ایها اللیبیون

Page 1

‫ایها اللیبیون !علینا بالمصالحة‬ ‫هل سألنا أنفسنا لماذا يحدث هذا المشهد الذي نجده يتكرر في بعض مناطق ليبيا بين حين وآخر حين‬ ‫توجه المدافع والراجمات والصواريخ الى اجساد ابناء الوطن الواحد وتوغل قتل وتخريبا ودمارا اسودا‪,‬‬ ‫بعد مضي اكثر من ثلث سنوات على رحيل القذافي!؟ أليس جديرا الهتمام بهذه الظواهر المتكررة‬ ‫وتحليلها ودراستها بكل تجرد وموضوعية بغية الوصول الى نتائج تفيدنا في إيجاد طرق للمعالجة‬ ‫الناجحة؟ بكل بساطة أن هشاشة الوضع المني والفوضى وعدم الستقرار الناتجة عن غياب فعلي‬ ‫للجيش والشرطة على الرض وراء ذلك كله ول شك!!‪.‬‬ ‫المتتبع للشأن الليبي بعيون الواقع يجد في ان العامة من أهلنا الليبيين قد مَلوا مشاهد سفك الدماء وإزهاق‬ ‫الرواح والختطاف وقطع الطرق‪..‬الخ من الفعال التي لم يتعودوها!‪ ..‬فهم يريدون أمنا وأمانا في‬ ‫مناطقهم افتقدوه خلل أحداث الثورة ليستمر بعد سقوط القذافي بل وتتعاظم عمليات الترهيب من قتل‬ ‫وخطف وحرابة من المارقين والمجرمين حتى من أبناء المنطقة او القبيلة نفسها في غياب تام لسلطات‬ ‫الدولة‪ ..‬هذا الوضع المتردي امنيا يدفع الناس مجبرين إلى اجترار الماضي ومقارنته بالحاضر فيجدوا‬ ‫في الماضي بالمقارنة بواعث تفضيل تبدو بائنة لهم‪ .‬لقد عانى الناس كثيرا وصبروا لكن السلطات‬ ‫الجديدة لم تقدم أي شيء يعزز امن المواطن وطال النتظار حتى وصلت محطة السنة الرابعة والمور‬ ‫تزداد سوء مما راكم الحنق والغضب لديهم ودفعهم لرفض الواقع المؤلم ولو بالتعبير عن رفع رايات‬ ‫القذافي علنا كرد فعل لحالة يأس وإحباط شديدين!‬ ‫للخروج من هذا المأزق ليس هناك من طريق سوى طريق الحوار والمصالحة والجلوس على طاولة‬ ‫واحدة من كل الفرقاء يجمعهم عامل واحد مشترك وهو المواطنة وقبول كل الطراف للخر بغض‬ ‫النظر عن أفكاره وتوجهاته الفكرية أو السياسية‪..‬لم يعد هناك مجال لتصنيف الناس على أساس تأييدهم‬ ‫للثورة او معارضتهم‪ ..‬ذلك زمن وقد وَلى والمجال اليوم فقط للحوار ومناقشة ما يخرج البلد من المأزق‬ ‫وبمشاركة كل الليبيين‪..‬أصبح لزاما التضحية من اجل الوطن بالمواقف والتجاهات والتنازل عن كل ما‬ ‫يبعد ويفرق وتبَني كل ما يجمع ويقرب مهما كان الثمن‪..‬بالحوار والتصالح والتسامح يمكن إعادة بناء‬ ‫ليبيا الدولة كما حلمنا وبدون ذلك فإننا سنضيع فرصة تاريخية قد نندم جميعا على فوتها!!‪ ..‬الى الذين‬ ‫يخافون على ليبيا ويحسون بليبيا ويحبون ليبيا هلَموا الى طاولة حوار وطني‪ ..‬هلَموا الى تثبيت ركائز‬ ‫بيتكم من الداخل ! لن تبنى ليبيا ونحن مختلفون لن تقوم قائمة لدولة ليبيا ونحن منقسمون متخاصمون!‬ ‫اذا لماذا نطيل عمر اللدولة؟! ‪ ..‬هيا لنبادر جميعا‪ ..‬نتحاور‪..‬نتوافق ثم نتسامح ‪..‬نتصالح‪..‬فنتعاون‬ ‫ونضع اليد في اليد لنبني جميعا دولة ليبيا الجديدة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
ایها اللیبیون by خالد احمد - Issuu