ایها اللیبیون !علینا بالمصالحة هل سألنا أنفسنا لماذا يحدث هذا المشهد الذي نجده يتكرر في بعض مناطق ليبيا بين حين وآخر حين توجه المدافع والراجمات والصواريخ الى اجساد ابناء الوطن الواحد وتوغل قتل وتخريبا ودمارا اسودا, بعد مضي اكثر من ثلث سنوات على رحيل القذافي!؟ أليس جديرا الهتمام بهذه الظواهر المتكررة وتحليلها ودراستها بكل تجرد وموضوعية بغية الوصول الى نتائج تفيدنا في إيجاد طرق للمعالجة الناجحة؟ بكل بساطة أن هشاشة الوضع المني والفوضى وعدم الستقرار الناتجة عن غياب فعلي للجيش والشرطة على الرض وراء ذلك كله ول شك!!. المتتبع للشأن الليبي بعيون الواقع يجد في ان العامة من أهلنا الليبيين قد مَلوا مشاهد سفك الدماء وإزهاق الرواح والختطاف وقطع الطرق..الخ من الفعال التي لم يتعودوها! ..فهم يريدون أمنا وأمانا في مناطقهم افتقدوه خلل أحداث الثورة ليستمر بعد سقوط القذافي بل وتتعاظم عمليات الترهيب من قتل وخطف وحرابة من المارقين والمجرمين حتى من أبناء المنطقة او القبيلة نفسها في غياب تام لسلطات الدولة ..هذا الوضع المتردي امنيا يدفع الناس مجبرين إلى اجترار الماضي ومقارنته بالحاضر فيجدوا في الماضي بالمقارنة بواعث تفضيل تبدو بائنة لهم .لقد عانى الناس كثيرا وصبروا لكن السلطات الجديدة لم تقدم أي شيء يعزز امن المواطن وطال النتظار حتى وصلت محطة السنة الرابعة والمور تزداد سوء مما راكم الحنق والغضب لديهم ودفعهم لرفض الواقع المؤلم ولو بالتعبير عن رفع رايات القذافي علنا كرد فعل لحالة يأس وإحباط شديدين! للخروج من هذا المأزق ليس هناك من طريق سوى طريق الحوار والمصالحة والجلوس على طاولة واحدة من كل الفرقاء يجمعهم عامل واحد مشترك وهو المواطنة وقبول كل الطراف للخر بغض النظر عن أفكاره وتوجهاته الفكرية أو السياسية..لم يعد هناك مجال لتصنيف الناس على أساس تأييدهم للثورة او معارضتهم ..ذلك زمن وقد وَلى والمجال اليوم فقط للحوار ومناقشة ما يخرج البلد من المأزق وبمشاركة كل الليبيين..أصبح لزاما التضحية من اجل الوطن بالمواقف والتجاهات والتنازل عن كل ما يبعد ويفرق وتبَني كل ما يجمع ويقرب مهما كان الثمن..بالحوار والتصالح والتسامح يمكن إعادة بناء ليبيا الدولة كما حلمنا وبدون ذلك فإننا سنضيع فرصة تاريخية قد نندم جميعا على فوتها!! ..الى الذين يخافون على ليبيا ويحسون بليبيا ويحبون ليبيا هلَموا الى طاولة حوار وطني ..هلَموا الى تثبيت ركائز بيتكم من الداخل ! لن تبنى ليبيا ونحن مختلفون لن تقوم قائمة لدولة ليبيا ونحن منقسمون متخاصمون! اذا لماذا نطيل عمر اللدولة؟! ..هيا لنبادر جميعا ..نتحاور..نتوافق ثم نتسامح ..نتصالح..فنتعاون ونضع اليد في اليد لنبني جميعا دولة ليبيا الجديدة.