Issuu

‫ﻛﺘﺎﺏ ‪ :‬ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ‬ ‫ﺍﳌﺆﻟﻒ ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻫﱯ‬ ‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭ ﻻ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺳﻴﺪ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻭ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﳌﺘﻘﲔ‬ ‫ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻬﺬﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﲨﻞ ﰲ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ‬

‫ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ‪ :‬ﻣﺎ ﻬﻧﻰ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻷﺛﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭ ﻗﺪ ﺿﻤﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﳌﻦ ﺍﺟﺘﻨﺐ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ‪:‬‬ ‫} ﺇﻥ ﲡﺘﻨﺒﻮﺍ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻧﻜﻔﺮ ﻋﻨﻜﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻜﻢ ﻭ ﻧﺪﺧﻠﻜﻢ ﻣﺪﺧﻼ ﻛﺮﳝﺎ {‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﳌﻦ ﺍﺟﺘﻨﺐ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﳉﻨﺔ‬ ‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ‪ } :‬ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳚﺘﻨﺒﻮﻥ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻹﰒ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻏﻀﺒﻮﺍ ﻫﻢ ﻳﻐﻔﺮﻭﻥ { ﻭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ‪ } :‬ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳚﺘﻨﺒﻮﻥ‬ ‫ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻹﰒ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻤﻢ ﺇﻥ ﺭﺑﻚ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﳌﻐﻔﺮﺓ {‬ ‫ﻭ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ‪ ] :‬ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻭ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﱃ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻜﻔﺮﺍﺕ‬ ‫ﳌﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻨﺒﺖ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ [ ﻓﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻟﻜﻲ ﳚﺘﻨﺒﻬﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺭﲪﻬﻢ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﻴﻞ ﻫﻲ ﺳﺒﻊ ﻭ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ] ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﳌﻮﺑﻘﺎﺕ [ ﻓﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺣﺮﻡ ﺍﷲ ﺇﻻ ﺑﺎﳊﻖ ﻭ ﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻭ ﺃﻛﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﱄ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻭ ﻗﺬﻑ ﺍﶈﺼﻨﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻓﻼﺕ ﺍﳌﺆﻣﻨﺎﺕ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ‪ :‬ﻫﻲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭ ﺻﺪﻕ ﻭ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻪ ﻭ‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ﳑﺎ ﻓﻴﻪ ﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺃﻭ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻭﻋﻴﺪ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻭ ﻏﻀﺐ ﺃﻭ ﻬﺗﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﻟﻌﻦ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺒﲑﺓ‬ ‫ﻭ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻊ‬ ‫ﺃﻥ ﻣﺮﺗﻜﺒﻪ ﳐﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪ } :‬ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻭ ﻳﻐﻔﺮ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﳌﻦ‬ ‫ﻳﺸﺎﺀ {‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﻷﻭﱃ ‪ :‬ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﷲ‬ ‫ﻓﺄﻛﱪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﻫﻮ ﻧﻮﻋﺎﻥ ‪ :‬ﺃﺣﺪﳘﺎ ـ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﷲ ﻧﺪﺍ ﻭ ﻳﻌﺒﺪ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺃﻭ ﺷﺠﺮ ﺃﻭ ﴰﺲ ﺃﻭ‬ ‫ﻗﻤﺮ ﺃﻭ ﻧﱯ ﺃﻭ ﺷﻴﺦ ﺃﻭ ﳒﻢ ﺃﻭ ﻣﻠﻚ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪:‬‬ ‫} ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻭ ﻳﻐﻔﺮ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﳌﻦ ﻳﺸﺎﺀ { ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪ } :‬ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ { ﻭ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪ } :‬ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻣﺄﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ {‬ ‫ﻭ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑﺓ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﷲ ﰒ ﻣﺎﺕ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻗﻄﻌﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭ ﻣﺎﺕ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬