٢٦ﺣﺰﻳﺮان: اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻤﺴﺎﻧﺪة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ژﻳﺎن ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﮐﻮردﺳﺘﺎن واﻟﻌﺮاق ﻣﺜﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﻼد واﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻤﺴﺎﻧﺪة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،واﻟﺬي ﻳﺼﺎدف ٢٦ﺣﺰﻳﺮان ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم .ﺗﺄﺗﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻻﺗﺰال اﻹﻧﺘﮫﺎﻛﺎت ﺿﺪ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ،ﻣﻦ ﺿﻤﻨﮫﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ،ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺨﻄﻮرة اﻷﻗﺴﻰ ﺿﺪ اﻷﻓﺮاد واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮأي اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ واﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻹﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻘﻴﺪة. ﻟﻢ ﻳﺆد ﺳﻘﻮط اﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﻧﻈﺎﻣﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إﻟﻰ إﻧﮫﺎء اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ،ﺑﻞ ﺗﻤﻴﺰت ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻜﻢ ﺻﺪام ﺣﺴﻴﻦ إﻟﻰ إﻧﻔﻼت اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹرھﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻟﺠﺄت اﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻠﻄﺎت اﻹﺣﺘﻼل وﻛﺎن ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺳﺠﻨﺎء أﺑﻮﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻨﻮد اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﺗﺒﺎع إذﻻل اﻟﻤﺤﺘﺠﺰﻳﻦ ﺟﺴﺪﻳﺎً وﻧﻔﺴﻴﺎً .وﺟﺎء ﻇﮫﻮر داﻋﺶ ﻛﺘﺘﻮﻳﺞ أﻗﺴﻰ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ إذ ﻟﻢ ﻳﺘﺮدد ﻋﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وإﻋﻼن إﻋﺎدة أﺣﻴﺎء اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﺿﺪ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻹﻳﺰدﻳﻴﻦ. أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻳﻮم ١٢ﻛﺎﻧﻮن اﻷول/دﻳﺴﻤﺒﺮ ١٩٩٧وﻓﻖ ﻗﺮار ،١٤٩/٥٢ﻳﻮم ٢٦ﻣﻦ ﺣﺰﻳﺮان/ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻳﻮﻣﺎً ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﻟﻤﺴﺎﻧﺪة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وذﻟﻚ ﺑﮫﺪف اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺘﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ أداء اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﻏﻴﺮه ﻣﻦ ﺿﺮوب اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ أو اﻟﻼإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ أو اﻟﻤﮫﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأ ﻧﻔﺎذھﺎ ﻓﻲ ﻳﻮم ٢٦ﺣﺰﻳﺮان/ﻳﻮﻧﻴﻮ .١٩٨٧ﺗﺤﺘﻔﻞ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ھﺬا اﻟﻌﺎم ﺑﮫﺬا اﻟﻴﻮم ﻟﻤﺴﺎﻧﺪة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﻗﺪ ﺣﺚ اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺎن ﻛﻲ ﻣﻮن ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﮫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻨﺎھﻀﺔ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ و ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬھﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬاً ﺗﺎﻣﺎً ودﻋﻢ ﺻﻨﺪوق اﻻﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﺒﺮﻋﺎت ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .وﻗﺎل ﺑﺎن ﻛﻲ ﻣﻮن ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﻪ ” :ﻓﻠﻨﻌﻤﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﮫﺎء اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﻦ أﺟﻞ ﺿﻤﺎن ﻗﻴﺎم اﻟﺪول ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ“. وﻟﺌﻦ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻳﮫﺪف إﻟﻰ إﻓﻨﺎء ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻀﺤﻴﺔ وإﻧﻜﺎر اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻟﺪى اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺒﺸﺮي ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮه ﻓﻲ ﻇﻞ أﻳﺔ ﻇﺮوف ،ﻳﺤﻈﺮه اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ وﻗﺪ ﻧﺪدت ﺑﻪ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﮫﺎ أﺣﺪ أﺣﻂ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺒﮫﺎ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺤﻖ إﺧﻮاﻧﮫﻢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ .ﺗﺎﻟﻴﺎً ،اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﺤﻈﻮر وﻓﻖ ﺟﻤﻴﻊ اﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ اﻧﻪ ﺣﻈﺮ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﺮف اﻟﺪوﻟﻰ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ إﻟﺘﺰام ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺤﻈﺮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .وﻳﺸﻤﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﺮف اﻟﺪوﻟﻲ ﺣﺘﻰ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﺎدق ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎھﺪات اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﺮ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ذاك ان اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺘﻈﻢ وﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ژﻳﺎن ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﮐﻮردﺳﺘﺎن واﻟﻌﺮاق إﻟﻰ اﺳﺘﻌﺎدة ﺣﻘﻮق ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﻓﻖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘﮫﺎ اﻷﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﺎد ﻟﻤﻼﺣﻘﺔ ﻣﻨﻈﻤﻲ وﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ،ﻧﺎھﻴﻚ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺮوط اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﺼﻮل اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .ﻛﻤﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ژﻳﺎن ﻋﻠﻰ أھﻤﻴﺔ ﻧﺸﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺧﺺ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﺳﺒﻞ إﺳﺘﻌﺎدة ﺣﻘﻮﻗﮫﻢ. ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻮدة اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻆ اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻸﺗﺼﺎل: ﺻﻼح ﻋﺎرف أﺣﻤﺪ ،رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ٠٠٤٩١٧٧١٧٥٧٠٧٧ - ٠٠٩٦٤٧٧١٢٢٢٩٩٩ press@jiyan-foundation.org
ﻣﺆﺳﺴﺔ ژﻳﺎن ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ٢٦ﺣﺰﻳﺮان ٢٠١٦