المنهاج التربوي الكشفي
0
المحتــــوى تقدٌــــــــــم -مقدمــــــــة
الفصل األول :التربٌة الكشفٌة :• • • • •
•
•
•
مفهوم التربٌة الكشفٌة تصنٌؾ التربٌة الكشفٌة فلسفة التربٌة الكشفٌة تمٌز األسلوب الكشفً فً التربٌة التفاعل التربوي الكشفً إثارة الرؼبة لدى الفتٌة التواصل التربوي عناصر التفاعلالمشروع التربوي المشروع الشخصً المشروع الجماعً المشروع الشخصً والجماعًالمراحل العمرٌة بالحركة الكشفٌة مراحل النمو خصابص مراحل النمو تفعٌل نظام المراحل تقٌٌم الحركة لنظام المراحل المصطلحات الخاصة بالمراحل العمرٌةمراجع الفصل األول
الفصل الثانً :المنهاج التربوي الكشفً• اإلرهاصات األولى لبناء المنهاج • مفهوم المنهاج التربوي الكشفً • المنهاج من البناء إلى التنفٌذ • القٌمة المضافة للتربٌة الكشفٌة • خطوات تنفٌذ المنهاج • خصوصٌات المنهاج 1
الخصوصٌة اإلنسانٌة الخصوصٌة العالمٌة الخصوصٌة المحلٌة الخصوصٌة الزمنٌة• محددات المنهاج الكشفً الثابت والقابل للتبلؤموحدة المرجع التركٌز على الفرد المناخ التربوي الكشفً العمل المؤسساتً تبلؤم البرامج مع خصوصٌات المرحلة المرجعٌة البٌداؼوجٌة والتنفٌذ التربوي المجموعات بنٌة تربوٌة بامتٌاز بداٌة التعلم الرؼبة الذاتٌة هً دافع التعلم الرصٌد المعرفً للفتٌة والشباب تثمٌن المعارؾ والقدرات التعلــــــــم تعلم التعلم استعادة القدرات المهدورة تذوٌب الفوارق الفردٌة صورة الذات لذى الفرد المشاركة الفاعلة مواجهة المشكبلت تنمٌة مكانة الفرد• مستوٌات المنهاج المستوى العالمً المستوى اإلقلٌمً المستوى الوطنً المستوى المحلً• الكـفـاٌــــــــات مدخل الكفاٌات الؽاٌة من الكفاٌات بالمنهاج• البرنامج الكشفً • ارتباط الحركة الكشفٌة بقضاٌا المجتمع 2
مؽزى ارتباط الكشفٌة بالمجتمع ؼاٌات الخدمة االجتماعٌة ترسٌخ أنشطة خدمة وتنمٌة المجتمع• مراجع الفصل الثانً
الؾصل الثالث :الطرٌقة الكشفٌة • مكونات الطرٌقة الكشفٌة • مساندة الراشدٌن • فرٌق التأطٌر • إنشاء الفرقة – الفرع الكشفً – • الوحدة الكشفٌة •اإلطار الرمزي • التقالٌد الكشفٌة مراسٌم تحٌة العلم مراسٌم حفل أداء العهد مراسٌم حفل االنتقال من مرحلة إلى أخرى تقالٌد تأدٌة التحٌة الكشفٌة تقالٌد إشارات التجمع والنداء تقالٌد الخروج إلى الطبٌعة البذلة الكشفٌة و مفهوم استعماالته ا التربوٌةأ -التعبٌر عن التقدم واالرتقاء ب -التعبٌر عن االنتماءات • مراجع القصل الثالث
الفصل الرابع :مكونات الطرٌقة الكشفٌة :• أسلوب تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة أ -القانون والعهد ب -نظام الشارات أهداؾ نظام الشارات الشارات الفردٌة والجماعٌة شارات الكفاٌات االرتقاء والتقدم الذاتً تقٌٌم الخبرات3
شارات الهواٌات* هدؾ شارات الهواٌات * إعادة اكتشاؾ الخبرات المهملة * متطلبات شارات الهواٌات * وضع متطلبات الشارات * تدرٌب الفتٌة والشباب على إتقان محتوى الهواٌات * اختٌار متطلبات الشارات • الربط بٌن شارات الهواٌات والكفاٌات • الحوافز اإلضافٌة لنظام الشارات • تتوٌج الفتٌة والشباب • مستوٌات تنفٌذ نظام الشارات دور الجهاز الدولً دور الجهاز اإلقلٌمً دور الجهاز الوطنً دور الجهاز المحلً دور القابد دور الطلٌعة دور الفردج -التعلم بالممارسة أ -مفهوم التعلم ب -مفهوم التعلم بالممارسة ت -كٌفٌة تنفٌذ عملٌات التعلم بالممارسة ث -دور الحركة الكشفٌة فً إكساب التعلم متعة التعلم التعلم الذاتً د -العمل فً مجموعات صؽٌرة تعرٌؾ الجماعة الصؽٌرة الجماعة الكشفٌة تكوٌن الجماعات ه -حٌاة الخبلء أ -مفهوم حٌاة الخبلء حٌاة الخبلء حسب الفتٌة والشباب ب- المزاٌا التربوٌة لحٌاة الخبلء ت- 4
مفاهٌم خاطبة حول حٌاة الخبلء ث- • مراجع الفصل الرابع
الفصل الخامس :القٌادة – التأطٌر التربوي – • دور القٌادة الكشفٌة – 1تقدٌم برنامج جٌد للفتٌة والشباب. – 2تكوٌن القادة – 3دعم القادة • تبلزم التكوٌن مع الممارسة الكشفٌة • خطة التكوٌن • محددات دور القادة : محددات دور قابد الوحدة الكشفٌة دور المصاحبة البٌداؼوجٌة للمجموعات دور القابد فً تنفٌذ المهمة الدور التنشٌطً الدور التربوي الدور التنسٌقً • تقوٌم أداء القابد • مراجع الفصل الخامس
5
تقــدٌـم عدد كبٌر من اآلباء والمهتمٌن بقضاٌا التربٌة لم ٌتمكنوا من التعرؾ على الكشفٌة، رؼم انتشارها بشكل واسع فً أؼلب دول العالم ،و رؼم استمرار توسعها لمدة بلؽت مابة سنة من التواجد على الساحة التربوٌة عالمٌا َ .ولم ٌعلموا سبب وجودها وعن الدور الذي ٌمكن أن تلعبه فً مجال تربٌة الفتٌة والشباب ،ولم تتح لهؤالء فرصة التعرؾ على الحركة وأهدافها ومبادبها .وبذلك ٌبقى مضمون أسلوبها محجوبا عنهم وبعٌدا عن التداول عند تناولهم قضاٌا الطفولة والشباب ،وبالخصوص ما ٌتعلق باألنشطة الموازٌة المكملة لدور المؤسسة التعلٌمٌة و الدور الذي تقوم به األسرة لملء أوقات الفراغ )الوقت الحر ( وما ٌسببه سوء استؽبلله وما ٌنتج عنه من ممارسات سٌبة تجرؾ بالصؽار إلى سلوكات مرفوضة من طرؾ المجتمع. من المفروض أن ٌتم التعرٌؾ بالكشفٌة لآلخرٌن بشكل عملً فً سٌاق عادي ،عندما ٌزاول الكشافة – المتمٌزٌن بزٌهم – مختلؾ أنشطتهم وأعمالهم وتدخبلتهم االجتماعٌة بكل إٌجابٌة عند تفاعلهم مع باقً مكونات المجتمع ،لكون ما ٌنتج عن الكشافة من سلوكات وأعمال وأنشطة مفٌـدة كافٌة للتعرٌؾ بالحركة وأهدافها ومبادبها وطرٌقتها. و ٌمكن أن نرجع ضعؾ التعرٌؾ بالحركة فً العدٌد من المناطق أساسا إلى ضعؾ بروز الكشافة داخل المجتمع والمتمثلة فً: oالؽٌاب المستمر عن حضور الكشافة عن قضاٌا الوسط االجتماعً الذي ٌنتمون إلٌه. oانؽبلق الكشافة عن أنفسهم والقٌام بأنشطتهم فً منأى عن المحٌط. oالبروز الباهت المرفق بالممارسات الخاطبة البعٌدة عن األسلوب الكشفً. لقد كانت الحركة الكشفٌة تعرؾ بنفسها من خبلل نتابج أسلوبها الذي ٌظهر بشكل واضح على األفراد ،وبالخصوص ما ٌستنتجه اآلباء والمدرسون ،وما ٌبلحظونه وما ٌلمسونه من محصبلت فً األفكار والتجارب لذى أبنابهم وتبلمذتهم الذٌن ٌنخرطون فً األنشطة الكشفٌة ،مقارنة مع إخوانهم أو زمبلبهم فً الفصل حٌث كانت هذه النتابج أكبر وسٌلة للتعرٌؾ بالحركة وإٌجابٌتها التً تنعكس على األفراد وعلى المجتمع .لكن محدودٌة هذه المردودٌة و تناقصها المستمر هو الذي ساهم بشكل مباشر فً ضعؾ التعرٌؾ بالحركة.
6
ما دفعنا إلى إعادة التعرٌؾ بالحركة الكشفٌة بعد مابة سنة من التواجد و اإلنتشار هو اكتشافنا لضعؾ وتقصٌر فً فهم أسلوبها و منهاجها التربوي من طرؾ اآلباء و المهتمٌن بقضاٌا التربٌة ،وهؤالء شركاء أساسٌٌن فً تفعٌل الممارسة الكشفٌة .و ٌمكن أن نرجع السبب إلى عدم قدرة القابمٌن على الحركة من التعرٌؾ بها و بمزاٌاها ،باإلضافة إلى عدم وجود وسابط تواصلٌة مناسبة للقٌام بالمهمة ،و هذا ما دفعنا إلى البحث عن صٌػ لتقرٌب مفهوم الحركة الكشفٌة و التعرٌؾ بمناهجها التربوٌة.هذا المجهود هو دعوة إلعادة اكتشاؾ أسلوب التربٌة الكشفٌة من جدٌد واإلطبلع على الدور الذي تؤدٌه لتحقٌق أهدافها التً تنسجم مع أهداؾ المجتمع المعاصر ومبلمسة طرٌقتها الحٌة فً تأطٌر الفتٌة و الشباب. وه و ما دفعنا إلى البحث عن صٌػ مناسبة لتقرٌب مفهوم الكشفٌة ومناهجها التربوية والدور الذي ٌمكن أن تلعبه فً تحقٌق أؼراض وأهداؾ التربٌة. بصٌؽة جد مبسطة ٌمكن أن ُن َع ِّرؾ الكشفٌة على أنها أسلوب تربوي متمٌز ٌقوم بدور تكمٌلً للدور الذي تقوم به الصٌػ التربوٌة التً ٌتبناها المجتمع .و ٌرجع السبب الذي جعل معظم دول العالم تقبل بهذا األسلوب وتسمح بمزاولته لفابدة أبنابها وٌمكن إرجاع ذلك إلى األسباب الشمولٌة التالٌة : أ -مرجعٌته التً تتبنى القٌم األخبلقٌة النبٌلة فً بعدها اإلنسانً والحضاري ،وترتكز على نتابج نظرٌات التعلم المواكبة للعصر. ب -استناده على الطرق الحٌة فً التعامل مع الفتٌة الشباب ،كأفراد فاعلٌن فً وسطهم االجتماعً ،واعتبارهم قوة إبداعٌة متنامٌة فٌه. رؼم تباٌن أؼراض التربٌة التً تخضع ألهداؾ كل مجتمع ،فإن الكشفٌة تتمٌز بقدرة خاصة ٌمكن أن نصفها بأنها ذات أهداؾ إنسانٌة محاٌدة عن االختبلفات التً تعرفها المجتمعات ،ألنها حركة تهدؾ باألساس تربٌة اإلنسان تربٌة متكاملة لكل مكونات شخصٌة الفرد داخل مجتمعه المحلً والوطنً والعالمً بفعالٌة وروح مسؤولة .وهذا ما تنشـده أؼراض التربٌـة وأهدافهـا. ما تتمٌز به الحركة الكشفٌة عند انصهارها مع تربٌة أي مجتمع ،هو التوازن الذي تـنشده بٌن الواجب الذاتً والواجب نحو الخالق والواجب نحو اآلخرٌن ،فً سٌاق تنفٌذ الطرٌقة الحٌة التً تراعً خصوصٌات الفرد النفسٌة واالجتماعٌة .ولتوضٌح ذلك سٌتم التركٌز على المنهاج التربوي الكشفً لكونه ٌترجم عمق الفلسفة التربوٌة التً تتوخاها الحركة الكشفٌة بصفتها تنظٌم عالمً ٌهتم بالفتٌة والشباب ،والذي ٌدخل فً إطار التربٌة ؼٌر الرسمٌة ،و لٌست له صلة مباشرة بمنهاج التدرٌس والتعلٌم المعتمد رسمٌا ًا .محاولٌن
7
ح :ما هً القٌمة المضافة التً أتت بها التربٌة الكشفٌة؟ وما اإلجابة عن السؤال الذي ٌُ ْطر ُ هً مبلمح اإلنسان الذي ٌسعى هذا المنهاج رسمه؟ عندما ٌجد هذا األسلوب التربوي لنفسه مكانا ًا جنبا ًا إلى جنب المنهاج التربوي الرسمً وإلى جانب األسالٌب التربوٌة المجتمعٌة السابدة النابعة من منظومة القٌم التً ٌؤمن بها المجتمع ،فإنه سٌساهم فً بلورة المجهودات التربوٌة الرسمٌة واألسرٌة من خبلل لعب دور تكمٌلً منسجم مع السٌاسة التربوٌة المتبعة . ٌعرؾ العالم تؽٌرات وتحوالت سرٌعة فً شتى مجاالت الحٌاة ،و ُم َواكبة هذه التحوالت تتطلب من كل أ ُ َّمة أن تبلبم سٌاستها وجهودها مع هذا السٌاق الذي أصبح ٌفرض نفسه بكل قوة ،وعدم مواكبته بما ٌتطلب من إعداد خصوصا ًا فً مجال الموارد البشرٌة المؤهلَّةٌ ،عنً أنها فً طرٌق التخلؾ عن ركب التطورهذا األخٌر أصبح ٌفرض نوعا ًا من المنافســة والتسابــــق الـــذي ال وجود للضعؾ مكانٌ فٌها. أٌن نحن من هذه التحوالت والتؽٌرات؟ هل تتمكن أجٌالنا بالخصوص من مواكبة ذلك بما ٌتطلبه اإلعداد فً شتى مجاالت الحٌاة ،وخصوصا ًا المجاالت األساسٌة مثل التربٌة والتعلٌم والصحة واالقتصاد والسٌاسة. أجٌالنا الحالٌة تعانً من صعوبات وإكراهات كثٌرة ،تتداخل فٌها أحٌانا أكثر من عامل ،مما ٌزٌدها تعقٌداًا وتشعبا ًا .وهذه المشاكل تحد من تمكن شبابنا من مواكبة حاجٌات العصر و التبلؤم مع متطلباته .حٌث أن الظروؾ الراهنة تفرز لنا شبابا ًا ٌعانً صعوبات س الهوٌة واإلنتماء .فالتحدٌات التً أصبحت تفوق الجوانب المادٌة ،وتصل لما هو قٌمً ٌَ َم ُّ تواجه الشباب فً ظل الوضعٌة الصعبة التً ٌعٌشها ،تجعله هشا ًا و قاببلًا لئلنجراؾ وراء التٌارات الفاسدة ،ما ٌؤدي إلى زحزحة هوٌته الحضارٌة من فرط السموم التً ٌستهلكها عبر القنوات الفضابٌة وؼٌرها من الوسابل .والتً ٌطعمها مفهوم العولمة الذي أصبح ٌؽذي التنافس المحموم الذي فُرض على العالم. مواجهة هذا التنافس ٌستدعً وجود كفاء ٍة بشرٌة عالٌة من المؤهبلت ،هذا األمر ٌتطلب مجهودات تربوٌة عالٌة الدقة ،وواسعة اإلنتشار لتؽطً جل المناطق ذات االحتٌاج. والحركة الكشفٌة ٌمكن لها أن تساهم فً تحقق ذلك ،نظرا لما ٌتوفر علٌه منهاجها التربوي وأسلوبها المتمٌز .لكن ذلك رهٌن بدرجة الوعً والتفهم الذي ٌتطلب أن ٌظهره المسبولون على الحركة فً أي منطقة وتفاهمهم مع الجهات المسؤولة على المجاالت التربوٌة. العدٌد من األسالٌب البٌداؼوجٌة المتبعة تعرؾ هَدْ راًا كبٌراًا للفرص التربوٌة ،كما أن األخطاء والهفوات تسربت إلى مكوناتها لدرجة أفرؼتها عن محتواها ،وأصبحت بعض نظمها التعلٌمٌة تنتج العاطلٌن ،و تنتج التسرب المبكر عن متابعة الدراسة ،باإلضافة إلى المشاكل اإلجتماعٌة التً تصبح هً األخرى عوامل مطعمة ومدعمة للٌأس والتهمٌش 8
واحتقار الذات .استمرار هذه المظاهر دون تدخل من طرؾ جل مكونات المجتمع لوقؾ هذا النزٌؾ الذي تعانً منه األجبال ،فإنه سٌظل ٌعرقل حركٌة التنمٌة. ٌمكن للمجتمع المدنً أن ٌتدخل من خبلل إشرافه على التربٌة ؼٌر النظامٌة ،عبر األنشطة الثقافٌة والفنٌة والرٌاضٌة والتربوٌة وؼٌرها ،التً تنظمها الجمعٌات والمؤسسات. من بٌنها الحركة الكشفٌة بأسلوبها المتمٌز ،واعتباراًا لكونها من الطرق التربوٌة الدٌنامٌكٌة ،و بما أنها من األسالٌب التربوٌة التكمٌلٌةٌ ،مكنها أن تلعب دوراًا تربوٌا ًا كبٌراًا، عبر إنشاء فضاء إضافً ٌقوم بتكملة ما تقوم به األسرة و المدرسة فً سٌاق منتظم من التدخبلت التربوٌة التً تتطلبها حاجٌات العصر و الظرفٌة الراهنة. ولتقرٌب مفهوم التربٌة الكشفٌة سنحاول تفكٌك مكوناتها وتقدٌم التوضٌحات والشروحات المتعلقة بأجرأتها للوصول إلى فهم متكامل لمفهوم الحركة فً شمولٌتها.
9
الفصل األول
التربٌة الكشفٌة
10
مفهوم التربٌة الكشفٌة تعرٌؾ التربٌة الكشفٌة: ٌقدم المكتب الكشفً العالمً تعرٌفا ًا للحركة الكشفٌة فً صٌاؼة جد مختصرة و معبرة كاآلتً" :الكشفٌة حركة تربوٌة تطوعٌة ؼٌر سٌاسٌة موجهة أساسا ًا للفتٌة والشباب، مفتوحة فً وجه الجمٌع دون تمٌٌز فً األصل أو الجنس أو العقٌدة ،وفقا ًا للهدؾ والمبادئ ()1 و الطرٌقة الكشفٌة". إذا كانت التربٌة تسعى إلى إٌجاد توازن شخصٌة الفرد ،فإن ذلك ٌتطلب أن ٌكون ذلك الفرد مشاركا ًا فً حٌاة الجماعة مشاركة ف َّعالة تتسم باإلنتاجٌة ،التً تتطلب المبادرة واإلبداع واإلجهاد والفاعلٌة .لكً ٌشعر بموقعه داخل محٌطه وواعٌا ًا بحاضره ومطمبنا ًا على مستقبله. إعداد الفرد لهذا المسار داخل المجتمع عملٌة متداخلة إلى درجة التعقٌد ،ألنها صٌرورة كابن بشري لبلوغ النضج و الرشد بالمستوى والصٌؽة التً ٌنشدها المجتمع .و هذا من األدوار األساسٌة التً تنشدها التربٌة كما تنشدها الحركة. التربٌة الكشفٌة ال تخرج عن مفهوم التربٌة الذي تتبناه المجتمعات ،على اعتبار أن المنهاج التربوي الكشفً المتبع ٌرتبط وٌتطابق مع ثقافة وخصوصٌة المجتمع الذي ٌطبق فٌه .وكما عرفه المربون والخبراء والمهتمون بالمجال التربوي الكشفً ،أنه المنه اج الذي ٌهدؾ إلى تمكٌن الفرد المنخرط فً أنشطة الحركة إلى كسب صفات معرفٌة ووجدانٌة ومهارات تؤهله إلى تحقٌق نموه الشامل جسمٌا وعقلٌا ووجدانٌا وخلقٌا وسلوكٌا ودٌنٌا واجتماعٌا ،و يسعى إلى تأهٌله قصد التحلً بالسلوك القوٌم ،المؤدي إلى حسن التكٌؾ مع المحٌط والمجتمع بمبادبه وقٌمه وثقافته .وبناء على ذلك التماثل فً األهداؾ والؽاٌات ٌستطٌع المنهاج التربوي الكشفً اإلنصهار مع مكونات التربٌة التً تقوم بها المؤسسات األخرى بالمجتمع. تتوفر الحركة الكشفٌة على قدرة هابلة الستنبات بدرتها داخل التجمعات السكانٌة، كما أنها تتمٌز ببرٌق خاص ٌمكنها من استقطاب األعضاء إلٌها ،من خبلل أسلوبها فً التنظٌم واألنشطة المثٌرة الجذابة .ولها مؤهبلت تتمثل فً سهولة االنتشار والتوسع فً مناطق متعددة نظرا لقدرها على التكٌؾ مع أوضاع وقٌم وعادات الجماعات البشرٌة بفضل العبلقة الوجدانٌة التً تنتج عبر تفاعل كل منخرطٌها الحب الذي ٌربط األعضاء بالحركة الكشفٌة ،الشًء الذي ٌجعلهم ٌتدبرون أمور أعمالهم وأنشطتهم بكل ما ٌتوفرون علٌه من قدرات ووسابل وإمكانٌات ذاتٌة وجماعٌةٌ ،سخرونها بروح تطوعٌة خالصة لخدمة مبادئ والوطنً وأهداؾ الحركة ،التً تترجم مباشرة إلى كل ما ٌصبو إلٌه المجتمع المحلً ()2 والدولً بتبلؤم مع القٌم اإلنسانٌة. 11
الحركة الكشفٌة المتواجدة فً أؼلب دول العالم تنتمً لمنظمة دولٌة واحدة ،تضم شباب العالم تحت لوابها ،وتنادي بأخوة البشر ،وتعمل بالمبادئ اإلنسانٌة فً أرفع صورها. فهً من جهة أسلوب تربوي محلً ووطنً ٌعرؾ الفتى بواجباته نحو بلده ،و ُت ِع ُّدهُ لخدمته فً كل وقت ،و من جهة أخرى فهً أسلوب للتربٌة االجتماعٌة المتضامنة ومن جهة ثالثة طرٌقة مرنة لتعارؾ فتٌة وشباب العالم على بعضهم البعض ،من أجل توثٌق عرى المحبة بٌنهم وانفتاحهم على عبلقات إنسانٌة بعٌدة عن الحقد والكراهٌة (.)3 التربٌة فً سٌاقها الكشفً ال تعنً اكتساب بعض المعارؾ والخبرات المحددة فحسب، بل تتضمن مكتسبات أساسٌة لتكوٌن الفرد مثل تنمٌة القدرات (التعلم للمعرفة) وتنمٌة اء) .إذ ٌعتبر االتجاهات (التعلم للمستقبل) واكتساب المعارؾ والمهارات (التعلم لؤلد المظهران األول والثانً (التعلم للمعرفة والتعلم للمستقبل) أساسٌن للحركة ،فاكتساب المعارؾ والمهارات وسٌلة ال ؼاٌة ،ونتابجها النهابٌة تؤدي إلى تحقٌق التربٌة (ٌ .)4قصد "بادن باول" (مؤسس الحركة) بمفهوم التربٌة أن أهم أهداؾ تدرٌب الفتٌان الكشافة هو التربٌة ولٌس التعلٌم بمفهوم التلقٌن ،وٌنبه أكثر إلدراك هذا المفهوم مـن خـبلل قولــه" : فتفهموا أن التربٌة تعنً أن تأخذ بٌد الفتى كً ٌتعلم بنفسه -وفق رؼبته -ا ألشٌاء التً تعمل على بناء شخصٌته الذاتٌة " .هذا التعلم ٌتم عن طرٌق الترفٌه والتروٌح والبرامج المشوقة الملٌبة باإلثارة والتحدي واالكتشاؾ. نستخلص مما سبق أن : الكشفٌة جزء من التربٌة ؼٌر الرسمٌة ،تتوفر على منهاج تربوي خاص، تسعى من خبلله تحقٌق هدؾ تربوي فً إطار تنظٌم عالمً مهٌكل. ٌ تجلى دور التربٌة الكشفٌة فً تكملة الدور التً تقوم به المؤسسات التعلٌمٌة ،والدور الذي تقوم به األسرة ،واألقران ووسابل اإلعبلم والمؤثرات األخرى المتوفرة داخل المجتمع. للحركة الكشفٌة دورها الخاص فً المجال التربوي ،فهً ال تعوض دور أي مؤسسة أخرى ،أي أنها لٌست تكرارا لمؤسسات أخرى أو بدٌبل لها. للحركة أسلوبها التربوي الخاص ،الذي ال ٌخرج عن مرتكزات التربٌة المتبناة داخل المجتمع ،ورؼم أنها حركة تربوٌة ؼٌر رسمٌة لكنها تتوفر على أسلوب تربوي خاص بها ،وتتبنى طرٌقة محددة المعالم وفق منهاج متمٌز. الحركة الكشفٌة ال تخضع الفتى أو الشاب لنموذج سابق اإلعداد كً ٌتماها معه ،بل إنه أسلوب ٌجعل الفرد مطالب ببدل أقصى جهده فً تنمٌة كافة )5( . مقومات شخصٌته بشكل تفرٌدي
12
تصنٌؾ التربٌة الكشفٌة
ٌقؾ العدٌد من اآلباء والمدرسٌن والمهتمٌن بقضاٌا التربٌة حابرٌن حول تصنٌؾ الكشفٌة’ واعتبارها طرٌقة تربوٌة .ولرفع هذأ اللبس نقدم التصنٌؾ الذي تفرق فٌه منظمة الٌونسكو فً نشراتها بٌن ثبلثة أنواع من التربٌة : أولها :التربٌة الرسمٌة المرتبطة بالبناء التسلسلً التعلٌمً التً تسهر علٌه المؤسسات التعلٌمٌة بمختلؾ مستوٌاتها . ثانٌها :التربٌة الحٌاتٌة ،والقصد منها كل ما ٌكتسبه الفرد من البٌبة المحٌطة من مواقؾ ومهارات ومعارؾ خبلل تفاعله الٌومً بالمؤثرات التربوٌة والمصادر الموجودة بالبٌبة. ثالثها :التربٌة ؼٌر الرسمٌة وهً التً تنتمً لها الحركة الكشفٌة لكونها نشاط تربوي منظمٌ ،تم خارج النظام الرسمً ،وٌقصد به خدمة شرٌحة من المشاركٌن فً إطار تنظٌم مؤطر ذو بعد تربوي موجه للجمٌع دون تمٌٌز ،على أساس أن ٌلتزم األعضاء ًا طواعٌة بهدؾ الحركة ومبادبها وطرٌقتها. رؼم االختبلفات التً تمٌز الدول (التً تبنت التربٌة الكشفٌة) سواء فً تباٌن العقٌدة أو النظام السٌاسً أو ؼٌرهما ،فإن ما ٌُ َو ِّح ُد الحركة بٌن كل هذه االختبلفات هً أسسها التً ترتكز علٌها ،المتمثلة فً الهدؾ والمبادئ والطرٌقة ،ألنها تمثل الحبل المتٌن الذي ربط الحركة الكشفٌة فً كل بقاع العالم ،والتً تكون ركٌزة تواصلها المستمر. ونظرا للؽموض الذي ٌشوب مفهوم التربٌة ؼٌر الرسمٌة ،ومدى ارتباط الحركة الكشفٌة بهذا المفهوم ،نقدم التعرٌفات التالٌة : تساهم التربٌة ؼٌر الرسمٌة فً تكملة المحتوى التربوي و التكوٌنً الذي تقدمه األسرة والمدرسة وؼٌرهما من المؤسسات التربوٌة ،تتولى مهمة القٌام بهذا الدور المنظمات والجمعٌات األهلٌة ،التً تؤسس فً إطار تقدٌم خدمة المجتمع واالهتمام بالموارد البشرٌة والسعً إلى تأهٌلها كً تساهم فً التنمٌة المستدامة .وهذا هو البعد الذي توجهت إلٌه الحركة منذ نشأتها األولى ،باإلضافة إلى هذا الدور فإن الحركة الكشفٌة سعت لتساهم فً تنمٌة شخصٌة األفراد بأسلوب متمٌز عبر برامج وسٌاقات تربوٌة كاآلتً : تلبٌة الحاجٌات المتؽٌرة للفتٌة و الشباب لمواكبتها عبر مراحلها العمرٌة بما ٌتوافق مع كل مرحلة على حدة. إتاحة الفرصة للتعلم اإلٌجابً من خبلل التفاعل مع األقران داخل مجموعة متعاونة متضامنة.
13
الشعور باالنتماء لجماعة تحقق متعة اإلنتماء اإلٌجابً ،الذي ٌعطً قٌمة مضافة للفرد ،وتشعره باالحترام و التقدٌر تجاه نفسه وتجاه اآلخرٌن. التعاٌش مع المحٌط اإلجتماعً بإٌجابٌة ،من خبلل تقدٌم الخدمات التً تساهم فً تنمٌة المجتمع ،التً تعطٌه الحظوة و التقدٌر و المكانة اإلجتماعٌة. التأطٌر المنظم ألوقات الفراغ بالبرامج الشٌقة المفٌدة التً تستحوذ على اهتمام الفرد و مٌوالته و اتجاهاته. إتاحة الفرص للتعاٌش مع الطبٌعة والتعامل معها بكل إٌجابٌة ،والتأمل فً نظامها وعظمتها. تكملة المعارؾ التً ٌحتاجها الفرد ،و تقوٌة المدارك التً اكتسبها بالمدرسة و داخل األسرة. تحفٌز الفرد للبحث عن المعارؾ و الخبرات و المهارات بأسلوب ترفٌهً ممتع. المساعدة على تحقٌق استقبلل الشخصٌة و تقوٌتها فً اتجاه إٌجابًٌ ،رسخ ماهو فردي و ٌدعم ما هو جماعً فً توازن و تكامل. الولوج لسٌاق اإلبتكار و البحث و اإلجتهاد و مواجهة المواقؾ بالحلول المبلبمة لكل نازلة ،دون نمطٌة فً التفكٌر أو فً التصرؾ مع االعتماد على استعمال العقل والمنطق. المساعدة على التفكٌر بحرٌة دون تبعٌة أو اتكالٌة أو خنوع ،فً إطار احترام الضوابط و القواعد اإلجتماعٌة التً تنظم العبلقة. التأثٌر اإلٌجابً على الجماعة ،و المساهمة فً تسٌٌر شؤونها و فً إنتاج آرابها، واإلحساس بمشاعرها و تنفٌذ مقرراتها ومشارٌعها و تقوٌم أعمالها. الشعور بالمسؤولٌة و باحترام و تقدٌر الواجبات دون إهمال للحقوق. تصرٌؾ اإلمكانٌات الكامنة لدى الفرد من خبلل خلق مجال لتجرٌب الطاقات و لصقل المواهب وتقوٌة االستعدادات. االنفتاح على العالم و على اآلخرٌن لنسج عبلقات إنسانٌة بعٌدة عن الكراهٌة و الحقد و نبد اآلخر دون مبررات منطقٌة. تؤكد الحركة الكشفٌة أن مهمتها وفق تصنٌفها ،تأتً فً سٌاق المساهمة فً تربٌة الشباب من خبلل إشراكهم طٌلة سنوات تكوٌنهم فً عملٌة تربٌة ؼٌر رسمٌة ،موازاة مع مكونات التربٌة الرسمٌة المعتمدة بالمجتمع.
القٌمة المضافة للحركة : 14
القٌمة المضافة التً تسعى الحركة تحقٌقها تتجلى فً المحاولة الحدٌثة لفتح فرص تطوٌر الذات من خبلل وضع المنخرط الجدٌد على الطرٌق الصحٌح الذي ٌجب أن ٌتبعه الفرد (الفتى أو الشاب) وفق ظروفه االجتماعٌة وحسب إمكانٌاته البدنٌة والفكرٌة وحسب مرحلته العمرٌة والمتمثلة فً توطٌد المكتسبات السابقة فً شتى تجلٌاتها (االجتماعٌة، الثقافٌة ،الفكرٌة ،البدنٌة ،النفسٌة ،الروحٌة ) التً بلؽها إلى حٌن انخراطه بالحركة والسعً إلى تطوٌرها إلى األفضل من خبلل : -1توطٌد عبلقة الفرد بأسرته والسعً إلى تطوٌرٌها إلى األحسن وفق القٌم والمبادئ االجتماعٌة النبٌلة. -2السعً إلى تطوٌر عبلقته مع مؤسسته التعلٌمٌة وجعلها فً وثٌرة متطورة إلى األحسن باستمرار وتوجٌه بؽاٌة الرفع من قدراته التحصٌلٌة ،وجعله أكثر استعداد للنمو بوثٌرة متوازنة مع البرنامج التعلٌمٌة . -3حسن تعامل الفرد مع الذات من خبلل رؤٌة تؤكد فعالٌة ذات الفرد ومشاركتها اإلٌجابٌة فً شتى مجاالت الحٌاة -4تلبٌة مطالب النمو رهٌنة باكتساب المعارؾ والمهارات واالتجاهات و مبلءمتها مع االحتٌاجات الحقٌقٌة للمتعلم وفق متطلبات الحٌاة االجتماعٌة التً بها. -5حسن استؽبلل أوقات الفراغ ،بأسلوب ٌجعل الفرد أكثر وعٌا وأكثر إدراكا بمصالحه الشخصٌة اآلنٌة والمستقبلٌة. -6تطوٌر العبلقات اإلنسانٌة واالجتماعٌة من خبلل اإلحساس بمعاناة اآلخرٌن، وجعله من السباقٌن إلى تقدٌم الخدمات لمن ٌحتاج للعون والمساعدة. -7توسٌع آفاق الفرد وجعله أكثر انفتاحا على العالم وأكثر اطبلعا على القضاٌا المتعلقة بحٌاة اإلنسان.
15
وفً هذا االتجاه أصدرت المنظمات الشبابٌة السبع ومن بٌنها المنظمة الكشفٌة العالمٌة وثٌقة جد هامة تتعلق بسٌاسات الوطنٌة للشباب بعنوان " :بٌان حول تربٌة ()6 النشء" الذي حددت من خبلله سمات الشباب و مواطنً الؽد ،جاءت كاآلتً: مستقلون :قادرون على تحدٌد اختٌاراتهم و التحكم فً حٌاتهم الشخصٌة و اإلجتماعٌة كأفراد وأعضاء فً أسرة المجتمع. متعاونون :قادرون على إبداء اهتماماتهم باآلخرٌن و العمل معهم و من أجلهم و أن ٌشاركوهم اهتماماتهم. مسؤولون :قادرون على تحمل مسؤولٌة أفعالهم و اإللتزام بواجباتهم. ملتزمون :قادرون على التمسك بالقٌم و المثل و المبادئ و العمل بمقتضاها.
فلسفة التربٌة الكشفٌة
قدم (الزلو ناجً) فً كتابه " 250ملٌون كشاؾ " للتعرٌؾ بالحركة وصفا مفاده :أن تعرٌؾ الحركة الكشفٌة دون الحدٌث عن "بادن باول" أشبه بتألٌؾ كتاب عن البوذٌة دون ذكر بودا ،أو تحلٌل الماركسٌة دون الرجوع إلى عصر ماركس ( .)7وهذا الوصؾ الدقٌق ٌؤكد أنه ال ٌمكن فصل حٌاة هذا الرجل بكل تفاصٌلها عن فكرة تأسٌس الحركة، ،ورافق تطورها ألنهما متبلزمٌن بشكل وثٌق ج ًاّدا ،خصوصا وأنه واكب نشأتها األولى وتوسعها ،وتأكٌد حضورها على الساحة التربوٌة مدة 34سنة ( 1907سنة التأسٌس 1941 سنة وفاته). انطلق مؤسس الحركة تفكٌره التربوي من هدؾ وحٌد هو تؽٌٌر األحوال التربوٌة واالجتماعٌة للمجتمع الذي ٌنتمً إلٌه ،والذي عرؾ خبلل فترة ؼٌابه عن بلده تراجعا خطٌرا فً منظومة القٌم ،حٌث برزت مظاهر مشٌنة على سلوك الناس ،مثل األنانٌة واالحتٌال والكذب والعنؾ ...الشًء الذي دفعه إلى التأمل بعمق فً األسباب التً جعلت المجتمع ٌنهار أخبلقٌا بهذا الشكل وبهذه السرعة .طرح تساؤالت منهجٌة حول أسالٌب التربٌة ودورها فً حماٌة المجتمع ،كانت تأمبلته مرفقة بانزعاج حول األوضاع المزرٌة التً ٌراها أمامه .هذا اإلكراه جعله ٌتجه إلى البحث عن معاٌٌر تربوٌة فاعلة تخرج المجتمع من محنته ،فاتجه فً البداٌة إلى تجرٌب أفكاره البٌداؼوجٌة الموجهة أساسا للفتٌة ،والعمل على ترجمتها إلى فعل تربوي ٌهدؾ الرفع من قٌمة شخصٌة اإلنسان وتقوٌتها وربطها بقٌم ومبادئ المجتمع ،عبر إشراك الفتٌة والشباب فً أنشطة بالطبٌعة تبعدهم عن أجواء المدن التً انهارت قٌمها 16
وانحرفت أخبلقٌاتها .مبتعدا -عند االنطبلقة -عن أسالٌب البرهنة واإلثبات عن نجاعة هذه األفكار البٌداؼوجٌة الجدٌدة. صٌاؼة منظومة تربوٌة التً سماها صاحبها (اللورد استفن اسمٌت بادن باول) : "بالحركة الكشفٌة " .جاءت إرهاصاتها األ ولٌة عبارة عن معطٌات مفككة ،كل واحدة تتضمن معطى جد هام فً شكله التجزٌبً ،هذه المعط ـٌات تم تجمٌعه ـــا فً َب ْو َت َق ٍة واحدة ،تم صهرها فٌما بٌنها وإخراجها ملتحمة ومتكاملة العناصر( )8من خبلل األفكار والتجارب التالٌة : التجارب العسكرٌة وبالخصوص ما توصل إلٌه من أفكار خبلل حصار "مافكٌنػ" بإفرٌقٌا سنة .1899حٌث استطاع أن ٌواجه ذلك الحصار من خبلل اعتماده على الصبٌة فً القٌام بالعدٌد من المهام التً كانت آنذاك محصورة على الرجال .فقدم لهؤالء الفتٌة تدرٌبا سرٌعا على المهام التً كان ٌقوم العدٌد من الجنود المتواجدٌن بعٌدا عن مكان المواجهة المسلحة -الجبهة -التً كان ٌعانً فٌها من نقص فً عدد الرجال .و قام بتؽطٌة النقص العددي على الجبهة دون أن ٌخل بالمهام األخرى، التً أبدع فٌها الفتٌة وقاموا بأدابها بنفس الكفاءة وأحٌانا ببراعة أكثر من الكبار. وكان ذلك اكتشافا عظٌما للطاقات التً اعتبرت فٌما بعد على أنها كانت مهملة ،والتً ال تعطى لها الفرصة الكافٌة المتناسبة معها لظهور القدرات الحقٌقٌة لهذه الفبة العمرٌة. إعجابه الكبٌر إلى درجة االندهاش بنمط عٌش القبابل اإلفرٌقٌة ،وتأثره بأسلوب تعاملهم ،ونصاعة سرٌرتهم وصفاء ضمابرهم .ما انجدب إلٌه أكثر هو اعتناؤه الدقٌق بتقالٌدهم وطقوسهم ،رأى أنها رؼم بدابٌتها فإنها تتضمن أشٌاء كثٌرة جدٌرة بالتقدٌر والتأمل واإلهتمام. التجارب التروٌحٌة والهواٌات التً ٌتمٌز بها "بادن باول" والتً عاشها هو بنفسه ،وكانت عبارة عن أنشطة متمٌزة كان ولوعا بممارستها مثل التجوال فً الؽابات والطواؾ باألنهار والجبال حامبل جرابه على ظهره الذي ٌعده مسبقا واضعا فٌه كل المستلزمات التً تمكنه من المبٌت فً الخبلء وقضاء معظم حاجاته األساسٌة أثناء هذه الرحاالت التً ٌمؤل بها أوقات فراؼه وعطله.
17
حصوله على قناعة كبٌرة بالسبلم واألخوٌة والتسامح بٌن بنً البشر ،رؼم أنه جندي محارب فإن هذه القناعة بلورتها العبلقات التً ربطها مع العدٌد من الشعوب اإلفرٌقٌة التً كان ٌكن لهم االحترام والتقدٌر لما لمس فٌهم من صفات ومزاٌا جدٌرة بالتقدٌر رؼم تباٌنها مع خصوصٌات المجتمع األوربً المتحضر الذي ٌنتمً إلٌه. التأثر بالتوجهات التربوٌة السابدة آنذاك والتً تعتمد على قدرات الفرد واستعداده للتقدم والتطور الذاتً ،التً كانت تمثل أطروحات تربوٌة متمٌزة وهامة واكبها "بادن باول" باهتمام كبٌر .والتً استفاد منهالصٌاؼة آرابه التربوٌة ،ومقارنتها مع الكتابات التربوٌة. تبلورت هذه المعطٌات فً فكر "بادن باول " التربوي ،واستطاع أن ٌتحقق من نجاعته ا عبر تنظٌمه ألول مخٌم كشفً ،استطاع خبلله أن ٌخرج أفكاره من حٌزها النظري إلى التجربة الحقٌقٌة المعاشة على أرض الواقع .ؾكان تنظٌم أول مخٌم بجزٌرة" براونسً" بمثابة أول تظاهرة كشفٌة فً تارٌخ الحركة ،التً أعطتها البزوغ ثم االنطبلق. انتقل "بادن باول" من األفكار األولٌة التً تحقق وتأكد من نجاعتها إلى حد كبٌر بعد تجرٌبها على أرض الواقع ،إلى التنظٌر المنهجً لحركته من خبلل إصداره كتاب "الكشفٌة للفتٌان" الذي جمع فٌه كل مكونات منظومته التربوٌة التً كانت بمثابة فتح جدٌد فً مجال التطٌر الشبابً آنذاك .ألنها ترتكز على معطٌات والنتابج التً التربٌة ؼٌر الرسمٌة و أ البٌداؼوجً والتربٌة .رؼم أن الكتاب لم ا توصلت إلٌها العلوم اإلنسانٌة ،والتً استفادت منها ٌرق إلى مصاؾ المراجع البٌداؼوجٌة الممنهجة ،لكنها مع التطبٌق الفعلً تأكدت نجاعتها وفعالٌتها ،لٌنتقل بها إلى مرحلة تمٌزت بالدقة والضبط المنهجً. عرفت الكشفٌة من ذ تارٌخ تأسٌسها سنة 1907إلى ؼاٌة سنة 1941سنة وفاة مؤسسها نموا وتطورا بٌداؼوجٌا مضطرداٌ ،مكن مبلحظ ته من خبلل ما عبر به عن مرامٌه بقوله " :الكشفٌة مدرسة للتربٌة من هذه الحركة عند تألٌفه لكتاب "الكشفٌة للفتٌان" الوطنٌة بواسطة فن الؽابات" وبعد مدة زمنٌة لٌست بالهٌنة من المجهودات النظرٌة والتطبٌقٌة التً استؽرقت 33سنة وبالخصوص عند إعادة طبع الكتاب من جدٌد سنة ،1940وصرح فً طبعته الثانٌة المنقحة التً أصدرها وهو أكثر حماسا من ذي قبلَ ،ف َ ش َّب َه الكشفٌة بأنها ثورة تربوٌة ،وأَ َك َّد أنها بكل بساطة " :طرٌقة بدٌهٌة لل تروٌح المفرح فً الهواء الطلق ،وبمثابة وسٌلة مجدٌة للثقافة " (.)9
18
تمٌز األسلوب الكشفً فً التربٌة : تتوفر التربٌة الكشفٌة على بعض الممٌزات التً تمٌزها عن الطرابق التربوٌة األخرى ،لكونها ال تخرج عن نطاق التربٌة فً مفهومها العام ،ألن الكشفٌة تمثل طرٌقة تربوٌة ذات خصوصٌات وأسالٌب تعطٌها تفردا وتمٌزا .لقد حددت أهدافها وؼاٌاتها بكل دقة، ووضعت أساسٌتها المتناسقة ،بٌن أهدافها و مبادبها وطرٌقتها الخاصة ،وحددت هدفها المتجلً فً تكوٌن الفتٌة والشباب من الجنسٌن ،وفق منظومة تربوٌة شاملة المجاالت . إنسانً ٌنمو وٌتطور فً مجتمع تنظر التربٌة الكشفٌة إلى الفرد على أنه كابن إنسانًٌ ،تصل باآلخرٌن فً مجتمعات أخرى وفق ترابطات إنسانٌة ،بعٌدة عن المزاٌدات والصراعات ،وفً منأى عن الكراهٌة والحقد ،متعالٌة عن مشاعر العدوانٌة .متصفة بالتجدٌد والحداثة والتطور .تسعى أن ٌعٌش اإلنسان إنسانٌته بؽض النظر عن الفروق ورؼم اختبلؾ العادات والتقالٌد .وعن الصراعات العرقٌة والسٌاسٌة. األسلوب التربوي الكشفً المتمٌز ،لكونه ملًء باإلثارة والتحدي والمؽامرة والتشوٌق ،خصوصا ًا ما ٌوفره إطارها الرمزي ،الذي ٌدخل الفتٌة و الشباب فً سٌاق تربوي ملًء بالقصص والطقوس والعادات التقالٌد التً تعطٌه نفحة ؼرٌبة عن التنظٌمات األخرى، هذا اإلطار الرمزي بجل مكوناته ٌعطً للحركة نكهتها المتمٌزة. هذه النكهة الممٌزة وضعت عامة الناس وبعض المهتمٌن بالقضاٌا التربوٌة أمام صعوبة لفهم األسلوب الكشفً فً التربٌة .وقد أدرك "بادن باول " مؤسس الحركة نفسه هذه الصعوبة فً نقل مفهومها لآلخرٌن لكون الذٌن اطلعوا على كتبه فً البداٌة لفهم الدور الذي ٌمكن أن تلعبه الكشفٌة فً تربٌة الفتٌة والشباب ،منهم من سخر من هذه األفكار ومنهم من اعتبر أنها تدعوا إلى مفاهٌم ؼرٌبة ال عبلقة لها بما ٌحتاجه الشباب و الفتٌة فً تلك الفترة .سوء الفهم هذا له ما ٌبرره لكون الحركة كانت فً طور النشأة ،و كانت لم تكتمل عناصرها األساسٌة فً صٌاؼة منهاجه بشكل واضح. استطاع" بادن باول" أن ٌواجه تلك االنتقادات و تلك السخرٌة بجدٌة و صرامة وبعد جهد مضنً استطاع أن ٌوضح المرامً و األهداؾ التً تنشدها الحركة بواسطة الكتابة التنظٌرٌة .فنشر عدة مؤلفات ٌفسر و ٌشرح عناصر البرنامج الكشفً الذي ٌقترحه ،الذي كان ٌبدو آنذاك أسلوبا ًا ؼرٌبا ًا عما هو معتاد لدى التنظٌمات الشبابٌة. واكب هذه الكتابات و المقاالت بالتنفٌذ الفعلً للبرنامج الكشفً على أرض الواقع، الذي أشرك فٌه الشباب الذٌن تحمسوا للكشفٌة و اعتنقوها بشؽب وحب ،و لم ٌقبلوا عنها 19
بدٌبلًا .وكان ارتباط الفتٌة والشباب بالحركة هو أكبر نجاح لؤلفكار التربوٌة التً جاء بها مؤسسها. ٌؤكد " بادن باول" من خبلل الجهد الذي بذله إلٌصال أهداؾ و مرامً الحركة .أنه حاول أن ٌبرز للمهتمٌن على أن الكشفٌة منظومة تربوٌة متبلحمة ،و تتمٌز بتبلزمها مع التطبٌق و الممارسة الفعلٌة .فمن خبلل محاوالته عن طرٌق التألٌؾ البٌداؼوجً لتبلٌػ البعد الذي ٌنشده بأفكاره الجدٌدة ،تبٌن له أنه عاجز عن اإلقناع ،والتعبٌر عما تتوفر علٌه الحركة من سحر و متعة وجاذبٌة ؼٌر واضح بما فٌه الكفاٌة .لكن الممارسة على أرض الواقع كانت ابلػ من الكتابة .لكون المشاركٌن الذٌن مارسوها و تذوقوها ،عبروا عن ارتٌاحهم وفرحتهم بها ،و تمسكهم بكل تفاصٌلها وأكدوا على ضرورة اإلستمرار فٌها .فبدأ ٌشعر الكبار بأهمٌة الحركة من خبلل معاٌنة تمسك الفتٌة بها و إصرارهم على ممارستها ،واإلخبلص لمبادبها. و كل من انخرط فً صفوفها ٌشعر بنفس اإلحساس اتجاهها وهذا ما ٌدفع للقول أن الحركة الكشفٌة كأسلوب تربوي فً صٌاؼته النظرٌة ال ٌتم استٌعابها إالّ عند ممارستها ،وهذه خاصٌة ممٌزة للحركة الكشفٌة .فوجد الكبار الحلقة المفقودة التً تساهم فً تكملة الدور التربوي للمؤسسات األخرى. الحركة الكشفٌة تنظٌم عالمً مهٌكل التنظٌمٌ ،توفر على خبراء متخصصٌن فً التنظٌر البٌداؼوجً وفً المجال التربويٌ ،واكبون كل المستجدات و التطورات التً تحصل فً عالمنا المعاصر ،و تحاولون أن تكون الحركة س َّباقة فً مواكبة تلك التحوالت ،و مواكبة توجها ًا واقعٌا ًا اإلنتاج العلمً التً ٌدخل فً مجال علوم التربٌة ،لٌعطً للممارسة الكشفٌة ُّ حقٌقٌاًاٌ ،تبلءم مع اإلحتٌاجات الحقٌقٌة لمتطلبات اإلنسان المعاصر.
20
التفاعل التربوي للحركة الكشفٌة تشكل الفبة العمرٌة " الفتٌة والشباب " لدى اآلباء واألولٌاء مصدر قلق فٌما ٌتعلق بالمجاالت التً ٌمكن أن ٌصرؾ فٌها هؤالء األبناء طاقاتهم واهتماماتهم وتلبٌة رؼباتهم، واألمكنة التً سٌقضون فٌها أوقات فراؼهم ،والرفاق الذٌن سٌتقاسمون معهم تلك األوقات واألنشطة والممارسات التً سٌهتمون بها .هذه المخاوؾ ٌمكن أن تتناقص أو تتبلشى حٌنما ٌجد األبناء أمكنة تدخل فً إطار التربٌة ؼٌر النظامٌة ،والتً تكون وجهة تروٌحٌة تعلمٌة ٌمارسون فٌها الرٌاضة أو الفنون وؼٌرها من األنشطة فً إطار مؤسساتً مؤطر ٌ ،باركه اآلباء و ٌرضون علٌه وهم مطمبنون على أبنابهم ألن هناك من ٌرعاهم وٌراقبهم داخل سٌاق أنشطة منظمة ،مع أقران ٌحدوهم نفس االهتمام. ما ٌبعد القلق عن اآلبا ء خبلل األوقات الحرة ،أن اإلبن فً مكان معلوم ٌمارس به أنشطة مفٌدة مع أقران ٌهتمون بنفس النشاط ومؤطرٌن ب أ ُطر متخصصة فً مناخ تربوي هادؾ. وجود فضاء تربوي ٌ ،ستقبل الفتٌة والشباب فً أوقات فراؼهم فً مجتمعنا تربوي ذو أهمٌة بالؽة ،ألن تأثٌر اإلٌجابً ا المعاصرٌ ،عتبر اختٌارا و توجه ا صاببا ،وانتصارا على أنشطة الوقت الحر ب التوزٌع الزمنً األسبوعً لحٌاة الفرد ،تمكنه من إٌجاد تكامل وتناؼم مع األنشطة والواجبات الدراسٌة ،ومع األنشطة الحٌاتٌة الٌومٌةٌ ،ؤدي إلى توازن فً شخصٌة المشارك من كل النواحً النفسٌة والجسدٌة واالجتماعٌة والروحٌة والعقلٌة، وٌحصنه من التنجراؾ وراء المزالق التً ٌعج بها المحٌط . إذا توفر داخل بٌبة اجتماعٌة مؤسسة تربوٌة تهتم بتلبٌة حاجٌات الفتٌة والشباب، تساهم فً تنمٌة دواتهم وتقوٌة شخصٌتهم ،فً سٌاق ٌكمل ما تقوم به األسرة والمدرسة من جهد لتربٌة وتكوٌن األفراد ،مؤسسة تعمل فً إطار التربٌة ؼٌر الرسمٌة ،فإن تلك البٌبة ٌصل أصحابها إلى وعً تربوي عالً جدا ،ال ٌتم إال داخل مجتمع متضامن واعً .ألن هناك داخل ٌوجد من ٌتقاسم مع اآلباء واألولٌاء أعباء حماٌة األبناء وتكوٌنهم ،ومدهم بكل على المستقبل برؤٌة الوسابل المتاحة التً تقدم لهم فرص الحٌاة المنسجمة المتطلعة واضحة. الحركة الكشفٌة أبرز هذه المؤسسات ،وأهمٌتها ال تمكن فً أنها تحتوي على منهاج أهمٌتها تمكن فً تربوي ٌتبلءم مع مكونات التربٌة السابدة بكل فاعلٌة وإٌجابٌة .بل انفتاحها وقدرتها على المشاركة بٌن جمٌع مكونات المجتمع )البٌاة االجتماعٌة ( لبلهتمام بالفتٌة والشباب وعلى التفكٌر فً قضاٌاهم والبحث عن إٌجاد حلول لمشاك لهم الطاربة أو المرتبطة بمراحل عمرهم أو بٌبتهم ومحٌطهم. 21
التربٌة الكشفٌة أسلوب تربوي ؼٌر رسمً ،تلعب دورا هاما فً خلق م ناخ تربوي صرؾ ٌستقطب اهتمام الفتٌة والشباب ،وٌدمج اآلباء واألولٌاء فً مواكبة أبنابهم خارج إطار األسرة وخارج فضاء المدرسة ،ويندمج مع المؤسسة التعلٌمٌة من أجل بلوغ أهدافها التربوٌة .إذن الؽاٌة هنا واحدة ـ عبر تقدٌم الخدمات التربوٌة التً تحقق للفرد االستفادة يترك القصوى من إمكانٌاته العقلٌة والبدنٌة واالجتماعٌة والروحٌة فً تكامل متناؼم ال الفرصة للتٌارات الهدامة من تكسٌر دور األسرة أو تبدٌد مجهودات المؤسسة التعلٌمٌة . وهذا يقتضً توؾير العناصر التالٌة: إثارة الرؼبة عند الفتٌة والشباب :
رؼم تكامل المجهود التً ٌمكن أن تقوم به المؤسسات )األسرة ،المدرسة ، الكشفٌة ( لكنها لن تتم فً ؼٌاب المعنً باألمر .فهو محور العملٌة التربوٌة كلها ،ولن ٌستطٌع أحد أن ٌدمج فبة الفتٌة والشباب داخل هذا السٌاق إال بتوفر عنصر االقتناع وتأكٌد الرؼبة على الولوج من طرفهم ،واالستمرار داخل هذا النمط التربوي واالنصهار فً أنشطته واالندماج فً مجاالته .الن الرؼبة الذاتٌة للفرد تجاه هذا النمط وهذا النوع من النشاط شرط أساسً ٌتحقق عن طرٌق إثارة الرؼبة التً بواسطتها تحقق المتعة التً ٌبلؽها عن طرٌق المؽامرة والتحدي واالكتشاؾ التً ٌلفها اإلطار الرمزي للحركة بمثٌراته الجذابة، هذه الرؼبة ال تتوفر لدى الفرد من تلقاء نفسه ،بل ال بد أن توفر الجمعٌة الكشفٌة على أسالٌب جدب الفتٌة و الشباب إلٌها ،بمباركة األسرة والمدرسة لذلك التوجٌه. المقصود بالجدب هنا هو قدرة التنظٌم الكشفً على إثارة اهتمام األفراد وجدبهم لتحقٌق رؼبتهم فً ممارسة التحدي وركوب المؽامرة واكتشاؾ المجهول .لكون االنخراط فً الحركة عادة ال ٌتم بتوجٌه اآلباء دون رؼبة األبناء ،وأن كل الكبلم الجٌد الذي قٌل و ٌقال حول أهمٌة الحركة إذا بقً بدون أجرأة فعلٌة فسٌظل مجرد كبلم خال من أي معنى .إذا وجد الفتٌة والشباب أمامهم تنظٌم كشفً لٌست له القدرة على جدبهم إلٌه ،لتولٌد الرؼبة لدٌهم فً تحدي الصعوبات وركوب المؽامرة فً سٌاق األنشطة بالطبٌعة ،مع التحفٌز على االكتشاؾ والبحث عن المعارؾ .فإن وجود التنظٌم الكشفً ٌعتبر كعدمه. عملٌة الجدب نقطة انطبلق أساسٌة فً نجاح المهمة التربوٌة للحركة ،التً تتطلب أن ٌكون هناك تنظٌم كشفً متوفر على عناصر ممارسة الطرٌقة الكشفٌة التً تخلق بواسطة أنشطتها وتحركاتها ومشارٌعها مناخا تربوٌا ٌتمٌز بالجاذبٌة التً تؽٌر اتجاه المستهدفٌن ،وتدمجهم فً سٌاق العملٌة التربوٌة التً تحقق أهداؾ ومبادئ الحركة الكشفٌة التً تتبلءم مع أهداؾ المجتمع. 22
بلوغ هذه المرحلة تتطلب تظافر جهود كل الفاعلٌن المرتبطٌن بتربٌة الفتٌة والشباب. ألن عنصرإثارة االهتمام و الرؼبة لدى الفتٌة والشباب وهو مفتاح ولوج عالم الحركة الملا باإلثارة ،وعملٌة الجدب تحقق معانقة األنشطة عبر سٌاقاتها التربوٌة الهادفة.
التواصل التربوي : ٌتكون البرنامج الكشفً من فقرات متسلسلة متكاملة فٌما بٌنها ،بتم وضعها بشكل متبلبم مع مكونات البرامج الدراسٌة ما تعطٌه تناؼما وتبلؤما مع تطلعات وتوجهات األسرة ة فً رؤٌتها لتربٌة أبنابها .نجاح هذه المهمة ٌتطلب أسلوبا تواصلٌا ٌتمٌز باالستمراري والفعالٌة .وتوفر ذلك ٌتطلب وجوبا تشارك جمٌع الجهات فً توحٌد الرؤى وتحدٌد خطة العمل واعتماد طرق التقوٌم والمتابعة. تحقٌق ذلك ٌتطلب من الناحٌة العملٌة إٌجاد شبكة تواصل مترابطة األجزاء ،كً تشرؾ على مواكبة تنفٌذ الخطة المرسومة .تلعب األسرة فً هذه العملٌة دورا محورٌا، فاآلباء ٌشرفون على تتبع العملٌة التعلٌمة مع المدرسة ،وٌسهرون على مواكبة أوقات فراغ أبنابهم .وهذا شًء تفرضه المسؤولٌة المباشرة لدور األسرة .كما أن التنظٌم الكشفً ٌمكنه أن ٌربط حبل التواصل مع المدرسة بموافقة اآلباء أو بمشاركتهم ،فذلك ٌعطً للتواصل متانة وٌعطٌه قوة وفعالٌة لتحقٌق األهداؾ الموحدة للمؤسسات الثبلث. عنصر المشاركة تطور إلى مفهوم الشراكة الذي تعتبره الحركة الكشفٌة حالٌا وعلى رأسها المنظمة العالمٌة من أهم األولوٌات اإلستراتٌجٌة التً ٌجب أن تعمل الجمعٌات الكشفٌة على تثمٌنها وتوسٌع دابرتها على جل المرتبطٌن بالعملٌة التربوٌة .وأكدت المنظمة أن الشراكة فً عصرنا الحالً الطرٌقة المثلى لبلرتقاء بمستوى الكشفٌة ( )10وٌمكن أن نقول أن الضمانات األساسٌة لنجاح الحركة وتحقٌق أهدافها تتوقؾ على مدى اهتمام اآلباء بأنشطة أبنابهم مع إشراك المؤسسة التربوٌة ،والعمل على تنسٌق الجهود مع التنظٌم الكشفً ،إذ بدون تعاونهم جمٌعا لن ٌتم تحقٌق أهداؾ الحركة بالصورة المرسومة. ولتوضٌح مدى تفاعل الفتٌة والشباب مع الحركة الكشفٌة نورد الجدول التالً:
23
عناصر تفاعل الفرد مع التربٌة الكشفٌة اإلنطبلقة األولى للفرد فً مزاولة األنشطة الكشفٌة تتم عبر التفاعل التالً :
الحـــركــة الكشفـٌــــــة األنشطة المثٌـرة الجذابــة التحدي ،المؽامرة ،االكتشاؾ بنٌــة االستقـبـــــال االنضمام لمجموعة األقران.
الفـــــــــــرد ٌتلقـى لمثٌـر إٌجابـً تولد الرؼبة فً التجرٌب االستجابة للمثـٌـر االلتحاق برؼـبــة
تفاعل الفرد مع مكونات البرنامج الكشفً: الفــــــــــــرد
الحـــركــة الكشفـٌــــــــة
الرؼبة فً أنشطة متمٌزة التقبل ،االنضمام ،االنتماء المشاركة الفاعلة تجرٌب القدرات الذاتٌة التفاعل فً إطار عبلقة إٌجابٌة الشعور بالتفوق و التطور الرؼبة فً االكتشاؾ و المؽامرة الشعور بالعضوٌة الفاعلة الشعور باالنتماء اإلٌجابً الشعور باإلٌجابٌة لدى المحٌط الشعور باالنتماء اإلنسانً تنمٌة اإلهتمامات الشخصٌة تنمٌة القدرات المطلوبة تنمٌة المكونات الشخصٌة
اإلطار الرمزي ( الزي ،التقالٌد)... نظام الطبلبع (نظام المجموعات الصؽٌرة) األنشطة الكشفٌة الملبٌة للحاجٌات التعلم بالممارسة األخبلقٌات و القٌم ( القانون ،الوعد ،المبادئ) اجتٌاز نظام الشارات المشاركة فً األنشطة الخلوٌة واأللعاب الترقً فً المهام و المسؤولٌات اإلنصهار المتمٌز داخل المجموعة خدمة و تنمٌة المجتمع عبر المساهمة الفعالة العبلقة مع كشافة العالم وانتمابهم لتنظٌم عالمً شارات الهواٌات شارات الكفاٌة الربط بٌن شارات الهواٌة و الكفاٌة
24
المشـروع التربـوي للفرد المقصود بالمشروع التربوي الذاتً هو انخراط الفرد بوعً ومسؤولٌة فً المستقبل وانفتاحه على آفاقه الواسعة ،وإدماج ذات الفرد فً سٌاقها ومسارها عبر اإلٌمان بهدؾ معٌنٌ ،حدده بكل واقعٌة وٌتبناه وٌسعى إلى تحقٌقه .المشروع التربوي هو أن ٌعرؾ الفرد ماذا ٌرٌد ،كً ٌخطط له ،وٌسعى لتحقٌقه .إنه تمثل تنبؤي لنتٌجة مستقبلٌة ٌستهدؾ منها الفرد تحقٌق مقاصده ومطامحه ورؼباته وحاجٌاته (.)11 هذا التعرٌؾ للمشروع ٌدفعنا بالرجوع إلى األسالٌب البٌداؼوجٌة التً تعتمدها الحركة فً توجٌه المتعلم الكتساب معارؾ ومهارات عن طرٌق تفعٌل مكتسباته وقدراته وبلورتها فً اتجاه معلوم وبدافع شخصً لبلوغ أهداؾ محددة .فالحركة تؤمن بمسؤولٌة الفرد أمام مستقبله وأمام وضعه ،وٌتم التوجٌه إلى ذلك بإدماج الفرد منذ الوهلة األولى النخراطه بالحركة ،فً سٌاق األنشطة التً تبنى على شكل مشارٌع ،سواء مشارٌع شخصٌة أو مشارٌع جماعٌة. فً هذا السٌاق ٌذهب" الدكتور أحمد أوزي" أن نجاح المشروع ٌتوقؾ من جهة على طبٌعة األهداؾ والقٌم واألخبلق التً توجهه ،ومن جهة أخرى على نوعٌة العبلقة القابمة بٌن أطرافه الثبلثة األساسٌة وهً "الذات" و "المؤسسة" و "المجتمع" .ونجد نفس التوجه بالمنهاج التربوي الكشفً الذي ٌركز على القٌم اإلنسانٌة وعلى مبادبه الثبلثة ،واعتبارها مضامٌن أساسٌة تجعل الفرد ٌتجه نحو تمثلها واإلٌمان بها .وفً األسلوب الكشفً كان االتجاه إلى التقسٌم التالً :الواجب نحو هللا ،الواجب نحو اآلخرٌن، والواجب نحو الذات ،من واجب الفرد على ذاته أن ٌتوفر على مشروع واضح فً حٌاته، وأن ٌنخرط بكل إٌجابٌة فً مشروع مجتمعه ،فً إطار واجبه نحو مجتمعه .تمثل القٌم والمبادئ حتى تصبح جزءا من السلوك وتؽذٌه من خبلل التفعٌل المستمر لتلك المبادئ وتدعمه من خبلل الممارسة الفعلٌة أثناء األنشطة وأثناء التفاعل بٌن الكشافة وبٌن اآلخرٌن. المشروع ٌسمح للفرد بتقٌٌم خبراته وتجاربه السابقة ،والعمل على بلورتها من خبلل رؤٌة مستقبلٌة ٌخطط من أجلها مشروعه .وتدفعه المحفزات التربوٌة لٌسعى إلى البحث على المعلومات التً تنقصه لتكملة عناصر التخطٌط وتنظٌم الخطوات المحددة للمشروع الذي ٌنوي تحقٌقه.
25
المشروع الشخصً :
منذ التحاق الفرد بالحركة الكشفٌة فانه ٌندمج داخل جماعة من األقران ،تلك الجماعة تجمعها أشٌاء كثٌرة من بٌنها المشارٌع الشخصٌة الخاصة بكل فردٌ ،نساق ه فور الملتحق الجدٌد فً سٌاق الجماعة للتبلؤم معها من خبلل االنتماء الذي ٌشعر ب انخراطه فً أنشطتها .فٌبحث على مشارٌعه الفردٌة كما هو الحال لدى باقً األقران ،وذلك عن طرٌق إعداد شارات الهواٌات التً ٌتوجب علٌه إتقانها واالجتهاد فٌها لكً ٌتمكن من شروط ولوج سلسلة الدرجات الكشفٌة والترقً فٌها. ٌؤسس الفرد داخل المجموعة مشروعه الشخصً وٌخطط له ،وٌسعى إلى تنفٌذه، وهذا مسعى تربوي هام جدا لكونه ٌجعل الفرد ٌهتم بحاضره وٌسخر تجاربه ومعلوماته لبناء مستقبله. ٌرتبط البعد الزمنً للمشروع الشخصً بصٌرورة الزمن اآلنً والمستقبلً، وٌرتبط بالرؤٌة التً ٌرسمها الفرد لهذا المستقبل الذي ٌنطلق من لحظة الوعً بما هو مطلوب منه من أعمال وتخطٌط لتأمٌن ما هو آت من الزمن .وفً هذا االتجاه فان المنظور التربوي ٌرتكز على بٌداؼوجٌة إكساب المتعلم مجموعة من الكفاٌات المركزٌة ،مثل التً حددها الدكتور احمد اوزي كاآلتً: المسؤولٌـة الذاتٌــةالمبادرة و اتخاذ القرارالتــوقـعـٌـــة()12 التكـٌـؾ و التـبلؤمتتبلور هذه الكفاٌات من خبلل الطرٌقة الكشفٌة التً ٌندمج الفرد فٌها عبر عبلقاته مع البرنامج التً ٌنخرط فٌها ،وعبر عبلقاته مع المجموعات التً ٌتفاعل معها، وعبر تحركاته التً تكون وفق مشارٌع صؽٌرة متبلحقةٌ ،ختارها بنفسه .وعندما ٌنتهً من مشروع ٌنتقل إلى آخر .وهذا ما دعا إلٌه "دٌوي" احد رواد التربٌة الحدٌثة الذي ٌؤكد أن عمل األفراد منذ سن مبكرة بطرٌقة المشروع تنمً استعداداتهم وقدراتهم وإعدادهم لبلنخراط بالحٌاة العامة بفعالٌة.
المشروع الجماعً :
26
طرٌقة تنفٌذ المشروع التربوي فً األسلوب الكشفً ال ٌقتصر على المشروع الشخصً فقط ،بل وضعت إلى جانبه المشروع الجماعً ،الذي ٌدمج الفرد ضمن تفاعبلت نظام الطبلبع (نظام المجموعات الصؽٌرة) .حٌث تقوم الطلٌعة باختٌار مشارٌعها التً تتعلق بتسٌٌر وتدبٌر شؤونها المترابطة بحركٌة المجموعة األكبر منها ،التً تنتمً إلٌها( الوحدة). والتً تضم عادة أربع مجموعات صؽٌرة (طبلبع) تواكب أنشطتها داخلها ،عبر أنشطة تضم منافسات ومسابقات فً شتى المجاالت ،وبطبٌعة الحال كل مجموعة تتوفر على مشارٌعها ،وتبدل أقصى جهدها لبلورة خططها وبرامجها التً تدخل ضمن رؤٌتها المستقبلٌة ،عبر دٌنامٌة متواصلة و فً سٌاق نظام تربوي مخطط له سلفا. تحاول الطلٌعة من خبلل اختٌار مشارٌعها ،تحقٌق متعة النجاح وتحقٌق متعة الذات التتوٌج ،وبالتالً تحقٌق أحبلم المجموعة ،التً تعطً لؤلفراد انطباعا جٌدا عن " الجماعٌة" ،وتعطٌها قوة لتماسكها والتحامها وفعالٌتها. تخطٌط المشارٌع المتعلقة بالمجموعة تعطً لؤلفراد فرصة تجمٌع األفكار واالقتراحات المتناثرة ،وتسهر على أن تنصهر وتلتحم لتعطً آراء ومخططات ناضجة بفعل التضامن الجماعً ،وبذلك ٌكون المشروع الجماعً من الناحٌة التربوٌة أسلوبا جٌدا لتوحٌد رؤى أفراد الجماعة الذي ٌنقلها إلى درجة " الذات الجماعٌة " الموحدة ،التً تستطٌع تحقٌق اآلمال والطموحات المشتركة. المشروع الشخصً والجماعً : ٌمكن أن نسمً أنشطة الحركة الكشفٌة باألنشطة المشروعاتٌة ،أي أنها تنطلق من الحاضر ،وتستشرؾ المستقبل برؤٌة واضحة .تستحضر عبرها أدوات التخطٌط وتستحضر خطة النجاح المتوقع ،بمعنى أنها أنشطة دٌنامٌة .الفرد منخرط فً مشارٌعه الفردٌة التً تصب فً أهداؾ الجماعة ،والمجموعات الصؽرى تتنافس من أجل إنجاح مشارٌعها وتبحث عن التتوٌج كأحسن مجموعة تتوفر على أفراد نشٌطٌن وفاعلٌن ومحققٌن للنتابج الجٌدة. الفرد داخل نظام الطبلبع عضو من بٌن أعضاء المجموعةٌ ،نخرط مباشرة عند التحاقه فً إعداد و تخطٌط مشارٌع مجموعته ،وٌساهم فً تحقٌقها .فهو بذلك ٌنخرط فً المشروع الجماعً للطلٌعة ،ال ٌقصً هذا االنخراط وال ٌمنع مشارٌع الفرد ،بل المجموعة تشجعه وتدفع به إلى إنجاح مشارٌعه ،ألن التفوق فً تحقٌق المشارٌع الفردٌة ٌدل – وفق منظورالحركة الكشفٌة – على أنه تتوٌج للفرد وللجماعة فً آن واحد .وهذا هو نوع من التمٌز الذي تتفرد به الحركة الكشفٌة عبر ما ٌسمى بنظام التثقٌؾ الذاتً ونظام المجموعات الصؽٌرة.
27
المراحل العمرٌة فً الحركة الكشفٌة ٓواؽـــَ اُ٘ـٔـــ: ٞ
نمو الكابن البشري ٌتم عبر عملٌة مستمرة و منظمة ٌعرؾ خبللها تؽٌرات و تحوالت لمختلؾ مكوناته ،هذه التؽٌرات ال تحدث على شكل طفرة أو بشكل مفاجا ،بل تخضع لسلسلة منتظمة عبر مراحل متواصلة تكوٌن اإلنسان ٌتم داخل صٌرورة مترابطة فً الزمن لبلوغ أهداؾ محددة سلفا ًا .و ما تقصده التربٌة الكشفٌةعبر تقسٌم الفتٌة والشباب إلى مراحل عمرٌة ،مراعاة لخصوصٌات كل مرحلة وإعطابها فقرات األنشطة التً تتبلءم معها بتوازن وتبلؤم بٌن الحاجٌات و بٌن الذات. بناء المنه اج التربوي الكشفً من طرؾ الخبراء المتخصص ين فً مجال التربٌة الكشفٌة تم عن طرٌق االعتماد على العناصر الثقافٌة المتبلبمة مع األفراد ،وبالخصوص العناصر المتناسبة مع فترات النمو المواكبة للمراحل الكشفٌة ،لتستطٌع الحركة تحقٌق أهدافها بأسلوب علمً سلٌم ٌواكب مختلؾ خصابص وسمات النمو اإلنسانً ،ولهذا فإنها أولت اهتماما كبٌرا لموضوع النمو خبلل مراحله المختلفة وما ت عرفه من خصابص ،أفضت إلى أن عملٌة النمو هً عملٌة تؽٌر لدى الكابن بشكل منتظم ومستمر ،فالنمو اإلنسانً عملٌة شاملة تحدث مظاهرها بشكل متأنً .بهذا المعنى فالنمو ال ٌحدث فجأة بل ٌتم وٌتطور بانتظام ،وٌؤدي هذا التطور إلى بروز صفات عام ة ( )13ذات عبلقات متداخلة تهم النمو الجسمً الحركً ،العقلً ،االجتماعً... ٌهتم علم النفس بدراسة التؽٌرات البٌولوجٌة والنفسٌة والمعرفاتٌة والوجدانٌة للفرد من الوالدة حتى الوفاة .وتعتمد هذه الدراسات على مقارنه المجموعات ذات الفبات العمرٌة المختلفة بؽرض التعرؾ على التحوالت وتحلٌبلتها .وهناك مظهرٌن ربٌسٌٌن لمراحل النمو اإلنسانً : مظهر بٌولوجً خارجً :قابل للمبلحظةٌ ،تمٌز به الجنسٌن وٌتشابه فًمتوسطه العام عبر صٌرورته (الطول ،الوزن ،تؽٌر الصوت ،ظهور الشعر ،بروز الثدٌٌن، ظهور العادة الشهرٌة) ... مظهر سلوكً مركب بٌن الجانب الذهنً والوجدانً ،وٌختلؾ نموه باختبلؾاستعدادات األفراد من حٌث عوامل الوراثة والظروؾ البٌبة وباختبلؾ مستوٌات التعلم واالكتساب والنماذج المؤطرة لها (.) 14
28
عملٌة النمو اإلنسانً هً عملٌة عامة كما اتفق علٌها العلماء المتخصصون إال أ نها تتمٌز بخصوصًات فردٌة ،وتعنً أن كل فرد ٌنمو بمواصفات خاصة تمٌزه عن ؼٌره. اجها على مجموعة من الحقابق وعلى ضوء ذلك ركزت الحركة الكشفٌة فً وضع منه العلمٌة التً اعتبرها العلماء مبادئ تتجلى فً أن لكل مرحلة نمو ٌعرفها اإلنسان ٌؽلب علٌها طابع ٌمٌزها عن المراحل األخرى .وهذا ما جعل الحركة تحدد لكل فبة عمرٌة تقسٌما خاصا بها ٌتضمن أنشطة وخبرات ومهارات وممارسات تتطابق مع كل مرحلة عمرٌة ،وبمراعاة لخصوصٌات كل فرد. أتثبت مختلؾ الدراسات التً تناولت سٌكولوجٌة الشخصٌة أن هناك مٌزات ٌتفرد بها كل فرد عن ؼٌره ،بخصابص واحتٌاجات ممٌزة .لكن مراحل النمو اإلنسانً تعرؾ تقاربا كبٌرا فً تصرفات وسلوك الفرد حٌنما ٌمر بإحدى المراحل التً ٌقطعها جمٌع بنً البشر، التً ٌمكن اعتبارها مستقرة إلى حد ما ٌ .مكن أن توصؾ خصابصها الربٌسٌة لمراحل النمو ()15 فً مجاالت التنمٌة الشخصٌة ،فً تعبٌرات عامة تنطبق على كل فرد من نفس السن . االختبلفات تعد الفروق الجنسٌة من بٌن الخصابص المرتبطة بعملٌة النمو ،لكون الموجودة بٌن الذكور واإلناث ،فً نفس المراحل العمرٌة قبل البلوغ ،ولهذا اعتمدت الحركة على اعتبار الفرق بٌن الجنسٌن مسألة ٌجب أن تأخ ذ نصٌبها من االهتمام ،وأن تكٌفها حسب المنظمات الكشفٌة لخصوصٌاتها اإلجتماعٌة والثقافٌة والدٌنٌة أمر أساسً ،متداول عالمٌا فً صٌاؼة الهٌاكل الوطنٌة والمحلٌة. متصلة و متداخلة ،وأن األعمار المراحل العمرٌة لٌست منفصلة تماما ،لكنها المختلفة التً تحدد بداٌة ونهاٌة كل مرحلة ،ؾفً جوهرها ما هً سوى متوسطات عامة، تخضع أساسا للفروق الفردٌة القابمة بٌن األفراد ،وتتباٌن تبعا الختبلؾ البٌبات الجؽرافٌة و اإلجتماعٌة. بناء على ذلك فإن الحركة الكشفٌة تتعامل مع المراحل العمرٌة للفتٌة والشباب على اختبلؾ سنهم بوعً علمً ،خبلل تحدٌدها الحتٌاجات الفتٌة والفتٌات كما ٌوضحها المنه اج والبرنامج بمختلؾ فقراته عند وضع األنشطة لكل فبة عمرٌة ،وفق تسلسل ٌتناسب مع الخصوصٌات العمرٌة والجنسٌة ،حتى ٌتمكن كل منخرط بالحركة من اإلستفادة ال قصوى من الخبرات السابقة لبناء الخبرات البلحقة. األسس التً تم اعتمادها فً عملٌة التقسٌم العمري داخل الحركة الكشفٌة ،ولتحدٌد المعدل العام لؤلعمار التً ٌطلق علٌها " المراحل" ( :األشبال – الكشافة – الكشاؾ المتقدم – الجوالة) ،وما ٌقابلها بالنسبة لئلناث ،أسس اعتمدتها المؤسسة التعلٌمٌة بنفس الهدؾ التربوي الذي تبنته الحركة الكشفٌة ،وعلٌه قسم العدٌد من السٌكولوجٌٌن دورة النمو إلى 29
فحددوها فً مراحل عمرٌة مقابل أقسام
مراحل تعلٌمٌة تساٌر النظم المدرسٌة القابمة، ()16 دراسٌة لخصوها كاآلتً : oمرحلة ما قبل المدرسة ،وتقابل سن المهد والطفولة المتوسطة. oمرحلة التعلٌم االبتدابً ،وتقابل الطفولة المتأخرة. oمرحلة التعلٌم اإلعدادي ،و تقابل مرحلة البلوغ. oمرحلة التعلٌم الثانوي ،وتقابل المراهقة المبكرة. oمرحلة التعلٌم الجامعً أو العالً ،وتقابل المراهقة المتأخرة ،والرشد.
ٌقسم المهتمون بالدراسات اإلجتماعٌة مراحل النمو بناء على دراسة تطور عبلقات الطفل ببٌبته المحٌطة به ،وعلى مدى اتساع دابرة هذه العبلقات ،ألن نسبة هذه العبلقات تتناسب إلى حد كبٌر مع عمر الطفل ،وٌبدو حجم هذه الدابرة اإلجتماعٌة فً لعب األطفال، التً ٌمكن تلخٌصها كاآلتً : مرحلة اللعب اإلنعزالً :حٌنما ٌلعب الطفل وحده ،بحٌث ال ٌشاركه أحد. مرحلة اللعب اإلنفرادي ،وذلك حٌنما ٌلعب الطفل مع اآلخرٌن لكنه ٌحتفظ لنفسه بفردٌة تمٌزه عن رفاقه. مرحلة اللعب الجماعً :حٌنما ٌتفاعل الطفل تفاعبل اجتماعٌا صحٌحا ،فٌؤكد روح ()17 الجماعة قبل أن ٌؤكد فردٌته ،مثل فرٌق كرة القدم أو فرٌق كرة السلة. وبالنسبة لمراحل النمو التً تتضمنها معدالت األعمار التً تتعامل معها الحركة الكشفٌة التً قسمها الخبراء إلى ستة مراحل نوردها كاآلتً (:)18
مراحل النمو
السن
المرحل الكشفٌة
الطفولة المتوسطة
من 7إلى 9سنوات
األشبال
الطفولة المتأخرة
من 9إلى 11سنة
األشبال
ما قبل البلوغ
من 11إلى 13سنة
الكشافة
البلوغ
من 13إلى 15سنة
الكشافة /ك .المتقدم
المراهقة
من 15إلى 17سنة
ك.المتقدم /الجوالة
الشباب
من 17إلى 20سنة
الجوالة
30
لكل مرحلة خصابص واحتٌاجات ورؼبات تمٌز الفرد خبلل مروره واجتٌازه لكل مرحلة ،من زاوٌة النمو العقلً والبدنً والوجدانً و اإلجتماعً والروحً .إال أنه قد نجد داخل المرحلة الواحدة مراحل نمو أخرى ،وهذا ٌسمح بوجود فارق طفٌؾ فً السن داخل الوحدة الكشفٌة .هذه المبلحظة تذوب من خبلل تقسٌم المرحلة الواحدة إلى درجات ومراتب ومهام ،تمٌز كل واحدة بدرجة التقدم من خبلل تطبٌق نظام الشارات ،الذي ٌتم تقسٌم مجاالته من السهل إلى المعقد ،بشكل ٌتناسب مع األعمار ومع األنشطة والبرامج التً تشبع ()19 حاجٌاتهم ،وتشعرهم بالتقدم والنمو.
فٖبئٔ ٓواؽَ اُ٘ٔ: ٞ ٓواؽَ اُ٘ٔ ٖٓ ٞأُلب ْ٤ٛاُز٣ ٢لهٍٜب ػِْ ٗلٌ اُ٘ٔ. ٞألٕ اٌُبئٖ اُجْو١ ٣ؼوف ٗٔٞا ٓزََِال ك ٢اُيٖٓٝ ،رظٜو ٓغ ٛنا اُ٘ٔ ٞرـ٤واد عَٔ٤خ ٗٝلَ٤خ ٝػوِ٤خٝ ،هٕل ٛن ٙاُزـ٤واد رقٚغ ئُٚٗ ٠ظ ك ٢رٌِْٜبٛٝ .نا ٓب عؼَ ػِٔبء اُ٘لٌ ٣ؾلك ٕٝثؼ٘ ٝهبئغ ٝظٞاٛو اُ٘ٔ ٞؽَت ًَ ٓوؽِخ ٝػِٔ٤بد هٕل اُزـ٤واد رضجذ إٔ اٌُبئٖ ٣زؼِْ اٍزؼٔبٍ اُوٓٞى اُِـ٣ٞخ ك ٢كزوح ٓؼ٘٤خٛ ٌُٖ ،نٙ اُولهح ػِ ٠اُزؼِْ ٓورجطخ ثبُٔؾ ٜ٤االعزٔبػُِٔ ٢زؼِْ ،اٍ م١ ١ؽلك ٍ ٞٛأ ٝهٖو ٗٚظ اُ٘ٔ ٞاُِـ ١ٞػ٘ل اُطلًَٔ .ب إٔ اُولهح ػِ ٠اُزؾٌْ ك ٢ػٚالد اُ٤ل ؿٞٙع اُطلَ ُِزله٣ت ٌُِزبثخ ٝاُوٍْ رزطِت ىٓ٘ب هل ٣ط ٍٞأ٣ ٝوٖو ؽَت أُز٘بٍت ٓغ هلهر ٚاُز ٢رؾلكٛب ٓوؽِخ ٗٔٝ .ٙٞهل أًل اُؼل٣ل ٖٓ ػِٔبء اُ٘لٌ إٔ ٓلٓ ّٜٞواؽَ اُ٘ٔ ٖٓ ٞأُٞا٤ٙغ اُٜبٓخ ك ٢ر٘بٌُٞٞ٤ٍ ٍٝع٤خ اُطلٌَُٕٞ ، اُ٘ٔ ٞرَ٤و ٝكن ٓجب كب أ ٝفٖبئٔ ٓؼ٘٤خ ٣غت ٓؼوكزٜب ٓٝواػبرٜب فالٍ اُزؼبَٓ ٓغ اُطلَ. ُٝزوو٣ت اُٖٞهح أًضو ػٖ اُزـ٤واد اُز ٢رلوىٛب ػِٔ٤خ اُ٘ٔ ٞكاٗ٘ب ٗٞهك اُزؼو٣ق اُن ١أر ٠ث ٚاُلًزٞه أؽٔل أٝى ١كً ٢زبث " ٚأُؼغْ أٍُٞٞػُ ٢ؼِّٞ اُزوث٤خ" ( ٝ ) 21اُن ١أٝهك كٓ ٚ٤ب هآ ( ٙع٤يٍ " ) A .Geseإٔ اُ٘ٔ ٞػِٔ٤خ رإك ١ئُ ٠رـ٤واد ك ٢اٌَُْ ٝاُٞظ٤لخُٜٝ ،ب ٓٞاٍْ ٝرزبثغ ٓؾلكٛٝ ".نا ٓب ٍ٘ؼَٔ ػِٓ ٠وبهٗزٓ ٚغ اُزؤَ٤بد اُز ٢اػزٔلرٜب اُؾوًخ اٌُْل٤خ،ث٘لٌ اُزور٤ت اُنٝ ١هك ك ٢اٌُزبة ٓوكٞهب ثبإلػزجبهاد اُز ٢اػزٔلرٜب اُؾوًخ كٔ٤ب ٣زؼِن ثقٖبئٔ أُواؽَ اُؼٔو٣خ ُزوو٣ت اُٖٞهح أًضو ً ٢ٛٝب٥ر: ٢
31
أٝ -ؽلح اُ٘ٔ:ٞ رّ٘ٔ ٞقٖ٤خ اُطلَ كٓ ٢قزِق عٞاٗجٜب اُغَٔ٤خ ٝاُؼوِ٤خ ٝاالٗلؼبُ٤خٛٝ ،ن ٙاُغٞاٗت ؿ٤و ٓ٘لِٖخ ػٖ ثؼٜٚب اُجؼ٘ ،كٌَ عبٗت ٣إصو ك٢ ا٥فو ٣ٝزأصو ثٛٝ .ٚنا ٓب رَؼ ٠رؾو٤و ٚاُؾوى ح اٌُْل٤خ ٞٛٝ ،اُز٘ٔ٤خ اُْبِٓخ ُولهاد اُلوك ٢ٛٝ .ثنُي رزؼبَٓ ٓغ ٝؽلح اُ٘ٔ ٞثزالءّ ػجو ًَت ٕلبد رإَٛ اُلوك ئُ ٠رؾو٤ن ٗٔ ٙ ٞاُْبَٓ عَٔ٤ب ٝػوِ٤ب ٝٝعلاٗ٤ب ٝفِو٤ب ٝك٤٘٣ب ٝاعزٔبػ٤ب. ٣ٝقٚغ ُزـ٤و كٓ ٢قزِق اُٞظبئق . ١ظٜو ثؼ٘ اُجطأ ك ٞٔٗ ٢اُظ ًّ ك ٢ؽ ٖ٤رؼوف اُٞظبئق ك ٌٖٔ٤إٔ األفوٛٞٔٗ ٟب اُؼبكٝ .١اُزؼبَٓ ٓغ ٛنا أُزـ٤و ٝاهك ٓٝزلا ٍٝك ٢اُجوآظ اٌُْل٤خٓ ٌُٚٗٞ ،ورج ٜثبُلوٝم اُلوك٣خ ،اُز ٢رٜ٤ُٞب اُؾوًخ اٛزٔبٓب فبٕب ًٔب ٍ٘وا ٙالؽوب. ة -اُ٘ٔ ٞػِٔ٤خ َٓزٔوح ٘ٓٝزظٔخ : اُ٘ٔ ٞػِٔ٤خ ٓجوٓغخ ك ٢ػ٣ٞٚخ اٌُبئٖ اُؾٛ ،٢ن ٙاُجوٓغخ رلكغ ث ٚئُ ٠اُ٘ٔ ٞأَُزٔو ؽز ٠ثِٞؽ اُ٘ٚظٛ .نا ٓب ٣جوه ػِٔ٤بد اُزٞى٣غ اُؼٔو ١اُن ١رج٘ز ٚاُؾوًخ ٙٝٝؼذ ٌَُ ٓوؽِخ ػٔو٣خ ثوٗبٓغب فبٕب ؽَت فٖ٤ٕٞبد أُوؽِخ ٝاؽز٤بعبرٜب ًٔب أٜٗب ٙٝؼذ فطٞاد ُالٗزوبٍ ٖٓ ٓوؽَ ئُ ٠أفو ٟثزٞاى ٓغ اُ٘ٚظ اُ ِٖٚ٣ ٢اُلوك. ط -االٗزوبٍ ٖٓ اُؼبّ ئُ ٠اُقبٓ: ً٤لٔب ًبٕ ٗٞع اُ٘ٔ ٞكاٗ٣ ٚقٚغ ُٔجلئ االٗزوبٍ ٖٓ اُؼبّ ئُ ٠اُقبٖٓٓٝ ، اُجَ ٜ٤ئُ ٠أُؼول كزٌ ٕٞاٌُبئٖ اإلَٗبٗ٣ ٢جلأ ٖٓ فِ٤خ ثَ٤طخ ٍوػبٕ ٓب رزطٞه ُزٖجؼ ًبئ٘ب ئَٗبٗ٤ب ٓؼول اُزوً٤ت ًش ١ه اُٞظبئقٛ ،ن ٙاُقبٕ٤خ ٓ ٢ٛب ككؼذ اُؾوًخ اٌُْل٤خ ئُ ٠رٞى٣غ أُواؽَ اُؼٔو٣خ ُِٔ٘قو ٖ٤ٛئُ ٠أهثؼخ ٓواؽَ ٓزالئْ ح ٓغ ٕ٤وٝهح اُ٘ٔٝ .ٞرَٖ ٛن ٙأُواؽَ ئُ ٠ثِٞؽ ٍٖ اُوّل اُز٣ ٢أفن كٜ٤ب اُلوك االفز٤به اٌُبَٓ ك ٢رٞعٜبد ؽ٤برٝ .ٚرؾوٓ اُؾوًخ ػِ ٠رزجغ ٛنٙ اإلٗزوبالد ػجو ٗظبّ أُواؽَ ،اُن٣ ١ؼل ٌٓ ٕٞأٍبٌٍٗٞٓ ٖٓ ٢بد أُٜ٘بط ك -اُ٘ٔ ٞرـ٤٤و ك ٢اُغبٗت أٌُٝ ٢اٌُ٤ل: ٢ ٗٔ ٞاُلوك ال ٣طوأ ػِ ٠أٌُٗٞبد اُغَل٣خ اُجبهىحٓ ،ضَ اُؾغْ ٝاُٞىٕ كو ٜثَ ٣طوأ اُزـ٤٤و كٓ ٢قزِق اُٞظبئق ،أٜٔٛب اُ٘ٚغ اُؼوِ ٢اُن ١ال ٣ظٜو ُٞؽلًٔ ٙب ٞٛاُْإٔ ُِزـ٤واد اُغَل٣خ ،ثَ ١ظٜو ٖٓ فالٍ األكاء ٝأُٔبهٍخ ٝاإلؽزٌبى ٓغ ا٥فو٣ ٢ً ،ٖ٣زٌٖٔ ،كبُٔ٘بؿ اُلوك ٖٓ ئظٜبه اُقجواد ٝأُؼبهف اُز ٢اًزَجٜب ػِ ٠أٍبً ٛنا أُؼط٠ 32
اُزوث ١ٞاٌُْل٣ ٢واػ ٢مُي ٖٓ فالٍ ئربؽخ اُلوٕخ ُألكواك ُِزؼج٤و ػٖ ٌٓزَجبرْٜ ٝفجوار ْٜاُؾو٤و٤خ ٝاُؼَٔ ػِ ٠ئػطبئٜب كوٕزٜب ُِظٜٞه ُِٝزطٞهٗ .غل ًض٤و ٖٓ اُ٘بً ٣زؼبِٓٓ ٕٞغ األكواك اُن ْٛٞٔٗ ٌٕٞ٣ ٖ٣اُغَل ١ثط٤ئب ئُ ٠اُزوِ ٖٓ َ٤هلهار ْٜاُؼوِ٤خ ث٘بء ػِٗ ٠ظورُ ْٜؾغٔ ٚاُجلٗ .٢اُزؼبَٓ ٣زْ ثبَُٔز ٟٞاُؾو٤وُ ٢ولهاد اُطلَ كٓ ٢قزِق د ثٌَْ رِوبئ ٖٓ ٢فالٍ األْٗطخ اُلوك٣خ أٝ اُٞظبئقٓ ،غ روى ؽ٤ي ُِٓ ْٜلوك إلصجبد هلها ٙ اُغٔبػ٤خ. - ٙاُ٘ٔ٣ ٞقٚغ ُِ٘ٚظ ٝاُزؼِْ : ٣زْ اُ٘ٔٗ ٞز٤غخ ػبِٓ ٖ٤ئص٘: ٖ٤ أُٜٔٝب :كافِٓ ،٢ووه أٓ ٝجوٓظ ك ٢اُؼ٣ٞٚخ٣ٝ ،زؾ ٖ٤اُلوٕخ أُ٘بٍجخ ُِظٜٞه ُ٤جِؾ اُ٘ٚظ. صبٗ ٚ٤ا :ػبَٓ اُج٤ئخ ٝاُزله٣ت ٝاُزؼِْ اُنَ٣ ١بػل ثلٝه ٙػِ ٠اُ٘ٔ. ٞ ٝػِٛ ٠ناد األٍبً كإ اُزؼِْ أ ٝاُزله٣ت أُٞعُِ ٚلوك هجَ ثوٝى ٗٚغ ٚاُطج٤ؼ٢ ٌٕٞ٣عٜلا ٙبئؼب ٝأؽ٤بٗب ٓٚوا ثبُٔزؼِْ ،ألٗ٘ب ٗطِت ٓ٘ ٚأًضو ٖٓ هلهار.ٚ اُزوَ ْ٤اُؼٔؤُِ ١واؽَ اٌُْل٤خ ٓوعؼ٤خ أٍبٍ٤خ ك ٢افز٤به ٗٞع اُلوواد اُزْ٘٤ط٤خ اُز٣ ٢زٜ٘ٔٚب اُجوٗبٓظًٔ .ب إٔ ثؼ٘ أُلب ْ٤ٛأُزلاُٝخ ك ٢اُؾوًخ ٓضَ اُزؾل١ ٝأُـبٓوح ٝاالًزْبف كإ رلؼِٜ٤ب ٣قٚغ ُولهاد أُْبهً ٖ٤اُغَل٣خ ٝاُؼوِ٤خ ٝكن فٖ٤ٕٞبد ًَ ٓوؽِخ ٖٓ أُواؽَ اُؼٔو٣خ (األّجبٍ -اٌُْبكخ -أُزولّ اُغٞاُخ) .
- ٝاُ٘ٔ٤َ٣ ٞو ٝكن ٗٔٓ ٜؾلك : ح٣ .ؼ٘ ٢إٔ اُ٘ٔ٣ ٞؼوف رََِال ٗٔط٤ب هؿْ إٔ ئٕ ػِٔ٤خ اُ٘ٔ ٞرَ٤و ٝكن فطخ ٓؾلك ٓظبٛو ٙأُقزِلخ ال رَ٤و ث٘لٌ اُٞر٤وحٓ ،ضال :اُ٘ٔ ٞاُغَل ١أٍوع ٖٓ اُ٘ٔ ٞاُؼوِ ٢ك٢ أُواؽَ األ ٖٓ ٠ُٝؽ٤بح اُطلَ ٗ .لٌ اُزَََِ اُؼٔوٗ ١غل ٙك ٢أُواؽَ اٌُْل٤خٝ ،ثنُي ٣قٚغ أُ٘قوُِ ٕٞٛجوآظ اُزوث٣ٞخٝ ،كن ٛنا اُزَََِ ٓغ رؾل٣ل ٗو ٜاُزؾ ٍٞاُز٣ ٢زؾٌْ كٜ٤ب اَُٖٝ ،رزؾٌْ كٜ٤ب اُولهاد اُز ٢ثِـٜب اُلوكٓ .غ روى ؽ٤ي ُِٓ ْٜلوك ك ٢اإلػالٕ ػٖ اُ٘ٚظ اُن ١ثِـ ٚك ٢ئٛبه اُ٘ٔ ٜأُؾلك ُِٔوؽِخ. ٣زْ ٓٞاًجخ ٛن ٙاُزـ٤واد ًِٔب ثِؾ ٗٚظ ٓوؽِخ ٓؼ٘٤خ ئُ ٠كهٝرٜبٝ ،رٖجؼ ُٞؽلٛب رطِت االٗزوبٍ ئُ ٠أُوؽِخ أُٞاُ٤خ ٛ ٝ .نا ٓب ٠َٔ٣ثبُزغوثخ اٌُْل٤خ اٗزوبٍ اُلوك ٖٓ هَْ ئُ ٠آفو أ ١اٗزوبٍ ٖٓ ٌٓٗٞبد ثوآظ فبٕخ ثٔوؽِخ ػٔو٣خ ئُٓ ٠وؽِخ أًجو رزالءّ ٓغ ؽبع٤بد اُ٘ٚظ اُن ١ثِـ ٚاُلوك .
ى -اُ٘ٔ ٝ ٞاُلوٝم اُلوك٣خ : ئما ًبٕ ػِٔبء اُ٘لٌ ٣زؾلص ٕٞػٖ ٓواؽَ ٗٔٓ ٞؼ٘٤خ ٣غزبىٛب اُلوك ك ٢ؽ٤بر ٚرؼوف رْبثٜب ًج٤وا ئال إٔ رِي أُواؽَ هؿْ روارج٤زٜب ك ٢اُظٜٞه كاٜٗب رقٚغ ُلوٝم كوك٣خ رٔ٤ي ًَ ٝاؽل ػٖ ا٥فوٍٞ ، ٖ٣اء ك ٞٔٗ ٢اٍزؼلاكر ٝ ْٜهلهارٔٓ ، ْٜب َ٣زِيّ ػلّ ٓؼبٓالرْٜ 33
روث٣ٞب ٝرؼِٔ٤ب ثٌَْ ٝاؽل ٝ .رَٖ اُلوٝم اُلوك٣خ ٓبث ٖ٤األٛلبٍ أُزوبهث ٕٞك ٢اَُٖ ، كاٗٓ ْٜغ مُي ٓقزِل ٕٞك ٢االٍزؼلاكاد ٝاُولهاد أُقزِلخ . ؽٛ ٢ٚنا أُؼط ٠ثأ٤ٔٛخ ثبُـخ ك ٢أُٜ٘بط اُزوث ١ٞاٌُْلٝ . ٢ػِ ٚ٤رْ اُزوً٤ي ػِ٠ اُلوك ثٌَْ ًج٤و ٍٞاء ك ٢ر٘و٤ن اُجوآظ ٝاألْٗطخ ٝ ،فٖٕٞب ٗظبّ اُزولّ اُنارٗ -٢ظبّ اُْبهاد – أ ٖٓ ٝفالٍ رلبػَ اٍكوك ٓغ أُغٔٞػخ أ ٝأُغٔٞػبد ٝ ،رؼو٘ٙب ةٛنا اٌُزبة ك ٢كوواد ٓزؼلكح ُٜنا أُٞٙٞع اُٜبّ .
رلؼٗ َ٤ظبّ أُواؽَ مراعاة الجوانب المتعلقة بالنمو فً تنفٌذ األنشطة الكشفٌة ،تمكن القابد من االستفادة من نتابج الدراسات العلمٌة المتعلقة بالمراحل العمرٌة وخصوصا ما ٌتعلق بعلم نفس النمو. وخاصة خبلل الفترات العمرٌة المتزامنة مع ال مراحل الكشفٌة ،والتً ٌمكن تلخٌصها فً ()22 العناصر التالٌة : oمعرفة السلوك المتوقع من الطفل ومتى نتوقعه لكً نرعاه. oتقدٌم المساعدة لألطفال والمراهقٌن على تحقٌق النمو والتوافق فً كل مرحلة. oمعرفة شخصٌة الفرد فً أبعادها النفسٌة المختلفة وتركٌز االهتمام بها. oتفهم أثر المستوى االقتصادي و اإلجتماعً على عملٌة النمو. oتفهم النمو العقلً والعمل على تنمٌته بشتى الطرق الممكنة. oبناء البرام ج التربوٌة المناسبة لكل مرحلة . oاإلرشاد النفسً والتربوي لؤلطفال والشباب. مشكل العامة التً تعترض كل مرحلة والتفكٌر فً حلولها قبل oالتعرؾ على ال ا حدوثها. هذه المعلومات النفسٌة واالجتماعٌة المرتبطة بالمراحل العمرٌة ضرورٌة جدا لجمٌع القادة الذٌن ٌمارسون مهام تأطٌر الفتٌة والشباب داخل التنظٌمات الكشفٌة، وهذا ما تؤكده الحركة من خبلل تبنٌها لمفهوم المراحل العمرٌة ،وٌمكن تلخٌص مزاٌا تطبٌق تنمٌة المراحل كاألتً : oتوفٌر هٌكلة قٌادٌة مسؤولة عن كل مرحلة وتتبع نموها من جمٌع الجوانب. oتوفٌر القادة المتخصصٌن حسب كل مرحلة وتدرٌبهم ودعمهم و تأهٌلهم. oاحترام خصابص النمو عند كل فرد وتتبع مراحلها العمرٌة. oتوفٌر الوسابل المناسبة والمتبلبمة مع البرامج المخصصة لكل فبة عمرٌة. oتوفٌر المتابعة المستمرة للوحدات والقادة حسب انتمابهم لل مراحل وارفاقها بالتقوٌم المناسب. 34
المصطلحات الخاصة بالمراحل()23 المراحل المسمٌات اسم الوحدة
األشبال 11-8سنة
الكشافة 14-12سنة
فرٌق األشبال
فرٌق الكشافة
الكشاؾ المتقدم 17-15سنة فرٌق الكشاؾ المتقدم
الجوالة 22-18سنة فرٌق الجوالة
اسم الجماعة
سداسً
طلٌعة
طلٌعة
رهـط
عدد الجماعة
6أشبال
7-4كشاؾ
8-4كشاؾ متقدم
8-4جوال
مسؤول الجماعة من أعضابها
سادس
عرٌؾ
عرٌؾ
رابـد
كٌفٌة تعٌٌنه
باإلختٌار من القابد
ترشٌح من الطلٌعة و اعتماد القابد
باإلنتخاب من الطلٌعة واعتماد القابد
باختٌار الرهط
اجتماع الجماعة
أثناء اجتماعات الفرٌق و بإشراؾ القابد
بقٌادة العرٌؾ وإشراؾ القابد
بقٌادة العرٌؾ
بقٌادة الرابد
مسؤول الوحدة من أعضابها
السادس األكبر
العرٌؾ األول
العرٌؾ األول
الرابد األكبر
كٌفٌة تعٌٌنه
باإلختٌار بواسطة القابد
باختبار العرفاء و القابد
باختٌار عرفاء الطبلبع و اعتماد القابد
باختٌار رواد الرهط
مجلس الوحدة
مجلس الشورى
مجلس الشرؾ
مجلس الشرؾ
مجلس اإلدارة
اتخاذ القرار فً المجلس
القابد بالتشاور مع مجلس الشورى
القابد مع مجلس الشرؾ
اجتماعات الوحدة
إشراؾ القابد
بإشراؾ مجلس الشرؾ و القابد
مجلس الشرؾ مع القابد بإشراؾ مجلس الشرؾ و قٌادة العرٌؾ األول
مجلس اإلدارة بالتشاور مع القابد بإشراؾ مجلس اإلدارة و قٌادة الرابد األكبر
قابد الوحدة
18سنة على األقل مؤهل قابد أشبال
22سنة على األقل مؤهل للمتقدم
25سنة على األقل مؤهل للجوالة
دور القابد بالنسبة لؤلفراد
(والد) تعلٌم و رعاٌة
(أخ) إرشاد و توجٌه
(صدٌق) النصح و المشورة
20سنة على األقل نؤهل قابد كشافة (قابد) قٌادة و تعلٌم
35
تقٌٌم نظام المراحل : أشارت إحدى نشرات تنمٌة المراحل ( )20إلى األسباب التً دعت إلى طرح السٌاسة العربٌة لتنمٌة المراحل ":أن األعوام الماضٌة القلٌلة أظهرت نوعا من الخلل الذي كان ٌنبؽً على المسبولٌن عن الكشفٌة العربٌة سرعة تداركه والعمل على معالجته بما ٌضمن للحركة الكشفٌة فً الوطن العربً أن تحقق أهدافها وفقا للقواعد التربوٌة العلمٌة واألسلوب الكشفً األمثل فً التربٌة .وبطبٌعة الحال أن لكل دولة من الدول العربٌة خصوصٌتها التً تنعكس كذلك على هذه األخطاء فً التعامل مع المراحل العمرٌة أثناء الممارسة الفعلٌة لؤلنشطة الكشفٌة. نظرا ألهمٌة موضوع المراحل وعبلقته بحسن ممارسة التربٌة الكشفٌة .نورد هذه المبلحظات المنهجٌة التً تدخل بأسلوب التعامل مع المعطٌات العلمٌة ، أهمها التراخً فً تنفٌذ البرنامج الكشفًة وفق الطرٌقة التً ٌنص علٌها المنه اج نذكر منها ما ٌلً : ـ عدم مواكبة الفتٌة والشباب لؤلنشطة التً ال تتبل ءم مع أعمارهم .إذ ٌشكل استمرار فرد مثبل بقسم األشبال بعد تجاوز سنه هذه المرحلة العمرٌة .فمن الطبٌعً أن ٌنتقل إلى القسم الموالً الذي ٌتناسب مع حاجٌاته ونضجه. ـ عدم متابعة انتقال األفراد من قسم آلخر حسب سنهم ومطالب المرحلةٌ ،ضر بالمنظومة التربوٌة ،وٌفتت شمولٌتها وتكاملها وتناؼمها. مثل هذه األخطاء فً التعامل مع المنه اج الكشفً تؤدي إلى العدٌد من ال تداعٌات السلبٌة ،التً تتسبب فً تناسل أخطاء أخرى نذكر منها : oعدم التتابع المنطقً للخبرات والمهارات المقترحة لفابدة كل فبة عمرٌة ،و محددة فً المجاالت التدرٌبٌة المخصصة لكل مرحلة. ،عبر oعدم مواكبة تدرج عملٌة النضج التً تتسم بها كل مرحلة على حدة مكوناتها الجسمٌة ،العقلٌة ،النفسٌة ،االنفعالٌة ،الفكرٌة و اإلجتماعٌة . oعدم استفادة الفرد من عملٌة التفاعل التربوي المناسب خصوصا إذا كان ٌنتمً لمجموعة أفرادها ٌصؽرونه أو ٌكبرونه فً السن والتجارب والمعلومات. oتكرار نفس التجارب من طرؾ الفتٌة والشباب عندما ال ٌتم نقلهم من قسم إلى لبلنتقال إلى مساٌرة التدرج القسم الموالً حٌنما ٌبلػ الفرد السن والنضج والتسلسل المنطقً فً الخبرة والمهارة المتناسبة.
36
سوء التعامل مع المراحل العمرٌة ٌؤثر على سٌر الوحدات الكشفٌة ،وتكسر نظام التقدم الذي ٌعد من أبرز عناصر الطرٌقة الكشفٌة .تؤدي تلك األخطاء أثناء الممارسة الفعلٌة إلى شعور الفتٌة بالملل وفقدان الحماس وؼٌاب التشوٌق واإلثارة ،فٌنتهً بهم األمر إلى التسرب.
37
ٓواعغ اُلَٖ األٍٝ 1ــ اُلٍزٞه ٝاُوٞاٗ ٖ٤اُلافِ٤خ أُزجؼخ ثبُٔ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼبُٔ٤خ /روعٔخ ٝرؼو٣ق :أُ٘ظٔخ اٌُْل٤خ أُقزجو اٌُْل ٢اُزوث2003 ٞ٤ٗٞ٣ ١ٞ 2ــ ٓٔبهٍخ اٌُْل٤خ ثبُٔـوة ،هٕل ٝاهؼٜب اُؾبُٝ ٢اهزواػ ثلائَ ــ ٌّ٤ت اُوؿب١ 3ــ اُلٝه اُزوثُِ ١ٞؾوًخ اٌُْل٤خ ــ أُ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ ــ ئػلاك كٞى ١كوؿِ٢ 4ــ ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل ٢ــ اُغيء األ ٍٝــ األٍبٍ٤بد ــ اُِغ٘خ اُؼبُٔ٤خ ُِجوآظ ــ أٌُزت اٌُْل٢ اُؼبُٔ٢ - 5أَُبد األٍبٍ٤خ ُِؾوًخ اٌُْل٤خ -6كٝه اُؾوًخ اٌُْل٤خ ك ٢كػْ اُزوث٤خ ؿ٤و اُؤٍ٤خ ُِْجبٕ ــ ْٗوح ؿ٤و كٝه٣خ رٖلهٛب األٓبٕح اُؼبٓخ ــ أُ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ ــ ئكاهح ر٘ٔ٤خ اُؼ٣ٞٚخ ــ اُؼلك ٘٣ 23ب٣و 2003 ًْ ٕٞ٤ِٓ 250 -7بف ــ رأُ٤ق ٗبع ٢الىُ ٞــ روعٔخ ٝرؼو٣ت :ؽَٓ ٖ٤ؾٔٞك ــ إٔلهر ٚاٌُْل٤خ اُؼوث٤خ -8اإلهٛبٕبد األُْ٘ ٠ُٝأح اُؾوًخ اٌُْل٤خ 9ــ ًْ ٕٞ٤ِٓ 250بف ــ ٓوعغ ٍبثن 10ــ ٝص٤وخ ٓواًِ ــ اُْواًخ ك ٢اٌُْل٤خ ــ أٌُزت اٌُْل ٢اُؼبُٔ ٢األهبُ ْ٤اُؼوثٛ ٢جؼخ ث٘غبُٞه أُؼلُخ ــ أًزٞثو 2006 11ـ أُ٘ َٜاُزوث ١ٞــ ٓؼغْ ٍٓٞٞػ ٢ك ٢أُٖطِؾبد ٝأُلب ْ٤ٛاُج٤لاؿٞع٤خ ٝاُل٣لاًز٤ٌ٤خ ٝاٌَُُٞٞ٤ع٤خ ــ ْٓ٘ٞهاد ػبُْ اُزوث٤خ 12ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن 13ـ األٌٍ اُ٘لَ٤خ ُ٘ٔ ٖٓ ٞاُطلُٞخ ئُ ٠اُْ٤قٞفخ ــ كًزٞه كإاك اُج ٢ٜاَُ٤ل كاه اُلٌو اُؼوة١ - 14ػجل اٌُو ْ٣ؿو٣ت -أُ٘ٓ َٜؼغْ ٍٓٞٞػ ٢ك ٢أُٖطِؾبد ٝأُلب ْ٤ٛاُج٤لاؿٞع٤خ ٝاُل٣لاًز٤ٌ٤خ ٝاٌُُٞٞ٤ع٤خ ْٓ٘ٞهاد ػبُْ اُزوث٤خ. -15ألٌٍ اُ٘لَ٤خ ُ٘ٔ ٖٓ ٞاُطلُٞخ ئُ ٠اُْ٤قٞفخ ــ كًزٞه كإاك اُج ٢ٜاَُ٤ل كاه اُلٌو اُؼوة١ ٗ -16لٌ أُوعغ اَُبثن ٗ - 17لٌ أُوعغ اَُبثن -18أُواؽَ اَُ٘٤خ ك ٢اُؾوًخ اٌُْل٤خ ــ ْٗوح ر٘ٔ٤خ أُواؽَ ــ األٓبٗخ اُؼبٓخ ُٔ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ ــ ئكاهح ر٘ٔ٤خ أُواؽَ ــ اُؼلك اُضبٗ ٢ــ كجوا٣و2000 - 19ر٘ٔ٤خ أُواؽَ ــ ْٗوح رٖلهٛب ئكاهح ر٘ٔ٤خ أُواؽَ ــ األٓبٗخ اُؼبٓخ ــ اُؼلك األ٘٣ ٍٝب٣و 2000 -20ػِْ اُ٘لٌ اُ٘ٔ ٞــ ؽٔ٤ل ىٛوإ ــ ػبُْ اٌُزت ــ 1977ــ ٓ 65 - 21ك .أؽٔل أٝىٓ -١ؼغْ أٍُٞٞػُ ٢ؼِ ّٞاُزوث٤خ ْٞ٘ٓ 2006هاد ٓغِخ ػِ ّٞاُزوث٤خ -22كُ َ٤ر٘ٔ٤خ أُواؽَ اٌُْل٤خ – ٗظبّ أُواؽَ.ّ -ى.ع -األٓبٗخ اُؼبٓخ ٓ .4-9 ٗ -23لٌ أُوعغ اَُبثن 38
الفصل الثانً
المنهاج التربوي الكشفً
39
المنهاج التربوي الكشفً االرهاصات األولى لبناء المنهاج التربوي الكشفً انطلقت فكرة تأسٌس الحركة الكشفٌة من حاجة ملحة وهً تؽٌٌر أوضاع المجتمع المزرٌة ،و بالخصوص لدى فبة الشباب الذٌن تأثروا باألحداث واألوضاع التً آلت إلٌها الحروب التً شاركت فٌها انجلترا خبلل السنوات األولى من القرن .20وكانت بمثابة إعبلن عن إبداع منهاج تربوي جدٌد. بعد ؼٌاب طوٌل عن بلده الحظ " بادن باول" عند عودته أن األوضاع االجتماعٌة بلؽت درجة عالٌة من التدهور مما أدى به إلى الشعور بالصدمة لما شاهده فً أحٌاء مدٌنة لندن الؽارقة فً شتى مظاهر الفقر و الفاقة و البؤس و الجرٌمة و مختلؾ المشاكل االجتماعٌة .و بعد هذه النظرة الصادمة للوضعٌة بشكل معمق و شامل ،استنتج أن المجتمع تفشت فٌه العدٌد من المظاهر و السلوكات المخربة .مثل طؽٌان الظلم و التحاٌل و انعدام التضامن و ؼٌاب الحس بالمواطنة ،والتخلً عن القٌم اإلنسانٌة و الدٌنٌة و الوطنٌة النبٌلة التً عادة ما توحد أفراد المجتمع و تضمن تماسكهم .من بٌن أهم المظاهر التً استرعت اهتمامه موضوع شخصٌة الفرد داخل المجتمع االنجلٌزي خبلل تلك الحقبة من الزمن ،و التً استولت علٌها األنانٌة و البحث عن الثراء السرٌع والنفاق و انعدام األخبلق و عدم احترام الذات و اآلخرٌن.)1(... هذه األوضاع األخبلقٌة و التربوٌة جعلت المجتمع ٌسٌر فً اتجاه سلبً ،مما أدى إلى تراكم المشاكل و انصهار بعضها مع بعض و تولدت عنها ظواهر اجتماعٌة خطٌرة، و تداعت عنها أخطار كثٌرة هددت المجتمع و هددت األفراد الذٌن ٌكونون المجتمع. فً سٌاق هذه الوقابع و األحداث ،و أمام هذه األخطار كان "بادن باول" من بٌن الذٌن صدمهم الواقع المزري و بادروا إلى دراسته و البحث عن األسباب و الدوافع التً جعلت اإلنسان ٌنحدر إلى هذا المستوى ،و جعل المجتمع تسري فٌه هذه األمراض و الفٌروسات االجتماعٌة التً ال تعٌش و ال تتكاثر إال فً أحضان مجتمع مرٌض. نظرا لقوة شخصٌته و عزٌمته الصلبة ،و عدم تقبله لؤلخطاء و الهفوات وعدم قبوله التعاٌش معها ،و بناء على رؼبته العارمة فً التؽٌٌر إلى األفضل .وظؾ جل معطٌات ركامه المعرفً و تجاربه الؽنٌة بالمواقؾ اإلنسانٌة .اهتدى إلى وسٌلة كان مؤمنا من نجاعتها فً تصحٌح هذه النقابص الذي ٌعٌشها المجتمع ،أال وهً :تعلٌم المواطنٌن" و هذه المرة بطرٌقة مؽاٌرة للنظم التربوٌة والتعلٌمٌة المتبعة آنذاك ،بأسلوب ؼٌر مألوؾ لما تقوم به مختلؾ المؤسسات المساهمة فً التنشبة اإلجتماعٌة لؤلفراد.
40
فكر" بادن باول" فً حل مشكلة المجتمع و بالخصوص ما ٌتعلق بفبة الشباب لما تمثله من دور هام داخل النسٌج المجتمعً .فركز اهتمامه على تحسٌن أوضاع المجتمع من خبلل تحسٌن ظروؾ األفراد(.)2 فكان علٌه أن ٌضع منهاجا ًا مخالفا ًا للمنهاج السابد و المتبع من طرؾ المؤسسات سواء النظامٌة الرسمٌة أو ؼٌر الرسمٌة كً ٌصل إلى الهدؾ الذي رسمه ،و افترض أنه هو المنهاج الكفٌل لحل تلك المعضبلت. كانت انطبلقته لتجاوز الهفوات و األخطاء التً صاحبت النظام التعلٌمً المتبع آنذاك و باقً المؤسسات .فركز على مفهوم" تنمٌة الشخصٌة" من خبلل اكتسا ب الفرد السلوكٌات المقبولة اجتماعٌا ًا و نبذ الممارسات المرفوضة ،عبر تنمٌة الخٌر داخل اإلنسان بدل الشر الذي تسرب إلٌه ،بأسلوب تربوي جدٌد. المكونات األساسٌة المعتمدة فً نسج المنهاج التربوي الكشفً نابعة من األفكار التً كان ٌؤمن بها " بادن باول" والتً سعى بنفسه إلى تحقٌقها والمتمثلة فً فكرة محورٌة وهً " :تنمٌة المواطن الصالح الذي سٌساهم فً تحسٌن المجتمع " والمواطن الصالح هو الشخص السعٌد ،النشٌط ،النافع .و بذلك اختلؾ " بادن باول " تماما ًا مع أصحاب الرأي الذي ٌقول " :المجتمع الصالح ٌنتج مواطنا ًا صالحا " .بما أنه وقؾ على حقٌقة مفادها أن المجتمع لم ٌعد صالحا ًا لٌنتج المواطنٌن الصالحٌن .فعمل بقناعته هذه على قلب المعادلة ،فتوجه إلى خٌار آخر هو االهتمام بالفرد الذي ٌستطٌع أن ٌؽٌر األوضاع الفاسدة داخل المجتمع .و بعد ذلك ٌستطٌع المجتمع الصالح أن ٌنتج أفراداًا صالحٌن. كونه من خبلل تجاربه إٌمان " بادن باول " بالفرد كان نابعا ًا من اعتقاد راسخ َّ بأدؼال إفرٌقٌا مفاده أن " كل طفل ٌحمل بداخله طاقة كامنة تمكنه من النمو لٌكون شخصا ًا مستقبلًا و مهتما ًا باآلخرٌن" ( )3لكن استخراج الطاقات الكامنة عند الطفل كانت تتطلب رؼبة ذاتٌة وانجذاب حقٌقً نحو الفقرات المؤدٌة للهدؾ ،دون إلزام من طرؾ الراشدٌن ،و هذا ما ٌسمٌه بالتربٌة الذاتٌة الموجهة بالقٌم األخبلقٌة النابعة من الذات فً جو من اإلثارة و التشوٌق و اإلنجداب. إذن ماهً الخصابص الفردٌة التً افترضها " بادن باول" و سعى إلى اعتمادها لتحقٌق األهداؾ التً ستقوي شخصٌة الفرد الفاعل الذي سٌساهم فً إصبلح المجتمع؟ لتحقٌق ذلك لم ٌكن أمامه سوى إعداد أنشطة برنامج متمٌز ،تتضمن تقنٌات تعمل على توجٌه طاقات و قدرات الشباب عبر تحمل المسؤولٌة .مسؤولٌة نفسه كفرد و مسؤولٌته تجاه اآلخرٌن .وذلك عبر مراحل عمره المتتالٌة التً تواكب عملٌة النمو الطبٌعً للكابن البشري. 41
تحقٌق ذلك ٌتطلب توفٌر المعطٌات التالٌة : تولٌد الحماس و الرؼبة لدى األفراد للمشاركة فً األنشطة المقترحة. و جود الفضاء و الطرٌقة الرحبة المتصاص الحماس و الرؼبة. o وجود اإلثارة و المتعة التً تولد الرؼبة فً االستمرار. o تلبٌة الحاجٌات المتتالٌة المتبلبمة مع االهتمامات و المراحل العمرٌة. o وجود منظومة قٌم واضحة و ؼٌر متناقضة. o انفتاح انسانً ؼٌر محدود. o ٓل ّٜٞأُٜ٘بط اُزوث ١ٞاٌُْل٢ كلمة منهج أو منهاج ٌعترٌها نوع من االلتباس عند التداول ،وفً هذا البا ب أكد الدكتور أحمد أوزي فً كتابه << :المعجم الموسوعً لعلوم التربٌة>> على ضرورة التمٌٌز بٌن ثبلثة مفاهٌم مرتبطة بهذه اللفظة تفادٌا لكل التباس ،والتً تضم كلمة المنهج أو المنهاج والمناهج التربوٌة والمنهاج الدراسً .curriculum أوضح أن لفظة ــ المنهج أو المنهاج ــ تدل على الطرٌق الصحٌح، وبالخصوص الطرٌق المتبع فً البحوث العلمٌة ،عبر مجموعة من العملٌات التً تقود الفكر إلى قضاٌا محددة لبلوغ نتابج علمٌة من خبلل العملٌات المنهجٌة المؤدٌة إلى حقابق ثابتة. أما المفهوم الثانً ،المنهاج أو المناهج البٌداؼوجٌة pédagogiquesفإنها تطلق على مجموع الوسابل المستخدمة لبلوغ أهداؾ تربوٌة معٌنة ،وهذه الوسابل تختلؾ باختبلؾ الهدؾ التربوي الذي نسعى تحقٌقه.
Les méthodes
وٌؤكد الدكتورأوزي أن الوسابل تختلؾ حسب الفبة العمرٌة للمستهدفٌن. وٌؤكد أن مفهوم المناهج التربوٌة أو البٌداؼوجٌة تطلق عادة على الطرابق التً ابتكرها فبلسفة التربٌة كما هو الشأن لدى منهاج فروبل ،ومنهاج منتسوري، ومنهاج دٌوي ومنهاج دوركلً... وٌأتً المفهوم الثالث "المنهاج الدراسً" أوالكورٌكولوم curriculumوٌحٌلنا الدكتور أوزي على التعرٌؾ الذي أورده " مٌاالري" فً كتابه :البٌداؼوجٌة العامة ،تعرٌؾ دي النشٌر ،حٌث ٌشٌر إلى التعرٌؾ التالً" : المنهاج الدراسً جملة من األفعال التً نخططها الستثارة التعلٌم ،فهو ٌشمل تجدٌد أهداؾ التعلٌم ومضامٌنه وطرقه وأسالٌب تقوٌم مواده الدراسٌة بما فٌها الكتب المدرسٌة .كما ٌشمل بهذا المعنى " :مختلؾ االستعدادات المتعلقة بالتكوٌن المتبلبم للمتعلمٌن " ()4
Le
42
بعد سرد هذه المفاهٌم الثبلثة للفظة منهاجٌ ،مكننا أن نقرب مفهوم "المنهاج التربوي الكشفً" إلى ذهن القارئ ،بدءا بالمفهوم األول للفظة والذي ٌدل على العملٌات التً ٌنهجها الباحث والتً توجهه لبلوغ نتابج علمٌة .وفً مجال موضوعنا لٌس لهذا المفهوم ارتباط مباشر ،لكن المفهوم الثانً " المناهج البٌداؼوجٌة " والمفهوم الثالث "المنهاج الدراسً" لهما ارتباط وثٌق بالمفهوم الذي نحن بصدد تحدٌده وتوضٌحه. فمفهوم المنهاج التربوي الكشفً ٌجمع بٌن المفهومٌن ،وذلك راجع للعناصر التالٌة :أن التربٌة الكشفٌة تضم مجموعة الوسابل لبلوغ أهداؾ تربوٌة حسب الهدؾ الذي حددته الحركة ألسلوبها .وبما أن هذا األسلوب ٌعتمد على طرٌقة مبتكرة جدٌدة فً مجال التربٌة ؼٌر النظامٌة ،فإنها طرٌقة تستند إلى منهاج بٌداؼوجً ٌحدد أهدافها ووسابلها وؼاٌاتها .والمنهاج التربوي على اعتبار أنه طرٌقة ممٌزة فً التربٌة فإنه ٌتقاطع مع المنهاج الدراسً Le curriculumفً العدٌد من العناصر لكونه ٌشمل أهداؾ للتعلم وٌضم مضامٌن تنشٌطٌة مترابطة فٌما بٌنها ،كما ٌشمل أسالٌب التقوٌم للتأكد من نجاعة عملٌات التعلم التً تتاح للفرد .كما أن المنهاج التربوي الكشفً ٌعتمد على مواد تنشٌطٌة هادفة وفق المنهاج تحتوٌها الكتب المرجعٌة لتنفٌذ األسلوب التربوي الكشفً الذي ٌشرؾ على إعداده ومواكبته خبراء بٌداؼوجٌٌن من مختلؾ دول العالم(.)5 ٌعرؾ المنهاج Curriculumبكونه ":مجموع تجارب الحٌاة الضرورٌة – العلمٌة والثقافٌة للنمو"( )6وبتوضٌح أكثر " :هو مجموع الخبرات التربوٌة واإلجتماعٌة والفنٌة والصحٌة والقومٌة والدٌنٌة وؼٌرها ،التً ته ٌّؤها المؤسسة التربوٌة ألفرادها سواء داخل المدرسة و خارجها بهدؾ تحقٌق النمو الشامل لهم، ()7 وتوجٌه و تعدٌل سلوكهم فً ضوء األهداؾ التربوٌة المحددة لهذا الؽرض" ٙٝغ ٌٓٗٞبد أُٜ٘بط اُزوث ١ٞاٌُْل ،٢ػِٔ٤خ ر٘طِن ٖٓ رؾل٣ل اُؾبع٤بد اُؾو٤و٤خ أُزؼِوخ ثبُْو٣ؾخ أَُزٜلكخ ؽَت ٓواؽِٜب اُؼٔو٣خ ٝؽَت ٓزطِجبد أُؾٜ٤ ٓ ٝب ٣زطِج٤ٍ ٚبم رؾٞالد اُؼٖو .أ ١اُو٤بّ ثزؾل٣ل اُؾبع٤بد ٝكن ٓالءٓزٜب ُٔب ٣غت إٔ ٌٕٞ٣ػِ ٚ٤اُْبة ٝاُلز ٠أُؼبٕو هٖل ئػلاكَُِٔ ٙزوجَ. كما أن مفهوم المنهاج التربوي الكشفً ٌضم مختلؾ االستعدادات المتعلقة بالتعلم المتناسب مع حاجٌات الفرد حسب مرحلته العمرٌة وحسب ظروفه التربوٌة
43
واالجتماعٌة .على اعتبار أنه منهاج ٌنتمً بحكم أسلوبه إلى صنؾ التربٌة ؼٌر النظامٌة التً تدعم وتكمل األهداؾ التربوٌة التً ٌتبناها المجتمع. وبذلك ٌمكننا القول أن :المنهاج التربوي الكشفً من الناحٌة البٌداؼوجٌة ٌتوفر على كل الشروط المعرفٌة والمنهجٌة التً ٌتطلبها كل أسلوب تربوي ( ،)8وإذا كان أي لبس فً المفهوم فٌبقى مرتبط بأسلوب تنفٌذ هذا المنهاج على أرض الواقع . وهذا هو السبب الذي ٌجعل تجربة التربٌة الكشفٌة تختلؾ نتابجها بٌن دولة وأخرى، لكون االختبلؾ ٌكون أساسا فً الفهم وفً أسلوب التنفٌذ. إلعداد منهاج تربوي تكوٌنً قادر على استٌعاب كل مكونات المجتمع و تقلبات العصر واستٌعاب حاجٌات الفردٌ ،تطلب استحضار جل هذه المكونات قصد ترجمتها إلى فقرات تكون البرنامج .مكونات المنهاج تتضمن آلٌة لقٌاس مدى مبلءمة الفقرات مع تحقق األهداؾ .أي القدرة على تقدٌر الوضعٌة الراهنة التً ٌكون علٌها المستفٌد مع الوضعٌة المطلوبة و المتوخى بلوؼها(. )9 ٌعتبر "المنه اج الكشفً" المحور التربوي الذي تستند علٌه جل مكونات البرنامج الكشفً بمختلؾ أنشطته الموجهة لكل فبة عمرٌة حسب تصنٌؾ ال مراحل وذلك وفق المحددات التً تحدد لكل مرحلة فبة عمرٌة متقاربة بناء على التصنٌفات التً توصل إلٌها علم النفس كاآلتً : oعلى ضوبها ٌؤدي (األشبال ،الكشافة ،المتقدم ،الجوالة) أنشطهم الخاصة بكل فبة ،والتً تتناسب مع مراحل نموهم و حسب جنسهم. oتتبلءم مع القدرات البدنٌة والعقلٌة واالجتماعٌة والروحٌة ...الخاصة بكل فرد و كل جماعة. oحرٌة اختٌار واسعة حتى ٌتمكن الشباب و الفتٌة اختٌار فقرات أنشطتهم بأنفسهم قصد تلبٌة حاجٌاتهم و رؼباتهم الفردٌة و اإلجتماعٌة. oعناصر التشوٌق واإلثارة والتحدي التً تؽلؾ األنشطة التً ٌتضمنها البرنامج وفق انتظارات األفراد ،وممارستها بإٌجابٌة حتى تحقق لهم السعادة ،وتحقق الحركة الكشفٌة هدفها التربوي ()10
المنهاج من البناء إلى التنفٌذ رصد مختلؾ المراحل التً واكبت انطبلق فكرة الحركة الكشفٌة ،لتفكٌك جل مبلبسات النشأة األولى لهذه المنظومة التربوٌةٌ ،تبٌن لنا أنها انطلقت على أساس مستوٌٌن:
44
أ -المستوى األول: تراكم التجارب الحٌاتٌة و التربوٌة والفكرٌة لذات فاعلة مبدعة عاٌشت كل مراحل الخبرة والمعرفة عبر تفاعبلتها المتعددة ،و رصدتها من خبلل قدرتها على التقٌٌم و التحلٌل و البحث عن البدابل .هذا التراكم المحدود فً الزمان و المتسع فً المكان استطاع صاحبها أن ٌقدم مبلمح منظومة تربوٌة جدٌدة ،تمكن أن ٌقنع الباحثٌن التربوٌٌن و اآلباء و الساسة ومختلؾ المهتمٌن بالقضاٌا التربوٌة على أنها أفكار لها القدرة فً استٌعاب القضاٌا التربوٌة والتكوٌنٌة المتعلقة بالفتٌة و الشباب ،و أن لها مرجعٌة بٌداؼوجٌة -سعت آنذاك -لتؽطٌة النقابص المنهجٌة ،وإلى إٌجاد حلول للمشاكل التربوٌة التً كانت تعانً منها هذه الفبة ()11 العمرٌة فً تلك المرحلة فبعد نضج الفكرة انتقلت إلى عملًٌ التنظٌم والتعدٌل المنهجً ،التً أدت إلى بلوغ كون أسلوبا ًا متمٌزاًا ضمن الطرق الحٌة المتبعة مرحلة التأسٌس لطرٌقة تربوٌة ،تطورت ل ُت ّ فً المجال التربوي ،مهتمة بتخصص ٌرتكز على تربٌة وتكوٌن و تأطٌر الفتٌة والشباب خبلل أوقات الفراغ .وانتهى أمرهذه األفكار إلى إنشاء أكبر تنظٌم شبابً عالمً ٌسٌر بأسلوب دقٌق ،سواء فً تسٌٌره اإلداري أو فً مواكبته للقضاٌا التربوٌة و اإلجتماعٌة و الثقافٌة الكبرى .أدت إلى وضع هٌاكل عالمٌة موزعة على تنظٌمات إقلٌمٌة ووطنٌة ومحلٌة، لتضمن لنفسها التوسع المجالً لنشر أفكارها على أوسع نطاق. ب -المستوى الثانً: خبلفا ًا لما تعرفه خطوات بناء المنهاج ،و التً عادة ما تتم عبر تحدٌد المرجعٌة األساسٌة التً تستحضر المقومات الوطنٌة و الدٌنٌة و الثقافٌة للمجتمع ،و ٌشرؾ علٌها قطاع مسؤول بشكل رسمً ،لكً ٌقوم بالتركٌز على المبادئ األساسٌة و ترجمة فلسفة ()12 المجتمع والسعً إلى إبراز قٌمه و مثله العلٌا وتشخٌصها من خبلل التوجهات الرسمٌة التً تكون المرتكز األساسً فً بناء المنهاج الذي تخضع له جل المستوٌات البلحقة، وتسعى إلى التبلؤم معه و عدم الخروج عن الخطوط التً رسمها .أ ّما المنهاج التربوي الكشفً فقد انبنى على أساس إنسانً صرؾ ،بعٌداًا عن مختلؾ المعاٌٌر التً تمٌز بنً البشر عن بعضهم البعض. مبلمح المنهاج التربوي الكشفً :
45
اج هو الذي ٌنظم خطة البرنامج الذي تسمٌه الحركة الكشفٌة بنظ ـام المنه التقدم ،أو نظام الشارات ( الكفاٌة والهواٌة) ( )13النظام الذي ٌواكب خبلله الشاب أو ـ الفتى مكونات الحٌاة الكشفٌةٌ .كون بمثابة المحرك للفرد كً ٌصبح مشاركا بنفسه فً بناء المعارؾ حسب المجاالت المكونة لمضمون و شروط الحصول على شارات التقدم ، مع تفعٌل جٌد لكل مكونات الطرٌقة الكشفٌة .بذلك فإن المنه اج ٌمثل الحد األدنى الذي ٌجب أن ٌمارسه أعضاء المراحل الكشفٌة بها ٌضمن الممارسة المخططة( ،التً ٌمكن قٌاسها وتقوٌمها) للمعارؾ والمهارات واالتجاهات المطلوب اكتسابها خبلل فترة محددة من الوقت ( ،)14بدافع ذاتً من طرؾ الفرد. ٌدخل المنه اج الكشفً ضمن الطرابق النشٌطة الفاعلة ( )Méthodes actives الطرق البٌداؼوجٌة التً تجعل من الطفل صانع معرفته الخاصة ،حٌث ٌوضع فً ظروؾ تسمح له باكتشاؾ المعرفة عوض فرضها علٌه. نورد تعرٌفٌن خاصٌن بالمنه اج فً صورته النشٌطة الفاعلة ،المتماثلة إلى حد كبٌر مع المنه اج الكشفً ،لتوضٌح التماثل بٌن األ سلوبٌن فً تحدٌد معالم البرنامج الكشفً الذي ٌمارسه الفتٌة والشباب على أرض الواقع: األول" :الطرٌقة النشٌطة هً التً تجعل المتعلم فاعبل إرادٌا ونشٌطا وواعٌا بتربٌته الخاصة ،حٌث ٌصبح المتعلم مربٌا لنفسه. والمعاٌٌر التً تستند إلٌها الطرابق النشٌطة هً: )1النشـــاط :أي أن المتعلم ٌبلحظ وٌلعب وٌعالج بنفسه وٌبتكر. )2الحريـــة :حٌث أن المتعلم ٌمتلك حق المبادرة. )3التربٌة الذاتٌة :وتفٌد النشاط الذاتً واتخاذ القرارالشخصً واإلستقبللٌة. ثانٌا " :تعتمد هذه الطرابق" على المبادئ التالٌة : .1تسعى على تكوٌن أطر متعودة على اقتراح أشكال جدٌدة من العمل واألنشطة مثل (خدمات ،استقصاءات ،عروض ،مبادراتٌ ) ...عدها وٌقدمها األفراد بأنفسهم .2تجعل الفرد صانعا لمعرفته ،وذلك من خبلل مشاركته وإطبلعه على الوثابق واستؽبللها والعمل داخل الجماعة. .3العمل داخل الجماعة ،وهً عبارة عن مجتمع صؽٌر قادر على تسٌٌر نفسه بنفسه، وفق قوانٌنه ومعاٌٌره الخاصة ،والعٌش بشكل تعاونً. .4إنشاء عبلقات داخل الوسط االجتماعً وخارجه ،وذلك من خبلل المشاركة فً التجمعات واللقاءات واستمرار العبلقة عبر المراسبلت بكل وسابلها ووسابطها الحدٌثة 46
.5تعلم التعلم ،يجعل الفرد ٌشعر بالحاجة إلى معرفة العالم الذي ٌحٌط به. ٌتبٌن من خبلل هذا التعرٌؾ مدى تشابه المنهاج الكشفً مع الطرابق الحٌة النشٌطة الفاعلة. فً السابق كان التربوٌون والخبراء والمهتمٌن بالكشفً ة ٌعرفونه بالصٌؽة التالٌة " :المنه اج الكشفً هو ذلك الجزء من البرنامج الذي ٌطلق علٌه اسم نظام التقدم أو نظام الشارات (الكفاٌة والهواٌة) وهو ٌمثل الحد األدنى الذي ٌجب أن ٌمارسه أعضاء للمعارؾ التً ٌمكن قٌاسها-المراحل الكشفٌة بما ٌضمن الممارسة المخططة والمهارات واالتجاهات المطلوب اكتسابها خبلل فترة محددة من الوقت بالدافع الذاتً (. )15 تحقٌقا للهدؾ التربوي للحركة أصبح الخبراء ٌعرفونه بأسلوب أكثر علمٌة ودقة كالتالً" :المنه اج الكشفً هو ذلك األسلوب التربوي الذي ٌهدؾ إلى إعداد أفراد ٌتسمون بصفات معرفٌة ووجدانٌة و مهارٌة تؤهلهم لتحقٌق نموهم الشامل جسمٌا وعقلٌا ووجدانٌا وخلقٌا وسلوكٌا ودٌنٌا عملٌات التوجٌه واجتماعٌا ،كما تؤهلهم للتحلً بالسلوك القوٌم الذي ٌمثل حصٌلة ي العام الذي المؤدي إلى حسن تكٌفهم مع البٌبة والمجتمع الذي ٌمثل اإلطار القٌم تتضمنه ثقافة المجتمع مع مراعاة الخصابص السنٌة للمراحل األربعة (أشبال-الكشاؾ- (. )16 المتقدم-الجوالة) و ٌمكن أن نضع تحدٌدا للمنهاج الكشفً من خبلل مقارنته مع مكونات المنهاج (. )17 فً منظوره العام ،عبر خطواته التالٌة .1تخطٌط مسبق لعملٌة التعلم ،تتضمن األه داؾ والمبادئ والمحتوٌات واألنشطة و الوسابل والتقوٌم. .2المفهوم الشامل الذي ال ٌقتصر على المحتوى فقط ،بل ٌنطلق من األهداؾ والمبادئ لتحدٌد الطرٌقة ومكونات البرنامج الكشفً. .3بناء منطقً لعناصر المحتوى ،الذي يتم على شكل وحدات ،بحٌث تتطلب عملٌة التحكم فً وحدة معٌنة ضرورة التحكم فً الوحدات السابقة ،وفق تنظٌم منطقً مترابط المكونات. .4تنظٌم العناصر والمكونات بشكل ٌمكن من بلوغ الؽاٌات والمرامً من فعل التعلم. ونستنتج أن المنه اج الكشفً ٌستمد وٌنبثق من المنه اج الحدٌث بمفهومه العام. وٌمكن أن نصنفه بأنه سلسلة من الوحدات موضوعة بكٌفٌة تجعل تعلم كل وحدة تتم انطبلقا من فعل واحد ،شرٌطة أن ٌكون الفرد المستفً د قد تحكم فً (القدرات) الكفاٌات الموصوفة فً الوحدات (المجاالت) المخصصة السابقة داخل المقطع. 47
ٌؤكد المنه اج الكشفً فً بنابه أربع خطوات هامة ،كما تؤكد الدراسات التربوٌة والسٌكولوجٌة على نفس الخطوات التً ٌنبن ي علٌها المنه اج فً مفهومه العام ،وهً كاآلتً: oتحدٌد أهداؾ المنه ـاج oاختٌار خبرات المنه اج oتنظٌم خبرات المنه ـاج oتقويــم المنه ـــاج
48
نقدم رسما توضٌحٌا مبسطا لخطوات تنفٌذ المنهاج التربوي الكشفً :
تعرٌؾ الحركة الكشفٌة الدور التربوي المبادئ -األهداؾ
حاجٌات المجتمع حاجٌات الفرد -النفسٌة
-الجسمٌة
-االجتماعٌة
-العقلٌة
إنشاء الفرقة الكشفٌة : بنٌة االستقبال -التواصل مع المحٌط
المناخ التربوي -األطر التربوٌة
الفبة المستهدفة ( حسب السن والجنس ) زهرات مرشدات دلٌبلت -رابدات
أشبال كشافة كشاؾ متقدم -جوالة
الطرٌقة الكشفٌة حٌاة الخبلء القانون والعهد اإلطار الرمزي نظام المجموعات التعلم بالممارسة -الراشدون -نظام التقدم الذاتً
محتوى البرامج الكشفٌة أنشطة المجموعات الصؽرى -األنشطة الجهوٌة الوطنٌة
أنشطة الفرق -األنشطة الدولٌة والعالمٌة
التكوٌن المتسلسل -عبر المراحل -للراشدٌن التكوٌن المحلً -التكوٌن الوطنً
التكوٌن الجهوي -التكوٌن الدولً
49
خصوصٌات المنهاج: ٌتصؾ المنهاج التربوي الكشفً ببعض الخصوصٌات التً تمٌزه عن ؼٌره من المناهج التربوٌة ،نظرا لطبٌعة هذا التنظٌم العالمً ،نذكر منها ما ٌلً : الخصوصٌة اإلنسانٌة : تم وضع المنهاج التربوي الكشفً على أسس إنسانٌة عامة ومجردة تماما ًا من أي انتماء جؽرافً أو تارٌخً أو عرقً أو لؽوي ،أو أي نمط من أنماط اإلنتماءات التً تجعل بنً البشر ٌتوزعون إلى شٌع وقبابل و مناطق و أوطان وقومٌات وؼٌرها. فقد كان االعتبار األول و األخٌر هو اإلنسان و ال شًء ؼٌر اإلنسان ،مرفقا بإمكانٌة احترام هذا اإلنسان فً اختٌاراته و اتجاهاته .فقد وضع المنهاج على أساس إنسانً ٌحترم طبٌعة اإلنسان فً حقه فً االختبلؾ فً تنوع الثقافات و االتجاهات. المنهاج التربوي الكشفً ٌتسم بالشفاف ٌّة والوضوح ،كونه منهاج ٌستهدؾ سعادة أي خلفٌات خفٌة ؼٌر واضحة ،تسعى إلى الكابن البشري و الحفاظ على النوع دون ّ تسرٌب مفاهٌم و قٌم ؼٌر معلنة ألهداؾ ؼٌر معلومة .والستبعاد تلك المفاهٌم عن المنهاج ركزت الحركة على أسس أهمها : oترسٌخ القٌم اإلنسانٌة الخالصة المجردة عن عناصر التمٌٌز التً ٌعرفها اإلنسان والتً تعطً انتماءاته الدٌنٌة و العرقٌة و الجؽرافٌة و الوطنٌة... oاحترام اإلنسان كإنسان كٌفما كانت وضعٌته و ظروفه ،كً ٌظل فً صورة التكرٌم التً ٌستحقها اإلنسان.
الخصوصٌة العالمٌة :
ٌمكن تسمٌة المنهاج التربوي الكشفً بأنه ـ منهاج تربوي عالمً ـ لكونه ٌركز على أسس ومحاور مشتركة بٌن البشر ،تتعدى المحلٌة لتنفتح على الناس أٌنما وجدوا، مع احترام تام لخصوصٌاتهم وقٌمهم وتقالٌدهم وثقافتهم الممٌزة .وفً إطار مفهوم العولمة الشامل الذي أصبح ٌضع ٌدٌه على أؼلب مجاالت الحٌاة اإلنسانٌة ،بدأت تظهر بعض اآلراء تدعو إلى عولمة المناهج ( ) ـ المنهاج العالمً ـ الؽاٌة منه هو تربٌة الشباب على مبادئ إنسانٌة محضة بعٌدة عن التقسٌمات العرقٌة والسٌاسٌة ،وتتجاوز التقسٌمات المحلٌة واإلقلٌمٌة ،لتكون قاسما مشتركا ٌجمع بٌن قٌم ومبادئ سابر البشر.
50
المنهاج الكشفً بهذه الصفة ٌوازن بٌن الهوٌة المحلٌة بخصوصٌاتها وتمٌزها وبٌن الهوٌة اإلنسانٌة من خبلل االنفتاح على اآلخر كٌفما كانت درجة االختبلفات بٌنهم. إنه منهاج صمم على أسس ومحاور تتعدى حدود المحلٌة واإلقلٌمٌة ،وتنخرط فً مواضٌع تمثل القاسم المشترك فً كل مكان ولجمٌع سكان العالم .وهدا هو االتجاه التً توجهت إلٌه الحركة الكشفٌة والزالت تسٌر على منواله فٌما ٌتعلق بالمنهاج التربوي الكشفً ،الذي ٌشرؾ علٌه خبراء متخصصون ٌتابعون خطوات التنفٌذ وٌسهرون على تعدٌله و أؼنابه بما ٌتطلبه العصر مواكبة للتحوالت التً ٌعرفها المشهد التربوي المعاصر .فً إطار منظمة عالمٌة متمٌزة بالحٌاد التام على كل مظاهر الصراعات التً تفرق بنً البشر. الخصوصٌة المحلٌة: احترام خصوصٌة البٌبة من أهم اإلجراءات التً تمٌز ممارسة الكشفٌة، اإلجتماعٌة التً تحٌط الفرد الممارس لؤلنشطة الكشفٌة ،عبر تلبٌة احتٌاجات الفتٌة و الشباب وفق تمثبلنهم وتصورات للعالم عبر احترام خصوصٌة المحٌط اإلجتماعً و البٌبً .فٌبقى واقع المحٌط اإلجتماعً والبٌبً الذي ٌعٌشون فٌه، أمراًا ٌتطلب مراعاته و تقدٌره خبلل تمرٌر المفاهٌم المكونة ألي فقرة من الفقرات التكوٌنٌة للبرنامج الكشفً. ٌتضمن المنهاج التربوي الكشفً مجموعة من القواعد األساسٌة التً تؤطر الممارسة الكشفٌة فً شمولٌتها .وٌبقى لكل جمعٌة وطنٌة حٌز مهم من الحرٌة للتصرؾ فٌما ٌتناسب مع الخصوصٌات االجتماعٌة المحلٌة .إذ نجد أن بعض الجمعٌات الوطنٌة توجه أنشطتها للذكور فقط ،وأخرى توجهها للجنسٌن دون اختبلط .بناء على خصوصٌاتها االجتماعٌة التً ترسخت تقالٌدها على مبدأ الفصل بٌن الجنسٌن .وال ٌعتبر ذلك خرقا للقواعد األساسٌة ،رؼم أن الحركة عالما تؤمن بالمشاركة الفعالة واإلٌجابٌة للجنسٌن تمشٌا مع أسالٌب التربٌة الحدٌثة. وفٌما ٌتعلق باألمور المشتركة فً المنهاج ،التً تحقق المطالب األساسٌة للتربٌة الكشفٌة ،ضرورة توفٌر مجتمع تعلٌمً من الفتٌة والشباب ٌشاركون فً اتخاذ القرارات التً تؤثر فً تنفٌذ البرامج إلً ٌشاركون فٌها على مستوى الوحدة وفقا للطرٌقة .وهذا من المضامٌن األساسٌة التً ٌشملها المنهاج الؽٌر القابلة للتصرؾ إال فٌما ٌتعلق بالشكل ،سعٌا لتوفٌر المناخ التربوي المساعد لتحقٌق األهداؾ ،وهذا أمر عام ٌمكن تنفٌذه فً أي مجتمع مهما اختلفت خصوصٌاته. 51
الخصوصٌة الزمنٌة : االلتحاق بالحركة الكشفٌة ؼٌر مرتبط بأي جدولة زمنٌة محددة ،كما هو الحال بالنسبة لمؤسسات تربوٌة أخرىٌ .مكن للفتى أو الشاب ذكراًا أم أنثى أن ٌلتحق أي مرحلة من مراحل عمرهم ،ألن المنهاج بالحركة الكشفٌة و ٌُمارس برامجها فً ّ التربوي الكشفً وضع على هذا األساس ،فهو ؼٌر مشروط بزمن معٌن و بعمر معٌن (داخل السقؾ العمري المحدد ما بٌن سن األشبال وسن الجوالة) فبرامجه مفتوحة وقابلة للمواكبة لكل من التحق بالحركة ،حٌث ٌجد الطفل أو الشاب الحدٌث العهد بالكشفٌة مكانته داخل المجموعة التً سبقته فً اإلنخراط و استفادت من تجارب وخبرات ومهارات قبله .هذه القابلٌة لتكٌٌؾ الفرد بسرعة داخل الجماعة بدون وجود تأثٌر سلبً على سٌرها وعلى مشارٌعها تؤكد تمٌز المنهاج الكشفً فً البعد الزمنً لممارسة البرامج الكشفٌة ،عبر االندماج فً فقرات المقرر السنوي للبرنامج دون أي تأثر فً الحصول على مكوناته .وكل من التحق ٌواكب األنشطة من نقطة البداٌة التً تتبلءم معه هو كفرد مبتدئ . التعلم ٌنطلق من نقطة وصول الفرد إلى الحركة ،ألن طبٌعة التعلم الذي تسعى إلٌه التربٌة الكشفٌة تتمٌز بخصوصٌة هامةٌ ،تمثل هذا النمط من التعلم فً مٌكانٌزماته التً تحرص على أنه لٌس له موعد محدد النطبلقته كما هو الحال فً التعلم المدرسً ،الذي ٌحدد سلفا ًا موعد بداٌة المقرر و ٌحدد نهاٌته و تقوٌمه حسب كل مستوى .التعلم خبلل الممارسة الكشفٌة ٌبدأ من حٌث نقطة وصول الفرد المنخرط للحركة ،حٌث بنٌة االستقبال تجعله ٌندمج مباشرة فً األنشطة مع أقرانه ،وٌندمج و ٌنصهر فً عمل المجموعات ،لٌنطلق فً تلقً سبل التعلم الذاتً الفردي المتوازي صبلته و مع عمل الطلٌعة و الوحدة ،هذا التعلم المتبلبم مع رصٌده المعرفً ومع ُم َح ِّ مهاراته التً بلػ إلٌها الفرد و التً سٌنطلق فً تنمٌته بوثٌرة متواصلة عبر تعامله مع مكونات الطرٌقة الكشفٌة و خصوصا ًا نظام الشارات الذي ٌعطً للفرد إمكانٌة التعامل مع ذخٌرة ركام محصبلته ،و السعً إلى بلورتها و تطوٌرها و تقٌٌمها بمجهوداته و مبادراته الفردٌة ،مع توجهات القابد و إرشاداته و نصابحه داخل الجماعة.
52
محددات المنهاج التربوي الكشفً ٌستند بناء المنهاج التربوي الكشفً على مجموعة من المحددات األساسٌة التً تعطٌه ترابطه وتناؼمهوتحقق أهدافه :
الثابت و القابل للتبلؤم فً المنهاج: ٌرتكز المنهاج التربوي الكشفً على عناصر أساسٌة تتجسد فً الهدؾ والمبادئ و الطرٌقة ،باعتبارها عوامل مشتركة موجهة لكل الكشافة فً العالم دون تمٌٌز بٌنهم رؼم اختبلفاتهم العرقٌة أو الدٌنٌة أو أي اختبلؾ آخر ٌمٌز بٌن المجتمعات .هذه األسس هً جزء من األسلوب المتمٌز للحركة الكشفٌة ألنه ٌنصهر مع ثقافة المجتمع، وبذلك ال ٌصبح منهاجا ًا مستورداًا من جهة معٌنة أو أصدرته عقٌدة أو إٌدٌولوجٌة معٌنة، بل إنها أسس نابعة من مواصفات اإلنسان باعتباره إنساناًا ،إنه المكون المشترك فً تكوٌن بنً البشر ،الذي ٌتكٌؾ مع أصل اإلنسان و عقٌدته و ثقافته األصلٌة ،ال ٌتؽٌر فٌها أي شًء .هذا هو عنصر الوحدة و الثبات الذي تتمٌز به الحركة رؼم اختبلؾ الناس الذٌن ٌتعاملون معها ،إنها أسس تنشد صبلح اإلنسان و سعادته مع حفاظ تام النتماءاته. تعرؾ العبلقة بٌن المناهج التربوٌة بكل مكوناتها وبٌن الفكر التربوي السابد داخل المجتمع تؽٌرات كثٌرة ،هذه التؽٌرات تلزم المنظرٌن التربوٌٌن البحث على مسالك التبلؤم بٌن المناهج وبٌن التحوالت التً تطرأ على العملٌة التربوٌة .و الكشفٌة كباقً الطرق التربوٌة فإنها تتأثر بما ٌطرأ على هذه العبلقة الثنابٌة التً تتحكم فٌها المستجدات التً تعرفها الحٌاة فً مداها المحلً و فً مداها العالمً. المنهاج التربوي الكشفً الذي ٌنبنً على األهداؾ و القٌم والمبادئ األساسٌة ،و ٌنفذ بواسطة الطرٌقة الكشفٌة الموحدة التً ٌلتزم بها كل من ٌمارس الكشفٌة .فالسؤال ٌبقى مطروحاًا ،كٌؾ ٌمكن لهذا المنهاج أن ٌتعامل مع التحوالت و التطورات و التؽٌرات التً تطرأ على الفكر التربوي السابد ؟ الخبراء التربوٌون المختصون فً المجال الكشفً خلصوا إلى أن تطور المنهاج ٌتم عن طرٌق ادماج المستجدات بالفقرات التً تكون محتوى المجاالت المعرفٌة و الخبرات و المهارات المحددة ،التً تركز على الفتى أو الشاب المتعلم حسب كل مرحلة من مراحل نموه .مع اإلحتفاظ على مكونات المنهاج األصلً فً شمولٌته التً تتبلءم مع جل األنماط التربوٌة. 53
كل مجتمع ٌقبل بالتربٌة الكشفٌة كأسلوب تربوي ـ فً إطار التربٌة ؼٌر الرسمٌة ـ ٌساهم فً دعم المنظومة التربوٌة التً ٌتبناها المجتمع .و بهذا المعنى تكون فً نفس الصنؾ اآلراء التً تدعو إلى عولمة المناهج ،ما ٌسمى بالمنهاج العالمً الذي ٌتم تصمٌمه على أسس و محاور تتعدى حدود المحلٌة واإلقلٌمٌة و تنخرط فً مواضٌع تمثل القاسم المشترك فً كل مكان و لجمٌع سكان العالم ( . )18و هذا هو الوصؾ الذي ٌنطبق على أسلوب الحركة الكشفٌة فً التربٌة ،ألنه منهاج ٌراعً ما ٌرسخ الهوٌة و ()19 الخصوصٌة ،و ٌفتح المجال فً نفس الوقت االنفتاح على اآلخرٌن و التعاون معهم فً سٌاق تربوي ٌحترم القٌم اإلنسانٌة. التركٌز على الفرد : الهدؾ األول من تأسٌس الحركة الكشفٌة هو االعتناء بالفرد ،إذ منذ البداٌة كانت الؽاٌة هو إنقاذ الشباب من الضٌاع الذي وجده علٌهم مؤسس الحركة بأسلوب مؽاٌر لما كان متداوال آنذاك .وبما أن األسالٌب السابقة لم تعد قادرة على الحد من الهذر فً الطاقات والمواهب التجأ " بادن باول " إلى أسلوبه الجدٌد ،والذي استطاع بواسطته استنهاض طاقات األفراد الذٌن أصبحوا أكثر طموحا وأكثر استعدادا لمواجهة التحدٌات التً أسقطتهم فً الٌأس واإلحباط . ظل التركٌز على الفرد حاضرا بقوة فً تفكٌر جل البٌداؼوجٌٌن الذٌن اشتؽلوا على المنهاج التربوي الكشفً منذ تأسٌس الحركة إلى وقتنا الحاضر .وجاءت نتابج دراساتهم تصب كلها فً هذا االتجاه .تأكٌدا على أن محور العملٌة التربوٌة الكشفٌة هو "الفـرد " وابرز صٌؽة بالمنهاج هو مفهوم " التنمٌة الذاتٌة للفرد " لكون الفرد هو الذي ٌبنً معلوماته وٌكتسب مهاراته وٌحدد اتجاهاته واختٌاراته .كما أن اعتماد المنهاج على توظٌؾ المكتسبات السابقة للفرد فً اكتساب معلومات ومهارات جدٌدة تؤكد محورٌة الفرد ،على اعتبار أن أسلوب بلورة الخبرات والمهارات السابقة للفرد من أنجع التقنٌات المستعملة فً تطوٌر خبرات الفرد وتنمٌة شخصٌته. ٌهدؾ المنهاج التربوي الكشفً عند التطبٌق الفعلً ،إلى احترام طبٌعة الفتٌة والشباب ،من خبلل احترام اختبلفاتهم و احترام مٌوالتهم و اهتماماتهم الخاصة .مع مراعاة خصابصهم الجسمٌة و العقلٌة و الروحٌة و اإلجتماعٌة و االنفعالٌة كل حسب تركٌبته وخصابصه الفردٌة ،من أجل تحقٌق ذلك وضعت الحركة الكشفٌة مجموعة من الدالبل التً توضح طرٌقة تنفٌذ ذلك بٌن أوساط الفتٌة و الشباب .و تقدم نماذج واضحة تمكن من مبلءمة المنهاج التربوي مع الطرٌقة الكشفٌة مع خصوصٌات الفتٌة و الشباب.
54
فً هذا السٌاق ٌضطر القادة( المربون) مبلءمة أسلوبهم التوجٌهً مع الخصوصٌات اإلدراكٌة و النفسٌة و السلوكٌة لكل فرد وفق ما ٌتمٌزون به من فروق فردٌة. أُ٘بؿ اُزوث ١ٞاٌُْل:٢ أُوٖٞك ثبُٔ٘بؿ اُزوث ١ٞاٌُْلٓ ًَ ٞٛ ،٢ب ٣زٌ ٕٞكافَ اُج٤ئخ اُزوث٣ٞخ اُز٢ رٌ ٕٞػِٜ٤ب اُغٔؼ٤خ ثٌَ ٓب رِْٔ ٖٓ ٚأعٞاء ٗلَ٤خ اعزٔبػ٤خ ،ك٤ٍ ٢بم اُؼالهبد ٝاُزلبػَ ث ًَ ٖ٤األػٚبء أٌُُِ ٖ٤ٗٞز٘ظ ْ٤اٌُْلٝ ،٢ثبُقٖ) ٓٞاُلوهخ أ ٝاُلوع ( .ػِ ٠اػزجبه أًٗ ٌٕٞٗٞ٣ ْٜضِخ اعزٔبػ٤خ روث٣ٞخ ،رَٜو ػِ ٠ر٘ل٤ن ثوآظ ٓقططخ ٝكن اُطو٣وخ اٌُْل٤خ اُز ٔ٘٣ ٢ػِٜ٤ب أُٜ٘بط. ٌٖٔ٣اُزؼج٤و ػٖ أُ٘بؿ اُزوث ١ٞكافَ اُز٘ظ ْ٤اٌُْل ٢ثبُؾوً٤خ ٝاُل٘٣بٓ٤خ اُز ٢رزقَِ اُزلبػَ ث ٖ٤األػٚبء .ئم إٔ ٌَُ كوك أٍِٞثُِ ٚزؼج٤و ػٖ االٗطجبع اُن١ ْ٣ؼو ث ٚكافَ أُ٘بؿ اُزوث ١ٞاَُبئلّ ٌٕٞ٣ٝ .ؼٞه ٙا٣غبث٤ب ػ٘لٓب ٘٣لٓظ ك٢ األْٗطخ اُزوث٣ٞخ ٞ٣ٝاًت ٓواؽِٜب َ٣ٝبٓ ْٛغ اُغٔبػخ ك ٢اثزٌبه أٍِٞثٜب ٛٝوم ر٘ل٤نٛب. أُ٘بؿ اُزوث ١ٞاٌُْلَ٣ ٢زلػٝ ٢عٞك ٌِ٤ٛخ ر٘ظ٤ٔ٤خ ًٔب ر٘ٔ ػِ ٠مُي اُؾوًخ اٌُْل٤خ٣ ،طجؼٜب اُزْ٣ٞن ٝاُؾٔبً ٝأُـبٓوح ٝاُزؾلُ ًٜٔ٘ ١ألْٗطخ اُز٢ رطجغ ٛنا أُ٘بؿ ،اُن٣ ١غل ك ٚ٤اُوبكّ اُغل٣ل عَ ٌٓٗٞبد اٗزظبها د
ُ ٙالٍزٔزبع
ثبألْٗطخ اُز ٢رٔ٤ي اُْ٘ب ٛاٌُْل.٢ ٣ورجٓ ٜل ّٜٞأُ٘بؿ اُزوث ١ٞاٌُْل ٢ثٔل ّٜٞاُغلة ،أي أًِٗٔ ٚب ًبٕ أُ٘بؿ اٌُْق ١عناثب ُِلز٤خ ٝاُْجبة ًِٔب ًبٕ ٛنا أُ٘بؿ كؼبال ٝئ٣غبث٤ب.
ٝىٍٓب ًبٕ ٛنا
أُ٘بؿ ّ هرجٜا ثو٘بػخ ا٥ثبء ٝاأل٤ُٝبء ًِٔب ًبٗذ اُظوٝف ٓالئٔخ ُز٘ل٤ن األ ٍِٞة اُزوث ١ٞاٌُْل . ٢اهرجب ٛا٥ثبء ثبُؾوًخ ٣لػْ روث٤خ ٝرؼِْ أث٘بئ ْٜك ٢ئٛبه ّ ؤٍَبرّ ْٛ ٌٕٞٗٞ٣ ،٢وًبء كٛ ،ٚ٤ن ٙاُْواًخ اُزوث٣ٞخ ثٜنا اٌَُْ
دٍب ْٛك٢
ر٘ٔ٤خ ّقٖ٢ح أث٘بئٝ ،ْٜدكزؼ أٓبٓ ْٜآكبم رَب ْٛكٗ ٢غبؽ ْٜاُلهاٍ ٢وفي ٓٔبهٍخ ٞٛا٣برٝ ْٜاٛزٔبٓبرٝ ،ْٜرَب ْٛك ٢رٞاىٕ ّقٖ٤ز ْٜثٔب ٣و ٢ٙا٥ثبء ٝاأل٤ُٝبء.
55
مُي اُزواث ٜاُن٣ ١زْ ثزالؤّ ث ٖ٤أُ٘بؿ األٍوٝ ١أُ٘بؿ أُلهٍٝ ٢ثٖ٤ اُغٔؼ٤خ اٌُْل٤خ٣ .زوعْ اُزؼب ِ٣ث ٖ٤أٌُٗٞبد اُضالس ( األٍوح -أُلهٍخ -اٌُْل٤خ) اُنٞ٣ ١كو اُظوٝف أُالئٔخ ُزأٍ ٌ٤أُ٘بؿ اُزوث ١ٞاٌُْل ، ٢اُن٣ ١ؾون األه٤ٙخ اُٖبُؾخ ُز٘ل٤ن اُجوٗبٓظ ٝأُْبه٣غ اُزوث٣ٞخ ،اُز٣ ٢ؾَٜب أُ٘قو٣ٝ ٛوز٘غ ث ٚا٥ثبء ٣ٝجبهً ٚأُلهٍ.ٕٞ
ِ٣ؼت هبئل اُلوهخ كٝها ٜٓٔب ك ٢رأٍ ٌ٤أُ٘بؿ اُزوث ١ٞاٌُْل ،٢كٜٞ ْ٣وف ثْٔبهًخ ًبكخ اُوبكح ػِ ٠ػِٔ٤بد اإلهّبك ٝاُزٞع ٚ٤ك ٢عَٞ٣ ٞك كٚ٤ اُزؾل٤ي ٝاُزْغ٤غ ٝاُزؼب ،ٕٝثٔٞاىاح ٓغ ر٘ل٤ن اُطو٣وخ اٌُْل٤خ ٣ .ؼزجو أُ٘بؿ دٓبٌٍْٜ اُزوثٗ ١ٞبعؾب ئما ًبٕ األكواك ك ٢ؽبُخ ّؼٞه ثبالهر٤بػ ٖٓ ،فالٍ ًلو٣ن ٓزالئْ ٘٣،ؼْ ٕٝثبُو ٠ٙػٖ ثؼ ْٜٚاُجؼ٘. ٖ٣ؼت ٓٔبهٍخ اُزوث٣ٞخ اٌُْل٤خ ك ٢ؿ٤بة ٓ٘بؿ ٓإٍَبر٣ ٢لوى عٞا ٗلَ٤ب ٝاعزٔبػ٤ب٣ ،طجغ اُؼالهبد ثبُزلب ْٛثٝ ٖ٤اُوبكح ٝاألكواك ٖٓ عٜخٝ ،ثٖ٤ ٌٓٗٞبد اُلوم ٝا٥ثبء ٝاأل٤ُٝبء ٖٓ عٜخ صبٗ٤خٝ ،ث ٖ٤اُغٜز ٖ٤اَُبُلزٖ٤ ٝأُإٍَبد اُزؼِ٤ٔ٤خ اُز٘٣ ٢زٔ ٢ئُٜ٤ب أُ٘قو.ٕٞٛ ػِٔ٤خ علة األكواك ُالٗقوا ٛثبُؾوًخ أٍبٍٜب ٓض٤واد أُ٘بؿ اُزوث١ٞ أُؾلي ،ػجوؽوً٤زٝ ٚأْٗطزٛٝ ٚج٤ؼخ اُؼالهبد اَُبئلح ك ، ٚ٤ثبإلٙبكخ اٗلزبػ ٛنا أُ٘بؿ ػِ ٠أُؾ ٜ٤اُزَ٣ ٢زوجَ اُٞاكل ٖ٣اُغلك ١ ٝؽز ْٜ٘ٚػجو ث٘٤خ االٍزوجبٍ اُز ٢رزٖق ثبُزوؽبة ،رؼلٛب اُلوهخ ثٌَ ٌٓٗٞبرٜب ػِٛ ٠نا األٍبً ؽَت أُواؽَ اُؼٔو٣خ. تبلؤم البرامج مع خصوصٌات المرحلة: عملٌة التعلم التً تسعى تحقٌق أهداؾ معٌنة تتم عن طرٌق تقسٌم مكوناته إلى أجزاء ،بحٌث ٌصبح لكل جزء هدؾ جزبً معٌن ،و هذا ما تتوخاه التربٌة الكشفٌة من خبلل احترام التقسٌم المحدد لكل مرحلة عمرٌة الذي ٌحترم الخصوصٌة العمرٌة بكل قدراتها واستعداداتها.
56
إذ أن الطرٌقة الكشفٌة بكل مكوناتها تتم عبر احترام الخصوصٌات ،و على ضوبها ٌتم اختٌار فقرات البرنامج و تحدٌد مستواه الذي ٌتناسب مع إمكانٌات و قدرات واستعدادات الفتٌة .وبذلك فالقابد ٌكون مطالبا ًا عند تحدٌد تفاصٌل البرنامج أن ٌعتمد على المعطٌات الحقٌقٌة المكونة للوحدة ،ولكل طلٌعة وفق المعطٌات التً عاٌنها و لمسها عن كتب ،و ال ٌجب أن ٌعتمد على مكونات أي نموذج معٌن ٌ ،تم اإلطبلع علٌه فً إحدى كتب المراحل ،و ٌتم تطبٌقه بدون مراعاة الخصوصٌة التً ٌتمٌز بها أفراد وحدته. إذن فعلى القابد أن ٌراعً خصوصٌة المرحلة العمرٌة فً إطار شمولٌتها مع مراعاة المعطٌات التالٌة : الخصوصٌة الذاتٌة لكل فرد خصوصٌة المجموعة التً تكونت بٌن ٌدٌه خصوصٌة الظروؾ اإلجتماعٌة لؤلفراد خصوصٌة البٌبة (ظروؾ المجال الطبٌعً الذي تعٌش فٌه الجماعة) خصوصٌة كل فرد وتفاعله داخل الوحدة التً ٌنتمً إلٌها و بنا ًاء على ذلك ٌتحدد أسلوب اختٌار األنشطة وجل فقرات البرنامج الذي سٌنفده الفتٌة والشباب. وحدة المرجع : تنفٌذ المقررات الكشفٌة التً ٌضمها البرنامج رؼم أنها تتوفر على قابلٌة للتكٌؾ مع البٌبة االجتماعٌة ،ال تعنً أن عملٌة التنفٌذ ٌجب أن تتم بشكل نمطً أو بشكل مماثل، بل تتمٌز بٌن بٌبة و أخرى رؼم وحدة األسلوب ، .لكون المقررات ال تعتمد على معارؾ ثابتة و نهابٌة .بل لها قدرة التجاوب مع إمكانٌات و استعدادات األفراد ،و تفتح أمامهم فرص التفكٌر الفعال المرفق بحرٌة اإلختٌار الممزوج بفرص توسٌع المدارك و المعارؾ التً تفتح منافذ جدٌدة لفهم مكونات العالم بكل محتوٌاته و ظواهره. فرؼم وحدة المرجع التً تطبع أسلوب الممارسة فً أي مكان ،فإن مبلمح التمٌز والتنوع تبقى حاضرة باستمرار .فهً سمة من السمات التً تتمٌز بها الحركة .فرؼم إلزامٌة احترام أساسٌات المرجعٌة التربوٌة ،فإنها تتلون بتبلوٌن الخصوصٌة المحلٌة للممارسٌن وانتماءاتهم المحلٌة.
المرجعٌة البٌداؼوجٌة و التنفٌذ التربوي: 57
الدور التربوي الذي ٌجب أن ٌلعبه الراشد ( القابد ) ٌنبع بالدرجة األولى من المنطق البٌداؼوجً الذي ٌحدد أسلوب التربٌة الكشفٌة وؼاٌاتهاٌ ،مر عبر ممارسة األنشطة وفق الطرٌقة الكشفٌة التً ٌنص علٌها المنهاج التربوي الكشفً. هذا الدور محوري لكونه ٌضم مختلؾ مكونات العملٌة التربوٌة التً ٌسعى البرنامج الكشفً تحقٌق أهدافها لفابدة الفتٌة و الشباب ،و هو ما ٌسمى بتقنٌة التحلٌل السلوكً ألي عملٌة تعلٌمٌة تربوٌة ( )20التً تتم خبلل التنظٌم البٌداؼوجً المصاحب للتنفٌذ التربوي المتطابق مع األهداؾ. مصاحبة الراشدون للمجموعات أثناء ممارسة األنشطة ٌتم عبر مرجعٌة بٌداؼوجٌة ٌ ،حرصون عبره على مواكبة الجانب التنظٌري للتربٌة الكشفٌة بموازاة مع الممارسة الفعلٌة لؤلنشطة التً تتبلءم مع أهدافها وؼاٌاتها .فعملٌة التعرؾ على احتٌاجات النمو المتتالٌة لكل فرد ومطابقتها مع األنشطة المبلبمة والتأكد من مدى بلوؼها للمبتؽى عملٌة تربوٌة أساسٌة ،تتطلب من القابد الفهم البٌداؼوجً الذي ٌُؤطر الممارسة التربوٌة أثناء تنفٌد األنشطة الكشفٌة.
المجموعات بنٌة تربوٌة بامتٌاز: حٌنما ٌنخرط الفرد بالحركة الكشفٌة فإنه ٌلتحق مباشرة بالمجموعة ( الطلٌعة) على اعتبار أنها بنٌة لبلستقبال التربوي ،فهً خلٌة صؽرى تشكل إحدى مكونات "الوحدة" والمجموعة فً بعدها البٌداؼوجً لٌست خلٌة لبلنتماء ضمن مجموعة من األقران ،أو جزء من هٌكلة هرمٌة تنظٌمٌة فحسب ،بل هً باإلضافة إلى ذلك وعاء تربوي لٌتبادل الفتٌة والشباب التجارب و الخبرة التً ٌتوفر علٌها كل فرد ،و للتفاعل والتعاون فٌما بٌنهم وللتنافس الشرٌؾ المؤدي إلى دعم الطموح للنجاح وإلى اإلجتهاد والمبادرة .فالمجموعة أكثر من أنها طلٌعة مكونة من األقران فهً كثلة متجانسة من القٌم والمعاٌٌر الخاصة بالجماعة ،و التً عبرها ٌتحدد سلوك أفرادها سعٌا ًا لتحقٌق أهداؾ مشتركة وهذا ما تتوخاه الحركة الكشفٌة من نظام الطبلبع وهو إنشاء نوع من التوازن بٌن شخصٌة الفرد كوحدة اجتماعٌة و بٌن الجماعة ( الطلٌعة و الوحدة )... كذات جماعٌة متضامنة.
58
الرؼبة دافع التعلم : ممارسة الفرد لؤلنشطة الكشفٌة تتم برؼبة ذاتٌة نابعة من اإلثارة اإلٌجابٌة التً تولد لدٌه من خبلل التشوٌق و الحماس للتحدي و لبلكتشاؾ و المؽامرة .و هذا األمر ٌستبعد الخضوع لؤلنشطة باألمر أو باإلكراه ،عنصر الرؼبة الذاتٌة عامل أساسً فً بلوغ األهداؾ ،و ذلك من خبلل اعتبار العناصر التالٌة: اإلثارة و التشوٌق هما الدافع التلقابً لئلنخراط عدم وجود إلزامٌة لولوج أنشطة الحركة لٌس هناك مساءلة عن الؽٌاب ،فالممارسة رهٌنة بظروؾ الفرد و تفرؼه النشاط فً وثٌرة مستمرة و إرادة الفرد هً التً تجذبه لٌتفاعل معه. التعلم عملٌة استٌعاب و تمثل للمعلومات و المهارات التً تصبح جز ًاء من مكونات الفرد التً تظهر فً سلوكه ،وبلوغ ذلك ٌتطلب دافعا ًا و نشاطا ًا داخلٌا ًا ٌقوم به المتعلم نفسه برؼبة .ما ٌوضح أهمٌة المجهود الذي ٌبذله الفرد الراؼب فً التعلم عبر ()21 وٌتم ذلك داخل مناخ تربوي شٌق ،قد اجتهاد ذاتً من خبلل قٌامه بالبحث والتفكٌر ٌصبح وعاء الستقبال منخرطٌن جدد .و كلما تزاٌد عدد الممارسٌن تزداد معهم المتعة والتشوٌق وعبرها تتولد لدى اآلخرٌن الرؼبة فً اإلنتماء إلى هذا التنظٌم المثٌر الجذاب.
الرصٌد المعرفً للفتٌة و الشباب: المنهاج التربوي الكشفً ٌركز على تنمٌة الخبرات المكتسبة للفتٌة والشباب، واستعمالها خبلل الممارسة الموجهة إلى التثقٌؾ الذاتً و التعلم بالممارسة ،عبر توجٌه الفرد على ابتكار حلول لمواقؾ ؼٌر معروفة مسبقاًا ،باالعتماد على الرصٌد المعرفً والمهارات المكتسبة ،و استؽبللها من أجل إٌجاد العناصر الضرورٌة للحل المناسب مع ()22 هذا األسلوب فً التعلم ٌتطلب من القابد خبرات و مهارات بٌداؼوجٌة الموقؾ متناسبة مع الدور الذي من المفروض أن ٌراعٌها كمحدد من المحددات األساسٌة فً ممارسة الدور. القابد الممارس للتربٌة الكشفٌة الذي ٌتعامل مع األفراد على أنهم مجردٌن من الخبرات ومن األفكار و المعلومات و التجارب التً اكتسبوها فً السابق ،و ٌستند فً اختٌار فقرات برنامجه التنشٌطً على مواد تكوٌنٌة تنطلق على أساس التلقٌن دون اعتبار لدور المتعلم فً عملٌة التعلمٌ ،كون القابد بذلك قد زاغ عن البعد التربوي الذي 59
ٌهدؾ له المنهاج الكشفً ،واختار أسلوبا ًا ال ٌحترم قدرات الفرد ،ألن ذات الفرد قبل أن تندمج فً األنشطة الكشفٌة تمثلت خبلل حٌاتها مجموعة من المعلومات و المفاهٌم والتجارب التً تعامل معها فً حٌاته األسرٌة وأثناء التحصٌل الدراسً ،و ما استفاد منه عبر تفاعله مع أقرانه أو من مختلؾ وسابل اإلعبلم التً ٌستهلك مضامٌنها ٌومٌا ًا... الرصٌد المعرفً المحصل علٌه ٌعتبر ذخٌرة مهمة قابلة للتنقٌح و التطوٌر، وعند استفادة الفرد من األنشطة الكشفٌة التً ٌوظفها عند تعامله مع مختلؾ المواقؾ التً ٌصادفها فً حٌاته .و دور القابد ٌتجلى فً جعل الفرد ٌتبلءم مع سٌاق األنشطة التً ٌشارك فً إعدادها وتنفٌذها ،و التً تتم عن طرٌق تبنٌه للمشارٌع الشخصٌة التً ٌُن ّمً بها ذاته والتً تمر عبر عمل المجموعة ،وأثناء انسٌاقه مع هذه المشارٌع التنشٌطٌة التً ٌوظؾ خبللها ركامه المعرفً المحصل علٌه فً السابق فإنه ٌنتج تجارب جدٌدة تمكنه من تحصٌل معارؾ جدٌدة بنفسه .بمصاحبة القابد الذي ٌسهل جل العملٌات التً تجعل الفرد ٌصل إلى تكوٌن ذاته وفق السٌاق التنشٌطً الذي تتضمنه الطرٌقة الكشفٌة و الذي ٌحرص القابد على تنفٌذه داخل إطاره. الطرٌقة الكشفٌة كؽٌرها من الطرابق التنشٌطٌة ترتكز على أسالٌب تسعى من خبللها على تكوٌن أفراد متعودٌن على اقتراح أشكال جدٌدة من العمل واألنشطة فً سٌاق تكوٌنًٌ ،كون الفرد فٌه صانع معرفته داخل جماعة قادرة على تسٌٌر نفسها بنفسها ،وفق المبادئ و القانون والمعاٌٌر المرتبطة بها ،التً تكون بمثابة قٌم حامٌة لنظام الجماعة ،تساعدها على تعلم التعلم عبر البحث عن مضامٌن األنشطة.
تثمٌن القدرات : تعترؾ معظم الجهات الرسمٌة بالمعارؾ و الخبرات التً ٌحصل علٌها الفرد بعد اجتٌازه لدورة تدرٌبٌة أو متابعته لدراسة منتظمة ،بواسطة تقدٌم شواهد و دبلومات ًا صراحة أنَّ الفرد قد حصل فعبل على معارؾ مع ٌَّنة أو خبرة فً مجال ما .لكن تثبت اإلنسان خبلل حٌاته ٌمر من تجارب وٌحصل على خبرات و معارؾ متعددة ،لكنها ؼالبا ًا ما ال ٌعترؾن بها ألنها ؼٌر مقرونة بشهادة مثبتة .و بذلك تبقى مجرد معلومات بدون سند ٌُثبتها .تبقى المعارؾ و الخبرات التً حصل علٌها الفرد خارج فضاء المؤسسات الرسمٌة مجرد معلومات ؼٌر معتر ٍ ؾ بها. كما أنَّ مؤسسة معٌنة ٌمكن لها إثبات أن شخصا ما مارس مهنة معٌنة م َّد ًاة من ُ وثٌقةُُ ُتسلَّم للفرد لئلدالء بها عند الحاجة .العدٌد من المهارات الزمن ،و تثب ُتها صل علٌها اإلنسان بمجهوداته الخاصة أو بحكم احتكاكه مع والخبرات و المعارؾ التً ٌح ُ 60
اآلخرٌن ،و بالخصوص األسرة واألصدقاء ،تكون فً الؽالب ؼٌر مكتملة و ما ٌنقصها سوى الضبط عبر إتمام النقابص ،ألن الفرد ؼٌر قادر على إدراك أ َّن ُه ٌتوفر على استعداد إلتقان المهارات التً مارسها و لم ٌستطع اإلستمرار فً تعلمها و الحصول على خبرتها. عملٌة تقٌٌم قدرات األفراد داخل األسرة أو بالمدرسة تخضع لمقاٌٌس أؼلبها ٌعتمد على التفوق فً التحصٌل المدرسً .وبالخصوص النقط والمراتب الجٌدة التً ٌحصل علٌها الفرد .هذه النقط الممتازة تسٌطر على مقاٌٌس التقٌٌم التً ٌتبناها كل من اآلباء والمدرسون ،وكذلك تبلمٌذ الفصل .تقٌٌم األشخاص على هذا المعطى ٌحد بشكل كبٌر من تقٌٌم القدرات األخرى التً ٌتوفر علٌها األفراد ،والتً تعرؾ اإلهمال والبلمباالة ،مع العلم أنها ال تقل أهمٌة من القدرات الدراسٌة. كل فرد ٌتوفر على قدرات متفاوتة مقارنة مع اآلخرٌن ،منها القدرات العالٌة ومنها المتوسطة ومنها الضعٌفة ،لكن اكتشافها لدى الفرد من طرفه هو نفسه ،عملٌة ؼٌر دقٌقة بالنسبة للعدٌد من األفراد ،خصوصا إذا كانوا ٌعٌشون فً بٌبة ذات مستوى فكري ضعٌؾ .وإلبراز القدرات التً ٌتوفر علٌها الفرد اتجهت الحركة الكشفٌة إلى إتاحة الفرص الحقٌقٌة الكتشاؾ قدرات ومؤهبلت المنخرطٌن عبر العمل الذاتً الذي ٌمكن من تفعٌل قدرات الفرد ،سعٌا لتنمٌة المهارات اإلبداعٌة وتثمٌنها عبر الخطوات التالٌة : إعطاء االعتبار البلبق لشخصٌة الفرد لكونه ذات مبدعة فاعلة. توجٌه الفرد إلى تبصر قدرته على االجتهاد واإلبداع. إرشاد الفرد على كٌفٌة استعمال آلٌات التفكٌر. فتح فرص التعبٌر عن حاجٌاتهم وطموحاتهم واهتماماتهم وانتظاراتهم. دفعهم للتحرر من القٌود المعرفٌة النمطٌة المفروضة قسرا. عند التحاق الفرد بالحركة الكشفٌة ٌقوم بنقل مكتسباته السابقة ،وٌضعها فً محك آخر ،عبر األنشطة والبرامج الجدٌدة ،وبواسطتها تعرؾ تطورا ونضجا مهما. فهو ٌعٌد نقل تلك المكتسبات واستعمالها مدعمة فً سٌاقات أخرى داخل المجتمع، تؤطرها رؼبة الفرد فً التطوٌر عبر االجتهاد واإلبداع من أجل بلوغ أهداؾ مشروعه الفردي .فهذا ٌعطً فرصا حقٌقٌة كً ٌبرهن على أن مكتسباته قابلة للتفعٌل وقابلة للمبلبمة مع الوقابع واألحداث. لكً تنفتح ذات الفرد على قدراتها تقدم الحركة الكشفٌة لمنخرطٌها برامج تربوٌة تستند على التعلم الذاتً الذي ٌتم انطبلقا من رؼبتهم الذاتٌة فً تحقٌق األنشطة التً تثٌرهم وتجذبهم .وعبرها ٌشبعون رؼباتهم وٌلبون حاجٌاتهم وٌحققون دواتهم .إنها 61
م ،وتحترم مقاربة تعتمد على طبٌعة األفراد ،وتسٌر فً اتجاه اهتماماتهم ومٌوال ته قدراتهم على اختبلؾ أشكالها وأنواعها .إنها مقاربة منفتحة على قدرات الفرد دون التقٌد بأنماط التقٌٌم النمطٌة التً تعتمد على المعامل العقلً الذي ٌحصر قدرات الفرد فً مجال محدود جدا.
اُـزؼـِـْ : ا وضعًات تعلم فً سٌاق أنشط ة تتمٌز تضع الحركة الكشفٌة أمام منخرطٌه بالتشوٌق واإلثارة والحماس والمؽامرة ،هذه األنشطة المؽرٌة الجذابة ،تتمركز حول المتعلم كهدؾ أساسً .هذه ال سٌاقات التعلمٌة توجد ضمن مكونات مكملة بالبرنامج ،وضعت من أجل نفس الهدؾ ،لتكملة " السٌنارٌو" التربوي الذي تحدده اإلستراتٌجٌة التربوٌة الكشفٌة من خبلل منهاجها التربوي .وتتكون المكونات المرتبطة بالوضعٌة التعلمًة كاآلتً : األكواك " كز٤خ ّٝجبة" ٖٓ اُغَ٘ ٖ٤رؾل ْٛٝهؿجخ أُْبهًخ ك ٢األْٗطخ. اُوبكح " أٛو ٓلهثخ ٓٝإِٛخ ُإلّواف ػِ ٠اُؼِٔ٤خ اُزوث٣ٞخ أُإك٣خ ُجِٞؽاألٛلاف أُوٍٓٞخ. ٓؾز ٟٞاُجوٗبٓظ هبثَ ُِٔؼب٘٣خ ُِٝزوٓ ، ْ٤٤زؼبهف ػِ ٚ٤ث ٖ٤األكواك ٝاُوبكح. أٍِٞة رؾٖ َ٤أُؼِٓٞبد ٝأُٜبهاد رؾلكٌِ٤ٛ ٙخ اُؾوًخ ٛٝوٍٜٞب. ئٗزبط ًٍٝى ٔٓٝبهٍبد ٝكن أُوعؼ٤خ األفاله٢ح اإلٗلزبػ ػِ ٠اإلثلاع كٓ ٢قزِق رغِ٤برٝ ٚاُزْغ٤غ ػِ. ٚ٤ رو ْ٤٤اُزولّ ٛ ٖٓ ،وف اُلوك ٗلَٛ ٖٓٝ ،ٚوف ا٥فوُ ٖ٣زز٣ٞظ مُي اُزولّ. أُ٘بؿ اُزوث ١ٞاُنٞ٣ ١كو ٙأُؾ ٜ٤اٌُْل ،٢أُؾلك ك ٢ث٘٤خ الٍزوجبٍأُ٘قو. ٖ٤ٛ ٍٝبئَ ك٣لاًز٤ٌ٤خ ٓورجطخ ثبألٍِٞة اُزوث ١ٞاٌُْل ٢أُزٔ٤ي. اُزالؤّ ٓغ أُؾ ٜ٤االعزٔبػٓٝ ،٢جبهًزُ ٚؾِٖ٤خ ٗزبئظ اُؼَٔ اٌُْل.٢ -االٍزٔواه٣خ ٝاُزالؤّ ٓغ أُواؽَ اُؼٔو٣خ ٓٝ ،غ اُؾبع٤بد أُزغلكح ُألكواك.
62
رغـــُْ اُـزغـــــِْ : ئما ًبٗذ اُؾ٤بح أُؼبٕوح رزٔ٤ي ثبُزطٞه اَُو٣غ كّ ٢زٓ ٠غبالد اُؾ٤ب
ح.كإ ٛنا
اُزطٞه ثٜن ٙاُٞر٤وح رٚغ اإلَٗبٕ أٓبّ ٓٞاهق ٞٗٝاىٍ رزطِت ٓ٘ ٚإٔ ٤ٜٓ ٌٕٞ٣أ الٍزؼبثٜب ٞٓٝاعٜز ٚاٝ .إٔ َٓ ٌٕٞ٣زؼل ُؾَ أُْبًَ أُزغلكح اُز ٢رٞاع ٜٚثبٍزٔواهٛ .نا األٓو ٣زطِت ٖٓ أُٜزٔ ٖ٤اُزوثُ ٖ٤٣ٞيٓٝب رؼِ ْ٤األكواك أُؼبهف ٝأُٜبهاد ُْٝ .روق اُؼِٔ٤خ اُزؼِٔ٤خ ئُٛ ٠نا اُؾل كو ،ٜثَ مٛجذ ئُ ٠رٞع ٚ٤األكواك ئُ٤ً ٠ل٤خ رؼِْ أُزؼِْ مار . ٚأ١ رلهثٝ ْٜرؼل ْٛػِ ٠أٍبُ٤ت االٍز٤ؼب ة اُز ٢رغؼِ ْٜهبكه ٖ٣ػِ ٠اُزؼِْ اُنار ،٢اُزؼِْ أُٞاًت ُٔزطِجبد ٓٞاعٜخ ظوٝف اُؾ٤بح أُزطٞهح ٝأُزغلكح ثبٍزٔواه .ىهع ثلهح اُوؿجخ اُنار٤خ ك ٢اًزَبة اُزؼِْ ٝكن اُؾبعخ ٣لكغ اُلوك ئُ ٠اًزَبة اُزو٘٤بد اُز ٢ر٘زظْ ثٞاٍطزٜب أُؼِٓٞبد ٝأُؼبهف ،اُزٞ٣ ٢ظلٜب اُلوك ُٔٞاعٜخ أَٓ ١زغل. رؼِْ اُزؼِْ ٜٓبهح َٓزوِخ ػٖ اُزؼِْ مار ،ٚكٔٓ ٢ٜبهٍخ
١رٔضِٜب اُلوك ٝرٖجؼ عيءا
ٖٓ ٍِٔٓٝ ًٚٞبهٍبر ٚاُز ٢رٖله ػ٘ ٚثٌَ رِوبئ٤خ ،ئم أٜٗب رإٛو عٔ٤غ رٖوكبر ٚأُورجطخ ثؾ٤بر ٚا٤ٗ٥خ ٝأَُزوجِ٤خٝ .رجوٛ ٠ن ٙأُٜبهح ٓ٤ٜأح ُِزطٞه ٓغ رطٞه اُلوك .ث٤زغبٝى رؼِْ اُقجوح ُ٤جِؾ َٓز ٟٞأًضو ،ػجو ؽٖ ُٚٞػِ ٠أُل ّٜٞأُورج ٜثزِي اُقجوح٣ٝ ،زغبٝى ٙػجو اٍزؼٔبٍ ا٤ُ٥بد اُن٤٘ٛخ اُز ٌٖٔ٣ ٢إٔ ٞ٣ظلٜب كٞٓ ٢اهق ٓزؼلكح. عند انتقاء فقرات البرنامج طبقا ًا لما ٌتبلءم مع خصابص األفراد حسب قدراتهم و إمكانٌاتهم الفكرٌة و العملٌة ،فإن تقدٌمها لهم ٌتم على شكل مفاهٌم تتٌح لهم إمكانٌة الفهم و التفسٌر .و بذلك فإن المفاهٌم تعتبر عناصر أساسٌة للمنهاج التربوي الكشفً، لكونها : ـ تأتً متوازٌة مع عملٌات التعلم بالممارسة التً تساهم فً تدرٌب الفرد على أسالٌب حل المشكبلت. المفاهٌم تساعد على ر٘ظ ْ٤أُؼبهف ٝرإٛوٛب ؽَت ٍ٤بهبرٜب أسلوب التعامل مع المفاهٌم ٌمرن العقل على ػِٔ٤بد اٍز٘زبع٤خ م٤٘ٛخـ ترتكز على الكفاٌات التً تساهم فً تمكٌن األفراد من أدوات فكرٌة قابلة للنقل و التحوٌل. ـ ما ٌتعلّمه الفرد فً مجال معٌن ٌمكن أن ٌوظفه فً مجاالت أخرى انطبلقا ًا من الخبرة الفكرٌة التً استفاد منها سابقا ًا. 63
ٌتم ذلك خبلل انخراط الفرد فً األنشطة الكشفٌة ،فً إطار التوجٌه واإلرشاد الذي ٌساهم فً توفٌر العناصر التالٌة: oتولٌد الحماس و الرؼبة لدى األفراد للمشاركة فً األنشطة المقترحة. oتوفٌر الفضاء و المجال المبلبمٌن لحاجٌات الفتٌة المتاسب مع حماسهم. oحسن التعامل مع نوع اإلثارة و المتعة التً تولد الرؼبة فً خوض التجربة. oتلبٌة الحاجٌات المتتالٌة المتبلبمة مع اإلهتمامات حسب المراحل العمرٌة. oوجود منظومة قٌم واضحة ؼٌر متناقضة. oانفتاح إنسانً على العالم بشكل ؼٌر محدود.
استعادة القدرات المهدورة ٌمكن أن نصنؾ مرحلٌا ًا مختلؾ المهارات و الخبرات و المعارؾ التً ٌحصل علٌها الفرد دون أن ٌوظفها بأنها مهدورة وقابلة للنسٌان ،إنها فقط تحتاج إلى من تتطو َر بالممارسة و باالهتمام المستمرٌن. ٌرعاها ،كً تترسخ و َّ وجهها و ْ ٌثمنها و ٌُ ِّ وهذا ما ترٌد أن ُتح ِّققه التربٌة الكشف ٌَّة من خبلل نظام الشارات الذي ٌدفع بالفرد إلى اختٌار خبرات ومهارات من خبلل الهواٌات أو الكفاٌات كً ٌسعى بكل قوته إلى تحقٌقها و تطوٌرها. أي مرحلة عمر ٌَّ ٍة مطالب باجتٌاز درجات كشف ٌَّ ٍة تعتمد باألساس على الكشاؾ عند ِّ اختٌاره لهواٌات ٌحبها و ٌُ ْتقنها ،التً تكون معبرا ضرورٌا الختٌار الدرجات التً ُت َؤ ِّهل ُ ُه الجتٌاز المعلومات لبلوغ الكفاٌات المطلوبة .تعتمد هذه العملٌات التربوٌة أساسا ًا على مسبقا ،سواء التً حصل علٌها داخل المدرسة أو ص ِل علٌها ْ الخبرات و المعلومات المح َّ بالوسط األسري أو التً استقاها من وسابل اإلعبلم ،فحرك ٌَّة احتٌاج الفتى أو الشاب للهواٌات وللخبرات المطلوبة الجتٌاز الدرجات تعطٌه فُ َرصا ًا كثٌرة لتثمٌن معلوماته و خبراته التً ٌنتقً منها ما ٌهواه وما ٌتماشى مع مٌوالته و رؼباته .و عندما ٌحصل المرشح على درجة مع ٌَّنة ،فذلك إعبلن عن تثمٌن لما ٌتقنه من خبرات ومهارات ،و هذا حافز مهم لكً ٌهتم الفرد بالهواٌات و الخبرات ،وٌعطٌها من العناٌة ما ٌكفً كً تترسخ سن. ض ُج مع تقدمه فً ال ِّ صبح ضمن مكونات سلوكاته الشخص ٌَّة ،وتكبر معه و تن ُ و ُت ْ صة بكل فر ٍد عمل ٌّة ال ص ْقل المواهب و ترسٌخها و االهتمام بالمٌول الخا َّ عمل ٌَّة َ تأتً من فراغٌ ،مكن أن تأتً عبر أحد اإلحتمالٌن :
64
بمجرد صدفة ألن شروطها متوفرة ،بمساعدة ظروؾ طاربة ؼٌر فإ َّما أن تأتً ّ متوقعة ،ونسبة هذا االحتمال ضعٌفة جدا ،وال ٌمكن اعتمادها فً رعاٌة مواهب ومٌوالت األفراد. واإلحتمال الثانً هو ما تتوخاه الحركة من خبلل تثمٌن المعلومات والخبرات والمهارات التً ٌحصل علٌها الفرد خبلل حٌاته العادٌة ،و العمل على توجٌهها وإعطابها تتطور و تنمو و تترسخ ،بالتوجٌه و االهتمام و بالرعاٌة التً تتم الفرص الحقٌق ٌّة لكً َّ داخل األسرة ،أو داخل المؤسسات المختصة ،وبذلك ٌتمكن الفرد من ترشٌد قدراته بهدؾ بلوغ الفوابد التالٌة : oتنمٌة االستعدادات. oص ْقل المواهب. oتعمٌق المعارؾ و ترسٌخها. oحسن تقٌٌم المتمثبلت و المكتسبات الشخصٌة. oتنظٌم الخبرة و توجٌهها. oتوسٌع آفاق اإلستفادة. بما أنَّ عمل ٌَّة التعلُّم اإلنسانً هً عبارة عن نسق تكوٌنً من ّظم ( ،)23تحدث تؽٌٌرا سلوك ،فإنّ توجٌه الفتٌة و الشباب لتثمٌن قدراتهم وتنمٌتها تعطً التعلّم متعة دابما فً ال ّ صل علٌه الفرد من مهارة كٌفما كان صنفها أو و رؼبة قوٌة ج ّداًا ،خصوصا ًا و أنَّ ما ٌح ُ نوعها فإنها تساهم فً تسهٌل تعلُّم خبرات و مهارات أخرى الحقة.
تدبٌر الفوارق الفردٌة : قبل ولوج األفراد أي مجال تدرٌبً أو تعلمً ٌبلحظ أنهم ٌتمٌزون عن بعضهم البعض فً العدٌد من األمور ،وهذا ٌتأتى من خبلل السمات الوجدانٌة والمكتسبات السابقة لكل فرد .وحتى ٌتمكن المنهاج الكشفً من التعامل مع جمٌع المنخرطٌن بشكل ٌحترم خصوصٌة الفرد ،وٌتعامل معها بشكل ٌدعم الجٌد منها وٌنهً عن القبٌح منها. ٌجد المنخرط منذ ولوجه للحركة واندماجه داخل جماعاتها نوع من التفاعل اإلٌجابً، ٌسمح به سٌاق األنشطة التربوٌة التً ٌقترحها على األفراد .والتً تتحدد من خبلل إتاحة الفرصة لكل فرد للتحرك فً مساحات كافٌة الستعمال المكتسبات السابقة ،التً ٌسمح بإبراز مهارته ومعارفه الخاصة ،واستثمار قدراته على قدر إمكانٌاتها الحقٌقٌة .هذا السٌاق من الحرٌة الفردٌة ٌسمح لكل فرد بالشعور بالفاعلٌة داخل الجماعة والشعور 65
بالتمٌز فً إحدى المجاالت أو أكثر .مما ٌعطً لكل مشارك فرصا عدٌدة إلبراز مؤهبلته والسعً إلى تطوٌرها واالرتقاء بها إلى األفضل. ٌسعى المنهاج فً هذا االتجاه إلى تذوٌب الفوارق الفردٌة ،بأسلوب متمٌز ، ٌحترم خصوصٌات كل فرد ومكتسباته كشرط أساسً من شروط التعامل .وتفتح المجال أمامه لتثمٌن وتطوٌر تلك المكتسبات بأسلوب ٌثٌر حماسه وعزٌمته على السٌر فً اتجاه تطوٌر المعارؾ والمهارات. عملٌة تذوٌب الفوارق مع الحفاظ علٌها فً نفس الوقت ،من العملٌات البٌداؼوجٌة الهامة جدا فً المنهاج الكشفً ،وتنفٌذها على أرض الواقع ٌتطلب شروطا تربوٌة ضرورٌة ،وتدبٌرها بكل إٌجابٌة هو ما تسعى الحركة تحقٌقه من خبلل توفٌر شروطه التً تضمها مكونات الطرٌقة الكشفٌة .فهً تعد صلب العملٌة التربوٌة التً تنهجها الحركة ،على اعتبار أنها نسق من المفاهٌم والقوانٌن والممارسات المرتبطة فٌما بٌنها لتؤدي إلى تلك النتابج. أهم عنصر من بٌن مكونات المنهاج التً من خبللها ٌتم تفعٌل هذه المقاربة هو ما ٌصطلح علٌه ب " :نظام الشارات " كما ٌتداوله الممارسون للكشفٌة بهذا االسم. والذي ٌصطلح علٌه لدى البٌداؼوجٌٌن ب " نظام التقدم الذاتً " وهو ما ٌعنً أن البرنامج الكشفً ٌقترح على األفراد مجاالت للتفوق والتطور الذاتً الذي ٌتوج من خبلله الفرد بحصوله على شارة من الشارات التً تثبت تفوقه فً المجاالت التً ٌرؼب هو فً التفوق فٌها ،بناء على اختٌاره لمجاالتها بنفسه .الؽاٌة من هذا النظام هو التعامل مع القدرات الحقٌقٌة التً ٌتوفر علٌها الفرد ،وال ٌنقصها سوى التشجٌع والتوجٌه .تتوٌج الفرد بتفوقه فً إحدى الشارات ٌتم تقٌٌمها وفقا للنتابج التً ٌحصل علٌها فً مختلؾ المجاالت المكونة لحٌاة اإلنسان. إنها تعتمد على أسلوب منفتح على جمٌع المجاالت دون تحدٌدٌ ،قدم فٌه الفرد كل ما ٌتقنه وما ٌستطٌع تنفٌذه ،كً ٌتم تقٌٌمه ثم تثمٌنه بنفسه .الشًء الذي ٌعطً للفرد الثقة بإمكانٌاته وقدراته كما ٌحسها هو ،ال كما ٌراها اآلخرون وٌفرضونها علٌه قسرا. هذا األسلوب من التعامل مع القدرات المتعددة » Intelligences multiples هذه النظرٌة الجدٌدة التً ظهرت سنة 1979بعد البحث العلمً الذي أنجزته جامعة " هارفارد " HARVARDبهدؾ تقٌٌم وضعٌة المعارؾ العلمٌة المهتمة باإلمكانٌات الذهنٌة لئلنسان ،وإبراز مدى تحقٌق هذه اإلمكانٌات واستؽبللها ) 24 ( .أقرت هذه النظرٌة بوجود عدة ملكات أو قدرات عقلٌة أو فنٌة لدى األفراد .فً هذا االتجاه تسعى البرامج الكشفٌة التعامل مع الطاقات التً ٌتوفر علٌها األفراد حسب تنوعها
66
واختبلفها وتمٌزها دون تقٌٌدها بنمط معٌن من التقٌٌم القاصر على تقٌٌم القدرات الحقٌقٌة للفرد.
صورة ذات الفرد : تتشكل صورة الفرد عن نفسه من خبلل التجارب التً ٌحٌاها بشكل تدرٌجً، وكلما كانت التجارب ناجحة كلما أعطت للفرد انطباعا ًا جٌداًا على نفسه .و كلما كانت التجارب فاشلة فإنها توصم الذات بالعجز و عدم القدرة ،خصوصا ًا إذا لم ٌتم تعضٌد الفرد لتجاوز حاالت الفشل و إعادة المحاولة إلى بلوغ النجاح المطلوب. بناء الصورة اإلٌجابٌة عن الذات تتم من خبلل النجاح الذي ٌتم تحقٌقه ،و من خبلل تحوٌل الفشل إلى نجاح ،أي أن الفرد ٌتوفر على القدرة لتجاوز العقبات والصعوبات التً تحد من عزٌمته للظفر بالنتابج اإلٌجابٌة. ٌهدؾ المنهاج التربوي الكشفً فتح الفرص أمام الفتٌة و الشباب كً ٌعٌشوا تجارب متعددة فً سٌاق الترفٌه و التروٌح والمؽامرة .وتعطٌهم إمكانٌة مزاولة األنشطة باألسلوب و الطرٌقة التً تمكنهم من تذوق النجاح ،عبر توظٌؾ القدرات والمهارات التً ٌتوفرون علٌها سلفا. تعدد االهتمامات والهواٌات التً ٌتوفر علٌها األفراد ،هً ما تبرر تعدد األنشطة وتنوعها التً ٌمارسها الكشافة ،لكونها تفسح لهم فرص النجاح بالمقاٌٌس التً تتناسب مع مؤهبلت و استعدادات كل فرد ،كما تتٌح لؤلفراد فرص اختٌار مجاالت األنشطة ،التً ٌدركون جٌداًا أن مؤهبلتهم ستمكنهم من الحصول على نتابج إٌجابٌة فٌها. االندماج فً سٌاق األنشطة الكشفٌة تسمح للفرد أن ٌكون فاعبلًا كفرد داخل الجماعة ،و أن ٌكون عنصراًا ذا أهمٌة داخل المجموعة من خبلل روح الفرٌق ،حٌث ال ٌسمح أن ٌكون أي عضو فٌه ذا وجود ضعٌؾ و ذا فعالٌة واهنةٌ .تحقق من خبلل مجموعة من التجارب المؤترة فً شخصٌة الفرد عبر رؤٌته لذاته باعتباره فرد فاعل داخل المجتمع،عبر تفاعبلت مثل : oحٌاة الفرد داخل الجماعة تتم بأسلوب روح الفرٌق oالتكوٌن الذاتً الجتٌاز المجاالت التكوٌنٌة كدرجات كشفٌة تتم انطبلقا من الفرد نفسه عبر الطلٌعة. oحٌاة الخبلء و ما تعرفه من مهارات فردٌة و جماعٌة و تعاٌش وتعاون مع الطلٌعة بكل أعضابها. 67
oالمشاركة بكل فعالٌة وإٌمان قوي فً إنجاز أعمال خدمة و تنمٌة المجتمع و االهتمام بقضاٌا اإلنسان. oالتفاعل المستمر داخل هٌكلة ٌنظمها أسلوب دٌمقراطً منفتح. بمعنى أن ذات الفرد تعتبر من أهم القضاٌا التربوٌة التً ٌركز علٌها المنهاج ،وٌسعى إلى تقوٌتها لتكون نظرة الفرد إلى ذاته نظرة إٌجابٌة بالقدر المطلوب لتحقٌق خطوات النجاح ،وتذوق طعم التفوق.
المشاركـــة الفاعلة: مفهوم المشاركة بالنسبة للفتى أو الشاب فً طور التعلم و االكتساب ،هو إدماجهم فً سٌاق األعمال الفعلٌة فً مختلؾ القضاٌا و األحداث بكل إٌجابٌة ،لكً ٌساهموا على قدر المستطاع فً مجرٌات األحداث العامة التً تهم المجتمع .االهتمام بالقضاٌا مرتبط بمدى انسجام الفرد وجدانٌا ًا بتلك القضاٌا. توازن شخصٌة الفرد تتطلب أن ٌكون مشاركا فً حٌاة الجماعة مشاركة فعالة تتسم باإلنتاجٌة التً تتطلب المبادرة واإلبداع واالجتهاد والفعالٌة .لكً ٌشعر بموقعه داخل محٌطه واعٌا بحاضره ومطمبنا على مستقبله .إعداد هذا المسار للفرد داخل المجتمع عملٌة متداخلة إلى درجة التعقٌد أحٌانا ،ألنها سٌرورة كابن بشري لبلوغ النضج والرشد بالمستوى والصٌؽة التً ٌنشدها المجتمع. مشاركة األفراد فً القضاٌا و تعاملهم معها ال ٌتم من فراغ بل ٌتطلب اإلحساس بها .ما ٌتعلق باألحداث اإلنسانٌة العالمٌة مثل البٌبة و حقوق اإلنسان و قضاٌا السلم... قضاٌا إذا ظل الفرد منعزالًا ال ٌفكر سوى فً قضاٌاه القرٌبة و األحداث التً له ارتباط مباشر بها ،فإن مفهوم المشاركة بمدلولها الواسع سٌكون منعدماًا ،و هذا ما ٌقلل قدراته الفكرٌة فً استٌعاب القضاٌا الكبرى. المشاركة فً الحركة الكشفٌة من المفاهٌم األساسٌة فً تنفٌذ المنهاج بكل مكوناته ،على اعتبار أن مشاركة الفرد ٌجب أن تكون فاعلة و قابلة للتنمٌة و التطور طٌلة فترة حٌاة الفرد داخل الحركة ،فعملٌة التربٌة على المشاركة تتم داخل (الطلٌعة)المجموعة الصؽٌرة التً ٌنتمً إلٌها .حٌث ٌتولى رفقة زمبلبه مهام جماعٌة بتشارك تام سواء من حٌث الشعور بأهمٌة العمل أو من حٌث التخطٌط أو من حٌث االنجاز .و تتوسع درجة المشاركة من الطلٌعة إلى الوحدة بنفس الحماس بدافع االنتماء، لكن هذه المرحلة من المشاركة تنفتح على ما هو أشمل من خبلل تنفٌذ مكونات البرامج التً تعتمد على خدمة و تنمٌة المجتمع ،و التً تفترض من األفراد و الجماعات الكشفٌة أن تدرك جٌداًا مدى االهتمام بقضاٌا الناس و مشاركتهم آالمهم و مشاكلهم ،هذا اإلحساس 68
النبٌل بحاجٌات اآلخرٌن تدفع بهم إلى المشاركة ؼٌر المشروطة فً حل مثل هذه المشاكل. تحتفل الحركة الكشفٌة فً مختلؾ بقاع العالم بما ٌسمى األٌام و المناسبات العالمٌة مثل الٌوم العالمً للبٌبة ،الٌوم العالمً للكؾ من التدخٌنٌ ...تم جدولة هذه األٌام و المناسبات فً البرنامج العام السنوي ،لكً ٌهتم الفتٌة و الشباب بالقضاٌا التً ترمً إلٌها و ٌتعاٌشون معها بما ٌتطلبه أسلوب المشاركة التً تتناسب مع هذه الفبة العمرٌة. تنمٌة الحس بالقضاٌا التً تهم اإلنسان و تداول أحداثها و انعكاساتها تدعم قدرة الفرد على المشاركة الفاعلة ،و هذا ما تقصده الحركة الكشفٌة من صٌؽة أهداؾ الحركة التً تقول فٌها...":كأفراد و كمواطنٌن مسؤولٌن و كأعضاء فاعلٌن فً مجتمعاتهم المحلٌة و الوطنٌة و العالمٌة.)25("...
مواجهة المشكبلت : ٌصادؾ اإلنسان خبلل حٌاته الٌومٌة العدٌد من المواقؾ التً تتطلب المواجهة واتخاد الموقؾ المناسب تجاهها .وإعداد الفرد لهذه العملٌات ال ٌتطلب تلقٌن المتعلم مواقؾ وأحداث بعٌنها ،فبل ٌمكن للمربً أن ٌحدد للمتعلم المواقؾ وحلولها جاهزة لمواجهتها ،المواقؾ التً تفرضها الحٌاة ال تتشابه فٌما بٌنها إال نادرا ،وأن لكل مشكلة حل ٌتناسب معها ،وفق نوعٌتها ووفق الظرفٌة التً تمت خبللها ووفق سٌاقاتها. العنصر األساسً فً الحل ٌكمن لدى الفرد نفسه .فهو العقل المدبر للقضاٌا وفق شروطها التً ٌتحكم فً سٌاقاتها وترابطاتها ومرجعٌاتها. فً هذا الباب تضع التربٌة الكشفٌة مجموعة مواقؾ اصطناعٌة ٌكون الفرد مطالبا بالبحث على حلول مناسبة لها ،سواء لوحده كفرد أو بمعٌة الجماعة الصؽٌرة التً ٌنتمً إلٌها .هذه التجارب المصطنعة التً تتم فً صورة ألعاب ومسابقات تمرن ذهن الفرد وتجعله مستعدا أمام المواقؾ الحقٌقٌة. كما أن اهتمام الحركة بقضاٌا المجتمع ،وانخراطه كعضو فً البحث عن حلول لمعضبلت ومشاكل المواطنٌن ،فإن ذلك ٌدربهم وٌمرنهم على كٌفٌة مواجهة المشاكل، بأسالٌب تتصؾ بالعلمٌة ،مما ٌقوي حسه وقدرته على المواجهة المناسبة.
69
تنمٌة مكانــة الفـرد : المدرسة مؤسسة رسمٌة كسبت مصداقٌتها و فعالٌتها داخل المجتمع .وأصبحت ضرورة حتمٌة لتكوٌن الفرد و تأهٌله للقٌام بواجبه تجاه نفسه و تجاه المجتمع الذي ٌنتمً إلٌه ...المدرسة تعتمد فً تربٌة وتعلٌم األجٌال على أسلوب تقٌٌم األفراد و مكتسباتهم التعلٌمٌة و التربوٌة ،وهً بذلك تقدم للمجتمع تصنٌفا ًا ٌمٌز بٌن الفرد ـ التلمٌذ ـ المجد و الكسبلن ،هذا التصنٌؾ متداول بكثرة داخل األوساط المدرسٌة و باألوساط األسرٌة كذلك .فحٌن ٌستطٌع الفرد التً سمحت له ظروفه أن ٌكون مجتهداًا فً مواكبة الدروس فإنه ٌحصل على مكانة تمٌزه عن التبلمٌذ الذٌن لم تمكنهم ظروفهم األسرٌة و المدرسٌة لٌكونوا مجدٌن .وبذلك ٌنعت هؤالء التبلمٌذ بالكسالى ،وترافقهم هذه الصفة لتصل إلى درجة الوصم .و اعتباراًا لذلك المعطى فإن المجدٌن ٌحصلون على مكانة متمٌزة سواء داخل المدرسة أو داخل الوسط األسري ،و ٌكون التلمٌذ مزهواًا بتلك المكانة .بحٌث ٌتسبب النعت الذي ٌوصم به التبلمٌذ المتأخرٌن دراسٌا ًا إلى فقد مكانتهم اإلعتبارٌة ،وهذا ٌسبب له أضرارا معنوٌة كثٌرة.مع العلم أن التربٌة تسعى إلى إبعاد تلك التصنٌفات البشعة المحطمة بإرادة الفرد. الحركة الكشفٌة ؼٌرت أسلوب نظرتها لؤلفراد ،وطرٌقة التعامل مع قدراتهم ومؤهبلتهم اعتبارا على معطٌات أهمها : ّأوالًا ٌ :مكن للتبلمٌذ أن ٌتداركوا ذلك التأخر إذا ما تم التدخل إلبعاد األسباب التً تجعلهم كسالى بالمعنى الذي تفرضه األوساط المدرسٌة و تتبناه األوساط األسرٌة. ثانٌا ًا :األفراد ٌتوفرون على مؤهبلت و طاقات أخرى ٌجب عدم الحكم علٌها من خبلل التأخر فً تحصٌل الدروس .متناسٌن نتابج الدراسات المتعلقة بالفروق الفردٌة من بٌنها نظرٌة الذكاءات المتعددة و التً ظهرت بسبب عدم اقتناع كثٌر من علماء النفس (. )26 بفكرة الذكاء الموحد. ركز المنهاج التربوي الكشفً على هذا الجانب الهام الموجه لمكونات الشخصٌة ، و لنظرته الفرد إلى ذاته ،مؤكداًا على ضرورة أن تكون نظرة إٌجابٌة بشتى الوسابل الممكنة ،إلظهار اإلمكانٌات المختلفة التً ٌتوفر علٌها كل فرد على حدة ،و السعً إلى تثمٌنها و تنمٌتها و تقٌٌمها ،وهو ما ٌتٌح لكل فرد إبراز ما ٌتوؾ علٌه من إمكانٌات فً شمولٌتها ،و لٌس االعتماد على واجهة واحدة من واجهات القدرات التً ٌتوفر علٌها الفرد ،كما هو الحال بالنسبة للمدرسة التً تركز على مجال واحد للتقٌٌم ،هو التفوق فً التحصٌل الدراسً التعلٌمً فقط . 70
التأقلم مع سٌاق البرامج الكشفٌة المقترحة على الفتٌة و الشباب تمكنهم من حصول كل فرد على مكانته ،لٌس وفق مقٌاس واحد ،بل وفق مقاٌٌس متعددة و مفتوحة باستمرار إلظهار التفوق و اإلتقان فً مختلؾ مجاالت الحٌاة. الدور العظٌم الذي تقوم به المدرسة فً تنمٌة اإلنسان و تطوٌره دور أساسً، لكن إذا تم إرفاقه بتكوٌن تكمٌلً ٌراعً خصوصٌات األفراد و ٌحترم مراحل عمرهم ،و ٌقدم لهم معرفة مفعمة بالتسلٌة و التروٌح ،فبل نجد متخصص فً مجال البٌداؼوجٌا أو الممارس للتربٌة ٌختلؾ مع هذا التوجه التكوٌنً الموسع ،الذي ٌفتح آفاق متعددة أمام المتعلمٌن. الشعور باالنتماء اإلٌجابً لمجموعة نشٌطة فاعلة ٌعطً للفرد ثقة ممٌزة خصوصا ًا لما ٌؽذٌها الفرد باحتبلل موقع داخلها ،وشعوره بأهمٌته و دوره بٌن أدوار باقً أفراد المجموعة .هذا ما توفره الحركة للمنتمٌن إلٌها ،ؼاٌتها فً ذلك إٌجاد للفرد مكانته و موقعه المعترؾ له بها داخل نظام المجموعات( نظام الطبلبع) و ٌعززه وٌطوره نظام التقدم الذاتً( نظام الشارات) داخل أحضان الطبٌعٌة وفضاءاتها الذي توفره البرامج من خبلل حٌاة الخبلء و اإلطار الرمزي الذي توفره الطقوس و العادات و التقنٌات الكشفٌة التً تؤثث الفقرات التنشٌطٌة ،و تحصنه منظومة القٌم التً تحرص خبلل الممارسة بتمثل المبادئ األساسٌة و القٌم األخبلقٌة عبر أداء العهد و االلتزام ببنود قانون الكشاؾ ،كل ذلك فً سٌاق عملٌة تدرٌبٌة تعلمٌة تعتمد التحصٌل و اإلتقان عن طرٌق الممارسة المباشرة المدروسة ،المخطط لها داخل سٌاق عبلقة ٌطبعها بالدرجة األولى اإلرشاد و التوجٌه و الدعم الذي ٌقدمه الراشدون ،من خبلل الدور الذي ٌقوم المؤطرون باعتبارهم "قادة" مربون ومنشطون و موجهون.
71
مستويات المنهاج التربوي الكشفي : التعرض لمستوٌات المنهاج التربوي الكشفً ٌحٌلنا بالرجوع إلى الوثٌقة األساسٌة التً انبنى علٌها تأسٌس المنظمة الكشفٌة العالمٌة وهً -دستور الحركة – الذي ٌتضمن القوانٌن والظٌمات والمؤسسات التً تمثلها ،لكونها نصوص تحكم أداء الحركة الكشفٌة المنتشرة فً أؼلب بقاع العالم ،لكونها الجهة الرسمٌة التً تتبنى هذا األسلوب التربوي وتسعى إلى تعمٌمه ونشره .بمساعدة مكاتب األقالٌم التً تمثله فً المناطق التً تم تأسٌسها لحد اآلن .وبما أن هذا التنظٌم التربوي ٌتصؾ بالعالمٌة ،كان من الضروري وضع هٌاكل تنظٌمٌة تشرؾ على تسٌٌره وتدبٌر مختلؾ أعماله ،وخصوصا ما ٌتعلق بالجوانب البٌداؼوجٌة التً ٌحددها المنهاج ،كً تصل إلى الممارس -الفتى أو الشاب - أٌنما وجد بالشكل والمضمون المطابق لألسلوب الذي تتبناه المنظمة العالمٌة ،عبر تدرج مستوٌاتها المتسلسلة. العناصر األولٌة األساسٌة المتحكمة فً هوٌة الحركة ،وفً الصورة التً تظهر بها للعالم .التً ٌمكن تشخٌصها فً ثالثة نقط هامة هً : تعرٌؾ الحركة. هدفها األساسً. هٌاكلها التنظٌمٌة. التعرٌؾ: ٌعطٌنا المالمح الرئٌسٌة للحركة والتً تتلخص فً العناصر التالٌة : حركة تربوٌة تستهدؾ بالدرجة األولى تنمٌة الفتٌة والشباب من الجنسٌن بالدرجة األولى . أنها ذات طابع تطوعً ؼٌر إلزامً . ؼٌر سٌاسٌة ،فهً فً منأى عن التنافس والصراع المؤدي إلى السلطة . مفتوحة للجمٌع دون تفرقة فً األصل أو الجنس أو العقٌدة ... هذه العناصر مقرونة ومرتبطة بهدؾ الحركة ومبادئها وطرٌقتها التً ابتكرها مؤسس الحركة ،والتً ٌعتبرها الخبراء من أهم عناصر وحدة الحركة الكشفٌة عالمٌا. الهدؾ : تسعى الحركة الكشفٌة تحقٌق هدفها األساسً والذي ٌتجلى فً " :تنمٌة الشباب لتحقٌق أقصى قدراتهم البدنٌة والعقلٌة واالجتماعٌة والروحٌة " وال تهدؾ تنمٌة الشباب المستهدفٌن وحسب ،بل تنمٌتهم عبر انتماءاتهم وارتباطاتهم وعالقاتهم .وعلٌه فإن ربط الهدؾ بتنمٌة الشباب فً عالقاتهم مع المجتمع فً جل أبعاده .ومن أجل ذلك تحدد الهدؾ بالصٌؽة التالٌة " :كأفراد وكمواطنٌن مسؤولٌن وكأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة والوطنٌة والعالمٌة " .وعلى ذلك كانت الؽاٌة من الحركة أن ال تكون حركة معزولة عن مكونات المجتمع ،أو أن تكون فً منطقة فً العالم دون أخرى .الهدؾ جعل الحركة فً
72
قلب االنتماءا ت اإلنسانٌة سواء فً بعدها العالمً ،أو فً بعدها الوطنً أو فً بعدها المحلً ،لتصل إلى أصؽر نقطة من العالقات التً تربط الفرد بمحٌطه القرٌب منه.
هٌكلة الحركة : وضعت المنظمة العالمٌة لتنفٌذ أهدافها وبرامجها هٌكلة تنظٌمٌة انطالقا من مكونها المركزي والهٌاكل اإلقلٌمٌة التً تشكلت بحكم القرب الجؽرافً وعناصر التفاهم مثل اللؽةٌ ...وجد حالٌا خمسة أقالٌم تتعاون مع المنظمة العالمٌة المركزٌة الموجود مقرها "بجنٌؾ" وكل إقلٌم ٌساهم فً التأطٌر والتنسٌق بٌن الهٌئات الكشفٌة التً تمثل كل دولة ،حٌث ٌقوم اإلقلٌم بدور الوسٌط فً إٌصال الخدمات الضرورٌة التً تتبناها المنظمة العالمٌة من أجل نشر وتطوٌر الحركة الكشفٌة على نطاق العالم ( )27ومواكبة حسن تنفٌذ مناهجها التربوي بأسلوبه الصحٌح. هذه النقط الثالثة تتشكل مستوٌات المنهاج التربوي ،التً تعتبر على أساس كمدخالت أساسٌة لتنفٌذ المنهاج ،وكمخرجات لعملٌات تقوٌم المنهاج وتعدٌله ،وتتجلى هذه المستوٌات فً التدرج التالً: األول :المستوى العالمً : تسعى المنظمة العالمٌة تحقٌق هدفها المتمثل فً رعاٌة وتشجٌع الحركة الكشفٌة فً العالم ،من خالل تعزٌز وتأكٌد الفهم والتوحٌد لهدفها ومبادئها ،مع االحتفاظ بشخصٌتها وصفاتها الخاصة .عبر تقدي م العون المنهجً والتنظٌمً ...إلى الهٌئات األعضاء بمختلؾ الدول المنتمٌة للحركة ،من أجل تمكنها فً تنفٌذ وتحقٌق هدؾ ومبادئ وطرٌقة الحركة الكشفٌة . ٌتجلى هذا المستوى فً دور المكتب الدولً ،الذي ٌسعى إلى بلورة المرجعٌة األصلٌة للتربٌة الكشفٌة التً وضعها مؤسسها "بادن باول" .ما ٌمٌز هذه المرحلة من وضع المنهاج هو طابعه الشمولً الموحد ،الذي ٌشخص القٌم اإلنسانٌة التً تجمع بٌن بنً البشر ،دون أي تمٌٌز فٌما بٌنهم .من خالل صٌاؼة الدستور والقوانٌن الكشفٌة المعمول بها عالمٌا .والتً تحدد المضامٌن التالٌة : صٌاؼة التعرٌؾ الدقٌق للحركة بكل مواصفاتها العامة. تحدٌد األهداؾ األساسٌة التً أنشأت من أجلها الحركة. صٌاؼة المبادئ األساسٌة التً تسعى الحركة نشرها بٌن أوساط الشباب والفتٌة. وضع مكونات الطرٌقة التربوٌة المفعلة -المنفذة -للمنظومة البٌداؼوجٌة لألسلوب التربوي الكشفً. وضع الهٌاكل واآللٌات التنفٌذٌة للتسٌٌر والتدبٌر. التقوٌم المستمر للمنهاج ،عبر المحطات التنظٌمٌة التً تتم عن طرٌق المؤتمرات واللقاءات المتواصلة. 73
إصدار القرارات والتوصٌات التً تصدر عن المؤتمرات. ٌتولى المؤتمر الكشفً العالمً عدة مهام تتعلق بالدراسات البٌداؼوجٌة والتنظٌمٌة التً تصب كلها لتطوير الحركة .وفٌما ٌتعلق بالجوانب المرتبطة بالمنهاج التربوي ، فإن االختصاصات المتعلقة بالمؤتمر ٌتجلى فً دراسة سٌاسة الحركة وقواعده ا على المستوى العالمً ،واتخاذ الخطوات الالزمة التً تؤدي إلى تحقٌق أهداؾ الحركة ، والمتمثلة فً جل التدخالت التربوٌة التً تتحقق على أرض الواقع ،لتمكٌن الفتٌة والشباب من االنؽماس فً سٌاق األنشطة الكشفٌة بأسلوبها الصحٌح المؤدي إلى بلوغ األهداؾ المرسومة .هذه األجهزة الدولٌة هً التً تحدد القرارات واالختٌارات الكبرى التً تتخدها المنظمة العالمٌة. تعلب المؤسسات المركزٌة للمنظمة العالمٌة ،التً ٌمثلها المكتب الدولً ،دورا محورٌا فً وضع المحددات األساسٌة لتطبٌق المنهاج التربوي الكشفً ،وفً مواكبة التطورات التً تجعل منه القدوة على التالؤم مع التؽٌٌرات التً تطرأ على المستوى البٌداؼوجً ،والتً ٌتم تدارسها من طرؾ المتخصصٌن لعرض نتائجه ا على المؤتمر العالمً للمصادقة ،وإٌصاله إلى مكاتب األقالٌم التً تشرؾ على تفعٌلها بتعاون مع الجمعٌات الوطنٌة ،الممثلة للدول المكونة لإلقلٌم. الثانً :المستوى اإلقلٌمً: ٌستعٌن المكتب العالمً فً تسٌٌر شؤون الحركة بواسطة مكاتب األقالٌم ،التً تضم الهٌئات األعضاء فً المنظمة العالمٌة ،والتً تقع فً منطقة جؽرافٌة واحدة . تشرؾ أجهزة كل إقلٌم على تسٌٌر وتدبٌر أمور الحركة وتعزٌزها عبر تقوٌة روح األخوة العالمٌة والتعاون والمساعدة المتبادلة بٌن الهٌئات الكشفٌة داخل األقالٌم الواحد .من بٌن أهم اختصاصات األقالٌم الكشفٌة هو التأكد من التنفٌذ الدقٌق للقرارات والسٌاسات التً تضعها المنظمة العالمٌة . ٌقوم اإلقلٌم العربً فً إطار اختصاصاته بتقدٌم كل ما ٌمكن أن ٌحقق هدؾ الحركة داخل اإلقلٌـم ،وأهمها تعمٌم المنهاج التربوي الكشفً على كل الهٌئات األعضاء، عبر وسائل االتصال مثل المطبوعات التً ٌتم نشرها بانتظام ،وعبر تنظٌم الدورات التدرٌبٌة فً مختلؾ التقنٌات والمعلومات البٌداؼوجٌة ،وعقد اللقاءات الدراسٌة والتقٌٌمٌة التً ٌتم تنظٌمها خالل فترات منتظمة المواعٌد . القٌام بدراسات تربوٌة وتقوٌمٌة الؽاٌة منها الوصول إلى أنجع الطرق لتطوٌر أسلوب الحركة ،والعمل على تصحٌح أسلوب التنفٌذ من الشوائب التً علقت به ، تسربت إلٌه من خالل الممارسة الخاطئة والفهم ؼٌر الكامل لمكونات المنهاج التربوي الكشفً .فهو ٌقوم بإعادة صٌاؼة المنهاج العالمً وفق الخصوصٌة اإلقلٌمٌة :الثقافٌة، الدٌنٌة ،االجتماعٌة ،واالقتصادٌة التً توحد الدول المنتمٌة لكل إقلٌم .فالمنهاج داخل هذه الدائرة المجالٌة ،فً هذا المستوى من التنفٌذ ٌأخد نوعا من التعدٌل ،دون المس بالجوهر األصلً للمنهاج العالمً للحركة ،وذلك عبر اإلجراءات التالٌة : 74
الصٌاؼة اللؽوٌة للتعرٌؾ واألهداؾ والمبادئ ،مع الحفاظ على المعنى األصلً للمضامٌن. ترجمة صٌاؼة أساسٌات الحركة وتعمٌمها على الجمعٌات الوطنٌة المنتمٌة لها. إعادة صٌاؼة " قانون الكشافة " مع إضافة بعض المضامٌن التكمٌلٌة الموحدة بٌن دول األقالٌم التً تدعم وتزكً المضامٌن األصلٌة. صٌاؼة مضامٌن الفقرات المتعلقة بالبرامج التربوٌة وفقا للخصوصٌة اإلقلٌمٌة. تحدٌد أسلوب تدرٌب القٌادات ،واستكمال تكوٌنهم وفق الحاجٌات اإلقلٌمٌة .مع انتهاج خطط خاصة فً مواجهة االحتٌاجات من القٌادات على مستوى اإلقلٌم. إصدار مطبوعات المرجعٌة التربوٌة المعدلة وفق خصوصٌة اإلقلٌم. مواكبة تقٌٌم الحركة وأسلوب نشرها وأداء تنظٌماتها وأطرها وقٌاداتها.
بحكم االختصاصات الموكولة للمكتب اإلقلٌمً ،فإنه ٌبقى على اتصال وتفاعل مستمرٌن مع المنظمات الوطنٌة التً تشكل جزءا من مكونات المنظمة العربٌة ،والتً تساهم فً بلورة سٌاسة اإلقلٌم والسهر على تنفٌذها فً بعدها التربوي والتنظٌمً .كما تساهم فً تسٌٌر وتدبٌر األمور البٌداؼوجٌة والتدرٌبٌة واإلدارٌة والمالٌة المتعلقة باإلقلٌم الذي تشرؾ علٌه ،بتنسٌق مع التنظٌمات الكشفٌة التابعة لتلك الدول التً المكونة لإلقلٌم. الثالث :المستوى الوطنً : ٌتجلى المستوى الوطنً فً تداول المنهاج التربوي الكشفً ،من خالل قبول الدولة المعنٌة لألسلوب التربوي الكشفً لٌكون موازٌا للتربٌة النظامٌة التً تتبناه .والتً تنتمً إلى الدول المشكلة لكل إقلٌم كشفً .والتً تنخرط فً أسلوبها الداخلً فً تسٌٌر وتدبٌر أمور الحركة وطنٌا ،باألسلوب الذي ال ٌخرج عن األساسٌات التً تتمٌز بها الحركة الكشفٌة ،على اعتبار أنها حركة واحدة وموحدة .ولكونها نابعة من التوحد على تحقٌق هدؾ واحد مشترك فً صٌؽته اإلنسانٌة الصرفة . وتبقى لكل هٌئة داخل كل دولة عضو بالحركة العالمٌة أن تجد الصٌػ المناسبة لمالءمة تفعٌل الحركة داخل دائرتها الترابٌة ،على أساس احترام المرجعٌة العالمٌة الصادرة عن المكتب الدولً ،مع احترام التعدٌالت الصادرة عن المكتب اإلقلٌمً، والتصرؾ فً إطار الحٌز المخول للتنظٌم الوطنً الكشفً ،باعتباره الممثل الرسمً والوحٌد لكل دولة عضوة. هذا الحٌز من الحرٌة فً تدبٌر الحركة وطنٌا وفق الضوابط والمقاٌٌس اإلقلٌمٌة والعالمٌة ،تجعل من الهٌئة الوطنٌة عنصر فاعال داخل مكونات المنظمة ،حسب تدرج تعاملها فً تمرٌر المعلومات البٌداؼوجٌة ،والتً تتم عبر تمثٌلٌتها ومشاركتها ومساهماتها فً اتخاذ كافة القرارات التً تصدر من أعلى سلطة تقرٌرٌة فً المنظمة العالمٌة أو اإلقلٌمٌة . التدبٌر على المستوى الوطنً مرتبط ارتباطا وثٌقا بالمستوى اإلقلٌمً والعالمً ، لٌس على المستوى التنظٌمً والهٌكلً فقط ،بل على المستوى البٌداؼوجً والتربوي على وجه الخصوص .والتنظٌم الوطنً له مسؤولٌة تسٌٌر وتدبٌر الحركة وطنٌا ، 75
وتمثٌلها على مختلؾ المستوٌات ،سواء على مستوى التنظً م أو على مستوى احترام شروط الممارسة المحددة سلفا على المستوى العالمً ،أو على مستوى االجتهاد البٌداؼوجً أو على مستوى التطبٌق التربوي على أرض الواقع .بذلك ٌحصل التنظٌم الوطنً على شرعٌة تمثٌل المنظمة العالمٌة للحفاظ على األسلوب التربوي الكشفً داخل الدائرة الترابٌة للدولة. ٌتجلى دورها باألساس: -
أن تكون هٌئة وطنٌة واحدة وموحدة ،تمثل الحركة فً مختلؾ الواجهات . وتعمل على نشر الكشفٌة وحماٌة الحركة داخل مجالها الوطنً . أن تالئم المنهاج التربوي الكشفً مع الخصوصٌة الوطنٌة ،والسهر على تنفٌذ البرامج والتظاهرات... أن تضع الهٌاكل التنظٌمٌة التً تساعد الحركة على أن تكون واحدة موحدة . أن تسهر على تنمٌة القٌادات بالتدرٌب والتكوٌن ،وعلى تمرٌر محتوى المنهاج بصٌؽه الصحٌحة . أن تعمل على نشر وتعمٌم الحركة داخل الدائرة الترابٌة للبلد على أكبر عدد. أن تقوم بشكل مستمر على تقٌٌم دور الحركة فً التنمٌة البشرٌة وفً تأطٌر وتكوٌن الشباب.
وفٌما ٌتعلق باألمور المشتركة فً المنهاج ،التً تحقق المطالب األساسٌة للتربٌة الكشفٌة ،ضرورة توفٌر " مجتمع تعلمً" من الفتٌة والشباب ٌشاركون فً اتخاذ القرارات التً تؤثر فً تنفٌذ البرامج التً ٌشاركون فٌها على مستوى الوحدة ( (28وفقا للطرٌقة .وٌعتبر ذلك من المضامٌن األساسٌة التً ٌشملها المنهاج ،والؽٌر قابلة للتصرؾ إال فٌما ٌتعلق بالشكل .والساعً إلى توفٌر المناخ التربوي المساعد لتحقٌق األهداؾ المرسومة .وهذا أمر عام ٌمكن تنفٌذه فً أي مجتمع مهما اختلفت خصوصٌاته . الرابع :المستوى المحلً : ٌصل هذا المستوى فً التعامل مع المنهاج التربوي الكشفً إلى مرحلة التنفٌذ الفعلً للتربٌة الكشفٌة ،أي الوصول إلى المستهدفٌن ،األفراد :الفتٌة والشباب والتعامل معهم مباشرة .تنقسم هذه المرحلة الهامة إلى ثالثة مستوٌات متالحمة مع بعضها البعض وهً : الفرقــة ( الفرع) . الوحــدة ( الكتٌبة )... الطلٌـعة ( الجماعة الصؽٌرة) تمثل هذه المرحلة أدنى مستوٌات المنهاج ،وأكثرها أهمٌة ،ألن هذا المستوى الؽنً هو الذي ٌتمم جل العملٌات التنظٌرٌة والبٌداؼوجٌة المحددة لألهداؾ والمرامً. 76
هً مرحلة التفعٌل ،المتمثل فً التعامل المباشر مع الفتٌة والشباب ،عبر ممارسة الطرٌقة الكشفٌة بصٌؽها األصلٌة ،المؤدٌة إلى تمثل القٌم والمبادئ ،وتحقٌق الؽاٌات المنشودة من وجود الحركة. (أنظر التفاصٌل فً الفصل المتعلق بالطرٌقة الكشفٌة).
الكفـــاٌــــات : مفهوم الكفاٌات : الكفاٌة هً مجموعة منتقاة من المعارؾ و المهارات و الخبرات التً تمكن الفتى أو الشاب من إدراكها و تمثٌلها ،ثم استعمالها و توظٌفها فً سٌاقات و مواقؾ متعددة تستوجب على الفرد أن ٌكون قادراًا على التك ٌُّؾ معها وفق مً ٌتطلبه الموقؾ ،و 77
على النحو التً ٌفرضه السٌاق العبلبقً للفرد حسب مرحلة عمره .إنها عبارة عن أداة للتعلم ذات معطى مركب ،ؼاٌاته االهتمام بكل مستوٌات مكونات الفرد العقلٌة والجسمٌة واالجتماعٌة والنفسٌة. تحدٌد مفهوم الكفاٌات ٌتطلب أوالًاّ تعرٌؾ " الكفاٌة : " Capacitéو هً قدرة الفرد على استحضار خبرات و معلومات و تقنٌات مستعملة فً تجارب سابقة لمواجهة وضعٌات ومشكبلت ومواقؾ جدٌدة أي بمعنى آخر أ ّنها حصٌلة من اإلمكانٌات التً تمكن الفرد من بلوغ درجة من النجاح ،سواء فً أداء المهام المختلفة التً تواجهه أو خبلل عملٌة تعلم تجارب جدٌدة التً تنضاؾ إلى رصٌده الشخصً ( .)28إ ّنها كفاٌة تمكن الفرد من تلقً الخبرة بعد استٌعابها و تمثٌلها ،أي اكتسابها لتمكنه من إنتاج سلوكات و ممارسات تتطابق و تتبلءم مع المواقؾ و مع اإلحتٌاجات التً ٌتطلب تؽطٌتها خبلل مختلؾ مواقؾ الحٌاة التً سٌواجهها. الكفاٌات ال تعدو مجرد خبرة جزبٌة للقٌام بمهام محددة ،فهً تسعى إلى تمكٌن الفرد من القدرة التلقابٌة على مواجهة المواقؾ و التكٌؾ مع المتؽٌرات التً ٌصادفها عرفها د .محمد الدرٌج ":الكفاٌات هً قدرات مكتسبة تسمح فً حٌاته ( .)29وكما َّ بالسلوك و العمل فً سٌاق معٌنٌ ،تكون محتواها من معارؾ و مهارات و اتجاهات مندمجة بشكل مركب حٌث ٌقوم الفرد الذي اكتسبها بإثارتها و توظٌفها قصد مواجهة موقؾ أو مشكلة و السعً إلى حلّها فً وضعٌة محددة ". الكفاٌات فً الحركة الكشفٌة جزء محوري فً المنهاج التربوي ،إذ تعتبر من األسس التً ترتكز علٌها وحدة الحركة و التً تتلخص فً الهدؾ و المبادئ و الطرٌقة. هذه األسس التً ال تتؽٌر و ال تتبذل رؼم اختبلؾ المجتمعات و التنظٌمات فً مختلؾ دول العالم. ٌظهر ذلك من خبلل وحدة الهدؾ بالحركة الكشفٌة ،الذي ٌؤكد أن ":هدؾ الحركة الكشفٌة هو المساهمة فً تنمٌة الشباب لبلستفادة من قدراتهم البدنٌة و العقلٌة واإلجتماعٌة والروحٌة كمواطنٌن صالحٌن مسؤولٌن ،و كأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة و الوطنٌة والعالمٌة" و هذا ٌؤكد الخاصٌة التربوٌة للحركة التً تهدؾ إلى التنمٌة المتكاملة لقدرات الفرد ،التً تتطلب من الناحٌة المنهجٌة بلوغ األهداؾ ،بالتركٌز على جمٌع النواحً المكونة للشخصٌة على اعتبار أ ّنها جوانب متداخلة فٌما بٌنها ،و ال ٌمكن أن تتطور فً انشطار بعضها عن البعض ،بل تتم فً ترابطها و تكاملها لتمكن الفرد من التبلؤم مع المواقؾ التً تواجهه. تلعب الحركة الكشفٌة دوراًا إضافٌا ًا هاما ًا فً تنشبة الفرد لكونها تتجاذب و تتفاعل مع دور األسرة و دور المدرسة و مختلؾ المؤسسات .و بما أنها تقوم بمهمة تكملة األثر 78
التربوي الذي تقوم هذه المؤسسات ،فالكشفٌة تقوم بمهمة بلورة و تطوٌر المعلومات والمعارؾ و الخبرات التً سبق أن حصل علٌها ،و العمل على استعمالها فً إطار برامج مشوقة و مثٌرة ،نابعة من رؼبة الفرد إلى إبرازها ،و السعً إلى إتقانها ،واإلقبال على ّ وضعها فً محك التقٌٌم الذي تتطلبه الطرٌقة الكشفٌة خبلل تنفٌذها. إذا كانت الكفاٌات فً التربٌة الكشفٌة تمكن الفتى أو الشاب من قدرات تجعله ٌوظؾ مكتسباته السابقة وفق الظروؾ المستجدة فإنها تأتً فً سٌاق المشروع الشخصً ،لكون أسلوب التربٌة الكشفٌة ٌعتبر المشروع عامبلًا تربوٌا ًا مركزٌا ًا فً بناء الكفاٌات و فً تحقٌقها. أسلوب تحقٌق المشروع الفردي ٌتم فً إطار نظام التقدم ،عن طرٌق اختٌار وضعٌات معٌنة تدخل فً إطار الكفاٌات المطلوب تحصٌلها ،والعمل على مواجهة متطلباتها ثم إتقانها و تمثل مكوناتها بؽرض تلبٌة متطلبات المجتمع و تؽطٌة حاجٌات األفراد. الكفاٌات فً المنهاج التربوي الكشفً تأتً فً إطار التروٌح والمتعة النابعة من الرؼبة الذاتٌة فً التحدي اإلٌجابً ،فً مناخ من اإلثارة و التشوٌق والتتوٌج ،عبر تخطً مراحل التحصٌل والتدرٌب .هذا السٌاق ٌنطلق من تمثل الفرد لقواعد السلوك الذي ٌتمٌز به أعضاء الحركة الكشفٌة ،المنبثقة من المبادئ و القوانٌن والمعتقدات األساسٌة الؽٌر قابلة للتصرؾ ،وهً الواجب نحو هللا و الواجب نحو اآلخرٌن والواجب نحو الذات، التً ٌجب مراعاتها لتحقٌق هدؾ الحركة. مدخل الكفاٌات : الكفاٌات بهذا المفهوم تعتبر مدخبل أساسٌا فً بناء المنهاج التربوي الكشفً ،لكونها تتخلل جل مراحل العملٌات التربوٌة المؤدٌة إلى تحقٌق األهداؾ، وتتعامل مع المكونات الحقٌقٌة للفرد ،وتنطلق منها لتصل إلى دورة الكفاٌات التً ٌحتاج لها حسب مراحله العمرٌة .التً ٌمكن توضٌحها كاآلتً : القدرات المتوفرة
كـفـاٌـــــات
مهارات جدٌدة
79
المعارؾ السابقة إمكانٌة تبادل الخبرة والتعارؾ والمشورة مع أفراد الطلٌعة إمكانٌة طلب المساعدة من الراشدٌن والمحٌط
تعدٌل وتطوٌر االستعدادات و المهارات واالهتمامات والهواٌات
تحفٌز الفرد لتثمٌن المعارؾ السابقة وتطوٌرها تنمٌة االستعدادات واالهتمامات عن طرٌق الجماعة
تثمٌنها
البحث عن معلومات وخبرات جدٌدة
تقوٌمها
الشعور بالحاجة إلى معلومات جدٌدة والعمل على امتبلكها اكتساب المهارة التً تؤدي إلى بلوغ كفاٌات محددة سلفا تقوٌمها التتوٌج
التتوٌج
تركز الكفاٌات على قدرات الفرد بجل مكوناتها النفسٌة و العقلٌة و البدنٌة واإلجتماعٌة و الروحٌة كً تتبلءم مع السلوكات اإلٌجابٌة المتوقعة من طرؾ المجتمع. انخراط الفرد فً الفقرات والبرامج الكشفٌة حسب التدرج فً التنفٌذ ،مع مراعاة القدرات الفردٌةٌ .تسلسل التدرج على شكل درجات لبلرتقاء وفق حوافزٌ ،كون المتحكم فٌها الفرد ذاته من خبلل التجاوب التلقابً الذي ٌتم أثناء مراحل اإلنجاز ،من االستبناس فً األول إلى درجة االكتساب لٌصل فً األخٌر إلى عملٌة الترسٌخ ،باعتبارها أعلى درجة االكتساب الكفاٌات ،والتً ٌتم تثمٌنها بالتتوٌج ،الذي ٌساهم هو اآلخر فً إعطاء الفرد ثقة أكثر بقدراته وإمكانٌاته لمواصلة التحصٌل بانتظام. تعتمد الحركة على مستوٌٌن متبلحمٌن لبلوغ الكفاٌات هما : الكفاٌات ،ما ٌحتاجه الفرد من معارؾ و خبرات و مهارات تتناسب محتوٌاتها حسب المستوى الذي تتطلبه مرحلته العمرٌة ،القابلة للتطور باستمرار ،وهً عبارة عن مجاالت ٌختار منها الفرد ما ٌحتاجه وفق االنتظارات التً ٌتوقعها المجتمع. الهواٌاتٌ ،توفر الفرد على استعدادتها ومٌوالت تفجر كهواٌات متعددة و مختلفة حسب االهتمامات ،فهً ممارسات تساهم فً بلوغ الكفاٌات ،من مهام الفرد تعدٌلها و تطوٌرها و السعً إلى تقوٌمها لتساهم فً تكوٌنه الشامل .وتبقى مسألة االختٌار الحر بالنسبة للفرد أساسٌة فً التنفٌذ ،مقرونة مع إلزامٌة تخطٌها للمرور إلى اجتٌاز الكفاٌات.
80
البرنامج الكشفً: تنطلق عملٌة وضع مكونات البرنامج الكشفً ،من تحدٌد الحاجٌات الحقٌقٌة المتعلقة بالشرٌحة المستهدفة ،حسب مراحلها العمرٌة وحسب متطلبات المحٌط وما ٌتطلب سٌاق تحوالت العصر .والقٌام بتحدٌد الحاجٌات وفق مبلءمتها لما ٌجب أن ٌكون ه علٌه الشباب المعاصر قصد إعداده للمستقبل. المنهاج التربوي الكشفً قادر على استٌعاب احتٌاجات المجتمع ومواكبة تقلبات العصر وتفهم حاجٌات الفرد .استحضار جل هذه المعطٌات خطوة مهمة جدا لترجمة ؼاٌات المنهاج إلى أنشطة و فقرات التً تكون البرنامج الشٌق الجداب .وٌتضمن المنهاج آلٌة لقٌاس مدى مبلءمة الفقرات مع تحقق األهداؾ .أي القدرة على تقدٌر الوضعٌة الراهنة التً ٌكون علٌها المستفٌد مع الوضعٌة المطلوبة المتوخى بلوؼها . كان مفهوم البرنامج الكشفً فً البداٌة عبارة عن مجموعة محددة من األنشطة التً وضعها مؤسس الحركة ونشرها فً كتاب "الكشفٌة للفتٌان" .ومع مرور الوقت تطور مفهوم البرنامج من مجرد أنشطة محصورة إلى سٌاسة عالمٌة للبرامج، تصدرها المنظمة الكشفٌة العالمٌة وتسهر على تنفٌذها وتقوٌم نتابجها ،وأصبحت الحركة تعرؾ برنامجها الكشفً على النحو التالً " :كل م ا ٌقوم به الفتٌة والشباب من أنشطة ().30 باستخدام الطرٌقة الكشفٌة لتحقٌق الهدؾ التربوي للحركة " هذا التعرٌؾ المختصر لن ٌقرب صورة البرنامج الكشفً إلى القارئ بالوضوح المطلوب ،ألن البرنامج الكشفً أكثر شموال من األنشطة التً ٌمارسها األفراد ،فهو باألساس مجمل الخبرات والمهارات التً تقدمها الحركة للفتٌة والشباب. تقدم الكشفٌة لؤلعضاء برنامجها بهدؾ التنمٌة الذاتٌة التً تساعدهم على حسن التصرؾ مع مختلؾ قدراتهم ،وترشٌد استؽبللها بأقصى قدر ممكن ،لٌكونوا مواطنٌن صالحٌن وفعالٌن داخل بٌبتهم المحلٌة ،واتجاه وطنهم ،مع االنفتاح على العالم بروح إنسانٌة فٌاضة بالتسامح والسلم. ولفهم البرنامج الكشفً بدقة كافٌة ،لجأ الدارسون والباحثون المهتمون بقضاٌا التربٌة الكشفٌة على طرح أسبلة بسٌطة ،قاموا باإلجابة عنها لتوضٌح الؽموض الذي ٌكتنؾ التعرٌؾ بالبرنامج وجاء التوضٌح كاآلتً :
81
" البرنامج هو كل ما ٌقوم به الفتٌة والشباب (األنشطة) وكٌؾ ٌقومون بذلك ()31 (الطرٌقة الكشفٌة) ولماذا ٌقومون بها (الهدؾ .التربوي) " وكانت الشروح كما وردت فً كتاب السٌاسة العالمٌة للبرامج كالتالً : :تعنً أن البرنامج ٌشمل المدة الكاملة التً ٌقضٌها الفرد داخل الحركة ،بما فٌها من المكتسبات و الخبرات و المهارات التً حصل علٌها ،وبذلك فالبرنامج عملٌة متقدمة للتربٌة والتنمٌة الشخصٌة. :تعنً أن البرنامج ٌتضمن كافة األنشطة التً ٌمارسها الفتً ــة والشباب فً الكشفٌة، والتً ٌجب أن تتمٌز باإلثارة والتحدي والتشوٌق واإلحساس بالمؽامرة.
كــــل
م ــــا كًـــؾ
:توضح أن البرنامج يستخدم الطرٌقة الكشفٌة كأساس فً تنفٌذ األنشطة بكل عناصرها المتكاملة دون االستؽناء عن أي عنصر من عناصــر الطرٌقة.
لم ـــاذا
:ألن البرنامج الكشفً ٌهتم بتحقٌق المبادئ األساسٌة والهدؾ التً وضعت من أجله الحركة الكشفٌة.
ولتحقٌق الدور التربوي للحركة تسعى الجمعٌات والمنظمات الوطنٌة تقدٌم الخبرات والمهار ات الكشفٌة المتمٌزة ألعضابها ،وتراعً فً نفس الوقت التعامل مع أبعاد أساسٌة منصهرة فً البرنامج ،ال ٌجب إؼفال أحد أبعادها األربعة ،وفً حالة إقصاء بعد معٌن فإن البرنامج لن ٌؾ باألؼراض المتوخا ة منه ،وهً كاآلتي: oوضع برنامج لكل مرحلة عمرٌةٌ ،تضمن أنشطة عملٌة تنفذ بالطرٌقة الكشفٌة، وتصمم بما ٌحقق الهدؾ التربوي للحركة الكشفٌة. ٌواكب العصر وٌتبلءم مع تطلعات oالتطور المنتظم للبرنامج بما ٌجعله واهتمامات الفتٌة والشباب ،مع االحتفاظ بالمبادئ األساسٌة والطرٌقة الكشفٌة كمعطٌات عالمٌة ثابتة ؼٌر قابلة للتبدل. oوجود هٌكل تنفٌذي مناس ب ٌنقل صورة الحركة وأنشطتها لآلخرٌن بإٌجابٌة، ٌسهر على تنفٌذ برنامج المراحل طبقا لتصمٌماتها ووضعها رهن إشارة الفتٌة والشباب الراؼبٌن فً االنضمام للكشفٌة. oوجود بنٌة استقبال قادرة على استٌعاب المنخرطٌن وعلى تحقٌق رؼباتهم التنشٌطٌة تحت تأطٌر ثلة من القادة األكفاء التً تتولى مهمة تنمٌة القدرات عبر تنفٌذ البرنامج وتواكب مدى فعالٌة األنشطة الخاصة بكل مرحلة عمرٌة.
82
ارتباط الحركة الكشفٌة بقضاٌا المجتمع ارتباط الكشفٌة بالمجتمع : انسجاما مع هدؾ الحركة الكشفٌة الذي ٌدعو إلى المساهمة فً تنمٌة الشباب الجتماعٌة والروحٌة من أجل االستفادة الق صوى من قدراتهم البدنٌة والعقلٌة وا كمواطنٌن صالحٌن مسؤولٌن ،وكأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة والوطنٌة والعالمٌة. فإنها تنشد التكامل فً تعامل الفرد مع بٌبته ومحٌطه ،وهذا ما أكدت علٌه مبادبها الثبلثة انطبلقا من الواجب نحو هللا _ الواجب نحو اآلخرٌن _ الواجب نحو الذات ،لتنشا تناؼما وتكامبل فً تعامل الفرد مع خالقه ومع مجتمعه ومع نفسه ،وبهذا تؤكد المنظومة الكشفٌة على أنها حركة ال توجه أنشطتها وأعمالها لفابدة منخرطٌها فقط ،بل تتعداه إلى االجتماعً واإلنسانً ،إنها حركة تمتد برامجها األعمال ذات البعد الروحً والبعد وأعمالها وإشعاعها على باقً شرابح المجتمع التً ٌتعامل معها األعضاء الكشاؾة أو التنظٌم الكشفً سواء المحلً أو الوطنً أو الدولً. صدرت عن "بادن باول" قولة جد هامة تؤكد ارتباط الكشافة بمجتمعهم ومحٌطهم ووطنهم المحلً والعالمً حٌث قال " :الكشفٌة مستحٌلة إذا ما انفصلت عن الواقع" ( )32وهذا أمر ٌوضح أن أسلوب الكشفٌة فً التربٌة أسلوب مرتبط بالمجتمع وال ٌنفصل عنه أبدا. ومن بٌن المهام األساسٌة التً تعتمد علٌها هٌكلة الحركة الكشفٌة عالمٌا وإقلٌمٌا ومحلٌا مهمة المفوض فً خدمة وتنمٌة المجتمع ،على اعتبار أنها من المكونات الضرورٌة للبرنامج الكشفً ،وٌشرؾ أصحاب ه ذه المهمة على تنفٌذ األنشطة الهادفة إلى إدماج الفرد داخل بٌبته ،وتقدٌم الخدمات والمساعدات التً ٌرى أنه من المفروض تقدٌمها أو المساهمة فً التخطٌط لها مع متخصصٌن حسب المجال المراد التدخل والمساعدة فٌه. و قد حددت الحركة الكشفٌة أسلوب ارتباطها بالمجتمع على النحو التالً: ـ مساعدة الشباب على الحٌاة والنمو قصد تحقٌق مزٌد من اإلستقبللٌة والتعاون والمسؤولٌة وااللتزام كأفراد ال ؼنى لهم عن تنمٌة المجتمع على المدى القرٌب و البعٌد. ـ تسعى الحركة الكشفٌة مساعدة الفتٌة والشباب على إدراك أنهم ٌشكلون جزء ا من الكل ،أي أنهم ٌكونون جزءا من العالم الذي ٌعٌشون فٌه. 83
التأكٌد على تنمٌة العبلقات البناءة مع اآلخرٌن من األطفال والشباب والراشدٌن،على أساس التقدٌر واالحترام المتبادل. تزوٌد الشباب بخبرة المجتمع عبر المجموعة التً ٌنتمً إلٌها ،وذلك فً إطارحٌاة دٌمقراطٌة سلٌمة. تقوٌة الشعور باالنتماء عند الفتٌة والشباب ،من خبلل اإلخبلص للطلٌعة والوحدةالكشفٌة ومن ثم اإلخبلص النتمابه المحلً والوطنً والعالمً. إتاحة الفرص الحقٌقٌة للفتٌة والشباب للتفاعل والتواصل البناء مع العالم الذييعٌش فٌه ،على اعتبار أنه جزء منه. مساعدة الفتٌة والشباب على التكٌؾ اإلٌجابً مع التحوالت والتؽٌرات التً ٌعرفهاالمجتمع ،ومواكبة أحداثه ووقابعه بفاعلٌة تامة من خبلل مواجهة المشكبلت والقضاٌا التً تواجههم أو المحتمل أن تواجههم مستقببل. وٌمكن تلخٌص أهم الخدمات التً ٌمكن أن ٌساهم بها الكشافة ،من خبلل ما حدده " فوزي فرؼلً " األمٌن العالم السابق للمنظمة الكشفٌة العربٌة ،فً كتٌبه " الدور التربوي للحركة الكشفٌة" فً المجاالت التالٌة )33( : - 1الخدمات العامة فً المجال الوطنً والقومً - 2الخدمات العامة فً المجال الثقافً. - 3الخدمات العامة فً المجال االقتصادي - 4الخدمات العامة فً المجال اإلجتماعً - 5الخدمات العامة فً المجال الصحً - 6الخدمات العامة فً المجال البٌبً - 7الخدمات العامة فً مجال السبلمة و الطوارئ والكوارث - 8الخدمات العامة فً المجال اإلنشابً - 9الخدمات العامة فً مجال الطاقة. - 10المشاركة فً األسابٌع النوعٌة واألٌام العالمٌة.
ؼاٌات الخدمة اإلجتماعٌة بالحركة : اُزالؽْ اُن ١رْ٘ل ٙاُؾوًخ ُ ٌٕٞ٤ث ٖ٤أكواكٛب أُ٘زٔ ٖ٤ئُٜ٤ب ٖٓ عٜخ ٝثبه٢ ّوائؼ أُغزٔغ ٖٓ عٜخ صبٗ٤خ ٌٕٞ٤ُ ، .األػٚبء ٖٓ اإل٣غبث٤خ اُز ٢رٌٔ٘ ٖٓ ْٜأَُبٔٛخ ك ٢رط٣ٞو ٓغزٔؼ ْٜئُ ٠األكٛ ٌُٖ . َٚنا أُجزـ ٠هل ٘٣زل٣ٝ ٢زْ ئهٖبؤ ٖٓ ٙأُٔبهٍخ أكاء هٍبُزٜب ٢ٛٝ ػِ ٠أهٗ اُٞاهغٝ ،ثنُي رلول اٌُْل٤خ أثوى أكٝهاٛب األٍبٍ٤خ ك٢ فلٓخ ٝر٘ٔ٤خ أُغزٔغ ٌُٜٗٞب عيء ٖٓ ٌٓٗٞبد اُجوٗبٓظ اٌُْل ،٢كبُؾوًخ ٓ٘ن رأٍَٜ٤ب 84
٢ٛٝر ٢ُٞػ٘ب٣خ كبئوخ ُ ٌٕٞ٤اُلز٤خ ٝاُْجبة ٓٞإ ٖ٤٘ٛبُؾ ٖ٤كٓ ٢غزٔؼبر ْٜأُؾِ٤خ ٝاُ٤٘ٛٞخ ٝاُؼبُٔ٤خ ( ، )34ػِ ٠اػزجبه إٔ اُقلٓخ اإلعزٔبػ٤خ ْ٣زوى كٜ٤ب ًَ أُٞاٖ٤٘ٛ كً ٢بكخ ٓغبالد اُؾ٤بح ًَ ،ثبُوله اُنَ٣ ١زط٤ؼ ٚك ٢ؽلٝك هلهارٝ ٚئٌٓبٗ٤بر ٚػِٞٙ ٠ء اؽز٤بعبد أُؾ ٜ٤اإلعزٔبػٝ )35( ٢ثبألؽو ٟثبَُ٘جخ ٌُِْبكخ اُن٣ ٖ٣ؼزجو ٕٝأػٚبء كبػِ٣ ٌُْٜٗٞ ٕٞزِو ٕٞرٞعٜ٤ب اعزٔبػ٤ب ٓ٘ظٔب ُ ٢ٔ٘٣ل ْٜ٣اُؾٌ ثبَُٔإ٤ُٝخ رغبٙ أُغزٔغ اُن٘٣ ١زٔ ٕٞئُٝ ،ٚ٤رغؼِ ْٜأًضو هوثب ٖٓ هٚب٣ب ٓؾ٤طٓٝ ْٜل٘٣ز،ْٜ٘ٛٝٝ ْٜ َٓٝبٔٛز ْٜك٤ٕ ٢بؿخ اُؾِ ٍٞأُ٘بٍجخ كٓ ٢قزِق أُغبالد اُٖؾ٤خ ،اإلعزٔبػ٤خ، اُج٤ئ٤خ ،اُضوبك٤خ ،االهزٖبك٣خ ٝكٓ ٢قزِق أُغبالد اإلَٗبٗ٤خ ٓٝغبالد اَُالٓخ ٝاُزلفالد فالٍ اُطٞا هبٝ ،ؿ٤وٛب ٖٓ أُغبالد اُز ٢رؼجو ػٖ ٝعٞك ؽبعبد ِٓؾخ ٌُِْ ٌٖٔ٣بكخ اُزلفَ ٖٓ أعَ رِج٤زٜب أ ٝأَُبٔٛخ ك ٢ئٗغبىٛب . ترسٌخ أنشطة خدمة وتنمٌة المجتمع تساهم الحركة عالمٌا وإقلٌما على مساعدة الجمعٌات الكشفٌة فً تحقٌق مشارٌعها اإلجتماعٌة والتنموٌة ،و تنظٌم جهود ها .وفً هذا اإلطار قامت المنظمة الكشفٌة العربٌة بنشر دلٌل حول هذا الموضوع تحت اسم " :دلٌل تنظٌم وإدارة مشروعات خدمة وتنمٌة المجتمع" كً تستفٌد منه كل التنظٌمات الكشفٌة ،وبالخصوص من الناحٌة المنهجٌة والعملٌة أثناء التطبٌق .وقد أعد هذه الوثٌقة العلمٌة الهامة "الدكتور محمد محمود إبراهٌم عوٌس " مقرر لجنة تطوٌر أنشطة تنمٌة المجتمع ،من أجل توفٌر السبل المنهجٌة المساعدة على تحقٌق المشارٌع التطوعٌة بشكل منظم ودقٌق .ولمواكبة الجهود المبدولة فً مجال خدمة المجتمع ،ودعمها بالمعلومات والتجارب التً تم تنفٌدها فً هذا المجال تصدر األمانة العربٌة العامة نشرة شهرٌة تحت اسم " :الكشفٌة فً خدمة وتنمٌة المجتمع" . هذه المجهودات الدولٌة والعربٌة تصب كلها لتشجٌع الكشافة من أجل االنخراط فً األعمال التنموٌة واالجتماعٌة ،وجعلها من بٌن االهتمامات األساسٌة فً برامج الكشافة ،وبالطبع التنظٌمات التً ٌمكن لها أن تساهم فً هذا النوع من الخدمات بشكل مستمر تواكب به حاجٌات ومتطلبات المجتمع ،علٌها أن تتوفر على قاعدة صلبة تمكنها من االنطبلق نحو خدمة المجتمع والسعً للمساهمة فً تنمٌته ،و من أهم مكونات هذه القاعدة الصلبة ٌتطلب أن ٌكون هذا التنظٌم : تنظٌم كشفً ٌمارس الكشفٌة بأسلوبها السلٌم ،كً ٌستطٌع تبلٌػ أهدافها ومبادبها لمنخرطٌها الذٌن ٌترجمونها إلى عمل فعلً. تنظٌم ٌضم ضمن هٌاكله مهمة خدمة وتنمٌة المجتمع. 85
تنظٌم كشفً ذو قدرات تنظٌمٌة متطورة ،ومتالبم ة مع تطور العصر. تنظٌم شبابً ذو مصداقٌة داخل المجتمع ،وٌتبادل الثقة بٌنه وبٌن مكونات المجتمع. تنظٌم قادر على تجمٌع المتطوعٌن وقادر على تأطٌرهم لتنفٌذ المهمة. تنظٌم له من التجربة الكافٌة فً التسٌٌر والتدبٌر. تنظٌم قادر على كسب ثقة المواطنٌن. تنظٌم له قدرة على اإلنتشار بأسلوب سلٌم على نطاق أوسع من الناحٌة المجالٌة ،كً ٌكون قرٌبا من قضاٌا المجتمع.
86
أُواعغ: 1ـ اٌُْل٤خ ُٔبما؟ اٌُْل٤خ ُٖٔ؟ ْٓ٘ٞهاد أُ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼبُٔ٤خ 2ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن 3ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن - 4أحمد أوزي ــ المعجم الموسوعً لعلوم التربٌة ــ 2006 ٗ-5لٌ أُوعغ اَُبثن 6ـ ٓؾٔل اُله٣ظ ــ رط٣ٞو ٜٓ٘بط اُزؼِٓ ،ْ٤ؼب٤٣و ػِٔ٤خ ٓ ...زطِجبد اُٞاهغ ... أٙ ٝـ ٛٞفبهع٤خ؟ اََُِِخ اُْٜو٣خ أُؼوكخ ُِغٔ٤غ ــ اُؼلك ٍ 32جزٔجو 2005 7ـ كَِلخ أُٜ٘ظ اٌُْلٓٝ ٢ل ٟاهرجبٜٛب ثلَِلخ أُٜ٘ظ ثٔل ٜٚٓٞاُؼٖو ١ــ ئػلاك :ك ٓ .ؾٔل ػِ٢ ٖٗو ــ ّ.ٕ.ع األٓبٗخ اُؼوث٤خ ئكاهح اُجوآظ ٝر٘ٔ٤خ أُواؽَ ــ أثو1999 َ٣ 8ـ ًْ ٕٞ٤ِٓ 250بف 9ـ ٓؾٔل اُله٣ظ ــ رطٞه ٓ٘بٛظ اُزؼِ ْ٤ــ ٓؼب٤٣و ػِٔ٤خ ٓ ...زطِجبد اُٞاهغ ...أّ ٙـ ٛٞفبهع٤خ 10ـ أَُ٤بد األٍبٍ٤خ ُِؾوًخ اٌُْل٤خ .ّ /ع.ى روعٔخ األٓبٗخ اُؼبٓخ ُِٔ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ
( )11السمات األساسٌة للحركة الكشفٌة /المكتب الكشفً العالمً /ترجمة :األمانة العامة للمنظمة الكشفٌة العربٌة /ص 24 12ـ أٌٍ ٙٝغ أُ٘بٛظ اٌُْل٤خ ــ ّ.ى.ع ــ األٓبٗخ اُؼوث٤خ ــ ْٗوح اُجوآظ ــ ٘٣ب٣و 1993 ٗ -13لٌ أُوعغ اَُبثن 14ـ كَِلخ أُٜ٘ظ اٌُْل٢ -15أٌٍ ٙٝغ أُ٘بٛظ اٌُْل٤خ –ّ.ى.عْٗ -وح اُجوآظ – ٘٣ب٣و 1993 -16كَِلخ أُٜ٘ظ اٌُْل٢ 17ـ ٓؼغْ ػِ ّٞاُزوث٤خ ــ ٍَِِخ ػِ ّٞاُزوث٤خ 9ـ 10 18ـ كٓ .ؾٔل اُو٣ؼ ــ رط٣ٞو ٜٓ٘بط اُزؼِٓ ،ْ٤ؼب٤٣و ػِٔ٤خٓ ...زطِجبد اُٞاهغ ... أّ ٙـ ٛٞفبهع٤خ؟ اََُِِخ اُْٜو٣خ أُؼوكخ ُِغٔ٤غ ــ اُؼلك ٍ 32جزٔجو 2005 19ـ ٗلٌ أُوعغ اَُبثن. - 20كٓ .ؾٔل اُو٣ؼ ــ رط٣ٞو ٜٓ٘بط اُزؼِٓ ،ْ٤ؼب٤٣و ػِٔ٤خٓ ...زطِجبد اُٞاهغ ... أّ ٙـ ٛٞفبهع٤خ؟ اََُِِخ اُْٜو٣خ أُؼوكخ ُِغٔ٤غ ــ اُؼلك ٍ 32جزٔجو 2005 – 21ػِْ اُ٘لٌ ٝرطج٤وبر ٚاالعزٔبػ٤خ ٝاُزوث٣ٞخ ٤ٍ – 22ل ف٤و هللا – ػِْ اُ٘لٌ اُزوث ،١ٞأٍَ ٚاُ٘ظو٣خ ٝاُزغو٣ج٤خ
87
- 23
ٓؾٔل اُله٣ظ – اٌُلب٣بد ك ٢اُزؼِ ٖٓ ْ٤أعَ رأٍ ٌ٤ػُِِٜٔ٘ٔ ٢بط أُ٘لٓظ
-24ك .أؽٔل أٝى – ١أُؼغْ أٍُٞٞػُ ٢ؼِ ّٞاُزوث٤خ – .2006 25ـ أٌٍ ٙٝغ أُ٘بٛظ اٌُْل٤خ )ّ.ى.ع( األٓبٗخ اُؼبٓخ ْٗ /وح اُجوآظ 1993 ٓ. -26ؾٔل اُو٣ؼ ــ رطٞه ٓ٘بٛظ اُزؼِ ْ٤ــ ٓؼب٤٣و ػِٔ٤خ ٓ ...زطِجبد اُٞاهغ ...أّ ٙـ ٛٞفبهع٤خ -27اُلٍزٞه ٝاُوٞاٗ ٖ٤اُلافِ٤خ أُزجؼخ ثبُٔ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼبُٔ٤خ. -28أَُبد األٍبٍ٤خ ُِؾوًخ اٌُْل٤خ .ّ /ع.ى روعٔخ األٓبٗخ اُؼبٓخ ُِٔ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ ٓ - 29ؾٔل اُله٣ظ – اٌُلب٣بد ك ٢اُزؼِ ٖٓ ْ٤أعَ رأٍ ٌ٤ػُِِٜٔ٘ٔ ٢بط أُ٘لٓظ -30ثوٗبٓظ اُْجبة ــ اَُ٤بٍ٤خ اُؼبُٔ٤خ ُِجوآظ /أُ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼبُٔ٤خ - 31أٌٍ ٙٝغ أُ٘بٛظ اٌُْل٤خ –ّ.ى.ع .األٓبٗخ اُؼبٓخْٗ -وح اُجوآظ 1993 - 32ثوٗبٓظ اُْجبة ــ اَُ٤بٍ٤خ اُؼبُٔ٤خ ُِجوآظ /أُ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼبُٔ٤خ - 33كٞى ١كوؿِ - ٢اُلٝه اُزوثُِ ١ٞؾوًخ اٌُْل٤خ.ّ -ى.ع- - 34أَُبد األٍبٍ٤خ ُِؾوًخ اٌُْل٤خ )ّ.ى.ع( روعٔخ :األٓبٗخ اُؼبٓخ ُِٔ٘ظْ ح اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ ٓ24
– 35دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – نظام المراحل واألقسام – م.ك.ع – باب أنشطة خدمة وتنمٌة المجتمع.
88
الفصل الثالث
الطرٌقة الكشفٌة
89
مكونات الطرٌقة الكشفٌة تدخل الطرٌقة الكشفٌة فً خانة الطرق التربوٌة النشٌطة الفاعلة ،وقد عرؾ المنهل التربوي هذه الطرق " أنها تقوم على نشاط المتعلم والفعل الذي ٌتعلم من خبلله المعارؾ وٌكتشفها ،حٌث ٌصبح مشاركا بنفسه فً بناء المعارؾ مستعمبل مبادراته اإلبداعٌة بدال من تلقٌها " ( )1بذلك ٌصبح الفرد ٌسعى إلى تحصٌل المعرفة بإرادة ووعً ودٌنامٌة .فالطرٌقة هً األسلوب العملً لتنفٌذ البرنامج الكشفً وهً طرٌقة تستند إلى المحددات التً ٌتضمنها المنهاج. ترتكز عملٌة تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة على مستوٌٌن اثنٌن : المستوى الفردي: تسعى من خبللها الطرٌقة إلى تمكٌن الفرد من: تمثل قٌم ومبادئ الحركة الكشفٌة التً تدعم قٌم المجتمع وتحرص على تنمٌتها . ولوج سٌاق األنشطة الهادفة المؤدٌة إلى نظام التعلم الذاتً عبر التعلم بالممارسة كأسلوب ٌعطً للفرد فرص عملٌة وتطبٌقٌة للحصول على المعارؾ والمهارات التً ٌرؼب فٌها ،بدافع الحوافز التً ٌوفرها وٌحركها نظام الشارات. المستوى الجماعً: تسعى الطرٌقة إلى إدماج الفرد داخل جماعة من األقران ،والدخول فً عبلقات وتفاعبلت إٌجابٌة ،وبذلك تعطً الجماعة للفرد مكانته ودوره داخلها ،وتسعى لدعمه وإسناده كً ٌكون فردا فاعبل نشٌطاٌ .قوم بدوره هو كفرد مندمج وفاعل، بشخصٌته وقدراته التواصلٌة ومجهوداته الفكرٌة ومبادراته العملٌة ،وبدعم الجماعة التً ٌنتمً إلٌها. المستوى الجماعً الذي تتضمنه الطرٌقة الكشفٌةٌ ،سعى إلى إٌجاد توازن بٌن ما هو فردي و ما هو جماعً لمواكبة سٌاق األنشطة التً تحقق من خبللها الجماعة أهدافها التً تدخل ضمن أهداؾ الحركة التً تسعى تحقٌق أقصى ما ٌمكن تحقٌقه لتقوٌة شخصٌة الفرد.
90
انبثقت فكرة استعمال الطرٌقة الكشفٌة بشكل فعلً على أرض الواقع سنة 1907 بجزٌرة براونسً بانجلترا ( ، )2حٌنما نظم "بادن باول" أول مخٌم كشفً ،الذي دون تجربته بنفسه بعد نجاحها ،سمى الكتاب "تجربة ناجحة" اعتمد خبللها على عٌنة مكونة من مجموعة الفتٌان وعددهم عشرٌن ،عاٌشوا التجربة بكل طقوسها و أنشطتها المتمٌزة ،التً كانت تنبنً على تجرٌب األفكار التالٌة : المحافظة على قٌم أهمها قواعد النظام . االعتماد على النفس و نكران الذات . جربوا تقنٌات جدٌدة مثل دقة المبلحظة وتقنٌات و مهارات الرٌادة وحٌاة الخبلء وكل ما ٌرتبط بها من حفاظ على البٌبة الطبٌعٌة اإلعتماد على األجواء الحماسٌة التً تتتخلل األنشطة ،مثل األلعاب واألناشٌد الحماسٌة التً تدعم االنتماء إلى الوطن. اإلعتماد على تطبٌق األعمال و األنشطة بأسلوب عملً ،أي ما ٌسمى التعلم بالممارسة. االعتماد على تكثل األفراد داخل الجموعات الصؽٌرة المتمٌزة بروح الفرٌق المتعاضد المتبلحم . كانت تلك الفقرات المكونة للمدة الزمنٌة للمخٌم هً بداٌة فكرة الطرٌقة الكشفٌة التً نجحت بشكل ملفت لدى الممارسٌن و لدى المهتمٌن بقضاٌا التربٌة بصفة عامة ،و لدى اآلباء الذٌن أبهروا بالفكرة لما رأوا أوالدهم مهتمٌن ولوعٌن بالتجربة منتشٌن بنجاحها. هذه التجربة الصؽٌرة فً حجمها و فً عدد المستفٌدٌن منها و فً مدتها القصٌرة، هً الفكرة األصل التً طورها الخبراء و المتخصصون فً المجال التربوي ،وبالخصوص التربٌة الكشفٌة لتصبح بعد سنوات قلٌلة من أكبر التنظٌمات الشبابٌة العالمٌة. نجاح الطرٌقة الكشفٌة عند التنفٌذ فً عصرنا الحالً تتطلب توفر بعض الشروط واإلجراءات العملٌة ،أهمها توفٌر فرٌق القادة المؤطرٌن من أجل لعب دور هام وهو مساندتهم للفتٌة والشباب.
مساندة الراشدٌن : ٌتمحور دور الراشدٌن فً الحركة الكشفٌة حول دعم ومساندة الفرد ومساعدته لبلوغ األهداؾ ،عبر تقدٌم المساعدة بتدرج حسب كل مرحلة عمرٌة بواسطة األنشطة،
91
مع المتابعة المستمرة لؤلفراد داخل مجموعاتهم ،كً ٌحصل التعلم المطلوب وفق درجاته المتسلسلة ،المؤدٌة إلى بلوغ المتعلم درجة التحكم فً قدراته والكفاٌات المطلوبة . دور الراشد فً الحركة الكشفٌة ال ٌقتصر على دور المربً المواكب للعملٌة التربوٌة بل ٌتعداه إلى دور -البٌداؼوجً -الذي ٌواكب مراحل تحقق التعلم ،وٌبقى متابعا الستمرارٌة البناء المتدرج لمحتوى البرنامج الكشفً .وٌدعمه كلما دعت الضرورة للتعامل مع إمكانٌاته وقدراته بنوع من الترشٌد المتبلبم .وتوجٌه الفرد إلى تفعٌل الطاقات واإلمكانٌات ؼٌر المستؽلة لدٌه .وإرشاده قصد التوجه إلى ولوج الخبرات والمهارات التً ٌتوفر على استعداداتها من خبلل أنشطة الهواٌات ،وأنشطة الكفاٌات عبر المجاالت المحددة لها. فرٌق التأطٌر : مجموعة من القادة الذٌن ٌتولون مهمة تسٌٌر وحدة كشفٌة مكونة من أفراد ٌنتمون إلى نفس المرحلة العمرٌة ( أشبال -كشافة -كشاؾ متقدم – جوالة )ٌ .سهر هذا الفرٌق فً إطار عمل جماعً على إعداد وتنفٌذ البرامج الكشفٌة .طرٌقة عملهم تتم بأسلوب جماعًٌ ،ناقش جمٌع األطراؾ جل مكونات البرامج وفقراته ،وكٌفٌة أجرأته وتتبع خطواته .موزعٌن األدوار فٌما بٌنهم ،من خبلل بسط الصٌؽة التً سٌتم تنفٌذ الفقرات مع أفراد المجموعة التً ٌعملون معها بشكل تشاركً .مع مراعاة إشباع انتظارات األفراد ومعالجة رؼباتهم واقتراحاتهم بكٌفٌة تشاورٌة ،التً تعد جزءا أساسٌا من خطوات وضع البرامج واالتفاق على جدولتها ومضامٌنها المتعلقة باألطر والمستفٌدٌن. إنشاء الفرع الكشفً إحداث فرع كشفً فً أي مكان ٌتطلب احترام الشروط و المقاٌٌس الضرورٌة لممارسة األنشطة التربوٌة الكشفٌة .فكرة إحداث وحدة كشفٌة داخل وسط اجتماعً معٌن تفترض وجود تجاوب و تفاهم بٌن األشخاص الذٌن ٌرؼبون فً إنشاء هذا الفرع و بٌن المسؤولٌن على التنظٌم بتعاون مع الساكنة( الحً أو القرٌة). الرؼبة فً تحقٌق أهداؾ الحركة هً المحرك األساسً لجمٌع هذه الفعالٌات التً تتلخص خدمة أساسٌة وهً االعتناء بالناشبة ( الفتٌة و الشباب) و تقدٌم البرامج الكشفٌة لتلبٌة احتٌاجاتها و تحقٌق رؼباتها ،والمساهمة فً تنمٌة الموارد البشرٌة وتأهٌلها وحماٌتها وفق المنهاج المحدد. إنشاء فرع الكشفً ٌتم عبر ما ٌسمى " بالمشروع المؤسساتً" وهذا ٌفترض من الجماعة الراؼبة فً تأسٌسه التوفر على العناصر التً تضمن سٌر المؤسسة 92
التربوٌة ،والعمل على تؽطٌة احتٌاجاتها الضرورٌة النطبلق العمل ،فً إطار الشراكة التربوٌة التً ٌجب أن تتم مع اآلباء ،أو مع المؤسسات التعلٌمٌة و مع أي جهة ذات فعالٌة تربوٌة ،من خبلل توفٌر: صٌاؼة المشروع التربوي للفرع ( المؤسسة) المنهاج التربوي الكشفً بكل مكوناته .األهداؾ ،المبادئ ،الطرٌقة األطر (القٌادات) المؤهلة البرامج التربوٌة المتناسبة مع المرحلة العمرٌة للمخرطٌن البحث عن الموارد و اإلمكانٌات المقر و األدوات مٌزانٌة التسٌٌر أسالٌب التواصل وضوح الخطاب التربوي الموجه إلى الساكنة حٌث ٌوجد مقر الفرع. تبلؤم المضمون التربوي الكشفً مع الفكر التربوي السابدبالمجتمع. الفرع ٌفتح أبوابه للمنخرطٌن حسب أعمار الفتٌة والشباب ذكورا وإناثا فً آن واحدٌ .نطلق الفرع من توقع أساسً هو تكوٌن فرقة كشفٌة تضم جل المراحل العمرٌة المقصودة فً المنهاج التربوي الكشفً كل وحدة من الوحدات الكشفٌة التابعة للفرع ( الفرقة) تتمتع بنوع محدد من اإلستقبللٌة فً تسٌٌر برامجها التربوٌة و تدبٌر أمورها المالٌة ،و ٌنعكس هذا األمر على المجموعات التً ٌنسب إلٌها األفراد ( الطبلبع) التً هً األخرى ٌكون لها كٌان ٌتمتع بنوع من االستقبللٌة التً ٌشعر أعضاؤها بالمسؤولٌة تجاه الجماعة. اُؼَٔ أُإٍَبر: ٢ اُلوع " اُلوهخ " ُ ٌ٤عيءا ٖٓ ٌِ٤ٛخ اُؾوًخ كافَ اُز٘ظ ْ٤كو ،ٜثَ ٞٛػجبهح ػٖ فِ٤خ كائٔخ اُؾوً٤خٌُٜٗٞ ،ب رْزـَ ػِٓ " ٌَّ ٠إٍَخ " اُز٢ رزٞكو ػِ ٠ؽ٤ي ٝاكو ٖٓ ؽو٣خ اُزٖوف ك ٢رَ٤٤و ٝرلث٤و أٓٞهٛبٝ ،كن ٓب ٣ؾز١ٞ ػِْٓ ٚ٤وٝػٜب اُزوث ١ٞأُْ ٢ُٞأُزٌبَٓ ،أُقطٛ ٖٓ ٜوف أػٚبئٜب ،أُ٘لزؼ ػِ ٠أُؾ ٜ٤ثبُٔوٗٝخ أُطِٞثخ ،اُ٘بثؼخ ٖٓ ٗزبئظ اُزلبػَ اُٞاهؼ ٢أُؼبُٝ ،مُي ٖٓ فالٍ اإلعواءاد ٝاُزلاث٤و اُزبُ٤خ : 93
ئػلاك اُو٤بكاد اُالىٓخ ُزَ٤٤و اُلوهخ. رؾل٣ل ًوُٞٞٗٝع٤ب كوواد اُجوٗبٓظ. ئكفبٍ اُزؼل٣الد اُالىٓخ ػِ ٠اُجوٗبٓظ ٝاُلوواد. رؾل٣ل أٍِٞة اُزؼبَٓ ٓغ ٌٓٗٞبد أُغزٔغ. رؾل٣ل أٍِٞة اُزؼب ٕٝأُ٘لزؼ ٓغ ا٥ثبء ٝاأل٤ُٝبء. ؽو٣خ اُزلث٤و أُبُٝ ،٢ر٘ٔ٤خ أُٞاهك اُالىٓخ ُزَ٤٤و اُلوع. رؾل٣ل أٍبُ٤ت اُزوٝ ْ٤٤اُزو ْ٣ٞاُن ٖٔٚ٣ ١اٍزٔواه٣خ اُلوهخ ٝرطٞهٛب. ؽو٣خ ئهبٓخ ارلبه٤بد ّواًبد ٓغ اُغٜبد األفو.ٟ ؽو٣خ اُزلٌ٤و ك ٢ػِٔ٤خ اُزٍٞغ ٝاالٗزْبه ُز٘ٔ٤خ اُؼ٣ٞٚخ. الوحدة الكشفٌة : الوحدة الكشفٌة جزء من هٌكلة الفرقة " الفرع " فهً الخلٌة التً تعمل بشكل مباشر مع الفتٌة والشباب ،إنها خلٌة نشٌطة تقوم بالمهام التربوٌة والملخصة فً تمثل المبادئ وتفعٌل الطرٌقة ،والسهر تسٌٌر وتدبٌر الوحدة بشكل مؤسساتً وفق المعطٌات التالٌة : • ضبط العبلقة بٌن األفراد ومد حبال التواصل اإلٌجابً بٌنهم. • وضع البرامج الملبٌة للحاجٌات. • ضبط العبلقة اإلٌجابٌة مع الوحدات المكونة للفرقة. • مواكبة أعمال وأنشطة األفراد بشكل تفرٌدي داخل الطبلبع • متابعة تنفٌذ األنشطة فً مختلؾ مستوٌاتها. • الحرص على احترام مكونات هٌكلة الوحدة. • تقوم بوضع خطط تنمٌة العضوٌة ...أي أنها تقوم بكل األعمال المتعلقة باألنشطة التربوٌة التكوٌنٌة واإلنمابٌة
( )3
فً ظل شبكة عبلقات متراصة بٌن الوحدات األخرى
المكونة للفرقة. الوحدة الكشفٌة عبارة عن مؤسسة داخل الفرع تتمتع بنوع من االستقبللٌة فً تسٌٌر ذاتها وتدبٌر أمورها التربوٌة .وتسهر على تخطٌط برامجها واتخاذ قراراته
94
ا
المتعلقة بمواكبة حاجٌاتها التربوٌة الموجهة لفابدة الفتٌة والشباب
،بتنسٌق مع قٌادة
الفرقة . إنها عبارة عن خلٌة مشكلة من أفراد ٌنتمون إلى خبلٌا أصؽر تتفاعل بأسلوب منظم لتحقٌق مشارٌعه م التنشٌطٌة التً تتم على الشكل التالً : الفرد الطلٌعة
الفرقة
الوحدة
لتشكل دٌنامكًة فعالة ،والتً عن طرٌقها
تتداخل هذه العناصر األربعة فٌما بٌنها ٌتحقق البرنامج الكشفً.
تتداخل نفس هذه العناصر فٌما بٌنها لتشكل دٌنامٌة فعالة لتهٌا المناخ التربوي الذي ٌتحقق عبره البرنامج الكشفًٌ .تفاعل األفراد فً إطار هٌكلة مصممة على شكل مجموعات ،تصب الواحدة فً األخرٌات بشكل متناؼم .فإذا نظرنا إلى الرسم التوضٌحً أسفله ،نتمكن من رؤٌة شمولٌة عملٌات التفاعل النشٌطة التً تحققها مختلؾ الدوابر التً ٌوضحها الرسم التالً: الفرقة الكشفٌة ( الفرع ) عبارة عن خلٌة نحل تتفاعل فٌما بٌنها كاآلتً : ٝؽلح اٌُْبكخ
ٝؽلح األّجبٍ
ه٤بكح اُلوهخ اُواّلٕٝ
ٝؽلح اٌُْبف أُزولّ
ٝؽلح اُغٞاُخ
95
اإلطار الرمزي تتمٌز الحركة الكشفٌة فً تنفٌذ أسلوبها التربوي بما اصطلح على تسمٌته ب" االطار الرمزي" وهو عبارة عن أفكار وطقوس وتقالٌد نابعة من معطٌات بٌداؼوجٌة ذات داللة تكمٌلٌة لؤلفكار التربوٌة للحركة الكشفٌة ،وضعت بشكل مقصود كً ٌتم ترجمتها إلى ممارسات مصاحبة للخطوات المنهجٌة عند تنفٌذ المقاربة التربوٌة الكشفٌة .و تسعى الحركة من خبللها إدخال المنخرط فً سٌاق من األفكار التً ٌعبر عنها بواسطة العبلمات والتسمٌات و العادات و التقالٌد المنتظمة فً سٌاق العملٌة التربوٌة ،و التً ٌنتج عنها أن الفرد ٌشعر بنكهة متمٌزة من خبلل االندماج فً سٌاق الممارسات التً تعرؾ بالتقالٌد والعادات و المهارات الكشفٌة ومختلؾ السٌاقات التً تدخل ضمنها. ٌدخل اإلطار الرمزي ضمن التركٌبة البٌداؼوجٌة األصلٌة لمكونات المنهاج التربوي الكشفً ،لكونه كان ضمن صمٌم الفكرة األصلٌة التً استطاع بها مؤسسها "بادن باول" أن ٌقلب الموازٌن لذى المهتمٌن بقضاٌا الشباب آنذاك .استطاع بفضل هذا االكتشاؾ أن ٌساهم فً تؽٌٌر سرٌع لؤلوضاع المزرٌة التً آلت إلٌها وضعٌة الشباب داخل برٌطانٌا ( .)4فكانت المفاهٌم التً تدخل ضمن االطار الرمزي من الممٌزات التً أعطت للحركة برٌقها و قدرتها على جدب الشباب إلٌها وإدماجهم فً أنشطة تخرجهم من التأزم الذي كانوا فٌه .تلك الممٌزات المعروفة بالطقوس و التقالٌد الخاصة و المهارات والتقنٌات ...التً كانت مفتقدة لدى الفبة المستهدفة ،وكانت ممارستها عبارة عن مؽامرة وتحدي واكتشاؾ جدٌد. كان ذلك النجاح الباهر لهذا األسلوب فً تربٌة الشباب و تكوٌنهم ،واضحا وملموسا على أرض الواقع ،حٌث كان بمثابة اإلجابة عن التساؤالت التً طرحها المهتمون بقضاٌا التربٌة حول جدوى اإلطار الرمزي وما ٌمكن أن ٌضٌفه إلى الممارسة التربوٌة .لقد كان اإلقبال على األنشطة أنداك فً سٌاق إطارها الرمزي ٌضفً حماسا ًا كبٌرا لذى الشباب و الفتٌة للمشاركة فً األنشطة ،و هذا ما جعل بعض المعارضٌن لهذه المقاربة التربوٌة فً مراجعة مواقفهم و آرابهم حول مفهوم الطقوس والتقالٌد و األفكار الجدٌدة التً أتت بها الحركة الكشفٌة. و ٌرتبط اإلطار الرمزي للحركة الكشفٌة بالمضامٌن التالٌة : القٌم التً ٌنص علٌها القانون الخاص بالحركة. المبادئ التً ٌؤمن بها األعضاء.
96
● ● ● ● ● ● ● ●
اللباس المتمٌز الذي ٌهدؾ إلى : التعبٌر عن المكتسبات المعرفٌة والتقنٌة . المتعلق بالخبرة و المهارة الخاصة بالفرد و بالجماعة المستلزمات المعبرة عن االنتماءات داخل الحركة .روح التحدي و المؽامرة التً تؽلؾ األنشطة. أسلوب التواصل المتمٌزبٌن األفراد والمجموعات. الرموز و المهارات الكشفٌة الخاصة بالحركة. القصص الخٌالٌة ذات البعد األخبلقً النبٌل. الهٌكلة التنظٌمٌة و وسابل التواصل و التفاعل بٌن مكوناتها. التسمٌات و األلقاب المتداولة بٌن األعضاء. أسلوب التحٌة و تبادلها بٌن األعضاء. ممارسة التقالٌد و التعلق بسٌاقاتها التربوٌة و األخبلقً : عند أداء العهد. عند االنتقال من مرحلة إلى أخرى. عند الحصول على الشارات.
التقالٌد الكشفٌة ٌنظر المتتبعون ألنشطة الحركة الكشفٌة باستؽراب أو بإعجاب ألسلوب الممارسة والتواصل والتصنٌؾات التنظٌمٌة التً يعتمدها الكشافة أثناء أنشطتهم وأعمالهم ،التً تسمى" :التقالٌد الكشفٌة " فهً تعتبر من الدعامات الربٌسٌة التً بنٌت علٌها الروح الكشفٌة ،لدرجة ال نستطٌع معها التحدث عن األصالة الكشفٌة بمعزل عن التقالٌد ()5 والطقوس الكشفٌة. تعتبر التقالٌد الكشفٌة الحلة الممٌزة للممارسة الكشفٌة ،التً تعطٌها برٌقها ورونقها الذي ٌجدب الفتٌة والشباب إلٌها ،إنها خبلصة تجارب عدٌدة استخلص أؼلبها بادن باول من ثقافة المجتمعات اإلفرٌقٌة التً عاٌش تقالٌدها وطقوسها )6( ،وعمل على دمجها ضمن أفكاره التً صاغ بها األسلوب الكشفً ،واستخلص أخرى من التجارب العملٌة التً مارسها فً الجٌش ،التً تجسدت فً حسن اإلدارة و التنظٌم و الهٌاكل باإلضافة إلى الجدٌة واال نضباط ...ما استمده من أفكار عن ثقافة العشابر اإلفرٌقٌة، وبالخصوص مفهوم الرجولة والمسؤولٌة والوالء للقبٌلة ومتطلبات االنتماء.
97
مختلؾ التقنٌات والطقوس الم رفقة بالطرٌقة الكشفٌة نابعة من هذه المرجعٌات التً اعتمده ا " بادن باول " بعدما انصهرت مؤثراتها وأبعادها فً مخٌلته التربوٌة لتفرز هذا األسلوب .أدمج كل هذه المستخلصات من مراسٌم وحفبلت عسكرٌة وأوسمة ورتب ،مع توظٌؾ االختبارات التً ٌجتازها الشباب اإلفرٌقً لبللتحاق بالجماعة المفكرة داخل العشٌرة وما تتطلبه تلك المراحل من مقومات بدنٌة وعقلٌة وروحٌة ...وسعٌهم للنجاح فٌها بكل تفانً لبلنتقال من شرٌحة التابعٌن إلى شرٌحة المنظرٌن ( .)3ساهمت هذه التجارب الحقٌقٌة فً بلورة فكرة الجمع بٌن مكوناتها ،للوصول إلى صٌاؼة منظومة تربوٌة ذات طابع متمٌز ،تم التعبٌر عنها عملٌا من خبلل الهدؾ والمبادئ والطرٌقة الكشفٌة ،مع االحتفاظ ببعض صورها الحقٌقٌة التً أصبحت تسمى التقالٌد الكشفٌة. التطور والتقدم الذاتً المستمر الذي تنشده الحركة لفابدة الفرد ،تمت بلورته من خبلل أنشطة وممارسات الفتٌة والشباب للبرنامج الكشفً ،طعمته بلباس متمٌز ،أصبح جزءا من الهوٌة الكشفٌة التً ال ٌمكن فصلها عنها ،وهذا هو ما جعل التقالٌد الكشفٌة مبلزمة للطرٌقة أثناء تنفٌذ البرنامج. تعطً التقالٌد الكشفٌة للممارسة نكهة متمٌزة ،ألنها نبعث من صمٌم التكوٌن األصلً لنشأة الحركة ،وتبلزمت معها لدرجة ال ٌمكن ألي أحد الحدٌث عن التربٌة الكشفٌة بمعزل عن تقالٌدها وأسالٌب تنفٌذ طقوسها ومراسٌمها المتمٌزة .إنها جزء هام من اإلطار الرمزي الذي تضمه الطرٌقة الكشفٌة. نقدم سردا مختصرا ألهم التقالٌد والطقوس ( )7التً تمارس بشكل مندمج مع مكونات البرنامج الكشفً مع تقدٌم توضٌح للمرامً التً تحققها الممارسة : مراسم تحٌة العلم: تتسم مراسم تحٌة العلم داخل األجواء الكشفٌة بمجموعة من الطقوس الممٌزة، التً تعطً لرمز الببلد هٌبته وقدسٌته ،التً تتناسب مع المكانة التً ٌحتلها العلم ورمزٌته فً قلوب المواطنٌن .طقوس الوقوؾ إجبلال للعلم الوطنً ٌدخل ضمن مكونات التربٌة الوطنٌة التً تسعى الحركة الكشفٌة ترسٌخها بشكل متٌن لذى الفتٌة والشباب، تترجم هذه الطقوس البعد التربوي بأسلوب متمٌزٌ ،ؤكد ارتباط الكشافة الوثٌق بوطنٌتهم وبببلدهم. فً مختلؾ المناسبات والتجمعات وؼٌرها من االحتفاالت ٌعبر فٌها الكشافة عن اعتزازهم وإجبللهم لرمز الببلد ،وتعاملهم معه ٌعكس الحب العمٌق ،بواسطة مراسٌم تتم وفق طقوس الؽاٌة منها تعظٌم راٌة الببلد من أجل تأكٌد اإلخبلص والتضحٌة فً سبٌل عزة الوطن وإعبلء شأنه (.)8 98
مراسٌم حفل أداء العهد : أكاء اُؼٜل ثبَُ٘جخ ُِلزٓ ٠ؾطخ روث٣ٞخ ٜٓٔخ علا ٖٓ ث ٖ٤أُؾطبد أُزؼلكح اُز٢ ٣زقطبٛب أُ٘قو ٛكافَ أُ٘بؿ اٌُْل ٝ .٢رؼزجو ؽلِخ أكاء اُؼٜل
ٓ٘بٍجخ ٓزٔ٤يح ثبٓز٤ي
٣ؼْٜ٤ب ٓوح ٝاؽلح فالٍ ؽ٤بر ٚاٌُْل٤خ ،رزوى أصوا ًج٤وا ك ٢ػالهز ٚثبُؾوًخٓ ٍٟٞ ،وح ، ٝرظَ اٗؼٌبٍبرٜب – أُوٖٞكحٗ -جواٍب ٤٘٣و أُواؽَ أُوجِخ .كقالُٜب ١هَْ ثْوفُِ ٙو٤بّ ٝارقبم ث٘ٞك ٙأٍِٞثب ٍِ٤ًٞب فالٍ أُٔبهٍخ
ثبُٞاعت ٝاالُزياّ ثز٘ل٤ن هبٗ ٕٞاٌُْبف،
اُ٤ٓٞ٤خ ُؾ٤بح أُ٘قوٍٞ . ٛاء فالٍ ٓٔبهٍخ األْٗطخ اٌُْل٤خ ،أ ٝفالٍ ػالمرٓ ٚغ أُؾٜ٤ االعزٔبػ.٢ أكاء اُؼٜل ك ٢األٍِٞة اٌُْل ٢اُزوث٣ ١ٞغؼَ اُلز٣ ٠زقط ٠أُواؽَ ثزَََِ ٓ٘طو٢ح فالٍ ر٘ل٤ن اُطو٣وخ اٌُْل٤خ ثأٍِٞثٜب اُٖؾ٤ؼ ٝكن أُ٘ ٚاط .ئم ال َٔ٣ؼ ُِلز ٠إٔ ٣ورل١ اُي ١اٌُْل ٢ئال ثؼل إٔ ٣غزبى
االفزجبهاد أُووهح ٌُِْبف كٓ ٢وؽِخ أُجزلبٝ ،
اُز٢
٣زٞعٜب ثأكاء اُؼٜل ،ث٘ٞع ٖٓ اإلًجبه ٝاالؽزواّ ،ك ٢ؽلَ رطجؼٓ ٚواٍ ْ٤رزَْ ثطوًٞ رز٘بٍت ٓغ هٔ٤خ أُ٘بٍجخ اُزوث٣ٞخ ٓٝغ اٗؼٌبٍبرٜب ػِ ٠اُلوك. تأخذ مراسٌم حفل أداء العهد طابعا من الخشوع واإلكبار ،ألن الحفل فعبل ٌستحق هذه األجواء من أجل تأكٌد البعد الروحً والبعد الوطنً فً نفوس الفتٌة ،وجعلهم ٌمارسون تعظٌما للخالق ووقوفا إجبلال له ،وحثهم على الوالء للوطن ،فً إطار المقدسات الراسخة التً ٌؤمن بها المسلم ،وٌؤمن بها المواطن المتشبع بالروح الوطنٌة الصادقة. رؼم حداثة سن الفتٌة للتعامل مع المضامٌن بهذا الشكل ،فإن عملٌة استٌعابها له وممارستها بهذا األسلوب ٌؤدي إلى ارتباط وثٌق بالمقدسات الروحٌة والوطنٌة، ترسٌخها فً نفوس الفتٌة بقدر عال من الوثوق واإلٌمان ،ال تزحزحه كل أسالٌب التؽرٌب واالستبلب الدخٌلة على مجتمعنا ،التً تهدؾ إضعاؾ نفوس أطفالنا وشبابنا، وجعلهم عرضة للضٌاع الروحً والثقافً والوطنً ،لٌصبحوا مجرد أرقام استهبلكٌة فً سجبلت االستثمارات العالمٌة الطاؼٌة.
99
مراسٌم حفل االنتقال من قسم آلخر : البعد التربوي لحفل االنتقال من مرحلة إلى أخرى ،هً عملٌة مواكبة المراحل العمرٌة فً إطار مواصلة مفهوم التنمٌة الذاتٌة للفرد ،بتسلسل منطقً ٌتناسب مع سنه ومؤهبلته .تأخذ هذا ال مناسبة أجواء احتفالٌة ذات طابع خاص ،انطبلقا من التقالٌد الراسخة فً الممارسة الكشفٌة .إنجاز مراسٌم حفل االنتقال ٌستمد مرجعٌته من أصالة الممارسة الكشفٌة ( ،)9التً ال تمثل احتفاالت شكلٌة بعٌدة عن القصدٌة ،بل إنها تدخل فً مسار تنفٌذ المنه اج التربوي الكشفً ،الذي ٌحتوي على عناصر متكاملة بٌن خطواتها ومراحلها و تمظهراتها المنسجمة فٌما بٌنها. عملٌة انتقال الفتى من مرحلة عمرٌة إلى مرحلة أخرى ،تعنً فً الحركة انتقال من برنامج تربوي إلى آخر من مستوى مؽاٌر ،فهً تدل على عملٌة انتقال نوعً فً مسٌرته الكشفٌة ،وتؤكد للفتى أنه بلػ درجة من التطور والنضج التً تسمح له باالنتقال إلى المرحلة الموالًة ،وهذه العملٌة تدخل فً إطار تدعٌم التطور الذاتً والجماعً، ومواكبة تسلسل الترقً ومواصلة النماء بما ٌتناسب مع المرحلة العمرٌة. أجواء فرٌدة جدا حٌنما هذا الحفل بطقوسه ومراسٌمه ٌجعل الكشاؾ ٌعٌش ٌودعه أعضاء الجماعة التً كان ٌنتمً لها ،وتستقبله الجماعة الجدٌدة التً سٌلتحق بها ،هذه األجواء االحتفالٌة تجعل الفرد ٌأخذ انطباعا عمٌقا ٌظل منقوشا فً ذاكراته من خبلل تلك الطقوس التً تصاحب المراسٌمٌ .تم اإلعداد لها وتنفٌذها بعناٌة ودقة. الفرد الكشاؾ كأي كابن حً ٌنمو وٌتطور ،وٌتدرج فً ممارساته وأنشطته فً وثٌرة متصاعدة من البسٌط إلى المعقد ومن المحسوس إلى المجرد ...فالحركة الكشفٌة تجعله ٌتدرج وفق وثٌرة منتظمة ،وتسعى إلى عدم تكراره للتجارب التنشٌطٌة بنفس األسلوب وبنفس الوعً و بنفس النضج وبنفس الطرٌقة التً مارس بها األنشطة حٌنما كان فً سن أقل من العمر الذي بلؽه ،إذن فهو مطالب لمواكبة تطور نضجه ،وٌفعل ذلك بحفل االنتقال. تقالٌد تأدٌة التحٌة الكشفٌة: المنتم ون للحركة فً العالم ٌؤدون نفس التحٌة لبعضهم البعض ،وهذا الصنؾ من التحٌة خاص بالكشافة ال ؼٌرٌ ،ستعملونها فً عدة مناسبات وفً مواقؾ مختلفة، الشًء الذي ٌجعل الفرد الكشاؾ ٌتقن أسالٌب التحٌة وٌستعملها باستمرار ،بشكل عادي أثناء األنشطة واألعمال التً ٌقوم بها داخل جماعته أو أثناء لقاءاته الوطنٌة أو الدولٌة أو العالمٌة .و تحٌة اآلخر نابعة من االحترام و التقدٌر و الصداقة و األخوة التً تنشدها 100
الحركة ،و التً تحاول تطبٌع سلوك األفراد بذلك ،عبر ترسٌخه بالممارسة المستمرة للمعاملة الطٌبة و التقدٌر الجٌد لآلخر. تقالٌد إشارات التجمع و النداء: ٘ٛبى ٓغٔٞػخ ٖٓ األٍبُ٤ت اُزو٘٤خ -اُزْ٘٤ط٤خ اُز ٢رَب ْٛك ٢رؼ٣ٞل األكواك ػِ٠ فٖبٍ االٗٚجبٝ ٛاُ٘ظبّ ٝاُل٘٣بٓ٤خ ٝاُلؼبُ٤خٝ .ػِٚ٤ أُ٘زٔ ٕٞئُٜ٤ب ٣زٔ٤ي ٕٝثأػِ ٠كهعخ اُ٘ظبّ ٝاُلهخ فالٍ
ؽوٕذ اُؾوًخ اٌُْل٤خ إٔ ٌٕٞ٣ أْٗطزٝ ْٜأػٔبُ ْٜكٓ ٢قزِق
أُٞاهغٍٝ .رلؼ َ٤مُي ٙٝؼذ اُؾوًخ ٓغٔٞػخ أٍبُ٤ت "اُ٘لاءاد اَُو٣ؼخ أُ٘ظٔخ "٣ ،زْ ثٞاٍطزٜب عٔغ اٌُْبكخ كٝ ٢هذ ٝاؽل ٝثٌَْ ٣ز٘بٍت ٓغ ٛج٤ؼخ اُْ٘بٛ
أُيٓغ ر٘ظ، ٚٔ٤
اٍزؼِٔذ ٓغٔٞػخ ٖٓ اٍُٞبئَ ٓضَ )اُٖل٤وح(١،رْ رله٣ج ْٜػِٓ ٠لُ ٍٞهٓٞىٛب اُجَ٤طخ ٝأُوًجخ٤ُ ،زْ اٍزؼٔبُٜب كٔ٤ب ثٝ .ْٜ٘٤اٍزؼِٔذ ًنُي ئّبهاد اُزغٔغ اُز ٢رغؼَ اُوبئل ٣ؾلك ٌَّ ٝهٞف اٌُْبكخ ثٞاٍطخ ئّبهح ثَ٤طخ ٣و ّٞثٜب اُوبئل ث٤ل ، ٙػ٘ل ر٘و٤ن ئؽل ٟاألْٗطخ ًٔب اٍزؼِٔذ ػلح أٍبُ٤ت ٓضَ "أَُ٤بكٞه" ٝاُن ٖٓ ٌٖٔ٣ ١اُزقبٛت ث ٖ٤كوك ٖ٣أ ٝأًضو ٖٓ َٓبكخ ثؼ٤لح ثٞاٍطخ ػِٕٔ ٖ٤ـ٤و ٖ٣ث٤لٝ ًَ ١اؽل ٜٓ٘بٛٝ ،ن ٖٓ ٙاُزو٘٤بد اٌُْل٤خ أُٔ٤يح اُز ٢رؼطُِ ٢لوك ٓغبالً هؽجب ً الثزٌبه ٜٓبهاد ٌٖٔ٣إٔ َ٣زؼِٜٔب كّ ٢زٓ ٠غبالد اُؾ٤بح اُ٤ٓٞ٤خ ثٌَ ػل٣ٞخ ٝثٌَ اٍزؼلاك. تقالٌد ممارسة حٌاة الخبلء : الطرح الذي أتى به "بادن باول" عند اختٌاره الطبٌعة لتنفٌذ األنشطة الكشفٌة ،كان نابعا من معطى مهم مرتبط أساسا بأسلوب تنفٌذ البرنامج ،وهو ابعاد الفتٌة من فضاء المدٌنة ،ألن مثٌرات المحٌط لها تأثٌرقوي على سلوك األفراد .حٌاة الخبلء فضاء مثالً لتفعٌل األنشطة الكشفٌة ،فهً بٌبة تربوٌة ممٌزة نظرا لما تزخر به من مكونات طبٌعٌة عظٌمة. اُلٚبء اُطج٤ؼٗ ٢ظ٤ق ٝال ٣زٞكو ػِٓ ٠ـو٣بد ٖٓط٘ؼخ .افز٤و ثٜن ٙأُٞإلبد ثؾضب ػٖ ػٞآَ اُزوً٤ي ٝاُٜلٝء اُز ٢رٞكو اُظوٝف اُزوث٣ٞخ أُالئٔخ اُز ٢ؽلكٛب "ثبكٕ ثبٝ ،"ٍٝعؼِٜب ٖٓ اُؼ٘بٕو األٍبٍ٤خ اُز ٢رٌ ٕٞاُطو٣وخ اٌُْل٤خ
ُٜٝ ،نا إٔجؾذ
١أُٖؾٞثخ ثبالٛزٔبّ ٝاُؼ٘ب٣خ ثبُج٤ئخ أُٔبهٍخ اٌُْل٤خ ٓورجطخ ثٌَْ ًج٤و ثبُج٤ئخ اُطج٤غ ح اُطج٤ؼ٤خٝ ،هل أًل ػِ ٠مُي ٓإٌٍ اُؾوًخ كٓ ٢قزِق 101
اًٍزت اُز ٢إٔلهٛب ػٖ اُؾوًخ
اٌُْل٤خ ٝ .ثٔب إٔ أُغبٍ اُطج٤ؼ ٢أٍبٍ ٢ك ٢األْٗطخ اٌُْل٤خ
( ،)10كول إٔجؼ عٔ٤غ
اٌُْبكخ ِٓيٓ ٖ٤ثاروبٕ اُزوبُ٤ل ٝاُزو٘٤بد اُقبٕخ ثؾ٤بح اُقالء ٝأٍبُ٤ت اُزؼبَٓ ٓغ اُج٤ئخ اُطج٤ؼ٤خٝ ،اُزؼبٓ ِ٣ؼٜب ثٌَ اؽزواّ ٝكٓ ٕٝقِلبد رَ٢ء ئُٜ٤ب ٖٓ ٝ .اُزو٘٤بد اُز٢ ٣زلهة ػِٜ٤ب األػٚبء ػٍِ ٠ج َ٤اُنًو ال اُؾٖو: اإلعداد لحٌاة الخبلء واالعتناء بالمستلزمات وخصوصا الجراب بكل المحتوٌات ،من لباس وأدوات النوم ولوازم األكل والشرب واإلسعافات األولٌة ،ووسابل التدبر وبطارٌات اإلنارة...
نصب الخٌام وتقنٌات جمعها وطرق المحافظة علٌها وصٌانتها.
إٌقاد النار والطبخ بالوسابل البسٌطة ؼٌر الملوثة للبٌبة.
تقنٌات الرٌادة المتعلقة بالمهارات التً تجعل الكشافة ٌتكٌفون مع المعطٌات الطبٌعٌة ،من خبلل صنع بعض الوسابل من الطبٌعة لتلبٌة بعض الحاجٌات. حسن التعامل مع المعلومات المرتبطة بالطقس وتقلباته. حسن اختٌار األماكن المناسبة لمزاولة األنشطة ،وأماكن الحفر لطمر النفاٌات مع أخذ االحتٌاطات البلزمة لعدم اإلضرار بالحٌوانات والنباتات والمٌاه ،وبجل مكونات المحٌط البٌبً الذي ٌستعمله الكشافة أو ٌزاولون به أنشطتهم. استعمال جل وسابل االتصال بالرموز واإلشارات لتسهٌل التواصل عن بعد ولمزاولة األنشطة بالطبٌعة. تقالٌد ارتداء الزي الكشفً:
مفهوم الزي : أؼلب الناس الذٌن ٌرون الكشافة ببدلتهم الموحدة ٌطرحون السؤال التالً :لماذا ٌرتدي الكشافة زٌا ٌمٌزهم عن اآلخرٌن؟ وما الؽاٌة التربوٌة من توحٌد البدلة؟ الجواب :أن أسلوب التربٌة الكشفٌة مرتبط فً العدٌد من األنشطة بارتداء للبذلة الكشفٌة ،على اعتبار دالالت ها العمٌقة فً ممارسة التربٌة الكشفٌة ،ولها ارتباطات متعددة فً تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة بكل مكوناتها فً مختلؾ مراحلها ،هذا باإلضافة إلى كون الزي ٌعتبر تمٌزا للمنتمٌن للحركة الكشفٌة المعروفٌن بتطوعهم فً تقدٌم الخدمات الجلٌلة لآلخرٌن ،والمعروفٌن بنظامهم وانضباطهم وحسن تعاملهم ،باإلضافة إلى أناقتهم ونظافتهم التً ٌحث علٌها قانون الكشاؾ .وهذه أهم مزاٌا البذلة الكشفٌة :
102
▪ محو مثٌرات الفوارق االجتماعٌة عن األنشطة. ▪ سهولة التعارؾ بٌن الكشافة فٌما بٌنهم . ▪ التحلً بالقٌم التً ينص علٌها قانون الكشاؾ عند ارتداء الزي. ▪ التمٌز باالنتماء لحركة عالمٌة . ▪ التمٌٌز بٌن األفراد فً المهام و الدرجات التً تدل على تقدمهم وارتقابهم. ▪ للتمٌٌز بٌن المراحل العمرٌة بالحركة الكشفٌة. ▪ إبراز المشاركات فً التظاهرات الكشفٌة الوطنٌة والدولٌة والعالمٌة. ▪ التعرٌؾ بالهواٌات والمهارات التً ٌتقنها الفرد. تسهل الممٌزات التربوٌة المرتبطة بالزي التواصل وتدعمه .وتعتبر الواجهة العاكسة للمزاٌا التربوٌة التً تنهجها الحركة الكشفٌة ،التً ٌحملها الزي عند ارتدابه من طرؾ الكشافة.
ٌرتدي الفتٌة والشباب الزي الكشفً بمختلؾ اللوازم المتبلزمة معه ،من شارات وعبلمات وجدٌبلت ...إذ تعتبر البدلة من الخصابص التً تشعر الفتى باالنتماء إلى تنظٌم متمٌز ،التنظٌم الذي ٌحدد صورة المنتمٌن إلٌه فً سماتهم وسلوكهم وانضباطهم . ارتداء الزي لٌس معناه أن من ٌلبسه لٌعرؾ بنفسه على أنه كشاؾ فقط ،بل ٌتعداه إلى الكشفٌة التً ؼاٌة أكبر ،ؾحٌن ٌرتدي الفتى زٌه الكشفً فإنه ٌتمثل القٌم والمبادئ تجعله إنسانا فاعبل فً محٌطه. ارتداء الزى الكشفً ٌخضع لتقالٌد خاصة ،فالكشاؾ ٌضع علٌه كل ما استحقه فعلٌا من شارات وعبلمات خبلل مراحل تنمٌته الذاتٌة ،وبذلك ٌكون للزي مهمة عكس صورة صاحبه ،وصورة التنظٌم الذي ٌنتمً إلٌه .ولذلك تكون عبلقة الفرد مع بدلته عبلقة وطٌدة .ولذلك تجد جل كشافة العالم ٌعتنون به وٌعدونه بكل عناٌة لٌكون جاهزا الرتدابه أثناء األنشطة مثل :مراسٌم تحٌة العلم ،االجتماعات الخاصة بالطلٌعة أو الوحدة أو الفرقة ،الزٌارات الرسمٌة ،أثناء البحوث المٌدانٌة ،الرحبلت ،التجمعات والمناسبات الكشفٌة المختلفة ،أثناء القٌام بالواجب الذي ٌتم فً إطار خدمة وتنمٌة المجتمع ...وخبلل األنشطة الداخلٌة وأثناء األلعاب ،وخبلل القٌام بمختلؾ المصالح األخرى.
103
تخضع عملٌة ارتداء الزي الكشفً لمجموعة من الضوابط التً تحددها اللوابح التنظٌمٌة للمنظمة العالمٌة للحركة الكشفٌة ،انطبلقا من الوثٌقة األصل ٌة المرجعٌة، والتً تترك لكل تنظٌم وطنً حٌز من الحرٌة للتصرؾ فً بعض األمور الشكلٌة مثل اللون ونوع الخٌاطة ،لكن دون مساس باألمور المرتبطة بالمضمون التربوي .إذا كان المندٌل هو أبرز قطعة تعطً للزى ارتباطه الكشفً فإن الشارات ال تقل أهمٌة عنه ،ألنها تبرز تبلزمها وارتباطها بالطرٌقة التربوٌة الكشفٌة بناء على المعطٌات التربوٌة التالٌة : أ ـ التعبٌر عن التقدم واالرتقاء : التعبٌر عن نوع الهواٌات واالهتمامات التً ٌزاولونها ،بحمل شارات الهواٌاتالتً حصل علٌها الفتٌة والشباب بعد اجتٌازهم لمطالبها وشروطها. التعبٌر عن االرتقاء فً المستوى :حمل شارات الكفاٌات التً حصلوا علٌهابعد اجتٌاز عملٌات تقٌٌم مدى اطبلعهم وإتقانهم للمجاالت التً تتضمنها الدرجات . ب ـ الـتعبٌر عن االنتماءات الكشفٌة : التعبٌر عن االنتماء العالمً:الحركة الكشفٌة حركة عالمٌة ،والدخول فً زمرتها و اإلنتماء إلٌها فً ارتباطها العالمً أمر أساسً ،فإننا نقول "للكشاؾ المبتدئ" عند أدابه للعهد " :لقد أصبحت من ضمن األخوة الكشفٌة العالمٌة" ،والتعبٌر عن هذا اإلنتماء ٌفترض أن ٌضع كل كشاؾ الشارة الموحدة عالمٌا ،التً توحد كشافة العالم .إنهم جمٌعا ٌقسمون بنفس القسم ألداء االختبلفات الممٌزة لكل بلد نفس الواجب بنفس الطقوس وبنفس المراسم ،مع بعض ولكل عقٌدة .وٌلتقون فً التجمعات الدولٌة خبلل المناسبات الكشفٌة العالمٌة و الدولٌة واإلقلٌمٌةٌ ،مارسون خبللها األنشطة وكأنهم ٌعرفون بعضهم منذ زمن بعٌد. االستناد على البعد العالمً فً الحركة الكشفٌة ٌتضمن عدة مزاٌا إنسانٌة نبٌلة، مثل وحدة الكابن البشري مهما اختلفت دٌاناته وأوضاعه وارتباطاته ،إنها تدعم االلتحام تبلقح اإلنسانً لترسٌخ دعابم السبلم العالمً بٌن الشعوب ،والتبادل الحضاري و الثقافات ،وتقرٌب وجهات النظر والتعرٌؾ بالقضاٌا اإلنسانٌة .وهذا البعد اإلنسانً المبنً على الفضٌلة ،هو ما ٌجعل لدور اإلنتماء العالمً للحركة حضور قوي ،واهتمام بالػ .وقد أولت منظمة الكشافة العالمٌة اهتماما بهذا البعد ،وتبدل جهودا من أجل ترسٌخه لدى كل الممارسٌن المتناثرٌن فً مختلؾ دول العالم بالقارات الخمس.
104
التعبٌر عن اإلنتماء الوطنًاإلنتماء العالمً ٌأتً بعده مباشرة التعبٌر عن اإلنتماء للوطن الذي ال ٌلؽٌه اإلنتماء األول ،أو تكون أسبقٌة علٌه ،بل على العكس فإنه ٌؤكده وٌثبت حضوره بقوة، وهذا متبوث من خبلل قسم وقانون الكشاؾ ومن خبلل المبادئ ،وٌتم تأكٌده من خبلل وضع شارة الببلد ،وهً عبارة عن العلم الوطنً الذي ٌعد من أهم الشارات التً ٌتضمنها الزي الكشفً ،فخبلل اللقاءات الدولٌةٌ ،كفً للكشافة المشاركٌن إلقاء نظرة للمكان الموحد بالزي الذي ٌوضع علٌها علم الببلد للتأكد من هوٌة المشارك ومعرفة البلد الذي ٌنتمً إلٌه ،فالكشافة ٌعتبرون أنفسهم سفراء لبلدانهم فً اللقاءات الدولٌة والعالمٌة. -التعبٌر عن االنتماء للتنظٌم المحلً :
ٌتدرج مفهوم االنتماء من العالمٌة إلى الوطنٌة لٌعقبه االنتماء للتنظٌم الكشفً (الجمعٌة) ،وٌتم التعبٌر عن ذلك بوضع شارة الجمعٌة من طرؾ كل ممارس كٌفما كان انتماءه للتنظٌمات الوطنٌة أو المحلٌة ،بعدها تتدرج شارات االنتماء إلى شارة الفرقة ثم الوحدة إلى أن تصل إلى الطلٌعة ،حٌث ٌضع كل فرد ٌنتمً لها ألوانها على كتفه األٌسر وهو مزهو بذلك. وتصنٌؾ هذه الشارات حسب نوعٌة االنتماء ٌأتً تنفٌذا ألحد العناصر الخمسة التً تتضمنها الطرٌقة الكشفٌة ،وهً الحٌاة داخل المجموعات ،الذي ٌدعم بها الفرد الكشاؾ انتماءه انطبلقا من ارتباطه بطلٌعته ووحدته وفرقته ،ثم الفرع باعتباره إحدى الخبلٌا األساسٌة للتنظٌم الكشفً فً مختلؾ المناطق والجهات ،داخل األحٌاء والقرى والمداشر التً تمارس بها الحركة. ارتداء الزي الكشفً ٌتطلب شروطا أخبلقٌة والتزامات بٌن الشباب المنخرط وبٌن التنظٌم الكشفً ،وأهم هذه االلتزامات التحلً بالقٌم األخبلقٌة الحمٌدة ،والكشاؾ عندما ٌلبس الزي الكشفً بعد إٌمانه بم بادئ الحركة ٌكون مستعدا ومهٌأ فً كل لحظة لتقدٌم العون لكل من ٌحتاج المساعدة ،وهذه الصفات تعطً للكشاؾ صورة إٌجابٌة لدى كل من ٌلتقً به .و هذا ما ٌجعل الجمٌع ٌأخذ انطباعا جٌدا عن كل كشاؾ الذي ٌبدو مزهوا مفتخرا بزٌه أمام الناس.
105
أُواعــــــــغ -1ػجل اٌُو ْ٣ؿو٣ت -أُ٘ َٜاُزوثٓ -١ٞؼغْ ٍٓٞٞػ ٢ك ٢أُٖطِؾبد ٝأُلبْ٤ٛ اُج٤لاؿٞع٤خ ٝاُل٣لاًز٤ٌ٤خ ٝاٌَُُٞٞ٤ع٤خْٞ٘ٓ -هاد ػبُْ اُزوث٤خ – اُطجؼخ األ- ٠ُٝ .2006 ٓ -2ـبٓوح اُغي٣وح -ػٖ أُق ْ٤اٌُْل ٢األ ٍٝثغي٣وح ثوآ -٢َٗٝوزطلبد ٖٓ ًزبة (ؽ٤برُ ٖ٤جطَ) رأُ٤ق ٤ُٝ :بّ ٌِٞ٤ٛهد (ّ.ى.ع) األٓبٗخ اُؼبٓخ – ئكاهح اُجوآظ ٝر٘ٔ٤خ أُواؽَ ههْ 400- 345:ثزبه٣ـ . 1998 – 03 – 25 -3أكٌبه ؽ ٍٞاُؼَٔ ث٘ظبّ أُواؽَ -ئػلاك اُٜبك ١ث٘قِٞك -اٌُْل٤خ اُز٤َٗٞخ-ّ -ى-ع. األٓبٗخ اُؼبٓخ – ئكاهح ر٘ٔ٤خ أُواؽَ – . 1998 ٞ٤ٗٞ٣ ًْ ٕٞ٤ِٓ 250 -4بف – ٗبع ٢الىُ ٞاُ٤ٜأح اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ -5دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – باب التقالٌد الكشفٌة -م.ك.ع- -6فلسفة التربٌة فً الحركة الكشفٌة -عالء الدٌن فنان -بحث لنٌل دبلوم المعهد الملكً لتكوٌن األطر1983-1982- -7نفس المرجع السابق -8دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – باب التقالٌد الكشفٌة -م.ك.ع- -9نفس المرجع السابق -10حٌاة الخالء – نشرة البرامج – الهٌئة الكشفٌة العربٌة – األمانة العامة – العدد 7 ماي . 1988
106
الفصل الرابع
مكونات الطرٌقة الكشفٌة
107
مكونات تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة: ٌتم تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة من خبلل تفعٌل جمٌع العناصر المكونة لها بكٌفٌة متوازنة وبشكل مستمر ،ألن تفاعل العناصر تؤثر فً بعضها البعض بشكل متداخل ،وهذا ما ٌجعل الطرٌقة عملٌة دٌنامٌكٌة متكاملة ومترابطة .فالطرٌقة ال تقبل إقصاء أو إبعاد أي عنصر من عناصرها المكونة لها ،كما ال تقبل أن ٌتم تنفٌذ أي عنصر أو أكثر بطرٌقة خاطبة .تؽٌٌب أي مكون أو تنفٌذه بشكل خاطا ٌكون لهما تأثٌر سلبً على الطرٌقة التربوٌة الكشفٌة. توضٌح كل مكون على حدة فً إطار تداخبلته مع المكونات األخرى ٌؤكد فعالٌة الطرٌقة الكشفٌة وأسلوب تنفٌذها .وهذا سرد مختصر لمكونات الطرٌقة الكشفٌة وأبعاد استعماالتها البٌداؼوجٌة : العهد و القانون :عنصر ٌرتبط بالقٌم األخبلقٌة و تمثل السلوكات اإلٌجابٌة ،فبعد اجتٌاز الفتى للعهد و استٌعابه لبنوذ القانون ،فإنه ٌتمثل جل مضامٌنها بشكل جٌد ،و ٌظل وسلوكٌات الٌومٌة بوثٌرة مستمرة ال تقبل التوقؾ. ه ٌستحضرها خبلل جل ممارساته نظام الطبلبع :االنضمام إلى مجموعة صؽٌرة من األقران ٌشكل معها فرٌق منسجم متضامن ،وهذا عنصر ال ٌمكن تعطٌله أو إٌقافه لكون حٌاة الفتى و الشباب داخل الحركة مرتبطة بحٌاة الجماعة و بتفاعلها المستمر. نظام الشارات :نظام للتعلم الذاتً المستمرٌ ،سعى من خبلله الفرد تنمٌة و تطوٌر إمكانٌاته وقدراته الفردٌة ،رابطها بالجماعة أن الفرد ٌعمل و ٌتطور من داخل الجماعة التً ٌنتمً إلٌها ،و تتوٌج أي فرد من أفراد الطلٌعة إثر حصوله على إحدى الشارات فإنه تتوٌج للطلٌعة برمتهاٌ ،تم ذلك من خبلل تعلٌق شارة الفتى على زٌه الكشفً ،وفً نفس الوقت تعلق شارة أخرى على علم الطلٌعة .هذا التتوٌج المشترك ٌوضح البعد الذي تقصده التربٌة الكشفٌة من ارتباط الفرد بالمجموعة. التعلم بالممارسة :تتعدد أسالٌب التعلم بتعدد سٌاقاته و ظروفه ،أي أن كل تعلم ٌبحث على وضعٌات تتناسب مع مناخه التربوي .الحركة الكشفٌة بما أنها تربٌة تدخل ضمن صنؾ التربٌة ؼٌر النظامٌة ،و بما أنها تسعى إلى تعلٌم األفراد و تكوٌنهم فً سٌاق أنشطة ممتعة شٌقة ،وتعتمد على المكتسبات السابقة وتداعٌات تقنٌاتها على مكونات التعلم أو المكتسبات الجدٌدة ،فإن الطرٌقة المتبلبمة مع هذه الظروؾ هً التعلم بالممارسة ،أي حٌنما نجعل من الفرد صانع معرفته بنفسه ،فإنه ٌبحث باستمرار على المعلومات والخبرات و المهارات التً تتناسب مع قدراته و تتبلءم مع طموحاته التكوٌنٌة. 108
حٌاة الخبلء :التعامل مع المكونات الطبٌعٌة فضاءاتها الرحبة و بٌبتها النظٌفة العظٌمة ،هذا المكون الذي ٌستدعً الفتٌة و الشباب لبلنصهار مع معطٌاته ،و االبتعاد عن حٌاة المدٌنة و ضوضاءها ومشاكلها وإكراهاتها .هذا الفضاء الرحب الشاسع ٌعطً الفرصة لبلنطبلق و االنشراح ،من خبلل التعامل مع الطبٌعة و من خبلل مزاولة األنشطة الكشفٌة التً ٌتناسب مع البٌبة الطبٌعٌة حٌث أن المكونات األخرى للطرٌقة تجد متنفسا ًا لتفعٌل فقراتها و أنشطتها .و رؼم أن الكشافة بصفة عامة ٌمارسون العدٌد من األنشطة داخل األندٌة ،وبالمدٌنة فً مؤسساتها و أحٌابها و فضاءاتها...لكن نكهة الخروج إلى الطبٌعة و تنفٌذ العدٌد من فقراتها داخلها أمر ؼاٌة فً األهمٌة ألن الخروج إلى الطبٌعة كما خلقها هللا تعطً للفرد شحنة قوٌة تزٌد من إٌمانه بالخالق و تعطٌه مجاالًا للممارسة ٌتخللها فرص التحدي و المؽامرة المرفق بشعور عارم بالمتعة. بعد هذه االطبللة السرٌعة على مكونات الطرٌقة الكشفٌة فً التربٌةٌ ،تبٌن أن تداخلها و تكاملها فٌما بٌنها ٌشكل عناصر متوازٌة زمنٌا ًا و بوثٌرة مستمرة عبر تسلسل مراحلها المنتظمة ،التً تؤكد دٌنامٌتها و تعطٌها تمٌزها كحركة تربوٌة عالمٌة .تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة بأسلوبها الصحٌح هو ما ٌؤكد أهمٌة هذه الحركة ونجاحها فً تأطٌر وتكوٌن الشباب مدة أكثر من مابة سنة من الوجود على الساحة التربوٌة العالمٌة. مفهوم النظام المرتبط بعناصر الطرٌقة : تضم الطرٌقة الكشفٌة عناصر تسمٌها الحركة الكشفٌة " :نظام " المقصود بالظام من الناحٌة اإلصطبلحٌة :أًٗ" ٚـَ" ٣زٌ ٖٓ ٕٞػ٘بٕو ٓزلبػِخ ٓزظبكوح ،ال ٌٖٔ٣كِٖٜب ػٖ ثؼٜٚب اُجؼ٘ٝ .هل ؽلك ٙأُ٘ َٜاُزوثً ١ٞب٥رٓ ٞٛ « : ٢غٔٞػخ ٖٓ اُؼ٘بٕو ٝأٌُٗٞبد أُزواثطخ ٝأُزلبػِخ كٔ٤ب ثٜ٘٤ب ،رقٚغ ُزؾٞالد ٤ٍٝوٝهاد رطوأ كافِٝ ٚرؾٌٜٔب هٞاٗٝ ٖ٤هٞاػل رٌَْ ٞٙاثُِ٘ ٜظبّ ٖٓ أعَ ثِٞؽ ؿب٣خ ٓب ». كل عنصر من عناصر الطرٌقة الكشفٌة ٌخضع لهذا التحدٌد ،أنه ٌشكل نظاما خاصا بمجال معٌن ،لكنه ٌتفاعل مع اأنظمة األخرى فً إطار عبلقات شمولٌة بٌن العناصر ،لتفرز نظاما من مستوى أكبر. والخبلصة أن مفهوم النظام فً إطار تفعٌل الطرٌقة الكشفٌة ٌأخد مرحلٌن متزامنتٌن ،األولى تعنً نظام خاص بعناصره ومكوناته فً إطاره الجزبً ،والثانٌة تعنً
109
ترابط هذه األنظمة الجزبٌة فً نسق ترابطً ،الذي ٌكون عناصر المنظومة الكاملة التً تسمى الطرٌقة الكشفٌة.
110
القانون والعهد: المبادئ الربٌسٌة الثبلث " :الواجب نحو هللا -الواجب نحو اآلخرٌن-الواجب نحو الذات" تضم القوانٌن والمعتقـدات األساسٌـة ( ،)1التً ٌنبنً علٌها المنه اج التربوي للحركة ،فهً مبادئ ٌتطلب مراعاتها عند الممارسة ،لكونها تمثل قواعد السلوك التً ٌتبناها الفرد ،والتً ٌتمٌز بها كل األعضاء المنتسبٌن للحركة الكشفٌة. هذه المبادئ تتعلق أساسا بالواجبات التً ٌؤمن بها الكشاؾ ،المرتبطة بالنواحً الروحٌة و االجتماعٌة والفكرٌة .وقد سعت الحركة من خبلل أنشطتها وبرامجها إتاحة الفرص للفتٌة والشباب على تنمٌة قدراتهم وفق هذه المبادئ. على ضوء ذلك تم تحدٌد صٌاغ ة أسلوب الممارسة بشكل مفهوم وجذاب ٌ ،تم عبره أداء العضو للعهد و االلتزام بالقانون ،وسعً الفرد ( بما أوتً من قوة) تحقٌق مضمونه خبلل معامبلته الٌومٌة ،سواء أثناء ممارسة األنشطة رفقة الكشافة ،أو أثناء الحٌاة العادٌة وسط محٌطه االجتماعً. ٌعتبر أداء العهد وااللتزام بالقانون خطوة أولٌة هامة لتحقٌق الهدؾ ،فهما من عنصر األساسًة المستخدمة من طرؾ الحركة التً تتضمنها الطرٌقة الكشفٌة ،فحفلة ال ا أداء العهد من أبرز التقالٌد التً ٌمارسها الكشافة ،وٌسعدون بها لدرجة الزهو واالفتخار .لنتصور جمٌعا كٌؾ ٌكون شعور الفتى وهو ٌمثل مركز اهتمام الجمٌع وسط حفل بدٌع ٌسوده االحترام والتقدٌر .حفل أعدت مراسٌمه بكل دقة ،وتهٌأ له الفرد بما ٌكفً من الناحٌة النفسٌة ،لٌسعى بحماس تهٌا كل مستلزمات هذا الٌوم ،وبالخصوص الزي الكشفً الذي سٌرتدي فً هذا الٌوم بالذات. مراسٌم حفل أداء العهد تجسد لحظات تكوٌنٌة هامة لذى الفرد ،فهو ٌنؽمس فً سٌاق أجواء تربوٌة من نوع خاص ،مؤطرة بوعً بٌداؼوجً مقصودٌ ،عٌش خبللها تجربة ممٌزة .ولنفهم أكثر مؽزى هذا الحفل التربوي نتبع خطوات الفرد أثناءها : ٌتقدم الفتى المرشح وسط أجواء احتفالٌة ،كل الحاضرٌن مهتمون به ،لٌقوم بأداء القسم أمام العلم الوطنً ،مرددا عهد الكشاؾ ،مؤكدا عزمه على تنفٌذ كل بنود قانون ه . بكل حماس ،للقٌام بواجباته كاملة .وبذلك فإن الفتى ٌلتزم بإرادته المطلقة بقانون ضابط للسلوك ،وٌعلن أمام زمبلبه تحمله مسؤولٌة الوفاء واإلخبلص لما تعهده من التزام. البعد التربوي من هذا القسم و االلتزام ببنود قانون ه ٌدخل ضمن المنظومة التربوٌة التً تهدؾ الحركة تحقٌقها لفابدة الفتٌة والشباب ،إذ ال ٌجب أن ننظر إلى هذه الممارسة بمعزل عن سٌاقها التربوي .ألنها تعتبر مسلكا معنوٌا للفتى والشاب داخل إطار هذه القٌم األخبلقٌة ،التً ال تتعارض مع القٌم والمبادئ الروحٌة و االجتماعٌة 111
والثقافٌة التً ٌؤمن بها المجتمع .إنها أداة فعالة ذات أثر تربوي .أخبلقً كبٌرٌ ،سهم فً تنمٌة الفتٌة والشباب رؼم رمزٌتها و إطارها الترفٌهً التروٌحً. لنتصور جمٌعا النشوة والحبور الذي ٌنتاب الفتى داخل أجواء مثٌرة تدهش الناظر ،وتؽري بالمشاهدة والتتبع وسط حفل من نوع خاص جدا من خبلل المثال التالً ، ٌقول القابد للفتى الذي قام بأداء العهد ما ٌلً : " أُهنِّئك ..لقد أصبحت اآلن كشافا ،وعضوا ضمن األخوة الكشفٌة العالمٌة ،وأنا ()2 أثق بك ككشاؾ ألنك ستحافظ على عهدك". ت من طرؾ جمٌع الحاضرٌن ،وفً بعد هذه الكلمات ٌتم الترحٌب بالفتى وتهنا ة تلك اللحظة التً ٌصافح فٌها قادته وزمبلءه كأنه ٌصافح كشافة العالم .وخبلل هذا الحفل ٌتم تذكٌر الفتى بأن الكشفٌة حركة عالمٌة ٌنتمً إلٌها مبلٌٌن األعضاء فً مختلؾ دول العالم .وللتعبٌر عن ذلك االنتماء العالمً ٌتم حمل شارة الحركة فوق زي المرشح ،كما هو الحال مع أي عضو أٌنما وجد وأٌنما كان ،وكٌفما كان دٌنه ولونه وعرقه ...حمل تلك االلتزام .ر غم الشارة تدل أن جمٌع الكشافة أقسموا بنفس القسم والتزموا بنفس االختبلؾ فً التعبٌرات بٌن الشعوب ولؽاتهم ،فإن مضمون العهد والقانون موحد 3 ومصادق علٌه من طرؾ المنظمة الكشفٌة العالمٌة ( ) ،من أجل الحفاظ على الخصوصٌة التربوٌة للكشفٌة التً ٌحققها اإلطار الرمزي . أداء العهد و االلتزام بالقانون ٌشكل للفتى الحدٌث العهد بالكشفٌة ،بوابة دخوله االنطبلق فً البرنامج لعالم الحركة فً بعدها التربوي ،عالم اإلثارة والتشوٌق ،قصد الكشفً ،داخل " منظومة " متكاملة العناصر التً تكونها الطرٌقة الكشفٌة. جل أنشطة البرنامج تتم بطرٌقة قصدٌه .حٌث تكون مؤطرة بما ٌحمله مضمون القانون .و ٌكون سلوك الفتى فً مختلؾ المواقؾ محصنا بما عاهد به نفسه خبلل ذلك الحفل البهٌج ذو النكهة الكشفٌة الممٌزة. البعد الرمزي لهذه الخطوة تجعل الفرد ٌحس أنه ٌعٌش بأسلوب جدٌد وممٌز من خبلل االندماج مع الجماعة ،بواسطة لؽة تربوٌة خاصة ومتفهمة ،تحمل خطابا ٌشجع على الطبلقة وعلى حرٌة التعبٌر و على روح المبادرة ،التً تجدب الفتى لولوج طرٌق التقدم المستمر والتثقٌؾ الذاتً المتوازن والمتبلبم مع المراحل العمرٌة. فترة بداٌة الحٌاة ا لكشفٌة بالنسبة للفتى تأخذ منحى مهم جدا ،ألنها تتزامن مع لهفته لولوج عالم الحركة الملًء باإلثارة والتشوٌق و التحدي والمؽامرة ،تلك البداٌة تبنى علٌها الخطوات المقبلة فً تسلسل منطقً وفقا لخطوات ا لمنه اج .إذ ال ٌسمح للفتى الجدٌد أن ٌرتدي زي الكشافة (ال ذي ٌكون متلهفا الرتدابه) كً ٌصبح كشافا بصفة رسمٌة إال بعد اجتٌاز بعض االختبارات (البسٌطة) المعلومة لدٌه سلفا ،التً ٌطالب 112
بتنفٌذها خبلل مرحلة "الكشاؾ المبتدئ" -كما تسمى فً البلدان العربٌة -درجة المرٌد وأول خطواتها أداء العهد بكل كما تسمٌها العدٌد من المنظمات الكشفٌة بالمؽرب- طقوسه حسب التقالٌد الكشفٌة. البعد التربوي من عملٌة أداء العهد بالنسبة لشخص صؽٌر السن هو التعود على االلتزام بما تعهد به ،أداء العهد داخل الحركة الكشفٌة ٌعنً قبوله صراحة للقٌم والمبادئ التً ٌتضمنها قانون الكشاؾ .الفتى ٌؤدي القسم بٌن أقرانه و قادته لكون العهد هو قسم نابع من القٌم االجتماعٌة واإلنسانٌةٌ ،حترمه و ٌتعامل على أساسه مع الجماعة الكشفٌة ومع اآلخرٌن. هذه االنطبلقة البهٌجة المفعمة بالقابلٌة و االنشراح ،إذا لم تأخذ وجهتها فإذا ؼابا عنصري (العهد الصحٌحة ،سٌنعكس سلبا على تحقٌق الطرٌقة الكشفٌة. والقانون) عن األنشطة الكشفٌة ،فبل تتاح الفرصة للفتى حضور تلك التقالٌد الممٌزة . ؼٌاب مكونات الطرٌقة تشعر الفتى أنه ٌوجد وسط خلٌط من الفقرات التنشٌطٌة المتناثرة المعزولة عن سٌاقاتها ،المتفككة عن مرجعٌتها األخبلقٌة النبٌلة .وبذلك ال ٌدرك الفتى نقطة االنطبلق التً على أساسها سٌحظر خطواته البلحقة .ألن تنفٌذ البرنامج الكشفً ٌتطلب اجتٌاز خطوات متتالٌة و متناسقة فٌما بٌنها بتدرج منطقً وبترابط شامل لجل مكوناتها. عدم تأدٌة العهد وعدم االلتزام بتنفٌذ القانون ،تعنً أن هذا الفتى ال ٌحق له ارتداء الزي .و هذا خطأ منذ البداٌة ،تتداعى انعكاساته على ما ٌلٌه من فقرات أخرى، ٌعنً أن الفتى لن ٌستطٌع التعبٌر عن انتمابه للطلٌعة ،عندما ال ٌتمكن حمل شارتها. واألكثر من ذلك أنه ال ٌشعر أنه ٌنتمً إلى األخوة الكشفٌة العالمٌة ،ألنه لم ٌسمع هذه العبارة أثناء حفل أداء العهد ،ولم ٌحمل شارة الحركة التً ٌحملها كل كشافة العالم .كما أن عدم ارتداء الزي الكشفً ٌقلل من الحماس وٌضعؾ الحافز والدافع لتطبٌق نظام التقدم والحصول على الشارات( ،الكفاٌة والهواٌة) التً توضع على الزي عبر فترات زمنٌة متتالٌة ،خاضعة لترتٌب منسجم مع تدرج مكونات البرنامج الكشفً كما هو م حدد له من خبلل المنه اج. قانون وعهد الكشاؾ من المكونات الضرورٌة لممارسة الكشفٌة فً صٌؽتها الصحٌحة ،فهما ٌعتبران دفتان لبوابة الحركة ،التً ٌلج منها األفراد إلى عالم ملًء بالتشوٌق واإلثارة والمؽامرة والحركٌة اإلٌجابٌة التً تعود بالنفع على الفرد وعلى المجتمع .فهما خطوة أساسٌة للمرور إلى الخطوات األخرى التً تتضمنها الطرٌقة الكشفٌة.
113
نورد هنا النص الكامل لقانون الكشاؾ مرفقا بعهد الكشاؾ كذلك والدعاء الذي بتداوله الكشافة أثناء مراسٌم الحفبلت (: )4 قانون الكشاؾ: شرؾ الكشاؾ ٌوثق به وٌعتمد علٌه. الكشاؾ مخلص هلل وللملك وللوطن. الكشاؾ ٌنفع ؼٌره وٌسدى المعروؾ إلٌه. الكشاؾ صدٌق الكل وأخ لكل كشاؾ الكشاؾ متأدب ،محترم أفكار ؼٌره. الكشاؾ محب للحٌوانات. الكشاؾ ٌمتثل أوامر آبابه ورؤسابه. الكشاؾ ٌبتسم فً الشدابد. الكشاؾ عامل ،مقتصد ،ومحافظ على ما لؽٌره. الكشاؾ طاهر فً جسده وأفكاره و أقواله وأعماله. عهد الكشاؾ: أعاهد مقسما بشرفً أن أبذل جهدي. ألقوم بواجبً نحو هللا والوطن والملك. وألحسن لؽٌري فً كل ٌوم. وألطٌع قانون الكشاؾ. دعاء الكشاؾ: اللهم اجعل ٌدي طاهرة وكبلمً طاهرا وأفكاري طاهرة. اللهم أعنً على فعل الخٌر ومقاومة الشر الذي ٌمس بشرؾ ببلدي. اللهم وفقنً إلى العمل و ارشدنً إلى الطرٌق المستقٌم بٌنما أنت وحدك ترانً. اللهم اؼفر لً وساعدنً على مسامحة من ٌؤذوننً. اللهم ارزقنً قوة تزودنً بقدرة على اإلحسان لوطنً وألبنابه ولجمٌع المسلمٌن. اللهم قد توكلت علٌك فً جمٌع أعمالً فأعنً فإنه المعٌن لً سواك. اللهم اهد عبادك وارحمهم وابعد الشٌطان عنهم إنك سمٌع مجٌب.
114
نظام الشارات
مكونات نظام التثقٌؾ الذاتً أو ما ٌسمى بنظام الشارات ،مكون أساسً من ّ الطرٌقة الكشفٌة .وهذا العنصر بالذات ٌعتبر مكونا محورٌا بالمقارنة مع المحاور األخرى ،الؽاٌة منه توجٌه الفتٌة و الشباب إلى سلك طرٌق التنمٌة الذاتٌة واإلرتقاء باإلمكانٌات المعرفٌة وتطوٌر الخبرات و المهارات إلى األفضلٌ .تم ذلك بتتابع زمنً متواتر ومتبلحقٌ .تفاعل هذا النظام مع رؼبة الفتٌة و الشباب للتعبٌر عن التكوٌن المؤدي إلى االرتقاء بالمستوى ،بواسطة الحصول على الشارات التً ٌضعونها على ز ٌّهم الكشفً بمباركة قادتهم وتشجٌع آبابهم وأصدقابهم على ذلك التفوق و ذلك النجاح. نظام التقدم الذاتً هو مجموعة من الخطوات المتدرجة المتتالٌة لمساعدة الفتٌة والشباب على اكتساب المعارؾ والمهارات واالتجاهات التً تتضمنها برامج المرحلة (شارات الكفاٌة -الجدارة – وكذا العناٌة بالهواٌات الخاصة واالهتمامات الفردٌة ،بواسطة شارات الهواٌات منذ التحاق الفرد بالوحدة الكشفٌة)5( .
أهداؾ نظام الشارات : عند انطبلقة الحركة الكشفٌة كان نظام الشارات ٌقصد به تدرٌب الفتٌة على بعض المهارات والخبرات الٌدوٌة ،المرتبطة أساسا ًا باألنشطة المطبقة فً الطبٌعة أثناء التخٌٌم .ومع توسع الحركة وانفتاحها أكثر على المجاالت التربوٌة ،أصبح الهدؾ منها عبارة عن حوافز ذاتٌة تدفع الفرد الممارس للكشفٌة على تدرٌب نفسه عبر خطوات متسلسلة ومتدرجة لبلوغ معلومات و خبرات ٌرؼب هو بنفسه فً اكتسابها ،ألنها تتناسب مع مٌوالته و قدراته واهتماماته .الؽاٌة منها تحقٌق التنمٌة المتوازنة والمتكاملة فً مختلؾ مكونات الشخصٌة :البدنٌة ،اإلجتماعٌة ،الروحٌة و العقلٌة)6( . ٌساهم "نظام الشارات" فً بلورة المنظومة التربوٌة للحركة من خبلل تمثل األفراد لمحتوى القانون و العهد ،واإلٌمان بأهداؾ ومبادئ الحركة عبر تفعٌل عناصر الطرٌقة الكشفٌة بكل مضامٌنها فً تكامل تام ،دون إؼفال أي عنصر من عناصرها .إذ ٌشكل نظام الشارات العنصر المحوري الذي تلتؾ حوله العناصر األخرى التً تضمها الطرٌقة.
115
الكفاٌات بالحركة الكشفٌة : اٌُلب٣بد رٌْ٤ِ٤خ ٓز٘ٞػخ ر ْٚهلهاد ٓؼوك٤خ ٜٓٝبهر٤خ ٝٝعلاٗ٤خًِٔ ،ب رٌٖٔ اُلوك ٜٓ٘ب ئال ٝإٔجؼ هبكها ػِ ٠رٞظ٤لٜب ك٤ٍ ٢بهبد ًض٤وح ،ثؼلٓب اهرجطذ ك ٢ثلا٣خ رٌِْٜب ٝاًزَبثٜب ثَ٤بم ٝاؽل .ك ٢ٜػجبهح ػٖ أكٝاد كٌو٣خ هبثِخ ُِ٘وَ ٝاُزؾ.َ٣ٞ الحدٌث عن الكفاٌات بالحركة الكشفٌة ال ٌنطلق من مفهوم خاص بالكشفٌة فقط ،بل هو مفهوم مرتبط بمبلمح اإلنسان الذي تنشده التربٌة بصفة عامة ،والذي تحاول كل األمم تحدٌده وفق المواصفات التً ترضاها لصورة المواطن المثالً الذي ترسمه. وفً هذا السٌاق نجد التوجهات التربوٌة العربٌة تنشد مبلمح معٌنة لئلنسان العربً األمثل .وهذه المبلمح مرجعٌة من حٌث ؼابٌتها ،واعتمادها من طرؾ التنظٌمات الكشفٌة العربٌة ٌعد مرجعا هاما فً تحدٌد محتوى المجاالت الموصلة إلى الكفاٌات المنشودة، والتً تعممها على جمٌع الدول العربٌة ،عبر اللقاءات الدراسٌة المتعلقة بمناهج التربٌة الكشفٌة التً تهم الوطن العربً ،والتً تنشرها وتوزعها عبر المطبوعات إلى كل الجمعٌات العضوة .وهذه أهم المبلمح التً تنشدها التوجهات التربوٌة العربٌة لئلنسان العربً ( )7كاآلتً : مؤمن باهلل ومتمسك بالمبادئ الدٌنٌة. متحرر من األفكار والمعتقدات الخرافٌة. مؤمن بوطنه ومعتزا به. دٌمقراطً الطبع والسلوك. ذو شخصٌة متزنة وفاعلة. متحمل للمسؤولٌة. قابل لتطٌر إمكانٌاته وقدراته. منفتح على العالم بروح التعاٌش والتسامح والتعاون. مواكبا بإٌجابٌة لتطورات العصر. قادر على اإلبداع واإلبتكار. مهٌأ لمواجهة المواقؾ بإٌجابٌة. معتمد على األسلوب العلمً. مستوعب للثقافة العامة التنوعة.116
قادر على التفكٌر والتخطٌط. قادر على اإلنجاز. ذو بنٌة جسمٌة سلٌمة وٌتصؾ بالعادات الصحٌة السلٌمة. ٌتصؾ بالحس الجماعً واإلجتماعً.هذه المبلمح هً المرجع الذي تستند إلٌها التنظٌمات الكشفٌة العربٌة لتحدٌد مجاالت الكفاٌات التربوٌة التً تضعها رهن إشارة الكشافة الجتٌاز الشارات المتعلقة بالتقدم الذاتً ،التً ٌتم بلورتها فً الصورة الشكلٌة التً تسعى تحقٌق الكفاٌات المتبلبمة مع األنشطة الكشفٌة وفق المحددات التالٌة : تحفٌز الفتٌة و الشباب على تنمٌة جل مكونات شخصٌتهم ،بتوازن تام ٌجمع ▪ بٌن ما هو روحً وما هو عقلً و ما هو بدنً و ما هو اجتماعً. ▪ احترام حرٌة األفراد فً اختٌار المهارات و المعارؾ و التقنٌات التً تلبً حاجٌاتهم وتتناسب مع مٌوالتهم فً تبلؤم مع مراحل عمرهم. ▪ اإلحساس بقضاٌا و مشاكل المجتمع المحلً و الوطنً و الدولً ،الذي ٌعد جزء ال ٌتجزأ منه .و العمل على المساهمة فً خدمة و تنمٌة المجتمع بروح تطوعٌة خالصة. ▪ االهتمام بالفروق الفردٌة التً ٌتوفر علٌها كل فرد ،باحترام كل ما وهبه هللا لكل فرد من استعدادات و ملكات تمٌزه عن اآلخرٌن) 8(. ▪ مواكبة الفرد لمنجزاته و تقدمه بنفسه ،خطوة تلوى األخرى عبر تقدم مستمر للحصول على المعلومات و الخبرات التً تتدرج مع نمو الفرد من مرحلة عمرٌة إلى أخرى. ▪ إعداد العضو الكشاؾ للحٌاة :عن طرٌق التكوٌن الذاتً المتكامل ،الذي ٌضم مختلؾ العناصر الضرورٌة للتربٌة ،و المتجسدة فً مختلؾ مجاالت الحٌاة ،عبر بلوؼه للكفاٌات المرسومة له. ▪ التفاعل مع المجتمع من خبلل اإلندماج اإلٌجابً داخل المجتمع انطبلقا ًا من جعل الكشاؾ عضواًا فاعبلًا فً محٌطه. ▪ اإلنصهار فً الحٌاة الحضارٌة اإلنسانٌة من خبلل اإلٌمان بمبادئ التعاٌش والتسامح والتعامل بٌن بنً البشر فً إطار اإلحترام المتبادل دون أي خلفٌة سلبٌة فً التعامل. التكوٌن المتوخى من تنفٌذ نظام الشارات هو تكوٌن ذاتً ٌتمحور حول الكفاٌات و المقصود بها هو التركٌز على المردودٌة النوعٌة المسندة على المعاٌٌر القابلة 117
للقٌاس ،المحددة سلفا ًا بٌن المستفٌد و بٌن المحتوى والقابد الموجه .فهو تكوٌن بأسلوب لٌن ، ،أي أ ّنه تكوٌن ٌستند على دور المتعلّم فً عملٌة تسٌٌره الذاتً بنفسه( ،)9الذي ٌعطٌه استقبللٌة فً عملٌة التعلم المؤدي إلى التكوٌن الذي ٌكون متزامنا ًا بٌن الفرد واآلخرٌن ،كما ٌتمتع الفرد بحرٌة التصرؾ وفً اختٌار المواعٌد التً تناسبه الجتٌاز الدرجات .إذ أنه ؼٌر رهٌن باألفراد اآلخرٌن فً تنفٌذ برامج تنمٌه الشخصٌة رؼم أنه مرتبط بهم فً أنشطة جماعٌة أخرى ال تؤثر على مسٌرة الفرد فً تحقٌق تنمٌته الذاتٌة. وبذلك فالتنمٌة الذاتٌة تتزامن مع التنمٌة الجماعٌة ،دون أي التزام لؤلفراد ببعضهم البعض. الشارات التً ٌضعها الفتى أو الشاب على الزي الذي ٌرتدي ،عبارة عن رموز تدل على ما ٌتقنه الفرد فعبل ،و الرؼبة فً الحصول علٌها تساهم فً جعل الفرد ٌهتم بمهاراته و خبراته ،و ٌسعى إلى تطوٌرها و التدرب على امتبلك خبرات الشارات التً ٌرٌد إتقانها والحصول على مهارتها .فٌجعله المنهاج التربوي الكشفً ٌختار ما ٌتبلءم مع ما ٌتوفر علٌه من مكتسبات سابقة واستعدادات و خبرات و مهارات ومعارؾ ٌوظفها وٌطورها المتبلك الشارة التً تثبت تلك الخبرة وتلك المهارة. وضع الشارات على الزي الكشفً ،ال ٌتم عشوابٌا ًا دون جدارة الفرد لمكوناتها وإتقانه لها .الكشاؾ الذي ٌمارس نشاطه الكشفً ٌخضع لشروط الممارسة ،فٌكون ملزما ًا باحترام شروط الحصول على الشارات .و ال ٌمكن ألي فرد أن ٌضع شٌبا ًا على الزي الكشفً إالّ إذا استوفى متطلباتها وحصل علٌها رسمٌا ،على اعتبار أن هناك تقالٌد ٌجب أن تحترم أثناء التعامل مع الزي و مع مستلزماته. الشارات الفردٌة و الجماعٌة :
ٌتكون نظام الشارات من نوعٌن ( :شارات الكفاٌة و شارات الهواٌة) .وحدد بالمنهاج أن الربط بٌنهما أمر ضروري ،لكون الواحدة منهما تكمل األخرى ،لدرجة أ ّنهما ٌتداخبلن إلى حد اإلنصهار بٌنهما ،خصوصا ًا عند اجتٌاز شارات الكفاٌة التً تستوجب لزوما ًا الحصول على شارات محددة من شارات الهواٌات ،قبل المرور إلى اجتٌاز شارات الكفاٌة أو ما ٌسمى بالجدارة. - 1شارات الكفاٌة :تعد متطلباتها تكوٌنا أساسٌا البد منهٌ .ختار الفرد بٌن فقرات كل مجال دون إهمال ألي واحد من األنشطة المقررة الجتٌازه ،كما أن الفرد ٌحدد بنفسه عدد العناصر المطالب باجتٌازها للفترة الزمنٌة التً تناسبه. 118
- 2شارات الهواٌة :عبارة عن استكمال إشباع احتٌاجات األفراد لمٌولهم وهواٌاتهمٌ .ختار الفرد من الهواٌات ما ٌمٌل إلٌه حسب اهتماماته ،دون أي قٌد أو توجٌه إجباري فً اإلختٌار. الهدؾ من هذه الخطوات هو أن ٌقوم الفرد باجتهادات فردٌة تصب لفابدة الفرد والجماعة ،كمثال ،تحرص الطلٌعة كجماعة كً ٌتخصص أفرادها فً هواٌات ذات أولوٌة إلحتٌاج الطلٌعة كً ٌتقنونها دون إجبار فً اإلختٌار ،بل ٌتم ذلك بالتراضً بٌن المجموعة وفق المٌوالت ،عند اختٌارهم ألنواع شارات الهواٌة التً سٌجتازونها ،بشرط أن تتبلءم مع قدراتهم و مؤهبلتهم. هذا المثال ٌؤكد أن المنهاج الكشفً ٌسعى االعتماد على دور الجماعة و على دور الفرد فً آن واحد ،وتلح المقاٌٌس أن على األفراد عند اجتٌاز مراحل الجدارة ضرورة حصول كل واحد عند كل درجة على شارتٌن للهواٌة على األقل .و هذا تأكٌد كبٌر على الخصوصٌة الفردٌة لكل كشاؾ ،مع احترام تام لذاته و لشخصٌته ،التً ال تنمحً بتاتا ًا خبلل تعامله مع الجماعة التً ٌنتمً لها.
شــــارات الكفــــاٌـات
األهداؾ المتوخاة من نظام شارات الكفاٌة ٌمكن أن نجملها كاآلتً : فهم و تمثل قانون و عهد الكشاؾ ،والتحلً بالصفات التً ٌتضمنها ،و العمل على تنفٌذها كما تعهد الكشاؾ بذلك عندما أقسم خبلل حفل أداء العهد. المعلومات التً ٌهدؾ الكشاؾ للحصول علٌها ،تتم وفق الخطوات الم قررة للحصول على الشارات ،بهدؾ رسم خطة مدروسة ٌتم خبللها تدرٌب الفرد لنفسه تدرٌبا ًا متكامبلًا ومتناسقا ًا ٌساعده على تكامل نموه و تكوٌن شخصٌته. الخبرات و المهارات و المعلومات المرؼوب اكتسابها من طرؾ الفتٌة ،توضع بتوجٌه من القادة ،بهدؾ االستفادة القصوى من إمكانٌات و قدرات و طاقات الفرد حسب كل مرحلة من مراحل عمره( .)10و ما ٌحصل علٌه فً مرحلة ما ٌكون بمثابة قاعدة الكتساب معلومات أكثر دقة و أكثر عمقا ًا مستقببلًا ،عبر خطوات متراصة فٌما بٌنها من االجتهاد و التعلم الذاتً.
اإلرتقاء و التقدم الذاتً : وضع بالمنهاج الكشفً خطوات تتم عن طرٌق فقرات ذات دٌنامٌة دابمة التقدم والتطور ،تجعل الممارس عضواًا مرشحا ًا باستمرار لئلرتقاء بمستواه إلى األفضل ،عبر تنفٌذ البرامج واجتٌاز الدرجات التً تساعده على الترقً فً فكره و بدنه و فً عقٌدته 119
وفً عبلقاته مع المجتمعٌ .تم التعبٌر عن هذا اإلرتقاء و التقدم من خبلل تطوٌر إمكانٌاته التً ٌشملها البرنامج ،الذي ٌتٌح له فرصة اإلستفادة من فقرات ٌساهم فٌها هو كفرد بإمكاناته الذاتٌة ،وٌساهم فٌها كفرد داخل الجماعة عن طرٌق تعاٌشه مع أفراد طلٌعته ووحدتهٌ .تطلع خبللها على مجموعة من المهارات و المعارؾ. ٌتم ذلك بطرٌقة متدرجة وفق محطات ،كل واحدة منها معلومة الفقرات، ومجاالتها معلومة ( ،)11و كل درجة تتضمن جزءاًا من المجاالت التً تساهم فً بلورة الشخصٌة بكل مكوناتها .و وعند الحصول على مضامٌنها ٌتوج الفرد على ذلك التفوق واالجتهاد من خبلل وضع شارات الجدارة ،معلنا ًا بذلك للجمٌع عن تقدمه و ارتقابه ،و عن حصوله على المرتبة التً تتناسب مع مقدوراته ومؤهبلته الحقٌقٌة التً تكون معلنة فوق بدلته الكشفٌة.. العناصر التً تؤدي إلى تفعٌل الممارسة ،تجعل الفتٌة والشباب ٌكتسبون الكثٌر من المعارؾ و المهارات و اإلتجاهات الفردٌة و الجماعٌة عن طرٌق التدرٌب الذاتً المتدرج، التً تجعل الفرد الكشاؾ ٌعد لها بكل ما أُوتً من قوة ،قصد تهٌٌا متطلبات الحصول على الشارات ، ،التً تلبً حاجٌاته و تطلعاته فً توازن تام بٌن جل المكونات ،قصد تحقٌق اإلعتدال ك ٢ا لنمو من النواحً العقلٌة والجسدٌة و الروحٌة واإلجتماعٌة ،دون تفوق واحدة عن األخرٌات ،فٌكتسب الفرد المعلومات و المعارؾ التً تؽنً أفكاره و آراءه ومواقفه. وٌتقن المهارات الٌدوٌة و العقلٌة التً تنمً خبرته ،و ٌتحلى بالسلوك الحسن لئلرتقاء بعبلقاته و اتصاالته مع اآلخرٌن. تقٌٌم الخبرات ٌحصل الفرد على الخبرات و المعلومات التً تضمها المجاالت التً ٌتطلبها الحصول على شارات الجدارة ،و تضم أؼلب المجاالت المرتبطة بالحٌاة أهمها :
ـ المجال الدٌنً ـ المجال الوطنً ـ المجال الصحً و البدنً ـ المجال االجتماعً ـ المجال العلمً ـ المجال البٌبً ـ المجال العربً و العالمً ـ المجال الكشفً(... )12 رؼزجو األْٗطخ اُزوث٣ٞخ اٌُْل٤خ أْٗطخ ٓٞاى٣خ ُالٛزٔبٓبد ٝاُجوآظ اُؤٍ٤خ اُز٢ رٔضِٜب أُلهٍخ ثبُلهعخ األ ، ٠ُٝئٜٗب أْٗطخ رَبػل اُلوك ػِ ٠اُزطجغ ثٌلب٣بد ماد ػالهخ ثبُٜٔبهاد اُؼِٔ٤خ ٖٓ ،فالٍ األْٗطخ اُزٔ٣ ٢بهٍٜب اُلوك ٝأُغٔٞػخ ٓضَ : 120
ؽ٤بح اُقالء ،اُزلبػَ ٓغ أكواك اُطِ٤ؼخ ٝاالٗقوا ٛك ٢ػَٔ أُغٔٞػبد
،االٗقوا ٛك٢
ٗظبّ اُْبهاد ...اُز ٢رغؼَ أُْبهى كٓ ٢ؾي ػُِٔ ٢زغو٣ت هلهارٝ ٚمًبئ ٚأص٘بء أُٞاهق ٖٓٝ .ثٛ ٖ٤ن ٙاٌُلب٣بد ٓب ٖ٣طِؼ ػِ ٙ ٢ا ثبٌُلب٣بد أُٜ٘غ٤خ اُز ٢رَبػل اُلوك ػِ ٠ر٘ظ ْ٤أٍِٞة رؼبِٓٓ ٚغ ٖٓبُؾ ٚاُْقٖ٤خ ٓٝؼبٓالر ٚاالعزٔبػ٤خ ٝأػٔبُ ٚاُ٤ٓٞ٤خ ٓضَ : ر٘ظ ْ٤أُٞاػ٤ل ٝرلث٤و اُٞهذ ٝكن اإلُزيآبد ؽَٖ رور٤ت اُٞصبئن ٝأَُز٘لاد ٝاُؾلبظ ػِٜ٤ب اُؼ٘ب٣خ ثبألكٝاد ٝأَُزِيٓبد أُزؼِوخ ثبُلهاٍخ ٝاُؼَٔ االٍزؼٔبٍ اُغ٤ل ٍألكٝاد اُؼَٔ ػِ٤ٕ ٠بٗزٜب اُوواءح أُزأٗ٤خ أُوًيح ٝأُ٘ظٔخ اإلٕـبء اُغ٤ل ُِٔزؾلصٝ ٖ٤أُؾبٝهٖ٣ ر٘ظ ْ٤اُؼَٔ ثأٍِٞة ثطوم ٓ٘ظٔخ ٗلؼ٤خ اُجؾش ػٖ ٖٓبكهأُؼِ ّٞاد أفن اُ٘وـ ٜأُزؼِوخ ثبُٔٞا٤ٙغ اُز ٢رٜٚٔ ر٘ظٝ ْ٤رأ٤ٛو أُؾٖالد أُؼوك٤خ ٝأُٜبهار٤خ رٔو ٖ٣اُن ٖٛػِ ٠ثؼ٘ األْٗطخ اُز٤ٍ ٢ياُٜٝب َٓزوجالٛن ٙاٌُلب٣بد رزوعْ ثٌَْ كائْ فالٍ اُؼالهبد ث ٖ٤اٌُْبكخ كٔ٤ب ث ْٜ٘٤كافَ اُلوهخ . ٝاُلوك اُن٣ ١زؾِ ٠ثٜن ٙاٌُلب٣بد ٣ؾ ٠ٚثبُزول٣و ٝاُزٔ٤ي ػٖ ا٥فوٛٝ ، ٖ٣نا االػزجبه ٖٓ أعَ رؾل٤ي األكواك ٝككؼ ْٜئُ ٠االػز٘بء ثٜن ٙاٌُلب٣بد أُٜٔخ علا ،اُز ٢رؼطُْ ٢قٖ٤خ اُلوك هلهاد ٓ٘ظٔخ ٗٝبعؾخ. اٌُلب٣خ رؼٕ٘ٝ ٢ق ٓب اُن٘٣ ١جـ ٢ػِٔٝ ٚاٗغبى ٙأٓبّ اٌّبُ٤خ رؾزبط ئُ ٠ؽَ . ٛنا إُٞق ٣زطِت افز٤به ٓؼبهف ٝاٍزجؼبك أفوُ ،ٟزٖ٤و اٌُلب٣خ ؿ ٢اُٜ٘ب٣خ ٢ٛأُجلأ األٍبٍ ٢أُ٘ظْ ُِزٌٝ ٖ٣ٞاُزؼِْ (ٓ )13ب ٣لٍ إٔ اٌُلب٣خ ٓؾلكح ٍِلبٓٝ ،ب ػِ ٠اُلوك ٍٟٞ ٍِي ٍجَ ُٜٕٞٝب ٝئروبٜٗب ٝرٔضِٜب ُزٖ٤و عيءا ٖٓ اَُِٞى.
121
أٓب كٔ٤ب ٣زؼِن ٓؾز ٟٞاٌُلب٣بد ك٘٤زظْ كٓ ٢غبالد ٓقزبهح ؽَت أ٣ُٞٝبد اُزوث٤خ أُْ٘ٞكح كافَ أُغزٔغٓٝ .ب ٣زؼِن ثؼوٗ ٓؾز ٟٞى
ٍ ٓغبٍ ك٤زْ افز٤به ٖٓ ٙثٖ٤
أُغبالد أُقزبهح ؽَت أُواؽَ اُؼٔو٣خ ٝ ،كن اُقطبٛخ اُزبُ٤خ : ّبهاد اٌُلب٣خ أُغبالد ٓؾز ٟٞأُغبالد
ٓغبٍ ك٢٘٣
ٓغبٍ ٢٘ٛٝ
ٓغبٍ ٕؾ٢
ٓغبٍ اعزٔبػ٢
ٓغبٍ ث٤ئ٢
ٓغبٍ ػِٔ٢
ٓغبٍ ػوث٢
ٓغبٍ ًْل٢
ٝػبُٔ٢
األْٗطخ
األْٗطخ
األْٗطخ
األْٗطخ
اُلوك٣خ
اُغٔبػ٤خ
اُلوك٣خ
اُغٔبػ٤خ
أُواؽَ اُؼٔو٣خ
اُزوْ٣ٞ
اُزز٣ٞظ
أُواؽَ اُؼٔو٣خ
اُزوْ٣ٞ
األْٗطخ
األْٗطخ
اُلوك٣خ اُغٔبػ٤خ
أُواؽَ اُؼٔو٣خ
اُزوْ٣ٞ
اُزز٣ٞظ
اُزز٣ٞظ
شارات الكفاٌات جزء من نظام التقدم والتثقٌؾ الذاتً ،فهو ٌمثل الحد األدنى من الخبرات و المهارات الفكرٌة والٌدوٌة واالجتماعٌة التً ٌجب أن ٌمارسها وٌتدرب علٌها وٌتقنها الفتٌة و الشباب أثناء تنفٌذ البرنامج الكشفً .هذا النظام المرتبط بمهارات الفرد ال ٌنحصر فً وضع الكشاؾ شارات متعددة األشكال واأللوان على زٌه لٌتباهى بمنظرها فقط ،إنها تحمل بعدا تربوٌا بالػ األهمٌة من الناحٌة المنهجٌة ،فهً عبارة عن أنشطة مخطط لها بكل عناٌة ،تضمن قدراًا كافٌا ًا من الدافعٌة و الحوافز الذاتٌة لدى الفرد فً تحصٌل المعارؾ و المهارات و اإلتجاهات المطلوب اكتسابها ،خبلل فترات زمنٌة محددة .و ما هو أساسً فً العملٌة ،أن ٌكون محركها هو الدافع الذاتً الذي ٌقوي عزٌمة الفرد للتدرٌب و االجتهاد والتحصٌل المستمرٌن . 122
اعتماد الطرٌقة الكشفٌة على " نظام المجموعات الصؽٌرة " كأساس فً تعامل األعضاء فٌما بٌنهم ،و فً مزاولة برامجهم و أنشطتهم ،دون إقصاء لذات الفرد .وأن االكتفاء بذوبان الفرد بسلبٌة داخل المجموعة ،أمر مرفوض ألنه سٌؤدي إلى بروز اإلتكالٌة ،وؼٌاب حوافز الترقً و النمو الفردي .وإذا اعتاد الفرد على إبراز ذاته وتؽٌٌب دور الجماعة فإن خصال األنانٌة والحب الزابد للذات سٌطؽى .لتدبٌر هذه المعادلة اعتمدت الحركة على أسلوب متكامل ٌوازن بٌن العنصرٌن :اعتماد نظام الطبلبع الذي ٌدعم نكران الذات و اإلخبلص للجماعة ،و ٌدعم بنفس النسبة تنمٌة ذات الفرد واالهتمام بالقدرات الفردٌة .و العمل فً اتجاه تطوٌر المواهب والمؤهبلت الفردٌة كما وهبه هللا إٌاها لٌسخرها الفرد لنفسه ،و لٌسخرها فً نفس الوقت لفابدة جماعته ألن اإلنسان اجتماعً بطبعه. تذوٌب الفوارق الفردٌة مع الحفاظ على امتٌازاتها فً نفس الوقت ،من العملٌات البٌداؼوجٌة الهامة جدا ،وتنفٌذها على أرض الواقع ٌتطلب شروطا تربوٌة ، تعمل الحركة الكشفٌة من خبلل منهاجها على توفٌره عبر مكونات الطرٌقة الكشفٌة التً تكون نسقا من المفاهٌم والقوانٌن المرتبطةٌ ،سٌر فً اتجاه خط متواتر ٌؤدي إلى النتابج المرسومة سلفا.
شارات الهواٌات : شارات الهواٌات من أبرز الوسابل التربوٌة الموجهة للفتٌة و الشباب. وتعتبرها ركنا ًا أساسٌا ًا فً برنامجها .ألنها تقدم للممارسٌن فرصا ًا حقٌقٌة الكتشاؾ مٌوالتهم و هواٌاتهم واهتماماتهم و استعداداتهم ،و السعً نحو تنمٌتها من خبلل تطوٌر وتحفٌز القدرة على اكتساب المهارة و الخبرة ،مما تفتح له أبواب االجتهاد و االبتكار والتجدٌد فً سٌاق بٌبة تربوٌة تؽمرها المتعة و اإلثارة و التشوٌق والتروٌح. ٌختلؾ البشر عن بعضهم البعض فً قدراتهم و طاقاتهم ومؤهبلتهم وإمكانٌاتهم و عاداتهم و فً طرق تفكٌرهم و فً مٌوال ته م واهتماماتهم .وإقحامهم فً نفس البرنامج دون أي اعتبار لئلختبلفات التً تمٌزهم عن بعضهم البعض ،نكون بذلك نقصً الممٌزات التً وهبها هللا لكل فرد .وقد أكدت المنظمة الكشفٌة العالمٌة على هذا األمر ،حٌث نجد وثٌقة " دلٌل تطوٌر البرنامج الكشفً " تحث على ذلك كاآلتً " :وبما أن الشاب كابن متفرد له احتٌاجات وتطلعات وقدرات مختلفة عن اآلخرٌن ،فإن األهداؾ التربوٌة العامة ٌنبؽً أن تصاغ بطرٌقة مرنة بدرجة كافٌة لتتبلءم مع كل فرد " ()14 123
ٌسعً المنهاج فً هدا االتجاه إلى جعل الفوارق الفردٌة مجاال لتعدد المواهب والتعامل معها بأسلوب ٌحترم مكونات كل فرد ومكتسباته كشرط أساسً ،وأن ٌهتم كل واحد بما لدٌه من استعدادات وقدرات .وتفتح المجال أمامه لتثمٌن وتطوٌر تلك المكتسبات بأسلوب ٌثٌر حماس الفرد وٌقوي عزٌمته على السٌر فً اتجاه تطوٌر المعارؾ والمهارات. الهدؾ من شارات الهواٌة :
ال ٌمكن أن تحقق التربٌة الكشفٌة أهدافها إالّ إذا كانت الهواٌات أحد أركانها. األسلوب الذي تنهجه الحركة الكشفٌة من أجل تنمٌة الذات هو اعتمادها على مراعاة الخصابص الفردٌة بٌن أعضابها؛ وقد اختارت الحركة لتفعٌل ذلك هو ما تسمٌه " نظام الشارات". ادماج الفرد داخل نظام الشارات ٌوفر له الفرص الحقٌقٌة لئلعتناء بهواٌاته، لٌبحث و ٌقرأ و ٌسأل و ٌجرب و ٌتدرب .مستعمبلًا مختلؾ األدوات المعرفٌة للحصول على المعلومات و على تجربتها من أجل إتقان مهاراتها وفق ما ٌلً : تنمٌة الذات وفق االحتٌاجات و القدرات و المٌول التً تهم الفرد ذاته. اكتساب معارؾ و خبرات تخصصٌة ،تتبلءم مع مٌوالته واستعداداته. تحقٌق اتجاهاتاجتماعٌة تمكن الفتٌة و الشباب من التكٌؾ مع بٌبتهم. تمكنهم من تلبٌة الخدمات واستثمار القدرات والوقت و تساعد على تخفٌؾ عبء األسرة. تؽطٌة كافة المٌول من خبلل المجموعات التخصصٌة التً تقترحها لوابح الشارات ،و شمولها لكافة نواحً التطور الحدٌثة المواكبة للعصر.
إعادة اكتشاؾ الخبرات المهملة: ،والتً تتطلب االندماج فً سٌاق نظام الشارات وخصوصا ما ٌتعلق بالهواٌات من الفرد أن ٌتناول مجاالت متعمدة لكً ٌواكب عملٌة الحصول على ا لشارات :وهً بذلك تدفع الفرد المشارك إلى محاولة إدراك قٌمة األشٌاء والمواضٌع الفكرٌة والجمالٌة بصٌػ مؽاٌرة عن الكٌفٌة التً كان ٌنظر إلٌها من قبل .فلٌس منا من الٌعٌر أي اهتماما ببعض المواضٌع ،على اعتبار أنها لٌست ذات أهمٌة ،ونبلمسها عبر ممارساتنا الٌومٌة بنوع من السطحٌة .لكن حٌنما نضع أحد ا منا موقع التفكٌر والتأمل فً المواضٌع التً صادفها من 124
قبل ،فإنه ٌجد نفسه أمام كم هابل من المعلومات التً تتطلب فقط تكملة بعض النقابص، وتطوٌر المعلومات المرتبطة لمكونات الموضوع المرؼوب فٌه . الت عاٌل مع المواضًع المهملة بهذه الصٌؽة ،تجعل الفرد ٌعٌد اكتشافها بطرٌقة جدٌدة عند اندماجه فً نظام الشارات ،تجعله ٌستحسنها وٌتذوقها .وهذا ما ٌدفعه إلى السعً برؼبة وحماس للحصول على مطالبها .وهذا األسلوب فً التعامل مع نظام الشارات ٌؤدي إلى الحصٌلة المتوقعة التالٌة : oئػبكح ر٘و٤ت اُلوك كٓ ٢ؾٖالر ٚاَُبثوخ ،إلػبكح اُؾٌْ ػِٜ٤ب ثٔ٘طجن ٓـب٣و َُِبثن ٝث٘ٚظ أًضو. ٗ oوَ ػِٔ٤خ اُؾٌْ ػِ ٠أُٞا٤ٙغ ٖٓ االػزوبك اُغٔبػ ٢ئُ ٠اإلكهاى اُلوك.١ oرنٝم أُٞٙٞع أُوؿٞة ر٘ب ُٚٝػجو اإلؽَبً ثٔٚبٓٓٝ ٚ٘٤ال ءٓز ٚثبٍفجوح ٝأُٜبهاد أُورجطخ ث.ٚ oرؼٔ٤ن اُ٘ظو ثبُٔٞا٤ٙغ ماد االهرجب ٛاَُطؾٝ ، ٢اُجؾش ػٖ اُل ْٜاُغ٤ل ُٜب. oئػبكح اُ٘ظو كٌٗٞٓ ٢بد أُٞا٤ٙغ اُز ٢ال رغلة اُلوك ئُ ٠رنٝهٜب. تدرٌب الهواٌات نشاط تربوي ٌساهم فً تنمٌة قدرات الفتٌة و الشباب على التفكٌر ،و ٌدفع بهم إلى العمل و الحركة و ٌساعدهم على اإلبداع و االبتكار و ٌساعدهم على حسن استثمار أوقات فراؼهم. قبل ولوج األفرا د أي مجال تدرٌبً ٌبلحظ علٌهم أنهم ٌتمٌزون عن بعضهم البعض فً العدٌد من األمور ،وهذا ٌتأتى من خبلل السمات الوجدانٌة والمكتسبات السابقة لكل فرد .و حتى ٌتمكن المنهاج الكشفً من التعامل مع جمٌع المنخرطٌن بشكل ٌحترم خصوصٌة الفرد ،وٌتعامل معها بشكل ٌدعم الجٌد وٌنهً من الخاطا منها. ٌجد المنخرط مند ولوجه للحركة واندماجه داخل جماعاتها نوع من التفاعل اإلٌجابً ٌسمح به سٌاق األنشطة التربوٌة التً ٌقترحها على األفراد .و التً تتحدد من خبلل إتاحة الفرصة لكل فرد التحرك فً مساحات كافٌة الستعمال المكتسبات السابقة، التً ٌسمح له بإبراز مهاراته ومعارفه الخاصة واستثمار قدراته .هذا السٌاق من الحرٌة الفردٌة ٌسمح لكل فرد بالشعور بالفعالٌة داخل الجماعة والشعور بالتمٌز فً إحدى المجاالت أو أكثر ،مما ٌعطً لكل مشارك فرصا عدٌدة إلبراز مؤهبلته والسعً إلى تطوٌرها و االرتقاء بها إلى األفضل.
125
متطلبات شارات الهواٌات تسعى التنظٌمات الكشفٌة تفعٌل نظام الشارات مع تبسٌط أسلوب ها ،من خبلل جعل الفتٌة و الشباب ٌقبلون علٌها دون أن تعترضهم معٌقات و حواجز ،و هذا ما ٌدفع هذه التنظٌمات إلى وضع لوابح نموذجٌة من الهواٌات مصنفة بشكل ٌساعد األفراد على التعامل معها بسهولة .وضعها رهن إشارة األفراد لممارسة هواٌاتهم و تنمٌتها وتطوٌرها ( .)15تلك اللوابح و النماذج المصنفة ما هً فً الحقٌقة سوى نماذج للمساعدة واالستبناس و ال ٌمكننا أن نعتبرها نهابٌة ،إنها قابلة لئلضافة و التنقٌح و التطوٌرٌ .مكننا أن نظٌؾ إلٌها مجاالت جدٌدة ،و تخصصات حدٌثة التً تفرزتها الحٌاة المعاصرة كل ٌوم .كما ٌمكن تطوٌر شارات كانت موجودة ،حدث علٌها بفعل التطور و الزمن تؽٌٌرات علٌنا أن نواكبها. شارات الهواٌات هً مجموعة من المجاالت الفنٌة الصناعٌة العلمٌة التروٌحٌة الثقافٌة...آفاقها مفتوحة وفق مٌول األفراد واهتماماتهم. ٌتم اختٌار مجاالت الهواٌات المرتبطة بها بنا ًاء على العناصر التالٌة: تبلؤم مضمون هواٌات الشارات مع رؼبات و قدرات الكشافة . تبلؤم الشارات مع احتٌاجات المجتمع . تبلؤم الشارات مع مكونات البٌبة المحٌطة .المكتب العالمً للحركة الكشفٌة سمح بحٌز كافً من المرونة للجمعٌات الكشفٌة الوطنٌة فً اختٌار وتصنٌؾ شارات الهواٌات حسب أنشطتها و مجاالتها وفقا ًا للخصوصٌات االجتماعٌة و البٌبٌة والثقافٌة ...بشرط خضوعها للضوابط التربوٌة التً تهدؾ الحركة الكشفٌة تحقٌقها ،وه ي أن تعود هذه الهواٌات بالفابدة التربوٌة على من ٌمارسها و على البٌبة والمجتمع الذي ٌعٌشون فٌه. وضع متطلبات الحصول على شارات الهواٌات عملٌة وضع متطلبات الحصول على شارات الهواٌات التً ٌختارها األفراد بمحض إرادتهم ،سواء كانت هذه الشارات موجودة ضمن البلبحة النموذجٌة ،أو اختٌار جدٌد من طرؾ الفرد .تتطلب من القابد أن ٌراعً الجوانب التقنٌة و القٌام بإجراءات تنفٌذٌة نجملها فً اآلتً : 126
o o o o o o o
وضع شروط اجتٌاز المتطلبات الخاصة بكل هواٌة. أن تكون قابلة للمبلحظة و القٌاس و التقٌٌم. مراعاة التدرج و الدقة فً المعلومات. تبلؤم معطٌاتها و المرحلة العمرٌة للفرد. احترام حرٌة الفرد فً اختٌار الهواٌات التً ٌرؼب فً اجتٌازها توفٌر المطبوعات و األدوات والمواد المرتبطة بالهواٌات المعنٌة. حسن توجٌه الفتٌة للجهات التً تزودهم بالمعلومات حول الهواٌة التً ٌرؼب التدرب علٌها.
ّبهاد اُٜٞا٣بد اُٜٞا٣بد اُْقٖ٤خ
ٓؾز ٟٞاُٜٞا٣بد
صوبك٢ ح ٞٛا٣بد
ٞٛا٣بد ػِٔ٤خ
ك٘٢ ٞٛا٣بد ح
األْٗطخ اُلوك٣خ أُواؽَ
اُؼٔو٣خ
اُزوْ٣ٞ
التتوٌج
ٞٛا٣بد ه٣ب٤ٙخ
ٞٛا٣بد ؽوك٤خ
األْٗطخ
ٞٛا٣بد اعزٔبػ٤خ
ٞٛا٣بد صواص٤خ
األْٗطخ اُلوك٣خ
اُلوك٣خ أُواؽَ اُؼٔو٣خ
اُزوْ٣ٞ
أُواؽَ اُؼٔو٣خ
اُزوْ٣ٞ
التتوٌج
التتوٌج
مبلحظة :البحة الهواٌات ؼٌر محدودة سواء من حٌث صنفها أو من حٌث أنواعها وأعدادها ،تبقى باستمرار مفتوحة.
127
ٞٛا٣بد ًْل٤خ
تدرٌب الفتٌة و الشباب على إتقان الهواٌة شارات الهواٌة جزء من النظام الذي ٌُ ٌَسر للكشافة ظروؾ ممارسة األنشطة التً ٌحبونها وٌرؼبون فً تحقٌقها على أرض الواقع ،لكن ؼالبا ًا ما تصادفهم صعوبات الحصول على المعلومات والخبرة و المهارة المطلوبة الكافٌة الجتٌاز متطلباتها بنجاح. ولتدلٌل صعوبات تدرٌب الفتٌة والشباب على مكونات الهواٌاتٌ ،تطلب من القادة استعمال مهارات التوجٌه و المساعدة التً تمكن الفتٌة من الحصول على المعلومات والخبرات التً ٌحتاجونها (.)16 ٌتداول األفراد فٌما بٌنهم مفاهٌم نظام الشارات و ٌسعون جمٌعا ًا للحصول علٌها، من خبلل تنافس األفراد و الطبلبع و الوحدات كً ٌحصلوا على أكبر قدر منها .و قد نجد أكثر من كشاؾ ٌسعى للحصول على شارة هواٌة معٌنة ،و هذا شًء محبب من اجل التعاون معا ًا للحصول علٌها .و هذا ما ٌجعل التعاون سابداًا بٌن أعضاء الطلٌعة لبلوغ تنمٌة هواٌات كل أعضابها. من مهام قادة الوحدات تدرٌب الفتٌة والشباب لبلوغ كفاٌاتهم لمواجهة متطلبات الشارات ،وهذا ٌتطلب وجوبا وجود خطة تدرٌبٌة واضحة ( ،)17وبما أن القادة ال ٌمكن لهم أن ٌكونوا متخصصٌن أو لهم معلومات كافٌة عن كل التخصصات و التقنٌات ،فبل بد من العمل على تدلٌل هذه الصعوبة و تجاوزها من خبلل تنفٌذ الخطوات التالٌة : تصنٌؾ و تجمٌع الخبرات و المهارات التً ٌتوفر علٌها جل قادة الفرقة أو الفرع و وضعها رهن إشارة الفتٌة و الشباب. ربط الفرقة أو الفرع عبلقات تعاون مع جهات و مؤسسات متخصصة ٌمكن أن تقدم العون فً التدرٌب على المهارات و الهواٌات المطلوبة. وضع البحة اآلباء الذٌن ٌرؼبون فً التطوع لتقدٌم معلومات حول بعض التخصصات التً ٌحتاجها الكشافة و المرتبطة بهواٌة هؤالء اآلباء أو مرتبط بوظٌفتهم. تحدٌد المدة الكافٌة لحصول الفتى أو الشاب على المعلومات و الخبرة الكافٌة ،لتحدٌد مدة المتعاون فً تلقٌن الشباب. تحدٌد أصناؾ الشارات المتعلقة بتنوع الهواٌات ،مع اقتراح مجموعة جاهزة على الفتٌة والشباب .وبما أن الهواٌات ال حدود لها ،فبل ٌمكن أن نفرض على الفتٌة اجتٌاز شارات هواٌات ال ٌبدون رؼبة أو مٌبلًا الجتٌازها ،فبل بد من استشارة بعض المتخصصٌن.
128
اجتٌاز متطلبات شارات الهواٌات عملٌة اجتٌاز متطلبات شارة معٌنة تتطلب الخطوات التالٌة : ٌخبر الفتى أو الشاب قابد وحدته عن رؼبته فً اجتٌاز متطلبات هواٌة معٌنة . تجمٌع المعلومات المتعلقة بها و الحصول على الخبرة و المهارة المطلوبة. ال ٌسمح القابد باجتٌاز الفتى لمتطلبات شارة معٌنة حتى ٌتأكد أنه حصل فعبلًا على معلوماتها و تدرب على خبرتها و مهارتها ،و ذلك بتنسٌق مع عرٌؾ طلٌعته. تحدٌد المدة الكافٌة للتدرٌب على المهارة المطلوبة. تحدٌد التارٌخ الجتٌاز متطلبات الشارة. ٌضع القابد فقرات هذا النشاط ضمن البرنامج ،الذي ٌختار له الوقت الكافً و الفضاء المناسب ،مع أخذ الترتٌبات التالٌة : oاستحضار المتطلبات المرتبطة بالشارة المطلوبة ( دلٌل شارات الهواٌات) oتوزٌع المهام على القادة الذٌن سٌساهمون فً تقٌٌم قدرات المرشح. oاالستعانة ببعض المتخصصٌن ( من أصدقاء الكشافة أو اآلباء) إذ لزم األمر ذلك. oو ضع الوثابق المثبتة الجتٌاز الفتى للشارة ( استمارات الترشٌح؛ شواهد)... بعد اجتٌاز الفتى أو الشاب لمتطلبات الشارة ٌقوم القابد بتحضٌر األمور التالٌة : oتوفٌر الشارة التً سٌعلقها الفتٌة والشباب على الزي الكشفً. oتوفٌر شهادة الشارة المحصل علٌها. oتوفٌر رمز الشارة الذي سٌعلق بعلم الطلٌعة. oإعداد حفل التتوٌج و تسلٌم الشارة و الشهادة للمستحق .
الربط بٌن شارات الهواٌات و الكفاٌات كل فرد له اهتمامات شخصٌة ال ٌعتنً بها اآلخرون ،فمنهم من ٌمارس: الرٌاضة؛ الرسم؛ المطالعة؛ اإلبحار فً األنترنٌت ،جمع النقود القدٌمة؛ الطوابع البرٌدٌة ،...إذ ٌمكن أن نعثر على فرد ٌجد فً جمع الطوابع البرٌدٌة متعة كبٌرة فً 129
حٌن نجد آخرٌن ٌجدون فً هذه الهواٌة على أنها شًء ممل ،فذلك مرتبط باألذواق الخاصة .المهم هو أن ٌكون للفرد اهتمامات معٌنة ٌستمتع بممارستها و ٌهتم بها و ٌرتبط بها و ٌطورها .و هذا هو البعد المتوخى من تفعٌل شارات الهواٌات. الفرد فً عبلقته مع أفراد الجماعة " الطلٌعة " الذٌن تكون لدٌهم اهتمامات متعددة متباعدة أو متقاربة أحٌاناًا ،لكن توجد أشٌاء تهم جل أعضاء المجموعة بل هناك أشٌاء مشتركة .و هذا االتجاه ٌحٌل على شارات الكفاٌات ،و هً عبارة عن معارؾ و خبرات و مهارات ٌحتاجها اإلنسان حسب المبلمح المرسومة فً المنهاج ،فهً أمور موحدة .ولهذا تحدد مجاالتها حسب مكوناتها التً ٌختار منها الفرد ما ٌمٌل إلٌه ،بشرط أن ٌلتزم بمباشرة جمٌع المجاالت بشكل متتالً. ركز المنهاج التربوي الكشفً فً برامجه على العناٌة بذلك الترابط بٌن االهتمامات الفردٌة و بٌن الكفاٌات العامة المشتركة بٌن الجمٌع ،لكونها معلومات تتطلبها الحٌاة الجماعٌة ،ل ُت ْبقً للفرد حرٌته الفردٌة فً ممارسة اهتماماته الشخصٌة ،و اشتراكه مع من ٌتقاسمه نفس االهتمام لتحقٌق اإلشباع الذي ٌعطً للفرد توازنا فً بٌن ما هو عام و ما هو خاص. بلوغ الكفاٌات العامة فً الحركة تتطلب أن توازٌها اهتمامات شخصٌة ،وبلوغ شارات الكفاٌة ومضامٌنهاٌ ،شترط اتقانه لهواٌاته الفردٌة قبل تقٌٌم الكفاٌات المطلوبة.
الحوافز اإلضافٌة لنظام الشارات: تتداخل الحوافز المتعلقة بالشارات بشكل كبٌر ،بٌن ما هو فردي وما هو جماعً، ألن التتوٌج الفردي ٌكون مرفقا بتتوٌج جماعً ،فعند حصول العضو على شارة هواٌة معٌنة تجعله ٌعتز بذلك اإلنجاز الذي ٌفخر به عند التتوٌج ،من خبلل وضع الشارة على زٌه الكشفً أثناء حفل توزٌع الشارات .و الطلٌعة التً ٌنتمً لها هذا العنصر تفخر هً األخرى بتلك الشارة بطرٌقة أخرى ،أنها تحصل مقابلها عن تتوٌج ٌتم عن طرٌق وضع عبلمة ممٌزة على علم الطلٌعة ،تعلن بذلك حصول أحد أفرادها على شارة .كما أن هناك إمكانٌة حصول الفرد على جدٌبلت ،و التً تمنح عادة لؤلفراد الذٌن تتعدد هواٌتهم، وٌتمكنوا من بلوغ عدد معٌن من الشارات .فتح الفرص لؤلفراد الذٌن ٌتوفرون على 130
مواهب متعددة كً ٌجدوا المجال المناسب لتصرٌؾ قدراتهم وتجرٌب استعداداتهمٌ .ظل باب االجتهاد والتفوق مفتوحا باستمرار أمام الفرد .فمن له القدرة أن ٌبدع وٌتمٌز فاآلفاق مفتوحة لتستوعب كل ما ٌطمح له. الجدٌلة :الجدٌلة عبارة عن خٌط سمٌك مظفر ٌوضع على الكتؾ األٌمن ،وٌحٌط بالذراع ،ورأسٌها ٌوضعان أمام الجٌب األٌمن للقمٌص( أنظر الصورة) و ٌحملها الكشافة حسب المواصفات التالٌة :
الجدٌلة ذات اللون الواحد :تمنح لمن حصل على ثبلث شارات الهواٌات من مجال تخصصً واحد( حسب الشروط التً ٌضعها التنظٌم لذلك)
الجدٌلة ذات اللونٌن :تمنح لمن ٌحصل على أكثر من جدٌلة( أي ما ٌعادل أكثر من ستة شارات للهواٌات فً أكثر من مجال واحد)
الجدٌلة ذات الثبلث ألوان :تمنح لمن ٌحصل على أكثر من جدٌلتٌن( أي ما ٌعادل تسعة شارات فً أكثر من مجالٌن)
و ٌتم تحفٌز الطبلبع للحصول على أكبر عدد من الشارات من طرؾ أعضابها( ،)18عن طرٌق تتوٌج الطلٌعة باعتبارها مجموعة ٌنتمً لها الفرد الحاصل على الشارة أو الجدٌلة ،و ذلك بوضع عبلمة ممٌزة على علم الطلٌعة ( الفانٌو) خبلل حفل تسلٌم الشارات بحضور جل أعضاء الفرٌق و اآلباء وأصدقاء الكشافة. -1عندما ٌحصل الفرد على شارة الهواٌة ،تمنح للطلٌعة عبلمة ممٌزة تضعها على علمها .و هً عبارة عن دابرة من لون معٌن تكون بارزة على عصى علمها الخاص بها .و كلما حصل عضو على شارة أخرى ٌتم إضافة دابرة على عصى العلم( الفانٌو) وتحرص كل طلٌعة أن ٌكون علمها األكثر تتوٌجا ًا و األكثر تزٌٌنا ًا وترصٌعا ًا بعبلمات الشارات المحصل علٌها. -2عندما ٌحصل عضو على شارة الكفاٌة ،تمنح للطلٌعة عبلمة ممٌزة تضعها على علمها ،و هً عبارة عن دابرة بلون معٌن( متعارؾ علٌه) .و تكون عدد الدوابر بعدد الشارات المحصل علٌها من طرؾ أفراد الطلٌعة. كلما حصل فرد على جدٌلة معٌنة من الجدٌبلت الثبلث ،توضع عبلمة ترمز إلٌها بعلم الطلٌعة( الفانٌو) .و هً عبارة عن خٌط مظفر بعدد األلوان الذي استحقها الفرد المتوج ،مثله مثل الجدٌلة التً ٌضعها الكشاؾ على كتفه .وتحرص الطلٌعة بتشجٌع من القادة و اآلباء لتبدل مجهود أكثر للحصول على أكبر عدد من الجدٌبلت و وضعها على علمها الخاص ( الفانٌو). 131
مبلحظة :عند منح أي شارة أو جدٌلة ،تعطى معها شهادة تثبت الحصول علٌها ،تقدم واحدة باسم الشخص الحاصل على الشارة أو الجدٌلة .و الثانٌة تقدم باسم الطلٌعة ٌثبت علٌها اسم الطلٌعة مرفقة باسم العنصر الحاصل على الشارة. البعد التربوي لتتوٌج الفتٌة : االندماج الجٌد مع المحٌط االجتماعً ٌتطلب من أطر الحركة إٌجاد أسلوب التواصل المستمر واإلٌجابً مع كل الفاعلٌن ،عبر إعداد البحة المدعوٌن وعلى رأسهم اآلباء و أصدقاء الكشافة ،وبالخصوص المتعاونون فً تمرٌر المعلومات والخبرات المرتبطة بالشارات .حضور هؤالء الضٌوؾ و بالخصوص أبوي المرشح وأولٌاء األمور واألصدقاء ٌساهم فً تحقٌق شعور الفتى بالسعادة و الفخر أمام اآلخرٌن ( ،)19كما ٌؤكد اآلباء فعالٌة التربٌة الكشفٌة و قدرتها على تحفٌز الفتٌة للبدل والعطاء واالجتهاد ،و هذا ما ٌجعلهم ٌتعاونون مع قادة الفرقة أو الوحدة لتنفٌذ مختلؾ أنشطتهم .كما أن استدعاء مدرسً الفتٌة لهذا الحفل مهم جدا من أجل توطٌد أسلوب التعاون معهم. ٌساهم هذا الحفل و هذا التتوٌج فً إثارة الحماس لدى باقً الكشافة من أجل استنهاض وتحفٌز مؤهبلتهم قصد ولوج مسٌرة الحصول على المعارؾ والخبرات التً تمكنه من التتوٌج هو اآلخر .كما أن مشاركة األولٌاء ومواكبتهم لؤلنشطة الكشفٌة ٌدعم عملٌة تحفٌز الفتٌة والشباب وتشجٌعهم الجتٌاز شارات الهواٌات، ومساعدتهم على إتقان مضمونها .و عن طرٌق ذلك تكمل الحركة الكشفٌة دعم الدور التربوي الذي تقوم به األسرة و الذي تقوم به المدرسة.
132
مستوٌات تنفٌذ نظام الشارات : من ااألهداؾ الربٌسٌة للحركة الكشفٌة اعتناؤها بعملٌة التقدم الشخصً للفرد ،وهً تهم نقطة محورٌة بالمنهاج التربوي الكشفً ،تتعلق بعملٌة تمكٌن الفتى والشاب من تنمٌة دوافعه الداخلٌة فً المشاركة الواعٌة الفعالة فً عملٌة نموه الذاتً التً تمكنه من التقدم بخطواته الخاصة به فً االتجاه العام لتحقٌق األهداؾ التربوٌة لمرحلته العمرٌة
()20
التنفٌذ الفعلً لنظام الشارات ٌتطلب من القابد أن ٌتعرؾ على العملٌات التقنٌةالتً تمهد لهذه المرحلة من الناحٌة البٌداؼوجٌة ،قصد إعداد الخطوات المنهجٌالتً تحقق لها المصداقٌة من خبلل التتبع والتقٌٌم والدراسة ،التً تقوم بها مختلؾ األجهزة الكشفٌة الوطنٌة والمحلٌة ،وفق المرجعٌة البٌداؼوجٌة المحددة من طرؾ المكتب الدولً : أوال :دور الجهاز الدولً العناصر األساسٌة التً تربط المنهاج التربوي الكشفً بكل مستوٌات تفعٌله على أرض الواقع هً :األهداؾ والمبادئ والطرٌقة ،لكونها تضم مثبل وقٌما إنسانٌة عامة ال ٌختلؾ علٌها اثنان ،وألنها تتبلءم مع خصوصٌات جل المجتمعات . تتدرج هذه المستوٌات حسب التسلسل التالً: الكشفٌة حركة عالمٌة كما ٌنص على ذلك الدستور والقوانٌن الداخلٌة المتبعة بالمنظمة الكشفٌة العالمٌة ،وتشرؾ علٌها تشكٌلة بشرٌة متعددة الجنسٌات .وعلى هذا األساس تسهر على المنهاج التربوي الكشفً هٌأة من الخبراء المتخصصٌن ،الذٌن ٌشرفون بعملهم البٌداؼوجً المتواصل ،وتطعٌمه بالمستجدات التً تطور الحركة وتحقق أهدافها .وتواكب ذلك بالتقٌٌم المستمر والدراسات واألبحاث التربوٌة ،التً ٌتم المصادقة على نتابجها خبلل المؤتمرات العالمٌة التً تقام مرة كل ثبلث سنوات. نظراًا لؤلهمٌة البالؽة التً ٌلعبها نظام الشارات فً بلورة المنهاج التربوي الكشفً حرص المكتب الدولً و األقالٌم التابعة له على إصدار كتٌبات و مطبوعات تؤكد من خبللها على هذه األهمٌة .مرفقة ذلك بمختلؾ األسالٌب العملٌة لتقرٌبها من الفتٌة
133
والشباب .وبناء على ذلك قدمت مجموعة من الخطوات العملٌة المحفزة للفتٌة و الشباب من أجل ولوج مسار الشارات و تشجٌعهم للحصول علٌها كاآلتً: دور الخبراء الدولٌٌن فً تتبع وتقٌٌم المنهاج التربوي ،ومواكبة تعدٌله بالمستجدات التً ٌصادق علٌها األعضاء أثناء المؤتمرات الدولٌة ،وٌحرصون كً ٌتحقق نظام الشارات من خبلل اهتمام الفتٌة والشباب بعملٌة التنافس من أجل الحصول على الشارات ،واإلقبال الذاتً على اكتساب المعلومات والمهارات واالتجاهات التً تؤهلهم لبلوغ متطلباتها. ثانٌا :دور الجهاز اإلقلٌمً ارتباطاتها بالجمعٌات دور األقالٌم فً ضبط المرجعٌة التربوٌة ٌتم عن طرٌق الوطنٌة ،تقوم القٌادات المتخصصة فً المجال البٌداؼوجً ب مجهود فكري نابع من الخصوصٌة االقلٌمٌة ،من خبلل مبلءمة مكونات المنهاج مع تلك الخصوصٌةٌ .تم تقدٌم ذلك عبر لقاءات دراسٌة ودورات تدرٌبٌة ،ونشر تلك التعدٌبلت التً تمت على المنهاج األصلً بواسطة منشورات و كتٌبات ،الؽاٌة منه ا تزوٌد القٌادات على صعٌد االقلٌم بكل الوسابل التربوٌة التً تشجٌع الفتٌة للتقدم الذاتً للحصول على هذه الشارات. ٌسمح دستور الحركة لكل التنظٌمات الكشفٌة اإلقلٌمٌة ،أن تكون فٌما بٌنها ارتباطات متعددة ( )21فٌما ٌخص تنفٌذ المنهاج نظرا لتوفرهم على نفس المحددات التً ترسم مبلمح اإلنسان المطلوب إعداده نظرا لتقارب القٌم األخبلقٌة والدٌنٌة ،وٌمكن أن تكون عناصر أخرى مثل وحدة اللؽة والقرب الجؽرافً كما هو الحال بالنسبة لئلقلٌم العربً. ثالثا :دور الجهاز الوطنً ٌقوم الجهاز الوطنً بدور فعال فً المجال البٌداؼوجً المتعلق بظام الشارات ،وبكٌفٌة تفعٌلها والنتابج التً تحصل علٌها ،ولمواكبة ذلك المجهود فإنها تقوم باآلتً : .1المراجعة و التقٌٌم المستمر لمتطلبات هذه الشارات ،للتأكد من مساٌرة تلك المتطلبات الحتٌاجات الفتٌة والمجتمع ،واالهتمام بمشاكله وقضاٌاه فً ظل المتؽٌرات السرٌعة سواء على المستوى المحلً أو الوطنً .ومواكبة االهتمامات المتجددة للعصر ،كاالهتمام بالمشروعات المرتبطة بقضاٌا المجتمع
134
- 2إحداث شارات هواٌات جدٌدة تواكب تطورات العصر ،وتشجع الفتٌة على االندماج فً قضاٌا المجتمع وقضاٌا اإلنسان بصفة عامة. - 3الربط المنهجً بٌن الشارات التً ٌحصل علٌها الفرد ،إذ تساهم متطلبات شارة معٌنة فً تنمٌة البناء الذي ٌحقق التنمٌة المتوازنة لشخصٌة الفرد ،وٌحفزه للحصول على مزٌد من هذه الشارات التً تناسبه وتحقق له التوازن فً عملٌة التعلم دون هدر لطاقاته وإمكانٌاته. الربط بٌن شارات الكفاٌة و الهواٌة ( الحصول على عدد من شارات الهواٌة شرطللحصول على شارة الجدارة) أو منح جدٌلة بلون خاص لمن ٌحصل على عدد من شارات الهواٌة من مجموعة واحدة أو أكثر...أو منح شارة االمتٌاز (الجدٌبلت ) لمن ٌحصل على عدد معٌن من شارات الجدارة و عدد من شارات الهواٌة. .4إصدار كتٌبات توضٌحٌة مرفقة بالصور التً تشرح طرق التنفٌذ. إحداث متجر للمستلزمات الكشفٌة للقٌام بدور توفٌر الوسابل الدٌداكتٌكٌة التً .5 تتطلبها الممارسة التربوٌة للكشفٌة ( .أزٌاء – شارات – أدوات حٌاة الخبلء ) ... إحداث حوافز لتشجٌع المنافسة الجماعٌة بٌن الطبلبع والوحدات و الفرق . .6 توفٌر الشارات و بطاقات التقدم التً تحتاجها الوحدة ووضعها رهن إشارة األفراد .7 و السداسٌات /الطبلبع /مرفقة بشهادات االستحقاق التً تسلم عند الحصول على الشارات. توفٌر مراكز التدرٌب لمساعدة الفتٌة على إتقان متطلبات الشارات التً ال تتوفر .8 إمكاناتها بالفرق. رابعا :دور القابد تنفٌذ نظام الشارات ٌتطلب من قادة الوحدات و مساعدٌهم جهداًا منظما ًا ومتناسقاًا، فً هذا السٌاق نجد أن القادة هم كذلك فً حاجة إلى مساعدات بٌداؼوجٌة و تقنٌة تمكنهم من تفعٌل هذا النظام وتداوله بكل دقة بٌن أوساط الفتٌة والشباب داخل وحداتهم ،وٌتمثل فً األعمال التالٌة: تحفٌز الفتٌة و الشباب على تحضٌر متطلبات الشارات. توجٌه الفتٌة قصد تنظٌم مجوداتهم وتصنٌؾ معلوماتهم بشكل منظم. االستمرار فً تشجٌعهم من أجل االستمرار فً الحصول على شارات أخرى. هذا الجهد البٌداؼوجً ٌتطلب بعض اإلمكانٌات الدٌداكتٌكٌة ،المتمثلة فً المستلزمات الضرورٌة لتنفٌذ نظام الشارات وهً كاألتً :
135
o o o o
توفٌر المطبوعات التً تشرح و توضح مضامٌن هذا النظام و تقنٌات تنفٌذه. توفٌر "دلٌل" نموذجً ٌحدد المجاالت و المتطلبات المتعلقة بنظام الشارات. توفٌر الشارات التً توضع على الزي الكشفً ،و وضعها رهن إشارة القادة. و ضع برنامج اجتٌاز متطلبات الشارات و الحرص على شروط تنفٌذها. الحرص على تنظٌم حفبلت توزٌع الشارات و الشواهد المرتبطة بها.
ٌلعب القابد دور بارز ا لحث و تشجٌع الفتٌة وإذكاء روح المنافسة لدٌهم من أجل ووحدتهم حصولهم على الشارات ،واختٌار الطرق والوسابل المناسبة لطبلبعهم وألفرادهاٌ ،تجلى دورهم من خبلل اإلجراءات التالٌة : .1تقدٌم نماذج للشارات و التعرٌؾ بمتطلباتها و كٌفٌة الحصول علٌها ،فؽالبا ما ٌكون السبب فً عدم إقبال الفتٌة والشباب على الشارات هو عدم معرفتهم بمتطلباتها وكٌفٌة الحصول علٌها .كما أن تقدٌم نماذج للشارات وشرح مزاٌاها تكون حافزاًا للحصول علٌها. .2وضع برنامج لتدرٌب الفتٌة على متطلبات الشارات ،ودمج تلك الحصص ضمن مشروعهم الشخصً ،الذي ٌتم تنفٌذه خبلل الرحبلت و المخٌمات على مستوى أنشطة الوحدة أو الطلٌعة. فترات التدرٌب على متطلبات .3االبتعاد عن أسلوب التلقٌن النظري خبلل الشارات ،والتركٌز أكثر على التعلم بالممارسة. .4من الحوافز العملٌة هو إعطاء األسبقٌة للحاصلٌن على الشارات عند ترشٌحهم للمشاركة فً اللقاءات والتجمعات على المستوى المحلً أو العربً أو الوطنً أو العالمً. خامسا :دور الطلٌعة تحت إشراؾ العرٌؾ تقوم الطلٌعة على مساعدة األفراد المنتمون إلٌها بواسطة برنامج خاص للتدرٌبٌ ،ضم محتواه جل متطلبات شارات الكفاٌة التً ترشح إلٌها أفراد الطلٌعة .وٌقوم العرٌؾ بتنسٌق المجهودات لتجمٌع المعلومات والخبرات المطلوبة للمرشحٌن ،من أفراد الطلٌعة نفسها ومن اآلباء وجمٌع المعارؾ ،و العمل على نقلها إلى محتوى تدرٌبهم لٌكونوا مستعدٌن الجتٌازها فً التارٌخ المحدد. ٌتم تنسٌق العمل بٌن عرٌؾ الطلٌعة و عرٌؾ العرفاء تحت إشراؾ القابد و مساعدوه من أجل: • تحدٌد متطلبات الشارة المطلوبة ( حسب كل فرد) • وضع الجدولة الزمنٌة لكل فقرة من المتطلبات ( بالنسبة للقابد) 136
• اإلخبار المسبق بالفقرات البلحقة و تارٌخها ومكان اجتٌازها. • ملء المطبوع الشخصً الجتٌاز الشارة من طرؾ المرشح. • مواكبة اجتٌاز الشارات عن طرٌق استعمال الوثابق التالٌة : * بطاقة التقدم الخاصة بكل فرد * سجل نظام الشارات الخاص بالوحدة لمواكبة المرشحٌن. * كتٌب تتبع تقدم األفراد ( الخاص بكل طلٌعة) • ر٘ل٤ن عملٌة اجتٌاز الشارات تتم حسب الجدولة الزمنٌة المحددة سلفا ًا و فً المكان المناسب الذي ٌتناسب مع نوعٌة الفقرة( داخل النادي/ بالؽابة /فقرات منزلٌة على شكل فروض شخصٌة) . • ٌتولى عملٌة تتبع الفقرات الخاصة باجتٌاز الشارات داخل الطلٌعة أحد األفراد ،تحت إشراؾ العرٌؾ. • حفل تتوٌج الفرد الذي اجتاز متطلبات شارة بنجاح ،خبلل أول مناسبة رسمٌة تجتمع خبللها الفرقة بتنسٌق بٌن الطلٌعة وعرٌؾ العرفاء وقادة الوحدة. سادسا :دور الفرد ٌركز المنهاج التربوي الكشفً اهتمامه بالدرجة األولى على الفرد ،باعتباره صانع معرفته ،عبر التثقٌؾ الذاتً الذي ٌشرؾ علٌه بنفسهٌ ،ساعده على ذلك الراشدون ،وتدعمه جل المعامبلت التواصلٌة والتفاعلٌة التً تتم داخل الطلٌعة والوحدة ،من خبلل توفر العناصر التالٌة : 1ـ أن تكون للفرد الرؼبة فً التقدم والتطور. 2ـ أن ٌحسن التعامل مع مؤهبلته وإمكانٌاته الذاتٌة. 3ـ أن ٌحسن اختٌاراته. 4ـ أن ٌحسن تنظٌم الوقت ،وتصمٌم الجداول الزمنٌة ألنشطته. 5ـ أن ٌضبط جٌدا خطوات مشروعه الشخصً.
137
التعلم بالممارسة : أ -مفهوم التعلم : النفس ،وظل هذا المفهوم ٌحظى التعلم من المفاهٌم الربٌسٌة فً علم باهتمام العلماء والمفكرٌن ورجال التربٌة فً كل مكان عبر الحقب ،ومفهوم التعلم ٌشكل إحدى القضاٌا المحورٌة وما ٌنبثق عنها من بحوث وتجارب ودراسات وتعلٌم وتدرٌب 22 وتطبٌق ( ) .ومجتمعنا المعاصر ٌضع هذا المفهوم نصب أعٌنه للوصول باألطفال إلى تعلم الحٌاة واالندماج فٌها بنجاح. التعلم ٌعنً تعدٌل فً سلوك الفرد نتٌجة للتدرٌب والممارسة ،ومقٌاس التعلم هو الدرجة التً ٌعتدل بها سلوك الفرد نتٌجة الكتسابه االتجاهات والمهارات والمشاعر ()23 فإذا كانت فرص التعلم ضبٌلة كان التعدٌل والحقابق واآلراء والمبادئ والنظرٌات . فً السلوك ضبٌبل ،وإذا كان التعلم شامبل ومركزا كان التعدٌل كبٌرا وأساسٌا فً تكوٌن الفرد. ب -مفهوم التعلم بالممارسة: م ن أهم العناصر التً تعتمدها الطرٌقة الكشفٌة ،هً التربٌة العملٌة أو ببساطة أكثر (التعلم بالممارسة) .وفً هذا السٌاق نذكر أن الباحثٌن والمتخصصٌن التربوٌٌن أولوا اهتماما كبٌرا بهذا األسلوب حول مفهوم التعلم ،ونجد فً العدٌد من كتابات " بادن باول " أنه كان ٌؤكد باستمرار « :أن استعداد الفتى للعمل أكثر من استعداده للتلقً ()24 فالنسق التربوي الذي أعطى مبلمحه الكبرى مؤسس الحركة ،وطوره ». المتخصصون من خبلل الممارسة الفعلٌة للحركة ،فقد ركز فً مضمونه بشكل كبٌر على هذا المعطى ،بناء على حقابق عملٌة فً هذا المجال مثل " :ما ٌسمعه الشخص ٌنساه، ()25 والؽاٌة من ذلك هو البحث عن أنجع الطرق ما ٌراه ٌتذكره ،ما ٌعمله ٌتعلمه" والوسابل لتوفٌر أحسن وأمثل الظروؾ لتعلم وتدرٌب الفتٌة والشباب. Apprentissage par la pratiqueمفهوم مفهوم التعلم بالممارسة محتاج إلى شرح وتوضٌح أكثر من المفاهٌم المماثلة ،المتعلقة بمفهوم التعلم ،وقبل التعرض إلٌه فً سٌاق البٌداؼوجٌا الكشفٌة .نعرض تعرٌفاته المحددة لهذا المفهوم،إذ ٌعرفه المنهل التربوي كاآلتً : التعلم بالممارسة ٌعنً تعلم إجراءات وطرق ،وذلك وفق فترتٌن هما :
138
)1التعرؾ على نماذج ومفاهٌم مرتبطة بالمنهجٌة التعلٌمٌة. )2تعمٌم المنهجٌة عن طرٌق التمرن والتحوٌل .وال ٌختزل هدا الشكل من التعلم فً الممارسة الوحٌدة لخطوتً منهجٌة التعلم)26(. ٌضٌؾ المنهل شروحات وتوضٌحات حول تحدٌد أكثر للمفهوم ،وعلٌه فإن التعلم بالممارسة ٌسمح للمتعلم ب : استباق وتحقٌق وتحلٌل السٌرورات المتبعة ،والنتابج المتوصل إلٌها تبعا إلفعال السٌرورة بؽرض تصحٌح األخطاء إعداد نماذج ومفاهٌم صرٌحة. استعمال ومقارنة المكتسبات السابقة مع المشاكل الجدٌدة المثارة بواسطة إفعال السٌرورة. إعادة تأطٌر المكتسبات من أجل توفٌر إمكانٌة التعمٌم والتحوٌل على وضعٌات جدٌدة. وترتبط هذه الوسابل التعلمٌة بالتعلم بالممارسة عن طرٌق :التمرٌن، االستثارة ،دراسة الحالة ،الوضعٌة ،لعب األدوار ،الوضعٌة المشكل، المختبر -الورشة ، -التدرٌب)27( . ٌقول " بادن باول " بشأن التعلم بالممارسة ( :وجدنا أن أفضل الطرق إلجراء التدرٌب النظري هو إعطاءه عبر جرعات قصٌرة مع كثٌر من األمثلة اإلٌضاحٌة عند االجتماع ،فً حفبلت السمر حول نٌران المخٌم لٌبل ،أو عند الراحة ،مع بٌان عملً فً ساعة الممارسة التطبٌقٌة ،وقد تبث أن المحاضرات الرسمٌة تبعت على السأم والملل لدى الفتٌة ) ( .) 28 مواكبة سٌاق األنشطة الكشفٌة عبر التدرج فً المراتب و التقلب على المهام داخل المجموعة وتلبٌة رؼبة االكتشاؾ ،و السعً إلى المنافسة و التفوق والتحدي...تعطً للفتٌة و الشباب فرص التعلم العملً الذي ٌحصل بالممارسة الفعلٌة. فإذا كانت التربٌة فً عمومٌتها تنشد اكتساب الخبرات و المهارات والحصول على المعارؾ ،فإن التربٌة الكشفٌة تدفع الفرد و تح ّفزه لكً ٌحصل على تلك المكتسبات المنشودة برؼبة ذاتٌة خالصة عن طرٌق الترفٌه و التشوٌق و المتعة.
139
ٌتحدد مفهوم التعلم بالنسبة للشخص المنخرط فً الحركة الكشفٌة انطبلقا من المكتسبات السابقة ،التً حصل علٌها من خبلل تجاربه الحٌاتٌة – بالبٌت والمدرسةٌ...تم التعامل مع هذه الخبرات السابقة من خبلل تطعٌم اإلٌجابٌة وإبعاد السلبٌة منها. التعلم وفق األسلوب التربوي الكشفً ٌحدث بكٌفٌة أوسع من استجابة المتعلم لمثٌرات معٌنة ،بل ٌحصل عبر الصلة التً ٌنشبها الفرد بٌن مكونات المشكلة التً ٌرٌد حلها أو تعلمها بشكل عام ومتكامل .وٌطلق على عملٌة حل المشكلة عن طرٌق إدراك العبلقات الربٌسٌة للموقؾ ،ما ٌصطلح علٌه " باالستبصار" ()29 ٌتضمن مفهوم التعلم بالممارسة كذلك عملٌات التعلم بالمبلحظة ،التً أكد علٌها " باندورا" عند مقاربته للتعلم االجتماعً ،خصوصا الكٌفٌة التً ٌتعلم بها اإلنسان االستجابات الجدٌدة من خبلل مبلحظة اآلخرٌن ،توجد أربع قضاٌا ربٌسٌة فً مجال التعلم بالمبلحظة : اكتساب االستجابات الجدٌدة. اآللٌات الوسٌطة بٌن المبلحظة و األداء. العوامل المؤثرة على الطبٌعة االنتقابٌة للتعلم بالمبلحظة. العوامل الدافعٌة المحددة للجوانب االنتقابٌة فً األداء القابم علىالمحاكاة)30(. إذا نظرنا إلى الطرح الذي أتى به "باندورا" وقمنا بمقارنته مع مفهوم التعلم بالممارسة التً تتضمنها الطرٌقة الكشفٌة ،نجد أن خطوات المنهاج التربوي الكشفً ٌعزز ذلك وٌدعمه ،من خبلل مكونات البرنامج الملًء بالمتؽٌرات التً تضبط عملٌات االنتباه والتركٌز و التخزٌن التً تساعدهم على تحوٌل اإلستجابات الحركٌة المعقدة إلى رموز لفظٌة.
ج ـ كٌفٌة تنفٌذ التعلم بالممارسة : التعلم حصٌلة التفاعبلت القابمة بٌن الفرد والبٌبة ،الذي ٌؤدي إلى تنمٌة الفرد وزٌادة قدراته ومهاراته .وال ٌتعلم اإلنسان شٌبا إال إذا تعلم أساسٌاته ،وهذا ما تقصده الحركة الكشفٌة بالتعلم عبر التدرج فبل ٌبلػ الفتى الحصول على درجة (شارة) إال إذا حصل على متطلباتها .كما أنه ال ٌحصل على درجة متقدمة حتى ٌحصل على الدرجة التً قبلها .وما تقصده الحركة باإلثارة ،هً أن تكون البرامج مثٌرة وشٌقة ،تجعل الفرد ٌقبل علٌها بشؽؾ ورؼبة ذاتٌة عارمة ،تكون هً الحافز األساسً النصهاره فً البرامج، 140
حٌث تكون عملٌة التعلم بالممارسة هً محور األنشطة التً ٌنخرط فٌها الكشافة صؽارا وكبارا. سعت الحركة الكشفٌة منذ نشأتها تنفٌذ أسلوبها التربوي لتحقٌق هدؾ الحركة المتمثل فً المساهمة فً تنمٌة الشباب للوصول لبلستفادة التامة من قدراتهم البدنٌة والعقلٌة و االجتماعٌة والروحٌة ...وكان اختٌارها ألسلوب التعلم بالممارسة لكونه أسلوب ٌمكن الفتٌة من استٌعاب وتمثل المعلومات والتجارب بواسطة الممارسة ال بواسطة التلقٌن .لكن االستٌعاب الجٌد والتمثل التام ٌتطلبان نشاطا داخلٌا ٌقوم به المتعلم بنفسه ال المعلم )31( .األهم فً هذه العملٌة هو ما ٌبدله الفرد من جهد ذاتً فً التفكٌر والبحث ،أكثر من اعتماده على من ٌبذل جهدا بدله لتلقٌنه. لقد ذهبت كل نظرٌات التعلم إلى صٌاؼة محاولة لتنظٌم حقابق التعلم وتبسٌطها وشرحها والتنبؤ بنتابجها )32.وإذا لم تبلػ كتابات " بادن باول " درجة النظرٌة فً مجال التعلم ،إال أنه استطاع أن ٌستفٌد من النتابج العلمٌة المتاحة فً تلك الحقبة التارٌخٌة، والتً طعمها بتجربته الؽنٌة لٌقدم أسلوبا متمٌزا للتعلم القابل للتطبٌق. كما توصل أسلوب الحركة بناء على المعطٌات العلمٌة إلى تقسٌم مكونات التعلم بناء على المراحل العمرٌة المتطابقة مع خصوصٌات كل مرحلة ،وإعداد للمرحلة المقبلة. وهذا ما جعل مفهوم المراحل العمرٌة فً الحركة ٌعتمد فً برامجها وأنشطتها مع كل مرحلة عمرٌة (نظام األقسام) حٌث ٌتولى الفتٌة مع أقرانهم داخل الطلٌعة بالتخطٌط، وتنظٌم برامجهم بأنفسهم بمساعدة القادة وفقا لقدراتهم المتناسبة مع أعمارهم ،وبتواز مع المنه اج المتبع .فالتعلم ٌعنً تعدٌل السلوك نتٌجة للتدرٌب والممارسة ،وقٌاس درجة التعلم عن طرٌق التعدٌبلت التً تظهر على سلوك الفرد نتٌجة اكتساب اإلتجاهات والمهارات والمشاعر والحقابق واآلراء والمبادئ والنظرٌات ( .)33فإذا كانت فرص التعلم ضبٌلة كان التعدٌل فً السلوك ضبٌبل ،وإذا كانت فرص التعلم شاملة كان التعدٌل كبٌرا و لتحقٌق التعلم بالممارسة فقد اعتمد البرنامج الكشفً فً مضمونه على أن ٌكون متنوعا ومتدرجا وشٌقا ومحققا لئلشباع ،ومتقدما ٌحقق التطور للفتٌة والشباب ،إذ ٌعتبر الحصول على متطلبات شارات الكفاٌة أ و الهواٌة ،وسابل تحقٌق التعلم المتدرج والمتقدم المقرون بالممارسة. و من أبرز األفكار التً صاؼتها الحركة حول مفهوم التعلم ،هو األسلوب الذي ٌعتمد على التعلم بالمشاهدة والتجرٌب والممارسة ،لدرجة أن الكشافة الذٌن ٌواكبون الدور التربوي للحركة اعتبروا أن البرنامج الذي ال ٌعتمد على مفهوم التعلم بالممارسة ال ( )34 ٌعتبر برنامجا كشفٌا.
141
د) دور الكشفٌة فً اكساب التعلم : التعلم متعة : الكشفٌة مجال تربوي حٌث التعلم ٌصبح متعة و لٌس عبء ،القٌمة المضافة التً تقدمها الحركة للفتٌة و الشباب حٌنما تقدم أهدافا ًا تربوٌة ٌصعب بلوؼها فً سٌاق فقرات تربوٌة تدخل فً سٌاق ٌولد الرؼبة فً المشاركة و ٌحقق المتعة .فإذا رجعنا إلى التصنٌؾ الثبلثً ألنواع التربٌة كما أصدرته منظمة الٌونسكو ٌتوزع بٌن دور األسرة وطرٌقتها فً إكساب الفرد الحٌاة عبر التنشبة اإلجتماعٌة ،ودور المؤسسة التعلٌمٌة التً تسعى إلى تأهٌل الفرد بالمعارؾ و الخبرات كً ٌندمج فً المجتمع وبسوق الشؽل والحٌاة الثقافٌة. التعلم بالممارسة وفقا لهذا المفهوم ال تعنً أنها تربٌة مقصودة كما هو الحال بالنسبة لدور األسرة أو المدرسة أو ؼٌرهما من المؤسسات ذات البعد النظامً ،ألن الحركة الكشفٌة فً أسلوبها ال ٌمكن لها أن تحل مكان أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع ،لٌبقى دورها متمٌزا وفرٌداٌ ،تجلى فً تكملة األثر التربوي لها .التعلم بالممارسة الذي ٌمارسه الفتٌة والشباب ٌساهم لحد كبٌر فً تنظٌم الخبرة واألفكار والمعلومات التً ٌكتسبها الفرد من خبلل تفاعله مع المجتمع ،واألهم من ذلك هو الفرص الكثٌرة التً توفرها الحركة لهم الستعمال وتجرٌب مختلؾ المكتسبات وتوظٌفها بشكل إٌجابً ،وهذه العملٌات فً حد ذاتها قٌمة تربوٌة جد هامة. واعتمادا على هذه المعطٌات التً تؤكد أن جل مكونات الطرٌقة فً تحقٌق األنشطة الكشفٌة تشكل لبنة أساسٌة فً بناء البرنامج الكشفً بأسلوبه الصحٌح ،لدرجة ٌستحٌل التفرٌط فً إحداها ،ألن االستؽناء عن عنصر من العناصر ٌعنً ضٌاع األسلوب التربوي الكشفً برمته. التعلم الذاتً : التعلم الذاتً أو ما ٌسمى بالتكوٌن المفرد أو تعلم التعلم هو الذي ٌرتكز على الحوافز الداخلٌة التً تحرك الفرد ،كً ٌصبح مطالبا نفسه باكتساب المعارؾ والمهارات ،وبلورة قدراته وإمكانٌاته فً اتجاه التعلم المتدرج المستمر .تعتمد الحركة الكشفٌة على هذا األسلوب فً إتاحة الفرصة للفتى أو الشاب كً ٌتعلم وٌكتسب الخبرة فً جو ٌسوده النشاط والتروٌح. ٌتعلم وفق رؼباته و مٌوالت ه واتجاهاته .داخل سٌاق تربوي ٌساعده على ذلك فً طرٌقة متكاملة العناصر .
142
التعلم بالممارسة أو التعلم بالخبرة أ و بالتجربة أسلوب للتكوٌن الذاتً من خبلل االحتكاك المباشر مع الخبرة المطلوبة من خبلل األنشطة الذاتٌة التً تتم عبر الخطوات التالٌة: oالتوجه إلى تلبٌة الحاجٌات المرتبطة بإتقان األنشطة المتبوعة بالتقٌٌم طرق لتجاوز الصعوبات واإلكراهات. oاستعمال مختلؾ الوسابل والوسابط التً تجٌب عن أسبلة الفرد. oإخضاع تجارب الفرد للتقٌٌم الذاتً قبل إخضاعها للتقٌٌم المرفق بالتتوٌج. oاالستفادة القصوى من التجارب والخبرات السابقة رؼم اختبلؾ مصادرها ، وصهرها فً بوثقة واحدة تلبً الحاجٌات. oتطوٌر المكتسبات السابقة والسعً إلى تطوٌرها وتثمٌنها. تقترح الحركة الكشفٌة على المنخرطٌن وضعٌة تعلم منظمة للذٌن ٌقتنعون وٌؤمنون بها كنشاط ٌتبلءم مع قدراتهم على تعلم التعلم الذي ٌدخل فً سٌاق أنشطتها المشوقة من أجل ترشٌد قدراتهم وإمكانٌاتهم الفردٌة فً االتجاه الذي ٌتٌح لهم االستفادة من طاقاتهم وفق إمكانٌاتها المتاحة و الممكنة ،وبناء علٌه ٌتم وضع رهن إشارتهم فقرات التكوٌن " مكونات الحصول على الشارات " من خبلل إدراجها ضمن حوافز الترقً المستمر ،المترابط مع عملٌة التتوٌج عند الحصول على الشارات واألوسمة .كً ٌتدرج الفرد عبر خطواتها من خبلل أنشطة متنوعة ملبٌة للحاجٌات. اُزؼِْ اُنار٘٣ ٢طِن ٖٓ هؿجخ اُلوك ٖٓ رِوبء ٗلَٛ ٌُٖ ،ٚن ٙاُوؿجخ رزطِت ٓض٤وا َ٣زٜٜ٘ٚب ٝ .أُٜ٘بط اُزوث ١ٞاٌُْل٣ ٢جِٞه مُي ٖٓ فالٍ اُجوآظ أُوزوؽخ ،أٍِٞة رلؼَ٤ األْٗطخ ٖٓ ٛوف األكواكًٔ .ب إٔ أُإٛو ـ اُوبئل ـ ٣زْ رله٣جٗ ٚظو٣ب ٝرطج٤و٤ب ٌُ٣ ٢زٖق أٍِٞة رؼبِٓٓ ٚغ األكواك ػِ ٠أٍبً اُؾٞاه أُلزٞػ ثبٍزٔواهٝ ،ػِ ٠أُْبهًخ اُغٔبػ٤خ ك ٢االفز٤بهاد ٝاُوواهاد ،ػجو ث٘بء أُؼبهف ٝأُٜبهاد ٝاُزو٘٤بد ٝاُقجواد ،اٗطالهب ٖٓ أُزؼِْ مار ٞٛ ٌُٚٗٞ ،ٚاُواؿت ك ٢أُؼوكخ ٞٛٝ ،اُن٣ ١غزٜل ُِ ٍٕٞٞئُٜ٤ب ،ثبُطجغ كافَ أُ٘بؿ اُزوث ١ٞاُنٞ٣ ١كو ُ ٚظوٝف اُزؼِْ ٣ٝؾلي ٙئُ ٠اُجؾش ػٖ أُؼوكخ .ك ٜٞثنُي ٛبهخ ٓجلػخ ال ٌٖٔ٣رغبِٜٛب ،أ ٝئهؿبٜٓب ػِ ٠ارجبع أٓٞه ػٖ ؿ٤و اهز٘بعٝ .كٛ ٢نا االرغب٣ ٙإًل اُلًزٞه فبُل كبهً إٔ اُؾوًخ اٌُْل٤خ أُٝذ اٛزٔبٓب ثبُـب ُٜنا أُؼط ٠اُٜبّٓ ،إًلا إٔ اُؾوًخ رِؼت كٝه اُغَو اُواث ٜث ٖٓ ًَ ٖ٤ؽبعخ أُواٛن ئُ ٠االٍزوالٍ ٝهك٘ روكك األٍوحٝ ،مُي ٖٓ فالٍ رٞك٤و اُجوآظ ٝاألْٗطخ اُلوك٣خ ٝاُغٔبػ٤خ اُز ٢رَبػل ٙػِ ٠رؾو٤ن مارٝ ٚاُزؼج٤و ػٖ آهائ ٚوأفكاره ) ( 35
143
العمل فً جماعة صؽٌرة (نظام الطبلبع) تعرٌؾ الجماعة الصؽٌرة اتخذت الحركة الكشفٌة الجماعة الصؽٌرة وسٌلة كً ٌعمل فٌها األفراد وٌتفاعلون داخلها ،على اعتبار أنها مكون ضروري للطرٌقة الكشفٌة .وأساس عضوٌة الفرد بالجماعة هً عضوٌة فعالة ومفٌدة لبلثنٌن معا فً آن واحد .نظام الطبلبع ٌعتبر نظاما اعتمدته الحركة من أجل حث الفرد على اإلنتماء فً إحدى الجماعات حسب مرحلته العمرٌة وحسب التجارب الكشفٌة التً سٌعٌشها داخل (السداسٌة-الطلٌعة-الدورٌة). ومعظم التعرٌفات التً تناولت مفهوم الجماعة ،وبالخصوص الجماعة الصؽٌرة أكدت على أنها تشكل وحدة اجتماعٌة تتكون من مجموعة من األفرادٌ ،حصل بٌنهم تفاعل اجتماعً متبادل ،فً إطار عبلقة واضحة وصرٌحة تجمعهم أهداؾ واحدة. وبواسطة توزٌع المهام على األعضاء ٌتم تدرٌبهم على التسٌٌر الذاتً وتحمل المسؤولٌة والمشاركة فً اتخاذ القرار و االعتماد على النفس والتعاون مع اآلخرٌن وتنمٌة مهارات القٌادة لذا جل األعضاء المكونٌن للجماعة .من خبلل مجموعة من المعاٌٌر والقٌم الخاصة بها والتً تحدد سلوك أفرادها ،على األقل األمور التً تخص 36 الجماعة ،سعٌا لتحقٌق هدؾ مشترك ( ). وٌأخذ منهج الحركة الكشفٌة عن علم النفس اإلجتماعً مفهوم الجماعة المرجعٌة لتصبح بالنسبة للفرد المنتمً للتنظٌم الكشفً الجهة التً ٌرجع لها فً تقٌٌم سلوكه اإلجتماعً ،وهذا ما تنشده الحركة من اعتمادها على هذا العنصر الفعال فً دعم العبلقات و االتصال بٌن األفراد والجماعات المكونة لهٌكلة الفرق والوحدات الكشفٌة. إنها الجماعة (الطلٌعة) التً ٌرتبط بها الفرد نفسه أو ٌأمل فً االرتباط بها ،وٌتأثر الفرد باألفراد اآلخرٌن والجماعات التً ٌنتمً إلٌها بمعاٌٌرها واتجاهاتها ،التً تكون منظومة الحركة. لقد اختارت الحركة عنصر الجماعة وضمنته فً طرٌقتها الممٌزة لكون الجماعة المرجعٌة هً تلك الجماعة التً ٌلعب فٌها الفرد أحب األدوار اإلجتماعٌة إلى نفسه 37 وأكثرها إشباعا لحاجاته ( ) ،وهذا فعبل ما ٌجده داخل الجماعة الكشفٌة وما ٌحٌاه معها من خبلل مشاركته لها فً الدوافع والمٌول و اإلتجاهات لدرجة توحده مع الجماعة عبر تمثل قٌمها ومعاٌٌرها وأهدافها. وتصل دورة ارتباط األطفال بالجماعة (الطلٌعة) خبلل شعورهم باالنتماء والوالء لها والتمسك بعضوٌتها ،وبذلك ٌصبح األفراد ٌتحدثون عن الطلٌعة أكثر ما ٌتحدثون عن ذواتهم .وهذا ما ٌجعل تماسك الجماعة ٌؤدي إلى تقارب األفراد فٌما بٌنهم لدرجة بث 144
الروح المعنوٌة الجماعٌة واإلتحاد والقوة واإلنتاج والعمل الجماعً بروح الفرٌق، واإلندماج فً العمل المتكامل الذي تتٌحه جاذبٌة الجماعة لؤلفراد. ٌلتقً تعرٌؾ (فولٌت) 1949 Follettمع تعرٌؾ الحركة الكشفٌة فً تعرٌؾ الجماعة ودور العناصر القٌادٌة بها إذ ٌقول" :قابد الجماعة ٌوجه أعضاءها للعمل ولتولً المسؤولٌة الملقاة علٌهم وهو ال ٌفعل ذلك عن طرٌق التفكٌر عوضا عنهم ،وإنما 38 ٌجعلهم ٌتحملون مسؤولٌاتهم عن طرٌق حملهم على التفكٌر بأنفسهم" ( ) وهذا هو نفس المفهوم التً وضعته الحركة الكشفٌة لمفهوم الجماعة الصؽٌرة ،والذي تحث فٌه على ضرورة إشراك األفراد بها بنفس المواصفات التً ٌصفها (فولٌت) قصد إنعاش روح الجماعة لدى كل فرد داخل المجموعة. ٌتجلى أثر اندماج الفرد ضمن الجماعة المتكونة من األقران ،من خبلل ما تتٌحه الطلٌعة لؤلفراد من فرص حقٌقٌة الكتشاؾ قدراتهم وخبراتهم ودوافعهم ومختلؾ أنشطتهم التً تجذب اهتمامهم .ومن خبلل تجمعهم وتفاعلهم فٌما بٌنهم تتاح لهم الفرصة للدوافع السلوكٌة فً التعبٌر عن ذاتها ،لدرجة ٌؤثر فٌها السلوك الصادر عن 39 فرد فً سلوك فرد آخر أو فً سلوك اآلخرٌن ( ) .وبذلك تسعى القوى المحركة لنشاط الجماعة ،بناء على مبادرة كل عضو فٌها بمفرده كً تنسجم فً األخٌر مع مصالح الجماعة .وهذا ما تنشده الحركة الكشفٌة ،هو خلق نوع من التوازن بٌن شخصٌة الفرد كوحدة اجتماعٌة ،وبٌن روح الجماعة .من خبلل بث قٌم التعاون بٌن عناصرها قصد بلوغ ضمانات كافٌة ،كً تستطٌع تأدٌة واجبها فً خدمة وتنمٌة المجتمع. ومن أبرز الخصابص التً تتمٌز بها الجماعة الصؽٌرة المكونة من األقران التً تسمى بالطلٌعة فً الحركة الكشفٌة ،أنها تمكن األفراد من نسج عبلقات ذات طابع استمراري ٌتم عبر لقاءات أثناء مواعٌد منتظمة ،خبلل األنشطة التً ٌساهمون جمٌعا االستمرارٌة مقرونة بمجموعة متكاملة من التنظٌمات فً إعدادها وتنفٌذها هذه والقوانٌن التً ٌتم التعامل عبرها ،عند عقد المجالس واللقاءات ،وتتم كذلك عن طرق توزٌع المهام فٌما بٌن أفرادها قصد تؽطٌة حاجٌات الجماعة .وٌصبح أثر هذا التفاعل اإلٌجابً جزءا من كٌان الفرد وسلوكه الدٌنامٌكً ،المؤدي إلى خدمة مصالح الجماعة والحفاظ على استمرار تواجدها. تسعى الحركة الكشفٌة من خبلل إدماج الفرد داخل الجماعة إلى بث روح المشاركة الوجدانٌة لتأصٌل الروابط بٌن األعضاء ،ولٌمتد إلى مختلؾ الجماعات التً 145
تنتمً لنفس الوحدة أو لنفس الفرقة أو نفس التنظٌم ،لٌأخذ امتداده إلى محٌطه ()40 اإلجتماعً .وهو األمر الذي ٌدعم مبدأ "الكشاؾ أخ لكل كشاؾ وصدٌق الجمٌع" الذي ٌبعد األفراد عن شوابب الذاتٌة المفرطة. و ٌعتزز هذا اإلنتماء اإلٌجابً لؤلفراد تجاه طلٌعتهم من خبلل احتكاكهم الفعال اإلكراه التً تواجهه أثناء مزاولة األنشطة وأثناء تفكٌرهم لحل المشاكل ومواجهة الجماعة .عبر أسلوب عملهم ذو البعد الجماعً الصرؾ ،الذي تتبلحم وتنصهر فٌه كل طاقات األفراد لتشكل طاقة جماعٌة قوٌة تستطٌع أن تتحدى بها مختلؾ المصاعب التً تواجهها ،وذلك تحت إشراؾ وتوجٌه قادتهم المباشرٌن. وتتوخى الحركة من عنصر العمل داخل جماعات صؽٌرة بلوغ ما ٌسمٌه علماء 41 النفس اإلجتماعً الشعور بالذات الجماعٌة ( ) ،وتقوم هذه الذات المتبلحمة ببلورة مفهوم التعاون وتفعٌله خبلل أعمال المجموعة ،أو خبلل المنافسة الشرٌفة التً تتضمنها فقرات البرنامج المتنوعة التً ٌمارسها الكشافة. الجماعة الكشفٌة: الجماعة الكشفٌة جماعة بٌداؼوجٌة هٌكلها و مكوناتها معدة بشكل مسبق عن تكوٌنها من طرؾ األفراد لكونها تشكل وفق مكونات المنهاج التربوي الكشفً الذي ٌعتبر الجماعة الصؽٌرة أداة أساسٌة لتفعٌل المكونات األخرى التً تحتوي علٌها الطرٌقة الكشفٌة .فهً مكونة من األقران حسب مراحل عمرهم ،و تتم بطرٌقة اختٌارٌة بعٌدة عن اإلجبار ،و هً متجانسة تجتمع أفرادها حول وحدة األنشطة المشوقة ،و تتصؾ ة فً العبلقات بٌن باالستمرارٌة النسبٌة .هذه العناصر تعطٌها نوعا ًا من الدٌنامكً أعضابها حٌث تؤثر الجماعة على سلوك الفرد و توجهه فً اتجاه أهداؾ الحركة، وتدمجه فً منظومة القٌم التً تؤطر السلوك والممارسات فً ؼاٌة أن تجعله فرداًا واعٌا ًا بمسؤولٌاته الفردٌة و االجتماعٌة.
و بذلك ٌحدد مفهوم الجماعة الكشفٌة بنفس الصٌؽة التً ٌتحدد بها المفهوم داخل الحقل البٌداؼوجً ،على أنها جماعة صؽٌرة مشكلة لبناء وضعٌة تعلم ٌتمكن من خبللها
146
الفرد لتحقٌق أهدافه و إشباع رؼباته التً ٌتحقق عن طرٌقها الهدؾ التربوي المنشود من تكوٌن الجماعة نفسها. و بنا ًاء علبل ذلك ٌمكن تصنٌفها على أنها جماعة بٌداؼوجٌة متمٌزة ٌسري علٌها التعرٌؾ التالً ":إنها وحدة اجتماعٌة تتكون من ثبلثة أشخاص فأكثرٌ ،تم بٌنهم تفاعل اجتماعً و عبلقات اجتماعٌة ،و تأثٌر انفعالً و نشاط متبادل على أساسه تتحدد األدوار و المكانة اإلجتماعٌة ألفراد الجماعة ،وفق معاٌٌر وقٌم اجتماعٌة إشباعا لحاجٌات أفرادها و رؼباتهم وسعٌا ًا لتحقٌق أهداؾ الجماعة" ( .)42هذا التعرٌؾ ٌنسجم على نظام الطبلبع مع إضافة القصدٌة فً تكوٌن الجماعة و البعد البٌداؼوجً المتضمن بالطرٌقة الكشفٌة التً تكون أهم عناصر المنهاج التربوي الكشفً ،الذي ٌسعى أن تكون الجماعة نفسها نشاطا ًا حٌاًا ،تنمو و تتطور كجماعة و ٌتداعى تطورها على األفراد. ٌساهم نمط حٌاة المجموعات الصؽٌرة (نظام الطبلبع) على فتح فرص حقٌقٌة لؤلفراد الكتشاؾ أنفسهم وتحمل المسؤولٌة ،الشًء الذي ٌمكنهم من تنمٌة شخصٌاتهم وإكسابهم الكفاءة والقدرة على االعتماد على الذات والتعاون مع اآلخرٌن ،وتنمٌة 43 الصفات القٌادٌة لدٌهم ( ) .تحت توجٌه الكبار ومساعدتهم لهم وفق تنظٌم هٌكلً متماسك ،مع الحرص على أن ٌكون تقدٌر الطفل لنفسه متوازنا .كما ٌتطلب األمر من القادة الحرص على أن ال ٌنقص هذا التقدٌر الذاتً ،من خبلل حرصهم على أال ٌنصبوا أنفسهم أسٌادا مطلقٌن ( )44على األطفال الذٌن تحت إشرافهم. الشعور بالتفوق لدى الفرد داخل الجماعة الصؽٌرة التً ٌنتمً إلٌها ،لٌس مجرد نوع من التمٌٌز الفردي الذي ٌجعل صاحبه ٌشعر بالؽرور والتعالً و اإلعتزاز بالنفس أكثر من البلزم أمام أقرانه ،بل ٌصٌر التفوق الفردي نوع من التمٌٌز الجماعً الذي تفخر به الجماعة (الطلٌعة) عند مزاولة األنشطة والمنافسة والسعً للترقً ،حٌث ٌأخذ التفوق والتمٌز الفردي بعدا تربوٌا واجتماعٌا ،لكون العضو الحاصل على مستوى معٌن من التفوق الفعلً ٌحضى باإلعجاب و الحضوة والمكانة المرموقة بٌن أفراد جماعته، الذي ٌقدم لها بذلك التمٌز فً نفس الوقت دعما ومكانة بٌن المجموعات .فاإلعتزاز بالتفوق و باإلنتصار ٌشعر به الفرد بنفس النشوة الذي تشعر به الطلٌعة ،كما أنها تنال نفس القدر من اإلعتزاز عندما تنال شرؾ الحصول على الشارات المتمٌزة ،سواء التً ٌضعها العضو على صدره بافتخار وزهو على زٌه الكشفً ،الذي ٌزٌنه بتلك الشارات التً تعكس مجهوداته وخبراته ومهاراته .كما تضعها الطلٌعة فً شعارها الجماعً (علم 147
الطلٌعة الذي درج على تسمٌته بالمؽرب باسم "الفانٌو") الذي تنضاؾ إلى شارات التفوق والترقً الذي حصل علٌها باقً األعضاء فً مناسبات سابقة .وبذلك تصبح نشوة التفوق نشوتٌن األولى فردٌة والثانٌة جماعٌة. والبعد الذي تنشده الحركة الكشفٌة من خبلل اإلنتماء للجماعات الصؽٌرة أن تدفع بالفرد المنتمً إلٌها إلى التقدم المستمر وإلى اإلرتقاء عبر الدرجات الكشفٌة ،التً تشرؾ الفرد وتشرؾ الجماعة. وعلٌه فهً تقدم له الدعم والمساندة المعنوٌة والمادٌة ،وتعمل كل ما فً وسعها كً ٌتمكن من تخطً الصعوبات ومواجهة اإلكراهات التً تكون بمثابة عقبة أمام بلوؼه درجة الترقً التً تتضمنها سلسلة درجات التقدم ،التً ٌجتازها الفرد من أجل الحصول على المراتب الكشفٌة .هذا البعد ٌعطً إٌمانا وثقة للفرد بذاته وبإمكانٌاته وقدراته، سواء التً ٌوظفها بشكل تفرٌدي عند تخطٌه درجات التقدم ،أو التً ٌوظفها فً إطارها الجماعً المتسم بالتعاضد والتبلحم بٌن كل أعضاء الجماعة ،الذي ٌسعى من خبلله كل األفراد أن تحصل الطلٌعة على الحضوة والمكانة الرفٌعة بٌن باقً الجماعات التً تتفاعل معها طلٌعته وتتنافس معها تنافسا شرٌفا ،الذي تكون الؽاٌة منه االستؽبلل األمثل لجل الطاقات والقدرات واإلمكانٌات المختلفة الفردٌة والجماعٌة من أجل التطور والترقً والتحسن بوثٌرة مستمرة. لكن التخلً عن دور الجماعة فً خلق هذه الروح الجماعٌة ،خصوصا فً زمن طؽت فٌه الفردانٌة بشكل متوحش ،و االكتفاء باألنشطة الجماعٌة العامة ،دون إعطاء فرصة لؤلفراد فً االنضمام إلى جماعات صؽٌرة من األقران فً إطار دٌنامٌكً مقصود للتعبٌر عن ذواتهم الفردٌة وذواتهم الجماعٌة فً جو التوافق والتعاضد والتكامل والتطور الذاتً ،فإن ذلك ٌفقد الحركة الكشفٌة أبرز نظام ٌمٌزها وهو نظام الطبلبع. و بذلك تفقد حركٌة الحركة رونقها الذي ٌدعمه العمل الجماعً المتناسق .و ٌعد هذا التخلً أكبر األخطاء التً ٌسقط فٌها الممارسون للنهج التربوي الكشفً تؽافلهم على قٌمة إشراك الفرد داخل الجماعة ،وقٌمة عمل الجماعة ذاتها .وٌصبح هؤالء القادة ٌمارسون تأطٌرا مباشرا على األفراد ،الشًء الذي ٌجعلهم عبارة عن متلقٌن معطلً القدرة ،سلبٌٌن ٌستهلكون فقرات ومواد ٌقدمونها لهم جاهزة ،معتقدٌن أنهم ٌدركون
148
جٌدا حاجٌات األفراد وٌسعون إلى تلبٌتها لهم دون إدماجهم الحقٌقً فٌها .وبذلك ٌتم تعطٌل قدراتهم واستعداداتهم ومهاراتهم التً تبحث عن منفذ إلبرازها و صقلها. وانطبلقا من هذا النوع من األخطاء ندرك أن مفهوم تأطٌر الكشافة حسب مختلؾ أعمارهم لم ٌتم استٌعابه جٌدا ،ولم ٌتم إدراكه أو على األقل تمرٌره للقادة الذٌن ٌتلقون تدارٌب ودورات تكوٌنٌة ،وهذا ٌترك الفرصة للفراغ فً ضبط التقنٌات الكشفٌة المطلوبة فً عملٌة التأطٌر المباشر ،وهذا الفراغ ٌؤدي إلى اإلجتهاد فً البدع التً لٌس لها عبلقة بالتربٌة التً تنشدها الحركة ،وٌؤدي ذلك إلى تحوٌر الطرٌقة الكشفٌة وإدخال تشوهات علٌها. تكوٌن الجماعة بالحركة الكشفٌة: تتشكل الجماعة فً الحقل البٌداؼوجً على أنها جماعة تقنٌة تكوٌنٌة إعداد أوضاع تعلم معٌنة حسب األهداؾ المرسومة .تصنؾ الجماعة داخل الحركة بأنها جماعة خاضعة لمعاٌٌر مؤسساتٌة ،لكنها فً الحقٌقة فهً نظامٌة تشكل بطرٌقة ؼٌر نظامٌة لكونها تختلؾ عن جماعة القسم أو جماعة العملٌ...مكن اعتبارها جماعة ؼٌر نظامٌة ى بعض لكونها ؼٌر خاضعة لمعاٌٌر مؤسساتٌة بشكلها الرسمً .لكنها تتوفر عل الضوابط و القواعد التنظٌمٌة بشكل مسبق عن تشكلها .فهً تستقً مقوماتها من دٌنامكٌتها الخاصة ،المرتبطة بتكوٌنها المخطط له سلفا ًا و تعمل الجماعة وفق طبٌعة العبلقة التً تربط األعضاء فٌما بٌنهم من خبلل سٌاق ترابطهم و هً تحقٌق األهداؾ المتمثلة لدٌهم فً األنشطة والتنافس و المؽامرة و التحدي. إذا أردنا وصؾ هذه الجماعة وفق تصنٌؾ محدد فإننا سنكون مضطرٌن إلى الرجوع إلى مكوناتها و طبٌعة تجمعها و طرٌقة تفاعلها ،و سنعمل إلى أن نسمٌها جماعة كشفٌة بطابعها الخاص التً ٌرسمها هدؾ الحركة و مبادبها و ٌعطٌها تفردها اإلطار الرمزي للحركة... العبلقة التً تربط األفراد فٌما بٌنهم هً عبلقة متمٌزة عن العبلقات التً تربط األعضاء داخل أي جماعة أخرى .لكونها تتم فً سٌاق بٌداؼوجً موجه حٌث ٌبحث الفرد عن مجموعة متجانسة من األقران ،تجمعهم وحدة الهدؾ المتمثلة فً تحقٌق اإلشباع لحاجٌات الفتٌة و الشباب من أنشطة مشوقة جذابة تدفع بهم إلى جعل جماعتهم
149
قوٌة متماسكة لتحقٌق النجاح فً مختلؾ مجاالت األنشطة و البرامج التً ٌشتركون فٌها. الجماعة بهذا الوصؾ أو ما ٌسمى بنظام الطبلبع ،هو نظام لجماعة توجد فً تفاعل مستمر مع جماعات أخرى تتقاسم معهم نفس األنشطة ،و تدخل معهم فً منافسات شرٌفة من خبلل تفعٌل أقصى طاقاتهم و خبراتهم و مهاراتهم و جل مكتسباتهم لتحقٌق متعة المؽامرة و االكتشاؾ و التحدي ،و لبلوغ أهدافهم المشتركة فً إطار رمزي ٌعطً للجماعة تمٌزها و تفردها من الجماعات األخرى فً سٌاق تربوي ٌهدؾ إلى تحقٌق األهداؾ التالٌة:
االنصهار السرٌع و الجٌد مع مجموعة األقران. نسج صداقات جدٌدة عن طرٌق التفاعل داخل الجماعة. التعود على الروح الجماعٌة. تعلم معاٌٌر السلوك اإلجتماعً. تبادل الخبرات و التجارب و المهارات و المشورة بٌن أفراد الجماعة اإلٌمان بالتحتم جهد الفرد مع جهد الجماعة لتحقٌق المشارٌع المشتركة. تعلم تقنٌات التواصل اإلنسانً الفعال.
تتصؾ الجماعة الكشفٌة باالستمرارٌة ( النسبٌة ) ،إلى حٌن االنتقال إلى مرحلة عمرٌة موالٌة .بعض األعضاء ٌنتقلون إلى مرحلة الحقة و ٌعوضهم آخرون مع ٌ مشكلة سلفا ًا لٌنضم استمرار الجماعة بصفتها المعنوٌة .فؽالبا ًا ما ٌلتحق الفرد بجماعة إلٌها لٌجد مكانته االعتبارٌة و مهمته الوظٌفٌة فً انتظاره بالجماعة الجدٌدة ،و هذا من بٌن العناصر التً تجعل الفرد داخل الجماعة الكشفٌة ٌنصهر مع أفرادها بسرعة وٌندمج فً مشارٌعها وأنشطتها باعتباره فرداًا من الجماعة الموحدة. و فً حالة احتٌاج المجموعة ( الطلٌعة) لفرد ما ،فإنها تبحث عمن تضمه إلٌها وفق معاٌٌرها كجماعة ،التً ٌقبل بها الفرد المنخرط الذي ٌجد انتظاراته و توقعاته داخلها و التً تتبلءم مع تمثبلته الشخصٌة.
الجماعة الصؽٌرة بالحركة الكشفٌة ( الطلٌعة) تتكون بشكل دٌنامٌكً تساهم فٌه الجماعة وٌساهم فٌها الفرد المنخرط بتوجٌه الكبار ،و كل جماعة تعٌش مخاضها و 150
تكونها فً سٌاق تربوي خاص بها ،تسعى من خبلله ضمان الكفاءة الموضوعٌة للجماعة التً تجعل منها جماعة قادرة على المنافسة التربوٌة الموجهة. الحركٌة التً تتحكم فً تكوٌن الجماعة الكشفٌة رؼم تمٌزها كجماعة بٌداؼوجٌة ،فإنها تتقاطع مع خصابص بناء الجماعة فً عمومٌتها من خبلل النظر إلٌها من زواٌا متعدد ة كما اقترحها كل من كارتراٌت و زاندر Cartwright et zander كاآلتً: oمن خبلل العبلقات اإلجتماعٌة المبنٌة على أساس االختٌار و التجاذب أو الرفض والتنافر و القبول .و تلعب العبلقة المتبادلة بٌن أفراد الجماعة أثرا كبٌراًا فً بنابها. oمن خبلل بناء االتصال اإلجتماعً الذي ٌتم عبر الطرق و الوسابل المستعملة بٌن أفراد الجماعة .و التأثٌر و التأثر الذي ٌحصل من جراء نوعٌة التواصل و طبٌعته ،المحدد لنمط االتصال و بعض العوامل الثقافٌة. oمن خبلل بناء القوة اإلجتماعٌة ،عبر السلطة النسبٌة لؤلدوار اإلجتماعٌة، و التً تأخذ طابع القدرة على تولً المهام و النجاح فٌها ،ألن درجة التقوٌم بالطلٌعة قوٌة جداًا وال تترك الفرصة للفرد لبلستمرار فً مهمة فشل فً تنفٌذها. oمن خبلل بناء الحركٌة اإلجتماعٌة ،أي عبر إمكانٌة انتقال و ترقً األفراد من مركز إلى آخر أرقى منه .مما ٌكون له أثر على جاذبٌة المراكز المختلفة و على الروح المعنوٌة فً الجماعة .على اعتبار أن بالطلٌعة مهام مختلفة ٌتم تداولها بطرٌقة دقٌقة قابلة للقٌاس والمبلحظة و للتقٌٌم. فاألحقٌة هً المقٌاس بموازاة مع التوافق الجماعً فً توزٌع المهام والمناصب. توازن شخصٌة الفرد تتطلب أن ٌكون مشاركا ًا فً حٌاة الجماعة مشاركة فعالة تتسم باإلنتاجٌة التً تتطلب المبادرة و اإلبداع و اإلجهاد و الفاعلٌة .لكً ٌشعر بموقعه داخل محٌطه و واعٌا ًا بحاضره و مطمبنا ًا على مستقبله .إعداد هذا المسار للفرد داخل المجتمع عملٌة متداخلة إلى درجة التعقٌد أحٌاناًا ،أنها صٌرورة كابن بشري لبلوغ النضج و الرشد بالمستوى و الصٌؽة التً ٌنشدها المجتمع)45( .
151
حــٌاة الخــــالء أ -مفهوم حٌاة الخبلء كانت أفكار" بادن باول" مؤسس الحركة بخصوص مفهوم حٌاة الخبلء فً البداٌة هو إٌجاد فضاء رحب ،بعٌد عن زٌؾ حٌاة الترؾ و البذخ والصراعات ،فضاء بعٌد عن الحواجز والموانع االجتماعٌة التً كثرت مع تطور حضارة اإلنسان ،بالخصوص فً المدن .و البحث عن فضاء طبٌعً لم ٌدخله الكذب والزٌؾ ،فضاء تحافظ فٌه الطبٌعة على عذرٌتها كما خلقها هللا .هذه المواصفات الطبٌعٌة هً المكان المناسب الذي اختاره "بادن باول" لتمرٌر خبراته ومهاراته ،لتنفٌذ األنشطة التً أعدها لتدرٌب الفتٌة .ولم ٌكن بتاتا ٌقصد الزج بالفتٌة والشباب فً مؽامرات ومقامرات ال عبلقة لها بالتربٌة. أبرز ما تفردت به الحركة الكشفٌة هو اختٌارها للمجال الذي جعلته فضاء رحبا لتنفٌذ طرٌقتها الكشفٌة وسط الطبٌعة ،بعٌدا عن ضوضاء المدٌنة ،وبعٌدا عن أسلوبها الرتٌب فً الحٌاة ،عن أضوابها وضؽوطها وصراعاتها ،واالنتقال إلى حٌاة الخبلء لتنفٌذ معظم مكونات البرنامج الكشفً .اختٌار هذا الفضاء من طرؾ " بادن باول " فً تلك الفترة من الزمن ،كان عبارة عن طفرة فً مجال أنشطة الفتٌة والشباب ،فقد حاول إقناع اآلخرٌن بهذا المفهوم مرات متعددة ،مع العلم أنه كان مقتنعا بشكل كبٌر ،ومؤمنا أن الطبٌعة مجال مثالً لممارسة األنشطة الكشفٌة ،وقد تعرض فً كتابه المشهور (الكشفٌة للفتٌان) إلى أهمٌة تعامل الفتٌة مع مكونات الطبٌعة لكونها مناخ مناسب لتحفٌز الشباب على الخلق واإلبداع ،وعلى التحدي ومقاومة الصعوبات والتحدٌات بعٌدا عن ترؾ المدٌنة ورفاهٌتها وجل مؽرٌاتها. ما اهتم به مؤسس الحركة فً البداٌة ،هو تحدٌد مفهوم المؽامرة فً الخبلء، وأوضحه من خبلل اعتماد الفتٌة على أنفسهم فً تنفٌذ أنشطة التخٌٌم ،وكان البعد المنشود من هذا الطرح بهذه الطرٌقة الجدٌدة (خبلل فترة تأسٌس الحركة) عبارة عن أسلوب تربوي ؼٌر مألوؾ وؼٌر مستساغ من طرؾ المهتمٌن بقضاٌا التربٌة ،وعلى ذلك اعتبرت الحركة آنذاك عبارة عن فكرة ثورٌة حول المفاهٌم التربوٌة السابدة .وكان بناء هذا المفهوم بهذا الطرح الجدٌد لدى" بادن باول" هو الدفع بالفتٌة إلى المشاركة فً أنشطة المؽامرة والتحدي ،والصراع الجماعً قصد تلبٌة الحاجٌات الحٌوٌة (.)46
152
ففكرة النوم بالخبلء فً خٌام ٌنصبها الفتٌة بأنفسهم ،والطبخ بالطرق التقلٌدٌة بشكل مشابه لؤلسالٌب المستعملة من طرؾ القبابل اإلفرٌقٌة التً تتعاٌش مع الطبٌعة فً عذرٌتها ،والسهر لٌبل حول النار ،وتوزٌع األدوار فٌما بٌن الفتٌة ،واستعمال بعض المهارات مثل العقد بالحبل أو استعمال األعواد الطبٌعٌة فً صنع بعض المستلزمات، والتواصل فً الؽابة بواسطة الرموز و الصافرات (المورس) ...وؼٌرها من األنشطة ، كانت كلها فقرات استهوت الفتٌة وجعلتهم ٌتمسكون بممارسة هذا النوع من المؽامرة والتحدي ،ألن وقع التجربة كان أقوى بكثٌر من التٌارات التً كانت تجرؾ بالفتٌة والشباب داخل المدن وتدفعه م إلى االنحراؾ بشتى أنواعه. المقصود بالخبلء هً األرض وما علٌها من أشجار ونبات وحٌوان وصخور ورمال وأنهار وبحار ...بعٌدا عما تصنعه ٌد اإلنسان من عمارة ومبانً ومصانع وطرق، وكل ما تنتجه من تلوث وسموم .حٌاة الخبلء هً الخروج إلى الؽابات أو الصحاري أو الجبال والسهول أو الشواطا ...حٌث الهواء النقً والعبٌر الصافً والروابح الممٌـزة )47(...فالحركة الكشفٌة تعتبر حٌاة الخبلء بمثابة مدرسة للحٌاة ،ولهذا جعلتها من بٌن عناصر الطرٌقة الكشفٌة ،التً ٌمارس فٌها باقً العناصر الطرٌقة :نظام الطبلبع ،نظام الشارات ،التعلم بالممارسة ،العهد والقانون ،لدرجة اعتبر البعض حٌاة الخبلء ضرورٌة للحركة حٌث قالوا :ال كشفٌة بدون حٌاة الخبلء. ب -حٌاة الخبلء بالنسبة للفتٌة والشباب : ٌنتاب الفتى شعور جارؾ ،وحرارة ملتهبة بالشوق لمعانقة أحضان الطبٌعة، تحدوه رؼبة المؽامرة خبلل حٌاته بالخبلء لممارسة جل المهارات والخبرات التً سبق له أن تعلمها ،لٌضعها فً المحك بٌن أحضان الطبٌعة ،وبالخصوص عند خروجه ألول مرة، فٌكون شعوره كمن ٌركب البحر ألول مرة ،تنتابه رهبة وخوؾ مع رؼبة ومٌل شدٌد للمؽامرة. ٌنتظر الفتٌة فرادى وجماعات (طبلبع ووحدات) وصول تارٌخ فقرات البرنامج التً ستطبق أنشطتها فً أحضان الطبٌعة بالخبلء ،لكً ٌشفً كل واحد منهم رؼبته العارمة فً ممارسة التحدي والمؽامرة ،من خبلل مقاومة قسوة الطبٌعة ،والتكٌؾ مع الظروؾ البٌبٌة ،وتدبٌره لوسابل التعاٌش مع ظروؾ الطبٌعة الخلوٌة ،دون المماس بعناصرها البٌبٌة ،وذلك بواسطة استعمال كل التقنٌات والمهارات والخبرات التً تعلمها، واالعتماد على كفاءاته واستعداداته الفردٌة ،وعلى دوره ومهامه داخل الطلٌعة مثل : (نصب الخٌام ،الطهً بالوسابل التقلٌدٌة ،ا السترشاد بالنجوم ،السمر حول النار ،التأمل فً سكون اللٌل البعٌد عن ضوضاء المدٌنة)... 153
ٌعد الفرد والجماعة معا العدة للقٌام بهذه المؽامرة تحت إشراؾ القادة ،تاركٌن للفتٌة الفرصة لٌحلموا وٌتخٌلوا ،وسٌتعدون نفسٌا ومادٌا لتحقٌق أحبلمهم عبر هذه األنشطة المتمٌزة فً الخبلءٌ .جدون وٌكدون فً عمل منظم كخبلٌا النحلٌ ،تحدون كل االحتٌاطات البلزمة لٌكونوا مهٌبٌن للتعاٌش مع الطبٌعة فً عذرٌتها ونقابها وصفابها، ومواجهة قسوتها وتحدٌاتها كذلك ،فً جو من الحماس والتنظٌم الفعال ٌرتبون أمتعتهم الفردٌة فً الجراب ،وٌهٌبون أدواتهم ومستلزماتهم الجماعٌة فً انسجام وتكامل ،بعد تحدٌد البحة الحاجٌات التً سبق لهم أن سجلوها فً مذكراتهم الخاصة . كل فرد من أفراد الطلٌعة ٌتوفر على مذكرة خاصة ٌ ،سجل فٌها المعلومات واإلجراءات التً سٌحتاج إلٌها خبلل ممارسته للكشفٌة ،سواء المتعلقة به أو بطلٌعٌه أو الشارات التً سٌجتازها وحدتهٌ .سجل فٌها مطالب الترقً استعدادا لحصوله على مستقببل ،وٌسجل فٌها ذكرٌاته المختلفة مثل تارٌخ حفل أدابه العهد ،وحفل االنتقال . وٌمكن للفرد أن ٌحافظ على هذه المذكرة طوال حٌاته الكشفٌة وٌمكن أن ٌنتفع بما ٌدونه فٌها فً حٌاته الٌومٌة. ج -المزاٌا التربوٌة لحٌاة الخبلء : من أهم العناصر التربوٌة األساسٌة التً تساعد على إٌقاظ الرؼبة فً العمل وبذل الجهد وبث الحماس فً النفوس الفتٌة والشباب لتوجً ه ه م نحو التعلم والتدرٌب، هو إٌجاد عناصر تثٌر االنتباه وتستقطب الرؼبة الفضولٌة للمعرفة .لقد كانت حٌاة ؼب على الخبلء من بٌن تلك العناصر المطلوبة ،لكونها تعطً للفرد شعورا بالقوة ،والر ة التحدي ،وعزٌمة ال تقاوم لبلوغ األهداؾ .فالدٌنامكًة التً ٌتمٌز بها الفتٌة والشباب والقوة والحماس .البرنامج الكشفً إبان فترة التأسٌس تبحث كً تجد وعاءا مفٌدا وهادفا ٌستقطب اهتمام الفتٌة والشباب ،وهذا ما هٌأته الحركة لهم ،من أجل حسن استؽبلل هذه الطاقات وبث الحماس ،والعمل على صبه فً االتجاه الصحٌح .فصاؼت عناصر برنامجها بشكل متمٌز ٌتم تنفٌذ فقرات أنشطته بالخبلء ،و صاؼت هذه الفقرات وفق منه اجها المتناسق المكونات.
154
مفهوم حٌاة الخبلء مرتبط باألنشطة المشوقة والمتدرجة التً تكون البرنامج الذي ٌنفذ فً أحضان الطبٌعة ،لٌشكل عنصرا متناؼما ،خصوصا عندما تراوح فقراته بٌن األنشطة التً تزاول بالنادي و بالمدٌنة ،وبٌن األنشطة التً تطبق فً الخبلء. ٌتضمن برنامج الخبلء عادة األنشطة التً ال ٌمكن ممارستها فً القاعات داخل النادي أو فً فضاءات المدٌنة مثل : oاأللعاب التً تمارس فً الطبٌعة ،حٌث ٌتم تطبٌق العدٌد من التقنٌات مثل االتصال بالمورس والسٌمافور من خبلل استعمال األعبلم والدخان أو انعكاس األشعة بالمراٌا أو بالضوء ...التً ٌكون قد سبق لهم أن تعلموا هذه التقنٌات فً األندٌة الكشفٌة مثل: االتجاه والمواقع ،و استعمال رموز oاستعمال الخرٌطة والبوصلة فً تحدٌد الطرٌق. األصداؾ oجمع عٌنات من الصخور واألحجار ،ورٌش الطٌور ،أوراق األشجار، والمحارات ،الحشرات ...ودراسة هذه المعطٌات العٌنات ،مع أخد أثر األقدام وأرجل الحٌوانات... oأعمال الرٌادة من خبلل إتقان مهارات استعمال الحبال والعقد واألخشاب... oتنفٌذ أنشطة حماٌة البٌبة ،والتدرب على ذلك عملٌا من خبلل عدم تلوٌث الطبٌعة. oاستعمال أنشطة االستبناس العلمً مثل الطاقة الشمسٌة والطاقة الهوابٌة… باإلضافة إلى تلك األعمال والمهام التً توزع بٌـن األفـراد ( المصالح الٌومٌة) الحراسة فً إطار التعاون والتضامن بٌن جمٌع المشاركٌن. د – المفاهٌم الخاطبة عن حٌاة الخبلء : تعرض مفهوم حٌاة الخبلء لسوء الفهم ،وترجم إلى ممارسات خاطبة ال صلة لها بالطرٌقة الكشفٌة وال باألهداؾ المتوخاة منها ،وأصبح بعض الممارسون ٌقومون بجوالت ورحبلت ومخٌمات متنقلة ...دون ضمانات أو أخد احتٌاطاتٌ .دفعون بالفتٌة والشباب إلى القٌام بمؽامرات ؼٌر محسوبة (ألن الطبٌعة التً ٌتصورونها لم تعد بتلك العذرٌة) ال يخططون لبرامج الخروج إلى الخبلء وال ٌراعون لظروؾ السبلمة واألمان، هذا وال ٌأخذون أي احتٌاطات من أي نوع ،سواء األمنٌة أو اإلدارٌة أو القانونٌة ...و النوع من التصرؾ ال عبلقة له بالطرٌقة وال بأهداؾ الحركة التً تسعى بأن ٌتحلى فتٌانها وشبابها ببعد النظر وحسن التخطٌط و حسن التصرؾ ،واستعمال البصٌرة فً توقع االحتٌاجات الحقٌقٌة لنجاح أي نشاط ٌمارسونه فً الخبلء بٌن أحضان الطبٌعة . 155
وبذلك تكون ممارسة النشاط الكشفً فً الخبلء بالنسبة لهؤالء عبارة عن ضرب من قصص الخٌال ال عبلقة لها بالواقع ،حٌث ٌتصور ون أن مفهوم حٌاة الخبلء هو المؽامرة التً تعادل المقامرة داخل ؼابات عذراء بها وحوش وصٌد وفٌر ،وأن من أهم سمات الكشاؾ (حسب تصورهم) أن ٌكون مهٌبا لمواجهة الصعاب واالبتسام فً وجه الشدابد ،ممارسة مكونات الطرٌقة الكشفٌة بمفهوم ؼٌر سلٌم و بسذاجةٌ ،عد خطرا كبٌرا على حٌاتهم ،وٌجعل اآلباء والمهتمٌن بقضاٌا التربٌة ٌأخذون تصورا خاطاا عن الحركة .األخطاء التربوٌة الذي ٌحمله ا هؤالء (القادة) وٌعملون على نقله ا للفتٌة بهذه السلبٌة ٌسٌبون للحركة ،على اعتبار أن هذه األنشطة الخاطبة تشكل خطرا على سبلمة الفتٌة والشباب ،لدرجة أصبح البعض ٌعتبر برامج الحركة الكشفٌة (بناء على هذا الفهم الخاطا) أنها نشاط التهور وسوء التقدٌر. أهم دلٌل على سوء فهم هذا العنصر الهام من مكونات الطرٌقة الكشفٌة ،هو أن هاجس السبلمة هٌمن على تفكٌر "بادن باول " عند اختٌاره لموقع مبلبم للتخٌٌم بأول ()48 الذي تطلب منه وقتا طوٌبل حتى اهتدى إلى اختٌار بقعة مثالٌة آمنة مخٌم كشفً ()49 التً تمت اإلقامة فً نونبر .1907 بجزٌرة براونسً وأصبح مفهوم الخروج إلى الخبلء ٌعنً المؽامرة ؼٌر المحسوبة ،وٌعنً التصادم والتصارع مع مكونات الطبٌعة من أجل قضاء بعض الحاجٌات التافهة ،و القٌام ببعض التصرفات الطابشة مثل صٌد الطٌور والحٌوانات البرٌة قصد تحنٌطها ،وقطع األشجار لمزاولة أنشطة الرٌادة وؼٌرها من الممارسات التً تضر بالبٌبة وتهدد سبلمتها باسم ممارسة الكشفٌة. ولم ٌعد عند هؤالء مفهوم الخروج إلى الخبلء هو تنفٌذ عناصر البرنامج الكشفً التً ٌتم تنفٌذها فً أحضان الطبٌعة ،وبالخصوص مكونات الطرٌقة الكشفٌة والتقالٌد والفنٌات الكشفٌة ،وأنشطة االكتشاؾ ،واأللعاب التً تمارس فً الهواء الطلق باإلضافة إلى السمر حول النار لٌبل وؼٌرها من األنشطة. اإلعداد الجٌد لحٌاة الخبلء ٌبدأ قبل الخروج إلى الطبٌعة ،خبلل تدرٌب الفتٌة على كٌفٌة إعداد المأوى واختٌار مكانها ونصب الخٌام وإعداد األكل وتحضٌر كل مستلزمات تنفٌذ البرنامج ،واتخاذ االحتٌاطات البلزمة قصد توفٌر ظروؾ مرٌحة خبلل اإلقامة فً الخبلء .وٌتم ذلك من خبلل اإلجراءات التالٌة : 156
oزٌارة الموقع الطبٌعً المتوقع التخٌٌم فٌه من طرؾ القادة قبل موعد تنفٌذ البرنامج ،والقٌام بدراسة المكان وتضارٌسه الطبٌعٌة ،ومدى صبلحٌته لفقرات البرنامج المزمع تطبٌقه ،وتحدٌد الموقع واألماكن العمومٌة القرٌبة منه (الطرق السوق ،الطبٌب ،السلطات.)... oالحصول على الترخٌص البلزم إذا تطلب األمر ذلك ،من الجهات المسؤولًة عن المنطقة. oاإلخبار بمكان التخٌٌم مسبقا ،لقٌادة الجمعٌة المحلٌة و الجهوٌة مع الحصول على موافقة اآلباء وأولٌاء األمور. ونختم هذا الجزء حول حٌاة الخبلء ومكانتها ضمن المنظومة التربوٌة التً تستند علٌها الحركة الكشفٌة من خبلل التفسٌر الذي قدمه عن هذا المكون من مكونات الطرٌقة الكشفٌة (ناجً الزلو) األمٌن العام السابق للمكتب الدولً الكشفً " :الطبٌعة هً المكان المفضل للنشاطات الكشفٌة .مكان التخٌٌم والراحة ،واإلطار المثالً للمؽامرة ،والوسط المبلبم للصحة هو المكان المنشود لؤللعاب ،ألنه ٌساعد على تحمل التعب والجوع والعطش والبرد والمجهود وعدم الراحة (بالمعنى العكسً) .والطبٌعة ترتبط بخصابص الكشفٌة ارتباطا ال ٌنفصل ،هو ارتباط انتماء بٌن الكشفٌة والطبٌعة وال تقوى قوة أن تلؽً هذا اإلنتماء وال أن تفصل بٌنهما ،وعلى كل حال بٌنما كان التخٌٌم باألمس حكرا على الكشفٌة ،أصبح الٌوم صناعة قوٌة وتجارٌة بشكل ما .فالشباب الذٌن ٌهرعون الٌوم إلى أحضان الطبٌعة ال ٌبحثون فٌها عن نفس المؽامرة التً كنا نبحث عنها فٌها منذ مدة طوٌلة .فإن المدٌنة الذي استضافته الطبٌعة بعض األحٌان أخذ بها وأخذ منها .فأثرت علٌه وترك آثاره علٌها .لهذا فإن نشاطات الهواء الطلق تطورت فً الكشفٌة ،وٌجب أن تتطور أٌضا وأن تبقى فً تطور مستمر" (.)50
157
المراجــــــــــع -1القانون والعهد ( )1عناصر البرنامج الكشفً -المكتب الدولً. ( )2تبادل الخبرات فً البرامج – (م.ك.ع) األمانة العامة – العدد – 15مارس 1990 ( )3عناصر البرنامج الكشفً – الجزء األول :األساسٌات – اللجنة العالمٌة للبرامج .نشر ( :م.ك.ع) (ٓ )4نًوح اُؼو٣ق – ْٓ٘ٞهاد اٌُْل٤خ اُؾَ٘٤خ أُـوث٤خ
-2نظام الشارات ( )5نظام التقدم ( التدرج ) نشرة تنمٌة المراحل (م.ك.ع) األمانة العامة – إدارة تنمٌة المراحل - العدد ٌ – 19ولٌوز . 2001 (Principales caractéristiques du scoutisme )6 Bureau mondial du scoutisme – Septembre 1998 ( )7محمد الدرٌج – تطوٌر مناهج التعلٌم ،معاٌٌر علمٌة ..متطلبات الواقع ..أم ضؽوط خارجٌة – سلسلة المعرفة للجمٌع عدد 32 :منشورات رمسٌس – سبتمبر . 2005 ( )8برنامج الشباب – دلٌل تطوٌر البرنامج الكشفً – األهداؾ التربوٌة العامة. ( )9دلٌل تنمٌة المراحل الكشفٌة – نظام المراحل ـ األقسام( .م-ك-ع) األمانة العامة. ( )10نظام الشارات – الجدارة – تنمٌة القدرات – الهٌبة الكشفٌة العربٌة – نشرة البرامج -دسمبر . 1987 ( )11السمات األساسٌة للحركة الكشفٌة ،المنظمة الكشفٌة العالمٌة ـ اإلقلٌم العربً ( )12تنمٌة القدرات – نظام الشارات – نشرة البرامج – دسمبر . 1987
ٓ )13ؾٔل اُله٣ؼ - :اٌُلب٣بد ك ٢اُزؼٍَِِِ – ْ٤خ أُؼوكخ ُِغٔ٤غ – اُؼلك ْٞ٘ٓ 16هاد /هٌَٓ٤ ( )14برنامج الشباب – دلٌل تطوٌر البرنامج الكشفً – األهداؾ التربوٌة العامة. ( )15نظام الشارات – الجدارة – تنمٌة القدرات – الهٌبة الكشفٌة العربٌة – نشرة البرامج -دسمبر . 1987 ( )16دورك فً تحقٌق الطرٌقة الكشفٌة – نشرة البرامج – ( أ -ع) – المختبر الكشفً التربوي – فبراٌر . 1988 ( )17أفكار حول العمل بنظام المراحل – إعداد القابد الهادي بنخود – الكشفٌة التونسٌة (م.ك.ع) األمانة العامة – إدارة تنمٌة المراحل -المختبر الكشفً التربوي ٌونٌو1998 ( )18نظام الطبلبع – الرٌادة المبكرة -نشرة البرامج – الهٌبة الكشفٌة العربٌةٌ -ناٌر . 1987 ( )19نظام التقدم – التدرج – نشرة تنمٌة المراحل (م.ك.ع) العدد ٌ 19ولٌوز . 2001 ( )20السمات األساسٌة للحركة الكشفٌة ،المنظمة الكشفٌة العالمٌة ـ اإلقلٌم العربً 158
( )21اُلٍزٞه ٝاُوٞاٗ ٖ٤اُلافِ٤خ أُزجؼخ ثبُٔ٘ظٔخ اٌُْل٤خ اُؼبُٔ٤خ.
- 3اُزؼِْ ثبُٔٔبهٍخ ( - )22ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل ٢ــ اُغيء األ ٍٝــ األٍبٍ٤بد ــ اُِغ٘خ اُؼبُٔ٤خ ُِجوآظ ( )23اُواّل ٕٝك ٢اُؾوًخ اٌُْل٤خ )ْٗوح ُِوبكح ٝهبكح اُوبكح ( اُؼلك اَُبكً ٍجزٔجو 1991 (ٗ - )24ظو٣خ كع٘جو اُزؼِْ ــ كهاٍخ ٓوبهٗخ ــ اُغيء اُضبٗ ٢ــ ػبُْ أُؼوكخ ػلك 1986 108 ( -)25ػِْ اُ٘لٌ اُزوث ١ٞــ أٍَ ٚاُ٘ظو٣خ ٝاُزغو٣ج٤خ ــ كًزٞه ٍ٤ل ف٤و هللا ــ كاه اُٜ٘٘ح اُؼوث٤خ ٍ٘خ 1981 ( - -)26ػجل اٌُو ْ٣ؿو٣ت – أُ٘ َٜاُزوثٓ – ١ٞؼغْ ٍٓٞٞػ ٢ك ٢أُٖطِؾبد ٝأُلب ْ٤ٛاُج٤لاؿٞع٤خ ٝاُل٣لاًز٤ٌ٤خ ٝاٌَُُٞٞ٤ع٤خ – اُغيء األْٞ٘ٓ A.H ٍٝهاد ػبُْ اُزوث٤خ اُطجؼخ األٍ٘ ٠ُٝخ . 2006 ( - )27ك .ػجل اُؼِ ٢اُغَٔبٗ – ٢ػِْ اُ٘لٌ ٝرطج٤وبر ٚاالعزٔبػ٤خ ٝاُزوث٣ٞخ – اُلاه
اُؼوث٤خ ُِؼِ-ّٞ
(ٗ - -)28ظو٣بد اُزؼِْ كهاٍخ ٓوبهٗخ )اُغيء اُضبٍَِِٗ (٢خ ػبُْ أُؼوكخ ػلك 108ــ كَٔ٣ته 1986 ( - -)29ك .ػجل اُؼِ ٢اُغَٔبٗ – ٢ػِْ اُ٘لٌ ٝرطج٤وبر ٚاالعزٔبػ٤خ ٝاُزوث٣ٞخ – اُلاه اُؼوث٤خ ُِؼِ-ّٞ (ٗ -)30ظو٣خ اُزؼِْ ــ كهاٍخ ٓوبهٗخ ــ اُغيء اُضبٗ ٢ــ ػبُْ أُؼوكخ ػلك ٍ٘ 108خ 1986 ( -)31ػِْ اُ٘لٌ اُزوث ١ٞــ أٍَ ٚاُ٘ظو٣خ ٝاُزغو٣ج٤خ /كًزٞه ٍ٤ل ف٤و هللا ــ كاه اُٜ٘ٚخ اُؼوث٤خ 1981ــ ٓ 158 ( -)32ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل ٢ــ اُغيء األ ٍٝــ األٍبٍ٤بد ــ اُِغ٘خ اُؼبُٔ٤خ ُِجوآظ ( -)33ك .أؽٔل أٝى – ١أُؼغْ أٍُٞٞػُ ٢ؼِ ّٞاُزوث٤خ – . 2006 ( -)34اُلٝه اُزوثُِ ١ٞؾوًخ اٌُْل٤خ – ئػلاك كٞى ١كوؿِ.ّ( – ٢ى.ع ( )35ك .فبُل كبهً – ئّجبع ؽبعبد أُواٛن – ْٗوح كٝه٣خ رٖلهٛب ئكاهح ر٘ٔ٤خ أُواؽَ )ّ.ى.ع( 2أثو.2005 َ٣
-4اُغٔبػخ اُٖـ٤وح ( -)36ػِْ اُ٘لٌ ٝرطج٤وبر ٚاإلعزٔبػ٤خ ٝاُزوث٣ٞخ ( -)37ػِْ اُ٘لٌ اإلعزٔبػ٢ ( -)38ػِْ اُ٘لٌ ٝرطج٤وبر ٚاإلعزٔبػ٤خ ٝاُزوث٣ٞخ ــ ك .ػجل اُؼِ ٢اُغَٔبٗ ٢اُلاه اُؼوث٤خ ُِؼِ456 ٓ ّٞ (ٗ -)39لٌ أُوعغ اَُبثن ( -)40اُج٘ل اُواثغ ٖٓ هبٗ ٕٞاٌُْبفٓ .أفٞم ٖٓ ٓنًوح اُؼو٣ق ( -)41ػِْ اُ٘لٌ ٝرطج٤وبر ٚاإلعزٔبػ٤خ ٝاُزوث٣ٞخ ( -)42اُلٝه اُزوثُِ ١ٞؾوًخ اٌُْل٤خ ( -)43االٗزٖبهاد أُنِٛخ ُؼِْ اُ٘لٌ اُؾل٣ش ــ ث٤٤و كاًٞــ روعٔخ ٝع٤ل أٍؼل ــ ٓإٍَخ اُوٍبُخ ئكاهح أُزؾلح ( -)44فِ٤ٓ َ٤قبئٓ َ٤ؼ . 1982 ،ٗٞأفن ٖٓ أُ٘ َٜاُزوثٓ ، ١ٞؼغْ ٍٓٞٞػ ٢ك ٢أُٖطِؾبد ٝأُلبْ٤ٛ اُج٤لاؿٞع٤خ ٝاُل٣لاًز٤ٌ٤خ ٝاٌَُُٞٞ٤ع٤خ أ .ػجل اٌُو ْ٣ؿو٣ت .اُغيء األٍٝ ( -)45ؽبٓل ػجل اَُالّ ىٛوإ ــ ػِْ اُ٘لٌ اإلعزٔبػ ٢ــ ػبُْ اٌُزت 1977
-5ؽ٤بح اُقالء ( -)46اُلٝه اُزوثُِ ١ٞؾوًخ اٌُْل٤خ – كٞى ١كوؿِ-ّ( – ٢ى-ع) األٓبٗخ اُؼبٓخ ( -)47ؽ٤بح اُقالء – ْٗوح اُجوآظ –اُ٤ٜبح اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ ( األٓبٗخ اُؼبٓخ ) ٍ٘خ 1988
ػلك ههْ 7
(ٓ -)48ـبٓوح اُغي٣وح – ػٖ أُق ْ٤اٌُْل ٢األ ٍٝثغي٣وح ثوا٢َٗٝ ( -)49رغوثخ ٗبعؾخ – ثبكٕ ثب ٖٓ – ٍٝأهّ٤ق عٔؼ٤خ اٌُْبكخ اُجو٣طبٗ٤خ (ّ-ى-ع) األٓبٗخ اُؼبٓخ – ئكاهح اُجوآظ ٝر٘ٔ٤خ أُواؽَ – ٞ٤ُٞ٣ى 1997 (ًْ ٕٞ٤ِٓ 250 -)50بف – رأُ٤ق ٗ :بع ٢الىُ ٞروعٔخ ٝرؼو٣ت :ؽَٖ ٓؾٔٞك ٌٕٓ – ٢له ػٖ اُ٤ٜأح اٌُْل٤خ اُؼوث٤خ 159
القٌادة التأطٌر التربوي
160
التكوٌن الكشفً بداٌة االهتمام بالتدرٌب : بدأ االهتمام بتدرٌب قادة الكشافة مع ظهور الحركة نفسها ،حٌث كان ٌقوم " بادن باول " بتمرٌر المعلومات والخبرات إلى القادة مباشرة .وبذلك كانت عملٌة االهتمام بالتدرٌب مترابطة مع نشر الحركة الكشفٌة وأسلوبها الجدٌد فً تناول الموضوعات التربوٌة منذ االنطبلقة األولى ،حٌث كان ٌعتمد على التكوٌن المباشر الم تزامن مع الممارسة ،وانتقل "بادن بأول" إلى االهتمام بتدرٌب القادة عبر تنظٌم دورات تدرٌبٌة ،وذلك انطبلقا من سنة 1911م ) ( 1وكانت الدورات التدرٌبٌة تضم باإلضافة إلى المعلومات التطبٌقٌة معلومات نظرٌة تشرح األفكار األساسٌة لمفهوم الحركة .وفً سنة 1913م تبلورت الخطوط الربٌسٌة لمضمون الشارة الخشبٌة ، واعتبارها رسمٌا كإحدى درجات تدرٌب القادة التً تؤهلهم لتولى مهام تسٌٌر الوحدات الكشفٌة . صدر سنة ومن المحاوالت المنهجٌة األولى لترسٌخ مفهوم التدرٌب، 1913م كتاب ) إرشادات لقادة الكشافة ( الهدؾ منه هو تدوٌن وتعمٌم المعلومات العملٌة والنظرٌة المطلوب إتقانها من طرؾ القادة ،والتً حددت مدتها فً أسبوع ،تتم فً ؾضاء ٌتخد كمخٌم تدرٌبً لٌقرب أكثر الممارسات العملٌة والمٌدانٌة لؤلنشطة الكشفٌة على أرض الواقع. .ولترسٌخ دور التدرٌب والتكوٌن المتعلق بالقادة بشكل موسع ،قام" بادن ابول" بإنشاء المركز المشهور ) جٌلو ٌن بارك ( سنة (2) 1918والذي أصبح ملكا لجمعٌة الكشافة االنجلٌزٌة ،تم إعداد ه لٌصبح قاببل لتدرٌب القادة وتنظٌم مخٌمات الكشافة .لذلك أصبح لمفهوم تدرٌب القادة كٌان متكون من فضاء مثالً لؤلنشطة الكشفٌة ،ومحتوى تدرٌبً الذي ضمه الكتاب المشار إلٌها ،بمجموعة من القادة المدربٌن المكونٌٌن ،les formateursمنذ ذلك التارٌخ أصبح المركز ٌستقبل متدربٌن ،وعند انتها المشاركٌن من دراسة الدورة مباشرة كان" بادن ب اول" ٌسلمهم الشارة الخشبٌة التً تؤهلهم لتولى م همة قادة الوحدات ،و الشارة عبارة عن قبلدة مكونة من حبتٌن معلقتٌن فً خٌط جلدي ،والحبتٌن مأخوذتٌن من قبلدة" ."dinizulu 1922م خبلل المؤتمر الكشفً العالمً الثامن ببارٌس وانطبلقا من سنة أصبح لهذا المركز إشعاعا دولٌا ،حٌث أصبحت تتوافد علٌه من أجل التدرٌب العدٌد من 161
القٌادات من مختلؾ الدول ،وظ ل هذا المركز ٌحظى بإشعاعه الدولً لمدة خمسٌن سنة بتعاون مع الجمعٌات الكشفٌة األخرى . ونظرا ألهمٌة التكوٌن فً نشر األفكار الكشفٌة وضبط أسلوبها وطرٌقتها، تمكنت العدٌد من الجمعٌات من إعداد برامج التدرٌب على منوال )جٌلوٌن بارك( وتنفٌذه فً بلدانهم ،وهذا اإلجراء ساهم فً نشر طرق التدرٌب على أوسع مجال .إذ أصبح المركز الدولً ٌساهم فً تدرٌب نواب ٌتولون القٌام بمهام إعداد قادة المجموعات الكشفٌة والمفوضٌن .واستمر هذا النظام سنوات متعددة فً ؼٌاب خطة واضحة لتدرٌب هؤالء النواب. 1947تطورا ملحوظا ،حٌث أقٌمت دورة عرؾ مجال تدرٌب القادة سنة تدرٌبٌة تجرٌبٌة بإنجلترا لفابدة قادة مخٌمات التدرٌب .وكانت هذه الدورة قدوة تحتدى ، أصبحت تجلب المشاركٌن من مختلؾ الدول ،وكان لها أثر مهم على تطوٌر الحركة فً العالم .وفً سنة 1956عرؾ التكوٌن الكشفً طفرة نوعٌة جد هامة أقٌم خبللها أول تدرٌب أخد بعدا رسمٌا ،وضع له منهاج موحد ،وأشرؾ على تنفٌذه قابد المخٌم ) قابد التدرٌب( ) كمبردج( برزت مبلمح السٌاسة وخبلل المؤتمر العالمً السادس عشر فً الدولٌة فً التكوٌن ،وسمً محتواه ب " :المنهج الدولً للتدرٌب " وأصبح تنفٌذها فً 1961حٌث العدٌد من الدول .وتوسع مجال التدرٌب بشكل ملحوظ إلى أن بلؽت سنة تأسست – اللجنة العالمٌة للتدرٌب -كفرع عن اللجنة الكشفٌة العالمٌة ،وتقدمت بتوصٌات هامة أفضت إلى تعٌٌن مفوضً التدرٌب األهلٌٌن .وبعد فترة تقدمت اللجنة بتقرٌر مفصل عن وضع تدرٌب " قادة القادة " وأرفقته باقتراحات مهمة تهم السٌاسة الجدٌدة فً مجال التدرٌب التً تبناها المؤتمر العالمً الثامن والعشرون )بهلسنكً( سنة .1969 أهم ما عرفته هذه المرحلة هو توسٌع دابرة التشاور وتبادل الخبرات بٌن الجمعٌات الكشفٌة ،وذلك بناء على مبدأ أساسً هو " الوحدة " والمرونة فً ظل وحدة المنهاج المحدد .وتوالً االهتمام بالحركة وبالتدرٌب فً وقت واحد ألنهما وجهان لعملة واحدة ،لدرجة أصبح الحدٌث عن األفكار الكشفٌة ال ٌنفصل عن تدرٌب القادة. واستمرت وثٌرة تطوٌر مجال التدرٌب فً المركز الدولً ،ثم االهتمام بالسٌاسة الدولٌة التً أصبح ضرورٌا نشرها على أوسع نطاق ،و لذلك تم تأسٌس " لجان التدرٌب اإلقلٌمٌة " فً األقالٌم الخمسة المعتمدة ،بؽاٌة دعم الجمعٌات الوطنٌة ومساعدتها لتطوٌر أنماط التدرٌب .إلى ؼاٌة أن أقر المؤتمر السادس والعشرون بمؤتمر سنة 1977 تفوٌض الجمعٌات الوطنٌة مسؤولٌة تدرٌب قادة التدرٌب داخل جمعٌاتهم .حٌث تأكدت 162
نجاعة هذا التفوٌض الذي أثمر نتابج باهرة فً مجال التكوٌن الكشفً والذي انعكس إٌجابا على الممارسة الكشفٌة فً أؼلب الدول األعضاء ،سواء على مستوى المنهاج أو على مستوى عدد المستفٌدٌن الذي انعكس تأثٌرهما على الممارسة الفعلٌة على أوسع نطاق . ومواكبة لتنفٌذ السٌاسة الدولٌة للتدرٌب ،بادر المكتب الكشفً العالمً إلى دعمها بواسطة المطبوعات وأهمها – كتاب التدرٌب الدولً – الذي ترجمه إلى جمٌع اللؽات المعتمدة من طرؾ األقالٌم الخمسة ،وتقدٌم الدعم المباشر وؼٌر المباشر إلى الجمعٌات الوطنٌة من اجل تنظٌم دوراتها التدرٌبٌة خصوصا لقادة التدرٌب ،الذٌن ٌعتبرون األمناء على نقل األفكار الكشفٌة والتقنٌات والمهارات المرتبطة بها إلى القادة الذٌن ٌمررون محتوى البرنامج الكشفً للفتٌة والشباب داخل الوحدات.
دور القــٌادات الكشفٌة ()3
كٌفٌة تحقٌق هدؾ الحركة الكشفٌة ،و ٌتوقؾ ٌضم الكتاب الدولً للتدرٌب على أسلوب تحقٌق المنه اج الكشفً بكل مكوناته ،وفً حالة تجاهل أي نقطة منه فما علٌنا سوى توقع الفشل فً بلوغ الهدؾ المنشود ،كما نجد كذلك على أن شروط نجاح الممارسة الكشفٌة سواء على مستوى الوحدة أو الفرقة أو التنظٌم تتوقؾ على ضرورة االلتزام بثبلثة عناصر أساسٌة متكاملة فٌما بٌنها وهً : 1تقدٌم برنامج جٌد للفتٌة والشباب : ٌعتمد أساسا على تلبٌة حاجٌات الفتٌة والشباب التً تتناسب مع قدراتهم الجسمٌة والعقلٌة واالجتماعٌة والروحٌة ،والتً تتبلءم وتتكامل مع حاجٌات المجتمع، وذلك لن ٌتحقق إال عند تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة أثناء عملٌة توجٌه وإرشاد الفتٌة والشباب التوجٌه الصحٌح عند ممارستهم لفقرات األنشطة التً تحقق لهم الحصول على التقدٌر وعلى التقدم المستمر.
163
لقادة : 2تكـوٌن ا ـ تحقٌق هدؾ الحركة وتمثل مبادبها وتفعٌل طرٌقتها ل دى المستفٌدٌن ،تتطلب وجوبا تحدٌد دور القابد الراشد ،المتمثل فً توفٌر أفضل الظروؾ الممكنة ،التً من خبللها ٌتمكن الفتٌة من القٌام بتنمٌة وتطوٌر قدراتهم فً مناخ تربوي ٌقوم خبلله القادة الراشدون بعملٌة الدعم واإلرشاد .وذلك عن طرٌق الممارسة الفعلٌة على أرض الواقع داخل الوحدات ،وأثناء تنفٌذ برامج األنشطة. هذا التحدٌد لدور القادة ٌمكن من ت وصٌؾ االحتٌاجات التكوٌنٌة الخاصة بكل درجة من درجات التكوٌن ،ؾالتدرٌب ٌعتبر عامبل أساسٌا لتنفٌذ البرامج وفق المنه اج. وعلى ضوء ذلك فإن عملٌة تأهٌل القادة عملٌة مواكبة للم م ارسة التربوٌة الموجهة لؤلفراد ،وقد تم التأكٌد فً هذا الباب على تقسٌم االحتٌاجات التدرٌبٌة إلى ثبلثة عناصر متبلحمة ومتكاملة فٌما بٌنها ،نوردها بشكل مختصر كاآلتً : تأدٌة مهامه أولها :المعرفة المتعلقة بأسلوب الحركة التً تمكن القابد من بنجاح. ثانٌها :المهارة التً تساعد القابد على تنفٌذ المهمة وفق شروط نجاحها. للسلوكٌات الممكنة ثالثها :سلوكٌات واتجاهات ،وذلك من خبلل تنمٌة جٌدة لضمان التنفٌذ الجٌد للمهمة. 3دعــم القــادة : ٌتعلق الدعم هنا بكل األمور األساسٌة لتوفٌر جل الظروؾ المناسبة لممارسة النشاط الكشفً بأس الٌبه الصحٌحة ،ومواكبة كل مراحل تنفٌذه بالدعم التقنً وتقدٌم المشورة والتوجٌه واإلرشاد .وذلك ال ٌمكن أن ٌتم إال من خبلل تشكٌل هٌاكل بناء على االحتٌاجات المتنوعة لهذه الممارسة ،وفق خرٌطة تن ظٌمًة دقٌقة ،أهمها المفوضٌات التقنٌة (المركزٌة) و الجهوٌة والمحلٌة التً تخطط المعالم الربٌسٌة والتصورات األساسٌة للتطبٌق الكشفً المطلوب .و تواكب دلك بالمستجدات التً ٌعرفها التكوٌن الكشفً على المستوى العالمً. من خبلل ما سبق حول التدرٌب وتأهٌل القادة نجد مفارقة كبٌرة تهم موضوع التدرٌب وتتمثل أوال فً وفرة الوثابق والمراجع المرتبطة بهذا المجال وكمها الهابل التً تصل بانتظام سواء من المكتب العربً أو الدولًٌ ،ؤهل التنظٌمات الكشفٌة على التفعٌل 164
اإلٌجابً للتوصٌات التً تصدر عن المؤتمرات الكشفٌة العربٌة والدولٌة ،التً تواكب عملٌة تطوٌر الممارسة الكشفٌة على المستوى العالمً. والدعم التقنً الموجه لفابدة القادة الممارسٌنٌ ،تنوع حسب نوع االحتٌاج الذي ٌمكن أن ٌكون على شكل كتب ومراجع ،وٌمكن أن ٌكون لقاءات ودورات تدرٌبٌة وأٌام دٌداكتٌكٌة لتنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة، دراسٌة ،وٌمكن أن ٌكون على شكل مستلزمات باإلضافة إلى اإلرشاد والتوجٌه المتعلق بأمور التدبٌر والتسٌٌر للوحدات والفرق الكشفٌة ،ومجاالت األنشطة التً ٌزاولونها. من خبلل استعراض العناصر األساسٌة لتنفٌذ األنشطة الكشفٌة نستحضر الدور المحوري للتدرٌب فً تمرٌر األفكار الكشفٌة بأمانة ،التً تنبنً على إستراتٌجٌة ذات خطط متماسكة تساهم فً توفٌر القادة بالكم الكافً التناسب مع عدد الممارسٌن بالكٌفٌة المطلوبة من حٌث الكفاٌة التأطٌرٌة التً تخضع لسلسلة التكوٌن مع تماسك حلقاتها بالنسبة للمستفٌدٌن ،بٌن مرحلة تدرٌبٌة وأخرى الحقة. وفٌما ٌتعلق بمحتوٌات التدرٌب فإنها تركز بقدر أكبر من البلزم على تمرٌر تمرر الممارسة المعلومات النظرٌة مع إرفاقها بالخبرات المٌدانٌة التطبٌقٌة ،التً على نقل الكشفٌة من حٌزها النظري إلى واقعها التطبٌقً ،لتسهٌل مأمورٌة القابد األسالٌب التربوٌة الكشفٌة بأكبر قدر من الصدق وبطرق سلٌمة تحقق الهدؾ. تحدٌد مناهج وبرامج التكوٌن ،مع توحٌد الفقرات التكوٌنٌة ،إضافة إلى وجود مرفقا بكٌفٌة ممارسة طقوسها قاموس موحد للمصطلحات المستعملة فً الحركة، وتقالٌدها ومهاراتها وفنٌاتها أمر ضروري لتوحٌد مرجعٌة التكوٌن المقدمة للقادة فً محاورها المركزٌة ،كما هو متعارؾ علٌه عالمٌا.
تبلزم التكوٌن مع الممارسة الكشفٌة : تكوٌن القادة مرتبط ارتباطا وثٌقا بالممارسة الفعلٌة للتربٌة الكشفٌة على أرض الواقع ،وكل ما ٌتدرب علٌه القادة وما ٌتلقونه من معلومات ومهارات ،هً باألساس لتفعٌل دورهم فً تطبٌق الطرٌقة الكشفٌة ،من أجل بلوغ هدؾ الحركة الكشفٌة والمتمثلة فً مساعدة الفتٌة للوصول إلى أقصى درجات النمو الجسدي والعقلً والروحً واالجتماعً .وبذلك ٌكون التدرٌب بهدؾ القٌام بالمهمة والمتمثلة فً تفعٌل برامج الفتٌة 165
والشباب وفق الخصوصٌات الذاتٌة التً ٌتوفر علٌها كل فرد ،داخل المحٌط االجتماعً الذي ٌعٌش فٌه. كان محتوى تدرٌب القادة خبلل البداٌات األولى للحركة ٌضم فقرات تنشٌطٌة محدودة تتمحور حول تقنٌات حٌاة الخبلء ومهارات الرٌادة واالكتشاؾ ،وبعض األنشطة المرتبطة بالتخٌٌم ...أي أن االهتمام كان منصبا على األنشطة ونوعٌتها وتمٌزها ،وعلى القٌم األخبلقٌة .ونظرا للتطورات التً عرفها العلوم اإلنسانٌة تحولت تلك النظرة التقلٌدٌة لمفهوم التربٌة الكشفٌة إلى نظرة أكثر علمٌة ،تنطلق من تحدٌد االحتٌاجات الحقٌقٌة للعملٌة التربوٌة ،والتً أصبحت تركز فٌها على الفـرد بالدرجة األولى وعلى احتٌاجاته النفسٌة والجسدٌة واالجتماعٌة ومحصبلته الفكرٌة وقدراته العقلٌة التً تراعً تطورات مراحل عمره فً سٌاق عبلقاته االجتماعٌة. ُول أفن أٌُزت اُل ٢ُٝػِ ٠ػبرو ٚرط٣ٞو اُؾوًخ اٌُْل٤خ ك ٢أكائٜب ٝك ٢أكاء هبكرٜب ػجو ٓٞاًجخ رط٣ٞوٛب اُلائْ.
اػزٔلد ك ٢أٍِٞة رٌٜ٘٣ٞب ُألٛو (اُوبكح) ػِ٠
أُٔبهٍخ اُلؼِ٤خٝ ،اُز ٢رؼوف رلهعب ٓ٘طو٤ب ك ٢رِو ٢أُؼبهف ٝأُٜبهاد أُطِٞثخ ٌَُ ٓوؽِخ ٖٓ ٓواؽَ اُزٌٝ ،ٖ٣ٞاُز ٢رزٞعٜب ثلٝهح رله٣ج٤خ ٌَٔ٣كٜ٤ب اُوبئل أُوّؼ ٓزطِجبد أُوؽِخ٣ٝ ،ؾَٖ ػِ ٠اُلهعخ اُز ٢رإُِ ِٚٛو٤بّ ثٜٔبّ ماد َٓإ٤ُٝخ أًضو ٓٔب ًبٕ ٣ياُٜٝب ٖٓ هجَ ،ػِ ٠اػزجبه إٔ أُٔبهٍخ اُلؼِ٤خ ٌٓٔ٘خ ٖٓ اإلٛالع ػِ ٠اُؼل٣ل ٖٓ اٌُلب٣بد اُٚوٝه٣خ اُز ٢رإُ ِٚٛالهروبء ئٌُٓ ٠بٗخ ه٤بك٣خ أفو.ٟ ٌبدو أن التكوٌن والممارسة الفعلٌة للتربٌة الكشفٌة شٌبٌن متبلزمٌن إلى حد بعٌد ،وٌظهر التشابه الكبٌر فً مفهوم التقدم بٌن ما ٌتلقاه القادة أثناء التكوٌن والتدرٌب وبٌن مفهوم التقدم الذي ٌضطلع إلٌه الكشافة فً مختلؾ مراحلهم العمرٌة ،وهذا تأكٌد أن الكشفٌة حركة بكل ما فً الكلمة من معنى ،كونها ال تقبل الجمود والتوقؾ ،بل تؤكد التنمٌة الدابمة المستمرة المتواصلة الحلقات. رؼم وضوح مكونات المنهاج و خطواته من التخطٌط إلى التنفٌذ فإن المشرؾ على عملٌة التنفٌذ ٌطبع تلك المقررات التربوٌة بطابعه الخاص ،حٌث ٌشحنها بقناعاته و أفكاره و أسالٌبه ،و بذلك تأخذ طابعا ًا كشفٌا ًا كما هو مقرر لها مرفوقا ًا بشحنات القابد المشرؾ على التنفٌذ التً استقاها من تجاربه وخبراته و هذا األمر طبٌعً ج ّداًا لكون بنً البشر ٌختلفون فٌما بٌنهم فً عدة سمات و خصابص .األساسً هو الحفاظ على اللب و الجوهر ،و بذلك 166
تبقى شخصٌة القابد لها تأثٌر كبٌر على أسلوب التنفٌذ ،و خصوصا ًا السلوكات الشخصٌة للقادة الذٌن ٌرفقون فقرات البرنامج الكشفً شحنات وجدانٌة تعطً صوراًا مع ٌّنة لفقرات البرنامج ،دون الخروج على مقومات المنهاج. بناء على هذا المعطى فإن الفرد ٌتأثر خبلل األنشطة بسلوك القابد خبلل التنفٌذ ،وهذا ما ٌجعل ضرورة وجود صفات متعارؾ علٌها قابلة للقٌاس للحكم على صبلحٌة الشخص للقٌام بمهمة قابد. خطة التكوٌن : ما ٌمكن استخبلصه مما سبق أن التكوٌن المتعلق بتدرٌب القادة ٌتطلب وجوبا أن ٌخضع لخطة " " plan de formationالذي تشرؾ علٌه التنظٌمات الكشفٌة ، التً لضمان التوازن بٌن احتٌاجات التأطٌر التربوي وبٌن خطتها فً إعداد القادة ،و تؾترض أن تتضمن مجموعة من العناصر المتناسقة الم تكونة من اإلجراءات التالٌة : oمضمون التكوٌن المنسجم مع األهداؾ (توصٌؾ الوظابؾ) . oتقدٌر االحتٌاجات التدرٌبٌة حسب التخصصات. oتحدٌد محتوى الدورات التدرٌبٌة. oطرق تنفٌذ التدرٌب . oمحتوى األنشطة والفقرات. oتقدٌر االحتٌاج التدرٌبً القبلً وفق الخطة oتوفٌرهٌأة المكونٌن واختصاصاتهم (قادة التدرٌب ومساعدٌهم). oتسلسل متابعة التدرٌب للقادة المرشحٌن للتكوٌن ،العاملٌن بالوحدات. oمواكبة القٌادات المستفٌدة من التدرٌب مٌدانٌا. oجدولة زمنٌة لتدرج درجات التكوٌن ودوراتها. oتقوٌم محصبلت القادة التدرٌبٌة. oتحدٌد وتوفٌر وسابل اإلٌضاح والوسابط الدٌداكتٌكٌة المطلوبة. oالتقوٌم والدراسات المرتبطة ب مواكبة خطة التكوٌن على صعٌد الجمعٌة. باإلضافة إلى وجود أسلوب إداري دقٌق لتدبٌر ومواكبة العملٌة التكوٌنٌة خبلل مختلؾ محطاتها التسلسلٌة المرسومة بالجدول الزمنً ،فإن التدٌب واستكمال التكوٌن يأخذ صٌؽا تكوٌنٌة متعددة مثل :دورات استدراكٌة ،أٌام دراسٌة ،حلقات تكوٌنٌة
167
حسب المستجدات ،لٌتمكن المكونون من
إضافٌة ، ،حلقات ولقاءات الستكمال الخبرة تتبع احتٌاجات القادة. كل هذه المعطٌات تكون متضمنة فً الخطة التً رسمتها الجمعٌة الكشفٌة لضمان وتٌرة متوازنة ،بٌن الممارسة الكشفٌة والتكوٌن المتعلق بالقٌادات ،الذي ٌؤمن استمرارٌة الممارسة وفق شروطها المطلوبة.
168
محددات دور القادة إذا كانت الحركة الكشفٌة تصنؾ على أنها نمط تربوي ُم َم ْن َهج ٌنتمً إلى صنؾ التربٌة ؼٌر الرسمٌة الذي ٌساهم فً تحقٌق التنمٌة المتكاملة للفرد عبر تحقٌق أهداؾ تربوٌة واضحة المعالم ،خارج إطار التربٌة الرسمٌة المتجسدة فً النظام التعلٌمً الذي تقوم به المؤسسات .وتقوم الكشفٌة انطبلقا ًا من أهدافها و مبادبها على لعب دور تكمٌلً ٌمكن أن نقول عنه تنسٌق بٌن المؤسسات و بٌن نمط التربٌة العامة التً ٌعٌشها الفرد داخل وسطه اإلجتماعً باألسرة ،مع األقران ،عبر وسابل اإلعبلم... وقد تبنت الحركة الكشفٌة الركابز التربوٌة األربع التً تستند علٌها المرجعٌة التربوٌة فً شمولٌتها من خبلل الركابز التالٌة: التعلم للمعرفة التعلم لؤلداء التعلم لبلندماج مع اآلخرٌن ()4 التعلم لتكوٌن الفرد المتكامل الشخصٌة ٌتم تنفٌذ العملٌة التربوٌة الكشفٌة عن طرٌق نظام متكون من عدة عناصر متكاملة فٌما بٌنها تجمعها الطرٌقة الكشفٌة فً تناسق مع أهداؾ الحركة ومبادبها. ممارسة التربٌة الكشفٌة وفق هذه المنظومة تتطلب أسلوبا ًا ٌراعً أساسٌات التنفٌذ السلٌم ،المتبلبم مع طبٌعة هذا التوجه التربوي المتمٌز بالحٌوٌة واإلثارة والتشوٌق و المؽامرة واالكتشاؾ. الؽاٌة هً إتاحة الفرص لفتٌة و شباب استهوتهم و استقطبتهم الحركة الكشفٌة لولوج عالم اإلثارة و المؽامرة و التحدي ،فً سٌاق تكوٌنً لتعلم مجموعة من المعارؾ والخبرات والمهارات التً ستظهر على سلوكهم ،و التً ٌمكن مبلحظتها و معاٌنتها و تقٌٌمها لتطعم المكاسب التً حصل علٌها بالمؤسسات األخرى. تحقٌق التعلم عملٌة عقلٌة داخلٌة تتم عبر تعدٌل فً سلوك الفرد نتٌجة للممارسة وللتدرٌب التً تكسبه اتجاهات و مهارات و مبادئ و نظرٌات...و التً نستدل على حدوثها من اآلثار والنتابج المترتبة عنها مثل اكتساب اتجاهات و قٌم و عواطؾ ومٌول جدٌدة ،أو اكتساب مهارات مثل اكتساب معلومات عقلٌة تساعده عند التفكٌر فً مواقؾ معٌنة ...وكلما كان التعلم شامبلًا و مركزاًا على مختلؾ المكونات كلما كان التعدٌل كبٌراًا و أساسٌا ًا فً تكوٌن الفرد و هذا ما تهدؾ إلٌه التربٌة الكشفٌة من خبلل هدفها وعبر الطرٌقة الكشفٌة بكل مكوناتها فً سٌاق تقالٌدها ورموزها. 169
إذن كٌؾ ٌمكن للقابد أن ٌُح ّقق ذلك النجاح؟ أي كٌؾ ٌمكن له أن ٌختار أسلوبا ًا ناجعاًا ،سواء فً التعامل مع الفتٌة و الشباب ،أو فً توجٌه األنشطة و تدبٌر أمور الوحدة التً ٌشرؾ علٌها؟ سنحاول أن نبلمس هذا السؤال العرٌض من خبلل تناول المحددات التالٌة: محددات دور قابد الوحدة ٌجدالعدٌد من القادة صعوبة فً اختٌار األسلوب الذي سٌستعملونه فً تنفٌذ البرامج الكشفً ،و خصوصا ًا كٌفٌة التعامل مع الفتٌة و الشباب و الطرٌقة التً تساعدهم على إدماج األفراد فً األنشطة وفق مكونات الطرٌقة الكشفٌة .قد تضٌع الخصوصٌة والتمٌٌز اللذٌن تتمٌز بهما الحركة فً تأطٌر الفتٌة و الشباب إذا تولى قٌادة الفرق والوحدات قادة تحركهم انفعاالتهم و مزاجهم و رؼبتهم فً التحكم ،فً ؼٌاب محددات بٌداؼوجٌة تؤطر تدخبلتهم. ٌتحدد دور الراشدٌن فً تنفٌذ البرامج التربوٌة الكشفٌة وفق المناهج المسطرة والمحددة فً دور الدعم و المعاونة و التوجٌه الذي ٌقومون به داخل الوحدة ،لكن السؤال المطروح ،ماهً المحددات التً تؤطر هذا الدور و تواكب ممارساته و تجسده على أرض الواقع؟ دور المصاحبة البٌداؼوجٌة للمجموعات Accompagnement دور المصاحبة البٌداؼوجٌة للمجموعات pédagogiqueتتحدد وفق خصوصٌة المرحلة العمرٌة ،و التً تطعم و تدعم العبلقة و األنشطة التً ٌتم اختار فقراتها بتبلؤم مع الفبة المستهدفة ،فٌتمثل الدور و ٌتجسد واقعا ًا على احترام الفرد والجماعة فً االختٌارات والرؼبات مرفقة بالتوجٌه و اإلرشاد و المتابعة التربوٌة .كما أن محددات هذا الدور ال تتمثل فً التدخل المباشر فً شؤون الصؽار على اعتبار أنهم قاصرٌن محتاجٌن للكبار فً كل األمور ،فالمرجعٌة التربوٌة للحركة الكشفٌة أكدت على أن الفتٌة والشباب خبلل الحٌز الزمنً الذي ٌخصصونه لممارسة األنشطة ٌحتاجون فٌها للراشدٌن كمرافقٌن و موجهٌن و مرشدٌن و مدعمٌن وكما قال بادن باول: ()5 " الكشفٌة لعبة كبرى ٌشاطر فٌها األخ الكبٌر األخ الصؽٌر" و لهذا فالمصاحبة أو المرافقة بهذا المعنى تلؽً مفهوم الشخص الكبٌر الذي ٌمتلك المعرفة والذي ٌقدمها للصؽار على اعتبار أنه سلطة معرفٌة ضرورٌة لتمرٌر الخبرات والمهارات والمعارؾ .المفهوم الذي تتبناه الحركة الكشفٌة هو الذي ٌعطً 170
للفرد سلطته فً امتبلك معارفه وتجاربه و خبرته بتوجٌه الكبار و بمساعدتهم فً بعض األمور و المواقؾ التً تجعل الصؽٌر ٌحتاج فٌها إلى استشارة الكبار. القابد شرٌك فً الوضعٌة التواصلٌة داخل المجموعة ،علٌه أن ٌُظهر صورته كً ٌدركها األفراد بالصورة التً ٌرؼبها و التً تجعله ٌأخذ موقعه باإلٌجابٌة المحققة للؽرض ،الصورة التً ٌرؼب بها ٌجب أن تكون على قدر الترقب الذي ٌتوقعونه ،ولكً تكون المواقؾ التً ٌثٌرها وجوده بٌنهم إٌجابٌة ،و تتجسد داخل وضعٌة تواصلٌة من خبلل مجموعة من المواقؾ التً تتطلب منه أن ٌتصؾ بمزاٌا من بٌنها: التعاطؾ و التسامح و التفهم الحقٌقً لآلخر سهولة التلقً و التعبٌر و معاودة الصٌاؼة ()6 التواضع و سهولة التكٌؾ دور القابد فً تنفٌذ المهمة التربوٌة : مكونات الطرٌقة الكشفٌة بالنسبة للفرد و القابد مجال خصب ألجرأة المنهاج التربوي الكشفً ،عبر توجٌهات القابد للفرد لتوظٌؾ و تجرٌب مختلؾ التصورات و كونها حول قدراته الفكرٌة و البدنٌة و العبلبقٌة و عن البٌبة ...و عبر التمثبلت التً َّ ذاك تتحدد أدوار القادة خبلل الممارسة الفعلٌة لؤلنشطة دون الخروج عن الخط التربوي الذي رسمه المنهاج. الكشفٌة هً ممارسة لؤلنشطة الهادفة ،و دور القابد الراشد ٌتمثل فً مساعدة األفراد والمجموعات على اإلندماج فً سٌاق األنشطة ،و ذلك بضمان جل شروط مزاولة األنشطة فً صورتها الصحٌحة ،وفق ما ٌتطلبه المنهاج التربوي الذي ٌسعى إلى إعطاء متسع كبٌر من الحرٌة ألفراد المجموعة فً اختٌاراتها و أسلوبها فً تنفٌذ فقرات البرنامج الخاص بها بموازاة مع أنشطة المجموعات األخرى التً تنتمً إلى نفس الوحدة ،هذه الضمانات الهادفة إلى توفٌر ظروؾ مبلبمة تتناسب مع تطلعات و طموحات الفتٌة و الشباب لتنفٌذ فقرات البرنامج الذي تم تحدٌده من طرفها بمصادقة و توجٌهات و إرشادات الكبار. هذا البرنامج الهادؾ ٌضم معطٌات قابلة للمبلحظة و المعاٌنة و تكون قابلة للقٌاس وللتقٌٌم من خبلل السلوكات التً ٌنتجها األفراد مثل: القدرة على ترجمة الهدؾ إلى فعل إجرابً قابل للمعاٌنة تنمٌة قدرة التفكٌر اإلبتكاري و اإلبداعً لدى الفرد القدرة على تحمل المسؤولٌة و اتخاذ قرارات تدبٌر الفرد لشؤونه اإلحساس اإلٌجابً باآلخرٌن و التضامن معهم171
لقد حدد الخبراء البٌداؼوجٌون المنتمون للحركة الكشفٌة من خبلل الوثابق التً ٌصدرها المكتب الكشفً العالمً أن تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة ت ْن َبنً على مجموعة من العناصر األساسٌة فً التنفٌذ وفق المنهاج ،من بٌنها عملٌة دعم الراشدٌن للفتٌة و الشباب و التً حددوها فً ثبلثة أدوار متصاهرة فٌما بٌنها ،و القابد مطالب بالقٌام بها أثناء القٌام بمهمته داخل الوحدة الكشفٌة و هً: .1دور قابد األنشطة .2دور المربــً ()7 .3دور المنسـق -1الدور التنشٌطً للقابد: و تدل مهمة منشط على داللة تربوٌة عمٌقة ،إذ ال ٌتم فصلها عن الدور التربوي سوى ضرورة التقسٌم اإلٌضاحً للتعبٌر عن داللة كل مهمة من المهام المنصهرة فً ذات القابد ،وهذا االنشطار التوضٌحً للمهمة تستوجبه طبٌعتها المتداخلة ،فتسمٌه الراشد بالمنشط أو قابد األنشطة نابع من طبٌعة الممارسة الكشفٌة التً تصنؾ أنها تدخل ضمن الطرق الحٌة أو الطرق النشٌطة التً تعتمد على دور إٌقاظ طاقات و إمكانٌات الجماعة و توجٌهها إلى الحركٌة والنشاط لجعل األفراد و الجماعة التً ٌنتمون إلٌها ٌشتركون كلهم فً الحصول على المعرفة و مروجٌن إلٌها و معمٌٌن لها. المنهاج التربوي الكشفً كمثله من االتجاهات التربوٌة الحدٌثة ركز اهتمامه على الفرد ،على اعتبار أَ َّن ُه خبلل عملٌة التعلم ٌكون قاببلًا و قادراًا على التكوٌن الذاتً المستمر المتنامً بموازاة مع مراحل النمو التً ٌمر منها الفرد ،و هذه العملٌة وفق المنهاج ال تتم بصورة تلقابٌة بل تعتمد على دور القابد الذي ٌرشد و ٌوجه و ٌسهل للفتٌة تحقٌق ذلك التكوٌن الذاتً دون تدخل ٌفقد إرادة األفراد و ٌجعلهم عبارة عن منفذٌن سلبٌٌن لؤلوامر دون إعمال للعقل ودون محاولة تجرٌب القدرات والطاقات. فدور القابد ٌفترض وجوبا ًا احترام رؼبات و اختٌارات األفراد فً االتجاه الذي ٌحقق األهداؾ بالصورة المطلوبة و ٌتم ذلك عبر سٌاق تطبعه العبلقة المبنٌة على دور المصاحبة المحترمة لشخصٌة الفرد و تؤتٌه متعة الشعور بالتحدي و المؽامرة و االكتشاؾ التً تنشبها األجواء التنشٌطٌة. و ٌتجسد ذلك من خبلل المعاٌٌر التً تستند علٌها الطرابق النشٌطة ،و الحركة الكشفٌة تعتبر نموذجا ًا بارزاًا من نماذجها لكون هذه الطرق تجعل من المتعلم فاعبلًا إرادٌا ًا ()8 إذ ٌلعب الراشد دوراًا تحرٌضٌا ًا حٌث ٌقود ونشٌطا ًا وواعٌا ًا بتربٌته الخاصة الجماعة لكً تبدع النشاط وتتبناه ،كً تستمتع بما ٌبلحظه األفراد و ما ٌساهمون به من 172
ابتكار و مبادرة فً جو تسوده الحرٌة ،من أجل الشعور بمتعة اإلبداع و الفاعلٌة واالستقبللٌة .و هذا ما تفترضه مكونات المهمة خصوصا ًا دور المنشط الذي ٌحرك المجموعة و ٌدعمها لتحقٌق النجاح المنشود من طرؾ الفتٌة للمبادرات التً تتضمنها فقرات البرامج. -2دور المربً : الدٌنامكًة التً تعرفها الممارسة الكشفٌة داخل الوحدة تستوجب طبٌعة عبلقة من نوع خاص ،بٌن القابد والفتى أو الشباب ،عبلقة قد تختلؾ كالتً تتم بٌن المدرس والتلمٌذ ،لكون هذه العبلقة تتم داخل تنظٌم تربوي تطوعً ؼٌر إلزامً فً أسلوب تعامله و تقٌٌم نتابجه .و األنشطة التً تنفذ داخله تتم عبر عبلقة ترابط أخبلقً بٌن الراشد و الشباب أساسها التطوع واإلٌمان بالمبادئ و القٌم التً تنص علٌها الحركة، وبنا ًاء على ذلك فإن العبلقة تفترض اإلٌجابٌة حٌث ٌكون أساسها الحوار والتفاهم والثقة .و الؽاٌة من هذا النوع من الثقة هو إؼناء الحماس للمبادرة و المشاركة فً األنشطة لتحقٌق األهداؾ. سٌاق العملٌة التربوٌة التً ٌضمنها المنهاج التربوي الكشفً ٌقتضً وجوبا ًا هذا النوع من العبلقة التً ٌشعر خبللها الفرد بحرٌة رأٌه و فً إٌجابٌت ه داخل الجماعة التً ٌنتمً إلٌها ،والتً تتطلب إشراك جمٌع األعضاء فً اختٌار الفقرات و أسلوب تنفٌذها ،و هذه العملٌة تدخل ضمن أسلوب التنفٌذ الذي ٌقر للفرد حقه فً االختٌار وتحمل المسؤولٌة عن تلك االختٌارات وفق المرحلة العمرٌة لكل فبة. لقد حدد الخبراء أسلوب ممارسة التربٌة الكشفٌة داخل إطار تنظٌمً ٌوفر أجواء عبلقة تضمن وجود"مجتمع تعلٌمً" ٌضم فبة الفتٌة و الشباب رفقة الراشدٌن «ٌعمبلن معا ًا فً شراكة تمزج الحماس بالخبر ِة» ( )9عبر أنشطة هادفة تمتص حماس الشباب بتوجٌه خبرة الراشدٌن الذٌن ٌوفرون الظروؾ التً تتبلءم مع اإلحتٌاجات والمٌول و الرؼبات. و لكون المنهاج التربوي الكشفً ٌصنؾ ضمن الطرابق النشٌطة الفاعلة ( )10()Méthodes activesالتً تجعل من الفرد صانع معرفته ،حٌث ٌوضع فً ظروؾ (مكونات الطرٌقة الكشفٌة) التً تسمح له باكتشاؾ المعرفة عوض فرضها علٌه ،و هذا ما ٌؤكد أن طبٌعة العبلقة بٌن القابد و الفتى ٌطبعها احترام قدرات ومكونات الفرد ،و على ضوء هذا المعطى ٌتحدد جانب من األدوار الذي ٌجب أن ٌلعبه القابد لكً ٌنجح فً مهمته ،من خبلل ترشٌد استؽبلل إمكانٌة و قدرات الفتٌة و الشباب فٌما ٌدعم مكتسباتهم و فٌما ٌواكب تطورها فً تراكمها عبر وثٌرة متتالٌة. 173
التوجٌه و اإلرشاد الذي ٌوجهه القابد للفتٌة و الشباب عبر المجموعات التً ٌنتمون إلٌها ،هو من صمٌم الدور الموكول إلٌه لممارسة التربٌة الكشفٌة وفق منهاجها الذي ٌنص على القابد أن ٌقوم بتحلٌل مكونات العملٌة التربوٌة باعتبارها "تدخبلت" ضرورٌة لتحدٌد نقطة الوصول التً ٌنطلق منها الفرد فً التكوٌن الكشفً ،و التً ترتكز على الخصابص التالٌة: تقدٌر القدرات العقلٌة حسب المرحلة مراعاة المستوى التعلٌمً مراعاة المستوى الثقافً رصد استعدادات و اتجاهات الفرد مراعاة الظروؾ اإلجتماعٌة ( الحٌاتٌة بصفة عامة) رصد مكونات الشخصٌة و مستوى النضج رصد القدرات التواصلٌة و العبلقات اإلجتماعٌة معرفة القدرات و االستعدادات البدنٌة معرفة هذه الخصابص ضرورٌة بالنسبة للقابد لضبط تدخبلته و تحدٌد مستوى إرشاده وتوجٌهه للمجموعات و لؤلفراد كما أنها تعتبر معلومات جد هامة لعملٌة تقٌٌم أسلوب عمله وتقٌٌم نتابج األعمال و األنشطة. -3 الدور التنسٌقً: ٌعتمد القابد فً تنظٌم و تنسٌق األنشطة داخل الوحدة التً ٌشرؾ علٌها على مقاربة تشاركٌه بٌنه و بٌن الفتٌة ،و التً تتم عبر عبلقة منتظمة األدوارٌ .قوم القابد عبر تدخبلته التنسٌقٌة لقٌادة الوحدة و توجٌه أنشطتها وفق الخطة المتفق علٌها ،دون الوصول إلى حد تبنٌه ألدوار اإلعداد و التنظٌم و التنفٌذ ،فهو الشًء الذي ٌتركه للفتٌة ٌتذوقُوا حبلوة اإلعداد المتقن والشعور بجرأة التنظٌم و حماس التنفٌذ و الشباب كً َّ واالستمتاع بفرحة النجاح الذي ٌزٌد من الثقة بالذات .فالعملٌة التنسٌقٌة تتطلب من القابد أثناء الممارسة القٌام ب: تحوٌل أهداؾ الحركة إلى أهداؾ إجرابٌة قابلة للقٌاس و المبلحظة رفقة الشباب برمجة المحتوٌات و توظٌؾ الوسابل و الطرق المبلبمة لكل هدؾ جزبً ٌنفذه الفتٌة ()11 تحدٌد الوضعٌات و اإلحتٌاجات التً ستمكن من تقٌٌم كل هدؾ جزبً بمشاركة كل مكونات الوحدة.
174
- 4دور المحفز : من أهم أدوار القابد الناجح اختٌاره ألسلوب التعامل مع الفتٌة والشباب ،فهو بمثابة األخ األكبر والمربً والمنشط ،لٌقوم بعملٌات اإلرشاد والتوجٌه .هذه العملٌات التربوٌة تتطلب إشراك المستفٌدٌن فً مراحل هذا العمل الذي تتطلبه مهمة القابد. وإلنجاح هذه المهمة فؽن األمر ٌتطلب من القابد أن ٌتقن جٌدا فن التحفٌز ،حتى ٌؤثر بالشكل اإلٌجابً على األفراد الختٌار أحسن السبل التً تتبلءم مع احتٌاجاتهم ومٌوالتهم ورؼباتهم ،وبلوغ ذلك عن طرٌق الوصول إلى أحاسٌسهم ومشاعرهم ،فً مناخ من الحرٌة والتحاور الفعال كاآلتً : الشعور باالنتماء :الشعور باالنتماء إلى التنظٌم الكشفً العالمً ،الشعور باالنتماء إلى مؤسسة ذات كٌان وذات مكانة داخل المجتمعٌ ،جعل الفرد ٌعتز بهذا االنتماء وٌفخر بمن ٌنتمون إلٌه .وهذا الشعور ٌجعله مقببل بروح عالٌة للمساهمة فً الحركٌة التً تعم الفرقة والوحدة والطلٌعة التً ٌنتمً إلٌها. الشعور بالذات :االنتماء لمؤسسة ناجحة تجعل الفرد المنتمً إلٌها ٌشعر بمكانته داخلها ،وهذا ما ٌدفعه باستمرار إلى تطوٌر أدابه وعطابه داخل الجماعة .فكلما شعر الفرد بأنه عضو مهم كلما زادت قدرته وحوافزه على التقدم وعلى التطور. الشعور بالحرٌة :الحٌاة داخل الفرقة بكل مكوناتها تعطً للفرد والجماعة حٌزا هاما من الحرٌة ة داخل الفرقة فً التعبٌر وفً االجتهاد وفً اإلبداع ،ألن المساحة المتوفر ٌسمح باالختٌار الحر بالنسبة لكل فرد .وهذا مناخ ٌقوي العبلقة بٌن القابد واألفراد ،وٌعطٌه قدرة أوفر للتأثٌر فً توجٌههم وإرشادهم. ٌسعى القابد باستمرار كً ٌصل األفراد الذٌن ٌؤطرهم وٌشرؾ علٌهم إلى بلوغ أعلى مستوى من أدابهم خبلل تعلمهم فً سٌاق من األنشطة الكشفٌة.... - 5تقوٌم أداء القابد : ٌقوم القادة عادة بعملٌة تقٌٌم أعمال الوحدات و أنشطتها و االستناد على نتابجها من أجل اتخاذ القرارات المرتبطة بتعدٌل الهفوات و األخطاء لتطوٌر أسلوب التسٌٌر فً مجمل مكوناته ،لكن ما ٌؽٌب فً عملٌة التقٌٌم الجوانب المرتبطة بأداء القادة لمهامهم و لمواكبة كل قابد لمحددات دوره
175
ومهامه ،فإن ذلك ٌتطلب القٌام بصٌاؼة األهداؾ بشكل إجرابً ،و جعلها قابلة للمعاٌنة و المبلحظة والقٌاس حتى ٌتمكن من التقٌٌم اإلٌجابً لجل مكونات العملٌة التربوٌة التً ٌلعب أهم أدوارها لتقٌٌم أدابه فإنه مطالب ب : تقٌٌم القابد لذاته تقٌٌم أسلوب أدابه لمهمته تقٌٌم نتابج تدخبلته و عبلقاته مع الفتٌة هذا النوع من التقٌٌم الموجه إلى ذات القابد ٌساعد كثٌراًا على معرفة دوره وتحسٌن أدابه باستمرار و تقوٌم أسلوب تعامبلته و تفاعبلته مع األفراد و مع القادة اآلخرٌن ،و هذا النوع من التقٌٌم ٌساعده و ٌؤهله أكثر للنجاح فً التقوٌم ألتشاركً الذي ٌتم مع اآلخرٌن ،سواء الموجه لتقٌٌم األنشطة أو لتقٌٌم أعمال و أنشطة التنظٌم الذي ٌنتمً إلٌه. التقٌٌم الذاتً لتدخبلته و تفاعبلته ،و ربطها بالنتابج المرجوة التً ٌجب أن تكون له المقاٌٌس لٌتحقق على أنه ٌراها ُتظ ِهر خبرة و سلوك الفتٌة و عبرها ٌمكن أن ٌطور األسالٌب والتقنٌات التً ٌستعملها ،لكً ٌنظم تدخبلته التربوٌة بالكٌفٌة التً تتبلءم مع الدور دون زٌادة ٌمكن أن تؤثر على المردودٌة المطلوبة. ٌمكن للقابد أن ٌربط تقٌٌم نتابج أعماله بالنقط التالٌة : أوالًا :من خبلل النتابج التً تظهر على سلوك و مهارات و خبرات الفتٌة، كأفراد انطلقو ْا من نقط ِة وصول معٌنة لبلوغ درجة اكتساب ملموسة. ثانٌا ًا :من خبلل نتابج سٌر المجموعة التً تتفاعل بشكل إٌجابً تتقدم و تتطور كطلٌعة وكأفراد فً آن واحد. ثالثا ًا :من خبلل أسلوب تعامل القابد مع الفتٌة و الجماعات( الطبلبع) المتبلبم مع المنهاج التربوي المتجسد فً تنفٌذ الطرٌقة الكشفٌة. و انطبلقا ًا من هدؾ الحركة التً تسعى إلى "المساهمة فً تنمٌة الشباب للحصول على كامل طاقاتهم البدنٌة و العقلٌة و اإلجتماعٌة و الروحٌة كأفراد 12 وكمواطنٌن وكأعضاء فً مجتمعاتهم المحلٌة و الوطنٌة" ( ) فإن ذلك ٌحتم على القابد أثناء التقٌٌم إٌجاد مقاٌٌس لمبلحظة و معاٌنة تحقق الهدؾ بجل مكوناته بموازاة مع تقٌٌم أدابه و تدخبلته . 176
177
أُواعغ - 1كتاب التدرٌب الدولً ،تارٌخ تدرٌب القادة )م.ك.ع( - 2نفس المرجع الساب 3ـ أَُبد األٍبٍ٤خ ُِؾوًخ اٌُْل٤خ 4ـ اٌُْل٤خ ُِلز٤بٕ ــ ثبكٕ ثبٍٝ 5ـ رْ٘ ٜ٤اُغٔبػبد ــ ٓغِخ ٌٍُٞٞ٤ع٤خ روث٣ٞخ اُؼلك ٍ٘ 1خ 1999 6ـ أَُبد األٍبٍ٤خ ُِؾوًخ اٌُْل٤خ ــ ٗٗٞجو 2001ــ ٓ 13 7ـ ٌّ٤ت اُوؿب ١ــ اٌُْل٤خ ؽوًخ روث٣ٞخ ػبُٔ٤خ ٓزٔ٤يح ،اُزغوثخ أُـوث٤خ ثٖ٤ ٝاُزطِؼبد ٍ٘خ 2003 اُٞاهغ 8ـ أَُبد اَُ٤بٍ٢ح ُِؾوًخ اٌُْل٤خ ــ ٗٗٞجو 2001ــ ٓ 24 9ـ ٓؼغْ اُؼِ ّٞاُزوث٤خ ــ ٍَِِخ ػِ ّٞاُزوث٤خ ػلك 9ــ 10 10ـ اُجوآظ ٝأُ٘بٛظ ــ ٍَِِخ ػِ ّٞاُزوث٤خ ػلك 81 ٓ 4 11ـ ػ٘بٕو اُجوٗبٓظ اٌُْل ٢ــ 2ــ ٓ ــ ط 2ف 2/5 -12أَُبد األٍبٍ٤خ ُِؾوًخ اٌُْل٤خ ــ ٗٗٞجو 2001
6ـ رط٣ٞو ٓ٘بٛظ اُزؼِ15 ٓ ْ٤ 7ـ ػِْ اُ٘لٌ ٝرطج٤وبر ٚاإلعزٔبػ٤خ ٝاُزوث٣ٞخ ــ ك .ػجل اُؼِ ٢اُغَٔبٗ ٢ــ اُلاه اُؼوث٤خ ُِؼِّٞ 8ـ ٍ٤ل ف٤و هللا ــ ػِْ اُ٘لٌ اُزوث ١ٞأٍَ ٚاُ٘ظو٣خ ٝاُزغو٣ج٤خ ــ كاه اُٜ٘ٚخ اُؼوث٤خ 9ـ ٓؾٔل اُله٣ظ ــ اٌُلب٣بد ك ٢اُزؼِ ٖٓ ْ٤أعَ رأٍ ٌ٤ػُِِٜٔ٘ٔ ٢بط أُ٘لٓظ ــ ْٓ٘ٞهاد ٍَِِخ أُؼوكخ ُِغٔ٤غ .كع٘جو 2003
178