العرب وليبيا ،،والحلقة المفقودة في األمن العالمي تبدو المنطقة العربية مطلع هذا العام 4102فراغا سياسيا فعليا ،وخسارة أمنية لرعياها ومواطنيها التائهين بين أحالم التغيير المتبخرة وهيمنة أنظمة تعيش خارج الزمان.. األزمة التي افتعلها الغرب في أوكرانيا لجس نبض روسيا والتي قابلتها موسكو من جهتها بأعمال استفزازية واضحة ،ولكنها محسوبة، اثبت خروج الجسم العربي من دائرة حسابات الربح والخسارة في المعادلة الدولية رغم بعده منطقة الصراع من حول شبه جيرة القرم, الدول العربية سواء المتخبطة في "فساتين ثوراتها الربيعية" أو تلك التي تترنح تحت تهديد التغيير الموعود أبدت سلبية تامة وعمى سياسيا في التعامل مع ما تشهده شرق أوروبا من اعتى أزمة على اإلطالق تمر بها القارة منذ انهيار جدار برلين( وفق وليام هيغ -وزير خارجية بريطانيا) في محاولته االستحواذ ،في حركة خاطفة،على أوكرانيا اصطدم الغرب بقوة بحسابات روسية لم يضع لها المخططون في بروكسل وواشنطن أية حسابات على األرجح. لقد بدأت األزمة في أوكرانيا عندما حرٌك االتحاد األوروبي أنصاره في كيي بعد رفض الحكومة األوكرانية التوقيع على اتفاقية للشراكة مع االتحاد األوروبي تمنح أوكرانيا مزايا متواضعة في الواقع ولكنها تفصلها عن خطة" االتحاد الجمركي" التي كان يخطط لها الرئيس بوتين لمواجهة المخطط االندماجي األوروبي على مشارف حدود روسيا. لقد سقطت الخطوة األوروبية ،إلى غاية اآلن ،على األقل كما إن خطة بوتين انهارت أمام تحركت ساحة "ميدان" في كييف. الدول الغربية مجتمعة من الواليات المتحدة الى استراليا وكندا واالتحاد األوروبي عززت من تحالفها السياسي واألمني بفعل هذه التطورات فيما نأت الصين بنفسها عن االنحياز المطلق ألي طرف وتحصلت روسيا على دعم من حلفاء تقليديين لها مثل فنيزويال وكوبا اللتين تواجهان نفس الحصار الغربي على خالف ذلك أبدت األطراف العربية ارتعاشا مثيرا يعكس ما آلت إليه األوضاع في بالدنا العربية التي باتت دون "بوصلة" ومن دون ثقل جيو-استراتيجي يذكر في عالم تحكمه المصالح االقتصادية قبل كل شيئ ال يفتقد العرب لوسائل الضغط االقتصادي سواء في مجال الطاقة والمحروقات أو في مجال االحتياطي المالي لبعض من دولهم او المنشئات والمرافق الحيوية مثل قناة السويس وجبل طارق وخليج عدن ...وغيرها. اال إنهم يفتقدون إلى العنصر المؤسس ألية قوة مؤثرة وهي الرؤية المحددة لمصالحهم أوال والتي غابت أو تم تغييبها بشكل مطلق... يبدو العرب غير قادرين ال على تحديد موقف مؤيد للغرب بسبب وقاحة التعامل الغربي بالكيل بمكيالين وإعالنه حالة الفزع بسبب مجرد تلويح روسي بخرق السيادة األوكرانية في حين رمت إسرائيل ألكثر من نصف قرن من الزمان بالسيادات العربية واإلسالمية (في القدس)عرض الحائط دون أن تحرك ساكنا. المسالة تتجاوز ذلك بشكل كبير(...). لقد خطط الغرب في الوقع لعزل روسيا مثل ما خططت روسيا لعزل الغرب وفعلت ذلك بقوة ونجحت في سوريا وإيران وسوف تستمر. الغرب بحاجة إلى موسكو كسوق للطاقة وسوق تجارية لمنتجاته وبيع معداته وبحاجة ماسة إليها في مسائل محددة أخرى وأكثر خطورة وهي جر الدب الروسي في متاهة ثانوية وتلهيته إلحكام السيطرة الغربية على المنطقة العربية وثروتها الهائلة ،من جهة وعدم عرقلة جهود الناتو في اإلبقاء على حضوره في أفغانستان رغم خطط االنسحاب الوهمية المعلنة. في الحالتين تتفهم روسيا جيدا المصالح الغربية وتمتنع عن مناصبة العداء إلسرائيل وتعد بعدم إثارة البالبل العام المقبل في أفغانستان(...). كما ان روسيا (مثل الصين) باتت اليوم تمتلك قدرات مرعبة في شن الحرب الرقمية الي تفوق في اثارها الحرب النووية نفسها وهي مسالة يتكم عنها الغرب خوفا من إثارة الراي العام.