هل اإلرهاب مبرر؟ خالد احمد اإلرهاب يضرب بمزيد من القوة و الوحشية .المدنيون هم ضحايا الكراهية دون تمييز أكثر من أي وقت مضى .اإلرهاب كان دائما موجودا في جميع أنحاء العالم بكل األشكال والصور .لكن العالم العربي يعاني في الوقت الحاضر أكثر من أي مكان آخر في العالم (باكستان وأفغانستان أيضا) من هذه الظاهرة ،فنحن نشهد هجوما ال هوادة فيه في األشهر األخيرة في لبنان والعراق وليبياواليمن ومصر و سوريا بطبيعة الحال... أسباب اإلرهاب الداخلية بشكل عام ،وفقا للخبراء،تنبع من التحديات االجتماعية واالقتصادية .وتشمل الظلم وعدم المساواة و الفقر والبطالة و التضخم وانعدام األمن الغذائي ،والتهديد ،وعدم الرضا ،واألمية ،و الزيادة السكانية والفساد المستشري .واإلرهاب هو أداة الضعيف ،تستخدمه الجماعات الساخطة أو األقليات لمعارضة الحكم و مواجهة اضطهاد قوة متفوقة عسكريا ومتمكنة . ولكن اليوم هناك نوع جديد مختلف من اإلرهابيين .فهم الجماعات التي تحفزها الكراهية ،من دون أهداف سياسية ملموسة أو قابلة للتحقيق .إن تنظيم القاعدة و المجموعات الموالية لها التي انطلقت في محاولة للخروج من الفشل المتعدد الذي تعاني منه المجتمعات العربية هي مثال حي على هذا النوع .إنها ظاهرة مرضية وليست ظاهرة سياسية .إنهم أفراد يائسون غسلت أدمغتهم يؤمنون بأن قتل البشر إخوانهم إنجازا سوف يكافأون عليه .ليس لديهم هدف محدد أو غاية ،بل ينتشرون في األسواق واألضرحة والمساجد والفنادق والحدائق والمعاهد التعليمية وحتى الباصات انهم يسعون لتفجير كل شيء. لم يشهد تاريخ البشرية أبدا مثل موجة العنف المندفعة دون هوادة هذه .فهؤالء الناس يهاجمون شعبهم ،ويدمرون بلدانهم ،وينشرون الخوف والموت في قلب األمة نفسها التي يدعون الدفاع عنها. إن مراقبة هذه الحوادث شبه يومية تجبر كل عربي ،كضحية محتملة ،إلى التساؤل عن نتائج هذه األعمال و حول أفضل السبل لمواجهة هذا الجنون