مقدمة ابن خلدون
هذا الكتاب تابع للحقوق اللكية العامة
القسم الول من القدمة ف فضل علم التاريخ و تقيق مذاهبه و اللاع ل ا يعرض للمؤرخي من الغالط و ذكر شيء من أسبابا اعلم أن فن التاريخ فن عزيز الذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الاضي من المم ف أخلقهم .و النبياء ف سيهم. و اللوك ف دولم و سياستهم .حت تتم فائدة القتداء ف ذلك لن يرومه ف أحوال الدين و الدنيا فهو متاج إل مآخذ متعددة و مع ارف متنوعة و حسن نظر و تثبت يفضيان بصاحبهما إل الق و ينكبان به عن الزلت و الغالط لن الخبار إذا اعتمد فيها على مرد النقل و ل تكم أصول العادة و قواعد السياسة و طبيعة العمران و الحوال ف الجتماع النسان و ل قيس الغائب منها بالشاهد و الاضر بالذاهب فربا ل يؤمن فيها من العثور و مزلة القدم و اليد عن جادة الصدق و كثيا iما وقع للمؤرخي و الفسرين و أئمة النقل م ن الغ الط ف الكايات و الوقائع لعتمادهم فيها على مرد النقل غثا iأو سينا iو ل يعرضوها على أصولا و ل قاسوها بأش باهها و ل س بوها بعي ار الكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تكيم النظر و البصية ف الخبار فضلوا عن الق و تاهوا ف بيداء الوهم و الغلط و ل س يما ف إحصاء العداد من الموال و العساكر إذا عرضت ف الكايات إذ هي مظنة الكذب و مطية الذر و ل بد من ردها إل الصول و عرضها على القواعد. و هذا كما نقل السعودي و كثي من الؤرخي ف جيوش بن إسرائيل بأن موسى عليه السلم أحصاهم ف التيه بعد أن أجاز من يطيق حل السلح خاصة من ابن عشرين فما فوقها فكانوا ستمائة ألف أو يزيدون و يذهل ف ذلك عن تقدير مصر و الشام و اتساعهما لث ل ه ذا العدد من اليوش لكل ملكة من المالك حصة من الامية تتسع لا و تقوم بوظائفها و تضيق عما فوقها تشهد بذلك الع وائد العروف ة و الحوال الألوفة ث أن مثل هذه اليوش البالغة إل مثل هذا العدد يبعد أن يقع بينها زحف أو قتال لضيق مساحة الرض عنها و بع دها إذا اصطفت عن مدى البصر مرتي أو ثلثا iأو أزيد فكيف يقتتل هذان الفريقان أو تكون غلبة أحد الصفي و شيء م ن ج وانبه ل يش عر بالانب الخر و الاضر يشهد لذلك فالاضي أشبه بالت من الاء بالاء. و لقد كان ملك الفرس و دولتهم أعظم من ملك بن إسرائيل بكثي يشهد لذلك ما كان من غلب بتنصر لم و التهامه بلدهم و استيلئه على أمرهم و تريب بيت القدس قاعدة ملتهم و سلطانم و هو من بعض عمال ملكة فارس يقال إنه كان مرزبان الغرب من تومه ا و كانت مالكهم بالعراقي و خراسان و ما وراء النهر و البواب أوسع من مالك بن إسرائيل بكثي و مع ذلك ل تبلغ جيوش الفرس قط مثل هذا العدد و ل قريبا iمنه و أعظم ما كانت جوعهم بالقادسية مائة و عشرين ألفا iكلهم متبوع على ما نقله سيف قال و كانوا ف أتب اعهم أكثر من مائت ألف و عن عائشة و الزهري فأن جوع رستم الذين زحف بم سعد بالقادسية إنا كانوا ستي ألفا iكلهم متبوع و أيضا iفلو بلغ بنو إسرائيل مثل هذا العدد لتسع نطاق ملكهم و انفسح مدى دولتهم فإن العمالت و المالك ف الدول على نسبة الامية و القبي ل القائمي با ف قتلها و كثرتا حسبما نبي ف فضل المالك من الكتاب الول و القوم ل تتسع مالكهم إل غي الردن و فلسطي من الشام و بلد يثرب و خيب من الجاز على ما هو العروف. و أيضا iفالذي بي موسى و إسرائيل إنا ف أربعة آباء على ما ذكره الققون فإنه موسى بن عمران بن يصهر بن قاهت بفتح الاء وكسرها ابن لري بكسر الواو و فتحها ابن يعقوب و هو إسرائيل ال هكذا نسبه ف التوراة و الدة بينهما على ما نقله السعودي قال دخل إسرائيل مصر مع ولده السباط و أولدهم حي أتوا إل يوسف سبعي نفسا iو كان مقامهم بصر إل أن خرجوا مع موسى عليه السلم إل ال تيه مائتي و عشرين سنة تتداولم ملوك القبط من الفراعنة و يبعد أن يتشعب النسل ف أربعة أجيال إل مثل هذا العدد و إن زعم وا أن ع دد تلك اليوش إنا كان ف زمن سليمان و من بعده فبعيد أيضا iإذ ليس بي سليمان و إسرائيل إل أحد عشر أبا iفإنه سليمان بن داود بن يشا بن عوفيذ و يقال ابن عوفذ ابن باعز و يقال بوعز بن سلمون بن نشون بن عمينوذب و يقال حيناذاب بن رم ب ن حص رون و يق ال
حسرون بن بارس و يقال ببس بن يهوذا بن يعقوب و ل يتشعب النسل ف أحد عشر من الولد إل مثل هذا العدد الذي زعموه الله م إل الئتي و اللف فربا يكون و أما أن يتجاوز إل ما بعدها من عقود العداد فبعيد و اعتب ذلك ف الاضر الشاهد و القريب العروف تد زعمهم باطل iو نقلهم كاذبا.i و الذي ثبت ف السرائيليات أن جنود سليمان كانت اثن عشر ألفا iخاصة و أن مقرباته كانت ألفا iو أربعمائة فرس مرتبطة على أبوابه هذا هو الصحيح من أخبارهم و ل يلتفت إل خرافات العامة منهم و ف أيام سليمان عليه السلم و ملكه كان عنفوان دولتهم و أتساع ملكهم هذا و قد ند الكافة من أهل الصر إذا أفاضوا ف الديث عن عساكر الدول الت لعهدهم أو قريبا iمنه و تفاوضوا ف الخبار عن جي وش السلمي أو النصارى أو أخذوا ف إحصاء أموال البايات و خراج السلطان و نفقات الترفي و بضائع الغنياء الوسرين توغلوا ف العدد و تاوزوا حدود العوائد و طاوعوا وساوس العراب فإذا استكشف أصحاب الدواوين عن عساكرهم و استنبطت أحوال أه ل ال ثروة ف بضائعهم و فوائدهم و استجليت عوائد الترفي ف نفقاتم ل تد معشار ما يعدونه و ما ذلك إل لولوع النفس يالغرائب و سهولة التجاوز على اللسان و الغفلة على التعقب و النتقد حت ل ياسب نفسه على خطإ و ل عمد و ل يطالبه ف الب بتوسط و ل عدالة ول يرجعه ا إل بث و تفتيش فيسل عنانه و يسيم ف مراتع الكذب لسانه و يتخذ آيات ال هزءا iو يشتري لو الديث ليصل عن سبيل ال و حسبك با صفقة خاسرة. و من الخبار الواهية للمؤرخي ما ينقلونه كافة ف أخبار التبابعة ملوك اليمن و جزيرة العرب أنم كانوا يغزون من قراهم باليمن إل أفريقية و الببر من بلد الغرب و أن أفريقش بن قيس بن صيفي من أعاظم ملوكهم الول و كان لعهد موسى عليه السلم أو قبله بقلي ل غ زا أفريقية و أثخن ف الببر و أنه الذي ساهم بذا السم حي سع رطانتهم و قال ما هذه الببرة فأخذ هذا السم عنه و دعوا به من حينئذ و أنه لا انصرف من الغرب حجز هنالك قبائل من حي فأقاموا با و اختلطوا بأهلها و منهم صنهاجة و كتامة و من هذا ذه ب الط بي و الرجان و السعودي و ابن الكلب و البيلي إل أن صنهاجة و كتامة من حي وتاباه نسابة الببر و هو الصحيح و ذكر السعودي أيض ا iأن ذا الذعار من ملوكهم قبل أفريقش و كان على عهد سليمان عليه السلم غزا الغرب و دوخه و كذلك ذكر مثله عن ياسر ابنه من بعده و إنه بلغ وادي الرمل ف بلد الغرب و ل يد فيه مسلكا iلكثرة الرمل فرجع و كذلك يقولون ف تبع الخر و هو أسعد أبو كرب و ك ان على عهد يستأنف من ملوك الفرس الكيانية أنه ملك الوصل و أذربيجان و لقي الترك فهزمهم و أثخن ث غزاهم ثانية و ثالثة كذلك و أن ه بعد ذلك أغزى ثلثة من بنيه بلد فارس و إل بلد الصغد من بلد أمم الترك وراء النهر و إل بلد الروم فملك الول البلد إل س رقند و قطع الفازة إل الصي فوجد أخاه الثان الذي غزا إل سرقند قد سبقه إليها ث فأثخنا ف بلد الصي و رجعا جيعا iبالغنائم و ترك وا ببلد الصي قبائل من حي فهم با إل هذا العهد و بلغ الثالث إل قسطنطينية فدرسها و دوخ بلد الروم و رجع. و هذه الخبار كلها بعيدة عن الصحة عريقة ف الوهم و الغلط و أشبه بأحاديث القصص الوضوعة .و ذلك أن ملك التبابعة إنا كان بزيرة العرب و قرارهم و كرسيهم بصنعاء اليمن .و جزيرة العرب ييط با البحر من ثلث جهاتا فبحر الند من النوب و بر فارس الابط منه إل البصرة من الشرق و بر السويس الابط منه إل السويس من أعمال مصر من جهة الغرب كما ت راه ف مص ور الغرافي ا فل ي د السالكون من اليمن إل الغرب طريقا iمن غي السويس و السلك هناك ما بي بر السويس و البحر الشامي قدر مرحلتي فما دونما و يبعد أن ير بذا السلك ملك عظيم ف عساكر موفورة من غي أن يصي من أعماله هذه متنع ف العادة .و قد كان بتلك العم ال العمالق ة و كنعان بالشام و القبط بصر ث ملك العمالقة مصر و ملك بنو إسرائيل الشام و ل ينقل قط أن التبابعة حاربوا أحدا iمن هؤلء الم م .و ل ملكوا شيئا iمن تلك العمال و أيضا iفالشقة من البحر إل الغرب بعيدة و الزودة و العلوفة للعساكر كثية فإذا س اروا ف غي أعم الم احتاجوا إل انتهاب الزرع و النعم و انتهاب البلد فيما يرون عليه و ل يكفي ذلك للزودة و للعلوفة عادة و إن نقلوا كفايتهم من ذل ك من أعمالم فل تفي لم الرواحل بنقله فل بد و أن يروا ف طريقهم كلها بأعمال قد ملكوها و دوخوها لتكون الية منها و إن قلنا أن تلك العساكر تر بؤلء المم من غي أن تيجهم فتحصل لم الية بالسالة فذلك أبعد و أشد امتناعا iفدل على أن ه ذه الخب ار واهي ة أو موضوعة. و أما وادي الرمل الذي يعجز السالك فلم يسمع قط ف ذكره ف الغرب على كثرة سالكه و من يقص طرقه من الركاب و القرى ف ك ل عصر و كل جهة و هو على ما ذكروه من الغرابة تتوفر الدواعي على نقله .و أما غزوهم بلد الشرق و أرض الترك و إن كان طريقه أوسع
من مسالك السويس إل أن الشقة هنا أبعد و أمم فارس و الروم معترضون فيها دون الترك و ل نقل قط أن التبابعة ملكوا بلد ف ارس و ل بلد الروم و إنا كانوا ياربون أهل فارس على حدود بلد العراق و ما بي البحرين و الية و الزيرة بي دجلة و الفرات و ما بينهم ا ف العمال و قد وقع ذلك بي ذي الذعار منهم و كيكاوس من ملوك الكيانية و بي تبع الصغر أب كرب و يستاسف معهم أيض ا iو م ع ملوك الطوائف بعد الكيانية و الساسانية ف من بعدهم بجاوزة أرض فارس بالغزو إل بلد الترك و التبت و هو متنع عادة من بعدهم أجل المم العترضة منهم و الاجة إل الزودة و العلوفات مع بعد الشقة كما مر فالخبار بذلك واهية مدخولة و هي لو كانت صحيحة النقل لكان ذلك قادحا iفيها فكيف و هي ل تنقل من وجه صحيح و قول ابن إسحاق ف خب يثرب و الوس و الزرج أن تبعا iالخر س ار إل الشرق ممول iعلى العراق و بلد فارس و أما بلد الترك و التبت فل يصح غزوهم إليها بوجه لا تقرر فل تثق با يلقى إليك من ذل ك و تأمل الخبار و أعرضها على القواني الصحيحة يقع لك تحيصها بأحسن وجه و ال الادي إل الصواب.
فصل القسم الثان من القدمة ف فضل علم التاريخ و تقيق مذاهبه و اللاع لا يعرض للمؤرخي من الغالط و ذكر شيء من أسبابا و أبعد من ذلك و أعرق ف الوهم ما يتناقله الفسرون ف تفسي سورة و الفجر ف قوله تعال أل تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد فيجعلون لفظة إرم اسا iلدينة وصفت بأنا ذات عماد أي أساطي و ينقلون أنه كان لعاد بن عوص بن إرم ابنان ها شديد و شداد ملكا من بعده و هلك شديد فخلص اللك لشداد و دانت له ملوكهم و سع وصف النة فقال لبني مثلها فبن مدينة إرم ف صحارى عدن ف مدة ثلثمائة سنة و كان عمره تسعمائة سنة و أنا مدينة عظيمة قصورها من الذهب و أساطينها من الزبرجد و الياقوت و فيها أصناف الشجر و النار الطردة و لا ت بناؤها سار إليها بأهل ملكته حت إذا كان منها على مسية يوم و ليلة بعث ال عليهم صيحة من الس ماء فهلك وا كلهم .ذكر ذلك الطبي و الثعالب و الزمشري و غيهم من الفسرين و ينقلون عن عبد ال بن قلبة من الصحابة أنه خرج ف طلب إب ل له فوقع عليها و حل منها ما قدر عليه و بلغ خبه معاوية فأحضره و قص عليه فبحث عن كعب الخبار و سأله عن ذلك فقال ه ي إرم ذات العماد من سيدخلها رجل من السلمي أحر أشقر قصي على حاجبه خال و على عنقه خال يرج ف طلب إبل له ث التفت فأبصر ابن قلبة فقال هذا و ال ذلك الرجل. و هذه الدينة ل يسمع لا خب من يومئذ ف شيء من بقاع الرض و صحارى عدن الت زعموا أنا بنيت فيها هي ف وسط اليمن و مازال عمرانه متعاقبا iو الدلء تقص طرقه من كل وجه و ل ينقل عن هذه الدينة خب و ل ذكرها أحد من الخباريي و ل من المم و لو ق الوا أنا درست فيما درس من الثار لكان أشبه إل أن ظاهر كلمهم أنا موجودة و بعضهم يقول أنا دمشق بناء على أن قوم عاد ملكوها و قد ينتهي الذيان ببعضهم إل أنا غائبة و إنا يعثر عليها أهل الرياضة و السحر مزاعم كلها أشبه بالرافات و الذي حل الفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة العراب ف لفظة ذات العماد أنا صفة إرم و حلوا العماد على الساطي فتعي أن يكون بناء و رشح لم ذلك ق راءة اب ن الزبي عاد إرم على الضافة من غي تنويون ث وقفوا على تلك الكايات الت هي أشبه بالقاصيص الوضوعة الت هي أق رب إل الك ذب النقولة ف عداد الضحكات و إل فالعماد هي عماد الخبية بل اليام و إن أريد با الساطي فل بدع ف وصفهم بأنم أهل بناء و أساطي على العموم با اشتهر من قوتم لنه بناء خاص ف مدينة معينة أو غيها و إن أضيفت كما ف قراءة ابن الزبي فعلى إضافة الفصيلة إل القبيلة كما تقول قريش كنانة و إلياس مضر و ربيعة نزار أي ضرورة إل هذا المل البعيد الذي تحلت لتوجيهه لمثال هذه الكايات الواهية الت ينه كتاب ال عن مثلها لبعدها عن الصحة.
و من الكايات الدخولة للمؤرخي ما ينقلونه كافة ف سبب نكبة الرشيد للبامكة من قصة العباسة أخته مع جعفر بن يي بن خالد موله و أنه لكلفه بكانما من معاقرته إياها المر أذن لما ف عقد النكاح دون اللوة حرصا iعلى اجتماعهما ف ملسه و أن العباسة تيلت عليه ف التماس اللوة به لا شغفها من حبه حت واقعها زعموا ف حالة السكر فحملت و وشي بذلك للرشيد فاستغضب و هيهات ذل ك م ن منصب العباسة ف دينها و أبويها و جللا و أنا بنت عبد ال بن عباس و ليس بينها و بينه إل أربعة رجال هم أشراف الدين و عظماء اللة من بعده .و العباسة بنت ممد الهدي ابن عبد ال أب جعفر النصور بن ممد السجاد ابن علي أب اللفاء ابن عبد ال ترجان القرآن اب ن العباس عم النب صلى ال عليه و سلم ابنة خليفة أخت خليفة مفوفة باللك العزيز و اللفة النبوية و صحبة الرسول و عمومته و إقامة اللة و نور الوحي و مهبط اللئكة من سائر جهاتا قريبة عهد ببداوة العروبية و سذاجة الذين البعيدة عن عوائد الترف و مراتع الفواحش ف أين يطلب الصون و العفاف إذا ذهب عنها أو أين توجد الطهارة و الذكاء إذا فقدا من بيتها أو كيف تلحم نسبها بعفر ب ن يي و ت دنس شرفها العرب بول من موال العجم بلكة جده من الفرس أو بولء جدها من عمومة الرسول و أشراف قريش و غايته أن جذبت دولته م بضبعه وضبع أبيه و استخلصتهم و رقتهم إل منازل الشراف و كيف يسوغ من الرشيد أن يصهر إل موال العاجم على بعد هته و عظم آبائه و لو نظر التأمل ف ذلك نظر النصف و قاس العباسة بابنة ملك من عظماء ملوك زمانه لستنكف لا عن مثله مع مول م ن م وال دولتها و ف سلطان قومها و استنكره و ل ف تكذيبه و ابن قدر العباسة و الرشيد من الناس. و إنا نكب البامكة ما كان من استبدادهم على الدولة و احتجافهم أموال الباية حت كان الرشيد يطلب اليسي من الال فل يص ل إلي ه فغلبوه على أمره و شاركوه ف سلطانه و ل يكن له منهم تصرف ف أمور ملكه فعظمت آثارهم و بعد صيتهم و عمروا مراتب الدول ة و خططها بالرؤساء من ولدهم و صنائعهم و احتازوها عمن سواهم من وزارة و كتابة و قيادة و حجابة و سيف و قلم .يقال إنه كان ب دار الرشيد من ولد يي بن خالد خسة و عشرون رئيسا iمن بي صاحب سيف و صاحب قلم زاحوا فيها أهل الدولة بالناكب و دفعوهم عنها بالراح لكان أبيهم يي بن كفالة هارون ول عهد و خليفة حت شب ف حجره و درج من عشه و غلب على أمره و كان يدعوه يا أب ت فتوجه اليثار من السلطان إليهم وعظمت الدالة منهم و انبسط الاه عندهم و انصرفت نوهم الوجوه و خضعت لم الرقاب و قص رت عليهم المال و تطت إليهم من أقصى التخوم هدايا اللوك و تف المراء و تسربت إل خزائنهم ف سبيل التزلف و الستمالة أموال الباية و أفاضوا ف رجال الشيعة و عظماء القرابة العطاء و طوقوهم النن و كسبوا من بيوتات الشراف العدم و فكوا العان و مدحوا با ل يدح به خليفتهم و أسنوا لعفاتم الوائز و الصلت و استولوا على القرى و الضياع من الضواحي و المصار ف سائر المالك حت أسفوا البطالة و أحقدوا الاصة و أغصوا أهل الولية فكشفت لم وجوه النافسة و السد و دبت إل مهادهم الوثي من الدولة عقارب السعاية حت لقد كان بنو خطبة أخوال جعفر من أعظم الساعي عليهم ل تعطفهم لا وقر ف نفوسهم من السد عواطف الرحم و ل وزعتهم أواصر القرابة و قارن ذلك عند مدومهم نواشيء الغية و الستنكاف من الجر و النفة و كان القود الت بعثتها منهم صغائر الدال ة .و انته ى ب ا الصرار على شأنم إل كبائر الخالفة كقصتهم ف يي بن عبد ال بن حسن بن السن بن علي بن أب طالب أخي ممد الهدي اللق ب بالنفس الزكية الارج على النصور و يي هذا هو الذي استنله الفضل بن يي من بلد الديلم على أمان الرشيد بطه و بذل لم فيه ألف ألف درهم على ما ذكره الطبي و دفعه الرشيد إل جعفر و جعل اعتقاله بداره و إل نظره فحبسه مدة ث حلته الدالة على تلية س بيله و الستبداد بل عقاله حرما iلدماء أهل البيت بزعمه و دالة على السلطان ف حكمه .و سأله الرشيد عنه لا و شي به أليه ففطن و قال أطلقته فأبدى له وجه الستحسان و أسرها ف نفسه فأوجد السبيل بذلك على نفسه و قومه حت ثل عرشهم و ألقيت عليهم ساؤهم و خس فت الرض بم و بدارهم و ذهبت سلفا iو مثل iللخرين أيامهم و من تأمل أخبارهم و استقصى سي الدولة و سيهم وجد ذلك مقق الس ر مهد السباب و انظر ما نقله ابن عبد ربه ف مفاوضة الرشيد عم جده داود بن علي ف شأن نكبتهم و ما ذكره ف باب الشعراء ف كت اب العقد به ماورة الصمعي للرشيد و للفضل بن يي ف سرهم تتفهم أنه إنا قتلتهم الغية و النافسة ف الستبداد من الليفة فم ن دون ه و كذلك ما تيل به أعداؤهم من البطانة فيما دسوه للمغني من الشعر احتيال iعلى إساعه للخليفة و تريك حفائظه لم و هو قوله: ليت هندا iأنزتنا ما تعد و شفت أنفسنا ما ند
و استبدت مرة iواحدةiإنا العاجز من ليستبد و إن الرشيد لا سعها قال أي و ال إن عاجز حت بعثوا بأمثال هذه كامن غيته و سلطوا عليهم بأس انتقامه نعوذ بال من غلبة الرجال و سوء الال. و أما ما توه له الكاية من معاقرة الرشيد المر و اقتران سكره بسكر الندمان فحاشا ال ما علمنا عليه من سوء و أين هذا من حال الرشيد و قيامه با يب لنصب اللفة من الدين و العدالة و ما كان عليه من صحابة العلماء و الولياء و ماوراته للفضيل بن عياض و ابن السمك و العمري و مكاتبته سفيان الثوري و بكائه من مواعظهم و دعائه بكة ف طوافه و ما كان عليه من العبادة و الافظة على أوقات الصلوات و شهود الصبح لول وقتها .حكى الطبي و غيه أنه كان يصلي ف كل يوم مائة ركعة نافلة و كان يغزو عاما iو يج عاما iو لقد زجر ابن أب مري مضحكه ف سره حي تعرض له بثل ذلك ف الصلة لا سعه يقرأ وما ل ل أعبد الذي فطرن وإليه ترجعون و قال و ال ما أدري ل ؟ فما تالك الرشيد أن ضحك ث التفت إليه مغضبا iو قال يا ابن أب مري ف الصلة أيضا iإياك إياك و القرآن و الدين و لك م ا ش ئت بعدها و أيضا iفقد كان من العلم و السذاجة بكان لقرب عهده من سلفه النتحلي لذلك و ل يكن بينه و بي جده أب جعفر بعيد زمن إنا خلفه غلما iو قد كان أبو جعفر بكان من العلم و الدين قبل اللفة و بعدها و هو القائل لالك حي أشار عليه بتأليف الوطإ يا أبا عبد ال إنه ل يبقى على وجه الرض أعلم من و منك و إن قد شغلتن اللفة فضع أنت للناس كتابا iينتفعون به تنب فيه رخص اب ن عب اس و شدائد ابن عمر و وطئه للناس توطئة قال مالك فوال .لقد علمن التصنيف يومئذ و لقد أدركه ابنه الهدي أبو الرشيد هذا و هو يتورع عن كسوة الديد لعياله من بيت الال و دخل عليه يوما iو هو بجلسه يباشر الياطي ف إرقاع اللقان من ثياب عياله فاستنكف الهدي م ن ذلك و قال يا أمي الؤمني على كسوة هذه العيال عامنا iهذا من عطائي فقال له لك ذلك و ل يصده عنه و ل سح بالنفاق فيه من أموال السلمي فكيف يليق بالرشيد على قرب العهد من هذا الليفة و أبوته و ما رب عليه من أمثال هذه السي ف أهل بيته و التخلق با أن يعاقر المر أو ياهر با و قد كانت حالة الشراف من العرب الاهلية ف اجتناب المر معلومة و ل يكن الكرم شجرتم و كان شربا مذم ة عند الكثي منهم و الرشيد و آباؤه كانوا على ثبج من اجتناب الذمومات ف دينهم و دنياهم و التخلق بالامد و أوصاف الكمال و نزعات العرب .و انظر ما نقله الطبي و السعودي ف ف قصة جبيل بن بتيشوع الطبيب حي أحضر له السمك ف مائدته فحماه عن ه ث أم ر صاحب الائدة بمله إل منله و فطن الرشيد و ارتاب به و دس خادمه حت عاينه يتناوله فاعد ابن بتيشوع للعت ذار ثلث قط ع م ن السمك ف ثلثة أقداح خلط إحداها باللحم العال بالتوابل و البقول و البوارد و اللوى و صب على الثانية ماء¸ مثلجا iو على الثالثة خ راi صرفا iو قال ف الول و الثان هذا طعام أمي الؤمني إن خلط السمك بغيه أو ل يلطه و قال ف الثالث هذا طعام ابن بتيشوع و دفعه ا إل صاحب الائدة حت إذا انتبه الرشيد و أحضره للتوبيخ ،أحضر الثلثة القداح فوجد صاحب المر قد اختلط و أماع و تفتت و وج د الخرين قد فسدا و تغيت رائحتهما فكانت له ف ذلك معذرة و تبي من ذلك أن حال الرشيد ف اجتناب المر كانت معروفة عند بطانته و أهل مائدته و لقد ثبت عنه أنه عهد ببس أب نواس لا بلغه من انماكه ف العاقرة حت تاب و أقلع و إنا كان الرشيد يشرب نبيذ التم ر على مذهب أهل العراق و فتاويهم فيها معروفة و أما المر الصرف فل سبيل إل اتامه با و ل تقليد الخبار الواهية فيها فلم يكن الرجل بيث يواقع مرما iمن أكب الكبائر عند أهل اللة و لقد كان أولئك القوم كلهم بنحاة من ارتكاب السرف و الترف ف ملبسهم و زينتهم و سائر متناولتم لا كانوا عليه من خشونة البداوة و سذاجة الدين الت ل يفارقوها بعد فما ظنك با يرج عن الباحة إل الظر و ع ن اللة إل الرمة و لقد اتفق الؤرخون الطبي و السعودي و غيهم على أن جيع من سلف من خلفاء بن أمية و بن العباس إن ا ك انوا يركبون باللية الفيفة من الفضة ف الناطق و السيوف و اللجم و السروج و أن أول خليفة أحدث الركوب بلية الذهب هو الع تز ب ن التوكل ثامن اللفاء بعد الرشيد و هكذا كان حالم أيضا iف ملبسهم فما ظنك بشاربم و يتبي ذلك بأت من هذا إذا فهمت طبيعة الدولة ف أولا من البداوة و الغضاضة كما نشرح ف مسائل الكتاب الول إن شاء ال و ال الادي إل الصواب .و يناسب هذا أو قريب منه م ا ينقلونه كافة عن يي بن أكثم قاضي الأمون و صاحبه و أنه كان يعاقر المر و أنه سكر ليلة مع شربه فدفن ف الري ان ح ت أف اق و ينشدون على لسانه:
يا سيدي و أمي الناس كلهم قد جار ف حكمه من كان يسقين إن غفلت عن الساقي فصين كما تران سليب العقل و الدين و حال ابن أكثم و الأمون ف ذلك من حال الرشيد و شرابم إنا كان النبيذ و ل يكن مظورا iعندهم و أما السكر فليس م ن ش أنم و صحابته للمأمون إنا كانت خلة ف الدين و لقد ثبت أنه كان ينام معه ف البيت و نقل ف فضائل الأمون و حسن عشرته أنه انتبه ذات ليلة عطشان فقام يتحسس و يتلمس الناء مافة أن يوقظ يي بن أكثم و ثبت أنما كانا يصليان الصبح جيعا iفإن هذا من العاقرة و أيضا iف إن يي بن أكثم كان من علية أهل الديث و قد أثن عليه المام أحد بن حنبل و إساعيل القاضي و خرج عنه التزمذي كتابه الامع و ذكر الزن الافظ أن البخاري روى عنه ف غي الامع فالقدح فيه قدح ف جيعهم و كذلك ما ينبزه الان باليل إل الغلمان بتانا iعل ى ال و فرية على العلماء و يستندون ف ذلك إل أخبار القصاص الواهية الت لعلها من افتراء أعدائه فإنه كان مسودا iف كماله خلت ه للس لطان و كان مقامه من العلم و الدين منها iعن مثل ذلك و قد ذكر لبن حنبل ما يرميه به الناس فقال سبحان ال سبحان ال و من يقول ه ذا و أنكر ذلك إنكارا iشديدا iوأثن عليه إساعيل القاضي فقيل له ما كان يقال فيه فقال معاذ ال أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ و حاس د و قال أيضا iيي بن أكثم أبرأ إل ال من أن يكون فيه شيء ما كان يرمى به من أمر الغلمان و لقد كنت أقف على سرائره فأج ده ش ديد الوف من ال لكنه كانت فيه دعابة و حسن خلق فرمى با رمى به ابن حيان ف الثقات و قال ل يشتغل با يكى عنه لن أكثرها ل يصح عنه و من أمثال هذه الكايات ما نقله ابن عبد ربه صاحب العقد من حديث الزنبيل ف سبب إصهار الأمون إل السن بن سهل ف بنت ه بوران و أنه عثر ف بعض الليال ف تطوافه بسكك بغداد ف زنبيل مدل من بعض السطوح بعالق و جدل مغارة الفتل من الرير فاعتقده و تناول العالق فاهتزت و ذهب به صعدا iإل ملس شأنه كذا و وصف من زينة فرشه و تنصيد ابنته و جال رؤيته ما يستوقف الطرف و يلك النفس و أن امرأة برزت له من خلل الستور ف ذلك اللس رائقة المال فتانة الاسن فحيته و دعته إل النادمة فلم يزل يعاقرها المر حت الصباح و رجع إل أصحابه بكانم من انتظاره و قد شغفته حبا iبعثه على الصهار إل أبيها و أين هذا كله من حال الأمون العروفة ف دينه و علمه و اقتفائه سنن اللفاء الراشدين من آبائه و أخذه بسي اللفاء الربعة أركان اللة و مناظرته العلماء و حفظه ل دود ال تع ال ف صلواته ،أحكامه فكيف تصح عنه أحوال الفساق الستهترين ف التطواف بالليل و طروق النازل و غشيان السمر سبيل عشاق الع راب و أين ذلك من منصب ابنة السن بن سهل و شرفها و ما كان بدار أبيها من الصون و العفاف و أمثال هذه الكايات ك ثية و ف كت ب الؤرخي معروفة و إنا يبعث على وضعها و الديث با النماك ف اللذات الرمة و هتك قناع الخدرات و يتعللون بالتأسي بالقوم فيم ا يأتونه من طاعة لذاتم فلذلك تراهم كثيا iما يلهجون بأشباه هذه الخبار و ينقرون عنها عند تصفحهم لوراق الدواوين و لو ائتسوا بم ف غي هذا من أحوالم و صفات الكمال اللئقة بم الشهورة عنهم لكان خيا iلم لو كانوا يعلمون .و لقد عذلت يوما iبعض المراء من أبناء اللوك ف كلفه بتعلم الغناء و ولوعه بالوتار و قلت له ليس هذا من شأنك و ل يليق بنصبك فقال ل أفل ترى إل إبراهيم ب ن اله دي كيف كان إمام هذه الصناعة و رئيس الغني ف زمانه فقلت له يا سبحان ال و هل تأسيت بأبيه أو أخيه أو ما رأيت كيف قع د ذل ك بإبراهيم عن مناصبهم فصم عن عذل و أعرض و ال يهدي من يشاء. و من الخبار الواهية ما يذهب إليه الكثي من الؤرخي و الثبات ف العبيديي خلفاء الشيعة بالقيوان و القاهرة من نفيهم عن أهل ال بيت صلوات ال عليهم و الطعن ف نسبهم إل اساعيل المام ابن جعفر الصادق يعتمدون ف ذلك على أحاديث لفقت للمستضعفي من خلفاء بن العباس تزلفا iإليهم بالقدح فيمن ناصبهم و تفننا iف الشمات بعدوهم حسبما تذكر بعض هذه الحاديث ف أخبارهم و يغفل ون ع ن التفطن لشواهد الواقعات و أدلة الحوال الت اقتضت خلف ذلك من تكذيب دعواهم و الرد عليهم. فإنم متفقون ف حديثهم عن مبدأ دولة الشيعة أن أبا عبد ال التسب لا دعي بكتامة للرضى من آل ممد و اشتهر خبه و علم تويه على عبيد ال الهدي و ابنه أب القاسم خشيا على أنفسهما فهربا من الشرق مل اللفة و اجتازا بصر و أنما خرجا من الس كندرية ف زي
التجار و ني خبها إل عيسى النوشري عامل مصر و السكندرية فسرح ف طلبهما اليالة حت إذا أدركا خفي حالما على تابعهما ب ا لبسوا به من الشارة و الزي فأفلتوا إل الغرب .و أن العتضد أوعز إل الغالبة أمراء أفريقيا بالقيوان و بن مدرار أمراء سجلماسة بأخ ذ الفاق عليهما وإذكاء العيون ف طلبهما فعثر اليشع صاحب سجلماسة من آل مدرار على خفي مكانما ببلده و اعتقلهما مرضاة للخليفة.
القسم الثالث من القدمة ف فضل علم التاريخ و تقيق مذاهبه و اللاع ل ا يعرض للمؤرخي من الغالط و ذكر شيء من أسبابا هذا قبل أن تظهر الشيعة على الغالبة بالقيوان ث كان بعد ذلك ما كان من ظهور دعوتم بالغرب و أفريقية ث باليمن ث بالس كندرية ث بصر و الشام و الجاز و قاسوا بن العباس ف مالك السلم شق البلمة و كادوا يلجون عليهم مواطنهم و يزايلون من أمرهم و لقد أظهر دعوتم ببغداد و عراقها المي البساسيي من موال الديلم التغلبي على خلفاء بن العباس ف مغاضبت جرت بينه و بي أم راء العج م و خطب لم على منابرها حول iكامل iو مازال بنو العباس يغصون بكانم و دولتهم و ملوك بن أمية وراء البحر ينادون بالويل و الرب منهم و كيف يقع هذا كله لدعي ف النسب يكذب ف انتحال المر و اعتب حال القرمطي إذ كان دعيا iف انتسابه كيف تلشت دعوته و تفرقت اتباعه و ظهر سريعا iعلى خبثهم و مكرهم فساءت عاقبتهم و ذاقوا و بال أمرهم و لو كان أمر العبيد بي كذلك لعرف و لو بعد مهلة: ومهما يكن عند امرىء من خليقة و إن خالا تفى على الناس تعلم فقد اتصلت دولتهم نوا iمن مائي و ستي سنة و ملكوا مقام إبراهيم عليه السلم و مصله و موطن الرسول صلى ال عليه وسلم و مدفنه و موقف الجيج و مهبط اللئكة ث انقرض أمرهم و شيعتهم ف ذلك كله على أت ما كانوا عليه من الطاعة لم و الب فيهم و اعتقادهم بنسب المام إساعيل بن جعفر الصادق و لقد خرخوا مرارا iبعد ذهاب الدولة و دروس أثرها داعي إل بدعتهم هاتفي بأساء صبيان م ن أعقابم يزعمون استحقاقهم للخلفة و يذهبون إل تعيينهم بالوصية من سلف قبلهم من الية و لو ارتابوا ف نسبهم ل ا ركب وا أعن اق الخطار ف النتصار لم فصاحب البدعة ل يلبس ف أمره و ل يشبه ف بدعته و ل يكذب نفسه فيما ينتحله. والعجب من القاضي أب بكر الباقلن شيخ النظار من التكلمي كيف ينح إل هذه القالة الرجوحة و يرى هذا الرأي الضعيف فأن ك ان ذلك لا كانوا عليه من اللاد ف الدين و التعمق ف الرافضية فليس ذلك بدافع ف صدر دعوتم و ليس إثبات منتسبهم بالذي يغن عنهم من ال شيئا iف كفرهم فقد قال تعال لنوح عليه السلم ف شأن ابنه إنه ليس من أهلك إنه عمل غي صال فل تسألن ما ليس لك به علم و قال صلى ال عليه وسلم لفاطمة يعظها يا فاطمة إعملي فلن أغن عنك من ال شيئا iو مت عرف امرؤ قضية iو استيقن أم را iوج ب علي ه أن يصدع به و ال يقول الق و هو يهدي السبيل و القوم كانوا ف مال الظنون الدول بم و تت رقبة من الطغاة لتوفر شيعتهم و انتش ارهم ف القاصية بدعوتم و تكرر خروجهم مرة بعد أخرى فلذت رجالتم بالختفاء و ل يكادوا يعرفون كما قيل: فلو تسأل اليام ما اسي ما درت
و أين مكان ما عرفن مكانيا
حت لقد سي ممد بن إساعيل المام جد عبد ال الهدي بالكتوم سته بذلك شيعتهم لا إتفقوا عليه من إخفائه حذرا iمن التغلبي عليه م فتوصل شيعة بن العباس بذلك عند ظهورهم إل الطعن ف نسبهم و ازدلفوا بذا الرأي القائل للمستضعفي من خلف ائهم و أعج ب ب ه أولياؤهم و أمراء دولتهم التولون لروبم مع العداء يدفعون به عن أنفسهم و سلطانم معرة العجز عن القاومة و الدافعة لن غلبهم عل ى الشام و مصر و الجاز من الببر الكتامي شيعة العبيديي و أهل دعوتم حت لقد أسجل القضاة ببغداد بنفيهم عن هذا النس ب و ش هد
بذلك عندهم من أعلم الناس جاعة منهم الشريف الرضي و أخوة الرتضى و ابن البطحاوي و من العلماء أبو حامد السفرايين و القدوري و الصيمري و ابن الكفان و البيوردي و أبو عبد ال بن النعمان فقيه الشيعة و غيهم من أعلم المة ببغداد ف يوم مشهود و ذلك س نة ستي و أربعمائة ف أيام القادر و كانت شهادتم ف ذلك على السماع لا اشتهر وعرف بي الناس ببغداد و غالبه ا ش يعة بن العب اس الطاعنون ف هذا النسب فنقله الخباريون كما سعوه و رووه حسبما وعوه و الق من ورائه .و ف كتاب العتضد ف شأن عبيد ال إل ابن الغلب بالقيوان و ابن مدرار بسجلماسة أصدق شاهد و أوضح دليل على صحة نسبهم فالعتضد أقعد بنسب أهل البيت من كل أح د و الدولة و السلطان سوق للعال تلب إليه بضائع العلوم والصنائع تلتمس ف ضوال الكم تدى إليه ركائب الروايات و الخبار و ما نف ق فيها نفق عند الكافة فأن تنهت الدولة عن التعسف و اليل و الفن و السفسفة و سلكت النهج المم و ل تر عن قصد الس بيل نف ق ف سوقها البريز الالص و اللجي الصفى و أن ذهبت مع الغراض و القود و ماجت بسماسرة العرب البغي و الباطل نفق البهرج و الزائف و الناقد البصي قسطاس نظره و ميزان بثه و ملتمسه. و مثل هذا و أبعد منه كثيا iما يتناجى به الطاعنون ف نسب إدريس بن إدريس بن عبد ال بن حسن بن السن بن علي ب ن أب ط الب رضوان ال عليهم المام بعد أبيه بالغرب القصى و يعرضون تعريض الد بالتظنن ف المل الخلف عن إدريس الكب إنه لراشد م ولهم قبحهم ال و أبعدهم ما أجهلهم أما يعلمون أن إدريس الكب كان إصهاره ف الببر و إنه منذ دخل الغرب إل أن توفاه ال ع ز و ج ل عريق ف البدو و أن حال البادية ف مثل ذلك غي خافية ل مكامن لم يتأتى فيها الريب و أحوال حرمهم أجعي بزأى م ن ج اراتن و مسمع من جيانن لتلصق الدران و تطافن البنيان و عدم الفواصل بي الساكن و قد كان راشد يتول خدمة الرم أجع من بعد م وله بشهد من أوليائهم و شيعتهم و مراقبة من كافتهم و قد أتفق برابرة الغرب القصى عامة على بيعة إدريس الصغر من بعد أبي ه و آت وه طاعتهم عن رضى و إصفاق و بايعوه على الوت الحر و خاضوا دونه بار النايا ف حروبه و غزواته و لو حدثوا أنفسهم بثل هذه الريب ة أو قرعت أساعهم و لو من عدو كاشح أو منافق مرتاب لتخلف عن ذلك و لو بعضهم كل و ال إنا صدرت هذه الكلمات من بن العباس أقتالم و من بن الغلب عمالم كانوا بأفريقية و ولتم. و ذلك إنه لا فر إدريس الكب إل الغرب من وقعة بلخ أوعز الادي إل الغالبة أن يقعدوا له بالراصد و يذكوا عليه العيون فلم يظفروا به و خلص إل الغرب فتم أمره و ظهرت دعوته و ظهر الرشيد من بعد ذلك على ما كان من واضح مولهم و عاملهم على السكندرية من دسيسة التشيع للعلوية و إدهانه ف ناة إدريس إل الغرب فقتله و دس الشماخ من موال الهدي أبيه للتحيل على قتل إدريس فأظهر اللحاق به و الباءة من بن العباس مواليه فاشتمل عليه إدريس و خلطه بنفسه و ناوله الشماخ ف بعض خلواته سا iاستهلكه به و وقع خب مهلك ه من بن العباس أحسن الواقع لا رجوه من قطع أسباب الدعوة العلوية بالغرب و اقتلع جرثومتها و لا تأدى إليهم خب الم ل الخل ف لدريس فلم يكن لم إل كل و ل إذا بالدعوة قد عادت و الشيعة بالغرب قد ظهرت و دولتهم بإدريس بن إدريس قد تددت فكان ذلك عليهم أنكى من و وقع الشهاب وكان الفشل و الرم قد نزل بدولة العرب عن أن يسموا إل القاصية فلم يكن منتهى قدرة الرش يد عل ى إدريس الكب بكانه من قاصية الغرب و اشتمال الببر عليه إل التحيل ف إهلكه بالسموم فعند ذلك فزعوا إل أولي ائهم م ن الغالب ة بأفريقية ف سد تلك الفرجة من ناحيتهم و حسم الداء التوقع بالدولة من قبلهم و اقتلع تلك العروق قبل أن تشج منهم ياطبهم ب ذلك الأمون و من بعده من خلفائهم فكان الغالبة عن برابرة الغرب القصى أعجز و لثلها من الزبون على ملوكهم أحوج لا طرق اللفة من انتزاء مالك العجم على سدتا و امتطائهم صهوة التغلب عليها و تصريفهم أحكامها طوع أغراضهم ف رجالا و جبايتها و أهل خططها و سائر نقضها و إبرامها كما قال شاعرهم خليفة ف قفص يتوك ماقال له
بي وصيف و بغا كما تقول الببغا
فخشي هؤلء المراء الغالبة بوادر السعايات و تلوا بالعاذير فطورا iباحتقار الغرب و أهله و طورا iبالرهاب بشأن إدريس الارج به ومن قام مقامه من أعقابه ياطبونه بتجاوزه حدود التخوم من عمله و ينفذون سكته ف تفهم و هداياهم و مرتفع جبايتهم تعريضا iباستفحاله و تويل iباشتداد شوكته و تعظيما iلا دفعوا إليه من مطالبته و مراسه و تديدا iبقلب الدعوة إن ألئوا إليه و طورا iيطعنون ف نسب إدريس بثل ذلك الطعن الكاذب تفيضا iلشأنه ل يبالون بصدقه من كذبه لبعد السافة و أفن عقول من خلف بن صبية بن العباس و مالكهم العجم ف القبول من كل قائل و السمع لكل ناعق و ل يزل هذا دأبم حت انقضى أمر الغالبة فقرعت هذه الكلمة الشنعاء أساع الغوغ اء و ص ر عليها بعض الطاعني أذنه و اعتدها ذريعة إل النيل من خلفهم عند النافسة .و ما لم قبحهم ال و العدول عن مقاصد الشريعة فل تعارض فيها بي القطوع و الظنون و إدريس ولد على فراش أبيه و الولد للفراش. على أن تنيه أهل البيت عن مثل هذا من عقائد أهل اليان فال سبحانه قد أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيا iففراش إدريس طاهر من الدنس و منه عن الرجس بكم القرآن و من اعتقد خلف هذا فقد باء بإثه و ول الكفر من بابه و إنا أطنبت ف هذا الرد سدا iلب واب الريب و دفعا iف صدر الاسد لا سعته أذناي من قائله العتدي عليهم القادح ف نسبهم بفريته و ينقله بزعمه عن بعض مؤرخي الغرب من انرف عن أهل البيت و ارتاب ف اليان بسلفهم و إل فالل منه عن ذلك معصوم منه و نفي العيب حيث يستحيل العي ب عي ب لكن جادلت عنهم ف الياة الدنيا و أرجو أن يادلوا عن يوم القيامة و لتعلم أن أكثر الطاعني ف نسبهم إنا هم السدة لعقاب إدريس هذا من منتهم إل أهل البيت أو دخيل فيهم فإن ادعاء هذا النسب الكري دعوى شرف عريضة على المم و الجيال من أهل الفاق فتعرض التهمة فيه. و لا كان نسب بن إدريس هؤلء بواطنهم من فارس و سائر ديار الغرب قد بلغ من الشهرة و الوضوح مبلغا iل يكاد يلحق و ل يطم ع أحد ف دركه إذ هو نقل المة و اليل من اللف عن المة و اليل من السلف و بيت جدهم إدريس متط فاس و مؤسسها من بي وتم و مسجده لصق ملتهم و دروبم و سيفه منتضى برأس الأذنة العظمى من قرار بلدهم و غي ذلك من آثاره الت جاوزت أخبارها حدود التواتر مرات و كادت تلحق بالعيان فإذا نظر غيهم من أهل هذا النسب إل ما أتاهم ال من أمثالا و ما عضد شرفهم النبوي من جلل الل ك الذي كان لسلفهم بالغرب و استيقن أنه بعزل عن ذلك و أنه ل يبلغ مد أحدهم و ل نصيفه أ و أن غاية أمر النتمي إل البيت الكري من ل يصل له أمثال هذه الشواهد أن يسلم لم حالم لن الناس مصدوقون ف أنسابم و بون ما بي العلم و الظن و اليقي و التسليم فإذا علم بذلك من نفسه غص بريقه و ود كثي منهم لو يردونم عن شرفهم ذلك سوقة و وضعاء حسدا iمن عند أنفسهم فيجع ون إل العن اد و ارتكاب اللجاج و البهت بثل هذا الطعن الفائل و القول الكذوب تعلل iبالساواة ف الظنة و الشابة ف تطرق الحتمال و هيهات لم ذلك فليس ف الغرب فيما نعلمه من أهل هذا البيت الكري من يبلغ ف صراحة نسبه و وضوحه مبالغ أعقاب إدريس هذا من آل السن. و كباؤهم لذا العهد بنو عمران بفاس من ولد يي الوطي بن ممد بن يي العوام بن القاسم بن إدريس بن إدريس و هم نقباء أهل البيت هناك و الساكنون ببيت جدهم ادريس و لم السيادة على أهل الغرب كافة حسبما نذكرهم عند ذكر الدارسة إن شاء ال تعال و يلح ق بذه القالت الفاسدة و الذاهب الفائلة ما يتناوله ضعفة الرأي من فقهاء الغرب من القدح ف المام الهدي صاحب دولة الوحدين و نسبته إل الشعوذة و التلبيس فيما أتاه من القيام بالتوحيد الق و النعي على أهل البغي قبله و تكذيبهم لميع مدعياته ف ذلك حت فيم ا يزع م الوحدون أتباعه من انتسابه ف أهل البيت و إنا حل الفقهاء على تكذيبه ما كمن ف نفوسهم من حسده على شأنه ف إنم ل ا رأوا م ن أنفسهم مناهضته ف العلم و الفتيا و ف الدين بزعمهم ث امتاز عنهم بأنه متبوع الرأي مسموع القول موطؤ العقب نفسوا ذل ك علي ه و غضوا منه بالقدح ف مذاهبه و التكذيب لدعياته و أيضا iفكانوا يؤنسون من ملوك التونة أعدائه تلة iو كرامة iل تكن لم من غيه م ل ا كانوا عليه من السذاجة و انتحال الديانة فكان لملة العلم بدولتهم مكان من الوجاهة و النتصاب للشورى كل ف بلده و على ق دره ف قومه فأصبحوا بذلك شيعة لم و حربا iلعدوهم و نقموا على الهدي ما جاء به من خلفهم و التثريب عليهم و الناصبة ،لم تشيعا iللمتونة و تعصبا iلدولتهم و مكان الرجل غي مكانم و حاله على غي معتقداتم و ما ظنك برجل نقم على أهل الدولة ما نقم من أحوالم و خ الف
اجتهاده فقهاؤهم فنادى ف قومه و دعا إل جهادهم بنفسه فاقتلع الدولة من أصولا و جعل عاليها سافلها أعظم ما كانت قوة iو أشد شوكة و أعز أنصارا iو حامية iو تساقطت ف ذلك من أتباعه نفوس ل يصيها إل خالقها و قد بايعوه على الوت و وقوه بأنفسهم م ن اللك ة و تقربوا إل ال تعال بإتلف مهجهم ف إظهار تلك الدعوة و التعصب لتلك الكلمة حت علت على الكلم و دالت بالعدوتي من الدول و هو باله من التقشف و الصر و الصب على الكاره و التقلل من الدنيا حت قبضه ال و ليس على شيء من الظ و التاع ف دنياه حت الول د الذي ربا تنح أليه النفوس و تادع عن تنيه فليت شعري ما الذي قصد بذلك إن ل يكن و جه ال و هو ل يصل له حظ من ال دنيا ف عاجله و مع هذا فلو كان قصده غي صال لا ت أمره و انفسحت دعوته سنة ال الت قد خلت ف عباده و أما انكارهم نسبه ف أهل البيت فل تعضده حجة لم مع أنه إن ثبت أنه ادعاه و انتسب إليه فل دليل يقوم على بطلنه لن الناس مصدقون ف أنسابم و إن قالوا أن الرئاسة ل تكون على قوم ف غي أهل جلدتم كما هو الصحيح حسبما يأت ف الفصل الول من هذا الكتاب و الرجل قد رأس سائر الص امدة و دانوا باتباعه و النقياد إليه و إل عصابته من هرغة حت ت أمر ال ف دعوته فأعلم أن هذا النسب الفاطمي ل يكن أمر الهدي يتوقف عليه و ل اتبعه الناس بسببه و إنا كان اتباعهم له بعصبية الريغة و الصمودية و مكانه منها و رسوخ شجرته فيها و كان ذلك النسب الف اطمي خفيا iقد درس عند الناس ليبقى عنده و عند عشيته يتناقلونه بينهم فيكون النسب الول كأنه انسلخ منه و لبس جلدة هؤلء و ظهر فيها فل يضره النتساب الول ف عصبيته إذ هو مهول عند أهل العصابة و مثل هذا واقع كثيا iإذا كان النسب الول خفيا .iو انظز قصة عرفجة و جرير ف رئاسة بيلة و كيف كان عرفجة من الزد و لبس جلدة بيلة حت تنازع مع جرير رئاستهم عند عمر رضي ال عنه كم ا ه و مذكور تتفهم منه وجه الق و ال الادي للصواب و قد كدنا أن نرج عن غرض الكتاب بالطناب ف هذه الغالط فقد زلت أقدام ك ثي من الثبات و الؤرخي الفاظ ف مثل هذه الحاديث و الراء و علقت أفكارهم و نقلها عنهم الكافة من ضعفة النظر و الغفلة عن القياس و تلقوها هم أيضا iكذلك من غي بث و ل روية و اندرجت ف مفوظاتم حت صار فن التاريخ واهيا iمتلطا iو ناظره مرتبكا iوع د م ن مناحي العامة فإذا يتاج صاحب هذا الفن إل العلم بقواعد السياسة و طبائع الوجودات و اختلف المم و البقاع و العصار ف الس ي و الخلق و العوائد و النحل و الذاهب و سائر الحوال و الحاطة بالاضر من ذلك و ماثلة ما بينه و بي الغائب من الوفاق أو ب ون م ا بينهما من اللف و تعليل التفق منها و الختلف و القيام على أصول الدول و اللل و مبادىء ظهورها و أسباب حدوثها و دواعي كونا و أحوال القائمي با و أخبارهم حت يكون مستوعبا iلسباب كل خبه و حينئذ يعرض خب النقول على ما عنده من القواعد و الصول فإن وافقها و جرى على مقتضها كان صحيحا iو إل زيفه و استغن عنه و ما استكب القدماء علم التاريخ إل لذلك ح ت انتحل ه الط بي و البخاري و ابن إسحاق من قبلهما و أمثالم من علماء المة و قد ذهل الكثي عن هذا السر فيه حت صار انتحاله مهلة و استخف العوام و من ل رسوخ له ف العارف مطالعته و حله و الوض فيه و التطفل عليه فاختلط الرعي بالمل و اللباب بالقشر و الصادق بالكاذب و إل ال عاقبة المور و من الغلط الفي ف التاريخ الذهول عن تبدل الحوال ف المم و الجيال بتبدل العصار و مرور اليام و ه و داء دوي شديد الفاء إذ ل يقع إل بعد أحقاب متطاولة فل يكاد يتفطن له إل الحاد من أهل الليقة و ذلك أن أحوال العال و المم و عوائدهم و نلهم ل تدوم على وتية واحدة و منهاح مستقر إنا هو اختلف على اليام و الزمنة و انتقال من حال إل حال و كما يكون ذل ك ف الشخاص و الوقات و المصار فكذلك يقع ف الفاق و القطار و الزمنة و الدول سنة ال الت قد خلت ف عباده و قد كانت ف العال أمم الفرس الول و السريانيون و النبط و التبابعة و بنو إسرائيل و القبط و كانوا على أحوال خاصة بم ف دولم و مالكهم و سياستهم و صنائعهم و لغاتم و اصطلحاتم و سائر مشاركاتم مع أبناء جنسهم وأحوال اعتمارهم للعال تشهد با آثارهم ث جاء من بعدهم الف رق الثانية و الروم و العرب فتبدلت تلك الحوال و انقلبت با العوائد إل ما يانسها أو يشابها و إل ما يباينها أو يباعدها ث ج اء الس لم بدولة مضر فانقلبت تلك الحوال و أجع انقلبة أخرى و صارت إل ما أكثره فتعارف لذا العهد بأخذه اللف عن الس لف ث درس ت دولة العرب و أيامهم و ذهبت السلف الذين شيدوا عزمهم و مهدوا ملكهم و صار المر ف أيدي سواهم من العجم مثل الترك بالشرق و الببر بالغرب و الفرنة بالشمال فذهبت بذهابم أمم و انقلبت أحوال و عوائد نسي شأنا و أغفل أمرها و السبب الش ائع ف تب دل الحوال و العوائد أن عوائد كل جيل تابعة لعوائد سلطانه كما يقال ف المثال الكمية الناس على دين اللك و أهل اللك و الس لطان إذا استولوا على الدولة و المر فلبد من أن يفزعوا إل عوائد من قبلهم و يأخذون الكثي منها و ل يغفلون عوائد جيلهم مع ذل ك فيق ع ف عوائد الدولة بعض الخالفة لعوائد اليل الول فإذا جاءت دولة أخرى من بعدهم و مزجت من عوائدهم و عوائدها خالفت أيضا iبع ض
الشيء و كانت للول أشد مالفة ث ل يزال التدريج ف الخالفة حت ينتهي إل الباينة بالملة فما دامت المم و الجيال تتعاقب ف اللك و السلطان ل تزال الخالفة ف العوائد و الحوال واقعة .و القياس و الاكاة للنسان طبيعة معروفة و من الغلط غي مأمون ة ترج ه م ع الذهول و الغفلة عن قصده و تعوج به عن مرامه فربا يسمع السامع كثيا iمن أخبار الاضي و ل يتفطن لا وقع من تغي الحوال و انقلبا فيجريها لول وهلة على ما عرف و يقيسها با شهد و قد يكون الفرق بينهما كثيا iفيقع ف مهواة من الغلط فمن هذا الب اب م ا ينقل ه الؤرخون من أحوال الجاج و أن أباه كان من العلمي مع أن التعليم لذا العهد من جلة الصنائع العاشية البعيدة من اعتزاز أهل العصبية و العلم مستضعف مسكي منقطع الذم فيتشوف الكثي من الستضعفي أهل الرف و الصنائع العاشية إل نيل الرتب الت ليسوا لا بأه ل و يعدونا من المكنات لم فتذهب بم وساوس الطامع و ربا انقطع حبلها من أيديهم فسقطوا ف مهواة اللك ة و التل ف و ل يعلم ون استحالتها ف حقهم و أنم أهل حرف و صنائع للمعاش و أن التعليم صدر السلم و الدولتي ل كذلك و ل يكن العلم بالملة صناعة إنا كان نقل iلا سع من الشارع و تعليما iلا جهل من الذين على جهة البلغ فكان أهل النساب و العصبة الذين قاموا باللة ث الذين يعلم ون كتاب ال و سنة نبيه صلى ال عليه و سلم على معن التبليغ البي ل على وجه التعليم الصناعي إذ هو كتابم النل على الرسول منهم و به هداياتم و السلم دينهم قاتلوا عليه و قتلوا و اختصوا به من بي المم و شرفوا فيحرصون على تبليغ ذلك و تفهيمه للمة ل تص دهم عنه لئمة الكب و ل يزغهم عاذل النفة و يشهد لذلك بعث النب صلى ال عليه و سلم كبار أصحابه مع وفود العرب يعلم ونم ح دود السلم و ما جاء به من شرائع الدين بعث ف ذلك من أصحابه العشرة فمن بعدهم فما استقر السلم و وشجت عروق اللة حت تناول ا المم البعيدة من أيدي أهلها و استحالت برور اليام أحوالا و كثر استنباط الحكام الشرعية من النصوص لتع دد الوق ائع و تلحقه ا فاحتاج ذلك لقانون يفظه من الطإ و صار العلم ملكة iيتاج إل التعلم فأصبح من جلة الصنائع و الرف كما يأت ذكره ف فصل العلم و التعليم و اشتغل أهل العصبية بالقيام باللك و السلطان فدفع لعلم من قام به من سواهم و أصبح حرفة للمعاش و شخت أنوف ال ترفي و أهل السلطان عن التصدي للتعليم و اختص انتحاله بالستضعفي و صار منتحله متقرا iعند أهل العصبية و اللك و الجاج بن يوسف كان أبوه من سادات ثقيف و أشرافهم و مكانم من عصبية العرب و مناهضة قريش ف الشرف ما علمت و ل يكن تعليمه للقرآن على ما ه و المر عليه لذا العهد من أنه حرفة للمعاش و أنا كان على ما وصفناه من المر الول ف السلم و من هذا الب اب أيض ا iم ا يت وهه التصفحون لكتب التاريخ إذا سعوا أحوال القضاة و ما كانوا عليه من الرئاسة ف الروب و قود العساكر فتترامى بم و ساوس الم م إل مثل تلك الرتب يسبون أن الشأن خطة القضاء لذا العهد على ما كان عليه من قبل و يظنون بابن أب عامر صاحب هشام الستبد علي ه و ابن عباس من ملوك الطوائف بإشبيلية إذا سعوا أن آباءهم كانوا قضاة أنم مثل القضاة لذا العهد و ل يتفطنون لا وقع ف رتبة القضاء م ن مالفة العوائد كما نبينه ف فصل القضاء من الكتاب الول و ابن أب عامر و ابن عباد كانا من قبائل العرب الق ائمي بالدول ة الموي ة بالندلس و أهل عصبيتها و كان مكانم فيها معلوما iو ل يكن نيلهم لا نالوه من الرئاسة و اللك بطة القضاء كما هي لذا العهد بل إن ا كان القضاء ف المر القدي لهل العصبية من قبيل الدولة و مواليه كما هي الوزارة لعهدنا بالغرب و انظر خروجهم بالعساكر ف الطرائف و تقليدهم عظائم المور الت ل تقلد إل لن له الغن فيها بالعصبية فيغلط السامع ف ذلك و يمل الحوال على غي ما هي و أكثر ما يقع ف هذا الغلط ضعفاء البصائر من أهل الندلس لذا العهد لفقدان العصبية ف مواطنهم منذ أعصار بعيدة بفناء العرب و دولتهم با و خروجهم عن ملكة أهل العصبيات من الببر فبقيت أنسابم العربية مفوظة و الذريعة إل العز من العصبية و التناصر مفقودة بل صاروا من جلة الرعايا التخاذلي الذين من تعبدهم القهر و رئموا للمذلة يسبون أن أنسابم مع مالطة الدولة هي الت يكون لم با الغلب و التحكم فتجد أه ل الرف و الصنائع منهم متصدين لذلك ساعي ف نيله فأما من باشر أحوال القبائل و العصبية و دولم بالعدوة الغربية و كيف يكون التغلب بي المم و العشائر فقلما يغلطون ف ذلك و يطئون ف اعتباره .و من هذا الباب أيضا iما يسلكه الؤرخون عند ذكر الدول و نسق ملوكها فيذكرون اسه و نسبه و أباه و أمه و نساءه و لقبه و خاته و قاضيه و حاجبه و وزيره كل ذلك تقليد لؤرخي الدولتي م ن غي تفط ن لقاصدهم و الؤرخون لذلك العهد كانوا يضعون تواريهم لهل الدولة و أبناؤها متشوفون إل سي أسلفهم و معرفة أح والم ليقتف وا آثارهم و ينسجوا على منوالم حت ف اصطناع الرجال من خلف دولتهم و تقليد الطط و الراتب لبناء صنائعهم و ذويهم و القضاة أيضاi كانوا من أهل عصبية الدولة و ف عداد الوزراء كما ذكرناه لك فيحتاجون إل ذكر ذلك كله و أما حي تباينت الدول و تباع د م ا بي العصور و وقف الغرض على معرفة اللوك بأنفسهم خاصة و نسب الدول بعضها من بعض ف قوتا و غلبتها و من كان يناهضها من المم
أو يقصر عنها فما الفائدة للمصنف ف هذا العهد ف ذكر النباء و النساء و نقش الات و اللقب و القاضي و الوزير و الاجب من دول ة قدية ل يعرف فيها أصولم و ل أنسابم و ل مقاماتم إنا حلهم على ذلك التقليد و الغفلة عن مقاصد الؤلفي القدمي و ال ذهول ع ن تري الغراض من التاريخ اللهم إل ذكر الوزراء الذين عظمت آثارهم و عمت على اللوك أخبارهم كالجاج و بن الهلب و البامكة و بن سهل بن نوبت و كافور الخشيدي و ابن أب عامر و أمثالم فغي نكي اللاع بآبائهم و الشارة إل أحوالم لنتظ امهم ف ع داد اللوك .و لنذكر هنا فائدة نتم كلمنا ف هذا الفصل با و هي أن التاريخ إنا هو ذكر الخبار الاصة بعصر أو جيل فأما ذك ر الح وال العامة للفاق و الجيال و العصار فهو أس للمؤرخ تنبن عليه أكثر مقاصده و تتبي به أخباره و قد كان الناس يفردونه بالتأليف كما فعله السعودي ف كتاب مروج الذهب شرح فيه أحوال المم و الفاق لعهده ف عصر الثلثي و الثلثائة غربا iو شرقا iو ذكر نلهم و عوائدهم و وصف البلدان و البال و البحار و المالك و الدول و فرق شعوب العرب و العجم فصار إماما iلؤرخي يرجعون إليه و أصل iيعولون ف تقيق الكثي من أخبارهم عليه ث جاء البكري من بعده ففعل مثل ذلك ف السالك و المالك خاصة دون غيها من الحوال لن الم م و الجيال لعهده ل يقع فيها كثي انتقال و ل عظيم تغي و أما لذا العهد و هو آخر الائة الثامنة فقد انقلبت أحوال الغرب الذي نن شاهدوه و تبدلت بالملة و اعتاض من أجيال الببر أهله على القدم با طرأ فيه من لدن الائة الامسة من أجيال العرب با كسروهم و غلب وهم و انتزعوا منهم عامة الوطان و شاركوهم فيما بقي من البلدان للكهم هذا إل ما نزل بالعمران شرقا iو غربا iف منتصف هذه الائة الثامنة من الطاعون الارف الذي تيف المم و ذهب بأهل اليل و طوى كثيا iمن ماسن العمران و ماها و جاء للدول على حي هرمها و بل وغ الغاية من مداها فقلص من ظللا و فل من حدها و أوهن من سلطانا و تداعت إل التلشي و الضمحلل أموالا و انتقض عمران الرض بانتقاض البشر فخربت المصار و الصانع و درست السبل و العال و خلت الديار و النازل و ضعفت الدول و القبائل و تبدل الس اكن و كأن بالشرق قد نزل به مثل ما نزل بالغرب لكن على نسبته و مقدار عمرانه و كأنا نادى لسان الكون ف العال ب المول و النقب اض فبادر بالجابة و ال وارث الرض و من عليها و إذا تبدلت الحوال جلة فكأنا تبدل اللق من أصله و تول العال بأسره و ك أنه خل ق جديد و نشأة مستأنفة و عال مدث فاحتاج لذا العهد من يدون أحوال الليقة و الفاق و أجيالا و العوائد و النحل الت تبدلت لهلها و يقفو مسلك السعودي لعصره ليكون أصل iيقتدي به من يأت من الؤرخي من بعده و أنا ذاكر ف كتاب هذا ما أمكنن منه ف هذا القط ر الغرب إما صريا iأو مندرجا iف أخباره و تلويا iلختصاص قصدي ف التأليف بالغرب و أحوال أجياله و أمه و ذكر مالكه و دوله دون ما سواه من القطار لعدم اطلعي على أحوال الشرق و أمه و أن الخبار التناقلة ل تفي كنه ما أريده منه و السعودي إنا استوف ذلك لبع د رحلته و تقلبه ف البلد كما ذكر ف كتابه مع أنه لا ذكر الغرب قصر ف استيفاء أحواله و فوق كل ذي علم عليم و مرد العلم كله إل ال و البشر عاجز قاصر و العتراف متعي واجب و من كان ال ف عونه تيسرت عليه الذاهب و انحت له الساعي و الطالب و نن آخذون بعون ال فيما رمناه من أغراض التأليف و ال السدد و العي و عليه التكلن و قد بقي علينا أن نقدم مقدمة ف كيفية وضع الروف الت ليست من لغات العرب إذا عرضت ف كتابنا هذا. اعلم أن الروف ف النطق كما يأت شرحه بعد هي كيفيات الصوات الارجة من النجرة تعرض من تقطيع الصوت بقرع اللهاة و أطراف اللسان مع النك و اللق و الضراس أو بقرع الشفتي أيضا iفتتغاير كيفيات الصوات بتغاير ذلك القرع و تيء ال روف متم ايزة ف السمع و تتركب منها الكلمات الدالة على ما ف الضمائر و ليست المم كلها متساوية ف النطق بتلك الروف فق د يك ون لم ة من الروف ما ليس لمة أخرى و الروف الت نطقت با العرب هي ثانية و عشرون حرفا iكما عرفت و ند للعبانيي حروفا iليست ف لغتنا و ف لغتنا أيضا iحروف ليست ف لغتهم و كذلك الفرنج و الترك و الببر و غي هؤلء من العجم ث إن أهل الكتاب من العرب اصطلحوا ف الدللة على حروفهم السموعة بأوضاع حروف مكتوبة متميزة بأشخاصها كوضع ألف وباء و جيم وراء و ط أ إل آخ ر الثماني ة و العشرين و إذا عرض لم الرف الذي ليس من حروف لغتهم بقي مهمل iعن الدللة الكتابية مغفل iعن البيان و ربا يرسه بعض الكت اب بشكل الرف الذي يكتنفه من لغتنا قبله أو بعده و ليس بكاف ف الدللة بل هو تغيي للحرف من أصله .و لا كان كتابنا مشتمل iعل ى أخبار الببر و بعض العجم و كانت تعرض لنا ف أسائهم أو بعض كلماتم حروف ليست من لغة كتابنا و ل اصطلح أوضاعنا iاضطررنا
إل بيانه و ل نكتف برسم الرف الذي يليه كما قلناه لنه عندنا غي واف بالدللة عليه فاصطلحت ف كتاب هذا على أن أض ع ذل ك الرف العجمي با يدل على الرفي اللذين يكتنفانه ليتوسط القارىء بالنطق به بي مرجي ذينك الرفي فتحصل تأديته و إن ا اقتبس ت ذلك من رسم أهل الصحف حروف الشام كالصراط ف قراءة خلف فإن النطق بصاده فيها معجم متوسط بي الصاد و ال زاي فوض عوا الصاد و رسوا ف داخلها شكل الزاي و دل ذلك عندهم على التوسط بي الرفي فكذلك رست أنا الكاف حرف يتوسط بي حرفي من حروفنا كالكاف التوسطة عند الببر بي الكاف الصرية عندنا و اليم أو القاف مثل اسم بلكي فأضعها كافا iو أنقطها بنقطة اليم واحدة من أسفل أو بنقطة القاف واحدة من فوق أو اثنتي فيدل ذلك على أنه متوسط بي الكاف و اليم أو القاف و هذا الرف أكثر م ا ييء ف لغة الببر و ما جاء من غيه فعلى هذا القياس أضع الرف التوسط بي حرفي من لغتنا بالرفي معا iليعلم القارىء أنه متوسط فينطق به كذلك فنكون قد دللنا عليه و لو وضعناه برسم الرف الواحد عن جانبه لكنا قد صرفناه من مرجه إل مرج الرف الذي من لغتنا و غينا لغة القوم فأعلم ذلك و ال الوفق للصواب بنه و فضله.
الكتاب الول ف طبيعة العمران ف الليقة و ما يعرض فيها م ن الب دو و الصر و التغلب و الكسب و العاش و الصنائع و العلوم و نوها و ما لذلك من العلل و السباب إعلم أنه لا كانت حقيقة التاريخ أنه خب عن الجتماع النسان الذي هو عمران العال و ما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الحوال مث ل التوحش و التأنس و العصبيات و أصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض و ما ينشأ عن ذلك من اللك و الدول و مراتبها و ما ينتحل ه البشر بأعمالم و مساعيهم من الكسب و العاش والعلوم و الصنائع و سائر ما يدث من ذلك العمران بطبيعته من الحوال .و ل ا ك ان الكذب متطرقا iللخب بطبعته و له أسباه تقتضيه .فمنها التشيعات للراء و الذاهب فإن النفس إذا كانت على حال العتدال ف قبول ال ب أعطته حقه من التمحيص و النظر حت تتبي صدقه من كذبه و إذا خامرها تشيع لرأي أو نلة قبلت ما يوافقها من الخبار لول وهل ة .و كان ذلك اليل و التشيع غطاء على عي بصيتا عن النتقاد و التمحيص فتقع ف قبول الكذب و نقله .و من السباب القتضية للكذب ف الخبار أيضا iالثقة بالناقلي و تحيص ذلك يرجع إل التعديل و التجريح .و منها الذهول عن القاصد فكثي من الناقلي ل يعرف القصد با عاين أو سع و ينقل الب على ما ف ظنه و تمينه فيقع ف الكذب. و منها توهم الصدق و هو كثي و إنا ييء ف الكثر من جهة الثقة بالناقلي و منها الهل بتطبيق الحوال على الوقائع لجل ما ي داخلها من التلبيس و التصنع فينقلها الخب كما رآها و هي بالتصنع على غي الق ف نفسه .و منها تقرب الناس ف الكثر لص حاب التجل ة و الراتب بالثناء و الدح و تسي الحوال و إشاعة الذكر بذلك فيستفيض الخبار با على غي حقيقة فالنفوس مولعة بب الثن اء و الن اس متطلعون إل الدنيا و أسبابا من جاه أو ثروة و ليسوا ف الكثر براغبي ف الفصائل و ل متنافسي ف أهلها .و من السباب القتضية له أيضاi و هي سابقة على جيع ما تقدم الهل بطبائع الحوال ف العمران فإن كل حادث من الوادث ذاتا iكان أو فعل iل بد له من طبيعة تصه ف ذاته و فيما يعرض له من أحواله فإذا كان السامع عارفا iبطبائع الوادث و الحوال ف الوجود و مقتضياتا أعانه ذلك ف تحيص الب على تييز الصدق من الكذب و هذا أبلغ ف التمحيص من كل وجه يعرض و كثيا iما يعرض للسامعي قبول الخبار الس تحيلة و ينقلون ا و تؤثرعنهم كما نقله السعودي عن السكندر لا صدته دواب البحر عن بناء السكندرية و كيف أتذ صندوق الزجاج و غاص فيه إل قع ر البحر حت صور تلك الدواب الشيطانية الت رآها و عمل تاثيلها من أجساد معدنية و نصبها حذاء البنيان ففرت تلك الدواب حي خرجت و عاينتها و ت بناؤها ف حكاية طويلة من أحاديث خرافة مستحيلة من قبل اتاذه التابوت الزجاجي و مصادمة البحر و أمواجه برمه و من قبل أن اللوك ل تمل أنفسها على مثل هذا الغرور و من اعتمده منهم فقد عرض نفسه للهلكة و انتقاض العقدة و اجتماع الناس إل غيه
و ف ذلك إتلفه و ل ينظرون به رجوعه من غروره ذلك طرفة عي و من قبل أن الن ل يعرف لا صورة و ل تاثيل تتص با إن ا ه ي قادرة على التشكيل و ما يذكره من كثرة الرؤوس لا فإنا الراد به البشاعة و التهويل ل إنه حقيقة .و هذه كلها قادحة ف تلك الكاي ة و القادح اليل لا من طريق الوجود أبي من هذا كله و هو أن النغمس ف الاء و لو كان ف الصندوق يضيق عليه الواء للتنفس الط بيعي و تسخن روحه بسرعة لقلته فيفقد صاحبه الواء البارد العدل لزاج الرئة و الروح القلب و يهلك مكانه و هذا هو الس بب ف هلك أه ل المامات إذا أطبقت عليهم عن الواء البارد و التدلي ف البار و الطامي العميقة الهوى إذا سخن هواؤها بالعونة و ل ت داخلها الري اح فتخلخلها فإن التدل فيها يهلك لينه و بذا السبب يكون موت الوت إذا فارق البحر فإن الواء ل يكفيه ف تعديل رئته إذ ه و ح ار بإفراط و الاء الذي يعدله بارد و الواء الذي ف خرج إليه حار فيستول الار على روحه اليوان و يهلك دفعة و منه هلك الص عوقي و أمثال ذلك ومن الخبار الستحيلة ما نقله السعودي أيضا iف تثال الزرزور الذي برومة تتمع إليه الزرازير ف يوم معلوم من السنة حامل ة للزيتون و منه يتخذون زيتهم و انظر ما أبعد ذلك عن الرى الطبيعي ف اتاذ الزيت و منها ما نقله البكري ف بناء الدينة السماة ذات البواب تيط بأكثر من ثلثي مرحلة و تشتمل على عشرة آلف باب و الدن إنا اتذت للتحصن و العتصام كما يأت و هذه خرجت عن أن ياط با فل يكون فيها حصن و ل معتصم و كما نقله السعودي أيضا iف ح ديث مدينة النحاس و أنا مدينة كل بنائها ناس بصحراء سجلماسة ظفر با موسى بن نصي ف غروته إل الغرب و أنا مغلق ة الب واب و أن الصاعد إليها من أسوارها إذا أشرف على الائط صفق و رمي بنفسه فل يرجع آخر الدهر ف حديث مستحيل عادة من خرافات القصاص و صحراء سجلماسة قد نفضها الركاب و الدلء و ل يقفوا لذه الدينة على خبهم أن هذه الحوال الت ذكروا عنها كلها مستحيل عادةi مناف للمور الطبيعية ف بناء الدن و اختطاطها و أن العادن غاية الوجود منها أن يصرف ف النية و الرثي و أما تشييد مدينة منها فكما تراه من الستحالة و البعد و أمثال ذلك كثية و تحيصه إنا هو بعرفة طبائع العمران و هو أحسن الوجوه و أوثقها ف تحي ص الخب ار وتييز صدقها من كذبا و هو سابق على التمحيص بتعديل الرواة و ل يرجع إل تعديل الرواة حت يعلم أن ذلك الب ف نفس ه مك ن أو متنع و أما إذا كان مستحيل iفل فائدة للنظر ف التعديل و التجريح و لقد عد أهل النظر من الطاعن ف الب استحالة مدلول اللفظ و تأويله با ل يقبله العقل وإنا كان التعديل و التجريح هو العتب ف صحة الخبار الشرعية لن معظمها تكاليف إنشائية أوجب الشارع العمل ب ا حت حصل الظن بصدقها و سبيل صحة الظن الثقة بالرواة بالعدالة و الضبط .و أما الخبار عن الواقعات فل بد ف صدقها و صحتها م ن اعتبار الطابقة فلذلك وجب أن ينظر ف إمكان وقوعه و صار فيها ذلك أهم من التعديل و مقدما iعليه إذ فائدة النشاء مقتبسة منه فقط و فائدة الب منه و من الارج بالطابقة و إذا كان ذلك فالقانون ف تييز الق من الباطل ف الخبار بالمك ان و الس تحالة أن ننظ ر ف الجتماع البشري الذي هو العمران و نيز ما يلحقه من الحوال لذاته و بقتضى طبعه و ما يكون عارضا iل يعتد به و م ا ل يك ن أن يعرض له و إذا فعلنا ذلك كان ذلك لنا قانونا iف تييز الق من الباطل ف الخبار و الصدق من الكذب بوجه برهان ل مدخل للشك فيه و حينئذ فإذا سعنا عن شيء من الحوال الواقعة ف العمران علمنا ما نكم بقبوله ما نكم بتزييفه و كان ذلك لنا معيارا iصحيحا iيتحرى به الؤرخون طريق الصدق و الصواب فيما ينقلونه و هذا هو غرض هذا الكتاب الول من تأليفنا و كأن هذا علم مستقل بنفس ه ف إنه ذو موضوع و هو العمران البشري و الجتماع النسان و ذو مسائل و هي بيان ما يلحقه من العوارض و الحوال لذاته واحدة بعد أخرى و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا iكان أو عقليا.i و إعلم أن الكلم ف هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النعة عزيز الفائدة اعثر عليه البحث و أدى إليه الغوص و ليس من علم الطابة إنا هو القوال القنعة النافعة ف استمالة المهور إل رأي أو صدهم عنه و ل هو أيضا iمن علم السياسة الدنية إذ السياسة الدنية هي ت دبي النل أو الدينة با يب بقتضى الخلق و الكمة ليحمل المهور على منهاح يكون فيه حفظ النوع و بقاؤه فق د خ الف موض وعه موضوع هذين الفني اللذين ربا يشبهانه و كأنه علم مسنبط النشأة و لعمري ل أقف على الكلم ف منحاه لحد من الليق ة م ا أدري ألغفلتهم عن ذلك و ليس الظن بم أو لعلهم كتبوا ف هذا الغرض و استوفوه و ل يصل إلينا فالعلوم كثية و الكماء ف أمم النوع النسان متعددون و ما ل يصل إلينا من العلوم أكثر ما وصل فأين علوم الفرس الت أمر عمر رضى ال عنه بحوها عند الفتح و أين علوم الكلدانيي
و السريانيي و أهل بابل و ما ظهر عليهم من آثارها و نتائجها و أين علوم القبط و من قبلهم و إنا وصل إلينا علوم أمة واحدة و هم يونان خاصة لكلف الأمون بإخراجها من لغتهم و اقتداره على ذلك بكثرة الترجي و بذل الموال فيها و ل نقف على شيء من علوم غيهم و إذا كانت كل حقيقة متعلقة طبيعية يصلح أن نبحث عما يعرض لا من العوارض لذاتا وجب أن يكون باعتبار كل مفهوم و حقيقة عل م من العلوم يصه لكن الكماء لعلهم إنا لحظوا ف ذلك العناية بالثمرات و هذا إنا ثرته ف الخبار فقط كما رأيت و إن كانت مسائله ف ذاتا و ف اختصاصها شريفة لكن ثرته تصحيح الخبار و هي ضعيفة فلهذا هجروه و ال أعلم و ما أوتيتم من العلم إل قليل iو هذا الف ن الذي لح لنا النظر فيه ند منة مسائل تري بالعرض لهل العلوم ف براهي علومهم و هي من جنس مسائله بالوضوع و الطلب مثل م ا يذكره الكماء و العلماء ف إثبات النبوة من أن البشر متعاونون ف وجودهم فيحتاجون فيه إل الاكم و الوازع و مثل ما يذكر ف أصول الفقه ف باب إثبات اللغات أن الناس متاجون إل العبارة عن القاصد بطبيعة التعاون و الجتماع و تبيان العبارات أخف و مثل ما ي ذكره الفقهاء ف تعليل الحكام الشرعية بالقاصد ف أن الزنا ملط للنساب مفسد للنوع و أن القتل أيضا iمفسد للنوع و أن الظلم مؤذن براب العمران الفضي لفساد النوع غي ذلك من سائر القاصد الشرعية ف الحكام فإنا كلها مبنية على الافظة على العمران فكان لا النظر فيما يعرض له و هو ظاهر من كلمنا هذا ف هذه السائل المثلة و كذلك أيضا iيقع إلينا القليل من مسائله ف كلمات متفقرقة لكماء الليق ة لكهم ل يستوفوه فمن كلم الوبذان برام بن برام ف حكاية البوم الت نقلها السعودي أيها اللك إن اللك ل يتم عزه إل بالشريعة و القيام ل بطاعته و التصرف تت أمره و نيه و ل قوام للشريعة إل باللك و ل عز للملك إل بالرجال و ل قوام للرجال إل بال ال و ل س بيل للمال إل بالعمارة و ل سبيل للعمارة إل بالعدل و العدل اليزان النصوب بي الليقة نصبه الرب و جعل له قيما iو هو اللك .و م ن كلم أنوشروان ف هذا العن بعينه اللك بالند و الند بالال و الال بالراج و الراج بالعمارة و العمارة بالعدل و العدل بإص لح العم ال و إصلح العمال باستقامة الوزراء و رأس الكل بافتقاد اللك حال رعيته بنفسه و اقتداره على تأديتها حت يلكها و ل تلك ه و ف الكت اب النسوب لرسطو ف السياسة التداول بي الناس جزء صال منه إل أنه غي مستوف و ل معطى حقه من الباهي و متلط بغيه و قد أش ار ف ذلك الكتاب إل هذه الكلمات الت نقلناها عن الوبذان و أنوشروان و جعلها ف الدائرة القريبة الت أعظم القول فيها هو ق وله :الع ال بستان سياجه الدولة و الدولة سلطان تيا به السنة السنة سياسة يسوسها اللك اللك نظام يعضده الند الند أعوان يكفلهم الال الال رزق تمعه الرعية الرعية عبيد يكنفهم العدل العدل مألوف و به قوائم العال العال بستان ث ترجع إل أول الكلم .فهذه ثان كلمات حكمي ة سياسية ارتبط بعضها ببعض و ارتدت أعجازها إل صدورها و اتصلت ف دائرة ل يتعي طرفها فخر بعثوره عليها و عظم من فوائده ا .و أنت إذا تأملت كلمنا ف فصل الدول و اللك و أعطيته حقه من التصفح و التفهم عثرت ف أثنائه على تفسي هذه الكلم ات و تفص يل إجالا مستوف بينا iبأوعب بيانا iو أوضح دليل و برهان أطلعنا ال عليه من غي تعليم أرسطو و ل إفادة موبذان و كذلك تد ف كلم اب ن القفع و ما يستطرد ف رسائله من ذكر السياسات الكثي من مسائل كتابنا هذا غي مبهنة كما برهناه إنا يليه ا ف ال ذكرعلى منح ى الطابة ف أسلوب الترسل و بلغة الكلم و كذلك حوم القاضي أبو بكر الطرطوشي ف كتاب سراج اللوك و بوبه على أبواب تقرب من أبواب كتابنا هذا و مسائله لكنه ل يصادف فيه الرمية و ل أصاب الشاكلة و ل استوف السائل و ل أوضح الدلة إنا يبوب الباب للمسألة ث يستكثر من الحادث و الثار و ينقل كلمات متفرقة لكماء الفرس مثل بزر جهر و الوبذان و حكماء الند و الأثور ع ن داني ال و هرمس و غيهم من أكابر الليقة و ل يكشف عن التحقيق قناعا iو ل يرفع الباهي الطبيعية حجابا iإنا هو نقل و تركيب شبيه بالواعظ و كأنه حوم على العرض و ل يصادفه و ل تقق قصده و ل استوف مسائله و نن ألمنا ال إل ذلك إلاما iو أعثرنا على علم جعلنا بي نكرة و جهينة خبه فإن كنت قد استوفيت مسائله و ميزت عن سائر الصنائع أنظاره و أناءه فتوفيق من ال و هداية و أن فاتن شيء ف إحصائه و اشتبهت بغي فللناظر التحقق إصلحه ول الفضل لن نجت له السبيل و أوضحت له الطريق و ال يهدي بنوره من يشاء .و ن ن الن نبي ف هذا الكتاب ما يعرض للبشر ف اجتماعهم من أحوال العمران ف اللك و الكسب و العلوم و الصنائع بوجوه برهانية يتض ح ب ا التحقيق ف معارف الاصة و العامة و تندفع با الوهام و ترفع الشكوك .و نقول لا كان النسان متميزا iعن سائر اليوانات بواص اختص با فمنها العلوم و الصنائع الت هي نتيجة الفكر الذي تيز به عن اليوانات و شرف بوصفه على الخلوقات و منها الاجة إل الكم الوازع و السلطان القاهر إذ ل يكن وجوده دون ذلك من بي اليوانات كلها إل ما يقال عن النحل و الراد و هذه و أن كان لا مث ل ذل ك فبطريق إلامي ل بفكر و روية و منها السعي ف العاش و العتمال ف تصيله من وجوهه و اكتساب أسبابه لا جعل ال من الفتق ار إل
الغذاء ف حياته و بقائه و هداه إل التماسه و طلبه فإن تعال أعطى كل شيء خلقه ث هدى و منهما العمران و هو التساكن و التن ازل ف مصر أو حلة للنس بالعشي و اقتضاء الاجات لا ف طباعهم من التعاون على العاش كما نبينه و من هذا العمران ما يكون بدويا iو ه و الذي يكون ف الضواحي و ف البال و ف اللل النتجعة ف القفار و أطراف الرمال و منه ما يكون حضريا iو هو الذي بالمصار و القرى و الدن والدر للعتصام با و التحصن بدرانا و له ف كل هذه الحوال أمور تعرض من حيث الجتماع عروضا iذاتيا iله فل جرم انصر الكلم ف هذا الكتاب ف ستة فصول. الول ف العمران البشري على الملة و أصنافه و قسطه من الرض. و الثان ف العمران البدوي ف و ذكر القبائل و المم الوحشية .و الثالث ف الدول و اللفة و اللك و ذكر الراتب السلطانية و الراب ع ف العمران الضري و البلدان و المصار .و الامس ف الصنائع و العاش و الكسب و وجوهه .و السادس ف العلوم و اكتسابا و تعلمه ا .و قد قدمت العمران البدوي لنه سابق على جيعها كما نبي لك بعد و كذا تقدي اللك على البلدان و المصار وأما تق دي الع اش فلن العاش ضروري طبيعي و تعلم العلم كمال أو حاجي و الطبيعي أقدم من الكمال و جعلت الصنائع مع الكسب لنا منه ببعض الوج وه و من حيث العمران كما نبي لك بعد و ال الوفق للصواب و العي عليه.
الباب الول من الكتاب الول ف العمران البشري عل ى المل ة و في ه مقدمات الول ف أن الجتماع النسان ضروري و يعب الكماء عن هذا بقولم النسان مدن بالطبع أي ل بد له من الجتماع الذي هو الدينة ف اصطلحهم و هو معن العمران و بيانه أن ال سبحانه خلق النسان و ركبه على صورة ل يصح حياتا و بقاؤها إل بالغ ذاء و ه داه إل التماسه بفطرته و با ركب فيه من القدرة على تصيله إل أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تصيل حاجته من ذلك الغذاء غي موفية له بادة حياته منه و لو فرضنا منه أقل ما يكن فرصة و هو قوت يوم من النطة مثل iفل يصل إل بعلج كثي من الطحن و العجن و الطبخ و كل واحد من هذه العمال الثلثة يتاج إل مواعي و آلت ل تتم إل بصناعات متعددة من حداد و نار و فاخوري وهب أنه يأكله حباi من غي علج فهو أيضا iيتاج ف تصيله أيضا iحبا iإل أعمال أخرى أكثر من هذه من الزراعة و الصاد و الدراس الذي يرج الب م ن غلف السنبل و يتاج كل واحد من هذه آلت متعددة و صنائع كثية أكثر من الول بكثي و يستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد فل بد من اجتماع القدر الكثية من أبناء جنسه ليحصل القوت له و لم فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الاجة لك ثر منه م بإضعاف و كذلك يتاج كل واحد منهم أيضا iف الدفاع عن نفسه إل الستعانة بأبناء جنسه لن ال سبحانه لا ركب الطباع ف اليوانات كلها و قسم القدر بينها جعل حظوظ كثي من اليوانات العجم من القدرة أكمل من حظ النسان فقدرة الفرس مثل iأعظم بكثي من قدرة النسان و كذا قدرة المار و الثور و قدرة السد و الفيل أضعاف من قدرته .و لا كان العدوان طبيعيا iف اليوان جعل لكل واحد منه ا عضوا iيتص بدافعته ما يصل إليه من عادية غيه و جعل للنسان عوضا iمن ذلك كله الفكر و اليد فاليد مهيئة للصنائع بدم ة الفك ر و الصنائع تصل له اللت الت تنوب له عن الوارح العدة ف سائر اليوانات للدفاع مثل الرماح الت تنوب عن القرون الناطحة و السيوف النائبة عن الخالب الارحة و التراس النائبة عن البشرات الاسية إل غي ذلك و غيه ما ذكره جالينوس ف كتاب منافع العضاء فالواح د من البشر ل تقاوم قدرته قدرة واحد من اليوانات العجم سيما الفترسة فهو عاجز عن مدافعتها وحده بالملة و ل تف ي ق درته أيض اi باستعمال اللت العدة لا فل بد ف ذلك كله من التعاون عليه بأبناء جنسه و ما ل يكن هذا التعاون فل يصل له قوت و ل غ ذاءا iو ل تتم حياته لا ركبه ال تعال عليه من الاجة إل الغذاء ف حياته و ل يصل له أيضا iدفاع عن نفسه لفقدان السلح فيكون فريسة للحيوانات و يعاجله اللك عن مدى حياته و يبطل نوع البشر و إذا كان التعاون حصل له القوت للغذاء و السلح للمدافعة و تت حكمة ال ف بقائه
و حفظ نوعه فإذن هذا الجتماع ضروري للنوع النسان و إل ل يكمل و جودهم و ما أراده ال من اعتمار العال بم و استخلفه إياهم و هذا هو معن العمران الذي جعلناه موضوعا iلذا العلم و ف هذا الكلم نوع إثبات للموضوع ف فنه الذي هو موضوع له و هذا و أن ل يكن واجبا iعلى صاحب الفن لا تقرر ف الصناعة النطقية أنه ليس على صاحب علم إثبات الوضوع ف ذلك العلم فليس أيضا iمن النوعات عندهم فيكون إثباته من التبعات و ال الوفق بفضله .ث أن هذا الجتماع إذا حصل للبشر كما قررناه و ت عمران العال بم فل بد م ن وازع يدفع بعضهم عن بعض لا ف طباعهم اليوانية من العدوان و الظلم و ليست السلح الت جعلت دافعة لعدوان اليوانات العجم عنهم كافية ف دفع العدوان عنهم لنا موجودة لميعهم فل بد من شيء آخر يدفع عدوان بعضهم عن بعض .و ل يكون من غيه م لقص ور جيع اليوانات عن مداركهم و إلاماتم فيكون ذلك الوازع واحدا iمنهم يكون له عليهم الغلبة و السلطان و اليد القاهرة حت ل يصل أحد إل غيه بعدوان و هذا هو معن اللك و قد تبي لك بذا أن للنسان خاصة طبيعية و ل بد لم منها و قد يوجد ف بعض اليوانات العجم على ما ذكره الكماء كما ف النحل و الراد لا استقرىء فيها من الكم و النقياد و التباع لرئيس من أشخاصها متميز عنهم ف خلقه و جثمانه إل أن ذلك موجود لغي النسان بقتضى الفطرة و الداية ل بقتضى الفكرة و السياسة أعطى كل شيء خلقه ث ه دى و تزي د الفلسفة على هذا البهان حيث ياولون إثبات النبوة بالدليل! العقلي و أنا خاصة طبيعية للنسان فيقررون هذا البهان إل غاية و أنه ل بد للبشر من الكم الوازع ث يقولون بعد ذلك و ذلك الكم يكون بشرع مفروض من عند ال يأت به واحد من البشر و أنه ل بد أن يكون متميزا iعنهم با يودع ال فيه ف خواص هدايته ليقع التسليم له و القبول منه حت يتم الكم فيهم و عليهم من غي إنكار و ل تزيف و هذه القضية للحكماء غي برهانية كما تراه إذ الوجود و حياة البشر قد تتم من دون ذلك با يفرضه الاكم لنفسه أو بالعصبية الت يقتدر با على قهرهم و حلهم على جادته فأهل الكتاب و التبعون للنبياء قليلون بالنسبة إل الوس الذين ليس لم كتاب فإنم أكثر أهل الع ال و م ع ذلك فقد كانت لم الدول و الثار فضل iعن الياة و كذلك هي لم لذا العهد ف القاليم النحرفة ف الشمال و الن وب بلف حي اة البشر فوضى دون وازع لم البتة فإنه يتنع و بذا يتبي لك غلطهم ف وجوب النبوات و أنه ليس بعقلي و إنا مدركه الشرع كم ا ه و مذهب السلف من المة و ال ول التوفيق و الداية.
القدمة الثانية ف قسط العمران من الرض و الشارة إل بعض ما فيه م الشجار و النار و القاليم
ن
اعلم أنه تبي ف كتب الكماء الناظرين ف أحوال العال أن شكل الرض كروي و أنا مفوفة بعنصر الاء كأنا عنبة طافية عليه فانسر الاء عن بعض جوانبها لا أراد ال من تكوين اليوانات فيها و عمرانا بالنوع البشري الذي له اللفة على سائرها و قد يتوهم من ذلك أن الاء تت الرض و ليس بصحيح و أنا النحت الطبيعي قلب بالرض و وسط كرتا الذي هو مركزها و الكل يطلبه با فيه من الثقل و ما ع دا ذلك من جوانبها و أما الاء اليط با فهو فوق الرض و أن قيل ف شيء منها إنه تت الرض فبالضافة إل جهة أخرى منه .و أما ال ذي انسر عنه الاء من الرض فهو النصف من سطح كرتا ف شكل دائرة أحاط العنصر الاء من با من جيع جهاتا برا iيسمى البحر اليط و يسمى أيضا iلبليه بتفخيم اللم الثانية و يسمى أوقيانوس أساء أعجمية و يقال له البحر الخضر و السود ث أن هذا النكشف من الرض للعمران فيه القفار و اللء أكثر من عمرانه و الال من جهة النوب منه أكثر من جهة الشمال و إنا العمور منه أميل إل الانب الشمال على شكل مسطح كروي ينتهي من جهة النوب إل خط الستواء و من جهة الشمال إل خط كروي و وراءه البال الفاصلة بين ه و بي الاء العنصري الذي بينهما سد يأجوج و مأجوج و هذه البال مائلة إل جهة الشرق و ينتهي من الشرق و الغرب إل عنصر الاء أيض اi بقطعتي من الدائرة اليطة و هذا النكشف من الرض قالوا هو مقدار النصف من الكرة أو أقل و العمور منه مقدار ربعه و ه و النقس م بالقاليم السبعة و خط الستواء يقسم الرض بنصفي من الغرب إل الشرق و هو طول الرض و أكب خط ف كرتا كما أن منطقة فلك البوج و دائرة فعدل النهار أكب خط ف الفلك و منطقة البوج منقسمة بثلثمائة و ستي درجة و الدرجة م ن مس افة الرض خس ة و
عشرون فرسخا iو الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع و الذراع أربعة و عشرون إصبعا iو الصبع ست حبات شعي مصفوفة ملص ق بعض ها إل بعض ظهرا iلبطن و بي دائرة فعدل النهار الت تقسم الفلك بنصفي و تسامت خط الستواء من الرض و بي كل واح د م ن القط بي تسعون درجة لكن العمارة ف الهة الشمالية من خط الستواء أربع و ستون درجة و الباقي منها خلء ل عمارة فيه لشدة البد و الم ود كما كانت الهة النوبية خلء كلها لشدة الر كما نبي ذلك كله إن شاء ال تعال .ث إن الخبين عن هذا العمور و حدوده و عما فيه من المصار و الدن و البال و البحار و النار و القفار و الرمال مثل بطليموس ف كتاب الغرافيا و صاحب كتاب زخار من بعده قسموا هذا العمور بسبعة أقسام يسمونا القاليم السبعة بدود وهية بي الشرق و الغرب متساوية ف العرض متلفة ف الطول فالقليم الول أطول ما بعده و هكذا الثان إل آخرها فيكون السابع أقصر لا اقتضاه وضع الدائرة الناشئة عن انسار الاء عن كرة الرض و كل واحد من هذه القاليم عندهم منقسم بعشرة أجزاء من الغرب إل الشرق على التوال و ف كل جزء الب عن أحواله و أحوال عمرانه .و ذكروا أن ه ذا البحر اليط يرج من جهة الغرب ف القليم الرابع البحر الرومي العروف يبدأ ف خليج فتضايق ف عرض اثن عشر ميل iأو نوها م ا بي طنجة و طريف و يسمى أن الزقاق ث يذهب مشرقا iو ينفسح إل عرض ستمائة ميل و نايته ف آخر الزء الرابع من القليم الرابع على ألف فرسخ و مائة و ستي فرسخا iمن مبدأه و عليه هنالك سواحل الشام و عليه من جهة النوب سواحل الغرب أولا طنجة عن د اللي ج ث أفريقية ث برقة إذ السكندرية و من جهة الشمال سواحل القسطنطينية عند الليج ث البنادقة ث رومة ث الفرنة ث الندلس إل طريف عند أن الزقاق قبالة طنجة و يسمى هذا البحر الرومي و الشامي و فيه جزر كثية عامرة كبار مثل أقريطش و ق بص و ص قلية و ميورق ة و سردانية قالوا :و يرج منه ف جهة الشمال بران آخران من خليجي .أحدها مسامت للقسطنطينية يبدأ من هذا البحر متضايقا iف ع رض رمية السهم و ير ثلثة بار فيتصل بالقسطنطينية ث ينفسح ف عرض أربعة أميال و ير ف جريه ستي ميل iو يسمى خليج القس طنطينية ث يرج من فوهة عرضها ستة أميال فيمد بر نيطش و هو بر ينحرف من هنالك ف مذهبه إل ناحية الشرق فيمر بأرض هرقلة و ينته ي إل بلد الزرية على ألف و ثلثمائة ميل من فوهته و عليه من الانبي أمم من الروم و الترك و برجان و الروس .و البحر الثان من خليجي هذا البحر الرومي و هو بر البنادقة يرج من بلد الروم على ست الشمال فإذا انتهى إل ست البل انرف ف ست الغرب إل بلد البنادقة و ينتهي إل بلد إنكلية على ألف و مائة ميل من مبدإه و على حافتيه من البنادقة و الروم و غيهم أمم و يسمى خليج البنادق ة .ق الوا و ينساح من هذا البحر اليط أيضا iمن الشرق و على ثلث عشرة درجة ف الشمال من خط الستواء بر عظيم متسع ير ف الن وب قليلi حت ينتهي إل القليم الول ث ير فيه مغربا iإل أن ينتهي ف الزء الامس منه إل بلد البشة و الزنج و إل بلد باب الندب من ه عل ى أربعة آلف فرسخ من مبدئه و يسمى البحر الصين و الندي و البشي و عليه من جهة النوب بلد الزنج و بلد بربر الت ذكرها ام رؤ القيس ف شعره و ليسوا من الببر الذين هم قبائل الغرب ث بلد سفالة و أرض الواق واق و أمم أخر ليس بعدهم إل القفار و اللء و عليه من جهة الشمال الصي من عند مبدئه ث الند ث السند ث سواحل اليمن من الحقاف و زبيد و غيها ث بلد الزنج عند نايته و بع دهم البشة .قالوا و يرج من هذا البحر البشي بران آخران أحدها يرج من نايته عند باب الندب فيبدأ متضايقا iث ير مستبحرا iإل ناحي ة الشمال و مغربا iقليل iإل أن بنتهي إل القلزم ف الزء الامس من القليم الثان على ألف و أربعمائة ميل من مبدئه ف و يسمى بر القلزم و بر السويس و بينه و بي فسطاط مصر من هنالك ثلث مراحل و عليه من جهة الشرق سواحل اليمن ث الجاز و جدة ث مدين و أيلة و فازان عند نايته و من جهة الغرب سواحل الصعيد ،و عيذاب و سواكن وزيلع ث بلد البشة عند مبدئه و آخره عند القلزم يسامت البحر الرومي عند العريش و بينهما نو ست مراحل و مازال اللوك ف السلم و قبله يرمون خرق ما بينهما و ل يتم ذلك .و البحر الثان م ن هذا البحر البشي و يسمى الليج الخضر يرج ما بي بلد السند و الحقاف من اليمن و ير إل ناحية الشمال مغربا iقليل iإل أن ينتهي إل البلة من سواحل البصرة ف الزء السادس من القليم الثان على أربعمائة فرسخ و أربعي فرسخا iمن مبدئه و يسمى بر فارس و عليه من جهة الشرق سواحل السند و مكران و كرمان و فارس و البلة و عند نايته من جهة الغرب سواحل البحرين و اليمام ة و عم ان و الشحر و الحقاف عند مبدئه و فيما بي بر فارس و القلزم و جزيرة العرب كأنا داخلة من الب ف البحر ييط با البحر البش ي م ن النوب و بر القلزم من الغرب و بر فارس من الشرق و تفضي إل العراق بي الشام و البصرة على ألف و خسمائة ميل بينهما و هنالك الكوفة و القادسية و بغداد و إيوان كسرى و الية و وراء ذلك أمم العاجم من الترك و الزر و غيهم و ف جزيرة العرب بلد الج از ف جهة الغرب منها و بلد اليمامة و البحرين و عمان ف جهة الشرق منها و بلد اليمن ف جهة النوب منها و س واحله عل ى البح ر
البشي .قالوا و ف هذا العمور بر آخر منقطع من سائر البحار ف ناحية الشمال بأرض الديلم يسمى بر جرجان و طبستان طوله أل ف ميل ف عرض ستمائة ميل ف غربه أذربيجان والديلم و ف شرقه أرض الترك و خوارزم و ف جنوبه طبستان و ف ش اله أرض ال زر و اللن .هذه جلة البحار الشهورة الت ذكرها أهل الغرافيا .قالوا و ف هذا الزء العمور أنار كثية أعظمها أربعة أنار و ه ي الني ل و الفرات و دجلة و نر بلخ السمى جيحون .فأما النيل فمبدأه من جبل عظيم وراء خط الستواء بست عشرة درجة على ست الزء الراب ع من القليم الول و يسمى جبل القمر و ل يعلم ف الرض جبل أعلى منه ترج منه عيون كثية فيصب بعضها ف الية هناك و بعضها ف أخرى ث ترج أنار من البحيتي فتصب كلها ف بية واحدة عند خط الستواء على عشر مراحل من البل و يرج م ن ه ذه البحية نران يذهب أحدها إل ناحية الشمال على سته و ير ببلد النوبة ث بلد مصر فإذا جاوزها تشعب ف شعب مقاربة يسمى كل واحد منها خليجا iو تصب كلها ف البحر الرومي عند السكندرية و يسمى نيل مصر و عليه الصيعد من شرقه و الواحات من غربه و يذهب الخ ر منعطفا iإل الغرب ث ير على سته إل أن يصب ي البحر اليط و هو نر السودان و أمهم كلهم على ضفتيه .و أما الفرات فمبدؤه من بلد أرمينية ف الزء السادس من القليم الامس و ير جنوبا iف أرض الروم و ملطية إل منبج ث ير بصفي ث بالرقة ث بالكوفة إل أن ينتهي إل البطحاء الت بي البصرة و واسط و من هناك يصب ف البحر البشي و تنجلب إليه ف طريقه أنار كثية و يرج منه أنار أخرى تصب ف دجلة .و أما دجلة فمبدؤها عي ببلد جلط من أرمينية أيضا iو تر على ست النوب بالوصل و أذربيجان و بغداد إل واسط فتتف رق إل خلجان كلها تصب ف بية البصرة و تفضي إل بر فارس و هو ف الشرق على يي الفرات و ينجلب إليه أنار كثية عظيمة م ن ك ل جانب و فيما بي الفرات و دجلة من أوله جزيرة الوصل قبالة الشام من عدوت الفرات و قبالة أذربيجان من عدوة دجلة .و أما نر جيحون فمبدؤه من بلخ ف الزء الثامن من القليم الثالث من عيون هناك كثية و تنجلب إليه أنار عظام و يذهب من النوب إل الش مال فيم ر ببلد خراسان ث يرج معها إل بلد خوارزم ف الزء الثامن من القليم الامس فيصب ف بية الرجانية الت بأسفل مدينتها و هي مسية شهر ف مثله و إليها ينصب نر فرغانة و الشاش الت من بلد الترك و على غرب نر جيحون بلد خراسان و خوارزم و على ش رقه بلد بارى و ترمذ و سرقند و من هنالك إل ما وراءه بلد الترك و فرغانة و الرجانية و أمم العاجم و قد ذكر ذلك كله بطليموس ف كتابه و الشريف ف كتاب روجار و صوروا ف الغرافيا جيع ما ف العمور من البال و البحار و الودية و استوفوا من ذلك مل حاجة انا ب ه لطوله ولن عنايتنا ف الكثر إنا هي بالغرب الذي هو وطن الببر و بالوطان الت للعرب من الشرق وال الوفق.
تكملة لذه القدمة الثانية ف أن الربع الشمال من الرض أكثر عمرانا iم ن الربع النوب و ذكر السبب ف ذلك و نن نرى بالشاهدة و الخبار التواترة أن الول و الثان من القاليم لعمورة أقل عمرانا iما بعدها و ما وجد من عمرانه فيتخلله اللء و لقفار و الرمال و البحر الندي الذي ف الشرق منهما و أمم هذين القليمي و أناسيهما ليست لم الكثرة البالغة و أمصاره و مدنه كذلك و الثالث و الرابع و ما بعدها بلف ذلك فالقفار فيها قليلة و الرمال كذلك أو معدومة و أمها و أناسيها توز الد من الكثرة و أمصارها و مدنا تاوز الد عددا iو العمران فيها مندرج ما بي الثالث و السادس و النوب خلء كله و قد ذكر كثي من الكماء أن ذلك لف راط الر و قلة ميل الشمس فيها عن ست الرؤوس فلنوضح ذلك ببهانه و يتبي منه سبب كثرة العمارة فيما بي الثالث و الرابع م ن ج انب الشمال إل الامس و السابع .فنقول إن قطب الفلك النوب و الشمال إذا كانا على الفق فهنالك دائرة عظيمة تقسم الفلك بنصفي ه ي أعظم الدوائر الارة من الشرق إل الغرب و تسمى دائرة معدل النهار و قد تبي ف موضعه من اليئة أن الفلك العلى متحرك من الش رق إل الغرب حركة يومية يرك با سائر الفلك ف جوفه قهرا iو هذه الركة مسوسة و كذلك تبي أن للكواكب ف أفلكها حركة مالف ة لذه الركة و هي من الغرب إل الشرق و تتلف آمادها باختلف حركة الكواكب ف السرعة و البطء و م رات ه ذه الك واكب ف أفلكها توازيها كلها دائرة عظيمة من الفلك العلى تقسمه بنصفي و هي دائرة فلك البوج منقسمة باثن عشر برجا iو هي على ما ت بي
ف موضعه مقاطعة لدائرة معدل النهار على نقطتي متقابلتي من البوج ها أول المل و أول اليزان فتقسمهما دائرة معدل النهار بنص في نصف مائل عن معدل النهار إل الشمال و هو من أول المل إل آخر السنبلة و نصف مائل عنه إل النوب و هو من أول اليزان إل آخر الوت و إذا وقع القطبان على الفق ف جيع نواحي الرض كان على سطح الرض خط واحد يسامت دائرة معدل النهار ير من الغ رب إل الشرق و يسمى خط الستواء و وقع هذا الط بالرصد على ما زعموا ف مبدإ القليم الول من القاليم السبعة و العمران كله ف الهة الشمالية يرتفع عن آفاق هذا العمور بالتدريج إل أن ينتهي ارتفاعه إل أربع ،و ستي درجة و هنالك ينقطع العمران و هو آخ ر القلي م السابع ،إذا ارتفع على الفق و بقيت تسعي درجة و هي الت بي القطب و دائرة معدل النهار على الفق و بقيت ستة من ال بوج ف وق الفق و هي الشمالية و ستة تت الفق و هي النوبية و العمارة فيما بي الربعة و الستي إل التسعي متنعة لن ال ر و ال بد حينئذ ل يصلن متزجي لبعد الزمان بينهما يصل التكوين فإذا iالشمس تسامت الرؤوس على خط الستواء ف رأس المل و الي زان ث تي ل ف السامتة إل رأس السرطان ورأس الدي و يكون ناية ميلها عن دائرة معدل النهار أربعا iو عشرين درجة ث إذا ارتفع القطب الشمال ع ن الفق مالت دائرة معدل النهار عن ست الرؤوس بقدار ارتفاع و انفض القطب النوب كذلك بقدار متساو ف الثلثة وهو السمى عن د أهل الواقيت عرض البلد و إذا مالت دائرة معدل النهار عن ست الرؤوس علت عليها البوج الشمالية مندرجة ف مقدار علوه ا إل رأس السرطان و انفضت البوج النوبية من الفق كذلك إل رأس الدي لنرافها إل الانبي ف أفق الستواء كما قلن اه فل ي زال الف ق الشمال يرتفع حت يصي أبعد الشمالية و هو رأس السرطان ف ست الرؤوس و ذلك حيث يكون عرض البلد أربعا iو عشرين ف الجاز و ما يليه و هذا هو اليل الذي إذا مال رأس السرطان عن معدل النهار ف أفق الستواء ارتفع بارتفاع القطب الشمال حت صار مسامتا iف إذا ارتفع القطب أكثر من أربع و عشرين نزلت الشمس عن السامتة و ل تزال ف انفاض إل أن يكون ارتفاع القطب أربعا iو ستي و يكون انفاض الشمس عن السامتة كذلك و انفاض القطب النوب عن الفق مثلها فينقطع التكوين لفراط البد و المد و ط ول زم انه غي متزج بالر .ث إن الشمس عند السامتة و ما يقاربا تبعث الشعة قائمة و فيما دون السامتة على زوايا منفرجة و حادة و إذا كانت زوايا الشعة قائمة عظم الضوء و انتشر بلفه ف النفرجة و الادة فلهذا يكون الر عند السامتة و ما يقرب منها أكثر منه فيما بعد لن الض وء سبب الر و التسخي. ث أن السامتة ف خط الستواء تكون مرتي ف السنة عند نقطت المل و اليزان و إذا مالت فغي بعيد و ل يكاد الر يعتدل ف آخر ميله ا عند رأس السرطان و الدي إل أن صعدت إل السامتة فتبقى الشعة القائمة الزوايا تلح على ذلك الفق و يطول مكثها أو يدوم فيش تعل الواء حرارة و يفرط ف شدتا و كذا ما دامت الشمس تسامت مرتي فيما بعد خط الستواء إل عرض أربع و عشرين فإن الشعة ملح ة على الفق ف ذلك بقريب من إلاحها ف خط الستواء و إفراط الر يفعل ف الواء تفيفا iو يبسا iينع من التكوين لنه إذا أفرط الر جفت الياه و الرطوبات و فسد التكوين ف العدن و اليوان و النبات إذ التكوين ل يكون إل بالرطوبة ث إذا مال رأس الس رطان ع ن س ت الرؤوس ف عرض خس و عشرين فما بعده نزلت الشمس عن السامتة فيصي الر إل العتدال أو ييل عنه ميل iقليل iفيكون التك وين و يتزايد على التدريج إل أن يفرط البد ف شدته لقلة الضوء و كون الشعة منفرجة الزوايا فينقص التكوين و يفسد بيد أن فساد التكوين من جهة شدة الر أعظم منه من جهة شدة البد لن الر أسرع تأثيا iف التجفيف من تأثي البد ف المد فلذلك كان العمران ف القليم الول و الثان قليل iو ف الثالث و الرابع و الامس متوسطا iلعتدال الر بنقصان الضوء و ف السادس و السابع كثيا iلنقصان الر و أن كيفي ة البد ل تؤثر عند أولا ف فساد التكوين كما يفعل الر إذ ل تفيف فيها إل عند الفراط با يعرض لا حينئذ من اليبس كما بعد الس ابع فلهذا كان العمران ف الربع الشمال أكثر و أوفر و ال أعلم .و من هنا أخذ الكماء خلء خط الستواء و ما وراءه و أورد عليه م أن ه مغمور بالشاهدة و الخبار التواترة فكيف يتم البهان على ذلك و الظاهر أنم ل يريدوا امتناع العمران فيه بالكلية إنا أداهم البهان إل أن فساد التكوين فيه قري بإفراط الر و العمران فيه إما متنع أو مكن أقلي و هو كذلك فإن خط الستواء و الذي وراءه و إن كان فيه عمران كما نقل فهو قليل جدا .iو قد زعم ابن رشد أن خط الستواء معتدل و أن ما وراءه ف النوب بثابة ما وراءه ف الشمال فيعمر منه ما عمر من هذا و الذي قاله غي متنع من جهة فساد التكوين و إنا امتنع فيما وراء خط الستواء ف النوب من جهة أن العنصر الائي غمر وج ه الرض هنالك إل الد الذي كان مقابله من الهة الشمالية قابل iللتكوين و لا امتنع العتدل لغيبة الاء تبعه ما سواه لن العمران مت درج و
يأخذ ف التدريج من جهة الوجود ل من جهة المتناع و أما القول بامتناعه ف خط الستواء فيده النقل التواتر و ال أعلم .و لنرسم بع د هذا الكلم صورة الغرافيا كما رسها صاحب كتاب روجار ث نأخذ ف تفصيل الكلم عليها إل أخره.
القسم الول من تفصيل الكلم على هذه الغرافيا إعلم أن الكماء قسموا هذا العمور كما تقدم ذكره على سبعة أقسام من الشمال إل النوب يسمون كل قسم منها إقليما iفانقسم العمور من الرض كله على هذه السبعة القاليم كل واحد منها أخذ من الغرب إل الشرق على طوله .فالول منها مار من الغرب إل الشرق مع خط الستواء بده من جهة النوب و ليس وراءه هنالك إل القفار و الرمال و بعض عمارة إن صحت فهي كل عمارة و يليه من جه ة شالية القليم الثان ث الثالث كذلك ث الرابع و الامس و السادس و السابع و هو آخر العمران من جهة الشمال و ليس وراء الس ابع إل اللء و القفار إل أن ينتهي إل البحر اليط كالال فيما وراء القليم الول ف جهة النوب إل أن اللء ف جهة الشمال أقل بكثي م ن اللء الذي ف جهة النوب .ث أن أزمنة الليل و النهار تتفاوت ف هذه القاليم بسبب ميل الشمس عن دائرة معدل النهار و ارتفاع القطب الشمال عن آفاقها فيتفاوت قوس الليل و النهار لذلك و ينتهي طول الليل و النهار ف آخر القليم الول و ذلك عند حلول الشمس ب رأس الدي لليل و برأس السرطان للنهار كل واحد منهما إل ثلث عشرة ساعة و كذلك ف آخر القليم الثان ما يلي الشمال فينتهي ،ط ول النهار فيه عند حلول الشمس برأس السرطان و هو منقلبها الصيفي إل ثلث عشرة ساعة و نصف ساعي و مثله أطول الليل عند منقلبه ا الشتوي برأس الدي و يبقى للقصر من الليل و النهار ما يبقى بعد الثلث عشرة و نصف من جلة أربع و عش رين الس اعات الزماني ة لموع الليل و النهار و هي دورة الفلك الكاملة و كذلك ف آخر القليم الثالث ما يلي الشمال أيضا iينتهيان إل أربع عشرة س اعة و ف آخر الرابع إل أربع عشرة ساعة و نصف ساعة و ف آخر الامس إل خس عشرة ساعة و ف آخر السادس إل خس عشرة ساعة و نصف و إل آخر السابع إل ست عشرة ساعة و هنالك ينقطع العمران فيكون تفاوت هذه القاليم ف الطول من ليلها و نارها بنصف ساعة لكل إقليمه يتزايد من أوله ف ناحية النوب إل آخر ف ناحية الشمال موزعة على أجزاء هذا البعد .و أما عرض البلدان ف هذه القاليم و ه و عبارة عن بعد ما بي ست رأس البلد و دائرة معدل النهار الذي هو ست رأس خط الستواء و بثله سواء ينخفض القطب النوب عن أفق ذلك البلد و يرتفع القطب الشمال عنه و هو ثلثة أبعاد متساوية تسمى عرض البلد كما مر ذلك قبل .و التكلمون على ه ذه الغرافي ا قسموا كل واحد من هذه القاليم السبعة ف طوله من الغرب إل الشرق بعشرة أجزاء متساوية و يذكرون ما اشتمل عليه كل جزء منها من البلدان و المصار و البال و النار و السافات بينها ف السالك و نن الن نوجز القول ف ذلك و نذكر مشاهي البل دان و الن ار و البحار ف كل جزء منها و ناذي بذلك ما وقع ف كتاب نزهة الشتاق الذي ألفه العلوي الدريسي المودي للك صقلية من الفرنج و هو زخار بن زخار عندما كان نازل iعليه بصقلية بعد خروج صقلية من إمارة مالقة و كان تأليفه للكتاب ف منتصف الائة السادسة و جع ل ه كتبا iجة للمسعودي و ابن خرداذيه و الوقلي و القدري و ابن إسحاق النجم و بطليموس و غيهم و نبدأ منها بالقليم الول إل آخرها و ال سبحانه و تعال يعصمنا بنه و فضله. القليم الول ،و فيه من جهة غربيه الزائر الالدات الت منها بدأ بطليموس بأخذ أطوال البلد و ليست ف بسيط القليم و إنا هي ف البحر اليط ف جزر متكثرة أكبها و أشهرها ثلث و يقال أنا معمورة و قد بلغنا أن سفائن من الفرنج مرت با ف أواسط هذه الائة و قاتلوهم فغنموا منهم و سبوا و باعوا بعض أسراهم بسواحل الغرب القصى و صاروا إل خدمة السلطان فلما تعلموا اللسان العرب أخبوا عن حال جزائرهم و أنم يتفرون الرض للزراعة بالقرون و أن الديد مفقود بأرضهم و عيشهم من الشعي و ماشيتهم العز و قت الم بالج ارة يرمونا إل خلف و عبادتم السجود للشمس إذا طلعت و ل يعرفون دينا iو ل تبلغهم دعوة و ل يوقف على مكان هذه الزائر إل بالعثور ل بالقصد إليها لن سفر السفن ف البحر إنا هو بالرياح و معرفة جهات مهابا و إل أين يوصل إذا مرت على الستقامة من البلد الت ف
مر ذلك الهب و إذا اختلف الهب و علم حيث يوصل على الستقامة حوذي به القلع ماذاة يمل السفينة با على قواني ف ذلك مص لة عند النواتية و اللحي الذين هم رؤساء السفن ف البحر و البلد الت ف حافات البحر الرومي و ف عدوته مكتوبة كلها ف صحيفة عل ى شكل ما هي عليه ف الوجود و ف وضعها ف سواحل البحر على ترتيبها و مهاب الرياح و مراتا على اختلفها معها ف تلك الص حيفة و يسمونا الكنباص و عليها يعتمدون ف أسفارهم و هذا كله مفقود ف البحر اليط فلذلك ل تلج فيه السفن لنا إن غ ابت ع ن م رأى السواحل فقل أن تتدي إل الرجوع إليها مع ما ينعقد ف جو هذا البحر و على سطح مائه من البرة المانعة للسفن ف مس يها و ه ي لبعدها ل تدركها أضواء الشمس النعكسة من سطح الرض فتحللها فلذلك عسر الهتداء إليها و صعب الوقوف على خبها .و أما الزء الول من هذا القليم ففيه مصب النيل الت من مبدئه عند جبل القمر كما ذكرناه و يسمى نيل السودان و يذهب إل البحر اليط فيصب فيه عند جزيرة أوليك و على هذا النيل مدينة سل و تكرور و غانة و كلها لذا العهد ف ملكة ملك مال من أمم السودان و إل بلده م تسافر تار الغرب القصى و بالقرب منها من شاليها بلد لتونة و سائر طوائف اللثمي و مفاوز يولون فيها و ف جنوب هذا النيل قوم من السودان يقال لم )) للم (( و هم كفار و يكتوون ف وجوههم و أصداغهم و أهل غانة و التكرور يغيون عليهم و يسبونم و ي بيعونم للتجار فيجلبونم إل الغرب و كلهم عامة رقيقهم و ليس وراءهم ف النوب عمران يعتب إل أناسي أقرب إل اليوان العجم من الن اطق يسكنون الفياف و الكهوف و يأكلون العشب و البوب غي مهيأة و ربا يأكل بعضهم بعضا iو ليسوا ف ع داد البش ر .و ف واكه بلد السودان كلها من قصور صحراء الغرب مثل توات و تكدرارين و وركلن .فكان ف غانة فيما يقال ملك و دولة لقوم من العلويي يعرفون ببن صال و قال صاحب كتاب روجار إنه صال بن عبد ال بن حسن بن السن و ل يعرف صال هذا ف ولد عبد ال بن حس ن و ق د ذهبت هذه الدولة لذا العهد و صارت غانة لسلطان مال و ف شرقي هذا البلد ف الزء الثالث من القليم بلد ) كوكو ( على نر ينبع من بعض البال هنالك و ير مغربا iفيغوص ف رمال الزء الثالث و كان ملك كوكو قائمiا بنفسه ث استول عليها سلطان مال و أص بحت ف ملكته و خربت لذا العهد من أجل فتنة وقعت هناك نذكرها عند ذكر دولة مال ف ملها من تاريخ الببر و ف جنوب بلد كوكو بلد كات من أمم السودان و بعدهم و نغارة على ضفة النيل من شاليه و ف شرقي بلد و نغارة و كات بلد زغاوة و تاجرة التصلة بأرض النوب ة ف الزء الرابع من هذا القليم و فيه ير نيل مصر ذاهبا iمن مبدإه عند خط الستواء إل البحر الرومي ف الشمال و مرج هذا النيل من جب ل القمر الذي فوق خط الستواء بست عشرة درجة و اختلفوا ف ضبط هذه اللفظة فضبطها بعضهم يفتح القاف و اليم نسبة إل قمر السماء لشدة بياضه و كثرة ضوءه و ف كتاب الشترك لياقوت بضم القاف و سكون اليم نسبة iإل قوم من أهل الند و كذا ضبطه اب ن س عيد فيخرج من هذا البل عشر عيون تتمع كل خسة منها ف بية و بينهما ستة أميال و يرج من كل واحدة من البحيتي ثلثة أنار تتمع كلها ف بطيحة واحدة ف أسفلها جبل معترض يشق البحية من ناحية الشمال و ينقسم ماؤها بقسمي فيمر الغرب منه إل بلد الس ودان مغربا iحت يصب ف البحر اليط و يرج الشرقي منه ذاهبا iإل الشمال على بلد البشة و النوبة و فيما بينهما و ينقس ما ف أعل ى أرض مصر فيصب ثلثة من جداوله ف البحر الرومي عند السكندرية .و رشيد و دمياط و يصب واحد ف بية ملحة قبل أن يتصل ب البحر ف وسط هذا القليم الول و على هذا النيل به بلد النوبة و البشة و بعض بلد الواحات إل أسوان و حاضرة بلد النوبة مدينة دنقلة و هي ف غرب هذا النيل و بعدها علوة و بلق و بعدها جبل النادل على ستة مراحل من بلق ف الشمال و هو جبل عال من جه ة مص ر و منخفض من جهة النوبة فينفذ فيه النيل و يصب ف مهوى بعيد صبا iهائل iفل يكن أن تسلكه الراكب بل يول الوسق من مراكب السودان فيحمل على الظهر إل بلد أسوان قاعدة الصعيد إل فوق النادل و بي النادل و أسوان اثنتا عشرة مرحلة و الواحات ف غربيه ا ع دوة النيل و هي الن خراب و با آثار العمارة القدية .و ف وسط هذا القليم ف الزء الامس منه بلد البشة على واد يأت م ن وراء خ ط الستواء ذاهبا iإل أرض النوبة فيصب هناك ف النيل الابط إل مصر و قد وهم فيه كثي من الناس و زعموا أنه من نيل القمر و بطليم وس ذكره ف كتاب الغرافيا و ذكر أنه ليس من هذا النيل .و إل وسط هذا القليم ف الزء الاص ينتهي بر الند الذي يدخل م ن ناحي ة الصي و يغمر عامة هذا القليم إل هذا الزء الامس فل يبقى فيه عمران إل ما كان ف الزائر الت ف داخله و هي متمددة يقال تنتهي إل ألف جزيرة أو فيما على سواحله من جهة الشمال و ليس منها ف هذا القليم الول إل طرف من بلد الصي ف جهة الش رق و ف بلد اليمن .و ف الزء السادس من هذا القليم فيما بي البحرين الابطي من هذا البحر الندي إل جهة الشمال و ها بر قلزم و بر ف ارس و فيما بينهما جزيرة العرب و تشتمل على بلد اليمن و بلد الشحر ف شرقيها على ساحل هذا البحر الندي و على بلد الجاز و اليمامة و
ما إليهما كما نذكره ف القليم الثان و ما بعده فأما الذي على ساحل هذا البحر من غربيه فبلد زالع من أطراف بلد البش ة و م الت البجة ف شال البشة ما بي جبل العلقي أعال الصعيد و بي بر القلزم الابط من البحر الندي و تت بلد زالع من جهة الشمال ف هذا الزء خليج باب الندب يضيق البحر الابط هنالك بزاحة جبل الندب الائل ف وسط البحر الندي متدا iمع ساحل اليمن من الن وب إل الشمال ف طول اثن عشر ميل iفيضيق البحر بسبب ذلك إل أن يصي ف عرض ثلثة أميال أو نوها و يسمى باب الندب و علي ه ت ر مراكب اليمن إل ساحل السويس قريبا iمن مصر و تت باب الندب جزيرة سواكن و دهلك و قبالته من غربيه مالت البخة م ن أم م السودان كما ذكرناه و من شرقيه ف هذا الزء تائم اليمن و منها على ساحله بلد علي بن يعقوب و ف جهة النوب من بلد زالع و على ساحل هذا البحر من غربيه ترى بربر يتلو بعضها بعضا iو ينعطف من جنوبيه إل آخر الزء السادس و يليها هنالك من جهة ش رقيها بلد الزنج ث بلد سفالة من ساحله النوب بلد الوقواق متصلة إل آخر الزء العاشر من هذا القليم عند مدخل هذا البحر من البحر اليط .و أما جزائر هذا البحر فكثية .من أعظمها جزيرة سرنديب مدورة الشكل .و با البل الشهور يقال ليس ف الرض أعلى منه و هي قبال ة سفالة .ث جزيرة القمر و هي جزيرة مستطيلة تبدأ من قبالة أرض سفالة و تذهب إل الشرق منحرفة بكثي إل أن تقرب من سواحل أعال الصي و يتف با ف هذا البحر من جنوبيها جزائر الوقواق و من شرقيها جزائر السيلن إل جزائر أخر ف هذا البحر كثية العدد و فيه ا أنواع الطيب و الفاويه و فيها يقال معادن الذهب و الزمرد و عامة أهلها على دين الوسية و فيهم ملوك متعددون و بذه ال زائر م ن أحوال العمران عجائب ذكرها أهل الغرافيا و على الضفة الشمالية من هذا البحر ف الزء السادس من هذا القليم بلد اليمن كلها فم ن جهة بر القلزم بلد زبيد و الهجم و تامة اليمن و بعدها بلد صغية مقر المامة الزبدية و هي بعيدة عن البحر النوب و عن البحر الشرقي و فيما بعد ذلك مدينة عدن و ف شالا صنعاء و بعدها إل الشرق أرض الحقاف و ظفار و بعدها أرض حضر موت ث بلد الشحر م ا بي البحر النوب و بر فارس .و هذه القطعة من الزء السادس هي الت الكشف عنها البحر من أجزاء هذا القليم الوس طى و ينكش ف بعدها قليل من الزء التاسع و أكثر منه من العاشر فيه أعال بلد الصي و من مدنه الشهية خانكو و قبالتها من جهة الشرق جزائر السيلن و قد تقدم ذكرها و هذا آخر الكلم ف القليم الول و ال سبحانه و تعال و ل التوفيق بنه و فضله. القليم الثان :و هو متصل بالول من جهة الشمال و قبالة الغرب منه ف البحر اليط جزيرتان من الزائر الالدات الت مر ذكره ا و ف الزء الول و الثان منه ف الانب العلى منهما أرض قنورية و بعدها ف جهة الشرق أعال أرض غانة ث مالت زغاوة من السودان و ف الانب السفل منهما صحراء نستر متصلة من الغرب إل الشرق ذات مفاوز تسلك فيها التجار ما بي بلد الغرب و بلد السودان و فيها مالت اللثمي من صنهاجة و هم شعوب كثية ما بي كزولة و لتونة و مسراتة و لطة و وريكة و على ست هذه الفاوز شرقا iأرض فزان ث مالت أزكار من قبائل الببر ذاهبة إل أعال الزء الثالث على ستها ف الشرق و بعدها من هذا الزء الثالث و هي جهة الشمال من ه بقية أرض وذان و على ستها شرقا iأرض سنترية و تسمى الواحات الداخلة و ف الزء الرابع من أعله بقية أرض الباجويي ث يع ترض ف وسط هذا الزء بلد الصعيد حافات النيل الذاهب من مبدأه ف القليم الول إل مصبه ف البحر فيمر ف هذا الزء بي البلي الاجزين و ها جبل الواحات من غربيه و جبل القطم من شرقيه و عليه من أعله بلد أسنا و أرمنت و يتصل كذلك حافاته إل أسيوط و قوص ث إل صول و يفترق النيل هنالك على شعبي ينتهي الين منهما ف هذا الزء عند اللهون و اليسر عند دلص و فيما بينهما أعال ديار مصر و ف الشرق من جبل القطم صحارى عيذاب ذاهبة ف الزء الامس إل أن تنتهي إل بر السويس و هو بر القلزم الابط من البحر الندي ف النوب إل جهة الشمال و ف عدوته الشرقية من هذا الزء أرض الجاز من جبل يلملم إل بلد يثرب ف وسط الجاز مكة شرفها ال و ف ساحلها مدينة جدة تقابل بلد عيذاب ف العدوة الغربية من هذا البحر .و ف الزء السادس من غربيه بلد ند أعلها ف النوب و تبالة و جرش إل عكاظ من الشمال و تت ند من هذا الزء بقية أرض الجاز و على ستها ف الشرق بلد نران و خيب و تتها أرض اليمامة و على ست نران ف الشرق أرض سبأ و مأرب ث أرض الشحر و ينتهي إل بر فارس و هو البحر الثان الابط من البحر الندي إل الشمال كما مر و يذهب ف هذا الزء بانراف إل الغرب فيمر ما بي شرقيه و جوفيه قطعة مثلثة عليها من أعله مدينة قلهات و ه ي س احل الشحر ث تتها على ساحله بلد عمال .ث بلد البحرين و هجر منها ف آخر الزء و ف الزء السابع ف العلى من غربيه قطعة م ن ب ر فارس تتصل ب القطعة الخرى ف السادس و يغمر بر الند جانبه العلى كله و عليه هنالك بلد السند إل بلد مك ران و يقابله ا بلد
الطوبران و هي من السند أيضا iفيتصل السند كله ف الانب الغرب من هذا الزء و تول الفاوز بينه و بي أرض الند و ير فيه ن ره الت من ناحية بلد الند و يصب ف البحر الندي ف النوب و أول بلد الند على ساحل البحر الندي و ف ستها شرقا iبلد بله را و تته ا اللتان بلد الصنم العظم عندهم ،ث إل أسفل من السند ،ث إل أعال بلد سجستان .و ف الزء الثامن من غربيه بقية بلد بلهرا من الند، و على ستها شرقا iبلد القندهار .ث بلد منيبار و ف الانب العلى على ساحل البحر الندي و تتها ف الالب الس فل أرض كاب ل و بعدها شرقا iإل البحر اليط بلد القنوج ما بي قشمي الداخلة و قشمي الارجة عند آخر القليم و ف الزء التاسع ث ف الانب الغرب منه بلد الند القصى و يتصل فيه إل الانب الشرقي فيتصل من أعله إل العاشر و تبقى ف أسفل ذلك الانب قطعة من بلد الص ي فيه ا مدينة شيغون ث تتصل بلد الصي ف الزء العاشر كله إل البحر اليط و ال و رسوله أعلم و به سبحانه التوفيق و ه و و ل الفض ل و الكرم. القليم الثالث :و هو متصل بالثان من جهة الشمال ففي الزء الول منه و على نو الثلث من أعله جبل درن معترض فيه من غربيه عن د البحر اليط إل الشرق عند آخر و يسكن هذا البل من الببر أمم ل يصيهم إل خالقهم حسبما يأت ذكره و ف القطعة الت بي هذا البل و القليم الثان و على البحر اليط منها رباط ماسة و يتصل به شرقا iبلد سوس و نول و على ستها شرقا iبلد درعة ث بلد سجلماسة ث قطعة من صحراء نستر الفازة الت ذكرناها ف القليم الثان و هذا البل مطل على هذه البلد كلها ف هذا الزء و هو قليل الثنايا و السالك ف هذه الناحية الغربية إل أن يسامت وادي ملوية فتكثر ثناياه و مسالكه إل أن ينتهي و ف هذه الناحية منه أم م الص امدة ث هنتان ة ث تينملك ث كدميوه ث مشكورة و ث آخر الصامدة فيه ث قبائل صنهاكة و هم صنهاجة و ف آخر هذا الزء منه بعض قبائل زناتة و يتصل به هنالك من جوفيه جبل أوراس و هو جبل كتامة و بعد ذلك أمم أخرى من البابرة نذكرهم ف أماكنهم .ث إن جبل درن هذا م ن جه ة غربيه مطل على بلد الغرب القصى و هي ف جوفيه ففي الناحية النوبية منها بلد مراكش و أغمات و تادل iو على البحر الي ط منه ا رباط أسفى و مدينة سل و ف الوف عن بلد مراكش بلد فاس و مكناسة و تازا و قصر كتامة و هذه هي الت تسمى الغرب القصى ف عرف أهلها و على ساحل البحر اليط منها بلدان أصيل و العرايش و ف ست هذه البلد شرقا iبلد الغرب الوسط و قاعدتا تلمس ان و ف سواحلها على البحر الرومي بلد هني و وهران و الزائر لن هذا البحر الرومي يرج من البحر اليط من خليج طنجة ف الناحية الغربية من القليم الرابع و يذهب مشرقا iفينتهي إل بلد الشام فإذا خرج من الليج التضايق غي بعيد انفسح جنوبا iو شال iف دخل ف القلي م الثالث و الامس فلهذا كان على ساحله من هذا القليم الثالث الكثي ف بلده ث يتصل ببلد الزائر من شرقيها بلد باية ف ساحل البحر ث قسطنطينية ف الشرق منها و ف آخر الزء الول و على مرحلة من هذا البحر ف جنوب هذه البلد و مرتفعا iإل جنوب الغرب الوسط بلد أشي ث بلد السيلة ث الزاب و قاعدته بسكرة تت جبل أوراس التصل بدرن كما مر و ذلك عند آخر هذا الزء من جهة الش رق و الزء الثالث من هذا القليم على هيئة الزء الول ث جبل درن على نو الثلث من جنوبه ذاهبا iفيه من غرب إل شرق فيقسمه بقطع تي و يعب البحر الرومي مسافة من شاله فالقطعة النوبية عن جبل درن غربيها كله مفاوز و ف الشرق منها بلد عذامس و ف ستها شرقا iأرض و دان الت بقيتها ف القليم الثان كما مر و القطعة الوفية عن جبل درن ما بينه و بي البحر الرومي ف الغرب منها جبل أوراس و تبس ة و الوبس و على ساحل البحر بلد بونة ث ف ست هذه البلد شرقا iبلد أفريقية فعلى ساحل البحر مدينة تونس ث السوسة ث الهدي ة و ف جنوب هذه البلد تت جبل درن بلد الريد توزر و قفصة و نفراوة و فيما بينها و بي السواحل مدين ة القيوان و جب ل و س لت و سبيطلة و على ست هذه البلد كلها شرقا iبلد طرابلس على البحر الرومي و بإزائها ف النوب جبل دمر و نقرة من قبائل هوارة متص لة ببل درن و ف مقابلة غذامس الت مر ف نرها ف آخر القطعة النوبية و آخر هذا الزء ف الشرق سويقة ابن مشكورة عل ى البح ر و ف جنوبا مالت العرب ف أرض و دان و ف الزء الثالث من هذا القليم ير أيضا iفيه جبل درن إل أنه ينعطف عند آخر إل الشمال و يذهب على سته إل أن يدخل ف البحر الرومي و يسمى هنالك طرف أوثان و البحر الرومي من شاليه يغمر طائفة منه إل أن يضايق ما بينه و بي جبل درن فالذي وراء البل ف النوب و ف الغرب منه بقية أرض و دان .و مالت العرب فيها ث زويلة ابن خطاب ث رمال و قف ار إل آخر الزء ف الشرقي و فيما بي البل و البحر ف الغرب منه بلد سرت على البحر ث خلء و قفار تول فيها العرب ث أجدابية ث برقة عند منعطف البل ث طلمسة على البحر هنالك ث ف شرقي النعطف من البل مالت هيب و رواحة إل آخر الزء و ف الزء الرابع من ه ذا
القليم و ف العلى من غربيه صحارى برقيق و أسفل منها بلد هيب و رواحة ث يدخل البحر الرومي ف هذا الزء فيغي طائف ة من ه إل النوب حت يزاحم طرفه العلى و يبقى بينه و بي آخر الزء فيها قفار تول فيها العرب و على ستها شرقا iبلد الفيوم و هي على مصب أحد الشعبي من النيل الذي ير على اللهون من بلد الصعيد ف الزء الرابع من القليم الثان و يصب ف بية فيوم و على سته شرقا iأرض مصر و مدينتها الشهية على الشعب الثان الذي ير بدلص من بلد الصعيد عند آخر الزء الثان و يفترق هذا الشعب افتراقه ثاني ة م ن تت مصر على شعبي آخرين من شطنوف و زفت و ينقسم الين منهما من قرمط بشعبي آخرين و يصب جيعها ف البحر الرومي فعل ى مصب الغرب من هذا الشعب بلد السكندرية و على مصب الوسط بلد رشيد و على مصب الشرقي بلد دمياط و بي مصر و القاهرة و بي هذه السواحل البحرية أسافل الديار الصرية كلها مشوة عمرانا iو فلجا iو ف الزء الاص من هذا القليم بلد الشام و كثرها على ما أصف و ذلك لن بر القلزم ينتهي من النوب و ف الغرب منه عند السويس لنه ف مره مبتدىء من البحر الندي إل الشمال ينعطف آخذا iإل جهة الغرب فتكون قطعة من انعطافه ف الزء طويلة فينتهي ف الطرف الغرب منه إل السويس و على هذه القطعة بغد الس ويس ف اران ث جبل الطور ث أيلة مدين ث الوراء ف آخرها و من هنالك ينعطف بساحله إل النوب ف أرضي الجاز كما مر ف القليم الثان ف ال زء الامس منه و ف الناحية الشمالية من هذا الزء قطعة من البحر الرومي غمرت كثيا iمن غربيه عليها الفرما و العريش و قارب طرفها بل د القلزم فيضايق ما بينهما من هنالك و بقي شبه الباب مفضيا iإل أرض الشام و ف غرب هذا الباب فحص التيه أرض جرداء ل تنبت ك انت مال iلبن إسرائيل بعد خروجهم من مصر و قبل دخولم إل الشام أربعي سنة كما قصة القرآن ،و ف هذه القطعة من البحر الرومي ف هذا الزء طائفة من جزيرة قبص و بقيتها ف القليم الرابع كما نذكره و على ساحل هذه القطعة عند الطرف التضايق لبحر الس ويس بل د العريش و هو آخر الديار الصرية و عسقلن و بينهما طرف هذا البحر ث تنحط هذه القطعة ف انعطافها من هنالك إل القليم الرابع عن د طرابلس و غزة و هنالك ينتهي البحر الرومي ف جهة الشرق و على هذه القطعة أكثر سواحل الشام ففي شرقه غزة ث عسقلن و بانراف يسي عنها إل الشمال بلد قيسارية ث كذلك بلد عكاء ث صور ث صيداء ث ينعطف البحر إل الشمال ف القليم الرابع و يقابل ه ذه البلد الساحلية من هذه القطعة ف هذا الزء جبل عظيها يرج من ساحل أيلة من بر القلزم و يذهب ف ناحية الشمال منحرفا iإل الشرق إل أن ياوز هذا الزء و يسمى جبل اللكام و كأنه حاجز بي أرض مصر و الشام ففي طرفه عند أيلة العقبة الت يفر عليها الجاج من مص ر إل مكة ث بعدها ف ناحية الشمال مدفن الليل عليه الصلة و السلم عند جبل السراة يتصل من عند جبل اللكام الذكور من شال العقبة ذاهباi على ست الشرق ث ينعطف قليل iو ف شرقه هنالك بلد الجر و ديار ثود و تيماء و دومة الندل و هي أسافل الجاز و فوقه ا جب ل رضوى و حصون خيب ف جهة النوب عنها و فيما بي جبل السراة و بر القلزم صحراء تبوك و ف شال جبل السراة مدينة القدس عن د جبل اللكام ث الردن ث طبية و ف شرقيها بلد الغور إل أذرعات و ف ستها دومة الندل آخر هذا الزء و هي آخر الج از .و عن د منعطف جبل اللكام إل الشمال من آخر هذا الزء مدينة دمشق مقابلة صيدا و بيوت من القطعة البحرية و جبل اللكام يعترض بينه ا و بينها و على سنت دمشق ف الشرق مدينة بعلبك ث مدينة حص ف الهة الشمالية آخر الزء عند منقطع جبل اللكام و ف الش رق ع ن بعلبك و حص بلد تدمر و مالت البادية إل آخر الزء و ف الزء السادس من أعله مالت العراب تت بلد ند و اليمامة ما بي جبل العرج و الصمان إل البحرين و هجر على بر فارس و ف أسافل هذا الزء تت الالت بلد الية و القادسية و مغايض الفرات .و فيم ا بعدها شرقا iمدينة البصرة و ف هذا الزء ينتهي بر فارس عند عبادان و اليلة من أسافل الزء من شاله و يصب! فيه عند عبادان نر دجلة بعد أن ينقسم بداول كثية و تتلط به جداول أخرى من الفرات ث تتمع كلها عند عبادان و تصب ف بر فارس و هذه القطعة من البحر متسعة ف أعله مضايقة ف آخر ف شرقيه و ضيقة عند منتهاه مضايقة للحد الشمال منه و على عدوتا الغربية منه أسافل البحرين و هجر و الحساء و ف غربا أخطب و الصمان و بقية أرض اليمامة و على عدوته الشرقية سواحل فارس من أعلها و هو من عند آخر الزء م ن الشرق لا على طرف قد امتد من هذا البحر مشرقا iو وراءه إل النوب ف هذا الزء جبال القفص من كرمان و تت هرمز على الس احل بلد سياف و نيم على ساحل هذا البحر و ف شرقيه إل آخر هذا الزء و تت هرمز بلد فارس مثل سابور و دار أبرد و نسا و إصطخر و الشاهجان و شياز و هي قاعدتا كلها و تت بلد فارس إل الشمال عند طرف البحر بلد خوزستان و منها الهواز و تستر و صدى و سابور و السوس و رام هرمز و غيها و أزجال و هي حد ما بي فارس و خوزستان و ف شرقي بلد خوزستان جبال الكراد متص لة إل نواحي أصبهان و با مساكنهم و مالتم وراءها ف أرض فارس و تسمى الرسوم .و ف الزء السابع ف العلى منه من الغرب بقية جب ال
القفص و يليها من النوب و الشمال بلد كرمان و مكران و من مدنا الرودن و الشيجان و جيفت و يزدشي و البهرج و ت ت أرض كرمان إل الشمال بقية بلد فارس إل حدود أصبهان و مدينة أصبهان ف طرف هذا الزء ما بي غربه و شاله ث ف الش رق ع ن بلد كرمان و بلد فارس أرض سجستان و كوهستان ف النوب و أرض كوهستان ف الشمال عنها و يتوسط بي كرم ان و ف ارس و بي سجستان و كوهستان ،و ف وسط هذا الزء الفاوز العظمى القليلة السالك لصعوبتها من مدن سجستان بست الطاق و أم ا كوهس تان فهي من بلد خراسان و من مشاهي بلد سرخس و قوهستان آخر الزء .و ف الزء الثامن غربه و جنوبه مالت اللج من أم م ال ترك متصلة بأرض سجستان من غربا و بأرض كابل الند من جنوبا و ف الشمال عن هذه الالة جبال الغور و بلدها و قاعدتا غزنة فرض ة الند و ف آخر الغور من الشمال بلد أستراباذ ث ف الشمال غربا iإل أخر الزء بلد هراة أوسط خراسان و با أسفراين و قاشان و بوشنج و مرو الروذ و الطالقان و الوزجان و تنتهي خراسان هنالك إل نر جيحون.
القسم الثان من تفصيل الكلم على هذه الغرافيا و على هذا النهر من بلد خراسان من غرببه مدينة بلخ و ف شرقيه مدينة ترمذ و مدينة بلخ كانت كرسي ملكة الترك و هذا النه ر ن ر جيحون مرجه من بلد و جار ف حدود بذخشان ما يلي الند و يرج من جنوب هذا الزء و عند آخر من الشرق فينعطف ع ن ق رب مغربا iإل وسط الزء و يسمى هنالك نر خرناب ث ينعطف إل الشمال حت ير براسان و يذهب عل ى س نته إل أن يص ب ف بية خوارزم ف القليم لامس كما نذكره و يده عند انعطافه ف وسط الزء من النوب إل الشمال خسة أنار عظيم ة م ن بلد الت ل و الوخش من شرقيه و أنار أخرى من جبال البتم من شرقيه أيضا iو جوف البل حت يتسع و يعظم با ل كفاء له و من هذه النار المس ة المدة له نر و خشاب يرج من بلد التبت و هي بي النوب و الشرق من هذا الزء فيمر مغربا iبالر إل الشمال إل أن يرج إل الزء التاسع قريبا iمن شال هذا الزء يعترضه ف طريقه جبل عظيم ير من وسط النوب ف هذا الزء و يذهب مشرقا iبانراف إل الش مال إل أن يرج إل الزء التاسع قريبا iمن شال هذا الزء فيجوز بلد التبت إل القطعة الشرقية النوبية من هذا الزء و يول بي الترك و بي بلد التل و ليس فيه إل مسلك واحد ف وسط الشرق من هذا الزء جعل فيه الفصل بن يي سدا iو بن فيه بابا iكسد ياجوج و ماجوج ف إذا خرج نر و خشاب من بلد التبت و اعترضه هذا البل فيمر تته ف مدى بعيد إل أن ير ف بلد الوخش و يصب ف نر جيح ون عن د حدود بلخ ث ير هابطا iإل الترمذ ف الشمال إل بلد الوزجان و ف الشرق عن بلد الغور فيما بينها و بي نر جيحون بلد الناسان م ن خراسان و ف العدوة الشرقية هنالك من النهر بلد التل و أكثرها جبال و بلد الوخش و يدها من جهة الشمال جبال البتم ت رج م ن طرف خراسان غرب نر جيحون و تذهب مشرقة iإل أن يتصل طرفها بالبل العظيم الذي خلفه بلد التبت و ير تته نر و خشاب كم ا قلناه فيتصل عند باب الفضل بن يي و ير نر جيحون بي هذه البال و أنار أخرى تصب فيه منها نر بلد الوخش يصب فيه من الشرق تت الترمذ إل جهة الشمال و نر بلخ يرج من جبال البتم مبدإه عند الوزجان و يصب فيه من غربيه و على هذا النهر من غربي ه بلد آمد من خراسان و ف شرقي النهر من هنالك أرض الصغد و أسر وشنة من بلد الترك و ف شرقها أرض فرغانة أيضا iإل آخر الزء شرقا iو كل بلد الترك توزها جبال البتم إل شالا و ف الزء التاسع من غربه أرض التبت إل وسط الزء و ف جنوبيها بلد الند و ف ش رقيها بلد الصي إل آخر الزء و ف أسفل هذا الزء شال iعن بلد التبت بلد الزلية من بلد الترك إل آخر الزء شرقا iو شال iو يتصل ب ا من غربيها أرض فرغانة أيضا iإل آخر الزء شرقا iو من شرقيها أرض التغرغر من الترك إل الزء شرقا iو ش ال .iو ف ال زء العاش ر ف النوب منه جيعا iبقية الصي و أسافله و ف الشمال بقية بلد التغرغر ث شرقا iعنهم بلد خرخي من الترك أيضا iإل آخر الزء ش رقا iو ف الشمال من أرض خرخي بلد كتمان من الترك و قبالتها ف البحر اليط جزيرة الياقوت ف وسط جبل مستدير ل منفذ من ه إليه ا و ل مسلك و الصعود إل أعله من خارجه صعب ف الغاية و ف الزيرة حيات قتالة و حصى من الياقوت كثية فيحتال أهل تلك الناحية ب ا يلهمهم ال إليه و أهل هذه البلد ف هذا الزء التاسع و العاشر فيما وراء خراسان و البال كلها مالت للترك أمم ل تصى و هم ظواعن
رحالة أهل إبل و شاء و بقر و خيل للنتاج و الركوب و الكل و طوائفهم كثية ل يصيهم إل خالقهم و فيهم مسلمون ما يلي بلد النهر نر جيحون و يغزون الكفار منهم الدائني بالوسية فيبيعون رقيقهم لن يليهم و يرجون إل بلد خراسان و الند و العراق القليم الرابع :يتصل بالثالث من جهة الشمال .و الزء الول منه ف غربيه قطعة من البحر اليط مستطيلة من أوله جنوبا iإل آخر ش ال iو عليها ف النوب مدينة طنجة و من هذه القطعة تت طنجة من البحر اليط إل البحر الرومي ف خليج متضايق بقدار اثن عشر ميل iما بي طريف و الزيرة الضراء شال iو قصر الاز و سبتة جنوبا iو يذهب مشرقا iإل أن ينتهي إل وسط الزء الامس من هذا القليم و ينفسح ف ذهابه بتدريج إل أن يغمر الربعة الجزاء و أكثر الامس من هذا القليم الثالث و الامس كما سنذكره و يسمى هذا البح ر البح ر الشامي أيضا iو فيه جزائر كثية أعظمها ف جهة الغرب يابسة ث ما يرقة ث منرقة ث سردانية ث صقلية و هي أعظمها ث بلونس ث أقريط ش ث قبص كما نذكرها كلها ف أجزائها الت وقعت فيها و يرج من هذا البحر الرومي عند آخر الزء الثالث منه و ف الزء الث الث م ن القليم الامس خليج البنادقة يذهب إل ناحية الشمال ث ينعطف عند وسط الزء من جوفه و ير مغربا iإل أن ينتهي ف الزء الث ان م ن الامس و يرج منه أيضا iف آخر الزء الرابع شرقا iمن القليم الامس خليج القسطنطينية ير ف الشمال متضايقا iف عرض رمية السهم إل آخر القليم ث يفضي إل الزء الرابع من القليم السادس و ينعطف إل بر نيطش ذاهبا iإل الشرق ف الزء الامس كله و نصف السادس من القليم السادس كما نذكر ذلك ف أماكنه و عندما يرج هذا البحر الرومي من البحر اليط ف خليج طنج ة و ينفس ح إل القلي م الثالث .يبقى ف النوب عن الليج قطعة صغية من هذا الزء فيها مدينة طنجة على ممع البحرين و بعدها مدينة سبتة على البحر الرومي ث قطأون ث باديس ث يغمر هذا البحر بقية هذا الزء شرقا iو يرج إل الثالث و أكثر العمارة ف هذا الزء ف شاله و شال الليج من ه و هي كلها بلد الندلس الغربية منها ما بي البحر اليط و البحر الرومي أولا طريف عند ممع البحرين و ف الشرق منها على ساحل البحر الرومي الزيرة الضراء ث مالقة ث النقب ث الرية و تت هذه من لدن البحر اليط غربا iو على مقربة منه شريش ث لبلة و قبالته ا في ه جزيرة قادس و ف الشرق عن شريش و لبلة إشبيلية ث أستجة و قرطبة و مديلة ث غرناطة و جيان و أبدة ث و اديش و بسطة و تت ه ذه شنتمرية و شلب على البحر اليط غربا iو ف الشرق عنهما بطلموس و ماردة و يابرة ث غافق و بزجالة ث قلعة رياح و تت هذه أش بونة على البحر اليط غربا iو على نر باجة و ف الشرق عنها شنترين و موزية على النهر الذكور ث قنطرة السيف و يسامت اشبونة من جه ة الشرق جبل الشارات يبدأ من الغرب هنالك و يذهب مشرقا iمع آخر الزء من شاليه فينتهي إل مدينة سال فيما بعد النصف منه و ت ت هذا البل طلبية ف الشرق من فورنة ث طليطلة ث وادي الجارة ث مدينة سال و عند أول هذا البل فيما بينه و بي أشبونة بلد قلمري ة و هذه غرب الندلس .و أما شرقي الندلس فعلى ساحل البحر الرومي منها بعد الرية قرطاجنة ث لفتة ث دانية ث بلنسية إل طرطوشة آخ ر الزء ف الشرق ،و تتها شال iليورقة و شقورة تتاخان بسطة و قلعة رياح من غرب الندلس ث مرسية شرقا iث شاطبة تت بلنسية شال iث شقر ث طرطوشة ث طركونة آخر الزء ث تت هذه شال iأرض منجالة وريدة متاخان لشقورة و طليطلة من الغرب ث أفراغة شرقا iت ت طرطوشة و شال iعنها ث ف الشرق عن مدينة سال تقلة أيوب ث سرقسطة ث لردة آخر الزء شرقا iو شال .iو الزء الثان من هذا القليم غمر الاء جيعه إل قطعة من غربيه ف الشمال فيها بقية جبل البنات و معناه جبل الثنايا و السالك يرج إليه من آخر ال زء الول م ن القليم الامس يبدأ من الطرف النتهي ،من البحر اليط عند آخر ذلك الزء جنوبا iو شرقا iو ير ف النوب بالر إل الشرق فيخ رج ف هذا القليم الرابع منحرفا iعن الزء الول منه إل هذا الزء الثان فيقع فيه قطعة منه تفضي ثناياها إل الب التصل و تسمى أرض غشكونية و فيه مدينة خريدة و قرقشونة و على ساحل البحر الرومي من هذه القطعة مدينة برشلونة ث أربونة و ف هذا البحر الذي غمر الزء ج زائر كثية و الكثي منها غي مسكون لصغرها ففي غربيه جزيرة سردانية و ف شرقيه جزيرة صقلية متسعة القطار يقال إن دورها سبعمائة ميل و با مدن كثية من مشاهيها سرقوسة و بلرم و طرابغة و مازر و مسين و هذه الزيرة تقابل أرض أفريقية و فيما بينهما جزيرة أع دوش و مالطة .و الزء الثالث من هذا القليم مغمور أيضا iبالبحر إل ثلث قطع من ناحية الشمال الغربية منها أرض قلورية و الوسطى م ن أرض أبكيدة و الشرقية من بلد البنادقة .و الزء الرابع من هذا القليم مغمور أيضا iبالبحر كما مر و جزائره كثية و أكثرها غي مسكون كم ا ف الثالث و الغمور منها جزيرة بلونس ف الناحية الغريبة الشمالية و جزيرة أقريطش مستطيلة من وسط الزء إل ما بي النوب و الش رق منة .و الزء الامس من هذا القليم غمر البحر منه مثلثة كبية بي النوب و الغرب ينتهي الضلع الغرب منها إل ،آخر الزء ف الشمال و
ينتهي الضلع النوب منها إل نو الثلثي من الزء و يبقى ف الالب الشرقي من الزء قطعة نو الثلث ير الشمال منها إل الغرب منعطف iا مع البحر كما قلناه و ف النصف النوب منها أسافل الشام و ير ف وسطها جبل اللكام إل أن ينتهي إل آخر الشام ف الشمال فينعطف من هنالك ذاهبا iإل القطر الشرقي الشمال و يسمى بعد انعطافه جبل السلسلة و من هنالك يرج إل القليم الامس و يوز من عند منعطف ه قطعة من بلد الزيرة إل جهة الشرق و يقوم من عند منعطفه من جهة الغرب جبال متصلة بعضها ببعض إل أن ينتهي إل طرف خ ارج من البحر الرومي متأخر إل آخر الزء من الشمال و بي هذه البال ثنايا تسمى الدروب و هي الت تفضي إل بلد الرمن و ف هذا الزء قطعة منها بي هذه البال و بي جبل السلسلة فأما الهة النوبية الت قدمنا أن فيها أسافل الشام و أن جبل اللكام معترض فيها بي البح ر الرومي و آخر الزء من النوب إل الشمال فعلى ساحلي البحر بلد أنطرطوس ف أول الزء من النوب متاخة لغزة و طرابلس على ساحله من القليم الثالث و ف شال أنطرطوس جبلة ث اللذقية ث إسكندرونة ث سلوقية و بعدها شال iبلد الروم و أما جبل اللكام الع ترض بي البحر و آخر الزء بافاته فيصاقبه من بلد الشام من أعلى الزء جنوبا iمن غربيه حصن الوان و هو للحشيشة الساعيلية و يعرفون ل ذا العهد بالفداوية و يسمى مصيات و هو قبالة أنطرطوس و قبالة هذا الصن ف شرق البل بلد سلمية ف الشمال عن حص و ف الشمال و ف مصيات بي البل و البحر بلد انطاكية و يقابلها ف شرق البل العرة و ف شرقها الراغة و ف شال انطاكية الصيصة ث أذنة ث طرسوس آخر الشام و ياذيها من غرب البل قنسرين ث عي زربة و قبالة قنسرين ف شرق البل حلب و يقابل عي زربة منبج آخر الشام .و أم ا الدروب فعن يينها ما بينها و بي البحر الرومي بلد الروم الت هي لذا العهد للتركمان و سلطانا ابن عثمان و ف ساحل البحر منها بل د أنطاكية و العليا .و أما بلد الرمن الت بي جبل الدروب و جبل السلسلة ففيها بلد مرعش و ملطية و العرة إل آخر ال زء الش مال و يرج من الزء الامس ف بلد الرمن نر جيحان و نر سيحان ف شرقيه فيمر با جيحان جنوبا iحت يتجاوز الدروب ث ير بطرسوس ث بالصيصة ث ينعطف هابطا iإل الشمال و مغربا iحت يصب ف البحر الرومي جنوب سلوقية و ير نر سيحان مؤازيا iلنهر جيحان فيح اذى العرة و مرعش و يتجاوز جبال الدروب إل أرض الشام ث ير بعي زربة و يوز عن نر جيحان ث ينعطف إل الشمال مغربا iفيختلط بنهر جيحان عند الصيصة و من غربا و أما بلد الزيرة الت ييط با منعطف جبل اللكام إل جبل السلسلة ففي جنوبا الرافضة و الرقة ث حران ث سروج و الرها ث نصيبي ث سيساط و آمد تت جبل السلسلة و آخر الزء من شاله و هو أيضا iآخر الزء من شرقيه و ير ف وس ط هذه القطعة نر الفرات و نر دجلة يرجان من القليم الامس و يران ف بلد الرمن جنوبا iإل أن يتجاوزا جبل السلسلة فيمر نر الفرات من غرب سيساط و سروج و ينحرف إل الشرق فيمر بقرب الرافضة و الرقة و يرج إل الزء السادس و ير دجلة شرق آمد و ينعط ف قريبا iإل الشرق فيخرج قريبا iإل الزء السادس و ف الزء السادس من هذا القليم من غربيه بلد الزيرة و ف الشرق منه ا بلد الع راق متصلة با تنتهي ف الشرق إل قرب آخر الزء و يعترض من آخر العراق هنالك جبل أصبهان هابطا iمن جنوب الزء منحرفا iإل الغ رب فإذا انتهي إل وسط الزء من آخر ف الشمال يذهب مغربا iإل أن يرج من الزء السادس و يتصل على سنته بب ل السلس لة ف ال زء الامس فينقطع هذا الزة السادس بقطعتي غربية و شرقية ففي الغربية من جنوبيها مرج الفرات من الامس و ف شاليها مرج دجلة من ه أما الفرات فأول ما يرج إل السادس ير بقرقيسيا و يرج من هنالك جدول إل الشمال ينساب ف أرض الزيرة و يغوص ف نواحيه ا و ير من قرقيسيا غي بعيد ث ينعطف إل النوب فيمر بقرب الابور إل غرب الرحبة و يرج منه جداول من هنالك ير جنوبا iو لبقى صفي ف غربيه ث ينعطف شرقا iو ينقسم بشعوب فيمر بعضها بالكوفة و بعضها بقصر ابن هبية و بالامعي و ترج جيعا iف جنوب ال زء إل القليم الثالث فيغوص هنالك ف شرق الية و القادسية و يرج الفرات من الرحبة مشرقا iعلى سته إل هيت من شالا ي ر إل ال زاب و النبار من جنوبما ث يصب ف دجلة عند بغداد .و أما نر دجلة فإذا دخل من الزء الامس إل هذا الزء ير بزيرة ابن عمر على شالا ث بالوصل كذلك و تكريت و ينتهي إل الديثة فينعطف جنوبا iو تبقى الديثة ف شرقه و الزاب الكبي و الصغي كذلك و ير عل ى س ته جنوبا iو ف غرب القادسية إل أن ينتهي إل بغداد و يتلط بالفرات ث ير جنوبا iعلى غرب جرجرايا إل أن يرج من ال زء إل القلي م الثالث فتنتشر هنالك شعوبه و جداوله ث يتمع و يصب هنالك ف بر فارس عند عبادان و فيما بي نر دجلة و الفرات قبل ممعهما كما يبغداد هي بلد الزيرة و يتلط بنهر دجلة بعد مفارقته ببغداد نر آخر يأت من الهة الشرقية الشمالية منه و ينتهي إل بلد النهروان قبال ة بغداد شرقا iث ينعطف جنوبا iو يتلط بدجلة قبل خروجه إل القليم الثالث و يبقى ما بي هذا النهر و بي جبل العراق و الع اجم بل د جلولء و ف شرقها عند البل بلد حلوان و صيمرة .و أما القطعة الغربية من الزء فيعترض ،جبل يبدأ من جبل العاجيم مشرقا iإل آخ ر
الزء و يسمى جبل شهرزور و يقسمها بقطعتي ف النوب من هذه القطعة الصغرى بلد خونان من الغرب و الشمال ع ن أص بهان و تسمى هذه القطعة بلد اللوس و ف وسطها بلد ناوند و ف شالا بلد شهرزور غربا iعند ملتقى البلي و الدينور شرقا iعند آخر الزء و ف القطعة الصغرى الثانية من بلد أرمينية قاعدتا الراغة و الذي يقابلها من جبل العراق يسمى باريا و هو مساكن للكراد و الزاب الك بي و الصغي الذي على دجلة من ورائه و ف آخر هذه القطعة من جهة الشرق بلد أذربيجان و منها تبيز و البي دقان و ف الزاوي ة الش رقية الشمالية من هذا الزء قطعة من بر نيطش و هو بر الزر و ف الزء السابع من هذا القليم من غربه و جنوبه معظم بلد اللوس و فيه ا هذان و قزوين و بقيتها ف القليم الثالث و فيها هنالك أصبهان و ييط با من النوب جبل يرج من غربا و ير بالقليم الثالث ث ينعطف من الزء السادس إل القليم الرابع و يتصل ببل العراق ف شرقيه الذي مر ذكره هنالك و إنه ميط ببلد اللوس ف القطعة الشرقية و يهبط هذا البل اليط بأصبهان من القليم الثالث إل جهة الشمال و يرج إل هذا الزء السابع ميط ببلد اللوس من شرقها و تت ه هنال ك قاشان ث قم و ينعطف ف قرب النصف من طريقه مغربا iبعض الشيء ث يرجع مستديرا iفيذهب مشرقا iو منحرفا iإل الشمال حت يرج إل القليم الامس و يشتمل على منعطفه و استدارته على بلد الري ف شرقيه و يبدأ من منعطفه جبل آخر ير غربا iإل آخر هذا الزء و م ن جنوبه من هنالك قزوين و من جانبه الشمال و جانب جبل الري التصل معه ذاهبا iإل الشرق و الشمال إل وسط ال زء ث إل القلي م الاص بلد طبستان فيما بي هذه البال و بي قطعة من بر طبستان و يدخل من القليم الامس ف هذا الزء ف نو النصف من غرب ه إل شرقه و يعترض عند جبل الري و عند انعطافه إل الغرب جبل متصل ير على سته مشرقا iو بانران قليل إل النوب ح ت ي دخل ف الزء الثامن من غربه و يبقى بي جبل الري و هذا البل من عند مبدأها بلد جرجان فيما بي البلي و منها بسطام و وراء ه ذا الب ل قطعة من هذا الزء فيها بقية الفازة الت بي فارس و خراسان و هي ف شرقيه قاشان و ف آخرها عند هذا البل بلد أستراباذ و حافات هذا البل من شرقيه إل آخر الزء بلد نيسابور من خراسان ففي جنوب البل و شرق الفازة بلد نيسابور ث مرو الشاهجان آخر ال زء و ف شاله و شرقي جرجان بلد مهرجان و خازرون و طوس آخر الزء شرقا iو كل هذا تت البل و ف الشمال عنها بلد نسا و ييط با عند زاوية الزئي الشمال و الشرق مفاوز معطلة .و ف الزء الثامن من هذا القليم و ف غربيه نر جيحون ذاهبا iمن النوب إل الشمال فف ي عدوته الغربية رمم و آمل من بلد خراسان و الظاهرية و الرجانية من بلد خوارزم و ييط بالزاوية الغربية النوبية منه جب ل أس تراباذ العترض ف الزء السابع قبله و يرج ف هذا الزء من غربيه و ييط بذه الزاوية و فيها بقية بلد هراة و الوزخان حت يتصل ببل البت م كما ذكرناه هنالك و ف شرقي نر جيحون من هذا الزء و ف النوب منه بلد بارى ث بلد الصغد و قاعدتا سرقند ث سردارا و أشنة و منها خجندة آخر الزء شرقا iو ف الشمال عن سرقند و سردار و أشنة أرض إيلق ث ف الشمال عن إيلق أرض الشاش إل آخر ال زء شرقا iو يأخذ قطعة من الزء التاسع ف جنوب تلك القطعة بقية أرض فرغانة و يرج من تلك القطعة الت ف الزء التاسع نر الشاش ي ر معترضا iف الزء الثامن إل أن ينصب ف نر جيحون عند مرجه من هذا الزء الثامن ف شاله إل القليم الامس و يتل ط مع ه ف أرض إيلق نر يأت من الزء التاسع من القليم الثالث من توم بلد التبت و يتلط معه قبل مرجه من الزء التاسع نر فرغانة و على ست ن ر الشاش جبل جباغون يبدأ من القليم الامس و ينعطف شرقا iو منحرفا iإل النوب حت يرج إل الزء التاسع ميطا iب أرض الش اش ث ينعطف ف الزء التاسع فيحيط بالشاش و فرغانة هناك إل جنوبه فيدخل ف القليم الثالث و بي نر الشاش و طرف هذا البل ف وس ط هذا الزء بلد فاراب و بينه و بي أرض بارى و خوارزم مفاوز معطلة و ف زاوية هذا الزء من الشمال و الشرق أرض خجندة و فيه ا بلد إسبيجاب و طراز .و ف الزء التاسع من هذا القليم ف غربيه بعد أرض فرغانة و الشاش أرض الزلية ف النوب و أرض الليجة ف الشمال و ف شرقي الزء كله أرض الكيماكية و يتصل ف الزء العاشر كله إل جبل قوقيا آخر الزء شرقا iو على قطعة من البحر الي ط هنالك و هو جبل يأجوج و مأجوج و هذه المم كلها من شعوب الترك .انتهي. القليم الامس :الزء الول منه أكثره مغمور بالاء إل قليل iمن جنوبه شرقه لن البحر اليط بذه الهة الغربية دخل ف القليم الامس و السادس و السابع عن الدائرة اليطة بالقليم فأما النكشف من جنوبه فقطعة على شكل مثلث متصلة من هنالك بالندلس و عليها بقيتها و ييط با البحر من جهتي كأنما ضلعان ميطان بزاوية الثلث ففيها من بقية غرب الندلس سعيور على البحر عند أول الزء من النوب و الغرب و سلمنكة شرقا iعنها و ف جوفها سورة و ف الشرق عن سلمنكة أيلة آخر النوب و أرض قستالية شرقا iعنها و فيها مدينة شقونية
و ف شالا أرض ليون و برغشت ث وراءها ف الشمال أرض جليقية إل زاوية القطعة و فيها على البحر اليط ف آخر الض لع الغرب بل د شنتياقو و معناه يعقوب و فيها من شرق بلد الندلس مدينة شطلية عند آخر الزء ف النوب و شرقا iعن قستالية و ف شالا و ش رقها و شقة و بنبلونة على ستها شرقا iو شال iو ف غرب بنبلونة قشتالة ث ناجزة فيما بينها و بي برغشت و يعترض وسط هذه القطعة جبل عظيم ماذ للبحر و للضلع الشمال الشرقي منه و على قرب و يتصل به و بطرف البحر عند بنبلونة ف جهة الشرق الذي ذكرنا من قبل أن يتصل ف النوب بالبحر الرومي ف القليم الرابع و يصي حجرا iعلى بلد الندلس من جهة الشرق و ثناياه لا أبواب تفضي إل بلد غشكونية من أمم الفرنج فمنها من القليم الرابع برشلونة و أربونة على ساحل البحر الرومي و خريدة و قرقشونة وراءها ف الشمال و منها من القلي م الامس طلوشة شال iعن خريدة .و أما النكشف ف هذا الزء من جهة الشرق فقطعة على شكل مثلث مستطيل زاويته الادة وراء البنات شرقا iو فيها على البحر اليط على رأي القطعة الت يتصل با جبل البنات بلد نيونة و ف آخر هذه القطعة ف الناحية الشرقية الشمالية م ن الزء أرض بنطو من الفرنج إل آخر الزء .و ف الزء الثان من الناحية الغربية منه أرض غشكونية و ف شالا أرض بنطو و برغشت و قد ذكرناها و ف شرق بلد غشكونية ف شالا قطعة أرض من البحر الرومي دخلت ف هذا الزء كالضرس مائلة إل الشرق قليل iو ص ارت بلد غشكونية ف غربا داخلة ف جون من البحر و على رأس هذه القطعة شال iبلد جنوة و على ستها ف الشمال جبل نيت ج ون و ف شاله و على سعه أرض برغونة و ف الشرق عن طرف جنوة الارج من البحر الرومي طرف آخر خارج منه يبقى بينهما جون داخل م ن الب ف البحر ف غزبيه نيش و ف شرقيه مدينة رومة العظمى كرسي ملك الفرنة و مسكن البابا بطركهم العظم و فيها من البان الضخمة و الياكل الائلة و الكنائس العادية ما هو معروف الخبار و من عجائبها النهر الاري ف وسطها من الشرق إل الغرب مفروش قاعه ببلط النحاس و فيها كنيسة بطرس و بولس من الواريي و ها مدفونان با و ف الشمال عن بلد رومة بلد أقرنصيصة إل آخر الزء ،و عل ى هذا الطرف من البحر الذي ف جنوبه رومة بلد نابل ف الانب الشرقي منه متصلة ببلد قلورية من بلد الفرنج و ف شالا طرف من خليج البنادقة دخل ف هذا الزء من الزء الثالث مغربا iو ماذيا iللشمال من هذا الزء و انتهى إل نو الثلث منه و عليه كثي م ن بلد البنادق ة دخل ف هذا الزء من جنوبه فيما بينه و بي البحر اليط و من شاله بلد إنكلية ف القليم السادس .و ف الزء الثالث من هذا القليم ف غربيه بلد قلورية بي خليج البنادقة و البحر الرومي ييط با من شرقيه يصل من برها ف القليم الرابع ف البحر الرومي ف جون بي طرفي خرجا من البحر على ست الشمال إل هذا الزء ف شرقي بلد قلورية بلد أنكيدة ف جون بي خليج البنادقة و البحر الرومي و ي دخل طرف من هذا الزء ف الون ف القليم الرابع و ف البحر الرومي و ييط به من شرقيه خليج البنادقة من البحر الرومي ذاهب ا iإل س ت الشمال ث ينعطف إل الغرب ماذيا iلخر الزء الشمال و يرج على سته من القليم الرابع جبل عظيم يوازيه و يذهب معه إل الشمال ث يغرب معه ف القليم السادس إل أن ينتهي قبالة خليج ف شاليه ف بلد إنكلية من أمم اللمانيي كما نذكر و على هذا الليج و بينه و بي هذا البل ماداما ذاهبي إل الشمال بلد البنادقة فإذا ذهبا إل الغرب فبينهما بلد حروايا ث بلد اللانيي عند طرف الليج .و ف ال زء الرابع من هذا القليم قطعة من البحر الرومي خرجت إليه من القليم الرابع مضرسة iكلها بقطع من البحر و يرج منها إل الش مال و بي كل ضرسي منها طرف من البحر ف الون بينهما و ف آخر الزء شرقا iقطع من البحر و يرج منها إل الشمال خليج القسطنطينية ي رج من هذا الطرف النوب و يذهب على ست الشمال إل أن يدخل ف القليم السادس و ينعطف من هنالك عن قرب مشرقا iإل بر نيط ش ف الزء الامس و بعض الرابع قبلة و السادس بعدة من القليم السادس كما نذكر و بلد القسطنطينية ف شرقي هذا الليج عند آخر الزء من الشمال و هي الدينة العظيمة الت كانت كرسي القياصرة و با من آثار البناء و الضخامة ما كثرت عنه الحاديث و القطعة الت ،ما بي البحر الرومي و خليج القسطنطينية من هذا الزء و فيها بلد مقدونية الت كانت لليونانيي و منها ابتداء ملكهم و ف شرقي هذا الليج إل آخر الزء قطعة من أرض باطوس و أظنها لذا العهد مالت للتركمان و با ملك ابن عثمان و قاعدته با بورصة و كانت من قبلهم للروم و غلبهم عليها لا المم إل أن صارت للتركمان .و ف الزء الاص من هذا القليم من غربيه و جنوبيه أرض باطوس و ف الشمال عنها إل آخر الزء بلد عمورية و ف شرقي عمورية نر قباقب الذي يد الغرات و يرج من جبل هنالك و يذهب ف النوب حت يالط الف رات قبل وصوله من هذا الزء إل مره ف القليم الرابع و هنالك ف غربيه آخر الزء ف مبدأ سيحال ث نر جيحان غربيه الذاهبي على س ته و قد مر ذكرها و ف شرقه هنالك مبدأ نر دجلة الذاهب على سته و ف موازاته حت يالطه عند بغداد و ف الزاوية الت بي النوب و الشرق من هذا الزء وراء البل الذي يبدأ منه نر دجلة بلد ميافارقي و نر قباقب الذي ذكرناه يقسم هذا الزء بقطعتي إحداها غربية جنوبية و
فيها أرض باطوس كما قلناه و أسافلها إل آخر الزء شال iو وراء البل الذي يبدأ منه نر قباقب أرض عمورية كما قلناه و القطعة الثاني ة شرقية شالية على الثلث ف النوب منها مبدأ دجلة و الفرات و ف الشمال بلد البيلقان متصلة بأرضي عمورية من وراء جبل قباقب و هي عريبة و ف آخرها عند مبدإ الفرات بلد خرشنة و ف الزاوية الشرقية الشمالية قطعة من بر نيطش الذي يده خليج القسطنطينية. القسم الثالث من تفصيل الكلم على هذه الغرافيا و ف الزء السادس من هذا القليم ف جنوبه و غربه بلد ارمينية متصلة إل أن يتجاوز وسط الزء إل جانب الشرق و فيها بلدان أردن ف النوب و الغرب و ف شالا تفليس و دبيل و ف شرق أردن مدينة خلط ث بردعة ف جنوبا بانراف إل الشرق مدينة أرمينية و من هنالك مرج بلد أرمينية إل القليم الرابع و فيها هنالك بلد الراغة ف شرقي جبل الكراد السمى بأرمى و قد مر ذكره ف الزء السادس من ه و يتاخم بلد أرمينية ف هذا الزء و ف القليم الرابع قبله من جهة الشرق فيها بلد أذربيجان و آخرها ف هذا الزء شرقا iبلد اردبيل عل ى قطعة من بر طبستان دخلت ف الناحية الشرقية من الزء السابع و يسمى بر طبسان و عليه من شاله ف هذا الزء قطعة من بلد الزر و هم التركمان و يبدأ من عند آخر هذه القطعة البحرية ف الشمال جبال يتصل بعضها ببعض على ست الغرب إل الزء الاص فتم ر في ه منعطفة و ميطة ببلد ميافارقي و يرج إل القليم الرابع عند آمد و يتصل ببل السلسلة ف أسافل الشام و من هنالك يتصل ببل اللك ام كما مر و بي هذه البال الشمالية ف هذا الزء ثنايا كالبواب تفضي من الانبي ففي جنوبيها بلد البواب متصلة ف الش رق إل ب ر طبستان و عليه من هذه البلد مدينة باب البواب و تتصل بلد البواب ف الغرب من ناحية جنوبيها ببلد أرمينية و بينهما ف الشرق و بي بلد أذربيجان النوبية بلد الزاب متصلة إل بر طبستان و ف شال هذه البال قطعة من هذا الزء ف غربا ملكة السرير ف الزاوية الغربية الشمالية منها و ف زاوية الزء كله قطعة أيضا iمن بر نيطش الذي يده خليج القسطنطينية و قد مر ذكره و يف بذه القطعة من نيط ش بلد السرير وعليها منها بلد أطرابزيدة و تتصل بلد السرير بي جبل البواب و الهة الشمالية من الزء إل أن ينتهي شرقا iإل جبل حاجز بينها و بي أرض الزر و عند آخرها مدينة صول و وراء هذا البل الاجز قطعة من أرض الزر تنتهي إل الزاوية الشرقية الشمالية من هذا الزء من بر طبستان و آخر الزء شال .iو الزء السابع من هذا القليم غربيه كله مغمور ببحر طبستان و خرج من جنوبه ف القلي م الرابع القطعة الت ذكرنا هنالك أن عليها بلد طبستان و جبال الديلم إل قزوين و ف غرب تلك القطعة متصلة با القطعة ال ت ف ال زء السادس من القليم الرابع و يتصل با من شالا القطعة الت ف الزء السادس من شرقه أيضا iو ينكشف من هذا الزء قطعة عن د زاويت ه الشمالية الغربية يصب فيها نر أثل ف هذا البحر و يبقى من هذا الزء ف ناحية الشرق قطعة منكشفة من البحر هي مالت للغز من أم م الترك ييط با جبل من جهة النوب داخل ف الزء الثامن و يذهب ف الغرب إل ما دون وسطه فينعطف إل الشمال إل أن يلقي ب ر طبستان فيحتف به ذاهبا iمعه إل بقيته ف القليم السادس ث ينعطف مع طرفه و يفارقه و يسمى هنالك جبل سياه و يذهب مغربا iإل الزء السادس من القليم السادس ث يرجع جنوبا iإل الزء السادس من القليم الامس و هذا الطرف منه و هو الذي اعترض ف هذا ال زء بي أرض السرير و أرض الزر و اتصلت بأرض الزر ف الزء السادس و السابع حافات هذا البل السمى جبل سياه كما س يأت .و ال زء الثامن من هذا القليم الامس كله مالت للغز من أمم الترك و ف الهة النوبية الغربية .منه بية خوارزم الت يصب فيها ن ر جيح ون دورها ثلثائة ميل و يصب فيها أنار كثية من أرض هذه الالت و ف الهة الشمالية الشرقية منه بية عرعون دورها أربعمائة مي ل و ماؤها حلو و ف الناحية الشمالية من هذا الزء جبل مرغار و معناه جبل الثلج لنه ل يذوب فيه و هو متصل بآخر الزء و ف النوب عن بية عرعون جبل من الجر الصلد ل ينبت شيئا iيسمى عرعون و به سيت البحية و ينجلب منه و من جبل مرغار شال البحية أنار ل تنحصر عدتا فتصب فيها من الانبي .و ف الزء التاسع من هذا القليم بلد أركس من أمم الترك ف غ رب بلد الغ ز و ش رق بلد الكيماكية و يف به من جهة الشرق آخر الزء جبل قوقيا اليط بيأجوج و مأجوج يعترض هنالك من النوب إل الشمال حت ينعط ف أول دخوله من الزء العاشر و قد كان دخل إليه من آخر الزء العاشر من القليم الرابع قبله و احتف هنالك بالبحر اليط إل آخر الزء ف الشمال ث انعطف مغربا iف الزء العاشر من القليم الرابع إل ما دون نصفه و أحاط من أوله إل هنا ببلد الكيماكية ث خ رج إل ال زء العاشر من القليم الامس فذهب فيه مغربا iإل آخره و بقيت ف جنوبه من هذا الزء قطعة مستطيلة إل الغرب قبل آخر بلد الكيماكية ث
خرج إل الزء التاسع ف شرقيه و ف العلى منه و انعطف قريبا iإل الشمال و ذهب على سته إل الزء التاسع من القليم السادس و في ه السد هنالك كما نذكره و بقيت منه القطعة الت أحاط با جبل قوقيا عند الزاوية الشرقية الشمالية من هذا الزء مستطيلة إل النوب و هي من بلد يأجوج و مأجوج و ف الزء العاشر من هذا القليم أرض يأجوج و مأجوج فتصله ف كله إل قطعة iمن البحر غم رت طرف ا iف شرقيه من جنوبه إل شاله إل القطعة الت يفصلها إل جهة النوب و الغرب جبل قوقيا حي مر فيه و ما سوى ذلك ف أرض ي أجوج و مأخوج و ال سبحانه و تعال أعلم. القليم السادس .فالزء الول منه غمر البحر أكثر من نصفه و استدار شرقا iمع الناحية الشمالية ث ذهب مع الناحية الشرقية إل النوب و انتهى قريبا iمن الناحية النوبية فانكشف قطعة من هذه الرض ف هذا الزء داخلة بي الطرفي و ف الزاوية النوبية الشرقية من البحر اليط كالون فيه و ينفسح طول iو عرضا iو هي كلها أرض بريطانية و ف بابا بي الطرفي و ف الزاوية النوبية الشرقية من ه ذا ال زء بلد صاقس متصلة ببلد بنطو الت مر ذكرها ف الزء الول و الثان من القليم الامس .و الزء الثان من هذا القليم دخل البحر اليط م ن غربه و شاله فمن غربه قطعة مستطيلة أكب من نصفه الشمال من شرق أرض بريطانية ف الزء الول و اتصلت با القطع ة الخ رى ف الشمال من غربه إل شرقه و انفسحت ف النصف الغرب منه بعض الشيء و فيه هنالك قطعة من جزيرة أنكلترا و ه ي جزي رة عظيم ة مشتملة على مدن و با ملك ضخم و بقيتها ف القليم السابع و ف جنوب هذه القطعة و جزيرتا ف النصف الغرب من ه ذا ال زء بلد أرمندية و بلد أفلدش متصلي با ث بلد إفرنسية جنوبا iو غربا iمن هذا الزء و بلد برغونية شرقا iعنها و كلها لم م الفرن ة و بلد اللمانيي ف النصف الشرقي من الزء فجنوبه بلد أنكلية ث بلد برغونية شال iث أرض لويكة و شطونية و على قطعة البح ر الي ط ف الزاوية الشمالية الشرقية أرض أفريرة و كلها لمم اللمانيي .و ف الزء الثالث من هذا القليم ف الناحية الغربية بلد مراتية ف الن وب و بلد شطونية ف الشمال و ف الناحية الشرقية بلد أنكوية ف النوب و بلد بلونية ف الشمال يعترض بينهما جبل بلواط داخل iمن ال زء الرابع و ير مغربا iبانراف إل الشمال إل أن يقف ف بلد شطونية آخر النصف الغرب .و ف الزء الرابع ف ناحية النوب أرض جثولية و تتها ف الشمال بلد الروسية و يفصل بينهما جبل بلواط من أول الزء غربا iإل أن يقف ف النصف الشرقي و ف شرق أرض جثولية بلد جرمانية و ف الزاوية النوبية الشرقية أرض القسطنطينية و مدينتها عند آخر الليج الارج من البحر الرومي و عند مدفعه ف ب ر نيط ش فيقع قطيعة من بر نيطش ف أعال الناحية الشرقية من هذا الزء و يدها الليج و بينهما ف الزاوية بلد مسيناه .و ف الزء ال امس م ن القليم السادس ث ف الناحية النوبية عند بر نيطش يتصل من الليج ف آخر الزء الرابع و يرج من سته مشرقا iفيمر ف هذا الزء كله و ف بعض السادس على طول ألف و ثلثائة ميل من مبدإه ف عرض ستمائة ميل و يبقى وراء هذا البحر ف الناحية النوبية من هذا الزء ف غربا إل شرقها بر مستطيل ف غربه هرقلية على ساحل بر نيطش متصلة بأرض البيلقان من القليم الامس و ف ش رقه بلد اللني ة و قاعدتا سوتلي على بر نيطش و ف شال بر نيطش ف هذا الزء غربا iأرض ترخان و شرقا iبلد الروسية و كلها على ساحل هذا البحر و بلد الروسية ميطة ببلد ترخان من شرقها ف هذا الزء من شالا ف الزء الامس من القليم السابع و من غربا ف الزء الرابع من ه ذا القليم .و ف الزء السادس ف غربيه بقية بر نيطش و ينحرف قليل إل الشمال و يبقى بينه هنالك و بي آخر الزء شال iبلد قمانية و ف جنوبه منفسحا iإل الشمال با انرف هو كذلك بقية بلد اللنية الت كانت آخر جنوبه ف الزء الامس و ف الناحية الشرقية من هذا الزء متصل أرض الزر و ف شرقها أرض برطاس و ف الزاوية الشرقية الشمالية أرض بلغار و ف الزاوية الشرقية النوبية أرض بلجر يوزها هناك قطعة من جبل سياكوه النعطف مع بر الزر ف الزء السابع بعده و يذهب بعد مفارقته مغربا iفيجوز ف هذه القطعة و يدخل إل ال زء السادس من القليم الامس فيتصل هنالك ببل البواب و عليه من هنالك ناحية بلد الزر .و ف الزء السابع من هذا القليم ف الناحي ة النوبية ما جازه جبل سياه بعد مفارقته بر طبستان و هو قطعة من أرض الزر إل آخر الزء غربا iو ف شرقها القطعة من بر طبس تان الت يوزها هذا البل من شرقها و شالا و وراء جبل سياه ف الناحية الغربية الشمالية أرض برطاس و ف الناحية الشرقية من ال زء أرض شحرب و يناك و هم أمم الترك .و ف الزء الثامن و الناحية النوبية منة كلها أرض الول من الترك ف الناحية الشمالية غرب ا و الرض النتنة و شرق الرض الت يقال إن يأجوج و مأجوج خرباها قبل بناء السد و ف هذه الرض النتنة مبدأ نر الثل من أعظم أنار الع ال و مره ف بلد الترك و مصبه ف بر طبستان ف القليم الامس ف الزء السابع منه و هو كثي النعطاف يرج من جبل من الرض النتنة من
ثلثة ينابيع تتمع ف نر واحد و ير على ست الغرب إل آخر السابع من هذا القليم فينعطف شال iإل الزء السابع من القلي م الس ابع فيمر ف طرفه بي النوب و الغرب فيخرج ف الزء السادس من السابع و يذهب مغربا iغي بعيد ث ينعطف ثانية إل النوب و يرج ع إل الزء السادس من القليم السادس و يرج منه جدول يذهب مغربا iو يصب ف بر نيطش ف ذلك الزء و ير هو ف قطعة بي الش مال و الشرق ف بلد بلغار فيخرج ف الزء السابع من القليم السادس ث ينعطف ثالثة iإل النوب و ينفذ ف جبل سياه و ي ر ف بلد ال زر و يرج إل القليم الامس ف الزء السابع منه فيصب هنالك ف بر طبستان ف القطعة الت انكشفت من الزء عند الزاوية الغربية النوبية. والزء التاسع من هذا القليم ف الانب الغرب منه بلد خفشاخ من الترك و هم قفجاق و بلد الشركس منهم أيضا iو ف الشرق منه بلد يأجوج يفصل بينهما جبل قوقيا اليط و قد مر ذكره يبدأ من البحر اليط ف شرق القليم الرابع و يذهب معه إل آخر القليم ف الشمال و يفارقه مغربا iو بانراف إل الشمال حت يدخل ف الزء التاسع من القليم الامس فيجع إل سته الول حت يدخل ف هذا الزء التاس ع من القليم من جنوبه إل شاله بانراف إل الغرب و ف وسطه ههنا السد الذي بناه السكندر ث يرج على سته إل القليم الس ابع و ف الزء التاسع منه فيمر فيه إل النوب إل أن يلقى البحر اليط ف شاله ث ينعطف معه من هنالك مغربا iإل القليم السابع إل الزء الامس منه فيتصل هنالك بقطعة من البحر اليط ف غربيه و ف وسط هذا الزء التاسع هو السد الذي بناه السكندر كما قلناه و الص حيح م ن خبه ف القرآن و قد ذكر عبد ال بن خرداذبة ف كتابه ف الغرافيا أن الواثق رأى ف منامه كأن السد انفتح فانتبه فزعا iو بع ث س لما الترجان فوقف عليه و جاء ببه وصفه ف حكاية طويلة ليست من مقاصد كتابنا هذا و ف الزء العاشر من هذا القلي م بلد م أجوج متصلة فيه إل آخره على قطعة من هنالك من البحر اليط أحاطت به من شرقه و شاله مستطيلة ف الشمال و عريضة بع ض الش يء ف الشرق. القليم السابع :و البحر اليط قد غمر عامته من جهة الشمال إل وسط الزء الامس حيث يتصل ببل قوقيا اليط بيأجوج و م أجوج. فالزء الول و الثان مغموران بالاء إل ما انكشف من جزيرة أنكلترا الت معظمها ف الثان و ف الول منها طرف انعط ف ب انراف إل الشمال و بقيتها مع قطعة من البحر مستديرة عليه ف الزء الثان من القليم السادس و هي مذكورة هناك والاز منها إل ال ب ف ه ذه القطعة سعة اثن عشر ميل iو وراء هذه الزيرة ف شال الزء الثان جزيرة رسلندة مستطيلة iمن الغرب إل الشرق .و الزء الثالث من هذا القليم مغمور أكثره بالبحر إل قطعة مستطيلة ف جنوبه و تتسع ف شرقها و فيها هنالك متصل أرض فلونية الت مر ذكرها ف الثالث م ن القليم السادس و أنا ف شاله و ف القطعة من البحر الت تغمر هذا الزء ث ف الانب الغرب منها مستديرة iفسيحة iو تتصل بالب من ب اب ف جنوبا يفضي إل بلد فلونية و ف شالا .جزيرة برقاعة و ف نسخة بوقاعة مستطيلة مع الشمال من الغرب إل الشرق .و الزء الراب ع من هذا القليم شاله كله مغمور بالبحر اليط من الغرب إل الشرق و جنوبه منكشف و ف غربه أرض قيمازك من الترك و ف شرقها بلد طست ث أرض رسلن إل آخر الزء شرقا iوهي دائمة الثلوج و عمرانا قليل و يتصل ببلد الروسية ف القليم السادس و ف الزء الرابع و الامس منه و ف الزء الامس من هذا القليم ف الناحية الغربية منه بلد الروسية و ينتهي ف الشمال إل قطعة من البحر اليط الت يتص ل با جبل قوقيا كما ذكرناه من قبل و ف الناحية الشرقية منه متصل أرض القمانية الت على قطعة بر نيطش من الزء السادس م ن القلي م السادس و ينتهي إل بية طرمى من هذا الزء و هي عذبة تنجلب إليها أنار كثية من البال عن النوب و الشمال و ف شال الناحي ة الشرقية من هذا الزء أرض التتارية من الترك و ف نسخة التركمان إل آخره و ف الزء السادس من الناحية الغربية النوبي ة متص ل بلد القمانية و ف وسط الناحية بية عثور عذبة iتنجلب إليها النار من البال ف النواحي الشرقية و هي جامدة دائما iلشدة ال بد إل قليل iف زمن الصيف و ف شرق بلد القمانية بلد الروسية الت كان مبدؤها ف القليم السادس ف الناحية الشرقية الشمالية من الزء الامس منه و ف الزاوية النوبية الشرقية من هذا الزء بقية أرض بلغار الت كان مبدؤها ف القليم السادس و ف الناحية الشرقية الش مالية م ن ال زء السادس منه و ف وسط هذه القطعة من أرض بلغار منعطف نر أثل القطعة الول إل النوب كما مر و ف آخر هذا الزء الس ادس م ن شاله جبل قوقيا متصل من غربه إل شرقه و ف الزء السابع من هذا القليم ف غربه بقية أرض يناك من أمم الترك و كان من مبدؤها م ن الناحية الشمالية الشرقية من الزء السادس قبله و ف الناحية النوبية الغربية من هذا الزء و يرج إل القليم السادس من فوقه و ف الناحية الشرقية بقية أرض سحرب ث بقية الرض النتنة إل آخر الزء شرقا iو ف آخر الزء من جهة الشمال جبل قوقيا اليط متصل من غربه إل
شرقه .و ف الزء الثامن من هذا القليم ف النوبية الغربية منه متصل الرض النتنة و ف شرقها الرض الفورة و هي من العجائب خ رق عظيم ف الرض بعيد الهوى فسيح القطار متنع الوصول إل قعره يستدل على عمرانه بالدخان ف النهار و النيان ف الليل تضيء و تفى و ربا رئي فيها نر يشقها من النوب إل الشمال و ف الناحية الشرقية من هذا الزء البلد الراب التاخة للسد و ف آخر الشمال منه جبل قوقيا متصل iمن الشرق إل الغرب و ف الزء التاسع من هذا القليم ف الانب الغرب منه بلد خفشاخ و هم قفجق يوزها جبل قوقيا حي ينعطف من شاله عند البحر اليط و يذهب ف وسطه إل النوب بانراف إل الشرق فيخرج ف الزء التاسع من القليم الس ادس و ي ر معترضا iفيه و ف وسطه هنالك سد .يأجوج و مأجوج و قد ذكرناه و ف الناحية الشرقية من هذا الزء أرض يأجوج وراء جبل قوقيا على البحر قليلة العرض مستطيلة iأحاطت به من شرقه و شاله .و الزء العاشر غمر البحر جيعه .هذا آخر الكلم على الغرافيا و أقاليمها السبعة و ف خلق السموات و الرض و اختلف الليل و النهار ليات للعالي.
القدمة الثالثة ف العتدل من القاليم و النحرف و تأثي الواء ف ألوان البشر و الكثي ف أحوالم قد بينا أن العمور من هذا النكشف من الرض إنا هو وسطه لفراط الر ف النوب منه و البد ف الشمال .و لا كان الانبان من الشمال و النوب متضادين من الر و البد وجب أن تندرج الكيفية من كليهما إل الوسط فيكون معتدل iفالقليم الرابع أعدل العمران و ال ذي حافاته من الثالث و الامس أقرب إل العتدال و الذي يليهما و الثان و السادس بعيدان من العتدال و الول و السابع أبعد بكثي فله ذا كانت العلوم و الصنائع و البان و اللبس و القوات و الفواكه بل و اليوانات و جيع ما يتكون ف هذه القاليم الثلثة التوسطة مصوصة بالعتدال و سكانا من البشر أعدل أجساما iو ألوانا iو أخلقا iو أديانا iحت النبؤات فإنا توجد ف الكثر فيها و ل نقف على خب بعث ة ف القاليم النوبية و ل الشمالية و ذلك أن النبياء و الرسل إنا يتص بم أكمل النوع ف خلقهم و أخلقهم قال تع ال :كنت م خي أم ة أخرجت للناس و ذلك ليتم القبول با يأتيهم به النبياء من عند ال و أهل هذه القاليم أكمل لوجود العتدال لم فتجده على غاي ة م ن التوسط ف مساكنهم و ملبسهم و أقواتم و صنائعهم يتخذون البيوت النجدة بالجارة النمقة بالصناعة و يتناغون ف اس تجادة اللت والواعي ويذهبون ف ذلك إل الغاية وتوجد لديهم العادن الطبيعية من الذهب و الفضة و الديد و النحاس و الرص اص و القص دير و يتصرفون ف معاملتم بالنقدين العزيزين و يبعدون عن النراف ف عامة أحوالم و هؤلء أهل الغرب و الشام و الجاز و اليمن و العراقي و الند و السند و الصي و كذلك الندلس و من قرب منها من الفرنة و الللقة و الروم و اليونانيي و من كان مع هؤلء أو قريبا iمنهم ف هذه القاليم العتدلة و لذا كان العراق و الشام أعدل هذه كلها لنا وسط من جيع الهات .و أما القاليم البعيدة من العتدال مث ل الول و الثان و السادس و السابع فأهلها أبعد من العتدال ف جيع أحوالم فبناؤهم بالطي و القصب و أقواتم من ال ذرة و العش ب و ملبسهم من أوراق الشجر يصفونا عليهم أو اللود و أكثرهم عرايا من اللباس و فواكه بلدهم و أدمها غريبة التكوين مائلة إل النراف و معاملتم بغي الجرين الشريفي من ناس أو حديد أو جلود يقدرونا للمعاملت و أخلقهم مع ذلك قريبة من خلق اليوانات العج م حت لينقل عن الكثي من السودان أهل القليم الول أنم يسكنون الكهوف و الغياض و يأكلون العشب و أنم متوحشون غي مستأنس ي يأكل بعضهم بعضا iو كذا الصقالبة و السبب ف ذلك أنم لبعدهم عن العتدال يقرب عرض أمزجتهم و أخلقهم من ع رض اليوان ات العجم و يبعدون عن النسانية بقدار ذلك و كذلك أحوالم ف الديانة أيضا iفل يعرفون نبؤة iو ل يدينون بشريعة إل من قرب منهم م ن جوانب العتدال و هو ف القل النادر مثل البشة الاورين لليمن الدائني بالنصرانية فيما قبل السلم و ما بعده لذا العهد و مثل أهل مال و كوكو و التكرور الاورين لرض الغرب الدائني بالسلم لذا العهد يقال أنم دانوا به ف الائة السابعة و مثل من دان بالنصرانية من أمم الصقالبة و الفرنة و الترك من الشمال و من سوى هؤلء من أهل تلك القاليم النحرفة جنوبا iو شال iفالدين مهول عندهم و العلم مفقود بينهم و جيع أحوالم بعيدة من أحوال الناسي قريبة من أحوال البهائم و يلق ما ل تعلمون و ل يعترض على هذا القول بوجود اليم ن و
حضرموت و الحقاف و بلد الجاز و اليمامة و ما يليها من جزيرة العرب ف القليم الول و الثان فأن جزيرة العرب كلها أحاطت ب ا البحار من الهات الثلث كما ذكرنا فكان لرطوبتها أثر ف رطوبة هوائها فنقص ذلك من اليبس و النراف الذي يقتضيه الر و صار فيها بعض العتدال بسبب رطوبة البحر .و قد توهم بعض النسابي من ل علم لديه بطبائع الكائنات أن السودان هم ولد حام بن نوح اختصوا بلون السواد لدعوة كانت عليه من أبيه ظهر أثرها ف لونه و فيما جعل ال من الرق ف عقبه و ينقلون ف ذلك حكاية من خرافات القصاص و دعاء نوح على ابنه حام قد وقع ف التوراة و ليس فيه ذكر السواد و إنا دعا عليه بأن يكون ولده عبيدا iلولد إخوته ل غي و ف الق ول بنسبة السواد إل حام غفلة عن طبيعة الر و البد و أثرها ف الواء و فيما يتكون فيه من اليوانات و ذلك أن هذا اللون شل أهل القلي م الول و الثان من مزاج هوائهم للحرارة التضاعفة بالنوب فأن الشمس تسامت رؤوسهم مرتي ف كل سنة قريبة إحداها م ن الخ رى فتطول السامتة عامة الفصول فيكثر الضوء لجلها و يلح القيظ الشديد عليهم و تسود جلودهم لفراط الر ونظي ه ذين القليمي م ا يقابلهما من الشمال القليم السابع والسادس شل سكانما أيضا iالبياض من مزاج هوائهم للبد الفرط بالشمال إذ الشمس ل تزال ب أفقهم ف دائرة مرأى العي أو ما قرب منها و ل ترتفع إل السامتة و ل ما قرب منها فيضعف الر فيها و يشتد البد عامة الفصول فتبيض أل وان أهلها و تنتهي إل الزعورة و يتبع ذلك ما يقتضيه مزاج البد الفرط من زرقة العيون و برش اللود و صهوبة الشعور و توس طت بينهم ا القاليم الثلثة الامس و الرابع و الثالث فكان لا ف العتدال الذي هو مزاج التوسط حظ وافر و الرابع أبلغها ف العتدال غاية لنهايته ف التوسط كما قدمناه فكان لهله من العتدال ف خلقهم و خلقهم ما اقتضاه مزاج أهويتهم و تبعه من جانبيه الثالث و الامس و أن ل يبلغا غاية التوسط ليل هذا قليل إل النوب الار و هذا قليل إل الشمال البارد إل أنما ل ينتهيا إل النراف و كانت القاليم الربعة منحرفة و أهلها كذلك ف خلقهم و خلقهم فالول و الثان للحر و السواد و السابع للبد و البياض و يسمى سكان النوب م ن القليمي الول والثان باسم البشة و الزنج و السودان أساء مترادفة على المم التغية بالسواد و إن كان اسم البشة متصا iمنهم بن تاه مكة و اليمن و الزنج بن تاه بر الند و ليست هذه الساء لم من أجل انتسابم إل آدمي أسود ل حام و ل غيه و قد ند من السودان أهل النوب من يسكن الربع العتدل أو السابع النحرف إل البياض فتبيض ألوان أعقابم على التدريج مع اليام و بالعكس فيمن يسكن من أهل الشمال أو الرابع بالنوب فتسود ألوان أعقابم و ف ذلك دليل على أن اللون تابع لزاج الواء قال ابن سينا ف أرجوزته ف الطب بالزنج حر غي الجساداحت كسا جلودها سوادا و الصقلب اكتسبت البياضاحت غدت جلودها بضاضا و أما أهل الشمال فلم يسموا باعتبار ألوانم لن البياض كان لونا iلهل تلك اللغة الواضعة للساء فلم يكن فيه غرابة تمل على اعتباره ف التسمية لوافقته و اعتياده و وجدنا سكانه من الترك و الصقالبة و الطغرغر و الزر و اللن و الكثي من الفرنة و يأجوج و مأجوج أساء¸ متفرفة iو أجيال iمتعددة مسمي بأساء متنوعة و أما أهل القاليم الثلثة التوسطة أهل العتدال ف خلقهم و سيهم و كافة الحوال الطبيعية للعتمار لديهم من العاش و الساكن و الصنائع و العلوم و الرئاسات و اللك فكانت فيهم النبؤات و اللك و الدول و الشرائع و العلوم و البلدان و المصار و البان و الفراسة و الصنائع الفائقة و سائر الحوال العتدلة و أهل هذه القاليم الت وقفنا على أخبارهم مثل الع رب و الروم و فارس و بن إسرائيل و اليونان و أهل السند و الند و الصي .و لا رأى النسابون اختلف هذه المم بسماتا و ش عارها حس بوا ذلك لجل النساب فجعلوا أهل النوب كلهم السودان من ولد حام و ارتابوا ف ألوانم فتكلفوا نقل تلك الكاية الواهية و جعلوا أه ل الشمال كلهم أو أكثرهم من ولد يافث و أكثر المم العتدلة و أهل الوسط النتحلي للعلوم و الصنائع و اللل و الشرائع و السياسة و اللك من ولد سام و هذا الزعم إن صادف الق ف انتساب هؤلء فليس ذلك بقياس مطرد إنا هو إخبار عن الواقع ل أن تسمية أه ل الن وب بالسودان و البشان من أجل انتسابم إل حام السود .و ما أداهم إل هذا الغلط إل اعتقادهم أن التمييز بي المم إنا يقع بالنساب فقط و ليس كذلك فإن التمييز للجيل أو المة يكون بالنسب ف بعضهم كما للعرب و بن إسرائيل و الفرس و يكون بالهة و السمة كما للزنج و البشة و الصقالبة و السودان و يكون بالعوائد و الشعار و النسب كما للعرب .و يكون بغي ذلك من أح وال الم م و خواص هم و
ميزاتم فتعميم القول ف أهل جهة معينة من جنوب أو شال بأنم من ولد فلن العروف لا شلهم من نلة أو لون أو سة وجدت ل ذلك الب إنا هو من الغاليط الت أوقع فيها الغفلة عن طبائع الكوان و الهات أن هذه كلها تتبدل ف العقاب و ل يب استمرارها سنة ال ف عباده و لن تد لسنة ال تبديل iو ال و رسوله أعلم بغيبه و أحكم و هو الول النعم الرؤوف الرحيم.
القدمة الرابعة ف أثر الواء ف أخلق البشر قد رأينا من خلق السودان على العموم الفة و الطيش و كثرة الطرب فتجدهم مولعي بالرقص على كل توقيع موصوفي بالمق ف ك ل قطر و السبب الصحيح ف ذلك أنه تقرر ف موضعه من الكمة أن طبيعة الفرح و السرور هي انتشار الروح اليوان و تفشيه و طبيعة الزن بالعكس و هو انقباضه و تكاثفه .و تقرر أن الرارة مفشية للهواء و البخار ملخلة له زائدة ف كميته و لذا يد النتش ي م ن الف رح و السرور مال يعب عنه و ذلك با يداخل بار الروح ف القلب من الرارة العزيزية الت تبعثها سورة المر ف الروح من مزاجه فيتفشى الروح و تيء طبيعة الفرح و كذلك ند التنعمي بالمامات إذا تنفسوا ف هوائها و اتصلت حرارة الواء ف أرواحهم فتسخنت لذلك حدث لم فرح و ربا انبعث الكثي منهم بالغناء الناشئ عن السرور .و لا كان السودان ساكني ف القليم الار و استول الر على أمزجته م و ف أصل تكوينهم كان ف أرواحهم من الرارة على نسبة أبدانم و إقليمهم فتكون أرواحهم بالقياس إل أرواح أهل القليم الرابع أشد ح راi فتكون أكثر تفشيا iفتكون أسرع فرحا iو سرورا iو أكثر انبساطا iو ييء الطيش على أثر هذه وكذلك يلحق بم قليل أهل البلد البحرية لا كان هواؤها متضاعف الرارة با ينعكس عليه من أضواء بسيط البحر و أشعته كانت حصتهم من توابع الرارة ف الفرح و الفة موجودة أكثر من بلد التلول و البال الباردة و قد ند يسيا iمن ذلك ف أهل البلد الزيرية من القليم الثالث لتوفر الرارة فيها و ف هوائها لن ا عريقة ف النوب عن الرياف و التلول و اعتب ذلك أيضا iبأهل مصر فإنا مثل عرض البلد الزيرية أو قريبا iمنها كيف غلب الفرح عليهم و الفة و الغفلة عن العواقب حت أنم ل يدخرون أقوات سنتهم و ل شهرهم و عامة iمأكلهم من أسواقهم .و لا كانت ف اس م ن بلد الغرب بالعكس منها ف التوغل ف التلول الباردة كيف ترى أهلها مطرقي إطراق الزن و كيف أفرطوا ف نظر العواقب ح ت أن الرج ل منهم ليدخر قوت سنتي من حبوب النطة و يباكر السواق لشراء قوته ليومه مافة أن يرزأ شيئا iمن مدخره وتتب ع ذل ك ف الق اليم و البلدان تد ف الخلق أثرا iمن كيفيات الواء و ال اللق العليم و قد تعرض السعودي للبحث عن السبب ف خفة السودان و طيشهم و كثرة الطرب فيهم و حاول تعليله فلم يأت بشيء أكثر من أنه نقل عن جالينوس و يعقوب بن إسحاق الكندي أن ذلك لضعف أدمغتهم و ما نشأ عنه من ضعف عقولم و هذا كلم ل مصل له و ل برهان فيه و ال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم.
القدمة الامسة ف اختلف أحوال العمران ف الصب و الوع و ما ينش أ عن ذلك من الثار ف أبدان البشر و أخلقهم إعلم أن هذه القاليم العتدلة ليس كلها يوجد با الصب و ل كل سكانا ف رغد من العيش بل فيها ما يوجد لهله خصب العيش م ن البوب و الدم و النطة و الفواكه .لزكاء النابت و اعتدال الطينة و وفور العمران و فيها الرض الرة الترب ل تنبت زرعا iو ل عش باi بالملة فسكانا ف شظف من العيش مثل أهل الجاز و جنوب اليمن و مثل اللثمي من صنبهاجة الساكني بصحراء الغ رب و أط راف الرمال فيما بي الببر و السودان فإن هؤلء يفقدون البوب و الدم جلة iو إنا أغذيتهم و أقواتم اللبان و اللحوم و مثل الع رب أيض اi الائلي ف القفار فإنم و إن كانوا يأخذون البوب و الدم من التلول إل أن ذلك ف الحايي و تت ربقة من حاميتها و على القلل لقلة وجدهم فل يتوصلون منه إل سد اللة أو دونا فضل iعن الرغد و الصب و تدهم يقتصرون ف غالب أحوالم على اللبان و تعوض هم من النطة أحسن معاض و تد مع ذلك هؤلء الفاقدين للحبوب و الدم من أهل القفار أحسن حال iف جسومهم و أخلقهم م ن أه ل
التلول النغمسي ف العيش فألوانم أصفى و أبدانم أنقى و أشكالم أت و أحسن و أخلقهم أبعد من النراف و أذهانم اثقب ف العارف و الدراكات هذا أمر تشهد له التجربة ف كل جيل منهم فكثي ما بي العرب و الببر فيما وصفناه و بي اللثمي و أهل التلول يعرف ذلك من خبه و السبب ف ذلك و ال أعلم أن كثرة الغذية و كثرة الخلط الفاسدة العفنة و رطوباتا تولد ف السم فضلت رديئة iتنشأ عنها بعد افظارها ف غي نسبة و يتبع ذلك انكساف اللوان و قبح الشكال من كثرة اللحم كما قلناه و تغطي الرطوب ات عل ى الذه ان و الفكار با يصعد إل الدماغ من أبرتا الردية فتجيء البلدة و الغفلة و النراف عن العتدال بالملة و اعتب ذلك ف حي وان القف ر و مواطن الدب من الغزال و النعام و الها و الزرافة و المر الوحشية و البقر مع أمثالا من حيوان التلول و الرياف و الراعي الصبة كيف تد بينها بونا iبعيدا iف صفاء أديها و حسن رونقها و أشكالا و تناسب أعضائها و حدة مداركها فالغزال أخو العز و الزرافة أخو البعي و المار و البقر أخو المار و البقر و البون بينها ما رأيت و ما ذاك إل لجل أن الصب ف التلول فعل ف أ بدان هذه من الفضلت الردية و الخلط الفاسدة ما ظهر عليها أثره و الوع ليوان القفر حسن ف خلقها و أشكالا ما شاء و اعتب ذلك ف الدميي أيضا iفإنا ند أه ل القاليم الخصبة العيش الكثية الزرع و الضرع و الدم و الفواكه يتصف أهلها غالبا iبالبلدة ف أذهانم و الشونة ف أجسامهم و هذا شان الببر النغمسي ف الدم و النطة مع التقشفي ف عيشهم القتصرين على الشعي أو الذرة مثل الصامدة منهم و أهل غمارة و السوس فتجد هؤلء أحسن حال iف عقولم و جسومهم و كذا أهل بلد الغرب على الملة النغمسي ف الدم و الب مع أهل الندلس الفقود بأرض هم السمن حلة iو غالب عيشهم الذرة فتجد لهل الندلس من ذكاء العقول و خفة الجسام و قبول التعليم مال يوجد لغيهم و ك ذا أه ل الضواحي من الغرب بالملة مع أهل الضر و المصار فأن المصار و إن كانوا مكثرين مثلهم م ن الدم ومص بي ف العي ش إل أن استعمالم إياها بعد العلج بالطبخ و التلطيف با يلطون معها فيذهب لذلك غلظها و يرق قوامها و عامة مآكلهم لوم الضأن و الدجاج و ل يغبطون السمن من بي الدم لتفاهته فتقل الرطوبات لذلك ف أغذيتهم و يف ما تؤديه إل أجسامهم من الفضلت الردية فلذلك ت د جسوم أهل المصار ألطف من جسوم البادية الخشني ف العيش و كذلك تد العودين بالوع من أهل البادية ل فضلت ف جس ومهم غليظة iو ل لطيفة .iو اعلم أن أثر هذا الصب ف البدن و أحواله يظهر حت ف حال الدين و العبادة فنجد التقشفي من أه ل البادي ة أو الاضرة من يأخذ نفسه بالوع و التجاف عن اللذ أحسن دينا iو إقبال iعلى العبادة من أهل الترف و الصب بل ند أهل الدين قليلي ف الدن و المصار لا يعمها من القساوة و الغفلة التصلة بالكثار من اللحمان و الدم و لباب الب و يتص وجود العباد و الزه اد ل ذلك بالتقشفي ف غذائهم من أهل البوادي و كذلك ند هؤلء الخصبي ف العيش النغمسي ف طيباته من أهل البادية و من أهل الواض ر و المصار إذا نزلت بم السنون و أخذتم الاعات يسرع إليهم اللك أكثر من غيهم مثل برابرة الغرب و أهل مدينة فاس و مص ر فيم ا يبلغنا ل مثل العرب أهل القفر و الصحراء و ل مثل أهل بلد النخل الذين غالب عيشهم التمر و ل مثل أهل أفريقية لذا العهد الذين غالب عيشهم الشعي و الزيت و أهل الندلس الذين غالب عيشيم الذرة و الزيت فإن هؤلء و أن أخذتم السنون و الاعات فل تنال منهم م ا تنال من أولئك و ل يكثر فيهما اللك بالوع بل و ل يندر و السبب ف ذلك و ال أعلم أن النغمسي ف الصب التعودين للدم و السمن خصوصا iتكتسب من ذلك أمعائهم رطوبة فوق رطوبتها الصلية الزاجية حت تاوز حدها فإذا خولف با العادة بقلة الق وات و فق دان الدم و استعمال الشن غي الألوف من الغذاء أسرع إل العا اليبس و النكماش و هو ضعيف ف الغاية ف فيسرع إليه ال رض و يهل ك صاحبه دفعة iلنه من القاتل فالالكون ف الاعات إنا قتلهم الشبع العتاد السابق ل الوع الادث اللحق .و أما التع ودون لقل ة الدم و السمن فل تزال رطوبتهم الصلية واقفة iعند حدها من غي زيادة و هي قابلة لميع الغذية الطبيعة فل يقع ف معاهم بتبدل الغذية يبس و ل انراف فيسلمون ف الغالب من اللك الذي يعرض لغيهم بالصب و كثرة الدم ف الآكل و أصل هذا كله أن تعل م أن الغذي ة و ائتلفها أو تركها إنا هو بالعادة فمن عود نفسه غذاء و لءمه تناوله كان له مألوفا iو صار الروج عنه و التبدل به داء¸ ما ل ي رج ع ن غرض الغذاء بالملة كالسموم و اليتوع و ما أفرط ف النراف فأما ما وجد فيه التغذي و اللءمة فيصي غذاء مألوفا iبالعادة ف إذا أخ ذ النسان نفسه باستعمال اللب و البقل عوضا iعن النطة حت صار له ديدنا iفقد حصل له ذلك غذاء و استغن به عن النطة و البوب م ن غي شك و كذا من عود نفسه الصب على الوع و الستغناء عن الطعام كما ينقل عن أهل الرياضيات فإنا نسمع عنهم ف ذل ك أخب اراi غريبة يكاد ينكرها من ل يعرفها و السبب ف ذلك العادة فإن النفس إذا ألفت شيئا iصار من جبلتها و طبيعتها لنا كثية التلون فإذا حصل لا اعتياد الوع بالتدريج و الرياضة فقد حصل ذلك عادة iطبيعية iلا و ما يتوهه الطباء من أن الوع مهلك فليس على ما يتوهونه إل إذا
حلت النفس عليه دفعة و قطع عنها الغذاء بالكلية فإنه حينئذ ينحسم العاء و يناله الرض الذي يشى معه اللك و أما إذا كان ذلك القدر تدريا iو رياضة iبإقلل الغذاء شيئا iفشيئا iكما يفعله التصوفة فهو بعزل عن اللك و هذا التدريج ضروري حت ف الرج وع ع ن ه ذه الرياضة فإنه إذا رجع به إل الغذاء الول دفعة iخيف عليه اللك و إنا يرجع به كما بدأ ف الرياضة بالتدريج و لقد شاهدنا من يصب عل ى الوع أربعي يوما iو صال iو أكثر .و حضر أشياخنا iبجلس السلطان أب السن و قد رفع إليه امرأتان من أهل الزيرة الض راء و رن دة حبستا أنفسهما عن الكل جلة منذ سني و شاع أمرها و وقع اختبارها فصح شأنما و اتصل على ذلك حالما إل أن ماتتا و رأينا كثياi من أصحابنا أيضا iمن يقتصر على حليب شاة من العز يلتقم ثديها ف بعض النهار أو عند الفطار و يكون ذلك غذاءه و استدام على ذلك خس عشرة سنة iو غيهم كثيون و ل يستنكر ذلك .و اعلم أن الوع أصلح للبدن من إكثار الغذية بكل وجه لن قدر علي ه أو عل ى القلل منها أو على القلل منها و إن له أثرا iف الجسام و العقول ف صفاتا و صلحها كما قلناه و اعتب ذلك بآثار الغذية الت تص ل عنها ف السوم فقد رأينا التغذين بلحوم اليوانات الفاخرة العظيمة الثمان تنشأ أجيالم كذلك و هذا مشاهد ف أهل البادية م ع أه ل الاضرة و كذا التغذون بألبان البل و لومها أيضا iمع ما يؤثر ف أخلقهم من الصب و الحتمال و القدرة على حل الثقال الوجود ذلك للبل و تنشأ أمعاؤهم أيضا iعلى نسبة أمعاء البل ف الصحة و الغلظ فل يطرقها الوهن و ل ينالا من مدار الغذية ما ينال غيهم فيشربون اليتوعات لستطلق بطونم غي مجوبة كالنظل قبل طبخه و الدرياس و القربيون و ل ينال أمعاءهم منها ضرر و هي لو تناول ا أه ل الضر الرقيقة أمعاؤهم با نشأت عليه من لطيف الغذية لكان اللك أسرع إليهم من طرفة العي لا فيها من السمية و من تأثي الغذية ف البدان ما ذكره أهل الفلحة و شاهده أهل التجربة أن الدجاج إذا غذيت بالبوب الطبوخة ف بعر البل و اتذ بيضها ث حضنت علي ه جاء الدجاج منها أعظم ما يكون و قد يستغنون عن تغذيتها و طبخ البوب بطرح ذلك البعر مع البيض الضن فيجيء دجاجها ف غاي ة العظم و أمثال ذلك كثية فإذا رأينا هذه الثار من الغذية ف البدان فل شك أن للجوع أيضا iآثارا ف البدان لن الضدين عل ى نس بة واحدة ف ال تأثي و عدمه فيكون تأثي الوع ف نقاء البدان من الزيادات الفاسدة و الرطوبات الختلطة الخلة بالسم والعقل كما ك ان الغذاء مؤثرا iف وجود ذلك السم و ال ميط بعلمه.
القدمة السادسة ف أصناف الدركي من البشر بالفطرة أو الرياضة و يتقدمه الكلم ف الوحي و الرؤيا إعلم أن ال سبحانه اصطفى من البشر أشخاصا iفضلهم بطابه و فطرهم على معرفته و جعلهم وسائل بينهم و بي عباده يعرفونم بصالهم و يرضونم على هدايتهم و يأخذون بجزاتم عن النار و يدلونم على طريق النجاة و كان فيما يلقيه إليهم من العارف ويظه ره عل ى ألسنتهم من الوارق و الخبار الكائنات الغيبة عن البشر الت ل سبيل إل معرفتها إل من ال بوساطتهم و ل يعلمونا إل بتعليم ال إي اهم قال صلى ال عليه وسلم أل و أن ل أعلم إل ما علمن ال و اعلم أن خبهم ف ذلك من خاصيته و ضرورته الصدق لا يتبي لك عند بيان لك عند بيان حقيقة النبؤة و علمة هذا الصنف من البشر أن توجد لم ف حال الوحي غيبة عن الاضرين معهم مع غطيط كأنا غشي أو إغماء ف رأي العي و ليست منهما ف شيء و إنا هي ف القيقة استغراق ف لقاء اللك الروحان بإدراكهم الناسب لم الارج عن مدارك البشر بالكلية ث يتنل إل الدارك البشرية إما بسماع دوي من الكلم فيتفهمه أو يتمثل له صورة شخص ياطبه با جاء به من عن د ال ث تنجلي عنه تلك الال و قد وعى ما القي إليه قال صلى ال عليه و سلم :و قد سئل عن الوحي أحيانا iيأتين مثل صلصلة الرس و هو أشده علي فيفصم عن و قد وعيت ما قال و أحيانا iيتمثل ل اللك رجل فيكلمن فأعي ما يقول و يدركه أثناء ذلك من الشدة و الغط مال يعب عنه ففي الديث كان ما يعال من التنيل شدة و قالت عائشة كان ينل عليه الوحي ف اليوم الشديد البد فيفصم عنه و إن جبينه ليتفصد عرقا iو قال تعال :إنا سنلقي عليك قول iثقيل iو لجل هذه الغاية ف تنل الوحي كان الشركون يرمون النبياء بالنون و يقولون له رئي أو تابع من الن و إنا لبس عليهم با شاهدوه من ظاهر تلك الحوال و من يضلل ال فما له من هاد .و من علماتم أيضا iأنه يوجد لم قبل
الوحي خلق الي و الزكاء و مانبة الذمومات و الرجس أجع و هذا هو معن العصمة و كأنه مفطور على التنه عن الذمومات و الن افرة لا و كأنا منافية لبلته و ف الصحيح أنه حل الجارة و هو غلم مع عمه العباس لبناء الكعبة فجعلها ف إزاره فانكشف فسقط مغشيا iعليه حت استتر بإزاره و دعي إل متمع وليمة فيها عرس و لعب فأصابه غشي النوم إل أن طلعت الشمس و ل يضر شيئا iمن شأنم بل نزه ه ال عن ذلك كله حت إنه ببلته يتنه عن الطعومات الستكرهة فقد كان صلى ال عليه و سلم ل يقرب البصل و الثوم فقيل ل ه ف ذل ك فقال إن أناجي من ل تناجون و انظر لا أخب النب صلى ال عليه و سلم خدية رضي ال عنها بال الوحي أول ما فجأته و أرادت اختباره فقالت اجعلن بينك و بي ثوبك فلما فعل ذلك ذهب عنه فقالت إنه ملك و ليس بشيطان و معناه أنه ل يقرب النساء و كذلك سألته عن أحب الثياب إليه أن يأتيه فيها فقال البياض و الضرة فقالت إنه اللك يعن أن البياض و الضرة من ألوان الي و اللئكة و الس واد م ن ألوان الشر و الشياطي و أمثال ذلك .و من علماتم أيضا iدعاؤهم إل الدين و العبادة من الصلة و الصدقة و العفاف و قد استدلت خدية على صدقه صلى ال عليه و سلم بذلك و كذلك أبو بكر و ل يتاجا ف أمره إل دليل خارج عن حاله و خلقه و ف الصحيح أن هرق ل حي جاءه كتاب النب صلى ال عليه و سلم يدعوه إل السلم أحضر من وجد ببلده من قريش و فيهم أبو سفيان ليسألم عن حاله فكان فيما سأل أن قال با يأمركم فقال أبو سفيان بالصلة و الزكاة و الصلة و العفاف إل آخر ما سأل فأجابه فقال إن يكن ما تقول حقا iفهو نب و سيملك ما تت قدمي هاتي و العفاف الذي أشار إليه هرقل هو العصمة فانظر كيف أخذ من العصمة و الدعاء إل الدين والعب ادة دليل iعلى صحة نبؤته و ل يتج إل معجزة فدل على أن ذلك من علمات النبؤة .و من علماتم أيضا iأن يكونوا ذوي حسب ف قومهم و ف الصحيح ما بعث ال نبيا iإل ف منعة من قومه و ف رواية أخرى ف ثروة من قومه استدركه الاكم على الصحيحي و ف مسئلة هرق ل لب سفيان كما هو ف الصحيح قال كيف هو فيكم فقال أبو سفيان هو فينا ذو حسب فقال هرقل والرسل تبعث ف أحس اب قومه ا و معناه أن تكون له عصبة و شوكة تنعه عي أذى الكفار حت يبلغ رسالة ربه و يتم مراد ال من إكمال دينه و ملته .و من علم اتم أيض اi وقوع الوارق لم شاهدة iبصدقهم و هي أفعال يعجز البشر عن مثلها فسميت بذلك معجزة iو ليست من جنس مقدور العباد و إنا تقع ف غي مل قدرتم و للناس ف كيفية وقوعها و دللتها على تصديق النبياء خلف فالتكلمون بناء على القول بالفاعل الختار قائلون بأن ا و اقعة بقدرة ال ل بفعل النب و إن كانت أفعال العباد عند العتزلة صادرة عنهم إل أن العجزة ل تكون من جنس أفعالم و ليس للنب فيه ا عند سائر التكلمي إل التحدي با بأذن ال و هو أن يستدل با النب صلى ال عليه و سلم قبل وقوعها على صدقه ف مدعاه فإذا وقع ت تنلت منلة القول الصريح من ال بأنه صادق و تكون دللتها حينئذ على الصدق قطعية فالعجزة الدالة بجموع الارق و التحدي و لذلك كان التحدي جزء منها و عبارة التكلمي صفة نفسها و هو واحد لنه معن الذات عندهم و التحدي هو الفارق بينه ا و بي الكرام ة و السحر إذ ل حاجة فيهما إل التصديق فل وجود للتحدي إل إن وجد اتفاقا iو إن وقع التحدي ف الكرامة عند من ييزها و كانت لا دللة فإنا هي على الولية و هي غي النبؤة و من هنا منع الستاذ أبو إسحق و غيه وقوع الوارق كرامة فرارا iمن اللتباس بالنبؤة عند التحدي بالولية و قد أريناك الغايرة بينهما و إنه يتحدى بغي ما يتحدى به النب فل لبس على أن النقل عن الستاذ ف ذلك ليس صريiا و ربا حل على إنكار لن تقع خوارق النبياء لم بناء على اختصاص كل من الفريقي بوارقه .و أما العتزلة فالانع من وقوع الكرام ة عن دهم أن الوارق ليست من أفعال العباد و أفعالم معتادة فل فرق و أما وقوعها على يد الكاذب تلبيسا iفهو مال أما عند الشعرية فلن صفة نفس العجزة التصديق و الداية فلو وقعت بلف ذلك انقلب الدليل شبهة iو الداية ضللة iو التصديق كذبا iو استحالت الق ائق و انقلب ت صفات النفس و ما يلزم من فرض وقوعه الال ل يكون مكنا iو أما عند العتزلة فلن وقوع الدليل شبهة و الداية ضللة قبيح فل يقع م ن ال .و أما الكماء فالارق عندهم من فعل النب و لو كان ف غي مل القدرة بناء على مذهبهم ف الياب الذات و وقوع الوادث بعضها عن بعض متوقف عن السباب و الشروط الادثة مستندة أخيا iإل الواجب الفاعل بالذات ل بالختيار و أن النفس النبوية عن دهم ل ا خواص ذاتية منها صدور هذه الوارق بقدرته و طاعة العناصر له ف التكوين و النب عندهم مبول على التصريف ف الكوان مهما ت وجه إليها و استجمع لا با جعل ال له من ذلك و الارق عندهم يقع للنب سواء كان للتحدي أم ل يكن و هو شاهد بصدقه من حيث دللت ه على تصرف النب ف الكوان الذي هو من خواص النفس النبوية ل بأنه يتنل منلة القول الصريح بالتصديق فلذلك ل تكون دللتها عندهم قطعية iكما هي عند التكلمي و ل يكون التحدي جزأ من العجزة و ل يصح فارقا iلا عن السحر و الكرامة و فارقها عندهم عن السحر أن النب مبول على أفعال الي مصروف عن أفعال الشر فل يلم الشر بوارقه و الساحر على الضد فأفعاله كلها شر و ف مقاصد الشر و فارقها
عن الكرامة أن خوارق النب مصوصة كالصعود إل السماء و النفوذ ف الجسام الكثيفة و إحياء الوتى و تكليم اللئكة و الطيان ف الواء و خوارق الول دون ذلك كتكثي القليل و الديث عن بعض الستقبل و أمثاله ما هو قاصر عن تصريف النبياء و يأت النب بميع خوارقه و ل يقدر هو على مثل خوارق النبياء و قد قرر ذلك التصوفة فيما كتبوه ف طريقتهم و لقنوه عمن أخبهم و إذا تقرر ذل ك ف اعلم أن أعظهم العجزات و أشرفها و أوضحها دللة القرآن الكري النل على نبينا ممد صلى ال عليه و سلم فإن الوارق ف الغالب تقع مغ ايرةi للوحي الذي يتلقاه النب و يأت بالعجزة شاهدة بصدقه و القرآن هو بنفسه الوحي الدعى و هو الارق العجز فشاهده ف عينه و ل يفتق ر إل دليل مغاير له كسائر العجزات مع الوحي فهو أوضح دللة لتاد الدليل و الدلول فيه وهذا معن قوله صلى ال عليه و سلم ما من نب من النبياء إل و أت من اليات ما مثله آمن عليه البشر و إنا كان الذي أوتيته و حيا iأوحى إل فأنا أرجو أن أكون تابعا iيوم القيامة يش ي إل أن العجزة مت كانت بذه الثابة ف الوضوح و قوة الدللة و هو كونا نفس الوحي كان الصدق لا أكثر لوضوحها فك ثر الص دق الؤمن و هو التابع و المة.
و لنذكر الن تفسي حقيقة النبؤة على ما شرحه كثي من الققي ث ن ذكر حقيقة الكهانة ث الرؤيا ث شان العرافي و غي ذلك من مدارك الغيب فنقول إعلم .أرشدنا ال و إياك أنا نشاهد هذا العال با فيه من الخلوقات كلها على هيئة من الترتيب و الحكام و ربط السباب بالس ببات و اتصال الكوان بالكوان و استحالة بعض الوجودات إل بعض ل تنقضي عجائبه ف ذلك و ل تنتهي غاياته و أبدأ من ذلك بالعال السوس الثمان و أول iعال العناصر الشاهدة كيف تدرج صاعدا iمن الرض إل الاء ث إل الواء ث إل النار متصل iبعضها ببعض و ك ل واح د منها مستعد إل أن يستحيل إل ما يليه صاعدا iو هابطا iو يستحيل بعض الوقات و الصاعد منها ألطف ما قبل ه إل أن ينته ي إل ع ال الفلك و هو ألطف من الكل على طبقات اتصل بعضها ببعض على هيئة ل يدرك الس منها إل الركات فقط و با يهتدي بعض هم إل معرفة مقاديرها و أوضاعها و ما بعد ذلك من وجود الذوات الت لا هذه الثار فيها ث انظر إل عال التكوين كيف ابتدأ م ن الع ادن ث النبات ث اليوان على هيئة بديعة من التدريج آخر أفق العادن متصل بأول أفق النبات مثل الشائش و ما ل بذر له و آخر أفق النبات مثل النخل و الكرم متصل بأول أفق اليوان مثل اللزون و الصدف و ل يوجد لما إل قوة اللمس فقط و معن التصال ف هذه الكون ات أن آخر أفق منها مستعد بالستعداد الغريب لن يصي أول أفق الذي بعده و اتسع عال اليوان و تعددت أنواعه و انتهى ف تدريج التكوين إل النسان صاحب الفكر و الروية ترتفع إليه من عال القدرة الذي اجتمع فيه الس و الدراك و ل ينته إل الروية و الفكر بالفعل و كان ذلك أول أفق من النسان بعده و هذا غاية شهودنا ث إنا ند ف العوال على اختلفها آثارا iمتنوعة iففي عال الس آثار من حرك ات الفلك و العناصر و ف عال التكوين آثار من حركة النمو و الدراك تشهد كلها بأن لا مؤثرا iمباينا iللجسام فهو روحان و يتصل بالكونات لوجود اتصال هذا العال ف و جودها و لذلك هو النفس الدركة و الركة و ل بد فوقها من وجود آخر يعطيها قوى الدراك و الركة و يتصل با أيضا iو يكون ذاته إدراكا صرفا iو تعقل iمضا iو هو عال اللئكة فوجب من ذلك أن يكون للنفس استعداد للنسلخ م ن البش رية إل اللكية ليصي بالفعل من جنس اللئكة وقتا iمن الوقات ف لة من اللمحات و ذلك بعد أن تكمل ذاتا الروحانية بالفعل كما نذكره بعد و يكون لا اتصال بالفق الذي بعدها شأن الوجودات الرتبة كما قدمناه فلها ف التصال جهتا العلو و السفل و هي متصلة بالبدن من أسعف منها و تكتسب به الدارك السية الت تستعد با للحصو ل على التعقل بالفعل و متصلة من جهة العلى منها بأفق اللئكة و مكتسبة ب ه الدارك العلمية و الغيبية فإن عال الوادث موجود ف تعقلتم من غي زمان و هذا على ما قدمناه من الترتيب الكم ف الوج ود باتص ال ذواته و قواه بعضها ببعض ث إن هذه النفس النسانية غائبة عن العيان و آثارها ظاهرة ف البدن فكأنه و جيع أجزائه متمعة iو مفترقة iآلت للنفس و لقواها أما الفاعلية فالبطش باليد و الشي بالرجل و الكلم باللسان و الركة الكلية بالبدن متدافعا iو أما الدركة و إن كانت قوى الدراك مرتبة و مرتقية iإل القوة العليا منها و من الفكرة الت يعب عنها بالناطقة فقوى الس الظاهرة بآلته من السمع و البصر و س ائرها
يرتقي إل الباطن و أوله الس الشترك و هو قوة تدرك السوسات مبصرة iو مسموعة iوملموسة iو غيها ف حالة واحدة و بذلك ف ارقت قوة الس الظاهر لن السوسات ل تزدحم عليها ف الوقت الواحد ث يؤديه الس الشترك إل اليال و هي قوة تثل الش ي الس وس ف النفس كما هو مرد عن الواد الارجة فقط و آلة هاتي القوتي ف تصريفهما البطن الول من الدماغ مقدمه للول و م ؤخرة للثاني ة ث يرتقي اليال إل الواهة و الافظة فالواهة لدراك العان التعلقة بالشخصيات كعداوة زيد و صداقة عمرو و رحة الب و افتراس الذئب و الافظة لبداع الدركات كلها متخيلة iو هي لا كالزانة تفظها لوقت الاجة إليها و آلة هاتي القوتي ف تصريفهما البطن ال ؤخر م ن الدماغ أوله للول و مؤخره للخرى ث ترتقي جيعها إل قوة الفكر و آلته البطن الوسط من الدماغ و هي القوة الت يقع با حركة الرؤية و التوجه نو التعقل فتحرك النفس با دائما iلا ركب فيها من النوع للتخلص من درك القوة و الستعداد الذي للبشرية و ترج إل الفعل ف تعقلها متشبهة iبالل العلى الروحان و تصي ف أول مراتب الروحانيات ف إدراكها بغي اللت السمانية فه ي متحرك ة دائم ا iو متوجهة نو ذلك و قد تنسلخ بالكلية من البشرية و روحانيتها إل اللكية من الفق العلى من غي اكتساب بل با جعل ال فيها من البلة و الفطرة الول ف ذلك.
أصناف النفوس البشرية إن النفوس البشرية على ثلثة أصناف :صنف عاجز بالطبع عن الوصول فينقطع بالركة إل الهة السفلى نو الدارك السية و اليالي ة و تركيب العان من الافظة و الواهة على قواني مصورة و ترتيب خاص يستفيدون به العلو م التصورية و التصديقية الت للفكر ف البدن و كلها خيال منحصر نطاقه إذ هو من جهة مبدإه ينتهي إل الوليات و ل يتجاوزها و إن فسد فسد ما بعدها و هذا هو ف الغلب نط اق الدراك البشري ف السمان و إليه تنتهي مدارك العلماء و فيه ترسخ أقدامهم .و صنف متوجه بتلك الركة الفكرية نو العقل الروحان و الدراك الذي ل يفتقر إل اللت البدنية با جعل فيه من الستعداد لذلك فيتسع نطاق إدراكه عن الوليات الت هي نط اق الدراك الول البشر ف و يسرح ف فضاء الشاهدات الباطنية و هي وجدان كلها نطاق من مبدإها و ل من منتهاها و هذه مدارك العلماء الولي اء أه ل العلوم الدينية و العارف الربانية و هي الاصلة بعد الوت لهل السعادة ف البزخ.
الوحي و صنف مفطور على النسلخ من البشرية جلة جسمانيتها و روحانيتها إل اللئكة من الفق العلى ليصي ف لة من اللمح ات ملك iا بالفعل و يصل له شهود الل العلى ف أفقهم و ساع الكلم النفسان و الطاب اللي ف تلك اللمحة و هؤلء النبي اء ص لوات ال و سلمه عليهم جعل ال لم النسلخ من البشرية ف تلك اللمحة و هي حالة الوحي فطره فطرهم ال عليها و جبلة صورهم فيها و نزهه م عن موانع البدن و عوائقه ما داموا ملبسي لا بالبشرية با ركب ف غرائزهم من القصد و الستقامة الت ياذون با تلك الوجهة وركز ف طبائعهم رغبة iف العبادة تكشف بتلك الوجهة و تسيغ نوها فهم يتوجهون إل ذلك الفق بذلك النوع من النسلخ مت ش اءوا بتل ك الفطرة الت فطروا عليها ل باكتساب و ل صناعة فلذا توجهوا و انسلخوا عن بشريتهم و تلقوا ف ذلك الل العلى ما يتلقونه ،و عاجوا به على الدارك البشرية منل iف قواها لكمة التبليغ للعباد فتارة iيسمع أحدهم دويا iكأنه رمز من الكلم يأخذ منه العن الذي ألقي إلي ه فل ينقضي الدوي إل و قد وعاه و فهمه و تارة iيتمثل له اللك الذي يلقي إليه رجل iفيكلمه و يعي ما يقوله و التلقى من اللك و الرج وع إل الدارك البشرية و فهمه ما ألقي عليه كله كأنه ف لظة واحدة بل أقرب من لح البصر لنه ليس ف زمان بل كلما تقع جيعا iفيظهر كأن ا سريعة و لذلك سيت وحيا iلن الوحي ف اللغة السراع و اعلم أن الول و هي حالة الدوي هي رتبة النبياء غي الرسلي على ما حققوه و الثانية و هي حالة تثل اللك رجل iياطب هي رتبة النبياء الرسلي و لذلك كانت أكمل من الول و هذا معن الديث الذي فسر في ه النب صلى ال عليه و سلم الوحي لا سأله الارث بن هشام و قال :كيف يأتيك الوحي ؟ فقال :أحيانا iيأتين مثل صلصلة ال رس و ه و
أشده علي فيفصم عن و قد وعيت ما قال و أحيانا iيتمثل ل اللك فيكلمن فأعي ما يقول و إنا كانت الول أشد لنا مبدأ ال روج ف ذلك التصال من القوة إل الفعل فيعسر بعض العسر و لذلك لا عاج فيها على الدارك البشرية اختصت بالسمع و صعب ما سواه و عندما يتكرر الوحي و يكثر التلقي يسهل ذلك التصال فعندما يعرج إل الدارك البشرية يأت على جيعها و خصوصا iالوضح منها و ه و إدراك البصر و ف العبارة عن الوعي ف الول بصيغة الاضي و ف الثانية بصيغة الضارع لطيفة من البلغة و هي أن الكلم جاء ميء التمثيل لالت الوحي فمثل الالة الول بالدوي الذي هو ف التعارف غي كلم و أخب أن الفهم و الوعي يتبعه غب انقضائه فناسب عند تصوير انقضائه و انفصاله العبارة عن الوعي بالاضي الطابق للنقضاء و النقطاع و مثل اللك ف الالة الثانية برجل ياطب و يتكل م و الكلم يس اوقه الوعي فناسب العبارة بالضارع القتضي للتجدد .واعلم أن ف حالة الوحي كلها صعوبة iعلى الملة و شدة قد أشار إليها القرآن قال تعال: إنا سنلقي عليك قول ثقيل و قالت عائشة :كان ما يعان من التنيل شدة و قالت :كان عليه الوحي ف اليوم الشديد البد فيفصم عنه و أن جبينه ليتفصد عرقا .iو لذلك كان يدث عنه ف تلك الالة من الغيبة و الغطيط ما هو معروف و سبب ذلك أن الوحي كما قررنا مفارق ة البشرية إل الدارك اللكية و تلقي كلم النفس فيحدث عنه شدة من مفارقة الذات ذاتا و انسلخها عنها من أفقها إل ذلك الفق الخر و هذا هو معن الغط الذي عب به ف مبدإ الوحي ف قوله فغطن حت بلغ من الهد ث أرسلن فقال اقرأ فقلت ما إنا بقارئ و ك ذا ثاني ة و ثالثة .كما ف الديث و قد يفضي العتياد بالتدريج فيه شيئا iفشيئا iإل بعض السهولة بالقياس إل ما قبله و لذلك كان تنل نوم القرآن و سوره و آيه حي كان بكة أقصر منها و هو بالدينة و انظر إل ما نقل ف نزول سورة براءة ف غزوة تبوك و أنا نزلت كلها أو أكثرها عليه و هو يسي على ناقته بعد أن كان بكة ينل عليه بعض السورة من قصار الفصل ف وقت و ينل الباقي ف حي آخر و كذلك كان آخر ما نزل بالدينة آية الدين و هي ما هي ف الطول بعد أن كانت الية تنل بكة مثل آيات الرحن و الذاريات و الدثر و الض حى و الفل ق و أمثالا .و اعتب من ذلك علمة تيز با بي الكي و الدن من السور و اليات و ال الرشد إل الصواب .هذا مصل أمر النبؤة.
الكهانة و أما الكهانة فهي أيضا iمن خواص النفس النسانية و ذلك أنه قد تقدم لنا ف جيع ما مر أن للنفس النسانية اس تعدادا iللنس لخ م ن البشرية إل الروحانية الت فوقها و أنه يصل من ذلك لة للبشر ف صنف النبياء با فطروا عليه من ذلك و تقرر أنه يصل ل م م ن غي اكتساب و ل استعانة بشيء من الدارك و ل من التصورات و ل من الفعال البدنية كلما iأو حركة iو ل بأمر من المور إنا هو انس لخ من البشرية إل اللكية بالفطرة ف لظة أقرب من لح البصر و إذا كان كذلك و كان ذلك الستعداد موجودا iف الطبيعة البش رية فيعط ى التقسيم العقلي و إن هنا صنفا iآخر من البشر ناقصا iعن رتبة الصنف الول نقصان الضد عن ضده الكامل لن عدم الس تعانة ف ذل ك الدراك ضد الستعانة فيه و شتان ما بينهما فإذا أعطي تقسيم الوجود إل هنا صنفا iآخر من البشر مفطورا iعلى أن تتحرك ق وته العقلي ة حركتها الفكرية بالرادة عندما يبعثها النوع لذلك و هي ناقصة عنه بالبلة عندما يعوقها العجز عن ذلك تشبث بأمور جزئية مسوسة أو متخيلة كالجسام الشفافة و عظام اليوانات و سجع الكلم و ما سنح من طي أو حيوان فيستدي ذلك الحساس أو التخيل مستعينا iبه ف ذلك النسلخ الذي يقصده و يكون كالشيع له و هذه القوة الت فيهم مبدأ لذلك الدراك هي الكهانة و لكون هذه النفوس مفطورة iعلى النقص و القصور عن الكمال كان إدراكها ف الزئيات أكثر من الكليات و لذلك تكون الخيلة فيهم ف غاية القوة لنا آلة الزئيات فتنفذ فيها نفوذا iتاما iف نوم أو يقظة و تكون عندها حاضرة iعتيدة iتضرها الخيلة و تكون لا كالرآة تنظر فيها دائما و ل يقوى الكاهن عل ى الكمال ف إدراك العقولت لن وحيه من وحي الشيطان و أرفع أحوال هذا الصنف أن يستعي بالكلم الذي فيه السجع و الوازنة ليشتغل به عن الواس و يقوى بعض الشيء على ذلك التصال الناقص فيهجس ف قلبه عن تلك الركة و الذي يشيعها من ذلك الجنب ما يقذفه على لسانه فربا صدق و وافق الق و با كذب لنه يتمم نقصه بأمر أجنب عن ذاته الدركة و مباين لا غي ملئم فيعرض ل ه الص دق و الكذب جيعا iو ل يكون موثوقا iبه و ربا يفزع إل الظنون و التخمينات حرصا على الظفر بالدراك بزعمه و تويه ا iعل ى الس ائلي و أصحاب هذا السجع هم الخصوصون باسم الكهان لنم أرفع سائر أصنافهم و قد قال صلى ال عليه و سلم ف مثله هذا من سجع الكهان
فجعل السجع متصا iبم بقتضى الضافة و قد قال لبن صياد حي سأله كاشفا iعن حاله بالخبار كيف يأتيك هذا المر ؟ ق ال :ي أتين صادقا iو كاذبا iفقال :خلط عليك المر يعن أن النبؤة خاصتها الصدق فل يعتريها الكذب بال لنا اتصال من ذات النب بالل العلى من غي مشيع و ل استعانة بأجنب و الكهانة لا احتاج صاحبها بسبب عجزه إل الستعانة بالتصورات الجنبية كانت داخل ة ف إدراك ه و التبست بالدراك الذي توجه إليه فصار متلطا iبا و طرقه الكذب من هذه الهة فامتنع أن تكون نبؤة و إنا قلنا إن أرفع مرات ب الكهان ة حالة السجع لن معن السجع أخفه من سائر الغيبات من الرئيات و السموعات و تدل خفة العن على قرب ذلك التص ال و الدراك و البعد فيه عن العجز بعض الشيء و قد زعم بعض الناس أن هذه الكهانة قد انقطعت منذ زمن النبؤة با وقع من ش أن رج م الش ياطي بالشهب بي يدي البعثة و أن ذلك كان لنعهم من خب السماء كما وقع ف القرآن و الكهان إنا يتعرفون أخبار الس ماء م ن الش ياطي فبطلت الكهانة من يومئذ و ل يقوم من ذلك دليل لن علوم الكهان كما تكون من الشياطي تكون من نفوسهم أيضا iكما قررناه و أيض اi فالية إنا دلت على منع الشياطي من نوع واحد من أخبار السماء و هو ما يتعلق بب البعثة و ل ينعوا ما سوى ذلك .و أيضا iفإنا ك ان ذلك النقطاع بي يدي النبؤة فقط و لعلها عادت بعد ذلك إل ما كانت عليه و هذا هو الظاهر لن هذه الدارك كلها تمد ف زمن النبؤة كما تمد الكواكب و السرج عند وجود الشمس لن النبؤة هي النور العظم الذي يفى معه كل نور و يذهب. و قد زعم بعض الكماء أنا إنا توجد بي يدي النبؤة ث تنقطع و هكذا كل نبؤة وقعت لن وجود النبوة ل بد له من وضع فلكي يقتضيه و ف تام ذلك الوضع تام تلك النبؤة الت تدل عليها و نقص ذلك الوضع عن التمام يقتضي وجود طبيعة من ذلك النوع ال ذي يقتض يه ناقصة و هو معن الكاهن على ما قررناه فقبل أن يتم ذلك الوضع الكامل يقع الوضع الناقص و يقتضي وجود الكاهن إما واحدا iأو متعدداi فإذا ت ذلك الوضع ت وجود النب بكماله و انقضت الوضاع الدالة على مثل تلك الطبيعة فل يوجد منها شيء بعد و هذا بن اء عل ى أن بعض الوضع الفلكي يقتضي بعض أثره و هو غي مسلم .فلعل الوضع إنا يقتضي ذلك الثر بيئته الالصة و لو نقص بع ض أجزائه ا فل يقتضي شيئا ،iل إنه يقتضي ذلك الثر ناقصا iكما قالوه .ث إن هؤلء الكهان إذا عاصروا زمن النبؤة فإنم عارفون بصدق الن ب و دلل ة معجزته لن لم بعض الوجدان من أمر النبؤة كما لكل إنسان من أمر اليوم و معقوبية تلك النسبة موجودة للكاهن بأشد م ا للن ائم و ل يصدهم عن ذلك و يوقعهم ف التكذيب إل قوة الطامع ف أنا نبؤة لم فيقعون ف العناد كما وقع لمية بن أب الصلت فإنه كان يطم ع أن يتنبأ و كذا وقع لبن صياد و لسيلمة و غيهم فإذا غلب اليان و انقطعت تلك المان آمنوا أحسن إيان كما وقع لطليح ة الس دي و سواد بن قارب و كان لما ف الفتوحات السلمية من الثار الشاهدة بسن اليان.
الرؤيا و أما الرؤيا فحقيقتها مطالعة النفس الناطقة ف ذاتا الروحانية لة من صور الواقعات فإنا عندما تكون روحانية تكون صور الواقعات فيها موجودة بالفعل كما هو شأن الذوات الروحانية كلها و تصي روحانية بأن تتجرد عن الواد السمانية و الدارك البدنية و قد يقع لا ذل ك لة بسبب النوم كما نذكر فتقتبس با علم ما تتشوف إليه من المور الستقبلة و تعود به إل مداركها فإن كان ذلك القتباس ضعيفا iو غي جلي بالاكاة و الثال ف اليال لتخلصه فيحتاج .من أجل هذه الاكاة إل التعبي و قد يكون القتباس قويا iيستغن فيه ع ن الاك اة فل يتاج إل تعبي للوصه من الثال و اليال و السبب ف وقوع هذه اللمحة للنفس أنا ذات روحانية بالقوة مستكملة بالبدن و مداركه حت تصي ذاتا تعقل iمضا iو يكمل وجودها بالفعل فتكون حينئذ ذاتا iروحانية مدركة بغي شيء من اللت البدنية إل أن نوعها ف الروحاني ة دون نوع اللئكة أهل الفق العلى على الذين ل يستكملوا ذواتم بشيء من مدارك البدن و ل غيه فهذا الستعداد حاصل لا ما دامت ف البدن و منه خاص كالذي للولياء و منه عام للبشر على العموم و هو أمر الرؤيا .و أما الذي للنبياء فهو استعداد بالنسلخ من البشرية إل اللكية الضة الت هي ،أعلى الروحانيات و يرج هذا الستعداد فيهم متكررا iف حالت الوحي و هو عندما يعرج على الدارك البدني ة و يقع فيها ما يقع من الدراك يكون شبيها iبال النوم شبها iبينا iو إن كان حال النوم أدون منه بكثي فلجل هذا الشبه عب الشارع عن الرؤيا
بأنا جزء من ستة و أربعي جزا iمن النبؤة و ف رواية ثلثة و أربعي و ف رواية سبعي و ليس العدد ف جيعها مقصودا iبالذات و إنا الراد الكثرة ف تفاوت هذه الراتب بدليل ذكر السبعي ف بعض طرقه و هو للتكثي عند العرب و ما ذهب إليه بعضهم ف رواية س تي و أربعي من أن الوحي كان ف مبدإه بالرؤيا ستة أشهر و هي نصف سنة و مدة النبوة كلها بكة و الدينة ثلث و عشرين سنة فنصف السنة منه ا جزء من ستة و أربعي فكلم بعيد من التحقيق لنة إنا وقع ذلك للنب صلى ال عليه و سلم و من أين لنا أن هذه الدة وقع ت لغيه م ن النبياء مع أن ذلك إنا يعطي نسبة زمن الرؤيا من زمن النبؤة و ل يعطي حقيقتها من حقيقة النبؤة و إذا تبي لك هذا ما ذكرناه أول iعلمت أن معن هذا الزء نسبة الستعداد الول الشامل للبشر إل الستعداد القريب الاص بصنف النبياء الفطري لم صلوات ال عليهم إذ ه و الستعداد البعيد و إن كان عاما iف البشر و معه عوائق و موانع كثية من حصوله بالفعل و من أعظم تلك الوانع الواس الظاهرة ففطر ال البشر على ارتفاع حجاب الواس بالنوم الذي هو جبلي لم فتتعرض النفس عند ارتفاعه إل معرفة ما تتشوف إليه ف عال الق فت درك ف بعض الحيان منه لة يكون فيها الظفر بالطلوب و لذلك جعلها الشارع من البشرات فقال ل يبق من النبؤة إل البش رات ق الوا و م ا البشرات يا ر سول ال قال الرؤيا الصالة يراها الرجل الصال أو ترى له و أما سبب ارتفاع حجاب الواس بالنوم فعلى ما أصفه ل ك و ذلك أن النفس الناطقة إنا إدراكها و أفعالا بالروح اليوان السمان و هو بار لطيف مركزه بالتجويف اليسر من القلب عل ى م ا ف كتب التشريح لالينوس و غيه و ينبعث مع الدم ف الشريانات و العروق فيعطي الس و الركة ،و سائر الفعال البدنية و يرتفع لطيفه إل الدماغ فيعدل من برده و تتم أفعال القوى الت ف بطونه فالنفس الناطقة إنا تدرك و تعقل بذا الروح البخاري و هي متعلقة به لا اقتض ته حكمة التكوين ف أن اللطيف ل يؤثر ف الكثيف و لا لطف هذا الروح اليوان من بي الواد البدنية صار مل iلثار الذات الباين ة ل ه ف جسمانيته وهي النفس الناطقة و صارت آثارها حاصلة ف البدن بواسطته و قد كنا قدمنا أن إدراكها على نوعي إدراك بالظ اهر و ه و الواس المس و إدراك بالباطن و هو القوى الدماغية و أن هذا الدراك كله صارف لا عن إدراكها ما فوقها من ذواتا الروحانية الت هي مستعدة له بالفطرة و لا كانت الواس الظاهرة جسمانية كانت معرضة iللوسن و الفشل با يدركها من التعب و الكلل و تغشى ال روح بكثرة التصرف فخلق ال لا طلب الستجمام لتجرد الدراك على الصورة الكاملة و إنا يكون ذلك بانناس الروح اليوان م ن ال واس الظاهرة كلها و رجوعه إل الس الباطن و يعي على ذلك ما يغشى البدن من البد بالليل فتطلب الرارة الغزيرة أعماق البدن و تذهب من ظاهره إل باطنه فتكون مشيعة مركبها و هو الروح اليوان إل الباطن و لذلك كال النوم للبشر ف الغالب إنا هو بالليل فإذا اننس الروح عن الواس الظاهرة و رجع إل القوى الباطنة و خفت عن النفس شواغل الس و موانعه و رجعت إل الصورة الت ف الافظة تثل منه ا بالتركيب و التحليل صور خيالية و أكثر ما تكون معتادة لنا منتزعة من الدركات التعاهدة قريبا iث ينلا الس الشترك الذي هو ج امع الواس الظاهرة فيدركها على أناء الواس المس الظاهرة و ربا التفتت النفس لفتة إل ذاتا الروحانية مع منازعتها القوى الباطنية فتدرك بإدراكها الروحان لنا مفطورة عليه و تقيس من صور الشياء الت صارت متعلقة ف ذاتا حينئذ ث يأخذ اليال تل ك الص ور الدرك ة فيمثلها بالقيقة أو الاكاة ف القوالب العهودة و الاكاة من هذه هي التاجة للتعبي و تصرفها بالتركيب و التحليل ف صور الافظة قبل أن تدرك من تلك اللمحة ما تدركه هي أضغاث أحلم .و ف الصحيح أن النب صلى ال عليه و سلم قال :الرؤيا ثلث رؤيا من ال و رؤيا من اللك و رؤيا من الشيطان و هذا التفصيل مطابق لا ذكرناه فاللي من ال و الاكاة الداعية إل التعبي من اللك و أض غاث الحلم م ن الشيطان لنا كلها باطل و الشيطان ينبوع الباطل هذه حقيقة الرؤيا و ما يسببها و يشيعها من النوم و هي خواص للنفس النسانية موجودة ف البشر على العموم ل يلو عنها أحد منهم بل كل واحد من النسان رأى ف نومه ما صدر له ف يقظته مرارا iغي واحدة و حصل له على القطع أن النفس مدركة للغيب ف النوم و ل بد و إذا جاز ف ذلك ف عال النوم فل يتنع ف غي من الحوال لن الذات الدركة واحدة و خواصها عامة ف كل حال و ال الادي إل الق بنه و فصله. فصل :و وقوع ما يقع للبشر من ذلك غالبا iإنا هو من غي قصد ول قدرة عليه و إنا تكون النفس متشوقة لذلك الشيء فيقع بتلك اللمحة ف النوم لنا تقصد إل ذلك فتراه و قد وقع ف كتاب الغاية و غي من كتب أهل الرياضيات ذكر أساء تذكر عند النوم فتكون عنها الرؤيا فيما يتشوف إليه و يسمونا الالومية و ذكر منها مسلمة ف كتاب الغاية حالومة ساها حالومة الطباع التام و هو أن يقال عند النوم بع د فراغ السر و صحة التوجه هذه الكلمات العجمية و هي تاغس بعد أن يسواد و غداس نوفنا غادس و يذكر حاجته فإنه يرى الكشف عما
يسأل عنه ف النوم .و حكى أن رجل iفعل ذلك بعد رياضة ليال ف مأكله و ذكره فتمثل له شخص يقول له إن طباعك التام فسأله و أخبه عما كان يتشوف إليه و قد وقع ل أنا بذه الساء مراء عجيبة و اطلعت با على أمور كنت أتشوف عليها من أحوال و ليس ذلك ب دليل على أن القصد للرؤيا يدثها و إنا هذه الالومات تدث استعدادا iف النفس لوقوع الرؤيا فإذا قوي الستعداد كال أقرب إل حصول م ا يستعد له و للشخص أن يفعل من الستعداد ما أحب و ل يكون دليل iعلى إيقاع الستمد له فالقدرة على الستعداد غي القدرة على الشيء فاعلم ذلك و تدبره فيما تد من أمثاله و ال الكيم البي. فصل :ث إنا ند ف النوع النسان أشخاصا iيبون بالكائنات قبل وقوعها بطبيعة فيهم يتميز با صنفهم عن سائر الناس و ل يرجع ون ف ذلك إل صناعة و ل يستدلون عليه بأثر من النجوم و ل من غيها إنا ند مداركهم ف ذلك بقتضى فطرته الت فطروا عليها و ذلك مث ل العرافي و الناظرين ف الجسام الشفافي كالرايا و طساس الاء و الناظرين ف قلوب اليوانات و أكبادها و عظامها و أهل الزجر ف الطي و السباع و أهل الطرق بالصى و البوب من النطة و النوى و هذه كلها موجودة ف عال النسان ل يسع أحدا iجحدها و ل إنكارها و كذلك الاني يلقى على ألسنتهم كلمات من الغيب فيخبون با و كذلك النائم و اليت لول موته أو نومه يتكلم بالغيب و كذلك أه ل الرياضيات من التصوفة لم مدارك ف الغيب على سبيل الكرامة معروفة .و نن الن نتكلم عن هذه الدراكات كلها و نبتدئ منها بالكهانة ث نأت عليها واحدة iواحدة iإل آخرها و نقدم على ذلك مقدمة ف أن النفس النسانية كيف تستعد لدراك الغيب ف جيع الصناف ال ت ذكرناها و ذلك أنا ذات روحانية موجودة بالقوة إل الفعل بالبدن و أحواله و هذا أمر مدرك لكل أحد و كل ما بالقوة فله مادة و صورة و صورة هذه النفس الت با يتم وجودها هو عي الدراك و التعقل فهي توجد أول iبالقوة مستعدة للدراك و التعقل فهي توجد أول iبالقوة مستعدة للدراك و قبول الصور الكلية و الزئية ث يتم نشؤها و وجودها بالفعل بصاحبة البدن و ما يعودها بورود م دركاتا السوس ة عليها و ما تنتزع من تلك الدراكات من العان الكلية فتتعقل الصور مرة بعد أخرى حت يصل لا الدراك و التعقل بالفعل فتتم ذات ا و تبقى النفس كاليول و الصور متعاقبة عليها بالدراك واحدة بعد واحدة و لذلك ند الصب ف أول نشأته ل يقدر على الدراك الذي لا من ذاتا ل بنوم و ل بكشف و ل بغيها و ذلك أن صورتا الت هي عي ذاتا و هي الدراك و التعقل ل تتم بعد بل ل يتم لا انتزاع الكليات ث إذا تت ذاتا بالفعل حصل لا ما دامت مع البدن نوعان من الدراك إدراك بآلت السم تؤديه إليها الدارك البدنية و إدراك بذاتا من غي واسطة و هي مجوبة عنه بالنغماس ف البدن و الواس و بشواغلها لن الواس أبدا iجاذبة لا إل الظاهر با فطرت عليه أول iمن الدراك السمان و ربا تنغمس من الظاهر إل الباطن فيتفع حجاب البدن لظة iإما بالاصية الت هي للنسان على الطلق مثل النوم أو بالاصية الوجودة لبعض البشر مثل الكهانة و الطرق أو بالرياضة مثل أهل الكشف من الصوفية فتلتفت حينئذ إل الذوات الت فوقها من الل لا بي أفقها و أفقهم من التصال ف الوجود كما قررنا قبل و تلك الذوات روحانية و هي إدراك مض و عقول بالفعل و فيها صور الوجودات و حقائقها كما مر فيتجلى فيها شيء من تلك الصور و تقتبس منها علوما iو ربا دفعت تلك الصور الدركة إل اليال فيصرفه ف الق والب العتادة ث يراجع الس با أدركت إما مردا iأو ف قوالبه فتخب به .هذا هو شرح استعداد النفس لذا الدراك الغيب .و لنرجع إل ما وعدنا به من بيان أصنافه .فأما الناظرون ف الجسام الشفافة من الرايا و طساس الياه و قلوب اليوان و أكبادها و عظامها و أهل الطرق بالصى و النوى فكلهم من قبيل الكهان إل أنم أضعف رتبة فيه ف أصل خلقهم لن الكاهن ل يتاج ف رفع حجاب الس إل ك ثي معان اة و هؤلء يعانونه بانصار الدارك السية كلها ف نوع واحد منها و أشرفها البصر فيعكف على الرئي البسيط حت يبدو له مدركه الذي ي ب به عنه و ربا يظن أن مشاهدة هؤلء لا يرونه هو ف سطح الرآة و ليس كذلك بل ل يزالون ينفرون ف سطح الرآة إل أن يغيب عن البصر و يبدو فيما بينهم و بي سطح الرآة حجاب كأنة غمام يتمثل فيه صور هي مداركهم فيشيون إليه بالقصود لا يتوجهون إل معرفته م ن نفي أو إثبات فيخبون بذلك على نو ما أدركوه و أما الرآة و ما يدرك فيها من الصور فل يدركونه ف تلك الال و إنا ينشأ لم با هذا النوع الخر من الدراك و هو نفسان ليس من إدراك البصر بل يتشكل به الدرك النفسان للحس كما هو معروف و مثل ذلك ما يع رض للناظرين ف قلوب اليوانات و أكبادها و لناظرين ف الاء و الطساس و أمثال ذلك .و قد شاهدنا من هؤلء من يشغل الس بالبخور فقط ث بالعزائم للستعداد ث يب كما أدرك و يزعمون أنم يرون الصور متشخصة ف الواء تكي لم أحوال ما يتوجهون إل إدراكه بالثال و الشارة وغيبة هؤلء عن الس أخف من الولي و العال أبو الغرائب .و أما الزجر و هو ما يدث من بعض الناس من التكلم بالغيب عند
سنوح طائر أو حيوان و الفكر فيه بعد مغيبه و هي قوة ف النفس تبعث على الرص و الفكر فيما زجر فيه من مرئي أو مسموع و تك ون قوته الخيلة كما قدمناه قوية فيبعثها ف البحث مستعينا iبا رآه أو سعه فيؤديه ذلك إل إدراك ما ،كما تفعله القوة التخيلة ف النوم و عن د ركود الواس تتوسط بي السوس الرئي ف يقظته و تمعه مع ما عقلته فيكون عنها الرؤيا .و أما الاني فنفوسهم الناطقة ضعيفة التعل ق بالبدن لفساد أمزجتهم غالبا iو ضعف الروح اليوان فيها فتكون نفسه غي مستغرقة ف الواس و ل منغمسة فيها با شغلها ف نفسها م ن أل النقص و مرضه و ربا زاحها على التعلق به روحانية أخرى شيطانية تتشبث به و تضعف هذه عن مانعتها فيكون عنه التخبط فإذا أصابه ذلك التخبط إما لفساد مزاجه من فساد ف ذاتا أو لزاحة من النفوس الشيطانية ف تعلقه غاب عن حسه جلة فأدرك لة من عال نفس ه و الطبع فيها بعض الصور و صرفها اليال و ربا نطق عن لسانه ف تلك الال من غي إرادة النطق وإدراك هؤلء كلهم مشوب في ه ال ق بالباطل لنة ل يصل لم التصال و إن فقدوا الس إل بعد الستعانة بالتصورات الجنبية كما قررناه و من ذلك ييء الكذب ف ه ذه الدارك و أما العرافون فهم التعلقون بذا الدراك و ليس لم ذلك التصال فيسلطون الفكر على المر الذي يتوجهون إليه و يأخذون في ه بالفن و التخمي بناء على ما يتوهونه من مبادىء ذلك التصال و الدراك و يدعون بذلك معرفة الغيب و ليس منه على القيقة هذا تصيل هذه المور و قد تكلم عليها السعودي ف مروج الذهب فما صادف تقيقا iو ل إصابة و يظهر من كلم الرجل أنه كان بعيدا iعن الرسوخ ف العارف فينقل ما سع من أهله و من غي أهله و هذه الدراكات الت ذكرناها موجودة كلها ف نوع البشر فقد كان العرب يفزعون إل الكهان ف تعرف الوادث و يتنافرون إليهم ف الصومات ليعرفوهم بالق فيها من إدراك غيبهم و ف كتب أهل الدب كثي من ذل ك و اشتهر منهم ف الاهلية شق بن أنار بن نزار و سطيح بن مازن بن غسان و كان يدرج كما يدرج الثوب و ل عظم فيه إل المجمة و من مشهور الكايات عنهما تأويل رؤيا ربيعه بن مضر و ما أخباه به ملك البشة لليمن و ملك مضر من بعدهم و لظهور النبؤة المدي ة ف قريش و رؤيا الوبذان الت أولا سطيح لا بعث إليه با كسرى عبد السيح فاخبه بشأن النبؤة و خراب ملك فارس و هذه كلها مشهورة و كذلك العرافون كان ف العرب منهم كثي و ذكروهم ف أشعارهم قال فقلت لعراف اليمامة داون فإنك إن داويتن لطبيب و قال الخر جعلت لعراف اليمامة حكمه و عراف ند إن ها شفيان فقال شفاك ال و ال مالنا با حلت منك الضلوع يدان وعراف اليمامة هو رباح بن عجلة و عراف ند البلق السدي .و من هذه الدارك الغيبية ما يصدر لبعض الناس عند مفارق ة اليقظ ة و التباسه بالنوم من الكلم على الشيء الذي يتشوف إليه با يعطيه غيب ذلك المر كما يريد و ل يقع ذلك إل ف مبادىء النوم عند مفارقة اليقظة و ذهاب الختبار ف الكلم فيتكلم كأنه مبور على النطق و غايته أن يسمعه و يفهمه و كذلك يصدر عن القتولي عن د مفارق ة رؤوسهم و أوساط أبدانم كلم بثل ذلك .و لقد بلغنا عن بعض البابرة الظالي أن قتلوا من سجونم أشخاصا iليتعرفوا من كلمهم عند القتل عواقب أمورهم ف أنفسهم فأعلموهم با يستبشع .و ذكر مسلمة ف كتاب الغاية له ف مثل ذلك أن آدميا iإذا جعل ف دن ملوء بدهن السمسم و مكث فيه أربعي يوما iيغذى بالتي و الوز حت يذهب لمة و ل يبقى منه إل العروق و شؤون رأسه فيخرج من ذلك ال دفن فحي يف عليه الواء ييب عن كل شيء يسأل عنه من عواقب المور الاصة و العامة و هذا فعل من مناكي أفعال السحرة لكن يفهم منه عجائب العال النسان و من الناس .من ياول حصول هذا الدرك الغيب بالرياضة فيحاولون بالاهدة موتا iصناعيا iبإماتة جيع القوى البدنية ث مو آثارها الت تلونت با النسق ث تغذيتها بالذكر لتزداد قوة ف نشئها و يصل ذلك بمع الفكر و كثرة الوع و من العلوم على القطع أنه إذا نزل الوت بالبدن ذهب الس و حجابة و اطلعت النفس على الغيبات و من هؤلء أهل الرياضة السحرية يرتاضون بذلك ليحص ل لم الطلع على الغيبات و التصرفات ف العوال و أكثر هؤلء ف القاليم النحرفة جنوبا iو شال iخصوصا iبلد الند و يس مون هنال ك
الوكية و لم كتب ف كيفية هذه الرياضة كثية و الخبار عنهم ف ذلك غريبة .و أما التصوفة فرياضتهم دينية و عرية عن هذه القاص د الذمومة و إنا يقصدون جع المة و القبال على ال بالكلية ليحصل لم أذواق أهل العرفان و التوحيد و يزيدون ف رياضتهم إل المع و الوع التغذية بالذكر فبها تتم و جهتهم ف هذه الرياضة لنه إذا نشأة النفس على الذكر كانت أقرب إل العرفان بال و إذا عري ت ع ن الذكر كانت شيطانية و حصول ما يصل من معرفة الغيب و التصرف لؤلء التصوفة إنا هو بالعرض و ل يكون مقصودا iمن أول الم ر لنه إذا قصد ذلك كانت الوجهة فيه لغي ال و إنا هي لقصد التصرف و الطلع على الغيب و أخسر با صفقة فإنا ف القيقة شرك قال بعضهم :من آثر العرفان للعرفان فقد قال بالثان فهم يقصدون بوجهتهم العبود ل لشيء سواه ل إذا حصل ف أثناء ذلك ما يصل فبالعرض و غي مقصود لم و كثي منهم يفر منه إذا عرض له و ل يفل به و إنا يريد ال لذاته ل لغيه و حصول ذلك لم معروف و يسمون ما يقع لم من الغيب و الديث على الواطر فراسة و كشفا iو ما يقع لم من التصرف كرامة و ليس شيء من ذلك بنكي ف حقهم و قد ذه ب إل إنكاره الستاذ أبو إسحق السفراين و أبو ممد بن أب زيد الالكي ف آخرين فرارiا من التباس العجزة بغيها و الع ول علي ه عن د التكلمي حصول التفرقة بالتحدي فهو كاف .و قد ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :إن فيكم مدثي و أن منهم عمر و قد وقع للصحابة من ذلك وقائع معروفة تشهد بذلك ف مثل قول عمر رضي ال عنة يا سارية البل و هو سارية بن زنيم كان قائداi على بعض جيوش السلمي بالعراق أيام الفتوحات و تورط مع الشتركي ف معترك و هم بالنزام و كان بقربه جبل يتحيز إليه فرفع لعمر ذلك و هو يطب على النب بالدينة فناداه يا سارية البل و سعه سارية و هو بكانه و رأى شخصه هنالك و القصة معروفة و وق ع مثل ه أيضا iلب بكر ف وصيته عائشة ابنته رضي ال عنهما ف شأن ما نلها من أوسق التمر من حديقته ث نبهها على جذاذه لتحوزه عن الورث ة فقال ف سياق كلمه و إنا ها أخواك و أختاك فقالت :إنا هي أساء فمن الخرى ؟ فقال :إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية فك انت جارية وقع ف الوطإ ف باب ما ل يوز من النحل و مثل هذه الوقائع كثية لم و لن بعدهم من الصالي و أه ل القت داء إل أن أه ل التصوف يقولون إنه يقل ف زمن النبؤة إذ ل يبقى للمريد حالة بضرة النب حت أنم يقولون إن الريد إذا جاء للمدينة النبوية يسلب حاله ما دام فيها حت يفارقها و ال يرزقنا الداية و يرشدنا إل الق. و من هؤلء الريدين من التصوفة قوم باليل معتوهون أشبه بالاني من العقلء و هم مع ذلك قد صحت لم مقامات الولي ة و أح وال الصديقي و علم ذلك من أحوالم من يفهم عنهم من أهل الذوق مع أنم غي مكلفي و يقع لم من الخبار عن الغيبات عجائب لنم ل يتقيدون بشيء فيطلقون كلمهم ف ذلك و يأتون منه بالعجائب و ربا ينكر الفقهاء أنم على شيء من القامات لا ي رون م ن س قوط التكليف عنهم و الولية ل تصل إل بالعبادة و هو غلط فإن فضل ال يؤتيه من يشاء و ل يتوقف حصول الولية على العبادة و ل غيها و إذا كانت النفس النسانية ثابتة الوجود فال تعال يصها با شاء من مواهبه و هؤلء القوم ل تعدم نفوسهم الناطقة و ل فس دت كح ال الاني و إنا فقد لم العقل الذي يناط به التكليف و هي صفة خاصة للنفس و هي علوم ضروية للنسان يشتد با نظره و يعرف أح وال معاشه و استقامة منله و كأنة إذا ميز أحوال معاشه و استقامة منله ل يبق له عذر ف قبول التكاليف لصلح معاده و ليس من فقد ه ذه الصفة بعاقل لنفسه و ل ذاهل عن حقيقته فيكون موجود القيقة معدوم العقل التكليفي الذي هو معرفة العاش و ل استحالة ف ذل ك و ل يتوقف اصطفاء ال عباده للمعرفة على شيء من التكاليف و إذا صح ذلك فأعلم أنه ربا يلتبس حال هؤلء بالاني الذين تفسد نفوس هم الناطقة و يلتحقون بالبهائم و لك ف تييزهم علمات منها أن هؤلء البهاليل ل تد لم وجهة أصل iو منها أنم يلقون على البله من أول، نشأتم و الاني يعرض لم النون بعد مدة من العمر لعوارض بدنية طبيعية فإذا عرض لم ذلك و فسدت نفوسهم الناطقة ذهبوا باليبة و منها كثرة تصرفهم ف الناس بالي و الشر لنم ل يتوقفون على إذن لعدم التكليف ف حقهم و الاني ل تصرف لم و هذا فصل انتهى بنا الكلم إليه و ال الرشد للصواب. و قد يزعم بعض الناس أن هنا مدارك للغيب من دون غيبة عن الس فمنهم النجمون القائلون بالدللت النجومية و مقتضى أوض اعها ف الفلك و آثارها ف العناصر و ما يصل من المتزاج بي طباعها بالتناظر و يتأدى من ذلك الزاج إل الواء و هؤلء النجمون ليس وا م ن الغيب ف شيء إنا هي ظنون حدسية و تمينات مبنية على التأثي النجومية و حصول الزاج منه للهواء مع مزيد حدس يقف به الناظر على
تفصيله ف الشخصيات ف العال كما قاله بطليموس و نن نبي بطلن ذلك ف مله إن شاء ال و هؤلء لو ثبت فغايته ح دس و تمي و ليس ما ذكرناه ف شيء .و من هؤلء قوم من العامة استنبطوا لستخراج الغيب و تعرف الكائنات صناعة سوها خط الرمل نسبة إل الادة الت يضعون فيها عملهم و مصول هذه الصناعة أنم صيوا من النقط أشكال iذات أربع مراتب تتلف باختلف مراتبه ا ف الزوجي ة و الفردية و استوائها فيهما فكالت ستة عشر شكل iلنا إن كانت أزواجا iكلها أو أفرادا iكلها فشكلن و إن كان الفرد فيهم ا ف مرتب ة واحدة فقط فأربعة أشكال و إن كان الفرد ف مرتبتي فستة أشكال و إن كان ف ثلث مراتب فأربعة أشكال جاءت ستة عش ر ش كل ميزوها كلها بأسائها و أنواعها إل سعود و نوس شأن الكواكب و جعلوا لا ستة عشر بيتا iطبيعية يزعمهم و كأنا البوج الثنا عشر الت للفلك و الوتاد الربعة و جعلوا لكل شكل منها بيتا iو خطوطا ،iو دللة على صنف من موجودات عال العناصر يتص به و استنبطوا من ذلك فنا حاذوا به فن النجامة و نوع فصائه إل أن أحكام النجامة مستندة إل أوضاع طبيعية كما يزعم بطليموس و هذه إن ا مس تندها أوضاع تكيمية و أهواء اتفاقية و ل دليل يقوم على شيء منها و يزعمون أن أصل ذلك من النبؤات القدية ف العال و رب ا نس بوها إل دانيال أو إل إدريس صلوات ال عليهما شأن الصنائع كلها و ربا يدعون مشروعيتها و يتجون بقوله صلى ال عليه و سلم :كان نب يط فمن وافق خطة فذاك و ليس ف الديث دليل على مشروعية خط الرمل كما يزعمه بعض من ل تصيل لديه لن معن الديث كان ن ب يط فيأتيه الوحي عند ذلك الط و ل استحالة ف أن يكون ذلك عادة لبعض النبياء فمن وافق خطة ذلك النب فهو ذاك أي فهو ص حيح من بي الط با عضده من الوحي لذلك النب الذي كانت عادته أن يأتيه الوحي عند الط و أما إذا أخذ ذلك من الط م ردا iم ن غي موافقة وحي فل و هذا معن الديث و ال أعلم .فإذا أرادوا استخراج مغيب بزعمهم عمدوا إل قرطاس أو رمل أو دقيق فوضعوا النق ط سطورا iعلى عدد الراتب الربع ث كرروا ذلك أربع مرات فتجيء ستة عشر سطرا iث يطرحون النقط أزواجا iو يضعون ما بقى م ن ك ل سطر زوجا iكان أو فردا iف مرتبته على الترتيب فتجيء أربعة أشكال يضعونا ف سطر متتالية ث يولدون منها أربعة أشكال أخ رى م ن جالب العرض باعتبار كل مرتبة و ما قابلها من الشك الذي بإزائه و ما يتمع منهما من زوج أو فرد فتكون ثانية أشكال موضوعة ف سطر ث يولدون من كل شكلي شكل iتتهما باعتبار ما يتمع ف كل مرتبة من مراتب الشكلي أيضا iمن زوج أو فرد فتكون أربعة أخرى تتها ث يولدون من الربعة شكلي كذلك تتها من الشكلي شكل iكذلك تتهما ث من هذا الشكل الامس عشر مع الش كل الول ش كلi يكون أخر الستة عشر ث يكمون على الط كله با اقتضته أشكاله من السعودة و النحوسة بالذات و النظر و اللول و المتزاج و الدللة على أصناف الوجودات و سائر ذلك تكما iغريبا iو كثرت هذه الصناعة ف العمران و وضعت فيها التآليف و اشتهر فيه ا العلم م ن التقدمي و التأخرين و هي كما رأيت تكم و هوى و التحقيق الذي ينبغي أن يكون نصب فكرك أن الغيوب ل تدرك بصناعة البت ة و ل سبيل إل تعرفها إل للخواص من البشر الفطورين على الرجوع من عال الس إل عال الروح و لذلك يسمى النجمون هذا الصنف كلهم بالزهريي نسبة إل ما تقتضيه دللة الزهرة بزعمهم ف أصل مواليدهم على إدراك الغيب فالط و غيه من هذه أن كان الناظر فيه من أه ل هذه الاصية و قصد بذه المور الت ينظر فيها من النقط أو العظام أو غيها إشغال الس لترجع النفس إل عال الروحانيات لظة ما ،فهو من باب الطرق بالصى و النظر ف قلوب اليوانات و الرايا الشفافة كما ذكرناه .و أن ل يكن كذلك و إنا قصد معرفة الغي ب ب ذه الصناعة و أنا تفيده ذلك فهذر من القول و العمل و ال يهدي من يشاء .و العلمة لذه الفطرة الت فطر عليها أهل هذا الدراك الغيب أنم عند توجههم إل تعرف الكائنات يعتريهم خروج عن حالتهم الطبيعية كالتثاؤب و التمطط و مبادىء الغيبة عن الس و يتلف ذلك بالقوة و الضعف على اختلف وجودها فيهم فمن ل توجد له هذه العلمة فليس من إدراك الغيب ف شيء و إنا هو ساع ف تنفيق كذبه.
فصل و منهم طوائف يضعون قواني لستخراج الغيب ليست من الطور الول الذي هو من مدارك النفس الروحانية و ل من الدس البن عل ى تأثيات النجوم كما زعمه بطليموس و ل من الظن و التخمي الذي ياول عليه العرافون و إنا هي مغالط يعلونا كالصائد لهل العق ول الستضعفة و لست أذكر من ذلك إل ما ذكره الصنفون و ولع به الواص فمن تلك القواني الساب الذي يسمونه حساب النيم و ه و مذكور ف آخر كتاب السياسة النسوب لرسطو يعرف به الغالب من الغلوب ف التحاربي من اللوك و هو أن تسب الروف ال ت ف
اسم أحدها بساب المل الصطلح عليه ف حروف أبد من الواحد إل اللف آحادا iو عشرات و مئي وألوفا iفإذا حسبت السم و تصل لك منه عدد فاحسب اسم الخر كذلك ث اطرح من كل واحد منهما تسعة و احفظ بقية هذا و بقية هذا ث انظر بي العددين الباقيي من حساب السي فإن كان العددان متلفي ف الكمية وكانا معا زوجي أو فردين معا .iفصاحب القل منهما هو الغالب و إن كان أح دها زوجا iو الخر فردا iفصاحب الصغر هو الغالب و أن كانا متساويي ف الكمية و ها معا زوجان فالطلوب هو الغالب و إن كانا معا iفردين فالطالب هو الغالب و يقال هنالك بيتان ف هذا العمل اشتهرا بي الناس و ها: و أكثرها عند التحالف غالب أرى الزوج و الفراد يسمو اقلها و عند استواء الفرد يغلب طالب و يغلب مطلوب إذا الزوج يستوي ث وضعوا لعرفة ما بقى من الروف بعد طرحها بتسعة قانونا iمعروفا iعندهم ف طرح تسعة و ذلك أنم جعوا الروف الدالة على الواح د ف الراتب الربع و هي )ا( الدالة على الواحد وهي )ي( الدالة على العشرة و هي واحد ف مرتبة العشرات و)ق( الدالة على ال ائة لن ا واحد ف مرتبة الئي و )ش( الدالة على اللف لنا واحد ف منلة اللف و ليس بعد اللف عدد يدل عليه بالروف لن الشي هي آخ ر حروف أبد ث رتبوا هذه الحرف الربعة على نسق الراتب فكان منها كلمة رباعية و هي )ايقش( ث فعلوا ذلك بالروف الدالة على اثني ف الراتب الثلث و أسقطوا مرتبة اللف منها لنا كانت آخر حروف أبد فكان مموع حروف الثني ف الراتب الثلث ثلثة حروف و هي )ب( الدالة على اثني ف الحاد و )ك( الدالة على اثني ف العشرات و هي عشرون و )ر( الدالة على اثني ف الئي و هي مائت ان و صيوها كلمة واحدة ثلثة على نسق الراتب و هي بكر ث فعلوا ذلك بالروف الدالة على ثلثة فنشأت عنها كلمة جلس و ك ذلك إل آخر حروف أبد و صارت تسع كلمات ناية عدد الحاد و هي ايقش بكر جلس دمت هنث و صخ زعد حفظ طضغ مرتبة على ت وال العداد و لكل كلمة منها عددها الذي هي ف مرتبته فالواحد لكلمة ايقش و الثنان لكلمة بكر و الثلثة لكلمة جلس و كذلك إل التاسعة الت هي طضغ فتكون لا التسعة فإذا أرادوا طرح السم بتسعة نظروا كل حرف منه ف أي كلمة هو من هذه الكلمات و أخذوا ع ددها مكانه ث جعوا العداد الت يأخذونا بدل iمن حروف السم فإن كانت زائدة على التسمية أخذوا ما فضل عنها و إل أخذوه كما ه و ث يفعلون كذلك بالسم الخر و ينظرون بي الارجي با قدمناه و السر ف هذا بي و ذلك أن الباقي من كل عقد من عقود العداد بطرح تسعة إنا هو واحد فكأنه يمع عدد العقود خاصة من كل مرتبة فصارت أعداد العقود كأنا آحاد فل فرق بي الثني و العشرين و الائتي و اللفي و كلها اثني و كذلك الثلثة و الثلثون و الثلثائة و الثلثة اللف كلها ثلثة iثلثة iفوضعت العداد على التوال دالة على أعداد العقود ل غي و جعلت الروف الدالة على أصناف العقود ف كل كلمة من الحاد و العشرات و الئي و اللوف و صار ع دد الكلم ة الوضوع عليها نائبا iعن كل حرف فيها سواء دل على الحاد أو العشرات أو الئي فيؤخذ عدد كل كلمة عوضا iمن الروف الت فيه ا و تمع كلها إل آخرها كما قلناه هذا هو العمل التداول بي الناس منذ المر القدي و كان بعض من لقيناه من شيوخنا يرى أن الصحيح فيها كلمات أخرى تسعة مكان هذه و متوالية كتواليها و يفعلون با ف الطرح بتسعة مثل ما يفعلونه بالخرى سواء و هي هذه ارب يس قك جزلط مدوص هف تذن عش خع ثضظ تسع كلمات على توال ،العدد و لكل كلمة منها عددها الذي ف مرتبته فيها الثلثي و الرباعي و الثنائي و ليست جارية على أصل مطرد كما تراه لكن كان شيوخنا ينقلونا عن شيخ الغرب ف هذه العارف من السيمياء و أسرار الروف و النجامة و هو أبو العباس بن البناء و يقولون عنه أن العمل بذه الكلمات ف طرح حساب النيم أصح من العمل بكلمات ايقش و ال يعلم كيف ذلك و هذه كلها مدارك للغيب غي معروف أرسطو عند الققي لا فيه من الراء البعيدة عن التحقيق و البهان يشهد لك ب ذلك تصفحه إن كنت من أهل الرسوخ .و من هذه القواني الصناعية لستخراج الغيوب فيما يزعمون الزايرجة السماة بزايرجة العال ،العزوة إل أب العباس سيدي أحد السبت من أعلم التصوفة بالغرب كان ف آخر الائة السادسة براكش و لعهد أب يعقوب النص ور م ن مل وك الوحدين و هي غريبة العمل صناعة .و كثي من الواص يولعون بإفادة الغيب منها بعملها العروف اللغوز فيحرضون بذلك على حل رمزه و كشف غامضه .و صورتا الت يقع العمل عندهم فيها دائرة عظيمة ف داخلها دوائر متوازية للفلك و العناصر و الكونات و الروحانيات و غي ذلك من أصناف الكائنات و العلوم و كل دائرة مقسومة بأقسام فلكها إما البوج و إما العناصر أو غيها و خطوط كل قسم مارة إل الركز و يسمونا الوتار و على كل وتر حروف متتابعة موضوعة فمنها برشوم الزمام الت هي أشكال العداد عند أه ل ال دواوين و الساب بالغرب لذا العهد و منها برشوم الغبار التعارفة ف داخل الزايرجة و بي الدوائر أساء العلوم و مواضع الكوان و عل ى ظ اهر
الدوائر جدول متكثر البيوت التقاطعة طول iو عرضا iيشتمل على خسة و خسي بيتا iف العرض و مائة و واحد و ثلثي ف الطول جوانب منه معمورة البيوت تارة بالعدد و أخرى بالروف و جوانب خالية البيوت و ل تعلم نسبة تلك العداد ف أو ضاعها و ل القس مة ال ت عينت البيوت العامرة من الالية و حافات الزايزجة أبيات من عروض الطويل على روي اللم النصوبة تتضمن صورة العمل ف اس تخراج الطلوب من تلك الزايرجة إل أنا من قبيل اللغاز ف عدم الوضوح و اللء و ف بعض جوانب الزايرجة بيت من الشعر منس وب لبع ض أكابر أهل الدثان بالغرب و هو مالك بن وهيب من علماء أشبيلية كان ف الدولة اللمتونية و نص البيت غرائب شك ضبطه الد مثل سؤال عظيم اللق حزت فصن إذن و هو البيت التداول عندهم ف العمل لستخراج الواب من السؤال ف هذه الزايرجة و غيها فإذا أرادوا استخراج الواب عما يسأل عنه من السائل كتبوا ذلك السؤال و قطعوه حروفا iث أخذوا الطالع لذلك الوقت من بروج الفلك و درجها و عمدوا إل الزايرجة ث إل ال وتر الكتنف فيها بالبج الطالع من أوله مارا iإل الركز ث إل ميط الدائرة قبالة الطالع فيأخذون جيع الروف الكتوبة عليه من أوله إل آخره و العداد الرسومة بينهما و يصيونا حروفا iبساب المل و قد ينقلون آحادها إل العشرات و عشراتا إل الئي و بالعكس فيهم ا كم ا يقتضيه قانون العمل عندهم و يضعونا مع حروف السؤال و يضيفون إل ذلك جيع ما على الوتر الكتنف بالبج الثالث من الط الع م ن الروف و العداد من أوله إل الركز فقط ل يتجاوزونه إل اليط و يفعلون بالعداد ما فعلوه بالول و يضيفونا إل الروف الخرى ث يقطعون حروف البيت الذي هو أصل العمل و قانونه عندهم و هو بيت مالك بن وهيب التقدم و يضعونا ناحية ث يض ربون ع دد درج الطالع ف أس البج و أسه عندهم هو بعد البج عن آخر الراتب عكس ما عليه الس عند أهل صناعة الساب فانه عندهم البعد ع ن أول الراتب ث يضربونه ف عدد آخر يسمونه الس الكب و الدور الصلي و يدخلون با تمع لم من ذلك ف بيوت الدول على قواني معروفة و أعمال مذكورة و أدوار معدودة و يستخرجون منها حروفا iو يسقطون أخرى و يقابلون با معهم ف حروف البيت و ينقلون من ه م ا ينقلون إل حروف السؤال و ما معها ث يطرحون تلك الروف بأعداد معلومة يسمونا الدوار و يرجون ف كل دور الرف الذي ينتهي عنده الدور و يعاودون ذلك بعدد الدوار العينة عندهم لذلك فيخرج آخرها حروف متقطعة و تؤلف على التوال فتصي كلمات منظوم ة ف بيت واحد على وزن البيت الذي يقابل به العمل و رويه و هو بيت مالك ابن وهيب التقدم حسبما نذكر ذلك كله ف فصل العلوم عند كيفية العمل بذه الزايرجة و قد رأينا كثيا iمن الواص يتهافتون على استخراج الغيب منها بتلك العمال و يسبون أن ما وقع من مطابقة الواب للسؤال ف توافق الطاب دليل على مطابقة الواقع و ليس ذلك بصحيح لنه قد مر لك أن الغيب ل يدرك بأمر صناعي البتة و إن ا الطابقة الت فيها بي الواب و السؤل من حيث الفهام و التوافق ف الطاب حت يكون الواب مستقيما iأو موافقا iللسؤال و وقوع ذلك ف هذه الصناعة ف تكسي الروف التمعة من السؤال و الوتار و الدخول ف الدول بالعداد التمعة من ضرب الع داد الفروض ة و استخراج الروف من الدول بذلك و طرح أخرى و معاودة ذلك ف الدوار العدودة و مقابلة ذلك كله بروف البيت على الت وال غي مستنكر و قد يقع الطلع من بعض الذكياء على تناسب بي هذه الشياء فيقع له معرفة الهول فالتناسب بي الشياء هو سبب الصول على الهول من العلوم الاصل للنفس و طريق لصوله سيما من أهل الرياضة فإنا تفيد العقل قوة على القياس و زيادة ف الفكر و قد م ر تعليل ذلك غي مرة و من أجل هذا العن ينسبون هذه الزايرجة ف الغالب لهل الرياضة فهي منسوبة للسبت و لقد وقفت عل ى أخ رى منسوبة لسهل بن عبد ال و لعمري إنا من العمال الغريبة و العاناة العجيبة .و الواب الذي يرج منها فالسر ف خروجه منظوما iيظهر ل إنا هو القابلة بروف ذلك البيت و لذا يكون النظم على وزنه و رويه و يدل عليه أنا و جدنا أعمال iأخرى لم ف مثل ذلك أسقطوا فيها القابلة بالبيت فلم يرج الواب منظوما iكما تراه عند الكلم على ذلك ف موضعه و كثي من الناس تضيق مداركهم عن التص ديق ب ذا العمل و نفوذه إل الطلوب فينكر صحتها و يسب أنا من التخيلت و اليهامات و أن صاحب العمل با يثبت حروف البيت الذي ينظمه كما يريد بي أثناء حروف السؤال و أن الوتار و يفعل تلك الصناعات على غي نسبة و ل قانون ث ييء بالبيت و يوهم أن العمل ج اء على طريقي منضبطة و هذا السبان توهم فاسد حل عليه العقول عن فهم التناسب بي الوجودات و العدومات و التفاوت بي الدارك و العقول و لكن من شأن كل مدرك إنكار ما ليس ف طوقه إدراكه و يكفينا ف رد ذلك مشاهدة العمل بذه الصناعي و الدس القطعي فإنا جاءت بعمل مطرد و قانون صحيح ل مرية فيه عند من يباشر ذلك من له ذكاء و حدس و إذا كان كثي من العاياة ف العدد ال ذي ه و أوضح الواضحات يعسر على الفهم إدراكه لبعد النسبة فيه و خفائها فما ظنك بثل هذا مع خفاء النسبة فيه و غرابتها فلنذكر مسئلة م ن
العاياة يتضح لك با شيء ما ذكرنا مثاله لو قيل لك أخذت عددا iمن الدراهم و اجعل بإزاء كل درهم ثلثة من الفلوس ث المع الفل وس الت أخذت و اشتر با طائرا iث اشتر بالدراهم كلها طيورا iبسعر ذلك الطائر فكم الطيور الشتراة بالدراهم فجوابه أن تقول هي تسعة لنك تعلم أن فلوس الدراهم أربعة و عشرون و أن الثلثة ثنها و أن عدة أثان الواحد ثانية فإذا جعت الثمن من الدراهم إل الثمن الخر فكان كله ثن طائر فهي ثانية طيور عدة أثان الواحد و تزيد على الثمانية طائرا iآخر و هو الشترى بالفلوس الأخوذة أول iو على سعر اش تريت بالدراهم فتكون تسعة فأنت ترى كيف خرج لك الواب الضمر بسر التناسب الذي بي أعداد السئلة و الوهم أول ما يلقي إليك ه ذه و أمثالا إنا يعله من قبيل الغيب الذي ل يكن معرفته و ظهر أن التناسب بي المور هو الذي يرج مهولا من معلومها و هذا إنا ه و ف الواقعات الاصلة ف الوجود أو العلم و أما الكائنات الستقبلة إذا ل تعلم أسباب وقوعها و ل يثبت لا خب صادق عنها فهو غيب ل يكن معرفته ل إذا تبي لك ذلك فالعمال الواقعة ف الزايرجة كلها إنا هي ف استخراج الواب من ألفاظ السؤال لنا كما رأي ت اس تنباط حروف على ترتيب من تلك الروف بعينها على ترتيب آخر و سر ذلك إنا هو من تناسب بينهما يطلع عليه بعض دون بعض فمن عرف ذلك التناسب تيسر عليه استخراج ذلك الواب يتلك القواني و الواب يدل ف مقام آخر من حيث موضوع ألفاظه و تراكيبه على وقوع أحد طرف السؤال من نفي أو إثبات و ليس هذا من القام الول بل إنا يرجع لطابقة الكلم لا ف الارج و ل سبيل إل معرفة ذلك م ن هذه العمال بل البشر مجوبون عنه و قد استأثر ال بعلمه و ال يعلم و أنتم ل تعلمون.
الباب الثان ف العمران البدوي و المم الوحشية و القبائل و ما يع رض ف ذلك من الحوال و فيه فصول و تهيدات الفصل الول ف أن أجيال البدو و الضر طبيعية إعلم أن اختلف الجيال ف أحوالم إنا هو باختلف نلتهم ف العاش فإن اجتماعهم إنا هو للتعاون على تصيله و البت داء ب ا ه و ضروري منعه و نشيطه قبل الاجي و الكمال فمنهم من يستعمل الفلح من الغراسة و الزراعة و منهم من ينتحل القيام على الي وان م ن الغنم و البقر و العز و النحل و الدود لنتاجها واستخراج فضلتا و هؤلء القائمون على الفلح و اليوان تدعوهم الض رورة و ل ب د إل البدو لنه متسع لا ل يتسع له الواضر من الزارع و الفدن و السارح للحيوان و غي ذلك فكان اختصاص هؤلء بالبدو أمرا iضروريا لم و كان حينئذ اجتماعهم و تعاونم ف حاجاتم و معاشهم و عمرانم من القوت و الكن و الدفء إنا هو بالقدار الذي يفظ الياة و يصل بلغة العيش من غي مزيد عليه للعجز عما وراء ذلك ث إذا اتسعت أحوال هؤلء النتحلي للمعاش و حصل لم ما فوق الاجة م ن الغن و الرفه دعاهم ذلك إل السكون و الدعة و تعاونوا ف الزائد على الضرورة و استكثروا من القوات و اللبس و التأنق فيها و توسعة البيوت و اختطاط الدن و المصار للتحضر ث تزيد أحوال الرفه و الدعة فتجيء عوائد الترف البالغة مبالغها ف التأنق ف علج الق وت و اس تجادة الطابخ و التقاء اللبس الفاخرة ف أنواعها من الرير و الديباج و غي ذلك و معالة البيوت و الصروح و إحكام وضعها ف تنجي دها و النتهاء ف الصنائع ف الروج من القوة إل الفعل إل غايتها فيتخذون القصور و النازل و يرون فيها الياه و يعالون ف صرحها و يب الغون ف تنجيدها و يتلفون ف استجادة ما يتخذونه لعاشهم من ملبوس أو فراش أو آنية أو ماعون و هؤلء هم الصر و معناه الاضرون أه ل المصار و البلدان و من هؤلء من ينتحل معاشه الصنائع و منهم من ينتحل التجارة و تكون مكاسبهم أنى و أرفه من أه ل الب دو لن أحوالم زائدة على الضروري و معاشهم على نسبة و جدهم فقد تبي أن أجيال البدو و الضر طبيعية ل بد منها كما قلناه.
الفصل الثان ف أن جيل العرب ف الليقة طبيعي قد قدمنا ف الفصل قبله أن أهل البدر هم النتحلون للمعاش الطبيعي من الفلح و القيام على النعام و أنم مقتصرون على الض روري م ن القوات و اللبس و الساكن و سائر الحوال و العوائد و مقصرون عما فوق ذلك من حاجى أو كمال يتخذون البيوت من الشعر و الوبر
أو الشجر أو من الطي و الجارة غي منجدة إنا هو قصد الستظلل والكن ل ما وراءه و قد يأوون إل الغيان و الكهوف و أما أق واتم فيتناولون با يسيا iبعلج أو بغي علج البتة إل ما مسته النار فمن كان معاشه منهم ف الزراعة و القيام بالفلح كان القام به أول من الظعن و هؤلء سكان الدر و القرى و البال و هم عامة الببر و العاجم و من كان معاشه ف السائمة مثل الغنم و البقر فهم ظعن ف الغل ب لرتياد السارح و الياه ليواناتم فالتقلب ف الرض أصلح بم و يسمون شاوية و معناه القائمون على الشاه و البقر و ل يبعدون ف القفر لفقدان السارح الطيبة و هؤلء مثل الببر و الترك و إخوانم من التركمان و الصقالبة و أما من كان معاشهم ف البل فهم أكثر ظغن ا iو أبعد ف القفر مال iلن مسارح التلول و نباتا و شجرها ل يستغن با البل ف قوام حياتا عن مراعي الشجر بالقفر وورود مياهه اللحة و التقلب فصل الشتاء ف نواحيه فرارا iمن أذى البد إل دفء هوائه و طلبا iلاخض النتاج ف رماله إذ البل أصعب اليوان فصا iل و ماضا iو أحوجها ف ذلك إل الدفء فاضطروا إل إبعاد النجعة و ربا زادتم الامية عن التلول أيضا iفأوغلوا ف القفار نفرة عن الضعة منهم فكانوا لذلك أشد الناس توحشا iو ينلون من أهل الواضر منلة الوحش غي القدور عليه و الفترس من اليوان العجم و هؤلء هم الع رب و ف معناهم ظعون الببر و زناتة بالغرب له الكراد و التركمان و الترك بالشرق إل أنا العرب أبعد نعة و أشد بداوة لنم متصون بالقيام على البل فقط و هؤلء يقومون عليها و على الشياه و البقر معها فقد تبي لك أن جيل العرب طبيعي ل بد منه ف العم ران و ال س بحانه و تعال أعلم.
الفصل الثالث ف أن البدو أقدم من الضر و سابق عليه و أن البادية أص ل العمران و المصار مدد لا قد ذكرنا أن البدو هم القتصرون على الضروري ف أحوالم العاجزون عما فوقه و أن الضر العتنون باجات الترف و الكمال ف أحوالم و عوائدهم و ل شك أن الضروري أقدم من الاجي و الكمال و سابق عليه و لن الضروري أصل و الكمال فرع ناشىء عنه فالبدو أصل الدن و الضر ،و سابق عليهما لن أول مطالب النسان الضروري و ل ينتهي إل الكمال و الترف إل إذا كان الضروري حاصل iفخشونة البداوة قبل رقة الضارة و لذا ند التمدن غاية للبدوي يري إليها و ينتهي بسعيه إل مقترحه منها و مت حصل على الرياش الذي يص ل له به أحوال الترف و عوائده عاج إل الدعة و أمكن نفسه إل قياد الدينة و هكذا شأن القبائل التبدية كلهم و الض ري ل يتش وف إل أحوال البادية إل لضرورة تدعوه إليها أو لتقصي عن أحوال أهل مدينته و ما يشهد لنا أن البدو أصل للحضر و متقدم عليه أنا إذا فتشنا أهل مصر من المصار و جدنا أولية أكثرهم من أهل البدو الذين بناحية ذلك الصر و عدلوا إل الدعة و الترف الذي ف الضر و ذلك يدل على أن أحوال الضارة ناشئة عن أحوال البداوة و أنا أصل لا فتفهمه .ث إن كل واحد من البدو و الضر متفاوت الحوال من جنسه ف رب حي أعظم من حي و قبيلة أعظم من قبيلة و مصر أوسع من مصر و مدينة أكثر عمرانا iمن مدينة فقد تبي أن وجود البدو متقدم على وجود الدن و المصار و أصل لا با أن وجود الدن و المصار من عوائد الترف و الدعة الت هي متأخرة عن عوائد الض روري العاش ية و ال أعلم.
الفصل الرابع ف أن أهل البدو أقرب إل الي من أهل الضر و سببه أن النفس إذا كانت على الفطرة الول كانت متهيئة لقبول ما يرد عليها و ينطبع فيها من خي أو شر قال صلى ال عليه و سلم :كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه و بقدر ما سبق إليها من أحد اللقي تبعد عن الخر و يصعب عليها اكتسابه فصاحب الي إذا سبقت إل نفسه عوائد الي و حصلت لا ملكته بعد عن الشر و صعب عليه طريقة و كذا صاحب الشر إذا سبقت إليه أيضا iعوائده و أهل الضر لكثرة ما يعانون من فن ون اللذ و ع وائد الترف و القبال على الدنيا و العكوف على شهواتم منها و قد تلونت أنفسهم بكثي من مذمومات اللق و الشر و بعدت عليه م ط رق الي و مسالكه بقدر ما حصل لم من ذلك حت لقد ذهبت عنهم مذاهب الشمة ف أحوالم فتجد الكثي منهم يقذعون ف أقوال الفحشاء
ف مالسهم و بي كبائهم و أهل مارمهم ل يصدهم عنه و ازع الشمة لا أخذتم به عوائد السوء ف التظاهر بالفواحش ق ول iو عمل iو أهل البدو و إن كانوا مقبلي على الدنيا مثلهم إل أنه ف القدار الضروري ف الترف و ل ف شيء من أسباب الشهوات و اللذات و دواعيها فعوائدهم ف معاملتم على نسبتها و ما يصل فيهم من مذاهب السوء و مذمومات اللق بالنسبة إل أهل الضر أقل بكثي فهم أقرب إل الفطرة الول و أبعد عما ينطبع ف النفس من سوء اللكات بكثرة العوائد الذمومة و قبحها فيسهل علجهم عن علج الضر و هو ظاهر و قد يتوضح فيما بعد أن الضارة هي ناية العمران و خروجه إل الفساد و ناية الشر و البعد عن الي فقد تبي أن أهل البدو أقرب إل الي من أهل الضر و ال يب التقي و ل يعترض على ذلك با ورد ف صحيح البخاري من قول الجاج لسلمة بن الكوع و قد بلغ ة أن ه خرج إل سكن البادية فقال له ارتددت على عقبيك تعربت فقال ل و لكن رسول ال صلى ال عليه و سلم أذن ل ف الب دو ف اعلم أن الجرة افترضت أول السلم على أهل مكة ليكونوا مع النب صلى ال عليه و سلم حيث حل من الواطن ينصرونه و يظاهرونه على أم ر و يرسونه و ل تكن واجبة على العراب أهل البادية لن أهل مكة يسهم من عصبية النب صلى ال عليه و سلم ف الظاهرة و الراسة م ال يس غيهم من بادية العراب و قد كان الهاجرون يستعيذون بال من التعرب و هو سكن البادية حيث ل تب الجرة و قال ص لى ال عليه و سلم ف حديث سعد بن أب وقاص عند مرضه بكة اللهم أمض لصحاب هجرتم و ل تردهم على أعقابم و معن اه أن ي وفقهم لتلزمه الدينة و عدم التحول عنها فل يرجعوا عن هجرتم الت ابتدأوا با و هو من باب الرجوع على العقب ف الس عي إل وج ه م ن الوجوه و قيل أن ذلك كان خاصا iبا قبل الفتح حي كانت الاجة داعية إل الجرة لقلة السلمي و أما بعد الفتح و حي كثر السلمون و اعتزوا و تكفل ال لنبيه بالعصمة من الناس فإن الجرة ساقطة حينئذ لقوله صلى ال عليه و سلم ل هجرة بعد الفتح و قيل سقط إنش اوها عمن يسلم بعد الفتح و قيل سقط وجوبا عمن أسلم و هاجر قبل الفتح و الكل ممعون على أنا بعد الوفاة ساقطة لن الصحابة افترقوا من يومئذ ف الفاق و انتشروا و ل يبق إل فضل السكن بالدينة و هو هجرة فقول الجاج لسلمة حي سكن البادية ارتددت عل ى عقبي ك تعربت نعى عليه ف ترك السكن بالدينة بالشارة إل الدعاء الأثور الذي فقدناه و هو قوله ل تردهم على أعقابم و قوله تعربت إشارة إل أنة صار من العراب الذين ل يهاجرون و أجاب سلمة بإنكار ما ألزمه من المرين و أن النب صلى ال عليه و سلم أذن ل ه ف الب در و يكون ذلك خاصا iبه كشهادة خزية و عناق أب بردة أو يكون الجاج إنا نعى عليه ترك السكن بالدينة فقط لعلمه بسقوط الجرة بع د الوفاة و أجابه سلمة بأن اغتنامه لذن النب صلى ال عليه و سلم أول و أفضل فما آثره به و اختصه إل لعن علمه فيه و على كل تق دير فليس دليل iعلى مذمة البدو الذي عب عنه بالتعرب لن مشروعية الجرة إنا كانت كما علمت لظاهرة النب ص لى ال علي ه و س لم و حراسته ل لذمة البدو فليس ف النعي على ترك هذا الواجب دليل على مذمة التعرب و ال سبحانه أعلم و به التوفيق.
الفصل الامس ف أن أهل البدو أقرب إل الشجاعة من أهل الضر و السبب ف ذلك أن أهل الضر ألقوا جنوبم على مهاد الراحة و الدعة و انغمسوا ف النعيم و الترف و وكلوا أمره م ف الدافع ة ع ن أموالم و أنفسهم إل واليهم و الاكم الذي يسوسهم و الامية الت تولت حراستهم و استناموا إل السوار الت توطهم و ال رز ال ذي يول دونم فل تيجهم هيعة و ل ينفر لم صيد فهم غازون آمنون ،قد ألقوا السلح و توالت على ذلك منهم الجيال و تنلوا منلة النساء و الولدان الذين هم عيال على أب مثواهم حت صار ذلك خلقا iيتنل منلة الطبيعة و أهل البدو لتفردهم ع ن التجم ع و توحش هم ف الضواحي و بعدهم عن الامية و انتباذهم عن السوار و البواب قائمون بالدافعة عن أنفسهم ل يكلونا إل سواهم و ل يثقون فيها بغيهم فهم دائما iيملون السلح و يتلفتون عن كل جانب ف الطرق و يتجافون عن الجوع إل غرارا iف الالس و على الرحال و فوق القتاب و يتوجسون للنبات و اليعات و يتفردون ف القفر و البيداء فدلي بيأسهم واثقي بأنفسهم قد صار لم البأس خلقا iو الشجاعة سجنة iيرجعون إليه مت دعاهم داع أو استنفرهم صارخ و أهل الضر مهما خالطوهم ف البادية أو صاحبوهم ف السفر عيال عليهم ل يلكون منهم ش يئاi من أمر أنفسهم و ذلك مشاهد بالعيان حت ف معرفة النواحي و الهات و موارد الياه و مشاريع السبل و سبب ذلك ما ش رحناه و أصله أن النسان ابن عوائده و مألوفه ل ابن طبيعته و مزاجه فالذي ألفه ف الحوال حت صار خلقا iو ملكة و عادة تنل منلة الطبيعة و البلة و اعتب ذلك ف الدميي تده كثيا iصحيحا iو ال يلق ما يشاء.
الفصل السادس ف أن معاناة أهل الضر للحكام مفسدة للبأس فيهم ذاهبة بالنعة منهم و ذلك أنه ليس كل أحد مالك أمر نفسه إذ الرؤساء و المراء الالكون لمر الناس قليل بالنسبة إل غيهم فمن الغالب أن يكون النسان ف ملكة غيه ،و ل بد فإن كانت اللكة رفيقة و عادلة ل يعان منها حكم و ل منع و صد كان الناس من تت يدها مدلي با ف أنفسهم من شجاعة أو جب واثقي بعدم الوازع حت صار لم الذلل جبلة ل يعرفون سواها و أما إذا كانت اللكة و أحكامها ب القهر و الس طوة و الخافة فتكسر حينئذ من سورة بأسهم و تذهب النعة عنهم لا يكون من التكاسل ف النفوس الضطهدة كما نبينه و قد نى عم ر س عداi رضي ال عنهما عن مثلها لا أخذ زهرة بن حوبة سلب الالنوس و كانت قيمته خسة و سبعي ألفا iمن الذهب و كان أتبع الالنوس ي وم القادسية فقتله و أخذ سلبه فانتزعه منه سعد و قال له هل انتظرت ف أتباعه إذن و كتب إل عمر يستأذنه فكتب إليه عمر تعمد إل مث ل زهرة و قد صلى با صلى به و بقى عليك ما بقى من حربك و تكسر فوقه و تفسد قلبه و أمضى له عمر سلبه و أما إذا كانت الحك ام بالعقاب فمذهبة للبأس بالكلية لن وقوع العقاب به و ل يدافع عن نفسه يكسبه الذلة الت تكسر من سورة بأسه بل شك و أما إذا كانت الحكام تأديبية و تعليمية و أخذت من عند الصبا أثرت ف ذلك بعض الشيء لرباه على الخافة و النقياد فل يكون مدل iببأسه و لذا ند التوحشي من العرب أهل البدو أشد بأسا iمن تأخذه الحكام و ند أيضا iالذين يعانون الحكام و ملكتها من لدن مرباهم ف الت أديب و التعليم ف الصنائع و العلوم و الديانات ينقص ذلك من بأسهم كثيا iو ل يكادون يدفعون عن أنفسهم عادية بوجه من الوجوه و هذا ش أن طلبة العلم النتحلي للقراءة و الخذ عن الشايخ و الية المارسي للتعليم و التأديب ف مالس الوقار و اليبة فيهم هذه الحوال و ذهاب ا بالنعة و البأس .و ل تستنكر ذلك با وقع ف الصحابة من أخذهم بأحكام الدين و الشريعة و ل ينقص ذلك من بأسهم بل كانوا أشد الناس بأسا iلن الشارع صلوات ال عليه لا أخذ السلمون عنه دينهم كان وازعهم فيه من أنفسهم لا تلي عليهم من ال ترغيب و ال ترهيب و ل يكن بتعليم صناعي و ل تأديب تعليمي إنا هي أحكام الذين و آدابه التلقاة نقل iيأخذون أنفسهم با با رسخ فيهم من عق ائد الي ان و التصديق فلم تزل سورة بأسهم مستحكمة كما كانت و ل تدشها أظفار التأديب و الكم قال عمر رضي ال عنه ) من ل يؤدبه الشرع ل أدبه ال ( حرصا iعلى أن يكون الوازع لكل أحد من نفسه و يقينا iبأن الشارع أعلم بصال العباد و لا تناقص الدين ف الن اس و أخ ذوا بالحكام الوازعة ث صار الشرع علما iو صناعة يؤخز بالتعليم و التأديب و رجع الناس إل الضارة و خلق النقياد إل الحكام نقص ت يذلك سورة البأس فيهم فقد تبي أن الحكام السلطانية و التعليمية مفسدة للبأس لن الوازع فيها ذات و لذا كانت هذه الحكام السلطانية و التعليم ما تؤثر ف أهل الواضر ف ضعف نفوسهم و حضد الشوكة منهم بعاناتم ف وليدهم و كهولم و البدو بعزل من ه ذه النل ة لبعدهم عن أحكام السلطان و التعليم و الداب و لذا قال ممد بن أب زيد ف كتابه ف أحكام العلمي و التعلمي ) أنه ل ينبغي للمؤدب أن يضرب أحدا iمن الصبيان ف التعليم فوق ثلثة أسواط ( نقله عن شريح القاضي و احتج له بعضهم با وقع ف حديث بدء ال وحي م ن شأن الغط و أنه كان ثلث مرات و هو ضعيف و ل يصلح شأن الغط أن يكون دليل iعلى ذلك لبعده عن التعليم التعارف و ال الكي م البي.
الفصل السابع ف أن سكن البدو ل تكون إل للقبائل أهل العصبية إعلم أن ال سبحانه ركب ف طبائع البشر الي و الشر كما قال تعال و هديناه النجدين و قال فألمها فجورها و تقواها و الش ر أق رب اللل إليه إذا أهل ف مرعى عوائده و ل يهذبه القتداء بالدين و على ذلك الم الغفي إل من وفقه ال و من أخلق البشر فيهم الظل م و العدوان بعض على بعض فمن امتدت عينه إل متاع أخيه فقل امتدت يده إل أخذه إل أن يصده وازع كما قال: و الظلم من شيم النفوس فإن تد ذا عفة فلعلة ل يظلم
فأما الدن و المصار فعدوان بعضهم على بعض ،تدفعه الكام و الدولة با قبضوا على أيدي من تتهم من الكافة أن يتد بعضهم على بعض أو يدو عليه فهم مكبوحون بكمة القهر و السلطان عن التظال إل إذا كان من الاكم بنفسه و أما العدوان الذي من خال الدينة في دفعه سياج السوار عند الغفلة أو الغرة ليل iأو العجز عن القاومة نارا iأو يدفعه ازدياد الامية من أعوان الدولة عند الستعداد و القاومة و أم ا أحياء البدو فيزع بعضهم عن بعض مشائخهم و كباؤهم با وفر ف نفوس الكافة لم من الوقار و التجلة و أما حللهم فإنا يذود عنها م ن خارج حامية الي من أنادهم و فتيانم العروفي بالشجاعة فيهم و ل يصدق دفاعهم و ذيادهم إل إذا كانوا عصبية و أهل نسب واح د لنم بذلك تشتد شوكتهم و يشى جانبهم إذ نعرة كل أحد على نسبه و عصبيته أهم و ما جعل ال ف قلوب عباده من الشفقة و النع رة على ذوي أرحامهم و قرباهم موجودة ف الطبائع البشرية و با يكون التعاضد و التناصر و تعظم رهبة العدو لم و اعتب ذلك فيما حك اة القرآن عن اخوة يوسف عليه السلم حي قالوا لبيه لئن أكلة الذئب و نن عصبة إل إذا iلاسرون و العن أنه ل يتوهم العدوان على أحد مع وجود العصبة له و أما التفردون ف أنسابم فقل أن تصيب أحدا iمنهم نعرة على صاحبه فإذا أظلم الو بالشر يوم الرب تس لل ك ل واحد منهم يبغي النجاة لنفسه خيفة و استيحاشا iمن التخاذل فل يقدرون من أجل ذلك على سكن القفر لا أنم حينئذ طعمة لن يلتهمهم من المم سواهم و إذا تبي ذلك ف السكن الت تتاج للمدافعة و الماية فبمثله يتبي لك ف كل أمر يمل الناس عليه من نبؤة أو إقام ة ملك أو دعوة إذ بلوغ الغرض من ذلك كله إنا يتم بالقتال عليه لا ف طبائع البشر من الستعصاء و ل بد ف القتال من العصبية كما ذكرناه آنفا iفاتذه إماما iتقتدي به فيما نورده عليك بعد و ال الوفق للصواب.
الفصل الثامن ف أن العصبية إنا تكون من اللتحام بالنسب أو ما ف معناه و ذلك أن صلة الرحم طبيعي ف البشر إل ف القل و من صلتها النعرة على ذوي القرب و أهل الرحام أن ينالم ضيم أو تصيبهم هلكة فإن القريب يد ف نفسه غضاضة من ظلم قريبه أو العداء عليه و يود لو يول بينه و بي ما يصله من العاطب و الهالك نزعة طبيعية ف البش ر مذ كانوا فإذا كان النسب التواصل بي التناصرين قريبا iجدا iبيث حصل به التاد و اللتحام كانت الوصلة ظ اهرة فاس تدعت ذل ك بجردها و وضوحها و إذا بعد النسب بعض الشيء فربا تنوسي بعضها و يبقى منها شهر فتحمل على النصرة لذري نسبه بالمر الش هور منه فرارا iمن الغضاضة الت يتوهها ف نفسه من ظلم من هو منسوب إليه بوجه و من هذا الباب الولء و اللف إذ نعرة كل أحد على أهل ولئه و حلفه لللفة الت تلحق ،النفس من اهتضام جارها أوقريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب و ذلك لجل اللحمة الاص لة م ن الولء مثل لمة النسب أو قريبا iمنها و من هذا تفهم معن قوله صلى ال عليه و سلم تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرح امكم بعن أن النسب إنا فائدته هذا اللتحام الذي يوجب صلة الرحام حت تقع الناصرة و النعرة و ما فوق ذلك مستغن عنه إذ النسب أمر وه ي ل حقيقة له و نفعه إنا هو ف هذه الوصلة و اللتحام فإذا كان ظاهرا iواضحا iحل النفوس على طبيعتها من النعرة كما قلناه وإذا ك ان إن ا يستفاد من الب البعيد ضعف فيه الوهم و ذهبت فائدته و صار الشغل به مانا iو من أعمال اللهو النهي عنه و من هذا العتبار معن قولم النسب علم ل ينفع و جهالة ل تضر بعن أن النسب إذا خرج عن الوضوح و صار من قبيل العلوم ذهبت فائدة الوهم فيه ع ن النف س و انتفعت النعرة الت تمل عليها العصبية فل منفعة فيه حينئذ و ال سبحانه و تعال أعلم.
الفصل التاسع ف أن الصريح من النسب إنا يوحد للمتوحشي ف القفر من العرب و من ف معناهم و ذلك لا اختصوا به من نكد العيش و شظف الحوال و سوء الواطن حلتهم عليها الضرورة الت عينت لم تلك القسمة و هي لا ك ان معاشهم من القيام على البل و نتاجها و رعايتها و البل تدعوهم إل التوحش ف القفر لرعيها من شجره و نتاجها ف رماله كما تق دم و القفر مكان الشظف و السغب فصار لم إلفا iو عادة و ربيت فيه أجيالم حت تكنت خلقا iو جبلة فل ينع إليها أح د م ن الم م أن يساههم ف حالم و ل يأنس بم أحد من الجيال بل لو وجد واحد منهم السبيل إل الفرار من حاله و أمكنه ذلك لا تركه فيؤمن عليه م
لجل ذلك من اختلط أنسابم و فسادها و ل تزال بينهم مفوظة صرية و اعتب ذلك ف مضر من قريش وكنانة و ثقي ف و بن أس د و هديل و من جاورهم من خزاعة لا كانوا أهل شظف و مواطن غي ذات زرع و ل ضرع و بعدوا من أرياف الشام و العراق و معادن الدم و البوب كيف كانت أنسابم صرية مفوظة ل يدخلها اختلط و ل عرف فيها شوب .و أما العرب الذين كانوا ب التلول و ف مع ادن الصب للمراعي و العيش من حي و كهلل مثل لم و جذام و غسان و طي و قضاعة و إياد فاختلطت أنسابم و تداخلت شعوبم ففي كل واحد من بيوتم من اللف عند الناس ما تعرف و إنا جاءهم ذلك من قبل العجم و مالطتهم و هم ل يعتبون الافظة على النس ب ف بيوتم و شعوبم و إنا هذا للعرب فقط .قال عمر رضي ال تعال عنه ) تعلموا النسب و ل تكونوا كنبط السواد ( إذا سئل أحدهم عن أصله قال من قرية كذا هذا أي ما لق هؤلء العرب أهل الرياف من الزدحام مع الناس على البلد الطيب و الراع ي الص يبة فك ثر الختلط و تداخلت النساب و قد كان وقع ف صدر السلم النتماء إل الواطن فيقال جند قنسرين جند دمشق جند العواصم و انتق ل ذلك إل الندلس و ل يكن لطراح العرب أمر النسب و إنا كان لختصاصهم بالواطن بعد الفتح حت عرفوا با و صارت لم علمة زائدة على النسب يتميزون با عند أمرائهم ث وقع الختلط ف الواضر مع العجم و غيهم و فسدت النساب بالملة و فق دت ثرت ا م ن العصبية فاطرحت ث تلشت القبائل و دثرت فدثرت العصبية بدثورها و بقي ذلك ف البدو كما كان و ال وارث الرض و من عليها.
الفصل العاشر ف اختلط النساب كيف يقع إعلم أنه من البي أن بعضا iمن أهل النساب يسقط إل أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولء أو لفرار من قومه بناية أصابا فيدعي بنسب هؤلء و يعد منهم ف ثراته من النعرة و القود و حل الديات و سائر الحوال و إذا و جدت ثرات النسب فكأنه وجد لنه ل معن لكونه من هؤلء و من هؤلء إل جريان أحكامهم و أحوالم عليه و كأنه التحم بم ث أنه قد يتناسى النسب الول بطول الزمان و يذهب أهل العليم به فيخفى على الكثر و ما زالت النساب تسقط من شعب إل شعب و يلتحم قوم بآخرين ف الاهلية و السلم و الع رب و العجم .و انظر خلف الناس ف نسب أن النذر و غيهم يتبي لك شيء من ذلك و منه شأن بيلة ف عرفجة بن هرثة لا وله عمر عليهم فسألوه العفاء منه و قالوا هو فينا لزيق أي دخيل و لصيق و طلبوا أن يول عليهم جريرا iفسأله عمر عن ذلك فقال عرفجة صدقوا ي ا أمي الؤمني أنا رجل من الزد أصبت دما iف قومي و لقت بم و انظر منه كيف اختلط عرفجة ببجيلة و لبس جلدتم و دعي بنسبهم ح ت ترشح للرئاسة عليهم لول علم بعضهم بوشائجه و لو غفلوا عن ذلك و امتد الزمن لتنوسي بالملة و عد منهم بكل وجه و مذهب فافهمه و اعتب سر ال ف خليقته و مثل هذا كثي لذا العهد و لا قبله من العهود و ال الوفق للصواب بنه و فضله و كرمه.
الفصل الادي عشر ف أن الرئاسة ل تزال ف نصابا الخصوص من أه الصبية
ل
إعلم أن كل حي أو بطن من القبائل وإن كانوا عصابة واحدة لنسبهم العام ففيهم أيضا iعصبيات أخرى لنساب خاصة هي أشد التحاما iمن النسب العام لم مثل عشي واحد أو أهل بيت واحد أو اخوة بن أب واحد ل مثل بن الم القربي أو البعدين فه ؤلء أقع د بنس بهم الخصوص و يشاركون من سواهم من العصائب ف النسب العام و النعرة تقع من أهل نسبهم الخصوص و من أهل النسب العام إل أنا ف النسب الاص أشد لقرب اللحمة و الرئاسة فيهم إنا تكون ف نصاب واحد منهم و ل تكون ف الكل و لا كانت الرئاسة إنا تكون بالغلب وجب أن تكون عصبية ذلك النصاب أقوى من سائر العصائب ليقع الغلب با و تتم الرئاسة لهلها فإذا وجب ذلك تعي أن الرئاسة عليهم ل تزال ف ذلك النصاب الخصوص بأهل الغلب عليهم إذ لو خرجت عنهم و صارت ف العصائب الخرى النازلة عن عصابتهم ف الغلب لا تفت لم الرئاسة فل تزال ف ذلك النصاب متناقلة من فرع منهم إل فرع و ل تنتقل إل إل القوى من فروعه لا قلناه من سر الغلب لن الجتماع و العصبية بثابة الزاج للمتكون و الزاج ف التكون ل يصلح إذا تكافأت العناصر فل بد من غلبة أحدها و إل ل يت م التك وين فهذا هو سر اشتراط الغلب ف العصبية و منه تعي استمرار الرئاسة ف النصاب الخصوص با كما قررناه.
الفصل الثان عشر ف أن الرئاسة على أهل الصبية ل تكون ف غي نسبهم و ذلك أن الرئاسة ل تكون إل بالغلب و الغلب إنا يكون بالعصبية كما قدمناه فل بد ف الرئاسة على القوم أن تكون من عص بية غالب ة لعصبياتم واحدة واحدة لن كل عصبية منهم إذا أحست بغلب عصبية الرئيس لم أقروا بالذعان و التباع و الساقط ف نسبهم بالملة ل تكون له عصبية فيهم بالنسب إنا هو ملصق لزيق و غاية التعصب له بالولء و اللف و ذلك ل يوجب له غلبا iعليهم البتة و إذا فرضنا أنه قد التحم بم و اختلط و تنوسي عهده الول من اللتصاق و لبس جلدتم و دعي بنسبهم فكيف له الرئاسة قبل هذا اللتحام أو لحد من سلفه و الرئاسة على القوم إنا تكون متناقلة ف منبت واحد تعي له الغلب بالعصبية فالولية الت كانت لذا اللصق قد عرف فيها التص اقه من غي شك و منعة ذلك اللتصاق من الرئاسة حينئذ فكيف تنوقلت عنه و هو على حال اللصاق و الرئاسة ل بد و أن تكون موروثة عن مستحقها لا قلناه من التغلب بالعصبية و قد يتشوف كثي من الرؤساء على القبائل و العصائب إل أنساب يلهجون با إما لصوصية فصيلة كانت ف أهل ذلك النسب من شجاعة أو كرم أو ذكر كيف اتفق فينعون إل ذلك النسب و يتورطون بالدعوى ف شعوبه و ل يعلم ون ما يوقعون فيه أنفسهم من القدح ف رئاستهم و الطعن ف شرفهم و هذا كثي ف الناس لذا العهد فمن ذلك ما يدعيه زناتة جلة أنم م ن العرب و منه ادعاء أولد رباب العروفي بالجازيي من بن عامر أحد شعوب زغبة أنم من بن سليم ث من الشريد منهم لق جدهم ببن عامر نارا iيصنع الرجان و أختلط بم و التحم بنسبهم حت رأس عليهم و يسمونه الجازي .و من ذلك ادعاء بن عبد القوي بن العباس بن توجي أنم من ولد العباس بن عبد الطلب رغبة ف هذا النسب الشريف و غلطا باسم العباس بن عطية أب عبد القوي و ل يعلم دخول أحد من العباسي إل الغرب لنه كان منذ أول دولتيهم على دعوة العلويي أعدائهم من الدارسة و العبيديي فكيف يكون من سبط العباس أحد من شيعة العلويي من و كذلك ما يدعيه أبناء زيان ملوك تلمسان من بن عبد الواحد أنم من ولد القاسم بن إدريس ذهاب ا iإل م ا اشتهر ف نسبهم أنم من ولد القاسم فيقولون بلسانم الزنات أنت القاسم أي بنو القاسم ث يدعون أن القاسم هذا هو القاسم بن إدريس أو القاسم بن ممد بن إدريس و لو كان ذلك صحيحا iفغاية القاسم هذا أنه فر من مكان سلطانه مستجيا iبم فكيف تتم له الرئاسة عليهم ف باديتهم و إنا هو غلط من قبل اسم القاسم فإنه كثي الوجود ف الدارسة فتوهوا أن قاسهم من ذلك النسب و هم غي متاجي لذلك فإن منالم للملك و العزة إنا كان بعصبيتهم و ل يكن بادعاء علوية و ل عباسية و ل شيء من النساب و إنا يمل على ه ذا التقرب ون إل اللوك بنازعهم و مذاهبهم و يشتهر حت يبعد عن الرد و لقد بلغن عن يغمراسن بن زيان مؤئل سلطانم أنه لا قيل له ذلك أنكره و ق ال بلغته الزناتية ما معناه أما الدنيا و اللك فنلناها بسيوفنا ل بذا النسب و أما نفعهما ف الخرة فمردود إل ال و أعرض عن التقرب إليه م ا بذلك .و من هذا الباب ما يدعيه بنو سعد شيوخ بن يزيد من زغبة أنم من ولد أب بكر الصديق رضي ال عنه و بنو س لمة ش يوخ بن يدللت من توجي أنم من سليم و الزواودة شيوخ رياح أنم من أعقاب البامكة و كذا بنو مهنا أمراء طيء بالشرق يدعون فيما بلغنا أنم من أعقابم و أمثال ذلك كثي و رئاستهم ف قومهم مانعة من ادعاء هذه النساب كما ذكرناه بل تعي أن يكونوا من صريح ذلك النسب و أقوى عصبياته فاعتبه و اجتنب الغالط فيه و ل تعل من هذا الباب إلاق مهدي الوحدين بنسب العلوية فإن الهدي ل يكن من منبت الرئاسة ف هرثة قومه ،و إنا رأس عليهم بعد اشتهاره بالعلم و الدين و دخول قبائل الصامدة ف دعوته و كان مع ذلك من أهل الن ابت التوسطة فيهم و ال عال الغيب و الشهادة.
الفصل الثالث عشر ف أن البيت و الشرف بالصالة و القيقة لهل الصبية و يكون لغيهم بالاز و الشبه و ذلك أن الشرف و السب إنا هو باللل و معن البيت أن يعد الرجل ف آبائه أشرافا مذكورين يكون له بولدتم إياه و النتساب إليهم تلة ف أهل جلدته لا و قر ف نفوسهم من تلة سلفه و شرفهم بللم و الناس ف نشأتم و تناسلهم معادن قال صلى ال عليه و سلم الناس
معادن خيارهم ف الاهلية خيارهم ف السلم إذا فقهوا فمعن السب راجع إل النساب و قد بينا أن ثرة النساب و فائدتا إن ا ه ي العصبية للنعرة و التناصر فحيث تكون العصبية مرهوبة و النبت فيها زكي ممى تكون فائدة النسب أو صح و ثرت ا أق وى و تعدي د الشراف من الباء زائد ف فائدتا فيكون السب و الشرف أصليي ف أهل العصبية لوجود ثرة النسب و تفاوت البيوت ف هذا الش رف بتفاوت العصبية لنه سيها و ل يكون للمنفردين من ،أهل المصار بيت إل بالاز و إن توهوه فزخرف م ن ال دعاوى و إذا اعت بت السب ف أهل المصار و جدت معناه أن الرجل منهم يعد سلفا iف خلل الي و مالطة أهله مع الركون إل العافية ما اس تطاع و ه ذا مغاير لسر العصبية الت هي ثرة النسب و تعديد الباء لكنه يطلق عليه حسب وبيت بالاز لعلمة ما فيه من تعديد الباء التع اقبي عل ى طريقة واحدة من الي و مسالكه و ليس حسبا iبالقيقة و على الطلق و أن ثبت إنه حقيقة فيهما بالوضع اللغوي فيكون من الش كك الذي هو ف بعض مواضعه أول و قد يكون للبيت شرف أول بالعصبية و اللل ث ينسلخون منه لذهابا بالضارة كما تقدم و يتلط ون بالغمار و يبقى ف نفوسهم وسواس ذلك السب يعدون به أنفسهم من أشراف البيوتات أهل العصائب و ليسوا منها ف ش يء ل ذهاب العصبية جلة و كثي من أهل المصار الناشئي ف بيوت العرب أو العجم لول عهدهم موسوسون بذلك و أكثر ما رسخ الوسواس ف ذلك لبن إسرائيل فإنه كان لم بيت من أعظم بيوت العال بالنبت أول iلا تعدد ف سلفهم من النبياء و الرسل من لدن إبراهيم عليه الس لم إل موسى صاحب ملتهم و شريعتهم ث بالعصبية ثانيا iو ما أتاهم ال با من اللك الذي وعدهم به ث انسلخوا من ذلك أجع و ضربت عليهم الذلة و السكنة و كتب عليهم اللء ف الرض و انفردوا بالستعباد للكفر آلفا iمن السني و ما زال هذا الوسواس مصاحبا iلم فتج دهم يقولون هذا هارون هذا من نسل يوشع هذا من عقب كالب هذا من سبط يهوذا مع ذهاب العصبية و رسوخ الذل فيهم من ذ أحق اب متطاولة و كثي من أهل المصار و غيهم النقطعي ف أنسابم عن العصبية يذهب إل هذا الذيان و قد غلط أبو الوليد بن رشد ف هذا لا ذكر السب ف كتاب الطابة من تلخيص كتاب العلم الول و السب هو أن يكون من قوم قدي نزلم بالدينة و ل يتعرض لا ذكرناه و ليت شعري ما الذي ينفعه قدم نزلم بالدينة إنا ل تكن له عصابة يرهب با جانبه و تمل غيهم على القبول منه فكأنه أطلق السب على تعديد الباء فقط مع أن الطابة إنا هي استمالة من تؤثر استمالته و هم أهل الل و العقد و أما من ل قدرة له البتة فل يلتف ت إلي ه و ل يقدر على استمالة أحد و ل يستمال هو و أهل المصار من الضر بذه الثابة إل أن ابن رشد ربا ف جبل و بلد و ل يارسوا العصبية و ل أنسوا أحوالم فبقي ف أمر البيت و السب على المر الشهور من تعديد الباء على الطلق و ل يراجع فيه حقيقة العص بية و س رها ف الليقة و ال بكل شيء عليم.
الفصل الرابع عشر ف أن البيت و الشرف للموال و أهل الصطناع إنا هو بواليهم ل بأنسابم و ذلك أنا قدمنا أن الشرف بالصالة و القيقة إنا هو لهل العصبية فإذا اصطنع أهل العصبية قوما iمن غي نسبهم أو اس ترقوا العب دان و الوال و التحموا به كما قلناه ضرب معهم أولئك الوال و الصطنعون بنسبهم ف تلك العصبية و لبسوا جلدتا كأنا عصبتهم و حصل لم من النتظام ف العصبية مساهة ف نسبها كما قال صلى ال تعال عليه و سلم مول القوم منهم و سواء كال مول رق أو مول اص طناع و حلف و ليس نسب ولدته بنافع له ف تلك العصبية إذ هي مباينة لذلك النسب و عصبية ذلك النسب مفقودة لذهاب سرها عند التح امه بذا النسب الخر و فقدانه أهل عصبيتها فيصي من هؤلء و يندرج فيهم فإذا تددت له الباء ف هذه العصبية كان له بينهم شرف و بي ت على نسبته ف ولئهم و اصطناعهم ل يتجاوزه إل شرفهم بل يكون أدون منهم على كل حال و هذا شأن الوال ف الدول و الدمة كلهم فإنم إنا يشرفون بالرسوخ ف ،ولء الدولة و خدمتها و تعدد الباء ف وليتها أل ترى إل موال التراك ف دولة بن العباس و إل بن برمك من قبليهم و بن نوبت كيف أدركوا البيت و الشرف و بنوا الد و الصالة بالرسوخ ف ولء الدولة فكان جعفر بن يي بن خال د م ن أعظم الناس بيتا iو شرفا iبالنتساب إل ولء الرشيد و قومه ل بالنتساب ف الفرس و كذا موال كل دولة و خدمها إنا يكون لم البيت و السب بالرسوخ ف ولئها و الصالة ف اصطناعها و يضمحل نسبه القدم من غي نسبها و يبقى ملغى ل عبة به ف أصالته و مده و إن ا
العتب نسبة ولئه و اصطناعه إذ فيه سر العصبية الت با البيت و الشرف فكان شرفه مشتقا iمن شرف مواليه و بناؤه من بنائهم فلم ينفع ه نسب ولدته و إنا بن مده نسب الولء ف الدولة و لمة الصطناع فيها و التربية و قد يكون نسبه الول ف لمة عصبته و دولت ه ف إذا ذهبت و صار ولوه و اصطناعه ف أخرى ل تنفعه الول لذهاب عصبيتها و انتفع بالثانية لوجودها و هذا حال بن برمك إذ النقول أن م كانوا أهل بيت ف الفرس من سدنة بيوت النار عندهم و لا صاروا إل ولء بن العباس ل يكن بالول اعتبار و إنا كان شرفهم من حي ث وليتهم ف الدولة و اصطناعهم و ما سوى هذا فوهم توسوس به النفوس الامة و ل حقيقة له و الوجود شاهد با قلناه ل إن أكرمكم عند ال أتقاكم و ال و رسوله أعلم.
الفصل الامس عشر ف أن ناية السب ف العقب الواحد أربعة آباء إعلم أن العال العنصري با فيه كائن فاسد ل من ذواته و ل من أحواله و الكونات من العدن و النبات و جيع اليوانات النس ان و غيه كائنة فاسدة بالعاينة و كذلك ما يعرض لا من الحوال و خصوصا النسانية فالعلوم تنشأ ث تدرس و كذا الصنائع و أمثالا و السب من العوارض الت تعرض للدميي فهو كائن فاسد ل مالة و ليس يوجد لحد من أهل الليقة شرف متصل ف آبائه من لدن آدم إلي ه إل م ا كان من ذلك للنب صلى ال عليه و سلم كرامة به و حياطة iعلى السر فيه و أول كل شرف خارجية كما قيل ،و هي الروج عن الرئاسة و الشرف إل الضعة و البتذال و عدم السب و معناه أن كل شرف و حسب فعدمه سابق عليه شأن كل مدث ث إن نايته ف أربعة آباء و ذلك أن بان الد عال يا عاناه ف بنائه و مافظ على اللل الت هي أسباب كونه و بقائه و ابنه من بعده مباشر لبيه فقد سع منه ذلك و أخذه عنه إل أنه مقصر ف ذلك تقصي السامع بالشيء عن العان له ث إذا جاء الثالث كان حظه القتفاء و التقليد خاصة فقصر عن الثان تقصي القلد عن التهد ث إذا جاء الرابع قصر عن طريقتيهم جلة و أضاع اللل الافظة لبناء مدهم و احتقرها و توهم أن ذلك البنيان ل يكن بعاناة و ل تكلف و إنا هو أمر وجب لم منذ أول النشأة بجرد انتسابم و ليس بعصابة و ل بلل لا يرى من التجلة بي الناس و ل يعلم كيف كان حدوثها و ل سببها و يتوهم أنه النسب فقط فيبأ بنفسه عن أهل عصيته و يرى الفصل له عليهم وثوقا iبا رب في ه م ن استتباعهم و جهل iبا أوجب ذلك الستتباع من اللل الت منها التواضع لم و الخذ بجامع قلوبم فيحتقرهم بذلك فينغص ون علي ه و يتقرونه و يديلون منه سواه من أهل ذلك النبت و من فروعه ف غي ذلك العقب للذعان لعصبيتهم كما قلناه بعد الوثوق با يرضونه م ن خلله فتنمو فروع هذا و تذوي فروع الول و ينهدم بناء بيته هذا ف اللوك و هكذا ف بيوت القبائل و المراء و أهل العصبية أج ع ث ف بيوت أهل المصار إذا تطمت بيوت نشأت بيوت أخرى من ذلك النسب إن يشأ يذهبكم ويأت بلق جديد * وما ذلك على ال بعزيز و اشتراط الربعة ف الحساب إنا هو ف الغالب و إل فقد يدثر البيت من دون الربعة و يتلشى و ينهدم و قد يتصل أمرها إل ال امس و السادس إل أنه ف انطاط و ذهاب و اعتبار الربعة من قبل الجيال الربعة بأن و مباشر له و مقلد و هادم و هو أقل ما يكن و قد اعتبت الربعة ف ناية السب ف باب الدح و الثناء قال صلى ال عليه و سلم إنا الكري ابن الكري ابن الكري ابن الكري يوسف بن يعقوب ب ن إسحاق بن إبراهيم إشارة إل أنه بلغ الغاية من الد و ف التوراة ما معناه أن ال ربك طائق غيور مطالب بذنوب الباء للبني على الثوالث و الروابع و هذا يدل على أن الربعة العقاب غاية ف النساب و السب .و ف كتاب الغان ف أخبار عزيف الغ وان أن كس رى ق ال للنعمان هل ف العرب قبيلة تتشرف على قبيلة قال نعم قال بأي شيء قال من كان له ثلثة آباء متوالية رؤساء ث تصل ذلك بكمال الراب ع فالبيت من قبيلته و طلب ذلك فلم يده إل ف آل حذيفة بن بدر الفزاري و هم بيت قيس و آل ذي الدين بيت شيبان و آل الشعث بن قيس من كندة و آل حاجب بن زرارة و آل قيس بن عاصم النقري من بن تيم فجمع هؤلء الرهط و من تبعهم من عشائرهم و أقعد لم الكام و العدول فقام حذيفة بن بدر ث الشعث بن قيس لقرابته من النعمان ث بسطام بن قيس بن شيبان ث حاجب بن زرارة ث قيس ب ن عاصم و خطبوا و نثروا فقال كسرى كلهم سيد يصلح لوضعه و كانت هذه البيوتات هي الذكورة ف العرب بعد بن هاشم و معهم بيت بن الذبيان من بن الرث بن كعب اليمن و هذا كله يدل على أن الربعة الباء ناية ف السب و ال أعلم.
الفصل السادس عشر ف أن المم الوحشية أقدر على التغلب من سواها إعلم أنه لا كانت البداوة سببا iف الشجاعة كما قلناه ف القدمة الثالثة ل جرم كان هذا اليل الوحشي أشد شجاعة من اليل الخر فه م أقدر على التغلب و انتزاع ما ف أيدي سواهم من المم بل اليل الواحد تتلف أحواله ف ذلك باختلف العصار فكلما نزلوا الرياف و تفنقوا النعيم و ألفوا عوائد الصب ف العاش و النعيم ،نقص من شجاعتهم بقدار ما نقص من توحشهم و ب داوتم و اعت ب ذل ك ف اليوانات العجم بدواجن الظباء و البقر الوحشية و الفر إذا زال توحشها بخالطة الدميي و أخصب عيشها كي ف يتل ف حال ا ف النتهاض و الشدة حت ف مشيتها و حسن أديها و كذلك الدمي التوحش إذا أنس و ألف و سببه أن تكون السجايا و الطباخ إنا هو عن الألوفات و العوائد و إذا كان الغلب للمم إنا يكون بالقدام و البسالة فمن كان من هذه الجيال أعرق ف البداوة و أكثر توحشا iك ان أقرب إل التغلب على سواه إذا تقاربا ف العدد و تكافآ ف القوة العصبية و انظر ف ذلك شأن مضر مع م ن قبله م م ن حي و كهلن السابقي إل اللك و النعيم و مع ربيعة التوطني أرياف العراق و نعيمه لا بقي مضر ف بداوتم و تقدمهم الخرون إل خصب العي ش و غضارة النعيم كيف أرهفت البداوة حدهم ف التغلب فغلبوهم على ما ف أيديهم و انتزعوه منهم و هذا ح ال بن طيء و بن ع امر ب ن صعصعة و بن سليم بن منصور و من بعدهم لا تأخروا ف باديتهم عن سائر قبائل مضر و اليمن و ل يتلبسوا بشيء م ن دني اهم كي ف أمسكت حال البداوة عليهم قوة عصبيتهم و ل تلفها مذاهب الترف حت صاروا أغلب على المر منهم و كذا كل حي من العرب يل ي نعيما iو عيشا iخصبا iدون الي الخر فإن الي التبدي ،يكون أغلب له و أقدر عليه إذا تكافآ ف القوة و العدد سنة ال ف خلقه.
الفصل السابع عشر ف أن الغاية الت تري إليها العصبية هي اللك و ذلك لنا قدمنا أن العصبية با تكون الماية و الدافعة و الطالبة و كل أمر يتمع عليه و قدمنا أن الدميي بالطبيعة النسانيه يتاجون ف كل اجتماع إل وازع و حاكم يزع بعضهم عن بعض فل بد أن يكون متغلبا iعليهم بتلك العصبية و إل ل تتم قدرته على ذل ك و ه ذا التغلب هو اللك و هو أمر زائد على الرئاسة لن الرئاسة إنا هي سؤدد و صاحبها متبوع و ليس له عليهم قهر ف أحكامه و أما اللك فهو التغلب و الكم بالقهر و صاحبها متبوع و ليس له عليهم قهر ف أحكامه .و أما اللك فهو التغلب و الكم بالقوة و صاحب العص بية إذا بلغ إل رتبة طلب ما فوقها فإذا بلغ رتبة السؤدد و التباع و وجد السبيل إل التغلب و القهر ل يتركه لنه مطلوب للنفس و ل يتم اقتدارها عليه إل بالعصبية الت يكون با متبوعا iفالتغلب اللكي غاية للعصبية كما رأيت ث أن القبيل الواحد و إن كانت في ه بيوت ات مفترق ة و عصبيات متعددة فل بد من عصبية تكون أقوى من جيعها تغلبها و تستتبعها وتلتحم جيع العصبيات فيها و تصي كأنا عص بية واح دة كبى و إل وقع الفتراق الفضي إل الختلف و التنافس ولول دفع ال الناس بعضهم ببعض لفسدت الرض ث إذا حصل التغلب لتل ك العصبية على قومها طلبت بطبعها التغلب على أهل عصبية أخرى بعيدة عنها فإن كافأتا أو مانعتها كانوا أقتال iو أنظارا iو لك ل واح دة منهما التغلب على حوزتا و قومها شأن القبائل و المم الفترقة ف العال و إن غلبتها و استتبعتها التحمت با أيضا iو زادت قوة ف التغلب إل قوتا و طلبت غاية من التغلب و التحكم أعلى من الغاية الول و أبعد و هكذا دائما iحت تكافء بقوتا قوة الدولة ف هرمها و ل يكن لا مانع من أولياء الدولة أهل العصبيات استولت عليها و انتزعت المر من يدها و صار اللك أجع لا و إن انتهت قوتا و ل يقارن ذل ك هرم ،الدولة و إنا قارن حاجتها إل الستظهار بأهل العصبيات انتظمتها الدولة ف أوليائها تستظهر با على ما يعن من مقاصدها و ذل ك ملك آخر دون اللك الستبد و هو كما وقع للترك ف دولة بن العباس و لصنهاجة و زناتة مع كتامة و لبن حدان مع ملوك الش يعة م ن العلوية و العباسية فقد ظهر أن اللك هو غاية العصبية و أنا إذا بلغت إل غايتها حصل للقبيلة اللك إما بالستبداد أو بالظاهرة على حسب ما يسعه الوقت القارن لذلك و إن عاقها عن بلوغ الغاية عوائق كما نبينه وقفت ف مقامها إل أن يقضي ال بأمره.
الفصل الثامن عشر ف أن من عوائق اللك حصول الترف و انغماس القبي ل ف النعيم و سبب ذلك أن القبيل إذا غلبت بعصبيتها بعض الغلب استولت على النعمة بقداره و شاركت أهل النعم و الصب ف نعمتهم و خصبهم و ضربت معهم ف ذلك بسهم و حصة بقدار غلبها و استظهار الدولة با فإن كانت الدولة من القوة بيث ل يطمع أحد ف انتزاع أمرها و ل مشاركتها فيه أذعن ذلك القبيل لوليتها و القنوع با يسوغون من نعمتها و يشركون فيه من جبايتها و ل تسم آمالم إل ش يء م ن منازع اللك و ل أسبابه إنا هتهم النعيم و الكسب و خصب العيش و السكون ف ظل الدولة إل الدعة و الراحة و الخذ بذاهب اللك ف البان و اللبس و الستكثار من ذلك و التأنق فيه بقدار ما حصل من الرياش و الترف و ما يدعو إليه من توابع ذلك فت ذهب خش ونة البداوة و تضعف العصبية و البسالة و يتنعمون فيما أتاهم ال من البسطة و تنشأ بنوهم و أعقابم ف مثل ذلك من الترفع عن خدمة أنفسهم و ولية حاجاتم و يستنكفون عن سائر المور الضرورية ف العصبية حت يصي ذلك خلقا iلم و سجية فتنقص عص بيتهم و بس التهم ف الجيال بعدهم يتعاقبها إل أن تنقرض العصبية فيأذنون بالنقراض و على قدر ترفهم و نعمتهم يكون إشرافهم على الفناء فضل iعن الل ك فإن عوارض الترف و الغرق ف النعيم كاسر من سورة الصبية الت با التغلب و إذا انقرضت العصبية قصر القبيل عن الدافعة و الماية فضلi عن الطالبة و التهمتهم المم سواهم فقد تبي أن الترف من عوائق اللك و ال يؤت ملكه من يشاء.
الفصل التاسع عشر ف أن من عوائق اللك الذلة للقبيل و النقياد إل سواهم و سبب ذلك أن الذلة و النقياد كاسران لسورة العصبية و شدتا فإن انقيادهم و مذلتهم دليل على فقدانا فما رئموا للمذلة حت عج زوا عن الدافعة فأول أن يكون عاجزا iعن القاومة و الطالبة و اعتب ذلك ف بن إسرائيل لا دعاهم موسى عليه السلم إل ملك الشام و أخبهم بأن ال قد كتب لم ملكهم كيف عجزوا عن ذلك و قالوا :إن فيها قوما iجبارين و إنا لن ندخلها حت يرجوا منها أي يرجهم ال تعال منها بضرب من قدرته غي عصبيتنا و تكون من معجزاتك يا موسى و لا عزم عليهم لوا و ارتكبوا العصيان و قالوا له :اذهب أنت و ربك فقاتل و ما ذلك إل لا أنسوا من أنفسهم من العجز عن القاومة و الطالبة كما تقتضيه الية و ما يؤثر ف تفسيها و ذلك با حصل فيه م من خلق النقياد و ما رئموا من الذل للقبط أحقابا iحت ذهبت العصبية منهم جلة مع أنم ل يؤمنوا حق اليان با أخبهم به موسى من أن الشام لم و أن العمالقة الذين كانوا بأريا فريستهم بكم من ال قدره لم فأقصروا عن ذلك و عجزوا تعويل iعلى ما ف أنفسهم من العجز عن الطالبة لا حصل لم من خلق الذلة و طعنوا فيما أخبهم به نبيهم من ذلك و ما أمرهم به فعاقبهم ال بالتيه و هو أنم تاهوا ف قفر من الرض ما بي الشام و مصر أربعي سنة ل يأووا فيها العمران و ل نزلوا مصرا iو ل خالطوا بشرا iكما قصه القرآن لغلظة العمالقة بالشام و القبط بصر عليهم لعجزهم عن مقاومتهم كما زعموه و يظهر من مساق الية و مفهومها أن حكمة ذلك التيه مقصودة و هي فناء الي ل الذين خرجوا من قبضة الذل و القهر و القوة و تلقوا به و أفسدوا من عصبيتهم حت نشأ ف ذلك التيه جيل آخر عزيز ل يعرف الحكام و القهر و ل يساهم بالذلة فنشأت بذلك عصبية أخرى اقتدروا با على الطالبة و التغلب و يظهر لك من ذلك أن الربعي سنة أقل ما ي أت فيها فناء جيل و نشأة جيل آخر سبحان الكيم العليم و ف هذا أوضح دليل على شأن العصبية و أنا هي الت تكون با الدافعة و القاومة و الماية و الطالبة و أن من فقدها عجز عن جيع ذلك كله و لق بذا الفصل فيما يوجب الذلة للقبيل شأن الغارم و الضرائب فإن القبي ل الغارمي ما أعطوا اليد من ذلك حت رضوا بالذلة فيه لن ف الغارم و الضرائب ضيما iو مذلة ل تتملها النفوس البية إل إذا استهونته عن القتل و التلف و أن عصبيتهم حينئذ ضعيفة عن الدافعة و الماية و من كانت عصبيته ل تدفع عنه الضيم فكيف له بالقاومة و الطالبة و قد حصل له النقياد للذل و الذلة عائقة كما قدمناه .و منه قوله صلى ال عليه و سلم شأن الرث لا رأى سكة الراث ف بعض دور النصار ما دخلت هذه دار قوم إل دخلهم الذل فهو دليل صريح على أن الغرم موجب للذلة هذا إل ما يصحب ذل الغارم م ن خل ق الك ر و الديعة بسبب ملكة القهر فإذا رأيت القبيل بالغارم ف ربقة من الذل فل تطمعن لا بلك آخر الدهر و من هنا يتبي لك غلط من يزعم أن
زناتة بالغرب كانوا شاوية يودون الغارم لن كان على عهدهم من اللوك و هو غلط فاحش كما رأيت إذ لو وقع ذلك لا استتب لم ملك و ل تت لم دولة و انظر فيما قاله شهر براز ملك الباب لعبد الرحن بن ربيعة لا أطل عليه و سأل شهر براز أمانه على أن يكون له فق ال أنا اليوم منكم يدي ف أيديكم و صعري معكم فمرحبا iبكم و بارك ال لنا و لكم و جزيتنا إليكم النصر لكم و القيام با تبون و ل تذلونا بالزية فتوهونا لعدوكم فاعتب هذا فيما قلناه فإنه كاف.
الفصل العشرون بالعكس
ف أن من علمات اللك التنافس ف اللل المي دة و
لا كان اللك طبيعيا iللنسان لا فيه من طبيعة الجتماع كما قلناه و كان النسان أقرب إل خلل الي من خلل الشر بأصل فطرته و قوته الناطقة العاقلة لن الشر إنا جاءه من قبل القوى اليوانية الت فيه و إما من حيث هو إنسان فهو إل الي و خلله أقرب و اللك و السياسة إنا كانا له من حيث هو إنسان لنما للنسان خاصة ل للحيوان فإذا iخلل الي فيه هي الت تناسب السياسة و اللك إذ الي هو الناسب للسياسة و قد ذكرنا أن الد له أصل يبن عليه و تتحقق به حقيقته و هو العصبية و العشي و فرع يتمم و جوده و يكمله و هو اللل و إذا كان اللك غاية للعصبية فهو غاية لفروعها و متمماتا و هي اللل لن وجوده دون متمماته كوجود شخص مقطوع العضاء أو ظهوره عريانا iبي الناس ل إذا كان وجود العصبية فقط من غي انتحال اللل الميدة نقصا iف أهل البيوت و الحساب فما ظنك بأه ل الل ك الذي هو غاية لكل مد و ناية لكل حسب و أيضا iفالسياسة و اللك هي كفالة للخلق و خلفة ل ف العباد لتنفيذ أحكامه فيهم و أحكام ال ف خلقه و عباده إنا هي بالي و مراعاة الصال كما تشهد به الشرائع و أحكام البشر إنا هي من الهل و الشيطان بلف ق درة ال سبحانه و قدره فإنه فاعل للخي و الشر معا iو مقدرها إذ ل فاعل سواه فمن حصلت له العصبية الكفيلة بالقدرة و أونست منه خلل الي الناسبة لتنفيذ أحكام ال ف خلقه فقد تيأ للخلفة ف العباد و كفالة اللق و وجدت فيه الصلحية لذلك .و هذا البهان أوثق من أن أول و أصح مبن فقد تبي أن خلل الي شاهدة بوجود اللك لن و جدت له العصبية فإذا نفرنا ف أهل العصبية و من حصل لم م ن الغل ب على كثي من النواحي و المم فوجدناهم يتنافسون ف الي و خلله من الكرم و العفو عن الزلت و الحتمال من غي الق ادر و الق رى للضيوف و حل الكل و كسب العدم و الصب على الكاره و الوفاء بالعهد و بذل الموال ف صون العراض و تعظيم الش ريعة و إجلل العلماء الاملي لا و الوقوف عند ما يددونه لم من فعل أو ترك و حسن الظن بم و اعتقاد أهل الدين و التبك بم و رغبه الدعاء منهم و الياء من الكابر و الشايخ و توقيهم و إجللم و النقياد إل الق مع الداعي إليه و إنصاف الستضعفي من أنفسهم و التبدل ف أحوالم و النقياد للحق و التواضع للمسكي و استماع شهوى الستغيثي و التدين بالشرائع و العبادات و القيام عليها و على أسبابا و التجاف عن الغدر و الكر و الديعة و نقض العهد و أمثال ذلك علمنا أن هذه خلق السياسة قد حصلت لديهم و استحقوا با أن يكونوا ساس ة ل ن تت أيديهم أو على العموم و أنه خي ساقه ال تعال إليهم مناسب لعصبيتهم و غلبهم و ليس ذلك سدى Ïفيهم و ل وجد عبث ا iمنه م و اللك أنسب الراتب و اليات لعصبيتهم فعلمنا بذلك أن ال تأذن لم باللك و ساقه إليهم و بالعكس من ذلك إذا تأذن ال بانقراض اللك من أمة حلتهم على ارتكاب الذمومات و انتحال الرذائل و سلوك طرقها فتفقد الفصائل السياسية منهم جلة و ل تزال ف انتق اص إل أن يرج اللك من أيديهم و يتبدل به سواهم ليكون نعيا iعليهم ف سلب ما كان ال قد أتاهم من اللك و جعل ف أيديهم من الي وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا و استقرىء ذلك و تتبعه ف المم السابقة تد كثيا iما قلن اه و رسناه و ال يلق ما يشاء و يتار و اعلم أن من خلل الكمال الت يتنافس فيها القبائل ألو العصبية و تكون شاهدة لم باللك إكرام العلماء و الصالي و الشراف و أهل الحساب و أصناف التجار و الغرباء و إنزال الناس منازلم و ذلك أن إكرام القبائل و أه ل العص بيات و العشائر لن يناهضهم ف الشرف و ياد بم حبل العشي و العصبية و يشاركهم ف اتساع الاه أمر طبيعي يمل عليه ف الكثر الرغب ة ف الاه أو الخافة من قوم الكرم أو التماس مثلها منه و أما أمثال هؤلء من ليس لم عصبية تتقى و ل جاه يرتى فين دفع الش ك ف ش أن كرامتهم و يتمحض القصد فيهم أنه للمجد و انتحال الكمال ف اللل و القبال على السياسة بالكلية لن إكرام أقتاله و أمثاله ضروي ف
السياسة الاصة بي قبيلة و نظرائه و إكرام الطارئي من أهل الفضائل و الصوصيات كمال ف السياسة العامة فالصالون للدين و العلم اء للجاءي إليهم ف إقامة مراسم الشريعة و التجار للترغيب حت تعم النفعة با ف أيديهم و الغرباء من مكارم الخلق و إنزال الناس من ازلم من النصاف و هو من العدل فيعلم بوجود ذلك من أهل عصبيته انتماؤهم للسياسة العامة و هي اللك و أن ال قد تأذن بوجودها فيه م لوجوب علماتا و لذا كان أول ما يذهب من القبيل أهل اللك إذا تأذن ال تعال بسلب ملكهم و سلطانم إكرام هذا الصنف من الل ق فإذا رأيته قد ذهب من أمة من المم فاعلم أن الفضائل قد أخذت ف الذهاب عنهم و ارتقب زوال اللك منهم و إذا أراد ال بقوم سوءا iفل مرد له و ال تعال أعلم.
الفصل الادي و العشرون ف أنه إذا كانت المة وحشية كان ملكها أوسع و ذلك لنم أقدر على التغلب و الستبداد كما قلناه و استعباد الطوائف لقدرتم على ماربة المم سواهم و لنم يتنلون من الهلي منلة الفترس من اليوانات العجم و هؤلء مثل العرب و زناتة و من ف معناهم من الكراد و التركمان و أهل اللثام من صنهاجة و أيضا iفهؤلء التوحشون ليس لم وطن يرتافون منه و ل بلد ينحون إليه فنسبة القطار و الواطن إليهم على السواء فلهذا ل يقتصرون على ملكة قطرهم و ما جاورهم من البلد و ل يقفون عند حدود أفقهم بل يظفرون إل القاليم البعيدة و يتغلبون على المم النائية و انظر ما يكى ف ذلك عن عمر رضي ال عنه لا بويع و قام يرض الناس على العراق فقال :إن الجاز ليس لكم بدار إل على النجعة و ل قوى علي ه أهل ه إل بذلك أين القراء الهاجرون عن موعد ال سيوا ف الرض الت وعدكم ال ف الكتاب أن يورثكموها فقال :ليظهره على الدين كله و ل و كره الشركون و اعتب ذلك أيضا iبال العرب السالفة من قبل مثل التبابعة و حي كيف كانوا يطون من اليمن إل الغرب مرة و إل العراق و الند أخرى و ل يكن ذلك لغي العرب من المم و كذا حال اللثمي من الغرب لا نزعوا إل اللك طفروا من القليم الول و م التم منه ف جوار السودان إل القليم الرابع و الامس ف مالك الندلس من غي واسطة و هذا شأن هذه المم الوحشية فلذلك تكون دولته م أوسع نطاقا iو أبعد من مراكزها ناية ،و ال يقدر الليل و النهار و هو الواحد القهار ل شريك له.
الفصل الثان و العشرون ف أن اللك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أم ة فل بد من عوده إل شعب أخر منها ما دامت لم العصبية و السبب ف ذلك أن اللك إنا حصل لم بعد سورة الغلب و الذعان لم من سائر المم سواهم فيتعي منهم الباشرون للم ر ال املون سرير اللك و ل يكون ذلك لميعهم لا هم عليه من الكثرة الت يضيق عنها نطاق الزاحة و الغية الت تدع أنوف كثي م ن التط اولي للرتبة فإذا تعي أولئك القائمون بالدولة انغمسوا ف النعيم و غرقوا ف بر الترف و الصب و استعبدوا إخوانم من ذلك اليل و أنفق وهم ف وجوه الدولة و مذاهبها و بقي الذين بعدوا عن المر و كبحوا عن الشاركة ف ظل من عز الدولة الت شاركوها بنسبهم و بنجاة م ن الرم لبعدهم عن الترف و أسبابه فإذا استولت على الولي اليام و أباد غضراءهم الرم فطبختهم الدولة و أكل الدهر عليهم و شرب ب ا أرهف النعيم من حدهم و استقت غريزة الترف من مائهم و بلغوا غايتهم من طبيعة التمدن النسان و التغلب السياسي شعر. كدود القز ينسج ث يفنىبمركز نسجه ف النعكاس كانت حينئذ عصبية الخرين موفورة و سورة غلبهم من الكاسر مفوظة و شارتم ف الغلب معلومة فتسمو آمالم إل اللك الذي ك انوا منوعي منه بالقوة الغالبة من جنس عصبيتهم و ترتفع النازعة لا عرف من غلبهم فيستولون على المر و يصي إليهم و كذا يتفق فيهم م ع من بقي أيضا iمنتبذا iعنه من عشائر أمتهم فل يزال اللك ملجئا iف المة إل أن تنكسر سورة العصبية منها أو يفن سائر عشائرها سنة ال ف الياة الدنيا و الخرة عند ربك للمتقي و اعتب هذا با وقع ف العرب لا انقرض ملك عاد قام به من بعدهم إخوانم من ثود و من بعدهم إخوانم العمالقة و من بعدهم إخوانم من حي أيضا iو من بعدهم إخوانم التبابعة من حي أيضا iو من بعدهم الذواء ك ذلك ث ج اءت الدولة لضر و كذا الفرس لا انقرض أمر الكينية ملك من بعدهم الساسانية حت تأذن ال بانقراضهم أجع بالسلم و كذا اليونانيون انقرض
أمرهم و انتقل إل إخوانم من الروم و كذا الببر بالغرب لا انقرض أمر مغراوة و كتامة اللوك الول منهم رجع إل صنهاجة ث اللثمي من بعدهم ث من بقي من شعوب زناتة و هكذا سنة ال ف عباده و خلقه و أصل هذا كله إنا يكون بالعصبية و هي متفاوتة ف الجيال و اللك يلقه الترف و يذهبه كما سنذكره بعد فإذا انقرضت دولة فإنا يتناول المر منهم من له عصبية مشاركة لعصبيتهم الت عرف لا التسليم و النقياد و أونس منها الغلب ،لميع العصبيات و ذلك إنا يوجد ف النسب القريب منهم لن تفاوت العصبية بسب ما قرب م ن ذل ك النسب الت هي فيه أو بعد حت إذا وقع ف العال تبديل كبي من تويل ملة أو ذهاب عمران أو ما شاء ال من قدرته فحينئذ يرج عن ذلك اليل إل اليل الذي يأذن ال بقيامه بذلك التبديل كما وقع لضر حي غلبوا على المم و الدول و أخذوا المر من أيدي أهل العال بعد أن كانوا مكبوحي عنه أحقابا.i
الفصل الثالث و العشرون ف أن الغلوب مولع أبدا iبالقت داء بالغ الب ف شعاره وزيه و نلته و سائر أحواله و عوائده و السبب ف ذلك أن النفس أبدا iتعتقد الكمال ف من غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال با وقر عندها من تعظيمه أولا تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنا هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك و اتصل لا اعتقادا iفانتحلت جيع مذاهب الغالب و تشبهت به و ذلك هو القتداء أو لا تراه و ال أعلم من أن غلب الغالب لا ليس بعصبية و ل قوة بأس ل إنا هو با انتحلته من العوائد و الذاهب تغالط أيضاi بذلك عن الغلب و هذا راجع للول و لذلك ترى الغلوب يتشبه أبدا iبالغالب ف ملبسه و مركبه و سلحه ف اتاذها و أشكالا ب ل و ف سائر أحواله و انظر ذلك ف البناء مع آبائهم كيف تدهم متشبهي بم دائما iو ما ذلك إل لعتقادهم الكمال فيهم و انظر إل كل قط ر من القطار كيف يغلب على أهله زي الامية و جند السلطان ف الكثر لنم الغالبون لم حت أنه إذا كانت أمة تاور أخرى و لا الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه و القتداء حظ كبي كما هو ف الندلس لذا العهد مع أمم الللقة فإنك ت دهم يتش بهون ب م ف ملبسهم و شاراتم و الكثي من عوائدهم و أحوالم حت ف رسم التماثيل ف الدان و الصانع و البيوت حت لقد يستشعر من ذلك الناظر بعي الكمة أنه من علمات الستيلء و المر ل .و تأمل ف هذا سر قولم العامة على دين اللك فإنه من بابه إذ اللك غالب لن تت يده و الرعية مقتدون به لعتقاد الكمال فيه اعتقاد البناء بآبائهم و التعلمي بعلميهم و ال العليم الكيم و به سبحانه و تعال التوفيق.
الفصل الرابع و العشرون ف أن المة إذا غلبت و صارت ف ملك غيه أسرع إليها الفناء
ا
و السبب ف ذلك و ال أعلم ما يصل ف النفوس من التكاسل إذا ملك أمرها عليها و صارت بالستعباد آلة لسواها و عالة عليهم فيقص ر المل و يضعف التناسل و العتمار إنا هو عن جدة المل و ما يدث عنه من النشاط ف القوى اليوانية فإذا ذهب الم ل بالتكاس ل و ذهب ما يدعو إليه من الحوال و كانت العصبية ذاهبة بالغلب الاصل عليهم تناقص عمرانم و تلشت مكاسبهم و مساعيهم وعجزوا عن الدافعة عن أنفسهم با خضد الغلب من شوكتيهم فأصبحوا مغلبي لكل متغلب و طعمة iلكل آكل و سواء كانوا حصلوا على غايتهم م ن اللك أم ل يصلوا .و فيه و ال أعلم سر آخر و هو أن النسان رئيس بطبعه بقتضى الستخلف الذي خلق له و الرئيس إذا غلب عل ى رئاسته و كبح عن غاية عزه تكاسل حت عن شبع بطنه و ري كبده و هذا موجود ف أخلق الناسي .و لقد يقال مثل ه ف اليوان ات الفترسة و أنا ل تسافد إل إذا كانت ف ملكة الدميي فل يزال هذا القبيل الملوك عليه أمره ف تناقص و اضمحلل إل أن يأخذهم الفناء و البقاء ل وحده و اعتب ذلك ف أمة الفرس كيف كانت قد ملت العال كثرة و لا فنيت حاميتهم ف أيام العرب بقي منهم كثي و أك ثر من الكثي يقال إن سعدا iأحصى ما وراء الدائن فكالوا مائة ألف و سبعة و ثلثي ألفا iمنهم سبعة و ثلثون ألفا iرب بيت و لا تص لوا ف ملكة الغرب و قبضة القهر ل يكن بقاؤهم إل قليل iو دثروا كأن ل يكونوا و ل تسب أن ذلك لظلم نزل بم أو عدوان ش لهم فملك ة
السلم ف العدل ما علمت و إنا هي طبيعة ف النسان إذا غلب على أمر و صار آلة لغيه و لذا إنا تذعن للرق ف الغالب أمم الس ودان لنقص النسانية فيهم و قربم من عرض اليوانات العجم كما قلناه أو من يرجو بانتظامه ف ربقة الرق حصول رتبة أو إفادة مال أو عز كما يقع لمالك الترك بالشرق و العلوج من الللقة و الفرنة فإن العادة جارية باستخلص الدولة لم فل يأنفون من الرق لا يأملونه من الاه و الرتبة باصطفاء الدولة و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الامس و العشرون ف أن العرب ل يتغلبون إل على البسائط و ذلك أنم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب و عيث ينتهبون ما قدروا عليه من غي مغالبة و ل ركوب خطر و يفرون إل منتجعهم بالقفر و ل يذهبون إل الزاحفة و الاربة إل إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إل ما يسهل عنه و ل يعرضون له و القبائل المتنعة عليهم بأوعار البال بنجاة من عيثهم و فسادهم لنم ل يتسنمون ،إليهم الضاب و ل يركبون الصعاب و ل ياولون الطر و أما البسائط فمت اقتدروا عليها بفقدان الامية و ضعف الدولة فهي نب لم و طمعة لكلهم يرددون عليه ا الغ ارة و النهب و الزحف لسهولتها عليهم إل أن يصبح أهلها مغلبي لم ث يتعاورونم باختلف اليدي و انراف السياسة إل أن ينقرض عمرانم و ال قادر على خلقه و هو الواحد القهار ل رب غيه.
الفصل السادس و العشرون ف أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الراب و السبب ف ذلك أنم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش و أسبابه فيهم فصار لم خلقا iو جبلة iو كان عندهم ملذوذا iلا فيه من الروج عن ربقة الكم و عدم النقياد للسياسة و هذه الطبيعة منافية للعمران و مناقضة له فغاية الحوال العادية كلها عندهم الرحلة و التغل ب و ذلك مناقض للسكون الذي به العمران و فناف له فالجر مثل iإنا حاجتهم إليه لنصبه أثاف القدر فينقلونه من البان و يربون ا علي ه و يعدونه لذلك و الشب أيضا iإنا حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم و يتخذوا الوتاد منه لبيوتم فيخربون السقف عليه لذلك فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران هذا ف حالم على العموم و أيضا iفطبيعتهم انتهاب ما ف أيدي الناس و أن رزقه م ف ظلل رماحهم و ليس عندهم ف أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم إل مال أو متاع أو ماعون انتهبوه فإذا ت اقتدارهم على ذلك بالتغلب و اللك بطلت السياسة ف حفظ أموال الناس و خرب العمران و أيضا iفلنم يكلفون على أهل العمال من الصنائع و الرف أعمالم ل يرون لا قيمة و ل قسطا iمن الجر و الثمن و العمال كما سنذكره هي أصل الكاسب و حقيقتها و إذا فس دت العم ال و صارت مانا iضعفت المال ف الكاسب و انقبضت اليدي عن العمل و ابذعر الساكن و فسد العمران و أيضا iفإنم ليست ل م عناي ة بالحكام و زجر الناس عن الفاسد و دفاع بعضهم عن بعض إنا ههم ما يأخذونه من أموال الناس نبا iأو غرامة فإذا توصلوا إل ذل ك و حصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالم و النظر ف مصالهم و قهر بعضهم عن أغراض الفاسد و ربا فرض وا العقوب ات ف الموال حرصا iعلى تصيل الفائدة و الباية و الستكثار منها كما هو شأنم و ذلك ليس بغن ف دفع الفاسد و زجر التعرض لا بل يكون ذلك زائدا iفيها لستسهال الغرم ف جانب حصول الغرض فتبقى الرعايا ف ملكتهم كأنا فوضى دون حكم و الفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران با ذكرناه من أن وجود اللك خاصة طبيعية للنسان ل يستقيم وجودهم و اجتماعهم إل با و تقدم ذلك أول الفصل و أيضا iفهم متنافسون ف الرئاسة و قل أن يسلم أحد منهم المر لغيه و لو كان أباه أو أخاه أو كبي عشيته إل ف القل و على كره من أجل الي اء فيتعدد الكام منهم و المراء و تتلف اليدي على الرعية ف الباية و الحكام فيفسد العمران و ينتقض .قال العراب الوافد عل ى عب د اللك لا سأله عن الجاج و أراد الثناء عليه عنده بسن السياسة و العمران فقال :تركته يظلم و حده و انظر إل ما ملكوه و تغلبوا عليه من الوطان من لدن الليقة كيف تقوض عمرانه و اقفر ساكنه و بدلت الرض فيه غي الرض فاليمن قرارهم خراب إل قليل iمن المص ار و عراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجع و الشام لذا العهد كذلك و أفريقية و الغرب لا جاز إليها بنو هلل و بن و
سليم منذ أول الائة الامسة و ترسوا با لثلثائة و خسي من السني قد لق با و عادت بسائطه خرابا iكلها بعد أن كان ما بي السودان و البحر الرومي كله عمرانا iتشهد بذلك آثار العمران فيه من العال و تاثيل البناء و شواهد القرى و الدر و ال يرث الرض و من عليها و هو خي الوارثي.
الفصل السابع و العشرون ف أن العرب ل يصل لم اللك إل بصبغة دينية من نبوة أو ولية أو أثر عظيم من الدين على الملة و السبب ف ذلك أنم للق التوحش الذي فيهم أصعب المم انقيادا iبعضهم لبعض للغلظة و النفة و بعد المة و النافسة ف الرئاسة فقلما تتمع أهواؤهم فإذا كان الدين بالنبؤة أو الولية كان الوازع لم من أنفسهم و ذهب خلق الكب و النافسة منه م فس هل انقي ادهم و اجتماعهم و ذلك با يشملهم من الدين الذهب للغلظة و اللفة الوازع عن التحاسد و التنافس فإذا كان فيهم النب أو الول الذي يبعثه م على القيام بأمر ال يذهب عنهم مذمومات الخلق و يأخذهم بحمودها و يؤلف كلمتهم لظهار الق ت اجتماعهم و حصل لم التغلب و اللك و هم مع ذلك أسرع الناس قبول iللحق و الدى لسلمة طباعهم من عوج اللكات و براءتا من ذميم الخلق إل ما كان من خلق التوحش القريب العاناة التهيء لقبول الي ببقائه على الفطرة الول و بعده عما ينطبع ف النفوس من قبيح العوائد و سوء اللكات فإن كل مولود يولد على الفطرة كما ورد ف الديث و قد تقدم.
الفصل الثامن و العشرون ف أن العرب أبعد المم عن سياسة اللك و السبب ف ذلك أنم أكثر بداوة من سائر المم و أبعد مال iف القفر و أغن عن حاجات التلول و حبوبا لعتيادهم لشظف و خش ونة العيش فاستغنوا عن غيهم فصعب انقياد بعضهم لبعض لفلهم ذلك و للتوحش و رئيسهم متاج إليهم غالبا iللعصبية الت با الدافعة فكان مضطرا iإل إحسان ملكتهم و ترك مراغمتهم لئل يتل عليه شأن عصبيته فيكون فيها هلكه و هلكهم و سياسة اللك و السلطان تقتضي أن يكون السائس وازعا iبالقهر و إل ل تستقم سياسته و أيضا iفإن من طبيعتهم كما قدمناه أخذ ما ف أيدي الناس خاصة و التجاف عم ا سوى ذلك من الحكام بينهم و دفاع بعضهم عن بعض فإذا ملكوا أمة من المم جعلوا غاية ملكهم النتفاع بأخذ ما ف أيديهم و ترك وا ما سوى ذلك من الحكام بينهم و ربا جعلوا العقوبات على الفاسد ف الموال حرصا iعلى تكثي البايات و تصيل الفوائد فل يك ون ذلك وازعا iو ربا يكون باعثا iبسب الغراض الباعثة على الفاسد و استهانة ما يعطي من ماله ف جانب غرضه فتنمو الفاسد بذلك و يقع تريب العمران فتبقى تلك المة كأنا فوضى مستطيلة أيدي بعضها على بعض فل يستقيم لا عمران و ترب سريعا iشأن الفوضى كم ا قدمناه فبعدت طباع العرب لذلك كله عن سياسة اللك و إنا يصيون إليها بعد انقلب طباعهم و تبدلا بصبغة دينية تحو ذلك منه م و تعل الوازع لم من أنفسهم و تملهم على دفاع الناس بعضهم عن بعض كما ذكرناه و اعتب ذلك بدولتهم ف اللة لا شيد لم الدين أم ر السياسة بالشريعة و أحكامها الراعية لصال العمران ظاهرا iو باطنا iو تتابع فيها اللفاء عظم حينئذ ملكهم و قوي سلطانم .كان رستم إذا رأى السلمي يتمعون للصلة يقول أكل عمر كبدي يعلم الكلب الداب ث إنم بعد ذلك انقطعت منهم عن الدولة أجيال نبذوا ال دين فنسوا السياسة و رجعوا إل قفرهم و جهلوا شأن عصبيتهم مع أهل الدولة ببعدهم ف النقياد و إعطاء النصفة فتوحشوا كما كانوا و ل يبق لم من اسم اللك إل أنم من جنس اللفاء و من جيلهم و لا ذهب أمر اللفة و امي رسها انقطع المر جلة من أيديهم و غلب عليه م العجم دونم و أقاموا ف بادية قفارهم ل يعرفون اللك و ل سياسته بل قد يهل الكثي منهم أنم قد كان لم ملك ف القدي و ما ك ان ف القدي لحد من المم ف الليقة ما كان لجيالم من اللك و دول عاد و ثود و العمالقة و حي و التبابعة شاهدة بذلك ث دولة مض ر ف السلم بن أمية و بن العباس لكن بعد عهدهم بالسياسة لا نسوا الدين فرجعوا إل أصلهم من البداوة و قد يصل لم ف بع ض الحي ان غلب على الدول الستضعفة كما ف الغرب لذا العهد فل يكون ماله و غايته إل تريب ما يستولون عليه من العمران كما ق دمناه و ال يؤت ملكه من يشاء.
الفصل التاسع و العشرون ف أن البوادي من القبائل و العصائب مغلوب لهل المصار
ون
قد تقدم لنا أن عمران البادية ناقص عن عمران الواضر و المصار لن المور الضرورية ف العمران ليس كلها موجودة iلهل البدو .و إنا توجد لديهم ف مواطنهم أمور الفلح و موادها معدومة و معظمها الصنائع فل توجد لديهم ف الكلية من نار و خياط و حداد و أمثال ذلك ما يقيم لم ضروريات معاشهم ف الفلح و غيه و كذا الدناني و الدراهم مفقودة لديهم و إنا بأيديهم أعواضها من مغل الزراعة و أعي ان اليوان أو فضلته ألبانا iو أوبارا iو أشعارا iو إهابا iما يتاج إليه أهل المصار فيعوضونم عنه بالدناني و الدراهم إل أن حاجتهم إل المصار ف الضروري و حاجة أهل المصار إليهم ف الاجي و الكمال فهم متاجون إل المصار بطبيعة وجودهم فما داموا ف البادية و ل يصل لم ملك و ل استيلء على المصار فهم متاجون إل أهلها و يتصرفون ف مصالهم و طاعتهم مت دعوهم إل ذلك و طالبوهم ب ه و أن كان ف الصر ملك كان خضوعهم و طاعتهم لغلب اللك و أن ل يكن ف الصر ملك فل بد فيه من رئاسة و نوع استبداد من بعض أهل ه على الباقي و إل انتقض عمرانه و ذلك الرئيس يملهم على طاعته و السعي ف مصاله إما طوعا iببذل الال لم ث يبدي لم ما يت اجون إليه من الضروريات ف مصره فيستقيم عمرانمم و إما كرها iإن تت قدرته على ذلك و لو بالتغريب بينهم حت يصل له ج انب منه م يغالب به الباقي فيضطر الباقون إل طاعته با يتوقعون لذلك من فساد عمرانم و ربا ل يسعهم مفارقة تلك النواحي إل جهات أخرى لن كل الهات معمور بالبدو الذين غلبوا عليها و منعوها من غيها فل يد هؤلء ملجأ إل طاعة الصر فهم بالضرورة مغلوبون لهل المصار و ال قاهر فوق عباده و هو الواحد الحد القهار.
الباب الثالث من الكتاب الول ف الدول العامة و اللك و اللفة و الراتب السلطانية و ما يعرض ف ذلك كله من الحوال و فيه قواعد و متممات الفصل الول ف أن اللك و الدولة العامة إنا يصلن بالقبيل و العصبية و ذلك أنا قررنا ف الفصل الول أن الغالبة و المانعة إنا تكون بالعصبية لا فيها من النعرة و التذامر و استماتة ك ل واح د منه م دون صاحبه .ث أن اللك منصب شريف ملذوذ يشتمل على جيع اليات الدنيوية و الشهوات البدنية و اللذ النفسانية فيقع فيه التنافس غالبا iو قل أن يسلمه أحد لصاحبه إل إذا غلب عليه فتقع النازعة و تفضي إل الرب و القتال و الغالبة و شيء منها ل يقع إل بالعص بية كم ا ذكرناه آنفا iو هذا المر بعيد عن أفهام المهور بالملة و متناسون له لنم نسوا عهد تهيد الدولة منذ أولا و طال أمد مرباهم ف الضارة و تعاقبهم فيها جيل iبعد جيل فل يعرفون ما فعل ال أول الدولة إنا يدركون أصحاب الدولة و قد استحكمت صبغتهم و وقع التسليم لم و الستغناء عن العصبية ف تهيد أمرهم و ل يعرفون كيف كان المر من أوله و ما لقي أولم من التاعب دونه و خصوصا iأهل الندلس ف نسيان هذه العصبية و أثرها لطول المد و استغنائهم ف الغالب عن قوة العصبية با تلشى وطنهم و خل من العصائب و ال قادر على م ا يشاء و هو بكل شيء عليم و هو حسبنا و نعم الوكيل.
الفصل الثان ف أنه إذا استقرت الدولة و تهدت فقد تستغن عن العصبية و السبب ف ذلك أن الدول العامة ف أولا يصعب على النفوس النقياد لا إل بقوة قوية من الغلب للغرابة و أن الناس ل يألفوا ملكها و ل اعتادوه فإذا استقرت الرئاسة ف أهل النصاب الخصوص باللك ف الدولة و توارثوه واحدا iبعد آخر ف أعقاب ك ثيين و دول متعاقب ة
نسيت النفوس شأن الولية و استحكمت لهل ذلك النصاب صبغة الرئاسة و رسخ ف العقائد دين النقياد لم و التسليم و قات ل الن اس معهم على أمرهم قتالم على العقائد اليانية فلم يتاجوا حينئذ ف أمرهم إل كبي عصابة بل كأن طاعتها كتاب من ال ل يبدل و ل يعلم خلفه و لمر ما يوضع الكلم ف المامة آخر الكلم على العقائد اليانية كأنه من جلة عقودها و يكون استظهارهم حينئذ على سلطانم و دولتهم الخصوصة إما بالوال و الصطنعي الذين نشأوا ف ظل العصبية و غيها و إما بالعصائب الارجي عن نسبها الداخلي ف وليتها و مثل هذا و قع لبن العباس فإن عصبية العرب كانت فسدت لعهد دولة العتصم و ابنه الواثق و استظهارهم بعد ذلك إنا كان بالوال من العجم و الترك و الديلم و السلجوقية و غيهم ث تغلب العجم الولياء على النواحي و تقلص ظل الدولة فلم تكن تعدو أعمال بغداد ح ت زحف إليها الديلم و ملكوها و صار اللئق ف حكمهم ث انقرض أمرهم و ملك السلجوقية من بعدهم فصاروا ف حكمه م ث انق رض أمرهم و زحف آخر التتار فقتلوا الليفة و موا رسم الدولة و كذا صنهانة بالغرب فسدت عصبيتهم منذ الائة الامسة أو م ا قبله ا و استمرت لم الدولة متقلصة الظل بالهدية و باية و القلعة و سائر ثغور أفريقية و ربا انتزى بتلك الثغور من نازعهم اللك و اعتصم فيها و السلطان و اللك مع ذلك مسلم لم حت تأذن ال بانقراض الدولة و جاء الوحدون بقوة قوية من العصبية ف الصامدة فمحوا آثارهم و كذا دولة بن أمية بالندلس لا فسدت عصبيتها من العرب استول ملوك الطوائف على أمرها و اقتسموا خطتها و تنافسوا بينهم و توزعوا مالك الدولة و انتزى كل واحد منهم على ما كان ف وليته و شخ بأنفه و بلغهم شأن العجم مع الدولة العباسية فتلقبوا بألقاب اللك و لبس وا شارته و أمنوا من ينقص ذلك عليهم أو يغيه لن الندلس ليس بدار عصائب و ل قبائل كما سنذكره و استمر لم ذلك كما ق ال اب ن شرف. ما يزهدن ف أرض أندلس أساء معتصم فيها و معتضد ألقاب ملكة ف غي موضعها كالر يكي انتفاخا iصورة السد فاستظهروا على أمرهم بالوال و الصطنعي و الطراء على الندلس من أهل العدوة من قبائل الببر و زناتة و غيهم اقتداء¸ بالدولة ف آخ ر أمرها ف الستظهار بم حي ضعفت عصبية العرب و استبد ا بن أ ب عامر على الدولة فكان لم دول عظيمة استبدت كل واح دة منه ا بانب من الندلس و حظ كبي من اللك على نسبة الدولة الت اقتسموها و ل يزالوا ف سلطانم ذلك حت جاز إليهم البجر الرابطون أهل العصبية القوية من لتونة فاستبدلوا بم و أزالوهم عن مراكزهم و موا آثارهم و ل يقتدروا على مدافعتهم لفقدان العصبية ل ديهم فبه ذه العصبية يكون تهيد الدولة و حايتها من أولا و قد ظن الطرطوشي أن حامية الدول بإطلق هم الند أهل العطاء الفروض مع الهلة ذكر ذلك ف كتابه الذي ساه سراج اللوك و كلمه ل يتناول تأسيس الدول العامة ف أولا و إنا هو مصوص بالدول الخية بعد التمهي د و استقرار اللك ف النصاب و استحكام الصبغة لهله فالرجل إنا أدرك الدولة عند هرمها و خلق جدتا و رجوعها إل الستظهار ب الوال و الصنائع ث إل الستخدمي من ورائهم بالجر على الدافعة فإنه إنا أدرك دول الطوائف و ذلك عند اختلل بن أمية و انقراض عصبتها من العرب و استبداد كل أمي بقطره و كان ف إيالة الستعي بن هود و ابنه الظفر أهل سرقسطة و ل يكن بقي لم من أمر العص بية ش يء لستيلء الترف على العرب منذ ثلثائة من السني و هلكهم و ل ير إل سلطانا iمستبدا iباللك عن عشائره قد اس تحكمت ل ه ص بغة الستبداد منذ عهد الدولة و بقية العصبية فهو لذلك ل ينازع فيه و يستعي على أمره بالجراء من الرتزقة فأطلق الطرطوشي القول ف ذلك ل يتفطن لكيفية المر منذ أول الدولة و إنه ل يتم إل لهل العصبية فتفطن أنت له و افهم سر ال فيه و ال يؤت ملكه من يشاء.
الفصل الثالث :ف أنه قد يدث لبعض أهل النصاب اللكي دولة تستغن عن العصبية و ذلك أنه إذا كان لعصبية غلب كثي على المم و الجيال و ف نفوس القائمي بأمره من أهل القاصية إذعان لم و انقياد فإذا نزع إليه م هذا الارج و انتبذ عن مقر ملكه و منبت عزه اشتملوا عليه و قاموا بأمره و ظاهروه على شأنه و عنوا بتمهيد دولته يرجون اس تقراره ف نصابه و تناوله المر من يد أعياصه و جزاءه لم على مظاهرته باصطفائهم لرتب اللك و خططه من وزارة أو قي ادة أو ولي ة ثغ ر و ل
يطمعون ف مشاركته ف شيء من سلطانه تسليما iلعصبيته و انقيادا iلا استحكم له و لقومه من صبغة الغلب ف الع ال و عقي دة إياني ة استقرت ف الذعان لم فلو راموها معه أو دونه لزلزلت الرض زلزالا و هذا كما وقع للدارسة بالغرب القصى و العبيديي بأفريقي ة و مصر لا انتبذ الطالبيون من الشرق إل القاصية و ابتعدوا عن مقر اللفة و سوا إل طلبها من أيدي بن العباس بعد أن استحكمت الص بغة لبن عبد مناف لبن أمية أول ث لبن هاشم من بعدهم فخرجوا بالقاصية من الغرب و دعوا لنفسهم و قام بأمرهم البابرة مرة iبعد أخ رى فأوربة و مغيلة للدارسة و كتامة و صنهاجة و هوارة للعبيديي فشيدوا دولتهم و مهدوا بعصائبهم أمرهم و اقتطعوا من مال ك العباس يي الغرب كله ث أفريقية و ل يزل ظل الدولة يتقلص و ظل العبيديي يتد إل أن ملكوا مصر و الشام والجاز و قاسوهم ف المالك السلمية شق البلمة و هؤلء البابرة القائمون بالدولة مع ذلك كلهم مسلمون للعبيديي أمرهم مذعنون للكهم و إنا كانوا يتنافس ون ف الرتب ة عندهم خاصة تسليما iلا حصل من صبغة اللك لبن هاشم و لا استحكم من الغلب لقريش و مضر على سائر المم فلم ي زل الل ك ف أعقابم إل أن انقرضت دولة العرب بأسرها و ال يكم ل معقب لكمه.
الفصل الرابع :ف أن الدولة العامة الستيلء العظيمة اللك أصلها الدين إم ا من نبوة أو دعوة حق و ذلك لن اللك إنا يصل بالتغلب و التغلب إنا يكون بالعصبية و اتفاق الهواء على الطالبة و جع القلوب و تأليفها إنا يكون بعونة من ال ف إقامة دينه قال تعال :لو أنفقت ما ف الرض جيعا iما ألفت بي قلوبم و سره أن القلوب إذا تداعت إل أهواء الباط ل و الي ل إل الدنيا حصل التنافس و فشا اللف و إذا انصرفت إل الق و رفضت الدنيا و الباطل و أقبلت على ال اتدت و جهتها فذهب التنافس و قل اللف و حسن التعاون و التعاضد و اتسع نطاق الكلمة لذلك فعظمت الدولة كما نبي لك بعد أن شاء ال سبحانه و تع ال و ب ه التوفيق ل رب سواه.
الفصل الامس ف أن الدعوة الدينية تزيد الدولة ف أصلها قوة عل ى ق وة العصبية الت كانت لا من عددها و السبب ف ذلك كما قدمناه أن الصبغة الدينية تذهب بالتنافس و التحاسد الذي ف أهل العصبية و تفرد الوجهة إل الق فإذا حصل ل م الستبصار ف أمرهم ل يقف لم شيء لن الوجهة واحدة و الطلوب متساو عندهم و هم مستميتون عليه و أهل الدولة الت هم طالبوها إن كانوا أضعافهم فأغراضهم متباينة بالباطل و تاذلم لتقية الوت حاصل فل يقاومونم و إن كانوا أكثر منهم بل يغلبون عليهم و يع اجلهم الفناء با فيهم من الترف و الذل كما قدمناه و هذا كما وقع للعرب صدر السلم ف الفتوحات فكانت جيوش الس لمي بالقادس ية و اليموك بضعة iو ثلثي ألفا iف كل معسكر و جوع فارس مائة و عشرين ألفا iبالقادسية و جوع هرقل على ما قاله الواقدي أربعمائة أل ف فلم يقف للعرب أحد من الانبي و هزموهم و غلبوهم على ما بأيديهم و اعتب ذلك أيضا iف دولة لتونة و دولة الوحد ي ن فق د ك ان بالغرب من القبائل كثي من يقاومهم ف العدد و العصبية أو يشف عليهم إل أن الجتماع الدين ضاعف قوة عص بيتهم بالستبص ار و الستماتة كما قلناه فلم يقف لم شيء و اعتب ذلك إذا حالت صبغة الدين و فسدت كيف ينتقض المر و يصي الغلب على نسبة العصبية وحدها دون زيادة الدين فتغلب الدولة من كان تت يدها من العصائب الكافئة لا أو الزائدة القوة عليها الذين غلبتهم بضاعفة الدين لقوتا و لو كانوا أكثر عصبية منها و أشد بداوة iو اعتب هذا ف الوحدين مع زناتة لا كانت زناتة أبدى من الصامدة و أشد توحش ا iو ك ان للمصامدة الدعوة الدينية باتباع الهدي فلبسوا صبغتها و تضاعفت قوة عصبيتهم با فغلبوا على زناتة أول iو استتبعوهم و أن ك انوا م ن حيث العصبية و البداوة أشد منهم فلما خلوا من تلك الصبغة الدينية انتقضت عليهم زناتة من كل جانب و غلبوهم على المر و ان تزعوه منهم و ال غالب على أمره.
الفصل السادس ف أن الدعوة الدينية من غي عصبية ل تتم و هذا لا قدمناه من أن كل أمر تمل عليه الكافة فل بد له من العصبية و ف الديث الصحيح كما مر :ما بعث ال نبيا iإل ف منعة من قومه و إذا كان هذا ف النبياء و هم أول الناس برق العوائد فما ظنك بغيهم أن ل ترق له العادة ف الغلب بغي عصبية و قد وقع هذا لب ن قسي شيخ الصوفية و صاحب كتاب خلع النعلي ف التصوف ثار بالندلس داعيا iإل الق و سي أصحابه بالرابطي قبيل دع وة اله دي فاستتب له المر قليل iلشغل لتونة با دههم من أمر الوحدين و ل تكن هناك عصائب و ل قبائل يدفعونه عن شأنه فلم يلبث حي استول الوحدون على الغرب أن أذعن لم و دخل ف دعوتم و تابعهم من معقله بصن أركش و أمكنهم من ثغره و كان أول داعية لم بالندلس و كانت ثورته تسمى ثورة الرابطي و من هذا الباب أحوال الثوار القائمي بتغيي النكر من العامة و الفقهاء فإن كثيا iمن النتحلي للعبادة و سلوك طرق الدين يذهبون إل القيام على أهل الور من المراء داعي إل تغيي النكر و النهي عنه و المر بالعروف رجاء¸ ف الثواب عليه من ال فيكثر أتباعهم و التلثلثون بم من الغوغاء و الدهاء و يعرضون أنفسهم ف ذلك للمهالك و أكثرهم يهلكون ف هذا السبيل مأزورين غي مأجورين لن ال سبحانه ل يكتب ذلك عليهم و إنا أمر به حيث تكون القدرة عليه قال صلى ال عليه و سلم :من رأى منكم منكراi فليغيه بيده فأن ل يستطع فبلسانه فإن ل يستطع فبقلبه و أحوال اللوك و الدول راسخة قوية ل يزحزحها و يهدم بناءها إل الطالبة القوي ة الت من ورائها عصبية القبائل و العشائر كما قدمناه و هكذا كان حال النبياء عليهم الصلة و الس لم ف دع وتم إل ال بالعش ائر و العصائب و هم الؤيدون من ال بالكون كله لو شاء ،لكنه إنا أجرى المور على مستقر العادة و ال حكيم عليم فإذا ذهب أحد من الناس هذا الذهب و كان فيه مقا iقصر به النفراد عن العصبية فطاح ف هوة اللك و أما إن كان من التلبسي بذلك ف طلب الرئاسة فأجدر إن تعوقه العوائق و تنقطع به الهالك لنه أمر ال ل يتم إل برضاه و إعانته و الخلص له و النصيحة للمسلمي و ل يشك ف ذلك مسلم و ل يرتاب فيه ذو بصية و أول ابتداء هذه النعة ف اللة ببغداد حي و قعت فتنة طاهر و قتل المي و أبطأ الأمون براسان عن مقدم العراق ث عهد لعلي بن موسى الرضى من آل السي فكشف بنو العباس عن. وجه النكي عليه و تداعوا للقيام و خلع طاعة الأمون و الستبدال منه و بويع إبراهيم بن الهدي فوقع الرج ببغداد و انطلقت أيدي الزعرة با من الشطار و الربية على أهل العافية و الصون و قطعوا السبيل و امتلت أيديهم من ناب الناس و باعوه ا علني ة ف الس واق و استعدى أهلها الكام فلم يعدوهم فتوافر أهل الدين و الصلح على منع الفساق و كف عاديتهم و قام ببغداد رجل يعرف بالد الدريوس و دعا الناس إل المر بالعروف و النهي عن النكر فأجابه خلق و قاتل أهل الزعارة فغلبهم و أطلق يده فيهم بالضرب و التنكيل ث قام م ن بعده رجل آخر من سواد أهل بغداد يعرف بسهل بن سلمة النصاري و يكن أبا حات و علق مصحفا iف عنقه و دعا الن اس إل الم ر بالعروف و النهى عن النكر و العمل بكتاب ال و سنة نبيه صلى ال عليه و سلم فاتبعه الناس كافة iمن بي شريف و وضيع من بن هاشم فمن دونم و نزل قصر طاهر و أتذ الديوان و طاف ببغداد و منع كل من أخاف الارة و منع الفارة لولئك الشطار و قال ل ه خال د الدريوس أنا ل أعيب على السلطان فقال له سهل لكن أقاتل كل من خالف الكتاب و السنة كائنا iمن كان و ذلك سنة إحدى و مائتي و جهز له إبراهيم بن الهدي العساكر فغلبه و أسره و انل أمره سريعا iو ذهب و نا بنفسه ث اقتدى بذا العمل بعد كثي م ن الوسوس ي يأخذون أنفسهم بإقامة الق و ل يعرفون ما يتاجون إليه ف إقامته من العصبية و ل يشعرون بغبة أمرهم و مآل أحوالم و الذي يتاج إليه ف أمر هؤلء إما الداواة إن كانوا من أهل النون و إما التنكيل بالقتل أو الضرب إن أحدثوا هرجا iو إما إذاعة السخرية منهم و عدهم من جلة الصفاعي و قد ينتسب بعضهم إل الفاطمي النتظر إما بأنه هو أو بأنه داع له و ليس مع ذلك على علم من أمر الفاطمي و ل ما هو و أكثر النتحلي لثل هذا تدهم موسوسي أو ماني أو ملبسي يطلبون بثل هذه الدعوة رئاسة iامتلت با جوانهم و عجزوا عن التوص ل إليها بشيء من أسبابا العادية فيحسبون أن هذا من السباب البالغة بم إل ما يؤملونه من ذلك و ل يسبون ما ينالم فيه من اللكة فيسرع إليهم القتل با يدثونه من الفتنة و تسوء عاقبة مكرهم و قد كان لول هذه الائة خرج بالسوس رجل من التصوفة يدعى التوبذري عمد إل مسجد ماسة بساحل البحر هناك و زعم أنه الفاطمي النتظر تلبيسا iعلى العامة هنالك با مل قلوبم من الدثان بانتظاره هنالك و أن م ن ذلك السجد يكون أصل دعوته فتهافتت عليه طوائف من عامة الببر تافت الفراش ث خشي رؤساؤهم أتساع نطاق الفتنة فدس إليه ك بي
الصامدة يومئذ عمر السكسيوي من قتله ف فراشه و كذلك خرج ف غماره أيضا iلول هذه الائة رجل يعرف بالعباس و ادعى مثل ه ذه الدعوة و اتبع نعيقه الرذلون من سفهاء تلك القبائل و أغمارهم و زحف إل بادس من أمصارهم و دخلها عنوة .ث قتل لربعي يوما م ن ظهور دعوته و مضى ف الالكي الولي و أمثال ذلك كثي و الغلط فيه من الغفلة عن اعتبار العصبية ف مثلها و أما إن كان التلبيس فأحرى أن ل يتم له أمر و أن يبوء بإثه و ذلك جزاء الظالي و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق ل رب غيه و ل معبود سواه.
الفصل السابع ف أن كل دولة لا حصة من المالك و الوطان ل تزيد عليها و السبب ف ذلك أن عصابة الدولة و قومها القائمي با المهدين لا ل بد من توزيعهم حصصا iعلى المالك و الثغور الت تصي إليه م و يستولون عليها لمايتها من العدو و إمضاء أحكام الدولة فيها من جباية و ردع و غي ذلك فإذا توزعت العصائب كلها عل ى الثغ ور و المالك فل بد من نفاد عددها و قد بلغت المالك حينئذ إل حد يكون ثغرا iللدولة و تما iلوطنها و نطاقا iلركز ملكها فإن تكفلت الدولة بعد ذلك زيادة iعلى ما بيدها بقى دون حامية iو كان موضعا iلنتهاز الفرصة من العدو و الاور و يعود وبال ذلك على الدولة با يكون فيه من التجاسر و خرق سياج اليبة و ما كانت العصابة موفورة و ل ينفد عددها ف توزيع الصص على الثغور و النواحي بقي ف الدولة قوة على تناول ما وراء الغاية حت ينفسح نطاقها إل غايته و العلة الطبيعية ف ذلك هي قوة العصبية من سائر القوى الطبيعية و كل قوة يص در عنها فعل من الفعال فشأنا ذلك ف فعلها و الدولة ف مركزها أشد ما يكون ف الطرف و النطاق و إذا انتهت إل النطاق الذي هو الغاي ة عجزت و أقصرت عما وراءه شأن الشعة و النوار إذا انبعثت من الراكز و الدوائر النفسحة على سطح الاء من النقر عليه ث إذا أدركه ا الرم و الضعف فإنا تأخذ ف التناقص من جهة الطراف و ل يزال الركز مفوظا iإل أن يتأذن ال بانقراض الم ر جل ة فحينئذ يك ون انقراض الركز و إذا غلب على الدولة من مركزها فل ينفعها بقاء الطراف و النطاق بل تضمحل لوقتها فأن الركز كالقلب الذي تنبع ث منه الروح فإذا غلب على القلب و ملك انزم جيع الطراف و انظر هذا ف الدولة الفارسية كان مركزها الدائن فلما غلب السلمون على الدائن انقرض أمر فارس أجع و ل ينفع يزدجرد ما بقي بيده من أطراف مالكه و بالعكس من ذلك الدولة الرومية بالشام لا كان مركزها القسطنطينية و غلبهم السلمون بالشام تيزوا إل مركزهم بالقسطنطينية و ل يضرهم انتزاع الشام من أيديهم فلم يزل ملكهم متصل iبا إل أن تأذن ال بانقراضه و انظر أيضا iشأن العرب أول السلم لا كانت عصائبهم موفورة كيف غلبوا على ما جاورهم من الشام و العراق و مصر لسرع وقت ث تاوزوا ذلك إل ما وراءه من السند و البشة و أفريقية و الغرب ث إل الندلس فلما تفرقوا حصصا iعلى المالك و الثغور و نزلوها حامية و نفد عددهم ف تلك التوزيعات أقصروا عن الفتوحات بعد و انتهى أمر السلم و ل يتجاوز تلك الدود و منه ا تراجعت الدولة حت تأذن ال بانقراضها و كذا كان حال الدول من بعد ذلك كل دولة على نسبة القائمي با ف القلة و الكثرة و عند نفاد عددهم بالتوزيع ينقطع لم الفتح و الستيلء سنة ال ف خلقه.
الفصل الثامن ف أن عظم الدولة و اتساع نطاقها و طول أمدها على نس بة القائمي با ف القلة و الكثرة و السبب ف ذلك أن اللك إنا يكون بالعصبية و أهل العصبية هم الامية الذين ينلون بمالك الدولة و أقطارها و ينقسمون عليها فما كان من الدولة العامة قبيلها و أهل عصابتها أكثر كانت أقوى و أكثر مالك و أوطانا iو كان ملكها أوسع لذلك و اعتب ذلك بالدولة السلمية لا ألف ال كلمة العرب على السلم و كان عدد السلمي ف غزوة تبوك آخر غزوات النب صلى ال عليه و سلم مائة ألف و عشرة آلف من مضر و قحطان ما بي فارس و راجل إل من أسلم منهم بعد ذلك إل الوفاة فلما توجهوا لطلب ما ف أيدي المم من اللك ل يك ن دونه حى Ïو ل وزر فاستبيح حى فارس و الروم أهل الدولتي العظيمتي ف العال لعهدهم و الترك بالشرق و الفرنة و الببر ب الغرب و القوط بالندلس و خطوا من الجاز إل السوس القصى و من اليمن إل الترك بأقصى الشمال و استولوا على القاليم السبعة ث انظر بع د ذلك دولة صنهاجة و الوحدين مع العبيديي قبلهم لا كان كتامة القائمي بدولة العبيديي أكثر من صنهاجة و من الصامدة كانت دولته م
أعظم فملكوا أفريقية و الغرب و الشام و مصر و الجاز ث انظر بعد ذلك دولة زناتة لا كان عددهم أقل من الصامدة قصر ملكهم ع ن ملك الوحدين لقصور عددهم عن عدد الصامدة فمذ أول أمرهم ث اعتب بعد ذلك حال الدولتي لذا العهد لزناتة بن مري ن و بن عب د الواد ،كانت دولتهم أقوى منها و أسع نطاقا iو كان لم عليهم الغلب مرة بعد أخرى .يقال أن عدد بن مرين لول ملكهم كان ثلثة آلف و أن بن عبد الواد كانوا ألفا iإل أن الدولة بالرفه و كثرة التابع كثرت من أعدادهم و على هذه النسبة ف أعداد التغلبي لول اللك يكون أتساع الدولة و قوتا و أما طول أمدها أيضا iفعلى تلك النسبة لن عمر الادث من قوة مزاجه و مزاج الدول إنا هو بالعصبية فإذا ك انت العصبية قوية كان الزاج تابعا iلا و كان أمد العمر طويل iو العصبية إنا هي بكثرة العدد و وفوره كما قلناه و السبب الصحيح ف ذلك أن النقص إنا يبدو ف الدولة من الطراف فإذا كانت مالكها كثية كانت أطرافها بعيدة iعن مركزها و كثية iو كل نقص يقع فل بد له م ن زمن فتكثر أزمان النقص لكثرة المالك و اختصاص كل واحد منها بنقص و زمان فيكون أمدها أطول الدول ل بنو العباس أهل الركز و ل بنو أمية الستبدون بالندلس و ل ينقص أمر جيعهم إل بعد الربعمائة من الجرة و دولة العبيديي كان أمدها قريبا iمن مائتي و ثاني سنة و دولة صنهاجة دونم من لدن تقليد معز الدولة أمر أفريقية لبلكي بن زيري ف سنة ثان و خسي و ثلثائة إل حي اس تيلء الوح دين على القلعة و باية سنة سبع و خسي و خسمائة و دولة الوحدين لذا العهد تناهز مائتي و سبعي سنة و هكذا نسب الدول ف أعمارها على نسبة القائمي با سنة ال الت قد خلت ف عباده.
الفصل التاسع ف أن الوطان الكثرة القبائل و العصائب قل أن تستحكم فيها دولة و السبب ف ذلك اختلف الراء و الهواء و أن وراء كل رأي منها و هوى Ïعصبية تانع دونا فيكثر النتقاض على الدولة و الروج عليها ف كل وقت و أن كانت ذات عصبية لن كل عصبية من تت يدها تظن ف نفسها منعة iو قوة و انظر ما و قع من ذلك بأفريقية و الغرب منذ أو ل السلم و لذا العهد فإن ساكن هذه الوطان من الببر أهل قبائل و عصبيات فلم يغن فيهم الغلب الول الذي ك ان لب ن أب سرح عليهم و على الفرنة شيئا iو عاودوا بعد ذلك الثورة و الردة مرة iبعد أخرى و عظم الثخان من السلمي فيهم و لا استقر ال دين عندهم عادوا إل الثورة و الروج و الخذ بدين الوارج مرات عديدة iقال ابن أب زيد ارتدت البابرة بالغرب اثنت عشرة مرة و ل تستقر كلمة السلم فيهم إل لعهد ولية موسى بن نصي فما بعده و هذا معن ما ينقل عن عمر أن أفريقة مفرقة لقلوب أهلها إشارة iإل ما فيه ا من كثرة العصائب و القبائل الاملة لم على عدم الذعان و النقياد و ل يكن العراق لذلك العهد بتلك الصفة و ل الش ام إن ا ك انت حاميتها من فارس و الروم و الكافة دهاء أهل مدن و أمصار فلما غلبهم السلمون على المر و انتزعوه من أيديهم ل يبق فيها م انع و ل مشاق و الببر قبائلهم بالغرب أكثر من أن تص و كلهم بادية و أهل عصائب و عشائر و كلما هلكت قبيلة عادت الخرى مكانا و إل دينها من اللف و الردة فطال أمر العرب ف تهيد الدولة بوطن أفريقية و الغرب و كذلك كان المر بالشام لعهد بن إسرائيل كان فيه من قبائل فلسطي و كنعان و بن عيصو و بن مدين و بن لوط و الروم و اليونان و العمالقة و أكريكش و النبط من جانب الزيرة و الوص ل ما ل يصى كثرة و تنوعا ف العصبية فصعب على بن إسرائيل تهيد دولتهم و رسوخ أمرهم و اضطرب عليهم اللك مرة بع د أخ رى و سرى ذلك اللف إليهم فاختلفوا على سلطانم و خرجوا عليه و ل يكن لم ملك موطد سائر أيامهم إل أن غلبهم الف رس ث يون ان ث الروم آخر أمرهم عند اللء و ال غالب على أمره و بعكس هذا أيضا الوطان الالية من العصبيات يسهل تهيد الدولة فيه ا و يك ون سلطانا وازعا لقلة الرج و النتقاض و ل تتاج الدولة فيها إل كثي من العصبية كما هو الشأن ف مصر و الشام لذا العهد إذ هي خلو من القبائل و العصبيات كأن ل يكن الشام معدنا لم كما قلناه فملك مصر ف غاية الدعة و الرسوخ لقلة الوارج و أهل العصائب إن ا ه و سلطان و رعية و دولتها قائمة بلوك الترك و عصائبهم يغلبون على المر واحدا بعد واحد و ينتقل المر فيهم من منبت إل منبت و اللفة مسماة للعباسي من أعقاب اللفاء ببغداد و كذا شأن الندلس لذا العهد فإن عصبية ابن الحر سلطانا ل تكن لول دولتهم بقوي ة و ل كانت كرات إنا يكون أهل بيت من بيوت العرب أهل الدولة الموية بقوا من ذلك القلة و ذلك أن أهل الندلس لا انقرض ت الدول ة
العربية منهم و ملكهم الببر من لتونة و الوحدين سئموا ملكتهم و ثقلت وطأتم عليهم فأشربت القلوب بغضاءهم و أمكن الوح دون و السادة ف آخر الدولة كثيا من الصون للطاغية ف سبيل الستظهار به على شأنم من تلك الضرة مراكش فاجتمع من كان بقي با م ن أهل العصبية القدية معادن من بيوت العرب تاف بم النبت عن الاضرة و المصار بعض الشيء و رسخوا ف العصبية مثل ابن هود و ابن الحر و ابن مردنيش و أمثالم فقام ابن هود بالمر و دعا بدعوة اللفة العباسية بالشرق و حل الناس على الروج على الوحدين فنبذوا إليهم العهد و أخرجوهم و استقل ابن هود بالمر ف الندلس ث سا ابن الحر للمر و خالف ابن هود ف دعوته فدعا ه ؤلء لب ن أب حفص صاحب أفريقية من الوحدين و قام بالمر و تناوله بعصابة قريبة من قرابته كانوا يسمون الرؤساء و ل يتج لك ثر منه م لقل ة العصائب بالندلس و إنا سلطان و رعية ث استظهر بعد ذلك على الطاغية بن ييز إليه البحر من أعياص زناتة فصاروا معه عص بة عل ى الثاغرة و الرباط ث سا لصاحب من ملوك زناتة أمل ف الستيلء على الندلس فصار أولئك العياص عصابة ابن الحر على المتناع من ه إل أن تأثل أمره و رسخ و ألفته النفوس و عجز الناس عن مطالبته و ورثة أعقابه لذا العهد فل تظن أنه بغي عصابة فليس كذلك و قد كان مبدأه بعصابة إل أنا قليلة و على قدر الاجة فإن قطر الندلس لقلة العصائب و القبائل فيه يغن عن كثرة العصبية ف التغلب عليه م و ال غن عن العالي.
الفصل العاشر ف أن من طبيعة اللك النفراد بالد و ذلك أن اللك كما قدمناه إنا هو بالعصبية و العصبية متألفة من عصبات كثية تكون واحدة منها أقوى من الخرى كله ا فتغلبه ا و تستول عليها حت تصيها جيعا iف ضمنها و بذلك يكون الجتماع و الغلب على الناس و الدول و سره أن العصبية العامة للقبيل هي مثل الزاج للمتكون و الزاج إنا يكون عن العناصر و قد تبي ف موضعه أن العناصر إذا اجتمعت متكافئة iفل يقع منها مزاج أصل iبل ل بد من أن تكون واحدة منها هي الغالبة على الكل حت تمعها و تؤلفها و تصيها عصبية iواحدة iشاملة iلميع العصائب و هي موجودة ف ضمنها و تلك العصبية الكبى إنا تكون لقوم أهل بيت و رئاسة فيهم ،و ل بد من أن يكون واحد منهم رئيسا iلم غالبا iعليه م فيتعي رئيس اi للعصابات كلها لغلب منبته لميعها و إذا تعي له ذلك فمن الطبيعة اليوانية خلق الكب و النفة فيأنف حينئذ من الساهة و الش اركة ف استتباعهم و التحكم فيهم و يئ خلق التأله الذي ف طباع البشر مع ما تقتضيه السياسة من انفراد الاكم لفساد الكل باختلف الكام لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا فتجدع حينئذ أنوف العصبيات و تفلح شكائمهم عن أن يسموا إل مشاركته ف التحكم و تقرع عص بيتهم عن ذلك و ينفرد به ما استطاع حت ل يترك لحد منهم ف المر ل ناقة و ل جل iفينفرد بذلك الد بكليته و يدفعهم عن مساهته و ق د يتم ذلك للول من ملوك الدولة و قد ل يتم إل للثان و الثالث على قدر مانعة العصبيات و قوتا إل أنه أمر لبد منه ف الدول سنة ال الت قد خلت ف عباده و ال تعال أعلم.
الفصل الادي عشر ف أن من طبيعة اللك الترف و ذلك أن المة إذا تغلبت و ملكت ما بأيدي أهل اللك قبلها كثر رياشها و نعمتها فتكثر عوائدهم و يتج اوزون ض رورات العي ش و خشونته إل نوافله و رقته و زينته و يذهبون إل أتباع من قبلهم ف عوائدهم و أحوالم و تصي لتلك النوافل عوائد ضرورية ف تص يلها و ينعون مع ذلك إل رقة الحوال ف الطاعم و اللبس و الفرش و النية و يتفاخرون ف ذلك و يفاخرون فيه غيهم من الم م ف أك ل الطيب و لبس النيق و ركوب الفاره و يناغي خلفهم ف ذلك سلفهم إل آخر الدولة و على قدر ملكهم يكون حظهم من ذلك و ترفه م فيه إل أن يبلغوا من ذلك الغاية الت للدولة إل أن تبلغها بسب قوتا و عوائد من قبلها سنة ال ف خلقه و ال تعال أعلم.
الفصل الثان عشر ف أن من طبيعة اللك الدعة و السكون
و ذلك أن المة ل يصل لا اللك إل بالطالبة و الطالبة غايتها الغلب و اللك و إذا حصلت الغاية انقضى السعي إليها قال الشاعر: فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر عجبت لسعي الدهر بين و بينها فإذا حصل اللك أقصروا عن التاعب الت كانوا يتكلفونا ف طلبه و آثروا الراحة و السكون و الدعة و رجعوا إل تصيل ثرات اللك م ن البان و الساكن و اللبس فيبنون القصور و يرون الياه و يغرسون الرياض و يستمتعون بأحوال الدنيا و يؤثرون الراحة على الت اعب و يتأنقون ف أحوال اللبس و الطاعم و النية و الفرش ما استطاعوا و يألفون ذلك و ويورثونه من بعدهم من أجيالم و ل يزال ذلك يتزايد فيهم إل أن يتأذن ال بأمره و هو خي الاكمي و ال تعال أعلم.
الفصل الثالث عشر ف أنه إذا تكمت طبيعة اللك من النف راد بال د و حصول الترف و الدعة أقبلت الدولة على الرم و بيانه من وجود الول أنا تقتضي النفراد بالد كما قلناه و مهما كان الد مشتركا iبي العصابة و كان سعيهم له واحدا iكانت همه م ف التغلب على الغي و الذب عن الوزة أسوة iف طموحها و قوة شكائمها و مرماهم إل العز جيعا iيستطيبون الوت ف بن اء م دهم و يؤثرون اللكة على فساده و إذا انفرد الواحد منهم بالد قرع عصبيتهم و كبح من أعنتهم و استأثر بالموال دونم فتكاسلوا عن الغ زو و فشل ربهم و رئموا الذلة و الستعباد ث رب اليل الثان منهم على ذلك يسبون ما ينالم من العطاء أجرا iمن السلطان لم عن الماي ة و العونة ل يري ف عقولم سواه و قل أن يستأجر أحد نفسه على الوت فيصي ذلك وهنا iف الدولة و خضدا iمن الشوكة و تقبل به عل ى مناحي الضعف و الرم لفساد العصبية بذهاب البأس من أهلها .و الوجه الثان أن طبيعة اللك تقتضي الترف كما قدمناه فتكثر عوائدهم و تزيد نفقاتم على أعطياتم و ل يفي دخلهم برجهم فالفقي منهم يهلك و الترف يستغرق عطاءه بترفه ث يزداد ذلك ف أجيالم التأخرة إل أن يقصر العطاء كله عن الترف و عوائده و تسهم الاجة و تطالبهم ملوكهم بصر نفقاتم ف الغزو و الروب فل يدون وليج ة iعنه ا فيوقعون بم العقوبات و ينتزعون ما ف أيدي الكثي منهم يستأثرون به عليهم أو يؤثرون به أبناءهم و صنائع دولتهم فيضعفونم لذلك ع ن إقامة أحوالم و يضعف صاحب الدولة بضعفهم و أيضا iإذا كثر الترف ف الدولة و صار عطاؤهم مقصرا iعن حاجاتم و نفقاتم احت اج صاحب الدولة الذي هو السلطان إل الزيادة ف أعطياتم حت يسد خللهم و يزيح عللهم و الباية مقدارها معلوم و ل تزيد و ل تنق ص و أن زادت با يستحدث من الكوس فيصي مقدارها بعد الزيادة مدودا iفإذا وزعت الباية على العطيات و قد حدثت فيها الزي ادة لك ل واحد با حدث من ترفهم و كثرة نفقاتم نقص عدد الامية حينئذ عما كان قبل زيادة العطيات ث يعظم الترف و تكثر مقادير العطيات لذلك فينقص عدد الامية و ثالثا iو رابعا iإل أن يعود العسكر إل أقل العداد فتضعف الماية لذلك و تسقط قوة الدولة و يتجاسر عليه ا من ياوزها من الدول أو من هو تت يديها من القبائل و العصائب و يأذن ال فيها بالفناء الذي كتبه على خليقته و أيضا iفالترف مفس د للخلق با يصل ف النفس من ألوان الشر و السفسفة و عوائدها كما يأت ف فصل الضارة فتذهب منهم خلل الي الت ك انت علم ة على اللك و دليل iعليه و يتصفون ب يناقضها من خلل الشر فيكون علمة على الدبار و النقراض با جعل من ذلك ف خليقته و تأخ ذ الدولة مبادئ العطب و تتضعضع أحوالا و تنل با أمراض مزمنة من الرم إل أن يقضي عليها .الوجه الثالث أن طبيعة اللك تقتضي الدعة كما ذكرناه و إذا اتذوا الدعة و الراحة مؤلفا iو خلقا iصار لم ذلك طبيعة iو جبلة iشأن العوائد كلها و إيلفها فترب أجي الم الادث ة ف غضارة العيش و مهاد الترف و الدعة و ينقلب خلق التوحش و ينسون عوائد البداوة الت كان با اللك من شدة البأس و تعود الفتراس و ركوب البيداء و هداية القفر فل يفرق بينهم و بي السوقة من الضر إل ف الثقافة و الشارة فتضعف حايتهم و يذهب بأسهم و تنخض د شوكتهم و يعود وبال ذلك على الدولة با تلبس من ثياب الرم ث ل يزالون يتلونون بعوائد الترف و الضارة و السكون و الدعة و رق ة الاشية ف جيع أحوالم و ينغمسون فيها و هم ف ذلك يبعدون عن البداوة و الشونة و ينسلخون عنها شيئا iفشيئا iو ينسون خلق البسالة الت كانت با الماية و الدافعة حت يعودوا عيال iعلى حامية أخرى أن كانت لم و اعتب ذلك ف الدول الت أخبارها ف الصحف ل ديك تد ما قلته لك من ذلك صحيحا iمن غي ريبة و ربا يدث ف الدولة إذا طرقها هذا الرم بالترف و الراحة أن يتخي صاحب الدولة أنصاراi
و شيعة iمن غي جلدتم من تعود الشونة فيتخذهم جندا iيكون أصب على الرب و أقدر على معاناة الشدائد من الوع و الشظف و يكون ذلك دواء¸ للدولة من الرم الذي عساه أن يطرقها حت يأذن ال فيها بأمره و هذا كما وقع ف دولة الترك بالشرق فإن غالب جندها ال وال من الترك فتتخي ملوكهم من أولئك الماليك اللوبي إليهم فرسانا iو جندا iفيكونون أجرا iعلى الرب و أصب على الش ظف م ن أبن اء الماليك الذين كانوا قبلهم و ربوا ف ماء النعيم و السلطان و ظله و كذلك ف دولة الوحدين بأفريقية فإن صاحبها كثيا iما يتخذ أجن اده من زناتة و العرب ويستكثر منهم و يترك أهل الدولة التعودين للترف فتستجد الدولة بذلك غفرا iآخر سالا iمن الرم و ال وارث الرض و من عليها.
الفصل الرابع عشر ف أن الدولة لا أعمار طبيعية كما للشخاص إعلم أن العمر الطبيعي للشخاص على ما زعم الطباء و النجمون مائة وعشرون سنة iو هي سنو القمر الكبى عن د النجمي و يتل ف العمر ف كل جيل بسب القرانات فيزيد عن هذا و ينقص منه فتكون أعمار بعض أهل القرانات مائة تامة و بعضهم خسي أو ث اني أو سبعي على ما تقتضيه أدلة القرانات عند الناظرين فيها و أعمار هذه اللة ما بي الستينن إل السبعي كما ف الديث و ل يزيد على العم ر الطبيعي الذي هو مائة و عشرون إل ف الصور النادرة و على الوضاع الغريبة من الفلك كما و قع ف شأن نوح عليه السلم و قليل م ن قوم عاد و ثود .و أما أعمار الدول أيضا iو إن كانت تتلف بسب القرانات إل أن الدولة ف الغالب ل تعدو أعمار ثلثة أجيال و الي ل هو عمر شخص واحد من العمر الوسط فيكون أربعي الذي هو انتهاء النمو و النشوء إل غايته قال تعال :حت إذا بلغ أشده و بلغ أربعي سنة و لذا قلنا أن عمر الشخص الواحد هو عمر اليل و يؤيده ما ذكرناه ف حكمة التيه الذي وقع ف بن إسرائيل و أن القصود بالربعي فيه فناء اليل الحياء و نشأة جيل آخر ل يعهدوا الذل و ل عرفوه فدل على اعتبار الربعي ف عمر اليل الذي هو عمر الشخص الواحد و إنا قلنا أن عمر الدولة ل يعدو ف الغالب ثلثة أجيال لن اليل الول ل يزالوا على خلق البداوة و خشونتها و توحشها م ن ش ظف العيش و البسالة و الفتراس و الشتراك ف الد فل تزال بذلك سورة العصبية مفوظة iفيهم فحدهم مرهف و جانبهم مرهوب و الناس لم مغلوبون و اليل الثان تول حالم باللك و الترفه من البداوة إل الضارة و من الشظف إل الترف و الصب و من الشتراك ف ال د إل انفراد الواحد به و كسل الباقي عن السعي فيه و من عز الستطالة إل ذل الستكانة فتنكسر سورة العصبية بعض الشيء و ت ؤنس منه م الهانة و الضوع و يبقى لم الكثي من ذلك با أدركوا اليل الول و باشروا أحوالم و شاهدوا اعتزازهم و سعيهم إل الد و مراميهم ف الدافعة و الماية فل يسعهم ترك ذلك بالكلية و إن ذهب منه ما ذهب و يكونون على رجاء من مراجعة الحوال الت كانت للجيل الول أو على ظن من وجودها فيهم و أما اليل الثالث فينسون عهد البداوة و الشونة كأن ل تكن و يفقدون حلوة العز و العصبية با هم في ه من ملكة القهر و يبلغ فيهم الترف غايته با تبنقوه من النعيم و غضارة العيش فيصيون عيال iعلى الدولة و من جل ة النس اء و الول دان التاجي للمدافعة عنهم و تسقط العصبية بالملة و ينسون الماية و الدافعة و الطالبة و يلبسون على الناس ف الشارة و الزي و رك وب اليل و حسن الثقافة يوهون با و هم ف الكثر أجب من النسوان على ظهورها فإذا جاء الطالب لم ل يقاوموا مدافعته فيحتاج ص احب الدولة حينئذ إل الستظهار بسواهم من أهل النجدة و يستكثر بالوال و يصطنع من يغن عن الدولة بعض الغناء حت يتأذن ال بانقراض ها فتذهب الدولة با حلت فهذه كما تراه ثلثة أجيال فيها يكون هرم الدولة و تلفها و لذا كان انقراض السب ف اليل الرابع كما مر ف أن الد و السب إنا هو أربعة آباء و قد أتيناك فيه ببهان طبيعي كاف ظافر مبن على ما مهدناه قبل من القدمات فتأمله فلن تعدو وج ه الق إن كنت من أهل النصاف و هذه الجيال الثلثة عمرها مائة و عشرون سنة على ما مر و ل تعدو الدول ف الغ الب ه ذا العم ر بتقريب قبله أو بعده إل أن عرض لا عارض آخر من فقدان الطالب فيكون الرم حاصل iمستوليا iو الطالب ل يضرها و ل و ق د ج اء الطالب لا وجد مدافعا iفإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة iو ل يستقدمون فهذا العمر للدولة بثابة عمر الشخص من التزاي د إل س ن الوقوف ث إل سن الرجوع و لذا يري على ألسنة الناس ف الشهور أن عمر الدولة مائة سنة و هذا معناه فأعتبه و اتذ منه قانونا iيصحح لك عدد الباء ف عمود النسب الذي تريده من قبل معرفة السني الاضية إذا كنت قد استربت ف عددهم و كانت السنون الاض ية من ذ أولم مصلة لديك فعد لكل مائة من السني ثلثة من الباء فإن نفدت على هذا القياس مع نفود عددهم فهو صحح و إن نقصت عنه بيل
فقد غلط عددهم بزيادة واحد ف عمود النسب و أن زادت بثله فقد سقط واحد و كذلك تأخذ عدد السني من عددهم إذا كان مص لi لديك فتأمله تده ف الغالب صحيحا iو ال يقدر الليل و النهار.
الفصل الامس عشر ف انتقال الدولة من البداوة إل الضارة اعلم أن هذه الطوار طبيعية للدول فإن الغلب الذي يكون به اللك إنا هو بالعصيبة و با يتبعها من شدة البأس و تعود الفتراس و ل يكون ذلك غالبا iإل مع البداوة فطور الدولة من أولا بداوة ث إذا حصل اللك تبعه الرفه و اتساع الحوال و الضارة إنا هي تفنن ف ال ترف و إحكام الصنائع الستعملة ف وجوهه و مذاهبه من الطابخ و اللبس و البان و الفرش و البنية و سائر عوائد النل و أحواله فلكل واح د منها صنائع ف استجادته و التأنق فيه تتص به و يتلو بعضها بعضا iو تتكثر باختلف ما تنع إليه النفوس من الش هوات و اللذ والتنع م بأحوال الترف و ما تتلون به من العوائد فصار طور الضارة ف اللك يتبع طور البداوة ضرورة لضرورة تبعية الرفه للملك و أهل الدول أبداi يقلدون ف طور الضارة و أحوالا للدولة السابقة قبلهم .فأحوالم يشاهدون ،و منهم ف الغلب يأخذون ،و مثل هذا وقع للعرب لا ك ان الفتح و ملكوا فارس و الروم و استخدموا بناتم و أبناءهم و ل يكونوا لذلك العهد ف شيء من الضارة فقد حكي أنه قدم ل م الرق ق فكانوا يسبونه رقاعا iو عثروا على الكافور ف خزائن كسرى فاستعملوه ف عجينهم ملحا iو مثال ذلك كثي فلما استعبدوا أه ل ال دول قبلهم و استعملوهم ف مهنهم و حاجات منازلم و اختاروا منهم الهرة ف أمثال ذلك و القومة عليهم أفادوهم علج ذلك و القيام عل ى عمله و التفنن فيه مع ما حصل لم من أتساع العيش و التفنن ف أحواله فبلغوا الغاية ف ذلك و تطوروا بطور الضارة و الترف ف الحوال و استجادة الطاعم و الشارب و اللبس و البان و السلحة و الفرش و آلنية و سائر الاعون و الرثي و كذلك أحوالم ف أيام الباهاة و الولئم و ليال العراس فأتوا من ذلك وراء الغاية و انظر ما نقلة السعودي و الطبي و غيها ف أعراس الأمون ببوران بنت الس ن ب ن سهل و ما بذل أبوها لاشية الأمون حي وافاه ف خطبتها إل داره بفم الصلح و ركب إليها ف السفي و ما انفق ف أملكها و ما نله ا الأمون و أنفق ف عرسها تقف من ذلك على العجب فمنة أن السن بن سهل نثر يوم الملك ف الصنيع الذي حضره حاشية الأمون فن ثر على الطبقة الول منهم بنادق السك ملثوثة iعلى الرقاع بالضياع و العقار مسوغة لن حصلت ف يده يقع لكل واحد منهم م ا أداه إلي ه التفاق و البخت و فرق على الطبقة الثانية بدر الدناني ف كل بدرة عشرة آلف و فرق على الطبقة الثالثة بدر الدراهم كذلك بعد أن أنفق على مقامة الأمون بداره أضعاف ذلك و منه أن الأمون أعطاها ف مهرها ليلة زفافها ألف حصاة من الياقوت و أوقد شوع العنب ف ك ل واحدة مائة من و هو رطل و ثلثان و بسط لا فرشا iكان الصي منها منسوجا iبالذهب مكلل iبالدر و الياقوت و قال الأمون حي رآه قاتل ال أبا نواس كأنه أبصر هذا حيث يقول ف صفة المر: كأن صغرى و كبى من فواقعها حصباء در على أرض من الذهب و أعد بدار الطبخ من الطب لليلة الوليمة نقل مائة و أربعي بغل iمدة عام كامل ثلث مرات ف كل يوم و فن الطب لليلتي و أوق دوا الريد يصبون عليه الزيت و أوعز إل النواتية بإحضار السفن لجازة الواص من الناس بدجلة من بغداد إل قصور اللك بدين ة ال أمون لضور الوليمة فكانت الراقات العدة لذلك ثلثي ألفا iأجازوا الناس فيها أخريات نارهم و كثي من هذا و أمثاله و كذلك عرس الأمون بن ذي النون بطليطلة نقلة ابن سام ف كتاب الذخية و ابن حيان بعد أن كانوا كلهم ف الطور الول من البداوة عاجزين عن ذلك جل ةi لفقدان أسبابه و القائمي على صنائعه ف غضاضتهم و سذاجتهم يذكر أن الجاج أول ف اختتان بعض ولده فاستحضر بع ض ال دهاقي يسأله عن ولئم الفرس و قال أخبن بأعظم صنيع شهدته فقال له نعم أيها المي شهدت بعض مرازبة كسرى و قد صنع له ل ف ارس صنيعا iأحضر فيه صحاف الذهب على أخونة الفضة أربعا iعلى كل واحد و تمله أربع و صائف و يلس عليه أربعة من الناس فإذا طعم وا أتبعوا أربعتهم الائدة بصحافها و وصفائها فقال الجاج يا غلم انر الزر و أطعم الناس و علم أنه ل يستقل بذه البة و كذلك كانت. و من هذا الباب أعطية بن أمية و جوائزهم فإنا كان أكثرها البل أخذا iبذاهب العرب وبداوتم ث كانت الوائز ف دولة بن العب اس و العبيديي من بعدهم ما علمت من أحال الال و توت الثياب و إعداد اليل براكبها و هكذا كان شأن كتامة مع الغالبة بأفريقية و ك ذا بن طفج بصر و شأن لتونة مع ملوك الطوائف بالندلس و الوحدين كذلك و شأن زناتة مع الوحدين و هلم جرا iتنتقل الض ارة م ن
الدول السالفة إل الدول الالفة فانتقلت حضارة الفرس للعرب بن أمية و بن العباس و انتقلت حضارة بن أمية بالندلس إل ملوك الغرب من الوحدين و زناتة لذا العهد و انتقلت حضارة بن العباس إل الديلم ث إل الترك ث إل السلجوقية ث إل الترك الماليك بص ر و الت تر بالعراقي و على قدر عظم لدولة يكون شأنا ف الضارة إذ أمور الضارة من توابع الترف و الترف من توا بع الثروة و النعمة و ال ثروة و النعمة من توابع اللك و مقدار ما يستول عليه أهل الدولة فعلى نسبة اللك يكون ذلك كله فاعتبه و تفهمه و تأمله ت ده ص حيحا iف العمران و ال وارث الرض و من عليها و هو خي الوارثي.
الفصل السادس عشر ف أن الترف يزيد الدولة ف أولا قوة إل قوتا و السبب ف ذلك أن القبيل إذا حصل لم اللك و الترف كثر التناسل و الولد والعمومية فكثرت العصابة و استكثروا أيضا iم ن ال وال و الصنائع و ربيت أجيالم ف جو ذلك النعيم و الرفه فازدادوا به عددا iإل عددهم و قوة إل قوتم بسبب كثرة العصائب حينئذ بكثرة العدد فإذا ذهب اليل الول و الثان و أخذت الدولة ف الرم ل تستقل أولئك الصنائع و الوال بأنفسهم ف تأسيس الدولة و تهيد ملكها لن م ليس لم من المر شيء إنا كانوا عيال iعلى أهلها و معونة iلا فإذا ذهب الصل ل يستقل الفرع بالرسوخ فيذهب و يتلش ى و ل تبق ى الدولة على حالا من القوة .و اعتب هذا با وقع ف الدولة العربية ف السلم.كان عدد العرب كما قلنا لعهد النبؤة و اللقة مائة و خسي ألفا و ما يقاربا من مضر و قحطان و لا بلغ الترف مبالغة قي الدولة و توفر نوهم بتوفر النعمة و استكثر اللفاء من الوال و الصنائع بل غ ذلك العدد إل أضعافه يقال إن العتصم نازل عمورية لا افتتحها ف تسعمائة ألف و ل يبعد مثل هذا العدد أن يكون صحيحا iإذا اعت بت حاميتهم ف الثغور الدانية و القاصية شرقا iو غربا iإل الند الاملي سرير اللك و الوال والصطنعي و قال السعودي أحصى بنو العباس ابن عبد الطلب خاصة أيام الأمون للنفاق عليهم فكانوا ثلثي ألفا iبي ذكران و إناث فانظر مبالغ هذا العدد لقل من مائت سنة و اعل م أن سببه الرفه و النعيم الذي حصل للدولة و رب فيه أجيالم و إل فعدد العرب لول الفتح ل يبلغ هذا و ل قريبا منة و ال اللق العليم.
الفصل السابع عشر ف أطوار الدولة و اختلف أحوال ا و خل ق أهله ا باختلف الطوار إعلم أن الدولة تنتقل ف أطوار متلفة و حالت متجددة و يكتسب القائمون با ف كل طور خلقا iمن أحوال ذلك الطور ل يكون مثله ف الطور الخر لن اللق تابع بالطبع لزاج الال الذي هو فيه و حالت الدولة و أطوارها ل تعدو ف الغالب خسة أطوار .الطور الول طور الظفر بالبغية و غلب الدافع و المانع و الستيلء على اللك و انتزاعه من أيدي الدولة ف هذا الطور أسوة قومه ف اكتساب الد و جباي ة الال و الدافعة عن الوزة و الماية ل ينفرد دونم بشيء لن ذلك هو مقتضى العصبية الت وقع با الغلب وهي ل تزل بعد بالا .الط ور الثان طور الستبداد على قومه و النفراد دونم باللك و كبحهم عن التطاول للمساهة و الشاركة و يكون صاحب الدولة ف هذا الطور معنيا iباصطناع الرجال و اتاذ الوال و الصنائع و الستكثار من ذلك لدع الوت أهل عصبيته و عشيته القاسي له ف نسبة الضاربي ف اللك بثل سهمه فهو يدافعهم عن المر و يصدهم عن موارده و يردهم على أعقابم ،أن يلصوا إليه حت يقر المر ف نصابه و يفرد أه ل بيته با يبن من مده فيعان من مدافعتهم و مغالبتهم مثل ما عاناه الولون ف طلب المر أو أش د لن الولي دافع وا الج انب فك ان ظهراؤهم على مدافعتهم أهل العصبية بأجعهم و هذا يدافع القارب ل يظاهره على مدافعتهم إل القل من الباعد فيكب صعبا iمن المر. الطور الثالث طور الفراغ و الدعة لتحصيل ثرات اللك ما تنع طباع البشر إليه من تصيل الال و تليد الثار و بعد الص يت فيس تفرغ وسعه ف الباية و ضبط الدخل و الرج و إحصاء النفقات و القصد فيها و تشييد البان الافلة و الصانع العظيمة و المص ار التس عة و الياكل الرتفعة و إجازة الوفود من أشراف المم و وجوه القبائل و بث العروف ف أهله هذا مع التوسعة على صنائعه و حاشيته ف أحوالم بالال و الاه واعتراض جنوده و إدرار أرزاقهم و إنصافهم ف أعطياتم لكل هلل حت يظهر أثر ذلك عليهم ف ملبس هم و ش كثهم و
شاراتم يوم الزينة فيباهي بم الدول السالة و يرهب الدول الاربة و هذا الطور آخر أطوار الستبداد من أصحاب الدولة لن م ف ه ذه الطوار كلها مستقلون بآرائهم بانون لعزهم موضحون الطرق لن بعدهم .طور القنوع و السالة و يكون صاحب الدولة ف هذا قانعا iب ا بن أولوه سلما iلنظاره من اللوك و أقتاله مقلدا iللماضي من سلفه فيتبع آثارهم حذو النعل بالنعل و يقتفي طرقهم بأحسن مناهج القتداء و يرى أن ف الروج عن تقليدهم فساد أمره و أنم أبصر با بنوا من مده .الطور الامس طور السراف و التبذير و يكون صاحب الدولة ف هذا الطور متلفا iلا جع أولوه ف سبيل الشهوات و اللذ و الكرم على بطانته و ف مالسه و اصطناع أخدان السوء و خض راء ال دمن و تقليدهم عظيمات المور الت ل يستقلون بملها و ل يعرفون ما يأتون منها يذرون منها مستفسدا iلكبار الولياء من قومه و صنائع س لفه حت يضطغنوا عليه و يتخاذلوا عن نصرته مضيعا iمن جنده با أنفق من أعطياتم ف شهواته و حجب عنهم وجه مباشرته و تفقده فيك ون مربا iلا كان سلفه يؤسسون و هادما iلا كانوا يبنون و ف هذا الطور تصل ف الدولة طبيعة الرم و يستول عليها الرض الزم ن ال ذي ل تكاد تلص منه و ل يكون لا معه برء إل أن تنقرض كما نبينه ف الحوال الت نسردها و ال خي الوارثي.
الفصل الثامن عشر ف أن آثار الدولة كلها على نسبة قوتا ف أصلها و السبب ف ذلك أن الثار إنا تدث عن القوة الت با كانت أول iو على قدرها يكون الثر فمن ذلك مبان الدولة و هياكلها العظيمة فإنا تكون على نسبة قوة الدولة ف أصلها لنا ل تتم إل بكثرة الفعلة و اجتماع اليدي على العمل بالتعاون فيه فإذا كانت الدول ة عظيم ة فسيحة الوانب كثية المالك و الرعايا كان الفعلة كثيين جدا iو حشروا من آفاق الدولة و أقطارها فتم العمل على أعظم هياكله أل ترى إل مصانع قوم عاد و ثود و ما قصة القرآن عنهما. و انظر بالشاهدة إيوان كسرى و ما أقتدر فيه الفرس حت أنه عزم الرشيد على هدمه و تريبه فتكاءد عنه و شرع فيه ث أدركه العج ز و قصة استشارته ليحي بن خالد ف شأنه معروفة فانظر كيف تقتدر دولة على بناء ل تستطيع أخرى على هدمه مع بون ما بي الدم و البناء ف السهولة .تعرف من ذلك بون ما بي الدولتي و انظر إل بلط الوليد بدمشق و جامع بن أمية بقرطبة و القنطرة الت على واديها كذلك بناء النايا للب الاء إل قرطاجنة ف القناة الراكبة عليها آثار شرشال بالغرب و الهرام بصر و كثي من هذه الثار الاثلة للعيان يعلم من ه اختلف الدول ف القوة و الضعف و اعلم أن تلك الفعال للقدمي إنا كانت بالندام و اجتماع الفعلة و كثرة اليدي عليها فبذلك شيدت تلك الياكل و الصانع و ل تتوهم ما تتوهه العامة أن ذلك لعظم أجسام القدمي عن أجسامنا ف أطرافها و أقطارها فليس بي البش ر ف ذلك كبي بون كما ند بي الياكل و الثار و لقد ولع القصاص بذلك و تغالوا فيه و سطروا عن عاد و ثود و العمالقة ف ذلك أخب اراi عريقة ف الكذب من أغربا ما يكون عن عوج بن عناق رجل من العمالقة الذين قاتلهم بنو إسرائيل ف الشام زعموا أنه كان لطوله يتناول السمك من البحر و يشويه إل الشمس و يزيدون إل جهلهم بأحوال البشر الهل بأحوال الكواكب لا اعتقدوا أن للشمس حرارة و أن ا شديدة فيما قرب منها و ل يعلمون أن الر هو الضوء و أن الضوء فيما قرب من الرض أكثر لنعكاس الشعة من سطح الرض بقابل ة الضواء فتتضاعف الرارة هنا لجل ذلك و إذا تاوزت مطارح الشعة النعكسة فل حر هنالك بل يكون فيه البد حيث ماري السحاب و أن الشمس ف نفسها ل حارة و ل باردة و أنا هي جسم بسيط مضيء ل مزاج له. و كذلك عوج بن عناق هو فيما ذكروه من العمالقة أو من الكنعانيي الذين كانوا فريسة بن إسرائيل عند فتحه م الش ام و أط وال بن إسرائيل و جسمانم لذلك العهد قريبة من هياكلنا يشهد لذلك أبواب بيت القدس فإنا وإن خربت و جددت ل تزل الافظة على أشكالا و مقادير أبوابا و كيف يكون التفاوت بي عوج و بي أهل عصره بذا القدار و إنا مثارغلطهم ف هذا أنم استعظموا آث ار الم م و ل يفهموا حال الدول ف الجتماع و التعاون و ما يصل بذلك و بالندام من الثار العظيمة فصرفوه إل قوة الجسام و شدتا بعظم هياكلها و ليس المر كذلك .و قد زعم السعودي و نقله عن الفلسفة مزعما iل مستند له إل التحكم و هو أن الطبيعة الت هي جبلة للجسام ل ا برأ ال اللق كانت ف تام الكرة و ناية القوة و الكمال و كانت العمار أطول و الجسام أقوى لكمال تلك الطبيعة فإن طروء الوت أنا هو بانلل القوى الطبيعية فإذا كانت قوية كانت العمار أزيد فكان العال ف أولية نشأته تام العمار كامل الجسام ث ل ي زل يتن اقص لنقصان الادة إل أن بلغ إل هذه الال الت هو عليها ث ل يزال يتناقص إل وقت النلل و انقراض العال و ه ذا رأي ل وج ه ل ه إل
التحكم كما تراه و ليس له علة طبيعية و ل سبب برهان و نن نشاهد مساكن الولي و أبوابم و طرقهم فيما أح دثوه م ن البني ان و الياكل و الديار و الساكن كديار ثود النحوتة ف الصلد من الصخر بيوتا iصغارا iو أبوابا ضيقة و قد أشار صلى ال عليه و سلم إل أن ا ديارهم و نى عن استعمال مياههم و طرح ما عجن به و أهرق و قال :ل تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفس هم إل أن تكون وا ب اكي يصيبكم ما أصابم. و كذلك أرض عاد و مصر و الشام و سائر بقاع الرض شرقا iو غربا iو الق ما قررناه و من آثار الدول أيضا iحالا ف العراس و الولئم كما ذكرناه ف وليمة بوران و صنيع الجاج و ابن ذي النون و قد مر ذلك كله. و من آثارها أيضا iعطايا الدول و أنا تكون على نسبتها و يظهر ذلك فيها و لو أشرفت على الرم فإن المم الت لهل الدولة تكون عل ى نسبة قوة ملكهم و غلبهم للناس و المم ل تزال مصاحبة لم إل انقراض الدولة و اعتب ذلك بوائز ابن ذي يزن لوفد قريش كيف أعطاهم من أرطال الذهب و الفضة و العبد و الوصائف عشرا iعشرا iو من كرش العنب واحدة و أضعف ذلك بعشرة أمثاله لعبد الطلب و إنا ملكه يومئذ قرارة اليمن خاصة تت استبداد فارس و إنا حله على ذلك هة نفسه با كان لقومه التبابعة من اللك ف الرض و الغلب على المم ف العراقي و الند و الغرب و كان الصنهاجيون بأفريقية أيضا iإذا أجازوا الوفد من أمراء زناتة الوافدين عليهم فإنا يعطونم الال أح ال iو الكساء توتا iملوءة iو الملن جنائب عديدة. و ف تاريخ ابن الرقيق من ذلك أخبار كثية و كذلك كان عطاء البامكة و جوائزهم و نفقاتم و كانوا إذا كسبوا معدما iفإنا هو الولية و النعمة آخر الدهر ل العطاء الذي يستنفده يوم أو بعض يوم و أخبارهم ف ذلك كثية مسطورة و هي كلها على نسبة الدول جارية ه ذا جوهر الصقلب الكاتب قائد جيش العبيديي لا ارتل إل فتح مصر استعد من القيوان بألف حل من الال و ل تنتهي اليوم دولة إل مث ل هذا .و كذلك وجد بط أحد بن ممد بن عبد الميد عمل با يمل إل بيت الال ببغداد أيام الأمون من جيع النواحي نقلته من ج راب الدولة غلت السواد سبع و عشرون ألف ألف درهم مرتي و ثانائة ألف درهم و من اللل النجرانية مائتا حلة و من طي التم مائت ان و أربعون رطل iكنكر أحد عشر ألف ألف درهم مرتي و ستمائة ألف درهم كورد جلة عشرون ألف ألف درهم و ثانية دراهم حلوان أربعة آلف ألف درهم مرتي و ثانائة ألف درهم الهواز خسة و عشرون ألف درهم مرة و من السكر ثلثون ألف رط ل ف ارس س بعة و عشرون ألف ألف درهم و من ماء الورد ثلثون ألف قارورة و من الزيت السود عشرون ألف رطل كرمان أربعة آلف ألف درهم مرتي و مائتا ألف درهم و من التاع اليمان خسمائة ثوب و من التمر عشرون ألف رطل مكران أربعمائة ألف درهم مرة السند و ما يليه أح د عشر ألف ألف درهم مرتي و خسمائة ألف درهم و من العود الندي مائة و خسون رطل iسجستان أربعة آلف ألف درهم مرتي و من الثياب العينة ثلثمائة ثوب ومن الفانيد عشرون رطل iخراسان ثانية و عشرون ألف ألف درهم مرتي و من نقر الفضة ألفا نق رة و م ن الباذين أربعة آلف و من الرقيق ألف رأس .و من التاع عشرون ألف ثوب و من الهليلج ثلثون ألف رطل جرجان اثنا عشر ألف أل ف درهم مرتي و من البريسم ألف شقة .قومس ألف ألف مرتي و خسمائة من نقر الفضة طبستان و الروبان و ناوند س تة آلف أل ف مرتي و ثلئمائة ألف و من الفرش الطبي ستمائة قطعة و من الكسية مائتان و من الثياب خسمائة ثوب و من الناديل ثلث ائة و م ن الامات ثلثائة الري اثنا عشر ألف ألف درهم مرتي و من العسل عشرون ألف رطل هذان أحد عشر ألف ألف درهم مرتي و ثلث ائة ألف و من رب الرمان ألف رطل و من العسل اثنا عشر ألف رطل ما بي البصرة و الكوفة عشرة آلف ألف درهم مرتي و سبعمائة أل ف درهم ماسبذان والدينار أربعة آلف ألف درهم مرتي شهر زور ستة آلف ألف درهم مرتي و سبعمائة ألف درهم الوصل و ما يليها أربعة و عشرون ألف ألف درهم مرتي و من العسل البيض عشرون ألف ألف رطل أذربيجان أربعة آلف ألف درهم مرتي الزيرة و ما يليه ا من أعمال الفرات أربعة و ثلثون ألف ألف درهم مرتي و من الرقيق ألف رأس و من العسل اثنا عشر ألف زق و من البزاة عشرة و م ن الكسية عشرون أرمينية ثلثة عشر ألف ألف درهم مرتي و من البسط الفور عشرون و من الزقم خسمائة و ثلثون رطل iو من السايج السور ما هي عشرة آلف رطل و من الصونج عشرة آلف رطل و من البغال مائتان و من الهرة ثلثون قنسرين أربعمائة ألف دينار و من الزيت ألف حل دمشق أربعمائة ألف دينار و عشرون ألف دينار و الردن سبعة و تسعون ألف دينار فلسطي ثلثائة ألف دينار و عش رة آلف دينار و من الزيت ثلثائة ألف رطل مصر ألف ألف دينار و تسعمائة ألف دينار و عشرون ألف دينار .برقة ألف ألف درهم مرتي.
أفريقية ثلثة عشر ألف ألف درهم مرتي و من البسط مائة و عشرون .اليمن ثلثائة ألف دينار و سبعون ألف دينار سوى التاع .الج از ثلثائة ألف د ينار انتهي. و أما الندلس فالذي ذكره الثقات من مؤرخيها أن عبد الرحن الناصر خلف ف بيوت أمواله خسة آلف ألف ألف دينار مك ررة ثلث مرات يكون جلتها بالقناطي خسمائة ألف قنطار. و رأيت ف بعض تواريخ الرشيد أن المول إل بيت الال ف أيامه سبعة آلف قنطار و خسمائة قنطار ف كل سنة فاعتب ذلك ف نس ب الدول بعضها من بعض و لتنكرن ما ليس بعهود عندك و ل ف عصرك شيء من أمثاله فتضيق حوصلتك عند ملتقط المكنات فكثي م ن الواص إذا سعوا أمثال هذه الخبار عن الدول السالفة بادر بالنكار و ليس ذلك من الصواب فإن أحوال الوجود والعمران متفاوتة و من أدرك منها رتبة سفلى أو وسطى فل يصر الدارك كلها فيها و نن إذا اعتبنا ما ينقل لنا عن دولة بن العباس و بن أمي ة و العبي ديي و ناسبنا الصحيح من ذلك و الذي ل شك فيه بالذي نشاهده من هذه الدول الت هي أقل بالنسبة إليها وجدنا بينها بونا iو هو لا بينها م ن التفاوت ف أصل قوتا و عمران مالكها فالثار كلها جارية على نسبة الصل ف القوة كما قدمناه و ل يسعنا إنكار ذلك عنها إذ كثي من هذه الحوال ف غاية الشهرة و الوضوح بل فيها ما يلحق بالستفيض و التواتر و فيها العاين و الشاهد من آثار البناء و غيه فخ ذ م ن الحوال النقولة مراتب الدول ف قوتا أو ضعفها و ضخامتها أو صغرها و اعتب ذلك با نقصه عليك من هذه الكاية الستظرفة. و ذلك أنه ورد بالغرب لعهد السلطان أب عنان من ملوك بن مرين رجل من مشيخة طنجة يعرف بابن بطوطة كان رحل منذ عشرين سنة قبلها إل الشرق و تقلب ف بلد العراق و اليمن و الند و دخل مدينة دهلي حاضرة ملك الند و هو السلطان ممد شاه و اتصل بلكه ا لذلك العهد و هو فيوزجوه و كان له منه مكان و استعمله ف خطة القضاء بذهب الالكية ف عمله ث انقلب إل الغرب و اتصل بالسلطان أب عنان و كان يدث عن شأن رحلته و ما رأى من العجائب بمالك الرض و أكثر ما كان يدث عن دولة صاحب الند و ي أت م ن أحواله با يستغربه السامعون مثل أن ملك الند إذا خرج إل السفر أحصى أهل مدينته من الرجال و النساء و الولدان و فرض لم رزق ستة أشهر تدفع لم من عطائه و أنه عند رجوعه من سفره يدخل ف يوم مشهود يبز فيه الناس كافة إل صحراء البلد و يطوفون به و ينص ب أمامه ف ذلك القل منجنيقات على الظهر ترمى با شكائر الدراهم و الدناني على الناس إل أن يدخل إيوانه و أمثال هذه الكايات فتناحى الناس بتكذيبه و لقيت أيامئذ وزير السلطان فارس بن وردار البعيد الصيت ففاوضته ف هذا الشأن و أريته إنكار أخبار ذلك الرج ل ل ا استفاض ف الناس من تكذيبه. فقال ل الوزير فارس إياك أن تستنكر مثل هذا من أحوال الدول با أنك ل تره فتكون كابن الوزير الناشىء ف السجن و ذلك أن وزي راi اعتقله سلطانه و مكث ف السجن سني رب فيها ابنه ف ذلك اللس فلما أدرك و عقل سأل عن اللحمان الت كان يتغذى با فقال له أبوه هذا لم الغنم فقال و ما الغنم فيصفها له أبوه بشياتا و نعوتا فيقول يا أبت تراها مثل الفأر فينكر عليه و يقول أين الغنم من الفأر و ك ذا ف لم البل و البقر إذ ل يعاين ف مبسه من اليوانات إل الفأر فيحسبها كلها أبناء جنس الفأر و لذا كثيا iما يعتري الناس ف الخب ار كما يعتريهم الوسواس ف الزيادة عند قصد الغراب كما قدمناه أول الكتاب فليجع النسان إل أصوله و ليكن مهيمنا iعلى نفسه و مي زاi بي طبيعة المكن و المتنع بصريح عقله و مستقيم فطرته فما دخل ف نطاق المكان قبله و ما خرج عنه رفضه و ليس مرادن ا المك ان العقلي الطلق فإن نطاقه أوسع شيء فل يفرض حدا iبي الواقعات و أنا مرادنا المكان بسب الادة الت للشيء فإنا إذا نظرنا أصل الشيء و جنسه و صنفه و مقدار عظمه و قوته أجرينا الكم من نسبة ذلك على أحواله و حكمنا بالمتناع على ما خرج من نطاقه ،و قل رب زدن علما iو أنت أرحم الراحي و ال سبحانه و تعال أعلم.
الفصل التاسع عشر ف استظهار صاحب الدولة على قومه و أهل عص بالوال و الصطنعي
بيته
إعلم أن صاحب الدولة إنا يتم أمره كما قلناه بقومه فهم عصابته و ظهراؤه على شأنه و بم يقارع الوارج على دولته و منهم يقلد أعمال ملكته و وزارة دولته و جباية أموله لنم أعوانه على الغلب و شركاؤه ف المر و مساهوه ف سائر مهماته هذا ما دام الطور الول للدولة كما قلناه فإذا جاء الطور الثان و ظهر الستبداد عنهم و النفراد بالد و دافعهم عنه بالراح صاروا ف حقيقة المر من بع ض أع دائه و احتاج ف مدافعتهم عن المر و صدهم عن الشاركة إل أولياء آخرين من غي جلدتم يستظهر بم عليهم و يتولهم دونم فيكونون أقرب إليه من سائرهم و أخص به قربا iو اصطناعا iو أول إيثارا iو جاها iلا أنم يستميتون دونه ف مدافعة قومه عن المر الذي كان لم و الرتب ة الت ألفوها ف مشاركتهم فيستخلصهم صاحب الدولة و يصهم بزيد التكرمة و اليثار و يقسم لم ما للكثي من قومه و يقل دهم جلي ل العمال و الوليات من الوزارة و القيادة و الباية و ما يتص به لنفسه و تكون خالصة له دون قومه من ألقاب الملكة لنم حينئذ أولياؤه القربون و نصحاؤه الخلصون و ذلك حينئذ مؤذن باهتضام الدولة و علمة على الرض الزمن فيها لفساد العصبية الت كان بن اء الغل ب عليها. و مرض قلوب أهل الدولة حينئذ من المتهان و عداوة السلطان فيضطغنون عليه و يتربصون به الدوائر و يعود وبال ذلك على الدولة و ل يطمع ف برئها من هذا الداء لنه ما مضى يتأكد ف العقاب إل أن ذهب رسها و اعتب ذلك ف دولة بن أمية كيف كانوا إنا يستظهرون ف حروبم و ولية أعمالم برجال العرب مثل عمرو بن سعد بن أب و قاص و عبد ال بن زياد بن أب سفيان والجاج ب ن يوس ف و الهلب بن أب صفرة و خالد بن عبد ال القسري و ابن هبية و موسى بن نصي و بلل بن أب بردة بن أب موسى الشعري و نص ر ب ن سيار و أمثالم من رجالت العرب و كذا صدر من دولة بن العباس كان الستظهار فيها أيضا iبرجالت العرب فلما صارت الدولة للنفراد بالد و كبح العرب عن التطاول للوليات صارت الوزارة للعجم و الصنائع من البامكة و بن سهل بن نوبت و بن طاهر ث بن ب ويه و موال الترك مثل بغا و وصيف و أثلمش و باكناك و ابن طولون و أبنائهم و غي هؤلء من موال العجم فتكون الدولة لغي من مهدها و العز لغي من اجتلبه سنة ال ف عباده و ال تعال أعلم.
الفصل العشرون ف أحوال الوال و الصطنعي ف الدول إعلم أن الصطنعي ف الدول يتفاوتون ف اللتحام بصاحب الدولة بتفاوت قديهم و حديثهم ف اللتحام بصاحبها و السبب ف ذل ك أن القصود ف العصبية من الدافعة و الغالبة إنا يتم بالنسب لجل التناصر ف ذوي الرحام و القرب و التخاذل ف الجانب و البع داء كم ا قدمناه و الولية و الخالطة بالرق أو باللف تتنل منلة ذلك لن أمر النسب و إن كان طبيعيا iفإنا هو وهي و العن الذي كان به اللتحام إنا هو العشرة و الدافعة و طول المارسة و الصحبة بالرب و الرضاع و سائر أحوال الوت و الياة و إذا حصل اللتحام ب ذلك ج اءت النعرة و التناصر و هذا مشاهد بي الناس و اعتب مثله ف الصطناع فإنه يدث بي الصطنع و من اصطنعه نسبة خاصة من الوص لة تتنل هذه النلة و تؤكد اللحمة و إن ل يكن نسب فثمرات النسب موجودة فإذا كانت هذه الولية بي القبيل و بي أوليائهم قبل حصول اللك لم كانت عروقها أوشج و عقائدها أصح و نسبها أصرح لوجهي أحدها أنم قبل اللك أسوة ف حالم فل يتميز النسب عن الولي ة إل عند القل منهم فينلون منهم منلة ذوي قرابتهم و أهل أرحامهم و إذا اصطنعوهم بعد اللك كانت مرتبة اللك ميزة للسيد عن ال ول .و لهل القرابة عن أهل الولية و الصطناع لا تقتضيه أحوال الرئاسة و اللك من تيز الرتب و تفاوتا فتتميز حالتهم و يتنلون منلة الجانب و يكون اللتحام بينهم أضعف و التناصر لذلك أبعد و ذلك انقص من الصطناع قبل اللك. الوجه الثان أن الصطناع قبل اللك يبعد عهده عن أهل الدولة بطول الزمان و يفي شأن تلك اللحمة و يظن با ف الكثر النسب فيقوى حال العصبية و أما بعد اللك فيقرب العهد و يستوي ف معرفته الكثر فتتبي اللحمة و تتميز عن النسب فتضعف العصبية بالنسبة إل الولية الت كانت قبل الدولة و اعتب ذلك ف الدول و الرئاسات تده فكل من كان اصطناعه قبل حصول الرئاسة و اللك لصطنعه ت ده أش د التحاما iبه و أقرب قرابة iإليه و يتنل منه منلة أبنائه و إخوانه و ذوي رحه و من كان اصطناعه بعد حصول اللك و الرئاسة لص طنعه ل يكون له من القرابة و اللحمة ما للولي و هذا مشاهد بالعيان حت أن الدولة ف آخر عمرها ترجع إل الشمال الجانب و اصطناعهم و ل
يبن لم مد كما بناه الصطنعون قبل الدولة لقرب العهد حينئذ بأوليتهم و مشارفة الدولة على النقراض فيكون ون منحطي ف مه اوي الضعة. و إنا يمل صاحب الدولة على اصطناعهم و العدول إليهم عن أوليائها القدمي و صنائعها الولي ما يعتريهم ف أنفسهم من العزة عل ى صاحب الدولة و قلة الضوع له و نظره با ينظره به قبيله و أهل نسبه لتأكد اللحمة منذ العصور التطاولة بالرب و التصال بآبائه و سلف قومه و النتظام مع كباء أهل بيته فيحصل لم بذلك دالة عليه و اعتزاز فينافرهم بسببها صاحب الدولة و يعدل عنهم إل استعمال سواهم و يكون عهد استخلصهم و اصطناعهم قريبا iفل يبلغون رتب الد و يبقون على حالم من الارجية و هكذا شأن الدول ف أواخره ا و أكثر ما يطلق اسم الصنائع و الولياء على الولي و أما هؤلء الدثون فخدم و أعوان وال ول الؤمني و هو على كل شيء وكيل.
الفصل الادي و العشرون فيما يعرض ف الدول من حج ر الس لطان و الستبداد عليه إذا استقر اللك ف نصاب معي و منبت واحد من القبيل القائمي بالدولة و انفردوا به و دفعوا سائر القبيل عنه و تداوله بنو واح دا iبع د واحد بسب الترشيح فربا حدث التغلب على النصب من وزرائهم و حاشيتهم و سببه ف الكثر ولية صب صغي أو مضعف م ن أه ل النبت يترشح للولية بعهد أبيه أو بترشيح ذويه و خوله و يؤنس منه العجز عن القيام باللك فيقوم به كافله من وزراء أبي ه و حاش يته و مواليه أو قبيله و يوري بفظ أمره عليه حت يؤنس منه الستبداد و يعل ذلك ذريعة للملك فيححب الصب عن الناس و يعوده إليها ت رف أحواله و يسيمه ف مراعيها مت أمكنه و ينسيه النظر ف المور السلطانية حت يستبد عليه و هو با عوده يعتقد أن حظ السلطان من الل ك إنا هو جلوس السرير إعطاء الصفقة و خطاب التهويل و القعود مع النساء خلف الجاب و أن الل و الربط و المر و النهي و مباش رة الحوال اللوكية و تفقدها من النظر ف اليش و الال و الثغور أنا هو للوزير و يسلم له ف ذلك إل أن تستحكم ل ه ص بغة الرئاس ة و الستبداد و يتحول اللك إليه و يؤثر به عشيته و أبناءه من بعده كما وقع لبن بويه و الترك و كافور الخشيدي و غيه م بالش رق و للمنصور بن أب عامر بالندلس. و قد يتفطن ذلك الجور الغلب لشأنه فيحاول على الروج من ربقة الجر و الستبداد و يرجع اللك إل نصابه و يصرب عل ى أي دي التغلبي عليه إما بقتل أو برفع عن الرتبة فقط إل أن ذلك ف النادر القل لن الدولة إذا أخذت ف تغلب الوزراء و الولياء استمر لا ذلك و قل أن ترج عنه لن ذلك إنا يوجد ف الكثر عن أحوال الترف و نشأة أبناء اللك منغمسي ف نعيمة قد نسوا عه د الرجول ة و ألف وا أخلق الدايات و الظار و ربوا عليها فل ينعون إل رئاسة و ل يعرفون استبدادا iمن تغلب إنا ههم ف القنوع بالبة و التنفس ف اللذات و أنواع الترف و هذا التغلب يكون للموال و الصطنعي عند استبداد عشي اللك على قومهم و انفرادهم به دونم و هو عارض للدول ة ضروري كما قدمناه و هذان مرضان لبرء للدولة منهما إل ف القل النادر و ال يؤت ملكه من يشاء و هو على كل شيء قدير.
الفصل الثان و العشرون ف أن التغلبي على السلطان ل يشاركونه ف اللقب الاص باللك و ذلك أن اللك و السلطان حصل لوليه منذ أول الدولة بعصبية قومه و عصبيته الت استتبعتهم حت استحكمت له و لقومه صبغة اللك و الغلب و هي ل تزل باقية و با انفظ رسم الدولة و بقاؤها و هذا التغلب و إن كان صاحب عصبية من قبيل اللك أو الوال و الص نائع فعصبيته مندرجة ف عصبية أهل اللك وتابعة لا و ليس له صبغة ف اللك و هو ل ياول ف استبداده انتزاع ثراته من المر والنهي و الل و العقد و البرام و النقض يوهم فيها أهل الدولة أنه متصرف عن سلطانه منفذ ف ذلك من وراء الجاب لحكامه .فهو يتجاف عن س ات اللك و شاراته و ألقى به جهده و يبعد نفسه عن التهمة بذلك.
و إن حصل له الستبداد لنه مستتر ف استبداده ذلك بالجاب الذي ضربه السلطان و أولوه على أنفسهم عن القبيل من ذ أول الدول ة و مغالط عنه بالنيابة و لو تعرض لشيء من ذلك لنفسه عليه أهل العصبية و قبيل اللك و حاولوا الستئثار به دونه لنه ل يستحكم له ف ذلك صبغة تملهم على التسليم له و النقياد فيهلك لول وهلة و قد وقع مثل هذا لعبد الرحن بن الناصر بن منصور بن أب عامر حي سى إل مشاركة هشام و أهل بيته ف لقب اللفة و ل يقنع با قنع به أبوه و أخوه من الستبداد بالل و العقد و الراسم التابعة فطلب من هش ام خليفته أن يعهد له باللفة فنفس ذلك عليه بنو مروان و سائر قريش و بايعوا لبن عم الليفة هشام ممد بن عبد البار ب ن الناص ر و خرجوا عليهم و كان ف ذلك خراب دولة العامريي و هلك الؤيد خليفتهم و استبدل منه سواه من أعياص الدولة إل آخره ا و اختل ت مراسم ملكهم و ال خي الوارثي.
الفصل الثالث و العشرون ف حقيقة اللك و أصنافه اللك منصب طبيعي للنسان لننا قد بنا أن البشر ل يكن حياتم و وجودهم إل باجتماعهم و تعاونم على تصيل قوتم و ضرورياتم و إذا اجتمعوا دعت الضرورة إل العاملة و اقتضاء الاجات و مد كل واحد منهم يده إل حاجته يأخذها من صاحبه لا ف الطبيعة اليواني ة من الظلم و العدوان بعضهم على بعض و يانعه الخر عنها بقتضى الغضب و اللفة و مقتضى القوة البشرية ف ذلك فيقع التنازع الفض ي إل القاتلة و هي تؤدي إل الرج و سفك الدماء و إذهاب النفوس الفضي ذلك إل انقطاع النوع و هو ما خصه الباري سبحانه بالافظ ة فاستحال بقاؤهم فوضى دون حال يزغ بعضهم عن بعض و احتاجوا من أجل ذلك إل الوازع و هو الاكم عليهم و هو بقتضى الطبيع ة البشرية اللك القاهر التحكم و ل بد ف ذلك من العصبية لا قدمناه من أن الطالبات كلها و الدافعات ل تتم إل بالعصبية و هذا اللك كما تراه منصب شريف تتوجه نوه الطالبات و يتاج إل الدافعات .و ل يتم شيء من ذلك إل بالعصبيات كما مر و العصبيات متفاوتة و كل عصبية فلها تكم و تغلب على من يليها من قومها و عشيها و ليس اللك لكل عصبية و إنا اللك على القيقة لن يستعبد الرعية و ي ب الموال و يبعث البعوث و يمي الثغور و ل تكون فوق يده يد قاهرة و هذا معن اللك و حقيقته ف الشهور فمن قصرت به عصبيته ع ن بعضها مثل حاية الثغور أو جباية الموال أو بعث البعوث فهو ملك ناقص ل تتم حقيقته كما وقع لكثي من ملوك الببر ف دولة الغالب ة بالقيوان و للوك العجم صدر الدولة العباسية .و من قصرت به عصبيته أيضا iعن الستعلء على جيع العصبيات ،و الضرب عل ى س ائر اليدي و كان فوقه حكم غيه فهو أيضا iملك ناقص ل تتم حقيقته و هؤلء مثل أمراء النواحي و رؤساء الهات ال ذين تمعه م دول ة واحدة و كثيا iما يوجد هذا ف الدولة التسعة النطاق أعن توجد ملوك على قومهم ف النواحي القاصية يدينون بطاعة الدولة الت جعته م مثل صنهاجة مع العبيديي و زناتة مع المويي تارة و العبيديي تارة iأخرى و مثل ملوك العجم ف دولة بن العباس و مثل ملوك الطوائف من الفرس مع السكندر و قومه اليونانيي و كثي من هؤلء فاعتبه تده و ال القاهر فوق عباده.
الفصل الرابع و العشرون ف أن إرهاف الد مضر باللك و مفس د ل ه ف الكثر إعلم أن مصلحة الرعية ف السلطان ليست ف ذاته و جسمه من حسن شكله أو ملحة وجهه أو عظم جثمانه أو أتساع علم ه أو ج ودة خطه أو ثقوب ذهنه و إنا مصلحتهم فيه من حيث إضافته إليهم فإن اللك و السلطان من المور الضافية و هي نسبة بي منتسبي فحقيقة السلطان أنه الالك للرعية القائم ف أمورهم عليهم فالسلطان من له رعية و الرعية من لا سلطان و الصفة الت له من حيث إضافته إليهم هي الت تسمى اللكة و هي كونه يلكهم فإذا كانت هذه اللكة و توابعها من الودة بكان حصل القصود من السلطان على أت الوجوه فإنا إن كانت جيلة صالة كان ذلك مصلحة لم و إن كانت سيئة متعسفة كان ذلك ضررا iعليهم و إهلكا iلم. و يعود حسن اللكة إل الرفق فإن اللك إذا كان قاهرا iباطشا iبالعقوبات منقبا iعن عورات الناس و تعديد ذنوبم شلهم الوف و ال ذل و لذوا منه بالكذب و الكر و الديعة فتخلقوا با و فسدت بصائرهم و أخلقهم و ربا خذلوه ف مواطن الروب و ال دافعات ففس دت
الماية بفساد النيات و ربا أجعوا على قتله لذلك فتفسد الدولة و يرب السياج و إن دام أمره عليهم و قهره فسدت العصبية لا قلناه أو iل و فسد السياج من أصله بالعجز عن الماية و إذا كان رفيقا iبم متجاوزا iعن سيئاتم استناموا إليه و لذوا به و أشربوا مبت ه و اس تماتوا دونه ف ماربة أعدائه فاستقام المر من كل جانب و أما توابع حسن اللكة فهي النعمة عليهم و الدافعة عنهم فالدافعة با تتم حقيقة اللك و أما النعمة عليهم و الحسان لم فمن حلة الرفق بم و النظر لم ف معاشهم و هي أصل كبي من التحبب إل الرعية و أعلم أن ه قلم ا تكون ملكة الرفق ف من يكون يقظا iشديد الذكاء من الناس و أكثر ما يوجد الرفق ف الغفل و التغفل و أقل ما يكون ف اليقظ لنه يكلف الرعية فوق طاقتهم لنفوذ نظره فيما وراء مداركهم و إطلعه على عواقب المور ف مبادئها بالعية فيهلكون لذلك قال ص لى ال علي ه و سلم سيوا على سي أضعفكم .و من هذا الباب اشترط الشارع ف الاكم قلة الفراط ف الذكاء ،و مأخذه من قصة زياد ابن أب سفيان لا عزله عمر عن العراق و قال له ل عزلتن يا أمي الؤمني لعجز أم ليانة فقال عمر ل أعزلك لواحدة منهما و لكن كرهت أن أحل فض ل عقلك عن الناس ،فأخذ من هذا أن الاكم ل يكون مفرط الذكاء و الكيس مثل زياد بن أب سفيان و عمرو بن العاص لا يتبع ذلك م ن التعسف و سوء اللكة و حل الوجود على ما ليس ف طبعه كما يأت ف آخر هذا الكتاب و ال خي الالكي و تقرر من هذا أن الكي س و الذكاء عيب ف صاحب السياسة لنه إفراط ف الفكر كما أن البلدة إفراط ف المود و الطرفان مذمومان من كل صفة إنسانية و الم ود هو التوسط كما ف الكرم مع التبذير و البخل و كما ف الشجاعة مع الوج و الب و غي ذلك من الصفات النس انية و ل ذا يوص ف الشديد الكيس بصفات الشيطان فيقال شيطان و متشيطن و أمثال ذلك و ال يلق ما يشاء و هو العليم القدير.
الفصل الامس و العشرون ف معن اللفة و المامة لا كانت حقيقة اللك أنه الجتماع الضروري للبشر و مقتضاه التغلب و القهر اللذان ها من آثار الغضب و اليوانية كانت أحكام صاحبه ف الغالب جائزة عن الق محفة بن تت يده من اللق ف أحوال دنياهم لمله إياهم ف الغالب على ما ليس ف طوقهم م ن أغراض ه و شهواته و يتلف ف ذلك باختلف القاصد من اللف و السلف منهم متعسر طاعته لذلك و تيء العصبية الفض ية إل ال رج و القت ل فوجب أن يرجع ف ذلك إل قواني سياسية مفروضة يسلمها الكافة و ينقادون إل أحكامها كما كان ذلك للفرس و غيهم من المم و إذا خلت الدولة من مثل هذه السياسة ل يستتب أمرها و ل يتم استيلؤها سنة ال ف الذين خلوا من قبل فإذا كانت هذه القواني مفروضة من العقلء و أكابر الدولة و بصرائها كانت سياسة عقلية و إذا كانت مفروضة من ال بشارع يقررها و يشرعها كانت سياسة دينية نافع ة ف الياة الدنيا و ف الخرة و ذلك أن اللق ليس القصود بم دنياهم فقط فإنا كلها عبث و باطل إذ غايتها الوت و الفن اء ،و ال يق ول أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا فالقصود بم إنا هو دينهم الفضي بم إل السعادة ف آخرتم صراط ال الذي له م ا ف الس موات و م ا ف الرض فجاءت الشرائع بملهم على ذلك ف جيع أحوالم من عبادة و معاملة حت ف اللك الذي هو طبيعي للجتماع النسان ف أجرته على منهاج الدين ليكون الكل موطا iبنظر الشارع .فما كان منه بقتضى القهر و التغلب و إهال القوة العصبية ف مرعاها فجور و عدوان و مذموم عنده كما هو مقتضى الكمة السياسية و ما كان منه بقتضى السياسة و أحكامها فمذموم أيضا iلنه نظر بغي نور ال و م ن ل يعل ال له نورا iفما له من نور لن الشارع أعلم بصال الكافة فيما هو مغيب عنهم من أمور آخرتم و أعمال البشر كلها عائدة عليهم ف معادهم من ملك أو غيه قال صلى ال عليه و سلم :إنا هي أعمالكم ترد عليكم .و أحكام السياسة إنا تطلع على مصال ال دنيا فق ط يعلمون ظاهرا iمن حياة الدنيا و مقصود الشارع بالناس صلح آخرتم فوجب بقتضى الشرائع حل الكافة على الحكام الشرعية ف أحوال دنياهم و آخرتم و كان هذا الكم لهل الشريعة و هم النبياء و من قام فيه مقامهم و هم اللفاء فقد تبي لك من ذلك معن اللفة و أن اللك الطبيعي هو حل الكافة على مقتضى النظر العقلي ف جلب الصال الدنيوية و دفع الضار و اللفة هي حل الكافة على مقتضى النظر الشرعي ف مصالهم الخروية و الدنيوية الراجعة إليها إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إل اعتبارها بصال الخرة فهي ف القيقة خلفة عن صاحب الشرع ف حراسة الدين و سياسة الدنيا به فأفهم ذلك و اعتبه فيما نورده عليك من بعد و ال الكيم العليم.
الفصل السادس و العشرون ف اختلف المة ف حك م ه ذا النص ب و شروطه و إذ قد بينا حقيقة هذا النصب و أنه نيابة عن صاحب الشريعة ف حفظ الدين و سياسة الدنيا به تسمى خلفة و إمامة و القائم به خليفة و إماما iفأما تسميته إماما iفتشبيها iبإمام الصلة ف أتباعه و القتداء به و لذا يقال المامة الكبى و أما تسميته خليفة فلكونه يلف الن ب ف أمته فيقال خليفة بإطلق و خليفة رسول ال و اختلف ف تسميته خليفة ال فأجازه بعضهم اقتباسا iمن اللفة العامة الت للدمي ف ق وله تعال إن جاعل ف الرض خليفة و قوله جعلكم خلئف الرض. و منع المهور منه لن معن الية ليس عليه و قد نى أبو بكر عنه لا دعي به و قال :لست خليفة ال و لكن خليفة رسول ال ص لى ال عليه و سلم .و لن الستخلف إنا هو ف حق الغائب و أما الاضر فل .ث إن نصب المام واجب قد عرف وجوبه ف الش رع بإج اع الصحابة و التابعي لن أصحاب رسول ال صلى ال عليه و سلم عند وفاته بادروا إل بيعة أب بكر رضي ال عنه و تسليم النظ ر إلي ه ف أمورهم و كذا ف كل عصر من بعد ذلك و ل تترك الناس فوضى ف عصر من العصار واستقر ذلك إجاعا iدال iعلى وجوب نصب المام. و قد ذهب بعض الناس إل أن مدرك وجوبه العقل ،و أن الجاع الذي وقع إنا هو قضاء بكم العقل فيه. قالوا و إنا وجب بالعقل لضرورة الجتماع للبشر و استحالة حياتم و وجودهم منفردين و من ضرورة الجتم اع التن ازع لزدح ام الغراض .فما ل يكن الاكم الوازع أفضى ذلك إل الرج الؤذن بلك البشر و انقطاعهم مع أن حفظ النوع من مقاصد الشرع الضرورية و هذا العن بعينه هو الذي لظه الكماء ف وجوب النبؤات ف البشر و قد نبهنا على فساده و أن إحدى مقدماته أن الوازع إن ا يك ون بشرع من ال تسلم له الكافة تسليم إيان ما و اعتقاد و هو غي مسلم لن الوازع قد يكون بسطوة اللك و قهر أهل الشوكة و لو ل يكن شرع كما ف أمم الوس و غيهم من ليس له كتاب أو ل تبلغه الدعوة أو نقول يكفي ف رفع التنازع معرفة كل واحد بتحري الظلم عليه بكم العقل فادعاؤهم أن ارتفاع التنازع إنا يكون بوجود الشرع هناك و نصب المام هنا غي صحيح بل كما يكون بنصب المام يكون بوجود الرؤساء أهل الشوكة أو بامتناع الناس عن التنازع و التظال فل ينهض دليلهم العقلي البن على هذه القدمة فدل عل ى أن م درك وجوبه أنا هو بالشرع و هو الجاع الذي قدمناه. و قد شذ بعض الناس فقال بعدم وجوب هذا النصب رأسا iل بالعقل و ل بالشرع منهم الصم من العتزلة و بعض الوارج و غيه م ،و الواجب عند هؤلء إنا هو إمضاء الكم الشرع فإذا تواطأت المة على العدل و تنفيذ أحكام ال تعال ل يتج إل إمام و ل يب نصبه و هؤلء مجوجون بإلجاع .و الذي حلهم على هذا الذهب إنا هو الفرار عن اللك و مذاهبه من الستطالة و التغلب و الستمتاع بالدنيا لا رأوا الشريعة متلئة بذم ذلك و النعي على أهله و مرغبة ف رفضه .و أعلم أن الشرع ل يذم اللك لذاته و ل حظر القيام ب ه ل إن ا ذم الفاسد الناشئة عنه من القهر و الظلم و التمتع باللذات و ل شك أن ف هذه مفاسد مظورة و هي من توابعه كما أثن على العدل و النصفة و إقامة مراسم الدين و الذب عنه و أوجب بإزائها الثواب و هي كلها من توابع اللك. فإذا iإنا وقع الذم للملك على صفة و حال دون حال أخرى و ل يذمه لذاته و ل طلب تركه كما ذم الشهوة و الغضب من الكلفي و ليس مراده تركهما بالكلية لدعاية الضرورة إليه و أما الراد تصريفهما على مقتضى الق و قد كان لداود و سليمان صلوات ال و سلمه عليهما اللك الذي ل يكن لغيها و ها من أنبياء ال تعال و أكرم اللق عنده ث نقول لم أن هذا الفرار عن اللك بعدم و جوب هذا النص ب ل يغنيكم شيئا iلنكم موافقون على وجوب إقامة أحكام الشريعة و ذلك ل يصل إل بالعصبية و الشوكة و العصبية مقتضية بطبعها للم ك فيحصل اللك و إن ل ينصب إمام و هو عي ما قررت عنه .و إذا تقرر أن هذا النصب واجب بإجاع فهو من فروض الكفاية و راج ع إل اختيار أهل العقد و الل فيتعي عليهم نصبه و يب على اللق جيعا iطاعته لقوله تعال أطيعوا ال و أطيعوا الرسول و أول المر منكم. و أما شروط هذا النصب فهي أربعة :العلم و العدالة و الكفاية و سلمة الواس و العضاء ما يؤثر ف الرأي و العمل و اختلف ف ش رط خامس و هو النسب القرشي فأما اشتراط العلم فطاهر لنه إنا يكون منفذا iلحكام ال تعال إذا كان عالا iبا و ما ل يعلنها ل يصح تقديه
لا و ل يكفي من العلم إل أن يكون متهدا iلن التقليد نقص و المامة تستدعي الكمال ف الوصاف و الحوال و أما العدالة فلنه منصب دين ينظر ف سائر الناصب الت هي شرط فيها فكان أول باشتراطها فيه. و لخلف ف انتقاء العدالة فيه بفسق الوارح من ارتكاب الظورات و أمثالا و ف انتفائها بالبدع العتقادية خلف. و أما الكفاية فهو أن يكون جزئيا iعلى إقامة الدود و اقتحام الروب بصيا iبا كفيل iيمل الناس عليها عارفا iبالعصبية و أحوال ال دهاء قويا iعلى معاناة السياسة ليصح له بذلك ما جعل إليه من حاية الدين و جهاد العدو و إقامة الحكام و تدبي الصال. و أما سلمة الواس و العضاء من النقص و العطلة كالنون و العمى و الصمم و الرس و ما يؤثر فقده من العضاء ف العم ل كفق د اليدين و الرجلي و النثيي فتشترط السلمة منها كلها لتأثي ذلك ف تام عمله و قيامه با جعل إليه و إن كان إنا يشي ف النظ ر فق ط كفقد إحدى هذه العضاء فشرط السلمة منه شرط كمال و يلحق بفقدان العضاء النع من التصرف و هو ضربان ضرب يلحق ب ذه ف اشتراط السلمة منه شرط وجوب و هو القهر و العجز عن التصرف جلة بالسر و شبهه و ضرب ل يلحق بذه و هو الج ر باس تيلء بعض أعوانه عليه من غي عصيان و ل مشاقة فينتقل النظر ف حال هذا الستول فإن جرى على حكم الدين و العدل و حيد السياسة ج از قراره و إل استنصر السلمون بن يقبض يده عن ذلك و يدفع علته حت ينفذ فعل الليفة. و أما النسب القرشي فلجاع الصحابة يوم السقيفة على ذلك و احتجت قريش على النصار لا هوا يومئذ ببيعة سعد بن عبادة و قالوا :منا أمي و منكم أمي .بقوله صلى ال عليه و سلم :الئمة من قريش .و بأن النب صلى ال عليه و سلم أوصانا بأن نسن إل مسنكم و نتجاوز عن مسيئكم و لو كانت المارة فيكم ل تكن الوصية بكم فحجوا النصار و رجعوا عن قولم منا أمي و منكم أمي و عدلوا عما ك انوا هوا به من بيعة سعد لذلك .و ثبت أيضا iف الصحيح ل يزال هذا المر ف هذا الي من قريش و أمثال هذه الدلة كثية إل أنه لا ض عف أمر قريش و تلشت عصبيتهم با نالم من الترف و النعيم و با أنفقتهم الدولة ف سائر أقطار الرض عجزوا بذلك عن ح ل اللف ة و تغلبت عليهم العاجم و صار الل و العقد لم فاشتبه ذلك على كثي من الققي حت ذهبوا إل نفي طه اشتراط القرشية و عول وا عل ى ظواهر ف ذلك مثل قوله صلى ال عليه و سلم :اسعوا و أطيعوا و إن ول عليكم عبد حبشي ذو زبيبة .و هذا ل تقوم به حجة ذلك ف إنه خرج مرج التمثيل و الغرض للمبالغة ف إياب السمع و الطاعة و مثل قول عمر لو كان سال مول حذيفة حيا iلوليته أو ل ا دخلتن في ه الظنة و هو أيضا iل يفيد ذلك لا علمت أن مذهب الصحاب ليس بجة و أيضا iفمول القوم منهم و عصبية الولء حاصلة لسال ف قريش و هي الفائدة ف اشتراط النسب و لا استعظم عمر أمر اللفة و رأى شروطها كأنا مفقودة ف ظنه عدل إل سال لتوفر شروط اللفة عنده فيه حت من النسب الفيد للعصبية كما نذكر و ل يبق إل صراحة النسب فرآه غي متاج إليه إذ الفائدة ف النسب إنا هي العصبية و ه ي حاصلة من الولء فكان ذلك حرصا iمن عمر رضي ال عنه على النظر للمسلمي و تقليد أمرهم لن ل تلحقه فيه لئمة و ل عليه فيه عهدة. و من القائلي بنفي اشتراط القرشية القاضي أبو بكر الباقلن لا أدرك عليه عصبية قريش من التلشي و الضمحلل و استبداد ملوك العجم من اللفاء فأسقط شرط القرشية و إن كان موافقا iلرأي الوارج لا رأى عليه حال اللفاء لعهده و بقي المهور على القول باش تراطها و صحة المامة للقرشي و لو كان عاجزا iعن القيام بأمور السلمي و رد عليهم سقوط شرط الكفاية الت يقوى با على أمره لنه إذا ذهب ت الشوكة بذهاب العصبية فقد ذهبت الكفاية و إذا وقع الخلل بشرط الكفاية تطرق ذلك أيضا iإل العلم والدين و سقط اعتبار شروط هذا النصب و هو خلف الجتماع. و لنتكلم الن ف حكمة اشتراط النسب ليتحقق به الصواب ف هذه الذاهب فنقول :أن الحكام الشرعية كلها ل بد لا من مقاصد و حكم تشتمل عليها و تشرع لجلها و نن إذا بثنا عن الكمة ف اشتراط النسب القرشي و مقصد الشارع منه ل يقتصر فيه على التبك بوص لة النب صلى ال عليه و سلم كما هو ف الشهور و إن كانت تلك الوصلة موجودة و التبك با حاصل iلكن التبك ليس من القاصد الشرعية كما علمت فل بد إذن من الصلحة ف اشتراط النسب و هي القصودة من مشروعيتها و إذا سبنا و قسمنا ل ندها إل اعتبار العصبية الت تكون با الماية و الطالبة و يرتفع اللف و الفرقة بوجودها لصاحب النصب فتسكن إليه اللة و أهلها و ينتظم حبل اللفة فيها و ذل ك أن قريشا iكانوا عصبة مضر و أصلهم و أهل الغلب منهم و كان لم على سائر مضر العزة بالكثرة و العصبية و الشرف فكان سائر العرب يعترف لم بذلك و يستكينون لغلبهم فلو جعل المر ف سواهم لتوقع افتراق الكلمة بخالفتهم و عدم انقيادهم و ل يقدر غيهم من قبائل مضر أن يردهم عن اللف و ل يملهم على الكرة فتتفرق الماعة و تتلف الكلمة.
و الشارع مذر من ذلك حريص على أتفاقهم و رفع التنازع و الشتات بينهم لتحصل اللحمة و العصبية و تسن الماية بلف ما إذا كان المر ف قريش لنم قادرون على سوق الناس بعصا الغلب إل ما يراد منهم فل يشى من أحد من خلف عليهم و ل فرقة لنم كفيل ون حينئذ بدفعها و منع الناس منها فاشترط نسبهم القرشي ف هذا النصب و هم أهل العصبية القوية ليكون أبلغ ف انتظام اللة و أتفاق الكلمة و إذا انتظمت كلمتهم انتظمت بانتظامها كلمة مضر أجع فأذعن لم سائر العرب و انقادت المم س واهم إل أحك ام الل ة و وطئت جنودهم قاصية البلد كما وقع ف أيام الفتوحات و استمر بعدها ف الدولتي إل أن أضمحل أمر اللفة و تلشت عصبية العرب و يعلم ما كان لقريش من الكثرة و التغلب على بطون مضر من مارس أخبار العرب و سيهم و تفطن لذلك ف أحوالم. و قد ذكر ذلك ابن إسحاق ف كتاب السي و غيه فإذا ثبت أن اشتراط القرشية أنا هو لدفع التنازع با كان لم من العصبية و الغل ب و علمنا أن الشارع ل يص الحكام بيل و ل عصر و ل أمة علمنا أن ذلك إنا هو من الكفاية فرددناه إليها و طردنا اللة الش تملة عل ى القصود من القرشية و هي وجود العصبية فاشترطنا ف القائم بأمور السلمي أن يكون من قوم أول عصبية قوية غالبة على من معها لعصرها ليستتبعوا من سواهم و تتمع الكلمة على حسن الماية و ل يعلم ذلك ف القطار و الفاق كما كان ف القرشية إذ الدعوة السلمية الت كانت لم كانت عامة و عصبية العرب كانت وافية با فغلبوا سائر المم و إنا يص لذا العهد كل قطر بن تكون له فيه العصبية الغالبة و إذا نظرت سر ال ف اللفة ل تعد هذا لنه سبحانه إنا جعل الليفة نائبا iعنه ف القيام بأمور عباده ليحملهم على مصالهم و يردهم ع ن مضارهم و هو ماطب بذلك و ل ياطب بالمر إل من له قدرة عليه أل ترى ما ذكره المام ابن الطيب ف شأن النساء و أنن ف ك بي من الحكام الشرعية جعلن تبعا iللرجال و ل يدخلن ف الطاب بالوضع .و إنا دخلن عنده بالقياس و ذلك لا ل يكن لن من المر شيء و كان الرجال قوامي عليهن اللهم إل ف العبادات الت كل أحد فيها قائم على نفسه فخطابن فيها بالوضع ل بالقياس ث أن الوجود ش اهد بذلك فإنه ل يقوم بأمر أمة أو جيل إل من غلب عليهم و قل أن يكون المر الشرعي مالفا iللمر الوجودي و ال تعال أعلم.
الفصل السابع و العشرون ف مذاهب الشيعة ف حكم المامة إعلم أن الشيعة لغة هم الصحب و التباع و يطلق ف عرف الفقهاء و التكلمي من اللف و السلف على اتباع علي و بنيه رضي ال عنهم و مذهبهم جيعا iمتفقي عليه أن القامة ليست من الصال العامة الت تفوض إل نظر المة و يتعي القائم با بتعيينهم بل هي ركن ال دين و قاعدة السلم و ل يوز لنب إغفاله و ل تفويضه إل المة بل يب عليه تعيي المام لم و يكون معصوما iمن الكبائر و الصغائر و أن علياi رضي ال عنه هو الذي عينه صلوات ال و سلمه عليه بنصوص ينقلونا و يؤولونا على مقتضى مذهبهم ل يعرفها جهابذة السنة و ل نقله الشريعة بل أكثرها موضوع أو مطعون ف طريقه أو بعيد عن تأويلتم الفاسدة. و تنقسم هذه النصوص عندهم إل جلي و خفي فاللي مثل قوله :من كنت موله فعلي موله .قالوا و ل تطرد هذه الولية إل ف عل ي و لذا قال له عمر أصبحت مول كل مؤمن و مؤمنة و منها قوله :أقضاكم علي و ل معن للمامة إل القضاء بأحكام ال و هو الراد ب أول المر الواجبة طاعتهم بقوله :أطيعوا ال و أطيعوا الرسول و أول المر منكم .و الراد الكم و القضاء و لذا كان حكما iف قضية المام ة يوم السقيفة دون غيه و منها قوله من يبايعن على روحه و هو وصي و ول هذا المر من بعدي فلم يبايعه إل علي. و من الفي عندهم بعث النب صلى ال عليه و سلم عليا iلقراءة سورة براءة ف الوسم حي أنزلت فإنه بعث با أول iأبا بكر ث أوحي إلي ه ليبلغه رجل منك أو من قومك فبعث عليا iليكون القارىء البلغ قالوا :و هذا يدل على تقدي علي .و أيضا iفلم يعرف أنه قدم أحدا iعل ى علي .و أما أبو بكر و عمر فقدم عليهما ف غزاتي أسامة بن زيد مرة و عمر بن العاص أخرى و هذه كلها أدلة شاهدة بتعيي علي للخلفة دون غيه فمنها ما هو غي معروف و منها ما هو بعيد عن تأويلهم ث منهم من يرى أن هذه النصوص تدل على تعيي علي و تشخيصه .و كذلك تنتقل منه إل من بعده و هؤلء هم المامية و يتبأون من الشيخي حيث ل يقدموا عليا iو يبايعوه بقتضى هذه النصوص و يغمصون ف إمامتهما و ل يلتفت إل نقل القدح فيهما من غلتم فهو مردود عندنا و عندهم و منهم من يقول أن هذه الدلة إنا اقتضت تعيي علي بالوصف ل بالشخص و الناس مقصرون حيث ل يصغوا الوصف موضعه و هؤلء هم الزيدية و ل يتبأون من الشيخي و ل يغمص ون ف إمامتهما مع قولم بأن عليا iأفضل منهما لكنهم يوزون إمامة الفضول مع وجود الفضل.
ث اختلفت نقول هؤلء الشيعة ف مساق اللفة بعد علي فمنهم من ساقها ف ولد فاطمة بالنص عليهم واحدا iبعد واحد على ما يذكر بعد و هؤلء يسمون المامية نسبة iإل مقالتهم باشتراط معرفة المام و تعيينه ف اليان و هي أصل عندهم و منهم من ساقها ف ولد فاطمة لكن بالختيار من الشيوخ و يشترط أن يكون المام منهم عالا iزاهدا iجوادا iشجاعا iو يرج داعيا iإل إمامته و هؤلء ه م الزيدي ة نس بة إل صاحب الذهب و هو زيد بن علي بن السي السبط و قد كان يناظر أخاه ممدا iالباقر على اشتراط الروج ف المام فيلزمه الب اقر أن ل يكون أبوها زين العابدين إماما iلنه ل يرج و ل تعرض للخروج و كان مع ذلك ينعى عليه مذاهب العتزلة و أخذه إياها عن واصل ب ن عطاء و لا ناظر المامية زيدا iف إمامة الشيخي و رأوه يقول بإمامتهما و ل يتبأ منهما رفضوه و ل يعلوه من الئمة و بذلك سوا رافضة و منهم من ساقها بعد علي و ابنيه السبطي على اختلفهم ف ذلك إل أخيهما ممد بن النفية ث إل ولده و هم الكيسانية نسبة إل كيسان موله و بي هذه الطوائف اختلفات كثية تركناها اختصارا iو منهم طوائف يسمون الغلة تاوزوا حد العقل و اليان ف القول بألوهي ة هؤلء الئمة .إما على أنم بشر اتصفوا بصفات اللوهية أو أن الله حل ف ذاته البشرية و هو قول باللول يوافق م ذهب النص ارى ف عيسى صلوات ال عليه و لقد حرق علي رضي ال عنه بالنار من ذهب فيه إل ذلك منهم و سخط ممد بن النفية الختار بن أب عبيد لا بلغه مثل ذلك عنه فصرح بلعنته و الباءة منه و كذلك فعل جعفر الصادق رضي ال تعال عنه بن بلغه مثل هذا عنه و منهم من يق ول إن كمال المام ل يكون لغيه فإذا مات انتقلت روحه إل إمام آخر ليكون فيه ذلك الكمال و هو قول بالتناسخ و من هؤلء الغلة من يقف عند واحد من الئمة ل يتجاوزه إل غيه بسب من يعي لذلك عندهم و هؤلء هم الواقفية فبعضهم يقول هو حي ل يت إل أنه غ ائب عن أعي الناس و يستشهدون لذلك بقصة الضر قيل مثل ذلك ف علي رضي ال عنه ل أنه ف السحاب و الرعد صوته و البق ف صوته و قالوا مثله ف ممد بن النيفة و إنه ف جبل رضوى من أرض الجاز. و قال شاعرهم. ولة الق أربعة سواء أل أن الئمة من قريش علي و الثلثة من بنيه هم السباط ليس بم خفاء فسبط سبط إيان و بر و سبط غيبته كربلء و سبط ل يذوق الوت حت يقود اليش يقدمه اللواء تغيب ل يرى فيهم زمانا iبرضوى عنده عسل و ماء و قال مثله غلة المامية و خصوصا iالثنا عشرية منهم يزعمون أن الثان عشر من أئمتهم و هو ممد بن السن العسكري و يلقبونه الهدي دخل ف سرداب بدارهم ف اللة و تغيب حي اعتقل مع أمه و غاب هنالك و هو يرج آخر الزمال فيمل الرض عدل iيشيون بذلك إل الديث الواقع ف كتاب الترمذي ف الهدي و هم إل الن ينتظرونه و يسمونه النتظر لذلك ،و يقفون ف كل ليلة بعد صلة الغرب بباب هذا السرداب و قد قدموا مركبا iفيهتمون باسه و يدعونه للخروج حت تشتبك النجوم ث ينفضون و يرجئون المر إل الليلة التية و ه م على ذلك لذا العهد و بعض هؤلء الواقفية يقول أن المام الذي مات يرجع إل حياته الدنيا و يستشهدون لذلك با وقع ف القرآن الكري من قصة أهل الكهف و الذي مر على قرية و قتيل بن إسرائيل حي ضرب بعظام البقرة الت أمروا بذبها و مثل ذلك من ال وارق ال ت وقعت على طريق العجزة و ل يصح الستشهاد با ف غي مواضعها و كان من هؤلء السيد الميي و من شعره ف ذلك إذا ما الرء شاب له قذال وعلله الواشط بالضاب فقد ذهبت بشاشته و أودى فقم يا صاح نبك على الشباب إل يوم تتوب الناس فيه إل دنياهم قبل الساب فليس بعائد مافات منه إل أحد إل يوم الياب أدين بأن ذلك دين حق وما أنا ف النشور بذي ارتياب كذاك ال أخب عن أناس حيوا من بعد درس ف التراب و قد كفانا مؤونة هؤلء الغلة أئمة الشيعة فإنم ل يقولون با و يبطلون احتجاجاتم عليها و أما الكيسانية فساقوا المامة من بعد ممد بن النفية إل ابنه أب هاشم و هؤلء هم الاشية ث افترقوا فمنهم من ساقها بعده إل أخيه علي ث إل ابنه السن بن علي و آخرون يزعمون أن
أبا هاشم لا مات بأرض السراة منصرفا iمن الشام أوصى إل ممد بن علي بن عبد ال بن عباس و أوصى ممد إل ابنه ابراهي م الع روف بالمام و أوصى هو إل أخيه عبد ال بن الارثية اللقب بالسفاح و أوصى هو إل أخيه عبد ال أب جعفر اللقب بالنص ور و انتقل ت ف ولده بالنص و العهد واحدا iبعد واحد إل آخرهم و هذا مذهب الاشية القائمي بدولة بن العباس و كان منهم أبو مسلم و س ليمان ب ن كثي و أبو سلمة اللل و غيهم من شيعة العباسية و ربا يعضدون ذلك بأن حقهم ف هذا المر يصل إليه من العباس لنه كان حيا iوقت الوفاة و هو أول بالوراثة بعصبية العمومة و أما الزيدية فساقوا المامة على مذهبهم فيها و إنا باختيار أهل الل و العقد ل بالنص فق الوا بإمامة علي ث ابنه السن ث أخيه السي ث ابنه زيد بن علي و هو صاحب هذا الذهب و خرج بالكوفة داعيا iإل المامة فقتل و ص لب بالكناسة و قال الزيدية بإمامة ابنه يي من بعده فمضى إل خراسان و قتل بالوزجان بعد أن أوصى إل ممد بن عبد ال بن حس ن ب ن السن السبط و يقال له النفس الزكية ،فخرج بالجاز و تلقب بالهدي و جاءته عساكر النصور فقتل و عهد إل أخي ه إبراهي م فق ام بالبصرة و معه عيسى بن زيد بن علي فوجه إليهم النصور عساكره فهزم و قتل إبراهيم و عيسى و كان جعفر الصادق أخبهم بذلك كله و هي معدودة ف كراماته و ذهب آخرون منهم إل أن المام بعد ممد ابن عبد ال النفس الزكية هو ممد بن القاسم بن علي بن عمر ،و عمر هو أخو زيد بن علي فخرج ممد بن القاسم بالطالقان فقبض عليه و سيق إل العتصم فحبسه و مات ف حبسه و قال آخ رون م ن الزيدية أن المام بعد يي بن زيد هو أخوه عيسى الذي حصر مع إبراهيم بن عبد ال ف قتاله مع منصور و نقلوا المامة ف عقب ه و إلي ه انتسب دعي الزنج كما نذكره ف أخبارهم و قال آخرون من الزيدية أن المام بعد ممد بن عبد ال أخوة إدريس الذي فر إل الغ رب و مات هنالك و قام بأمر ابنه إدريس و اختط مدينة فاس و كان من بعده عقبه ملوكا iبالغرب إل أن انقرضوا كما نذكره ف أخب ارهم .و بقي أمر الزيدية بعد ذلك غي منتظم و كان منهم الذاعي الذي ملك طبستان و هو السن بن زيد بن ممد بن إساعيل بن السن بن زيد بن علي بن السي السبط و أخوه ممد بن زيد ث قام بذه الدعوة ف الديلم الناصر الطروش منهم ،و أسلموا على يده و هو السن ب ن علي بن السن بن علي بن عمر و عمر أخو زيد بن علي فكانت لبنيه بطبستان دولة و توصل الديلم من نسبهم إل اللك و الستبداد على اللفاء ببغداد كما نذكر ف أخبارهم .و أما المامية فساقوا المامة من علي الرضى إل ابنه السن بالوصية ث إل أخيه السي ث إل ابن ه علي زين العابدين ث إل ابنه ممد الباقر ث إل ابنه جعفر الصادق و من هنا افترقوا فرقتي فرقة ساقها إل ولده إساعيل و يعرف ونه بينه م بالمام و هم الساعيلية و فرقة ساقوها إل ابنه موسى الكاظم و هم الثنا عشرية لوقوفهم عند الثان عشر من الئمة و قولم بغيبته إل آخر الزمان كما مر فأما الساعيلية فقالوا بإمامة اساعيل المام بالنص من أبيه جعفر و فائدة النص عليه عندهم و إن كان قد مات قبل أبيه إن ا هو بقاء المامة ف عقبه كقصة هارون مع موسى صلوات ال عليهما قالوا انتقلت المامة من إساعيل إل ابنه ممد الكتوم و هو أول الئمة الستورين لن المام عندهم قد ل يكون له شوكة فيستتر و تكون دعاته ظاهرين إقامة للحجة على اللق و إذا كانت له ش وكة ظه ر و أظهر دعوته قالوا و بعد ممد الكتوم ابنه جعفر الصادق و بعده ابنه ممد البيب و هو آخر الستورين و بعده ابنه عبد ال الهدي ال ذي أظهر دعوته أبو عبد ال الشيعي ف كتامة و تتابع الناس على دعوته ث أخرجه من معتقله بسجلماسة و ملك القيوان و الغرب و ملك بنوه من بعده مصر كما هو معروف ف أخبارهم و يسمى هؤلء نسبة إل القول بإمامة إساعيل و يسمون أيضا iبالباطنية نسبة إل قولم بالمام الباطن أي الستور و يسمون أيضا iاللحدة لا ف ضمن مقالتهم من اللاد و لم مقالت قدية و مقالت جديدة دعا إليها السن بن ممد الصباح ف آخر الائة الامسة و ملك حصونا iبالشام و العراق و ل تزل دعوته فيها إل أن توزعها اللك بي ملوك الترك بصر و ملوك التتر بالعراق فانفرضت .و مقالة هذا الصباح ف دعوته مذكورة ف كتاب اللل و النحل للشهرستان .و أما الثنا عشرية فربا خص وا باس م المامية عند التأخرين منهم فقالوا بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق لوفاة أخيه الكب إساعيل المام ف حياة أبيهما جعفر فنص على إمامة موسى هذا ث ابنه علي الرضا الذي عهد إليه الأمون و مات قبله ل يتم له أمر ث ابنه ممد التقي ث ابنه علي الادي ث ابنه ممد السن العسكري ث ابنه ممد الهدي النتظر الذي قدمناه قبل و ف كل واحدة من هذه القالت للشيعة اختلف كثي إل أن هذه أشهر مذاهبهم و من أراد استيعابا و مطالعتها فعليه بكتاب اللل و النحل لبن حزم و الشهرستان و غيها ففيها بيان ذلك و ال يضل من يشاء و يهدي من يشاء إل صراط مستقيم و هو العلي الكبي.
الفصل الثامن و العثسرون ف انقلب اللفة إل اللك إعلم أن اللك غاية طبيعية للعصبية ليس وقوعه عنها باختيار إنا هو بضرورة الوجود و ترتيبه كما قلناه من قبل و أن الشرائع و الديانات و كل أمر يل عليه المهور فل بد فيه من العصبية إذ الطالبة ل تتم إل با كما قدمناه. فالعصبية ضرورية للملة و بوجودها يتم أمر ال منها و ف الصحيح ما بعث ال نبيا iإل ف منعة من قومه ث وجدنا الشارع قد ذم العصبية و ندب إل إطراحها و تركها فقال :إن ال أذهب عنكم عبية الاهلية و فخرها بالباء أنتم بنو آدم و آدم من تراب ،و قال تعال إن أكرمكم عند ال أتقاكم و وجدناه أيضا iقد ذم اللك و أهله و نعى على أهله أحوالم من الستمتاع باللق و السراف ف غي القصد و التنك ب عن صراط ال و إنا حض على اللفة ف الدين و حذر من اللف و الفرقة ،و أعلم أن الدنيا كلها و أحوالا مطية للخرة و من فقد الطية فقد الوصول ،و ليس مراده فيما ينهى عنه أو يذمه من أفعال البشر أو يندب إل تركه إهاله بالكلية أو اقتلعه من أصله و تعطيل القوى الت ينشأ عليها بالكلية إنا قصده تصريفها ف أغراض الق جهد الستطاعة حت تصي القاصد كلها حقا iو تتحد الوجهة كما قال صلى ال عليه و سلم :من كانت هجرته إل ال و رسوله فهجرته إل ال و رسوله و من كانت هجرته إل دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إل م ا هاجر إليه .فلم يذم الغضب و هو يقصد نزعه من النسان فإنه لو زالت منه قوة الغضب لفقد منه النتصار للحق و بطل اله اد و إعلء كلمة ال و إنا يذم الغضب للشيطان و للغراض الذميمة فإذا كان الغصب لذلك كان مذموما iو إذا كان الغضب ف ال و ل كان مدوحاi و هو من شائله صلى ال عليه و سلم و كذا ذم الشهوات أيضا iليس الراد إبطالا بالكلية فإن من بطلت شهوته كان نقصا iف حقه و إن ا الراد تصريفها فيما أبيح له باشتماله على الصال ليكون النسان عبدا iمتصرفا iطوع الوامر اللية و كذا العصبية حيث ذمها الشارع و قال لن تنفعكم أرحامكم ول أولدكم ،فإنا مراده حيث تكون العصبية على الباطل و أحواله كما كانت ف الاهلية و أن يكون لحد فخر با أو حق على أحد لن ذلك مال من أفعال العقلء و غي نافع ف الخرة الت هي دار القرار فأما إذا كانت العصبية ف الق و إقامة أم ر ال فأمر مطلوب و لو بطل لبطلت الشرائع إذ ل يتم قوامها إل بالعصبية كما قلناه من قبل و كذا اللك لا ذمه الشارع ل يذم منه الغلب بالق و قهر الكافة على الدين و مراعاة الصلح و إنا ذمه لا فيه من التغلب بالباطل و تصريف الدميي طوع الغراض و الشهوات كما قلن اه، فلو كان اللك ملصا iف غلبه للناس أنه ل و لملهم على عبادة ال و جهاد عدوه ل يكن ذلك مذموما iو قد قال سليمان صلوات ال عليه: رب هب ل ملكا iل ينبغي لحد من بعدي. لا علم من نفسه أنه بعزل عن الباطل ف النبؤة و اللك .و لا لقي معاوية عمر بن الطاب رضي ال عنهما عند قدومه إل الش ام ف أب ة اللك وزيه من العديد و العدة استنكر ذلك و قال :أكسروية يا معاوية فقال يا أمي الؤمني أنا ف ثغر تاه العدو و بنا إل مباه اتم بزين ة الرب و الهاد حاجة فسكت و ل يطئه لا احتج عليه بقصد من مقاصد الق و الدين فلو كان القصد رفض اللك م ن أصله ل يقنع ه الواب ف تلك الكسروية و انتحالا بل كان يرض على خروجه عنها بالملة و إنا أراد عمر بالكسروية ما كان عليه أه ل ف ارس ف ملكهم من ارتكاب الباطل و الظلم و البغي و سلوك شبله و الغفلة عن ال و أجابه معاوية بأن القصد بذلك ليس كسروية فارس و باطلهم و إنا قصده با وجه ال فسكت ،و هكذا كان شأن الصحابة ف رفض اللك و أحواله و نسيان عوائده حذرا iمن التباسها بالباط ل فلم ا استحضر رسول ال صلى ال عليه و سلم استخلف أبا بكر على الصلة إذ هي أهم أمور الدين و ارتضاه الناس للخلفة و هي حل الكافة على أحكام الشريعة و ل ير للملك ذكر لا أنه مظنة للباطل و نلة يومئذ لهل الكفر و أعداء الدين فقام بذلك أبو بكر ما شاء ال متبع اi سنن صاحبه وقاتل أهل الردة حت اجتمع العرب على السلم ث عهد إل عمر فاقتفى أثره و قاتل المم فغلبهم و أذن للعرب بانتزاع م ا بأيديهم من الدنيا و اللك فغلبوهم عليه و انتزعوه منهم ث صارت إل عثمان بن عفان ث إل علي رضى عنهما و الكل متبئون من الل ك منكبون عن طرقه و أكد ذلك لديهم ما كانوا عليه من عضاضة السلم و بداوة العرب فقد كانوا أبعد المم عن أحوال الدنيا و ترفه ا ل من حيث دينهم الذي يدعوهم إل الزهد ف النعيم و ل من حيث بداوتم و مواطنهم و ما كانوا عليه من خشونة العيش و ش ظفه ال ذي ألفوه ،فلم تكن أمة من المم أسغب عيشا iمن مضر لا كانوا بالجاز ف أرض غي ذات زرع و ل ضرع و كانوا منوعي من الري اف و حبوبا لبعدها و اختصاصها بن وليها من ربيعة و اليمن فلم يكونوا يتطاولون إل خصبها و لقد كانوا كثيا iما يأكلون العقارب و النافس و يفخرون بأكل العلهز و هو وبر البل يهونه بالجارة ف الدم و يطبخونه و قريبا من هذا كانت حال قريش ف مطاعمهم و مس اكنهم
حت إذا اجتمعت عصبية العرب على الدين با أكرمهم ال من نبوة ممد صلى ال عليه و سلم زحفوا إل أمم فارس و الروم و طلب وا م ا كتب ال لم من الرض بوعد الصدق فابتزوا ملكهم و استباحوا دنياهم فزخرت بار الرفه لديهم حت كان الفارس الواحد يقسم ل ه ف بعض الغزوات ثلثون ألفا iمن الذهب أو نوها فاستولوا من ذلك على مال يأخذه الصر و هم مع ذلك على خشونة عيشهم فكان عم ر يرقع ثوبه باللد و كان علي يقول :يا صفراء و يا بيضاء غري غيي و كان أبو موسى يتجاف عن أكل الدجاج لنه ل يعه دها للع رب لقلتها يومئذ و كانت الناخل مفقودة iعندهم بالملة و إنا يأكلون النطة بنخالا و مكاسبهم مع هذا أت ما كانت لحد من أهل الع ال قال :السعودي ف أيام عثمان أفت الصحابة الضياع و الال فكان له يوم قتل عند خازنه خسون و مائة ألف دينار و ألف ألف درهم و قيمة ضياعه بوادي القرى و حني و غيها مائتا ألف دينار و خلف إبل iو خيل iكثية iو بلغ الثمن الواحد من متروك الزبي بعد وفاته خس ي ألف دينار و خلف ألف فرس و ألف أمة و كانت غلة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم و من ناحية السراة أكثر من ذلك و كان على مربط عبد الرحن بن عوف ألف فرس و له ألف بعي و عشرة آلف من الغنم و بلغ الربع من متروكه بعد وفاته أربعة و ثاني ألفا iو خلف زيد بن ثابت من الفضة و الذهب ما كان يكسر بالفؤوس غي ما خلف من الموال و الضياع بائة ألف دينار و بن الزبي داره بالبص رة و كذلك بن بصر و الكوفة والسكندرية و كذلك بن طلحة داره بالكوفة و شيد دارة بالدينة وبناها بالص و الجر و الساج و بن س عد بن أب وقاص داره بالعقيق و رفع سكها و أوسع فضاءها و جعل على أعلها شرفات و بن القداد داره بالدينة و جعلها مصصة الظاهر و الباطن و خلف يعلى بن منبه خسي ألف دينار و عقارا iو غي ذلك ما قيمته ثلثائة ألف درهم من كلم السعودي .فكانت مكاسب القوم كما تراه و ل يكن ذلك منيعا iعليهم ف دينهم إذ هي أموال حلل لنا غنائم و فيوء و ل يكن تصرفهم فيها بإسراف إنا كانوا على قصد ف أحوالم كما قلناه فلم يكن ذلك بقادح فيهم و أن كان الستكثار من الدنيا مذموما iفإنا يرجع إل ما أشرنا إليه من السراف و الروج به عن القصد و إذا كان حالم قصدا iو نفقاتم ف سبيل الق و مذاهبه كان ذلك الستكثار عونا iلم على طرق الق و اكتس اب ال دار الخرة فلما تدرجت البداوة و الغضاضة إل نايتها و جاءت طبيعة اللك الت هي مقتضى العصبية كما قلناه و حصل التغلب و القهر كان حكم ذلك اللك عندهم حكم ذلك الرفه و الستكثار من الموال فلم يصرفوا ذلك التغلب ف باطل ول خرجوا به عن مقاصد الديان ة و مذاهب الق ،و لا وقعت الفتنة بي علي و معاوية و هي مقتضى العصبية كان طريقهم فيها الق و الجتهاد و ل يكون وا ف م اربتهم لغرض دنيوي أو ليثار باطل أو لستشعار حقد كما قد يتوهه متوهم وينع إليه ملحد و إنا اختلف اجتهادهم ف الق و سفه كل واحد نظر صاحبه باجتهاده ف الق فاقتتلوا عليه و إن كان الصيب عليا فلم يكن معاوية قائما iفيها بقصد الباطل إنا قصد الق و أخطأ و الك ل كانوا ف مقاصدهم على حق ث اقتضت طبيعة اللك النفراد بالد و استئثار الواحد به و ل يكن لعاوية أن يدفع عن نفسه و قومه فهو أمر طبيعي ساقته العصبية بطبيعتها و استشعرته بنو أمية و من ل يكن على طريقة معاويه ف اقتفاء الق من أتباعهم فاعصوصبوا عليه و استماتوا دونه و لو حلهم معاوية على غي تلك الطريقة و خالفهم ف النفراد بالمر لوقوع ف افتراق الكلمة الت كان جعها و تأليفها أهم عليه من أمر ليس وراءه كبي مالفة و قد كان عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه يقول :إذا رأى القاسم بن ممد بن أب بكر لو كان ل من الم ر شيء لوليته اللفة و لو أراد أن يعهد إليه لفعل و لكنة كان يشى من بن أمية أهل الل و العقد لا ذكرناه فل يقدر أن يول المر عنه م لئل تقع الفرقة .و هذا كله إنا حل عليه منازع اللك الت هي مقتضى العصبية فاللك إذا حصل و فرضنا أن الواحد انفرد به و ص رفه ف مذاهب الق و وجوهه ل يكن ف ذلك نكي عليه و لقد انفرد سليمان و أبوه داود صلوات ال عليهما بلك بن إسرائيل لا اقتضته طبيع ة اللك من النفراد به وكانوا ما علمت من النبؤة و الق و كذلك عيد معاوية إل يزيد خوفا iمن افتراق الكلمة با كانت بنو أمية ل يرضوا تسليم المر إل من سواهم .فلو قد عهد إل غيه اختلفوا عليه مع أن ظنهم كان به صالا iو ل يرتاب أحد ف ذلك و ل يظن بعاوية غيه فلم يكن ليعهد إليه و هو يعتقد ما كان عليه من الفسق حاشا ال لعاوية من ذلك و كذلك كان مروان بن الكم و ابنه و أن كانوا ملوكاi ل يكن مذهبهم ف اللك مذهب أهل البطالة و البغي إنا كانوا متحرين لقاصد الق جهدهم إل ف ضرورة تملهم على بعضها مثل خشية افتراق الكلمة الذي هو أهم لديهم من كل مقصد يشهد لذلك ما كانوا عليه من التباع و القتداء و ما علم الس لف م ن أح والم و مقاصدهم فقد احتج مالك ف الوطأ بعمل عند اللك و أما مروان فكان من الطبقة الول من التابعي و عدالتهم معروفة ث تدرج الم ر ف ولد عبد اللك و كانوا من الدين بالكان الذي كانوا عليه و توسطهم عمر بن عبد العزيز فنع إل طريقة اللفاء الربعة و الصحابة جهده و ل يهمل .ث جاء خلفهم و استعملوا طبيعة اللك ف أغراضهم الدنيوية و مقاصدهم و نسوا ما كان عليه سلفهم من تري القصد فيها و
اعتماد الق ف مذاهبها فكان ذلك ما دعا الناس إل أن نعوا عليهم أفعالم و أدالوا بالدعوة العباسية منهم و ول رجالا المر فكانوا م ن العدالة بكان و صرفوا اللك ف وجوه الق و مذاهبه ما استطاعوا حت جاء بنو الرشيد من بعده فكان منهم الصال و الطال ث أفضى المر إل بنيهم فأعطوا اللك و الترف حقه و انغمسوا ف الدنيا و باطلها و نبذوا الدين وراءهم ظهريا iفتأذن ال بربم و انتزاع المر من أي دي العرب جلة و أمكن سواهم و ال ل يظلم مثقال ذرة .و من تأمل سي هؤلء اللفاء و اللوك و اختلفهم ف تري الق من الباطل عل م صحة ما قلناه و قد حكاه السعودي مثله ف أحوال بن أمية عن أب جعفر النصور و قد حصر عمومته و ذكروا بن أمية فقال :أم ا عب د اللك فكان جبارا iل يبال با صنع و أما سليمان فكان هه بطنه و فرجه و أما عمر فكان أعور بي عميان و كان رجل القوم هشام قال و ل يزل بنو أمية ضابطي لا مهد لم من السلطان يوطونه و يصونون ما و هب ال لم منه مع تسلمهم معال المور و رفضهم دنياتا حت أفضى المر إل أبنائهم الترفي فكانت هتهم قصد الشهوات و ركوب اللذات من معاصي ال جهل iباستدراجه و أمنا iلكره مع اطراحه م صيانة اللفة و استخفافهم بق الرئاسة و ضعفهم عن السياسة فسلبهم ال العز و ألبسهم الذل و نفى عنهم النعمة ث استحضر عبد ال ابن مروان فقص عليه خبه مع ملك النوبة لا دخل أرضهم فارا iأيام السفاح قال أقمت مليا iث أتان ملكهم فقعد على الرض و قد بسطت ل فرش ذات قيمة فقلت ما منعك عن القعود على ثيابنا فقال إن ملك و حق لكل ملك أن يتواضع لعظم ة ال إذ رفع ه ال ث ق ال ل :ل تشربون المر و هي مرمة عليكم ف كتابكم ؟ فقلت :اجترأ على ذلك عبيدنا و أتباعنا قال :فلم تطئون الزرع بدوابكم و الفس اد م رم عليكم ؟ قلت :فعل ذلك عبيدنا و أتباعنا بهلهم قال :فلم تلبسون الديباج و الذهب و الرير و هو مرم عليكم ف كتابكم ؟ قلت :ذهب منا اللك و انتصرنا بقوم من العجم دخلوا ف ديننا فلبسوا ذلك على الكره منا ،فأطرق ينكث بيده ف الرض و يقول عبيدنا و أتباعن ا و أعاجم دخلوا ف ديننا ث رفع رأسه إل و قال :ليس كما ذكرت بل أنتم قوم استحللتم ما حرم ال عليكم وأتيتم ما عنه نيتم و ظلمتم فيما ملكتم فسلبكم ال العز و ألبسكم الذل بذنوبكم و ل نقمة ل تبلغ غايتها فيكم و أنا خائف أن يل بكم العذاب و أنتم ببلدي فينالن معكم و إنا الضيافة ثلث فتزود ما احتجت إليه و ارتل عن أرضي فتعجب النصور و أطرق فقد تبي لك كيف انقلبت اللفة إل الل ك و أن المر كان ف أوله خلفة و وازع كل أحد فيها من نفسه و هو الدين و كانوا يؤثرونه على أمور دنياهم و أن أفضت إل هلكهم وحدهم دون الكافة فهذا عثمان لا حصر ف الدار جاءه السن و السي و عبد ال بن عمر و ابن جعفر وأمثالم يريدون الدافعة عنه فأب و منع من سل السيوف بي السلمي مافة الفرقة و حفظا iلللفة الت با حفظ الكلمة و لو أدى إل هلكه .و هذا علي أشار عليه الغية لول وليته باستبقاء الزبي ومعاوية و طلحة على أعمالم حت يتمع الناس على بيعته و تتفق الكلمة و له بعد ذلك ما شاء من أمره و كان ذلك م ن سياسة اللك فأب فرارا iمن الغش الذي ينافيه السلم و غدا عليه الغية من الغداة فقال :لقد أشرت عليك بالمس با أشرت ث ع دت إل نظري فعلمت أنه ليس من الق و النصيحة وأن الق فيما رأيته أنت فقال علي :ل و ال بل أعلم أنك نصحتن بالمس و غششتن اليوم و لكن منعن ما أشرت به زائد الق و هكذا كانت أحوالم ف إصلح دينهم بفساد دنياهم و نن: نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فل ديننا يبقى و ل ما نرقع فقد رأيت كيف صار المر إل اللك و بقيت معان اللفة من تري الدين ومذاهبه و الري على منهاج ال ق و ل يظه ر التغي إل ف الوازع الذي كان دينا iث انقلب عصبية iو سيفا iو هكذا كان المر لعهد معاوية و مروان و ابنه عبد اللك و الصدر الول من خلف اء بن العباس إل الرشيد و بعض ولده ث ذهبت معان اللفة و ل يبق إل اسها و صار المر ملكا iبتا iو جرت طبيع ة التغل ب إل غايته ا و استعملت ف أغراضها من القهر التقلب ف الشهوات و اللذ و هكذا كان المر لولد عبد اللك و لن جاء بعد الرشيد من بن العب اس و اسم اللفة باقيا iفيهم لبقاء عصبية العرب و اللفة و اللك ف الطورين ملتبس بعضهما ببعض ث ذهب رسم اللفة و أثرها بذهاب عصبية العرب و فناء جيلهم و تلشى أحوالم وبقى المر ملكا iبتا iكما كان الشأن ف ملوك العجم بالشرق يدينون بطاعة الليفة تبكا iو الل ك بميع ألقابه و مناحيه لم و ليس للخليفة منه شيء و كذلك فعل ملوك زناتة بالغرب مثل صنهاجة مع العبيديي و مغراوة و بن يفرن أيضاi مع خلفاء بن أمية بالندلس و العبيديي بالقيوان فقد تبي أن اللفة قد وجدت بدون اللك أول ث التبست معانيهما و اختلطت ث انفرد اللك حيث افترقت عصبيته من عصبية اللفة و ال مقدر الليل و النهار و هو الواحد القهار.
الفصل التاسع و العشرون ف معن البيعة إعلم أن البيعة هي العهد على الطاعة كأن البايع يعاهد أميه على أنه يسلم له النظر ف أمر نفسه و أمور السلمي ل ينازعه ف ش يء م ن ذلك و يطيعه فيما يكلفه به من المر على النشط و الكره و كانوا إذا بايعوا المي و عقدوا عهده جعلوا أيديهم ف يديه تأكي دا iللعه د فأشبه ذلك فعل البائع و الشتري فسمي بيعة iمصدر باع و صارت البيعة مصافحة iباليدي هذا مدلولا ف عرف اللغة و معهود الش رع و هو الراد ف الديث ف بيعة النب صلى ال عليه و سلم ليلة العقبة و عند الشجرة وحيثما و رد هذا اللفظ و منه بيعة اللفاء و من ه أي ان البيعة كان اللفاء يستحلفون على العهد و يستوعبون اليان كلها لذلك فسمي هذا الستيعاب إيان البيعة و كان الكراه فيه ا أك ثر و أغلب و لذا لا أفت مالك رضي ال عنه بسقوط يي الكراه أنكرها الولة عليه و رأوها قادحة iف أيان البيعة ،و وقع ما وقع م ن من ة المام رضي ال عنه و أما البيعة الشهورة لذا العهد فهي تية اللوك الكسروية من تقبيل الرض أو اليد أو الرجل أو الذيل أطلق عليها اسم البيعة الت هي العهد على الطاعة مازا iلا كان هذا الضوع ف التحية و التزام الداب من لوازم الطاعة و توابعها و غلب فيه حت ص ارت حقيقية iعرفية iو استغن با عن مصافحة أيدي الناس الت هي القيقة ف الصل لا ف الصافحة لكل أحد م ن التنل و البت ذال الن افيي للرئاسة و صون النصب اللوكي إل ف القل من يقصد التواضع من اللوك فيأخذ به نفسه مع خواصه و مشاهي أهل الدين من رعيته فافهم معن البيعة ف العزف فإنه أكيد على النسان معرفته لا يلزمه من حق سلطانه و إمامه و ل تكون أفعاله عبثا iو مانا iو اعتب ذلك من أفعالك مع اللوك و ال القوي العزيز.
الفصل الثلثون ف ولية العهد إعلم أنا قدمنا الكلم ف المامة و مشروعيتها لا فيها من الصلحة و أن حقيقتها للنظر ف مصال المة لدينهم و دنياهم فهو وليهم و المي عليهم ينظر لم ذلك ف حياته و يتبع ذلك أن ينظر لم بعد ماته و يقيم لم من يتول أمورهم كما كان هو يتولها ويثقون بنظره ل م ف ذلك كما و ثقوا به فيما قبل و قد عرف ذلك من الشرع بإجاع المة على جوازه و انعقاده إذ وقع بعهد أب بكر رضي ال عن ه لعم ر بحضر من الصحابة و أجازوه و أوجبوا على أنفسهم به طاعة عمر رضي ال عنه و عنهم و كذلك عهد عمر ف الشورى إل الستة بقي ة العشرة و جعل لم أن يتاروا للمسلمي ففوض بعضهم إل بعض حت أفضى ذلك إل عبد الرحن بن عوف فاجتهد و ن اظر الس لمي فوجدهم متفقي على عثمان و على علي فآثر عثمان بالبيعة على ذلك لوافقته إياه على لزوم القتداء بالشيخي ف كل ما يعن دون اجتهاده فانعقد أمر عثمان لذلك و أوجبوا طاعته و الل من الصحابة حاضرون للول و الثانية و ل ينكره أحد منهم فدل على أنم متفقون عل ى صحة هذا العهد عارفون بشروعيته. و الجاع حجة كما عرف وليتهم المام ف هذا المر و أن عهد إل أبيه أو ابنه لنه مأمون على النظر لم ف حياته فأول أن ل يتم ل فيها تبعة iبعد ماته خلفا iلن قال باتامه ف الولد و الوالد أو لن خصص التهمة بالولد دون الوالد فإنه بعيد عن الظنة ف ذلك كله ل س يما إذا كانت هناك داعية تدعو إليه من إيثار مصلحة أو توقع مفسدة فتنتفي الظنة ف ذلك رأسا iكما وقع ف عهد معاوية لبنه يزيد و إن كان فعل معاوية مع وفاق الناس له حجة ف الباب و الذي دعا معاوية ليثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه إنا هو مراعاة الصلحة ف اجتم اع الناس و اتفاق أهوائهم باتفاق أهل الل و العقد عليه حينئذ من بن أمية إذ بنو أمية يومئذ ل يرضون سواهم و هم عصابة قريش و أهل اللة أجع و أهل الغلب منهم فآثره بذلك دون غيه من يظن أنه أول با و عدل عن الفاضل إل الفضول حرصا iعلى التفاق و اجتماع الهواء الذي شأنه أهم عند الشارع. و إن كان ل يظن بعاوية غي هذا فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك وحضور أكابر الصحابة لذلك و سكوتم عنه دليل على انتف اء الريب فيه فليسوا من يأخذهم ف الق هوادة و ليس معاوية من تأخذه العزة ف قبول الق فإنم كلهم أجل من ذلك و عدالتهم مانعة منه و فرار عبد ال بن عمر من ذلك إنا هو ممول على تورعه من الدخول ف شيء من المور مباحا iكان أو مظورا iكما هو معروف عنه و ل يبق ف الخالفة لذا العهد الذي اتفق عليه المهور إل ابن الزبي و ندور الخالف معروف ث إنه وقع مثل ذلك من بعد معاوية من اللف اء
الذين كانوا يتحرون الق و يعملون به مثل عبد اللك و سليمان من بن أمية و السفاح والنصور والهدي و الرشيد من بن العباس و أمثالم من عرفت عدالتهم و حسن رأيهم للمسلمي و النظر لم و ل يعاب عليهم إيثار أبنائهم و إخوانم و خروجهم عن سنن اللفاء الربعة ف ذلك فشأنم غي شأن أولئك اللفاء فأنم كانوا على حي ل .تدث طبيعة اللك و كان الوازع دينيا iفعند كل أحد وازع من نفسه فعهدوا إل من يرتضيه الدين فقط و آثروه على غيه و وكلوا كل من يسمو إل ذلك إل وازعه .و أما من بعدهم من لدن معاوية فكانت العصبية قد أشرفت على غايتها من اللك و الوازع الدين قد ضعف و احتيج إل الوازع السلطان و العصبان فلو عهد إل غي من ترتضيه العص بية لردت ذلك العهد و انتقض أمره سريعا iو صارت الماعة إل الفرقة و الختلف. سأل رجل عليا iرضي ال عنه :ما بال السلمي اختلفوا عليك و ل يتلفوا على أب بكر و عمر فقال :لن أبا بكر و عمر كانا واليي عل ى مثلي و أنا اليوم وال على مثلك يشي إل وازع الدين أفل ترى إل الأمون لا عهد إل علي بن موسى بن جعفر الصادق و ساه الرضا كيف أنكرت العباسية ذلك و نقضوا بيعته و بايعوا لعمه بن الهدي و ظهر من الرج و اللف وانقطاع السبل و تعدد الثوار و الوارج ما كاد أن يصطلم المر حت بادر الأمون من خراسان إل بغداد ورد أمرهم لعاهده فل بد من اعتبار ذلك ف العهد فالعصور تتلف باختلف م ا يدث فيها من المور و القبائل و العصبيات و تتلف باختلف الصال و لكل واحد منها حكم يصه لطفا iمن ال بعباده و أما أن يك ون القصد بالعهد حفظ التراث على البناء فليس من القاصد الدينية إذ هو أمر من ال يص به من يشاء من عباده ينبغي أن تسن فيه النية م ا أمكن خوفا iمن العبث بالناصب الدينية و اللك ل يؤتيه من يشاء ،و عرض هنا أمور تدعو الضرورة إل بيان الق فيها. فالول منها ما حدث ف يزيد من الفسق أيام خلفته فإياك أن تظن بعاوية رضي ال عنه أنه علم ذلك من يزيد فإنه أعدل من ذلك و أفضل بل كان يعذله أيام حياته ف ساع الغناء و ينهاه عنه و هو أقل من ذلك و كانت مذاهبهم فيه متلفة و لا حدث ف يزيد ما ح دث م ن الفسق اختلف الصحابة حينئذ ف شأنه فمنهم من رأى الروج عليه و نقض بيعته من أجل ذلك كما فعل السي و عبد ال بن الزبي رضي ال عنهما و من اتبعهما ف ذلك و منهم من أباه لا فيه من إثارة الفتنة و كثرة القتل مع العجز عن الوفاء به لن شوكة يزيد ي ومئذ ه ي عصابة بن أمية و جهور أهل الل و العقد من قريش و تستتبع عصبية مضر أجع و هي أعظم من كل شوكة و ل تطاق مقاومتهم فأقصروا عن يزيد بسبب ذلك وأقاموا على الدعاء بدايته و الراحة منه و هذا كان شأن جهور السلمي و الكل متهدون و ل ينكر على أحد م ن الفريقي فمقاصدهم ف الب و تري الق معروفة وفقنا ال للقتداء بم. و المر الثان هو شأن العهد مع النب صلى ال عليه و سلم و ما تدعيه الشيعة من وصيته لعلي رضي ال عنه و هو أمر ل يصح و ل نقل ه أحد من أئمة النقل و الذي وقع ف الصحيح من طلب الدواة و القرطاس ليكتب الوصية و أن عمر منع من ذلك فدليل واضح على أن ه ل يقع و كذا قول عمر رضي ال عنه حي طعن و سئل ف العهد فقال :إن أعهد فقد عهد من هو خي من يعن أبا بكر و إن أترك فقد ت رك من هو خي من يعن النب صلى ال عليه و سلم ل يعهد و كذلك قول علي للعباس رضي ال عنهما حي دعاه للدخول إل النب ص لى ال عليه و سلم يسألنه عن شأنما ف العهد فأب على من ذلك و قال إنه إن منعنا منها فل نطمع فيها آخر الدهر و هذا دليل على أن عليا iعلم أنه ل يوص و ل عهد إل أحد و شبهة المامية ف ذلك إنا هي كون المامة من أركان الدين كما يزعمون و ليس كذلك و إنا هي م ن الصال العامة الفوضة إل نظر اللق و لو كانت من أركان الدين لكان شأنا شأن الصلة و لكان يستخلف فيها كما استخلف أبا بكر ف الصلة و لكان يشتهر كما اشتهر أمر الصلة و احتجاج الصحابة على خلفة أب بكر بقياسها على الصلة ف قولم ارتض اه رس ول ال صلى ال عليه و سلم لديننا أفل نرضاه لدنيانا دليل على أن الوصية ل تقع .و يدل ذلك أيضا iعلى أن أمر المامة و العهد با ل يكن مهما كما هو اليوم و شأن العصبية الراعاة ف الجتماع و الفتراق ف ماري العادة ل يكن يومئذ بذلك العتبار لن أمر الدين و السلم ك ان كله بوارق العادة من تأليف القلوب عليه و استماتة الناس دونه و ذلك من أجل الحوال الت كانوا يشاهدونا ف حضور اللئكة لنصرهم و تردد خب السماء بينهم و تدد خطاب ال ف كل حادثة تتلى عليهم فلم يتج إل مراعاة العصبية لا شل الناس من ص بغة النقي اد و الذعان وما يستفزهم من تتابع العجزات الارقة و الحوال اللية الواقعة و اللئكة الترددة الت وجوا منها و دهشوا من تتابعها فكان أمر اللفة و اللك و العهد والعصبية و سائر هذه النواع مندرجا iف ذلك القبيل كما وقع فلما انصر ذلك الدد بذهاب تلك العج زات ث بفناء القرون الذين شاهدوها فاستحالت تلك الصبغة قليل iقليل iو ذهبت الوارق و صار الكم للعادة كما كان فاعتب أم ر العص بية و ماري العوائد فيما ينشأ عنها من الصال و الفاسد و أصبح اللك واللفة و العهد بما مهما iمن الهمات الكيدة كما زعموا و ل يك ن
ذلك من قبل فانظر كيف كانت اللفة لعهد النب صلى ال عليه وسلم غي مهمة فلم يعهد فيها ث تدرجت الهية زمان اللف ة بع ض الشيء با دعت الضرورة إليه ف الماية والهاد و شأن الردة و الفتوحات فكانوا باليار ف الفعل و الترك كما ذكرناه عن عمر رضي ال عنه ث صارت اليوم من أهم المور لللفة على الماية و القيام بالصال فاعتبت فيها العصبية الت هي سر الوازع عن الفرقة و التخ اذل و منشأ الجتماع و التوافق الكفيل بقاصد الشريعة و أحكامها. و المر الثالث شأن الروب الواقعة ف السلم بي الصحابة و التابعي فاعلم أن اختلفهم إنا يقع ف المور الدينية و ينشأ عن الجتهاد ف الدلة الصحيحة و الدارك العتبة و التهدون إذا اختلفوا فإن قلنا إن الق ف السائل الجتهادية واحد من الطرفي و من ل يصادفه فه و مطئ فإن جهته ل تتعي بإجاع فيبقى الكل على احتمال الصابة و ل يتعي الخطئ منها و التأثيم مدفوع عن الكل إجاعا iو إن قلن ا إن الكل حق و إن كل متهد مصيب فأحرى بنفي الطأ و التأثيم و غاية اللف الذي بي الصحابة و التابعي أنه خلف اجتهادي ف مسائل دينية ظنية و هذا حكمه و الذي وقع من ذلك ف السلم إنا هو واقعة على مع معاوية و مع الزبي و عائشة و طلحة و واقعة السي م ع يزيد و واقعة ابن الزبي مع عبد اللك فأما و واقعة علي فإن الناس كانوا عند مقتل عثمان مفترقي ف المصار فلم يشهدوا بيعة علي و الذين شهدوا فمنهم من بايع و منهم من توقف حت يتمع الناس و يتفقوا على إمام كسعد و سعيد و ابن عمر و أسامة بن زيد و الغية بن شعبة و عبد ال بن سلم و قدامة بن مظعون و أب سعيد الدري و كعب بن مالك و النعمان بن بشي و حسان بن ثابت و مسلمة بن مل د و فضالة بن عبيد و أمثالم من أكابر الصحابة و الذين كانوا ف المصار عدلوا عن بيعته أيضا iإل الطلب بدم عثمان و تركوا المر فوض ى حت يكون شورى بي السلمي لن يولونه و ظنوا بعلي هوادة ف السكوت عن نصر عثمان من قاتله ل ف المالة عليه فحاش ل من ذلك. و لقد كان معاوية إذا صرح بلمته إنا يوجهها عليه ف سكوته فقط ث اختلفوا بعد ذلك فرأى علي أن بيعته قد انعقدت و لزمت من تأخر عنها باجتماع من اجتمع عليها بالدينة دار النب صلى ال عليه و سلم و موطن الصحابة و أرجأ المر ف الطالبة بدم عثمان إل اجتم اع الناس و اتفاق الكلمة فيتمكن حينئذ من ذلك و رأى الخرون أن بيعته ل تنعقد لفتراق الصحابة أهل الل و العقد بالفاق و ل يصر إل قليل و ل تكون البيعة إل باتفاق أهل الل و العقد و ل تلزم بعقد من تولها من غيهم أو من القليل منهم و إن السلمي حينئذ فوض ى فيطالبون أول iبدم عثمان ث يتمعون على إمام وذهب إل هذا معاوية و عمرو بن العاص و أم الؤمني عائشة و الزبي و ابن ه عب د ال و طلحة و ابنه ممد و سعد و سعيد و النعمان بن بشي و معاوية بن خديج و من كان على رأيهم من الصحابة الذين تلفوا عن بيعة عل ي بالدينة كما ذكرنا إل أن أهل العصر الثان من بعدهم اتفقوا على انعقاد بيعة علي و لزومها للمسلمي أجعي و تصويب رأيه فيما ذه ب إليه و تعيي الطأ من جهة معاوية و من كان على رأيه و خصوصا iطلحة و الزبي لنتقاضهما على علي بعد البيعة له فيما نقل م ع دف ع التأثيم عن كل من الفريقي كالشأن ف التهدين و صار ذلك إجاعا iمن أهل العصر الثان على أحد قول أهل العص ر الول كم ا ه و معروف. و لقد سئل علي رضي ال عنه عن قتلى المل وصفي فقال :و الذي نفسي بيده ل يوتن أحد من هؤلء و قلبه نقي إل دخل النة يشي إل الفريقي نقله الطبي و غيه فل يقعن عندك ريب ف عدالة أحد منهم و ل قدح ف شيء من ذلك فهم من علمت و أقوالم و أفعالم إن ا هي عن الستندات و عدالتهم مفروغ منها عند أهل السنة إل قول iللمعتزلة فيمن قاتل عليا iل يلتفت إليه أحد من أهل الق و ل عرج عليه و إذا نظر ت بعي النصاف عذرت الناس أجعي ف شأن الختلف ف عثمان و اختلف الصحابة من بعد و علمت أنا كانت فتنة iابتلى ال با المة بينما السلمون قد أذهب ال عدوهم و ملكهم أرضهم و ديارهم و نزلوا المصار على حدودهم بالبصرة و الكوفة و الش ام و مصر و كان أكثر العرب الذين نزلوا هذه المصار جفاة iل يستكثروا من صحبة النب صلى ال عليه و سلم و ل ارتاضوا بلقه مع ما ك ان فيهم من الاهلية من الفاء و العصبية و التفاخر و البعد عن سكينة اليان و إذا بم عند استفحال الدولة قد أصبحوا ف ملكة الهاجرين و النصار من قريش وكنانة و ثقيف و هذيل و أهل الجاز و يثرب السابقي الولي إل اليان فاستنكفوا من ذلك و غضوا به ل ا ي رون لنفسهم من التقدم بأنسابم و كثرتم ومصادمة فارس و الروم مثل قبائل بكر بن وائل و عبد القيس بن ربيعة و قبائل كندة و الزد م ن اليمن و تيم و قيس من مضر فصاروا إل الغض من قريش و النفة عليهم ،و التمريض ف طاعتهم و التعلل ف ذل ك ب التظلم منه م و الستعداء عليهم والطعن فيهم بالعجز عن السوية و العدل ف العدل عن السوية و فشت القالة بذلك و انتهت إل الدينة و هم من علم ت فأعظموه و أبلغوه عثمان فبعث إل المصار من يكشف له الب.
بعث ابن عمر و ممد بن مسلمة و أسامة بن زيد و أمثالم فلم ينكروا على المراء شيئا iو ل رأوا عليهم طعنا iو أدوا ذلك كما علموه فلم ينقطع الطعن من أهل المصار و مازالت الشناعات تنمو و رمي الوليد بن عقبة و هو على الكوفة بشرب المر و شهد عليه جاعة منهم و حده عثمان و عزلة ث جاء إل الدينة من أهل المصار يسألون عزل العمال و شكوا إل عائشة و علي و الزبي و طلحة و عزل لم عثمان بعض العمال فلم تنقطع بذلك ألسنتهم بل وفد سعيد بن العاصي وهو على الكوفة فلما رجع اعترضوه بالطريق و ردوه مع زول iث انتق ل اللف بي عثمان ومن معه من الصحابة بالدينة و نقموا عليه امتناعه من العزل فأب إل أن يكون على جرحة ث نقلوا النكي إل غي ذلك من أفعاله و هو متمسك بالجتهاد و هم أيضا iكذلك ث تمع قوم من الغوغاء وجاءوا إل الدينة يظهرون طلب النصفة من عثمان و ه م يضمرون خلف ذلك من قتله و فيهم من البصرة و الكوفة و مصر وقام معهم ف ذلك علي و عائشة و الزبي و طلحة و غيهم ي اولون تسكي المور و رجوع عثمان إل رأيهم و عزل لم عامل مصر فانصرفوا قليل iث رجعوا و قد لبسوا بكتاب مدلس يزعمون أنم لق وة ف يد حامله إل عامل مصر بأن يقتلهم و حلف عثمان على ذلك فقالوا مكنا من مروان فإنه كاتبك فحلف مروان فقال ليس ف الكم أك ثر من هذا فحاصروه بداره ث بيتوه على حي غفلة من الناس و قتلوه وانفتح باب الفتنة فلكل من هؤلء عذر فيما وقع و كلهم كانوا مهتمي بأمر الدين ول يضيعون شيئا iمن تعلقاته. ث نظروا بعد هذا الواقع و اجتهدوا و ال مطلع على أحوالم و عال بم و نن ل نظن بم إل خيا iلا شهدت ب ه أح والم و مق الت الصادق فيهم و أما السي فإنه لا ظهر فسق يزيد عند الكافة من أهل عصره بعثت شيعة أهل البيت بالكوفة للحسي أن يأتيهم فيقوم وا بأمره فرأى السي أن الروج على يزيد متعي من أجل فسقه ل سيما من له القدرة على ذلك و ظنها من نفسه بأهليته و ش وكته فأم ا الهلية فكانت كما ظن و زيادة و أما الشوكة فغلط يرحه ال فيها لن عصبية مضر كانت ف قريش و عصبية عبد مناف إنا كانت ف بن أمية تعرف ذلك لم قريش و سائر الناس و ل ينكرونه و إنا نسي ذلك أول السلم لا شغل الناس من الذهول بالوارق و أمر ال وحي و تردد اللئكة لنصرة السلمي فأغفلوا أمور عوائدهم و ذهبت عصبية الاهلية و منازعها و نسيت و ل يبق إل العصبية الطبيعية ف الماية و الدفاع ينتفع با ف إقامة الدين و جهاد الشركي و الدين فيها مكم و العادة معزولة حت إذا انقطع أمر النبؤة و الوارق الهول ة تراج ع الكم بعض الشيء للعوائد فعادت العصبية كما كانت و لن كانت و أصبحت مصر أطوع لبن أمية من سواهم با كان لم من ذلك قبل فقد تبي لك غلط السي إل أنه ف أمر دنيوي ل يضره الغلط فيه و أما الكم الشرعي فلم يغلط فيه لنه منوط بظنه و كان ظنه الق درة على ذلك و لقد عذله ابن العباس و ابن الزبي و ابن عمر و ابن النفية أخوه و غيه ف مسيه إل الكوفة و علموا غلطه ف ذلك و ل يرجع عما هو بسبيله لا أراده ال. و أما غي السي من الصحابة الذين كانوا بالجاز و مع يزيد بالشام والعراق و من التابعي لم فرأوا أن الروج على يزيد و إن كان فاسقاi ل يوز لا ينشأ عنه من الرج و الدماء فأقصروا عن ذلك و ل يتابعوا السي و ل أنكروا عليه و ل أثوه لنه متهد و هو أسوة التهدين و ل يذهب بك الغلط أن تقول بتأثيم هؤلء بخالفة السي و قعودهم عن نصره فإنم أكثر الصحابة و كانوا مع يزيد و ل يروا الروج عليه و كان السي يستشهد بم و هو بكربلء على فصله و حقه و يقول سلوا جابر بن عبد ال و أبا سعيد الدري و أنس بن مالك و س هل بن سعيد و زيد بن أرقم و أمثالم و ل ينكر عليهم قعودهم عن نصره و ل تعرض لذلك لعلمه أنه عن اجتهاد و إن كان هو على اجتهاد و يكون ذلك كما يد الشافعي و الالكي و النفي على شرب النبيذ و اعلم أن المر ليس كذلك و قتاله ل يكن عن اجته اد ه ؤلء و إن كان خلفه عن اجتهادهم و إنا انفرد بقتاله يزيد و أصحابه و ل تقولن إن يزيد و إن كان فاسقا iو ل يز هؤلء ال روج علي ه فأفع اله عندهم صحيحة و اعلم أنه إنا ينفذ من أعمال الفاسق ما كان مشروعا iو قتال البغاة عندهم من شرطه أن يكون مع المام العادل و ه و مفقود ف مسئلتنا فل يوز قتال السي مع يزيد و ل ليزيد بل هي من فعلته الؤكدة لفسقه و السي فيها شهيد مثاب و هو على حق و اجتهاد و الصحابة الذين كانوا مع يزيد على حق أيضا iو اجتهاد و قد غلط القاضي أبو بكر بن العرب الالكي ف هذا فقال ف كتابه ال ذي ساه بالعواصم و القواصم ما معناه: إن السي قتل بشرع جده و هو غلط حلته عليه الغفلة عن اشتراط المام العادل و من أعدل من السي ف زمانه ف إمامته و ع دالته ف قتال أهل الراء و أما ابن الزبي فإنه رأى ف منامه ما رآه السي و ظن كما ظن و غلطه ف أمر الشوكة أعظم لن بن أسد ل يقاومون بن أمية ف جاهلية و ل إسلم .و القول بتعي الطاء ف جهة مالفة كما كان ف جهة معاوية مع علي ل سبيل إليه .لن الجاع هنالك قضى
لنا به و ل نده ها هنا .و أما يزيد فعي خطأه فسقه .و عبد اللك صاحب ابن الزبي أعظم الناس عدالة و ناهيك بعدالته احتجاج مال ك بفعله و عدول ابن عباس و ابن عمر إل بيعته عن ابن الزبي و هم معه بالجاز مع أن الكثي من الصحابة كانوا يرون أن بيعة اب ن الزبي ل تنعقد لنه ل يضرها أهل العقد و الل كبيعة مروان و ابن الزبي على خلف ذلك و الكل متهدون ممولون على الق ف الظاهر و إن ل يتعي ف جهة منهما و القتل الذي نزل به بعد تقرير ما قررناه ييء على قواعد الفقه و قوانينه مع أنه شهيد مثاب باعتبار قصده و تري ه الق هذا هو الذي ينبغي أن تمل عليه أفعال السلف من الصحابة و التابعي فهم خيار المة و إذا جعلناهم عرضة للقدح فمن الذي يتص بالعدالة و النب صلى ال عليه و سلم يقول :خي الناس قرن ث الذين يلونم مرتي أو ثلثا iث يفشو الكذب فجعل الية و هي العدالة متصة بالقرن الول و الذي يليه فإياك أن تعود نفسك أو لسانك التعرض لحد منهم و ل يشوش قلبك بالريب ف شيء ما وقع مهم و التمس لم مذاهب الق و طرقه ما استطعت فهم أول الناس بذلك و ما اختلفوا إل عن بينة و ما قاتلوا أو قتلوا إل ف سبيل جهاد أو إظه ار ح ق واعتقد مع ذلك أن اختلفهم رحة لن بعدهم من المة ليقتدي كل واحد بن يتاره منهم و يعله إمامه و هادية و دليله فافهم ذلك و تبي حكمه ال ف خلقه و أكوانه و اعلم أنه على كل شيء قدير و إليه اللجأ و الصي و ال تعال أعلم.
الفصل الادي و الثلثون ف الطط الدينية اللفية لا تبي أن حقيقة اللفة نيابة عن صاحب الشرع ف حفظ الدين و سياسة الدنيا فصاحب الشرع متصرف ف المري ن أم ا ف ال دين فبمقتضى التكاليف الشرعية الذي هو مأمور بتبليغها و حل الناس عليها و أما سياسة الدنيا فبمقتضى رعايته لصالهم ف العمران البشري و قد قدمنا أن هذا العمران ضروري للبشر و أن رعاية مصاله كذلك لئل يفسد إن أهلت و قدمنا أن اللك و سطوته كاف ف حصول هذه الصال. نعم إنا تكون أكمل إذا كانت بالحكام الشرعية لنه أعلم بذه الصال فقد صار اللك يندرج تت اللفة إذا كان إسلميا و يكون م ن توابعها و قد ينفر إذا كان ف غي اللة و له على كل حال مراتب خادمة و وظائف تابعة تتعي خططا iو تتوزع على رجال الدولة وظ ائف فيقوم كل واحد بوظيفته حسبما يعينه اللك الذي تكون يده عالية iعليهم فيتم بذلك أمره و يسن قيامه بسلطانه و أما النصب اللف و إن كان اللك يندرج تته بذا العتبار الذي ذكرناه فتصرفه الدين يص بطط و مراتب ل تعرف إل للخلفاء السلميي فلنذكر الن الطط الدينية الختصة باللفة و نرجع إل الطط اللوكية السلطانية. فاعلم أن الطط الدينية الشرعية من الصلة و الفتيا و لقضاء و الهاد و السبة كلها مندرجة تت المامة الكبى الت هي اللفة فكأن ا المام الكبي و الصل الامع و هذه كلها متفرعة عنها و داخلة فيها لعموم نظر اللفة وتصرفها ف سائر أحوال اللة الدينية و الدنيوي ة و تنفيذ أحكام الشرع فيها على العموم. فأما إمامة الصلة فهي أرفع هذه الطط كلها و أرفع من اللك بصوصه الندرج معها تت اللفة .و لقد يشهد لذلك استدلل الصحابة ف شأن أب بكر رضي ال عنه باستخلفه ف الصلة على استخلفه ف السياسة ف قولم ارتضاه رسول ال صلى ال عليه و سلم لديننا أفل نرضاه لدنيانا ؟ فلول أن الصلة أرفع من السياسة لا صح القياس و إذا ثبت ذلك فاعلم أن الساجد ف الدينة صنفان مساجد عظيمة كثية الغاشية معدة للصلوات الشهودة .و أخرى دونا متصة بقوم أو ملة وليست للصلوات العامة فأما الساجد العظيمة فأمرها راجع إل الليفة أو من يفوض إليه من سلطان أو من وزير أو قاض فينصب لا المام ف الصلوات المس و المعة و العيدين و السوفي و الستس قاء و تعي ذلك إنا هو من طريق الول و الستحسان و لئل iيفتات الرعايا عليه ف شيء من النظر ف الصال العامة وقد يقول بالوجوب ف ذلك من يقول بوجوب إقامة المعة فيكون نصب المام لا عنده واجبا iو أما الساجد الختصة بقوم أو ملة فأمرها راجع إل اليان و ل تتاج إل نظر خليفة و ل سلطانا و أحكام هذه الولية و شروطها و الول فيها معروفة ف كتب الفقه و مبسوطة ف كتب الحك ام الس لطانية للماوردي و غيه فل نطول بذكرها و لقد كان اللفاء الولون ل يقلدونا لغيهم من الناس .و انظر من طعن من اللفاء ف السجد عن د الذان بالصلة و ترصدهم لذلك ف أوقاتا .يشهد لك ذلك بباشرتم لا و أنم ل يكونوا مستخلفي فيها .و كذا ك ان رج ال الدول ة الموية من بعدهم استئثارا iبا و استعظاما iلرتبتها.
يكى عن عبد اللك أنه قال لاجبه قد جعلت لك حجابه Ïيأب إل عن ثلثة صاحب الطعام فإنه يفسد بالتأخي و الذان بالصلة ف إنه داع إل ال و البيد فال ف تأخيه فساد القاصية فلما جاءت طبيعة اللك و عوارضه من الغلظة و الترفع عن مساواة الناس ف دينهم و دني اهم استنابوا ف الصلة فكانوا يستأثرون با ف الحيان و ف الصلوات العامة كالعيدين و المعة إشارة iو تنويها iفعل ذلك كثي من خلف اء بن العباس و العبيديي صدر دولتهم. و أما الفتيا فللخليفة تصفح أهل العلم و التدريس و رد الفتيا إل من هو أهل لا وإعانته على ذلك و منع من ليس أهل لا و زجره لنا من مصال السلمي ف أديانم فتجب عليه مراعاتا لئل يتعرض لذلك من ليس له بأهل فيضل الناس .وللمدرس النتصاب لتعليم العلم و بث ه و اللوس لذلك ف الساجد فإن كانت من الساجد العظام الت للسلطان الولية عليها و النظر ف أئمتها كما مر فل بد من استئذانه ف ذلك و إن كانت من مساجد العامة فل يتوقف ذلك .على إذن .على أنه ينبغي أن يكون لكل أحد من الفتي و الدرسي زاجر من نفسه ينعه عن التصدي لا ليس له بأهل فيضل به الستهدي و يضل به السترشد و ف الثر أجراكم على الفتيا أجراكم على جراثيم جهنم فللسلطان فيهم لذلك من النظر ما توجبه الصلحة من إجازة أو رد. و أما القضاء فهو من الوظائف الداخلة تت اللفة لنه منصب الفصل بي الناس ف الصومات حسما iللتداعي و قطعا iللتن ازع إل أن ه بالحكام الشرعية التلقاة من الكتاب و السنة ،فكان لذلك من وظائف اللفة و مندرجا iف عمومها و كان اللفاء ف ص در الس لم يباشرونه بأنفسهم و ل يعلون القضاء إل من سواهم .و أول من دفعه إل غيه و فوضه فيه عمر رضي ال عنه فول أبا الدرداء معه بالدينة و ول شريا iبالبصرة و ول أبا موسى الشعري بالكوفة و كتب له ف ذلك الكتاب الشهور الذي تدور عليه أحكام القضاة و هي مستوفاة فيه يقول أما بعد :فإن القضاء فريضة مكمة و سنة متبعة فافهم إذا أدل إليك فإنه ل ينفع تكلم بق ل نفاذ له و آس بي الناس ف وجهك و ملسك و عدلك حت ل يطمع شريف ف حيفك و ل ييأس ضعيف من عدلك البينة على من ادعى و اليمي على من أنكر .و الصلح جائز بي السلمي إل صلحا iأحل حراما iأو حرم حلل iو ل ينعك قضاء قضيته أمس فراجعت اليوم فيه عقلك و هديت فيه لرشدك أن ترجع إل الق فإن الق قدي و مراجعة الق خي من التمادي ف الباطل الفهم الفهم فيما يتلجلج ف صدرك ما ليس ف كتاب و ل سنة ث اع رف المثال و الشباه و قس المور بنظائرها و اجعل لن ادعى حقا iغائبا iأو بينة iأمدا iينتهي إليه فإن أحضر بينته أخذت له بقه و إل استحللت القضاء عليه فإن ذلك أنفى للشك و أجلى للعمى .السلمون عدول بعضهم على بعض إل ملودا iف حد أو مرى عليه شهادة زور أو ظنيناi ف نسب أو ولء ،فإن ال سبحانه عفا عن اليان و درأ بالبينات .و إياك و القلق و الضجر و التأفف بالصوم فإن استقرار الق ف مواطن الق يعظم ال به الجر و يسن به الذكر و السلم. انتهى كتاب عمر و إنا كانوا يقلدون القضاء لغيهم و إن كان ما يتعلق بم لقيامهم بالسياسة العامة و ك ثرة أش غالا م ن اله اد و الفتوحات و سد الثغور وحاية البيضة ،و ل يكن ذلك ما يقوم به غيهم لعظم العناية فاستحقوا القضاء ف الواقعات بي الناس و استخلفوا فيه من يقوم به تفيفا iعلى أنفسهم و كانوا مع ذلك إنا يقلدونه أهل عصبيتهم بالنسب أو الولء و ل يقلدونه لن بعد عنهم ف ذلك .و أما أحكام هذا النصب و شروطه فمعروفة ف كتب الفقه و خصوصا iكتب الحكام السلطانية .إل أن القاضي إنا كان له ف عص ر اللف اء الفصل بي الصوم فقط ث دفع لم بعد ذلك أمور أخرى على التدريج بسب اشتغال اللفاء و اللوك بالسياسة الكبى و استقر منص ب القضاء آخر المر على أنه يمع مع الفصل بي الصوم استيفاء بعض القوق العامة للمسلمي بالنظر ف أموال الجور عليهم من الاني و اليتامى و الفلسي و أهل السفه و ف وصايا السلمي و أوقافهم و تزويج اليامى عند فقد الولياء على رأي من رآه و النظ ر ف مص ال الطرقات و البنية و تصفح الشهود و المناء و النواب و استيفاء العلم و البة فيهم بالعدالة و الرح ليحصل له الوثوق بم و صارت هذه كلها من تعلقات وظيفته و توابع وليته .و قد كان اللفاء من قبل يعلون للقاضي النظر ف الظال و هي وظيفة متزجة من سطوة السلطنة و نصفة القضاء و تتاج إل علو يد و عظيم رهبة تقمع الظال من الصمي و تزجر التعدي و كأنه يضي ما عجز القضاة أو غيهم ع ن إمضائه و يكون نظره ف البينات و التقرير و اعتماد المارات و القرائن و تأخي الكم إل استجلء الق و حل الصمي على الص لح و استحلف الشهود و ذلك أوسع من نظر القاضي. و كان اللفاء الولون يباشرونا بأنفسهم إل أيام الهتدي من بن العباس و ربا كانوا يعلونا لقضاتم كما فعل عمر رضي ال عن ه م ع قاضيه أب أدريس الولن و كما فعله الأمون ليحي بن أكثم و العتصم لحد بن أب داود و ربا كانوا يعلون للقاضي قي ادة اله اد ف
عساكر الطوائف و كان يي بن أكثم يرج أيام الأمون بالطائفة إل أرض الروم و كذا منذر بن سعيد قاضي عبد الرحن الناصر م ن بن أمية بالندلس فكانت توليه هذه الوظائف إنا تكون للخلفاء أو من يعلون ذلك له من وزير مفوض أو سلطان متغلب .و كان أيضا iالنظر ف الرائم و إقامة الدود ف الدولة العباسية و الموية بالندلس و العبيديي بصر و الغرب راجعا iإل صاحب الشرطة و هي وظيفة أخرى دينية كانت من الوظائف الشرعية ف تلك الدول توسع النظر فيها عن أحكام القضاء قليل iفيجعل للتهمة ف الكم مال iو يفرض العقوبات الزاجرة قبل ثبوت الرائم و يقيم الدود الثابتة ف مالا و يكم ف القود و القصاص و يقيم التعزيز و التأديب ف حق من ل ينته عن الرية. ث تنوسي شأن هاتي الوظيفتي ف الدول الت تنوسي فيها أمر اللفة فصار أمر الظال راجعا iإل السلطان كان له تفويض من الليفة أو ل يكن و انقسمت وظيفة الشرطة قسمي منها وظيفة التهمة على الرائم و إقامة حدودها و مباشرة القطع و القصاص حيث يتعي و نص ب لذلك ف هذه الدول حاكم يكم فيها بوجب السياسة دون مراجعة الحكام الشرعية و يسمى تارة iباسم الوال و تارة iباسم الشرطة و بقي قسم التعازير و إقامة الدود ف الرائم الثابتة شرعا iفجمع ذلك للقاضي مع ما تقدم و صار ذلك من توابع وظيفة وليته و استقر المر لذا العهد على ذلك و خرجت هذه الوظيفة عن أهل عصبية الدولة لن المر لا كان خلفة iدينية iو هذه الطة من مراسم ال دين فك انوا ل يولون فيها إل من أهل عصبيتهم من العرب و مواليهم باللف أو بالرق أو بالصطناع من يوثق بكفايته أو غنائه فيما يدفع إلي ه ،و ل ا انقرض شأن اللفة و طورها و صار المر كله ملكا iأو سلطانا صارت هذه الطط الدينية بعيدة عنه بعض الشيء لنا ليست من ألق اب اللك و ل مراسه ث خرج المر جلة من العرب و صار اللك لسواهم من أمم الترك و الببر فازدادت هذه الطط اللفية بع دا iعنه م بنحاها وعصبيتها .و ذلك أن العرب كانوا يرون أن الشريعة دينهم و هل النب صلى ال عليه و سلم منهم و أحكامه و شرائعه نلتهم بي المم و طريقهم ،و غيهم ل يرون ذلك إنا يولونا جانبا iمن التعظيم لا دانوا باللة فقط .فصاروا يقلدونا من غي عصابتهم من كان تأهل لا ف دول اللفاء السالفة. و كان أولئك التأهلون با أخذهم ترف الدول منذ مئتي من السني قد نسوا عهد البداوة و خشونتها و التبسوا بالضارة ف عوائد ترفهم و دعتهم ،و قلة المانعة عن أنفسهم ،و صارت هذه الطط ف الدول اللوكية من بعد اللفاء متصة iبذا الصنف من الستض عفي ف أه ل المصار و نزل أهلها عن مراتب العز لفقد الهلية بأنسابم و ما هم عليه من الضارة فلحقهم من الحتقار ما لق الضر النغمس ي ف الترف و الدعة ،البعداء عن عصبية اللك الذين هم عيال على الامية ،و صار اعتبارهم ف الدولة من أجل قيامها باللة و أخ ذها بأحك ام الشريعة ،لا أنم الاملون للحكام القتدون با .و ل يكن إيثارهم ف الدولة حينئذ إكراما iلذواتم ،و إنا هو لا يتلمح من التجمل بك انم ف مالس اللك لتعظيم الرتب الشرعية ،و ل يكن لم فيها من الل و العقد شيء ،و أن حضروه فحضور رسي ل حقيقة وراءه ،إذ حقيقة الل و العقد إنا هي لهل القدرة عليه فمن ل قدرة له عليه فل حل له و ل عقد لديه .اللهم إل أخذ الحكام الشرعية عنه م ،و تلق ي الفتاوى منهم فنعم و ال الوفق .و ربا يظن بعض الناس أن الق فيما وراء ذلك و أن فعل اللوك فيما فعلوه من إخراج الفقهاء و القض اة من الشورى مرجوح و قد قال صلى ال عليه و سلم :العلماء ورثة النبياء فاعلم أن ذلك ليس كما ظنه و حكم اللك و السلطان إنا يري على ما تقتضيه طبيعة العمران و إل كان بعيدا iعن السياسة .فطبيعة العمران ف هؤلء ل تقضي لم شيئا iمن ذلك لن الشورى و ال ل و العقد ل تكون إل لصاحب عصبية يقتدر با على حل أو عقد أو فعل أو ترك ،و أما من ل عصبية له و ل يلك من أمر نفسه شيئا iو ل من حايتها و إنا هو عيال على غيه فأي مدخل له ف الشورى أو أي معن يدعو إل اعتباره فيها اللهم إل شوراه فيما يعلمه م ن الحك ام الشرعية فموجودة ف الستفتاء خاصة .و أما شوراه ف السياسة فهو بعيد عنها لفقدانه العصبية و القيام على معرفة أحوالا وأحكامها و إنا إكرامهم من تبعات اللوك و المراء الشاهدة لم بميل العتقاد ف الدين و تعظيم من ينتسب إليه بأي جهة انتسب و أما قوله ص لى ال عليه و سلم العلماء ورثة النبياء فاعلم أن الفقهاء ف الغلب لذا العهد و ما احتف به إنا حلوا الشريعة أق وال iف كيفي ة العم ال ف العبادات و كيفية القضاء ف العاملت ينصونا على من يتاج إل العمل با هذه غاية أكابرهم و ل يتصفون إل بالقل منه ا و ف بع ض الحوال و السلف رضوان ال عليهم و أهل الدين و الورع من السلمي حلوا الشريعة اتصافا iبا و تققا iبذاهبها .فمن حله ا اتص افا iو تققا iدون نقل فهو من الوارثي مثل أهل رسالة القشيي و من اجتمع له المران فهو الوارث على القيقة مثل فقهاء التابعي و الس لف و الئمة الربعة و من اقتفى طريقهم و جاء على أثرهم و إذا انفرد واحد من المة بأحد المرين فالعابد أحق بالوراثة من الفقيه الذي لي س
بعابد لن العابد ورث بصفة و الفقيه الذي ليس بعابد ل يرث شيئا iإنا هو صاحب أقوال بنصها علينا ف كيفيات العمل و ه ؤلء أك ثر فقهاء عصرنا إل الذين آمنوا و عملوا الصالات و قليل ما هم. العدالة :و هي وظيفة دينية تابعة للقضاء و من مواد تصريفه و حقيقة هذه الوظيفة القيام عن إذن القاضي بالشهادة بي الناس فيم ا ل م و عليهم تمل iعند الشهاد و أداء عند التنازع و كتبا iف السجلت تفظ به حقوق الناس و أملكهم و ديونم و سائر معاملتم و ش رط هذه الوظيفة التصاف بالعدالة الشرعية و الباءة من الرح ث القيام بكتب السجلت و العقود من جهة عباراتا و انتظام فصولا و من جهة إحكام شروطها الشرعية و عقودها فيحتاج حينئذ إل ما يتعلق بذلك من الفقه و لجل هذه الشروط و ما يتاج إليه من الران على ذلك و المارسة له اختص ذلك ببعض العدول و صار الصنف القائمون به كأنم متصون بالعدالة و ليس كذلك و إن ا العدال ة م ن ش روط اختصاصهم بالوظيفة و يب على القاضي تصفح أحوالم و الكشف عن سيهم رعاية لشرط العدالة فيهم و أن ل يهمل ذلك لا يتعي عليه من حفظ حقوق الناس فالعهدة عليه ف ذلك كله و هو ضامن دركه و إذا تعي هؤلء لذه الوظيفة عمت الفائدة ف تعبي من تفى عدالته على القضاة بسبب اتساع المصار و اشتباه الحوال و اضطرار القضاة إل الفصل بي التنازعي بالبينات الوثوقة فيعولون غالبا iف الوث وق با على هذا الصنف و لم ف سائر المصار دكاكي و مصاطب يتصون باللوس عليها فيتعاهدهم أصحاب العاملت للشهاد و تقيي ده بالكتاب و صار مدلول هذه اللفظة مشتركا iبي هذه الوظيفة الت تبي مدلولا و بي العدالة الشرعية الت هي أخت الرح و قد يتواردان و يفترقان و ال تعال أعلم.
السبة و السكة إما السبة فهي وظيفة دينية من باب المر بالعروف و النهي عن النكر الذي هو فرض على القائم بأمور السلمي يعي لذلك من يراه أه i ل له فيتعي فرضه عليه ويتخذ العوان على ذلك و يبحث عن النكرات و يعزر و يؤدب على قدرها و يمل الناس على الص ال العام ة ف الدينة مثل النع من الضايقة ف الطرقات و منع المالي و أهل السفن من الكثار ف المل و الكم على أهل البان التداعي ة للس قوط بدمها و إزالة ما يتوقع من ضررها على السابلة والضرب على أيدي العلمي ف الكاتب و غيها ف البلغ ف ضربم للصبيان التعلمي و ل يتوقف حكمه على تنازع أو استعداء بل له النظر و الكم فيما يصل إل علمه من ذلك و يرفع إليه و ليس له إمضاء الكم ف الدعاوي مطلقا iبل فيما يتعلق بالغش و التدليس ف العايش و غيها ف الكاييل و الوازين و له أيضا iحل الماطلي على النصاف و أمثال ذلك م ا ليس فيه ساع بينة و ل إنفاذ حكم و كأنا أحكام ينه القاضي عنها لعمومها و سهولة أغراضها فتدفع إل صاحب هذه الوظيفة ليقوم ب ا فوضعها على ذلك أن تكون خادمة لنصب القضاء و قد كانت ف كثي من الدول السلمية مثل العبيديي بصر و الغ رب و الم ويي بالندلس داخلة ف عموم ولية القاضي يول فيها باختياره ث لا انفردت وظيفة السلطان عن اللفة و صار نظره عاما ف أم ور السياس ة اندرجت ف وظائف اللك و أفردت بالولية. و أما السكة فهي النظر ف النقود التعامل با بي الناس و حفظها ما يداخلها من الغش أو النقص إن كان يتعامل با عددا iأو ما يتعلق بذلك و يوصل إليه من جيع العتبارات ث ف وضع علمة السلطان على تلك النقود بالستجادة و اللوص برسم تلك العلمة فيها م ن خ ات حديد أتذ لذلك و نقش فيه نقوش خاصة به فيوضع على الدينار بعد أن يقدر ويضرب عليه بالطرقة حت ترسم فيه تلك النقوش و تك ون علمة على جودته بسب الغاية الت وقف عندها السبك والتخليص ف متعارف أهل القطر و مذاهب الدولة الاكم ة ف إن الس بك و التخليص ف النقود ل يقف عند غاية و إنا ترجع غايته إل الجتهاد فإذا وقف أهل أفق أو قطر على غاية من التخليص وقف وا عن دها و سوها إماما iو عيارا iيعتبون به نقودهم وينتقدونا بماثلته فإن نقص عن ذلك كان زيفا iو النظر ف ذلك كله لصاحب هذه الوظيفة و ه ي دينية بذا العتبار فتندرج تت اللفة و قد كانت تندرج ف عموم ولية القاضي ث أفردت لذا العهد كما وقع ف البشة. هذا آخر الكلم ف الوظائف اللفية و بقيت منها وظائف ذهبت بذهاب ما ينظر فيه و أخرى صارت سلطانية iفوظيفة المارة و الوزارة و الرب و الراج صارت سلطانية نتكلم عليها ف أماكنها بعد وظيفة الهاد وظيفة الهاد بطلت ببطلنه إل ف قليل من الدول يارس ونه و يدرجون أحكامه غالبا iف السلطانيات وكذا نقابة النساب الت يتوصل با إل اللفة أو الق ف بيت الال قد بطلت ل دثور اللف ة و
رسومها و بالملة قد اندرجت رسوم اللفة و وظائفها ف رسوم اللك و السياسة ف سائر الدول لذا العهد و ال مصرف المور كي ف يشاء.
الفصل الثان و الثلثون ف اللقب بأمي الؤمني و إنه من سات اللفة و هو مدث منذ عهد اللفاء و ذلك أنه لا بويع أبو بكر رضي ال عنه و كان الصحابة رضي ال عنهم و سائر السلمي يسمونه خليفة رسول ال صلى ال عليه و سلم و ل يزل المر على ذلك إل أن هلك فلما بويع لعمر بعهده إليه كانوا يدعونه خليفة خليفة رسول ال صلى ال عليه و س لم و ك أنم استثقلوا هذا اللقب بكثرته و طول إضافته و أنه يتزايد فيما بعد دائما إل أن ينتهي إل الجنة و يذهب منه التمييز بتعدد الضافات و كثرتا فل يعرف فكانوا يعدلون عن هذا اللقب إل ما سواه ما يناسبه و يدعى به مثله و كانوا يسمون قواد البعوث باسم المي و هو فعيل م ن المارة و قد كان الاهلية يدعون النب صلى ال عليه و سلم أمي مكة و أمي الجاز و كان الصحابة أيضا iيدعون سعد بن أب و قاص أمي الؤمني لمارته على جيش القادسية و هم معظم السلمي يومئذ و اتفق أن دعا بعض الصحابة عمر رضي ال عنه يا أمي الؤمني فاستحسنه الناس و استصوبوه و دعوه به. يقال إن أول من دعاه بذلك عبد ال بن جحش و قيل عمرو بن العاصي والغية بن شعبة و قيل بريد جاء بالفتح من بعض البعوث و دخل الدينة و هو يسأل عن عمر و يقول أين أمي الؤمني و سمها أصحابه فاستحسنوه و قالوا أصبت و ال اسه إنه و ال أمي ال ؤمني حق اi فدعوه بذلك و ذهب لقبا iله ف الناس وتوارثه اللفاء من بعده سة iل يشاركهم فيها أحد سواهم إل سائر دولة بن أمية ث إن الشيعة خصوا عليا iباسم المام نعتا iله بالمامة الت هي أخت اللفة وتعريضا iبذهبهم ف أنه أحق بإمامة الصلة من أب بكر لا هو مذهبهم و ب دعتهم فخصوه بذا اللقب و لن يسوقون إليه منصب اللفة من بعده فكانوا كلهم يسمون بالمام ما داموا يدعون لم ف اللفاء حت إذا يستولون على الدولة يولون اللقب فيما بعده إل أمي الؤمني كما فعله شيعة بن العباس فإنم ما زالوا يدعون أئمتهم بالمام إل إبراهيم الذي جهروا بالدعاء له و عقدوا الرايات للحرب على أمره فلما هلك دعي أخوة السفاح بأمي الؤمني. و كذا الرافضة بأفريقيا فإنم ما زالوا يدعون أئمتهم من ولد إساعيل بالمام حت انتهى المر إل عبيد ال الهدي و كانوا أيض ا iي دعونه بالمام و لبنه أب القاسم من بعده فلما استوثق لم المر دعوا من بعدها بأمي الؤمني و كذا الدارسة بالغرب كانوا يلقب ون إدري س بالمام و ابنه إدريس الصغر كذلك وهكذا شأنم و توارث اللفاء هذا اللقب بأمي الؤمني و جعلوه سة لن يلك الج از و الش ام و العراق و الواطن الت هي ديار العرب و مراكز الدولة و أهل اللة و الفتح و ازداد لذلك ف عنفوان الدولة و بذخها لقب آخر اللفاء يتميز به بعضهم عن بعض لا ف أمي الؤمني من الشتراك بينهم فاستحدث لذلك بنو العباس حجابا iلسائهم العلم عن امتهانا ف ألسنة السوقة و صونا iلا عن البتذال فتلقبوا بالسفاح و النصور و الهدي و الادي و الرشيد إل آخر الدولة و اقتفى أثرهم ف ذلك العبيديون بأفريقية و مصر و تاف بنو أمية عن ذلك بالشرق قبلهم مع الغضاضة و السذاجة لن العروبية و منازعها ل تفارقهم حينئذ و ل يتحول عنهم ش عار البداوة إل شعار الضارة و أما بالندلس فتلقبوا كسلفهم مع ما عملوه من أنفسهم من القصور عن ذلك بالقصور عن ملك الجاز أص ل العرب و اللة و البعد عن دار اللفة الت هي مركز العصبية و أنم إنا منعوا بإمارة القاصية أنفسهم من مهالك بن العباس حت إذا جاء عبد الرحن الداخل الخر منهم و هو الناصر بن ممد بن المي عبد ال بن ممد بن عبد الرحن الوسط لول الائة الرابعة و اشتهر م ا ن ال اللفة بالشرق من الجر و استبداد الوال و عيثهم ف اللفاء بالعزل و الستبدال و القتل و السمل ذهب عبد الرحن هذا إل مثل مذاهب اللفاء بالشرق و أفريقية و تسمى بأمي الؤمني و تلقب بالناصر لدين ال .و أخذت من بعده عادة و مذهب لقن عنه و ل يكن لب ائه و سلف قومه .و استمر الال على ذلك إل أن انقرضت عصبية العرب أجع و ذهب رسم اللفة و تغلب الوال من العجم على بن العباس
و الصنائع على العبيديي بالقاهرة و صنهاجة على أمراء أفريقية و زناتة على الغرب و ملوك الطوائف بالندلس على أمر بن أمية واقتسموه و افترق أمر السلم فاختلفت مذاهب اللوك بالغرب و الشرق ف الختصاص باللقاب بعد أن تسموا جيعا باسم السلطان. فأما ملوك الشرق من العجم فكان اللفاء يصونم يألقاب تشريفية حت يستشعر منها انقيادهم و طاعتهم و حسن وليتهم مث ل ش رف الدولة و عضد الدولة و ركن الدولة و معز الدولة و نصي الدولة و نظام اللك و باء الدولة و ذخية اللك و أمثال هذه و كان العبي ديون أيضا iيصون با أمراء صنهاجة فلما استبدوا على اللفة قنعوا بذه اللقاب و تافوا عن ألقاب اللفة أدبا iمعها و ع دول ع ن س اتا الختصة با شأن التغلبي الستبدين كما قلناه و نزع التأخرون أعاجم الشرق حي قوي استبدادهم على اللك و عل كعبهم ف الدول ة و السلطان و تلشت عصبية اللفة و اضمحلت بالملة إل انتحال اللقاب الاصة باللك مثل الناصر و النصور و زي ادة عل ى ألق اب يتصون با قبل هذا النتحال مشعرة بالروج عن ربقة الولء و الصطناع با أضافوها إل الدين فقط فيقولون صلح الدين أسد الدين نور الدين .و أما ملوك الطوائف بالندلس فاقتسموا ألقاب اللفة و توزعوها لقوة استبدادهم عليها با كانوا من قبيله ا و عص بتها فتلقب وا بالناصر و النصور و العتمد و الظفر و أمثالا كما قال ابن أب شرف ينعى عليهم: ما يزهدن ف أرض أندلس أساء معتمد فيها و معتضد ألقاب ملكة ف غي موضعها كالر يكي انتفاخا iصورة السد و أما صنهاجة فاقصروا عن اللقاب الت كان اللفاء العبيديون يلقبون با للتنويه مثل نصي الدولة و معز الدولة و اتصل لم ذلك لا أدال وا من دعوة العبيديي بدعوة العباسيي ث بعدت الشقة بينهم و بي اللفة و نسوا عهدها فنسوا هذه اللقاب و اقتصروا على اسم السلطان و كذا شأن ملوك مغراوة بالغرب ل ينتحلوا شيئا iمن هذه اللقاب إل اسم السلطان جريا iعلى مذاهب البداوة و الغضاضة .و لا مي رس م اللفة و تعطل دستها ا و قام بالغرب من قبائل الببر يوسف بن تاشفي ملك لنتونة فملك العدوتي و كان من أهل الي و القتداء نزعت به هته إل الدخول ف طاعة الليفة تكميل iلراسم دينه فخاطب الستظهر العباسي و أوفد عليه بيعته عبد ال بن العرب و ابنه القاضي أب ا بكر من مشيخة إشبيلية يطلبان توليته إياها على الغرب و تقليده ذلك فانقلبوا إليه بعهد اللفة له على الغرب و استشعار زيهم ف لبوسه و رتبته وخاطبه فيه يا أمي الؤمني تشريفا iو اختصاصا iفاتذها لقبا iو يقال إنه كان دعي له بأمي الؤمني من قبل أدبا iمع رتبة اللفة لا كان عليه هو و قومه الرابطون من انتحال الدين و اتباع السنة و جاء الهدي على أثرهم داعيا iإل الق آخذا iبذاهب الشعرية ناعيا iعلى أه ل الغرب عدولم عنها إل تقليد السلف ف ترك التأويل لظواهر الشريعة و ما يؤول إليه ذلك من التجسيم كما ه و مع روف ف م ذهب الشعرية و سي أتباعه الوحدين تعريضا iبذلك النكي و كان يرى رأي أهل البيت ف المام العصوم و أنه ل بد منه ف كل زم ان يف ظ بوجوده نظام هذا العال فسمى بالمام لا قلناه أول iمن مذهب الشيعة ف ألقاب خلفائهم و أردف بالعصوم إشارة iإل م ذهبه ف عص مة المام و تنه عند اتباعه عن أمي الؤمني أخذا iبذاهب التقدمي من الشيعة و لا فيها من مشاركة الغمار و الولدان من أعقاب أهل اللفة يومئذ بالشرق. ث انتحل عبد الؤمن ول عهده اللقب بأمي الؤمني و جرى عليه من بعده خلفاء بن عبد الؤمن و آل أب حفص من بعدهم اس تئثارا iب ه عمن سواهم لا دعا إليه شيخهم الهدي من ذلك و أنه صاحب المر و أولياؤه من بعده كذلك دون كل أحد لنتقاء عص بية قري ش و تلشيها فكان ذلك دأبم .و لا انتقض المر بالغرب و انتزعه زناتة ذهب أولم مذاهب البداوة و السذاجة و أتباع لتونة ف انتحال اللقب بأمي الؤمني أدبا iمع رتبة اللفة الت كانوا على طاعتها لبن عبد الؤمن أول و لبن أب حفص من بعدهم ث نزع التأخرون منهم إل اللقب بأمي الؤمني و انتحلوه لذا العهد استبلغا iف منازع اللك و تتميما iلذاهبه وساته و ال غالب على أمره.
الفصل الثالث و الثلثون ف شرح اسم البابا و البطرك ف اللة النص رانية و اسم الكوهن عند اليهود
إعلم أن اللة ل بد لا من قائم عند غيبة النب يملهم على أحكامها و شرائعها و يكون كالليفة فيهم للنب فيما جاء به م ن التك اليف و النوع النسان أيضا iبا تقدم من ضرورة السياسة فيهم للجتماع البشري ل بد لم من شخص يملهم على مص الهم و يزعه م ع ن مفاسدهم بالقهر و هو السمى باللك و اللة السلمية لا كان الهاد فيها مشروعا iلعموم الدعوة و حل الكافة على دين السلم طوعا iأو كرها iاتذت فيها اللفة و اللك لتوجه الشوكة من القائمي با إليهما معا .iو أما ما سوى اللة السلمية فلم تكن دع وتم عام ة و ل الهاد عندهم مشروعا iإل ف الدافعة فقط فصار القائم بأمر الدين فيها ل يغنيه شيء من سياسة اللك و إنا وقع اللك ل ن وق ع منه م بالعرض و لمر غي دين و هو ما اقتضته لم العصبية لا فيها من الطلب للملك بالطبع لا قدمناه لنم غي مكلفي بالتغلب على المم كما ف اللة السلمية و إنا هم مطلوبون بإقامة دينهم ف خاصتهم. و لذلك بقي بنو إسرائيل من بعد موسى و يوشع صلوات ال عليهما نو أربعمائة سنة ل يعتنون بشيء من أمر اللك إنا ههم إقامة دينهم فقط و كان القائم به بينهم يسمى الكوهن كأنه خليفة موسى صلوات ال عليه يقيم لم أمر الصلة و القربان و يشترطون فيه أن يكون من ذرية هارون صلوات ال عليه لن موسى ل يعقب ث اختاروا لقامة السياسة الت هي للبشر بالطبع سبعي شيخا iكانوا يتل ون أحك امهم العامة و الكوهن أعظم منهم رتبة iف الدين و أبعد عن شغب الحكام و اتصل ذلك فيهم إل أن استحكمت طبيعة العص بية و تحض ت الشوكة للملك فغلبوا الكنعاني على الرض الت أورثهم ال بيت القدس و ما جاورها كما بي لم على لسان موسى ص لوات ال علي ه فحاربتهم أمم الفلسطي و الكنعانني و الرمن و أردن و عمان و مأرب و رئاستهم ف ذلك راجعة إل شيوخهم و أقاموا على ذلك ن واi من أربعمائة سنة و ل تكن لم صولة اللك و ضجر بنو إسرائيل من مطالبة المم فطلبوا على لسان شويل من أنبيائهم أن يأذن ال ل م ف تليك رجل عليهم فول عليهم طالوت و غلب المم و قتل جالوت ملك الفلسطي ث ملك بعده داود ث سليمان ص لوات ال عليهم ا و استفحل ملكه وامتد إل الجاز ث أطراف اليمن ث إل أطراف بلد الروم ث افترق السباط من بعد سليمان صلوات ال علي ه بقتض ى العصبية ف الدول كما قدمناه إل دولتي كانت إحداها يالزيرة و الوصل للسباط العشرة و الخرى بالق دس و الش ام لبن يه وذا و بنيامي. ث غلبهم بت نصر ملك بابل على ما كان بأيديهم من اللك أول iالسباط العشرة ث ثانيا iبن يهوذا و بنت القدس بعد اتصال ملكهم ن و ألف سنة و خرب مسجدهم و أحرق توراتم و أمات دينهم و نقلهم إل أصبهان و بلد العراق إل أن ردهم بعض ملوك الكياني ة م ن الفرس إل بيت القدس من بعد سبعي سنة iمن خروجهم فبنوا السجد وأقاموا أمر دينهم على الرسم الول للكهنة فقط و اللك للف رس ث غلب السكندر و بنو يونان على الفرس و صار اليهود ف ملكتهم ث فشل أمر اليونانيي فاعز اليهود عليهم بالعصبية الطبيعية و دفعوهم عن الستيلء عليهم و قام بلكهم الكهنة الذين كانوا فيهم من بن حشمناي و قاتلوا يونان حت انقرض أمرهم و غلبهم الروم فص اروا ت ت أمرهم ث رجعوا إل بيت القدس و فيها بنو هيودس أصهار بن حشمناي و بقيت دولتهم فحاصروهم مدة ث افتتحوها عنوة و أفحشوا ف القتل و الدم و التحريق و خربوا بيت القدس و أجلوهم عنها إل رومة و ما وراءها و هو الراب الثان للمسجد و يسميه اليهود ب اللوة الكبى فلم يقم لم بعدها ملك لفقدان العصبية منهم و بقوا بعد ذلك ف ملكة الروم من بعدهم يقيم لم أمر دينهم الرئيس عليهم الس مى بالكوهن ث جاء السيح صلوات ال و سلمة عليه با جاءهم به من الدين و النسخ لبعض أحكام التوراة و ظهرت عل ى ي ديه ال وارق العجيبة من إبراء الكمة و البرص و إحياء الوتى و اجتمع عليه كثي من الناس و آمنوا به و أكثرهم الواريون من أصحابه و ك انوا أثن عشر و بعث منهم رسل iإل الفاق داعي إل ملته و ذلك أيام أوغسطس أول ملوك القياصرة و ف مدة هيودس ملك اليهود الذي ان تزع اللك من بن حشمناي أصهاره فحسده اليهود و كذبوه و كاتب هيودس ملكهم ملك القياصرة أوغسطس يغريه به فأذن لم ف قتل ه و وقع ما تله القرآن من أمره و افترق الواريون شيعا iو دخل أكثرهم بلد الروم داعي إل دين النصرانية و كان بطرس كبيهم فنل برومة دار ملك القياصرة ث كتبوا النيل الذي انزل على عيسى صلوات ال عليه ف نسخ أربع على اختلف رواياتم فكتب مت إنيله ف بي ت القدس بالعبانية و نقله يوحنا بن زبدي منهم إل اللسان اللتين و كتب لوقا منهم إنيله باللتين إل بعض أكابر الروم و كتب يوحنا بن زبدي منهم إنيله برومة و كتب بطرس إنيله باللتين و نسبه إل مرقاص تلميذه و اختلفت هذه النسخ الربع من النيل مع أنا ليس ت كلها و حيا صرفا iبل مشوبة بكلم عيسى عليه السلم و بكلم الواريي و كلها مواعظ و قصص و الحكام فيها قليلة ج دا iو اجتم ع
ت
الواريون الرسل لذلك العهد برومة و وضعوا قواني اللة النصرانية و صيوها بيد أقليمنطس تلميذ بطرس و كتبوا فيها عدد الكتب ال يب قبولا و العمل با. فمن شريعة اليهود القدية التوراة و هي خسة أسفار و كتاب يوشع و كتاب القضاة و كتاب راعوث و كتاب يهوذا و أسفار اللوك أربعة و سفر بنيامي و كتب القابيي ل بن كريون ثلثة و كتاب عزرا المام و كتابا أوشي و قصة هامان و كتاب أيوب الصديق و مزامي داود عليه السلم و كتب ابنه سليمان عليه السلم خسة و نبؤات النبياء الكبار و الصغار ستة عشر و كتاب يشوع بن شارخ وزير سليمان .و من شريعة عيسى صلوات ال عليه التلقاة من الواريي نسخ النيل الربع و كتب القتاليقون سبع رسائل و ثامنها البريكسيس ف قصص الرسل و كتاب بولس أربع عشرة رسالة و كتاب أقليمنطس و فيه الحكام و كتاب أبو غالسيس و فيه رؤيا يوحنا بن زبدي .و اختل ف شأن القياصرة ف الخذ بذه الشريعة تارة و تعظيم أهلها ث تركها أخرى و التسلط عليهم بالقتل و البغي إل أن جاء قسطنطي و أخذ با و استمروا عليها .و كان صاحب هذا الدين و القيم لراسيمه يسمونه البطرك و هو رئيس اللة عندهم و خليفة السيح فيهم يبع ث ن وابه و خلفاءه إل ما بعد عنه من أمم النصرانية و يسمونه السقف أي نائب البطرك و يسمون المام الذي يقيم الصلوات و يف تيهم ف ال دين بالقسيس و يسمون النقطع الذي حبس نفسه ف اللوة للعبادة بالراهب. و أكثر خلواتم ف الصوامع و كان بطرس الرسول رأس الواريي و كبي التلميذ برومة يقيهم با دين النصرانية إل أن قتله نيون خ امس القياصرة فيمن قتل من البطارق و الساقفة ث قام بلفته ف كرسي رومة آريوس و كان مرقاس النيلي بالسكندرية و مص ر و الغ رب داعيا سبع سنيي فقام بعده حنانيا و تسمى بالبطرك و هو أول البطاركة فيها و جعل معه اثن عشر قسا iعلى أنه إذا مات البط رك يك ون واحد من الثن عشر مكانه و يتار من الؤمني واحدا iمكان ذلك الثان عشر فكان أمر البطاركة إل القسوس ث لا وقع الختلف بينهم ف قواعد دينهم و عقائده و اجتمعوا بنيقية أيام قسطنطي لتحرير الق ف الدين و اتفق ثلثائة و ثانية عشر من أساقفتهم على رأي واح د ف الدين فكتبوه و سوه المام و صيوه أصل iيرجعون إليه و كان فيما كتبوه أن البطرك القائم بالدين ل يرجع ف تعيينه إل اجتهاد القس ة كما قرره حنانيا تلميذ مرقاس و أبطلوا ذلك الرأي و إنا يقدهم عن بلء و اختبار من أئمة الؤمني و رؤسائهم فبقي المر كذلك. ث اختلفوا بعد ذلك ف تقرير قواعد الذين و كانت لم متمعات ف تقرير و ل يتلفوا ف هذه القاعدة فبقي المر فيها على ذلك و تص ل فيهم نيابة الساقفة عن البطاركة و كان الساقفة يدعون البطرك بالب أيضا iتعظيما iله فاشتبه السم ف أعصار متطاول ة يق ال آخره ا بطركية هرقل بإسكندرية فأرادوا أن ييزوا البطرك عن السقف ف التعظيم فدعوه البابا و معناه أبو الباء و ظهر هذا الس م أول ظه وره بصر على ما زعم جرجيس بن العميد ف تأريه ث نقلوه إل صاحب الكرسي العظم عندهم و هو كرسي بطرس الرسول كما قدمناه فلم يزل سة عليه حت الن ث اختلفت النصارى ف دينهم بعد ذلك و فيما يعتقدونه ف السيح و صاروا طوائف و فرق ا iو اس ظهروا بل وك النصرانية كل على صاحبه فاختلف الال ف العصور ف ظهور فرقة دون فرقة إل أن استقرت لم ثلث طوائف هي فرقهم و ل يلتفتون إل غيها و هم اللكية و اليعقوبية و النسطورية ث اختصت كل فرقة منهم ببطرك فبطرك رومة اليوم السمى بالبابا على رأي اللكية و روم ة للفرنة و ملكلهم قائم بتلك الناحية و بطرك العاهدين بصر على رأي اليعقوبية و هو ساكن بي ظهرانيهم و البشة ي دينون ب دينهم و لبطرك مصر فيهم أساقفة ينوبون عنه ف إقامة دينهم هنالك. و اختص اسم البابا ببطرك رومة لذا العهد و ل تسمي اليعاقبة بطركهم بذا السم و ضبط هذه اللفظة بباءين موحدتي من أسفل و النطق با مفخمة و الثانية مشددة و من مذاهب البابا عند الفرنة أنه يضهم على النقياد للك واحد يرجعون إليه ف اختلفه م و اجتم اعهم ترجا iمن افتراق الكلمة و يتحرى به العصبية الت ل فوقها منهم لتكون يده عالية على جيعهم و يسمونه النبذور و حرف ة الوس ط بي الذال و الظاء العجمتي و مباشرة يضع التاج على رأسه للتبك فيسمى التوج ،و لعله معن لفظة النبذور و هذا ملخص ما أوردناه م ن شرح هذين السي الذين ها البابا و الكوهن و ال يضل من يشاء و يهدي من يشاء.
الفصل الرابع و الثلثون ف مراتب اللك و السلطان و ألقابا
إعلم أن السلطان ف نفسه ضعيف يمل أمرا iثقيل iفل بد له من الستعانة بأبناء جنسه و إذا كان يستعي بم ف ضرورة معاشه و سائر مهنه فما ظنك بسياسة نوعه و من استرعاه ال من خلقه و عباده و هو متاج إل حاية الكافة من عدوهم بالدافعة عنهم و إل ك ف ع دوان بعضهم على بعض ف أنفسهم بإمضاء الحكام الوازعة فيهم و كف عدوان عليهم ف أموالم بإصلح سابلتهم و إل حلهم على مصالهم و ما تعمهم به البلوى ف معاشهم و معاملتم من تفقد العايش و الكاييل و الوازين حذرا iمن التطفيف و إل النظر ف السكة بفظ النقود الت يتعاملون با من الغش و إل سياستهم با يريده منهم من النقياد له و الرضى بقاصده منهم و انفراده بالد دونم فيتحمل م ن ذل ك فوق الغاية من معاناة القلوب قال بعض الشراف من الكماء :لعاناة نقل البال من أماكنها أهون على من معاناة قل وب الرج ال ث إن الستعانة إذا كانت بأول القرب من أهل النسب أو التربية أو الصطناع القدي للدولة كانت أكمل لا يقع ف ذلك من مانسة خلقهم للقه فتتم الشاكلة ف الستعانة قال تعال واجعل ل وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه ف أمري و هو إما أن يستعي ف ذلك بسيفه أو قلمه أو رأيه أو معارفه أو بجابه عن الناس أن يزدحوا عليه فيشغلوه عن النظر ف مهماتم أو يدفع النظر ف اللك كل ه و يعول على كفايته ف ذلك و اضطلعه فلذلك قد توجد ف رجل واحد و قد تفترق ف أشخاص و قد يتفرع كل واحد منه ا إل ف روع كثية كالقلم يتفرع إل قلم الرسائل و الخاطبات و قلم الصكوك و القطاعات و إل قلم الاسبات و هو صاحب الباية و العطاء و ديوان اليش و كالسيف يتفرع إل صاحب الرب و صاحب الشرطة و صاحب البيد و ولية الثغور ث اعلم أن الوظائف السلطانية ف هذه اللة السلمية مندرجة تت اللفة لحتمال منصب اللفة على الدين و الدنيا كما قدمناه فالحكام الشرعية متعلقة بميعها و موجودة لكل واحدة منها ف سائر وجوهها لعموم تعلق الكم الشرعية بميع أفعال العباد و الفقية ينظر ف مرتبة اللك و السلطان و ش روط تقلي دها استبدادا على اللفة و هو معن السلطان أو تعويضا iمنها و هو معن الوزارة عندهم كما يأت و ف نظره ف الحكام و الق وال و س ائر السياسات مطلقا iأو مقيدا iو ف موجبات العزل إن عرضت و غي ذلك من معان اللك و السلطان و كذا ف سائر الوظائف الت تت اللك و السلطان من وزارة أو جباية أو ولية ل بد للفقيه من النظر ف جيع ذلك كما قدمناه من انسحاب حكم اللف ة الش رعية ف الل ة السلمية على رتبة اللك و السلطان إل أن كلمنا ف وظائف اللك و السلطان و رتبته إنا هو بقتضى طبيعة العمران و وجود البشر ل با يصها من أحكام الشرع فليس من غرض كتابنا كما علمت فل نتاج إل تفصيل أحكامها الشرعية مع أنا مستوفاة ف كت ب الحك ام السلطانية مثل كتاب القاضي أب السن الاوردي و غيه من أعلم الفقهاء فإن أردت استيفاءها فعليك بطالعتها هنالك و إنا تكلمن ا ف الوظائف اللفية و أفردناها لنمي بينها و بي الوظائف السلطانية فقط ل لتحقيق أحكامها الشرعية فليس من غرض كتابنا و إنا نتكل م ف ذلك با تقتضيه طبيعة العمران ف الوجود النسان و ال الوفق. الوزارة :و هي أهم الطط السلطانية و الرتب اللوكية لن اسها يدل على مطلق العانة فإن الوزارة مأخوذة إما من الؤازرة و هي العاونة أو من الوزر و هو الثقل كأنه يمل مع مفاعله أوزاره و أثقاله و هو راجع إل العاونة الطلقة و قد كنا قدمنا ف أول الفص ل أن أح وال السلطان و تصرفاته ل تعدو أربعة iلنا إما أن تكون ف أمور حاية الكافة و أسبابا من النظر ف الد و السلح و الروب و سائر أم ور الماية و الطالبة و صاحب هذا هو الوزير التعارف ف الدول القدية بالشرق و لذا العهد بالغرب و إما أن تكون ف أمور ماطباته لن بعد عنه ف أمور جباية الال و إنفاقه و ضبط ذلك من جيع وجوهه أن يكون بضبطة و صاحب هذا هو صاحب الال و الباية و هو الس مى بالوزير لذا العهد بالشرق و إما أن يكون ف مدافعة الناس ذوي الاجات عنه أن يزدحوا عليه فيشغلوه عن فهمه و هذا راجع لص احب الباب الذي يجبه .فل تعدو أحواله هذه الربعة بوجه .و كل خطة أو رتبة من رتب اللك و السلطان فإليها ترجع .إل أن الرفع منها م ا كانت العانة فيه عامة فيما تت يد السلطان من ذلك الصنف إذ هو يقتضي مباشر السلطان دائما iو مشاركته ف كل صنف من أح وال ملكه و أما ما كان خاصا iببعض الناس أو ببعض الهات فيكون دون الرتبة الخرى كقيادة ثغر أو ولية جباية خاصة أو النظ ر ف أم ر خاص كحسبة الطعام أو النظر ف السكة فإن هذه كلها نظر ف أحوال خاصة فيكون صاحبها تبعا iلهل النظر العام و تكون رتبته مرؤوسة لولئك .و ما زال المر ف الدول قبل السلم هكذا حت جاء السلم و صار المر خلفة فذهبت تلك الطط كلما بذهاب رسم الل ك إل ما هو طبيعي من العاونة بالرأي و الفاوضة فيه فلم يكن زواله إذ هو أمر ل بد منه فكان صلى ال عليه و س لم يش اور أص حابه و يفاوضهم ف مهماته العامة و الاصة و يص مع ذلك أبا بكر بصوصيات أخرى حت كان العرب الذين عرفوا الدول و أحوالا ف كسرى و قيصر و النجاشي يسمون أبا بكر وزيره و ل يكن لفظ الوزير يعرف بي السلمي لذهاب رتبة اللك بسذاجة السلم و كذا عمر مع أب
بكر و علي ف و عثمان مع عمر و أما حال الباية و النفاق و السبان فلم يكن عندهم برتبة لن القوم كانوا عرب ا iأميي ل يس نون الكتاب و الساب فكانوا يستعملون ف الساب أهل الكتاب أو أفرادا iمن موال العجم من ييده و كان قليل iفيهم و أما أش رافهم فل م يكونوا ييدونه لن المية كانت صفتهم الت امتازوا با و كذا حال الخاطبات و تنفيذ المور ل تكن عندهم رتبة خاصة للمية الت كانت فيهم و المانة العامة ف كتمان القول و تأديته و ل ترج السياسة إل اختياره لن اللفة إنا هي دين ليست من السياسة اللكية ف شيء و أيضا iفلم تكن الكتابة صناعة فيستجاد لليفة أحسنها لن الكل كانوا يعبون عن مقاصدهم بأبلغ العبارات و ل يبق إل الط فكان الليفة يستنيب ف كتابته مت عن له من يسنه و أما مدافعة ذوي الاجات عن أبوابم فكان مظورا iبالشريعة فلم يفعلوه فلما انقلبت اللف ة إل اللك و جاءت رسوم السلطان و ألقابه كان أول شيء بديء به ف الدولة شأن الباب و سده دون الهور با كانوا يشون عن أنفسهم من اغتيال الوارج و غيهم كما وقع بعمر و علي و معاوية و عمر بن العاص و غيهم مع ما ف فتحه من ازدحام الناس عليهم و شغلهم بم عن الهمات فاتذوا من يقوهم لم بذلك و سوه الاجب و قد جاء أن عبد اللك لا ول حاجبه قال له قد وليتك حجابة باب إل عن ثلثة الؤذن للصلة فإنه داعي ال و صاحب البيد فأمر ما جاء به و صاحب الطعام لئل يفسد ث استفحل اللك بعد ذلك فظهر الشاور و العي ف أمور القبائل و العصائب و استئلفهم و أطلق عليه اسم الوزير و بقي أمر الس بان ف الوال و الذميي و أتذ للسجلت كاتب مصوص حوطة iعلى أسرار السلطان أن تشتهر فتفسد سياسته مع قومه و ل يكن بثابة الوزير لنه إنا احتيج له من حيث الط و الكتاب ل من حيث اللسان الذي هو الكلم إذ اللسان لذلك العهد على حاله ل يفسد فك انت ال وزارة لذلك أرفع رتبهم يومئذ ف سائر دولة بن أمية فكان النظر للوزير عاما ف أحوال التدبي و الفاوضات و سائر أمور المايات و الطالبات و ما يتبعها من النظر ف ديوان الند و فرض العطاء بالهلية و غي ذلك فلما جاءت دولة بن العباس و استفحل اللك و عظم ت مراتب ه و ارتفعت و عظم شأن الوزير و صارت إليه النيابة ف إنفاذ الل و العقد تعينت مرتبته ف الدولة و عنت لا الوجوه و خضعت لا الرق اب و جعل لا النظر ف ديوان السبان لا تتاج إليه خطته من قسم العطيات ف الند فاحتاج إل النظر ف جعه و تفريقه و أضيف إليه النظر فيه ث جعل له النظر ف القلم و الترسيل لصون أسرار السلطان و لفظ البلغة لا كان اللسان قد فسد عند المهور و جعل الات لس جلت السلطان ليحفظها من الذياع و الشياع و دفع إليه فصار اسم الوزير جامعا iلطت السيف و القلم و سائر معال الوزارة و العاونة حت لقد دعي جعفر بن يي بالسلطان أيام الرشيد إشارة إل عموم نظره و قيامه بالدولة و ل يرج عنه من الرتب السلطانية كلها إل الجابة ال ت هي القيام على الباب فلم تكن له لستنكافه عن مثل ذلك ث جاء ف الدولة العباسية شأن الستبداد على السلطان و تعاور فيه ا اس تبداد الوزارة مرة و السلطان أخرى و صار الوزير إذا استبد متاجا iإل استنابة الليفة إياه لذلك لتصح الحكام الشرعية و تيء على حالا كما تقدمت فانقسمت الوزارة حينئذ إل وزارة تنفيذ و هي حال ما يكون السلطان قائما iعلى نفسه و إل وزارة تفويض و هي حال ما يك ون الوزير مستبدا iعليه ث استمر الستبداد و صار المر للوك العجم و تعطل رسم اللفة و ل يكن لولئك التغلبي أن ينتحلوا ألقاب اللفة و استنكفوا من مشاركة الوزراء ف اللقب لنم خول لم فتسموا بالمارة و السلطان و كأن الستبد على الدولة يس مى أمي الم راء أو بالسلطان إل ما يليه به الليفة من ألقابه كما تراه ف ألقابم و تركوا اسم الوزارة إل من يتولها للخليفة ف خاصته و ل يزل هذا الشأن عندهم إل آخر دولتهم و فسد اللسان خلل ذلك كله و صارت صناعة ينتحلها بعض الناس فامتهنت و ترفع الوزراء عنها لذلك و لن م عجم و ليست تلك البلغة هي القصودة من لسانم فتخي لا من سائر الطبقات و اختصت به و صارت خادمة للوزير و اختص اسم المي بصاحب الروب و الند و ما يرجع إليها و يده مع ذلك عالية على أهل الرتب و أمره نافذ ف الكل إما نيابة أو استبدادا iو استمر الم ر على هذا ث جاءت دولة الترك آخرا iبصر فرأوا أن الوزارة قد ابتذلت بترفع أولئك عنها و دفعها لن يقوهم با للخليفة الجور و نظره مع ذلك فتعقب بنظر المي فصارت مرؤوسة ناقصة فاستنكف أهل هذه الرتبة الالية ف الدولة عن اسم الوزارة و صار ص احب الحك ام و النظر ف الند يسمى عندهم بالنائب لذا العهد و بقي اسم الاجب ف مدلوله و اختص اسم الوزير عندهم بالنظر ف الباية .و أما دولة بن أمية بالندلس فأنفوا اسم الوزير ف مدلوله أول الدولة ث قسموا خطته أصنافا iو أفردوا iلكل صنف وزيرا iفجعلوا لسبان ال ال وزي را iو للترسيل وزيرا iو للنظر ف حوائج التظلمي وزيرا iو للنظر ف أحوال أهل الثغور وزيرا iو جعل لم بيت يلسون فيه على فرش منضدة لم و ينفذون أمر السلطان هناك كل فيما جعل له و أفرد للتردد بينهم و بي الليفة واحد منهم ارتفع عنهم بباشرة السلطان ف كل وقت فارتفع ملسه عن مالسهم و خصوه باسم الاجب و ل يزل الشأن هذا إل آخر دولتهم فارتفعت خطة الاجب و مرتبته على سائر الرتب ح ت
صار ملوك الطوائف ينتحلون لقبها فأكثرهم يومئذ يسمى الاجب كما نذكره ث جاءت دولة الشيعة بإفريقية و القيوان و كان للقائمي با رسوخ ف البداوة فاغفلوا أمر هذه الطط أول iو تنقيح أسائها كما تراه ف أخبار دولتهم ،و لا جاءت دولة الوحدين من بعد ذاك أغفلت المر أول للبداوة ث صارت إل انتحال الساء و اللقاب و كان اسم الوزير ف مدلوله ث اتبعوا دولة المويي و قلدوها ف مذاهب السلطان و اختاروا اسم الوزير لن يجب السلطان ف ملسه و يقف بالوفود و الداخلي على السلطان عند الدود ف تيتهم و خط ابم و الداب الت تلزم ف الكون بي يديه و رفعوا خطة الجابة عنه ما شاءوا و ل يزل الشأن ذلك إل هذا العهد و أما ف دولة الترك بالشرق فيس مون هذا الذي يقف بالناس على حدود الداب ف اللقاء و التحية ف مالس السلطان و التقدم بالوفود بي يدي الدويدار و يضيفون إليه استتباع كاتب السر و أصحاب البيد التصرفي ف حاجات السلطان بالقاصية و بالاضرة و حالم على ذلك لذا العهد و ال مول الم ور ل ن يشاء. الجابة :قد قدمنا أن هذا اللقب كان مصوصا iف الدولة الموية و العباسية بن يجب السلطان عن العامة و يغلق بابه دونم أو يفتحه لم على قدره ف مواقيته و كانت هذه منلة يوما iعن الطط مرؤوسة لا إذ الوزير متصرف فيها با يراه و هكذا كانت سائر أيام بن العباس ل إل هذا الهد فهي بصر مرؤوسة لصاحب الطة العليا السمى بالنائب .و أما ف الدولة الموية بالندلس فكانت الجاب ة ل ن يج ب السلطان عن الاصة و العامة و يكون واسطة بينه و بي الوزراء فمن دونم فكانت ف دولتهم رفيعة غاية كما تراه ف أخبارهم كابن حديد و غي من حجابم ث لا جاء الستبداد على الدولة اختص الستبد باسم الجابة لشرفها فكان النصور بن أب عامر و أبناوه ك ذلك و ل ا بدوا ف مظاهر اللك و أطواره جاء من بعدهم من ملوك الطوائف فلم يتركوا لقبها و كانوا يعدونه شرفا iلم و كان أعظمهم ملك ا iبع د انتحال ألقاب اللك و أسائه ل بد له من ذكر الاجب و ذي الوزارتي يعنون به السيف و القلم و يدلون بالجابة على حجابة الس لطان عن العامة و الاصة و بذي الوزارتي عن جعه لطت السيف و القلم .ث ل يكن ف دول الغرب و أفريقية ذكر لذا السم للب داوة ال ت كانت فيهم و ربا يوجد ف دولة العبيديي بصر عند استعظامها و حضارتا إل أنه قليل .و لا جاءت دولة الوحدين ل تس تمكن فيه ا الضارة الداعية إل انتحال اللقاب و تييز الطط و تعيينها بالساء إل آخرا iفلم يكن عندهم من الرتب إل الوزير فكانوا أول iيصون بذا السم الكاتب التصرف الشارك للسلطان ف خاص أمر كابن عطية و عبد السلم الكومي و كان له مع ذلك النظر ف الساب و الشغال الالية ث صار بعد ذلك اسم الوزير لهل نسب الدولة من الوحدين كابن جامع و غيه و ل يكن اسم الاجب معروفا iف دولتهم يومئذ .و أما بنو أب حفص بأفريقية فكانت الرئاسة ف دولتهم أول iو التقدم لوزير و الرأي و الشورة و كان يص باسم شيخ الوحدين و كان ل ه النظر ف الوليات و العزل وقود العساكر و الروب و اختص السبان و الديوان برتبة أخرى و يسمى متوليها بصاحب الشغال ينظر فيها النظر الطلق ف الدخل و الرج و ياسب و يستخلص الموال و يعاقب على التفريط و كان من شرطه أن يكون من الوحدين و اخت ص عندهم القلم أيضا iبن ييد الترسيل و يؤتن على السرار لن الكتابة ل تكن من منتحل القوم و ل الترسيل بلسانم فلم يشترط فيه النسب و احتاج السلطان لتساع ملكه و كثرة الرتزقي بداره إل قهرمان خاص بداره ف أحواله يريها على قدرها و ترتيبها من رزق و عطاء و كسوة و نفقة ف الطابخ و الصطبلت و غيها و حصر الذخية و تنفيذ ما يتاج إليه ف ذلك على أهل الباية فخصوه باسم الاجب و ربا أضافوا إليه كتابة فعلمة على السجلت إذا اتفق أنه يسن صناعة الكتابة و ربا جعلوه لغيه و استمر المر عل ى ذل ك و حج ب السلطان نفسه عن الناس فصار هذا الاجب واسطة بي الناس و بي أهل الرتب كلهم ث جع له آخر الدولة السيف و الرب ث ال رأي و الشورة فصارت الطة أرفع الرتب و أوعبها للخطط ث جاء الستبداد و الجر مدة من بعد السلطان الثان عشر منهم ث استبد بعد ذل ك حفيده السلطان أبو العباس على نفسه و أذهب آثار الجر و الستبداد بإذهاب خطة الجابة الت كانت سلما iإليه و باشر أم وره كله ا بنفسه من غي استعانة بأحد و المر على ذلك لذا العهد. و أما دولة زناتة بالغرب و أعظمها دولة بن مرين فل أثر لسم الاجب عندهم و أما رئاسة الرب و العساكر ف للوزير و رتبة القل م ف السبان و الرسائل راجعة إل من يسنها من أهلها و إن اختصت ببعض البيوت الصطنعي ف دولتهم و قد تمع عندهم و قد تفرق و أما باب السلطان و حجبه عن الائة فهي رتبة عندهم فيسمى صاحبها عندهم بالزوار و معناه القدم على النادرة التصرفي بباب الس لطان ف تنفيذ أوامر و تصريف عقوباته و إنزال سطواته و حفظ العتقلي ف سجونه و العريف عليهم ف ذلك فالباب له و أخذ الناس بالوقوف عند الدود ف دار العامة راجع إليه فكأنا وزارة صغرى .و أما دولة بن عبد الواد فل أثر عندهم لشيء من هذه اللقاب و ل تيي ز الط ط
لبداوة دولتهم و قصورها و إنا يصون باسم الاجب ف بعض الحوال منفذ الاص بالسلطان ف داره كما كان ف دولة بن أب حفص و قد يمعون له السبان و السجل كما كان فيها حلهم على ذلك تقليد الدولة با كانوا ف تبعتها و قائمي بدعوتا منذ أول أمرهم. و أما أهل الندلس لذا العهد فالخصوص عندهم بالسبان و تنفيذ حال السلطان و سائر المور الالية يسمونه بالوكي ل و أم ا ال وزير فكالوزير إل أنه يمع له الترسيل و السلطان عندهم يضع خطه على السجلت كلها فليس هناك خطة العلمة كما لغيهم من الدول .و أما دولة الترك بصر فاسم الاجب عندهم موضوع لاكم من أهل الشوكة و هم الترك ينفذ الحكام بي الناس ف الدينة و هم متع ددون و هذه الوظيفة عندهم تت وظيفة النيابة الت لا الكم ف أهل الدولة و ف العامة على الطلق و للنائب التولية و العزل ف بعض الوظ ائف على الحيان و يقطع القليل من الرزاق و يبتها و تنفذ أوامره كما تنفذ الراسم السلطانية و كان له النيابة الطلقة عن السلطان و للحجاب الكم فقط ف طبقات العامة و الند عند الترافع إليهم و إجبار من أب النقياد للحكم و طورهم تت طور النيابة و الوزير ف دولة ال ترك هو صاحب جباية الموال ف الدولة على اختلف أصنافها من خراج أو مكس أو جزية ث ف تصريفها ف النفاقات السلطانية أو الرايات القدرة و له مع ذلك التولية و العزل ف سائر العمال الباشرين لذه الباية و التنفيذ على اختلف مراتبهم و تباين أصنافهم و من ع وائدهم أن يكون هذا الوزير من صنف القبط القائمي على ديوان السبان و الباية لختصاصهم بذلك ف مصر منذ عصور قدية و ق د يوليه ا السلطان بعض الحيان لهل الشوكة من رجالت الترك أو أبنائهم على حسب الداعية لذلك و ال مدبر المور و مصرفها بكمته ل إل ه إل هو رب الولي و الخرين.
ديوان العمال و البايات إعلم أن هذه الوظيفة من الوظائف الضرورية للملك و هي القياهم على أعمال البايات و حفظ حقوق الدولة ف الدخل و الرج و إحصاء العساكر بأسائهم و تقدير أرزاقهم و صرف أعطياتم ف إباناتا و الرجوع ف ذلك إل القواني الت يرتبها قومه تلك العم ال و قهارم ة الدولة و هي كلها مسطورة ف كتاب شاهد بتفاصيل ذلك ف الدخل و الرج مبن على جزء كبي من الساب ل يقوهم به إل الهرة م ن أهل تلك العمال و يسمى ذلك الكتاب بالديوان و كذلك مكان جلوس العمال الباشرين لا .و يقال أن أصل هذه التسمية أن كس رى نظر يوما iإل كتاب ديوانه و هم يسبون على أنفسهم كأنم يادثون فقال ديوانه أي ماني بلغة الفرس فسمي موضعهم بذلك و ح ذفت الاء لكثرة الستعمال تفيفا iفقيل ديوان ث نقل هذا السم إل كتاب هذه العمال التضمن للقواني و السبانات و قيل أنه اسم للشياطي بالفارسية سي الكتاب بذلك لسرعة نفوذهم ف المور و وقوفهم على اللي معها و الفي و جعهم لا شد و تفرق ث نق ل إل مك ان جلوسهم لتلك العمال و على هذا فيتناول اسم الديوان كتاب الرسائل و مكان جلوسه بباب السلطان على ما يأت بعد و قد تفرد ه ذه الوظيفة بناظر واحد ينظر ف سائر هذه العمال و قد يفرد كل صنف منها بناظر كما يفرد ف بعض الدول النظر ف العساكر و إقطاعاتم و حسبان أعطيه لم أو غي ذلك على حسب مصطلح الدولة و ما قرره أولوها .و اعلم أن هذه الوظيفة إنا تدث ف الدول عند تكن الغلب و الستيلء و النظر ف أعطاف اللك و فنون التمهيد .و أول من وضع الديوان ف الدولة السلمية عمر رضي ال عنه يقاد لسبب مال أتى به أبو هريرة رضي ال عنه من البحرين فاستكثروه و تعبوا ف قسمه فسموا إل إحصاء الموال و ضبط العطاء و القوق فأشار خالد ب ن الوليد بالديوان و قال :رأيت ملوك الشام يدونون فقبل منه عمر و قيل بل أشار عليه به الرمزان لا رآه يبعث البعوث بغي ديوان فقيل له و من يعلهم بغيبة من يغيب منهم فإن من تلف أخل بكانه و إنا يضبط ذلك الكتاب فأثبت لم ديوانا iو سأل عمر عن اسم الديوان .فعب له و لا اجتمع ذلك أمر عقيل بن أب طالب و مرمة بن نوفل و خبي بن مطعم و كانوا من كتاب قريش فكتبوا ديوان العساكر السلمية على ترتيب النساب مبتدأ من قرابة رسول ال صلى ال عليه و سلم و ما بعدها القرب فالقرب هكذا كان ابتداء ديوان اليش و روى الزهري بن سعيد بن السيب أن ذلك كان ف الرم سنة عشرين و أما ديوان الراج و البايات فبقي بعد السلم على ما كان عليه من قبل ديوان العراق بالفارسية و ديوان الشام بالرومية و كتاب الدواوين من أهل العهد من الفريقي و لا جاء عبد اللك بن مروان و استحال المر ملكاi و انتقل القوم من غضاضة البداوة إل رونق الضارة و من سذاجة المية إل حذق الكتابة و ظهر ف العرب و مواليه م مهرة ف الكت اب و السبان فأمر عبد اللك سليمان بن سعد وال الردن لعهده أن ينقل ديوان الشام إل العربية فأكمله لسنة من يوم ابتدائه و وق ف علي ه
سرحون كاتب عبد اللك فقال لكتاب الروم :اطلبوا العيش ف غي هذه الصناعة فقد قطعها ال عنكم .و أما ديوان العراق فأمر الج اج كاتبه صال بن عبد الرحن و كان يكتب بالعربية و الفارسية و لقن ذلك عن زادان فروخ كاتب الجاج قبله و لا قتل زادان ف حرب عبد الرحن بن الشعث استخلف الجاج صالا iهذا مكانه و أمره أن ينقل الديوان من الفارسية إل العربية ففعل و رغم لذلك كتاب الفرس و كان عبد الميد بن يي يقول ل در صال ما أعظم منته على الكتاب ث جعلت هذه الوظيفة ف دولة بن العباس مضافة إل من ك ان ل ه النظر فيه كما كان شأن بن برمك و بن سهل بن نوبت و غيهم من وزراء الدولة .و أما ما يتعلق بذه الوظيفة من الحكام الشرعية ما يتص باليش أو بيت الال ف الدخل و الرج و تييز النواحي بالصلح و الغنوة و ف تقليد هذه الوظيفة لن يكون و شروط الناظر فيه ا و الكاتب و قواني السبانات فأمر راجع إل كتب الحكام السلطانية و هي مسطورة هنالك و ليست من عرض كتابنا و إنا نتكلم فيها من حيث طبيعة اللك الذي نن بصدد الكلم فيه و هذه الوظيفة جزء عظيم من اللك بل هي ثالثة أركانه لن اللك ل بد له من الند و الال و الخاطبة لن غاب عنه فاحتاج صاحب اللك إل العوان ف أمر السيف و أمر القلم و أمر الال فينفرد صاحبها لذلك بزء م ن رئاس ة اللك و كذلك كال المر ف دولة بن أمية بالندلس و الطوائف بعدهم و أما ف دولة الوحدين فكان صاحبها إنا يكون م ن الوح دين يستقل بالنظر ف استخراج الموال و جعها و ضبطها و تعقب نظر الولة و العمال فيها ث تنفيذها على قدرها و ف مواقيتها و كان يعرف بصاحب الشغال و كان ربا يليها ف الهات غي الوحدين من يسنها .و لا استبد بنو أب حفص بأفريقية و كان شأن الالية من الندلس فقدم عليهم أهل البيوتات و فيهم من كان يستعمل ذلك ف الندلس مثل بن سعيد أصحاب القلعة جوار غرناطة العروفي ببن أب الس ن فاستكفوا بم ف ذلك و جعلوا لم النظر ف الشغال كما كان لم بالندلس و دالوا فيها بينهم و بي الوحدين ث استقل با أهل السبان و الكتاب و خرجت عن الوحدين ث لا استغلظ أمر الاجب و نفذ أمره ف كل شأن من شؤون الدولة تعطل هذا الرسل و ص ار ص احبه مرؤوسا iللحاجب و أصبح من جلة الباة و ذهبت تلك الرئاسة الت كانت له ف الدولة .و أما دولة بن مرين لذا العهد فحسبان العطاء و الراج مموع لواحد و صاحب هذه الرتبة هو الذي يصحح السبانات كلها و يرجع إل ديوانه و نظره معقب بنظر السلطان أو الوزير و خطه معتب ف صحت السبان ف الارج و العطاء هذه أصول الرتب و الطط السلطانية و هي الرتب العالية الت هي عامة النظر و مباش ر للسلطان .و أما هذه الرتبة ف دولة الترك فمتنوعة و صاحب ديوان العطاء يعرف بناظر اليش و صاحب الال مصوص باسم الوزير و هو الناظر ف ديوان الباية العامة للدولة و هو أعلى رتب الناظرين ف الموال لن النظر ف الموال عندهم يتنوع إل رتب ك ثية لنفس اح دولتهم و عظمة سلطانم و أتساع الموال و البايات عن أن يستقل بضبطها الواحد من الرجال و لو بلغ ف الكفاية مبالغة فتعي للنظ ر العام منها هذا الخصوص باسم الوزير و هو مع ذلك رديف لول من موال السلطان و أهل عصبيته و أرباب السيوف ف الدولة يرجع نظر الوزير إل نظره و يتهد جهده ف متابعته و يسمى عندهم أستاذ الدولة و هو أحد المراء الكابر ف الدولة من الند و أرباب الس يوف و يتبع هذه الطة خطط عندهم أخرى كلما راجعة إل الموال و السبان مقصورة النظر إل أمور خاصة مثل ناظر الاص و ه و الباش ر لموال السلطان الاصة به من إقطاعاته أو سهمانه من أموال الراج و بلد الباية ما ليس من أموال السلمي العامة و هو تت ي د المي أستاذ الدار و إن كان الوزير من الند فل يكون لستاذ الدار نظر عليه و نظر الاص تت يد الازن لموال السلطان من ماليكه الس مى خازن الدار لختصاص وظيفتهما بال السلطان الاص .هذا بيان هذه الطة بدولة الترك بالشرق بعد ما قدمناه من أمرها ب الغرب و ال مصرف المور ل رب غيه.
ديوان الرسائل و الكتابة هذه الوظيفة غي ضرورية ف اللك لستغناء كثي من الدول عنها رأسا iكما ف الدول العريقة ف البداوة الت ل يأخذها تذيب الضارة و ل استحكام الصنائع و إنا أكد الاجة إليها ف الدولة السلمية شأن اللسان العرب و البلغة ف العبارة عن القاصد فصار الكتاب يؤدي كنه الاجة ب بلغ من العبارة اللسانية ف الكثر و كان الكاتب للمي يكون من أهل نسبه و من عظماء قبيله كما كان للخلفاء و أمراء الصحابة بالشام و العراق لعظم أمانتهم و خلوص أسرارهم فلما فسد اللسان و مهار صناعة اختص بن يسنه و كانت عند بن العباس رفيعة iو كان الكاتب يصدر السجلت مطلقة و يكتب ف آخرها اسه و يتم عليها بات السلطان و هو طابع منقوش فيه اسم السلطان أو شارته يغمس
ف طي أحر مذاب بالاء و يسمى طي التم و يطبع به على طرف السجل عند طيه و إلصاقه ث صارت السجلت من بعدهم تصدر باسم السلطان و يضع الكاتب فيها علمته أول iأو آخرا iعلى حسب الختيار ف ملها و ف لفظها ث قد تنل هذه الطة بارتفاع الك ان عن د السلطان لغي صاحبها من أهل الراتب ف الدولة أو استبداد وزير عليه فتصي علمة هذا الكتاب ملغاة الكم بعلمة الرئيس عليه يستدل با فيكتب صورة علمته العهودة و الكم لعلمة ذلك الرئيس كما وقع آخر الدولة الفصية لا ارتفع شأن الجابة و صار أمرها إل التفويض ث الستبداد فصار حكم العلمة الت للكاتب ملغى و صورتا ثابتة إتباعا iلا سلف من أمرها فصار الاجب يرسم للكاتب إمضاء كتابه ذلك بط يضعه و يتخي له من صيغ النفاذ ما شاء فيأتر الكاتب له و يضع العلمة العتادة و قد يتص السلطان لنفسه بوضع ذل ك إذا ك ان مستبدا iبأمر قائما iعلى نفسه فيسم المر للكاتب ليضع علمته و من خطط الكتابة التوقيع و هو أن يلس الكاتب بي يدي الس لطان ف مالس حكمه و فصله و يوقع على القصص الرفوعة إليه أحكامها و الفصل فيها متلقاة من السلطان بأوجز لفظ و أبلغه فإم ا أن تص در كذلك و إما أن يذو الكاتب على مثالا ف سجل يكون بيد صاحب القصة و يتاج الوقع إل عارضة من البلغة يستقيم با توقيعه و ق د كان جعفر بن يي يوقع ف القصص بي يدي الرشيد و يرمي بالقصة إل صاحبها فكانت توقيعاته يتنافس البلغاء ف تصيلها للوقوف فيه ا على أساليب البلغة و فنونا حت قيل أنا كانت تباع كل قصة منها بدينار و هكذا كان شأن الدول ،و اعلم أن صاحب هذه الطة ل بد من أن يتخي أرفع طبقات الناس و أهل الرؤة و الشمة منهم و زيادة العلم و عارضة البلغة فأنه معرض للنظر ف أصول العلم لا يعرض ف مالس اللوك و مقاصد أحكامهم من أمثال ذلك ما تدعو إليه عشرة اللوك من القيام على الداب و التخلق بالفضائل مع ما يضطر إلي ه ف الترسيل و تطبيق مقاصد الكلم من البلغة و أسرارها و قد تكون الرتبة ف بعض الدول مستندة إل أرباب السيوف لا يقتضيه طبع الدولة من البعد عن معاناة العلوم لجل سذاجة العصبية فيختص السلطان أهل عصبيته بطط دولته و سائر رتبه فيقلد الال و الس يف و الكتاب ة منهم فأما رتبة السيف فتستغن عن معاناة العلم و أما الال و الكتابة فيضطر إل ذلك البلغة ف هذه و السبان ف الخرى فيختارون لا من هذه الطبقة ما دعت إليه الضرورة و يقلدونه إل أنه ل تكون يد آخر من أهل العصبية غالبة على يده و يكون نظره منصرفا iعن نظره كم ا هو ف دولة الترك لذا العهد بالشرق فإن الكتابة عندهم و إن كانت لصاحب النشاء إل أنه تت يد أمي من أهل عصبية السلطان يع رف بالدويدار و تعويل السلطان و وثوقه به و استنامته ف غالب أحواله إليه و تعويله على الخر ف أحوال البلغة و تطبيق القاصد و كتم ان السرار و غي ذلك من توابعها .و أما الشروط العتبة ف صاحب هذه الرتبة الت يلحظها السلطان ف اختياره و انتقائه من أصناف الن اس فهي كثية و أحسن من استوعبها عبد الميد الكاتب ف رسالته إل الكتاب و هي :أما بعد حفظكم ال يا أهل صناعة الكتابة و حاطكم و وفقكم و أرشدكم فإن ال عز و جل جعل الناس بعد النبياء و الرسلي صلوات ال و سلمه عليهم أجعي و من بع د الل وك الكرمي أصنافا iو إن كانوا ف القيقة سواء و صرفهم ف صنوف الصناعات و ضروب الاولت إل أسباب معاشهم و الواب أرزاقهم فجعلك م معشر الكتاب ف أشرف الهات أهل الدب و الرؤات و العلم و الرزانة بكم ينتظم للخلفة ماسنها و تستقيم أمورها و بنصحائكم يصلح ال للخلق سلطانم و تعمر بلدانم ل يستغن اللك عنكم و ل يوجد كاف إل منكم فموقعكم من اللوك موقع أساعهم الت با يسمعون و أبصارهم الت با يبصرون و ألسنتهم الت با ينطقون و أيديهم الت با يبطشون فأمتعكم ال با خصكم من فصل صناعتكم و ل نزع عنكم ما أضفاه من النغمة عليكم و ليس أحد من أهل الصناعات كلها أحوج إل اجتماع خلل الي المودة و خصال الفضل الذكورة العدودة منهم أيها الكتاب إذا كنتم على ما يأت ف هذا الكتاب من صفتكم فإن الكاتب يتاج ف نفسه و يتاج منه صاحبه الذي يثق به ف مهمات أموره أن يكون حليما iف موضع اللم فهيما iف موضع الكم مقداما iف موضع القدام مجما iف موضع الحجام مؤثرا iللعفاف و العدل و النصاف كتوما iللسرار و فيا iعند الشدائد عالا iبا يأت من النوازل يضع المور مواضعها و الطوارق ف أماكنها قد نظر ف كل ف ن م ن فنون العلم فأحكمه و إن ل يكمه أخذ منه بقدار ما يكتفي به يعرف بغريزة عقله و حسن أدبه و فضل تربته ما يرد عليه قب ل وروده و عاتبة ما يصدر عنه قبل صدور فيعد لكل أمر عدته و عتاده و يهيء لكل وجه هيئته و عادته فتنافسوا يا معشر الكتاب ف صنوف الداب و تفقهوا ف الدين و ابدأوا بعلم كتاب ال عز و جل و الفرائض ث العربية فإنا ثقاف ألسنتكم ث أجيدوا الط فإنه حلي ة كتبك م و ارووا الشعار و اعرفوا غريبها و معانيها و أيام العرب و العجم و أحاديثها و سيها فإن ذلك معي لم على ما تسمو إليه همكم و ل تض يعوا النظر ف الساب فإنه قوام كتاب الراج و ارغبوا بأنفسكم عن الطامع سنيها و دنيها و سفساف المور و ماقرها فإنا مذل ة للرق اب مفسدة للكتاب و نزهوا صناعتكم عن الدناءة و اربأوا بأنفسكم عن السعاية و النميمة و ما فيه أهل الهالت و إياكم و الكب و السخف
و العظمة فإنا عداوة متلبة من غي إحنة و تابوا ف ال عز و جل ف صناعتكم و تواصوا عليها بالذي هو أليق لهل الفض ل و الع دل و النبل من سلفكم و إن نبا الزمان برجل منكم فاعطفوا عليه و آسوه حت يرجع إليه حاله و يثوب إليه أمره و إن أقعد أحدا iمنهم الكن ع ن مكسبه و لقاء إخوانه فزوروه و عظموه و شاوروه و استظهروا بفضل تربته و قدي معرفته و ليكن الرجل منكم عل ى م ن اص طنعه و استظهر به ليوم حاجته إليه أحوط منه على ولده و أخيه فإن عرضت ف الشغل ممدة فل يصفها إل إل ص احبه و إن عرض ت مذم ة فليحملها هو من دونه و ليحذر السقطة و الزلة و اللل عند تغي الال فإن العيب إليكم معشر الكتاب أسرع منه إل القراء و هو لكم أفسد منه لم فقد علمتم أن الرجل منكم إذا صحبة من يبذل له من نفسه ما يب له عليه من حقه فواجب عليه أن يعتقد له من وفائه و شكره و احتماله و خيه و نصيحته و كتمان سر و تدبي أمر ما هو جزاء لقه و يصدق ذلك بفعاله عند الاجة إليه و الض طرار إل م ا ل ديه فاستشعروا ذلك و فقكم ال من أنفسكم ف حالة الرخاء و الشدة و الرمان و الؤاساة و الحسان و السراء و الضراء فنعمت السيمة هذه من وسم با من أهل هذه الصناعة الشريفة و إذا ول الرجل منكم أو صي إليه من أمر خلق ال و عياله أمر فلياقب ال عز و جل و لي ؤثر طاعته و ليكن على الضعيف رفيقا iو للمظلوم منصفا ) iفإن اللق عيال ال و أحبهم إليه أرفقهم بعياله ( ث ليكن بالعدل حاكما iو للشراف مكرما iو للفيء موفرا iو للبلد عامرا iو للرعية متألفا iو عن أذاهم متخلفا iو ليكن ف ملسه متواضعا iحليما iو ف سجلت خراجه و استقضاء حقوقه رفيقا iو إذا صحب أحدكم رجل iفليختب خلئقه فإذا عرف حسنها و قبحها أعانه على ما يوافقه من السن و احتال على ص رفه عما يهواه من القبح بألطف حيلة و أجل و سبيلة و قد علمتم أن سائس البهيمة إذا كان بصي بسياستها التمس معرفة إخلقها فإن ك انت رموحا iل يهجها إذا ركبها و إن كانت شبوبا iأتقاها من بي يديها و إن خاف منها شرودا توقاها من ناحية رأسها و إن كانت حرونا iقمع برفق هواها ف طرقها فإن استمرت عطفها يسيا iفيسلس له قيادها و ف هذا الوصف من السياسة دلئل لن ساس الناس و عاملهم و جربم و داخلهم و الكاتب يفضل أدبه و شريف صنعته و لطيف حيلته و معاملته لب ياوره من الناس و يناظره و يفهم عنه أو ياف سطوته أول بالرفق لصاحبه و مداراته و تقوي أوده من سائس البهيمة الت ل تي جوابا iو ل تعرف صوابا iو ل تفهم خطابا iإل بقدر ما يص يها إلي ه صاحبها الراكب عليها أل فارفقوا رحكم ال ف النظر و اعملوا ما أمكنكم فيه من الروية و الفكر تأمنوا بإذن ال من صحبتموه النب وة و الستثقال و الفوة و يصي منكم إل الوافقة و تصيوا منه إل الؤاخاة و الشفقة إن شاء ال .و ل ياوزن الرجل منكم ف هيئة ملس ه و ملبسه و مركبه و مطعمه و مشربه و بنائه و خدمه و غي ذلك من فنون أمر قدر حقه فإنكم مع ما فضلكم ال به من شرف صنعتكم خدمة ل تملون ف خدمتكم على التقصي و حفظة ل تتمل منكم أفعال التضييع و التبذير و استعينوا على عفافكم بالقصد ف كل ما ذكرته لكم و قصصته عليكم و احذروا متالف السرف و سوء عاقبة الترف فإنما يعقبان الفقر و يذلن الرقاب و يفصحان أهلهما و سيما الكت اب و أرباب الداب و للمور أشباه و بعضها دليل على بعض فاستدلوا على مؤتنف أعمالكم با سبقت إليه تربتكم ث اسلكوا من مسالك التدبي أوضحها مجة iو أصدقها حجة iو أحدها عاقبة iو اعلموا أن للتدبي آفة متلفة و هو الوصف الشاغل لصاحبه عن إنق اذ علم ه و رويت ه فليقصد الرجل منكم ف ملسه قصد الكاف من منطقه و ليوجز ف ابتدائه و جوابه و ليأخذ بجامع حججه فإن ذلك مصلحة لفعله و مدفعه للتشاغل عن إكثاره و ليضرع إل ال ف صلة توفيقه و إمداده بتسديده مافة وقوعه ف الغلط الضر ببدنه و عقله و أدبه فإنه إن ظن منك م ظان أو قال قائل إن الذي برز من جيل صنعته و قوة حركته إنا هو بفصل حيلته و حسن تدبيه فقد تعرض بظنه أو مقالته إل أن يكله ال عز و جل إل نفسه فيصي منها إل غي كاف و ذلك على من تأمله غي خاف و ل يقل أحد منكم إنه أبصر بالمور و أحل لعبء التدبي من مرافقه ف صناعته و مصاحبه ف خدمته فإن أعقل الرجلي عند ذوي اللباب من رمى بالعجب وراء ظهره و رأى أن أصحابه أعقل منه و أحد ف طريقته و على كل واحد من الفريقي أن يعرف فضل نعم ال جل ثنأوه من غي اغترار برأيه و ل تزكية لنفسه و ل يكاثر عل ى أخيه أو نظيه و صاحبه و عشيه و حد ال واجب على الميع و ذلك بالتواضع لعظمته و التذلل لعزته و التحدث بنعمته و أنا أق ول ف كتاب هذا ما سبق به الثل من تلزمه النصيحة يلزمه العمل و هو جوهر هذا الكتاب و غره كلمه بعد الذي فيه من ذكر ال ع ز و ج ل فلذلك جعلته آخره و تمته به تولنا ال و إياكم يا معشر الطلبة و الكتبة با يتول به من سبق عليه بإسعاده و إرشاده فإن ذلك إليه و بيده و السلل عليكم و رحة ال و بركاته. ) الشرطة ( :و يسمى صاحبها لذا العمل بأفريقية الاكم و ف دولة أهل الندلس صاحب الدينة و ف دولة الترك الوال .و ه ي وظيف ة مرؤوسة لصاحب السيف ف الدولة و حكمه نافذ ف صاحبها ف بعض الحيان و كان أصل و ضعها ف الدولة العباسية لن يقيم أحك ام
الرائم ف حال اسبدادها أول iث الدود بعد استيفائها فإن التهم الت تعرض ف الرائم ل نظر للشرع إل ف استيفاء حدودها و للسياس ة النظر ف استيفاء موجباتا بإقرار يكرهه عليه الاكم إذا احتفت به القرائن لا توجبه الصلحة العامة ف ذلك فكان الذي يقوم بذا الستبداد و باستيفاء الدود بعده إذا تنه عنه القاضي يسمى صاحب الشرطة و ربا جعلوا إليه النظر ف الدود و الدماء بإطلق ،و أفردوها من نظر القاضي و نزهوا هذه الرتبة و قلدوها كبار القواد و عظماء الاصة من مواليهم و ل تكن عامة التنفيذ ف طبقات الناس إنا كان حكمه م على الدماء و أهل الريب و الضرب على أيدي الرعاع و الفجرة .ث عظمت نباهتها ف دولة بن أمية بالندلس و نوعت إل شرقي كبى و شرطة صغرى و جعل حكم الكبى على الاصة و الدماء و جعل له الكم على أهل الراتب السلطانية و الضرب على أيديهم ف الظلمات و على أيدي أقاربم و من إليه من أهل الاه و جعل صاحب الصغرى مصوصا iبالعامة و نصب لصاحب الكبى كرسي بباب دار السلطان و رجال يتبوؤن القاعد بي يديه فل يبحون عنها إل ف تصريفه و كانت وليتها للكابر من رجالت الدولة حت كانت ترشيحا iللوزارة و الجابة. و أما ف دولة الوحدين بالغرب فكان لا حظ من التنويه إن ل يعلوها عامة و كان ل يليها إل رجالت الوحدين و كباؤهم و ل يكن له التحكم على أهل الراتب السلطانية ث فسد اليوم منصبها و خرجت عن رجال الوحدين و صارت وليتها لن قام با من الصطنعي .و أما ف دولة بن مرين لذا العهد بالشرق فوليتها ف بيوت مواليه و أهل اصطناعهم و ف دولة الترك بالشرق ف رجالت الترك أو أعقاب أهل الدولة قبلهم من الترك يتخيونم لا ف النظر با يظهر منهم من الصلبة و الضاء ف الحكام لقطع مواد الفساد و حسم أبواب ال دعارة و تريب مواطن الفسوق و تفريق مامعه مع إقامة الدود الشرعية و السياسة كما تقتضيه رعاية الصال العامة ف الدينة و ال مقلب الليل و النهار و هو العزيز البار و ال تعال أعلم. ) قيادة الساطيل ( :و هي من مراتب الدولة و خططها ف ملك الغرب و أفريقية و مرؤسة لصاحب السيف و تت حكمه ف كثي م ن الحوال و يسمى صاحبها ف عرفهم البلمند بتفخيم اللم منقول iمن لغة الفرنة فإنه اسها ف اصطلح لغتهم و إنا اختصت هذه الرتب ة بلك أفريقية و الغرب لنما جيعا iعلى ضفة البحر الرومي من جهة النوب و على عدوته النوبية بلد الببر كلهم من سبتة إل الش ام و على عدوته الشمالية بلد الندلس و الفرنة و الصقالبة و الروم إل بلد الشام أيضا iو يسمى البحر الرومي و البحر الشامي نسبة iإل أهل عدوته و الساكنون بسيف هذا البحر و سواحله من عدوتيه يعانون من أحواله مال تعانيه أمة من أمم البحار فقد كانت الروم و الفرنة و القوط بالعدوة الشمالية من هذا البحر الرومي و كانت أكثر حروبم و متاجرهم ف السفن فكانوا مهرة ف ركوبه و الرب ف أساطيله و لا أسف من أسف منهم إل تلك العدوة النوبية مثل الروم إل أفريقية و القوط إل الغرب أجازوا ف الساطيل و ملكوها و تغلبوا على الببر با و انتزعوا من أيديهم أمرها و كان لا با الدن الافلة مثل قرطاجنة و سبيطلة و جلولء و مرناق و شرشال و طنجة و كان ص احب قرطاجنة من قبليهم يارب صاحب رومة و يبعث الساطيل لربه مشحونة بالعساكر و الدد فكانت هذه عادة لهل هذا البحر الس اكني حفافيه معروفة ف القدي و الديث و لا ملك السلمون مصر كتب عمر بن الطاب إل عمرو بن العاص رضي ال عنهما أن ) ص ف ل البحر ( فكتب إليه ) :إن البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف دود على عود ( فأوعز حينئذ بنع السلمي من ركوبه و ل يركبه أحد م ن العرب إل من افتات على عمر ف ركوبه و نال من عقابه كما فعل بعرفجة بن هرثة الزدي سيد بيلة لا أغزاه عمال فبلغه غزوه ف البحر فأنكر عليه و عنفه أنه ركب البحر للغزو و ل يزل الشأن ذلك حت إذا كان لعهد معاوية أذن للمسلمي ف ركوبه و الهاد على أعواده و السبب ف ذلك أن العرب لبداوتم ل يكونوا مهرة ف ثقافته و ركوبه و الروم و الفرنة لمارستهم أحواله و مرباهم ف التقلب على أعواده مرنوا عليه و أحكموا الدراية بثقافته فلما استقر اللك للعرب و شخ سلطانم و صارت أمم العجم خول لم و تت أيديهم و تقرب ك ل ذي صنعة إليهم ببلغ صناعته و استخدموا من النواتية ف حاجاتم البحرية أما iو تكررت مارستهم للبحر و ثقافته و استحدثوا بصراء ب ا فشرهوا إل الهاد فيه و أنشأوا السفن فيه و الشوان و شحنوا الساطيل بالرجال و السلح و أمطوها العساكر و القاتلة لن وراء البحر من أمم الكفر و اختصوا بذلك من مالكهم و ثغورهم ما كان أقرب لذا البحر و على حافته مثل الشام و أفريقية و الغرب و الندلس و أوعز الليفة عند اللك إل حسان بن النعمان عامل أفريقية باتاذ دار صناعة بتونس لنشاء اللت البحرية حرصا iعلى مراسم الهاد و منها كان فتح صقلية أيام زيادة ال الول ابن إبراهيم بن الغلب على يد أسد بن الفرات شيخ الفتيا و فتح قوصرة أيضا iف أيامه بعد أن كان معاوية بن حديج أغزى صقلية أيام معاوية بن أب سفيان فلم يفتح ال على يديه و فتحت على يد ابن الغلب و قائده أسد بن الفرات و كانت من
بعد ذلك أساطيل أفريقية و الندلس ف دولة العبيديي و المويي تتعاقب إل بلدها ف سبيل الفتنة فتجوس خلل السواحل بالفس اد و التخريب .و انتهي أسطول الندلس أيام عبد الرحن الناصر إل مائت مركب أو نوها و أسطول أفريقية كذلك مثله أو قريبا iمنه و ك ان قائد الساطيل بالندلس ابن دماحس و مرفأها للخط و القلع باية و الرية و كانت أساطيلها متمعة من سائر المالك من كل بلد تتخذ فيه السفن أسطول يرجع نظره إل قائد من النواتية يدبر أمر حربه و سلحه و مقاتلته و رئيس يدبر أمر جزيته بالريح أو بالاذيف و أم ر إرسائه ف مرفئه فإذا اجتمعت الساطيل لغزو متفل أو غرض سلطان مهم عسكرت برفئها العلوم و شحنها الس لطان برج اله و أن اد عساكره و مواليه و جعلهم لنظر أمي واحد من أعلى طبقات أهل ملكته يرجعون كلهم إليه ث يسرحهم لوجههم و ينتظر إيابم الفت ح و الغنيمة و كان السلمون لعهده الدولة السلمية قد غلبوا على هذا البحر من جيع جوانبه و عظمت صولتهم و سلطانم فيه فلم يكن للمم النصرانية قبل بأساطيلهم بشي من جوانبه و امتطوا ظهره للفتح سائر أيامهم فكانت لم القامات العلومة من الفتح و الغنائم و ملكوا سائر الزائر النقطعة عن السواحل فيه مثل ميورقة و منورقة و يابسة و سردانية و صقلية و قوصرة و مالطة و أقريطش و قبص و سائر مال ك الروم و الفرنج و كان أبو القاسم الشيعي و أبناوه يغزون أساطيلهم من الهدية جزيرة جنوة فتنقلب بالظفر و الغنيمة و افتتح ماهد العامري صاحب دانية من ملوك الطوائف جزيرة سردانية ف أساطيل سنة خس و أربعمائة و ارتعها النصارى لوقتها و السلمون خلل ذلك كله قد تغلبوا على كثي من لة هذا البحر و صارت أساطيلهم فيهم جائية و ذاهبة و العساكر السلمية تيز البحر ف الساطيل من صقلية إل الب الكبي القابل لا من العدوة الشمالية فتوقع بلوك الفرنج و تثخن ف مالكهم كما وقع ف أيام بن السي ملوك صقلية القائمي فيها بدعوة العبيديي و انازت أمم النصرانية بأساطيلهم إل الالب الشمال الشرقي منه من سواحل الفرنة و الصقالبة و جزائر الرومانية ل يعدونا و أساطيل السلمي قد ضربت عليهم ضراء السد على فريسته و قد ملت الكثر من بسيط هذا البحر عدة و عددا iو اختلفت ف طرقه سلماi و حربا iفلم تظهر للنصرانية فيه ألواح حت إذا أدرك الدولة العبيدية و الموية الفشل و الوهن و طرقها العتلل مد النص ارى أي ديهم إل جزائر البحر الشرقية مثل صقلية و إقريطش و مالطة فملكوها ث ألوا على سواحل الشام ف تلك الفترة و ملكوا طرابل س و عس قلن و صور و عكاء و استولوا على جيع الثغور بسواحل الشام و غلبوا على بيت القدس و بنوا عليه كنيسة لظهر دينهم و عبادتم و غلب وا بن خزرون على طرابلس ث على قابس و صفاقس و وضعوا عليهم الزية ث ملكوا الهدية مقر ملوك العبيديي من يد أعقاب بلكي بن زيري و كانت لم ف الائة الامسة الكرة بذا البحر و ضعف شأن الساطيل ف دولة مصر و الشام إل أن انقطع و ل يعتنوا بشيء من أمره ل ذا العهد بعد أن كان لم به ف الدولة العبيدية عناية تاوزت الد كما هو تاوزت ف أخبارهم فبطل رسم هذه الوظيف ة هنال ك و بقي ت بأفريقية و الغرب فصارت متصة با و كان الانب الغرب من هذا البحر لذا العهد موفور الساطيل ثابت القوة ل يتحيفه عدو و ل كانت لم به كرة فكال قائد السطول به لعهد لتونة بن ميمون رؤساء جزيرة قادس و من أيديهم أخذها عبد الؤمن بتسليمهم و طاعتهم و انتهى عدد أساطيلهم إل الائة من بلد العدوتي جيعا .iو لا استفحلت دولة الوحدين ف الائة السادسة و ملكوا العدوتي أق اموا خط ة ه ذا السطول على أت ما عرف و أعظم ما عهد و كان قائد أسطولم أحد الصقلي أصله من صد غيار الوطني بزيرة جربة م ن س رويكش أسرة النصارى من سواحلها و رب عندهم و استخلصه صاحب صقلية و استكفاه ث هلك ،و ول النة فأسخطه ببعض النعات و خش ي على نفسه و لق بتونس و نزل على السند با من بن عبد الؤمن و أجاز مراكش فتلقاه الليفة يوسف بن عبد الؤمن بالبة و الكرام ة و أجزل الصلة و قلده أمر أساطيله فجلى ف جهاد أمم النصرانية و كانت له آثار و أخبار و مقامات مذكورة ف دولة الوحدين .و انته ت أساطيل السلمي على عهده ف الكثرة و الستجادة إل ما ل تبلغه من قبل و ل بعد فيما عهدناه و لا قام صلح الدين يوسف بن أي وب ملك مصر و الشام لعهده باسترجاع ثغور الشام من يد أمم النصرانية و تطهي بيت القدس تتابعت أساطيلهم بالدد لتلك الثغور من ك ل ناحية قريبة لبيت القدس الذي كانوا قد استولوا عليه فأمدوهم بالعدد و القوات و ل تقاومهم أساطيل السكندرية لستمرار الغلب لم ف ذلك الانب الشرقي من البحرية و تعدد أساطيلهم فيه و ضعف السلمي منذ زمان طويل عن مانعتهم هناك كما أشرنا إليه قب ل فأوف د صلح الدين على أب يعقوب فمنصور سلطان الغرب لعهده من الوحدين رسوله عبد الكري بن منقذ من ملوك بن منقذ ملوك ش يزر ،و كان ملكها من أيديهم و أبقى عليهم ف دولته فبعث عند الكري منهم هذا إل ملك الغرب طالبا iمدد الس اطيل لتح ول ف البح ر بي أساطيل الجانب و بي مرامهم من أمداد النصرانية بثغور الشام و أصحبه كتابة إليه ف ذلك من إنشاء الفاضل البيسان يق ول ف افتت احه ) فتح ال لسيدنا أبواب الناحج و اليامن ( حسبما نقله العماد الصفهان ف كتاب الفتح القيسي فنقم عليهم النصور تافيهم عن خط ابه
بأمي الؤمني و أسرها ف نفسه و حلهم على مناهج الب و الكرامة و ردهم إل مرسلهم و ل يبه إل حاجته من ذلك و ف هذا دليل على اختصاص ملك الغرب بالساطيل و ما حصل للنصرانية ف الانب الشرقي من هذا البحر من الستطالة و عدم عناية الدول بصر و الش ام لذلك العهد و ما بعده لشأن الساطيل البحرية و الستعداد منها للدولة و لا هلك أبو يعقوب النصور و اعتلت دولة الوحدين و اس تولت أمهم الللقة على الكثر من بلد الندلس و ألأوا السلمي إل سيف البحر و ملكوا الزائر الت بالانب الغرب ف من البح ر الروم ي قويت ريهم ف بسيط هذا البحر و اشتدت شوكتهم و كثرت فيه أساطيلهم و تراجعت قوة السلمي فيه إل الساواة معهم كما وقع لعهد السلطان أب السن ملك زناتة بالغرب فإن أساطيله كانت عند مرامه الهاد مثل عدة النصرانية و عديدهم ث تراجعت ع ن ذل ك ق وة السلمي ف الساطيل لضعف الدولة و نسيان عوائد البحر بكثرة العوائد البدوية بالغرب و انقطاع الوائد الندلسية و رجع النصارى فيه إل دينهم العروف من الدربة فيه و الران عليه و البصر بأحواله و غلب المم ف لته على أعواده و صار السلمون فيه كالجانب إل قليل iمن أهل البلد الساحلية لم الران عليه لو وجدوا كثرة من النصار و العوال أو قلة من الدولة تستجيش لم أعوانا iو ترضع لم ف هذا الغرض مسلكا iو بقيت الرتبة لذا العهد ف الدولة الغربية مفوظة و الرسم ف معاناة الساطيل بالنشاء و الركوب مهودا iلا عساه أن ت دعو إلي ه الاجة من الغراض السلطانية ف البلد البحرية و السلمون يستهبون الريح على الكفر و أهله فمن الشتهر بي أهل الغرب ع ن كت ب الدثان أنه ل بد للمسلمي من الكرة على النصرانية و افتتاح ما وراء البحر من بلد الفرنة و أن ذلك يك ون ف الس اطيل و ال و ل الؤمني و هو حسبنا و نعم الوكيل.
الفصل الامس و الثلثون ف التفاوت بي مراتب السيف و القلم ف الدول إعلم أن السيف و القلم كلها آلة لصاحب الدولة يستعي با على أمر إل أن الاجة ف أول الدولة إل السيف ما دام أهلها ف تهيد أمرهم أشد من الاجة إل القلم لن القلم ف تلك الال خادم فقط منفذ للحكم السلطان و السيف شريك ف العونة و كذلك ف آخ ر الدول ة حيث تضعف عصبيتهما كما ذكرناه و يقل أهلها با ينالم من الرم الذي قذفناه فتحتاج الدولة إل الستظهار بأرباب السيوف و تق وى الاجة إليهم ف حاية الدولة و الدافعة عنها كما كان الشأن أول المر ف تهيدها فيكون للسيف مزية على القلم ف الالتي و يكون أرباب السيف حينئذ أوسع جاها iو أكثر نعمة و اسن إقطاعا iو أما ف وسط الدولة فيستغن صاحبها بعض الشيء عن السيف لنه قد تهد أمره و ل يبقى هه إل ف تصيل ثرات اللك من الباية و الضبط و مباهاة الدول و تنفيذ الحكام و القلم هو العي له ف ذلك فتعظم الاجة إل تصريفه و تكون السيوف مهملة ف مضاجع أعمالا إل إذا أنابت نائبة أو دعيت إل سد فرجة و ما سوى ذلك فل حاجة إليه ا فتك ون أرباب القلم ف هذه الاجة أوسع جاها iو أعلى رتبة و أعظم نعمة iو ثروة iو أقرب من السلطان ملسا iو أكثر إليه ترددا iو ف خلواته نياi لنه حينئذ آلته الت با يستظهر على تصيل ثرات ملكه و النظر إل أعطافه و تثقيف أطرافه و الباهاة بأحواله و يكون الوزراء حينئذ و أهل السيوف مستغن عنهم مبعدين عن باطن السلطان حذرين على أنفسهم من بوادره .و ف معن ذلك ما كتب به أبو مسلم للمنص ور حي أمره بالقدوم أما بعد فإنه ما حفظناه من وصايا الفرس أخوف ما يكون الوزراء إذا سكنت الدها سنة ال ف عباده و ال سبحانه و تع ال أعلم. الفصل السادس و الثلثون ف شارات اللك و السلطان الاصة به إعلم أن للسلطان شارات و أحوال iتقتضيها البة و البذخ فيختص با و يتميز بانتحالا عن الرعية و البطالة و سائر الرؤساء ف دولته فنذكر ما هو مشتهر منها ببلغ العرفة ) و فوق كل ذي علم عليم (. اللة :فمن شارات اللك اتاذ اللة من نشر اللوية و الرايات و قرع الطبول و النفخ ف البواق و القرون و قد ذكر أرسطو ف الكت اب النسوب إليه ف السياسة أن السر ف ذلك إرهاب العدو ف الرب فإن الصوات الائلة لا تأثي ف النفوس بالروعة و لعمري أنه أمر وجدان ف مواطن الرب يده كل أحد من نفسه و هذا السبب الذي ذكره أرسطو أن كان ذكره فهو صحيح ببعض العتبارات .و أما ال ق ف
ذلك فهو أن النفس عند ساع النغم و الصوات يدركها الفرح و الطرب بل شك فتصيب مزاج الروح نشوة يستس هل ب ا الص عب و يستميت ف ذلك الوجه الذي هو فيه و هذا موجود حت ف اليوانات العجم بانفعال البل بالداء و اليل بالصفي و الصريخ كما علمت و يريد ذلك تأثيا iإذا كانت الصوات متناسبة كما ف الغناء و أنت تعلم ما يدث لسامعه من مثل هذا العن لجل ذلك تتخذ العج م ف مواطن حروبم اللت الوسيقية ل طبل iو ل بوقا iفيحدق الغنون بالسلطان ف موكبه بآلتم و يغنون فيحركون نفوس الشجعان بض ربم إل الستماتة و لقد رأينا ف حروب العرب من يتغن أمام الوكب بالشعر و يطرب فتجيش هم البطال با فيها و يسارعون إل مال الرب و ينبعث كل قرن إل قرنه و كذلك زناتة من أمم الغرب يتقدم الشاعر عندهم أمام الصفوف و يتغن فيحرك بغنائه البال الرواسي و يبعث على الستماتة من ل يظن با و يسمون ذلك الغناء تاصو كايت و أصله كأنه فرح يدث ف النفس فتنبعث عنه الشجاعة كما تنبعث ع ن نشوة الب با حدث عنها من الفرح و ال أعلم و أما تكثي الرايات و تلوينها و إطالتها فالقصد به التهويل ل أكثر و با تدث ف النف وس من التهويل زيادة ف القدام و أحوال النفوس و تنويعاتا غريبة و ال اللق العليم .ث أن اللوك و الدول يتلفون ف اتاذ هذه الش ارات فمنهم مكثر و منهم مقلل بسب أتساع الدولة و عظمها فأما الرايات فإنا شعار الروب من عهد الليقة و ل تزل المم تعقدها ف مواطن الروب و الغزوات لعهد النب صلى ال عليه و سلم و من بعده من اللفاء .و أما قرع الطبول النفخ ف البواق فكان السلمون لول الل ة متجافي عنه تنها عن غلظة اللك و رفضا iلحواله و احتقارا iلبته الت ليست من الق ف شيء حت إذا انقلبت اللفة ملكا iو تبجح وا بزهرة الدنيا و نعيمها و ل بسهم الوال من الفرس و الروم أهل الدول السالفة و أروهم ما كان أولئك ينتحلونه من مذاهب البذخ و الترف فكان ما استحسنوه اتاذ اللة فأخذوها و أذنوا لعمالم ف أتاذها تنويها iباللك و أهله فكثيا iما كان العامل صاحب الثغر أو قائد اليش و يعقد له الليفة من العباسيي أو العبيديي لواءه و يرج إل بعثه أو عمله من دار الليفة أو داره ف موكب من أصحاب الراي ات و اللت فل ييز بي موكب العامل و الليفة إل بكثرة اللوية و قلتها أو با اختص به الليفة من اللوان لرايته كالسواد ف رايات بن العباس ف إن راياتم كانت سودا iحزنا iعلى شهدائهم من بن هاشم و نعيا iعلى بن أمية ف قتلهم و لذلك سوا السودة ،و لا افترق أمر الاشيي و خرج الطالبيون على العباسيي من كل جهة و عصر ذهبوا إل مالفتهم ف ذلك فاتذوا الرايات بيضا iو سوا البيضة لذلك سائر أيام العبي ديي و من خرج من الطالبيي ف ذلك العهد بالشرق كالداعي بطبستان و داعي صعدة أو من دعا إل بدعة الرافضة من غيهم كالقرامطة .و ل ا نزع الأمون عن لبس السواد و شعاره ف دولته عدل إل لون الضرة فجعل رايته خضراء .و أما الستكثار منها فل ينتهي إل ح د و ق د كانت أنه العبيدبي لا خرج العزيز إل فتح الشام خسمائة من البنود و خسمائة من البواق .و أما ملوك الببر بالغرب م ن ص نهاجة و غيها فلم يتصوا بلون واحد بل وشوها بالذهب و اتذوها من الرير الالص ملونة و استمروا على الذن فيها لعمالم حت إذا ج اءت دولة الوحدين و من بعدهم من زناتة قصروا اللة من الطبول و البنود على السلطان و حظروها على من سواه من عماله و جعلوا لا موكبا خاصا iيتبع أثر السلطان ف مسيه يسمى الساقة و هم فيه بي مكر و مقل باختلف مذاهب الدول ف ذلك فمنهم من يقتصر على سبعة من العدد تبكا iبالسنة كما هو ف دولة الوحدين و بن الحر بالندلس و منهم من يبلغ العشرة و العشرين كما هو عند زناتة و قد بلغ ت ف أيام السلطان أب السن فيما أدركناه مائة من الطبول و مائة من البنود ملونة بالرير منسوجة بالذهب ما بي كبي و صغي و يأذنون للولة و العمال و القواد ف اتاذ راية واحدة صغية من الكتان بيضاء و طبل صغي أيام الرب ل يتجاوزون ذلك و أما دولة الترك ل ذا العه د بالشرق فيتخذون راية واحدة عظيمة و ف رأسها خصلة كبية من الشعر يسمونا الشالش و التر و هي شعار السلطان عندهم ث تتع دد الرايات و يسمونا السناجق واحدها سنجق و هي الراية بلسانم .و أما الطبول فيبالغون ف الستكثار منها و يسمونا الكوسات و يبيحون لكل أمي أو قائد عسكر أن يتخذ من ذلك ما يشاء إل التر فإنه خاص بالسلطان .و أما الللقة لذا العهد من أمم الفرنة بالندلس فأكثر شأنم اتاذ اللوية القليلة ذاهبة ف الو صعدا iو معها قرع الوتار من الطنابي و نفخ الغيطات يذهبون فيها مذهب الغناء و طريقه ف مواطن حروبم هكذا يبلغنا عنهم و عمن وراءهم من ملوك العجم و من آياته خلق السموات و الرض و اختلف ألسنتكم و ألوانكم إن ف ذلك ليات للعالي. السرير :و أما السرير و النب و التخت و الكرسي ،فهي أعواد منصوبة أو أرائك منضدة للوس السلطان عليها مرتفعا iعن أهل ملس ه أن يساويهم ف الصعيد و ل يزل ذلك من سنن اللوك قبل السلم و ف دول العجم و قد كانوا يلسون على أسرة الذهب و كان لسليمان بن داود صلوات ال عليهما و سلمه كرسي و سرير من عاج مغشى بالذهب إل أنه ل تأخذ به الدول إل بعد الستفحال و الترف شأن البة
كلها كما قلناه و أما ف أول الدولة عند البداوة فل يتشوقون إليه و أول من أتذه ف السلم معاوية و استأذن الناس فيه و قال لم إن ق د بدنت فأذنوا له فاتذه و أتبعه اللوك السلميون فيه و صار من منازع البة و لقد كان عمرو بن العاصي بصر يلس ف قصره على الرض مع العرب و يأتيه القوقس إل قصره و معه سرير من الذهب ممول iعلى اليدي للوسه شأن اللوك فيجلس عليه و هو أمامه و ل يغيون عليه وفاء¸ له با عقد معهم من الذمة و اطراحا iلبة اللك ث كان بعد ذلك لبن العباس و العبيديي و سائر ملوك السلم شرقا iو غربا iم ن السرة و النابر و التخوت ما عفا عن الكاسرة و القياصرة و ال مقلب الليل و النهار. السكة :و هي التم على الدناني و الدراهم التعامل با بي الناس بطابع حديد ينقش فيه صور أو كلمات مقلوبة و يضرب با على الدينار أو الدرهم فتخرج رسوم تلك النقوش عليها ظاهرة iمستقيمة iبعد أن يعتب عيار النقد من ذلك النس ف خلوصه بالسبك مرة بعد أخرى و بعد تقدير أشخاص الدراهم و الدناني بوزن معي صحيح يصطلح عليه فيكون التعامل با عددا iو أن ل تقدر أشخاصها يكون التعامل ب ا وزنا iو لفظ السكة كان ا سا iللطابع و هي الديدة التخذة لذلك ث نقل إل أثرها و هي النقوش الاثلة على الدناني و الدراهم ث نق ل إل القيام على ذلك و النظر ف استيفاء حاجاته و شروطه و هي الوظيفة فصار علما iعليها ف عرف الدول و هي وظيفة ضرورية للملك إذ با يتميز الالص من الغشوش بي الناس ف النقود عند العاملت و يتقون ف سلمتها الغش بتم السلطان عليها بتلك النقوش العروفة و كان ملوك العجم يتخذونا و ينقشون فيها تاثيل تكون مصوصة با مثل تثال السلطان لعهدها أو تثيل حصن أو حيوان أو مصنوع أو غي ذلك و ل يزل هذا الشأن عند العجم إل آخر أمرهم و لا جاء السلم أغفل ذلك لسذاجة الدين و بداوة العرب و كانوا يتعاملون بال ذهب و الفضة وزنا iو كانت دناني الفرس و دراههم بي أيديهم و يردونا ف معاملتهم إل الوزن و يتصارفون با بينهم إل أن تفاحش الغ ش ف الدناني و الدراهم لغفلة الدولة عن ذلك و أمر عبد اللك الجاج على ما نقل سعيد بن السيب و أبو الزناد بض رب ال دراهم و تيي ز الغشوش من الالص و ذلك سنة أربع و سبعي و قال الدائن سنة خس و سبعي ث أمر بصرفها ف سائر النواحي سنة ست و س بعي و كتب عليها ال أحد ال الصمد ث ول ابن هبية العراق أيام يزيد بن عبد اللك فجود السكة ث بالغ خالد القسري ف تويدها ث يوسف بن عمر بعده و قيل أول من ضرب الدناني و الدراهم مصعب بن الزبي بالعراق سنة سبعي بأمر أخيه عبد ال لا ول الجاز و كتب عليها ف أحد الوجهي بركة ال و ف الخر اسم ال ث غيها الجاج بعد ذلك بسنة و كتب عليها اسم الجاج و قدر وزنا عل ى م ا ك انت استقرت أيام عمر و ذلك أن الدرهم كان وزنه أول السلم ستة دوانق و الثقال وزنه درهم و ثلثة أسباع درهم فتكون عش رة دراه م بسبعة مثاقيل و كان السبب ف ذلك أن أوزان الدرهم أيام الفرس كانت متلفة و كان منها على وزن الثقال عشرون قياطا iو منه ا اثن ا عشر و منها عشرة فلما احتيج إل تقديره ف الزكاة أخذ الوسط و ذلك اثنا عشر قياطا iفكان الثقال درها iو ثلثة أسباع دره م و قي ل كان منها البغلي بثمانية دوانق و الطبي أربعة دوانق و الغرب ثانية دوانق و اليمن ستة دوانق فأمر عمر أن ينظر الغلب ف التعامل فك ان البغلي و الطبي اثن عشر دانقا iو كان الدرهم ستة دوانق و إن زدت ثلثة أسباعه كان مثقال iو إذا أنقصت ثلثة أعشار الثقال كان درهاi فلما رأى عبد اللك اتاذ السكة لصيانة النقدين الاريي ف معاملة السلمي من الغش عي مقدارها على هذا الذي استقر لعهد عمر رضي ال عنه و اتذ فيه كلمات ل صورا ،iلن العرب كان الكلم و البلغة أقرب مناحيهم و أظهرها مع أن الشرع ينهى عن الصور فلما فع ل ذلك استمر بي الناس ف أيام اللة كلها و كان الدينار و الدرهم على شكلي مدورين و الكتابة عليهما ف دوائر متوازية يكتب فيها م ن أحد الوجهي أساء ال تليل iو تميدا iو صلة على النب و آله و ف الوجه الثان التاريخ و اسم الليفة و هكذا أيام العباسيي و العبيديي و المويي و أما صنهاجة فلم يتخذوا سكة iإل آخر المر اتذها منصور صاحب باية ذكر ذلك ابن حاد ف تاريه و ل ا ج اءت دول ة الوحدين كان ما سن لم الهدي اتاذ السكة الدرهم مربع الشكل و أن يرسم ف دائرة الدينار شكل مربع ف وس طه و يل م ن أح د الانبي تليل iو تميدا iمن الانب الخر كتبا iف السطور باسه و اسم اللفاء من بعده ففعل ذلك الوحدون و كانت سكتهم على ه ذا الشكل لذا العهد و لقد كان الهدي فيما ينقل ينعت قبل ظهوره بصاحب الدرهم الربع نعته بذلك التكلمون بالدثان من قبله الخبون ف ملحهم عن دولته و أما أهل الشرق لذا العهد فسكتهم غي مقدرة و إنا يتعاملون بالدناني و الدراهم وزنا iبالصنجات القدرة بعدة منها و ل يطبعون عليها بالسكة نقوش الكلمات بالتهليل و الصلة و اسم السلطان كما يفعله أهل الغرب ذلك تقدير العزيز العليم. و لنختم الكلم ف السكة بذكر حقيقة الدرهم و الدينار الشرعيي و بيان حقيقة مقدارها.
مقدار الدرهم و الدينار الشرعيي و ذلك أن الدينار و الدرهم متلفا السكة ف القدار و الوازين بالفاق و المصار و سائر العمال و الشرع قد تعرض لذكرها و علق كثياi من الحكام بما ف الزكاة و النكحة و الدود و غيها فل بد لما عنده من حقيقة و مقدار معي ف تقدير تري عليهما أحك امه دون غي الشرعي ،منهما فاعلم أن الجاع منعقد منذ صدر السلم و عهد الصحابة و التابعي أن الدرهم الشرعي ،هو الذي تزن العشرة من ه سبعة مثاقيل من الذهب و الوقية منه أربعي درها iو هو على هذا سبعة أعشار الدينار و وزن الثقال من الذهب اثنتان و سبعون حبة م ن الشعي فالدرهم الذي هو سبعة أعشاره خسون حبة و خسا حبة و هذه القادير كلها ثابتة بالجاع فإن الدرهم الاهلي كان بينهم عل ى أنواع أجودها الطبي و هو أربعة دوانق و البغلي وهو ثانية دوانق فجعلوا الشرعي بينما و هوست دوانق فكانوا يوجبون الزكاة ف م ائة درهم بغلية و مائة طبية خسة دراهم و سطا iو قد اختلف الناس هل كان ذلك من وضع عبد اللك أو إجاع الناس بعد عليه كما ذكرناه. ذكر ذلك الطام ف كتاب معال السنن و الاوردي ف الحكام السلطانية و أنكره الققون من التأخرين لا يلزم عليه أن يكون ال دينار و الدرهم الشرعيان مهولي ف عهد الصحابة من بعدهم مع تعلق القوق الشرعية بما ف الزكاة و النكحة والدود و غيها كما ذكرناه و الق أنما كانا معلومي القدار ف ذلك العصر لريان الحكام يومئذ با يتعلق بما من القوق و كان مقدارها غي مستخص ف الارج و إنا كان متعارفا iبينهم بالكم الشرعي على القدار ف مقدارها و زنتهما حت استفحل السلم و عظمت الدول ة و دع ت ال ال إل تشخيصهما ف القدار و الوزن كما هو عند الشرع ليستريوا من كلفة التقدير و قارن ذلك أيام عبد اللك فشخص مقدارها و عينهما ف الارج كما هو ف الذهن و نقش عليهما السكة باسه و تأريه أثر الشهادتي اليانيتي و طرح النقود الاهلية رأسا iحت خلصت و نق ش عليها سكة iو تلشى وجودها فهذا هو الق الذي ل ميد عنه و من بعد ذلك وقع اختيار أهل السكة ف الدول على مالفة القدار الشرعي ف الدينار و الدرهم و اختلفت ف كل القطار و الفاق و رجع الناس إل تصور مقاديرها الشرعية ذهنا iكما كان ف الصدر الول و صار أهل كل أفق يستخرجون القوق الشرعية من سكتهم بعرفة النسب الت بينها و بي مقاديرها الشرعية و أما وزن الدينار باثنتي و س بعي حبة من الشعي الوسط فهو الذي نقله الققون و عليه الجاع إل ابن حزم خالف ذلك و زعم أن وزنه أربع و ثانون حبة .نقل ذلك عن ه القاضي عبد الق و رده الققون و عدوه وها iو غلطا iو هو الصحيح و ال يق الق بكلماته و كذلك تعلم أن الوقية الشرعية ليست هي التعارفة بي الناس لن التعارفة متلفة باختلف القطار و الشرعية متحدة ذهنا iل اختلف فيها و ال خلق كل شيء فقدره تقديرا.i الات و أما الات فهو من الطط السلطانية و الوظائف اللوكية و التم على الرسائل و الصكوك معروف للملوك قبل السلم و بعده و قد ثبت ف الصحيحي أن النب صلى ال عليه و سلم أراد أن يكتب إل قيصر فقيل له إن العجم ل يقبلون كتابا iإل أن يكون متومiا فاتذ خاتاi من فضة و نقش فيه ممد رسول ال قال البخاري جعل الثلث الكلمات ثلثة أسطر و ختم به و قال ل ينقش أحد مثله قال و تتم به أبو بكر و عمر و عثمان ث سقط من يد عثمان ف بئر أريس و كانت قليلة الاء فلم يدرك قعرها بعد و اغتم عثمان و تطي منه و صنع آخ ر على مثله و ف كيفية نقش الات و التم به وجوه و ذلك أن الات يطلق على اللة الت تعل ف الصبع و منه تتم إذا لبسه و يطلق عل ى النهاية و التمام و منه ختمت المر إذا بلغت آخره و ختمت القرآن كذلك و منه خات النبيي و خات المر و يطلق على السداد الذي يسد به الوان و الدنان و يقال فيه ختام و منه قوله تعال :ختامه مسك و قد غلط من فسر ذلك بالنهاية و التمام قال لن آخر ما ي دونه ف شرابم ريح السك و ليس العن عليه و إنا هو من التام هو السداد لن المر يعل لا ف الدن سداد الطي أو القار يفظها و يطيب عرفها و ذوقها فبولغ ف وصف خر النة بأن سدادها من السك و هو أطيب عرفا iو ذوقا iمن القار و الطي العهودين ف الدنيا فإذا ص ح إطلق الات على هذه كلها صح إطلقه على أثرها الناشئ عنها و ذلك أن الات إذا نقشت به كلمات أو أشكال ث غمس ف مداف من الطي أو مداد و وضع على صفح القرطاس بقى أكثر الكلمات ف ذلك الصفح و كذلك إذا طبع به على جسم لي كالشمع فإنه يبقى نقش ذل ك الكتوب مرتسما iفيه و إذا كانت كلمات و ارتسمت فقد تقرأ من الهة اليسرى إذا كان النفش على الستقامة من اليمن و قد يقرأ م ن الهة اليمن إذا كان النقش من الهة اليسرى لن التم يقلب جهة الط ف الصفح عما كان ف النقش من يي أو يسار فيحتمل أن يكون التم بذا الات بغمسه ف الداد أو الطي و وضعه ف الصفح فتنتقش الكلمات فيه و يكون هذا من معن النهاية و التمام بعن صحة ذل ك الكتوب و نفوذه كأن الكتاب إنا يتم العمل به بذه العلمات و هو من دونا ملغى ليس بتمام و قد يكون هذا التم بالط آخر الكتاب أو
أوله بكلمات منتظمة من تميد أو تسبيح أو باسم السلطان أو المي أو صاحب الكتاب من كان أو شيء من نعوته يكون ذل ك ال ط علمة على صحة الكتاب و نفوذه و يسمى ذلك ف التعارف علمة ،و ليس ختما iتشبيها iله بأثر الات الصفي ف النقش و من هذا خ ات القاضي الذي يبعث به للخصوم أي علمته و خطه الذي ينفذ بما أحكامه و منه خات السلطان أو الليفة أي علمته .قال الرشيد ليحي بن خالد لا أراد أن يستوزر جعفرا iو يستبدل به من الفضل أخيه فقال لبيهما يي :يا أبت إن أردت أن أحول الات من يين إل شال .فكن له بالات ف الوزارة لا كانت العلمة على الرسائل و الصكوك من وظائف الوزارة لعهدهم و يشهد لصحة هذا الطلق ما نقله الطبي أن معاوية أرسل إل السن عند مراودته إياه ف الصلح صحيفة بيضاء ختم على أسفلها و كتب إليه أن اشترط ف هذه الصحيفة الت ختم ت أسفلها ما شئت فهو لك و معن التم هنا علمة ف آخر الصحيفة بطه أو غيه و يتمل أن يتم به ف جسم لي فتنتقش في ه حروف ه و يعل على موضع الزم من الكتاب إذا حزم و على الودوعات و هو من السداد كما مر و هو ف الوجهي آثار الات فيطلق عليه خ ات و أول من أطلق التم على الكتاب أي العلمة معاوية لنه أمر لعمر بن الزبي عند زياد بالكوفة بائة ألف ففتح الكتاب و صي الائة م ائتي و رفع زياد حسابه فأنكرها معاوية و طلب با عمر و حبسه حت قضاها عنه أخوه عبد ال و اتذ معاوية عند ذلك دي وان ال ات .ذك ره الطبي و قال آخرون و حزم الكتب و ل تكن تزم أي جعل لا السداد و ديوان التم عبارة عن الكتاب القائمي على إنفاذ كتب السلطان و التم عليها إما بالعلمة أو بالزم و قد يطلق الديوان على مكان جلوس هؤلء الكتاب كما ذكرناه ف ديوان العمال و الزم للكت ب يكون إما بدس الورق كما ف عرف كتاب الغرب و إما بإلصاق رأس الصحيفة على ما تنطوي عليه من الكتاب كما ف عرف أهل الشرق و قد يعل على مكان الدس أو اللصاق علمة يؤمن معها من فتحه و الطلع على ما فيه فأهل الغرب يعلون على مكان الدس قطعة من الشمع و يتمون عليها باته نقشت فيه علمة لذلك فيتسم النقش ف الشمع و كان ف الشرق ف الدول القدية يتم على مكان اللص ق باته منقوش أيضا iقد غمس ف مداف من الطي معد لذلك صبغه أحر فيتسم ذلك النقش عليه و كان هذا الطي ف الدولة العباسية يعرف بطي التم و كان يلب من سياف فيظهر أنه مصوص با فهذا الات الذي هو العلمة الكتوبة أو النقش للسداد و الزم للكتب خ اص بديوان الرسائل و كان ذلك للوزير ف الدولة العباسية ث اختلف العرف و صار لن إليه الترسيل و ديوان الكتاب ف الدولة ث صاروا ف دول الغرب يعدون من علمات اللك و شاراته الات للصبع فيستجيدون صوغه من الذهب و يرصعونه بالفصوص من الي اقوت و الفيوزج و الزمرد و يلبسه السلطان شارة ف عرفهم كما كانت البدة و القضيب ف الدولة العباسية و الظلة ف الدولة العبيدية و ال مصرف الم ور بكمه. الطراز :من أبة اللك و السلطان و مذاهب الدول إل ترسم أساؤهم أو علمات تتص بم ف طراز أثوابم العدة للباسهم من الري ر أو الديباج أو البريسم تعتب كتابة خطها ف نسج الثوب ألاما iو إسداء¸ بيط الذهب أو ما يالف لون الثوب من الي وط اللون ة م ن غي الذهب على ما يكمه الصناع ف تقدير ذلك و وضعه ف صناعة نسجهم فتصي الثياب اللوكية معلمة بذلك الطراز قصد التنويه بلبسها من السلطان فمن دونه أو التنويه بن يتصه السلطان بلبوسه إذا قصد تشريفه بذلك أو وليته لوظيفة من وظائف دولته و كان ملوك العجم من قبل السلم يعلون ذلك الطراز بصور اللوك و أشكالم أو أشكال و صور معينة لذلك ث اعتاض ملوك السلم عن ذلك بكتب أس ائهم مع كلمات أخرى تري مرى الفأل أو السجلت .و كان ذلك ف الدولتي من أبة المور و أفخم الحوال و كانت الدور العدة لنس ج أثوابم ف قصورهم تسمى دور الطراز لذلك و كان القائم على النظر فيها يسمى صاحب الطراز ،ينظر ف أمور الصباغ و اللة و الاك ة فيها و إجراء أرزاقهم و تسهيل آلتم و مشارفة أعمالم و كانوا يقلدون ذلك لواص دولتيهم و ثقات مواليهم و كذلك كان ال ال ف دولة بن أمية بالندلس و الطوائف من بعدهم و ف دولة العبيديي بصر و من كان على عهدهم من ملوك العجم بالشرق ث لا ضاق نطاق الدول عن الترف و التفنن فيه لضيق نطاقها ف الستيلء و تعددت الدول تعطلت هذه الوظيفة و الولية عليها من أكثر الدول بالملة و لا جاءت دولة الوحدين بالغرب بعد بن أمية أول الائة السادسة ل يأخذوا بذلك أول دولتهم لا كانوا عليه من منازع الديانة و السذاجة الت لقنوها عن إمامهم ممد بن تومرت الهدي و كانوا يتورعون عن لباس الرير و الذهب فسقطت هذه الوظيفة من دولتهم و استدرك منه ا أعقابم آخر الدولة طرفا iل يكن بتلك النباهة و أما لذا العهد ،فأدركنا بالغرب ف الدولة الرينية لعنفوانا و شوخها رسا iجليل iلقنوه م ن دولة ابن الحر معاصرهم بالندلس و اتبع هو ف ذلك ملوك الطوائف فأتى منه بلمحة شاهدة بالثر .و أما دولة الترك بصر و الشام ل ذا العهد ففيها من الطراز ترير آخر على مقدار ملكهم و عمران بلدهم إل أن ذلك ل يصنع ف دورهم و قصورهم و ليست م ن وظ ائف
دولتهم و إنا ينسج ما تطلبه الدولة من ذلك عند صناعه من الرير و من الذهب الالص و يسمونه الزركش لفظة أعجمية و يرسم اس م السلطان أو المي عليه و يعده الصناع لم فيما يعدونه للدولة من طرف الصناعة اللئقة با و ال مقدر الليل و النهار و ال خي الوارثي.
الفساطيط و ا لسياج اعلم أن من شارات اللك و ترفه اتاذ الخبية و الفساطيط و الفازات من ثياب الكتان و الصوف و القطن فيباهى با ف السفار و تن وع منها اللوان ما بي كبي و صغي على نسبة الدولة ف الثروة و اليسار و إنا يكون المر ف أول الدولة ف بيوتم الت جرت عادتم باتاذها قبل اللك و كان العرب لعهد اللفاء الولي من بن أمية إنا يسكنون بيوتم الت كانت لم خياما iمن الوبر و الصوف و ل ت زل الع رب لذلك العهد بادين إل القل منهم فكانت أسفارهم لغزواتم و حروبم بظعونم و سائر حللهم و أحيائهم من الهل و الولد كما هو ش أن العرب لذا العهد و كانت عساكرهم لذلك كثية اللل بعيدة ما بي النازل متفرقة الحياء يغيب كل واحد منها عن نظر ص احبه م ن الخرى كشأن العرب و لذلك ما كان عبد اللك يتاج إل ساقة تشد الناس على أثره و أن يقيموا إذا ظعن. و نقل أنه استعمل ف ذلك الجاج حي أشار به روح بن زنباغ و قصتهما ف إحراق فساطيط روح و خيامه لول وليته حي وج دهم مقيمي ف يوم رحيل عبد اللك قصة مشهورة .و من هذه الولية تعرف رتبة الجاج بي العرب فإنه ل يتول إرادتم على الظعن إل م ن يأمن بوادر السفهاء من أحيائهم با له من العصبية الائلة دون ذلك و لذلك اختصه عبد اللك بذه الرتبة ثقة بغنائه فيها بعصبيته و صرامته فلما تفننت الدولة العربية ف مذاهب الضارة و البذخ و نزلوا الدن و المصار و انتقلوا من سكن اليام إل سكن القصور و م ن ظه ر الف إل ظهر الافر اتذوا للسكن ف أسفارهم ثياب الكتان يستعملون منها بيوتا iمتلفة الشكال مقدرة المثال من القوراء و الستطيلة و الربعة و يتفلون فيها بأبلغ مذاهب الحتفال و الزينة و يدير المي و القائد للعساكر على فساطيطه و فازاته من بينهم سياجا iمن الكت ان يسمى ف الغرب بلسان الببر الذي هو لسان أهله أفراك بالكاف و القاف و يتص به السلطان بذلك القط ر ل يك ون لغيه .و أم ا ف الشرق فيتخذه كل أمي و إن كان دون السلطان ث جنحت الدعة بالنساء و الولدان إل القام بقصورهم و منازلم فخف لذلك ظهرهم و تقاربت السياج بي منازل العسكر و اجتمع اليش و السلطان ف معسكر واحد يصره البصر ف بسيطة زهوا iأنيق ا iلختلف أل وانه و استمر الال على ذلك ف مذاهب الدول ف بذخها و ترفها .و كذا كانت دولة الوحدين و زناتة الت أظلتنا كان سفرهم أول أمره م ف بيوت سكناهم قبل اللك من اليام و القياطي حت إذا أخذت الدولة ف مذاهب الترف و سكن القصور و عادوا إل س كن الخبي ة و الفساطيط بلغوا من ذلك فوق ما أرادوه و هو من الترف بكان إل أن العساكر به تصي عرضة للبيات لجتماعهم ف مكان واحد تشملهم فيه الصيحة و لفتهم من الهل و الولد الذين تكون الستماتة دونم فيحتاج ف ذلك إل تفظ آخر و ال القوي العزيز.
القصورة للصلة و الدعاء ف الطبة و ها من المور اللفية و من شارات اللك السلمي و ل يعرف ف غي دول السلم .فأما البيت القصورة من السجد لصلة الس لطان فيتخذ سياجا iعلى الراب فيحوزه و ما يليه فأول من اتذها معاوية بن أب سفيان حي طعنه الارجي و القصة معروفة و قي ل أول م ن اتذها مروان بن الكم حي طعنه اليمان ث اتذها اللفاء من بعدها و صارت سنة ف تييز السلطان عن الناس ف الصلة و هي إنا تدث عند حصول الترف ف الدول و الستفحال شأن أحوال البة كلها و ما زال الشأن ذلك ف الدول السلمية كلها ،و عند افتراق الدول ة العباسية و تعدد الدول بالشرق و كذا بالندلس عند انقراض الدولة الموية و تعدد ملوك الطوائف و أما الغرب فكان بنو الغلب يتخذونا بالقيوان ث اللفاء العبيديون ث ولتم على الغرب من صنهاجة بنو باديس بفاس و بنو حاد بالقلعة ث ملك الوحدين س ائر الغ رب و الندلس و موا ذلك الرسم على طريقة البداوة الت كانت شعارهم و لا استفحلت الدولة و أخذت بظها من الترف و جاء أبو يعق وب
النصور ثالث ملوكهم فاتذ هذه القصورة و بقيت من بعده سنة للوك الغرب و الندلس و هكذا كان الشأن ف سائر الدول س نة ال ف عباده. و أما الدعاء على النابر ف الطبة فكان الشأن أول iعند اللفاء ولية الصلة بأنفسهم فكانوا يدعون لذلك بعد الصلة على النب صلى ال عليه و سلم و الرضى عن أصحابه و أول من اتذ النب عمرو بن العاص لا بن جامعه بصر و أول من دعا للخليفة على النب ابن عباس دعا لعلي رضي ال عنهما ف خطبته .و هو بالبصرة عامل له عليها فقال اللهم انصر عليا iعلى الق و اتصل العمل على ذلك فيما بعد و بع د أخذ عمرو بن العاص النب بلغ عمر بن الطاب ذلك فكتب إليه عمر بن الطاب أما بعد فقد بلغن أنك اتذت منبا iترقى به على رق اب السلمي أو ما يكفيك أن تكون قائما iو السلمون تت عقبيك فعزمت عليك إل ما كسرته فلما حدثت البة و حدث ف اللفاء الانع من الطبة و الصلة استنابوا فيهما فكان الطيب يشيد بذكر الليفة على النب تنويها iباسه و دعاء¸ له با جعل ال مصلحة العال فيه و لن تلك الساعة مظنة للجابة و لا ثبت عن السلف ف قولم من كانت له دعوة صالة فليضعها ف السلطان و كان الليفة يفرد بذلك فلما ج اء الجر و الستبداد صار التغلبون على الدول كثيا iما يشاركون الليفة ف ذلك و يشاد باسهم عقب اسه و ذهب ذلك بذهاب تلك الدول و صار المر إل اختصاص السلطان بالدعاء له على النب دون من سواه و حظر أن يشاركه فيه أحد أو يسمو إلي ه و ك ثيا iم ا يغف ل العاهدون من أهل الدول هذا الرسم عندما تكون الدولة ف أسلوب الغضاضة و مناحي البداوة ف التغافل و الشونة و يقنعون بالدعاء على البام و الجال لن ول أمور السلمي و يسمون مثل هذه الطبة إذا كانت على هذا النحى عباسية يعنون بذلك أن الدعاء على الج ال إنا يتناول العباسي تقليدا iف ذلك لا سلف من المر و ل يفلون با وراء ذلك من تعيينه و التصريح باسه يكى أن يغمراسن بن زيان عاهد دولة بن عبد الواد لا غلبه المي أبو زكريا يي بن أب حفص على تلمسان ث بدا له ف إعادة المر إليه على شروط شرطها كان فيها ذكر اسه على منابر عمله فقال يغمراسن تلك أعوادهم يذكرون عليها من شاءوا و كذلك يعقوب بن عبد الق عاهد دولة بن مري ن حض ره رسول الستنصر الليفة بتونس من بن أب حفص و ثالث ملوكهم و تلف بعض أيامه عن شهود المعة فقيل له ل يضر ه ذا الرس ول كراهية للو الطبة من ذكر سلطانه فأذن ف الدعاء له و كان ذلك سببا iلخذهم بدعوته و هكذا شأن ال دول ف ب دايتها و تكنه ا ف الغضاضة و البداوة فإذا انتبهت عيون سياستهم و نظروا ف أعطاف ملكهم و استتموا شيات الضارة و مفان البذخ و البة انتحلوا جي ع هذه السمات و تفننوا فيها و تاروا إل غايتها و أنفوا من الشاركة فيها و جزعوا من افتقادها و خلو دولتهم من أثارها و العال بس تان و ال على كل شيء رقيب.
الفصل السابع و الثلثون ف الروب و مذاهب المم و ترتيبها اعلم أن الروب و أنواع القاتلة ل تزل واقعة ف الليقة منذ براها ال و أصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض و يتعصب لكل منها أهل عصبيه فإذا تذامروا لذلك و توافقت الطائفتان إحداها تطلب النتقام و الخرى تدافع كانت الرب و هو أمر طبيعي ف البشر ل تلو عنه أمة و ل جيل و سبب هذا النتقام ف الكثر إما غية و منافسة .و إما عدوان و إما غضب ل ولدينه و أما غضب للملك و سعي ف تهيده فالول أكثر ما يري بي القبائل التجاورة و العشائر التناظرة و الثان و هو العدوان أكثر ما يكون من المم الوحشية الس اكني ب القفر كالعرب و الترك و التركمان و الكراد و أشباههم لنم جعلوا أرزاقهم ف رماحهم و معاشهم فيما بأيدي غيهم و من دافعهم عن متاعه آذنوه بالرب و ل بغية لم فيما وراء ذلك من رتبة و ل ملك و إنا ههم و نصب أعينهم غلب الناس على ما ف أيديهم و الث الث ه و السمى ف الشريعة بالهاد و الرابع هو حروب الدول مع الارجي عليها و الانعي لطاعتها فهذه أربعة أصناف م ن ال روب الص نفان الولن منها حروب بغي و فتنة و الصنفان الخيان حروب جهاد و عدل و صفة الروب الواقعة بي أهل الليقة منذ أول وجودهم على نوعي نوع بالزحف صفوفا iو نوع بالكر و الفر أما الذي بالزحف فهو قتال العجم كلهم على تعاقب أجيالم و أما الذي بالكر و الفر فهو قتال العرب و الببر من أهل الغرب و قتال الزحف أوثق و أشد من قتال الكر و الفر و ذلك لن قتال الزحف ترتب فيه الصفوف و تسوى
كما تسوى القداح أو صفوف الصلة و يشون بصفوفهم إل العدو قدما ،iفلذلك تكون أثبت عند الصال و أصدق ف القت ال و أره ب للعدو .لنه كالائط المتد و القصر الشيد ل يطمع ف إزالته و ف التنيل إن ال يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا iكأنم بنيان مرص وص أي يشد بعضهم بعضا iبالثبات و ف الديث الكري الؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضا iو من هنا يظهر لك حكمة إياب الثب ات و تري التول يوم الزحف فإن القصود من الصف ف القتال حفظ النظام كما قلناه فمن ول العدو ظهره فقد أخل بالصاف و باء بإث الزي ة إن وقعت و صار كأنه جرها على السلمي و أمكن منهم عدوهم فعظم الذنب لعموم الفسدة و تعديها إل الدين برق سياجه فع د م ن الكبائر و يظهر من هذه الدلة أن قتال الزحف أشد عند الشارع و أما قتال الكر و الفر فليس فيه من الشدة و المن من الزية ما ف قت ال الزحف إل أنم قد يتخذون وراءهم ف القتال مصافا iثابتا iيلجأون إليه ف الكر و الفر و يقوم لم مقام قتال الزحف كما نذكره بعد .ث إن الدول القدية الكثية النود التسعة المالك كانوا يقسمون اليوش و العساكر أقسامiا يسمونا كراديس و يسوون ف كل كردوس صفوفه ذلك أنه لا كثرت جنودهم الكثرة البالغة و حشدوا من قاصية النواحي استدعى ذلك أن يهل بعضهم بعضا iإذا اختلطوا ف مال الرب و اعتوروا مع عدوهم الطعن و الضرب فيخشى من تدافعهم فيما بينهم لجل النكراء و جهل بعضهم ببعض فلذلك كانوا يقسمون العساكر جوعا iو يضمون التعارفي بعضهم لبعض و يرتبونا قريبا iمن الترتيب الطبيعي ف الهات الربع و رئيس العساكر كلها من سلطان أو قائد ف القلب و يسمون هذا الترتيب التعبئة و هو مذكور ف أخبار فارس و الروم و الدولتي و صدر السلم فيجعلون بي يدي اللك عسكراi منفردا iبصفوفه متميزا iبقائده و رايته و شعاره و يسمونه القدمة ث عسكرا iآخر ناحية اليمي عن موقف اللك و على سته يسمونه اليمنة ث عسكرا iآخر من ناحية الشمال كذلك يسمونه اليسرة ث عسكرا iآخر من وراء العسكر يسمونه الساقة و يقف اللك و أصحابه ف الوسط بي هذه الربع و يسمون موقفه القلب فإذا ت لم هذا الترتيب الكم أما ف مدى واحد للبصر أو على مسافة بعيدة أكثرها اليوم و اليومان بي كل عسكرين منها أو كيفما أعطاه حال العساكر ف القلة و الكثرة فحينئذ يكون الزحف من بعد هذه التعبئة و انظر ذلك ف أخب ار الفتوحات و أخبار الدولتي بالشرق و كيف كانت العساكر لعهد عبد اللك تتخلف عن رحيله لبعد الدى ف التعبئة فاحتيج لن يس وقها من خلفه و عي لذلك الجاج بن يوسف كما أشرنا إليه و كما هو معروف ف أخباره و كان ف الدولة الموية بالندلس أيضiا كثي منه و هو مهول فيما لدينا لنا إنا أدركنا دول iقليلة العساكر ل تنتهي ف مال الرب إل التناكر بل أكثر اليوش من الطائفتي معا iيمعهم لدينا حلة أو مدينة و يعرف كل واحد منهم قرنة و يناديه ف حومة الرب باسه و لقبه فاستغن عن تلك التعبئة. و من مذاهب أهل الكر و الفر ف الروب ضرب الصاف وراء عسكرهم من المادات و اليوانات العجم فيتخذونا ملج أ iللخيال ة ف كرهم و فرهم يطلبون به ثبات القاتلة ليكون أدوم للحرب و أقرب إل الغلب و قد يفعله أهل الزحف أيضا iليزيدهم ثباتا iو شدة فقد كان الفرس و هم أهل الزحف يتخذون الفيلة ف الروب و يملون عليها أبراجا iمن الشب أمثال الصروح مشحونة بالقاتل ة و الس لح و الرايات و يصفونا وراءهم ف حومة الرب كأنا حصون فتقوى بذلك نفوسهم و يزداد وثوقهم و انظر ما وقع من ذلك ف القادسية و إن فارس ف اليوم الثالث اشتدوا بم على السلمي حت اشتدت رجالت من العرب فخالطوهم و بعجوها بالسيوف على خراطيمها فنفرت و نكصت على أعقابا إل مرابطها بالدائن فجفا معسكر فارس لذلك و انزموا ف اليوم الرابع .و أما الروم و ملوك القوط بالندلس و أك ثر العجم فكانوا يتخذون لذلك السرة ينصبون للملك سريره ف حومة الرب و يف به من خدمه و حاشيته و جن وده م ن ه و زعي م بالستماتة دونه و ترفع الرايات ف أركان السرير و يدق به سياج آخر من الرماة و الرجالة فيعظم هيكل السرير و يص ي فئة للمقاتل ة و ملجأ للكر و الفر و جعل ذلك الفرس أيام القادسية و كان رستم جالسا iعلى سرير نصبه للوسه حت اختلفت صفوف فارس و خ الطه العرب ف سريره ذلك فتحول عنه إل الفرات و قتل .و أما أهل الكر و الفر من العرب و أكثر المم البدوية الرحالة فيصفون لذلك إبلهم و الظهر الذي يمل ظعائنهم فيكون فئة لم و يسمونا البوذة و ليس أمة من المم إل و هي تفعل ف حروبا و تراه أوثق ف الولة و آم ن من الغرة و الزية و هو أمر مشاهد و قد أغفلته الدول لعهدنا بالملة و اعتاضوا عنه بالظهر الامل للثقال و الفساطيط يعلونا ساقة iمن خلفهم و ل تغن غناء الفيلة و البل فصارت العساكر بذلك عرضة للهزائم و مستشعرة للفرار ف الواقف .و كان الرب أول السلم كله زحفا iو كان العرب إنا يعرفون الكر و الفر لكن حلهم على ذلك أول السلم أمران أحدها أن أعداءهم كانوا يقاتلون زحفا iفيض طرون إل مقاتلتهم بثل قتالم .و الثان أنم كانوا مستميتي ف جهادهم لا رغبوا فيه من الصب ،و لا رسخ فيهم م ن الي ان و الزح ف إل
الستماتة أقرب .و أول من أبطل الصف ف الروب و صار إل التعبئة كراديس مروان بن الكم ف قتال الضحاك الارجي و البيي بعده قال الطبي لا ذكر قتال البيي فول الوارج عليهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري و يلقب أبا الذلفاء قاتلهم مروان بعد ذلك بالكراديس و أبطل الصف من يومئذ انتهى .فتنوسي قتال الزحف بإبطال الصف ث تنوسي الصف وراء القاتلة با داخل الدول من الترف و ذلك أن ا حينما كانت بدوية و سكناهم اليام كانوا يستكثرون من البل و سكن النساء و الولدان معهم ف الحياء فلما حصلوا على ترف اللك و ألفوا سكن القصور و الواضر و تركوا شأن البادية و القفر نسوا لذلك عهد البل و الظعائن و صعب عليهم اتاذها فخلف وا النس اء ف السفار وحلهم اللك و الترف على اتاذ الفساطيط و الخبية فاقتصروا على الظهر الامل للثقال و البنية و كان ذلك صفتهم ف الرب و ل يغن كل الغناء لنه ل يدعو إل الستماتة كما يدعو إليها الهل و الال فيخف الصب من أجل ذلك و تص رفهم اليع ات و ت رم صفوفهم .و لا ذكرناه من ضرب الصاف وراء العساكر و تأكده ف قتال الكر و الفر صار ملوك الغرب يتخذون طائفة م ن الفرن ج ف جندهم و اختصوا بذلك لن قتال أهل وطنهم كله بالكر و الفر و السلطان يتأكد ف حقه ضرب الصاف ليكون ردءا iللمقاتلة أمامه فل بد من أن يكون أهل ذلك الصف من قوم متعودين للثبات ف الزحف و إل أجفلوا على طريقة أهل الكر و الفر فانزم الس لطان و العس اكر بإجفالم فاحتاج اللوك بالغرب أن يتخذوا جندا iمن هذه المة التعودة الثبات ف الزحف و هم الفرنج و يرتبون مصافهم الدق بم منه ا هذا على ما فيه من الستعانة بأهل الكفر .و إنم استخفوا ذلك للضرورة الت أريناكها من توف الجفال على مصاف السلطان و الفرنج ل يعرفون غي الثبات ف ذلك لن عادتم ف القتال الزحف فكانوا أقوم بذلك من غيهم مع أن اللوك ف الغرب إنا يفعلون ذل ك عن د الرب مع أمم العرب و الببر و قتالم على الطاعة و أما ف الهاد فل يستعينون بم حذرا iمن مالتم على السلمي هذا هو الواقع ل ذا العهد و قد أ بدينا سببه و ال بكل شيء عليم .و بلغنا أن أمم الترك لذا العهد قتالم مناضلة بالسهام و إن تعبئة الرب عندهم بالصاف و أنم يقسمون بثلثة صفوف يضربون صفا iوراء صف و يترجلون عن خيولم و يفرغون سهامهم بي أيديهم ث يتناضلون جلوس ا iو ك ل صف ردء للذي أمامه أن يكبسهم العدو إل أن يتهيأ النصر لحدى الطائفتي على الخرى و هي تعبئة مكمة غريبة .و كان من م ذاهب الول ف حروبم حفر النادق على معسكرهم عندما يتقاربون للزحف حذرا iمن معرة البيات و الجوم على العسكر بالليل لا ف ظلمته و وحشته من مضاعفة الوف فيلوذ اليش بالفرار و تد النفوس ف الظلمة سترا iمن عاره فإذا تساووا ف ذلك أرجف العسكر و وقعت الزية فكانوا لذلك يتفرون النادق على معسكرهم إذا نزلوا و ضربوا أبنيتهم و يديرون الفائر نطاقا iعليهم من جيع جهاتم حرصا iأن يالطهم العدو بالبيات فيتخاذلوا .و كانت للدول ف أمثال هذا قوة و عليه اقتدار باحتشاد الرجال و جع اليدي عليه ف كل منل من منازلم ب ا كانوا عليه من وفور العمران و ضخامة اللك فلما خرب العمران و تبعه ضعف الدول و قلة النود و عدم الفعلة نسي هذا الشأن جلة كأنه ل يكن و ال خي القادرين .و انظر وصية علي رضي ال عنه و تريضه لصحابه يوم صفي تد كثيا iمن علم الرب و ل يكن أحد أبصر با منه قال ف كلم له :فسووا صفوفكم كالبنيان الرصوص و قدموا الدارع و أخروا الاسر و عضوا على الضراس فإنه أنب للسيوف عن الام و التووا على أطراف الرماح فإنه أصون للسنة و غضوا البصار فإنه أربط للجأش و أسكن للقلوب و اخفتوا الصوات ف إنه أط رد للفشل و أول بالوقار و أقيموا راياتكم فل تيلوها و ل تعلوها إل بأيدي شجعانكم و استعينوا بالصدق و الصب فإنه بق در الص ب ينل النصر و قال الشتر يومئذ يرص الزد :عضوا على النواجذ من الضراس و استقبلوا القوم بامكم و شدوا شدة قوم موتورين من يث أرون بآبائهم و إخوانم حناقا iعلى عدوهم و قد وطنوا على الوت أنفسهم لئل يسبقوا بوتر و ل يلحقهم ف الدنيا عار و قد أشار إل كثي م ن ذلك أبو بكر الصيف شاعر لتونة و أهل الندلس ف كلمة يدح با تاشفي بن علي بن يوسف و يصف ثباته ف حرب شهدها و ي ذكره بأمور الرب ف وصايا تذيرات تنبهك على معرفة كثي من سياسة الرب يقول فيها. يا أيها الل الذي يتقنعمن منكم اللك المام الروع و من الذي غدر العدو به دجى
فانفض كل و هو ل يتزعزع
تضي الفوارس و الطعان يصدها
عنه و يدمرها الوفاء فترجع
و الليل من وضح الترائك إنصبح على هام اليوش يلمع أن فزعتم يا بن صنهاجةو إليكم ف الروع كان الفزع إنسان عي ل يصبها منكمحضن و قلب أسلمته الضلع و صددت عن تاشفي و إنلعقابه لو شاء فيكم موضع ما أنتم إل أسود خفية
كل لكل كريهة مستطلع
يا تاشفي أقم ليشك عذرهبالليل و العذر الذي ل يدفع و منها ف سياسة الرب أهديك من أدب السياسة ما به كانت ملوك الفرس قبلك تولع ل إنن أدري با لكنها ذكرى تض الؤمني و تنفع و البس من اللق الضاعفة الت
وصى با صنع الصنائع تبع
و الندوان الرقيق فإنأمضى على حد الدلص و أقطع و اركب من اليل السوابق عدة حصنا iحصينا iليس فيه مدفع خندق عليك إذا ضربت ملة
سيان تتبع ظافرا iأو تتبع
و الواد ل تعبه و انزل عنده بي العدو و بي جيشك يقطع و اجعل مناجزة اليوش عشية و وراءك الصدق الذي هو أمنع و إذا تضايقت اليوش بعرك ضنك فأطراف الرماح توشع و اصدمه أول وهلة ل تكترث شيئا iفإظهار النكول يضعضع و اجعل من الطلع أهل شهامة للصدق فيهم شيمة ل تدع ل تسمع الكذاب جاءك مرجفا iل رأي للكذاب فيما يصنع قوله و اصدمه أول وهلة ل تكترث البيت مالف لا عليه الناس ف أمر الرب فقد قال عمر لب عبيد بن مسعود الثقفي ل ا وله ح رب فارس و العراق فقال له اسع و أطع من أصحاب النب صلى ال عليه و سلم و أشركهم ف المر و ل تيب مسرعا iحت تتبي فإنا الرب و
ل يصلح لا الرجل الكيث الذي يعرف الفرصة و الكف و قال له ف أخرى :إنه لن ينعن أن أؤمر سليطا iإل سرعته ف الرب و ف التسرع ف الرب إل عن بيان ضياع و ال لول ذلك لمرته لكن الرب ل يصلحها إل الرجل الكيث هذا كلم عمر و هو شاهد بأن التثاق ل ف الرب أول من الفوف حت يتبي حال تلك الرب و ذلك عكس ما قاله الصيف إل أن يريد أن الصدم بعد البيان فله وجه و ال تع ال اعلم .و ل وثوق ف الرب بالظفر و إن حصلت أسبابه من العدة و العديد و إنا الظفر فيها و الغلب من قبيل البحث و التف اق و بي ان ذلك أن أسباب الغلب ف الكثر متمعة من أمور ظاهرة و هي اليوش و وفورها و كمال السلحة و استجادتا و كثرة الشجعان و ترتيب الصاف و منه صدق القتال و ما جرى مرى ذلك و من أمور خفية و هي إما خداع البشر و حيلهم ف الرجاف و التشانيع الت يقع ب ا التخذيل و ف التقدم إل الماكن الرتفعة ليكون الرب من أعلى فيتوههم النخفض لذلك و ف الكم ون ف الغي اض و مطمئن الرض و التواري بالكدى حول العدو حت يتداولم العسكر دفعة و قد تورطوا فيتلفتون إل النجاة و أمثال ذلك و إما أن تكون تلك السباب الفية أمورا iساوية ل قدرة للبشر على اكتسابا تلقى ف القلوب فيستول الرهب عليهم لجلها فتختل مراكزهم فتقع الزية و أكثر ما تقع الزائم عن هذه السباب الفية لكثرة ما يعتمل لكل واحد من الفريقي فيها حرصا iعلى الغلب فل بد من وقوع التأثي ف ذلك لحدها ضرورة و لذلك قال صلى ال عليه و سلم :الرب خدعة و من أمثال العرب رب حيلة أنفع من قبيلة فقد تبي أن وقوع الغلب ف الروب غالبا iعن أسباب خفية غي ظاهرة و وقوع الشياء عن السباب الفية هو معن البخت كما تقرر ف موضعه فاعتبه و تفهم من وقع الغل ب ع ن المور السماوية كما شرحناه معن قوله صلى ال عليه و سلم :نصرت بالرعب مسية شهر و ما وقع من غلبه للمشركي ف حياته بالع دد القليل و غلب السلمي من بعده كذلك ف الفتوحات فإن ال سبحانه و تعال تكفل لنبيه بإلقاء الرعب ف قلوب الكافرين حت يستول على قلوبم فينهرموا معجزة لرسوله صلى ال عليه و سلم فكان الرعب ف قلوبم سببا iللهزائم ف الفتوحات السلمية كلها أنه خفي عن العيون. و قد ذكر الطرطوشي :أن من أسباب الغلب ف الرب أن تفضل عدة الفرسان الشاهي من الشجعان ف أحد الانبي على عدتم ف الانب الخر مثل أن يكون أحد الانبي فيه عشرة أو عشرون من الشجعان الشاهي و ف الالب الخر ثانية أو ستة عشر فالانب الزائد و ل و بواحد يكون له الغلب و أعاد ف ذلك و أبدى و هو راجع إل السباب الظاهرة الت قدمنا و ليس بصحيح .و إنا الصحيح العتب ف الغلب حال العصبية أن يكون ف أحد الانبي عصبية واحدة جامعة لكلهم و ف الانب الخر عصائب متعددة لن العصائب إذا كانت متع ددة يقع بينها من التخاذل ما يقع ف الوحدان التفرقي الفاقدين للعصبية تنل كل عصابة منهم منلة الواحد و يكون الانب ال ذي عص ابته متعددة ل يقاوم الانب الذي عصبته واحدة لجل ذلك فتفهمه و اعلم أنه أصح ف العتبار ما ذهب إليه الطرطوشي و ل يمله على ذلك إل نسيان شأن العصبية ف حلة و بلدة و أنم إنا يرون ذلك الدفاع و الماية و الطالبة إل الوحدان و الماعة الناشئة عنهم ل يعتبون ف ذلك عصبية و ل نسبا iو قد بينا ذلك أول الكتاب مع أن هذا و أمثاله على تقدير صحته إنا هو من السباب الظاهرة مثل اتفاق اليش ف العدة و صدق القتال و كثرة السلحة و ما أشبهها فكيف يعل ذلك كفيل iبالغلب و نن قد قررنا لك الن أن ش يئا iمنه ا ل يع ارض السباب الفية من اليل و الداع و ل المور السماوية من الرعب و الذلن اللي فافهمه و تفهم أحوال الكون و ال مق در اللي ل و النهار .و يلحق بعن الغلب ف الروب و أن أسبابه خفية و غي طبيعية حال الشهرة و الصيت فقل أن تصادف موضعها ف أحد من طبقات الناس من اللوك و العلماء و الصالي و النتحلي للفصائل على العموم و كثي من اشتهر بالشر و هو بلفه و كثي م ن ت اوزت عن ه الشهرة و هو أحق با و أهلها و قد تصادف موضعها و تكون طبقا iعلى صاحبها و السبب ف ذلك أن الشهرة و الصيت إنا ها بالخبار و الخبار يدخلها الذهول عن القاصد عند التناقل و يدخلها التعصب و التشييع و يدخلها الوهام و يدخلها الهل بطابقة الكايات للحوال لفائها بالتلبيس و التصنع أو لهل الناقل و يدخلها التقرب لصحاب التجلة و الراتب الدنيوية بالثناء و الدح و تسي الحوال و إش اعة الذكر بذلك و النفوس مولعة بب الثناء و الناس متطاولون إل الدنيا و أسبابا من جاه أو ثروة و ليسوا من الكثر براغبي ف الفضائل و ل منافسي ف أهلها و أين مطابقة الق مع هذه كلها فتختل الشهرة عن أسباب خفية من هذه و تكون غي مطابقة و كل ما حصل بس بب خفي فهو الذي يعب عنه بالبخت كما تقرر و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الثامن و الثلثون ف الباية و سبب قلتها و كثرتا إعلم أن الباية أول الدولة تكون قليلة الوزائع كثية الملة و آخر الدولة تكون كثية الوزائع قليلة الملة و السبب ف ذلك أن الدول ة إن كانت على سنن الدين فليست تقتضي إل الغارم الشرعية من الصدقات و الراج و الزية و هي قليلة الوزائع لن مقدار الزكاة من ال ال قليل كما علمت و كذا زكاة البوب و الاشية و كذا الزية و الراج و جيع الغارم الشرعية و هي حدود ل تتعدى و إن ك انت عل ى سنن التغلب و العصبية فل بد من البداوة ف أولا كما تقدم و البداوة تقتضي السامة و الكارمة و خفض الناح و التجاف عن أموال الناس و الغفلة عن تصيل ذلك إل ف النادر فيقل لذلك مقدار الوظيفة الواحدة و الوزيعة الت تمع الموال من مموعها و إذا قل ت ال وزائع و الوظائف على الرعايا نشطوا للعمل و رغبوا فيه فيكثر العتمار و يتزايد لصول الغتباط بقلة الغرم و إذا كثر العتمار كثرت أعداد تلك الوظائف و الوزائع فكثرت الباية الت هي جلتها فإذا استمرت الدولة و اتصلت و تعاقب ملوكها واحدا iبعد واحد و اتصفوا ب الكيس و ذهب سر البداوة و السذاجة و خلقها من الغضاء و التجاف و جاء اللك العضوض و الضارة الداعية إل الكيس و تلق أهل الدولة حينئذ بلق التحذلق و تكثرت عوائدهم و حوائجهم بسبب ما انغمسوا فيه من النعيم و الترف فيكثرون الوظائف و الوزائع حينئذ على الرعايا و الكرة و الفلحي و سائر أهل الغارم و يزيدون ف كل وظيفة و وزيعة مقدارا iعظيما iلتكثر لم الباية و يضعون الكوس على البايعات و ف البواب كما نذكر بعد ث تتدرج الزيادات فيها بقدار بعد مقدار لتدرج عوائد الدولة ف الترف و كثرة الاجات و النفاق بسببه حت تثقل الغارم على الرعايا و تضمهم و تصي عادة مفروضة لن تلك الزيادة تدرجت قليل iقليل iو ل يشعر أحد بن زادها عل ى التعيي و ل من هو واضعها إنا ثبت على الرعايا ف العتمار لذهاب المل من نفوسهم بقلة النفع إذا قابل بي نفعه و مغارمه و بي ثرت ه و ف ائدته فتنقبض كثي من اليدي عن العتمار جلة فتنقص جلة الباية حينئذ بنقصان تلك الوزائع منها و ربا يزيدون ف مقدار الوظ ائف إذا رأوا ذلك النقص ف الباية و يسبونه جبا iلا نقص حت تنتهي كل وظيفة و وزيعة إل غاية ليس وراءها نفع و ل فائدة لكثرة النفاق حينئذ ف العتمار و كثرة الغارم و عدم وفاء الفائدة الرجوة به فل تزال الملة ف نقص و مقدار الوزائع و الوظائف ف زيادة لا يفتقدونه من ج ب الملة با إل أن ينتقص العمران بذهاب المال من العتمار و يعود وبال ذلك على الدولة لن فائدة العتمار عائدة إليها و إذا فهمت ذلك علمت إل أقوى السباب ف العتمار تقليل مقدار الوظائف على العتمرين ما أمكن فبذلك تنبسط النفوس إليه لثقتها بإدراك النفعة في ه و ال سبحانه و تعال مالك المور كلها و بيده ملكوت كل شيء.
الفصل التاسع و الثلثون ف ضرب الكوس أواخر الدولة إعلم أن الدولة تكون ف أولا بدوية كما قلنا فتكون لذلك قليلة الاجات يعدم الترف و عوائده فيكون خرجها و إنفاقها قليل iفيك ون ف الباية حينئذ وفاء بأزيد منها كثي عن حاجاتم ث ل تلبث أن تأخذ بدين الضارة ف الترف و عوائدها و تري على نج الدول الس ابقة قبلها فيكثر لذلك خراج أهل الدولة و يكثر خراج السلطان خصوصا iكثرة بالغة بنفقته ف خاصته و كثرة عطائه و ل تفي ب ذلك الباي ة فتحتاج الدولة إل زيادة ف الباية لا تتاج إليه الامية من العطاء و السلطان من النفقة فيزيد ف مقدار الوظائف و الوزائع أول iكما قلناه ث يزيد الراج و الاجات و التدريج ف عوائد الترف و ف العطاء للحامية و يدرك الدولة الرم و تضعف عصابتها عن جباية الم وال م ن العمال و القاصية فتقل الباية و تكثر العوائد و يكثر بكثرتا أرزاق الند و عطاؤهم فيستحدث صاحب الدولة أنواعا iمن الباية يض ربا على البياعات و يفرض لا قدرا iمعلوما iعلى الثان ف السواق و على أعيان السلع ف أموال الدينة و هو مع هذا مضطر لذلك با دعاه إليه طرق الناس من كثرة العطاء من زيادة اليوش و الامية و ربا يزيد ذلك ف أواخر الدولة زيادة بالغة فتكسد السواق لفساد المال و يؤذن ذلك باختلل العمران و يعود على الدولة و ل يزال ذلك يتزايد إل أن تضمحل .و قد كان وقع منه بأمصار الشرق ف أخري ات الدول ة العباسية و العبيدية كثي و فرضت الغارم حت على الاج ف الوسم و أسقط صلح الدين أيوب تلك الرسوم جلة و أعاضها بآثار الي و كذلك وقع بالندلس لعهد الطوائف حت مى رسه يوسف بن تاشفي أمي الرابطي و كذلك وقع بأمصار الريد بإفريقية لذا العهد حي استبد با رؤساؤها و ال تعال أعلم.
الفصل الربعون ف أن التجارة من السلطان مضرة بالرعايا و مفسدة للجباية اعلم أن الدولة إذا ضاقت جبايتها با قدمناه من الترف و كثرة العوائد و النفقات و قصر الاصل من جبايتها على الوفاء باجاتا و نفقاتا و احتاجت إل مزيد الال و الباية فتارة توضع الكوس على بياعات الرعايا و أسواقهم كما قدمنا ذلك ف الفصل قبله و ت ارة بالزي ادة ف ألقاب الكوس إن كان قد استحدث من قبل و تارة بقاسة العمال و الباة و امتكاك عظامهم لا يرون أنم قد حصلوا على شيء طائل من أموال الباية ل يظهره السبان و تارة باستحداث التجارة و الفلحة للسلطان على تسمية الباية لا يرون التجار و الفلحي يصلون على الفوائد و الغلت مع يسارة أموالم و أن الرباح تكون على نسبة رؤوس الموال فيأخذون ف اكتساب اليوان و النبات لستغلله ف شراء البضائع والتعرض با لوالة السواق و يسبون ذلك من إدرار الباية و تكثي الفوائد و هو غلط عظيم و إدخال الضرر على الرعايا م ن وجوه متعددة فأول iمضايقة الفلحي و التجار ف شراء اليوان و البضائع و تيسي أسباب ذلك فإن الرعايا متكافئون ف اليسار متقاربون و مزاحة بعضهم بعضا iتنتهي إل غاية موجودهم أو تقرب و إذا رافقهم السلطان ف ذلك و ماله أعظم كثيا iمنهم فل يكاد أحد منهم يصل على غرضه ف شيء من حاجاته و يدخل على النفوس من ذلك غم و نكد ث إن السلطان قد ينتزع الكثي من ذلك إذا تعرض له غض ا iأو بأيسر ثن أو ل يد من يناقشه ف شرائه فيبخس ثنه على بائعه ث إذا حصل فوائد الفلحة و مغلها كله من زرع أو حرير أو عسل أو سكر أو غي ذلك من أنواع الغلت و حصلت بضائع التجارة من سائر النواع فل ينتظرون به حوالة السواق و ل نفاق البياعات لا ي دعوهم إليه تكاليف الدولة فيكلفون أهل تلك الصناف من تاجر أو فلح بشراء تلك البضائع و ل يرضون ف أثانا إل القيم و أزيد فيستوعبون ف ذلك ناض أموالم و تبقى تلك البضائع بأيديهم عروضا iجامدة و يكثون عطل iمن الدارة الت فيها كسبهم و معاشهم و رب ا ت دعوهم الضرورة إل شيء من الال فيبيعون تلك السلع على كساد من السواق بأبس ثن .و ربا يتكرر ذلك على التاجر و الفلح منهم با يذهب رأس ماله فيقعد عن سوقه و يتعدد ذلك و يتكرر و يدخل به على الرعايا من العنت و الضايقة و فساد الرباح ما يقبض آمالم عن السعي ف ذلك جلة و يؤدي إل فساد الباية فإن معظم الباية إنا هي من الفلحي و التجار و ل سيما بعد وضع الكوس و نو الباية با ف إذا انقبض الفلحون عن الفلحة و قعد التجار عن التجارة ذهبت الباية جلة أو دخلها النقص التفاحش و إذا قايس السلطان بي ما يصل له من الباية و بي هذه الرباح القليلة وجدها بالنسبة إل الباية أقل من القليل ث إنه و لو كان مفيدا iفيذهب له بظ عظيم من الباية فيم ا يعانيه من شراء أو بيع فإنه من البعيد أن يوجد فيه من الكس و لو كان غيه ف تلك الصفقات لكال تكسبها كلها حاصل iمن جهة الباية ث فيه التعرض لهل عمرانه و اختلل الدولة بفسادهم و نقصهم فإن الرعايا إذا قعدوا عن تثمي أموالم بالفلح ة و التج ارة نقص ت و تلشت بالنفقات و كان فيها تلف أحوالم ،فافهم ذلك و كان الفرس ل يلكون عليهم إل من أهل بيت الملكة ث يتارونه م ن أه ل الفضل و الدين و الدب و السخاء و الشجاعة و الكرم ث يشترطون عليه مع ذلك العدل و أن ل يتخذ صنعة فيضر بيان ه و ل يت اجر فيحب غلء السعار ف البضائع و أن ل يستخدم العبيد فإنم ل يشيون بي و ل مصلحة .و اعلم أن السلطان ل ينمي م اله و ل ي در موجوده إل الباية و إدرارها إنا يكون بالعدل ف أهل الموال و النظر لم بذلك فبذلك تنبسط آمالم و تنشرح صدورهم للخذ ف تثمي الموال و تنميتها فتعظم منها جباية السلطان و أما غي ذلك من تارة أو فلح فإنا هو مضرة عاجلة للرعايا و فساد للجباية و نقص للعمارة و قد ينتهي الال بؤلء النسلخي للتجارة و الفلحة من المراء و التغلبي ف البلدان أنم يتعرضون لشراء الغلت و السلع م ن أرباب ا الواردين على بلدهم و يفرضون لذلك من الثمن ما يشاءون و يبيعونا ف وقتها لن تت أيديهم من الرعايا با يفرضون من الثمن و ه ذه أشد من الول و أقرب إل فساد الرعية و اختلل أحوالم و ربا يمل السلطان على ذلك من يداخله من هذه الص ناف أعن التج ار و الفلحي لا هي صناعته الت نشأ عليها فيحمل السلطان على ذلك و يضرب معه بسهم لنفسه ليحصل على غرضه من جع الال سريعا iو ل سيما مع ما يصل له من التجارة بل مغرم و ل مكس فإنا أجدر بنمو الموال و أسرع ف تثميه و ل يفهم ما يدخل على السلطان م ن الضرر بنقص جبايته فينبغي للسلطان أن يذر من هؤلء و يعرض عن سعايتهم الضرة ببايته و سلطانه و ال يلهمنا رشد أنفسنا و ينفعن ا بصال العمال و ال تعال أعلم.
الفصل الادي و الربعون ف أن ثروة السلطان و حاشيته إن ا تك ون ف وسط الدولة و السبب ف ذلك أن الباية ف أول الدولة تتوزع على أهل القبيل و العصبية بقدار غنائهم و عصبيتهم و لن الاجة إليهم ف تهيد الدولة كما قلناه من قبل فرئيسهم ف ذلك متجاف لم عما يسمون إليه من الستبداد عليهم فله عليهم عزة و له إليهم حاجة فل يطي ف سهمانه من الباية إل القل من حاجته فتجد حاشيته لذلك و أذياله من الوزراء و الكتاب و الوال متملقي ف الغالب و جاههم متقلص لنه م ن جاه مدومهم و نطاقه قد ضاق بن يزاحه فيه من أهل عصبيته فإذا استفحلت طبيعة اللك و حصل لصاحب الدولة الستبداد على ق ومه قبض أيديهم عن البايات إل ما يطي لم بي الناس ف سهمانم و تقل حظوظهم ذاك لقلة غنائهم ف الدولة با انكبح من أعنتهم و ص ار الوال و الصنائع مساهي لم ف القيام بالدولة و تهيد المر فينفرد صاحب الدولة حينئذ بالباية أو معظمها و يتوي عل ى الم وال و يتجنها للنفقات ف مهمات الحوال فتكثر ثروته و تتلئ خزائنه و يتسع نطاق جاهه و يعتز على سائر قومه فيعظم حال حاشيته و ذويه من وزير و كاتب و حاجب و مول و شرطي و يتسع جاههم و يقتنون الموال و يتأثلونا ث إذا أخذت الدولة ف الرم بتلشي العصبية و فناء القليل العاهدين للدولة احتاج صاحب المر حينئذ إل العوان و النصار لكثرة الوارج و النازعي و الثوار و ت وهم النتق اض فص ار خراجه لظهرائه و أعوانه و هم أرباب السيوف و أهل العصبيات و أنفق خزائنه و حاصله ف مهمات الدولة و قلت مع ذلك الباي ة ل ا قدمناه من كثرة العطاء و النفاق فيقل الراج و تشتد حاجة الدولة إل الال فيتقلص ظل النعمة و الترف عن الواص و الجاب و الكتاب بتقلص الاه عنهم و ضيق نطاقه على صاحب الدولة ث تشتد حاجة صاحب الدولة إل الال و تنفق أبناء البطانة و الاشية ما تأثله آباؤهم من الموال ف غي سبيلها من إعانة صاحب الدولة و يقبلون على غي ما كان عليه آباؤهم و سلفهم من الناصحة و يرى صاحب الدولة أنه أحق بتلك الموال الت اكتسبت ف دولة سلفه و باههم فيصطلمها و ينتزعها منهم لنفسه شيئا iفشيئا iو واحدا iبعد واحد على نسبة رتبهم و تنكر الدولة لم و يعود وبال ذلك على الدولة بفناء حاشيتها و رجالتا و أهل الثروة و النعمة من بطانتها و يتقوض بذلك كثي من مبان الد بعد أن يدعمه أهله و يرفعوه .و انظر ما وقع من ذلك لوزراء الدولة العباسية ف بن قحطبة و بن برمك و بن س هل و بن ط اهر و أمثالم ث ف الدولة الموية بالندلس عند انللا أيام الطوائف ف بن شهيد و بن أب عبدة و بن حدير و بن برد و أمثالم و كذا ف الدولة الت أدركناها لعهدنا سنة ال الت قد خلت ف عباده. فصل :و لا يتوقعه أهل الدولة من أمثال هذه العاطب صار الكثي منهم ينعون إل الفرار عن الرتب و التخلص من ربقة السلطان با حصل ف أيديهم من مال الدولة إل قطر آخر و يرون أنه أهنأ لم و أسلم ف إنفاقه و حصول ثرته و هو من الغلط الفاحشة و الوهام الفسدة لحوالم و دنياهم و اعلم أن اللص من ذلك بعد الصول فيه عسي متنع فإن صاحب هذا الغرض إذا كان هو اللك نفس ه فل تكن ه الرعية من ذلك طرفة عي و ل أهل العصبية الزاحون له بل ف ظهور ذلك منه هدم للكه و إتلف لنفسه بجاري العادة بذلك لن ربق ة اللك يعسر اللص منها و ل سيما عند استفحال الدولة و ضيق نطاقها و ما يعرض فيها من البعد عن الد و اللل و التخلق بالشر و أما إذا كان صاحب هذا الغرض من بطانة السلطان و حاشيته و أهل الرتب ف دولته فقل أن يلى بينه و بي ذلك .أما أول فلما يراه اللوك أن ذويهم و حاشيتهم بل و سائر رعاياهم ماليك لم مطلعون على ذات صدورهم فل يسمحون بل ربقته من الدم ة ض نا بأس رارهم و أحوالم أن يطلع عليها أحد .و غيه من خدمته لسواهم و لقد كان بنو أمية بالندلس ينعون أهل دولتهم من السفر لفريض ة ال ج ل ا يتوهونه من وقوعهم بأيدي بن العباس فلم يج سائر أيامهم أحد من أهل دولتهم و ما أبيح الج لهل الدول من الندلس إل بعد ف راغ شأن الموية و رجوعها إل الطوائف و أما ثانيا فلنم و إن سحوا بل ربقته فل يسمحون بالتجاف عن ذلك الال لا يرون أنه جزء م ن مالم كما يرون أنه جزء من دولتهم إذ ل يكتسب إل با و ف ظل جاهها ،فتخوم نفوسهم على انتزاع ذلك الال و التقامه كما هو ج زء من الدولة ينتفعون به ث إذا توهنا أنه خلص بذلك الال إل قطر آخر و هو ف النادر القل فتمتد إليه أعي اللوك بذلك القطر و ين تزعونه بالرهاب و التخويف تعريضا أو بالقهر ظاهرا لا يرون أنه مال الباية و الدول و أنه مستحق للنفاق ف الصال و إذا كانت أعينهم تت د إل أهل الثروة و اليسار التكسبي من وجوه العاش فأحرى با أن تتد إل أموال الباية و الدول الت تد السبيل إليه بالشرع و العادة و لقد
حاول السلطان أبو يي زكريا بن أحد اللحيان تاسع أو عاشر ملوك الفصيي بأفريقة الروج عن عهدة اللك و اللحاق بصر فرارا م ن طلب صاحب الثغور الغربية لا استجمع لغزو تونس فاستعمل اللحيان الرحلة إل ثغر طرابلس يوري بتمهيده و ركب السفي هن هنالك و خلص إل السكندرية بعد أن حل جيع ما وجده ببيت الال من الصامت و الذخية و باع كل ما كان بزائنهم من الت اع و العق ار و الوهر حت الكتب و احتمل ذلك كله إل مصر و نزل على اللك الناصر ممد بن قلون سنة سبع عشرة من الائة الثامنة فأكرم نزله و رفع ملسة و ل يزل يستخلص ذخيته شيئا فشيئا بالتعريض إل أن حصل عليها و ل يبق معاش ابن اللحيان إل ف جرابته الت فرضت له إل أن هلك سنة ثان و عشرين حسبما نذكره ف أخباره فهذا و أمثاله من جلة الوسواس الذي يعتري أهل الدول لا يتوقعونه من مل وكهم م ن العاطب و إنا يلصون إن اتفق لم اللص بأنفسهم و ما يتوهونه من الاجة فغلط و وهم و الذي حصل لم من الشهرة بدمة ال دول كاف ف وجدان العاش لم بالرايات السلطانية أو بالاه ف انتحال طرق الكسب من التجارة و الفلحة و الدول أنساب لكن: و إذا ترد إل قليل تقنع النفس راغبة إذا رغبتها و ال سبحانه هو الرزاق و هو الوفق بنه و فضله و ال أعلم.
الفصل الثان و الربعون ف أن نقص العطاء من السلطان نقص ف الباية و السبب ف ذلك أن الدولة و السلطان هي السوق العظم للعال و منه مادة العمران فإذا احتجن السلطان الموال أو البايات أو فق دت فلم يصرفها ن مصارفها قل حينئذ ما بأيدي الاشية و الامية و انقطع أيضا ما كان يصل منهم لاشيتهم و ذويهم و قلت نفقاتم جلة و هم معظم السواد و نفقاتم أكثر مادة للسواق من سواهم فيقع الكساد حينئذ ف السواق و تضعف الرباح ف التاجر فيقل الراج لذلك لن الراج و الباية إنا تكون من العتمار و العاملت و نفاق السواق و طلب الناس للفوائد و الرباح و وبال ذلك عائد على الدول ة بالنقص لقلة أموال السلطان حينئذ بقلة الراج فإن الدولة كما قلناه هي الشرق العظم أم السواق كلها و أصلها و مادت ا ف ال دخل و الرج فإن كسدت و قلت مصارفها فاجدر با بعدها من السواق أن يلحقها مثل ذلك و أشد منه و أيضا فالال إنا هو متردد بي الرعية و السلطان منهم إليه و منه إليهم فإذا حبسه السلطان عنده فقدته الرعية سنة ال ف عباده.
الفصل الثالث و الربعون ف أن الظلم مؤذن براب العمران اعلم أن العدوان على الناس ف أموالم ذاهب بآمالم ف تصيلها و اكتسابا لا يرونه حينئذ من أن غايتها و مصيها انتهابا من أيديهم و إذا ذهبت آمالم ف اكتسابا و تصيلها انقبضت أيديهم عن السعي ف ذلك و على قدر العتداء و نسبته يكون انقباض الرعايا عن الس عي ف الكتساب فإذا كان العتداء كثيا عاما ف جيع أبواب العاش كان القعود عن الكسب كذلك لذهابه بالمال جلة بدخوله من جيع أبوابا و إن كان العتداء يسيا كان النقباض عن الكسب على نسبته و العمران و وفوره و نفاق أسواقه إنا هو بالعمال و س عي الن اس ف الصال و الكاسب ذاهبي و جائي فإذا قعد الناس عن العاش و انقبضت أيديهم ف الكاسب كسدت أسواق العمران و انتفضت الحوال و ابذعر الناس ف الفاق من غي تلك اليالة ف طلب الرزق فيما خرج عن نطاقها فخف ساكن القطر و خلت دياره و خرجت أمصاره و اختل باختلله حال الدولة و السلطان لا أنا صورة للعمران تفسد بفساد مادتا ضرورة و انظر ف ذلك ما حكاه السعودي ف أخبار الفرس عن الوبذان صاحب الدين عندهم أيام برام بن برام و ما عرض به للملك ف إنكار ما كان عليه من الظلم و الغفلة عن عائدته على الدولة بضرب الثال ف ذلك على لسان البوم حي سع اللك أصواتا و سأله عن فهم كلمها فقال له :إن بوما ذكرا يروم نكاح بوم أنثى و إن ا شرطت عليه عشرين قرية من الراب ف أيام برام فقبل شرطها ،و قال لا :إن دامت أيام اللك أقطعتك ألف قرية و هذا أسهل مرام .فتنبه اللك من غفلته و خل بالوبذان و سأله عن مراده فقال له أيها اللك إن اللك ل يتم عزه إل بالشريعة و القيام ل بطاعته و التصرف ت ت أمره و نيه و ل قوام للشريعة إل باللك و ل عز للملك إل بالرجال و ل قوام للرجال إل بالال و ل سبيل إل الال إل بالعمارة و ل سبيل للعمارة إل بالعدل و العدل اليزان النصوب بي الليقة نصبه الرب و جعل له قيما و هو اللك و أنت أيها الل ك عم دت إل الض ياع
فانتزعتها من أربابا و عمارها و هم أرباب الراج و من تؤخذ منهم الموال و أقطعتها الاشية و الدم و أهل البطالة فتركوا العم ارة و النظر ف العواقب و ما يصلح الضياع و سوموا ف الراج لقربم من اللك و وقع اليف على من بقي من أرباب الراج و عمار الض ياع فانلوا عن ضياعهم و خلوا ديارهم و أووا إل ما تعذر من الضياع فسكنوها فقلت العمارة و خربت الضياع و قلت الم وال و هلك ت النود و الرعية و طمع ف ملك فارس من جاورهم من اللوك لعلمهم بانقطاع الواد الت ل تستقيم دعائم اللك إل با .فلما سع اللك ذلك أقبل على النظر ف ملكه و انتزعت الضياع من أيدي الاصة و ردت على أربابا و حلوا على رسومهم السالفة و أخذوا ف العمارة و قوي من ضعف منهم فعمرت الرض و أخصبت البلد و كثرت الموال عند جباة الراج و قويت النود و قطعت مواد الع داء و ش حنت الثغور و أقبل اللك على مباشرة أموره بنفسه فحسنت أيامه و انتظم ملكه فتفهم من هذه الكاية أن الظلم مرب للعم ران و أن ع ائدة الراب ف العمران على الدولة بالفساد و النتقاض .و ل تنظر ف ذلك إل أن العتداء قد يوجد بالمصار العظيمة من الدول الت ب ا و ل يقع فيها خراب و اعلم أن ذلك إنا جاء من قبل الناسبة بي العتداء و أحوال أهل الصر فلما كان الصر كبيا و عمرانه كثيا و أح واله متسعة با ل ينحصر كان وقوع النقص فيه بالعتداء و الظلم يسيا لن النقص إنا يقع بالتدريج فإذا خفي بكثرة الحوال و اتساع العمال ف الصر ل يظهر أثره إل بعد حي و قد تذهب تلك الدولة العتدية من أصلها قبل خراب و تيء الدولة الخرى فترفعه ب دتا و ت ب النقص الذي كان خفيا فيه فل يكاد يشعر به إل أن ذلك ف القل النادر و الراد من هذا أن حصول النقص ف العمران عن الظلم و العدوان أمر و اقع ل بد منه لا قدمناه و وباله عائد على الدول .و ل تسب الظلم إنا هو أخذ الال أو اللك من يد مالكه من غي عوض و ل سبب كما هو الشهور بل الظلم أعم من ذلك و كل من أخذ ملك أحد أو غصبه ف عمله أو طالبه بغي حق أو فرض عليه حقا ل يفرضه الشرع فقد ظلمه فجباة الموال بغي حقها ظلمة و العتدون عليها ظلمة و النتهبون لا ظلمة و الانعون لقوق الناس ظلمة و خصاب الملك على العموم ظلمة و وبال ذلك كله عائد على الدولة براب العمران الذي هو مادتا لذهابه المال من أهله و اعلم أن ه ذه ه ي الكم ة القصودة للشارع ف تري الظلم و هو ما ينشأ عنه من فساد العمران و خرابه و ذلك مؤذن بانقطاع النوع البشري و هي الكمة العام ة الراعية للشرع ف جيع مقاصده الضرورية المسة من حفظ الدين و النفس و العقل و النسل و الال .فلما كان الظلم كما رأي ت مؤذن ا بانقطاع النوع لا أدى إليه من تريب العمران ،كانت حكمة الطر فيه موجودة ،فكان تريه مهما ،و أدلته من القرآن و السنة كثية ،أكثر من أن يأخذها قانون الضبط و الصر .و لو كان كل واحد قادرا على الظلم لوضع بإزائه من العقوبات الزاجرة ما وضع ب إزاء غيه م ن الفسدات للنوع الت يقدر كل أحد على اقترافها من الزنا و القتل و السكر إل أن الظلم ل يقدر عليه إل من يقدر عليه لنه إنا يقع من أهل القدرة و السلطان فبولغ ف ذمة و تكرير الوعيد فيه عسى أن يكون الوازع فيه للقادر عليه ن نفسه و ما ربك بظلم للعبيد و ل تق ولن إن العقوبة قد وضعت بإزاء الرابة ف الشرع و هي من ظلم القادر لن الارب زمن حرابته قادر فإن ف الواب عن ذلك طريقي .أحدها أن تقول العقوبة على ما يقترفه من النايات ف نفس أموال على ما ذهب إليه كثي و ذلك إنا يكون بعد القدرة عليه و الطالبة بنايته و أم ا نفس الرابة فهي خلو من العقوبة .الطريق الثان أن تقول :الارب ل يوصف بالقدرة لنا إنا نعن بقدرة الظال الي د البس وطة ال ت ل تعارضها قدرة فهي الؤذنة بالراب و أما قدرة الارب فإنا هي إخافة يعلها ذريعة لخذ الموال و الدافعة عنها بيد الكل موجودة شرعا و سياسة فليست من القدر الؤذن بالراب و ال قادر على ما يشاء. فصل :و من أشد الظلمات و أعظمها ف إفساد العمران تكليف العمال و تسخي الرعايا بغي حق و ذلك أن العمال من قبيل التمولت كما سنبي ف باب الرزق لن الرزق و الكسب إنا هو قيم أعمال أهل العمران .فإذا مساعيهم و أعمالم كلها متمولت و مكاسب لم بل ل مكاسب لم سواها فإن الرعية العتملي ف العمارة إنا معاشهم و مكاسبهم من اعتمالم ذلك فإذا كلفوا العمل ف غي شأنم و ات ذوا سخريا ف معاشهم بطل كسبهم و اغتصبوا قيمة عملهم ذلك و هو متمولم فدخل عليهم الضرر و ذهب لم حظ كبي من معاشهم بل هو معاشهم بالملة و إن تكرر ذلك عليهم أفسد آمالم ف العمارة و قعدوا عن السعى فيها جلة فأدى ذلك إل انتقاض العمران و تريبه و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق. الحتكار :و أعظم من ذلك ف الظلم و إفساد العمران و الدولة التسلط على أموال الناس بشراء ما بي أيديهم ب أبس الث ان ث ف رض البضائع عليهم بأرفع الثان على وجه الغصب و الكراه ف الشراء و البيع و ربا تفرض عليهم تلك الثان على التواحي و التعجيل فيتعللون ف تلك السارة الت تلحقهم با تدثهم الطامع من جب ذلك بوالة السواق ف تلك البضائع الت فرضت عليهم بالغلء إل بيعها ب أبس
الثان ،و تعود خسارة ما بي الصفقتي على رؤوس أموالم .و قد يعم ذلك أصناف التجار القيمي بالدينة و ال واردين م ن الف اق ف البضائع و سائر السوقة و أهل الدكاكي ف الآكل و الفواكه و أهل الصنائع فيما يتخذ من اللت و الواعي فتش مل الس ارة س ائر الصناف و الطبقات و تتوال على الساعات و تحف برؤوس الموال و ل يدون عنها وليجة إل القعود عن الس واق ل ذهاب رؤوس الموال ف جبها بالرباح و يتثاقل الواردون من الفاق لشراء البضائع و بيعها من أجل ذلك فتكسد السواق و يبطل معاق الرعاي ا لن عامته من البيع و الشراء و إذا كانت السواق عطل منها بطل معاشهم و تنقص جباية السلطان أو تفسد لن معظمها من أوسط الدول ة و ما بعدها إنا هو من الكوس على البياعات كما قدمناه و يؤول ذلك إل تلشى الدولة و فساد عمران الدينة و يتطرق هذا الل ل عل ى التدريج و ل يشعر به .هذا ما كان بأمثال هذه الذرائع و السباب إل أخذ الموال و أما أخذها مانا و العدوان على الناس ف أم والم و حرمهم و دمائهم و أسرارهم و أغراضهم فهو يفضي إل اللل و الفساد دفعة و تنتقض الدولة سريعا با ينشأ عنه من ال رج الفض ي إل النتقاض و من أجل هذه الفاسد حظر الشرع ذلك كله و شرع الكايسة ف البيع و الشراء و حظر أكل أموال الناس بالباطل سدا لبواب الفاسد الفضية إل انتقاض العمران بالرج أو بطلن العاش واعلم أن الداعي لذلك كله إنا هو حاجة الدولة و السلطان إل الكث ار م ن الال با يعرض لم من الترف ف الحوال فتكثر نفقاتم و يعظم الرج و ل يفي به الدخل على القواني العتادة يستحدثون ألقابا iو وجوهاi يوسعون با الباية ليفي لم الدخل بالرج ث ل يزال الترف يزيد و الرج بسببه يكثر و الاجة إل أموال الناس تشتد و نطاق الدولة بذلك يزيد إل أن تحي دائرتا ويذهب برسها و يغلبها طالبها و ال أعلم.
الفصل الرابع و الربعون ف أن الجاب كيف يقع ف الدول و ف أنه يعظم عند الرم اعلم أن الدولة ف أول أمرها تكون بعيدة عن منازع اللك كما قدمناه لته لبد لا من العصبية الت با يتم أمرها و يص ل اس تيلؤها و البداوة هي شعار العصبية و الدولة إن كان قيامها بالدين فإنه بعيد عن منازع اللك و إن كان قيامها بعز الغلب فقط فالبداوة الت با يصل الغلب بعيدة أيضا عن منازع اللك و مذاهبه فإذا كانت الدولة ف أول أمرها بدوية كان صاحبها على حال الغضاضة و البداوة و القرب من الناس و سهولة الذن فإذا رسخ عزه و صار إل النفراد بنفسه عن الناس للحديث مع أوليائه ف خواص شؤونه لا يك ثر حينئذ باش يته فيطلب النفراد من العامة ما استطاع و يتخذ الذن ببابه على من ل يأمنه من أوليائه و أهل دولته و يتخذ حاجبا له عن الناس يقيمه بب ابه لذه الوظيفة ث إذا استفحل اللك و جاءت مذاهبه و منازعه استحالت أخلق صاحب الدولة إل أخلق الل ك و ه ي أخلق غريب ة مصوصة يتاج مباشرها إل مداراتا و معاملتها با يب لا و ربا جهل تلك الخلق منهم بعض من يباشرهم فوق ع فيم ا ل يرض يهم فسخطوا و صاروا إل حالة النتقام منة فانفرد بغرفة هذه الداب الواص من أوليائهم و حجبوا غي أولئك الاصة عن لقائهم ف كل وقت حفظا على أنفسهم من معاينة ما يسخطهم على الناس من التعرض لعقا بم فصار حجاب آخر أخص من الجاب الول يفضي إليهم من ه خواصهم من الولياء و بجب دونه من سواهم من العامة .و الجاب الثان يفضي إل مالس الولياء و يجب دونه من سواهم من العامة. و الجاب الول يكون ف أول الدولة كما ذكرنا كما حدث ليام معاوية و عبد اللك و خلفاء بن أمية و كان القائم على ذلك الجاب يسمى عندهم الاجب جريا عل مذهب الشتقاق الصحيح .ث لا جاءت دولة بن العباس وجدت الدولة من الترف و العز ما هو معررف و كملت خلق اللك على ما يب فيها فدعا ذلك إل الجاب الثان و صار اسم الاجب أخص به و صار بباب اللفاء داران للعباسية :دار الاصة و دار العامة كما هو مسطور ف أخبارهم .ث حدث ف الدولة حجاب ثالث أخص من الولي و هو عند ماول ة الج ر عل ى صاحب الدولة و ذلك أن أهل الدولة و خواص اللك إذ نصبوا البناء من العقاب و حاولوا الستبداد عليهم فأول ما يبدأ به ذلك الستبد أن يجب عنة بطانة ابنه و خواص أوليائه يوهه أن ف مباشرتم إياه خرق حجاب اليبة و فساد قانون الدب ليقطع ب ذلك لق اء الغي و يعوده ملبسة أخلقه هو حت ل يتبدل به سواه إل أن يستحكم الستيلء عليه فيكون هذا الجاب من دواعيه و هذا الجاب ل يق ع ف الغالب إل أواخر الدولة كما قدمناه ف الجر و يكون دليل على هرم الدولة و نفاد قوتا و هو ما يشاه أهل الدول عل ى أنفس هم لن
القائمي بالدولة ياولون على ذلك بطباعهم عند هرم الدولة و ذهاب الستبداد من أعقاب ملوكهم لا ركب ف النفوس من مبة الستبداد باللك و خصوصا مع الترشيح لذلك و حصول دواعيه و مباديه.
الفصل الامس و الربعون ف انقسام الدولة الواحدة بدولتي اعلم أن أول ما يقع من آثار الرم ف الدولة انقسامها و ذلك أن اللك عندما يستفحل و يبلغ من أحوال الترف و النعيم إل غايتها و يستبد صاحب الدولة بالد و ينفرد به و يأنف حينئذ عن الشاركة يصي إل قطع أسبابا ما استطاع بإهلك من استراب ب ه م ن ذوي قرابت ه الرشحي لنصبه فربا ارتاب الساهون له ف ذلك بأنفسهم و نزعوا إل القاصية إليهم من يلحق بم مثل حالم من العتزاز و الس ترابة و يكون نطاق الدولة قد أخذ ف التضايق و رجع عن القاصية فيستبد ذلك النازع من القرابة فيها و ل يزال أمره يعظم بتراجع نطاق الدول ة حت يقاسم الدولة أو يكاد و انظر ذلك ف الدولة السلمية العربية حي كان أمرها حريزا متمعا و نطاقا متدا ف التساع و عصبية بن عبد مناف واحدة غالبة على سائر مضر ينبض عرق من اللفة سائر أيامه إل ما كان من بدعة الوارج الستميتي ف شأن بدعتهم ل يكن ذلك لنعة ملك و ل رئاسة و ل يتم أمرهم لزاحتهم العصبية القوية ث لا خرج المر من بن أمية و استقل بنو العباس بالمر .و كانت الدول ة العربية قد بلغت الغاية من الغلب و الترف و آذنت بالتقلص عن القاصية نزع عبد الرحن الداخل إل الن دلس قاص ية دول ة الس لم فاستحدث با ملكا و اقتطعها عن دولتهم و صي الدولة دولتي ث نرع إدريس إل الغرب و خرج به و قام بأمره و أمر ابنه من بعده البابرة من أوربة و مغيلة و زناتة و استول على ناحية الغربي ث ازدادت الدولة تقلصا فاضطرب الغالبة ن المتناع عليهم ث خرج الشيعة و قام بأمرهم كتامة و صنهاجة و استولوا على أفريقية و الغرب ث مصر و الشام و الجاز و غلبوا على الدارسة و قسموا الدولة دولتي أخريي و صارت الدولة العربية ثلث دول :دولة بن العباس مركز العرب و أصلهم و مادتم السلم ،و دولة بن أمية الددين بالندلس ملكه م القدي و خلفتهم بالشرق ،و دولة العبيديي بأفريقية و مصر و الشام و الجاز و ل تزل هذه الدولة إل أن أصبح انقراضها متقاربا أو جيعا و كذلك انقسمت دولة بن العباس بدول أخرى و كان بالقاصية بنو ساسان فيما وراء النهر و خراسان و العلوية ف الديلم و طبس تان و آل ذلك إل استيلء الديلم على العراقيي و على بغداد و اللفاء ث جاء السلجوقية فملكوا جيع ذلك ث انقسمت دولته م أيض ا بع د الستفحال كما هو معروف ف أخبارهم و كذلك اعتبه ف دولة صنهاجة بالغرب و أفريقية لا بلغت إل غابتها أيام باديس بن النص ور، خرج عليه عمه حاد و اقتطع مالك العرب لنفسه ما بي جبل أوراس إل تلمسان و ملوية و اختط القلعة ببل كتامة حيال السيلة و نزلا و استول على مركزهم أشي ببل تيطرى و استحدث ملكا آخر قسيما للك آل باديس و بقى آل باديس بالقيوان و ما إليها و ل يزل ذلك إل أن انقرض أمرها جيعا .و كذلك دولة الوحدين ،لا تقلص ظلها ثار بأفريقية بنو أب حفص فاستقلوا با و استحدثوا ملك ا لعق ابم بنواحيها ث لا استفحل أمرهم و استول على الغاية خرج على المالك الغربية من أعقابم المي أبو زكريا يي ابن السلطان أب إس حاق إبراهيم رابع خلفائهم و استحدث ملكا بباية و قسنطينة و ما إليها ،أورثه بنيه و قسموا به الدولة قسمي ث استولوا على كرسي الض رة بتونس ث انقسم ما بي أعقابم ث عاد الستيلء فيهم و قد ينتهي النقسام إل أكثر من دولتي و ثلث و ف غي أعياص اللك من ق ومه كما وقع ف ملوك الطوائف بالندلس و ملوك العجم بالشرق و ف ملك صنهاجة بأفريقية فقد كان لخر دولتهم ف كل حصن من حصون أفريقية ثائر مستقل بأمره كما تقدم ذكره و كذا حال الريد و الزاب من أفريقية قبيل هذا العهد كما نذكره و هكذا شأن كل دولة لبد و أن يعرض فيها عوارض الرم بالترف و الدعة و تقلص ظل الغلب فينقسم أعياصها أو من يغلب من رجال دولتها المر و يتعدد فيها الدول و ال وارث الرض و من عليها.
الفصل السادس و الربعون ف أن الرم إذا نزل بالدولة ل يرتفع قد قدمنا ذكر العوارض الؤذنة بالرم و أسبابه واحدا بعد واحد و بينا أنا تدث للدولة بالطبع و أنا كلها أمور طبيعية لا و إذا كان ال رم طبيعيا ف الدولة كان حدوثه بثابة حدوث المور الطبيعية كما يدث الرم ف الزاج اليوان و الرم من المراض الزمنة ال ت ل يك ن
دواؤها و ل ارتفاعها با أنه طبيعي و المور الطبيعية ل تتبدل و قد يتنبه كثي من أهل الدول من له يقظة ف السياسة فيى ما نزل بدولتهم من عوارض الرم و يظن أنه مكن الرتفاع فيأخذ نفسه بتلف الدولة و إصلح مزاجها عن ذلك الرم و يسبه أنه لقها بتقصي من قبل ه من أهل الدولة و غفلتهم و ليس كذلك فإنا أمور طبيعية للدولة و العوائد هي الانعة له من تلفيها و العوائد منلة طبيعية أخرى فإن م ن أدرك مثل أباه و أكثر أهل بيته يلبسون الرير و الديباج و يتحلون بالذهب ف السلح و الراكب و يتجبون ع ن الن اس ف ال الس و الصلوات فل يكنه مالفة سلفه ف ذلك إل الشونة ف اللباس و الزي و الختلط بالناس إذ العوائد حينئذ تنعه و تقبح عليه مرتكبه و ل و فعله لرمي بالنون و الوسواس ل ف الروج عن العوائد دفعة ،و خشي عليه عائده ذلك و عاقبته ف سلطانه و انظر شأن النبياء ف إنك ار العوائد و فخالفتها لول التأييد اللي و النصر السماوي و ربا تكون العصبية قد ذهبت فتكون البة تعوض عن موقعها من النفوس ف إذا أزيلت تلك البة مع ضعف العصبية تاسرت الرعايا على الدولة بذهاب أوهام البة فتتدرع الدولة بتلك البة ما أمكنها ح ت ينقض يي المر و ربا يدث عند آخر الدولة قوة توهم أن الرم قد ارتفع عنها و يومض ذبالا إياضة المود كما يقع ف الذبال الشتعل ف إنه عن د مقاربة انطفائه يومض إياضة توهم أنا اشتعال و هي انطفاء فاعتب ذلك و ل تغفل سر ال تعال و حكمته ف اطراد وجوده على ما قرر فيه و لكل أجل كتاب.
الفصل السابع و الربعون ف كيفية طروق اللل للدولة إعلم أن مبن اللك على أساسي لبد منهما فالول الشوكة و العصبية و هو العب عنه بالند و الثان الال الذي هو قوام أولك الند و إقامة ما يتاج إليه اللك من الحوال .و اللل إذا طرق الدولة طرقها ف هذين الساسي فلنذكر أول طروق اللل ف الشوكة و العصبية ث نرجع إل طروقه ف الال و الباية .و اعلم أن تهيد الدولة و تأسيسها كما قلناه إنا يكون بالعصبة و أنه لبد من عصبية كبى جامعة للعص ائب مستتبعة لا و هي عصبية صاحب الدولة الاصة من عشية و قبيلة فإذا جاءت الدولة طبيعة اللك من الترف و جدع أنوف أهل العص بية كان أول ما يدع أنوف عشيته و ذري قرباه القاسي له ف اسم اللك فيستبد ف جدع أنوفهم با بلغ من سوادهم لكانم من اللك و العز و الغلب فيحيط بم هادمان و ها الترف و القهر ث يصي القهر آخرا إل القتل لا يصل من مرض قلوبم عند رسوخ اللك لصاحب المر فيقلب غيته منهم إل الوف على ملكه فيأخذهم بالقتل و الهانة و سلب النعمة و الترف الذي تعودوا الكثي منه فيهلكون و يقل ون و تفسد عصبيبة صاحب الدولة منهم و هي العصبية الكبى الت كانت تمع با العصائب و تستتبعها فتنحل عروتا و تضعف ش كيمتها و تستبدل عنها بالبطانة من موال النعمة و صنائع الحسان و تتخذ منهم عصبة إل أنا ليست مثل تلك الشدة الشكيمية لفق دان الرح م و القرابة منها و قد كنا قدمنا أن شأن العصبية و قوتا إنا هي بالقرابة و الرحم لا جعل ال ف ذلك فينفرد صاحب الدول ة ع ن العش ي و النصار الطبيعية و يس بذلك أهل العصاب الخرى فيتجاسرون عليه و على بطانته تاسرا طبيعيا فيهلكهم صاحب الدولة و يتبعهم بالقتل واحد بعد واحد و يقلد الخر من أهل الدولة ف ذلك ،الول مع ما يكون قد نزل بم من مهلكة الترف الذي قدمنا فيستول عليهم اللك بالترف و القتل حت يرجوا عن صبغة تلك العصبة و يفشوا بعزتا و ثورتا و يصيوا أوجز على الماية و يقلون لذلك فتقل الماية ال ت تنل بالطراف و الثغور فتتجاسر الرعايا على بعض الدعوة ف الطراف و يبادر الوارج على الدولة من العي اص و غيه م إل تل ك الطراف لا يرجون حينئذ من حصول غرضهم ببايعة أهل القاصية لم و أمنهم من وصول الامية إليهم و ل يزال ذلك يت درج و نط اق الدولة يتضايق حت تصي الوارج ف أقرب الماكن إل مركز الدولة و ربا انقسمت الدولة عند ذلك بدولتي أو ثلث على قدر قوت ا ف الصل كما قلناه و يقوم بأمرها غي أهل عصبيتها لكن إذعانا لهل عصبتها و لغلبهم العهود و اعتب هذا ف دولة العرب ف السلم كيف انتهت أول إل الندلس و الند و الصي و كان أمر بن أمية نافذا ف جيع العرب بعصبة بن عبد مناف حت لقد أمر سليمان بن عبد اللك بدمشق بقتل عبد العزيز بن موسى بن نصي بقرطبة فقتل و ل يرد أمره .ث تلشت عصبة بن أمية با أصابم من الترف فانقرضوا .و ج اء بنو العباس فنضوا من أعنة بنب هاشم و قتلوا الطالبي و شردوهم فانلت عصبية عبد مناف و تلشت و تاسر العرب عليهم فاستبد عليهم أهل القاصية مثل بن الغلب بأفريقية و أهل الندلس و غيهم و انقسمت الدولة ث خرج بنو إدريس بالغرب و قام الببر بأمرهم إذعان ا للعصبية الت لم و أمنا أن تصلهم مقاتلة أو حامية للدولة .فإذا خرج الدعاة آخرا فيتغلبون على الطراف و القاصية و تصل لم هناك دعوة
و ملك تنقسم به الدولة و ربا يزيد ذلك مت زادت الدولة تقلصا إل أن ينتهي إل الركز و تضعف البطانة بعد ذلك با أخذ منها ال ترف فتهلك و تضمحل و تضعف الدولة النقسمة كلها و ربا طال أمدها بعد ذلك فتستغن عن العصبية با حصل لا من الصبغة ف نفوس أه ل إيالتها و هي صبغة النقياد و التسليم منذ السني الطويلة الت ل يعقل أحد من الجيال مبدأها و ل أوليتها فل يعقلون إل التسليم لصاحب الدولة فيستغن بذلك عن قوة العصائب و يكفي صاحبها با حصل لا ف تهيد أمرها الجراء على الامية من جندي و مرت زق و يعض د ذلك ما وقع ف النفوس عامة من التسليم فل يكاد أحد يتصور عصيانا أو خروجا إل و المهور منكرون عليه مالفون له فل يق در عل ى التصدي لذلك و لو جهد جهده و ربا كانت الدولة ف هذا الال أسلم من الوارج و النازعة لستحكام صبغة التسليم و النقياد لم فل تكاد النفوس تدث سرها بخالفة و ل يتلج ف ضميها انراف عن الطاعة فيكون أسلم من الرج و النتقاض الذي يدث من العصاب و العشائر ث ل يزال أمر الدولة كذلك و هي تتلشى ف ذاتا شأن الرارة الغريزية ف البدن العادم للغذاء إل أن تنتهي إل وقتها الق دور و لكل أجل كتاب و لكل دولة أمد و ال يقدر الليل و النهار و هو الواحد القهار .و أما اللل الذي يتطرق من جهة الال فاعلم أن الدولة ف أولا تكون بدوية كما مر فيكون خلق الرفق بالرعايا و القصد ف النفقات و التعفف عن الموال فتتجاف عن المعان ف الباية و التحذلق و الكيس ف جيع الموال حسبان العمال و ل داعية حينئذ إل السراف ف النفقة فل تتاج الدولة إل كثرة الال ث يصل الستيلء و يعظم و يستفحل اللك فيدعو إل الترف و يكثر النفاق بسببه فتعظهم نفقات السلطان و أهل الدولة على العموم بل يتعدى ذلك إل أهل الصر و يدعو ذلك إل الزيادة ف أعطيات الند و أرزاق أهل الدولة ث يعظم الترف فيكثر السراف ف النفقات و ينتشر ذلك ف الرعية لن الناس على دين ملوكها و عوائدها و يتاج السلطان إل ضرب الكوس على أثان البياعات ف السواق لدرار الباية لا يراه من ت رف الدين ة الشاهد عليهم بالرفه و لا يتاج هو إليه من نفقات سلطانه و أرزاق جنده ث تزيد عوائد الترف فل تفي با الكوس و تكون الدول ة ق د استفحلت ف الستطالة و القهر لن تت يدها من الرعايا فتمتد أيديهم إل جع الال من أموال الرعايا من مكس أو تارة أو نقد ف بع ض الحوال بشبهة أو بغي شبهة و يكون الند ف ذلك الطور قد تاسر على الدولة با لقها من الفشل و الرم ف العصبية فتتوقع ذلك منهم و تداوى بسكينة العطايا و كثرة النفاق فيهم و ل تد عن ذلك وليجة و تكون جباة الموال ف الدولة قد عظمت ثروتم ف ه ذا الط ور بكثرة الباية و كونا بأيديهم و با اتسع لذلك من جاههم فيتوجه إليهم باحتجان الموال من الباية و تفشو السعاية فيهم ،بعضهم م ن بعض للمنافسة و القد فتعمهم النكبات و الصادرات واحدا واحدا إل أن تذهب ثروتم و تتلشى أحوالم و يفقد ما كان للدول ة م ن البة و المال بم و إذا اصطلمت نعمتهم تاوزتم الدولة إل أهل الثروة من الرعايا سواهم و يكون الوهن ف هذا الطور قد لق الشوكة و ضعفت عن الستطالة و القهر فتنصرف سياسة صاحب الدولة حينئذ إل مداراة المور ببذل الال و يراه أرفع من السيف لقل ة غن ائه فتعظم حاجته إل الموال زيادة على النفقات و أرزاق الند و ل يغن فيما يريد و يعظم الرم بالدولة و يتجاسر عليها أه ل الن واحي و الدولة تنحل عراها ف كل طور من هذه إل أن تفضي إل اللل و تتعوض من الستيلء الكلل فإن قصدها طالب انتزعها من أيدي القائمي با و إل بقيت و هي تتلشى إل أن تضمحل كالذبال ف السراج إذا فن زيته و طفئ و ال مالك المور و مدبر الكوان ل إله إل هو.
الفصل الثامن و الربعي فصل ف اتساع الدولة أول إل ن ايته ث تض ايقه طورا بعد طور إل فناء الدولة و اضمحللا قد كان تقدم لنا ف فصل اللفة و اللك ،و هو الثالث من هذه القدمة أن كل دولة لا حصة من المالك و العمالت ل تزيد عليه ا .و اعتب ذلك بتوزيع عصابة الدولة على حاية أقطارها و جهاتا .فحيث نفد عددهم فالطرف الذي انتهى عنده هو الثغر ،و ييط بالدولة من سائر جهاتا كالنطاق .و قد تكون النهاية هي نطاق الدولة الول .و قد تكون أوسع منه إذا كان عدد العصابة أوفر من الدولة قبلها .و هذا كله عندما تكون الدولة ف شعار البداوة و خشونة البأس .فإذا استفحل العز و الغلب و توفرت النعم و الرزاق بدرور البايات ،و زخ ر بر الترف و الضارة و نشأت الجيال على اعتبار ذلك لطفت أخلق الامية و رقت حواشيهم ،و عاد من ذلك إل نفوسهم هينات الب و الكسل ،با يعانونه من ضنث الضارة الؤدي إل النسلخ من شعار البأس و الرجولية بفارقة البداوة و خش ونتها ،و بأخ ذهم الع ز
بالتطاول إل الرياسة و التنازع عليها ،فيفضي إل قتل بعضهم ببغض ،و يبكهم السلطان عن ذلك با يؤدي إل قت ل أك ابرهم و إهلك رؤسائهم ،فتفقد المراء و الكباء ،و تكثر التابع و الرؤوس ،فيفل ذلك من حد الدولة ،و يكسر من شوكتها .و يقع اللل الول ف الدولة و هو الذي من جهة الند و الامية كما تقدم .و يساوق ذلك السرف ف النفقات با يعتريهم من أبة العز .و ت اوز ال دود بالب ذخ. بالناغاة ف الطاعم و اللبس و تشييد القصور و استجادة السلح و ارتباط اليول ،فيقصر دخل الدولة حينئذ عن خرجها و يطرق اللل. الثان ف الدولة و هو الذي من جهة الال و الباية .و يصل العجز و النتقاض بوجود الللي .و ربا تنافس رؤساؤهم فتنازعوا و عجزوا عن مغالبة الاورين و النازعي و مدافعتهم .و ربا اعتز أهل الثغور و الطراف با يسبون من ضعف الدول ة وراءه م ،فيص يون إل الستغلل و الستبداد با ف أيديهم من العمالت ،و يعجز صاحب الدولة عن حلهم على الادة فيضيق نطاق الدولة عن كانت انتهت إليه ف أولا ،و ترجع العناية ف تدبيها بنطاق دونه ،إل أن يدث ف النطاق الثان ما حدث ف الول بعينه من العجز و الكسل ف العص ابة و قلة الموال و الباية .فيذهب القائم بالدولة إل تغي القواني الت كانت عليها سياسة الدولة من قبل الند و الال و الوليات ،ليجري حالا على استقامة بتكافؤ الدخل و الرج و الامية و العمالت و توزيع الباية على الرزاق ،و مقايسة ذلك بأول الدولة ف سائر الحوال. و الفاسد مع ذلك متوقعة من كل جهة .فيحدث ف هذا الطور من بعد ما حدث ف الول من قبل .و يعتب صاحب الدولة ما اعتبه الول، و يقايس بالوزان الول أحوالا الثانية ،يروم دفع مفاسد اللل الذي يتجدد ف كل طور و يأخذ من كل طرف حت يضيق نطاقها الخر إل نطاق دونه كذلك ،و يقع فيه ما وقع ف الول .فكل واحد من هؤلء الغيين للقواني قبلهم كأنم منشئون دولة أخرى ،و مددون ملكا. حت تنقرض الدولة ،و تتطاول المم حولا إل التغلب عليها و إنشاء دولة أخرى لم ،فيقع من ذلك ما قدر ال وقوعه. و اعتب ذلك ف الدولة السلمية كيف اتسع نطاقها بالفتوحات و التغلب على المم ،ث تزايد الامية و تكاثر عددهم ما تولوه من النعم و الرزاق ،إل أن انقرض أمر بن أمية و غلب بنو العباس .ث تزايد الترف .و نشأت الضارة و طرق اللل ،فضاق النطاق من الن دلس و الغرب بدوث الدولة الموية الروانية و العلوية ،و اقتطعوا ذينك الثغرين عن نطاقها ،إل أن وقع اللف بي بن الرشيد ،و ظه ر دع اة العلوية من كل جانب ،و تهدت لم دول ،ث قتل التوكل ،و استبد الرار على اللفاء و حجروه م ،و اس تقل ال ولة ب العملت ف الطراف .و انقطع الراج منها ،و تزايد الترف .و جاء العتضد فغي قواني الدولة إل قانون آخر من السياسة أقطع فيه ولة الطراف م ا غلبوا عليه ،مثل بن سامان وراء النهر و بن طاهر العراق و خراسان ،و بن الصغار السند وفارس ،و بن طول ون مص ر ،و بن الغل ب أفريقية ،إل أن افترق أمر العرب وغلب العجم ،و استبد بنو بويه و الديلم بدولة السلم و حجروا اللفة ،و بقي بنو سامان ف استبدادهم وراء النهر و تطاول الفاطميون من الغرب إل مصر و الشام فملكوه .ث قامت الدولة السلجوقية من الترك فاستولوا على مالك الس لم و أبقوا اللفاء ف حجرهم ،إل أن تلشت دولم .و استبد اللفاء منذ عهد الناصر ف نطاق أضيق من هالة القمر و هو ع راق الع رب إل أصبهان و فارس و البحرين .و أقامت الدولة كذلك بعض الشيء إل أن انقرض أمر اللفاء على يد هولكو بن طول بن دوشي خان ملك التتر و الغل حي غلبوا السلجوقية و ملكوا ما كان بأيديهم من مالك السلم .و هكذا يتضايق نطاق كل دولة على نسبة نطاقها الول .و ل يزال طورا بعد طور إل أن تنقرض الدولة .و اعتب ذلك ف كل دولة عظمت أو صغرت .فهكذا سنة ال ف الدول إل أن يأت ما قدر ال من الغناء على خلقه .و كل شيء هالك إل وجهه.
الفصل التاسع و الربعون ف حدوث الدولة و تددها كيف يقع اعلم أن نشأة الدول و بدائتها إذا أخذت الدولة الستقرة ف الرم و النتقاص تكون على نوعي إما بأن يستبد ولة العم ال ف الدول ة بالقاصية عندما يتقلص ظلها عنهم فيكون لكل واحد منهم دولة يستجدها لقومه و ما يستقر ف نصابه يرثه عنه أبناؤه أو مواليه و يستفحل لم اللك بالتدريج و ربا يزدحون على ذلك اللك و يتقارعون عليه و يتنازعون ف الستئثار به و يغلب منهم من يكون له فضل قوة على صاحبه و ينتزع ما ف يده كما وقع ف دولة بن العباس حي أخذت دولتهم ف الرم و تقلص ظلها عن القاصية و استبد بنو ساسان با وراء النهر و بنو حدان بالوصل و الشام و بنو طولئون بصر و كما وقع بالدولة الموية بالندلس و افترق ملكها ف الطوائف الذين كانوا ولتا ف العمال و انقسمت دول و ملوكا أورثوها من بعدهم من قرابتهم أو مواليهم و هذا النوع ل يكون بينهم و بي الدولة الستقرة حرب ا
لنم مستقرون ف رئاستهم و ل يطمعون ف الستيلء على الدولة الستقرة برب و إنا الدولة أدركها الرم و تقلص ظلها عن القاص ية و عجزت عن الوصول إليها و النوع الثان بأن يرج على الدولة خارج من ياورها من المم و القبائل إما بدعوة يمل الناس عليه ا كم ا أشرنا إليه أو يكون صاحب شوكة و عصبية كبيا ف قومه قد استفحل أمره فيسمو بم إل اللك و قد حدثوا به أنفسهم با حصل لم من العتزاز على الدولة الستقرة و ما نزل با من الرم فيتعي له و لقومه الستيلء عليها و يارسونا بالطالبة إل أن يظفروا با و يزنون كم ا تبي و ال سبحانه و تعال أعلم.
الفصل المسون ف أن الدولة الستجدة إنا تستول على الدول ة الس تقرة بالطاولة ل بالناجزة قد ذكرنا أن الدول الادثة التجددة نوعان نوع من ولية الطراف إذا تقلص ظل الدولة عنهم و انسر تيارها و هؤلء ل يقع منهم مطالبة للدولة ف الكثر كما قدمناه لن قصاراهم القنوع با ف أيديهم و هو ناية قوتم و النوع الثان نوع الدعاة و الوارج على الدولة و هؤلء لبد لم من الطالبة لن قوتم وافية با فإن ذلك إنا يكون ف نصاب يكون له من العصبية و العتزاز ما هو كفاء ذلك و واف ب ه فيق ع بينهم و بي الدولة الستقرة حروب سجال تتكور و تتصل إل أن يقع لم الستيلء و الظفر بالطلوب و ل يصل ل م ف الغ الب ظف ر بالناجزة و السبب ف ذلك أن الظفر ف الروب إنا يقع كما قدمناه بأمور نفسانية وهية و إن كان العدد و السلح و صدق القتال كفيل به لكنه قاصر مع تلك المور الوهية كما مر و لذلك كان الداع من أرفع ما يستعمل ف الرب و أكثر ما يقع الظفر به و ف ال ديث الرب خدعة و الدولة الستقرة قد صيت العوائد الألوفة طاعتها ضرورية واجبة كما تقدم ف غي موضع فتكثر بذلك الع وائق لص احب الدولة الستجدة و يكثر من هم أتباعه و أهل شوكته و إن كان القربون من بطانته على بصية ف طاعته و مؤازرته إل أن الخرين أكثر و قد داخلهم الفشل بتلك العقائد ف التسليم للدولة الستقرة فيحصل بعض الفتور منهم و ل يكاد صاحب الدولة الستقرة يرجع إل الصب و الطاولة حت يتضح هرم الدولة الستقرة فتضمحل عقائد التسليم لا من قومه و تنبعث منهم المم لصدق الطالبة معه فيقع الظفر و الستيلء و أيضا فالدولة الستقرة كثية الرزق با استحكم لم من اللك و توسع من النعيم و اللذات و اختصوا به دون غيهم من أم وال الباي ة فيكثر عندهم ارتباط اليول و استجادة السلحة و تعظم فيهم البة اللكية و يفيض العطاء بينهم من ملوكهم اختيارا و اضطرارا فيهب ون بذلك كله عدوهم و أهل الدولة الستجدة بعزل عن ذلك لا هم فيه من البداوة و أحوال الفقر و الصاصة فيسبق إل قلوبم أوهام الرعب با يبلغهم من أحوال الدولة الستقرة و يرمون عن قتالم من أجل ذلك فيصي أمرهم إل الطاولة حت تأخذ الستقرة مآخذها من ال رم و يستحكم اللل فيها ف العصبية و الباية فينتهز حينئذ صاحب الدولة الستجدة فرصته ف الستيلء عليها بعد حي منذ الطالبة س نة ال ف عباده و أيضا فأهل الدولة الستجدة كلهم مباينون للدولة الستقرة بأنسابم و عوائدهم و ف سائر مناحيهم ث هم مفاخرون لم و منابذون با وقع من هذه الطالبة و بطمعهم ف الستيلء عليه فتتمكن الباعدة بي أهل الدولتي سرا و جهرا و ل يصل إل أهل الدولة الستجدة خب عن أهل الدولة الستقرة يصيبون منه غرة باطنا و ظاهرا لنقطاع الداخلة بي الدولتي فيقيمون على الطالبة و هم ف إحجام و ينكلون عن الناجزة حت يأذن ال بزوال الدولة الستقرة و فناء عمرها و وفور اللل ف جيع جهاتا و اتضح لهل الدولة السنتجدة مع ما كان يف ى من هرمها و تلشيها و قد عظمت قوتم با اقتطعوه من أعمالا و نقصوه من أطرافها فتنبعث همهم يدا واحدة للمناجزة و يذهب ما كان بث ف عزائمهم من التوهات و تنتهي الطاولة إل حدها و يقع الستيلء آخرا بالعاجلة و اعتب ذلك ف دولة بن العباس حي ظهورها حي قام الشيعة براسان بعد انعقاد الدعوة و اجتماعهم على الطالبة عشر سني أو تزيد و حينئذ ت لم الظفر و استولوا على الدولة الموي ة و كذا العلوية بطبستان عند ظهور دعوتم ف الديلم كيف كانت مطاولتهم حت استولوا على تلك الناحية ث لا انقضى أمر العلوي ة و س ا الديلم إل ملك فارس و العراقي فمكثوا سني كثية يطاولون حت اقتطعوا أصبهان ث استولوا على الليفة ببغداد .و كذا العبي ديون أق ام داعيتهم بالغرب أبو عبد ال الشيعي ببن كتامة من قبائل الببر عشر سيني و يزيد تطاول بن الغلب بأفريقية حت ظفر بم و استولوا على الغرب كله و سوا إل ملك مصر فمكثوا ثلثي سنة أو نوها ف طلبها يهزون إلا العساكر و الساطيل ف ك ل وق ت و ييء ال دد
لدافعتهم برا و برا من بغداد و الشام و ملكوا السكندرية و الفيوم و الصعيد و تطت دعوتم من هنالك إل الجاز و أقيمت بالرمي ث نازل قائدهم جوهر الكاتب بعساكره مدينة مصر و استول عليها و اقتلع دولة بن طغج من أصولا و اختط القاهرة فجاء الليفة بعد الع ز لدين ال فنلا لستي سنة أو نوها منذ استيلئهم على السكندرية و كذا السلجوقية ملوك النك لا استولوا على بن ساسان و أجازوا من وراء النهر مكثوا نوا من ثلثي سنة يطاولون بن سبكتكي براسان حت استولوا على دولته .ث زحفوا إل بغداد فاستولوا عليها و عل ى الليفة با بعد أيام من الدهر .و كذا التتر من بعدهم خرجوا من الفازة عام سبعة عشر و ستمائة فلم يتم لم الستيلء إل بعد أربعي سنة. و كذا أهل الغرب خرج به الرابطون من لتونة على ملوكه من مغراوة فطاولوهم سني ث استولوا عليه .ث خرج الوحدون بدعوتم عل ى لتونة فمكثوا نوا من ثلثي سنة ياربونم حت استولوا على كرسيهم براكش و كذا بنو مرين من زناتة خرجوا على الوحدين فمكث وا يطاولونم نوا من ثلثي سنة و استولوا على فاس و اقتطعوها و أعمالا من ملوكهم ث أقاموا ف ماربتهم ثلثي أخرى حت استولوا عل ى كرسيهم براكش حسبما نذكر ذلك كله ف تواريخ هذه الدول فهكذا حال الدول الستجدة مع الستقرة ف الطالبة و الطاولة س نة ال ف عباده و لن تد لسنة ال تبديل .و ل يعارض ذلك با وقع ف الفتوحات السلمية و كيف كان استيلؤهم على فارس و ال روم لثلث أو أربع من وفاة النب صلى ال عليه و سلم و اعلم أن ذلك إنا كان معجزة من معجزات نبينا سرها استماتة الس لمي ف جه اد ع دوهم استبعادا باليان و ما أوقع ال ف قلوب عدوهم من الرعب و التخاذل فكان ذلك كله خارقا للعادة القررة ف مطاولة ال دول الس تجدة للمستقرة و إذا كان ذلك خارقا فهو من معجزات نبينا صلوات ال عليه التعارف ظهورها ف اللة السلمية و العجزات ل يقاس عليه ا المور العادية و ل يعترض با و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الادي و المسون ف وفور العمران آخر الدولة و ما يقع فيها م ن كثر الوتان و الاعات اعلم أنه قد تقرر لك فيما سلف أن الدولة ف أول أمرها لبد لا من الرفق ف ملكتها و العتدال ف إيالتها إما من الدين إن كانت ال دعوة دينية أو من الكارهة و الاسنة الت تقتضيها البداوة الطبيعية للدول و إذا كانت اللكة رفيقة مسنة انبسطت آمال الرعايا و انتشطوا للعمران و أسبابه فتوفر و يكثر التناسل و إذا كان ذلك كله بالتدريج فإنا يظهر أثره بعد جيل أو جيلي ف القل و ف انقضاء اليلي تشرف الدولة على ناية عمرها الطبيعي فيكون حينئذ العمران ف غاية الوفور و النماء و ل تقولن إنه قد مر لك أن أواخر الدولة يكون فيها الجح اف بالرعايا و سوء اللكة فذلك صحيح و ل يعارض ما قلناه لن الجحاف و إن حدث حينئذ و قلت البايات فإنا يظهر أث ره ف تن اقص العمران بعد حي من أجل التدريج ف المور الطبيعية ث إن الاعات و الوتان تكثر عند ذلك ف أواخر الدول و السبب فيه :إما الاع ات فلقبض الناس أيديهم عن الفلح ف الكثر بسبب ما يقع ف آخر الدولة من العدوان ف الموال و البايات أو الفت الواقعة ف انتقاص الرعايا و كثرة الوارج لرم الدولة فيقل احتكار الزرع غالبا و ليس صلح الزرع و ثرته بستمر الوجود و ل على وتية واحدة فطبيعة الع ال ف كثرة المطار و قلتها متلفة و الطر يقوى و يضعف و يقل و يكثر و الزرع و الثمار و الضرع على نسبته إل أن الناس واثقون ف أق واتم بالحتكار فإذا فقد الحتكار عظم توقع الناس للمجاعات فغل الزرع و عجز عنه أولو الصاصة فهلكوا و كان بعض السنوات الحتك ار مفقودا فشمل الناس الوع و أما كثرة الوتان فلها أسباب من كثرة الاعات كما ذكرناه أو كثرة الفت لختلل الدولة فيك ثر ال رج و القتل أو وقوع الوباء و سببه ف الغالب فساد الواء بكثرة العمران لكثرة ما يالطه من العفن و الرطوبات الفاسدة و إذا فسد الواء و ه و غذاء الروح اليوان و ملبسه دائما فيسري الفساد إل مزاجه فإن كان الفساد قويا وقع الرض ف الرئة و هذه هي الطواعي و أمراض ها مصوصة بالرئة و إن كان الفساد دون القوي و الكثي فيكثر العفن و يتضاعف فتكثر الميات ف المزجة و ترض البدان و تلك س بب كثرة العفن و الرطوبات الفاسدة ف هذا كله كثرة العمران و وفوره آخر الدولة لا كان ف أوائلها من حسن اللكة و رفقها و قلة الغ رم و هو ظاهر و لذا تبي ف موضعه من الكمة أن تلل اللء و القفر بي العمران ضروري ليكون توج الواء يذهب با يصل ف الواء م ن
الفساد و العفن بخالطة اليوانات و يأت بالواء الصحيح و لذا أيضا iفإن الوتان يكون ف الدن الوفورة العمران أكثر من غيه ا بك ثي كمصر بالشرق و فاس بالغرب و ال يقدر ما يشاء.
الفصل الثان والمسون ف أن العمران البشري ل بد له من سياسة ينتظم با أمره اعلم أنه قد تقدم لنا ف غي موضع أن الجتماع للبشر ضروري و هو معن العمران الذي نتكلم فيه و أنه ل بد لم ف الجتماع من وازع حاكم يرجعون إليه و حكمه فيهم تارة يكون مستندا iإل شرع منل من عند ال يوجب انقيادهم إليه إيانم بالثواب و العقاب عليه ال ذي جاء به مبلغه و تارة إل سياسة عقلية يوجب انقيادهم إليها ما يتوقعونه من ثواب ذلك الاكم بعد معرفته بصالهم .فالول يصل نفعه ا ف الدنيا و الخرة لعلم الشارع بالصال ف العاقبة و لراعاته ناة العباد ف الخرة و الثانية إنا يصل نفعها ف الدنيا فقط و ما تسمعه م ن السياسة الدنية فليس من هذا الباب و إنا معناه عند الكماء ما يب أن يكون عليه كل واحد من أهل ذلك التمع ف نفسه و خلقه ح ت يستغنوا عن الكام رأسا iو يسمون التمع الذي يصل فيه ما يسمى من ذلك بالدينة الفاضلة ،و القواني الراعاة ف ذلك بالسياسة الدنية و ليس مرادهم السياسة الت يمل عليها أهل الجتماع بالصال العامة فإن هذه غي تلك و هذه الدينة الفاضلة عندهم نادرة أو بعيدة الوقوع و إنا يتكلمون علنها على جهة الفرض و التقدير ث إن السياسة العقلية الت قدمناها تكون على وجهي أحدها يراعى فيها الص ال عل ى العموم و مصال السلطان ف استقامة ملكه على الصوص و هذه كانت سياسة الفرس و هي على جهة الكمة .و قد أغنانا ال تعال عنها ف اللة و لعهد اللفة لن الحكام الشرعية مغنية عنها ف الصال العامة و الاصة و أحكام اللك مندرجة فيها .الوجه الثان أن يراعى فيها مصلحة السلطان و كيف يستقيم له اللك مع القهر و الستطالة و تكون الصال العامة ف هذه تبعا iو هذه السياسة الت يمل عليها أه ل الجتماع الت لسائر اللوك ف العال من مسلم و غيه إل أن ملوك السلمي يرون منها على ما تقتضيه الشريعة السلمية بسب جه دهم فقوانينها إذا متمعة من أحكام شرعية و آداب خلقية و قواني ف الجتماع طبيعية ،و أشياء من مراعاة الش وكة و العص بية ض رورية و القتداء فيها بالشرع أول iث الكماء ف آدابم و اللوك ف سيهم و من أحسن ما كتب ف ذلك و أودع كتابا iطاهر بن السي لبنه عبد ال بن طاهر لا وله الأمون الرقة و مصر و ما بينهما فكتب إليه أبوه طاهر كتابه الشهور عهد إليه فيه و وصاه بميع ما يتاج إليه ف دولته و سلطانه من الداب الدينية و اللقية و السياسة الشرعية و اللوكية ،و حثه على مكارم الخلق و ماسن الشيم با ل يستغن عنة ملك و ل سوقة .و نص الكتاب بسم ال الرحن الرحيم أما بعد فعليك بتقوى ال وحده ل شريك له و خشيته و مراقبته عز و جل و مزايلة سخطه و احفظ رعيتك ف الليل و النهار و الزم ما ألبسك ال من العافية بالذكر لعادك و ما أنت صائر إليه و موقوف عليه و مسئول عنه ،و العمل ف ذلك كله با يعصمك ال عز و جل و ينجيك يوم القيامة من عقابه و أليم عذابه فإن ال سبحانه قد أحسن إليك و أوجب الرأفة عليك بن استرعاك أمرهم من عباده و ألزمك العدل فيهم و القيام بقه و حدوده عليهم و الذب عنهم و الدفع عن حريهم و منصبهم و الق ن لدمائهم و المن لسربم و إدخال الراحة عليهم و مؤاخذك با فرض عليك و موقفك عليه و سائلك عنه و مثيبك عليه با قدمت و أخرت ففرغ لذلك فهمك و عقلك و بصرك و ل يشغلك عنه شاغل ،و أنه رأس أمرك و ملك شأنك و أول ما يوقعك ال عليه و ليكن أول م ا تلزم به نفسك و تنسب إليه فعلك الواظبة على ما فرض ال عز و جل عليك من الصلوات المس و الماعة عليها بالناس قبلك و توابعها على سننها من إسباغ الوضوء لا و افتتاح ذكر ال عز وجل فيها و رتل ف قراءتك و تكن ف ركوعك و سجودك و تشهدك و لتص رف فيه رأيك و نيتك و احضض عليه جاعة من معك و تت يدك و ادأب عليها فإنا كما قال ال عز و جل تنهى عن الفحشاء و النك ر ث اتبع ذلك بالخذ بسنن رسول ال صلى ال عليه وسلم و الثابرة على خلئقه و اقتفاء أثر السلف الصال من بعده ،و إذا ورد عليك أم ر فاستعن عليه باستخارة ال عز و جل و تقواه و بلزوم ما أنزل ال عز و جل ف كتابه من أمره و نيه و حلله و حرامه و ائتمام ما جاءت به الثار عن رسول ال صلى ال عليه و سلم ث قم فيه بالق ل عز وجل و ل تيلن عن العدل فيما أحببت أو كرهت لقريب من الن اس أو لبعيد و آثر الفقه و أهله و الدين و حلته و كتاب ال عز و جل و العاملي به فإن أفضل ما يتزين به الرء الفقه ف الدين و الطل ب ل ه و
الث عليه و العرفة با يتقرب به إل ال عز و جل فإنه الدليل على الي كله و القائد إليه و المر و الناهي عن العاصي و الوبقات كلها و مع توفيق ال عز و جل يزداد الرء معرفة و إجلل iله و دركا iللدرجات العلى ف العاد مع ما ف ظهوره للناس من التوقي لمرك و اليب ة لسلطانك و النسة بك و الثقة بعدلك و عليك بالقتصاد ف المور كلها فليس شيء أبي نفعا iو ل أخص أمنا iو ل أجع فض ل iمن ه .و القصد داعية إل الرشد و الرشد دليل على التوفيق و التوفيق قائد إل السعادة و قوام الدين و السنن الادية بالقتصاد و كذا ف دنياك كلها. و ل تقصر ف طلب الخرة و الجر و العمال الصالة و السنن العروفة و معال الرشد و العانة و الستكثار من الب و السعي له إذا كان يطلب به وجه ال تعال و مرضاته و مرافقة أولياء ال ف دار كرامته أما تعلم أن القصد ف شأن الدنيا يورث العز و يحص من ال ذنوب و أنك لن توط نفسك من قائل و ل تنصلح أمورك بأفضل منه فأته و افتد به تتم أمورك و تزد مقدرتك و تصلح عامت ك و خاص تك و أحسن ظنك بال عز و جل تستقيم لك رعيتك و التمس الوسيلة إليه ف المور كلها تستدم به النعمة عليك و ل تتهمن أحدا iمن الن اس فيما توليه من عملك قبل أن تكشف أمره فإن إيقاع التهم بالباء و الظنون السيئة بم آث إث .فاجعل من شأنك حسن الظن بأص حابك و اطرد عنك سوء الظن بم ،و ارفضه فيهم يعنك ذلك على استطاعتهم و رياضتهم .و ل يدن عدو ال الشيطان ف أمرك مغمزا iفإنه يكتفي بالقليل من وهنك و يدخل عليك من الغم بسوء الظن بم ما ينقص لذاذة عيشك .و اعلم أنك تد بسن الظن قوة و راحة ،و تكتفي به ما أحببت كفايته من أمورك و تدعو به الناس إل مبتك و الستقامة ف المور كلها و ل ينعك حسن الظن بأصحابك و الرأفة برعيت ك أن تستعمل السألة و البحث عن أمورك و الباشرة لمور الولياء و حياطة الرعية و النظر ف حوائجهم و حل مؤوناتم أيسر عندك ما س وى ذلك فإنه أقوم للدين و أحيا للسنة .و أخلص نيتك ف جيع هذا و تفرد بتقوي نفسك تفرد من يعلم أنه مسئول عما صنع و مزي با أحسن و مؤاخذ با أساء فإن ال عز و جل جعل الدين حرزا iو عزا iو رفع من اتبعه و عزره و اسلك بن تسوسه و ترعاه نج ال دين و طريق ة الدى .و أقم حدود ال تعال ف أصحاب الرائم على قدر منازلم و ما استحقوه و ل تعطل ذلك و ل تتهاون به و ل تؤخر عقوبة أه ل العقوبة فإن ف تفريطك ف ذلك ما يفسد عليك حسن ظنك و اعتزم على أمرك ف ذلك بالسنن العروفة و جانب البدع و الشبهات يس لم لك دينك و تقم لك مرؤتك .و إذا عاهدت عهدا iفأوف به و إذا وعدت خيا iفأنزه و اقبل السنة و ادفع با ،و اغمض عن عيب ك ل ذي عيب من رعيتك ،و اشدد لسانك عن قول الكذب و الزور ،و أبغض أهل النميمة ،فإن أول فساد أمورك ف عاجلها و آجلها ،تقريب الكذوب ،و الراءة على الكذب ،لن الكذب رأس الآث ،و الزور و النميمة خاتتها ،لن النميمة ل يسلم صاحبها و قائلها ،ل يسلم ل ه صاحب و ل يستقيم له أمر .و أحبب أهل الصلح و الصدق ،و أعز الشراف بالق ،و آس الضعفاء ،و صل الرحم ،و ابتغ بذلك وجه ال تعال و إعزاز أمره ،و التمس فيه ثوابه و الدار الخرة .و اجتنب سوء الهواء و الور ،و اصرف عنهما رأيك و أظهر براءتك من ذل ك لرعيتك و أنعم بالعدل ف سياستهم و قم بالق فيهم ،و بالعرفة الت تنتهي بك إل سبيل الدى .و املك نفسك عند الغضب ،و آثر اللم و الوقار ،و إياك و الدة و الطيش و الغرور فيما أنت بسبيله .و إياك أن تقول أنا مسلط أفعل ما أشاء فإن ذلك سريع إل نقص الرأي و قلة اليقي بال عز و جل و أخلص ل وحده النية فيه و اليقي به .و اعلم أن اللك ل سبحانه و تعال يؤتيه من يشاء و ينعه من يشاء .و ل ن تد تغي النعمة و حلول النقمة على أحد أسرع منه إل حلة النعمة من أصحاب السلطان و البسوط لم ف الدولة إذا كف روا نع م ال و إحسانه و استطالوا با أعطاهم ال عز و جل من فضله .و دع عنك شره نفسك و لتكن ذخائرك و كنوزك الت تدخر و تكن الب و التقوى و استصلح الرعية و عمارة بلدهم و التفقد لمورهم و الفظ لدمائهم و الغاثة للهوفهم .و اعلم أن الموال إذا اكتنت و ادخ رت ف الزائن ل تنمو و إذا كانت ف صلج الرعية و إعطاء حقوقهم و كف الذية عنهم نت و زكت و صلحت با العامة و ترتبت با الولية و طاب با الزمان و اعتقد فيها العز و النفعة .فليكن كن خزائنك تفريق الموال ف عمارة السلم و أهله .و وفر منه على أولياء أمي الؤمني قبلك حقوقهم و أوف من ذلك حصصهم و تعهد ما يصلح أمورهم و معاشهم فإنك إذا فعلت ذلك قرت النعمة عليك و استوجبت الزيد من ال تعال و كنت بذلك على جباية خراجك و جع أموال رعيتك و عملك أقدر و كان الميع لا شلهم من عدلك و إحسانك أسلس لطاعتك و أطيب أنفسا iبكل ما أردت .و أجهد نفسك فيما حددت لك ف هذا الباب و ليعظم حقك فيه و إنا يبقى من الال ما أنف ق ف سبيل ال و اعرف للشاكرين حقهم و أثبهم عليه و إياك أن تنسيك الدنيا و غرورها هول الخرة فتتهاون با يق عليك فإن التهاون يورث التفريط و التفريط يورث البوار .و ليكن عملك ل عز و جل و ارج الثواب فيه فإن ال سبحانه قد أسبغ عليك فضله .و اعتصم بالشكر و عليه فاعتمد يزدك ال خيا iو إحسانا iفإن ال عز و جل يثيب بقدر شكر الشاكرين و إحسان السني .و ل تقرن ذنبا iو ل تالئن حاسداi
و ل ترحن فاجرا iو ل تصلن كفورا iو ل تداهنن عدوا iو ل تصدقن ناما iو ل تأمنن غدارا iو ل توالي فاسقا iو ل تتبعن غاويا iو ل تمدن مرائيا iو ل تقرن إنسانا iو ل تردن سائل iفقيا iو ل تسنن باطل iو ل تلحظن مضحكا iو ل تلفن وعدا iو ل تزهون فخرا iو ل تظه رن غضبا iو ل تباينن رجاء¸ و ل تشي مرحا iو ل تفرطن ف طلب الخرة و ل ترفع للنمام عينا iو ل تغمضن عن ظال رهبة منه أو ماب اة iو ل تطلب ثواب الخرة ف الدنيا .و أكثر مشاورة الفقهاء و استعمل نفسك باللم و خذ عن أهل التجارب و ذوي العقل و الرأي و الكمة. و ل تدخلن ف مشورتك أهل الرفه و البخل و ل تسمعن لم قول iفإن ضررهم أكثر من نفعهم و ليس شيء أسرع فسادا iلا استقبلت في ه أمر رعيتك من الشح .و اعلم أنك إذا كنت حريصا iكنت كثي الخذ قليل العطية و إذا كنت كذلك ل يستقم لك أم رك إل قليل iف إن رعيتك إنا تعقد على مبتك بالكف عن أموالم و ترك الور عليهم .و ابتدئ من صافاك من أوليائك بالفصال عليهم و حسن العطية لم. و اجتنب الشح و اعلم أنه أول ما عصى النسان به ربه و إن العاصي بنلة خزي و هو قول ال عز و جل و من يوق شح نفسه ف أولئك هم الفلحون فسهل طريق الود بالق و اجعل للمسلمي كلهم من فيئك ،حظا iو نصيبا iو أيقن أن الود أفضل أعمال العباد فأعده لنفسك خلقا iو ارض به عمل iو مذهبا .iو تفقد الند ف دواوينهم و مكانتهم و أدر عليهم أرزاقهم و و وسع عليهم ف معايشهم يذهب ال عز و جل بذلك فاقتهم فيقوى لك أمرهم و تزيد قلوبم ف طاعتك و أمرك خلوصا iو انشراحا .iو حسب ذي السلطان من الس عادة أن يك ون على جنده و رعيته ذا رحة ف عدله و حيطته و إنصافه و عنايته و شفقته و بره و توسعته فزايل مكروه أحد البابي باستشعار فضيلة الباب الخر و لزوم العمل به تلق إن شاء ال تعال ناحا iو صلحا iو فلحا .iو اعلم أن القضاء من ال تعال بالكان الذي ليس فوقه شيء م ن المور لنه ميزان ال الذي تعدل عليه أحوال الناس ف الرض .و بإقامة العدل ف القضاء و العمل تصلح أحوال الرعية و ت أمن الس بل و ينتصف الظلوم و تأخذ الناس حقوقهم و تسن العيشة و يؤدى حق الطاعة و يرزق ال العافية و السلمة و يقيم الدين و يري الس نن و الشرائع ف ماريها .و اشتد ف أمر ال عز و جل و تورع عن النطف و امض لقامة الدود .و أقل العجلة و ابعد عن الضجر و القلق و اقنع بالقسم و انتفع بتجربتك و انتبه ف صمتك و اسدد ف منطقك و أنصف الصم و قف عند الشبهة و أبلغ ف الجة و ل يأخذك ف أح د من رعيتك ماباة و ل ماملة و ل لومة لئم و تثبت و تأن و راقب و انظر و تنكر و تدبر و اعتب و تواضع لربك و ارفق بميع الرعي ة و سلط الق على نفسك و ل تسرعن إل سفك دم فإن الدماء من ال عز و جل بكان عظيم انتهاكا iلا بغي حقها .و انظر هذا الراج الذي استقامت عليه الرعية و جعله ال للسلم عزا iو رفعة iو لهله توسعة و منعة و لعدوه و عدوهم كبتا iو غيظا iو لهل الكفرمن معاديهم ذلi و صغارا iفوزعه بي أصحابه بالق و العدل و التسوية و العموم و ل تدفعن شيئا iمنه عن شريف لشرفه و ل عن غن لغناه و ل عن ك اتب لك و ل عن أحد من خاصتك و ل حاشيتك و ل تأخذن منه فوق الحتمال له .و ل تكلف أمرا iفيه شطط .و احل الناس كلهم على أمر الق فإن ذلك أجع لنفسهم و ألزم لرضاء العامة .و اعلم أنك جعلت بوليتك خازنا iو حافظا iو راعيا iو إنا سي أهل عمل ك رعيت ك لنك راعيهم و قيمهم .فخذ منهم ما أعطوك من عفوهم و نفذه ف قوام أمرهم و صلحهم و تقوي أودهم .و استعمل عليهم أول الرأي و التدبي و التجربة و البة بالعلم و العمل بالسياسة و العفاف .و وسع عليهم ف الرزق فإن ذلك من القوق اللزمة لك فيم ا تقل دت و أسند إليك فل يشغلك عنه شاغل و ل يصرفك عنه صارف فإنك مت آثرته و قمت فيه بالواجب استدعيت به زيادة النعمة م ن رب ك و حسن الحدوثة ف عملك و اجتررت به البة من رعيتك و أعنت على الصلح فدرت اليات ببلدك و فشت العمارة بناحيتك و ظه ر الصب ف كورك و كثر خراجك و توفرت أموالك و قويت بذلك على ارتياض جندك و إرضاء العامة بإفاضة العطاء فيهم من نفس ك و كنت ممود السياسة مرضي العدل ف ذلك عند عدوك و كنت ف أمورك كلها ذا عدل و آلة و قوة و عدة .فنافس ف ذلك و ل تقدم عليه شيئا iتمد عاقبة أمرك إن شاء ال تعال .و اجعل ف كل كورة من عملك أمينا iيبك أخبار عمالك و يكتب إليك بسيهم و أعمالم حت كأنك مع كل عامل ف عمله معاين لموره كلها .فإن أردت أن تأمرهم بأمر فانظر ف عواقب ما أردت من ذلك فإن رأيت السلمة فيه و العافية و رجوت فيه حسن الدفاع و الصنع فأمضه و إل فتوقف عنه و راجع أهل البصر و العلم به ث خذ فيه عدته فإنه ربا نظر الرجل ف أمره و قدره و أتاه على ما يهوى فأغواه ذلك و أعجبه فإن ل ينظر ف عواقبه أهلكه و نقص عليه أمره .فاستعمل الزم ف كل ما أردت و باشره بعد عون ال عز و جل بالقوة .و أكثر من استخارة ربك ف جيع أمورك .و افرغ من يومك و ل تؤخره لغدك و أك ثر مباش رته بنفسك فإن للغد أمورا iو حوادث تلهيك عن عمل يومك الذي أخرت .و اعلم أن اليوم إذا مضى ذهب با فيه و إذا أخرت عمله اجتم ع عليك عمل يومي فيثقلك ذلك حت ترض منه .و إذا مضيت لكل يوم عمله أرحت بدنك و نفسك و جعت أمر سلطانك و انظر أح رار
الناس و ذوي الفضل منهم من بلوت صفاء طويتهم و شهدت مودتم لك و مظاهرتم بالنصح و الافظة على أمرك فاستخلصهم و أحسن إليهم و تعاهد أهل البيوتات من قد دخلت عليهم الاجة و احتمل مؤونتهم و أصلح حالم حت ل يدوا للتهم مسا iو أفرد نفسك للنظر ف أمور الفقراء و الساكي و من ل يقدر على رفع مظلمته إليك و التقر الذي ل علم له بطلب حقه فسل عنه أحفى مسألة و وكل بأمثاله أهل الصلح من رعيتك و مرهم برفع حوائجهم و حالتم إليك لتنفر فيما يصلح ال به أمرهم و تعاهد ذوي البأساء و أيتامهم و أراملهم و اجعل لم أرزاقا iمن بيت الال اقتداء بأمي الؤمني أعزه ال تعال ف العطف عليهم و الصلة لم ليصلح ال بذلك عيشهم و يرزق ك ب ه بركة و زيادة .و أجر للضراء من بيت الال و قدم حلة القرآن منهم و الافظي لكثره ف الراية على غيهم و انصب لرضى الس لمي دورا iتأويهم و قواما iيرفقون بم و أطباء يعالون أسقامهم و أسعفهم بشهواتم مال يؤد ذلك إل إسراف ف بيت الال .و اعلم أن الناس إذا أعطوا حقوقهم و أفضل أمانيهم ل يرضيهم ذلك و ل تطب أنفسهم دون رفع حوائجهم إل ولتم طمعا iف نيل الزيادة و فض ل الرف ق منهم .و ربا تبم التصفح لمور الناس لكثرة ما يرد عليه و يشغل فكره و ذهنه فيها ما يناله به من مؤونة و مشقة .و ليس من يرغ ب ف العدل و يعرف ماسن أموره ف العاجل و فضل ثواب الجل كالذي يستقبل ما يقرئه إل ال تعال و يلتمس رحته و أك ثر الذن للن اس عليك و أبرز لم وجهك و سكن لم حواسك و اخفض لم جناحك و أظهر لم بشرك و لن لم ف السألة و النطق و اعط ف عليه م بودك و فضلك .و إذا أعطيت فأعط بسماحة و طيب نفس و التماس للصنيعة و الجر من غي تكدير و ل امتنان فإن العطية على ذل ك تارة مربة إن شاء ال تعال .و اعتب با ترى من أمور الدنيا و من مضى قبلك من أهل السلطان و الرئاسة ف الق رون الالي ة و الم م البائدة .ث اعتصم ف أحوالك كلها بال سبحانه و تعال و الوقوف عند مبته و العمل بشريعته و سنته و بإقامة دينه و كتابه و اجتنب م ا فارق ذلك و خالفه و دعا إل سخط ال عز و جل و اعرف ما يمع عمالك من الموال و ما ينفقون منها و ل تمع حرام ا iو ل تنف ق إسرافا .iو أكثر مالسة العلماء و مشاورتم و مالطتهم و ليكن هواك اتباع السنن و إقامتها و إيثار مكارم الخلق و معاليها و ليكن أكرم دخلئك و خاصتك عليك من إذا رأى عيبا فيك ل تنعه هيبتك عن إناء ذلك إليك ف سرك و إعلنك با فيه من النقص فإن أولئك أنصح أوليائك و مظاهرون لك .و انظر عمالك الذين بضرتك و كتابك فوقت لكل رجل منهم ف كل يوم وقتا iيدخل في ه علي ك بكتب ه و مؤامراته و ما عنده من حوائج عمالك و أمور الدولة و رعيتك ث فرغ لا يورد عليك من ذلك سعك و بصرك و فهمك و عقلك و ك رر النظر فيه و التدبر له فما كان موافقا iللحق و الزم فأمضه و استخر ال عز و جل فيه و ما كان مالفا iلذلك فاصرفه إل الس ألة عن ه و التثبت منه و ل تنن على رعيتك و ل غيهم بعروف تؤتيه إليهم .و ل تقبل من أحد إل الوفاء و الستقامة و العون ف أمور أمي السلمي و ل تضعن العروف إل على ذلك .و تفهم كتاب إليك و انعم النظر فيه و العمل به و استعن بال على جيع أمورك و استخره فإن ال عز و جل مع الصلح و أهله و ليكن أعظم سيتك و أفضل رغبتك ما كان ل عز و جل رضى و لدينه نظاما iو لهله عزا iو تكينا iو للمل ة و الذمة عدل iو صلحا iو أنا أسأل ال أن يسن عونك و توفيقك و رشدك و كلءتك و السلم .و حدث الخباريون أن هذا الكتاب ل ا ظهر و شاع أمره أعجب به الناس و اتصل بالأمون فلما قرئ عليه قال ما أبقى أبو الطيب يعن طاهرا iشيئا iمن أمور الدنيا والدين و التدبي و الرأي و السياسة و صلح اللك و الرعية و حفظ السلطان و طاعة اللفاء و تقوي اللفة إل و قد أحكمه و أوصى به ث أمر ال أمون فكتب به إل جيع العمال ف النواحي ليقتدوا به و يعملوا با فيه هذا أحسن ما وقفت عليه ف هذه السياسة و ال أعلم.
القسم الول من الفصل الثالث و المسون ف أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس ف شأنه و كشف الغطاء عن ذلك القسم الول اعلم أن ف الشهور بي الكافة من أهل السلم على مر العصار أنه ل بد ف آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين و يظهر العدل و يتبعه السلمون و يستول على المالك السلمية و يسمى بالهدي و يكون خروج الدجال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة ف الصحيح على أثره .و أن عيسى ينل من بعده فيقتل الدجال أو ينل معه فيساعده على قتله و يأت بالهدي ف صلته و يتجون ف الش أن بأحاديث خرجها المة و تكلم فيها النكرون لذلك و ربا عارضوها ببعض الخبار و للمتصوفة التأخرين ف أمر هذا الفاطمي طريقة أخرى
و نوع من الستدلل و ربا يعتمدون ف ذلك على الكشف الذي هو أصل طرائقهم .و نن الن نذكر هنا الحاديث الواردة ف هذا الشأن و ما للمنكرين فيها من الطاعن و ما لم ف إنكارهم من الستند ث نتبعه بذكر كلم التصوفة و رأيهم ليتبي لك الصحيح من ذلك إن شاء ال تعال فنقول إن جاعة من المة خرجوا أحاديث الهدي منهم الترمذي و أبو داود و البزاز و ابن ماجة و الاكم و الطبان و أبو يعلى الوصلي و أسندوها إل جاعة من الصحابة مثل علي و ابن عباس و ابن عمر و طلحة و ابن مسعود و أب هري رة و أن س و أب س عيد الدري و أم حبيبة و أم سلمة و ثوبان و قرة بن إياس و علي اللل و عبد ال بن الارث بن جزء بأسانيد ربا يعرض لا النكرون كم ا نذكره إل أن العروف عند أهل الديث أن الرح مقدم على التعديل فإذا وجدنا طعنا iف بعض رجال السانيد بغفلة أو بس وء حف ظ أو ضعف أو سوء رأي تطرق ذلك إل صحة الديث و أوهن منها و ل تقولن مثل ذلك ربا يتطرق إل رجال الصحيحي فإن الج اع ق د اتصل ف المة على تلقيهما بالقول و العمل با فيهما و ف الجاع أعظم حاية و أحسن دفعا iو ليس غي الصحيحي بثابتهما ف ذلك فقد تد مال iللكلم ف أسانيدها با نقل عن أمة الديث ف ذلك. و لقد توغل أبو بكر بن أب خيثمة على ما نقل السهيلي عنه ف جعه للحاديث الواردة ف الهدي فقال و من أغربا إسنادا iما ذكره أب و بكر السكاف ف فوائد الخبار مستندا iإل مالك بن أنس عن ممد بن النكدر عن جابر قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم :م ن كذب بالهدي فقد كفر و من كذب بالدجال فقد كذب و قال ف طلوع الشمس من مغربا مثل ذلك فيما أحسب و حسبك هذا غلوا .iو ال أعلم بصحة طريقه إل مالك بن أنس على أن أبا بكر السكاف عندهم متهم وضاع. و أما الترمذي فخرج هو و أبو داود بسند ها إل ابن عباس .من طريق عاصم بن أب النجود أحد القراء السبعة إل زر بن حبيش عن عب د ال بن مسعود عن النب صلى ال عليه و سلم :لو ل يبق من الدنيا إل يوم لطول ال ذلك اليوم حت يبعث ال فيه رجل iمن أو من أهل بيت يواطئ اسه اسي و اسم أبيه اسم أب .هذا لفظ أب داود و سكت عليه و قال ف رسالته الشهورة إن ما سكت عليه ف كتابه فهو صال و لفظ الترمذي ل تذهب الدنيا حت يلك العرب رجل من أهل بيت يواطىء اسه اسي و ف لفظ آخر حت يلي رجل من أهل بيت و كلها حديثا iحسن صحيح و رواه أيضا iمن طريق موقوفا iعلى أب هريرة و قال الاكم رواه الثوري و شعبة و زائدة و غيهم من أئمة الس لمي عن عاصم قال :و طرق عاصم عن زر عن عبد ال كلها صحيحة على ما أصلته من الحتجاج بأخبار عاصم إذ هو إمام من أئمة السلمي انتهى إل أن عاصما iقال فيه أحد بن حنبل :كان رجل iصالا iقارئا iللقرآن خيا iثقة و العمش أحفظ منه و كان شعبة يتار العمش عليه ف تثبيت الديث و قال العجلي كان يتلف عليه ف زر و أب وائل يشي بذلك إل ضعف روايته عنهما و قال ممد بن سعد كان ثق ة إل أنه كثي الطأ ف حديثه و قال يعقوب بن سفيان ف حديثه اضطراب و قال عبد الرحن بن أب حات قلت لب أن أبا زرعة يقول عاصم ثقة فقال ليس مله هذا و قد تكلم فيه ابن علية فقال كل من اسه عاصم سيء الفظ و قال أبو حات مله عندي مل الصدق صال الديث و ل يكن بذلك الافظ و اختلف فيه قول النسائي و قال ا بن حراش ف حديثه نكرة و قال أبو جعفر العقيلي ل يكن فيه إل سوء الفظ و قال الدارقطن ف حفظه شيء و قال يي القطان ما وجدت رجل iاسه عاصم إل وجدته سيء الفظ و قال أيضا iسعت شعبة يق ول ح دثنا عاصم بن أب النجود و ف الناس ما فيها و قال الذهب ثبت ف القراءة و هو حسن الديث .و إن حتج أحد بأن الشيخي أخرجا له منقول أخرجا له مقرونا iبغيه ل أصل iو ال أعلم. و خرج أبو داود ف الباب عن علي رضي ال عنه من رواية قطن بن خليفة عن لقاسم بن أب مرة عن أب الطفيل عن علي عن النب صلى ال عليه و سلم قال :لو ل يبق من الدهر إل يوم لبعث ال رجل iمن أهل بيت يلها عدل iكما ملئت جورا iو قطن بن خليفة و إن وثقه أحد و يي بن القطان و ابن معي و النسائي و غيهم إل أن العجلي قال :حسن الديث و فيه تشيع قليل و قال ابن معي مرة :ثقة شيعي .و قال أحد بن عبد ال بن يونس :كنا نر على قطن و هو مطروح ل نكتب عنه .و قال مرة :كنت أمر به و أدعه مثل الكلب .و قال الدارقطن: ل يتج به .و قال أبو بكر بن عياش :ما تركت الرواية عنه إل لسوء مذهبه .و قال الرجان :زائغ غي ثقة انتهى .و خرج أبو داود أيض اi بسنده إل علي رضي ال عنه عن مروان بن الغية عن عمر بن أب قيس عن شعيب بن أب خالد عن أب إسحاق النسفي قال :قال عل ي و نظر إل ابنه السن إن ابن هذا سيد كما ساه رسول ال صلى ال عليه و سلم .سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه ف اللق و ل يشبهه ف اللق يل الرض عدل iو قال هارون حدثنا عمر بن أب قيس عن مطرف بن طريف عن أب السن عن هلل بن عمر سعت عليا iيقول :قال النب صلى ال عليه و سلم :يرج رجل من وراء النهر يقال له الارث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطىء أو يك ن
لل ممد كما مكنت قريش لرسول ال صلى ال عليه و سلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته .سكت أبو داود عليه .و قال ف موضع آخر ف هارون :هو من ولد الشيعة .و قال السليمان :فيه نظر .و قال أبو داود ف عمر بن أب قيس :ل بأس ف حديثه خطأ .و قال الذهب :صدق له أوهام .و أما أبو إسحاق الشيعي و إن خرج عنه ف الصحيحي فقد ثبت أنه اختلط آخر عمره و روايت ه ع ن عل ي، منقطعة ،و كذلك رواية أب داود عن هارون بن الغية .و أما السند الثان فأبو السن فيه و هلل بن عمر مهولن و ل يعرف أبو السن إل من رواية مطرف بن طريف عنه انتهى .و خرج أبو داود أيضا iعن أم سلمة قالت سعت ف الستدرك من طريق علي بن نفيل عن سعيد بن السيب عن أم سلمة قالت سعت رسول ال صلى ال عليه و سلم يقول :الهدي من ولد فاطمة و لفظ الاكم :سعت رسول ال صلى ال عليه و سلم يذكر الهدي فقال :نعم هو حق و هو من بن فاطمة و ل يتكلم عليه بالصحيح و ل غيه و قد ضعفه أبو جعفر العقيلي و قال :ل يتابع علي بن نفيل عليه و ل عرف إل به .و خرج أبو داود أيضا iعن أم سلمة من رواية صال أب الليل عن صاحب ل ه ع ن أم سلمة قال :يكون اختلف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل الدينة هاربا iإل مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و ه و ك اره فيبايعونه بي الركن و القام فيبعث إليه بعث من الشام فيخسف بم بالبيداء بي مكة و الدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الش ام و عصائب أهل العراق فيبايعونه ث ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا iفيظهرون عليهم و ذلك بعث كلب و اليب ة ل ن ل يشهد غنيمة كلب فيقسم الال و يعمل ف الناس بسنة نبيهم صلى ال عليه و سلم و يلقي السلم برانه على الرض فيلبث سبع س ني و قال بعضهم تسع سني ث رواه أبو داود من رواية أب الليل عن عبد ال بن الارث عن أم سلمة فتبي بذلك البه م ف الس ناد الول و رجاله رجال الصحيحي ل مطعن فيهم و ل مغمز و قد يقال إنه من رواية قتادة عن أب الليل و قتادة مدلس و قد عنعنه و الدلس ل يقبل من حديثه إل ما صرح فيه بالسماع .مع أن الديث ليس فيه تصريح بذكر الهدي نعم ذكره أبو داود ف أبوابه و خرج أبو داود أيض ا iو تابعه الاكم عن أب سعيد الدري قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم :الهدي من أجلى البهة اقن الن ف يل الرض قس طا iو عدل iكما ملئت ظلما iو جورا iيلك سبع سني هذا لفظ أب داود و سكت عليه و لفظ الاكم :الهدي منا أهل البيت أش م الن ف أقن أجلى يل الرض قسطا iو عدل iكما ملئت جورا iو ظلما iيعيش هكذا و يبسط يساره و إصبعي من يينه السبابة و البام و عقد ثلث قال الاكم :هذا حديث صحيح على شرط مسلم و ل يرجاه .و عمران القطان متلف ف الحتجاج يه إنا أخرج له البخاري استش هادا iل أصل iو كان يي القطان ل يدث عنه و قال يي بن معي :ليس بالقوي و قال مرة :ليس بشيء .و قال أحد بن حنبل أرجو أن يك ون صال الديث و قال يزيد بن زريع كان حروريا iو كان يرى السيف على أهل القبلة و قال النسائي ضعيف و قال أبو عبيد الجري :سألت أبا داود عنه .فقال :من أصحاب السن و ما سعت إل خيا .iو سعته مرة أخرى ذكره فقال :ضعيف أفت ف إبراهيم بن عبد ال بن حسن بفتوى شديدة فيها سفك الدماء .و خرج الترمذي و ابن ماجة و الاكم عن أب سعيد الدري من طريق زيد العمي عن أب صديق الناجي عن أب سعيد الدري قال :خشينا أن يكون بعض شيء حدث فسألنا نب ال صلى ال عليه و سلم فقال :إن ف أمت الهدي يرج و يعيش خسا iأو سبعا iأو تسعا iزيد الشاك قال قلنا :و ما ذاك ؟ قال سني ! قال :فيجيء إليه الرجل فيقول :يا مهدي أعطن قال :فيحثو له ف ثوبه ما استطاع أن يمله لفظ الترمذي و قال :هذا حديث حسن و قد روى من غي وجه عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه و سلم و لفظ ابن ماجة و الاكم :يكون ف أمت الهدي إن قصر فسبع و إل فتسع فتنعم أمت فيه نعمة ل يسمعوا بثلها قط ت ؤتى الرض أكله ا و ل يدخر منه شيء و الال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول :يا مهدي أعطن فيقول خذ .انتهى .و زيد العمي و إن قال فيه الدارقطن و أحد بن حنبل و يي بن معي إنه صال و زاد أحد إنه فوق يزيد الرقاش و فضل بن عيسى إل أنه قال فيه أبو حات :ضعيف يكتب ح ديثه و ل يتج به .و قال يي بن معي ف رواية أخرى :ل شيء .و قال مرة يكتب حديثه و هو ضعيف .و قال الرجان :متماسك و قال أبو زرعة ليس بقوي واهي الديث ضعيفا iو قال أبو حات ليس بذاك و قد حدث عنه شعبة .و قال النسائي :ضعيف و قال ابن عدي :عامة ما يرويه و من يروى عنهم ضعفاء على أن شعبة قد روى عنه و لعل شعبة ل يرو عن أضعف منه. و قد يقال إن حديث الترمذي وقع تفسيا iلا رواه مسلم ف صحيحه من حديث جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه و سلم :يكون ف آخر أمت ،خليفة يثو الال حثوا iل يعده عدا iو من حديث أب سعيد قال :من خلفائكم خليفة يثو الال حثوا iو من طريق أخرى عنهم ا قال :يكون ف آخر الزمان خليفة يقسم الال و ل يعده انتهى .و أحاديث مسلم يقع فيها ذكر الهدي و ل دليل يقوم على أنه الراد منها .و رواة الاكم أيضا iمن طريق عوف العراب عن أب الصديق الناجي عن أب سعيد الدري قال :قال رسول ال صلى ال عليه و س لم :ل
تقوم الساعة حت تل الرض جورا iو ظلما iو عدوانا iث يرج من أهل بيت رجل يلها قسطا iو عدل iكما ملئت ظلما iو عدوانا iو قال فيه الاكم :هذا صحيح على شرط الشيخي و ل يرجاه .و رواه الاكم أيضا iعن طريق سليمان بن عبيد عن أب الصديق الن اجي ع ن أب سعيد الدري عن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :يرج ف آخر أمت الهدي يسقيه ال الغيث و ترج الرض نباتا و يعط ي ال ال صحاحا iو تكثر الاشية و تعظم المة يعيش سبعا iأو ثانيا iيعن حججا iو قال فيه حديث صحيح السناد و ل يرجاه .مع أن سليمان ب ن عبيد ل يرج له أحد من الستة لكن ذكره ابن حبان ف الثقات و ل يرد أن أحدا iتكلم فيه ث رواه الاكم أيضا iمن طريق أسد بن موس ى عن حاد بن سلمة عن مطر الوراق و أب هارون العبدي عن أب الصديق الناجي عن أب سعيد أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :تل الرض جورا iو ظلما iفيخرج رجل من عترت فيملك سبعا iأو تسعا iفيمل الرض عد iل و قسطا iكما ملئت جورا iو ظلما iو قال الاكم فيه: هذا حديث صحيح على شرط مسلم لنه أخرج عن حاد بن سلمة و عن شيخه مطر الوراق .و أما شيخه الخر و هو أبو هارون العبدي فلم يرج له .و هو ضعيف جدا iمتهم بالكذب و ل حاجة إل بسط أقوال الئمة ف تضعيفه .و أما الراوي له عن حاد بن سلمة فهو أسد بن موسى يلقب أسد السنة و إن قال البخاري :مشهور الديث و استشهد به ف صحيحه .و احتج به أبو داود و النسائي إل إنه قال مرة أخرى :ثقة لو ل يصنف كان خيا iله .و قال فيه ممد ب ن ح زم :منك ر الديث .و رواه الطبان ف معجمه الوسط من رواية أب الواصل عبد الميد بن واصل عن أب الصديق الناجي عن الس ن ب ن يزي د السعدي أحد بن بذلة عن أب سعيد الدري قال سعت رسول ال صلى ال عليه و سلم يقول :يرج رجل من أمت يقول بسنت ينل ال عز و جل له القطر من السماء و ترج الرض بركتها و تل الرض منه قسطا iو عدل iكما ملئت جورا iو ظلما iيعمل على هذه المة سبع سني و ينل على بيت القدس و قال الطبان :فيه رواة جاعة عن أب الصديق و ل يدخل أحد منهم بينه و بي أب سعيد أح دا iإل أب ا الواصل فإنه رواه عن السن بن يزيد عن أب سعيد انتهى .و هذا السن بن يزيد ذكره ابن أب حات و ل يعرفه بأكثر ما ف هذا السناد من روايته عن أب سعيد و رواية أب الصديق عنه و قال الذهب ف اليزان :إنه مهول .لكن ذكره ابن حبان ف الثقات و أما أبو الواصل ال ذي رواه عن أب الصديق فلم يرج له أحد من الستة .و ذكره ابن حبان ف الثقات ف الطبقة الثانية و قال فيه :يروى عن أنس روى عنه شعبة و عتاب بن بشر و خرج ابن ماجة ف كتاب السنن عن عبد ال بن مسعود من طريق يزيد بن أب زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه و سلم إذ أقبل فتية من بن هاشم فلما رآهم رسول ال صلى ال عليه و سلم ذرفت عين اه و تغي لونه قال فقلت ما نزال نرى ف وجهك شيئا iنكرهه فقال :إنا أهل البيت اختار ال لنا الخرة على الدنيا و إن أهل بيت سيلقون بعدي بلء و تشريدا iو تطريدا iحت يأت قوم من قبل الشرق معهم رايات سود فيسألون الب فل يعطونه فيقاتلون و ينصرون فيعطون م ا س ألوا فل يقبلونه حت يدفعوها إل رجل من أهل بيت فيملها قسطا iكما ملوها جورا iفمن أدرك ذلك منكم فليأتم و لو حبوا iعلى الثلج انتهى. و هذا الديث يعرف عند الدثي بديث الرايات .و يزيد بن أب زياد راويه قال فيه شعبة :كان رفاعا iيعن يرفع الحاديث الت ل تع رف مرفوعة .و قال ممد بن الفضيل :من كبار أئمة الشيعة .و قال أحد بن حنبل :ل يكن بالافظ و قال مرة :حديثة ليس بذلك .و قال يي بن معي :ضعيف .و قال العجلي :جائز الديث ،و كان بآخره يلقن .و قال أبو زرعة :لي يكتب حديثه و ل يتج به .و قال أبو ح ات: ليس بالقوي .و قال الرجان :سعتهم يضعفون حديثه .و قال أبو داود :ل أعلم أحدا iترك حديثه و غيه أحب إل منه .و قال ابن ع دي هو من شيعة أهل الكوفة و مع ضعفه يكتب حديثه .و روى له مسلم لكن مقرونا iبغيه .و بالملة فالكثرون على ضعفه .و ق د ص رح الئمة بتضعيف هذا الديث الذي رواه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال و هو حديث الرايات .و قال وكيع بن الراح فيه :ليس بشيء. و كذلك قال أحد بن حنبل و قال أبو قدامة سعت أبا أسامة يقول ف حديث يزيد عن إبراهيم ف الرايات لو حلف عندي خس ي يين اi أسامة ما صدقته أهذا مذهب إبراهيم ؟ أهذا مذهب علقمة ؟ أهذا مذهب عبد ال ؟ و أورد العقيلي هذا الديث ف الضعفاء و قال الذهب ليس بصحيح .و خرج ابن ماجة عن علي رضي ال عنه من رواية ياسي العجلي عن إبراهيم بن ممد بن النفية عن أبيه عن جده قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم :الهدي منا أهل البيت يصلح ال به ف ليلة. و ياسي العجلي و إن قال فيه ابن معي ليس به بأس فقد قال البخاري فيه نظر .و هذه اللفظة من اصطلحه قوية ف التضعيف جدا .iو أورد له ابن عدي ف الكامل و الذهب ف اليزان هذا الديث على وجه الستنكار له و قال هو معروف به .و خرج الطبان ف معجمه الوسط عن علي رضي ال عنه إنه قال للنب صلى ال عليه و سلم أمنا الهدي أم من غينا يا رسول ال ؟ فقال :بل منا بنا يتم ال كما بنا فت ح و
بنا يستنقذون من الشرك و بنا يؤلف ال قلوبم بعد عداوة بينة كما بنا ألف بي قلوبم بعد عداوة الشرك .قال علي أمؤمنون أم كافرون ؟، قال :مفتون و كافر انتهى .و فيه عبد ال بن ليعة و هو ضعيف معروف الال .و فيه عمر بن جابر و الضرمي و هو أضعف من ه .ق ال أحد بن حنبل :روي عن جابر مناكيز و بلغن أنه كان يكذب و قال النسائي ليس بثقة و قال كان ابن ليعة شيخا iأحق ضعيف العق ل و كان يقول :علي ف السحاب ،و كان يلس معنا فيبصر سحابة فيقول ،هذا علي قد مر ف السحاب ،و خرج الطبان عن علي رض ي ال تعال عنه أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :يكون ف آخر الزمان فتنة يصل الناس فيها كما يصل الذهب ف العدن فل تسبوا أهل الشام و لكن سبوا أشرارهم فإن فيهم البدال يوشك أن يرسل على أهل الشام صيب من السماء فيفرق جاعتهم حت لو قاتلتهم الثع الب غلبتهم فعند ذلك يرج خارج من أهل بيت ف ثلث رايات الكثر يقول بم خسة عشر ألفا iو القل يقول بم اثنا عشر ألفا iو أمارتم امت امت يلقون سبع رايات تت كل راية منها رجل يطلب اللك فيقتلهم ال جيعا iو يرد ال إل السلمي إلفتهم و نعمته م و قاص يتهم و رأيهم. و فيه عبد ال بن ليعة و هو ضعيف معروف الال و رواه الاكم ف الستدرك و قال صحيح السناد و ل يرجاه ف روايته ث يظهر الاشي فيد ال الناس إل إلفتهم ال و ليس ف طريقه ابن ليعة و هو إسناد صحيح كما ذكر. و خرج الاكم ف الستدرك عن علي رضي ال عنه من رواية أب الطفيل عن ممد بن النفية قال :كنا عند علي رضي ال عنه فسأله رجل عن الهدي فقال له :هيهات ث عقد بيده سبعا iفقال ذلك يرج ف آخر الزمان إذا قال الرجل ال ال قتل و يمع ال له قوما iقزعا ،iكق زع السحاب يؤلف ال بي قلوبم فل يستوحشون إل أحد و ل يفرحون بأحد دخل فيهم عدتم على عدة أهل بدر ل يسبقهم الول ون و ل يدركهم الخرون و على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر .قال أبو الطفيل قال ابن النفية :أتريده ؟ قلت :نعم .قال :ف إنه يرج من بي هذين الخشبي قلت ل جرم و ال و ل أدعها حت أموت .و مات با يعن مكة قال الاكم :هذا حديث صحيح على شرط الشيخي. و إنا هو على شرط مسلم فقط فإن فيه عمارا iالذهب و يونس بن أب إسحاق و ل يرج لما البخاري و فيه عمرو بن ممد العبقري و ل يرج له البخاري احتجاجا iبل استشهادا iمع ما ينضم إل ذلك من تشيع عمار الذهب و هو و إن وثقه أحد و ابن معي و أبو حات النسائي و غيهم فقد قال علي بن الدن عن سفيان أن بشر بن مروان قطع عرقوبيه قلت ف أي شيء ؟ قال :ف التشيع .و خرج ابن ماجة عن أنس بن مالك رضي ال عنه ف رواية سعد بن عبد الميد بن جعفر عن علي بن زياد اليمامي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد ال ع ن أنس قال سعت رسول ال صلى ال عليه و سلم يقول :نن ولد عبد الطلب سادات أهل النة أنا و حزة و علي و جعف ر و الس ن و السي و الهدي .انتهى. و عكرمة بن عمار و إن أخرج له مسلم فإنا أخرج له متابعة .و قد ضعفه بعض و وثقه آخرون و قال أبو حات الرازي :هو مدلس فل يقبل إل أن يصرح بالسماع علي بن زياد .قال الذهب ف اليزان :ل ندري من هو ،ث قال الصواب فيه :عبد ال بن زياد و سعد بن عبد الميد و إن وثقه يعقوب بن أب شيبة و قال فيه يي بن معي ليس به بأس فقد تكلم فيه الثوري قالوا لنه رآه يفت ف مسائل و يطئ فيها .و قال ابن حبان :كان من فحش عطاؤه فل يتج فيه .و قال أحد بن حنبل :سعيد بن عبد الميد يدعي أنه سع عرض كتب مال ك و الن اس ينكرون عليه ذلك و هو ههنا ببغداد ل يتج فكيف سعها ؟ و جعله الذهب من ل يقدح فيه كلم من تكلم في ه و خ رج ال اكم ف مستدركه من رواية ماهد عن ابن عباس موقوفا iعليه قال ماهد قال ل ابن عباس :لو ل أسع أنك مثل أهل البيت ما حدثتك بذا الديث قال فقال ماهد :فإنه ف ستر ل أذكره لن يكره قال فقال ابن عباس :منا أهل البيت أربعة منا السفاح و منا النذر و منا النص ور و من ا الهدي قال فقال ماهد :بي ل هؤلء الربعة .فقال ابن عباس :أما السفاح فربا قتل أنصاره و عفا عن عدوه ،و أما النذر أراه قال ف إنه يعطي الال الكثي و ل يتعاظم ف نفسه و يسك القليل من حقه و أما النصور فإنه يعطى النصر على عدوه الشطر ما كان يعطي رسول ال صلى ال عليه و سلم و يرهب منه عدوه على مسية شهرين و النصور يرهب منه عدوه على مسية شهر و أما الهدي ال ذي يل الرض عدل iكما ملئت جورا iو تأمن البهائم السباع و تلقي الرض أفلذ كبدها .قال :قلت و ما أفلذ كبدها ؟ قال :أمثال السطوانة من الذهب و الفضة .و قال الاكم هذا حديث صحيح السناد و ل يرجاه و هو من رواية إساعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه و إساعيل ضعيف و إبراهيم أبوه و إن خرج له مسلم فالكثرون على تضعيفه .و خرج ابن ماجة عن ثوبان قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم :يقتت ل
عند كبكم ثلثة كلهم ابن خليفة ث ل يصي إل واحد منهم ث تطلع الرايات السود من قبل الشرق فيقتلونم قتل iل يقتله قوم ث ذكر شيئاi ل أحفظه قال :فإذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا iعلى الثلج فإنه خليفة ال الهدي. و رجاله رجال الصحيحي إل أن فيه أبا قلبة الرمي و ذكر الذهب و غيه أنه مدلس و فيه سفيان الثوري و هو مشهور بالتدليس و ك ل واحد منهما عنعن و ل يصرح بالسماع فل يقبل و فبه عبد الرزاق بن هام و كان مشهورا iبالتشيع و عمي ف آخر وقته فخلط قال اب ن عدي :حدث بأحاديث ف الفضائل ل يوافقه عليها أحد ،و نسبوه إل التشيع .انتهى .و خرج ابن ماجة عن عبد ال بن الارث بن ج زء الزيدي من طريق ابن ليعة عن أب زرعة عن عمر بن جابر الضرمي عن عبد ال بن الارث بن جزء قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم :يرج ناس من الشرق فيوطئون للمهدي .يعن سلطانه .قال الطبان :تفرد به ابن ليعة و قد تقدم لنا ف حديث علي الذي خرج ه الطبان ف معجمه الوسط أن ابن ليعة ضعيف و أن شيخه عمر بن جابر أضعف منه و خرج البزاز ف مس نده و الط بان ف معجم ه الوسط و اللفظ للطبان عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه و سلم قال :يكون ف أمت الهدي إن قصر فسبع و إل فثمان و إل فتس ع تنعم فيها أمت نعمة ل ينعموا بثلها ترسل السماء عليهم مدرارا iو ل تدخر الرض شيئا iمن النبات و الال كدوس يقوم الرجل يق ول ي ا مهدي أعطن فيقول خذ. قال الطبان و البزار تفرد به ممد بن مروان العجلي زاد البزار :و ل نعلم أنه تابعه عليه أحد و هو و إن وثقه أبو داود و ابن حبان أيضا iبا ذكره ف الثقات و قال فيه يي بن معي صال و قال مرة ليس به بأس فقد اختلفوا فيه و قال أبو زرعة :ليس عندي بذلك و قال عب د ال بن أحد بن حنبل :رأيت ممد بن مروان العجلي حدث بأحاديث و أنا شاهد ل نكتبها تركتها على عمد و كتب بعض أصحابنا عنه كأنه ضعفه .و خرجه أبو يعلى الوصلي ف مسنده عن أب هريرة و قال :حدثن خليلي أبو القاسم صلى ال عليه و سلم قال :ل تقوم الساعة حت يرج عليهم رجل من أهل بيت فيضربم حت يرجعوا إل الق قال قلت و كم يلك ؟ قال :خسا iو اثنتي قال قلت و ما خسا iو اثنتي قال ل أدري. و هذا السند غي متج به و إن قال فيه بشي بن نيك و قال فيه أبو حات ل يتج به فقلت احتج به الشيخان و وثقه الناس و ل يلتفت وا إل قول أب حات ل يتج به إل أنه قال فيه رجاء ابن أب رجاء اليشكري و هو متلف فيه قال أبو زرعة ثقة و قال يي بن معي :ض عيف .و قال أبو داود :ضعيف .و قال مرة ،صال .و علق له البخاري ف صحيحه حديثا iواحدا .iو خرج أبو بكر الباز ف مس نده و الط بان ف معجمه الكبي و الوسط عن قرة بن إياس قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم :لتملن الرض جورا iو ظلما iفإذا ملئت جورا iو ظلماi بعث ال رجل iمن أمت اسه اسي و اسم أبيه اسم أب يلها عدل iو قسطا iكما ملئت جورا iو ظلما iفل تنع السماء من قطرها ش يئiا و ل تدخر الرض من نباتا يلبث فيكم سبعا iأو ثانيا iأو تسعا iيعن سني .ا ه .و فيه داود بن الب بن الرم عن أبيه و ها ضعيفان ج دا .iو خرج الطبان ف معجمه الوسط عن ابن عمر قال :كان رسول ال صلى ال عليه و سلم ف نفر من الهاجرين و النصار و علي ب ن أ ب طالب عن يساره و العباس عن يينه إذ تلحى العباس و رجل من النصار فأغلظ النصاري للعباس فأخذ النب صلى ال عليه و سلم بي د العباس و بيد علي و قال :سيخرج من صلب هذا فت يل الرض جورا iو ظلما iو سيخرج من صلب هذا فت Ïيل الرض قسطا iو ع دلi فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفت التميمي فإنه يقبل من قبل الشرق و هو صاحب راية الهدي انتهى .و فيه عبد ال بن عمر و عبد ال بن ليعة و ها ضعيفان.
القسم الثان من الفصل الثالث و المسون ف أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس ف شأنه و كشف الغطاء عن ذلك القسم الثان و خرج الطبان ف معجمه الوسط عن طلحة بن عبد ال عن النب صلى ال عليه و سلم قال :ستكون فتنة ل يس كن منه ا ج انب إل تشاجر جانب حت ينادي مناد من السماء أن أميكم فلن 1 .ه .و فيه الثن بن الصباح و هو ضعيف جدا .iو ليس ف الديث تصريح بذكر الهدي و إنا ذكروه ف أبوابه و ترجته استئناسا .iفهذه جلة الحاديث الت خرجها الئمة ف شأن الهدي و خروجه آخر الزمان .و
هي كما رأيت ل يلص منها من النقد إل القليل و القل منه .و ربا تسك النكرون لشأنه با رواه ممد بن خالد الندي عن أب ان ب ن صال بن أب عياش عن السن البصري عن أنس بن مالك عن النب صلى ال عليه و سلم قال :ل مهدي إل عيسى بن مري و قال يي ب ن معي ف ممد بن خالد الندي :إنه ثقة .و قال البيهقي :تفرد به ممد بن خالد .و قال الاكم فيه :أنه رجل مهول و اختل ف علي ه ف إسناده فمرة يروونه كما تقدم و ينسب ذلك لمد بن إدريس الشافعي و مرة يروونه عن ممد بن خالد عن أباب عن السن عن النب صلى ال عليه و سلم مرسل .iقال البيهقي :فرجع إل رواية ممد بن خالد و هو مهول عن أبان بن أب عياش و هو متروك عن السن عن الن ب صلى ال عليه و سلم و هو منقطع و بالملة فالديث ضعيف مضطرب .و قد قيل أن ل مهدي إل عيسى أي ل يتكلم ف الهد إل عيسى ياولون بذا التأويل رد الحتجاج به أو المع بينه و بي الحاديث و هو مدفوع بديث جريج و مثله من الوارق .و أما التصوفة فل م يكن التقدمون منهم يوضون ف شيء من هذا ل إنا كان كلمهم ف الاهدة بالعمال و ما يصل عنها من نتائج الواجد و الح وال و كان كلم المامية و الرافضة من الشيعة ف تفصيل علي رضي ال عنه و القول بإمامته و ادعاء الوصية له بذلك من النب صلى ال علي ه و سلم و التبىء من الشيخي كما ذكرناه ف مذاهبهم ث حدث فيهم بعد القول بالمام العصوم و كثرت الت أليف ف م ذاهبهم .و ج اء الساعيلية منهم يدعون الوهية المام بنوع من اللول و آخرون يدعون رجعة من مات من الئمة بنوع التناسخ ،و آخرون منتظرون ميء من يقطع بوته منكم و آخرون منتظرون عود المر ف أهل البيت مستدلي على ذلك با قدمناه من الحاديث ف الهدي و غيها .ث حدث أيضا iعند التأخرين من الصوفية الكلم ف الكشف و فيما وراء الس و ظهر من كثي منهم القول عل ى الطلق ب اللول و الوح دة فشاركوا فيها المامية و الرافضة لقولم بألوهية الئمة و حلول الله فيهم. و ظهر منهم أيضا iالقول بالقطب و البدال و كأنه ياكي مذهب الرافضة ف المام و النقباء .و أشربوا أقوال الشيعة و توغلوا ف الديان ة بذاهبهم ،حت جعلوا مستند طريقهم ف لبس الرقة أن عليا iرضي ال عنه ألبسها السن البصري و أخذ عليه العهد بالتزام الطريقة .و اتصل ذلك عنهم بالنيد من شيوخهم .و ل يعلم هذا عن علي من وجه صحيح .و ل تكن هذه الطريقة خاصة بعلي كرم ال وجهه بل الصحابة كلهم أسوة ف طريق الدى و ف تصيص هذا بعلي دونم رائحة من التشيع قوية يفهم منها و من غيها من القوم دخله م ف التش يع و انراطهم ف سلكه .و ظهر منهم أيضا iالقول بالقطب و امتلت كتب الساعيلية من الرافضة و كتب التأخرين من التصوفة بثل ذل ك ف الفاطمي النتظر و كان بعضهم يليه على بعض و يلقنه بعضهم عن بعض و كانة مبن على أصول واهية من الفريقي و ربا يستدد بعض هم بكلم النجمي ف القرانات و هو من نوع الكلم ف اللحم و يأت الكلم عليها ف الباب الذي يلي هذا .و أكثر من تكلم م ن ه ؤلء التصوفة التأخرين ف شأن الفاطمي ،ابن العرب ،الاتي ف كتاب عنقاء مغرب و ابن قسي ف كتاب خلع النعلي و عبد الق بن سبعي و ابن أب واصل تلميذه ف شرحه لكتاب خلع النعلي .و أكثر كلماتم ف شأنه ألغاز و أمثال و ربا يصرحون ف القل أو ص رح مفس رو كلمهم .و حاصل مذهبهم فيه على ما ذكر ابن أ ب واصل أن النبؤة با ظهر الق و الدى بعد الضلل و العمى و أنا تعقبها اللف ة ث يعقب اللفة اللك ث يعود تبا iو تكبا iو باطل .iقالوا :و لا كان ف العهود من سنة ال رجوع المور إل ما كانت وجب أن ييا أم ر النبؤة و الق بالولية ث بلفتها ث يعقبها الدجل مكان اللك و التسلط ث يعود الكفر باله يشيون بذا لا وقع من شأن النبؤة و اللف ة بعدها و اللك بعد اللفة .هذه ثلث مراتب .و كذلك الولية الت هي لذا الفاطمي و الدجل بعدها كناية عن خروج الدجل على أثره و الكفر من بعد ذلك فهي ثلث مراتب على نسبة الثلث الراتب الول .قالوا :و لا كان أمر اللفة لقريش حكما iشرعيا iبالجاع الذي ل يوهنه إنكار من يزاول علمه وجب أن تكون المامة فيمن هو أخص من قريش بالنب صلى ال عليه و سلم إما ظاهرا iكبن عبد الطل ب و إما باطنا iمن كان من حقيقة الل ،و الل من إذا حضر ل يلقب من هو آله. و ابن العرب الاتي ساه ف كتابه عنقاء مغرب من تأليفه :خات الولياء و كن عنه بلبنة الفضة إشارة إل حديث البخاري ف ب اب خ ات النبيي قال صلى ال عليه و سلم :مثلي فيمن قبلي من النبياء كمثل رجل ابتن بيتا iو أكمله حت إذا ل يبق منه إل موضع لبنة فأنا تلك اللبنة فيفسرون خات النبيي باللبنة حت أكملت البنيان و معناه النب الذي حصلت له النبؤة الكاملة .و يثلون الولية ف تفاوت مراتبها ب النبؤة و يعلون صاحب الكمال فيها خات الولياء أي حائز الرتبة الت هي خاتة الولية كما كان خات النبياء حائزا iللمرتبة الت هي خاتة النب ؤة. فكن الشارح عن تلك الرتبة الاتة بلبنة البيت ف الديث الذكور.
و ها على نسبة واحدة فيهما .فهي لبنة واحدة ف التمثيل .ففي النبؤة لبنة ذهب و ف الولية لبنة فضة للتفاوت بي الرتبتي كما بي الذهب و الفضة .فيجعلون لبنة الذهب كناية عن النب صلى ال عليه و سلم و لبنة الفضة كناية عن هذا الول الفاطمي النتظر و ذلك خات النبياء و هذا خات الولياء .و قال ابن العرب فيما نقل ابن أب واصل عنه و هذا المام النتظر هو من أهل البيت من ولد فاطمة و ظهوره يكون من بعد مضي ) خ ف ج ( من الجرة و رسم حروفا iثلثة يريد عددها بساب المل و هو الاء العجمة بواحدة من فوق س تمائة و الف اء أخت القاف بثماني و اليم العجمة بواحدة من أسفل ثلثة و ذلك ستمائة و ثلث و ثانون سنة و هي آخر القرن السابع و لا انصرم هذا العصر و ل يظهر حل ذلك بعض القلدين لم على أن الراد بتلك الدة مولده و عب بظهوره عن مولده و أن خروجه يكون بع د العش ر السبعمائة فإنه المام الناجم من ناجية الغرب .قال :و إذا كان مولده كما زعم ابن العرب سنة ثلث و ثاني و ستمائة فيكون عمره عن د خروجه ستا iو عشرين سنة قال و زعموا أن خروج الدجال يكون سنة ثلث و أربعي و سبعمائة من اليوم المدي و ابتداء اليوم المدي عندهم من يوم وفاة النب صلى ال عليه و سلم إل تام ألف سنة قال ابن أب واصل ف شرحه كتاب خلع النعلي الول النتظر القائم بأمر ال الشار إليه بحمد الهدي و خات الولياء و ليس هو بنب و إنا هو ول ابتعثه روحه و حبيبه .قال صلى ال عليه و سلم :الع ال ف ق ومه كالنب ف أمته .و قال :علماء أمت كأنبياء بن إسرائيل و ل تزل البشرى تتابع به من أول اليوم المدي إل قبيل المسمائة نصف الي وم و تأكدت و تضاعفت بتباشي الشايخ بتقريب وقته و ازدلف زمانه منذ انقضت إل هلم جرا قال و ذكر الكندي :أن هذا الول هو ال ذي يصلي بالناس صلة الظهر و يدد السلم و يظهر العدل و يفتح جزيرة الندلس و يصل إل رومية فيفتحها و يسي إل الشرق فيفتح ه و يفتح القسطنطيبية و يصي له ملك الرض فيتقوى السلمون و يعلو السلم و يطهر دين النيفية فإن من صلة الظهر إل صلة العصر وقت صلة قال عليه الصلة و السلم :ما بي هذين وقت و قال الكندي أيضا :iالروف العربية غي العجمة يعن الفتتح با سور القرآن جل ة عددها سبعمائة و ثلث و أربعون و سبع دجالية ث ينل عيسى ف وقت صلة العصر فيصلح الدنيا وتشي الشاة مع الذئب ث مبلغ مل ك العجم بعد إسلمهم مع عيسى مائة و سبعون عاما iعدد حروف العجم ) ق ي ن ( دولة العدل منها أربعون عاما iقال ابن أب واصل و م ا ورد من قوله ل مهدي إل عيسى فمعناه ل مهدي تساوي هدايته وليته و قيل ل يتكلم ف الهد إل عيسى و هذا مدفوع بديث جريج و غي .و قد جاء ف الصحيح أنه قال ) :ل يزال هذا المر قائما iحت تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة يعن قرشيا.( i و قد أعطى الوجود أن منهم من كان ف أول السلم و منهم من سيكون ف آخره .و قال :اللفة بعدي ثلثون أو إحدى و ثلث ون أو ست و ثلثون وانقضاؤها ف خلفة السن و أول أمر معاوية فيكون أول أمر معاوية خلفة أخذا iبأوائل الساء فهو سادس اللفاء و أم ا سابع اللفاء فعمر بن عند العزيز .و الباقون خسة من أهل البيت من ذرية علي يؤيده قوله ) :إنك لذو قرنيها ( يريد المة أي إنك لليف ة ف أولا و ذريتك ف آخبها .و ربا استدل بذا الديث القائلون بالرجعة .فالول هو الشار إليه عندهم بطلوع الشمس من مغربا .و ق د قال صلى ال عليه و سلم إذا هلك كسرى فل كسرى بعده و إذا هلك قيصر فل قيصر بعده و الذي نفسي بيده لتنفقن كنوزها ف سبيل ال و قد انفق عمر بن الطاب كنوز كسرى ف سبيل ال و الذي يهلك قيصر و ينفق كنوزه ف سبيل ال هو ه ذا النتظ ر حي يفت ح القسطنطينية :فنعم المي أميها و نعم اليش ذلك اليش. كذا قال صلى ال عليه و سلم :و مدة حكمه بضع و البضع من ثلث إل تسع و قيل إل عشر و جاء ذكر أربعي و ف بعض الرواي ات سبعي .و أما الربعون فإنا مدته و مدة اللفاء الربعة الباقي من أهله القائمي بأمره من بعده على جيعهم السلم قال و ذكر أص حاب النجوم و القرانات أن مدة بقاء أمر و أهل بيته من بعده مائة و تسعة و خسون عاما iفيكون المر على هذا جاريا iعلى اللف ة و الع دل أربعي أو سبعي ث تتلف الحوال فتكون ملكا iانتهي كلم ابن أب واصل .و قال ف موضع آخر ) :نزول عيسى يكون ف وقت ص لة العصر من اليوم المدي حي تضي ثلثة أرباعه ( قال و ذكر الكندي يعقوب بن إسحاق ف كتاب الفر الذي ذكر فيه القرانات ) :أنه إذا وصل القرآن إل الثور على رأس ضح برفي الضاد العجمة و الاء الهملة ( يريد ثانية و تسعي و ستمائة من الجرة ينل السيح فيحكم ف الرض ما شاء ال تعال قال و قد ورد ف الديث أن عيسى ينل عند النارة البيضاء ش رقي دمش ق ينل بي مهرودتي يعن حل تي مزعفرتي صفراوين مصرتي واضعا iكفيه على أجنحة اللكي له لة كأنا خرج من دياس إذا طأطأ رأسه قطر و إذا رفعه تدر منه ج ان كاللؤلؤ كثي خيلن الوجه و ف حديث آخر مربوع اللق و إل البياض و المرة .و ف آخر :أنه يتزوج ف الغرب .و الغرب دلو البادي ة يريد اله يتزوج منها و تلد زوجته .و ذكر وفاته بعد أربعي عاما .iو جاء أن عيسى يوت بالدينة و يدفن إل جانب عمر بن الط اب .و
جاء أن أبا بكر و عمر يشران بي نبيي قال ابن أب واصل ) :و الشيعة تقول إنه هو السيح مسيح السائح من آل ممد قلت و عليه ح ل بعض التصوفة حديث ل مهدي إل عيسى أي ل يكون مهدي إل الهدي الذي نسبته إل الشريعة المدية نسبة عيسى إل الشريعة الوسوية ف التباع و عدم النسخ إل كلم من أمثال هذا يعينون فيه الوقت و الرجل و الكان بأدلة واهية و تكمات متلفة فينقضي الزمان و ل أثر لشيء من ذلك فيجعون إل تديد رأي آخر تنتحل كما تراه من مفهومات لغوية و أشياء تييلية و أحكام نومية ف هذا انقضت أعمار أن أول منهم و الخر. و أما التصوفة الذين عاصرناهم فأكثرهم يشيون إل ظهور رجل مدد لحكام اللة و مراسم الق و يتحينون ظهوره لا قرب من عص رنا فبعضهم يقول من ولد فاطمة و بعضهم يطلق القول فيه سعناه من جاعة أكبهم أبو يعقوب البادسي كبي الولياء بالغرب ك ان ف أول هذه الائة الثامنة و أخبن عنه حافده صاحبنا أبو يي زكرياء عن أبيه أب ممد عبد ال عن أبيه الول أب يعقوب الذكور هذا آخ ر م ا اطلعنا عليه أو بلغنا من كلم هؤلء التصوفة و ما أورده أهل الديث من أخبار الهدي قد استوفينا جيعه ببلغ طاقتنا و الق الذي ينبغي أن يتقرر لديك أنه ل تتم دعوة من الدين و اللك إل بوجود شوكة عصبية تظهره و تدافع عنه من يدفعه حت يتم أمر ال فيه .و قد قررنا ذلك من قبل بالباهي القطعية الت أريناك هناك و عصبية الفاطميي بل و قريش أجع قد تلشت من جيع الفاق و وجد أمم آخرون قد اشتغلت عصبيتهم على عصبية قريش إل ما بقي بالجاز ف مكة و ينبع بالدينة من الطالبي من بن حسن و بن حسي و بن جعفر و هم منتشرون ف تلك البلد و غالبون عليها و هم عصائب بدوية متفرقون ف مواطنهم و إماراتم يبلغون آلفا iمن الكثرة فإن صح ظهور هذا الهدي فل وجه لظهور دعوته إل بأن يكون منهم و يؤلف ال بي قلوبم ف اتباعه حت تتم له شوكة و عصبة وافية بإظهار كلمته و حل الناس عليها و أما على غي هذا الوجه مثل أن يدعو فاطمي منهم إل مثل هذا المر ف أفق من الفاق من غي عصبية و ل شوكة إل مرد نسبة ف أهل البيت فل يتم ذلك و ل يكن لا أسلفناه من الباهي الصحيحة .و أما ما تدعيه العامة و الغمار من الدهاء من ل يرجع ف ذلك إل عقل يهديه و ل علم يفيده فيجيبون ذلك على غي نسبة و ف غي مكان تقليدا iلا اشتهر من ظهور فاطمي و ل يعلمون حقيقة المر كما بيناه و أكثر ما ييبون ف ذلك القاصية من المالك و أطراف العمران مثل الزاب بأفريقية و السوس من الغرب .و ند الكثي من ضعفاء البص ائر يقصدون رباطا iباسة لا كان ذلك الرباط بالغرب من اللثمي من كدالة و اعتقادهم أنه منهم أو قائمون بدعوته زعما iل مس تند ل م إل غرابة تلك المم و بعدهم عن يقي العرفة بأحوالا من كثية أو قلة أو ضعف أو قوة و لبعد القاصية عن منال الدولة و خروجها عن نطاقها فتقوى عندهم الوهام ف ظهوره هناك بروجه عن برقة الدولة و منال الحكام و القهر و ل مصول لديهم ف ذلك إل هذا .و قد يقص د ذلك الوضع كثي من ضعفاء العقول للتلبيس بدعوة يييه تامها وسواسا iو حقا iو قتل كثي منهم .اخبن شيخنا iممد بن إبراهيم البلي قال خرج برباط ماسة لول الائة الثامنة و عصر السلطان يوسف بن يعقوب رجل من منتحلي التصوف يعرف بالتويرزي نسبة إل توزر مصغراi و ادعى أنه الفاطمي النتظر و اتبعه الكثي من أهل السوس من ضالة iو كزولة و عظم أمره و خافه رؤساء الصامدة على أمرهم فدس علي ه السكسوي من قتله بياتا iو انل أمره .و كذلك ظهر ف غمارة ف آخر الائة السابعة و عشر التسعي منها رجل يعرف بالعباس و ادعى أن ه الفاطمي و اتبعه الدهاء من غمارة و دخل مدينة فاس عنوة و حرق أسواقها و ارتل إل بلد الزمة فقتل با غيلة و ل يتم أمره .و كثي من هذا النمط .و أخبن شيخنا الذكور بغريبة ف مثل هذا و هو أنه صحب ف حجة ف رباط العباد و هو مدفن الشيخ أب م دين ف جب ل تلمسان الطل عليها رجل iمن أهل البيت من سكان كربلء كان متبوعا iمعظما iكثي التلميذ و الادم .قال و كان الرجال من موطنه يتلقونه بالنفقات ف أكثر البلدان .قال و تأكدت الصحبة بيننا ف ذلك الطريق فانكشف ل أمرهم و أنم إنا جاءوا من موطنهم بكر بلء لطل ب هذا المر و انتحال دعوة الفاطمي بالغرب .فلما عاين دولة بن مرين و يوسف بن يعقوب يومئذ منازل تلمسان قال لصحابه ارجعوا فقد أزرى بنا الغلط و ليس هذا الوقت وقتنا .و يدل هذا القول من هذا الرجل على أنه مستبصر ف أن المر ل يتم إل بالعصبية الكافئة له ل الوقت فلما علم أنه غريب ف ذلك الوطن و ل شوكة له و أن عصبية بن مرين لذلك العهد ل يقاومها أحد من أهل الغ رب اس تكان و رجع إل الق و أقصر عن مطامعه .و بقي عليه أن يستيقن أن عصبية الفواطم و قريش أجع قد ذهبت ل سيما ف الغرب إل أن التعص ب لشأنه ل يتركه لذا القول و ال يعلم و أنتم ل تعلمون .و قد كانت بالغرب لذه العصور القريبة نزعة من الدعاة إل الق و القيام بالسنة ل ينتحلون فيها دعوة فاطمي و ل غيه و إنا ينع منهم ف بعض الحيان الواحد فالواحد إل إقامة السنة و تغيي النكر و يعتن بذلك و يكثر تابعه و أكثر ما يعنون بإصلح السابلة لا أن أكثر فساد العراب فيها لا قدمناه من طبيعة معاشهم فيأخذون ف تغيي النكر با استطاعوا إل
أن الصبغة الدينية فيهم ل تستحكم لا أن توبة العرب و رجوعهم إل الدين إنا يقصدون با القصار عن الغارة و النه ب ل يعقل ون ف توبتهم و إقبالم إل مناحي الديانة غي ذلك لنا العصية الت كانوا عليها قبل القربة و منها توبتهم .فتجد ذلك النتحل لل دعوة و الق ائم بزعمه بالسنة غي متعمقي ف فروع القتداء و التباع إنا دينهم العراض عن النهب و البغي و إفساد السابلة ث القبال على طلب الدنيا و العاش بأقصى جهدهم .و شتان بي طلب هذا الجر من إصلح اللق و من طلب الدنيا فاتفاقهما متنع ل تستحكم له صبغة ف الدين و ل يكمل له نزوع عن الباطل على الملة و ل يكثرون .و يتلف حال صاحب الدعوة معهم ف استحكام دينه و ول يته ف نفسه دون ت ابعه فإذا هلك انل أمرهم و تلشت عصبتهم و قد وقع ذلك بأفريقية لرجل من كعب من سليم يسمى قاسم بن مرة بن أحد ف الائة السابعة ث من بعده لرجل آخر من بادية رياح من بطون منهم يعرفون بسلم و كان يسمى سعادة و كان أشد دينا iمن الول و أقوم طريقة ف نفسه و مع ذلك فلم يستتب أمر تابعه كما ذكرناه حسبما يأت ف ذكر ذلك ف موضعه عند ذكر قبائل سليم و رياح و بعد ذلك ظهر ناس ب ذه الدعوة يتشبهون بثل ذلك و يلبسون فيها و ينتحلون اسم السنة و ليسوا عليها إل القل فل يتيم لم و ل لن بعدهم شيء م ن أمره م. انتهى.
الفصل الرابع و المسون ف ابتداء الدول و المم و ف الكلم على اللحم و الكشف عن مسمى الفر إعلم أن من خواص النفوس البشرية التشوق إل عواقب أمورهم و علم ما يدث لم من حياة و موت و خي و شر سيما الوادث العام ة كمعرفة ما بقي من الدنيا و معرفة مدد الدول أو تفاوتا و التطلع إل هذا طبيعة مبولون عليها و لذلك تد الكثي من الناس يتش وقون إل الوقوف على ذلك ف النام و الخبار من الكهان لن قصدهم بثل ذلك من اللوك و السوقة معروفة و لقد ند ف الدن صنفا iم ن الن اس ينتحلون العاش من ذلك لعلمهم برص الناس عليه فينتصبون لم ف الطرقات و الدكاكي يتعرضون لن يسألم عنه فتغدو عليهم و ت روح نسوان الدينة و صبيانا و كثي من ضعفاء العقول يستكشفون عواقب أمرهم ف الكسب و الاه و العاش و العاشرة و العداوة و أمثال ذلك ما بي خط ف الرمل و يسمونه النجم و طرف بالصى و البوب و يسمونه الاسب و نظر ف الرايا و الياه و يسمونه ضارب الندل و هو من النكرات الفاشية ف المصار لا تقرر ف الشريعة من ذم ذلك و إن البشر مجوبون عن الغيب إل من أطلعه ال عليه من عنده ف نوم أو ولية .و أكثر ما يعتن بذلك و يتطلع إليه المراء و اللوك ف آماد دولتهم و لذلك انصرفت العناية من أهل العلم إليه و كل أمة من الم م يوجد لم كلم من كاهن أو منجم أو ول ف مثل ذلك من ملك يرتقبونه أو دولة يدثون أنفسهم با و ما يدث لم من الرب و اللحم و مدة بقاء الدولة و عدد اللوك فيها و التعرض لسائهم و يسمى مثل ذلك الدثان و كان ف العرب الكهان و العرافون يرجعون إليهم ف ذلك و قد أخبوا با سيكون للعرب من اللك و الدولة كما وقع لشق و سطيح ف تأويل رؤيا ربيعة بن نصر من ملوك اليمن أخبهم بلك البشة بلدهم ث رجوعها إليهم ث ظهر اللك و الدولة للعرب من بعد ذلك و كذا تأويل سطيح لرؤيا الوبذان حيث بعث إليه كسرى با مع عند السيح و أخبهم بظهور دولة العرب .و كذا كان ف جيل الببر كهان من أشهرهم موسى بن صال من بن يفرن و يقال من غمرة له كلمات حدثانية على طريقة الشر برطانتهم و فيها حدثان كثي و معظمة فيما يكون .لزناتة من اللك و الدولة بالغرب و هي متداولة بي أهل اليل و هم يزعمون تارة أنه ول و تارة أنه كاهن و قد يزعم بعض مزاعمهم أنه كان نبيا iلن تاريه عندهم قبل الجرة بك ثي و ال أعلم .و قد يستند اليل إل خب النبياء أن كان لعهدهم كما وقع لبن إسرائيل فإن أنبياءهم التعاقبي فيهم كانوا يبونم بثل ه عن دما يعنونم ف السؤال عنه .و أما ف الدولة السلمية فوقع منه كثي فيما يرجع إل بقاء الدنيا و مدتا على العموم و فيما يرجع إل الدول ة و أعمارها على الصوص و كان العتمد ف ذلك ف صدر السلم لثار منقولة عن الصحابة و خصوصا iمسلمة بن إسرائيل مث ل كع ب الخبار و وهب بن منبه و أمثالما و ربا اقتبسوا بعض ذلك من ظواهر مأثورة و تأويلت متملة .و وقع لعفر و أمثاله من أهل البيت كثي من ذلك مستندهم فيه و ال أعلم الكشف با كانوا عليه من الولية و إذا كان مثله ل ينكر من غيهم من الولياء ف ذويهم و أعقابم و قد قال صلى ال عليه و سلم :إن فيكم مدثي فهم أول الناس بذه الرتب الشريفة و الكرامات الوهوبة .و أما بعد صدر الل ة و حي عل ق
الناس على العلوم و الصطلحات و ترجت كتب الكماء إل اللسان العرب .فأكثر معتمدهم ف ذلك كلم النجمي ف اللك و الدول و سائر المور العامة من القرانات و ف الواليد و السائل و سائر المور الاصة من الطوالع لا و هي شكل الفلك عند حدوثها فلن ذكر الن ما وقع لهل الثر ف ذلك ث يرجع إل كلم النجمي .أما أهل الثر فلهم ف مدة اللل و بقاء الدنيا على ما وقع ف كتاب السهيلي ف إنه نقل عن الطبي ما يقتضي أن مدة بقاء الدنيا منذ اللة خسمائة سنة و نقص ذلك بظهور كذبه و مستند الطبي ف ذلك أنه نقل عن اب ن عباس أن الدنيا جعة من جع الخرة و ل يذكر لذلك دليل .iو سره و ال أعلم تقدير الدنيا بأيام خلق السماوات و الرض و هي سبعة ث اليوم بألف سنة لقوله :وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون و قد ثبت ف الصحيحي :أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :أجلهم ف أجل من كان قبلهم من صلة العصر إل غروب الشمس و قال :بعثت أنا و الساعة كهاتي و أشار بالسبابة و الوسطى و قدر م ا بي صلة العصر و غروب الشمس و حي صيورة ظل كل شيء مثليه يكون على التقريب نصف سبع ،و كذلك وصل الوسطى على السبابة فتكون هذه الدة نصف سبع المعة كلها و هو خسمائة سنة و يؤيده قوله صلى ال عليه و سلم :لن يعجز ال أن يؤخر هذه المة نصف يوم فدل ذلك على أن مدة الدنيا قبل اللة خسة آلف و خسمائة سنة و عن وهب بن منبه أنا خسة آلف و ستمائة سنة أعن الاضي و عن كعب أن مدة الدنيا كلها ستة آلف سنة قال السهيلي :و ليس ف الديثي ما يشهد لشيء ما ذكره مع وقوع الوجود بلفه فأما قوله: لن يعجز ال أن يؤخر هذه المة نصف يوم فل يقتضي نفي أن الزيادة على النصف و أما قوله :بعثت أنا و الساعة كهاتي فإنا فيه الشارة إل القرب و أنه ليس بينه و بي الساعة نب غيه و ل شرع غي شرعه ث رجع السهيلي إل تعيي أمد اللة من مدرك آخر لو ساعده التحقيق و هو أنه جع الروف القطعة ف أوائل السور بعد حذف الكرر قال و هي أربعة عشر حرفا iيمعها قولك ) أل يسطع نص حق ك ره ( فأخذ عددها بساب المل فكان سبعمائة و ثلثة أضافه إل النقضي من اللف الخر قبل بعثته فهذه هي مدة اللة قال و ل يبعد ذلك أن يكون من مقتضيات هذه الروف و فوائدها قلت :و كونه ل يبعد ل يقتضي ظهوره و ل التعويل عليه .و الذي حل السهيلي على ذل ك إنا هو ما وقع ف كتاب السي لبن إسحاق ف حديث ابن أخطب من أخبار اليهود و ها أبو ياسر و أخوه حي حي سعا من الح رف القطعة ) أل ( و تأولها على بيان الدة بذا الساب فبلغت إحدى و سبعي فاستقل الدة و جاء حي إل النب صلى ال عليه و سلم يسأله: هل مع هذا غيه ؟ فقال ) الص ( ث استزاد ) الرث ( ث استزاد ) الر ( فكانت إحدى و سبعي و مائتي فاستطال الدة و قال :قد لبس علينا أمرك يا ممد حت ل ندري أقليل iأعطيت أم كثيا iث ذهبوا عنه و قال لم أبو ياسر ما يدريكم لعله أعطى عددها كلها تسعمائة و أرب ع سني قال ابن إسحاق فنل قولة تعال :منه آيات مكمات هن أم الكتاب و أخر متشابات 1 .ه .و ل يقوم من القصة دليل على تقدير اللة بذا العدد لن دللة هذه الروف على تلك العداد ليست طبيعية و ل عقلية و إنا هي بالتواضع و الصطلح الذي يسمونه حس اب المل نعم إنه قدي مشهور و قدم الصطلح ل يصي حجة و ليس أبو ياسر و أخوة حي من يؤخذ رأيه ف ذلك دليل iو ل م ن علم اء اليهود لنم كانوا بادية بالجاز غفل iعن الصنائع و العلوم حت عن علم شريعتهم وفقه كتابم و ملتهم و إنا يتلقفون مثل هذا الس اب كما تتلقفه العوام ف كل ملة فل ينهض للسهيلي دليل على ما ادعاه من ذلك .و وقع ف اللة ف حدثان دولتها على الصوص مسند م ن الثر إجال ف حديث خرجه أبو داود عن حذيفة بن اليمان من طريق شيخه ممد بن يي الذهب عن سعيد بن أب مري عن عبد ال ب ن فروخ عن أسامة بن زيد الليثي عن أب قبيصة بن ذؤيب عن أبيه قال قال حذيفة بن اليمان :و ال ما أدري أنسي أصحاب أم تناسوه و ال ما ترك رسول ال صلى ال عليه و سلم من قائد فئة إل أن تنقضي الدنيا ل يبلغ من معه ثلثمائة فصاعدا iإل قد ساه لنا باسه و اس م أبي ه و قبيلته و سكت عليه أبو داود و قد تقدم أنه قال ف رسالته ما سكته عليه ف كتابه فهو صال و هذا الديث إذا كان صحيحا iفهو مم ل و يفتقر ف بيان إجاله و تعيي مبهماته إل آثار أخرى يود أسانيدها .و قد وقع إسناد هذا الديث ف غي كتاب السنن على غي هذا ال وجه فوقع ف الصحيحي من حديث حذيفة أيضا iقال :قام رسول ال صلى ال عليه و سلم فينا خطيبا iفما ترك شيئا iيكون ف مقامه ذاك إل قيام الساعة إل حدث عنه حفظه من حفظه و نسيه من نسيه قد علمه أصحابه هؤلء و لفظ البخاري :ما ترك شيئا iإل قيام الساعة إل ذكره و ف كتاب الترمذي من حديث أب سعيد الدري قال صلى بنا رسول ال صلى ال عليه و سلم يوما iصلة العصر بنهار ث قام خطيبا iفل م يدع شيئا iيكون إل قيام الساعة إل أخبنا به حفظه من حفظه و نسيه من نسيه و هذه الحاديث كلها ممولة على ما ثبت ف الصحيحي من أحاديث الفت و الشتراط ل غي لنه العهود من الشارع صلوات ال و سلمه عليه ف أمثال هذه العمومات و هذه الزيادة الت تفرد با أبو داود ف هذه الطريق شاذة منكرة مع أن الئمة اختلفوا ف رجاله فقال ابن أب مري ف ابن فروخ أحاديثه مناكي .و قال البخاري يعرف
منه و ينكر و قال ابن عدي أحاديثه غي مفوظة و أسامة بن زيد و أن خرج له ف الصحيحي و وثقه ابن معي فإنا خرج ل ه البخ اري استشهادا iو ضعفه يي بن سعيد و أحد بن حنبل و قال ابن حات يكتب حديثه و ل يتج به .و أبو قبيضة ابن ذؤيب مهول .فتضعف هذه الزيادة الت وقعت لب داود ف هذا الديث من هذه الهات مع شذوذها كما مر .و قد يستندون ف حدثان الدول عل ى الص وص إل كتاب الفر و يزعمون أن فيه علم ذلك كله من طريق الثار و النجوم ل يزيدون على ذلك و ل يعرفون أصل ذلك و ل مستنده و اعل م أن كتاب الفر كان أصله أن هازون بن سعيد العجلي و هو رأس الزيدية كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق و فيه علم ما سيقع لهل البيت على العموم و لبعض الشخاص منهم على الصوص وقع ذلك لعفر و نظائره من رجالتم على طريق الكرامة و الكشف الذي يقع لثلهم من الولياء و كان مكتوبا iعند جعفر ف جند ثور صغي فرواه عنه هارون العجلي و كتبه و ساه الفر باسم اللد الذي كتب في ه لن الفر ف اللغة هو الصغي و صار هذا السم علما iعلى هذا الكتاب عندهم و كان فيه تفسي القرآن و ما ف باطنه من غرائب الع ان مروية عن جعفر الصادق .و هذا الكتاب ل تتصل روايته و ل عرف عينه و إنا يظهر منه شواذ من الكلمات ل يصحبها دليل و لو ص ح السند إل جعفر الصادق لكان فيه نعم الستند من نفسه أو من رجال قومه فهم أهل الكرامات و قد صح عنه أنه كان يذر بعض قرابت ه بوقائع تكون لم فتصح كما يقول و قد حذر يي ابن عمه زيد من مصرعه و عصاه فخرج و قتل بالوزجان كما ه و مع روف .و إذا كانت الكرامة تقع لغيهم فما ظنك بم علما iو دينا iو آثارا iمن النؤة و عناية من ال بالصل الكري تشهد لفروعه الطيبة و قد ينقل بي أهل البيت كثي من هذا الكلم غي منسوب إل أحد و ف أخبار دولة العبيديي كثي منه و انظر ما حكاه ابن الرقيق ف لقاء أب عبد ال الشيعي لعبيد ال الهدي مع ابنه ممد البيب و ما حدثاه به و كيف بعثاه إل ابن حوشب داعيتهم باليمن فأمره بالروج إل الغرب و بث الدعوة فيه على علمه لقنه أن دعوته تتم هناك و أن عبيد ال لا بن الهدية بعد استفحال دولتهم بأفريقية قال ) :بنيتها ليعتصم با الفواطم ساعة من نار ( و أراهم موقف صاحب المار أب يزيد بالدية و كان يسأل عن منتهى موقفه حت جاءه الب ببلوغه إل الكان الذي عينه جده أبو عبيد ال فأيقن بالظفر و برز من البلد فهزمه و اتبعه إل ناحية الزاب فظفر به و قتله و مثل هذه الخبار كثية. و أما النجمون فيستندون ف حدثان الدول إل الحكام النجومية أما ف المور العامة مثل اللك و الدول فمن القران ات و خصوص ا iبي العلويي و ذلك أن العلويي زحل و الشتري يقترنان ف كل عشرين سنة مرة ث يعود القرآن إل برج آخر ف تلك الثلثة من التثليث الين ث بعده إل آخر كذلك إل أن يتكرر ف الثلثة الواحدة اثنت عشرة مرة تستوي بروجه الثلثة ف ستي سنة ث يعود فيستوي با ف ستي سنة ث يعود ثالثة ث رابعة فيستوي ف الثلثة باثنت عشرة مرة و أربع عودات ف مائتي و أربعي سنة و يكون انتقاله ف كل برج على التثليث الين و ينتقل من الثلثة إل الثلثة الت تليها أعن البج الذي يلي البج الخي من القرآن الذي قبلة ف الثلثة و هذا القرآن الذي هو قران العلويي ينقسم إل كبي و صغي و وسط فالكبي هو اجتماع العلويي ف درجة واحدة من الفلك إل أن يعود إليها بعد تسعمائة و ستي سنة م رة واحدة و الوسط هو اقتران العلويي ف كل مثلثة اثنت عشرة مرة و بعد مائتي و أربعي سنة ينتقل إل مثلثة أخرى و الصغي ه و اق تران العلويي ف درجة برج و بعد عشرين سنة يقترنان ف برج آخر على تثليثه الين ف مثل درجه أو دقائقه مثال ذلك وقع القرآن يك ون أول دقيقة من المل و بعد عشرين يكون ف أول دقيقة من السد و هذه كلها نارية و هذا كله قران صغي ث يعود إل أول المل بعد س تي سنة و يسمى دور القران و عود القران و بعد مائتي و أربعي ينتقل من النارية إل الترابية لنا بعدها و هذا قران وسط ث ينتقل إل الوائية ث الائية ث يرجع إل أول المل ف تسعمائة و ستي سنة و هو الكبي و القران الكبي يدل على عظام المور مثل تغيي الل ك و الدول ة و انتقال اللك من قوم إل قوم و الوسط على ظهور التغلبي و الطالبي للملك و الصغي على ظهور الوارج وال دعاة و خ راب ال دن أو عمرانا و يقع ف أثناء هذه القرانات قران النحسي ف برج السرطان ف كل ثلثي سنة مرة و يسمى الرابع و برج السرطان هو طالع العال و فيه و بال زحل و هبوط الريخ فتعظم دللة هذا القران ف الفت و الروب و سفك الدماء و ظهور الوارج و حركة العساكر و عصيان الند و الوباء و القحط و يدوم ذلك أو ينتهي على قدر السعادة و النحوسة ف وقت قرانما على قدر تيسي الدليل فيه .قال جراس بن أحد الاسب ف الكتاب الذي ألفه لنظام اللك و رجوع الريخ إل العرب له أثر عظيم ف اللة السلمية لنه كان دليلها فالولد النبوي كان عند قران العلويي ببج العقرب فلما رجع هنالك حدث التشويش على اللفاء و كثر الرض ف أهل العلم و الدين و نقصت أح والم و رب ا اندم بعض بيوت العبادة و قد يقال أنه كان عند قتل علي رضي ال عنه و مروان من بن أمية و التوكل من بن العباس فإذا روعيت ه ذه الحكام مع أحكام القرانات كانت ف غاية الحكام و ذكر شاذان البلخي :أن اللة تنتهي إل ثلثائة و عشرين .و قد ظهر ك ذب ه ذا
القول .و قال أبو معشر :يظهر بعد الائة و المسي منها اختلف كثي و ل يصح ذلك .و قال خراشى :رأي ت ف كت ب الق دماء أن النجمي أخبوا كسرى عن ملك العرب و ظهور النبؤة فيهم .و أن دليلهم الزهرة و كانت ف شرفها فيبقى اللك فيهم أربعي سنة و ق ال أبو معشر ف كتاب القرانات القسمة إذا انتهت إل السابعة و العشرين من الوت فيها شرف الزهرة و وقع القران مع ذلك ببج العقرب و هو دليل الرب ظهرت حينئذ دولة العرب و كان منهم نب و يكون قوة ملكه و مدته على ما بقي من درجات شرف الزهرة و هي إحدى عشرة درجة بتقريب من برج الوت و مدة ذلك ستمائة و عشر سني و كان ظهور أب مسلم عند انتقال الزهرة و وق وع القس مة أول المل و صاحب الد الشتري .و قال يعقوب بن إسحاق الكندي أن مدة اللة تنتهي إل ستمائة و ثلثا iو تسعي سنة .قال :لن الزه رة كانت عند قران اللة ف ثان و عشرين درجة و ثلثي دقيقة من الوت فالباقي إحدى عشرة درجة و ثان عشرة دقيقة و دقائقها س تون فيكون ستمائة و ثلثا iو تسعي سنة .قال :و هذه مدة اللة باتفاق الكماء و يعضده الروف الواقعة ف أول السور بذف الكرر و اعتبار بساب المل .قلت و هذا هو الذي ذكره السهيلي و الغالب أن الول هو مستند السهيلي فيما نقلناه عنه .قال خراش :سأل هرمز إفري د الكيم عن مدة أردشي و ولده ملوك الساسانية فقال :دليل ملكه الشتري و كان ف شرفه فيعطى أطول السني و أجودها أربعمائة و سبعاi و عشرين سنة ث تزيد الزهرة و تكون ف شرفها و هي دليل العرب فيملكون لن طالع القران اليزان و صاحبه الزهرة و كانت عند القران ف شرفها مدة انم يلكون ألف سنة و ستي سنة .و سأل كسرى أنوشروان وزيره بزر جهر الكيم عن خروج اللك من فارس إل العرب فأخبه أن القائم منهم يولد لمس و أربعي من دولته و يلك الشرق و الغرب و الشتري يغوص إل الزهرة و ينتقل القران من الوائية إل العقرب و هو مائي و هو دليل العرب فهذه الدلة تفضي للملة بدة دور الزهرة و هي ألف و ستون سنة .و سأل كسرى ال وزير ألي وس الكيم عن ذلك فقال مثل قول بزر جهر .و قال توفيل الرومي النجم ف أيام بن أمية :أن ملة السلم تبقى مدة القران الكبي تس عمائة و ستي سنة فإذا عاد القران إل برج العقرب كما كان ف ابتداء اللة و تغي وضع الكواكب عن هيئتها ف قران اللة فحينئذ إما أن يفتر العمل به أو يتجدد من الحكام ما يوجب خلف الفن .قال خراش :و اتفقوا على أن خراب العال يكون باستيلء الاء و النار حت تلك س ائر الكونات و ذلك عندما يقطع قلب السد أربعا iو عشرين درجة و هي حد الريخ ،و ذلك بعد مضي تسعمائة و ستي سنة .و ذكر خراش: أن ملك زابلستان بعث إل الأمون بكيمه ذوبان أتفه به ف هدية و أنه تصرف للمأمون ف الختيارات بروب أخيه و بعقد اللواء لطاهر و أن الأمون أعظم حكمته فسأله عن مدة ملكهم فأخبه بانقطاع اللك من عقبه و اتصاله ف ولد أخيه و أن العجم يتغلبون على اللفة م ن الديلم ف دولة سنة خسي و يكون ما يريده ال ث يسوء حالم ث تظهر الترك من شال الشرق فيملكون إل الشام و الفرات و سيحون و سيملكون بلد الروم و يكون ما يريده ال فقال له الأمون :من أين لك هذا ؟ فقال :من كتب الكماء و من أحكام صصة بن داهر الندي الذي وضع الشطرنج .قلت و الترك الذين أشار إل ظهورهم بعد الديلم هم السلجوقية و قد انقضت دولتهم أول الق رن الس ابع .ق ال خراش :و انتقال القران إل الثلثة الائية من برج الوت يكون سنة ثلث و ثلثي و ثانائة ليزدجرد و بعدها إل برج العقرب حيث ك ان قران الئة سنة ثلث و خسي .قال :و الذي ف الوت هو أول النتقال و الذي ف العقرب يستخرج منه دلئل اللة .قال :و تويل الس نة الول من القران الول ف الثلثات الائية ف ثان رجب سنة ثان و ستي و ثانائة و ل يستوف الكلم على ذلك .و أما مستند النجمي ف دولة على الصوص فمن القران الوسط و هيئة الفلك عند وقوعه لن له دللة عندهم على حدوث الدولة و جهاتا من العمران و القائمي با من المم و عدد ملوكهم و أسائهم و أعمارهم و نلهم و أديانم و عوائدهم و حروبم كما ذكر أبو معشر ف كتابه ف القرانات و قد توجد هذه الدللة من القران الصغر إذا كان الوسط دال iعليه فمن يوجد الكلم ف الدول و قد كان يعقوب بن إسحاق الكندي منج م الرشيد و الأمون وضع ف القرانات الكائنة ف اللة كتابا iساه الشيعة بالفر باسم كتابم النسوب إل جعفر الصادق و ذكر فيه فيما يق ال حدثان :دولة بن العباس و أنا نايته و أشار إل انقراضها و الادثة على بغداد أنا تقع ف انتصاف الائة السابعة و أنه بانقراض ها يك ون انقراض اللة و ل نقف على شيء من خب هذا الكتاب و ل رأينا من وقف عليه و لعله غرق ف كتبهم الت طرحها هلكو ملك الت تر ف دجلة عند استيلئهم على بغداد و قتل الستعصم آخر اللفاء و قد وقع بالغرب جزء منسوب إل هذا الكتاب يسمونه الف ر الص غي و الظاهر أنه وضع لبن عبد الؤمن لذكر الولي من ملوك الوحدين فيه على التفصيل و مطابقة من تقدم عن ذلك من حدثانه و ك ذب م ا بعده و كان ف دولة بن العباس من بعد الكندي منجمون و كتب ف الدثان و انظر ما نقله الطبي ف أخبار الهدي عن أب ب ديل م ن أصحاب صنائع الدولة قال بعث إل الربيع و السن ف غزاتما مع الرشيد أيام أبيه فجئتهما جوف الليل فإذا عندها كتاب من كتب الدولة
يعن الدثان و إذا مدة الهدي فيه عشر سيني فقلت :هذا الكتاب ل يفى على الهدي و قد مضى من دولته ما مضى فإذا وقف عليه كنتم قد نعيتم إليه نفسه .قال فما اليلة فاستدعيت عنبسة الوراق مول آل بديل و قلت له انسخ هذه الورقة و اكتب مكان عشر أربعي ففعل فو ال لول أن رأيت العشرة ف تلك الورقة و الربعي ف هذه ما كنت أشك أنا هي ث كتب الناس من بعد ذلك ف حدثان الدول منظوما iو منثورا iو رجزا iما شاء ال أن يكتبوه و بأيدي الناس متفرقة كثي منها و تسمى اللحم .و بعضها ف حدثان اللة على العموم و بعض ها ف دولة على الصوص و كلها منسوبة إل مشاهي من أهل الليقة و ليس منها أصل يعتمد على روايته عن واضعه النسوب إليه فم ن ه ذه اللحم بالغرب قصيدة ابن مرانة من بر الطويل على روي الراء و هي متداولة بي الناس و تسب العامة أنا من الدثان العام فيطلق ون الكثي منها على الاضر و الستقبل و الذي سعناه من شيوخنا أنا مصوصة بدولة لتونه لن الرجل كان قبيل دولتهم و ذكر فيها استيلءهم على سبتة من يد موال بن حود و ملكهم لعدوة الندلس و من اللحم بيد أهل الغرب أيضا iقصيدة تسمى التبعية أولا: طربت و ما ذاك من طرب و قد يطرب الطائر الغتصب و ما ذاك من للهو أراه و لكن لتذكار بعض السبب قريبا iمن خسمائة بيت أو ألف فيما يقال ذكر فيها كثيا iمن دولة الوحدين و أشار فيها إل الفاطمي و غيه و الظاهر أنا مصنوعة و م ن اللحم بالغرب أيضا iملعبة من الشعر الزجلي منسوبة لبعض اليهود ذكر فيها أحكام القرانات لعصره العلويي و النحسي و غيها و ذكر ميتته قتيل iبفاس و كان كذلك فيما زعموه و أوله: ف صبغ ذا الزرق لشرفه خيارا فافهموا يا قوم هذي الشارا نم زحل اخب بذي العلما و بدل الشكل و هي سلما شاشية زرقا بدل العماما و شاش أزرق بدل الغرارا يقول ف آخره قد ت ذا التجنيس لنسان يهودي يصلب ف بلدة فاس ف يوم عيد حت ييه الناس من البوادي و قتله يا قوم على الفراد و أبياته نو المسمائة و هي ف القرانات الت دلت على دولة الوحدين و من ملحم الغرب أيضا iقصيدة من عروض التقارب عل ى روي الباء ف حدثان دولة بن أب حفص بتونس من الوحدين منسوبة لبن البار .و قال ل قاضي قسنطينية الطيب الكبي أبو علي بن باديس و كان بصيا iبا يقوله و له قدم ف التنجيم فقال ل :أن هذا ابن البار ليس هو الافظ الندلسي الكاتب مقتول الستنصر و إنا ه و رج ل خياط من أهلي تونس تواطأت شهرته مع شهرة الافظ و كان والدي رحه ال تعال ينشد هذه البيات من هذه اللحمة و بقي بعضها ف حفظي مطلعها: عذيري من زمن قلب يغز ببارقه الشنب و منها. و يبقى هناك على مرقب و يبعث من جيشه قائداi فتأت إل الشيخ أخباره فيقبل كالمل الجرب و يظهر من عدله سية و تلك سياسة مستجلب و منها ف ذكر أحوال تونس على العموم. فأما رأيت الرسوم امت و ل يرع حق لذي منصب فخذ ف الترحل عن تونس وودع معالها و اذهب تضيف البيء إل الذنب فسوف تكون با فتنة و وقفت بالغرب على ملحمة أخرى ف دولة بن أب حفص هؤلء بتونس فيها بعد السلطات أب يي الشهي عاشر ملوكهم ذكر ممد أخيه من بعده يقول فيها:
و يعرف بالوثاب ف نسخة الصل و بعد أب عبد الله شقيقه إل أن هذا الرجل ل يلكها بعد أخيه و كان ين بذلك نفسه إل أن هلك و من اللحم ف الغرب أيضا iاللعبة النسوبة إل الوثن على لغة العامة ف عروض البلد: فترت المطار و ل تفتر دعن بدمعي التان و ان تلى و تغدر و استقت كلها الويدان فأول ما ميل ما تدري البلد كلما تروي و العام و الربيع تري ما بي الصيف و الشتوي دعن نبكي و من عذر قال حي صحت الدعوى: ذا القرن اشتد و تري أنادي من ذي الزمان و هي طويلة و مفوظة بي عامة الغرب القصى و الغالب عليها الوضع لنه ل يصح منها قول إل على تأويل ترفه العامة أو الارف فيه من ينتحلها من الاصة و وقفت بالشرق على ملحمة منسوبة لب العرب الاتي ف كلم طويل شبه اللغاز ل يعلم تأويله إل ال لتحلله إل أوفاق عددية و رموز ملغوزة و أشكال حيوانات تامه و رؤوس مقطعة و تاثيل من حيوانات غريبة .و ف آخرها قصيدة على روي اللم و الغالب أنا كلها غي صحيحة لنا ل تنشأ عن أصل علمي من نامة و ل غيها و سعت أيضا iأن هناك ملحم أخرى منسوبة لبن سيناء و ابن عقاب و ليس ف شيء معها دليل على الصحة لن ذلك إنا يؤخذ من القرانات و وقفت بالشرق أيضا iعلى ملحمة من حدثان دولة الترك منسوبة إل رجل من الصوفية يسمى الباجر بقي و كلها إلغاز بالروف أولا. من علم جفر و صي والد السن إن شئت تكسف سر الفر يا سائلي و الوصف فافهم كفعل الاذق الفطن فافهم و كن و اعيا iحرفا iو جلته لكنن أذكر الت من الزمن أما الذي قبل عصري لست أذكره باء ميم بطيش نام ف الكنن يشهر بيبس يبقى بعد خستها له القضاء قضى أي ذلك النن شي له أثر من تت سرته و أذربيجان ف ملك إل اليمن فمصر و الشام مع أرض العراق له و منها: الفاتك الباتك العن بالسمن و آل بوران لا نال طاهرهم ل لو فاق و نوت ذي قرن للع سي ضعيف السن سي أتى يبقى باء و أين بعد ذو سن قوم شجاع له عقل و مشورة و منها: يلي الشورة ميم اللك ذو اللسن من بعد باء من العوام قتلته و منها: ف عصره فت ناهيك من فت هذا هو العرج الكلب فاعن به عار عن القاف قاف جد بالفت يأت من الشرق ف جيش يقدمهم أبدت بشجو على الهلي و الوطن بقتل دال و مثل الشام أجعها ن الزلزال ما زال حاء غي مقتطن إذا أتى زلزلت يا ويح مصر م هلكا iو ينفق أموال iبل ثن طاء و ظاء و عي كلهم حبسوا هون به إن ذاك الصن ف سكن يسي القاف قافا iعند جعهم ل سلم اللف سي لذاك بن و ينصبون أخاه و هو صالهم
من السني يدان اللك ف الزمن تت وليتهم بالاء ل أحد و يقال أنه أشار إل اللك الظاهر و قدوم أبيه عليه بصر: و طول غيبته و الشطف و الزرن يأت إليه أبوه بعد هجرته و أبياتا كثية و الغالب أنا موضوعة و مثل صنعتها كان ف القدي كثي و معروف للنتحال. حكى الؤرخون لخبار بغداد أنه كان با أيام القتدر وراق ذكي يعرف بالدانال يبل الوراق و يكتب فيها بط عتيق يرمز فيه بروف من أساء أهل الدولة و يشي با إل ما يعرف ميلهم إليه من أحوال الرفعة و الاه كأنا ملحم و يصل على ما يريده منهم من ال دنيا و أن ه وضع ف بعض دفاتره ميما iمكررة ثلث مرات و جاء به إل مفلح مول القتدر .فقال له هذا كناية عنك و هو مفلح مول القتدر و ذك ر عنه ما يرضاه و يناله من الدولة و نصب لذلك علمات يوه با عليه فبدل له ما أغناه به ث وضعه للوزير ابن القاسم بن وهب على مفل ح هذا و كان معزول iفجاءه بأوراق مثلها و ذكر اسم الوزير بثل هذه الروف و بعلمات ذكرها و أنه يلي الوزارة للثان عشر من اللفاء و تستقيم المور على يديه و يقهر العداء و يغي الدنيا ف أيامه و أوقف مفلحا iهذا على الوراق و ذكر فيها كوائن أخرى و ملحم من هذا النوع ما وقع و ما ل يقع و نسب جيعه إل دانيال فأعجب به مفلح .و وقف عليه القتدر و اهتدى من تلك المور و العلمات إل اب ن وهب و كان ذلك سببا iلوزارته بثل هذه اليلة العريقة ف الكذب و الهل بثل هذه اللغاز و الظاهر أن هذه اللحمة ال ت ينس بونا إل الباجربقي من هذا النوع و لقد سألت أكمل الدين ابن شيخ النفية من العجم بالديار الصرية عن هذه اللحمة و عن هذا الرج ل ال ذي تنسب إليه من الصوفية و هو الباجربقي و كان عارفا iبطرائقهم فقال كان من القلندرية البتدعة ف حلق اللحية و كان يتحدث عما يك ون بطريق الكشف و يومي إل رجال معيني عنده و يلغز عليهم بروف يعينها ف ضمنها لن يراه منهم و ربا يظهر نظم ذلك ف أبيات قليل ة كان يتعاهدها فتنوقلت عنه و ولع الناس با و جعلوها ملحمة مرموزة و زاد فيها الراصون من ذلك النس ف كل عصر و شغل العام ة بفك رموزها و هو أمر متنع إذ الرمز إنا يهدي إل كشفه قانون يعرف قبله و يوضع له و أما مثل هذه الروف فدللتها على الراد منه ا مصوصة بذا النظم ل يتجاوزوه فرأيت من كلم هذا الرجل الفاصل شفاء لا كان ف النفس من أمر هذه اللحمة و ما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الباب الرابع من الكتاب الول ف البلدان و المصار و سائر العمران و م ا يعرض ف ذلك من الحوال و فيه سوابق و لواحق الفص ل الول ف أن الدول من الدن و المصار و أنا إنا توجد ثانية عن اللك و بيانه أن البناء و اختطاط النازل إنا من منازع الضارة الت يدعو إليها الترف و الدعة كما قدمناه و ذلك متأخر عن البداوة و منازعها و أيضا iفالدن و المصار ذات هياكل و أجرام عظيمة و بناء كبي و هي موضوعة للعموم ل للخصوص فتحتاج إل اجتماع اليدي و ك ثرة التعاون و ليست من المور الضرورية للناس الت تعم با البلوى حت يكون نزوعهم إليها اضطرارا iبل ل بد من إكراهه م عل ى ذل ك و سوقهم إليه مضطهدين بعصا اللك أو مرغبي ف الثواب و الجر الذي ل يفي بكثرته إل اللك و الدولة .فل ب د ف تص ي المص ار و اختطاط الدن من الدولة و اللك .ث إذا بنيت الدينة و كمل تشييدها بسب نظر من شيدها و با اقتضته الحوال السماوية و الرضية فيها فعمر الدولة حينئذ عمر لا فإن كان عمر الدولة قصيا iوقف الل فيها عند انتهاء الدولة و تراجع عمرانا و خربت و إن كان أمد الدول ة طويل iو مدتا منفسحة فلتزال الصانع فيها تشاد و النازل الرحيبة تكثر و تتعدد و نطاق السواق يتباعد و ينفسح إل أن تسمع الط ة و تبعد السافة و ينفسح ذرع الساحة كما وقع ببغداد و أمثالا .ذكر الطيب ف تأريه أن المامات بلغ عددها ببغداد لعهد الأمون خسة و ستي ألف حام و كانت مشتملة على مدن و أمصار متلصقة و متقاربة تاوز الربعي و ل تكن مدينة وحدها يمعها سور واحد لفراط العمران و كذا حال القيوان و قرطبة و الهدية ف اللة السلمية و حال مصر القاهرة بعدها فيما بلغنا لذا العهد و أما بعد انقراض الدولة
الشيدة للمدينة فإما أن يكون لضواحي تلك الدينة و ما قاربا من البال و البسائط بادية يدها العمران دائما iفيكون ذلك حافظا iلوجودها و يستمر عمرها بعد الدولة كما تراه بفاس و باية من الغرب و بعراق العجم من الشرق الوجود لا العمران من البال لن أهل البداوة إذا انتهت أحوالم إل غاياتا من الرفه و الكسب تدعو إل الدعة و السكون الذي ف طبيعة البشر فينلون الدن و المصار و يتأهلون و أما إذا ل يكن لتلك الدينة الؤسسة مادة تفيدها العمران بترادف الساكن من بدرها فيكون انقراض الدولة خرقا iلسياجها فيزول حفظها و يتناقص عمرانا شيئا iفشيئا iإل أن يبذعر ساكنها و ترب كما و قع بصر و بغداد و الكوفة بالشرق و القيوان و الهدية و قلعة بن حاد بالغرب و أمثالا فتفهمه و ربا ينل الدينة بعد انقراض متطيها الولي ملك آخر و دولة ثانية يتخذها قرارا iو كرسيا iيستغن با عن اختطاط مدين ة ينلا فتحفظ تلك الدولة سياجها و تتزايد مبانيها و مصانعها بتزايد أحوال الدولة الثانية و ترفها و تستجد بعمرانا عمرا iآخر كم ا وق ع بفاس و القاهرة لذا العهد و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الثان ف أن اللك يدعو إل نزول المصار و ذلك أن القبائل و العصائب إذا حصل لم اللك اضطروا للستيلء على المصار لمرين أحدها ما يدعو إليه اللك من الدعة و الراحة و حط الثقال و استكمال ما كان ناقصا iمن أمور العمران ف البدو و الثان دفع ما يتوقع على اللك من أمر النازعي و الشاغبي لن الص ر الذي يكون ف نواحيهم ربا يكون ملجأ لن يروم منازعتهم و الروج عليهم و انتزاع ذلك اللك الذي سوا إليه من أيديهم فيعتصم بذلك الصر و يغالبهم و مغالبة الصر على ناية من الصعوبة و الشقة و الصر يقوم مقام العساكر التعددة لا فيه من المتناع و نكاية الرب م ن وراء الدران من غي حاجة إل كثي عدد و ل عظيم شوكة لن الشوكة و العصابة إنا احتيج إليهما ف الرب للثبات لا يقع من بعد كرة القوم بعضهم على بعض عند الولة و ثبات هؤلء بالدران فل يضطرون إل كبي عصابة و ل عدد فيكون حال هذا الصن و من يعتصم به من النازعي ما يفت عضد المة الت تروم الستيلء و يضد شوكة استيلئها فإذا كانت بي أجنابم أمصار انتظموه ا ف اس تيلئهم للمن من مثل هذا النرام و إن ل يكن هناك مصر استحدثوه ضرورة لتكميل عمرانم أول iو حط أثقالم و ليكون شجا iف حلق من يروم العزة و المتناع عليهم من طوائفهم و عصائبهم فتعي أن اللك يدعو إل نزول المصار و الستيلء عليها و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق ل رب سواه.
الفصل الثالث ف أن الدن العظيمة و الياكل الرتفعة إنا يشيدها اللك الكثي قد قدمنا ذلك ف آثار الدولة من البان و غيها و أنا تكون على نسبتها و ذلك أن تشييد الدن إنا يصل باجتماع الفعل ة و ك ثرتم و تعاونم فإذا كانت الدولة عظيمة متسعة المالك حشر الفعلة من أقطارها و جعت أيديهم على عملها و ربا استعي ف ذلك ف أكثر المر بالندام الذي يضاعف القوي و القدر ف حل أثقال البناء لعجز القوة البشرية و ضعفها عن ذلك كالخال و غيه و ربا يتوهم ك ثي م ن الناس إذا نظر إل آثار القدمي و مصانعهم العظيمة مثل إيوان كسرى و أهرام مصر و حنايا العلقة و شرشال بالغرب إنا كانت بق درهم متفرقي أو متمعي فيتخيل لم أجساما iتناسب ذلك أعظم من هذه بكثي ف طولا و قدرها لتناسب بينها و بي القدر الت صدرت تل ك البان عنها و يغفل عن شأن الندام و الخال و ما اقتضته ف ذلك الصناعة الندسية و كثي من التغلبي ف البلد يعاين ف ش أن البن اء و استعمال اليل ف نقل الجرام عند أهل الدولة العتني بذلك من العجم ما يشهد له با قلناه عيانا iو أكثر آثار القدمي لذا العهد تس ميها العامة عادية iنسبة iإل قوم عاد لتوههم أن مبان عاد و مصانعهم إنا عظمت لعظم أجسامهم و تضاعف قدرهم .و ليس كذلك ،فقد ن د آثارا iكثية من آثار الذين تعرف مقادير أجسامهم من المم و هي ف مثل ذلك العظم أو أعظم كإيوان كسرى و مبان العبيديي من الشيعة بأفريقية و الصنهاجيي وأثرهم باد إل اليوم ف صومعة قلعة بن حاد و كذلك بناء الغالبة ف جامع القيوان و بناء الوحدين ف رباط الفتح و رباط السلطان أب سعيد لعهد أربعي سنة ف النصورة بإزاء تلمسان و كذلك النايا الت جلب إليها أهل قرطاجنة الاء ف القناة الراكب ة عليها ماثلة لذا العهد و غي ذلك من البان و الياكل الت نقلت إلينا أخبار أهلها قريبا iو بعيدا iو تيقنا iأنم ل يكونوا ب إفراط ف مق ادير
أجسامهم و إنا هذا رأي ولع به القصاص عن قوم عاد و ثود و العمالقة .و ند بيوت ثود ف الجر منحوتة إل هذا العهد و قد ثب ت ف الديث الصحيح أنا بيوتم ير با الركب الجازي ف أكثر السني و يشاهدونا ل تزيد ف جوها و مساحتها و سكها على التعاهد و إنم ليبالغون فيما يعتقدون من ذلك حت أنم ليزعمون أن عوج بن عناق من جيل العمالقة كان يتناول السمك من البحر ط ريئا iفيش ويه ف الشمس يزعمون بذلك أن الشمس حارة فيما قرب منها و ل يعلمون أن الر فيما لدينا هو الضوء لنعكاس الشعاع بقابلة سطح الرض و الواء و أما الشمس ف نفسها فغي حارة و ل باردة و إنا هي كوكب مضيء ل مزاج له و قد تقدم شيء من هذا ف الفصل الثان حي ث ذكرنا أن آثار الدولة على نسبة كل قوتا ف أصلها .و ال يلق ما يشاء و يكم ما يريد.
الفصل الرابع ف أن الياكل العظيمة جدا iل تستقل ببنائها الدولة الواحدة و السبب ف ذلك ما ذكرناه من حاجة البناء إل التعاون و مضاعفة القدر البشرية و قد تكون البان ف عظمها أكثر من الق در مف ردة أو مضاعفة بالندام كما قلناه فيحتاج إل معاودة قدر أخرى مثلها ف أزمنة متعاقبة إل أن تتم. فيبتدئ الول منهم بالبناء ،و يعقبه الثان و الثالث ،و كل واحد منهم قد استكمل شأنه ف حشر الفعلة و جع اليدي حت يتم القصد من ذلك و يكمل و يكون ماثل iللعيان يظنه من يراه من الخرين أنه بناء دولة واحدة .و انظر ف ذلك ما نقله الؤرخون ف بناء سد م أرب و أن الذي بناه سبأ بن يشخب و ساق إليه سبعي واديا iو عاقه الوت عن إتامه فأته ملوك حي من بعده و مثل هذا ما نقل ف بناء قرطاجنة و قناتا الراكبة على النايا العادية و أكثر البان العظيمة ف الغالب هذا شأنا و يشهد لذلك أن البان العظيمة لعهدنا ند الل ك الواح د يشرع ف اختطاطها و تأسيسها فإذا ل يتبع أثره من بعده من اللوك ف إتامها بقيت بالا و ل يكمل القصد فيها .و يشهد لذلك أيضا iأن ا ند آثارا iكثية من البان العظيمة تعجز الدول عن هدمها و تريبها مع أن الدم أيسر من البناء بكثي لن الدم رجوع إل الصل الذي هو العدم و البناء على خلف الصل. فإذا وجدنا بناء تضعف قوتنا البشرية عن هدمه مع سهولة الدم علمنا أن القدرة الت أسسته مفرطة القوة و أنا ليست أثر دولة واح دة و هذا مثل ما وقع للعرب ف إيوان كسرى لا اعتزم الرشيد على هدمه و بعث إل يي بن خالد و هو ف مبسه يستشيه ف ذلك فقال يا أمي الؤمني ل تفعل و اتركه ماثل iيستدل به على عظم ملك آبائك الذين سلبوا اللك لهل ذلك اليكل فاتمه ف النصيحة و قال أخذته النعرة للعجم و ال لصر عنه و شرع ف هدمه و جع اليدي عليه و اتذ له الفؤس و حاه بالنار و صب عليه الل حت إذا أدركه العج ز بع د ذلك كله وخاف الفضيحة بعث إل يي يستشيه ثانيا iف التجاف عن الدم فقال ل تفعل و استمر على ذلك لئل يقال عجز أمي الؤمني و ملك العرب عن هدم مصنع من مصانع العجم فرفعها الرشيد و أقصر عن هدمه و كذلك اتفق للمأمون ف هدم الهرام الت بصر و ج ع الفعلة لدمها فلم يل بطائل و شرعوا ف نقبه فانتهوا إل جو بي الائط و الظاهر و ما بعده من اليطان و هنالك كان منتهى هدمهم و هو إل اليوم فيما يقال منفذ ظاهر و يزعم الزاعمون أنه وجد ركازا iبي تلك اليطان وال أعلم .و كذلك حنايا العلقة إل هذا العهد تت اج أهل مدينة تونس إل انتخاب الجارة لبنائهم أو تستجيد الصناع حجارة تلك النايا فيحاولون على هدمها اليام العدي دة و ل يس قط الصغي من جدرانا إل بعد عصب الريق و تتمع له الافل الشهورة شهدت منها ف أيام صباي كثيا iوال خلقكم وما تعملون.
الفصل الامس فيما تب مراعاته ف أوضاع الدن و ما يدث إذا غفل عن الراعاة إعلم أن الدن قرار يتخذه المم عند حصول الغاية الطلوبة من الترف و دواعيه فتؤثر الدعة و السكون و تتوجه إل اتاذ النازل للقرار و لا كان ذلك القرار و الأوى وجب أن يراعى فيه دفع الضار بالماية من طوارقها و جلب النافع و تسهيل الرافق لا فأما الماية من الض ار فياعى لا أن يدار على منازلا جيعا iسياج السوار و أن يكون وضع ذلك ف تنع من المكنة إما على هضبة متوعرة م ن الب ل و إم ا باستدارة بر أو نر با حت ل يوصل إليها إل بعد العبور على جسر أو قنطرة فيصعب منالا على العدو و يتضاعف امتناعها و حص نها .و
ما يراعى ف ذلك للحماية من الفات السماوية طيب الواء للسلمة من المراض .فإن الواء إذا كان راكدا iخبيثا iأو ماورا iللمياه الفاسدة أو منافع متعفنة أو مروج خبيثة أسرع إليها العفن من ماورتا فأسرع الرض للحيوان الكائن فيه ل مالة و هذا مشاهد .و الدن الت ل يراع فيها طيب الواء كثية المراض ف الغالب .و قد اشتهر بذلك ف قطر الغرب بلد قابس من بلد الريد بأفريقية فل يكاد ساكنها أو طارقها يلص من حى العفن بوجه .و لقد يقال أن ذلك حادث فيها و ل تكن كذلك من قبل و نقل البكري ف سبب حدوثه أنه وقع فيها حف ر ظهر فيه أناء من ناس متوم بالرصاص .فلما فض ختامه صعد منه دخان إل الو و انقطع .و كان ذلك مبدأ أمراض الميات في ه و أراد بذلك أن الناء كان مشتمل iعلى بعض أعمال الطلمسات لوبائه و أنه ذهب سره بذهابه فرجع إليها العغن و الوباء و هذه الكاي ة م ن مذاهب العامة و مباحثهم الركيكة و البكري ل يكن من نباهة العلم و استنارة البصية بيث يدفع مثل هذا أو يتبي خرفه فنقله كما سعه. و الذي يكشف لك الق ف ذلك أن هذه الهوية العفنة أكثر ما يهيئها لتعفي الجسام و أمراض الميات ركودها .فإذا تللتها الري ح و تفشت و ذهبت با يينا iو شال iخف شأن العفن و الرض البادي منها للحيوانات .و البلد إذا كان كثي الساكن و كثرت حركات أهل ه فيتموج الواء ضرورة و تدث الريح التخللة للهواء الراكد و يكون ذلك معينا iله على الركة و التموج و إذا خف الساكن ل يد ال واء معينا iعلى حركته و توجه و بقي ساكنا iراكدا iو عظم عفنه و كثر ضرره .و بلد قابس هذه كانت عندما كانت أفريقية مستجدة العمران كثية الساكن توج بأهلها موجا iفكان ذلك معينا iعلى توج الواء و اضطرابه و تفيف الذى منه فلم يكن فيها كثي عفن و ل م رض، وعندما خف ساكنها ركد هواؤها التعفن بفساد مياهها فكثر العفن و الرض .فهذا و جهه ل غي .و قد رأينا عكس ذلك ف بلد وضعت و ل يراع فيها طيب الواء و كانت أول iقليلة الساكن فكانت أمراضها كثية فلما كثر سكانا انتقل حالا عن ذلك و هذا مثل دار الل ك بفاس لذا العهد السمى بالبلد الديد و كثي من ذلك ف العال فتفهمه تد ما قلته لك .و أما جلب النافع و الرافق للبلد فياعى فيه أم ور منها الاء بأن يكون البلد على نر أو بإزائها عيون عذبة ثرة فإن وجود الاء قريبا iمن البلد يسهل على الساكن حاجة الاء و هي ض رورية فيكون لم ف وجوده مرفقة عظيمة عامة .و ما يراعى من الرافق ف الدن طيب الراعي لسائمتهم إذ صاحب كل قرار ل بد له من دوج ن اليوان للنتاج و الضرع و الركوب و ل بد لا من الرعى فإذا كان قريبا iطيبا iكان ذلك أرفق بالم لا يعانون من الشقة ف بع ده و م ا راعى أيضا iالزارع فإن الزروع هي القوات .فإذا كانت مزارع البلد بالقرب منها كان ذلك أسهل ف اتاذه و أقرب ف تصيله و من ذلك الشجر للحطب و البناء فإن الطب ما تعم البلوى ف اتاذه لوقوب النيان للصطلء و الطبخ .و الشب أيضا iضروري لسقفهم و كثي ما يستعمل فيه الشب من ضرورياتم و قد يراعى أيضا iقربا من البحر لتسهيل الاجات القاصية من البلد النائية إل أن ذلك ليس بثابة الول و هذه كلها متفاوتة بتفاوت الاجات و ما تدعو إليه ضرورة الساكن .و قد يكون الواضع غافل iعن حسن الختيار الطبيعي أو إنا يراعي ما هو أهم على نفسه و قومه ،و ل يذكر حاجة غيهم كما فعله العرب لول السلم ف الدن الت اختطوها بالعراق و أفريقي ة ف إنم ل يراعوا فيها إل الهم عندهم من مراعي البل و ما يصلح لا من الشجر و الاء اللح و ل يراعوا الاء و ل الزارع و ل الطب و ل مراع ي السائمة من ذوات الظلف و ل غي ذلك كالقيوان و الكوفة و البصرة و أمثالا و لذا كانت أقرب إل الراب ما ل تراع فيه ا الم ور الطبيعية. و ما يراعى ف البلد إل الساحلية الت على البحر أن تكون ف جبل أو تكون بي أمة من المم موفورة العدد تكون صريا iللمدين ة م ت طرقها .طارق من العدو و السبب ف ذلك أن الدينة إذا كانت حاضرة البحر و ل يكن بساحتها عمران للقب ائل أه ل العص بيات و ل موضعها متوعر من البل كانت ف غرة للبيات و سهل طروقها ف الساطيل البحرية على عدوها و تيفه لا لا يأمن من وجود الصريخ لا. و أن الضر التعودين للدعة قد صاروا عيال iو خرجوا عن حكم القاتلة .و هذه كالسكندرية من الشرق و طرابلس من الغرب و بونة و سل. و مت كانت القبائل و العصائب موطني بقربا بيث يبلغهم الصريخ و النعي و كانت متوعرة السالك على من يرومه ا باختطاطه ا ف هضاب البال و على أسنمتها كان لا بذلك منعة من العدو و يئسوا من طروقها لا يكابدونه من وعرها و ما يتوقعونه من إجابة ص ريها كما ف سبتة و باية و بلد القل على صغرها فافهم ذلك و اعتبه ف اختصاص السكندرية باسم الثغر من لدن الدول ة العباس ية م ع أن الدعوة من ورائها ببقة و أفريقية .و إنا اعتب ف ذلك الخافة التوقعة فيها من البحر لسهولة وضعها و لذلك و ال أعلم كان طروق العدو للسكندرية و طرابلس ف اللة مرات متعددة و ال تعال أعلم.
الفصل السادس ف الساجد و البيوت العظيمة ف العال إعلم أن ال سبحانه و تعال فضل من الرض بقاعا iاختصها بتشريفه و جعلها مواطن لعبادته يضاعف فيها الثواب و ينمو ب ا الج ور و أخبنا بذلك على ألسن رسله و أنبيائه لطفا iبعباده و تسهيل iلطرق السعادة لم .و كانت الساجد الثلثة هي أفضل بقاع الرض حس بما ثبت ف الصحيحي و هي مكة و الدينة و بيت القدس .أما البيت الرام الذي بكة فهو بيت إبراهيم صلوات ال و سلمه عليه .أم ره ال ببنائه و أن يؤذن ف الناس بالج إليه فبناه هو و ابنه إساعيل كما نصه القرآن و قام با أمره ال فيه و سكن إساعيل به مع هاجر و من نزل معهم من جرهم إل أن قبضهما ال و دفنا بالجر منه .و بيت القدس بناه داوود و سليمان عليهما السلم .أمرها ال ببن اء مس جده و نصب هياكله و دفن كثي من النبياء من ولد إسحاق عليه السلم حواليه .و الدينة فهاجر نبينا ممد صلوات ال و سلمة عليه أم ره ال تعال بالجرة إليها و إقامة دين السلم با فبن مسجده الرام با و كان ملحده الشريف ف تربتها فبهذه الساجد الثلثة قرة عي السلمي و مهوى أفئدتم و عظمة دينهم و ف الثار من فضلها و مضاعفة الثواب ف ماورتا و الصلة فيها كثي معروف فلنشر إل شيء من الب عن أولية هذه الساجد الثلثة و كيف تدرجت أحوالا إل أن كمل ظهورها ف العال .فأما مكة فأوليتها فيما يقال أن آدم صلوات ال عليه بناها قبالة البيت العمور ث هدمها الطوفان بعد ذلك و ليس فيه خب صحيح يعول عليه .و إنا اقتبسوه من ممل الية ف ق وله و إذ يرف ع إبراهيم القواعد من البيت و إساعيل ث بعث ال إبراهيم و كان من شأنه و شأن زوجته سارة و غيتا من هاجر ما هو معروف و أوح ى ال إليه أن يترك ابنه اساعيل و أمه هاجر بالفلة فوضعهما ف مكان البيت و سار عنهما و كيف جعل ال لما من اللطف ف نبع ماء زمزم و مرور الرفقة من جرهم با حت احتملوها و سكنوا إليهم كما و نزلوا معهما حوال زمزم كما عرف ف موضعه فاتذ إساعيل بوض ع الكعبة بيتا iيأوي إليه و أدار عليه سياجا iمن الردم و جعله زربا iلغنمه و جاء إبراهيم صلوات ال عليه مرارا iلزيارته من الشام أمر ف آخره ا ببناء الكعبة مكان ذلك الزرب فبناه و استعان فيه بابنه إساعيل و دعا الناس إل حجه و بقي إساعيل ساكنا iبه و لا قبضت أمه هاجر و قام بنوه من بعده بأمر البيت مع أخوالم من جرهم ث العماليق من بعدهم و استمر الال على ذلك و الناس يهرعون إليها من كل أفق من جيع أهل الليقة ل من بن إساعيل و ل من غيهم من دنا أو نأى فقد نقل أن التبابعة كانت تج البيت وتعظمه و أن تبع ا iكس اها اللء و الوصائل و أمر بتطهيها و جعل لا مفتاحا.i و نقل أيضا iأن الفرس كانت تجه و تقرب إليه و أن غزال الذهب اللذين وجدها عبد الطلب حي احتقر زمزم كانا من قرابينه م .و ل يزل لرهم الولية عليه من بعد ولد إساعيل من قبل خؤولتهم حت إذا خرجت خزاعة و أقاموا با بعدهم ما شاء ال .ث كثر ولد إساعيل و انتشروا و تشعبوا إل كنانة ث كنانة إل قريش و غيهم و ساءت ولية خزاعة فغلبتهم قريش على أمره و أخرجوهم من البيت و ملك وا عليهم يومئذ قصي بن كلب فبن البيت و سقفه بشب الدوم و جريد النخل و قال العشى: بناها قصي و الضاض بن جرهم خلفت بثوب راهب الدور و الت ث أصاب البيت سيل و يقال حريق و تدم و أعادوا بناءه و جعوا النفقة لذلك من أموالم و انكسرت سفينة بساحل جدة فاشتروا خشبها للسقف و كانت جدرانه فوق القامة فجعلوها ثان عشرة ذراعا iو كان الباب لصقا iبالرض فجعلوه فوق القامة لئل ت دخله الس يول و قصرت بم النفقة عن إتامه فقصروا عن قواعده و تركوا منه ست أذرع و شبا iأداروها بدار قصي يطاف من ورائه و هو الجر و بق ي البيت على هذا البناء إل أن تصن ابن الزبي بكة حي دعا لنفسه و زحفت إليه جيوش يزيد بن معاوية مع الصي ب ن ني الس كون .و رمى البيت سنة أربع و ستي فأصابه حريق ،يقال من النفط الذي رموا به على ابن الزبي فتصدعت حيطانه فهدمه ابن الزبي فأع اد بن اءه أحسن ما كان بعد أن اختلفت عليه الصحابة ف بنائه .و احتج عليهم بقول رسول ال صلى ال عليه و سلم لعائشة رضي ال عنها ،ل ول قومك حديثو عهد بكفر لرددت البيت على قواعد إبراهيم و لعلت له بابي شرقيا iو غربيا iفهدمه و كشف عن أساس إبراهيم عليه السلم و جع الوجوه و الكابر حت عاينوه و أشار عليه ابن عباس بالتحري ف حفظ القبلة على الناس فأدار على الساس الشب و نصب م ن فوقها الستار حفظا iللقبلة و بعث إل صنعاء ف الفضة و الكلس فحملها .وسأل عن مقطع الجارة الول فجمع منها ما احت اج إلي ه ث شرع ف البناء على أساس إبراهيم عليه السلم و رفع ف جدرانا سبعا iو عشرين ذراعا iو جعل لا بابي لصقي ب الرض كم ا روى ف
حديثه و جعل فرشها و إزرها بالرخام و صاغ لا الفاتيح و صفائح البواب من الذهب .ث جاء الجاج لصاره أيام عبد اللك و رم ى على السجد بالنجنيقات إل أن تصدعت حيطانا .ث لا ظفر بابن الزبي شاور عبد اللك فيما بناه و زاده ف البيت فأمره بدمه و رد البيت على قواعد قريش كما هي اليوم .و يقال :أنه ندم على ذلك حي علم صحة رواية ابن الزبي لديث عائشة ،و قال وددت أن كنت حلت أبا حبيب ف أمر البيت و بنائه ما تمل .فهدم الجاج منها ست أذرع و شبا iمكان الجر و بناها على أساس قريش و سد الباب الغرب و ما تت عتبة بابا اليوم من الباب الشرقي .و ترك سائرها ل يغي منه شيئا iفكل البناء الذي فيه اليوم بناء ابن الزبي و بناء الجاج ف الائط صلة ظاهرة للعيان لمة ظاهرة بي البناءين .و البناء متميز عن البناء بقدار إصبع شبه الصدع و قد لم. و يعرض ههنا إشكال قوي لنافاته لا يقوله الفقهاء ف أمر الطواف و يذر الطائف أن ييل على الشاذروان الدائر على أساس ال در م ن أسفلها فيقع طوافه داخل البيت بناء على أن الدر إنا قامت على بعض الساس و ترك بعضه و هو مكان الشاذروان و كذا قالوا ف تقبيل الجر السود ل بد من رجوع الطائف من التقبيل حت يستوي قائما iلئل يقع بعض طوافه داخل البيت و إذا كانت الدران كلها من بن اء ابن الزبي و هو إنا بن على أساس ابراهيم فكيف يقع هذا الذي قالوه و ل ملص من هذا إل بأحد أمرين أحدها أن يكون الجاج ه دم جيعه و أعاده و قد نقل ذلك جاعة إل أن العيان ف شواهد البناء بالتحام ما بي البناءين و تييز أحد الشقي م ن أعله عل ى الخ ر ف الصناعة يرد ذلك و أما أن يكون ابن الزبي ل يرد البيت على أساس إبراهيم مع جيع جهاته و إنا فعل ذلك ف الجر فقط ليدخله فه ي الن مع كونا من بناء ابن الزني ليست على قواعد إبراهيم و هذا بعيد و ل ميص من هذين و ال تعال اعلم .ث أن مساحة البيت و ه و السجد كان فضاء للطائفي و ل يكن عليه جدر أيام النب صلى ال عليه و سلم و أب بكر من بعده .ث كثر الناس فاشترى عمر رضي ال عنه دورا iهدمها و زادها ف السجد و أدار عليها جدارا iدون القامة و فعل مثل ذلك عثمان ث ابن الزبي ث الوليد بن عبد اللك و بناه بعمد الرخام ث زاد فيه النصور و ابنه الهدي من بعده و وقفت الزيادة و استقرت على ذلك لعهدنا. و تشريف ال لذا البيت و عنايته به أكثر من أن ياط به و كفى بذلك أن جعله مهبطا iللوحي و اللئكة و مكانا iللعبادة و فرض ش رائع الج و مناسكه و أوجب لرمه من سائر نواحيه من حقوق التعظيم و الق ما ل يوجبه لغي فمنع كل من خالف دين السلم من دخ ول ذلك الرم و أوجب على دخله أن يتجرد من اليط إل أزارا iيستره و حى العائذ به و الراتع ف مسارحه من مواقع الفات فل ي رام في ه خائف و ل يصاد له وحش و ل يتطب له شجر .و حد الرم الذي يتص بذه الرمة من طريق الدينة ثلثة أميال إل التنعيم و من طريق العراق سبعة أميال إل الثنية من جبل النقطع و من طريق الطائف سبعة أميال إل بطن نرة و من طريق جدة سبعه أميال إل منقطع العشائر. هذا شأن مكة و خبها و تسمى أم القرى و تسمى الكعبة لعلوها من اسم الكعب .و يقال لا أيضا iبكة قال الصمعي ،لن الناس يب ك بعضهم بعضا iإليها أي يدفع و قال ماهد باء بكة أبدلوها ميما iكما قالوا لزب و لزم لقرب الخرجي .و قال النخعي بالباء و باليم البلد و قال الزهري بالباء للمسجد كله و باليم للحرم و قد كانت المم منذ عهد الاهلية تعظمه و اللوك تبعث إليه بالموال و الذخائر مث ل كسرى و غيه و قصة السياف و غزال الذهب اللذين وجدها عبد الطلب حي احتفر زمزم معروفة و قد وجد رسول ال صلى ال عليه و سلم حي افتتح مكة ف الب الذي كان فيها سبعي ألف أوقية من الذهب ما كان اللوك يهدون للبيت فيها ألف ألف دين ار مك ررة مرتي بائت قنطار ،وزنا iو قال له علي بن أب طالب رضي ال عنه: يا رسول ال لو استعنت بذا الال على حربك .فلم يفعل ث ذكر لب بكر فلم يركه .هكذا قال الزرقي .و ف البخاري يس نده إل أب وائل قال: جلست إل شيبة بن عثمان و قال جلس إل عمر بن الطاب فقال :همت أن ل أدع فيها صفراء و ل بيضاء إل قس متها بي الس لمي، قلت :ما أنت بفاعل ،قال :و ل ؟ قلت :فلم يفعله صاحباك فقال ها اللذان يقتدى بما .و خرجه أبو داود و ابن ماجة و أقام ذلك ال ال إل أن كانت فتنة الفطس و هو السن بن السي بن علي بن علي زين العابدين سنة تسع و تسعي و مائة حي غلب مكة عمد إل الكعبة فأخذ ماف خزائنها و قال ما تصنع الكعبة بذا الال موضوعا iفيها ل ينتفع به نن أحق به نستعي به على حربنا و أخرجه و تصرف في ه و بطلت الذخية من الكعبة من يومئذ .و أما بيت القدس و هو السجد القصى فكان أول أمره أيام الصابئة موضع الزهرة و كانوا يقرب ون إليه الزيت فيما يقربونه يصبونه على الصخرة الت هناك ث دثر ذلك اليكل و اتذها بنو إسرائيل حي ملكوها قبلة لص لتم .و ذل ك أن موسى صلوات ال عليه لا خرج ببن إسرائيل من مصر لتمليكهم بيت القدس كما وعد ال أباهم إسرائيل و أباه إسحق من قبله و أق اموا
بأرض التيه أمره ال باتاذ قبة من خشب السنط عي بالوحي و مقدارها و صفتها و هياكلها و تاثيلها و أن يكون فيها التابوت و م ائدة بصحافها و منارة بقناديلها و أن يصنع مذبا iللقربان وصف ذلك كأنه ف التوراة أكمل وصف فصنع القبة و وضع فيها تابوت العهد و هو التابوت الذي فيه اللواح الصنوعة عوضا iعن اللواح النلة بالكلمات العشر لا تكسرت و وضع الذبح عندها .و عهد ال إل موسى بأن يكون هارون صاحب القربان و نصبوا تلك القبة بي خيامهم ف التيه يصلون إليها و يتقربون ف الذبح أمامها و يتعرضون للوحي عندها. و لا ملكوا أرض الشام أنزلوها بكلكال من بلد الرض القدسة ما بي قسم بن يامي و بن أفراييم .و بقيت هنالك أربع عشرة سنة سبعاi مدة الرب ،و سبعا iبعد الفتح أيام قسمة البلد .و لا توف يوشع عليه السلم نقلوها إل بلد شيلو قريبا iم ن كلك ال ،و أداروا عليه ا اليطان .و أقامت على ذلك ثلثمائة سنة ،حت ملكها بنو فلسطي من أيديهم كما مر ،و تغلبوا عليهم .ث ردوا عليهم القبة و نقلوها بع د وفاة عال الكوهن إل نوف .ث نقلت أيام طالوت إل كنعون ف بلد بن يامي .و لا ملك داوود عليه السلم نقل القبة و التابوت إل بيت القدس و جعل عليها خباء خاصا iو وضعها على الصخرة. و بقيت تلك القبة قبلتهم و وضعوها على الصخرة ببيت القدس و أراد داود عليه السلم بناء مسجده على الصخرة مكانا فلم يتم له ذلك و عهد به إل ابنه سليمان فبناه لربع سني من ملكه و لمسمائة سنة من وفاة موسى عليه السلم. و أتذ عمده من الصفر و جعل به صرح الزجاج و غشى أبوابه و حيطانه بالذهب و صاغ هياكله و تاثيله و أوعيته و منارته و مفتاحه من الذهب و جعل ف ظهره قبا iليضع فيه تابوت العهد و هو التابوت الذي فيه اللواح و جاء به من صهيون بلد أبيه داوود نقله إلي ه أي ام عمارة السجد ،فجيء به تمله السباط و الكهنوتية حت وضعه ف القب و وضعت القبة و الوعية و الذبح كل واحد حيث أعد له م ن السجد .و أقام كذلك ما شاء ال .ث خربه بت نصر بعد ثانائة سنة من بنائه و أحرق التوراة و العصا و صاغ الياكل و نثر الحجار .ث لا أعادهم ملوك الفرس بناه عزيز بن إسرائيل لعهده بإعانة بمن ملك الفرس الذي كانت الولدة لبن إسرائيل عليه من سب بت نص ر و حد لم ف بنيانه حدودا iدون بناء سليمان بن داوود عليهما السلم فلم يتجارزوها. و أما الواوين الت تت السجد ،يركب بعضها بعضا ،iعمود العلى منها على قوس السفل ف طبقتي .و يتوهم كثي م ن الن اس أن ا إصطبلت سليمان عليه السلم ،و ليس كذلك .لو إنا بناها تنيها iللبيت القدس عما يتوهم من النجاسة ،لن النجاسات ف شريعتهم و إن كانت ف باطن الرض و كان ما بينها و بي ظاهر الرض مشوا iبالتراب ،بيث يصل ما بينها و بي الظاهر خط مستقيم ينج س ذل ك الظاهر بالتوهم .و التوهم عندهم كالقق. فبنوا هذه الواوين على هذه الصورة بعمود الواوين السفلية تنتهي إل أقواسها و ينقطع خطه ،فل تتصل النجاسة ب العلى عل ى خ ط مستقيم .و تنه البيت عن هذه النجاسة التوهة ليكون ذلك أبلغ ف الطهارة و التقديس. ث تداونتهم ملوك يونان الفرس و الروم و استفحل اللك لبن اسرائيل ف هذه الدة ث لبن حشمناي من كهنتهم ث لصهرهم هيودس و لبنيه من بعد. و بن هيودوس بيت القدس على بناء سليمان عليه السلم و تأنق فيه حت أكمله ف ست سني فلما جاء طيطش من ملوك الروم و غلبهم و ملك أمرهم خرب بيت القدس و مسجدها و أمر أن يزرع مكانه ث أخذ الروم بدين السيح عليه السلم و دانوا بتعظيمه ث اختلف حال ملوك الروم ف الخذ بدين النصارى تارة iو تركه أخرى إل أن جاء قسطنطي و تنصرت أمه هيلنة و ارتلت إل القدس ف طلب الش بة الت صلب عليها السيح بزعمهم فأخبها القساوسة بأنه رمى بشبته على الرض و ألقى عليها القمامات و القاذورات فاستخرجت الشبة و بنت مكان تلك القمامات كنيسة القمامة كأنا على قبه بزعمهم و هربت ما وجدت من عمارة البيت و أمرت بطرح الزبل و القمامات على الصخرة حت غطاها و خفي مكانا جزاء بزعمها لا فعلوه بقب السيح ث بنوا بإزاء القمامة بيت لم و هو البيت الذي ولد فيه عيسى عليه السلم و بقي المر كذلك إل أن جاء السلم و حضر عمر لفتح بيت القدس و سأل عن الصخرة فأري مكانا و قد علها الزبل و التراب فكشف عنها و بن عليها مسجدا iعلى طريق البداوة و عظم من شأنه ما أذن ال من تعظيمه و ما سبق م ن أم الكت اب ف فضله حسبما ثبت ث احتفل الوليد بن عبد اللك ف تشييد مسجده على سنن مساجد السلم با شاء ال من الحتفال كما فعل ف السجد الرام و ف مسجد النب صلى ال عليه وسلم بالدينة و ف مسجد دمشق و كانت العرب تسميه بلط الوليد و ألزم ملك الروم أن يبعث الفعلة و الال لبناء هذه الساجد و أن ينمقوها بالفسيفساء فأطاع لذلك و ت بناؤها على ما اقترحه .ث لا ضعف أمر اللفة أعوام المسمائة م ن
الجرة ف آخرها وكانت ف ملكة العبيديي خلفاء القاهر من الشيعة و اختل أمرهم زحف الفرنة إل بيت القدس فملكوه و ملكوا مع ه عامة ثغور الشام و بنوا على الصخرة القدسة منه كنيسة كانوا يعظمونا و يفتخرون ببنائها حت إذا استقل صلح الدين بن أيوب الكردي بلك مصر و الشام و ما أثر العبيديي و بدعهم زحف إل الشام و جاهد من كان به من الفرنة حت غلبهم على بيت القدس و على م ا كانوا ملكوه من ثغور الشام و ذلك لنحو ثاني و خسمائة من الجرة و هدم تلك الكنيسة و أظهر الصخرة و بن السجد على النحو الذي هو عليه اليوم لذا العهد. و ل يعرض لك الشكال العروف ف الديث الصحيح أن النب صلى ال عليه و سلم سئل عن أول بيت وضع فقال :بي مكة و بي بن اء بيت القدس قيل فكم بينهما ؟ قال أربعون سنة فإن الدة بي بناء مكة و بي بناء بيت القدس بقدار ما بي إبراهيم و سليمان لن سليمان بانيه و هو ينيف على اللف بكثي .و أعلم أن الراد بالوضع ف الديث ليس البناء و إنا الراد أول بيت عي للعبادة و ل يبعد أن يك ون بيت القدس عي للعبادة قبل بناء سليمان بثل هذه الدة و قد نقل أن الصابئه بنوا على الصخرة هيكل الزهرة فلعل ذلك أنا كانت مكان اi للعبادة كما كانت الاهلية تضع الصنام و التماثيل حوال الكعبة و ف جوفها و الصابئة الذين بنوا هيكل الزهرة كانوا على عهد إبراهي م عليه السلم فل تبعد مدة الربعي سنة بي وضع مكة للعبادة و وضع بيت القدس و إن ل يكن هناك بناء كما هو العروف و أن أول م ن بن بيت القدس سليمان عليه السلم فتفهمه ففيه حل هذا الشكال .و أما الدينة و هي السماة بيثرب فهي من بناء يثرب بن مهلئيل م ن العمالقة و ملكها بنو إسرائيل من أيديهم فيما ملكوه من أرض الجاز ث جاورهم بنو قيلة من غسان و غلبوهم عليها و على حص ونا .ث أمر النب صلى ال عليه و سلم بالجرة إليها لا سبق من عناية ال با فهاجر إليها و معه أبو بكر و تبعه أصحابه و نزل با و بن مس جده و بيوته ف الوضع الذي كان ال قد أعده لذلك و شرفه ف سابق أزله و أواه أبناء قيلة و نصروه فلذلك سوا النصار و تت كلمة السلم من الدينة حت علت على الكلمات و غلب على قومه و فتح مكة و ملكها و ظن النصار أنه يتحول عنهم إل بلده فأههم ذل ك فخ اطبهم رسول ال صلى ال عليه و سلم و أخبهم انه غي متحول حت إذا قبض صلى ال عليه و سلم كان ملحده الشريف با و جاء ف فضلها من الحاديث الصحيحة مال خفاء به و وقع اللف بي العلماء ف تفضيلها على مكة و به قال مالك رحه ال لا ثبت عنده ف ذلك من النص الصريح عن رفيع بن مدج أن النب صلى ال عليه و سلم قال الدينة خي من مكة نقل ذلك أبو الوهاب ف العونة إل أحاديث أخرى تدل بظاهرها على ذلك و خالف أبو حنيفة و الشافعي .و أصبحت على كل حال ثانية السجد الرام و جنح إليها المم بأفئدتم من كل أوب فانظر كيف تدرجت الفضيلة ف هذه الساجد العظمة لا سبق من عناية ال لا و تفهم سر ال ف الكون و تدريه على ترتي ب مك م ف أمور الدين و الدنيا .و أما غي هذه الساجد الثلثة فل نعلمه ف الرض إل ما يقال من شأن مسجد آدم عليه السلم بسرنديب من ج زائر الند لكنه ل يثبت فيه شيء يعول عليه و قد كانت للمم ف القدي مساجد يعظمونا على جهة الديانة بزعمهم منها بيوت النار للف رس و هياكل يونان و بيوت العرب بالجاز الت أمر النب صلى ال عليه و سلم بدمها ف غزواته و قد ذكر السعودي منها بيوتا iلسنا من ذكرها ف شيء إذ هي غي مشروعة و ل هي على طريق دين و ل يلتفت إليها و ل إل الب عنها و يكفي ف ذلك ما وقع ف التواريخ فم ن أراد معرفة الخبار فعليه با و ال يهدي من يشاء سبحانه.
الفصل السابع ف أن الدن و المصار بإفريقية و الغرب قليلة و السبب ف ذلك أن هذه القطار كانت للببر منذ آلف من السني قبل السلم و كان عمرانا كله بدويا iو ل تستمر فيهم الضارة حت تستكمل أحوالا و الدول الت ملكتهم من الفرنة و العرب ل يطل أمد ملكهم فيهم حت ترسخ الضارة منها فلم تزل ع وائد الب داوة و شؤونا فكانوا إليها أقرب فلم تكثر مبانيهم و أيضا iفالصنائع بعيدة عن الببر لنم أعرق ف البدو و الصنائع من توابع الضارة و إنا تت م البان با فل بد من الذق ف تعلمها فلما ل يكن للببر انتحال لا ل يكن لم تشوق إل البان فضل iعن الدن .و أيضا iفهم أهل عصبيات و أنساب ل يلو عن ذلك جع منهم و النساب و العصبية أجنح إل البدو و إنا يدعو إل الدن الدعة و السكون و يصي ساكنها عي الi على حاميتها فتجد أهل البدو لذلك يستنكفون عن سكن الدينة أو القامة با فل يدعو إل ذلك إل الترف و الغن و قليل ما هو ف الناس فلذلك كان عمران أفريقية و الغرب كله أو أكثره بدويا iأهل خيام و ظواعن و قياطن و كنن ف البال و كان عمران بلد العجم كل ه أو
أكثره قرى و أمصارا iو رساتيق من بلد الندلس و الشام و مصر و عراق العجم و أمثالا لن العجم ليسوا بأهل أنساب يافظون عليها و يتباهون ف صراحتها و التحامها إل ف القل و أكثر ما يكون سكن البدو لهل النساب لن لمة النسب أقرب و أشد فتكون عص بيته كذلك و تنع بصاحبها إل سكن البدو و التجاف عن الصر الذي يذهب بالبسالة و يصيه عيال iعلى غيه فأفهمه و قس ى علي ه و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الثامن ف أن البان و الصانع ف اللة السلمية قليل ة بالنس بة إل قدرتا و إل من كان قبلها من الدول و السبب ف ذلك ما ذكرنا مثله ف الببر بعينه إذ العرب أيضا iأعرق ف البدو و أبعد عن الصنائع و أيضا iفكانوا أجانب من المال ك ال ت استولوا عليها قبل السلم و لا تلكوها ل ينفسح المد حت تستوف رسوم الضارة مع أنم استغنوا با وجدوا من مبان غيه م و أيض اi فكان الدين أول المر مانعا iمن الغالة أو البنيان و السراف فيه ف غي القصد كما عهد لم عمر حي استأذنوه ف بناء الكوفة بالجارة و قد وقع الريق ف القصب الذي كانوا بنوا به من قبل فقال افعلوا و ل يزيدن أحد على ثلثة أبيات و ل تطاولوا ف البنيان و ألزموا الس نة تلزمكم الدولة و عهد إل الوفد و تقدم إل الناس أن ل يرفعوا بنيانا iفوق القدر قالوا :و ما القدر ؟ قال :ل يقربك م م ن الس رف و ل يرجكم عن القصد فلما بعد العهد بالدين و التخرج ف أمثال هذه القاصد و غلبت طبيعة اللك و الترف و استقدم العرب أمة الف رس و أخذوا عنهم الصنائع و البان و دعتهم إليها أحوال الدعة و الترف فحينئذ شيدوا البان و الصانع و كان عهد ذلك قريبا iبانقراض الدولة و ل ينفسح المد لكثرة البناء و اختطاط الدن و المصار إل قليل iو ليس كذلك غيهم من المم فالفرس طالت مدتم آلفا iمن الس ني و كذلك القبط و النبط و الروم و كذلك العرب الول من عاد و ثود و العمالقة و التبابعة طالت أمادهم و رسخت الصنائع فيهم فك انت مبانيهم و هياكلهم أكثر عددا iو أبقى على اليام أثرا iو استبصر ف هذا تده كما قلت و ال وارث الرض و من عليها.
الفصل التاسع ف أن البان الت كانت تتطها العرب يسرع إليها الراب إل ف القل و السبب ف ذلك شأن البداوة و البعد عن الصنائع كما قدمناه فل تكون البان وثيقة ف تشييدها و له و ال أعلم وجه آخر و هو أمس به و ذلك قلة مراعاتم لسن الختيار ف اختطاط الدن كما قلناه ف الكان و طيب الواء .و الياه و الزارع و الراعي فإنه بالتفاوت ف ه ذا تتفاوت جودة الصر و رداءته من حيث العمران الطبيعي و العرب بعزل عن هذا و إنا يراعون مراعي إبلهم خاصة ل يبالون بالاء طاب أو خبث و ل قل أو كثر و ل يسألون عن زكاء الزارع و النابت و الهوية لنتقالم ف الرض و نقلهم البوب من البلد البعيد و أما الرياح فالقفر متلف للمهاب كلها و الظعن كفيل لم بطيبها لن الرياح إنا تبث مع القرار و السكن و كثرة الفضلت و انظر لا اختطوا الكوفة و البصرة و القيوان كيف ل يراعوا ف اختطاها إل مراعي إبلهم و ما يقرب من القفر و مسالك الظعن فكانت بعيدة عن الوضع الطبيعي، للمدن و ل تكن لا مادة تد عمرانا من بعدهم كما قدمنا أنه يتاج إليه ف العمران فقد كانت مواطنها غي طبيعية للق رار و ل تك ن ف وسط المم فيعمرها الناس فلول وهلة من انلل أمرهم و ذهاب عصبيتهم الت كانت سياجا iلا أتى عليها ال راب و النلل ك أن ل تكن .و ال يكم ل معقب لكمه.
الفصل العاشر ف مبادي الراب ف المصار
إعلم أن المصار إذا اختطت أول iتكون قليلة الساكن و قليلة آلت البناء من الجر و الي و غيها ما يعال على اليطان عن د الت أنق كالزل و الرخام و الربج و الزجاج و الفسيفساء و الصدف فيكون بناؤها يؤمئذ بدويiا و آلتا فاسدة فإذا عظم عم ران الدين ة و ك ثر ساكنها كثرت اللت بكثرة العمال حينئذ و كثرت الصناع إل أن تبلغ غايتها من ذلك كما سبق بشأنا فإذا تراجع عمران ا و خ ف ساكنها قلت الصنائع لجل ذلك و فقدت الجادة ف البناء و الحكام و العالة عليه بالتنميق ث تقل العمال لعدم الساكن فيق ل جل ب اللت من الجر و الرخام و غيها فتفقد و يصي بناؤهم و تشيدهم من اللت الت ف مبانيهم فينقلونا من مصنع إل مصنع لجل خلء أكثر الصانع و القصور و النازل بقلة العمران و قصوره عما كان أول iث ل تزال تنقل من قصر إل قصر و م ن دار إل دار إل أن يفق د الكثي منها جلة فيعودون إل البداوة ف البناء و أتاذ الطوب عوضا iعن الجارة و القصور عن التنميق بالكلية فيعود بناء الدينة مثل بن اء القرى و الدر و تظهر عليها سيماء البداوة ث تر ف التناقص إل غايتها من الراب إن قدر لا به سنة ال ف خلقه.
الفصل الادي عشر ف أن تفاضل المصار و الدن ف كثرة الرزق لهلها و نفاق السواق إنا هو ف تفاضل عمرانا ف الكثرة و القلة و السبب ف ذلك أنه قد عرف و ثبت أن الواحد من البشر غي مستقل بتحصيل حاجاته ف معاشه و إنم متعاونون جيعا iف عمرانم على ذلك و الاجة الت تصل بتعاون طائفة منهم تشتد ضرورة الكثر من عددهم أضعافا .iفالقوت من النطة مثل iل يستقل الواحد بتحص يل حصته منه .و إذا انتدب لتحصيله الستة أو العشرة من حداد و نار لللت و قائم على البقر و إثارة الرض و حصاد السنبل و سائر مؤن الفلح و توزعوا على تلك العمال أو اجتمعوا و حصل بعملهم ذلك مقدار من القوت فإنه حينئذ قوت لضعافهم مرات .فالعمال بع د الجتماع زائدة على حاجات العاملي و ضروراتم .فأهل مدين أو مصر إذا وزعت أعمالم كلها على مقدار ضروراتم و حاجاتم اكتفي فيها بالقل من تلك العمال و بقيت العمال كلها زائدة على الضرورات فتصرف ف حالت الترف و عوائده و ما يتاج إليه غيهم من أهل المصار و يستجلبونه منهم بأعواضه و قيمه فيكون لم بذلك حظا iمن الغن و قد تبي لك ف الفصل الامس ف ب اب الكس ب و الرزق أن الكاسب إنا هي قيم العمال فإذا كثرت العمال كثرت قيمها بينهم فكثرت مكاسبهم ضرورة و دعتهم أحوال الرفه و الغن إل الترف و حاجاته من التأنق ف الساكن و اللبس و استجادة النية و الاعون و اتاذ الدم و الراكب و هذه كلها أعمال تستدعى بقيمها و يتار الهرة ف صناعتها و القيام عليها فتنفق أسواق العمال و الصنائع و يكثر دخل الصر و خرجه و يصل اليسار لنتحلي ذلك من قبل أعمالم .و مت زاد العمران زادت العمال ثانية ث زاد الترف تابعا iللكسب و زادت عوائده و حاجاته .و استنبطت الص نائع لتحص يلها فزادت قيمها و تضاعف الكسب ف الدينة لذلك ثانية و نفقت سوق العمال با أكثر من الول .و كذا ف الزيادة الثاني ة و الثالث ة لن العمال الزائدة كلها تتص بالترف و الغن بلف العمال الصلية الت تتص بالعاش .فالصر إذا فضل بعمران واحد ففضله بزيادة كسب و رفه بعوائد من الترف ل توجد ف الخر فما كان عمرانه من المصار أكثر و أوفر كان حال أهله ف الترف أبلغ من حال الصر ال ذي دونه على وتية واحدة ف الصناف .القاضي مع القاضي و التاجر مع التاجر و الصانع مع الصانع و السوقي مع السوقي و المي مع المي و الشرطي مع الشرطي .و اعتب ذلك ف الغرب مثل iبال فاس مع غيها من أمصاره مثل باية و تلمسان و سبتة تد بينهما بونا iكثيا iعلى الملة ،ث على الصوصيات فحال القاضي بفاس أوسع من حال القاضي بتلمسان و هكذا كل صنف مع صنف أهله .و كذا أيضا iح ال تلمسان مع وهران أو الزائر و حال وهران و الزائر مع ما دونما إل أن تنتهي إل الدر الذين اعتمالم ف ضروريات معاش هم فق ط و يقصرون عنها .و ما ذلك إل لتفاوت العمال فيها فكأنا كلها أسواق للعمال .و الرج ف كل سوق على نسبته فالقاضي بفاس دخل ه كفاء خرجه و كذا القاضي بتلمسان و حيث الدخل و الرج أكثر تكون الحوال أعظم و ها بفاس أكثر لنفاق سوق العمال با ي دعو إليه الترف فالحوال أضخم .ث هكذا حال وهران و قسطنطينية و الزائر و بسكرة حت تنتهي كما قلناه إل المصار الت ل توف أعمال ا بضروراتا و ل تعد ف المصار إذ هي من قبيل القرى و الدر .فلذلك تد أهل هذه المصار الصغية ضعفاء الحوال متقاربي ف الفق ر و الصاصة لا أن أعمالم ل تفي بضروراتم و ل يفضل ما يتأثلونه كسبا iفل تنمو مكاسبهم .و هم لذلك مساكي ماوي ج إل ف الق ل
النادر .و اعتب ذلك حت ف أحوال الفقراء و السؤال فإن السائل بفاس أحسن حال iمن السائل بتلمسان أو وهران .و لقد شاهدت بف اس السؤال يسألون أيام الضاحي أثان ضحاياهم و رأيتهم يسألون كثيا iمن أحوال الترف و اقتراح الآكل مثل سؤال اللحم و السمن و علج الطبخ و اللبس و الاعون كالغربال و النية .و لو سأل سائل مثل هذا بتلمسان أو وهران لستنكر و عنف و زجر .و يبلغنا لذا العهد عن أحوال القاهرة و مصر من الترف و الغن ف عوائدهم ما يقضى منه العجب حت أن كثيا iمن الفقراء بالغرب ينعون من الثقلة إل مص ر لذلك و لا يبلغهم من شأن الرفه بصر أعظم من غيها .و بعتقد العامة من الناس أن ذلك لزيادة إيثار ف أهل تلك الفاق على غيه م أو أموال متزنة لديهم .و أنم أكثر صدقة و إيثارا iمن جيع أهل المصار و ليس كذلك و إنا هو لا تعرفه من أن عمران مصر و القاهرة أكثر من عمران هذه المصار الت لديك فعظمت لذلك أحوالم .و أما حال الدخل و الرج فمتكافئ ف جيع المصار أحوال الساكن و وسع الصر .كل شيء يبلغك من مثل هذا فل تنكره و اعتبه بكثرة العمران و ما يكون عنه من كثرة الكاسبة الت يسهل بسببها البذل و اليثار على مبتغيه و مثله بشأن اليوانات العجم مع بيوت الدينة الواحدة و كيف تتلف أحوالا ف هجرانا أو غشيانا فإن بيوت أهل النع م و الثروة و الوائد الصبة منها تكثر بساحتها و أقنيتها بنثر البوب و سواقط الفتات فيزدحم عليها غواشي النمل و الشاش و يلحق فوقه ا عصائب الطيور حت تروح بطانا iو تتلئ شبعا iو ريا iو بيوت أهل الصاصة و الفقراء الكاسدة أرزاقهم ل يسري بساحتها دبيب و ل يلق بوها طائر و ل تأوي إل زوايا بيوتم فأرة و ل هرة كما قال الشاعر: و تغشى منازل الكرماء تسقط الطي حيث تلتقط الب فتأمل سر ال تعال ف ذلك و اعتب غاشية الناسي بغاشية العجم من اليوانات و فتات الوائد بفضلت الرزق و الترف و سهولتها على من يبذلا لستغنائهم عنها ف الكثر لوجود أمثالا لديهم و اعلم أن اتساع الحوال و كثرة النعم ف العمران تابع لكثرته و ال سبحانه و تعال أعلم و هو غن عن العالي.
الفصل الثان عشر ف أسعار الدن إعلم أن السواق كلها تشتمل على حاجات الناس فمنها الضروري و هي القوات من النطة و ما معناها كالباقلء و البص ل و الث وم و أشباهه و منها الاجي والكمال مثل الدم و الفواكه و اللبس و الاعون و الراكب و سائر الصانع والبان فإذا استبحر الص ر و ك ثر ساكنة رخصت أسعار الضروري من القوت و ما ف معناه و غلت أ سعار الكمال من الدي و الفواكه و ما يتبعها و إذا قل ساكن الصر و ضعف عمرانه كان المر بالعكس من ذلك .و السبب ف ذلك أن البوب من ضرورات القوت فتتوفر الدواعي على اتاذها إذ كل أحد ل يهمل قوت نفسه و ل قوت منله لشهر أو سنته فيعم اتاذها أهل الصر أجع أو الكثر منهم ف ذلك الصر أو فيما قرب منه ل ب د م ن ذلك .و كل متخذ لقوته فتفضل عنه و عن أهل بيته فضلة كبية تسد خلة كثيين من أهل ذلك الصر فتفضل القتوات عن أهل الصر م ن غي شك فترخص أسعارها ف الغالب إل ما يصيبها ف بعض السني من الفات السماوية و لول احتكار الناس لا لا يتوقع من تلك الفات لبذلت دون ثن و ل عوض لكثرتا بكثرة العمران .و أما سائر الرافق من الدم و الفواكه و ما إليها ل تعم با البلوى و ل يستغرق اتاذها أعمال أهل الصر أجعي و ل الكثي منهم ث أن الصر إذا كان مستبحرا iموفور العمران كثي حاجات الترف توفرت حينئذ الدواعي عل ى طلب تلك الرافق و الستكثار منها كل بسب حاله فيقصر الوجود منها على الاجات قصورا iبالغا iو يكثر الستامون لا و هي قليل ة ف نفسها فتزدحم أهل الغراض و يبذل أهل الرفه و الترف أثانا بإسراف ف الغلء لاجتهم إليها أكثر من غيهم فيقع فيها الغلء كما تراه. و أما الصنائع و العمال أيضا iف المصار الوفورة العمران فسبب الغلء فيها أمور ثلثة :الول كثرة الاجة لكان الترف ف الصر بك ثرة عمرانه ،و الثان اعتزاز أهل العمال لدمتهم وامتهان أنفسهم لسهولة العاش ف الدينة بكثرة أقواتا ،و الثالث ك ثرة ال ترفي و ك ثرة حاجاتم إل امتهان غيهم و إل استعمال الصناع ف مهنهم فيبذلون ف ذلك لهل العمال أكثر من قيمة أعمالم مزاح ة و منافس ة ف الستئثار با فيغتر العمال و الصناع و أهل الرف و تغلو أعمالم و تكثر نفقات أهل الصر ف ذلك .و أما المصار الص غية و القليل ة الساكن فأقواتم قليلة لقلة العمل فيها و ما يتوقعونه لصغر مصرهم من عدم القوت فيتمسكون با يصل منه ف أيديهم ويتكرونه ف فيع ز وجوده لديهم و يغلو ثنه على مستامه .و أما مرافقهم فل تدعو إليها أيضا iحاجة بقلة الساكن و ضعف الحوال فل تنفق ل ديهم س وقه
فيختص بالرخص ف سعره .و قد يدخل أيضا iف قيمة القوات قيمة ما يعرض عليها من الكوس و الغارم للسلطان ف السواق و باب الفر و الياة ف منافع وصولا عن البيوعات لا يسهم .و بذلك كانت السعار ف المصار أغلى من السعار ف البادية إذ الكوس و الغ ارم و الفرائض قليلة لديهم أو معدومة .و كثرتا قي المصار ل سيما ف آخر الدولة و قد تدخل أيضا iف قيمة القوات قيمة علجها ف الفل ح و يافظ على ذلك ف أسعارها كما و قع بالندلس لذا العهد .و ذلك أنم لا ألأهم النصارى إل سيف البحر و بلده التوعرة البيثة الزارعة النكدة النبات وملكوا عليهم الرض الزاكية و البلد الطيب فاحتاجوا إل علج الزارع و الفدن لصلح نباتا و فلحها و كان ذلك العلج بأعمال ذات قيم و مواد من الزبل و غيه لا مؤنة و صارت ف فلحهم نفقات لا خطر فاعتبوها ف سعرهم .و اختص قط ر الن دلس بالغلء منذ اضطرهم النصارى إل هذا العمور بالسلم مع سواحلها لجل ذلك .و يسب الناس إذا سعوا بغلء السعار ف قطرهم أن ا لقلة القوات و البوب ف أرضهم و ليس كذلك فهم أكثر أهل العمور فلحا iفيما علمناه و أقومهم عليه و قل أن يلو منه م س لطان أو سوقة عن فدان أو مزرعة أو فلح إل قليل iمن أهل الصناعات و الهن أو الطراء على الوطن من الغزاة الاهدين .و لذا يتصهم السلطان ف عطائهم بالعولة و أقواتم و علوفاتم من الزرع .و إنا السبب ف غلء سعر البوب عندهم ما ذكرناه .و لا كانت بلد الببر بالعكس من ذلك ف زكاء منابتهم و طيب أرضهم ارتفعت عنهم الون جلة ف الفلح مع كثرته و عمومته فصار ذلك سببا iلرخص القوات ببل دهم و ال مقدر الليل والنهار و هو الواحد القهار ل رب سواه.
الفصل الثالث عشر ف قصور أهل البادية عن سكن الصر الكثي العمران والسبب ف ذلك أن الصر الكثي العمران يكثر ترفه كما قدمناه و تكثر حاجات ساكنه من أجل الترف .و تعتاد تلك الاجات لا ي دعو إليها فتنقلب ضرورات و تصي فيه العمال كلها مع ذلك عزيزة و الرافق غالية بازدحام العراض عليها من أجل الترف و بالغارم السلطانية الت توضع على السواق والبياعات و تعتب ف قيم البيعات و يعظهم فيها الغلء ف الرافق و أن أوقات والعمال فتكثر لذلك نفقات ساكنه كثرة بالغة على نسبة عمرانه .و يعظم خرجه فيحتاج حينئذ إل الال الكثي للنفقة على نفسه و عياله ف ضرورات عيشهم و سائر مؤونتهم. والبدوي ل يكن دخله كثيا iساكنا iبكان كاسد السواق ف العمال الت هي سبب الكسب فلم يتأهل كسبا iو ل مال iفيتعذر عليه م ن أجل ذلك سكن الصر الكبي لغلء مرافقه و عزة حاجاته .و هو ف بدوه يسد حاجته بأقل العمال لنه قليل عوائد ال ترف ف معاش ه و سائر مؤونته فل يضطر إل الال و كل من يتشوف إل الصر و سكناه من البادية فسريعا iما يظهر عجزه و يفتضح ف استيطانه إل من يقدم منهم تأثل الال و يصل له منه فوق الاجة و يري إل الغاية الطبيعية لهل العمران من الدعة و الترف فحينئذ ينتقل إل الص ر و ينتظ م حالة مع أحوال أهله ف عوائدهم و ترفهم .و هكذا شأن بداءة عمران المصار .و ال بكل شيء ميط.
الفصل الرابع عشر ف أن القطار ف اختلف أحوالا بالرفه و الفق ر مث ل المصار إعلم أن ما توفر عمرانه من القطار و تعددت المم ف جهاته و كثر ساكنه اتسعت أحوال أهله و كثرت أموالم و أمصارهم و عظم ت دولم و مالكهم .و السبب ف ذلك كله ما ذكرناه من كثرة العمال و ما سيأت ذكره من أنا سبب للثروة با يفصل عنها بع د الوف اء بالضروريات ف حاجات الساكن من الفضلة البالغة على مقدار العمران و كثرته فيعود على الناس كسبا iيتأثلونة حسبما نذكر ذلك ف فصل العا ش و بيان الرزق و الكسب فيتزيد الرفه لذلك و تتسع الحوال و ييء الترف والغن و تكثر الباية للدولة بنفاق السواق فيكثر مالا و يشمخ سلطانا و تتفنن ف اتاذ العاقل و الصون و اختطاط الدن و تشييد المصار .و اعتب ذلك بأقطار الشرق مثل مصر و الش ام و عراق العجم و الند و الصي و ناحية الشمال كلها وأقطارها وراء البحر الرومي وعظمت لا كثر عمرانا كيف كثر الال فيهم و عظم ت دولتهم و تعددت مدنم و حواضرهم و عظمت متاجرهم و أحوالم .فالذي نشاهده لذا العهد من أحوال تار المم النصرانية ال واردين على السلمي بالغرب ف رفههم و اتساع أحوالم أكثر من أن ييط به الوصف .و كذا تار أهل الشرق و ما يبلغنا عن أحوالم و أبل غ
منها أهل الشرق القصى من عراق العجم و الند و الصي فإنه يبلغنا عنهم ف باب الغن و الرفه غرائب تسي الركبان بديثها و ربا تتلقى بالنكار ف غالب المر .و يسب من يسمعها من العامة أن ذلك لزيادة ف أموالم أو لن العادن الذهبية و الفضية أكثر بأرض هم أو لن ذهب القدمي من المم استأثروا به دون غيهم و ليس كذلك فمعدن الذهب الذي نعرفه ف هذه القطار إنا هو من بلد السودان و هي إل الغرب أقرب .وجيع ما ف أرضهم من البضاعة فإنا يلبونه إل غي بلدهم للتجارة .فلو كان الال عتيدا iموفورا iل ديهم ل ا جلب وا بضائعهم إل سواهم يبتغون با الموال و ل استغنوا عن أموال الناس بالملة .و لقد ذهب النجمون لما رأوا مثل ذلك واستغربوا م ا ف الشرق من كثرة الحوال و اتساعها و وفور أموالا فقالوا بأن عطايا الكواكب و السهام ف مواليد الشرق أكثر منها حصصا iف مواليد أهل الغرب و ذلك صحيح من جهة الطابقة بي الحكام النجومية و الحوال الرضية كما قلناه و هم إنا أعطوا ف ذلك السبب النج ومي و بقي عليهم أن يعطوا السبب الرضي و هو ما ذكرناه من كثرة العمران و اختصاصه بأرض الشرق وأقطاره و كثرة العمران تفي د ك ثرة الكسب بكثرة قي العمال الت هي سببه فلذلك اختص الشرق بالرفه من بي الفاق ل إن ذلك لرد الثر النجومي .فقد فهمت ما أشرنا لك أول iأنه ل يستقل بذلك و أن الطابقة بي حكمه و عمران الرض و طبيعتها أمر ل بد منه .و اعتب حال هذا الرفه من العمران ف قطر أفريقية و برقة لا خف سكنها وتناقص عمرانا كيف تلشت أحوال أهلها وانتهوا إل الفقر والصاصه .و ضعفت جباياتا فقل ت أم وال دولا بعد أن كانت دول الشيعة و صنهاجة با على ما بلغك من الرفه و كثرة البايات و اتساع الحوال ف نفقاتم و أعطياتم .حت لقد كانت الموال ترفع من القيوان إل صاحب مصر لاجاته و مهماته و كانت أموال الدولة بيث حل جوهر الكاتب ف سفر إل فتح مصر ألف حل من الال يستعد با لرزاق النود و أعطياتم ونفقات الغزاة .و قطر الغرب و أن كان ف القدي دون أفريقية فلم يكن بالقليل ف ذلك و كانت أحواله ف دول الوحدين متسعة و جباياته موفورة و هو لذا العهد قد أقصر عن ذلك لقصور العمران فيه و تناقصه فقد ذهب من عمران الببر فيه أكثره و نقص عن معهوده نقصا iظاهرا iمسوسا ،و كاد أن يلحق ف أحواله بثل أحوال أفريقية بعد أن كان عمران ه متصل iمن البحر الرومي إل بلد السودان ف طول ما بي السوس القصى و برقة .و هي اليوم كلها أو أكثرها قفار و خلء و صحارى إل ما هو منها بسيف البحر أو ما يقاربه من التلول و ال وارث الرض ومن عليها و هو خي الوارثي.
الفصل الامس عشر ف تأثل ا لعقار و الضياع ف المصار و حال فوائدها و مستغلتا اعلم أن تأثل العقار و الضياع الكثية لهل المصار و الدن ل يكون دفعة واحدة و ل ف عصر واحد إذ ليس يكون لحد منهم من الثروة ما يلك به الملك الت ترج قيمتها عن الد و لو بلغت أحوالم ف الرفه ما عسى أن تبلغ .وإنا يكون ملكهم و تأثلهم لا ت دريا iأم ا بالوراثة من آبائه و ذوي رحه حت تتأدى أملك الكثيين منهم إل الواحد و أكثر لذلك أو أن يكون بوالة السواق فإن العقار ف آخ ر الدولة و أول الخرى عند فناء الامية و خرق السياج وتداعى الصر إل الراب تقل الغبطة به لقلة النفعة فيها بتلشي الحوال ف ترخص قيمتها و تتملك بالثان اليسية و تتخلى بالياث إل ملك آخر و قد استجد الصر شبابه باستفحال الدولة الثانية و انتظمت له أحوال رائقة حسنة تصل معها الغبطة ف العقار والضياع لكثرة منافعها حينئذ فتعظم قيمها و يكون لا خطر ل يكن ف الول .و هذا معن الوالة فيها و يصبح مالكها من أغن أهل الصر و ليس ذلك بسعيه و اكتسابه إذ قدرته تعجز عن مثل ذلك .و أما فوائد العقار و الض ياع فه ي غي كافية لالكها ف حاجات معاشه إذ هي ل تفي بوائد الترف و أسبابه و إنا هي ف الغالب لسد اللة و ضرورة العاش .و الذي سعناه م ن مشيخة البلدان أن القصد باقتناء اللك من العقار والضياع إنا هو الشية على من يترك خلفه من الذرية الضعفاء ليكون مرباهم به و رزق ه فيه و نشؤهم بفائدته ما داموا عاجزين عن الكتساب فإذا اقتدروا على تصيل الكاسب سعوا فيها بأنفسهم و ربا يكون من الول د م ن يعجز عن التكسب لضعف ف بدنه أو آفة ف عقله العاشي فيكون ذلك العقار قواما iلاله .هذا قصد الترفي ف اقتنائه .و أما التمول من ه وإجراء أحوال الترفي فل .و قد يصل ذلك منه للقليل أو النادر بوالة السواق و حصول الكثرة البالغة منه و العال ف جنسه و قيمت ه ف
الصر إل أن ذلك إذا حصل ربا امتدت إليه أعي المراء و الولة و اغتصبوه ف الغالب أو أرادوه على بيعه منهم و نالت أصحابه منه مضار و معاطب و ال غالب على أمره و هو رب العرش العظيم.
الفصل السادس عشر ف حاجات التمولي من أهل المص ار إل ال اه و الدافعة وذلك أن الضري إذا عظم توله و كثر للعقار و الضياع تأثله و أصبح أغن أهل الصر و رمقته العيون بذلك و انفسحت أحواله ف الترف و العوائد زاحم عليها المراء و اللوك و غصوا به .و لا ف طباع البشر من العدوان تتد أعينهم إل تلك ما بيده و ينافسونه فيه و يتحيلون على ذلك بكل مكن حت يصلوه ف ربقة حكمه سلطان و سبب من الؤاخذة ظاهر ينتزع به ماله و أكثر الحكام السلطانية ج ائزة ف الغالب إذ العدل الض إنا هو ف اللفة الشرعية و هي قليلة اللبث قال صلى ال عليه وسلم اللفة بعدي ثلثون سنة ث .تع ود ملك اi عضوضا .iفل بد حينئذ لصاحب الال و الثروة الشهية ف العمران من حامية تذود عنه و جاه ينسحب عليه من ذي قرابة للملك أو خالصة له أو عصبية يتحاماها السلطان فيستظل هو بظلها و يرتع ف أمنها من طوارق التعدي .و أن ل يكن له ذلك أصبح نبا iبوجوه التخيلت و أسباب الكام .و ال يكم ل معقب لكمه.
الفصل السابع عشر ف أن الضارة ف المصار من قبل ا لدول و أنا ترسخ باتصال الدولة ورسوخها و السبب ف ذلك أن الضارة هي أحوال عادية زائدة على الضروري من أحوال العمران زيادة تتفاوت بتفاوت الرفه و تفاوت الم م ف القلة و الكثرة تفاوتا iغي منحصر و تقع فيها عند كثرة التفنن ف أنواعها و أصنافها فتكون بنلة الصنائع و يتاج كل صنف منها إل القومة عليه و الهرة فيه و بقدر ما يتزيد من أصنافها تتزيد أهل .صناعتها و يتلون ذلك اليل با و مت اتصلت اليام و تعاقبت تلك الص ناعات حذق أولئك الصناع ف صناعتهم و مهروا ف معرفتها و العصار بطولا و انفساح أمدها و تكرير أمثالا تزيدها استحكاما iو رس وخا iو أكثر ما يقع ذلك ف المصار لستجار العمران و كثرة الرفه ف أهلها .و ذلك كله إنا ييء من قبل الدولة لن الدولة تمع أموال الرعية و تنفقها ف بطانتها و رجالا وتتسع أحوالم بالاه أكثر من أتساعها بالال فيكون دخل تلك الموال من الرعايا و خرجها ف أهل الدول ة ث ف من تعلق بم من أهل الصر و هم الكثر فتعظم لذلك ثروتم ويكثر غناهم و تتزيد عوائد الترف و مذاهبه و تستحكم لديهم الصنائع ف سائر فنونه و هذه هي الضارة .و لذا تد المصار الت ف القاصية و لو كانت موفورة العمران تغلب عليها أحوال البداوة و تبع د ع ن الضارة ف جيع مذاهبها بلف الدن التوسطة ف القطار الت هي مركز الدولة و مقرها و ما ذاك إل لاورة السلطان لم و فيض أم واله فيهم كالاء يضر ما قرب منه فما قرب من الرض إل أن ينتهي إل الفوف على البعد و قد قدمنا أن السلطان و الدولة س وق للع ال. فالبضائع كلها موجودة ف السوق و ما قرب منه و إذا أبعدت عن السوق افتقدت البضائع جلة ث أنه إذا اتصلت تلك الدول ة و تع اقب ملوكها ف ذلك الصر واحدا iبعد واحد استحكمت الضارة فيهم و زادت رسوخا iو اعتب ذلك ف اليهود لا طال ملكهم بالشام نوا iم ن ألف و أربعمائة سني رسخت حضارتم و حذقوا ف أحوال العا ش و عوائده و التفنن ف صناعاته من الطاعم و اللبس و سائر أح وال النل حت أنا لتؤخذ عنهم ف الغالب إل اليوم .و رسخت الضارة أيضا iو عوائدها ف الشام منهم و من دولة الروم بعدهم ستمائة س نة فكانوا ف غاية الضارة .و كذلك أيضا iالقبط دام ملكهم ف الليقة ثلثة آلف من السني فرسخت عوائد الض ارة ف بل دهم مص ر وأعقبهم با ملك اليونان و الروم ث ملك السلم الناسخ للكل .فلم تزل عوائد الضارة با متصلة و كذلك أيضا iرسخت عوائد الضارة باليمن لتصال دولة العرب با منذ عهد العمالقة و التبابعة آلفا iمن السني و أعقبهم ملك مصر .و كذلك الضارة بالعراق لتصال دول ة النبط و الفرس با من لدن الكلدانيي و الكيانية و الكسروية و العرب بعدهم آلفا iمن السني فلم يكن على وجه الرض لذا العهد أحضر
من أهل الشام و العراق و مصر .و كذا أيضا iرسخت عوائد الضارة و استحكمت بالندلس لتصال الدولة العظيمة فيها للق وط ث م ا أعقبها من ملك بن أمية آلفا iمن السني و كلتا الدولتي عظيمة فاتصلت فيها عوائد الضارة و استحكمت .و أما أفريقية و الغرب فل م يكن با قبل السلم ملك ضخم إنا قطع الفرنة إل أفريقية البحر و ملكوا الساحل و كانت طاعة الببر أهل الضاحية ل م طاع ة غي مستحكمة فكانوا على قلعة و أوفاز و أهل الغرب ل تاورهم دولة و إنا كانوا يبعثون بطاعتهم إل القوط من وراء البحر ول ا ج اء ال بالسلم و ملك العرب أفريقية و الغرب ل يلبث فيهم ملك العرب إل قليل iأول السلم و كانوا لذلك العهد ف طور البداوة و من استقر منهم بإفريقية والغرب ل يد بما من الضارة ما يقلد فيه من سلفة إذ كانوا برابر منغمسي ف البداوة ث انتقض برابرة الغ رب القص ى لقرب العهود على ميسرة الطفري أيام هشام بن عبد اللك و ل يراجعوا أمر العرب بعد و استقلوا بأمر أنفسهم و إن بايعوا لدري س فل تعد دولته فيهم عربية لن الباير هم الذين تولوها و ل يكن من العرب فيها كثي عدد و بقيت أفريقية للغالبة و من إليهم من العرب فكان لم من الضارة بعض الشيء با حصل لم من ترف اللك و نعيمه و كثرة عمران القيوان و ورث ذلك عنهم كتامة ث صنهاجة من بعدهم و ذلك كله قليل ل يبلغ أربعمائة سنة و انصرمت دولتهم و استحالت صبغة الضارة با كانت غي مستحكمة و تغلب بدو العرب اللليي عليها و خربوها و بقي أثر خفي من حضارة العمران فيها و إل هذا العهد يونس فيمن سلف له بالقلعة أو القيوان أو الهدية سلف فتجد له من الضارة ف شؤن منله و عوائد أحواله آثارا iملتبسة بغيها ييزها الضري البصي با و كذا ف أكثر أمصار أفريقية و ليس ك ذلك ف الغرب و أمصاره لرسوخ الدولة بأفريقية أكثر أمدا iمنذ عند الغالبة و الشيعة وصنهاجة و أما الغرب فانتقل إليه منذ دولة الوح دين م ن الندلس حظ كبي من الضارة و استحكمت به عوائدها با كان لدولتهم من الستيلء على بلد الندلس و انتقل الكثي من أهلها إليه م طوعا iو كرها iو كانت من اتساع النطاق ما علمت فكان فيها حظ صال من الضارة و استحكامها و معظمها من أهل الندلس ث انتقل أهل شرف الندلس عند جالية النصارى إل أفريقية فأبقوا فيها وبأمصارها من الضارة آثارا iو معظمها بتونس امتزجت بضارة مصر و ما ينقله السافرون من عوائدها فكان بذلك للمغرب و أفريقية حظ صال من الضارة عفي عليه اللء و رجع إل أعقابه و عاد الببر بالغرب إل أديانم من البداوة و الشونة و على كل حال فآثار الضارة بإفريقية أكثر منها بالغرب و أمصاره لا تداول فيها من الدول السالفة أكثر من الغرب و لقرب عوائدهم من عوائد أهل مصر بكثرة الترددين بينهم .فتفطن لذا السر فإنه خفي عن الناس .و اعلم أنا أمور متناسبة و هي حال الدولة ف القوة و الضعف و كثرة المة أو اليل و عظم الدينة أو الصر و كثرة النعمة و اليسار و ذلك أن الدولة و اللك صورة الليفة و العمران وكلها مادة لا من الرعايا و المصار و سائر الحوال و أموال الباية عائدة عليهم ويسارهم ف الغالب من أس واقهم و متاجرهم و إذا أفاض السلطان عطاءه و أمواله ف أهلها انبثت فيهم و رجعت إليه ث إليهم منه فهي ذاهبة عنهم ف الباية و الراج ع ائدة عليهم ف العطاء فعلى نسبة حال الدولة يكون يسار الرعايا و على يسار الرعايا و كثرتم يكون مال الدولة و أصله كله العمران و ك ثرته فاعتبه و تأمله ف الدول تده و ال يكم و ل معقب لكمه.
الفصل الثامن عشر ف أن الضارة غاية العمران و ناية لعمره و أنا مؤذن ة بفساده قد بينا لك فيما سلف أن اللك و الدولة غاية للعصبية و أن الضارة غاية للبداوة و أن العمران كله من بداوة و حضارة و ملك و سوقة له عمر مسوس كما أن للشخص الواحد من أشخاص الكونات عمرا iمسوسا iو تبي ف العقول والنقول أن الربعي للنسان غاية ف تزاي د قواه و نوها و أنه إذا بلغ سن الربعي و قفت الطبيعة عن أثر النشوء و النمو برهة ث تأخذ بعد ذلك ف النطاط .فلتعلم أن الض ارة ف العمران أيضا iكذلك لنه غاية ل مزيد وراءها و ذلك أن الترف و النعمة إذا حصل لهل العمران دعاهم بطبعه إل م ذاهب الض ارة و التخلق بعوائدها و الضارة كما علمت هي التفنن ف الترف و استجاده أحواله و الكلف بالصنائع الت تؤنق من أصنافه و سائر فنونه م ن الصنائع الهيئة للمطابخ أو اللبس أو البان أو الفرش أو النية و لسائر أحوال النل .و للتأنق ف كل واحد من هذه صنائع كثية ل يتاج إليها عند البداوة و عدم التأنق فيها .و إذا بلغ أن التأنق ف هذه الحوال النلية الغاية تبعه طاعة الشهوات فتتلون النفس من تل ك الع وائد
بألوان كثية ل يستقيم حالا معها ف دينها و ل دنياها أما دينها فلستحكام صبغة العوائد الت يعسر نزعها و أما دنياها فلكثرة الاجات و الؤنات ائت تطالب با العوائد و يعجز و ينكب عن الوفاء با .و بيانه أن ،الصر بالتفنن ف الضارة تعظم نفقات أهله و الضارة تتف اوت بتفاوت العمران فمت كان العمران أكثر كانت الضارة أكمل .و قد كنا قدمنا أن الصر الكثي العمران يتص بالغلء ف أسواقه و أش عار حاجته .ث تزيدها الكوس غلة لن الضارة إنا تكون عند انتهاء الدولة ف استفحالا و هو زمن وضع الكوس ف الدول لكثرة خرجه ا حينئذ كما تقدم .و الكوس تعود إل البياعات بالغلء لن السوقة و التجار كلهم يتسبون على سلعهم و بضائعهم جيع ما ينفقونه حت ف مؤنة أنفسهم فيكون الكس لذلك داخل iف قيم البيعات و أثانا .فتعظم نفقات أهل الضارة و ترج عن القصد إل السراف .و ل يدون و ليجة عن ذلك لا ملكهم من أثر العوائد و طاعتها و تذهب مكاسبهم كلها ف النفقات و يتتابعون ف الملق و الاصة و يغلب عليه م الفقر و يقل الستامون للبضائع فتكسد السواق و يفسد حال الدينة و داعية ذلك كله إفراط الضارة و الترف .و هذه مفسدات ف الدينة على العموم ف السواق و العمران .و أما فساد أهلها ف ذاتم واحدا iواحدا iعلى الصوص فمن الكد و التعب ف حاجات العوائد و التلون بألوان الشر ف تصيلها و ما يعود على النفس من الضرر بعد تصيلها بصول لون آخر من ألوانا .فلذلك يكثر منهم الفس ق و الش ر و السفسفة و التحيل على تصيل العاش من وجهه و من غي وجهه .و تنصرف النفس إل الفكر ف ذلك و الغوص عليه و استجماع اليلة له فتجدهم أجرياء على الكذب و القامرة و الغش و اللبة و السرقة و الفجور ف اليان و الربا ف البياعات ث تدهم لكثرة الش هوات و اللذ الناشئة عن الترف أبصر بطرق الفسق و مذاهبه و الاهرة به و بداوعيه و اطراح الشمة ف الوض فيه ح ت بي الق ارب و ذوي الرحام و الارم الذين تقتضي البداوة الياء منهم ف القذاع بذلك .و تدهم أيضا iأبصر بالكر و الديعة يدفعون بذلك ما عساه أن ينالم من القهر و ما يتوقعونه من العقاب على تلك القبائح حت يصي ذلك عادة و خلقا iلكثرهم إل من عصمه ال .و يوج بر الدينة بالس فلة من أهل الخلق الذميمة و ياريهم فيها كثي من ناشئة الدولة وولدانم من أهل عن التأديب و أهلته الدولة من عدادها و غلب عليه خلق الوار و إن كانوا أهل أنساب و بيوتات و ذلك أن الناس بشر متماثلون و إنا تفاضلوا و تيزوا باللق و اكتساب الفض ائل و اجتن اب الرذائل .فمن استحكمت فيه صبغة الرذيلة بأي وجه كان ،و فسد خلق الي فيه ،ل ينفعه زكاء نسبه و ل طيب منبته .و لذا تد كثيا iمن أعقاب البيوت و ذوي الحساب و الصالة و أهل الدول منطرحي ف الغمار منتحلي للحرف الدنيئة ف معاشهم با فسد من أخلقه م و ما تلونوا به من صبغة الشر و السفسفة و إذا كثر ذلك ف الدينة أو المة تأذن ال برابا و انقراضها و هو معن قوله تعال :و إذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا .iو وجهه حينئذ إن مكاسبهم حينئذ ل تفي باجاتم لكثرة العوائد و مطالبة النفس با فل تستقيم أحوالم .و إذا فسدت أحوال الشخاص واحدا iواحدا iاختل نظام الدينة و خربت وهذا معن ما يقوله بع ض أهل الواص أن الدينة إذا كثر فيها غرس النارنج تأذنت بالراب حت أن كثيا iمن العامة يتحامى غرس النارنج بالدور تطيا iبه .و لي س الراد ذلك و ل أنه خاصية ف النارنج و إنا معناه أن البساتي وإجراء الياه هو من توابع الضارة .ث أن النارنج و اللية و الس رو و أمث ال ذلك ما ل طعم فيه و ل منفعة هو من غاية الضارة إذ ل يقصد با ف البساتي إل أشكالا فقط ول تغرس إل بع د التفن ن ف م ذاهب الترف .و هذا هو الطور الذي يشى معه هلك الصر و خرابه كما قلناه .و لقد قيل مثل ذلك ف الدفلى و هو من هذا الباب إذ الدفلى ل يقصد با إل تلون البساتي بنورها ما بي أحر وأبيض و هو من مذاهب الترف .و من مفاسد الضارة النماك ف الشهوات و السترسال فيها لكثرة الترف فيقع التفنن ف شهوات البطن من الآكل و اللذ و الشارب وطيبها .و يتبع ذلك التفنن ف شهوات الفرج بأنواع الناكح من الزنا و اللواط ،فيفضي ذلك إل فساد النوع .إما بواسطة اختلط النساب كما ف الزنا ،فيجهل كل واحد ابنه ،إذ هو لغي رشدة ،لن الياه متلطة ف الرحام ،فتفقد الشفقة الطبيعية على البني و القيام عليهم فيهلكون ،و يؤدي ذلك إل انقطاع النوع ،أو يكون فساد الن وع بغي واسطة ،كما ف اللواط الؤدي إل عدم النسل رأسا iو هو أشد ف فساد النوع .و الزنا يؤدي إل عدم ما يوجد منه .و ل ذلك ك ان مذهب مالك رحه ال ف اللواط أظهر من مذهب غيه ،و دل على أنه أبصر بقاصد الشريعة واعتبارها للمصال. فافهم ذلك و اعتب به أن غاية العمران هي الضارة و الترف و أنه إذا بلغ غايته انقلب إل الفساد و أخذ ف ال رم كالعم ار الطبيعي ة للحيوانات .بل نقول إن الخلق الاصلة من الضارة و الترف هي عي الفساد لن النسان إنا هو إنسان باقتداره على جلب من افعه و دفع مضاره و استقامة خلقه للسعي ف ذلك .و الضري ل يقدر على مباشرته حاجاته أما عجزا iلا حصل له من الدعة أو ترفا iلا حصل من الرب ف النعيم و الترف و كل المرين ذميم .و كذلك ل يقدر على دفع الضار و استقامة خلقه للسعي ف ذلك .و الضري با قد فقد من
خلق النسان بالترف و النعيم ف قهر التأديب و التعلم فهو بذلك عيال على الامية الت تدافع عنه .ث هو فاسد أيضا iغالبا iبا فسدت من ه العوائد و طاعتها ف ما تلونت به النفس من مكانتها كما قررناه إل ف القل النادر .و إذا فسد النسان ف قدرته على أخلقه و دينه فق د فسدت إنسانيته و صار مسخا iعلى القيقة .و بذا العتبار كان الذين يتقربون من جند السلطان إل البداوة و الشونة أنفع م ن ال ذين يتربون على الضارة و خلقها .موجودون ف كل دولة .فقد تبي أن الضارة هي سن الوقوف لعمر الع ال ف العم ران و الدول ة و ال سبحانه و تعال كل يوم هو ف شأن ل يشغله شأن عن شأن.
الفصل التاسع عشر ف أن المصار الت تكون كراسي للملك ترب براب الدولة وانقراضها قد استقرينا ف العمران أن الدولة إذا اختلت و انتقصت فإن الصر الذي يكون كرسيا iلسلطانا ينتقض عمرانه و ربا ينتهي ف انتقاض ه إل الراب و ل يكاد ذلك يتخلف .و السبب فيه أمور :الول أن الدولة ل بد ف أولا من البداوة القتضية للتجاف عن أموال الناس و البعد عن التحذلق .و يدغو ذلك إل تفيف الباية و الغارم .الت منها مادة الدولة فتقل النفقات و يقل الترف فإذا صار الصر الذي ك ان كرس ياi للملك ف ملكة هذه الدولة التجددة و نقصت أحوال الترف فيها نقص الترف فيمن تت أيديها من أهل الصر لن الرعايا تب ع الدول ة فيجعون إل خلق الدولة أما طوعا iلا ف طباع البشر من تقليد متبوعهم أو كرها iلا يدعو إليه خلق الدولة من النقباض عن الترف ف جيع الحوال و قلة الفوائد الت هي مادة العوائد فتقصر لذلك حضارة الصر و يذهب معه كثي من عوائد الترف .و هو معن ما نقول ف خراب الصر .المر الثان أن الدولة إنا يصل لا اللك و الستيلء بالغلب ،و إنا يكون بعد العداوة و الروب .و العداوة تقتضي منافاة بي أهل الدولتي و تكثر إحداها على الخرى ف العوائد والحوال .و غلب أحد التنافيي يذهب بالناف الخر فتكون أحوال الدولة السابقة منكرة عند أهل الدولة الديدة و مستبشعة و قبيحة .و خصوصا iأحوال الترف فتفقد ف عرفهم بنكي الدولة لا حت تنشأ لم بالتدري ج ع وائد أخرى من الترف فتكون عنها حضارة مستأنفة .و فيما بي ذلك قصور الضارة الول ونقصها و هو معن اختلل العمران ف الصر .المر الثالث أن كل أمة ل بد لم من وطن و هو منشآهم و منه أولية ملكهم .و إذا ملكوا ملكا iآخر صار تبعا iللول وأمصاره تابع ة لمص ار الول .و أتسع نطاق اللك عليهم .و ل بد من توسط الكرسي بي توم المالك الت للدولة لنه شبه الركز للنطاق فيبعد مكانه عن مكان الكرسي الول و توي أفئدة الناس من أجل الدولة و السلطان فينتقل إليه العمران و يف من مصر الكرسي الول .و الضارة إنا هي توفر العمران كما قدمناه فتنقص حضارته و تدنه .و هو معن اختلله .و هذا كما وقع للسلجوقية ف عدولم بكرسيهم عن بغداد إل أصبهان و للعرب قبلهم ف العدول عن الدائن إل الكوفة و البصرة ،و لبن العباس ف العدول عن دمشق إل بغداد و لبن مرين بالغرب ف العدول عن مراكش إل فاس .و بالملة فاتاذ الدولة الكرسي ف مصر يل بعمران الكرسي الول .المر الرابع أن الدولة الثانية ل بد فيها م ن أه ل الدولة السابقة و أشياعها بتحويلهم إل قطر آخر هو من فيه غائلتهم على الدولة و أكثر أهل الصر الكرسي أتباع الدولة .أما من الامي ة الذين نزلوا به أول الدولة أو أعيان الصر لن لم ف الغالب مالطة للدولة على طبقاتم و تنوع أصنافهم .بل أكثرهم ناشئ ف الدولة فه م شيعة لا .و إن ل يكونوا بالشوكة والعصبية فهم باليل و البة و العقيدة .و طبيعة الدولة التجددة مو آثار الدولة السابقة فينقلهم من مصر الكرسي إل و طنها التمكن ف ملكتها .فبعضهم على نوع التغريب و البس و بعضهم على نوع الكرامة و التلطف بي ث ل ي ؤدي إل النفرة حت ل يبقى ف مصر الكرسي إل الباعة و المل من أهل الفلح و العيارة و سواد العامة و ينل مكانم حاميتها و أشياعها من يشتد به الصر وإذا ذهب من الصر أعيانم على طبقاتم نقص ساكنه و هو معن اختلل عمرانه .ث ل بد من أن يستجد عمران آخر ف ظل الدولة الديدة و تصل فيه حضارة أخرى على قدر الدولة .و إنا ذلك بثابة من له بيت على أوصاف مصوصة فاظهر من قدرته على تغيي تلك الوصاف و إعادة بنائها على ما يتاره و يقترحه فيخري ذلك البيت ث يعيد بناءه ثانيا .iو قد و قع من ذلك كثي ف المصار ال ت ه ي كراسي للملك و شاهدناه .و عرفناه و ال يقدر الليل و النهار .و السبب الطبيعي الول ف ذ لك على الملة أن الدولة و اللك للعم ران بثابة الصورة للمادة و هو الشكل الافظ بنوعه لوجودها .و قد تقرر ف علوم الكمة أنه ل يكن انفكاك أحدها عن الخر .فالدولة دون
العمران ل تتصور و العمران دون الدولة و اللك متعذر لا ف طباع البشر من العدوان الداعي إل الوازع فتتعي السياسة لذلك أما الشريعة أو اللكية و هو معن الدولة و إذا كانا ل ينفكان فاختلل أحدها ف مؤثر ف اختلل الخر كما أن عدمه مؤثر ف عدمه و اللل العظيم إنا يكون من خلل الدولة الكلية مثل دولة الروم أو الفرس أو العرب على العموم أو بن أمية أو بن العباس كذلك .و أما الدولة الشخصية مثل دولة أنو شروان أو هرقل أو عبد اللك بن مروان أو الرشيد فأشخاصها متعاقبة على العمران حافظة لوجوده و بقائه و قريبة الشبه بعض ها من بعض فل تؤثر كثي اختلل لن الدولة بالقيقة الفاعلة ف مادة العمران إنا هي العصبية و الشوكة و هي مستمرة على أشخاص الدولة فإذا ذهبت تلك العصبية و دفعتها عصبية أخرى مؤثرة ف العمران ذهبت أهل الشوكة بأجعهم و عظم اللل كما قررناه أول iو ال سبحانه و تعال أعلم.
الفصل العشرون ف اختصاص بعض المصار ببعض الصنائع دون بعض وذلك أنه من البي أن أعمال أهل الصر يستدعي بعضها بعضا iلا ف طبيعة العمران من التعاون و ما يستدعي من العمال يتص ببعض أهل الصر فيقومون عليه و يستبصرون ف صناعته و يتصون بوظيفته و يعلون معاشهم فيه و رزقهم منه لعموم البلوى به ف الصر والاجة إليه. و ما ل تستدعي ف الصر يكون غفل iإذ ل فائدة لنتحله ف الحتراف به .و ما يستدعي من ذلك لضرورة العاش فيوجد ف ك ل مص ر كالياط و الداد و النجار وأمثالا و ما يستدعي لعوائد الترف وأحواله فإنا يوجد ف الدن الستبحرة ف العمارة الخذة ف عوائد ال ترف والضارة مثل الزجاج و الصائغ و الدهان و الطباخ و الصفار و السفاج و الفراش والذباح و أمثال هذه و هي متفاوتة .و بقدر ما تزي د الضارة و تستدعي أحوال الترف تدث صنائع لذلك النوع فتوجد بذلك الصر دون غيه و من هذا الباب المامات لنا إنا توج د ف المصار الستحضرة الستبحرة العمران لا يدعو إليه الترف و الغن من التنعم و لذلك ل تكون ف الدن التوسطة .و أن نزع بعض اللوك و الرؤساء إليها فيختطها و يري أحوالا .إل أنا إذا ل تكن لا داعية من كافة الناس فسرعان ما تجر و ترب و تفر عنها القومة لقلة فائدتم ومعاشهم منها .و ال يقبض و يبسط.
الفصل الادي و العشرون ف و جود العصبية ف المصار و تغلب بعض هم على بعض من البي أن اللتحام أو التصال موجود ف طباع البشر و أن ل يكونوا أهل نسب واحد إل أنه كما قدمناه أضعف ما يكون بالنسب و أنه تصل به العصبية بعضا iما تصل بالنسب .و أهل المصار كثي منكم ملتحمون بالصهر يذب بعضهم بعضا iإل أن يكونوا لما iلم ا iو قرابة قرابة و تد بينهم من العداوة والصداقة ما يكون بي القبائل و العشائر مثله فيفترقون شيعا iو عصائب فإذا نزل الرم بالدولة و تقل ص ظل الدولة عن القاصية احتاج أهل أمصارها إل القيام على أمرهم و النظر ف حاية بلدهم و رجعوا إل الشورى و تيز العلية عن السفلة و النفوس بطباعها متطاولة إل الغلب و الرئاسة فتطمح الشيخة للء الو من السلطان و الدولة القاهرة إل الستبداد و تنازع كل صاحبه و يستوصلون بالتباع من الوال و الشيع و الحلف و يبذلون ما ف أ يديهم للوغاد و الوشاب فيعصوصب كل لصاحبه و يتعي الغل ب لبعضهم فيعطف على أكفائه ليقص من أعنتهم و يتتبعهم بالقتل أو التغريب حت يضد منهم الشوكات النافذة و يقلم الظفار الادش ة و يستبد بصر أجع و يرى أنه قد استحدث ملكا iيورثه عقبه فيحدث ف ذلك اللك الصغر ما يدث ف اللك العظم من ع وارض ال دة والرم و ربا يسمو بعض هؤلء إل مناخ اللوك العاظم أصحاب القبائل والعشائر و العصبيات و الزحوف و الروب و القطار و المالك فينتحلون با من اللوس على السرير و اتاذ اللة و إعداد الواكب للسي ف أقطار البلد و التختم والتحية و الطاب بالتهويل ما يسخر منه من يشاهد أحوالم لا انتحلوه من شارات اللك الت ليسوا لا بأهل .إنا دفعهم إل ذلك تقلص الدولة و التحام بعض القرابات حت صارت عصبية .و قد يتنه بعضهم عن ذلك و يري على مذهب السذاجة فرارا iمن التعريض بنفسه للسخرية و العبث .و قد وقع هذا بأفريقية لذا العهد ف آخر الدولة الفصية لهل بلد الربد من طرابلس وقابس و تؤزر و نفطة و قفصة و بسكرة و الزاب و ما إل ذل ك .س وا إل
مثلها عند تقلص ظل الدولة عنهم منذ عقود من السني فاستغلبوا على أمصارهم و استبدوا بأمرها على الدولة ف الحك ام و الباي ة .و أعطوا طاعة معروفة و صفقة مرضة و أقطعوها جانبا iمن اللينة و اللطفة و النقياد و هم بعزل عنه .و أورثوا ذلك أعقابم لذا العهد .و حدث ف خلفهم من الغلظة و التجب ما يدث لعقاب اللوك و خلفهم و نظموا أنفسهم ف عداد السلطي على قرب عهدهم بالس وقة حت ما ذلك مولنا أمي الؤمني أبو العباس و انتزع ما كان بأيديهم من ذلك كما نذكره ف أخبار الدولة .و قد كان مثل ذلك و ق ع ف آخر الدولة الصنهاجية .و استقل بأمصار الريد أهلها و استبدوا على الدولة حت انتزع ذلك منهم شيخ الوحدين وملكهم عبد الؤمن ب ن علي و نقلهم من إماراتم با إل الغرب و ما من تلك البلد آثارهم كما نذكر ف أخباره .و كذا و قع بسبتة لخر دولة بن عبد الؤمن. وهذا التغلب يكون غالبا iف أهل السروات و البيوتات الرشحي للمشيخة و الرئاسة ف الصر ،و قد يدذث التغلب لبعض السفلة من الغوغاء والدهاء .و إذا حصلت له العصبية و اللتحام بالوغاد لسباب يرها له القدار فيتغلب على الشيخة والعلية إذا كانوا فاقدين للعصابة و ال سبحانه و تعال غالب على أمره.
الفصل الثان و العشرون ف لغات أهل المصار إعلم أن لغات أهل المصار إنا تكون بلسان المة أو اليل الغالبي عليها أو الختطي لا و لذلك كانت لغات المصار الس لمية كله ا بالشرق و الغرب لذا العهد عربية و أن كان اللسان العرب الصري قد فسدت ملكته و تغي إعرابه والسبب ف ذلك م ا و ق ع للدول ة السلمية من الغلب على المم و الدين و اللة صورة للوجود و للملك .و كلها مواد له و الصورة مقدمة على الادة و الدين إنا يستفاد من الشريعة و هي بلسان العرب لا أن النب صلى ال عليه و سلم عرب فوجب هجر ما سوى اللسان العرب من اللسن ف جي ع مالكه ا .و اعتب ذلك ف ني عمر رضي ال عنه عن بطالة العاجم و قال إنا خب .أي مكر و خديعة .فلما هجر الدين اللغات العجمي ة و ك ان لسان القائمي بالدولة السلمية عربيا iهجرت كلها ف جيع مالكها لن الناس تبع للسلطان و على دينه فصار استعمال اللسان العرب م ن شعائر السلم و طاعة العرب .و هجر المم لغاتم و ألسنتهم ف جيع المصار والمالك .و صار اللسان العرب لسانم حت رسخ ذلك لغة ف جيع أمصارهم ومدنم و صارت اللسنة العجمية دخيلة فيها و غريبة .ث فسد اللسان العرب بخالطتها ف بعض أحكامه و تغي أواخره و إن كان بقي ف الدللت على أصله وسي لسانا iحضريا iف جيع أمصار السلم .و أيضا iفأكثر أهل المصار ف اللة لذا العه د م ن أعقاب العرب الالكي لا ،الالكي ف ترفها با كثروا العجم الذين كانوا با و ورثوا أرضهم و ديارهم .و اللغات متوارث ة فبقي ت لغ ة العقاب على حيال لغة الباء و إن فسدت أحكامها بخالطة العجام شيئا iفشيئا .iو سيت لغتهم حضرية منسوبة إل أه ل الواض ر و المصار بلف لغة البدو من العرب فإنا كانت أعرق ف العروبية و لا تلك العجم من الديلم و السلجوقية بعدهم بالش رق ،و زنات ة و الببر بالغرب ،و صار لم اللك و الستيلء على جيع المالك السلمية فسد اللسان العرب لذلك و كاد يذهب لول ما حفظه من عناي ة السلمي بالكتاب و السنة اللذين بما حفظ الدين و سار ذلك مرجحا iلبقاء اللغة العربية الصرية من الشر و الكلم إل قليل iبالمصار فلما ملك التتر والغول بالشرق و ل يكونوا على دين السلم ذهب ذلك الرجح و فسدت اللغة العربية على الطلق و ل يبق ل ا رس م ف المالك السلمية بالعراق و خراسان وبلد فارس و أرض الند و السند و ما وراء النهر و بلد الشمال و بلد الروم و ذهبت أسابيب اللغة العربية من الشعر و الكلم إل قليل iيقع تعليمه صناعيا iبالقواني التدارسة من كلم العرب و حفظ كلمهم لن يسره ال تعال لذلك .و ربا بقيت اللغة العربية الصرية بصر والشام و الندلس و بالغرب لبقاء الدين طلبا iلا فانفظت ببعض الشيء و أما ف مالك العراق و ما وراءه فلم يبق له أثر و ل عي حت إن كتب العلوم صارت تكتب باللسان العجمي و كذا تدريسه ف الالس و ال أعلم بالصواب .و ال مق در الليل و النهار .صلى ال على سيدنا ممد و آله و صحبه و سلم تسليما iكثيا iدائما iأبدا iإل يوم الدين و المد ل رب العالي.
الباب الامس من الكتاب الول ف العاش و وجوبه من الكسب و الصنائع و ما يعرض ف ذلك كله من الحوال و فيه مسائل
الفصل الول ف حقيقة الرزق و الكسب و شرحهما و أن الكسب هو قيمة العمال ا لبشرية إعلم أن النسان مفتقر بالطبع إل ما يقوته و يونة ف حالته و أطواره من لدن نشوءه إل أشده إل كبه و ال الغن و أنتم الفق راء و ال سبحانه خلق جيع ما ف العال للنسان و امت به عليه ف غي ما آية من كتابه فقال :خلق لكم ما ف السماوات وما ف الرض جيعا منه و سخر لكم البحر و سخر لكم الفلك و سخر لكم النعام .و كثي من شواهده .و يد النسان مبسوطة على العال و ما فيه با جعل ال ل ه من الستخلف .و أيدي البشر منتشرة فهي مشتركة ف ذلك .و ما حصل عليه يد هذا امتنع عن الخر إل بعوض .فالنسان م ت اقت در على نفسه و تاوز طور الضعف سعى ف اقتناء الكسب لينفق ما آتاه ال منها ف تصيل حاجاته و ضروراته بدفع العواض عنها .قال ال تعال :فابتغوا عند ال الرزق و قد يصل له ذلك بغي سعي كالطر الصلح للزراعة و أمثاله .إل أنا إنا تكون معينة و ل بد من سعيه معها كما يأت فتكون له .تلك الكاسب معاشا iإن كانتا بقدار الضرورة و الاجة و رياشا iو متمول iإن زادت على ذلك .ث إن ذلك الاصل أو القتن إن عادت منفعته على العبد و حصلت له ثرته من إنفاقه ف مصاله و حاجاته سي ذلك رزقا .iقال صلى ال عليه و سلم :إنا لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت و إن ل ينتفع به ف شيء من مصاله و ل حاجاته فل يسمى بالنس بة إل الالك رزقا iو التملك منه حينئذ بسعي العبد و قدرته يسمى كسبا .iو هذا مثل التراث فإنه يسمى بالنسبة إل الالك كسبا iو ل يسمى رزقاi إذ ل يصل به منتفع و بالنسبة إل الوارثي مت انتفعوا به يسمى رزقا .iهذا حقيقة مسمى الرزق عند أهل السنة و قد اش ترط الع تزل ف تسميته رزقا iإن يكون بيث يصح تلكه و ما ل يتملك عندهم ل يسمى رزقا iو أخرجوا الغصوبات و الرام كله عن أن يسمى شيء منها رزقا iو ال تعال يرزق الغاصب و الظال و الؤمن و الكافر برحته و هدايته من يشاء .و لم ف ذلك حجج ليس هذا موضع بسطها .ث اعلم أن الكسب إنا يكون بالسعي ف القتناء و القصد إل التحصيل فل بد ف الرزق من سعي و عمل و لو ف تناوله و ابتغائه من وجوهه .قال تعال :فابتغوا عند ال الرزق و السعي إليه إنا يكون بأقدار ال تعال و إلامه ،فالكل من عند ال .فل بد من العمال النس انية ف ك ل مكسوب و متمول .لنه إن كان عمل iبنفسه مثل الصنائع فظاهر دال كان مقتن من اليوان و النبات و العدن فل بد في ه م ن العم ل النسان كما تراه و إل ل يصل و ل يقع به انتفاع .ث إن ال تعال خلق الجرين العدنيي من الذهب و الفضة قيمة لكل متمول ،و ه ا الذخية و القنية لهل العال ف الغالب .و إن اقتن سواها ف بعض الحيان فإنا هو لقصد تصيلهما با يقع ف غيها من حوالة الس واق الت ها عنها بعزل فهما أصل الكاسب و القنية و الذخية .و إذا تقرر هذا كله فاعلم أن ما يفيده النسان و يقتنيه من التمولت إن كان من الصنائع فالفاد القتن منه قيمة عمله و هو القصد بالقنية إذ ليس هناك إل العمل و ليس بقصود بنفسه للقنية .و قد يكون مع الصنائع ف بعضها غيها مثل التجارة و الياكة معهما الشب و الغزل إل أن العمل فيهما أكثر فقيمته أكثر و إن كان من غي الصنائع فل بد من قيمة ذلك الفاد و القنية من دخول قيمة العمل الذي حصلت به إذ لول العمل ل تصل قنيتها .و قد تكون ملحظة العمل ظاهرة ف الكثي منها فتجعل له حصة من القيمة عظمت أو صغرت .و قد تفى ملحظة العمل كما ف أسعار القوات بي الناس فإن اعتبار العمال و النفقات فيها ملحظ ف أسعار البوب كما قدمناه لكنه خفي ف القطار الت علج الفلح فيها و مؤنته بسية فل يشعر به إل القليل من أهل الفلح. فقد تبي أن الفادات و الكتسبات كلها أو أكثرها إنا هي قيم العمال النسانية و تبي مسمى الرزق و أنه النتفع ب ه .فق د ب ان معن الكسب و الرزق و شرح مسماها .و اعلم أنه إذا فقدت العمال أو قلت بانتقاص العمران تأذن ال برفع الكسب أترى أل المصار القليلة الساكن كيف يقل الرزق و الكسب فيها أو يفقد لقلة العمال النسانية و كذلك المصار الت يكون عمرانا أكثر يكون أهله ا أوس ع أحوال iو أشد رفاهية كما قدمناه قبل و من هذا الباب تقول العامة ف البلد إذا تناقص عمرانا إنا قد ذهب رزقها حت إن النار و العيون ينقطع جريها ف القفر لا أن فور العيون إنا يكون بالنباط و المتراء الذي هو بالعمل النسان كالال ف ضروع النعام فما ل يكن إنباط و ل امتراء نصبت و غارت بالملة كما يف الضرع إذا ترك امتراؤه .و انظره ف البلد الت تعهد فيها العيون ليام عمرانا ث يأت عليه ا الراب كيف تغور مياهها جلة كأنا ل تكن و ال مقدر الليل و النهار.
الفصل الثان ف وجوه العاش و أصنافه و مذاهبه إعلم أن العاش هو عبارة عن ابتغاء الرزق و السعي ف تصيله و هو مغفل من العيش .كأنه لا كان العيش الذي هو الياة ل يصل إل بذه جعلت موضعا iله على طريق البالغة ث إن تصيل الرزق و كسبه ،إما أن يكون بأخذه من يد الغي و انتزاعه بالقتدار عليه عل ى ق انون متعارف و يسمى مغرما iو جباية و إما أن يكون من اليوان الوحشي بافتراسه و أخذه برميه من الب أو البحر و يسمى اصطيادا iو إم ا أن يكون من اليوان الداجن باستخراج فضوله النصرفة بي الناس ف منافعهم كاللب من النعام و الرير من دوده و العسل من نله أو يكون من النبات ف الزرع و الشجر بالقيام عليه و إعداده لستخراج ثرته و يسمى هذا كله فلحا iو إما أن يكون الكسب من العمال النسانية إما ف مواد معينة و تسمى الصنائع من كتابة و تارة و خياطة و حياكة و فروسية و أمثال ذلك أو ف م واد غي معين ة و ه ي جي ع المتهانات و التصرفات و إما أن يكون الكسب من البضائع و إعدادها للعواض إما بالتغلب با ف البلد و احتكارها و ارتقاب حوال ة السواق فيها .و يسمى هذا تارة .فهذه وجوه العاش و أصنافه و هي معن ما ذكره الققون من أهل الدب و الكمة كالريري و غيه فإنم قالوا :العاش إمارة و تارة و فلحة و صناعة .فأما المارة فليست بذهب طبيعي للمعاش فل حاجة بنا إل ذكرها و قد تقدم ش يء من أحوال البايات السلطانية و أهلها ف الفصل الثان .و أما الفلحة و الصناعة و التجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش أما الفلح ة فه ي متقدمة عليها كلها بالذات إذ هي بسيطة و طبيعية فطرية ل تتاج إل نظر و ل علم و لذا تنسب ف الليقة إل آدم أب البشر و أنه معلمها و القائم عليها إشارة إل أنا أقدم وجوه العاش و أنسبها إل الطبيعة .و أما الصنائع فهي ثانيتها و متأخرة عنها لنا مركبة و علمية تصرف فيها الفكار و النظار و بذا ل يوجد غالبا iإل ف أهل الضر الذي هو متأخر عن البدو و ثان عنه .و من هذا العن نس بت إل إدري س الب الثان للخليقة فإنه مستنبطها لن بعده من البشر بالوحي من ال تعال .و أما التجارة و إن كانت طبيعية ف الكسب فالكثر من طرقها و مذاهبها إنا هي تيلت ف الصول على ما بي القيمتي ف الشراء و البيع لتحصل فائدة الكسب من تلك الفضلة .و لذلك أباح الشرع فيه الكاسبة لا أنه من باب القامرة إل أنه ليس أخذ الال الغي مانا iفلهذا اختص بالشروعية .و ال أعلم.
الفصل الثالث ف أن الدمة ليست من الطبيعي إعلم أن السلطان ل بد له من اتاذ الدمة ف سائر أبواب المارة و اللك الذي هو بسبيله من الندي و الشرطي و الكاتب .و يستكفي ف كل باب بن الضيع و لو كان مأمونا iفضرره بالتضييع أكثر من نفعه .فاعلم ذلك و اتذه قانونا iف الستكفاء بالدمة .و أن ه س بحانه و تعال قادر على كل شيء.
الفصل الرابع ف ابتغاء الموال من الدفائن و الكنوز ليس بعاش طبيعي اعلم أن كثيا iمن ضعفاء العقول ف المصار يرصون على استخراج الموال من تت الرض و يبتغون اكسب من ذلك .و يعتق دون أن أموال المم السالفة متزنة كلها تت الرض متوم عليها كلها بطلسم سحرية .ل يفض ختامها ذلك إل من عثر على علمه و استحضر ما يله من البخور و الدعاء و القربان .فأهل المصار بإفريقية يرون أن الفرنة الذين كانوا قبل السلم با دفنوا أموالم كذلك و أودعوها ف الصحف بالكتاب إل أن يدوا السبيل إل استخراجها .و أهل المصار بالشرق يرون مثل ذلك ف أمم القبط و الروم و الفرس .و يتناقلون ف ذلك أحاديث تشبه حديث خرافة من انتهاء بعض الطالبي لذلك إل حفر موضع الال من ل يعرف طلسمه و ل خبة فيجدونه خاليا iأو معمورا iبالديدان .أو يشاهد الموال و الواهر موضوعة و الرس دونا منتضي سيوفهم .أو تيد به الرض حت يظنه خسفا iأو مثل ذل ك من الذر .و ند كثيا iمن طلبة الببر بالغرب العاجزين عن العاش الطبيعي و أسبابه يتقربون إل أهل الدنيا بالوراق التخرمة الواشي إما بطوط عجمية أو با ترجم بزعمهم منها من خطوط أهل الدفائن بإعطاء المارات عليها ف أماكنها يبتغون بذلك الرزق منهم با يبعث ونه على الفر و الطلب و يوهون عليهم بأنم إنا حلهم على الستعانة بم طلب الاه ف مثل هذا من منال الكام و العقوبات .و ربا تكون
عند يعلم غناءه فيه و يتكفل بأرزاقهم من بيت ماله .و هذا كله مندرج ف المارة و معاشها إذ كلهم ينسحب عليهم حكم المارة و اللك العظم هو ينبوع جداولم .و أما ما دون ذلك من الدمة فسببها أن أكثر الترفي يترفع عن مباشرة حاجاته أو يكون عاجزا iعنها ل ا رب عليه من خلق التنعم و الترف فيتخذ من يتول ذلك له و يقطعه عليه أجرا iمن ماله .و هذه الالة غي ممودة بس ب الرجولي ة الطبيعي ة للنسان إذ الثقة بكل أحد عجز ،و لنا تزيد ف الوظائف و الرج و تدل على العجز و النث الذي ينبغي ف م ذاهب الرجولي ة التنه عنهما .إل أن العوائد تقلب طباع النسان إل مألوفها فهو ابن عوائده ل ابن نسبه .و مع ذلك فالدي الذي يستكفى به و يوث ق بغن ائه كالفقود إذ الدي القائم بذلك ل يعدو أربع حالت :إما مضطلع بأمره و ل موثوق فيما يصل بيده و إما بالعكس فيهما ،و هو أن يكون غي مضطلع بأمر و ل موثوق فيما يصل بيده و إما بالعكس ف إحداها فقط مثل أن يكون مضطلعا iغي موثوق أو موثوقا iغي مض طلع. فأما الول و هو الضطلع الوثوق فل يكن أحدا iاستعماله بوجه إذ هو باضطلعه و ثقته غن عن أهل الرتب الدنيئة و متقر لثال الجر من الدمة لقتداره على أكثر من ذلك فل يستعمله إل المراء أهل الاه الغريض لعموم الاجة إل الاه .و أما الصنف الثان و هو من لي س بضطلع و ل موثوق فل ينبغي لعاقل استعماله لنه يجف بخدومه ف المرين معا iفيضيع عليه لعدم الصطناع تارة و يذهب ماله باليان ة أخرى فهو على كل حال كل على موله .فهذان الصنفان ل يطمع أحد ف استعمالما .و ل يبق إل استعمال الصنفي الخرين :موثوق غي مضطلع و مضطلع غي موثوق و للناس ف الترجيح بينهما مذهبان ،و لكل من الترجيحي وجه .إل أن الضطلع و لو كان غي موثوق أرجح لنه يؤمن من تضييعه و ياول على التحرز من خيانته جهد الستطاعة و أما بعضهم نادرة أو غريبة من العمال السحرية يوه ب ا عل ى تصديق ما بقي من دعواه و هو بعزل عن السحر و طرقه فتولع كثي من ضعفاء العقول بمع اليدي على الحتفار و التستر فيه بظلم ات الليل مافة الرقباء و عيون أهل الدول ،فإذا ل يعثروا على شيء ردوا ذلك إل الهل بالطلسم الذي ختم به على ذلك الال ي ادعون ب ه أنفسهم عن إخفاق مطامعهم .و الذي يمل على ذلك ف الغالب زيادة على ضعف العقل إنا هو العجز عن طلب العاش بالوجوه الطبيعية للكسب من التجارة و الفلح و الصناعة فيطلبونه بالوجوه النحرفة و على غي الرى الطبيعي من هذا و أمثاله عجزا iعن السعي ف الكاسب و ركونا iإل تناول الرزق من غي تعب و ل نصب ف تصيله و اكتسابه و ل يعلمون أنم يوقعون أنفسهم بابتغاء ذلك من غي وجه ه ف نصب و متاعب و جهد شديد أشد من الول و يعرضون أنفسهم مع ذلك لنال العقوبات .و ربا يمل على ذلك ف الكثر زيادة الترف و عوائده و خروجها عن حد النهاية حت تقصر عنها وجوه الكسب و مذاهبه و ل تفي بطالبها .فإذا عجز عن الكسب بالرى الط بيعي ل يد وليجة ف نفسه إل التمن لوجود الال العظيم دفعة من غي كلفة ليفي له ذلك بالعوائد الت حصل ف أسرها فيحرص على ابتغاء ذلك و يسعى فيه جهده و لذا فأكثر من تراهم يرصون على ذلك هم الترفون من أهل الدولة و من سكان المصار الكثية الترف التسعة الحوال مثل مصر و ما ف معناها فنجد الكثي منهم مغرمي بابتغاء ذلك و تصيله و مساءلة الركبان عن شواذه كما يرصون على الكيمياء .هكذا بلغن عن أهل مصر ف مفاوضة من يلقونه من طلبة الغاربة لعلهم يعثرون منه على دفي أو كن و يزيدون على ذلك البحث عن تغوير الياه لا يرون أن غالب هذه الموال الدفينة كلها ف ماري النيل و أنه أعظم ما يستر دفينا iأو متزنا iف تلك الفاق و يوه عليهم أصحاب تل ك الدفاتر الفتعلة ف العتذار عن الوصول إليها برية النيل تسترا iبذلك من الكذب حت يصل على معاشه فيحرص سامع ذلك منه م عل ى نضوب الاء بالعمال السحرية لتحصيل مبتغاه من هذه كلفا iبشأن السحر متوارثا iف ذلك القطر عن أوليه فعلومهم السحرية و آثارها باقية بأرضهم ف الباري و غيها .و قصة سحرة فرعون شاهدة باختصاصهم بذلك و قد تناقل أهل الغرب قصيدة ينسبونا إل حكماء الشرق تعطى فيها كيفية العمل بالتغوير بصناعة سحرية حسبما تراه فيها و هي هذه: إسع كلم الصدق من خبي يا طالبا iللسر ف التغوير من قول بتان و لفظ غرور دع عنك ما قد صنفوا فيكتبهم إن كنت من ل يرى بالزور و اسع لصدق مقالت و نصيحت حارت لا الوهام ف التدبي فإذا أردت تغور البئر الت و الرأس رأس الشبل ف التقوير صور كصورتك الت أوقفتها ف الدلو ينشل من قرار البي و يداه ماسكتان للحبل الذي عدد الطلق احذر من التكرير و بصدره هاء كما عاينتها
مشي اللبيب الكيس النحرير و يطا على الطاءات غي ملمس تربيعه أول من التكوير و يكون حول الكل خط دائر و اقصده عقب الذبح بالتبخي و اذبح عليه الطي و الطخه به و القسط و البسه بثوب حرير بالسندروس و باللبان و ميعة من أحر أو أصفر ل أزرقل أخضر فيه و ل تكدير أحر من خالص التحمي و يشده خيطان صوف أبيضأو و يكون بدء الشهر غي مني و الطالع السد الذي قد بينوا ف يوم سبت ساعة التدبي و البدر متصل بسعد عطارد يعن أن تكون الطاءات بي قدميه كأنه يشي عليها و عندي أن هذه القصيدة من تويهات التخرفي فله م ف ذل ك أح وال غريب ة و اصطلحات عجيبة و تنتهي التخرفة و الكذب بم إل أن يسكنوا النازل الشهورة و الدور العروفة لثل هذه و يتفرون الفر و يض عون الطابق فيها و الشواهد الت يكتبونا ف صحائف كذبم ث يقصدون ضعفاء العقول بأمثال هذه الصحائف و يعثون على كباء ذلك النل و سكناه و يوهون أن به دفينا iمن الال ل يعب عن كثرته و يطالبون بالال لشتراء العقاقي و البخورات لل الطلس م و يع دونه بظه ور الشواهد الت قد أعدوها هنالك بأنفسهم و من فعلهم فينبعث لا يراه من ذلك و هو قد خدع و لبس عليه من حي ل يشعر و بينهم ف ذلك اصطلح ف كلمهم يلبسون به عليهم ليخفى عند ماورتم فيما يتلونه من حفر و بور ،و ذبح حيوان و أمثال ذلك .و أما الكلم ف ذلك على القيقة فل أصل له ف علم و ل خب و اعلم أن الكنوز و إن كانت توجد لكنها ف حكم النادر و على وجه التفاق ل عل ى وج ه القصد إليها .و ليس ذلك بأمر تعم به البلوى حت يدخر الناس أموالم تت الرض و يتمون عليها بالطلسم ل ف القدي و ل ف الديث. و الركاز الذي ورد ف الديث و فرضه الفقهاء و هو دفي الاهلية إنا يوجد بالعثور و التفاق ل بالقصد و الطلب و أيضا iفمن اخ تزن ماله و ختم عليه بالعمال السحرية فقد بالغ ف إخفائه فكيف ينصب عليه الدلة و المارات لن يبتغيه .و يكتب ذلك ف الصحائف ح ت يطلع على ذخيته أهل المصار و الفاق ؟ هذا يناقض قصد الخفاء .و أيضا iفأفعال العقلء ل بد و أن تكون لغرض مقصود ف النتفاع. و من اختزن الال فإنه يتزنه لولده أو قريبه أو من يؤثره .و أما أن يقصد إخفاءه بالكلية عن كل أحد و إنا هو للبلء و اللك أو ل ن ل يعرفه بالكلية من سيأت من المم فهذا ليس من مقاصد العقلء بوجه .و أما قولم :أين أموال المم من قبلنا و ما علم فيها .من الك ثرة و الوفور فاعلم أن الموال من الذهب و الفضة و الواهر و المتعة إنا هي معادن و مكاسب مثل الديد و النحاس و الرص اص و س ائر العقارات و العادن .و العمران يظهرها بالعمال النسانية و يزيد فيها أو ينقصها و ما يوجد منها بأيدي الناس فهو متناقل متوارث و رب ا انتقل من قطر إل قطر و من دولة إل أخرى بسب أغراضه .و العمران الذي يستدعي له فإن نقص الال ف الغرب و أفريقية فلم ينق ص ببلد الصقالبة و الفرنج و إن نقص ف مصر و الشام فلم ينقص ف الند و الصي .و إنا هي اللت و الكاسب و العم ران يوفره ا أو ينقصها ،مع أن العادن يدركها البلء كما يدرك سائر الوجودات و يسرع إل اللؤلؤ و الوهر أعظم ما يسرع إل غيه .و كذا الذهب و الفضة و النحاس و الديد و الرصاص و القصدير ينالا من البلء و الفناء ما يذهب بأعيانا لقرب وقت .و أما ما وقع ف مصر م ن أم ر الطالب و الكنوز فسببه أن مصر ف ملكة القبط منذ آلف أو يزيد من السني و كان موتاهم يدفنون بوجودهم من ال ذهب و الفض ة و الواهر و الللئ على مذهب من تقدم من أهل الدول فلما انقضت دولة القبط و ملك الفرس بلدهم نقروا على ذلك ف قبورهم فكشفوا عنه فأخذوا من قبورهم ما ل يوصف :كالهرام من قبور اللوك و غيها .و كذا فعل اليونانيون من بعدهم و صارت قبورهم مظنة ل ذلك لذا العهد .و يعثر على الدفي فيها كثيا iمن الوقات .أما ما يدفنونه من أموالم أو ما يكرمون به موتاهم ف الدفن من أوعية و توابيت من الذهب و الفضة معدة لذلك فصارت قبور القبط منذ آلف من السني مظنة لوجود ذلك فيها .فلذلك عن أهل مصر بالبحث عن الطالب لوجود ذلك فيها و استخراجها .حت أنم حي ضربت الكوس على الصناف آخر الدولة ضربت على أهل الطالب .و صدرت ضريبة على من يشتغل بذلك من المقى و الهوسي فوجد بذلك التعاطون من أهل الطماع الذريعة إل الكشف عنه و ال ذرع باس تخراجه و م ا حصلوا إل على اليبة ف جيع مساعيهم نعوذ بال من السران فيحتاج من وقع له شيء من هذا الوسواس و ابتلي به أن يتعوذ ب ال م ن
العجز و الكسل ف طلب معاشه كما تعوذ رسول ال صلى ال عليه و سلم من ذلك و ينصرف عن طرق الشيطان و وسواسه و ل يش غل بالالت و الكاذب من الكايات و ال يرزق من يشاء بغي حساب.
الفصل الامس ف أن الاه مفيد للمال و ذلك أنا ند صاحب الال و الظوة ف جيع أصناف العاش أكثر يسارا iو ثروة من فاقد الاه .و السبب ف ذلك أن صاحب الاه مدوم بالعمال يتقرب با إليه ف سبيل التزلف و الاجة إل جاهه فالناس معينون له بأعمالم ف جيع حاجاته من ضروري أو حاجي أو كم ال فتحصل قيم تلك العمال كلها من كسبه و جيع معاشاته إن تبذل فيه العواض من العمل يستعمل فيها الناس من غي عوض فتتوفر قي م تلك العمال عليه .فهو بي قيم للعمال يكتسبها و قيم أخرى تدعوه الضرورة إل إخراجها فتتوفر عليه .و العمال لصاحب الاه ك ثية فتفيد الغن لقرب وقت و يزداد مع اليام يسارا iو ثروة .و لذا العن كانت المارة أحد أسباب العاش كما قدمناه و فاقد الاه بالكلية و لو كان صاحب مال فل يكون يساره إل بقدار ماله و على نسبة سعيه و هؤلء هم أكثر التجار .و لذا تد أهل الاه منهم يكونون أيسر بكثي .و ما يشهد لذلك أل ند كثيا iمن الفقهاء و أهل الدين و العبادة إذا اشتهروا حسن الظن بم و اعتق د المه ور معامل ة ال ف إرفادهم فأخلص الناس ف إعالتهم على أحوال دنياهم و العتمال ف مصالهم و أسرعت إليهم الثروة و أصبحوا مياسي من غي مال مقتن إل ما يصل لم من قيم العمال الت وقعت العونة با من الناس لم .رأينا من ذلك أعدادا iف المصار و الدن .و ف البدو يسعى لم الناس ف الفلح و التجر و كل هو قاعد بنله ل يبح من مكانه فينمو ماله و يعظم كسبه و يتأثل الغن من غي سعي و يعجب من ل يفطن ل ذا السر ف حال ثروته و أسباب غناه و يساره و ال سبحانه و تعال يرزق من يشاء بغي حساب.
الفصل السادس ف أن السعادة و الكسب إنا يصل غالبا iلهل الضوع و التملق و أن هذا اللق من أسباب السعادة قد سلف لنا فيما سبق أن الكسب الذي يستفيده البشر إنا هو قيم أعمالم و لو قدر أحد عطل عن العمل جلة لكان فاقد الكسب بالكلية. و على قدر عمله و شرفه بي العمال و حاجة الناس إليه يكون قدر قيمته .و على نسبه ذلك نو كسبه أو نقصانه .و قد بينا آنفا iأن الاه يفيد الال لا يصل لصاحبه من تقرب الناس إليه بأعمالم و أموالم ف دفع الضار و جلب النافع .و كان ما يتقربون به من عمل أو م ال عوضا iعما يصلون عليه بسبب الاه من الغراض ف صال أو طال .و تصي تلك العمال ف كسبه و قيمها أموال و ثروة له فيستفيد الغن و اليسار لقرب وقت .ث إن الاه متوزع ف الناس و مترتب فيهم طبقة بعد طبقة و ينتهي ف العلو إل اللوك الذين ليس فوقهم يد عالية و ف السفل إل من ل يلك ضرا iو ل نفعا iبي أبناء جنسه و بي ذلك طبقات متعددة حكمة ال ف خلقه با ينتظم معاشهم و تتيسر مصالهم و يتم بقاؤهم لن النوع النسان ل يتم وجوده و بقاؤه إل بالتعاون بي أبنائه على مصالهم ،لنه قد تقرر أن الواحد منهم ل يتم وجوده و إنه و إن ندر ذلك ف صورة مفروضة ل يصح بقاؤه .ث إن هذا التعاون ل يصل إل بالكراه عليه لهلهم ف الكثر بصال النوع و ل ا جعل لم من الختيار و أن أفعالم إنا تصدر بالفكر و الروية ل بالطبع .و قد يتنع من العاونة فيتعي حله عليها فل بد من حامل يكره أبناء النوع على مصالهم لتتم الكمة اللية ف بقاء هذا النوع .و هذا معن قوله تعال و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاi سخريا iو رحة ربك خي ما يمعون فقد تبي أن الاه هو القدرة الاملة للبشر على التصرف ف من تت أيديهم من أبناء جنسهم بالذن و النع و التسلط بالقهر و الغلبة ليحملهم على دفع مضارهم و جلب منافعهم ف العدل بأحكام الشرائع و السياسة و على أغراضه فيما سوى ذلك و لكن الول مقصود ف العناية الربانية بالذات و الثان داخل فيها بالعرض كسائر الشرور الداخلة ف القضاء اللي ،لنه قد ل يت م وجود الي الكثي إل بوجود شر يسي من أجل الواد فل يفوت الي بذلك بل يقع على ما ينطوي عليه من الشر اليسي .و هذا معن وقوع الظلم ف الليقة فتفهم .ث إن كل طبقة من طباق أهل العمران من مدينة أو إقليم لا قدرة على من دونا من الطباق و كل واحدة من الطبقة السفلى يستمد بذي الاه من أهل الطبقة الت فوقه و يزداد كسبه تصرفا iفيمن تت يده على قدر ما يستفيد منه و الاه على ذلك داخ ل
على الناس ف جيع أبواب العاش و يتسع و يضيق بسب الطبقة و الطور الذي فيه صاحبه .فإن كان الاه متسعا iكان الكسب الناشئ عنه كذلك و إن كان ضيقا iقليل iفمثله .و فاقد الاه و إن كان له مال فل يكون يساره إل بقدار عمله أو ماله و نسبة سعيه ذاهبا iو آيب ا iف تنميته كأكثر التجار و أهل الفلحة ف الغالب و أهل الصنائع كذلك إذا فقدوا الاه و اقتصروا على فوائد صنائعهم فإنم يصيون إل الفقر و الصاصة ف الكثر و ل تسرع إليهم ثروة و إنا يرمقون العيش ترميقا iو يدافعون ضرورة الفقر مدافعة .و إذا تقرر ذل ك و أن ال اه متفرع و أن السعادة و الي مقترنان بصوله علمت إن بذله و إفادته من أعظم النعم و أجلها و أن باذلة من أجل النعمي و إنا يبدله ل ن تت يديه فيكون بذله بيد عالية و عزة فيحتاج طالبه و مبتغيه إل خضوع و تلق كما يسال أهل العز و اللوك و إل فيتعذر حصوله .فلذلك قلنا إن الضوع و التملق من أسباب حصول هذا الاه الصل للسعادة و الكسب و إن أكثر أهل الثروة و السعادة بذا التملق و لذا ن د الكثي من يتخلق بالترفع و الشمم ل يصل لم غرض الاه فيقتصرون ف التكسب على أعمالم و يصيون إل الفقر و الصاصة .و اعل م أن هذا الكب و الترفع من الخلق الذمومة إنا يصل من توهم الكمال و أن الناس يتاجون إل بضاعته من علم أو صناعة كالعال التبحر ف علمه و الكاتب اليد ف كتابته أو الشاعر البليغ ف شعره و كل مسن ف صناعته يتوهم أن الناس متاجون لا بيده فيحدث ل ه ترف ع عليهم بذلك و كذا يتوهم أهل النساب من كان ف آبائه ملك أو عال مشهور أو كامل ف طور يعبون به با رأوه أو سعوه من رج ال آبائهم ف الدينة و يتوهون أنم استحقوا مثل ذلك بقرابتهم إليهم و وراثتهم عنهم .فهم متمسكون ف الاضر بالمر العدوم و كذلك أهل اليلة و البصر و التجارب بالمور قد يتوهم بعضهم كمال iف نفسه بذلك و احتياجا iإليه .و تد هؤلء الص ناف كله م م ترفعي ل يضعون لصاحب الاه و ل يتملقون لن هو أعلى منهم و يستصغرون من سواهم لعتقادهم الفضل على الناس فيستنكف أح دهم ع ن الضوع و لو كان للملك و يعده مذلة و هوانا iو سفها .iو ياسب الناس ف معاملتهم إياه بقدار ما يتوهم ف نفسه و يقد على من قص ر له ف شيء ما يتوهه من ذلك .و ربا يدخل على نفسه الموم و الحزان من تقصيهم فيه و يستمر ف عناء عظيم من إياب الق لنفسه أو إباية الناس له من ذلك .و يصل له القت من الناس لا ف طباع البشر من التأله .و قل أن يسلم أحد منهم لحد ف الكمال و الترفع علي ه إل أن يكون ذلك بنوع من القهر و الغلبة و الستطالة .و هذا كله ف ضمن الاه .فإذا فقد صاحب هذا اللق الاه و هو مفقود له كم ا تبي لك مقته الناس بذا الترفع و ل يصل له حظ من إحسانم و فقد الاه لذلك من أهل الطبقة الت هي أعلى منه لجل القت و ما يصل له بذلك من القعود عن تعاهدهم و غشيان منازلم ففسد معاشه و بقي ف خصاصة و فقر أو فوق ذلك بقليل .و أما الثروة فل تصل ل ه أصل .iو من هذا اشتهر بي الناس أن الكامل ف العرفة مروم من الظ و أنه قد حوسب با رزق من العرفة و اقتطع ذلك من الظ و هذا معناه .و من خلق لشيء يسر له .و ال القدر ل رب سواه .و لقد يقع ف الدول أضراب ف الراتب من أهل اللق و يرتفع فيها كثي م ن السفلة و ينل كثي من العلية بسبب ذلك و ذلك أن الدول إذا بلغت نايتها من التغلب و الستيلء انفرد منها منب ت الل ك بلكه م و سلطانم و يئس من سواهم من ذلك و إنا صاروا ف مراتب دون مرتبة اللك ،و تت يد السلطان و كأنم خول له .فإذا استمرت الدولة و شخ اللك تساوى حينئذ ف النلة عند السلطان كل من انتمى إل خدمته و تقرب إليه بنصيحة و اصطنعه السلطان لغنائه ف ك ثي م ن مهماته .فتجد كثيا iمن السوقة يسعى ف التقرب من السلطان بده و نصحه و يتزلف إليه بوجوه خدمته و يستعي على ذلك بعظيم م ن الضوع و التملق له و لاشيته و أهل نسبه .حت يرسخ قدمه معهم و ينظمه السلطان ف جلته فيحصل له بذلك حظ عظيم من السعادة و ينتظم ف عدد أهل الدولة و ناشئة الدولة حينئذ من أبناء قومها الذين ذللوا أضغانم و مهدوا أكنافهم مغترين با كان لبائهم ف ذلك م ن الثار ل تسمح به نفوسهم على السلطان و يعتدون بآثاره و يرون ف مضمار الدولة بسببه فيمقتهم السلطان لذلك و يباعدهم .و ييل إل هؤلء الصطنعي الذين ل يعتدون بقدي و ل يذهبون إل دالة و ل ترفع .إنا دأبم الضوع له و التملق و العتمال ف غرضه مت ذهب إليه فيتسع جاههم و تعلو منازلم و تنصرف إليهم الوجوه و الواطر با يصل لم من قبل السلطان و الكانة عنده و يبقى ناشئة الدولة فيما هم فيه من الترفع و العتداد بالقدي ل يزيدهم ذلك إل بعدا iمن السلطان و مقتا iو إيثارا iلؤلء الصطنعي عليهم إل أن تنقرض الدولة .و هذا أمر طبيعي ف الدولة و منه جاء شأن الصطنعي ف الغالب و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق ل رب سواه.
الفصل السابع ف أن القائمي بأمور الدين من القضاء و الفتيا و التدريس و المامة و الطابة و الذان و نو ذلك ل تعظم ثروتم ف الغالب و السبب لذلك أن الكسب كما قدمناه قيمة العمال و أنا متفاوتة بسب الاجة إليها .فإذا كانت العمال ضرورية ف العم ران عام ة البلوى به كانت قيمتها أعظم و كانت الاجة إليها أشد .و أهل هذه الصنائع الدينية ل تضطر إليهم عامة اللق و إنا يتاج إل ما عندهم الواص من أقبل على دينه .و إن احتيج إل الفتيا و القضاء ف الصومات فليس على وجه الضطرار و العموم فيقع الستغناء عن هؤلء ف الكثر .و إنا يهتم بإقامة مراسهم صاحب الدولة با ناله من النظر ف الصال فيقسم لم حظا iمن الرزق على نسبة الاجة إليهم على النحو الذي قررناه .ل يساويهم بأهل الشوكة و ل بأهل الصنائع من حيث الدين و الراسم الشرعية لكنه يقسم بسب عموم الاجة و ض رورة أهل العمران فل يصح قسمهم إل القليل .و هم أيضا iلشرف بضائعهم أعزة على اللق و عند نفوسهم فل يضعون لهل الاه حت ين الوا منه حظا iيستدرون به الرزق بل و ل تفرغ أوقاتم لذلك لا هم فيه من الشغل بذه البضائع الشريفة الشتملة على إعمال الفكر و البدن .بل و ل يسعهم ابتذال أنفسهم لهل الدنيا لشرف بضائعهم فهم بعزل عن ذلك ،فلذلك ل تعظم ثروتم ف الغالب .و لقد ب احثت بع ض الفضلء فأنكر ذلك علي فوقع بيدي أوراق مرقة من حسابات الدواوين بدار الأمون تشتمل على كثي من الدخل و الرج و كان فيم ا طالعت فيه أرزاق القضاة و الئمة و الؤذني فوقفته عليه و علم منه صحة ما قلته و رجع إليه و قضينا العجب م ن أس رار ال ف خلق ه حكمته ف عواله و ال الالق القادر ل رب سواه.
الفصل الثامن ف أن الفلحة من معاش التضعي و أهل العافية من البدو و ذلك لنه أصيل ف الطبيعة و بسيط ف منحاه و لذلك ل تده ينتحله أحد من أهل الضر ف الغالب و ل من الترفي .و يتص منتحل ه بالذلة قال صلى ال عليه و سلم و قد رأى السكة ببعض دور النصار :ما دخلت هذه دار قوم إل دخله الذل ،و حل ه البخ اري عل ى الستكثار منه .و ترجم عليه باب ما يذر من عواقب الشتغال بآلة الزرع أو تاوز الد الذي أمر به .و السبب فيه و ال أعلم ما يتبعه ا من الغرم الفضي إل التحكم و اليد العالية فيكون الغارم ذليل iبائسا iبا تتناوله أيدي القهر و الستطالة .قال صلى ال عليه و سلم :ل تقوم الساعة حت تعود الزكاة مغرما ،iإشارة إل اللك العضوض القاهر للناس الذي معه التسلط و الور و نسيان حقوق ال تعال ف التمولت و اعتبار القوق كلها مغرم للملوك و الدول .و ال قادر على ما يشاء .و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل التاسع ف معن التجارة و مذاهبها و أصنافها اعلم أن التجارة ماولة الكسب بتنمية الال بشراء السلع بالرخص و بيعها بالغلء أيام كانت السلعة من دقيق أو زرع أو حيوان أو قماش .و ذلك القدر النامي يسمى ربا .iفالاول لذلك الربح إما أن يتزن السلعة و يتحي با حوالة السواق من الرخص إل الغلء فيعظم ربه و إما بأن ينقله إل بلد آخر تنفق فيه تلك السلعة أكثر من بلده الذي اشتراها فيه فيعظم ربه .و لذلك قال بعض الشيوخ م ن التج ار لطل ب الكشف عن حقيقة التجارة أنا أعلمها لك ف كلمتي :اشتراء الرخيص و بيع الغال .فقد حصلت التجارة إشارة منه بذلك إل العن ال ذي قررناه .و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق ل رب سواه.
الفصل العاشر ف أي أصناف الناس يترف بالتجارة و أيهم ينبغي له اجتناب حرفها
قد قدمنا أن معن التجارة تنمية الال بشراء البضائع و ماولة بيعها بأغلى من ثن الشراء إما بانتظار حوالة السواق أو نقلها إل بلد هي فيه أنفق و أغلى أو بيعها بالغلء على الجال .و هذا الربح بالنسبة إل أصل الال يسي إل أن الال إذا كان كثيا iعظم الرب ح لن القلي ل ف الكثي كثي .ث ل بد ف ماولة هذه التنمية الذي هو الربح من حصول هذا الال بأيدي الباعة ف شراء البضائع و بيعه ا .و مع املتهم ف تقاضي أثانا .و أهل النصفة قليل ،فل بد من الغش و التطفيف الحف بالبضائع و من الطل ف الثان الحف بالربح .كتعطيل الاولة ف تلك الدة و با ناؤه .و من الحود و النكار السحت لرأس الال إن ل يتقيد بالكتاب و الشهادة ،و غن الكام ف ذلك قليل لن الكم إنا هو على الظاهر .فيعان التاجر من ذلك أحوال iصعبة .و ل يكاد يصل على ذلك التافه من الربح إل بعظم العناء و الشقة ،أو ل يصل أو يتلشى رأس ماله .فإن كان جريئا iعلى الصومة بصيا iبالسبان شديد الماحكة مقداما iعلى الكام كان ذلك أقرب ل ه إل النص فة براءته منهم و ماحكته و إل فل بد له من جاه يدرع به ،يوقع له اليبة عند الباعة و يمل الكام على إنصافه من معامليه فيحصل له بذلك النصفة ف ماله طوعا iف الول و كرها iف الثان و أما من كان فاقدا iللجراءة و القدام من نفسه فاقد الاه من الكام فينبغي له أن ين ب الحتراف بالتجارة لنه يعرض ماله للضياع و الذهاب و يصي مأكلة للباعة و ل يكاد ينتصف منهم لن الغالب ف الن اس و خصوص اi الرعاع و الباعة شرهون إل ما ف أيدي الناس سواهم متوثبون عليه .و لول وازع الحكام لصبحت أموال الناس نبا iو لول دفع ال الناس بعضهم ببعض لفسدت الرض و لكن ال ذو فضل على العالي.
الفصل الادي عشر ف أن خلق التجار نازلة عن خلق الشراف و اللوك و ذلك أن التجار ف غالب أحوالم إنا يعانون البيع و الشراء و ل بد فيه من الكايسة ضرورة فإن اقتصر عليها اقتصرت به على خلقه ا و هي أعن خلق الكايسة بعيدة عن الرؤة الت تتخلق با اللوك و الشراف .و أما إن استرذل خلقه با يتبع ذلك ف أهل الطبقة السفلى منهم من الماحكة و الغش و اللبة و تعاهد اليان الكاذبة على الثان ردا iو قبول iفأجدر بذلك اللق أن يكون ف غاية الذلة لا هو معروف. و لذلك تد أهل الرئاسة يتحامون الحتراف بذه الرفة لجل ما يكسب من هذا اللق .و قد يوجد منهم من يسلم من ه ذا الل ق و يتحاماه لشرف نفسه و كرم جلله إل أنه ف النادر بي الوجود و ال يهدي من يشاء بفضله و كرمه و هو رب الولي و الخرين.
الفصل الثان عشر ف نقل التاجر للسلع التاجر البصي بالتجارة ل ينقل من السلع إل ما تعم الاجة إليه من الغن و الفقي و السلطان و السوقة إذ ف ذلك نفاق سلعته .و أم ا إذا اختص نقله با يتاج إليه البعض فقط فقد يتعذر نفاق سلعته حينئذ بإعواز الشراء من ذلك البعض لعارض من العوارض فتكسد س وقه و تفسد أرباحه .و كذلك إذا نقل السلعة التاج إليها فإنا ينقل الوسط من صنفها فإن العال من كل صنف من السلع إنا يتص به أهل الثروة و حاشية الدولة و هم القل .و إنا يكون الناس أسوة ف الاجة إل الوسط من كل صنف فليتحر ذلك جهده ففيه نفاق سلعة أو كسادها و كذلك نقل السلع من البلد البعيد السافة أو ف شدة الطر ف الطرقات يكون أكثر فائدة للتجار و أعظم أرباحا iو أكفل بوالة السواق لن السلعة النقولة حينئذ تكون قليلة معوزة لبعد مكانا أو شدة الغرر ف طريقها فيقل حاملوها و يعز وجودها و إذا قلت و عزت غل ت أثانا .و أما إذا كان البلد قريب السافة و الطريق سابل بالمن فإنه حينئذ يكثر ناقلوها فتكثر و ترخص أثانا و بذا تد التج ار ال ذين يولعون بالدخول إل بلد السودان أرفه الناس و أكثرهم أموال iلبعد طريقها و مشقته و اعتراض الفازة الصعبة الخطرة بالوف و العطش. ل يوجد فيها الاء إل ف أماكن معلومة يهتدي إليها أدلء الركبان فل يرتكب خطر هذا الطريق و بعده إل القل من الناس فتجد سلع بلد السودان قليلة لدينا فتختص بالغلء و كذلك سلعنا لديهم .فتعظم بضائع التجار من تناقلها و يسرع إليهم الغن و الثروة من أجل ذل ك .و كذلك السافرون من بلدنا إل الشرق لبعد الشقة أيضا .iو أما الترددون ف أفق واحد ما بي أمصاره و بلدانه ففائدتم قليلة و أرب احهم تافهة لكثرة السلع و كثرة ناقليها إن ال هو الرزاق ذو القوة التي.
الفصل الثالث عشر ف الحتكار و ما اشتهر عند قوي البصر و التجربة ف المصار أن احتكار الزرع لتحي أوقات الغلء مشؤم .و أنه يعود على فائدته بالتلف و السران. و سببه و ال أعلم أن الناس لاجتهم إل القوات مضطرون إل ما يبذلون فيها من الال اضطرارا iفتبقى النفوس متعلقة به و ف تعلق النفوس با لا سر كبي ف وباله على من يأخذه مانا iو فعله الذي اعتبه الشارع ف أخذ أموال الناس بالباطل و هذا و إن ل يكن مان iا ف النفوس متعلقة به لعطائه ضرورة من غي سي ف العذر فهو كالكره و ما عدا القوات و الأكولت من البيعات ل اضطرار للناس إليه ا و إن ا يبعثهم عليها التفنن ف الشهوات فل يبذلون أموالم فيها إل ياختيار و حرص .و ل يبقى لم تعلق با أعطوه فله ذا يك ون م ن ع رف بالحتكار تتمع القوى النفسانية على متابعته لا يأخذه من أموالم فيفسد ربه .و ال تعال أعلم .و سعت فيما يناسب هذا حكاية ظريفة عن بعض مشيخة الغرب .أخبن شيخنا أبو عبد ال البلي قال :حضرت عند القاضي بفاس لعهد السلطان أب سعيد و هو الفقي ه أب و السن الليلي و قد عرض عليه أن يتار بعض اللقاب الخزنية لرايته قال فأطرق مليiا ث قال :من مكس المر .فاستضحك الاضرون من أصحابه و عجبوا و سألوه عن حكمة ذلك .فقال :إذا كانت البايات كلها حراما iفأختار منها مال iتتابعه نفس معطيه و المر قل أن يبذل فيها أحد ماله إل و هو طرب مسرور بوجوداته غي أسف عليه و ل متعلقة به نفسه و هذه ملحظة غريبة و ال سبحانه و تعال يعلم م ا تكن الصدور.
الفصل الرابع عشر ف أن رخص السعار مضر بالترفي بالرخص و ذلك أن الكسب و العاش كما قدمناه إنا هو بالصنائع أو التجارة .و التجارة هي شراء البضائع و السلع و ادخارها .يتحي با حوال ة السواق بالزيادة ف أثانا و يسمى ربا .iو يصل منه الكسب و العاش للمحترفي بالتجارة دائما iفإذا استدي الرخص ف سلعة أو ع رض من مأكول أو ملبوس أو متمول على الملة و ل يصل للتاجر حوالة السواق فسد الربح و النماء بطول تلك الدة و كسدت سوق ذل ك الصنف و ل يصل التاجر إل على العناء فقعد التجار عن السعي فيها و فسدت رؤوس أموالم .و اعتب ذلك أول iبالزرع فإنه إذا اس تدي رخصه يفسد به حال الترفي بسائر أطواره من الفلح و الزراعة لقلة الربح فيه و ندارته أو فقده .فيفقدون النماء ف أموالم أو يدونه على قلة و يعودون بالنفاق على رؤوس أموالم و تفسد أحوالم و بصيون إل الفقر و الصاصة .و يتبع ذلك فساد حال الترفي أيضا iبالطحن و البز و سائر ما يتعلق بالزراعة من الرث إل صيورته مأكول .iو كذا يفسد حال الند إذا كانت أرزاقهم من السلطان على أهل الفلح زرعا iفإنا تقل جبايتهم من ذلك و يعجزون عن إقامة الندية الت هي بسببها و مطالبون با و منقطعون لا فتفسد أحوالم و كذا إذا استدي الرخص ف السكر أو العسل فسد جيع ما يتعلق به و قعد الترفون عن التجارة فيه و كذا حال اللبوسات إذا استدي فيها الرخص أيضا iفإذا الرخص الفرط يحف بعاش الترفي بذلك الصنف الرخيص و كذا الغلء الفرط أيضا .iو إنا معاش الناس و كسبهم ف التوسط من ذلك و سرعة حوالة السواق و علم ذلك يرجع إل العوائد التقررة بي أهل العمران .و إنا يمد الرخص ف الزرع من بي البيع ات لعم وم الاجة إليه و اضطرار الناس إل القوات من بي الغن و الفقي .و العالة من اللق هم الكثر ف العمران فيعم الرفق بذلك و يرجح ج انب القوت على جانب التجارة ف هذا الصنف الاص إن ال هو الرزاق ذو القوة التي و ال سبحانه و تعال رب العرش العظيم.
الفصل الامس عشر ف أن خلق التجارة نازلة عن خلق الرؤساء و بعيدة من الروءة قد قدمنا ف الفصل قبله أن التاجر مدفوع إل معاناة البيع و الشراء و جلب الفوائد و الرباح و ل بد ف ذلك من الكايسة و الماحك ة و التحذلق و مارسة الصومات و اللجاج و هي عوارض هذه الرفة .و هذه الوصاف نقص من الذكاء و الروءة و ترح فيها لن الفع ال ل بد من عود آثارها على النفس .فأفعال الي تعود بآثار الي و الذكاء و أفعال الشر و السفسفة تعود بضد ذلك فتتمك ن و ترس خ إن
سبقت و تكررت و تنقص خلل الي إن تأخرت عنها با ينطبع من آثارها الذمومة ف النفس شأن اللكات الناشئة عن الفعال .و تتفاوت هذه الثار بتفاوت أصناف التجار ف أطوارهم فمن كان منهم سافل الطور مالفا iلشرار الباعة أهل الغش و اللبة و الديعة و الفجور ف الثان إقرارا iو إنكارا .iكانت رداءة تلك اللق عنه أشد و غلبت عليه السفسفة و بعد عن الروءة و اكتسابا بالملة .و إل فل بد له م ن تأثي الكايسة و الماحكة ف مروءته ،و فقدان ذلك منهم ف الملة .و وجود الصنف الثان منهم الذي قدمناه ف الفصل قبلة أنم يدرعون بالاه و يعوض لم من مباشرة ذلك ،فهم نادر و أقل من النادر .و ذلك أن يكون الال قد يوجد عنده دفعة بنوع غريب أو ورثه عن أحد من أهل بيته فحصلت له ثروة تعينه على التصال بأهل الدولة و تكسبه ظهورا iو شهرة بي أهل عصره فيتفع عن مباشرة ذلك بنفس ه و يدفعه إل من يقوم له به من وكلئه و حشمه .و يسهل له الكام النصفة ف حقوقهم با يؤنسونه من بره و إتافه فيبعدونه عن تلك الل ق بالبعد عن معاناة الفعال القتضية لا كما مر .فتكون مروءتم أرسخ و أبعد عن تلك الاجاة إل ما يسري من آثار تلك الفعال م ن وراء الجاب فإنم يضطرون إل مشارفة أحوال أولئك الوكلء و رفاقهم أو خلفهم فيما يأتون أو يدرون من ذلك إل أنه قليل و ل يكاد يظهر أثره و ال خلقكم و ما تعملون.
الفصل السادس عشر ف أن الصنائع ل بد لا من العلم إعلم أن الصناعة هي ملكة ف أمر عملي فكري و بكونه عمليا iهو جسمان مسوس .و الحوال السمانية السوسة فنقلها بالباشرة أوعب لا و أكمل ،لن الباشرة ف الحوال السمانية السوسة أت فائدة و اللكة صفة راسخة تصل عن استعمال ذلك الفعل و تكرره مرة بع د أخرى حت ترسخ صورته .و على نسبة الصل تكون اللكة .و نقل العاينة أوعب و أت من نقل الب و العلم .فاللكة الاصلة عن الب .و على قدر جودة التعليم و ملكة العلم يكون حذق التعلم ف الصناعة و حصول ملكته .ث أن الصنائع منها البسيط و منها الركب .و البسيط هو الذي يتص بالضروريات و الركب هو الذي يكون للكماليات .و التقدم منها ف التعليم هو البسيط لبس اطته أول ،iو لن ه مت ص بالضروري الذي تتوفر الدواعي على نقله فيكون سابقا iف التعليم و يكون تعليمه لذلك ناقصا .iو ل يزال الفكر يرج أصنافها و مركبات ا من القوة إل الفعل بالستنباط شيئا iفشيئا iعلى التدريج حت تكمل .و ل يصل ذلك دفعة و إنا يصل ف أزمان و أجيال إذ خروج الشياء من القوة إل الفعل ل يكون دفعة ل سيما ف المور الصناعية فل بد له إذن من زمان .و لذا تد الصنائع ف المصار الصغية ناقص ة و ل يوجد منها إل البسيط فإذا تزايدت حضارتا و دعت أمور الترف فيها إل استعمال الصنائع خرجت من القوة إل الفعل .و تنقسم الصنائع أيضا iإل ما يتص بأمر العاش ضروريا iكان أو غي ضروري و إل ما يتص بالفكار الت هي خاصية النسان م ن العل وم و الص نائع و السياسة .و من الول الياكة و الزارة و النجارة و الدادة و أمثالا .و من الثان الوراقة و هي معاناة الكتب بالنتساخ و التخليد و الغناء و الشعر و تعليم العلم و أمثال ذلك .و من الثالث الندية و أمثالا .و ال أعلم.
الفصل السابع عشر ف أن الصنائع إنا تكمل بكمال العمران الض كثرته
ري و
و السبب ف ذلك أن الناس ما ل يستوف العمران الضري و تتمدن الدينة إنا ههم ف الضروري من العاش و هو تصيل الق وات م ن النطة و غيها .فإذا تدنت الدبنة و تزايدت فيها العمال و وفت بالضروري و زادت عليه صرف الزائد و إنا إل الكمالت من العاش. ث إن الصنائع و العلوم إنا هي للنسان من حيث فكره الذي يتميز به عن اليوانات و القوت له من حيث اليوانية و الغذائية فهو مق دم لضرورته على العلوم و الصنائع و هي متأخرة عن الضروري .و على مقدار عمران البلد تكون جودة الصنائع للتأنق فيها و إنا و اس تجادة ما يطلب منها بيث تتوفر دواعي الترف و الثروة و أما العمران البدوي أو القليل فل يتاج من الصنائع إل البسيط خاص ة الس تعمل ف الضروريات من نار أو حداد او خياط أو حائك أو جزار .و إذا وجدت هذه بعد فل توجد فيه كاملة و ل مستجادة و إنا يوج د منه ا
بقدار الضرورة إذ هي كلها وسائل إل غيها و ليست مقصودة لذاتا .و إذا زخر بر العمران و طلبت فيه الكمالت كان م ن جلته ا التأنق ف الصنائع و استجادتا فكملت بميع متمماتا و تزايدت صنائع أخرى معها ما تدعو إليه عوائد الترف و أحواله من جزار و دباغ و خراز و صائغ و أمثال ذلك .و قد تنتهي هذه الصناف إذا استبحر العمران إل أن يوجد فيها كثي من الكمالت و التأنق فيها ف الغاي ة و تكون من وجوه العاش ف الصر لنتحلها .بل تكون فائدتا من أعظم فوائد العمال لا يدعو إليه الترف ف الدينة مثل الدهان و الص فار و المامي و الطباخ و الشماع و الراس و معلم الغناء و الرقص و قرع الطبول على الترقيع .و مثل الوراقي الذين يعانون ص ناعة انتس اخ الكتب و تليدها و تصحيحها فإن هذه الصناعة إنا يدعو إليها الترف ف الدينة من الشتغال بالمور الفكرية و أمثال ذلك .و قد ترج عن الد إذا كان العمران خارجا iعن الد كما بلغنا عن أهل مصر أن فيهم من يعلم الطيور العجم و المر النسية و يتخيل أشياء من العجائب بإيهام قلب العيان و تعليم الداء و الرقص و الشي على اليوط ف الواء و رفع الثقال من اليوان و الجارة و غي ذلك من الصنائع الت ل توجد عندنا بالغرب .لن عمران أمصاره ل يبلغ عمران مصر و القاهرة .أدام ال عمرانا بالسلمي .و ال الكيم العليم.
الفصل الثامن عشر ف أن رسوخ الصنائع ف المصار إن ا ه و برس وخ الضارة و طول أمده و السبب ف ذلك ظاهر و هو أن هذه كلها عوائد للعمران و الوان .و العوائد إنا ترسخ بكثرة التكرار و طول المد فتستحكم صبغة ذلك و ترسخ ف الجيال .و إذا استحكمت الصبغة عسر نزعها .و لذا ند ف المصار الت كانت استبحرت ف الضارة لا تراجع عمران ا و تناقص بقيت فيها آثار من هذه الصنائع ليست ف غيها من المصار الستحدثة العمران و لو بلغت مبالغها ف الوفور و الكثرة و ما ذاك إل لن أحوال تلك القدية العمران مستحكمة راسخة بطول الحقاب و تداول الحوال و تكررها و هذه ل تبلغ الغاية بعد .و هذا كالال ف الندلس لذا العهد فإنا ند فيها رسوم الصنائع قائمة و أحوالا فمن مستحكمة راسخة ف جيع ما تدعو إليه عوائد أمص ارها كالب ان و الطبخ و أصناف الغناء و اللهو من اللت و الوتار و الرقص و تنضيد الفرش ف القصور ،و حسن الترتيب و الوضاع ف البناء و ص وغ النية من العادن و الزف و جيع الواعي و إقامة الولئم و العراس و سائر الصنائع الت يدعو إليها الترف و عوائده .فنجدهم أقوم عليها و أبصر با .و ند صنائعها مستحكمة لديهم فهم على حصة موفورة من ذلك و حظ متميز بي جيع المصار .و إن كان عمران ا ق د تناقص .و الكثي منه ل يساوي عمران غيها من بلد العدوة .و ما ذاك إل لا قدمناه من رسوخ الضارة فيهم برسوخ الدولة الموية و ما قبلها من دولة القوط و ما بعدها من دولة الطوائف و هلم جرا .فبلغت الضارة فيها مبلغا iل تبلغه ف قطر إل ما ينقل عن العراق و الشام و مصر أيضا iلطول آماد الدول فيها فاستحكمت فيها الصنائع و كملت جيع أصنافها على الستجادة و التنميق .و بقيت ص بغتها ثابت ة ف ذلك العمران ل تفارقه إل أن ينتقض بالكلية حال الصبغ إذا رسخ ف الثوب .و كذا أيضا iحال تونس فيما حصل فيها بالضارة من الدول الصنهاجية و الوحدين من بعدهم و ما استكمل لا ف ذلك من الصنائع ف سائر الحوال و إن كان ذلك دون الندلس .إل أنه متض اعف برسوم منها تنقل إليها من مصر لقرب السافة بينهما .و تردد السافرين من قطرها إل قطر مصر ف كل سنة و ربا س كن أهله ا هن اك عصورا iفينقلون من عوائد ترفهم و مكم صنائعهم ما يقع لديهم موقع الستحسان .فصارت أحوالا ف ذلك متشابة من أحوال مصر ل ا ذكرناه و من أحوال الندلس لا أن أكثر ساكنها من شرق الندلس حي اللء لعهد الائة السابعة .و رسخ فيها من ذلك أحوال و إن كان عمرانا ليس مناسب لذلك لذا العهد .إل أن الصبغة إذا استحكمت فقليل iما تول إل بزوال ملها .و كذا ند بالقيوان و مراكش و قلعة ابن حاد أثرا iباقيا iمن ذلك و إن كانت هذه كلها اليوم خرابا iأو ف حكم الراب .و ل يتفطن لا إل البصي من الناس فيجد م ن ه ذه الصنائع آثارا iتدله على ما كان با كأثر الط المحو ف الكتاب و ال اللق العليم.
الفصل التاسع عشر ف أن الصنائع إنا تستجاد و تكثر إذا كثر طالبها
و السبب ف ذلك ظاهر و هو أن النسان ل يسمح بعمله أن يقع مانا iلنه كسبه و منه معاشه .إذ ل فائدة له ف جيع عمره ف شيء م ا سواه فل يصرفه إل فيما له قيمة ف مصره ليعود عليه بالنفع .و إن كانت الصناعة مطلوبة و توجه إليها النفاق كانت و إنا الصناعة بثاب ة السلعة الت تنفق سوقها و تلب للبيع .فتجتهد الناس ف الدينة لتعلم تلك الصناعة ليكون منها معاشهم .و إذا ل تكن الصناعة مطلوب ة ل تنفق سوقها و ل يوجه قصد إل تعلمها ،فاختصت بالترك و فقدت للهال .و لذا يقال عن علي رضي ال عنه ،قيمة كل امرئ ما يسن بعن أن صناعته هي قيمته أي قيمة عمله الذي هو معاشه .و أيضا iفهنا سر آخر و هو أن الصنائع و إجادتا إنا تطلبها الدولة فهي الت تنفق سوقها و توجه الطالبات إليها .و ما ل تطلبه الدولة و إنا يطلبها غيها من أهل الصر فليس على نسبتها لن الدولة هي السوق العظ م و فيها نفاق كل شيء و القليل و الكثي فيها على نسبة واحدة .فما نفق منها كان أكثريا iضرورة .و السوقة و إن طلبوا الصناعة فليس طلبهم بعام و ل شوقهم بنافقة .و ال سبحانه و تعال قادر على ما يشاء.
الفصل العشرون ف أن المصار إذا قاربت الراب انتقصت منها الصنائع و ذلك لا بينا أن الصنائع إنا تستجاد إذا احتيج إليها و كثر طالبها .و إذا ضعفت أحوال الصر و أخذ ف الرم بانتقاض عمران ه و قل ة ساكنه تناقص فيه الترف و رجعوا إل القتصار على الضروري من أحوالم فتقل الصنائع الت كانت من توابع الترف لن صاحبها حينئد ل يصح له با معاشه فيفر إل غيها ،أو يوت و ل يكون خلف منه .فيذهب رسم تلك الصنائع جلة ،كما يذهب النقاش ون و الص واغ و الكتاب و النساخ و أمثالم من الصنائع لاجات الترف .و ل تزال الصناعات ف التناقص إل أن تضمحل .و ال اللق العليم و سبحانه و تعال.
الفصل الادي و العشرون ف أن العرب أبعد الناس عن الصنائع و السبب ف ذلك أنم أعرق ف البدو و أبعد عن العمران الضري و ما يدعو إليه من الصنائع و غيها .و العجم من أهل الشرق و أم م النصرانية عدوة البحر الرومي أقوم الناس عليها لنم أعرق ف العمران الضري و أبعد عن البدو و عمرانه .حت إن البل الت أعانت العرب على التوحش و ف القفر ،و العراق ف البدو ،مفقودة لديهم بالملة ،و مفقودة مراعيها ،و الرمال الهيئة لنتاجها .و لذا ند أوطان العرب و ما ملكوه ف السلم قليل الصنائع بالملة ،حت تلب إليه من قطر آخر .و انظر بلد العجم من الصي و الند و أرض ال ترك و أم م النصرانية ،كيف استكثرث فيهم الصنائع و استجلبها المم من عندهم .و عجم الغرب من الببر مثل العرب ف ذلك لرسوخهم ف البداوة منذ أحقاب من السني .و يشهد لك بذلك قلة المصار بقطرهم كما قدمناه ..فالصنائع بالغرب لذلك قليلة و غي مستحكمة الماكن من صناعة الصوف من نسجه ،و اللد ف خرزه و دبغه .فإنم لا استحضروا بلغوا فيها البالغ لعموم البلوى با و كون هذين أغلب الس لع ف قطرهم ،لا هم عليه من حال البداوة .و أما الشرق فقد رسخت الصنائع فيه منذ ملك المم القدمي من الفرس و النب ط و القب ط و بن إسرائيل و يونان و الروم أحقابا iمتطاولة ،فرسخت فيهم أحوال الضارة .و من جلتها الصنائع كما قدمناه ،فلم يح رسها .و أما اليمن و البحرين و عمان و الزيرة و إن ملكه العرب إل أنم تداولوا ملكه آلفا iمن السني ف أمم كثيين منهم .و اختطوا أمصاره و مدنه و بلغوا الغاية من الضارة و الترف مثل عاد و ثود و العمالقة و حي من بعدهم .و التبابعة و الذواء فطال أمد اللك و الضارة و اس تحكمت صبغتها و توفرت الصنائع و رسخت ،فلم تبل ببلى الدولة كما قدمناه .فبقيت مستجدة حت الن .و اختصت بذلك لل وطن ،كص ناعة الوشي و العصب و ما يستجاد من حول الثياب و الرير فيها و ال وارث الرض و من عليها و هو خي الوارثي.
الفصل الثان و العشرون فيمن حصلت له ملكة ف صناعة فقل أن ييد بعد ف ملكة أخرى
و مثال ذلك الياط إذا أجاد ملكة الياطة و أحكمها و رسخت ف نفسه فل ييد من بعدها ملكة النجارة أو البناء إل أن تكون الول ل تستحكم بعد و ل ترسخ صبغتها .و السبب ف ذلك أن اللكات صفات للنفس و ألوان فل تزدحم دفعة .و من كان على الفط رة ك ان أسهل لقبول اللكات و أحسن استعدادا iلصولا .فإذا تلونت النفس باللكة الخرى و خرجت عن الفطرة ضعف فيها الستعداد ب اللون الاصل من هذه اللكة فكان قبولا للملكة الخرى أضعف .و هذا بي يشهد له الوجود .فقل أن تد صاحب صناعة يكمها ث يكم من بعدها أخرى و يكون فيهما معا iعلى رتبة واحدة من الجادة .حت أن أهل العلم الذين ملكتهم فكرية فهم بذه الثابة .و من حصل منه م على ملكة علم من العلوم و أجادها ف الغاية فقل أن ييد ملكة علم آخر على نسبته بل يكون مقصرا iفيه إن طلبه إل ف القل النادر م ن الحوال .و مبن سببه على ما ذكرناه من الستعداد و تلوينه بلون اللكة الاصلة ف النفس .و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق ل رب سواه.
الفصل الثالث و العشرون ف الشارة إل أمهات الصنائع إعلم أن الصنائع ف النوع النسان كثية لكثرة العمال التداولة ف العمران .فهي بيث تشذ عن الصر و ل يأخذها العد .إل أن منها ما هو ضروري ف العمران أو شريف بالوضع فنخصها بالذكر و نترك ما سواها .فأما الضروري فالفلحة و البناء و الياط ة و النج ارة و الياكة ،و أما الشريفة بالوضع فكالتوليد و الكتابة و الوراقة و الغناء و الطب .فأما التوليد فإنا ضرورية ف العمران و عامة البلوى إذ ب ا تصل حياة الولود و تتم غالبا .iو موضوعها مع ذلك الولودون و أمهاتم .و أما الطب فهو حفظ الصحة لنسان و دفع ال رض عن ه و يتفرع عن علم الطبيعة ،و موضوعه مع ذلك بدن النسان .و أما الكتابة و ما يتبعها من الوراقة فهي حافظة على النسان حاجته و مقيدة لا عن النسيان و مبلغة ضمائر النفس إل البعيد الغائب و ملدة نتائج الفكار و العلوم ف الصحف و رافعة رتب الوجود للمعان .و أما الغناء فهو نسب الصوات و مظهر جالا للساع .و كل هذه الصنائع الثلث داع إل مالطة اللوك العاظم ف خلواتم و مالس أنسهم فله ا بذلك شرف ليس لغيها .و ما سوى ذلك من الصنائع فتابعة و متهنة ف الغالب .و قد يتلف ذلك باختلف الغراض و ال دواعي .و ال أعلم بالصواب.
الفصل الرابع و العشرون ف صناعة الفلحة هذه الصناعة ثرتا اتاذ القوات و البوب بالقيام على إثارة الرض لا ازدراعها و علج نباتا و تعهده بالسقي و التنمية إل بلوغ غايته ث حصاد سنبله و استخراج حبه من غلفه و إحكام العمال لذلك .و تصيل أسبابه و دواعيه .و هي أقدم الصنائع لا أنا مص لة للق وت الكمل لياة النسان غالبا iإذ يكن وجوده من دون القوت .و لذا اختصت هذه الصناعة بالبدو .إذ قدمنا أنه أقدم من الضر و سابق عليه فكانت هذه الصناعة لذلك بدوية ل يقوم عليها الضر و ل يعرفونا لن أحوالم كلها ثانية على البداوة فصنائعهم ثانية عن صنائعها و تابعة لا .و ال سبحانه و تعال مقيم العباد فيما أراد.
الفصل الامس و العشرون ف صناعة البناء هذه الصناعة أول صنائع العمران الضري و أقدمها و هي معرفة العمل ف اتاذ البيوت و النازل للكن و الأوى للبدان ف الدن .و ذل ك أن النسان لا جبل عليها من الفكر ف عواقب أحواله ،ل بد أن يفكر فيما يدفع عنه الذى من الر و البد كاتاذ البيوت الكتنفة بالسقف و اليطان .من سائر جهاتا و البشر متلف ف هذه البلة الفكرية فمنهم العتدلون فيها فيتخذون ذلك باعتدال أهال الثان و الثالث و الرابع و الامس و السادس و أما أهل البدو فيبعدون عن اتاذ ذلك لقصور أفكارهم عن إدراك الصنائع البشرية فيب ادرون للغيان و الكه وف العدة من غي علج .ث العتدلون و التخذون البيوت للمأوى قد يتكاثرون ف البسيط الواحد بيث يتناكرون و ل يتعارفون فيخشون طرق بعضهم بعضا iبياتا iفيحتاجون إل حفظ متمعهم بإدارة ماء أو أسوار توطهم و يصي جيعا iمدينة واحدة و مصرا iواحدا iو يوطهم الك م
من داخل يدفع بعضهم عن بعض و قد يتاجون إل النتصاف و يتخذون العاقل و الصون لم و لن تت أيديهم و هؤلء مثل الل وك و من ف معناهم من المراء و كبار القبائل .ث تتلف أحوال البناء ف الهن كل مدينة على ما يتعارفون و يصطلحون عليه و يناس ب م زاج هوائهم و اختلف أحوالم ف الغن و الفقر .و كذا حال أهل الدينة الواحدة فمنهم من يتخذ القصور و البضائع العظيمة الساحة الش تملة على عدة الدور و البيوت و الغرف الكبية لكثرة ولده و حشمه و عياله و تابعه و يؤسس جدرانا بالجارة و يلحم بينها بالكلس و يعال عليها بالصبغة و الص و يبالغ ف كل ذلك بالتنجيد و التنميق إظهارا iللبسطة بالعناية ف شأن الأوى .و يهيء مع ذلك السراب و الطامي للختزان لقواته و السطبلت لربط مقرباته إذا كان من أهل النود و كثرة التابع و الاشية كالمراء و من ف معناهم و منه م م ن يبن الدويرة و البيوت لنفسه و سكنه و ولده ل يبتغي ما وراء ذلك لقصور حاله عنه و اقتصاره عن الكن الطبيعي للبشر و بي ذلك مراتب غي منحصرة و قد يتاج لذه الصناعة أيضا iعند تأسيس اللوك و أهل و الدول الدن العظيمة و الياكل الرتفعة و يبالغون ف إتقان الوضاع و علو الجرام مع الحكام بتبلغ الصناعة مبالغها .و هذه الصناعة هي الت تصل الدواعي لذلك كله و أكثر ما تكون هذه الصناعة ف القاليم العتدلة من الرابع و ما حواليه إذ القاليم النحرفة ل بناء فيها .و إنا يتخذون البيوت حظائر من القصب و الطي أو يأوون إل الكه وف و الغيان .و أهل هذه الصناعة القائلون عليها متفاوتون :فمنهم البصي الاهر و منهم القاصر .ث هي تتنوع أنواعا iكثية فمنها البناء بالجارة النجدة أو بالجر يقام با الدران ملصقا iبعضها إل بعض بالطي و الكلس الذي يعقد معها و يلتحم كأنا جسم واح د و منه ا البن اء بالتراب خاصة تقام منه حيطان يتخذ لا لوحان من الشب فقدران طول iو عرضا iباختلف العادات ف التقدير .و أوسطه أرب ع أذرع ف ذراعي فينصبان على أساس و قد يوعد ما بينهما با يراه صاحب البناء ف عرض الساس و يوصل بينهما بأذرع من الشب يربط عليه ا بالبال و الدر .و يسد الهتان الباقيتان من ذلك اللء بينهما بلوحي آخرين صغيين ث يوضع فيه التراب ملطا iبالكلس و يركز بالراكز العدة حت ينعم ركزه و يتلط أجزاؤه بالكلس ث يزاد التراب ثانيا iو ثالثا iإل أن يتلىء ذلك اللء بي اللوحي و ق د ت داخلت أج زاء الكلس و التراب و صارت جسما iواحدا .iث يعاد نصب اللوحي على صورة و يركز كذلك إل أن يتم و ينظم اللواح كلها س طرا iم ن فوق سطر إل أن ينتظم الائط كله ملتحما iكأنه قطعة واحدة و يسمى الطابية و صانعه الطواب .و من صنائع البناء أيضا iأن تلل اليطان بالكلس بعد أن يل بالاء و يمر أسبوعا iأو أسبوعي على قدر ما يعتدل مزاجه عن إفراط النارية الفسدة لللام .فإذا ت له ما يرضاه م ن ذلك عله من فوق الائط و ذلك إل أن يلتحم .و من صنائع البناء عمل السقف بأن يد الشب الكمة النجارة أو الساذجة على حائطي البيت و من فوقها اللواح كذلك موصولة بالدسائر و يصب عليها التراب و الكلس و يبسط بالراكز حت تتداخل أجزاؤه ا و تلتح م و يعال عليها الكلس كما يعال على الائط .و من صناعة البناء ما يرجع إل التنميق و التزيي كما يصنع من فوق اليطان الشكال السمة من الص يمر بالاء ث يرجع جسدا iو فيه بقية البلل ،فيشكل على التناسب تريا iبثاقب الديد إل أن يبقى له رونق و رؤاء .و ربا عول على اليطان أيضا iبقطع الرخام أو الجر أو الزف أو بالصدف أو السبج يفصل أجزاء متجانسة أو متلفة و توضع ف الكلس على نسب و أوضاع مقدرة عندهم يبدو به الائط للعيان ،كأنه قطع الرياض النمنمة .إل غي ذلك من بناء الباب و الصهاريج لسفح الاء بعد أن تع د ف البيوت قصاع الرخام القوراء الكمة الرط بالفوهات ف وسطها لنبع الاء الاري إل الصهريج يلب إليه من خارج القنوات الفضية إل البيوت و أمثال ذلك من أنواع البناء .و تتلف الصناع ف جيع ذلك باختلف الذق و البصر و يعظم عمران الدينة و يتسع فيكثرون .و ربا يرجع الكام إل نظر هؤلء فيما هم أبصر به من أحوال البناء .و ذلك أن الناس ف الدن لكثرة الزدحام و العمران يتشاحون حت ف الفضاء و الواء العلى و السفل و من النتفاع بظاهر البناء ما يتوقع معه حصول الضرر ف اليطان .فيمنع جاره من ذلك إل ما كان ل ه فيه حق .و يتلفون أيضا iف استحقاق الطرق و النافذ للمياه الارية و الفضلت السربة ف القنوات و ربا يدعي بعضهم ح ق بع ض ف حائطه أو علوه أو قناته لتضايق الوار أو يدعي بعضهم على جاره اختلل حائطه خشية سقوطه و يتاج إل الكم عليه بدمه و دفع ضرر عن جاره عند من يراه أو يتاج إل قسمة دار أو عرضة بي شريكي بيث ل يقع معها فساد ف الدار و ل إهال لنفعتها .و أمثال ذلك .و يفى جيع ذلك إل على أهل البصر العارفي بالبناء و أحواله الستدلي عليها بالعاقد و القمط و مراكز الشب و ميل اليطان و اعتدالا و قسم الساكن على نسبة أوضاعها .و منافعها و تسريب الياه ف القنوات ملوبة و مرفوعة بيث ل تضر با مرت عليه من البيوت و اليطان و غي ذلك .فلهم بذا كله البصر و البة الت ليست لغيهم .و هم مع ذلك يتلفون بالودة و القصور ف الجيال باعتبار الدول و قوتا. فإنا قدمنا أن الصنائع و كمالا ،إنا هو بكمال الضارة و كثرتا بكثرة الطالب لا .فلذلك عندما تكون الدولة بدوية ف أول أمرها تفتقر ف
أمر البناء إل غي قطرها .كما وقع للوليد بن عبد اللك حي أجع على بناء مسجد الدينة و القدس و مسجده بالشام .فبعث إل ملك الروم بالقسطنطينية ف الفعلة الهرة ف البناء فبعث إليه منهم من حصل له غرضه من تلك الساجد و قد يعرف صاحب هذه الصناعة أشياء م ن الندسة مثل تسوية اليطان بالوزن و إجراء الياه بأخذ الرتفاع و أمثال ذلك فيحتاج إل البصر بشيء من مسائله .و كذلك ف جر الثقال بالندام فإن الجرام العظيمة إذا شيدت بالجارة الكبية يعجز قدر الفعلة عن رقمها إل مكانا من الائط فيتحيل لذلك بضاعفة قوة البل بإدخاله ف العالق من أثقاب مقدرة على نسب هندسية تصي الثقيل عند معاناة الرفع خفيفا iفيتم الراد من ذلك بغي كلفة و هذا إن ا يت م بأصول هندسية معروفي متداولي بي البشر و بثلها كان بناء الياكل الاثلة لذا العهد الت يسب أنا من بناء الاهلية .و أن أبدانم كانت على نسبتها ف العظم السمان و ليس كذلك و إنا ت لم ذلك باليل الندسية كما ذكرناه .فتفهم ذلك .و ال يلق ما يشاء سبحانه.
الفصل السادس و العشرون ف صناعة النجارة هذه الصناعة من ضروريات العمران و مادتا الشب و ذلك أن ال سبحانه و تعال جعل للدمي ف كل مكون من الكونات منافع تكمل با ضروراته و كان منها الشجر فإن له فيه من النافع مال ينحصر ما هو معروف لكل أحد .و من منافعها اتاذها خشبا iإذا يبس ت و أول منافعه أن يكون وقودا iللنيان ف معاشهم و عصيا iللتكاء و الذود و غيها من ضرورياتم و دعائم لا يشى ميله من أثقالم .ث بعد ذلك منافع أخرى لهل البدو و الضر فأما أهل البدو فيتخذون منها العمد و الوتاد ليامهم و الدوج لظعائنهم و الرماح و القسي و الس هام لسلحهم و أما أهل الضر فالسقف لبيوتم و الغلق ل بوابم و الكراسي للوسهم .و كل واحدة من هذه فالشبة مادة لا و ل تص ي إل الصورة الاصة با إل بالصناعة .و الصناعة التكفلة بذلك الصلة لكل واحد من صورها هي النجارة على اختلف رتبه ا .فيحت اج صاحبها إل تفصيل الشب أول ،iإما بشب أصغر منه أو ألواح. ث تركب تلك الفضائل بسب الصور الطلوبة .و هو ف كل ذلك ياول بصنعته إعداد تلك الفصائل بالنتظام إل أن تصي أعضاء ل ذلك الشكل الخصوص .و القائم على هذه الصناعة هو النجار و هو ضروري ف العمران .ث إذا عظمت الضارة و جاء الترف و تأنق الن اس فيما يتخذونه من كل صنف من سقف أو باب أو كرسي أو ماعون ،حدث التأنق ف صناعة ذلك و استجادته بغرائب من الصناعة كمالية ليست من الضروري ف شيء مثل التخطيط ف البواب و الكراسي و مثل تيئة القطع من الشب بصناعة الرط يكم بريها و تشكيلها ث تؤلف على نسب مقدرة و تلحم بالدسائر فتبدو لرأي العي ملتحمة و قد أخذ منها اختلف الشكال على تناسب .يصنع هذا ف كل شيء يتخذ من الشب فيجيء آنق ما يكون .و كذلك ف جيع ما يتاج إليه من اللت التخذة من الشب من أي نوع كان .و ك ذلك ق د يتاج إل هذه الصناعة ف إنشاء الراكب البحرية ذات اللواح و الدسر و هي أجرام هندسية صنعت على قالب الوت و اعتبار س بحه ف الاء بقوادمه و كلكله ليكون ذلك الشكل أعون لا ف مصادمة الاء و جعل لا عوض الركة اليوانية الت للسمك تريك الرياح .و رب ا أعينت بركة القاذيف كما ف الساطيل .و هذه الصناعة من أصلها متاجة إل أصل كبي من الندسة ف جيع أصنافها لن إخراج الصور من القوة إل الفعل على وجه الحكام متاج إل معرفة التناسب ف القادير إما عموما iأو خصوصا iو تناسب القادير ل بد فيه من الرج وع إل الهندس .و لذا كانت أئمة الندسة اليونانيون كلهم أئمة ف هذه الصناعة فكان أوقليدوس صاحب كتاب الصول ف الندسة ن ارا iو با كان يعرف .و كذلك أبلونيوس صاحب كتاب الخروطات و ميلوش و غيهم .و فيما يقال :أن معلم هذه الصناعة ف الليقة هو نوح عليه السلم و با أنشأ سفينة النجاة الت كانت با معجزته عند الطوفان .و هذا الب و إن كان مكنا iأعن كونه نارا iإل أن كونه أول من علمها أو تعلمها ل يقوم دليل من النقل عليه لبعد الماد .و إنا معناه و ال أعلم الشارة إل قدم النجارة لنه ل يصح حكاية عنها قبل خب نوع عليه السلم فجعل كأنه أول من تعلمها .فتفهم أسرار الصنائع ف الليقة .و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل السابع و العشرون ف صناعة الياكة و الياطة
إعلم أن العتدلي من البشر ف معن النسانية ل بد لم من الفكر ف الدفء كالفكر ف الكن .و يصل الدفء باشتمال النسوج للوقاية من الر و البد .و ل بد لذلك من إلام الغزل حت يصي ثوبا iواحدا ،iو هو النسج و الياكة .فإن كانوا بادية اقتصروا عليه ،و إن ق الوا إل الضارة فصلوا تلك النسوجة قطعا iيقدرون منها ثوبا iعلى البدن بشكله و تعدد أعضائه و اختلف نواحيها .ث يلئمون بي تلك القط ع بالوصائل حت تصي ثوبا iواحدا iعلى البدن و يلبسونا .و الصناعة الصلة لذه اللءمة هي الياطة. هاتان الصناعتان ضروريتان ف العمران لا يتاج إليه البشر من الرفه فالول لنسج الغزل من الصوف و الكتان و القطن إسداء ف الط ول و إلاما iف العرض و إحكاما iلذلك النسج باللتحام الشديد ،فيتم منها قطع مقدرة فمنها الكسية من الصوف للشتمال ،و منها الثياب م ن القطن و الكتان للباس .و الصناعة الثانية لتقدير النسوجات على اختلف الشكال و العوائد ،تفصل بالقراض قطعا iمناسبة للعضاء البدنية ث تلحم تلك القطع بالياطة الكمة وصل iأو تنبيتا iأو تفسحا iعلى حسب نوع الصناعة .و هذه الصناعة متصة بالعمران الضري ل ا أن أهل البدو يستغنون عنها و إنا يشتملون الثواب اشتمال .iو إنا تفصيل الثياب و تقديرها و إلامها بالياطة للباس من مذاهب الضارة و فنونا .و تفهم هذه ف سر تري الخيط ف الج لا أن مشروعية الج مشتملة على نبذ العلئق الدنيويئة كلها و الرجوع إل ال تعال كما خلقنا أول مرة ،حت ل يعلق العبد قلبه بشيء من عوائد ترفه ،ل طيبا iو ل نساء¸ ل ميطا iو ل خفا ،iو ل يتعرض لصيد و ل لش يء م ن عوائده الت تلونت با نفسه و خلقه ،مع أنه يفقدها بالوت ضرورة .و إنا ييء كأنه وارد إل الشر ضارعا iبقلبه ملصا iلرب ه .و ك ان جزاؤه إن ت له إخلصه ف ذلك أن يرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .سبحانك ما أرفقك بعبادك و أرحك بم ف طلب هدايتهم إلي ك .و هاتان الصنعتان قديتان ف الليقة لا أن الدفء ضروري للبشر ف العمران العتدل .و أما النحرف إل الر فل يتاج أهله إل دفء .و لذا يبلغنا عن أهل القليم الول من السودان أنم عراة ف الغالب .و لقدم هذه الصنائع ينسبها العامة إل ادريس عليه السلم و هو أقدم النبياء. و ربا ينسبونا إل هرمس و قد يقال إن هرمس هو إدريس .و ال سبحانه و تعال هو اللق العليم.
الفصل الثامن و العشرون ف صناعة التوليد و هي صناعة يعرف با العمل ف استخراج الولود الدمي من بطن أمه من الرفق ف إخراجه من رحها و تيئة أسباب ذلك .ث ما يص لحه بعد الروج على ما نذكر .و هي متصة بالنساء ف غالب المر لا أنن الظاهرات بعضهن على عورات بعض .و تسمى القائمة على ذل ك منهن القابلة .استعي فيها معن العطاء و القبول كأن النساء تعطيها الني و كأنا تقبله .و ذلك أن الني إذا استكمل خلقه ف الرح م و أطواره و بلغ إل غايته و الدة الت قدرها ال لكثه هي تسعة أشهر ف الغالب فيطلب الروج با جعل ال ف الولود م ن النوع ل ذلك و يضيق عليه النفذ فيعسر .و ربا مزق بعض جوانب الفرج بالضغط و ربا انقطع بعض ما كان من الغشية من اللتصاق و اللتحام بالرحم. و هذه كلها آلم يشتد لا الوجع و هو معن الطلق فتكون القابلة معينة ف ذلك بعض الشيء بغمز الظهر و الوركي و ما ياذي الرحم من السافل تساوق بذلك فعل الدافعة ف إخراج الني و تسهيل ما يصعب منه با يكنها و على ما تتدي إل معرفة عسرة .ث إن أخرج الني بقيت بينه و بي الرحم الوصلة حيث كان يتغذى منها متصلة من سرته بعاه .و تلك الوصلة عضو فضلي لتغذية الولود خاص ة فتقطعه ا القابلة من حيث ل تتعدى مكان الفضلة و ل تضر بعاه و ل برحم أمه ث تدمل مكان الراحة منه بالكي أو با تراه من وجوه الندمال .ث إن الني عند خروجه من ذلك النفذ الضيق و هو رطب العظام سهل النعطاف و النثناء فربا تتغي أشكال أعضائه و أوص افها لق رب التكوين و رطوبة الواد فتتناوله القابلة بالغمز و الصلح حت يرجع كل عضو إل شكله الطبيعي و وضعه القدر له و يرتد خلقه سويا .iث بعد ذلك تراجع النفساء و تاذيها بالغمز و اللينة لروج أغشية الني لنا ربا تتأخر عن خروجه قليل .iو يشى عند ذل ك أن تراج ع الاسكة حالا الطبيعية قبل استكمال خروج الغشية و هي فضلت فتتعفن و يسري عفنها إل الرحم فيقع اللك فتحاذر القابل ة ه ذا و تاول ف إعانة الدفع إل أن ترج تلك الغشية الت كانت قد تأخرت ث ترجع إل الولود فتمرخ أعضاءه بالدهان و الذرورات القابض ة لتشده و تفف رطوبات الرحم و تنكه لرفع لاته و تسعطه لستفراغ نطوف دماغه و تغرغره باللعوق لدفع السدد من معاه و تويفها عن اللتصاق .ث تداوي النفساء بعد ذلك من الوهن الذي أصابا بالطلق و ما لق رحها من أل النفصال ،إذ الولود إن ل يكن عضوا iطبيعياi فحالة التكوين ف الرحم صيته باللتحام كالعضو التصل فلذلك كان ف انفصاله أل يقرب من أل القطع .و تداوي مع ذلك ما يلحق الفرج
من أل من جراحة التمزيق عند الضغط ف الروج .و هذه كلها أدواء ند هولء القوابل أبصر بدوائها .و كذلك ما يعرض للمولود م دة الرضاع من أدواء ف بدنه إل حي الفصال ندهن أبصر با من الطبيب الاهر .و ما ذاك إل لن بدن النسان ف تلك الالة إنا ه و ب دن إنسان بالقوة فقط .فإذا جاوز الفصال صار بدنا iإنسانيا iبالفعل فكانت حاجته حينئذ إل الطبيب أشد .فهذه الصناعة كما تراه ضرورية ف العمران للنوع النسان ،ل يتم كون أشخاصه ف الغالب دونا .و قد يعرض لبعض أشخاص النوع الستغناء عن هذه الصناعة ،إما بلق ال ذلك لم معجزة و خرقا iللعادة كما ف حق النبياء صلوات ال و سلمه عليهم أو بإلام و هداية يلهم لا الولود و يفطرعليها فيتم وجودهم من دون هذه الصناعة .فأما شأن العجزة من ذلك فقد وقع كثيا .iو منه ما روي أن النب صلى ال عليه و سلم ولد مسرورا iمتونا iواض عاi يديه على الرض شاخصا iببصره إل السماء .و كذلك شأن عيسى ف الهد و غي ذلك .و أما شأن اللام فل ينكر .و إذا كانت اليوانات العجم تتص بغرائب اللامات كالنحل و غيها فما ظنك بالنسان الفضل عليها .و خصوصا iبن اختص بكرام ة ال .ث الل ام الع ام للمولودين ف القبال على الثدي أوضح شاهد على وجوب اللام العام لم .فشأن العناية اللية أعظم من أن ياط به .و من هن ا يفه م بطلن رأي الفاراب و حكماء الندلس فيما احتجوا به لعدم انقراض اللواح و استحالة انقطاع الكونات .و خصوصا iف النوع النسان ،و قالوا :لو انقطعت أشخاصه لستحال وجودها بعد ذلك لتوقفه على وجود هذه الصناعة الت ل يتم كون النسان إل با .إذ لو قدرنا مولوداi دون هذه الصناعة و كفالتها إل حي الفصال ل يتم بقاؤه أصل .iو وجود الصنائع دون الفكر متنع لنا ثرته و تابعة له .و تكلف ابن سينا ف الرد على هذا الرأي لخالفته إياه و ذهابه إل إمكان انقطاع النواع و خراب عال التكوين ث عوده ثانيا iلقتضاءات فلكي ة و أوض اع غريبة تنذر ف الحقاب بزعمه فتقتضي تمي طينة مناسبة لزاجه برارة مناسبة فيتم كونه إنسانا iث يقيض له حيوان يلق فيه إلاما iلتربيته و النو عليه إل أن يتم وجوده و فصاله .و أطنب ف بيان ذلك ف الرسالة الت ساها رسالة حي بن يقظان .و هذا الستدلل غي ص حيح و إن كنا نوافقه على انقطاع النواع لكن من غي ما استدل به .فإن دليله مبن على إسناد الفعال إل العلة الوجبة .و دليل الق ول بالفاع ل الختار يرد عليه و ل واسطة على القول بالفاعل الختار بي الفعال و القدرة القدية و ل حاجة إل هذا التكلف .ث لو سلمناه جدل iفغاية ما ينبن عليه اطراد وجوب هذا الشخص بلق اللام لترتيبه ف اليوان العجم .و ما الضرورة الداعية لذلك ؟ و إذا كان اللام يل ق ف اليوان العجم فما الانع من خلقه للمولود نفسه كما قررناه أول .iو خلق اللام ف شخص لصال نفسه أقرب من خلقه فيه لص ال غيه فكل الذهبي شاهدان على أنفسهما بالبطلن ف مناحيهما لا قررته لك و ال تعال أعلم.
الفصل التاسع و العشرون ف صناعة الطب و أنا متاج إليها ف الواضر و المصار دون البادية هذه الصناعة ضرورية ف الدن و المصار لا عرف من فائدتا فإن ثرتا حفظ الصحة للصحاء و دفع الرض عن الرضى بال داواة ح ت يصل لم البء من أمراضهم .و اعلم أن أصل المراض كلها إنا هو من الغذية كما قال صلى ال عليه و سلم ف الديث الامع للطب و هو قوله :العدة بيت الداء و المية رأس الدواء و أصل كل داء البدة فأما قوله العدة بيت الداء فهو ظاهر و أما قوله المية رأس ال دواء فالمية الوع و هو الحتماء من الطعام .و العن أن الوع هو الدواء العظيم الذي هو أصل الدوية و أما قوله أصل كل داء ال بدة فمعن البدة إدخال الطعام على الطعام ف العدة قبل أن يتم هضم الول .و شرح هذا أن ال سبحانه خلق النسان و حفظ حياته بالغذاء يستعمله بالكل و ينفذ فيه القوى الاضمة و الغاذية إل أن يصي دما iفل ملئما iلجزاء البدن من اللحم و العظم ،ث تأخذه النامية فينقلب لم ا iو عظما .iو معن الضم طبخ الغذاء بالرارة الغريزية طورا iبعد طور حت يصيجزءا iبالفعل من البدن و تفسيه أن الغذاء إذا حصل ف الفم و لكته الشداق أثرت فيه حرارة الفم طبخا iيسيا iو قلبت مزاجه بعض الشيء ،كما تراه ف اللقمة إذا تناولتها طعاما iث أجدتا مضغا iف ترى مزاجها غي مزاج الطعام ث يصل ف العدة فتطبخه حرارة العدة إل أن يصي كيموسiا و هو صفو ذلك الطبوخ و ترسله إل الكبد و ترسل ما رسب منه ف العى ثقل iينفذ إل الخرجي .ث تطبخ حرارة الكبد ذلك الكيموس إل أن يصي دما iعبيطا iو تطفو عليه رغوة من الطب خ هي الصفراء .و ترسب منه أجزاء يابسة هي السوداء و يقصر الار الغريزي بعض الشيء عن طبخ الغليظ منه فهو البلغم .ث ترسلها الكب د
كلها ف العزوق و الداول ،و يأخذها طبخ الال الغريزي هناك فيكون عن الدم الالص بار حار رطب يد الروح اليوان و تأخذ النامية مأخذها ف الدم فيكون لما iث غليظة عظاما .iث يرسل البدن ما يفضل عن حاجاته من ذلك فضلت متلفة من العرق و اللعاب و الخاط و الدمع .هذه صورة الغذاء و خروجه من القوة إل الفعل لما .iث إن أصل المراض و معظمها هي الميات .و سببها أن الار الغريزي ق د يضعف عن تام النضج ف طبخه ف كل طور من هذه ،فيبقى ذلك الغذاء دون نضج ،و سببه غالبا iكثرة الغذاء ف العدة حت يكون أغل ب على الار الغزيري أو إدخال الطعام إل العدة قبل أن تستوف طبخ الول فيستقل به الار الغريزي و يترك الول بالة أو يت وزع عليهم ا فيقصر عن تام الطبخ و النضج .و ترسله العدة كذلك إل الكبد فل تقوى حرارة الكبد أيضا iعلى إنضاجه .و ربا بقي ف الكبد من الغذاء الول فضلة غي ناضجة .و ترسل الكبد جيع ذلك إل العروق غي ناضج كما هو .فإذا أخذ البدن حاجته اللئمة أرسله م ع الفض لت الخرى من العرق و الدمع و اللعاب إن اقتدر على ذلك .و ربا يعجز عن الكثي منه فيبقى ف العروق و الكبد و العدة و تتزايد مع اليام. و كل ذي رطوبة من المتزجات إذا ل يأخذه الطبخ و النضج يعفن فيتعفن ذلك الغذاء غي الناضج و هو السمى باللط .و كل متعفن ففيه حرارة غريبة و تلك هي السماة ف بدن النسان بالمى .و اختب ذلك بالطعام إذا ترك حت يتعفن و ف الزبل إذا تعفن أيضا ،iكيف تنبعث فيه الرارة و تأخذ مأخذها .فهذا معن الميات ف البدان و هي رأس المراض و أصلها كما وقع ف الديث .و هذه الميات علجه ا بقطع الغذاء عن الريض أسابيع معلومة ث يتناول الغذية اللئمة حت يتم برؤه .و ذلك ف حال الصحة له علج ف التحفظ من هذا الرض و غيه و أصله كما وقع ف الديث و قد يكون ذلك العفن ف عضو مصوص ،فيتولد عنه مرض ف ذلك العضو و ي دث جراح ات ف البدن ،إما ف العضاء الرئيسية أو ف غيها .و قد يرض العضو و يدث عنه مرض القوى الوجودة له .هذه كلها جاع المراض ،و أصلها ف الغالب من الغذية و هذا كله مرفوع إل الطبيب .و وقوع هذه المراض ف أهل الضر و المصار أكثر .لصب عيش هم و ك ثرة مآكلهم و قلة اقتصارهم على نوع واحد من الغذية و عدم توقيتهم لتناولا .و كثيا iما يلطون بالغذية من التوابل و البقول و الف واكه، رصبا iو يابسا iف سبيل العلج بالطبخ و ل يقتصرون ف ذلك على نوع أو أنواع .فربا عددنا ف اليوم ا الواحد من ألوان الطبخ أربعي نوعاi من النبات و اليوان فيصي للغذاء مزاج غريب .و ربا يكون غريبا iعن ملءمة البدن و أجزائه .ث إن الهوية ف المصار تفسد بخالط ة البرة العفنة من كثرة الفصلت .و الهوية فنشطة للرواح و مقوية بنشاطها الثر الار الغريزي ف الضم .ث الرياضة مفق ودة له ل المصار إذ هم ف الغالب وادعون ساكنون ل تأخذ منهم الرياضة شيئا iو ل تؤثر فيهم أثرا ،iفكان وقوع المراض كثيا iف الدن و المصار و على قدر وقوعه كانت حاجتهم إل هذه الصناعة .و أما أهل البدو فمأكولم قليل ف الغالب و الوع أغلب عليهم لقلة الب وب ح ت صار لم ذلك عادة .و ربا يظن أنا جبلة لستمرارها .ث الدم قليلة لديهم أو مفقودة بالملة .و علج الطبخ بالتوابل و الفواكه إنا يدعو إل ترف الضارة الذين هم بعزل عنه فيتناولون أغذيتهم بسيطة بعيدة عما يالطها و يقرب مزاجها من ملءمة البدن .و أما أهويتهم فقليلة العفن لقلة الرطوبات و العفونات إن كانوا آهلي ،أو لختلف الهوية إن كانوا ظواعن .ث إن الرياضة موجودة فيهم لك ثرة الرك ة ف ركض اليل أو الصيد أو طلب الاجات لهنة أنفسهم ف حاجاتم فيحسن بذلك كله الضم و يود و يفقد إدخال الطعام عل ى الطع ام فتكون أمزجتهم أصلح و أبعد من المراض فتقل حاجتهم إل الطب .و لذا ل يوجد الطبيب ف البادية بوجه .و ما ذاك إل للستغناء عن ه إذ لو احتيج إليه لوجد ،لنه يكون له بذلك ف البدو معاش يدعوه إل سكناه سنة ال ف عباده و لن تد لسنة ال تبديل.i
الفصل الثلثون ف أن الط و الكتابة من عداد الصنائع النسانية و هو رسوم و أشكال حرفية تدل على الكلمات السموعة الدالة على ما ف النفس .فهو ثان رتبة من الدللة اللغوية و هو صناعة شريفة إذ الكتابة من خواص النسان الت ييز با عن اليوان .و أيضا iفهي تطلع على ما ف الضمائر و تتأدى با الغراض إل البلد البعيدة فتقض ي الاجات و قد دفعت مؤنة الباشرة لا و يطلع با على العلوم و العارف و صحف الولي و ما كتبوه من علومهم و أخبارهم فهي شريفة بذه الوجوه و النافع .و خروجها ف النسان من القوة إل الفعل إنا يكون بالتعليم و على قدر الجتماع و العمران و التناغي ف الكمالت و الطلب لذلك تكون جودة الط ف الدينة .إذ هو من جلة الصنائع .و قد قدمنا أن هذا شأنا و أنا تابعة للعمران و لذا ند أكثر الب دو أميي ل يكتبون و ل يقرأون و من قرأ منهم أو كتب فيكون خطه قاصرا iأو قراءته غي نافذة .و ند تعليم الط ف المصار الارج عمرانا
عن الد أبلغ و أحسن و أسهل طريقا iلستحكام الصنعة فيها .كما يكى لنا عن مصر لذا العهد و أن با معلمي منتصبي لتعلي م ال ط يلقون على التعلم قواني و أحكاما iف وضع كل حرف و يزيدون إل ذلك الباشر بتعليم وضعه فتعتضد لديه رتبة العلم و الس ف التعليم و تأت ملكته على أت الوجوه .و إنا أتى هذا من كمال الصنائع و وفورها بكثرة العمران و انفساح العمال و قد كان ال ط العرب بالغ اi مبالغه من الحكام و التقان و الودة ف دولة التبابعة لا بلغت من الضارة و الترف و هو السمى بالط الميي .و انتقل منها إل الية لا كان با من دولة آل النذر نسباء التبابعة ف العصبية و الددين للك العرب بأرض العراق .و ل يكن الط عندهم من الجادة كما كان عند التبابعة لقصور ما بي الدولتي .و كانت الضارة و توابعها من الصنائع و غيها قاصرة عن ذلك .و من الية لقنه أه ل الط ائف و قريش فيما ذكر .و يقال إن الذي تعلم الكتابة من الية هو سفيان بن أمية و يقال حرب بن أمية و أخذها من أسلم بن سدرة .و هو قول مكن و أقرب من ذهب إل أنم تعلموها من إياد أهل العراق لقول شاعرهم: ساروا جيعا iو الط و القلم قوم لم ساحة العراقإذا و هو قول بعيد لن إيادا iو إن نزلوا ساحة العراق فلم يزالوا على شأنم من البداوة .و الط من الصنائع الضرية .و إنا معن قول الش اعر أنم أقرب إل الط و القلم من غيهم من العرب لقربم من ساحة المصار و ضواحيها فالقول بأن أهل الجاز إنا لقنوه ا م ن الية و لقنها أهل الية من التبابعة و حي هو الليق من القوال و رأيت ف كتاب التكملة لبن البار عند التعريف بابن فروخ الفيوان القاس ي الندلسي من أصحاب مالك رضي ال عنه و اسه عبد ال بن فروخ بن عبد الرحن بن زياد بن أنعم .عن أبيه قال قلت لعبد ال بن عباس: يا معشر قريش ،خبون عن هذا الكتاب العرب ،هل كنتم تكتبونه قبل أن يبعث ال ممدا iصلى ال عليه و سلم تمعون منه ما أجتم ع و تفرقون منه ما افترق مثل اللف و اللم و اليم و النون ؟ قال :نعم .قلت و من أخذتوه ؟ قال ،من حرب بن أمية .قلت :و م ن أخ ذه حرب ؟ قال ،من عبد ال بن جدعان .قلت :و من أخذه عبد ال بن جدعان ؟ قال من أهل النبار .قلت :و من أخذه أهل النبار ؟ قال: من طارئ طرأ عليه من أهل اليمن .قلت و من أخذه ذلك لطاريء ؟ قال :من اللجان بن القسم كاتب الوحي ليهود النب عليه السلم .و هو الذي يقول: و رأي على غي الطريق يعب أف كل عام سنة تدثونا با جرهم فيمن يسب و حي و الوت خي من حياة تسبنا انتهى ما نقله ابن البار ف كتاب التكملة .و زاد ف آخره حدثن بذلك أبو بكر بن أب حيه ف كتابه عن أب بر بن العاص عن أب الوليد الوقشي عن أب عمر الطلعنكي بن أب عبد ال بن مفرح .و من خطه نقلته عن أب سعيد بن يونس عن ممد بن موسى بن النعمان عن يي بن ممد بن حشيش بن عمر بن أيوب الغافري التونسي عن بلول بن عبيدة المي عن عبد ال بن فروخ .انتهى. و كان لمي كتابة تسمى السند حروفها منفصلة و كانوا ينعون من تعلمها إل بإذنم .و من حي تعلمت مصر الكتابة العربية إل أن م ل يكونوا ميدين لا شأن الصنائع إذا وقعت بالبدو فل تكون مكمة الذاهب و ل مائلة إل التقان والتنميق لبون ما بي البدو و الص ناعة و استغناء البدو عنها ف الكثر .و كانت كتابة العرب بدوية مثل كتابتهم أو قريبا iمن كتابتهم لذا العهد أو نقول أن كتابتهم ل ذا العه د أحسن صناعة لن هؤلء أقرب إل الضارة و مالطة المصار و الدول .و أما مصر فكانوا أعرق ف البدو و أبعد عن الضر من أهل اليمن و أهل العراق و أهل الشام و مصر فكان الط العرب لول السلم غي بالغ إل الغاية من الحكام و التقان و الجادة و ل إل التوس ط لكان العرب من البداوة و التوحش و بعدهم عن الصنائع ،و انظر ما وقع لجل ذلك ف رسهم الصحف حيث رسه الصحابة بطوطهم و كانت غي مستحكمة ف الجادة فخالف الكثي من رسومهم ما اقتضته أقيسة رسوم صناعة الط عند أهلها ث اقتفى التابعون من الس لف رسهم فيها تبكا iبا رسه أصحاب الرسول صلى ال عليه و سلم و خي اللق من بعده التلقون لوحيه من كتاب ال و كلمه .كما يقتفى لذا العهد خط ول أو عال تبكا iو يتبع رسه خطا iأو صوابا .iو أين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فاتبع ذلك و أثبت رس ا iو نب ه العلماء بالرسم على مواضعه .و ل تلتفت ف ذلك إل ما يزعمه بعض الغفلي من أنم كانوا مكمي لصناعة الط و أن ما يتخيل من مالفة خطوطهم لصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكلها وجه .يقولون ف مثل زيادة اللف ف ل أذبنه :إنه تنبيه على الذبح ل يقع و ف زي ادة الياء ف بأييد إنه تنبيه على كمال القدرة الربانية و أمثال ذلك ما ل أصل له إل التحكم الض .و ما حلهم على ذلك إل اعتق ادهم أن ف ذلك تنيها iللصحابة عن توهم النقص ف قلة إجادة الط .و حسبوا أن الط كمال فنهوهم عن نقصه و نسبوا إليهم الكمال بإج ادته و
طلبوا تعليل ما خالف الجادة من رسه و ذلك ليس بصحيح .و اعلم أن الط ليس بكمال ف حقهم إذ الط من جلة الص نائع الدني ة العاشية كما رأيته فيما مر .و الكمال ف الصنائع إضاف و ليس بكمال مطلق إذ ل يعود نقصه على الذات ف الدين و ل ف اللل و إن ا يعود على أسباب العا ش و بسب العمران و التعاون عليه لجل دللته على ما ف النفوس .و قد كان صلى ال عليه و سلم أميا iو ك ان ذلك كمال iف حقه و بالنسبة إل مقامه لشرفه و تنهه عن الصنائع العملية الت هي أسباب العا ش و العمران كلها .و ليست المية كمالi ف حقنا نن إذ هو منقطع إل ربه و نن متعاونون على الياة الدنيا شأن الصنائع كلها حت العلوم الصطلحية فإن الكمال ف حقه تنهه عنها جلة iبلفنا .ث لا جاء اللك للعرب و فتحوا المصار و ملكوا المالك و نزلوا البصرة و الكوفة و احت اجت الدول ة إل الكتاب ة استعملوا الط و طلبوا صناعته و تعلموه و تداولوه فترقت الجادة فيه و استحكم و بلغ ف الكوفة و البصرة رتبة من التقان إل أنا كانت دون الغاية .و الط الكوف معروف الرسم لذا العهد .ث انتشر العرب ف القطار و المالك و افتتحوا أفريقية و الندلس و اخت ط بن و العباس بغداد و ترقت الطوط فيها إل الغاية لا استبحرت ف العمران و كانت دار السلم و مركز الدولة العربية و خالفت أوضاع الط ببغداد أوضاعه بالكوفة .ف اليل إل إجادة الرسوم و جال الرونق و حسن الرواء .و استحكمت هذه الخالفة ف المصار إل أن رفع رايتها ببغداد علي بن مقلة الوزير .ث تله ف ذلك علي بن هلل .الكاتب الشهي بابن البواب .و وقف سند تعليمها عليه ف الاية الثالث ة و م ا بعدها. و بعدت رسوم الط البغدادي و أوضاعه عن الكوفة حت انتهى إل الباينة .ث ازدادت الخالفة بعد تلك القصور بتفنن الهابذة ف إحك ام رسومه و أوضاعه ،حت انتهت إل التأخرين مثل ياقوت و الول علي العجمي .و وقف سند تعليم الط عليهم و انتقل ذلك إل مص ر ،و خالفت طريقة العراق بعض الشيء و لقنها العجم هنالك ،و ظهرت مالفة لط أهل مصر أو مباينة. و كان الط البغدادي معروف الرسم و تبعه الفريقي العروف رسه القدي لذا العهد .و يقرب من أوضاع الط الشرقي و تي ز مل ك الندلس بالمويي فتميزوا بأحوالم من الضارة و الصنائع و الطوط فتميز صنف خطهم الندلسي كما هو معروف الرسم لذا العهد .و طما بر العمران و الضارة ف الدول السلمية ف كل قطر .و عظم اللك و نفقت أسواق العلوم و انتسخت الكتب و أجي د كتبه ا و تليدها و ملئت با القصور و الزائن اللوكية با ل كفاء له و تنافس أهل القطار ف ذلك و تناغوا فيه .ث لا انل نظام الدولة السلمية و تناقص ذلك أجع و درست معال بغداد بدروس اللفة فانتقل شأنا من الط و الكتابة بل و العلم إل مصر و القاهرة فلم تزل أسواقه ب ا نافقة لذا العهد و له با معلمون يرسون لتعليم الروف بقواني ف وضعها و أشكالا متعارفة بينهم فل يلبث التعلم أن يكم أشكال تل ك الروف على تلك الوضاع و قد لقنها حسنا iو حذق فيها دربة iو كتابا iو أخذها قواني علمية فتجئ أحسن ما يكون .و أما أهل الندلس فافترقوا ف القطار عند تلشي ملك العرب با و من خلفهم من الببر ،و تغلبت عليهم أمم النصرانية فانتشروا ف عدوة الغرب و أفريقي ة من لدن الدولة اللمتونية إل هذا العهد .و شاركوا أهل العمران با لديهم من الصنائع و تعلقوا بأذيال الدولة فغلب خطه م عل ى ال ط الفريقي و عفى عليه و نسي خط القيوان و الهدية بنسيان عوائدها و صنائعهما .و صارت خطوط أهل أفريقية كله ا عل ى الرس م الندلسي بتونس و ما إليها لتوفر أهل الندلس با عند الالية من شرق الندلس .و بقي منه رسم ببلد الريد الذين ل ي الطوا كت اب الندلس و ل ترسوا بوارهم .إنا كانوا يغدون على دار اللك بتونس فصار خط أهل أفريقية من أحسن خطوط أهل الن دلس ح ت إذا تقلص ظل الدولة الوحدية بعض الشيء و تراجع أمر الضارة و الترف بتراجع العمران نقص حينئذ حال الط و فسدت رسومه و جه ل فيه وجه التعليم بفساد الضارة و تناقص العمران .و بقيت فيه آثار الط الندلسي تشهد با كان لم من ذلك لا قدمناه من أن الصنائع إذا رسخت بالضارة فيعسر موها و حصل ف دولة بن مرين من بعد ذلك بالغرب القصى لون من الط الندلسي لقرب جرارهم و سقوط من خرج منهم إل فاس قريبا iو استعمالم إياهم سائر الدولة .و نسي عهد الط فيما بعد عن سدة اللك و داره .كأنه ل يعرف .فصارت الطوط بإفريقية و الغربيي مائلة إل الرداءة بعيدة عن الودة و صارت الكتب إذا انتسخت فل فائدة تصل لتصفحها منها إل العن اء و الشقة لكثرة ما يقع فيها من الفساد و التصحيف و تغيي الشكال الطية عن الودة حت ل تكاد تقرأ إل بعد عسر و وقع فيه ما وق ع ف سائر الصنائع بنقص الضارة و فساد الدول و ال يكم ل معقب لكمه. و للستاذ أب السن علي بن هلل الكاتب البغدادي الشهي بابن البواب قصيدة من بر البسيط على روي الراء يذكر فيها صناعة الط و قوادها من أحسن ما كتب ف ذلك .رأيت إثباتا ف هذا الكتاب من هذا الباب لينتفع با من يريد تعلم هذه الصناعة .و أولا:
و يروم حسن الط و التصوير يا من يريد إجادة التحرير فارغب إل مولك ف التيسي إن كان عزمك ف الكتابة صادقاi يصوغ صناعة التحبي أعدد من القلم كل مثقفصلب عند القياس بأوسط التقدير و إذا عمدت لبية فتوخه من جانب التدقيق و التحضي انظر إل طرفيه فاجعل بريه خلوا iعن التطويل و التقصي و اجعل للفته قواما iعادلi من جانبيه مشاكل التقدير و الشق وسطه ليبقى بريه فالقط فيه جلة التدبي حت إذا أيقنت ذلك كله إن أضن بسره الستور ل تطمعن ف أن أبوح بسره ما بي تريف إل تدوير لكن جلة ما أقول بأنه بالل أو بالصرم العصور و ألق دواتك بالدخان مدبراi مع أصغر الزرنيخ و الكافور و أضف إليه قفرة قد صولت الورق النقي الناعم الخبور حت إذا ما خرت فاعمد إل ينأى عن التشعيث و التغيي فاكسبه بعد القطع بالعصابر كي ما أدرك الأمول مثل صبور ث اجعل التمثيل دأبك صابراi غرما iترده عن التشمي إبدأ به ف اللوح منتفيا iله ف أول التمثيل و الشطي ل تجلن من الردى تتطه و لرب سهل جاء بعد عسي فالمر يصعب ث يرجع هيناi أضحيت رب مسرة و حبور حت إذا أدركت ما أملته إن الله ييب كل شكور فاشكر الك و اتبع رضوانه خيا iيلفه بدار غرور و ارغب لكفك أن تط بنانا عند الشقاء كتابه النشور فجميع فعل الرء يلقاه غداi و اعلم بأن الط بيان عن القول و الكلم ،كما أن القول و الكلم .بيان عما ف النفس و الضمي من العان فل بد لكل منهما أن يك ون واضح الدللة. قال ال تعال :خلق النسان * علمه البيان و هو يشتمل .بيان الدلة كلها .فالط الود كماله أن تكون دللته واضحة ،بإبان ة حروف ه التواضعة و إجادة وضعها و رسها كل واحد على حدة متميز عن الخر .إل ما اصطلح عليه الكتاب من إيصال حرف الكلم ة الواح دة بعضها ببعض .سوى حروف اصطلحوا على قطعها ،مثل اللف التقدمة ف الكلمة ،و كذا الراء و الزاي و الدال و الذال و غيها ،بلف ما إذا كانت متأخرة .و هكذا إل آخرها .ث إن التأخرين من الكتاب اصطلحوا على وصل كلمات ،بعضها ببعض ،و ح ذف ح روف معروفة عندهم ،ل يعرفها إل أهل مصطلحهم فتستعجم على غيهم و هؤلء كتاب دواوين السلطان و سجلت القضاة ،كأنم انفردوا بذا الصطلح عن غيهم لكثرة موارد الكتابة عليهم ،و شهرة كتابتهم و إحاطة كثي من دونم بصطلحهم فإن كتبوا ذلك لن ل خ بة ل ه بصطلحهم فينبغي أن يعدلوا عن ذلك إل البيان ما استطاعوه ،و إل كان بثابة الط العجمي ،لنما بنلة واحدة من عدم التواضع عليه. و ليس بعذر ف هذا القدر ،إل كتاب العمال السلطانية ف الموال و اليوش ،لنم مطلوبون بكتمان ذلك عن الناس فإنه م ن الس رار السلطانية الت يب إخفاؤها ،فيبالغون ف رسم اصطلح خاص بم .و يصي بثابة العمى .و هو الصطلح على العب ارة ع ن ال روف بكلمات من أساء الطيب و الفواكه و الطيور و الزاهي ،و وضع أشكال أخرى غي أشكال الروف التعارفة يصطلح عليها التخ اطبون لتأدية ماف ضمائرهم بالكتابة .و ربا وضع الكتاب للعثور على ذلك ،و إن ل يضعوه أول ،iقواني بقاييس استخرجوها لذلك ب داركهم يسفونا فك العمى .و للناس ف ذلك دواوين مشهورة .و ال العليم الكيم.
الفصل الادي و الثلثون ف صناعة الوراقة كانت العناية قديا iبالدواوين العلمية و السجلت ف نسخها و تليدها و تصحيحها بالرواية و الضبط .و كان سبب ذلك ما وق ع م ن ضخامة الدولة و توابع الضارة .و قد ذهب ذلك لذا العهد بذهاب الدولة و تناقص العمران بعد أن كان منه ف اللة السلمية بر زاخ ر بالعراق و الندلس إذ هو كله من توابع العمران و اتساع نطاق الدولة و نفاق أسواق ذلك لديهما .فكثرت التآليف العلمية و ال دواوين و حرص الناس على تناقلهما ف الفاق و العصار فانتسخت و جلدت .و جاءت صناعة الوراقي العاني للنتساخ و التصحيح و التجليد و سائر المور الكتبية .و الدواوين و اختصت بالمصار العظيمة العمران .و كانت السجلت أول :iلنتساخ العلوم و كتب الرسائل السلطانية و القطاعات ،و الصكوك ف الرقوق الهيأة بالصناعة من اللد لكثرة الرفه و قلة التآليف صدر اللة كما نذكره .و قلة الرسائل السلطانية و الصكوك مع ذلك فاقتصروا على الكتاب ف الرق تشريفا iللمكتوبات و ميل iبا إل الصحة و التقان .ث طما بر التآليف و التدوين و كثر ترسيل السلطان و صكوكه و ضاق الرق عن ذلك .فأشار الفضل بن يي صناعة الكاغد و صنعه و كتب فبه رسائل السلطان و صكوكه. و اتذه الناس من بعده صحفا iلكتوباتم السلطانية و العلمية .و بلغت الجادة ف صناعته ما شاءت .ث وقفت عناية أهل العلوم و هم أهل الدول على ضبط الدواوين العلمية و تصحيحها بالرواية السندة إل مؤلفيها و واضعيها لنه الشأن الهم من التصحيح و الض بط فب ذلك تسند القوال إل قائلها و الفتيا إل الاكم با التهد ف طريق استنباطها .و ما ل يكن تصحيح التون بإسنادها إل مدونا فل يصح إس ناد قول لم و ل فتيا .و هكذا كان شأن أهل العلم و حلته ف العصور و الجيال و الفاق. حت لقد قصرت فائدة الصناعة الديثية ف الرواية على هذه فقط إذ ثرتا الكبى من معرفة صحيح الحاديث و حس نها و مس ندها و مرسلها و مقطوعها و موقوفها من موضوعها قد ذهبت و تخضت زبدة iف ذلك المهات التلقاة بالقبول عند المة .و ص ار القص د إل ذلك لغوا iمن العمل .و ل تبق ثرة الرواية و الشتغال با إل ف تصحيح تلك المهات الديثية و سواها من كتب الفقه للفتيا ،و غي ذلك من الدواوين و التآلبف العلمية .و اتصال سندها بؤلفيها ليصح النقل عنهم ،و السناد إليهم .و كانت هذه الرسوم بالش رق و الن دلس معبدة الطرق واضحة السالك .و لذا ند الدواوين النتسخة لذلك العهد ف أقطارهم على غاية من التقان و الحكام و الصحة .و منه ا لذا العهد بأيدي الناس ف العال أصول عتيقة تشهد ببلوغ الغاية لم ف ذلك .و أهل الفاق يتناقلونا إل الن و يشدون عليها يد الضنانة و لقد ذهبت هذه الرسوم لذا العهد جلة بالغرب و أهله لنقطاع صناعة الط و الضبط و الرواية منه بانتقاص عمرانه و بداوة أهله و صارت المهات و الدواوين تنسخ بالطوط اليدوية تنسخها طلبة الببر صحائف مستعجمة برداءة الط و كثرة الفساد و التصحيف فتستغلق على متصفحها و ل يصل منها فائدة إل ف المل النادر .و أيضا iفقد دخل اللل من ذلك ف الفتيا فإن غالب القوال العزوة غي مروية عن أئمة الذهب و إنا تتلقى من تلك الدواوين على ما هي عليه .و تبع ذلك أيضا iما يتصدى إليه بعض أئمتهم من التأليف لقلة بصرهم بصناعته و عدم الصنائع الوافية بقاصده .و ل ينق من هذا الرسم بالندلس إل إثارة خفية بالماء و هي الضمحلل فقد كاد العلم ينقطع بالكلية من الغرب .و ال غالب على أمره .و يبلغنا لذا العهد أن صناعة الرواية قائمة بالشرق و تصحيح الدواوين لن يرومه بذلك سهل على مبتغي ه لنفاق أسواق العلوم و الصنائع كما نذكره بعد .إل أن الط الذي بقي من الجادة ف النتساخ هنالك إنا هو للعجم و ف خطوطهم .و أما النسخ بصر ففسد كما فسد بالغرب و أشد .و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الثان و الثلثون ف صناعة الغناء هذه الصناعة هي تلحي الشعار الوزونة بتقطيع الصوات على نسب منتظمة معروفة يوقع كل صوت منها توقيعا iعند قطعه فيكون نغمة. ث تؤلف تلك النغم بعضها إل بعض على نسب متعارفة فيلذ ساعها لجل ذلك التناسب و ما يدث عنه من الكيفيه ف تلك الصوات .و ذلك أنه تبي ف علم الوسيقى أن الصوات تتناسب ،فيكون صوت نصف صوت و ربع آخر و خس آخر و جزء من أحد عشر من آخر و اختلف هذه النسب عند تأديتها إل السمع بروجها من البساطة إل التركيب و ليس كل تركيب منها ملذوذا iعند السماع بل للمنذور
تراكيب خاصة و هي الت حصرها أهل علم الوسيقى و تكلموا عليها كما هو مذكور ف موضعه و قد يساوق ذلك التلحي ف النغم ات الغنائية بتقطيع أصوات أخرى من المادات إما بالقرع أو بالنفخ ف اللت تتخذ لذلك فترى لا لذة عند السماع .فمنه ا ل ذا العه د بالغرب أصناف منها الزمار و يسمونه الشبابة و هي قصبة جوفاء بأباش ف جوانبها معدودة ينفخ فيها فتصوت .فيخرج الص وت م ن جوفها على سداده من تلك الباش و يقطع الصوت بوضع الصابع من اليدين جيعا iعلى تلك الباش وضعا متعارفا iحت تدث النس ب بي الصوات فيه و تتصل كذلك متناسبة فيلتذ السمع بإدراكها للتناسب الذي ذكرناه .و من جنس هذه اللة الزمار الذي يسمى الزلمي و هو شكل القصبة منحوتة الانبي من الشب جوفاء من غي تدوير لجل ائتلفها ف قطعتي منفردتي كذلك بأباش معدودة ينفخ فيه ا بقصبة صغية توصل فينفذ النفخ بواسطتها إليها و تصوت بنغمة حادة يرى فيها من تقطيع الصوات من تلك الباش بالصابع مثل م ا يري ف الشبابة .و من أحسن آلت الزمر لذا العهد البوق و هو بوق من ناس أجوف ف مقدار الذراع .يتسع إل أن يكون انفراج مرجه ف مقدار دون الكف ف شكل بري القلم .و ينفخ فيه بقصبة صغية تؤدي الريح من الفم إليه فيخرج الصوت ثخينا iدويا iو فيه أباش أيضاi معدودة .و تقطع نغمة منها كذلك بالصابع على التناسب فيكون ملذوذا .iو منها آلت الوتار و هي جوفاء كلها إما على شكل قطعة من الكرة مثل الربط و الرباب أو على شكل مربع كالقانون توضع الوتار على بسائطها مشدودة ف رأسها إل دسر جائلة ليأت شد الوتار و رخوها عند الاجة إليه بإدارتا .ث تقرع الوتار إما بعود آخر أو بوتر مشدود بي طرف قوس ير عليها بعد أن يطلى بالشمع و الكندر .و يقطع الصوت فيه بتخفيف اليد ف إمراره أو نقله من وتر إل وتر .و اليد اليسرى مع ذلك ف جيع آلت الوتار توقع بأصابعها على أطراف الوتار فيما يقرع أو يك بالوتر فتحدث الصوات متناسبة ملذوذة .و قد يكون القرع ف الطسوت بالقضبان أو ف العواد بعضها ببعض على توقيع مناسب يدث عنه التذاذ بالسموع .و لنبي لك السبب ف اللذة الناشئة عن الغناء .و ذلك أن اللذة كما تقرر ف موضعه ه ي إدراك اللئم و السوس إنا تدرك منه كيفية .فإذا كانت مناسبة للمدرك و ملئمة كانت ملذوذة ،و إذا كانت منافية له من افرة ك انت مؤلة .فاللئم من الطعوم ما ناسبت كيفيته حاسة الذوق ف مزاجها و كذا اللئم من اللموسات و ف الروائح ما ناسب مزاج الروح القلب البخاري لنه الدرك و إليه تؤديه الاسة .و لذا كانت الرياحي و الزهار العطريات أحسن رائحة و أشد ملءمة للروح لغلبة الرارة فيها الت هي مزاج الروح القلب .و أما الرئيات و السموعات فاللئم فيها تناسب الوضاع ف أشكالا و كيفياتا فهو أنسب عند النفس و أشد ملءمة لا .فإذا كان الرب متناسبا iف أشكاله و تاطيطه الت له بسب مادته بيث ل يرج عما تقتضيه مادته الاصة من كمال الناسبة و الوضع و ذلك هو معن المال و السن ف كل مدرك .كان ذلك حينئذ مناسبا iللنفس الدركة فتلتذ بإدراك ملئمها ،و لذا تد العاشقي الستهترين ف البة يعبون عن غاية مبتهم و عشقهم بامتزاج أرواحهم بروح البوب .و ف هذا سر تفهمه إن كنت من أهله و هو ات اد البدأ و إن كان ما سواك إذا نظرته و تأملته رأيت بينك و بينه اتادا iف البداءة .يشهد لك به اتاد كما ف الكون و معناه من وجه آخر أن الوجود يشرك بي الوجودات كما تقوله الكماء .فتود أن يتزج بشاهدات فيه الكمال لتتحد به بل تروم النفس حينئذ الروج عن الوهم إل القيقة الت هي اتاد البدإ و الكون .و لا كان أنسب الشياء إل النسان و أقربا إل أن يدرك الكمال ف تناسب موضوعها هو شكله النسان فكان إدراكه للجمال و السن ف تاطيطه و أصواته من الدارك الت هي أقرب إل فطرته ،فيلهج كل إنسان بالسن من الرئي أو السموع بقتضى الفطرة .و السن ف السموع أن تكون الصوات متناسبة ل متنافرة .و ذلك أن الصوات لا كيفيات من المس و الهر و الرخاوة و الشدة و القلقلة و الضغط و غي ذلك .و التناسب فيها هو الذي يوجب لا السن .فأول :iأن ل يرج من الصوت إل م ده دفعة بل بتدريج .ث يرجع كذلك ،و هكذا إل الثل ،بل ل بد من توسط الغاير بي الصوتي .و تأمل هذا من افتتاح أهل اللسان التراكيب من الروف التنافرة أو التقاربة الخارج فإنه من بابه .و ثانيا :iتناسبها ف الجزاء كما مر أول الباب فيخرج من الصوت إل نصفه أو ثلث ه أو جزء من كذا منه ،على حسب ما يكون التنقل متناسبا iعلى ما حصره أهل الصناعة .فإذا كانت الصوات على تناسب ف الكيفيات كما ذكره أهل تلك الصناعة كانت ملئمة ملذوذة .و من هذا التناسب ما يكون بسيطا iو يكون الكثي من الناس مطبوعا iعليه ل يتاجون في ه إل تعليم و ل صناعة كما ند الطبوعي على الوازين الشعرية و توقيع الرقص و أمثال ذلك .و تسمي العامة هذه القابلية بالضمار .و كثي من القراء بذه الثابة يقرأون القرآن فيجيدون ف تلحي أصواتم كأنا الزامي فيطربون بسن مساقهم و تناسب نغم اتم .و م ن ه ذا التناسب ما يدث بالتركيب و ليس كل الناس يستوي ف معرفته و ل كل الطباع توافق صاحبها ف العمل به إذا علم .و هذا ه و التلحي الذي يتكفل به علم الوسيقى كما نشرحة بعد عند ذكر العلوم .و قد أنكر مالك رحه ال تعال القراءة بالتلحي و أجازها الشافعي رضي
ال تعال عنه .و ليس الراد تلحي الوسيقى الصناعي فإنه ل ينبغي أن يتلف ف حظره إذ صناعة الغناء مباينة للقرآن بكل وجه لن القراءة و الداء تتاج إل مقدار من الصوت لتعي أداء الروف ل من حيث اتباع الركات ف مواضعها و يقدار الد عند من يطلقه أو يقص ره ،و أمثال ذلك .و التلحي أيضا iيتعي له مقدار من الصوت ل تتم إل به من أجل التناسب الذي قلناه ف حقيقة التلحي و اعتبار أحدها قد يل بالخر إذا تعارضا .و تقدي الرواية ،متعي فرارا iمن تغيي الرواية النقولة ف القرآن ،فل يكن اجتماع التلحي و الداء العتب ف القرآن بوجه و إنا مرادهم التلحي البسيط الذي يهتدي إليه صاحب الضمار بطبعه كما قدمناه فيدد أصواته ترديدا iعلى نسب يدركها العال بالغن اء و غيه و ل ينبغي ذلك بوجه و إنا الراد من اختلفهم التلحي البسيط الذي يهتدي إليه صاحب الضمار بطبعه كما قدمناه ،فيدد أص واته ترديدا iعلى نسب يدركها العال بالغناء و غيه ،و ل ينبغي ذلك بوجه كما قاله مالك .هذا هو مل اللف .و الظاهر تنيه القرآن عن هذا كله كما ذهب إليه المام رحة ال تعال لن القرآن مل خشوع بذكر الوت و ما بعده و ليس مقام التذاذ بإدراك السن من الصوات .و هكذا كانت قراءة الصحابة رضي ال عنهم كما ف أخبارهم .و أما قوله صلى ال عليه و سلم :لقد أوت مزمارا iمن مزامي آل داود فلي س الراد به الترديد و التلحي إنا معناه حسن الصوت و أداء القراءة و البانة ف مارج الروف و النطق با .و إذ قد ذكرنا معن الغناء ف اعلم أنه يدث ف العمران إذا توفر و تاوز حد الضروري إل الاجي ،ث إل الكمال ،و تفننوا فيه ،فتحدث هذه الصناعة ،لنه ل يستدعيها إل من فرغ من جيع حاجاته الضرورية و الهمة من العاش و النل و غيه فل يطلبها إل الفارغون عن س ائر أح والم تفنن ا iف م ذاهب اللذوذات .و كان ف سلطان العجم قبل اللة منها بر زاخر ف أمصارهم و مدنم .و كان ملوكهم يتخذون ذلك و يولعون به ،حت لق د كان للوك الفرس اهتمام بأهل هذه الصناعة ،و لم مكان ف دولتهم ،و كانوا يضرون مشاهدهم و مامعهم و يغنون فيها .و هذا ش أن العجم لذا العهد ف كل أفق من آفاقهم .و ملكة من مالكهم .و أما العرب فكان لم أول iفن الشعر يؤلفون فيه الكلم أجزاء متساوية على تناسب بينها ف عدة حروفها التحركة و الساكنة .و يفصلون الكلم ف تلك الجزاء تفصيل iيكون كل جزء منها مس تقل iبالف ادة ،ل ينعطف على الخر .و يسمونه البيت .فتلئم الطبع بالتجزئة أول iث يتناسب الجزاء ف القاطع و البادئ ،ث بتأدية العن القصود و تط بيق الكلم عليها .فلهجوا به فامتاز من بي كلمهم بط من الشرف ليس لغيه لجل اختصاصه .بذا التناسب .و جعلوه ديوانا iلخب ارهم و حكمهم و شرفهم و مكا iلقرائحهم ف إصابة العان و إجادة الساليب .و استمروا على ذلك .و هذا التناسب الذي من أجل الج زاء و التحرك و الساكن من الروف قطرة من بر من تناسب الصوات كما هو معروف ف كتب الوسيقى .إل أنم ل يشعروا با سواه لن م حينئذ ل ينتحلوا علما iو ل عرفوا صناعة .iو كانت البداوة أغلب نلهم .ث تغن الداة منهم ف حداء إبلهم و الفتيان ف فض اء خل واتم فرجعوا الصوات و ترنوا .و كانوا يسمون الترن إذا كان بالشعر غناء و إذا كان بالتهليل أو نوع القراءة تغييا iبالغي العجم ة و الب اء الوحدة .و عللها أبو إسحاق الزجاج بأنا تذكر بالغابر و هو الباقي أي بأحوال الخرة .و ربا ناسبوا ف غنائهم بي النغمات مناسبة بسيطة كما ذكره ابن رشيق آخر كتاب العمدة و غيه .و كانوا يسمونه السناد .و كان أكثر ما يكون منهم ،ف الفيف الذي يرق ص علي ه و يشى بالدف و الزمار فيضطرب و يستخف اللوم .و كانوا يسمون هذا الرج و هذا البسيط كله من التلحي هو من أوائلها و ل يبعد أن تتفطن له الطباع من غي تعليم شأن البسائط كلها من الصنائع .و ل يزل هذا شأن العرب ف بداوتم و جاهليتهم .فلما ج اء الس لم و استولوا على مالك الدنيا و حازوا سلطان العجم و غلبوهم عليه و كانوا من البداوة و الغضاضة على الال الت عرفت لم مع غضارة الدين و شدته ف ترك أحوال الفراغ و ما ليس بنافع ف دين و ل معاش فهجروا ذلك شيئا iما .و ل يكن اللذوذ عندهم إل ترجيع القراءة و الترن بالشعر الذي هو ديدنم و مذهبهم .فلما جاءهم الترف و غلب عليهم الرفه با حصل لم من غنائم المم صاروا إل نصارة العيش و رق ة الاشية و استحلء الفراغ .و افترق الغنون من الفرس و الروم فوقعوا إل الجاز و صاروا موال للعرب و غنوا جيعا iبالعيدان و الطنابي و العازف و الزامي و سع العرب تلحينهم للصوات فلحنوا عليها أشعارهم .و ظهر بالدينة نشيط الفارسي و طويس و سائب بن جابر مول عبيد ال بن جعفر فسمعوا شعر العرب و لنوه و أجادوا فيه و طار لم ذكر .ث أخذ عنهم معبد و طبقته و ابن شربح و أنظ اره .و م ا زالت صناعة الغناء تتدرج إل أن كملت أيام بن العباس عند إبراهيم بن الهدي و إبراهيم الوصلي و ابنه إسحاق و ابنه حاد .و كان م ن ذلك ف دولتهم ببغداد ما تبعه الديث بعده به و بجالسه بذا العهد و أمعنوا ف اللهو و اللعب و اتذت آلت الرقص ف اللبس و القضبان و الشعار الت يترن با عليه .و جعل صنفا iوحده و اتذت آلت أخرى للرقص تسمى بالكرج و هي تاثيل خيل مسرجة م ن الش ب معلقة بأطراف أقبية يلبسها النسوان و ياكي با امتطاء اليل فيكرون و يفرون و يتثاقفون و أمثال ذلك من اللعب العد للولئم و العراس
و أيام العياد و مالس الفراغ و اللهو .و كثر ذلك ببغداد و أمصار العراق و انتشر منها إل غيها .و كان للموصليي غلم اسه زري اب أخذ عنهم الغناء فأجاد فصرفوه إل الغرب غية منه فلحق بالكم بن هشام بن عبد الرحن الداخل أمي الندلس .فبالغ ف تكرمته و ركب للقائه و أسن له الوائز و القطاعات و الرايات و أحله من دولته و ندمائه بكان .فأورث بالندلس من صناعة الغناء ما تناقلوه إل أزمان الطوائف .و طما منها بإشبيلية بر زاخز و تناقل منها بعد ذهاب غضارتا إل بلد العدوة بإفريقية و الغرب .و انقسم على أمصارها و با الن منها صبابة على تراجع عمرانا و تناقص دولا .و هذه الصناعة آخر ما يصل ف العمران من الصنائع لنا كمالية ف غي وظيفة م ن الوظائف إل وظيفة الفراغ و الفرح .و هو أيضا iأول ما ينقطع من العمران عند اختلله و تراجعه .و ال أعلم.
الفصل الثالث و الثلثون ف أن الصنائع تكسب صاحبها عقل iو خصوص اi الكتابة و الساب قد ذكرنا ف الكتاب أن النفس الناطقة للنسان إنا توجد فيه بالقوة .و أن خروجها من القوة إل الفعل إنا هو بتجدد العلوم و الدراكات عن السوسات أول ،iث ما يكتسب بعدها بالقوة النظرية إل أن يصي إدراكا iبالفعل و عقل iمضا iفتكون ذاتا iروحانية iو يس تكمل حينئذ وجودها .فوجب لذلك أن يكون كل نوع من العلم و النظر يفيدها عقل iفريدا iو الصنائع أبدا iيصل عنها و عن ملكتها ق انون علم ي مستفاد من تلك اللكة .فلهذا كانت النكة ف التجربة تفيد عقل iو الضارة الكاملة تفيد عقل iلنا متمعة من صنائع ف شأن تدبي النل و معاشرة أبناء النس و تصيل الداب ف مالطتهم ث القيام بأمور الدين و اعتبار آدابا و شرائطها .و هذه كلها ق واني تنتظ م علوم اi فيحصل منها زيادة عقل .و الكتابة من بي الصنائع أكثر إفادة لذلك لنا تشتمل على العلوم و النظار بلف الص نائع .و بي انه أن ف الكتابة انتقال iمن الروف الطية إل الكلمات اللفظية ف اليال و من الكلمات اللفظية ف اليال إل العان الت ف النفس فهو ينتقل أب داi من دليل إل دليل ،ما دام ملتبسا iبالكتابة و تتعود النفس ذلك دائما .iفيحصل لا ملكة النتقال من الدلة إل الدلولت و هو معن النظ ر العقلي الذي يكسب العلوم الهولة فيكسب بذلك ملكة من التعقل تكون زيادة عقل و يصل به قوة فطنة و كيس ف المور لا تعودوه من ذلك النتقال .و لذلك قال كسرى ف كتابه لا رآهم بتلك الفطنة و الكيس فقال :ديوانه أي شياطي و جنون .قالوا :و ذلك أصل اشتقاق الديوان لهل الكتابة و يلحق بذلك الساب فإن ف صناعة الساب نوع تصرف ف الدد بالضم و التفريق يتاج فيه إل اس تدلل ك ثي فيبقى متعودا iللستدلل و النظر و هو معن العقل .و ال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمون شيئا ،iو جعل لكم السمع و البص ار و الفئدة ،قليل iما تشكرون.
الباب السادس من الكتاب الول ف العلوم و أصنافها و التعليم و طرق ه و سائر وجوهه و ما يعرض ف ذلك كله من الحوال و فيه مقدمة و لواحق فالقدمة ف الفكر النسان الذي تيز به البشر عن اليوانات و اهتدى به لتحصيل معاشه و التعاون عليه بأبناء جنسه و النظر ف معبوده .و ما جاءت به الرسل من عنده ،فصار جيع اليوانات ف طاعته و ملك قدرته و فضله به على كثي خلقه.
الفصل الول ف أن العلم و التعليم طبيعي ف العمران البشري و ذلك أن النسان قد شاركته جيع اليوانات ف حيوانيته من الس و الركة و الغذاء و الكن و غي ذلك .و إنا تيز عنها بالفكر ال ذي يهتدي به لتحصيل معاشه و التعاون عليه بأبناء جنسه و الجتماع الهيء لذلك التعاون و قبول ما جاءت به النبياء عن ال تعال و العم ل به و اتباع صلح أخراه .فهو منكر ف ذلك كله دائما iل يفترعن الفكر فيه طرفة عي بل اختلج الفكر أسرع من لح البصر .و عن ه ذا
الفكر تنشأ العلوم و ما قدمناه من الصنائع .ث لجل هذا الفكر و ما جبل عليه النسان بل اليوان من تصيل ما تستدعيه الطباع فيك ون الفكر راغبا iف تصيل ما ليس عنده من الدراكات فيجع إل من سبقه بعلم أو زاد عليه بعرفة أو إدراك أو أخذه من تقدمه م ن النبي اء الذين يبلغونه لن تلقاه فيلقن ذلك عنهم و يرص على أخذه و علمه .ث أن فكره و نظره يتوجه إل واحد واحد من القائق و ينظ ر م ا يعرض له لذاته واحدا iبعد آخر و يتمرن على ذلك حت يصي إلاق العوارض بتلك القيقة ملكة له فيكون حينئذ علمه با يع رض لتل ك القيقة علما iمصوصا .iو تتشوف نفوس أهل اليل الناشىء إل تصيل ذلك فيفرغون إل أهل معرفته و ييء التعليم من هذا .فق د ت بي بذلك أن العلم و التعليم طبيعي ف البشر .و ال أعلم.
الفصل الثان ف أن التعليم للعلم من جلة الصنائع و ذلك أن الذق ف العلم و التفنن فيه و الستيلء عليه إنا هو بصول ملكة ف الحاطة ببادئه و قواعده و الوقوف على مسائله و استنباط فروعه من أصوله .و ما ل تصل هذه اللكة ل يكن الذق ف ذلك الفن التناول حاصل .iو هذه اللكة هي ف غي الفهم و الوعي .لنا ند فهم السألة الواحدة من الفن الواحد و وعيها مشتركا iبي من شدا ف ذلك الفن و بي من هو مبتدئ فيه و بي العامي الذي ل يعرف علماi و بي العال النحرير .و اللكة إنا هي للعال أو الشادي ف .الفنون دون من سواها فدل على أن هذه اللكة غي الفهم و الوعي .و اللكات كلها جسمانية سواء كانت ف البدن أو ف الدماغ من الفكر و غيه كالساب .و السمانيات كلها مسوسة فتفتقر إل التعلي م .و ل ذا كان السند ف التعليم ف كل علم أو صناعة يفتقر إل مشاهي العلمي فيها معتبا iعند كل أهل أفق و جيل .و يدل أيضا iعلى أن تعليم العلم صناعة اختلف الصطلحات فيه .فلكل إمام من الئمة الشاهي اصطلح ف التعليم يتص به شأن الصنائع كلها ف دل عل ى أن ذل ك الصطلح ليس من العلم ،و إذ لو كان من العلم لكان واحدا iعند جيعهم .أل ترى إل علم الكلم كيف ت الف ف تعليم ه اص طلح التقدمي و التأخرين و كذا أصول الفقه و كذا العربية و كذا كل علم يتوجه إل مطالعته تد الصطلحات ف تعليمه متخالفة فدل عل ى أنا صناعات ف التعليم .و العلم واحد ف نفسه .و إذا تقرر ذلك فاعلم أن سند تعليم العلم لذا العهد قد كاد ينقطع عمن أه ل الغ رب باختلل عمرانه و تناقص الدول فيه .و ما يدث عن ذلك من نقص الصنائع و فقدانا كما مر .و ذلك أن القيوان و قرطبة كانتا حاضرت الغرب و الندلس و استبحر عمرانما و كان فيهما للعلوم و الصنائع أسواق نافقة و بور زاخرة .و رسخ فيهما التعليم لمتداد عصورها و ما كان فيهما من الضارة .فلما خربتا انقطع التعليم من الغرب إل قليل iكان ف دولة الوحدين براكش مستفادا iمنها .و ل ترسخ الضارة براكش لبداوة الدولة الوحدية ف أولا و قرب عهد انقراضها ببدئها فلم تتصل أحوال الضارة فيها إل ف القل .و بعد انقراض الدول ة براكش ارتل إل الشرق من أفريقية القاضي أبو القاسم بن زيتون لعهد أواسط الائة السابعة فأدرك تلميذ المام ابن الطيب فأخذ عنهم و لقن تعليمهم .و حذق ف العقليات و النقليات و رجع إل تونس بعلم كثي و تعليم حسن .و جاء على أثره من الشرق أبو عب د ال ب ن شعيب الدكال .كان ارتل إليه من الغرب فأخذ عن مشيخة مصر و رجع إل تونس و استقر با و كان تعليمه مفيدا iفأخذ عنهم ا أه ل تونس .و اتصل سند تعليمهما ف تلميذها جيل iبعد جيل حت انتهى إل القاضي ممد بن عبد السلم .شارح بن ال اجب و تلمي ذه و انتقل من تونس إل تلمسان ف ابن المام و تلميذه .فإنه قرأ مع ابن عبد السلم على مشيخة واحدة ف مالس بأعيانا و تلميذ اب ن عب د السلم بتونس و ابن المام بتلمسان لذا العهد إل أنم من القلة بيث يشى انقطاع سندهم .ث ارتل من زواوة ف آخر الائة السابعة أب و علي ناصر الدين الشدال و أدرك تلميذ أب عمرو بن الاجب و أخذ عنهم و لقن تعليمهم .و قرأ مع شهاب الدين القراف ف مالس واحدة و حذق ف العقليات و النقليات .و رجع إل الغرب بعلم كثي و تعليم مفيد .و نزل ببجاية و اتصل سند تعليمه ف طلبتها .و ربا انتقل إل تلمسان عمران الشدال من تلميذه و أوطنها و بث طريقته فيها .و تلميذه لذا العهد ببجاية و تلمسان قليل أو أقل من القليل .و بقيت فاس و سائر أقطار الغرب خلوا iمن حسن التعليم من لدن انقراض تعليم قرطبة و القيوان و ل يتصل سند التعليم فيهم فعصر عليه م حص ول اللكة و الذق ف العلوم .و أيسر طرق هذه اللكة فتق اللسان بالاورة و الناظرة ف السائل العلمية فهو الذي يقرب شأنا و يصل مرامها. فتجد طالب العلم منهم بعد ذهاب الكثي من أعمارهم ف ملزمة الالس العلمية سكوتا iل ينطقون و ل يفاوضون و عنايتهم بالفظ أكثر من الاجة .فل يصلون على طائل من ملكة التصرف ف العلم و التعليم ث بعد تصيل من يرى منهم أنه قد حصل تد ملكته قاص رة ف
علمه إن فاوض أو ناظر أو علم و ما أتاهم القصور إل قبل التعليم و انقطاع سنده .و إل فحفظهم أبلغ من حفظ سواهم لشدة عنايتهم به، و ظنهم أنه القصود من اللكة العلمية و ليس كذلك .و ما يشهد بذلك ف الغرب أن الدة العينة لسكن طلبة العلم بالدارس عندهم س ت عشرة سنة و هي بتونس خس سني .و هذه الدة بالدارس على التعارف هي أقل ما يتأتى فيها لطالب العلم حصول مبتغاه م ن اللك ة العلمية أو اليأس من تصيلها فطال أمدها ف الغرب لذه الدة لجل عسرها من قلة الودة ف التعليم خاصة ل ما سوى ذلك .و أما أه ل الندلس فذهب رسم التعليم من بينهم و ذهبت عنايتهم بالعلوم لتناقص عمران السلمي با منذ مئي من السني .و ل يبق من رسم العل م فيهم إل فن العربية و الدب .اقتصروا عليه و الفظ سند تعليمه بينهم فانفظ بفظه .و أما الفقه بينهم فرسم خلو و أثر بعد عي .و أم ا العقليات فل أثر و ل عي .و ما ذاك إل لنقطاع سند التعليم فيها بتناقص العمران و تغلب العدو على عامتها إل قليل iبسيف البحر شغلهم بعايشهم أكثر من شغلهم با بعدها .و ال غالب على أمره .و أما الشرق فلم ينقطع سند التعليم فيه بل أسواقه نافق ة و ب وره زاخ رة لتصال العمران الوفور و اتصال السند فيه .و إن كانت المصار العظيمة الت كانت معادن العلم قد خربت مثل بغداد و البصرة و الكوفة إل أن ال تعال قد أدال منها بأمصار أعظم من تلك .و انتقل العلم منها إل عراق العجم براسان ،و ما وراء النهر م ن الش رق ،ث إل القاهرة و ما إليها من الغرب ،فلم تزل موفورة و عمرانا متصل iو سند التعليم با قائما .iفأهل الشرق على الملة أرسخ ف صناعة تعلي م العلم بل و ف سائر الصنائع .حت أنه ليظن كثي من رحالة أهل الغرب إل الشرق ف طلب العلم أن عقولم على الملة أكمل من عق ول أهل الغرب و أنم أشد نباهة و أعظم كيسا iبفطرتم الول .و أن نفوسهم الناطقة أكمل بفطرتا من نفوس أه ل الغ رب .و يعتق دون التفاوت بيننا و بينهم ف حقيقة النسانية و يتشيعون لذلك و يولعون به لا يرون من كيسهم ف العلوم و الصنائع و ليس كذلك .و ليس بي قطر الشرق و الغرب تفاوت بذا القدار الذي هو تفاوت ف القيقة الواحدة اللهم إل القاليم النحرفة مثل الول و السابع فإن المزج ة فيها منحرفة و النفوس على نسبتها كما مر و إنا الذي فضل به أهل الشرق أهل الغرب هو ما يصل ف النفس من آثار الضارة من العقل الزيد كما تقدم ف الصنائع ،و نزيده الن شرحا iو تقيقا .iو ذلك أن الضر لم آداب ف أحوالم ف العاش و السكن و البناء و أمور الدين و الدنيا و كذا سائر أعمالم و عاداتم .و معاملتم و جيع تصرفاتم .فلهم ف ذلك كله آداب يوقف عندها ف جي ع م ا يتن اولونه و يتلبسون به من أخذ و ترك حت كأنا حدود ل تتعدى .و هي مع ذلك صنائع يتلقاها الخر عن الول منهم .و ل شك أن ك ل ص ناعة مرتبة يرجع منها إل النفس أثر يكسبها عقل iجديدا iتستعد به لقبول صناعة أخرى و يتهيأ با العقل بسرعة الدراك للمعارف .و لقد بلغن ا ف تعليم الصنائع عن أهل مصر غايات ل تدرك مثل أنم يعلمون المر النسية و اليوانات العجم من الاشي ،و الطائر مفردات من الكلم و الفعال يستغرب ندورها و يعجز أهل الغرب عن فهمها فضل iعن تعليمها و حسن اللكات ف التعليم و الصنائع و سائر الحوال العادية يزيد النسان ذكاء ف عقله و إضاءة ف فكره بكثرة اللكات الاصلة للنفس .إذ قدمنا أن النفس إنا تنشأ بالدراكات .و ما يرجع إليها من اللكات فيزدادون بذلك كيسا iلا يرجع إل النفس من الثار العلمية فيظنه العامي تفاوتiا ف القيقة النسانية و ليس كذلك .أل ت رى إل أهل الضر مع أهل البدو كيف تد الضري متحليا iبالذكاء متلئا iمن الكيس حت أن البدوي ليظنه أنه قد فاته ف حقيقة إنسانيته و عقله و ليس كذلك .و ما ذاك إل لجادته ف ملكات الصنائع و الداب ف العوائد و الحوال الضرية مال يعرفه البدوي .فلما امتل الضري من الصنائع و ملكاتا و حسن تعليمها ظن كل من قصر عن تلك اللكات أنا لكمال ف عقله و أن نفوس أهل البدو قاصرة بفطرتا و جبلته ا عن فطرته و ليس كذلك .فإنا ند من أهل البدو من هو ف أعلى رتبة من الفهم و الكمال ف عقله و فطرته إنا الذي ظهر على أهل الضر من ذلك هو رونق الصنائع و التعليم فإن لما آثارا iترجع إل النفس كما قدمناه .و كذا أهل الشرق لا كانوا ف التعليم و الصنائع أرس خ رتبة و أعلى قدما iو كان أهل الغرب أقرب إل البداوة لا قدمناه ف الفصل قبل هذا ظن الغفلون ف بادئ الرأي أن ه لكم ال ف حقيق ة النسانية اختصوا به عن أهل الغرب و ليس ذلك بصحيح فتفهمه و ال يزيد ف اللق ما يشاء و هو إله السموات و الرض.
الفصل الثالث ف أن العلوم إنا تكثر حيث يكثر العمران و تعظم الضارة و السبب ف ذلك أن تعليم العلم كما قدمناه من جلة الصنائع .و قد كنا قدمنا أن الصنائع إنا تكثر ف المصار .و على نسبة عمران ا ف الكثرة و القلة و الضارة و الترف تكون نسبة الصنائع ف الودة و الكثرة لنه أمر زائد على العاش .فمت فضلت أعمال أهل العمران عن
معاشهم انصرفت إل ما وراء العاش من التصرف ف خاصية النسان و هي العلوم و الصنائع .و من تشوف بفطرته إل العلم من نش أ ف القرى و المصار غي التمدنة فل يد فيها التعليم الذي هو صناعي لفقدان الصنائع ف أهل البدو .كما قدمناه و ل بد له من الرحلة ف طلبه إل المصار الستبحرة شأن الصنائع كلها .و اعتب ما قررناه بال بغداد و قرطبة و القيوان و البصرة و الكوفة لا ك ثر عمران ا ص در السلم و استوت فيها الضارة .كيف زخرت فيها بار العلم و تفننوا ف اصطلحات التعليم و أصناف العلوم و استنباط السائل و الفنون حت أربوا على التقدمي و فاتوا التأخرين .و لا تناقص عمرانا و ابذعر سكانا انطوى ذلك البساط با عليه جلة ،و فق د العل م ب ا و التعليم .و انتقل إل غيها من أمصار السلم .و نن لذا العهد نرى أن العلم و التعليم إنا هو بالقاهرة من بلد مصر لا أن عمرانا مستبحر و حضارتا مستحكمة منذ آلف من السني ،فاستحكمت فيها الصنائع و تفننت و من جلتها تعليم العلم .و أكد ذلك فيها و حفظه م ا وقع لذه العصور با منذ مائتي من السني ف دولة الترك من أيام صلح الدين بن أيوب و هلم جرا .و ذلك أن أمراء ال ترك ف دولته م يشون عادية سلطانم على من يتخلفونه من ذريتهم لا له عليهم من الرق أو الولء و لا يشى من معاطب اللك و نكباته .فاستكثروا من بناء الدارس و الزوايا و الربط و وقفوا عليها الوقاف الغلة يعلون فيها شركا iلولدهم ينظر عليها أو يصيب منها مع ما فيهم غالب ا iم ن النوح إل الي و التماس الجور ف القاصد و الفعال .فكثرت الوقاف لذلك و عظمت الغلت و الفوائد و كثر طالب العلم و معلم ه بكثرة جرايتهم منها و ارتل إليها الناس ف طلب العلم من العراق و الغرب و نفقت با أسواق العلوم و زخرت بارها .و ال يل ق م ا يشاء.
الفصل الرابع ف أصناف العلوم الواقعة ف العمران لذا العهد اعلم أن العلوم الت يوض فيها البشر و يتداولونا ف المصار تصيل iو تعليما iهي على صنفي :صنف طبيعي للنسان يهتدي إليه بفكره ،و صنف نقلي يأخذه عمن وضعه .و الول هي العلوم الكمية الفلسفية و هي الت يكن أن يقف عليها النسان بطبيع ة فك ره و يهت دي بداركه البشرية إل موضوعاتا و مسائلها و أناء براهينها و وجوه تعليمها حت يقفه نظره و يثه على الصواب من الطأ فيها من حيث هو إنسان ذو فكر .و الثان هي العلوم النقلية الوضعية و هي كلها مستندة إل الب عن الواضع الشرعي .و ل مال فيها للعق ل إل ف إل اق الفروع من مسائلها بالصول لن الزئيات الادثة التعاقبة ل تندرج تت النقل الكلي بجرد وضعه فتحتاج إل اللاق بوجه قياس ي .إل أن هذا القياس يتفرع عن الب بثبوت الكم ف الصل و هو نقلي فرجع هذا القياس إل النقل لتفرعه عنه .و أصل هذه العلوم النقلية كلها هي الشرعيات من الكتاب و السنة الت هي مشروعة لنا من ال و رسوله و ما يتعلق بذلك من العلوم الت تيئوها للفادة .ث يستتبع ذل ك علوم اللسان العرب الذي هو لسان اللة و به نزل القرآن .و أصناف هذه العلوم النقلية كثية لن الكلف يب عليه أن يعرف أحك ام ال تعال الفروضة عليه و على أبناء جنسه و هي مأخوذة من الكتاب و السنه بالنص أو بالجاع أو باللاق فل بد من النظر بالكتاب ببي ان ألفاظه أول iو هذا هو علم التفسي ث بإسناد نقله و روايته إل النب صلى ال عليه و سلم الذي جاء به من عند ال و اختلف روايات القراء ف قراءته و هذا هو علم القراءات ث بإسناد السنة إل صاحبها و الكلم ف الرواة الناقلي لا و معرفة أحوالم وع دالتهم ليق ع الوث وق بأخبارهم بعلم ما يب العمل بقتضاه من ذلك ،و هذه هي علوم الديث .ث ل بد ف استنباط هذه الحكام من أصولا من وجه ق انون يفيد العلم بكيفية هذا الستنباط و هذا هو أصول الفقه .و بعد هذا تصل الثمرة بعرفة أحكام ال تعال ف أفعال الكلفي و هذا هو الفقه. ث أن التكاليف منها بدن ،و منها قلب ،و هو الختص باليان و ما يب أن يعتقد ما ل يعتقد .و هذه هي العقائد الياني ة ف ال ذات و الصفات و أمور الشر و النعيم و العذاب و القدر .و الجاج عن هذه بالدلة العقلية هو علم الكلم .ث النظر ف القرآن و الديث ل ب د أن تتقدمه العلوم اللسانية لنه متوقف عليها و هي أصناف .فمنها علم اللغة و علم النحو و علم البيان و علم الداب حسبما نتكلم عليها. و هذه العلوم النقلية كلها متصة باللة السلمية و أهلها و إن كانت كل ملة على الملة ل بد فيها من مثل ذلك فهي مش اركة ل ا ف النس البعيد من حيث أنا العلوم الشرعية النلة من عند ال تعال على صاحب الشريعة البلغ لا .و أما على الصوص فمباينة لميع الل ل لنا ناسخة لا .و كل ما قبلها من علوم اللل فمهجورة و النظر فيها مظور .فقد نى الشرع عن النظر ف الكتب النلة غي القرآن .ق ال صلى ال عليه و سلم :ل تصدقوا أهل الكتاب و ل تكذبوهم و قولوا آمنا بالذي
أنزل علينا و أنزل إليكم و إلنا و إلكم واحد و رأى النب صلى ال عليه و سلم ف يد عمر رضي ال عنه ورقة من التوراة فغضب حت تبي الغضب ف وجهه ث قال :أل آتكم با بيضاء نقية ؟ و ال لو كان موسى حيا iما وسعه إل أتباعي .ث إن هذه العلوم الشرعية ق د نفق ت أسواقها ف هذه اللة با ل مزيد عليه و انتهت فيها مدارك الناظرين إل الغاية الت ل شيء فوقها و هذبت الصطلحات و رتبت الفن ون فجاءت من وراء الغاية ف السن و التنميق .و كان لكل فن رجال يرجع إليهم فيه و أوضاع يستفاد منها التعليم .و اختص الش رق م ن ذلك و الغرب با هو مشهور منها حسبما نذكره الن عند تعديد هذه الفنون .و قد كسدت لذا العهد أسواق العلم ب الغرب لتن اقص العمران فيه و انقطاع سند العلم و التعليم كما قدمناه ف الفصل قبله .و ما أدري ما فعل ال بالشرق و الظن به نفاق العلم فيه و اتص ال التعليم ف العلوم و ف سائر الصنائع الضرورية و الكمالية لكثرة عمرانه و الضارة و وجود العانة لطالب العلم بالراية من الوقاف ال ت اتسعت با أرزاقهم .و ال سبحانه و تعال هو الفعال لا يريد و بيده التوفيق و العانة.
الفصل الامس ف علوم القرآن من التفسي و القراءات القرآن هو كلم ال النل على نبيه الكتوب بي دفت الصحف .و هو متواتر بي المة إل أن الصحابة رووه عن رسول ال صلى ال عليه و سلم على طرق متلفي ف بعض ألفاظه و كيفيات الروف ف أدائها .و تنوقل ذلك و اشتهر إل أن استقرت منها سبع طرق معينة ت واتر نقلها أيضا iبأدائها و اختصت بالنتساب إل من اشتهر بروايتها من الم الغفي فصارت هذه القراءات السبع أصول iللقراءة .و ربا زيد بعد ذلك قراءات أخر لقت بالسبع إل أنا عند أئمة القراءة ل تقوى قوتا ف النقل .و هذه القراءات السبع معروفة ف كتبها .و ق د خ الف بعض الناس ف تواتر طرقها لنا عندهم كيفيات للداء و هو غي منضبط .و ليس ذلك عندهم بقادح ف تواتر القرآن .و أباه الكثر و قالوا بتواترها و قال آخرون بتواتر غي الداء منها كالد و التسهيل لعدم الوقوف على كيفيته بالسمع و هو الصحيح .و ل يزل القراء يت داولون هذه القراءات و روايتها إل أن كتبت العلوم و دونت فكتبت فيما كتب من العلوم و صارت صناعة مصوصة و علما iمنفردا iو تناقله الناس بالشرق و الندلس ف جيل بعد جيل .إل أن ملك بشرق الندلس ماهد من موال العامريي و كان معتنيا iبذا الفن من بي فنون القرآن لا أخذه به موله النصور بن أب العامر و اجتهد ف تعليمه و عرضه على من كان من أئمة القراء بضرته فكان سهمه ف ذلك وافرا .iو اختص ماهد بعد ذلك بإمارة دانية و الزائر الشرقية فنفقت با سوق القراءة لا كان هو من أئمتها و با كان له من العناية بسائر العلوم عموم ا iو بالقراءات خصوصا .iفظهر لعهده أبو عمرو الدان و بلغ الغاية فيها و وقفت عليه معرفتها .و انتهت إل روايته أسانيدها و تعددت ت آليفه فيها .و عول الناس عليها و عدلوا عن غيها و اعتمدوا من بينها كتاب التيسي له .ث ظهر بعد ذلك فبما يليه من العصور و الجيال أب و القاسم بن فيه من أهل شاطبة فعمد إل تذيب ما دونه أ بو عمرو و تلخيصه فنظم ذلك كله ف قصيدة لغز فيها أساء القراء ب روف ا ب ج د ترتيبا iأحكمه ليتيسر عليه ما قصده من الختصار و ليكون أسهل للحفظ لجل نظمها .فاستوعب فيها الفن اس تيعابا iحس نا iو غن الناس بفظها و تلقينها للولدان التعلمي و جرى العمل على ذلك ف أمصار الغرب و الندلس .و ربا أضيف إل فن القراءات فن الرس م أيضا iو هي أوضاع حروف القرآن ف الصحف و رسومه الطية لن فيه حروفا iكثية وقع رسها على غي العروف من قياس الط كزيادة الياء ف بأييد و زيادة اللف ف ل أذبنه و ل أوضعوا و الواو ف جزاؤ الظالي و حذف اللفات ف مواضع دون أخرى و ما رسم فيه م ن التاءات مدودا .iو الصل فيه مربوط على شكل الاء و غي ذلك و قد مر تعليل هذا الرسم الصحفي عند الكلم ف الط .فلما جاءت هذه الخالفة لوضاع الط و قانونه احتيج إل حصرها ،فكتب الناس فيها أيضا iعند كتبهم ف العلوم .و انتهت بالغرب إل أب عم ر ال دان الذكور فكتب فيها كتبا iمن أشهرها :كتاب القنع و أخذ به الناس و عولوا عليه .و نظمه أبو القاسم الشاطب ف قصيدته الشهورة عل ى روي الراء و ولع الناس بفظها .ث كثر اللف ف الرسم ف كلمات و حروف أخرى ،ذكرها أبو داود سليمان بن ناح من موال ماهد ف كتبه و هو من تلميذ أب عمرو الدان و الشتهر بمل علومه و رواية كتبه ث نقل بعده خلف آخر فنظم الرزاز من التأخرين ب الغرب أرجوزة أخرى زاد فيها على القنع خلفا iكثيا ،iو عزاه لناقليه .و اشتهرت بالغرب ،و اقتصر الناس على حفظها .و هجروا با كت ب أب داود و أب عمرو و الشاطب ف الرسم.
و أما التفسي :فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب و على أساليب بلغتهم فكانوا كلهم يفهمونه و يعلمون معانيه ف مفرداته و تراكيب ه .و كان ينل جل iجل iو آيات آيات لبيان التوحيد و الفروض الدينية بسب الوقائع .و منها ما هو ف العقائد اليانية ،و منها م ا ه و ف أحكام الوارح ،و منها ما يتقدم و منها ما يتأخر و يكون ناسخا iله .و كان النب صلى ال عليه و سلم هو البي لذلك كما قال تع ال: لتبي للناس ما نزل إليهم فكان النب صلى ال عليه و سلم يبي المل و ييز الناسخ من النسوخ و يعرفه أصحابه فعرفوه و عرف وا س بب نزول اليات و مقتضى الال منها منقول iعنه .كما علم من قوله تعال :إذا جاء نصر ال و الفتح إنا نعي النب صلى ال علي ه و س لم و أمثال ذلك و نقل ذلك عن الصحابة رضوان ال تعال عليهم أجعي .و تداول ذلك التابعون من بعدهم و نقل ذلك عنهم .و ل يزل متناقلi بي الصدر الول و السلف حت صارت العارف علوما iو دونت الكتب فكتب الكثي من ذلك و نقلت الثار الواردة فيه عن الص حابة و التابعي و انتهى ذلك إل الطبي و الواقدي و الثعالب و أمثال ذلك من الفسرين فكتبوا فيه ما شاء ال أن يكتبوه من الث ار .ث ص ارت علوم اللسان صناعية من الكلم ف موضوعات اللغة و أحكام العراب و البلغة ف التراكيب فوضعت الدواوين ف ذلك بع د أن ك انت ملكات للعرب ل يرجع فيها إل نقل و ل كتاب فتنوسي ذلك و صارت تتلقى من كتب أهل اللسان .فاحتيج إل ذلك ف تفسي الق رآن لنه بلسان العرب و على منهاج بلغتهم .و صار التفسي على صنفي :تفسي نقلي مسند إل الثار النقولة عن السلف و هي معرفة الناسخ و النسوخ و أسباب النول و مقاصد الي .و كل ذلك ل يعرف إل بالنقل عن الصحابة .و التابعي .و قد جع التق دمون ف ذل ك و أوعوا ،إل أن كتبهم و منقولتم تشتمل على الغث و السمي و القبول و الردود .و السبب ف ذلك أن العرب ل يكونوا أهل كتاب و ل علم و إنا غلبت عليهم البداوة و المية .و إذا تشوقوا إل معرفة شيء ما تتشوق إليه النفوس البشرية ف أسباب الكونات و بدء الليق ة و أسرار الوجود فإنا يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم و يستفيدونه منهم و هم أهل التوراة من اليهود و من تبع دينهم من النصارى .و أه ل التوراة الذين بي العرب يومئذ بادية مثلهم و ل يعرفون من ذلك إل ما تعرفه العامة من أهل الكتاب و معظمهم من حي الذين أخذوا بدين اليهودية .فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم ما ل تعلق له بالحكام الشرعية الت يتاطون لا مثل أخبار بدء الليقة و م ا يرج ع إل الدثان و اللحم و أمثال ذلك .و هؤلء مثل كعب الحبار و وهب بن منبه و عبد ال بن سلم و أمثالم .فامتلت التفاسي من النقولت عندهم ف أمثال هذه الغراض أخبار موقوفة عليهم و ليست ما يرجع إل الحكام فيتحرى ف الصحة الت يب ب ا العم ل .و تس اهل الفسرون ف مثل ذلك و ملوا كتب التفسي بذه النقولت .و أصلها كما قلناه عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ،و ل تقيق عندهم بعرفة ما ينقلونه من ذلك إل أنم بعد صيتهم و عظمت أقدارهم .لا كانوا عليه من القامات ف الدين و اللة ،فتلقيت بالقبول من ي ومئذ. فلما رجع الناس إل التحقيق و التمحيص و جاء أبو ممد بن عطية من التأخرين بالغرب فلخص تلك التفاسي كلها و ترى ما هو أق رب إل الصحة منها و وضع ذلك ف كتاب متداول بي أهل الغرب و الندلس حسن النحى .و تبعه القرطب ف تلك الطريقة على منه اج و احد ف كتاب آخر مشهور بالشرق. و الصنف الخر من التفسي و هو ما يرجع إل اللسان من معرفة اللغة و العراب و البلغة ف تأدية العن بسب القاصد و الس اليب .و هذا الصنف من التفسي قل أن ينفرد عن الول إذ الول هو القصود بالذات .و إنا جاء هذا بعد أن صار اللسان و علومه صناعة .نعم ق د يكون ف بعض التفاسي غالبا iو من أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسي كتاب الكشاف للزمشري من أهل خوارزم الع راق إل أن مؤلفه من أهل العتزال ف العقائد فيأت بالجاج على مذاهبهم الفاسدة حيث تعرض له ف آي القرآن من طرق البلغ ة .فص ار ذل ك للمحققي من أهل السنة انراف عنه و تذير للجمهور من مكامنه مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان و البلغة و إذا كان الناظر فيه واقفا iمع ذلك على الذاهب السنية مسنا iللحجاج عنها فل جرم إنه مأمون من غوائله فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه ف اللس ان .و لق د وصل إلينا ف هذه العصور تأليف لبعض العراقيي و هو شرف الدين الطيبب من أهل توريز من عراق العجم شرح فيه كتاب الزمشري هذا و تتبع ألفاظه و تعرض لذاهبه ف العتزال بأدلة تزيفها و يبي أن البلغة إنا تقع ف الية على ما يراه أهل السنة ل على ما ي راه العتزل ة فأحسن ف ذلك ما شاء مع إمتاعه ف سائر فنون البلغة و فوق كل ذي علم عليم.
الفصل السادس ف علوم الديث
و أما علوم الديث فهي كثية و متنوعة لن منها ما ينظر ف ناسخه و منسوخه و ذلك با ثبت ف شريعتنا من جواز النسخ و وقوعه لطفiا من ال بعباده و تفيفا iعنهم باعتبار مصالهم الت تكفل ال لم با .قال تعال ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها أو مثلها و معرف ة الناسخ و النسوخ و إن كان عاقا iللقرآن و الديث إل إن الذي ف القرآن منه اندرج ف تفاسيه و بقي ما كان خاصا iبالديث راجعا iإل علومه .فإذا تعارض البان بالنفي و الثبات و تعذر المع بينهما ببعض التأويل و علم تقدم أحدها تعي إن التأخر ناسخ .و معرفة الناسخ و النسوخ من أهم علوم الديث و أصعبها .قال الزهري :أعيا الفقهاء و أعجزهم إن يعرفوا ناسخ حديث رسول ال صلى ال عليه و سلم من منسوخه .و كان للشافعي رضي ال عنه فيه قدم راسخة .و من علوم الحاديث النظر ف السانيد و معرفة ما يب العم ل ب ه م ن الحاديث بوقوعه على السند الكامل الشروط لن العمل إنا وجب با يغلب على الظن صدقه من أخبار رسول ال صلى ال عليه و س لم فيجتهد ف الطريق الت تصل ذلك الظن و هو بعرفة رواة الديث بالعدالة و الضبط .و إنا يثبت ذلك بالعقل عن أعلم الدين لتعديلهم و براءتم من الرح و الغفلة و يكون لنا ذلك دليل iعلى القبول و الترك .و كذلك مراتب هؤلء النقلة من الصحابة و التابعي و تف اوتم ف ذلك و تيزهم فيه واحدا iواحدا .iو كذلك السانيد تتفاوت باتصالا و انقطاعها بأن يكون الراوي ل يلق الراوي الذي نقل عنه و بسلمتها من العلل الوهنة لا و تنتهي بالتفاوت إل طرفي فحكم بقبول العلى و رد السفل .و يتلف ف التوسط بسب النقول عن أئمة الشأن .و لم ف ذلك ،ألفاظ اصطلحوا على وضعها لذه الراتب الرتبة .مثل الصحيح و السن و الضعيف و الرسل و النقطع و العضل و الش اذ و الغريب ،و غي ذلك من ألقابه التداولة بينهم .و بوبوا على كل واحد منها و نقلوا ما فيه من اللف لئمة اللسان أو الوفاق .ث النظ ر ف كيفية أخذ الرواية بعضهم عن بعض بقراءة أو كتابة أو مناولة أو إجازة و تفاوت رتبها و ما للعلماء ف ذلك من اللف بالقبول و الرد .ث اتبعوا ذلك بكلم ف ألفاظ تقع ف متون الديث من غريب أو مشكل أو تصحيف أو مفترق منها أو متلف و ما يناسب ذلك .هذا معظم ما ينظر فيه أهل الديث و غالبه و كانت أحوال نقلة الديث ف عصور السلف من الصحابة و التابعي معروفة عند أه ل بل ده فمنه م بالجاز و منهم بالبصرة و الكوفة من العراق و منهم بالشام و مصر و الميع معروفون مشهورون ف أعصارهم و ك انت طريق ة أه ل الجاز ف أعصارهم ف السانيد أعلى من سواهم و امت ف الصحة لستبدادهم ف شروط النقل من العدالة و الضبط و تافيهم عن قب ول الهول الال ف ذلك و سند الطريقة الجازية بعد السلف المام مالك عال الدينة رضي ال تعال عنه ث أصحابه مثل المام مم د ب ن إدريس الشافعي رضي ال تعال عنه ،و ابن وهب و ابن بكي و القصنب و ممد بن السن و من بعدهم المام أحد بن حنبل و ف آخرين من أمثا لم .و كان علم الشريعة ف مبدإ هذا المر نقل iصرفا iشر لا السلف و تروا الصحيح حت أكملوها .و كتب مال ك رح ه ال كتاب الوطأ أودعه أصول الحكام من الصحيح التفق عليه و رتبه على أبواب الفقه .ث عن الافظ بعرفة طرق الح اديث و أس انيدها الختلفة .و ربا يقع إسناد الديث من طرق متعددة عن رواة متلفي و قد يقع الديث أيضا iف أبواب متعددة باختلف العان الت اشتمل عليها .و جاء ممد بن إساعيل البخاري إمام الدثي ف عصره فخرج أحاديث السنة على أبوابا ف مسنده الصحيح بميع الط رق ال ت للحجازيي و العراقيي و الشاميي .و اعتمد منها ما أجعوا عليه دون ما اختلفوا فيه و كرر الحاديث يسوقها ف كل باب بعن ذلك الباب الذي تضمنه الديث فتكررت لذلك أحاديثه حت يقال :إنه اشتمل على تسعة آلف حديث و مائتي .منها ثلثة آلف متك ررة و ف رق الطرق و السانيد عليها متلفة ف كل باب .ث جاء المام مسلم بن الجاج القشيي رحه ال تعال فألف مسنده الصحيح .حذا فيه حذو البخاري .ف نقل المع عليه و حذف التكرر منها و جع الطرق و السانيد و بوبه على أبواب الفقه و تراجه .و مع ذلك فلم يس توعبا الصحيح كله .و قد استدرك الناس عليهما ف ذلك .ث كتب أبو داود السجستان و أبو عيسى الترمذي و أبو عبد الرحن النسائي ف السنن بأوسع من الصحيح و قصدوا ما توفرت فيه شروط العمل إما من الرتبة العالية ف السانيد و هو الصحيح كما هو معرف و إما من ال ذي دونه من السن و غيه ليكون ذلك إماما iللسنة و العمل .و هذه هي السانيد الشهورة ف اللة و هي أمهات كتب الديث ف السنة فإنا و إن تعددت ترجع إل هذه ف الغلب .و معرفة هذه الشروط و الصطلحات كلها هي علم الديث و ربا يفرد عنها الناسخ و النس وخ فيجعل فنا iبرأسه و كذا الغريب .و للناس فيه تآليف مشهورة ث الؤتلف و الختلف .و قد ألف الناس ف علوم الديث و أكثروا .و م ن فحول علمائه و أئمتهم أبو عبد ال الاكم و تآليفه فيه مشهورة و هو الذي هذبه و أظهر ماسنه .و أشهر كتاب للمتأخرين فيه كتاب أب عمرو بن الصلح كان لعهد أوائل الائة السابعة و تله ميي الدين النووي بثل ذلك .و الفن شريف ف مغزاه لنه معرفة ما يفظ به السنن النقولة عن صاحب الشريعة .و قد انقطع لذا العهد تريج شيء من الحاديث و استدراكها على التقدمي إذ العادة تشهد بأن هؤلء الئمة
على تعددهم و تلحق عصورهم و كفايتهم و اجتهادهم ل يكونوا ليغفلوا شيئا iمن السنة أو يتركوه حت يعثر عليه التأخر هذا بعيد عنهم و إنا تنصرف العناية لذا العهد إل تصحيح المهات الكتوبة و ضبطها بالزواية عن مصنفيها و النظر ف أسانيدها إل مؤلفها و عرض ذل ك على ما تقرر ف علم الديث من الشروط و الحكام لتتصل السانيد مكمة إل منتهاها .و ل يزيدوا ف ذلك على العناية بأكثر من ه ذه المهات المس إل ف القليل .فأما البخاري و هو أعلها رتبة فاستصعب الناس شرحه و استغلقوا منحاه من أجل ما يتاج إليه من معرفة الطرق التعددة و رجالا من أهل الجاز و الشام و العراق و معرفة أحوالم و اختلف الناس فيهم .و لذلك يتاج إل إمعان النظر ف التفقه ف تراجه لنه يترجم الترجة و يورد فيها الديث بسند أو طريق ث يترجم أخرى و يورد فيها ذلك الديث بعينه لا تضمنه من العن الذي ترجم به الباب .و كذلك ف ترجة و ترجة إل أن يتكرر الديث ف أبواب كثية بسب معانيه و اختلفها و من شرحه و ل يستوف هذا فيه فلم يوف حق الشرح كابن بطال و ابن الهلب و ابن التي و نوهم .و لقد سعت كثيا iمن شيوخنا رحهم ال يقولون :شرح كت اب البخاري دين على المة يعنون أن أحدا iمن علماء المة ل يوف ما يب له من الشرح بذا العتبار .و أما صحيح مسلم فك ثرت عناي ة علماء الغرب به و أكبوا عليه و أجعوا على تفصيله على كتاب البخاري من غي الصحيح ما ل يكن على شرطه و أكثر ما وق ع ل ه ف التراجم .و أملى المام الارزي من فقهاء الالكية عليه شرحا iو ساه العلم بفوائد مسلم اشتمل على عيون من علم الديث و فنون من الفقه ث أكمله القاضي عياض من بعده و تمه و ساه إكمال العلم و تلها ميي الدين النووي بشرع استوف ما ف الكتابي و زاد عليهما فج اء شرحا iوافيا .iو أما كتب السنن الخرى و فيها معظم مآخذ الفقهاء فأكثر شرحها ف كتب الفقه إل ما يتص بعلم الديث فكتب الن اس عليها و استوفوا من ذلك ما يتاج إليه من علم الديث و موضوعاتا و السانيد الت اشتملت على الحاديث العمول با من السنة .و اعلم أن الحاديث قد تيزت مراتبها لذا العهد بي صحيح و حسن و ضعيف و معلول و غيها تنلا أئمة الديث و جهابذته و عرفوه ا .و ل يغب طريق ف تصحيح ما يصح من قبل .و لقد كان الئمة ف الديث يعرفون الحاديث بطرقها و أسانيدها بيث لو روي ح ديث بغي سنده و طريقه يفطنون إل أنه قلب عن وضعه و لقد وقع مثل ذلك للمام ممد بن إساعيل البخاري حي ورد على بغداد و قصد الدثون امتحانه فسألوه عن أحاديث قبلوا أسانيدها فقال :ل أعرف هذه و لكن حدثن فلن .ث أتى بميع تلك الحاديث على الوضع الصحيح و رد كل مت إل سنده و أقروا له بالمامة .و اعلم أيضا iأن الئمة التهدين تفاوتوا ف الكثار من هذه الصناعة و القلل فأبو حنيفة رض ي ال تعال عنه يقال بلغت روايته إل سنة عشر حديثا iأو نوها و مالك رحه ال إنا صح عنده ما ف كتاب الوطأ و غايتها ثلثمائة حديثا iأو نوها .و أحد بن حنبل رحه ال تعال ف مسنده خسون ألف حديث و لكل ما أداه إليه اجتهاده ف ذلك .و قد تقول بع ض البغض ي التعسفي إل أن منهم من كان قليل البضاعة ف الديث فلهذا قلت روايته .و ل سبيل إل هذا العتقد ف كبار الئمة لن الشريعة إنا تؤخذ من الكتاب و السنة .و من كان قليل البضاعة من الديث فيتعي عليه طلبه و روايته و الد و التشمي ف ذلك ليأخذ الدين ع ن أص ول صحيحة و يتلقى الحكام عن صاحبها البلغ لا .و إنا قلل منهم من قلل الرواية لجل الطاعن الت تعترضه فيها و العلل ال ت تع رض ف طرقها سيما و الرح مقدم عند الكثر فيؤديه الجتهاد إل ترك الخذ با يعرض مثل ذلك فيه من الحاديث و طرق السانيد و يكثر ذلك فتقل روايته لضعف ف الطرق .هذا مع أن أهل الجاز أكثر رواية للحديث من أهل العراق لن الدينة دار الجرة و مأوى الصحابة و م ن انتقل منهم إل العراق كان شغلهم بالهاد أكثر .و المام أبو حنيفة إنا قلت روايته لا شدد ف شروط الرواية و التحمل و ضعف رواي ة الديث اليقين إذا عارضها الفعل النفسي .و قلت من أجلها رواية فقل حديثه .لنه ترك رواية الديث متعمدا iفحاشاه من ذلك .و ي دل على أنه من كبار التهدين ف علم الديث اعتماد مذهبه بينهم و التعويل عليه و اعتباره ردا iو قبول .iو أما غيه من الدثي و هم المهور فتوسعوا ف الشروط و كثر حديثهم و الكل عن اجتهاد و قد توسع أصحابه من بعده ف الشروط و كثرت روايتهم .و روى الطحط اوي فأكثر و كتب مسنده و هو جليل القدر إل أنه ل يعدل الصحيحي لن الشروط الت اعتمدها البخاري و مسلم ف كتابيهما ممع عليها بي المة كما قالوه .و شروط الطحطاوي غي متفق عليها كالرواية عن الستور الال و غيه فلهذا قدم الصحيحان بل و كتب السنن العروفة عليه لتأخر شروطه عن شروطهم .و من أجل هذا قيل ف الصحيحي بالجاع على قبولما من جهة الجاع على صحة م ا فيهم ا م ن الشروط التفق عليها .فل تأخذك ريبة ف ذلك فالقوم أحق الناس بالفن الميل بم و التماس الخارج الصحيحة لم .و ال سبحانه و تعال أعلم با ف حقائق المور.
الفصل السابع ف علم الفقه و ما يتبعه من الفرائض الفقه معرفة أحكام ال تعال ف أفعال الكلفي بالوجوب و الذر و الندب و الكراهة و الباحة و هي متلقاة من الكتاب و السنة و ما نصبه الشارع لعرفتها من الدلة فإذا استخرجت الحكام من تلك الدلة قيل لا فقه .و كان السلف يستخرجونا من تلك الدلة عل ى اختلف فيما بينهم .و ل بد من وقوعه ضرورة .فإن الدلة غالبها من النصوص و هي بلغة العرب و ف اقتضاءات ألفاظها لك ثي م ن معانيه ا و خصوصا iالحكام الشرعية اختلف بينهم معروف .و أيضا iفالسنة متلفة الطرق ف الثبوت و تتعارض ف الكثر أحكامه ا فتحت اج إل الترجيح و هو متلف أيضا .iفالدلة من غي النصوص متلف فيها و أيضا iفالوقائع التجددة ل توف با النصوص .و ما كان منها غي ظ اهر ف النصوص فيحكم على النصوص لشابة بينهما و هذه كلها إشارات للخلف ضرورية الوقائع .و من هنا وق ع اللف بي الس لف و الئمة من بعدهم .ث إن الصحابة كلهم ل يكونوا أهل فتيا و ل كان الدين يؤخذ عن جيعهم .و إنا كان ذلك متصا iبال املي للق رآن العارفي بناسخه و منسوخه و متشابه و مكمه و سائر دللته با تلقوه من النب صلى ال عليه و سلم أو من سعه منهم و من عليته م .و كانوا يسمون لذلك القراء أي الذين يقرأون الكتاب لن العرب كانوا أمة أمية .فاختص من كان منهم قارئا iللكتاب بذا الس م لغرابت ه يومئذ .و بقي المر كذلك صدر اللة .ث عظمت أمصار السلم و ذهبت المية من العرب بمارسة الكتاب و تكن الس تنباط و كم ل الفقه و أصبح صناعة و علما iفبدلوا باسم الفقهاء و العلماء من القراء .و انقسم الفقه فيهم إل طريقتي :طريقة أهل الرأي و القياس و ه م أهل العراق و طريقة أهل الديث و هم أهل الجاز .و كان الديث قليل iف أهل العراق لا قدمناه فاستكثروا من القياس و مه روا في ه فلذلك قيل أهل الرأي .و مقدم جاعتهم الذي استقر الذهب فيه و ف أصحابه أبو حنيفة و إمام أهل الجاز مالك بن أنس و الشافعي من بعده .ث أنكر القياس طائفة من العلماء و أبطلوا العمل به و هم الظاهرية .و جعلوا الدارك كلها منحصرة ف النصوص و الج اع و ردوا القياس اللي و العلة النصوصة إل النص ،لن النص على العلة نص على الكيم ف جيع مالا .و كان إمام هذا الذهب داود بن علي و ابنه و أصحابما .و كانت هذه الذاهب الثلثة هي مذاهب المهور الشتهرة بي المة .و شذ أهل البيت بذاهب ابتدعوها و فقه انفردوا به و بنوه على مذهبهم ف تناول بعض الصحابة بالقدح ،و على قولم بعصمة الئمة و رفع اللف عن أقوالم و هي كلها أصول واهية و ش ذ بثل ذلك الوارج و ل يتفل المهور بذاهبهم بل أوسعها جانب النكار و القدح .فل نعرف شيئا iمن مذاهبهم و ل نروي كتبه م و ل أثر بشيء منها إل ف مواطنهم .فكتب الشيعة ف بلدهم و حيث كانت دولتهم قائمة ف الغرب و الشرق و اليمن و الوارج ك ذلك .و لكل منهم كتب و تآليف و آراء ف الفقه غريبة .ث درس مذهب أهل الظاهر اليوم بدروس أئمته و إنكار المهور على منتحله و ل يبق إل الكتب اللدة و ربا يعكف كثي من الطالبي من تكلف بانتحال مذهبهم على تلك الكتب يروم أخذ فقههم منها و مذهيهم فل يلو بطائل و يصي إل مالفة المهور و إنكارهم عليه و ربا عد بذه النحلة من أهل البدع بنقله العلم من الكتب من غي مفتاح العلمي .و قد فع ل ذلك ابن حزم بالندلس على علو رتبته ف حفظ الديث و صار إل مذهب أهل الظاهر و مهر فيه باجتهاد زعمه ف أق والم .و خ الف إمامهم داود و تعرض للكثي من الئمة السلمي فنقم الناس ذلك عليه و أوسعوا مذهبه استهجانا iو إنكارا ،iو تلقوا كتبه بالغفال و الترك حت إنا ليحصر بيعها بالسواق و ربا تزق ف بعض الحيان .و ل يبق إل مذهب أهل الرأي من العراق و أهل الديث من الجاز .فأم ا أهل العراق فإمامهم الذي استقرت عنده مذاهبهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت و مقامه ف الفقه ل يلحق شهد له ب ذلك أه ل جل ده و خصوصا iمالك و الشافعي .و أما أهل الجاز فكال إمامهم مالك ابن أنس الصبحي إمام دار الجرة رحه ال تعال و اختص بزيادة مدرك آخر للحكام غي الدارك العتبة عند غيه و هو عمل أهل الدينة لنه رأى أنم فيما ينفسون عليه من فعل أو ترك مت ابعون ل ن قبله م ضرورة لدينهم و اقتدائهم .و هكذا إل البل الباشرين لفعل النب صلى ال عليه و سلم الخذين ذلك عنه و صار ذلك عنده من أص ول الدلة الشرعية .و ظن كثي أن ذلك من مسائل الجاع فأنكره لن دليل الجاع ل يص أهل الدينة من سواهم بل هو شامل للم ة .و اعلم أن الجاع إنا هو التفاق على المر الدين عن اجتهاد .و مالك رحه ال تعال ل يعتي عمل أهل الدينة من هذا العن و إنا اعت به من حيث اتباع اليل بالشاهدة للجيل إل أن ينتهي إل الشارع صلوات ال و سلمه عليه .و ضرورة اقتدائهم بعي ذلك يعم اللة ذك رت ف باب الجاع و البواب با من حيث ما فيها من التفاق الامع بينها و بي الجاع .إل أن اتفاق أهل الجاع عن نظر و اجته اد ف الدلة و اتفاق هؤلء ف فعل أو ترك مستندين إل مشاهدة من قبلهم .و لو ذكرت السألة ف باب فعل النب صلى ال عليه و سلم و تقريره
أو مع الدلة الختلف فيها مثل مذهب الصحاب و شرع من قبلنا و الستصحاب لكان أليق با ث كان من بعد مالك بن أنس مم د ب ن إدريس الطلب الشافعي رحهم اال تعال .رحل إل العراق من بعد مالك و له أصحاب المام أب حنيفة و أخذ عنهم و مزج طريقة أه ل الجاز بطريقة أهل العراق و اختص بذهب ،و خالف مالكا iرحه ال تعال ف كثي من مذهبه .و جاء من بعدها أحد بن حنبل رحه ال. و كان من علية الدثي و قرأ أصحابه على أصحاب المام أب حنيفة مع وفور بضاعتهم من الديث فاختصوا بذهب آخر .و وقف التقليد ف المصار عند هؤلء الربعة و درس القلدون لن سواهم .و سد الناس باب اللف و طرقه لا كثر تشعب الصطلحات ف العلوم .و لا عاق عن الوصول إل رتبة الجتهاد و لا خشي من إسناد ذلك إل غي أهله و من ل يوثق برأيه و ل بدينه فصرحوا ب العجز و الع واز و ردوا الناس إل تقليد هؤلء كل من اختص به من القلدين .و حظروا أن يتداول تقليدهم لا فيه من التلعب و ل يبق إل نقل م ذاهبهم .و عمل كل فقلد بذهب من قلده منهم بعد تصحيح الصول و اتصال سندها بالرواية ل مصول اليوم للفقه غي هذا .و مدعي الجتهاد لذا العهد مردود على عقبه مهجور تقليده و قد صار أهل السلم اليوم على تقليد هؤلء الئمة الربعة .فأما أحد بن حنبل فمقلده قليل لبع د مذهبه عن الجتهاد و أصالته ف معاضدة الرواية و للخبار بعضها ببعض .و أكثرهم بالشام و العراق من بغداد و نواحيها و هم أكثر الناس حفظا iللسنة و رواية الديث و ميل iبالستنباط إليه عن القياس ما أمكن .و كان لم ببغداد صولة و كثرة حت كانوا يتواقعون مع الشيعة ف نواحيها .و عظمت الفتنة من أجل ذلك ث انقطع ذلك عند استيلء التتر عليها .و ل يراجع و صارت كثرتم بالشام .و أما أبو حنيفة فقلده اليوم أهل العراق و مسلمة الند و الصي و ما وراء النهر و بلد العجم كلها ..و لا كان مذهبه أخص بالعراق و دار السلم و كان تلميذه صحابة اللفاء من بن العباس فكثرت تآليفه و مناظراتم مع الشافعية و حسنت مباحثهم ف اللفيات .و جاءوا منها بعل م مس تظرف و أنظار غريبة و هب بي أيدي الناس .و بالغرب منها شيء قليل نقله إليه القاضي بن العرب و أبو الوليد الباجي ف رحلتهما .و أما الش افعي فمقلدوه بصر أكثر ما سواها و قد كان انتشر مذهبه بالعراق و خراسان و ما وراء النهر و قاسوا النفية ف الفتوى و التدريس ف جي ع المصار .و عظمت مالس الناظرات بينهم و شحنت كتب اللفيات بأنواع استدللتم .ث درس ذلك كله بدروس الشرق و أقطاره .و كان المام ممد بن إدريس الشافعي لا نزل على بن عبد الكم بصر أخذ عنه جاعة منهم .و كان من تلميذه ب ا :الب ويطي و الزن و غيهم ،و كان با من الالكية جاعة من بن عبد الكم و أشهب و ابن القاسم و ابن الواز و غيهم ث الارس ب ن مس كي و بن وه ث القاضي أبو إسحق بن شعبان و أو لده .ث انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة و تداول با فقه أهل البيت و تلشى م ن سواهم و ارتل إليها القاضي عبد الوهاب من بغداد .آخر الائة الرابعة على ما أعلم ،من الاجة و التقليب ف العاش .فتأذن خلفاء العبيديي بإكرامه ،و إظهار فضله نعيا iعلى بن العباس ف إطراح مثل هذا المام ،و الغتباط به .فنفقت سوق الالكية بصر قليل ،iإل أن ذهبت دولة العبيديي من الرافضة على يد صلح الدين يوسف بن أيوب فذهب منها فقه أهل البيت و عاد فقه الماعة إل الظهور بينهم و رجع إليهم فقه الشافعي و أصحابه من أهل العراق و الشام فعاد إل أحسن ما كان و نفقت سوقه و اشتهر منهم ميي الدين النووي من اللب ة ال ت ربيت ف ظل الدولة اليوبية بالشام و عز الدين بن عبد السلم أيضا .iث ابن الرقعة بصر و تقي الدين بن دقيق العيد ث تقي الدين الس بكي بعدها إل أن انتهى ذلك إل شيخ السلم بصر لذا العهد و هو سراج الدين البلقين فهو اليوم أكب الشافعية بصر كبي العلماء بل أك ب العلماء من أهل العصر .و أما مالك رحه ال تعال فاختص بذهبه أهل الغرب و الندلس .و إن كان يوجد ف غيهم إل أنم ل يقل دوا غيه إل ف القليل لا أن رحلتهم كانت غالبا iإل الجاز و هو منتهى سفرهم .و الدينة يومئذ دار العلم و منها خرج إل العراق و ل يك ن العراق ف طريقهم فاقتصروا عن الخذ عن علماء الدينة .و شيخهم يومئذ و إمامهم مالك و شيوخه من قبله و تلميذه من بعده .فرجع إليه أهل الغرب و الندلس و قلدوه دون غي من ل تصل إليهم طريقته .و أيضا iفالبداوة كانت غالبة على أهل الغرب و الندلس و ل يكونوا يعانون الضارة الت لهل العراق فكانوا إل أهل الجاز أميل لناسبة البداوة ،و لذا ل يزل الذهب الالكي غضا iعندهم ،و ل يأخذه تنقيح الضارة و تذيبها كما وقع ف غيه من الذاهب .و لا صار مذهب كل إمام علما iمصوصا iعند أهل مذهبه و ل يك ن ل م س بيل إل الجتهاد و القياس فاحتاجوا إل تنظي السائل ف اللاق و تفريقها عند الشتباه بعد الستناد إل الصول القررة من مذاهب إم امهم .و صار ذلك كله يتاج إل ملكة راسخة يقتدر با على ذلك النوع من التنظي أو التفرقة و اتباع مذهب إمامهم فيهما ما استطاعوا .و ه ذه اللكة هي علم الفقه لذا العهد .و أهل الغرب جيعا iمقلدون لالك رحه ال .و قد كان تلميذه افترقوا بصر و العراق .فكان بالعراق منهم القاضي إساعيل و طبقته مثل ابن خويز منداد و ابن اللبان و القاضي و أب بكر البري و القاضي أب حسي بن القصار و القاض ي عب د
الوهاب و من بعدهم .و كان بصر ابن القاسم و أشهب و ابن عبد الكم و الارث بن مسكي و طبقتهم و رحل من الندلس يي ب ن يي الليثي ،و لقي مالكا .iو روى عنه كتاب الوطأ ،و كان من جلة أصحابه .و رحل بعده عبد اللك بن حبيب فأخذ عن ابن القاس م و طبقته و بث مذهب مالك ف الندلس و دون فيه كتاب الواضحة .ث دون العتب من تلمذته كتاب العتبية .و رحل من أفريقية أس د ب ن الفرات فكتب عن أصحاب أب حنيفة أول .iث انتقل إل مذهب مالك .و كتب على ابن القاسم ف سائر أبواب الفقه و ج اء إل القيوان بكتابه و سي السدية نسبة إل أسد بن الفرات ،فقرأ با سحنون على أسد ث ارتل إل الشرق و لقي ابن القاسم و أخذ عن ه و عارض ه بسائل السدية فرجع عن كثي منها .و كتب سحنون مسائلها و دونا و أثبت ما رجع عنه منها و كتب لسد و أن يأخذ بكتاب سحنون فأنف من ذلك فترك الناس كتابه و اتبعوا مدونة سحنون على ما كان فيها من اختلط السائل ف الب واب فك انت تس مى الدون ة و الختلطة .و عكف أهل القيوان على هذه الدونة و أهل الندلس على الواضحة و العتبية .ث اختصر ابن أب زيد الدونة و الختلطة ف كتابه السمى بالختصر و لصه أيضا iأبو سعيد البادعي من فقهاء القيوان ف كتابه السمى بالتهذيب و اعتمده الشيخة من أهل أفريقية و أخذوا به و تركوا ما سواه .و كذلك اعتمد أهل الندلس كتاب العتبية و هجروا الواضحة و ما سواها .و ل تزل علماء الذهب يتعاهدون ه ذه المهات بالشرح و اليضاح و المع فكتب أهل أفريقية على الدونة ما شاء ال أن يكتبوا مثل ابن يونس و اللخمي و ابن مرز التونسي و ابن بشي و أمثالم .و كتب أهل الندلس على العتبية ما شاء ال أن يكتبوا مثل ابن رشد و أمثاله .و جع ابن أ ب زيد جيع ما ف المهات من السائل و اللف و القوال ف كتاب النوادر فاشتمل على جيع أقوال الذاهب و فرع المهات كلها ف هذا الكتاب و نقل ابن يونس معظمه ف كتابه على الدونة و زخرت بار الذهب الالكي ف الفقي إل انقراض دولة قرطبة و القيوان .ث تسك بما أهل الغرب بع د ذلك إل أن جاء كتاب أب عمرو بن الاجب لص فيه طرق أهل الذهب ف كل باب و تعديد أقوالم ف كل مسئلة فج اء كالبنام ج للمذهب .و كانت الطريقة الالكية بقيت ف مصر من لدن الارث بن مسكي و ابن البشر و ابن اللهيث و ابن الرشيق و اب ن ش اس .و كانت بالسكندرية ف بن عوف و بن سند و ابن عطاء ال .و ل أدر عمن أخذها أبو عمرو بن الاجب لكنه جاء بعد انق راض دول ة العبيديي و ذهاب فقه أهل البيت و ظهور فقهاء السنة من الشافعية و الالكية و لا جاء كتابه إل الغرب آخر الائة السابعة عك ف علي ه الكثي من طلبة الغرب و خصوصا iأهل باية لا كان كبي مشيختهم أبو علي ناصر الدين الزواوي هو الذي جلبه إل الغرب .فإنه كان قرأ على أصحابه بصر و نسخ متصره ذلك فجاء به و انتشر بقطر باية ف تلميذه ،و منهم انتقل إل سائر المصار الغربي ة و طلب ة الفق ه بالغرب لذا العهد يتداولون قراءته و يتدارسونه لا يؤثر عن الشيخ ناصر الدين من الترغيب فيه .و قد شرحه جاعة من شيوخهم :ك ابن عبد السلم و ابن رشد و أب هارون و كلهم من مشيخة أهل تونس و سابق حلبتهم ف الجادة ف ذلك ابن عبد السلم و هم مع ذل ك يتعاهدون كتاب التهذيب ف دروسهم .و ال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم.
الفصل الثامن ف علم الفرائض و هو معرفة فروض الوراثة و تصحيح سهام الفريضة ما تصح ،باعتباره فروضها الصول أو مناسختها .و ذلك إذا هلك أح د الورث ة و انكسرت سهامه على فروض ورثته فإنه حينئذ يتاج إل حسب تصحيح الفريضة الول حت يصل أهل الفروض جيعا iف الفريض تي إل فروضهم من غي تزئة .و قد تكون هذه الناسخات أكثر من واحد و اثني و تتعدد لذلك بعدد أكثر .و يقدر ما تت اج إل الس بان و كذلك إذا كانت فريضة ذات وجهي مثل أن يقر بعض الورثة بوارث و ينكره الخر فتصحح على الوجهي حينئذ .و ينظر مبلغ السهام ث تقسم التركة على نسب سهام الورثة من أصل الفريضة .و كل ذلك يتاج إل السبان و كان غالبا iفيه و جعلوه فنا iمفردا .iو للناس في ه تآليف كثية أشهرها عند الالكية من متأخري الندلس كتاب ابن ثابت و متصر القاضي أب القاسم الوف ث العدي و م ن مت أخري أفريقية ابن النمر الطرابلسي و أمثالم .و أما الشافعية و النفية و النابلة فلهم فيه تآليف كثية و أعمال عظيمة صعبة شاهدة لم باتس اع الباع ف الفقه و الساب و خصوصا iأبا العال رضي ال تعال عنه و أمثاله من أهل الذاهب و هو فن شريف لمعه بي العقول و النقول و الوصول به إل القوق ف الوراثات بوجوه صحيحة يقينية عندما تهل الظوظ و تشكل على القاسي .و للعلماء من أهل المص ار ب ا عناية .و من الصنفي من يتاج فيها إل الغلو ف الساب و فرض السائل الت تتاج إل استخراج الهولت من فنون الساب ك الب و
القابلة و التصرف ف الذور و أمثال ذلك فيملون با تآليفهم .و هو و إن ل يكن متداول iبي الناس و ل يفيد فيما يتداولونه من وراثتهم لغرابته و قلة وقوعه فهو يفيد الران و تصيل اللكة ف التداول على أكمل الوجوه .و قد يتج الكثر من أهل هذا الفن على فضله بالديث النقول عن أب هريرة رضي ال عنه أن الفرائض ثلث العلم و أنا أول ما ينسى و ف رواية نصف العلم خرجه أبو نعيم الافظ و احتج ب ه أهل الفرائض بناء على أن الراد بالفرائض فروض الوراثة .و الذي يظهر أن هذا الل بعيد و أن الراد بالفرائض إنا هي الفرائض التكليفية ف العبادات و العادات و الواريث و غيها و بذا العن يصح فيها النصفية و الثلثية .و إما فروض الوراثة فهي أقل من ذلك كله بالنس بة إل علم الشريعة كلها يعن هذا الراد أن حل لفظ الفرائض على هذا الفن الخصوص أو تصيصه بفروض الوراثة إنا ه و اص طلح ناش ئ للفقهاء عند حدوث الفنون و الصطلحات .و لا يكن صدر السلم يطلق على هذا إل على علومه مشتقا iمن الفرض الذي هو لغة التقدير أو القطع .و ما كان الراد به ف إطلقه إل جيع الفروض كما قلناه و هي حقيقته الشرعية فل ينبغي .أن يمل إل على ما كان يم ل ف عصرهم فهو أليق برادهم منه .و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل التاسع ف أصول الفقه و ما يتعلق به من الدل و اللفيات إعلم أن أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية و أجلها قدرا iو أكثرها فائدة و هو النظر ف الدلة الشرعية من حيث تؤخذ منها الحكام و التآليف .و أصول الدلة الشرعية هي الكتاب الذي هو القرآن ث السنة البينة له .فعلى عهد النب صلى ال عليه و سلم كانت الحكام تتلقى منه با يوحى إليه من القرآن و بينه بقوله و فعله بطاب شفاهي ل يتاج إل نقل و ل إل نظر و قياس .و من بعده صلوات ال و س لمه عليه تعذر الطاب الشفاهي و انفظ القرآن بالتواتر .و أما السنة فأجع الصحابة رضوان ال تعال عليهم على وجوب العمل با يصل إلين ا منها قول iأو فعل iبالنقل الصحيح الذي يغلب على الظن صدقه .و تعينت دللة الشرع ف الكتاب و السنة بذا العتب ار ث ينل الج اع منلتهما لجاع الصحابة على النكي على مالفيهم .و ل يكون ذلك إل عن مستند لن مثلهم ل يتفقون من غي دليل ثابت م ع ش هادة الدلة بعصمة الماعة فصار الجاع دليل iثابتا iف الشرعيات .ث نظرنا ف طرق استدلل الصحابة و السلف بالكتاب و السنة ف إذا ه م يقيسون الشباه بالشباه منهما .و يناظرون المثال بالمثال بإجاع منهم و تسليم بعضهم لبعض ف ذلك .فإن كثيا iمن الواقع ات بع ده صلوات ال و سلمه عليه ل تندرج ف النصوص الثابتة فقاسوها با ثبت و ألقوها با نص عليه بشروط ف ذلك اللاق .تص حح تل ك الساواة بي الشبيهي أو الثلي .حت يغلب على الظن أن حكم ال تعال فيهما واحد و صار ذلك دليل iشرعيا iبإجاعهم عليه .و هو القياس و هو رابع الدلة و اتفق جهور العلماء على أن هذه هي أصول الدلة و إن خالف بعضهم ف الجاع و القياس إل أنه شذوذ ف و أل ق بعضهم بذه الدلة الربعة أدلة أخرى ل حاجة بنا إل ذكرها .لضعف مداركها و شذوذ القول فيها .فكان من أول مباحث هذا الفن النظر ف كون هذه أدلة .فأما الكتاب فدليله العجزة القاطعة ف متنه و التواتر ف نقله .فلم يبق فيه مال للحتمال و أما السنة و ما نقل إلينا منها فالجاع على وجوب العمل با يصح منها كما قلناه .معتضدا iبا كان عليه العمل ف حياته صلوات ال و سلمه عليه من إنفاذ الكت ب و الرسل إل النواحي بالحكام و الشرائع آمرا iو ناهيا .iو أما الجاع فلتفاقهم رضوان ال تعال عليهم على إنكار مالفتهم مع العصمة الثابتة للمة و أما القياس فبإجاع الصحابة رضي ال عنهم عليه كما قدمناه .هذه أصول الدلة ث إن النقول من السنة متاج إل تص حيح ال ب بالنظر ف طرق النقل و عدالة الناقلي لتتميز الالة الصلة للظن بصدقه الذي هو مناط وجوب العمل بالي .و هذه أيضا iمن قواعد الفن .و يلحق بذلك عند التعارض بي البين و طلب التقدم منهما معرفة الناسخ و النسوخ و هي من فصوله أيضا iو أبوابه .ث بعد ذل ك يتعي النظر ف دللة اللفاظ و ذلك أن استفادة العان على الطلق من تراكيب الكلم على الطلق يتوقف على معرفة الدللت الوضعية مفردة و مركبة .و القواني اللسانية ف ذلك هي علوم النحو و التصريف و البيان و حي كان الكلم ملكة لهله ل تكن هذه علوما iو ل قواني و ل يكن الفقه حينئذ يتاج إليها لنا جبلة و ملكة .فلما فسدت اللكة ف لسان العرب قيدها الهابذة التجردون لذلك بنق ل ص حيح و مقاييس مستنبطة صحيحة و صارت علوما iيتاج إليها الفقيه ف معرفة أحكام ال تعال .ث إن هناك استفادات أخرى خاصة من تراكي ب الكلم و هي استفادة الحكام الشرعية بي العان من أدلتها الاصة من تراكيب الكلم و هو الفقه .و ل يكفي فيه معرفة الدللت الوضعية على الطلق بل ل بد من معرفة أمور أخرى تتوقف عليها تلك الدللت الاصة و با تستفاد الحكام بسب ما أصل أه ل الش رع و
جهابذة العلم من ذلك و جعلوه قواني لذه الستفادة .مثل أن اللغة ل تثبت قياسا iو الشترك ل يراد به معناه معا iو الواو ل تقتضي الترتيب و العام إذا أخرجت أفراد الاص منة هل يبقى حجة فيما عداها و المر للوجوب أو الندب و للفور أو التراخي و النهي يقتضي الفس اد أو الصحة و الطلق هل يمل على القيد و النص على العلة كاف ف التعدد أم ل و أمثال هذه .فكانت كلها من قواعد هذا الفن .و لكونا من مباحث الدللة كانت لغوية .ث إن النظر ف القياس من أعظم قواعد هذا الفن لن فيه تقيق الصل و الفرع فيما يقاس و ياثل من الحكام و ينفتح الوصف الذي يغلب على الظن أن الكم علق به ف الصل من تبي أوصاف ذلك الل أو وجود ذلك الوصف ف الفرع م ن غي معارض ينع من ترتيب الكم عليه ف مسائل أخرى من توابع ذلك كلها قواعد لذا الفن .و اعلم أن هذا الفن من الفنون الستحدثة ف اللة و كان السلف ف غنية عنه با أن استفادة العان من اللفاظ ل يتاج فيها إل أزيد ما عندهم من اللكة اللسانية .و أما القواني الت يت اج إليها ف استفادة الحكام خصوصا iفمنهم أخذ معظمها .و أما السانيد فلم يكونوا يتاجون إل النظر فيها لقرب العصر ومارسة النقل ة و خبتم بم .فلما انقرض السلف و ذهب الصدر الول و انقلبت العلوم كلها صناعة كما قررناه من قبل احتاج الفقه اء و الته دون إل تصيل هذه القواني و القواعد لستفادة الحكام من الدلة فكتبوها فنا قائما برأسه سوه أصول الفقه .و كان أول من كتب فيه الش افعي رضي ال تعال عنه .أملى فيه رسالته الشهورة تكلم فيها ف الوامر والنواهي و البيان و الب و النسخ و حكم العلة النصوصة من القياس. ث كتب فقهاء النفية فيه و حققوا تلك القواعد و أوسعوا القول فيها .و كتب التكلمون أيضا كذلك إل أن كتابة الفقهاء فيها أمس بالفقه و أليق بالفروع لكثرة المثلة منها و الشواهد و بناء السائل فيها على النكت الفقهية .و التكلمون يردون صور تلك السائل عن الفق ه و ييلون إل الستدلل العقلي ما أمكن لنه غالب فنونم و مقتضى طريقتهم فكان لفقهاء النفية فيها اليد الطول من الغوص على النك ت الفقهية و التقاط هذه القواني من مسائل الفقه ما أمكن .و جاء أبو زيد الدبوسي من أئمتهم فكتب ف القياس بأوسع من جيعه م و ت م الباث و الشروط الت يتاج إليها فيه و كملت صناعة أصول الفقه بكماله و تذبت مسائله وتهدت قواعده و عن الناس بطريقة التكلمي فيه .و كان من أحسن ما كتب فيه التكلمون كتابه البهان لمام الرمي و الستصفى للغزال و ها من الشعرية و كتاب العهد لعبد البار و شرحه العتمد لب السي البصري وها من العتزلة .و كانت الربعة قواعد هذا الفن و أركانه .ث لص هذه الكتب الربعة فحلن من التكلمي التأخرين و ها المام فخز الدين بن الطيب ف كتاب الصول و سيف الدين المدي ف كتاب الحكام .و اختلفت طرائقهم ا ف الفن بي التحقيق و الجاج .فابن الطيب أميل إل الستكثار من الدلة والحتجاج و المدي مولع بتحقيق الذاهب و تفريع السائل .و أما كتاب الصول فاختصره تلميذ المام سراج الدين الرموي ف كتاب التحصيل و تاج الدين الرموي ف كتاب الاص ل و اقتط ف شهاب الدين القراف منهما فقدمات و قواعد ف كتاب صغي ساه التنقيحات .و كذلك فعل البيضاوي ف كتاب النهاج .و عن البت دئون يهذين الكتابي و شرحهما كثي من الناس .و أما كتاب الحكام للمدي و هو أكثر تقيقا ف السائل فلخصة أبو عمر ب ن ال اجب ف كتاب العروف بالختصر الكبي .ث أختصره ف كتاب آخر تداوله طلبة العلم و عن أهل الشرق و الغرب به و بطالعته و شرحه و حصلت زبدة طريقة التكلمي ف هذا الفن ف هذه الختصرات .و أما طريقة النفية فكتبوا فيها كثيا و كان من أحسن كتابة فيه ا .للمتق دمي تأليف أب زيد الدبوسي و أحسن كتابة التأخرين فيها تأليف سيف السلم البزدوي من أئمتهم و هو مستوعب و جاء ابن الساعات م ن فقهاء النفية فجمع بي كتاب الحكام و كتاب البزدون ف الطريقتي و سي كتابه بالبدائع فجاء من أحسن الوضاع و أبدعها و أئم ة العلماء لذا العهد يتداولونه قراءة و بثا .و أولع كثي من علماء العجم بشرحه .و الال على ذلك لذا العهد .هذه حقيقة هذا الفن و تعيي موضوعاته و تعديد التأليف الشهورة لذا العهد فيه .و ال ينفعنا بالعلم و يعلنا من أهله بنه و كرمه إنه على كل شيء قدير. و أما اللفات فاعلم أن هذا الفقة الستنبط من الدلة الشرعية كثر فيه اللف بي التهدين ياختلف مداركهم و أنظارهم خلفا ل ب د من وقوعه لا قدمناه .و اتسع ذلك ف اللة اتساعا غظيما و كان للمقلدين أن يقلدوا من شاؤوا منهم ث لا انتهى ذلك إل الئمة الربعة من علماء المصار و كانوا بكان من حسن الظن بم اقتصر الناس على تقليدهم و منعوا من تقليد سواهم لذهاب الجتهاد لصعوبته و تشعب العلوم الت هي موادة باتصال الزمان و افتقاد من يقوم على سوى هذه الذاهب الربعة .فاقيمت هذه الذاهب الربعة أصول اللة و أج ري اللف بي التمسكي با و الخذين بأحكامها مرى اللف ف النصوص الشرعية و الصول الفقهية .و ج رت بينه م الن اظرات ف تصحيح كل منهم مذهب إمامه تري على أصول صحيحة و طرائق قوية يتج با كل على صحة مذهبه الذي قلده و تسك به و أجريت ف مسائل الشريعة كلها و ف كل باب من أبواب الفقه فتارة يكون اللف بي الشافعي و مالك و أبو حنيفة يوافق أح دها و ت ارة بي
مالك و أب حنيفة و الشافعي يوافق أحدها و تارة بي الشافعي و أب حنيفة و مالك يوافق أحدها و كان ف هذه الناظرات بي ان مآخ ذ هؤلء الئمة و مثارات اختلفهم و مواقع اجتهادهم .كان هذا الصنف من العلم يسمى باللفيات .و لبد لصاحبه من معرفة القواعد الت يتوصل با إل استنباط الحكام كما يتاج إليها التهد إل أن التهد يتاج إليها للستنباط و صاحب اللفيات يتاج إليها لف ظ تل ك السائل الستنبطة من أن يهدمها الخالف بأدلته .و هو لعمري علم جليل الفائدة ف معرفة مآخذ الئمة و أدلتهم و مران الطالعي له عل ى الستدلل فيما يرومون الستدلل عليه .وتآليف النفية و الشافعية فيه أكثر من تآليف الالكية لن القياس عند النفية أصل للك ثي م ن فروع مذهبهم كما عرفت فهم لذلك أهل النظر و البحث .و أما الالكية فالثر أكثر معتمدهم و ليسوا بأهل نظر و أ يضا فأكثرهم أه ل الغرب و هم بادية غفل من الصنائع إل ف القل .و للغزال رحه ال تعال فيه كتاب الآخذ و لب بكر العرب من الالكية كتاب التلخي ص جلبه من الشرق .و لب زيد الدبوسي كتاب التعليقة و لبن القصار من شيوخ الالكية عيون الدلة و قد جع ابن الساعات ف متص ره ف أصول الفقه جيع ما ينبن عليها من الفقه اللف مدرجا ،ف كل مسألة ما ينبن عليها من اللفيات. و أما الدال و هو معرفة آداب الناظرة الت تري بي أهل الذاهب الفقهية و غيهم فإنة لا كان باب الناظرة ف الرد و القبول متس عا و كل واحد من التناظرين ف الستدلل و الواب يرسل عنانة ف الحتجاج .و منة ما يكون صوابا و منة ما يكون خطأ فاحتاج الئم ة إل أن يضعوا آدابا و أحكاما يقف التناظران عند حدودها ف الرد و القبول و كيف يكون حال الستدل و اليب و حيث يسوغ له أن يكون فستدل و كيف يكون مصوصا فنقطعا و مل اعتراضه أو معارضته و أين يب عليه السكوت و لصمه الكلم و الستدلل .و لذلك قيل فيه إنه معرفة بالقواعد من الدود و الداب ف الستدلل الت يتوصل با إل حفظ رأي و هدمه سواء كان ذلك الرأي من الفقه أو غيه .و هي طريقتان طريقة البزدوي و هي خاصة بالدلة الشرعية من النص و الجاع و الستدلل و طريقة العميدي و هي عامة ف ك ل دلي ل يستدل به من أي علم كان و أكثره استدلل .و هو من الناحي السنة و الغالطات فيه ف نفس المر كثية .و إذا اعتبنا النظر النطق ي كان ف الغالب أشبه بالقياس الغالطي و السوفسطائي .إل أن صور الدلة و القيسة فيه مفوظة مراعاة يتحرى فيها طرق الستدلل كم ا ينبغي .و هذا العميدي هو أول من كتب فيها و نسبت الطريقة إليه .وضع الكتاب السمى يالرشاد متصرا و تبعه من بعده من الت أخرين كالنسفي و غيه جاؤوا على أثره و سلكوا مسلكه و كثرت ف الطريقة التآليف .و هي لذا العهد مهجورة لنق ص العل م و التعلي م ف المصار السلمية .و هي مع ذلك كمالية و ليست ضرورية و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل العاشر :ف علم الكلم هو علم يتضمن الجاج عن العقائد اليانية بالدلة العقلية و الرد على البتدعة النحرفي ف العتقادات عن مذاهب السلف و أهل السنة .و سر هذه العقائد اليانية هو التوحيد .فلنقدم هنا لطيفة ف برهان عقلي يكشف لنا عن التوحيد على أقرب الطرق و الآخ ذ ث نرج ع إل تقيق علمه و فيما ينظر و يشي إل حدوثه ف اللة و ما دعا إل وضعه فنقول :إعلم أن الوادث ف عال الكائنات سواء كانت من الذوات أو من الفعال البشرية أو اليوانية فلبد لا من أسباب متقدمة عليها با تقع ف مستقر العادة و عنها يتم كونة .و كل واح د م ن ه ذه السباب حادث أيضا فلبد له من أسباب أخرى و ل تزال تلك السباب مرتقية حت تنتهي إل مسبب السباب و موج دها و خالقه ا سبحانه ل إله إل هو .و تلك السباب ف ارتقائها تتفسح و تتضاعف طول و عرضا و يار العقل ف إدراكها و تعديدها .فإذا ل يص رها إل العلم اليط سيما الفعال البشرية و اليوانية فإن من جلة أسبابا ف الشاهد القصود و الرادات إذ ل يتم كون الفع ل إل ب إرادته و القصد إليه .و القصود و الرادات أمور نفسانية ناشئة ف الغالب عن تصورات سابقة يتلو بعضها بعضا .و تلك التصورات هي أسباب قصد الفعل و قد تكون أسباب تلك التصورات تصورات أخرى و كل ما يقع ف النفس من التصورات مهول سببه .إذ ل يطلع أحد على مبادئ المور النفسانية و ل على ترتيبها .إنا هي أشياء يلقيها ال ف الفكر يتبع بعضها بعضا و النسان عاجز عن معرفة مبادئها و غاياتا .و إن ا ييط علما ف الغالب بالسباب الت هي طبيعة ظاهرة و يقع ف مداركها على نظام و ترتيب لن الطبيعة مصورة للنفس و تت طورها .و أما التصورات فنطاقها أوسع من النفس لنا للعقل الذي هو فوق طور النفس فل تدرك الكثي منها فضل عن الحاطة .و تأمل من ذل ك حكمة الشارع ف نيه عن النظر إل السباب و الوقوف معها فإنه واد يهيم فيه الفكر و ل يلو منة يطائل و ل يظفز بقيقة .ق ال ال :ث
ذرهم ف خوضهم يلعبون .و ربا انقطع ف وقوفه عن الرتقاء إل ما فوقه فزلت قدمة و أصبح من الضابي الالكي نغوذ بال من الرمان و السران البي .و ل تسب أن هذا الوقوف أو الرجوع عنة ف قدرتك و اختيارك بل هو لون يصل للنفس و صبغة تستحكم من ال وض ف السباب على نسبة ل نعلمها .إذ لو علمناها لتحررنا منها .فلنتحرر من ذلك بقطع النظر عنها جلة .و أيضا فوجه تأثي هذه السباب ف الكثي من مسبباتا مهول لنا إنا يوقف عليها بالعادة لقتران الشاهد يالستناد إل الظاهر .وحقيقة التأثي و كيفيته مهولة .و ما أوتيتم من العلم إل قليل .فلذلك أمرنا بقطع النظر عنها و إلغائها جلة و التوجه إل مسبب السباب كلها و فاعلها و موجدها لترسخ صفة التوحي د ف النفس على ما علمنا الشارع الذي هو أعرف بصال ديننا و طرق سعادتنا لطلعه على ما وراء السن .قال صلى ال عليه و سلم :من مات يشهد أن ل إله إل ال دخل النة .فإن وقف عند تلك السباب فقد انقطع و حقت عليه كلمة الكفر و أن سبح ف ب ر النظ ر و البحث عنها و عن أسبابا وتأثياتا واحدا بعد واحد فإنا الضامن له أن ل يعود إل باليبة .فيذلك نانا الشارع عن النظر ف الس باب و أمرنا بالتوجيد الطلق قل هو ال أحد * ال الصمد * ل يلد و ل يولد * ول يكن له كفوا أحد و ل تثقن با يزعم لك الفكر من أنه مقتدر على الحاطة بالكائنات و أسبابا و الوقوف على تفصيل الوجود كله و سفه رأيه ف ذلك .و اعلم أن الوجود عند كل مدرك ف بادئ رأيه منحصر ف مداركه ل يعدوها و المر ف نفسه بلف ذلك و الق من ورائه .أل ترى الصم كيف ينحصر الوجود عنده ف السوس ات الربع و العقولت و يسقط من الوجود عنده صنف السموعات .و كذلك العمى أيضا يسقط عنده صنف الرئيات و لول ما يردهم إل ذلك تقليد الباء و الشيخة من أهل عصرهم و الكافة لا أقروا به لكنهم يتبعون الكافة ف إثبات هذه الصناف ل بقتضى فطرتم و طبيع ة إدراكهم و لو سئل اليوان العجم و نطق لوجدناه منكرا للمعقولت و ساقطة لديه بالكلية فإذا علمت هذا فلعل هناك ضربا من الدراك غي مدركاتنا لن إدراكاتنا ملوقة مدثة و خلق ال أكب من خلق الناس .و الصر مهول و الوجود أوسع نطاقا من ذلك و ال من ورائهم ميط .فاتم إدراكك و مدركاتك ف الصر و اتبع ما أمرك الشارع به من اعتقادك و عملك فهو أحرص على سعادتك و أعلم يا ينفغ ك لنه من طور فوق إدراكك و من نطاق أوسع من نطاق عقلك و ليس ذلك بقادح ف العقل و مداركه بل العقل ميزان صحيح فأحك امه يقينية ل كذب فيها .غي أنك ل تطمع أن تزن به أمور التوحيد و الخرة و حقيقة النبوة و حقائق الصفات اللية و كل ما وراء طوره فإن ذلك طمع ف مال .و مثال ذلك مثال رجل رأى اليزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن يه البال و هذا ل يدرك .على أن الي زان ف أحكامه غي صادق لكن العقل قد يقف عنده و ل يتعدى طوره حت يكون له أن ييط بال و يصفاته فإنة ذرة من ذرات الوجود الاص ل منة .و تفطن ف هذا الغلط و من يقدم العقل على السمع ف أمثال هذه القضايا و قصور فهمه و اضمحلل رأيه فقد تبي لك الق من ذلك و إذ تبي ذلك فلعل السباب إذا تاوزت ف الرتقاء نطاق إدراكنا و وجودنا خرجت عن أن تكون مدركة فيضل العقل ف بيداء الوهام و يار و ينقطع .فإذا التوحيد هو العجز عن إدراك السباب و كيفيات تأثيها و تفويض ذلك إل خالقها اليط با إذ ل فاعل غية و كله ا ترتقي إليه و ترجع إل قدرته و علمنا به إنا هو من حيث صدورنا عنة ل غي و هذا هو معن ما نقل عن بعض الصديقي :العج ز ع ن الدراك إدراك .ث إن العتب ف هذا التوحيد ليس هو اليان فقط الذي هو تصديق حكمي فإن ذلك من حديث النفس و إنا الكمال في ه حصول صفة منه تتكيف با النفس كما أن الطلوب من العمال و العبادات أيضا حصول ملكة الطاعة و النقياد و تفري غ القل ب ع ن شواغل ما سوى العبود حت ينقلب الريد السالك ربانيا .و الفرق بي الال و العلم ف العقائد فرق ما بي القول و التصاف .و شرحه أن كثيا من الناس يعلم أن رحة اليتيم و السكي قربة إل ال تعال مندوب إليها و يقول بذلك و يعترف به و يذكر مأخذه من الشريعة و هو لو رأى يتيما أو مسكينا من أبناء الستضعفي لفرعنه و استنكف أن يباشره فضل عن التمسح عليه للرحة و ما بعد ذل ك م ن مقام ات العطف و النو و الصدقة .فهذا إنا حصل له من رحة اليتيم مقام العلم و ل يصل له مقام الال و التصاف .ومن الناس من يصل له مع مقام العلم و العتراف بأن رحة السكي قربة إل ال تعال مقام آخر أعلى من الول و هو التصاف بالرحة و حصول ملكتها .فمت رأى يتيما أو مسكينا بادر إليه و مسح عليه و التمس الثواب ف الشفقة عليه ل يكاد يصب عن ذلك و لو دفع عنه .ث يتصدق عليه با حضره من ذات يده و كذا علمك بالتوحيد مع اتصافك به و العلم حاصل عن التصاف ضرورة و هو أوثق مبن من العلم الاصل قبل التص اف .و ليس التصاف باصل عن مرد العلم حت يقع العمل و يتكرر مرارا غي منحصرة فترسخ اللكة و يصل التصاف و التحقيق و ييء العلم الثان النافع ف الخرة .فإن العلم الول الرد عن التصاف قليل الدوى و النفع و هذا علم أكثر النظار و الطلوب إنا هو العل م ال ال الناشئ عن العادة .و اعلم أن الكمال عند الشارع ف كل ما كلف به إنا هو ف هذا فما طلب اعتقاده فالكمال فيه ف العلم الثان الاصل
عن التصاف و ما طلب عمله من العبادات فالكمال فيها ف حصول التصاف و التحقق با .ث إن القبال على العبادات و الواظبة عليه ا هو الصل لذه الثمرة الشريفة .قال صلى ال عليه و سلم :ف رأس العبادات جعلت قرة عين ف الصلة فإن الصلة صارت له صفة و حال يد فيها منتهى لذاته و قرة عينه و أين هذا من صلة الناس و من لم با ؟ فويل للمصلي * الذين هم عن صلتم ساهون اللهم وفقنا اهدنا الصراط الستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غي الغضوب عليهم و ل الضالي فقد تبي لك من جيع ما قررناه أن الطلوب ف التكاليف كلها حصول ملكة راسخة ف النفس يصل عنها علم اضطراري للنفس هو التوحيد و هو العقيدة اليانية و هو الذي تصل به الس عادة و أن ذلك سواء ف التكاليف القلبية و البدنية .و يتفهم منه أن اليان الذي هو أصل التكاليف و ينبوعها هو بذه الثابة ذو مرات ب .أول ا التصديق القلب الوافق للسان و أعلها حصول كيفية من ذلك العتقاد القلب و ما يتبعه من العمل مستولية على القلب فيستتبع الوارح .و تندرج ف طاعتها جيع التصرفات حت تنخرط الفعال كلها ف طاعة ذلك التصديق اليان .و هذا أرفع مراتب اليان و هو اليان الكامل الذي ل يقارف الؤمن معه صغية و ل كبية إذ حصول اللكة و رسوخها مانع من النراف عن مناهجه طرفة غي قال صلى ال علي ه و سلم :ل يزن الزان حي يزن و هو مؤمن و ف حديث هرقل لا سأل أبا سفيان بن حرب عن النب صلى ال عليه و سلم و أحواله فقال ف أصحابه :هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قال :ل ! قال :و كذلك اليان حي تالط بشاشتة القل وب .و معن اه أن ملكة اليان إذا استقرت عسر على النفس مالفتها شأن اللكات إذا استقرت فإنا تصل بثابة البلة و الفطرة و هذه هي الرتبة العالية من اليان و هي ف الرتبة الثانية من العصمة .لن العصمة واجبة للنبياء وجوبا سابقا و هذه حاصلة للمؤمنية حص ول تابع ا لعم الم و تصديقهم .و بذه اللكة و رسوخها يقع التفاوت ف اليان كالذي يتلى عليك من أقاويل السلف .و ف تراجم البخاري رضي ال عن ه ف باب اليان كثي منه .مثل أن اليان قول و عمل و يزيد و ينقص و أن الصلة و الصيام من اليان و أن تطوع رمضان من اليان و الياء من اليان .و الراد بذا كله اليان الكامل الذي أشرنا إليه و إل ملكته و هو فعلي .و أما التصديق الذي هو أول مراتبه فل تفاوت في ه. فمن اعتب أوائل الساء و حله على التصديق منع من التفاوت كما قال أئمة التكلمي و من اعتب أواخر الساء و حله على هذه اللكة الت هي اليان الكامل ظهر له التفاوت .و ليس ذلك بقادح ف اتاد حقيقته الول الت هي التصديق إذ التصديق موجود ف جيع رتبه لنة أقل ما يطلق عليه اسم اليان و هو الخلص من عهدة الكفر و الفيصل بي الكافر و السلم فل يزي أقل منه .و هو ف نفسه حقيقة واحدة ل تتفاوت و إنا التفاوت ف الال الاصلة عن العمال كما قلناه فافهم .و اعلم أن الشارع وصف لنا هذااليان الذي ف الرتبة الول الذي هو تصديق و عي أمورا مصوصة كلفنا التصديق با بقلوبنا و اعتقادها ف أنفسنا مع القرار با بألسنتنا و هي العقائد الت تقررت ف الدين. قال صلى ال عليه و سلم حي سئل عن اليان فقال :أن تؤمن بال و ملئكته و كتبه و رسله و اليوم الخر و تؤمن بالقدر خيه و شره و هذه هي العقائد اليانية القررة ف عليم الكلم .و لنشر إليها مملة لتتبي ف حقيقة هذا الفن و كيفية حدوثه فنقول .اعلم أن الشارع لق د أمرنا باليان بذا الالق الذي رد الفعال كلها إليه و أفرده به كما قدمناه و عرفنا أن ف هذا اليان ناتنا عند الوت إذا حضرنا ل يعرفن ا بكنه حقيقة هذا الالق العبود و هو إذ ذاك يتعذر على إدراكنا و من فوق طورنا .فكلنا أول :اعتقاد تنيهه ف ذاته عن مشابة الخلوقي و إل لا صح أنة خالق لم لعدم الفارق على هذا التقدير ث تنيهه غن صفات النقص و إل لشابة الخلوقي ث توحيده با لتاد و إل ل يت م اللق للتمانع ث اعتقاد أنه عال قادر فبذلك تتم الفعال شاهد قضيته لكمال التاد و اللق و مريد و إل ل يصص شيء من الخلوقات و مقدر لكل كائن و إل فالرادة حادثة .و أنة يعيدنا بعد الوت تكميل لعنايته ،بالياد و لو كان لمر فإن كان عبثا فهو للبقاء الس رمدي بعد الوت .ث اعتقاد بعثة الرسل للنجاة من شقاء هذا العاد لختلف أحوله بالشقاء و السعادة و عدم معرفتنا بذلك و تام لطف ه بن ا ف اليتاء بذلك و بيان الطريقي .و أن النة للنعيم و جهنم للعذاب .هذه أمهات العقائد اليانية معللة بأدلتها العقلية و أدلتها من الكت اب و السنة كثية .و عن تلك الدلة أخذها السلف و أرشد إليها العلماء و حققها الئمة إل أنة عرض بعد ذلك خلف ف تفاصيل هذه العقائد أكثر مثارها من الي التشابة فدعا ذلك إل الصام و التناظر و الستدلل يالعقل و زيادة إل النقل .فحدث بذلك علم الكلم .و لن بي لك تفصيل هذا المل .و ذلك أن القرآن ورد فيه وصف العبود بالتنيه الطلق الظاهر الدللة من غي تأويل ف آي كثية و ه ي س لوب كلها و صرية ف بابا فوجب اليان با .و وقع ف كلم الشارع صلوات ال عليه و كلم الصحابة و التابعي تفسيها على ظاهره ا .ث وردت ف القرآن آي أخرى قليلة توهم التشبيه مرة ف الذات و أخرى ف الصفات .فأما السلف فغلبوا أدلة التنيه لكثرتا و وضوح دللتها، و علموا استحالة التشبيه .و قضوا بأن اليات من كلم ال فآمنوا با و ل يتعرضوا لعناها ببحث و ل تأويل .و هذا معن قول الكثي منهم:
إقرأوها كما جاءت أي آمنوا بأنا من عند ال .و ل تتعرضوا لتأويلها و ل تفسيها لواز أن تكون ابتلء .فيجب الوقف و الذعان ل ه .و شذ لعصرهم مبتدعة أتبعوا ما تشابه من اليات و توغلوا ف التشبيه .ففريق أشبهوا ،ف الذات باعتقاد اليد و القدم و الوجه عمل بظ واهر وردت بذلك فوقعوا ف التجسيم الصريح و مالفة آي التنيه الطلق التس هي أكثر موارد و أوضح دللة لن معقولية السم تقتضي النقص و الفتقار .و تغليب آيات السلوب ف التنيه الطلق الت هي أكثر موارد و أوضح دللة أول من التعلق بظواهر هذه الت لنا عنها غنية و جع بي الدليلي بتأويلها ث يفرون من شناعة ذلك بقولم جسم ل كالجسام .و ليس ذلك بدافع عنهم لنه قول متناقض و ج ع بي نف ي و إثبات إن كانا بالعقولية واحدة من السم ،و إن خالفوا بينهما و نفوا العقولية التعارفة فقد وافقونا ف التنيه و ل يبق إل جعله م لف ظ السم اسا من أسائه .ويتوقف مثلة على الذن .و فريق منهم ذهبوا إل التشبيه ف الصفات كإثبات الهة و الستواء و النول و الصوت و الرف و أمثال ذلك .و آل قولم إل التجسيم فنعوا مثل الولي إل قولم صوت ل كالصوات جهة ل كالهات ن زول ل ك النول يعنون من الجسام .و اندفع ذلك با اندفع به الول ،و ل يبق ف هذه الظواهر إل اعتقادات السلف و مذاهبهم و اليان با كما ه ي لئل يكر النفي على معانيها بنفيها مع أنا صحيحة ثابتة من القرآن .و لذا تنظر ما تراه ف عقيدة الرسالة لبن أب زيد و كتاب الختصر له و ف كتاب الافظ ابن عبد الب و غيهم فإنم يومون على هذا العن .و ل تغمض عينك عن القرائن الدالة على ذلك ف غضون كلمهم .ث لا كثرت العلوم و الصنائع و ول الناس بالتدوين و البحث ف سائر الناء و ألف التكلمون ف التنيه حدثت بدعة العتزلة ف تعمي م ه ذا التنيه ف آي السلوب فقضوا بنفي صفات العان من العلم و القدرة و الرادة و الياة زائدة على أحكامها لا يلزم على ذلك م ن تع دد القدي بزعمهم و هو مردود بأن الصفات ليست عي الذات و ل غيها و قضوا بنفي صفة الرادة فلزمهم نفي القدر لن معناه سبق الرادة للكائنات و قضوا بنفي السمع و البصر لكونما من عوارض الجسام .و هو مردود لعدم اشتراط البنية ف مدلول هذا اللفظ و إنا هو إدراك السموع أو البصر .و قضوا بنفي الكلم لشبه ما ف السمع و البصر و ل يعقلوا صفة الكلم الت تقوم بالنفس فقضوا بأن القرآن مل وق و ذلك بدعة صرح السلف بلفها .و عظم ضرر هذه البدعة و لقنها بعض اللفاء عن أئمتهم فحمل الناس عليها و خالفهم أئم ة الس لف فاستحل للفهم إيسار كثي منهم ودماؤهم ،و كان ذلك سببا لنتهاض أهل السنة بالدلة العقلية على هذه العقائد دفعا ف صدور ه ذه البدع و قام بذلك الشيخ أبو السن الشعري إمام التكلمي فتوسط بي الطرق و نفى التشبيه و أثبت الصفات العنويه و قصر التنيه على ما قصره عليه السلف .و شهدت له الدلة الخصصة لعمومه فأثبت الصفات الربع العنوية و السمع و البصر و الكلم القائم بالنفس بطريق النقل و العقل .و رد على البتدعة ف ذلك كله و تكلم معهم فيما مهدوه لذه البدع من القول بالصلح و الصلح و التحسي و التقبيح و كمل العقائد ف البعثة و أحوال العاد و النة و النار و الثواب و العقاب .و ألق بذلك الكلم ف المامة لا ظهر حينئذ من بدعة المامي ة من قولم إنا من عقائد اليان و إنه يب على النب تعيينها و الروج عن العهدة ف ذلك لن هي له ،و كذلك على المة .و قصارى أم ر المامة أنا قضية مصلحية إجاعية و ل تلحق بالعقائد فلذلك ألقوها بسائل هذا الفن و سوا مموعة علم الكلم :إما لا فيه من الن اظرة على البدع و هي كلم صرف و ليست براجعة إل عمل ،و إما لن سبب وضعه و الوض فيه هو تنازعهم ف إثبات الكلم النفس ي .و كثر أتباع الشيخ أب السن الشعري و اقتفى طريقتة من بعده تلميذه كابن ماهد و غيه .و أخذ عنهم القاضي أبو بكر الباقلن فتص در للمامة ف طريقتهم و هذبا و وضع القدمات العقلية الت تتوقف عليها الدلة و النظار و ذلك مثل إثبات ال وهر الف رد و اللء .و أن العرض ل يقوم بالعرض و أنه ل يبقى زماني .و أمثال ذلك ما تتوقف عليه أدلتهم .و جعل هذه القواعد تبعا للعقائد اليانية ف وج وب اعتقادها لتوقف تلك الدلة عليها و أن بطلن الدليل يؤذن ببطلن الدلول .و جلت هذه الطريقة و جاءت من أحسن الفن ون النظري ة و العلوم الدينية .إل أن صور الدلة فيها بعض الحيان .على غي الوجه الصناعي لسذاجة القوم و لن صناعة النطق الت تسي با الدلة و تعتب با القيسة و ل تكن حينئذ ظاهرة ف الئلة ،و لو ظهر منها بعض الشيء فلم يأخذ به التكلمون للبستها للعلوم الفلسفية الباين ة للعق ائد الشرعية بالملة فكانت مهجورة عندهم لذلك .ث جاء بعد القاضي أب بكر الباقلن من أئمة الشعرية إمام الرمي أبو العال ف أملى ف الطريقة كتاب الشامل و أوسع القول فيه .ث لصه ف كتاب الرشاد و اتذه الناس إماما لعقائدهم .ث انتشرت من بعد ذلك علوم النط ق ف اللة و قرأه الناس و فرقوا بينه و بي العلوم الفلسفية بأنة قانون و معيار للدلة فقط يسب به الدلة منها كما تسب من سواها .ث نظروا ف تلك القواعد و القدمات ف فن الكلم للقدمي فخالفوا الكثي منها بالباهي الت أدلت إل ذلك و با أن كثيا منها مقتب س م ن كلم الفلسفة ف الطبيعيات و الليات .فلما سبوها بعيار النطق ردهم إل ذلك فيها و ل يعتقدوا بطلن الدلول من بطلن دليله كما صار إليه
القاضي فصارت هذه الطريقة ف مصطلحهم مباينة للطريقة الول و تسمى طريقة التأخرين و ربا أدخلوا فيها الرد على الفلس فة فيم ا خالفوا فيه من العقائد اليانية و جعلوهم من خصوم العقائد لتناسب الكثي من مذاهب البتدعة و مذاهبهم .و أول من كت ب ف طريق ة الكلم على هذا النحى الغزال رحه ال و تبعه المام ابن الطيب و جاعة قفوا أثرهم و اعتمدوا تقليدهم ث توغل التأخرون من بعدهم ف مالطة كتب الفلسفة و التبس عليهم شان الوضح ف العلمي فحسبوه فيهما واحدا من اشتباه السائل فيهما .و اعلم أن التكلمي لا كانوا يستدلون ف أكثر أحوالم بالكائنات و أحوالا على وجود البارئ و صفاته و هو نوع استدللم غالبا .و السم الطبيعي الذي ينظ ر في ه الفيلسوف ف الطبيعيات و هو بعض من هذه الكائنات .إل أن نظره فيها مالف لنظر التكلم و هو ينظر ف السم من حي ث يتح رك و يسكن و التكلم ينظر فيه من حيث يدل على الفاعل .و كذا نظر الفيلسوف ف الليات إنا هو نظر ف الوجود الطلق و ما يقتضيه لذاته و نظر التكلم ف الوجود من حيث إنه يدل على الوجد .و بالملة فموضوع علم الكلم عند أهله إنا هو العقائد اليانية بعد فرضها صحيحة من الشرع من حيث يكن أن ستدل عليها بالدلة العقلية فترفع البدع و تزول الشكوك و الشبيه عن تلك العقائد و إذا تأملت حال الفن قي حدوثه و كيف تدرج كلم الناس فيه صدرا بعد صدر و كلهم يفرض العقائد صحيحة و يستنهض الجج و الدلة علمت حينئذ ما قررناه لك ف موضوع الفن و أنه ل يعدوه .و لقد اختلطت الطريقتان عند هؤلء التأخرين و التبست مسائل الكلم بسائل الفلسفة بيث ل يتميز أحد الفني من الخر .و ل يصل عليه طالبه من كتبهم كما فعله البيضاوي ف الطوالع و من جاء بعدة من علماء العجم ف جيع تآليفهم. إل أن هذه الطريقة قد يعن با بعض طلبة العلم للطلع على الذاهب و الغراق ف معرفة الجاج لوفور ذلك فيها .و أما ماذاة طريق ة السلف بعقائد علم الكلم فإنا هو ف الطريقة القدية للمتكلمي و أصلها كتاب الرشاد و ما حذا حذوة .و من أراد إدخال ال رد عل ى الفلسفة ف عقائده فعليه بكتب الغزال و المام ابن الطيب فإنا و إن وقع فيها مالفة للصطلح القدي فلي س فيه ا م ن الختلط ف السائل و اللتباس ف الوضوع ما ف طريقة هؤلء التأخرين من بعدهم و على الملة فينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هو علم الكلم غي ضروري لذا العهد على طالب العلم إذ اللحدة و البتدعة قد انقرضوا و الئمة .من أهل السنة كفونا شأنم فيما كتبوا و دونوا و الدل ة العقلية إنا احتاجوا إليها حي دافعوا و نصروا .و أما الن فلم يبق منها إل كلم تنه الباري عن كثي إيهاماته و إطلقه و لقد سئل الني د رحه ال عن قوم مر بم بعض التكلمي يفيضون فيه فقال :ما هؤلء ؟ فقيل :قوم ينهون ال بالدلة عن صفات الدوث و سات النقص. فقال :نفي العيب حيث يستحيل العيب عيب لكن فائدته ف آحاد الناس و طلبة العلم فائدة معتبة إذ ل يسن بامل السنة الهل بالج ج النظرية على عقائدها .و ال ول الؤمني.
الفصل الادي عشر :ف أن عال الوادث الفعلية إنا يتم بالفكر اعلم أن عال الكائنات يشتمل على ذوات مضة ،كالعناصر و آثارها و الكونات الثلثة عنها .الت هي العدن و النبات و اليوان .و ه ذه كلها متعلقات القدرة اللية و على أفعال صادرة عن اليوانات ،واقعة بقصودها ،متعلقة بالقدرة الت جعل ال لا عليها :فمنه ا منتظ م مرتب ،و هي الفعال البشرية ،و منها غي منتظم و ل مرتب ،و هي أفعال اليوانات غي البشر .و ذلك الفكر يدرك الترتيب بي الوادث بالطبع أو بالوضع ،فإذا قصد إياد شيء من الشياء ،فلجل الترتيب بي الوادث لبد من التفطن بسببه أو علته أو شرطه ،و ه ي عل ى الملة مبادئه ،إذ ل يوجد إل ثانيا عنها و ل يكن إيقاع التقدم متأخرا ،و ل التأخر متقدما .و ذلك البدأ قد يكون له مبدأ آخر من تل ك البادئ ل يوجد إل متأخرا عنه ،و قد يرتقي ذلك أو ينتهي .فإذا انتهى إل آخر البادىء ف مرتبتي أو ثلث أو أزيد ،و ش رع ف العم ل الذي يوجد به ذلك الشيء بدأ بالبدأ الخي الذي انتهى إليه الفكر ،فكان أول عمله .ث تابع ما بعده إل آخر السببات ال ت ك انت أول فكرته .مثل :لو فكر ف إياد سقف يكنه انتقل بذهنه إل لائط الذي يدعمه ،ث إل الساس الذي يقف عليه الائط فهو آخر الفك ر .ث يبدأ ف العمل بالساس ،ث بالائط ،ث بالسقف ،و هو آخر العمل. و هذا معن قولم :أول العمل آخر الفكرة ،و أول الفكرة آخر العمل فل يتم فعل النسان ف الارج إل بالفكر ف هذه الرتبات لتوق ف بعضها على بعض .ث يشرع ف فعلها .و أول هذا الفكر هو السبب الخي ،و هو آخرها ف العمل .و أولا ف العمل هو الس بب الول و هو آخرها ف الفكر .و لجل العثور على هذا الترتيب يصل النتظام ف الفعال البشرية.
و أما الفعال اليوانية لغي البشر فليس فيها انتظام لعدم الفكر الذي يعثر به الفاعل علي الترتيب فيما يفعل .إذ اليوانات إنا تدرك بالواس و مدركاتا متفرقة خلية من الربط لنة ل يكون إل بالفكر .و لا كانت الواس العتبة ف عال الكائنات هي النتظمة ،و غي النتظمة إن ا هي تبع لا .اندرجت حينئذ أفعال اليوانات فيها ،فكانت مسخرة للبشر .و استولت أفعال البشر على عال الوادث .با فيه ،فكان كله ف طاعته و تسخره .و هذا معن الستحلف الشار إليه ف قوله تعال :إن جاعل ف الرض خليفة فهذا الفكر هو الاصة البشرية الت تيز با البشر عن غيه من اليوان .و على قدر حصول السباب و السببات ف الفكر مرتبة تكون إنسانيتة .فمن الناس من تتوال ل ه الس ببية ف مرتبتي أو ثلث ،و منهم من ل يتجاوزها ،و منهم من ينتهي إل خس أو ست فتكون إنسانيته أعلى .و اعتب ذلك بلعب الشطرنج :فإن ف اللعبي من يتصور الثلث حركات و المس الذي ترتيبها وضعي ،و منهم من يقصر عن ذلك لقصور ذهنه .و إن كان هذا الثال غي مطابق .لن لعب الشطرنج باللكة ،و معرفة السباب و السببات بالطبع .لكنه مثال يتذي به الناظر ف تعقل ما يورد عليه من القواعد .و ال خلق النسان و فضله على كثي من خلق تفضيل.
الفصل الثان عشر ف العقل التجريب و كيفية حدوثه إنك تسمع ف كتب الكماء قولم أن النسان هو مدن الطبع ،يذكرونه ف إثبات النبوات و غيها .و النسبة فيه إل الدينة ،و هي عندهم كناية عن الجتماع البشري .و معن هذا القول ،أنة ل تكن حياة النفرد من البشر ،و ل يتم وجوده إل مع أبناء جنسه .و ذلك لا هو عليه من العجز عن استكمال وجوده و حياته ،فهو متاج إل العاونة ف جيع حاجاته أبدا بطبعه .و تلك العاونة لبد فيها من الفاوضة أول ،ث الشاركة و ما بعدها .و ربا تفضي العاملة عند اتاد العراض إل النازعة و الشاجرة فتنشأ النافرة و الؤالفة .و الصداقة و العداوة .و يؤول إل الرب و السلم بي المم و القبائل .و ليس ذلك على أي وجه اتفق ،كما بي المل من اليوانات ،بل للبشر يا جعل ال فيه م م ن انتظام الفعال و ترتيبها بالفكر كما تقدم .جعل منتظما فيهم و يسرهم ليقاعه على وجوه سياسية و قواني حكمية .ينكبون فيه ا ع ن الفاسد إل الصال ،و عن السن إل القبيح ،بعد أن ييزوا القبائح و الفسدة .با ينشأ عن الفعل من ذلك عن تربة ص حيحة ،و ع وائد معروفة بينهم ،فيفارقون المل من اليوان .و تظهر عليهم نتيجة الفكر ف انتظام الفعال و بعدها عن الفاسد. هذه العان الت يصل با ذلك ل تبعد عن الس كل البعد و ل يتعمق فيها الناظر ،بل كلها تدرك بالتجربة و با يستفاد .لنا معان جزئية تتعلق بالسوسات و صدقها و كذبا ،يظهر قريبا ف الواقع ،فيستفيد طالبها حصول العلم با من ذلك .و يستفيد كل واحد من البشر القدر الذي يسر له منها مقتنصا له بالتجربة بي الواقع ف معاملة أبناء جنسه .حت يتعي له ما يب و ينبغي ،فعل و تركا .و تصل ف ملبس ة اللكة ف معاملة أبناء جنسه .و من تتبع ذلك سائر عمره حصل له العثور على كل قضية .و لبد با تسعه التجربة من الزمن .و قد يس هل ال على كثي من البشر تصيل ذلك ف أقرب زمن التجربة ،إذ قلد فيها الباء و الشيخة و الكابر ،و لقن عنهم و وعى تعليمهم ،فيستغن عن طول العانات ف تتبع الوقائع و اقتناص هذا العن من بينها .و من فقد العلم ف ذلك و التقليد فيه أو أعرض عن حس ن اس تماعه و اتباعه ،طال عناؤة ف التأديب بذلك ،فيجري ف غي مألوف و يدركها على غي نسبة ،فتوجد آدابه و فعاملته سيئة الوضاع بادية اللل، و يفسد حاله ف معاشه بي أبناء جنسه .و هذا معن القول الشهور :من ل يؤدبه والده أدبه الزمان .أي من ل يلقن الداب ف معاملة البشر من والديه و ف معناها الشيخة و الكابر و يتعلم ذلك منهم رجع إل تعلمه بالطبع من الواقعات على توال اليام ،فيكون الزمان معلمه و مؤدبة لضرورة ذلك بضرورة العاونة الت ف طبعه. و هذا هو العقل التجريب ،و هو يصل بعد العقل التمييزي الذي تقع به الفعال كما بيناه .و بعد هذين مرتبة العقل النظري الذي تكف ل يتفسيه أهل العلوم ،فل تتاج إل تفسيه ف هذا الكتاب .و ال وجعل لكم السمع والبصار والفئدة قليل ما تشكرون.
الفصل الثالث عشر :ف علوم البشر و علوم اللئكة
إنا نشهد ف أنفسنا بالوجدان الصحيح وجود ثلثة عوال :أولا :عال الس و نعتبه بدارك الس الذي شاركنا فيه اليوانات بالدراك .ث نعتبه الفكر الذي اختص به البشر فنعلم منه وجود النفس النسانية علما ضروريا با بي جنبينا من مدارك العلمية الت هي ف وق م دارك الس ،فتراه عالا آخر فوق عال الس .ث نستدل على عال ثالث فوقنا با ند فينا من آثاره الت تلقى ف أفئدتنا كالرادات و الوجه ات، نو الركات الفعلية ،فنعلم أن هناك فاعل يبعثنا عليها من عال فوق عالنا و هو عال الرواح و اللئكة .و فيه ذوات مدركة لوجود آثارها فينا مع ما بيننا و بينها من الغايرة .و ربا يستدل على هذا العال العلى الروحان و ذواته بالرؤيا و ما ند ف النوم ،و يلقى إلينا في ه م ن المور الت نن ف غفلة عنها ف اليقظة ،و تطابق الواقع ف الصحيحة منها ،فنعلم أنا حق و من عال الق .و أما أضغاث الحلم فص ور خيالية يزنا الدراك ف الباطن و يول فيها الفكر بعد الغيبة عن الس .و ل ند على هذا العال الروحان برهانا أوضح من هذا ،فنعلم ه كذلك على الملة و ل ندرك له تفصيل. و ما يزعمه الكماء الليون ف تفصيل ذواته و ترتيبها ،السماة عندهم بالعقول فليس شيء من ذلك بيقين لختلل شرط البهان النظري فيه .كما هو مقرر ف كلمهم ف النطق .لن من شرطه أن تكون قضاياه أولية ذاتية .و هذه الذوات الروحانية مهولة الذاتيات فل س بيل للبهان فيها .و ل يبقى لنا مدرك ف تفاصيل هذه العوال إل ما نقتبسه من الشرعيات الت يوضحها اليان و يكمها .و أعقد هذه الع وال ف مدركنا عال البشر ،لنه وجدان مشهود ف مداركنا السمانية و الروحانية .و يشترك ف عال الس مع اليوانات و ف عال العق ل و الرواح مع اللئكة الذين ذواتم من جنس ذواته ،و هي ذوات مردة عن السمانية و الادة ،و عقل صرف يتحد فيه العق ل و العاق ل و العقول ،و كأنه ذات حقيقتها الدراك و العقل ،فعلومهم حاصلة دائما مطابقة بالطبع لعلوماتم ل يقع فيها خلل البتة. و علم البشر هو حصول صورة العلوم ف ذواتم بعد أن ل تكون حاصلة .فهو كله مكتسب ،و الذات الت يصل فيها صور العلوم ات و هي النفس مادة هيولنية تلبس صور الوجود بصور العلومات الاصلة فيها شيئا فشيئا ،حت تستكمل ،و يصح وجودها بالوت ف مادتا و صورتا .فالطلوبات فيها مترددة بي النفي و الثبات دائما ،بطلب أحدها بالوسط الرابط بي الطرفي .فإذا حصل و صار معلوما افتقر إل بيان الطابقة ،و ربا أوضحها البهان الصناعي ،لكنه من وراء الجاب .و ليس كالعاينة الت ف علوم اللئكة .و قد ينكشف ذلك الجاب فيصي إل الطابقة بالعيان الدراكي .فقد تبي أن البشر جاهل بالطبع للتردد ف علمه ،و عال بالكسب و الصناعة لتحصيله الطلوب بفكرة الشروط الصناعية .و كشف الجاب الذي أشرنا إليه إنا هو بالرياضة بالذكار الت أفضلها صلة تنتهي عن الفحشاء و النكر .و ب التنه عن التناولت الهمة و رأسها الصوم ،و بالوجهة إل ال بميع قواه .و ال علم النسان ما ل يعلم.
الفصل الرابع عشر ف علوم النبياء عليهم الصلة و السلم إنا ند هذا الصنف من البشر تعتريهم حالة إلية خارجة عن منازع البشر و أحوالم فتغلب الوجهة الربانية فيهم على البش رية ف الق وى الدراكية و النوعية من الشهوة و الغضب و سائر الحوال البدنية .فتجدهم متنهي عن الحوال الربانية ،من العبادة و الذكر ل با يقتضي معرفتهم به ،فخبين عنة با يوحي إليهم ف تلك الالة ،من هداية المة على طريقة واحدة و سنن معهود منهم ل يتبدل فيهم كأنة جبل ة فطرهم ال عليها .و قد تقدم لنا الكلم ف الوحي أول الكتاب ف فصل الدركي للغيب .و بينا هنالك أن الوجود كله ف عواله البسيطة و الركبة على تركيب طبيعي من أعلها و أسفلها متصلة كلها اتصال ل ينخرم .و أن الذوات الت ف آخر كل أفق من العوال مس تعدة لن تنقلب إل الذات الت تاوزها من السفل و العلى .استعدادا طبيعيا .كما ف العناصر السمانية البسيطة .و كما ف النخل و الكرم من آخر أفق النبات مع اللزون و الصدف من أفق اليوان و كما ف القردة الت استجمع فيها الكيس و الدراك مع النس ان ص احب الفك ر و الروية .و هذا الستعداد الذي ف جانب كل أفق من العوال هو معن التصال فيها. و فوق العال البشري عال روحان ،شهدت لنا به الثار الت فينا منه ،با يعطينا من قوى الدراك و الرادة فذوات العلم العال إدراك صرف و تعقل مض ،و هو عال اللئكة ،فوجب من ذلك كله أن يكون للنفس النسانية استعداد للنسلخ من البشرية إل اللكية .لتصي بالفعل من جنس اللئكة وقتا من الوقات .و ف لة من اللمحات .ث تراجع بشريتها و قد تلقت ف عال اللكية ما كفلت بتبليغه إل أبناء جنسها من البشر .و هذا هو معن الوحي و خطاب اللئكة .و النبياء كلهم مفطورون عليه .كأنه جبلة لم و يعالون ف ذلك النس لخ م ن
الشدة و الغطيط ما هو معروف عنهم .و علومهم ف تلك الالة علم شهادة و عيان ،ل يلحقه الطأ و الزلل ،و ل يقع فيه الغلط و الوهم، بل الطابقة فيه ذاتية لزوال حجاب الغيب و حصول الشهادة الواضحة ،عند مفارقة هذه الالة إل البشرية ،ل تفارق علمه م الوض وح. استصحابا له من تلك الالة الول ،و لا هم عليه من الذكاء الفضي بم إليها ،يتردد ذلك فيهم دائما إل أن تكمل هداية المة الت بعثوا لا كما ف قوله تعال :إنا أنا بشر مثلكم يوحى إل أنا إلكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه .فافهم ذلك و راجع ما ق دمناه ل ك أول الكتاب ،ف أصناف الدركي للغيب ،يتضح لك شرحه و بيانه ،فقد بسطناه هنالك بسطا شافيا .و ال الوفق.
الفصل الامس عشر ف أن النسان جاهل بالذات عال بالكسب قد بينا أول هذه الفصول أن النسان من جنس اليوانات ،و أن ال تعال ميزه عنها بالفكر الذي جعل له ،يوقع به أفعاله على انتظام و هو العقل التمييزي أو يقتنص به العلم بالراء و الصلح و الفاسد من أبناء جنسه ،و هو العقل التجريب ،أو يصل به ف تصور الوجودات غائبا و شاهدا ،على ما هي عليه ،و هو العقل النظري ،و هذا الفكر إنا يصل له بعد كمال اليوانية فيه .و يبدأ من التمييز ،فهو قبل التمييز خلو من العلم بالملة ،معدود من اليوانات ،لحق ببدئه ف التكوين ،من النطفة و العلقة و الضغة .و ما حصل له بعد ذلك فهو با جعل ال له من مدارك الس و الفئدة الت هي الفكر .قال تعال ف المتنان علينا :و جعل لكم السمع و البصار و الفئدة فهو ف الالة الول قب ل التمييز هيول فقط .لهله بميع العارف .ث تستكمل صورته بالع ل الذي يكتسبه بآلته ،فكمل ذاته النسانية ف وجودها .و انظر إل قوله تعال مبدأ الوحي على نبيه اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق النسان من علق * اقرأ وربك الكرم * الذي علم بالقلم * علم النسان ما ل يعلم أي أكسبه من العلم ما ل يكن حاصل له بعد أن كان علقة و مضغة فقد كشفت لنا طبيعته و ذاته ما هو عليه من الهل الذات و العلم الكسب و أشارت إليه الية الكرية تقرر فيه المتنان عليه بأول مراتب وجوده .و هي النسانية .و حالتاه الفطرية و الكسبية ف أول التنيل و مبدأ الوحي .و كان ال عليما حكيما.
الفصل السادس عشر :ف كشف الغطاء عن التشابه من الكتاب و السنة و ما حدث لجل ذلك من طوائف السنية و البتدعة ف العتقادات اعلم أن ال سبحانه بعث إلينا نبينا ممدا صلى ال عليه و سلم يدعونا إل النجاة و الفوز بالنعيم و أنزل عليه الكتاب الكري باللسان العرب البي .ياطبنا فيه بالتكاليف الفضية بنا إل ذلك .و كان ف خلل هذا الطاب ،و من ضروراته ،ذكر صفاته سبحانه و أس ائه ،ليعرفن ا بذاته ،و ذكر الروح التعلقة بنا ،و ذكر الوحي و اللئكة ،الوسائط بينه و بي رسله إلينا .و ذكر لنا يوم البعث و إن ذاراته و ل يعي لن ا الوقت ف شيء منه .و ثبت ف هذا القرآن الكري حروفا من الجاء مقطعة ف أوائل بعض سوره ،ل سبيل لنا إل فهم الراد با .و سى هذه النواع كلها من الكتاب متشابا .و ذم على اتباعها فقال تعال :هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات مكمات هن أم الكت اب وأخ ر متشابات فأما الذين ف قلوبم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إل ال والراسخون ف العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إل أولو اللباب ،و حل العلماء من سلف الصحابة و التابعي هذه الية على أن الكمات هي البينات الثابتة الحكام .و لذا قال الفقهاء ف اصطلحهم :الكم التضح العن .و أما التشابات فلهم فيها عبارات .فقيل هي الت تفتقر إل نظر و تفسي تصحح معناها ،لتعارضها مع آية أخرى أو مع العقل ،فتخفى دللتها و تشتبه .و على هذا قال ابن عباس :التشابه يؤمن به و ل يعمل به و قال ماهد و عكرمة :كلما سوى آيات الحكام و القصص متشابه و عليه القاضي أبو بكر و إمام الرمي .و قال الث وري و الش عب و جاعة من علماء السلف :التشابه ،ما ل يكن سبيل إل علمه ،كشروط الساعة و أوقات النذارات و حروف الجاء ف أوائل الس ور ،و قوله ف الية هن أم الكتاب أي معظمة و غالبة و التشابه أقله ،و قد يرد إل الكم .ث ذم التبعي للمتشابه بالتأويل أو بملها على معان ل تفهم منها ف لسان العرب الذي خوطبنا به .وساهم أهل زيغ ،أي ميل عن الق من الكفار و الزنادقة و جهلة أهل البدع .و أن فعلهم ذلك قصد الفتنة الت هي الشرك أو اللبس على الؤمني أو قصدا لتأويلها با يشتهونه فيقتدون به ف بدعتهم.
ث أخب سبحانه بأنه استأثر بتأويلها و ل يعلمه إل هو فقال :و ما يعلم تأويله إل ال .ث أثن على العلماء باليان ب ا فق ط .فق ال :و الراسخون ف العلم يقولون آمنا به .و لذا جعل السلف و الراسخون مستأنفا و رجحوه على العطف لن اليان بالغيب أبلغ ف الثناء و مع عطفه إنا يكون إيانا بالشاهد .لنم يعلمون التأويل حينئذ فل يكون غيبا .و يعضد ذلك قوله كل من عند ربنا و يدل على أن التأويل فيها غي معلوم للبشر .إن اللفاظ اللغوية إنا يفهم .منها العان الت وضعها العرب لا ،فإذا استحال إسناد الب إل مب عنه جهلنا مدلول الكلم حينئذ ،و إن جاءنا من عند ال فوضنا علمه إليه و ل نشغل أنفسنا بدلول نلتمسه ،فل سبيل لنا إل ذلك .و قد قالت عائش ة رض ي ال عنها :إذا رأيتم الذين يادلون ف القرآن ،فهم الذين عن ال ،فاحذروهم .هذا مذهب السلف ف اليات التشابة .و جاء ف السنة ألف اظ مثل ذلك مملها عندهم ممل اليات لن النبع واحد. و إذا تقررت أصناف التشابات على ما قلناه ،فلنرجع إل اختلف الناس فيها .فأما ما يرجع منها على ما ذكروه إل الساعة و أشراطها و أوقات النذارات و عدد الزبانية وأمثال ذلك ،فليس هذا و ال أعلم من التشابه ،لنه ل يرد فيه لفظ ممل و ل غيه و إن ا ه ي أزمن ة لادثات استأثر ال بعلمها بنصه ف كتابه و على لسان نبيه .و قال :إنا علمها عند ال .و العجب من عدها من التشابه .و أم ا ال روف القطعة ف أوائل السور فحقيقتها حروف الجاء و ليس ببعيد أن تكون مرادة .و قد قال الزمشري :فيها إشارة إل بعد الغاية ف العجاز، لن القرآن النل مؤلف منها ،و البشر فيها سواء ،و التفاوت موجود ف دللتها بعد التأليف .و إن عدل عن هذا الوجه ال ذي يتض من الدللة على القيقة فإنا يكون بنقل صحيح ،كقولم ف طه ،إنه نداء من طاهر و هادي و أمثال ذلك .و النقل الص حيح متع ذر ،فيجيء التشابه فيها من هذا الوجه .و أما الوحي واللئكة و الروح و الن ،فاشتباهها من حاء دللتها القيقية لنا غي متعارفة ،فجاء التشابه فيها من أجل ذلك .و قد ألق بعض الناس با كل ما ف معناها من أحوال القيامة و النة والدجال و الفت و الشروط ،و ما هو بلف العوائد الألوفة ،و هو غي بعيد ،إل أن المهور ل يوافقونم عليه .و سيما التكلمون فقد عينوا ماملها على ما تراه ف كتبهم ،و ل يبق من التشابه إل الصفات الت وصف ال با نفسه ف كتابه و على لسان نبيه ،ما يوهم ظاهره نقصا أو تعجيزا .و قد اختلف الناس ف هذه الظواهر م ن بعد السلف الذين قررنا مذهبهم .و تنازعوا و تطرقت البدع إل العقائد .فلنشر إل بيان مذاهبهم و إيثار الصحيح منه على الفاسد فنقول ،و ما توفيقي إل بال :اعلم أن ال سبحانه وصف نفسه ف كتابه بأنه عال ،قادر ،شديد ،حي ،سيع ،بصي .متكلم ،جلي ل ،كري ،ج واد، منعم ،عزيز ،عظيم .و كذا أثبت لنفسه اليدين و العيني و الوجه و القدم واللسان ،إل غي ذلك من الصفات :فمنها ما يقتض ي ص حة ألوهية .مثل العلم والقدرة و الرادة .ث الياة الت هي شرط جيعها ،و منها ما هي صفة كمال ،كالسمع و البصر و الكلم ،و منه ا م ا يوهم النقص كالستواء و النول و اليء ،و كالوجه و اليدين و العيني الت هي صفات الدثات .ث أخب الشارع أنا نرى ربنا يوم القيامة كالقمر ليلة البدر ،ل نضام ف رؤيته كما ثبت ف الصحيح. فأما السلف من الصحابة و التابعي فأثبتوا له صفات اللوهية و الكمال و فوضوا إليه ما يوهم النقص ساكتي عن مدلوله .ث اختلف الناس من بعدهم و جاء العتزلة فأثبتوا هذه الصفات أحكاما ذهنية مردة ،و ل يثبتوا صفة تقوم بذاته .و سوا ذلك توحيدا ،و جعل وا النس ان خالقا لفعاله .و ل تتعلق با قدرة ال تعال ،سيما الشرور و العاصي منها ،إذ يتنع على الكيم فعلها .و جعلوا مراعاة الصلح للعباد واجبة عليه .و سوا ذلك عدل ،بعد أن كانوا أول يقولون بنفي القدر ،و أن المر كله فستأنف بعلم حادث و قدرة و إرادة كذلك ،كما ورد ف الصحيح .و أن عبد ال بن عمر تبأ من معبد الهن و أصحابه القائلي بذلك .و انتهى نفي القدر إل واصل بن عطاء الغزال ،منهم ،تلميذ السن البصري ،لعهد عبد اللك بن مروان .ث آخرا إل معمر السلمي و رجعوا عن القول به .و كان منهم أبو الذيل العلف ،و هو شيخ العتزلة .أخذ الطريقة عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل .و كان من صفات القدر ،و اتبع رأي الفلسفة ف نفي الص فات الوجودي ة لظهور مذاهبهم يومئذ. ث جاء إبراهيم النظام ،و قال بالقدر ،و اتبعوه .و طالع كتب الفلسفة و شدد ف نفي الصفات و قرر قواعد العتزال .ث جاء ال احظ و الكعب و البائي .و كانت طريقتهم تسمى علم الكلم :إما لا فيها من الجاج و الدال .و هو الذي يسمى كلم ا ،و إم ا أن أص ل طريقتهم نفي صفة الكلم .فلهذا كأنا الشافعي يقول :حقهم أن يضربوا بالريد و يطاف بم .و قرر هؤلء طريقتهم أثبتوا منه ا و ردوا، إل أن ظهر الشيخ أبو السن الشعري و ناظر بعض مشيختهم ف مسائل الصلح و الصلح ،فرفض طريقتهم ،و كان على رأي عب د ال بن سعيد بن كلب و أب العباس القلنسي و الرث ابن أسد الاسب من أتباع السلف و على طريقة السنة .فأيد مقالتم بالجج الكلمية
و أثبت الصفات ل قائمة بذات ال تعال ،من العلم و القدرة و الرادة الت يتم با دليل التمانع وتصح العجزات للنبي اء .و ك ان م ن مذهبهم إثبات الكلم و السمع و البصر لنا وإن أوهم ظاهرا النقص بالصوت و الرف السمانيي ،فقد وجد للكلم عند العرب مدلول آخر غي الروف و الصوت ،و هو ما يدور ف اللد .و الكلم حقيقة فيه دون الول ،فأثبتوها ل تعال و انتفى إيهام النقص .و أثبتوا هذه الضفة قدية عامة التعلق بشأن الصفات الخرى .و صار القرآن اسا مشتركا بي القدي بذات ال تعال .و هو الكلم النفس ي و ال دث الذي هو الروف الؤلفة القروءة بالصوات .فإذا قيل قدي ،فالراد الول ،و إذا قيل مقروء ،مسموع ،فلدللة القراءة و الكتاب ة علي ه .و تورع المام أحد بن حنبل من إطلق لفظ الدوث عليه ،لنه ل يسمع من السلف قبله :ل إنه يقول أن الصاحف الكتوبة قدية ،و ل أن القراءة الارية على السنة قدية .و هو شاهدها فحدثه .و إنا منعه من ذلك الورع الذي كان عليه .و أما غي ذلك فإنكار للضروريات ،و حاشاة منه .و أما السمع و البصر ،و إن كان يوهم إدراك الارحة .فهو يدل أيضا لغة على إدراك السموع و البصر و ينتفي إيهام النق ص حينئذ لنه حقيقة لغوية فيهما .و أما لفظ الستواء و اليء و النول و الوجه و اليدين و العيني و أمثال ذلك ،فعدلوا عن حقائقها اللغوية لا فيها من إيهام النقص بالتشبيه إل مازاتا ،على طريقة العرب ،حيث تتعذر حقائق اللفاظ ،فيجعون إل الاز .كما ف قوله تعال :يريد أن ينقض و أمثاله ،طريقة معروفة .لم غي منكرة و ل مبتدعة .وحلهم على هذا التأويل ،و إن كان مالفا لذهب السلف ف التف ويض أن جاعة من أتباع السلف و هم الدثون و التأخرون من النابلة ارتكبوا ف ممل هذه الصفات فحملوها على صفات ثابتة ل تعال ،مهولة الكيفية .فيقولون ف استوى على العرش تثبت له استواء ،بيث مدلول اللفظة .فرارا من تعطيله .و ل نقول بكيفيته فرارا من القول بالتشبيه الذي تنفيه آيات السلوب ،من قوله ليس كمثله شيء سبحان ال عما يصفون تعال ال عما يقول الظالون ل يلد و ل يولد و ل يعلمون مع ذلك أنم ولوا من باب التشبيه ف قولم بإثبات استواء ،و الستواء عند أهل اللغة إنا موضوعه الستقرار و التمكن .و هو جسمان .و أما التعطيل الذي يشنعون بإلزامه ،و هو تعطيل اللفظ ،فل مذور فيه .و إنا الذور ف تعطيل اللة .و كذلك يشنعون بإلزام التكلي ف ب ا ل يطاق و هو تويه .لن التشابه ل يقع ف التكاليف ،ث يدعون أن هذا مذهب السلف ،و حاشا ل من ذلك .و إنا مذهب السلف ما قررناه أول من تفويض الراد با إل ال ،و السكوت عن فهمها .و قد يتجون لثبات الستواء ل بقول مالك :إن الستواء معلوم الثب وت ل و حاشاه من ذلك ،لنة يعلم مدلول الستواء .و إنا أراد أن الستواء معلوم من ال ،و هو السمان .و كيفيت ه أي حقيقت ه .لن حق ائق الصفات كلها كيفيات ،و هي مهولة الثبوت ل .و كذلك يتجون على إثبات الكان بديث السوداء .و أنا لا قال لا النب صلى ال عليه و سلم :أين ال ؟ و قالت ف السماء ،فقال أعتقها فإنا مؤمنة .والنب صلى ال عليه و سلم ل يثبت لا اليان بإثباتا الكان ل ،بل لن ا آمنت با جاء به من ظواهر ،أن ال ف السماء ،فدخلت ف جلة الراسخي الذين يؤمنون بالتشابه من غي كشف عن معناه .و القطع بنفي الكان حاصل من دليل العقل الناف للفتقار .و من أدلة السلوب الؤذنة بالتنيه مثل ليس كمثله شيء ،وأشباهه .و من قوله :و ه و ال ف السموات و ف الرض ،إذ الوجود ل يكون ف مكاني ،فليست ف هذا للمكان قطعا ،و الراد غيه .ث طردوا ذلك المل الذي ابتدعوه ف ظواهر الوجه و العيني و اليدين ،و النول و الكلم بالرف والصوت يعلون لا مدلولت أعم من السمانية و ينه ونه ع ن م دلول السمان منها .و هذا شيء ل يعرف ف اللغة .و قد درج على ذلك الول و الخر منهم و نافرهم أهل السنة م ن التكلمي الش عرية و النفية .و رفضوا عقائدهم ف ذلك ،و وقع بي متكلمي النفية ببخارى و بي المام ممد بن إساعيل البخاري ما هو مع روف .و أم ا السمة ففعلوا مثل ذلك ف إثبات السمية .و أنا ل كالجسام .و لفظ السم له يثبت ف منقول الشرعيات .و إنا جرأهم عليه إثبات هذه الظواهر ،فلم يقتصروا عليه ،بل توغلوا و أثبتوا السمية .يزعمون فيها مثل ذلك و ينهونه بقول متناقض سفساف ،و هو قولم :جسم ل كالجسام .و السم ف لغة العرب هو العميق الدود و غي هذا التفسي من أنه القائم بالذات أو الرك ب م ن ال واهر و غي ذل ك، فاصطلحات للمتكلمي يريدون با غي الدلول اللغوي .فلهذا كان السمة أوغل ف البدعة بل والكفر .حيث أثبتوا ل وصفا موها يوهم النقص ل يرد ف كلمه .و ل كلم نبيه .فقد تبي لك الفرق بي مذاهب السلف و التكلمي السنية و الدثي والبتدع ة م ن العتزل ة و السمة با أطلعناك عليه .و ف الدثي غلة يسمون الشبه لتصريهم بالتشبيه ،حت إنه يكى عن بعضهم أنه قال :أعفون م ن اللحي ة و الفرج و سلوا عما بدا لكم من سواها .و إن ل يتأول ذلك لم ،بأنم يريدون حصر ما ورد من هذه الظواهر الوهة .و حلها على ذل ك المل الذي لئمتهم ،و إل فهو كفر صريح و العياذ بال .و كتب أهل السنة مشحونة بالجاج على هذه البدع .و بسط الرد عليهم بالدلة الصحيحة .و إنا أومأنا إل ذلك إياء يتميز به فصول القالت و جلها .و المد ل الذي هدانا لذا و ما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال.
و أما الظواهر الفية الدلة و الدللة ،كالوحي و اللئكة و الروح و الن والبزخ و أحوال القيامة والدجال و الفت و الشروط .و سائر ما هو متعذر على الفهم أو مالف للعادات ،فإن حلناه على ما يذهب إليه الشعرية ف تفاصيله ،و هم أهل السنة .فل تشابه ،و إن قلنا في ه بالتشابه ،فلنوضح القول فيه بكشف الجاب عنه فنقول :اعلم أن العال البشري أشرف العوال من الوجودات ،و أرفعه ا .و ه و و إن اتدت حقيقة النسانية فيه فله أطوار يالف كل واحد منها الخر بأحوال تتص به حت ،كأن القائق فيها متلفة. فالطور الول :عاله السمان بسه الظاهر و فكره العاشي و سائر تصرفاته الت أعطاه إياها وجوده الاضر. الطور الثان :عال النوم ،و هو تصور اليال بانفاذ تصوراته جائلة ف باطنه فيدرك منها بواسه الظاهرة مردة عن الزمنة و المكنة و سائر الحوال السمانية ،و يشاهدها ف إمكان ليس هو فيه .و يدث للصال منها البشرى با يترقب من مسراته الدنيوية و الخروية ،كما وعد به الصادق صلوات ال عليه .و هذان الطوران عامان ف جيع أشخاص البشر ،و ها متلفان ف الدارك كما تراه. الطور الثالث :طور النبوة ،و هو خاص بإشراف صنف البشر با خصهم ال به من معرفته و توحيده .و تنل ملئكته عليه م ب وحيه .و تكليفهم بإصلح البشر ف أحوال كلها مغايرة للحوال البشرية الظاهرة. الطور الرابع :طور الوت الذي تفارق أشخاص البشر فيه حياتم الظاهرة إل وجود قبل القيامة يسمى البزخ يتنعمون فيه و يعذبون عل ى حسب أعمالم ث يفضون إل يوم القيامة الكبى ،و هي دار الزاء الكب نعيما و عذابا ف النة أو ف النار. و الطوران الولن شاهدها وجدان .و الطور الثالث النبوي شاهده العجزة و الحوال الختصة بالنبياء ،و الطور الرابع شاهده م ا تنل على النبياء من وحي ال تعال ف العاد و أحوال البزخ و القيامة ،مع أن العقل يقتضي به ،كما نبهنا ال عليه ،ف كثي من آيات البعثة .و من أوضح الدللة على صحتها أن أشخاص النسان لو ل يكن لم وجود آخر بعد الوت غي هذه الشاهد يتلقى فيه أحوال تليق به .لكان إياده الول عبثا .إذ الوت إذا كان عدما كان مآل الشخص إل العدم .فل يكون لوجوده الول حكمة .و العبث على الكيم مال .وإذا تقررت هذه الحوال الربعة ،فلنأخذ ف بيان مدارك النسان فيها كيف تتلف اختلفا بينا يكشف لك غور التشابه .فأما مداركه ف الطور الول فواضحة جلية .قال ال تعال :وال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والبصار والفئدة .فبهذه الدارك يستول على ملكات العارف و يستكمل حقيقة إنسانية و يوف حق العبادة الفضية به إل النجاة. و أما مداركه ف الطور الثان .و هو طور النوم .فهي الدارك الت ف الس الظاهر بعينها .لكن ليست ف الوارح كما هي ف اليقظة .لكن الرأي يتيقن كل شيء أدركه ف نومه ل يشك فيه و ل يرتاب .مع خلو الوارح عن الستعمال العادي لا .و الناس ف حقيقة هذه ال ال فريقان :الكماء ،يزعمون أن الصور اليالية يدفعها اليال بركة الفكر إل الس الشترك الذي هو الفصل الشترك بي الس الظ اهر و الس الباطن .فتصور مسوسة بالظاهر ف الواس كلها .و يشكل عليهم هذا بأن الرائي الصادقة الت هي من ال تعال أو من اللك أثبت و أرسخ ف الدراك من الرائي اليالية الشيطانية ،مع أن اليال فيها على ما قرروه واحد. الفريق الثان :التكلمون .أجلوا فيها القول .و قالوا :هو إدراك يلقه ال ف الاسة فيقع كما يقع ف اليقظة .و هذا أليق و إن كنا ل نتصور كيفيته. و هذا الدراك النومي أوضح شاهد على ما يقع بعده من الدارك السية ف الطوار. و أما الطور الثالث ،و هو طور النبياء .فالدارك السية فيها مهولة الكيفية .عند وجدانيته عندهم بأوضح م ن اليقي .فيى الن ب ال و اللئكة .و يسمع كلم ال منه أو من اللئكة .و يرى النة و النار ،و العرش و الكرسي ،و يترق السموات السبع ف إسرائه و يرك ب الباق فيها ،و يلقى النبيي هنالك .و يصلى بم ،و يدرك أنواع الدارك السية كما يدرك ف طوره السمان و النومي ،بعلم ضروري يلقه ال له ،ل بالدراك العادي للبشر ف الوارح .و ل يلتفت ف ذلك إل ما يقوله ابن سينا من تنيله أمر النبوة على أمر النوم ف دفع الي ال صورة إل الس الشترك .فإن الكلم عليهم هنا أشد من الكلم ف النوم ،لن هذا التنيل طبيعة واحدة كما قررناه ،فيكون على هذا حقيقة الوحي و الرؤيا من النب واحدة ف يقينها و حقيقتها .و ليست كذلك على ما علمت من رؤيا النب صلى ال عليه و سلم قبل الوحي س تة أشهر و أنا كانت بدة الوحي و مقدمته .و يشعر ذلك بأنه رؤية ف القيقة .و كذلك حال الوحي ف نفسه فقد كان يص عب علي ه و يقاسي منه شدة كما هي ف الصحيح .حت كان القرآن يتنل عليه آيات مقطعات .و بعد ذلك نزل عليه براءة ف غزوة تبوك جلة واحدة، و هو يسي على ناقته .فلو كان ذلك من تنل الفكر إل اليال فقط ،و من اليال إل الس الشترك ،ل يكن بي هذه الالت فرق .و أما
الطور الرابع ،و هو طور الموات ف برزخهم الذي أوله القب .و هم مردون عن البدن .أو ف بعثتهم عن دما يرجع ون إل الجس ام. فمداركهم السية موجودة ،فيى اليت ف قبه اللكان يسألنه .و يرى مقعده من النة أو النار بعين رأسه ،و يرى شهود النازة و يسمع كلمهم و خفق نعالم ف النصراف عنه ،و يسمع ما يذكرونه به من التوحيد أو من تقرير الشهادتي ،و غي ذل ك .و ف الص حيح أن رسول ال صلى ال عليه و سلم وقف على قليب بدر و فيه قتلى الشركي من قريش ،و ناداهم بأسائهم ،فقال عمر :يا رسول ال ! أتكلم هؤلء اليف ؟ فقال صلى ال عليه و سلم :و الذي نفسي بيده ،ما أنتم بأسع منهم لا أقول .ث ف البعثة يوم القيامة يع اينون بأس ائهم و أبصارهم كما كانوا يعاينون ف الياة من نعيم النة على مراتبه و عذاب النار على مراتبه ،و يرون اللئكة و يرون رب م ،كم ا ورد ف الصحيح :إنكم ترون ربكم يوم القيامة ،كالقمر ليلة البدر ل تضامون ف رؤيته .و هذه الدارك ل تكن لم ف .الياة الدنيا و هي حس ية مثلها .و تقع ف الوارح بالعلم الضروري الذي يلقه ال كما قلناه .و سر هذا أن تعلم أن النفس النسانية هي تنشأ بالبدن و بداركه ،فإذا فارقت البدن بنوم أو بوت أو صار النب حالة الوحي من الدارك البشرية إل الدارك اللكية ،فقد استصبحت ما كان معها م ن ال دارك البشرية مردة عن الوارح ،فيدرك با ف ذلك الطور أي إدراك شاءت منها ،أرفع من إدراكها ،و هي ف السد .قاله الغزال رح ه ال ،و زاد على ذلك أن النفس النسانية صورة تبقى لا .بعد الفارقة فيها العينان و الذنان و سائر الوارح الدركة أمثال لا ،كان ف الب دن و صورا. و أنا أقول :إنا يشي بذلك إل اللكات الاصلة من تصريف هذه الوارح ف بدنا زيادة على الدراك .فإذا تفطنت لذا كله علمت أن هذه الدارك موجودة ف الطوار الربعة لكن ليس على ما كانت ف الياة الدنيا ،و إنا هي تتلف بالقوة و الضعف بسب ما يعرض لا م ن الحوال .و يشي التكلمون إل ذلك إشارة مملة بأن ال يلق فيها علما ضروريا بتلك الدارك .أي مدرك كان ،و يعنون به ه ذا الق در الذي أوضحناه .و هذه نبذة أومأنا با إل ما يوضح القول ف التشابه .و لو أوسعنا الكلم فيه لقصرت الدارك عنه .فلنفرع إل ال سبحانه ف الداية و الفهم عن أنبيائه و كتابه ،با يصل به الق ف توحيدنا .و الظفر بنجاتنا و ال يهدي من يشاء.
الفصل السابع عشر :ف علم التصوف هذا العلم من العلوم الشرعية الادثة ف اللة و أصله أن طريقة هؤلء القوم ل تزل عند سلف المة و كبارها من الصحابة و التابعي و م ن بعدهم طريقة الق والداية و أصلها العكوف على العبادة و النقطاع إل ال تعال و العراض عن زخرف الدنيا و زينتها ،و الزهد فيم ا يقبل عليه المهور من لذة و مال و جاه والنفراد عن اللق ف اللوة للعبادة و كان ذلك عاما ف الصحابة و السلف .فلما فشا القب ال على الدنيا ف القرن الثان و ما بعده و جنح الناس إل مالطة الدنيا اختص القبلون على العبادة باسم الصوفية و التصوفة .و قال القش يي رحه ال :ول يشهد لذا السم اشتقاق من جهة العربة و ل قياس .و الظاهر أنه لقب .و من قال اشتقاقه من الصفاء أو من الصفة فبعيد من جهة القياس اللغوي ،قال :و كذلك من الصوف لنم ل يتصوا بلبسه .قلت :و الظهر إن قيل بالشتقاق أنه من الصوف و هم ف الغالب متصون بلبسه لا كانوا عليه من فخالفه الناس ف لبس فاخر الثياب إل لبس الصوف فلما اختص هؤلء بذهب الزهد و النفراد عن اللق و القبال على العبادة اختصوا بآخذ مدركة لم و ذلك أن النسان با هو إنسان إنا يتميز عن سائر اليوان بالدراك و إدراك ه نوع ان: إدراك للعلوم و العارف من اليقي و الفن و الشك و الوهم و إدراك للحوال القائمة من الفرح و الزن و القبض و البس ط و الرض ى و الغضب و الصب و الشكر و أمثال ذلك .فالروح العاقل والتصرف ف البدن تنشأ من إدراكات و إرادات و أحوال و هي ال ت يي ز ب ا النسان .و بعضها ينشأ من بعض كما ينشأ العلم من الدلة و الفرح و الزن عن إدراك الؤل أو التلذذ به و النشاط عن المام و الكس ل عن العياء .و كذلك الريد ف ماهدته و عبادته لبد و أن ينشأ له عن ف ماهدة حال نتيجة تلك الاهدة .و تلك الال إما أن تكون نوع عبادة فترسخ و تصي مقاما للمريد و إما أن ل تكون عبادة و إنا تكون صفة حاصلة للنفس من حزن أو سرور أو نشاط أو كس ل أو غي ذلك من القامات .و ل يزال الريد يترقى من مقام إل مقام إل أن ينتهي إل التوحيد و العرفة الت هي الغاية الطلوبة للسعادة .قال صلى ال عليه و سلم :من مات يشهد أن ل إله إل ال دخل النة فالريد لبد له من الترقي ف هذه الطوار و أصلها كله ا الطاع ة و الخلص و يتقدمها اليان و يصاحبها ،و تنشأ عنها الحوال و الصفات نتائج و ثرات .ث تنشأ عنها أخرى و أخرى إل مقام التوحيد و العرف ان .و
إذا وقع ،تقصي ف النتيجة أو خلل فنعلم أنه إنا أتى من قبل التقصي ف الذي قبله .و كذلك ف الواطر النفسانية و الواردات القلبية .فلهذا يتاج الريد إل ماسبة نفسه ف سائر أعماله و ينظر ف حقائقها لن حصول النتائج عن العمال ضروري و تصورها من اللل فيها كذلك. و الريد يد ذلك بذوقه و ياسب نفسه على أسبابه .و ل يشاركهم ف ذلك إل القليل من الناس لن الغفلة عن هذا كأنا شاملة .و غاي ة أهل العبادات إذا ل ينتهوا إل هذا النوع أنم يأتون بالطاعات ملصة من نظر الفقه ف الجزاء و المتثال .و هؤلء يبحثون ع ن نتائجه ا بالذواق و الواجد ليطلعوا على أنا خالصة من التقصي أو ل ،فظهر أن أصل طريقتهم كلها ماسبة النفس على الفعال و التروك و الكلم ف هذه الذواق و الواجد الت تصل عن الاهدات ث تستقر للمريد مقاما يترقى منها إل غيها ث لم مع ذلك آداب مصوص ة ب م و اصطلحات ف ألفاظ تدور بينهم إذ الوضاع اللغوية إنا هي للمعان التعارفة .فإذا عرض من العان ما هو غي متعارف اص طلحنا ع ن التعبي عنه بلفظ يتيسر فهمة منه .فلهذا اختص هؤلء بذا النوع من العلم الذي ليس لواحد غيهم من أهل الشريعة الكلم فيه .و صار علم الشريعة على صنفي :صنف مصوص بالفقهاء و أهل الفتيا و هي الحكام العامة ف العبادات و العادات و العاملت .و صنف مص وص بالقوم ف القيام بذه الاهدة و ماسبة النفس عليها و الكلم ف الذواق و الواجد العارضة ف طريقها و كيفية الترقي منه ا م ن ذوق إل ذوق و شرح الصطلحات الت تدور بينهم ف ذلك .فلما كتبت العلوم و دونت و ألف الفقهاء ف الفقه و أصوله و الكلم و التفسي وغي ذلك .كتب رجال من أهل هذه الطرقة ف طريقهم فمنهم من كتب ف الورع و ماسبة النفس على القتداء ف الخذ و الترك كم ا فعل ه القشيي ف كتاب الرسالة و السهرودي ف كتاب عوارف العارف و أمثالم .و جع الغزال رحه ال بي المرين ف كتاب الحياء ف دون فيه أحكام الورع و القتداء ث بي آداب القوم وسننهم و شرح اصطلحاتم ف عباراتم و صار علم التصوف ف اللة علما مدونا بع د أن كانت الطريقة عبادة فقط و كانت أحكامها إنا تتلقى من صدور الرجال كما وقع ف سائر العلوم الت دونت بالكت اب م ن التفس ي و الديث و الفقه والصول و غي ذلك .ث إن هذه الاهدة و اللوة و الذكر يتبعها غالبا كشف حجاب الس و الطلع على عوال من أمر ال ليس لصاحب الس إدراك شيء منها .و الروح من تلك العوال .و سبب هذا الكشف أن .الروح إذا رجع ف الس الظاهر إل الباطن ضعفت أحوال الس و قويت أحوال الروح و غلب سلطانه و تدد نشؤه أعان على ذلك الذكر فإنه كالغذاء لتنمية الروح و ل يزال ف نو و تزيد إل أن يصي شهودا بعد أن كان علما .و يكشف حجاب الس ،و يتم وجود النفس الت لا من ذاتا .و هو عي الدراك .فيتعرض حينئذ للمواهب الربانية و العلوم اللدنية و الفتح اللي و تقرب ذاته ف تقيق حقيقتها من الفق العلى أفق اللئكة .و هذا الكشف كثيا ما يعرض لهل الاهدة فيدركون من حقائق الوجود مال يدرك سواهم و كذلك يدركون كثيا من الواقعات قبل وقوعه ا و يتص رفون بممهم و قوى نفوسهم ف الوجودات السفلية و تصي طوع إرادتم .فالعظماء منهم ل يعتبون هذا الكشف و ل يتصرفون و ل ي بون عن حقيقة شيء ل يؤمروا بالتكلم فيه بل يعدون ما يقع لم من ذلك منة و يتعوذون منة إذا هاجهم .و قد كان الصحابة رضي ال عنه م على مثل هذه الاهدة و كان حظهم من هذه الكرامات أوفر الظوظ لكنهم ل يقع لم با عناية .و ف فضائل أب بكر و عمر و عثمان و علي رضي ال عنهم كثي منها .و تبعهم ف ذلك أهل الطريقة من اشتملت رسالة القشيي على ذكرهم و من تبع طريقتهم من بعدهم .ث إن قوما من التأخرين انصرفت عنايتهم إل كشف الجاب و الكلم ف الدارك الت وراءه و اختلفت طرق الرياضة عنهم ف ذلك باختلف تعليمهم ف إماتة القوى السية و تغذية الروح العاقل بالذكر حت يصل للنفس إدراكها الذي لا من ذاتا بتمام نشوتا و تغ ذيتها ف إذا حصل ذلك زعموا أن الوجود قد انصر ف مداركها حينئذ و أنم كشفوا ذوات الوجود و تصوروا حقائقها كلها من العرش ث إل الطش. هكذا قال الغزال رحه ال ف كتاب الحياء بعد أن ذكر صورة الرياضة .ث إن هذا الكشف ل يكون صحيحا كامل عندهم إل إذا ك ان ناشئا عن الستقامة لن الكشف قد يصل لصاحب الوع و اللوة و إن ل يكن هناك استقامة كالسحرة و غيهم من الرتاضي .و لي س مرادنا إل الكشف الناشئ عن الستقامة و مثاله أن الرآة الصقيلة إذا كانت مدبة أو مقعرة و حوذي با جهة الرئي فإنه يتشكل فيه معوجا على غي صورته .و إن كانت مسطحة تشكل فيها الرئي صحيحا .فالستقامة للنفس كالنبساط للمرآة فيما ينطبع فيها من الحوال .و لا عن التأخرون بذا النوع من الكشف تكلموا ف حقائق الوجودات العلوية و السفلية و حقائق اللك و الروح و العرش و الكرسي و أمثال ذلك .و قصرت مدارك من ل يشاركهم ف طريقهم عن فهم أذواقهم و مواجدهم ف ذلك .و أهل الفتيا بي فنكر عليهم و مسلم ل م .و ليس البهان و الدليل بنافع ف هذا الطريق ردا و قبول إذ هي من قبيل الوجدانيات.
تفصيل و تقيق :يقع كثيا ف كلم أهل العقائد من علماء الديث و الفقه أن ال تعال مباين لخلوقاته .و يقع للمتكلمي أنة ل مباين و ل متصل .و يقع للفلسفة أنة ل داخل العال و ل خارجه .و يقع للمتأخرين من التصوفة أنه متحد بالخلوقات :إما بعن اللول فيها ،أو بعن إنه هو عينها .و ليس هناك غيه جلة و ل تفصيل .فلنبي تفصيل هذه الذاهب و نشرح حقيقة كل واحد منها ،حت تتضح معانيها فنقول، إن الباينة تقال لعنيي: أحدها الباينة ف اليز و الهة ،و يقابله التصال .و نشعر هذه القابلة على هذه التقيد .بالكان إما صريا و هو تسيم ،أو لزوم ا و ه و تشبيه من قبيل القول بالهة .و قد نقل مثله عن بعض علماء السلف من التصريح بذه الباينة ،فيحتمل غي هذا العن .و من أجل ذلك أنكر التكلمون هذه الباينة وقالوا :ل يقال ف البارئ أنة مباين ملوقاته ،و ل متصل با ،لن ذلك إنا يكون للمتحيزات .و ما يقال من أن الل ل يلو عي التصاف بالعن و ضده .فهو مشروط بصحة التصاف أول ،و أما مع امتناعه فل ،بل يوز اللو عن العن و ضده .كما يقال ف الماد ،ل عال و ل جاهل ،و ل قادر و ل عاجز ول كاتب و ل أمي .و صحة التصاف بذه الباينة مشروط بالصول ف الهة عل ى ما تقرر من مدلولا .و البارئ سبحانه منه عن ذلك .ذكره ابن التلمسان ف شرح اللمع لمام الرمي و قال :و ل يقال ف البارئ مب اين للعال و ل متصل به ،و ل داخل فيه و ل خارج عنة .و هو معن ما يقول الفلسفة أنة ل داخل العال و ل خارجه ،يناء على وجود الواهر غي التحيزة .و أنكرها التكلمون لا يلزم من مساواتا للبارئ ف أخص الصفات .و هو مبسوط ف علم الكلم. وأما العن الخر للمباينة ،فهو الغايرة و الخالفة فيقال :البارئ مباين لخلوقاته ف ذاته و هويته و وجوده و ص فاته .و يق ابله الت اد و المتزاج والختلط .و هذه الباينة هي مذهب أهل الق كلهم من جهور السلف و علماء الشرائع و التكلمي و التصوفة القدمي أه ل الرسالة و من نا منحاهم .و ذهب جاعة من التصوفة التأخرين الذين صيوا الدارك الوجدانية علمية نظرية ،إل أن البارئ تع ال متح د بخلوقاته ف هويته و وجوده و صفاته .و ربا زعموا أنة مذهب الفلسفة قبل أرسطو ،مثل أفلطون و سقراط ،و هو الذي يقينه التكلمون حيث ينقلونه ف علم الكلم عن التصوفة و ياولون الرد عليه لنه ذاتان ،تنتفي إحداها ،أو تندرج اندراج الزء .فإن تلك مغايرة صرية. و ل يقولون بذلك .و هذا التاد هو اللول الذي تدعيه النصارى ف السيح عليه السلم و هو أغرب لنه حلول قدي ف مدث أو ات اده به .و هو أيضا عي ما تقوله المامية من الشيعة ف الئمة .و تقرير هذا التاد ف كلمهم على طريقي: الول :أن ذات القدي كائنة ف الدثات مسوسها و معقولا ،متحدة با ف التصورين ،و هي كلها مظاهر له ،و هو الق ائم عليه ا ،أي القدم لوجودها بعن لوله كانت عدما و هو رأي أهل اللول. الثانية :طريق أهل الوحدة الطلقة و كأنم استشعروا من تقرير أهل اللول الغيية النافية لعقول التاد ،فنفوها بي القدي و بي الخلوقات ف الذات و الوجود و الصفات .و غالطوا ف غيية الظاهر الدركة بالس و العقل بأن ذلك من الدارك البشرية ،و هي أوهام .و ل يريدون الوهم الذي هو قسيم العلم و الفن و الشك ،إنا يريدون أنا كلها عدم ف القيقة ،و وجود ف الدرك البشري فقط .و ل وجود بالقيق ة إل للقدي ،ل ف الظاهر و ل ف الباطن كما نقرره بعد ،بسب المكان .و التعويل ف تعقل ذلك على النظر و الستدلل ،كما ف الدارك البشرية ،غي مفيد ،لن ذلك إنا نقل من الدارك اللكية ،وإنا هي حاصلة للنبياء بالفطرة و من بعدهم للولياء بدايتهم .و قصد من يقصد الصول عليها بالطريقة العلمية ضلل .و ربا قصد بعض الصنفي ذلك ف كشف الوجودات و ترتيب حقائقه على طريق أهل الظاهر فأتى يالغمض فالغمض. و ربا قصد بعض الصنفي بيان مذهبهم ف كشف الوجود و ترتيب حقائقه فأتى ب الغمض ف الغمض بالنس بة إل أه ل النظ ر و الصطلحات و العلوم كما فعل الفرغان شارح قصيدة ابن الفارض ف الديباجة الت كتبها ف صدر ذلك الشرح ف إنه ذك ر ف ص دور الوجود عن الفاعل و ترتيبه أن الوجود كله صادر عن صفة الوحدانية الت هي مظهر الحدية و ها معا صادران عن الذات الكرية الت هي عي الوحدة ل غي .و يسمون هذا الصدور بالتجلي .و أول مراتب التجليات عندهم تلي الذات على نفسه و هو يتضمن الكمال بإفاضة الياد و الظهور لقوله ف الديث الذي يتناقلونه :كنت كنا مفيا فأحببت أن أعرف فخلقت اللق ليعرفون و هذا الكم ال ف الي اد التنل ف الوجود و تفصيل القائق و هو عندهم عال العان و الضرة الكمالية و القيقة المدية و فيها حقائق الصفات و اللوح و القلم و حقائق النبياء و الرسل أجعي و الكمل من أهل اللة المدية .و هذا كله تفصيل القيقة المدية .و يصدر عن هذه القائق حقائق أخرى ف الضرة البائية و هي مرتبة الثال ث عنها العرش ث الكرسي ث الفلك ،ث عال العناصر ،ث عال التركيب .هذا ف عال الرتق فإذا تل ت
فهي ف عال الفتق .و يسمى هذا الذهب مذهب أهل التجلي و الظاهر و الضرات و هو كلم ل يقتدر أهل النظر إل تص يل مقتض اه لغموضه و انغلقه و بعد ما بي كلم صاحب الشاهدة و الوجدان و صاحب الدليل .و ربا أنكر بظاهر الشرع .هذا الترتيب و ك ذلك ذهب آخرون منهم إل القول بالوحدة الطلقة و هو رأي أغرب من الول ف تعقله و تفاريعه .يزعمون فيه أن الوجود له قوى ف تفاص يله با كانت حقائق الوجودات و صورها و موادها .و العناصر إنا كانت با فيها من القوى و كذلك مادتا لا ف نفسها ق وة ب ا ك ان وجودها .ث إن الركبات فيها تلك القوى متضمنة ف القوة الت كان با التركيب ،كالقوة العدنية فيها قوى العناصر بيولها و زيادة القوة العدنية ث القوة اليوانية تتضمن القوة العدنية و زيادة قوتا ف نفسها و كذا القوة النسانية مع اليوانية ث الفلك يتضمن القوة النسانية و زيادة .و كذا الذوات الروحانية و القوة الامعة للكل من غي تفصيل هي القوة اللية الت انبثت ف جيع الوجودات كلي ة و جزئي ة و جعتها و أحاطت با من كل وجه .ل من جهة الظهور و ل من جهة الفاء و ل من جهة الصورة و ل من جهة الادة فالكل واحد و ه و نفس الذات اللية و هي ف القيقة واحدة بسيطة و العتبار هو الفصل لا كالنسانية مع اليوانية .أل ترى أنا مندرجة فيه ا و كائن ة بكونا .فتارة يثلونا بالنس مع النوع ،ف كل موجود كما ذكرناه و تارة بالكل مع الزء على طريقة الثال .و هم ف هذا كله يفرون من التركيب و الكثرة بوجه من الوجوه و إنا أوجبها عندهم الوهم و اليال .و الذي يظهر من كلم ابن دهقان ف تقرير ه ذا ال ذهب أن حقيقة ما يقولونه ف الوحدة شبيه با تقوله الكماء ف اللوان من أن وجودها مشروط بالضوء فإذا عدم الضوء ل تكن اللوان موج ودة بوجه .و كذا عندهم الوجودات السوسة كلها مشروطة بوجود الدرك السي ،بل و الوجودات العقولة و التوهة أيضا مشروطة بوجود الدرك العقلي فإذا الوجود الفصل كله مشروط بوجود الدرك البشري .فلو فرضنا عدم الدرك البشري جلة ل يكن هناك تفصيل الوج ود بل هو بسيط واحد فالر و البد و الصلبة و اللي بل والرض و الاء و النار و السماء و الكواكب ،إنا وجدت لوجود الواس الدركة لا لا جعل ف الدرك من التفصيل الذي ليس ف الوجود و إنا هو ف الدارك فقط فإذا فقدت الدارك الفصلة فل تفصيل إنا هو إدراك واحد و هو أنا ل غيه .و يعتبون ذلك بال النائم فإنه إذا نام و فقد الس الظاهر فقد كل مسوس و هو ف تلك الال إل ما يفصله له الي ال. قالوا :فكذا اليقظان إنا يعتب تلك الدركات كلها على التفصيل بنوع مدركه البشري ولو قدر فقد مدركه فقد التفصيل و هذا ه و معن قولم الوهم ل الوهم الذي هو من جلة الدارك البشرية .هذا ملخص رأيهم على ما يفهم من كلم ابن دهقان و هو ف غاية السقوط لن ا نقطع بوجود البلد الذي نن مسافرون عنه و إليه يقينا مع غيبته عن أعيننا و بوجود السماء الظلة و الكواكب و سائر الشياء الغائبة عنا .و النسان قاطع بذلك و ل يكابر أحد نفسه ف اليقي مع أن الققي من التصوفة التأخرين يقولون إن الريد عند الكشف ربا يعرض له توهم هذه الوحدة و يسمى ذلك عندهم مقام المع ث يترقى عنه إل التمييز بي الوجودات و يعبون عن ذلك بقام الفرق و هو مقام الع ارف القق و لبد للمريد عندهم من عقبة المع و هي عقبة صعبة لنه يشى على الريد من وقوفه عندها فتخسر صفقته فقد تبينت مراتب أهل هذه الطريقة ث إن كل هؤلء التأخرين من التصوفة التكلمي ف الكشف و فيما وراء الس توغلوا ف ذلك فذهب الكثي منهم إل اللول و الوحدة كما أشرنا إليه و ملئوا الصحف منه مثل الروي ف كتاب القامات له و غيه .و تبعهم ابن العرب و ابن سبعي و تلميذها اب ن العفيف وابن الفارض و النجم السرائيلي ف قصائدهم .و كان سلفهم مالطي للساعيلية التأخرين من الرافضة الدائني أيضا ب اللول و إلية الئمة مذهبا ل يعرف لولم فأشرب كل واحد من الفريقي مذهب الخر .و اختلط كلمهم و تشابت عقائدهم .و ظه ر ف كلم التصوفة القول بالقطب و معناه رأس العارفي .يزعمون أنه ل يكن أن يساويه أحد ف مقامه ف العرفة حت يقبضه ال .ث ي ورث مق امه لخر من أهل العرفان .و قد أشار إل ذلك ابن سينا ف كتاب الشارات ف فضول التصوف منها فقال :جل جناب الق أن يكون ش رعة لكل وارد أو يطلع عليه إل الواحد بعد الواحد .و هذا كلم ل تقوم عليه حجة عقلية ،و ل دليل شرعي و إنا هو من أنواع الطابة و هو بعينه ما تقوله الرافضة و دانوا به .ث قالوا بترتيب وجود البدال بعد هذا القطب كما قاله الشيعة ف النقباء .حت إنم لا أسندوا لباس خرقة التصوف ليجعلوه أصل لطريقتهم و نلتهم رفعوه إل علي رضي ال عنه و هو من هذا العن أيضا .و إل فعلي رضي ال عنه ل يتص م ن بي الصحابة بتخليه و ل طريقة ف لباس و ل حال .بل كان أبو بكر و عمر رضي ال عنهما أزهد الناس بعد رسول ال صلى ال علي ه و سلم و أكثرهم عبادة .و ل يتص أحد منهم ف الدين بشيء يؤثر عنه ف الصوص بل كان الصحابة كلهم أسوة ف ال دين و الزه د و الاهدة.
تشهد بذلك سيهم و أخبارهم ،نعم إن الشيعة ييلون با ينعلون من ذلك اختصاص علي رضي ال عنه بالفضائل دون م ن س واه م ن الصحابة ذهابا مع عقائد التشيع العروفة لم .و الذي يظهر أن التصوفة بالعراق ،لا ظهرت الساعيلية من الشيعة ،و ظه ر كلمه م ف المامة و ما يرجع إليها ما هو معروف ،فاقتبسوا من ذلك الوزانة بي الظاهر و الباطن و جعلوا المامة لسياس ة الل ف ف النقي اد إل الشرع ،و أفردوه بذلك أن ل يقع اختلف كما تقرر ف الشرع .ث جعلوا القطب لتعليم العرفة بال لنه رأس العارفي ،و أفردوه ب ذلك تشبيها بالمام ف الظاهر و أن يكون على وزانه ف الباطن و سوه قطبا لدار العرفة عليه ،و جعلوا البدال كالنقباء مبالغة ف التشبيه فتأم ل ذلك. يشهد لذلك من كلم هؤلء التصوفة ف أمر الفاطمي و ما شحنوا كتبهم ف ذلك ما ليس لسلف التصوفة فيه كلم بنفي أو إثبات و إن ا هو مأخوذ من كلم الشيعة و الرافضة و مذاهبهم ف كتبهم .و ال يهدي إل الق. تذييل :و قد رأيت أن أجلب هنا فصل من كلم شيخنا العارف كبي الولياء بالندلس ،أب مهدي عيسى بن الزيات كان يقع ل ه أك ثر الوقات على أ بيات الروي الت وقعت له ف كتاب القامات توهم القول بالوحدة الطلقة أو يكاد يصرح با و بقوله: إذ كل من وحده جاحد ما وحد الواحد من واحد تثنيه أبطلها الواحد توحيد من ينطق عن نعته و نعت من ينعته لحد توحيده إياه توحيده فيقول رحه ال على سبيل العذر عنه :استشكل الناس إطلق لفظ المود على كل من وحد الواحد و لفظ اللاد على من نعته و وصفه. و استبشعوا هذه البيات و حلوا قائلها على الكفر و استخفوه .و نن نقول على رأي هذه الطائفة أن معن التوحيد عن دهم انتق اء عي الدوث بثبوت عي القدم و أن الوجود كله حقيقة واحدة وانية واحدة .و قد قال أبو سعيد الزار من كبار القوم :الق عي ما ظه ر و عي ما بطن .و يرون أن وقوع التعدد ف تلك القيقة وجود الثنينية .و هم باعتبار حضرات الس بنلة صور الضلل و الصدا و الرأى. و أن كل ما سوى عي القدم ،إذا استتبع فهو عدم .و هذا معن :كان ال ،و ل شيء معه ،و هو الن على ما هو عليه كان عندهم .و معن قول كبي الذي صدقه رسول ال صلى ال عليه و سلم ف قوله :أل كل شيء ،ما خل ال باطل .قالوا :فمن وحد و نعت ،فقد قال بوجد مدث .هو نفسه ،و توحيد مدث هو فعله ،موجود قدير ،هو معبود. و قد تقدم معن التوحيد انتقاء عي الدوث ،و عي الدوث ،الن ثابتة بل متعددة ،و التوحيد محود والدعوى كاذبة .كمن يقول لغيه، و ها معا ف بيت واحد :ليس ف البيت غيك ،فيقول الخر بلسان حاله :ل يصح هذا إل لو عدمت أنت ! و قد ق ال بع ض الققي ف قولم :خلق ال الزمان ،هذه ألفاظ تناقض أصولا لن خلق الزمان متقدم على الزمان و هو فعل لبد من وقوعه ف الزمان .و إنا حل ذلك ضيق العبارة عن القائق و عجز اللغات عن تأدية الق فيها و با .فإذا تقق أن الوحد هو الوحد ،و عدم ما سواه جلة .ص ح التوحي د حقيقة .و هذا معن قولم ل يعرف ال إل ال و ل حرج على من وحد الق مع بقاء الرسوم و الثار ،و إنا هو من باب :حسنات البرار سيئات القربي .لن ذلك لزم التقييد و العبودية و الشفعية .و من ترقى إل مقام المع كان ف حقه نقصا ،مع علمه برتبته ،و أنه تل بيس تستلزمه العبودية و يرمعه الشهود و يطهر من دنس حدوثه عي المع .و أعرق الصناف ف هذا الزعم القائلون بالوحدة الطلقة .و م دار العرفة بكل اعتبار على النتهاء إل الواحد ،و إنا صدر هذا القول من الناظم على سبيل التحريض و التنبيه و التفطي لقام أعلى ترتفع في ه الشفعية و يصل التوحيد الطلق عينا ل خطابا .و عبارة :فمن سلم استراح و من نازعته حقيقة أنس بقوله :كنت س عه و بص ره .و إذا عرفت العان ل مشاحة ف اللفاظ .و الذي يفيده هذا كله تقق أمر فوق هذا الطور ،ل نطق فيه و ل خب عنه .و هذا القدار من الشارة كاف .و التعمق ف مثل هذا حجاب .و هو الذي أوقع ف القالت العروفة .انتهى كلم الشيخ أب مهدي الزيات ،و نقلته من كتاب الوزير أب الطيب الذي ألفه ف البة .و ساه التعريف بالب الشريف .و قد سعته من شيخنا أب مهدي مرارا .إل أن رأيت رسوم الكتاب أوعى له .لطول عهدي به .و ال الوفق. ث إن كثيا من الفقهاء و أهل الفتيا انتدبوا للرد على هؤلء التأخرين ف هذه القالت و أمثالا و شلوا بالنكي سائر ما وقع لم ف الطريقة. و الق أن كلمهم معهم فيه تفصيل فإن كلمهم ف أربعة مواضع :أحدها الكلم على الاهدات و ما يصل م ن الذواق و الواج د و ماسبة النفس على أعمالا لتحصل تلك الذواق الت تصي مقاما و يترقى منة إل غيه كما قلناه و ثانيه ا الكلم ف الكش ف والقيق ة
الدركة من عال الغيب مثل الصفات الربانية و العرش و الكرسي واللئكة و الوحي و النبؤة و الروح و حقائق كل موجود غائب أو شاهد و تركيب اللوان ف صدورها عن موجودها و تكونا كما مر ،و ثالثها التصرفات ف العوال والكوان بأنواع الكرامات ،و رابعها ألف اظ موهة الظاهر صدرت من الكثي من أئمة القوم يعبون عنها ف اصطلحهم بالشطحات تستشكل ظواهرها فمنكر و مسن و متأول .فأم ا الكلم ف الاهدات و القامات و ما يصل من الذواق والواجد ف نتائجها و ماسبة النفس على التقصي ف أسبابا فأمر ل مدفع فيه لحد و أذواقهم فيه صحيحة و التحقق با هو عي السعادة .و أما الكلم ف كرامات القوم و أخبارهم بالغيبات و تصرفهم ف الكائنات .ف أمر صحيح غي منكر .و إن مآل بعض العلماء إل إنكارها فليس ذلك من الق .و ما احتج به الستاذ أبو إسحاق السفرائن من أئمة الشعرية على إنكارها للتباسها بالعجزة فقد فرق الققون من أهل السنة بينهما بالتحدي و هو دعوى وقوع العجزة على وفق ما جاء به .قالوا :ث إن وقوعها على وفق دعوى الكاذب غي مقدور لن دللة العجزة على الصدق عقلية فإن صفة نفسها التصديق .فلو وقعت مع الك اذب لتبدلت صفة نفسها و هو مال .هذا مع أن الوجود شاهد بوقوع الكثي من هذه الكرامات و إنكارها نوع مكابرة .و قد وقع للص حابة و أكابر السلف كثي من ذلك و هو معلوم مشهور .و أما الكلم ف الكشف و إعطاء حقائق العلويات و ترتيب صدور الكائن ات ف أكثر كلمهم فيه نوع من التشابه لا أنه وجدان عندهم و فاقد الوجدان عندهم بعزل عن أذواقهم فيه .و اللغات ل تعطى له دللة على مرادهم منه لنا ل توضع إل للتعارف و أكثره من السوسات .فينبغي أن ل نتعرض لكلمهم ف ذلك و نتركه فيما تركناه من التشابه و من رزقه ال فهم شيء من هذه الكلمات على الوجه الوافق لظاهر الشريعة فأكرم با سعادة .و أما اللفاظ الوهة الت يعبون عنها بالش طحات و يوآخذهم با أهل الشرع فاعلم أن النصاف ف شأن القوم أنم أهل غيبة عن الس و الواردات تلكهم حت ينطقوا عنها با ل يقصدونه و صاحب الغيبة غي ماطب و البور معذور .فمن علم منهم فضله و اقتداؤه حل على القصد الميل من هذا و أمث اله و أن العب ارة ع ن الواجد صعبة لفقدان الوضع لا كما وقع لب يزيد البسطامي و أمثاله .و من ل يعلم فضله و ل اشتهر فموآخذ با صدر عنه من ذلك إذا ل يتبي لنا ما يملنا على تأويل كلمه .و أما من تكلم بثلها و هو حاضر ف حسه و ل يلكه الال فموآخذ أيضا .و لذا أف ت الفقه اء و أكابر التصوفة بقتل اللج لنه تكلم ف حضور و هو مالك لاله .و ال أعلم .و سلف التصوفة من أهل الرسالة أعلم اللة الذين أش رنا إليهم من قبل ل يكن لم حرص على كشف الجاب و ل هذا النوع من الدراك إنا ههم التباع و القتداء ما استطاعوا .و من عرض له شيء من ذلك أعرض عنه و ل يفل به بل يفرون منه و يرون أنة من العوائق و الن و أنه إدراك من إدراكات النفس ملوق ح ادث و أن الوجودات ل تنحصر ف مدارك النسان .و علم ال أوسع و خلقه أكب و شريعته بالداية أملك فل ينطقون بشيء ما يدركون .بل حظروا الوض ف ذلك و منعوا من يكشف له الجاب من أصحابم من الوض فيه و الوقوف عنده بل يلتزمون طريقتهم كما ك انوا ف ع ال الس قبل الكشف من التباع و القتداء و يأمرون أصحابم بالتزامها .و هكذا ينبغي أن يكون حال الريد و ال الوفق للصواب.
الفصل الثامن عشر :ف علم تعبي الرؤيا هذا العلم من العلوم الشرعية و هو حادث ف اللة عندما صارت العلوم صنائع و كتب الناس فيها .و أما الرؤيا و التعبي ل ا فق د ك ان موجودا ف السلف كما هو ف اللف .و ربا كان ف اللوك و المم من قبل إل أنه ل يصل إلينا للكتفاء فيه بكلم الع بين م ن أه ل السلم .و إل فالرؤيا موجودة ف صنف البشر على الطلق و لبد من تعبيها .فلقد كان يوسف الصديق صلوات ال عليه يع ب الرؤي ا كما وقع ف القرآن .و كذلك ثبت عن الصحيح عن النب صلى ال عليه و سلم و عن أب بكر رضي ال عنه و الرؤيا مدرك م ن م دارك الغيب .و قال صلى ال عليه و سلم :الرؤيا الصالة جزء من ستة و أربعي جزءا من النبؤة .و قال :ل يبق من البشرات إل الرؤيا الص الة يراها الرجل الصال أو ترى له و أول ما بدأ به النب صلى ال عليه و سلم من الوحي الرؤيا فكان ل يرى رؤيا إل جاءت مثل فلق الصبح .و كان النب صلى ال عليه و سلم إذا انفتل من صلة الغداة يقول لصحابه :هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ يسألم عن ذلك ليستبشر ب ا وقع من ذلك ما فيه ظهور الدين و إعزازه .و أما السبب ف كون الرؤيا مدركا للغيب فهو أن الروح القلب و هو البخار اللطيف النبع ث من تويف القلب اللحمي ينتشر ف الشريانات و مع الدم ف سائر البدن و به تكمل أفعال القوى اليوانية و إحساسها .فإذا أدرك ه اللل بكثرة التصرف ف الحساس بالواس المس و تصريف القوى الظاهرة و غشي سطح البدن ما يغشاه من برد الليل انبس الروح من سائر
أقطار البدن إل مركزه القلب فيستجم بذلك لعاودة فعله فتعطلت الواس الظاهرة كلها و ذلك هو معن النوم كما تقدم ف أول الكتاب .ث إن هذا الروح القلب هو مطية للروح العاقل من النسان و الروح العاقل مدرك لميع ما ف عال المر بذاته إذ حقيقته و ذاته عي الدراك. و إنا ينع من تعلقه للمدارك الغيبية ما هو فيه من حجاب الشتغال بالبدن و قواه و حواشه .فلو قد خل من هذا الجاب و ترد عنه لرجع إل حقيقته و هو عي الدراك فيعقل كل مدرك .فإذا ترد عن بعضها خفت شواغله فلبد له من إدراك لة من عاله بقدر ما ترد له و هو ف هذه الالة قد خفت شواغل الس الظاهر كلها و هي الشاغل العظم فاستعد لقبول ما هنالك من الدارك اللئقة من عاله .و إذا أدرك ما يدرك من عواله رجع به إل بدنه .إذ هو ما دام ف بدنه جسمان ل يكنه التصرف إل بالدارك السمانية .و الدارك السمانية للعلم إنا هي الدماغية و التصرف منها هو اليال .فإنه ينتزع من الصور السوسة صورا خيالية ث يدفعها إل الافظة تفظها له إل وقت الاجة إليها عند النظر و الستدلل .و كذلك ترد النفس منها صورا أخرى نفسانية عقلية فيترقى التجريد من السوس إل العقول و اليال واس طة بينهما .و لذلك إذا أدركت النفس من عالها ما تدركه ألقته إل اليال فيصوره بالصورة الناسبة و يدفعه إل الس الشترك فياه النائم كأنة مسوس فيتنل الدرك من الروح العقلي إل السي .و اليال أيضا واسطة .هذه حقيقة الرؤيا .و من هذا التقرير يظهر لك الفرق بي الرؤيا الصالة وأضغاث الحلم الكاذبة فإنا كلها صور ف اليال حالة النوم .و لكن إن كانت تلك الصور متتزلة من الروح العقلي الدرك فهو رؤيا .و إن كانت مأخوذة من الصور الت ف الافظة الت كان اليال أودعها إياها منذ اليقظة فهي أضغاث أحلم. و اعلم أن للرؤيا الصادقة علمات تؤذن بصدقها و تشهد بصحتها فيستشعر الرائي البشارة من ال ما ألقى إليه ف نومه :فمنها سرعة انتباه الرائي عندما يدرك الرؤيا ،كأنة يعاجل الرجوع إل الس باليقظة و لو كان مستغرقا ف نومه ،لتقل ما ألقي عليه من ذلك الدراك فيفر من تلك الالة إل حالة الس الت تبقى النفس فيها منغمسة بالبدن و عوارضه ،و منها ثبوت ذلك الدراك و دوامه بانطب اع تل ك الرؤي ا بتفاصيلها ف حفظه فل يتخيلها سهو و ل نسيان .و ل يتاج إل إحضارها بالفكر و التذكي ،بل تبقى متصورة ف ذهن ه إذا انتب ه .و ل يغرب عنه شيء منها ،لن الدراك النفسان ليس بزمان و ل يلحقه ترتبت ،بل يدركه دفعة ف زمن فرد .و أضغاث الحلم زمانية .لنا ف القوى الدماغية يستخرجها اليال من الافظة إل الس الشترك كما قلناه .و أفعال البدن كلها زمانية فيلحقها الترتيب ف الدراك و التقدم و التأخر .و يعرض النسيان العارض للقوى الدماغية .و ليس كذلك مدارك النفس الناطقة إذ ليست بزمانية ،و ل ترتيب فيها .و ما ينطب ع فيها من الدراكات فينطبع دفعة واحدة ف أقرب من لح البصر .و قد تبقى الرؤيا بعد النتباه .حاضرة ف الفظ أياما من العمر .ل تش ذ بالغفلة عن الفكر بوجه إذا كان الدراك الول قويا ،و إذا كان إنا يتذكر الرؤيا بعد النتباه من النوم بإعمال الفكر و الوجهة إليها ،و ينسى الكثي من تفاصيلها حت يتذكرها فليست الرؤيا بصادقة ،و إنا هي من أضغاث الحلم .و هذه العلمات من خواص الوحي .قال ال تعال لنبيه صلى ال عليه و سلم :ل ترك به لسانك لتعجل به * إن علينا جعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ث إن علينا بيانه و الرؤيا لا نسبة من النبوة و الوحي كما ف الصحيح .قال صلى ال عليه و سلم :الرؤيا جزء من ستة و أربعي جزءا من النبوة فلخواصها أيض ا نس بة إل خواص النبوة .بذلك القدر ،فل تستبعد ذلك ،فهذا وجه الق .و ال الالق لا يشاء. و أما معن التعبي فاعلم أن الروح العقلي إذا أدرك مدركة و ألقاه إل اليال فصوره فإنا يصوره ف الصور الناسبة لذلك العن بعض الشيء كما يدرك معن السلطان العظم فيصوره اليال بصورة البحر أو يدرك العداوة فيصورها اليال ف صورة الية .فإذا استيقظ و هو ل يعلم من أمره إل أنه رأى البحر أو الية فينظر العب بقوة التشبيه بعد أن يتيقن أن البحر صورة مسوسة و أن الدرك وراءها و هو يهتدي بقرائن أخرى تعي له الدرك فيقول مثل :هو السلطان لن البحر خلق عظيم يناسب أن يشبه با السلطان و كذلك الية يناسب أن تشبه بالع دو لعظم ضررها و كذا الوان تشبه بالنساء لنن أوعية وأمثال ذلك .و من الرئي ما يكون صريا ل يفتقر إل تعبي للئها و وض وحها أو لقرب الشبه فيها بي الدرك و شبهه .و لذا وقع ف الصحيح الرؤيا ثلث :رؤيا من ال و رؤيا من اللك و رؤيا من الشيطان .فالرؤيا ال ت من ال هي الصرية الت ل تفتقر إل تأويل و الت من اللك هي الرؤيا الصادقة تفتقر إل التعبي و الرؤيا الت من الشيطان هي الض غاث .و اعلم أن اليال إذا ألقى إليه الروح مدركه .فإنا يصوره ف القوالب العتادة للحس و ما ل يكن الس أدركه قط من القوالب فل يصور فيه شيئا فل يكن من ولد أعمى أن يصور له السلطان بالبحر و ل العدو بالية و ل النساء بالوان لنه ل يدرك شيئا من هذه و إنا يصور ل ه اليال أمثال هذه ف شبهها و مناسبها من جنس مداركه الت هي السموعات و الشمومات .و ليتحفظ العب من مثل هذا فربا اختلط ب ه التعبي و فسد قانونه .ث إن علم التعبي علم بقواني كلية يبن عليها العب عبارة ما يقص عليه .و تأويله كما يقولون :البح ر ي دل عل ى
السلطان ،و ف موضع آخر يقولون :البحر يدل على الغيظ ،و ف موضع آخر يقولون :البحر يدل على الم والمر الف ادح .و مث ل م ا يقولون :الية تدل على العدو ،و ف موضع آخر يقولون :هي كات سر ،و ف موضع آخر يقولون :تدل على الياة و أمثال ذلك .فيحف ظ العب هذه القواني الكلية ،و يعب ف كل موضع با تقتضيه القرائن الت تعي من هذه القواني ما هو أليق بالرؤيا .و تلك الق رائن منه ا ف اليقظة و منها ف النوم و منها ما ينقدح ف نفس العب بالاصية الت خلقت فيه و كل ميسر لا خلق له .و ل يزل هذا العل م فتن اقل بي السلف .و كان ممد بن سيين فيه من أشهر العلماء و كتب عنه ف ذلك القواني و تناقلها الناس لذا العهد .و ألف الكرمان فيه من بعده. ث ألف التكلمون التأخرون و أكثروا .و التداول بي أهل الغرب لذا العهد كتب ابن أب طالب القيوان من علماء القيوان مثل المتع و غيه و كتاب الشارة للسالي من أنفع الكتب فيه و أحضرها .و كذلك كتاب الرقبة العليا لبن راشد من مشيختنا بتونس .و ه و عل م مضيء ينور النبؤة للمناسبة الت بينهما و لكونا كانت من مدارك الوحي كما وقع ف الصحيح و ال علم الغيوب.
الفصل التاسع عشر :ف العلوم العقلية و أصنافها و أما العلوم العقلية الت هي طبيعية للنسان من حيث إنه ذو فكر فهي غي متصة بلة بل بوجه النظر فيها إل أهل اللل كلهم و يستوون ف مداركها و مباحثها .و هي موجودة ف النوع النسان منذ كان عمران الليقة .و تسمى هذه العلوم علوم الفلسفة و الكمة و هي مشتملة على أربعة علوم :الول علم النطق و هو علم يعصم الذهن عن الطأ ف اقتناص الطالب الهولة من المور الاصلة العلومة و فائدته تيي ز الطأ من الصواب .فيما يلتمسه الناظر ف الوجودات و عوارضها ليقف على تقيق الق ف الكائنات نفيا و ثبوتا بنتهى فكره .ث النظر بعد ذلك عندهم إما ف السوسات من الجسام العنصرية و الكونة عنها من العدن و النبات و اليوان و الجسام الفلكية والركات الطبيعية. و النفس الت تنبعث عنها الركات و غي ذلك .و يسمى هذا الفن بالعلم الطبيعي و هو العلم الثان منها .و إما أن يكون النظر ف الم ور الت وراء الطبيعة من الروحانيات و يسمونه العلم اللي و هو الثالث منها .و العلم الرابع و هو الناظر ف القادير و يشتمل على أربعة علوم و تسمى التعاليم .أولا :علم الندسة و هو النظر ف القادير على الطلق .إما النفصلة من حيث كونا معدودة أو التصلة و هي إما ذو بعد واحد و هو الط أو ذو بعدين و ف السطح ،أو ذو أبعاد ثلثة و هو السم التعليمي .ينظر ف هذه القادير و ما يعرض لا إما من حي ث ذاتا أو من حيث نسبة بعضها إل بعض .و ثانيها علم الرتاطيقي و هو معرفة ما يعرض للكم النفصل الذي هو العدد و يؤخذ ل ه م ن الواص و العوارض اللحقة .و ثالثها علم الوسيقى و هو معرفة نسب الصوات و النغم بعضها من بعض و تقديرها بالعدد و ثرته معرف ة تلحي الغناء .و رابعها علم اليئة و هو تعيي الشكال للفلك و حصر أوضاعها و تعددها لكل كوكب من السيارة و الثابتة والقيام على معرفة ذلك من قبل الركات السماوية الشاهدة الوجودة لكل واحد منها و من رجوعها و استقامتها و إقبالا و إدبارها .فه ذه أص ول العلوم الفلسفية و هي سبعة :النطق و هو القدم منها و بعده التعاليم فالرتاطيقي أول ث الندس ة ث اليئة ث الوس يقى ث الطبيعي ات ث الليات و لكل واحد منها فروع تتفرع عنه .فمن فروع الطبيعيات الطب و من فروع علم العدد علم الساب والفرائض و الع املت و من فروع اليئة الزياج و هي قواني لساب حركات الكواكب و تعديلها للوقوف على مواضعها مت قصد ذلك و من فروعها النظ ر ف النجوم على الحكام النجومية و نن نتكلم عليها واحدا بعد واحد إل آخرها .و اعلم أن أكثر من عن با ف الجيال الذين عرفنا أخبارهم المتان العظيمتان ف الدولة قبل السلم و ها فارس و الروم فكانت أسواق العلوم نافقة لديهم على ما بلغنا لا كان العمران موفورا فيه م والدولة و السلطان قبل السلم و عصره لم فكان لذه العلوم بور زاخرة ف آفاقهم و أمصارهم .و كان للكلدانيي و م ن قبله م م ن السريانيي و من عاصرهم من القبط عناية بالسحر و النجامة و ما يتبعها من الطلسم و أخذ ذلك عنهم المم من فارس و يونان ف اختص با القبط و طمى برها فيهم كما وقع ف التلو من خب هاروت و ماروت و شأن السحرة و ما نقله أهل العلم من شأن ال باري بص عيد مصر .ث تتابعت اللل بظر ذلك و تريه فدرست علومه و بطلت كأن ل تكن إل بقايا يتناقلها منتحلو هذه الصنائع .و ال أعلم بصحتها. مع أن سيوف الشرع قائمة على ظهورها مانعة من اختبارها .و أما الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيما و نطاقها متسعا ل ا كانت عليه دولتهم من الضخامة و اتصال اللك .و لقد يقال إن هذه العلوم إنا وصلت إل يونان منهم حي قتل السكندر دارا و غل ب على ملكة الكينية فاستول على كتبهم و علومهم .إل أن السلمي لا افتتحوا بلد فارس ،و أصابوا من كتبهم وصحائف عل ومهم م ا ل
يأخذه الصر و لا فتحت أرض فارس و وجدوا فيها كتبا كثية كتب سعد بن أب وقاص إل عمر بن الطاب ليستأذنه ف شأنا و تنقيلها للمسلمي .فكتب إليه عمر أن اطرحوها ف الاء .فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا ال بأهدى منه و إن يكن ض لل فق د كفان ا ال. فطرحوها ف الاء أو ف النار و ذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا .و أما الروم فكانت الدولة منهم ليونان أول و كان لذه العل وم بينهم مال رحب و حلها مشاهي من رجالم مثل أساطي الكمة و غيهم .و اختص فيها الشاءون منهم أصحاب الرواق بطريقة حس نة ف التعليم كانوا يقرؤون ف رواق يظلم من الشمس و البد على ما زعموا .و اتصل فيها سند تعليمهم على ما يزعمون من ل دن لقم ان الكيم ف تلميذه بقراط الدن ،ث إل تلميذه أفلطون ث إل تلميذه أرسطو ث إل تلميذه السكندر الفرودسي ،و تامسطيون و غيه م .و كان أرسطو معلما للسكندر ملكهم الذي غلب الفرس على ملكهم و انتزع اللك من أيديهم .و كان أرسخهم ف هذه العل وم ق دما و أبعدهم فيه صيتا و شهرة .و كان يسمى العلم الول فطار له ف العال ذكر .ولا انقرض أمر اليونان و صار المر للقياصرة و أخذوا ب دين النصرانية هجروا تلك العلوم كما تقتضيه اللل و الشرائع فيها .و بقيت ف صحفها و دواوينها ملدة باقية ف خزائنهم ث ملك وا الش ام و كتب هذه العلوم باقية فيهم .ث جاء ال بالسلم و كان لهله الظهور الذي ل كفاء له و ابتزوا الروم ملكهم فيما ابتزوه للمم .و ابت دأ أمرهم بالسذاجة و الغفلة عن الصنائع حت إذا تبحبح من السلطان و الدولة و أخذ الضارة بالظ الذي ل يكن لغيهم من المم و تفنن وا ف الصنائع و العلوم .تشوقوا إل الطلع على هذه العلوم الكمية با سعوا من الساقفة و القسة العاهدين بعض ذكر منها و با تسمو إليه أفكار النسان فيها .فبغث أبو جعفر النصور إل ملك الروم أن يبعث إليه بكتب التعاليم مترجة فبعث إليه بكتاب أوقليدس و بعض كت ب الطبيعيات .فقرأها السلمون و اطلعوا على ما فيها و ازدادوا حرصا على الظفر با بقي منها .و جاء الأمون بعد ذلك و كانت له ف العل م رغبة با كان ينتحله فانبعث لذه العلوم حرصا و أوفد الرسل على ملوك الروم ف استخراج علوم اليونانيي و انتساخها بالط العرب و بعث الترجي لذلك فأوعى منه و استوعب .و عكف عليها النظار من أهل السلم و حذقوا ف فنونا و انتهت إل الغاية أنظ ارهم فيه ا .و خالفوا كثيا من آراء العلم الول و اختصوه بالرد و القبول لوقوف الشهرة عنده .و دونوا ف ذلك الدواوين وأربوا على من تق دمهم ف هذه العلوم و كان من أكابرهم ف اللة أبو نصر الفاراب و أبو علي بن سينا بالشرق و القاضي أبو الوليد بن رشد و الوزير أبو بك ر ب ن الصائغ بالندلس إل آخرين بلغوا الغاية ف هذه العلوم .و اختص هؤلء بالشهرة والذكر و اقتصر كثيون على انتحال التعاليم و ما ينضاف إليها من علوم النجامة والسحر و الطلسمات .و وقفت الشهرة ف هذا النتحل على جابر بن حيان من أهل الشرق و مسلمة ب ن أح د الريطي من أهل الندلس و تلميذه .و دخل على اللة من هذه العلوم و أهلها داخلة و استهوت الكثي من الناس با جنحوا إليها وقل دوا آراءها و الذنب ف ذلك لن ارتكبه .و لو شاء ال ما فعلوه .ث إن الغرب والندلس لا ركدت ريح العمران بما و تناقصت العلوم بتناقصه اضمحل ذلك منهما إل قليل من رسومه تدها ف تفاريق من الناس و تت رقبة من علماء السنة .و يبلغنا عن أهل الشرق أن بضائع ه ذه العلوم ل تزل عندهم موفورة و خصوصا ف عراق العجم و ما بعده فيما وراء النهر و أنم على بح من العلوم العقلي ة لت وفر عمران م و استحكام الضارة فيهم .و لقد وقفت بصر على تآليف ف العقول متعددة لرجل من عظماء هراة من بلد خراسان يشتهر بس عد ال دين التفتازان منها ف علم الكلم و أصول الفقه و البيان تشهد بأن له ملكة راسخة ف هذه العلوم .و ف أثنائها ما يدل على أن له اطلعا على العلوم الكمية و قدما عالية ف سائر الفنون العقلية و ال يؤيد بنصره من يشاء .كذلك بلغنا لذا العهد أن هذه العلوم الفلسفية ببلد الفرنة من أرض رومة و ما إليها من العدوة الشمالية نافقة السواق و أن رسومها هناك .متجددة و مالس تعليمها متعددة و دواوينه ا جامع ة متوفرة و طلبتها متكثرة و ال أعلم با هنالك و هو يلق ما يشاء و يتار.
الفصل العشرون :ف العلوم العددية و أولا الرتاطيقي و هو معرفة خواص العداد من حيث التأليف إما على التوال أو بالتضعيف مثل أن العداد إذا توالت متفاضلة بع دد واحد فإن جع الطرفي منها مساو لمع كل عددين بعدها من الطرفي بعدد واحد و مثل ضعف الواسطة إن كانت عدة تلك العداد فردا مثل الفراد على تواليها و الزواج على تواليها و مثل أن العداد إذا توالت على نسبة واحدة يكون أولا نصف ثانيها وثانيها نصف ثالثه ا ال ،أو يكون أولا ثلث ثانيها و ثانيها ثلث ثالثها ال فإن ضرب الطرفي أحدها ف الخر كضرب كل عددين بعدها من الطرفي بع دد
واحد أحدها ف الخر .و مثل مربع الواسطة إن كانت العدة فردا و ذلك مثل أعداد زوج الزوج التوالية من اثني فأربعة فثمانية فستة عشر و مثل ما يدث من الواص العددية ف وضع الثلثات العددية و الربعات و الخمسات والسدسات إذا وضعت متتالية ف س طورها ب أن تمع من الواحد إل العدد الخي فتكون مثلثة .و تتوال الثلثات هكذا ف سطر تت الضلع ث تزيد على كل مثلث ثلث الضلع الذي قبله فتكون مربعة .و تزيد على كل مربع مثلث الضلع الذي قبلة فتكون ممسة و هلم جرا .و تتوال الشكال على توال الض لع و ي دث جدول ذو طول و عرض .ففي عرضه العداد على تواليها ث الثلثات على تواليها ث الربعات ث الخمسات ال و ف طوله ك ل ع دد و أشكاله بالغا ما بلغ و تدث ف جعها و قسمة بعضها على بعض طول و عرضا خواص غريبة استقرت منها و تقررت ف دواوينهم مسائلها كذلك ما يدث للزوج و الفرد و زوج الزوج و زوج الفرد و زوج الزوج و الفرد فإن لكل منها خواص متصة به تضمنها هذا الف ن و ليست ف غيه .و هذا الفن أول أجزاء التعاليم و أثبتها و يدخل ف براهي الساب .و للحكماء التقدمي و التأخرين فيه تآليف ،و أكثرهم يدرجونه ف التعاليم و ل يفردونه بالتآليف .فعل ذلك ابن سينا ف كتاب الشفاء و النجاة و غيه من التقدمي .و أما التأخرون فهو عندهم مهجور إذ هو غي متداول و منفعته ف الباهي ل ف الساب فهجروه لذلك بعد أن استخلصوا زبدته ف الباهي السابية كما فعله اب ن البناء ف كتاب رفع الجاب و غيه و ال سبحانه و تعال أعلم .و من فروع علم العدد صناعة الساب .و هي صناعة علمية ف حس اب العداد بالضم و التفريق .فالضم يكون ف العداد بالفراد و هو المع .و بالتضعيف تضاعف عددا بآحاد عدد آخر و هذا هو الضرب و التفريق أيضا يكون ف العداد إما بالفراد مثل إزالة عدد من عدد و صرفه الباقي و هو الطرح أو تفصيل عدد بأجزاء متساوية تكون عدتا مصلة و هو القسمة .و سواء كان هذا الضم و التفريق ف الصحيح من العب أو الكسر .و معن الكسر نسبة عدد إل عدد و تلك النس بة تسمى كسرا .و كذلك يكون بالضم و التفريق ف الذور و معناها العد الذي يضرب ف مثله فيكون منه العدد الربع .فإن تل ك ال ذور أيضا يدخلها الضم و التفريق و هذه الصناعة حادثة احتيج إليها للحساب ف العاملت ألف الناس فيها كثيا و تداولوها ف المصار بالتعليم للولدان .و من أحسن التعليم عندهم البتداء با لنا معارف متضحة و براهي منتظمة فينشأ عنها ف الغالب عق ل مض يء درب عل ى الصواب .و قد قال من أخذ نفسه بتعليم الساب أول أمره إنه يغلب عليه الصدق لا ف الساب من صحة البان و مناقشة النفس فيص ي ذلك خلقا و يتعود الصدق و يلزمه مذهبا .و من أحسن التآليف البسوطة فيها لذا العهد بالغرب كتاب الصار الصغي .و لب ن البن اء الراكشي فيه تلخيص ضابط لقواني أعماله مفيد ث شرحه بكتاب ساه رفع الجاب و هو مستغلق على البتدئ با فيه من الباهي الوثيق ة البان .و هو كتاب جليل القدر أدركنا الشيخة تعظمه و هو كتاب جدير بذلك .و ساوق فيه الؤلف رحه ال كتاب فقه الساب ،لب ن منعم و الكامل للحدب ،و لص براهينها و غيها عن اصطلح الروف فيها إل علل معنوية ظاهرة ،هي سر الشارة بالروف و زبدتا. و هي كلها مستغلقة و إنا جاءه الستغلق من طريق البهان ببيان علوم التعاليم لن مسائلها و أعمالا واضحة كلها .و إذا قصد ش رحها فإنا هو إعطاء العلل ف تلك العمال .و ف ذلك من العسر على الفهم ما ل يوجد ف أعمال السائل فتأمله .و ال يهدي بنوره من يشاء و هو القوي التي .و من فروعه الب و القابلة .و هي صناعة تستخرج با العدد الهول من قبل العلوم الفروض إذا كان بينهما نسبة تقتضي ذلك .فاصطلحوا فيها على أن جعلوا للمجهولت مراتب من طريق التضعيف بالضرب .أولا العدد لن ه ب ه يتعي الطل وب اله ول باستخراجه من نسبة الهول إليه و ثانيها الشيء لن كل مهول فهو من جهة إبامه شيء و هو أيضا جذر لا يلزم من تضعيفه ف الرتب ة الثانية و ثالثها الال و هو أمر مبهم و ما بعد ذلك فعلى نسبة الس ف الضروبي .ث يقع العمل الفروض ف السألة فتخرج إل معادل ة بي متلفي أو أكثر من هذه الجناس فيقابلون بعضها ببعض و يبون ما فيها من الكسر حت يصي صحيحا .و يطون الراتب إل أقل السوس إن أمكن حت يصي إل الثلثة الت عليها مدار الب عندهم و هي العدد و الشيء و الال .فإن كانت العادلة بي ،واحد و واحد تعي فالال و الذر يزول إبامه بعادلة العدد و يتعي .و الال و إن عادل الذور فيتعي بعدتا .و إن كانت العادلة بي واحد و اثني أخرجه العم ل الندسي من طريق تفصيل الضرب ف الثني و هي مبهمة فيعنيها ذلك الضرب الفصل .و ل يكن العادلة بي اثني و اثني .و أك ثر م ا انتهت العادلة بينهم إل ست مسائل لن العادلة بي عدد و جذر و مال مفردة أو مركبة تيء ستة .و أول من كتب ف هذا الفن أبو عبد ال الوارزمي و بعده أبو كامل شجاع بن أسلم ،و جاء الناس على أثره فيه .و كتابه ف مسائله الست من أحسن الكتب الوضوعة فيه .و شرحه كثي من أهل الندلس فأجادوا و من أحسن شروحاته كتاب القرشي .و قد بلغنا أن بعض أئمة التعاليم من أه ل الش رق أن ى العاملت إل أكثر من هذه الستة الجناس ،و بلغها إل فوق العشرين و استخرج لا كلها أعمال و أتبعه بباهي هندسية .و ال يزي د ف
اللق ما يشاء سبحانه و تعال .و من فروعه أيضا العاملت .و هو تصريف الساب ف معاملت ال دن ف البياع ات و الس احات و الزكوات و سائر ما يغرض فيه العدد من العاملت يصرف ف صناعتنا ذلك الساب ف الهول و العلوم و الكسر والصحيح و ال ذور و غيها .و الغرض من تكثي السائل الفروضة فيها حصول الران و الدربة بتكرار العمل حت ترسخ اللكة ف ص ناعة الس اب .و له ل الصناعة السابية من أهل الندلس تآليف فيها متعددة من أشهرها معاملت الزهراوي و ابن السمح و أب مسلم بن خلدون م ن تلمي ذ مسلمة الريطي وأمثالم .و من فروعه أيضا الفرائض .و هي صناعة حسابية ف تصحيح السهام لذوي الفروض ف الوراثات إذا تع ددت و هلك بعض الوارثي و انكسرت سهامه على ورثته أو زادت الفروض عند اجتماعها و تزاحها على الال كله أو كان ف الفريضة إق رار و إنكار من بعض الورثة فتحتاج ف ذلك كله إل عمل يعي به سهام الفريضة من كم تصح و سهام الورثة من كل بطن مصححا حت تكون حظوظ الوارثي من الال على نسبة سهامهم من جلة سهام الفريضة .فيدخلها من صناعة الساب جزء كبي من صحيحه و كسرة و جذره و معلومه و مهوله و ترتب على ترتيب أبواب الفرائض الفقهية و مسائلها .فتشتمل حينئذ هذه الصناعة على جزء من الفقه و هو أحك ام الوراثة من الفروض و العول و القرار و النكار و الوصايا و التدبي و غي ذلك من مسائلها و على جزء من الس اب و ه و تص حيح السهمان باعتبار الكم الفقهي و هي من أجل العلوم .و قد يورد أهلها أحاديث نبوية تشهد بفضلها مثل الفرائض ثلث العلم و أنا أول ما يرفع من العلوم و غي ذلك .و عندي أن ظواهر تلك الحاديث كلها إنا هي ف الفرائض العينية كما تقدم ل فرائض الوراثات فإنا أقل من أن تكون ف كميتها ثلث العلم .و أما الفرائض العينية فكثية و قد ألف الناس ف هذا الفن قديا و حديثا و أوعبوا و من أحسن التآليف فيه على مذهب مالك رحه ال كتاب ابن ثابت و متصر القاضي أب القاسم الوف و كتاب ابن النمر و العدي و الصردي و غيهم .لك ن الفضل للحوف فكتابه مقدم على جيعها .و قد شرحه من شيوخنا أبو عبد ال ممد بن سليمان الشطي كبي مشيخة فاس فأوضح و أوعب. و لمام الرمي فيها تآليف على مذهب الشافعي تشهد باتساع باعه ف العلوم ،و رسوخ قدمه ،و كذا للحنفية والنابلة .و مقامات الناس ف العلوم متلفة .و ال يهدي من يشاء بنه و كرمه ل رب سواه.
الفصل الادي و العشرون :ف العلوم الندسية هذا العلم هو النظر ف القادير إما التصلة كالط و السطح و السم و إما النفصلة كالعداد و فيما يعرض لا من العوارض الذاتية .مثل أن كل مثلث فزواياه مثل قائمتي .و مثل أن كل خطي متوازيي ل يلتقيان ف وجه و لو خرجا إذ غي ناية .و مثل أن كل خطي متق اطعي فالزاويتان التقابلتان منهما متساويتان .و مثل أن الربعة مقادير التناسبة ضرب الول منها ف الثالث كضرب الثان ف الرابع و أمثال ذلك. و الكتاب الترجم لليونانيي ف هذه الصناعة كتاب أوقليدس و يسمى كتاب الصول و كتاب الركان و هو أبسط ما وضع فيها للمتعلمي و أول ما ترجم من كتاب اليونانيي ف اللة أيام أب جعفر النصور و نسخه متلفة باختلف الترجي .فمنها لني بن إسحاق ولثابت ب ن قرة و ليوسف بن الجاج و يشتمل على خس عشرة مقالة .أربع ف السطوح و واحدة ف القدار التناسبة و أخرى ف نس ب الس طوح بعضها إل بعض و ثلث ف العدد و العاشرة ف النطقات و القوى على النطقات و معناه الذور و خس ف السمات .و ق د اختص ره الناس اختصارات كثية كما فعله ابن سينا ف تعاليم الشفاء .أفرد له جزءا منها اختصه به .و كذلك ابن الصلت ف كت اب القتص ار و غيهم .و شرحه آخرون شروحا كثية و هو مبدأ العلوم الندسية بإطلق .و اعلم أن الندسة تفيد صاحبها إضاءة ف عقل ه ،اس تقامة ف فكره لن براهينها كلها بينة النتظام جلية الترتيب ل يكاد الغلط يدخل أقيستها لترتيبها و انتظامها فيبعد الفكر بمارستها عن الطأ و ينشأ لصاحبها عقل على ذلك الهيع و قد زعموا أنة كان مكتوبا على باب أفلطون :من ل يكن مهندسا فل يدخلن منلنا و ك ان ش يوخنا رحهم ال يقولون مارسة الندسة للفكر بثابة الصابون للثوب الذي يغسل منه القذار و ينقيه من الوضار والدران ،و إنا ذلك لا أش رنا إليه من ترتيبه و انتظامه .و من فروع هذا الفن الندسة الخصوصة بالشكال الكروية و الخروطات أما الشكال الكروية ففيها كتابان من كتب اليونانيي لثاوذوسيوس و ميلوش ف سطوحها و قطوعها وكتاب ثاوذوسيوس مقدم ف التعليم على كتاب ميلوش لتوقف كثي م ن براهينه عليه .و لبد منهما لن يريد الوض ف علم اليئة لن براهينها متوقفة عليه .فالكلم ف اليئة كله كلم ف الكرات السماوية و م ا يعرض فيها من القطوع والدوائر بأسباب الركات كما نذكره فقد يتوقف على معرفة أحكام الشكال الكروية سطوحها و قطوعها .و أما
الخروطات فهو من فروع الندسة أيضا .و هو علم ينظر فيما يقع ف الجسام الخروطة من الشكال و القطوع و يبهن على ما يع رض لذلك من العوارض بباهي هندسية متوقفة على التعليم الول .و فائدتا تظهر ف الصنائع العملية الت موادها الجسام مثل التجارة و البناء و كيف تصنع التماثيل الغريبة و الياكل النادرة و كيف يتخيل على جر الثقال و نقل الياكل بالندام و اليخال و أمثال ذلك .و ق د أف رد بعض الؤلفي ف هذا الفن كتابا ف اليل العلمية يتضمن من الصناعات الغريبة و اليل الستظرفة كل عجيبة .و ربا استغلق على الفه وم لصعوبة براهينه الندسية و هو موجود بأيدي الناس ينسبونه إل بن شاكر .و ال تعال أعلم .و من فروع الندسة الساحة و هو فن يت اج إليه ف مسح الرض و معناه استخراج مقدار الرض العلومة بنسبة شب أو ذراع أو غيها و نسبة أرض من أرض إذ قويست بثل ذلك .و يتاج إل ذلك ف توظيف الراج على الزارع و الفدن و بساتي الغراسة و ف قسمة الوائط والراضي بي الشركاء و الورث ة و أمث ال ذلك .و للناس فيها موضوعات حسنة و كثية و ال الوفق للصواب بنه و كرمه .الناظرة من فروع الندسة و هو علم يتبي ب ه أس باب الغلط ف الدراك البصري بعرفة كيفية وقوعها بناء على أن إدراك البصر يكون بخروط شعاعي رأسه نقطة الباصر و قاعدته الرئي .ث يقع الغلط كثيا ف رؤية القريب كبيا و البعيد صغيا .و كذا رؤية الشباح الصغية تت الاء و وراء الجسام الشفافة كبية و رؤية النقط ة النازلة من الطر خطا مستقيما و السلقة دائرة و أمثال ذلك .فيتبي ف هذا العلم أسباب ذلك و كيفياته بالباهي الندسية و يتبي به أيض ا اختلف النظر ف القمر باختلف العروض الذي ينبن عليه معرفة رؤية الهلة و حصول الكسوفات و كثي من أمثال هذا .و قد أل ف ف هذا الفن كثي من اليونانيي .و أشهر من ألف فيه من السلميي ابن اليثم .و لغيه أيضا تآليف و هو من هذه الرياضة و تفاريعها.
الفصل الثان و العشرون :ف علم اليئة و هو علم ينظر ف حركات الكواكب الثابتة و الركة و التحية .و يستدل بكيفيات تلك الركات على أشكال و أوضاع للفلك لزمت عنها لذه الركات السوسة بطرق هندسية .كما يبهن على أن مركز الرض مباين لركز فلك الشمس بوجود حركة القبال و الدبار و كما يستدل بالرجوع و الستقامة للكواكب على وجود أفلك صغية حاملة لا متحركة داخل فلكها العظم و كما يبهن على وج ود الفلك الثامن بركة الكواكب الثابتة و كما يبهن على تعدد الفلك للكوكب الواحد بتعداد اليول له و أمثال ذلك .و إدراك الوجود من الركات و كيفياتا و أجناسها إنا هو بالرصد فإنا إنا علمنا حركة القبال و الدبار به .و كذا تركيب الفلك ف طبقاتا و كذا الرجوع و الستقامة و أمثال ذلك .و كان اليونانيون يعتنون بالرصد كثيا و يتخذون له اللت الت توضع ليصد با حرك ة الك وكب العي .و كانت تسمى عندهم ذات اللق و صناعة عملها و الباهي عليه ف مطابقة حركتها بركة الفلك منقول بأيدي الناس. و أما ف السلم فلم تقع به عناية إل ف القليل .و كان ف أيام الأمون شيء منه و صنع هذه اللة العروفة للرصد السماة ذات الل ق .و شرع ف ذلك فلم يتم .و لا مات ذهب رسه و أغفل و اعتمد من بعده على الرصاد القدية و ليست بغنية لختلف الركات باتص ال الحقاب .و أن مطابقة حركة اللة للرصد بركة الفلك و الكواكب إنا هو بالتقريب .و هذه اليئة صناعة شريفة و ليست على ما يفهم ف الشهور أنا تعطى صورة السماوات و ترتيب الفلك والكواكب بالقيقة بل إنا تعطي أن هذه الصور و اليئات للفلك لزمت عن هذه الركات .و أنت تعلم أنه ل يبعد أن يكون الشيء الواحد لزما لختلفي و إن قلنا إن الركات لزمة فهو استدلل باللزم على وج ود اللزوم و ل يعطي القيقة بوجه على أنه علم جليل و هو أحد أركان التعاليم .و من أحسن التآليف فيه كتاب السطي منسوب لبطليموس. و ليس من ملوك اليونان الذين أساؤهم بطليموس على ما حققه شراح الكتاب .و قد اختصره الئمة من حكماء السلم كما فعله ابن سينا و أدرجه ف تعاليم الشفاء .و لصه ابن رشد أيضا من حكماء الندلس و ابن السمح و ابن أب الصلت ف كتاب القتصار .و لبن الفرغان هيئة ملخصة قربا و حذف براهينها الندسية .و ال علم النسان ما ل يعلم .سبحانه ل إله إل هو رب العالي .و من فروعه علم الزياج. و هي صناعة حسابية على قواني عددية فيما يص كل كوكب من طريق حركته و ما أدى إليه برهان اليئة ف وضعه من سرعة و بطء و استقامة و رجوع و غي ذلك يعرف به مواضع الكواكب ف أفلكها لي وقت فرض من قبل حسبان حركات ا عل ى تل ك الق واني الستخرجة من كتب اليئة .و لذه الصناعة قواني كالقدمات و الصول لا ف معرفة الشهور و اليام و التواريخ الاضية و أصول متق ررة من معرفة الوج والضيض و اليول و أصناف الركات و استخراج بعضها من بعض ،يضعونا ف جدول مرتبة تسهيل عل ى التعلمي و
تسمى الزياج .و يسمى استخراج مواضع الكواكب للوقت الفروض لذه الصناعة تعديل و تقويا .و للناس فيه تآليف كثية للمتقدمي و التأخرين مثل البتان و ابن الكماد .و قد عول التأخرون لذا العهد بالغرب على زيج منسوب لبن إسحاق من منجمي تونس ف أول الائة السابعة .و يزعمون أن ابن إسحاق عول فيه على الرصد .و أن يهوديا كان بصقلية ماهرا ف اليئة و التعاليم و كان قد عن بالرصد و كان يبعث إليه با يقع ف ذلك من أحوال الكواكب و حركه لا فكان أهل الغرب لذلك عنوا به لوثاقة مبناه على ما يزعمون .و لصه ابن البناء ف آخر ساه النهاج فولع به الناس لا سهل من العمال فيه و إنا يتاج إل مواضع الكواكب من الفلك لتنبن عليها الحكام النجومية و هو معرفة الثار الت تدث عنها بأوضاعها ف عال النسان من اللك و الدول و الواليد البشرية و الكوائن الادثة كما نبينه بعد و نوضح في ه أدلتهم إن شاء ال تعال .و ال الوفق لا يبه و يرضاه ل معبود سواه.
الفصل الثالث و العشرون :ف علم النطق و هو قواني يعرف با الصحيح من الفاسد ف الدود العرفة للماهيات و الجج الفيدة للتصديقات و ذلك لن الصل ف الدراك إنا هو السوسات بالواس المس .و جيع اليوانات مشتركة ف هذا الدراك من الناطق و غيه و إنا يتميز النسان عنها بإدراك الكليات و هي مردة من السوسات .و ذلك بأن يصل ف اليال من الشخاص التفقة صورة منطبقة على جيع تلك الشخاص السوسة و هي الكلي. ث ينظر الذهن بي تلك الشخاص التفقة وأشخاص أخرى توافقها ف بعض .فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه .و ل يزال يرتقي ف التجريد إل الكل الذي ل يد كليا آخر معه يوافقه فيكون لجل ذلك بسيطا .و هذا مثل ما يرد من أش خاص النس ان صورة النوع النطبقة عليها .ث ينظر بينه و بي اليوان و يرد صورة النس النطبقة عليهما .ث ينظر بينهما و بي النبات إل أن ينته ي إل النس العال و هو الوهر فل يد كليا يوافقه ف شيء فيقف العقل هنالك عن التجريد .ث إن النسان لا خلق ال له الفكر الذي به يدرك العلوم و الصنائع و كان العلم :إما تصورا للماهيات و يعن به إدراك ساذج من غي حكم معه و إما تصديقا أي حكما بثبوت أم ر لم ر فصار سعي الفكر ف تصيل الطلوبات إما بأن تمع تلك الكليات بعضها إل بعض على جهة التأليف فتحصل صورة ف الذهن كلية منطبقة على أفراد ف الارج فتكون تلك الصورة الذهنية مفيدة لعرفة ماهية تلك الشخاص و إما بأن يكم بأمر على أمر فيثبت له و يكون ذلك تصديقا .و غايته ف القيقة راجعة إل التصور لن فائدة ذلك إذا حصل إنا هي معرفة حقائق الشياء الت هي مقتضى العلم الكمي .و هذا السعي من الفكر قد يكون بطريق صحيح و قد يكون بطريق فاسد فاقتضى ذلك تييز الطريق الذي يسعى به الفكر ف تص يل الط الب العلمية ليتميز الصحيح من الفاسد فكان ذلك قانون النطق .و تكلم فيه التقدمون أول ما تكلموا به جل جل و مفترقا مفترقا .و ل تذب طرقه و ل تمع مسائله حت ظهر ف يونان أرسطو فهذب مباحثه و رتب مسائله و فصوله و جعله أول العلوم الكمية و فاتتها .و لذلك يسمى بالعلم الول و كتابة الخصوص بالنطق يسمى النص و هو يشتمل على ثانية كتب أربعة منها ف صور القياس و أربعة ف مادته .و ذلك أن الطالب التصديقية على أناء .فمنها ما يكون الطلوب فيه اليقي بطبعه و منها ما يكون الطلوب فيه الفن و هو على مراتب فيظهر ف القياس من حيث الطلوب الذي يفيده و ما ينبغي أن تكون مقدماته بذلك العتبار و من أي جنس يكون من العلم أو من الفن .و ق د ينظر ف القياس ل باعتبار مطلوب مصوص بل من جهة إنتاجه خاصة .و يقال للنظر الول إنه من حيث الادة و نعن ب ه ال ادة النتج ة للمطلوب الخصوص من يقي أو ظن و يقال للنظر الثان إنه من حيث الصورة و إنتاج القياس على الطلق فكانت لذلك كتب النط ق ثانية :الول ف الجناس العالية الت ينتهي إليها تريد السوسات و هي الت ليس فوقها جنس و يسمى كتاب القولت .و الثان ف القضايا التصديقية و أصنافها و يسمى كتاب العبارة .و الثالث ف القياس و صورة إنتاجه على الطلق و يسمى كتاب القياس و هذا آخر النظر من حيث الصورة .ث الرابع كتاب البهان و هو النظر ف القياس النتج لليقي و كيف يب أن تكون مقدماته يقينية .و يتص بشروط أخ رى لفادة اليقي مذكورة فيه مثل كونا ذاتية و أولية و غي ذلك .و ف هذا الكتاب الكلم ف العرفات و الدود إذ الطلوب فيها إنا هو اليقي لوجوب الطابقة بي الد و الدود ل تتمل غيها فلذلك اختصت عند التقدمي بذا الكتاب .و الامس :كتاب الدل و هو القياس الفيد قطع الشاغب و إفحام الصم و ما يب أن يستعمل فيه من الشهورات و يتص أيضا من جهة إفادته لذا الغرض بشروط أخرى من حيث إفادته لذا الغرض و هي مذكورة هناك .و ف هذا الكتاب يذكر الواضع الت يستنبط منها صاحب القياس قياسه و فيه عكوس القض ايا .و
السادس :كتاب السفسطة و هو القياس الذي يفيد غلف الق و يغالط به الناظر صاحبه و هو فاسد و هذا إنا كتب ليعرف به القي اس الغالطي فيحذر منه .و السابع :كتاب الطابة و هو القياس الفيد ترغيب المهور و حلهم على الراد منهم و ما يب أن يستعمل ف ذلك من القالت .و الثامن :كتاب الشعر و هو القياس الذي يفيد التمثيل و التشبيه خاصة للقبال على الشيء أو النفرة عن ه و م ا ي ب أن يستعمل فيه من القضايا التخيلية .هذه هي كتب النطق الثمانية عند التقدمي .ث إن حكماء اليونانيي بعد أن تذبت الصناعة و رتبت رأوا أنة لبد من الكلم ف الكليات المس الفيدة للتصور الطابق للماهيات ف الارج ،أو لجزائها أو عوارضها و هي الن س و الفص ل و النوع و الاص و العرض العام ،فاستدركوا فيها مقالة تتص با مقدمة بي يدي الفن فصارت تسعا و ترجت كلها ف اللة الس لمية .و كتبها و تداولا فلسفة السلم بالشرح و التلخيص كما فعله الفاراب و ابن سينا ث ابن رشد من فلسفة الندلس .و لبن س ينا كت اب الشفاء استوعب فيه علوم الفلسفة السبعة كلها .ث جاء التأخرون فغيوا اصطلح النطق و ألقوا بالنظر ف الكليات المس ثرته و ه ي الكلم ف الدود و الرسوم نقلوها من كتاب البهان .و حذفوا كتاب القولت لن نظر النطقي فيه بالعرض ل بالذات .و ألقوا ف كتاب العبارة الكلم ف العكس .و إن كان من كتاب الدل ف كتب التقدمي لكنة من توابع الكلم ف القضايا ببعض الوج وه ث تكلم وا ف القياس من حيث إنتاجه للمطالب على العموم ل بسب مادة و حدقوا النظر فيه بسب الادة و هي الكتب المسة :البهان و ال دل و الطابة و الشعر و السفسطة .و ربا يلم بعضهم باليسي منها إلاما و أغفلوها كأن ل تكن هي الهم العتمد ف الفن .ث تكلموا فيما وضعوه من ذلك كلما مستبحرا و نظروا فيه من حيث إنه فن برأسه ل من حيث إنه آلة للعلوم فطال الكلم فيه و اتسع .و أول من فع ل ذل ك المام فخر الدين بن الطيب و من بعده أفضل الدين الوني و على كتبه معتمد الشارقة لذا العهد .و له ف هذه الصناعة كتاب كش ف السرار و هو طويل و اختصر فيها متصر الوجز و هو حسن ف التعليم ث متصر المل ف قدر أربعة أوراق أخذ بجامع الف ن و أص وله متداولة التعلمون لذا العهد فينتفعون به .و هجرت كتب التقدمي و طرقهم كأن ل تكن و هي متلئة من ثرة النطق و فائدته كما قلناه .و ال الادي للصواب. اعلم أن هذا الفن قد اشتد النكي على انتحاله من متقدمي السلف و التكلمي .و بالغوا ف الطعن عليه و التحذير منه و حظ روا تعلم ه و تعليمه .وجاء التأخرون من بعدهم من لدن الغزال و المام ابن الطيب فساموا ف ذلك بعض الشيء .و أكب الناس على انتح اله م ن يومئذ إل قليل ،ينحون فيه إل رأي التقدمي .فينفرون عنه و يبالغون ف إنكاره .فلنبي لك نكتة القول و الرد ف ذلك ،لتعل م مقاص د العلماء ف مذاهبهم ،و ذلك أن التكلمي لا وضعوا علم الكلم لنصر العقائد اليانية بالجج العقلية ،كانت طريقتهم ف ذلك بأدلة خاصة و ذكروها ف كتبهم كالدليل على حدث العال بإثبات الغراض و حدوثها .و امتناع خلو الجسام عنها ،و ما ل يل و ع ن ال وادث حادث .و كإثبات التوحيد بدليل التمانع .و إثبات الصفات القدية بالوامع الربعة إلاقا للغائب بالشاهد .و غي ذلك من أدلتهم الذكورة ف كتبهم .ث مرروا تلك الدلة بتمهيد قواعد و أصول هي كالقدمات لا مثل إثبات الوهر الفرد و الزمن الفرد و اللء بي الجس ام و نفي الطبيعة و التركيب العقلي للماهيات .و أن العرض ل يبقى زمني و إثبات الال و هي صفة الوجود ،ل موجودة و ل معدوم ة و غي ذلك من قواعدهم الت بنوا عليها أدلتهم الاصة .ث ذهب الشيخ أبو السن ،و القاضي أبو بكر و الستاذ أبو إسحاق إل أن أدلة العق ائد منعكسة بعن أنا إذا بطلت بطل مدلولا .و لذا رأى القاضي أبو بكر أنا بثابة العقائد و القدح فيها قدح ف العقائد لبتنائها عليها .و إذا تأملت النطق وجدته كله يدور على التركيب العقلي ،و إثبات الكلي الطبيعي ف الارج لينطبق عليه الكلي الذهن النقس م إل الكلي ات المس ،الت هي النس و النوع و الفصل والاصة و العرض العام ،و هذا باطل عند التكلمي .و الكلي و الذات عندهم إنا اعتب ار ذهن ليس ف الارج ما يطابقه .أو حال عند من يقول با فتبطل الكليات المس و التعريف البن عليها .و القولت العشر ،و يبط ل الع رض الذات ،فتبطل ببطلنه القضايا الضرورية الذاتية الشروطة ف البهان و تبطل الواضع الت هي لباب كتاب الدل .و هي الت يؤخ ذ منه ا الوسط الامع بي الطرفي ف القياس ،و ل يبقى إل القياس الصوري ،و من التعريفات الساوئ ف الصادقية على أفراد المود ،ل يك ون أعلم منها ،فيدخل غيها ،و ل أخص فيخرج بعضها ،و هو الذي يعب عنه النحاة بالمع و النع و التكلمون بالطرد و العكس ،و تنه دم أركان النطق جلة .و إن أثبتنا هذه كما ف علم النطق أبطلنا كثيا من مقدمات التكلمي فيؤدي إل إبطال أدلتهم على العقائد كما م ر. فلهذا بالغ التقدمون من التكلمي ف النكي على انتحال النطق و عده بدعة أو كفرا على نسبة الدليل الذي يبطل .و التأخرون م ن ل دن الغزال لا أنكروا انعكاس الدلة ،و ل يلزم عندهم من بطلن الدليل بطلن مدلوله ،و صح عندهم رأي أهل النطق ف التركيب العقل ي و
وجوب الاهيات الطبيعية و كلياتا ف الارج ،قضوا بأن النطق غي مناف للعقائد اليانية .و إن كان منافيا لبعض أدلتها ،بل قد يس تدلون على إبطال كثي من تلك القدمات الكلمية ،كنفي الوهر الفرد و اللء و بقاء العراض و غيها ،و يستبدلون من أدلة التكلمي عل ى العقائد بأدلة أخرى يصححونا بالنظر و القياس العقلي .و ل يقدح ذلك عندهم ف العقائد السنية بوجه .و ه ذا رأي الم ام و الغزال و تابعهما لذا العهد ،فتأمل ذلك و اعرف مدارك العلماء و مآخذهم فيما يذهبون إليه .و ال الادي و الوفق للصواب.
الفصل الرابع و العشرون :ف الطبيعيات و هو علم يبحث ف السم من جهة ما يلحقه من الركة و السكون فينظر ف الجسام السماوية و العنصرية و ما يتولد عنها من حيوان و إنسان و نبات و معدن و ما يتكون ف الرض من العيون و الزلزل و ف الو من السحاب و البخار و الرعد وال بق و الص واعق و غي ذلك .و ف مبدأ الركة للجسام و هو النفس على تنوعها ف النسان و اليوان و النبات .و كتب أرسطو فيه موجودة بي أيدي الن اس ترجت مع ما ترجم من علوم الفلسفة أيام الأمون و ألف الناس على حذوها مستتبعي لا بالبيان و الشرح و أوعب من ألف ف ذلك اب ن سينا ف كتاب الشفاء جع فيه العلوم السبعة للفلسفة كما قدمنا ث لصه ف كتاب النجا و ف كتاب الشارات و كأنه يالف أرس طو ف الكثي من مسائلها و يقول برأيه فيها .و أما ابن رشد فلخص كتب أرسطو و شرحها متبعا له غي مالف .و ألف الناس ف ذلك كثيا لكن هذه هي الشهورة لذا العهد و العتبة ف الصناعة .و لهل الشرق عناية بكتاب الشارات ل بن سينا و للمام ابن الطيب علي ه ش رح حسن و كذا المدي و شرحه أيضا نصي الدين الطوسي العروف بواجه من أهل الشرق و بث مع المام ف كثي من مسائله فأوف على أنظاره و بوثه و فوق كل ذي علم عليم و ال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم.
الفصل الامس و العشرون :ف علم الطب و من فروع الطبيعيات صناعة الطب و هي صناعة تنظر ف بدن النسان من حيث يرض و يصح فيحاول صاحبها حفظ الص حة و ب رء الرض بالدوية والغذية بعد أن يتبي الرض الذي يص كل عضو من أعضاء البدن و أسباب تلك المراض الت تنشأ عنها و ما لكل مرض من الدوية مستدلي على ذلك بأمزجة الدوية و قواها و على الرض بالعلمات الؤذن بنضجه و قبوله الدواء أول :ف السجية و الفضلت و النبض ماذين لذلك قوة الطبيعة فإنا الدبرة ف حالت الصحة و الرض .و إنا الطبيب ياذيها و يعينها بعض الشيء بسب م ا تقتض يه طبيعة الادة و الفصل و السن و يسمى العلم الامع لذا كله علم الطب .و ربا أفردوا بعض العضاء بالكلم و جعلوه علما خاصا ،كالعي و عللها وأكحالا .كذلك ألقوا بالفن من مناخ العضاء و معناها النفعة الت لجلها خلق كل عضو من أعضاء البدن الي وان .و إن ل يكن ذلك من موضوع علم الطب إل أنم جعلوه من لواحقه و توابعه .و إمام هذه الصناعة الت ترجت كتبه فيها من القدمي ج الينوس يقال إنه كان معاصرا لعيسى عليه السلم و يقال إنه مات بصقلية ف سبيل تغلب و مطاوعة اغتراب .و تآليفه فيها هي المهات الت اقتدى با جيع الطباء بعده .و كان ف السلم ف هذه الصناعة أئمة جاءوا من وراء الغاية مثل الرازي و الوسي و ابن سينا و من أهل الندلس أيضا كثي وأشهرهم ابن زهر .و هي لذا العهد ف الدن السلمية كأنا نقصت لوقوف العمران و تناقصه و هي م ن الص نائع ال ت ل تستدعيها إل الضارة و الترف كما نبينه بعد .و للبادية من أهل العمران طب يبنونه ف غالب المر على تربة قاصرة على بعض الشخاص متوارثا عن مشايخ الي و عجائزه ،و ربا يصح منه البعض إل أنة ليس على قانون طبيعي و ل على موافقة الزاج .و كان عند العرب م ن هذا الطب كثي و كان فيهم أطباء معروفون كالارث بن كلدة و غيه .و الطب النقول ف الشرعيات من هذا القبيل و ليس من الوحي ف شيء و إنا هو أمر كان عاديا للعرب .و وقع ف ذكر أحوال النب صلى ال عليه و سلم من نوع ذكر أحواله الت هي عادة و جبلة ل م ن جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل .فإنه صلى ال عليه و سلم إنا بعث ليعلمنا الشرائع و ل يبعث لتعريف الط ب و ل غيه من العاديات .و قد وقع له ف شأن تلقيح النخل ما وقع فقال :أنتم أعلم بأمور دنياكم .فل ينبغي أن يمل شيء من الطب الذي وق ع ف الحاديث الصحيحة النقولة على أنة مشروع فليس هناك ما يدل عليه اللهم إل إذا استعمل على جهة التبك و صدق العقد اليان فيك ون
له أثر عظيم ف النفع .و ليس ذلك ف الطب الزاجي و إنا هو من آثار الكلمة اليانية كما وقع ف مداواة البطون بالعس ل و ن وه و ال الادي إل الصواب ل رب سواه.
الفصل السادس و العشرون :ف الفلحة هذه الصناعة من فروع الطبيعيات و هي النظر ف النبات من حيث تنميته و نشؤه بالسقي و العلج و تعهده بثل ذلك و كان للمتقدمي با عناية كثية و كان النظر فيها عندهم عاما ف النبات من جهة غرسه و تنميته و من جهة خواصه و روح انيته و مش اكلتها لروحاني ات الكواكب و الياكل الستعمل ذلك كله ف باب السحر فعظمت عنايتهم به لجل ذلك .و ترجم من كتب اليونانيي كتاب الفلحة النبطية منسوبة لعلماء النبط مشتملة من ذلك على علم كبي .و لا نظر أهل اللة فيما اشتمل عليه هذا الكتاب و كان باب السحر مسدودا و النظر فيه مظورا فاقتصروا منه على الكلم ف النبات من جهة غرسه و علجه و ما يعرض له ف ذلك و حذفوا الكلم ف الفن الخر منه جلة .و اختصر ابن العوام كتاب الفلحة النبطية على هذا النهاج و بقي الفن الخر منه مغفل ،نقل منة مسلمة ف كتبه السحرية أمهات من مسائله كما نذكره عند الكلم على السحر إن شاء ال تعال .و كتب التأخرين ف الفلحة كثية و ل يعدون فيها الكلم ف الغ راس و العلج و حفظ النبات من حوائجه و عوائقه و ما يعرض ف ذلك كله و هي موجودة.
الفصل السابع و العشرون :ف علم الليات و هو علم ينظر ف الوجود الطلق فأول ف المور العامة للجسمانيات و الروحانيات من الاهيات و الوحدة و الكثرة و الوجوب و المكان و غي ذلك ث ينظر ف مبادئ الوجودات و أنا روحانيات ث ف كيفية صدور الوجودات عنها و مراتبها ث ف أحوال النفس بعد مفارق ة الجسام و عودها إل البدأ .و هو عندهم علم شريف يزعمون أنة يوقفهم على معرفة الوجود على ما هو عليه و أن ذلك عي الس عادة ف زعمهم .و سيأت الرد عليهم بعد .و هو تال للطبيعيات ف ترتيبهم ولذلك يسمونه علم ما وراء الطبيعة .و كتب العلم الول فيه موج ودة بي أيدي الناس .و لصه ابن سينا ف كتاب الشفاء و النجاة و كذلك لصه ابن رشد من حكماء الندلس .و لا وضع التأخرون ف علوم القوم و دونوا فيها و رد عليهم الغزال ما رد منها ث خلط التأخرون من التكلمي مسائل علم الكلم بس ائل الفلس فة لش تراكهما ف الباحث ،و تشابه موضوع علم الكلم بوضوع الليات و مسائله بسائلها فصارت كأنا فن واحد ث غيوا ترتيب الكم اء ف مس ائل الطبيعيات و الليات و خلطوها فنا واحدا قدموا الكلم ف المور العامة ث أتبعوه بالسمانيات و توابعها ث بالروحانيات و توابعه ا إل آخر العلم كما فعله المام ابن الطيب ف الباحث الشرقية و جيع من بعده من علماء الكلم .و صار علم الكلم متلطا بسائل الكمة و كتبه مشوة با كأن الغرض مم موضوعهما و مسائلهما واحد .و التبس ذلك على الناس و هو صواب لن مسائل علم الكلم إن ا ه ي عقائد متلقاة من الشريعة كما نقلها السلف من غي رجوع فيها إل العقل و ل تعويل عليه بعن أنا ل تثبت إل به فإن العقل معزول ع ن الشرع و أنظاره و ما تدث فيه التكلمون من إقامة الجج فليس بثا عن الق فيها فالتعليل بالدليل بعد أن ل يكن معلوما هو شأن الفلسفة بل إنا هو التماس حجة عقلية تعضد عقائد اليان و مذاهب السلف فيها و تدفع شبه أهل البدع عنها الذين زعموا أن م داركهم فيه ا عقلية .و ذلك بعد أن تفرض صحيحة بالدلة النقلية كما تلقاها السلف و اعتقدوها و كثي ما بي القامي .و ذلك أن م دارك ص احب الشريعة أوسع لتساع نطاقها عن مدارك النظار العقلية فهي فوقها و ميطة با لستمدادها من النوار اللية فل تدخل تت قانون النظ ر الضعيف و الدارك الاط با .فإذا هدانا الشارع إل مدرك فينبغي أن نقدمه على مداركنا و نثق به دونا و ل ننظر ف تص حيحه ب دارك العقل و لو عارضه بل نعتمد ما أمرنا به اعتقادا و علما و نسكت عما ل نفهم من ذلك و نفوضه إل الش ارع و نع زل العق ل عن ه و التكلمون إنا دعاهم إل ذلك كلم أهل اللاد ف معارضات العقائد السلفية بالبدع النظرية فاحتاجوا إل الرد عليهم من جنس معارضاتم و استدعى ذلك الجج النظرية و ماذاة العقائد السلفية با و أما النظر ف مسائل الطبيعيات والليات بالتص حيح و البطلن فلي س م ن موضوع علم الكلم و ل من جنس أنظار التكلمي .فاعلم ذلك لتميز به بي الفني فإنما متلطان عند التأخرين ف الوض ع و الت أليف و
الق مغايرة كل منهما لصاحبه بالوضوع و السائل و إنا جاء اللتباس من اتاد الطالب عند الستدلل و صار احتجاج أهل الكلم كأنه إنشاء لطلب العتداد بالدليل و ليس كذلك بل إنا هو رد على اللحدين و الطلوب مفروض الصدق معلومة .و كذا جاء التأخرون م ن غلة التصوفة التكلمي بالواجد أيضا فخلطوا مسائل الفني بفنهم و جعلوا الكلم واحدا فيها كلها مثل كلمهم ف النبؤات و الت اد و اللول و الوحدة و غي ذلك .و الدارك ف هذه الفنون الثلثة متغايرة متلفة و أبعدها من جنس الفنون و العلوم مدارك التص وفة لن م يدعون فيها الوجدان و يفرون عن الدليل و الوجدان بعيد عن الدارك العلمية و أباثها و توابعها كما بيناه و نبينه .و ال يهدي من يش اء إل طريق مستقيم و ال أعلم بالصواب.
الفصل الثامن و العشرون :ف علوم السحر و الطلسمات و هي علوم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية با على التأثيات ف عال العناصر إما بغي معي أو بعي من المور السماوية و الول هو السحر و الثان هو الطلسمات و لا كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لا فيها من الضرر و لا يشترط فيها من الوجهة إل غي ال من كوكب أو غيه كانت كتبها كالفقودة بي الناس .إل ما وجد ف كتب المم القدمي فيما قبل نبؤة موسى عليه السلم مثل النب ط و الكلدانيي فإن جيع من تقدمه من النبياء ل يشرعوا الشرائع و ل جاءوا بالحكام إنا كانت كتبهم مواعظ و توحيدا ل و تذكيا بالن ة والنار و كانت هذه العلوم ف أهل بابل من السريانيي و الكلدانيي و ف أهل مصر من القبط و غيهم .و كان لم فيها التآليف و الثار و ل يترجم لنا من كتبهم فيها إل القليل مثل الفلحة النبطية من أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العلم و تفننوا فيه و وضعت بعد ذلك الوضاع مثل مصاحف الكواكب السبعة و كتاب طمطم الندي ف صور الدرج و الكواكب و غيها .ث ظهر بالشرق جابر ب ن حي ان كبي السحرة ف هذه اللة فتصفح كتب القوم و استخرج الصناعة و غاص ف زبدتا و استخرجها و وضع فيها غيها من التآليف و أك ثر الكلم فيها و ف صناعة السيمياء لنا من توابعها لن إحالة الجسام النوعية من صورة إل أخرى إنا يكون بالقوة النفس ية ل بالص ناعة العملية فهو من قبيل السحر كما نذكره ف موضعه .ث جاء مسلمة بن أحد الريطي إمام أهل الندلس ف التعاليم والسحريات فلخص جيع تلك الكتب و هذبا و جع طرقها ف كتابه الذي ساه غاية الكيم و ل يكتب أحد ف هذا العلم بعده .و لتقدم هنا مقدمة يتبي با حقيقة السحر و ذلك أن النفوس البشرية و إن كانت واحدة بالنوع فهي متلفة بالواص و هي أصناف كل صنف متص باصية واحدة بالنوع ل توجد ف الصنف الخر .و صارت تلك الواص فطرة و جبلة لصنفها فنفوس النبياء عليهم الصلة و السلم ل ا خاص ية تس تعد ب ا للنسلخ من الروحانية البشرية إل الروحانية اللكية حت يصي ملكا ف تلك اللمحة الت انسلخت فيها ،و هذا هو معن الوحي كما مر ف موضعه ،و هي ف تلك الالة مصلة للمعرفة الربانية و ماطبة اللئكة عليهم السلم عن ال سبحانه و تعال كما مر .و ما يتسع ف ذلك من التأثي ف الكوان و نفوس السحرة لا خاصة التأثي ف الكوان و استجلب روحانية الكواكب للتصرف فيها و التأثي بق وة نفس انية أو شيطانية .فأما تأثي النبياء فمدد إلي و خاصية ربانية و نفوس الكهنة لا خاصية الطلع على الغيبات بقوى شيطانية .و هكذا كل صنف متص باصية ل توجد ف الخر .و النفوس الساحرة على مراتب ثلث يأت شرحها فأولا الؤثرة بالمة فقط من غي آلة و ل معي و هذا هو الذي تسميه الفلسفة السحر و الثان بعي من مزاج الفلك أو العناصر أو خواص العداد و يسمونه الطلسمات و هو أضعف رتبة من الول و الثالث تأثي ف القوى التخيلة .يعمد صاحب هذا التأثي إل القوى التخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف و يلقي فيها أنواعا من اليالت و الاكاة و صورا ما يقصده من ذلك ث ينلا إل الس من الرائي بقوة نفسه الؤثرة فيه فينظر الراؤن كأنا ف الارج و لي س هناك شيء من ذلك ،كما يكى عن بعضهم أنه يري البساتي و النار و القصور و ليس هناك شيء من ذلك ويسمى هذا عند الفلس فة الشعوذة أو الشعبذة .هذا تفصيل مراتبه ث هذه الاصية تكون ف الساحر بالقوة شأن القوى البشرية كلها و إنا ترج إل الفعل بالرياضة و رياضة السحر كلها إنا تكون بالتوجه إل الفلك و الكواكب و العوال العلوية والشياطي بأنواع التعظيم و العبادة و الض وع و الت ذلل فهي لذلك وجهة إل غي ال و سجود له .و الوجهة إل غي ال كفر فلهذا كان السحر كفرا و الكفر من مواده و أسبابه كما رأي ت .و لذا اختلف الفقهاء ف قتل الساحر هل هو لكفره السابق على فعله أو لتصرفه بالفساد و ما ينشأ عنه من الفساد ف الكوان و الكل حاصل منه .و لا كانت الرتبتان الوليان من السحر لا حقيقة ف الارج و الرتبة الخية الثالثة ل حقيقة لا اختلف العلماء ف السحر ه ل ه و
حقيقة أو إنا هو تييل فالقائلون بأن له حقيقة نظروا إل الرتبتي الوليي و القائلون بأن ل حقيقة له نظروا إل الرتبة الثالثة الخية .فليس بينهم اختلف ف نفس المر بل إنا جاء من قبل اشتباه هذه الراتب و ال أعلم .و اعلم أن وجود السحر ل مرية فيه بي العقلء من أج ل التأثي الذي ذكرناه و قد نطق به القرآن .قال ال تعال :و لكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر و ما أنزل على اللكي ببابل هاروت و ماروت و ما يعلمان من أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء و زوجه و ما هم بضارين به م ن أحد إل بإذن ال .و سحر رسول ال صلى ال عليه و سلم حت كان ييل إليه أنة يفعله و جعل سحره ف مشط و مشاقة و جف طلع ة و دفن ف بئر ذروان فأنزل ال عز و جل عليه ف العوذتي :و من شر النفاثات ف العقد قالت عائشة رضي ال عنها :كان ل يقرأ على عقدة من تلك العقد الت سحر فيها إل انلت .و أما وجود السحر ف أهل بابل و هم الكلدانيون من النبط و السريانيي فكثي و نطق به القرآن و جاءت به الخبار و كان للسحر ف بابل و مصر أزمان بعثة موسى عليه السلم أسواق نافقة .و لذا كانت معجزة موسى من جن س م ا يدعون و يتاناغون فيه و بقي من آثار ذلك ف الباري بصعيد مصر شواهد دالة على ذلك و رأينا بالعيان من يص ور ص ورة الش خص السحور بواص أشياء مقابلة لا نواه و حاوله موجودة بالسحور و أمثال تلك العان من أساء و صفات ف التأليف و التفريق .ث يتكل م على تلك الصورة الت أقامها مقام الشخص السحور عينا أو معن ث ينفث من ريقه بعد اجتماعه ف فيه بتكرير مارج تلك الروف م ن الكلم السوء و يعقد على ذلك العن ف سبب أعده لذلك تفاؤل بالعقد و اللزام و أخذ العهد على من أشرك به من الن ف نفثه ف فعل ه ذلك استشعارا للعزية بالعزم .و لتلك البنية و الساء السيئة روح خبيثة ترج منه مع النفخ متعلقة يريقه الارج من فيه بالنفث فتنل عنه ا أرواح خبيثة و يقع عن ذلك بالسحور ما ياوله الساحر .و شاهدنا أيضا من النتحلي للسحر و عمله من يشي إل كساء أو جلد و يتكلم عليه ف سره فإذا هو مقطوع متخرق .و يشي إل بطون الغنم كذلك ف مراعيها بالبعج فإذا أمعاؤها ساقطة من بطونا إل الرض .و سعنا أن بأرض الند لذا العهد من يشي إل إنسان فيتحتت قلبه و يقع ميتا و ينقلب عن قلبه فل يوجد ف حشاه و يشي إل الرمانة و تفت ح فل يوجد من حبوبا شيء .و كذلك سعنا أن بأرض السودان و أرض الترك من يسحر السحاب فيمطر الرض الخصوصة .و كذلك رأينا من عمل الطلسمات عجائب ف العداد التحابة و هي ر ك ر ف د أحد العددين مائتان و عشرون و الخر مائتان و أربعة و ث انون و معن التحابة أن أجزاء كل واحد الت فيه من نصف و ثلث و ربع و سدس و خس و أمثالا إذا جع كان متساويا للعدد الخر صاحبه فتس مى لجل ذلك التحابة .و نقل أصحاب الطلسمات أن لتلك العداد أثرا ف اللفة بي التحابي و اجتماعهما إذا وضع لما مث الن أح دها بطالع الزهرة و هي ف بيتها أو شرفها ناظرة إل القمر نظر مودة و قبول و يعل طالع الثان سابع الول و يضع على أحد التمث الي أح د العددين و الخر على الخر .و يقصد بالكثر الذي يراد ائتلفه أعن البوب ما أدري الكثر كمية أو الكثر أجزاء فيكون ل ذلك م ن التألف العظيم بي التحابي مال يكاد ينفك أحدها عن الخر .قاله صاحب الغاية و غيه من أئمة هذا الشأن و شهدت له التجربة .و كذا طابع السد و يسمى أيضا طابع الصى و هو أن يرسم ف قالب هند إصبع صورة أسد سائل ذنبه عاضا على حصاة قد قسمها بنص في و بي يديه صورة حية منسابة من رجليه إل قبالة وجهه فاغرة فاها فيه و على ظهره صورة عقرب تدب .و يتحي برسه حل ول الش مس بالوجه الول أو الثالث من السد بشرط صلح النيين و سلمتهما من النحوس .فإذا وجد ذلك و عثر عليه طبع ف ذلك الوقت ف مقدار الثقال فما دونه من الذهب و غمس بعد ف الزعفران ملول باء الورد و رفع ف خرقة حرير صفراء فإنم يزعمون أن لمسكه من العز على السلطي ف مباشرتم و خدمتهم و تسخيهم له مال يعب عنه .و كذلك للسلطي فيه من القوة و العز على من تت أيديهم .ذكر ذل ك أيضا أهل هذا الشأن ف الغاية و غيها و شهدت له التجربة .و كذلك وفق السدس الختص بالشمس ذكروا أنه .يوض ع عن د حل ول الشمس ف شرفها و سلمتها من النحوس و سلمة القمر بطالع ملوكي يعتب فيه نظر صاحب العاشر لصاحب الطالع نظر مودة و قب ول و يصلح فيه ما يكون من مواليد اللوك من الدلة الشريفة و يرفع ف خرقة حرير صفراء بعد أن يغمس ف الطيب .فزعموا أن له أثرا ف صحابة اللوك و خدمتهم و معاشرتم .و أمثال ذلك كثي .و كتاب الغاية لسلمة بن أحد الريطي هو مدونة هذه الصناعة و في ه اس تيفاؤها و كمال مسائلها و ذكر لنا أن المام الفخر بن الطيب وضع كتابا ف ذلك و ساه بالسر الكتوم و أنه بالشرق يتداوله أهله و نن ل نق ف عليه .و المام ل يكن من أئمة هذا الشأن فيما نظن و لعل المر بلف ذلك .و بالغرب صنف من هؤلء النتحلي لذه العمال السحرية يعرفون بالبعاجي و هم الذين ذكرت أول أنم يشيون إل الكساء أو اللد فيتخرق و يشيون إل بطون الغنم بالبعج فتنبع ج .و يس مى أحدهم لذا العهد باسم البعاج لن أكثر ما ينتحل من السحر بعج النعام يرهب بذلك أهلها ليعطوه من فضلها و هم مستترون ب ذلك ف
الغاية خوفا على أنفسهم من الكام ،لقيت منهم جاعة و شاهدت من أفعالم هذه بذلك و أخبون أن لم وجهة و رياضة خاصة بدعوات كفرية و إشراك لروحانيات الن و الكواكب ،شطرت فيها صحيفة عندهم تسمى الزيرية يتدارسونا و أنم ب ذه الرياض ة و الوجه ة يصلون إل حصول هذه الفعال لم و أن التأثي الذي لم إنا هو فيما سوى النسان الر من التاع و اليوان و الرفيق و يعبون عن ذل ك يقولم إنا نفعل فيما تشي فيه الدراهم أي ما يلك و يباع و يشترى من سائر التملكات هذا ما زعموه .و سألت بعضهم فأخبن به و أما أفعالم فظاهرة موجودة وقفنا على الكثي منها و عاينتها من غي ريبة ف ذلك .هذا شأن السحر والطلسمات و أثاره ا ف الع ال فأم ا الفلسفة ففرقوا بي السحر و الطلسمات بعد أن أثبتوا أنما جيعا أثر للنفس النسانية و استدلوا على وجود الثر للنفس النسانية بأن ل ا آثارا ف بدنا على غي الرى الطبيعي و أسبابه السمانية بل آثار عارضة من كيفيات الرواح تارة كالسخونة الادثة عن الفرح و السرور و من جهة التصورات النفسانية أخرى كالذي يقع من قبل التوهم .فإن الاشي على حرف حائط أو حبل منتصب إذا قوي عن ده ت وهم السقوط سقط بل شك .و لذا تد كثيا من الناس يعودون أنفسهم ذلك بالدربة عليه حت يذهب عنهم هذا الوهم فتجدهم يشون عل ى حرف الائط و البل النتصب و ل يافون السقوط .فثبت أن ذلك من آثار النفس النسانية و تصورها للسقوط من أج ل ال وهم .و إذا كان ذلك أثرا للنفس ف بدنا من غي السباب السمانية الطبيعية فجائز أن يكون لا مثل هذا الثر ف غي بدنا إذ نسبتها إل الب دان ف ذلك النوع من التأثي واحدة لنا غي حالة ف البدن و ل منطبعة فيه فثبت أنا مؤثرة ف سائر الجسام .و أما التفرقة عندهم بي السحر و الطلسمات فهو أن السحر ل يتاج الساحر فيه إل معي و صاحب الطلسمات يستعي بروحانيات الكواكب و أسرار العداد و خ واص الوجودات و أوضاع الفلك الؤثرة ف عال العناصر كما يقول النجمون و يقولون :السحر اتاد روح بروح و الطلسم اتاد روح يسم و معناه عندهم ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية ،و الطبائع العلوية هي روحانيات الكواكب و لذلك يستعي صاحبه ف غ الب المر بالنجامة .و الساحر عندهم غي مكتسب لسحره بل هو مفطور عندهم على تلك البلة الختصة بذلك النوع من الت أثي .و الف رق عندهم بي العجزة و السحر أن العجزة قوة إلية تبعث على النفس ذلك التأثي فهو مؤيد بروح ال على فعله ذلك .و الساحر إن ا يفع ل ذلك من لدن نفسه و بقوته النفسانية و بإمداد الشياطي ف بعض الحوال فبينهما الفرق ف العقولية و القيقة و الذات ف نفس المر و إنا نستدل نن على التفرقة بالعلمات الظاهرة و هي وجود العجزة لصاحب الي و ف مقاصد الي و للنفوس التمحصة للخي و التحدي با على دعوى النبؤة .و السحر إنا يوجد لصاحب الشر و ف أفعال الشر ف الغالب من التفريق بي الزوجي و ضرر العداء و أمثال ذلك .و للنفوس التمحصة للشر .هذا هو الفرق بينهما عند الكماء الليي :و قد يوجد لبعض التصوفة و أصحاب الكرامات تأثي أيضا ف أحوال العال و ليس معدودا من جنس السحر و إنا هو بالمداد اللي لن طريقتهم و نلتهم من آثار النبؤة و توابعها و لم ف الدد ،اللي حفظ على قدر حالم و إيانم و تسكهم بكلمة ال و إذا اقتدر أحد منهم على أفعال الشر ل يأتيها لنة متقيد فيما يأتيه بذرة للمر اللي .فم ا ل يقع لم فيه الذن ل يأتونه بوجه و من أتاه منهم فقد عدل عن طريق الق و ربا سلب حاله .و لا كانت العج زة بإم داد روح ال و القوى اللية فلذلك ل يعارضها شيء من السحر .و انظر شأن سحرة فرعون مع موسى ف معجزة العصا كيف تلقفت ما كانوا به يأفكون و ذهب سحرهم و اضمحل كأن ل يكن .و كذلك لا أنزل على النب صلى ال عليه و سلم ف العوذتي و من شر النفاثات ف العقد .قالت عائشة رضي ال عنها :فكان ل يقرأها على عقد ف من العقد الت سحر فيها إل انلت .فالسحر ل يثبت مع اسم ال و ذكره بالمة اليانية و قد نقل الؤرخون أن زركش كاويان و هي راية كسرى كان فيها الوفق الئين العددي منسوجا بالذهب ف أوضاع فلكية رصدت لذلك الوفق .و وجدت الراية يوم قتل رستم بالقادسية واقعة على الرض بعد انزام أهل فارس و شتاتم .و هو فيما يزعم أه ل الطلس مات و الوفاق مصوص بالغلب ف الروب و أن الراية الت يكون فيها أو معها ل تنهزم أصل .إل أن هذه عارضها الدد اللي من إيان أصحاب رسول ال صلى ال علية و سلم و تسكهم بكلمة ال فانل معها كل عقد سحري و ل يثبت و يطل ما كانوا يعملون .و أما الشريعة فلم تفرق بي السحر و الطلسمات و جعلته كله بابا واحدا مظورا .لن الفعال إنا أباح لنا الشارع منها ما يهمنا ف ديننا الذي فيه ص لح آخرتنا أو ف معاشنا الذي فيه صلح دنيانا و ما ل يهمنا ف شيء منهما فإن كان فيه ضرر أو نوع ضرر كالسحر الاصل ضرره بالوقوع و يلحق به الطلسمات لن أثرها واحد و كالنجامة الت فيها نوع ضرر باعتقاد التأثي فتفسد العقيدة اليانية برد المور إل غي ال فيك ون حينئذ ذلك الفعل مظورا على نسبته ف الضرر .و إن ل يكن مهما علينا و ل فيه ضرر فل أقل من تركه قربة إل ال فإن من حسن إس لم الرء تركه مال يعنيه .فجعلت الشريعة باب السحر والطلسمات و الشعوذة بابا واحدا لا فيها من الضرر و خصته بالظر و التحري .و أم ا
الفرق عندهم بي العجزة و السحر فالذي ذكره التكلمون أنة راجع إل التحدي و هو دعوى وقوعها على وفق ما ادعاه .قالوا :و الساحر مصروف عن مثل هذا التحدي فل يقع منه .و وقوع العجزة على وفق دعوى الكاذب غي مقدور لن دللة العجزة على الصدق عقلية لن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكذب لستحال الصادق كاذبا و هو مال فإذا ل تقع العجزة مع الكاذب بإطلق .و أما الكم اء فالفرق بينهما عندهم كما ذكرناه فرق ما بي الي و الشر ف ناية الطرفي .فالساحر ل يصدر منه الي و ل يستعمل ف أس باب الي و صاحب العجزة ل يصدر منه الشر و ل يستعمل ف أسباب الشر و كأنما على طرف النقيض ف أصل فطرتما .و ال يهدي من يشاء و هو القوي العزيز ل رب سواه و من قبيل هذه التأثيات النفسية الصابة بالعي و هو تأثي من نفس العيان عندما يستحسن بعينه م دركا م ن الذوات أو الحوال و يفرط ف استحسانه و ينشأ عن ذلك الستحسان حسد يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده .و هو جبلة فطرية أعن هذه الصابة بالعي .و الفرق بينها و بي التأثيات النفسانية أن صدورة فطري جبلي ل يتخلف و ل يرج ع اختي ار صاحبه و ل يكتسبه .و سائر التأثيات و إن كان منها مال يكتسب فصدورها راجع إل اختيار فاعلها و الفطري منها قوة صدورها و لذا قالوا :القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل و القاتل بالعي ل يقتل .و ما ذلك إل أنه ليس ما يريده و يقصده أو يتركه و إن ا ه و مب ور ف صدوره عنه .و ال أعلم با ف الغيوب و مطلع على ما ف السرائر.
القسم الول من الفصل التاسع و العشرون :علم أسرار الروف و هو السمى لذا العهد بالسيميا .نقل وضعه من الطلسمات إليه ف اصطلح أهل التصرف من التصوفة ،فاس تعمل اس تعمال الع ام ف الاص .و حدث هذا العلم ف اللة بعد صدر منها ،و عند ظهور الغلة من التصوفة و جنوحهم إل كشف حج اب ال س ،و ظه ور الوارق على أيديهم و التصرفات ف عال العناصر ،و تدوين الكتب و الصطلحات ،و مزاعمهم ف تنل الوجود عن الواحد و ترتيب ه .و زعموا أن الكمال السائي مظاهره أرواح الفلك و الكواكب ،و أن طبائع الروف و أسرارها سارية ف الساء ،فهي سارية ف الك وان على هذا النظام .و الكوان من لدن البداع الول تتنقل ف أطواره و تعرب عن أسراره ،فحدث لذلك علم أسرار الروف ،و ه و م ن تفاريع علم السيمياء ل يوقف على موضوعه و ل تاط بالعدد مسائله .تعددت فيه تآليف البون و ابن العرب و غيها من اتبع آثاره ا .و حاصلة عندهم و ثرته تصرف النفوس الربانية ف عال الطبيعة بالساء السن و الكلمات اللية الناشئة عن الروف اليطة بالسرار السارية ف الكوان. ث اختلفوا ف سر التصرف الذي ف الروف با هو :فمنهم من جعله للمزاج الذي فيه ،و قسم الروف بقسمة الطبائع إل أربعة أص ناف كما للعناصر .و اختصت كل طبيعة بصنف من الروف يقع التصرف ف طبيعتها فعل و انفعال بذلك الصنف ،فتنوعت الروف بق انون صناعي يسمونه التكسي إل نارية و هوائية و مائية و ترابية على حسب تنوع العناصر ،فاللف للنار و الباء للهواء واليم للم اء وال دال للتراب .ث ترجع كذلك على التوال من الروف و العناصر إل أن تنفذ .فتعي لعنصر النار حروف سبعة :اللف و الاء و الطاء و الي م و الفاء والسي و الذال ،و تعي لعنصر الواء سبعة أيضا :الباء و الواو و الياء و النون و الضاد والتاء و الظاء ،و تعي لعنصر الاء أيضا س بعة: اليم و الزاي و الكاف و الصاد والقاف و الثاء و الغي ،و تعي لعنصر التراب أيضا سبعة :الدال و الاء و اللم و العي و الراء و الاء و الشي. و الروف النارية لدفع المراض الباردة و لضاعفة قوة الرارة حيث تطلب مضاعفتها ،إما حسا أو حكما .كما ف تضيف قوى الريخ ف الروب ف القتل و الفتك .و الائية أيضا لدفع المراض الارة من حيات و غيها و لتضعيف القوى الباردة حيث تطلب مضاعفتها حس ا أو حكما ،كتضعيف قوى القمر و أمثال ذلك. و منهم من جعل سر التصرف الذي ف الروف للنسبة العددية :فإن حروف أبد دالة على أعدادها التعارفة وضعا و طبعا فبينها من أج ل تناسب العداد تناسب ف نفسها أيضا ،كما بي الباء و الكاف و الراء لدللتها كلها على الثني كل ف مرتبته ،فالباء على اثني ف مرتب ة الحاد ،و الكاف على اثني ف مرتبة العشرات ،و الراء على اثني ف مرتبة الئي .و كالذي بينها و بي الدال و اليم والتاء لدللتها عل ى الربعة ،و بي الربعة و الثني نسبة الضعف .و خرج للساء أوفاق كما للعداد يتص كل صنف من الروف بصنف من الوفاق الذي
يناسبه من حيث عدد الشكل أو عدد الروف ،و امتزج التصرف من السر الرف و السر العددي لجل التناسب الذي بينهما .فأما س ر التناسب الذي بي هذه الروف و أمزجة الطبائع ،أو بي الروف و العداد ،فأمر عسي على الفهم ،إذ ليس من قبيل العلوم و القياسات، و إنا مستندهم فيه الذوق و الكشف .قال البون :و ل تظن أن سر الروف ما يتوصل إليه بالقياس العقلي ،و إنا هو بطريق الش اهدة و التوفيق اللي .و أما التصرف ف عال الطبيعة بذه الروف و الساء الركبة فيها و تأثر الكوان عن ذلك فأمر ل ينكر لثبوته ع ن ك ثي منهم تواترا .و قد يظن أن تصرف هؤلء و تصرف أصحاب الطلسمات واحد ،و ليس كذلك ،فإن حقيقة الطلسم و تأثيه على ما حققه أهله أنة قوى روحانية من جوهر القهر ،تفعل فيما له ركب فعل غلبة و قهر .بأسرار فلكية و نسب عددية و بورات جالب ات لروحاني ة ذلك الطلسم ،مشدودة فيه بالمة ،فائدتا ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية ،و هو عندهم كالمية الركبة من هوائية و أرضية و مائية و نارية حاصلة ف جلتها ،تيل و تصرف ما حصلت فيه إل ذاتا و تقلبه إل صورتا .و كذلك الكسي للجسام العدنية كالمية تقل ب العدن الذي تسري فيه إل نفسها بالحالة .و لذلك يقولون :موضوع الكمياء جسد ف جسد لن الكسي أجزاؤه كله ا جس دانية .و يقولون :موضوع الطلسم روح ف جسد لنه ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية .و الطبائع السفلية جسد و الطبائع العلوية روحاني ة .و تقيق الفرق بي تصرف أهل الطلسمات و أهل الساء ،بعد أن تعلم أن التصرف ف عال الطبيعة كله إنا هو للنف س النس انية والم م البشرية أن النفس النسانية ميطة بالطبيعة و حاكمة عليها با الذات ،إل أن تصرف أهل الطلسمات إنا هو ف استنال روحاني ة الفلك و ربطها بالصور أو بالنسب العددية .حت يصل من ذلك نوع مزاج يفعل الحالة و القلب بطبيعته ،فعل المية فيما حصلت فيه .و تصرف أصحاب الساء إنا هو با حصل لم بالاهدة و الكشف من النور اللي و المداد الربان ،فيسخر الطبيعة لذلك طائعة غي مستعصية ،و ل يتاج إل مدد من القوى الفلكية و ل غيها ،لن مدده أعلى منها. و يتاج أهل الطلسمات إل قليل من الرياضة تفيد النفس قوة على استنال روحانية الفلك .و أهون با وجهة و رياض ة .بلف أه ل الساء فإن رياضتهم هي الرياضة الكبى ،و ليست لقصد التصرف ف الكوان إذ هو حجاب .و إنا التصرف حاصل لم بالعرض ،كرامة من كرامات ال لم .فإن خل صاحب الساء عن معرفة أسرار ال و حقائق اللكوت ،الذي هو نتيجة الشاهدة والكشف ،و اقتصر عل ى مناسبات الساء و طبائع الروف و الكلمات .و تصرف با من هذه اليثية و هؤلء هم أهل السيياء ف الشهور كأن إذا ل فرق بينه و بي صاحب الطلسمات ،بل صاحب الطلسمات أوثق منه لنه يرجع إل أصول طبيعية علمية و قواني مرتبة .و أما صاحب أسرار الس اء إذا فاته الكشف الذي يطلع به على حقائق الكلمات و آثار الناسبات بفوات اللوص ف الوجهة ،و ليس له ف العلوم الص طلحية ق انون برهان يعول عليه يكون حاله أضعف رتبة .و قد يزج صاحب الساء قوى الكلمات و الساء بقوى الك واكب ،فيعي ل ذكر الس اء السن ،أو ما يرسم من أوفاقها ،بل و لسائر الساء ،أوقاتا تكون من حظوظ الكواكب الذي يناسب ذلك السم ،كما فعل ه الب ون ف كتايه الذي ساه الناط .و هذه الناسبة عندهم هي من لدن الضرة العمائية .و هي برزخية الكمال السان .و إنا تنل تفصيلها ف القائق على ما هي عليه من الناسبة .و إثبات هذه الناسبة عندهم إنا هو بكم الشاهدة .فإذا خل صاحب الساء عن تلك الشاهدة ،و تلقى تلك الناسبة تقليدا ،كان عمله بثابة عمل صاجب الطلسم ،بل هوأوثق منه كما قلناه .و كذلك قد يزج أيضا صاحب الطلسمات عمله و قوى كواكبه بقوى الدعوات الؤلفة من الكلمات الخصوصة لناسبة بي الكلمات و الكواكب ،إل أن مناسبة الكلمات عندهم ليست كما هي عند أصحاب الساء من الطلع ف حال الشاهدة ،و إنا يرجع إل ما اقتضته أصول طريقتهم السحرية .من اقتسام الكواكب لميع ما ف عال الكونات ،من جواهر و أعراض و ذوات و معان ،و الروف و الساء من جلة ما فيه. فلكل واحد من الكواكب قسم منها يصه ،و يبنون على ذلك مبان غريبة منكرة من تقسيم سورالقرآن و آيه على هذا النحو ،كما فعل ه مسلمة الريطي ف الغاية .و الظاهر من حال البون ف أناطه أنه اعتب طريقتهم .فإن تلك الناط إذا تصفحتها ،و تصفحت الدعوات ال ت تضمنتها .و تقسيمها على ساعات الكواكب السبعة ،ث وقفت على الغاية ،و تصفحت قيامات الكواكب الت فيها ،و هي الدعوات ال ت تتص بكل كوكب ،و يسمونا قيامات الكواكب ،أي الدعوة الت يقام له با ،شهد له ذلك :إما بأنه من مادتا ،أو بأن التناسب الذي كان ف أصل البداع و برزخ العلم قضى بذلك كله .و ما أوتيتم من العلم إل قليل .و ليس كل ما حرمه الشارع من العلوم بنكر الثبوت ،فقد ثبت أن السحر حق مع حظره .لكن حسبنا من العلم ما علمنا.
و من فروع علم السيمياء عندهم استخراج الجوبة من السئلة ،بارتباطات ش بي الكلمات حرفية ،يوهون أنا أصل ف معرفة ما ياولون علمه من الكائنات الستقبالية ،و إنا هي شبه العاياة و السائل السيالة .و لم ف ذلك كلم كثي من أدعية و أوراد .و أعجبه زايرجة العال للسبت و قد تقدم ذكرها .و نبي هنا ما ذكروه ف كيفية العمل بتلك الزايرجة بدائرتا و جدولا الكتوب حولا ،ث نكشف عن الق فيها و أنا ليست من الغيب .و إنا هي مطابقة بي مسئلة و جوابا ف الفادة فقط ،و قد أشرنا إل ذلك من قبل .و ليس عندنا رواي ة يع ول عليها ف صحة هذه القصيدة إل أننا ترينا أصح النسخ منها ف ظاهر المر .و ال الوفق بنه .و هي هذه: مصل على هاد إل الناس أرسل يقول سبيت و يمد ربه و يرضى عن الصحب و من لم تل ممد البعوث خات النبيا تراه بيكم و بالعقل قد خل أل هذه زايرجة العال الذي و يدرك أحكاما تدبرها العل فمن أحكم الوضع فيحكم جسمه و يدرك للتقوى و للكل حاصل و من أحكم الربط فيدرك قوة و يعقل نفسه و صح له الول ومن أحكم التصريف يكم سره و هذا مقام من بالذكار كمل و ف عال المر تراه مققا أقمها دوائر وللحاء عدل فهذي سرائر عليكم بكتمها بنظم و نثر قبد تراه مدول فطاء لا عرش و فيظ نقوشنا و ارسم كواكبا لدراجها العل و نسب دوائر كنسبة فلكها و كور بثله على حد من خل و أخرج لوتار و ارسم حروفها و حقق بامهم و نورهم جل أقم شكل زيرهم و سو بيوته و علما لوسيقى و الرباع مثل و حصل علوما للطباع مهندسا و علم بآلت فحقق و حصل و سو لوسيقى و علم حروفهم و عالها أطلق و القليم جدول و سو دوائرها و نسب حروفها زناتية آبت و حكم لا خل أمي لنا فهو ناية دولة و جاء بنو نصر و ظفرهم تل و قطر لندلس فابن لودهم فإن شئت نصبتهم و قطرهم حل ملوك و فرسان و أهل لكمة ملوك بالشرق بالوفاق نزل و مهدي توحيد بتونس حكمهم فإن شئت للروم فبالر شكل و اقسم على القطر و كن متفقدا و إفرنسهم دال و بالطاء كمل ففنش و برشنون الراء حرفهم و إعرب قومنا بترقيق أعمل ملوك كناوة دلوا لقافهم و فرس ططاري و ما بعدهم طل فهند حباشي و سند فهرمس لكاف و قبطهم بلمه طول فقيصرهم جاء و يزدجردهم و لكن تركي بذا الفعل عطل و عباس كلهم شريف معظم فختم بيوتا ث نسب و جدول فإن شئت تدقيق اللوك و كلهم و علم طبائعها و كله مثل على حكم قانون الروف و علمها و يعلم أسرار الوجود و أكمل فمن علم العلوم تعلم علمنا و علم ملحيم باميم فصل فيسخ علمه و يعرف ربه فحكم الكيم فيه قطهعا ليقتل و حيث أتى اسم و العروض يشقه و أحرف سيبويه تأتيك فيصل و تأتيك أحرف فسو لضربا
بترنيمك الغال للجزاء خلخل فمكن بتنكي و قابل و عوضن و زد لح وصفيه ف العقل فعل و ف العقد و الزور يعرف غالبا و اعكس بذبيه و بالدور عدل ؟ و اختر لطلع و سويه رتبة و تعطي حروفها و ف نظمها انل و يدركها الرء فيبلغ قصده فحسبك ف اللك و نيل اسه العل إذا كان سعد و الكواكب اسعدت فنسب دنادينا تد فيه منهل و إيقاع دالم برموز ثمة و مثناهم الثلث بيمه قد جل و أوتار زيرهم فللحاء بهم و أرسم أباجاد و باقيه جل و أدخل بأفلك و عدل بدول أتى ف عروض الشعر عن جلة مل و جوز شذوذ النو تري و مثله و علم لنحونا فاحفظ و حصل فأصل لديننا و أصل لفقهنا و سبح باسه و كب و هلل فادخل لفسطاط على الوفق جذره بنظم طبيعي و سر من العل فتخرج أبياتا و ف كل مطلب فعلم الفواتيح ترى فيه منهل و تفن بصرها كذا حكم عدهم من اللف طبعيا فيا صاح جدول فتخرج أبياتا و عشرون ضعفت فصح لك الن و صح لك العل تريك صنائعا من الضرب أكملت أقمها دوائر الزير و حصل و سجع بزيرهم و أثن بنقرة من أسرار أحرفهم فعذبه سلسل أقمها بأوفاق و أصل لعدها 43ك 1ك و ك ح و ا ه عم له ر ل سع كط 1ل م ن ح ع ف و ل
الفصل التاسع و العشرون :علم أسرار الروف القسم الثان الكلم على استخراج نسبة الوزان و كيفياتا و مقادير القابل منها و قوة الدرجة التميزة بالنسبة إل موضع العلق من امتزاج طبائع و علم طب أو صناعة الكيميا و عال مقدار القادير بالول أيا طالبا للطب مع علم جابر لحكام ميزان تصادف منهل إذا شئت علم الطب لبد نسبة و أمزاج وضعكم بتصحيح أنل فيشفي عليكم و الكسي مكم الطب الروحان لبهرام برجيس و سبعة أكمل و شئت إيلوش 565ه و دهنه بل كذلك و التركيب حيث تنقل لتحليل أوجاع البوارد صححوا كد منع مهم 355و هح 6صح لاى و لح 1آ 1و هح وى سكره ل ل ح مههت مههه ع ع مى مرح ح 2242ل ك عا عر. مطاريح الشعاعات ف مواليد اللوك و بنيهم و ضلع قسيها بنطقة جل و علم مطاريح الشعاعات مشكل و يبدو إذا عرض الكواكب عدل و لكن قي حج مقام إمامنا فمن أدرك العن عل ث فوضل بدال مراكز بي طول و عرضها لتسديسهم تثليث بيت الت تل مواقع تربيع و سه مسقط يقينا و جذره و بالعي أعمل يزاد لتربيع و هذا قياسه
بصاد و ضعفه و تربيعه أنل و من نسبة الربعي ركب شعاعك اختص صح صح ع 8سع وى هذا العمل هنا للملوك و القانون مطرد عمله و ل ير أعجب منه. مقامات اللوك القام الول 5القام الثان ع ع و القام الرا بع للح القام الامس لى القام السادس بي القام السابع عره خط التصال و النفصال خط التصال خط النفصال الوتر للجميع و تابع الرر التام التصال و النفصال الواجب التام ف التصالت إقامة النوار الزر اليب ف العمل إقامة السوال عن اللوك مقام الول نورعه ي مقام با 5حج ل النفعال الروحان و ال نقياد الربان لدى أسائه السن تصادف منهل أيا طالب السر لتهليل ربه كذلك ريسهم و ف الشمس أعمل تطيعك أخيار النام بقلبهم و ما قلته حقا و ف الغي أهل ترى عامة الناس إليك تقيدوا أقوله غيكم و نصركموا اجتلى طريقك هذا السيل و السبل الذي و دينا متينا أو تكن متوصل إذا شئت تيا ف الوجود مع التقى و ف سر بسطام أراك مسربل كذي النون و النيد مع سر صنعة كذا قالت الند و صوفية الل و ف العال العلوي تكون مدثا و ما حكم صنع مثل جبيل أنزل طريق رسول ال بالق ساطع و يوم الميس البدء و الحدانلى فبطشك تليل و قوسك مطلع و ف اثني للحسن تكون مكمل و ف جعة أيضا بالساء مثله أراك با مع نسبة الكل أعطل و ف طائه سر ف هائه إذا و عود و مصطكى بور تصل و ساعة سعد شرطهم ف نقوشها و الخلص و السبع الثان مرتل و تتلو عليها آخر الشر دعوة اتصال أنوار الكواكب بلعان ل هي ى ل ظ غ لدسع ق صح م ف و ى و كل برأسك و ف دعوة فل و ف يدك اليمن حديد و خات و اتلو إذا نام النام و رتل و آية حشر فاجعل القلب وجهها هي الية الغظمى فحقق و حصل هي السر ف الكوان ل شيء غيها و تدرك أسرارا من العال العل تكون با قطبا إذا جدت خدمة و باح با اللج جهرا فأعقل ؟ سري با ناجي و معروف قبله إل أن رقى فوق الريدين و اعتلى و كان با الشبلي يدأب دائما و لزم لذكار و صم و تنقل فصف من الدناس قلبك جاهدا
عليم بأسرار العلوم مصل فما نال سر القوم إل مقق مقامات البة و ميل النفوس و الاهدة و الطاعة و العبادة و حب و تعشق و فناء الفناء و توجه و مراقبة و خلة و أئمة النفعال الطبيعي بقزدير أو ناس اللط أكمل لبجيس ف البة الوفق صرفوا فجعلك طالعا خطوطه ما عل و قيل بفضة صحيحا رأيته و جعلك للقبول شسه أصل توخ به زيادة النور للقمر و وقت لساعة و دعوته أل و يومه و البخور عود لندهم و عن طسيمان دعوة و لا جل و دعوته بغاية فهي أعملت بر هواء أو مطالب أهل و قيل بدعوة حروف لوضعها و ذلك وفق للمربع حصل فتنقش أحرفا بدال و لمها فدال ليبدو واو زينب معطل إذا ل يكن يهوى هواك دللا هواك و باقيهم قليلة جل فحسن لبائه و بائهم إذا و ما زدت أنسبه لفعلك عدل و نقش مشاكل بشرط لوضعهم فبوري و بسطامي بسورتا تل و مفتاح مري ففعلهما سوا أدلة و حشي لقبضة ميل و جعلك بالقصد و كن متفقدا فباطنها سر و ف سرها انل فاعكس بيوتا بألف و نيف فصل ف القامات للنهاية و توجدها دار أو ملبسها الل لك الغيب صورة من العال العل بنثر و ترتيل حقيقة أنزل و يوسف ف السن و هذا شبيهه فيحكى إل عود ياوب بلبل و ف يده طول و ف الغيب ناطق و عند تليها لبسطام أخذل و قد جن بلول بعشق جالا جنيد و بصرى و السم أهل و مات أجليه و أشرب حبها بأسائه السن بل نسبة خل فتطلب ف التهليل غايته و من و يسهم بالزلفى لدى جية العل و من صاحب السن له الفوز بالن تريك عجائبا بن كان موئل و تب بالغيب إذا جدت خدمة و منها زيادات لتفسيها تل فهذا هو الفوز و حسن تناله الوصية و التختم و اليان و السلم و التحري و الهلية و ما زاد خطبة و ختما و جدول فهذا قصيدنا و تسعون عده تولد أبياتا و ما حصرها انل عجبت لبيات و تسعون عدها و يفهم تفسيا تشابه أشكل فمن فهم السر فيفهم نفسه لناس و إن خصوا و كان التأهل حرام و شرعي لظهار سرنا و تفهم برحلة و دين تطول فإن شئت أهليه فغلظ يينهم من القطع و الفشا فترأس بالعل لعلك أن تنجو و سامع سرهم فنال سعادات و تابعه عل فنجل لعباس لسره كات فمن يرأس عرشا فذلك أكمل و قام رسول ال ف الناس خاطبا فآلت لقتلهم بدق تطول و قد ركب الرواح أجساد مظهر
و يلبس أثواب الوجود على الول إل العال العلوي يفن فناؤنا على خات الرسل صلة با العل فقد ت نظما و صلى إلنا على سيد ساد النام و كمل و صلى إله العرش ذو الد و العل و أصحابه أهل الكارم و العل ممد الادي الشفيع إمامنا
كيفية العمل ف استخراج أجوبة السائل من زايرجة العال بول ال منق ول عمن لقيناه من القائمي عليها روف
السؤال له ثلثمائة و ستون جوابا عدة الدرج ،و تتلف الجوبة عن سؤال واحد ف طالع مصوص باختلف السئلة الضافة إل ح الوتار .و تناسب العمل من استخراج الحرف من بيت القصيد. تنبيه :تركيب حروف الوتار و الدول على ثلثة أصول :حروف عربية تنقل على هيآتا .و حروف برسم الغبار .و هذه تتبدل :فمنها ما ينقل على هيئته مت ل تزد الدوار عن أربعة ،فإن زادت عن أربعة نقلت إل الرتبة الثانية من مرتبة العشرات و كذلك لرتب ة الئي عل ى حسب العمل كما سنبينه ،و منها حروف برسم الزمام كذلك ،غي أن رسم الزمام يعطي نسبة ثانية ،فهي بنلة واحد ألف و بنلة عشرة، و لا نسبة من خسي بالعرب .فاستحق البيت من الدول أن توضع فيه ثلثة حروف ف هذا الرسم و حرفان ف الرسم ،فاختص روا م ن الدول بيوتا خالية .فمت كانت أصول الدوار زائدة على أربعي حسبت ف العدد ف طول الدول و إن ل تزد على أربعة ل يس ب إل العامر منها. و العمل ف السؤال يفتقر إل سبعة أصول :عدة حروف الول حساب أدوارها بعد طرحها ،اثن عشر اثن عشر ،و هي ثانية أح رف ف الكامل و ستة ف الناقص أبدا .و معرفة درج الطالع و سلطان البج ،و الدور الكب الصلي ،و هو واحد أبدا .و ما يرج من إضافة الطالع للدور الصلي ،و ما يرج من ضرب الطالع و الدور ف سلطان البج .و إضافة سلطان البج للطالع و العمل جيعه ينتج عن ثلث ة أدوار مضروبة ف أربعة ،تكون اثن عشر دورا .و نسبة هذه الثلثة الدوار الت هي كل دور من أربعة نشأة ثلثية ،كل نشأة لا ابت داء .ث إن ا تضرب أدوارا رباعية أيضا ثلثية .ث إنا من ضرب ستة ف اثني ،فكان لا نشأة ،يظهر ذلك ف العمل .و يتبع ه ذه الدوار الثن عش ر نتائج .و هي ف الدوار ،إما أن تكون نتيجة أو أكثر إل ستة. فأول ذلك نفرض سؤال عن الزايرجة ،هل هي علم قدي ،أو مدث بطالع أول درجة من القوس أثناء حروف الوتار ؟ ث حروف السؤال. فوضعنا حروف وتر رأس القوس و نظيه من رأس الوزاء .و ثالثه و تر رأس الدلو إل حد الركز ،و أضفنا إليه حروف السؤال ،و نظرن ا عدتا و أقل ما تكون ثانية و ثاني ،و أكثر ما تكون ستة و تسعي ،و هي جلة الدور الصحيح ،فكانت ف سؤالنا ثلث ة و تس عي .و يتصر السؤال إن زاد عن ستة و تسعي ،بأن يسقط جيع أدواره الثن عشرية ،و يفظ ما خرج منها و ما بقي ،فكانت ف سؤالنا س بعة أدوار ،الباقي تسعة ،أثبتها ف الروف ما ل يبلغ الطالع اثنت عشرة درجة ،فإن بلغها ل تثبت لا عدة و ل دور. ث تثبت أعدادها أيضا إن زاد الطالع عن أربعي و عشرين ف الوجه الثالث ،ث تثبت الطالع و هو واحد ،و سلطان الطالع و هو أربع ة ،و الدور الكب و هو واحد ،و اجع ما بي الطالع و الدور و هو اثنان ف هذا السؤال ،و اضرب ما خرج منهما ف سلطان البج يبلغ ثانية ،و أضف السلطان للطالع فيكون خسة ،فهذه سبعة أصول .فما خرج من ضرب الطالع و الدور الكب ف سلطان القوس ،ما ل يبلغ اثن عشر فيه تدخل ف ضلع ثانية من أسفل الدول صاعدا ،و إن زاد على اثن عشر طرح أدوارا ،و تدخل بالباقي ف ضلع ثانية ،و تعلم على منتهى العدد و المسة الستخرجة من السلطان و الطالع ،يكون الطالع ف ضلع السطح البسوط العلى من الدول ،و تعد متواليا خسات أدوارا، و تفظها إل أن يقف العدد على حرف من أربعة ،و هي ألف أو باء أو جيم أو زاي .فوقع العدد ف عملنا على حرف الل ف و خل ف ثلثة أدوار ،فضربنا ثلثة ف ثلثي كانت تسعة .و هو عدد الدور الول .فأثبته و اجع ما بي الضلعي :القائم و البسوط يك ن ف بي ت
ثانية ف مقابلة البيوت العامرة بالعدد من الدول ،و إن وقف ف مقابلة الال من بيوت الدول على أحدها .فل يعت ب و تس تمر عل ى أدوارك .و أدخل يعدد ما ف الدور الول ،و ذلك تسعة ف صدر الدول ما يلي البيت الذي اجتمعا فيه .و هي ثاني ة ،م ارا إل جه ة اليسار ،فوقع على حرف لم ألف و ل يرج منها أبدا حرف مركب .و إنا هو إذن حرف تاء أربعمائة برسم الزمام ،فعلم عليها بعد نقلها من بيت القصيد ،و اجع عدد الدور للسلطان يبلغ ثلثة عشر ،أدخل با ف حروف الوتار ،و أثبت ما وقع عليه العدد و علم عليه من بيت القصيد .و من هذا القانون تدري كم تدور الروف ف النظم الطبيعي ،و ذلك أن تمع حروف الدور الول و هو تسعة لسلطان البج و هو أربعة تبلغ ثلثة عشر ،أضعفها يثلها تكون ستة و عشرين ،أسقط منها درج الطالع وهو واحد ف هذا السؤال الباقي خسة و عشرون. فعلى ذلك يكون نظم الروف الول ،ث ثلثة و عشرون مرتي ،ث إثنان و عشرون مرتي ،على حسب هذا الطرح إل أن ينتهي للواح د من آخر البيت النظوم .و ل تقف على أربعة و عشرين لطرح ذلك الواحد أول .ث ضع الدور الثان و أضف ح روف ال دور الول إل ثانية ،الارجة من ضرب الطالع و الدور ف السلطان تكن سبعة عشر الباقي خسة .فاصعد ف ضلع ثانيه بمسة من حيث انتهيت ف الدور الول و علم عليه ،و أدخل ف صدر الدول بسبعة عشر ،ث بمسة .و ل تعد الال ،و الدور عشرون ،فوجدنا حرف ثاء خسمائة ،و إنا هو نون لن دورنا ف مرتبة العشرات ،فكانت المسمائة بمسي لن دورها سبعة عشر فلو ل تكن سبعة عشر لكانت مئي .فأثبت نونا ث أدخل بمسة أيضا من أوله .و انظر ما حاذى ذلك من السطح تد واحدا ،فقهقر العدد واحدا يقع على خسة ،أضف لا واحدا لس طح تكن ستة .أثبت واوا و علم عليها من بيت القصيد أربعة ،و أضفها للثمانية الارجة من ضرب الطالع مع الدور ف السلطان تبلغ اثن عشر، أضف لا الباقي من الدور الثان و هو خسة تبلغ سبعة عشر ،و هو ما للدور الثان .فدخلنا بسبعة عشر ف حروف الوتار ،فوقع العدد على واحد .أثبت الول و علم عليها من بيت القصيد و أسقط من حروف الوتار ثلثة حروف عدة الارج من الدور الثان .و ض ع ال دور الثالث و أضف خسة إل ثانية تكن ثلثة عشر ،الباقي واحد .انقل الدور ف ضلع ثانية بواحد و أدخل ف بيت القصيد بثلثة عشر ،و خذ ما وقع عليه العدد و هو ق و علم عليه .و أدخل بثلثة عشر ف حروف الوتار و أثبت ما خرج ،و هو سي ،و علم عليه من بيت القصيد، ث أدخل ما يلي السي الارجة بالباقي من دور ثلثة عشر و هو واحد ،فخذ ما يلى حرف سي من الوتار فكان ب أثبتها و علم عليه ا من بيت القصيد .و هذا يقال له :الدور العطوف ،و ميزانه صحيح .و هو أن تضعف ثلثة عشر بثلها ،و تضيف إليها الواحد الباقي م ن الدور .تبلغ سبعة و عشرين .و هو حرف باء الستخرج من الوتار من بيت القصيد .و أدخل ف صدر الدول بثلثة عشر ،و انظر ما قابله من السطح و أضعفه بثله ،و زد عليه الواحد الباقي من ثلثة عشر ،فكان حرف جيم ،و كانت للجملة سبعة ،فذلك حرف زاي فأثبتناه و علمنا عليه من بيت القصيد .و ميزانه أن تضعف السبعة بثلها و زد عليها الواحد الباقي هن ثلثة عشر يكن خسة عشر ،و ه و ال امس عشر من بيت القصيد و هذا آخر أدوار الثلثيات و ضع الدور الرابع و له من العدد تسعة بإضافة الباقي من الدور السابق ،فاضرب الط الع مع الدور ف السلطان ،و هذا الدور آخر العمل ف البيت الول من الرباعيات. فاضرب على حرفي من الوتار و اصعد يتسعة ف ضلع ثانية و أدخل بتسعة من دور الرف الذي أخذته آخرا من بيت القصيد ،فالتاس ع حرف راء ،فأثبته و علم عليه .و أدخل ف صدر الدول بتسعة و انظر ما قابلها من السطح يكون ج ،قهقر العدد واحدا يكون ألف و هو الثان من حرف الراء من بيت القصيد فأثبته و علم عليه .و عد ما يلي الثان تسعة يكون ألف أيضا أثبته و علم عليه و أضرب على حرف من الوتار ،و أضعف تسعة يثلها تبلغ ثانية عشر ،أدخل با ف حروف الوتار تقف على حرف راء ،أثبتها و علم عليها من بيت القص يد ثانية و أربعي .و أدخل بثمانية عشر ف حروف الوتار تقف على س أثيتها و علم عليها اثني .و أضعف اثني إل تسعة تكون أحد عشر. أدخل ف صدر الدول بأحد عشر تقابلها من السطح ألف أثبتها و علم عليها ستة ،و ضع الدور الامس و عدته سبعة عشر الباقي خسة. اصعد بمسة ف ضلع ثانية و اضرب على حرفي من الوتار و أضعف خسة بثلها ،و أضفها إل سبعة عشر عدد دورها الملة س بعة و عشرون ،أدخل با ف حروف الوتار تقع على ب أثبتها و علم عليها اثني وثلثي و اطرح من سبعة عشر اثني الت ه ي ف أس اثني و ثلثي الباقي خسة عشر .أدخل ف حروف الوتار تقف على ق أثبتها و علم عليها ستة و عشرين .و أدخل ف صدر ال دول بس ت و عشرين تقف على اثني بالغبار و ذلك حرف ب أثبته و علم عليه أربعة و خسي ،و أضرب على حرفي من الوتار و ضع الدور السادس، و عدته ثلثة عشر .الباقي منة واحد ،فتبي إذ ذاك أن دور النظم من خسة و عشرين ،فإن الدوار خسة و عشرون و سبعة عشر و خسة و ثلثة عشر و واحد ،فاضرب خسة ف خسة تكن خسة و عشرين ،و هو الدور ف نظم البيت ،فانقل الدور ف ضلع ثانية بواحد .و لكن
ل يدخل ف بيت القصيد بثلثة عشر كما قدمناه ،لنة دور ثان من نشأة تركيبية ثانية ،بل أضفنا الربعة الت من أربعة و خسي الارج ة على حروف ب من بيت القصيد إل الواحد تكون خسة ،تضييف خسة إل ثلثة عشر الت للدور تبلغ ثانية عشر .أدخل ب ا ف ص در الدول و خذ ما قابلها من السطح و هو ألف أثبته و علم عليه من بيت القصيد اثن عشر و اضرب على حرفي من الوتار .و م ن ه ذا الدول تنظر أحرف السؤال ،فما خرج منها زده مع بيت القصيد من آخره و علم عليه من حروف السؤال ليكون داخل ف العدد ف بيت القصيد .و كذلك تفعل بكل حرف بعد ذلك مناسبا لروف السؤال ،فما خرج منها زده إل بيت القصيد من آخر و علم عليه .ث أضف إل ثانية عشر ما علمته على حرف اللف من الحاد ،فكان اثني تبلغ الملة عشرين .أدخل با ف حروف الوتار تقف على حرف راء، أثبته و علم عليه من بيت القصيد ،ستة و تسعي و هو ناية الدور ف الرف الوتري .فاضرب على حرفي من الوتار و ضع الدور السابع. و هو ابتداء لخترع ثان ينشأ من الختراعي .و لذا الدور من العدد تسعة ،تضيف لا واحدا تكون عشرة للنشأة الثانية ،و ه ذا الواح د تزيده بعد إل اثن عشر دورا ،إذا كان من هذه النسبة ،أو تنقصه من الصل تبلغ الملة خسة عشر .فاصعد ف ضلع ثاني ة و تس عي و أدخل ف صدر الدول بعشرة تقف على خسمائة ،و إنا هي خسون ،نون مضاعفة بثلها ،و تلك ق أثبتها و علم عليها من بيت القص يد اثني و خسي ،و أسقط من اثني و خسي اثني ،و أسقط تسعة الت للدور ،الباقي واحد و أربعون ،فأدخل با ف حروف الوتار تق ف على واحد أثبته .و كذلك أدخل با ف بيت القصيد تد واحدا ،فهذا ميزان هذه النشأة الثانية فعلم عليه من بيت القصيد علمتي .علم ة على اللف الخي اليزان ،و أخرى على اللف الول فقط ،و الثانية أربعة و عشرون و اضرب على حرفي من الوتار ،و ض ع ال دور الثامن و عدته سبعة عشر الباقي خسة ،أدخل ف ضلع ثانية و خسي و أدخل ف بيت القصيد بمسة تقع على عي بسبعي ،أثبتها و علم عليها .و أدخل ف الدول بمسة ،و خذ ما قابلها من السطح .و ذلك واحد ،أثبته و علم عليه من البيت ثانية و أربعي ،و أسقط واح دا من ثانية و أربعي للس الثان و أضف إليها خسة ،الدور .الملة اثنان و خسون .أدخل با ف صدر الدول تقف على حرف ب غبارية و هي مرتبة مئينية لتزايد العدد ،فتكون مائتي و هي حرف راء ،أثبتها و علم عليها من القصيد أربعة و عشرين ،فانتقل المر م ن س تة و تسعي إل البتداء و هو أربعة و عشرون ،فأضف إل أربعة و عشرين خسة ،الدور ،و أسقط واحدا تكون الملة ثانية و عشرين .أدخ ل بالنصف منها ف بيت القصيد تقف على ثانية ،أثبت و علم عليها و ضع الدور التاسع ،و عدده ثلثة عشر الباقي واحد .إص عد ف ض لع ثانية بواحد .و ليست نسبة العمل هنا كنسبتها ف الدور السادس لتضاعف العدد ،و لنه من النشأة الثانية ،و لنه أول الثلث الثالث م ن مربعات البوج و آخر الستة الرابعة من الثلثات .فاضرب ثلثة عشر الت للدور ف أربعة الت هي مثلثات البوج السابقة ،الملة اثن ان و خسون ،أدخل با ف صدر الدول تقف على حرف اثني غبارية ،و إنا هي مئينية لتجاوزها ف العدد عن مرتبت الحاد و العشرات ،فأثبته مائتي راء .و علم عليها من بيت القصيد ثانية و أربعي ،و أضف إل ثلثة عشر ،الدور ،واحد الس ،و أدخل بأربعة عشر ف بيت القصيد تبلغ ثانية ،فعلم عليها ثانية و عشرين ،و اطرح من أربعة عشر سبعة يبقى سبعة إضرب على حرفي من الوتار ،و أدخل بسبعة تقف على حرف لم ،أثبته و علم عليه من البيت .و ضع الدور العاشر و عدده تسعة ،و هذا ابتداء الثلثة الرابعة ،و اصعد ف ضلع ثانية بتسعة ،تكون خلء ،فاصعد بتسعة ثانية تصي ف السابع من البتداء .اضرب تسعة ف أربعة لصعودنا بتسعتي ،و إنا كانت تضرب ف اثني .و أدخ ل ف الدول بستة و ثلثي تقف على أربعة زمامية و هي عشرية ،فأخذناها أحادية لقلة الدوار .فأثبت حرف دال ،و إن أض فت إل س تة و ثلثي واحد الس كان حدها من بيت القصيد .فعلم عليها ،و لو دخلت بالتسعة ل غي من ضرب ف صدر الدول لوقف عل ى ثاني ة. فاطرح من ثانية أربعة الباقي أربعة و هو القصود .و لو دخلت ف صدر الدول بثمانية عشر الت هي تسعة ف اثني لوقف عل ى واح د زمامي و هو عشري .فاطرح منه اثني تكرار التسعة ،الباقي ثانية نصفها الطلوب .و لو دخلت ف صدر الدول بسبعة و عشرين بضربا ف ثلثة لوقعت على عشرة زمامية ،و العمل واحد .ث أدخل بتسعة ف بيت القصيد و أثبت ما خرج و هو ألف ،ث اضرب تسعة ف ثلثة الت هي مركب تسعة الاضية و أسقط واحدا و أدخل ف صدر الدول بستة و عشرين ،و أثبت ما خرج و هو مائتان برف راء و علم عليه من بيت القصيد ستة و تسعي .و اضرب على حرفي من الوتار و ضع الدور الادي عشر و له سبعة عشر الباقي خسة ،إصعد ف ضلع ثانية بمسة و تسب ما تكرر عليه الشي ف الدور الول ،و أدخل ف صدر الدول بمسة تقف على خال ،فخذ ما قابله من الس طح و ه و واحد ،فادخل بواحد ف بيت القصيد تكن سي ،أثبته و علم عليه أربعة .و لو يكون الوقف ف الدول على بيت عامر لثبتنا الواحد ثلثة. و أضعف سبعة عشر بثلها و أسقط واحدا و أضعفها بثلها و زدها أربعة تبلغ سبعة و ثلثي ،أدخل با ف الوتار تقف على ستة أثبته ا و
علم عليها ،و أضعف خسة بثلها .و أدخل ف البيت تقف على لم أثبتها و علم عليها عشرين ،و اضرب على حرفي من الوتار .و ض ع الدور الثان عشر و له ثلثة عشر الباقي واحد ،إصعد ف ضلع ثانية بواحد ،و هذا الدور آخر الدوار و آخر الختراعي و آخر الربع ات الثلثية و آخر الثلثات الرباعية .و الواحد ف صدر الدول يقع على ثاني زمامية ،و إنا هي آحاد ثانية ،و ليس معنا من الدوار إل واحد، فلو زاد عن أربعة من مربعات اثن عشر أو ثلثة من مثلثات اثن عشر لكانت ح ،و إنا هي د ،فأثبتها و علم عليها من بيت القصيد أربعة و سبعي ،ث انظر ما ناسبها من السطح تكن خسة ،أضعفها بثلها للس تبلغ عشرة ،أثبت ى و علم عليها ،و انظر ف أي الراتب وقع ت: وجدناها ف الرابعة .دخلنا بسبعة ف حروف الوتار ،و هذا الدخل يسمى التوليد الرف فكانت ف ،أثبتها وأضف إل سبعة واحد الدور، الملة ثانية .أدخل با ف الوتار تبلغ س أثبتها و علم عليها ثانية ،و اضرب ثانية ف ثلثة الزائدة على عشرة الدور ،فإنا أخ ر مربع ات الدوار بالثلثات تبلغ أربعة و عشرين ،أدخل با ف بيت القصيد وعلم على ما يرج منها و هو مائتان و علمتها ستة و تسعون .و هو ناية الدور الثان ف الدوار الرفية ،و اضرب على حرفي من الوتار و ضع النتيجة الول و لا تسعة .و هذا العدد يناسب أبدا الب اقي م ن حروف الوتار بعد طرحها أدوارا و ذلك تسعة ،فاضرب تسعة ف ثلثة الت هي زائدة على تسعي من حروف الوتار ،و أضف لا واحدا الباقي من الدور الثان عشر تبلغ ثانية و عشرين ،فأدخل با ف حروف الوتار تبلغ ألفا ،أنبته و علم عليه ستة و تسعي .و إن ضربت سبعة الت هي أدوار الروف التسعينية ف أربعة و هي الثلثة الزائدة على تسعي .و الواحد الباقي من الدور الثان عشر كان كذلك ،و اصعد ف ضلع ثانية يتسعة و أدخل ف الدول بتسعة تبلغ اثني زمامية .و اضرب تسعة فيما ناسب من السطح ،و ذلك ثلثة ،و أضف لذلك سبعة، عدد الوتار الرفية ،و اطرح واحدا الباقي من دور اثن عشر تبلغ ثلثة و ثلثي ،أدخل با ف البيت تبلغ خسة .فأثبتها و أض ف تس عة بثلها و أدخل ف صدر الدول بثمانية عشر ،و خذ ما ف السطح و هو واحد ،أدخل به ف حروف الوتار تبلغ م أثبته و عل م علي ه ،و اضرب على حرفي من الوتار .و ضع النتيجة الثانية و لا سبعة عشر الباقي خسة ،فاصعد ف ضلع ثانية بمسة و اضرب خسة ف ثلث ة الزائدة على تسعي تبلغ خسة عشر ،أضف لا واحدا الباقي من الدور الثان عشر تكن تسعة ،و أدخل بستة عشرف بيت القصيد تبل غ ت أثبته و علم عليه أربعة و ستي .و أضف إل خسة الثلثة الزائدة على تسعي .و زد واحدا الباقي من الدور الثان عشر يكن تسعة .أدخل با ف صدر الدول تبلغ ثلثي زمامية ،و انظر ما ف السطح تد واحدا أثبته و علم عليه من بيت القصيد و هو التاسع أيضا م ن ال بيت .و أدخل بتسعة ف صدر الدول تقف على ثلثة و هي عشرات .فأثبت لم و علم عليه و ضع النتيجة الثالثة و عددها ثلثة عشر الباقي واحد. فانقل ف ضلع ثانية بواحد و أضف إل ثلثة عشر الثلثة الزائدة على التسعي .و واحد الباقي من الدور الثان عشر تبلغ س بعة عش ر ،و واحد النتيجة تكن ثانية عشر .أدخل با ف حروف الوتار تكن لما أثبتها فهذا آخر العمل. و الثال ف هذا السؤال السابق :أردنا أن نعلم أن هذه الزايرجة علم مدث أو قدي ،بطالع أول درجة من القوس ،أثبتنا حروف الوت ار ،ث حروف السؤال .ث الصول ،و هي عدة الروف ثلثة و تسعون أدوارها سبعة الباقي منها تسعة ،الطالع واحد ،سلطان القوس أربعة ،الدور الكب واحد ،درج الطالع مع الدور اثنان ،ضرب الطالع مع الدور ف السلطان ثانية ،إضافة السلطان للطالع خسة بيت القصيد. غرائب شك ضبطه الد مثل سؤال عظيم اللق حزت فصن إذن حروف الوتار :ص ط ه رث ك ه م ص ص و ن ب ه س ا ن ل م ن ص ع ف ص و رس ك ل م ن ص ع ف ض ق ر س ت ث خ ذ ظ غ ش ط ى ع ح ص ر و ح ر و ح ل ص ك ل م ن ص ا ب ج د ه و ز ح ط ى. حروف السؤال ا ل زا ى رج ة ع ل م م ح د ث ا م ق د ى م الدورالول 19الدور الثان 17الباقي 5الدور الث الث 13الب اقي 1 الدور الرا بع 9الدور الامس 17الباقي 5الدور السادس 13الباقي 1الدور السابع 9الدور الثامن 17الباقي 5ال دور التاس ع 13 الباقي 1الدور العاشر 13الدور الادي عشر 17الباقي 5الدور الثان عشر 13الباقي 1النتيجة الول 9النتيجة الثانية 17الب اقي 5 النتيجة الثالثة 13الباقي .1دورها على خسة و عشرين ث على ثلثة و عشرين مرتي ث على واحد و عش رين مرتي إل أن تنته ي إل الواحد من آخر البيت و تنقل الروف جيعا و ال أعلم ن ف ر و ح ر و ح ا ل و د س ا د ر ر س ر ه ا ل د ر ى س و ا ن س د ر و ا ب ل ا م ر ب و ا ا ل ع ل ل. هذا آخر الكلم ف استخراج الجوبة من زايرجة العال منظومة .و للقوم طرائق أخرى من غي الزايرجة يستخرجون با أجوبة الس ائل غي منظومة .و عندهم أن السر ف استخراج الواب منظوما من الزايرجة ،إنا هو مزجهم بيت مالك بن وهيب و هو :سؤال عظي م الل ق
البيت ،و لذلك يرج الواب على رويه .و أما الطرق الخرى فيخرج الواب غي منظوم .فمن طرائقهم ف استخراج الجوبة ما ننقله عن بعض الققي منهم.
فصل ف الطلع على السرار الفية من جهة الرتباطات الرفية إعلم أرشدنا ال و إياك أن هذه الروف أصل السئلة ف كل قضية ،و إنا تستنتج الجوبة على تزئته بالكلية ،و هي ثلثة و أربعون حرفا كما ترى و ال علم الغيوب ا و ل ا ع ظ س ا ل م خ ى د ل ز ق ت ا ر ذ ص ف ن غ ق ش ا ك ك ى ب م ض ب ح ط ل ج ه د ن ل ث ا. و قد نظمها بعض الفضلءف بيت جعل فيه كل حرف مشدد من حرفي و ساه القطب فقال: غرائب شك ضبطه الد مثل سؤال عظيم اللق حزت فصن إذن فإذا أردت استنتاج السئلة فاحذف ما تكرر من حروفها و أثبت ما فضل منه .ث احذف من الصل و هو القطب لكل حرف فض ل م ن السألة حرفا ياثله ،و أثبت ما فضل منه .ث امزج الفضلي ف سطر واحد تبدأ بالول من فضله .و الثان من فضل السئلة .و هك ذا إل أن يتم الفضلن أو ينفد أحدها قبل الخر ،فتضع البقية على ترتيبها .فإذا كان عدد الروف الارجة بعد الزج موافقا لعدد حروف الص ل قبل الذف فالعمل صحيح ،فحينئذ تضيف إليها خس نونات لتعدل با الوازين الوسيقية و تكمل الروف ثانية و أربعي حرفا .فتعمر با جدول مربعا يكون آخر ما ف السطر الول أول ما ف السطر الثان .و تنقل البقية على حالا .و هكذا إل أن تتم عمارة الدول .و يع ود السطر الول بعينه و تتوال الروف ف القطر على نسبة الركة ،ث ترج وتر كل حرف بقسمة مربعة على أعظم جزء يوجد له ،و تض ع الوتر مقابل لرفه .ث تستخرج النسب العنصرية للحروف الدولية ،و تعرف قوتا الطبيعية و موازينها الروحانية و غرائزه ا النفس انية و أسوسها الصلية من الدول الوضوع لذلك ،و هذه صورته: ث تأخذ وتر كل حرف بعد ضربه ف أسوس أوتاد الفلك الربعة ،و احذر ما يلي الوتاد و كذلك السواقط لن نسبتها مضطربة .و ه ذا الارج هو أول رتب السريان .ث تأخذ مموع العناصر و تط منها أسوس الولدات ،يبقى أس عال اللق بعد عروضه للم دد الكوني ة، فتحمل عليه بعض الردات عن الواد و هي عناصر المداد ،يرج أفق النفس الوسط ،و تطرح أول رتب السريان من مموع العناصر يبقى عال التوسط .و هذا مصوص بعوال الكوان البسيطة ل الركبة .ث تضرب عال التوسط ف أفق النفس الوسط يرج الفق العلى ،فتحمل عليه أول رتب السريان ،ث تطرح من الرابع أول عناصر المداد الصلي يبقى ثالث رتبة السريان ،فتضرب مموع أجزاء العناصر الربع ة أبدا ف رابع مرتبة السريان ،يرج أول عال التفصيل ،و الثان ف الثان يرج ثان عال التفصيل ،و الثالث ف الثالث ي رج ث الث ع ال التفصيل ،و الرابع ف الرابع يرج رابع عال التفصيل .فتجمع عوال التفصيل و تط من عال الكل .تبقى العوال الردة ،فتقسم على الف ق العلى يرج الزء الول .و يقسم النكسر على الفق الوسط يرج الزء الثان ،و ما انكسر فهو الثالث .و يتعي الرابع هذا ف الرباعي. و إن شئت أكثر من الرباعي فتستكثر من عوال التفصيل و من رتب السريان و من الوفاق بعد الروف .و ال يرشدنا و إياك .و ك ذلك إذا قسم عال التجريد على أول رتب السريان خرج الزء الول من عال التركيب ،و كذلك إل ناية الرتبة الخية من عال الكون .فافهم و تدبر و ال الرشد العي. و من طريقهم أيضا ف استخراج الواب ،قال بعض الققي منهم :اعلم أيدنا ال و إياك بروج منه ،أن علم الروف جليل يتوصل العال به لا ل يتوصل بغيه من العلوم التداولة بي العال .و للعمل به شرائط تلتزم .و قد يستخرج العال أسرار الليقة و سرائر الطبيعة ،فيطلع بذلك على نتيجت الفلسفة ،أعن السيميا و أختها .و يرفع له حجاب الهولت و يطلع بذلك على مكنون خبايا القلوب .و قد شهدت جاع ة بأرض الغرب من اتصل بذلك ،فأظهر الغرائب و خرق العوائد و تصرف ف الوجود بتأييد ال. و اعلم أن ملك كل فضيلة الجتهاد و حسن اللكة مع الصب .مفتاح كل خي ،كما أن الرق و العجلة رأس الرمان ،ف أقول :إذا أردت أن تعلم قوة كل حرف من حروف الفابيطوس أعن أبد إل آخر العدد ،و هذا أول مدخل من علم الروف ،فانظر ما لذلك الرف م ن
العداد ،فتلك الدرجة الت هي مناسبة للحرف هي قوته ف السمانيات .ث اضرب العدد ف مثله ترج لك قوته ف الروحاني ات و ه ي وتره .و هذا ف الروف النقوطة ل يتم بل يتم لغي النقوطة ،لن النقوطة منها مراتب لعان يأت عليها البيان فيما بعد. و اعلم أن لكل شكل من أشكال الروف شكل ف العال العلوي أعن الكرسي ،و منها التحرك و الساكن و العلوي و السفلي كما ه و مرقوم ف أماكنه من الداول الوضوعة ف الزيارج. و اعلم أن قوى الروف ثلثة أقسام :الول و هو أقلها قوة تظهر بعد كتابتها ،فتكون كتابته لعال روحان مصوص بذلك الرف الرسوم، فمت خرج ذلك الرف بقوة نفسانية و جع هة كانت قوى الروف مؤثرة ف عال الجسام .الثان قوتا ف اليئة الفكرية و ذلك ما يصدر عن تصريف الروحانيات لا ،فهي قوة ف الروحانيات العلويات ،و قوة شكلية ف عال السمانيات .الثالث و هو يمع الباطن ،أعن الق وة النفسانية على تكوينه ،فتكون قبل النطق به صورة ف النفس ،بعد النطق به صورة ف الروف و قوة ف النطق. و أما طبائعها فهي الطبيعيات النسوبة للمتولدات ف الروف و هي الرارة و اليبوسة ،و الرارة و الرطوبة و البودة و اليبوسة و البودة و الرطوبة ،فهذا سر العدد اليمان ،و الرارة جامعة للهواء و النار و ها :ا ه ط م ف ش ذ ج ز ك س ق ث ظ ،و البودة جامعة للهواء و الاء ب و ى ن ص ت ض د ح ل ع ر خ غ ،و اليبوسة جامعة للنار و الرض ا ه ط م ف ش ذ ب و ى ن ص ت ض ،فهذه نس بة حروف الطبائع و تداخل أجزاء بعضها ف بعض .و تداخل أجزاء العال فيها علويات و سفليات بأسباب المه ات الول ،أعن الطب ائع الربع النفردة ،فمت أردت استخراج مهول من مسئلة ما ،فحقق طالع السائل أو طالع مسئلته واستنطق حروف أوتارها الربعة :الول و الرابع و السابع و العاشر مستوية مرتبة ،و استخرج أعداد القوى و الوتار كما سنبي ،و احل و انسب و استنتج ال واب ي رج ل ك الطلوب ،إما بصريح اللفظ أو بالعن .و كذلك ف كل مسئلة تقع لك .بيانه :إذا أردت أن تستخرج قوى حروف الطالع .مع اسم السائل والاجة .فاجع أعدادها بالمل الكبي ،فكان الطالع المل رابعه السرطان سابعه اليزان عاشره الدي .و هو أقوى هذه الوتاد .فاس قط من كل برج حرف التعريف .و انظر ما يص كل برج من العداد النطقة الوضوعة ف دائرتا ،و اح ذف أج زاء الكس ر ف النس ب الستنطاقية كلها و أثبت تت كل حرف ما يصه من ذلك ،ث أعداد حروف العناصر الربعة و ما يصها كالول .و ارسم ذل ك كل ه أحرفا و رتب الوتاد و القوى و القرائن سطرا متزجا .و كسر و اضرب ما يضرب لستخراج الوازين .و اجع و استنتج الواب يرج لك الضمي و جوابه .مثاله افرض أن الطالع المل كما تقدم .ترسم ح م ل :فللحاء من العدد ثانية لا النصف و الربع و الثمن د ب ا اليم لا من العدد أربعون .لا النصف و الربع و الثمن و العشر و نصف العشر إذا أردت التدقيق م ك ى ه د ب ،اللم لا من العدد ثلث ون ،ل ا النصف و الثلثان و الثلث و المس و السدس و العشر ك ى و ه ج .و هكذا تفعل بسائر حروف السئلة و السم من كل لفظ يقع لك. و أما استخراج الوتار فهو أن تقسم مربع كل حرف على أعظم جزء يوجد له .مثاله :حرف د له من العداد أربعة مربعها س تة عش ر. إقسمها على أعظم جزء يوجد لا و هو اثنان يرج وترا لدال ثانية .ث تضع كل وتر مقابل لرفه .ث تستخرج النسب العنصرية ،كما تقدم ف شرح الستنطاق .و لا قاعدة تطرد ف استخراجها من طبع الروف و طبع البيت الذي يل فيه من الدول كما ذكر الشيخ لن عرف الصطلح .و ال أعلم.
فصل ف الستدلل على ما ف الضمائر الفية بالقواني الرفية و ذلك لو سأل سائل عن عليل ل يعرف مرضه ما علته .و ما الوافق لبئه منه ،فمر السائل أن يسمي ما شاء من الشياء على اسم العل ة الهولة ،لتجعل ذلك السم قاعدة لك .ث استنطق السم مع اسم الطالع و العناصر و السائل و اليوم والساعة إن أردت التدقيق ف السئلة، و إل اقتصرت على السم الذي ساه السائل .و فعلت به كما نبي .فأقول مثل :سى السائل فرسا فأثبت الروف الثلثة م ع أع دادها النطقة .بيانه :أن للفاء من العدد ثاني و لا م ك ي ح ب ،ث الراء لا من العدد مائتان ق ن ك ى ث السي لا من العدد ستون و لا م ل ك فالواو عدد تام له د ج ب ،و السي مثله و لا م ل ك .فإذا بسطت حروف الساء وجدت عنصرين متساويي ،فاحكم لكثرها حروفا
بالغلبة على الخر ،ث احل عدد حروف عناصر اسم الطلوب و حروفه دون بسط .و كذلك اسم الطالب و احكم للك ثر و الق وى بالغلبة. و صفة قوى إستخراج العناصر فتكون الغلبة هنا للتراب و طبعه البودة .و اليبوسة طبع السوداء ،فتحكم على الريض بالسوداء .فإذا ألفت من حروف الستنطاق كلم ا على نسبة تقريبية خرج موضع الوجع ف اللق ،و يوافقه من الدوية حقنة و من الشربة شراب الليمون .هذا ما خرج من ق وى أع داد حروف اسم فرس و هو مثال تقريب متصر .و أما استخراج قوى العناصر من الساء العلمية فهو أن تسمي مثل ممدا ،فترس م أحرف ه مقطعة .ث تضع أساء العناصر الربعة على ترتيب الفلك ،يرج لك ما ف كل عنصر من الروف و العدد .و مثاله: فتجد أقوى هذه العناصر من هذا السم الذكور عنصر الاء ،لن عدد حروفه عشرون حرفا ،فجعلت له الغلبة على بقية عناص ر الس م الذكور .و هكذا يفعل بميع الساء .حينئذ تضاف إل أوتارها ،أو للوتر النسوب للطالع ف الزايرجة ،أو لوتر البيت النسوب لالك ب ن وهيب .الذي جعله قاعدة لزج السئلة و هو هذا: غرائب شك ضبطه الد مثل سؤال عظيم اللق حزت فصن إذن و هو وتر مشهور لستخراج الهولت ،و عليه كان يعتمد ابن الرقام و أصحابه .و هو عمل تام قائم بنفسه ف الثالت الوضعية .وص فة العمل بذا الوتر الذكور أن ترسه مقطعا متزجا بألفاظ السؤال على قانون صنعة التكسي .و عدة حروف هذا الوتر أعن ال بيت ثلث ة و أربعون حرفا ،لن كل حرف مشدد من حرفي. ث تذف ما تكرر عند الزج من الروف و من الصل .لكل حرف فضل من السئلة حرف ياثله ،و تثبت الفضلي سطرا متزج ا بعض ه ببعض الروف .الول من فضلة القطب و الثان من فضلة السؤال ،حت يتم الفضلتان جيعا فتكون ثلثة و أربعي ،فتضيف إليه ا خ س نونات ليكون ثانية و أربعي ،لتعدل با الوازين الوسيقية .ث تضع الفضلة على ترتيبها فإن كان عدد الروف الارجة بعد ال زج يواف ق العدد الصلي قبل الذف فالعمل صحيح ،ث عمر با مزجت جدول مربعا يكون آخر ما ف السطر الول أول ما ف السطر الثان. و على هذا النسق حت يعود السطر الول بعينه ،و تتوال الروف ف القطر على نسبة الركة .ث ترج وتر كل حرف كما تقدم تض عه مقابل لرفه ،ث تستخرج النسب العنصرية للحروف الدولية ،لتعرف قوتا الطبيعية و موازينها الروحانية و غرائزها النفسانية و أسوس ها الصلية من الدول الوضوع لذلك .و صفة استخراج النسب العنصرية هو أن تنفر الرف الول من الدول ما طبيعته و طبيعة البيت الذي حل فيه ،فإن اتفقت فحسن ،و إل فاستخرج بي الرفي نسبة .و يتسع هذا القانون ف جيع الروف الدولية .و تقيق ذلك سهل عل ى من عرف قوانينة كما هو مقرر ف دوائرها الوسيقية .ث تأخذ وتر كل حرف بعد ضربه ف أسوس أوتاد الفلك الربعة كما تقدم .و احذر ما يلي الوتاد .و كذلك السواقط لن نسبتها مضطربة .و هذا الذي يرج لك هو أول مراتب السريان .ث تأخذ مموع العناصر و ت ط منها أسوس الولدات يبقى أس عال اللق بعد عروضه للمدد الكونية .فتحمل عليه بعض الردات عن الواد و هي عناصر المداد ،ي رج أفق النفس الوسط .و تطرح أول رتب السريان من مموع العناصر يبقى عال التوسط .و هذا مصوص بعوال الكوان البسيطة ل الركبة. ث تضرب عال التوسط ف أفق النفس الوسط يرج الفق العلى .فتحمل عليه أول رتب السريان .ث تطرح من الرابع أول عناصر المداد الصلي يبقى ثالث رتبة السريان .ث تضرب مموع أجزاء العناصر الربعة أبدا ف رابع رتب السريان يرج أول عال التفصيل ،و الث ان ف الثان يرج ثان عال التفصيل ،و كذلك الثالث و الرابع ،فتجمع عوال التفصيل و تط من عال الكل ،تبقى العوال الردة ،فتقس م عل ى الفق العلى يرج الزء الول .و من هنا يطرد العمل ف التامة .و له مقامات ف كتب ابن وحشية و البون و غيها .و هذا التدبي يري على القانون الطبيعي الكمي ف هذا الفن و غيه من فنون الكمة اللية ،و عليه مدار وضع الزيارج الرفية و الصنعة اللية و النيج ات الفلسفية .و ال اللهم و به الستعان و عليه التكلن ،و حسبنا ال و نعم الوكيل.
الفصل الثلثون :ف علم الكيمياء
و هو علم ينظر ف الادة الت يتم با كون الذهب و الفضة بالصناعة و يشرح العمل الذي يوصل إل ذلك فيتصفحون الكونات كلها بع د معرفة أمزجتها و قواها لعلهم يعثرون على الادة الستعدة لذلك حت من العضلت اليوانية كالعظام والريش و البيض و العذرات فضل عن العادن .ث يشرح العمال الت ترج با تلك الادة من القوة إل الفعل مثل حل الجسام إل أجزائها الطبيعية يالتص عيد والتقطي و ج د الذائب منها بالتكليس و إمهاء الصلب بالقهر و الصلبة و أمثال ذلك .و ف زعمهم أنه يرج بذه الصناعات كلها جسم طبيعي يس مونه الكسي .و أنه يلقى منه على السم العدن الستعد لقبول صورة الذهب أو الفضة بالستعداد القريب من الفعل مثل الرصاص و القصدير و النحاس بعد أن يمى بالنار فيعود ذهبا إبريزا .و يكنون عن ذلك الكسي إذا ألغزوا ف اصطلحاتم بالروح و عن السم الذي يلقى علي ه بالسد .فشرح هذه الصطلحات و صورة هذا العمل الصناعي الذي يقلب هذه الجساد الستعدة إل صورة الذهب و الفضة هو عل م الكيمياء .و ما زال الناس يؤلفون فيها قديا و حديثا .و ربا يعزى الكلم فيها إل من ليس من أهلها .و إمام الدوني فيها جابر بن حي ان حت إنم يصونا به فيسمونا علم جابر و له فيها سبعون رسالة كلها شبيهة باللغاز .و زعموا أنه ل يفتح مقفلها إل من أحاط علما بميع ما فيها .و الطغرائي من حكماء الشرق التأخرين له فيها دواوين و مناظرات مع أهلها و غيهم من الكماء .و كتب فيها مسلمة الريطي من حكماء الندلس كتابه الذي ساه رتبة الكيم و جعله قرينا لكتابه الخر ف السحر و الطلسمات الذي ساه غاية الكيم .و زع م أن هاتي الصناعتي ها نتيجتان للحكمة و ثرتان للعلوم و من ل يقف عليهما فهو فاقد ثرة العلم و الكمة أجع .و كلمه ف ذلك الكت اب وكلمهم أجع ف تآليفهم هي ألغاز يتعذر فهمها على من ل يعان اصطلحاتم ف ذلك .و نن نذكر سبب عدولم إل ه ذه الرم وز و اللغاز .و لبن الغيب من أئمة هذا الشأن كلمات شعرية على حروف العجم من أبدع ما ييء ف الشعر ملغوزة كلها لغز الح اجي و العاياة فل تكاد تفهم .و قد ينسبون للغزال رحه ال بعض التآليف فيها و ليس بصحيح لن الرجل ل تكن مداركه العالية لتقف عن خطأ ما يذهبون إليه حت ينتحله .و ربا نسبوا بعض الذاهب و القوال فيها لالد بن يزيد بن معاوية ربيب مروان بن الكم و من العلوم ال بي أن خالدا من اليل العرب و البداوة إليه أقرب فهو بعيد عن العلوم و الهناج بالملة فكيف له بصناعة غريبة النحى مبنية على معرفة طبائع الركبات و أمزجتها و كتب الناظرين ف ذلك من الطبيعيات و الطب ل تظهر بعد و ل تترجم أللهم إل أن يكون خالد بن يزيد آخر م ن أهل الدارك الصناعية تشبه باسه فممكن .و أنا أنقل لك هنا رسالة أب بكر بن بشرون لب السمح ف هذه الصناعة و كلها من تلمي ذ مسلمة فيستدل من كلمه فيها على ما ذهب إليه ف شأنا إذا أعطيته حقه من التأمل قال ابن بشرون بعد صدر من الرسالة خ ارج ع ن الغرض :و القدمات الت لذه الصناعة الكرية قد ذكرها الولون و اقتص جيعها أهل الفلسفة من معرفة تكوين العادن و تلق الحج ار و الواهر و طباع البقاع و الماكن فمنعنا اشتهارها من ذكرها و لكن أبي لك من هذه الصنعة ما يتاج إليه فتبدأ بعرفته فقد قالوا :ينبغ ي لطلب هذا العلم أن يعلموا أول ثلث خصال :أولا هل تكون ؟ و الثانية من أي تكون ؟ و الثالثة من أي كيف تكون ؟ فإذا عرف ه ذه الثلثة و أحكمها فقد ظفر بطلوبه و بلغ نايته من هذا العلم و أما البحث عن وجوبا و الستدلل عن تكونا فقد كفيناكه با بعثن ا ب ه إليك من الكسي .و أما من أي شيء تكون فإنا يريدون بذلك البحث عن الجر الذي يكنه العمل و إن كان العمل موجودا م ن ك ل شيء بالقوة لنا من الطبائع الربع منها تركبت ابتداء و إليها ترجع انتهاء و لكن من الشياء ما يكون فيه بالقوة و ل يكون بالفعل و ذلك أن منها ما يكن تفصيلها تعال و تدبر و هي الت ترج من القوة إل الفعل و الت ل يكن تفصيلها ل تعال و ل تدبر لنا فيها بالقوة فقط و إنا ل يكن تفصيلها لستغراق بعض طبائعها ف بعض و فضل قوة الكبي منها على الصغي .فينبغي لك وفق ك ال أن تع رف أوف ق الحجار النفصلة الت يكن فيها العمل و جنسه و قوته و عمله و ما تدبر من الل و العقد و التنقية و التكليس و التنشيف و التقليب ف إن من ل يعرف هذه الصول الت هي عماد هذه الصنعة ل ينجح و ل يظفر بي أبدا .و ينبغي لك أن تعلم هل يكن أن يستعان عليه بغيه أو يكتفى به وحده و هل هو واحد ف البتداء أو شاركه غيه فصار ف التدبي واحدا فسمي حجرا .و ينبغي لك أن تعلم كيفية عمله و كمية أوزانه و أزمانه و كيف تركيب الروح فيه و إدخال النفس عليه ؟ و هل تقدر النار على تفصيلها منه بعد تركيبها ؟ فإن ل تقدر فلي علة و ما السبب الوجب لذلك ؟ فان هذا هو الطلوب فافهم .و اعلم أن الفلسفة كلها مدحت النفس و زعمت أنا الدبرة للجسد و الاملة له و الدافعة عنه و الفاعلة فيه .و ذلك أن السد إذا خرجت النفس منه مات و برد فلم يقدر على الركة و المتناع من غيه لنه ل حياة فيه و ل نور .و إنا ذكرت السد و النفس لن هذه الصفات شبيهة بسد النسان الذي تركيبه على الغذاء و العشاء و ق وامه و ت امه بالنفس الية النورانية الت با يفعل العظائم و الشياء القابلة الت ل يقدر عليها غيها بالقوة الية الت فيها .و إنا انفعل النس ان لختلف
تركيب طبائعه و لو اتفقت طبائعه لسلمت من العراض و التضاد و ل تقدر النفس على الروج من بدنه و لكان خالدا باقي ا .فس بحان مدبر الشياء تعال .و اعلم أن الطبائع الت يدث عنها هذا العمل كيفية دافعة ف البتداء فيضية متاجة إل النتهاء و ليس لا إذا صارت ف هذا الد أن تستحيل إل ما منه تركبت كما قلناه آنفا ف النسان لن طبائع هذا الوهر قد لزم بعضها بعضا و صارت شيئا واحدا ش بيها بالنفس ف قوتا و فعلها و بالسد ف تركيبه و مسته بعد أن كانت طبائع مفردة بأعيانا .فيا عجبا من أفاعيل الطبائع إن القوة للض عيف الذي يقوى على تفصيل الشياء و تركيبها و تامها فلذلك قلت قوي و ضعيف .و إنا وقع التعبي و الفناء ف التركيب الول للختلف و عدم ذلك ف الثان للتفاق .و قد قال بعض الولي التفصيل و التقطيع ف هذا العمل حياة و بقاء و التركيب موت و فناء .و ه ذا الكلم دقيق العن لن الكيم أراد بقوله حياة و بقاء خروجه من العدم إل الوجود لنه ما دام على تركيبه الول فهو فان ل مالة ،ف إذا رك ب التركيب الثان عدم الفناء .و التركيب الثان ل يكون إل بعد التفصيل و التقطيع فإذا التفصيل و التقطيع ف هذا العمل خاصة .ف إذا بق ي السد اللول انبسط فيه لعدم الصورة لنه قد صار ف السد بنلة النفس الت ل صورة لا و ذلك أنه ل وزن له فيه و سترى ذلك إن شاء ال تعال و قد ينبغي لك أن تعلم أن اختلط اللطيف باللطيف أهون من اختلط الغليظ و إنا أريد بذلك التشاكل ف الرواح و الجس اد لن الشياء تتصل بأشكالا .و ذكرت لك ذلك لتعلم أن العمل أوفق و أيسر من الطبائع اللطائف الروحانية منها من الغليظة السمانية .و قد يتصور ف العقل أن الحجار أقوى و أصب على النار من الرواح كما ترى أن الذهب و الديد و النحاس أصب على النار من الكبيت و الزئبق و غيها من الرواح فأقول إن الجساد قد كانت أرواحا ف بدنا فلما أصابا حر الكيان قلبها أجسادا لزجة غليظة فلم تقدر النار على أكلها لفراط غلظها و تلزجها .فإذا أفرطت النار عليها صيتا أرواحا كما كانت أول خلقها .و إن تلك الرواح اللطيفة إذا أصابتها النار أبقت و ل تقدر على البقاء عليها فينبغي لك أن تعلم ما صي الجساد ف هذه الالة و صي الرواح ف هذا الال فهو أجل ما تعرفه. أقول إنا أبقت تلك الرواح لشتعالا و لطافتها .و إنا اشتعلت لكثرة رطوبتها و لن النار إذا أحست بالرطوبة تعلقت با لن ا هوائي ة تشاكل النار و ل تزال تغتذي با إل أن تفن .و كذلك الجساد إذا أحست بوصول النار إليها لقلة تلزجها و غلظها و إنا صارت تل ك الجساد ل تشتعل لنا مركبة من أرض و ماء صابر على النار فلطيفه متحد بكثيفه لطول الطبخ اللي الازج للشياء .و ذل ك أن ك ل متلش إنا يتلشى بالنار لفارقة لطيفه من كثيفه و دخول بعضه ف بعض على غي التحليل و الوافقة فصار ذلك النضمام و التداخل ماورة ل مازجة فسهل بذلك افتراقهما كالاء و الدهن و ما أشبههما .و إنا وصفت ذلك لتستدل به على تركيب الطبائع و تقابلها فإذا علم ت ذلك علما شافيا فقد أخذت حظك منها .و ينبغي لك أن تعلم أن الخلط الت هي طبائع هذه الصناعة موافقة بعضها لبعض مفصلة م ن جوهر واحد يمعها نظام واحد بتدبي واحد ل يدخل عليه غريب ف الزء منه و ل ف الكل كما قال الفيلسوف :إنك إذا أحكمت تدبي الطبائع و تآليفها و ل تدخل عليها غريبا فقد أحكمت ما أردت إحكامه و قوامه إذ الطبيعة واحدة ل غريب فيها فمن أدخل عليها غريب ا فقد زاغ عنها و وقع ف الطأ .و اعلم أن هذه الطبيعة إذا حل لا جسد من قرائنها على ما ينبغي ف الل حت يشاكلها ف الرقة و اللطاف ة انبسطت فيه و جرت معه حيثما جرى لن الجساد ما دامت غليظة جافية ل تنبسط و ل تتزاوج و حل الجساد ل يك ون بغي الرواح فافهم هداك ال هذا القول .و اعلم هداك ال أن هذا الل ف جسد اليوان هو الق الذي ل يضمحل و ل ينقص و هو الذي يقلب الطبائع و يسكها و يظهر لا ألوانا و أزهارا عجيبة .و ليس كل جسد يل خلف هذا هو الل التام لنة مالف للحياة ،فإنا حله با يوافقه و يدفع عنه حرق النار ،حت يزول عن الغلظ و تنقلب الطبائع عن حالتا إل ما لا أن تنقلب من اللطافة و الغلظ .فإذا بلغت الجساد نايتها م ن التحليل و التلطيف ظهرت لا هنالك قوة تسك و تغوص و تقلب و تنفذ و كل عمل ل يرى له مصداق ف أوله فل خي فيه .و اعل م أن البارد من الطبائع هو ييبس الشياء و يعقد رطوبتها و الار منها يظهر رطوبتها و يعقد يبسها و إنا أفردت الر و البد لنما ف اعلن و الرطوبة و اليبس منفعلن و على انفعال كل واحد منهما لصاحبه تدث الجسام و تتكون و إن كان الر أكثر فعل ف ذلك من البد لن البد ليس له نقل الشياء و ل تركها و الر هو علة الركة .و مت ضعفت علة الكون و هو الرارة ل يتم منها شيء أبدا كم ا إن ه إذا أفرطت الرارة على شيء و ل يكن ث برد أحرقته و أهلكته .فمن أجل هذه العلة احتيج إل البارد ف هذه العمال ليقوى به كل ضد على ضده و يدفع عنه حر النار .و ل يذر الفلسفة أكب شيء إل من النيان الرقة .و أمرت بتطهي الطبائع و النفاس و إخ راج دنس ها و رطوبتها و نفور آفاتا و أوساخها عنها على ذلك استقام رأيهم و تدبيهم فإنا عملهم إنا هو مع النار أول و إليها يصي أخيا فلذلك قالوا: إياكم و النيان الرقات .و إنا أرادوا بذلك نفي الفات الت معها فتجمع على السد آفتي فتكون أسرع للكه .و كذلك كل شيء إن ا
يتلشى و يفسد من ذاته لتضاد طبائعه و اختلفه فيتوسط بي شيئي فلم يد ما يقويه و يعينه إل قهرته الفة و أهلكته .و اعلم أن الكماء كلها ذكرت ترداد الرواح على الجساد مرارا ليكون ألزم إليها و أقوى على قتال النار إذا هي باشرتا عند اللفة أعن بذلك النار العنصرية فاعلمه .و لنقل الن على الجر الذي يكن منه العمل على ما ذكرته الفلسفة فقد اختلفوا فيه فمنهم من زعم أنه ف اليوان و منهم م ن زعم أنه ف النبات و منهم من زعم أنه ف العادن و منهم من زعم أنه ف الميع .و هذه الدعاوى ليست بنا حاجة إل استقصائها و مناظرة أهلها عليها لن الكلم يطول جدا و قد قلت فيما تقدم إن العمل يكون ف كل شيء بالقوة لن الطبائع موجودة ف كل شيء فهو كذلك فنريد أن تعلم من أي شيء يكون العمل بالقوة و الفعل فنقصد إل ما قاله الران إن الصبغ كله أحد صبغي :إما صبغ جسد كالزعفران ف الثوب البيض حت يول فيه و هو مضمحل منتقض التركيب ،و الصبغ الثان تقليب الوهر من جوهر نفس ه إل ج وهر غيه و ل ونه كتقليب الشجر بل التراب إل نفسه و قلب اليوان و النبات ال نفسه حت يصي التراب نباتا و النبات حيوانا و ل يكون إل بالروح الي و الكيان الفاعل الذي له توليد الجرام و قلب العيان .فإذا كان هذا هكذا فنقول إن العمل لبد أن يكون إما ف اليوان و إما ف النب ات و برهان ذلك أنما مطبوعان على الغذاء و به قوامهما و تامهما .فأما النبات فليس فيه ما ف اليوان من اللطافة و القوة و لذلك قل خ وض الكماء فيه .و أما اليوان فهو آخر الستحالت الثلث و نايتها و ذلك أن العدن يستحيل نباتا و النبات يستحيل حيوانا و الي وان ل يستحيل إل شيء هو الطف منه إل أن ينعكس راجعا إل الغلظ و أنه أيضا ل يوجد ف العال شيء تتعلق فيه الروح الي ة غيه و ال روح ألطف ما ف العال و ل تتعلق الروح باليوان إل بشاكلته إياها .فأما الروح الت ف النبات فإنا يسية فيها غلظ و كثافة و هي م ع ذل ك مستغرقة كامنة فيه لغلظها و غلظ جسد النبات فلم يقدر على الركة لغلظه و غلظ روحه .و الروح التحركة ألطف من ال روح الكامن ة كثيا و ذلك أن التحركة لا قبول الغذاء و التنقل و التنفس و ليس للكامنة غي قبول الغذاء وحده .و ل تري إذا قيست بالروح الي ة إل كالرض عند الاء .كذلك النبات عند اليوان فالعمل ف اليوان أعلى و أرفع و أهون و أيسر .فينبغي للعاقل إذا عرف ذلك أن يرب م ا كان سهل و يترك ما يشى فيه عسرا .و اعلم أن اليوان عند الكماء ينقسم أقساما من المهات الت هي الطبائع و الديثة الت هي الواليد و هذا معروف متيسر الفهم فلذلك قسمت الكماء العناصر و الواليد أقساما حية و أقساما ميتة فجعلوا كل متحرك فاعل حي ا و ك ل ساكن مفعول ميتا .و قسموا ذلك ف جيع الشياء و ف الجساد الذائبة و ف العقاقي العدنية فسموا كل شيء يذوب ف الن ار و يطي و يشتعل حيا و ما كان على خلف ذلك سوه ميتا فأما اليوان و النبات فسموا كل ما انفصل منها طبائع أربعا حيا و ما ل ينفصل سوه ميتا ث إنم طلبوا جيع القسام الية .فلم يدوا لوفق هذه الصناعة ما ينفصل فصول أربعة ظاهرة للعيان و ل يدوا غي الجر الذي ف اليوان فبحثوا عن جنسه حت عرفوه و أخذوه و دبروه فتكيف لم منه الذي أرادوا .و قد يتكيف مثل هذا ف العادن و النبات .بعد جع العقاقي و خلطها ث تفصل بعد ذلك .فأما النبات فمنه ما ينفصل ببعض هذه الفصول مقل الشنان و أما العادن ففيها أجساد و أرواح و أنف اس إذا مزجت و دبرت كان منها ما له تأثي .و قد دبرنا كل ذلك فكان اليوان منها أعلى و أرفع و تدبيه أسهل و أيسر .فينبغي لك أن تعلم ما هو الجر الوجود ف اليوان و طريق وجوده .إنا بينا أن اليوان أرفع الواليد و كذا ما تركب منه فهو ألطف منه كالنبات من الرض .و إنا كان النبات ألطف من الرض لنه إنا يكون من جوهره الصاف و جسده اللطيف فوجب له بذلك اللطافة و الرقة .و كذا هذا الج ر اليوان بنلة النبات ف التراب .و بالملة فإنه ليس ف اليوان شيء ينفصل طبائع أربعا غيه فافهم هذا القول فإنة ل يكاد يفى إل عل ى جاهل بي الهالة و من ل عقل له .فقد أخبتك ماهية هذا الجر و أعلمتك جنسه و أنا أبي لك وجوه تدابيه حت يكمل الذي شرطناه على أنفسنا من النصاف إن شاء ال سبحانه. التدبي على بركة ال خذ الجر الكري فأودعه القرعة و النبيق و فصل طبائعه الربع الت هي النار و الواء و الرض و الاء و هي السد و الصبغ فإذا عزلت الاء عن التراب و الواء عن النار فارفع كل واحد ف إنائه على حدة و خذ الابط أسفل الناء و هو الثفل فاغسله بالن ار الارة حت تذهب النار عنه سواده و يزول غلظه و جفاؤه و بيضه تبييضا مكما و طي عنه فضول الرطوبات الستجنة فيه فإنه يصي عن د ذلك ماء أبيض ل ظلمة فيه و ل وسخ و ل تضاد .ث اعمد إل تلك الطبائع الول الصاعدة منه فطهرها أيضا من السواد و التضاد و ك رر عليها الغسل و التصعيد حت تلطف و ترق و تصفو .فإذا فعلت ذلك فقد فتح ال عليك فابدأ بالتركيب الذي عليه مدار العمل .و ذلك أن التركيب ل يكون إل بالتزويج و التعفي فأما التزويج فهو اختلط اللطيف بالغليظ و أما التعفي فهو التمشية و السحق حت يتلط بعض ه ببعض و يصي شيئا واحدا ل اختلف فيه و ل نقصان بنلة المتزاج بالاء .فعند ذلك يقوى الغليظ على إمساك اللطيف و تقوى ال روح
على مقابلة النار و تصب عليها و تقوى النفس على الغوص ف الجساد والدبيب فيها .و إنا وجد ذلك بعد التركيب لن السد اللول لا ازدوج بالروح مازجه بميع أجزائه و دخل بعضها ف بعض لتشاكلها فصار شيئا واحدا و وجب من ذلك أن يعرض للروح من الصلح و الفساد و البقاء و الثبوت و ما يعرض للجسد لوضع المتزاج .و كذلك النفس إذا امتزجت بما و دخلت فيهما بدمة التدبي اختلط ت أجزاؤها بميع أجزاء الخرين أعن الروح و السد و صارت هي و ها شيئا واحدا ل اختلف فيه بنلة الزء الكلي الذي سلمت طبائعه و اتفقت أجزاؤه فإذا ألقى هذا الركب السد اللول و أل عليه النار و أظهر ما فيه من الرطوبة على وجهه ذاب ف السد اللول .و م ن شأن الرطوبة الشتمال و تعلق النار با فإذا أرادت النار التعلق با منعها من التاد بالنفس مازجة الاء لا .فإن النار ل تتحد بالدهن ح ت يكون خالصا .و كذلك الاء من شأنه النفور من النار .فإذا ألت عليه النار و أرادت تطييه حبسه السد اليابس المازج له ف جوفه فمنعه من الطيان فكان السد علة لمساك الاء و الاء علة لبقاه الدهن و الدهن علة لثبات الصبغ و الصبغ علة لظهور الدهن و اظهار الدهنية ف الشياء الظلمة الت ل نور لا و ل حياة فيها .فهذا هو السد الستقيم و هكذا يكون العمل .و هذه التصفية الت سألت عنها و هي ال ت ستها الكماء بيضة و إياها يعنون ل بيضة الدجاج و اعلم أن الكماء ل تسميها بذا السم لغي معن بل أشبهتها .و لقد سألت مس لمة عن ذلك يوما و ليس عنده غيي فقلت له :أيها الكيم الفاضل أخبن لي شيء ست الكماء مركب اليوان بيضة ؟ اختيارا منهم لذلك أم لعن دعاهم إليه ؟ فقال :بل لعن غامض فقلت أيها الكيم و ما ظهر لم من ذلك من النفعة و الستدلل على الصناعة حت شبهوها و سوها بيضة ؟ فقال :لشبهها و قرابتها من الركب ففكر فيه فإنه سيظهر لك معناه .فبقيت بي يديه مفكرا ل أقدر على الوصول إل معناه. فلما رأى ما ب من الفكر و أن نفسي قد مضت فيها أخذ بعضدي و هزن هزة خفيفة و قال ل :يا أبا بكر ذلك للنسبة الت بينهما ف كمية اللوان عند امتزاج الطبائع و تأليفها .فلما قال ذلك انلت عن الظلمة و أضاء ل نور قلب و قوي عقلي على فهمه فنهضت شاكرا ال عليه إل منل و أقمت على ذلك شكل هندسيا يبهن به على صحة ما قاله مسلمة .و أنا واضعه لك ف هذا الكتاب .مثال ذلك أن الركب إذا ت و كمل كان نسبة ما فيه من طبيعة الواء إل ما ف البيضة من طبيعة الواء كنسبة ما ف الركب من طبيعة النار إل ما ف البيضة من طبيعة النار .و كذلك الطبيعتان الخريان ،الرض و الاء فأقول :إن كل شيئي متناسبي على هذه الصفة ها متشابان .و مثال ذل ك أن تع ل لسطح البيضة هزرح فإذا أردنا ذلك فإنا نأخذ أقل طبائع الركب و هي طبيعة اليبوسة و نضيف إليها مثلها من طبيعة الرطوبة و ندبرها حت تنشف طبيعة اليبوسة طبيعة الرطوبة و تقبل قوتا .و كأن ف هذا الكلم رمزا و لكنه ل يفى عليك .ث تمل عليهما جيعا مثليهم ا م ن الروح و هو الاء فيكون الميع ستة أمثال .ث تمل على الميع بعد التدبي مثل من طبيعة الواء الت هي النفس و ذلك ثلثة أجزاء فيكون الميع تسعة أمثال اليبوسة بالقوة .و تمل تت كل ضلعي من الركب الذي طبيعته ميطة بسطح الركب طبيعتي فتجعل أول الض لعي اليطي بسطحه طبيعة الاء و طبيعة الواء و ها ضلعا ا ح د و سطح ابد و كذلك الضلعان اليطان بسطح البيضة اللذان ها الاء و الواء ضلعا هزوح فأقول أن سطح ابد يشبه سطح هزوح طبيعة الواء الت تسمى نفسا و كذلك ب من سطح الركب .و الكم اء ل تس م شيئا باسم شيء إل لشبهه به .و الكلمات الت سألت عن شرحها الرض القدسة و هي النعقدة من الطبائع العلوية و السفلية .و النح اس هو الذي أخرج سواده و قطع حت صار هباء ث حر بالزاج حت صار ناسيا و الغنيسيا حجرهم الذي تمد فيه الرواح و ترجه الطبيع ة العلوية الت تستجن فيها الرواح لتقابل عليها النار و الفرفرة لون أحر قان يدثه الكيان .و الرصاص حجر له ثلث قوى متلفة الشخوص و لكنها متشاكلة و متجانسة .فالواحدة روحانية نية صافية و هي الفاعلة و الثانية نفسانية و هي متحركة حساسة غي أنا أغلظ من الول و مزكزها دون مركز الول و الثالثة قوة أرضية حاسة قابضة منعكسة إل مركز الرض لثقلها و هي الاسكة الروحانية والنفسانية جيعا و اليطة بما .و أما سائر الباقية فمبتدعة و مترعة .إلباسا على الاهل ،و من عرف القدمات استغن عن غيها .فهذا جيع ما سألتن عنه و قد بعثت به إليك مفسرا و نرجو بتوفيق ال أن تبلغ أملك و السلم .انتهى كلم ابن بشرون و هو من كبار تلميذ مسلمة الريطي ش يخ الندلس ف علوم الكيمياء و السيمياء و السحر ف القرن الثالث و ما بعده .و أنت ترى كيف صرف ألفاظهم كلها ف الصناعة إل الزمز و اللغاز الت ل تكاد تبي و ل تعرف و ذلك دليل على أنا ليست بصناعة طبيعية .و الذي يب أن يعتقد ف أمر الكيمياء و هو الق ال ذي يعضده الواقع أنا من جنس آثار النفوس الروحانية و تصرفها ف عال الطبيعة ،إما من نوع الكرامة إن كانت النفوس خية أو م ن ن وع السحر إن كانت النفوس شريرة فاجرة .فأما الكرامة فظاهرة و أما السحر فلن الساحر كما ثبت ف مكان تقيقه يقلب العي ان الادي ة بقوته السحرية .و لبد له مع ذلك عندهم من مادة يقع فعله السحري فيها كتخليق بعض اليوانات من مادة التراب أو الشجر و النبات و
بالملة من غي مادتا الخصوصة با ،كما وقع لسحرة فرعون ف البال و العصي و كما ينقل عن سحرة السودان و الن ود ف قاص ية النوب و الترك ف قاصية الشمال أنم يسحرون الو للمطار و غي ذلك .و لا كانت هذه تليقا للذهب ف غي مادته الاصة به كان من قبيل السحر و التكلمون فيه من أعلم الكماء مثل جابر و مسلمة .و من كان قبلهم من حكماء المم إنا نوا هذا النحى و ل ذا ك ان كلمهم فيه ألغازا حذرا عليها من إنكار الشرائع على السحر و أنواعه ل أن ذلك يرجع إل الضنانة با كما هو رأي م ن ل ي ذهب إل التحقيق ف ذلك .و انظر كيف سى مسلمة كتابه فيها رتبة الكيم و سى كتابه ف السحر و الطلسمات غاية الكيم إش ارة إل عم وم موضوع الغاية و خصوص موضوع هذه لن الغاية أعلى من الرتبة فكان مسائل الرتبة بعض من مسائل الغاية و تشاركها ف الوضوعات .و من كلمه ف الفني يتبي ما قلناه و نن نبي فيما بعد غلط من يزعم أن مدارك هذا المر بالصناعة الطبيعية .و ال العليم البي.
الفصل الادي و الثلثون :ف إبطال الفلسفة و فساد منتحلها هذا الفصل و ما بعده مهم لن هذه العلوم عارضة ف العمران كثية ف الدن .و ضررها ف الدين كثي فوجب أن يصدع بشأنا و يكشف عن العتقد الق فيها .و ذلك أن قوما من عقلء النوع النسان زعموا أن الوجود كله السي منه و ما وراء السي تدرك أدواته و أحواله بأسبابا و عللها بالنظار الفكرية و القيسة العقلية و أن تصحيح العقائد اليانية من قبل النظر ل من جهة السمع فإنا بعض م ن م دارك العقل .و هؤلء يسمون فلسفة جع فيلسوف و هو باللسان اليونان مب الكمة .فبحثوا عن ذلك و شروا له و حوموا على إصابة الغرض منه و وضعوا قانونا يهتدي به العقل ف نظره إل التمييز بي الق و الباطل و سوه بالنطق .و مصل ذلك أن النظر الذي يفيد تييز الق من الباطل إنا هو للذهن ف العان النتزعة من الوجودات الشخصية فيجرد منها أول صور منطبقة على جيع الشخاص كما ينطبق الطابع على جيع النقوش الت ترسها ف طي أو شع .و هذه مردة من السوسات تسمى العقولت الوائل .ث ترد من تلك العان الكلية إذا ك انت مشتركة مع معان أخرى و قد تيزت عنها ف الذهن فتجرد منها معان أخرى و هي الت اشتركت با .ث ترد ثانيا إن شاركها غيها و ثالثا إل أن ينتهي التجريد إل العان البسيطة الكلية النطبقة على جيع العان و الشخاص و ل يكون منها تريد بعد هذا و هي الجناس العالية. و هذه الردات كلها من غي السوسات هي من حيث تأليف بعضها مع بعض .لتحصيل العلوم منها تسمى العقولت الثوان .فإذا نظ ر الفكر ف هذه العقولت الردة و طلب تصور الوجود .كما هو فلبد للذهن من إضافة بعضها إل بعض و نفي بعضها عن بعض بالبهان العقلي اليقين ليحصل تصور الوجود تصورا صحيحا مطابقا إذا كان ذلك بقانون صحيح كما مر .و صنف التصديق الذي هو تلك الضافة و الكم متقدم عندهم على صنف التصور ف النهاية و التصور متقدم عليه ف البداءة و التعليم لن التصور التام عندهم هو غاي ة الطل ب الدراكي و إنا التصديق وسيلة له و ما تسمعه ف كتب النطقيي من تقدم التصور و توقف التصديق عليه فبمعن الشعور ل بعن العلم التام و هذا هو مذهب كبيهم أرسطو ث يزعمون أن السعادة ف إدراك الوجودات كلها ما ف الس و ما وراء الس بذا النظر و تلك الباهي. و حاصل مداركهم ف الوجود على الملة و ما آلت إليه و هو الذي فرعوا عليه قضايا أنظارهم أنم عثروا أول على السم السفلي بك م الشهود و الس ث ترقى إدراكهم قليل فشعروا بوجود النفس من قبل الركة و الس ف اليوانات ث احسوا من قوى النف س بس لطان العقل .و وقف إدراكهم فقضوا على السم العال السماوي بنحو من القضاء على أمر الذات النسانية .و وجب عندهم أن يكون للفل ك نفس و عقل كما للنسان ث أنوا ذلك ناية عدد الحاد و هي العشر ،تسع مفصلة ذواتا جل و واحد أول مفرد و هو العاشر .و يزعمون أن السعادة ف إدراك الوجود على هذا النحو من القضاء مع تذيب النفس و تلقها بالفضائل و أن ذلك مكن للنسان و لو ل يرد ش رع لتمييزه بي الفضيلة و الرذيلة من الفعال بقتضى عقله و نظره و ميله إل المود منها و اجتنابه للمذموم بفطرته و أن ذلك اذا حصل للنفس حصلت لا البهجة و اللذة و أن الهل بذلك هو الشقاء السرمدي و هذا عندهم هو معن النعيم و العذاب ف الخرة إل خب ط ل م ف تفاصيل ذلك معروف ف كلماتم .و إمام هذه الذاهب الذي حصل مسائلها و دون علمها و سطر حججها فيما بلغنا ف هذه الحقاب هو أرسطو القدون من أهل مقدونية من بلد الروم من تلميذ أفلطون و هو معلم السكندر و يسمونه العلم الول على الطلق يعنون معلم صناعة النطق إذ ل تكن قبله مهذبة و هو أول من رتب قانونا و استوف مسائلها و أحسن بسطها و لقد أحسن ف ذلك القانون ما شاء لو تكفل له بقصدهم ف الليات ث كان من بعده ف السلم من أخذ بتلك الذاهب و أتبع فيها رأيه حذو النعل بالنعل إل ف القليل .و ذلك
أن كتب أولئك التقدمي لا ترجها اللفاء من بن العباس من اللسان اليونان إل اللسان العرب تصفحها كثي من أهل اللة و أخ ذ م ن مذاهبهم من أضله ال من منتحلي العلوم و جادلوا عنها و اختلفوا ف مسائل من تفاريعها و كان من أشهرهم أبو نصر الف اراب ف ال ائة الرابعة لعهد سيف الدولة و أبو علي بن سينا ف الائة الامسة لعهد نظام اللك من بن بويه بأصبهان و غيها .و اعلم أن هذا الرأي ال ذي ذهبوا إليه باطل بميع وجوهه .فأما إسنادهم الوجودات كلها إل العقل الول و اكتفاؤهم به ف الترقي إل الواجب فهو قصور عم ا وراء ذلك من رتب خلق ال فالوجود أوسع نطاقا من ذلك و يلق ما ل تعلمون و كأنم ف اقتصارهم على إثبات العقل فقط و الغفلة عما وراءه بثابة الطبيعيي القتصرين على إثبات الجسام خاصة العرضي عن النقل و العقل العتقدين أنه ليس وراء السم ف حكمة ال شيء .و أم ا الباهي الت يزعمونا على مدعياتم ف الوجودات و يعرضونا على معيار النطق و قانونه ف قاصرة و غي وافية بالغرض .أما ما كان منها ف الوجودات السمانية و يسمونه العلم الطبيعي فوجه قصوره أن الطابقة بي تلك النتائج الذهنية الت تستخرج بالدود و القيسة كما ف زعمهم و بي ما ف الارج غي يقين لن تلك أحكام ذهنية كلية عامة و الوجودات الارجية متشخصة بوادها .و لعل ف الواد ما ين ع مطابقة الذهن الكلي للخارجي الشخصي اللهم إل مال يشهد له الس من ذلك فدليله شهوده ل تلك الباهي فأين اليقي الذي ي دونه فيها ؟ و ربا يكون تصرف الذهن أيضا ف العقولت الول الطابقة للشخصيات بالصور اليالية ل ف العقولت الثوان ال ت تري دها ف الرتبة الثانية فيكون الكم حينئذ يقينيا بثابة السوسات إذ العقولت الول أقرب إل مطابقة الارج لكمال النطباق فيها فنسلم لم حينئذ دعاويهم ف ذلك .إل أنه ينبغي لنا العراض عن النظر فيها إذ هو من ترك السلم لا ل يعنيه فإن مسائل الطبيعيات ل تمن ا ف دينن ا و ل معاشنا فوجب علينا تركها .و أما ما كان منها ف الوجودات الت وراء الس و هي الروحانيات و يسمونه العلم اللي و علم م ا بع د الطبيعة فإن ذواتا مهولة رأسا و ل يكن التوصل إليها و ل البهان عليها لن تريد العقولت من الوجودات الارجية الشخصية إنا ه و مكن فيما هو مدرك لنا .و نن ل ندرك الذوات الروحانية حت نرد منها ماهيات أخرى بجاب الس بيننا و بينها فل يأت لن ا بره ان عليها و ل مدرك لنا ف إثبات وجودها على الملة إل ما نده بي جنبينا من أمر النفس النسانية و أحوال مداركها و خصوصا ف الرؤي ا الت هي وجدانية لكل أحد و ما وراء ذلك من حقيقتها و صفاتا فأمر غامض ل سبيل إل الوقوف عليه .و قد صرح بذلك مققوهم حيث ذهبوا إل أن مال مادة له ل يكن البهان عليه لن مقدمات البهان من شرطها أن تكون ذاتية .و قال كبيهم أفلطون :إن اللي ات ل يوصل فيها إل أيني و إنا يقال فيها بالخلق و الول يعن الظن :و إذا كنا إنا نصل بعد التعب و النصب على الظن فقط قيكفينا الظ ن الذي كان أول فأي فائدة لذه العلوم و الشتغال با و نن إنا عنايتنا بتحصيل اليقي فيما وراء الس من الوجودات و هذه ه ي غاي ة الفكار النسانية عندهم .و أما قولم إن السعادة ف إدراك الوجودات على ما هي عليه يتلك الباهي فقول مزيف م ردود و تفس يه أن النسان مركب من جزءين أحدها جسمان و الخر روحان مترج به و لكل واحد من الزءين مدارك متصة به و الدرك فيهما واح د و هو الزء الروحان يدرك تارة مدارك روحانية و تارة مدارك جسمانية إل أن الدارك الروحانية ي دركها ب ذاته بغي واس طة و ال دارك السمانية بواسطة آلت السم من الدماغ والواس .و كل مدرك فله ابتهاج با يدركه .و اعتبه بال الصب ف أول مداركه الس مانية الت هي بواسطة كيف يبتهج با يبصره من الضوء و با يسمعه من الصوات فل شك أن البتهاج بالدراك الذي للنفس م ن ذات ا بغي واسطة يكون أشد و ألذ .فالنفس الروحانية إذا شعرت بإدراكها الذي لا من ذاتا بغي واسطة حصل لا ابتهاج و لذة ل يعب عنهما و هذا الدراك ل يصل بنظر و ل علم و إنا يصل بكشف حجاب الس و نسيان الدارك السمانية بالملة .و التصوفة كثيا ما يعنون بصول هذا الدراك للنفس بصول هذه البهجة فيحاولون بالرياضة إماتة القوى السمانية و مداركها حت الفكر من الدماغ و ليحص ل للنف س إدراكها الذي لا من ذاتا عند زوال الشواغب و الوانع السمانية يصل لم بجة و لذة ل يعب عنهما .و هذا الذي زعموه بتقدير صحته مسلم لم و هو مع ذلك غي واف بقصودهم .فأما قولم إن الباهي و الدلة العقلية مصلة لذا النوع من الدراك و البتهاج عنه فباط ل كما رأيته إذ الباهي و الدلة من جلة الدارك السمانية لنا بالقوى الدماغية من اليال و الفكر و الذكر .و نن نقول إن أول شيء نعن به ف تصيل هذا الدراك إماتة هذه القوى الدماغية كلها لنا منازعة له قادحة فيه و تد الاهر منهم عاكفا على كتاب الشفاء و الشارات و النجاء و تلخيص ابن رشد للقص من تأليف أرسطو و غيه يبعثر أوراقها و يتوثق من براهينها و يلتمس هذا القسط من السعادة فيها و ل يعلم أنه يستكثر بذلك من الوانع عنها .و مستندهم ف ذلك ما ينقلونه عن أرسطو و الفاراب و ابن سينا أن من حصل له إدراك العق ل الفعال و اتصل به ف حياته فقد حصل حظة من هذه السعادة .و العقل الفعال عندهم عبارة عن أول رتبة ينكشف عنها الس م ن رت ب
الروحانيات و يملون التصال بالعقل الفعال على الدراك العلمي و قد رأيت فساده و إنا يعن أرسطو و أصحابه بذلك التصال و الدراك إدراك النفس الذي لا من ذاتا و بغي واسطة و هو ل يصل إل بكشف حجاب الس .و أما قولم إن البهجة الناشئة عن هذا الدراك هي عي السعادة الوعود با فباطل أيضا لنا إنا تبي لنا با قرروه أن وراء الس مدركا آخر للنفس من غي واسطة و أنا تبتهج بإدراكها ذلك ابتهاجا شديدا و ذلك ل يعي لنا أنه عي السعادة الخروية و لبد بل هي من جلة اللذ الت لتلك السعادة .و أما ق ولم إن الس عادة ف إدراك هذه الوجودات على ما هي عليه فقول باطل مبن على ما كنا قدمناه ف أصل التوحيد من الوهام و الغلط ف أن الوجود عند كل مدرك منحصر ف مداركه .و بينا فساد ذلك و إن الوجود أوسع من أن ياط به أو يستوف إدراكه بملته روحانيا أو جسمانيا .و ال ذي يصل من جيع ما قررناه من مذاهبهم أن الزء الروحان إذا فارق القوى السمانية أدرك إدراكا ذاتيا له متصا بصنف من الدارك و ه ي الوجودات الت أحاط با علمنا و ليس بعام الدراك ف الوجودات كلها إذ ل تنحصر و أنه يبتهج بذلك النحو من الدراك ابتهاجا ش ديدا كما يبتهج الصب بداركه السية ف أول نشوءه و من لنا بعد ذلك بإدراك جيع الوجودات أو بصول السعادة الت وعدنا با الشارع إن ل نعمل لا ،هيهات هيهات لا توعدون .و أما قولم إن النسان مستقل بتهذيب نفسه و إصلحها بلبسة المود من اللق و مانبة الذموم فأمر مبن على أن ابتهاج للنفس بإدراكها الذي لا من ذاتا هو عي السعادة الوعود با لن الرذائل عائقة للنفس عن تام إدراكها ذلك ب ا يصل لا من اللكات السمانية و ألوانا .و قد بينا أن أثر السعادة و الشقاوة و من وراء الدراكات السمانية و الروحانية فهذا الته ذيب الذي توصلوا إل معرفته إنا نفعه ف البهجة الناشئة عن الدراك الروحان فقط الذي هو على مقاييس و قواني .و أما ما وراء ذل ك م ن السعادة الت وعدنا با الشارع على امتثال ما أمر به من العمال و الخلق فأمر ل ييط به مدارك الدركي .و قد تنبه لذلك زعيمهم أبو علي ابن سينا فقال ف كتاب البدأ و العاد ما معناه :إن العاد الروحان و أحواله هو ما يتوصل إليه بالباهي العقلية و القاييس لنه عل ى نسبة طبيعية مفوظة و وتية واحدة فلنا ف الباهي عليه سعة .و أما العاد السمان و أحواله فل يكن إدراكه بالبهان لنه ليس على نسبة واحدة و قد بسطته لنا الشريعة القة المدية فلنظر فيها و ليجع ف أحواله إليها .فهذا العلم كما رأيته غي واف بقاصدهم ال ت حوم وا عليها مع ما فيه من مالفة الشرائع و ظواهرها .و ليس له فيما علمنا إل ثرة واحدة و هي شحذ الذهن ف ترتيب الدلة و الجج لتحصيل ملكة الودة و الصواب ف الباهي .و ذلك أن نظم القاييس و تركيبها على وجه الحكام و التقان هو كما شرطوه ف صناعتهم النطيقية و قولم بذلك ف علومهم الطبيعية و هم كثيا ما يستعملونا ف علومهم الكمية من الطبيعيات و التعاليم و ما بعدها فيستول الناظر فيه ا بكثرة استعمال الباهي بشروطها على ملكة التقان و الصواب ف الجج و الستدللت لنا و إن كانت غي وافية بقصودهم فهي أصح ما علمناه من قواني النظار .هذه ثرة هذه الصناعة مع الطلع على مذاهب أهل العلم و آرائهم و مضارها ما علمت .فليكن الناظر فيها متحرزا جهده معاطبها و ليكن نظر من ينظر فيها بعد المتلء من الشرعيات و الطلع على التفسي و الفقه و ل يكب أحد عليها و ه و خلو من علوم اللة فقل أن يسلم لذلك من معاطبها .و ال الوفق للصواب و للحق و الادي إليه .و ما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال.
الفصل الثان و الثلثون :ف ابطال صناعة النجوم و ضعف مداركها و فساد غايتها هذه الصناعة يزعم أصحابا أنم يعرفون با الكائنات ف عال العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوى الكواكب و تأثيه ا ف الول دات العنصرية مفردة و متمعة فتكون لذلك أوضاع الفلك و الكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية و الشخصية. فالتقدمون منهم يرون أن معرفة قوى الكواكب و تأثياتا بالتجربة و هو أمر تقصر العمار كلما لو اجتمعت عن تصيله إذ التجربة إن ا تصل ف الرات التعددة بالتكرار ليحصل عنها العلم أو الظن .و أدوار الكواكب منها ما هو طويل الزمن فيحتاج تكرره إل آماد و أحقاب متطارلة يتقاصر عنها ما هو طويل من أعمار العال .و ربا ذهب ضعفاء منهم إل أن معرفة قوى الكواكب و تأثياتا كانت بالوحي و هو رأي فائل و قد كفونا مؤنة إبطاله .و من أوضح الدلة فيه أن تعلم أن النبياء عليهم الصلة و السلم أبعد الناس عن الص نائع و أن م ل يتعرضون للخبار عن الغيب إل أن يكون عن ال فكيف يدعون استنباطه بالصناعة و يشيون بذلك لتابعيهم من اللق .و أما بطليم س و
من تبعه من التأخرين فيون أن دللة الكواكب على ذلك دللة طبيعية من قبل مزاج يصل للكواكب ف الكائنات العنصرية قال لن فع ل النيين و أثرها ف العنصريات ظاهر ل يسع أحدا حجده مثل فعل الشمس ف تبدل الفصول و أمزجتها و نضج الثمار و الزرع و غي ذلك و فعل القمر ف الرطوبات و الاء و إنضاج الواد التعفنة و فواكه القناء و سائر أفعاله .ث قال :و لنا فيما بعدها من الكواكب طريقان الول التقليد لن نقل ذلك عنه من أئمة الصناعة إل أنه غي مقنع للنفس و الثانية الدس و التجربة بقياس كل واحد منها إل الني العظم ال ذي عرفنا طبيعته و أثره معرفة ظاهرة فننظر هل يزيد ذلك الكوكب عند القران ف قوته و مزاجه فتعرف موافقته له ف الطبيعة أو ينقص عنه ا فتعرف مضادته .ث إذا عرفنا قواها مفردة عرفناها مركبة و ذلك عند تناظرها بأشكال التثليث و التربيع و غيها و معرفة ذلك م ن قب ل طبائع البوج بالقياس أيضا إل الني العظم .و إذا عرفنا قوى الكواكب كلها فهي مؤثرة ف الواء و ذلك ظاهر .و الزاج الذي يصل منها للهواء يصل لا تته من الولدات و تتخلق به النطف و البزر فتصي حال للبدن التكون عنها و للنفس التعلقة به الفائضة عليه الكتسبة لا لا منه و لا يتبع النفس و البدن من الحوال لن كيفيات البزرة و النطفة كيفيات لا يتولد عنهما و ينشأ منهما .قال :و هو مع ذل ك ظن و ليس من اليقي ف شيء و ليس هو أيضا من القضاء اللي يعن القدر إنا هو من جلة السباب الطبيعية للكائن و القضاء اللي سابق على كل شيء .هذا مصل كلم بطليمس و أصحابه و هو منصوص ف كتابه الربع و غيه .و منه يتبي ضعف مدرك هذه الصناعة و ذلك أن العلم الكائن أو الظن به إنا يصل عن العلم بملة أسبابه من الفاعل و القابل و الصورة و الغاية على ما يتبي ف موضعه .و القوى النجومية على ما قرروه إنا هي فاعلة فقط و الزء العنصري هو القابل ث إن القوى النجومية ليست هي الفاعل بملتها بل هناك قوى أخرى فاعل ة معها ف الزء الادي مثل قوة التوليد للب و النوع الت ف النطفة و قوى الاصة الت تيز با صنف من النوع و غي ذلك .فالقوى النجومية إذا حصل كمالا و حصل العلم فيها إنا هي فاعل واحد من جلة السباب الفاعلة للكائن .ث إنة يشترط مع العلم بقوى النجوم و تأثيات ا مزيد حدس و تمي و حينئذ يصل عنده الظن بوقوع الكائن .و الدس و التخمي قوى للناظر ف فكره و ليس من علل الكائن و ل م ن أصول الصناعة فإذا فقد هذا الدس و التخمي رجعت أدراجها عن الظن إل الشك .هذا إذا حصل العلم بالقوى النجومية على سداده و ل تعترضه آفة و هذا معوز لا فيه من معرفة حسبانات الكواكب ف سيها لتتعرف به أوضاعها و لا أن اختصاص كل كوكب بقوة ل دلي ل عليه .و مدرك بطليمس ف إثبات القوى للكواكب المسة بقياسها إل الشمس مدرك ضعيف لن قوة الشمس غالبه لميع الق وى م ن الكواكب و مستولية عليها فقل أن يشعر بالزيادة فيها أو النقصان منها عند القارنة كما قال و هذه كلها قادحة ف تعريف الكائنات الواقعة ف عال العناصر بذه الصناعة .ث إن تأثي الكواكب فيما تتها باطل إذ قد تبي ف باب التوحيد أن ل فاعل إل ال بطريق استدلل كم ا رأيته و احتج له أهل علم الكلم با هو غن ف البيان من أن إسناد السباب إل السببات مهول الكيفية و العقل منهم على ما يقضى به فيما يظهر بادئ الرأي من التأثي فلعل استنادها على غي صورة التأثي التعارف .و القدرة اللية رابطة بنهما كما ربطت جيع الكائنات علوا و سفل سيما و الشرع يرد الوادث كلها إل قدرة ال تعال و يبأ ما سوى ذلك .و النبؤات أيضا منكرة لشأن النجوم و تأثياتا .و استقراء الشرعيات شاهد بذلك ف مثل قوله إن الشمس و القمر ل يسفان لوت أحد و ل لياته و ف قوله أصبح من عبادي مؤمن ب و كافر ب. فأما من قال مطرنا بفضل ال و رحته فذلك مؤمن ب كافر بالكواكب و أما من قال مطرنا بنوء كذا فذلك كافر ب م ؤمن ب الكواكب الديث الصحيح .فقد بان لك بطلن هذه الصناعة من طريق الشرع و ضعف مداركها مع ذلك من طريق العقل مع ما لا من الض ار ف العمران النسان با تبعث من عقائد العوام من الفساد إذا اتفق الصدق من أحكامها ف بعض الحايي أتفاقا ل يرجع إل تعليل و ل تقيق فيلهج بذلك من ل معرفة له و يظن اطراد الصدق ف سائر أحكامها و ليس كذلك .فيقع ف رد الشياء إل غي خالقها .ث ما ينشأ عنه ا كثيا ف الدول من توقع القواطع و ما يبعث عليه ذلك التوقع من تطاول العداء و التربصي بالدولة إل الفتك و الثورة .و قد شاهدنا من ذلك كثيا فينبغي أن تظر هذه الصناعة على جيع أهل العمران لا ينشأ عنها من الضار ف الدين و الدول ،و ل يق دح ف ذل ك ك ون وجودها طبيعيا للبشر بقتضى مداركهم و علومهم .فالي و الشر طبيعتان موجودتان ف العال ل يكن نزعهما و إن ا يتعل ق التكلي ف بأسباب حصولما فيتعي السعي ف اكتساب الي بأسبابه و دفع أسباب الشر و الضار .هذا هو الواجب على من عرف مفاسد هذا العلم و مضاره .و ليعلم من ذلك أنا و إن كانت صحيحة ف نفسها فل يكن أحدا من أهل اللة تصيل علمها و ل ملكتها بل إن نظر فيها ناظر و ظن الحاطة با فهو ف غاية القصور ف نفس المر .فإن الشريعة لا حظرت النظر فيها فقد الجتماع من أهل العمران لقراءتا و التحلي ق لتعليمها و صار الولع با من الناس و هم القل و أقل من القل إنا يطالع كتبها و مقالتا ف كسر بيته متسترا عن الناس و ت ت ربق ة
المهور مع تشغب الصناعة و كثرة فروعها و اعتياصها على الفهم فكيف يصل منها على طائل ؟ و نن ند الفقه الذي عم نفعه دين ا و دنيا و سهلت مآخذه من الكتاب و السنة و عكف المهور على قراءته و تعليمه ث بعد التحقيق و التجميع و طول الدارسة و كثرة الالس و تعدها إنا يذق فيه الواحد بعد الواحد ف العصار و الجيال .فكيف يعلم مهجور للشريعة مضروب دونه سد الطر و التحري مكت وم عن المهور صعب الآخذ متاج بعد المارسة و التحصيل لصوله و فروعه إل مزيد حدس و تمي يكتنفان به من الناظر فأين التحصيل و الذق فيه مع هذه كلها .و مدعى ذلك من الناس مردود على عقبه و ل شاهد له يقوم بذلك لغرابة الفن بي أهل اللة و قلة حلته ف اعتب ذلك يتبي لك صحة ما ذهبنا إليه .و ال أعلم بالغيب فل يظهر على غيبه أحدا .و ما وقع ف هذا العن لبعض أصحابنا من أه ل العص ر عندما غلب العرب عساكر السلطان أب السن و حاصروه بالقيوان و كثر إرجاف الفريقي الولياء و العداء و قال ف ذلك أبو القاس م الروحي من شعراء أهل تونس: قد ذهب العيش و الناء أستغفر ال كل حي و الصبح ل و الساء أصبح ف تونس و أمسي يدثها الرج و الوباء الوف و الوع و النايا و ما عسى ينفع الراء و الناس ف مرية و حرب حل به اللك و التواء فأحدي يرى عليا به إليكم صبا رخاء و آخر قال سوف يأت يقضي لعيديه ما يشاء و ال من فوق ذا و هذا ما فعلت هذه السماء يا راصد النس الواري أنكم اليوم أملياء مطلتمونا و قد زعمتم و جاء سبت و أربعاء مر خيس على خيس و ثالث ضمه القضاء و نصف شهر و عشر ثان أذاك جهل أم ازدراء و ل نرى غي زور قول أن ليس يستدفع القضاء إنا إل ال قد علمنا حسبكم البدر أو ذكاء رضيت بال ل إلا إل عباديد أو إماء ما هذه النم السواري و ما لا ف الورى اقتضاء يقضى عليها و ليس تقضي ما شأنه الرم و الفناء ضلت عقول ترى قديا يدثه الاء و الواء و حكمت ف الوجود طبعا تغذوهم تربة و ماء ل تر حلوا إزاء مر ما الوهر الفرد و اللء ال رب و لست أدري ما ل عن صورة عراء و ل اليول الت تنادي و ل ثبوت و ل انتفاء و ل وجود و ل انعدام ما جلب البيع و الشراء و الكسب ل أدر فيه إل ما كان للناس أولياء و إنا مذهب و دين و ل جدال و ل رياء إذ ل فصول و ل أصول يا حبذا كان القتفاء ما تبع الصدر و اقتفينا و ل يكن ذلك الذاء كانوا كما يعلمون منهم أشعرن الصيف و الشتاء يا أشعري الزمان إن
و الي عن مثله جزاء ل أجز بالشر غي شر فلست أعصى و ل رجاء و إنن إن أكن مطيعا أطاعه العرش و الثراء و إنن تت حكم بار أتاحه الكم و القضاء ليس انتصار بكم و لكن له إل رأيه انتماء لو حدث الشعري عمن ما يقولونه براء لقال أخبهم بأن
الفصل الثالث و الثلثون :ف انكار ثرة الكيميا و استحالة وجودها و م ينشأ من الفاسد عن انتحالا
ا
اعلم أن كثيا من العاجزين عن معاشهم تملهم الطامع على انتحال هذه الصنائع و يرون أنا أحد مذاهب العاش و وجوهه و أن اقتن اء الال منها أيسر و أسهل على مبتغيه فيتكبون فيها من التاعب و الشاق و معاناة الصعاب و عسف الكام و خساره الموال ف النفق ات زيادة على النيل من غرضه و العطب آخرا إذا ظهر على خيبة و هم يسبون أنم يسنون صنعا .و إنا أطمعهم ف ذلك رؤي ة أن الع ادن تستحيل و ينقلب بعضها إل بعض للمادة الشتركة فيحاولون بالعلج صيورة الفضة ذهبا و النحاس و القصدير فضة و يسبون أنا م ن مكنات عال الطبيعة و لم ف علج ذلك طرق متلفة لختلف مذاهبهم ف التدبي و صورته و ف الادة الوضوعة عندهم للعلج الس اة عندهم بالجر الكرم هل هي العذرة أو الدم أو الشعر أو البيض أو كذا أو كذا ما سوى ذلك .و جلة التدبي عندهم بعد تعي ال ادة أن تهى بالفهر على حجر صلد أملس و تسقى أثناء إمهائها بالاء و بعد أن يضاف إليها من العقاقي و الدوية ما يناسب القصد منها و يوثر ف انقلبا إل العدن الطلوب .ث تفف بالشمس من بعد السقي أو تطبخ بالنار أو تصعد أو تكلس لستخراج مائها أو ترابا فإذا رضي بذلك كله من علجها و ت تدبيه على ما اقتضته أصول صنعته حصل من ذلك كله تراب أو مائع يسمونه الكسي و يزعمون أنه إذا ألقى عل ى الفضة الماة بالنار عادت ذهبا أو النحاس المى بالنار عاد فضة على ما قصد به ف عمله .و يزعم الققون منهم أن ذلك الكسي م ادة مركبة من العناصر الربعة حصل فيها بذلك العلج الاص و التدبي مزاج ذو قوى طبيعية تصرف ما حصلت فيه إليها و تقلبه إل صورتا و مزاجها و تبث فيه ما حصل فيها من الكيفيات و القوى كالمية للخبز تقلب العجي إل ذاتا و تعمل فيه ما حصل لا من النفشاش و الشاشة ليحسن هضمة ف العدة و يستحيل سريعا إل الغذاء .و كذا إكسي الذهب و الفضة فيما يصل فيه من العادن يصرفه إليهم ا و يقلبه إل صورتما .هذا مصل زعمهم على الملة فتجدهم عاكفي على هذا العلج يبتغون الرزق و العاش فيه و يتن اقلون أحك امه و قواعده من كتب لئمة الصناعة من قبلهم يتداولونا بينهم و يتناظرون ف فهم لغوزها و كشف أسرارها إذ هي ف الكثر تش به العم ى. كتآليف جابر بن حيان ف رسائله السبعي و مسلمة الريطي ف كتابه رتبة الكيم و الطغرائي و الغيب ف قصائده العريقة ف إجادة النظم و أمثالا و ل يلون من بعد هذا كله بطائل منها .ففاوضت يوما شيخنا أبا البكات التلفيفي كبي مشيخة الندلس ف مثل ذلك و وقفت ه على بعض التآليف فيها فتصفحه طويل ث رده إل و قال ل و أنا الضامن له أن ل يعود إل بيته إل باليبة .ث منهم من يقتصر ف ذلك على الدلسة فقط .إما الظاهرة كتمويه الفضة بالذهب أو النحاس بالفضة أو خلطهما على نسبة جزء أو جزءين أو ثلثة أو الفية كإلقاء الش به بي العادن بالصناعة مثل تبييض النحاس و تلبيسه بالزوق الصعد فيجيء جسما معدنيا شبيها بالفضة و يفى إل على النقاد الهرة فيق در أصحاب هذه الدلس مع دلستهم هذه سكة يسربونا ف الناس و يطبعونا بطابع السلطان تويها على المهور باللص .و ه ؤلء أخ س الناس حرفة و أسوأهم عاقبة لتلبسهم بسرقة أموال الناس فإن صاحب هذه الدلسة إنا هو يدفع ناس ا ف الفض ة و فض ة ف ال ذهب ليستخلصها لنفسه فهو سارق أو شر من السارق .و معظم هذا الصنف لدينا بالغرب من طلبة الببر النتبذين بأطراف البق اع و مس اكن الغمار يأوون إل مساجد البادية و يوهون على الغنياء منهم بأن بأيديهم صناعة الذهب و الفضة و النفوس مولعة ببهما و الستهلك ف
طلبهما فيحصلون من ذلك على معاش .ث يبقى ذلك عندهم تت الوف و الرقبة إل أن يظهر العجز و تقع الفضيحة فيفرون إل موض ع آخر و يستجدون حال أخرى ف استهواء بعض أهل الدنيا بأطماعهم فيما لديهم .و ل يزالون كذلك ف ابتغاء معاشهم و هذا الص نف ل كلم معهم لنم بلغوا الغاية ف الهل و الرداءة و الحتراف بالسرقة و ل حاسم لعلتهم إل اشتداد الكام عليهم و تناولم من حيث كانوا و قطع أيديهم مت ظهروا على شأنم لن فيه إفسادا للسكة الت تعم با البلوى و هي متمول الناس كافة .و السلطان مكلف بإص لحها و الحتياط عليها و الشتداد على مفسديها .و أما من انتحل هذه الصناعة ول يرض بال الدلسة بل استنكف عنها و نزه نفسه عن إفس اد سكة السلمي و نقودهم و إنا يطلب إحالة الفضة للذهب و الرصاص و النحاس و القصدير إل الفضة بذلك النحو من العلج و بالكسي الاصل عنده فلنا مع هؤلء متكلم و بث ف مداركهم لذلك .مع أنا ل نعلم أن أحدا من أهل العال ت له هذا الغرض أو حصل منه عل ى بغية إنا تذهب أعمارهم ف التدبي و الفهر و الصلبة و التصعيد و التكليس و اعتيام الخطار بمع العقاقي و البحث عنها .و يتن اقلون ف ذلك حكايات و تت لغيهم من ت له الغرض منها أو وقف على الوصول يقنعون باستماعها و الفاوضات فيها و ل يستريبون ف تصديقها شأن الكلفي الغرمي بوساوس الخبار فيما يكلفون به فإذا سئلوا عن تقيق ذلك بالعاينة أنكروه و قالوا إنا سعنا و ل نر .هكذا شأنم ف كل عصر و جيل و اعلم أن انتحال هذه الصنعة قدي ف العال و قد تكلم الناس فيها من التقدمي و التأخرين فلننقل مذاهبهم ف ذل ك ث نتلوه با يظهر فيها من التحقيق الذي عليه المر ف نفسه فنقول إن مبن الكلم ف هذه الصناعة عند الكماء على حال الع ادن الس بعة التطرقة و هي الذهب و الفضة و الرصاص و القصدير و النحاس و الديد والارصي هل هي متلفات بالفصول و كلها أن واع قائم ة بأنفسها أو إنا متلفة بواص من الكيفيات و هي كلها أصناف لنوع واحد ؟ فالذي ذهب إليه أبو البصر الفاراب و تابعه علي ه حكم اء الندلس أنا نوع واحد و أن اختلفها إنا هو بالكيفيات من الرطوبة و اليبوسة و اللي و الصلبة و اللوان من الصفرة و البياض والسواد و هي كلها أصناف لذلك النوع الواحد و الذي ذهب إليه ابن سينا و تابعه عليه حكماء الشرق أنا متلفة بالفصول و أنا أنواع متباينة ك ل واحد منها قائم بنفسه متحقق بقيقته له فصل و جنس شأن سائر النواع .و بن أبو نصر الفاراب على مذهبه ف اتفاقها ب النوع إمك ان انقلب بعضها إل بعض لمكان تبدل الغراض حينئذ و علجها بالصنعة .فمن هذا الوجه كانت صناعة الكيمياء عنده مكنة سهلة الأخذ. و بن أبو علي بن سينا على مذهبه ف اختلفها بالنوع إنكار هذه الصنعة و استحالة وجودها بناء على أن الفصل ل سبيل بالصناعة إلي ه و إنا يلقه خالق الشياء و مقدرها و هو ال عز و جل .و الفصول مهولة القائق رأسا بالتصوف فكيف ياول انقلبا بالصنعة .و غلط ه الطغرائي من أكابر أهل هذه الصناعة ف هذا القول .و رد عليه بأن التدبي و العلج ليس ف تليق الفصل و إبداعه و إنا هو ف إعداد الادة لقبوله خاصة .و الفصل يأت من بعد العداد من لدن خالقه و بارئه كما يفيض النور على الجسام بالصقل و المهاء .و ل حاجة بن ا ف ذلك إل تصوره و معرفته قال :و إذا كنا قد عثرنا على تليق بعض اليوانات مع الهل بفصولا مثل العقرب من ال تراب و النت و مث ل اليات التكونة من الشعر و مثل ما ذكره أصحاب الفلحة من تكوين النحل إذا فقدت من عجاجيل البقر .و تكوين القصب من ق رون ذوات الظلف و تصييه سكرا بشو القرون بالعسل بي يدي ذلك الفلح للقرون فما الانع إذا من العثور على مثل ذلك ف الذهب و الفضة. فتتخذ مادة تضيفها للتدبي بعد أن يكون فيها استعداد أول لقبول صورة الذهب و الفضة .ث تاولا بالعلج إل أن يتم فيه ا الس تعداد لقبول فصلها .انتهى كلم الطغرائي بعناه .و هو الذي ذكرة ف الرد على ابن سينا صحيح .لكن لنا ف الرد على أهل هذه الصناعة مأخ ذا آخر يتبي منه استحالة وجودها و بطلن مزعمهم أجعي ل الطغرائي و ل ابن سينا .و ذلك أن حاصل علجهم أنم بعد الوق وف عل ى الادة الستعدة بالستعداد الول يعلونا موضوعا و ياذون ف تدبيها و علجها تدبي الطبيعة ف السم العدن حت أحالته ذهبا أو فضة و يضاعفون القوى الفاعلة و النفعلة ليتم ف زمان أقصر .لنة تبي ف موضوعه أن مضاعفة قوة الفاعل تنقص من زمن فعله و تبي أن الذهب إنا يتم كونه ف معدنه بعد ألف و ثاني من السني دورة الشمس الكبى فإذا تضاعفت القوى و الكيفيات ف العلج كان زمن كونه أقصر من ذلك ضرورة على ما قلناه أو يتحرون بعلجهم ذلك حصول صورة مزاجية لتلك الادة تصيها ك المية فتفع ل ف الس م العال الفاعيل الطلوبة ف إحالته و ذلك هو الكسي على ما تقدم .و اعلم أن كل متكون من الولدات العنصرية فلبد فيه من اجتماع العناص ر الربعة على نسبة متفاوتة إذ لو كانت متكافئة ف النسبة لا ت امتزاجها فلبد من الزء الغالب على الكل .و لبد ف كل متزج من الولدات من حرارة غريزية هي الفاعلة لكونا الافظة لصورته ،ث كل متكون ف زمان فلبد من اختلف أطواره و انتقاله ف زمن التكوين من طور إل طور حت ينتهي إل غايته .و انظر شأن النسان ف طور النطفة ث العلقة ث الضغة ث التصوير ث الني ث الولود ث الرضيع ث إل نايته.
و نسب الجزاء ف كل طور تتلف ف مقاديرها و كيفياتا و إل لكان الطور الول بعينه هو الخر و كذا الرارة الغريزية ف ك ل ط ور مالفة لا ف الطور الخر .فانظر إل الذهب ما يكون له ف معدنه من الطوار منذ ألف سنة و ثاني و ما ينتقل فيه من الحوال فيحت اج صاحب الكيمياء إل أن يساوق فعل الطبيعة ف العدن و ياذيه بتدبيه و علجه إل أن يتم .و من شرط الصناعة أبدا تصورها يقصد إلي ه بالصنعة فمن المثال السائرة للحكماء أول العمل آخر الفكرة و آخر الفكرة أول العمل .فلبد من تصور هذه الالت للذهب ف أح واله التعددة و نسبها التفاوتة ف كل طور و اختلف الار الغريزي عند اختلفها و مقدار الزمان ف كل طور و ما ينوب عنه من مقدار القوى الضاعفة و يقوم مقامه حت ياذي بذلك كله فعل الطبيعة ف العدن أو تعد لبعض الواد صورة مزاجية كصورة المية للخبز و تفع ل ف هذه الادة بالناسبة لقواها و مقاديرها .و هذه الادة إنا يصرها العلم اليط والعلوم البشرية قاصرة عن ذلك و إنا حال من يدعي حص وله على الذهب بذه الصنعة .بثابة من يدعي بالصنعة تليق إنسان من الن .و نن إذا سلمنا له الحاطة بأجزائه و نسبته و أطواره و كيفي ة تليقه ف رحه و علم ذلك علما مصل بتفاصيله حت ل يشذ منه شيء عن علمه سلمنا له تليق هذا النسان وأن له ذلك .و لنقرب ه ذا البهان بالختصار ليسهل فهمه فنقول حاصل صناعة الكيمياء و ما يدعونه بذا التدبي أنه مساوقة الطبيعية العدني ة بالفع ل الص ناعي و ماذاتا به إل أن يتم كون السم العدن أو تليق مادة بقوى و أفعال و صورة مزاجية تفعل ف السم فعل طبيعي ا فتص يه و تقلب ه إل صورتا .و الفعل الصناعي مسبوق بتصورات أحوال الطبيعة العدنية الت يقصد مساوقتها أو ماذاتا أو فعل الادة ذات القوى فيها تص ورا مفصل واحدة بعد أخرى .و تلك الحوال ل ناية لا و العلم البشري عاجز عن الحاطة با دونا و هو بثابة من يقصد تليق إنس ان أو حيوان أو نبات .هذا مصل هذا البهان و هو أوثق ما علمته و ليست الستحالة فيه من جهة الفصول كما رأيته و ل من الطبيعة إنا ه و من تعذر الحاطة و قصور البشر عنها .و ما ذكره ابن سينا بعزل عن ذلك و له وجه آخر ف الستحالة من جهة غايته .و ذلك أن حكمة ال ف الجرين و ندورها أنما قيم لكاسب الناس و متمولتم .فلو حصل عليهما بالصنعة لبطلت حكمة ال ف ذلك و ك ثر وجوده ا حت ل يصل أحد من اقتنائهما على شيء .و له وجه آخر من الستحالة أيضا و هو أن الطبيعة ل تترك أقرب الطريق ف أفعالا و ترتكب العوص و البعد .فلو كان هذا الطريق الصناعي الذي يزعمون أنه صحيح و أنه أقرب من طريق الطبيعة ف معدنا أو أقل زمانا لا تركت ه الطبيعة إل طريقها الذي سلكته ف كون الفضة و الذهب و تلقهما و أما تشبيه الطغراءي هذا التدبي با عثر عليه من مفردات لمث اله ف الطبيعة كالعقرب و النحل و الية وتليقها فأمر صحيح ف هذه أدى إليه العثور كما زعم .و أما الكيمياء فلم تنقل عن أحد من أهل العال أنه عثر عليها و ل على طريقها و ما زال منتحلوها يبطون فيها عشواء إل هلم جرا و ل يظفرون إل بالكايات الكاذبة .و لو صح ذل ك لحد منهم لفظه عنه أولده أو تلميذه و أصحابه و تنوقل ف الصدقاء و ضمن تصديقه صحة العمل بعده إل أن ينتشر و يبلغ إلينا و إل غينا .و أما قولم إن الكسي بثابة المية .و إنه مركب ييل ما يصل فيه و يقلبه إل ذلك فاعلم أن المية إنا تقلب العجي و تع ده للهضم و هو فساد و الفساد ف الواد سهل يقع بأيسر شيء من الفعال و الطبائع .و الطلوب بالكسي قلب العدن إل ما هو أشرف منه و أعلى فهو تكوين و صلح و التكوين أصعب من الفساد فل يقاس الكسي بالمية .و تقيق المر ف ذلك أن الكيمياء إن صح وجوده ا كما تزعم الكماء التكلمون فيها مثل جابر بن حيان و مسلمة بن أحد الريطي و أمثالم فليست من باب الصنائع الطبيعية و ل تتم بأمر صناعي .و ليس كلمهم فيها من منحى الطبيعيات إنا هو من منحى كلمهم ف المور السحرية و سائر الوارق و ما كان م ن ذل ك للحلج و غيه و قد ذكر مسلمة ف كتاب الغاية ما يشبة ذلك .و كلمه فيها ف كتاب رتبة الكيم من هذا النحى و هذا كلم ج ابر ف رسائله و نو كلمهم فيه معروف و ل حاجة بنا إل شرحه و بالملة فأمرها عندهم من كليات الواد الارجة عن حكم الصنائع فكما ل يتدبر ما منه الشب و اليوان ف يوم أو شهر خشبا أو حيوانا فيما عدا مرى تليقه كذلك ل يتدبر ذهب من مادة الذهب ف ي وم و ل شهر و ل يتغي طريق عادته إل بإرفاد ما وراء عال الطبائع و عمل الصنائع فكذلك من طلب الكيمياء طلبا صناعيا ضيع ماله و عمله و يقال لذا التدبي الصناعي التدبي العقيم لن نيله إن كان صحيحا فهو واقع ما وراء الطبائع و الصنائع كالشي على الاء و امتطاء الواء و النفوذ ف كشائف الجساد و نو ذلك من كرامات الولياء الارقة للعادة أو مثل تليق الطي و نوها من معجزات النبياء .قال تعال :وإذ تلق من الطي كهيئة الطي بإذن فتنفخ فيها فتكون طيا بإذن وتبئ الكمه والبرص بإذن و على ذلك فسبيل تيسيها متلف بسب حال من يؤتاها .فربا أوتيها الصال و يؤتيها غيه فتكون عنده معارة .و ربا أوتيها الصال و ل يلك إيتاءها فل تتم ف يد غيه .و من هذا الب اب يكون عملها سحريا فقد تبي أنا إنا تقع بتأثيات النفوس و خوارق العادة إما معجزة أو كرامة أو سحرا .و لذا كان كلم الكماء كلهم
فيها إلغازا ل يظفر بقيقته إل من خاض لة من علم السحر و اطلع على تصرفات النفس ف عال الطبيعة .و أمور خرق العادة غي منحصرة و ل يقصد أحد إل تصيلها .و ال با يعملون ميط .و أكثر ما يمل على التماس هذه الصناعة و انتحالا هو كما قلناه العجز عن الطرق الطبيعية للمعاش و ابتغاؤه من غي وجوهه الطبيعية كالفلحة و التجارة و الصناعة فيصعب العاجز ابتغاءه من هذه و يروم الص ول عل ى الكثي من الال دفعة بوجوه غي طبيعية من الكيمياء و غيها .و أكثر من يعن بذلك الفقراء من أهل العمران حت ف الكم اء التكلمي ف إنكارها و استحالتها .فإن ابن سينا القائل باستحالتها كان عليه الوزراء فكان من أهل الغن و الثروة و الفاراب القائل بإمكانا كان من أهل الفقر الذين يعوزهم أدن بلغة من العاش و أسبابه .و هذه تمة ظاهرة ف أنظار النفوس الولعة بطرقها و انتحالا .و ال ال رازق ذو الق وة التي ل رب سواه.
الفصل الرابع و الثلثون :ف أن كثرة التآليف ف العلوم عائقة عن التحصيل اعلم أنه ما أضر بالناس ف تصيل العلم و الوقوف على غاياته كثرة التآليف و اختلف الصطلحات ف التعاليم و تعد طرقها ث مطالب ة التعلم و التلميذ باستحضار ذلك .و حينئذ يسلم له منصب التحصيل فيحتاج التعلم إل حفظها كلها أو أكثرها و مراعاة طرقها .و ل يفي عمره با كتب ف صناعة واحدة إذا ترد لا فيقع القصور و لبد دون رتبة التحصيل .و يثل ذلك من شأن الفقه ف الذهب الالكي بالكتب الدونة مثل و ما كتب عليها من الشروحات الفقهية مثل كتاب ابن يونس و اللخمي و ابن بشي و التنبيه ات و الق دمات و البي ان و التحصيل على العتبية و كذلك كتاب ابن الاجب و ما كتب عليه .ث إنه يتاج إل تييز الطريقة القيوانية م ن القرطبي ة و البغدادي ة و الصرية و طرق التأخرين عنهم و الحاطة بذلك كله و حينئذ يسلم له منصب الفتيا و هي كلها متكررة والعن واحد .و التعلم مط الب باستحضار جيعها و تييز ما بينها والعمر ينقضي ف واحد منها .و لو اقتصر العلمون بالتعلمي على السائل الذهبية فقط لكان الم ر دون ذلك بكثي و كان التعليم سهل و مأخذه قريبا و لكنه داء ل يرتفع لستقرار العوائد عليه فصارت كالطبيعة الت ل يكن نقلها و ل تويلها و يثل أيضا علم العربية من كتاب سيبويه و جيع ما كتب عليه و طرق البصريي و الكوفيي و البغداديي و الندلسيي من بعدهم و طرق التقدمي و التأخرين مثل ابن الاجب و ابن مالك و جيع ما كتب ف ذلك كيف يطالب به التعلم و ينقضي عمره دونه و ل يطمع أح د ف الغاية منه إل ف القليل النادر مثل ما وصل إلينا بالغرب لذا العهد من تآليف رجل من أهل صناعة العربية من أهل مصر يع رف ب ابن هاشم ظهر من كلمه فيها أنه استول على غاية من ملكة تلك الصناعة ل تصل إل لسييبويه و ابن جن و أهل طبقتهما لعظيم ملكته و ما أحاط به من أمصول ذلك الفن و تفاريعه و حسن تصرفه فيه .و ذلك على أن الفضل ليس منحصرا ف التقدمي سيما مع ما ق دمناه م ن كثرة الشواغب بتعدد الذاهب و الطرق و التآليف و لكن فضل ال يؤتيه من يشاء .و هذا نادر من نوادر الوجود و إل فالظاهر أن التعلم و لو قطع عمره ف هذا كله فل يفي له بتحصيل علم العربية مثل الذي هو آلة من اللت و وسيلة فكيف يكون ف القص ود ال ذي ه و الثمرة ؟ و لكن ال يهدي من يشاء.
الفصل الامس و الثلثون :ف القاصد الت ينبغي اعتمادها بالتأليف و إلغاء ما سواها اعلم أن العلوم البشرية خزانتها النفس النسانية با جعل ال فيها من الدراك الذي يفيدها ذلك الفكر الصل لا ذلك بالتص ور للحق ائق أول ،ث بإثبات العوارض الذاتية لا أو نفيها عنها ثانيا ،إما بغي وسط أو بوسط ،حت يستنتج الفكر بذلك مطالبه الت يعن بإثباتا أو نفيها. فإذا استقرت من ذلك صورة علمية ف الضمي فلبد من بيانا لخر :إما على وجه التعليم ،أو على وجه الفاوض ة ،تص قل الفك ار ف تصحيحها .و ذلك البيان إنا يكون بالعبارة ،و هي الكلم الركب من اللفاظ النطقية الت خلقها ال ف عضو اللسان مركبة من الروف، و هي كيفيات الصوات القطعة بعضلة اللهاة و اللسان ليتبي با ضمائر التكلمي بعضهم لبعض ف ماطباتم و هذه رتبة أول ف البيان عما ف الضمائر ،و إن كان معظمها و أشرفها العلوم ،فهي شاملة لكل ما يندرج ف الضمي من خب أو إنشاء على العموم .و بعد هذه الرتب ة
الول من البيان رتبة ثانية ل يؤدى با ما ف الضمي ،لن توارى أو غاب شخصه و بعد ،أو لن يأت بعد و ل يعاصره و ل لقي ه .و ه ذا البيان منحصر ف الكتابة ،و هي رقوم باليد تدل أشكالا و صورها بالتواضع على اللفاظ النطقية حروفا بروف و كلمات بكلمات ،فصار البيان فيها على ما ف الضمي بواسطة الكلم النطقي ،فلهذا كانت ف الرتبة الثانية واحدا ،فسمي هذا البيان .يدل على ما ف الضمائر م ن العلوم و العارف ،فهو أشرفها .و أهل الفنون معتنون يإيداع ما يصل ف ضمائرهم من ذلك ف بطون الوراق بذه الكتابة ،لتعلم الف ائدة ف حصوله للغائب و التأخر و هؤلء هم الؤلفون .و التآليف بي العوال البشرية و المم النسانية كثي ،و منتقلة ف الجيال و العصار و تتلف باختلف الشرائع و اللل و الخبار عن المم و الدول .و أما العلوم الفلسفية ،فل اختلف فيها ،لنا إنا تأت على نج واحد ،فيما تقتضيه الطبيعة الفكرية ،ف تصور الوجودات على ما هي عليه ،جسمانيها و روحانيها و فلكيها و عنصريها و مردها و مادتا .فإن ه ذه العلوم ل تتلف ،و إنا يقع الختلف ف العلوم الشرعية لختلف اللل ،أو التاريية لختلف خارج الب .ث الكتابة متلفة باصطلحات البشر ف رسومها و أشكالا ،و يسمى ذلك قلما و خطا .فمنها الط الميي ،و يسمى السند ،و هو كتابة حي و أهل اليمن القدمي ،و هو يالف كتابة العرب التأخرين من مضر ،كما يالف لغتهم .و إن الكل عربيا .إل أن ملكة هؤلء ف اللسان و العبارة غي ملكة أولئك. و لكل منهما قواني كلية مستقرأة من عبارتم غي قواني الخرين .و ربا يغلط ف ذلك من ل يعرف ملكات العب ارة .و منه ا ال ط السريان ،و هو كتابة النبط و الكلدانيي .و ربا يزعم بعض أهل الهل أنه الط الطبيعي لقدمه فإنم كانوا أقدم المم ،و ه ذا وه م ،و مذهب عامي .لن الفعال الختيارية كلها ليس شيء منها بالطبع ،و إنا هو يستمر بالقدي و الران حت يصي ملك ة راس خة ،فيظنه ا الشاهد طبيعية كما هو رأي كثي من البلداء ف اللغة العربية ،فيقولون :العرب كانت تعرب بالطبع و تنطق بالطبع .و هذا وه م .و منه ا الط العبان الذي هو كتابة بن عابر بن شال من بن إسرائيل و غيهم .و منها الط اللطين ،خط اللطينيي من الروم ،و لم أيضا لس ان متص بم .و لكل أمة من المم اصطلح ف الكتاب يعزى إليها و يتص با .مثل الترك و الفرنج و النود و غيهم .و إنا وقعت العناي ة بالقلم الثلثة الول .أما السريان فلقدمه كما ذكرنا ،و أما العرب و العبي فلتنل القرآن و التوراة بما بلسانما .و كان هذان الط ان بيانا لتلوها ،فوقعت العناية بنظومهما أول و انبسطت قواني لطراد العبارة ف تلك اللغة على أسلوبا لتفهم الشرائع التكليفية م ن ذل ك الكلم الربان .و أما اللطين فكان الروم ،و هم أهل ذلك اللسان ،لا أخذوا بدين النصرانية ،و هو كله من الت وراة ،كم ا س بق ف أول الكتاب ،ترجوا التوراة و كتب النبياء السرائيليي إل لغتهم ،ليقتنصوا منها الحكام على أسهل الطرق .و صارت عن ايتهم بلغته م و كتابتهم آكد من سواها .و أما الطوط الخرى فلم تقع با عناية ،و إنا هي لكل أمة بسب اصطلحها .ث إن الناس حص روا مقاص د التآليف الت ينبغي اعتمادها و إلغاء ما سواها ،فعدوها سبعة: أولا :استنباط العلم بوضوعه و تقسيم أبوابه و فصوله و تتبع مسائله ،أو استنباط مسائل و مباحث تعرض للعال القق و ي رص عل ى إيصاله بغيه ،لتعم النفعة به فيودع ذلك بالكتاب ف الصحف ،لعل التأخر يظهر على تلك الفائدة ،كما وقع ف الصول ف الفقه .تكل م الشافعى أول ف الدلة الشرعية اللفظية و لصها ،ث جاء النفية فاستنبطوا مسائل القياس و استوعبوها ،و انتفع بذلك من بعدهم إل الن. و ثانيها :أن يقف على كلم الولي و تآليفهم فيجدها مستغلقة على الفهام و يفتح ال له ف فهمها فيحرص على إبانة ذل ك لغيه م ن عساه يستغلق عليه ،لتصل الفائدة لستحقها .و هذه طريقة البيان لكتب العقول و النقول ،و هو فصل شريق. و ثالثها :أن يعثر التأخر على غلط أو خطأ ف كلم التقدمي من اشتهر فضله و بعد ف الفادة صيتة ،و يستوثق ف ذلك بالبهان الواض ح الذي ل مدخل للشك فيه ،فيحرص على إيصال ذلك لن بعدة ،إذ قد تعذر موه و نزعه بانتشار التآليف ف الفاق و العصار ،و ش هرة الؤلف و وثوق الناس بعارفه ،فيودع ذلك الكتاب ليقف على بيان ذلك. و رابعها :أن يكون الفن الواحد قد نقصت منه مسائل أو فصول بسب انقسام موضوعه فيقصد الطلع على ذلك أن يتمم ما نقص من تلك السائل ليكمل الفن بكمال مسائله و فصوله ،و ل يبقى للنقص فيه مال. و خامسها :أن تكون مسائل العلم قد وقعت غي مرتبة ف أبوابا و ل منتظمة ،فيقصد الطلع على ذلك أن يرتبها و يهذبا ،و يع ل ك ل مسئلة ف بابا ،كما وقع ف الدونة من رواية سحنون عن ابن القاسم ،و ف العتبية من رواية العتب عن أصحاب مالك ،فإن مسائل كثية من أبواب الفقه منها قد وقعت ف غي بابا فهذب ابن أب زيد الدونة و بقيت العتبية غي مهذبة .فنجد ف كل باب مسائل من غيه .و استغنوا بالدونة و ما فعله ابن أب زيد فيها و البادعي من بعده.
و سادسها :أن تكون مسائل العلم مفرقة ف أبوابا من علوم أخرى فيتنبه بعض الفضلء إل موضوع ذلك الفن و جيع مسائله ،فيفعل ذلك، و يظهر به فن ينظمه ف جلة العلوم الت ينتحلها البشر بأفكارهم ،كما وقع ف علم البيان .فإن عبد القاهر الرجان و أبا يوسف السكاكي وجدا مسائله مستقرية ف كتب النحو و قد جع منها الاحظ ف كتاب البيان و التبيي مسائل كثية ،تنبه الناس فيها لوضوع ذلك العلم و انفراده عن سائر العلوم ،فكتبت ف ذلك تأليفهم الشهورة ،و صارت أصول لفن البيان ،و لقنها التأخرون فأربوا فيها على كل متقدم. و سابعها :أن يكون الشيء من التآليف الت هي أمهات للفنون مطول مسهبا فيقصد بالتآليف تلخيص ذلك ،بالختصار و الياز و حذف التكرر ،إن وقع ،مع الذر من حذف الضروري لئل يل بقصد الؤلف الول. فهذه جاع القاصد الت ينبغي اعتمادها بالتأليف و مراعاتا .و ما سوى ذلك ففعل غي متاج إليه و خطأ عن الادة الت يتعي سلوكها ف نظر العقلء ،مثل انتحال ما تقدم لغيه من التآليف أن ينسبه إل نفسه ببعض تلبيس ،من تبديل اللفاظ و تقدي التأخر و عكسه ،أو يذف ما يتاج إليه ف الفن أو يأت با ل يتاج إليه ،أو يبدل الصواب بالطأ ،أو يأت با ل فائدة فيه .فهذا شأن الهل و القح ة .و ل ذا ق ال أرسطو ،لا عدد هذه القاصد ،و انتهى إل آخرها فقال :و ما سوى ذلك ففصل أو شره ،يعن بذلك الهل و القحة .نعوذ بال من العم ل ف ما ل ينبغي للعاقل سلوكه .و ال يهدي للت هي أقوم.
الفصل السادس و الثلثون ف أن كثرة الختصارات الؤلفة ف العلوم مل ة بالتعليم ذهب كثي من التأخرين إل اختصار الطرق و الناء ف العلوم يولعون با و يدونون منها برناما متصرا ف كل علم يشتمل عل ى حص ر مسائله و أدلتها باختصار ف اللفاظ و حشو القليل منها بالعان الكثية من ذلك الفن .و صار ذلك مل بالبلغة و عسرا على الفه م .و ربا عمدوا إل الكتب المهات الطولة ف الفنون للتفسي و البيان فاختصروها تقريبا للحفظ كما فعله ابن الاجب ف الفقه و ابن مالك ف العربية و الوني ف النطق و أمثالم .و هو فساد ف التعليم و فيه اخلل بالتحصيل و ذلك لن فيه تليطا على البتدئ بإلقاء الغايات م ن العلم عليه و هو ل يستعد لقبولا بعد و هو من سوء التعليم كما سيأت .ث فيه مع ذلك شغل كبي على التعلم بتتب ع ألف اظ الختص ار العويصة للفهم بتراحم العان عليها و صعوبة استخراج السائل من بينها .لن ألفاظ الختصرات تدها لجل ذلك صعبة عويصة فينقطع ف فهمها حظ صال عن الوقت .ث بعد ذلك فاللكة الاصلة من التعليم ف تلك الختصرات إذا ت على سداده و ل تعقبه آفة فهي ملكة قاصرة عن اللكات الت تصل من الوضوعات البسيطة الطولة لكثرة ما يقع ف تلك من التكرار و الحالة الفيدين لصول اللك ة التام ة .و إذا اقتصر على التكرار قصرت اللكة لقلته كشأن هذه الوضوعات الختصرة فقصدوا إل تسهيل الفظ على التعلمي فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تصيل اللكات النافعة و تكنها .و من يهد ال فل مضل له و من يضلل فل هادي له .و ال سبحانه و تعال أعلم.
الفصل السابع و الثلثون :ف وجه الصواب ف تعليم العلوم و طريق إفادته اعلم أن تلقي العلوم للمتعلمي إنا يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا و قليل قليل يلقى عليه أول مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب .و يقرب له ف شرحها على سبيل الجال و يراعى ف ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يرد عليه حت ينته ي إل آخر الفن و عند ذلك يصل له ملكة ف ذلك العلم إل أنا جزئية و ضعيفة .و غايتها أنا هيأته لفهم الفن و تصيل مسائله .ث يرجع به إل الفن ثانية فيفعه ف التلقي عن تلك الرتبة إل أعلى منها و يستوف الشرح و البيان و يرج عن الجال و يذكر له ما هنالك من اللف و وجهه إل أن ينتهي إل آخر الفن فتجود ملكته .ث يرجع به و قد شد فل يترك عويصا و ل مهما و ل مغلقا إل وضحه و فتح ل ه مقفل ه فيخلص من الفن و قد استول على ملكته هذا وجه التعليم الفيد و هو كما رأيت إنا يصل ف ثلثا تكرارات .و قد يصل للبعض ف أقل من ذلك بسب ما يلق له و يتيسر عليه و قد شاهدنا كثيا من العلمي لذا العهد الذي أدركنا يهلون طرق التعليم و إفاداته و يض رون للمتعلم ف أول تعليمه السائل القفلة من العلم و يطالبونه بإحضار ذهنه ف حلها و يسبون ذلك مرانا على التعليم و صوابا فيه و يكلف ونه
رعي ذلك و تصيله و يلطون عليه با يلقون له من غايات الفنون ف مبادئها و قبل أن يستعد لفهمها فإن قبول العلم و الستعدادات لفهمه تنشأ تدريا و يكون التعلم أول المر عاجزا عن الفهم بالملة إل ف القل و على سبيل التقريب و الجال والمثال السنة .ث ل ي زال الستعداد فيه يتدرج قليل قليل بخالفة مسائل ذلك الفن و تكرارها عليه و النتقال فيها من التقريب إل الستيعاب الذي فوقه ،حت تت م اللكة ف الستعداد ث ف التحصيل و ييط هو بسائل الفن و إذا ألقيت عليه الغايات ف البداءات و هو حينئذ عاجز عن الفهم و ال وعي و بعيد عن الستعداد له كل ذهنه عنها و حسب ذلك من صعوبة العلم ف نفسه فتكاسل عنه و انرف عن قبوله و تادى ف هجرانه .و إن ا إل ذلك من سوء التعليم .و ل ينبغي للمعلم أن يزيد متعلمه على فهم كتابه الذي أكب على التعليم منه بسب طاقته و على نسبة قب وله للتعليم مبتدئا كان أو منتهيا و ل يلط مسائل الكتاب بغيها حت يعيه من أوله إل أخره و يصل أغراضه و يستول منه على ملكة با ينفذ ف غيه .لن التعلم إذا حصل ملكة ما ف علم من العلوم استعد با لقبول ما بقي و حصل له نشاط ف طلب الزيد و النهوض إل ما ف وق حت يستول على غايات العلم و إذا خلط عليه المر عجز عن الفهم و أدركه الكلل و انطمس فكره و يئس من التحصيل و هجر العلم و التعليم .و ال يهدي من يشاء .و كذلك ينبغي لك أن ل تطول على التعلم ف الفن الواحد بتفريق الالس و تقطيع ما بينها لنه ذريع ة إل النسيان و انقطاع مسائل الفن بعضها من بعض فيعسر حصول اللكة بتفريقها .و إذا كانت أوائل العلم و أواخره حاضرة عند الفكرة مانبة للنسيان كانت اللكة أيسر حصول و أحكم ارتباطا و أقرب صنعة لن اللكات إنا تصل بتتابع الفعل و تك راره و إذا تنوس ي الفع ل تنوسيت اللكة الناشئة عنه .و ال علمكم ما ل تكونوا تعلمون .و من الذاهب الميلة و الطرق الواجبة ف التعليم أن ل يلط على التعل م علمان معا فإنه حينئذ قل أن يظفر بواحد منهما لا فيه من تقسيم البال و انصرافه عن كل واحد منهما إل تفهم الخر فيس تغلقان مع ا و يستصعبان و يعود منهما باليبة .و إذا تفرغ الفكر لتعليم ما هو بسبيله مقتصرا عليه فربا كان ذلك أجدر لتحصيله و ال سبحانه و تع ال الوفق للصواب .و اعلم أيها التعلم أن أتفك بفائدة ف تعلمك فإن تلقيتها بالقبول و أمسكتها بيد الصناعة ظفرت بكن عظي م و ذخية شريفة و أقدم لك مقدمة تعينك ف فهمها و ذلك أن الفكر النسان طبيعة مصوصة فطرها ال كما فطر سائر مبتدعاته و ه و وج دان حركة للنفس ف البطن الوسط من الدماغ .تارة يكون مبدأ للفعال النسانية على نظام و ترتيب و تارة يكون مبدأ لعلم ما ل يكن حاصل بأن يتوجه إل الطلوب .و قد يصور طرفيه يروم نفيه أو إثباته فيلوح له الوسط الذي يمع بينهما أسرع من لح البصر إن كان واح دا .أو ينتقل إل تصيل آخر إن كان متعددا و يصي إل الظفر بطلوبه هذا شأن هذه الطبيعة الفكرية الت تيز با البشر من بي سائر اليوانات .ث الصناعة النطقية هي كيفية فعل هذه الطبيعة الفكرية النظرية تصفه لتعلم سداده من خطئه و أنا و إن كان الصواب لا ذاتيا إل أنه قد يعرض لا الطأ ف القل من تصور الطرفي على غي صورتما من اشتباه اليئات ف نظم القضايا و ترتيبها للنتاج فتعي النطق للتخلص من ورط ة هذا الفساد إذا عرض .فالنطق إذا أمر صناعي مساوق للطبيعة الفكرية و منطبق على صورة فعلها و لكونه أمرا ص ناعيا اس تغن عن ه ف الكثر .و لذلك تد كثيا من فحول النظار ف الليقة يصلون على الطالب ف العلوم دون صناعة علم النطق و ل سيما مع صدق النية و التعرض لرحة ال تعال فإن ذلك أعظم معن .و يسلكون بالطبيعة الفكرية على سدادها فيفضي بالطبع إل حصول الوسط و العلم بالطلوب كما فطرها ال عليه .ث من دون هذا المر الصناعي الذي هو النطق مقدمة أخرى من التعلم و هي معرفة اللفاظ و دللتها عل ى الع ان الذهنية تردها من مشافهة الرسوم بالكتاب و مشافهة اللسان بالطاب .فلبد أيها التعلم من ماوزتك هذه الجب كله ا إل الفك ر ف مطلوبك .فأول :دللة الكتابة الرسومة على اللفاظ القولة و هي أخفها ث دللة اللفاظ القولة على العان الطلوبة ث القواني ف ترتي ب العان للستدلل ف قوالبها العروفة ف صناعة النطق .ث تلك العان مردة ف الفكر اشتراطا يقتنص با الطلوب بالطبيعة الفكرية ب التعرض لرحة ال و مواهبه .و ليس كل أحد يتجاوز هذه الراتب بسرعة و ل يقطع هذه الجب ف التعليم بسهولة ،بل ربا وقف الذهن ف حجب اللفاظ بالناقشات أو عثر ف اشتراك الدلة بشغب الدال و الشبهات و قعد عن تصيل الطلوب .و ل يكد يتخلص من تلك الغم رة إل قليل من هداه ال .فإذا ابتليت بثل ذلك و عرض لك ارتباك ف فهمك أو تشغيب بالشبهات ف ذهنك فاطرح ذلك و انتبذ حجب اللفاظ و عوائق الشبهات و أترك المر الصناعي جلة و اخلص إل فضاء الفكر الطبيعي الذي فطرت عليه .و سرح نظرك فيه و فرغ ذهنك في ه للغوص على مرامك منه واضعا لا حيث وضعها أكابر النظار قبلك مستعرضا للفتح من ال كما فتح عليهم من ذهنهم من رحته و علمهم ما ل يكونوا يعلمون .فإذا فعلت ذلك أشرقت عليك أنوار الفتح من ال بالظفر بطلوبك و حصل المام الوسط ال ذي جعل ه ال م ن مقتضيات هذا الفكر و نظره عليه كما قلناه و حينئذ فارجع به إل قوالب الدلة و صورها فأفرغه فيها و وفه حقه من القانون الص ناعي ث
اكسه صور اللفاظ و أبرزة إل عال الطاب و الشافهة وثيق العرى صحيح البنيان .و أما إن وقفت عند الناقش ة و الش بهة ف الدل ة الصناعية و تحيص صوابا من خطئها و هذه أمور صناعية وضعية تستوي جهاتا التعددة و تتشابه لجل الوضع والصطلح فل تتميز جهة الق منها إذ جهة الق إنا تستبي إذا كانت بالطبع فيستمر ما حصل من الشك و الرتياب و تسدل الجب على الطلوب و تقعد بالناظر عن تصيله .و هذا شأن الكثرين من النظار و التأخرين سيما من سبقت له عجمة ف لسانه فربطت عن ذهنه و من حص ل ل ه ش غب بالقانون النطقي تعصب له فاعتقد أنه الذريعة إل إدراك الق بالطبع فيقع ف الية بي شبه الدلة و شكوكها و ل يكاد يلص منه ا .و الذريعة إل إدراك الق بالطبع إنا هو الفكر الطبيعي كما قلناه إذا جرد عن جيع الوهام و تعرض الناظر فيه إل رحة ال تعال و أما النطق فإنا هو واصف لفعل هذا الفكر فيساوقه ف الكثر .فاعتب ذلك و استمطر رحة ال تعال مت أعوزك فهم السائل تشرق علي ك أن واره باللام إل الصواب .و ال الادي إل رحته و ما العلم إل من عند ال.
الفصل الثامن و الثلثون :ف أن العلوم اللية ل توسع فيه ا النظ ار و ل تفرع السائل اعلم أن العلوم التعارفة بي أهل العمران على صنفي :علوم مقصودة بالذات كالشرعيات من التفسي و الديث و الفقه و عل م الكلم و كالطبيعيات و الليات من الفلسفة ،و علوم هي وسيلة آلية بذه العلوم كالعربية و الساب و غيها للشرعيات كالنطق للفلسفة .و رب ا كان آلة لعلم الكلم و لصول الفقه على طريقة التأخرين فأما العلوم الت هي مقاصد فل حرج ف توسعة الكلم فيها و تفريع الس ائل و استكشاف الدلة و النظار فإن ذلك يزيد طالبها تكنا ف ملكته و إيضاحا لعانيها القصودة .و أما العلوم الت هي آلة لغيها مثل العربية و النطق و أمثالما فل ينبغي أن ينظر فيها إل من حيث هي آلة لذلك الغي فقط .و ل يوسع فيها الكلم و ل تفرع السائل لن ذلك يرج لا عن القصود إذ القصود منها ما هي آلة له ل غي .فكلما خرجت عن ذلك خرجت ف القصود و صار الشتغال با لغوا مع ما في ه م ن صعوبة الصول على ملكتها بطولا و كثرة فروعها .و ربا يكون ذلك عائقا عن تصيل العلوم القصودة بالذات لطول وس ائلها م ع أن شأنا أهم و العمر يقصر عن تصيل الميع على هذه الصورة فيكون الشتغال بذه العلوم اللية تضييعا للعمر و شغل با ل يغن .و ه ذا كما فعل التأخرون ف صناعة النحو و صناعة النطق و أصول الفقه لنم أوسعوا دائرة الكلم فيها و أكثروا من التفاريع و الستدللت با أخرجها عن كونا آلة و صيها من القاصد و ربا يقع فيها لذلك أنظار و مسائل ل حاجة با ف العلوم القصودة فهي من نوع اللغو و هي أيضا مضرة بالتعلمي على الطلق لن التعلمي اهتمامهم بالعلوم القصودة أكثر من اهتمامهم بوسائلها فإذا قطع وا العم ر ف تص يل الوسائل فمت يظفرون بالقاصد ؟ فلهذا يب على العلمي لذه العلوم اللية أن ل يستجيوا ف شأنا و ل يستكثروا من مسائلها و ينبه وا التعلم على الغرض منها و يقفوا به عنده .فمن نزعت به هته بعد ذلك إل شيء من التوغل و رأى من نفسه قياما بذلك و كفاية به فليق له ما شاء من الراقي صعبا أو سهل و كل ميسر لا خلق له.
الفصل التاسع و الثلثون :ف تعليم الولدان و اختلف م ذاهب المص ار السلمية ف طرقه اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين أخذ به أهل اللة و درجوا عليه ف جيع أمصارهم لا يسبق فيه إل القلوب من رسوخ الي ان و عقائده من آيات القرآن و بعض متون الحاديث .و صار القرآن أصل التعليم الذي ينبن عليه ما يصل بعد من اللكات .و سبب ذلك أن التعليم ف الصفر أشد رسوخا و هو أصل لا بعده لن السابق الول للقلوب كالساس و للملكات .و على حسب الساس و أساليبه يكون حال من ينبن عليه .و اختلفت طرقهم ف تعليم القرآن للولدان باختلفهم باعتبار ما ينشأ عن ذلك التعليم من اللكات .فأما أهل الغ رب فمذهبهم ف الولدان القتصار على تعليم القرآن فقط ،و أخذهم أثناء الدارسة بالرسم و مسائله و اختلف حلة القرآن فيه ل يلطون ذلك
بسواه ف شيء من مالس تعليمهم ل من حديث و ل من فقه و ل من شعر و ل من كلم العرب إل أن يذق فيه أو ينقطع دونه فيك ون انقطاعه ف الغالب انقطاعا عن العلم بالملة .و هذا مذهب أهل المصار بالغرب و من تبعهم من قرى الببر ،أمم الغرب ف ولدانم إل أن ياوزوا حد البلوغ إل الشبيبة .و كذا ف الكبي إذا رجع مدارسة القرآن بعد طائفة من عمره .فهم لذلك أقوم على رسم القرآن و حفظ ه من سواهم .و أما أهل الندلس فمذهبهم تعليم القرآن و الكتاب من حيث هو ،و هذا هو الذي يراعونه ف التعليم .إل أنه لا كان الق رآن أصل ذلك و أسه و منبع الدين و العلوم جعلوه أصل ف التعليم .فل يقتصرون لذلك عليه فقط بل يلطون ف تعليمهم للولدان رواية الشعر ف الغالب و الترسل و أخذهم بقواني العربية و حفظها و تويد الط و الكتاب .و ل تتص عنايتهم ف التعليم بالقرآن دون ه ذه ،ب ل عنايتهم فيه بالط أكثر من جيعها إل أن يرج الولد من عمر البلوغ إل الشبيبة و قد شدا بعض الشيء ف العربية و الشعر و البصر بما و برز ف الط و الكتاب و تعلق بأذيال العلم على الملة لو كان فيها سند لتعليم العلوم .لكنهم ينقطعون عن ذلك لنقطاع سند التعلي م ف آفاقهم و ل يصل بأيديهم إل ما حصل من ذلك التعليم الول .و فيه كفاية لن أرشده ال تعال و استعداد إذا وجد العلم .و أم ا أه ل أفريقية فيخلطون ف تعليمهم للولدان القرآن بالديث ف الغالب و مدارسة قواني العلوم و تلقي بعض مسائلها إل أن عنايتهم ب القرآن و استنظار الولدان إياه و وقوفهم على اختلف رواياته و قراءاته أكثر ما سواه و عنايتهم بالط تبع لذلك .و بالملة فطريقهم ف تعليم القرآن أقرب إل طريقة أهل الندلس لن سند طريقتهم ف ذلك متصل بشيخة الندلس الذين أجازوا عند تغلب النصارى على شرق الندلس ،و استقروا بتونس و عنهم أخذ ولدانم بعد ذلك .و أما أهل الشرق فيخلطون ف التعليم كذلك على ما يبلغنا و ل أدري ب عنايتهم منه ا .و الذي ينقل لنا أن عنايتهم بدراسة القرآن و صحف العلم و قوانينه ف زمن الشبيبة و ل يلطون بتعليم الط بل لتعليم الط عندهم قانون و معلمون له على انفراده كما تتعلم سائر الصنائع و ل يتداولونا ف مكاتب الصبيان .و إذا كتبوا لم اللواح فبخط قاصر عن الجادة و من أراد تعلم الط فعلى قدر ما يسنح له بعد ذلك من المة ف طلبه و يبتغيه من أهل صنعته .فأما أهل أفريقية والغرب فأفادهم القتصار عل ى القرآن القصور عن ملكة اللسان جلة و ذلك أن القرآن ل ينشأ عنه ف الغالب ملكة لا أن البشر مصروفون عن التيان بثله فهم مصروفون لذلك عن الستعمال على أساليبه و الحتذاء با .و ليس لم ملكة ف غي أساليبه فل يصل لصاحبه ملكة ف اللسان العرب و حظه المود ف العبارات و قلة التصرف ف الكلم .و ربا كان أهل أفريقية ف ذلك أخف من أهل الغرب با يلطون ف تعليمهم القرآن بعبارات العلوم ف قوانينها كما قلناه فيقتدرون على شيء من التصرف و ماذاة الثل بالثل إل أن ملكتهم ف ذلك قاصرة عن البلغة كما سيأت ف فصله. و أما أهل الندلس فأفادهم التفنن ف التعليم و كثرة رواية الشعر و الترسل و مدارسة العربية من أول العمر ،حصول ملكة صاروا با أعرف ف اللسان العرب .و قصروا ف سائر العلوم لبعدهم عن مدارسة القرآن و الديث الذي هو أصل العلوم و أساسها .فكانوا لذلك أهل حظ و أدب بارع أو مقصر على حسب ما يكون التعليم الثان من بعد تعليم الصب .و لقد ذهب القاضي أبو بكر بن العرب ف كتاب رحلت ه إل طريقة غريبة ف وجه التعليم وأعاد ف ذلك و أبدأ و قدم تعليم العربية و الشعر على سائر العلوم كما هو مذهب أهل الندلس .ق ال :لن الشعر ديوان العرب و يدعو على تقديه و تعليم العربية ف التعليم ضرورة فساد اللغة ث ينتقل منه إل الساب فيتمرن فيه حت يرى القواني ث ينتقل إل درس القرآن فإنه يتيسر عليك بذه القدمة .ث قال :و يا غفلة أهل بلدنا ف أن يؤخذ الصب بكتاب ال ف أوامره يق رأ م ال يفهم و ينصب ف أمر غيه أهم ما عليه منه .ث قال ينظر ف أصول الدين ث أصول الفقه ث الدل ث الديث و علومه ،و نى مع ذل ك أن يلط ف التعليم علمان إل أن يكون التعلم قابل لذلك بودة الفهم و النشاط .هذا ما أشار إليه القاضي أبو بكر رحه ال و ه و لعم ري مذهب حسن إل أن العوائد ل تساعد عليه و هي أملك بالحوال و وجه ما اختصت به العوائد من تقدم دراسة القرآن إيث ارا للت بك و الثواب ،و خشية ما يعرض للولد ف جنون الصب من الفات و القواطع عن العلم فيفوته القرآن ،لنه ما دام ف الجر منقاد للحكم .ف إذا تاوز البلوغ و انل من ربقة القهر فربا عصفت به رياح الشبيبة فألقته بساجل البطالة فيغتنمون ف زمان الجر و ربقة الك م تص يل القرآن لئل يذهب خلوا منه .و لو حصل اليقي باستمراره ف طلب العلم و قبوله التعليم لكان هذا الذهب الذي ذكره القاضي أول ما أخذ به أهل الغرب و الشرق .و لكن ال يكم ما يشاء ل معقب لكمه.
الفصل الربعون :ف أن الشدة على التعلمي مضرة بم
و ذلك أن إرهاف الد بالتعليم مضر بالتعلم سيما ف أصاغر الولد لنه من سوء اللكة .و من كان مرباه بالعسف و القهر من التعلمي أو الماليك أو الدم سطا به القهر و ضيق عن النفس ف انبساطها و ذهب بنشاطها و دعاه إل الكسل و حل على الكذب و البث و ه و التظاهر بغي ما ف ضميه خوفا من انبساط اليدي بالقهر عليه و علمه الكر و الديعة لذلك و صارت له هذه عادة و خلق ا و فس دت معان النسانية الت له من حيث الجتماع .و التمرن و هي المية و الدافعة عن نفسه و منله .و صار عيال على غيه ف ذل ك ب ل و كسلت النفس عن اكتساب الفضائل و اللق الميل فانقبضت عن غايتها و مدى إنسانيتها فارتكس و عاد ف أسفل السافلي .و هك ذا وقع لكل أمة حصلت ف قبضة القهر و نال منها العسف و اعتبه ف كل من يلك أمره عليه .و ل تكون اللكة الكافلة له رفيقة به .و ت د ذلك فيهم استقراء و انظره ف اليهود و ما حصل بذلك فيهم من خلق السوء حت إنم يوصفون ف كل أفق .و عصر بالرج و معن اه ف الصطلح الشهور التخابث و الكيد و سببه ما قلناه .فينبغي للمعلم ف متعلمه و الوالد ف ولده أن ل يستبدا عليهما ف التأديب .و قد قال ممد بن أب زيد ف كتابه الذي ألفه ف حكم العلمي و التعلمي :ل ينبغي لؤدب الصبيان أن يزيد ف ضربم إذا احتاجوا إليه على ثلث ة أسواط شيئا .و من كلم عمر رضي ال عنه :من ل يؤدبه الشرع ل أدبه ال .حرصا على صون النفوس عن مذلة التأديب و علم ا ب أن القدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له فإنه أعلم بصلحته .و من أحسن مذاهب التعليم ما تقدم به الرشيد لعلم ولده .قال خلف الحر: بعث إل الرشيد ف تأديب ولده ممد المي فقال :يا أحر إن أمي الؤمني قد دفع إليك مهجة نفسه و ثرة قلبه فصي يدك عليه مبسوطة و طاعته لك واجبة و كن له بيث وضعك أمي الؤمني أقرئه القرآن و عرفه الخبار و روه الشعار و علمه السنن و بصره بواق ع الكلم و بدئه و امنعه من الضحك إل ف أوقاته و خذه بتعظيم مشايخ بن هاشم إذا دخلوا عليه و رفع مالس القواد إذا حضروا ملسه .و ل ت رن بك ساعة إل و أنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غي أن تزنه فتميت ذهنه .و ل تعن ف مسامته فيستجلي الفراغ و يألفه .و ق ومه م ا استطعت بالقرب واللينة فإن أباها فعليك بالشدة و الغلظة .انتهى.
الفصل الادي و الربعون :ف أن الرحلة ف طلب العلوم و لقاء الش مزيد كمال ف التعلم
يخة
و السبب ف ذلك أن البشر يأخذون معارفهم و أخلقهم و ما ينتحلون به من الذاهب و الفضائل :تارة علما و تعليما و إلقاء و تارة ماكاة و تلقينا بالباشرة .إل أن حصول اللكات عن الباشرة و التلقي أشد استحكاما و أقوى رسوخا .فعلى قدر كثرة الشيوخ يكون حص ول اللكات و رسوخها .و الصطلحات أيضا ف تعليم العلوم ملطة على التعلم حت لقد يظن كثي منهم أنا جزء من العلم .و ل يدفع عن ه ذلك إل مباشرته لختلف الطرق فيها من العلمي .فلقاء أهل العلوم و تعدد الشايخ يفيده تييز الصطلحات با يراه من اختلف طرقهم فيها فيجرد العلم عنها و يعلم أنا أناء تعليم و طرق توصل و تنهض قواه إل الرسوخ و الستحكام ف الكان و تصحح معارفه و تيزه ا عن سواها مع تقوية ملكته بالباشرة و التلقي و كثرتما من الشيخة عند تعددهم و تنوعهم .و هذا لن يسر ال عليه طرق العلم و الداية. فالرحلة ل بد منها ف طلب العلم لكتساب الفوائد و الكمال بلقاء الشايخ و مباشرة الرجال .و ال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم.
الفصل الثان و الربعون :ف أن العلماء من بي البشر أبعد عن السياس ة و مذاهبها و السبب ف ذلك أنم معتادون النظر الفكري و الغوص على العان و انتزاعها من السوسات و تريدها ف الذهن ،أم ورا كلي ة عام ة ليحكم عليها بأمر العلوم ل بصوص مادة و ل شخص و ل جيل و ل أمة و ل صنف من الناس .و يطبقون من بعد ذلك الكل ي عل ى الارجيات .و أيضا يقيسون المور على أشباهها و أمثالا با اعتادوه من القياس الفقهي .فل تزال أحكامهم و أنظارهم كلها ف الذهن و ل تصي إل الطابقة إل بعد الفراغ من البحث و النظر .و ل تصي بالملة إل الطابقة و إنا يتفرغ ما ف الارج عما ف الذهن م ن ذل ك
كالحكام الشرعية فإنا فروع عما ف الفوظ من أدلة الكتاب و السنة فتطلب مطابقة ما ف الارج لا عكس النظار ف العلوم العقلية .الت تطلب ف صحتها مطابقتها لا ف الارج .فهم متعودون ف سائر أنظارهم المور الذهنية و النظار الفكرية ل يعرفون سواها .و السياس ة يتاج صاحبها إل مراعاة ما ف الارج و ما يلحقها من الحوال و يتبعها فإنا خفية .و لعل أن يكون فيها ما ينع من إلاقها بشبه أو مثال و يناف الكلي الذي ياول تطبيقه عليها .و ل يقاس شيء من أحوال العمران على الخر كما اشتبها ف أمر واحد فلعلهما اختلفا ف أم ور فتكون العلماء لجل ما تعودوه من تعميم الحكام و قياس المور بعضها على بعض إذا نظروا ف السياسة افرغوا ذلك ف قالب أنظارهم و نوع استدللتم فيقعون ف الغلط كثيا و ل يؤمن عليهم .و يلحق بم أهل الذكاء و الكيس من أهل العمران لنم ينعون بثقوب أذهانم إل مثل شأن الفقهاء من الغوص على العان و القياس و الاكاة فيقعون ف الغلط .و العامي السليم الطبع التوسط الكيس لقصور فكره عن ذلك و عدم اعتياده إياه يقتصر لكل مادة على حكمها و ف كل صنف من الحوال و الشخاص على ما اختص به و ل يع دي الك م بقياس و ل تعميم و ل يفارق ف أكثر نظره الواد السوسة و ل ياوزها ف ذهنه كالسابح ل يفارق الب عند الوج .قال الشاعر: فإن السلمة ف الساحل فل توغلن إذا ما سبحت فيكون مأمونا من النظر ف سياسته مستقيم النظر ف معاملة أبناء جنسه فيحسن معاشه و تندفع آفاته و مضاره باستقامة نظره .و فوق ك ل ذي علم عليم .و من هنا يتبي أن صناعة النطق غي مأمونة الغلط لكثرة ما فيها من النتزاع ،و بعدها عن السوس فإنا تنظر ف العقولت الثوان .و لعل الواد فيها ما يانع تلك الحكام و ينافيها عند مراعاة التطبيق اليقين .و أما النظر ف العقولت الول و هي ال ت تري دها قريب فليس كذلك لنا خيالية و صور السوسات حافظة مؤذنة بتصديق انطباقه .و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الثالث و الربعون :ف أن حلة العلم ف السلم أكثرهم العجم من الغريب الواقع أن حلة العلم ف اللة السلمية أكثرهم العجم ل من العلوم الشرعية و ل من العلوم العقلية إل ف القليل النادر .و إن كان منهم العرب ف نسبته فهو أعجمي ف لغته و مرباه و مشيخته مع أن اللة عربية و صاحب شريعتها عرب .و السبب ف ذلك أن اللة ف أولا ل يكن فيها علم و ل صناعة لقتضى أحوال السذاجة و البداوة و إنا أحكام الشريعة الت هي أوامر ال و نواهيه كان الرجال ينقلون ا ف صدورهم و قد عرفوا مأخذها من الكتاب و السنة با تلقوه من صاحب الشرع و أصحابه .و القوم يومئذ عرب ل يعرفوا أم ر التعلي م و التأليف و التدوين و ل دفغوا إليه و ل دعتهم إليه حاجة .و جرى المر على ذلك زمن الصحابة و التابعي و كانوا يسمون الختصي بمل ذلك .و نقله إل القراء أي الذين يقرأون الكتاب و ليسوا أميي لن المية يومئذ صفة عامة ف الصحابة با كانوا عربا فقيل لملة الق رآن يومئذ قراء إشارة إل هذا .فهم قراء لكتاب ال و السنة الأثورة عن ال لنم ل يعرفوا الحكام الشرعية إل منه و من الديث الذي هو ف غالب موارده تفسي له و شرح .قال صلى ال عليه و سلم :تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تسكتم بما :كتاب ال و سنت .فلم ا بع د النقل من لدن دولة الرشيد فما بعد احتيج إل وضع التفاسي القرآنية و تقييد الديث مافة ضياعه ث احتيج إل معرفة الس انيد و تع ديل الناقلي للتمييز بي الصحيح مم السانيد و ما دونه ث كثر استخراج أحكام الواقعات من الكتاب و السنة و فسد مع ذلك اللسان فاحتي ج إل وضع القواني النحوية و صارت العلوم الشرعية كلها ملكات ف الستنباطات و الستخراج و التنظي و القياس و احتاجت إل عل وم أخرى و هي الوسائل لا من معرفة قواني العربية و قواني ذلك الستنباط و القياس و الذب عن العقائد اليانية بالدلة لك ثرة الب دع و اللاد فصارت هذه العلوم كلها علوما ذات ملكات متاجة إل التعليم فاندرجت ف جلة الصنائع .و قد كنا قدمنا أن الصنائع من منتح ل الضر و أن العرب أبعد الناس عنها فصارت العلوم لذلك حضرية و بعد عنها العرب و عن سوقها .و الضر لذلك العهد هم العجم أو من هم ف معناهم من الوال و أهل الواضر الذين هم يومئذ تبع للعجم ف الضارة و أحوالا من الصنائع و الرف لنم أق وم عل ى ذل ك للحضارة الراسخة فيهم منذ دولة الفرس فكان صاحب صناعة النحو سيبويه و الفارسي من بعده و الزجاج من بعدها و كلهم عج م ف أنسابم .و إنا ربوا ف اللسان العرب فاكتسبوه بالرب و مالطة العرب و صيوه قواني و فنا لن بعدهم .و كذا حلة الديث الذين حفظوة عن أهل السلم أكثرهم عجم أو مستعجمون باللغة و الرب لتساع الفن بالعراق .و كان علماء أصول الفقه كلهم عجما كما ع رف و
كذا حلة علم الكلم و كذا أكثر الفسرين .و ل يقم بفظ العلم و تدوينه إل العاجم .و ظهر مصداق قوله صلى ال عليه و سلم :لو تعلق العلم بأكناف السماء لناله قوم من أهل فارس .و أما العرب الذين أدركوا هذه الضارة و سوقها و خرجوا إليها عن الب داوة فش غلتهم الرئاسة ف الدولة العباسية و ما دفعوا إليه من القيام باللك عن القيام بالعلم .و النظر فيه ،فإنم كانوا أهل الدولة و حاميتها و أول سياستها مع ما يلحقهم من النفة عن انتحال العلم حينئذ با صار من جلة الصنائع .و الرؤساء أبدا يستنكفون عن الصنائع و الهن و ما ير إليها و دفعوا ذلك إل من قام به من العجم والولدين .و ما زالوا يرون لم حق القيام به فإنه دينهم و علومهم و ل يتقرون حلتها كل الحتق ار. حت إذا خرج المر من العرب جلة و صار للعجم صارت العلوم الشرعية غريبة النسبة عند أهل اللك با هم عليه من البعد عن نس بتها و امتهن حلتها با يرون أنم بعداء عنهم مشتغلي با ل يغن و ل يدي عنهم ف اللك و السياسة كما ذكرناه ف نقل الراتب الدينية .فه ذا الذي قررناه هو السبب ف أن حلة الشريعة أو عامتهم من العجم .و أما العلوم العقلية أيضا فلم تظهر ف اللة إل بعد أن تيز حلة العل م و مؤلفوه .و استقر العلم كله صناعة فاختصت بالعجم و تركتها العرب و انصرفوا عن انتحالا فلم يملها إل العربون من العجم شأن الصنائع كما قلناه أول .فلم يزل ذلك ف المصار السلمية ما دامت الضارة ف العجم و بلدهم من العراق و خراسان و ما وراء النه ر .فلم ا خربت تلك المصار و ذهبت منها الضارة الت هي سر ال ف حصول العلم و الصنائع ذهب العلم من العجم جلة لا شلهم من البداوة و اختص العلم بالمصار الوفورة الضارة .و ل أوفر اليوم ف الضارة من مصر فهي أم العال و إيوان السلم و ينبوع العلم و الص نائع .و بقي بعض الضارة ف ما وراء النهر لا هناك من الضارة بالدولة الت فيها فلهم بذلك ،حصة من العلوم و الصنائع ل تنكر .و قد دلنا على ذلك كلم بعض علمائهم من تآليف وصلت إلينا إل هذه البلد و هو سعد الدين التفتازان .و أما غيه من العجم فلم نر لم من بعد المام ابن الطيب و نصي الدين الطوسي كلما يعول على نايته ف الصابة .فاعتي ذلك و تأمله تر عجبا ف أحوال الليقة .و ال يلق ما بشاء ل شريك له اللك و له المد و هو على كل شيء قدير و حسبنا ال و نعم الوكيل و المد ل.
الفصل الرابع و الربعون :ف أن العجمة إذا سبقت إل اللس ان قص رت بصاحبها ف تصيل العلوم عن أهل اللسان العرب و السر ف ذلك أن مباحث العلوم كلها إنا هي ف العان الذهنية و اليالية ،من بي العلوم الشرعية ،الت هي أكثر مباحثه ا ف اللف اظ و مودها من الحكام التلقاة من الكتاب و السنة و لغاتا الؤدية لا ،و هي كلها ف اليال ،و بي العلوم العقلية ،و هي ف الذهن .و اللغ ات إنا هي ترجان عما ف الضمائر من تلك العان ،يؤديها بعض إل بعض بالشافهة بالناظرة و التعليم ،و مارسة البحث ب العلوم لتحص يل ملكاتا بطول الران على ذلك .و اللفاظ و اللغات وسائط و حجب بي الضمائر ،و روابط و ختام بي العان .و لبد ف اقتي اض تل ك الضمائر من العان من ألفاظها لعرفة دللتا اللغوية عليها ،و جودة اللكة لناظر فيها ،و إل فيعتاض عليه اقتناصها زيادة على ما يك ون ف مباحثها الذهنية من العتياص .و إذا كانت ملكته ف تلك الدللت راسخة ،بيث يتبادر العان إل ذهنه من تلك اللفاظ عن استعمالا ،أن البديهي والبلي ،زال ذاك الجاب بالملة بي العان و الفهم أو خف ،و ل يبق إل معاناة ما ف العان من الباحث فقط .هذا كله إذا كان التعاليم تلقينا و بالطاب و العبارة .و أما إن احتاج التعلم إل الدراسة و التقييد بالكتاب و مشافهة الرسوم الطية من ال دواوين بس ائل العلوم ،كان هنالك حجاب آخر بي الط و رسومه ف الكتاب ،و بي اللفاظ القولة ف اليال .لن رسوم الكتاب لا دللة خاصة عل ى اللفاظ القولة .و ما ل تعرف تلك الدللة تعذرت معرفة العبارة .و إن عرفت بلكة قاصرة كانت معرفتها أيضا قاصرة ،و يزداد على الناظر و التعلم بذلك حجاب آخر بينه و بي مطلوبه ،من تصيل ملكات العلوم أعوص من الجاب الول .و إذا كانت ملكته ف الدللة اللفظية و الطية مستحكمة ارتفعت الجب بينه و بي العان .و صار إنا يعان فهم مباحثها فقط .هذا شأن العان مع اللفاظ و الط بالنسبة إل كل لغة .و التعلمون لذلك ف الصغر أشد استحكاما للكاتم ،ث إن اللة السلمية لا اتسع ملكها و اندرجت المم ف طيه ا و درس ت علوم الولي بنبوتا و كتابا ،و كانت أمية النعة و الشعار ،فأخذ اللك و العزة و سخرية المم لم بالض ارة و الته ذيب ،و ص يوا علومهم الشرعية صناعة ،بعد أن كانت نقل ،فحدثت فيهم اللكات ،و كثرت الدواوين و التآليف ،و تشوفوا إل علوم الم م فنقلوه ا
بالترجة إل علومهم و أفرغوها ف قالب أنظارهم ،و جردوها من تلك اللغات العجمية إل لسانم و أربوا فيها على مداركهم ،و بقي ت تلك الدفاتر الت بلغتهم العجمية نسيا منسيا و طلل مهجورا و هباء منثورا .و أصبحت العلوم كلها بلغة العرب ،و دواوينه ا الس طرة بطهم ،و احتاج القائمون بالعلوم إل معرفة الدللت اللفظية و الطية ف لسانم دون ما سواه من اللسن ،لدروسها و ذهاب العناية با. و قد تقدم لنا أن اللغة ملكة ف اللسال ،و كذا الط صناعة ملكتها ف اليد ،فإذا تقدمت ف اللسان ملكة العجمة ،صار مقص را ف اللغ ة العربية ،لا قدمناه من أن اللكة إذا تقدمت ف صناعة بحل ،فقل أن ييد صاحبها ملكة ف صناعة أخرى ،و هو ظاهر .و إذا كال مقصرا ف اللغة العربية و دللتا اللفظية و الطية اعتاص عليه فهم العان منها كما مر .إل أن تكون ملكة العجمة السابقة ل تستحكم حي انتق ل منها إل العربية ،كأصاغر أبناء العجم الذين يربون مع العرب قبل أن تستحكم عجمتهم .فتكون اللغة العربية كأنا السابقة لم ،و ل يكون عندهم تقصي ف فهم العان من العربية .و كذا أيضا شأن من سبق له تعلم الط العجمي قبل العرب .و لذا ند الكثي من علماء العاجم ف دروسهم و مالس تعليمهم يعدلون عن نقل التفاسي من الكتب إل قراءتا ظاهرا يففون بذلك عن أنفسهم مؤونة بعض الجب ليقرب عليهم تناول العان .و صاحب اللكة ف العبارة و الط مستغن عن ذلك ،بتمام ملكته ،و إن صار له فهم القوال من الط ،و العان م ن القوال كالبلة الراسخة ،و ارتفعت الجب بينه و بي العان .و ربا يكون الدؤوب على التعليم و الران على اللغ ة ،و مارس ة ال ط يفيضان لصاحبهما إل تكن اللكة ،كما نده ف الكثي من علماء العاجم ،إل أنه ف النادر .و إذا قرن بنظيه من علماء الع رب و أه ل طبقته منهم ،كان باع العرب أطول و ملكته أقوى ،لا عند الستعجم من الفتور بالعجمة السابقة الت يؤثر القصور بالضرورة و ل يع ترص ذلك با تقدم بأن علماء السلم أكثرهم العجم ،لن الراد بالعجم هنالك عجم النسب لتداول الضارة فيهم الت قررنا أنا سبب لنتحال الصنائع و اللكات و من جلتها العلوم .و أما عجمة اللغة فليست من ذلك و هي الرادة هنا .و ل يعترض ذلك أيضا ما كان لليونانيي ف علومهم من رسوخ القدم فأنم إنا تعلموها من لغتهم السابقة لم و خطهم التعارف بينهم .و العجمي التعلم للعلم ف اللة السلمية يأخذ العلم بغي لسانه الذي سبق إليه ،و من غي خطه الذي يعرف ملكته .فلهذا يكون له ذلك حجابا كما قلناه .و هذا عام ف جيع أص ناف أهل اللسان العجمي من الفرس و الروم و الترك و الببر و الفرنج .و سائر من ليس من أهل اللسان العرب .و ف ذلك آيات للمتوسي.
الفصل الامس و الربعون :ف علوم اللسان العرب أركانه أربعة و هي اللغة و النحو و البيان و الدب و معرفتها ضرورية على أهل الشريعة إذ مأخذ الحكام الشرعية كله ا ف الكت اب و السنة و هي بلغة العرب و نقلتها من الصحابة و التابعي عرب و شرح مشكلتا من لغاتم فلبد من معرفة العلوم التعلقة بذا اللسان ل ن أراد علم الشريعة .و تتفاوت ف التأكيد بتفاوت مراتبها ف التوفية بقصود الكلم حسبما يتبي ف الكلم عليها فنا فنا و الذي يتحص ل أن الهم القدم منها هو النحو إذ به تتبي أصول القاصد بالدللة فيعرف الفاعل من الفعول و البتدأ من الب و لوله لهل أصل الف ادة .و كان من حق علم اللغة التقدم لول أن أكثر الوضاع باقية ف موضوعاتا ل تتغي بلف العراب الدال على السناد و السند و السند إليه فإنه تغي بالملة و ل يبق له أثر .فلذلك كان علم النحو أهم من اللغة إذ ف جهله الخلل بالتفاهم جلة و ليس ت ك ذلك اللغ ة و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
علم النحو اعلم أن اللغة ف التعارف هي عبارة التكلم عن مقصوده .و تلك العبارة فعل لسان ناشئ عن القصد بإفادة الكلم فلبد أن تص ي ملك ة متقررة ف الغصو الفاعل لا و هو اللسان و هو ف كل أمة بسب اصطلحاتم .و كانت اللكة الاصلة للعرب من ذلك أحسن اللكات و أوضحها إبانة عن القاصد لدللة غي الكلمات فيها على كثي من العان .مثل الركات الت تعي الفاعل من الفع ول م ن ال رور أعن الضاف و مثل الروف الت تفضي بالفعال أي الركات إل الذوات من غي تكلف ألفاظ أخرى .و ليس يوجد ذلك إل ف لغة العرب .و أما غيها من اللغات فكل معن أو حال لبد له من ألفاظ تصه بالدللة و لذلك ند كلم العجم من ماطباتم أطول م ا تق دره بكلم
العرب .و هذا هو معن قوله صلى ال عليه و سلم :أوتيت جوامع الكلم و اختصر ل الكلم اختصارا .فص ار للح روف ف لغته م .و الركات و اليئات أي الوضاع اعتبار ف الدللة على القصود غي متكلفي فيه لصناعة يستفيدون ذلك منها .إنا هي ملكة ف ألس نتهم يأخذها الخر عن الول كما تأخذ صبياننا لذا العهد لغاتنا .فلما جاء السلم و فارقوا الجاز لطلب اللك الذي كان ف أيدي الم م و الدول و خالطوا الم تغيت تلك اللكة با ألقى إليها السمع من الخالفات الت للمستعربي .و السمع أبو اللكات اللسانية ففسدت با ألقي إليها ما يغايرها لنوحها إليه باعتياد السمع .و خشي أهل العلوم منهم أن تفسد تلك اللكة رأسا و يطول العهد با فينغلق القرآن و الديث على الفهوم فاستنبطوا من ماري كلمهم قواني لتلك اللكة مطردة شبه الكليات و القواعد يقيسون عليها سائر أنواع الكلم و يلحق ون الشباه بالشباه مثل أن الفاعل مرفوع و الفعول منصوب و البتدأ مرفوع .ث رأوا تغي الدللة بتغي حركات هذه الكلمات فاصطلحوا على تسميته إعرابا و تسمية الوجب لذلك التغي عامل و أمثال ذلك .و صارت كلها اصطلحات خاصة بم فقيدوها بالكت اب و جعلوه ا صناعة لم مصوصة .و اصطلحوا على تسميتها بعلم النحو .و أو ل من كتب فيها أبو السود الدؤل من بن كنانة و يقال بإش ارة عل ي رضي ال عنه لنه رأى تغي اللكة فأشار عليه بفظها ففزع إل ضبطها بالقواني الاضرة الستقرأة .ث كتب فيها الناس م ن بع ده إل أن انتهت إل الليل بن أحد الفراهيدي أيام الرشيد و كان الناس أحوج ما كان الناس إليها لذهاب تلك اللكة من العرب .فهذب الصناعة و كمل أبوابا .و أخذها عنه سيبويه فكمل تفاريعها و استكثر من أدلتها و شواهدها و وضع فيها كتابه الشهور الدي صار إماما لك ل م ا كتب فيها من بعده .ث وضع أبو علي الفارسي و أبو القاسم الزجاج كتبا متصرة للمتعلمي يذون فيها حذو المام ف كت ابه .ث ط ال الكلم ف هذه الصناعة و حدث اللف بي أهلها ف الكوفة و البصرة الصرين القديي للعرب .و كثرت الدلة و الجاج بينهم و تباينت الطرق ف التعليم و كثر الختلف ف إعراب كثي من آي القرآن باختلفهم ف تلك القواعد و طال ذلك على التعلمي .و جاء التأخرون بذاهبهم ف الختصار فاختصروا كثيا من ذلك الطول مع استيعابم لميع ما نقل كما فعله ابن مالك ف كت اب التس هيل و أمث اله أو اقتصارهم على البادئ للمتعلمي ،كما فعله الزمشري ف الفصل و ابن الاجب ف القدمة له .و ربا نظموا ذلك نظما مثل ابن مال ك ف الرجوزتي الكبى و الصغرى و ابن معطي ف الرجوزة اللفية .و بالملة فالتآليف ف هذا الفن أكثر من أن تصى أو ياط با و ط رق التعليم فيها متلفة فطريقة التقدمي مغايرة لطريقة التأخرين .و الكوفيون و البصريون و البغداديون و الندلسيون متلفة طرقهم ك ذلك .و قد كادت هذه الصناعة تؤذن بالذهاب لا رأينا من النقص ف سائر العلوم و الصنائع بتناقص العمران و وصل إلينا بالغرب ل ذه العص ور ديوان من مصر منسوب إل جال الدين بن هشام من علمائها استوف فيه أحكام العراب مملة و مفصلة .و تكلم على الروف و الفردات و المل و حذف ما ف الصناعة من التكرر ف أكثر أبوابه و ساه بالغن ف العراب .و أشار إل نكت إعراب القرآن كله ا و ض بطها بأبواب و فصول و قواعد انتظم سائرها فوقفنا منع على علم جم يشهد بعلو قدره ف هذه الصناعة و وفور بضاعته منها و كأنه ينح و ف طريقته منحاة أهل الوصل الذين اقتفوا أثر ابن جن و اتبعوا مصطلح تعليمه فأتى من ذلك بشيء عجيب دال على قوة ملكته و اطلعه .و ال يزيد ف اللق ما يشاء.
علم اللغة هذا العلم هو بيان الوضوعات اللغوية و ذلك أنه لا فسدت ملكة اللسان العرب ف الركات السماة عند أهل النحو بالعراب و استنبطت القواني لفظها كما قلناه .ث استمر ذلك الفساد بلبسة العجم و مالطتهم حت تأدى الفساد إل موضوعات اللفاظ فاستعمل كثي م ن كلم العرب ف غي موضوعه عندهم ميل مع هجنه الستعربي ف اصطلحاتم الخالفة لصريح العربية فاحتيج إل حفظ الوضوعات اللغوية بالكتاب و التدوين خشية الدروس و ما ينشا عنه من الهل بالقرآن و الديث فشمر كثي من أئمة اللسان لذلك و أملوا فيه ال دواوين .و كان سابق اللبة ف ذلك الليل بن أحد الفراهيدي .ألف فيها كتاب العي فحصر فيه فركبات حروف العجم كلها من الثنائي و الثلث ي والرباعي و الماسي و هو غاية ما ينتهي إليه التركيب ف اللسان العرب .و تأت له حصر ذلك بوجوه عديدة حاضرة و ذل ك أن جل ة الكلمات الثنائية ترج من جيع العداد على التوال من واحد إل سبعة و عشرين و هو دون ناية حروف العجم بواح د .لن ال رف الواحد منها يؤخذ مع كل واحد من السبعة و العشرين فتكون سبعة و عشرين كلمة ثنائية .ث يؤخذ الثان مع الستة و العشرين كذلك .ث
الثالث و الرابع .ث يؤخذ السابع و العشرون مع الثامن و العشرين فيكون واحدا فتكون كلها أعدادا على توال العدد من واحد إل سبعة و عشرين فتجمع كما هي بالعمل العروف عند أهل الساب و هو أن تمع الول مع الخي و تضرب الموع ف نصف العدة .ث تصاعف لجل قلب الثنائي لن التقدي و التأخي بي الروف معتب ف التركيب فيكون الارج جلة الثنائيات .و ترج الثلثيات من صرب ع دد الثنائيات فيما يمع من واحد إل ستة و عشرين على توال العدد لن كل ثنائية يزيد عليها حرفا فتكون ثلثية .فتكون الثنائية بنلة الرف الواحد مع كل واحد من الروف الباقية و هي ستة و عشرون حرفا بعد الثنائية فتجمع من واحد إل ستة و عشرين على ت وال الع دد و يضرب فيه جلة الثنائيات .ث تضرب الارج ف ستة ،جلة مقلوبات الكلمة الثلثية فيخرج مموع تراكيبها من حروف العجم .و ك ذلك ف الرباعي و الماسي .فانصرت له التراكيب بذا الوجه و رتب أبوابه على حروف العجم بالترتيب التعارف .و اعتمد فيه ترتيب الخارج فبدأ بروف اللق ث بعده من خروف النك ث الضراس ث الشفة و جعل حروف العلة آخرا و هي الروف الوائية .و بدأ من ح روف اللق بالعي لنه القصر منها فلذلك سي كتابه بالعي لن التقدمي كانوا يذهبون ف تسمية دواوينهم إل مثل هذا و هو تسميته بأول م ا يقع فيه من الكلمات و اللفاظ .ث بي الهمل منها من الستعمل و كان الهمل ف الرباعي و الماسي أكثر لقلة استعمال العرب له لثقله و لق به الثنائي لقلة دورانه و كان الستعمال ف الثلثي أغلب فكانت أوضاعه أكثر لدورانه .و ضمن الليل ذلك كله ف كت اب العي و استوعبه أحسن استيعاب و أوعاه .و جاء أبو بكر الزبيدي و كتب لشام الؤيد بالندلس ف الائة الرابعة فاختصره م ع الافظ ة عل ى الستيعاب و حذف منه الهمل كله و كثيا من شواهد الستعمل و لصه للحفظ أحسن تلخيص .و ألف الوهري من الش ارقة كت اب الصحاح على الترتيب التعارف لروف العجم فجعل البداءة منها بالمزة و جل الترجة بالروف على الرف الخي من الكلمة لضطرار الناس ف الكثر إل أواخر الكلم فجعل ذلك بابا .ث يأت بالروف أول الكلمة على ترتيب حروف العجم أيصا و يترجم عليها بالفص ول إل آخرها .و حصر اللغة اقتداء بصر الليل .ث ألف فيها من الندلسيي ابن سيده من أهل دانية ف دولة علي بن ماهد كتاب الكم على ذلك النحى من الستيعاب و على نو ترتيب كتاب العي .و زاد فيه التعرض لشتقاتات الكلم و تصاريفها فجاء من أحسن ال دواوين .و لصه ممد بن أب السي صاحب الستنصر من ملوك الدولة الفصية بتونس .و قلب ترتيبه إل ترتيب كتاب الصحاح ف اعتبار أواخ ر الكلم و بناء التراجم عليها فكانا توأمي رحم و سليلي أبوة و لكراع من أئمة اللغة كتاب النجد ،و لبن دريد كتاب المه رة و لب ن النباري كتاب الزاهر هذه أصول كتب اللغة فيما علمناه .و هناك متصرات أخرى متصة بصنف من الكلم و مستوعبة لبعض البواب أو لكلها .إل أن وجه الصر فيها خفي و و ف الصر ف تلك جلي من قبل التراكيب كما رأيت .و من الكتب الوضوعة أيضا ف اللغة كتاب الزمشري ف الاز ساه أساس البلغة بي فيه كل ما توزت به العرب من اللفاظ و فيما توزت به من الدلولت و هو كت اب ش ريف الفادة .ث لا كانت العرب تضع الشيء على العموم ث تستعمل ف المور الاصة ألفاظا أخرى خاصة با فوق ذلك عندنا ،و بي الوضع و الستعمال و احتاج إل فقه ف اللغة عزيز الأخذ كما وضع البيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ث اختص ما فيه بي اض م ن الي ل بالشهب و من النسان بالزهر و من الغنم بالملح حت صار استعمال البيص ف هذه كلها لنا و خروجا عن لسان العرب .و اخت ص بالتأليف ف هذا النحى الثعالب و أفرده ف كتاب له ساه فقه اللغة و هو من أكد ما بأخذ به اللغوي نفسه أن يرف استعمال العرب ع ن مواضعه .فليس معرفة الوضع الول بكاف ف الترتيب حت يشهد له استعمال العرب لذلك .و أكثر ما يتاج إل ذلك الديب ف فن نظمه و نثره حذرا من أن يكثر لنه ف الوضوعات اللغوية ف مفرداتا و تراكيبها و هو أشد من اللحن ف العراب و أفحش .و ك ذلك أل ف بعض التأخرين ف اللفاظ الشتركة و تكفل بصرها و إن ل تبلغ إل النهاية ف ذلك فهو مستوعب للكثر .و أما الختصرات الوجودة ف هذا الفن الخصوصة بالتداول من اللغة الكثي الستعمال تسهيل لفظها على الطالب فكثية مثل اللفاظ لبن السكيت و الفصيح لثعلب و غيها .و بعضها أقل لغة من بعض لختلف نظرهم ف الهم على الطالب للحفظ .و ال اللق العليم ل رب سواه. فصل :و اعلم أن النقل الذي تثبت به اللغة ،إنا هو النقل عن العرب أنم استعملوا هذه اللفاظ لذه العان ،ل تقل إنم وصغوها لنه متعذر و بعيد .و ل يعرف لحد منهم .و كذلك ل تثبت اللغات بقياس ما ل نعلم استعماله .على ما عرف استعماله ف م اء العن ب ،باعتب ار السكار الامع .لن شهادة العتبار ف باب القياس إنا يدركها الشرع الدال على صحة القياس من أصله .و ليس لنا مثل ه ف اللغ ة إل بالعقل ،و هو مكم ،و على هذا ف جهور الئمة .و إن مال إل القياس فيها القاضي و ابن سريح و غيهم .لكن القول بنفيه أرجح .و ل
تتوهن أن إثبات اللغة ف باب الدود اللفظية ،لن الد راجع إل العان .ببيان أن مدلول اللفظ الهول الفي هو مدلول الواضح الشهور، و اللغة إثبات أن اللفظ كذا ،لعن كذا ،و الفرق ف غاية الظهور.
علم البيان هذا العلم حادث ف اللة بعد علم العربية و اللغة ،و هو من العلوم اللسانية لنه متعلق باللفاظ و ما تفيده .و يقصد با الدللة علي ه م ن العان و ذلك أن المور الت يقصد التكلم با إفادة السامع من كلمه هي :إما تصور مفردات تسند و مسند إليها و يفض ي بعض ها إل بعض .و الدالة على هذه هي الفردات من الساء و الفعال و الروف و إما تييز السندات من السند إليها و الزمنة .و يدل عليه ا بتغي الركات من العراب و أبنية الكلمات .و هذه كلها هي صناعة النحو .و يبقى من المور الكتنفة بالواقعات التاج ة للدلل ة أح وال التخاطبي أو الفاعلي و ما يقتضيه حال الفعل و هو متاج إل الدللة عليه لنه من تام الفادة و إذا حصلت للمتكلم فقد بلغ غاية الفادة ف كلمه .و إذا ل يشتمل على شيء منها فليس من جنس كلم العرب فإن كلمهم واسع و لكل مقام عندهم مقال يتص به بعد كم ال العراب و البانة .أل ترى أن قولم زيد جاءن مغاير لقولم جاءن زيد من قبل أن التقدم منهما هو الهم عند التكلم فمن قال :ج اءن زيد أفاد أن اهتمامه باليء قبل الشخص السند إليه و من قال :زيد جاءن أفاد أن اهتمامة بالشخص قبل اليء السند .و كذا التعبي ع ن أجزاء الملة با يناسب القام من موصول أو مبهم أو معرفة .و كذا تأكيد السناد على الملة كقولم :زيد قائم و أن زيدا قائم و إن زيدا لقائم متغايرة كلها ف الدللة و إن استوت من طريق العراب فإن الول العاري عن التأكيد أنا يفيد الال الذهن و الثان الؤكد بإن يفيد التردد و الثالث يفيد النكر فهي متلفة .و كذلك تقول :جاءن الرجل ث تقول مكانه بعينه جاءن رجل إذا قصدت بذلك التنكي تعظيمه و أنه رجل ل يعادله أحد من الرجال .ث الملة السنادية تكون خبية و هي الت لا خارج تطابقه أول ،و إنشائية و هي الت ل خارج ل ا. كالطلب و أنواعه .ث قد يتعي ترك العاطف بي الملتي إذا كان للثانية مل من العراب :فيشرك بذلك منلة التابع الفرد نعتا و توكيدا و بدل بل عطف أو يتعي العطف إذا ل يكن للثانية مل من العراب .ث يقتضي الل الطناب و الياز فيورد الكلم عليهما .ث ق د ي دل باللفظ و ل يراد منطوقه و يراد لزمه إن كان مفردا كما تقول :زيد أسد فل تريد حقيقة السد النطوقة و إنا تريد ش جاعته اللزم ة و تسندها إل زيد و تسمى هذه استعارة .و قد تريد باللفظ الركب الدللة على ملزومه كما تقول :زيد كثي الرماد و تريد ما لزم ذلك عن ه من الود و قرى الضيف لن كثرة الرماد ناشئة عنهما ف دالة عليهما .و هذه كلها دللة زائدة على دللة اللفاظ من الفرد و الرك ب و إنا هي هيئات و أحوال الواقعات جعلت للدللة عليها أحوال و هيئات ف اللفاظ كل بسب ما يقتضيه مقامه ،فاشتمل هذا العلم السمى بالبيان على البحث عن هذه الدللة الت هي للهيئات و الحوال و القامات و جعل على ثلثة أصناف :الصنف الول يبحث فيه عن ه ذه اليآت و الحوال الت تطابق باللفظ جيع مقتضيات الال و يسمى علم البلغة ،و الصنف الثان يبحث فيه عن الدللة على اللزم اللفظي و ملزومه و هي الستعارة و الكناية كما قلناه و يسمى علم البيان .و ألقوا بما صنفا آخر و هو النظر ف تزيي الكلم و تسينه بنوع من التنميق إما بسجع يفصله أو تنيس .يشابه بي ألفاظه أو ترصيع يقطع أو تورية عن العن القصود بإيهام معن أخفى منة لش تراك اللف ظ بينهما و أمثال ذلك و يسمى عندهم علم البدء .و أطق على الصناف الثلثة عند الدثي اسم البيان و هو اسم الصنف الثان لن القدمي أول من تكلموا فيها ث تلحقت مسائل الفن واحدة بعد أخرى و كتب فيها جعفر بن يي و الاحظ و قدامة وأمثالم إملءات غي وافية فيها .ث ل تزل مسائل الفن تكمل شيئا فشيئا إل أن مص السكاكي زبدته و هذب مسائله و رتب أبوابه على نو ما ذكرناه أنف ا م ن الترتيب و ألف كتابه السمى بالفتاح ف النحو و التصريف و البيان فجعل هذا الفن من بعض أجزائه .و أخذه التأخرون من كتابه و لصوا منه أمهات قي التداولة لذا العهد كما فعله السكاكي ف كتاب التبيان و ابن مالك ف كتاب الصباح و جلل ال دين القزوين ف كت اب اليضاح و التلخيص و هو أصغر حجما من اليضاح و العناية به لذا العهد عند أهل الشرق ف الشرح و التعليم منه أك ثر م ن غيه .و بالملة فالشارقة على هذا الفن أقوم من الغاربة و سببه و ال أعلم أنه كمال ف العلوم اللسانية و الصنائع الكمالية توجد ف وفور العمران. و الشرق أوفر عمرانا من الغرب كما ذكرناه .أو نقول لعناية العجم و هم معظم أهل الشرق كتفسي الزمشري ،و هو كله مبن على هذا الفن و هو أصله .و إنا اختص بأهل الغرب من أصنافه علم البدء خاصة ،و جعلوه من جلة علوم الدب الشعرية ،و فرغوا له ألقابا و عدوا
أبوابا و نوعوا أنواعا .و زعموا أنم أحصوها من لسان العرب و إنا حلهم على ذلك الولوع بتزيي اللفاظ ،و العلم البديع سهل الأخذ .و صعبت عليهم مآخذ البلغة و البيان لدقة أنظارها و غموض معانيهما فتجافوا عنهما .و من ألف ف البدء من أهل أفريقية اب ن رش يق و كتاب العمدة له مشهور .و جرى كثي من أهل أفريقية و الندلس على منحاه .و اعلم أن ثرة هذا الفن إنا هي ف فهم العجاز من القرآن لن إعجازه ف وفاء الدللة منه بميع مقتضيات الحوال منطوقة و مفهومة و هي أعلى مراتب الكمال مع الكلم فيما يتص باللف اظ ف انتقائها و جودة رصفها و تركيبها .و هذا هو العجاز الذي تقصر الفهام عن إدراكه .و إنا يدرك بغض الشيء منه من ك ان ل ه ذوق بخالطة اللسان العرب و حصول ملكته فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه .فلهذا كانت مدارك العرب الذين سعوة من مبلغه أعلى مقاما ف ذلك لنم فرسان الكلم و جهابذته و الذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون و أصحه .و أحوج ما يكون إل هذا الفن الفسرون و أك ثر تفاسي التقدمي غفل عنه حت ظهر جاز ال الزمشري و وضع كتابه ف التفسي و تتبع آي القرآن بأحكام هذا الفن با يبدي البعض م ن إعجازه فانفرد بذا الفصل على جيع التفاسي لول أنه يؤيد عقائد أهل البدع عند اقتباسها من القرآن بوجوه البلغة .و لجل هذا يتحاماه كثي من أهل السنة مع وفور بضاعته من البلغة .فمن أحكم عقائد السنة و شارك ف هذا الفن بعض الشاركة حت يقتدر على الرد علي ه من جنس كلمه أو يعلم أنه بدعة فيعرض عنها و ل تضر ف معتقده فإنه يتعي عليه النظر ف هذا الكتاب للظفر بشيء من العج از م ع السلمة من البدع و الهواء .و ال الادي من يشاء إل سواء السبيل.
علم الدب هذا العلم ل موضع له ينظر ف إثبات عوارضه أو نفيها .و إنا القصود منة عند أهل اللسان ثرته ،و هي الجادة ف فن النظوم و النث ور، على أساليب العرب و مناحيهم ،فيجمعون لذلك من كلم العرب ما عساه تصل به الكلمة .من شعر عال الطبقة ،و س جع متس او ف الجادة ،و مسائل من اللغة و النحو مبثوثة أثناء ذلك ،متفرقة ،يستقري منها الناظر ف الغالب معظم قواني العربية ،مع ذكر بعض من أيام العرب يفهم به ما يقع ف أشعارهم منها .و كذلك ذكر الهم من النساب الشهية و الخبار العامة .و القصود بذلك كله أن ل يفى على الناظر فيه شيء من كلم العرب و أساليبيهم و مناحي بلغتهم إذا تصفحه لنه ل تصل اللكة من حفظه إل بعد فهمه فيحتاج إل تق دي جيع ما يتوقف عليه فهمة .ث إنم إذا أرادوا حد هذا الفن قالوا :الدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها و الخذ من كل عل م بط رف يريدون من علوم اللسان أو العلوم الشرعية من حيث متونا فقط و هي القرآن و الديث .إذ ل مدخل لغي ذلك من العلوم ف كلم العرب إل ما ذهب إليه التأخرون عند كلفهم بصناعة البديع من التورية ف أشعارهم و ترسلهم بالصطلحات العلمية فاحتاج صاحب هذا الف ن حينئذ إل معرفة اصطلحات العلوم ليكون قائما على فهمها .و سعنا من شيوخنا ف مالسى التعليم أن أصول هذا الفن و أرك انه أربع ة دوارين و هي أدب الكتاب لبن قتيبة و كتاب الكامل للمبد و كتاب البيان و التبيي للجاحظ و كتاب النوادر لب علي القال البغدادي. و ما سوى هذه الربعة فتبع لا و فروع عنها .و كتب الدثي ف ذلك كثية .و كان الغناء ف الصدر الول من أجزاء هذا الفن لا هو تابع للشعر إذ الغناء إنا هو تلحينه .و كان الكتاب و الفضلء من الواص ف الدولة العباسية يأخذون أنفسهم به حرصا على تصيل أس اليب الشعر و فنونه فلم يكن انتحالة قادحا ف العدالة و الروءة .و قد ألف القاضي أبو الفرج الصبهان كتابه ف الغان جع فيه أخبار العرب و أشعارهم و أنسابم و أيامهم و دولتهم .و جعل مبناه على الغناء ف الائة صوتا الت اختارها الغنون للرشيد فاستوعب فيه ذلك أت استيعاب و أوفاه .و لعمري إنه ديوان العرب و جامع أشتات الاسن الت سلفت لم ف كل فن من فنون الشعر و التاريخ و الغناء و سائر الحوال و ل يعدل به كتاب ف ذلك فيما نعلمه و هو الغاية الت يسمو إليها الديب و يقف عندها و أن له با .و نن الن نرجع ب التحقيق عل ى الجال فيما تكلمنا عليه من علوم اللسان .و ال الادي للصواب.
الفصل السادس و الربعون :ف أن اللغة ملكة صناعية
إعلم أن اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة إذ هي ملكات ف اللسان للعبارة عن العان و جودتا و تصورها بس ب ت ام اللك ة أو نقصانا .و ليس ذلك بالنظر إل الفردات و إنا هو بالنظر إل التراكيب .فإذا حصلت اللكة التامة ف تركيب اللفاظ الفردة للتعبي با عن العان القصودة و مراعاة التأليف الذي يطبق الكلم على مقتضى الال بلغ التكلم حينئد الغاية من إفادة مقصوده للسامع و هذا ه و معن البلغة .و اللكات ل تصل إل بتكرار الفعال لن الفعل يقع أول و تعود منه للذات صفة ث تتكرر فتكون حال .و معن الال أنا ص فة غي راسخه ث يزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة .فالتكلم من العرب حي كانت ملكته اللغة العربية موجودة فيهم يس مع كلم أهل جيله و أساليبهم ف ماطباتم و كيفية تعبيهم عن مقاصدهم كما يسمع الصب استعمال الفردات ف معانيها فيلقنه ا أول ث يس مع التراكيب بعدها فيلقنها كذلك .ث ل يزال ساعهم لذلك يتجدد ف كل لظة و من كل متكلم و استعماله يتكرر إل أن يضي ذلك ملكة و صفة راسخة و يكون كأحدهم .هكذا تصيت اللسن و اللغات من جيل إل جيل و تعلمها العجم و الطفال .و هذا هو معن ما تق وله العامة من أن اللغة للعرب بالطبع أي باللكة الول الت أخذت عنهم و ل يأخذوها عن غيهم .ث إنه لا فسدت هذه اللكة لضر بخالطتهم العاجم و سبب فسادها أن الناشئ من اليل صار يسمع ف العبارة عن القاصد كيفيات أخرى غي الكيفيات الت كانت للعرب فيميز ب ا عن مقصوده لكثرة الخالطي للعرب من غيهم و يسمع كيفيات العرب أيضا فاختلط عليه المر و أخذ من هذه وهذه فاستحدث ملكة و كانت ناقصة عن الول .و هذا معن فساد اللسان العرب ،و لذا كانت لغة قريش أفصح اللغات العربية و أصرحها لبعدهم عن بلد العجم من جيع جهاتم .ث من اكتنفهم من ثقيف و هذيل و خزاعة و بن كنانة وغطفان و بن أسد و بن تيم .و أما من بعد عنهم من ربيع ة و لم و جذام و غسان و إياد و قضاعة و عرب اليمن الاورين لمم الفرس و الروم و البشة فلم تكن لغتهم تامة اللكة بخالطة العاجم .و على نسبة بعدهم من قريش كان الحتجاج بلغاتم ف الصحة و الفساد عند أهل الصناعة العربية .و ال سبحانة و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل السابع و الربعون :ف أن لغة العرب لذا العهد مستقلة مغايرة للغ ة مصر و حي و ذلك أنا ندها ف بيان القاصد و الوفاء بالدللة على سنن اللسان الضري و ل يفقد منها إل دللة الركات على تعي الفاعل من الفعول فاعتاضوا منها بالتقدي و التأخي و بقرائن تدل على خصوصيات القاصد .إل أن البيان و البلغة ف اللسان الضري أك ثر و أع رق ،لن اللفاظ بأعيانا دالة على العان بأعيانا .و يبقى ما تقتضيه الحوال و يسمى بساط الال متاجا إل ما يدل عليه .و كل معن ل ب د و أن تكتنفه أحوال تصه فيجب أن تعتب تلك الحوال ف تأدية القصود لنا صفاته و تلك الحوال ف جيع اللسن أكثر ما يدل عليها بألفاظ تصها بالوضع .و أما ف اللسان العرب فإنا يدل عليها بأحوال و كيفيات ف تراكيب اللفاظ و تأليفها من تقدي أو ت أخي أو ح ذف أو حركة أعراب .و قد يدل عليها بالروف غي الستقلة .و لذلك تفاوتت طبقات الكلم ف اللسان العرب بسب تفاوت الدللة على تل ك الكيفيات كما قدمناه فكان الكلم العرب لذلك أوجز و أقل ألفاظا و عبارة من جيع اللسن .و هذا معن قوله صلى ال علي ه و س لم: أوتيت جوامع الكلم و اختصر ل الكلم اختصارا .و اعتب ذلك با يكى عن عيسى بن عمر و قد قال له بعض النحاة :إن أج د ف كلم العرب تكرارا ف قولم :زيد قائم و إن زيدا قائم و إن زيدا لقائم و العن واحد .فقال له :إن معانيها متلفة .فالول :لفادة الال ال ذهن من قيام زيد .و الثان :لن سعه فتردد فيه ،و الثالث لن عرف بالصرار على إنكاره فاختلفت الدللة باختلف الحوال .و ما زالت ه ذه البلغة و البيان ديدن العرب و مذهبهم لذا العهد .و ل تلتفت ف ذلك إل خرفشة النحاة أهل صناعة العراب القاصرة م داركهم ع ن التحقيق حيث يزعمون أن البلغة لذا العهد ذهبت و أن اللسان العرب فسد اعتبارا با وقع ف أواخر الكلم من فس اد الع راب ال ذي يتدارسون قوانينه .و هي مقالة دسها التشيع ف طباعهم و ألقاها القصور ف أفئدتم و إل فنحن ند اليوم الكثي من ألفاظ العرب ل تزل ف موضوعاتا الول و التعبي عن القاصد و التعاون فيه بتفاوت البانة موجود ف كلمهم لذا العهد و أساليب اللسان و فنونه من النظ م و النثر موجودة ف ماطباتم و فهم الطيب الصقع ف مافلهم و مامعهم و الشاعر الفلق على أساليب لغتهم .و الذوق الص حيح و الطب ع السليم شاهدان بذلك .و ل يفقد من أحوال اللسان الدون إل حركات العراب ف أواخر الكلم فقط الذي لزم ف لسان مض ر طريق ة
واحدة و مهيما معروفا و هو العراب .و هو بعض من أحكام اللسان .و إنا وقعت العناية بلسان مضر لا فسد بخالطتهم الع اجم حي استولوا على مالك العراق و الشام و مصر و الغرب و صارت ملكته على غي الصورة الت كانت أول فانقلب لغة أخرى .و كان الق رآن منل به و الديث النبوي منقول بلغته و ها أصل الدين و اللة فخشي تناسيهما و انغلق الفهام عنهما بفقدان اللسان ال ذي ن زل ب ه فاحتيج إل تدوين أحكامه و وضع مقاييسه و استباط قوانينه .و صار علما ذا فصول و أبواب و مقدمات و مسائل ساه أهله بعلم النحو و صناعة العربية فأصبح فنا مفوظا و علما مكتوبا و سلما إل فهم كتاب ال و سنة رسوله صلى ال عليه و سلم وافيا .و لعلنا لو اعتنينا بذا اللسان العرب لذا العهد و استقرينا أحكامه نعتاض عن الركات العرابية ف دللتها بأمور أخرى موخودة فيه تكون با قواني تص ها .و لعلها تكون ف أواخره على غي النهاج الول ف لغة مضر فليست اللغات و ملكاتا مانا .و لقد كان اللسان الضري مع اللس ان الميي بذه الثابة و تغي عند مضر كثي من موضوعات اللسان الميي و تصاريف كلماته .تشهد بذلك النقال الوجودة لدينا خلفا لن يمل ه القصور على أنا لغة واحدة و يلتمس إجراء اللغة الميية على مقاييس اللغة الضرية و قوانينها كما يزعم بعضهم ف اش تقاق القي ل ف اللسان الميي أنه من القول و كثي من أشباه هذا و ليس ذلك بصحيح .و لغة حي لغة أخرى مغايرة للغة مضر ف الكثي من أوضاعها و تصاريفها و حركات إعرابا كما هي لغة العرب لعهفدنا مع لغة مضر إل أن العناية بلسان مضر من أجل الشريعة كما قلناه حل ذلك على الستنباط و الستقراء و ليس عندنا لذا العهد ما يملنا على مثل ذلك و يدعونا إليه .و ما وقع ف لغة هذا اليل العرب لذا العهد حي ث كانوا من القطار شأنم ف النطق بالقاف فإنم ل ينطقون با من مرج القاف عند أهل المصار كما هو مذكور ف كتب العربية أنه م ن أقصى اللسان و ما فوقه من النك العلى .و ما ينطقون با أيضا من مرج الكاف و إن كان أسفل من موضع القاف و ما يليه من النك العلى كما هي بل ييئون با متوسطة بي الكاف و القاف و هو موجود للجيل أجع حيث كانوا من غرب أو شرق حت صار ذلك علمة عليهم من بي المم و الجيال متصا بم ل يشاركهم فيها غيهم .حت إن من يريد التقرب و النتساب إل اليل و الدخول فيه ياكيهم ف النطق با .و عندهم أنه إنا يتميز العرب الصريح من الدخيل ف العروبية والضري بالنطق بذه القاف .و يظهر بذلك أنا لغة مضر بعينها فإن هذا اليل الباقي معظمهم و رؤساؤهم شرقا و غربا ف ولد منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلن من سليم بن منصور و من بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور .و هم لذا العهد أكثر المم ف العمور و أغلبهم و هم من أعقاب مض ر و سائر اليل معهم من بن كهلن ف النطق بذه القاف أسوة .و هذه اللغة ل يبتدعها هذا اليل بل هي متوارثة فيهم متعاقبة و يظهر من ذلك أنا لغة مضر الولي و لعلها لغة النب صلى ال عليه و سلم بعينها قد ادعى ذلك فقهاء أهل البيت و زعموا أن من قرأ ف أم القرآن اه دنا الصراط الستقيم بغي القاف الت لذا اليل فقد لن و أفسد صلته و ل أدر من أين جاء هذا ؟ فإن لغة أهل المصار أيضا ل يستحدثوها و إنا تناقلوها من لدن سلفهم و كان أكثرهم من مضر لا نزلوا المصار من لدن الفتح .و أهل اليل أيضا ل يستحدثوها إل أنم أبعد م ن مالطة العاجم من أهل المصار .فهذا يرجح فيما يوجد من اللغة لديهم أنه من لغة سلفهم .هذا مع اتفاق أهل اليل كلهم شرقا و غرب ا ف النطق با و أنا الاصية الت يتميز با العرب من الجي و الضري .و الظاهر أن هذه القاف الت ينطق با أهل اليل العرب البدوي ه و من مرج القاف عند أولم من أهل اللغة ،و أن مرج القاف متسع ،فأوله من أعلى النك و آخره ما يلي الكاف .فالنطق با م ن أعل ى النك ف لغة المصار ،و النطق با ما يلي الكاف هي لغة هذا اليل البدوي .و بذا يندفع ما قاله أهل البيت من فساد الصلة بتركها ف أم القرآن ،فإن فقهاء المصار كلهم على خلف ذلك .و بعيد أن يكونوا أهلوا ذلك ،فوجهه ما قلناه .نعم نقول إن الرجح و الول ما ينطق به أهل اليل البدوي لن تواترها فيهم كما قدمناه شاهد بأنا لغة اليل الول من سلفهم ،و أنا لغة النب صلى ال عليه و سلم .و يرج ح ذلك أيضا ادغامهم لا ف الكاف لتقارب الخرجي .و لو كانت كما ينطق با أهل المصار من أصل النك ،لا كانت قريبة الخرج م ن الكاف ،و ل تدغم .ث إن أهل العربية قد ذكروا هذه القاف القريبة من الكاف ،و هي الت ينطق با أهل اليل البدوي من الع رب ل ذا العهد ،و جعلوها متوسطة بي مرجي القاف و الكاف .على أنا حرف مستقل ،و هو بعيد .و الظاهر أنا من آخر مرج القاف لتس اعه كما قلناه .ث إنم يصرحون باستهجانه و استقباحه كأنم ل يصح عندهم أنا لغة اليل الول .و فيما ذكرناه من اتصال نطقهم با ،لنم إنا ورثوها من سلفهم جيل بعد جيل ،و أنا شعارهم الاص بم ،دليل على أنا لغة ذلك اليل الول ،و لغة النب صلى ال عليه و س لم كما تقدم ذلك كله .و قد يزعم زاعم أن هذه القاف الت ينطق با أهل المصار ليست من هذا الرف ،و أنا إنا جاءت م ن م الطتهم
للعجم ،و إنم ينطقون با كذلك ،فليست من لغة العرب .و لكن القيس كما قدمناه من أنما حرف واحد متسع الخرج .فتفهم ذلك .و ال الادي البي.
الفصل الثامن و الربعون :ف أن لغة أهل الضر والمصار لغة قائمة بنفسها للغة مضر اعلم أن عرف التخاطب ف المصار و بي الضر ليس بلغة مضر القدية و ل بلغة أهل اليل بل هي لغة أخرى قائمة بنفسها بعيدة عن لغة مضر و عن لغة هذا اليل العرب الذي لعهدنا و هي عن لغة مضر أبعد .فأنا إنا لغة قائمة بنفسها فهو ظاهر يشهد له ما فيها م ن التغ اير الذي يعد عند صناعة أهل النحو لنا .و هي مع ذلك تتلف باختلف المصار ف اصطلحاتم فلغة أهل الشرق مباينة بعض الشيء للغ ة أهل الغرب و كذا أهل الندلس عنهما و كل منهم متوصل بلغته إل تأدية مقصوده و البانة عما ف نفسه .و هذا معن اللسان و اللغة .و فقدان العراب ليس بضائر لم كما قلناه ف لغة العرب لذا الهد .و أما أنا أبعد عن اللسان الول من لغة هذا اليل فلن البعد عن اللسان إنا هو بخالطة العجمة .فمن خالط العجم أكثر كانت لغته عن ذلك اللسان الصلي أبعد لن اللكة إنا تصل بالتعليم كما قلناه .و ه ذه ملكة متزجة من اللكة الول الت كانت للعرب و من اللكة الثانية الت للعجم .فعلى مقدار ما يسمعونه من العجم و يربون عليه يبعون عن اللكة الول .و اعتب ذلك ف أمصار أفريقية و الغرب والندلس و الشرق .أما أفريقية و الغرب فخالطت العرب فيها البابرة من العج م بوفور عمرانا بم و ل يكد يلو عنهم مضر و ل جيل فغلبت العجمة فيها على اللسان العرب الذي كان لم و صارت لغة أخرى متزجة. و العجمة فيها أغلب لا ذكرناه فهي عن اللسان الول أبعد .و كذا الشرق لا غلب العرب على أمه من ف ارس و ال ترك فخ الطوهم و تداولت بينهم لغاتم ف الكرة و الفلحي و السب الذين اتذوا خول iو دايات و أظآرا و مراضع ففسدت لغتهم بفساد اللكة حت انقلبت لغة أخرى .و كذا أهل الندلس مع عجم الللقة و الفرنة .و صار أهل المصار كلهم من هذه القاليم أهل لغة أخرى مصوص ة ب م تالف لغة مضر و يالف أيضا بعضهم بعضا كما نذكره و كأنه لغة أخرى لستحكام ملكتها ف أجيالم .و ال يلق ما يشاء و يقدر.
الفصل التاسع و الربعون ف تعليم اللسان الضري اعلم أن ملكة اللسان الضري لذا العهد قد ذهبت و فسدت و لغة أهل اليل كلهم مغايرة للغة مضر الت نزل با القرآن و إنا ه ي لغ ة أخرى من امتزاح العجمة با كما قدمناه .إل أن اللغات لا كانت ملكات كما مر كان تعلمها مكنا شأن سائر اللكات .و وجه التعليم لن يبتغي هذه اللكة و يروم تصيلها أن يأخذ نفسه بفظ كلمهم القدي الاري على أساليبهم من الق رآن و ال ديث و كلم الس لف و ماطبات فحول العرب ف أسجاعهم و أشعارهم و كلمات الولدين أيضا ف سائر فنونم حت يتنل لكثرة حفظه لكلمهم من النظ وم و النثور منلة من نشأ بينهم و لقن العبارة عن القاصد منهم .ث يتصرف بعد ذلك ف التعبي عما ف ضميه على حساب عباراتم و ت أليف كلماتم و ما وعاه و حفظه من أساليبهم و ترتيب ألفاظهم فتحثل له هذه اللكة بذا الفظ و الستعمال و يزداد بكثرتما رسوخا و قوة و يتاج مع ذلك إل سلمة الطبع و التفهم السن لنازع العرب و أسليبهم ف التراكيب و مراعاة التطبيق بينهما و بي مقتضيات الحوال .و الذوق يشهد بذلك و هو ينشأ ما بي هذه اللكة و الطبع السليم فيهما كما نذكر .و على قدر الفوظ و كثرة الستعمال تك ون ج ودة القول الصنوع نظما و نثرا ،و من حصل على هذه اللكات فقد حصل على لغة مضر و هو الناقد البصي بالبلغة فيها و هكذا ينبغ ي أن يكون تعلمها .و ال يهدي من يشاء بفضله و كرمه.
الفصل المسون :ف أن ملكة هذا اللسان غي صناعة العربية و مستغنية عنها ف التعليم و السبب ف ذلك أن صناعة العربية إنا هي معرفة قواني هذه اللكة و مقاييسها خاصة .فهو علم بكيفية ل نفس كيفية .فليست نفس اللكة و إنا هي بثابة من يعرف صناعة من الصنائع علما iول يكمها عمل .iمثل أن يقول بصي بالياطة غي مكم للكتها ف التعبي عن بع ض أنواعها الياطة هي أن يدخل اليط ف خرت البرة ث يغرزها ف لفقي الثوب متمعي و يرجها من الانب الخر بقدار كذا ث يردها إل حيث ابتدأت ويرجها قدام منفذها الول بطرح ما بي الثقبي الولي ث يتمادى على ذلك إل آخر العمل و يعطي صورة البك و التثبيت و التفتيح و سائر أنواع الياطة و أعمالا .و هو إذا طولب أن يعمل ذلك بيده ل يكم منه شيئا .iو كذا لو سئل عامل بالنجارة عن تفصيل الشب فيقول :هو أن تضع النشار على رأس الشبة وتسك بطرفه و آخر قبالتك مسك بطرفه الخر و تتعاقبانه بينكما و أطرافه الضرسة الددة تقطع ما مرت عليه ذاهبة و جائية إل أن ينتهي إل آخر الشبة .و هو لو طولب بذا العمل أو شيء منه ل يكمه .و هكذا العل م بقواني العراب مع هذه اللكة ف نفسها فإن العلم بقواني العراب إنا هو علم بكيفية العمل و ليس هو نفس العمل .و لذلك ند ك ثياi من جهابذة النحاة و الهرة ف صناعة العربية اليطي علما iبتلك القواني إذا سئل ف كتابة سطرين إل أخيه أو ذوي مودته أو شكوى ظلمه أو قصد من قصوده أخطأ فيها عن الصواب و أكثر من اللحن ول يد تأليف الكلم لذلك و العبارة عن القصود على أساليب اللسان العرب ،و كذا ند كثيا iمن يسن هذه اللكة وييد التفنن ف النظوم و النثور و هو ل يسن إعراب الفاعل من الفعول و ل الرفوع من الرور و ل شيئا iمن قواني صناعة العربية. فمن هذا تعلم أن اللكة هي غي صناعة العربية و إنا مستغنية عنها بالملة و قد ند بعض الهرة ف صناعة العراب بصيا iبال هذه اللكة و هو قليل و اتفاقي و أكثر ما يقع للمخالطي لكتاب سيبوبه .فإنه ل يقتصر على قواني العراب فقط بل مل كتابه من أمثال الع رب و شواهد أشعارهم و عباراتم فكان فيه جزء صال من تعليم هذه اللكة فتجد العاكف عليه و الصل له قد حصل على خط من كلم العرب و اندرج ف مفوظه ف أماكنه و مفاصل حاجاته .و تنبه به لشأن اللكة فاستوف تعليمها فكان أبلغ ف الفادة .و م ن ه ؤلء الخ الطي لكتاب سيبويه يغفل عن التفطن لذا فيحصل على علم اللسان صناعة و ل يصل عليه ملكة .و أما الخالطون لكتب التأخرين العارية ع ن ذلك إل من القواني النحوية مردة عن أشعار العرب و كلمهم ،فقل ما يشعرون لذلك بأمر هذه اللكة أو ينتبهون لشأنا فتجدهم يسبون أنم قد حصلوا على رتبة ف لسان العرب و هم أبعد الناس عنه .و أهل صناعة العربية بالندلس ومعلموها أقرب إل تصيل هذه اللك ة و تعليمها من سواهم لقيامهم فيها على شواهد العرب و أمثالم و التفقه ف الكثي من التراكيب ف مالس تعليمهم فيسبق إل البتدئ كثي من اللكة أثناء التعليم فتنقطع النفس لا و تستعد إل تصيلها و قبولا .و أما من سواهم من أهل الغرب و أفريقية و غيهم ف أجروا ص ناعة العربية مرى العلوم بثا iو قطعوا النظر ف التفقه ف كلم العرب إل أن أعربوا شاهدا iأو رجحوا مذهبا iمن جهة القتضاء الذهن ل من جهة مامل اللسان و تراكيبه .فأصبحت صناعة العربية كأنا من جلة قواني النطق العقلية أو الدل و بعدت عن مناحي اللسان و ملكته و أفاد ذلك حلتها ف المصار و آفاقها البعد عن اللكة ف الكلية ،و كأنم ل ينظرون ف كلم العرب .و ما ذلك إل لعدولم ع ن البح ث ف شواهد اللسان و تراكيبه و تييز أساليبه و غفلتهم عن الران ف ذلك للمتعلم فهو أحسن ما تفيد اللكة ف اللسان .و تلك القواني إنا ه ي وسائل للتعليم لكنهم أجروها على غي ما قصد با و أصاروها علما iبتا iو بعدوا عن ثرتا .و تعلم ما قررناه ف هذا الباب أن حصول ملكة اللسن العرب إنا هو بكثرة الفظ من كلم العرب حت يرتسم ف خياله النوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم فينسج هو عليه و يتنل ب ذلك منلة من نشأ معهم و خالط عباراتم ف كلمهم حت حصلت له اللكة الستقرة ف يالعبارة عن القاصد على نو كلمه م .و ال مق د المور كلها و ال أعلم بالغيب.
الفصل الواحد و المسون :ف تفسر الذوق ف مصطلح أهل البيان و تقيق معناه و بيان أنه ل يصل للمستعربي من العجم اعلم أن لفظة الذوق يتداولا العتنون بفنون البيان و معناها حصول ملكة البلغة للسان .و قد مر تفسي البلغة و أنا مطابقة الكلم للمعن من جيع وجوهه بواص تقع للتراكيب ف إفادة ذلك .فالتكلم بلسان العرب و البليغ فيه يتحرى اليئة الفيدة لذلك على أساليب العرب و أناء ماطباتم و ينظم الكلم على ذلك الوجه جهده فإذا اتصلت مقاماته بخالطة كلم العرب حصلت له اللكة ف نظم الكلم على ذلك الوجه و سهل عليه أمر التركيب حيث ل يكاد ينحو فيه غي منحى البلغة الت للعرب و إن سع تركيبا iغي جار على ذلك النحى مه و نبا عنه سعه بأدن فكر ،بل و بغي فكر ،إل با استفاد من حصول هذه اللكة .فإن اللكات إذا استقرت و رسخت ف مالا ظهرت كأنا طبيعة و جبلة لذلك الل .و لذلك يظن كثي من الغفلي من ل يعرف شأن اللكات أن الصواب للعرب ف لغتهم إعرابا و بلغة أمر ط بيعي .و يقول كانت العرب تنطق بالطبع و ليس كذلك و إنا هي ملكة لسانية ف نظم الكلم تكنت و رسخت فظهرت ف بادئ الرأي أنا جبلة و طبع .و هذه اللكة كما تقدم إنا تصل بمارسة كلم العرب و تكرره على السمع و التفطن لواص تراكيبه و ليست تصل بعرفة القواني العلمية ف ذلك الت استنبطها أهل صناعة اللسان فإن هذه القواني إنا تفيد علما بذلك اللسان و ل تفيد حصول اللكة بالفعل ف ملها و قد مر ذلك .و إذا تقرر ذلك فملكة البلغة ف اللسان تدي البليغ إل وجود النظم و حسن التركيب الوافق لتراكيب العرب ف لغتهم و نظ م كلمهم .و لو رام صاحب هذه اللكة حيدا عن هذه السبل العينة و التراكيب الخصوصة لا قدر عليه و ل وافقه عليه لسانه لنه ل يعتاده و ل تديه إليه ملكته الراسخة عنده .و إذا عرض عليه الكلم حائدا عن أسلوب العرب و بلغتهم ف نظم كلمهم أعرض عنه و مه و علم أنة ليس من كلم العرب الذين مارس كلمهم .و ربا يعجز عن الحتجاج لذلك كما تصنه أهل القواني النحوية و البياني ة ف إن ذل ك استدلل با حصل من القواني الفادة بالستقراء .و هذا أمر وجدان حاصل بمارسة كلم العرب حت يصي كواحد منهم .و مث اله :ل و فرضنا صبيا من صبيانم نشأ و رب ف جيلهم فإنه يتعلم لغتهم و يكم شأن العراب و البلغة فيها حت يستول على غايتها .و ليس م ن العلم القانون ف شيء و إنا هو بصول هذه اللكة ف لسانه و نطقه .و كذلك تصل هذه اللكة لن بعد ذلك اليل بف ظ كلمه م و أشعارهم و خطبهم و الداومة على ذلك بيث يصل اللكة و يصي كواحد من نشأ ف جيلهم و رب بي أجيالم .و القواني بعزل عن هذا و استعي لذه اللكة عندما ترسخ و تستقر اسم الذوق الذي اصطلح عليه أهل صناعة البيان و الذوق و إنا هو موضوع لدراك الطع وم. لكن لا كان مل هذه اللكة ف اللسان من حيث النطق بالكلم كما هو مل لدراك الطعوم استعي لا اسه .و أيضا فهو وجدان اللس ان كما أن الطعوم مسوسة له فقيل له ذوق .و إذا تبي لك ذلك علمت منه أن العاجم الداخلي ف اللسان العرب الطارئي عليه الضطرين إل النطق به لخالطة أهله كالفرس و الروم و الترك بالشرق و كالببر بالغرب فإنه ل يصل لم هذا الذوق لقصور حظهم ف هذه اللكة ال ت قررنا أمرها لن قصاراهم بعد طائفة من العمر و سبق ملكة أخرى إل اللسان و هي لغاتم أن يعتنوا با يتداوله أهل مصر بينهم ف الاورة من مفرد و مركب لا يضطرون إليه من ذلك .و هذه اللكة قد ذهبت لهل المصار و بعدوا عنها كما تقدم .و إنا لم ف ذل ك ملك ة أخرى و ليست هي ملكة اللسان الطلوبة .و من عرف أحكام تلك اللكة من القواني السطرة ف الكتب فليس من تصيل اللكة ف شيء. إنا حصل أحكامها كما عرفت .و إنا تصل هذه اللكة بالمارسة و العتياد و التكرر لكلم العرب .فإن عرض لك ما تس معة م ن أن سيبويه و الفارسي و الزمشري و أمثالم من فرسان الكلم كانوا أعجاما مع حصول هذه اللكة لم فاعلم أن أولئك القوم ال ذين تس مع عنهم إنا كانوا عجما ف نسبهم فقط .و أما الرب و النشأة فكانت بي أهل هذه اللكة من العرب و من تعلمها منهم فاستولوا بذلك م ن الكلم على غاية ل شيء وراءها و كأنم ف أول نشأتم من العرب الذين نشأوا ف أجيالم حت أدركوا كنه اللغة و صاروا من أهلها فهم و إن كانوا عجما ف النسب فليسوا بأعجام ف اللغة و الكلم لنم أدركوا اللة ف عنفوانا و اللغة ف شبابا و ل تذهب أثار اللكة و ل م ن أهل المصار ث عكفوا على المارسة و الدارسة لكلم العرب حت استولوا على غايته .و اليوم الواحد من العجم إذا خالط أه ل اللس ان العرب بالمصار فأول ما يد تلك اللكة القصودة من اللسان العرب متحية الثار .و يد ملكتهم الاصة بم ملكة أخرى مالف ة للك ة اللسان العرب .ث إذا فرضنا أنة أقبل على المارسة لكلم العرب و أشعارهم بالدارسة و الفظ يستفيد تصيلها فقل أن يصل له ما قدمناه
من أن اللكة إذا سبقتها ملكة أخرى ف الل فل تصل إل ناقصة مدوشة .و إن فرضنا أعجميا ف النسب سلم من مالطة اللسان العجمي بالكلية و ذهب إل تعلم هذه اللكة بالفظ و الدارسة فربا يصل له ذلك لكنه من الندور بيث ل يفى عليك با تقرر .و ربا يدعى كثي من ينظر ف هذه القواني البيانية حصول هذا الذوق له با و هو غلط أو مغالطة و إنا حصلت له اللكة إن حصلت ف تلك القواني البيانية و ليست من ملكة العبارة ف شيء .و ال يهدي من يشاء إل طريق مستقيم.
الفصل الثان و المسون :ف أن أهل المصار على الطلق قاص رون ف تصيل هذه اللكة اللسانية الت تستفاد بالتعليم و من كان منهم أبعد ع ن اللسان العرب كان حصولا له أصعب و أعسر و السبب ف ذلك ما يسبق إل التعلم من حصول ملكة منافية للملكة الطلوبة با سبق إليه من اللسان الضري الذي أفادته العجمة حت نزل با اللسان عن ملكته الول إل ملكة أخرى هي لغة الضر لذا العهد .و لذا ند العلمي يذهبون إل السابقة بتعليم اللسان للول دان .و تعتقد النحاة أن هذه السابقة بصناعتهم و ليس كذلك و إنا هي بتهليم هذه اللكة بخالطة اللسان و كلم العرب .نعم صناعة النحو أقرب إل مالطة ذلك و ما كان من لغات أهل المصار أعرق ف العجمة و أنعد عن لسان مضر قصر بصاحبه عن تعلم اللغة الضرية و حص ول ملكتها لتمكن النافاة حينئذ .و اعتب ذلك ف أهل المصار .فأهل أفريقية و الغرب لا كانوا أعرق ف العجمة و أبعد عن اللسان الول كان لم قصور تام ف تصيل ملكته بالتعليم .و لقد نقل ابن الرفيق أن بعض كتاب القيوان كتب إل صاحب له :يا أخي و من ل عدمت فقده أعلمن أبو سعيد كلما أنك كنت ذكرت أنك تكون مع الذين تأت و عاقنا اليوم فلم يتهيأ لنا الروج .و أما أهل النل الكلب من أم ر الشي فقد كذبوا هذا باطل ليس من هذا حرفا واحدا .و كتاب إليك و أنا مشتاق إليك إن شاء ال .و هكذا كانت ملكته م ف اللس ان الضري شبية با ذكرنا .و كذلك أشعارهم كانت بعيدة عن اللكة نازلة عن الطبقة و ل تزل كذلك لذا العهد و لذا ما كان بأفريقية م ن مشاهي الشعراء إل ابن رشيق و ابن شرف .و أكثر ما يكون فيها الشعراء طارئي عليها و ل تزل طبقتهم ف البلغة ح ت الن مائل ة إل القصور .و أهل الندلس أقرب منهم إل تصيل هذه اللكة بكثرة معاناتم و امتلئهم من الفوظات اللغوية نظما و نثرا .و كان فيهم اب ن حيان الؤرخ إمام أهل الصناعة ف هذه اللكة و رافع الراية لم فيها و ابن عبد ربه و السقطلي و أمثالم من شعراء ملوك الطوائف لا زخرت فيها بار اللسان و الدب و تداول ذلك فيهم مئي من السني حت كان النفضاض و اللء أيام تغلب النصرانية .و شغلوا عن تعلم ذلك و تناقص العمران فتناقص لذلك شأن الصنائع كلها فقصرت اللكة فيهم عن شأنا حت بلغت الضيض .و كان من آخرهم صال بن شريف و مالك بن مرحل من تلميذ الطبقة الشبيليي بسبتة و كتاب دولة بن الحر ف أولا .و ألقت الندلس أفلذ كبدها من أهل تلك اللك ة باللء إل العدوة لعدوة الشبيلية إل سبته و من شرقي الندلس إل أفريقية .و ل يلبثوا إل أن انقرضوا و انقطع سند تعليمه م ف ه ذه الصناعة لعسر قبول العدوة لا و صعوبتها عليهم بعوج ألسنتهم و رسوخهم ف العجمة الببرية و هي منافية لا قلناه .ث عادت اللكة من بعد ذلك إل الندلسس كما كانت و نم با ابن بشرين و ابن جابر و ابن الياب و طبقتهم .ث إبراهيم الساحلي الطريي و طبقته و قف اهم ابن الطيب من بعدهم الالك لذا العهد شهيدا بسعاية أعدائه .و كان له ف اللسان ملكة ل تدرك و اتبع أثره تلميذه من بعده .و بالمل ة فشأن هذه اللكة بالندلس أكثر و تعليمها أيسر و أسهل با هم عليه لذا العهد كما قدمناه من معاناة علوم اللسان و م افظتهم عليه ا و على علوم الدب و سند تعليمها .و لن أهل اللسان العجمي الذين تفسد ملكتهم إنا هم طارئون عليهم .و ليست عجمتهم أصل للغة أهل الندلس و الببر ف هذه العدوة و هم أهلها و لسانم لسانا إل ف المصار فقط .و هم منغمسون ف بر عجمتهم و رط انتهم الببري ة فيصعب عليهم تصيل اللكة اللسانية بالتعليم بلف أهل الندلس .و اعتب ذلك بال أهل الشرق لعهد الدولة الموية و العباسية فك ان شأنم شأن أهل الندلس ف تام هذه اللكة و إجادتا لبعدهم لذلك العهد عن العاجم و مالطتهم إل ف القليل .فكان أمر هذه اللك ة ف ذلك العهد أقوم و كان فحول الشعراء و الكتاب أوفر لتوفر العرب و أبنائهم بالشرق .و انظز ما اشتمل عليه كتاب الغان من نظمهم و
نثرهم فإن ذلك الكتاب هو كتاب العرب و ديوانم و فيه لغتهم و أخبارهم و أيامهم و ملتهم العربية وسيتم و آثار خلفائهم و ملوكهم و أشعارهم و غناوهم و سائر معانيهم له فل كتاب أوعب منه لحوال العرب .و بقي أمر هذه اللكة مستحكما ف الشرق ف الدولتي و ربا كانت فيهم أبلغ من سواهم من كان ف الاهلية كما نذكره بعد .حت تلشى أمر العرب و درست لغتهم و فسد كلمهم و انقضى أثرهم و دولتهم و صار المر للعاجم و اللك ف أيديهم و التغلب لم .و ذلك ف دولة الديلم و السلجوقية .و خالطوا أهل المصار و كثروهم فامتلت الرض بلغاتم .واستولت العجمة على أهل المصار و الواضر حت بعدوا عن اللسان العرب و ملكته و صار متعلمها منهم مقصرا عن تصيلها .و على ذلك ند لسانم لذا العهد ف فن النظوم و النثور و إن كانوا مكثرين منه .و ال يلق ما يشاء و يتار و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق ل رب سواه.
الفصل الثالث و المسون :ف انقسام الكلم إل فن النظم و النثر اعلم أن لسان العرب و كلمهم على فني ف الشعر النظوم و هو الكلم الوزون القفى و معناه الذي تكون أوزانه كلها على روي واحد و هو القافية .و ف النثر و هو الكلم غي الوزون و كل واحد من الفني يشتمل على فنون و مذاهب ف الكلم .فأما الشعر فمن ه ال دح و الجاء و الرثاء و أما النثر فمنه السجع الذي يؤتى به قطعا و يلتزم ف كل كلمتي منه قافية واحدة تسمى سجعا و منه الرسل و هو ال ذي يطلق فيه الكلم إطلقا و ل يقطع أجزاء بل يرسل إرسال من غي تقييد بقافية و ل غيها .و يستعمل قي الط ب و ال دعاء و ترغي ب المهور و ترهيبهم .و أما القرآن و إن كان من النثور إل أنه خارج عن الوصفي و ليس يسمى مرسل مطلقا و ل مسجعا .ب ل تفص يل آيات ينتهي إل مقاطع يشهد الذوق بانتهاء الكلم عندها .ث يعاد الكلم ف الية الخرى بعدها و يثن من غي التزام حرف يكون سجعا و ل قافية و هو معن قوله تعال :ال نزل أحسن الديث كتابا متشابا مثان تقشعر منه جلود الذين يشون ربم .و قال :قد فصلنا اليات .و يسمى آخر اليات منها فواصل إذ ليست أسجاعا و ل التزم فيها ما يلتزم ف السجع و ل هي أيضا قواف .و أطلق اسم الثان على آي ات القرآن كلها على العموم لا ذكرناه و اختصت بأم القرآن للغلبة فيها كالنجم للثريا و لذا سيت السبع الثان .و انظر هذا م ع م ا ق اله الفسرون ف تعليل تسميتها بالثان يشهد لك الق برجحان ما قلناه .و اعلم أن لكل واحد من هذه الفنون أساليب تتص به عند أهله و ل تصلح للفن الخر و ل تستعمل فيه مثل النسيب الختص بالشعر و المد و الدعاء الختص بالطب و الدعاء الختص بالخاطبات و أمثال ذلك .و قد استعمل التأخرون أساليب الشعر و موازينه ف النثور من كثرة الشجاع و التزام التقفية و تقدي النسيب بي يدي الغراض .و صار هذا النثور إذا تأملته من باب الشعر و فنه و ل يفترقا إل ف الوزن .و استمر التأخرون من الكتاب على هذه الطريقة و استعملوها ف الخاطبات السلطانية و قصروا الستعمال ف النثور كله على هذا الفن الذي ارتضوه و خلطوا الساليب فيه و هجروا الرسل و تناس وه و خصوصا أهل الشرق .و صارت الخاطبات السلطانية لذا العهد عند الكتاب الغفل جارية على هذا السلوب الذي أشرنا إليه و ه و غي صواب من جهة البلغة لا يلحظ ف تطبيق الكلم على مقتضى الال من أحوال الخاطب و الخاطب .و هذا الفن النثور القفى أدخ ل التأخرون فيه أساليب الشعر فوجب أن تنه الخاطبات السلطانية عنه إذ أساليب الشعر تنافيها اللوذعية و خلط الد بالزل و الطن اب ف الوصاف و ضرب المثال و كثرة التشبيهات و الستعارات حيث ل تدعو ضرورة إل ذلك ف الطاب .و التزام التقفية أيضا من اللوذعة و التزيي و جلل اللك و السلطان و خطاب المهور عن اللوك بالترغيب و الترهيب تناف ذل ك و يباين ة .و الم ود ف الخاطب ات السلطانية الترسل و هو إطلق الكلم و إرساله من غي تسجيع إل ف القل النادر .و حيث ترسله اللكة إرسال من غي تكلف له ث إعطاء الكلم حقه ف مطابقته لقتضى الال فإن القامات متلفة و لكل مقام أسلوب يصه من إطناب أو إياز أو حذف أو إثبات أو تص ريح أو إشارة أو كناية و استعارة .و أما إجراء الخاطبات السلطانية على هذا النحو الذي هو على أساليب الشعر فمذموم و ما حل علي ه أه ل العصر إل استيلء العجمة على ألسنتهم و قصورهم لذلك عن إعطاء الكلم حقه ف مطابقته لقتضى الال فعجزوا عن الكلم الرسل لبعد أمده ف البلغة و انفساح خطوبه .و ولعوا بذا السجع يلفقون به ما نقصهم من تطبيق الكلم على القصود و مقتضى الال فيه .و يبونه بذلك القدر من التزيي بالسجاع و اللقاب البديعة و يغفلون عما سوى ذلك .و أكثر من أخذ بذا الفن و بالغ فيه ف سائر أناه كلمهم كتاب الشرق و شعراؤه لذا العهد حت إنم ليخلون بالعراب ف الكلمات و التصريف إذا دخلت لم ف تنيس أو مطابقة ل يتمعان معها
فيجحون ذلك الصنف من التجنيس .و يدعون العراب و يفسدون بنية الكلمة عساها تصادف التجنيس .فتأفل ذلك با قدمناه لك تقف على صحة ما ذكرناه .و ال الوفق للصواب بنه و كرمه و ال تعال أعلم.
الفصل الرابع و المسون :ف أنه ل تتفق الجادة ف فن النظوم و النثور معاi إل للقل و السبب ف ذلك أنه كما بيناه ملكة ف اللسان فإذا تسبقت إل مله ملكة أخرى قصرت بالل عن تام اللكة اللحقة .لن تام اللكات و حصولا للطبائع الت على الفطرة الول أسهل و أيسر .و إذا تقدمتها ملكة أخرى كانت منازعة لا ف الادة القابلة و عالقة ع ن س رعة القبول فوقعت النافاة و تعذر التمام ف اللكة و هذا موجود به ف اللكات الصناعية كلها على الطلق .و قد برهنا عليه ف موضعه بنح و من هذا البهان .فاعتب مثله ف اللغات فإنا ملكات اللسان و هي بنلة الصناعة .و انظر من تقدم له شيء من العجمة كيف يكون قاص را ف اللسان العرب أبدا .فالعجمي الذي سبقت له اللغة الفارسية ل يستول على ملكة اللسان العرب و ل يزال قاصرا فيه و لو تعلمه و علمه. و كذا الببري و الرومي .و الفرني قل أن تد أحدا منهم مكما للكة اللسان العرب .و ما ذلك إل لا سبق إل ألسنتهم من ملكة اللسان الخر حت إن طالب العلم من أهل هذه اللسن إذا طلبه بي أهل اللسان العرب جاء مقصرا ف معارفه عن الغاية و التحصيل و م ا أوت إل من قبل اللسان .و قد تقدم لك من قبل أن اللسن و اللغات شبيهة بالصنائع .و قد تقدم لك أن الصنائع و ملكاتا ل تزدح م .و أن م ن سبقت له إجادة ف صناعة فقل أن ييد ف أخرى أو يستول فيها على الغاية .و ال خلقكم و ما تعملون.
الفصل الامس و المسون :ف صناعة الشعر و وجه تعلمه
هذا الفن م ن فن ون كلم
العرب و هو السمى بالشعر عندهم و يوجد ف سائر اللغات إل أننا الن إنا نتكلم ف الشعر الذي للعرب .فإن أمكن أن تد في ه أه ل اللسن الخرى مقصودهم من كلمهم و إل فلكل لسان أحكام ف البلغة تصه .و هو ف لسان العرب غريب النعة عزيز النحى إذ ه و كلم مفصل قطعا قطعا متساوية ف الوزن متحدة ف الرف الخي من كل قطعة و تسمى كل قطعي من هذه القطعات عن دهم بيت ا و يسمى الرف الخي الذي تتفق فيه رويا و قافية و يسمى جلة الكلم إل آخره قصيدة و كلمة .و ينفرد كل بيت منه بإفادته ف تراكيب ه حت كأنه كلم وحده مستقل عما قبله و ما بعده .و إذا أفرد كان تاما ف بابه ف مدح أؤ تشبيب أو رثاء فيحرص الشاعر على إعطاء ذلك البيت ما يستقل ف إفادته .ث يستأنف ف البيت الخر كلما آخر كذلك و يستطرد للخروج من فن إل فن و من مقصود إل مقصود ب أن يوطئ القصود الول و معانيه إل أن يناسب القصود الثان و يبعد الكلم عن التنافر .كما يستطرد من التشبيب إل الدح و م ن وص ف البيداء و الطلول إل وصف الركاب أو اليل أو الطيف و من وصف المدوح إل وصف قومه و عساكره و من التفجع و العزاء ف الرث اء إل التأثر و أمثال ذلك .و يراعي فيه اتفاق القصيدة كلها ف الوزن الواحد حذرا من أن يتساهل الطبع ف الروج من وزن إل وزن يقاربه. فقد يفى ذلك من أجل القاربة على كثي من الناس .و لذه الوازين شروط و أحكام تضمنها علم العروض .و ليس ك ل وزن يتف ق ف الطبع استعملته العرب ف هذا الفن و إنا هي أوزان مصوصة تسميها أهل تلك الصناعة البحور .و قد حصروها ف خسة عشر ب را بعن أنم ل يدوا للعرب ف غيها من الوازين الطبيعية نظما .و اعلم أن فن الشعر من بي الكلم كان شريفا عند العرب .و لذلك جعلوه ديوان علومهم و أخبارهم و شاهد صوابم و خطئهم و أصل يرجعون إليه ف الكثي من علومهم و حكمهم .و كانت ملكته مس تحكمة فيه م شأن اللكات كلها .و اللكات اللسانية كلما إنا تكسب بالصناعة و الرتياض ف كلمهم حت يصل شبة ف تلك اللكة .و الشعر من بي فنون الكلم صعب الأخذ على من يريد اكتساب ملكته بالصناعة من التأخرين لستقلل كل بيت منه بأنه كلم تام ف مقصوده و يص لح أن ينفرد دون ما سواه فيحتاج من أجل ذلك إل نوع تلطف ف تلك اللكة حت يفرغ الكلم الشعري ف قوالبه الت عرفت ل ه ف ذل ك النحى من شعر العرب و يبز مستقل بنفسه .ث يأتى ببيت آخر كذلك ث ببيت آخر و يستكمل الفنون الوافية بقصوده .ث يناس ب بي
البيوت ف موالة بعضها مع بعض بسب اختلف الفنون الت ف القصيدة .و لصعوبة منحاه و غرابة فنه كان مكا للق رائح ف اس تجادة أساليبه و شحذ الفكار ف تنيل الكلم ف قوالبه .و ل يكفي فيه ملكة الكلم العرب على الطلق بل يتاج بصوصه إل تلطف و ماولة ف رعاية الساليب الت اختصته العرب با و استعمالا فيه .لنذكر هنا سلوك السلوب عند أهل هذه الصناعة و ما يريدون با ف إطلقهم. فاعلم أنا عبارة عندهم عن النوال الذي ينسج فيه التراكيب أو القالب الذي يفرغ به .و ل يرجع إل الكلم باعتبار إفادته أصل العن الذي هو وظيفة العراب و ل باعتبار إفادته كمال العن من خواص التراكيب الذي هو و ظيفة البلغة و البيان و ل باعتبار الوزن كما استعمله العرب فيه الذي هو وظيفة العروض .فهذه العلوم الثلثة خارجة عن هذه الصناعة الشعرية و إنا يرجع إل صورة ذهنية للتراكيب النتظم ة كلية باعتبار انطباقها على تركيب خاص .و تلك الصورة ينتزعها الذهن من أعيان التراكيب و أشخاصها و يصيها ف اليال كالق الب أو النوال ث ينتقي التراكيب الصحيحة عند العرب باعتبار العراب و البيان فيصها فيه رصا كما يفعله البناء ف القالب أو النساج ف الن وال حت يتسع القالب بصول التراكيب الوافية بقصود الكلم و يقع على الصورة الصحيحة باعتبار ملكة اللسان العرب فيه فإن لكل فن م ن الكلم أساليب تتص به و توجد فيه على أناء متلفة فسؤال الطلول ف الشعر يكون بطاب الطلول كقوله :يا دار مية بالعلياء فالس ند و يكون باستدعاء الصحب للوقوف و السؤال كقوله :قفا نسأل الدار الت خف أهلها .أو باستبكاء الصحب على الطلل كقوله :قفا نبك من ف ذكرى حبيب و منل .أو بالستفهام عن الواب لخاطب غي معي كقوله :أل تسأل فتخبك الرسوم .و مثل تي ة الطل ول ب المر لخاطب غي معي بتحيتها كقوله :حي الديار بانب الغزل .أو بالدعاء لا بالسقيا كقوله: أسقى طلولم أجش هزي
و غدت عليهم نضرة و نعيم
أو سؤاله السقيا لا من البق كقوله: يا برق طالع منل بالبرق
واحد السحاب لا حداء الينق
أو مثل التفجع ف الزع باستدعاء البكاء كقوله: كذا فليجل الطب و ليفدح المر
و ليس لعي ل يفض ماؤها عذر
أو باستعظام الادث كقوله :أرأيت من حلوا على العواد أرأيت كيف خبا ضياء النادي .أو بالتسجيل على الكوان بالصيبة لفقده كقوله: منابت العشب ل حام و ل راع
مضى الردى بطويل الرمح و الباع
أو بالنكار على من ل يتفجع له من المادات كقول الارجية: أيا شجر الابور مالك مورقا
كأنك ل تزع على ابن طريف
أو بتهيئة فريقه بالراحة من ثقل وطأته كقوله: ألقى الرماح ربيعة بن نزار
أودى الردى بفريقك الغوار
و أمثال ذلك كثي من سائر فنون الكلم و مذاهبه .و تنتظم التراكيب فيه بالمل و غي المل إنشائية و خبية ،إسية و فعلي ة ،متفق ة، مفصولة و موصولة ،على ما هو شأن التراكيب ف الكلم العرب ف مكان كل كلمة من الخرى .يعرفك فيه ما تس تفيده بالرتي اض ف
أشعار العرب من القالب الكلي الرد ف الذهن من التراكيب العينة الت ينطبق ذلك القالب على جيعها .فإن مؤلف الكلم هو كالبن اء أو النساج و الصورة الذهنية النطبقة كالقالب الذي يبن فيه أو النوال الذي ينسج عليه .فإن خرج عن القالب ف بنائه أو عن النوال ف نسجه كان فاسدا .و ل تقولن إن معرفة قواني البلغة كافية لذلك لنا نقول قواني البلغة إنا هي قواعد علمية قياسية تفيد ج واز اس تعمال التراكيب على هيئتها الاصة بالقياس .و هو قياس علمي صحيح مطرد كما هو قياس القواني العرابية .و هذه الساليب الت نن نقرره ا ليست من القياس ف شيء إنا هي هيئة ترسخ ف النفس من تتبع التراكيب ف شعر العرب لريانا على اللسان ح ت تس تحكم ص ورتا فيستفيد با العمل على مثالا و الحتذاء با ف كل تركيب من الشعر كما قدمنا ذلك ف الكلم بإطلق .و إن القواني العلمية من العربية و البيان ل يفيد تعليمه بوجه .و ليس كل ما يصح ف قياس كلم العرب و قوانينه العلمية استعملوه .و إنا الستعمل عندهم من ذل ك أن اء معروفة يطلع عليها الافظون لكلمهم تندرج صورتا تت تلك القواني القياسية .فإذا نظر ف شعر العرب على هذا النحو و بذه الساليب الذهنية الت تصي كالقوالب كان نظرا ف الستعمل من تراكيبهم ل فيما يقتضيه القياس .و لذا قلنا إن الصل لذه القوالب ف الذهن إنا هو حفظ أشعار العرب و كلمهم .و هذه القوالب كما تكون ف النظوم تكون ف النثور فإن العرب استعملوا كلمهم ف كل الفني وجاؤوا به مفصل ف النوعي .ففي الشعر بالقطع الوزونة و القواف القيدة و استقلل الكلم ف كل قطعي و ف النثور يعتبون الوازنة و التش ابه بي القطع غالبا و قد يقيدونه بالسجاع .و قد يرسلونه و كل واحد ف من هذه معروفة ف لسان العرب .و الستعمل منها عندهم هو الذي يبن مؤلف الكلم عليه تأليفه و ل يعرفه إل من حفظ كلمهم حت يتجرد ف ذهنه من القوالب العينة الشخصية قالب كلي مطل ق ي ذو حذوه ف التأليف كما يذو البناء على القالب و النساج على النوال .فلهذا كان من تآليف الكلم منفردا عن نظر النح وي و البي ان و العروضي .نعم إنه مراعاة قواني هذه العلوم شرط فيه ل يتم بدونا فإذا تصلت هذه الصفات كلها ف الكلم اختص بنوع من النظر لطيف ف هذه القوالب الت يسمونا أساليب .و ل يفيده إل حفظ كلم العرب نظما و نثرا .و إذا تقرر معن السلوب ما هو فلنذكر بعده حدا أو رسا للشعر به تفهم حقيقته على صعوبة هذا العرض .فإنا ل نقف عليه لحد من التقدمي فيما رأيناه .و قول العروضيي ف حده إنه الكلم الوزون القفى ليس بد لذا الشعر الذي نن بصدده و ل رسم له .و صناعتهم إنا تنظر ف الشعر من حيث اتفاق أبياته ف عدد التحركات و السواكن على التوال ،و ماثلة عروض أبيات الشعر لضربا .و ذلك نظر ف وزن مدد عن اللفاظ و دللتها .فناسب أن يك ون ح دا عندهم ،و نن هنا ننظر ف الشعر باعتبار ما فيه من العراب و البلغة .و الوزن و القوالب الاصة .فل جرم إن حدهم ذلك ل يصلح ل ه عندنا فل بد من تعريف يعطينا حقيقته من هذه اليثية فنقول :الشعر هو الكلم البليغ البن على الستعاره و الوصاف ،الفض ل ب أجزاء متفقة ف الوزن و الروي مستقل كل جزء منها ف غرضه و مقصده عما قبله و بعده الاري على أساليب العرب الخصوصة ب ه .فقولن ا الكلم البليغ جنس و قولنا البن على الستعارة و الوصاف فصل له عما يلو من هذه فإنه ف الغالب ليس بشعر و قولنا الفصل ب أجزاء متفقة الوزن و الروي فصل له عن الكلم النثور الذي ليس بشعر عند الكل و قولنا مستقل كل جزء منها ف غرضه و مقصده عما قبل ه و بعده بيان للحقيقة لن الشعر ل تكون أبياته إل كذلك و ل يفصل به شيء .و قولنا الاري على الساليب الخصوصة به فصل له عم ا ل ير منه على أساليب العرب العروفة فإنه حينئذ ل يكون شعرا إنا هو كلم منظوم لن الشعر له أساليب تصه ل تكون للمنثور .و ك ذا أساليب النثور ل تكون للشعر فما كان من الكلم منظوما و ليس على تلك الساليب فل يكون شعرا .و بذا العتبار كان الك ثي م ن لقيناه من شيوخنا ف هذه الصناعة الدبية يرون أن نظم التنب و العري ليس هو من الشعر ف شيء لنما ل يريا على أساليب العرب فيه، و قولنا ف الد الاري على أساليب العرب فصل له عن شعر غي العرب من المم عندما يرى أن الشعر يوجد للعرب و غيهم .و من يرى أنه ل يوجد لغيهم فل يتاج إل ذلك و يقول مكانه الاري على الساليب الخصوصة .و إذ قد فرغنا من الكلم على حقيق ة الش عر فلنرجع إل الكلم ف كيفية عمله فنقول :اعلم أن لعمل الشعر و إحكام صناعته شروطا أولا :الفظ من جنسه أي من جنس شعر العرب حت تنشأ ف النفس ملكة ينسج على منوالا و يتخي الفوظ من الر النقي الكثي الساليب .و هذا الفوظ الختار أقل ما يكفي فيه ش عر شاعر من الفحول السلميي مثل ابن ربيعة و كثي و ذي الرمة و جرير و أب نواس و حبيب و البحتري و الرضي و أب فراس .و أك ثره شعر كتاب الغان لنه جع شعر أهل الطبقة السلمية كله و الختار من شعر الاهلية .و من كان خاليا من الفوظ فنظمه قاصر رديء و ل يعطيه الرونق و اللوة إل كثرة الفوظ .فمن قل حفظه أو عدم ل يكن له شعر و إنا هو نظم ساقط .و اجتناب الشعر أول بن ل يكن له مفوظ .ث بعد المتلء من الفظ و شحذ القرية للنسج على النوال يقبل على النظم و بالكثار منه تستحكم ملكته و ترسخ .و رب ا
يقال إن من شرطه نسيان ذلك الفوظ لتمحى رسومه الرفية الظاهرة إذ هي صادرة عن استعمالا بعينها .فإذا نسيها و قد تكيفت النف س با انتقش السلوب فيها كأنه منوال يؤخذ بالنسج عليه بأمثالا من كلمات أخري ضرورة .ث ل بد له من اللوة و استجادة الكان النظور فيه من الياه و الزهار و كذا السموع لستنارة القرية باستجماعها و تنشيطها بلذ السرور .ث مع هذا كله فشرطه أن يكون على جام و نشاط فذلك أجع له و أنشط للقرية أن تأت بثل ذلك النوال الذي ف حفظه .قالوا :و خي الوقات لذلك أوقات البكر عند البوب م ن النوم و فراغ العدة و نشاط الفكر و ف هؤلء المام .و ربا قالوا إن من بواعثه العشق و النتشاء ذكر ذلك ابن رشيق ف كتاب العمدة و هو الكتاب الذي انفرد بذه الصناعة و إعطاء حقها و ل يكتب فيها أحد قبله و ل بعده مثله .قالوا :فإن استصعب عليه بعد ه ذا كل ه فليتركه إل وقت أخر و ل يكره نفسه عليه .و ليكن بناء البيت على القافية من أول صوغه و نسجه بعضها و يبن الكلم عليها إل آخ ره لنه إن غفل عن بناء البيت على القافية صعب عليه وضعها ف ملها .فربا تيء نافرة قلقة و إذا سح الاطر بالبيت و ل يناسب الذي عنده فليتركه إل موضعه الليق به فإن كل بيت مستقل بنفسه و ل تبق إل الناسبة فليتخي فيها كما يشاء و لياجع ش عره بع د اللص من ه بالتنقيح و النقد و ل يضن به على الترك إذا ل يبلغ الجادة .فإن النسان مفتون بشعره إذ هو نبات فكره و اختراع قريته و ل يستعمل فيه من الكلم إل الفصح من التراكيب .و الالص من الضرورات اللسانية فليهجرها فإنا تنل بالكلم عن طبقة البلغة .و قد حظ ر أئم ة اللسان الولد من ارتكاب الضرورة إذ هو ف سعة منها بالعدول عنها إل الطريقة الثلى من اللكة .و يتنب أيضا العقد من التراكيب جهده. و إنا يقصد منها ما كانت معانيه تسابق ألفاظه إل الفهم .و كذلك كثرة العان ف البيت الواحد فإن فيه نوع تعقيد على الفه م .و إن ا الختار منه ما كانت ألفاظه طبقا على معانيه أو أوف منها .فإن كانت العان كثية كان حشوا و استعمل الذهن بالغوص عليها فمنع الذوق عن استيفاء مدركه من البلغة .و ل يكون الشعر سهل إل إذا كانت معانيه تسابق ألفاظه إل الذهن .و لذا كان شيوخنا رحهم ال يعيبون شعر أب بكر بن خفاجة شاعر شرق الندلس لكثرة معانيه و ازدحامها ف البيت الواحد كما كانوا يعيبون شعر التنبئ و العري بعدم النسج على الساليب العربية كما مر فكان شعرها كلما منظوما نازل عن طبقة الشعر و الاكم بذلك هو الذوق .و ليجتن ب الش اعر أيض ا الوشي من اللفاظ و القصر و كذلك السوقي البتذل بالتداول بالستعمال فإنه ينل بالكلم عن طبقة البلغة و كذلك الع ان البتذل ة بالشهرة فإن الكلم ينل با عن البلغة أيضا فيصي مبتذل و يقرب من عدم الفادة كقولم :النار حارة و السماء فوقنا .و بقدار ما يقرب من طبقة عدم الفادة يبعد عن رتبة البلغة إذ ها طرفان .و لذا كان الشعر ف الربانيات و النبويات قليل الجادة ف الغالب و ل يذق فيه إل الفحول و ف القليل على العشر لن معانيها متداولة بي المهور فتصي مبتذلة لذلك .و إذا تعذر الشعر بعد هذا كله فلياوضه و يعاوده فإن القرية مثل الضرع يدر بالمتراء و يف بالترك و الهال .و بالملة فهذه الصناعة و تعلمها مستوف ف كتاب العمدة لبن رشيق و قد ذكرنا منها ما حضرنا بسب الهد .و من أراد استيفاء ذلك فعليه بذلك الكتاب ففيه البغية من ذلك .و هذه نبذة كافية و ال العي .و قد نظم الناس ف أمر هذه الصناعة الشعرية ما يب فيها .و من أحسن ما قيل ف ذلك و أظنه لبن رشيق: لعن ال صنعة الشعر ماذا
من ضنوف الهال منه لقينا
يؤثرون الغريب منه على ما
كان سهل للسامعي مبينا
ويرون الال معن صحيحا
و خسيس الكلم شيئا ثينا
يهلون الصواب منه و ل يد
رون للجهل أنم يهلونا
فهم عند من سوانا يلمو إنا الشعر ما يناسب ف النظم
ن و ف الق عندنا يعذرونا و إن كان ف الصفات فنونا
وأقامت له الصدور التونا
فأتى بعضه يشاكل بعضا
تتمن و ل يكن أن يكونا
كل معن أتاك منه على ما فتناهى من البيان إل أن
كاد حسنا يبي للناظرينا
فكأن اللفاظ منه وجوه
و العان ركب فيها عيونا
إنا ف الرام حسب المان
يتحلى بسنه النشدونا
فإذا ما مدحت بالشعر حرا
رمت فيه مذاهب الشتهينا
فجعلت النسيب سهل قريبا
و جعلت الديح صدقا مبينا
و تنكبت ما يهجن ف السمع
و إن كان لفظه موزونا
و إذا ما عرضته بجاء
عبت فيه مذاهب الرقبينا
فجعلت التصريح منه دواء
و جعلت التعريض داء دفينا
و إذا ما بكيت فيه على الغا
دين يوما للبي و الظاعنينا
خلت دون السى و ذللت ما كا ث إن كنت عاتبا جئت بالو فتركت الذي عتبت عليه
عد وعيدا و بالصعوبة بينا حذرا آمنا عزيزا مهينا
و أصح القريض ما قارب النظم فإذا قيل أطمع الناس طرا
ن من الدعع ف العيون مصونا
و إن كان واضحا مستبينا و إذا ري أعجز العجزينا
ومن ذلك أيضا قول بعضهم و هو الناشي: الشعر ما قومت ربع صدوره و رأيت بالطناب شعب صدوعه و جعت بي قريبه و بعيده
و شددت بالتهذيب أس متونه و فتحت بالياز عور عيونه و جعت بي ممه و معينه
و إذا مدحت به جوادا ماجدا أصفيته بتفتش و رضيته
و قضيته بالشكر حق ديونه و خصصته بطيه و ثينه
فيكون جزل ف مساق صنوفه
و يكون سهل ف اتفاق فنونه
و إذا بكيت به الديار و أهلها
أجريت للمخزون ماء شؤونه باينت بي ظهوره و بطونه
و إذا أردت كناية عن ريبة فجعلت سامعه يشوب شكوكه و إذا عتبت على أخ ف زلة
أدمت شدته له ف لينه
فتركته مستانسأ بدماثة
مستأمنا لوعوته و حزونه
و إذا نبذت إل الذي علقتها تيمتها بلطيفه و رفيقه
بثبوته و ظنونه بيقينه
إذ صارمتك بفاتنات شؤونه
و شغفتها ببيه و كمنه
و إذا اعتذرت لسقطة أسقطتها فيحول ذنبك عند من يعتده
و أشكت بي ميله و مبينه عتبا عليه مطالبا بيمينه
الفصل السادس و المسون :ف أن صناعة النظم و النثر إنا هي ف اللفاظ ل ف العان إعلم أن صناعة الكلم نظما و نثرا إنا هي ف اللفاظ ل ف العان إنا العان تبع لا و هي أصل .فالصانع الذي ياول ملكة الكلم ف النظم و النثر إنا ياولا ف اللفاظ بفظ أمثالا من كلم العرب ليكثر استعماله و جريه على لسانه حت تستقر له اللكة ف لسان مضر و يتخلص من العجمة الت رب عليها ف جبله و يفرض نفسه مثل وليد نشأ ف جبل العرب و يلقن لغتهم كما يلقنها الصب حت يصي كأنه واحد منهم ف لسانم .و ذلك أنا قدمنا أن للسان ملكة من اللكات ف النطق ياول تصيلها بتكرارها على اللسان حت تصل شأن اللكات و الذي ف اللسان و النطق إنا هو اللفاظ و أما العان فهي ف الضمائر .وأيضا فالعان موجودة عند كل واحد و ف طوع كل فكر منها ما يش اء و يرضى فل يتاج إل تكلف صناعة ف تأليفها و تأليف الكلم للعبارة عنها هو التاج للصناعة كما قلناه و هو بثابة القوالب للمعان .فكما أن الوان الت يغترف با الاء من البحر منها آنية الذهب و الفضة و الصدف و الزجاج و الزف و الاء واحد ف نفسه .و تتلف الودة ف الوان الملؤة بالاء باختلف جنسها ل باختلف الاء .كذلك جودة اللغة و بلغتها ف الستعمال تتلف ب إختلف طبق ات الكلم ف
تأليفه باعتبار تطبيقه على القاصد .و العان واحدة ف نفسها و إنا الاهل بتأليف الكلم و أساليبه على مقتضى ملكة اللس ان إذا ح اول العبارة عن مقصوده و ل يسن بثابة القعد الذي يروم النهوض و ل يستطيعه لفقدان القدرة عليه .و ال يعلمكم ما ل تكونوا تعلمون.
الفصل السابع و المسون :ف أن حصول هذه اللكة بكثرة الفظ و جودتا بودة الفوظ قد قدمنا أنه ل بد من كثرة الفظ لن يروم تعلم اللسان العرب و على قدر جودة الفوظ و طبقته ف جنسه و كثرته من قلته تكون ج ودة اللكة الاصلة عنه للحافظ .فمن كان مفوظه من أشعار العرب السلميي شعر حبيب أو العتاب أو ابن العتز أو ابن ه انئ أو الش ريف الرضي أو رسائل ابن القفع أو سهل ابن هارون أو ابن الزيات أو البديع أو الصابئ تكون ملكته أجود و أعلى مقاما و رتبة ف البلغة م ن يفظ شعر ابن سهل من التأخرين أو ابن النبيه أو ترسل البيسان أو العماد الصبهان لنول طبقة هؤلء عن أولئك يظهر ذلك للبصي الناقد صاجب الذوق .و على مقدار جودة الفوظ أو السموع تكون جودة الستعمال من بعده ث إجادة اللكة من بعدها .فبارتقاء الف وظ ف طبقته من الكلم ترتقي اللكة الاصلة لن الطبع إنا ينسج على منوالا و تنمو قوى اللكة بتغذيتها .و ذلك أن النفس و إن كانت ف جبلتها واحدة بالنوع فهي تتلف ف البشر بالقوة و الضعف ف الدراكات .و اختلفها إنا هو باختلف ما يرد عليها من الدراكات و اللكات و اللوان الت تكيفها من خارج .فبهذه يتم وجودها و ترج من القوة إل الفعل صورتا و اللكات الت تصل لا إنا تصل على التدريج كما قدمناه .فاللكة الشعرية تنشأ بفظ الشعر و ملكة الكتابة بفظ السجاع و الترسيل ،و العلمية بخالطة العلوم و الدراكات و الب اث و النظار ،و الفقهية بخالطة الفقه و تنظي السائل و تفريعها و تريج الفروع على الصول والتصوفية الربانية بالعبادات و الذكار و تعطي ل الواس الظاهرة باللوة و النفراد عن اللق ما استطاع حت تصل له ملكة الرجوع إل حسه الباطن و روحه و ينقل ب رباني ا و ك ذا سائرها .و للنفس ف كل واحد منها لون تتكيف به و على حسب ما نشأت اللكة عليه من جودة أو رداءة تكون تلك اللك ة ف نفس ها فملكة البلغة العالية الطبقة ف جنسها إنا تصل بفظ العال ف طبقته من الكلم و بذا كان الفقهاء و أهل العلوم كلهم قاصرين ف البلغة و ما ذلك إل لا سبق إل مفوظهم و يتلئ به من القواني العلمية و العبارات الفقهية الارجة عن أسلوب البلغة و النازلة عن الطبق ة لن العبارات عن القواني و العلوم ل حظ لا ف البلغة فإذا سبق ذلك الخفوظ إل الفكر و كثر و تلونت به النفس جاءت اللكة الناشئة عن ه ف غاية القصور و انرفت عباراته عن أساليب العرب ف كلمهم .و هكذا ند شعر الفقهاء و النحاة و التكلمي و النظار و غيهم من ل يتلئ من حفظ النقي الر من كلم العرب .أخبن صاحبنا الفاضل أبو القاسم بن رضوان كاتب العلمة بالدولة الرينية قال :ذكرت يوم ا صاحبنا أبا العباس بن شعيب كاتب السلطان أب السن و كان القدم ف البصر باللسان لعهده فأنشدته مطلع قصيدة اب ن النح وي و ل أنسبها له و هو هذا: ما الفرق بي جديدها و البال ل أذر حي وقفت بالطلل فقال ل على البديهة :هذا شعر فقيه ،فقلت له :و من أين لك ذلك ،فقال :من قوله ما الفرق ؟ إذ هي من عبارات الفقهاء و ليست م ن أساليب كلم العرب ،فقلت له :ل أبوك إنه ابن النحوي .و أما الكتاب و الشعراء فليسوا كذلك لتخيهم ف مفوظهم و م الطتهم كلم العرب و أساليبهم ف الترسل و انتقائهم لم اليد من الكلم .ذاكرت يوما صاحبنا أبا عند ال بن الطيب وزير اللوك بالندلس م ن بن الحر و كان الصدر القدم ف الشعر و الكتابة فقلت له :أجد استصعابا علي ف نظم الشعر مت رمته مع بصري به و حفظي للجي د م ن الكلم من القرآن و الديث و فنون من كلم العرب و إن كان مفوظي قليل .و إنا أتيت و ال أعلم بقيقة الال من قبل ما حص ل ف حفظي من الشعار العلمية و القواني التألفية .فإن حفظت قصيدت الشاطب الكبى و الصغرى ف القراءات ف الرس م و اس تظهرتما و تدارست كتاب ابن الاجب ف الفقه و الصول و جل الونى ف النطق و بعض كتاب التسهيل و كثيا من قواني التعلي م ف ال الس فامتل مفوظي من ذلك و خدش وجه اللكة الت استعددت لا بالفوظ اليد من القرآن و الديث و كلم العرب تع اق القري ة ع ن بلوغها .فنظر إل ساعة معجبا ث قال :ل أنت و هل يقول هذا إل مثلك ؟ و يظهر لك من هذا الفصل و ما تقرر فيه سر آخر و هو إعطاء
السبب ف أن كلم السلميي من العرب أعلى طبقة ف البلغة و أذواقها من كلم الاهلية ف منثورهم و منظومهم .فإنا ند شعر حسان بن ثابت و عمر بن أ ب ربيعة و الطيئة و جرير و الفرزدق و نصيب و غيلن ذي الرمة و الحوص و بشار ث كلم السلف من العرب ف الدولة الموية و صدرا من الدولة العباسية ف خطبهم و ترسيلهم و ماوراتم للملوك أرفع طبقة ف البلغة من شعر النابغة و عنترة و اب ن كلثوم و زهي و علقمة بن عبدة و طرفة بن العبد و من كلم الاهلية ف منثورهم و ماوراتم و الطبع السليم و الذوق الصحيح ش اهدان بذلك للناقد البصي بالبلغة .و السبب ف ذلك أن هؤلء الذين أدركوا السلم سعوا الطبقة العالية من الكلم ف القرآن و الديث الل ذين عجز البشر ف التيان بثليهما لكونا ولت ف قلوبم و نشأت على أساليبها نفوسهم فنهضت طباعهم و ارتقت ملكاتم ف البلغة عل ى ملكات من قبلهم من أهل الاهلية من ل يسمع هذه الطبقة و ل نشأ عليها فكان كلمهم ف نظمهم و نثرهم أحسن ديباجة و أصفى رونقا من أولئك و أرصف مبن و أعدل تثقيفا با استفادوه من الكلم العال الطبقة .و تأمل ذلك يشهد لك به ذوقك إن كنت من أهل الذوق و البصر بالبلغة .و لقد سألت يوما شيخنا الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا و كان شيخ هذه الصناعة أخذ بسبتة عن جاع ة م ن مشيختها من تلميذ الشلوبي و استبحر ف علم اللسان و جاء من وراء الغاية فيه فسألته يوما ما بال العرب السلميي أعلى طبقة ف البلغة من الاهليي ؟ و ل يكن ليستنكر ذلك بذوقه فسكت طويل ث قال ل :و ال ما أدري ،فقلت :أعرض عليك شيئا ظهر ل ف ذلك و لعله السبب فيه .و ذكرت له هذا الذي كتبت فسكت معجبا ث قال ل :يا فقيه هذا كلم من حقه أن يكتب بالذهب .و كان من بعدها ي ؤثر ملي و يصيخ ف مالس التعليم إل قول و يشهد ل بالنباهة ف العلوم ،و ال خلق النسان و علمه البيان.
الفصل الثامن و المسون :ف بيان الطبوع من الكلم و الصنوع و كي ف جودة الصنوع أو قصوره إعلم أن الكلم الذي هو العبارة و الطاب ،إنا سره و روحه ف إفادة العن .و أما إذا كان مهمل فهو كالوات الذي ل عبة به .و كمال الفادة هو البلغة على ما عرفت من حدها عند أهل البيان لنم يقولون هي مطابقة الكلم لقتضى الال ،و معرفة الشروط و الحكام الت با تطابق التراكيب اللفظية مقتضى الال ،هو فن البلغة .و تلك الشروط و الحكام للتراكيب ف الطابقة اسقريت من لغ ة الع رب و صارت كالقواني .فالتراكيب بوضعها تفيد السناد بي السندين ،بشروط و أحكام هي جل قواني العربية .و أحوال هذه التراكيب م ن تقدي و تأخي ،و تعريف و تنكي ،و إضمار و إظهار .و تقييد و إطلق و غيها ،يفيد الحكام الكتنفة من خارج بالسناد و بالتخ اطبي حال التخاطب بشروط و أحكام هي قواني لفن ،يسمونه علم العان من فنون البلغة .فتندج قواني العربية لذلك ف قواني علم العان لن إفادتا السناد جزء من إفادتا للحوال الكتنفة بالسناد .و ما قصر من هذه التراكيب عن إفادة مقتضى الال للل ف قواني الع راب أو قواني العان كان قاصرا عن الطابقة لقتضى الال ،و لق بالهمل الذي هو ف عداد الوات. ث يتبع هذه الفادة لقتضى الال التفنن ف انتقال التركيب بي العان بأصناف الدللت لن التركيب يدل بالوضع على معن ث ينقل الذهن إل لزمه أو ملزومه أو شبهه ،فيكون فيها مازا :إما باستعارة أو كناية كما هو مقرر ف موضعه ،و يصل للفكر بذلك النتقال لذة كم ا تصل ف الفادة و أشد .لن ف جيعها ظفر بالدلول من دليله .و الظفر من أسباب اللذة كما علمت .ث لذه النتقالت أيضا ش روط و أحكام كالقواني صيوها صناعة ،و سوها بالبيان .و هي شقيقة علم العان الفيد لقتضى الال لن ا راجع ة إل مع ان ال تراكيب و مدلولتا .و قواني علم العان راجعة إل أحوال التراكيب أنفسها من حيث الدللة .و اللفظ و العن متلزمان متضايقان كما علمت .فإذا علم العان و علم البيان ها جزء البلغة ،و بما كمال الفادة ،فهو مقصر عن البلغة و يلتحق عند البلغاء بأصوات اليوانات العج م و أجدر به أن ل يكون عربيا ،لن العرب هو الذي يطابق بإفادته مقتضى الال .فالبلغة على هذا هي أصل الكلم العرب و سجيته و روحه و طبيعته. ث اعلم أنم إذا قالوا :الكلم الطبوع فإنم يعنون به الكلم الذي كملت طييعته و سجيته من إفادة مدلوله القصود من ه ،لن ه عب ارة و خطاب ،ليس القصود منه النطق فقط .بل التكلم يقصد به أن يفيد سامعه ما ف ضميه إفادة تامة ،و يدل به عليه دللة وثيق ة .ث يتب ع
تراكيب الكلم ف هذه السجية الت له بالصالة ضروب من التحسي و التزيي ،بعد كمال الفادة و كأنا تعطيها رونق الفصاحة من تنميق السجاع ،و الوازنة بي حل الكلم و تقسيمه بالقسام الختلفة الحكام و التورية باللفظ الشترك عن الفي من مع انيه ،و الطابق ة بي التضادات ،ليقع التجانس بي اللفاظ و العان .فيحصل للكلم رونق و لذة ف الساع و حلوة و جال كلها زائدة على الفادة. و هذه الصنعة موجودة ف الكلم العجز ف مواضيع متعددة مثل :والليل إذا يغشى * والنهار إذا تلى ،و مثل :فأما من أعط ى واتق ى * وصدق بالسن ،إل آخر التقسيم ف الية .و كذا :فأما من طغى * وآثر الياة الدنيا إل آخر الية .و كذا :هم يسبون أن م يس نون صنعا .و أمثاله كثي .و ذلك بعد كمال الفادة ف أصبل هذه التراكيب قبل وقوع هذا البديع فيها .و كذا وقع ف كلم الاهلية منه ،لكن عفوا من غي قصد ول تعمد .و يقال إنه وقع ف شعر زهي. و أما السلميون فوقع لم عفوا و قصدا ،و أتوا منه بالعجائب .و أول من أحكم طريقته حبيب بن أوس و البحتري و مسلم بن الولي د، فقد كانوا مولعي بالصنعه .و يأتون منها بالعجب .و قيل أن أول من ذهب إل معاناتا بشاز بن برد و ابن هرمة ،و كانا آخر من يستشهد بشعره ف اللسان العرب .ث اتبعهما عمرو بن كلثوم و العتاب و منصور النميي و مسلم بن الوليد و أبو نواس .و جاء على آثارهم حبيب و البحتري .ث ظهر ابن العتز فختم على البدء و الصناعة أجع .و لنذكر مثال من الطبوع الال من الصناعة .مثل قول قيس بن ذريح: أحدث عنك النفس ف السر خاليا و أخرج من بي البيوت لعلن و قول كثي: تليت عما بيننا و تليت و إن و تيامي بعزة بعدما تبوأ منها للمقيل اضمحلت لكالرتي ظل الغمامة كلها فتأمل هذا الطبوع ،الفقيد الصنعة ،ي أحكام تأليفه و ثقافة تركيبه .فلو جاءت فيه الصنعة من بعد هذا الصل زادته حسنا. و أما الصنوع فكثي من لدن بشار ،ث حبيب و طبقتهما ،ث ابن العتز خات الصنعة الذي جرى التأخرون بعدهم ف ميدانم ،و نسجوا على منوالم .و قد تعددت أصناف هذه الصنعة عند أهلها ،و اختلفت اصطلحاتم ف ألقابا .و كثي منهم يعلها مندرجة ف البلغة على أن ا غي داخلة ف الفادة ،و أنا هي تعطى التحسي و الرونق .و أما التقدمون من أهل البديع ،فهي عندهم خارجة ع ن البلغ ة .و ل ذلك يذكرونا ف الفنون الدبية الت ل موضوع لا .و هو رأي ابن رشيق قي كتاب العمدة له ،و أدباء الندلس .و ذكروا ف اس تعمال ه ذه الصنعة شروطا منها أن تقع من غي تكلف و ل اكتراث ف ما يقصد منها .و أما العفو فل كلم فيه لنا إذا برئت من التكلف سلم الكلم من عيب الستهجان ،لن تكلفها و معاناتا يصي إل الغفلة عن التراكيب الصلية للكلم ،فتخل بالفادة من أصلها ،و ت ذهب بالبلغ ة رأسا .و ل يبقى ف الكلم إل تلك التحسينات ،و هذا هو الغالب اليوم على أهل العصر .و أصحاب الذواق ف البلغة يس خرون م ن كلفهم بذه الفنون ،و يعدون ذلك من القصور عن سواه .و سعت شيخنا الستاذ أبا البكات البلفيقي ،و كان من أهل البصر ف اللسان و القرية .ف ذوقه يقول ،إن من أشهى ما تقترحه على نفسي أن أشاهد ف بعض اليام من ينتحل فنون هذا البديع ف نظمه أو نثره ،و ق د عوقب بأشد العقوبة ،و نودي عليه ،يذر بذلك تلميذه أن يتعاطوا هذه الصنعة ،فيكلفون با ،و يتناسون البلغة .ث من شروط اس تعمالا عندهم القلل منها و أن تكون ف بيتي أو ثلثة من القصيد ،فتكفي ف زينة الشعر و رونقه .و الكثار منها عيب ،قاله ابن رشيق و غيه. و كان شيخنا أبو القاسم الشريف السبت منفق اللسان العرب بالندلس لوقته يقول :هذه الفنون البديعية إذا وقعت للشاعر أو للكاتب فيقبح أن يستكثر منها ،لنا من مسنات الكلم و مزيناته ،فهي بثابة اليلن ف الوجه يسن بالواحد و الثني منها ،و يقبح بتعدادها .و عل ى نسبة الكلم النظوم هو الكلم النثور ف الاهلية و السلم .كان أول مرسل معتب الوازنة بي جله و تراكيبه ،شاهدة موازنته بفواصله من غي التزام سجع و ل اكتراث بصنعة .حت نبغ إبراهيم بن هلل الصاب كاتب بن بويه ،فتعاطى الصنعة و التقفيه و أتى بذلك ب العجب .و عاب الناس عليه كلفه بذلك ف الخاطبات السلطانية .و إنا حله عليه ما كان ف ملوكه من العجمة و البعد عن صولة اللفة النفقة لسوق البلغة .ث انتشرت الصناعة بعده ف منثور التأخرين و نسي عهد الترسيل و تشابت السلطانيات و الخوانيات و العربيات بالسوقيات .و اختلط الرعى بالمل .و هذا كله يدلك على أن الكلم الصنوع بالعاناة و التكليف ،قاصر عن الكلم الطبوع ،لقلة الكتراث فيه بأص ل البلغة ،و الاكم ف ذلك الذوق .و ال خلقكم و علمكم ما ل تكونوا تعلمون.
الفصل التاسع و المسون :ف ترفع أهل الراتب عن انتحال الشعر اعلم أن الشعر كان ديوانا للعرب فيه علومهم و أخبارهم و حكمهم .و كان رؤساء العرب منافسي فيه و كانوا يقفون بس وق عك اظ لنشاده و عرض كل واحد منهم ديباجته على فحول الشأن و أهل البصر لتمييز حوله .حت انتهوا إل الناغاة ف تعليق أشعارهم بأرك ان البيت الرام موضع حجهم و بيت أبيهم إبراهيم كما فعل امرؤ القيس ابن حجر و النابغة الذبيان و زهي بن أب سلمى و عنترة بن شداد و طرفة بن العبد و علقمة بن عبدة و العشى و غيهم من أصحاب العلقات السبع .فإنه إنا كان يتوصل إل تعليق الشعر با من كان له قدرة على ذلك بقومه و عصبته و مكانه ف مضر على ما قيل ف سبب تسميتها بالعلقات .ث انصرف العرب عن ذلك أول السلم با شغلهم من أمر الدين والنبؤة و الوحي و ما أدهشهم من أسلوب القرآن و نظمه فأخرسوا عن ذلك و سكتوا عن الوض ف النظم و الن ثر زمان ا .ث استقر ذلك و أونس الرشد من اللة .و ل ينل الوحي ف تري الشعر و حظره و سعه النب صلى ال عليه و سلم و أثاب علي ه ،فرجع وا حينئذ إل ديدنم منه .و كان لعمر بن أب ربيعة كبي قريش لذلك العهد مقامات فيه عالية و طبقة مرتفعة و كان كثيا ما يعرض شعره على ابن عباس فيقف لستماعه معجبا به .ث جاء من بعد ذلك اللك الفحل و الدولة العزيزة و تقرب إليهم العرب بأشعارهم يتدحونم ب ا .و ييزهم اللفاء بأعظم الوائز على نسبة الودة ف أشعارهم و مكانم من قومهم و يرصون على استهداء أشعارهم يطلعون منها على الثار و الخبار و اللغة و شرف اللسان .و العرب يطالبون ولدهم بفظها .و ل يزل هذا الشأن أيام بن أمية و صدرا من دول ة بن العب اس .و انظر ما نقله صاحب العقد ف مسامرة الرشيد للصمعي ف باب الشعر و الشعراء تد ما كان عليه الرشيد من العرفة بذلك و الرسوخ فيه و العناية بانتحاله و التبصر بيد الكلم و رديئه و كثرة مفوظه منه .ث جاء خلق من بعدهم ل يكن اللسان لسانم م ن أج ل العجم ة و تقصيها باللسان و إنا تعلموه صناعة ث مدحوا بأشعارهم أمراء العجم الذين ليس اللسان لم طالبي معروفهم فقط ل سوى ذل ك م ن الغراض كما فعله حبيب و البحتري و التنبئ و ابن هانئ و من بعدهم و هلم جرا .فصار غرض الشعر ف الغلب إنا ه و الك ذب و الستجداء لذهاب النافع الت كانت فيه للولي كما ذكرناه آنفا .و أنف منه لذلك أهل المم و الراتب من التأخرين و تغي الال و أصبح تعاطيه هجنة ف الرئاسة و مذمة لهل الناصب الكبية .و ال مقلب الليل و النهار.
الفصل الستون :ف أشعار العرب و أهل المصار لذا العهد اعلم أن الشعر ل يتص باللسان العرب فقط بل هو موجود ف كل لغة سواء كانت عربية أو عجمية و قد كان ف الفرس شعراء و ف يونان كذلك و ذكر منهم أرسطو ف كتاب النطق أوميوس الشاعر و أثن عليه .و كان ف حي أيضا شعراء متقدمون .و لا فسد لسان مض ر و لغتهم الت ذونت مقاييسها و قواني إعرابا و فسدت اللغات من بعد بسب ما خالطها و مازجها من العجمة فكانت تيل العرب بأنفسهم لغة خالفت لغة سلفهم من مضر ف العراب جلة و ف كثي من الوضوعات اللغوية و بناء الكلمات .و كذلك الضر أهل المصار نشأت فيهم لغة أخرى خالفت لسان مضر ف العراب و أكثر الوضاع و التصاريف وخالفت أيضا لغة اليل من العرب لذا العهد .و اختلف ت هي ف نفسها بسب اصطلحات أهل الفاق فلهل الشرق و أمصاره لغة غي لغة أهل الغرب و أمصاره وتالفهما أيضا لغة أهل الندلس و أمصاره .ث لا كان الشعر موجودا بالطبع ف أهل كل لسان لن الوازين على نسبة واحدة ف أعداد التحركات و الس واكن و تقابله ا موجودة ف طباع البشر فلم يهجر الشعر بفقدان لغة واحدة و هي لغة مضر الذين كانوا فحولة و فرسان ميدانه حسبما اش تهر بي أه ل الليقة .بل كل جيل وأهل كل لغة من العرب الستعجمي و الضر أهل المصار يتعاطون منه ما يطاوعهم ف انتحاله و رصف بنائه عل ى مهيع كلمهم .فأما العرب أهل هذا اليل الستعجمون عن لغة سلفهم من مضر فيعرضون الشعر لذا العهد ف سائر العاريض على ما كان عليه سلفهم الستعربون و يأتون منه بالطولت مشتملة على مذاهب الشعر و أغراضه من النسيب و الدح و الرثاء و الجاء و يس تطردون ف الروج من فن إل فن ف الكلم .و ربا هجموا على القصود لول كلمهم و أكثر ابتدائهم ف قصائدهم باسم الشاعر ث بع د ذل ك ينسبون .فأهل أمصار الغرب من العرب يسمون هذه القصائد بالصمعيات نسبة إل الصمعي راوية العرب ف أشعارهم و أهل الشرق من العرب يسمون هذا النوع من الشعر بالبدوي والوران و القيسي .و ربا يلحنون فيه ألانا بسيطة ل على طريقة الص ناعة الوس يقية .ث
يغنون به و يسمون الغناء به باسم الوران نسبة إل حوران من أطراف العراق و الشام و هي من منازل العرب البادية و مساكنهم إل هذا العهد .و لم فن آخر كثي التداول ف نظمهم ييئون به معصبا على أربعة أجزاء يالف آخرها الثلثة ف رويه و يلتزمون القافية الرابع ة ف كل بيت إل آخر القصيدة شبيها بالربع و الخمس الذي أحدثه التأخرون من الولدين .و لؤلء العرب ف هذا الشعر بلغة فائقة و فيه م الفحول و التأخرون و الكثي من النتحلي للعلوم لذا العهد و خصوصا علم اللسان يستنكر صاحبها هذه الفنون الت لم إذا سعها و ي ج نظمهم إذا أنشد و يعتقد أن ذوقه إنا نبا عنها لستهجانا و فقدان العراب منها .و هذا إنا أتى من فقدان اللكة ف لغتهم فلو حصلت له ملكة من ملكاتم لشهد له طبعة و ذوقه ببلغتها إن كان سليما من الفات ف فطرته و نظره و إل فالعراب ل مدخل له ف البلغة إن ا البلغة مطابقة الكلم للمقصود و لقتضى الال من الوجود فيه سواء كان الرفع دال على الفاعل و النصب دال على الفعول أو بالعكس و إنا يدل على ذلك قرائن الكلم كما هو ف لغتهم هذه .فالدللة بسب ما يصطلح عليه أهل اللكة فإذا عرف اصطلح ف ملكة و اش تهر صحة الدللة و إذا طابقت تلك الدللة القصود و مقتضى الال صحت البلغة و ل عبة بقواني النحاة ف ذلك .و أساليب الشعر و فنونه موجودة ف أشعارهم هذه ما عدا حركات العراب ف أواخر الكلم فإن غالب كلماتم موقوفة الخر .و يتميز عندهم الفاعل من الفعول و البتدأ من الب بقرائن الكلم ل بركات العراب. فمن أشعارهم على لسان الشريف بن هاشم يبكي الارية بنت سرحان ،و يذكر ظعنها مع قومها إل الغرب: ترى كبدي حرى شكت من زفيها قال الشريف ابن هاشم علي يرد غلم البدو يلوي عصيا يغز للعلم أين ما رأت خاطري عداة وزائع تلف ال خبيها و ماذا شكاة الروح ما طرا لا طوى و هند جاف ذكيها يس إن قطاع عامر ضميها على مثل شوك الطلح عقدوا يسيها و عادت كما خوارة ف يد غاسل على شوك لعه و البقايا جريرها تابذوها اثني و النع بينهم شبيه دوار السوان يديرها و باتت دموع العي ذارفات لشانا مرون يي متراكبا من صبيها تدارك منها النجم حذرا و زادها عيون و لاز البق ف غزيرها يصب من القيعان من جانب الصفا ناضت من بغداد حت فقيها هاذا الغن حت تسابيت غزوة و عرج عاريها على مستعيها و نادى النادي بالرحيل و شدوا على أيدين ماضي وليد مقرب ميها و شد لا الدهم دياب بن غان و سوقوا النجوع إن كان أنا هو غفيها و قال لم حسن بن سرحان غزبوا و باليمي ل يدوا ف مغيها و يركض و بيده شهامه بالتسامح و ما كان يرضى زين حي و ميها غدرن زيان السيح من عابس و أناليه ما من درقت ما يديرها غدرن و هو زعما صديقي و صاحب برالبلدالعطشى ما بيها و رجع يقول لم بلل بن هاشم داخل و ل عائد ركيه من نعيها حرام علي باب بغداد و أرضها على الشمس أوحول الغظامن هجيها تصدف روحي عن بلد بن هاشم يلوذ و برجان يشدوا أسيها و باتت نيان العذارى قوادح ومن قولم ف رثاء أمي زناتة أب سعدى اليفرن مقارعهم بأفريقية و أرض الزاب و رثاؤهم له على جهة التهكم: لا ف ظعون الباكرين عويل تقول فتاة الي سعدى و هاضها خذ النعت من ل تكون هبيل أيا سائلي عن قب الزنات خليفه من الربط عيساوي بناه طويل تراه يعال وادي ران و فوقه
به الواد شرقا و الياع دليل أراه ييل النور من شارع النقا قد كان لعقاب الياد سليل أيا لف كبدي على الزنات خليفه جراحه كافواه الزاد تسيل قتيل فت اليجا دياب بن غان لترحل إل أن يريذ رحيل أيا جائزا مات الزنات خليفه و عشرا و ستا ف النهار قليل أل واش رحلنا ثلثي مرة و من قولم على لسان الشريف بن هاشم يذكر عتابا وقع بينه و بي ماضي بن مقرب: أشكر ما ننا عليك رضاش تبدى ماضي البار و قال ل و رانا عريب عربا لبسي ناش أشكر أعد ما بقي ود بيننا كما صادفت طعم الزباد طشاش نن غدينا نصدفو ما قضى لنا ليحدو و من عمر بلده عاش أشكر أعد إل يزيد ملمه هنا العرب ما زدنا لن صياش إن كان نبت الشوك يلقح بأرضكم و من قولم ف ذكر رحلتهم إل الغرب و غلبهم زناتة عليه: و أي رجال ضاع قبلي جيلها و أي جيل ضاع ل ف الشريف بن هاشم عنان بجة ماغبان دليلها لقد كنت أنا وياه ف زهو بيتنا من المر فهو ما قدر من ييلها وعدت كأن شارب من مدامة غريبا و هي مدوخه عن قبيلها أو مثل شطامات مظنون كبدها و هي بي عربا غافل عن نزيلها أتاها زمان السوء حت تدوحت شاكي بكبد باديتها زعيلها كذلك أنا ما لان من الوجى و قووا و شداد الوايا حيلها و أمرت قومي بالرحيل و بكروا و البدو ماترفع عمود يقيلها قعدنا سبعة أيام مبوس نعنا يظل الرى فوق النضا و نصيلها نظل على حداب الثنايا نوازي و من شعر يلطان بن مظفر بن يي من الزواودة أحد بطون رياح و أهل الرياسة فيهم ،يقولا و هو معتقل بالهدي ة ف س جن المي أب زكريا بن أب حفص أول ملوك أفريقية من الوحدين: حرام على أجفان عين منامها يقول و ف بوح الدجا بعد وهنة و روح هيامي طال ما ف سقامها يا من لقلب حالف الوجد و السى عداوية و لا بعيد مرامها حجازية بدوية عربية سوى عانك الوعسا يؤت خيامها مولعة بالبدو ل تألف القرى محونة بيها و بيها صحيح غرامها غيات و مشتاها با كل شتوة يوات من الورالليا جسامها و مرباها عشب الراضي من اليا عليها من السحب السواري عمامها تشوق شوق العي ما تداركت عيون غرار الزن عذبا حامها و ماذا بكت بالا و ماذا تناحطت عليها و من نور القاحي خزامها كأن عروس البكر لحت ثيابا و مرعى سوى ما ف مراعي نعامها فلة و دهنا و اتساع و منة غنيم و من لم الوازي طعامها و مشروبا من مض ألبان شولا يشيب الفت ما يقاسي زحامها تفانت عن البواب و الوقف الذي و بل و يي ما بلي من رمامها سقى ال ذا الوادي الشجر باليا
ظفرت بأيام مضت ف ركامها فكافأتا بالود من و ليتن إذا قمت ل تظ من أيدي سهامها ليال أقواس الصبا ف سواعدي زمان الصبا سرجا و بيدي لامها و فرسي عديد تت سرجي مشاقة من اللق أبى من نظام ابتسامها و كم من رداح أسهرتن و ل أرى مطرزة الجفان باهي و شامها و كم غيها من كاعب مرجحنة بكفي و ل ينسى جداها ذمامها و صفقت من وجدي عليها طرية و توهج ل يطفا من الاء ضرامها و نار بطب الوجد توهج ف الشا فن العمر ف دار عمان ظلمها أيا من وعدت الوعد هذا إل مت و يغمى عليها ث يبدا غيامها و لكن رأيت الشمس تكسف ساعة إلينا بعون ال يهفو علمها بنود و رايات من السعد أقبلت و رمى على كتفي و سيي أمامها أرى ف الفل بالعي أظعان عزوت أحب بلد ال عندي حشامها يرعا عتاق النوق من فوق شامس مقيم با مالذ عندي مقامها إل منل بالعفرية للوى يزيل الصدا و الغل عن سلمها ونلقى سراة من هلل بن عامر إذا قاتلوا قوما سريع انزامها بم تضرب المثال شرقا و مغربا مدى الدهر ما غن يفينا حامها عليهم و من هو ف حاهم تية فذي الدنيا ما دامت لحد دوامها فدع ذا و ل تأسف على سالف مضى و من أشعار التأخرين منهم قول خالد بن حزة بن عمر .شيخ الكعوب .من أولد أب الليل .يعاتب أقتالم أولد مهلهل و ييب ش اعرهم شبل بن مسكيانة بن مهلمهل .عن أبيات فخر عليهم فيها بقومه: قوارع قيعان يعان صعابا يقول و ذا قول الصاب الذي نشا فنونا من انشاد القواف عذابا يريح با حادي الصاب إذا سعى تدى با تام الوشا ملتها با مية متارة من نشادها مكمة القيعان داب و دابا مغربلة عن ناقد ف غضونا قوارع من شبل و هذي جوابا و هيض بتذكاري لا يا ذوي الندى فراح يريح الوجعي الغنا با اشبل جنينا من حباك طرائفا سوى قلت ف جهورها ما أعابا فخرت و ل تقصر و ل أنت عادم وحامي حاها عاديا ف حرابا لقولك ف أم التي بن حزة رصاص بن يي و غلق دابا أما تعلم أنه قامها بعد ما لقي و هل ريت من جا للوغى و اصطلى با شهابا من أهل المر يا شبل خارق و أثن طفاها جاسرا ل يهابا سواها طفاها أضرمت بعد طفيه لفاس إل بيت الن يقتدى با و اضرمت بعد الطفيتي ألن صحت فصار و هي عن كب السنة تابا و بان لوال المر ف ذا انشحابا رجال بن كعب الذي يتقى با كما كان هو يطلب على ذا تنبت منها ف العتاب: غنيت بعلق الثنا و اغتصابا وليدا تعاتبتوا أنا أغن لنن بأسياف ننتاش العدا من رقابا علي ونا ندفع با كل مبضع
علينا بأطراف القنا اختضابا فإن كانت الملك بغت عرايس و زرق كالسنة الناش انسلبا و ل بعدها الرهاف و ذبل تسي السبايا و الطايا ركابا بن عمنا ما نرتضي الذل غلمه بل شك و الدنيا سريع انقلبنها و هي عالا بأن النايا تنيلها و منها ف وصف الظعائن: فتوق بوبات موف جنابا قطعنا قطوع البيد ل نتشي العدا وكل مهاة متظيها ربابا ترى العي فيها قل لشبل عرائف بكل حلوب الوف ما سد بابا ترى أهلها غب الصباح أن يفلها ورا الفاجر المزوج عفو رضابا لا كل يوم ف الرامي قتائل و من قولم ف المثال الكمية و صدك عمن صد عنك صواب و طلبك ف المنوع منك سفاهة ظهور الطايا يفتح ال باب إذا رأيت أناسا يغلقوا عنك بابم و من قول شبل يذكر انتساب الكعوب إل برجم: جيع البايا تشتكي من ضهادها لشيب و شبان من أولد برجم و من قول خالد يعاتب إخوانه ف موالة شيخ الوحدين أب ممد بن تافراكي الستبد بجابة السلطان بتونس على س لطانا مكفول ة أب إسحاق ابن السلطان أب يي و ذلك فيما قرب من عصرنا: مقالة قوال و قال صواب يقول بل جهل فت الود خالد هريا و ل فيما يقول ذهاب مقالة حب ذات ذهن و ل يكن و ل هرج ينقاد منه معاب تجست معنا نابا ل لاجة حزينة فكر و الزين يصاب و كنت با كبدي و هي نعم صابة جرت من رجال ف القبيل قراب تفوهت بادي شرحها عن مآرب بن عم منهم شايب و شباب بن كعب أدن القربي لدمنا مصافاة ود و اتساع جناب جرى عند فتح الوطن منا لبعضهم كما يعلموا قول بقيه صواب و بعضهم ملنا له عن خصيمه جزاعا و ف جو الضمي كتاب و بعضهمو مرهوب من بعض ملكنا خواطر منها للنيل و هاب و بعضهمو جانا جريا تسمحت نقهناه حت ماعنا به ساب و بعضهمو نظار فينا بسوة مرارا و ف بعض الرار يهاب رجع ينتهي ما سفهناقبيحه غلق عنه ف أحكام السقائف باب و بعضهمو شاكي من أوغاد قادر على كره مول البالقي و دياب فصمناه عنه و اقتضي منه مورد لم ما حططنا للفجور نقاب و نن على داف الدى نطلب العل نفقنا عليها سبقا و رقاب و حزنا حى وطن بترشيش بعدما على أحكام وال أمرها له ناب و مهد من الملك ما كان خارجا بن كعب لواها الغري و طاب بردع قروم من قروم قبيلنا و قمنا لم عن كل قيد مناب جرينا بم عن كل تاليف ف العدا ربيها و خياته عليه نصاب إل أن عاد من ل كان فيهم بمة
و لبسوا من أنواع الرير ثياب و ركبوا السبايا الثمنات من أهلها جاهي ما يغلو با بلب و ساقوا الطايا يالشرا ل نسوا له ضخام لزات الزمان تصاب و كسبوا من أصناف السعايا ذخائر و إل هلل ف زمان دياب و عادوا نظي البمكيي قبل ذا إل أن بان من نار العدو شهاب و كانوا لنا درعا لكل مهمة ملمه و ل دار الكرام عتاب و خلوا الدار ف جنح الظلم و ل اتقوا وهم لو دروا لبسوا قبيح جباب كسوا الي جلباب البهيم لستره ذهل حلمي إن كان عقله غاب كذلك منهم حانس ما دار النبا تن يكن له ف السماح شعاب يظن ظنونا ليس نن بأهلها بالثبات من ظن القبايح عاب خطا هو و من واتاه ف سو ظنه وهوب للف بغي حساب فوا عزوت إن الفت بو ممد بروحه ما يي بروح سحاب و برحت الوغاد منه و يسبوا لقوا كل ما يستاملوه سراب جروا يطلبوا تت السحاب شرائع و ل كان ف قلة عطاه صواب و هو لو عطى ما كان للرأي عارف و إنه باسهام التلف مصاب و إن نن ما نستاملوا عنه راحة عليه و يشي بالفزوع لزاب و إن ما وطا ترشيش يضياق وسعها خنوج عناز هوالا و قباب و إنه منها عن قريب مفاصل ربوا خلف أستار و خلف حجاب و عن فاتنات الطرف بيض غوانج بسن قواني و صوت رباب يتيه إذا تاهوا و يصبوا إذا صبوا يطارح حت ما كأنه شاب يضلوه عن عدم اليمي و ربا و لذة مأكول و طيب شراب بم حازله زمه و طوع أوامر من الود إل ما بدل براب حرام على ابن تافركي ما مضى يلجج ف اليم الغريق غراب و إن كان له عقل رجيح و فطنة كبار إل أن تبقى الرجال كباب و أما البدا ل بدها من فياعل و يمار موصوف القنا و جعاب و يمي با سوق علينا سلعه ندوما و ل يسي صحيح بناب و يسي غلم طالب ريح ملكنا غلطتوا أدمتوا ف السموم لباب أيا واكلي البز تبغوا أدامه و من شعر علي بن عمر بن إبراهيم من رؤساء بن عامر لذا العهد أحد بطون زغبة يعاتب بن عمه التطاولي إل رياسته: إذا كان ف سلك الرير نظام مبة كالدر ف يد صانع و شاء تبارك و الضعون تسام أباحها منها فيه أسباب ما مضى عصاها و ل صبنا عليه حكام غدا منه لم الي حيي و انشطت تبم على شوك القتاد برام و لكن ضميي يوم بان بم إلينا و بي عواج الكانفات ضرام و إل كأبراص التهامي قوادح أتاهم بنشار القطيع غشام و إل لكان القلب ف يد قابض إذا كان ينادي بالفراق و خام لا قلت سا من شقا البي زارن بيحي و حله و القطي لام أل يا ربوع كان بالمس عامر
دجى الليل فيهم ساهر و نيام و غيد تدان للخطا ف ملعب لنا ما بدا من مهرق و كظام و نعم يشوف الناظرين التحامها و لطلق من شرب الها و نعام و عرود باسها ليدعو لسربا ينوح على اطلل لا و خيام و اليوم ما فيها سوى البوم حولا بعي سخينا و الدموع سجام وقفنا با طورا طويل نسالا و سقمي من أسباب إن عرفت أوهام و ل صح ل منها سوى وحش خاطري سلم و من بعد السلم سلم و من بعد ذا تدى لنصور بو علي دخلتم بور غامقات دهام و قولوا له يا بو الوفا كلح رأيكم لا سيلت على الفضا و أكام زواخر ما تنقاس بالعود إنا و ليس البحور الطاميات تعام و ل قمستمو فيها قياسا يدلكم من الناس عدمان العقول لئام و عانوا على هلكاتم ف ورودها قرار و ل دنيا لن دوام أيا عزوة ركبوا الضللة و ل لم مثل سراب فله ما لن تام أل غناهو لو ترى كيف زايهم مواضع ماهيا لم بقام خلو القنا يبغون ف مرقب العل و من زارها ف كل دهر و عام و حق النب و البيت و أركانه العلى يذوقون من خط الكساع مدام لب الليال فيه إن طالت اليا بكل ردين مطرب و حسام و ل بزها تبقى البوادي عواكف عليها من أولد الكرام غلم و كل مسافة كالسد إياه عابر يظل يصارع ف العنان لام و كل كميت يكتعص عض نابه و تولدنا من كل ضيق كظام و تمل بنا الرض العقيمة مدة لا وقت و جنات البدور زحام بالبطال و القود الجان و بالقنا وف سن رمي للحروب علم أتحدن و أنا عقيد نقودها حت يقاضوا من ديون غرام و نن كاضراس الواف بنجعكم يلقى سعايا صايرين قدام مت كان يوم القحط يا مي أبو علي و خلى الياد العاليات تسام كذلك بو حو إل اليسر ابعته و ل يمعوا بدهى العدو زفام و خل رجال ل يرى الضيم جارهم و هم عذر عنه دائما و دوام أل يقيموها و عقد بؤسهم ما بي صحاصيح و ما بي حسام و كم ثار طعنها على البدو سابق لنا أرض ترك الظاعني زمام فت ثار قطار الصوى يومنا على حليف الثنا قشاع كل غيام و كم ذا ييبوا أثرها من غنيمة غدا طبعه يدى عليه قيام و إن جاء خافوه اللوك و وسعوا ما غنت الورقا و ناح حام عليكم سلم ال من لسن فاهم و من شعر عرب نر بنواحي حوران لمرأة قتل زوجها فبعثت إل أحلفه من قيس تغريهم بطلب ثأره تقول: بعي أراع ال من ل رثى لا تقول فتاة الي أم سلمه موجعة كان الشقا ف مالا تبيت بطول الليل ما تألف الكرى بلحظة عي البي غي حالا على ما جرى ف دارها و بو عيالا
فقدنا شهاب الدين يا قيس كلكم أنا قلت إذا ورد الكتاب يسرن أيا حي تسريح الذوائب و اللحى
و نتوا عن أخذ الثار ماذا مقالا و يبد من نيان قلب ذبالا و بيض العذارى ما حيتو جالا
الوشحات و الزجال للندلس و أما أهل الندلس فلما كثر الشعر ف قطرهم و تذبت مناحيه و فنونه و بلغ التنميق فيه الغاية استحدث التأخرون منهم فنا من ه س وه بالوشح ينظمونه أساطا أساطا و أغصانا أغصانا يكثرون من أعاريضا الختلفة .و يسمون التعدد منها بيتا واحدا و يلتزمون عند قواف تلك الغصان و أوزانا متتاليا فيما بعد إل آخر القطعة و أكثر ما تنتهى عندهم إل سبعة أبيات .و يشتمل كل بيت على أغصان عددها بسب الغراض و الذاهب و ينسبون فيها و يدحون كما يفعل ف القصائد .و تاروا ف ذلك إل الغاية و استظرفة الناس جلة الاص ة والكاف ة لسهولة تناوله و قرب طريقه .و كان الخترع لا بزيرة الندلس مقدم بن معافرالفريري من شعراء المي عبد ال بن ممد الروان .و أخذ ذلك عنه أبو عبد ال أحد بن عبد ربه صاحب كتاب العقد و ل يظهر لما مع التأخرين ذكر و كسدت موشحاتما .فكان أول من برع ف هذا الشأن عبادة القزاز شاعر العتصم بن صمادح صاحب الرية .و قد ذكر العلم البطليوسي أنه سع أبا بكر بن زهي يق ول :ك ل الوشاحي عيال على عبادة القزاز فيما أتفق له من قوله: غصن نقا .مسك شم بدر ت .شس ضحا ما أورقا .ما أن ما أت .ما أوضحا قد عشقا .قد حرم ل جرم .من لا و زعموا أنة ل يسبقه وشاح من معاصريه الذين كانوا ف زمن الطوائف .و ذكر غي واحد من الشايخ أن أهل ه ذا الش أن بالن دلس يذكرون أن جاعة من الوشاحي اجتمعوا ف ملس بأشبيلية و كان كل واحد منهم اصطنع موشحة و تأنق فيها فتقدم العمى الطليطل ي للنشاد فلما افتتح موشحته الشهورة بقوله: ضاق عنه الزمان .و حواه صدري ضاحك عن جان .سافرعن در صرف ابن بقي موشحته و تبعه الباقون .و ذكر العلم البطليوسي أنه سع ابن زهر يقول :ما حسدت قط وشاحا على قول إل اب ن بق ي حي وقع له: أطلعه الغرب .فأرنا مثله يا مشرق أما ترى أحد .ف مده العال ل يلحق و كان ف عصرها من الوشحي الطبوعي أبو بكر البيض .و كان ف عصرها أيضا الكيم أبو بكر بن باجة صاحب التلحي العروفة و من الكايات الشهورة أنه حضر ملس مدومه ابن تيفلويت صاحب سرقسطة فألقى على بعض قيناته موشحته الت أولا: وصل الشكر منك بالشكر جرر الذيل أيا جر فطرب المدوح لذلك لا ختمها بقوله: لمي العل أب بكر عقد ال راية النصر فلما طرق ذلك التلحي سع ابن تيفلويت صاح :و اطرباه :و شق ثيابه و قال :ما أحسن ما بدأت و ختمت و حلف بالي ان الغلظ ة ل يشي ابن باجة إل داره إل على الذهب .فخاف الكيم سوء العاقبة فاحتال بأن جعل ذهبا ف نعله و مشى عليه .و ذكر أبو الطاب ب ن زهر أنه جرى ف ملس أب بكر ابن زهي ذكر أب بكر البيض الوشاح التقدم الذكر فغص منه نعض الاضرين فقال كيف تغص من يقول: لول هضيم الوشاح إذا أسا ف الصباح ما لذي شراب راح على رياض القاح ما للشمول لطمت خدي ؟ أو ف الصيل أضحى يقول: غصن اعتدال ضمه بردي و للشمال هبت فمال يا لظة رد نوبا و يا لاه الشنيبا ما أباد القلوبا يشي لنا مستريبا
ل يستحيل فيه عن عهدي برد غليل صب عليل يرجو الوصال و هو ف الصد و ل يزال ف كل حال و اشتهر بعد هؤلء ف صدر دولة الوحدين ممد بن أب الفضل بن شرف .قال السن بن دويدة :رأيت حات بن سعيد على هذا الفتتاح: و ندي شس قاربت بدرا راح و ابن برودس الذي له: بال عودي يا ليلة الوصل و السعود و ا بن مؤهل الذي له: و إنا العيد ف التلقي .مع البيب. ما العيد ف حلة و طاق .و شم و طيب. و أبو إسحاق الروين قال ابن سعيد :سعت أبا السن سهل بن مالك يقول :إنه دخل على ابن زهي و قد أسن و عليه زي البادية إذ ك ان يسكن بصن سبتة فلم يعرفة فجلس حيث انتهى به اللس .و جرت الاضرة فانشد لنفسه موشحة وقع فيها: الفجر على الصباح كحل الدجى يري من مقلة خضر من البطاح و معصم النهر ف حلل فتحرك ابن زهي و قال أنت تقول هذا ؟ قال :اختب ! قال :و من تكون فعرفة ،فقال ارتفع فوال ما عرفتك ،قال ابن سعيد و سابق اللب ة الذي أدرك هؤلء أبو بكر بن زهي و قد شرقت موشحاته و غربت ،قال :و سعت أبا السن سهل بن مالك يقول قيل لبن زهي لو قي ل لك ما أبدع و أرفع ما وقع لك ف التوشيح قال كنت أقول: ما للموله من سكره ل يفيق .يا له سكران .من غي خر .ما للكئيب الشوق .يندب الوطان. بالليج .و ليالينا هل تستعاد .أيامنا الريج .مسك دارينا أو نستفاد .من النسيم البهيج .أن ييينا ؟ أو هل يكاد .حسن الكان روض أظله .دوح عليه أنيق .مورق الفنان .و الاء يري .و عائم و غريق .من جن الريان و اشتهر بعده ابن حيون الذي له من الزجل الشهور قوله: با شئت من يد و عي يفوق سهمه كل حي و ينشد ف القصيد: فليس تل ساع من قتال خلقت مليح علمت رامي ما تعمل يدي بالنبال و تعمل بذي العيني متاعي و اشتهر معهما يومئذ بغرناطة الهر بن الفرس ،قال ابن سعيد ،و لا سع ابن زهر قوله: بنهر حص على تلك الروج ل ما كان من يوم بيج نفض ف حانه مسك التام ث انعطفنا على فم الليج و رداء الصيل ضمه كف الظلم عن عسجد زانه صاف الدام قال ابن زهر :أين كنا نن عن هذا الرداء و كان معه ف بلده مطرف .أخب ابن سعيد عن والده أن مطرفا هذا دخل على ابن الفرس فقام له و أكرمه ،فقال :ل تفغل ! فقال ابن الفرس :كيف ل أقوم لن يقول: فقل كيف تبقى بل وجد قلوب تصاب بألاظ تصيب و بعد هذا ابن خزمون برسية .ذكر ابن الرائس أن يي الزرجي دخل عليه ف ملسه فأنشده موشحة لنفسه فقال له ابن حزمون :ل يكون الوشح بوشح حت يكون عاريا غن التكلف ،قال على مثل ماذا ؟ قال على مثل قول: منك سبيل يا هاجري هل إل الوصال قلب العليل أو هل ترى عن هواك سال
و أبو السن سهل بن مالك بغرناطة .قال ابن سعيد كان والدي يعجب بقوله: عاد برا ف أجع الفق إن سيل الصباح ف الشرق فتداعت نوادب الورق فبكت سحرة على الورق أتراها خافت من الغرق و اشتهر بأشبيلية لذلك العهد أبو السن بن الفضل ،قال ابن سعيد عن والده ،سعت سهل ابن مالك يقول :له يا ابن الفضل ل ك عل ى الوشاحي الفضل بقولك: عشية بأن الوى و انقضى واحسرتا لزمان مضى و بت على جرات الغضى و أفردت بالرغم ل بالرضى و ألثم بالوهم تلك الرسوم أعانق بالفكر تلك الطلول قال و سعت أبا بكر بن الصابون ينشد الستاذ أبا السن الدباج موشحاته غي ما مرة ،فما شنمعتة يقول له ل درك ،إل ف قوله: ما لليل الشوق من فجر قسما بالوى لذي حجر جد الصبح ليس يطرد ما لليلي فيما أظن غد إصح ياليل إنك البد فنجوم السماء ل تسري أو قفصت قوادم النسر و من ماسن موشحات ابن الصابون قوله: أمرضة يا ويلتاه الطبيب ما حال صب ذي ضن و اكتئاب ث اقتدى فيه الكرى بالبيب عامله مبوبه باجتناب ل أبكه أل لفقد اليال جفا جفون النوم لكنن منه كما شاء و شاء الوصال و ذا الوصال اليوم قد غرن بصورة الق و ل بالال فلست باللئم من صدن و اشتهر بب أهل العدوة ابن خلف الزائري صاحب الوشحة الشهورة: يد الصباح قدحت زناد النوار ف مامز الزهر و ابن خرز البجائي و له من موشحة: حباك منه بابتسام ثغر الزمان موافق و من ماسن الوشحات للمتأخرين موشحة ابن سهل شاعر أشبيلية و سبتة من بعدها فمنها قوله: قلب صب حله عن مكنس هل درى ظب المى أن قد حى لعبت ريح الصبا بالقبس فهو ف نار و خفق مثل ما و قد نسج على منواله فيها صاحبنا الوزير أبو عبد ال ابن الطيب شاعر الندلس و الغرب لعصره و قد مر ذكره فقال: يا زمان الوصل بالندلس جادك الغيث إذا الغيث هى ف الكرى أو خلسة الختلس ل يكن وصلك إل حلما ينقل الطو على ما يرسم إذ يقود الدهر أشتات الن مثل ما يدعو الوفود الوسم زمرا بي فرادى و ثنا فثغور الزهر فيه تبسم و اليا قد جلل الروض سن كيف يروي مالك عن أنس و روى النعمان عن ماء السما يزذهي منه بأبى ملبس فكساه السن ثوبا معلما بالدجى لو ل شوس الغرر ف ليال كتمت سر الوى مستقيم السي سعد الثر مال نم الكأس فيها و هوى
أنه مر كلمح البصر وطر ما فيه من غيب سوى هجم الصبح هجوم الرس حي لذ النوم منا أو كما أثرت فينا عيون النرجس غارت الشهب بنا أو ربا فيكون الروض قد مكن فيه أي شيء لمرئ قد خلصا أمنت من مكره ما تتقيه تنهب الزهار فيه الفرصا و خل كل خليل بأخيه فإذا الاء يناجي و الصا يكتسي من غيظيه ما يكتسي تبصر الورد غيورا برما يسرق الدمع بأذن فرس و ترى الس لبيبا فهما و بقلب مسكن أنتم به يا أهيل الي من وادي الغضا ل أبال شرقه من غربه ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا تنقذوا عانيكم من كربه فأعيدوا عهد أنس قد مضى يتلشى نفسا ف نفس و اتقوا ال احيوا مغرما أفترضون خراب البس حبس القلب عليكم كرما بأحاديث الن و هو بعيد و بقلب منكم مقترب شقوة الغرى به و هو سعيد قمر أطلع منه الغرب ف هواه بي وعد و وعيد قد تساوي مسن أو مذنب جال ف النفس مال النفس ساحر القلة معسول اللمى بفؤادي نبلة الفترس سدد السهم فأصمى إذ رمى و فؤاد الصب بالشوق يذوب إن يكن جار و خاب المل ليس ف الب لبوب ذنوب فهو للنفس حبيب أول ف ضلوع قد براها و قلوب أمره معتمل متثل ل يراقب ف ضعاف النفس حكم اللحظ با فاحتكما و يازي الب منها و السي ينصف الظلوم من ظلما عادة عيد من الشوق جديد ؟ ما لقلب كلما هبت صبا قوله إن عذاب لشديد كان ف اللوح له مكتتبا فهو للشجان ف جهد جهيد جلب الم له و الوصبا فهي نار ف هشيم اليبس لعج ف أضلعي قد أضرما كبقاء ألصبح بعد الغلس ل يدع من مهجت إل الدما و اعتبي الوقت برجعى و متاب سلمي يا نفس ف حكم القضا بي عتب قد تقضت و عتاب و اتركي ذكرى زمان قد مضى ملهم التوفيق ف أم الكتاب و اصرف القول إل الول الرضى أسد السرج و بدر اللس الكري النتهى و النتمى ينل الوحي يروح القدس ينل النصر عليه مثلما و أما الشارقة فالتكلف ظاهر على ما عانوه من الوشحات .و من أحسن ما وقع لم ف ذلك موشحة ابن سناء اللك الت اشتهرت شرقا و غربا و أولا: عن العذار حبيب ارفع حجاب النور
ف جلنار تنظر السك على كافور باللى و اجعلي كللي يا سحب تيجان الرب سوارها منعطف الدول و لا شاع فن التوشيح ف أهل الندلس ،و أخذ به المهور .لسلسته و تنميق كلمه و ترصيع أجزائه ،نسجت العامة من أهل المص ار على منواله .و نظموا ف طريقته بلغتهم الضرية من غي أن يلتزموا فيها إعرابا .iو استحدثوا فنا سوه يالزجل ،و التزموا النظم في ه عل ى مناحيهم لذا العهد ،فجاءوا فيه بالغرائب و اتسع فيه للبلغة مال بسب لغتهم الستعجمة. و أول من أبدع ف هذه الطريقة .الزجلية أبو بكر بن قزمان .و إن كانت قيلت قبله بالندلس ،لكن ل يظهر حلها ،و ل انسبكت معانيها و اشتهرت رشاقتها إل ف زمانه .و كان لعهد اللثمي ،و هو إمام الزجالي على الطلق .قال ابن سعيد :و رأيت أزجاله مروي ة ببغ داد أكثر ما رأيتها بواضر الغرب .قال :و سعت أبا السن بن جحدر الشبيلي ،إمام الزجالي ف عصرنا يقول: ما وقع لحد من أئمة هذا الشأن مثل ما وقع لبن قزمان شيخ الصناعة ،و قد خرج إل منتزه مع بعض أصحابه ،فجلسوا تت عري ش و أمامهم تثال أسد من رخام يصب الاء من فيه على صفائح من الجر متدرجة فقال: بال رواق و عريش قد قام على دكان من غلظ ساق و أسد قد ابتلع ثعبان بيه الفراق و فتح فمه بال إنسان و ألقى الصياح و انطلق من ث على الصفاح و كان ابن قزمان ،مع أنه قرطب الدار .كثيا ما يتردد إل إشبيلية و نيتاب نرها ،فاتفق أن اجتمع ذات يوم جاعة من أعلم هذا الشأن .و قد ركبوا ف النهر للنهة .و معهم غلم جيل الصورة من سروات أهل البلد و بيوتم .و كانوا متمعي ف زورق للصيد ،فنظموا ف وصف الال ،و بدأ منهم عيسى البليدي فقال: و قد ضمن عشقو لشهماتو يطمع باللص قلب و قد فاتو يغلق و كذاك أمر عظيم صاباتو تراه قد حصل مسكي ملتو وذيك الفون الكحل أبلتو توحش الفون الكحل إن غابو ث قال أبو عمرو بن الزاهر الشبيلي: ترى ايش دعاه يشقى و يتعذب نشب و الوى من ل فيه ينشب و خلق كثي من ذا اللعب ماتوا مع العشق قام ف بالوان يلعب ث قال أبو السن القري الدان: شراب و ملح من حول قد طافوا نار مليح يعجب أوصافو و البوري أخرى فقلتو و القلي يقول من فوق صفصافو ث قال أبو بكر بن مرتي: ف الواد النيه و البوري و الصياد الق تريد حديث بقال عاد قلوب الورى هي ف شبيكاتو لسنا حيتان ذيك الذي يصطاد ث قال أبو بكر بن قزقان: ترى البوري يرشق لذاك اليها إذا شر كمامو يرميها إل أن يقبل بدياتو و ليس مرادو أن يقع فيها و كان ف عصرهم يشرق الندلس ملف السود ،و له ماسن من الزجل منها قوله: و ردن ذا العشق لمر صعب قد كنت منشوب و اختشيت النشب تنتهي ف المر إلا تنتهي حت تنظر الد الشريق البهي
تنظر با الفضة و ترجع ذهب يا طالب الكيميا ف عين هي و جاءت .بعدهم حلبة كان سابقها مدغليس ،وقعت له العجائب ف هذه الطريقة ،فمن قوله ف زجله الشهور: و شعاع الشمس يضرب و رذاذ دق ينل و ترى الخر يذهب فترى الواحد يفضض و الغصون ترقص و تطرب و النبات يشرب و يسكر ث تستحي و ترب و تريد تي إلينا و من ماسن أزجاله قوله: فقم بنا ننع الكسل لح الضيا و النجوم حيارى أحلى هي عندي من العسل شربت مزوج من قراعا قلدك ال با تقول يا من يلمن كما تقلد و أنه يفسد العقول يقول بان الذنوب تولد ايش ما ساقك معي ف ذا الفضول لرض الجاز موريكن لك أرشد و دعن ف الشرب منهمل مر أنت للحج و الزيارا النية أبلغ من العمل من ليس لو قدره و ل استطاع و ظهر بعد هؤلء بأشبيلية ابن جحدر الذي فضل على الزجالي ف فتح ميورقة بالزجل الذي أوله هذا: أنا بري من يعاند الق من عاند التوحيد بالسيف يحق قال ابن سعيد لقيتة و لقيت تلميذة العمع صاحب الزجل الشهور الذي أوله: أفتل اذنو بالرسيل يا ليتن ان رأيت حبيب و سرق فم الجيل ليش أخذ عنق الغزيل ث جاء من بعدهم أبو السن سهل بن مالك إمام الدب ،ث من بعدهم لذه العصور صاحبنا الوزير أبو عبد ال بن الطيب إمام النظ م و النثر ف اللة السلمية غي مدافع ،فمن ماسنه ف هذه الطريقة: ما خلق الال إل أن يبدد امزج الكواس و املل تدد و من قوله على طريقة الصوفية و ينحو منحى الششتري منهم: اختلطت الغزول بي طلوع و بي نزول و بقي من ل يزول و مضى من ل يكن و من ماسنه أيضا قوله ف ذلك العن: و حي حصل ل قربك سببت قارب البعد عنك يا بن أعظم مصايب و كان لعصر الوزير ابن الطيب بالندلس ممد بن عبد العظيم من أهل وادي آش ،و كان إماما ف هذه الطريقة و له من زجل يعارض به مدغليس ف قوله: لح الضياء و النجوم حيارى بقوله: مذ حلت الشمس ف المل حل الون يا أهل الشطارا ل تعلوا بينها ثل تددوا كل يوم خلعا على خضورة ذاك النبات إليها يتخلعوا ف شنبل أحسن عندي من ذيك الهات و حل بغداد و اجتياز النيل ان مرت الريح عليه و جات و طاقتها أصلح من أربعي ميل و ل بقدار ما يكتحل ل تلتق الغبار امارا
إل و نسرح فيه النحل و كيف ولش فيه موضع رقاعا و هذه الطريقة الزجلية لذا العهد هي فن العامة بالندلس من الشعر .و فيها نظمهم حت أنم لينظمون با ف سائر البحور المسة عش ر، لكن بلغتهم العامية و يسمونه الشعر الزجلي مثل قول شاعرهم: و أنت ل شفقة و ل قلب يلي دهر ل نعشق جفونك و سني صنعة السكة بي الدادين حت ترى قلب من أجلك كيف رجع و الطارق من شال و من يي الدموع ترشرش و النار تلتهب و أنت تغزو قلوب العاشقي خلق ال النصارى للغزو و كان من اليدين لذه الطريقة لول هذه الائة الديب أبو عبد ال اللوشي و له فيها قصيدة يدح فيها السلطان ابن الحر: و نضحكو من بعدما نطربو طل الصباح قم يا نديي نشربو ف ميلق الليل فقم قلبو سبيكة الفجر أحكت شفق فضة هو لكن الشفق ذهبو ترى عيارها خالص أبيض نقي نور الفون من نورها يكسبو فتنتفق سكتوا عند البشر عيش الغن فيه بال ما أطيبو فهو النهار يا صاحب للمعاش على سرير الوصل يتقلبو والليل أيضا للقبل و العناق ولش ليفلت من يديه عقربو جاد الزمان من بعدما كان بيل يشرب بيننو و ياكل طيبو كما جرع مرو فما قد مضى ف الشرب و العشق ترى ننجبو قال الرقيب يا أدبا إيش ذا فقلت يا قوم من ذا تتعجبوا و تعجبوا عذال من ذا الب علش تكفروا بال أو تكتبوا نعشق مليح ال رقيق الطباع يفض بكرو و يدع ثيبو ليش يربح السن إل شاعر أديب على الذي ما يدري كيف يشربو أما الكاس فحرام نعم هو حرام يقدر يسن الفاظ أن يلبوا و يد الذي يسن حسابه و ل يغفر ذنوبم لذا إن أذنبوا و أهل العقل و الفكر و الون و قلب ف جر الغضى يلهبو ظب بي فيها يطفي المر و بالوهم قبل النظر يذهبوا غزال بي ينظر قلوب السود و يفرحوا من بعدما يندبوا ث يييهم إذا ابتسم يضحكوا خطيب المة للقبل يطبو فميم كالات و ثغر نقي قد صففه الناظم و ل يثقبو جوهر و مرجان أي عقد يا فلن من شبهه بالسك قد عيبو و شارب أخضر يريد لش يريد ليال هجري منه يستغربوا يسبل دلل مثل جناح الغراب ما قط راعي للغنم يلبوا على بدن أبيض بلون الليب ديك الصليا ريت ما أصلبو و زوج هندات ما علمت قبلها من رقتو يفي إذا تطلبوا تت العكاكن منها خصر رقيق جديد عتبك حق ما أكذبو أرق هو من دين فيما تقول من يتبعك من ذا و ذا تسلبوا أي دين بقا ل معاك و أي عقل جي ينظر العاشق و حي يرقبو تمل ارداف ثقال كالرقيب
ف طرف ديسا و البشر تطلبو ان ل ينفس عدر أو ينقشع و حي تغيب ترجع ف عين تبو يصي إليك الكان حي تي أو الرمل من هو الذي يسبو ماسنك مثل خصال المي من فصاحة لفظه يتقربو عماد المصار و فصيح العرب و مع بديع الشعر ما أكتبو بمل العلم انفرد و العمل و ف الرقاب بالسيف ما أضربو ففي الصدور بالرمح ما أطعنه فمن يعد قلب أو يسبو من السماء يسد ف أربع صفات الغيث جودو و النجوم منصبو الشمس نورو و القمر هتو الغنيا و الند حي يركبوا يركب جواد الود و يطلق عنان منه بنات العال تطيبوا من خلعتو يلبس كل يوم بطيب قاصد و وارد قط ما خيبوا نعمتو تظهر على كل من ييه لش يقدر الباطل بعدما يجبو قد أظهر الق و كان ف حجاب من بعد ما كان الزمان خربو و قد بن بالسر ركن التقى فمع ساحة وجهو ما أسيبو تاف حي تلقاه كما ترتيه غلب هو ل شي ف الدنيا يغلبو يلقى الروب ضاحكا و هي عابسة فليس شيء يغن من يضربو إذا جبد سيفه ما بي الردود للسلطنة اختار و استنخبو و هو سي الصطفى و الله يقود جيوشو و يزين موكبو تراه خليفة أمي الؤمني نعم و ف تقبيل يديه يرغبوا لذي المارة تضع الرؤوس يطلعوا ف الد و ل يغربوا ببيته بقى بدور الزمان و ف التواضع و اليا يقربوا و ف العال و الشرف يبعدوا و أشرقت شسه و لح كوكبو و ال يبقيهم ما دار الفلك يا شس خدر مالا مغربو و ما يغن ذا القصيد ف عروض ث استحدث أهل المصار بالغرب فنا iآخر من الشعر ،ف أعاريض مزدوجة موشح ،نظموا فيه بلغتهم الضرية أيضا و سوه عروض البلد ،و كان أول من حدثه فيهم رجل من أهل الندلس نزل بفاس يعرف بابن عمي .فنظم قطعة بطريقة الوشح و ل يرج فيه ا ع ن م ذاهب العراب إل قليل مطلعها: على الغصن ف البستان قريب الصباح ان بشاطي النهر نوح المام و ماء الندى يري بثغر القاح السحر يحو مداد الظلم كثي الواهر ف نور الوار جرت الرياض و الطل فيها افتراق ياكي ثعابي حلقت بالثمار مع النواعي ينهرق انراق و دار الميع بالروض دور السوار بالغصون خلخال على كل ساق و يمل نسيم السك عنها رياح الندى ترق جيوب الكمام و جر النسيم ذيلو عليها و فاح الصبا يطلى بسك الغمام قد ابتلت ارياشو بقطر الندى و يطي المام بي الورق ف القضيب قد التف من توبو الديد ف ردا تنوح مثل ذاك الستهام الغريب ينظم سلوك جوهر و يتقلدا و لكن با أحر و ساقو خضيب
جناحا توسد و التوى ف جناح جلس بي الغصان جلسة الستهام منها ضم منقاره لصدره و صاح و صار يشتكي ما ف الفؤاد من غرام أراك ما تزال تبكي بدمع سفوح قلت يا حام احرمت عين الجوع بل دمع نبقى طول حيات ننوح قال ل بكيت حت صفت ل الدموع ألفت البكا و الزن من عهد نوح على فرخ طار ل ل يكن لو رجوع انظر جفون صارت بال الراح كذا هو الوفا و كذا هو الزمام يقول عنان ذا البكا و النواح و أنتم من بكى منكم إذا ت عام كنت تبكي و ترثي ل بدمع هتون قلت يا حام لو خضت بر الضن ما كان يصي تتك فروع الغصون و لو كان بقلبك ما بقلب أنا حت ل سبيل جله تران العيون اليوم نقاسي الجر كم من سنا أخفان نول عن عيون اللواح و ما كسا جسمي النحول و السقام و من مات بعد يا قوم لقد استراح لو جتن النايا كان يوت ف القام من خوف عليه ودا النفوس للفؤاد قال ل لو رقدت لوراق الرياض طوق العهد ف عنقي ليوم التناد و تضبت من دمعي و ذاك البياض بأطراف البلد و السم صار ف الرماد أما طرف منقاري حديثو استفاض فاستحسنه أهل فاس و ولعوا به و نظموا على طريقته .و تركوا العراب الذي ليس من شأنم ،و كثر ساعه بينهم و استفحل فيه كثي منهم و نوعةه أصنافا إل الزدوج و الكازي و اللعبة و الغزل .و اختلفت أساؤها باختلف ازدواجها و ملحظاتم فيها .فمن الزدوج ما قاله ابن شجاع من فصولم و هو من أهل تازا: يبهي وجوها ليس هي باهيا الال زينة الدنيا و عز النفوس ولوه الكلم و الرتبة العاليا فها كل من هو كثي الفلوس و يصغر عزيز القوم اذ يفتقر يكب من كثر مالو و لو كان صغي و كاد ينفقع لول الرجوع للقدر من ذا ينطبق صدري و من ذا تغي لن ل أصل عندو و ل لو خطر حت يلتجي من هو ف قومو كبي و يصبغ عليه ثوب فراش صافيا لذا ينبغي يزن على ذي العكوس و صار يستفيد الواد من الساقيا اللي صارت الذناب أمام الرؤوس ما يدروا على من يكثروا ذا العتاب ضعف الناس على ذا و فسد ذا الزمان و لو رأيت كيف يرد الواب اللي صار فلن يصبح بو فلن أنفاس السلطي ف جلود الكلب عشنا و السلم حت رأينا عيان هم ناحيا و الد ف ناحيا كبار النفوس جدا ضعاف السوس و جوه البلد و العمدة الراسيا يرو أنم و الناس يروهم تيوس و من مذاهبهم قول ابن شجاع منهم ف بعض مزدوجاته: اهل يا فلن ل يلعب السن فيك تعب من تبع ذا الزمان قليل من عليه تبس و يبس عليك ما منهم مليح عاهد إل و خان و يستعمدوا تقطيع قلوب الرجال يهبوا على العشاق و يتمنعوا و ان عاهدوا خانوا على كل حال و ان واصلوا من حينهم يقطعوا و صيت من خدي لقدمو نعال مليح كان هويتو وشت قلب معو
و قلت لقلب اكرم لن حل فيك و مهدت لو من وسط قلب مكان فل بد من هول الوى يعتريك و هون عليك ما يعتريك من هوان فلو كان يرى حال اذا يبصرو حكمتوا علي و ارتضيت بو أمي مرديه و يتعطس بال انرو يرجع مثل در حول بوجه الغدير و يفهم مرادو قبل أن يذكرو و تعلمت من ساعا بسبق الضمي عصر ف الربيع أو ف الليال يريك و يتل ف مطلو لوان كان وايش ما يقل يتاج لو ييك و يشي بسوق كان و لو باصبهان حت أتى على آخرها. و كان منهم علي بن الؤذن بتلمسان ،و كان لذه العصور القريبة من فحولم بزرهون من ضواحي مكناسة رجل يعرف بالكفيف .أبدع ف مذاهب هذا الفن .و من أحسن ما علق له بحفوظي قوله ف رحلة السلطان أب السن و بن مرين إل أفريقية يصف هزيتهم ب القيوان .و يعزيهم عنها و يؤنسهم با وقع لغيهم بعد أن عيبهم على غزاتم إل إفريقية ف ملعبة من فنون هذه الطريقة يقول ف مفتتحها .و هو م ن أبدع مذاهب البلغة ف الشعار بالقصد ف مطلع الكلم و افتتاحه و يسمى براعة الستهلل: و نواصيها ف كل حي و زمان سبحان مالك خواطر المرا و ان عصيناه عاقب بكل هوان ان طعناه أعظم لنا نصرا إل أن يقول ف السؤال عن جيوش الغرب بعد التخلص: فالراعي عن رعيته مسؤول كن مرعى قل و ل تكن راعي للسلم و الرضا السن الكمول و استفتح بالصلة على الداعي و اذكر بعدهم اذا تب و قول على اللفاء الراشدين و التباع ودوا سرح البلد مع السكان أحجاجا تللوا الصحرا وين سارت بوعزاي السلطان عسكر فاس النية الغرا و قطعتم لو كلكل البيدا أحجاج بالنب الذي زرت التلوف ف افريقيا السودا عن جيش الغرب حي يسألكم و يدع برية الجاز رغدا و من كان بالعطايا يزودكم و يعجز شوط بعدما يفان قام قل للسد صادف الزرا أي ما زاد غزالم سبحان و يزف كر دوم تب ف الغبا و بلد الغرب سد السكندر لو كان ما بي تونس الغربا طبقا بديد أو ثانيا بصفر مبن من شرقها إل غربا أو يأت الريح عنهم بفرد خب ل بد الطي أن تيب نبا لو تقرا كل يوم على الديوان ما أعوصها من أمور و ما شرا و هوت الراب و خافت الغزلن لرت بالدم و انصدع حجرا و تفكر ل باطرك جعا أدرل بعقلك الفحاص عن السلطان شهر و قبله سبعا ان كان تعلم حام و ل رقاص و علمات تنشر على الصمعا تظهر عند الهيمن القصاص مهولي ل مكان و ل امكان ال قوم عاريي فل سترا و كيف دخلوا مدينة القيوان ما يدروا كيف يصوروا كسرا قضية سينا إل تونس امولي أبو السن خطينا الباب
واش لك ف اعراب افريقيا القوبس فقنا كنا على الريد و الزاب الفاروق فاتح القرى الولس ما بلغك من عمر فت الطاب و فتح من افريقيا و كان ملك الشام و الجاز و تاج كسرى و نقل فيها تفرق الخوان رد ولدت لو كره ذكرى صرح ف افريقيا بذا التصريح هذا الفاروق مردي العوان و فتحها ابن الزبي عن تصحيح و بقت حى إل زمن عثمان مات عثمان و انقلب علينا الريح لن دخلت غنائمها الديوان و بقي ما هو للسكوت عنوان و افترق الناس على ثلثة أمرا اش نعمل ف أواخر الزمان اذا كان ذا ف مدة البارا و ف تاريخ كأنا و كيوانا و أصحاب الضر ف مكناساتا شق و سطيح و ابن مرانا تذكر ف صحتها أبياتا لدا و تونس قد سقط بنيانا ان مرين إذا تكف براياتا عيسى بن السن الرفيع الشان قد ذكرنا ما قال سيد الوزرا لكن إذا جاء القدر عميت العيان قال ل رأيت و أنا بذا أدري من حضرة فاس إل عرب دياب و يقول لك ما دهى الرينيا سلطان تونس و صاحب البواب أراد الول بوت ابن يي ث أخذ ف ترحيل السلطان و جيوشه ،إل آخر رحلته و منتهى أمره ،مع أعراب إفريقية .و أتى فيها بكل غريبة من اليداع .و أم ا أه ل تونس فاستحدثوا فن اللعبة أيضا على لغتهم الضرية ،إل أن أكثره رديء و ل يعلق بحفوظي منة شيء لرداءته. الوشحات و الزجال ف الشرق و كان لعامة بغداد أيضا فن من الشعر يسمونه الواليا ،و تته فنون كثية يسمون منها القوما ،و كان و كان ،و منه مفرد و منه ف بيتي ،و يسمونه دوبيت على الختلفات العتبة عندهم ف كل واحد منها ،و غالبها مزدوجة من أربعة أغصان .و تبعهم ف ذلك أهل مصر القاهرة و أتوا فيها بالغرائب .و تبحروا فيها ف أساليب البلغة بقتضى لغتهم الضرية ،فجاؤوا بالعجائب .و رأيت ف ديوان الصفي الل ي م ن كلمه أن الواليا من بر البسيط ،و هو ذو أربعة أغصان و أربع قواف ،و يسمى صوتا و بيتي .و أنه من مترعات أهل واسط ،و أن كان و كان فهو قافية واحدة و أوزان متلفة ف أشطاره :الشطر الول من البيت أطول من الشطر الثان و ل تكون قافيته إل مردفة برف العلة و أنه من مترعات البغداديي .و أنشد فيه لنا: بغمز الواجب حديث تفسي و منو أوبو ،و أم الخرس تعرف بلغة الرسان .انتهى كلم الصفي .و من أعجب ما علق بفظى منه ق ول شاعرهم: و الدما تنضح هذي جراحي طريا ف الفل يرح و قاتلي يا أخيا قلت ذا أقبح قالوا و ناخذ بثارك يكون أصلح إل جرحت يداوين و لغيه: فقلت مفتون ل ناهب ول سارق طرقت باب البا قالت من الطارق رجعت حيان من بر أدمعي غارق تبسمت لح ل من ثغرها بارق و لغيه: و ان شكوت الوى قالت فديتك العي عهدي با و هي ل تأمن علي البي
ذكرتا العهد قالت لك على دين
لن يعاين لا غيي غلم الزين و لغيه ف وصف الشيش: تغن عن المر و المار و الساقي دي خر صرف الت عهدي با باقي خبيتها ف الشى طلت من احداقي قحبا و من قحبها تعمل على احراقي و لغيه: كم توجع القلب بالجران أوه أح يا من و صالو لطفال البة بح كل الورى كخ ف عين و شخصك دح أودعت قلب حوحو و التصب بح و لغيه: جودي علي بقبلة ف الوى يا مي ناديتها و مسيب قد طوان طي ما ظن ذا القطن يغشى فم من هو حي قالت و قد كوت داخل فؤادي كي و لغيه: ماط اللثام تبدي بدر ف شرقه ران ابتسم سبقت سحب أدمعي برقه رجع هدانا بيط الصبح من فرقه اسبل دجى الشعرتاه القلب ف طرقه و لغيه: وقف على منل أحباب قبيل الفجر يا حادي العيس ازجر بالطايا زجر ينهض يصلي على ميت قتيل الجر و صيح ف حيهم يا من يريد الجر و لغيه: ترعى النجوم و بالتسهيد اقتاتت عين الت كنت ارعاكم با باتت و سلوت عظم ال أجركم ماتت و أسهم البي صابتن و ل فاتت و لغيه: غزال يبلى السود الضاريا بالفكر هويت ف قنطرتكم يا ملح الكر وان تلل فما للبدر عندو ذكر غصن اذا ما انثن يسب البنات البكر و من الذي يسمونه دوبيت: أن يبعث طيفه مع السحار قد اقسم من أحبه بالباري ليل فعساه يهتدي بالنار يا نار أشواقي به فاتقدي و اعلم أن الذواق كلها ف معرفة البلغة إنا تصل لن خالط تلك اللغة و كثر استعماله لا و ماطبته بي أجيالا حت يصل ملكتها كم ا قلناه ف اللغة العربية .فل يشعر الندلس بالبلغة الت ف شعر أهل الغرب و ل الغرب بالبلغة الت ف شعر أهل الن دلس و الش رق و ل الشرقي بالبلغة الت ف شعر الندلس و الغرب .لن اللسان الضري و تراكيبه متلفة فيهم .و كل واحد منهم مدرك لبلغة لغت ه و ذائق لاسن الشعر من أهل جلدته و ف خلق السماوات والرض و اختلف ألسنتكم و ألوانكم آيات للعالي و قد كدنا نرج عن الغرض. و جاء مصليا خلفه منهم ابن رافع ،رأس شعراء الأمون ابن ذي النون صاحب طليطلة .قالوا و قد أحسن ف ابتدائه ف موشحته الت طارت له حيث يقول: و سقت الذانب رياض البساتي العود قد ترن بأبدع تلحي و ف انتهائه حيث يقول: مروع الكتائب يي بن ذي النون تطر و ل تسلم عساك الأمون ث جاءت اللبة الت كانت ف دولة اللثمي ،فظهرت لم البدائع ،و سابق فرسان حلبتهم العمى الطليطلي ،ث يي بن بقي ،و للطليطل ي من الوشوحات الهذبة قوله:
صبي و ف العال أشجان كيف السبيل إل بالرد النواعم قد بان و الركب وسط الفل
خاتة و لذلك عزمنا أن نقبض العنان عن القول ف هذا الكتاب الول الذي هو طبيعة العمران و ما يعرض فيه و قد استوفينا من مسائله ما حسيناه كفاية له .و لعل من يأت بعدنا من يؤيده ال بفكر صحيح و علم مبي يغوف من مسائله على أكثر ما كتبنا فليس عل ى مس تنبط الف ن إحصاء مسائله و إنا عليه تعيي موضع العلم و تنويع فصوله و ما يتكلم فيه و التأخرون يلحقون السائل من بعده شيئا فشيئا إل أن يكمل. و ال يعلم و أنتم ل تعلمون. قال مؤلف الكتاب عفى ال عنه :أتمت هذا الزء الول الشتمل على القدمة بالوضع و التأليف قبل التنقيح و التهذيب ف مدة خسة أشهر آخرها منتصف عام تسعة و سبعي و سبعمائة .ث نقحته بعد ذلك و هذبته و القت به تواريخ المم كما ذكرت ف أوله و شرطته .و م ا العلم إل من عند ال العزيز الكيم.