اإليكونوميست :المشهد في ليبيا يتجه صوب مزيد من االضطراب 4141/3/41 رصدت مجلة "اإليكونوميست" البريطانية معطيات المشهد في ليبيا ،محذرة من اتجاه البالد صوب مزيد من االضطراب .ونوهت -في تقرير على موقعها اإللكتروني -عن قيام جماعة تطلق على نفسها اسم "المكتب السياسي إلقليم برقة" شرق ليبيا بحصار موانئ نفطية أساسية بالبالد التي تعتمد النفط مصدرا أساسيا للدخل ،مشيرة الى أن هذه الجماعة تذرعت بادئ األمر بالتصدي لعمليات نصب واحتيال تتعرض لها الصادرات النفطية للبالد ،إال أن طموحاتها اتسعت بعد ذلك لتتحدى الحكومة المركزية مؤخرا بشحن ناقلة تحمل علما كوريا قبل يومين بـ 431ألف برميل نفط خام بقيمة 31مليون دوالر تقريبا. ورصدت المجلة إقالة المؤتمر الوطني العام في ليبيا لرئيس الوزراء علي زيدان من منصبه إثر فشله في الحيلولة دون هروب الناقلة محملة بالنفط الليبي .كما رصدت "اإليكونوميست" تحركا من جانب ميليشيات محلية قوية موالية للسلطات الليبية تتجه صوب الشرق قادمة من مدينة "سرت" الساحلية التي تتوسط المسافة بين طرابلس وبنغازي .ونوهت المجلة البريطانية عن إمهال السلطات الليبية لالنفصاليين المسلحين مدة أقصاها أسبوعين لرفع هؤالء أيديهم عن الموانئ النفطية التي يحاصرونها ،محذرة من اتجاه المشهد لالضطراب ،وقالت إنه ال وجه للمقارنة بين قوة هؤالء االنفصاليين وقوات السلطات المسلحة على نحو أفضل ،كما أن هؤالء االنفصاليين في برقة ليس لديهم االستعداد لحرب أهلية شاملة أخرى ،ال سيما وأن خصومهم أثقل عتادا ..لكن ثمة خطرا في أن تبالغ السلطات في طرابلس في تأكيد سلطاتها إلى درجة تستثير التمرد في الشرق. واعتبرت "اإليكونوميست" إقالة المؤتمر الوطني لزيدان بمثابة تأكيد من جانب المؤتمر على انفراده باليد الطولى في السلطة ..لكن هذا المؤتمر منقسم عبر خطوط فصائلية وليس لديه الكثير من األدوات التي يفرض بها أوامره ..وأشارت المجلة في هذا الصدد إلى تمكن هرب زيدان رغم إدانته من قبل المؤتمر بالفشل في التعامل مع حادث الشاحنة .وقالت المجلة" :في الحقيقة ،بات كثيرون في ليبيا ال يرون المؤتمر الوطني العام بنفس القوة التي يدعيها ،بخالف الجماعات اإلسالمية القوية ال سيما في ظل مناوراتها مع السلطات ،وعلى رأس هذه الجماعات حزب العدالة والبناء التابع لجماعة اإلخوان المسلمين" .ونوهت الى وقوف هذه الجماعات مرارا وتكرارا حجر عثرة في طريق زيدان على مدى فترته في منصبه التي زادت على العام بقليل للحيلولة دون نجاح أي مبادرة أقدمت عليها حكومته. ورصدت المجلة البريطانية اعتقادات بقرب رئيس الوزراء الجديد عبد هللا الثني ،الذي كان وزيرا للدفاع ،من اإلسالميين ،كما هو حال رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين ..وقالت إن كال الرجلين مدعوم من أفضل ميليشيات الدولة تسلحا في مدينة مصراتة ، بينما زيدان كان مدعوما من جانب جماعات مسلحة من مدينة الزنتان ،إلى الجنوب الغربي من طرابلس ..ولفتت إلى أن هذه القوى المتنافسة كانت اصطدمت حول طرابلس لعدة شهور .وأشارت "اإليكونوميست" إلى إصدار الجلس العسكري ،المنسق بين الميليشيات المحلية المتنوعة ،بعد إقالة زيدان ،أمرا بانسحاب "القوات التي تحتل مواقع استراتيجية" ،فيما اعتبر بمثابة تحذير لمجموعة الزنتان ، التي تسيطر على مطار العاصمة الرئيسي بين مناطق أخرى. ولفتت المجلة إلى تزايد انعدام األمن في مدينة الغرب الرئيسية ،بنغازي ،على نحو باتت معه التفجيرات واالغتياالت أمرا شبه يومي بما يقوض أية سلطة لصالح الفصائل الجهادية التي تسعى لتطبيق الشريعة .ورأت المجلة أن هذه التشكيلة تشبه خليطا قابال لالشتعال ؛ حيث الصراع في الشرق يمكن أن يوسع دائرة التمرد هناك؛ كما أن زيادة االضطراب في طرابلس يمكن أن يغوي غيرها من السلطات المحلية ،السيما تلك التي في عمق الجنوب ،بإعالن الحكم الذاتي ،فضال عن أن ظهور حكومة مقربة من جماعة اإلخوان في طرابلس لن يساعد على االستقرار في دول الجوار الليبي.