ‫‪129‬‬


‫حٌن نجد آخرٌن ٌجدون فً هذه الهواٌة على أنها شًء ممل‪ ،‬فذلك مرتبط باألذواق‬ ‫الخاصة‪ .‬المهم هو أن ٌكون للفرد اهتمامات معٌنة ٌستمتع بممارستها و ٌهتم بها و‬ ‫ٌرتبط بها و ٌطورها‪ .‬و هذا هو البعد المتوخى من تفعٌل شارات الهواٌات‪.‬‬ ‫الفرد فً عبلقته مع أفراد الجماعة " الطلٌعة " الذٌن تكون لدٌهم اهتمامات‬ ‫متعددة متباعدة أو متقاربة أحٌاناًا‪ ،‬لكن توجد أشٌاء تهم جل أعضاء المجموعة بل هناك‬ ‫أشٌاء مشتركة‪ .‬و هذا االتجاه ٌحٌل على شارات الكفاٌات‪ ،‬و هً عبارة عن معارؾ و‬ ‫خبرات و مهارات ٌحتاجها اإلنسان حسب المبلمح المرسومة فً المنهاج‪ ،‬فهً أمور‬ ‫موحدة‪ .‬ولهذا تحدد مجاالتها حسب مكوناتها التً ٌختار منها الفرد ما ٌمٌل إلٌه‪ ،‬بشرط‬ ‫أن ٌلتزم بمباشرة جمٌع المجاالت بشكل متتالً‪.‬‬ ‫ركز المنهاج التربوي الكشفً فً برامجه على العناٌة بذلك الترابط بٌن‬ ‫االهتمامات الفردٌة و بٌن الكفاٌات العامة المشتركة بٌن الجمٌع‪ ،‬لكونها معلومات‬ ‫تتطلبها الحٌاة الجماعٌة‪ ،‬ل ُت ْبقً للفرد حرٌته الفردٌة فً ممارسة اهتماماته الشخصٌة‪ ،‬و‬ ‫اشتراكه مع من ٌتقاسمه نفس االهتمام لتحقٌق اإلشباع الذي ٌعطً للفرد توازنا فً بٌن‬ ‫ما هو عام و ما هو خاص‪.‬‬ ‫بلوغ الكفاٌات العامة فً الحركة تتطلب أن توازٌها اهتمامات شخصٌة‪ ،‬وبلوغ‬ ‫شارات الكفاٌة ومضامٌنها‪ٌ ،‬شترط اتقانه لهواٌاته الفردٌة قبل تقٌ​ٌم الكفاٌات المطلوبة‪.‬‬

‫الحوافز اإلضافٌة لنظام الشارات‪:‬‬ ‫تتداخل الحوافز المتعلقة بالشارات بشكل كبٌر‪ ،‬بٌن ما هو فردي وما هو جماعً‪،‬‬ ‫ألن التتوٌج الفردي ٌكون مرفقا بتتوٌج جماعً‪ ،‬فعند حصول العضو على شارة هواٌة‬ ‫معٌنة تجعله ٌعتز بذلك اإلنجاز الذي ٌفخر به عند التتوٌج‪ ،‬من خبلل وضع الشارة على‬ ‫زٌه الكشفً أثناء حفل توزٌع الشارات‪ .‬و الطلٌعة التً ٌنتمً لها هذا العنصر تفخر هً‬ ‫األخرى بتلك الشارة بطرٌقة أخرى‪ ،‬أنها تحصل مقابلها عن تتوٌج ٌتم عن طرٌق وضع‬ ‫عبلمة ممٌزة على علم الطلٌعة‪ ،‬تعلن بذلك حصول أحد أفرادها على شارة‪ .‬كما أن هناك‬ ‫إمكانٌة حصول الفرد على جدٌبلت‪ ،‬و التً تمنح عادة لؤلفراد الذٌن تتعدد هواٌتهم‪،‬‬ ‫وٌتمكنوا من بلوغ عدد معٌن من الشارات ‪ .‬فتح الفرص لؤلفراد الذٌن ٌتوفرون على‬ ‫‪130‬‬


‫مواهب متعددة كً ٌجدوا المجال المناسب لتصرٌؾ قدراتهم وتجرٌب استعداداتهم‪ٌ .‬ظل‬ ‫باب االجتهاد والتفوق مفتوحا باستمرار أمام الفرد‪ .‬فمن له القدرة أن ٌبدع وٌتمٌز فاآلفاق‬ ‫مفتوحة لتستوعب كل ما ٌطمح له‪.‬‬ ‫الجدٌلة‪ :‬الجدٌلة عبارة عن خٌط سمٌك مظفر ٌوضع على الكتؾ األٌمن‪ ،‬وٌحٌط‬ ‫بالذراع‪ ،‬ورأسٌها ٌوضعان أمام الجٌب األٌمن للقمٌص( أنظر الصورة) و ٌحملها‬ ‫الكشافة حسب المواصفات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الجدٌلة ذات اللون الواحد‪ :‬تمنح لمن حصل على ثبلث شارات الهواٌات من‬ ‫مجال تخصصً واحد( حسب الشروط التً ٌضعها التنظٌم لذلك)‬

‫‪‬‬

‫الجدٌلة ذات اللونٌن‪ :‬تمنح لمن ٌحصل على أكثر من جدٌلة( أي ما ٌعادل‬ ‫أكثر من ستة شارات للهواٌات فً أكثر من مجال واحد)‬

‫‪‬‬

‫الجدٌلة ذات الثبلث ألوان‪ :‬تمنح لمن ٌحصل على أكثر من جدٌلتٌن( أي ما‬ ‫ٌعادل تسعة شارات فً أكثر من مجالٌن)‬

‫و ٌتم تحفٌز الطبلبع للحصول على أكبر عدد من الشارات من طرؾ‬ ‫أعضابها(‪ ،)18‬عن طرٌق تتوٌج الطلٌعة باعتبارها مجموعة ٌنتمً لها الفرد الحاصل على‬ ‫الشارة أو الجدٌلة‪ ،‬و ذلك بوضع عبلمة ممٌزة على علم الطلٌعة ( الفانٌو) خبلل حفل‬ ‫تسلٌم الشارات بحضور جل أعضاء الفرٌق و اآلباء وأصدقاء الكشافة‪.‬‬ ‫‪ -1‬عندما ٌحصل الفرد على شارة الهواٌة‪ ،‬تمنح للطلٌعة عبلمة ممٌزة تضعها على‬ ‫علمها‪ .‬و هً عبارة عن دابرة من لون معٌن تكون بارزة على عصى علمها‬ ‫الخاص بها‪ .‬و كلما حصل عضو على شارة أخرى ٌتم إضافة دابرة على عصى‬ ‫العلم( الفانٌو) وتحرص كل طلٌعة أن ٌكون علمها األكثر تتوٌجا ًا و األكثر تزٌ​ٌنا ًا‬ ‫وترصٌعا ًا بعبلمات الشارات المحصل علٌها‪.‬‬ ‫‪ -2‬عندما ٌحصل عضو على شارة الكفاٌة‪ ،‬تمنح للطلٌعة عبلمة ممٌزة تضعها على‬ ‫علمها‪ ،‬و هً عبارة عن دابرة بلون معٌن( متعارؾ علٌه)‪ .‬و تكون عدد الدوابر‬ ‫بعدد الشارات المحصل علٌها من طرؾ أفراد الطلٌعة‪.‬‬ ‫كلما حصل فرد على جدٌلة معٌنة من الجدٌبلت الثبلث‪ ،‬توضع عبلمة ترمز إلٌها‬ ‫بعلم الطلٌعة( الفانٌو)‪ .‬و هً عبارة عن خٌط مظفر بعدد األلوان الذي استحقها الفرد‬ ‫المتوج‪ ،‬مثله مثل الجدٌلة التً ٌضعها الكشاؾ على كتفه‪ .‬وتحرص الطلٌعة بتشجٌع‬ ‫من القادة و اآلباء لتبدل مجهود أكثر للحصول على أكبر عدد من الجدٌبلت و وضعها‬ ‫على علمها الخاص ( الفانٌو)‪.‬‬ ‫‪131‬‬


‫‪ ‬مبلحظة‪ :‬عند منح أي شارة أو جدٌلة‪ ،‬تعطى معها شهادة تثبت الحصول علٌها‪ ،‬تقدم‬ ‫واحدة باسم الشخص الحاصل على الشارة أو الجدٌلة‪ .‬و الثانٌة تقدم باسم الطلٌعة‬ ‫ٌثبت علٌها اسم الطلٌعة مرفقة باسم العنصر الحاصل على الشارة‪.‬‬ ‫البعد التربوي لتتوٌج الفتٌة ‪:‬‬ ‫االندماج الجٌد مع المحٌط االجتماعً ٌتطلب من أطر الحركة إٌجاد أسلوب‬ ‫التواصل المستمر واإلٌجابً مع كل الفاعلٌن ‪ ،‬عبر إعداد البحة المدعوٌن وعلى‬ ‫رأسهم اآلباء و أصدقاء الكشافة‪ ،‬وبالخصوص المتعاونون فً تمرٌر المعلومات‬ ‫والخبرات المرتبطة بالشارات‪ .‬حضور هؤالء الضٌوؾ و بالخصوص أبوي المرشح‬ ‫وأولٌاء األمور واألصدقاء ٌساهم فً تحقٌق شعور الفتى بالسعادة و الفخر أمام‬ ‫اآلخرٌن (‪ ،)19‬كما ٌؤكد اآلباء فعالٌة التربٌة الكشفٌة و قدرتها على تحفٌز الفتٌة للبدل‬ ‫والعطاء واالجتهاد‪ ،‬و هذا ما ٌجعلهم ٌتعاونون مع قادة الفرقة أو الوحدة لتنفٌذ مختلؾ‬ ‫أنشطتهم‪ .‬كما أن استدعاء مدرسً الفتٌة لهذا الحفل مهم جدا من أجل توطٌد أسلوب‬ ‫التعاون معهم‪.‬‬ ‫ٌساهم هذا الحفل و هذا التتوٌج فً إثارة الحماس لدى باقً الكشافة‬ ‫من أجل استنهاض وتحفٌز مؤهبلتهم قصد ولوج مسٌرة الحصول على المعارؾ‬ ‫والخبرات التً تمكنه من التتوٌج هو اآلخر‪ .‬كما أن مشاركة األولٌاء ومواكبتهم‬ ‫لؤلنشطة الكشفٌة ٌدعم عملٌة تحفٌز الفتٌة والشباب وتشجٌعهم الجتٌاز شارات الهواٌات‪،‬‬ ‫ومساعدتهم على إتقان مضمونها‪ .‬و عن طرٌق ذلك تكمل الحركة الكشفٌة دعم الدور‬ ‫التربوي الذي تقوم به األسرة و الذي تقوم به المدرسة‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫مستوٌات تنفٌذ نظام الشارات ‪:‬‬ ‫من ااألهداؾ الربٌسٌة للحركة الكشفٌة اعتناؤها بعملٌة التقدم الشخصً‬ ‫للفرد‪ ،‬وهً تهم نقطة محورٌة بالمنهاج التربوي الكشفً ‪ ،‬تتعلق بعملٌة تمكٌن الفتى‬ ‫والشاب من تنمٌة دوافعه الداخلٌة فً المشاركة الواعٌة الفعالة فً عملٌة نموه الذاتً‬ ‫التً تمكنه من التقدم بخطواته الخاصة به فً االتجاه العام لتحقٌق األهداؾ التربوٌة‬ ‫لمرحلته العمرٌة‬

‫(‪)20‬‬

‫التنفٌذ الفعلً لنظام الشارات ٌتطلب من القابد أن ٌتعرؾ على العملٌات‬ ‫التقنٌةالتً تمهد لهذه المرحلة من الناحٌة البٌداؼوجٌة‪ ،‬قصد إعداد الخطوات المنهجٌالتً‬ ‫تحقق لها المصداقٌة من خبلل التتبع والتقٌ​ٌم والدراسة‪ ،‬التً تقوم بها مختلؾ األجهزة‬ ‫الكشفٌة الوطنٌة والمحلٌة‪ ،‬وفق المرجعٌة البٌداؼوجٌة المحددة من طرؾ المكتب الدولً ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬دور الجهاز الدولً‬ ‫العناصر األساسٌة التً تربط المنهاج التربوي الكشفً بكل مستوٌات تفعٌله على‬ ‫أرض الواقع هً ‪ :‬األهداؾ والمبادئ والطرٌقة‪ ،‬لكونها تضم مثبل وقٌما إنسانٌة عامة ال‬ ‫ٌختلؾ علٌها اثنان‪ ،‬وألنها تتبلءم مع خصوصٌات جل المجتمعات ‪.‬‬ ‫تتدرج هذه المستوٌات حسب التسلسل التالً‪:‬‬ ‫الكشفٌة حركة عالمٌة كما ٌنص على ذلك الدستور والقوانٌن الداخلٌة المتبعة‬ ‫بالمنظمة الكشفٌة العالمٌة‪ ،‬وتشرؾ علٌها تشكٌلة بشرٌة متعددة الجنسٌات‪ .‬وعلى هذا‬ ‫األساس تسهر على المنهاج التربوي الكشفً هٌأة من الخبراء المتخصصٌن‪ ،‬الذٌن‬ ‫ٌشرفون بعملهم البٌداؼوجً المتواصل‪ ،‬وتطعٌمه بالمستجدات التً تطور الحركة وتحقق‬ ‫أهدافها‪ .‬وتواكب ذلك بالتقٌ​ٌم المستمر والدراسات واألبحاث التربوٌة‪ ،‬التً ٌتم المصادقة‬ ‫على نتابجها خبلل المؤتمرات العالمٌة التً تقام مرة كل ثبلث سنوات‪.‬‬ ‫نظراًا لؤلهمٌة البالؽة التً ٌلعبها نظام الشارات فً بلورة المنهاج التربوي الكشفً‬ ‫حرص المكتب الدولً و األقالٌم التابعة له على إصدار كتٌبات و مطبوعات تؤكد من‬ ‫خبللها على هذه األهمٌة‪ .‬مرفقة ذلك بمختلؾ األسالٌب العملٌة لتقرٌبها من الفتٌة‬

‫‪133‬‬


‫والشباب‪ .‬وبناء على ذلك قدمت مجموعة من الخطوات العملٌة المحفزة للفتٌة و الشباب‬ ‫من أجل ولوج مسار الشارات و تشجٌعهم للحصول علٌها كاآلتً‪:‬‬ ‫دور الخبراء الدولٌ​ٌن فً تتبع وتقٌ​ٌم المنهاج التربوي‪ ،‬ومواكبة تعدٌله‬ ‫بالمستجدات التً ٌصادق علٌها األعضاء أثناء المؤتمرات الدولٌة‪ ،‬وٌحرصون كً‬ ‫ٌتحقق نظام الشارات من خبلل اهتمام الفتٌة والشباب بعملٌة التنافس من أجل الحصول‬ ‫على الشارات‪ ،‬واإلقبال الذاتً على اكتساب المعلومات والمهارات واالتجاهات التً‬ ‫تؤهلهم لبلوغ متطلباتها‪.‬‬ ‫ثانٌا ‪ :‬دور الجهاز اإلقلٌمً‬ ‫ارتباطاتها بالجمعٌات‬ ‫دور األقالٌم فً ضبط المرجعٌة التربوٌة ٌتم عن طرٌق‬ ‫الوطنٌة‪ ،‬تقوم القٌادات المتخصصة فً المجال البٌداؼوجً ب مجهود فكري نابع من‬ ‫الخصوصٌة االقلٌمٌة‪ ،‬من خبلل مبلءمة مكونات المنهاج مع تلك الخصوصٌة‪ٌ .‬تم تقدٌم‬ ‫ذلك عبر لقاءات دراسٌة ودورات تدرٌبٌة ‪ ،‬ونشر تلك التعدٌبلت التً تمت على‬ ‫المنهاج األصلً بواسطة منشورات و كتٌبات‪ ،‬الؽاٌة منه ا تزوٌد القٌادات على صعٌد‬ ‫االقلٌم بكل الوسابل التربوٌة التً تشجٌع الفتٌة للتقدم الذاتً للحصول على هذه‬ ‫الشارات‪.‬‬ ‫ٌسمح دستور الحركة لكل التنظٌمات الكشفٌة اإلقلٌمٌة‪ ،‬أن تكون فٌما بٌنها‬ ‫ارتباطات متعددة (‪ )21‬فٌما ٌخص تنفٌذ المنهاج نظرا لتوفرهم على نفس المحددات التً‬ ‫ترسم مبلمح اإلنسان المطلوب إعداده نظرا لتقارب القٌم األخبلقٌة والدٌنٌة ‪ ،‬وٌمكن أن‬ ‫تكون عناصر أخرى مثل وحدة اللؽة والقرب الجؽرافً كما هو الحال بالنسبة لئلقلٌم‬ ‫العربً‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬دور الجهاز الوطنً‬ ‫ٌقوم الجهاز الوطنً بدور فعال فً المجال البٌداؼوجً المتعلق بظام‬ ‫الشارات‪ ،‬وبكٌفٌة تفعٌلها والنتابج التً تحصل علٌها‪ ،‬ولمواكبة ذلك المجهود فإنها تقوم‬ ‫باآلتً ‪:‬‬ ‫‪ .1‬المراجعة و التقٌ​ٌم المستمر لمتطلبات هذه الشارات ‪ ،‬للتأكد من مساٌرة تلك‬ ‫المتطلبات الحتٌاجات الفتٌة والمجتمع‪ ،‬واالهتمام بمشاكله وقضاٌاه فً ظل‬ ‫المتؽٌرات السرٌعة سواء على المستوى المحلً أو الوطنً‪ .‬ومواكبة االهتمامات‬ ‫المتجددة للعصر‪ ،‬كاالهتمام بالمشروعات المرتبطة بقضاٌا المجتمع‬

‫‪134‬‬


‫‪ - 2‬إحداث شارات هواٌات جدٌدة تواكب تطورات العصر‪ ،‬وتشجع الفتٌة على االندماج‬ ‫فً قضاٌا المجتمع وقضاٌا اإلنسان بصفة عامة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الربط المنهجً بٌن الشارات التً ٌحصل علٌها الفرد‪ ،‬إذ تساهم متطلبات شارة‬ ‫معٌنة فً تنمٌة البناء الذي ٌحقق التنمٌة المتوازنة لشخصٌة الفرد‪ ،‬وٌحفزه‬ ‫للحصول على مزٌد من هذه الشارات التً تناسبه وتحقق له التوازن فً عملٌة‬ ‫التعلم دون هدر لطاقاته وإمكانٌاته‪.‬‬ ‫ الربط بٌن شارات الكفاٌة و الهواٌة ( الحصول على عدد من شارات الهواٌة شرط‬‫للحصول على شارة الجدارة) أو منح جدٌلة بلون خاص لمن ٌحصل على عدد من‬ ‫شارات الهواٌة من مجموعة واحدة أو أكثر‪...‬أو منح شارة االمتٌاز (الجدٌبلت )‬ ‫لمن ٌحصل على عدد معٌن من شارات الجدارة و عدد من شارات الهواٌة‪.‬‬ ‫‪ .4‬إصدار كتٌبات توضٌحٌة مرفقة بالصور التً تشرح طرق التنفٌذ‪.‬‬ ‫إحداث متجر للمستلزمات الكشفٌة للقٌام بدور توفٌر الوسابل الدٌداكتٌكٌة التً‬ ‫‪.5‬‬ ‫تتطلبها الممارسة التربوٌة للكشفٌة‪ ( .‬أزٌاء – شارات – أدوات حٌاة الخبلء ‪) ...‬‬ ‫إحداث حوافز لتشجٌع المنافسة الجماعٌة بٌن الطبلبع والوحدات و الفرق ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫توفٌر الشارات و بطاقات التقدم التً تحتاجها الوحدة ووضعها رهن إشارة األفراد‬ ‫‪.7‬‬ ‫و السداسٌات‪ /‬الطبلبع‪ /‬مرفقة بشهادات االستحقاق التً تسلم عند الحصول على‬ ‫الشارات‪.‬‬ ‫توفٌر مراكز التدرٌب لمساعدة الفتٌة على إتقان متطلبات الشارات التً ال تتوفر‬ ‫‪.8‬‬ ‫إمكاناتها بالفرق‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬دور القابد‬ ‫تنفٌذ نظام الشارات ٌتطلب من قادة الوحدات و مساعدٌهم جهداًا منظما ًا ومتناسقاًا‪،‬‬ ‫فً هذا السٌاق نجد أن القادة هم كذلك فً حاجة إلى مساعدات بٌداؼوجٌة و تقنٌة تمكنهم‬ ‫من تفعٌل هذا النظام وتداوله بكل دقة بٌن أوساط الفتٌة والشباب داخل وحداتهم‪ ،‬وٌتمثل‬ ‫فً األعمال التالٌة‪:‬‬ ‫‪ ‬تحفٌز الفتٌة و الشباب على تحضٌر متطلبات الشارات‪.‬‬ ‫‪ ‬توجٌه الفتٌة قصد تنظٌم مجوداتهم وتصنٌؾ معلوماتهم بشكل منظم‪.‬‬ ‫‪ ‬االستمرار فً تشجٌعهم من أجل االستمرار فً الحصول على شارات أخرى‪.‬‬ ‫هذا الجهد البٌداؼوجً ٌتطلب بعض اإلمكانٌات الدٌداكتٌكٌة‪ ،‬المتمثلة فً‬ ‫المستلزمات الضرورٌة لتنفٌذ نظام الشارات وهً كاألتً ‪:‬‬

‫‪135‬‬


‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫توفٌر المطبوعات التً تشرح و توضح مضامٌن هذا النظام و تقنٌات تنفٌذه‪.‬‬ ‫توفٌر "دلٌل" نموذجً ٌحدد المجاالت و المتطلبات المتعلقة بنظام الشارات‪.‬‬ ‫توفٌر الشارات التً توضع على الزي الكشفً‪ ،‬و وضعها رهن إشارة القادة‪.‬‬ ‫و ضع برنامج اجتٌاز متطلبات الشارات و الحرص على شروط تنفٌذها‪.‬‬ ‫الحرص على تنظٌم حفبلت توزٌع الشارات و الشواهد المرتبطة بها‪.‬‬

‫ٌلعب القابد دور بارز ا لحث و تشجٌع الفتٌة وإذكاء روح المنافسة لدٌهم من أجل‬ ‫ووحدتهم‬ ‫حصولهم على الشارات‪ ،‬واختٌار الطرق والوسابل المناسبة لطبلبعهم‬ ‫وألفرادها‪ٌ ،‬تجلى دورهم من خبلل اإلجراءات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تقدٌم نماذج للشارات و التعرٌؾ بمتطلباتها و كٌفٌة الحصول علٌها‪ ،‬فؽالبا ما‬ ‫ٌكون السبب فً عدم إقبال الفتٌة والشباب على الشارات هو عدم معرفتهم‬ ‫بمتطلباتها وكٌفٌة الحصول علٌها‪ .‬كما أن تقدٌم نماذج للشارات وشرح مزاٌاها‬ ‫تكون حافزاًا للحصول علٌها‪.‬‬ ‫‪ .2‬وضع برنامج لتدرٌب الفتٌة على متطلبات الشارات‪ ،‬ودمج تلك الحصص ضمن‬ ‫مشروعهم الشخصً‪ ،‬الذي ٌتم تنفٌذه خبلل الرحبلت و المخٌمات على مستوى‬ ‫أنشطة الوحدة أو الطلٌعة‪.‬‬ ‫فترات التدرٌب على متطلبات‬ ‫‪ .3‬االبتعاد عن أسلوب التلقٌن النظري خبلل‬ ‫الشارات‪ ،‬والتركٌز أكثر على التعلم بالممارسة‪.‬‬ ‫‪ .4‬من الحوافز العملٌة هو إعطاء األسبقٌة للحاصلٌن على الشارات عند ترشٌحهم‬ ‫للمشاركة فً اللقاءات والتجمعات على المستوى المحلً أو العربً أو الوطنً أو‬ ‫العالمً‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬دور الطلٌعة‬ ‫تحت إشراؾ العرٌؾ تقوم الطلٌعة على مساعدة األفراد المنتمون إلٌها بواسطة‬ ‫برنامج خاص للتدرٌب‪ٌ ،‬ضم محتواه جل متطلبات شارات الكفاٌة التً ترشح إلٌها أفراد‬ ‫الطلٌعة‪ .‬وٌقوم العرٌؾ بتنسٌق المجهودات لتجمٌع المعلومات والخبرات المطلوبة‬ ‫للمرشحٌن‪ ،‬من أفراد الطلٌعة نفسها ومن اآلباء وجمٌع المعارؾ‪ ،‬و العمل على نقلها إلى‬ ‫محتوى تدرٌبهم لٌكونوا مستعدٌن الجتٌازها فً التارٌخ المحدد‪.‬‬ ‫ٌتم تنسٌق العمل بٌن عرٌؾ الطلٌعة و عرٌؾ العرفاء تحت إشراؾ القابد‬ ‫و مساعدوه من أجل‪:‬‬ ‫• تحدٌد متطلبات الشارة المطلوبة ( حسب كل فرد)‬ ‫• وضع الجدولة الزمنٌة لكل فقرة من المتطلبات ( بالنسبة للقابد)‬ ‫‪136‬‬


‫• اإلخبار المسبق بالفقرات البلحقة و تارٌخها ومكان اجتٌازها‪.‬‬ ‫• ملء المطبوع الشخصً الجتٌاز الشارة من طرؾ المرشح‪.‬‬ ‫• مواكبة اجتٌاز الشارات عن طرٌق استعمال الوثابق التالٌة ‪:‬‬ ‫* بطاقة التقدم الخاصة بكل فرد‬ ‫* سجل نظام الشارات الخاص بالوحدة لمواكبة المرشحٌن‪.‬‬ ‫* كتٌب تتبع تقدم األفراد ( الخاص بكل طلٌعة)‬ ‫• ر٘ل‪٤‬ن عملٌة اجتٌاز الشارات تتم حسب الجدولة الزمنٌة المحددة سلفا ًا‬ ‫و فً المكان المناسب الذي ٌتناسب مع نوعٌة الفقرة( داخل النادي‪/‬‬ ‫بالؽابة‪ /‬فقرات منزلٌة على شكل فروض شخصٌة) ‪.‬‬ ‫• ٌتولى عملٌة تتبع الفقرات الخاصة باجتٌاز الشارات داخل الطلٌعة أحد‬ ‫األفراد‪ ،‬تحت إشراؾ العرٌؾ‪.‬‬ ‫• حفل تتوٌج الفرد الذي اجتاز متطلبات شارة بنجاح‪ ،‬خبلل أول مناسبة‬ ‫رسمٌة تجتمع خبللها الفرقة بتنسٌق بٌن الطلٌعة وعرٌؾ العرفاء وقادة‬ ‫الوحدة‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬دور الفرد‬ ‫ٌركز المنهاج التربوي الكشفً اهتمامه بالدرجة األولى على الفرد‪ ،‬باعتباره‬ ‫صانع معرفته‪ ،‬عبر التثقٌؾ الذاتً الذي ٌشرؾ علٌه بنفسه‪ٌ ،‬ساعده على ذلك‬ ‫الراشدون‪ ،‬وتدعمه جل المعامبلت التواصلٌة والتفاعلٌة التً تتم داخل الطلٌعة‬ ‫والوحدة‪ ،‬من خبلل توفر العناصر التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أن تكون للفرد الرؼبة فً التقدم والتطور‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أن ٌحسن التعامل مع مؤهبلته وإمكانٌاته الذاتٌة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ أن ٌحسن اختٌاراته‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أن ٌحسن تنظٌم الوقت‪ ،‬وتصمٌم الجداول الزمنٌة ألنشطته‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ أن ٌضبط جٌدا خطوات مشروعه الشخصً‪.‬‬

‫‪137‬‬


‫التعلم بالممارسة ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬مفهوم التعلم ‪:‬‬ ‫النفس‪ ،‬وظل هذا المفهوم ٌحظى‬ ‫التعلم من المفاهٌم الربٌسٌة فً علم‬ ‫باهتمام العلماء والمفكرٌن ورجال التربٌة فً كل مكان عبر الحقب‪ ،‬ومفهوم التعلم ٌشكل‬ ‫إحدى القضاٌا المحورٌة وما ٌنبثق عنها من بحوث وتجارب ودراسات وتعلٌم وتدرٌب‬ ‫‪22‬‬ ‫وتطبٌق ( )‪ .‬ومجتمعنا المعاصر ٌضع هذا المفهوم نصب أعٌنه للوصول باألطفال إلى‬ ‫تعلم الحٌاة واالندماج فٌها بنجاح‪.‬‬ ‫التعلم ٌعنً تعدٌل فً سلوك الفرد نتٌجة للتدرٌب والممارسة‪ ،‬ومقٌاس التعلم هو‬ ‫الدرجة التً ٌعتدل بها سلوك الفرد نتٌجة الكتسابه االتجاهات والمهارات والمشاعر‬ ‫(‪)23‬‬ ‫فإذا كانت فرص التعلم ضبٌلة كان التعدٌل‬ ‫والحقابق واآلراء والمبادئ والنظرٌات ‪.‬‬ ‫فً السلوك ضبٌبل‪ ،‬وإذا كان التعلم شامبل ومركزا كان التعدٌل كبٌرا وأساسٌا فً تكوٌن‬ ‫الفرد‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬مفهوم التعلم بالممارسة‪:‬‬ ‫م ن أهم العناصر التً تعتمدها الطرٌقة الكشفٌة‪ ،‬هً التربٌة العملٌة أو ببساطة‬ ‫أكثر (التعلم بالممارسة)‪ .‬وفً هذا السٌاق نذكر أن الباحثٌن والمتخصصٌن التربوٌ​ٌن‬ ‫أولوا اهتماما كبٌرا بهذا األسلوب حول مفهوم التعلم ‪ ،‬ونجد فً العدٌد من كتابات " بادن‬ ‫باول " أنه كان ٌؤكد باستمرار ‪ « :‬أن استعداد الفتى للعمل أكثر من استعداده للتلقً‬ ‫(‪)24‬‬ ‫فالنسق التربوي الذي أعطى مبلمحه الكبرى مؤسس الحركة‪ ،‬وطوره‬ ‫»‪.‬‬ ‫المتخصصون من خبلل الممارسة الفعلٌة للحركة‪ ،‬فقد ركز فً مضمونه بشكل كبٌر على‬ ‫هذا المعطى‪ ،‬بناء على حقابق عملٌة فً هذا المجال مثل ‪ " :‬ما ٌسمعه الشخص ٌنساه‪،‬‬ ‫(‪)25‬‬ ‫والؽاٌة من ذلك هو البحث عن أنجع الطرق‬ ‫ما ٌراه ٌتذكره‪ ،‬ما ٌعمله ٌتعلمه"‬ ‫والوسابل لتوفٌر أحسن وأمثل الظروؾ لتعلم وتدرٌب الفتٌة والشباب‪.‬‬ ‫‪ Apprentissage par la pratique‬مفهوم‬ ‫مفهوم التعلم بالممارسة‬ ‫محتاج إلى شرح وتوضٌح أكثر من المفاهٌم المماثلة‪ ،‬المتعلقة بمفهوم التعلم‪ ،‬وقبل‬ ‫التعرض إلٌه فً سٌاق البٌداؼوجٌا الكشفٌة‪ .‬نعرض تعرٌفاته المحددة لهذا المفهوم‪،‬إذ‬ ‫ٌعرفه المنهل التربوي كاآلتً ‪:‬‬ ‫التعلم بالممارسة ٌعنً تعلم إجراءات وطرق ‪ ،‬وذلك وفق فترتٌن هما ‪:‬‬

‫‪138‬‬


‫‪ )1‬التعرؾ على نماذج ومفاهٌم مرتبطة بالمنهجٌة التعلٌمٌة‪.‬‬ ‫‪ )2‬تعمٌم المنهجٌة عن طرٌق التمرن والتحوٌل‪ .‬وال ٌختزل هدا الشكل‬ ‫من التعلم فً الممارسة الوحٌدة لخطوتً منهجٌة التعلم‪)26(.‬‬ ‫ٌضٌؾ المنهل شروحات وتوضٌحات حول تحدٌد أكثر للمفهوم‪ ،‬وعلٌه‬ ‫فإن التعلم بالممارسة ٌسمح للمتعلم ب ‪:‬‬ ‫‪ ‬استباق وتحقٌق وتحلٌل السٌرورات المتبعة‪ ،‬والنتابج‬ ‫المتوصل إلٌها تبعا إلفعال السٌرورة بؽرض تصحٌح‬ ‫األخطاء‬ ‫‪ ‬إعداد نماذج ومفاهٌم صرٌحة‪.‬‬ ‫‪ ‬استعمال ومقارنة المكتسبات السابقة مع المشاكل الجدٌدة‬ ‫المثارة بواسطة إفعال السٌرورة‪.‬‬ ‫‪ ‬إعادة تأطٌر المكتسبات من أجل توفٌر إمكانٌة التعمٌم‬ ‫والتحوٌل على وضعٌات جدٌدة‪.‬‬ ‫وترتبط هذه الوسابل التعلمٌة بالتعلم بالممارسة عن طرٌق ‪ :‬التمرٌن‪،‬‬ ‫االستثارة ‪ ،‬دراسة الحالة‪ ،‬الوضعٌة‪ ،‬لعب األدوار‪ ،‬الوضعٌة المشكل‪،‬‬ ‫المختبر ‪-‬الورشة ‪ ، -‬التدرٌب‪)27( .‬‬ ‫ٌقول " بادن باول " بشأن التعلم بالممارسة ‪ ( :‬وجدنا أن أفضل الطرق‬ ‫إلجراء التدرٌب النظري هو إعطاءه عبر جرعات قصٌرة مع كثٌر من األمثلة اإلٌضاحٌة‬ ‫عند االجتماع‪ ،‬فً حفبلت السمر حول نٌران المخٌم لٌبل‪ ،‬أو عند الراحة‪ ،‬مع بٌان عملً‬ ‫فً ساعة الممارسة التطبٌقٌة‪ ،‬وقد تبث أن المحاضرات الرسمٌة تبعت على السأم والملل‬ ‫لدى الفتٌة ) ( ‪.) 28‬‬ ‫مواكبة سٌاق األنشطة الكشفٌة عبر التدرج فً المراتب و التقلب على المهام‬ ‫داخل المجموعة وتلبٌة رؼبة االكتشاؾ‪ ،‬و السعً إلى المنافسة و التفوق‬ ‫والتحدي‪...‬تعطً للفتٌة و الشباب فرص التعلم العملً الذي ٌحصل بالممارسة الفعلٌة‪.‬‬ ‫فإذا كانت التربٌة فً عمومٌتها تنشد اكتساب الخبرات و المهارات والحصول على‬ ‫المعارؾ‪ ،‬فإن التربٌة الكشفٌة تدفع الفرد و تح ّفزه لكً ٌحصل على تلك المكتسبات‬ ‫المنشودة برؼبة ذاتٌة خالصة عن طرٌق الترفٌه و التشوٌق و المتعة‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫ٌتحدد مفهوم التعلم بالنسبة للشخص المنخرط فً الحركة الكشفٌة انطبلقا من‬ ‫المكتسبات السابقة‪ ،‬التً حصل علٌها من خبلل تجاربه الحٌاتٌة – بالبٌت والمدرسة‪ٌ...‬تم‬ ‫التعامل مع هذه الخبرات السابقة من خبلل تطعٌم اإلٌجابٌة وإبعاد السلبٌة منها‪.‬‬ ‫التعلم وفق األسلوب التربوي الكشفً ٌحدث بكٌفٌة أوسع من استجابة المتعلم‬ ‫لمثٌرات معٌنة ‪ ،‬بل ٌحصل عبر الصلة التً ٌنشبها الفرد بٌن مكونات المشكلة التً ٌرٌد‬ ‫حلها أو تعلمها بشكل عام ومتكامل‪ .‬وٌطلق على عملٌة حل المشكلة عن طرٌق إدراك‬ ‫العبلقات الربٌسٌة للموقؾ‪ ،‬ما ٌصطلح علٌه " باالستبصار" (‪)29‬‬ ‫ٌتضمن مفهوم التعلم بالممارسة كذلك عملٌات التعلم بالمبلحظة ‪ ،‬التً أكد‬ ‫علٌها " باندورا" عند مقاربته للتعلم االجتماعً‪ ،‬خصوصا الكٌفٌة التً ٌتعلم بها اإلنسان‬ ‫االستجابات الجدٌدة من خبلل مبلحظة اآلخرٌن‪ ،‬توجد أربع قضاٌا ربٌسٌة فً مجال التعلم‬ ‫بالمبلحظة ‪:‬‬ ‫ اكتساب االستجابات الجدٌدة‪.‬‬‫ اآللٌات الوسٌطة بٌن المبلحظة و األداء‪.‬‬‫ العوامل المؤثرة على الطبٌعة االنتقابٌة للتعلم بالمبلحظة‪.‬‬‫ العوامل الدافعٌة المحددة للجوانب االنتقابٌة فً األداء القابم على‬‫المحاكاة‪)30(.‬‬ ‫إذا نظرنا إلى الطرح الذي أتى به "باندورا" وقمنا بمقارنته مع مفهوم التعلم‬ ‫بالممارسة التً تتضمنها الطرٌقة الكشفٌة‪ ،‬نجد أن خطوات المنهاج التربوي الكشفً‬ ‫ٌعزز ذلك وٌدعمه‪ ،‬من خبلل مكونات البرنامج الملًء بالمتؽٌرات التً تضبط عملٌات‬ ‫االنتباه والتركٌز و التخزٌن التً تساعدهم على تحوٌل اإلستجابات الحركٌة المعقدة إلى‬ ‫رموز لفظٌة‪.‬‬

‫ج ـ كٌفٌة تنفٌذ التعلم بالممارسة ‪:‬‬ ‫التعلم حصٌلة التفاعبلت القابمة بٌن الفرد والبٌبة‪ ،‬الذي ٌؤدي إلى تنمٌة الفرد‬ ‫وزٌادة قدراته ومهاراته‪ .‬وال ٌتعلم اإلنسان شٌبا إال إذا تعلم أساسٌاته‪ ،‬وهذا ما تقصده‬ ‫الحركة الكشفٌة بالتعلم عبر التدرج فبل ٌبلػ الفتى الحصول على درجة (شارة) إال إذا‬ ‫حصل على متطلباتها‪ .‬كما أنه ال ٌحصل على درجة متقدمة حتى ٌحصل على الدرجة التً‬ ‫قبلها‪ .‬وما تقصده الحركة باإلثارة‪ ،‬هً أن تكون البرامج مثٌرة وشٌقة‪ ،‬تجعل الفرد ٌقبل‬ ‫علٌها بشؽؾ ورؼبة ذاتٌة عارمة‪ ،‬تكون هً الحافز األساسً النصهاره فً البرامج‪،‬‬ ‫‪140‬‬


‫حٌث تكون عملٌة التعلم بالممارسة هً محور األنشطة التً ٌنخرط فٌها الكشافة صؽارا‬ ‫وكبارا‪.‬‬ ‫سعت الحركة الكشفٌة منذ نشأتها تنفٌذ أسلوبها التربوي لتحقٌق هدؾ الحركة‬ ‫المتمثل فً المساهمة فً تنمٌة الشباب للوصول لبلستفادة التامة من قدراتهم البدنٌة‬ ‫والعقلٌة و االجتماعٌة والروحٌة‪ ...‬وكان اختٌارها ألسلوب التعلم بالممارسة لكونه‬ ‫أسلوب ٌمكن الفتٌة من استٌعاب وتمثل المعلومات والتجارب بواسطة الممارسة ال‬ ‫بواسطة التلقٌن‪ .‬لكن االستٌعاب الجٌد والتمثل التام ٌتطلبان نشاطا داخلٌا ٌقوم به المتعلم‬ ‫بنفسه ال المعلم‪ )31( .‬األهم فً هذه العملٌة هو ما ٌبدله الفرد من جهد ذاتً فً التفكٌر‬ ‫والبحث‪ ،‬أكثر من اعتماده على من ٌبذل جهدا بدله لتلقٌنه‪.‬‬ ‫لقد ذهبت كل نظرٌات التعلم إلى صٌاؼة محاولة لتنظٌم حقابق التعلم وتبسٌطها‬ ‫وشرحها والتنبؤ بنتابجها‪ )32.‬وإذا لم تبلػ كتابات " بادن باول " درجة النظرٌة فً مجال‬ ‫التعلم‪ ،‬إال أنه استطاع أن ٌستفٌد من النتابج العلمٌة المتاحة فً تلك الحقبة التارٌخٌة‪،‬‬ ‫والتً طعمها بتجربته الؽنٌة لٌقدم أسلوبا متمٌزا للتعلم القابل للتطبٌق‪.‬‬ ‫كما توصل أسلوب الحركة بناء على المعطٌات العلمٌة إلى تقسٌم مكونات التعلم‬ ‫بناء على المراحل العمرٌة المتطابقة مع خصوصٌات كل مرحلة‪ ،‬وإعداد للمرحلة المقبلة‪.‬‬ ‫وهذا ما جعل مفهوم المراحل العمرٌة فً الحركة ٌعتمد فً برامجها وأنشطتها مع كل‬ ‫مرحلة عمرٌة (نظام األقسام) حٌث ٌتولى الفتٌة مع أقرانهم داخل الطلٌعة بالتخطٌط‪،‬‬ ‫وتنظٌم برامجهم بأنفسهم بمساعدة القادة وفقا لقدراتهم المتناسبة مع أعمارهم‪ ،‬وبتواز‬ ‫مع المنه اج المتبع‪ .‬فالتعلم ٌعنً تعدٌل السلوك نتٌجة للتدرٌب والممارسة‪ ،‬وقٌاس درجة‬ ‫التعلم عن طرٌق التعدٌبلت التً تظهر على سلوك الفرد نتٌجة اكتساب اإلتجاهات‬ ‫والمهارات والمشاعر والحقابق واآلراء والمبادئ والنظرٌات (‪ .)33‬فإذا كانت فرص التعلم‬ ‫ضبٌلة كان التعدٌل فً السلوك ضبٌبل‪ ،‬وإذا كانت فرص التعلم شاملة كان التعدٌل كبٌرا‬ ‫و لتحقٌق التعلم بالممارسة فقد اعتمد البرنامج الكشفً فً مضمونه على أن ٌكون‬ ‫متنوعا ومتدرجا وشٌقا ومحققا لئلشباع‪ ،‬ومتقدما ٌحقق التطور للفتٌة والشباب ‪ ،‬إذ ٌعتبر‬ ‫الحصول على متطلبات شارات الكفاٌة أ و الهواٌة‪ ،‬وسابل تحقٌق التعلم المتدرج والمتقدم‬ ‫المقرون بالممارسة‪.‬‬ ‫و من أبرز األفكار التً صاؼتها الحركة حول مفهوم التعلم‪ ،‬هو األسلوب الذي‬ ‫ٌعتمد على التعلم بالمشاهدة والتجرٌب والممارسة‪ ،‬لدرجة أن الكشافة الذٌن ٌواكبون‬ ‫الدور التربوي للحركة اعتبروا أن البرنامج الذي ال ٌعتمد على مفهوم التعلم بالممارسة ال‬ ‫( ‪)34‬‬ ‫ٌعتبر برنامجا كشفٌا‪.‬‬

‫‪141‬‬


‫د) دور الكشفٌة فً اكساب التعلم ‪:‬‬ ‫‪ ‬التعلم متعة ‪:‬‬ ‫الكشفٌة مجال تربوي حٌث التعلم ٌصبح متعة و لٌس عبء‪ ،‬القٌمة المضافة التً‬ ‫تقدمها الحركة للفتٌة و الشباب حٌنما تقدم أهدافا ًا تربوٌة ٌصعب بلوؼها فً سٌاق فقرات‬ ‫تربوٌة تدخل فً سٌاق ٌولد الرؼبة فً المشاركة و ٌحقق المتعة‪ .‬فإذا رجعنا إلى‬ ‫التصنٌؾ الثبلثً ألنواع التربٌة كما أصدرته منظمة الٌونسكو ٌتوزع بٌن دور األسرة‬ ‫وطرٌقتها فً إكساب الفرد الحٌاة عبر التنشبة اإلجتماعٌة‪ ،‬ودور المؤسسة التعلٌمٌة التً‬ ‫تسعى إلى تأهٌل الفرد بالمعارؾ و الخبرات كً ٌندمج فً المجتمع وبسوق الشؽل‬ ‫والحٌاة الثقافٌة‪.‬‬ ‫التعلم بالممارسة وفقا لهذا المفهوم ال تعنً أنها تربٌة مقصودة كما هو الحال‬ ‫بالنسبة لدور األسرة أو المدرسة أو ؼٌرهما من المؤسسات ذات البعد النظامً‪ ،‬ألن‬ ‫الحركة الكشفٌة فً أسلوبها ال ٌمكن لها أن تحل مكان أي مؤسسة من مؤسسات‬ ‫المجتمع‪ ،‬لٌبقى دورها متمٌزا وفرٌدا‪ٌ ،‬تجلى فً تكملة األثر التربوي لها‪ .‬التعلم‬ ‫بالممارسة الذي ٌمارسه الفتٌة والشباب ٌساهم لحد كبٌر فً تنظٌم الخبرة واألفكار‬ ‫والمعلومات التً ٌكتسبها الفرد من خبلل تفاعله مع المجتمع‪ ،‬واألهم من ذلك هو الفرص‬ ‫الكثٌرة التً توفرها الحركة لهم الستعمال وتجرٌب مختلؾ المكتسبات وتوظٌفها بشكل‬ ‫إٌجابً‪ ،‬وهذه العملٌات فً حد ذاتها قٌمة تربوٌة جد هامة‪.‬‬ ‫واعتمادا على هذه المعطٌات التً تؤكد أن جل مكونات الطرٌقة فً تحقٌق األنشطة‬ ‫الكشفٌة تشكل لبنة أساسٌة فً بناء البرنامج الكشفً بأسلوبه الصحٌح‪ ،‬لدرجة ٌستحٌل‬ ‫التفرٌط فً إحداها‪ ،‬ألن االستؽناء عن عنصر من العناصر ٌعنً ضٌاع األسلوب التربوي‬ ‫الكشفً برمته‪.‬‬ ‫التعلم الذاتً ‪:‬‬ ‫التعلم الذاتً أو ما ٌسمى بالتكوٌن المفرد أو تعلم التعلم هو الذي ٌرتكز على الحوافز‬ ‫الداخلٌة التً تحرك الفرد‪ ،‬كً ٌصبح مطالبا نفسه باكتساب المعارؾ والمهارات‪ ،‬وبلورة‬ ‫قدراته وإمكانٌاته فً اتجاه التعلم المتدرج المستمر‪ .‬تعتمد الحركة الكشفٌة على هذا األسلوب‬ ‫فً إتاحة الفرصة للفتى أو الشاب كً ٌتعلم وٌكتسب الخبرة فً جو ٌسوده النشاط والتروٌح‪.‬‬ ‫ٌتعلم وفق رؼباته و مٌوالت ه واتجاهاته‪ .‬داخل سٌاق تربوي ٌساعده على ذلك فً طرٌقة‬ ‫متكاملة العناصر ‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫التعلم بالممارسة أو التعلم بالخبرة أ و بالتجربة أسلوب للتكوٌن الذاتً من خبلل‬ ‫االحتكاك المباشر مع الخبرة المطلوبة من خبلل األنشطة الذاتٌة التً تتم عبر الخطوات‬ ‫التالٌة‪:‬‬ ‫‪ o‬التوجه إلى تلبٌة الحاجٌات المرتبطة بإتقان األنشطة المتبوعة بالتقٌ​ٌم طرق لتجاوز‬ ‫الصعوبات واإلكراهات‪.‬‬ ‫‪ o‬استعمال مختلؾ الوسابل والوسابط التً تجٌب عن أسبلة الفرد‪.‬‬ ‫‪ o‬إخضاع تجارب الفرد للتقٌ​ٌم الذاتً قبل إخضاعها للتقٌ​ٌم المرفق بالتتوٌج‪.‬‬ ‫‪ o‬االستفادة القصوى من التجارب والخبرات السابقة رؼم اختبلؾ مصادرها ‪،‬‬ ‫وصهرها فً بوثقة واحدة تلبً الحاجٌات‪.‬‬ ‫‪ o‬تطوٌر المكتسبات السابقة والسعً إلى تطوٌرها وتثمٌنها‪.‬‬ ‫تقترح الحركة الكشفٌة على المنخرطٌن وضعٌة تعلم منظمة للذٌن ٌقتنعون‬ ‫وٌؤمنون بها كنشاط ٌتبلءم مع قدراتهم على تعلم التعلم الذي ٌدخل فً سٌاق أنشطتها‬ ‫المشوقة من أجل ترشٌد قدراتهم وإمكانٌاتهم الفردٌة فً االتجاه الذي ٌتٌح لهم‬ ‫االستفادة من طاقاتهم وفق إمكانٌاتها المتاحة و الممكنة‪ ،‬وبناء علٌه ٌتم وضع رهن‬ ‫إشارتهم فقرات التكوٌن " مكونات الحصول على الشارات " من خبلل إدراجها ضمن‬ ‫حوافز الترقً المستمر ‪ ،‬المترابط مع عملٌة التتوٌج عند الحصول على الشارات‬ ‫واألوسمة‪ .‬كً ٌتدرج الفرد عبر خطواتها من خبلل أنشطة متنوعة ملبٌة للحاجٌات‪.‬‬ ‫اُزؼِْ اُنار‪٘٣ ٢‬طِن ٖٓ هؿجخ اُلوك ٖٓ رِوبء ٗلَ‪ٛ ٌُٖ ،ٚ‬ن‪ ٙ‬اُوؿجخ رزطِت ٓض‪٤‬وا‬ ‫‪َ٣‬ز٘‪ٜٜٚ‬ب ‪ٝ .‬أُ٘‪ٜ‬بط اُزوث‪ ١ٞ‬اٌُْل‪٣ ٢‬جِ‪ٞ‬ه مُي ٖٓ فالٍ اُجوآظ أُوزوؽخ‪ ،‬أٍِ‪ٞ‬ة رلؼ‪َ٤‬‬ ‫األْٗطخ ٖٓ ‪ٛ‬وف األكواك‪ًٔ .‬ب إٔ أُإ‪ٛ‬و ـ اُوبئل ـ ‪٣‬زْ رله‪٣‬ج‪ٗ ٚ‬ظو‪٣‬ب ‪ٝ‬رطج‪٤‬و‪٤‬ب ٌُ‪٣ ٢‬زٖق‬ ‫أٍِ‪ٞ‬ة رؼبِٓ‪ٓ ٚ‬غ األكواك ػِ‪ ٠‬أٍبً اُؾ‪ٞ‬اه أُلز‪ٞ‬ػ ثبٍزٔواه‪ٝ ،‬ػِ‪ ٠‬أُْبهًخ اُغٔبػ‪٤‬خ‬ ‫ك‪ ٢‬االفز‪٤‬بهاد ‪ٝ‬اُوواهاد‪ ،‬ػجو ث٘بء أُؼبهف ‪ٝ‬أُ‪ٜ‬بهاد ‪ٝ‬اُزو٘‪٤‬بد ‪ٝ‬اُقجواد‪ ،‬اٗطالهب ٖٓ‬ ‫أُزؼِْ مار‪ ٞٛ ٌُٚٗٞ ،ٚ‬اُواؿت ك‪ ٢‬أُؼوكخ‪ ٞٛٝ ،‬اُن‪٣ ١‬غز‪ٜ‬ل ُِ‪ ٍٕٞٞ‬ئُ‪ٜ٤‬ب‪ ،‬ثبُطجغ كافَ‬ ‫أُ٘بؿ اُزوث‪ ١ٞ‬اُن‪ٞ٣ ١‬كو ُ‪ ٚ‬ظو‪ٝ‬ف اُزؼِْ ‪٣ٝ‬ؾلي‪ ٙ‬ئُ‪ ٠‬اُجؾش ػٖ أُؼوكخ‪ .‬ك‪ ٜٞ‬ثنُي ‪ٛ‬بهخ‬ ‫ٓجلػخ ال ‪ ٌٖٔ٣‬رغب‪ِٜٛ‬ب‪ ،‬أ‪ ٝ‬ئهؿبٓ‪ٜ‬ب ػِ‪ ٠‬ارجبع أٓ‪ٞ‬ه ػٖ ؿ‪٤‬و اهز٘بع‪ٝ .‬ك‪ٛ ٢‬نا االرغب‪٣ ٙ‬إًل‬ ‫اُلًز‪ٞ‬ه فبُل كبهً إٔ اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ أ‪ُٝ‬ذ ا‪ٛ‬زٔبٓب ثبُـب ُ‪ٜ‬نا أُؼط‪ ٠‬اُ‪ٜ‬بّ‪ٓ ،‬إًلا إٔ‬ ‫اُؾوًخ رِؼت ك‪ٝ‬ه اُغَو اُواث‪ ٜ‬ث‪ ٖٓ ًَ ٖ٤‬ؽبعخ أُوا‪ٛ‬ن ئُ‪ ٠‬االٍزوالٍ ‪ٝ‬هك٘ روكك‬ ‫األٍوح‪ٝ ،‬مُي ٖٓ فالٍ ر‪ٞ‬ك‪٤‬و اُجوآظ ‪ٝ‬األْٗطخ اُلوك‪٣‬خ ‪ٝ‬اُغٔبػ‪٤‬خ اُز‪ ٢‬رَبػل‪ ٙ‬ػِ‪ ٠‬رؾو‪٤‬ن‬ ‫مار‪ٝ ٚ‬اُزؼج‪٤‬و ػٖ آهائ‪ ٚ‬وأفكاره ) ‪( 35‬‬

‫‪143‬‬


‫العمل فً جماعة صؽٌرة (نظام الطبلبع)‬ ‫تعرٌؾ الجماعة الصؽٌرة‬ ‫اتخذت الحركة الكشفٌة الجماعة الصؽٌرة وسٌلة كً ٌعمل فٌها األفراد وٌتفاعلون‬ ‫داخلها‪ ،‬على اعتبار أنها مكون ضروري للطرٌقة الكشفٌة‪ .‬وأساس عضوٌة الفرد‬ ‫بالجماعة هً عضوٌة فعالة ومفٌدة لبلثنٌن معا فً آن واحد‪ .‬نظام الطبلبع ٌعتبر نظاما‬ ‫اعتمدته الحركة من أجل حث الفرد على اإلنتماء فً إحدى الجماعات حسب مرحلته‬ ‫العمرٌة وحسب التجارب الكشفٌة التً سٌعٌشها داخل (السداسٌة‪-‬الطلٌعة‪-‬الدورٌة)‪.‬‬ ‫ومعظم التعرٌفات التً تناولت مفهوم الجماعة‪ ،‬وبالخصوص الجماعة الصؽٌرة‬ ‫أكدت على أنها تشكل وحدة اجتماعٌة تتكون من مجموعة من األفراد‪ٌ ،‬حصل بٌنهم‬ ‫تفاعل اجتماعً متبادل‪ ،‬فً إطار عبلقة واضحة وصرٌحة تجمعهم أهداؾ واحدة‪.‬‬ ‫وبواسطة توزٌع المهام على األعضاء ٌتم تدرٌبهم على التسٌ​ٌر الذاتً وتحمل‬ ‫المسؤولٌة والمشاركة فً اتخاذ القرار و االعتماد على النفس والتعاون مع اآلخرٌن‬ ‫وتنمٌة مهارات القٌادة لذا جل األعضاء المكونٌن للجماعة‪ .‬من خبلل مجموعة من‬ ‫المعاٌ​ٌر والقٌم الخاصة بها والتً تحدد سلوك أفرادها‪ ،‬على األقل األمور التً تخص‬ ‫‪36‬‬ ‫الجماعة‪ ،‬سعٌا لتحقٌق هدؾ مشترك ( )‪.‬‬ ‫وٌأخذ منهج الحركة الكشفٌة عن علم النفس اإلجتماعً مفهوم الجماعة المرجعٌة‬ ‫لتصبح بالنسبة للفرد المنتمً للتنظٌم الكشفً الجهة التً ٌرجع لها فً تقٌ​ٌم سلوكه‬ ‫اإلجتماعً‪ ،‬وهذا ما تنشده الحركة من اعتمادها على هذا العنصر الفعال فً دعم‬ ‫العبلقات و االتصال بٌن األفراد والجماعات المكونة لهٌكلة الفرق والوحدات الكشفٌة‪.‬‬ ‫إنها الجماعة (الطلٌعة) التً ٌرتبط بها الفرد نفسه أو ٌأمل فً االرتباط بها‪ ،‬وٌتأثر الفرد‬ ‫باألفراد اآلخرٌن والجماعات التً ٌنتمً إلٌها بمعاٌ​ٌرها واتجاهاتها‪ ،‬التً تكون منظومة‬ ‫الحركة‪.‬‬ ‫لقد اختارت الحركة عنصر الجماعة وضمنته فً طرٌقتها الممٌزة لكون الجماعة‬ ‫المرجعٌة هً تلك الجماعة التً ٌلعب فٌها الفرد أحب األدوار اإلجتماعٌة إلى نفسه‬ ‫‪37‬‬ ‫وأكثرها إشباعا لحاجاته ( )‪ ،‬وهذا فعبل ما ٌجده داخل الجماعة الكشفٌة وما ٌحٌاه معها‬ ‫من خبلل مشاركته لها فً الدوافع والمٌول و اإلتجاهات لدرجة توحده مع الجماعة عبر‬ ‫تمثل قٌمها ومعاٌ​ٌرها وأهدافها‪.‬‬ ‫وتصل دورة ارتباط األطفال بالجماعة (الطلٌعة) خبلل شعورهم باالنتماء والوالء‬ ‫لها والتمسك بعضوٌتها‪ ،‬وبذلك ٌصبح األفراد ٌتحدثون عن الطلٌعة أكثر ما ٌتحدثون عن‬ ‫ذواتهم‪ .‬وهذا ما ٌجعل تماسك الجماعة ٌؤدي إلى تقارب األفراد فٌما بٌنهم لدرجة بث‬ ‫‪144‬‬


‫الروح المعنوٌة الجماعٌة واإلتحاد والقوة واإلنتاج والعمل الجماعً بروح الفرٌق‪،‬‬ ‫واإلندماج فً العمل المتكامل الذي تتٌحه جاذبٌة الجماعة لؤلفراد‪.‬‬ ‫ٌلتقً تعرٌؾ (فولٌت) ‪ 1949 Follett‬مع تعرٌؾ الحركة الكشفٌة فً تعرٌؾ‬ ‫الجماعة ودور العناصر القٌادٌة بها إذ ٌقول‪" :‬قابد الجماعة ٌوجه أعضاءها للعمل‬ ‫ولتولً المسؤولٌة الملقاة علٌهم وهو ال ٌفعل ذلك عن طرٌق التفكٌر عوضا عنهم‪ ،‬وإنما‬ ‫‪38‬‬ ‫ٌجعلهم ٌتحملون مسؤولٌاتهم عن طرٌق حملهم على التفكٌر بأنفسهم" ( ) وهذا هو‬ ‫نفس المفهوم التً وضعته الحركة الكشفٌة لمفهوم الجماعة الصؽٌرة ‪ ،‬والذي تحث فٌه‬ ‫على ضرورة إشراك األفراد بها بنفس المواصفات التً ٌصفها (فولٌت) قصد إنعاش‬ ‫روح الجماعة لدى كل فرد داخل المجموعة‪.‬‬ ‫ٌتجلى أثر اندماج الفرد ضمن الجماعة المتكونة من األقران‪ ،‬من خبلل ما تتٌحه‬ ‫الطلٌعة لؤلفراد من فرص حقٌقٌة الكتشاؾ قدراتهم وخبراتهم ودوافعهم ومختلؾ‬ ‫أنشطتهم التً تجذب اهتمامهم‪ .‬ومن خبلل تجمعهم وتفاعلهم فٌما بٌنهم تتاح لهم‬ ‫الفرصة للدوافع السلوكٌة فً التعبٌر عن ذاتها‪ ،‬لدرجة ٌؤثر فٌها السلوك الصادر عن‬ ‫‪39‬‬ ‫فرد فً سلوك فرد آخر أو فً سلوك اآلخرٌن ( )‪ .‬وبذلك تسعى القوى المحركة لنشاط‬ ‫الجماعة‪ ،‬بناء على مبادرة كل عضو فٌها بمفرده كً تنسجم فً األخٌر مع مصالح‬ ‫الجماعة‪ .‬وهذا ما تنشده الحركة الكشفٌة‪ ،‬هو خلق نوع من التوازن بٌن شخصٌة الفرد‬ ‫كوحدة اجتماعٌة‪ ،‬وبٌن روح الجماعة‪ .‬من خبلل بث قٌم التعاون بٌن عناصرها قصد‬ ‫بلوغ ضمانات كافٌة‪ ،‬كً تستطٌع تأدٌة واجبها فً خدمة وتنمٌة المجتمع‪.‬‬ ‫ومن أبرز الخصابص التً تتمٌز بها الجماعة الصؽٌرة المكونة من األقران التً‬ ‫تسمى بالطلٌعة فً الحركة الكشفٌة‪ ،‬أنها تمكن األفراد من نسج عبلقات ذات طابع‬ ‫استمراري ٌتم عبر لقاءات أثناء مواعٌد منتظمة‪ ،‬خبلل األنشطة التً ٌساهمون جمٌعا‬ ‫االستمرارٌة مقرونة بمجموعة متكاملة من التنظٌمات‬ ‫فً إعدادها وتنفٌذها هذه‬ ‫والقوانٌن التً ٌتم التعامل عبرها‪ ،‬عند عقد المجالس واللقاءات‪ ،‬وتتم كذلك عن طرق‬ ‫توزٌع المهام فٌما بٌن أفرادها قصد تؽطٌة حاجٌات الجماعة‪ .‬وٌصبح أثر هذا التفاعل‬ ‫اإلٌجابً جزءا من كٌان الفرد وسلوكه الدٌنامٌكً‪ ،‬المؤدي إلى خدمة مصالح الجماعة‬ ‫والحفاظ على استمرار تواجدها‪.‬‬ ‫تسعى الحركة الكشفٌة من خبلل إدماج الفرد داخل الجماعة إلى بث روح‬ ‫المشاركة الوجدانٌة لتأصٌل الروابط بٌن األعضاء‪ ،‬ولٌمتد إلى مختلؾ الجماعات التً‬ ‫‪145‬‬


‫تنتمً لنفس الوحدة أو لنفس الفرقة أو نفس التنظٌم‪ ،‬لٌأخذ امتداده إلى محٌطه‬ ‫(‪)40‬‬ ‫اإلجتماعً‪ .‬وهو األمر الذي ٌدعم مبدأ "الكشاؾ أخ لكل كشاؾ وصدٌق الجمٌع"‬ ‫الذي ٌبعد األفراد عن شوابب الذاتٌة المفرطة‪.‬‬ ‫و ٌعتزز هذا اإلنتماء اإلٌجابً لؤلفراد تجاه طلٌعتهم من خبلل احتكاكهم الفعال‬ ‫اإلكراه التً تواجهه‬ ‫أثناء مزاولة األنشطة وأثناء تفكٌرهم لحل المشاكل ومواجهة‬ ‫الجماعة‪ .‬عبر أسلوب عملهم ذو البعد الجماعً الصرؾ‪ ،‬الذي تتبلحم وتنصهر فٌه كل‬ ‫طاقات األفراد لتشكل طاقة جماعٌة قوٌة تستطٌع أن تتحدى بها مختلؾ المصاعب التً‬ ‫تواجهها‪ ،‬وذلك تحت إشراؾ وتوجٌه قادتهم المباشرٌن‪.‬‬ ‫وتتوخى الحركة من عنصر العمل داخل جماعات صؽٌرة بلوغ ما ٌسمٌه علماء‬ ‫‪41‬‬ ‫النفس اإلجتماعً الشعور بالذات الجماعٌة ( )‪ ،‬وتقوم هذه الذات المتبلحمة ببلورة‬ ‫مفهوم التعاون وتفعٌله خبلل أعمال المجموعة‪ ،‬أو خبلل المنافسة الشرٌفة التً تتضمنها‬ ‫فقرات البرنامج المتنوعة التً ٌمارسها الكشافة‪.‬‬ ‫الجماعة الكشفٌة‪:‬‬ ‫الجماعة الكشفٌة جماعة بٌداؼوجٌة هٌكلها و مكوناتها معدة بشكل مسبق عن‬ ‫تكوٌنها من طرؾ األفراد لكونها تشكل وفق مكونات المنهاج التربوي الكشفً الذي‬ ‫ٌعتبر الجماعة الصؽٌرة أداة أساسٌة لتفعٌل المكونات األخرى التً تحتوي علٌها الطرٌقة‬ ‫الكشفٌة‪ .‬فهً مكونة من األقران حسب مراحل عمرهم‪ ،‬و تتم بطرٌقة اختٌارٌة بعٌدة عن‬ ‫اإلجبار ‪ ،‬و هً متجانسة تجتمع أفرادها حول وحدة األنشطة المشوقة‪ ،‬و تتصؾ‬ ‫ة فً العبلقات بٌن‬ ‫باالستمرارٌة النسبٌة‪ .‬هذه العناصر تعطٌها نوعا ًا من الدٌنامكً‬ ‫أعضابها حٌث تؤثر الجماعة على سلوك الفرد و توجهه فً اتجاه أهداؾ الحركة‪،‬‬ ‫وتدمجه فً منظومة القٌم التً تؤطر السلوك والممارسات فً ؼاٌة أن تجعله فرداًا واعٌا ًا‬ ‫بمسؤولٌاته الفردٌة و االجتماعٌة‪.‬‬

‫و بذلك ٌحدد مفهوم الجماعة الكشفٌة بنفس الصٌؽة التً ٌتحدد بها المفهوم داخل‬ ‫الحقل البٌداؼوجً‪ ،‬على أنها جماعة صؽٌرة مشكلة لبناء وضعٌة تعلم ٌتمكن من خبللها‬

‫‪146‬‬


‫الفرد لتحقٌق أهدافه و إشباع رؼباته التً ٌتحقق عن طرٌقها الهدؾ التربوي المنشود‬ ‫من تكوٌن الجماعة نفسها‪.‬‬ ‫و بنا ًاء علبل ذلك ٌمكن تصنٌفها على أنها جماعة بٌداؼوجٌة متمٌزة ٌسري علٌها‬ ‫التعرٌؾ التالً‪ ":‬إنها وحدة اجتماعٌة تتكون من ثبلثة أشخاص فأكثر‪ٌ ،‬تم بٌنهم تفاعل‬ ‫اجتماعً و عبلقات اجتماعٌة‪ ،‬و تأثٌر انفعالً و نشاط متبادل على أساسه تتحدد األدوار‬ ‫و المكانة اإلجتماعٌة ألفراد الجماعة‪ ،‬وفق معاٌ​ٌر وقٌم اجتماعٌة إشباعا لحاجٌات‬ ‫أفرادها و رؼباتهم وسعٌا ًا لتحقٌق أهداؾ الجماعة" (‪ .)42‬هذا التعرٌؾ ٌنسجم على نظام‬ ‫الطبلبع مع إضافة القصدٌة فً تكوٌن الجماعة و البعد البٌداؼوجً المتضمن بالطرٌقة‬ ‫الكشفٌة التً تكون أهم عناصر المنهاج التربوي الكشفً‪ ،‬الذي ٌسعى أن تكون الجماعة‬ ‫نفسها نشاطا ًا حٌاًا‪ ،‬تنمو و تتطور كجماعة و ٌتداعى تطورها على األفراد‪.‬‬ ‫ٌساهم نمط حٌاة المجموعات الصؽٌرة (نظام الطبلبع) على فتح فرص حقٌقٌة‬ ‫لؤلفراد الكتشاؾ أنفسهم وتحمل المسؤولٌة‪ ،‬الشًء الذي ٌمكنهم من تنمٌة شخصٌاتهم‬ ‫وإكسابهم الكفاءة والقدرة على االعتماد على الذات والتعاون مع اآلخرٌن‪ ،‬وتنمٌة‬ ‫‪43‬‬ ‫الصفات القٌادٌة لدٌهم ( )‪ .‬تحت توجٌه الكبار ومساعدتهم لهم وفق تنظٌم هٌكلً‬ ‫متماسك‪ ،‬مع الحرص على أن ٌكون تقدٌر الطفل لنفسه متوازنا‪ .‬كما ٌتطلب األمر من‬ ‫القادة الحرص على أن ال ٌنقص هذا التقدٌر الذاتً‪ ،‬من خبلل حرصهم على أال ٌنصبوا‬ ‫أنفسهم أسٌادا مطلقٌن (‪ )44‬على األطفال الذٌن تحت إشرافهم‪.‬‬ ‫الشعور بالتفوق لدى الفرد داخل الجماعة الصؽٌرة التً ٌنتمً إلٌها‪ ،‬لٌس مجرد‬ ‫نوع من التمٌ​ٌز الفردي الذي ٌجعل صاحبه ٌشعر بالؽرور والتعالً و اإلعتزاز بالنفس‬ ‫أكثر من البلزم أمام أقرانه‪ ،‬بل ٌصٌر التفوق الفردي نوع من التمٌ​ٌز الجماعً الذي‬ ‫تفخر به الجماعة (الطلٌعة) عند مزاولة األنشطة والمنافسة والسعً للترقً‪ ،‬حٌث ٌأخذ‬ ‫التفوق والتمٌز الفردي بعدا تربوٌا واجتماعٌا‪ ،‬لكون العضو الحاصل على مستوى معٌن‬ ‫من التفوق الفعلً ٌحضى باإلعجاب و الحضوة والمكانة المرموقة بٌن أفراد جماعته‪،‬‬ ‫الذي ٌقدم لها بذلك التمٌز فً نفس الوقت دعما ومكانة بٌن المجموعات‪ .‬فاإلعتزاز‬ ‫بالتفوق و باإلنتصار ٌشعر به الفرد بنفس النشوة الذي تشعر به الطلٌعة‪ ،‬كما أنها تنال‬ ‫نفس القدر من اإلعتزاز عندما تنال شرؾ الحصول على الشارات المتمٌزة‪ ،‬سواء التً‬ ‫ٌضعها العضو على صدره بافتخار وزهو على زٌه الكشفً‪ ،‬الذي ٌزٌنه بتلك الشارات‬ ‫التً تعكس مجهوداته وخبراته ومهاراته‪ .‬كما تضعها الطلٌعة فً شعارها الجماعً (علم‬ ‫‪147‬‬


‫الطلٌعة الذي درج على تسمٌته بالمؽرب باسم "الفانٌو") الذي تنضاؾ إلى شارات‬ ‫التفوق والترقً الذي حصل علٌها باقً األعضاء فً مناسبات سابقة‪ .‬وبذلك تصبح نشوة‬ ‫التفوق نشوتٌن األولى فردٌة والثانٌة جماعٌة‪.‬‬ ‫والبعد الذي تنشده الحركة الكشفٌة من خبلل اإلنتماء للجماعات الصؽٌرة أن تدفع‬ ‫بالفرد المنتمً إلٌها إلى التقدم المستمر وإلى اإلرتقاء عبر الدرجات الكشفٌة‪ ،‬التً‬ ‫تشرؾ الفرد وتشرؾ الجماعة‪.‬‬ ‫وعلٌه فهً تقدم له الدعم والمساندة المعنوٌة والمادٌة‪ ،‬وتعمل كل ما فً وسعها‬ ‫كً ٌتمكن من تخطً الصعوبات ومواجهة اإلكراهات التً تكون بمثابة عقبة أمام بلوؼه‬ ‫درجة الترقً التً تتضمنها سلسلة درجات التقدم‪ ،‬التً ٌجتازها الفرد من أجل الحصول‬ ‫على المراتب الكشفٌة‪ .‬هذا البعد ٌعطً إٌمانا وثقة للفرد بذاته وبإمكانٌاته وقدراته‪،‬‬ ‫سواء التً ٌوظفها بشكل تفرٌدي عند تخطٌه درجات التقدم‪ ،‬أو التً ٌوظفها فً إطارها‬ ‫الجماعً المتسم بالتعاضد والتبلحم بٌن كل أعضاء الجماعة‪ ،‬الذي ٌسعى من خبلله كل‬ ‫األفراد أن تحصل الطلٌعة على الحضوة والمكانة الرفٌعة بٌن باقً الجماعات التً تتفاعل‬ ‫معها طلٌعته وتتنافس معها تنافسا شرٌفا‪ ،‬الذي تكون الؽاٌة منه االستؽبلل األمثل لجل‬ ‫الطاقات والقدرات واإلمكانٌات المختلفة الفردٌة والجماعٌة من أجل التطور والترقً‬ ‫والتحسن بوثٌرة مستمرة‪.‬‬ ‫لكن التخلً عن دور الجماعة فً خلق هذه الروح الجماعٌة‪ ،‬خصوصا فً زمن‬ ‫طؽت فٌه الفردانٌة بشكل متوحش‪ ،‬و االكتفاء باألنشطة الجماعٌة العامة‪ ،‬دون إعطاء‬ ‫فرصة لؤلفراد فً االنضمام إلى جماعات صؽٌرة من األقران فً إطار دٌنامٌكً مقصود‬ ‫للتعبٌر عن ذواتهم الفردٌة وذواتهم الجماعٌة فً جو التوافق والتعاضد والتكامل‬ ‫والتطور الذاتً‪ ،‬فإن ذلك ٌفقد الحركة الكشفٌة أبرز نظام ٌمٌزها وهو نظام الطبلبع‪.‬‬ ‫و بذلك تفقد حركٌة الحركة رونقها الذي ٌدعمه العمل الجماعً المتناسق‪ .‬و ٌعد‬ ‫هذا التخلً أكبر األخطاء التً ٌسقط فٌها الممارسون للنهج التربوي الكشفً تؽافلهم‬ ‫على قٌمة إشراك الفرد داخل الجماعة‪ ،‬وقٌمة عمل الجماعة ذاتها‪ .‬وٌصبح هؤالء القادة‬ ‫ٌمارسون تأطٌرا مباشرا على األفراد‪ ،‬الشًء الذي ٌجعلهم عبارة عن متلقٌن معطلً‬ ‫القدرة‪ ،‬سلبٌ​ٌن ٌستهلكون فقرات ومواد ٌقدمونها لهم جاهزة‪ ،‬معتقدٌن أنهم ٌدركون‬

‫‪148‬‬


‫جٌدا حاجٌات األفراد وٌسعون إلى تلبٌتها لهم دون إدماجهم الحقٌقً فٌها‪ .‬وبذلك ٌتم‬ ‫تعطٌل قدراتهم واستعداداتهم ومهاراتهم التً تبحث عن منفذ إلبرازها و صقلها‪.‬‬ ‫وانطبلقا من هذا النوع من األخطاء ندرك أن مفهوم تأطٌر الكشافة حسب مختلؾ‬ ‫أعمارهم لم ٌتم استٌعابه جٌدا‪ ،‬ولم ٌتم إدراكه أو على األقل تمرٌره للقادة الذٌن ٌتلقون‬ ‫تدارٌب ودورات تكوٌنٌة‪ ،‬وهذا ٌترك الفرصة للفراغ فً ضبط التقنٌات الكشفٌة المطلوبة‬ ‫فً عملٌة التأطٌر المباشر‪ ،‬وهذا الفراغ ٌؤدي إلى اإلجتهاد فً البدع التً لٌس لها‬ ‫عبلقة بالتربٌة التً تنشدها الحركة‪ ،‬وٌؤدي ذلك إلى تحوٌر الطرٌقة الكشفٌة وإدخال‬ ‫تشوهات علٌها‪.‬‬ ‫تكوٌن الجماعة بالحركة الكشفٌة‪:‬‬ ‫تتشكل الجماعة فً الحقل البٌداؼوجً على أنها جماعة تقنٌة تكوٌنٌة إعداد‬ ‫أوضاع تعلم معٌنة حسب األهداؾ المرسومة‪ .‬تصنؾ الجماعة داخل الحركة بأنها جماعة‬ ‫خاضعة لمعاٌ​ٌر مؤسساتٌة‪ ،‬لكنها فً الحقٌقة فهً نظامٌة تشكل بطرٌقة ؼٌر نظامٌة‬ ‫لكونها تختلؾ عن جماعة القسم أو جماعة العمل‪ٌ...‬مكن اعتبارها جماعة ؼٌر نظامٌة‬ ‫ى بعض‬ ‫لكونها ؼٌر خاضعة لمعاٌ​ٌر مؤسساتٌة بشكلها الرسمً‪ .‬لكنها تتوفر عل‬ ‫الضوابط و القواعد التنظٌمٌة بشكل مسبق عن تشكلها‪ .‬فهً تستقً مقوماتها من‬ ‫دٌنامكٌتها الخاصة‪ ،‬المرتبطة بتكوٌنها المخطط له سلفا ًا و تعمل الجماعة وفق طبٌعة‬ ‫العبلقة التً تربط األعضاء فٌما بٌنهم من خبلل سٌاق ترابطهم و هً تحقٌق األهداؾ‬ ‫المتمثلة لدٌهم فً األنشطة والتنافس و المؽامرة و التحدي‪.‬‬ ‫إذا أردنا وصؾ هذه الجماعة وفق تصنٌؾ محدد فإننا سنكون مضطرٌن إلى‬ ‫الرجوع إلى مكوناتها و طبٌعة تجمعها و طرٌقة تفاعلها‪ ،‬و سنعمل إلى أن نسمٌها‬ ‫جماعة كشفٌة بطابعها الخاص التً ٌرسمها هدؾ الحركة و مبادبها و ٌعطٌها تفردها‬ ‫اإلطار الرمزي للحركة‪...‬‬ ‫العبلقة التً تربط األفراد فٌما بٌنهم هً عبلقة متمٌزة عن العبلقات التً تربط‬ ‫األعضاء داخل أي جماعة أخرى‪ .‬لكونها تتم فً سٌاق بٌداؼوجً موجه حٌث ٌبحث‬ ‫الفرد عن مجموعة متجانسة من األقران‪ ،‬تجمعهم وحدة الهدؾ المتمثلة فً تحقٌق‬ ‫اإلشباع لحاجٌات الفتٌة و الشباب من أنشطة مشوقة جذابة تدفع بهم إلى جعل جماعتهم‬

‫‪149‬‬


‫قوٌة متماسكة لتحقٌق النجاح فً مختلؾ مجاالت األنشطة و البرامج التً ٌشتركون‬ ‫فٌها‪.‬‬ ‫الجماعة بهذا الوصؾ أو ما ٌسمى بنظام الطبلبع‪ ،‬هو نظام لجماعة توجد فً‬ ‫تفاعل مستمر مع جماعات أخرى تتقاسم معهم نفس األنشطة‪ ،‬و تدخل معهم فً‬ ‫منافسات شرٌفة من خبلل تفعٌل أقصى طاقاتهم و خبراتهم و مهاراتهم و جل مكتسباتهم‬ ‫لتحقٌق متعة المؽامرة و االكتشاؾ و التحدي‪ ،‬و لبلوغ أهدافهم المشتركة فً إطار‬ ‫رمزي ٌعطً للجماعة تمٌزها و تفردها من الجماعات األخرى فً سٌاق تربوي ٌهدؾ‬ ‫إلى تحقٌق األهداؾ التالٌة‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫االنصهار السرٌع و الجٌد مع مجموعة األقران‪.‬‬ ‫نسج صداقات جدٌدة عن طرٌق التفاعل داخل الجماعة‪.‬‬ ‫التعود على الروح الجماعٌة‪.‬‬ ‫تعلم معاٌ​ٌر السلوك اإلجتماعً‪.‬‬ ‫تبادل الخبرات و التجارب و المهارات و المشورة بٌن أفراد الجماعة‬ ‫اإلٌمان بالتحتم جهد الفرد مع جهد الجماعة لتحقٌق المشارٌع المشتركة‪.‬‬ ‫تعلم تقنٌات التواصل اإلنسانً الفعال‪.‬‬

‫تتصؾ الجماعة الكشفٌة باالستمرارٌة ( النسبٌة )‪ ،‬إلى حٌن االنتقال إلى مرحلة‬ ‫عمرٌة موالٌة‪ .‬بعض األعضاء ٌنتقلون إلى مرحلة الحقة و ٌعوضهم آخرون مع‬ ‫ٌ‬ ‫مشكلة سلفا ًا لٌنضم‬ ‫استمرار الجماعة بصفتها المعنوٌة‪ .‬فؽالبا ًا ما ٌلتحق الفرد بجماعة‬ ‫إلٌها لٌجد مكانته االعتبارٌة و مهمته الوظٌفٌة فً انتظاره بالجماعة الجدٌدة‪ ،‬و هذا من‬ ‫بٌن العناصر التً تجعل الفرد داخل الجماعة الكشفٌة ٌنصهر مع أفرادها بسرعة وٌندمج‬ ‫فً مشارٌعها وأنشطتها باعتباره فرداًا من الجماعة الموحدة‪.‬‬ ‫و فً حالة احتٌاج المجموعة ( الطلٌعة) لفرد ما‪ ،‬فإنها تبحث عمن تضمه إلٌها‬ ‫وفق معاٌ​ٌرها كجماعة‪ ،‬التً ٌقبل بها الفرد المنخرط الذي ٌجد انتظاراته و توقعاته‬ ‫داخلها و التً تتبلءم مع تمثبلته الشخصٌة‪.‬‬

‫الجماعة الصؽٌرة بالحركة الكشفٌة ( الطلٌعة) تتكون بشكل دٌنامٌكً تساهم فٌه‬ ‫الجماعة وٌساهم فٌها الفرد المنخرط بتوجٌه الكبار‪ ،‬و كل جماعة تعٌش مخاضها و‬ ‫‪150‬‬


‫تكونها فً سٌاق تربوي خاص بها‪ ،‬تسعى من خبلله ضمان الكفاءة الموضوعٌة‬ ‫للجماعة التً تجعل منها جماعة قادرة على المنافسة التربوٌة الموجهة‪.‬‬ ‫الحركٌة التً تتحكم فً تكوٌن الجماعة الكشفٌة رؼم تمٌزها كجماعة‬ ‫بٌداؼوجٌة‪ ،‬فإنها تتقاطع مع خصابص بناء الجماعة فً عمومٌتها من خبلل النظر إلٌها‬ ‫من زواٌا متعدد ة كما اقترحها كل من كارتراٌت و زاندر ‪Cartwright et zander‬‬ ‫كاآلتً‪:‬‬ ‫‪ o‬من خبلل العبلقات اإلجتماعٌة المبنٌة على أساس االختٌار و التجاذب أو‬ ‫الرفض والتنافر و القبول‪ .‬و تلعب العبلقة المتبادلة بٌن أفراد الجماعة‬ ‫أثرا كبٌراًا فً بنابها‪.‬‬ ‫‪ o‬من خبلل بناء االتصال اإلجتماعً الذي ٌتم عبر الطرق و الوسابل‬ ‫المستعملة بٌن أفراد الجماعة‪ .‬و التأثٌر و التأثر الذي ٌحصل من جراء‬ ‫نوعٌة التواصل و طبٌعته‪ ،‬المحدد لنمط االتصال و بعض العوامل الثقافٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬من خبلل بناء القوة اإلجتماعٌة‪ ،‬عبر السلطة النسبٌة لؤلدوار اإلجتماعٌة‪،‬‬ ‫و التً تأخذ طابع القدرة على تولً المهام و النجاح فٌها‪ ،‬ألن درجة‬ ‫التقوٌم بالطلٌعة قوٌة جداًا وال تترك الفرصة للفرد لبلستمرار فً مهمة‬ ‫فشل فً تنفٌذها‪.‬‬ ‫‪ o‬من خبلل بناء الحركٌة اإلجتماعٌة‪ ،‬أي عبر إمكانٌة انتقال و ترقً األفراد‬ ‫من مركز إلى آخر أرقى منه‪ .‬مما ٌكون له أثر على جاذبٌة المراكز‬ ‫المختلفة و على الروح المعنوٌة فً الجماعة‪ .‬على اعتبار أن بالطلٌعة‬ ‫مهام مختلفة ٌتم تداولها بطرٌقة دقٌقة قابلة للقٌاس والمبلحظة و للتقٌ​ٌم‪.‬‬ ‫فاألحقٌة هً المقٌاس بموازاة مع التوافق الجماعً فً توزٌع المهام‬ ‫والمناصب‪.‬‬ ‫توازن شخصٌة الفرد تتطلب أن ٌكون مشاركا ًا فً حٌاة الجماعة مشاركة فعالة‬ ‫تتسم باإلنتاجٌة التً تتطلب المبادرة و اإلبداع و اإلجهاد و الفاعلٌة‪ .‬لكً ٌشعر بموقعه‬ ‫داخل محٌطه و واعٌا ًا بحاضره و مطمبنا ًا على مستقبله‪ .‬إعداد هذا المسار للفرد داخل‬ ‫المجتمع عملٌة متداخلة إلى درجة التعقٌد أحٌاناًا‪ ،‬أنها صٌرورة كابن بشري لبلوغ‬ ‫النضج و الرشد بالمستوى و الصٌؽة التً ٌنشدها المجتمع‪)45( .‬‬

‫‪151‬‬


‫حــٌاة الخــــالء‬ ‫أ ‪ -‬مفهوم حٌاة الخبلء‬ ‫كانت أفكار" بادن باول" مؤسس الحركة بخصوص مفهوم حٌاة الخبلء فً‬ ‫البداٌة هو إٌجاد فضاء رحب‪ ،‬بعٌد عن زٌؾ حٌاة الترؾ و البذخ والصراعات‪ ،‬فضاء‬ ‫بعٌد عن الحواجز والموانع االجتماعٌة التً كثرت مع تطور حضارة اإلنسان‪ ،‬بالخصوص‬ ‫فً المدن‪ .‬و البحث عن فضاء طبٌعً لم ٌدخله الكذب والزٌؾ‪ ،‬فضاء تحافظ فٌه الطبٌعة‬ ‫على عذرٌتها كما خلقها هللا‪ .‬هذه المواصفات الطبٌعٌة هً المكان المناسب الذي اختاره‬ ‫"بادن باول" لتمرٌر خبراته ومهاراته‪ ،‬لتنفٌذ األنشطة التً أعدها لتدرٌب الفتٌة‪ .‬ولم‬ ‫ٌكن بتاتا ٌقصد الزج بالفتٌة والشباب فً مؽامرات ومقامرات ال عبلقة لها بالتربٌة‪.‬‬ ‫أبرز ما تفردت به الحركة الكشفٌة هو اختٌارها للمجال الذي جعلته فضاء رحبا‬ ‫لتنفٌذ طرٌقتها الكشفٌة وسط الطبٌعة‪ ،‬بعٌدا عن ضوضاء المدٌنة‪ ،‬وبعٌدا عن أسلوبها‬ ‫الرتٌب فً الحٌاة‪ ،‬عن أضوابها وضؽوطها وصراعاتها‪ ،‬واالنتقال إلى حٌاة الخبلء لتنفٌذ‬ ‫معظم مكونات البرنامج الكشفً‪ .‬اختٌار هذا الفضاء من طرؾ " بادن باول " فً تلك‬ ‫الفترة من الزمن‪ ،‬كان عبارة عن طفرة فً مجال أنشطة الفتٌة والشباب‪ ،‬فقد حاول إقناع‬ ‫اآلخرٌن بهذا المفهوم مرات متعددة‪ ،‬مع العلم أنه كان مقتنعا بشكل كبٌر‪ ،‬ومؤمنا أن‬ ‫الطبٌعة مجال مثالً لممارسة األنشطة الكشفٌة‪ ،‬وقد تعرض فً كتابه المشهور (الكشفٌة‬ ‫للفتٌان) إلى أهمٌة تعامل الفتٌة مع مكونات الطبٌعة لكونها مناخ مناسب لتحفٌز الشباب‬ ‫على الخلق واإلبداع‪ ،‬وعلى التحدي ومقاومة الصعوبات والتحدٌات بعٌدا عن ترؾ‬ ‫المدٌنة ورفاهٌتها وجل مؽرٌاتها‪.‬‬ ‫ما اهتم به مؤسس الحركة فً البداٌة‪ ،‬هو تحدٌد مفهوم المؽامرة فً الخبلء‪،‬‬ ‫وأوضحه من خبلل اعتماد الفتٌة على أنفسهم فً تنفٌذ أنشطة التخٌ​ٌم‪ ،‬وكان البعد‬ ‫المنشود من هذا الطرح بهذه الطرٌقة الجدٌدة (خبلل فترة تأسٌس الحركة) عبارة عن‬ ‫أسلوب تربوي ؼٌر مألوؾ وؼٌر مستساغ من طرؾ المهتمٌن بقضاٌا التربٌة‪ ،‬وعلى‬ ‫ذلك اعتبرت الحركة آنذاك عبارة عن فكرة ثورٌة حول المفاهٌم التربوٌة السابدة‪ .‬وكان‬ ‫بناء هذا المفهوم بهذا الطرح الجدٌد لدى" بادن باول" هو الدفع بالفتٌة إلى المشاركة فً‬ ‫أنشطة المؽامرة والتحدي‪ ،‬والصراع الجماعً قصد تلبٌة الحاجٌات الحٌوٌة (‪.)46‬‬

‫‪152‬‬


‫ففكرة النوم بالخبلء فً خٌام ٌنصبها الفتٌة بأنفسهم‪ ،‬والطبخ بالطرق التقلٌدٌة‬ ‫بشكل مشابه لؤلسالٌب المستعملة من طرؾ القبابل اإلفرٌقٌة التً تتعاٌش مع الطبٌعة فً‬ ‫عذرٌتها‪ ،‬والسهر لٌبل حول النار‪ ،‬وتوزٌع األدوار فٌما بٌن الفتٌة‪ ،‬واستعمال بعض‬ ‫المهارات مثل العقد بالحبل أو استعمال األعواد الطبٌعٌة فً صنع بعض المستلزمات‪،‬‬ ‫والتواصل فً الؽابة بواسطة الرموز و الصافرات (المورس)‪ ...‬وؼٌرها من األنشطة ‪،‬‬ ‫كانت كلها فقرات استهوت الفتٌة وجعلتهم ٌتمسكون بممارسة هذا النوع من المؽامرة‬ ‫والتحدي‪ ،‬ألن وقع التجربة كان أقوى بكثٌر من التٌارات التً كانت تجرؾ بالفتٌة‬ ‫والشباب داخل المدن وتدفعه م إلى االنحراؾ بشتى أنواعه‪.‬‬ ‫المقصود بالخبلء هً األرض وما علٌها من أشجار ونبات وحٌوان وصخور‬ ‫ورمال وأنهار وبحار‪ ...‬بعٌدا عما تصنعه ٌد اإلنسان من عمارة ومبانً ومصانع وطرق‪،‬‬ ‫وكل ما تنتجه من تلوث وسموم‪ .‬حٌاة الخبلء هً الخروج إلى الؽابات أو الصحاري أو‬ ‫الجبال والسهول أو الشواطا‪ ...‬حٌث الهواء النقً والعبٌر الصافً والروابح‬ ‫الممٌـزة‪ )47(...‬فالحركة الكشفٌة تعتبر حٌاة الخبلء بمثابة مدرسة للحٌاة‪ ،‬ولهذا جعلتها‬ ‫من بٌن عناصر الطرٌقة الكشفٌة‪ ،‬التً ٌمارس فٌها باقً العناصر الطرٌقة ‪ :‬نظام‬ ‫الطبلبع‪ ،‬نظام الشارات‪ ،‬التعلم بالممارسة‪ ،‬العهد والقانون‪ ،‬لدرجة اعتبر البعض حٌاة‬ ‫الخبلء ضرورٌة للحركة حٌث قالوا ‪ :‬ال كشفٌة بدون حٌاة الخبلء‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬حٌاة الخبلء بالنسبة للفتٌة والشباب ‪:‬‬ ‫ٌنتاب الفتى شعور جارؾ‪ ،‬وحرارة ملتهبة بالشوق لمعانقة أحضان الطبٌعة‪،‬‬ ‫تحدوه رؼبة المؽامرة خبلل حٌاته بالخبلء لممارسة جل المهارات والخبرات التً سبق له‬ ‫أن تعلمها‪ ،‬لٌضعها فً المحك بٌن أحضان الطبٌعة‪ ،‬وبالخصوص عند خروجه ألول مرة‪،‬‬ ‫فٌكون شعوره كمن ٌركب البحر ألول مرة‪ ،‬تنتابه رهبة وخوؾ مع رؼبة ومٌل شدٌد‬ ‫للمؽامرة‪.‬‬ ‫ٌنتظر الفتٌة فرادى وجماعات (طبلبع ووحدات) وصول تارٌخ فقرات البرنامج‬ ‫التً ستطبق أنشطتها فً أحضان الطبٌعة بالخبلء‪ ،‬لكً ٌشفً كل واحد منهم رؼبته‬ ‫العارمة فً ممارسة التحدي والمؽامرة‪ ،‬من خبلل مقاومة قسوة الطبٌعة‪ ،‬والتكٌؾ مع‬ ‫الظروؾ البٌبٌة‪ ،‬وتدبٌره لوسابل التعاٌش مع ظروؾ الطبٌعة الخلوٌة‪ ،‬دون المماس‬ ‫بعناصرها البٌبٌة‪ ،‬وذلك بواسطة استعمال كل التقنٌات والمهارات والخبرات التً تعلمها‪،‬‬ ‫واالعتماد على كفاءاته واستعداداته الفردٌة‪ ،‬وعلى دوره ومهامه داخل الطلٌعة مثل ‪:‬‬ ‫(نصب الخٌام‪ ،‬الطهً بالوسابل التقلٌدٌة‪ ،‬ا السترشاد بالنجوم‪ ،‬السمر حول النار‪ ،‬التأمل‬ ‫فً سكون اللٌل البعٌد عن ضوضاء المدٌنة‪)...‬‬ ‫‪153‬‬


‫ٌعد الفرد والجماعة معا العدة للقٌام بهذه المؽامرة تحت إشراؾ القادة‪ ،‬تاركٌن‬ ‫للفتٌة الفرصة لٌحلموا وٌتخٌلوا‪ ،‬وسٌتعدون نفسٌا ومادٌا لتحقٌق أحبلمهم عبر هذه‬ ‫األنشطة المتمٌزة فً الخبلء‪ٌ .‬جدون وٌكدون فً عمل منظم كخبلٌا النحل‪ٌ ،‬تحدون كل‬ ‫االحتٌاطات البلزمة لٌكونوا مهٌبٌن للتعاٌش مع الطبٌعة فً عذرٌتها ونقابها وصفابها‪،‬‬ ‫ومواجهة قسوتها وتحدٌاتها كذلك‪ ،‬فً جو من الحماس والتنظٌم الفعال ٌرتبون أمتعتهم‬ ‫الفردٌة فً الجراب‪ ،‬وٌهٌبون أدواتهم ومستلزماتهم الجماعٌة فً انسجام وتكامل‪ ،‬بعد‬ ‫تحدٌد البحة الحاجٌات التً سبق لهم أن سجلوها فً مذكراتهم الخاصة ‪.‬‬ ‫كل فرد من أفراد الطلٌعة ٌتوفر على مذكرة خاصة ‪ٌ ،‬سجل فٌها المعلومات‬ ‫واإلجراءات التً سٌحتاج إلٌها خبلل ممارسته للكشفٌة‪ ،‬سواء المتعلقة به أو بطلٌعٌه أو‬ ‫الشارات التً سٌجتازها‬ ‫وحدته‪ٌ .‬سجل فٌها مطالب الترقً استعدادا لحصوله على‬ ‫مستقببل‪ ،‬وٌسجل فٌها ذكرٌاته المختلفة مثل تارٌخ حفل أدابه العهد‪ ،‬وحفل االنتقال ‪.‬‬ ‫وٌمكن للفرد أن ٌحافظ على هذه المذكرة طوال حٌاته الكشفٌة وٌمكن أن ٌنتفع بما ٌدونه‬ ‫فٌها فً حٌاته الٌومٌة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬المزاٌا التربوٌة لحٌاة الخبلء ‪:‬‬ ‫من أهم العناصر التربوٌة األساسٌة التً تساعد على إٌقاظ الرؼبة فً العمل‬ ‫وبذل الجهد وبث الحماس فً النفوس الفتٌة والشباب لتوجً ه ه م نحو التعلم والتدرٌب‪،‬‬ ‫هو إٌجاد عناصر تثٌر االنتباه وتستقطب الرؼبة الفضولٌة للمعرفة ‪ .‬لقد كانت حٌاة‬ ‫ؼب على‬ ‫الخبلء من بٌن تلك العناصر المطلوبة ‪ ،‬لكونها تعطً للفرد شعورا بالقوة‪ ،‬والر ة‬ ‫التحدي‪ ،‬وعزٌمة ال تقاوم لبلوغ األهداؾ ‪ .‬فالدٌنامكًة التً ٌتمٌز بها الفتٌة والشباب‬ ‫والقوة والحماس ‪ .‬البرنامج الكشفً إبان فترة التأسٌس تبحث كً تجد وعاءا مفٌدا‬ ‫وهادفا ٌستقطب اهتمام الفتٌة والشباب ‪ ،‬وهذا ما هٌأته الحركة لهم‪ ،‬من أجل حسن‬ ‫استؽبلل هذه الطاقات وبث الحماس ‪ ،‬والعمل على صبه فً االتجاه الصحٌح‪ .‬فصاؼت‬ ‫عناصر برنامجها بشكل متمٌز ٌتم تنفٌذ فقرات أنشطته بالخبلء‪ ،‬و صاؼت هذه الفقرات‬ ‫وفق منه اجها المتناسق المكونات‪.‬‬

‫‪154‬‬


‫مفهوم حٌاة الخبلء مرتبط باألنشطة المشوقة والمتدرجة التً تكون البرنامج‬ ‫الذي ٌنفذ فً أحضان الطبٌعة‪ ،‬لٌشكل عنصرا متناؼما‪ ،‬خصوصا عندما تراوح فقراته بٌن‬ ‫األنشطة التً تزاول بالنادي و بالمدٌنة‪ ،‬وبٌن األنشطة التً تطبق فً الخبلء‪.‬‬ ‫ٌتضمن برنامج الخبلء عادة األنشطة التً ال ٌمكن ممارستها فً القاعات داخل‬ ‫النادي أو فً فضاءات المدٌنة مثل ‪:‬‬ ‫‪ o‬األلعاب التً تمارس فً الطبٌعة‪ ،‬حٌث ٌتم تطبٌق العدٌد من التقنٌات مثل االتصال‬ ‫بالمورس والسٌمافور من خبلل استعمال األعبلم والدخان أو انعكاس األشعة‬ ‫بالمراٌا أو بالضوء‪ ...‬التً ٌكون قد سبق لهم أن تعلموا هذه التقنٌات فً األندٌة‬ ‫الكشفٌة مثل‪:‬‬ ‫االتجاه والمواقع‪ ،‬و استعمال رموز‬ ‫‪ o‬استعمال الخرٌطة والبوصلة فً تحدٌد‬ ‫الطرٌق‪.‬‬ ‫األصداؾ‬ ‫‪ o‬جمع عٌنات من الصخور واألحجار‪ ،‬ورٌش الطٌور‪ ،‬أوراق األشجار‪،‬‬ ‫والمحارات‪ ،‬الحشرات‪ ...‬ودراسة هذه المعطٌات العٌنات‪ ،‬مع أخد أثر األقدام‬ ‫وأرجل الحٌوانات‪...‬‬ ‫‪ o‬أعمال الرٌادة من خبلل إتقان مهارات استعمال الحبال والعقد واألخشاب‪...‬‬ ‫‪ o‬تنفٌذ أنشطة حماٌة البٌبة‪ ،‬والتدرب على ذلك عملٌا من خبلل عدم تلوٌث الطبٌعة‪.‬‬ ‫‪ o‬استعمال أنشطة االستبناس العلمً مثل الطاقة الشمسٌة والطاقة الهوابٌة…‬ ‫باإلضافة إلى تلك األعمال والمهام التً توزع بٌـن األفـراد ( المصالح الٌومٌة)‬ ‫الحراسة فً إطار التعاون والتضامن بٌن جمٌع المشاركٌن‪.‬‬ ‫د – المفاهٌم الخاطبة عن حٌاة الخبلء ‪:‬‬ ‫تعرض مفهوم حٌاة الخبلء لسوء الفهم‪ ،‬وترجم إلى ممارسات خاطبة ال صلة لها‬ ‫بالطرٌقة الكشفٌة وال باألهداؾ المتوخاة منها‪ ،‬وأصبح بعض الممارسون ٌقومون‬ ‫بجوالت ورحبلت ومخٌمات متنقلة‪ ...‬دون ضمانات أو أخد احتٌاطات‪ٌ .‬دفعون بالفتٌة‬ ‫والشباب إلى القٌام بمؽامرات ؼٌر محسوبة (ألن الطبٌعة التً ٌتصورونها لم تعد بتلك‬ ‫العذرٌة) ال يخططون لبرامج الخروج إلى الخبلء وال ٌراعون لظروؾ السبلمة واألمان‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫وال ٌأخذون أي احتٌاطات من أي نوع‪ ،‬سواء األمنٌة أو اإلدارٌة أو القانونٌة‪ ...‬و‬ ‫النوع من التصرؾ ال عبلقة له بالطرٌقة وال بأهداؾ الحركة التً تسعى بأن ٌتحلى‬ ‫فتٌانها وشبابها ببعد النظر وحسن التخطٌط و حسن التصرؾ‪ ،‬واستعمال البصٌرة فً‬ ‫توقع االحتٌاجات الحقٌقٌة لنجاح أي نشاط ٌمارسونه فً الخبلء بٌن أحضان الطبٌعة ‪.‬‬ ‫‪155‬‬


‫وبذلك تكون ممارسة النشاط الكشفً فً الخبلء بالنسبة لهؤالء عبارة عن‬ ‫ضرب من قصص الخٌال ال عبلقة لها بالواقع‪ ،‬حٌث ٌتصور ون أن مفهوم حٌاة الخبلء هو‬ ‫المؽامرة التً تعادل المقامرة داخل ؼابات عذراء بها وحوش وصٌد وفٌر‪ ،‬وأن من أهم‬ ‫سمات الكشاؾ (حسب تصورهم) أن ٌكون مهٌبا لمواجهة الصعاب واالبتسام فً وجه‬ ‫الشدابد ‪ ،‬ممارسة مكونات الطرٌقة الكشفٌة بمفهوم ؼٌر سلٌم و بسذاجة‪ٌ ،‬عد خطرا‬ ‫كبٌرا على حٌاتهم‪ ،‬وٌجعل اآلباء والمهتمٌن بقضاٌا التربٌة ٌأخذون تصورا خاطاا عن‬ ‫الحركة‪ .‬األخطاء التربوٌة الذي ٌحمله ا هؤالء (القادة) وٌعملون على نقله ا للفتٌة بهذه‬ ‫السلبٌة ٌسٌبون للحركة‪ ،‬على اعتبار أن هذه األنشطة الخاطبة تشكل خطرا على سبلمة‬ ‫الفتٌة والشباب‪ ،‬لدرجة أصبح البعض ٌعتبر برامج الحركة الكشفٌة (بناء على هذا الفهم‬ ‫الخاطا) أنها نشاط التهور وسوء التقدٌر‪.‬‬ ‫أهم دلٌل على سوء فهم هذا العنصر الهام من مكونات الطرٌقة الكشفٌة‪ ،‬هو أن‬ ‫هاجس السبلمة هٌمن على تفكٌر "بادن باول " عند اختٌاره لموقع مبلبم للتخٌ​ٌم بأول‬ ‫(‪)48‬‬ ‫الذي تطلب منه وقتا طوٌبل حتى اهتدى إلى اختٌار بقعة مثالٌة آمنة‬ ‫مخٌم كشفً‬ ‫(‪)49‬‬ ‫التً تمت اإلقامة فً نونبر ‪.1907‬‬ ‫بجزٌرة براونسً‬ ‫وأصبح مفهوم الخروج إلى الخبلء ٌعنً المؽامرة ؼٌر المحسوبة‪ ،‬وٌعنً‬ ‫التصادم والتصارع مع مكونات الطبٌعة من أجل قضاء بعض الحاجٌات التافهة‪ ،‬و القٌام‬ ‫ببعض التصرفات الطابشة مثل صٌد الطٌور والحٌوانات البرٌة قصد تحنٌطها‪ ،‬وقطع‬ ‫األشجار لمزاولة أنشطة الرٌادة وؼٌرها من الممارسات التً تضر بالبٌبة وتهدد سبلمتها‬ ‫باسم ممارسة الكشفٌة‪.‬‬ ‫ولم ٌعد عند هؤالء مفهوم الخروج إلى الخبلء هو تنفٌذ عناصر البرنامج الكشفً‬ ‫التً ٌتم تنفٌذها فً أحضان الطبٌعة‪ ،‬وبالخصوص مكونات الطرٌقة الكشفٌة والتقالٌد‬ ‫والفنٌات الكشفٌة‪ ،‬وأنشطة االكتشاؾ‪ ،‬واأللعاب التً تمارس فً الهواء الطلق باإلضافة‬ ‫إلى السمر حول النار لٌبل وؼٌرها من األنشطة‪.‬‬ ‫اإلعداد الجٌد لحٌاة الخبلء ٌبدأ قبل الخروج إلى الطبٌعة‪ ،‬خبلل تدرٌب الفتٌة على‬ ‫كٌفٌة إعداد المأوى واختٌار مكانها ونصب الخٌام وإعداد األكل وتحضٌر كل مستلزمات‬ ‫تنفٌذ البرنامج‪ ،‬واتخاذ االحتٌاطات البلزمة قصد توفٌر ظروؾ مرٌحة خبلل اإلقامة فً‬ ‫الخبلء‪ .‬وٌتم ذلك من خبلل اإلجراءات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪156‬‬


‫‪ o‬زٌارة الموقع الطبٌعً المتوقع التخٌ​ٌم فٌه من طرؾ القادة قبل موعد تنفٌذ‬ ‫البرنامج‪ ،‬والقٌام بدراسة المكان وتضارٌسه الطبٌعٌة‪ ،‬ومدى صبلحٌته لفقرات‬ ‫البرنامج المزمع تطبٌقه‪ ،‬وتحدٌد الموقع واألماكن العمومٌة القرٌبة منه‬ ‫(الطرق السوق‪ ،‬الطبٌب‪ ،‬السلطات‪.)...‬‬ ‫‪ o‬الحصول على الترخٌص البلزم إذا تطلب األمر ذلك‪ ،‬من الجهات المسؤولًة عن‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫‪ o‬اإلخبار بمكان التخٌ​ٌم مسبقا‪ ،‬لقٌادة الجمعٌة المحلٌة و الجهوٌة مع الحصول‬ ‫على موافقة اآلباء وأولٌاء األمور‪.‬‬ ‫ونختم هذا الجزء حول حٌاة الخبلء ومكانتها ضمن المنظومة التربوٌة التً تستند‬ ‫علٌها الحركة الكشفٌة من خبلل التفسٌر الذي قدمه عن هذا المكون من مكونات الطرٌقة‬ ‫الكشفٌة (ناجً الزلو) األمٌن العام السابق للمكتب الدولً الكشفً ‪ " :‬الطبٌعة هً المكان‬ ‫المفضل للنشاطات الكشفٌة‪ .‬مكان التخٌ​ٌم والراحة‪ ،‬واإلطار المثالً للمؽامرة‪ ،‬والوسط‬ ‫المبلبم للصحة هو المكان المنشود لؤللعاب‪ ،‬ألنه ٌساعد على تحمل التعب والجوع‬ ‫والعطش والبرد والمجهود وعدم الراحة (بالمعنى العكسً)‪ .‬والطبٌعة ترتبط بخصابص‬ ‫الكشفٌة ارتباطا ال ٌنفصل‪ ،‬هو ارتباط انتماء بٌن الكشفٌة والطبٌعة وال تقوى قوة أن‬ ‫تلؽً هذا اإلنتماء وال أن تفصل بٌنهما‪ ،‬وعلى كل حال بٌنما كان التخٌ​ٌم باألمس حكرا‬ ‫على الكشفٌة‪ ،‬أصبح الٌوم صناعة قوٌة وتجارٌة بشكل ما‪ .‬فالشباب الذٌن ٌهرعون الٌوم‬ ‫إلى أحضان الطبٌعة ال ٌبحثون فٌها عن نفس المؽامرة التً كنا نبحث عنها فٌها منذ مدة‬ ‫طوٌلة‪ .‬فإن المدٌنة الذي استضافته الطبٌعة بعض األحٌان أخذ بها وأخذ منها‪ .‬فأثرت‬ ‫علٌه وترك آثاره علٌها‪ .‬لهذا فإن نشاطات الهواء الطلق تطورت فً الكشفٌة‪ ،‬وٌجب أن‬ ‫تتطور أٌضا وأن تبقى فً تطور مستمر" (‪.)50‬‬

‫‪157‬‬


‫المراجــــــــــع‬ ‫‪ -1‬القانون والعهد‬ ‫(‪ )1‬عناصر البرنامج الكشفً‪ -‬المكتب الدولً‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تبادل الخبرات فً البرامج – (م‪.‬ك‪.‬ع) األمانة العامة – العدد ‪ – 15‬مارس ‪1990‬‬ ‫(‪ )3‬عناصر البرنامج الكشفً – الجزء األول‪ :‬األساسٌات – اللجنة العالمٌة للبرامج‪ .‬نشر ‪( :‬م‪.‬ك‪.‬ع)‬ ‫(‪ٓ )4‬نًوح اُؼو‪٣‬ق – ْٓ٘‪ٞ‬هاد اٌُْل‪٤‬خ اُؾَ٘‪٤‬خ أُـوث‪٤‬خ‬

‫‪ -2‬نظام الشارات‬ ‫(‪ )5‬نظام التقدم ( التدرج ) نشرة تنمٌة المراحل (م‪.‬ك‪.‬ع) األمانة العامة – إدارة تنمٌة المراحل ‪-‬‬ ‫العدد ‪ٌ – 19‬ولٌوز ‪. 2001‬‬ ‫(‪Principales caractéristiques du scoutisme )6‬‬ ‫‪Bureau mondial du scoutisme – Septembre 1998‬‬ ‫(‪ )7‬محمد الدرٌج – تطوٌر مناهج التعلٌم‪ ،‬معاٌ​ٌر علمٌة‪ ..‬متطلبات الواقع‪ ..‬أم ضؽوط خارجٌة – سلسلة المعرفة‬ ‫للجمٌع عدد ‪ 32 :‬منشورات رمسٌس – سبتمبر ‪. 2005‬‬ ‫(‪ )8‬برنامج الشباب – دلٌل تطوٌر البرنامج الكشفً – األهداؾ التربوٌة العامة‪.‬‬ ‫(‪ )9‬دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – نظام المراحل ـ األقسام‪( .‬م‪-‬ك‪-‬ع) األمانة العامة‪.‬‬ ‫(‪ )10‬نظام الشارات – الجدارة – تنمٌة القدرات – الهٌبة الكشفٌة العربٌة – نشرة البرامج‪ -‬دسمبر ‪. 1987‬‬ ‫(‪ )11‬السمات األساسٌة للحركة الكشفٌة‪ ،‬المنظمة الكشفٌة العالمٌة ـ اإلقلٌم العربً‬ ‫(‪ )12‬تنمٌة القدرات – نظام الشارات – نشرة البرامج – دسمبر ‪. 1987‬‬

‫‪ٓ )13‬ؾٔل اُله‪٣‬ؼ ‪ - :‬اٌُلب‪٣‬بد ك‪ ٢‬اُزؼِ‪ٍَِِ – ْ٤‬خ أُؼوكخ ُِغٔ‪٤‬غ – اُؼلك ‪ْٞ٘ٓ 16‬هاد ‪/‬هَٓ‪ٌ٤‬‬ ‫(‪ )14‬برنامج الشباب – دلٌل تطوٌر البرنامج الكشفً – األهداؾ التربوٌة العامة‪.‬‬ ‫(‪ )15‬نظام الشارات – الجدارة – تنمٌة القدرات – الهٌبة الكشفٌة العربٌة – نشرة البرامج‪ -‬دسمبر ‪. 1987‬‬ ‫(‪ )16‬دورك فً تحقٌق الطرٌقة الكشفٌة – نشرة البرامج – ( أ ‪ -‬ع) – المختبر الكشفً التربوي – فبراٌر ‪. 1988‬‬ ‫(‪ )17‬أفكار حول العمل بنظام المراحل – إعداد القابد الهادي بنخود – الكشفٌة التونسٌة (م‪.‬ك‪.‬ع) األمانة العامة –‬ ‫إدارة تنمٌة المراحل ‪ -‬المختبر الكشفً التربوي ٌونٌو‪1998‬‬ ‫(‪ )18‬نظام الطبلبع – الرٌادة المبكرة ‪ -‬نشرة البرامج – الهٌبة الكشفٌة العربٌة‪ٌ -‬ناٌر ‪. 1987‬‬ ‫(‪ )19‬نظام التقدم – التدرج – نشرة تنمٌة المراحل (م‪.‬ك‪.‬ع) العدد ‪ٌ 19‬ولٌوز ‪. 2001‬‬ ‫(‪ )20‬السمات األساسٌة للحركة الكشفٌة‪ ،‬المنظمة الكشفٌة العالمٌة ـ اإلقلٌم العربً‬ ‫‪158‬‬


‫(‪ )21‬اُلٍز‪ٞ‬ه ‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬اُلافِ‪٤‬خ أُزجؼخ ثبُٔ٘ظٔخ اٌُْل‪٤‬خ اُؼبُٔ‪٤‬خ‪.‬‬

‫‪ - 3‬اُزؼِْ ثبُٔ​ٔبهٍخ‬ ‫(‪ - )22‬ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل‪ ٢‬ــ اُغيء األ‪ ٍٝ‬ــ األٍبٍ‪٤‬بد ــ اُِغ٘خ اُؼبُٔ‪٤‬خ ُِجوآظ‬ ‫(‪ )23‬اُواّل‪ ٕٝ‬ك‪ ٢‬اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ )ْٗوح ُِوبكح ‪ٝ‬هبكح اُوبكح ( اُؼلك اَُبكً ٍجزٔجو ‪1991‬‬ ‫(‪ٗ - )24‬ظو‪٣‬خ كع٘جو اُزؼِْ ــ كهاٍخ ٓوبهٗخ ــ اُغيء اُضبٗ‪ ٢‬ــ ػبُْ أُؼوكخ ػلك ‪1986 108‬‬ ‫(‪ -)25‬ػِْ اُ٘لٌ اُزوث‪ ١ٞ‬ــ أٍَ‪ ٚ‬اُ٘ظو‪٣‬خ ‪ٝ‬اُزغو‪٣‬ج‪٤‬خ ــ كًز‪ٞ‬ه ٍ‪٤‬ل ف‪٤‬و هللا ــ كاه اُ٘‪ٜ٘‬ح اُؼوث‪٤‬خ ٍ٘خ ‪1981‬‬ ‫(‪ - -)26‬ػجل اٌُو‪ ْ٣‬ؿو‪٣‬ت – أُ٘‪ َٜ‬اُزوث‪ٓ – ١ٞ‬ؼغْ ٓ‪ٍٞٞ‬ػ‪ ٢‬ك‪ ٢‬أُٖطِؾبد ‪ٝ‬أُلب‪ ْ٤ٛ‬اُج‪٤‬لاؿ‪ٞ‬ع‪٤‬خ ‪ٝ‬اُل‪٣‬لاًز‪٤ٌ٤‬خ‬ ‫‪ٝ‬اَُ‪ٌُٞٞ٤‬ع‪٤‬خ – اُغيء األ‪ْٞ٘ٓ A.H ٍٝ‬هاد ػبُْ اُزوث‪٤‬خ اُطجؼخ األ‪ٍ٘ ٠ُٝ‬خ ‪. 2006‬‬ ‫(‪ - )27‬ك‪ .‬ػجل اُؼِ‪ ٢‬اُغَٔبٗ‪ – ٢‬ػِْ اُ٘لٌ ‪ٝ‬رطج‪٤‬وبر‪ ٚ‬االعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزوث‪٣ٞ‬خ – اُلاه‬

‫اُؼوث‪٤‬خ ُِؼِ‪-ّٞ‬‬

‫(‪ٗ - -)28‬ظو‪٣‬بد اُزؼِْ كهاٍخ ٓوبهٗخ )اُغيء اُضبٗ‪ٍَِِ (٢‬خ ػبُْ أُؼوكخ ػلك ‪ 108‬ــ ك‪َٔ٣‬ته ‪1986‬‬ ‫(‪ - -)29‬ك‪ .‬ػجل اُؼِ‪ ٢‬اُغَٔبٗ‪ – ٢‬ػِْ اُ٘لٌ ‪ٝ‬رطج‪٤‬وبر‪ ٚ‬االعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزوث‪٣ٞ‬خ – اُلاه اُؼوث‪٤‬خ ُِؼِ‪-ّٞ‬‬ ‫(‪ٗ -)30‬ظو‪٣‬خ اُزؼِْ ــ كهاٍخ ٓوبهٗخ ــ اُغيء اُضبٗ‪ ٢‬ــ ػبُْ أُؼوكخ ػلك ‪ٍ٘ 108‬خ ‪1986‬‬ ‫(‪ -)31‬ػِْ اُ٘لٌ اُزوث‪ ١ٞ‬ــ أٍَ‪ ٚ‬اُ٘ظو‪٣‬خ ‪ٝ‬اُزغو‪٣‬ج‪٤‬خ ‪ /‬كًز‪ٞ‬ه ٍ‪٤‬ل ف‪٤‬و هللا ــ كاه اُ٘‪ٜٚ‬خ اُؼوث‪٤‬خ ‪ 1981‬ــ ٓ ‪158‬‬ ‫(‪ -)32‬ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل‪ ٢‬ــ اُغيء األ‪ ٍٝ‬ــ األٍبٍ‪٤‬بد ــ اُِغ٘خ اُؼبُٔ‪٤‬خ ُِجوآظ‬ ‫(‪ -)33‬ك‪ .‬أؽٔل أ‪ٝ‬ى‪ – ١‬أُؼغْ أُ‪ٍٞٞ‬ػ‪ُ ٢‬ؼِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ – ‪. 2006‬‬ ‫(‪ -)34‬اُل‪ٝ‬ه اُزوث‪ُِ ١ٞ‬ؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ – ئػلاك ك‪ٞ‬ى‪ ١‬كوؿِ‪.ّ( – ٢‬ى‪.‬ع‬ ‫(‪ )35‬ك‪ .‬فبُل كبهً – ئّجبع ؽبعبد أُوا‪ٛ‬ن – ْٗوح ك‪ٝ‬ه‪٣‬خ رٖله‪ٛ‬ب ئكاهح ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ )ّ‪.‬ى‪.‬ع( ‪ 2‬أثو‪.2005 َ٣‬‬

‫‪ -4‬اُغٔبػخ اُٖـ‪٤‬وح‬ ‫(‪ -)36‬ػِْ اُ٘لٌ ‪ٝ‬رطج‪٤‬وبر‪ ٚ‬اإلعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزوث‪٣ٞ‬خ‬ ‫(‪ -)37‬ػِْ اُ٘لٌ اإلعزٔبػ‪٢‬‬ ‫(‪ -)38‬ػِْ اُ٘لٌ ‪ٝ‬رطج‪٤‬وبر‪ ٚ‬اإلعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزوث‪٣ٞ‬خ ــ ك‪ .‬ػجل اُؼِ‪ ٢‬اُغَٔبٗ‪ ٢‬اُلاه اُؼوث‪٤‬خ ُِؼِ‪456 ٓ ّٞ‬‬ ‫(‪ٗ -)39‬لٌ أُوعغ اَُبثن‬ ‫(‪ -)40‬اُج٘ل اُواثغ ٖٓ هبٗ‪ ٕٞ‬اٌُْبف‪ٓ .‬أف‪ٞ‬م ٖٓ ٓنًوح اُؼو‪٣‬ق‬ ‫(‪ -)41‬ػِْ اُ٘لٌ ‪ٝ‬رطج‪٤‬وبر‪ ٚ‬اإلعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزوث‪٣ٞ‬خ‬ ‫(‪ -)42‬اُل‪ٝ‬ه اُزوث‪ُِ ١ٞ‬ؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫(‪ -)43‬االٗزٖبهاد أُن‪ِٛ‬خ ُؼِْ اُ٘لٌ اُؾل‪٣‬ش ــ ث‪٤٤‬و كاً‪ٞ‬ــ روعٔخ ‪ٝ‬ع‪٤‬ل أٍؼل ــ ٓإٍَخ اُوٍبُخ ئكاهح أُزؾلح‬ ‫(‪ -)44‬فِ‪٤ٓ َ٤‬قبئ‪ٓ َ٤‬ؼ‪ . 1982 ،ٗٞ‬أفن ٖٓ أُ٘‪ َٜ‬اُزوث‪ٓ ، ١ٞ‬ؼغْ ٓ‪ٍٞٞ‬ػ‪ ٢‬ك‪ ٢‬أُٖطِؾبد ‪ٝ‬أُلب‪ْ٤ٛ‬‬ ‫اُج‪٤‬لاؿ‪ٞ‬ع‪٤‬خ ‪ٝ‬اُل‪٣‬لاًز‪٤ٌ٤‬خ ‪ٝ‬اَُ‪ٌُٞٞ٤‬ع‪٤‬خ أ‪ .‬ػجل اٌُو‪ ْ٣‬ؿو‪٣‬ت ‪ .‬اُغيء األ‪ٍٝ‬‬ ‫(‪ -)45‬ؽبٓل ػجل اَُالّ ى‪ٛ‬وإ ــ ػِْ اُ٘لٌ اإلعزٔبػ‪ ٢‬ــ ػبُْ اٌُزت ‪1977‬‬

‫‪ -5‬ؽ‪٤‬بح اُقالء‬ ‫(‪ -)46‬اُل‪ٝ‬ه اُزوث‪ُِ ١ٞ‬ؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ – ك‪ٞ‬ى‪ ١‬كوؿِ‪-ّ( – ٢‬ى‪-‬ع) األٓبٗخ اُؼبٓخ‬ ‫(‪ -)47‬ؽ‪٤‬بح اُقالء – ْٗوح اُجوآظ –اُ‪٤ٜ‬بح اٌُْل‪٤‬خ اُؼوث‪٤‬خ ( األٓبٗخ اُؼبٓخ ) ٍ٘خ ‪1988‬‬

‫ػلك ههْ ‪7‬‬

‫(‪ٓ -)48‬ـبٓوح اُغي‪٣‬وح – ػٖ أُق‪ ْ٤‬اٌُْل‪ ٢‬األ‪ ٍٝ‬ثغي‪٣‬وح ثوا‪٢َٗٝ‬‬ ‫(‪ -)49‬رغوثخ ٗبعؾخ – ثبكٕ ثب‪ ٖٓ – ٍٝ‬أهّ‪٤‬ق عٔؼ‪٤‬خ اٌُْبكخ اُجو‪٣‬طبٗ‪٤‬خ (ّ‪-‬ى‪-‬ع) األٓبٗخ اُؼبٓخ – ئكاهح اُجوآظ‬ ‫‪ٝ‬ر٘ٔ‪٤‬خ أُواؽَ – ‪ٞ٤ُٞ٣‬ى ‪1997‬‬ ‫(‪ًْ ٕٞ٤ِٓ 250 -)50‬بف – رأُ‪٤‬ق ‪ٗ :‬بع‪ ٢‬الىُ‪ ٞ‬روعٔخ ‪ٝ‬رؼو‪٣‬ت ‪ :‬ؽَٖ ٓؾٔ‪ٞ‬ك ٌٓ‪ٕ – ٢‬له ػٖ اُ‪٤ٜ‬أح اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫اُؼوث‪٤‬خ‬ ‫‪159‬‬


‫القٌادة‬ ‫التأطٌر التربوي‬

‫‪160‬‬


‫التكوٌن الكشفً‬ ‫بداٌة االهتمام بالتدرٌب ‪:‬‬ ‫بدأ االهتمام بتدرٌب قادة الكشافة مع ظهور الحركة نفسها‪ ،‬حٌث كان ٌقوم‬ ‫" بادن باول " بتمرٌر المعلومات والخبرات إلى القادة مباشرة‪ .‬وبذلك كانت عملٌة‬ ‫االهتمام بالتدرٌب مترابطة مع نشر الحركة الكشفٌة وأسلوبها الجدٌد فً تناول‬ ‫الموضوعات التربوٌة منذ االنطبلقة األولى ‪ ،‬حٌث كان ٌعتمد على التكوٌن المباشر‬ ‫الم تزامن مع الممارسة ‪ ،‬وانتقل "بادن بأول" إلى االهتمام بتدرٌب القادة عبر تنظٌم‬ ‫دورات تدرٌبٌة‪ ،‬وذلك انطبلقا من سنة ‪1911‬م ) ‪ ( 1‬وكانت الدورات التدرٌبٌة تضم‬ ‫باإلضافة إلى المعلومات التطبٌقٌة معلومات نظرٌة تشرح األفكار األساسٌة لمفهوم‬ ‫الحركة ‪ .‬وفً سنة ‪1913‬م تبلورت الخطوط الربٌسٌة لمضمون الشارة الخشبٌة ‪،‬‬ ‫واعتبارها رسمٌا كإحدى درجات تدرٌب القادة التً تؤهلهم لتولى مهام تسٌ​ٌر الوحدات‬ ‫الكشفٌة ‪.‬‬ ‫صدر سنة‬ ‫ومن المحاوالت المنهجٌة األولى لترسٌخ مفهوم التدرٌب‪،‬‬ ‫‪1913‬م كتاب ) إرشادات لقادة الكشافة ( الهدؾ منه هو تدوٌن وتعمٌم المعلومات‬ ‫العملٌة والنظرٌة المطلوب إتقانها من طرؾ القادة ‪ ،‬والتً حددت مدتها فً أسبوع‪ ،‬تتم‬ ‫فً ؾضاء ٌتخد كمخٌم تدرٌبً لٌقرب أكثر الممارسات العملٌة والمٌدانٌة لؤلنشطة‬ ‫الكشفٌة على أرض الواقع‪.‬‬ ‫‪.‬ولترسٌخ دور التدرٌب والتكوٌن المتعلق بالقادة بشكل موسع ‪ ،‬قام" بادن‬ ‫ابول" بإنشاء المركز المشهور ) جٌلو ٌن بارك ( سنة ‪ (2) 1918‬والذي أصبح ملكا‬ ‫لجمعٌة الكشافة االنجلٌزٌة ‪ ،‬تم إعداد ه لٌصبح قاببل لتدرٌب القادة وتنظٌم مخٌمات‬ ‫الكشافة‪ .‬لذلك أصبح لمفهوم تدرٌب القادة كٌان متكون من فضاء مثالً لؤلنشطة‬ ‫الكشفٌة ‪ ،‬ومحتوى تدرٌبً الذي ضمه الكتاب المشار إلٌها‪ ،‬بمجموعة من القادة‬ ‫المدربٌن المكونٌ​ٌن ‪ ،les formateurs‬منذ ذلك التارٌخ أصبح المركز ٌستقبل متدربٌن‬ ‫‪ ،‬وعند انتها المشاركٌن من دراسة الدورة مباشرة كان" بادن ب اول" ٌسلمهم الشارة‬ ‫الخشبٌة التً تؤهلهم لتولى م همة قادة الوحدات‪ ،‬و الشارة عبارة عن قبلدة مكونة من‬ ‫حبتٌن معلقتٌن فً خٌط جلدي‪ ،‬والحبتٌن مأخوذتٌن من قبلدة" ‪."dinizulu‬‬ ‫‪ 1922‬م خبلل المؤتمر الكشفً العالمً الثامن ببارٌس‬ ‫وانطبلقا من سنة‬ ‫أصبح لهذا المركز إشعاعا دولٌا ‪ ،‬حٌث أصبحت تتوافد علٌه من أجل التدرٌب العدٌد من‬ ‫‪161‬‬


‫القٌادات من مختلؾ الدول‪ ،‬وظ ل هذا المركز ٌحظى بإشعاعه الدولً لمدة خمسٌن سنة‬ ‫بتعاون مع الجمعٌات الكشفٌة األخرى ‪.‬‬ ‫ونظرا ألهمٌة التكوٌن فً نشر األفكار الكشفٌة وضبط أسلوبها وطرٌقتها‪،‬‬ ‫تمكنت العدٌد من الجمعٌات من إعداد برامج التدرٌب على منوال )جٌلوٌن بارك( وتنفٌذه‬ ‫فً بلدانهم‪ ،‬وهذا اإلجراء ساهم فً نشر طرق التدرٌب على أوسع مجال‪ .‬إذ أصبح‬ ‫المركز الدولً ٌساهم فً تدرٌب نواب ٌتولون القٌام بمهام إعداد قادة المجموعات‬ ‫الكشفٌة والمفوضٌن‪ .‬واستمر هذا النظام سنوات متعددة فً ؼٌاب خطة واضحة لتدرٌب‬ ‫هؤالء النواب‪.‬‬ ‫‪ 1947‬تطورا ملحوظا‪ ،‬حٌث أقٌمت دورة‬ ‫عرؾ مجال تدرٌب القادة سنة‬ ‫تدرٌبٌة تجرٌبٌة بإنجلترا لفابدة قادة مخٌمات التدرٌب‪ .‬وكانت هذه الدورة قدوة تحتدى ‪،‬‬ ‫أصبحت تجلب المشاركٌن من مختلؾ الدول ‪ ،‬وكان لها أثر مهم على تطوٌر الحركة فً‬ ‫العالم ‪ .‬وفً سنة ‪ 1956‬عرؾ التكوٌن الكشفً طفرة نوعٌة جد هامة أقٌم خبللها أول‬ ‫تدرٌب أخد بعدا رسمٌا ‪ ،‬وضع له منهاج موحد‪ ،‬وأشرؾ على تنفٌذه قابد المخٌم ) قابد‬ ‫التدرٌب(‬ ‫) كمبردج( برزت مبلمح السٌاسة‬ ‫وخبلل المؤتمر العالمً السادس عشر فً‬ ‫الدولٌة فً التكوٌن‪ ،‬وسمً محتواه ب ‪ " :‬المنهج الدولً للتدرٌب " وأصبح تنفٌذها فً‬ ‫‪ 1961‬حٌث‬ ‫العدٌد من الدول‪ .‬وتوسع مجال التدرٌب بشكل ملحوظ إلى أن بلؽت سنة‬ ‫تأسست – اللجنة العالمٌة للتدرٌب‪ -‬كفرع عن اللجنة الكشفٌة العالمٌة ‪ ،‬وتقدمت‬ ‫بتوصٌات هامة أفضت إلى تعٌ​ٌن مفوضً التدرٌب األهلٌ​ٌن ‪ .‬وبعد فترة تقدمت اللجنة‬ ‫بتقرٌر مفصل عن وضع تدرٌب " قادة القادة " وأرفقته باقتراحات مهمة تهم السٌاسة‬ ‫الجدٌدة فً مجال التدرٌب التً تبناها المؤتمر العالمً الثامن والعشرون )بهلسنكً( سنة‬ ‫‪.1969‬‬ ‫أهم ما عرفته هذه المرحلة هو توسٌع دابرة التشاور وتبادل الخبرات بٌن‬ ‫الجمعٌات الكشفٌة ‪ ،‬وذلك بناء على مبدأ أساسً هو " الوحدة " والمرونة فً ظل وحدة‬ ‫المنهاج المحدد‪ .‬وتوالً االهتمام بالحركة وبالتدرٌب فً وقت واحد ألنهما وجهان لعملة‬ ‫واحدة ‪ ،‬لدرجة أصبح الحدٌث عن األفكار الكشفٌة ال ٌنفصل عن تدرٌب القادة‪.‬‬ ‫واستمرت وثٌرة تطوٌر مجال التدرٌب فً المركز الدولً‪ ،‬ثم االهتمام بالسٌاسة الدولٌة‬ ‫التً أصبح ضرورٌا نشرها على أوسع نطاق‪ ،‬و لذلك تم تأسٌس " لجان التدرٌب‬ ‫اإلقلٌمٌة " فً األقالٌم الخمسة المعتمدة ‪ ،‬بؽاٌة دعم الجمعٌات الوطنٌة ومساعدتها‬ ‫لتطوٌر أنماط التدرٌب‪ .‬إلى ؼاٌة أن أقر المؤتمر السادس والعشرون بمؤتمر سنة ‪1977‬‬ ‫تفوٌض الجمعٌات الوطنٌة مسؤولٌة تدرٌب قادة التدرٌب داخل جمعٌاتهم‪ .‬حٌث تأكدت‬ ‫‪162‬‬


‫نجاعة هذا التفوٌض الذي أثمر نتابج باهرة فً مجال التكوٌن الكشفً والذي‬ ‫انعكس إٌجابا على الممارسة الكشفٌة فً أؼلب الدول األعضاء‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫المنهاج أو على مستوى عدد المستفٌدٌن الذي انعكس تأثٌرهما على الممارسة الفعلٌة‬ ‫على أوسع نطاق ‪.‬‬ ‫ومواكبة لتنفٌذ السٌاسة الدولٌة للتدرٌب ‪ ،‬بادر المكتب الكشفً العالمً إلى‬ ‫دعمها بواسطة المطبوعات وأهمها – كتاب التدرٌب الدولً – الذي ترجمه إلى جمٌع‬ ‫اللؽات المعتمدة من طرؾ األقالٌم الخمسة ‪ ،‬وتقدٌم الدعم المباشر وؼٌر المباشر إلى‬ ‫الجمعٌات الوطنٌة من اجل تنظٌم دوراتها التدرٌبٌة خصوصا لقادة التدرٌب ‪ ،‬الذٌن‬ ‫ٌعتبرون األمناء على نقل األفكار الكشفٌة والتقنٌات والمهارات المرتبطة بها إلى القادة‬ ‫الذٌن ٌمررون محتوى البرنامج الكشفً للفتٌة والشباب داخل الوحدات‪.‬‬

‫دور القــٌادات الكشفٌة‬ ‫(‪)3‬‬

‫كٌفٌة تحقٌق هدؾ الحركة الكشفٌة ‪ ،‬و ٌتوقؾ‬ ‫ٌضم الكتاب الدولً للتدرٌب‬ ‫على أسلوب تحقٌق المنه اج الكشفً بكل مكوناته‪ ،‬وفً حالة تجاهل أي نقطة منه فما‬ ‫علٌنا سوى توقع الفشل فً بلوغ الهدؾ المنشود‪ ،‬كما نجد كذلك على أن شروط نجاح‬ ‫الممارسة الكشفٌة سواء على مستوى الوحدة أو الفرقة أو التنظٌم تتوقؾ على ضرورة‬ ‫االلتزام بثبلثة عناصر أساسٌة متكاملة فٌما بٌنها وهً ‪:‬‬ ‫‪ 1‬تقدٌم برنامج جٌد للفتٌة والشباب ‪:‬‬ ‫ٌعتمد أساسا على تلبٌة حاجٌات الفتٌة والشباب التً تتناسب مع قدراتهم‬ ‫الجسمٌة والعقلٌة واالجتماعٌة والروحٌة‪ ،‬والتً تتبلءم وتتكامل مع حاجٌات المجتمع‪،‬‬ ‫وذلك لن ٌتحقق إال عند تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة أثناء عملٌة توجٌه وإرشاد الفتٌة‬ ‫والشباب التوجٌه الصحٌح عند ممارستهم لفقرات األنشطة التً تحقق لهم الحصول على‬ ‫التقدٌر وعلى التقدم المستمر‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫لقادة ‪:‬‬ ‫‪ 2‬تكـوٌن ا ـ‬ ‫تحقٌق هدؾ الحركة وتمثل مبادبها وتفعٌل طرٌقتها ل دى المستفٌدٌن‪ ،‬تتطلب‬ ‫وجوبا تحدٌد دور القابد الراشد ‪ ،‬المتمثل فً توفٌر أفضل الظروؾ الممكنة‪ ،‬التً من‬ ‫خبللها ٌتمكن الفتٌة من القٌام بتنمٌة وتطوٌر قدراتهم فً مناخ تربوي ٌقوم خبلله القادة‬ ‫الراشدون بعملٌة الدعم واإلرشاد‪ .‬وذلك عن طرٌق الممارسة الفعلٌة على أرض الواقع‬ ‫داخل الوحدات‪ ،‬وأثناء تنفٌذ برامج األنشطة‪.‬‬ ‫هذا التحدٌد لدور القادة ٌمكن من ت وصٌؾ االحتٌاجات التكوٌنٌة الخاصة بكل‬ ‫درجة من درجات التكوٌن ‪ ،‬ؾالتدرٌب ٌعتبر عامبل أساسٌا لتنفٌذ البرامج وفق المنه اج‪.‬‬ ‫وعلى ضوء ذلك فإن عملٌة تأهٌل القادة عملٌة مواكبة للم م ارسة التربوٌة الموجهة‬ ‫لؤلفراد‪ ،‬وقد تم التأكٌد فً هذا الباب على تقسٌم االحتٌاجات التدرٌبٌة إلى ثبلثة عناصر‬ ‫متبلحمة ومتكاملة فٌما بٌنها‪ ،‬نوردها بشكل مختصر كاآلتً ‪:‬‬ ‫تأدٌة مهامه‬ ‫أولها ‪ :‬المعرفة المتعلقة بأسلوب الحركة التً تمكن القابد من‬ ‫بنجاح‪.‬‬ ‫ثانٌها ‪ :‬المهارة التً تساعد القابد على تنفٌذ المهمة وفق شروط نجاحها‪.‬‬ ‫للسلوكٌات الممكنة‬ ‫ثالثها ‪ :‬سلوكٌات واتجاهات‪ ،‬وذلك من خبلل تنمٌة جٌدة‬ ‫لضمان التنفٌذ الجٌد للمهمة‪.‬‬ ‫‪ 3‬دعــم القــادة ‪:‬‬ ‫ٌتعلق الدعم هنا بكل األمور األساسٌة لتوفٌر جل الظروؾ المناسبة لممارسة‬ ‫النشاط الكشفً بأس الٌبه الصحٌحة‪ ،‬ومواكبة كل مراحل تنفٌذه بالدعم التقنً وتقدٌم‬ ‫المشورة والتوجٌه واإلرشاد‪ .‬وذلك ال ٌمكن أن ٌتم إال من خبلل تشكٌل هٌاكل بناء على‬ ‫االحتٌاجات المتنوعة لهذه الممارسة‪ ،‬وفق خرٌطة تن ظٌمًة دقٌقة‪ ،‬أهمها المفوضٌات‬ ‫التقنٌة (المركزٌة) و الجهوٌة والمحلٌة التً تخطط المعالم الربٌسٌة والتصورات‬ ‫األساسٌة للتطبٌق الكشفً المطلوب‪ .‬و تواكب دلك بالمستجدات التً ٌعرفها التكوٌن‬ ‫الكشفً على المستوى العالمً‪.‬‬ ‫من خبلل ما سبق حول التدرٌب وتأهٌل القادة نجد مفارقة كبٌرة تهم موضوع‬ ‫التدرٌب وتتمثل أوال فً وفرة الوثابق والمراجع المرتبطة بهذا المجال وكمها الهابل التً‬ ‫تصل بانتظام سواء من المكتب العربً أو الدولً‪ٌ ،‬ؤهل التنظٌمات الكشفٌة على التفعٌل‬ ‫‪164‬‬


‫اإلٌجابً للتوصٌات التً تصدر عن المؤتمرات الكشفٌة العربٌة والدولٌة‪ ،‬التً تواكب‬ ‫عملٌة تطوٌر الممارسة الكشفٌة على المستوى العالمً‪.‬‬ ‫والدعم التقنً الموجه لفابدة القادة الممارسٌن‪ٌ ،‬تنوع حسب نوع االحتٌاج الذي‬ ‫ٌمكن أن ٌكون على شكل كتب ومراجع‪ ،‬وٌمكن أن ٌكون لقاءات ودورات تدرٌبٌة وأٌام‬ ‫دٌداكتٌكٌة لتنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة‪،‬‬ ‫دراسٌة‪ ،‬وٌمكن أن ٌكون على شكل مستلزمات‬ ‫باإلضافة إلى اإلرشاد والتوجٌه المتعلق بأمور التدبٌر والتسٌ​ٌر للوحدات والفرق‬ ‫الكشفٌة‪ ،‬ومجاالت األنشطة التً ٌزاولونها‪.‬‬ ‫من خبلل استعراض العناصر األساسٌة لتنفٌذ األنشطة الكشفٌة نستحضر الدور‬ ‫المحوري للتدرٌب فً تمرٌر األفكار الكشفٌة بأمانة‪ ،‬التً تنبنً على إستراتٌجٌة ذات‬ ‫خطط متماسكة تساهم فً توفٌر القادة بالكم الكافً التناسب مع عدد الممارسٌن بالكٌفٌة‬ ‫المطلوبة من حٌث الكفاٌة التأطٌرٌة التً تخضع لسلسلة التكوٌن مع تماسك حلقاتها‬ ‫بالنسبة للمستفٌدٌن‪ ،‬بٌن مرحلة تدرٌبٌة وأخرى الحقة‪.‬‬ ‫وفٌما ٌتعلق بمحتوٌات التدرٌب فإنها تركز بقدر أكبر من البلزم على تمرٌر‬ ‫تمرر الممارسة‬ ‫المعلومات النظرٌة مع إرفاقها بالخبرات المٌدانٌة التطبٌقٌة‪ ،‬التً‬ ‫على نقل‬ ‫الكشفٌة من حٌزها النظري إلى واقعها التطبٌقً ‪ ،‬لتسهٌل مأمورٌة القابد‬ ‫األسالٌب التربوٌة الكشفٌة بأكبر قدر من الصدق وبطرق سلٌمة تحقق الهدؾ‪.‬‬ ‫تحدٌد مناهج وبرامج التكوٌن‪ ،‬مع توحٌد الفقرات التكوٌنٌة‪ ،‬إضافة إلى وجود‬ ‫مرفقا بكٌفٌة ممارسة طقوسها‬ ‫قاموس موحد للمصطلحات المستعملة فً الحركة‪،‬‬ ‫وتقالٌدها ومهاراتها وفنٌاتها أمر ضروري لتوحٌد مرجعٌة التكوٌن المقدمة للقادة فً‬ ‫محاورها المركزٌة‪ ،‬كما هو متعارؾ علٌه عالمٌا‪.‬‬

‫تبلزم التكوٌن مع الممارسة الكشفٌة ‪:‬‬ ‫تكوٌن القادة مرتبط ارتباطا وثٌقا بالممارسة الفعلٌة للتربٌة الكشفٌة على أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬وكل ما ٌتدرب علٌه القادة وما ٌتلقونه من معلومات ومهارات‪ ،‬هً باألساس‬ ‫لتفعٌل دورهم فً تطبٌق الطرٌقة الكشفٌة‪ ،‬من أجل بلوغ هدؾ الحركة الكشفٌة والمتمثلة‬ ‫فً مساعدة الفتٌة للوصول إلى أقصى درجات النمو الجسدي والعقلً والروحً‬ ‫واالجتماعً‪ .‬وبذلك ٌكون التدرٌب بهدؾ القٌام بالمهمة والمتمثلة فً تفعٌل برامج الفتٌة‬ ‫‪165‬‬


‫والشباب وفق الخصوصٌات الذاتٌة التً ٌتوفر علٌها كل فرد‪ ،‬داخل المحٌط االجتماعً‬ ‫الذي ٌعٌش فٌه‪.‬‬ ‫كان محتوى تدرٌب القادة خبلل البداٌات األولى للحركة ٌضم فقرات تنشٌطٌة‬ ‫محدودة تتمحور حول تقنٌات حٌاة الخبلء ومهارات الرٌادة واالكتشاؾ‪ ،‬وبعض األنشطة‬ ‫المرتبطة بالتخٌ​ٌم ‪ ...‬أي أن االهتمام كان منصبا على األنشطة ونوعٌتها وتمٌزها‪ ،‬وعلى‬ ‫القٌم األخبلقٌة‪ .‬ونظرا للتطورات التً عرفها العلوم اإلنسانٌة تحولت تلك النظرة التقلٌدٌة‬ ‫لمفهوم التربٌة الكشفٌة إلى نظرة أكثر علمٌة‪ ،‬تنطلق من تحدٌد االحتٌاجات الحقٌقٌة‬ ‫للعملٌة التربوٌة‪ ،‬والتً أصبحت تركز فٌها على الفـرد بالدرجة األولى وعلى احتٌاجاته‬ ‫النفسٌة والجسدٌة واالجتماعٌة ومحصبلته الفكرٌة وقدراته العقلٌة التً تراعً تطورات‬ ‫مراحل عمره فً سٌاق عبلقاته االجتماعٌة‪.‬‬ ‫ُول أفن أٌُزت اُل‪ ٢ُٝ‬ػِ‪ ٠‬ػبرو‪ ٚ‬رط‪٣ٞ‬و اُؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ك‪ ٢‬أكائ‪ٜ‬ب ‪ٝ‬ك‪ ٢‬أكاء‬ ‫هبكر‪ٜ‬ب ػجو ٓ‪ٞ‬اًجخ رط‪٣ٞ‬و‪ٛ‬ب اُلائْ‪.‬‬

‫اػزٔلد ك‪ ٢‬أٍِ‪ٞ‬ة رٌ‪ٜ٘٣ٞ‬ب ُأل‪ٛ‬و (اُوبكح) ػِ‪٠‬‬

‫أُ​ٔبهٍخ اُلؼِ‪٤‬خ‪ٝ ،‬اُز‪ ٢‬رؼوف رلهعب ٓ٘طو‪٤‬ب ك‪ ٢‬رِو‪ ٢‬أُؼبهف ‪ٝ‬أُ‪ٜ‬بهاد أُطِ‪ٞ‬ثخ ٌَُ‬ ‫ٓوؽِخ ٖٓ ٓواؽَ اُزٌ‪ٝ ،ٖ٣ٞ‬اُز‪ ٢‬رز‪ٞ‬ع‪ٜ‬ب ثل‪ٝ‬هح رله‪٣‬ج‪٤‬خ ‪ ٌَٔ٣‬ك‪ٜ٤‬ب اُوبئل أُوّؼ‬ ‫ٓزطِجبد أُوؽِخ‪٣ٝ ،‬ؾَٖ ػِ‪ ٠‬اُلهعخ اُز‪ ٢‬رإ‪ُِ ِٚٛ‬و‪٤‬بّ ثٔ‪ٜ‬بّ ماد َٓإ‪٤ُٝ‬خ أًضو ٓٔب‬ ‫ًبٕ ‪٣‬يا‪ُٜٝ‬ب ٖٓ هجَ‪ ،‬ػِ‪ ٠‬اػزجبه إٔ أُ​ٔبهٍخ اُلؼِ‪٤‬خ ٌٓٔ٘خ ٖٓ اإل‪ٛ‬الع ػِ‪ ٠‬اُؼل‪٣‬ل ٖٓ‬ ‫اٌُلب‪٣‬بد اُ‪ٚ‬و‪ٝ‬ه‪٣‬خ اُز‪ ٢‬رإ‪ُ ِٚٛ‬الهروبء ئُ‪ٌٓ ٠‬بٗخ ه‪٤‬بك‪٣‬خ أفو‪.ٟ‬‬ ‫ٌبدو أن التكوٌن والممارسة الفعلٌة للتربٌة الكشفٌة شٌبٌن متبلزمٌن إلى حد‬ ‫بعٌد‪ ،‬وٌظهر التشابه الكبٌر فً مفهوم التقدم بٌن ما ٌتلقاه القادة أثناء التكوٌن والتدرٌب‬ ‫وبٌن مفهوم التقدم الذي ٌضطلع إلٌه الكشافة فً مختلؾ مراحلهم العمرٌة‪ ،‬وهذا تأكٌد‬ ‫أن الكشفٌة حركة بكل ما فً الكلمة من معنى‪ ،‬كونها ال تقبل الجمود والتوقؾ‪ ،‬بل تؤكد‬ ‫التنمٌة الدابمة المستمرة المتواصلة الحلقات‪.‬‬ ‫رؼم وضوح مكونات المنهاج و خطواته من التخطٌط إلى التنفٌذ فإن المشرؾ على‬ ‫عملٌة التنفٌذ ٌطبع تلك المقررات التربوٌة بطابعه الخاص‪ ،‬حٌث ٌشحنها بقناعاته و أفكاره‬ ‫و أسالٌبه‪ ،‬و بذلك تأخذ طابعا ًا كشفٌا ًا كما هو مقرر لها مرفوقا ًا بشحنات القابد المشرؾ على‬ ‫التنفٌذ التً استقاها من تجاربه وخبراته و هذا األمر طبٌعً ج ّداًا لكون بنً البشر ٌختلفون‬ ‫فٌما بٌنهم فً عدة سمات و خصابص‪ .‬األساسً هو الحفاظ على اللب و الجوهر‪ ،‬و بذلك‬ ‫‪166‬‬


‫تبقى شخصٌة القابد لها تأثٌر كبٌر على أسلوب التنفٌذ‪ ،‬و خصوصا ًا السلوكات الشخصٌة‬ ‫للقادة الذٌن ٌرفقون فقرات البرنامج الكشفً شحنات وجدانٌة تعطً صوراًا مع ٌّنة لفقرات‬ ‫البرنامج‪ ،‬دون الخروج على مقومات المنهاج‪.‬‬ ‫بناء على هذا المعطى فإن الفرد ٌتأثر خبلل األنشطة بسلوك القابد خبلل التنفٌذ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ٌجعل ضرورة وجود صفات متعارؾ علٌها قابلة للقٌاس للحكم على صبلحٌة الشخص‬ ‫للقٌام بمهمة قابد‪.‬‬ ‫خطة التكوٌن ‪:‬‬ ‫ما ٌمكن استخبلصه مما سبق أن التكوٌن المتعلق بتدرٌب القادة ٌتطلب وجوبا أن‬ ‫ٌخضع لخطة " ‪ " plan de formation‬الذي تشرؾ علٌه التنظٌمات الكشفٌة ‪،‬‬ ‫التً‬ ‫لضمان التوازن بٌن احتٌاجات التأطٌر التربوي وبٌن خطتها فً إعداد القادة‪ ،‬و‬ ‫تؾترض أن تتضمن مجموعة من العناصر المتناسقة الم تكونة من اإلجراءات التالٌة ‪:‬‬ ‫‪ o‬مضمون التكوٌن المنسجم مع األهداؾ (توصٌؾ الوظابؾ) ‪.‬‬ ‫‪ o‬تقدٌر االحتٌاجات التدرٌبٌة حسب التخصصات‪.‬‬ ‫‪ o‬تحدٌد محتوى الدورات التدرٌبٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬طرق تنفٌذ التدرٌب ‪.‬‬ ‫‪ o‬محتوى األنشطة والفقرات‪.‬‬ ‫‪ o‬تقدٌر االحتٌاج التدرٌبً القبلً وفق الخطة‬ ‫‪ o‬توفٌرهٌأة المكونٌن واختصاصاتهم (قادة التدرٌب ومساعدٌهم)‪.‬‬ ‫‪ o‬تسلسل متابعة التدرٌب للقادة المرشحٌن للتكوٌن‪ ،‬العاملٌن‬ ‫بالوحدات‪.‬‬ ‫‪ o‬مواكبة القٌادات المستفٌدة من التدرٌب مٌدانٌا‪.‬‬ ‫‪ o‬جدولة زمنٌة لتدرج درجات التكوٌن ودوراتها‪.‬‬ ‫‪ o‬تقوٌم محصبلت القادة التدرٌبٌة‪.‬‬ ‫‪ o‬تحدٌد وتوفٌر وسابل اإلٌضاح والوسابط الدٌداكتٌكٌة المطلوبة‪.‬‬ ‫‪ o‬التقوٌم والدراسات المرتبطة ب مواكبة خطة التكوٌن على صعٌد‬ ‫الجمعٌة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى وجود أسلوب إداري دقٌق لتدبٌر ومواكبة العملٌة التكوٌنٌة خبلل‬ ‫مختلؾ محطاتها التسلسلٌة المرسومة بالجدول الزمنً‪ ،‬فإن التدٌب واستكمال التكوٌن‬ ‫يأخذ صٌؽا تكوٌنٌة متعددة مثل ‪ :‬دورات استدراكٌة ‪ ،‬أٌام دراسٌة‪ ،‬حلقات تكوٌنٌة‬

‫‪167‬‬


‫حسب المستجدات ‪ ،‬لٌتمكن المكونون من‬

‫إضافٌة‪ ، ،‬حلقات ولقاءات الستكمال الخبرة‬ ‫تتبع احتٌاجات القادة‪.‬‬ ‫كل هذه المعطٌات تكون متضمنة فً الخطة التً رسمتها الجمعٌة الكشفٌة لضمان‬ ‫وتٌرة متوازنة‪ ،‬بٌن الممارسة الكشفٌة والتكوٌن المتعلق بالقٌادات‪ ،‬الذي ٌؤمن‬ ‫استمرارٌة الممارسة وفق شروطها المطلوبة‪.‬‬

‫‪168‬‬


‫محددات دور القادة‬ ‫إذا كانت الحركة الكشفٌة تصنؾ على أنها نمط تربوي ُم َم ْن َهج ٌنتمً إلى صنؾ‬ ‫التربٌة ؼٌر الرسمٌة الذي ٌساهم فً تحقٌق التنمٌة المتكاملة للفرد عبر تحقٌق أهداؾ‬ ‫تربوٌة واضحة المعالم‪ ،‬خارج إطار التربٌة الرسمٌة المتجسدة فً النظام التعلٌمً الذي‬ ‫تقوم به المؤسسات‪ .‬وتقوم الكشفٌة انطبلقا ًا من أهدافها و مبادبها على لعب دور تكمٌلً‬ ‫ٌمكن أن نقول عنه تنسٌق بٌن المؤسسات و بٌن نمط التربٌة العامة التً ٌعٌشها الفرد‬ ‫داخل وسطه اإلجتماعً باألسرة‪ ،‬مع األقران ‪ ،‬عبر وسابل اإلعبلم‪...‬‬ ‫وقد تبنت الحركة الكشفٌة الركابز التربوٌة األربع التً تستند علٌها المرجعٌة‬ ‫التربوٌة فً شمولٌتها من خبلل الركابز التالٌة‪:‬‬ ‫‪ ‬التعلم للمعرفة‬ ‫‪ ‬التعلم لؤلداء‬ ‫‪ ‬التعلم لبلندماج مع اآلخرٌن‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪ ‬التعلم لتكوٌن الفرد المتكامل الشخصٌة‬ ‫ٌتم تنفٌذ العملٌة التربوٌة الكشفٌة عن طرٌق نظام متكون من عدة عناصر‬ ‫متكاملة فٌما بٌنها تجمعها الطرٌقة الكشفٌة فً تناسق مع أهداؾ الحركة ومبادبها‪.‬‬ ‫ممارسة التربٌة الكشفٌة وفق هذه المنظومة تتطلب أسلوبا ًا ٌراعً أساسٌات‬ ‫التنفٌذ السلٌم‪ ،‬المتبلبم مع طبٌعة هذا التوجه التربوي المتمٌز بالحٌوٌة واإلثارة‬ ‫والتشوٌق و المؽامرة واالكتشاؾ‪.‬‬ ‫الؽاٌة هً إتاحة الفرص لفتٌة و شباب استهوتهم و استقطبتهم الحركة‬ ‫الكشفٌة لولوج عالم اإلثارة و المؽامرة و التحدي‪ ،‬فً سٌاق تكوٌنً لتعلم مجموعة‬ ‫من المعارؾ والخبرات والمهارات التً ستظهر على سلوكهم‪ ،‬و التً ٌمكن‬ ‫مبلحظتها و معاٌنتها و تقٌ​ٌمها لتطعم المكاسب التً حصل علٌها بالمؤسسات‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫تحقٌق التعلم عملٌة عقلٌة داخلٌة تتم عبر تعدٌل فً سلوك الفرد نتٌجة‬ ‫للممارسة وللتدرٌب التً تكسبه اتجاهات و مهارات و مبادئ و نظرٌات‪...‬و التً نستدل‬ ‫على حدوثها من اآلثار والنتابج المترتبة عنها مثل اكتساب اتجاهات و قٌم و عواطؾ‬ ‫ومٌول جدٌدة‪ ،‬أو اكتساب مهارات مثل اكتساب معلومات عقلٌة تساعده عند التفكٌر فً‬ ‫مواقؾ معٌنة‪ ...‬وكلما كان التعلم شامبلًا و مركزاًا على مختلؾ المكونات كلما كان التعدٌل‬ ‫كبٌراًا و أساسٌا ًا فً تكوٌن الفرد و هذا ما تهدؾ إلٌه التربٌة الكشفٌة من خبلل هدفها‬ ‫وعبر الطرٌقة الكشفٌة بكل مكوناتها فً سٌاق تقالٌدها ورموزها‪.‬‬ ‫‪169‬‬


‫إذن كٌؾ ٌمكن للقابد أن ٌُح ّقق ذلك النجاح؟ أي كٌؾ ٌمكن له أن ٌختار أسلوبا ًا‬ ‫ناجعاًا‪ ،‬سواء فً التعامل مع الفتٌة و الشباب‪ ،‬أو فً توجٌه األنشطة و تدبٌر أمور‬ ‫الوحدة التً ٌشرؾ علٌها؟‬ ‫سنحاول أن نبلمس هذا السؤال العرٌض من خبلل تناول المحددات التالٌة‪:‬‬ ‫محددات دور قابد الوحدة‬ ‫ٌجدالعدٌد من القادة صعوبة فً اختٌار األسلوب الذي سٌستعملونه فً تنفٌذ‬ ‫البرامج الكشفً‪ ،‬و خصوصا ًا كٌفٌة التعامل مع الفتٌة و الشباب و الطرٌقة التً‬ ‫تساعدهم على إدماج األفراد فً األنشطة وفق مكونات الطرٌقة الكشفٌة‪ .‬قد تضٌع‬ ‫الخصوصٌة والتمٌ​ٌز اللذٌن تتمٌز بهما الحركة فً تأطٌر الفتٌة و الشباب إذا تولى قٌادة‬ ‫الفرق والوحدات قادة تحركهم انفعاالتهم و مزاجهم و رؼبتهم فً التحكم‪ ،‬فً ؼٌاب‬ ‫محددات بٌداؼوجٌة تؤطر تدخبلتهم‪.‬‬ ‫ٌتحدد دور الراشدٌن فً تنفٌذ البرامج التربوٌة الكشفٌة وفق المناهج المسطرة‬ ‫والمحددة فً دور الدعم و المعاونة و التوجٌه الذي ٌقومون به داخل الوحدة‪ ،‬لكن‬ ‫السؤال المطروح‪ ،‬ماهً المحددات التً تؤطر هذا الدور و تواكب ممارساته و تجسده‬ ‫على أرض الواقع؟‬ ‫دور المصاحبة البٌداؼوجٌة للمجموعات‬ ‫‪Accompagnement‬‬ ‫دور المصاحبة البٌداؼوجٌة للمجموعات‬ ‫‪ pédagogique‬تتحدد وفق خصوصٌة المرحلة العمرٌة‪ ،‬و التً تطعم و تدعم العبلقة‬ ‫و األنشطة التً ٌتم اختار فقراتها بتبلؤم مع الفبة المستهدفة‪ ،‬فٌتمثل الدور و ٌتجسد‬ ‫واقعا ًا على احترام الفرد والجماعة فً االختٌارات والرؼبات مرفقة بالتوجٌه و اإلرشاد و‬ ‫المتابعة التربوٌة‪ .‬كما أن محددات هذا الدور ال تتمثل فً التدخل المباشر فً شؤون‬ ‫الصؽار على اعتبار أنهم قاصرٌن محتاجٌن للكبار فً كل األمور‪ ،‬فالمرجعٌة التربوٌة‬ ‫للحركة الكشفٌة أكدت على أن الفتٌة والشباب خبلل الحٌز الزمنً الذي ٌخصصونه‬ ‫لممارسة األنشطة ٌحتاجون فٌها للراشدٌن كمرافقٌن و موجهٌن و مرشدٌن و مدعمٌن‬ ‫وكما قال بادن باول‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫" الكشفٌة لعبة كبرى ٌشاطر فٌها األخ الكبٌر األخ الصؽٌر"‬ ‫و لهذا فالمصاحبة أو المرافقة بهذا المعنى تلؽً مفهوم الشخص الكبٌر الذي‬ ‫ٌمتلك المعرفة والذي ٌقدمها للصؽار على اعتبار أنه سلطة معرفٌة ضرورٌة لتمرٌر‬ ‫الخبرات والمهارات والمعارؾ‪ .‬المفهوم الذي تتبناه الحركة الكشفٌة هو الذي ٌعطً‬ ‫‪170‬‬


‫للفرد سلطته فً امتبلك معارفه وتجاربه و خبرته بتوجٌه الكبار و بمساعدتهم فً بعض‬ ‫األمور و المواقؾ التً تجعل الصؽٌر ٌحتاج فٌها إلى استشارة الكبار‪.‬‬ ‫القابد شرٌك فً الوضعٌة التواصلٌة داخل المجموعة‪ ،‬علٌه أن ٌُظهر صورته‬ ‫كً ٌدركها األفراد بالصورة التً ٌرؼبها و التً تجعله ٌأخذ موقعه باإلٌجابٌة المحققة‬ ‫للؽرض‪ ،‬الصورة التً ٌرؼب بها ٌجب أن تكون على قدر الترقب الذي ٌتوقعونه‪ ،‬ولكً‬ ‫تكون المواقؾ التً ٌثٌرها وجوده بٌنهم إٌجابٌة‪ ،‬و تتجسد داخل وضعٌة تواصلٌة من‬ ‫خبلل مجموعة من المواقؾ التً تتطلب منه أن ٌتصؾ بمزاٌا من بٌنها‪:‬‬ ‫‪ ‬التعاطؾ و التسامح و التفهم الحقٌقً لآلخر‬ ‫‪ ‬سهولة التلقً و التعبٌر و معاودة الصٌاؼة‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪ ‬التواضع و سهولة التكٌؾ‬ ‫دور القابد فً تنفٌذ المهمة التربوٌة ‪:‬‬ ‫مكونات الطرٌقة الكشفٌة بالنسبة للفرد و القابد مجال خصب ألجرأة المنهاج‬ ‫التربوي الكشفً‪ ،‬عبر توجٌهات القابد للفرد لتوظٌؾ و تجرٌب مختلؾ التصورات و‬ ‫كونها حول قدراته الفكرٌة و البدنٌة و العبلبقٌة و عن البٌبة‪ ...‬و عبر‬ ‫التمثبلت التً َّ‬ ‫ذاك تتحدد أدوار القادة خبلل الممارسة الفعلٌة لؤلنشطة دون الخروج عن الخط التربوي‬ ‫الذي رسمه المنهاج‪.‬‬ ‫الكشفٌة هً ممارسة لؤلنشطة الهادفة‪ ،‬و دور القابد الراشد ٌتمثل فً مساعدة‬ ‫األفراد والمجموعات على اإلندماج فً سٌاق األنشطة‪ ،‬و ذلك بضمان جل شروط مزاولة‬ ‫األنشطة فً صورتها الصحٌحة‪ ،‬وفق ما ٌتطلبه المنهاج التربوي الذي ٌسعى إلى إعطاء‬ ‫متسع كبٌر من الحرٌة ألفراد المجموعة فً اختٌاراتها و أسلوبها فً تنفٌذ فقرات‬ ‫البرنامج الخاص بها بموازاة مع أنشطة المجموعات األخرى التً تنتمً إلى نفس‬ ‫الوحدة‪ ،‬هذه الضمانات الهادفة إلى توفٌر ظروؾ مبلبمة تتناسب مع تطلعات و طموحات‬ ‫الفتٌة و الشباب لتنفٌذ فقرات البرنامج الذي تم تحدٌده من طرفها بمصادقة و توجٌهات‬ ‫و إرشادات الكبار‪.‬‬ ‫هذا البرنامج الهادؾ ٌضم معطٌات قابلة للمبلحظة و المعاٌنة و تكون قابلة‬ ‫للقٌاس وللتقٌ​ٌم من خبلل السلوكات التً ٌنتجها األفراد مثل‪:‬‬ ‫ القدرة على ترجمة الهدؾ إلى فعل إجرابً قابل للمعاٌنة‬‫ تنمٌة قدرة التفكٌر اإلبتكاري و اإلبداعً لدى الفرد‬‫ القدرة على تحمل المسؤولٌة و اتخاذ قرارات تدبٌر الفرد لشؤونه‬‫ اإلحساس اإلٌجابً باآلخرٌن و التضامن معهم‬‫‪171‬‬


‫لقد حدد الخبراء البٌداؼوجٌون المنتمون للحركة الكشفٌة من خبلل الوثابق‬ ‫التً ٌصدرها المكتب الكشفً العالمً أن تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة ت ْن َبنً على مجموعة من‬ ‫العناصر األساسٌة فً التنفٌذ وفق المنهاج‪ ،‬من بٌنها عملٌة دعم الراشدٌن للفتٌة و‬ ‫الشباب و التً حددوها فً ثبلثة أدوار متصاهرة فٌما بٌنها‪ ،‬و القابد مطالب بالقٌام بها‬ ‫أثناء القٌام بمهمته داخل الوحدة الكشفٌة و هً‪:‬‬ ‫‪.1‬دور قابد األنشطة‬ ‫‪ .2‬دور المربــً‬ ‫(‪)7‬‬ ‫‪ .3‬دور المنسـق‬ ‫‪ -1‬الدور التنشٌطً للقابد‪:‬‬ ‫و تدل مهمة منشط على داللة تربوٌة عمٌقة‪ ،‬إذ ال ٌتم فصلها عن الدور‬ ‫التربوي سوى ضرورة التقسٌم اإلٌضاحً للتعبٌر عن داللة كل مهمة من المهام‬ ‫المنصهرة فً ذات القابد‪ ،‬وهذا االنشطار التوضٌحً للمهمة تستوجبه طبٌعتها‬ ‫المتداخلة‪ ،‬فتسمٌه الراشد بالمنشط أو قابد األنشطة نابع من طبٌعة الممارسة الكشفٌة‬ ‫التً تصنؾ أنها تدخل ضمن الطرق الحٌة أو الطرق النشٌطة التً تعتمد على دور إٌقاظ‬ ‫طاقات و إمكانٌات الجماعة و توجٌهها إلى الحركٌة والنشاط لجعل األفراد و الجماعة‬ ‫التً ٌنتمون إلٌها ٌشتركون كلهم فً الحصول على المعرفة و مروجٌن إلٌها و معمٌ​ٌن‬ ‫لها‪.‬‬ ‫المنهاج التربوي الكشفً كمثله من االتجاهات التربوٌة الحدٌثة ركز اهتمامه‬ ‫على الفرد‪ ،‬على اعتبار أَ َّن ُه خبلل عملٌة التعلم ٌكون قاببلًا و قادراًا على التكوٌن الذاتً‬ ‫المستمر المتنامً بموازاة مع مراحل النمو التً ٌمر منها الفرد‪ ،‬و هذه العملٌة وفق‬ ‫المنهاج ال تتم بصورة تلقابٌة بل تعتمد على دور القابد الذي ٌرشد و ٌوجه و ٌسهل‬ ‫للفتٌة تحقٌق ذلك التكوٌن الذاتً دون تدخل ٌفقد إرادة األفراد و ٌجعلهم عبارة عن‬ ‫منفذٌن سلبٌ​ٌن لؤلوامر دون إعمال للعقل ودون محاولة تجرٌب القدرات والطاقات‪.‬‬ ‫فدور القابد ٌفترض وجوبا ًا احترام رؼبات و اختٌارات األفراد فً االتجاه الذي‬ ‫ٌحقق األهداؾ بالصورة المطلوبة و ٌتم ذلك عبر سٌاق تطبعه العبلقة المبنٌة على دور‬ ‫المصاحبة المحترمة لشخصٌة الفرد و تؤتٌه متعة الشعور بالتحدي و المؽامرة و‬ ‫االكتشاؾ التً تنشبها األجواء التنشٌطٌة‪.‬‬ ‫و ٌتجسد ذلك من خبلل المعاٌ​ٌر التً تستند علٌها الطرابق النشٌطة‪ ،‬و الحركة‬ ‫الكشفٌة تعتبر نموذجا ًا بارزاًا من نماذجها لكون هذه الطرق تجعل من المتعلم فاعبلًا إرادٌا ًا‬ ‫(‪)8‬‬ ‫إذ ٌلعب الراشد دوراًا تحرٌضٌا ًا حٌث ٌقود‬ ‫ونشٌطا ًا وواعٌا ًا بتربٌته الخاصة‬ ‫الجماعة لكً تبدع النشاط وتتبناه‪ ،‬كً تستمتع بما ٌبلحظه األفراد و ما ٌساهمون به من‬ ‫‪172‬‬


‫ابتكار و مبادرة فً جو تسوده الحرٌة‪ ،‬من أجل الشعور بمتعة اإلبداع و الفاعلٌة‬ ‫واالستقبللٌة‪ .‬و هذا ما تفترضه مكونات المهمة خصوصا ًا دور المنشط الذي ٌحرك‬ ‫المجموعة و ٌدعمها لتحقٌق النجاح المنشود من طرؾ الفتٌة للمبادرات التً تتضمنها‬ ‫فقرات البرامج‪.‬‬ ‫‪ -2‬دور المربً ‪:‬‬ ‫الدٌنامكًة التً تعرفها الممارسة الكشفٌة داخل الوحدة تستوجب طبٌعة عبلقة‬ ‫من نوع خاص‪ ،‬بٌن القابد والفتى أو الشباب‪ ،‬عبلقة قد تختلؾ كالتً تتم بٌن المدرس‬ ‫والتلمٌذ‪ ،‬لكون هذه العبلقة تتم داخل تنظٌم تربوي تطوعً ؼٌر إلزامً فً أسلوب‬ ‫تعامله و تقٌ​ٌم نتابجه‪ .‬و األنشطة التً تنفذ داخله تتم عبر عبلقة ترابط أخبلقً بٌن‬ ‫الراشد و الشباب أساسها التطوع واإلٌمان بالمبادئ و القٌم التً تنص علٌها الحركة‪،‬‬ ‫وبنا ًاء على ذلك فإن العبلقة تفترض اإلٌجابٌة حٌث ٌكون أساسها الحوار والتفاهم‬ ‫والثقة‪ .‬و الؽاٌة من هذا النوع من الثقة هو إؼناء الحماس للمبادرة و المشاركة فً‬ ‫األنشطة لتحقٌق األهداؾ‪.‬‬ ‫سٌاق العملٌة التربوٌة التً ٌضمنها المنهاج التربوي الكشفً ٌقتضً وجوبا ًا‬ ‫هذا النوع من العبلقة التً ٌشعر خبللها الفرد بحرٌة رأٌه و فً إٌجابٌت ه داخل الجماعة‬ ‫التً ٌنتمً إلٌها‪ ،‬والتً تتطلب إشراك جمٌع األعضاء فً اختٌار الفقرات و أسلوب‬ ‫تنفٌذها‪ ،‬و هذه العملٌة تدخل ضمن أسلوب التنفٌذ الذي ٌقر للفرد حقه فً االختٌار‬ ‫وتحمل المسؤولٌة عن تلك االختٌارات وفق المرحلة العمرٌة لكل فبة‪.‬‬ ‫لقد حدد الخبراء أسلوب ممارسة التربٌة الكشفٌة داخل إطار تنظٌمً ٌوفر‬ ‫أجواء عبلقة تضمن وجود"مجتمع تعلٌمً" ٌضم فبة الفتٌة و الشباب رفقة الراشدٌن‬ ‫«ٌعمبلن معا ًا فً شراكة تمزج الحماس بالخبر ِة» (‪ )9‬عبر أنشطة هادفة تمتص حماس‬ ‫الشباب بتوجٌه خبرة الراشدٌن الذٌن ٌوفرون الظروؾ التً تتبلءم مع اإلحتٌاجات‬ ‫والمٌول و الرؼبات‪.‬‬ ‫و لكون المنهاج التربوي الكشفً ٌصنؾ ضمن الطرابق النشٌطة الفاعلة‬ ‫(‪ )10()Méthodes actives‬التً تجعل من الفرد صانع معرفته‪ ،‬حٌث ٌوضع فً‬ ‫ظروؾ (مكونات الطرٌقة الكشفٌة) التً تسمح له باكتشاؾ المعرفة عوض فرضها‬ ‫علٌه‪ ،‬و هذا ما ٌؤكد أن طبٌعة العبلقة بٌن القابد و الفتى ٌطبعها احترام قدرات ومكونات‬ ‫الفرد‪ ،‬و على ضوء هذا المعطى ٌتحدد جانب من األدوار الذي ٌجب أن ٌلعبه القابد لكً‬ ‫ٌنجح فً مهمته‪ ،‬من خبلل ترشٌد استؽبلل إمكانٌة و قدرات الفتٌة و الشباب فٌما ٌدعم‬ ‫مكتسباتهم و فٌما ٌواكب تطورها فً تراكمها عبر وثٌرة متتالٌة‪.‬‬ ‫‪173‬‬


‫التوجٌه و اإلرشاد الذي ٌوجهه القابد للفتٌة و الشباب عبر المجموعات التً‬ ‫ٌنتمون إلٌها‪ ،‬هو من صمٌم الدور الموكول إلٌه لممارسة التربٌة الكشفٌة وفق منهاجها‬ ‫الذي ٌنص على القابد أن ٌقوم بتحلٌل مكونات العملٌة التربوٌة باعتبارها "تدخبلت"‬ ‫ضرورٌة لتحدٌد نقطة الوصول التً ٌنطلق منها الفرد فً التكوٌن الكشفً‪ ،‬و التً‬ ‫ترتكز على الخصابص التالٌة‪:‬‬ ‫‪ ‬تقدٌر القدرات العقلٌة حسب المرحلة‬ ‫‪ ‬مراعاة المستوى التعلٌمً‬ ‫‪ ‬مراعاة المستوى الثقافً‬ ‫‪ ‬رصد استعدادات و اتجاهات الفرد‬ ‫‪ ‬مراعاة الظروؾ اإلجتماعٌة ( الحٌاتٌة بصفة عامة)‬ ‫‪ ‬رصد مكونات الشخصٌة و مستوى النضج‬ ‫‪ ‬رصد القدرات التواصلٌة و العبلقات اإلجتماعٌة‬ ‫‪ ‬معرفة القدرات و االستعدادات البدنٌة‬ ‫معرفة هذه الخصابص ضرورٌة بالنسبة للقابد لضبط تدخبلته و تحدٌد مستوى‬ ‫إرشاده وتوجٌهه للمجموعات و لؤلفراد كما أنها تعتبر معلومات جد هامة لعملٌة تقٌ​ٌم‬ ‫أسلوب عمله وتقٌ​ٌم نتابج األعمال و األنشطة‪.‬‬ ‫‪ -3 ‬الدور التنسٌقً‪:‬‬ ‫ٌعتمد القابد فً تنظٌم و تنسٌق األنشطة داخل الوحدة التً ٌشرؾ علٌها على‬ ‫مقاربة تشاركٌه بٌنه و بٌن الفتٌة‪ ،‬و التً تتم عبر عبلقة منتظمة األدوار‪ٌ .‬قوم القابد‬ ‫عبر تدخبلته التنسٌقٌة لقٌادة الوحدة و توجٌه أنشطتها وفق الخطة المتفق علٌها‪ ،‬دون‬ ‫الوصول إلى حد تبنٌه ألدوار اإلعداد و التنظٌم و التنفٌذ‪ ،‬فهو الشًء الذي ٌتركه للفتٌة‬ ‫ٌتذوقُوا حبلوة اإلعداد المتقن والشعور بجرأة التنظٌم و حماس التنفٌذ‬ ‫و الشباب كً َّ‬ ‫واالستمتاع بفرحة النجاح الذي ٌزٌد من الثقة بالذات‪ .‬فالعملٌة التنسٌقٌة تتطلب من‬ ‫القابد أثناء الممارسة القٌام ب‪:‬‬ ‫تحوٌل أهداؾ الحركة إلى أهداؾ إجرابٌة قابلة للقٌاس و المبلحظة رفقة‬ ‫‬‫الشباب‬ ‫برمجة المحتوٌات و توظٌؾ الوسابل و الطرق المبلبمة لكل هدؾ جزبً‬ ‫‬‫ٌنفذه الفتٌة‬ ‫(‪)11‬‬ ‫تحدٌد الوضعٌات و اإلحتٌاجات التً ستمكن من تقٌ​ٌم كل هدؾ جزبً‬ ‫‬‫بمشاركة كل مكونات الوحدة‪.‬‬

‫‪174‬‬


‫‪ - 4‬دور المحفز ‪:‬‬ ‫من أهم أدوار القابد الناجح اختٌاره ألسلوب التعامل مع الفتٌة والشباب‪ ،‬فهو‬ ‫بمثابة األخ األكبر والمربً والمنشط‪ ،‬لٌقوم بعملٌات اإلرشاد والتوجٌه‪ .‬هذه العملٌات‬ ‫التربوٌة تتطلب إشراك المستفٌدٌن فً مراحل هذا العمل الذي تتطلبه مهمة القابد‪.‬‬ ‫وإلنجاح هذه المهمة فؽن األمر ٌتطلب من القابد أن ٌتقن جٌدا فن التحفٌز‪ ،‬حتى ٌؤثر‬ ‫بالشكل اإلٌجابً على األفراد الختٌار أحسن السبل التً تتبلءم مع احتٌاجاتهم ومٌوالتهم‬ ‫ورؼباتهم ‪ ،‬وبلوغ ذلك عن طرٌق الوصول إلى أحاسٌسهم ومشاعرهم‪ ،‬فً مناخ من‬ ‫الحرٌة والتحاور الفعال كاآلتً ‪:‬‬ ‫ الشعور باالنتماء ‪:‬‬‫الشعور باالنتماء إلى التنظٌم الكشفً العالمً‪ ،‬الشعور باالنتماء إلى مؤسسة‬ ‫ذات كٌان وذات مكانة داخل المجتمع‪ٌ ،‬جعل الفرد ٌعتز بهذا االنتماء وٌفخر بمن‬ ‫ٌنتمون إلٌه‪ .‬وهذا الشعور ٌجعله مقببل بروح عالٌة للمساهمة فً الحركٌة التً تعم‬ ‫الفرقة والوحدة والطلٌعة التً ٌنتمً إلٌها‪.‬‬ ‫ الشعور بالذات ‪:‬‬‫االنتماء لمؤسسة ناجحة تجعل الفرد المنتمً إلٌها ٌشعر بمكانته داخلها‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ٌدفعه باستمرار إلى تطوٌر أدابه وعطابه داخل الجماعة‪ .‬فكلما شعر الفرد بأنه‬ ‫عضو مهم كلما زادت قدرته وحوافزه على التقدم وعلى التطور‪.‬‬ ‫ الشعور بالحرٌة ‪:‬‬‫الحٌاة داخل الفرقة بكل مكوناتها تعطً للفرد والجماعة حٌزا هاما من الحرٌة‬ ‫ة داخل الفرقة‬ ‫فً التعبٌر وفً االجتهاد وفً اإلبداع‪ ،‬ألن المساحة المتوفر‬ ‫ٌسمح باالختٌار الحر بالنسبة لكل فرد‪ .‬وهذا مناخ ٌقوي العبلقة بٌن القابد‬ ‫واألفراد‪ ،‬وٌعطٌه قدرة أوفر للتأثٌر فً توجٌههم وإرشادهم‪.‬‬ ‫ٌسعى القابد باستمرار كً ٌصل األفراد الذٌن ٌؤطرهم وٌشرؾ علٌهم إلى‬ ‫بلوغ أعلى مستوى من أدابهم خبلل تعلمهم فً سٌاق من األنشطة الكشفٌة‪....‬‬ ‫‪ - 5‬تقوٌم أداء القابد ‪:‬‬ ‫ٌقوم القادة عادة بعملٌة تقٌ​ٌم أعمال الوحدات و أنشطتها و االستناد على‬ ‫نتابجها من أجل اتخاذ القرارات المرتبطة بتعدٌل الهفوات و األخطاء لتطوٌر أسلوب‬ ‫التسٌ​ٌر فً مجمل مكوناته‪ ،‬لكن ما ٌؽٌب فً عملٌة التقٌ​ٌم الجوانب المرتبطة بأداء‬ ‫القادة لمهامهم و لمواكبة كل قابد لمحددات دوره‬

‫‪175‬‬


‫ومهامه‪ ،‬فإن ذلك ٌتطلب القٌام بصٌاؼة األهداؾ بشكل إجرابً‪ ،‬و جعلها قابلة للمعاٌنة و‬ ‫المبلحظة والقٌاس حتى ٌتمكن من التقٌ​ٌم اإلٌجابً لجل مكونات العملٌة التربوٌة التً‬ ‫ٌلعب أهم أدوارها لتقٌ​ٌم أدابه فإنه مطالب ب ‪:‬‬ ‫‪ ‬تقٌ​ٌم القابد لذاته‬ ‫‪ ‬تقٌ​ٌم أسلوب أدابه لمهمته‬ ‫‪ ‬تقٌ​ٌم نتابج تدخبلته و عبلقاته مع الفتٌة‬ ‫هذا النوع من التقٌ​ٌم الموجه إلى ذات القابد ٌساعد كثٌراًا على معرفة دوره‬ ‫وتحسٌن أدابه باستمرار و تقوٌم أسلوب تعامبلته و تفاعبلته مع األفراد و مع القادة‬ ‫اآلخرٌن‪ ،‬و هذا النوع من التقٌ​ٌم ٌساعده و ٌؤهله أكثر للنجاح فً التقوٌم ألتشاركً‬ ‫الذي ٌتم مع اآلخرٌن‪ ،‬سواء الموجه لتقٌ​ٌم األنشطة أو لتقٌ​ٌم أعمال و أنشطة التنظٌم‬ ‫الذي ٌنتمً إلٌه‪.‬‬ ‫التقٌ​ٌم الذاتً لتدخبلته و تفاعبلته‪ ،‬و ربطها بالنتابج المرجوة التً ٌجب أن‬ ‫تكون له المقاٌ​ٌس لٌتحقق على أنه ٌراها ُتظ ِهر خبرة و سلوك الفتٌة و عبرها ٌمكن أن‬ ‫ٌطور األسالٌب والتقنٌات التً ٌستعملها‪ ،‬لكً ٌنظم تدخبلته التربوٌة بالكٌفٌة التً‬ ‫تتبلءم مع الدور دون زٌادة ٌمكن أن تؤثر على المردودٌة المطلوبة‪.‬‬ ‫ٌمكن للقابد أن ٌربط تقٌ​ٌم نتابج أعماله بالنقط التالٌة ‪:‬‬ ‫أوالًا‪ :‬من خبلل النتابج التً تظهر على سلوك و مهارات و خبرات الفتٌة‪،‬‬ ‫كأفراد انطلقو ْا من نقط ِة وصول معٌنة لبلوغ درجة اكتساب ملموسة‪.‬‬ ‫ثانٌا ًا‪ :‬من خبلل نتابج سٌر المجموعة التً تتفاعل بشكل إٌجابً تتقدم و تتطور‬ ‫كطلٌعة وكأفراد فً آن واحد‪.‬‬ ‫ثالثا ًا‪ :‬من خبلل أسلوب تعامل القابد مع الفتٌة و الجماعات( الطبلبع) المتبلبم‬ ‫مع المنهاج التربوي المتجسد فً تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة‪.‬‬ ‫و انطبلقا ًا من هدؾ الحركة التً تسعى إلى "المساهمة فً تنمٌة الشباب‬ ‫للحصول على كامل طاقاتهم البدنٌة و العقلٌة و اإلجتماعٌة و الروحٌة كأفراد‬ ‫‪12‬‬ ‫وكمواطنٌن وكأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة و الوطنٌة" ( ) فإن ذلك ٌحتم على القابد‬ ‫أثناء التقٌ​ٌم إٌجاد مقاٌ​ٌس لمبلحظة و معاٌنة تحقق الهدؾ بجل مكوناته بموازاة مع‬ ‫تقٌ​ٌم أدابه و تدخبلته ‪.‬‬ ‫‪176‬‬


177


‫أُواعغ‬ ‫‪ - 1‬كتاب التدرٌب الدولً‪ ،‬تارٌخ تدرٌب القادة )م‪.‬ك‪.‬ع(‬ ‫‪ - 2‬نفس المرجع الساب‬ ‫‪3‬ـ أَُبد األٍبٍ‪٤‬خ ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ‬ ‫‪4‬ـ اٌُْل‪٤‬خ ُِلز‪٤‬بٕ ــ ثبكٕ ثب‪ٍٝ‬‬ ‫‪5‬ـ رْ٘‪ ٜ٤‬اُغٔبػبد ــ ٓغِخ ٍ‪ٌُٞٞ٤‬ع‪٤‬خ روث‪٣ٞ‬خ اُؼلك ‪ٍ٘ 1‬خ ‪1999‬‬ ‫‪6‬ـ أَُبد األٍبٍ‪٤‬خ ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ــ ٗ‪ٗٞ‬جو ‪ 2001‬ــ ٓ ‪13‬‬ ‫‪7‬ـ ٌّ‪٤‬ت اُوؿب‪ ١‬ــ اٌُْل‪٤‬خ ؽوًخ روث‪٣ٞ‬خ ػبُٔ‪٤‬خ ٓزٔ‪٤‬يح‪ ،‬اُزغوثخ أُـوث‪٤‬خ ث‪ٖ٤‬‬ ‫‪ٝ‬اُزطِؼبد ٍ٘خ ‪2003‬‬ ‫اُ‪ٞ‬اهغ‬ ‫‪8‬ـ أَُبد اَُ‪٤‬بٍ‪٢‬ح ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ــ ٗ‪ٗٞ‬جو ‪ 2001‬ــ ٓ ‪24‬‬ ‫‪9‬ـ ٓؼغْ اُؼِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ ــ ٍَِِخ ػِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ ػلك ‪ 9‬ــ ‪10‬‬ ‫‪10‬ـ اُجوآظ ‪ٝ‬أُ٘ب‪ٛ‬ظ ــ ٍَِِخ ػِ‪ ّٞ‬اُزوث‪٤‬خ ػلك ‪81 ٓ 4‬‬ ‫‪11‬ـ ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل‪ ٢‬ــ ‪ 2‬ــ ٓ ــ ط ‪ 2‬ف ‪2/5‬‬ ‫‪ -12‬أَُبد األٍبٍ‪٤‬خ ُِؾوًخ اٌُْل‪٤‬خ ــ ٗ‪ٗٞ‬جو ‪2001‬‬

‫‪6‬ـ رط‪٣ٞ‬و ٓ٘ب‪ٛ‬ظ اُزؼِ‪15 ٓ ْ٤‬‬ ‫‪7‬ـ ػِْ اُ٘لٌ ‪ٝ‬رطج‪٤‬وبر‪ ٚ‬اإلعزٔبػ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزوث‪٣ٞ‬خ ــ ك‪ .‬ػجل اُؼِ‪ ٢‬اُغَٔبٗ‪ ٢‬ــ اُلاه‬ ‫اُؼوث‪٤‬خ ُِؼِ‪ّٞ‬‬ ‫‪8‬ـ ٍ‪٤‬ل ف‪٤‬و هللا ــ ػِْ اُ٘لٌ اُزوث‪ ١ٞ‬أٍَ‪ ٚ‬اُ٘ظو‪٣‬خ ‪ٝ‬اُزغو‪٣‬ج‪٤‬خ ــ كاه اُ٘‪ٜٚ‬خ‬ ‫اُؼوث‪٤‬خ‬ ‫‪9‬ـ ٓؾٔل اُله‪٣‬ظ ــ اٌُلب‪٣‬بد ك‪ ٢‬اُزؼِ‪ ٖٓ ْ٤‬أعَ رأٍ‪ ٌ٤‬ػِٔ‪ُِٜ٘ٔ ٢‬بط أُ٘لٓظ ــ‬ ‫ْٓ٘‪ٞ‬هاد ٍَِِخ أُؼوكخ ُِغٔ‪٤‬غ ‪ .‬كع٘جو ‪2003‬‬

‫‪178‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.