E3delha November إعدلها - عدد نوفمبر

Page 1




‫المقالة األولي في اعدلها ‪7‬‬ ‫حوارات‪:‬‬ ‫الروائي أحمد مراد ‪8‬‬ ‫الشاعر عبد الرحمن يوسف ‪16‬‬ ‫دكتور أحمد خالد توفيق ‪30‬‬ ‫عمرو صالح الدين ( رجل علي خط النار) ‪32‬‬ ‫أحمد حجاج ( حجاجوفيتش) ‪36‬‬ ‫‪50 050 Band‬‬ ‫مايم في المترو ‪52‬‬

‫أدب‪:‬‬ ‫مش زيهم ( قصيدة) ‪12‬‬ ‫ماذا ُيريد وماذا ُتريد ‪20‬‬ ‫ريفيو كتب ‪40‬‬ ‫هذي ( قصة قصيرة) ‪58‬‬ ‫اعتماد ( قصة قصيرة) ‪60‬‬ ‫بيتنا القديم ( قصيدة) ‪62‬‬


‫مقاالت اجتماعية‪:‬‬ ‫ملف العدد‪:‬‬ ‫أنا وهما ‪13‬‬ ‫موسم التزاوج ‪14‬‬ ‫اخطب حبيبتي وا احب خطيبتي ‪15‬‬ ‫في الحب والحرية ‪22‬‬ ‫بنت حواء‪ ..‬وآدم ‪23‬‬ ‫قل أحبك ‪24‬‬ ‫عن جواز الصالونات ‪26‬‬ ‫الزوج والزوجة إيد واحدة ‪ 28‬‬ ‫عن كورة كل واحد فينا ‪42‬‬ ‫اللي متحبوش ‪ ..‬متتجوزوش ‪62‬‬

‫مقاالت حرة‪:‬‬ ‫الناس الراضيين ‪27‬‬ ‫مواطن بدرجة لواء ‪39‬‬ ‫‪ Bull shit‬بالمصري ‪43‬‬ ‫ملف سياسي‪:‬‬ ‫من سيلعب الجماعة المحظورة في عهد مرسي ‪44‬‬ ‫كواليس مسرحية من فصل واحد ‪48‬‬ ‫وراء كل مانشيت مكرر ‪ ..‬حاضر جديد ‪49‬‬ ‫مبادرات‪:‬‬ ‫شاب خد خطوة ‪46‬‬ ‫‪57 Im Muslim Don t Panic‬‬ ‫اليف ستايل‪:‬‬ ‫طرحة وبيبيون ‪54‬‬


‫فاكر لما أخدت قرار إني أبدأ مشروع بعيد عن دراستي ‪ -‬أنا خريج كلية طب بالمناسبة ‪ -‬كنت كل ما آجي‬ ‫أقول لحد أنا بحلم أعمل كذا‪ ..‬بسمع تعليقات محبطة زي «يابني خليك في الطب»‪« ،‬مشاريع إيه وهبل‬ ‫إيه»‪ ،‬كنت في األول بدخل في جدال بتبقى نهايته إني بطلع محبط ‪ ،‬ولما بدأت أنفذ أول مشروع ليا بالفعل‪..‬‬ ‫لما كنت بسمع أي تعليق محبط من حد كنت بكتفي بضحكة وأقوله ‪« :‬قول يا رب»‪ ،‬كنت بحس ساعتها‬ ‫جدا بتأثير الضحكة على أي موقف‪.‬‬ ‫إني أحبطت محاولته إنه يكسر حلمي‪ ،‬من هنا بدأت أؤمن ً‬ ‫الضحكة في مواقف كتير بعد فعل معين منك تجاه حد ممكن تخليه يغير رد فعله معاك لألحسن لمجرد‬ ‫إنك ضحكت في وشه‪ ،‬تحس كده إن الضحكة في المواقف دي عامله زي َب َكرة الضبط لقناة التلفزيون‪ ..‬هي‬ ‫مش بتجيب فعل جديد هي بس بتظبط الفعل علشان يطلع في أجمل صورة‪.‬‬ ‫فاكر بعد كل محاولة غير موفقة إلصدار عدد من مجلتنا على مدار السنة اللي فاتت لما كنا بنعمل اجتماع‬ ‫نناقش فيه العدد اللي عملناه ونكتشف إن لسه مش هو ده وإن لسه قدامنا شويه‪ ،‬كنت بضحك وأقول‪:‬‬ ‫«خالص ناخد الحلو منه ونرمي الوحش ونبدأ محاولة تانية»‪ ،‬كنت من جوايا بحس إن الطريق صعب وإن‬ ‫الفريق ممكن يضعف بس هما كمان كانوا بيفاجئوني بضحكة وكنا بنرمي ورا ضهرنا ونبدأ من جديد‪.‬‬ ‫النهاردة وأنا بكتب أول افتتاحية إلعدلها‪ ..‬أنا بضحك؛ بضحك وأنا بفتكر كل كلمة من حد ما كانش مؤمن‬ ‫إننا هنقدر نكمل المشوار‪ ،‬بضحك وأنا بفتكر أول اجتماع للمجلة وكنا ‪ 3‬أشخاص وكنا حاسينها صعبة‬ ‫أوي‪ ،‬بضحك وأنا بفتكر كل فرد في فريقنا اللي وصل لـ ‪ 55‬واحد‪ ،‬بضحك وأنا لسه بفكر العدد الجاي هنعمل‬ ‫فيه إيه‪.‬‬ ‫الضحكة سر كبير وقوتها في إيمانك إنها تقدر تغير مسار األحداث‪ ،‬الضحكة بداية كل حلم جميل ونهاية‬ ‫لكل ذكرى حلوة‪.‬‬ ‫من فضلك‪ ..‬إحلم‪ ..‬وتفائل‪ ..‬وإضحك‪.‬‬

‫ابراهيم ناجي‬ ‫‪ceo@e3delha.com‬‬


‫رئيس مجلس االدارة‪ :‬ابراهيم ناجي‬ ‫المشرف العام‪ :‬عماد العادلي‬ ‫رئيس التحرير‪ :‬ايمان الماحي‬ ‫المدير التنفيذي‪ :‬محمود ريان‬ ‫المنسق العام‪ :‬احباب حازم‬ ‫‪ :Art Director‬احمد السقا‬ ‫مراجعة لغوية‪ :‬محمد الجرن‬ ‫مدير التوزيع‪ :‬محمد جمال‬ ‫فريق المبيعات والتسويق‪ :‬طالل ابو دشيش ‪ -‬محمد جمال ‪ -‬محمد صالح ‪ -‬مروان قنديل‬ ‫تصميم‪ :‬احمد السقا ‪ -‬محمد عبده ‪ -‬احمد كمال عماره‬ ‫رسومات‪ :‬احمد ابو الخير‬ ‫تصوير‪ :‬محمد الفار ‪ -‬محمود البليهي ‪ -‬وهاد ُكريم‬ ‫حرر هذا العدد‪ :‬محمد حسن ‪ -‬احمد خالد الجمال ‪ -‬احمد خطاب ‪ -‬ادهم غالي ‪-‬‬ ‫ابتسام مصطفي ‪ -‬امنية الخياط ‪ -‬احمد عبد البديع ‪ -‬احمد فوزي ‪ -‬انور هاني ‪-‬‬ ‫زهرة مرسل ‪ -‬سارة درويش ‪ -‬فاروق حجازي ‪ -‬فهمية محمود ‪ -‬ليلي الجارحي ‪ -‬مني علي‬ ‫محمد ابو سنة ‪ -‬محمد كمال ‪ -‬منة اهلل عبيد ‪ -‬مي يسري ‪ -‬محمد ابو سنة ‪-‬‬ ‫محمود خليفة ‪ -‬محمد ابراهيم‬ ‫ُكتاب العدد ‪ :‬كريم الشاذلي – ايمان رافع ( ام سلمي) – شادي عبد السالم‬ ‫شكر خاص لمحررين اعدلها (محمود ابو العزم‪ ،‬رنا حمدي‪ ،‬والء محمود‪ ،‬احمد بدير‪،‬اسالم ابو النصر)‬ ‫الذين بذلوا مجهود كبير من اجلها وظروف كثيرة لم تلحق اعمالهم بهذا العدد‪.‬‬ ‫مجلة اعدلها صادرة بترخيص من المملكة المتحدة في ‪2012/ 11‬‬

‫جميع حقوق النشر والملكية الفكرية محفوظة لشركة ‪We Think‬‬

‫اماكن توزيع اعدلها‪:‬‬ ‫جميع فروع مكتبة (أ)‬ ‫‪12‬شارع سيد البكرى ‪ ,‬الزمالك‬ ‫مكتبة صوفى‪،‬‬ ‫‪ 31‬شارع محمد محمود‬ ‫مكتبة البلد‪،‬‬ ‫مكتبة بيكيا‪،‬القاهرة‪ 40 :‬شارع الحدايق متفرع من شارع ‪ 9‬امام ماكدونالدز‪ ،‬المعادى‬ ‫‪ 23‬شارع د‪ .‬ذكى حسن متفرع من شارع النصر‪ ،‬مدينة نصر‬ ‫‪ 13‬شارع محمد المرعشلى‪ ،‬الزمالك‬ ‫‪Arthopologie‬‬ ‫المركز المصرى للثقافة و الفنون‬ ‫شارع سعد زغلول بجوار ضريح سعد زغلول‬ ‫‪ ،Moments Cafe‬شارع سعيد من المعتصم امام جاد‬ ‫طنطا‬ ‫‪ ،ElShakmagya girls stuff‬شارع حسان بن ثابت‬ ‫مدير التوزيع ‪:‬‬

‫محمد جمال ‪01286624487‬‬

‫جميع المقاالت والموضوعات تعبر عن وجهة نظر صاحبها الشخصية‪.‬‬


‫االفتتاحية‬

‫أول مقال يف اعدهلا‬ ‫ميا فاكرة إن بكرة بييجي أول ما ننام ونصحى‪ ..‬وبكده أقدر أحتكم فيه‪ ،‬ولو عايزة‬ ‫وأنا صغرية كنت دا ً‬ ‫أستعجله علشان حاجة حلوة هتحصل‪ ..‬أغمض عيين شوية مش هحس فيهم حباجة وهصحى أالقي‬ ‫يوم جديد‪.‬‬ ‫كربت وعرفت إن بكرة بييجي يف معاده‪ ،‬وإن كل بكرة إحنا اللي بنخلقه‪ ..‬لكن مش بالنوم‪ ،‬بنخلقه‬ ‫إننا نعمل حاجة جديدة ‪ ،‬ساعتها هنحس بالزمن وبطعم الوقت وبفرق اليوم عن اليوم‪.‬‬ ‫وأنا بفكر آخر مرة عملت فيها حاجة حببها لنفسي كان إمتى‪ ،‬آخر مرة نزلت جبت حاجة جمنونة على‬ ‫سبيل الرفاهية البحتة أو علشان أكافئين‪ ،‬طيب بالش‪ ..‬آخر مرة قعدت وأخدت قرار أطنش كل اللي‬ ‫حواليا وأنفض لكل حاجة‪ ،‬وأعمل نفسي مش واخدة بالي‪ ..‬لقتين مش فاكرة‪ ..‬مش فاكرة حقيقي‪،‬‬ ‫مش هزار أو ألني ناكرة اجلميل‪.‬‬ ‫اكتشفت إن فات كتري علي آخر مرة مسعت إلحساسي و ضحكت ضحكة امتنان من القلب لشخص‬ ‫خالني يف يوم من األيام أحس كالم أغنية كله حب‪ ،‬حيت لو هو نفسه مبقاش موجود‪.‬‬ ‫فات كتري أوي علي آخر مرة وقفت قدام املرايا و قولت لنفسي كلمة حلوة يف حقها‪.‬‬ ‫اسأل نفسك إنت كمان ‪ ..‬بقالك قد ايه مهتمتش بنفسك ؟‬ ‫كلنا حاسيني إننا خسرنا شيء يف روحنا‪ ،‬وملا نسأل نفسنا إيه هو؟ صعب نالقي إجابة‪ ،‬ملا سألت‬ ‫ميا سعيدة»‪.‬‬ ‫نفسي جاوبتين وقالتلي‪« :‬كل اللي واثقة فيه إنِك ما كنتيش كده ً‬ ‫أبدا‪ ،‬إنيت كنيت دا ً‬ ‫وعلشان كده قررت من فرتة إني ما أخليش الوقت يسرقين ويفوت كتري علي حاجة حلوة حبب‬ ‫أعملها من غري ما أعملها‪ ،‬وأول حاجة حاطتها يف دماغي إني أتبنى فكرة هلا معين كبري وأؤمن بيها‪،‬‬ ‫وما أخبلش عليها حلد ما أشوفها حقيقة‪ ،‬فكرة أساسها املشاركة وحتقيقها هيحتاج إني أشتغل‬ ‫وسط فريق‪.‬‬

‫هديف كان لنفسي أولاً إني أشد حلم للوقع وأكافئ نفسي بطعم النجاح ملا احققه ‪ ،‬هديف إني ِّ‬ ‫أنزل‬

‫جنمة من من وسط السما وأحفر عليها فكرة وأطلع احطها يف مكانها تاني‪ ،‬وأفضل طول الطريق ماشية‬ ‫بنورها حلد ما أوصل‪ .‬علشان كده أنا يف «اعدهلا»‪ ...‬علشان قررت أعدهلا‪ ،‬علشان أصاحل نفسي‬ ‫بعد ما فات كتيييري وأنا ظلماها وتقري ًبا ما بكلمهاش‪.‬‬

‫اميان املاحي‬ ‫‪|8‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬



‫حوار‬

‫حوار‪ :‬احمد الجمال‬ ‫تصوير‪ :‬وهاد ُكريم‬

‫في الصحافة الشبابية بيكون فكرة إنك تنزل تقابل شخص مشهورعلشان‬ ‫تعمل معاه حوار شيء معقد وله أبعاد كتير‪ ،‬والشيء الوحيد اللي‬ ‫بيعوضك عن كل التعقيدات هي إن الزم لقاءك بشخص ناجح هيغير جواك‬ ‫حاجة لألحسن‪.‬‬ ‫أحمد مراد الروائي الشاب‪ ..‬كان أول شخص يلفت نظري لشيء مهم وفارق‬ ‫جدا؛ فكرة إنك ما تسيبش أي شيء في الدنيا يتحكم فيك‪ ،‬وإنك تروض كل‬ ‫ً‬ ‫شيء بمزاجك‪ ،‬إنت اللي تجيب فكرتك وتقتنص إلهامك من الكون وتخلق‬ ‫نقاط تميزك بنفسك‪ ،‬وتطبيق ده عليه ككاتب كان إنه يعرف إزاي يتعامل‬ ‫بمنتهى الحزم مع قلمه‪.‬‬ ‫عود نفسه إنه ما يقراش أدب كتير علشان ما يتعديش من اللي بيقراه ويفضل‬ ‫أحمد مراد شخص مختلف‪ِّ ،‬‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫محتفظ بلونه في الكتابة‪ ،‬وإن ‪ % 80‬من قراءاته بعيد عن األدب‬ ‫ً‬ ‫لقائي معاه كان الساعة عشرة ونص‪ ،‬وفي الميعاد بالظبط كان أحمد موجود‪ ،‬وبدأ الحوار اللي استمر‬ ‫ساعة ونص اقتنصها فريق إعدلها من وقته علشان يشاركنا أول عدد لينا مباشرة بعد صدور آخر رواياته‪..‬‬ ‫الفيل االزرق‪.‬‬ ‫إزيك كدا ؟؟‬ ‫تمام الحمد هلل‪.‬‬ ‫طبعً ا كلنا عارفين مين أحمد مراد‪ ،‬بس عرف لنا نفسك على‬ ‫طريقتك الخاصة‪.‬‬ ‫جدا‪ ،‬ما أعرفش شكلي بيدي على سني وال أل‬ ‫أحمد مراد‪ ..‬شاب عادي ً‬ ‫بس أنا عندي ‪ 34‬سنة‪ ،‬أنا خريج معهد سينما وتصوير سينمائي سنة‬ ‫‪ ،2001‬الحاجة اللي بعملها وأنا مش تحت أي ضغط وما أقدرش أستغنى‬ ‫أبدا هي التصوير‪ ،‬لما ببقى بعيط بصور لما ببقى فرحان بصور‪..‬‬ ‫عنها ً‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫وبحبهم‬ ‫بنتين‬ ‫وعندى‬ ‫متجوز‬ ‫ً‬

‫"أنا مش مؤمن بوقت‬ ‫الفراغ؛ يعني تقرأ تقعد‬ ‫مع حد تتعلم منه‬ ‫حاجة‪ ،‬وتتفرج على‬ ‫برنامج مفيد يعلمك‬

‫الكتابة والتصوير‪ ..‬بدأوا إزاي ؟‬ ‫أنا بصور من وأنا طفل ألني ورثت المهنة عن والدي‪ ،‬بدايتي لما كنت بجيب الشخصيات الكارتون وأحطهم‬ ‫جمب بعض وأعمل بيهم ألبوم‪ ،‬ومع الوقت الموضوع اتطور بوقوفي مع والدى في األستوديو الخاص بيه‬ ‫بساعده‪ ،‬وإتطور أكتر لما دخلت معهد السينما قسم تصوير وإشتركت في تصوير أربع أفالم منهم أيام‬ ‫السادات‪ ..‬كنت لسه وقتها مساعد صغير‪ ،‬وبعدين رجعت ألستوديو التصوير تاني وحطيت تركيزي هناك ألن‬ ‫ده مكاني الحقيقي‪.‬‬ ‫طيب وفين الكتابة من كل ده ؟‬ ‫كل حاجة محتاجة تخرج مني برة ومش عارف إزاي‪ ..‬ما بتخرجش غير بالكتابة‪ ،‬كل الكالم اللي ببقى عايز‬ ‫أقوله وما أعرفش‪ ..‬بكتبه‪.‬‬

‫‪| 10‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫حوار‬ ‫دخلت القصر الرئاسي إمتى ؟‬ ‫في ‪ ..2002‬دخلت كمصور للرئيس وفضلت هناك لحد ‪ ، 2007‬الفترة دي التراكمات اللي جوايا من كل شيء‬ ‫«طفحت» وكان الزم تخرج بشكل أو بأخر فكتبت «فيرتيجو»‪ ..‬كل يوم بكتب لمدة خمس شهور متواصلة‪.‬‬ ‫وإنت بتكتب أول سطر في فيرتيجو‪ ..‬كنت متخيل إنك هتبقى أحمد مراد بتاع النهاردة ؟‬ ‫أل‪ ..‬ما كانش في دماغي أص ًلا ال طباعة وال نشر وال أي حاجة‪ ،‬مجرد إحساس طاغي مالني وكان الزم يخرج‬ ‫على الورق وشوية بشوية بدأ السقف يعلى وإتنشرت الرواية‪ ،‬وبعدين إترجمت وكله في اآلخر فع ًلا توفيق‬ ‫من عند ربنا‪.‬‬ ‫أكيد الزم يكون لك طقوس معينة في الكتابة بتخلق كواليس مختلفة تطلع منها برواياتك دي‬ ‫كلها ‪..‬‬ ‫مش موضوع طقوس بس هو جدول بمشي عليه كل يوم‪ ..‬بحب‬ ‫جدا؛ بصحى وأفطر وأبدأ الكتابة وال قهوة وال سجاير وال "حياتك زى الميكانو؛‬ ‫أنظم يومي ً‬ ‫كل التفاصيل دي‪ ،‬االموضوع مختلف معايا وفع ًلا موضوع الطقوس الزم تس ّتفها وتفضل‬ ‫دة بيبقى زي المدارس كده‪ ..‬أنا بكتب كل يوم من الساعة ‪9‬‬ ‫ً‬ ‫صباحا مسيطر عليها‬ ‫لحد ‪ 3‬العصر‪ ،‬طول الست ساعات دول بكتب بس‪ ،‬في يوم أكتب‬ ‫سطر ويوم تاني أكتب أربع وخمس ورقات‪ ،‬ولو فكرة جاتلي الساعة ‪ 3‬بكل تفاصيلها وما‬ ‫وخمسة مش بكتبها ولكن بسجل طرفها بس‪ ،‬بنام أربع ساعات في‬ ‫جدا في األول من ده بس خالص اتعودت على كدا‪ .‬تخليهاش توسع منك"‬ ‫اليوم‪ ،‬كنت بتعب ً‬ ‫جدا !! ده بيزهقك ؟‬ ‫يومك روتينى ً‬ ‫أكيد بزهق بس كل ما أزهق أكتر‪ ..‬أحبب نفسي في أساس اللي بعمله وبحبه‪ ،‬فأنسى الروتين‪.‬‬ ‫تحديدا ؟‬ ‫لونك في الكتابة جديد‪ ..‬اشمعنى اللون ده‬ ‫ً‬ ‫كنت عايز أخرج من قالب طور االجتماعيات وأدخل في قالب ما حدش بيدخل منه كتير في مصر وهو قالب‬ ‫اإلثارة والتشويق‪ ،‬كنت عايز أخرج من قالب تقليد الغرب وأعمل حاجه بلون مصري ومشاكل وتفاصيل وروح‬ ‫مصرية‪ ،‬كنت عايز أخلق بطل مصري عادي‬ ‫جدا في حياته بيشتغل وخايف من حاجات‬ ‫ً‬ ‫كتير والمجتمع ضاغط عليه في حاجات‬ ‫أكتر‪.‬‬ ‫نص مشقة الكاتب في مصر في إنه‬ ‫يكتب‪ ..‬والنص التاني في إنه يعرف‬ ‫ينشر كتاباته‪ ،‬إحكيلي معاناتك مع‬ ‫دور النشر !!‬ ‫بص مش هانكر إني محظوظ الحمد هلل‪،‬‬ ‫أنا خلصت روايتي وأول دار نشر دخلتها‬ ‫طبعت فيها‪ ..‬دار ميريت مع األستاذ محمد‬ ‫هاشم‪ ،‬أخد مني النص وقالي إنه هايقراه‬ ‫ويرد عليا في خالل أسبوع‪ ،‬بعد أسبوع‬ ‫جدا وإنه‬ ‫كلمته وقالي إنه قرأ النص وعجبه ً‬ ‫هاينشره‪ ،‬بعدها بشهرين بالظبط كانت‬ ‫الرواية في السوق‪.‬‬ ‫عشان أى حد يعمل كتاب وينجح يعمل‬ ‫إيه ؟‬ ‫هو الموضوع له شويه مراحل؛ واحد‪ ..‬إنك‬ ‫تبقى مصدق اللي إنت بتكتبه وواثق إنه‬ ‫ينفع يتنشر‪ ،‬إتنين‪ ..‬إنك تبقى مسئول عن‬ ‫المحتوى اللي إنت بتنشره ده‪ ،‬تالتة‪ ..‬إنك‬ ‫تبقى بتقدم شيء جديد‪ ،‬أصل إيه الفايدة‬ ‫إنك تنزل وسط ناس بتكتب نفس اللي إنت‬ ‫بتكتبه‪ ،‬أربعة‪ ..‬يبقى عندك دراية بالسوق‬ ‫بعيدا عن موهبتك‪.‬‬ ‫ومتطلباته تجاريًا‬ ‫ً‬

‫نوفمبر ‪11 | 2012‬‬


‫حوار‬ ‫كالمك عن الجانب التجاري والتسويقي بيقول إنك عندك علم أكاديمي في الموضوع ده!!‬ ‫هو أنا دارس تسويق بس مش أكاديم ًيا لكن أنا ذاكرت تسويق‪ ،‬ألنك علشان تعمل كتاب ما ينفعش تاخد‬ ‫الموضوع من النظرة الكالسيكية إني كاتب وهاقعد في البيت أستنى حد ينشر لي‪ ،‬أنا بعد انتهائي من‬ ‫الكتاب‪ ..‬تاني يوم كنت بفكر في البوستر بتاع الكتاب وتالت يوم بفكر في طريقة الدعايا والبرومو‪ ،‬رابع‬ ‫يوم بفكر في صفحتي على مواقع التواصل‪ ،‬خامس يوم بفكر أترجم منه جزء وأبعته لدور النشر األجنبية‬ ‫عشان أقدر أواكب التطور‪ ،‬ما ينفعش تقعد كدا وتستنى حد يساعدك الزم تـ ‪ Follow‬الحلم بتاعك‪.‬‬ ‫إيه أهم نصيحة علشان الواحد ما يفشلش في المجال ده ؟‬ ‫الزم تقرأ كالمك لمجموعة من الناس محل الثقة عندك‪ ،‬والزم تبقى فاهم إننا مش مبدعين ألن اإلبداع هلل‪..‬‬ ‫ربنا بيخلق من عدم إنما إحنا بنخلق من وجود‪.‬‬ ‫بتصور وبتصمم وبتكتب‪ ..‬إنت إزاي بتجيب وقت لكل ده‬ ‫بنفس الكفاءة ؟‬ ‫بنظم وقتي‪ ،‬كل حاجة بالساعة والدقيقة‪ ،‬عشان تبقى بطل‬ ‫الزم تتمرن وتكتب كل يوم‪.‬‬

‫"كل شيء في الحياة‬ ‫‪ ،Controlled‬فا نـ ‪ Panic‬ليه ؟!"‬

‫وتحديدا بعد الفيل األزرق ؟‬ ‫شايف نفسك إزاي بعد ‪ 10‬سنين‬ ‫ً‬ ‫أنا تفكيري في العشر سنين الجايين هو هاطلع كام رواية ؟ مدى جودتهم واستقبال الناس لها‪.‬‬ ‫ناوي تساعد الناس اللي ما عندهمش حظك ؟‬ ‫أنا بساعد بالقدر اللي أقدر عليه ووقتى يسمح بيه‪ ،‬يعني أنا عامل ملف عن إزاي تكتب كتاب يعجب الناس‬ ‫أدرس فيه‬ ‫ورافعه على إيميلي ألي حد بيطلبه مني‪ ،‬أنا اتخرجت من الليسيه وبجهز فيها دلوقتي فصل ِّ‬ ‫كتابة لألوالد اللي حلمهم الكتابة‪.‬‬ ‫مين أقرب كاتب لقلبك اللي بتقرأ له وقت ما يطلع في دماغك إنك تقرأ دلوقت حالًا ؟‬ ‫أنا بقرأ أي حاجة تقع تحت إيدي‪ ،‬لكن مث ًلا عندك دكتور أحمد خالد توفيق‪ ..‬ما ينفعش ينزله كتاب وما‬ ‫أقرهوش ألن ده راجل ‪ Leader‬للجيل بتاعي كله‪ ،‬ودكتور يوسف زيدان كمان‪.‬‬

‫‪| 12‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫حوار‬ ‫توصل إيه للقارئ بتاعك ؟‬ ‫بتبقى عايز‬ ‫َّ‬ ‫أنا مش بحب فكرة التلقين والمعلومة الجاهزة‪ ،‬بحب فكرة إني أمسك المعلقة وأقلب في دماغك‬ ‫وأفتحلك سكك وأبواب جديدة وإنت تختار براحتك‪ ،‬أطرحلك سؤال وأسيبك تفكر‪.‬‬ ‫موضوع العدد بتاعنا عن العالقات‪ ..‬إنت فلسفتك إيه في الموضوع ده ؟‬ ‫إجابتي على السؤال هتالقيه في صفحات الفيل األزرق‪ ..‬أنا عرضت هناك ‪ 3‬أنواع للعالقات بين الراجل والمرأة‪،‬‬ ‫وأعتقد هيكون فيهم إجابة سؤالك‪.‬‬ ‫«الشخصية الملهمة»‪ ..‬موجودة في حياتك ؟‬ ‫أنا مؤمن بفكرة إن شخص معين تقعد معاه بصدفة أو بغيرها‬ ‫أو موود معين هو اللي بيحركلك دماغك‪ ،‬لكن فكرة اإللهام‬ ‫يتجسد في شخص دي أنا مش مؤمن بيها‪.‬‬ ‫عندك هوايات ؟‬ ‫السباحة‪.‬‬

‫"أنا اللي بيني وبين القارئ‬ ‫هي الشخصيات فقط ال‬ ‫غير‪ ،‬تتفق أو تختلف فإنت‬ ‫بتختلف مع الشخصية مش‬ ‫معايا أنا"‬

‫بتتفاعل مع الفانز إزاي ؟‬ ‫أنا ما عنديش تويتر‪ ،‬واحد صاحبي عاملي هاش تاج وبيبعتلي آراء الناس‪ ،‬النت مفيد لكن بيستهلك وقت‬ ‫كتير‪ ،‬فيه ناس دخلت الموضوع ده وخالص مش عارفة تخرج منه‪.‬‬ ‫بتتعامل إزاي مع لحظات اإلحباط ؟‬ ‫بقول لنفسي إني هاضحك على اللى بيحصل ده كمان خمس دقايق‪.‬‬ ‫بتتفاعل مع شخصياتك وال بتفصل نفسك عنها ؟‬ ‫جدا‪ ،‬وأنا في تراب الماس دخلت المستشفى وخسيت ‪ 12‬كيلو‪ ،‬بعد كدا بتتعلم‬ ‫في األول كنت بتفاعل ً‬ ‫تماما بس بتقدر تسيطر على الشخصية بتاعتك‪ ،‬الموضوع ممارسة يعني‪.‬‬ ‫تفصل نفسك‪ ..‬مش‬ ‫ً‬

‫بتتعلم من شخصياتك ؟‬ ‫جدا‪ ..‬أنا في الفيل األزرق كانت شخصية بطلي‬ ‫ً‬ ‫دكتور نفسي‪« ..‬فاهم» طب نفسي‪ ،‬فكان‬ ‫الزم أذاكر طب نفسي‪ ،‬أنا كمان كإني واحد من‬ ‫الناس بتوعه‪.‬‬ ‫توجه الشكر لمين في حياتك ؟‬ ‫كل الناس اللي اتعلمت منهم واستفدت من‬ ‫خبراتهم‪ ،‬كمان مراتي وأمي وبناتي اللي‬ ‫مستحملين الصداع الفظيع اللي أنا بسببه‬ ‫ليهم زي ترددي لمدة ‪ 3‬شهور على عنبر‬ ‫الخطرين في مستشفي األمراض النفسية‪.‬‬ ‫أنا طولت عليك عارف‪ ..‬بس الزم أسألك في‬ ‫اآلخر إيه هو أكبر وأحلى حلم في حياتك ؟‬ ‫جدا؛ يعني كل حاجة في‬ ‫هو الموضوع نسبي ً‬ ‫الدنيا بتفضل واو لحد ما توصل لها‪ ..‬ساعتها‬ ‫بتبقى عادية‪ ،‬لكن خليني أقولك إن أهم حاجه‬ ‫في حياتى أني أفضل أمتع القارئ‪.‬‬ ‫انتهى لقائي مع أحمد مراد‪ ،‬لكن بعد ما سبته‬ ‫كان أكتر اللي مسيطر عليا حاجتين؛ إني‬ ‫بشكل شخصي كسبت كتير من معرفتي‬ ‫بشخصه‪ ،‬وبشكل عام تأكدت إن الشخص الناجح‬ ‫هو اللي يقدر يأثر فيك بإيجابية ويدفعك إنك‬ ‫تعمل زيه أو علي األقل تحاول‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪13 | 2012‬‬


‫أدب‬

‫‪| 14‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫انور هاني‬ ‫التصميم هو أعظم األشياء في الحياة‪ُ ،‬يمسكك‬ ‫المخطط‪،‬‬ ‫بكل أطراف الخيوط؛ يجعل منك السيد‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫والعراف‪ .‬أنا هو المصمم‪ ،‬لقد خمنت ذلك‬ ‫العارف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫سمني ما شئت‪ ،‬الروح الشريرة‪ ،‬الالعب‬ ‫قطعًا‪ِّ ،‬‬ ‫الخفي‪ ،‬شيطانك الداخلي‪ ..‬ال أهتم بذلك ألنني‬ ‫مصمم العالقات‪.‬‬ ‫•••‬ ‫ِ‬ ‫تجد طريقة‬ ‫لماذا لم تقل منذ البداية؟! ‪ ..‬ألم‬ ‫إلخباري؟!‬ ‫•••‬ ‫سمعتم ذلك معي؟ شعرتم بتلك اللذة‪ ..‬مثلي؟‪،‬‬ ‫سادي!! هذا ما لم أتوقعه قط‪ ،‬كيف ذلك؟ أعشق‬ ‫كثيرا‪ ،‬جعلتكم تنطقونها ومثيالتها‬ ‫تلك الكلمات‬ ‫ً‬ ‫علي! لم تفهموا قواعد لعبتي‬ ‫لذا أنتم ساخطون ّ‬ ‫أبدًا‪ ،‬إنها البساطة المتناهية‪ ،‬تلك البساطة التي‬ ‫تلعب على غروركم وكبريائكم ِ‬ ‫وكبركم‬ ‫وجهلكم في بعض األحيان فتنطلقون في إدهاشي‬ ‫أكثر‪ ،‬وأكثر مما أظنكم ستأتون به في الحقيقة‪.‬‬ ‫أعظم تعقيد هو‪« ..‬البساطة» ذاتها!‬ ‫أي‬ ‫بديهيات التعامل والمعاملة الذين ال تحسنوا ً‬ ‫منهم؛ بذور الصراحة التي ال تعلمون أين ُتزرع ومن‬ ‫أين ُتجنى‪ ،‬رغم أنها أهم عامل لديكم لكنكم‬ ‫البناءة‬ ‫ال تحسنون التصرف به؛ المواجهة السليمة ّ‬ ‫بكل ما تخفون في صدوركم‪ ،‬التي إن وجدتها‬ ‫في أحدكم أراها مذبذبة في اآلخر فألعب لعبتي‬ ‫دائما جاهزون‬ ‫البسيطة‪ ..‬أطمسها‪ ،‬وهذا نادر ألنكم‬ ‫ً‬ ‫مزودون بباب مغلق‪.‬‬ ‫أنبهر أكثر َ‬ ‫طيات‬ ‫في‬ ‫تحملونه‬ ‫الذين‬ ‫الضعف‬ ‫بك ْم‬ ‫ّ‬ ‫عالقاتكم‪ ،‬فكم هي مساحة رائعة و فسيحة لي‬ ‫ألضع توابلي الخاصة ألزرع الخوف والقلق وأحيانًا‬ ‫الشك‪ ،‬مع السمة األساسية المصاحبة‪..‬الكذب‪،‬‬ ‫للهروب أو التجميل أو التحسين؛ وكالعادة فهي‬ ‫البساطة المتناهية‪ ،‬بذرة واهية وهمية ال قيمة لها أو‬ ‫أساس‪ ،‬تنمو وتكبر وتتضخم حتى تنفجر أو‪ ..‬تنفجر‬ ‫إنما بعد فوات األوان‪.‬‬

‫نقاط الضعف لديكم أستثمرها أفضل استثمار‪،‬‬ ‫أعظم تسلية على اإلطالق‪ ،‬إن حولتها على اآلخر‬ ‫أو جعلتكم تردمونها متصنعين انعدام وجودها‬ ‫من األساس‪ ،‬حتى تنكشف من ذاتها و‪ ..‬دعوني‬ ‫أشاهدكم بعدها وبعد كل شيء‪ ،‬فرؤية ثمرة‬ ‫شعور لن يعرفه إال من ذاقه فقط‪.‬‬ ‫عملك وتصميمك‬ ‫ٌ‬ ‫أنا هو َمن ال ُيقهر‪ ..‬فكيف تتخيلون أنكم َمن َيقرر‬ ‫ويحدد!! ببساطة تلك «البساطة» التي تنعمون‬ ‫بها تستغلونها في وضع العقبة تلو األخرى أمام‬ ‫أنفسكم فتجدون عالقاتكم ُتنهك وتتحطم‪،‬‬ ‫ومحظوظ كل الحظ وانتحاري من يناضل منكم‬ ‫حتى يصل للنهاية‪ ..‬لجائزته الكبرى‪.‬‬ ‫مـ‪ ..‬ما‪ ..‬ماذا!!!‬ ‫لماذا فعلت ذلك؟ ‪ّ ..‬‬ ‫ألني‪...‬‬ ‫’’لـ‪ ..‬ال‪ ..‬الااااااااااا»‬ ‫ما تلك الرائحة؟ أتلك رائحة حريق بالفعل؟!‬

‫أعظم تعقيد هو‪..‬‬ ‫"البساطة" ذاتها!‬ ‫انها بذورالصراحة التي ال‬ ‫تعلمون‬ ‫أين ُتزرع ومن أين ُتجنى‬

‫نوفمبر ‪15 | 2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫تصدر الصراصير أصوا ًتا مزعجة في الليل لجذب اإلناث للتزاوج‪،‬‬ ‫كالما بما يوازي في لغة الصراصير‬ ‫وبالتأكيد هذه األصوات تحمل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هابطل أشوف أوروبي»‪.‬‬ ‫«لو جيت يا ُح ّبي‪،‬‬ ‫موسم التزاوج‬

‫احمد فوزي‬

‫ال أعلم ماذا تفعل أنثى سيد قشطة لجذب الذكور‪،‬‬ ‫هل تستلقي أمام البحيرة في إغراء متظاهرة بأنها‬ ‫تأخذ حمام شمس‪ ،‬أم تبدأ في ممارسة التمارين‬ ‫الرياضية لتفقد بعض الوزن‪ ،‬أو ربما أن لذكر سيد‬ ‫قشطة ذوق خاص في أنه يحب األوزان الثقيلة‪ ،‬عملاً‬ ‫غلا ّ‬ ‫بمبدأ «اهلل يسهل له‪ ..‬اللي َّ‬ ‫البتلو»‪ ..‬لست أدري‪.‬‬

‫آالف أسرة سنويًا‪،‬‬ ‫أو لو نشتري وجبة محترمة تكلفتها ‪ 15‬جنيه لما‬ ‫يقرب من ‪ 10‬آالف شخص يوم ًيا ولمدة عام كامل‪،‬‬ ‫أو يدخل مياة وكهرباء لقرية مصرية بيتعذب أهلها‬ ‫وبيضطروا يمشوا كام كيلو على رجليهم كل‬ ‫يوم عشان يعرفوا يشربوا ويقضوا احتياجاتهم‪.‬‬

‫وبذكر مواسم التزواح‪ ..‬تأتي النقطة التي يتميز‬ ‫اإلنسان فيها عن الكائنات الحية األخري‪ ،‬وهو‬ ‫الفشخرة الكدابة‪ .‬تعقيدات وتعقيدات ثم المزيد من‬ ‫التعقيدات لعملية الزواج‪ ،‬والغريب‪ ،‬أنه كلما ارتفع‬ ‫مستوى معيشتك‪ ،‬كلما ازدادت البروتوكوالت‬ ‫والعراقيل التي أمامك‪.‬‬

‫أنا مش صاحب فكر خيري‪ ،‬وال أنا شخص مضحي‬ ‫بطبيعتي‪ ،‬بس لو أنا فرحي بيتكلف مائة ألف‪،‬‬ ‫وفرح واحد بسيط بيتكلف خمسة مش أحسن لي‬ ‫آجي على نفسي شوية‪ ،‬وأعمل فرحي بخمسين‬ ‫ألف جنية (يعني فرح محترم برضه) وبالخمسين‬ ‫ألف اللي فاضلة‪ ،‬أجوز عشر أزواج وزوجات من اللي‬ ‫بيكافحوا ويفضلوا يدعولي أنا ومراتي ويفتكرونا‬ ‫بالخير؟!‬ ‫دي كده مش هيبقى ليلة العمر بس‪ ...‬ده كده‬ ‫هيبقى أسعد يوم في حياتي كلها‪ ،‬وعشان تحس‬ ‫إنك عملت حاجة في الدنيا يا أخي‪ ..‬عملت فرق في‬ ‫المكان اللي عيشت فيه‪ ،‬مش إتولدت وإشتغلت‬ ‫وأكلت وإشتريت شوية حاجات‪ ،‬سيبتها كلها لوالدك‬ ‫بعدين مت‪.‬‬

‫وألني من هواة مصاحبة من هم أكبر مني سنًا‬ ‫ وما حدش يفكر أمي بالموضوع ده أرجوكم ‪-‬‬‫الكثير من أصدقائي يتزوجون هذه األيام‪ ،‬فإنني‬ ‫أرقاما مرعبة عن تكاليف األفراح‪.‬‬ ‫أسمع منهم‬ ‫ً‬

‫اللي عايزة فرحها يبقى أحسن من فرح بنت خالتها‬ ‫وال صاحبتها‪ ..‬صدقيني فرحك هيبقى أحسن مائة‬ ‫مرة لما تفرحي كل الناس دي معاكي‪.‬‬ ‫واللي معاه قرشين نفسه يتفشخر بيهم‪ ..‬إتفشخر‬ ‫إنك عملت بيهم خير‪ ،‬وإفتكر إن العشرة كيلو‬ ‫سمك مدخن ممكن يبقوا ألف وجبة‪ ،‬وإن الدي‬ ‫جاي ممكن يبقى إيجار شقة‪ ،‬وإن تصوير الفرح‬ ‫الديجيتال ممكن يبقى جهاز عروسة‪ ،‬وإن الزفة‬ ‫ممكن تبقى عملية جراحية لواحد بيموت‪ ،‬وإن‬ ‫فستان مراتك اللي عمرها ماهتلبسه تاني‪،‬‬ ‫ممكن يلبس ألف عيل كانوا هيقضوا طفولتهم‬ ‫عريانين‪.‬‬

‫فاإلنسان البسيط كل ما يحتاجه هو شقة وبنت‬ ‫الحالل ليتزوج‪ ،‬أما اإلنسان الغير بسيط فيحتاج إلى‬ ‫فيال أو تاون هاوس‪ ،‬وفص ألماظ يساوي ثمنه شقة‬ ‫من بتوع اإلسكان المتوسط‪ ،‬وفستان من انجلترا أو‬ ‫ألمانيا‪ ،‬وقاعة في الماريوت أو سميراميس‪ ،‬وعشرة‬ ‫كيلو سمك مدخن وعمرو دياب لكي يتزوج‪.‬‬ ‫آه‪ ..‬وبالمرة بنت الحالل‪.‬‬

‫جدا وغير المبالغ فيه بالمرة أن يتكلف‬ ‫فمن العادي ً‬ ‫فرح غير مسرف مائة ألف جنيه‪ ،‬وللناس دي أنا‬ ‫هاقول حاجة‪ ..‬تعالوا نحسبها حسبة بسيطة وفي‬ ‫الحسبة دي هفترض أقل أرقام ممكنة حتى ال‬ ‫يتهمني أحد بالمبالغة أو أني مزودها حبتين‪.‬‬ ‫تعالوا نقول إن مصر كلها‪ ،‬ما فيهاش غير عشر‬ ‫فنادق‪ ،‬هي اللي بيتعمل فيها األفراح الحلوة بتاعة‬ ‫الناس األغنياء دول‪ ،‬وتعالوا نقول إن مفيش غير فرح‬ ‫واحد بيتعمل كل أسبوع‪ ،‬وإن ما حدش هيجيب‬ ‫ال نانسي عجرم وال إليسا وال تامر حسني عشان‬ ‫يحيي فرحه‪ ،‬وإن كل فرح من دول هيتكلف مائة‬ ‫ألف جنيه ال أكثر (ويعلم اهلل إنه رقم ضعيف بالنسبة‬ ‫للحقيقة)‪.‬‬ ‫السنه فيها ‪ 52‬أسبوع ‪ X‬عشر فنادق ‪ X‬مائة ألف =‬ ‫‪ 52‬مليون جنيه كل سنة‪ ،‬مبلغ يكفي يشتري ألف‬ ‫شقة من بتوع إسكان الشباب منخفضة‬ ‫التكلفة‪ ..‬يسكن فيها ألف أسرة‪ ،‬أو‬ ‫تصرف معاش شهري ‪ 500‬جنيه لتسعة‬

‫‪| 16‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬

‫أنا مش جاي أضايقك وال أضيع عليك فرحتك‪ ،‬وال‬ ‫جاي أقول مواعظ‪ ،‬اهلل أعلم إذا كنت أنا أص ًلا‬ ‫هنفذها وال أل‪ ،‬إنما أنا متأكد إن فيه ناس كتير‬ ‫في البلد دي أحسن مني بكتير ونفسها‬ ‫تعمل حاجه كويسة لو بس حد قالها‬ ‫على فكرة تساعدهم‪.‬‬ ‫يمكن تقرر إنك مش عايز فرحك‬ ‫يبقى فرحك لوحدك‪ ،‬إنما عايز‬ ‫فرحك يبقى فرحة لناس كتير‪..‬‬ ‫يمكن‪.‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫أبدا‪،‬‬ ‫«أنا مش ممكن أتجوز بالطريقة دي ً‬ ‫يعني إيه واحد ييجي وأنا ما أعرفوش ونقعد‬ ‫نتفرج على بعض كإني قفص طماطم‬ ‫جدا ما‬ ‫بالضبط»‪ ،‬لو إنت مصري صعب ً‬ ‫تكونش سمعت الجملة دي من معظم ‪-‬‬ ‫إن ما كانش كل ‪ -‬البنات اللي تعرفهم لما‬ ‫يتفتح بينكم الكالم عن جواز الصالونات‪.‬‬ ‫ابراهيم ناجي‬

‫اخطب حبيبتي و َلا احب خطيبتي ؟!!‬ ‫«أنا مش ممكن أقبل إننا نتصاحب أو يكون في بينا‬ ‫عالقة من غير ارتباط رسمي‪ ،‬أنا مش هسمح للي‬ ‫يسوى وللي ما يسواش إنه يجيب في سيرتي»‪،‬‬ ‫الجملة دي بقى برده هتسمعها من نفس معظم‬ ‫البنات اللي تعرفهم لما تيجي تقول لواحدة إنك‬ ‫معجب بيها وعايز تقرب منها‪.‬‬ ‫طيب‪ ..‬هو إحنا ليه بنهتم أوي بالطرق والمسميات؛‬ ‫صحوبية‪ ،‬عالقة رسمية‪ ،‬جواز صالونات؟ وليه بنتعامل‬ ‫مع االرتباط والحب والجواز وكإنهم مشروع عملي‬ ‫له ترتيب معين الزم نمشي عليه يا إما نبقى غلط‬ ‫والناس تتكلم علينا‪.‬‬ ‫مشكلتنا األساسية إن معظم أفكارنا بيقيد جزء‬ ‫كبير منها أسئلة من نوعية «هي الناس هتقول‬ ‫إيه أو بتعمل إيه في نفس الموقف ده؟» وكإن رضا‬ ‫الناس أولوية عن رضانا إحنا‪ .‬سبب رئيسي في اختالف‬ ‫المذاقات بين أعظم الشعراء وبعضهم هو اختالف‬ ‫تناولهم للوصف الدقيق للحب‪ ،‬اختالف نابع من مرونة‬ ‫اإلحساس ده والحيز اللي بياخده الحب من حياة كل‬ ‫واحد فيهم وهي دي نقطة الجمال‪.‬‬ ‫الحب إحساس مالوش حدود واضحة أو قوالب ثابتة‪،‬‬ ‫وأي محاولة منك إنك تسلم إحساسك لقواعد‬ ‫محفوظة مبنية علي خبرات سابقة يبقي بتضيع‬ ‫أحلى حاجة في حالة الحب وهي «مفاجئة نفسك‬ ‫بنفسك»‪.‬‬ ‫لو افتكرت أي قصة حب ليك قديمة هتالقي إن أكتر‬ ‫جزء ممتع فيها كان يوم ما واجهت نفسك إنك بتحب‬ ‫الشخص ده ونفسك تعيش معاه لحد لحظة بدء‬ ‫التعامل بالقوالب الجاهزة بعيد عن أي تلقائية ( وأنا‬ ‫اقولها أنا مضايق ليه‪ ..‬ما هي تحس لوحدها‪ ،‬أصل‬ ‫البنت لو قالت كل اللي جواها تبقى بنت سهلة‪..‬‬ ‫إلخ إلخ )‪ ،‬في اللحظة دي تبدأ تحس إن كل مواقف‬ ‫حياتكم بقت عبارة عن مواجهات الزم واحد يكسب‬ ‫والتاني يخسر‪ ،‬والمشاعر تبدأ تموت في هدوء‪.‬‬

‫االرتباط والخطوبة‪ ..‬مين ييجي قبل مين ؟‬ ‫هو ايه المانع اني احب بس احافظ علي صورتي‬ ‫وشكلي قدام نفسي قبل ما ادور على شكلي‬ ‫قدام الناس؟؟‪ ..‬ممكن تقربي من اللي تحسي‬ ‫انه يستاهلك وتحبوا وتفهموا بعض بس من غير‬ ‫تنازالت‪ ..‬يعني مش الزم حبنا يبقى مشاع للكل‬ ‫ومش معني دا اننا نعيش في رعب ان الناس تعرف‬ ‫لكن مجرد التعامل في حدود االحترام اللي كلنا‬ ‫اتربينا عليها حيخلي الناس تحترمنا حتى لو عرفوا‬ ‫الموضوع ‪..‬‬ ‫نصيحة لكل بنت احكمي على الشاب اللي انت‬ ‫مرتبطة بيه بمفدار خوفه عليكي من كلمة او نظرة‬ ‫من الناس ممكن تجرحك ‪ ،‬التنازل في الحب ممكن‬ ‫يكون في طلبات مادية أو في مستوى اجتماعي‬ ‫معين لكن اساس الحب مفيهوش تنازالت‪ ..‬والفكرة‬ ‫مش في ارتباط رسمي وال صحوبية وال حب ‪ ،‬ساموها‬ ‫زي ماتسموها المهم نختار صح و نمشيها من االول‬ ‫صح ونهرب من اي تجربة تاخد منا اكتر ما تدينا ‪..‬‬ ‫و بالنسبة للشباب لو بتحب بجد متجازفش بتصرفات‬ ‫تفقدك مصداقيتك مع البنت اللي وثقت فيك ‪ ..‬الزم‬ ‫تعرف إن مهما كانت البنت بتحبك و مستحمالك‬ ‫هتيجي عند نقطة معينة و مقاومتها للظروف و‬ ‫المسلمات هتنهار و هتنكسر من ناحيتك ‪ ..‬في‬ ‫اللحظة اللي تحس فيها ان البنت دي هي اللي‬ ‫بتحلم بيها تكون أم والدك خد القرار و روح ألهلها وابدأ‬ ‫ارسم معاها حياتكم ‪ ..‬متأخرش الخطوة دي لحد‬ ‫ماترسم انت حياتك كلها ألنك لو عملت ده هتالقيها‬ ‫مع مرور الوقت بتختفي من رسمتك و فجأة هتفوق‬ ‫تالقي نفسك رسمت حياتك حلو أوي بس وهي مش‬ ‫فيها ‪..‬‬ ‫الحب مش منظرة قدام الناس ‪ ،‬الحب دا دنيا جديدة‬ ‫بيبنيها ويعيش فيها اتنين ‪,‬بعيد عن كل الناس‬ ‫المهم يكونوا مرتاحين فيها ومحافظين فيها على‬ ‫بعض ‪.‬‬

‫نوفمبر ‪17 | 2012‬‬


‫حوار‬

‫أتمنى أن‬ ‫ينتهي زمن‬ ‫االختيار بين‬ ‫السيئ واألسوأ!‬ ‫حوار‪ :‬أمنية الخياط‬ ‫تصوير‪ :‬محمد الفار‬

‫من السهل أن تتعرف عليه ولو على ٌبعد عشرات األمتار‪،‬ربما لن تلمحه بعينك‪ ،‬لكنك‬ ‫صوته الثوري وأبيات شعره النارية التي لم تركع أمام الظلم وقت استبداده كانت‬ ‫كلها كفيلة بإشعال الثورة في أعماقك‪.‬‬ ‫قابلته أول مرة في إفطار الحملة الشعبية لدعم الدكتور محمد البرادعي في سبتمبر ‪ ،2012‬كانت بوصلة‬ ‫الشارع تشير لتغيير وشيك يسطع في األفق‪ ،‬ثم قابلته مرة ثانية واحتسينا القهوة في أحد مقاهي شارع‬ ‫القصر العيني صباح الخامس والعشرين من يناير‪ ،‬حين وقف على سلم دار الحكمة مع كل الرموز الوطنية‬ ‫هاتفا في وجه نظام مبارك ‪« :‬ارحل» بعدها وصلتني منه رسالة عشية «جمعة الغضب األولى» لشحذ القوى‬ ‫اإلعالمية لتغطية هذا الحدث‪ ..‬وكان عبد الرحمن يوسف بمواقفه الواضحة التي لم تهتز أمام تقلبات المناخ‬ ‫والمزاج السياسي في مصر‪.‬‬ ‫كنت من أوائل المشاركين في ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬وكنت في الصفوف األولى للثورة‪ ،‬وبعد مرور قرابة‬ ‫العامين‪ ..‬هل تشعر إن الثورة على طريقها الصحيح ؟‬ ‫ثورة يناير قامت من أجل منح الشعب بالمصري حق االختيار‪ ،‬والبعض كان يظن أن الشعب سيختار بالضرورة‬ ‫من قام بهذه الثورة‪ ،‬ولكن ما حدث أن الواقع أثبت أن هناك قوى سياسية موجودة على األرض منذ عهود‬ ‫قديمة وحققت هذه القوى أكثرية برلمانية‪.‬‬ ‫نحن اآلن أمام اختيار صعب‪ ..‬فإما أن نقول إن الثورة فشلت ألن الناس لم تخترنا‪ ،‬وإما أن نحترم اختيار األمة‪،‬‬ ‫وأن نبدأ بعرض برامجنا على الناس لكي يختارنا هذا الشعب العظيم‪.‬‬ ‫بالنسبة لي‪ ..‬الثورة على الطريق الصحيح‪ ،‬ألن الناس قد فازت بحق االختيار‪ ،‬وألن هذا الحق لن تمكن أحد من‬ ‫سلبه من المصريين مرة أخرى‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن المائة يوم األولى لحكم الرئيس كافية إلبراز المالمح األولية لسياسته ؟‬ ‫مائة يوم في حكم دولة مجهولة الدهاليز‪ ،‬مظلمة األنفاق‪ ،‬ممتلئة بالبطالة المقنعة‪ ،‬يسيطر على كثير‬ ‫من أجهزتها األمنية أشخاص ال يعرف عنهم أي انضباط أو احتراف مهني‪ ،‬في ظل أزمة اقتصادية خانقة‪ ،‬بعد‬ ‫عاما أو أكثر من حكم استبدادي مطلق‪ ،‬بالطبع ال‬ ‫عام ونصف من حكم عسكري غاشم‪ ،‬وبعد ثالثين‬ ‫ً‬ ‫تكفي‪ ،‬ولكن من الممكن أن يبصر المرء بعض المؤشرات التي تعطي بعض االنطاباعات‪.‬‬ ‫مؤخرا لفظ «أخونة» الدولة‪ ،‬هل تعتقد بصحة هذا المصطلح ؟‬ ‫انتشر‬ ‫ً‬ ‫أخونة الدولة ممكنة ولكن بشرطين؛ الشرط األول أن تحكم الجماعة‬ ‫لمدة عشر سنوات مستمرة على األقل‪ ،‬الشرط الثاني أال يقاوم هذه‬ ‫األخونة أحد‪ .‬الدولة المصرية ليست ملقاة على الطريق يضعها في جيبه‬ ‫كل من يفوز بمنصب الرئيس‪ ،‬بل هي دولة عريقة التقاليد‪ ،‬راسخة‬ ‫البيروقراطية‪ ،‬دولة فيها أكثر من ستة ماليين من الموظفين‪ ،‬وفيها‬ ‫عشرات اآلالف من المفاصل التي تحرك هؤالء الموظفين‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫تغيير هذه المفاصل بكوادر إخوانية ‪ -‬لم تتكون بعد في نظري ‪ -‬عملية لن تستغرق أقل من عشر سنوات‬ ‫بدون أي مقاومة من المجتمع‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ..‬أعتقد أن أخونة الدولة أمر مستحيل‪ ،‬ألن اإلخوان ال يملكون هذه الكوادر‪ ،‬وألن المجتمع سيقاوم‬ ‫وهذا هو العنصر األهم‪.‬‬

‫"الدولة المصرية ليست‬ ‫ملقاة على الطريق‬ ‫يضعها في جيبه‬ ‫كل من يفوز بمنصب‬

‫‪| 18‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫حوار‬

‫جديدا من شخص‬ ‫ما رأيك في المسودة األولى للدستور؟ وهل تتوقع أن مواده قد تصنع فرعونًا‬ ‫ً‬ ‫الرئيس ؟‬ ‫هذه المسودة تتغير كل يوم‪ ،‬وأعتقد أن المشكلة في الجمعية التأسيسية تكمن في «لجنة نظام‬ ‫دائما سيء ويوحي دائما بأن‬ ‫الحكم»‪ ،‬فهذه اللجنة هي أس المشاكل في الجمعية‪ ،‬والمنتج الذي تخرجه‬ ‫ً‬ ‫اللجنة لها غرض ما‪ ،‬وهي لجنة ينقصها شخص متخصص في النظم السياسية‪ ،‬وحسب علمي كانت‬ ‫عضوا في هذه اللجنة ‪ -‬وهي متخصصة في‬ ‫الدكتورة منار الشوربجي‬ ‫ً‬ ‫النظم السياسية ‪ -‬ولكن لسبب ما تم إقصاء الدكتورة منار من اللجنة‬ ‫"اإلسالميون بدؤوا‬ ‫مما أدى إلى خروج هذا اإلنتاج الهزيل من اللجنة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أنا لست‬ ‫قلقا من أي شيء‪ ،‬وثقتي في الشعب المصري ال حدود لها‪ ،‬وإذا التحول من وعاظ وأئمة‬ ‫المصريين‬ ‫فإن‬ ‫اآلن‪،‬‬ ‫للمصريين‬ ‫خدها‬ ‫تصعر‬ ‫الحكم‬ ‫نظام‬ ‫لجنة‬ ‫كانت‬ ‫مساجد وناشطين‬ ‫جديدا في دستور الثورة‪.‬‬ ‫أحدا لن يصنع فرعونًا‬ ‫ً‬ ‫سوف يثبتون للعالم أن ً‬ ‫أعتقد أن المواد المقلقة لن تمر من لجنة الصياغة‪ ،‬وإذا مرت فلن تمر من في العمل الخيري إلى‬ ‫التصويت‪ ،‬وإذا مرت فلن تمر من االستفتاء‪.‬‬ ‫ثار المصريون ضد مبارك بعد ‪ 30‬عامً ا من حكمه‪ ،‬في اعتقادك متى يمكن للشعب أن يثور ضد‬ ‫مرسي ؟‬ ‫رئيسا أكثر من فترتين؟ هل يتخيل أي عاقل أن‬ ‫ولماذا يثور الشعب ضد مرسي؟ هل يحلم مرسي أن يبقى‬ ‫ً‬ ‫رئيسا قد يتجاوز الفترتين بعد الثورة؟ ال أحد‪ .‬واآلن نحن في وضع جديد يقتضي منا أن نعمل بالسياسة‪،‬‬ ‫هناك‬ ‫ً‬ ‫لقد قلت عشرات المرات إن شباب الثورة البد أن يتحولوا من «ثورجية» إلى سياسيين‪ ..‬وهذا قد بدأ بالفعل‪،‬‬ ‫مصرا على اصطحاب حلم الثورة معه إلى األبد‪.‬‬ ‫ولكن بعض الشباب ما زال‬ ‫ً‬ ‫اإلسالميون بدؤوا التحول من وعاظ وأئمة مساجد وناشطين من العمل الخيري إلى سياسيين‪ ،‬ولكن ‪-‬‬ ‫لألسف ‪ -‬كثير من شباب الثورة لم يستوعبوا الدرس حتى اآلن‪.‬‬ ‫أال يتناقض ذلك مع أن «الثورة مستمرة» ؟‬ ‫ال يتناقض‪ ..‬الثورة مستمرة حتى تحقق كل أهدافها‪ ،‬من عدالة اجتماعية ونهضة في التعليم والصحة‪،‬‬ ‫وتقدم في كل المجاالت‪ ،‬ولكن الوسائل قد تتغير‪ ،‬وليس من العقل أن تصبح التظاهرات واإلضرابات هي‬ ‫متاحا فيه تكوين األحزاب والنقابات‪.‬‬ ‫الوسيلة المستخدمة في وقت أصبح‬ ‫ً‬ ‫ما هو السيناريو التخيلي لو كان شفيق قد فاز في االنتخابات؟‬ ‫ال أريد التخيل‪ ،‬ولكن أحب أن أوضح أنني بعد أن فحصت النتائج التي أعلنتها حملة الدكتور مرسي أصبح لي‬ ‫احتجاجا على تزوير النتيجة‬ ‫فاضحا وكنت سأنزل الميدان‬ ‫تزويرا‬ ‫يقين أن أي نتيجة أخرى غير تلك لن تكون إال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وكان ذلك قرا ًرا في ضمير ماليين المصريين‪ ،‬والحمد هلل‬ ‫الذي عفى مصر من هذه المعركة التي يعلم اهلل كيف‬ ‫ستكون نهايتها لو بدأت‪.‬‬ ‫ما تقييمك ألداء التيار الشعبي والتحالفات‬ ‫اليسارية؟ وهل تتوقع بقدرتها على حصد مقاعد في‬ ‫البرلمان القادم ؟‬ ‫أعتقد أن جميع التيارات اآلن تحاول أن تتعلم‪ ،‬والقاسم‬ ‫المشترك بين الجميع أن القيادات شاخت وما زالت تفرض‬ ‫رؤيتها المختلفة وأحقادها القديمة‪ ،‬والشباب مقهور تحت‬ ‫هذه القيادات التي تتحكم في التمويل‪ ،‬وسوف يتحسن‬ ‫أداء الجميع حين يتقاعد السياسيون الفشلة ويتقدم‬ ‫السياسيون الشباب ليستكملوا تجربتهم‪.‬‬ ‫أحب أن أوضح هنا أن هناك استثناءات كثيرة‪ ،‬فليس كل‬

‫"الدكتور محمد‬ ‫البرادعي زعيم وطني‬ ‫تم تشويهه من كل‬ ‫الطامعين في السلطة‬ ‫ألنه يملك مصداقية ال‬ ‫يملكها كثيرون!"‬ ‫نوفمبر ‪19 | 2012‬‬


‫حوار‬ ‫جيل الشيوخ فاش ًلا وليس كل جيل الشباب خال ًيا من العقد واألحقاد‪.‬‬ ‫التيار الشعبي والتحالفات اليسارية أمامها فرصة ولكنها البد أن‬ ‫تعيد تقديم نفسها للناس وأن تبدأ بتأسيس مؤسساتها السياسية‬ ‫المنظمة‪.‬‬

‫"المصريون سوف يثبتون‬ ‫للعالم أن أحدا لن يصنع‬ ‫فرعونا جديدا في دستور‬ ‫الثورة"‬

‫ما هي عالقتك بالدكتور محمد البرادعي اآلن ؟‬ ‫كما هي‪ ..‬ما زلت عند رأيي فيه‪ ،‬لو كان لهذه الثورة زعيم فهو البرادعي بال شك‪ ،‬وما زلت فخو ًرا بكوني‬ ‫أحد مؤسسي الحملة الشعبية لدعم البرادعي وبكوني المنسق العام األول لهذه الحملة وما زلت أحترم‬ ‫الدكتور البرادعي أتفق أو أختلف معه دون أن يؤثر ذلك في عالقتي به سواء من طرفي أو من طرفه‪.‬‬ ‫الدكتور محمد البرادعي زعيم وطني تم تشويهه من كل الطامعين في السلطة ألنه يملك مصداقية‬ ‫ال يملكها كثيرون‪ ،‬وأتمنى ً‬ ‫حقا أن يتمكن حزب الدستور من ملء الفراغ الموجود في الساحة السياسية‬ ‫اليوم‪.‬‬

‫ً‬ ‫وشاعرا ملهما للثوار‪ ،‬ولكن البعض تسائل‬ ‫معارضا بار ًزا في أوج بطش النظام السابق‪،‬‬ ‫شهدناك‬ ‫ً‬ ‫عن تعاقدك مع قناة ( ‪ ) CBC‬التي يعتقد الشارع أنها من القنوات الموجهة ضد الثورة‪ ..‬ما تعليقك‬ ‫على هذا التساؤل ؟‬ ‫كل شخص «متعلق من عرقوبه» كما يقول المثل‪ ،‬وأنا مؤمن أن أضرار عدم الظهور أكبر بكثير من أضرار‬ ‫الظهور في قناة قد يختلف المرء مع بعض سياستها‪ ،‬فليس المهم أن تكون المؤسسة ملتزمة بما أؤمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وطبقا لما أؤمن أنا به‪.‬‬ ‫وفقا لشروطي‬ ‫أنا به ولكن المهم أال يتدخل أحد في عملي وأن أعمل‬ ‫وهذه نصيحتي الشخصية لكل الشباب‪ ،‬اعملوا في المؤسسات اإلعالمية بشروطكم‪ ،‬وادخلوا مجال اإلعالم‬ ‫وقدموا فيه وجهة نظر أخرى غير المعروضة على الناس وافعلوا ذلك بمهنية وصدق‪.‬‬ ‫إذن‪ ..‬هل أضافت لك تجربة العمل االعالمي؟ وما هي أفكارك القادمة في هذا المجال ؟‬ ‫محروما منها بسبب منع أمن الدولة ألمثالي من العمل‪،‬‬ ‫أضافت لي الكثير وحصلت على خبرة كبيرة كنت‬ ‫ً‬ ‫نافعا للبلد وسيكون إضافة لإلعالم الوطني الملتزم وسأعلن عنه‬ ‫وعندي برنامج جديد أظنه سيكون‬ ‫ً‬ ‫بالتفصيل في وقت قريب بإذن اهلل‪.‬‬ ‫عبد الرحمن يوسف الشاعر يفتح مجالًا خص ًبا لسؤالك عن اإلنسان داخلك‪ ،‬نريد أن نتعرف على‬ ‫صباحا وحتى خلوده للنوم مرة‬ ‫«شكل اليوم العادي» للشاعر عبد الرحمن يوسف منذ استيقاظه‬ ‫ً‬ ‫أخرى ؟‬ ‫جدا؛ مليء بالمواعيد واللقاءات واألسفار داخل مصر وخارجها‪ ،‬برنامجي قبل الثورة كان‬ ‫يومي طويل ً‬ ‫مخصصا للشعر فأتحرك حسبما تشاء القصيدة‪ ،‬اآلن أصبحنا كرجال اإلطفاء مشغولين باستدعاءات الوطن‬ ‫ً‬ ‫إلطفاء الحرائق التي تشتعل‪ ..‬من أطفيح إلى ماسبيرو إلى محمد محمود إلى مجلس الوزراء إلى انتخابات‬ ‫البرلمان‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫بعيدا عن األدب واالعالم ؟‬ ‫ما هي هوايات عبد الرحمن‬ ‫ً‬ ‫مارست كثير من الهوايات من الرسم وركوب الخيل والخط العربي والعديد من الرياضات ولكن الوقت اآلن ال‬

‫‪|20‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫حوار‬ ‫يكاد يسمح بأي هواية‪.‬‬ ‫بعض المشاهدين يعتقدون أنك شخصية قد تبدو حادة أو صارمة أو جادة‪ ،‬ما مدى حقيقة هذه‬ ‫االنطباعات بداخل عبد الرحمن يوسف ؟‬ ‫الحدة مطلوبة في بعض األحيان والصرامة في موضعها فضيلة‪ ،‬أما الجدية فهي األصل والهزل له وقته‪.‬‬ ‫يعني إيه نجاح ؟‬ ‫"شباب الثورة ال بد أن‬ ‫النجاح هو أن يبذل اإلنسان أقصى ما يستطيع‪ ،‬وأن يصل إلى مرحلة الرضى‬ ‫يتحولوا من "ثورجية" إلى‬ ‫عن نفسه بغض النظر عن النتائج‪.‬‬ ‫سياسيين"‬

‫هل مرت عليك لحظات في حياتك شعرت بعدها أنها لحظات فاصلة‬ ‫؟‬ ‫طبعا وأنا شخص ًيا لي لحظات كثيرة من‬ ‫كثير من اللحظات تمر على اإلنسان ويشعر أنها لحظات فاصلة‬ ‫ً‬ ‫هذا النوع‪ ،‬من أهمها لحظات أن قررت أن أقف ضد مبارك بقلمي وكان ذلك في ‪ 9‬إبريل‪ ،2003‬في اللحظة التي‬ ‫دخل فيها الجيش األمريكي بغداد‪.‬‬ ‫الملف األساسي في عددنا األول عن العالقات العاطفية واالرتباط‪ ،‬ما تعريف الحب من وجهة نظرك؟‬ ‫وما هو انطباعك عن العالقات العاطفية السريعة التي تميز شباب هذا الجيل ؟‬ ‫الحب حالة ضعف‪ ..‬تنقل العقل البشري من موقع المحرك إلى موقع المشاهد‪ ،‬وتحول المنطق إلى مادة‬ ‫جيالتينية يمكن تشكيلها حسبما يريد القلب‪ ،‬بفضل الحب يرى العاشق أبشع الناس جمي ًلا‪ ،‬ويرى أسوأ‬ ‫ً‬ ‫مالكا‪ ،‬ولن ينفع في ذلك الوضع أن يتدخل العقل أو المنطق‪ ،‬ألن كليهما (العقل والمنطق) قد تغير‬ ‫الناس‬ ‫موقعه وتأثيره‪ ،‬شباب هذا الجيل لهم تجربتهم في الحياة ولهم ظروفهم الخاصة وسيتعلمون من هذه‬ ‫التجربة وفيهم بذرة خير ال تموت‪ ..‬وإن بدا لبعض الناس عكس ذلك‪.‬‬ ‫في اعتقادك‪ ..‬ماذا يعني لفظ «شخص مناسب» ؟‬ ‫ً‬ ‫وفقا لمقاييس شديدة النسبية‪ ،‬فنحن نفترض‬ ‫غدا‪ ،‬نحن نتحدث‬ ‫الشخص المناسب اليوم قد ال يكون مناس ًبا ً‬ ‫أن اإلنسان ثابت بينما اإلنسان متغير‪ ..‬يتغير بالسفر وبتقدم السن وبخوضه تجارب معينة‪ ،‬يتغير بالمرض‬ ‫والغنى الفقر والنسيان واالكتئاب إلخ‪ ،‬الشخص المناسب نعرفه في آخر العمر‪ ..‬وليس في لحظة اختياره‪،‬‬ ‫الشخص المناسب هو الذي يصمد في اختبارات الحياة وتغيراتها‬ ‫ويتمكن من توفيق أوضاعه ويتجرع الصبر لكي تسير السفينة‬ ‫بالحد األدنى من التوافق وبالحد الكافي من الحب‪.‬‬ ‫هل تؤمن باألبراج ؟‬ ‫أؤمن بإرادة اإلنسان‪ ،‬ومن يؤمن بإرادة اإلنسان ال يمكن أن يؤمن‬ ‫باألبراج‪.‬‬ ‫مجلتنا اسمها «إعدلها» وشعارها «إعدلها زي ما نفسك‬ ‫تشوفها» نفسك إيه يتعدل في واقعنا ؟‬ ‫كما قلت في أول الحوار‪ ..‬المهم أن يختار الناس‪ ،‬لذلك أتمنى‬ ‫أن يعمل الجميع لكي يمنحوا الناس فرصة‬ ‫متعددة في االختيار‪ ،‬وأن يتغير الواقع ويختار الناس‬ ‫بين الحسن واألحسن‪ ،‬وأن ينتهى زمن االختيار بين‬ ‫السيء واألسوأ‪.‬‬ ‫لم ينته حوارنا مع الشاعر عبد الرحمن يوسف‬ ‫بمكتبه بوسط القاهرة بانتهاء قهوتنا‪ ،‬لكن‬ ‫أبيات قصيدته»مصر القصيدة» التي ألقاها على‬ ‫مسامعنا بقيت تتردد على مسامعي حتى‬ ‫كتابة هذا الحوار‪:‬‬

‫ب َس َّل قَ ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫يد ‪َ ...‬‬ ‫ِم ْص ُر َ‬ ‫اف َي ًة‬ ‫وش ْع ٌ‬ ‫ص ُ‬ ‫ــــــار ًة ُأ ْش ِه َر ْت فـي َو ْج ِه َظـــــــا ِل ِم ِه‬ ‫َب َّت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لع ِ‬ ‫ِّ‬ ‫اش ِق َها‬ ‫ثـ ٌ‬ ‫بيت َ‬ ‫الش ْع ُر فـي م ْص َر تَ ْ‬ ‫نوفمبر ‪21 | 2012‬‬


‫أدب‬

‫ماذا ُيريد‪ ..‬وماذا ُتريد؟‬

‫ايمان الماحي‬

‫مزيدا منه وأن ُي ّ‬ ‫ذكرها‬ ‫ال تريد إال‬ ‫ً‬ ‫دوما بنعمة كونها امرأة ألن‬ ‫ً‬ ‫سعيدا‬ ‫هذا ما جعل منه رج ًلا‬ ‫ً‬ ‫ماذا ُتريد‬ ‫اتفقوا أن كليهما يريد الحب‪ ،‬وأن كليهما‬ ‫وإن بدى السعي للحصول‬ ‫يبحث عنه ْ‬ ‫علي مستوى معيشي متميز أو حتى‬ ‫النجاح الصارخ أولوية واضحة ال سبيل‬ ‫للتنازل عنها‪.‬‬ ‫اتفق كالهما أن إرضاء القلب من أولى‬ ‫الملذات التي لن يرتضيا لها بدي ًلا‪،‬‬ ‫فسواء كان هو أو هي فكالهما ‪ -‬بفعل‬ ‫األنانية وحب النفس ‪ -‬يريد الشعور أنهما‬ ‫محبوبان حب رجل المراة وامرأة لرجل‪.‬‬ ‫اتفقا ً‬ ‫أيضا أن الحب غريزة إنسانية مدفوعة‬ ‫بحاجة اإلنسان األبدية لالهتمام‪ ،‬ولكن‬ ‫حينما تحدثوا عن آليات الحب‪ ،‬ظهر االختالف‬ ‫والخالف!‬ ‫هي‪ ..‬تريد الحب األسطوري‪ ،‬علي أن يمارسا‬ ‫مراسم هذا الحب علي أرضها هي حيث الواقع‬ ‫داخل جدران منزل أنيق مفترش بأثاث سيحفظ لها‬ ‫معه ذكرياتهما لألبد‪ ،‬فطبيعتها تجبرها على البحث‬ ‫عن االستقرار‪ ،‬فهي األم التي تدفعها فطرتها باتجاه‬ ‫تهيئة السكن الذي سيستقبل أبناءها ليأمنوا فيه يوم أن‬ ‫تجيء بهم إلى الحياة‪.‬‬ ‫هو‪ ..‬يتمنى نفس الحب ولكن ال يشترط أسطوريته‪ ،‬يكفيه‬ ‫اإلخالص وتقدير كل تصرف يبدر منه مهما صغر‪ ،‬فكلمات الشكر‬ ‫وإظهار االمتنان هي ما تدعم رجولته أمام أنوثتها وطبيعته تترجم الحب‬ ‫دوما باألفعال الشديدة الواقعية‪ ،‬فهو ال يحتاج منها سوى التقدير الشديد ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأبدا ال‬ ‫هي‪ ..‬تقدر أفعاله‪ ،‬وتحفظ كم قطرة عرق تلمع فوق جبينه بعد العمل الجاد‬ ‫ً‬ ‫تنسى تضحياته‪.‬‬ ‫مزيدا من االهتمام واالحتواء‪ ،‬يريد أن يتدلل كطفل وأن ُيستجاب له كافة مطالبه‬ ‫هو‪ ..‬يريد‬ ‫ً‬ ‫كرجل‪.‬‬ ‫هي‪ ..‬تريد عهو ًدا ال عقود! بينما يقتنع هو أن العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬اختالف دون خالف فكالهما‬ ‫يبحث عما يضمن التواجد األبدي مع األخر‪ ،‬ربما الخالف أنها تستفتي قلبها بينما انتدب هو عقله محاميًا‬ ‫رسميًا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ممسكا يدها متشبثا بها كي ال تهرب في الصباح‪ ،‬ال تريد‬ ‫هي‪ ..‬تريده أن يختبأ فيها كطفل صغير وأن ينام‬ ‫نائما ال‬ ‫تفسيرا وال تبغي جدالًا يطير العقول‪ ،‬تريده أن ُيذهب عقلها ويغيب وعيها‪ ،‬تريد معه ذه ًنا‬ ‫تحلي ًلا أو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حرا‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫تريد‬ ‫ألنها‬ ‫متيقظا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دائما‪..‬‬ ‫مفتوحا‬ ‫ثقة بال حدود وقل ًبا‬ ‫هو‪ ..‬يريدها أن تأتي إليه طالبة الحماية‪ ،‬بعدها سيمنحها كل شيء يريد َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعق ًلا يهدأ بمجرد أن ينطق اسمها‪ ،‬ال يريد مساءالت مثلها‪ ،‬ليس ابتغا ًءا للحرية بل ألنه ال يقبل أن ُيسأل‪.‬‬ ‫مزيدا منه وأن ُي ّ‬ ‫سعيدا‪.‬‬ ‫دوما بنعمة كونها امرأة ألن هذا ما جعل منه رج ًلا‬ ‫ذكرها‬ ‫هي‪ ..‬ال تريد إال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أبدا أن «فقط» الرجل تحمل وعو ًدا وغزلا يحتاج منها «فقط»‬ ‫هو‪ ..‬ال يريد إال‬ ‫مزيدا منها وفقط‪ ،‬وال تعرف هي ً‬ ‫ً‬ ‫صبرا جمي ًلا‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪| 22‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫أدب‬

‫احمد خطاب‬ ‫ردًا علي ايمان‬

‫بدا ذلك بالفعل‪ ،‬أنهما اتفقا على كل شيء‪ ،‬هما‬ ‫يريدان الحب ويبحثان عنه‪ ،‬بدا ً‬ ‫أيضا أنهما اتفقا على أن‬ ‫إرضاء القلب أولى الملذات ليشعرا أنهما محبوبا‪،‬‬ ‫ساطعا‪ ،‬لكنهما ال‬ ‫كل هذا بدا في بنود االتفاق‬ ‫ً‬ ‫يعرفان أين تركا العقد! هل تحت وسادة ما أو‬ ‫خلف قطعة أثاث في الصالة أو غرفة النوم؟‬ ‫هي كانت تريد ح ًبا أسطوريًا وهو أراد‬ ‫ً‬ ‫أيضا نفس األسطورية لكن بسطوة‬ ‫دوما أن تذكره بأنه صانع‬ ‫الرجولة‪ ،‬أراد‬ ‫ً‬ ‫تلك األسطورة‪ ،‬فهو عنتر وشمشون‬ ‫وقيس‪ ،‬وهي حبيبة أشعاره وجهاده‪،‬‬ ‫وهذا المنزل األنيق التي تمنته ليحتفظ‬ ‫بذكرياتهما هو دليل هذا الجهاد الذي‬ ‫ُبذل من أجلها‪ ،‬والدليل أنه َّ‬ ‫وقع على‬ ‫«القايمة» قبل أي شيء‪ ،‬لتذكره بها‬ ‫إذا انفعل وراوغ بأنه اشترى كل شيء‬ ‫بماله‪ ،‬وبأنها اشترت األجهزة الكهربائية‬ ‫والستائر‪.‬‬ ‫لكنه رغم غضبه منها يتسلل إلى‬ ‫المطبخ ليرى إن كان هناك طعام للغداء‪،‬‬ ‫صغيرا‪ ،‬يثور ويغضب ويدبدب‬ ‫هو مازال طف ًلا‬ ‫ً‬ ‫في األرض إذا لم يجد الطعام‪.‬‬ ‫أما حنون ُتربي وتحتوي‪،‬‬ ‫هي ُخلقت لتكون ً‬ ‫فهي تعند وتقول «مفيش غدا النهاردة» ألنها‬ ‫ً‬ ‫تطبيقا عمل ًيا للمثل الشعبي»أقرب طريق‬ ‫تملك‬ ‫لقلب جوزك معدته»‪ ،‬يجب أن تضمن أحيانًا خواء معدته‬ ‫دوما بقيمتها عندما توفر له الطعام‪ ،‬يجوع أولًا‬ ‫ليشعر‬ ‫ً‬ ‫ليشبع ثان ًيا‪.‬‬ ‫يأكل من يدها ويقول «تسلم إيديكي» فيرضيها ذلك‪ ،‬فهي تريد‬ ‫دوما بنعمة كونها إمرأة تجيد الطهي‪.‬‬ ‫أن يذكرها‬ ‫ً‬ ‫هي تحتاج منه أن يمسك يدها يعبر بها الطريق ويدفئها عند النوم بأمان‬ ‫وجوده جوارها وإن كان ظهره لها‪ ،‬فهي تعلم أن ظهره لن يستمر طوي ًلا لها‬ ‫فهو كالطفل سيعود لحضنها ولو دون اعتذار عن الهجر‪.‬‬ ‫هو أحيانًا يعتذر ألنه انفعل‪ ،‬لكنه ال يقول آسف‪ ،‬عادة يكتفي بكلمة شكر أو تحية مثل‬ ‫«تسلم إيديكي» وفقط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عنيفا‪،‬‬ ‫أما هي بالفعل ال تعرف أن «فقط» الرجل تحمل و عو ًدا وغزلًا‪ ،‬وهو مهما انفعل وبدا‬ ‫صبرا جمي ًلا‪.‬‬ ‫يحتاج منها فقط‬ ‫ً‬

‫لكنه رغم غضبه منها يتسلل إلى المطبخ ليرى‬ ‫إن كان هناك طعام للغداء‪ ،‬هو مازال طف ًلا‬ ‫صغيرا‪ ،‬يثور ويغضب ويدبدب في األرض إذا لم‬ ‫ً‬ ‫يجد الطعام‪.‬‬

‫نوفمبر ‪23| 2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫ام سلمي‬

‫بين زماننا وزمانكم مساحة اسمها الحب الغائب‬ ‫او الحب المفقود او الحب الذي كان او الحب الذي‬ ‫لم يولد او لم يخرج الي الحياه ليعيش ويبقي ‪....‬‬ ‫جاءني صوتها عبر الهاتف حزينا مرتعشا متقطعا مختنقا بالعبرات ‪ ..‬تخرج الكلمات بصعوبة بالغة وكأنها‬ ‫تصارع كي تخرج ثم فجاة تتالحق الكلمات في تتابع سريع تندفع وكانها تريد اختراق جدار صمت طويل‬ ‫حال بينها وبين اإلفصاح عما كان يجب ان تفصح عنه في حينه ‪ ...‬لقد انتهي كل شيء ‪ ..‬هذا الشاب خرج‬ ‫من حياتي ولن يعود ‪ ..‬لم يكن هذا حبًا بل كان خداعًا‪ ..‬لم يكن هذا حبًا بل كان صراعًا المتالك روحي‬ ‫وعقلي‪ ..‬لم يكن هذا حبًا بل كان وهمًا وسرابًا انتهي لال شيء ‪ ..‬تتدفق الكلمات الباكية في غضب‬ ‫وكأنها بهذا االندفاع تريد ان تغلق جرحا غائرًا مازال ينزف المًا وندمًا علي عالقة لم تبدأ لكي تنتهي ‪ ..‬استمع‬ ‫اليها وال اعرف ماذا اقول اي الكلمات اختار القترب منها واتواصل معها ‪ ..‬هل يمكن ان نواجه الحقيقة وغبار‬ ‫العاصفة مازال يحول بيننا وبين صفاء الرؤية ‪ ..‬هل يمكن ان اصدمها برؤية تري ان هذه العالقة لم ترتفع ابدًا‬ ‫لتصبح حبًا لقد ظلت في منطقة البحث عن شريك وفي الحقيقة فإن كالهما كان يبحث عن مرآة يري فيها‬ ‫صورة الفكاره ومشاعره وحين يكتشف ان هذه المرآة ال تعكس الصورة التي رسمها للحبيب يحطم هذه‬ ‫المرآة ويبدأ من جديد في البحث عن مرآة اخري قد تعكس له الصورة التي يبحث عنها ‪ ..‬أبدًا ال يعرف شباب‬ ‫هذه األيام ان الحب ال يعني البحث عن صورة او قالب يحدد مالمح الحبيب طبقًا لمواصفات اشبه بمواصفات‬ ‫المناقصات التجاريه ‪ ..‬هو يريدها جميلة رشيقة عصرية ولكن اذا قرر الزواج فهو يريدها بمواصفات الست‬ ‫أمينه نموذج الزوجة في ثالثية نجيب محفوظ ‪ ..‬تشعره بأنه سي السيد زمانه ‪ ..‬هي ايضًا تريده وسيمًا‬ ‫مثقفًا يسمعها احلي الكلمات ويشعرها بأنها جميلة الجميالت وحين يصل األمر الي محطة الزواج تتغير‬ ‫هذه المواصفات ويبدأ الحوار حول اإلمكانيات‪..‬‬ ‫تنسي المرأة ان رحلة الحياة ال تبدأ باإلمكانيات ولكنها تبدأ حين تجد الرفيق الذي سوف يصحبها في هذه‬ ‫الرحلة يواجهان معًا خيارات كثيرة والبداية الحقيقية هي اللحظة التي يكون فيها خيار البناء هو الخيار‬ ‫األول‪ ..‬بناء الذات وبناء البيت ‪ ..‬وبدوره ينسي الرجل ان صحبة المرأة او من تخالفه نوعًا التعني انها اقل منه‬ ‫عقالً او اقل منه طموحًا‪ ..‬كالهما ال يعرف انهما في حاجة لبعضهما بنفس القدر وانه بدونها ليس مكتمالً‬ ‫وانها بدونه ليست مكتملة ‪ ..‬كالهما يجهل ان المشاركة تحتاج دائما الي عناء وتدريب الي ان يتخلص كل‬ ‫منهما من رغبته في اإلستحواذ علي اآلخر ‪ ..‬كالهما ال يدرك انه يمنح االخر معني جديدًا للحياة لو انه احترم‬ ‫حرية اآلخر في ان تكون له رؤي قد ال يتقبلها احدهما لكنه ال يقف امامها او يسخر منها بل يسعي الي ان‬ ‫يتحول الخيال الي حقيقة ‪ ..‬هنا نكون نعيش الحب ونحياه ‪ ..‬فحين نحب نري السماء مضيئة حتي وان اسدل‬ ‫الليل ستائره ‪ ..‬نري االرض خضراء حتي وان غاصت اقدامنا في الرمال ‪ ..‬حين نحب نقفز نسرع الخطي ‪ ..‬نسير‬ ‫‪ ..‬ننطلق ‪ ..‬نخف ‪ ..‬وحين يغيب الحب ال نتحرك ‪ ..‬نزحف ‪ ..‬نلتصق باالرض نتجمد ‪ ..‬نقف ‪ ..‬حين نحب نتحاور‬ ‫ِ‬ ‫جنب فالصداقة تعني امتزاج‬ ‫نختلف احيانا ونتفق في احيان اخري ‪ ..‬حين نحب تسير الصداقة والحب جنبًا الي‬ ‫االفكار ولقاء العقول وبغير الصداقة فإن ما يسميه البعض حبًا يصبح لحظة عابرة اليتوقف عندها قطار الحياة‪.‬‬

‫‪| 24‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫مقال اجتماعي‬

‫بــــنـــت حـــواء‪ ...‬وآدم!‬ ‫شادي عبد السالم‬ ‫تشاهد طنط جارة تيتة ابنتي التي لم تبلغ السابعة بعد وابني الذي يقترب من العاشرة‪ .‬فتثني على األولى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبقيت عروسة! وتمدح الثاني‪ :‬اللهم صلي على كامل النور‪ .‬إن شاء اهلل تطلع‬ ‫كبرت يا حبيبتي‬ ‫ما شاء اهلل‪،‬‬ ‫جدو!‪ ...‬فالرجل ُخ ِلق؛ كي يعمل وينتج‪ ،‬يخرج ويدخل‪ ،‬يسافر ويعود‪ ،‬يبدع ويخترع‪،‬‬ ‫زي‬ ‫مهندس‬ ‫أو‬ ‫بابا‬ ‫كاتب زي‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يتزوجها الرجل!‬ ‫يخطئ ويصيب‪ ،‬ويعيش ويموت‪ ...‬أما الفتاة فخلقت؛ كي‬ ‫َّ‬ ‫‪------------------‬‬‫متخو ًفا من اختالف الطبائع‪ ،‬فأخبر والدتها في صدق‬ ‫تهي ًبا من فكرة الزواج‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تقدم أحدهم إلحداهن‪ ،‬وكان ُم ِّ‬ ‫َ‬ ‫تزوجنا‪ ،‬ال أعدك أن يستمر الزواج أكثر من عامين أو ثالثة!‪ ...‬إن بائع الثالجات الذي اشترت منه‬ ‫ُي‬ ‫شكر عليه‪ :‬إن َّ‬ ‫أمي ثالجتها الشارب‪ ،‬قد أعطاها ضمانًا سبع سنوات‪ ...‬لَ َك ْم تتمنى الفتاة لو يعاملها خطيبها معاملة بائع‬ ‫الثالجات ألمي!‬ ‫‪------------------‬‬‫َّ‬ ‫ال يشعر الرجل بتأنيب ضمير أو بضغط أسري أو مجتمعي عليه‪ ،‬إن َّ‬ ‫وتخطى األربعين‪ .‬فهو‬ ‫تأخر في الزواج‬ ‫رجل‪ ،‬وهو حر‪ .‬بينما تبدأ الفتاة معاناتها منذ االلتحاق بالكلية‪ .‬ويظل الجميع يؤنِّ بها على ُّ‬ ‫تأخرها في الزواج‬ ‫سنة بعد األخرى‪ ،‬وكأنها تتكاثر ذات ًيا مثل األميبا!‪ ...‬ويتناسى الجميع حقيقة علمية مذهلة‪ :‬عشان العروسة‬ ‫تتجوز‪ ،‬الزم العريس يتجوز!‬ ‫‪------------------‬‬‫المجتمع ُمعاق‪ .‬إذا مات الرجل‪ ،‬فإن أرملته تخونه إن تزوجت بعده‪ .‬وإن ماتت المرأة‪ ،‬فإن ألف عروس تظهر‬ ‫ِّ‬ ‫إن َّ‬ ‫وإن تأخرت الفتاة في الزواج‪ ،‬فهي ملفوفة لفة‬ ‫تأخر الشاب في الزواج‪ ،‬وماله براحته‪ْ .‬‬ ‫لرعاية األرمل وأطفاله‪ْ .‬‬ ‫هدايا في انتظار فارس األحالم‪ ،‬ولو جاي راكب جحش!‬ ‫‪------------------‬‬‫كمن يحاول أن يحصل على الصوف من البقرة‪.‬‬ ‫إن َّ‬ ‫تزوجت فتاة ممن ال تطيق – أمالً في تكوين أسرة – تكون َ‬ ‫كمن يجاهد للظفر باأللبان من‬ ‫عيل – ليس له في‬ ‫وإن تزوجت من حبيب ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫تحمل المسؤولية – تكون َ‬ ‫الخروف‪ ...‬وما بين صوف البقرة ولبن الخروف‪ ،‬هذه قصة حياة بنات الجيل!‬ ‫‪------------------‬‬‫أخ وأخت وأب وأم‪ .‬يجلسون على مائدة طعام‪ .‬ينتهي الغداء‪ .‬فأين يذهب األربعة؟ األخت واألم إلى المطبخ‬ ‫لغسيل المواعين‪ .‬األب إلى البلكونة لتدخين سيجارة‪ .‬االبن إلى التليفزيون لمشاهدة مباراة األهلي‪ ...‬أخ‬ ‫وأخت وأب وأم‪ .‬يرن جرس التليفون‪ .‬ترد األم‪ .‬تعطي السماعة البنها في فخر قائلة‪ِّ :‬‬ ‫كلم صاحبتك! يرن‬ ‫الهاتف من جديد‪ .‬يرد األب‪ .‬يناول ابنته السماعة في غضب قائالً ‪ِّ :‬‬ ‫كلمي زميلك!‪ ...‬وهكذا يفهم الناس‬ ‫القوامة!‬ ‫‪------------------‬‬‫وتربي أطفاله‪،‬‬ ‫وتلبي رغباته‪،‬‬ ‫هل من اإلسالم أن تكافح الزوجة مع زوجها لسنوات‪ ،‬فتهتم باحتياجاته‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وتضحي بفرصتها في العمل وتحصيل دخل ثابت لها في سبيل استقرار األسرة‪ ،‬وال يكون من أبسط حقوقها‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫بعضا من فائض دخله في حساب باسمها؟‪ ...‬إذا كان الزواج مشرو ًعا رأسمال ًيا‪ ،‬يشارك فيه اثنان‬ ‫يدخر الزوج‬ ‫أن َّ‬ ‫بمجهود ْين‪ِ ،‬‬ ‫فل َم يجني أحدهما أرباح المشروع‪ ،‬ويعيش اآلخر على فضالت إحسان األول عليه؟‬ ‫َ‬ ‫‪------------------‬‬‫هل من العدل أن نقوم بختان البنت للحد من اإلثارة الجنسية لها حين تنضج‪ ،‬وكأن الشرف هو أالَّ ُتثار المرأة‪،‬‬ ‫بشرا؟ هل من اإلنصاف أن يفتش الرجل عن بكارة فتاته‪ ،‬وال يسمح لها بالسؤال‬ ‫وأالَّ يكون لها غريزة‪ ،‬وأالَّ تكون‬ ‫ً‬ ‫إنهن كذلك بنات آدم!‬ ‫عفوا‪،‬‬ ‫عن بكارته؟‪ ...‬يصف الرجل الفتيات بقوله‪ :‬بنات حواء‪...‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬

‫نوفمبر ‪25| 2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫ُقل ‪ ..‬أحبك‬

‫كريم الشاذلي‬ ‫كاتب وباحث في مجال العالقات االسرية‬

‫آه من الحب الصامت! الحب الكامن في القلب دون إفصاح أو إعالن‪،‬‬ ‫حتى ولو بإشارة تدل على َّ‬ ‫أن به ثمة حياة ‪.‬‬ ‫يوما‬ ‫إن أحد أهم طرق اإلعالن عن الحب هو اللسان‪ ،‬ذلك الذي قيل‬ ‫ً‬ ‫إنه يملك قوة (الحياة والموت)‪ ،‬بالكلمة يحيا المرء‪ ،‬ينتعش قلبه‪،‬‬ ‫ِل على الحياة و ُتقب ُ‬ ‫وحه‪ُ ،‬يقب ُ‬ ‫ِل عليه‪ ،‬وبالكلمة يذبل القلب‪،‬‬ ‫تتف َّتح ُر ُ‬ ‫جرحا‬ ‫دما وصنع‬ ‫ً‬ ‫يموت‪ ،‬يتشقق في حزن وضيق وألم‪ ،‬بل ربما أسال ً‬ ‫وقديما قال الشاعر‪:‬‬ ‫ال يندمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اللسان‬ ‫يلتام ما َج َر َح‬ ‫وال‬ ‫جراحات السنان لها التئام‬ ‫ُ‬ ‫يوما ونحن نجلس في أحد المطاعم‪ :‬أنت تتحدث عن الحب‪ ،‬وتكتب عنه‪ ،‬لكن دعني ُأظهر‬ ‫قال لي صديقي‬ ‫ً‬ ‫مستفهما قال وهو يبتسم‪ :‬هل‬ ‫له‬ ‫نظرت‬ ‫وعندما‬ ‫مثلها‪.‬‬ ‫امتالكك‬ ‫في‬ ‫أشك‬ ‫التي‬ ‫الخارقة‪،‬‬ ‫لك قدرتي‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫يمكنك أن تخبرني َمن من هؤالء تربطهم عالقة زواج؟ ثم أشار إلى الطاوالت المتراصة في المطعم‪.‬‬ ‫فهززت رأسي في حيرة وأنا أستحثه أن يخبرني بما يريد‪ .‬فقال‪ :‬كل طاولة صامتة إال من الضروري من‬ ‫ُّ‬ ‫يحتلها زوجان‪ ،‬وكلما كانت الكلمات واالبتسامات أقل‪ ،‬كلما كان هذا دلي ًلا على طول فترة‬ ‫الكلمات‬ ‫الزواج‪ ،‬بينما تلك الطاولة التي ال يمل أصحابها من الضحك والكالم الهامس المتصل يجلس عليها حبيبان‬ ‫في مبتدأ حياتهما الزوجية‪ .‬ثم قَ َ‬ ‫هق َه في ثقة!‬ ‫صديقي ومن خالل مداعبته هنا لفت انتباهي إلى شيء مهم‪ ،‬وهو أننا فع ًلا ال ُنحسن الكالم بعد الزواج‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وأخف مؤنة‪.‬‬ ‫أسلم‬ ‫وقت ما‬ ‫ـم طرحه على أذن من نحب‪ ،‬فيصبح الصمت في‬ ‫ُنحسن‬ ‫ترتيبه‪ ،‬وصياغته‪ ،‬ومن َث َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫المحفز‪ ،‬والعبارات التشجيعية‪ ،‬واالسترسال‬ ‫أبدا أهمية الكالم‬ ‫فال نستطيع البوح بمكنونات القلب‪ ،‬وال نعي ً‬ ‫يستقر في الفؤاد‪.‬‬ ‫وما‬ ‫الوجدان‪،‬‬ ‫في حديث عاطفي ُيبين للحبيب ما يحمله له‬ ‫ُّ‬ ‫الزوجان اللذان بدأت بهما هذه الفقرة أكدا لي أن ثمة احتياجات مهملة لدى كل منهما‪ ،‬وبجلسة منفردة مع‬ ‫كل طرف على حدة‪ ،‬وجدت أن مشكلة الزوجة ـ وهي في الغالب مشكلة الكثير من النساء ـ في إهمال‬ ‫الزوج لها‪ ،‬واهتمامه بعمله أكثر‪ ،‬وقالت لي في حسرة‪« :‬وما فائدة المرتب الكبير‪ ،‬والسيارة الحديثة‪ ،‬والبيت‬ ‫الجميل‪ ،‬ومتعتنا بهما منعدمة؟» بينما قال لي الزوج‪« :‬قسوة بالغة يا سيدي أن تعمل وتكدح وال ترى‬ ‫والتذمر وعدم‬ ‫ظاهرا على وجه من تحب‪ ،‬فبدلًا من كلمة الشكر والتقدير أجد منها الشكوى‬ ‫َم َر َّد عملك‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫الرضا»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأمام هذه المشكلة‪ ،‬وغيرها من مشكالتنا الزوجية أعيد التأكيد على أكبر الحقائق‪:‬‬ ‫إن الحب ليس شعو ًرا‪ ،‬بل التزام‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬الحب التزام يدفعنا إلى إحسان القول والعمل‪ ،‬والسير وفق منهجية ثابتة تساعدنا في الحفاظ عليه‪،‬‬ ‫حينها ال نسمح بسجن الحب في مصيدة األخطاء السابقة‪ ،‬وال نزعزعه حال الخطأ الحالي‪ .‬الحب الصادق ِّ‬ ‫ينظف‬ ‫دائما للخارج‪.‬‬ ‫شوائبه باستمرار كالبحر‪ ،‬وال يحتفظ بشيء في باطنه‪ ،‬إنه يطرد الخبث‬ ‫ً‬ ‫وفوق هذا الحب الحقيقي هو الذي ينضح به اللسان عبر الكلمات الجميلة‪ ،‬والسلوك الحسن‪ .‬وألن الكلمات‬ ‫هي مقصد حديثنا هذه الفقرة‪ ،‬دعوني أكتب لكما هذه الروشتة‪ ،‬عن أهم الممارسات اللفظية التي‬ ‫ً‬ ‫عفيا‪:‬‬ ‫حيا‪،‬‬ ‫يقظا‪ً ّ ،‬‬ ‫تساعد على إبقاء الحب ّ ً‬ ‫أبدا أن له حسنات‪،‬‬ ‫‪ .1‬اإلطراء‪ :‬مع احترامي الكامل لقائمة السلبيات التي تتهم بها شريكك‪ ،‬إال أن ذلك ال ينفي ً‬ ‫ً‬ ‫وأيضا أصحاب حسنات‪،‬‬ ‫ومميزات‪ ،‬وأشياء كثيرة جيدة‪ ،‬فالكمال كما نعلم هلل جل وعال‪ ،‬وكلنا أصحاب عيوب‪،‬‬ ‫أمرا مقبولًا وصاد ًقا‪.‬‬ ‫ولدينا ما يجعل عملية اإلطراء ً‬ ‫واإلطراء أقصد به الثناء المستمر على كل شيء جميل يفعله شريك حياتك‪ ،‬ال يهم هو يفعل ذلك أم ال‪،‬‬ ‫امدحه أنت وإن لم يفعل هو‪ ،‬دعه يعتاد على حلو لسانك أولًا‪ ،‬وال تيأس أو تمل‪ .‬هل هذا بالشيء الصعب؟‬ ‫صدقني ال‪.‬‬ ‫أي من بني البشر‪ ،‬الدعم والتشجيع‪ .‬وليم جيمس ـ أبو علم‬ ‫‪ .2‬التشجيع‪ :‬أهم األشياء التي ال يستغني عنها ٌّ‬ ‫النفس الحديث ـ يؤكد أن الحاجة لسماع كلمات التقدير والتشجيع حاجة بشرية مهمة‪ ،‬إن لم تكن من أهم‬ ‫االحتياجات البشرية‪ ،‬والتشجيع هو مزيج فريد من ( الدعم والثقة)‪ ،‬فتشجيعك لشريك حياتك في أن يخطو‬ ‫خطو ًة ما‪ ،‬هو دعم نفسي كبير له‪ ،‬وإعالن غير مكتوب بثقتك الكبيرة في إمكانياته وقدراته‪.‬‬ ‫‪|26‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫قلة الشجاعة قد تقف حائ ًلا دون اتخاذ خطوات ُت ِ‬ ‫إن معظمنا يملك أكثر مما قد ُي ِ‬ ‫ظهر للناس‪ ،‬لكن َّ‬ ‫ظهر هذه‬ ‫القدرات‪ ،‬وتشجيعك لشريك حياتك هو إحياء لقدراته‪ ،‬وشحنة كبيرة من الشجاعة تزرعها بداخله‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والخ ُلق الرفيع مع زمالء العمل وعمالء شركتك‪ ،‬أنت‬ ‫تماما كما تتسم باللباقة‪ ،‬والمجاملة‪،‬‬ ‫‪.3‬المجاملة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رومانسيا تمارسه مع شريكك‪ .‬أخبرها أنها كالبدر‪ ،‬أخبريه أنه فارس‬ ‫بحاجة أن تجعل المجاملة سلوكا‬ ‫ًّ‬ ‫معا‪ ،‬نعم الصدق العاطفي مهم‪ ،‬لكن المجامالت ـ خاصة للمرأة ـ أمر‬ ‫أحالمك‪ ،‬تحدثا عن سعادتكما وأنتما ً‬ ‫ضروري‪ ،‬وال يجب تجاهله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جيدا بين «الطلب» و»األمر»‪ :‬من الجيد أن تطلب شيئا ما من شريك حياتك‪ ،‬فهذا من شأنه أن يعطيه‬ ‫فرق‬ ‫ً‬ ‫‪ِّ .4‬‬ ‫إحساسا بإيمانك بقدراته‪ ،‬وثقتك به‪ ،‬والمرء يا أصدقائي يحتاج في كثير من األحيان أن يشعر باحتياج اآلخر له‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خاصة إذا كان اآلخر شريك حياته‪ .‬وما أتعس الشخص الذي يشعر بأن اآلخر قادر على العيش مستغن ًيا عنه!‬ ‫وهنا يجب التنبيه على فخ «األمر» بدل «الطلب»‪ ،‬صيغة األمر كريهة‪ ،‬تلك التي ُتعطي إيحا ًء غير محبب لآلخر‪،‬‬ ‫وتنقل له شعو ًرا سي ًئا بأنه يجب عليه الطاعة والتنفيذ‪ ،‬وإال‪....‬‬ ‫والفرق الجوهري بين الطلب واألمر‪ ،‬هو احتواء األول على (االختيار)‪ ،‬عندما تطلب مني فأنا حر في الموافقة أو‬ ‫الرفض‪ ،‬من حقي أن أنفذ أو أتجاهل‪ ،‬والحب نفسه يا أصدقائي هو في األساس «اختيار»‪.‬‬ ‫الكلمة الطيبة يا عزيزي صدقة في ديننا اإلسالمي‪ ،‬وتزيينُ ها‪ ،‬وانتقاؤها من أفضل وأهم األعمال التي تقربنا‬ ‫تعام ِلنا مع أهل األرض‪ ،‬فما بالك عندما يكون األمر لشريك الحياة‪ ،‬ذلك الذي يحتل مكانة‬ ‫إلى اهلل‪ .‬هذا في‬ ‫ُ‬ ‫كبيرة في المنهج والرؤية اإللهية؟‬ ‫والحذر كل الحذر من الحب الصامت‪ ،‬الحذر من أن تلجم لسانك فال يقول‪ :‬أحبك‪.‬‬ ‫تتكون إال بالقليل‬ ‫والسحب لن‬ ‫السحب‪،‬‬ ‫فال مطر يا صاحبي بال سحاب‪ ،‬وأمطار الحب لن تكون إال‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫بتكون ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫التسامح والغفران وغض‬ ‫الدائم من كلمات الحب‪ ،‬بالقليل الدائم من ممارسات الحب‪ ،‬بالقليل الدائم من‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الهنات واألخطاء‪.‬‬ ‫الطرف عن َّ‬ ‫ووحدها األشياء الصغيرة الدائمة هي التي تصنع الحب الكبير الدائم‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪27 | 2012‬‬


‫ملف العدد‬

‫نص الكوب‬ ‫جواز الصالونات زي ما بيحبوا يسموه نسبة للصالون‬ ‫الفخم اللي بيقعد عليه العريس عشان يشوف العروسة‪،‬‬ ‫وفي رواية تانية «يعاين» العروسة‪ ،‬ويــا «آه» أو «أل»‪ ،‬وفي‬ ‫بعض األحيان بيكون الطرف األقوى وهو الرجل طالب من‬ ‫الطرف األضعف إنه يكون ‪.Hero‬‬ ‫فصل نفسها على مقاسه وتكتشف شخصيته‬ ‫يعني ِت َّ‬ ‫وتتطبع عليها من غير ما يطلب‪ ،‬وتستحمل ظروفه‬ ‫وتضحي بدون مقابل أحيانًا‪،‬‬ ‫وعلى النقيض ممكن الراجل يكون داخل وشاري وناوي‬ ‫هي اللي ناوية تخليه يضحي ويعافر‬ ‫خير وتطلع البنت ّ‬ ‫ويشتغل ويجيب لها هدايا وتعامله ُمعاملة «مارد‬ ‫الفانوس» والزم وواجب وفرض عليه يجيب لها كل حاجة‪..‬‬ ‫مش كده يا أخوانا يعني‪.‬‬ ‫والحالة دي ممكن تحط الخطيب أو الخطيبة في موضع‬ ‫ال ُيحسد عليه من الضغوطات الزيادة وكفاية الضغطة‬ ‫اللي بتكون فيها من البداية‪ ،‬وكله كوم وموضوع األم‬ ‫المتحدث‬ ‫ده كوم تاني؛ لما البنت أو الولد يخلي األم هي ُ‬ ‫الرسمي باسمه ألنه «خجالن» واألم هي اللي تختار وتقول‬ ‫وتمشي الكالم‪.‬‬ ‫بس غير كل الكالم ده‪ ..‬أهم حاجة ‪ -‬سواء جواز صالونات‬ ‫أو جواز بالكونات ‪ -‬هي التفاهم‪ ،‬لو نقطة التفاهم تم‬ ‫التوصل ليها‬ ‫يبقى وقتها كوفرتينا ع العرييييس «موافقين»‪.‬‬

‫فهيمة محمود‬

‫نص الكوب اآلخر‬ ‫واحد بيقرر فجأة إنه عايز يتجوز‪ ،‬أو األهل بيقترحوا عليه‬ ‫إنه يشوف البنت الفالنية من العيلة العالنية علشان‬ ‫عايزين يفرحوا بيه ويشوفوا خلفته‪.‬‬ ‫وبتبدأ رحلة اللف على بيوت الناس‪ ،‬يشوف دي ويبص‬ ‫على دي‪« ،‬أوبن بوفيه» بنات مفتوح كإنه بيشتري‬ ‫كرافات وبينقي لونها وشكلها علشان تليق على‬ ‫البدلة اللي البسها‪.‬‬ ‫من ناحية تانية‪ ..‬لو البنت نالت الرضى كتير بنسمع‬ ‫المقولة الشهيرة اللي بتتقال للعريس‪« :‬معلش أصل‬ ‫مفيش نصيب‪ ،‬بس الحقيقة إن البنت بترفضه علشان‬ ‫ً‬ ‫عمقا من النصيب‪ ..‬علشان طويل قوي أو‬ ‫حاجة أكثر‬ ‫قصير‪ ،‬تخين عليها أو بشنب‪.‬‬ ‫لألسف جواز الصالونات في الواقع العملي عندنا عبارة‬ ‫عن كرافات و جيبة مش أكتر‪ ،‬بضاعة معروضة وزباين‬ ‫بتشتري‪ ،‬محدش يقدر ينكر إن في ناس كتير اتجوزا‬ ‫بالطريقة دي وسعداء‪ ،‬بس مش معنى كده إن دي‬ ‫الطريقة المثلى أو األحسن علشان نختار بيها شريك‬ ‫حياتنا؛ إن إحنا نخلي الجواز في حد ذاته هدف‪ ،‬إنه الزم‬ ‫بعيدا عن أي اعتبارات‬ ‫نتجوز علشان نخلف ونكون أسرة‬ ‫ً‬ ‫إنسانية أخرى خلقها ربنا فينا‪ ،‬فكرة مش مريحة‪..‬‬ ‫بالنسبة ليا على األقل‪.‬‬

‫محمد أبو سنة‬

‫‪|28‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫مقال اجتماعي‬

‫الناس الراضين‬

‫ابتسام مصطفي‬

‫الحياة محتاجة منا نحبها‪ ،‬ألننا عايشين حياة واحدة بس‪ ،‬القدر‬ ‫اتكتب من لحظة ما اتولدنا‪ ،‬وحياتنا في اللي منا سمح إنها تتفرض‬ ‫عليه‪ ،‬وناس عاشت حياتها زي ما فكرت فيها‪ ،‬نيجي نبص لكل ده‬ ‫جدا محتاجة منا‬ ‫هنالقي إن السعادة في الحياة معادلة بسيطة ً‬ ‫بس شوية حاجات لو عملناها وعشنا بيها هنحقق المعادلة دي‬ ‫صح‪.‬‬ ‫الحياة محتاجة منا نحبها‪ ،‬ألننا عايشين حياة واحدة بس‪ ،‬القدر اتكتب من لحظة ما اتولدنا‪ ،‬وحياتنا في اللي‬ ‫منا سمح إنها تتفرض عليه‪ ،‬وناس عاشت حياتها زي ما فكرت فيها‪ ،‬نيجي نبص لكل ده هنالقي إن السعادة‬ ‫جدا محتاجة منا بس شوية حاجات لو عملناها وعشنا بيها هنحقق المعادلة دي‬ ‫في الحياة معادلة بسيطة ً‬ ‫صح‪.‬‬ ‫من أهم المشاعر اللي محتاجين نحسها بجد وعن اقتناع هي «الرضا بالحال»‪ ،‬الرضا من أجمل األحاسيس‬ ‫وحسن الظن فيه‪ ،‬وإبعاد الصورة التشاؤمية اللي بنحطها قدام‬ ‫اللي مش محتاجة غير الثقة واإليمان باهلل ُ‬ ‫كل ظرف صعب نمر بيه‪.‬‬ ‫البياع البسيط اللي بيفضل طول النهار يسعى على رزقه‪ ،‬رغم تعبه وقلة قوته‪ ..‬إال إن في مالمحه هتالقي‬ ‫رضا باللي ربنا قَ سمه‪ ،‬عارف إن الخير مهما قل ربنا بيزيده بركه طول ما بنشكره‪.‬‬ ‫شخص ناجح وبتقابله صعوبات كتيرة في شغله وبتهدد نجاحه‪ ،‬لكن بيترسم على وشه ابتسامة بسيطة‬ ‫في كل محنة بيقع فيها‪ ،‬ألنه راضي وبيقول الحمد هلل على كل حال‪.‬‬ ‫مرضى اتقاسموا مرضهم وتعبهم‪ ،‬تبص لوشوشهم تالقيها لسه بتضحك وعندها أمل في ربنا‪ ،‬وأمل في‬ ‫بكره‪ ،‬وكل ده بالرضا‪.‬‬ ‫حاجات بسيطة في حياتنا لكـن رغم بساطتها مش قادرين نطبقها‪ ،‬خايفين يتقال علينا مستسلمين‬ ‫للواقع‪ ،‬وبندي أكتر ما بناخد‪ ،‬لكـن بالعكس الحياة هتكون أفضل‪ ،‬العمر اللي كان بيضيع في الخـوف من‬ ‫اللي جاي والزعل على اللي راح هيتحول لعمر جديد بنفكر فيه صح وبنستغله بشكل أفضل‪ ،‬هنعرف إزاي‬ ‫وهندي طعم لكل موقف بنساعد بيه‬ ‫نعيش رغم كل الظروف اللي بنمر بيها سواء كانت سهلة أو صعبة‪َ ،‬‬ ‫من غير ما نكون مستنين مقابل‪.‬‬ ‫نـفسي إن الرضا يتحـول لفيروس يوصل لكل واحد بالعدوى‪ ،‬يترسم بفرشة وألوان زي الزهور اللي بتتفتح‬ ‫كل يوم مع كل إطاللة للشمس‪ ،‬الحياة محتاجة ِمننا نعيشها صح‪ ،‬نعيشها بأمل‪ ،‬نعيشها برضا‪ ،‬إفتــح‬ ‫شباك قلبك للحياة‪ ،‬بص على عصافير الجنة في عيونك لو قلت الحمد هلل‪ ،‬ارضى باللي ربنا كتبه ليك إلن‬ ‫في اآلخر ده قدر‪ ،‬عيد ترتيب حياتك‪ ،‬بصلها بزاوية تانية‪ ،‬فَ كـر في كل لحظـة عدت منك في القلق‪ ..‬يا ترى‬ ‫استفدت منها؟‪ ،‬طب ما تيجي تجـرب تفرح‪ ،‬ما تيجي تجرب تصحى من النـوم وترسم ابتسامة على وشك‪،‬‬ ‫وتتفائل وتقول يارب‪.‬‬ ‫ما تيجي نصالح نفسنا علشان نصالح كل حاجة في حياتنا وتصالحنا الظروف‪ ،‬تعالوا نعمل زي الناس‬ ‫الراضيين ونجرب إحساسهم‪ ،‬أعتقد مش هياخد مننا كتير‪.‬‬ ‫ارضوا وجربوا والمحاولة هي أول طريق لتحقيق معادلة السعادة‪ ،‬ربنا يسعد حياتكم ويمالها رضا بالحال‬ ‫وراحة بال‪.‬‬

‫نوفمبر ‪29| 2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫الزوج والزوجة‪ ..‬إيد واحدة‬

‫ليلي الجارحي‬

‫قواعد‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال تعتقد أنني أجامل أي من الطرفين علي حساب اآلخر‪.‬‬ ‫‪ .2‬مواطن ‪ +‬مواطن = مجتمع‪.‬‬ ‫‪ .3‬الحياة دون تفاهم‪ ..‬مستحيلة‪ ،‬بعد الثورة لم تعد كذلك‪.‬‬ ‫‪ .4‬كل ثائر بعد ثورته يقف مع باقي الثوار ليحتفل بها‪ ،‬في مصر يقف كل ثائر ليردح لآلخر‪ ،‬ال يفضل‬ ‫التعميم نخليها (معظم)‪.‬‬ ‫‪ .5‬كل مصري ضحي بحياته منذ حرب أكتوبر وحتي آخر اعتصام وإضراب مفتوح‪ ،‬كان يحب هذا الوطن‬ ‫إال من خانه‪.‬‬ ‫‪ .6‬زوج ‪ +‬زوجة ‪ +‬خالف سياسي = حلقة توك شو بنكهة أسرية‪.‬‬ ‫مشهد رأسي‪:‬‬ ‫هي‪ :‬تبدأ يومها باللفظ ذاته «صباح الخير حبيبي» لتتالشى معها تفاصيل األمس‪ ،‬دعوة منها للتفاؤل وتهيئة‬ ‫منها وتمهيد لطلبها المعتاد «خد العيال في طريقك وإنت نازل»‪.‬‬ ‫هو‪ :‬يبدأ يومه بتمتمة غير مفهومة وسؤاله المعتاد كيف يكون حال طريقي أنا والعيال‪ ،‬يأمل في ‪ 100‬يوم‬ ‫زيادة للرئيس لحل مشكلة المرور فقط ويدعو اهلل أن يسدد خطاه‪.‬‬ ‫«ال تدع أي شخص يجعلك تشعر أنك ال تستحق ما تريد»‪ ..‬كانت تؤمن بباولو كويلو حتي أنها اعتبرت أقواله‬ ‫كثيرا أن تكون جزء من الوطن‪ ،‬تعجبها فكرة أكتب دستورك‪ ،‬تعجبها إعالنات حزب‬ ‫مسلمات‪ ،‬فكرت‬ ‫ً‬ ‫الدستور ويلحوا عليها زمالؤها في العمل أن تأتي معهم اجتماعات الحزب‪.‬‬ ‫كثيرا أن تخوض التجربة‪ ،‬لكنها تخاف أن تكسر بخاطر أبو العيال‪ ،‬قبل الثورة لم تكن هي جز ًءا من‬ ‫تفكر‬ ‫ً‬ ‫الحياة السياسية‪ ،‬فقط كانت تتابع العاشرة مسا ًءا و‪ 90‬دقيقة وطبق اليوم لكن البد أن تختم السهرة بفيلم‬ ‫أبيض وإسود أثناء انتظارها ألبو العيال‪.‬‬ ‫تتفرغ لمذاكرة األوالد ويتفرغ هو لتوصيلهم للمدارس‪ ،‬تتفرغ إلعداد الغداء ويتفرغ هو لشراء الطلبات‪ ،‬الحياة‬ ‫معا رغم أنف الظروف‪ ،‬كانت هي من أنصار أبو الفتوح وكان هو من‬ ‫بينهم ذات طابع مصري؛ لطالما كانوا ً‬ ‫أنصار مرسي إيمانًا منه أن يد اهلل مع الجماعة كما أنه ال يختلف مع دكتور مرسي في أي شيء‪.‬‬

‫‪|30‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬ ‫تفاصيل‪:‬‬ ‫يأتي المساء‪ ..‬الليلة ذكري زواجنا حبيبتي‪ ،‬أعرف‪ ..‬أهمس ألذنه بالذكري السعيدة و «حبيبي وماذا أحضرت‬ ‫لي»‪.‬‬ ‫ ال تؤاخذيني كان عندي شغل كتير في المكتب ثم ذهبت للحزب بعدها الحزب ‪..‬‬‫ كويس إنك فتحت الموضوع ده أريد أن أنضم للـ‪..‬‬‫أخيرا؟‪ ،‬لطالما عرضت عليكي األمر‪ ،‬وما الذي غير رأ‪...‬‬ ‫ تريدين أن تنضمي للحزب‬‫ً‬ ‫ تضع يدها علي يده بحنان لتقول أريد أن أنضم لحزب الدستور واللجنة التي تشرف علي الدستور ذاته‪،‬‬‫تعجبني حملة إكتب دستو‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وفقا آلرائهم ومصالحهم من‬ ‫ يقاطعها بنبرة عالية تنضمي لليبراليين والعلمانيين وشوية الـ‪ ....‬وتشتغلي‬‫غير تفكير‪.‬‬ ‫ ترد هي وقد تغيرت مالمح وجهها‪ :‬أريد أن أشارك في صياغة دستور بلدي وما الجرم في ذلك؟‬‫ يقول بصوت أهدأ‪ ..‬شاركي دون أن تنضمي لحزب بعينه‪.‬‬‫ فترد عليه قائلة‪ :‬ما إنت بقالك سنين في حزب آخر‪.‬‬‫ ينظر لها ويفكر فيما تقوله وينتابهم حالة من الصمت المختلطة بنظرات الحب‪ ،‬يدور في ذهن ك ًلا منهم‬‫أنه عيد زواجهم‪ ،‬تدور في ذهنهم كثير من التفاصيل؛ تفاصيل حياتهم‪ ..‬أوالدهم‪ ..‬مجتمعهم‪ ،‬وكيف آلت‬ ‫األمور لما هي عليه‪ ،‬والزال الصمت يخيم علي الموقف‪.‬‬ ‫وقت مستقطع‪:‬‬ ‫يأتي وقت العشاء‪ ..‬تقوم لتحضيره ويذهب هو لإلطمئنان على األوالد‪ ،‬تفتش هي عن شمعتين الزالوا لديها‬ ‫منذ أيام انقطاع الكهرباء‪ ،‬تبدأ الحديث بدالل أنثى قائلة‪ :‬يا رب العشا يعجبك‪ ،‬كل عام وأنت زوجي الحبيب‬ ‫وأبو العيال‪ ،‬يحب كلمة أبو العيال منها‪ ،‬تشعره أنها رفيقة دربه وسنده‪ ،‬يبتسم وقد غمره ضوء الشموع‪:‬‬ ‫وأنتي زوجتي وسندي في تلك الحياة‪ ،‬تسترسل وهي تشاركه الطعام قائلة‪ :‬أتعرف أن كل مشاكلنا في‬ ‫العصر البائد تبدأ وتنتهي عند نفس النقطة‪ ..‬عقلية الخالف‪ ،‬إذا قال أحدنا رأيًا إنقض عليه معارضيه تخوي ًنا‬ ‫وكرها وإتهموه بأن المصلحة تحكمه‪ ،‬وحتي بعد الثوره لم يعد الثوار لديهم فرصة للتحاور الحضاري وكلاً‬ ‫ً‬ ‫منهم يؤسس حزب ويتبع أهواءه دون تفكير‪.‬‬ ‫مبتسما‪ :‬أنت علي حق‪ ..‬إن لم تكن معي فأنت ضدي‪ ،‬تتذكر كالم بالو كويلو وتقول في نفسها‬ ‫يقول‬ ‫ً‬ ‫متراجعة عن خالفاتهم‪ :‬معه حق يمكن أن أكتب دستوري دون حزب‪ .‬ينظر لها بحب ويتمتم معها‪ :‬حقًا لماذا‬ ‫ال أكون مواط ًنا ال ينقض علي معارضيه‪ ،‬فنحن في المقام األول بشر وكلنا شركاء هذا الوطن‪.‬‬ ‫ينتهي المساء بتصبحي علي خير يا موالتي ليبدأ صباح جديد بكلمة صباح الخير حبيبي‪ ،‬وأتمني أنا أن‬ ‫ينتهي المساء ويبدأ صباح جديد علي أرض وعقول ومسئولين مصر‪.‬‬ ‫سؤال‪:‬‬ ‫‪ .1‬هل تعتقد أن كل حاكم ظالم مهد بغير قصد لحاكم عادل؟‬ ‫‪ .2‬هل كل عالقتنا اإلنسانية أصبحت هوامش أم أننا نستطيع أن نترابط رغم أنف الخالفات؟‬ ‫‪ .3‬ثوابت الكون واحدة وال زالت األرض كروية‪ ..‬ونهر النيل في مصر ال زال يجري‪ ..‬لماذا ال نتفق إذن؟‬ ‫‪ .4‬بالرغم من كل المذاهب اإلنسانية‪ ..‬الديمقراطية بنت ناس‪ ..‬هل هذا يفسر كمية الناس اللي كانت مع‬ ‫النظام السابق ويدعون أنهم أنصار الديمقراطيه وأنهم ثوار؟ أو يمكن استبدالها إذا كان هذا ما تقصديه‬ ‫(كل المذاهب السياسية بنت ناس وكل مواطن له حقه في اختيار توجه معين) هل هذا يفسر دفاع مؤيدي‬ ‫النظام السابق عن وطنيتهم؟ فبالتأكيد له رؤيتهم وينظرون لمميزات التوجه ال مساوئه فقط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طبقا لقناعاتها أم لقناعات زوجها ؟‬ ‫‪ .5‬هل ستشارك أم العيال في االنتخابات القادمة‬ ‫‪ .6‬لماذا ال نضع حب الوطن في أوالوياتنا‪ ..‬أعزكم اهلل؟‬

‫نوفمبر ‪31 | 2012‬‬


‫حوار‬

‫مؤخرا‬ ‫"انضممت‬ ‫ً‬ ‫لحزب الكنبة ألنني‬ ‫ً‬ ‫موافقا على‬ ‫لست‬ ‫أشياء كثيرة"‬

‫د‪ /‬أحمد خالد توفيق‪ ..‬الكاتب الذي ألهم كثيرين‬ ‫مازالوا في بداية طريقهم للكتابة‪ ،‬فعلمهم أن‬ ‫النجاح يأتي من فكرة «كن نفسك» وأن الطريق الطويل‬ ‫بدايته بمنتهي البساطة «خطوة»‪.‬‬ ‫تواصلنا مع د‪ /‬أحمد وأخبرناه برغبتنا أن يزين العدد‬ ‫حوار لنا معه‪ ،‬ليصبح انطالق إعدلها انطالق متكامل‬ ‫بكل العناصر التي ستدعم فكرتنا في أننا «عايزين‬ ‫حوار‪ :‬ايمان الماحي‬ ‫نعدلها بجد»‪.‬‬ ‫وألن د‪ /‬أحمد مختلف‪ ..‬قسمنا معه الحوار لجزئين؛‬ ‫«إن الفقراء وأبناء األكابر يبدون متشابهين‬ ‫جزء أحببنا فيه أن نقفز فوق السياسة لنتحدث عنها‬ ‫عندما تراهم في الظالم من طائرة» ‪ ..‬يوتوبيا‬ ‫من بعيد دون أن نغرق فيها فتبتلعنا في أعماقها‪،‬‬ ‫هل مازالت كواليس حياة أبناء الطبقات‬ ‫جدا لنأخذ منه‬ ‫وجزء آخر كان البد له أن يكون إنسان ًيا ً‬ ‫الفقيرة واألغنياء واحدة مثل ما حدثنا عنها‬ ‫توجيهات ونصائح ملهمة‪.‬‬ ‫نجيب محفوظ في رواياته؟ وإلى أي مدى زادت‬ ‫حوار طويل في مساحته ولكنه بالتأكيد أقل مما‬ ‫الفجوة اإلنسانية بينهم؟ وكيف يمكن تقليم‬ ‫رغبنا أن نأخده من د‪ /‬أحمد‪ ،‬فصفحتان أو أكثر ال‬ ‫تلك الفجوة في نظرك؟‬ ‫تكفي للحديث معه‪.‬‬ ‫أحيانًا أشعر أنهم مختلفون حتى في المرض‬ ‫وكان معه هذا الحوار ‪..‬‬ ‫والموت‪ ،‬كم شخص من المسئولين المليونيرات‬ ‫مات في منصبه؟ ال أذكر إال أمثلة نادرة‪ ،‬فع ًلا األثرياء‬ ‫عن يوتوبيا د‪ /‬أحمد توفيق‪ ..‬نتحدث‬ ‫لديهم طرق سحرية لالحتفاظ بصحتهم ومعدالت‬ ‫العمر أطول لديهم‪ ،‬يدفنون في قبور مختلفة عن‬ ‫يوتوبيا‪ ..‬حين يختلط الخيال بمرارة الواقع فيخرج‬ ‫قبور الفقراء‪ ،‬بينما الفقراء يدفنون في مقابر الصدقة‬ ‫األدب بطاقة نور ليبدو كل ما يكتب رؤى لمستقبل‬ ‫وتسرق جثثهم‪ ،‬يجب أن يوجد حساب بعد كل هذا‬ ‫ليس ببعيد‪ ،‬وبقليل من التأمل ستجد داخلها دالئل‬ ‫جدا ولن يذوبها سوى العدالة‬ ‫الظلم‪ ..‬الفجوة كبيرة ً‬ ‫واضحة بأن ما ستقرأ تنبؤات وأكثر‪.‬‬ ‫االجتماعية كما قلت‪.‬‬ ‫اشرح لي الحالة التي أوصلتك لهذا القدر من‬ ‫الخيال المر‪.‬‬ ‫فقرا‪،‬‬ ‫يزدادون‬ ‫والفقراء‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ء‬ ‫سو‬ ‫تزداد‬ ‫كانت األمور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والطبقة المتوسطة تذوب أو ذابت‪ ،‬هناك قصة‬ ‫محزنة في كتاب لدكتور جالل أمين عن الشاب‬ ‫المصري الفقير الذي يتلخص عمله في أن يجلس‬ ‫في مطعم فاخر ليحجز المائدة لثري قادم‪ ..‬وأجره‬ ‫هو أن يأكل ما يريد حتى قدوم الثري‪ ،‬من ال ينفعل‬ ‫ويتشاءم بهذا ليس أدي ًبا اصالً‪.‬‬ ‫«رياضة صيد الفقراء» ‪ ..‬يوتوبيا‬ ‫في تقديرك ما هو القانون أو الخطوط العريضة‬ ‫لدستور يكفل حفظ الحقوق ضد هذا الصيد‬ ‫الجائر ؟‬ ‫العدالة االجتماعية هي الدستور الوحيد‪ ،‬تذويب فوارق‬ ‫الطبقات واحتكار القلة للثروة وبالتالي السلطة‪..‬‬ ‫واألهم التعليم‪ ،‬من الصعب أن تظلم المتعلم‬ ‫أو تغبنه حقه‪ ،‬مصر بحاجة إلى نظام تعليمي‬ ‫متكامل جديد‪.‬‬ ‫‪|32‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬

‫«نحن نكثر من التوابل ألنها تخفي طعم أي‬ ‫شيء؛ تخفي طعم الدجاج الفاسد والفول‬ ‫الحامض والبيض الممشش‪ ..‬هذه هي السلعة‬ ‫الوحيدة التي لم يزد سعرها ألنها ضرورية كي‬ ‫نبقى كما نحن» ‪ ..‬يوتوبيا‬ ‫في نظرك من هم بائعوا التوابل في الوقت‬ ‫الحالي؟ وعلي من يقع عاتق هذا اإلفساد‬ ‫المتعمد لألذواق واآلراء واألفكار؟ وهل هي‬ ‫مهارة بائع التوابل أم خطأ من يشتري ؟‬ ‫طبعا؛ الناس تحب طعم التوابل‬ ‫حماقة المشتري‬ ‫ً‬ ‫جدا وتريد أن تنخدع‪ ،‬تريد سماع ما يروق لها فقط‪ ،‬أما‬ ‫ً‬ ‫إن قلت العكس فلسوف تتلقى اللعنات‪.‬‬ ‫وبتقديرك من هم الذين مازالوا يدفنون‬ ‫رؤوسهم في التراب؟ بتعبير آخر الذين اختاروا‬ ‫الصمت» بعد أن تاهت الحقائق وأصبح اإلنشقاق‬ ‫سمة المجتمع بعد الثورة ؟‬ ‫ً‬ ‫موافقا على كل شيء حدث‪ ،‬ويمكن القول‬ ‫لست‬


‫حوار‬ ‫أنني كنت أمشي مع الثورة خطوة خطوة‪ ،‬لكني‬ ‫جانبي وابتعدت منذ بدأت‬ ‫تأخرت ثم دخلت زقا ًقا‬ ‫ً‬ ‫أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وباقي األحداث‪،‬‬ ‫شعرت بأن هذا لم يكن له ٍ‬ ‫داع وأن الدماء التي أريقت‬ ‫كان يمكن حقنها‪ ،‬وفي النهاية نحن نعرف اآلن أن‬ ‫نمرا من ورق لهذا أرى أنني‬ ‫المجلس العسكري كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انضممت لحزب الكنبة ألنني لست موافقا على‬ ‫أشياء كثيرة‪ ،‬ليست كل هبة ثورية حكيمة في‬ ‫رأيي‪.‬‬ ‫أما عن دفن الرأس في التراب حال ًيا فالمشكلة أنه ال‬ ‫أحد يفعل هذا‪ ،‬الكل يتكلم ويتشاجر وروح البغضاء‬ ‫والحقد تمأل الجو‪ ،‬ليتنا نصمت قلي ًلا‪.‬‬ ‫«اضطرت هذه الطبقات إلى أن تعزل نفسها‬ ‫طل ًبا لألمان في تلك المستعمرات علي‬ ‫الساحل الشمالي‪ ،‬وقد استعملوا رجال المارينز‬ ‫ألنهم ال يضمنون والء البودي جارد المطحون‬ ‫بدوره» ‪ ..‬يوتوبيا‬ ‫من هم رجال المارينز اآلن في الوضع الحالي‬ ‫في مصر ؟‬ ‫ليس هناك من يلعب هذا الدور اآلن‪ ،‬لكن أخشى‬ ‫أن يتضخم دور شباب االخوان مع الوقت خاصة أنهم‬ ‫يرون أن الحق معهم‪.‬‬

‫"الفكرة الجديدة‬ ‫قبس إلهي وال أعرف‬ ‫كيف يأتي‪ ..‬لو عرفت‬ ‫مليارديرا"‬ ‫لصرت‬ ‫ً‬ ‫وخارج اليوتوبيا كان لينا حديث‬ ‫إنساني ‪..‬‬

‫مليارديرا‪.‬‬ ‫إلهي وال أعرف كيف يأتي‪ ،‬لو عرفت لصرت‬ ‫ً‬ ‫د‪ /‬أحمد الكاتب والمترجم‪ ..‬أيهم أولًا؟ ومن‬ ‫ُيقربك من المنطقة التي ُتحب ؟‬ ‫المترجم؛ أشعر بأنه يقدم خدمة حقيقية للناس‬ ‫وأنني مفيد‪ ،‬مهنة الكاتب قد تحتمل الجدل‪.‬‬ ‫بتفكر تكتب كوميدي ؟‬ ‫ال‪ ..‬السخرية جزء من أسلوبي لكن ال أكتب عم ًلا‬ ‫مخصصا للكوميديا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هل يمكن أن تتجه إلى الشعر الغنائي؟‬ ‫صعب‪ ..‬ال أحد يبدأ الشعر في سن الخمسين‪.‬‬ ‫هل تفكر في نشر كتاباتك األولي التي لم‬ ‫تنشر ؟‬ ‫بالطبع ال‪ ..‬لكن أستمد منها أفكا ًرا‪.‬‬ ‫من هو الكاتب الذي أثر في د‪ /‬أحمد وهو‬ ‫كاتب لسه بيبدأ ؟ ومن مازال له التأثير ؟‬ ‫كثيرا التمرد الواضح في (أن تكون عباس‬ ‫راق لي‬ ‫ً‬ ‫العبد) وهو أول كتب أحمد العايدي‪ ،‬حال ًيا أعشق‬ ‫يوسف زيدان خاصة في عزازيل‪.‬‬

‫"العدالة االجتماعية‬ ‫هي الدستور‬ ‫إيه هي طقوس د‪ /‬أحمد في الكتابة ؟‬ ‫ال طقوس؛ أجلس ألكتب فقط‪ ،‬المهم الصمت‬ ‫والليل‪ ..‬والمهم أن تكتب كل يوم‪ ،‬الكتابة كالنبات‬ ‫تذبل بسرعة‪.‬‬ ‫في رأيك‪ ..‬تموت بتدافع عن مبدأ ؟ وال تبعد‬ ‫بنفسك عن التهلكة علشان تفضل موجود‬ ‫وتحافظ عليه ؟‬ ‫دوما‪« :‬اكتب بأكبر قدر من الجرأة يسمح لك‬ ‫أقول‬ ‫ً‬ ‫بأن تستمر في الكتابة‪ ..‬ال تتجاوز هذا الحد»‪.‬‬

‫د‪ /‬أحمد‪ ..‬إيه هو اإللهام ؟ وإيه هي الموهبة ؟‬ ‫وإيه هو الذكاء ؟ وإيه هو طعم النجاح ؟‬ ‫اإللهام دفقة ربانية أعرفها عندما أشعر أنني قلم‬ ‫تكتب به قوى أكبر‪ ،‬الموهبة هي ذلك الشيء الذي‬ ‫يملكه موتسارت وعمار الشريعي ونجيب محفوظ‬ ‫وال نعرف كيف امتلكوه‪ ،‬الذكاء هو القدرة على‬ ‫استخدام ما لديك من معرفة‪ .‬أما طعم النجاح‪ ..‬ال‬ ‫دوما أرى نفسي لم أحقق ما‬ ‫أزعم أنني أعرفه فأنا‬ ‫ً‬ ‫أردت‪.‬‬

‫إيه هي أقصى حدود للمثالية في الزمن‬ ‫ده؟ واللي لو تعدته األمر هيتحول لنوع من‬ ‫«الهبل» ؟‬ ‫ال أعرف‪ ..‬الخطوط ليست واضحة هذه األيام‪.‬‬

‫تعريف الحب في نظر د‪ /‬أحمد إيه ؟ الحب‬ ‫اإلنساني بشكل عام‪.‬‬ ‫أراه في أصدق صورة في فالحة تعابث طفلتها‪ ،‬أراه‬ ‫عندما يشب كلبي ويلعق وجهي‪ ،‬هذه صورة مجردة‬ ‫جدا بينما هناك صور أخرى من الحب أرى فيها‬ ‫صادقة ً‬ ‫ظ ًلا من الشهوة‪.‬‬

‫آخر سؤال يهمنا إننا نعرف إجابته على طريقة‬ ‫أحمد خالد توفيق؛ إيه هي أكتر نظرية خاصة د‪/‬‬ ‫أحمد بيمشي عليها وكل التجارب اللي خاضها‬ ‫أثبتت صحة نظريته دي ؟‬ ‫ليس المهم أن تمتاز‪ ..‬المهم أن تتميز‪ ،‬ومن أجل‬ ‫وحيدا‪.‬‬ ‫سالمك النفسي ال تكن عاط ًلا أو‬ ‫ً‬

‫د‪ /‬أحمد بيكتب مقاالت بشكل مش منتظم‪..‬‬ ‫إزاي بتيجي فكرة جديدة ؟‬ ‫توتر‪ ..‬قلق‪ ..‬تسارع في ضربات القلب‪ ،‬حاجة ماسة‬ ‫لسيجارة ثم أتذكر أنني لم أعد أدخن‪ ..‬هذا قبس‬

‫انتهى حوارنا مع د‪ /‬أحمد‪ ..‬وإن شاء اهلل نوعدكم‬ ‫بتواصل دائم بينكم وبينه علي صفحات إعدلها‪.‬‬

‫نوفمبر ‪33| 2012‬‬


‫حوار‬

‫رجل علي خط النار‬ ‫حوار‪ :‬احمد الجمال‬

‫قناصة القذافي كانوا‬ ‫بيطلعوا يصطادوا‬ ‫القطط والكالب اللي‬ ‫بتعدي في الشارع‬ ‫عشان يخوفوا الناس‬ ‫بس الحمد هلل الثوار‬ ‫طلعوا رموهم من‬ ‫أعلى بيت بعد كده‪.‬‬

‫‪|34‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬

‫التصوير منذ قديم األزل فكرة مرتبطة في ثقافتنا‬ ‫بتوثيق األحداث واألشخاص واألماكن‬ ‫حتي إن كلمة صورة بتجيب في ذهننا أسرة فيها‬ ‫دفى مرصوصة علي كنبة في بيت بسيط‪ ،‬أو شلة‬ ‫أصحاب في مكان مجنون رافعين كلهم عالمة‬ ‫النصر أو صورة لشخص عزيز عليك بتحتفظ بيها‬ ‫تحت مخدتك وكل فترة تسحبها وتبصلها كتير‬ ‫بشوق‪.‬‬ ‫لكن الدنيا اتغيرت لدرجة إن حتى الحروب أو المعارك‬ ‫الدامية بيكون لها اللي رايح مخصوص برجله علشان‬ ‫بس يوثقها‪.‬‬ ‫«مصور الحروب»‪ ،‬وهو بمنتهى البساطة شخص قد‬ ‫يدفع عمره كام ًلا لقاء صورة واحدة يلتقطها لصاروج‬ ‫توا في قلب معركة‪ ..‬في الغالب بيكون‬ ‫طازج انفجر ً‬ ‫متوسط أعمار مصورين الحروب قصير ألنهم يعانون‬ ‫من جرأة مفرطة إضافة ألنهم من الشخصيات المدرجة‬ ‫على قائمة مدمني األدرينالين‪ ،‬وفي السطور التالية‬ ‫استطاع فريق إعدلها التقرب من أحدهم لمعرفة وجهة‬ ‫نظره في مهنته‪ ،‬واقتناص بعض الحكايات التي مر‬ ‫بها كواحد من أصغر مصوري الحروب المصريين وهو‬ ‫المصور الصحفي «عمرو صالح الدين»‪.‬‬ ‫عرفنا بنفسك ‪.‬‬ ‫أنا عمرو صالح الدين‪ ،‬مصور صحفي فاشل ومن مواليد‬ ‫علي رسام ألن‬ ‫‪ 1985‬وخريج فنون جميلة‪ ،‬تقدر تقول‬ ‫َّ‬ ‫شغفي األكبر للرسم وبشتغل في وكالة أنباء الصين‪.‬‬ ‫إحكيلى حكاياتك مع الكاميرا وأول تعارف‬ ‫بينكو‪.‬‬ ‫الموضوع بدأ من وأنا طفل صغير والفضل لوالدتي ألنها‬ ‫هاوية تصوير وكانت أول حد يمسكني كاميرا‪ ،‬كانت‬ ‫كاميرا فيلم‪ ،‬علمتني إزاى أظبط الـ‪ focus‬ومعظم‬ ‫مهارات التصوير لكن بردو فضل جوايا حلم إنى أبقى‬ ‫رسام معروف‪.‬‬ ‫الموضوع اتطور معايا وأنا في إعدادي وبقيت أصور‬ ‫الناس في الشارع وأطبع الصور وبعدين أرسمهم‪،‬‬ ‫وفضل التصوير بالنسبة ليا مجرد أداة بستخدمها‬ ‫عشان أرسم وعمرى ما تخيلت إني هاكون في يوم‬ ‫مصور صحفي‪.‬‬


‫حوار‬ ‫طب إزاي من رسام لمصور صحفي وكمان مصور حروب ؟؟‬ ‫الظروف جت كده وأنا أول ما بدأت اشتغل اشتغلت في الديكور واألزياء المسرحية‪ ،‬وقتها كان جرنال المصري‬ ‫اليوم لسه فاتح وأعلن إنه عايز مصورين كاريكاتير‪ ،‬رحت واشتغلت فترة‪ ،‬بعدها رحت جرنال الدستور كرسام‬ ‫برده لحد ما أعلنت وكالة األنباء الصينية إنها عايزة مصورين ألن المصور اللي بيغطي الحروب والثورات في‬ ‫الشرق األوسط مات !! فقدمت واتقبلت ومن هنا بدأت رحلتي مع التصوير الصحفي‪.‬‬ ‫إنت غطيت الحرب في ليبيا كأول التحام حقيقى ليك بتصوير الحروب؟‬ ‫ليبيا كانت أول تجربة حقيقية محترفة بالنسبه ليا‪ ،‬وكان ليا تجربة في غزة قبلها وكنت رايح بكاميرا ديجتال‬ ‫عادية والصور ما كانتش أكتر من كونها صور لشوية بيوت مضروبة‪ ،‬أما في ليبيا كان الموضوع مختلف أنا‬ ‫شفت الموت بعنيا حرف ًيا‪.‬‬ ‫وأقرب الصور لقلبي في رحلة ليبيا كلها‪ ..‬صورة فوارغ الرصاص الكتير علي األرض‪ ،‬شايف الفوارغ دي كلها؟‬ ‫انضربت علي البيت اللي باين في الصورة ده‪ ..‬وكل اللي فيه ماتوا‪ ،‬قناصة القذافي كانوا بيطلعوا يصطادوا‬ ‫القطط والكالب اللي بتعدي في الشارع عشان يخوفوا الناس بس الحمد هلل الثوار طلعوا رموهم من اعلى‬ ‫بيت بعد كده‪.‬‬ ‫رحلة ليبيا غيرت فيك ؟‬ ‫طبعا‪ ..‬أنا رجعت من هناك واحد تانى‪ ،‬أما بتشوف‬ ‫ً‬ ‫الموت الموضوع بيبقى مش هزار‪ ،‬إنت ممكن في‬ ‫تماما واعتقاداتك‬ ‫لحظة تموت فتوجهاتك بتختلف‬ ‫ً‬ ‫كلها بتتغير‪ ،‬أنا رجعت من هناك مؤمن مليون في‬ ‫المية إن لكل أجل كتاب ألن أنا المفروض كنت أموت‬ ‫هناك أكتر من خمس مرات بس رجعت‪.‬‬ ‫تماما من بعد ما‬ ‫فيه شباب هناك حياتهم اتغيرت‬ ‫ً‬ ‫كان ما بيركعهاش التزم واستمر حتى بعد ما‬ ‫رجعت للشعب وعيه‬ ‫القذافي اتقتل‪ ،‬الثورة في ليبيا َّ‬ ‫وده أسمي هدف للثورات‪.‬‬ ‫إيه موقف والدتك من سفرك لليبيا ؟‬ ‫أنا بعتبرها نوع من أنواع الجهاد ووالدتي هي اللي‬ ‫زرعت فيا الموضوع ده وكانت بتقولنا أنا وأخويا إننا‬ ‫لو ساعة الجهاد جت وما كانش لكم دور فيها مش‬ ‫هتبقوا رجالة وهتتبرأ مننا ومش هتعرفنا تاني‪.‬‬ ‫طيب إيه فلسفتك في تصوير الحروب ؟‬ ‫جهاد لو كانت تخص الربيع العربي اإلسالمي والموت‬ ‫في سبيلها شهادة‪ ،‬وأكل عيش لو كانت خارج الحدود‬ ‫العربية والموت فيها قضاء وقدر‪.‬‬ ‫الناس اللي بتصورهم في وسط المعركة في‬ ‫ليبيا كمثال‪ ..‬تقبلوا وجودك وسطهم إزاي؟‬ ‫هل دار بينك وبينهم حوارات مش هتنساها؟‬ ‫هل كان لك عالقة بحد وقت التصوير والحد ده‬ ‫استشهد بعدها؟‬ ‫كان فيه شاب ليبي اتعرفت عليه هناك وده اللي كان‬ ‫بيعرفني طباع أهل البلد وبيحكي ليا عن تفاصيل‬ ‫األماكن اللي بدخلها‪ ،‬وبعد لما اتصابت ورجعت مصر‬ ‫ما أعرفنش عن الولد ده حاجه تاني خالص‪.‬‬ ‫وهو ده اللي رجعك؟ يعني كنت هتكمل بس‬ ‫اتصابت ورجعت؟‬ ‫أنا اتصابت ورجعت مصر أتعالج وسافرت تاني أكمل‪،‬‬ ‫صاروخ جراد نزل في وسطنا أنا وخمسة‪ ،‬الخمسة‬ ‫ماتوا وأنا جاتلي إصابه كان المفروض أموت بس الدرع‬ ‫الواقي للشظايا أنقذني وقبله إرادة ربنا‪.‬‬

‫نوفمبر ‪35| 2012‬‬


‫حوار‬

‫إنت فع ًلا ناوي تسافر سوريا ؟!!‬ ‫جدا مش هارجع من‬ ‫كبيرة‬ ‫بنسبة‬ ‫أكيد إن شاء اهلل وعارف إني‬ ‫ً‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫وخصوصا إنك‬ ‫مش خايف على نفسك وال على أهلك هنا‬ ‫ً‬ ‫خاطب كمان ؟‬ ‫أنا مش هاموت قبل أواني‪ ،‬وزي ما قولتلك أنا مقتنع إن تصوير‬ ‫الثورات العربية درب من دروب الجهاد ألن في ليبيا صوري ساعدت‬ ‫أهالي إنهم يتعرفوا على جثث والدهم وصوري برده ساعدت‬ ‫في إن الثوار يجيلهم سالح وذخيرة بعد ما السالح اللي معاهم‬ ‫خلص فده بالنسبة ليا شرف أكتر من إنها وظيفة‪.‬‬ ‫كمصور صحفي نفسك تعدل إيه في مجالك ؟‬ ‫أنا كان عندي حلم إني أفتح وكالة أنباء مصرية تنقل األخبار‬ ‫بمصداقية وحرفية‪ ،‬على األقل نفسي وكاالت األنباء تقدر حجم‬ ‫المجهود اللي بيعمله المصور الحربي ويكون التقدير ده مادي‬ ‫ألن الوكاالت األجنبية بتتعامل مع العرب والمصريين على إنهم‬ ‫كتير‪ ،‬يعنى لو مات واحد نجيب غيره‪ ..‬نفسي النظرة دي تتغير‪.‬‬ ‫كمواطن مصري نفسك إيه يتعدل في مصر ؟‬ ‫أقولك الحقيقة ؟!! نفسي لو نقدر نجيب شعب من أول وجديد‪،‬‬ ‫لكن خلينا نقول إن الحل في الثورة‪ ..‬ثورة لدرجة إنها تهز الشعب‬ ‫وتفوقه لنفسه ألن مفيش حاجة اسمها ثورة سلمية‪ ،‬مفيش‬ ‫حاجة في التاريخ اسمها كده‪.‬‬ ‫بعد حديثنا معه مباشرًا سافر عمرو لسوريا وعاد سالمًا وموثقًا‬ ‫وناقالً لنا جزء من المعاناه السورية هناك‪.‬‬ ‫قد تتمكن الصورة من ترجمة ظالل أشخاص وأشباح بيوت‬ ‫هدمها للتو صاروخ غادر ولكنها لن تكون كاللقطة الحية التي‬ ‫توصل نبضات القلب ورائحة الدم وربما صريخ مصاب مقهور أو‬ ‫بكاء طفل خائف‪.‬‬ ‫نعم التقطنا من عمرو بعض الكلمات التي حاولت رسم‬ ‫أبدا لن نتمكن من االقتراب‬ ‫مشاهد لما يواجهه حقيقة‪ ،‬ولكننا ً‬ ‫بالدرجة التي تمكن هو من الوصول إليها من المواجهة‪ ،‬حديثنا‬ ‫مع عمرو جعلنا نتوقف ونفكر كم فرد منا اقترب من الموت‬ ‫في سبيل تحقيق هدف يؤمن به؟ كم فرد؟‬

‫‪|36‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫مقال اجتماعي‬

‫ورقة من مذكرات‬ ‫عسكري مصري في‬ ‫فاروق حجازي‬ ‫التجنيد‬ ‫«البحر هادي النهاردة والشمس ذهبي وهي بتحأول‬ ‫توصلي وأنا تحت الشمسية ومظبط نفسي بالصن‬ ‫بلوك وباكل األيس كريم وهوا البحر بيهف عليا‬ ‫ويرد الروح» ‪..‬‬

‫ده مش(( سطر من مذكرات براد بيت وانجلينا علي شاطئ‬ ‫كان)) ‪ ،‬ده وال حاجة خالص‪ ..‬ده وهم بحأول أتخيل إن أنا عايشه‬ ‫وأنا واقف سهران في الخدمة طول الليل في الصقيع‪..‬‬ ‫الحقيقة اللي أنا عايشها في الجيش زي كل الحقايق في المكان هنا‪ ،‬عبارة عن‬ ‫ّ‬ ‫هفنطها كالتالي ‪:‬‬ ‫شوية نقط صغيرين فوق بعض‪..‬‬ ‫الشاي‬ ‫الشاي في الجيش‪ ..‬حاجة كده ممكن لو مش عايز تشربه تغسل بيه األفارول ( لبس الجيش الرسمي )‪ ،‬ولو‬ ‫خايف علي األفارول منه ممكن تغسل بيه األرضيات أو تلمع به أي حاجة مستغني عنها‪ ،‬يصلح كمان الجيش‬ ‫يصدره لمحالت متعلقات البنات « كمزيل للمونوكير» ‪..‬‬ ‫الناموس‬ ‫طريقة الوقاية من الناموس مشكلة‪ ،‬كل عسكري شادد ناموسيتة ونايم الكام ساعة اللي بيعينوه علي‬ ‫مواصلة اليوم‪ ..‬أو بمعنى أصح‪ ..‬أول نص ساعة يروح فيها في النوم عقبال ما الناموس يالقي طريقة الختراق‬ ‫تماما إن‬ ‫الناموسية‪ ،‬ونقضي فترة الضهر نخيط الناموسيات اللي زميلي في السرير اللي جنبي مقتنع‬ ‫ً‬ ‫اللي ورا تقطيع الناموسية هو الناموس نفسه‪ ،‬أثناء الخدمة طبعًا ما بيبقاش فيه ناموسية‪ ..‬األمر اللي‬ ‫بيبقي شبيه بإنك في مواجهة مع خليات نحل مفترسة‪ ،‬بنواجهها ً‬ ‫أيضا باختراع اسمه «أوف»‪ ..‬بودي إسبراي‬ ‫يقال إنه بيبعد الناموس عن البني آدم لكنه في الحقيقة مقبالت ما قبل األكل للناموس قبل ما الناموسة‬ ‫تدب إبرتها في جسم العسكري الغلبان تسحب شوية الدم المتبقيين بعد يوم طويل اتهدر فيه دمنا في‬ ‫الخدمة واألشغال‪ .‬بس هيظل أحلي لحظة للعسكري‪ ..‬هي وقت النوم‪ ،‬وتسمع «سيمفونيات» اللي‬ ‫تخطت روعتها سيمفونيات بيتهوفن ورحمانينوف‪ ..‬وأكثر بشاعة من سيفونيات الحمام بتاعنا‪.‬‬ ‫الغداء‬ ‫وقت الغداء هي فقرة الساحر بالنسبالي‪ ،‬مهمة رسمية بيتسلح فيها كل عسكري بملعقة استانليس‬ ‫حاطتها في عروة اآليش «حزام بنطلونه» ‪ ،‬بنصحي بصفارة‪ ..‬بيوجع بيها دماغنا إسالم صاحبي و مسميينه‬ ‫«إسالم األمنجي»‪.‬‬ ‫عند إطالق إسالم لصفارته‪ ..‬نقوم بإقتحام الميس «مطعم الجنود»‪ ،‬وهنا تبدأ الفقرة‪ ،‬أتذكر يوم روحنا القينا‬ ‫بامية‪ ..‬علي فكرة الناس هناك فاهمين البامية غلط‪ ،‬المفروض في تقميع البامية بنشيل جزء ُ‬ ‫الخضرة‬ ‫اللي فوق ونطبخ البامية‪ ،‬تقري ًبا في الجيش بيطبخوا الجزء اللي بيتشال منها‪ ،‬واللي علينا بس نبوس‬ ‫إيدينا وش وضهر «ونشكر» العساكر اللي عملوها‪ ،‬وإال هنطلع بالمنجل ونقطع الهييش «الزرع» حوالين‬ ‫نهيش‪ ،‬وبعد انتهاء فقرة الساحر بنقوم بعملية اقتحام أخرى‪ ..‬عملية‬ ‫الكتيبة‪ ..‬وإحنا عندنا ندخل الحجز وال ّ‬ ‫«نسور ِ‬ ‫ُ‬ ‫قصة أخرى وربنا ما يوريكم‪.‬‬ ‫شد السيفون ‪ ،»3‬وللحمام‬ ‫الحمام‬ ‫حدوتة كبيرة ‪ ..‬أول ما دخلت حمام الجيش ( حمام بلدي ! ) كان إسالم األمنجي اللي حكتلكم عنه‬ ‫حيموت ويجرب الحمام البلدي ده‪ ،‬كان في نظره إنه رمز للرجولة ‪ ،‬بس أعتقد إن نظرته اتغيرت كتير عن‬ ‫الرجولة‪ ..‬أو الحمام البلدي‪ ،‬حمام الجيش ينطبق عليه نظرية «دخول الحمام مش زي خروجه» بالمعني‬ ‫الحرفي‪ ،‬الزم هيحصلك تغير في سلوكك أو شكلك‪ ،‬دخولي الحمام ده كان بمثابة قرار مصيري‪..‬‬ ‫استغرقت ‪ 4‬أيام عشان بس اقرر دخوله‪ ،‬بعد إمساك شديد وتغيرات ألمت بمظهري وحركات عيني‪ ،.‬لحد‬ ‫الواحد بقي متعود خالص علي الحمام البلدي‪ ،‬بعد فتره اكتشفت إن المشكلة مش في استخدامه‪..‬‬ ‫المشكله في دخوله‪.‬‬ ‫صباحا‪ ..‬أكثر من ‪ 30‬عسكري في انتظار دخول الحمام‪ ،‬الزمن المحدد الستخدام الحمام هو ‪5‬‬ ‫‪7:30‬‬ ‫ً‬ ‫دقايق‪ ،‬ولو عايز تاخد دش‪ ..‬تقف «باألفارول» تحت الدش توفيرا للوقت‪ ..‬وإنت كده كده حتقف في الشمس‬ ‫ساعة ونص بعدها ‪ .‬يعني غسيل ومكواه‪ ،‬مرور أكتر من ‪ 3‬أيام علي عدم استحمام العسكري بنتحول‬ ‫لعسكري أمريكي في حرب فيتنام‪.‬‬ ‫إجمال تجربتي من دخولي الجيش طلعت بحاجات؛ دخولك الجيش يضرك في عملك ويؤخر من فكرة‬ ‫ارتباطك بشريكة الحياة وبيعمل تغيير كبير في خططك‪ ،‬لكن حقيقي بينمي قدرتك علي الصبر وتحمل‬ ‫المسئولية ومواجهة معوقات الحياة‪ ،‬غصب عنك بيغيرك لألحسن‪ ،‬بروفة لما بعد الجيش من صعاب‪ ..‬طريقة‬ ‫لتحسين رجولتك‪ ،‬ليست من نوع رجولية إسالم األمنجي‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪37 | 2012‬‬


‫حوار‬

‫برازيليا لصنعنا‬ ‫«لو كنت‬ ‫ً‬ ‫لك تمثا ًلا من الذهب»‬ ‫ما كانش ينفع عددنا األول ينزل من غير ما نحاور‬ ‫السفير الغير عادى لمصر حجاجوفيتش اللي‬ ‫حلم وفكر إزاي ممكن يعدلها‪.‬‬

‫حوار‪ :‬محمد حسن‬ ‫تصوير‪ :‬محمود البليهي‬

‫رحالة مصري قرر ياخد جولة في العالم علشان بس يرفع علم مصر فيها‪ ،‬وعلى طريقة ابن بطوطة لف في‬ ‫‪ 94‬دولة وأكثر من ‪ 200‬مدنية بيحمل رسالته لكل مكان بيزوره وهي «الحرية‪ ..‬الفرح‪ ..‬السالم‪ ..‬عالم واحد‬ ‫متكامل بدون حدود‪ ..‬عالم واحد يحب مصر»‪.‬‬ ‫أحمد حجاج‪ ،‬من مواليد ‪ 7‬أكتوبر من حي مصر الجديدة بالقاهرة‪ ،‬بدأ الحلم لما سأله والده في سن الرابعة‬ ‫«بتحلم بإيه ؟ وقال عايز أسافر اليابان»‪ .‬أحمد سافر وهو في سن الرابعة عشر لوحده وبعد كده تجددت‬ ‫الرحالت كرحالة يحمل رسالة مصر والمصريين في عام ‪ 2007‬على نفقته الخاصة وحتى اآلن مازال التصميم‬ ‫قائم والحلم مستمر في الوصول إلى رفع علم مصر في كل دولة في العالم ‪..‬‬ ‫«لو كنت برازيل ًيا لصنعنا لك تمثالًا من الذهب»‬ ‫تقديرا له في إرساء قوانين الحب والسالم‬ ‫كلمة قالها الرئيس البرازيلي « لوال» للمصرى حجاجوفيتش‬ ‫ً‬ ‫والفرح حول الكرة األرضية وهي من أسمى الرسائل التي نصت عليها األديان السماوية‪.‬‬ ‫بدأنا حوارنا مع أحمد بسؤال كان الزم نسأله ‪..‬‬ ‫صورة المصريين في الخارج اتغيرت بعد الثورة‬

‫يا أحمد؟ وماذا عن ترحيب الجاليات المصرية بك قالوا لي في ماليزيا‪:‬‬ ‫وبفكرتك ؟‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫وتقري‬ ‫لألحسن‪،‬‬ ‫ا‬ ‫تمام‬ ‫اتغيرت‬ ‫المصريين‬ ‫أكيد‪..‬‬ ‫صورة الدول بتتمنى شباب ًزي شباب مصر ً "البلد خسرت الكثير‬ ‫أصبحت كل‬ ‫كدولة‬ ‫فإنت‬ ‫الثورة‪..‬‬ ‫قبل‬ ‫مصر‬ ‫وضع‬ ‫عن‬ ‫المبدع‪ ،‬أما‬ ‫بتحط نفسك في وضع إن الدول األخري بتختار أنك زرتها ومهاتير‬ ‫ضعيفة‬ ‫إنها تحبك أو أل‪ ،‬أما‬ ‫لإلختيار‪.‬إذا كنت قوي فهيحترمك العالم محمد كان خارج البالد"‬ ‫بدون مجال‬ ‫والحقيقة إن معظم اللي رحبوا بيا في الجاليات‬ ‫المصرية هم السفراء‪ ،‬ولكن المصريين هناك ما وطلبوا مني أن أؤخر‬ ‫يعرفوش بعض قوي‪.‬‬ ‫سفري ليومين لحين‬ ‫ليس بعد العين أين‪ ..‬حكمة شهيرة أكتر‬ ‫شخصاللي عودة الرئيس‪.‬‬ ‫ممكن يستعين بيها في كالمه هو أحمد حجاج‬ ‫‪|38‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫حوار‬ ‫بعيدا عن‬ ‫سافر علشان يوصل رسالته بنفسه لآلخرين‬ ‫ً‬ ‫أي دبلوماسية أو روتين حكومي‪.‬‬ ‫فكرت في تأليف كتاب عن وصف بعض البالد اللى‬ ‫زرتها ؟‬ ‫طبعا تأليف كتاب لوصف رحالتي‪ ،‬حتى إن البابا‬ ‫أتمنى‬ ‫ً‬ ‫شنودة قبل وفاته أشار عليا بكده‪ ،‬وأتمنى كمان‬ ‫أعمل برنامج تليفزيوني أتكلم فيه عن الرحالت‪ ،‬كمان‬ ‫فيه بعض دور النشر الكبيرة في البرازيل عرضت عليا‬ ‫فكرة الكتاب أثناء رحلتي هناك‪ ..‬بس ما عنديش وقت‬ ‫للكتابة حال ًيا‪.‬‬ ‫بتتعامل إزاي مع الشخصيات المختلفة من كل‬ ‫الجنسيات ؟‬ ‫الحمد اهلل أنا بتكلم خمس لغات‪ ،‬وأمتلك من‬ ‫الشخصية اللي يؤهلني للتعامل مع كل أنواع البشر‪،‬‬ ‫جدا باآلية الكريمة اللي بتقول (ولو كنت ً‬ ‫فظا‬ ‫ومؤمن ً‬ ‫خصوصا إن الشعوب‬ ‫حولك)‪،‬‬ ‫من‬ ‫النفضوا‬ ‫القلب‬ ‫غليظ‬ ‫ً‬ ‫الغربية عندها قدرة على التواصل والنقاش السليم‪.‬‬ ‫إيه أكتر الحاجات اللي بتحرص على وجودها‬ ‫في شنطتك ؟‬ ‫بعض الهدايا التذكارية من أرواق البردي‪ ،‬وأعالم‬ ‫وطبعا علم مصر الخاص‬ ‫جدا‬ ‫ً‬ ‫مصر بكميات كبيرة ً‬ ‫بيا اللي بيوقع عليه بعض األشخاص في كل دولة‬ ‫بزورها‪ ،‬وجنب كل ده ورقة بقائمة أحالمي اللي‬ ‫كتبتها وأنا صغير‪ ..‬بشيلها معايا في كل مكان‪.‬‬ ‫كلمنا عن دعوتك لجمعة الفرح في ميدان‬ ‫التحرير‪.‬‬ ‫اقتراحي لجمعة الفرح هيجذب لمصر مليارات‬ ‫الدوالرات‪ ،‬وهو أشبه بكرنفال للسياحة بميدان التحرير؛ منصة لكل جنسية تدعو لالستثمار والسياحة‬ ‫والوحدة الوطنية ونبذ العنصرية‪ ،‬أنا وجهت دعوة لرئيس البرازيل السابق وبنت ملك تايالند وبعض سفراء‬ ‫الدول وكبار الدبلوماسيين‪ ،‬وهيتم دعوة بعض الوزراء ورؤساء بعض الدول األخرى‪ ،‬ولما تم استقبالي من‬ ‫الرئيس مرسي في لقاء استمر لمدة ساعة تقري ًبا وضحتله بعض األمور بخصوص الطرق الجديدة لجذب‬ ‫اإلستثمار وإنعاش السياحة في مصر‪.‬‬

‫"مصر أحلى‬ ‫دولة في العالم‬ ‫وشبابها شباب‬

‫شايف مصر إزاي دلوقتي ؟‬ ‫دايما‬ ‫مصر أحلى دولة في العالم وشبابها شباب مبهر‪ ،‬بسمع‬ ‫ً‬ ‫كلمة إن الشباب هم المستقبل‪ ،‬الشباب هم الحاضر واألطفال هم‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫رئيس البرازيل قال لي‪« :‬إن الرب يكتب صحيح بخطوط معوجة»‪،‬‬ ‫فالشباب في مصر فع ًلا عايز يوصل بسرعة لكل اللي بيتمناه‪ ،‬ولكن‬ ‫الوصول مش هيتحقق غير باالجتهاد والسعي‪ ،‬أما بالنسبة للحكومة فأنا شايف إن المواطن المصري‬ ‫كرامته متهانة في بلده في الوقت اللي فيه مبدأ بيقول «ال كرامة لمواطن إال في بلده «‪.‬‬ ‫وأنا رفضت دعوة لرفع سارية العلم المصري وهي أعلى سارية في العالم واللي تكلفت ماليين الجنيهات؛‬ ‫ألن المبلغ ده كان من الممكن إنه يعمل كثير لشعب مصر‪ ،‬فلن تقوم قائمة للدولة دي وهى بتطلب من‬ ‫شعبها تبرعات‪.‬‬ ‫كلمنا عن مصورك الخاص ؟‬ ‫هو أحمد زوكى‪ ،‬مش متفرغ بالكامل معايا ولكنه كل فترة بيسافر معايا وعلى حسابه الشخصي‬ ‫علشان الرسالة اللي بحملها للعالم عن مصر‪.‬‬

‫نوفمبر ‪39| 2012‬‬


‫حوار‬ ‫ممكن تعدلها إزاي من وجة نظرك ؟‬ ‫هتتعدل لما كل شخص يبطل ينتقد الناس علي هواه‪ ،‬ويخليه في حاله‪ ،‬الزم نعدل نفسنا األول‪ ،‬هنعدلها‬ ‫لما كل شخص يخلي عنده رسالة ويسعى يحققها‪.‬‬ ‫أغرب حكايات حجاجوفتش ؟‪...‬‬ ‫«دخلت المدينة المحرمة في الصين لرفع علم مصر‪ ..‬وهي المدينة المحرمة على أبناء الصين من الطبقات‬ ‫المتوسطة وال يدخلها إال اإلمبراطور والطبقة الحاكمة‪ ،‬وتم القبض علي من الشرطة الصينية وتم تسريحي‬ ‫بعد معرفتهم إني رحالة أروج لبلدي‪ ،‬وتم استقبالي من السفير الصيني وإعطائي فيزا المجاملة وهي ال‬ ‫تعطى إال لكبار رجال الدولة فقط»‪.‬‬ ‫«عرفت وأنا في كولومبيا إن العصابات ما بتربيش كالب وأسود ولكن بيربوا تماسيح وخنازير برية إلنها‬ ‫بتاكل الفريسة أو الضحية وما بتسبش منها إال سنانها بس»‪.‬‬ ‫«في البرازيل ‪ -‬في أوقات الظهيرة ‪ -‬يحرم على السيارات فتح نوافذها في الشوارع»‪.‬‬ ‫«اليابان ال يوجد بها مطبات صناعية ألنهم اكتشفوا مادة طالئية توضع على األسفلت تبطىء من سرعة‬

‫‪|40‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫اإللتزام مش عسكري‬

‫مقال اجتماعي‬

‫مواطن بدرجة لواء‬ ‫لما تصحى الصبح وتنزل في معادك وتوصل شغلك‬ ‫في معادك برده وسط الهدوء في الشارع‪ ..‬لعدم وجود‬ ‫وخصوصا الميكروباصات‪ ،‬وتجد‬ ‫هيستيرية كالكسات‬ ‫ً‬ ‫جدا بسبب إن فيه “التزام” في سير‬ ‫الشارع منظم ً‬ ‫السيارات في الحارات المرورية المخصصة لها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ما يتحرقش دمك من كسر واحد عليك علشان يعدي‬ ‫من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار‪ ،‬يبقى إنت كده‬ ‫أكيد أكيد في كواال النبور مش في مصر ال سمح اهلل؛‬ ‫فالبرغم من إننا بني آدمين زينا زيهم إال إن صوابعك مش‬ ‫زي بعضها‪ ،‬ألنهم كبني آدمين عندهم “ضابط” يوجههم‬ ‫للصح وللمصلحة الشخصية اللي هي في اآلخر البد وأن‬ ‫تتوافق مع المصلحة العامة حتى ال يتحول األمر إلى أنانية‬ ‫تحت شعار “أنا ومن بعدي الطوفان”!‬ ‫هذا الضابط هو الذي يأمر البني آدمين كرفيق وصديق‬ ‫بيخاف عليه من الهواء الطاير ومن أي غلط‪ ،‬فيأمره إنه‬ ‫ينام ويصحى بدرى وأن يلتزم بنفسه إنه ينزل من بيته‬ ‫بموعد حدده هو نفسه وفقا لتعاليم وأوامر “الضابط”‪،‬‬ ‫ويمشي بسيارته بدون أن يكسر إشارة مرور واحدة وهذا‬ ‫هو ما أمره به الضابط‪ ،‬هذا الضابط الذي يأمره بأال يتحرش‬ ‫بأحد لفظ ًيا أو جنس ًيا وإال سيعاقب عقاب سخن أوي‪ ،‬وإذا‬ ‫أحب أن يستمع إلى آيات من القرآن أو أغنية جت على هواه‬ ‫ومزاجه فليستمع إليها وحده دون إزعاج اللي حواليه وده‬ ‫بسبب إن الضابط أمره بكده‪ ،‬يصل إلى عمله في موعده‬ ‫المحدد ليس خو ًفا من أي جزاء إداري على تأخيره ولكن‬ ‫الضابط أمره بكده‪ ،‬ثم يلتزم في عمله ألن الضابط قال‬ ‫له الزم تظبط شغلك وتخلص عملك المكلف به وكمان‬ ‫تخلصه على أكمل وجه‪ ،‬وتخلص من شعارات “األنتخة”‬ ‫أبدا‪،‬‬ ‫المنتشرة‪( ..‬العمل شيء مقدس لذلك ال تقترب منه ً‬

‫محمد كمال‬

‫وال تؤجل عملك للغد طالما يمكنك تأجيله لبعد الغد)‪.‬‬ ‫هذا الضابط يأمره بأن يحافظ على عمره من الفناء وأن يحرص على شبابه من البالء‪ ،‬ألن وقته هو رأس ماله‬ ‫الحقيقي والغالي أوي‪ ،‬واللي الزم يستثمره أحسن استثمار‪ ،‬وهو ده اللي بيفرق بني آدم عن غيره‪ ،‬فحتى‬ ‫التليفزيون اللي بتشوفه كتسلية لالستمتاع‪ ..‬هناك من يعمل ويجتهد لصنعه لك‪ ،‬ولكن الفرق هو أن‬ ‫استمتاعه بوقته كان استثمار واخد عليه فلوس لكن إنت استمتاعك كان وال هلل وال للوطن‪.‬‬ ‫عزيزي القارئ طالما أننا في السياسة بنطالب الحكومات بأال تستمع إلى أي تدخالت أجنبية‪ ،‬فقس ذلك على‬ ‫حياتك الشخصية فال تقل إن الناس مش بتيجي إال بالكرباج والحديد والنار‪ ،‬فالناس لن تنضبط إال عن طريق‬ ‫“الضابط الداخلي” واللي ترقياته بتيجي عبر سنوات من العمل المتواصل على تربية النفس وتتبع الصح‬ ‫والتمسك به ثم إتقانه‪ ،‬والصح لن يصل إليه إال من يستحقه‪ ،‬إبحث عنه بنفسك‪ ،‬واجتهد في البحث ألن اللي‬ ‫بييجي سهل بيروح سهل‪ ،‬دور وجرب اللي يعجبك‪ ،‬واللي ما يعجبكش تخلص منه‪ ..‬المهم ما تخليش‬ ‫حاجة توقفك إنك تبقي “ضابط نفسك”‪.‬‬

‫نوفمبر ‪41 | 2012‬‬


‫أدب‬

‫‪Bookreview:‬‬

‫‪REWORK‬‬ ‫زهرة مرسل‬

‫كتاب فريد من نوعه في عصر قلما تجد فيه من يقدم لك نصيحة مثل النصائح الكثيرة التي يوجهها الكاتب‬ ‫لقرائه‪ ،‬هو كتاب محدد الوجهة ومخصص ألصحاب الطموح والمستثمرين وأصحاب المشاريع الحديثة أو التي‬ ‫لم تتم بعد‪ُ ،‬يطرح من خالل هذا الكتاب مجموعة من الطرق المبتكرة ‪ -‬بكل ما تحمله الكلمة من معنى‬ ‫ لتنمية األعمال وازدهارها‪ ،‬وهذا الشيء هو الذي أثار ضجة حول الكتاب ومغزاه وهدفه‪ ،‬ألن طرقه الغير‬‫تقليدية التي طرحها للعمل قد تسبب التوتر ألولئك الذين يعشقون الروتين ويخلصون له‪.‬‬ ‫ستتعلم وأنت تقرأ هذا الكتاب أن األمر ليس بكل التعقيد الذي تظن‪ ،‬وأن بداية مشروعك قد ال يحتاج أص ًلا‬ ‫لكل هذه األدوات التي تعيقك من بدئه‪.‬‬ ‫ستشعر تلقائ ًيا براحة وشجاعة لتعمل علي تحقيق ما تصبو إليه‪ ،‬كاتب الكتاب واحد من أهم وأنجح رجال‬ ‫األعمال في الواليات المتحدة وهذا ما يزيد قوة ومصداقية في نصائحه لدى أي قارئ‪،‬‬ ‫وهو كذالك صاحب الشركات األكثر صخ ًبا كما يسمونها الناس بالخارج‪ ..‬إذ أن موظفيه ال يلتزمون بساعات‬ ‫عمل وال يلزم عليهم الحضور لدوامات أو االجتماعات‪.‬‬ ‫قد تستغرب ما أقوله اآلن ولكن حين تقرأ الكتاب ستجد البدائل المطروحة من ِقبل الكاتب والتي تجعل‬ ‫موظفيه يعملون بجد أكبر ويلتزمون بمواعيدهم التي ال يلزمهم صاحب العمل بها أص ًلا‪ .‬ومن أكثر‬ ‫الفصول التي أثارت انتباهي فصل تحت عنوان (التخطيط ما هو إال التخمين)‪ ..‬لو تاملت هذه الجملة بتمعن‬ ‫الكتشفت أن الكاتب معه كل الحق‪ ،‬فخطط العمل المستقبلية ما هي إال تخمينات تجعلنا نشعر بأننا‬ ‫تماما عما خططنا له‪ ..‬أي‬ ‫نحكم القبضة علي زمام األمور ليس أكثر‪ ،‬وغال ًبا ما تسير األمور بشكل مختلف‬ ‫ً‬ ‫أن التخمين قد يصيب وقد يخيب‪.‬‬ ‫وأنوه هنا أن الكاتب ال ينتقد التخطيط حيث أن أي مشروع يحتاج لخطة عمل‪ ،‬ولكنه ينتقد التركيز المطلق‬ ‫علي هذه النقطة ومنحها جدية ووقت أكثر مما تستحق‪ ،‬فهو يدعو إلى عمل خطة واستشعار أنها ليست‬ ‫سوى تخمين لبعض األوضاع في الشهور المقبلة‬ ‫حتي ال يتراكم القلق والخوف في قلب صاحب المشروع مما يعيق إبداعه‪ ،‬فهو يشير في أكثر من باب في‬ ‫هذا الكتاب أن القلق والخوف يعيق اإلبداع ويجعل صاحب المشروع يعمل بحذر وتأني وهذا قد يؤدي إلى فشل‬ ‫مشروعه أو تحوله لنسخة مكررة من مشاريع أخرى كثيرة‪ ،‬لذا على كل أصحاب العمل أن يبتعدوا عن‬ ‫القلق ويبدعوا‪ ..‬فوحدهم المبدعون‪.‬‬ ‫والمغامرون يتحولون لمتميزين بسبب اختالفهم ومخاطرتهم بأشياء قد يخافها معظمنا‪ ،‬نصيحتي لك‬ ‫هي أن تضع بجانبك قلم وورقة قبل أن تفتح الكتاب وتبدأ بقراءته ألنك لن تصدق كمية األفكار التي سيثيرها‬ ‫بذهنك ليجعل منك شخص يفكر بنجاح وربما يفجر داخلك طاقة إبداع لم تكن تتصورها وبأقل تكلفة‬ ‫ممكنة‪.‬‬

‫‪| 42‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫أدب‬

‫‪Bookreview:‬‬ ‫فيلم كوابيس‬ ‫سعيدة‬ ‫كتاب لـ‪ /‬شريف عبد الهادي‬ ‫ا‪ /‬عماد عدلي‬

‫( اآلن أحضروا أكياس الفشار ‪ ,‬واحجزوا االماكن المميزة التي تفضلونها في دور‬ ‫العرض ‪ ,‬لنشاهد أحداث الفيلم بعد قليل ‪ ,‬وبدون إعالنات مملة تظهر في الفواصل ) ‪.‬‬ ‫مغامرة إبداعية شيقة ‪ ,‬تلك التي قام بها الصحفي الشاب شريف عبد الهادي ‪ ,‬وألن اإلبداع يعني في المقام‬ ‫األول أن تفعل الجديد الذي لم يفعله أحد من قبلك ‪ ,‬فكتاب ( كوابيس سعيدة ) يستحق أن ينال هذا‬ ‫المسمى عن جدارة ‪ ،‬فالكتاب عبارة عن فيلم مقروء تشاهده ( وللمرة األولي ) علي الورق ال علي شاشة‬ ‫السينما ‪.‬‬ ‫بدأت الفكرة بسيناريو ألفه الكاتب الشاب ‪ ,‬لفيلم من أفالم الخيال العلمي ‪ ,‬وقام بعرضه علي شركات‬ ‫اإلنتاج ‪ ,‬والتي لم ترحب بالفكرة نظرًا للتكلفة العالية التي يمكن أن يتكلفها الفيلم ‪ ,‬فقرر أن ينفذ الفيلم‬ ‫بطريقته الخاصة ‪ ,‬فاختار لكل شخيصة في الفيلم من يمثلها ‪ ,‬فبطل الرواية سامح هو النجم ( أحمد‬ ‫حلمي ) ‪ ,‬وشخصية قمر هي ( بشري ) ‪ ,‬وشخصية سها هي ( منة شلبي ) ‪ ,‬والضابط عالء هو ( خالد الصاوي‬ ‫) ‪ ,‬أما جد البطل محفوظ هو ( يوسف وهبي ) ‪ ,‬وغيرهم من أبطال العمل ‪ ,‬وألن الرؤية هي العنصر الرئيسي‬ ‫من عناصر مشاهدة الفيلم ‪ ,‬فقد دعم الكتاب بالعديد من الصور المعبرة عن االحداث ‪.‬‬ ‫وتدور أحداث الكتاب ( الفيلم ) حول المدرس الشاب ( سامح ) وهو نموذج لإلنسان الطيب المسالم أحيانًا ‪,‬‬ ‫والسلبي دائمًا ‪ ,‬والذي يكتب عمالً أدبيًا ‪ ,‬ويسعي لنشره في مؤسسة حكومية ‪ ,‬فيصطدم بجدار الرقابة‬ ‫الجاهلة التي ال تقرأ وإنما تعتمد علي مفاهيم بالية ال تصلح لتقييم العمل اإلبداعي ‪ ,‬فبنصحه أحد أصدقائه‬ ‫بأن يبيع ما كتبه للكاتب الكبير ترياق السلياقوسي ( محيي اسماعيل ) الذي يشتري أعمال الكتاب‬ ‫الشباب وينسبها لنفسه ‪ ,‬فيرفض سامح الفكرة بشكل قاطع في البداية ‪ ,‬ثم يضطر تحت وطأة الحاجة‬ ‫إلي بيع عمله األخير مقابل أربعة آالف جنيه ‪ ,‬وسنعرف في النهاية أن ذلك العمل قد فاز بالجائزة األولي في‬ ‫مسابقة أدبية ‪ ,‬وقيمة الجائزة مائة ألف جنيه ‪ ,‬ولكنها طبعًا نسبت لترياق السلياقوسي ‪ ,‬والذي كان قد مان‬ ‫عند تسلم الجائزة ‪.‬‬ ‫وتستمر معاناة سامح بين جده المريض بمرض األلزاهايمر والذي ينسي كثيرًا فيعرضه لمواقف عبثية (‬ ‫سنكتشف في نهاية العمل أنه لم يكن مريضًا ) وبين معاناته اليومية في المدرسة التي يعمل بها ‪ ,‬ومع‬ ‫حبيبته ومع أصدقائه ‪ ,‬وعجزه المستمر عن مواجهة مشكالته التي أصابته باالكتئاب ‪.‬‬ ‫حتي يحدث التحول الذي قلب حياته رأسًا علي عقب ‪ ,‬حينما شاهد برنامجًا تلفزيونيًا يتحدث عن ( اإلسقاط‬ ‫النجمي ) الذي هو « حالة الوعي أثناء النوم ‪ ...‬فالجسد فقط هو ما يكون نائمًا اما العقل فيكون في حالة‬ ‫يقظة تامة ‪ ,‬ويستطيع ان ينطلق خارج الجسم ‪ ,‬ويلف العالم كله و ويذهب في أي مكان «‬ ‫فيبدأ سامح بدراسة الفكرة والتعمق في قراءتها والتماهي معها بشكل كامل ‪ ,‬وحتي تحدث المفاجأة‬ ‫وتتحقق له حالة اإلسقاط النجمي ‪ ,‬والتي يعرف من خاللها الكثير من الحقائق التي لم يكن يعرفها من‬ ‫خالل طوفانه في العالم ‪ ,‬ويستطيع أن ينقذ حبيبته التي كانت تتعرض إليذاء اآلخرين عن طريق اإلسقاط‬ ‫النجمي ‪.‬‬ ‫وتتوالي األحداث وهو يكتشف يومًا بعد يوم العالم المحيط به ‪ ,‬كما يكشف العديد من الجرائم المحيرة‬ ‫عبر اإلسقاط النجمي ‪ ,‬ثم تنتهي أحداث الفيلم النهاية السعيد كما هو حال األفالم العربية ‪ ,‬حيث يضع سامح‬ ‫ذراعه اليمني علي كتف حبيبته ‪ ,‬واليسري علي كتف جده ‪ ,‬ويمشي سعيدًا بعد أن حقق كل ما كان‬ ‫يتمناه من خالل اإلسقاط النجمي‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪43| 2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫عن كورة‬ ‫كل واحد‬ ‫فينا‬

‫تحديدا‪ ،‬فموضوعي من‬ ‫ال أعرف من أين أبدأ‬ ‫ً‬ ‫المفترض أن أتكلم فيه عن «دائرة» العالقات‬ ‫البشرية‪ ..‬فكيف لي أن أجد لها بداية‪.‬‬

‫ليه دايرة‬ ‫الحكاية تبدأ بصدفة‪ ..‬قاعد إنت مع واحد صاحبك على‬ ‫قهوة‪ ،‬ييجي فالن اللي بقالك فترة كبيرة ما شفتوش‪،‬‬ ‫تتوقع إنه هياخدك باألحضان‪ ،‬تفاجأ إنه بيسلم على‬ ‫صاحبك األول وهو بيبرق لكم إنتوا االتنين ومش عارف‬ ‫يقول إيه‪ ،‬وإنت تقول بمنتهى التلقائية‪ « :‬إيه دة إنتوا‬ ‫تعرفوا بعض؟!»‪.‬‬ ‫دة اللي حصل بالظبط معايا واللي خالني أفكر في‬ ‫الموضوع بطريقة أوسع شوية‪ ،‬واللي خالني أفكر‬ ‫أشارككم أنا باصص للموضوع كله إزاي؛ ونبدأ بإن هم‬ ‫ليه أص ًلا سموها «دايرة» عالقات‪ ..‬ليه مش مربع مث ًلا؟‪.‬‬ ‫أنا شايف إن كل واحد فينا بيبقى في منتصف حياته‬ ‫وطالع منه طريق رايح جاي لكل واحد في حياته‪ ،‬مع الوقت‬ ‫بتالقي إن الطرق دي بتروح في اتجاهات كتير ونهاياتها‬ ‫وصل إنت بقى ما بين النهايات اللي طالعة‬ ‫ناس تانيين‪َّ ،‬‬ ‫منك هتالقي الموضوع عمل دايرة؛ دايرة اللي فيها بيحدد‬ ‫كل ‪ -‬أو معظم ‪ -‬الحاجات عنك‪ ...‬عشان كدا الزم تبقى‬ ‫حريص وإنت بتختار النهايات اللي هتحدد دايرة معارفك‪..‬‬ ‫دايرة حياتك‪.‬‬ ‫تداخل الدواير‬ ‫مع الوقت زي ما بنقول دماغ الواحد بتكبر‪ ..‬برده بالتبعية‬ ‫دايرتك بتكبر‪ ،‬بيدخل ناس أكتر في حياتك وبتتوسع‬ ‫الدايرة اللي واصلة ما بين النهايات‪ ،‬في الوقت دة بتبدأ‬ ‫تدرك إن نظرتك للموضوع كانت محدودة شوية‪ ،‬ألن كل‬ ‫نهاية من النهايات اللي حددت دايرتك هي في الحقيقة‬ ‫مركز دايرة حد تاني‪ ،‬وساعتها الزم تحدد المسافة اللي‬ ‫هتفصل بين وما بين المراكز دي‪ ..‬بمعنى آخر مدى‬ ‫قربك أو بعدك من الشخص دة‪ ،‬ودة بيتحدد بمساحة‬ ‫منتطقة التقاطع بينكم إنتوا االتنين‪ ..‬والعكس صحيح‬ ‫برده؛ يعني ممكن تقول إن مساحة التقاطع هي اللي‬ ‫بتحدد مدى قربكم لبعض‪.‬‬ ‫الصدمة‬ ‫بعد شوية هتحسوا إني كنت بكدب عليكوا‪ ..‬أيوة‬ ‫بكدب عليكوا‪ ،‬الموضوع عمره ما كان دايرة وال نهايات‬ ‫والجو دة‪ ،‬الحكاية إنك نقطة وحواليك كورة كبيرة‪..‬‬ ‫عالقات بادئة بيك وطالعة في كل االتجاهات‪Atmosphere ،‬‬ ‫كامل بكل رياحه وكهربته وزعابيبه حواليك‪ ،‬وإنت في‬ ‫النص‪ .‬الحاجة اللي سميناها مجا ًزا دايرة عالقات‪ ..‬طلعت‬ ‫مجسم ‪ ،3D‬وبرده مبدأ التقاطعات لسة موجود ما بينك‬ ‫وما بين كل الكور اللي إنت عرفتها‪.‬‬ ‫ليونة دايرتك‬ ‫كلنا نعرف ذاك الـ «حد» اللي معاه نمر تليفون كل‬ ‫أصحابنا‪ ،‬الحد اللي لما يقعد في قاعدة مع أي ناس أو أي‬ ‫شلة في أي مكان ولو ألول مرة‪ ..‬يطلع منها باتنين تالتة‬ ‫‪| 44‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬

‫محمد الجرن‬ ‫أصحاب أو عالقات مصالح شغل‪ ،‬والحد اللي لما تمشي‬ ‫معاه متوقع إنه ممكن يقابل أي صدفة في أي مكان‬ ‫وتالقيه عارف ناس ما كنتش تتوقع إنه يعرفهم‪.‬‬ ‫الحد دة بيبقى عنده ‪ Atmosphere‬مرن أكتر‪ ..‬قادر على‬ ‫التمدد والتقاطع مع ناس تانية في أي وقت‪ ..‬فبنسميه‬ ‫«اجتماعي» أو أيًا كان مسماه‪ .‬فيه ناس تانية بقى‬ ‫بتبقى كورتها معمولة من حاجة جامدة‪ ..‬زي األسمنت‬ ‫مث ًلا‪ ،‬في البداية بتبقى قابلة للتشكيل‪ ،‬لكن بمجرد إن‬ ‫األسمنت نشف‪ ..‬صعب أو مستحيل تستقبل حد جديد‪،‬‬ ‫وبتبقى حياتها عبارة عن «الشلة القديمة» أو ما بقي‬ ‫منها‪ ،‬بجانب احتكاكات من كور الناس التانية بس من‬ ‫بره‪ ..‬من غير أي تقاطع‪.‬‬ ‫الحد االجتماعي دة ما بيعملش حدود للـ ‪Atmosphere‬‬ ‫بتاعه‪ ،‬حاجة شفافه كدا قابلة للتمدد في أي اتجاه من‬ ‫غير قوانين‪ ،‬بتبقى كورته فيها مركز صلب مبني عليه‬ ‫حياته؛ العيلة وأصدقاء الطفولة اللي مش هيتنسوا‬ ‫والذكريات اللي حددت ليك الشخصية اللي بتشوفها‬ ‫بيكون كورة عالقاته‬ ‫قدامك‪ .‬بعدين الغالف الشفاف اللي‬ ‫ِّ‬ ‫واللي ممكن يتقاطع مع أي حد‪ ،‬كمان ممكن يطلع‬ ‫امتداد أو طريق ما بينه وما بين كورة تانية أبعد‪ ..‬طريق‬ ‫ماشي وسط كور تانية مفيش ما بينهم أي تقاطع‬ ‫معاه‪ ،‬الوضع عامل زي األرض وغالفها الجوي‪ ..‬والحاجات‬ ‫اللي طايرة حوالين األرض‪ ..‬مرتبطة بيها بس مش في‬ ‫غالفها الجوي‪.‬‬ ‫الخالصة‬ ‫الخالصة إن فيه ناس ممكن َّ‬ ‫تدخل أي حد في حياتها من‬ ‫غير أي مشاكل‪ ..‬قائمة الـ ‪ Contacts‬ممكن يتضاف ليها‬ ‫أي عدد‪ ،‬لكن فيه ناس بتبقى طبيعتها إنها قافلة على‬ ‫نفسها وما عندهاش القدرة إنها تستقبل مستجدات‬ ‫كتير‪ ،‬وزي ما شبهنا البني آدم االجتماعي بالكرة األرضية‪،‬‬ ‫ممكن نشبه النوع التاني بكورة حديد مقفولة مليانة‬ ‫هوا‪ ..‬قافل على دايرة عالقاته من بره‪.‬‬ ‫كمان الزم تعرف حدود كورتك رايحة فين‪ ..‬وإن مفيش‬ ‫نوع كور أحسن من التاني‪ ،‬وإنك ممكن تستأصل أي‬ ‫تقاطع مع أي كورة تانية مش مرغوب فيه من غير‬ ‫ما تغير في أساس كورتك‪ .‬كمان خد بالك إن ساعات‬ ‫ممكن يكون فيه حد نسبة تقاطعكم مية في المية‪،‬‬ ‫ودة يا إما حد في حياتك من النوع التاني اللي دايرتهم‬ ‫أسمنت وإنت اتحطيت إنك تقري ًبا عارف كل حاجة عنه‪ ،‬أو‬ ‫إن دة فيرس يا معلم وحد من بعيد عاوز يعمل ‪،Hack‬‬ ‫ساعتها الزم ‪ Format‬للجزء دة وريح دماغك‪.‬‬ ‫إوعى تشبه حياتك إنها خط وإنك ماشي عليه‪ ،‬وعالقاتك‬ ‫هي الخطوط التانية للناس التانية متقاطعة معاك‪ ،‬لو‬ ‫كدا بص للموضوع من بعيد هتالقيك في شبكة كبيرة‬ ‫وإنت مش عارف بدايتك من نهايتك فيها‪ ..‬ساعتها لو ما‬ ‫الخية يا كبير‪.‬‬ ‫عرفتهمش يبقى إنت وقعت في‬ ‫َّ‬


‫مقال اجتماعي‬

‫‪ Bullshit‬بالمصري‬

‫ادهم غالي‬

‫لشت ما يدعم وجهة نظره فى الشخص‬ ‫الم َب ِ‬ ‫فقط مجرد أن يقرأ ُ‬ ‫أو الموضوع الفالنى ‪ ،‬فهو سبب كاف من وجهة نظره لنقله كأنه‬ ‫شيرلوك هولمز و قد وجد دليال دامغا على صحة وجهة نظره فى‬ ‫أن الشخص الفالنى حرامى أو خائن أو حتى زير نساء ‪ ،‬أو أن الموضوع‬ ‫لشت كان العبقرى الوحيد‬ ‫الم َب ِ‬ ‫العالنى قد أثبت بالدليل القاطع أن ُ‬ ‫الذى أدرك أبعاده لما حباه اهلل به من بصيرة نافذة تتعدى حدود‬ ‫قراءة الفنجان و أوراق التاروت و البلورة السحرية‪.‬‬ ‫الم َب ِ‬ ‫لشت حتى و‬ ‫ال مانع أبدا من نقل بعض األقوال عن بعض السياسيين و المفكرين لدعم وجهة نظر ُ‬ ‫الب َ‬ ‫لشتَ ة بجملة (شير إفضحوهم) أو (واحد ما عملش‬ ‫إن كان غير ذوى إختصاص ‪ ،‬و بالطبع البد أن تنتهى َ‬ ‫شير جت ناموسة قرعة قرصته و هو بيستحمى ‪ ،‬و التانى عمل شير فا لما جت الناموسة قرصها هو) ‪،‬‬ ‫الب َ‬ ‫لشتَ ة من جميع األطراف و الخاسر الوحيد هم الغالبة أصحاب الضغط العالى و السكر‪.‬‬ ‫و هكذا تستمر َ‬ ‫الكارثة الكبرى هى أيضا إلباس اآليات القرآنية الكريمة و األحاديث الشريفة ألحداث معينة و تأويلها على‬ ‫أشخاص معينين بما يبرر أفعال أو وجهات نظر المبلشتين ‪ ،‬فإن كان تفسير اآلية القرآنية واضحا من ناحية‬ ‫فمن تكون أنت حتى تقرر أن الحدث الفالنى أو الشخص العالنى تنطبق عليه هذه اآلية من‬ ‫ناحية أخرى؟‬ ‫الثورة المصرية تحولت من ثورة بيضاء إلى ثورة بلشتية بقيادة من يمكن أن‬ ‫نلقبهم بالبالشتة الجدد من الشباب المتعلم تعليما هو األعلى المتاح فى هذا‬ ‫الوطن ‪ ،‬هؤالء من يتحولون فجأة إلى كائنات عجيبة تفكر بنفس معدل ذكاء‬ ‫الكائنات وحيدة الخلية ‪،‬ال تفكير فى مدى مصداقية الخبر و مدى منطقيته‬ ‫أو قابلية تحققه ‪ ،‬فقط تنقله وتتناقله ‪ ،‬و النتيجة إمتالء الفضاء اإللكتروني‬ ‫الم َب ِ‬ ‫لشتون عن تصديق تام ‪ ،‬و‬ ‫بقاذورات األخبار الكاذبة التى يتناقلها ُ‬ ‫بالم َب ِ‬ ‫لشتين المنقادين متوهمين أن‬ ‫إمتالء الشوارع‬ ‫ُ‬ ‫ما يقومون به هو نوع من الجهاد و الحرب على‬ ‫الفساد ‪.‬‬ ‫فى زمن الفتن البد من توافر العقل ألنه يمنح‬ ‫صاحبه القدرة على التمييز بين الصالح و‬ ‫الطالح‪ ،‬و بين األكذوبة و الخبر ‪ ،‬و إال تحول‬ ‫اإلنسان من قائد إلى تابع ‪ .‬فبدال من أن يقوده‬ ‫عقله فى اإلتجاه السليم يتحول إلى تابع كلمة‬ ‫توديه و كلمة تجيبه ‪.‬‬ ‫ما يؤلم حقا أننى أثق تمام الثقة فى أن قدرات الشباب‬ ‫المصرى العقلية تفوق بمراحل ما يتمتع به أقرانه من باقى األقطار و‬ ‫هو ما أدركته بالتجربة ‪ ،‬و لكنه ال يستغل ما أنعم اهلل به من نعمة العقل‬ ‫تماما كما ال يستغل ما أنعم اهلل به على هذا الوطن من ثروات‪ ، .‬بينما أقرانه‬ ‫محدودى الذكاء فى مشارق األرض و مغاربها إستغلوا القليل الذى يملكون‬ ‫فى بناء ما به يفتخرون‪.‬‬ ‫إن كنا ننشد البناء فعلينا بإعمال العقل أوال ‪ ،‬علينا بالعلم ثم العمل فإن كنت قد اخترت‬ ‫العمل السياسى فعليك بدراسته ‪ ،‬و إن كنت قد اخترت اإلقتصاد فعليك بفهمه ‪ ،‬و إن كان القانون‬ ‫فعليك بقراءته قبل أن تمأل الدنيا صياحا و نواحا ‪ ،‬فسالمة المقاصد و النيات وحدها ال تبنى األمم بل‬ ‫تتحول إلى معجالت بالهالك إذا كانت عن غير دراية و علم ‪ .‬تجنبوا الفتنة بإعمال العقل و تقديم العلم و‬ ‫إكثار العمل ‪ .‬و قبل ذلك كله ‪ ،‬أدركوا ان الكلمة أمانة ‪.‬‬

‫نوفمبر ‪45| 2012‬‬


‫ملف سياسي‬

‫اعدلها تطرح مالمح المعارضة في عهد الرئيس محمد مرسي‪:‬‬

‫من سيلعب دور «الجماعة المحظورة»‬ ‫تقرير‪ :‬امنية الخياط‬ ‫في عهد مرسي؟‬ ‫لينصب بعدها كخامس رئيس للجمهورية‪،‬‬ ‫قبل حتى قسم اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا ّ‬ ‫كانت مالمح القوى اللي هتقف في صفوف المعارضة لحكمه اصطفت بجوار بعضها البعض وبرزت مالمحها‬ ‫بوضوح‪.‬‬ ‫محمد مرسي‪ ،‬الرئيس الذي خرج من َر ِحم جماعة األخوان المسلمين اللي كانت اكبر جماعة معارضة‬ ‫لنظام مبارك السابق‪ ،‬بقى دلوقتي الرئيس ‪ ...‬والزم يبقى أدامه بردو صف معارضة عشان السياسة من غير‬ ‫معارضة ما تحالش!‬ ‫لو نفتكر تتابع أحداث دموية زى ماسبيرو محمد محمود ومجلس الوزراء و إستاد بورسعيد في الفترة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬ارتفعت األصوات الرافضة لحكم العسكر أو الستمرار سيطرة الدولة العسكرية على مقاليد‬ ‫الحكم والمطالبة بمدنية الدولة‪ ،‬لكن بعد وصول محمد مرسي كمرشح لحزب الحرية والعدالة اللي هو‬ ‫حزب جماعة األخوان المسلمين‪ ،‬في ناس كتير من الليبراليين تراجعوا عن تأيده رغم إنه «مش عسكري»‬ ‫ألن وجود اسم جماعة اإلخوان المسلمين في حد ذاته كان مربك‪ ،‬وكان في تخوف إن مصر تتحول لدولة‬ ‫«دينية»‪.‬‬ ‫ورغم إن رئيس مصر الحالي دكتور في كلية الهندسة‪ ،‬وليس له أي شبهات «عسكرية» ولكن بالتأكيد‬ ‫هيقف أدامه صف‪ ،‬بل صفوف من المعارضة‪.‬‬ ‫تتبعنا المشهد السياسي من أول إعالن بطال جولة اإلعادة لحد إعالن النتيجة ‪ ،‬واستنينا شوية عشان نرصد‬ ‫المشهد بدقة أكبر وندي فرصة لمعارضين الرئيس الجديد أنهم يظهروا ويبلوروا مواقفهم‪ .‬ولم تخرج‬ ‫المعارضة التي رصدناها حتى هذه اللحظة عن هذه األضالع الثالثة‪.‬‬

‫ال للدولة الدينية‬ ‫«بالتأكيد سيكون الفصيل األكبر‬ ‫مكون من رموز النظام السابق»‬ ‫بهذه العبارة بدأ المفكر كمال‬ ‫زاخر حديثة مع «اعدالها» حول‬ ‫المعارضين للرئيس الجديد‪،‬‬ ‫ووصف زاخر المناصرين للحزب‬ ‫الوطني السابق بأنهم‬ ‫«المعارضة التقليدية» ألنهم‬ ‫سيعترضون على كل ما‬ ‫تفرزه الثورة أيًا ما كان‪،‬‬ ‫وبالتالي سيقفون بشكل‬ ‫دائم أمام عملية التغيير في‬ ‫السنوات المقبلة‪ ،‬وأضاف أن‬ ‫هناك فصيالً آخر يشحذ صفوفه‬ ‫بهمة ويزداد عدده بثبات وهم‬ ‫كل المتخوفين من اختطاف‬ ‫الدولة للمربع الديني ومحاولة‬ ‫تفعيل فكر اإلخوان بأن تكون الدولة‬ ‫دينية أو شبه دينية أو بمرجعية دينية‬

‫‪|46‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫ملف سياسي‬ ‫أيًا ما كان المسمى‪ ،‬وبالتأكيد سيتبنى هذا الفكر مجموعات مختلفة سواء من المعسكر اليساري أو‬ ‫الليبرالي أو القبطي بالضرورة‪.‬‬ ‫كمال زاخر قال أنه رغم خوضنا لتجربة االنتخابات الحقيقية ألول مرة في تاريخنا وهو من أبرز انجازات الثورة‪،‬‬ ‫فإن لنا تجارب سيئة مع خبرة «الوعود» التي تزول بزوال المؤثر أو انتهاء االنتخابات!‬ ‫جاء رده بعد سؤالنا عن وعود الرئيس المتكررة انه هيحرص على وجود نائب قبطي وامرأة وأيضا نائب من‬ ‫الشباب‪ ،‬ولكن زاخر قال ‪ :‬دعينا نسأل السؤال بمفهوم المخالفة‪ ،‬هل معنى عدم وجود نائب قبطي أو‬ ‫نائبة‪ ،‬أال تحل مشاكل األقباط أو مشاكل المرأة؟ بالطبع ال ‪ ..‬نحن لدينا تراثًا ممتدًا من التصريحات الملغمة‬ ‫في وجه األقباط بالذات‪ ،‬واألمر يحتاج ألفعال على أرض الواقع بعيدًا عن الوعود والتصريحات الرنانة حتى يهدأ‬ ‫بال قطاع عريض من المجتمع أن مصر ال تجر لمربع الدولة الدينية‪ ،‬وحتى يتحقق هذا سيقف كل الرافضين‬ ‫لشكل لهذه الدولة في صفوف المعارضة‪.‬‬ ‫اليسار‪ ،‬في أول صفوف المعارضة‬ ‫يوم ‪ 26‬يونيو ‪،‬يعني بعد يومين فقط من إعالن نتيجة االنتخابات الرئاسية‪ ،‬أعلن حزب التحالف الشعبي‬ ‫االشتراكي في بيان –حصلت أعدلها على نسخة منه‪ -‬إنه في موقع المعارضة بكل صراحة‪.‬‬ ‫التحالف الذي يمثل أكبر تكتل يساري في مصر قال في بيانه‪« :‬إن حزبنا يذكر الرئيس المنتخب أن أكثر من‬ ‫صوتوا له في جولة اإلعادة لم يصوتوا لبرنامجه وال للمشروع أإلخواني‪ ،‬وإنما صوتوا له كرهًا في منافسه»‪.‬‬ ‫هذا الموقف الصريح للتحالف الشعبي االشتراكي لم يظهر بين ليلة وضحاها‪ ،‬بل ظهر بوضوح قبل حتى‬ ‫جولة اإلعادة حين قاد الحزب حملة لمقاطعة التصويت فيها اعتراضًا على المرشحين المتنافسين‪.‬‬ ‫أتكلمنا مع «منى عزت» المتحدثة الرسمية باسم الحزب وقالت ان رغم احترام الحزب لوصول الرئيس‬ ‫باالنتخاب النزيه‪ ،‬ولكنهم لن يتوقفوا عن كونهم شوكة في ظهره ليذكروه دائما بحق الشهداء وعدم‬ ‫االكتفاء بالحديث عنهم أو استضافه ذويهم في قصر الرئاسية‪ ،‬األمر مرهون بمحاكمة ومحاسبة كل من‬ ‫تورط وارتكب جرائم الفساد والقتل‪ ،‬ليذكروه أيضا بعدم سحب الدولة إلى المربع الديني والحفاظ على‬ ‫الهوية المدنية لمصر‪.‬‬ ‫سألناها‪ :‬وكيف ستمارسون هذه المعارضة؟ هل من المتوقع خروج مليونيات حاشدة اعتراضا على قرارات‬ ‫الرئيس الجديد في بداية عهده؟ أجابت منى عزت أن الحزب وكل قوى اليسار والقوى الليبرالية في الشارع‬ ‫المصري ستتبع األساليب المتعارف عليها في المعارضة السياسية من التظاهر ثم التصعيد لالعتصام‬ ‫واإلضراب‪ ،‬حتى يتم تنفيذ مطالبهم أو مناقشة رؤاهم‪.‬‬ ‫أنهت منى عزت حديثها معانا مؤكدة بصوت أعادني لحوارتنا المتتالية أيام متابعة أحداث الثورة‪ :‬يجب أن‬ ‫نذكر جميعًا أن المهمة صعبة‪ ،‬وأن التطهير لم ينته فقط بزوال رأس النظام السابق‪ ..‬الثورة مستمرة!‬ ‫االئتالفات الثورية‬ ‫توقع الجميع أن تقود االئتالفات الثورية وخاصة حركة شباب السادس من ابريل حمالت ضخمة لمقاطعة‬ ‫االنتخابات بعد وصول الرئيس ومنافسه احمد شفيق لإلعادة‪ ،‬ولكن الشارع السياسي فوجئ بدعوات لدعم‬ ‫محمد مرسي معبرًا عن الدولة المدنية‪.‬‬ ‫طبعًا لم تتوقف االنتقادات المباشرة لهم بعقد صفقات مع الجماعة‪ ،‬ولكن دوللي بسيوني المتحدثة باسم‬ ‫ائتالف شباب الثورة قالت «ألعدلها»‪ :‬بينينا موقفنا على دعم مرسي ألن ما بيننا وبينه مجرد خالف سياسي‪،‬‬ ‫إنما يبقى احمد شفيق رمزًا من رموز مبارك ال يجوز ثوريًا الحشد النتخابه!‬ ‫وأضافت بسيوني‪ :‬نحن ال ندعم جماعة اإلخوان المسلمين‪ ،‬ولكننا نرى أن الرئيس الحالي بصفته مدنيًا وغير‬ ‫متورط في قضايا فساد مالي أو إداري أو سياسي هو أفضل الخيارات المطروحة سنمنحه فرصة وندعمه‬ ‫وسنتبع سياسية طول النفس حتى نرى ثمار وعوده‪ ،‬ولكننا في نفس الوقت ّ‬ ‫نذكره أن الشباب الذي خرج‬ ‫في الميادين يوم الخامس والعشرين من يناير‪ ،‬قادر على الحشد مرة أخرى وبنفس األعداد إذا شعر أن هناك‬ ‫تالعبًا بالثورة وأهدافها أو عدم إدارة دفة الدولة لألمام‪.‬‬ ‫أضالع المعارضة الثالثة ممكن تتقلص إذا استشعرت استحسانًا ألداء الرئيس‪ ،‬وممكن تزيد لو حصل تالعب‬ ‫بأهداف الثورة‪ .‬ليبقى موعد ‪ 30‬يونيو ‪ 2016‬ساعة الصفر لبدء عمل رئيس جديد‪ ،‬أو استمرار مرسي لفترة‬ ‫ثانية‪ ..‬وأخيرة!‬

‫نوفمبر ‪47 | 2012‬‬


‫مبادرات‬

‫مبادرات ناجحة وجدت طريقها لآلخرين عبر مواقع التواصل اإلجتماعي وخاصة الفيسبوك‪ .‬تفجرت‬ ‫من شباب مهموم بشئون جيله‪ ،‬يحارب الجهل والفقر وقلة الحيلة بامكانيات بسيطة وهمة‬ ‫عالية‪ .‬زاده هو حب الوطن واألمل في الغد‪ ،‬وهدفه هو توفير مستقبل أفضل لوطنه‪ .‬فقرر النهوض‬ ‫ليقوم بدوره في تنمية نفسه وبلده‪ .‬فبادر بنفسه وقرر أن يكون أول واحد يأخد الخطوة‪.‬‬ ‫شباب ايجابي يؤمن بأن الفكرة مهما كبرت وعظمت فإنها تبدأ مجرد جملة في سطر‪ ،‬وكأول‬ ‫خطوة لمجلة اعدلها لتبني كل المبادرات الناجحة‪،‬التقينا مع مبادرة «شاب خد خطوة»‬ ‫اسمها وحده بمثابة تعريف لألفكار التي تتبناها بشكل يشعرك بالعزم والرغبة في أن تصبح‬ ‫ايجابي‪ ،‬فقط عليك ان تقوم بخطوة‪.‬‬ ‫التقينا «محمد اينال» خريج كلية التجارة‪ ،‬وصاحب مبادرة «شاب خد خطوة» والتي وصل عدد‬ ‫المعجبين بها على الفيسبوك إلى ما يقرب من خمسة وثالثين ألفا‪ ،‬تحدثنا معه عن بدايات‬ ‫المبادرة‪ ،‬وانشطتها وتفاعل الشباب معها‬

‫حوار‪ :‬مي يسري‬ ‫كيف كانت بداية المبادرة؟‬ ‫البداية كانت في ابريل ‪ 2010‬وبدأت الفكرة كبرنامج تلفزيوني ولكن لم يوفقنا الحظ ‪.‬ثم قررنا أن تكون‬ ‫بدايتنا علي الفيس بوك حتي نجد قناة تلفزيونية تتبني فكرة البرنامج‪.‬‬ ‫هل كان هناك تجاوب من الشباب وتشجيع في بداية المبادرة؟‬ ‫أول مؤيدي الفكرة كانت خطيبتي وبعض أصدقاء الطفولة والجامعة ثم إنضم لفريقنا الكثير من األعضاء‪،‬‬ ‫االسرة ايضا كان لها دور ويعود لها الفضل األكبر في الدعم النفسي والمادي في كل مشاريع المبادرة ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للشباب المشترك معنا على صفحة الفيسبوك بيتفاعل معنا وبيشجعنا وهم أكبر حافز لنا‬ ‫لالستمرار والتفكير ازاى نقدم ما يحترم عقلهم ويفيدهم ويشجعهم ليشاركوا معنا بفاعلية اكبر الثبات‬ ‫أهمية هذه المبادرة واستمرارها ‪.‬‬ ‫عندما ندعو الشباب لمساعدتنا فى مشروع خيرى بنجد اقبال كبير ورغبه حقيقية في المشاركة‪ ،‬وقد‬ ‫حصل أكتر من موقف جميل واثر فينا جدا ‪ ،‬منهم بنت اسمها هايدى حجاب نزلت الشارع وعملت حوار مع‬ ‫اطفال الشوارع وبعتت لنا الموضوع ‪ .‬حسيت انها بذلت مجهود محترم وكان موقف ايجابي منها وثقتها‬ ‫فينا دى كانت مسئولية منها وعلينا ‪.‬‬ ‫من الجمل التي لم أنسها أيضا‪ ،‬حين ُكنا ضيوف في «راديو مصر» جاء إتصال من أحدي أعضاء الصفحة وقالت‬ ‫«شاب خد خطوة هو اللي بيثبت لك إن األمور اللي أنت فاكر إنه ُمسلم بيها ‪..‬تقدر تغيرها ‪ ..‬يعني ٌ‬ ‫تقف‬ ‫قدام المراية وتقول لنفسك أنا فاشل تالقي صوتك يرد عليك يقولك أل أنت ناجح» الحقيقة الكلمة دي من‬ ‫أكتر الجمل إللي أثرت في ألنها كانت من قلبها وماحدش أجبرها إنها تتصل‪ ،‬هي أخدت خطوة وكلمتنا‬ ‫علشان بس تشجعنا وتثبت لنا أهمية اللي بنعمله‪.‬‬ ‫سؤال يلح علي كل من يأمل في التغيير الحقيقي‪ ،‬بعيدا عن االرتباط بمبادرة محددة‪ ،‬ما امكانية‬ ‫تقبل الناس لتغير عادتهم من واقع احتكاكك بالمجتمع خالل حمالت المبادره؟‬ ‫التغيير يحتاج وقت‪ ،‬من الصعب تغيير أفكار راسخة منذ أجيال داخل اإلنسان من المهم أن يكون هناك هدف‬ ‫تسعي إليه وكل شخص لديه نقاط ايجابية في شخصيته الزم نحاول نثبتها وننميها واكيد فيه سلبيات‬ ‫بنحاول نساعده في التغلب عليها‪ ،‬وأهم شىء هى رغبة الشخص نفسه فى التغيير‪.‬‬ ‫ما األنشطة التي نظمتها المبادرة حتي اآلن؟‬ ‫‪|48‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫سوق‬ ‫إحنا عملنا في برنامجنا ‪ 7‬حلقات اليأس‪ ،‬قوي ذاكرتك‪ ،‬عنبة وزبيبة‪ ،‬شيلي صورتك‪ ،‬ترضاها ألختك‪ّ ،‬‬ ‫بلدك ‪،‬محدش بياكلها من غير ‪ ،CV‬وأخيرا حلقة المعركة‪.‬‬ ‫نقوم في كل حلقة بعمل حملة توعية للشباب بهدف تغييرسلوك مرتبط بموضوع الحلقة‪ ،‬ويوجد حمالت‬ ‫تسير جنبًا إلى جنب مع الحلقات وليست مرتبطة بها مثل حملة « ّ‬ ‫وفر» في يوم األرض‪« ،‬إقرأ» في يوم‬ ‫الكتاب العالمي‪« ،‬ترضي حد يكتب علي وشك «ضد الكتابة علي الجدران وحملة « أنا فايق «في اليوم‬ ‫العالمي لمكافحة المخدرات وهكذا‪.‬‬ ‫كما سعينا لتقديم نماذج ناجحة للشباب ليستفيدوا من خبراتها في مؤتمر اسمه»جتلي فكرة» بدأنا‬ ‫بجامعةالقاهرة ومن المخطط تنظيمه في جامعات أخري‪.‬‬ ‫كما دشننا مجلة إلكترونية كانت قائمة علي مقاالت وأفكار الشباب أعضاء الصفحة لتكون مساحة‬ ‫ليعبروا فيها عن رأيهم‪.‬‬ ‫كما نظمنا حملة تنظيف لحديقة األورمان وسنفعلها قريبا بعدد أكبر من المتطوعين وسيتمتد نشاطنا‬ ‫ألمكنةمختلفة في مصر‪ .‬أما مشروعنا األخير فهو «كتبوك» وهوعبارة عن نادي للكتاب أطلقناه في‬ ‫مكتبة أ‪.‬‬ ‫البد لنا من التوقف عند حملة مشروع «شريطي» كمثال ألكثر حمالت المبادرة‬ ‫مشروع «شريطي» هو مشروع جمعنا فيه ‪ 300‬شريط قرآن ودروس مفيدة وأغاني لمشاري راشد حمزة‬ ‫نمرة وسامي يوسف وقمنا بتوزيعها على الميكروباصات في رمضان كبديل ألغاني الميكروباصات‬ ‫الشهيرة‪ .‬كانت تجربة جديدة وطبعًا واجهنا كل المواقف التى ممكن تخيلها يعنى كان فيه اللى بيتريق‬ ‫وفيه اللى كان بيرفض لكن االغلبية كانوا بيرحبوا وبيدعولنا وده اللى شجعنا نعمل جزء ثاني للمشروع‬ ‫يوجد في التعريف الخاص بالمبادرة جملة « كل اللي في نفسنا – في حدود أكيد – ليه لسه فيه‬ ‫قيود » ؟‬ ‫ال يوجد قيود بالمعنى الحرفي‪ ،‬لكن هناك حدود بمعنى التزامات أخالقية وسلوكية واجتماعية وضوابط‬ ‫يجب اإللتزام بها‪ ،‬فى النهاية مهما بلغت مساحة الحرية يكون لها حد تتوقف عنده‪.‬‬ ‫ما النشاط الذي تدعو الجميع للمشاركة فيه ليصبحوا هم ايضا «شباب اخد خطوه»‬ ‫كل شئ نقدر نفيد بيه جيلنا هنمشي في سكته وعندنا أمل نغير ونتغير ونخلق جيل متعاون‪ ،‬إيجابي‪،‬‬ ‫ذكي‪ ،‬متقن‪ ،‬مجتهد وغير مدخن‪ .‬بنأمل في مواطن مصري يحمل كل الصفات الجميلة‪.‬‬ ‫وحصريًا لالعدلها هيكون عندنا مشاريع قومية كبيرة جدًا واحد منها خاص باألطفال‪ ،‬واحد بصناعة األم‬ ‫المصرية وواحد في القراءة‪.‬‬ ‫من خالل موقفك اإليجابي اللي تبنيته‪ ،‬تقدر تقول في رسالة موجهه للشباب «إزاي يقدر يعدلها»؟‬ ‫يقدر يعدلها انه ينظر للدنيا نظرة تفاؤل وايجابية‪ ،‬يكون صريح مع نفسه وعارف مشاكله وال يعترف‬ ‫بالمستحيل ربنا سبحانه وتعالى امرنا بالسعى واالجتهاد فاللى عليك اعمله فى اى مكان انت فيه اما‬ ‫النتيجة فهي في يد اهلل تجرب أكتر من مرة وتحاول تانى وهكذا الدنيا عبارة عن محاوالت فيه اللى بيصيب‬ ‫وفيه اللى بيخيب‪.‬‬ ‫وقبل نهاية الحوار‪ ،‬ابتسم اينال وقال بكل تفاؤل في نهاية حديثة‪:‬‬ ‫مصر دى بلد عظيمة‪ ،‬مش كالم شعارات وال اغانى‪ ،‬دى حقيقة ومسئولية‪ ،‬فى نفس الوقت علينا كشباب‬ ‫اننا ننهض بيها‪ ،‬وأنا بحلم بمصر نظيفة بدون عشوائيات و روتين يعطل مصالح الناس‪ ،‬بحلم بكتاب فى‬ ‫ايد كل فرد فى المجتمع‪ ،‬بنهضة شاملة فى كل المجاالت وبحلم أن مصر تقوم بدورها فى تحرير القدس‬ ‫وبحلم أن المواطن البسيط يعيش حياة كريمة واحالمى مع بلدى مابتنتهيش‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪49| 2012‬‬


‫ملف سياسي‬

‫كواليس مسرحية من فصل واحد‬ ‫ساره درويش‬

‫فيما أتنقل بملل بين القنوات‪ ،‬توقفت لحظة أمام إحدى‬ ‫فقرات واحد من برامج الـ”توك شو”‪ ،‬كانت الفقرة المعتادة في‬ ‫كل برنامج‪ ،‬وكل يوم‪ ،‬رجل يتكلم بأداء انفعالي مبالغ فيه‪،‬‬ ‫يفتعل البكاء‪ ،‬محاو ًلا كسب أكبر قدر ممكن من التعاطف‪..‬‬ ‫أفقت على تعليق أختي “أوفر يا توشكى”‪ ،‬وطلبت مني أن‬ ‫أسرع بتغيير القناة ألنها ملت هذا االبتذال‪ ،‬وقالت إنه بال شك‬ ‫رجل مأجور إلضفاء بعض السخونة على الحلقة‪.‬‬ ‫إيالما هو‬ ‫كثيرا‪ ،‬وهذه حقيقة مؤلمة‪ ،‬ولكن األكثر‬ ‫جدا‪ ،‬ويتكرر‬ ‫ً‬ ‫وهذا ـ لألسف ـ احتمال وارد ً‬ ‫ً‬ ‫االحتمال اآلخر‪ ،‬أن يكون هذا الرجل ليس مأجو ًرا‪ ،‬بل وحتى لم يطلب منه المخرج هذا األداء‬ ‫تطوع به!‬ ‫االنفعالي‪ ،‬بل‬ ‫َّ‬ ‫وتخيلت حينها كواليس هذه المسرحية‪ ،‬ذات الفصل الواحد الذي ال يتعدى دقائق‪ ،‬مسرحية‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫تتطلب عدد من الشخصيات‪ ،‬ال تظهر كلها على الخشبة ولكنها ال تكتمل دونها ً‬ ‫غال ًبا ما تتطلب مسرحية كهذه صحفي أو ُم ِعد برامج‪ ،‬وشخص لديه مشكلة حقيقة أحيانًا‬ ‫وتستحق االهتمام‪ ،‬وشخص ثالث له عالقة مزدوجة بالطرفين فلنتفق أن اسمه (س) مثالً‪.‬‬ ‫الكواليس‪:‬‬ ‫مشهد (‪)1‬‬ ‫صاحب المشكلة يشكوها لـ “طوب األرض”‪ ،‬ويعيدها مرا ًرا وتكرا ًرا‪ ،‬حتى على أولئك الذين ال‬ ‫ٍ‬ ‫حال من األحوال حلها‪ ،‬لكنه على األقل يتخفف معهم من حمل عبئها وحده‪.‬‬ ‫يملكون بأي‬ ‫مشهد (‪)2‬‬ ‫الزال صاحب المشكلة مستمر في الشكوى‪ ،‬فيظهر له (س)‪ ،‬وقبل أن يتم شكواه يقاطعه‬ ‫شاعرا بأهميته ‪ -‬أنه يعرف صحفي ‪ /‬معد برامج‪ ،‬وسيساعده‬ ‫في غرو ٍر ممتزج بالزهو ويخبره ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫لتوصيل مشكلته إليه‪.‬‬ ‫ويسمع (س) المشكلة لينقلها إلى “الصحفي المعرفة”‪ ،‬وهو يفكر في الجميل الذي سيدين‬ ‫به الصحفي‪ ،‬حين يخبره عن “سبق صحفي نااااااااار” ولسان حاله يقول “جايب لك شغل وإنت‬ ‫مرتاح في بيتكم”‪ ،‬ويخبره بالفكرة العامة للقصة‪.‬‬ ‫مشهد (‪)3‬‬ ‫يفرح الصحفي لـ”السبوبة” الجديدة‪ ،‬ولكنه ال يظهر لهفته كي ال يفقد هيبته و”برستيجه”‪.‬‬ ‫مشهد (‪)4‬‬ ‫يبدأ (س) في سرد تفاصيل القضية‪ ،‬وال بأس من بعض اإلثارة والمبالغة كي يتحمس الصحفي‬ ‫ويتبناها‪ ،‬وإال يصبح “برستيجه” في مهب الريح‪ ،‬وكذلك ليشعر الصحفي بمدى ضخامة القضية‪،‬‬ ‫بالتالي بمدى ثقل الجميل الذي يدينه به!‬ ‫مشهد (‪)5‬‬ ‫يحدث التواصل بين الطرفين‪ ،‬وتبدأ البروفة النهائية للمسرحية‪ ،‬وقد قرر صاحب المشكلة أن‬ ‫يعرضها بالطريقة التي يعرضون بها المشاكل على الشاشة‪ ،‬فيسرقون تعاطف الناس (وهو‬ ‫شرف صديقه أمام “الصحفي المعرفة”‪،‬‬ ‫منهم)‪ ،‬ال بأس من بعض المبالغة‬ ‫و”الم ّسكنة” كي ُي ِّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وأيضا كي يصدق الناس أن مشكلته حقيقية تستحق االهتمام‪.‬‬ ‫تنتهي الكواليس‪ ،‬تظهر المسرحية على الشاشات‪..‬‬ ‫مؤثرا و”يقطع القلب”‪..‬‬ ‫صاحب المشكلة سعيد ألن أداءه كان‬ ‫ً‬ ‫الصحفي سعيد ألن الحلقة “شعللت”‪..‬‬ ‫و(س) منتفخ األوداج ألنه “ضرب عصفورين بحجر”‪..‬‬ ‫والمشاهد وحده تعس!‬

‫‪|50‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫ملف سياسي‬

‫وراء كل مانشيت مكرر ‪ ..‬حاضر جديد!‬ ‫ما هى التغييرات السياسية الكبرى المنتظرة ؟؟ ‪ ...‬ومتى ؟؟‬ ‫‪ 22‬مارس ‪1965‬‬ ‫الجريدة ‪ :‬األهرام‬ ‫رئيس التحرير ‪ :‬محمد حسنين هيكل‬ ‫الثمن للنسخة الواحدة ‪ 15 :‬مليم‬ ‫االشتراكات ‪ 5 :‬جنيه لسنة كاملة ‪ 250،‬قرش لستة اشهر او ‪ 125‬قرش لثالثة اشهر‬ ‫الحدث السياسى األكبر فى ذلك الوقت هو ‪ :‬عام ‪ 1965‬قام جمال عبد الناصر بإعتقال من تم اإلفراج عنهم‬ ‫من اإلخوان مرة أخرى ‪ ،‬وباألخص سيد قطب وغيرهم من قيادات اإلخوان بدعوي اكتشاف مؤامرتهم إلغتياله‬ ‫‪ ،‬ثم اعدام سيد قطب في عام ‪ 1966‬ومعه خمسة من قيادات اإلخوان ‪ ..‬وذاق اإلخوان خالل تلك الفترة أنواع من‬ ‫التنكيل والتعذيب داخل السجون مما أدى إلى مقتل ما يقرب من ‪ 350‬إخواني جراء التعذيب ‪.‬‬

‫محمد حسن‬

‫اآلن ‪..‬‬

‫الجريدة ‪ :‬األهرام ( نفس اإلسم لم يتغير ! )‬ ‫الثمن للنسخة الواحدة ‪ 100 :‬قرش‬ ‫رئيس التحرير ‪ :‬جارى تعيين رؤساء للصحف القومية‬ ‫االشتراكات ‪ :‬اليوجد‬ ‫الحدث السياسى األكبر ‪ :‬تولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية ‪ ،‬وهو رئيس حزب األغلبية والذراع‬ ‫الرئيسية لجماعة االخوان المسلمين ‪ ..‬وبعدها ب ‪ 50‬يوما ‪.‬يتم اقالة المشير طنطاوى ورئيس األركان‬ ‫المصرى سامى عنان‬ ‫تغييرات كبيرة بتحصل خلتني اتسائل نفس األسئلة اللي طرحها محرر األهرام من تقريبا ‪ 50‬سنة ‪..‬‬ ‫فعال التاريخ مبيتغيرش لكن احنا اللي بنتغير !‬

‫نوفمبر ‪51 | 2012‬‬


‫حوار‬

‫حوار‪ :‬أحباب حازم‬ ‫تصوير‪ :‬احمد نجيب‬

‫فرق كتير بتقدم موسيقي األيام دي تحت عنوان «‪Underground‬‬ ‫‪ 050 ،»Bands‬فريق بيحمل لون جيلنا‪ ،‬وعشان كدا إعدلها حبت إنها‬ ‫تعمل معاهم حوار علشان نقرب منهم أكتر‪.‬‬ ‫عايزين نتعرف عليكم ‪..‬‬ ‫هشام سامي‪ 23 »Backing Vocal – Bass Guitar»..‬سنة‪ ،‬بيتر عبد المسيح‪ 23 »Lead Guitar« ..‬سنة‪ ،‬حسام‬ ‫سامي‪ 23 »Drums« ..‬سنة‪ ،‬أسامة الهادي‪ ،»»Vocal – Guitar ..‬صفا بركات‪ 23 »Keyboard« ..‬سنة‪.‬‬ ‫ليه ‪ 050‬؟‬ ‫عشان كود المنصورة اللي إحنا كلنا منها‪.‬‬ ‫مع انتشار الـ ‪ Underground Bands‬إيه الجديد اللي ‪ 050‬بيقدموه؟‬ ‫كل باند ممكن يكون بيقدم حاجة اتعملت قبل كده‪ ،‬بس إحنا بنلعب روك بطريقة مصرية‪ ،‬ومدخلين فيه‬ ‫طريقة شرقية شوية وما نعتقدش إن فيه حد عمل ده‪.‬‬ ‫حابين توصلوا إليه ؟‬ ‫مصري‪.‬‬ ‫‪Animation‬‬ ‫فيلم‬ ‫أول‬ ‫عايزين نعمل أغنية‬ ‫«كل وقت وله‬ ‫مين بيكتب الكلمات؟ وبتختاروها إزاي ؟‬ ‫فيه ناس كتير بتكتب‪ ،‬ومعظم الحاجات بنختارها إحنا‪ ،‬ومن الناس اللي‬ ‫بتكتب لنا دلوقتي‪ ..‬هاني سرحان‪ ،‬محمد إبراهيم‪ ،‬ياسر بكر‪ ،‬محمد‬ ‫توفيق‪.‬‬

‫آذان‪ ..‬بس المزيكا‬ ‫هتفضل هي‬ ‫المزيكا طول‬

‫فيه ‪ Style‬معين للكلمات اللي بتختاروها‪ ..‬وال على حسب الكالم ؟‬ ‫إحنا بنغني اللي اليق علينا واللي إحنا عايزين نقدمه‪ ،‬واللي الناس مش بتسمعه كتير‪.‬‬ ‫مع انتشار الـ ‪ .. Underground Bands‬إيه اللي هيخلي فرق تكمل وفرق تقف ؟‬ ‫فيه ناس العوامل اللي بتساعدهم هي الحاجات الشخصية اللي بتحصل مع أعضاء الباند‪ ،‬الحاجة التانية‬ ‫إنهم يوصلوا لمرحلة إنهم يكونوا مش القيين حاجة جديدة يقدموها‪.‬‬ ‫‪ ..050‬إنتوا بتعملوا حفالت كتير‪ ،‬تقدروا تحددوا إيه أكتر حاجة الجمهور بيحب يسمعها منكم ؟‬ ‫الناس بتحب تتبسط عامة‪ ..‬سواء قدامهم ‪ 050‬أو أي حد تاني وإحنا بنكون جايين الحفلة عشان إحنا ننبسط‬ ‫في المقام األول‪ ،‬ونبسط الناس كمان‪.‬‬ ‫زمان في مصر كانت الحفلة فيها أغنية وبتقعد ‪ 3‬أو ‪ 4‬ساعات‪ ،‬شايفين المزيكا في مصر رايحة‬ ‫على فين ؟‬ ‫ده التطور الطبيعي للحياة بتاعتنا؛ زمان إيقاع الحياة بطيء‪ ،‬والناس ما كانتش مشغولة أوي زي دلوقت‪.‬‬ ‫يومكم اللي بيبقى فيه حفلة‪ ..‬بيكون عامل إزاي ؟‬ ‫دايما بنغني‬ ‫جدا‪ ،‬وبنتجمع عند هشام في البيت وبننزل سوا‪ ،‬وفي الـ ‪Back Stage‬‬ ‫إحنا بنبدأ يومنا عادي ً‬ ‫ً‬ ‫ونهزر‪ ،‬وكتير بنغني ل ‪ sharmoofers‬شوية‪.‬‬ ‫بعيد عن الشغل‪ ..‬إنتوا صحاب ؟‬ ‫جدا ومن زمان أوي كمان‪ ،‬وممكن يكون الباند هي أكبر سبب إن صداقتنا بتزيد‪.‬‬ ‫أيوه إحنا صحاب ً‬ ‫‪| 52‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫حوار‬

‫وبعيدا عن كل البروفات واألستوديو والشغل‪ ..‬بتقضوا‬ ‫طيب‬ ‫ً‬ ‫وقتكم إزاي؟‬ ‫كل واحد فينا له اهتمامات شخصية وشغله ودراسته وسفره‪ ..‬غير‬ ‫الباند‪.‬‬ ‫عندكوا هوايات تانية غير المزيكا ؟‬ ‫آه يعني‪ ..‬فينا اللي بيحب يلعب كورة‪ ،‬وبيتر مث ًلا شخص إلكتروني‬ ‫جدا في البيع والشراء‪.‬‬ ‫جدا وصفا حد شاطر ً‬ ‫ً‬ ‫إيه أغرب موقف حصلكوا في كواليس الحفالت أو مع‬ ‫المعجبين ؟‬ ‫إحنا كان معانا شخص في الباند ومشي‪ ..‬وقلنا كده فى حفلة من‬ ‫الحفالت‪ ،‬فقام حد من الجمهور طالع وقال لنا‪« :‬إيه ده‪ ..‬يعني إنتوا‬ ‫كده بقيتوا ‪ ،049‬وفيه مرة بنت اتصورت مع أسامة على إنه أورتيجا‪،‬‬ ‫وفى موقف كمان‪ ..‬كنا في حفلة وحسام كان نازل من على‬ ‫المسرح بعد ما خلصنا فلقى بنت بتقول له إنت ما حضرتش الحفلة‬ ‫جدا‪ ..‬وهو أص ًلا كان بيلعب‪ Drums‬فوق‪.‬‬ ‫إزاي؟ دي كانت جامدة ً‬ ‫وإيه أغرب ‪ Msg‬أو ‪ Hashtag‬وصلتلكم ؟‬ ‫على البيدج مرة في حد كتبلنا بوست «أنا حضرت لكوا حفلة اإلستاد‬ ‫اللي كانت العيد اللي فات» وإحنا أص ًلا ما رحناش الحفلة دي خالص‪،‬‬ ‫حد تاني كتب لنا أغنية «كذا» بتاعتكوا حلوة أوي وهي بتاعت باند‬ ‫تاني‪.‬‬ ‫إيه المكان اللي بتحلموا تقدموا فيه حفلة عالمية ؟‬ ‫‪ Las Vegas‬و ‪.Los Angeles‬‬ ‫أكتر أغنية لـ ‪ 050‬غنوها وحسوا إنها بتعبر عنهم ؟‬ ‫مصر إزاي تسيبها‪.‬‬ ‫إيه أكتر أغنية كنتم خايفين منها وكسرت كل توقعاتكم؟‬ ‫مدينة البط‪ ..‬كنا خايفين إن الناس ما تفهمش األغنية و يحسوا إن إحنا بنتكلم عن ميكي وميني وكده‪،‬‬ ‫وإحنا بنتكلم فيها عن حاجة في سلوك البنات االجتماعي‪.‬‬ ‫ممكن نشوف ‪ 050‬في السينما قريب ؟‬ ‫داخلين تجربة فيلم قصير عن الروك المصري عاماله الـ ‪ ، GUC‬بس بالنسبة للسينما إحنا لسه ما نعرفش‬ ‫بس نعتقد إن إحنا مختلفين وإن االختالف ده ممكن ينفع في السينما‬ ‫«عايزين نعمل‬ ‫في وقت من األوقات‪.‬‬ ‫لو فيه حد بيكتب أغاني‪ ..‬يوصل ليكوا إزاي ؟‬ ‫يبعتلنا ‪ Msg‬على الصفحة بتاعتنا وإحنا بنرد على طول‪.‬‬

‫أغنية أول فيلم‬ ‫‪ Animation‬مصري»‪.‬‬

‫إحنا الـ ‪ Slogan‬بتاعنا اسمه «إعدلها زي ما نفسك تشوفها»‪ ..‬نفسكوا إيه يتعدل؟‬ ‫نفسنا الناس تفهم إن األغنية مش كالم وبس‪ ،‬يا ريت الموضوع ده يتعدل والناس تبدأ تسمع مزيكا‪،‬‬ ‫وتسمع األغنية كاملة ككالم وفكرة ومزيكا‪ ..‬اسمعوا المزيكا للمزيكا‪.‬‬ ‫مش عايزين يبقى للـ ‪ Underground Bands‬نقابة تحفظ لكم حقوقكم كموسيقين ؟‬ ‫جدا مفيش حد بيتحكم فينا‪ ،‬بنعمل اللي إحنا‬ ‫جدا‪ ،‬إحنا كده مستقلين ً‬ ‫أل خالص‪ ..‬إحنا كدا مبسوطين ً‬ ‫عايزينه في الوقت اللي إحنا بنحبه‪ ،‬ولو إحنا دلوقتي عايزين ننزل فيديو هنروح نعمل فيديو ومش هنستنى‬ ‫ً‬ ‫أصل‪ ..‬أنا عايز أقدم حاجة فهروح أقدمها‪.‬‬ ‫المنتج اللي هيقولنا أل في واحد قبلكوا وكدا‪ ،‬ألن هو ده الفن‬ ‫وفع ًلا هتفضل أكتر كلمة بتعبر عن الـ‪ Underground Bands‬هي المزيكا المستقلة‪ ،‬ألن الناس دي‬ ‫مستقلة في كل حاجة؛ في الكالم‪ ..‬في الفكر‪ ..‬في المزيكا‪ ،‬ومع وجود أكتر من باند في أكتر من اتجاه‪..‬‬ ‫ده هيخلي الموضوع فع ًلا متكامل‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪53| 2012‬‬


‫حوار‬

‫وإحنا في المترو قابلنا مجموعة شباب‬ ‫عاملين ميك أب بانتوميم وبيقدموا‬ ‫عرض مفتوح ومجاني للي رايح واللي‬ ‫جاي‪ ،‬إعدلها اتحمست للفكرة وق َّربت‬ ‫منهم علشان تتعرف أكتر عليهم‬ ‫وتفهم فكرتهم وتشجعهم‪ ..‬وكان‬ ‫لينا معاهم اللقاء ده‪.‬‬

‫مايم في المترو‬

‫حوار‪ :‬منة اهلل عبيد‬

‫اشرحولنا فكرتكوا باختصار‪..‬‬ ‫هي مبادرة مستقلة أطلقها مجموعة من الشعراء فى الواليات المتحدة ( على رأسهم ‪Michael :‬‬ ‫‪ ) Rothenberg , Terri Carrion‬في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 2011‬تحت عنوان ‪ 100‬ألف شاعر من أجل التغيير‪ ،‬وكانت النتيجة‬ ‫أكبر حدث في تاريخ الشعر‪.‬‬ ‫وفى ‪ 29‬سبتمبر ‪ 2012‬وجهت دعوة للشعراء والموسيقيين للمشاركة في االحتفاالت في جميع أنحاء‬ ‫العالم‪ ..‬في نفس الوقت والتاريخ على خشبة المسرح أو في الهواء الطلق للترويج لتغيير اجتماعي وبيئي‬ ‫وسياسي لتحقيق السالم‪.‬‬ ‫ومصر محتاجة شيء زي ده دلوقتي ؟‬ ‫بعد التغيرات السياسية الكبرى التي بتجري في مصر وبقية العالم العربي‪ ،‬فيه حاجة قوية في المنطقة‬ ‫لمهرجان متخصص في فنون التمثيل الصامت فقمنا بدعوة كل فناني المايم وبعض المؤسسات الثقافية‬ ‫للمشاركة في احتفالية فنية صامتة؛ بهدف اشتراك الجمهور والمؤدين في أكبر حدث لفن المايم بطريقة‬ ‫جديدة‪ ،‬ولتسليط الضوء على أعمال فناني المايم فى مصر؛ ليعرف العالم أن لنا صوت وأننا مهتمين‬ ‫بمستقبل هذا البلد‪.‬‬ ‫إنت مين؟ دراستك اهتمامتك واشمعنى الفن ده اللي اخترت تقدمه ؟‬ ‫أحمد برعي‪ ..‬خريج كلية تجارة القاهرة ‪ ..2009‬عضو بفريق مسرح كلية التجارة‪ ،‬منظم مهرجان ( ‪ 100‬ألف مايم‬ ‫للتغيير ) في مصر ومؤسس ومدير فريق اسمه « اسمه إيه ؟! « لفنون اآلداء المعاصر‪ ،‬وعضو بائتالف الثقافة‬ ‫المستقلة وعضو مجلس إدارة باالتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحرة ( تحت التأسيس )‪ ..‬طالب‬ ‫بمركز القاهرة للرقص المعاصر‪.‬‬ ‫بعد تخرجي شاركت في عروض كثيرة كمساعد مخرج وكنت بخرج مع فريقي لكن اهتمامي بفن المايم‬ ‫بدأ منذ سنوات‪ ،‬كنت في الساقية لمقابلة صديق وكان فيه ساعتها مهرجان للتمثيل الصامت‪ ،‬دخلت أتفرج‬ ‫وطلعت وأنا مصمم أخوض التجربة‪.‬‬ ‫مين اللي تحمسوا معاك للفكرة وشاركوك تنفيذها ؟‬ ‫قعدت مع معظم فناني المايم؛ ( محمد عبد اهلل وأحمد النجدي «أوسكار» ومصطفى حزين ووليد زرقاني‬ ‫جدا وإدوني أفكار كتير وقرروا يتطوعوا بالمشاركة بفرقهم ومنهم من تبرع ماديًا‪،‬‬ ‫وغيرهم‪ ،‬وتحمسوا ً‬ ‫باإلضافة لفنان من األقصر اسمه ميسرة جاء للقاهرة مع فرقته لكي يشارك معنا‪.‬‬ ‫كمان كل األماكن الثقافية اللي اتقدمنالها بطلب إلقامة عروض للمايم ( مركز كرمة ابن هانئ الثقافي‬ ‫ومركز سعد زغلول الثقافي وصندوق التنمية الثقافية وقطاع شئون اإلنتاج الثقافي وبيت المدينة للفنون‬ ‫المعاصرة «تاون هاوس» ومؤسسة أستوديو عماد الدين ) رحبت ووافقت على دعمنا سواء بتوفير أماكن‬ ‫للعرض أو بتوفير األجهزة التقنية‪.‬‬ ‫مين اللي إداك مردود سلبي قبل ما تبدأ وقالك الكالشيهات المحفوظة «فن إيه يا بو فن « والجو‬ ‫ده ؟‬ ‫مفيش حد إدانا مردود سلبي‪ ..‬بالعكس إحنا استشرنا متخصصين في اإلدارة وفنانين ومخرجين ليست‬ ‫لهم عالقة بفن المايم ووجهونا وفهمونا إزاي نتحرك‪.‬‬

‫‪|54‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫حوار‬ ‫إيه حلمك لتطوير فكرتك ؟‬ ‫بأحلم إني أقدر أوصل بالفكرة ألكبر عدد من الناس ألن المايم فن راقي وممتع ومش واخد حقه مع األسف‪.‬‬ ‫المترو بالذات مكان تجمع جميع طبقات وعينات البشر‪ ..‬إحكيلنا عن استقبال فئات مختلفة‬ ‫للتجربة في المترو ‪..‬‬ ‫معظم الناس اتشدوا للمالبس والمكياج ولغرابة الفكرة ووقفوا علشان يشوفوا إحنا بنعمل إيه‪ ،‬والشباب‬ ‫طبعا وكتير منهم سألونا عن أسامينا وحساباتنا على الفيس بوك وهنعرض‬ ‫وقفوا يصورونا بالموبايالت‬ ‫ً‬ ‫فين تاني وإمتى‪ ،‬الحمد هلل بشكل عام ما كانش فيه حد مستاء ومعظم الناس كانت مستغربة بس‬ ‫مبسوطة‪.‬‬ ‫برة المترو إحكيلنا عن العروض اللي بتقدموها أو المهرجانات اللي اشتركتوا فيها‪.‬‬ ‫«‪ 100‬ألف مايم للتغيير – مصر» ضمت أكثر من ‪ 40‬عرض تمثيل صامت تم عرضهم على مدار ‪ 5‬ليالي‬ ‫بالقاهرة ‪:‬‬ ‫مركز كرمة ابن هانئ الثقافي ‪Mimes for Family‬‬ ‫مركز سعد زغلول الثقافي‪Egyptian Theater Day Calibration‬‬ ‫بيت السحيمي ‪Mimes Vs. Violence‬‬ ‫ساحة روابط ‪Peace Day Calibration‬‬ ‫محطة مترو األوبرا ‪No Harassment .. No Begging‬‬ ‫مركز الهناجر للفنون ‪Mime for Share‬‬ ‫مصر الثورة شجعتكوا تعملوا حاجة غير مألوفة ؟ وال كان ممكن التجربة دي تكون موجودة قبل‬ ‫كده ؟‬ ‫طبعا‪ ..‬الثورة خلقت جوه كل المصريين حالة من الحرية والسعي للتعبير عن النفس بأي شكل وإحنا‬ ‫ً‬ ‫جدا في تجربتنا‪.‬‬ ‫استفادنا من ده ً‬ ‫مجلتنا اسمها إعدلها‪ ..‬إزاي بتحلم إنك تعدلها ؟ وإزاي بتحلم إنه الفن بصفة عامة يساهم في إنه‬ ‫يعدلها ؟‬ ‫ٍ‬ ‫بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» فمن وجهة‬ ‫أولًا أحب أسجل اعجابي باسم المجلة‪ ،‬ثان ًيا‪« ..‬إن اهلل ال يغير ما‬ ‫نظري مفيش غير حل واحد عشان تتعدل والناس تغير من نفسها‪ ..‬التعليم‪ ،‬ومش قصدي التعليم اللي‬ ‫في المدارس والجامعات‪ ،‬لكن تعلم كل شيء‪ ،‬نتعلم طرق جديده للتواصل وأعتقد إن الفن بصفة عامة هو‬ ‫نوع من التعليم غير المباشر‪ ،‬بيرتقي بذوق متفرجيه‪ ،‬بيعرضلهم تجارب وأفكار تساعدهم على تقييم‬ ‫نفسهم ومن ثم تغيير نفسهم‪.‬‬ ‫شباب ومبادرات وأحالم بتحقق وأحالم تانية لسه بتتولد‪ ..‬شكرنا أحمد ووعدناه نتابع نشاطهم وناخد رأيكوا‬ ‫فيه‪.‬‬

‫نوفمبر ‪55| 2012‬‬


‫اليف ستايل‬

‫مني علي‬

‫فستان أحالمك هو فستان فرحك‪ ،‬كل بنت بتحلم يكون ليها شكل معين في‬ ‫يوم زفافها‪ ،‬زي اللي نفسها تكون أميرة زي أميرات القصص الخيالية‪ ،‬ومكمالت‬ ‫الفستان زي الطرحة أو اإلكسسوارات أو الماكياج والحذاء‪ ،‬كل دي عناصر مهمة‬ ‫بتحدد شكلك هيكون إزاي ومن هنا كان الزم نقدملك بعض النصائح اللي‬ ‫تفيدك قبل ما تجيبي فستانك عشان حلمك يكون حقيقة‪.‬‬ ‫عشان تبدأي تفكري إزاي هتختاري الفستان المناسب‪ ..‬الزم تبقي األول محددة طبيعة شكل جسمك عشان‬ ‫تقدري تضيقي نطاق بحثك وتالقي احتياجاتك بسهولة‪.‬‬ ‫تحديد شكل الجسم‪:‬‬ ‫‪ .1‬التفاحة (‪ :)apple shape‬لو كنتس من أصحاب األجسام الممتلئة وعندك خصر صغير ومنطقة األوراك والجذع‬ ‫عريضة‪ ،‬والمنطقة دي عندك توحي بشكل تفاحة‪ ..‬حاولي تختاري الفستان اللي بيكون مموه من المنطقة‬ ‫الممتلئة عندك‪ ،‬ويكون التمويه ده بيبدأ من أول الوسط ومن بعض التمويهات دي الدانتيل أو الكشكشات‪.‬‬ ‫حاولي تبعدي عن الفساتين اللي واخدة شكل البوق إنها بتضيقلك منطقة الخصر أكتر وبتبرز الخط‬ ‫وبتعرض أكتر‪.‬‬ ‫العمودي للركبة واألوراك‬ ‫َّ‬

‫‪|56‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫اليف ستايل‬

‫جدا (‪ : )plus sized‬حاولي البحث عن‬ ‫‪ .2‬الجسم الممتلئ ً‬ ‫الفستان اللي بيبدأ من تحت الوسط علطول أو المعروف‬ ‫بالفستان اإلمبرطوري الشكل‪ ،‬وإتأكدي إنه مش بيبدأ‬ ‫جدا علشان ما تحسيش‬ ‫من تحت خط الصدر أو إنه واسع ً‬ ‫دايما تبحثي عن الفستان اللي‬ ‫بحجم إضافي‪ ،‬وحاولي‬ ‫ً‬ ‫بيكون من قماشات حريرية أو ساتان ويكون مبطن بتول‬ ‫إلنشاء قاعدة ثابتة للفستان‪.‬‬

‫‪ .3‬الساعة الرملية‪ :‬إذا كنتي من أصحاب األجسام اللي‬ ‫تقري ًبا حجم األكتاف واألوراك قريب من بعض وعندك خصر‬ ‫جدا فأنتي من أصحاب جسم الساعة الرملية‪،‬‬ ‫متحدد ً‬ ‫حاولي تختاري فستان خصره عالي وقماشه فيه نوعية‬ ‫مطاطية تنساب بعيد عن الجسم‪.‬‬

‫‪ .4‬شكل المثلث المقلوب (‪ :)Inverted Triangle Shaped‬لو‬ ‫كنتي من أصحاب األكتاف العريضة وحجم األوراك أضيق‬ ‫من الكتف فأنتي من أصحاب األجسام المثلثة‪ ،‬وممكن‬ ‫إنشاء توازن عن طريق تقليل حجم الكتفين ولفت االنتباه‬ ‫للخصر والكتفين‪.‬‬

‫‪ .5‬الجسم المستطيل (‪ :)Rectangle Shaped‬األمبير هو‬ ‫أنجح طريقة لتحديد خصر النوعية دي من األجسام مع‬ ‫إضافة الخرز بدقة‪ ،‬وإهتمي بالتفاصيل الدقيقة حول‬ ‫الخصر‪.‬‬

‫‪ .6‬شكل الكمثرى (‪ :)Pear Shaped‬لما يكون النصف‬ ‫األسفل من الجسم زي األوراك واألفخاذ أكبر من النصف‬ ‫العلوي من المرجح أن جسمك يكون كمثري الشكل‪.‬‬ ‫االقتراحات‪:‬‬

‫وفي النهاية كل بنت بتحس بفستان أحالمها أول ما‬ ‫بيديها أحسن شكل‪ ،‬ده بس اللي‬ ‫بتلبس فستان ِّ‬ ‫بيوصلها إنها تحس إن «هو ده»‪ ..‬فما تقلقيش هتعرفيه‪..‬‬ ‫مقدما‪.‬‬ ‫هتعرفيه‪ ،‬ومبروك‬ ‫ً‬

‫نوفمبر ‪57 | 2012‬‬


‫اليف ستايل‬ ‫االهتمام ببدلة العريس ال يقل عن أهمية الفستان بس أكيد المهمة بتكون أسهل و ممكن‬ ‫نلخصها في ‪ 13‬نقطة‪:‬‬ ‫أبدا تتسرع في اختيار بدلة فرحك‪ ،‬إلن إنت كمان هتكون عليك نفس األضواء‪..‬‬ ‫‪ .1‬إفتكر‬ ‫دايما إنك مش الزم ً‬ ‫ً‬ ‫وحدد المظهر اللي هتحب تظهر فيه في يومك المميز‪.‬‬ ‫ر‬ ‫دو‬ ‫إبدأ‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ .2‬ميزانيتك من أهم الحاجات اللي هتوجهك وإتمسك بميزانيتك بشكل صارم علشان تتجنب الزنقات‬ ‫المادية الفجائية األخيرة‪.‬‬ ‫‪ .3‬إبدأ في البحث عن المالبس المالئمة لك من قبل زفافك بعدة أشهر ولنفترض ‪ 3‬شهور‪ ،‬وده إلنك محتاج‬ ‫تجرب قصات كتير في البدالت وكمان ألوان الكرافت وممكن تحتاج ألي تعديالت مفاجئة‪.‬‬ ‫مريحا من منطقة الصدر علشان حركتك‬ ‫وخصوصا أن يكون مناس ًبا‬ ‫جدا‬ ‫ً‬ ‫‪ .4‬إتأكد من مقاساتك كويس ً‬ ‫ً‬ ‫تبقي سهلة‪ ،‬ده هينعكس عليك بشكل هيبان للجميع‪.‬‬ ‫‪ .5‬إشتري الحذاء المناسب للبدلة الخاصة بيك قبل شهر وحاول تختاره مريح وممكن تجربه أكتر من مرة‬ ‫داخل المنزل قبل الزفاف علشان يرتاح معاك‪.‬‬ ‫‪ .6‬حاول التنسيق فى اختيار لون الكرافت فيما يتناسب مع إكسسوارات العروسة أو ألوان الماكياج عشان‬ ‫جدا في الصور‪.‬‬ ‫يكون فيه نوع من أنواع التناسق في األلوان بينكم‪ ،‬هيبان بصورة حلوة ً‬ ‫‪ .7‬القميص الكريمي اللون أو السكري أحيانًا بيكون أفضل من األبيض وبيعكس مواكبتك للخطوط‬ ‫األحدث في المالبس بالحركة البسيطة دي‪.‬‬ ‫أبدا إنه يظهر عالمات تكسير فى‬ ‫جدا قبل الزفاف ألن مش كويس ً‬ ‫‪ .8‬إتأكد من كوي مالبسك كويس ً‬ ‫المالبس‪.‬‬ ‫‪ .9‬لو كان فيه ضيوف شرف من أصحابك إتأكد من إنهم البسين نفس ألوان الكرافت أو حاطين اإلكسسوار‬ ‫المحدد ليهم بالشكل الصحيح‪.‬‬ ‫ودايما الكرافت السوداء هي‬ ‫‪ .10‬لو كان الفرح بالنهار إختار الجاكت أبيض او رمادي‪ ،‬ده بيكون مناسب أكتر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫المناسبة لكل شيء‪.‬‬ ‫‪ .11‬حاول تحط وردة تشبه أي وردة من اللي هتكون في نفس بوكيه العروسة كنوع من اإلكسسوار‪.‬‬ ‫جدا وال قصير‪ ،‬وإن أكمام جاكت البدلة‬ ‫‪ .12‬إتأكد‬ ‫دايما من طول البنطلون بحيث يكون مناسب مش طويل ً‬ ‫ً‬ ‫يظهر منها القميص فيما يعادل نصف شبر بحيث تظهر جزء صغير من األكمام‪.‬‬ ‫‪ .13‬إتأكد من إن قصة شعرك ودقنك تتناسب مع شكل الوجه وكمان طبيعة ستايل البدلة وستايلك‬ ‫جدا عن المالوف علشان تتجنب أي توتر من‬ ‫الشخصي‪ ،‬وحاول تبعد عن أي حاجة هتظهرك بشكل مختلف ً‬ ‫انتظارك لرد فعل اآلخرين حواليك لمجرد إنهم أول يشوفوك بشكل جديد‪.‬‬

‫‪|58‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫مبادرات‬

‫نوفمبر ‪59| 2012‬‬


‫أدب‬

‫هذي‬

‫منة اهلل عبيد‬

‫جلست في البهو‬ ‫المكيف‪ ،‬تتطلع لكل ما‬ ‫حولها بانبهار‪ ..‬طفلة في‬ ‫السابعة‪ ،‬تصبو لتكتشف‬ ‫ما حولها من ظواهر‪،‬‬ ‫بابتسامة ‪ -‬ال معنى لها ‪-‬‬ ‫لكنها صادقة‪.‬‬ ‫راحت تتكشف وجوه من يسرعون الخطي‬ ‫في انشغال‪ ،‬ومن يقفون لتبادل بعض‬ ‫الحديث واألخبار‪ ،‬ثم تتفحص الجالسين معها‬ ‫في االنتظار ‪..‬لم يشغلها الرجال‪ ،‬لكنها‬ ‫كانت تتفحص «المنتظرات» بدقة‪ ،‬آه ‪..‬إنهن‬ ‫منمقات ‪...‬أنيقات ‪ ...‬متكلفات ‪ ..‬بعضهن‪..‬‬ ‫لكن كلهن متأهبات للقائه‪ ،‬بدأت أنوثتها‬ ‫تسكب بعض الوقود علي عقلها المشتعل‬ ‫سابقا ‪..‬آه !! إنهن جميالت للغاية متألقات‬ ‫للغاية ‪..‬أطلقت كل منهن للغواية العنان‬ ‫‪..‬لكي تناله أو أقل القليل تلفت نظره‪،‬‬ ‫إحمرت وجنتاها بشدة لهذه الفكرة األخيرة‬ ‫‪..‬وقطع أفكارها صوت سكيرتيرته الحسناء‬ ‫‪..‬جدا ‪..‬آه هي األخرى !!‬ ‫ً‬ ‫اعتذرت السكيرتيرة في أدب جم وابتسامة‬ ‫آسرة عن تأخير اللقاء لبضع دقائق أخرى ألنه‬ ‫«في اجتماع مهم» مع فريق عمل فيلمه‬ ‫الجديد ‪.‬‬ ‫ابتسمت ابتسامة تنم عن راحة أحستها‪ ،‬حينما شعرت أن لديها بضع دقائق أخرى لتسترخي وتستعد وتعدل‬ ‫من مظهرها للمرة األخيرة قبل اللقاء المنتظر لتكون في أوج تألقها‪.‬‬ ‫دخلت الي الحمام وبدأت تعدل من مكياجها‪ ،‬وتعيد التأكيد علي ثبات كل دبابيس حجابها لكي ال يفلت‬ ‫أحدها أو ال قدر اهلل يقع ‪..‬فيهدم الـ «‪»Look‬‬ ‫يا اهلل كم هي مهتمة !‬ ‫عادت لكرسيها المريح بالبهو‪ ،‬وهي غارقة في تذكر ليلتها الفائتة‪ ...‬كم كانت سعيدة ‪..‬كم تمنت لو لم‬ ‫تنته هذه األمسية الرائعة معه‪ ،‬صحبها في رحلة مفاجئة لشاطيء البحر‪ ،‬أخذت تستعيد كل تفاصيل الليلة‬ ‫‪..‬وتبتسم في داخلها بخجل محبب‪ ،‬أخذت تستعيد كل كلماته بداخلها وتبتسم من جديد‪ ،‬وكأنها تسمعه‬ ‫يقولها اآلن مرة أخرى‪»..‬بحبك قولها للعالم‪ ..‬وميهمكش لو الموا « عاشق هو ألنغام وعلمها ذلك ً‬ ‫أيضا‬ ‫‪..‬ظل يردد لها هذه األغنية طوال قيادته في طريق رحلتهما القصيرة باألمس‪.‬‬ ‫ال زالت مبتسمة حتى خشيت أن يظنها الجالسون إلى جوارها «مجنونة»‪ .‬لكنها ال تستطيع مقاومة عذوبة‬ ‫ما حدث أمس‪ ،‬وكيف أن عينيه لمعتا بشدة حينما اكتشف الرنة التي خصصتها له بهاتفها المحمول‬ ‫تحديدا متي التقيا ‪..‬أو كيف جاء الحديث عن ارتباط أو أي من هذا ‪...‬ال تذكر‪،‬‬ ‫«بتونس بيك»‪ ،‬هي ال تدري‬ ‫ً‬ ‫لكنها وجدت نفسها فجأة ‪...‬زوجته ‪...‬كل ما تذكره أنها استطاعت اختطافه رغم كل الصعوبات‪ ،‬رغم كل‬ ‫المسافات التي جعلت األمر دوما يبدو مستحي ًلا ‪،‬كل ما تذكره اآلن هو أن زواجها األول وطالقها لم يكونا‬ ‫سوى خطوات قدرية‪ ،‬في سبيل اللقاء ‪ -‬اللقاء المحتوم – بينهما‪.‬‬ ‫كل ما تذكره هو أن ولديها االثنين وزوجته الجميلة وأوالده الثالثة لم يستطيعوا مجتمعين أن يمنعوا ما نما‬ ‫بينهما أن ينمو !‬ ‫تزوجا ‪..‬في السر‪ ،‬لكنها مازالت أسعد نساء األرض ‪..‬إنه لها ‪..‬ولو مشاركة مع أخرى ‪.‬‬ ‫‪|60‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫أدب‬ ‫معا‪ ،‬عن مجيئها اليوم لمكتبه‪ ،‬لم تذكر هذا بالمرة‬ ‫تذكرت فجأة أنها لم تحدثه باألمس‪ ،‬حينما كانا ً‬ ‫‪..‬وكأنه ‪ -‬رغم هذه األهمية العظمى بالنسبة لها ‪-‬غير موجود علي أجندتها‪ ،‬هي لم تتعمد أال تذكر هذا‪،‬‬ ‫سهوا ‪..‬‬ ‫لكنه فقط سقط‬ ‫ً‬ ‫لقد أمضت بقية ليلتها كاملة تختار هيئتها وتنسق وتنمق وتضيف وتلغي في التفاصيل الصغيرة‪ ،‬وكأنه‬ ‫معا‪.‬‬ ‫سيراها للمرة األولى مع أنه لم تمض إال بضع ساعات قليلة منذ أن كانا ً‬ ‫آآه ‪..‬أمواج حقيقية من األفكار المتدفقة‪ ،‬منها السعيد ومنها المحير ‪..‬والتي كادت تصيبها بالصداع‪ ،‬لوال أن‬ ‫جاءها صوت السكيرتيرة الجميلة من جديد «اتفضلي حضرتك»‪.‬‬ ‫دخلت الي مكتبه األنيق ‪..‬ديكوره البسيط األبيض وأسود والكثير من صور أفالمه‪َّ ،‬‬ ‫كثيرا علي شخصيته‬ ‫دل‬ ‫ً‬ ‫الودودة والمتفاخرة في نفس الوقت ‪...‬آه كم تعشقه !‬ ‫لم يبد متفاج ًئا بوجودها ‪..‬وابتسمت هي بل ضحكت بصوت مفاجيء ومسموع‪ ،‬بدا عليه أنه لم يفهم‬ ‫سببه ‪..‬حينما قام من مكتبه مرح ًبا «أهال بحضرتك»‪.‬‬ ‫وكان المكتب حينها خال ًيا إال منهما‪ ،‬حينما قالت بصوت ال يكاد يكون مسمو ًعا «مع حضرتك مي سعد‬ ‫الدين من روز اليوسف‪ ..‬بيتهيألي أستاذ محمود كلم حضرتك بخصوص الريبورتاج»‪.‬‬ ‫باسما‪ ،‬تلك االبتسامة التي تعشقها حينما تظهر أسنانه وتغمض عيناه‬ ‫«آه أكيد‪ ..‬تحت أمر حضرتك»‪ ..‬رد‬ ‫ً‬ ‫الصغيرتان‪.‬‬ ‫أقالما وأورا ًقا من حقيبة ورقية كانت تحملها‪ ،‬سقطت من بين األوراق بطاقة زرقاء صغيرة كتب‬ ‫راحت تخرج‬ ‫ً‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫د‪ /‬شريف الحديدي‬ ‫أستاذ األمراض النفسية والعصبية‬ ‫أخفته في حقيبتها بسرعة وعصبية محدثة نفسها‬ ‫«الزم أخليه يغيرلي الدوا»‬

‫نوفمبر ‪61 | 2012‬‬


‫أدب‬

‫كانت غرفتها في الجزء الخلفي من المنزل ‪ ،‬تطل على أرض السوق‬ ‫‪ ،‬تفوح من جدرانها رائحة الرطوبة‪..‬‬ ‫احمد خطاب‬

‫اعتماد‬

‫أثاثها سرير حديدي مرتفع عن األرض و مرآة باهتة كأنها صدأة تبدو من بعيد و كأن شبح أسمر البشرة يطل‬ ‫منها‪..‬و سجادة صغيرة قديمة ملت خيوطها طول اإللتصاق ‪ ،‬تكشف بالطًا ملونًا غير متناسق‪..‬بارد الملمس‬ ‫صيف شتاء ‪ ،‬بينه شقوق سكنها طين و ماء‪..‬و مقعدان خشبيان أحدهما عالي الظهر ذو مساند قطيفة‬ ‫محشوة‪..‬و اآلخر دون ظهر و مساند و أقصر قليالً ‪ ،‬في ركن جوار شباك السرير المرتفع موضوع عليه مذياع‬ ‫متوسط الحجم‪..‬ال أعرف كيف يعمل‪ ،‬لكنني كنت أسمع صوته كلما أدارته و هي جالسة وحدها في الغرفة‬ ‫بالليل تردد معه تراتيل القرآن الكريم‪.‬‬ ‫كنا و نحن صغار نحب جلستنا معها‪..‬كانوا كما يقولون «عقلها على أدها» فكان مالئمًا جدًا ألعمارنا نحن‬ ‫الصغار و إلحتياجاتنا إلنسان في مثل حجمها يلعب معنا‪..‬إنسان نشعر معه باألمان‪..‬و نشعر معه باإلهتمام ‪،‬‬ ‫إنسان في مثل عمر أهلينا ال يتملل من اللعب معنا مثلهم‪..‬و لقد أجادت خالتي هذا الدور جدًا حتى أننا كنا‬ ‫نناديها باسمها «اعتماد»‪..‬‬ ‫كانت تعطينا العيدية كل عيد‪..‬و تذهب معنا لنصرفها‪..‬تقاسمنا الحلوى و تركب األرجوحة دون خجل‪..‬و‬ ‫التأتأة في حديثها لصعوبة النطق لديها كانت تضحكنا‪..‬فتضحك لضحكنا و كأنها فطنت للعبة تسلينا‬ ‫فتزيد الكالم أكثر‪..‬فلم يكن أحد يطيق سماعها مثلنا و يتركها تتحدث و تنفعل بكلماتها البطيئة الغير‬ ‫مفهومة أحيانًا مثلنا‪..‬كانوا يملون إذا فتحت فمها لتقول كلمة و يطلبون منها اإلشارة‪..‬‬ ‫لكنها كانت تعود لعمرها الحقيقي من وقت آلخر‪..‬و كأنها تشعر بحقيقته داخلها و إن كانوا يخفونها عنها‬ ‫و إن عاملها الناس أنها طفلة لم تتجاوز العاشرة و ليس الثالثين ‪ ،‬كانت األنثى داخلها ال تعرف حدودًا رسمها‬ ‫من حولها‪..‬‬ ‫و الحقيقة أن خالي كان يغضبه خروجها معنا‪..‬لوال أنه لم يكن يستطيع أن يقف أمام جدتي‪..‬فقد كانت‬ ‫تدافع عن «اعتماد» دومًا و ترى أنها المظلومة وسط إخوتها جميعًا‪..‬فيكفي أن اهلل إبتالها بقلة العقل و لم‬ ‫تتزوج و لم يشفع لها جمالها‪..‬فقد كانت جميلة جدًا ربما أجمل من فاتنات السيما‪..‬و هذا ما كان يخيف‬ ‫خالي‪..‬فذئاب البشر ينهشون األجساد ال العقول‪.‬‬ ‫و هكذا ظلت األمور شد و جذب و رضوخ في النهاية لكالم جدتي حتى قمت أنا بفعلتي التي كانت مفتاح‬ ‫زنزانتها‪..‬‬ ‫اشتريت لها قلم شفاه‪..‬هدية‪.‬‬ ‫حبسها خالي في غرفتها لما رآها تضع أحمر الشفاه و أخذت نصيبي من الضرب و الحرمان من اللعب أيامًا‪..‬‬ ‫ثم عادت حياتي لطبيعتها و صارت لحياة «اعتماد» طبيعة أخرى‪..‬‬ ‫لم تعد تخرج من غرفتها أليام بعد تلك الواقعة‪..‬تبكي‪..‬تصرخ دون رأفة‪..‬و جدتي لم تملك حول أو قوة أمام‬ ‫طوفان الثورة الذي إنفجر به خالي و حديثه عن العار الذي قد تلحقه إبنتها العبيطة بالبيت الهادئ‪..‬و كالم أشد‬ ‫‪|62‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫أدب‬ ‫قسوة جاهدت أمي أال أسمعه‪..‬و نظرات لوم في عيني جدتي لم تنطق به كلمة‪..‬‬ ‫لكن جدتي لم تقدر على محبس إبنتها‪..‬فتاتها الجميلة المظلومة كما اعتادت أن تقول‪..‬سندها للجنة‬ ‫كما كانت تمني نفسها‪..‬فكانت تحث إخوتها على إكرامها دومًا‪..‬‬ ‫و في ليلة‪..‬رأيت جدتي تدخل غرفة خالتي «اعتماد» و في يدها لفافة‪..‬كنت نائمًا على أريكة في الصالة‪..‬‬ ‫فتسحبت خلف جدتي و رأيت ما تفعل‪..‬‬ ‫لم تفعل جدتي ما فعلت لليلة واحدة‪..‬بل أعقبتها ليلة بعد ليلة‪..‬و صرنا ال نسمع بكاءها و صراخها تطلب‬ ‫الخروج‪..‬‬ ‫لم يعرف أحد ما كانت تفعله جدتي كل ليلة غيري أنا‪..‬حتى أنها كانت توصي «اعتماد»‪»..‬أوعي يا بت حد‬ ‫يعرف‪ »...‬فتضحك خالتي و تحضنها‪..‬‬ ‫لم أر إمرأة أحن من جدتي و أطيب من خالتي اعتماد‪..‬و لم أر من تضاهي جمالها‪..‬‬ ‫فمن تلك التي تمتلك عيونًا يليق بها الكحل مثلها‪..‬و ال شعرًا ناعمًا طويالً ينساب كهيل الرمال الناعمة و‬ ‫أنت تشعر بملمسها على ظاهر يديك بدغدغتها الخفيفة‪..‬و إبتسامتها كطفل وديع يتثاءب فيزداد وجهه‬ ‫ألقًا و بهاءًا‪..‬‬ ‫كنت كل ليلة أتأمل جدتي و هي تزينها كعروس‪..‬و أسمع حكايات عن حبيب مسافر سيأتي ليأخذ‬ ‫العروس الجميلة معه عطور الهند‪..‬و حرير الشام‪..‬يضع لها وسادة من ريش النعام‪..‬و يقبلها قبل أن تنام‪..‬‬ ‫تنتظر خالتي «اعتماد»‪..‬و أنتظر‪..‬و تأتي الجدة تحكي‪..‬و أسترق السمع للحكاية التي ال تنتهي‪..‬‬ ‫كانت كأنها بحكايات كل ليلة تغذي األنثى التي كادت ُتقتل داخلها‪..‬كانت تعيدها للحياة قبل أن يختطفها‬ ‫مخلب الموت و كأنها شهرزاد الليل تمنحها الحكاية فرصة للحياة و لو لليلة واحدة‪.‬‬ ‫كنت كلما كبرت و رأيت خالتي تكبر أمامي و الجميع يعاملها بمنطق «على أد عقلها»‪..‬أستعيد حكايات‬ ‫جدتي لها‪..‬تلك التي منحتها الحياة كل هذه السنوات رغم التضييق‪..‬فحكايات جدتي تخطت حدود العقل‬ ‫ألنوثتها الخفية تلك التي كانت في أعماقها ال يشعر بها أحد‪..‬أنوثة لم تحتج أن تستدل عليها بعقلها‪..‬‬ ‫و هذا العقل الذي يدعون أنها تمتلك منه القدر القليل‪..‬أال يمكن أن يكون صحيحًا ما سمعته مرة من أحد‬ ‫رجال العائلة أنها أعقلهم لوال التأتأة التي حبستها في هذا الظن المجحف منذ صغرها‪..‬فتعاملوا معها‬ ‫بجهلهم أنها «عبيطة» حتى صدقت نفسها و لم يكن في حسبانهم أن لصعوبة النطق عالج‪..‬‬ ‫أحيانًا أتصور أن حنان جدتي الزائد تجاه «اعتماد» هو شعور بالذنب كلما استعدت كالم الرجل‪..‬فلربما صدق‬ ‫أيضًا حين قال أنه لوال «عبط» اعتماد لما تزوجت واحدة من أخواتها‪..‬فهي األجمل و جمالها سيصد األزواج عن‬ ‫أخواتها األكبر‪..‬‬ ‫لهذا تدعوها جدتي بالمظلومة‪!!..‬‬ ‫لكن الظلم ال نراه إال في عيون من ُظ ِلموا‪..‬و لم أره يومًا في عيون اعتماد‪..‬حتى بعد أن مرت سنوات وراء‬ ‫سنوات‪..‬و سافرت مع أمي و أبي للخارج‪..‬عشرون عامًا لم أرها فيها غير مرة واحدة ‪ ،‬رأيتها جالسة جوار‬ ‫جدتي تدلك لها قدمها و قد إبيض شعرها و بهت جمالها‪..‬أذكر أنها ابتسمت لي‪..‬فابتسمت لمجرد أن رأيتها‬ ‫خارج غرفتها‪..‬و دمعت عيناي لما سألتني قبل أن أرحل تلك المرة «السفر حلو‪..‬؟» فمازال رنين صوتها و‬ ‫تأتأتها كما هو‪..‬كان في عينيها إطاللة إنتظار و بريق سنوات قادمة تتمناها‪..‬‬ ‫فجلست و حكيت‪..‬و ظللت أحكي‪..‬ثم رحلت‪..‬فودعتني عند الباب و وعدتني باإلنتظار ألكمل لها الحكاية‬ ‫و كأنني ذاك الحبيب الذي طالما حكت لها جدتي عنه سيعود من السفر معه عجائب البالد و الحكايات‬ ‫لعروسه الجميلة‪..‬‬ ‫سافرت تلك المرة و أنا أحمل وعدها باإلنتظار و العودة‪..‬و أنا أبحث لها في عالمي اآلخر عن حكايات أعود‬ ‫لها بها و بقصص تحلق بها بعيدًا عن أرض السوق و غرفتها الصغيرة‪..‬تشم رائحة غير رائحة رطوبتها‪..‬و ترى‬ ‫صورًا غير صورة شبح المرآة األسمر‪..‬و تتحول سجادتها البالية إلى بساط عالء الدين لتكون أميرته الوحيدة‪..‬و‬ ‫أسطورته الباقية‪..‬خالتي اعتماد‪.‬‬

‫نوفمبر ‪63| 2012‬‬


‫ملف العدد‪ :‬مقال اجتماعي‬

‫عن جواز الصالونات‬

‫احمد عبد البديع‬

‫اللي ما تحبوش ‪ ..‬ما تتجوزوش‬ ‫ «مها النهاردة عاوزاكي تكوني على سنجة عشرة علشان هيزورنا ضيوف»‪ ،‬بذكائها التقطت مها طرف‬‫أبدا»‪.‬‬ ‫الخيط وردت على والدته‪« :‬ماما‪ ..‬إنتي عارفة رأيي في الموضوع ده‪ ..‬أنا مش هتجوز صالونات ً‬ ‫ يا بنتى أنا كبرت وعايزة أطمن عليكي‪ ،‬إخواتك كلهم اتجوزوا مش فاضل غيرك‪ ،‬ابتسمت مها ابتسامة‬‫عميقة وأغلقت الباب خلفها فى الطريق إلى عملها‪.‬‬ ‫لمن ال يعرف‪ ..‬مها تعمل بإحدى شركات االتصاالت بعد أن تخرجت من كليتها منذ ما يقارب تسع سنوات‪،‬‬ ‫وكانت مرتبطة طوال سنوات الدراسة بأحد زمالئها ولكن لظروف خارجة عن إرداتهما لم يكمال كتابة‬ ‫يوما بعد يوم‪ ،‬عايشت قصص حب ُكللت بالزواج‬ ‫قصتهما‪ ،‬ولكنها مع ذلك يتزايد إيمانها بالحب الحقيقى‬ ‫ً‬ ‫وعايشت قصص أخرى مثل قصتها‪.‬‬ ‫مها ترى فى قصص الزواج «العادية» روتي ًنا ال يتحمله قلبها‪ ،‬تتذكر صديقة دراستها منى التي جاورتها من‬ ‫اإلعدادى إلى الكلية‪ ،‬والتي اقترنت بأول من طرق باب بيتها ولم يطرق باب قلبها‪ ،‬وكانت العاقبة انفصال بعد‬ ‫زواج لم يدم سوى أشهر معدودة‪ ،‬تكتمل الصورة المأساوية عندما ترى منى تحمل فى يدها ورقة طالق‬ ‫وتحمل باألخرى طف ًلا ال يتعدى السنوات الخمس‪ ،‬بينما صديقتهم مشيرة كافحت مع حب حياتها مصطفى‬ ‫ً‬ ‫شريكا لها فى أيامها‪.‬‬ ‫حتى أصبح لها حياتها المستقلة مع من حلمت به‬ ‫قطع حبل أفكارها استدعاء رئيسها فى العمل بقوله‪« :‬بعد إذنك يا مها‪ ..‬هاتي لنا أوراق المشروع الجديد‬ ‫وتعالي»‪.‬‬ ‫أثناء ذهابها إلى مكتب رئيسها تواردت بذهنها عدة خواطر عن الزواج والحياة‪ ،‬الواقع يقول أن الحياة صعبة‪،‬‬ ‫وهو ما جعل أغلب الناس تنظر للحياة نظرة مادية من باب «واحد زائد واحد يساوي إتنين»‪ ،‬ولهم وجهة‬ ‫نظرهم المقنعة‪ ،‬لكن على الجانب اآلخر هناك ناس تنظر للحياة نظرة أخرى وتقول‪« :‬بما إن الحياة صعبة‪..‬‬ ‫يبقى مش هنعرف نعيش من غير ما نكون بنحب اللي عايشين معاه‪ ،‬حب حقيقي يتحدى كل الصعاب‬ ‫اللي حواليه»‪.‬‬ ‫الواقع برده هو اللي بيقول إن زواج الصالونات كل طرف بيحاول يجمل نفسه ويخفي عيوبه عن اآلخر‪ ،‬وإنه‬ ‫زواج محسوب بالورقة والقلم‪ ،‬بس الزواج اللي أصله قصة حب يكون فيه الطرفين عاوزين يوصلوا لبر األمان‬ ‫مع بعض وبيكون أقدر على تخطي الصعاب‪.‬‬ ‫أفكار كتيرة دارت فى رأس مها انتهت بوصولها لمكتب المدير الذي قدمها للبشمهندس حسين اللي‬ ‫هينفذ المشروع الجديد وقال‪« :‬مها يا بشمهندس هتكون معاك فى كل حاجة من األلف إلى الياء‪.‬‬ ‫نظرة البشمهندس حسين لمها قالت كالم كتير‪ ،‬يمكن كان أهم حاجة إن ممكن ده يكون الحب من‬ ‫أول نظرة اللي بيحكوا عنه في األفالم‪ ،‬األكيد إن مع نهاية تنفيذ المشروع كانت مها مع حسين بيبدأوا‬ ‫مشروعهم األبدي عند المأذون بعد ما اتخطوا كل الصعاب اللي قابلوها واللي المجتمع كان مفترض إنهم‬ ‫مش هيكملوا بسببها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودلوقتي نسيب مها وحسين مع عمر وليلي أوالدهم علشان يروحوا المالهي في يوم األجازة‪ ،‬وعقبال كل‬ ‫حسين وكل مها‪.‬‬ ‫‪|64‬‬

‫نوفمبر ‪2012‬‬


‫أدب‬

‫بيتنا القديم‪..‬‬ ‫محمود خليفة‬

‫من تسع سنين‪ ..‬جوة بيتنا القديم‬ ‫معزلين‬ ‫اللي يومها سمعت صوته‪ ..‬بيبكي وإحنا‬ ‫ِّ‬ ‫بابه اللي ياما بإيديا دي خبطت عليه‬ ‫ُ‬ ‫كانت عيلتي اللي جوة‪ ..‬ما بتعرفنيش‪ ..‬وهو‪..‬‬ ‫أخبط‪ ..‬من غيـر ما يسأل‪ ..‬مين ‪..‬‬ ‫يعرفني لما ّ‬ ‫يومها البالط عـ األرض كعبلني فوقه بـ قصد‬ ‫علشان ماكانش يصح‪ ..‬يبقى الوداع بـ العين ‪..‬‬ ‫كعبلني يومها عشان‪ ..‬يقدر يطول الخد ‪..‬‬ ‫السراير واألوض‬ ‫ُ‬ ‫واللمض ‪..‬‬ ‫والستاير‬ ‫كل حاجة فـ قلب بيتنا كان باين فيها الحزن‬ ‫واحده حاشني‪ ..‬أخد كل البيت بـ الحضن ‪..‬‬ ‫ُصغر إيدي‬ ‫ُ‬ ‫وسريري اللي كان‪ ..‬يستناني أرجع علشان بننام سوا‬ ‫ُ‬ ‫كنت ِّ‬ ‫فوقه شنطة الهموم‪ ..‬حصيلة كل يوم‪ ..‬فأرتاح‬ ‫أفضي‬ ‫وأنام هوا ‪..‬‬ ‫كان أدفى حضن من الخشب والطيبة تحتي‬ ‫س َّنة ِ‬ ‫شافني بكبر ِ‬ ‫سّنة ‪..‬‬ ‫طول سانتي سانتي ‪..‬‬ ‫شافني َب َ‬ ‫والسلم‪ ..‬اللي لو كان يبقى ضلمة‬ ‫بيحس رجلي بتترعش مـ الخوف عليه‪ ..‬فأ ِلف وأنزل‬ ‫فـ ُ‬ ‫يزقـني ويقولي إطلع‪ ..‬ما تخافشي‪ ..‬استرجل ‪..‬‬ ‫إياك تسيب الضلمة مخوفاك ‪..‬‬ ‫إطلع لـ بيتك‪ ..‬ما تخافش أنا هطلع معاك ‪..‬‬ ‫النهاردة السلم كان هو اللي خايف‬ ‫وأنا آخر مرة نازل ‪..‬‬ ‫قاللي أمانة ال تيجي تزور‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المضلم ‪..‬‬ ‫السلم‬ ‫حتى إن كان ِ‬ ‫س ِّل ْمكو بـ نور ‪..‬‬

‫نوفمبر ‪65| 2012‬‬





Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.