في بلدان شتى ،وفي مختلف أقاليم العالم ،وبرغم اختالف مستويات التطور في هذه البلدان ،يعيش ماليين النساء والرجال واألطفال دونما فرصة للتمتع حتى بالحد األدنى من الغذاء والماء وخدمات الصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية والسكن .وهذه ليست بين حقائق الحياة الحتمية .وإنما هي فضيحة لحقوق اإلنسان. ترسم وثيقة «حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان» بعض أهم المالمح البارزة للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. ويمثل هذا المدخل إلى معرفة هذه الحقوق إطاللة على أبعادها، كما يحدد آفاقها ومحتواها ،ويعطي أمثلة على االنتهاكات التي تستهدفها ،وما يمكن القيام به للتصدي لها .وتسلط الوثيقة الضوء على واجبات الحكومات ومسؤولية األطراف األخرى عن حقوق اإلنسان ،بما فيها المنظمات الدولية والشركات الكبرى. والمحدثة الثانية من المدخل إلى الحقوق وتعكس الطبعة المنقحة ّ االقتصادية واالجتماعية والثقافية التطورات الهامة التي شهدها العقد المنصرم في تحقيق التقدم نحو إعمال هذه الحقوق؛ وفي قلب كل ذلك تجارب الناشطين والجماعات ممن يعلون صوتهم ويطالبون بحقوقهم بدأب في مختلف أنحاء العالم .فقصصهم تبين األسباب التي تجعل من هذه الحقوق أولوية ملحة بالنسبة ِّ للحكومات والمجتمع الدولي ،ولحركة حقوق اإلنسان ككل .وفوق ً قدما تبين كيف أنه يمكن للنضال المثابر أن يمضي كل شيءِّ ، من أجل ضمان تمكين كل إنسان من أن يعيش ً حرا وبكرامة ،وأن يتمتع بحقوقه على قدم المساواة مع اآلخرين.
حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان مدخل إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان مدخل إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
الطبعة الثانية
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان مدخل إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الطبعة الثانية مطبوعات منظمة العفو الدولية 1 Easton Street London WC1X 0DW United Kingdom © Amnesty International 2014 رقم الوثيقةPOL 30/001/2014 : اللغة األصلية :اإلنجليزية جميع الحقوق محفوظة .وتخضع هذه المطبوعة لحقوق الطبع والنشر ،ولكن يمكن إعادة إصدارها بأي أسلوب دون مقابل ،ألغراض دعوية ونضالية وتعليمية ،ولكن ليس ألغراض البيع .ويرجو مالكو حقوق الطبع أن يتم تسجيل مثل هذه االستعماالت لديهم لغايات تقييم التأثير .ولطبع الوثيقة في أية ظروف أخرى ،أو إعادة استعمالها في مطبوعات أخرى ،أو لغايات الترجمة والتكييف ،يتعين الحصول على إذن مسبق مكتوب من الناشرين ،وربما يتطلب ذلك دفع الرسوم .ولطلب إذن باإلصدار ،أو ألية غايات أخرى ،يرجى االتصال بالبريد اإللكتروني copyright@amnesty.org ً نقاشا بين أهالي قريتها حول صورة الغالف :امرأة تتابع حقوقهم في أراضيهم ،بقرية دانكيا ،بوالية أوريسا الهندية ،يونيو/حزيران © Sanjit Das .2008 منظمة العفو الدولية حركة عالمية تضم ما يربو على 3.2نصير وعضو وناشط ،يقومون بتنظيم الحمالت ً بلدا ومنطقة ،من أجل وضع والنضال ،في أكثر من 150 حد لالنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان. وتتمثل رؤيتنا في أن يتمتع كل شخص بجميع حقوق اإلنسان المكرسة في «اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان» ،وفي المعايير الدولية األخرى لحقوق اإلنسان. ونحن مستقلون عن أية حكومة أو إيديولوجية سياسية أو مصلحة اقتصادية أو دين ،ونحصل على تمويلنا ،بصورة رئيسية ،من أعضائنا ،ومن التبرعات العامة.
amnesty.org
امرأة تنوء تحت حمل ثقيل وتحمل طفلها في مقاطعة موغو ،بنيبال.2013 ،ويظل العمل كحماالت ،بالنسبة لبعض النساء في نيبال ،حتى ّ وهن حوامل ،المصدر الوحيد للدخل .وتزيد األحمال الثقيلة أثناء الحمل أو بعده مباشرة من مخاطر اإلصابة بهبوط الرحم – وهو خلل صحي مؤلم ومنهك يصيب العديد من النساء في نيبال رغم أن الوقاية منه ليست بالصعبة. © Amnesty International منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
5
المحتويات
مسرد المختصرات
8
تقديم
12
.1استعادة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
24
نشأة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
25
بعد الحرب الباردة
26
التحديات الراهنة
28
هوامش
35
.2الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية موضع تركيز
38
الحقوق الثقافية
41
كاف الحق في الحصول على غذاء ٍ
42
الحق في الحصول على مسكن مالئم
44
الحق في التعليم
45
الحق في الصحة
48
الحق في الحصول على الماء
50
الحق في الحصول على خدمة الصرف الصحي
52
الحق في العمل والحقوق في العمل
54
الحق في سبيل انتصاف فعال
56
هوامش
58
.3االلتزامات بموجب القانون الدولي
64
واجبات احترام الحقوق وحمايتها والوفاء بها
65
الواجبات الفورية و«اإلعمال التدريجي» للحقوق
66
واجبات عابرة للحدود
71
هوامش
76
6
.4تحديد انتهاكات الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
80
استخدام مؤشرات حقوق اإلنسان
82
النـزاع المسلح ليس ذريعة لتبرير العنف
89
ً عذرا عدم كفاية الموارد ليس
94
هوامش
98
.5من هو المسؤول؟
102
مسؤولية الشركات في مجال حقوق اإلنسان
104
هوامش
107
.6جميع الحقوق لجميع البشر
110
األطفال
112
المرأة
113
النضال من أجل حق األمهات في الصحة والحقوق الجنسية واإلنجابية
114
الميول الجنسية وهوية النوع االجتماعي
115
الشعوب األصلية
119
المهاجرون
121
ً داخليا الالجئون واألشخاص النازحون
122
هوامش
125
.7الدفاع عن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
130
العمل من أجل التغيير من خالل الحاالت الفردية
132
توثيق االنتهاكات
137
العمل ضمن شراكة
139
كسب التأييد لتحقيق ضمانات دستورية
139
فحص الميزانيات
141
استخالص :حان وقت العمل
142
هوامش
144
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
7
مسرد المختصرات
AAAS الجمعية األمريكية لتقدم العلوم ACHPR اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب (اللجنة األفريقية) CEDAW اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (اتفاقية المرأة) CEE Bankwatch Network شبكة مراقبة المصارف في أوروبا الوسطى والشرقية (شبكة مراقبة المصارف) CEJIL مركز العدالة والقانون الدولي
FIAN International ً أوال للمعلومات والتحركات (شبكة شبكة الغذاء ً أوال) الغذاء Guiding Principles مبادئ األمم المتحدة التوجيهية بشأن النزوح الداخلي (المبادئ التوجيهية) HURIDOCS األنظمة الدولية لمعلومات وتوثيق حقوق اإلنسان IBP الشراكة الدولية للموازنات ICCPR العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
CEKOR مركز البيئة والتنمية المستدامة
ICEFI معهد الدراسات المالية ألمريكا الوسطى ،ومقره غواتيماال
CESCR اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (لجنة الحقوق االقتصادية)
ICERD االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري
CESR الـمركز (المصري) للحقوق االقتصادية واالجتماعية
ICESCR العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (العهد الدولي)
CPN الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) CRC اتفاقية حقوق الطفل
ICJ اللجنة الدولية للحقوقيين IDF الجيش اإلسرائيلي
EBRD البنك األوروبي إلعادة األعمار والتنمية (البنك األوروبي)
IDPs ً داخليا األشخاص المهجرون (النازحون)
ECHR االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان
IFI المؤسسات المالية الدولية
ECSR اللجنة األوروبية للحقوق االجتماعية
ILO منظمة العمل الدولية
EIB بنك االستثمار األوروبي
IMF صندوق النقد الدولي
ESCR-Net الشبكة الدولية لتعزيز الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
Interights المركز الدولي لتوفير الحماية القانونية لحقوق اإلنسان
8
LGBTI ً جنسيا وذوو الميول الجنسية المثليات والمثليون الثنائية والمتحولون إلى الجنس اآلخر وثنائيو الجنس
UNESCO منظمة األمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة (اليونسكو)
LMDGP مشروع الغوس لتطوير العاصمة والحوكمة
UNFPA صندوق األمم المتحدة للسكان
Maputo Protocol بروتوكول حقوق المرأة في أفريقيا الملحق بالميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب (بروتوكول مابوتو)
UNHCHR مفوض األمم المتحدة السامي لحقوق اإلنسان
MDGs أهداف األمم المتحدة اإلنمائية لأللفية MMR معدل وفيات األمهات – عدد وفيات األمهات لكل 100,000مولود حي MUDAH الحركة المتحدة لنساء الدومينيكان وهايتي
UNICEF منظمة األمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) UNMIK بعثة األمم المتحدة لإلدارة المؤقتة في كوسوفو UNPD شعبة مشتريات األمم المتحدة WHO منظمة الصحة العالمية
NGO منظمة غير حكومية OHCHR المفوضية العليا لحقوق اإلنسان OPT األراضي الفلسطينية المحتلة PSC اللجنة البرلمانية المختارة RTI ACT القانون الهندي للحق في المعلومات TAC حملة التحرك من أجل المعالجة UDHR اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان UN-DESA إدارة األمم المتحدة للشؤون االقتصادية واالجتماعية UNDP برنامج األمم المتحدة اإلنمائي
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
9
عامالت في المنازل في مسيرة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق اإلنسان 2012في بنوم بنه، بكمبوديا .حيث قامت الشرطة في بداية األمر باعتراض طريقهن نحو وزارة العمل ،ولكنها سمحت لهن بمواصلة المسيرة عقب مفاوضات معهم. © LICADHO
تقديم
12
«إذا كان جيلنا هو الجيل الذي يستطيع وضع ً أبدا تأجيل تحقيق حد للفقر ،ينبغي أن ال يحدث هذا الهدف األساسي ،أو التقاعس عن أداء هذه المهمة .ففي عالم يعج بالثروات والتقدم التقني ،ال ينبغي أن يترك شخص في أي مكان خلف الركب .وال ينبغي أن يجوع أحد أو يظل بال مأوى أو بال ماء نظيف أو صرف صحي، وأن يواجه اإلقصاء االجتماعي واالقتصادي أو يعيش دونما فرصة للتمتع بالخدمات الصحية والتعليمية األساسية .إن هذه حقوق إنسانية، وهي األساس لحياة كريمة». بان غي-مون ،األمين العام لألمم المتحدة
()1
ً إنس���انا ،في ش���تى أنحاء العالم ،من نقص التغذية ،وال يحصلون على ما يكفيهم من يعاني 842 الطعام )2(.وكل س���نة ،يفارق قرابة 6.6مليون طفل هذا العالم قبل أن يبلغوا س���ن الخامسة )3(.وال يج���د 61مليون طفل (أكثر من نصفه���م من البنات) فرصة للحصول على التعليم ،حتى في مرحلته االبتدائية )4(.وما انفك عدد البش���ر الذين يعيش���ون في مدن الصفيح واألحياء الفقيرة يتزايد على ً واس���تنادا إلى المع���دالت الراهنة ،من المتوقع أن يصل إجمالي عدد س���كان صعيد العالم بأس���ره، ()5 األحياء الفقيرة ،في ،2020إلى 889مليون إنس���ان .وليس هذا مجرد واقع مؤس���ف للحياة ،إنها فضيح���ة لحقوق اإلنس���ان ذات أبع���اد مروعة .ولذا فثمة مس���ؤولية للتصدي لهذا األمر ،مس���ؤولية ليس���ت راس���خة في المطال���ب المتعلقة بالكرامة اإلنس���انية فحس���ب ،ولكن كذلك ف���ي االلتزامات ً قانونيا. الدولية لحقوق اإلنسان الملزمة ً ً ثابت���ا في بلدان تنتمي إلى جميع واقعا إن ع���دم المس���اواة االقتصادية واالجتماعية الصارخة تمثل األطياف السياسية وجميع مستويات التنمية .وفي وسط هذه الوفرة ،ال يزال العديد من األشخاص غير قادرين على الحصول على الحد األدنى من مس���تويات الغذاء والماء والتعليم والرعاية الصحية والمس���كن .وه���ذا ليس نتيج���ة النعدام الم���وارد لديهم فحس���ب ،وإنما النع���دام اإلرادة واإلهمال ً وكثيرا والتمييز من جانب الحكومات وغيرها .وتُ ستهدف جماعات عديدة بشكل خاص بسبب هويتها، ً ً تاما. تجاهال ما يتم تجاهل أولئك الذين يعيشون على هامش المجتمع
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
13
إن اإلعمال الكامل للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية – ومنها الحق في المأكل والمس���كن والرعاي���ة الصحي���ة والتعلي���م والعمل – يتطل���ب توفر موارد بش���رية واقتصادية وتقني���ة كبيرة .ومع ذلك ،فإن محدودية الموارد ليس���ت الس���بب الرئيس���ي لتفش���ي انتهاكات هذه الحقوق ،وال يمكن اس���تخدامها كذريع���ة لحرمان بعض األف���راد والجماعات من ه���ذه الحقوق .فأف���راد األقليات العرقية والس���كان األصليون والنس���اء وأفراد جماعات المعارضة أو الجماعات الدينية واألشخاص المصابون بفي���روس نقص المناعة المكتس���بة/األيدز أو بإعاق���ات عقلية وغيرهم ،عرضة لخطر الحرمان بس���بب التمييز والظلم. وحتى الحكومات الغنية والقوية عجزت عن الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بوضع حد للجوع واألمراض التي يمكن الوقاية منها ،وعن القضاء على األمية والتش���رد ،س���واء على مس���توى بلدانها أو على المستوى الدولي .وعلى الرغم من اإلعراب عن مشاعر القلق وبيانات النوايا الطيبة ،فقد ً متفرجا بينما كانت الحكومات ،بش���كل منفرد ،تزدري الحقوق اإلنس���انية وق���ف المجتمع الدولي لماليين البشر.
عمليات اإلخالء القسري في زمبابوي في مايو/أيار ،2005شنت حكومة زمبابوي «عملية مورامباتسفينا» (التي يمكن ترجمتها على وجه التقريب بعبارة «فلنتخلص من النفايات») ،وهي برنامج لإلخالء القسري الجماعي ولعمليات هدم البيوت والمحال التجارية العشوائية ،وإزالة األنقاض .وفي أقل من ثالثة أشهر ،فقد ما يربو على 700,000شخص منازلهم أو مصادر عيشهم ،أو كليهما .ونفذت عمليات اإلخالء دون فترة إنذار أو إجراءات كافية ،ودون أوامر قانونية ،أو قرارات صادرة عن المحاكم ،ودون تقديم أي تعويض أو بدائل للمتضررين ،لتمكينهم من أن يستقروا في مكان آخر .وتمت هذه العمليات رغم اعتراف الحكومة بأن البالد تواجه، قبل ذلك ،معضلة حادة في مجال السكن .وفي الحاالت القليلة التي ساعدت جماعات حقوق اإلنسان فيها الناس على تحصيل أوامر من المحاكم تعترض سبيل عمليات اإلخالء ،لم يلتفت أحد لهذه األوامر. ً وردا على الضغوط الدولية ،أنشأت الحكومة «عملية غاريكاي/هالالني كوهله» في ،2005التي هدفت في الظاهر إلى معالجة اآلثار السلبية «لعملية مورامباتسفينا». بيد أن الترتيبات «لعملية غاريكاي» تمت بصورة متسرعة ودون تشاور مع األهالي ً نسبيا سوى عدد المتضررين؛ كما عانت من شح التمويل على وجه خطير ولم تشمل ً بيوتا غير مكتملة ،دون ماء صغير من الضحايا .فتسلم بعض من استفادوا من البرنامج أو صرف صحي أو طرق ،وسوى ذلك من الخدمات .وخصصت لبعض المستفيدين قطع ً مؤقتا لهم بمساعدة من منظمات أراض خالية بعيدة عن الخدمات ،حيث أقاموا مأوى إنسانية .وطلب من الناس تسديد دفعات مالية منتظمة إلى وزارة الحكم المحلي، ودفعات بدل أجرة لهذه األراضي ،بينما تعرض من تأخروا عن الدفع للمجازفة بأن يفقدوا ما حصلوا عليه من قطع أراض .وعلى أية حال ،فقد فقد الضحايا ،أثناء عمليات اإلخالء القسري الجماعية ،مصادر رزقهم من أكشاك للبيع ودكاكين غير مرخصة جرى تدميرها كلها .وبحلول ،2014كانت أغلبية األهالي ال تزال تقيم في المساكن المؤقتة هذه .ولم تكن الحكومة قد قدمت أية مساعدة أخرى لمئات اآلالف من الضحايا.
14
مدرسة مؤقتة للمجتمع المحلي أنشأها ويديرها أهالي هوبلي ،وهي مستوطنة على أطراف ّ وشكل ظهور المدارس غير مدينة هراري.2010 ، ً رسميا في هوبلي ،في ،2010الرد المسجلة المباشر لتلبية الحاجة عقب تقاعس حكومة زمبابوي عن التخطيط الكافي لتعليم األطفال المتضررين من عمليات اإلخالء القسري الجماعية أثناء «عملية مورامباتسفينا» (فلنتخلص من النفايات) .وتفتقر نوعية التعليم الذي يتلقاه األطفال في المدارس غير الرسمية التي أقامها األهالي في هوبلي إلى المستوى المناسب من التعليم .وثمة نقص حاد في المعلمين المدربين واألثاث واللوازم والكتب المدرسية والمباني ،كما تفتقر العملية التعليمية إلى اإلشراف من جانب وزارة التربية والتعليم. © Amnesty International
وال يزال من يعيشون في مستوطنات «غاريكاي» من األهالي محرومين من خدمات مثل التعليم والصحة .وفي ،2010قامت منظمة العفو بتسجيل معدالت عالية من وفيات المواليد في هوبلي ،وهي مستوطنة أنشأتها الحكومة في سياق «عملية غاريكاي» .وعزيت الوفيات إلى غياب الخدمات الصحية لألمومة والطفولة في المستوطنة .حيث تجبر النساء والفتيات الحوامل على الوالدة في أكواخ مهلهلة بسبب ما يواجههن من عقبات في الحصول على الرعاية الصحية ،بما في ذلك التكاليف المرتفعة ً جدا للخدمات الصحية بالنسبة لهن ،وعدم توافر وسائل النقل إلى أقرب مركز ()6 لألمومة. وأدت «عملية مورامباتسفينا» إلى عدم ُّ تمكن ما يقدر بنحو 222,000طفل تتراوح أعمارهم ما بين خمس سنوات و 18سنة ،من مواصلة الدراسة االبتدائية والثانوية. ومع أن الحكومة لم تقم بأي عملية رصد رسمي لما حدث ،إال أنه من المعتقد أن العديد من هؤالء األطفال قد فقدوا عدة سنوات دراسية ،أو تسربوا من نظام التعليم بأكمله بصورة دائمة .كما تخاذلت الحكومة عن إنشاء مدارس في مستوطنات «غاريكاي»، ويواجه األطفال الذين يعيشون فيها عراقيل عديدة في مسعاهم حتى إلى االلتحاق وبعد بالتعليم االبتدائي .ففي ،2011تبين لمنظمة العفو الدولية أن كلفة التعليم ُ المدارس عن بيوت األطفال ومقاومة موظفي المدارس اللتحاق األطفال القادمين من مستوطنات «غاريكاي» بصفوف الدراسة أدت إلى التحاق أطفال المستوطنات بمدارس غير مرخصة يديرها متطوعون من المجتمع المحلي. وقد كان لألثر السلبي لعمليات اإلخالء القسري على الحق في التعليم وقعه الخاص ّ المركزة ،سمعت منظمة العفو الدولية بالنسبة لإلناث .فأثناء مناقشات المجموعات أن فتيات لم تزد أعمار بعضهن على 13سنة يقمن عالقات جنسية مع رجال أكبر منهن ً سنا ،أو يتزوجنهم ،كوسيلة للهروب من واقع الفقر في بيوتهن .كما ورد أن نساء يافعات وفتيات يضطررن بسبب ظروفهن إلى كسب النقود كعامالت جنس إلعالة أفراد أسرهن .وعزت جميع الفتيات الالتي تحدثن إلى منظمة العفو الدولية زواجهن المبكر إلى عمليات اإلخالء القسري ،وتقاعس الحكومة عن تقديم الدعم لهن كي يعدن إلى ()7 صفوف الدراسة. خصصت لهم قطع من األرض بموجب «عملية وفي أوائل ،2014أصبح معظم من ِّ ً نظرا لعدم تسديدهم الرسوم المطلوبة غاريكاي» عرضة لإلخالء القسري من جديد، لتجديد عقود إيجاراتهم. (دأبت منظمة العفو الدولية على مراقبة األوضاع في زمبابوي منذ عمليات اإلخالء في .2005ولمزيد من المعلومات ،يرجى العودة إلى وثائق منظمة العفو الدولية ،زمبابوي: ال عدالة لضحايا اإلخالء القسري (رقم الوثيقة)AFR 46/005/2006 :؛ زمبابوي :رغم انقضاء ست سنوات ،ما زال ضحايا عملية مورامباتسفينا يصارعون من أجل البقاء (رقم الوثيقة)AFR 46/012/2011 :؛ ال فرصة للحياة :وفيات المواليد في مستوطنة هوبلي بزمبابوي (رقم الوثيقة)AFR 46/018/2010 :؛ المنسيون :تأثير عمليات اإلخالء القسري الجماعية في زمبابوي على الحق في التعليم (رقم الوثيقة).)AFR 46/019/2011 :
16
كما عجزت الحكومات الحريصة على تشجيع االستثمار عن ضمان احترام الشركات الكبرى لمسؤولياتها عرضت حياة الس���كان للخطر بس���بب التلوث ،ولالس���تغالل بس���بب في مجال حقوق اإلنس���ان .فقد َّ ً وكثيرا ما عمدت الحكومات، حرمانه���م من الحق في الحصول على أجور عادلة وظ���روف عمل كريمة. سواء بالعمل بمفردها أو من خالل المؤسسات المالية الدولية ،إلى ازدراء حقوق الناس في أماكن مختلف���ة ،وذلك بدعمها للمش���اريع التنموية الضخمة ،التي أدت إلى تش���ريد العديد من الناس من منازلهم على نطاق واسع وانتهاك حقوق السكان األصليين. إن انته���اكات الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ليس���ت مجرد مس���ألة تتص���ل بعدم كفاية ()8 الموارد ،وإنما هي مسألة تتعلق بالسياسات. إن حق���وق اإلنس���ان غير قابلة للتجزئ���ة – أي أن لجميع الحقوق قيمة متس���اوية وال يمكن فصلها عن ً بعض���ا .وإن انتهاكات الحق���وق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية – م���ن قبيل عدم حماية بعضه���ا حقوق الس���كان األصليين في ملكية أرضهم ،وحرمان األقليات من حقوق التعليم ،وعدم المس���اواة ً غالبا ما تُ ربط بانتهاكات الحقوق المدنية والسياس���ية من حيث ف���ي الحصول عل���ى الرعاية الصحية – أنماط الحرمان .وال يمكن إحقاق أي من حقوق اإلنس���ان بمعزل عن الحقوق األخرى .ومثلما يقتضي ً جهودا منسقة إلعمال الحق في التعليم ،فإن الحق في الحياة التمتع الكامل بالحق في حرية التعبير ()9 َّ الرضع واألوبئة وسوء التغذية. يقتضي اتخاذ خطوات لتخفيض معدالت وفيات عندما اعتُ مد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس���ان في العام ،1948اعترف المجتمع الدولي بأن البش���ر ال يمكنهم االنعتاق من الخوف والعوز وتحقيق حرية التعبير والمعتقد ،إال إذا ُخلقت ظروف يستطيع ف���ي ظله���ا جميع البش���ر أن يتمتعوا بجميع حقوق اإلنس���ان .وعل���ى الرغم من االلت���زام بمبدأ عدم قابلية حقوق اإلنسان للتجزئة ،فقد تركز االهتمام الدولي إلى حد كبير على انتهاكات معينة للحقوق المدنية والسياس���ية ،م���ن قبيل التعذيب وإس���اءة المعامل���ة وعمليات اإلعدام خ���ارج نطاق القضاء وحاالت «االختفاء» وانتهاكات الحق في محاكمة عادلة .وقد لعبت منظمة العفو الدولية ،على مدى ً ً ً قياديا في وضع هذه القضايا على جدول األعمال الدولي. دورا عاما، أكثر من 40 بي���د أنه ،ومنذ انتهاء الحرب الباردة ،ما انفك الحرمان المس���تمر من الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة يثي���ر بواعث القلق الدولية على نحو متزايد .ففي جميع الدول ،ال يزال األش���خاص الذين يعانون من اإلقصاء والتهميش يصطدمون بالحواجز التي تعترض س���بيل تحقيق حتى الحد األدنى من حقوقهم االقتصادية واالجتماعية والثقافية .وقد بات المناضلون ،آخذين هذه الحقيقة باالعتبار، يش���يرون على نحو متزايد إلى ضرورة االعتراف بمثل هذه العقبات ومكافحتها باعتبارها من قضايا حقوق اإلنسان. وفي ،2001قامت منظمة العفو الدولية بتوسيع نطاق رسالتها كي تتمكن من العمل بشأن جميع حقوق اإلنسان ،وتحقيق عالمية جميع حقوق اإلنسان وعدم قابليتها للتجزئة بصورة ملموسة ،وحتى يك���ون أداؤها أش���د فاعلية في مكافحة انتهاكات حقوق اإلنس���ان على ي���د طيف عريض من الجهات غي���ر الحكومية .وقد مكن االنخراط ف���ي العمل من أجل الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ً شموال منظمة العفو الدولية من أن تتصدى لمشكالت معقدة تواجه حقوق اإلنسان وفق منهج أكثر ً واتساقا .وعلى سبيل المثال ،جرت توسعة عمل المنظمة لفترة طويلة من الزمن بشأن االنتهاكات في األراضي الفلسطينية المحتلة من أجل التصدي لتأثيرات إعالنات حظر التجوال وعمليات اإلغالق على حق الس���كان الفلس���طينيين في العمل وحقهم في الصحة )10(.وأحد األمثلة األخرى على ذلك يتمثل في ضرورة التصدي للتأثير المتبادل الكامن في طبيعة االنتهاكات التي يعانيها من يعيشون في أحياء الصفيح والمس���توطنات العش���وائية .وقد س���لط عمل منظمة العفو الدولية الضوء على واقع أن غياب أمن حيازة العقار يعرض الناس الذين يعيشون في أحياء الصفيح في نيروبي ،بكينيا، منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
17
باستمرار لخطر اإلخالء القسري ويفضي إلى حرمانهم من الحد األدنى من خدمات الصرف الصحي والحماية الش���رطية التي تصون حقوق اإلنس���ان .وكما هو الحال في العديد من األوضاع ،فإن اآلثار ()11 السلبية لهذه االنتهاكات تنعكس على نحو غير متناسب على النساء.
«إن الحرمان التعسفي من الحياة ال يقتصر على فعل القتل المحظور ،وإنما يتعداه ليشمل الحرمان ً ً إضافيا على الحق في الحياة يتمثل في مفهوما من الحق في العيش بكرامة .وإن هذه النظرة تضفي ً فضال عن الحقوق االقتصادية أنه ينتمي ،في الوقت نفسه ،إلى مجال الحقوق المدنية والسياسية، واالجتماعية والثقافية ،األمر الذي يبين الترابط بين جميع حقوق اإلنسان وعدم قابليتها للتجزئة». أنطونيو كنشادو ترينيداد ،رئيس محكمة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان
()12
الحرمان من الرعاية الصحية لألمهات في الواليات المتحدة األمريكية «ما فتئت أشعر بالدهشة حيال حقيقة أننا ،وحتى مطلع هذا القرن الحادي والعشرين، في الوقت الذي نستطيع ...استكشاف أعماق البحار ،وبناء محطة فضائية دولية ،لم نتمكن بعد من أن نجعل والدة الطفل آمنة لجميع النساء في شتى أصقاع األرض... وهذه هي إحدى أعظم القضايا االجتماعية لعصرنا». ثريا عبيد ،المديرة التنفيذية لصندوق األمم المتحدة للسكان
()13
تنفق الواليات المتحدة األمريكية على الرعاية الصحية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، ً كثيرا ولكن النساء في الواليات المتحدة يواجهن خطر الوفاة أثناء الوالدة بصورة أكبر بالمقارنة مع كندا ومعظم البلدان األوروبية ،وعدة بلدان في آسيا والشرق األوسط. وما بين 1990و ،2008تراجعت معدالت وفيات األمهات على الصعيد العالمي؛ حيث تقلصت معدالت وفيات األمهات (عدد األمهات الالتي يفارقن الحياة بسبب الوالدة ً بلدا ،غير أن الواليات المتحدة األمريكية كانت لكل 100,000مولود جديد حي) في 147 ()14 سجلت األمم المتحدة زيادة في معدالت وفيات األمهات فيها. واحدة من 23دولة َّ وفي ،2012أظهرت إحصائيات األمم المتحدة أن معدالت وفيات األمهات أدنى في ()15 45دولة منها في الواليات المتحدة األمريكية. ً طيفا من العقبات لمسعاهن في وتواجه النساء في الواليات المتحدة األمريكية الحصول على الخدمات التي يحتجن .وقد قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق إخفاقات متعددة األوجه لنظام الرعاية الصحية ،بما في ذلك :العوائق اللغوية والعقبات المالية التي تحول دون الحصول على الرعاية الصحية؛ وشح المعلومات المتعلقة بخدمات األمومة وخيارات تخطيط األسرة؛ وعدم وجود بروتوكوالت خاصة بالرعاية؛ وعدم كفاية ()16 الرعاية في مرحلة ما بعد الوالدة؛ وغياب المساءلة واإلشراف المناسب. وتظهر البيانات اإلحصائية الحكومية أن معدالت وفيات األمهات للفترة 2007 – 2005 كانت أعلى بين النساء السوداوات من غير األصول الالتينية ( 34لكل 100,000مولود
18
حي) ،تليها معدالت الوفيات لدى نساء السكان األصليين من الهنود/سكان أالسكا ( ،)16.9والنساء اآلسيويات/نساء جزر المحيط الهادئ ( ،)11.0ثم النساء البيضاوات من ()17 غير األصول الالتينية ( ،)10.4والنساء من أصول التينية (.)9.6 ونصف إجمالي وفيات األمهات في الواليات المتحدة األمريكية يمكن الوقاية منها. فوفيات األمهات ،وما يمكن أن يلحق بهن من إصابات ،ليست مسألة تتعلق بالصحة العامة فحسب ،وإنما هي قضية من قضايا حقوق اإلنسان .والواليات المتحدة صدقت أو ّ وقعت على عدة معاهدات لحقوق اإلنسان تنص على أنه األمريكية قد ّ ينبغي توفير خدمات الرعاية الصحية ،بصورة ميسرة ،وعلى نحو مقبول ،وبمستوى ً وفضال عن ذلك ،يتعين أن يخضع نظام الرعاية الصحية للمساءلة، معقول من الجودة. ً خاليا من التحيز ،ويضمن المشاركة الفعالة للنساء في صنع القرار. وأن يكون
()18
وفي 23مارس/آذار ،2010وقع الرئيس أوباما «قانون حماية المرضى والرعاية الميسرة» لسنة ،2010ويمثل عملية إصالح كاسحة في مجال الرعاية الصحية لم تشهده الواليات المتحدة لعقود ،ويعد بتحسين مستوى التغطية الصحية بصورة جوهرية. ويعالج عدد من أحكام القانون أمر العراقيل التي تحول دون الحصول على رعاية صحية عالية الجودة ،التي وثقتها منظمة العفو الدولية في تقريرها المعنون والدة مميتة: أزمة الرعاية الصحية لألمهات في الواليات المتحدة األمريكية ،رغم استمرار وجود ثغرات وعقبات ال يستهان بها .بيد أن توسعة مجال الحصول على الرعاية الصحية التي وفرها ()19 التشريع ما برحت تواجه خطر أن ال يتم تنفيذها بصورة تامة. وقد شهد العام 2013عرض عدد من التشريعات على الكونغرس بقصد معالجة مسألة صحة األمهات في الواليات المتحدة ،وعكس كل من هذه التشريعات جوانب مما عرضته التوصيات الرئيسية التي تضمنها تقرير والدة مميتة .والبد من بذل المزيد من الجهد إلقرار هذا التشريع وضمان تمتع جميع النساء بالرعاية الصحية طوال حياتهن ،كما ينبغي أن تخضع الحكومة للمساءلة عن ضمان إدخال تحسينات على نوعية الرعاية الصحية لجميع النساء في الواليات المتحدة األمريكية.
وق���د دأب ناش���طو الحمالت في ش���تى أنح���اء العالم على تعبئ���ة الجهود ،منذ منتص���ف ثمانينيات القرن الماضي ،عبر ش���بكات دولية من أجل تحقيق التقدم بش���أن الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وتقاس���م المهارات والخبرات المكتسبة على مر س���نين عديدة ،في جميع أقاليم العالم. وأدت جهودهم إلى تحسينات بالنسبة ألفراد وجماعات بعينها ظلت محرومة فيما سابق من حقوقها االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ،وإلى التعرف على بعض العراقيل الخاصة التي تواجهها بعض الفئات في المجتمع ،وإلى تعاظم الوعي بأهمية هذه الحقوق لتحقيق الكرامة اإلنسانية. ً تدريجيا إن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ليست مجرد طموحات أو أهداف يتم تحقيقها مع مرور الزمن .فبموجب القانون الدولي ،تقع على عاتق الدول التزامات عاجلة ،وأخرى آجلة .وبغض النظ���ر عن درجة تطورها ،يتعي���ن على الدول أن تتخذ اإلجراءات الالزمة للوف���اء بالحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافي���ة (بما في ذل���ك مراجعة قوانينها وسياس���اتها) ،وأن تمتنع ع���ن انتهاك هذه ً مباشرا أو غير مباشر ،في إعمال الحقوق .كما يجب على الدول أن تكفل عدم وجود تمييز ،سواء أكان هذه الحقوق .وعلى الحكومات أن تعمل على تنظيم سلوك األفراد والشركات وغيرهم من الفاعلين غير التابعين للدولة لضمان احترامهم لحقوق اإلنسان. منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
19
«ال يمكن وال يجوز تقسيم كرامة الفرد ،إلى مجالين – مجال مدني وسياسي ،ومجال اقتصادي واجتماعي وثقافي .إذ يجب أن يتمتع الفرد بالحق في االنعتاق من العوز ،إلى جانب التحرر من الخوف .وال يمكن تحقيق الهدف النهائي المتمثل في ضمان احترام كرامة الفرد ،إال إذا تمتع بجميع حقوقه». دائرة الحقوق :األنشطة المتعلقة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية :مورد للتدريب
()20
ً جنبا إلى جنب مع باقي المجتمع الدولي ،تعترف بأن جميع حقوق اإلنسان إن منظمة العفو الدولية، ()21 عالمي���ة وغير قابلة للتجزئة ويعتم���د بعضها على بعض ،وبأهمية النض���ال من أجل ضمان احترام جميع حقوق اإلنس���ان لجميع البش���ر وحمايتها والوفاء بها .وال يبرز هذا الكراس التزامات الحكومات ً أيضا التزاماتها الدولية تجاه األشخاص خارج حدودها ،ومسؤوليات طائفة داخل بلدانها فحسب ،وإنما أوسع من الفاعلين في مجال حقوق اإلنسان ،بما في ذلك المنظمات الدولية والشركات الكبرى. وقد نشرت الطبعة األولى من حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان في .2005ومنذ ذلك الوقت، حدث عدد من التطورات المهمة على طريق إعمال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وقد انعك���س العديد م���ن هذه التطورات في هذه الطبعة الثانية .وتش���مل هذه معالجات جديدة أوس���ع ً ً حقوقا مثل الحق في العمل والحق في الثقافة ،وكذلك صدور معايير بش���أن مس���ائل نطاقا تناولت من قبيل قطاع األعمال وحقوق اإلنسان وااللتزامات العابرة للحدود؛ إضافة إلى دخول «البروتوكول االختي���اري الملح���ق بالعهد الدولي الخ���اص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية» حي���ز النفاذ في مايو/ أيار ،2013وهو أول اتفاقية مكرس���ة آلليات الش���كاوى على المس���توى الدولي في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية()22؛ يضاف إلى ذلك تجدد الجهود من أجل إدماج حقوق اإلنس���ان ف���ي ج���دول أعمال التنمية لما بعد 2015؛ وتوس���ع الس���وابق القضائية على المس���تويين الوطني والدولي .وفي الوقت نفس���ه ،ولألس���ف ،ظلت العديد من التحديات التي سلطت الطبعة األولى الضوء عليها على حالها ،س���واء فيما يتعلق بنضاالت الضحايا من أجل االنتصاف الفعال عما ارتكب بحقهم من انتهاكات ،أو ببس���اطة فيما يتعلق بذاك النطاق الهائل من الفقر وعدم المساواة اللذين ً يوما إثر يوم. يطحنان ماليين البشر في كل مكان من العالم إن الكرامة اإلنس���انية تتطلب احترام جميع حقوق اإلنس���ان لجميع البش���ر :فما من أولوية تعلو على ً أحرارا ضمان تمتع جميع الناس بالكرامة والحقوق على قدم المساواة ،وأن يكونوا
20
هوامش _ تقديم ( )1حياة كريمة للجميع :تسريع وتيرة التقدم نحو األهداف اإلنمائية لأللفية والمضي ُق ً دما بجدول أعمال األمم المتحدة لما بعد ،2015تقرير األمين العام 26 ،يوليو/تموز ،A/68202 ،2013 الفقرة http://www.un.org/millenniumgoals/ ،11 pdf/A%20Life%20of%20Dignity%20for%20All.pdf (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )2منظمة األغذية والزراعة ،حالة انعدام األمن الغذائي في العالم ،2013ص http://www.fao.org/docrep/018/ ،8 ( i3434e/i3434e.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )3المجموعة المشتركة ما بين وكاالت األمم المتحدة المعنية بتقدير معدالت وفيات األطفال ،المستويات واالتجاهات في وفيات األطفال ،تقرير ،2013ص http://www. ،2 childmortality.org/files_v16/download/UNICEF%20 20IGME%20child%20mortality%20Report_%2013 ( Final.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )4تقرير المراقبة العالمي للتعليم من أجل الجميع،2012 ، الشباب والمهارات :تفعيل التعليم ،اليونسكو ،ص ،8 http://www.unesco.org/new/en/education/themes/ leading-the-international-agenda/efareport/ ( /reports/2012-skillsزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ً طبقا لمركز األمم المتحدة للمستوطنات البشرية – الموئل، ( )5 تجمع ،بدرجات مختلفة ،السمات «حي الفقراء» هو منطقة َ التالية :عدم كفاية ما تحصل عليه من الماء النظيف؛ وعدم كفاية الصرف الصحي وغيره من مرافق البنية التحتية؛ ومستوى هيكلي سيء للسكن؛ واالكتظاظ وانعدام استقرار الوضع السكنيُ .انظر الموئل ،تقرير حالة مدن العالم 2011/2010 (نيروبيfile://intsec.amnesty.org/data/users/ :)2010 ، kmullin/Downloads/State%20of%20the%20world%2 ( 0cities%202010.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )6منظمة العفو الدولية ،ال فرصة للحياة :وفيات المواليد في مستوطنة هوبلي ،زمبابوي (رقم الوثيقة.)AFR 46/018/2010 : ( )7منظمة العفو الدولية ،المتروكون :تأثيرات عمليات اإلخالء القسري الجماعي في زمبابوي على الحق في التعليم (رقم الوثيقة.)AFR 46/019/2011 : (‘ ،K. Tomasevski )8أسئلة لم تطرح بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية من تجارب المقرر الخاص المعني بالحق في التعليم ( ،’)2004 – 1998فصلية حقوق اإلنسان ،العدد )2005( 27ص http://muse.jhu.edu/ ،713 journals/human_rights_quarterly/v027/27.2tomasevski. ( htmزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )9اعترفت لجنة حقوق اإلنسان بهذا الجانب من جوانب الحق في الحياة في التعليق العام ،6الحق في الحياة ،الفقرة ،5 http://www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/84ab9690ccd81fc ( 7c12563ed0046fae3?Opendocumentزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014
( )10منظمة العفو الدولية ،إسرائيل واألراضي المحتلة: البقاء تحت الحصار – تأثير القيود المفروضة على التنقل على الحق في العمل (رقم الوثيقة)MDE 15/001/2003 :؛ قضية ً وفقا للقانون الدولي (رقم المستوطنات يجب أن تعالج الوثيقة)MDE 15/085/2003 :؛ إسرائيل واألراضي المحتلة: وضع السياج/السور في القانون الدولي (رقم الوثيقةMDE : )15/085/2003؛ إسرائيل واألراضي المحتلة :النساء يتحملن عبء النـزاع واالحتالل .ونظام التسلط األبوي (رقم الوثيقة: .)MDE 15/002/2005
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
( )11منظمة العفو الدولية ،انعدام األمن والكرامة :تجارب النساء في أحياء الصفيح في نيروبي ،بكينيا (رقم الوثيقةAFR : .)32/002/2010 ( )12فيالغران – موراليس وآخرون ضد غواتيماال (قضية أطفال الشوارع) ،قرار 19نوفمبر /تشرين الثاني ،1999المجموعة .C I/A Court H.Rرأي القاضيين كانكادو ترينادي وآبريو- بيوريلليhttp://www.corteidh.or.cr/docs/casos/ ، ( articulos/seriec_63_ing.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )13منظمة العفو الدولية ،والدة مميتة :أزمة رعاية صحة األمهات في الواليات المتحدة األمريكية :تحديث سنوي، ربيع ( 2001والدة مميتة :تحديث) (رقم الوثيقةAMR : .)51/108/2011هذه الوثيقة تحديث لوثيقة منظمة العفو الدولية ،والدة مميتة :أزمة رعاية صحة األمهات (رقم الوثيقة: .)AMR 51/007/2010 ( )14اتجاهات معدالت وفيات األمهات 1990 :حتى ،2008 تقديرات أعدتها منظمة الصحة العالمية واليونيسف وصندوق األمم المتحدة للسكان والبنك الدولي ،منظمة الصحة العالمية ،2010الملحق ،2010 .1من الموقعhttp://whqlibdoc.who. : ( int/publications/2010/9789241500265_eng.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )15اتجاهات معدالت وفيات األمهات1990 :حتى ،2010 من الموقعhttp://www.who.int/reproductivehealth/ : ( publications/monitoring/9789241503631/en/زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )16اتجاهات معدالت وفيات األمهات1990 :حتى .2010 (« ،G.K.Singh )17معدالت وفيات األمهات في الواليات المتحدة :2007 – 1935 ،استمرار الفروقات الجوهرية العرقية/ اإلثنية واالجتماعية – االقتصادية والجغرافية» ،وزارة الصحة والخدمات اإلنسانية ،إدارة الموارد والخدمات الصحية ،مكتب صحة األمومة والطفولة ،ديسمبر/كانون األول ،2010 من الموقعwww.hrsa.gov/ourstories/mchb75th/ : ( mchb75maternalmortality.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان ً ُ .)2014انظر أيضا والدة مميتة :تحديث.
( ،A.J.Bacak et al (eds.) )18مراجعة معدالت وفيات األمهات للواليات – إنجازات تسع واليات .أطلنطا :مراكز السيطرة على األمراض والوقاية منها ،2006 ،ص .1 ( )19منظمة العفو الدولية ،والدة مميتة :تحديث ،ص .12 ( )20البرنامج الدولي للتدريب على حقوق اإلنسان والمنتدى اآلسيوي لحقوق اإلنسان والتنمية ،دائرة الحقوق :األنشطة المتعلقة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية: مورد تدريبي ،2000 ،ص http://www.hrea.org/ ،13 _index.php?base_id=104&language_id=1&erc_doc =id=492&category_id=21&category_type=3&group (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )21إعالن وبرنامج عمل فيينا 12 ،A/CONF.157/23 ،تموز/ يوليو http://www.unhchr.ch/huridocda/huridoca. ،1993 ( nsf/(Symbol)/A.CONF.157.23.En?OpenDocumentزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )22لمزيد من المعلوماتُ ،انظر ائتالف المنظمات غير الحكومية للبروتوكول االختياري للعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافيةhttp://op-icescr.escr-net. : ( org/about-ngo-coalition-op-icescrزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014
21
ً حديثا من جبال النوبة في الجئون جدد وصلوا السودان يصطفون تحت شجرة عارية أمام مركز لتسجيل الالجئين خارج مخيم ييدا لالجئين ،جنوب السودان ،أبريل/نيسان .2012 © Pete Muller
الفصل األول استعادة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
24
تعرض���ت الحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية للتهميش على مدى حقب���ة طويلة من القرن العش���رين ،عل���ى الرغم م���ن االعتراف بع���دم قابلية الحق���وق للتجزئة في اإلع�ل�ان العالمي لحقوق محصنة من االستقطاب العالمي إبان الحرب الباردة .فمن ناحية، اإلنسان .ولم تكن حقوق اإلنسان َّ ً ً سياس���يا التزاما ُطرحت مس���ألة تحقيق الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية على أنها تتطلب باالشتراكية .ومن ناحية أخرى ،تم تصوير الحقوق المدنية والسياسية على أنها مسألة ترف ال يمكن تحقيقه إال بعد الوصول إلى مستوى معين من التنمية االقتصادية. إن إع���ادة االعتبار للحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية قد تحققت إلى حد كبير من خالل عمل ع���دد كبير من النش���طاء االجتماعيين في س���ائر أنحاء العالم .وقد لقيت رس���ائلهم ص���دى أكبر خالل الثمانينيات من القرن الماضي ،مع بدء ذوبان الجليد في السياسة الدولية ،ومع تنامي القلق بشأن االنهي���ار الذي حصل في األوض���اع االجتماعية ،وإعط���اء األولوية للتنمية االقتصادي���ة على الكرامة اإلنسانية.
نشأة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية م���ع أن الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية توصف بأنها حقوق «جدي���دة» أو «الجيل الثاني م���ن الحقوق» ،فإنها ف���ي الحقيقة حظيت باالعتراف منذ قرون .فق���د تضمن كل من إعالن الحقوق األمريكي وإعالن الحقوق الفرنسي في أواخر القرن الثامن عشر مفاهيم من قبيل «السعي لتحقيق الس���عادة» و «المس���اواة واإلخ���اء» ،والحق في إنش���اء النقابات العمالية وف���ي التفاوض الجماعي وظ���روف العم���ل اآلمنة .وقد عملت المؤسس���ة العالمي���ة األولى لحقوق اإلنس���ان ،وهي منظمة العمل الدولية ،على حماية حقوق العمال وطائفة أوسع من حقوق اإلنسان منذ العام .1919وينص ً قائما على قانونها األساس���ي على أن «الس�ل�ام الش���امل والدائم ال يمك���ن أن يتحق���ق إال إذا كان ()23 العدالة االجتماعية». وك���رر اإلع�ل�ان العالمي لحق���وق اإلنس���ان( )24القول ب���أن «االعتراف بالكرام���ة المتأصل���ة وبالحقوق المتس���اوية وغير القابلة للتصرف لجميع أعضاء األس���رة البش���رية يش���كل أس���اس الحري���ة والعدالة ً عددا من الحقوق االقتصادية واالجتماعية والسالم في العالم» )25(.ومضى اإلعالن العالمي ليضع والثقافية في مصاف الحقوق المدنية والسياسية. وتتضمن هذه الحقوق ما يلي:
الحق في العمل ،وفي ظروف عمل عادلة ومنصفة ،وفي الحصول على الحماية من البطالة؛
الحق في تشكيل النقابات العمالية واالنضمام إليها؛
الحق في الحصول على مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاه ،بما في ذلك المأكل والملبس والمسكن والرعاية الطبية والخدمات االجتماعية ،باإلضافة إلى األمن في حال فقدان وسائل العيش ،سواء كان ذلك بسبب البطالة أو المرض أو العجز أو الشيخوخة أو ألي سبب كان؛
ً ً وإجباريا في مراحله «االبتدائية واألساسية»؛ مجانيا الحق في التعليم ،الذي يجب أن يكون
الحق في المشاركة في الحياة الثقافية والعلمية.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
25
وق���د ناض���ل المجتمع الدولي في الفترة من 1966 – 1948م���ن أجل االتفاق على وضع عهد دولي خاص بحقوق اإلنسان بهدف تحويل هذا اإلعالن إلى قانون دولي ملزم .وفي نهاية المطاف ،أدت االنقس���امات األيديولوجية الش���ديدة في ذلك الوقت إلى اعتماد عهدين منفصلين ،أحدهما حول الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،واآلخر حول الحقوق المدنية والسياسية .وقد استُ خدمت مقاربت���ان مختلفتان لهذين العهدين .ففي حين ُطلب م���ن الدول «احترام وضمان» الحقوق المدنية والسياسية ،فإنه لم ُيطلب منها سوى «تحقيق التمتع التدريجي» بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .بيد أن ً ً الحقا. كال منهما يحتوي على التزامات فورية وأخرى تدريجية ،كما سنرى وين���ص العهد الدولي الخاص بالحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة ،الذي اعتُ مد في العام 1966عل���ى الحق���وق االقتصادي���ة واالجتماعي���ة والثقافية المكرس���ة في اإلع�ل�ان العالمي لحقوق ً ً تطورا وعلى نحو مل���زم اإلنس���ان ،لك���ن بصيغة أكثر قانونيا )26(.وبحلول بداي���ة العام ،2014بلغ عدد ()27 الدول األطراف في هذا العهد 161دولة. لق���د كان العهد ،وال يزال ،أكثر المعايير الدولية الخاصة بالحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ً كم���اال .بي���د أن المعايير الدولية التي ُوضعت في الوقت نفس���ه في إط���ار وكاالت متخصصة ،من قبيل منظمة العمل الدولية ومنظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ،تضمنت ً حقوقا إنس���انية محددة بالتفصيل .ومن���ذ العام ،1965وضع المجتمع الدولي في نطاق صالحياتها كذلك معايير بشأن الحقوق الخاصة بفئات معينة في المجتمع ،من قبيل الجماعات العرقية أو اإلثنية والنس���اء والسكان األصليين واألطفال والعمال المهاجرين واألشخاص ذوي اإلعاقة .وتتضمن هذه ً أحكام���ا تتعلق بتطبيق الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية عل���ى هذه الفئات .كما المعايي���ر أن المعاهدات اإلقليمية لحقوق اإلنس���ان ف���ي أفريقيا واألمريكيتين وأوروب���ا توفر الحماية لحقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية معينة ،شأنها شأن الميثاق العربي المنقح لحقوق اإلنسان.
بعد الحرب الباردة إن االعت���راف بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وفهمه���ا على نحو متزايد قد تعزز ،وعلى ً اس���تجابة للقواعد الش���عبية ولتحرك منظمات المجتمع وج���ه الخصوص في العقود الثالث األخيرة، المدني على نطاق واس���ع .ومنذ أواس���ط الثمانينيات من القرن الماضي ،بدأت الحركات االجتماعية في شتى أنحاء العالم ،وعلى نحو متزايد ،بالتعبئة ضد األثر االجتماعي لبرامج اإلصالح االقتصادي الس���ريع ومش���اريع البنية التحتية الواس���عة النطاق والفس���اد وأعب���اء الديون التي ال تُ ط���اق .كما أن برامج التكييف الهيكلي التي تروج لها المؤسس���ات المالية الدولية ،كالبنك الدولي ،شجعت البلدان المتلقية للمس���اعدات على تقليص اإلنف���اق االجتماعي في قطاعات كالصحة والتعليم ،وتخصيص ج���زء كبير م���ن ميزانياتها إلدارة ديونها .وأنش���أت الدول آليات «تقاس���م التكالي���ف» التي تطلب من ً (غالب���ا بغض النظر ع���ن قدرتهم) أن يدفعوا ب���دل الخدمات االجتماعية ،األم���ر الذي ينتج عنه الن���اس انهي���ار إمكان���ات االلتحاق بالمدارس االبتدائي���ة ومنع الحصول على الرعاية الصحية األساس���ية .وقد صيغت المطالب المناهضة لهذه السياسات في إطار العدالة االجتماعية وحقوق اإلنسان في نهاية المطاف. وفي الس���تينيات والس���بعينيات م���ن القرن المنصرم ،اس���تحوذت انتهاكات بع���ض الحقوق المدنية والسياس���ية على خيال المحترفين الذين يتمتعون بالوعي السياسي ،وهم من بين األوساط األكثر ً تأث���را بها ،بينما طلب المحرومون من الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية – أي أولئك الذين ً تض���ررا ،التعبير عن هذه الحقوق قبل ال ُيس���مح لهم بالوصول إلى المنابر السياس���ية – وهم األكثر ً عموما على أنها جزء من قضايا حقوق اإلنس���ان .وخالل أواخر الثمانينيات والتس���عينيات، أن تُ فه���م 26
انضمت إلى النش���طاء المحليين والوطنيين منظمات غير حكومية دولية مكرس���ة للدفاع عن الحقوق َّ االقتصادية واالجتماعية والثقافية .وتُ وجت الحركة الناشئة بتكوين منتديات اجتماعية عالمية وشبكة دولية ،حيث تجمعت منظمات المجتمع المدني الملتزمة بطيف من بواعث القلق المتعلقة بالعدالة االجتماعية بهدف تبادل الخبرات والتجارب وإقامة التحالفات. إن استعادة الحقوق من خالل التحرك العام يعطي مشروعية للدعوات إلى العدالة االجتماعية .فهي تش���دد على مس���اءلة طائفة من الفاعلين وحاملي المس���ؤولية ،وتتمتع بالقوة الق���ادرة على تعبئة األنشطة العالمية .وفي الحاالت التي ال يستطيع األشخاص المهمشون والمجردون من الملكية أن ينتظروا من حكومات بلدانهم احترام هذه الحقوق وحمايتها والوفاء بها ،فإن واجبات التعاون الدولي والمساعدات الدولية تتطلب التحرك من جانب الدول التي يمكنها تقديم المساعدة. كما شهدت أواخر الثمانينيات إنشاء األمم المتحدة لجنة مستقلة تتولى مراقبة التزام الدول بالعهد الدول���ي الخاص بالحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وذلك بعد مرور نحو 10س���نوات على إنش���اء لجنة مش���ابهة لها لمراقبة تنفيذ أحكام العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياس���ية. وتق���وم اللجن���ة المعنية بالحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية بتحليل تقاري���ر الدول وتقديم ()28 توصيات بإجراء تغييرات ،وإصدار تعليقات عامة حول نطاق الحقوق وااللتزامات بموجب المعاهدة. وتساعد التعليقات العامة على بلورة فهم دولي لطبيعة هذه الحقوق والتزامات الدول التي وافقت ً ملزما لها. على كون العهد الدولي وعق���ب نفاذ «البروتوكول االختي���اري» الملحق بالعهد في مايو/أيار عام ،2013أعطيت اللجنة الوالية للنظر في الش���كاوى المتعلقة باالنتهاكات وتوفير س���بل انتصاف دولي للضحايا الذين يحرمون من سبل االنتصاف على المستوى الوطني. وبموجب البروتوكول ،يمكن اختيار الدول في إجراء التحقيق .وبمجرد قيامها بذلك ،يمكن للجنة إجراء تحقيقات في الحاالت المتعلقة بهذا البلد إذا تلقت معلومات موثوقة تزعم وقوع انتهاكات جسيمة أو منتظمة .وبالمثل ،يس���مح إجراء لتقديم الش���كاوى فيما بين الدول بأن تقدم أي دولة قبلت بهذه ()29 اآللية بشكوى ضد أخرى إذا كانت كالهما قد اختارتا الموافقة على هذا اإلجراء. كما أن االعتراف بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ال يقتصر على المناضلين في القواعد الش���عبية أو المدافعي���ن عن حقوق اإلنس���ان أو الهيئات التابعة لألمم المتح���دة .فاالقتصادي الفائز ّ ً بدالة انعدام الحقوق .فهو يعتبر أن الحق في الحصول يعرف المجاعة بجائزة نوبل أمارتيا سن، مثالِّ ، ِّ على الغذاء والموارد اإلنتاجية (كاألرض) التي تمكن الناس من إطعام أنفسهم أمر أساسي لمكافحة ()30 ً ً ً كثيرا ما ال يكون في متناول الجميع. وفيرا ،ولكنه متوافرا ،أو حتى المجاعة؛ فالغذاء قد يكون ً حاليا بأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية حقوق قابلة للتنفيذ وثمة اعتراف واسع النطاق أمام المحاكم (أي قابلة للمقاضاة) بموجب القوانين الوطنية والدولية .ففي دعاوى المصلحة العامة أم���ام المحكمة العليا في الهند ،اس���تُ خدم تفس���ير واس���ع للحق في الحياة بحيث يش���مل الحق في التعلي���م والرعاية الصحية وعدم التعرض لآلثار الس���يئة لتلوث البيئ���ة .وبالمثل ،فقد أيدت المحكمة الدس���تورية لجنوب أفريقيا الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية المنصوص عليها في دستور ً فهما لواجب الدولة في العمل «بش���كل معقول» لضم���ان إمكانية الحصول وطورت الع���ام ،1996 َّ على األدوية األساس���ية والمس���كن المالئم بش���كل تدريجي ،وال س���يما من خ�ل�ال إعطاء األولوية ً ضعفا. لألشخاص األكثر
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
27
وعل���ى المس���توى اإلقليم���ي ،رأت اللجنة األفريقية لحقوق اإلنس���ان والش���عوب أن نيجيريا تنتهك ً حقوق���ا ع���دة ،منه���ا الحق في الرعاية الصحية والمس���كن والحياة ،وذلك بس���بب تقاعس���ها عن اتخاذ التدابي���ر الكافي���ة لحماية ش���عب األوغوني م���ن اآلثار الض���ارة لعمليات التنقيب ع���ن النفط في دلتا النيج���ر )31(.واعترفت المحكمة األوروبية لحقوق اإلنس���ان ،على نحو متزايد ،باعتماد حقوق اإلنس���ان ً بعض���ا .وفي الحاالت الت���ي عجزت فيها الدولة عن حماية الس���كان م���ن اآلثار الصحية عل���ى بعضها ً انتهاكا لحقهم في الحياة الخاصة الس���يئة للمشاريع المس���ببة للتلوث ،رأت المحكمة أن ذلك يشكل ()32 والعائلية وفي المسكن. وباإلضاف���ة إل���ى ذل���ك ،فق���د ُوضع���ت آليات جديدة تس���مح لضحاي���ا االنته���اكات بتنفي���ذ حقوقهم االقتصادية واالجتماعية والثقافية على المستويين اإلقليمي والدولي .وقد اعتمدت المنظومات الدولية واإلقليمية األفريقية واألمريكية واألوروبية إجراءات للش���كاوى في هذا الش���أن تنص على حق الضحايا في التماس اإلنصاف على المستوى الدولي )33(.ويعين مجلس األمم المتحدة لحقوق ً أيض���ا مجموعة من الخبراء المس���تقلين أو مقررين خاصين معنيي���ن بمراقبة تطبيق حقوق اإلنس���ان إنس���انية محددة .وتم إنش���اء واليات لمراقب���ة التعليم والس���كن المالئم والغ���ذاء والصحة ،والفقر ()34 المدقع ،والحقوق الثقافية والمياه والصرف الصحي ،وغيرها.
التحديات الراهنة على الرغم من التقدم الذي ُأحرز ،ال تزال هناك تحديات رئيسية ،وثمة دول متنفذة تشكك في صحة المطالب الفردية باالعتراف بهذه الحقوق اإلنسانية والدفاع عنها .ولسنوات عديدة ،وصفت حكومة ً بدال من الواليات المتحدة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية بأنها «أهداف» أو «تطلعات»، ً حقوقا. اعتبارها عدل���ت إدارة أوباما م���ن هذا الموقف ،واعتمدت ما تصفه بأنه «نهج ش���امل لحقوق اإلنس���ان وق���د ّ والديمقراطي���ة والتنمية» )35(.وانضم���ت حكومة الواليات المتحدة إلى اإلجماع الذي تم التوصل إليه بش���أن بع���ض القرارات الرامية إل���ى تعزيز الحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية في مجلس حقوق اإلنس���ان والجمعية العامة )36(.ومع ذلك ،وعلى الرغ���م من أن الواليات المتحدة األمريكية قد ش���اركت في مفاوضات إق���رار العهد الدولي الخ���اص بالحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية، واقترح���ت بعض أحكامه الرئيس���ية ،إال أنها وقع���ت على المعاهدة (ف���ي ،)1979ولكنها لم تصادق عليها بعد. ً تماما ،دون نق���اش ،الحقوق تح���د أكبر في حقيق���ة أن معظم البل���دان التي تقب���ل وم���ع ذل���ك ،ثمة ٍ االقتصادي���ة واالجتماعي���ة والثقافي���ة ،ال تفعل م���ا فيه الكفاي���ة لضمان تفعيل ه���ذه الحقوق .وقد أخف���ق العديد منها في ضمان الحماية للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ضمن دس���اتيرها الوطنية ،كما تقاعس عن توفير سبل انتصاف فعالة لضحايا االنتهاكات ضمن حدودها.
28
عدم االمتثال للقرارات الدولية «نحن ال نريد أن نمس أراضيهم .كل ما نريده هو حقنا» فينانثيو فلوريس ،ياكيي أكسا ،باراغواي ،نوفمبر/تشرين الثاني 2008
ً عاما ،دأب المواطنون األصليون من شعبي ياكيي أكسا وساوهوياماكسا، ألكثر من 20 في باراغواي ،على النضال الستعادة أراضي أجدادهم .فمن دون الوصول إلى أراضيهم ،ال يستطيع شعبا ياكيي أكسا وساوهوياماكسا ،ممارسة أنشطتهم التقليدية مثل الصيد ،وصيد السمك ،وجمع العسل ،أو تقاليدهما الثقافية والروحية ،الحيوية لطريقتهم في الحياة .وفي عامي 2005و ،2006قضت محكمة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان ،في حكمين مختلفين ،بأن باراغواي قد انتهكت حقوق المجتمعات المحلية وأمرت بإعادة أراضي أجدادهم إليهم في غضون ثالث سنوات .وفي قضية ً أيضا ،في أغسطس/آب مشابهة أخرى ،قضت محكمة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان ،2010في قرار مماثل لصالح مجتمع كساموك كاسيك للسكان األصليين في باراغواي. وشن ناشطو ياكيي أكسا وساوهوياماكسا ،بدعم من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ،بما في ذلك منظمة العفو الدولية ،حملة واسعة النطاق من أجل التنفيذ الكامل ألوامر المحكمة .وعلى الرغم من بعض التطورات اإليجابية ،لم تمتثل ()37 ً ً تاما لقرارات المحكمة. امتثاال باراغواي وكان اتفاق عقد بين سلطات باراغواي ومالك األرض في المنطقة الوسطى من البالد، في يناير/كانون الثاني ،2012قد فتح الباب أمام أبناء ياكيي أكسا لالنتقال إلى 12 ألف هكتار من األراضي داخل أراضي أسالفهم من جماعة إنكسيت العرقية في إقليم تشاكو .ورغم ذلك ،حلت أوائل عام 2014وأعضاء المجتمع ال يزالون يعيشون في منازل مؤقتة على شريط ضيق من األراضي بجوار طريق سريع مزدحم ،دونما فرصة تذكر للوصول إلى الخدمات األساسية ،نتيجة عدم تنفيذ قرار عودتهم إلى أراضيهم .بينما ً ()38 اضطر هؤالء للبقاء هناك ألكثر من 20عاما. وفي مارس آذار ،2013 /قرر مجتمع ساوهوياماكسا المحلي – الذي كان أبناؤه يعيشون ً أيضا في ظروف مماثلة بجانب طريق رئيسي – العودة إلى جزء من أراضيهم التقليدية، التي ال تزال في أيدي مالكين من القطاع الخاص .حيث شعر هؤالء أنه لم يكن لديهم أي خيار آخر ألن الدولة لم تتخذ خطوات فعالة لتأمين األراضي لهم .وفي 11يونيو/ ً امتثاال لقرار محكمة البلدان األمريكية .وسيتيح هذا حزيران ،2014صدر قانون جديد القانون لدولة باراغواي مصادرة 14,404هكتار من األراضي التقليدية لسكان مجتمع ً ً كبيرا لمجتمع انتصارا ساوهوياماكسا األصليين بدفع تعويض لمالك األرض .وشكل هذا ً عاما. السكان األصليين ،الذين ظلوا يكافحون من أجل استرداد أرضهم ألكثر من 20 وبتمريره القانون ،بعث رئيس الباراغواي برسالة قوية حول استعداد الدولة الحترام حقوق الشعوب األصلية وحمايتها.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
29
الفتة إلعالن رسائل التضامن التي جرى تبادلها مع شعوب ساوهوياماكسا األصلية أثناء فعالية نظمت مع ناشطي فرع الباراغواي لمنظمة العفو ،نوفمبر/تشرين الثاني .2013وكانت مجموعات من السكان األصليين قد عادت إلى أرض األجداد في مارس/آذار .2013حيث كانوا قد أقصوا عن أراضيهم لما يربو على 20سنة ،رغم صدور قرار عن محكمة البلدان األمريكية بعودتهم في .2006وفي أغسطس/آب ،2013قدمت حكومة الباراغواي مشروع قانون إلى البرلمان يعيد إلى الساوهوياماكسا أراضيهم التقليدية. وأقر مجلس الشيوح مشروع القانون في أبريل/ نيسان ،2014وفي وقت إعداد هذه الطبعة ،كان القانون ال يزال ينتظر قرار مجلس النواب والرئيس ليدخل حيز النفاذ© Amnesty International .
إن الرأي القائل بأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ليس���ت سوى طموحات تنموية ُيبعد األنظ���ار عن انتهاكات هذه الحق���وق في الدول الفقيرة والغنية على الس���واء .ويتمثل أحد التحديات الرئيس���ية أمام نشطاء حقوق اإلنس���ان في المناداة بعالمية الحقوق بتسليط الضوء على انتهاكات الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والنضال ضد هذه االنتهاكات.
متابعة الحقوق أمام الهيئات اإلقليمية تدخلت منظمات حقوق اإلنسان ،ومنها «مركز العدالة والقانون الدولي» ،و«المركز الدولي للحماية القانونية لحقوق اإلنسان» ،في الحاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية أمام اآلليات اإلقليمية لحقوق اإلنسان .وقدمت آراءها فيما ُيعرف باسم َ ومثلت ضحايا انتهاكات حقوق اإلنسان. ملفات «صديق المحكمة»، وعلى سبيل المثال ،مثل مركز العدالة والقانون الدولي ،إلى جانب حركة المرأة الدومينيكية – الهايتية وعيادة حقوق اإلنسان التابعة لجامعة كاليفورنيا في بيركلي، بنجاح ،فتاتين ،هما ديلسيا يين وفيولينا بوسيكو ،أمام محكمة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان .وقد رفضت الجمهورية الدومينيكية منح الفتاتين حق التسجيل لنيل الجنسية على أساس أنهما تنحدران من أصل هايتي .ومن دون التسجيل ال ُيسمح لهما بااللتحاق ً بالمدرسة ،األمر الذي اعتبر انتهاكا لحقهما في التعليم )39(.وأيدت المحكمة االدعاء بالتمييز العنصري فيما يتعلق بالجنسية ،ومنحت ً ً تعويضا بقيمة 8آالف كال من الفتاتين ()40 دوالر أمريكي وطالبت الدولة باالعتذار.
وقد اعترفت وكاالت األمم المتحدة والحكومات المانحة المتعددة اآلن بأهمية إدماج حقوق اإلنسان في التعاون من أجل التنمية .حيث أعلن برنامج األمم المتحدة لإلنماء ما يلي: «إن مستوى المعيشة الالئق والتغذية الكافية والرعاية الصحية واإلنجازات االجتماعية واالقتصادية األخرى ليس���ت مجرد أهداف تنموية ،بل إنها حقوق إنسانية متأصلة في حرية اإلنسان وكرامته .بيد أن ه���ذه الحق���وق ال تعني أنها مجرد حق في الحصول على حص���ة ،وإنما هي مطالب بمجموعة من الترتيبات االجتماعية – معايير ومؤسسات وقوانين ومناخ اقتصادي مالئم – التي تستطيع أن تكفل التمتع بهذه الحقوق .وهكذا فإن من واجب الحكومات وغيرها أن تعتمد سياس���ات تهدف إلى وضع ()41 هذه الترتيبات موضع التنفيذ». بيد أن تنفيذ منهج التنمية الذي يقوم على الحقوق افتقر إلى العدالة في أحسن األحوال )42(.كما أن بع���ض وكاالت األمم المتحدة – ومنه���ا مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي – لم تقم بإدم���اج هذا المنهج القائم على الحقوق حت���ى في المجاالت التي ينطوي فيها عملها على تداعيات ()43 مباشرة واضحة في مجال حقوق اإلنسان. وباإلضاف���ة إل���ى التنمية الدولية ،ف���إن العمليات المرتبطة بالعولمة االقتصادي���ة – إدماج االقتصاد العالمي وتحرير التجارة واالتجاه نحو خصخصة الخدمات العامة األساس���ية – قد جلبت تحديات جديدة 32
لقضي���ة الدفاع عن الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .إن خصخص���ة الخدمات العامة تمثل ً ً متزايدا ،وتشمل األجهزة الخدمية الضرورية لضمان الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. تحديا ً سلبا على إمكانية وإن تشجيع الدول على التوافق مع االلتزامات الدولية لضمان أال تؤثر الخصخصة الحصول على خدمات من قبيل المياه والرعاية الصحية والتعليم ،يعتبر أحد أولويات المناضلين من أجل العدالة االقتصادية واالجتماعية .ويقدم نش���طاء حقوق اإلنس���ان مراجعة نقدية مستقلة تقوم على الحقوق لمثل هذه الحمالت ،وذلك عن طريق إبراز تبعات إلغاء األنظمة المتعلقة بإعمال حقوق اإلنسان وتقيد الدولة بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. ً فرصا أكبر لدخول األس���واق التي كانت في الس���ابق مغلقة في وفي الوقت الذي يتيح تحرير التجارة ً غالبا ما تؤمن مصالح الدول الغنية وشركاتها وجه المنتجين من البلدان النامية ،فإن اتفاقيات التجارة على حس���اب الشعوب في البلدان النامية .وقد أعرب نشطاء حقوق اإلنسان ،على نحو متزايد ،عن قلقهم من تأثير اتفاقيات التجارة الحرة الدولية واإلقليمية والثنائية على الوفاء بحقوق اإلنسان ،وال ()44 سيما الحصول على األدوية األساسية واحترام حقوق العمل. وال ي���زال التق���دم الكبير الذي ُأح���رز في مجال فهم الحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية ،أو ف���ي الدف���اع عنها ،على مدى العقدين المنصرمين بش���كل خاص ،عرضة للتهديد بس���ب التش���كيك والتنك���ر اللذين تمارس���هما بع���ض الحكومات ،وجراء تخ���اذل العديد من الدول عن إق���رار آليات فعالة ً واستجابة للفرص العالمية ،إلى للمس���اءلة ،وبخاصة في صالح الفئات المس���تضعفة في المجتمع. جانب التهديدات العالمية ،فإن نشطاء حقوق اإلنسان والعدالة االجتماعية قد أقاموا شراكات دولية للدفاع عن حقوق المهمشين. ويس���تند التش���كيك في قابلية تنفيذ الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة إلى التصور بأن نطاقه���ا ومضمونها غير واضحين ،وبأنه من غير المناس���ب للمحاكم التدخل في هذه القضايا ،حيث أنه���ا تنطوي عل���ى قرارات سياس���ية تتعلق بتخصيص الم���وارد .ومع ذلك ،فإن العم���ل الذي أنجزته منظم���ات المجتم���ع المدني ،والمحاك���م وهيئات الخبراء م���ن جميع أنحاء العالم ،عل���ى مدى العقود الثالث���ة الماضي���ة ،أظهر بقوة أنه ،كما يصح في حال جميع الحقوق ،يأتي الوضوح من خالل تفس���ير وتطبي���ق الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ،وأنها قابلة للتنفي���ذ من قبل المحاكم وغيرها من الهيئات.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
33
فلنطالب بالكرامة :تمكين األشخاص من المطالبة بحقوقهم اإلنسانية وممارستها ()45
ً إنسانا .وقد أكدت الدول في تكمن الكرامة في صميم ما يعنيه أن يكون اإلنسان ً اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،أن «جميع البشر يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة تبين أدلة منظمة العفو الدولية بجالء كيف أن العيش في براثن والحقوق» .ومع ذلكِّ ، الفقر يعرض الناس لخطر أكبر بأن يقعوا ضحايا النتهاكات لحقوق اإلنسان ،من قبيل عمليات اإلخالء القسري ،والحرمان من المياه والصحة ،والتعذيب وسوء المعاملة على أيدي الشرطة .وهذه حقيقة عالمية .فالعديد من هذه االنتهاكات لحقوق اإلنسان له وينشئ دائرة مفرغة من انعدام األمن أثره الذي يدفع الناس نحو المزيد من الفقرُ . واإلقصاء والحرمان ،ويحول دون إسماع الناس أصواتهم. إن فشل الحكومات في االعتراف بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،كالحق في الصحة والمسكن ،وإعمالها ،في قوانينها وسياساتها وبرامجها ،يخلق ثغرة خطيرة لمحاوالت وقف هذه العملية .وفي ،2009أطلقت منظمة العفو الدولية حملة دولية بعنوان «فلنطالب بالكرامة» ،لتضييق هذه الفجوة .وركزت حملة «فلنطالب بالكرامة» على أربعة مجاالت موضوعية: • صحة األمهات والحقوق الجنسية واإلنجابية • أحياء الصفيح والمستوطنات العشوائية • مساءلة الشركات • اإلنفاذ القانوني للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وعلى الرغم من أن هناك معايير دولية قوية في هذه المجاالت ،فإن المؤسسات ً نادرا ما تخضع للمساءلة .وتتفاقم فجوة الدولية والشركات التي تنتهك هذه الحقوق المساءلة هذه جراء االفتقار إلى آليات كافية للتصدي للعديد من انتهاكات حقوق اإلنسان ،وبخاصة الحواجز التي تواجه الناس الذين يعيشون تحت وطأة الفقر في سعيهم اللتماس العدالة .وكان هدف حملة «فلنطالب بالكرامة» معالجة هذه الثغرات في إيجاد سبيل اللتماس اإلنصاف والمساءلة والمشاركة الفعالة ،حيث يتمكن الناس الذين يعيشون تحت وطأة الفقر من المطالبة بحقوقهم وممارستها. ودعت منظمة العفو الدولية الحكومات إلى: • حماية الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وإدماجها في القوانين الوطنية في حال لم تكن قد فعلت ذلك؛ • إنفاذ حقوق األشخاص الذين يعيشون تحت وطأة الفقر ،بما في ذلك إزالة الحواجز التي تعرقل تمتعهم بها ،مثل رسوم الخدمات الخاصة بالرعاية الصحية. • تمكين األشخاص من المطالبة بحقوقهم ،وهو ما يمكن أن يتحقق من خالل إزالة الحواجز التي تعرقل التماسهم العدالة ،وتوفير سبل لالنتصاف الفعال عما يتعرضون له من انتهاكات ،وتوفير الدعم والمعلومات لهم لتمكينهم من المشاركة بنشاط في عمليات صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم. هوامش _ تقديم 34
هوامش _ الفصل األول ( )23ديباجة دستور منظمة العمل الدوليةhttp://www. ،1919 ، ( ilo.org/public/english/about/iloconst.htm#preزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )24استلهم اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان خطاب الرئيس إف دي روزفيلت «الحريات األربع» أمام الكونغرس األمريكي في 6يناير/كانون الثاني ،1941وقد لعب كل من إليانور روزفيلت ً ً قياديا في صياغته، دورا والدبلوماسي الفرنسي رينيه كاسين ُانظر( http://www.un.org/en/documents/udhr/ ،زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )25ديباجة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان. ( )26العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (العهد الدولي) ،من الموقعwww.ohchr.org/ ، ( EN/ProfessionalInterest/Pages/CESCR.aspxزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ( )27مجموعة معاهدات األمم المتحدة ،ويمكن االطالع عليها منhttp://treaties.un.org/pages/ParticipationStatus. ، ُ (.)2014انظر الفصل الخامس: ( aspxزيارة في 17أبريل/نيسان حقوق اإلنسان) ،انضمت 167دولة إلى «العهد الدولي الخاص بالحريات المدنية والسياسية» كدول أطراف. ً قانونيا، ( )28التعليقات العامة ،على الرغم من أنها غير ملزمة هي تفسيرات رسمية لاللتزامات المفروضة بموجب المعاهدة على أساس فهم اللجنة لممارسة الدولة .ويمكن الرجوع إلى التعليقات العامة على الموقعhttp://www.ohchr.org/EN/ ، ( HRBodies/Pages/TBGeneralComments.aspxزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 (ُ )29انظر نص البروتوكول على الموقعwww.ohchr.org/EN/ ، ( ProfessionalInterest/Pages/OPCESCR.aspxزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ( )30دريز ،جيه وسين ،إيه ،الجوع والعمل العام ،مطبعة كالريندون ،أكسفوردhttp://scholar.harvard.edu/ ،1989 ، ( sen/publications/hunger-and-public-actionزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014
( )31اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ،مركز العمل الخاص بالحقوق االجتماعية واالقتصادية ومركز الحقوق االقتصادية واالجتماعية ضد نيجيريا ،رسالة رقم ،96/155أكتوبر /تشرين األول http://www1.umn.edu/humanrts/africa/ ،2001 ( comcases/155-96.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )32غيرا وآخرون ضد إيطاليا ،المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسانhttp://www.iidh.ed.cr/ ،932/735/1996/116 ، comunidades/libertadexpresion/docs/le_europeo/ ( guerra%20and%20others%20v.%20italy.htmزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( ) 33البروتوكول اإلضافي لالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان (بروتوكول سان سلفادور)http://www.oas.org/ ،1989 ، ( juridico/english/treaties/a-52.htmlزيارة في 17أبريل/ نيسان )2014؛ والميثاق االجتماعي األوروبي المنقح،1996 ، http://conventions.coe.int/Treaty/en/Treaties/Html/163. ( htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ والميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوبhttps://www1.umn.edu/ ،1982 ، ( humanrts/instree/z1afchar.htmزيارة في 17أبريل .)2014 (ُ )34انظر الموقع اإللكتروني للمفوضية العليا لحقوق اإلنسان، www.ohchr.org/EN/HRBodies/SP/Pages/Themes.aspx (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (ُ )35انظر خطاب مايك هز بوسنر ،مساعد األمين العام ،مكتب الديمقراطية وحقوق اإلنسان والعمل« ،الحريات األربع تبلغ
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
السبعين» ،خطاب أمام «الجمعية األمريكية للقانون الدولي»، فندق ريتز كارلتون ،واشنطون دي سي 23 ،مارس/آذار ،2011 من الموقعhtm.159195/www.state.gov/j/drl/rls/rm/2011 ، (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (ُ )36انظر تحرك الواليات المتحدة بشأن القرارات المتخذة في الجلسة 19لمجلس حقوق اإلنسان على الموقع: www.humanrights.gov/2012/03/23/us-joins-consensuson-hrc-resolution-on-the-right-to-food/ and http:// geneva.usmission.gov/2012/03/22/u-s-joins-consensuson-resolution-on-the-realization-in-all-countries-of( economic-social-and-cultural-rights/زيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014
( )37منظمة العفو الدولية« ،ال نطلب سوى ما هو لنا»؛ الشعوب األصلية في باراغواي (رقم الوثيقةAFR : .)45/005/2009 ( )38منظمة العفو الدولية ،باراغواي :مداخلة مقدمة إلى الجلسة 107للجنة حقوق اإلنسان التابعة لألمم المتحدة (28-11 مارس/آذار ( )2013رقم الوثيقة.)AMR 45/001/2013 : ( )39مركز العدالة والقانون الدولي( www.cejil.org/en :زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )40محكمة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان قضية الفتاتين ييان وبوسيكو ضد جمهورية الدومينيكان ،قرار في 8سبتمبر/ أيلول www.corteidh.or.cr/docs/casos/articulos/ ،2005 ( seriec_130_%20ing.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )41برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،تقرير التنمية البشرية، ،2000صفحة http://hdr.undp.org/en/content/ ،73 ( human-development-report-2000زيارة في 17 ً أيضا «فهم األمم المتحدة العام أبريل /نيسان ُ .)2014انظر لنهج التعاون التنموي القائم على حقوق اإلنسان»http:// ، hrbaportal.org/the-human-rights-based-approachto-development-cooperation-towards-a-common( understanding-among-un-agenciesزيارة في 17أبريل/ نيسان ،)2014المشار إليه في برنامج األمم المتحدة اإلنمائي، حقوق اإلنسان في برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،مالحظة تطبيقية ،أبريل/نيسان ،2005صفحة .16 (« ،P. Alston )42األهداف اإلنمائية لأللفية من منظور حقوق اإلنسان» .ورقة بحث ُأعدت كإسهام في جهود فريق العمل الخاص بالفقر والتنمية االقتصادية لمشروع األلفية التابع لألمم المتحدة ،2004 ،ويمكن االطالع عليها من الموقعhttp:// : www.institut-fuer-menschenrechte.de/en/topics/ development/frequently-asked-questions/15-whatis-the-relation-between-human-rights-and-the( millennium-development-goals-mdgs.htmlزيارة في 17 أبريل /نيسان .)2014 (ُ )43انظر «لجنة التنمية المشتركة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي» ،تقرير المراقبة العالمي :2004السياسات واإلجراءات الخاصة بتحقيق أهداف التنمية لأللفية والنتائج ذات الصلة ،واشنطن دي سي https://www.imf.org/ ،2004 ( external/np/pdr/gmr/eng/2004/041604.pdfزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 (ُ )44انظر على سبيل المثال :النداء العالمي لمكافحة الفقر( www.whiteband.org :زيارة في 17أبريل /نيسان )2014؛ منظمة العفو الدولية :غواتيماال :ينبغي تقييم تأثير اتفاقية التجارة الحرة على حقوق اإلنسان من قبل الكونغرس ()AMR 34/010/2005؛ مذكرة إلى حكومة غواتيماال (AMR .)34/014/2005 ( )45لالطالع على تفاصيل حملة «فلنطالب بالكرامة»ُ ،انظر: .www.amnesty.org/en/demand-dignity
35
عامل مهاجر خارج مكان إقامته في مخيم للعمل خارج الدوحة ،قطر ،أكتوبر/تشرين األول .2012 ويفترش العديد من العمال أرض الغرفة للنوم، بينما خلت عدة غرف من التكييف ،رغم قيظ الصيف في قطر ،بينما كان المطبخ يعوم بالمياه(ُ .انظر الصفحة © Shaival Dalal .)55 36
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
37
الفصل الثاني الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية موضع تركيز
38
«ليس هناك تقسيم ُمحكم بين الحقوق المدنية والسياسية وبين الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية». المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان
()46
ً طبقا لتعريف متعس���ف من أوجه يش���مل مصطلح «الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية»، عدي���دة ،طائفة من حقوق اإلنس���ان ،م���ن الحق في التعليم والمس���كن المناس���ب والرعاية الصحية والغ���ذاء والماء وخدم���ات الصرف الصحي ،إلى الحق في العمل والحق���وق أثناء العمل ،والحق في يقس���م الحقوق إلى مجموعتين: الضم���ان االجتماعي .بيد أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس���ان لم ِّ الحقوق المدنية والسياس���ية من ناحية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية من ناحية أخرى .وهو لم يفعل ذلك لسبب وجيه ،وهو أن بعض الحقوق ،ومنها الحق في حرية االشتراك في الجمعيات وحق العم���ل ،موجودة في كال العهدين الدوليين ،بينم���ا هناك حقوق أخرى ،من قبيل الحق في التعليم، ً تقليدي���ا على أنها من الحقوق المدنية ،وأخ���رى ُينظر إليها على أنها تتضم���ن جوان���ب كان ُينظر إليها ً عموم���ا على أنها حقوق حق���وق اجتماعي���ة .وفيما يلي الخطوط العريض���ة لبعض الحقوق المصنَّ فة اقتصادية واجتماعية وثقافية.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
39
الروما في إيطاليا :التمييز والتهميش في الحصول على السكن المناسب بعد سنتين من شطب مجلس الدولة ،وهو أعلى محكمة إدارية في البالد ،خطة حكومية تفتقر إلى المشروعية وتقوم على التمييز باسم «خطة الطوارئ الخاصة بالمترحلين» (وفق قرار للمحكمة اإليطالية العليا صدر في أبريل/نيسان ،)2013ال يزال آالف من الروما (الغجر) ممن يعيشون في إيطاليا ،بما في ذلك في مدن رئيسية مثل ميالن وروما ،أسرى حلقة مفرغة من التمييز والتهميش. وكانت الحكومة قد تبنت «خطة الطوارئ الخاصة بالمترحلين» للرد على ما وصفته «بحالة من التهديد االجتماعي الجسيم» يمكن أن يكون لها عواقبها على النظام واألمن العامين ،ويعود سببها إلى وجود الروما ،الذين دمغوا دون عناء ،ولكن دون وجه «الرحل» .ولم تتمكن الحكومة من تقديم أية أدلة تبرر تصوراتها .ولكن حق ،بأنهم من َّ ً السلطات سارعت إلى إغالق مخيمات الروما ،وقامت بإخالء اآلالف منهم قسرا دون ضمانات قانونية ،بما أدى في كثير من األحيان إلى تشريدهم .واستخدمت في ذلك السلطات الخاصة والموارد المالية التي وفرتها على وجه السرعة «خطة الطوارئ الخاصة بالمترحلين». وبينما ّ مثلت «خطة الطوارئ الخاصة بالمترحلين» ذروة السياسات التمييزية التي استهدف بها الروما ،إال أن شطبها لم يضع ً حدا النتهاك الحقوق اإلنسانية لعائالت الروما .فعمليات اإلخالء القسري ما زالت جارية على قدم وساق .وما برح اآلالف من الروما في إيطاليا – ما يربو على 4,000في روما وحدها – يعيشون في حالة من العزلة ً وغالبا في مساكن مكتظة ودون في مخيمات خاصة بهم ،بعيدة عن األحياء السكنية، ً ونظرا لعدم وجود دخل منتظم من وظائف نظامية لدى مستوى الحد األدنى المقبول. هؤالء ،فإن من المتعذر عليهم أن يدفعوا اإليجارات وفق قوانين السوق الخاصة .وال يمكنهم كذلك الحصول على السكن االجتماعي دون صعوبات .ففي روما وميالن، اعتمدت السلطات البلدية معايير تمييزية في تخصيص المساكن االجتماعية ،بحيث ً أعدادا كبيرة من عائالت الروما. تستثني إن منظمة العفو الدولية تحض السلطات الوطنية والمحلية في إيطاليا على الوفاء بالتزاماتها الدولية في كفالة السكن المناسب للجميع ،على قدم المساواة ،وهذا يشمل إزالة العقبات التمييزية التي تواجه الروما في مسعاهم إلى الحصول على المساكن االجتماعية ،ووضع حد لفصل الروما في السكن عن باقي فئات المجتمع .كما تحض منظمة العفو الدولية االتحاد األوروبي على مباشرة إجراء خاص بالتعديات ضد ()47 إيطاليا لخرقها «التوجيه الخاص بالمساواة العرقية في توفير السكن».
40
الحقوق الثقافية إن الثقاف���ة – وه���ي س���ياق حياة األفراد في مجتمعاته���م – يمكن أن تؤثر على جمي���ع جوانب الحياة اإلنس���انية ،من المس���كن والمأكل إلى العالقة باألرض والبيئة الطبيعية ،ومن الرعاية الصحية إلى كاف الدي���ن والتربية والفن���ون .وتتطلب الحقوق ذات الصلة ،من قبيل الحق في الحصول على غذاء ٍ ()48 والحق في التعليم ،أن تكون السياسات المتعلقة بالغذاء والتعليم مالئمة من الناحية الثقافية. ولذا ،فإن لألش���خاص ً حقا في التمتع بحقوقهم االقتصادية واالجتماعية والثقافية على نحو يتسق م���ع الممارس���ات الثقافية التي يرغب���ون في الحفاظ عليه���ا ،وال تتعدى على حق���وق اآلخرين .وأحد األمثلة الشائعة على ذلك هو أن معظم الثقافات تتوقع أن تتكون المراحيض الموجودة في األماكن العامة من مرافق خاصة بالرجال وأخرى منفصلة للنساء. ومن هنا فإن الفرص الحقيقية لمشاركة األقليات ،والسكان األصليين بشكل خاص ،من خالل احترام ً عنصرا حرية التعبير وحرية االشتراك في الجمعيات والحق في المشاركة في الحياة السياسية ،تعتبر ()49 ً أساسيا في احترام الحقوق الثقافية. ً نصوصا مس���تفيضة لحماي���ة الحقوق الثقافية .فالعه���د الدولي الخاص وتتضم���ن المعايير الدولية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يحمي الحق في المش���اركة في الحياة الثقافية .ويخول ً منفردا ،وبالش���راكة مع اآلخرين ،أو كجماعة – حق اختيار هويته ،والمش���اركة هذا الحق كل ش���خص – في الحياة السياس���ية للمجتمع ،واالنخراط في الممارس���ات الثقافية األخرى لهذا المجتمع ،والتعبير عن نفسه باللغة التي يختار ،ومعرفة ثقافتة وثقافات اآلخرين وفهمها ،من خالل التعليم واإلعالم، ()50 واالنخراط في خلق التعبيرات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية لمجتمعه. وينص العهد كذلك على حق كل شخص في التمتع بفوائد العلم وتطبيقاته. ويرسم حدود واجب الدولة في أن تحافظ على العلم والثقافة وتطورهما وتنشرهما .ويمكن العثور على أحكام ملموسة أكثر في القانون الدولي بالعالقة مع الشعوب األصلية ،وفي المعايير الخاصة ً وكثيرا ما يس���تد األفراد والجماعات بحقوق األقليات وتلك المتعلقة بالقضاء على التمييز العنصري. مم���ن يدافعون ع���ن الحقوق الثقافية على الصعي���د الدولي على «العهد الدول���ي الخاص بالحقوق المدني���ة والسياس���ية» (المادة ،)27التي توف���ر الحماية لحقوق أبناء األقليات ،ش���راكة مع اآلخرين، في التمتع بثقافتهم الخاصة بهم ،وفي المجاهرة بدينهم وممارس���ة طقوسهم وشعائرهم ،وفي ()51 استخدام لغتهم الخاصة بهم. وينبغي إقامة توازن بين حماية الحقوق الثقافية للفئات والجماعات والشعوب وبين حقوق األفراد. فق���د ُط ِّب���ق «الميث���اق األفريقي لحقوق اإلنس���ان والش���عوب» ،الذي يل���زم الدول األعض���اء بتعزيز يميز بين الممارس���ات وحماي���ة األخالق والقي���م التقليدية المعترف بها من قبل المجتمع ،على نحو ِّ ِّ يش���كل بعضها ،من قبي���ل تلك التي تفرض الثقافية «اإليجابية» والممارس���ات «الس���لبية» .وربما ً انتهاكا ألحكام أخ���رى من الميثاق األفريقي .وينص «الميثاق العربي التبعي���ة والخضوع على المرأة، لحقوق اإلنسان» على أن التدابير التي تعتمدها الدول األطراف لتحقيق أرفع مستوى ممكن للصحة ()52 الجسدية والعقلية ،تتضمن «قمع الممارسات التقليدية التي تلحق الضرر بصحة الفرد». كما يتعين على الدول اتخاذ جميع التدابير المناس���بة للقضاء على الممارس���ات التقليدية أو الثقافية ()53 ذات الطابع التمييزي أو الضارة ،وال سيما باألطفال والنساء.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
41
كاف الحق في الحصول على غذاء ٍ إن كمي���ة الغ���ذاء الت���ي ينتجها العالم كافية إلطعام كل فرد من س���كانه وتزيد .وم���ع ذلك ،فإن مئات الماليي���ن من البش���ر يعانون من س���وء التغذي���ة المزمن )54(.وكي تتماش���ى الدول م���ع االلتزامات ً فورا وأن تكفل، كاف( ،)55يتعين عليها أن تعالج مشكلة الجوع المتعلقة بالحق في الحصول على غذاء ٍ بش���كل تدريجي ،حصول «كل رجل وامرأة وطفل ،سواء كان بمفرده أم باالشتراك مع اآلخرين ،على ()56 ً ً واقتصاديا وفي جميع األوقات». ماديا الغذاء الكافي أو على وسيلة تدبيره وتقتضي االلتزامات بإعمال الحق في الحصول على الغذاء قيام الدولة بضمان ما يلي:
الوفرة :أي توفر إمكانية الحصول على الغذاء ،إما بإطعام النفس مباشرة من األرض المنتجة أو الموارد الطبيعية ،أو من أنظمة التوزيع والمعالجة ،وأنظمة السوق .وهذا يشمل التزامات الدولة عندما تتصرف على الصعيد الدولي لضمان احترام الحق في الحصول على الغذاء في بلدان أخرى ،وحماية ذلك الحق ،وتسهيل الحصول على الغذاء وتقديم المساعدة الضرورية ()57 عند الطلب.
ً اقتصاديا (من خالل النشاط االقتصادي أو اليسرة :وهي إمكانية الحصول على الغذاء ً جسديا (وال سيما بالنسبة للجماعات دعم السلع أو المساعدات) ،وإمكانية الحصول عليه ً ً حظا ،قد يحتاجون اجتماعيا أو غيرهم من أفراد الفئات األقل المستضعفة) .إن المستضعفين إلى اهتمام خاص من خالل برامج خاصة .ويضم هؤالء ضحايا الكوارث الطبيعية واألشخاص الذين يعيشون في مناطق تعصف بها الكوارث.
ً ً القبول« :توفر الغذاء الكافيً ، خاليا من ونوعا ،لتلبية الحاجات الغذائية لألفراد ،بحيث يكون كما ()58 ً ومقبوال لدى ثقافة معينة». المواد الضارة،
ففي حالة انطوت على انتهاكات مرتبطة بالتنقيب عن النفط في أوغونيالند ،بنيجيريا ،وجدت اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ما يلي:
«الميثاق األفريقي والقانون الدولي يطلبان من [مختلف الدول] ويلزمانها بحماية وتحسين مصادر كاف[ ...وبي���ن جملة متطلبات] ف���إن الحق في الغ���ذاء الحالي���ة ،وضمان حص���ول الجميع على غ���ذاء ٍ الحص���ول على الغذاء يقتضي من [الحكومة] أال تدمر مصادر الغذاء أو تلوثها ،وأال تس���مح ألطراف ()59 خاصة بتدميرها أو تلويثها ،وأال تمنع األشخاص من السعي إلى إطعام أنفسهم».
42
التجويع كعقوبة في كوريا الشمالية «كانوا يعطوننا كميات قليلة من الذرة – األرز .وفي بعض األوقات كانوا يقدمون ً دائما جوعى ونلجأ لنا حساء الملح مع أوراق الملفوف .ولم يقدموا لنا أي لحوم .كنا إلى أكل العشب في فصل الربيع .وقد قضى ثالثة أو أربعة أشخاص نحبهم نتيجة لسوء التغذية .وعندما يموت شخص ،كان زمالؤه السجناء يؤجلون إبالغ خبر وفاته إلى السلطات ،كي يتسنى لهم تناول حصته من اإلفطار». أمضى كيم أربع سنوات في مستعمرة للعمل العقابي للسجناء السياسيين في بادوك ،بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) ،بعد ترحيله من الصين واتهامه بالخيانة .وقد لقي مئات اآلالف من األشخاص حتفهم ،وعانى عدة ماليين من البشر ،من سوء التغذية المزمن في مجاعة اجتاحت كوريا الشمالية وتفاقمت بسبب أفعال السلطات .فقد منعت الحكومة توزيع المساعدات الغذائية بشكل سريع وعادل، ()60 وحظرت حرية التنقل التي كان من شأنها أن تتيح للناس فرصة البحث عن الغذاء. ً قسرا إلى كوريا الشمالية للسجن والمعاملة ويتعرض الالجئون الذين تتم إعادتهم المهينة ،بما في ذلك الحرمان الخطير من الغذاء. وجاء في تقرير لألمم المتحدة ،صدر في مارس/آذار ،2013أن أغلبية شعب كوريا الشمالية ،البالغ تعداده 16مليون نسمة ،يفتقرون إلى األمن الغذائي المزمن، وخلصت دراسة مسحية حول التغذية على الصعيد الوطني إلى أن 27.9%من األطفال ()61 تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن.
تجوع من وأحد أكثر االلتزامات أساسية التي يفرضها الحق في الغذاء يتمثل في واجب الدول بأن ال ِّ يخضعون لسيطرتها ،كالمسجونين .وكما أكدت «لجنة األمم المتحدة المعنية بحقوق اإلنسان» ،فإن الدولة تكون ،عندما تقبض على أفراد وتحتجزهم ،قد أخذت على عاتقها المس���ؤولية المباش���رة عن الحفاظ على حياتهم ،وعلى سبيل المثال المسؤولية عن توفير العالج الطبي ،والظروف المعيشية ()62 والطعام ،الكافية لهم. ً أيضا ع���ن جوانب خاصة بالن���وع االجتماعي من الح���ق في الغذاء، وتتح���دث معايي���ر حقوق اإلنس���ان ()63 فتقتضي من الدول تلبية حاجات النساء أثناء الحمل والوضع ،وبعد والدة أطفالهن.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
43
الحق في الحصول على مسكن مالئم ترى «اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية» أن الحق في الس���كن «ينبغي أال ً ً ً ً مس���اويا ،على س���بيل المثال ،للمأوى المتوفر للمرء بمجرد تقييديا يجعله ضيقا أو تفس���يرا يفس���ر وجود س���قف فوق رأس���ه ،أو يعتبر المأوى على وجه الحصر س���لعة .بل ينبغي النظر إلى هذا الحق باعتب���اره ح���ق المرء في أن يعيش في مكان ما في أمن وس�ل�ام وكرامة» )64(.وبالمثل ،قال «المقرر الخاص بالمعني بالسكن المالئم» ،إن «حق اإلنسان في السكن المالئم يعني حق كل امرأة ورجل ()65 وشاب وطفل في الحصول على بيت ومجتمع آمنين يعيش فيه بكرامة». وقد حددت اللجنة سبعة معايير لتحديد مفهوم السكن المالئم:
األمن القانوني لحيازة العقار
توافر الخدمات والمواد والمرافق والبنية التحتية
الموقع
القابلية للسكن
معقولية الكلفة
سهولة الوصول
المالءمة الثقافية.
()66
وينبغ���ي على الحكومات ضمان أن يتمتع جميع األش���خاص بالحد األدنى من أم���ن الحيازة العقارية، الذي يوفر لهم الحماية القانونية من اإلخالء القسري والمضايقة وسواهما من التهديدات .وينبغي ً يسيرا بالنسبة للجميع ،كما ينبغي أن ال تقوض كلفته قدرة األشخاص أن يكون الوصول إلى السكن عل���ى تلبية حاجاتهم األخرى .وعند وضع برامج اإلس���كان وتخصيص الم���وارد ،ينبغي على الحكومات ً ً موجودا تهميش���ا .كما ينبغي أن تتخذ خطوات لضمان أن يكون الس���كن: إعطاء األولية ألكثر الفئات ً ً وقريبا من شبكات وبعيدا عن المواقع العسكرية ،وعن االنبعاثات الخطرة والتلوث؛ في مناطق آمنة، المواصالت وفرص العمل؛ وأن يحترم الحقوق الثقافية .وينبغي أن يكون األش���خاص قادرين على الحص���ول عل���ى الماء والتمتع بخدمات الصرف الصحي وس���واها من التس���هيالت الضرورية للصحة ()67 واألمن والراحة والغذاء. واإلخالء القس���ري هو إخراج الناس من بيوتهم أو األراضي التي يش���غلونها باإلكراه ورغم إرادتهم، دون اتخاذ اإلجراءات المرعية أو س���واها من الضمانات القانونية .وتش���مل هذه الضمانات التش���اور الحقيقي مع المجتمعات المتضررة للتعرف على جميع البدائل الممكنة لإلخالء ،كما تش���مل اإلخطار المس���بق قبل وقت كاف ،وتوفير الس���كن البديل لمن ال يس���تطيعون إعالة أنفس���هم )68(.وقد جرى ()69 تصنيف عمليات اإلخالء القسري بأنها انتهاك جسيم لطيف عريض من حقوق اإلنسان. ويمكن لآلثار المترتبة على اإلخالء القس���ري أن تكون كارثية ،وبخاصة بالنس���بة لمن يعيش���ون في حال���ة من الفقر الش���ديد .حيث ال يفق���د الناس بيوتهم (التي يمكن أن يكونوا قد بنوها بأنفس���هم)
44
فحسب ،وإنما كذلك جيرانهم وممتلكاتهم الشخصية وشبكاتهم االجتماعية وسبل عيشهم وخدمات ً وكثيرا ما تعاني النس���اء على نحو غير م���ن قبيل الم���اء والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية. متناس���ب نتيجة اإلخالء القسري وآثاره .وهذا يعكس التمييز الذي تعانيه العديد من النساء بالعالقة م���ع أنظم���ة الملكية العقاري���ة والميراث ،كما يعك���س المخاطر المتزايدة ب���أن يتعرضن عقب عمليات اإلخالء للعنف ،وكذلك لآلثار األخرى الخاصة بجنسهن من تشرد وخسارة لفرص التمتع بالخدمات. ويتعين على الحكومات تبني تش���ريعات تحظر عمليات اإلخالء القسري وتقر ضمانات ينبغي التقيد ً طبقا للمقتضيات الدولية .وقد وضع «مقرر األمم المتحدة الخاص المعني بها قبل أية عملية إخالء، بالسكن المالئم» وثيقة بعنوان «المبادئ األساسية والمبادئ التوجيهية المتعلقة بعمليات اإلخالء والترحيل بدافع من التنمية» (المبادئ األساس���ية) )70(،تنص على توجيهات مفصلة بشأن الخطوات الت���ي ينبغ���ي اتخاذها قبل وأثناء وبعد عملي���ات اإلخالء ،للوفاء بمتطلبات القان���ون الدولي لحقوق اإلنسان .والمبادئ التوجيهية أنموذج جيد يمكن االسترشاد به في وضع القوانين الوطنية المتعلقة بعمليات اإلخالء.
الحق في التعليم يش���مل حق التعليم الحق في الحصول على التعليم األساس���ي اإللزامي والمجاني ،وزيادة إمكانية الحص���ول على التعليم الثان���وي والتقني والمهني والعالي )71(.ويتجاوز هذا الحق التقس���يم الزائف بين حقوق اإلنس���ان ،ألنه يحت���وي على عناصر مدنية وثقافية واقتصادية وسياس���ية واجتماعية .إن الوفاء بحق األشخاص في التعليم يساعد على التقليل من إمكانية تعرضهم لتجربة تشغيل األطفال وال���زواج المبكر والتمييز وغيرها من انتهاكات حقوق اإلنس���ان .كما أنه يزيد من فرص التمتع بحقوق ()72 إنسانية أخرى ،ومنها الحق في الرعاية الصحية والحق في المشاركة في الشؤون العامة.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
45
أطفال الروما يخسرون فرصهم في التعليم «في الفصل السابع من المدرسة الخاصة تعلمت األشياء نفسها التي تعلمتها في الفصل الثالث من المدرسة العادية». صبي في الرابعة عشرة وضع في مدرسة «خاصة» في سلوفاكيا
تعاني أعداد كبيرة من أطفال الروما (الغجر) في سلوفاكيا من التمييز ،ويجري فصلهم ً عنصريا في نظام التعليم ،األمر الذي يترتب عليه عواقب وخيمة بالنسبة لحياتهم وفرصهم في المستقبل .إذ يوضع أطفال الروما في «مدارس خاصة» أو في صفوف لألطفال من ذوي التخلف العقلي المعتدل ،أو يجرى عزلهم في مدارس عامة أو صفوف ً وكثيرا مخصصة ألطفال الروما فقط .وفي كلتا الحالتين ،يدرسون مناهج أدنى مستوى، ً وطبقا لدراسة مسحية أجراها برنامج األمم المتحدة ما يعزلون عن التالميذ اآلخرين. اإلنمائي ،ونشرت في ،2012فإن 17%من أطفال الروما فقط أكملوا دراستهم ()73 الثانوية ،بالمقارنة مع 88%من األطفال اآلخرين. ً طالبا في المدرسة وفي ،2008وجدت منظمة العفو الدولية أن 99.5%من 190 الخاصة لقرية بافلوبتشي ناد أوهوم كانوا من الروما .ولم يخضع العديد من تالميذ ()74 المدرسة ألي تقييم ،بأي صورة من الصور ،قبل أن ينقلوا من المدرسة العادية. واستجابة لحملة منظمة العفو ،قامت الحكومة بتعديل قانون المدارس بحيث يحظر صراحة التمييز والفصل في التعليم .وفي أغسطس/آب ،2010أعلنت الحكومة عن التزامها بوضع حد لنظام الفصل على أساس األصل اإلثني في مدراس سلوفاكيا. ً ضربا بيد أن الشركات لم تحدد على نحو واضح حتى اليوم أي اإلجراءات والتدابير تشكل من ضروب الفصل ،ومن الناحية العملية ،تقاعست الحكومة عن ضمان تنفيذ الحظر ()75 المفروض على التمييز. ثمة شعاع أمل صغير جلبه معه قرار ذو أهمية مفصلية واتخذته محكمة بريسوف المنطقية في أكتوبر/تشرين األول ،2012وسط الصورة العامة التي تلف واقع الطالب من الروما في سلوفاكيا .حيث قررت المحكمة ،في معالجتها لشكوى تقدمت بها إحدى المنظمات غير الحكومية ،وهي «مركز الحقوق المدنية واإلنسانية» ،أن مدرسة ابتدائية في قرية شاريسكي ميتشاالني ،في شرقي سلوفاكيا ،قد مارست التمييز ضد أطفال الروما بتعليمهم في صفوف دراسية منفصلة ،دونما تبرير معقول .ولسوء الحظ ،لم ً دعما يذكر كي تنفذ قرار المحكمة .وتلقى جهودها الدعم إلنهاء الفصل تتلق المدرسة في الصفوف بصورة رئيسية من جانب منظمة غير حكومية أخرى تدعى «إدوروما». وفي يناير/كانون الثاني ،2012تبنت سلوفاكيا «االستراتيجية الوطنية إلدماج الروما لسنة ،»2020التي تنص على أن عدم الفصل هو أحد المبادئ األساسية للسياسة العامة الرامية إلى إدماج مجتمعات الروما .وعلى الرغم من هذه المبادرات ،ليس ثمة ً ً أيضا عن مراقبة الوضع تغييرا قد حدث .كما تتخاذل الحكومة شواهد ملموسة على أن في المدارس نتيجة عزوفها عن جمع بيانات إحصائية مقسمة حسب الفئات اإلثنية فيما يتصل بتركيبة مختلف أنواع المدارس.
46
بنت من الروما في طريقها إلى المدرسة في مدينة ليفوتشا ،بشرقي سلوفاكيا .2013 ،في ،2011وضع أطفال الروما في مدارس للفصل اإلثني .ونظم آباؤهم وأمهاتهم حمالت من أجل وضع حد للتمييز والعزل ضد أطفال الروما في التعليم© Amnesty International .
ويج���ب أن تكفل الدول التعليم األساس���ي اإللزام���ي والمجاني باعتباره مس���ألة ذات أولوية ،وحرية ً متماش���يا م���ع معتقداتهما الدينية التعلي���م (م���ع حق الوالدي���ن في ضمان أن يك���ون تعليم أبنائهم والفلس���فية) .وك���ي تفي بالتزاماتها تجاه حقوق اإلنس���ان ،يجب أن تكفل الحكوم���ات توافر التعليم، ً ً ً ومقبوال (أن يحترم الحقوق الثقافية والحقوق اإلنسانية وجس���ديا)، (ماليا بحيث يكون يس���ير المنال ً وقابال للتكييف (بما يالئم الواقع الحياتي للجميع). للمتعلمين)، وتش���مل العناصر األساسية الدنيا( )76للحق في التعليم إعطاء األولوية للتعليم األساسي اإللزامي والمجان���ي لجميع األطفال ،وضمان أن يتماش���ى المضمون الترب���وي والتعليمي مع مبادئ حقوق ً بدال من الفصل والتحيز. اإلنسان .وهذا يتضمن تنمية التنوع والتفاهم
الحق في الصحة ً طبق���ا للمادة 12من العهد الدولي ،فإن الحق في الصحة يعني حق كل إنس���ان «في التمتع بأعلى مس���توى من الصحة الجس���دية والعقلي���ة يمكن بلوغ���ه» )77(.والحق في الصح���ة ال يعني الحق في التمتع بصحة جيدة – فليس باإلمكان أن يتمتع أي ش���خص بصحة جيدة طوال الوقت .وإنما يش���تمل على الحريات (من قبيل حق اإلنسان في السيطرة على صحته وجسده ،بما في ذلك توافر التدابير ً مثال ،المساواة الحمائية للشخص من أن يخضع للعالج الطبي دون موافقته) واالستحقاقات (ومنها ()78 في فرص التمتع بالرعاية الصحية). ً ً واس���عا للحق في تصورا واعتم���دت اللجن���ة المعني���ة بالحقوق االقتصادي���ة واالجتماعي���ة والثقافية الصحة ،واعترفت به على أنه:
«حق شامل ال يمتد إلى توفير الرعاية الصحية المناسبة وفي الوقت المناسب فحسب ،وإنما إلى العوامل الحاسمة في الصحة ،من قبيل الحصول على المياه اآلمنة والصالحة للشرب والتمديدات الصحية الكافية وكفاية الغذاء والمسكن اآلمن والظروف المهنية والبيئية الصحية اآلمنة ،والحصول على التربية والمعلومات المتعلقة بالصحة ،بما فيها الصحة الجنسية واإلنجابية .وثمة جانب آخر مهم وهو مش���اركة الس���كان في عملية صنع القرار المتعلق بالصحة على المس���توى المحلي والوطني ()79 والدولي». ويحدد قانون حقوق اإلنسان المعايير للتقرير والتقييم فيما إذا كانت المحددات األساسية للصحة أو للمرافق والخدمات الصحية متساوقة مع مبادئ حقوق اإلنسان .ولذا فإن الحق في الصحة يتضمن ()80 العناصر «األساسية ذات التأثير المتبادل» التالية:
أن تكون مرافق الرعاية الصحية والمهنيون المدربون واألدوية األساسية متوافرة بصورة كافية داخل البالد .وهذا يشمل ،على سبيل المثال ،المستشفيات والعيادات والعاملين الصحيين المدربين واألدوية األساسية واستراتيجيات الصحة العامة الوقائية والترويج الصحي.
أن تكون المرافق الصحية والسلع والخدمات والمعلومات المتعلقة بالصحة يسيرة المنال ً ً وجسديا لكل شخص بال تمييز. اقتصاديا
أن تحترم المرافق الصحية والسلع والخدمات والمعلومات المتعلقة بالصحة اآلداب الطبية، وأن تراعي الثقافة والنوع االجتماعي ومتطلبات دورة الحياة كي تكون مقبولة.
48
ً علميا أن تكون المرافق الصحية والسلع والخدمات والمعلومات المتعلقة بالصحة مالئمة ً مهرة، وطبيا وذات نوعية جيدة .وهذا يقتضي ،من بين أمور أخرى ،توفر موظفين طبيين َ وأدوية نالت الموافقة العلمية وغير منتهية الصالحية ،ومعدات للمستشفيات ومياه آمنة ()81 وصالحة للشرب وتمديدات صحية كافية.
وتشمل االنتهاكات المحتملة للحق في الصحة ما يلي:
حجب المعلومات الضرورية للوقاية من المرض أو العجز ،أو معالجتها ،أو تقديم معلومات خاطئة بشكل متعمد.
ترويج المواد الضارة.
عدم حظر الممارسات الثقافية الضارة أو عدم النهي عنها.
عدم مراقبة أنشطة الشركات التي لها آثار ضارة على الصحة.
عدم اعتماد خطة تفصيلية لتحقيق الحد األدنى من االلتزامات األساسية الخاصة بالحق في ()82 الرعاية الصحية.
لقد س���اعد المقرر الخاص لألمم المتحدة المعني بحق كل شخص في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة الجس���دية والعقلية (المقرر الخاص المعني بالصحة) في تعزيز الفهم للحق في الصحة، بما فيها الصحة الجنسية واإلنجابية والصحة العقلية. وس���لط المق���رر الخاص الض���وء على اآلثار الس���لبية للقان���ون الجنائي وغي���ره من القي���ود القانونية المفروضة على الرعاية الصحية الجنسية واإلنجابية – بما في ذلك على فرص الحصول على السلع والخدمات والمعلومات – على حريات األشخاص المتضررين منها ،وال سيما النساء ،وعلى كرامتهم اإلنسانية والصحة العامة )83(.وعلى سبيل المثال ،يمكن أن تسهم القيود القانونية المفروضة على حصول غير المتزوجات على وس���ائل منع الحمل ف���ي أحمال غير مرغوب بها ،وفي اإلصابة بالعدوى ً وطبقا للمقرر الخ���اص ،فإن لجوء الدول���ة إلى القانون الجنائي وغي���ره من القيود بأم���راض جنس���ية. ً ً خطيرا للحق في الصحة وال فاعلية له انتهاكا القانونية لتنظيم الصحة الجنسية واإلنجابية ربما يمثل ()84 كشكل من أشكال التدخل في الصحة العامة.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
49
وأكد المقرر الخاص على العالقة بين الحق في الصحة ووفيات األمهات واإلصابة باألمراض .فبحسب ً تقدما في تقليص معدالت وفيات األمهات ،فقد المقرر الخاص ،بينما حقق عدد متزايد من البلدان ش���هدت العملي���ة الكثير من المراوحة وحت���ى التراجع عما تحقق في العديد م���ن البلدان التي تعاني من أعلى المعدالت في وفيات األمهات )85(.ويوضح المقرر الخاص بأن هناك سببين حاسمين وراء األعداد المرتفعة من وفيات النس���اء والفتيات أثناء الحمل والوالدة ألس���باب يمكن الحيلولة دونها، وهما عدم كفاية ما تقدمه األنظمة الصحية للنس���اء من خدمات ،وعدم تمكن العديد من النساء من ً الحصول حتى على خدمات إنقاذ الحياة الموجودة فعال ،نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية )86(.وفي فشجع الدول على «اتخاذ التدابير على ،2012أشار مجلس حقوق اإلنسان كذلك إلى هذه الصالت، ّ جميع المستويات للتصدي لألسباب ذات الصلة الكامنة وراء وفيات األمهات وإصابتهن باألمراض، م���ن قبيل الفقر وس���وء التغذية والعادات الضارة وانع���دام فرص االنتفاع بخدم���ات الرعاية الصحية ()87 والمعلومات والتربية الصحية المناسبة بيسر ،إلى جانب عدم المساواة بين الجنسين».
الحق في الحصول على الماء ً ش���خصا في العالم، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية واليونيس���ف ،لم تتح لما يقرب من 768 ()88 ً حت���ى نهاية ،2011فرصة الوصول إلى مصدر للماء المحم���ي من التلويث الخارجي .وفضال عن ذلك ،يزيد عدد من ال يحصلون على موارد مائية مس���تدامة آمنة على ذلك )89(.وليس ثمة تقديرات عالمية يمكن الوثوق بها حول عدد األشخاص الذين يحصلون على ماء ذي نوعية جيدة لتلبية حاجاتهم ِّ ويش���كل االفتقار إلى الماء الصالح للش���رب والنظيف ،إلى جانب عدم توافر الش���خصية والمنزلية. خدمات كافية للصرف الصحي ،أحد أس���باب اإلصابة بأمراض خطيرة من قبيل حالة اإلس���هال ،التي تقتل ما يربو على مليوني شخص كل سنة ،معظمهم من األطفال الذين يعيشون بصورة رئيسية ()90 في الدول النامية. وقد نال الحق في الحصول على الماء االعتراف بأنه ينبثق من الحق في مستوى معيشي مناسب، ول���ذا فهو متضمن في العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وصكوك ً قانونا في عدد متنام من الدس���اتير الوطنية .ويش���مل الحق أخ���رى )91(.كم���ا جرى االعتراف بأنه ملزم ف���ي الحصول على الماء توافر الماء الكافي لالس���تعماالت الش���خصية والمنزلي���ة ،والحصول عليه من مصادر في المحيط المباش���ر لكل منزل ،وأن تكون أس���عاره في متناول مس���تخدميه ،وأن يكون بمس���توى كاف من الجودة )92(.ويتعين على الدول ،كجزء من التزاماتها المباشرة ،أن تعطي األولوية لحصول كل ش���خص على الحد األدنى من الكمية الالزمة من الماء لالستعمال الشخصي والمنزلي واآلمن���ة بما يكفي للوقاية من المرض .كما ينبغ���ي على الدول تبني ما يلزم من التدابير الموجهة نحو التحقيق الكامل للحق في الماء ،بما يش���مل اتخاذ تدابير إيجابية لمس���اعدة األفراد والمجتمعات ً مكونا من مكونات حق���وق أخرى .فيمكن أن عل���ى التمت���ع بهذا الحق )93(.ويعتبر الحص���ول على الماء ً أساس���يا إلعمال الحق في الغذاء وفي مصدر عيش آمن ،كما هو الحال بالنس���بة للمزارعين أو يكون ()94 سواهم ممن يعتمدون على الماء في أعمالهم اليومية. وكما هو الحال بالنس���بة للحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية األخرى ،ينبغي إعطاء األولوية ً ضعفا في المجتمع ،أي إلى «األفراد والجماعات التي طالما واجهت المصاعب إلى الفئات األش���د ف���ي مزاول���ة حقوقها ،ومنها النس���اء واألطفال واألقليات والش���عوب األصلي���ة والالجئون وطالبو ()95 ً داخليا والعمال المهاجرون والسجناء والمعتقلون». اللجوء واألشخاص المهجرون
50
حرمان الفلسطينيين من فرصة عادلة في الحصول على الماء ()96
من الالفت للنظر مدى عدم المساواة بين اإلسرائيليين والفلسطينيين في الحصول على الماء .فما يستهلكه الفلسطيني من الماء في األراضي الفلسطينية المحتلة يقارب ً 70 لترا في اليوم للشخص الواحد – وهو دون المعدل اليومي الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية ،والبالغ 100لتر – بينما يصل استهالك اإلسرائيلي إلى نحو 300لتر في اليوم ،أي بمعدل يقترب من أربعة أضعاف .وفي بعض المجتمعات الريفية ،ال يحصل الفلسطينيون حتى على ً 70 لترا في اليوم .وفي بعض الحاالت ال يزيد استهالكهم عن ً 20 لترا في اليوم ،وهي كمية الحد األدنى من الماء الموصى بها ()97 من قبل منظمة الصحة العالمية لحاالت الطوارئ. في 10مارس/آذار ،2008تلقى فائق أحمد صبيح زيارة من دورية تابعة للجيش اإلسرائيلي في مزرعته بالفارسية ،التي تبعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من الجفتلك ،في غور األردن بالضفة الغربية .وقام الجنود بمصادرة 1,500متر من خراطيم المياه المطاطية التي كان ينقل بواسطتها الماء إلى مزرعته من نبع على تلة تعلو أرضه ،وقاموا بسحق أنبوب معدني صغير كان يستخدمه كوصلة مع الخرطوم .ونص أمر المصادرة الذي سلمه الجيش اإلسرائيلي له على مصادرة الخرطوم «بسبب عدم وجود تصريح» .فالجيش يعتبر نبع الماء «أمالك دولة». وكان المزارعون المحليون قد حاولوا ،في الماضي ،بناء خزان أرضي لتخزين مياه النبع وجمع مياه المطر ،ولكن الجيش منعهم من ذلك ألنهم لم يحصلوا ،وما كان يمكن أن يحصلوا ،على تصريح من الجيش للقيام بذلك .وعندما زار مندوب لمنظمة العفو الدولية ً واضحا على وجه فائق صبيح وهو يقول: المزرعة في 11مارس/آذار ،2008بدا القلق
«هذا مصدر رزق عائلتي .نعمل ليل نهار ،ونحتاج إلى الماء؛ والطقس يزداد حرارة كل يوم .وأوضاعنا صعبة هذه السنة بسبب شح المطر من دون أي صعوبات أخرى؛ ً ً صغيرا. قسطا وباستطاعتك أن ترى مدى ضحالة الماء في السيل ،ولم نأخذ منه سوى ال أستطيع شراء أنبوب آخر؛ وإذا فعلت ،فقد يأتي الجيش ويأخذه مرة أخرى». ً تالفا في عقب ذلك ،أعاد الجيش خرطوم الماء المطاطي إلى فائق صبيح ،ولكنه كان أجزاء كثيرة منه ،وغير صالح لالستعمال ،وكرروا على مسامعة ما سمعه من قبل بأنه من المحظور عليه استعمال مياه النبع .وعند بدء موسم الحر ،حاول أن يحتفظ ببعض محاصيله عن طريق شراء الماء من مناطق أخرى بواسطة الصهاريج ،ولكنه مع ذلك خسر ()98 القسط األكبر من محاصيله. وعندما ال يستطيع المزارعون الفلسطينيون ،مثل فائق صبيح ،الحصول على الماء ً متاحا أمامهم هو االنتقال عدة كيلومترات لشراء من النبع ،فإن الخيار الوحيد الذي يظل كميات من المياه ينقلونها فيما بعد عن طريق الصهاريج إلى كرومهم .وهذه أعلى الطرق كلفة للحصول على الماء ،خاصة وأن القيود التي يفرضها الجيش اإلسرائيلي تقتضي من الصهاريج سلوك طرق ملتوية ودائرية إليصال حمولتها .وال تواجه المستوطنات اإلسرائيلية غير الشرعية ،التي تطوق الفارسية ،مثل هذه المشكالت. ً مجانا من النبع الذي ال يسمح لفائق صبيح وعائلته فالمستوطنون يحصلون على المياه استعمال مائه ،والذي يتدفق منه جدول صغير نحو المستوطنات اإلسرائيلية .وتحصل منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
51
المستوطنات اإلسرائيلية كذلك على وفرة من المياه من آبار قريبة ال يستطيع فائق صبيح والمزارعون الفلسطينيون اآلخرون الوصول إليها .ويمكن دون عناء قراءة النص التالي من الموقع اإللكتروني لمستوطنة «شامدوت ميخوال» اإلسرائيلية:
«جوالت سياحية تحبس األنفاس إلى البيوت الزجاجية ألبصال زنابق األماريليس ،حيث يجري جمعها وتوضيبها وشحنها إلى أوروبا والواليات المتحدة األمريكية ،لغرسها كي تزهر في موسم العطلة الشتوية .جوالت قصيرة لمشاهدة مزرعتنا لمنتجات األلبان التي تدار «بأحدث الوسائل التكنولوجية» ،وكروم العنب والبساتين .جوالت في مزارع وادي األردن المتخصصة في إنتاج محاصيل المناطق ذات المناخات الحارة والجافة من ()99 المعدة للتصدير». الخضار والفواكه والزهور والتوابل ّ
الحق في الحصول على خدمة الصرف الصحي تقدر منظمة الصحة العالمية واليونيس���ف أن قرابة 2.5بليون إنس���ان كانوا يفتقرون إلى مراحيض مناس���بة في منازلهم ،بنهاية ،2011ومن بين هؤالء ،ظل بليون ش���خص يتخلصون من فضالتهم ()100 في الخالء. وق���د اعت���رف بالح���ق في خدمة الص���رف الصحي ،مث���ل الحق في الم���اء ،بأنه منبثق ع���ن الحق في مس���توى معيشي مناسب ،ولذا فهو متضمن صراحة في «العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياس���ية» )101(.ويقتضي ه���ذا الحق توافر مراف���ق الصرف الصحي المناس���بة (وما يالزمها من خدم���ات) داخ���ل كل من���زل ،أو في محيطه المباش���ر ،وكذلك في كل مؤسس���ة صحي���ة أو تعليمية، وف���ي مكان العمل وكل مؤسس���ة عامة أو مكان للتجمع العام .كم���ا يتطلب أن تكون مرافق الصرف ً ً صحيا ،بما في ذلك تنظيفها آمنا الصحي ذات جودة عالية ،ما يعني أنه ينبغي أن يكون استخدامها بصورة منتظمة ،وصيانتها وإفراغ الحفر االمتصاصية أو األماكن األخرى التي تتجمع فيها الفضالت ً يس���يرا البش���رية .وينبغ���ي أن تخصص أماكن آمنة للمرافق ،وأن يكون الوصول إليها واس���تخدامها ً ً ماليا، ميس���را للجمي���ع ،في كل األوقات .ويجب أن يكون االنتفاع بمرافق وخدمات الصرف الصحي ()102 ً مقبوال من الناحية االجتماعية والثقافية. ويضمن الخصوصية والكرامة ،وأن يكون ويتطل���ب الح���ق ف���ي الصرف الصحي إي�ل�اء اهتمام خ���اص لضرورات الس�ل�امة بالنس���بة لألطفال واألش���خاص ذوي اإلعاقة .كما ينبغي أن تحتوي المراحيض الخاصة بالنساء على تسهيالت للتعامل ً أيضا االهتمام بالترويج والتثقيف المناس���ب في مج���ال نظافة هذه المرافق م���ع الحي���ض .وينبغي والنظاف���ة الش���خصية ،وهما عنص���ران مهمان م���ن التزامات الحكوم���ات بضمان الح���ق في خدمات الصرف الصحي.
«يعيد الصرف الصحي إلى األذهان ،أكثر من العديد من قضايا حقوق اإلنسان األخرى ،مفهوم الكرامة اإلنسانية». تقرير الخبير المستقل لألمم المتحدة المعني بواجبات حقوق اإلنسان المتعلقة بالحصول على ماء الشرب النظيف وخدمة الصرف الصحي.
52
أكواخ الصفيح والمستوطنات العشوائية في نيروبي يعيش نحو مليوني شخص من سكان نيروبي في مستوطنات عشوائية وأحياء من الصفيح ،حيث يفتقرون للسكن المناسب ويعانون من شح الماء النظيف وخدمات ()103 الصرف الصحي ،والرعاية الصحية ،والمدارس وسواها من الخدمات العامة األساسية. ً عقودا من تقاعس الدولة عن االعتراف بأكواخ الصفيح وتعكس األوضاع في المستوطنات والمستوطنات العشوائية الكينية ،ألخذها بعين االعتبار أثناء تخطيط المدن ووضع الميزانيات، أو ألغراض إلزام مالكي العقار بتوفير خدمات الصرف الصحي الكافية للمستأجرين.
«هناك مرحاض عام تديره جمعية تعاونية حيث أعيش ...لكنني ال أستطيع استخدام هذا المرحاض ألنني ال أملك النقود لذلك .إذ عليك أن تدفع شلنين كينيين [0.025 دوالر أمريكي] في كل مرة تستخدم فيها المرحاض ،وقد تحتاج الستخدامه عدة مرات. وليس لدي ولدى جيراني أي حل سوى استعمال المراحيض الطيارة [التخلص من ً ً نظرا ألن كياندا من الحقا في الخالء] الفضالت البشرية في أكياس بالستيكية تلقى المناطق التي يندر أن تجد فيها مراحيض بحفر امتصاصية – حتى من النوع الرديء – داخل الوحدات السكنية». كريستين ،مستوطنة كيبيرا 12 ،فبراير/شباط 2010
وأبلغ أحد المقيمين في مستوطنة موكورو منظمة العفو الدولية ما يلي« :ال يركز موظفو الصحة العامة الموجودون على األرض على المسائل المتعلقة بالصرف ً أبدا .فهم مشغولون أكثر بالمشاريع التي يحصلون من خاللها على نقود، الصحي وعلى سبيل المثال ،تطبيق القيود المفروضة على المشروبات الكحولية .وأول مرة ً موظفا يعمل في الصحة العامة في منطقتي كانت عندما أنشئت «السلطة رأيت فيها ()104 الوطنية للحملة ضد إساءة استعمال الكحول والعقاقير]». وأكثر المتضررين من غياب مرافق الصرف الصحي للمراحيض والحمامات هن النساء والفتيات في هذه المستوطنات العشوائية .فالعديد من النساء مضطرات إلى أن ً مترا من منازلهن للوصول إلى المراحيض المتوافرة .وهذا غير آمن يمشين أكثر من 30 بالنسبة إليهن ،وخاصة في الليل. وأوضحت نساء من سكان أربع مستوطنات قابلتهن منظمة العفو الدولية أن الظروف الصحية السيئة قد أفضت إلى مستويات أعلى من اإلصابة بأمراض كالكوليرا ،ما يترتب عليه تكبد نفقات عالية للصرف على الرعاية الصحية على حساب حاجات أساسية ً مترافقا مع غياب الحضور أخرى .كما إن عدم وجود المراحيض والحمامات ضمن البيوت، ً أيضا لمخاطر العنف الجنسي وغيره من الشرطي في المستوطنات ،يعرض النساء أشكال العنف القائم على جنسهن بدرجة كبيرة .وأبلغت نساء منظمة العفو الدولية بالعدد الكبير من النساء والفتيات الالتي تعرضن لالغتصاب وغيره من أشكال العنف كنتيجة مباشرة لمحاولتهن العثور على مرحاض أو حمام ،أو السير نحوه ،لمسافة ليست بالقليلة من بيوتهن .ونتيجة لذلك ،فإن العديد من النساء والفتيات ال يخرجن إلى المرحاض أثناء الليل .وألن العديد من النساء يعشن في بيوت من غرفة واحدة ،فهن ال يتمتعن بأي شكل من أشكال الخصوصية عند االستحمام أو استخدام المرحاض.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
53
الحق في العمل والحقوق في العمل ش���ددت «اللجن���ة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة» على التأثير المتبادل ألحكام العهد التي تحمي الحق في العمل ،وحقوق العمال ،كحقهم في تكوين النقابات واالنضمام عليها، ً فهما من بعض الحقوق األخرى وكذلك الحق في اإلضراب .وتظل النظرة إلى الحق في العمل أقل ً أحيانا على أنه الحق في الحصول على وظيفة .إذ يترتب على التي نناقش���ها هنا ،ويس���اء تفس���يره الح���ق ف���ي العمل الحق في الحصول عل���ى عمل بال تمييز ،وفي اختيار الش���خص لعمله بحرية دون قسر أو إكراه ،وفي االنتفاع بنظام للحماية من الطرد الجائر ،ووجود بنية داعمة تساعد في الحصول على العمل ،بما في ذلك التعليم المهني المناسب )105(.ويشمل الحق في العمل ،على حد سواء، ً ً مستقال (المشار إليها بعبارة مصادر العيش في سياقات خاصة)، عمال العمل المأجور ومن يعملون ويتطلب من الحكومات بس���ط تدابير الحماية لتش���مل األش���خاص الذين يعملون في القطاعات غير ()106 الرسمية من االقتصاد. وتحم���ي حق���وق العمل حق كل ش���خص في ظروف عمل عادلة ومرضية ،بم���ا في ذلك األجر العادل واألجر المتساوي للعمل المتساوي في القيمة ،وظروف العمل اآلمنة والصحية ،والقيود المعقولة على س���اعات العمل ،وتدابي���ر الحماية للعامالت أثناء الحمل وبعده ،والمس���اواة في المعاملة في مكان العمل.
54
دراسة حالة – عمل السخرة في قطر «نرجوكم مساعدتنا ،فشركتنا ...لم تدفع رواتبنا ألربعة أشهر .ليست لدينا نقود لنأكل أو لدفع أجرة بيوتنا .وإذا ذهبنا إلى مكتب العمل ،فقد نفقد عملنا .نرجوكم أن تبعثوا بهذه الرسالة إلى من يستطيعون مساعدتنا». رسالة إلكترونية تلقتها منظمة العفو الدولية من عمال في قطر ،يوليو/تموز 2013
يشكل العمال األجانب في قطر ،البالغ عددهم 1.35مليون عامل 94% ،من قوة العمل في البالد .وبأمل تحسين حياتهم نتيجة للفقر الذي يعيشون في أوطانهم في جنوب وجنوب شرق آسيا ،يعمل كثيرون في قطاع البناء على مشاريع تشييد بنية تحتية واسعة النطاق ،بما في ذلك تلك ذات الصلة بكأس العالم .2022وقد تبين لمنظمة العفو الدولية أن القطاع يعج باالنتهاكات واالستغالل ،من قبيل عدم دفع األجور ،وظروف العمل القاسية والخطرة ،وأوضاع السكن التي تبعث على الصدمة .ناهيك عن وصول االستغالل ،في بعض الحاالت ،إلى حد عمل السخرة. وقد التقى الباحثون عشرات من عمال البناء الذين منعهم أصحاب العمل من مغادرة ً سبيال للمغادرة .وكشفت دراسة البالد ألشهر عديدة – فغدوا عالقين في قطر ال يجدون مسحية للفترة المعاصرة عن أن جوازات سفر 90%من العمال المهاجرين محجوزة لدى ً «أحيانا ،أو أصحاب العمل؛ وأن 21%من العمال تسلموا رواتبهم في الوقت المحدد ً ً أبدا»؛ وأن 20%حصلوا على راتب مختلف – أدنى – من المبلغ الذي وعدوا به. نادرا ،أو وسلطت المعطيات التي توصل إليها باحثو منظمة العفو الدولية الضوء على عدم كفاية الترتيبات الحكومية المعتمدة لحماية العمال المهاجرين؛ وعلى أن العديد من أصحاب العمل يحتالون بصورة روتينية على تدابير الحماية الموجودة؛ وأن مفتشية العمل تعاني من نقص في الموارد البشرية .وتبين لمنظمة العفو الدولية كذلك أن ً ً رئيسيا في تسهيل انتهاكات حقوق العمال عامال «نظام الكفيل» في قطر يشكل المهاجرين على نطاق واسع .فبموجب هذا النظام ،ال يستطيع العمال المهاجرون ()107 مغادرة البالد أو تغيير وظائفهم دون إذن من صاحب العمل.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
55
الحق في سبيل انتصاف فعال لجمي���ع ضحايا انتهاكات حقوق اإلنس���ان الحق في س���بيل لالنتصاف الفعال .وه���ذا الحق معترف به ()108 بموجب معاهدات واتفاقيات دولية وإقليمية مختلفة. فقد أوضح���ت «اللجنة المعنية بالحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة» التزام الدول بضمان س���بيل فعال لالنتصاف من مرتكبي االنتهاكات االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ،بموجب المادة )1(2من العهد .وأكدت اللجنة على أنه «يتعين االعتراف بقواعد العهد بالطرق المناسبة في النظام القانون���ي المحل���ي ،ويجب أن يتاح لكل مظل���وم أو مجموعة مظلومين س���بل االنتصاف أو التظلم ()109 المناسبة وكذلك وضع وسائل مالئمة لضمان مساءلة الحكومة». وعندم���ا يج���ري انتهاك الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ،يتعي���ن أن يتمتع جميع الضحايا، س���واء كان���وا من األف���راد أم من الجماعات أم مجتمع���ات بأكملها ،بالحق في س���بيل انتصاف فعال. فوج���ود س���بل االنتصاف الفعالة يمكن أن يعزز قدرة األش���خاص والمجتمع���ات التي تئن تحت وطأة الفق���ر وتخضع لالنته���اكات على مطالبة الحكومات بحقوقها .ويمكن اس���تخدام مث���ل هذه القنوات القانوني���ة كذلك ،إلى جانب التعبئة االجتماعية للمجتمعات ،في س���ياق كلتا االس���تراتيجيتين لكونها ً بعض���ا .وأحد األمثلة على ذلك هو العمل ضمن حمل���ة التحرك من أجل العالج تس���ند وتعزز بعضها الذي يتم لضمان الحصول على الرعاية الصحية التي تنقذ حياة األش���خاص الحاملين لفيروس نقص ()110 المناعة المكتسب/األيدز في جنوب أفريقيا. وينبغي أن يتضمن سبيل االنتصاف التدابير الضرورية إلصالح أضرار محددة لحقت بالضحايا ،ومثال ً قسرا ،والتعويض عليهم عما لحق بهم من خسارة ذلك إعادة البيوت التي تم إخالء األشخاص منها وع���ن أي أذى لح���ق بهم ،وتقدي���م ضمانة قانونية بأن مثل هذا االنتهاك لن يتكرر .وقد ش���دد العهد الدولي على أنه ينبغي ،حيثما كانت س���بل االنتصاف متوافرة ،أن تكون هذه السبل «سهلة المنال وميسرة وفي الوقت المناسب وفعالة» .كما يتعين أن تتولى الدولة تنفيذها وأن تؤدي إلى وضع حد لالنتهاك. كما أكد العهد الدولي ،أن أي شخص أو جماعة ،من ضحايا االنتهاكات: «ينبغي أن يحصلوا على س���بيل قضائي فعال أو سبل انتصاف مناسبة ،على الصعيدين الوطني والدول���ي .وينبغي أن يتمتع جميع الضحايا لمثل هذه االنتهاكات بالجبر الكافي ،الذي يمكن أن يأخذ ()111 شكل رد االعتبار أو التعويض المالي أو اإلرضاء أو ضمانات عدم التكرار». وفي المقام األول ،ال يس���تدعي س���بيل االنتصاف بالضرورة الذهاب إلى المحكمة؛ إذ يمكن ،على سبيل المثال ،التقدم بشكوى إلى لجنة حقوق اإلنسان ،أو إلى هيئة إدارية أو نظام القضاء التقليدي، ش���ريطة أن تملك هذه الهيئات الس���لطات والموارد والخبرة الضرورية للتحقيق في الشكاوى والبت بشأنها ومراقبة مدى التقيد بما يصدر من قرارات عنها. بيد أنه ،وإذا لم يشعر الضحية بالرضا عن القرار األولي وأراد أن يستأنف هذا القرار ،يتعين أن يكون ً تماما لعدم الس���ماح بأن تنظر الش���كوى ،في نهاية المطاف ،آلية قضائية. لدى الدول س���بب وجيه فالمحاكم توفر حماية قوية ومستقلة للحقوق ،كما تحفز الديمقراطية التشاركية ،وتمكن األشخاص م���ن التصرف ،وتج���ذر قدرتهم على التحدث إلى الحكومة ،وتس���تدعي من هذه األخيرة االس���تجابة. ً ً هيكليا ،وليس إصالح���ا وتغ���دو التدابي���ر القضائية ضرورية على وجه خ���اص حيث يتطلب االنتصاف مجرد اإلسعاف في قضية فردية ،وعلى سبيل المثال حينما تكشف االدعاءات المتعلقة بالتمييز عن 56
فشل في السياسات أو ثغرات في األنظمة .ويمكن لهذا أن يواجه أكبر التحديات من حيث التنفيذ، ً نظرا ألنه ربما يتطلب إصالحات هيكلية للنظام ،في القانون والممارس���ة على الس���واء .بيد أن هذه تنطبق في حالة جميع حقوق اإلنسان ،وليس الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية فحسب. وحي���ث تك���ون الدولة قد قدمت س���بل انتصاف قضائية لحقوق أخرى ،فإن مب���دأ عدم قابلية الحقوق للتج���زؤ يقتض���ي وجود تبرير مقن���ع لمعاملة الحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية على نحو مختلف. ً أيض���ا أن تضمن الحماية الكافية للحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية في وينبغ���ي للدول القانون ،وبصورة مثالية في الدس���تور أو ش���رعة الحقوق ،وفي التش���ريع .وتعني سبل االنتصاف ً أيضا إمكان التماس العدالة من قبل كل ش���خص ،مع حصول من ال يستطيعون توكيل محام الفعال على المس���اعدة القانونية ،وإزالة العقبات اإلجرائية التي تحول دون تقديم المنظمات غير الحكومية مطالب���ات تتعل���ق بالمصلحة العامة بالنيابة ع���ن عدد كبير من الضحايا .كما تتطلب توعية األش���خاص بحقوقهم ،وبقدرتهم على المطالبة بها ،وتعريفهم بسبل االنتصاف التي يمكن أن يسلكوها.
النضال من أجل اإلنفاذ القانوني للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية تناضل منظمة العفو الدولية من أجل إعمال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وتدعو الحكومات إلى ما يلي: • ضمان إنفاذ الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يتعين على جميع الدول التصديق على العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية ً أيضا واالجتماعية والثقافية والبروتوكول االختياري الملحق به .ويجب على الحكومات ضمان أن تكون هذه الحقوق قابلة لإلنفاذ في قوانين البالد. ميسرة وفعالة • ضمان االنتصاف من االنتهاكات بطرق ّ ً أيضا إزالة العقبات التي تحول دون التماس العدالة من يجب على الحكومات جانب ضحايا انتهاكات حقوق اإلنسان ،وال سيما تلك التي تستثني من يعيشون تحت وطأة الفقر ،وتقديم العون القانوني لهم .وينبغي أن تضمن الحكومات كذلك امتالك المؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان والهيئات التنظيمية القدرة والصالحيات الالزمتين للتحقيق في الشكاوى المقدمة ضد االنتهاكات ومراقبة األداء الحكومي لضمان التقيد بمتطلبات حقوق اإلنسان. • التقيد باألحكام على أكمل وجه يتعين على الحكومات إنفاذ القرارات المتعلقة بحقوق اإلنسان التي تصدر عن القضاء وعن آليات حقوق اإلنسان اإلقليمية والدولية.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
57
هوامش _ الفصل الثاني ( )46آيري ضد أيرلندا ]1979[ )73/6289( ،االتفاقية األوروبية لحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية ( ،ECHR) 3قرار 9أكتوبر/تشرين األول ،1979الفقرة http://hudoc. ،26 echr.coe.int/sites/eng/pages/search.aspx?i=001}]"( 57420#{"itemid":["001-57420زيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014
نيسان )2014؛ المادة ،12بروتوكول سان سلفادورhttp:// ، ( www.oas.org/juridico/english/treaties/a-52.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان :)2014بين جملة معايير. ( )56اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، التعليق العام ،12الحق في الغذاء الكافي ،وثيقة األمم المتحدة رقم ،E/C.12/1999/5الفقرة http://www1.umn.edu/ ،6 ( humanrts/gencomm/escgencom12.htmزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014
(ُ )47انظر منظمة العفو الدولية ،معايير مزدوجة :سياسات تميز ضد الروما (رقم الوثيقةEUR : اإلسكان اإليطالية ِّ )30/008/2013؛ على الحافة :إخالء قسري وعزل للروما في إيطاليا (رقم الوثيقة)EUR 30/010/2012 :؛ إيطاليا :ال تسامح ً أبدا مع الروما (رقم الوثيقة.)2011/020/EUR 30 :
( )58اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، التعليق العام ،12الحق في الغذاء الكافي ،الفقرة .8
( )48أشارت اللجنة المعنية بحقوق الطفل إلى أن احترام الحق في التعليم يتطلب «االعتراف بالحاجة إلى مقاربة متوازنة للتعليم تنجح في التوفيق بين القيم المختلفة من خالل الحوار واحترام االختالف» ،المالحظة العامة ،1هدف التعليم ،وثيقة األمم المتحدة ،1/CRC/GC/2001الفقرة .4
( )59اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ،مركز العمل بشأن الحقوق االجتماعية واالقتصادية ومركز الحقوق االقتصاية واالجتماعية ضد نيجيريا ،الرسالة رقم ،96/155أكتوبر/تشرين األول http://www1.umn.edu/humanrts/africa/ ،2011 ( comcases/155-96.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
ً أيضا المادة 17من بروتوكول الميثاق األفريقي لحقوق (ُ )49انظر اإلنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في أفريقيا ،وحول «حق المرأة في بيئة ثقافية إيجابية» ،بما في ذلك مشاركتها في صياغة السياسات الثقافيةhttp://www.achpr.org/ : ( /instruments/women-protocolزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )60منظمة العفو الدولية ،جوعى للحقوق :حقوق اإلنسان وأزمة الغذاء في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) (رقم الوثيقة.)ASA 24/003/2004 :
( )50اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، التعليق العام ،21حق كل فرد في أن يشارك في الحياة الثقافية، ،UN Doc. E/C/12/GCالفقرة http://www1.umn.edu/ ،15 ( humanrts/gencomm/escgencom21.htmlزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 (ُ )51انظر ،على سبيل المثال :الرسالة رقم ،1984/167 لوبيكون ليك باند ضد كندا ،وثيقة األمم المتحدة رقم 40 ( ،)A/45/40على http://www1.umn.edu/humanrts/ ،1 ( undocs/session45/167-1984.htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ ومنظمة العفو الدولية ،كندا« :الوقت يضيع» – احترام ً حقوق األرض للوبيكون كري تأخر كثيرا (رقم الوثيقةAMR : .)20/001/2003 ( )52الميثاق العربي لحقوق اإلنسان ،المادة https:// ،)4(9 ( www1.umn.edu/humanrts/instree/loas2005.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (ُ )53انظر ،على سبيل المثال ،المادة )3(24من اتفاقية حقوق الطفلhttp://www.ohchr.org/en/professionalinterest/ ، ( pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ والمادة 21من الميثاق األفريقي لحقوق الطفل ورفاهه؛ والمادتين 5 وhttp://www1.umn.edu/humanrts/africa/afchild. ،16 ( htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأةhttp://www.un.org/ ، ( womenwatch/daw/cedaw/cedaw.htmزيارة في 17أبريل/ نيسان )2014؛ بروتوكول الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في أفريقيا (بروتوكول مابوتو)، ( http://www.achpr.org/files/instruments/womenزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )54برنامج األغذية العالميhttp://www.wfp.org/hunger/ ، ( faqsزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )55الحق في الغذاء الكافي :المادة ،11العهد الدولي، http://www.ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/ ( CESCR.aspزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة )2(24 (ج) ،اتفاقية حقوق الطفلhttp://www.ohchr.org/en/ ، ( professionalinterest/pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/
58
( )57اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، التعليق العام ،12الحق في الغذاء الكافي ،الفقرة .36
(ُ )61انظر تقرير المقرر الخاص بشأن حالة حقوق اإلنسان في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ( 14 ،)319/A/68أغسطس/ آب http://www.ohchr.org/Documents/Countries/ ،2013 ( pdf.319-KP/A-68زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )62رسالة رقم 1997/763اآلنسة يكاتيرينا بافلوفنا النتسوفا ضد روسيا االتحاديةUN Doc. CCPR/C/74/D/763/1997، ، http://www1.umn.edu/humanrts/undocs/763-1997. ( htmlزيارة في 17أبريل/نيسان ِّ .)2014 ينظم العهد الدولي أوضاع جميع األشخاص المحرومين من حريتهم :في السجون، والمستفيات وال سيما مستشفيات العالج النفسي – ومعسكرات االحتجاز ،والمؤسسات اإلصالحية وغيرها (لجنة األمم المتحدة المعنية بحقوق اإلنسان ،التعليق العام 21بشأن المادة ،10الفقرة .)2 ( )63المادة ،)2(12اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)( ،زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 http://www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/cedaw. ( htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة ()2(14ب)، بروتوكول الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في أفريقياhttp://www.achpr.org/files/ ، _instruments/women-protocol/achpr_instr_proto ( women_eng.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )64الحق في السكن المالئم :المادة ،11العهد الدولي، http://www.ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/ ( CESCR.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة ،)2(14 سيداوhttp://www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/ ، ( cedaw.htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادتان )1(16و ،)3(27اتفاقية حقوق الطفلhttp://www.ohchr. ، ( org/en/professionalinterest/pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة (5ه)( ،)3االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصريhttp://www. ، ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/CERD.aspx (زيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة ،)1(17العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسيةhttp://www.ohchr.org/en/ ، ( professionalinterest/pages/ccpr.aspxزيارة في 17أبريل/ نيسان )2014؛ المادة ،)1(8االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان، http://www.echr.coe.int/Documents/Convention_ENG. ( pdfزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المواد 8و 11و،23 اإلعالن األميركي بشأن حقوق اإلنسان وواجباتهhttp://www. ،
cidh.oas.org/Basicos/English/Basic2.american%20 ( Declaration.htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ بين جملة مواثيق .وقد أوضحت اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية أبعاد الحق في السكن المالئم، في تعليقها العام ،4الحق في السكن المالئمUN Doc. ، http://www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/469f4d ،E/1992/23 ( 91a9378221c12563ed0053547e?Opendocumentزيارة في 17أبريل/نيسان ،)2014كما جرى توضيحها في تقارير مقرر األمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن المالئم بصفته ً مكونا من مكونات الحق في مستوى معيشي كريم. (ُ )65انظر http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/ GEN/G01/105/87/PDF/G0110587.pdf?OpenElement (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )66اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، التعليق العام ،4الحق في السكن المالئمUN Doc. ، 13 ،E/1992/23/23ديسمبر/كانون األول http://www. :1991 unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/469f4d91a9378221c12563ed00 ( 53547e?Opendocumentزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )67اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (لجنة الحقوق االقتصادية) ،التعليق العام ،4الحق في السكن المالئم ،المادة )1/11الفقرة .8 ( )68اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، التعليق العام :7الحق في السكن المالئم – اإلخالء القسري (المادة 20 ،)1/11مايو/أيار ،1997الفقرات 13و 15و:16 www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/MasterFrameView/469f4d ( 91a9378221c12563ed0053547e?Opendocumentزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )69مفوضية األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،القرار ،77/1993مارس/آذار http://www.refworld.org/ :1993 ( docid/3b00f0c514.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
المتحدة اإلنمائي «وضع الروما في 11من الدول األعضاء/ نتائج الدراسة المسحية في لمحة» ،2012 ،ص http://fra. :15 europa.eu/en/publication/2012/situation-roma-11-eu( member-states-survey-results-glanceزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )74منظمة العفو الدولية ،ما زال أطفال الروما يخسرون: استمرار العزل في المدارس السلوفاكية رغم إقرار القانون الجديد (رقم الوثيقة )EUR 72/004/2009 :ص .4 ( ) 75منظمة العفو الدولية ،ما زال أطفال الروما يخسرون ،ص .2 ( )76يتطلب واجب الحد األدنى األساسي من الدولة ضمان الوفاء بمستويات الحد األدنى األساسية ،على األقل ،من كل حق من الحقوق لكل شخص ،وينبغي أن تقوم بذلك بصفته أولوية بغض النظر عن القيود المفروضة على الموارد .ومع أنه ينبغي تفحص كل حق بمفرده ،إال أن اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية قد قدمت بعض اإلرشادات حول ما الذي يمكن أن يمثل المستويات األساسية لكل حق. وهكا ،فإن الدولة الطرف التي يحرم فيها أي عدد كبير من األفراد من المواد الغذائية األساسية ،ومن الرعاية الصحية األولوية األساسية ،ومن المأوى والسكن األساسي ،أو من أكثر أشكال التعليم أساسية ،تكون ،من النظرة األولى ،قد تخاذلت عن الوفاء بالتزاماتها بموجب العهد .وكما أكدت اللجنة ،فإن قراءة العهد على نحو يجرده من ضمان مثل هذا الحد األدنى األساسي من االلتزام إنما يفرغه إلى حد كبير من مبرر وجوده .اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام ،3 الفقرة .10 ( )77العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية،1966 ، ) UN Doc. A/6319 (1966المادة http://www.unesco. :12 org/education/information/nfsunesco/pdf/SOCIAL_E. ( PDFزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )70المبادئ األساسية والمبادئ التوجيهية لعمليات اإلخالء والترحيل بدافع التنمية (المبادئ األساسية)UN Doc. A/ ، HRC/18: http://www2.ohchr.org/english/issues/housing/ ( docs/guidelines_en.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )71الحق في التعليم :الحق في التعليم :المادتان 13و 14من العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافيةhttp://www.ohchr.org/EN/ ، ( ProfessionalInterest/Pages/CESCR.aspxزيارة في 17 أبريل/نيسان )2014؛ المادتان 28و 29من اتفاقية حقوق الطفل، http://www.ohchr.org/en/professionalinterest/pages/ ( crc.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 10من سيداوhttp://www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/ ، ( cedaw.htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 13من «بروتوكول سان سلفادور»http://www.oas.org/juridico/ ، ( english/treaties/a-52.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ البروتوكول 1لالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان، http://www.echr.coe.int/Documents/Convention_ENG. ( pdfزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 11من الميثاق األفريقي لحقوق الطفل ورفاههhttp://www1.umn.edu/ ، ( humanrts/africa/afchild.htmزيارة في 17أبريل/نيسان ،)2014وغيرها .وقد تم توضيح نطاق الحق في التعليم في التعليق العام 13للجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،الحق في التعليم،UN Doc. E/C.12/1999/10 ، وتقارير المقرر الخاص لألمم المتحدة المعني بالحق في التعليم ( )72لمزيد من المعلوماتُ ،انظر كشروع الحق في التعليم، ( www.right-to-education.orgزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )73وكالة االتحاد األوروبي للحقوق األساسية ،برنامج األمم
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
59
( )78الحق في الصحة :المادة ،12العهد الدوليhttp:// ، www.ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/CESCR. ( aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة (5ه)( )4من االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، http://www.ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/ ( CERD.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة (1/11و) من سيداوhttp://www.un.org/womenwatch/daw/ ، ( cedaw/cedaw.htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 24من اتفاقية حقوق الطفلhttp://www.ohchr.org/en/ ، ( professionalinterest/pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/ نيسان )2014؛ المادة ،11الميثاق االجتماعي األوروبي المنقح، http://conventions.coe.int/Treaty/en/Treaties/Html/163. ( htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 14من الميثاق األفريقي لحقوق الطفل ورفاههhttp://www.achpr.org/ ، ( instruments/achpr/#a16زيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 10من بروتوكول سان سلفادورhttp://www.oas.org/ ، ( juridico/english/treaties/a-52.htmlزيارة في 17أبريل/ نيسان ،)2014بين جملة صكوك. ( )79اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، التعليق العام ،14الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه ،UN Doc. E/C.12/2000/4/En ،الفقرة http:// ،11 www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/(symbol)/E.C.12.2000.4.En (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014وقد تم إيضاح نطاق الحق في الصحة في عمل مقرر األمم المتحدة الخاص المعني بحق كل شخص في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية يمكن بلوغه (المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة). ( )80العهد الدولي ،التعليق العام .14 مكيف من العهد الدولي ،التعليق العام .14 ( )81 َّ ( ،A. Chapman )82انتهاكات الحق في الرعاية الصحية، في المعهد الهولندي لحقوق اإلنسان SIM ،رقم خاص ،20 http://www.uu.nl/faculty/leg/NL/organisatie/ ،1998 departementen/departementrechtsgeleerdheid/ organisatie/onderdelen/studieeninformatiecen trummensenrechten/publicaties/simspecials/20/ ( Documents/20-04.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )83تقرير المقرر الخاص المعني بحق كل شخص في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية يمكن بلوغه، http://www.un.org/ga/search/view_ ،2011 ،A/66/254 ( doc.asp?symbol=A/66/254زيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )84تقرير مقرر األمم المتحدة الخاص المعني بحق كل شخص في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية يمكن بلوغهhttp://www.un.org/ga/search/ ،2011 ،A/66/254 ، ( view_doc.asp?symbol=A/66/254زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )85تقرير مقرر األمم المتحدة الخاص المعني بحق كل شخص في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية يمكن بلوغهhttp://daccess-dds-ny. ،2006 ،A/61/338 ، un.org/doc/UNDOC/GEN/N06/519/97/PDF/N0651997. ( pdf?OpenElementزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014وفي ،2012أصدرت منظمة العفو الدولية واليونيسف وصندوق األمم المتحدة للسكان والبنك الدولي تقرير اتجاهات في معدالت وفيات األمهات 1990 :إلى ،2010الذي بين أن األمر قد بدأ في التغير .وبينما زادت معدالت وفيات األمهات في بعض البلدان خالل هذه الفترة ،وبصورة رئيسية نتيجة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة بدرجة كبيرة ،إال أنها قد بدأت بالتراجع منذ توافر العالج المضاد للفيروس بصورة أكبرُ .انظر اتجاهات معدالت وفيات األمهات 1990 :إلى ،2010ص :25
60
https://www.unfpa.org/webdav/site/global/shared/ _documents/publications/2012/Trends_in_maternal ( mortality_A4-1.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )86تقرير المقرر الخاص المعني بحق كل شخص في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية يمكن بلوغه، http://daccess-dds-ny. :2007 ،A/HRC/7/11/Add.4 un.org/doc/UNDOC/GEN/G08/112/70/PDF/G0811270. ( pdf?OpenElementزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )87مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة 9 ،أكتوبر/ تشرين األول http://daccess-dds- :A/HRC/RES/21/6 ،2012 ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/G12/173/70/PDF/ ( G1217370.pdf?OpenElementزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )88يونيسف ومنظمة الصحة العالمية ،ما تحقق من تقدم بشأن الصرف الصحي ومياه الشرب – تحديث لعام )2013( 2013ص http://apps.who.int/iris/bitstre :8 ( am/10665/81245/1/9789241505390_eng.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )89يونيسف ومنظمة الصحة العالمية ،ماء الشرب :المساواة والسالمة واالستدامة ( )2011ص http://www.wssinfo. :11 _org/fileadmin/user_upload/resources/report_wash ( low.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )90منظمة الصحة العالمية/المفوضية العليا لحقوق اإلنسان ،الحق في الماء ،2003 ،ص www.ohchr.org/ ،13 ( Documents/Publications/FactSheet35en.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )91الحق في الماء :المادة ،11العهد الدوليhttp://www. ، ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/CESCR.aspx (زيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة ،)2(24اتفاقية حقوق الطفلhttp://www.ohchr.org/en/professionalinterest/ ، ( pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة ،)2(14سيداوhttp://www.un.org/womenwatch/daw/ ، ( cedaw/cedaw.htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة ،)2(14الميثاق األفريقي لحقوق الطفل ورفاههhttp:// ، ( www1.umn.edu/humanrts/africa/afchild.htmزيارة في 17أبريل/نيسان ،)2014بين جملة صكوك .واعترفت اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،في تعليقها العام ،15بالحق في الماء كعنصر من عناصر الحق في مستوى معيشي مالئمhttp://www. ،UN Doc. E/C.12/2002/11 ، unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/a5458d1d1bbd713fc1256cc40 ( 0389e94زيارة في 17أبريل/نيسان ،)2014واعترف به كذلك مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة في ( 2010القرار http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/ ،)9/15 ( G10/166/33/PDF/G1016633.pdf?OpenElementزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ والجمعية العامة لألمم المتحدة في ( 2013القرار http://www.un.org/en/ga/ ،)A/RES/68/157 ( search/view_doc.asp?symbol=A/RES/68/157زيارة في 17 ً ضمنا في العهد واتفاقية أبريل/نيسان .)2014ولذا فهو مكرس حقوق الطفل. ( )92العهد الدولي ،التعليق العام :15الحق في الماء، ،UN Doc. E/C.12/2002/11الفقرة http://www.unhchr. :12 ch/tbs/doc.nsf/0/a5458d1d1bbd713fc1256cc400389e94 (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )93العهد الدولي ،التعليق العام ،15الفقرة .37 ( )94العهد الدولي ،التعليق العام ،15الفقرة .6 ( )95العهد الدولي ،التعليق العام ،15الفقرة .16
( )96منظمة العفو الدولية ،متعطشون إلى العدل :القيود على
سبل حصول الفلسطينيين على المياه (رقم الوثيقةMDE : ،)15/027/2009ص .5 ( )97مالحظة فنية رقم 9لمنظمة الصحة العالمية – الحد األدنى من كمية الماء الالزمة لالستعمال المنزلي في حاالت الطوارئ: http://wedc.lboro.ac.uk/knowledge/who_tne09.html (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )98شريط فيديو من إعداد منظمة «ماتشسوم ووتش» صور في المزرعة عقب خمسة أشهر: (مراقبة حواجز التفتيش) ِّ ( http://uk.youtube.com/watch?v=oBbae-BD53kزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )99منظمة العفو الدولية ،متعطشون إلى العدل :القيود على سبل حصول الفلسطينيين على المياه (رقم الوثيقةMDE : ،)15/027/2009ص .5 ( )100يونيسف ومنظمة الصحة العالمية ،ما أحرز من تقدم بشأن الصرف الصحي وماء الشرب – تحديث عام )2013( 2013ص http://apps.who.int/iris/bitstre :5 ( am/10665/81245/1/9789241505390_eng.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )101العهد الدولي ،بيان بشأن الحق في الصرف الصحي صادر في 19نوفمبر/تشرين الثاني UN Doc. ،2010 ،E/C.12/2010/1الفقرة http://www.ielrc.org/content/ :7 ( e1013.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان ،)2014القرار 9/15 ( )2010لمجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة وقرار الجمعية العامة http://www.un.org/ :)2013( A/RES/68/157 ( en/ga/search/view_doc.asp?symbol=A/RES/68/157زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
http://www.ohchr.org/en/professionalinterest/pages/ ( ccpr.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 6من االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، http://www.ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/ ( CERD.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة 83من االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهمhttp://www2.ohchr.org/english/bodies/cmw/ ، ( cmw.htmزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )109لجنة األمم المتحدة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام :9التنفيذ على المستوى الوطني 1 ،UN Doc. E/C.12/1998/24 ،ديسمبر/كانون األول ،1998الفقرة http://www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/4c :2 eb75c5492497d9802566d500516036?Opendocument (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )110بناء القيادة المحلية واإلقليمية لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبةwww.tac.org.za/campaigns/build- ، ( local-and-provincial-leadership-hivزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )111التعليق العام 14للجنة الحقوق االقتصادية :الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه (المادة ،)12 11 ،E/C.12.2000/4أغسطس/آب ،2000الفقرة http:// :59 www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/(symbol)/E.C.12.2000.4.En (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )102المعايير المستخدمة هنا لوصف الحق في الصرف الصحي مشتقة من «بيان بشأن الحق في الصرف الصحي» للجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وتقرير خبير األمم المتحدة المستقل المعني بمسألة التزامات حقوق اإلنسان المتعلقة بالحصول على ماء الشرب النظيف والصرف الصحي ( ،UN Doc. A/HRC/12/24 ،)2009الفقرات 66 – 64 وhttp://www2.ohchr.org/english/bodies/ :80 – 70 ( hrcouncil/docs/12session/A-HRC-12-24_E.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )103منظمة العفو الدولية ،انعدام األمن والكرامة :تجارب النساء في أحياء الصفيح بنيروبي ،كينيا (رقم الوثيقةAFR : ،)32?002/2010ص .5 ( )104مقابلة لمنظمة العفو الدولية 18 ،أغسطس/آب .2012 ( )105اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم :18الحق في العمل (المادة ،)6 الفقرة 6 ،UN Doc. E/C.12/GC/18 ،8فبراير/شباط :2006 http://www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/(Symbol)/E.C.12. ( GC.18.En?OpenDocumentزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )106اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم ،18الفقرتان 6و:10 http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/ G06/403/13/PDF/G0640313.pdf?OpenElement (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
(ُ )107انظر منظمة العفو الدولية ،قطر :الوجه المظلم للهجرة: أضواء على قطاع البناء في قطر قبل انطالق بطولة كأس العالم لكرة القدم (رقم الوثيقة.)MDE 22/010/2013 : ً مثال ،المادة 8من اإلعالن العالمي لحقوق (ُ )108انظر، اإلنسان( http://www.un.org/en/documents/udhr/ ،زيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة )1(2من العهد الدولي،
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
61
ً قسرا ،أبناء طائفة الروما ممن يوم جرى إخالؤهم يعيشون في مستوطنة شارع سكادارسكا يقومون بمحاوالت يائسة كي يوضحوا للشرطة بأنهم ال يستطيعون المغادرة ألنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه .بلغراد ،صربيا ،أغسطس/آب .2011 ُ(انظر الصفحة © Sanja Knezevic .)73
الفصل الثالث االلتزامات بموجب القانون الدولي
64
عل���ى الرغم م���ن أن المعايير الدولية المتعلق���ة بالحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية تنطبق ً عالميا ،فإنها تأخذ بعين االعتبار الموارد المتفاوتة المتوفرة في كل دولة .وهي تقر بحقيقة أن إنفاذ هذه الحقوق بش���كل كامل ال يتم إال بش���كل تدريج���ي مع مرور الزمن ،حيث تتوفر الموارد البش���رية والتقني���ة واالقتصادية الكافي���ة ،بما في ذلك عبر التعاون الدولي والمس���اعدات الدولية ،من قبيل مساعدات التنمية.
واجبات احترام الحقوق وحمايتها والوفاء بها ً غالب���ا ما كان ُينظر إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية على أنها واجبات «إيجابية» على ً ويطلق عليها تندرا اسم «قائمة الرغبات» )112(.وفي الحقيقة ،أن تكون الدولة الدول بشكل أساسيُ ، «معيل الملجأ األخير»(( )113أن تتدخل عندما يتعذر على األفراد والجماعات تحقيق حقوقها) هو بمثابة ُ واحد من عناصر واجبات الدولة. مجرد ٍ وثمة أنواع ثالثة لواجبات الدولة في إعمال جميع حقوق اإلنسان:
االحترام :عدم إعاقة ممارسة الحق.
الحماية :ضمان عدم قيام اآلخرين بعرقلة إعمال الحق ،وذلك من خالل وضع األنظمة وسبل االنتصاف الفعالة.
الوفاء :ويشمل تعزيز الحقوق وتيسير الحصول عليها ،وتلبية حاجات غير القادرين على تأمين ()114 حاجاتهم.
إن واجب احترام حقوق اإلنس���ان يقتضي من الدول أن تمتنع عن عرقلة تمتع األش���خاص بحقوقهم اإلنسانية ،سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة )115(.وهذا واجب مباشر ،يشمل احترام الجهود التي يبذلها األش���خاص بأنفس���هم إلحقاق حقوقهم .ويتعين على الحكومات عدم ممارس���ة التعذيب ،أو من���ع الحق في اإلضراب على نحو غير واجب ،أو اإلغالق التعس���في للم���دارس الخاصة التي تدرس بلغات األقليات ،أو تنفيذ عمليات إخالء قس���رية دون اللجوء إلى العملية القانونية الواجبة أو توفير ً مثال. المسكن البديل وبمقتض���ى واج���ب حماية حقوق اإلنس���ان ،يتعين على ال���دول أن تبادر إلى منع وق���وع الضرر الذي تس���ببه انته���اكات حقوق اإلنس���ان على أي���دي أطراف ثالثة – م���ن قبيل األفراد والمش���اريع التجارية أو غيره���م م���ن الفاعلين غي���ر التابعين للدولة – والتحقي���ق فيها والمعاقبة عليه���ا وضمان اإلنصاف ً مثال ،بتنظيم ومراقبة اس���تخدام لضحاياها .وهذا واجب مباش���ر .ويتعين على الحكومات أن تقوم، ش���ركات األمن الخاص���ة ،واالنبعاثات الصناعية التي تنطوي على مخاط���ر محتملة ،ومعاملة أصحاب العم���ل للعم���ال ،ومدى كفاية ومالئمة الخدمات التي تفوضها الدولة إلى جهات أخرى أو تخصصها، ()116 ومنها الخدمات الطبية الخاصة والمدارس الخاصة. وعل���ى الدول واج���ب في أن تفي بإعمال بحقوق اإلنس���ان ،وذلك باتخاذ خطوات تش���ريعية وإدارية ومالية وقضائية ،وغير ذلك من الخطوات ،باتجاه اإلعمال التام لحقوق اإلنس���ان .ويمكن تحقيق هذا االلتزام بشكل تدريجي.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
65
وهو يش���مل واجب التيس���ير (زيادة فرص الحصول على الموارد ووسائل اكتساب الحقوق) ،وواجب التوفير (التأكد من أن جميع الس���كان يمكن أن ينالوا حقوقهم عندما يكونون غير قادرين على القيام بذلك بأنفس���هم) ،وواجب التعزيز (وهو ضمان التعليم المناسب والوعي العام بالحق وسبل تأمينه م���ن جانب الش���خص) .فيتعين على الس���لطات ،على س���بيل المث���ال ،تزويد المتهمين بأي تفس���ير يحتاج���ون لفه���م إج���راءات المحاك���م ،أو توفير تدري���ب مهني حقيق���ي لضمان اس���تفادة الطلبة من التعليم )117(.وفوق ذلك كله ،يجب على الحكومات أن تعطي األولوية لتلبية المس���تويات األساسية ً ضعفا. الدنيا لكل حق ،وخاصة بالنسبة للفئات األشد
األرجنتين :المحكمة تأمر الحكومة بتصنيع اللقاح ضمن واجبها نحو الوفاء بالحقوق ،يجب على الدول أن تعطي األولوية للحد األدنى من التزاماتها األساسية .فالحق في الصحة يشمل مكافحة األوبئة .ففي العام ،1998 استخدمت مارييال سيسيليا فايسكونتي ،وهي طالبة في كلية الحقوق في األرجنتين، بالتعاون مع أمين ديوان المظالم الوطني« ،أمر المثول أمام القاضي» ،في سياق النشاط الصفي ،من أجل احترام الحقوق الدستورية ،ومطالبة الدولة باتخاذ إجراء أكثر فعالية بهدف إعمال الحق في الصحة ،ومواجهة وباء حمى النـزف الدموي الذي كان يهدد حياة ثالثة ماليين ونصف مليون مواطن أرجنتيني. ً ً نظرا أمرا بأن تقوم الدولة بإنتاج لقاح ضد المرض، وأصدرت محكمة االستئناف االتحادية ً فريدا من نوعه في األرجنتين ،ورأى القطاع الخاص أن إنتاج هذا اللقاح غير ألن الوباء كان وحملت وخولت المحكمة أمين ديوان المظالم صالحية مراقبة تنفيذ هذا األمر، مربح. َّ َّ ً ()118 مسؤولية التنفيذ لوزير الصحة شخصيا. وفي هذه القضية ،رأت المحكمة أن الدولة يجب أن تتخذ تدابير محددة وملموسة (إنتاج ً مستعدا للتدخل حياله. اللقاح) لمكافحة وباء نادر في البالد ،لم يكن القطاع الخاص
الواجبات الفورية و«اإلعمال التدريجي» للحقوق يتمث���ل الواجب الرئيس���ي للدول ،بموجب المعايير الدولية لحقوق اإلنس���ان ،ف���ي اإلعمال الكامل، ً تدريجيا ،للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية إلى أقصى حد ممكن تسمح به الموارد المتاحة («اإلعمال التدريجي») )119(.وعلى الدول واجب اتخاذ خطوات مقصودة وملموس���ة وهادفة «سريعة قدر اإلمكان» نحو الوفاء بتلك الحقوق )120(.ومثل هذه التدابير قد تش���مل اعتماد إصالحات وفعال���ة ْ تشريعية أو إدارية أو اقتصادية أو مالية أو تعليمية أو اجتماعية ،أو وضع برامج عمل ،أو إنشاء هيئات ()121 مراقبة مناسبة ،أو اتخاذ إجراءات قضائية. وباإلضافة إلى واجب اإلعمال التدريجي للحقوق ،تقع على عاتق الدولة واجبات فورية عديدة تتعلق ()122 بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي ال تعتمد على الموارد المتاحة.
66
ً ً فوريا .كما أن مفه���وم اإلعمال التدريج���ي للحقوق ال يبرر التزام���ا فواج���ب «اتخ���اذ الخطوات» يعتبر تقاعس الحكومة بذريعة أن الدولة لم تصل بعد إلى مس���توى معين من التطور االقتصادي .وعلى العك���س من ذلك ،فإن اتخاذ خطوات للحد من الحق���وق أو اتخاذ خطوات تراجعية ،من قبيل التقليص الهائل لالستثمار في خدمات التعليم أو الصحة ،ال يمكن تبريره إال بدراسة جميع الموارد المتوافرة ف���ي الدول���ة (بما فيها تل���ك المتاحة من خالل التع���اون الدولي) ،والطيف الكام���ل لاللتزامات التي ()123 تواجهها الدولة. وك���ي تتمكن الدولة من االس���تناد إلى الظروف الخارجة عن إرادته���ا لتبرير التراجع عن إعمال الحقوق، يتعي���ن عليه���ا أن تُ ظهر بش���كل معقول أنها لم تس���تطع منع ح���دوث التأثير الس���لبي على الحقوق. فعلى سبيل المثال ،رأت «اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب» أن زائير (التي كانت تسمى ً حاليا) انتهك���ت الحق في التعليم جمهوري���ة الكونغو الديمقراطية حينئذ وعادت إلى االس���م نفس���ه ()124 عندما أغلقت المدارس الثانوية والجامعات لمدة سنتين إبان فترة النـزاع المسلح. وثم���ة واجب ف���وري آخر على الدول���ة ،وهو واجب إعط���اء األولوية «لاللتزامات األساس���ية الدنيا»، لضم���ان الحد األدنى من المس���تويات األساس���ية لكل حق من الحقوق للجمي���ع .فبموجب الحق في ً مثال ،تشمل االلتزامات األساسية الحق في التعليم األساسي اإللزامي المجاني ،وضمان التعليم، ع���دم تدري���س األطفال بأس���لوب عنص���ري أو متعصب ضد الجن���س اآلخر ،أو أي أس���لوب آخر يقوم عل���ى التميي���ز .وبموجب الحق في الصحة ،يجب على ال���دول أن تكفل إمكانية الحصول على األدوية األساس���ية والعناي���ة الطارئ���ة ورعاية ما قب���ل الوالدة وبعده���ا .ولتبرير العجز عن الوف���اء بااللتزامات األساسية ،يتعين على الدول أن تُ ظهر أنها فعلت كل ما في وسعها.
«إن الدول���ة الط���رف التي ُيحرم عدد كبير م���ن األفراد فيها من المواد الغذائية األساس���ية أو الرعاية الصحية األساسية أو المأوى األساسي أو األشكال األساسية للتعليم ،تعتبر ،للوهلة األولى ،عاجزة ()125 عن الوفاء بالتزاماتها بموجب العهد الدولي». ً أيضا .إذ أن اعتماد قوانين وسياس���ات وممارس���ات لها كم���ا أن واج���ب عدم التمييز هو واجب فوري تأثير تمييزي مباش���ر أو غير مباش���ر على قدرة األش���خاص على إحقاق حقوقهم يصل إلى حد انتهاك حقوق اإلنسان.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
67
نساء وفتيات ورجال وصبيان يخرجون إلى الشوارع في نيكاراغوا في «يوم عدم تجريم اإلجهاض في أمريكا الالتينية ودول الكاريبي» 28 ،سبتمبر/أيلول © Amnesty International .2011 ()photo: Grace Gonzalez
نيكاراغوا :تجريم اإلجهاض وأثر ذلك على النساء والفتيات «في السابق ،لم تجبر المرأة على اتباع مسار بعينه في العالج ...إذ كان [للمرأة] كل الحق في أن تقول‹ ،أفهم المخاطر ،وأعرف أنني ربما أموت ،ولكنني قد اخترت مواصلة هذا الحمل› ...وبالمثل ،إذا أبلغتني امرأة بأنه ‹يحزنني أن أفقد جنيني، ولكنني أريد عالج السرطان› ،فإنني سأحترم حقها في اختيار الحياة». طيبب نيكاراغوي قابلته منظمة العفو ،نوفمبر/تشرين الثاني 2008
()126
منذ يوليو/تموز ،أصبح اإلجهاض في نيكاراغوا مخالفة قانونية ،في جميع الظروف. وقبل ،2006كان القانون يسمح باإلجهاض للنساء والفتيات في نيكاراغوا الالتي يتهدد الحمل حياتهن أو صحتهن ،وفي بعض الحاالت ،كانت الناجيات من االغتصاب يجرم اآلن جميع يستثنين من الحظر العام المفروض على اإلجهاض .ولكن القانون ِّ أشكال اإلجهاض ،بغض النظر عن الظروف التي تدفع إلى طلبه أو الحصول عليه أو ()127 القيام به.
«أيدي األطباء مغلولة ...ونشعر بالقلق حتى عندما نقوم بمعالجة حاالت سقوط الجنين ،على سبيل المثال». طبيب نيكاراغوي قابلته منظمة العفو الدولية ،أكتوبر/تشرين األول 2008
()128
ويعني إقرار هذا القانون أن التدخالت الطبية إلنقاذ الحياة ،التي ربما يكون األطباء قد أوصوا بها للنساء والفتيات في حاالت الخطر الشديد ،قد أصبحت اآلن غير واردة في واقع الحال ما لم يكن لدى الطبيب االستعداد للمجازفة بمستقبله المهني ،وباحتمال أن ()129 يذهب إلى السجن.
ً ً ً فوريا .فيجب على الدولة أن تصل إلى واجبا استضعافا ويعتبر واجب إعطاء األولوية للفئات األشد المهمشين والذين يعانون من اإلقصاء ،ممن يواجهون أضخم الحواجز في طريق التمتع بحقوقهم، ()130 كما يجب إعطاؤهم «الفرصة األولى» عند تخصيص الموارد.
«حتى في أوقات وجود قيود ش���ديدة على الموارد ...فإنه يمكن ،ال بل يجب ،توفير الحماية ألفراد ()131 ً نسبيا». موجهة ومتدنية التكاليف المجتمع المستضعفين عن طريق اعتماد برامج ّ
70
واجبات عابرة للحدود «إننا ندرك أنه تقع على عاتقنا ،إلى جانب مسؤوليات كل منا تجاه مجتمعه ،مسؤولية جماعية هي مسؤولية دعم مبادئ الكرامة اإلنسانية والمساواة والعدل على المستوى العالمي .ومن ثم فإن ً واجبا تجاه جميع سكان العالم ،وال سيما أضعفهم ،وبخاصة أطفال العالم، علينا ،باعتبارنا قادة، فالمستقبل هو مستقبلهم». إعالن األمم المتحدة بشأن األلفية ،الذي تبنته قمة األلفية لألمم المتحدة في العام 2000
()132
إن تنامي تأثير الش���ركات غير الوطنية وس���واها من أطراف القطاع الخ���اص ،وعولمة العمل والتجارة ً جميعا أن األبعاد الدولية اللتزامات والتمويل واالستثمار ،والطبيعة المتغيرة لتمويل التنمية ،تعني حقوق اإلنسان قد غدت أكثر أهمية منها في أي وقت مضى. فم���ع تعاظ���م انتقال رأس المال والس���لع والخدمات ،يج���ري تركيز االهتمام ،على نح���و متزايد ،على التزامات الدول تجاه الحقوق اإلنسانية للبشر خارج حدودها .ويشمل هذا ضرورة أن تقوم الحكومات بتنظيم أنش���طة الشركات آخذه في الحس���بان تأثيرات هذه األنشطة على حقوق اإلنسان فيما وراء البح���ار .ويمك���ن أن يكون للمؤسس���ات المالي���ة الدولية دور عمي���ق األثر على حقوق اإلنس���ان ،ولذا ً اس���تمرارا لواجباتها إزاء حقوق اإلنسان عندما تتحرك في إطار فينبغي على الدول االعتراف بأن ثمة ()133 هذه المنظمات. إن واجب���ات الدول نح���و احترام وحماية وإعمال الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ال تنحصر ف���ي الوالية القضائي���ة لهذه الدول عل���ى أراضيها أو عل���ى المناطق الخاضعة لس���يطرتها الفعلية، وإنما تمتد لتش���مل القيام بأفعال خارج حدودها )134(.إذ ينبغي إخضاع الدولة للمحاس���بة حيثما تؤدي أنش���طتها في بلد آخر إلى التقويض المباش���ر لقدرة س���كان ذلك البلد على التمتع بحقوقهم (عدم احت���رام الحق���وق خارج الحدود) ،أو عندما يفضي الفش���ل في تنظيم الفاعلين الوطنيين (كالش���ركات تقوض حقوق الكبرى) إلى ذلك ،أو عندما تقدم الدولة المعنية مس���اعدات إلى دول أخرى بش���روط ِّ اإلنسان (اإلخفاقات ذات الصلة بواجب إنفاذ الحقوق).
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
71
مبادئ ماستريخت بشأن التزامات الدول العابرة للحدود في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ()135
ً فريقا عين «مجلس حقوق اإلنسان» التابع لألمم المتحدة في سبتمبر/أيلول َ ،2011 من الخبراء في القانون الدولي لحقوق اإلنسان ،بمن فيهم 12من األعضاء الحاليين أو السابقين في هيئات مراقبة تنفيذ الدول لمعاهدات حقوق اإلنسان والخبراء المستقلون للموضوعات التابعون لألمم المتحدة ،وتبنى الفريق «مبادئ ماستريخت بشأن التزامات الدول العابرة للحدود في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية» .وتنبثق هذه المبادئ من القانون الدولي وتهدف إلى توضيح محتوى االلتزامات عبر الحدود بإنفاذ الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وتؤكد المبادئ على أن الدول ملزمة بالتعاون مع الدول األخرى ومساعدتها في إنفاذ الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .كما تشدد على أنه يمكن ،بل يجب ،مساءلة الدول عن انتهاكات حقوق اإلنسان التي تنجم عن افعالها أو امتناعها عن القيام بما ينبغي عليها ،بما يلحق الضرر بحقوق اإلنسان خارج حدودها.
ً ً نظرا لعدم الت���وازن الصارخ في القوة االقتصادي���ة بين الدول ،فإن عموما ،أنه وم���ن المعترف ب���ه، التع���اون الدول���ي والمس���اعدات الدولية يعتبران عاملين حاس���مين في إعمال الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لجميع البشر .بيد أنه على الرغم من االهتمام الكبير الذي يولى للتعاون في المجال التنموي ،فإن قلة من الناس تدرك أن المس���اعدات الدولية ليس���ت مجرد مسألة أعمال خيرية ()136 أو خدمة مستنيرة للمصالح الذاتية ،وإنما أحد التزامات حقوق اإلنسان. فعلى جميع الدول األعضاء في األمم المتحدة التزام باتخاذ تدابير مشتركة ومنفردة لتحقيق االحترام العالمي الش���امل لحقوق اإلنس���ان للجميع دون تمييز ،والتقيد بها )137(.وتل���زم المعايير الدولية ،وال س���يما «العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية» ،الدول باتخاذ خطوات، بص���ورة منفردة ومن خالل المس���اعدات والتع���اون الدوليين ،وبناء على الح���د األقصى من الموارد ()138 المتاحة ،من أجل التحقيق الكامل للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. ويج���ب أن يتأس���س التع���اون الدولي ،في جميع األوقات ،عل���ى القبول )139(.إال أن���ه على الدول أن تس���عى إلى الحص���ول على المس���اعدة الدولية حيثما تعجز ع���ن الوفاء بالحد األدنى م���ن التزاماتها األساس���ية )140(.وبالمث���ل ،ثمة واجب على الدول «القادرة على المس���اعدة» ف���ي أن تقدم التعاون والع���ون الدوليين ،س���واء في المج���ال االقتصادي أم في المجال التقني ،إل���ى الدول األخرى التي ()141 تحتاجهما للوفاء بالحد األدنى من التزاماتها األساسية. ً دائما على نحو يتسق مع معايير حقوق اإلنسان، ويجب أن يتم تقديم التعاون والمساعدة الدوليين وبطريق���ة خالية من التمييز تعطي األولوية لتحقيق مس���توى الحد األدنى م���ن الحقوق للجميع ،بما ً تهميش���ا .فعلى الرغم من االعتراف المتزايد بأنه ينبغي للتعاون الدولي أن في ذلك ألكثر الفئات ال يفضي إلى «إلحاق الضرر» )142(،إال أنه يمكن للتعاون والمس���اعدات أن ِّ يخلفا في بعض الحاالت
72
ً آثارا س���لبية على حقوق اإلنس���ان .ومن واجب جميع الدول ضمان أن ال تؤدي مثل هذه المساعدات إلى انتهاكات لحقوق اإلنس���ان .وهذا يعني ،على س���بيل المثال ،أنه ينبغي للمس���اعدات التنموية أن ال تدعم مشاريع تنطوي على عمليات إخالء قسري أو تؤيد التمييز أو تغرس بذوره .وعلى الدول المتلقية للمساعدات كذلك واجب في أن تضمن استخدامها على نحو يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق اإلنسان.
صربيا :هل ينبغي أن تكون عمليات اإلخالء ً ثمنــا للتنمية؟ القسري ً وجزئيا أدى مشروع للبنية التحتية موله «البنك األوروبي إلعادة البناء والتنمية»، «بنك االستثمار األوروبي» ،إلى اإلخالء القسري لتجمعات الروما (الغجر) في بلغراد، تلب معيار الحق في سكن الذين انتقل بعضهم إلى السكن في حاويات معدنية لم ِّ ()143 مناسب. ً قسرا 175عائلة من الروما من ففي 31أغسطس/آب ،2009أخلت سلطات بلغراد ً تمهيدا لمباشرة أعمال البناء في جسر «غازيال بريدج» مستوطنتهم في «غازيال بريدج»، المهلهل ،كجزء من مشروع إلقامة طريق سريع يتكلف عدة ماليين يورو وإنشاء مشاريع البنية التحتية الالزمة له .وعلى الرغم من اشتراطات البنك األوروبي على سلطات مدينة بلغراد بأن تضع خطة عمل مواتية وتقديم سكن دائم مناسب للمتضررين ،فقد ً قسرا من قبل سلطات مدينة بلغراد .ووفر لنحو 114أسرة تم إخالء عائالت الروما ً ً بديال في حاويات معدنية ال تلبي مواصفات السكن البديل المناسب .وأكرهت مسكنا ً 61أسرة أخرى كانت قد أخليت قسرا من «غازيال» على العودة إلى أماكنها األصلية ً انتهاكا لحقهم في حرية التنقل .وعاد العديد من هذه في جنوب صربيا ،فيما شكل األسر إلى مساكن غير مناسبة وإلى البطالة ،وواجه هؤالء صعوبات في الحصول على المستويات األساسية من حقوقهم االجتماعية واالقتصادية. وفي سبتمبر/أيلول ،2009تقدم «مركز البيئة والتنمية المستدامة» و«شبكة سي أي أي لمراقبة البنوك»( )144بشكوى إلى مكتب الشكاوى في «بنك االستثمار األوروبي»( )145أشارا فيها إلى األوجه العديدة لفشل «بنك االستثمار األوروبي» في الوفاء بمقتضيات الشفافية في سياسته والمعايير االجتماعية المعتمدة لديه بالعالقة مع مشروع إعادة تأهيل جسر غازيال .وبناء على تحقيق أجرى في األمر ،أوصى «مكتب الشكاوى» بأن تجري المدينة والسلطات الحكومية ذات الصلة تحسينات كبيرة في ظروف السكن ،وتوفير فرص العمل لمن أعيد توطينهم – سواء في مستوطنات الحاويات أم في جنوب صربيا .كما أوصى بأن يكون تسليم الدفعات التالية من القروض ()146 ً مشروطا بتنفيذ هذه التوصيات. وبينما تمكن بعض من أعيد إسكانهم في الحاويات من االنتقال إلى شقق تابعة للسكن ً قسرا ،ما برحت 41أسرة (تضم االجتماعي ،بحلول ،2013بعد أربع سنوات من إخالئهم ً فردا) تعيش في الحاويات. 165
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
73
وفي وقت كتابة هذه الوثيقة ،في أبريل/نيسان ،2014ال تزال عائالت الروما من مستوطنة غازيال التي تعيش في الحاويات تنتظر إعادة إسكانها بموجب خطة تمولها المفوضية األوروبية .وال يزال من أعيدوا إلى جنوب صربيا يعيشون في بيوت غير مالئمة ،وفي غياب فرص العمل ،عاد العديد منهم إلى مستوطنات عشوائية في بلغراد ،حيث يظلون عرضة لخطر اإلخالء القسري من جديد .ولم يتح ألي منهم سبيل انتصاف فعال. وفي وقت الحق ،دعت منظمة العفو الدولية ً كال من «البنك األوروبي إلعادة البناء والتنمية» و«بنك االستثمار األوروبي» للقيام بتعزيز سياستهما االجتماعية من خالل اعتماد إجراءات العناية الواجبة المناسبة لحقوق اإلنسان للتأكد من أنهما ال يدعمان ()147 مشاريع تؤدي إلى ارتكاب انتهاكات لحقوق اإلنسان.
وق���د اعتم���د العديد من المؤسس���ات – بما فيها المانح���ون ضمن عالقات ثنائي���ة أو وكاالت األمم ً منهج���ا يقوم على حقوق اإلنس���ان في مقاربة التنمية .ويقول العدي���د من المانحين أنه المتح���دة – يسترشدون في تعاونهم التنموي بمبادئ حقوق اإلنسان المتمثلة في المساواة والمشاركة وعدم قابلي���ة الحقوق للتجزئة وإش���راك الجميع .بي���د أن العديد من الجهات والمؤسس���ات المانحة ال تدمج ً تماما في سياساتها وبرامجها. معايير حقوق اإلنسان
األهداف اإلنمائية لأللفية – دون مستوى االلتزامات الدولية لحقوق اإلنسان تعهدت الدول األعضاء في األمم المتحدة بتحقيق «أهداف األمم المتحدة اإلنمائية ً ً عالميا على التصدي إجماعا لأللفية» بحلول العام .2015وتمثل هذه األهداف الثمانية ()148 للفقر. وانبثقت هذه األهداف اإلنمائية لأللفية عن «إعالن األلفية» ،الذي تبنته الجمعية العامة ً زمنيا وقابلة لألمم المتحدة في العام ،2000والذي حدد غايات ملموسة ومحددة للقياس في مجاالت الصحة والتعليم والسكن والغذاء والمساواة بين الجنسين والماء والصرف الصحي. وبينما قامت «األهداف اإلنمائية لأللفية» بدور مهم في لفت أنظار العالم إلى مسألتي التنمية وتقليص الفقر ،إال أنها تبقى قاصرة عن الوفاء بالتزامات الدول التي تتضمنها المواثيق الدولية بالعالقة مع الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .إذ تقتضي هذه األهداف من الدول أن تخفض معدل الجياع فيها إلى النصف بحلول العام ،2015بينما يتطلب القانون الدولي من الحكومات استخدام جميع الموارد المتاحة لها لضمان تحرير كل مواطن من مواطنيها ،على األقل ،من الجوع .وبالمثل ،بينما قدرت عدد األشخاص الذين يعيشون في األحياء الفقيرة بمليار شخص ،ال تلتزم «األهداف اإلنمائية لأللفية» المجتمع الدولي بأكثر من تحسين حياة 100مليون من ساكني أحياء 74
الصفيح بحلول العام )149(.2020وهذا الهدف ال يتناسب على اإلطالق مع االلتزامات القائمة بموجب القانون الدولي لحقوق اإلنسان بإعطاء األولوية لتحقيق ما ال يقل عن مستوى الحد األدنى األساسي من السكن والماء والصرف الصحي للجميع ،وضمان ً نادرا الحماية الفورية لكل شخص من اإلخالء القسري .ومثل هذه االلتزامات القانونية ما تتضمنها الخطط واالستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى تحقيق «األهداف اإلنمائية لأللفية». وبينما وعد «إعالن األلفية» بالنضال من أجل توفير الحماية للحقوق المدنية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية للجميع ،فإن التركيز الذي توليه «األهداف اإلنمائية لأللفية» الحصيلة اإلجمالية والمتوسطة لألهداف العالمية يسمح باستمرار أنماط مختلفة من التمييز والظلم دون تغيير يذكر .إن التعرف على أشكال التمييز ومواجهته أينما وجد ،واجب مهم من واجبات حقوق اإلنسان ،لكنه ال ينعكس في األهداف ً ً ً داخليا والشعوب تعرضا للتمييز – مثل النازحين وكثيرا ما يكون أكثر الناس العالمية. األصلية والمهاجرين واألقليات واألطفال وذوي الحاجات الخاصة والالجئين والنساء ً تهميشا وإقصاء .ومع ذلك ،فإن «األهداف والفتيات – بين أكثر قطاعات السكان اإلنمائية لأللفية» ال تقتضي من الدول اتخاذ التدابير الضرورية الستئصال شأفة التمييز في القانون والسياسة والممارسة. وبالمثل ،جرى االعتراف بأن الحقوق المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة أساسية لمعالجة الفقر ،وبأن من واجبات الدولة أن تتصدى للتمييز ضد النساء والفتيات، وتضمن المساواة في جميع المجاالت ،بيد أن المقاربة التي تعتمدها «األهداف اإلنمائية لأللفية» في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة محدودة األفق وغير كافية. كما تتجاهل األهداف اإلنمائية أهمية الحق في المشاركة وفي حرية التعبير وتدفق المعلومات واالنتماء إلى الجمعيات للمجتمعات المهمشة .وهذا على الرغم من القبول ً نادرا ما تتحقق في الحاالت التي يحرم فيها األفراد من حرية تعبئة العالمي بأن الحقوق قواهم للدفاع عن حقوقهم. وثمة فرصة متجددة ،في وقت كتابة هذه الوثيقة (أبريل/نيسان ،)2014إلدماج حقوق اإلنسان في األهداف التي ستخلف «األهداف التنموية لأللفية» في – 2015جدول أعمال التنمية وإطار العمل لما بعد العام – )150(2015وضمان عدم تكرر اإلخفاقات ً جنبا إلى جنب مع الشركاء في التي رافقت العملية السابقة .ومنظمة العفو الدولية، قد ًرا أعظم من تضمن ومؤشرات المجتمع المدني ،تدعو إلى اعتماد أهداف وغايات ْ المساءلة والشفافية والمشاركة والمساواة في إطار العمل لما بعد .2015فثمة مجازفة كبرى ،إذا لم يجر تضمين هذه المفاهيم األساسية القائمة على الحقوق ،بأن ً ً تهميشا من التقدم الذي تحققه التنمية حرمانا واألشد يتواصل عدم انتفاع البشر األكثر االجتماعية – االقتصادية.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
75
هوامش _ الفصل الثالث ( )112على سبيل المثال ،جورج فيغيل« ،مراجعة لتشوشات السيدة روزفيلت»http://eppcold.polymath.io/ ،1995 ، ( publication/mrs-roosevelts-confusions-revisited/زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )113كيه .توماشيفيسكي ،التقرير التمهيدي للمقرر الخاص المعني بالحق في التعليم،UN Doc. E/CN.4/1999/49 ، الفقرة http://www.unhchr.ch/Huridocda/Huridoca. :41 ?nsf/TestFrame/6a76ced2c8c9efc780256738003abbc8 ( Opendocumentزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( ) 114لقد تم االعتراف بهذا التصنيف من قبل هيئات مراقبة المعاهدات ،باإلضافة إلى الهيئات اإلقليمية لحقوق اإلنسان المعنية بالتنفيذُ .انظر التعليقات العامة للجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافيةhttp://tbinternet.ohchr.org/_layouts/ ، treatybodyexternal/TBSearch.aspx?Lang=en&Treat ( yID=9&DocTypeID=11زيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ وكذلك ،على سبيل المثال ،المحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان، قضية بيالثكيز رودريغيز ،الحكم الصادر في 29يوليو /تموز ،1989 المجموعة ج ،رقم http://www1.umn.edu/humanrts/ ،4 ( iachr/b_11_12d.htmزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ وقضية مركز العمل الخاص بالحقوق االجتماعية واالقتصادية ومركز الحقوق االقتصادية واالجتماعية ضد نيجيريا ،اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان ،رسالة رقم ،96/155أكتوبر/تشرين األول http://www1.umn.edu/humanrts/africa/ :2001 ( comcases/155-96.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )115تشترط المادتان 55و 56من ميثاق األمم المتحدة أن تتعهد كافة الدول األعضاء بتعزيز االحترام العالمي لحقوق اإلنسان والحريات األساسية للجميع دون تمييز وااللتزام بتلك الحقوق والحريات. ( )116ينطبق واجب الحماية على جميع حقوق اإلنسان :لجنة حقوق اإلنسان ،التعليق العام رقم 31حول المادة ،2طبيعة االلتزام القانوني العام المفروض على الدول األطراف في المعاهدة ،UN Doc. HRI/GEN/1/Rev.6 ،الفقرة http:// :8 www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/ca12c3a4ea8d6c53c125 ( 6d500056e56f/$FILE/G0441302.pdfزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )117أحدث التعليقات العامة لتحديد هذه هي :التعليق العام 18للجنة الحقوق االقتصادية ،الفقرات http://www. :28 – 26 ( refworld.org/docid/4415453b4.htmlزيارة في 17أبريل/ نيسان )2014؛ التعليق العام ،19الفقرات http:// :50 – 48 ( www.refworld.org/docid/47b17b5b39c.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ التعليق العام ،21الفقرات :54 – 52 ( http://www.refworld.org/docid/4ed35bae2.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (Cámara Nacional en lo Contencioso- )118 Administrativo Federal, IV, Viceconte, Mariela C ،v. El Ministerio de Salud y Acción Social, 2/6/1998 ُانظر http://globalinitiative-escr.org/wp-content/ ( uploads/2012/06/Litigating-ESCR-Report.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )119العهد الدولي ،المادة http://www.ohchr.org/ :)1(2 ( EN/ProfessionalInterest/Pages/CESCR.aspxزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ( )120لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم ،3طبيعة التزامات الدول األطراف ،وثيقة األمم المتحدة رقم http://www.refworld.org/ ،E/1991/23 ( docid/4538838e10.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
76
( )121لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم ،3الفقرة .4 ( )122لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم .3 ( )123لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم .3
( )124اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ،المجموعة الحرة للمساعدة القانونية ،لجنة المحامين الخاصة بحقوق اإلنسانUnion Interafricaine des Droits de l’homme, ، ,Les Témoins de Jehovah v Zaireالرسائل رقم 89/25 ً (معا)http://www.achpr.org/ : و 91/56و93/100 communications/decision/25.89-47.90-56.91-100.93/ (زيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ تقرير األنشطة السنوي التاسع للجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب :96/1995 http://www.achpr.org/files/activity-reports/9/ ( achpr1819eo2_actrep9_19951996_eng.pdfزيارة في 17 أبريل/نيسان ،)2014مجلس رؤساء الدول والحكومات ،الجلسة العادية الثانية والثالثون ،من 7إلى 10يوليو/تموز ،ياوندي، الكاميرون. ( )125لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم (.3األمثلة المعطاة للتمثيل وليست شاملة)http:// : ( www.refworld.org/docid/4538838e10.htmlزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014
( )126منظمة العفو الدولية ،ليس حتى عندما تكون حياتها يجرم الحظر الكلي المفروض على اإلجهاض معرضة للخطر :كيف ِّ في نيكاراغوا األطباء ويعرض النساء والفتيات للخطر (رقم الوثيقة ،)AMR 43/004/2009 :ص .2 ( )127منظمة العفو الدولية ،حتى عندما تكون حياتها معرضة للخطر ،ص .2 ( )128منظمة العفو الدولية ،حتى عندما تكون حياتها معرضة للخطر ،ص .3 ( )129منظمة العفو الدولية ،حتى عندما تكون حياتها معرضة للخطر ،ص .4 ( )130مارتا سانتوس باييس (الرئيسة السابقة للجنة األمم المتحدة المعنية بحقوق الطفل ومديرة مركز إنوسينتي لألبحاث التابع لليونيسف) ،اإلطار المفهومي العام لحقوق اإلنسان الخاص باليونيسف ،مقالة مركز إنوسنتي لألبحاث التابع لمنظمة يونيسف رقم ،1999 ،9صفحة http://www.unicef-irc. :8 ( org/publications/2زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )131التعليق العام 3للجنة الحقوق االقتصادية ،الفقرة :12 ( http://www.refworld.org/docid/4538838e10.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )132إعالن األلفية ،قرار الجمعية العامة لألمم المحتحدة 8( 2/Res 55سبتمبر/أيلول ،)2000الفقرة http://www. :2 un.org/en/ga/search/view_doc.asp?symbol=A/ ( RES/55/2&Lang=Eزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )133أكدت لجنة الحقوق االقتصادية بثبات على أن التزامات الدول بموجب العهد الدولي تتسع لتشمل عمل الدولة كجزء من المنظمات الحكومية الدولية ،بما في ذلك مؤسسات مالية دولية من قبيل البنك الدولي وصندوق النقد الدوليُ .انظر المالحظات الختامية للجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية: السويد ( E/C.12/1/Add.70 ،30/11/2001المالحظات الختامية/ التعليقات) ،الفقرة http://www.manskligarattigheter. ،24 )se/Media/Get/530/Ladda20ner20dokument20(pdf (زيارة في 17أبريل/نيسان ،)2014والمالحظات الختامية للجنة الحقوق االقتصادية :فرنسا E/C.12/1/Add.72 ،30/11/2001 (المالحظات الختامية/التعليقات) ،الفقرة http://www. ،32
( refworld.org/pdfid/3cc801a54.pdfزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 (ُ )134انظر M. Langford, F. Coomans and F. Gómez « ،Isaالواجبات العابرة للحدود في القانون الدولي» في M. Langford, W. Vandenhole, M. Scheinin and W. van )Genugten (eds؛ العدالة العالمية ،واجبات الدول :البعد العابر للحدود للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في القانون الدولي ،كيمبريدج يونيفيرسيتي برس ،2013 ،صص 82 – 53؛ ،M. Salomonالمسؤولية العالمية عن حقوق اإلنسان :الفقر في العالم وتتطور القانون الدولي ،أوكسفورد يونيفيرسيتي برس2007 ،؛ ،M.N. Wabwileالحماية القانونية لحقوق الطفل االجتماعية واالقتصادية في البلدان الناميةInteresentia، ، .2010 ( )135من الموقعwww.maastrichtuniversity.nl/ : web/Institutes/MaastrichtCentreForHumanRights/ ( MaastrichtETOPrinciples.htmزيارة في 17أبريل/نيسان ً تعليقا أوردت فيه تفاصيل المبادئ .)2014نشرت لجنة الصياغة وأساسها القانونيO. De Schutter, A. Eide, A. Khalfan, : « ،M. Orellana, M. Salomon and I. Seidermanتعليق على مبادئ ماستريخت بشأن التزامات الدول العابرة للحدود في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية»34 )2012( ، فصلية حقوق اإلنسان ،العدد http://www.icj.org/wp- ،1084 content/uploads/2012/12/HRQMaastricht-Maastricht( Principles-on-ETO.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )136أوضحت لجنة األمم المتحدة المعنية بالحقوق االقتصادية ً «وفقا للمادتين 55و 56من ميثاق واالجتماعية والثقافية أنه األمم المتحدة ،ولمبادئ القانون الدولي الثابتة ،وألحكام العهد ذاته[ ،ثمة] التزام يقع على عاتق الدول كافة ..وأنه ،في غياب برنامج نشط للمساعدة والتعاون الدوليين من جانب جميع الدول التي تستطيع االضطالع بمثل هذا البرنامج ،سيظل اإلعمال التام للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في كثير من ً طموحا لم يتحقق» .التعليق العام 3للجنة الحقوق البلدان االقتصادية« ،طبيعة التزامات الدول األطراف»( ،الفقرة 1من المادة 2من العهد) ،الفقرة .14 ( )137المادتان 55و 56من ميثاق األمم المتحدةhttp://www. ، ( un.org/en/documents/charter/chapter9.shtmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )138العهد الدولي ،المادة http://www.ohchr.org/ ،)1(2 ،EN/ProfessionalInterest/Pages/CESCR.aspxوالمادة 4من اتفاقية حقوق الطفلhttp://www.ohchr.org/en/ ، ( professionalinterest/pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )139اعترف به صراحة في المادة 1/11من العهد الدولي، فيما يتعلق بالحق في مستوى معيشي الئقhttp://www. ، ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/CESCR.aspx (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( ) 140على سبيل المثال ،فيما يتعلق بالحق في الغذاء الكافي، «يتوجب على الدولة التي تزعم أنها غير قادرة على تنفيذ التزاماتها ألسباب خارجة عن سيطرتها إثبات صحة ذلك وأنها سعت إلى الحصول على الدعم الدولي لضمان توفير الغذاء الالزم وإمكانية الحصول عليه بال طائل» ،اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق العام رقم ،12الفقرة .17
فبراير/شباط http://www.oecd.org/development/ ،2007 ( governance-development/39350774.pdfزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ً قرضا بقيمة ( )143قدم البنك األوروبي إلعادة اإلعمار والتنمية 80مليون يورو إلى الشركة العامة «طرق صربيا» ألغراض هذا المشروع ،بناء على اتفاقية بشأن القرض وقعت في .2007 ً ً مماثال بقيمة 33مليون قرضا كما قدم بنك االستثمار األوروبي يورو إلى «طرق صربيا» للمشروع نفسه .منظمة العفو الدولية، البيت أكثر من مجرد سقف يؤوي رأسك :حرمان الروما من السكن الكافي في صربيا (رقم الوثيقة.)EUR 70/001/2011 : ً ُانظر أيضا ،منظمة العفو الدولية ،كيف أسهم التمويل من جانب البنك األوروبي إلعادة اإلعمار والتنمية في عملية إخالء قسري في بلغراد ،بصربيا ،مارس/آذار ( 2014رقم الوثيقةEUR : .)70/006/2014 ( )144منظمة غير حكومية دولية تضم منظمات أعضاء في مختلف أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية وتراقب أنشطة المؤسسات المالية الدولية في اإلقليم وتعمل على الترويج لبدائل قابلة لالستدامة في المجاالت البيئية واالجتماعية واالقتصادية لسياسات هذه المؤسسات ومشاريعهاhttp:// ، ( bankwatch.org/زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (http://bankwatch.org/sites/default/files/ )145 ( complaint_EIB_gazela_28Sep09.pdfزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 (http://bankwatch.org/sites/default/files/EIB_ )146 ( ConclusionsReport_Gazela_14Jul2010.pdfزيارة في 17 ً أيضا :تقرير المتابعة آللية الشكاوى أبريل/نيسان ُ .)2014انظر التابعة لبنك االستثمار األوروبي بشأن الشكوى ،SG/E/2009/07 مشروع إعادة تأهيل جسر غازيال ،صربيا 9 ،مايو/أيار .2001 (ُ )147انظر البيان المشترك لمجلس المساءلة ،ومنظمة العفو الدولية ،والمادة ،19وشبكة أوروبا الشرقية والوسطى لمراقبة أنشطة المؤسسات المالية الدولية ،ومركز األبحاث بشأن الشركات المتعددة الجنسيات (سومو) ،وهيومان رايتس ووتش: البنك األوروبي إلعادة البناء والتنمية :االنعكاسات السلبية لمسودة السياسة البيئية واالجتماعية على حقوق اإلنسان، مارس/آذار ( 2014رقم الوثيقة.)IOR 80/002/2014 : ( )148إعالن األمم المتحدة لأللفية ،الذي تبنته الجمعية العامة بموجب القرار رقم 8 ،2/55سبتمبر/أيلول ،2000األهداف اإلنمائية لأللفية ،موقع برنامج األمم المتحدة اإلنمائيhttp:// ، ( ،www.undp.org/mdg/abcs.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )149األهداف التنموية لأللفية ولما بعد ،2015الهدف :7 كفالة االستدامة البيئيةwww.un.org/millenniumgoals/ ، ( environ.shtmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )150لمزيد من المعلومات بشأن جدول أعمال التنمية لما بعد ُ ،2015انظر www.un.org/en/ecosoc/about/mdg.shtml (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )141التعليق العام 3للجنة الحقوق االقتصادية« ،طبيعة التزامات الدول األطراف» ،UN Doc. E/1991/23 ،الفقرة ،14 ( http://www.refworld.org/docid/4538838e10.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )142ورقة سياسات لغايات إجرائية بشأن حقوق اإلنسان والتنمية،OECD-DAC ,Doc. DDC/DAC (2007) 5/FINAL ،
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
77
أهالي مخيم اليرموك ،جنوب العاصمة السورية، دمشق ،ينتظرون لتلقي المساعدات الغذائية التي توزعها «وكالة غوث وتشغيل الالجئين» (أونروا)، 31يناير/كانون الثاني © unrwa.org .2014
78
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
79
الفصل الرابـع تحديد انتهاكات الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
80
«يقع انتهاك الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية عندما َّتتبع الدولة ،سواء باتخاذ إجراء أو بالتقاعس عنه ،سياسة أو ممارسة تتعارض مع االلتزامات الواردة في العهد الدولي أو تتجاهلها بشكل متعمد». مبادئ ماستريخت التوجيهية بشأن انتهاكات الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
()151
إن الكثي���ر من التش���كيك بالحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية هو نتيجة للش���عور بالعجز أو االستس�ل�ام في وجه إحصائيات الحرمان الطاغية )152(.فهل يمكن أن يكون 842مليون إنسان ممن كاف ،ضحايا النتهاكات حقوق اإلنسان؟ ال يستطيعون الحصول على غذاء ٍ إن المقاومة األولية لالعتراف بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية كحقوق إنس���انية انبثقت، ً المتصورة إلمكانية مراقبة وتقييم «اإلعم���ال التدريجي» لهذه الحقوق .فذلك جزئي���ا ،من الصعوب���ة َّ ً ً وفقا لكل س���بب من بعضا بش���كل مناس���ب يتطل���ب جم���ع بيانات موثوق بها ،ثم فرزها عن بعضها أس���باب التمييز المحظورة ،باإلضافة إلى المؤشرات الفعالة لتحديد التقدم الذي ُأحرز باتجاه اإلحقاق الكامل (أو عدم التقدم). وخالل السنوات األخيرة ،كان هناك تركيز على تطوير المؤشرات وتقنيات الرصد ،ولكن ال تزال هناك العديد من التحديات التي يتعين الوفاء بها .وتشمل هذه التكاليف لجمع بيانات شاملة وإيجاد طرق لضمان دقة البيانات. كيف الخبراء الدوليون والمنظمات غير الحكومية التقنيات المستخدمة وفي العقود القليلة الماضيةّ ، لرصد حقوق اإلنس���ان األخ���رى لتقييم انتهاكات الحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية .وتركز الكثير من هذا العمل على تحديد إخفاقات الدول عن الوفاء بالتزاماتها األساس���ية المباش���رة أو الحد ً أيضا في رصد التزامات الدول للوفاء األدنى منها )153(.وفي اآلونة األخيرة ،أحرز ،مع ذلك ،تقدم كبير ً ش���موال .وأحد األس���اليب الممكنة هو اس���تخدام تحلي���ل الميزانية وتخصيص بالحق���وق بطريقة أكثر ()154 الموارد وصلتها بالتزامات حقوق اإلنسان فيما يتعلق بالحرمان والتفاوت في توفير الخدمات.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
81
استخدام مؤشرات حقوق اإلنسان يمكن لمؤش���رات حقوق اإلنس���ان أن تستند بصورة مباش���رة على معايير حقوق اإلنسان (مثل حظر التعذيب) والبيانات االجتماعية واالقتصادية القائمة ،على حد س���واء )155(.ويمكن أن يستخدم قسط ً أيضا لتقيي���م مدى االلتزام كبي���ر من البيان���ات التي يتم جمعه���ا لقياس التقدم في عملي���ة التنمية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وينبغي لمؤشرات حقوق اإلنسان:
أن تقوم على المضمون المعياري للحق ،كما هو مفصل في المقام األول في المعاهدات التي صادقت عليها الدول والتعليقات العامة التي تنتجها هيئات مراقبة تنفيذ المعاهدات
التركيز على قياس االلتزامات التي تحددها الدول لنفسها والجهود التي تبذلها للوفاء بواجباتها حيال حقوق اإلنسان
أن تستند إلى المعايير العالمية ،ولكن أن تكون ذات مغزى في السياق المحلي ،واضعة في االعتبار مستوى تطور التنمية االجتماعية والسياسية واالقتصادية النسبي في الدول.
ضمان إدراج المعايير الشاملة ،مثل عدم التمييز والمساواة والشفافية والمشاركة والمساءلة.
ويمكن أن تكون مؤشرات حقوق اإلنسان:
نوعية وكمية
هيكلية ،فيما يتعلق بالعمليات ونتائجها
موضوعية وذاتية.
وهنا بعض األمثلة من المؤشرات الهيكلية واإلجرائية ومؤشرات النتائج: الهيكلية
التصديق على المعاهدة
الحماية الدستورية و/أو القانونية للحق.
اإلجرائية
كيف يجري تقرير الميزانيات وتخصيص األموال
الشكاوى المتعلقة بحقوق اإلنسان الواردة ونسبة تداركها.
82
النتائج
معدالت وفيات الرضع.
ً مثال) من قبل التحصيل التعليمي (معدالت المعرفة بالقراءة والكتابة لدى الشباب والكبار، فئة السكان المستهدفة.
كيف يتم تحديد االنتهاك؟ تم وضع إطار لتقييم االنتهاكات المحتملة للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية من خالل الحلقات الدراسية للخبراء الدوليين التي عقدت في العامين 1986و ،1996ثم تأكيده بدعوى قانونية الحقة )156(.وتشمل هذه االنتهاكات الحاالت التالية: • عندما تعجز الدولة عن احترام أو حماية الحقوق ،أو إزالة العقبات من طريق تحقيقها الفوري (عن طريق اإلخالء القسري أو العجز عن تنظيم خدمات القطاع الخاص بشكل كاف ،على سبيل المثال). ٍ • عندما تستخدم الدولة سياسات أو ممارسات يكون القصد منها ،أو نتيجتها ،ممارسة التمييز ضد جماعات معينة أو أفراد معينين على أسس غير مقبولة (عندما ال يتحدث ً مثال). المهنيون الصحيون سوى اللغات الرسمية ،وليس لغات األقليات • عندما تعجز الدولة عن إحقاق أحد الواجبات األساسية الدنيا بال تأخير (كأن تعجز عن إعطاء األولوية للتعليم األساسي اإللزامي المجاني). • عندما تعجز الدولة عن اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة وهادفة باتجاه إعمال الحقوق بشكل كامل (من قبيل عدم التخطيط لتوفير األدوية األساسية وجعلها في متناول الجميع من حيث أسعارها). • عندما تعجز الدولة عن إعطاء األولوية الكافية لتحقيق المستويات األساسية الدنيا لكل حق ،وال سيما بالنسبة للمهمشين والمستضعفين والذين يعانون من اإلقصاء ثراء ،وقلة (من قبيل كثافة االستثمار في تحسين البيئة في المناطق األكثر ً االستثمار في ضمان سالمة مدن الصفيح). ً قيودا غير معترف بها في القانون الدولي على ممارسة • عندما تفرض الدولة الحق(( )157من قبيل تقييد الحق في تأمين وثائق الحيازة للمواطنين وحرمان غير المواطنين من هذا الحق). • عندما تعيق الدولة اإلعمال التدريجي للحقوق أو توقفه ،ما لم تكن تتصرف ضمن الحدود المسموح بها في القانون الدولي الفتقارها إلى الموارد ،أو بسبب أحداث غير متوقعة أو خارجة عن اإلرادة (كإغالق جميع الجامعات إبان النـزاع المسلح).
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
83
ً قسرا من بيوتهم على أخلي آالف األشخاص شاطئ بحيرة بـويـونـغ كاك ومحيطها في بنوم بنه ،بكمبوديا ،منذ تأجير األرض إلحدى الشركات في .2007وتعرض العديد من أبناء المنطقة ً تعويضا ال يسمن للمضايقات والتهديد كي يقبلوا ً بعيدا عن فرص العمل وال يغني أو يعاد توطينهم وفي مكان يخلو من الخدمات والبنية التحتية. وكانت النساء في طليعة من شارك في النضال واالحتجاجات ضد عمليات اإلخالء القسري .ولدى قيام الشركة بإلقاء كميات هائلة من الرمل لطمر البحيرة ،تدفقت المياه لتغمر عدة منازل وتدمرها. وفي أغسطس/آب ،2010سلكت هذه العائلة ً ً ضيقا للوصول إلى منزلها .وقد تم طمر معبرا البحيرة بأكملها بالرمل اآلن ،وتنتظر نحو 650عائلة أن يوفر لها سكن بديل تنتقل إليه. © Amnesty International
والحرم���ان وحده ال يكفي إلثبات وجود انته���اك للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .فإلثبات ً انتهاكا قد حدث ،ثمة ضرورة لوجود أدلة على أن الدولة قد امتنعت عن التصرف على اإلطالق ،أو أن بالمس���توى المطلوب منها ،للتغلب على الحرمان ،أو أنها أعاقت بنشاط ،أو سمحت لآلخرين بإعاقة إعمال الحق. ويمكن أن تكون االنتهاكات لواجبات احترام وحماية الحقوق أو الوفاء بها .ويكون الحرمان من الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعي���ة والثقافية نتيجة لع���دم القدرة (حيث توجد قيود حقيقي���ة على الموارد ،أو ظ���روف خارجة عن الس���يطرة أو خ���ارج علم الدولة) ،وفي ه���ذه الحالة ،ال يمكن الق���ول إن الدولة قد انتهكت التزاماتها الدولية .فاالنتهاكات هي نتيجة النعدام اإلرادة واإلهمال أو التمييز. وهك���ذا فإن انتهاكات الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة يمكن أن تقع على امتداد واجبات الدول نحو احترام حقوق اإلنس���ان وحمايتها والوفاء بها .وقد تشمل أفعال حجب الحقوق أو الحرمان منه���ا ،والتقاع���س عن منع الحرمان من الحقوق وإنصاف المحرومين منها .وكما هي الحال بالنس���بة لجميع حقوق اإلنسان ،فإن العديد من االنتهاكات يتضمن فشل الدولة في الكف عن سياسة معينة ً ً تش���ريعيا أو ممارس���ة معينة ال تتسق مع التزامات هذه الدولة بموجب القانون الدولي .إن تغييرا أو ً هذا النوع من المزاعم يتطلب برهانا على أن اإلجراء الذي تتخذه الدولة يعيق إعمال الحقوق وأن الحل ً غالب���ا ما تتضمن انتهاكات على أيدي فاعلين آخرين، يكمن ببس���اطة في وقف هذا اإلجراء .كما أنها حيث تعجز الدولة عن ضبط سلوكهم وعن ضمان اإلنصاف الفعال للضحايا المحتملين. وم���ن الصعب تقييم المزاع���م المتعلقة بالعجز عن الوفاء بالحقوق ألن الوف���اء بالحقوق االقتصادية ً اعتمادا على الموارد المتاحة .بيد أنه يمكن تحديد ثالثة أنواع من انتهاكات واالجتماعية والثقافية أكثر الواجب نحو إحقاق الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وهي:
التراجع ،ويتضمن:
وضع وتنفيذ سياسات جديدة تبتعد عن اإلعمال الكامل للحقوق
مبر ًرا بركود إلغاء االستثمار في الخدمات االجتماعية على نطاق واسع من دون أن يكون َّ اقتصادي عام
ً بعيدا عن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ونقلها إلى إعادة تخصيص الموارد مجاالت أخرى ،من قبيل النفقات العسكرية غير المبررة أو المفرطة
عدم الوفاء بالحقوق بسبب التمييز :إن عدم التمييز واجب فوري يتقاطع مع جميع الواجبات نحو احترام الحقوق وحمايتها والوفاء بها .وإن اعتماد القوانين والسياسات والممارسات التي ال تتسق مع مبدأ عدم التمييز يصل إلى حد انتهاك حقوق اإلنسان
عدم إعطاء األولوية للواجبات األساسية الدنيا ،وال سيما بالنسبة لألفراد والفئات األكثر ً ضعفا.
86
السياسات العامة وااللتزام بالوفاء: نموذج تقييم ممكن في ،2009قدم «مركز الحقوق االقتصادية واالجتماعية» ،الذي كان مقره حينها في أسبانيا ،و«معهد أمريكا الوسطى للدراسات المالية» (إيسيفي) ،ومقره في غواتيماال، مشروع تقرير بعنوان حقوق أم امتيازات؟ االلتزام المالي للحق في الصحة والتعليم والغذاء في غواتيماال .ويهدف المشروع إلى تقييم الجهود اإلنمائية في غواتيماال من خالل عدسة التزاماتها في مجال حقوق اإلنسان ،وخاصة دور سياسات الضرائب والميزانية في النهوض بالحقوق االقتصادية واالجتماعية للسكان ككل .وهذا هو جزء من الجهود المبذولة من جانب «مركز الحقوق االقتصادية واالجتماعية» وغيره من الجهات العاملة في مجال حقوق اإلنسان والتنمية لتوسيع نطاق الرصد للنطاق الكامل اللتزامات الدول فيما يتعلق بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وعلى وجه الخصوص عن طريق تقييم االمتثال لاللتزامات وأطر السياسة العامة. وعلى الرغم من كونها دولة ذات دخل متوسط لديها أكبر اقتصاد في أمريكا الوسطى، كانت المؤشرات االجتماعية في غواتيماال مقلقة .حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر الوطني وشخص واحد من كل سبعة أشخاص يعيش في فقر مدقع. ً جزئيا بإرث ما يقرب من 40 ويمكن تفسير استمرار عدم المساواة والتمييز المنهجيين ً عاما من الصراع المسلح ،الذي لم ينته حتى عام .1996إال أنه من الواضح أن ضعف ً جزءا من القصة .إذ كان يعادل ذلك من حيث األهمية ،إن لم موارد الدولة لم يكن سوى ً خالفا اللتزاماتها في مجال حقوق يكن أكثر ،التوزيع غير العادل للموارد من قبل الدولة، اإلنسان بضمان التمتع الكافي بمجموعة من الحقوق االقتصادية واالجتماعية للجميع. وركزت الدراسة على جهود الدولة للوفاء بثالثة حقوق رئيسية – الصحة والتعليم والغذاء – ومعالجة ثالثة تهديدات خطيرة لهذه الحقوق :سوء تغذية األطفال ووفيات األمهات وانخفاض معدالت إتمام الدراسة االبتدائية .ولذلك فحصت الدراسة مدى التزام الدولة بالوفاء بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،والتي يشكل تقييمها التحدي األكبر، ً نظرا للصعوبات في إقامة روابط سببية بين الفشل في السياسات العامة وانتهاك الحقوق .وعالوة على ذلك ،فألن واجب الوفاء يتعلق بكل من سلوك الدولة والنتائج، ثمة حاجة إلى دراسة كليهما ،وتقييم ما إذا كانا كافيين أم ال. وتناول تحليل السياسات العامة في غواتيماال للمجاالت الرئيسية األربع – النتائج، والجهود السياسية ،والموارد ،والتقييم – باستخدام منهج متعدد النظم ،يجمع بين مجموعة من تقنيات البحث .واستقيت تقنيات البحث هذه ليس فحسب من قانون حقوق ً أيضا من تحليل السياسة العامة واالقتصاد التنموي ،كما كانت كمية اإلنسان ،ولكن ونوعية في آن. ومن خالل اعتماد هذا اإلطار التحليلي القوي والمقاربة المنهجية ،تمكنت المنظمات غير الحكومية من إجراء تحليل صارم للسياسات وتقديم توصيات مفصلة وملموسة للحكومة في مجال اإلصالح المالي كان من شأنها ضمان زيادة اإلنفاق االجتماعي والتوزيع األفضل لهذه النفقات ،وتعزيز نظم الرقابة المحاسبية والمساءلة االجتماعية. ً ّ ضغطا على الحكومة لتبرير قراراتها ،وفي نهاية المطاف ،قدمت الحكومة وشكل هذا ً التزاما بزيادة اإلنفاق االجتماعي وتنفيذ إصالحات ضريبية تصاعدية .كما ّ حفز التقرير
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
87
الصادر عن الدراسة وعزز مراقبة المجتمع المدني على الصعيدين الوطني والمحلي، على حد سواء .وتم استخالص دروس هامة حول تحديات تطبيق اإلطار التحليلي وكيف يمكن مواصلة تحسينه وتكييفه لتوفير أداة فعالة لمساءلة الحكومات عما تتخذ من قرارات بشأن السياسات االقتصادية واالجتماعية .وقد طبق «مركز الحقوق االقتصادية واالجتماعيـة» ،منذ ذلك الحين ،اإلطـار التحليلي في سياقات أخرى ،من تدابير التقشف في أوروبا إلى التحول السياسي في مصر ُ(انظر .)www.cesr.org/opera
وكما أوضحنا فيما س���بق ،ركزت مقاربة النقد العام للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية على م���ا إذا كان يمك���ن للمحاكم أن تش���ارك في الق���رارات المتعلقة بتخصيص الم���وارد وتحديد أولويات السياسة .وبالنسبة للفصل في مثل هذه المسائل ،كانت المحاكم في بعض البلدان تبدي تحفظات حيال التدخل في مجال عمل الس���لطة التنفيذية أو غيرها من الجهات التي تصنع السياسات العامة، أو تص���در األح���كام التي تتضمن إعادة توزيع الموارد من قط���اع إلى آخر .بيد أن المحاكم حاولت ،في سياقات أخرى الموازنة بين دورها في اإلشراف وترك هامش معقول للمناورة لفروع الحكم األخرى. ً ً جيدا على ذلك: مثاال ويعتبر معيار «المعقولية» ،الذي اعتمدته محاكم جنوب أفريقيا،
َّ مفضلة أو «إن المحكم���ة الت���ي تنظر في المعقولية لن تحق���ق فيما إذا كان باإلمكان اعتم���اد تدابير ً استحس���انا ،أو ما إذا كان باإلمكان إنفاق المال العام على نحو أفضل .والس���ؤال هو ما إذا كانت أكثر التدابير المعتمدة معقولة أم ال .ومن الضروري االعتراف بأن الدولة يمكن أن تعتمد مجموعة واسعة م���ن التدابير الممكن���ة للوفاء بالتزاماتها .وإن العديد من هذه التدابير س���يلبي متطلبات المعقولية. ()158 وعندما يتبين أنها كذلك ،فإن هذا الشرط يكون قد تمت تلبيته». وعن���د تطبي���ق هذا المبدأ ،نظرت المحكمة الدس���تورية في جنوب أفريقيا فيم���ا إذا كان البرنامج – أو ً ً ً ً ً ومرن���ا؛ وما إذا كان يوف���ر االحتياجات متوازنا ومنس���قا؛ وما إذا كان ومتماس���كا ش���امال السياس���ة – تصوره وتنفيذه معقولين؛ وما إذا كان يتس���م القصيرة أو المتوس���طة أو الطويلة األجل؛ وما إذا كان ُّ ()159 بالشفافية. واعتب���رت المحكم���ة أن واجب الوفاء بالحق في مس���كن مالئ���م قد انتُ هك عندما لم تعط السياس���ة ً أرضا تحت أقدامهم وال الخاصة باإلس���كان األولوية لتحس���ين ظروف السكن ألولئك الذين ال يجدون ()160 ً سقفا فوق رؤوسهم ،ويعيشون في أوضاع ال تُ طاق أو في ظروف األزمات».
88
ً ً انتهاكا لحقوق اإلنسان، عددا من الحجج لتبرير السلوك الذي يمكن أن يعتبر بوجه عام وتستخدم الدول ً وغالبا ما تتذرع بعدم كفاية الموارد أو ببواعث القلق األمنية ،وأعباء الدين وس���داد الدين أو الكوارث الطبيعي���ة .وم���ع أن إمكاني���ات حصول الدول عل���ى الموارد متفاوت���ة ،فإن المعايي���ر الدولية الخاصة بالحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية تأخذ ذلك بعين االعتب���ار .وهكذا فإن اإلغالق المؤقت ً مفهوما ،حيث ينبغي فحص المبنى من لمدرسة أو مستشفى عقب وقوع كارثة طبيعية قد يكون أجل المحافظة على السالمة ،أو تكون هناك مشكالت قصيرة األجل في نقل الموظفين إلى مكان ()161 العمل .بيد أن الرد على الكوارث يجب أال ينطوي على تمييز ضد الجماعات المهمشة.
النـزاع المسلح ليس ذريعة لتبرير العنف ً غالب���ا ما تس���فر النـزاعات المس���لحة أو حاالت الطوارئ عن وق���وع انتهاكات واس���عة النطاق للحقوق االقتصادي���ة واالجتماعي���ة والثقافية .إذ يتم تدمي���ر المرافق الصحية والمس���اكن واألغذية ومصادر المي���اه النظيف���ة ،أو ُيمنع الناس م���ن الحصول عليه���ا .إن التدابير التي تُ تخذ ً ردا عل���ى بواعث القلق األمنية يجب أن تكون معقولة ومتناس���بة مع الخطر .ففي أوقات النـزاع المس���لح ،يجب احترام مبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين. وأثناء النـزاعات المسلحة أو حاالت الطوارئ التي «تهدد حياة األمة» ،يجوز للحكومات أن تتنصل (أي ً تعل���ن تعلي���ق الضمانات مؤقتا) من بعض التزامات حقوق اإلنس���ان ( ،)162وليس جميعها .ومع ذلك، ف���إن العدي���د من صكوك حقوق اإلنس���ان األخيرة ال يحت���وي ولو على فقرة تتعل���ق بالتنصل .ففي ً مثال ،قالت «اللجنة األفريقية لحقوق اإلنس���ان والش���عوب» إنه «ال يجوز حال���ة الميث���اق األفريقي، تبري���ر الحد من الحقوق والحريات المنص���وص عليها في الميثاق بذريعة حاالت الطوارئ أو بالظروف ()163 الخاصة». ً تحديا أكبر وف���ي الوق���ت الذي يمكن أن يش���كل إعمال الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة إبان النـزاع المس���لح ،فإنه ال يوجد نص يجي���ز التنصل من االلتزامات بموجب «العهد الدولي الخاص بالحق���وق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية» أو غيره من المعاهدات الرئيس���ية التي توفر الحماية ً عموما ،ال ُيسمح بوضع قيود معقولة لحقوق اإلنس���ان .وكما هي الحال بالنس���بة لحقوق اإلنس���ان ومتناس���بة على ممارس���ة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية إال بموج���ب القانون الدولي، وفي سبيل هدف مشروع (من قبيل الصحة العامة والنظام العام واألمن العام). ً صراحة غير قابلة لالنتقاص. ويتعين على الدول أن تتقيد بااللتزامات األساسية الدنيا ،التي اعتبرت
()164
كما أن ثمة مجموعة من الواجبات في القانون اإلنس���اني الدولي – قانون النـزاع المس���لح – تتعلق بوس���ائل وأساليب شن األعمال الحربية ،وبواجبات سلطة االحتالل ذات الصلة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .ومن بين األمثلة:
حظر التجويع كوسيلة من وسائل الحرب.
ً ضررا واسع النطاق وبعيد األمد بالبيئة، حظر الوسائل واألساليب الحربية التي يرجح أن تلحق األمر الذي يعرض الصحة العامة للسكان أو بقاءهم للخطر.
حظر الهجوم على األهداف التي تعتبر أساسية لبقاء السكان المدنيين.
()165
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
()166
89
واجب تأمين حرية مرور العاملين الطبيين والمعدات الطبية عبر الحصار)167(.
واجب سلطات االحتالل في ضمان الخدمات الطبية والصحة العامة والوقاية الصحية في المناطق الواقعة تحت االحتالل)168(.
90
قطاع غزة :الحصول على الخدمات الصحية أدى الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة ،والذي يصل إلى مرتبة العقاب الجماعي لسكان غزة ،إلى إيصال البنية التحتية األساسية حافة االنهيار ،بما في ذلك ً قيودا المرافق الطبية والمرافق الصحية .وتحظر اسرائيل الصادرات من غزة ،وتفرض صارمة على الواردات ،ما يؤدي إلى خنق االقتصاد .وتسيطر اسرائيل على سجل السكان في غزة وتمنع حركة الناس ،بما في ذلك السفر إلى الضفة الغربية ،باستثناء حاالت استثنائية. ويمنع المرضى في غزة الذين يحولون لتلقي العالج في إسرائيل والضفة الغربية ،في بعض األحيان ،من الدخول ،أو يتعرضون للتأخير ،أو يكونون عرضة لخطر االعتقال على ً مريضا من أصل 1,165 الحاجز بين غزة وإسرائيل .ففي صيف ،2013لم يتمكن 180 تقدموا للحصول على تصاريح للسفر إلى أو عبر إسرائيل لتلقي العالج الطبي من الوصول في مواعيدهم لعالج األورام ،أو األمراض القلبية أو أمراض أخرى ال يتوافر ً جوابا من السلطات العسكرية اإلسرائيلية .وخضع عالجها في غزة ،ألنهم لم يتلقوا ً مريضا لالستجواب من قبل أجهزة االستخبارات عند المعبر الخاص بالمسافرين بين 17 ()169 إسرائيل وقطاع غزة وحرموا في وقت الحق من تصريح الزيارة الطبي. وفي 20نوفمبر/تشرين الثاني ،2012خالل «عملية عمود الدفاع» (عمود السحاب) ً عاما ،وهما محمود العرجا اإلسرائيلية ،أصيب صبيان فلسطينيان يبلغان من العمر 16 ً وإبراهيم حماد ،في غارة اسرائيلية حوالي الساعة .05:00ووفقا لروايات الشهود وعمليات التقصي من قبل منظمات حقوق اإلنسان ،لم يشارك الصبيان في أي نشاط يمكن أن يفسر على أنه تهديد لإلسرائيليين ولم يكونا في محيط أي نشاط عسكري. وكانا يقفان وحدهما في ساحة مفتوحة إلى الشرق من مخيم رفح لالجئين .وتعرضا ً تقريبا من السياج الذي يفصل غزة عن إسرائيل ،في منطقة لإلصابة على بعد 400متر يتطلب وصول سيارات اإلسعاف إليها ً إذنا من الجيش اإلسرائيلي .وبدأت «جمعية الهالل األحمر الفلسطيني» إجراءات الحصول على تصريح بعد وقت قصير من الساعة 05:00من بعد الظهر ،ولكن في الساعة 8:00مساء ،رفضت السلطات اإلسرائيلية السماح بدخول طاقم اإلسعاف المنطقة .وفي نهاية المطاف ،وبعد الساعة ،10:00 سمحت السلطات اإلسرائيلية لسيارة إسعاف الهالل األحمر بالوصول إلى الصبيين، ()170 اللذين كانا قد فارقا الحياة. وخالل الحرب على غزة ،في ،2009 – 2008منعت القوات البرية اإلسرائيلية عقب استيالئها على مواقع داخل قطاع غزة ،في 3يناير/كانون الثاني ،2009بشكل روتيني سيارات اإلسعاف وغيرها من المركبات من االقتراب من الجرحى ورفع الجثث ،وإلى أي مكان قريب من مواقعهم .ونتيجة لذلك ،فارق العديد من الجرحى ،الذين كانوا ال يبعدون أكثر من مسافة 15دقيقة عن المستشفى ،الحياة دون داع .وظلت عشرات الجثث التي لم يكن باإلمكان استردادها حتى ما بعد وقف إطالق النار ،ملقاة في العراء لعدة أيام لتتحلل. إحدى الحاالت األكثر إثارة للصدمة ما حدث لعائلة السموني ،التي فقدت 29من أفراد األسرة الممتدة في حي الزيتون ،في جنوب شرق مدينة غزة .وكان معظم الذين لقوا حتفهم في أحد منازل العائلة ،وهو منزل وائل السموني ،الذي تعرض للقصف على
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
91
ما يبدو بقذائف الدبابات ،في 5يناير/كانون الثاني .2009وفي اليوم السابق ،كان جنود إسرائيليون قد أمروا العشرات من أفراد العائلة باالنتقال إلى هناك من منزل قريب يعود إلى العائلة الممتدة نفسها .وباإلضافة إلى القتلى في الهجوم ،توفي العديد من أفراد األسرة اآلخرين الذين أصيبوا خالل األيام التالية ألنهم ظلوا محاصرين في المنزل لعدم سماح الجيش بدخول سيارات اإلسعاف إلى المنطقة .ونزف العديد من أفراد األسرة حتى الموت على مدى فترة استمرت ثالثة أيام وهم ينتظرون عبثا ً شخصا ما ينقذهم .وبقي األطفال لمدة ثالثة أيام دون طعام أو ماء ،بجانب جثث أمهم ()171 واألشقاء واألقارب اآلخرين الذين فارقوا الحياة. وأبلغ صالح السموني منظمة العفو الدولية ما يلي:
«في صباح اليوم التالي [ 5يناير/كانون الثاني] ،حاول ثالثة من أبناء عمومتي وأنا معهم الخروج من المنزل ،إلى الحديقة المسورة للحصول على بعض الطماطم وبعض األخشاب لطهي شيء .حالما خرجنا من الباب تعرضنا للقصف .وقتل أبناء عمي محمد وحمدي ،وأصيب وائل وأنا وتراجعنا مرة أخرى إلى المنزل .ثم ُقصف المنزل ً شخصا وأصيب معظم مرة أخرى – بقذيفتين على األقل – من فوق .وقتل نحو 25 البقية .قتلت ابنتي الصغيرة ،عزة ،وأصيبت زوجتي .كانت والدتي رحمة تضم الطفل محمود (عمره ستة أشهر) وقتلت ،لكنها حمت الطفل بجسدها وأنقذته .قتل والدي. وأطفال وائل ،صبي وفتاة كالهما قتال .صفاء ،زوجة أخي إياد ،قتلت وأصيبت مها، ً جميعا .لماذا قصفوا المنزل بعد أن وضعونا زوجة أخي حلمي ،وطفلهما محمد ،قتلوا ً ُ جميعا .من تمكنوا من الفرار من المنزل أصيب كثير جميعا فيه؟ كنا نظن اننا سنقتل منهم .أصبت في الرأس وكان الدم ينزف من وجهي وأنا أركض .بالقرب منا كان هناك جنود في منزل عائلة السوافيري وطلبوا منا أن نعود وأطلقوا النار علينا ،ولكننا واصلنا الركض .وعندما وصلنا إلى مكان آمن ،دققنا ناقوس الخطر ،ودعونا الصليب األحمر إلرسال سيارة إسعاف إلى المنزل إلخراج المصابين ،إال أن الجيش لم يسمح ألي ً أشخاصا ما زالوا على قيد سياراة إسعاف باالقتراب من المنطقة .كنا نعرف أن هناك الحياة في المنزل ألننا اتصلنا بالهواتف النقالة وأجابنا األطفال .كانوا خائفين ،والجثث تحيط بهم .توفي بعض المصابين في المنزل في انتظار انقاذهم .فقط بعد ثالثة ً سيرا على األقدام ألن الجيش لم يسمح أيام تمكن الصليب األحمر من الذهاب ،ولكن باقتراب سيارات اإلسعاف .وجدوا بعض األطفال ال يزالون على قيد الحياة وغيرهم ()172 كثير من القتلى». وفي 7يناير/كانون الثاني ،سمح في نهاية المطاف لثالث سيارات إسعاف تابعة للهالل األحمر الفلسطيني ،ترافقها مركبة للجنة الدولية للصليب األحمر ،بإخالء 14من المدنيين الجرحى ،معظمهم من األطفال .ورفضت القوات اإلسرائيلية السماح لسيارات اإلسعاف باالقتراب من المنزل ،ولذا اضطر المساعدون الطبيون قطع مسافة 1.5 ً سيرا على األقدام لنقل الجرحى ،إلى جانب ثالثة من الجثث ،على ظهر عربة كيلومتر كارو يجرها حمار من البيت إلى سيارات اإلسعاف .واضطر فريق اإلنقاذ إلى ترك عشرات ()173 ً نظرا لعدم وجود وسيلة لنقلهم. الجثث وراءهم ولم يسمح الجيش اإلسرائيلي ألي فريق طبي بدخول المنطقة خالل الفترة المتبقية من «عملية الرصاص المصبوب» .وفي صباح 18يناير/كانون الثاني ،وعقب إعالن ً وقفا إلطالق النار وسحبها قواتها ،ذهب مندوبو منظمة العفو الدولية إلى إسرائيل منطقة السموني وشاهدوا ،بأم أعينهم ،فرق اإلنقاذ الطبية وهي تستخرج الجثث من 92
تحت الركام .وتبين أن جرافات الجيش اإلسرائيلي قد قامت بتجريف المنزل الذي وجد فريق الصليب األحمر/المساعدون الطبيون التابعون للهالل األحمر الفلسطيني فيه المدنيين الجرحى و 22جثة في 7يناير/كانون الثاني ،في عملية تدمير دنيئة تعكس مدى االستهتار .وفي 18يناير /كانون الثاني ،وعندما أصبح باإلمكان انتشال الجثث من تحت الركام ،في نهاية المطاف ،كانت الجثث في حالة من التحلل. ً ً داخليا في الحادثة. تحقيقا وفي 6يوليو/كانون الثاني ،2010فتح الجيش اإلسرائيلي ً وعندما أغلق التحقيق ،في 1مايو/أيار ،2012لم يعتبر أحد مسؤوال عن هذه الوفيات في صفوف المدنيين ،ولم تتح أي تفاصيل عن التحقيق ،أو عن قرار إغالق القضية، للمحامين الذين قدموا شكاوى رسمية نيابة عن عائلة السموني ،أو إلى منظمات حقوق اإلنسان أو «بعثة األمم المتحدة لتقصي الحقائق» ،التي أبلغت بالحادثة .وتمت ترقية ً قائدا للواء جفعاتي خالل «عملية الرصاص المصبوب»، العقيد إيالن مالكا ،الذي كان ً متورطا في الموافقة على الغارة الجوية التي قتل فيها 21من أفراد وزعم بأنه كان ()175 عائلة السموني ،إلى رتبة عميد في نوفمبر/تشرين الثاني .2012 وما برحت منظمة العفو الدولية تشعر ببواعث قلق جدية من أن التحقيقات اإلسرائيلية – التي نفذتها قيادة قوات «جيش الدفاع اإلسرائيلي» أو مكتب النائب العسكري العام – تفتقر إلى ()176 والحيدة والشفافية والخبرة المناسبة ،وللصالحيات الكافية للتحقيق. االستقاللية ْ
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
93
ً عذرا عدم كفاية الموارد ليس ً غالب���ا م���ا تحاول الدول تبرير انتهاكها للحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة بذريعة عدم توافر الموارد المالية أو التقنية أو البشرية. وعند دراسة هذه االدعاءات ،من األهمية بمكان أن ُينظر فيما إذا كانت الدولة قد أعطت أولوية كافية لحقوق اإلنسان عند وضع ميزانياتها ،وطلبت مساعدات دولية بحسب حاجتها. وينطبق هنا مبدآن أساسيان:
أنه «حتى عندما يتبين أن الموارد المتوافرة غير كافية ،فإن من واجب الدولة الطرف أن تكفل ()177 أكبر قدر ممكن من التمتع بالحقوق ذات الصلة في ظل الظروف السائدة».
أنه «حتى في األوقات التي تكون فيها الموارد محدودة بشكل شحيح ،سواء كان ذلك بسبب برامج التكييف أو الركود االقتصادي ،أو بفعل أي عوامل أخرى ،فإنه يمكن ،بل يجب ،حماية ()178 ً نسبيا». موجهة متدنية التكاليف أفراد المجتمع المستضعفين عن طريق اعتماد برامج َّ
كم���ا ينبغ���ي التمييز بين االفتقار العام إلى الم���وارد وبين القدرة على الوف���اء بواجب محدد .فعلى سبيل المثال ،في مجرى دراسة عن مدى كفاية الرعاية الصحية العقلية في غامبيا ،كشفت الحكومة النق���اب عن أنه كان لديها مخزون كاف من األدوي���ة للمصابين باألمراض العقلية ،ولكن تلك األدوية لم توزَّ ع .ولذا ،قامت «اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب» بإصدار أمر مبرر بأن توفر الدولة ()179 هذه األدوية لمن كانوا بحاجة إليها ،رغم إشارتها إلى محدودية موارد الدولة. ً متس���قا مع ونظ���رت بعض المحاكم التابع���ة لواليات قضائية مختلفة فيما إذا كان تخصيص الموارد االلتزامات الدس���تورية بحقوق اإلنس���ان .فعندما ادعت حكومة جنوب أفريقيا أنها تفتقر إلى الموارد لتوفي���ر العقاقي���ر المضادة لفيروس نقص المناعة المكتس���بة للنس���اء الحوامل ،ل���م تقبل المحكمة َّ وتمثل موق���ف المحكمة ف���ي أن الحكومة ال تس���تطيع أن تحاجج بانعدام الدس���تورية ذل���ك االدعاء. الموارد الالزمة لتوفير العقاقير من دون أن تضع خطة لتحديد تكاليف «التوزيع» في سائر أنحاء البالد كج���زء من برنامج لألش���خاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتس���بة /األي���دز ،ومن دون تقييم ()180 مختلف الموارد المتوفرة تحت تصرفها.
94
الهند :استخدام المحاكم للدفاع عن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يكفل القانون الهندي اآلن الحق في الغذاء ،الذي جرى الدفاع عنه أول ً استنادا إلى دعوى الدفاع عن الصالح العام مرة في الهند في العام ،2001واجه العديد من الواليات الهندية سنة ثانية أو ثالثة من موجة الجفاف، ولكنها عجزت عن ضمان الحد األدنى من المتطلبات الغذائية للسكان على الرغم من وجود ماليين األطنان من مخزون المواد الغذائية .وقدمت واحدة من منظمات حقوق ً التماسا أمام اإلنسان الرائدة في الهند ،وهي «االتحاد الشعبي للحريات المدنية»، المحكمة العليا الهندية اتهمت فيه الحكومة بانتهاك الحق في الغذاء ،بسبب تقاعسها عن معالجة سوء التغذية المزمن )181(.وعلى الرغم من وجود برامج ممولة من الدولة لتوفير وجبات مدرسية في منتصف النهار وحصص غذائية لألسر التي تعيش تحت خط ()182 الفقر ،كانت نوعية هذه المخططات ونطاقها محدودة في كثير من األحيان. وقضت المحكمة بأنه ينبغي لبرنامج الحد األدنى من الحصة الغذائية المكفولة لألسر ً ً قانونا وأن يجري تنفيذه بالكامل من الناحية ملزما التي تعيش تحت خط الفقر أن يكون القانونية .وأمرت المحكمة سلطات الدولة بتوفير وجبات الطعام الجاهزة في منتصف النهار ،بالحد األدنى من السعرات الحرارية والبروتين الضروريين ،لجميع أطفال المدارس لمدة ال تقل عن 200يوم في السنة .وأقرت المحكمة كذلك «الخطة الوطنية لخدمات األمومة» ،وتقتضي صرف حوافز نقدية ثابتة بمقدار 500روبية ( 10دوالرات أمريكية في أبريل/نيسان ،)2014على أن تقدم لجميع النساء الحوامل الالتي يعشن تحت خط الفقر ،بغض النظر عن أعمارهن وعدد الوالدات السابقة ،لتمكين النساء والفتيات من ()183 الحصول على تغذية أفضل تشتد الحاجة إليها أثناء الحمل. وعزز هذا األمر القضائي القوة التفاوضية لجماعات المجتمع المدني إلطالق حمالت من أجل الحق في الغذاء .وباإلضافة إلى ذلك ،عينت المحكمة مفوضين لمراقبة تنفيذه. وبحسب تقديرات متحفظة ،فإن ما ال يقل عن 350,000فتاة إضافية بدأن التسجيل ()184 ً سنويا في المدرسة بسبب الزيادة في توافر الوجبات المدرسية. إن الدستور الهندي يفصل بين الحقوق األساسية (الحقوق المدنية والسياسية القابلة للتنفيذ في المحاكم) والمبادئ التوجيهية لسياسة الدولة (التي توجه عمليات صنع القرارات الحكومية) .بيد أن المحكمة العليا استخدمت هذه المبادئ لتوسيع نطاق تفسير فسرت الحق في الحياة بحيث يشمل الحق الحقوق األساسية .وعلى وجه الخصوصَّ ، في وسائل العيش والتغذية الكافية والملبس الكافي والسكن والصحة والتعليم. وبتسهيلها إمكانية لجوء المستضعفين إلى المحاكم من خالل جعل القواعد اإلجرائية أكثر مرونة بحيث تجيز إجراء المقاضاة بالعالقة مع المصلحة العامة على أساس التماسات غير رسمية ،أصبح لدى هؤالء سبيل لالنتصاف. وفي أعقاب حملة متواصلة نظمت في ،2013سن البرلمان الهندي قانون األمن الغذائي الوطني ،الذي يهدف إلى توفير الحبوب الغذائية المدعومة لحوالي ثلثي سكان الهند ،البالغ عددهم 1.2مليار نسمة .وبذا ،سيكون هؤالء الناس قادرين على ً شهريا لكل فرد يشمله الدعم بأسعار ميسرة .كما شراء 5كيلوغرامات من الحبوب أصبحت النساء الحوامل واألمهات المرضعات وفئات معينة من األطفال اآلن ضمن الفئات المؤهلة للحصول على وجبات مجانية يومية. منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
95
فتاة تشارك في مظاهرة احتجاج في يوم الغذاء العالمي ،نيو دلهي ،الهند ،أبريل/نيسان .2010 © Marta Kasztelan
هوامش _ الفصل الرابع ( )151مبادئ ماستريخت التوجيهية بشأن انتهاكات الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية،UN Doc. E/C.12/2000/13 ، الفقرة http://www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/6b7489 ،11 ( 89d76d2bb8c125699700500e17?Opendocumentزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )152مساهمة لجنة الحقوق االقتصادية في المؤتمر العالمي حول حقوق اإلنسان ،UN Doc. E/1993/22 ،1993 ،الملحق ،3 الفقرة .7 ( )153تم تطويره في « ،A.R. Chapmanمنهج مقاربة االنتهاكات» لمراقبة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية»، فصلية حقوق اإلنسان عدد http:// ،66 – 23 )1996( 18 muse.jhu.edu/journals/human_rights_quarterly/ ( v018/18.1chapman.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )154على سبيل المثالُ ،انظر « ،E. Felnerتخوم جديدة في الدعوة إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية؟ تحويل البيانات الكمية إلى أداة للمساءلة عن حقوق اإلنسان» ،مجلة «سور» الدولية لحقوق اإلنسانhttp:// ،109 )2008( 9 ، www.surjournal.org/eng/conteudos/getArtigo9. ( php?artigo=9,artigo_felner.htmزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )155على سبيل المثال ،مؤشرات التنمية البشرية المستخدمة في تقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج األمم المتحدة لإلنماء( http://hdr.undp.org/en/countries ،زيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 مكيف من مبادئ ليمبرغ بشأن تنفيذ العهد الدولي ( )156 َّ الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (مبادئ ليمبرغ) http://www.refworld. ،UN Doc. E/CN.4/1987/17 ( org/docid/48abd5790.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان (.)2014وكذلك في ،)E/C.12/2000/13الفقرة http:// ،72 www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/6b748989d76d2bb8c125 ( 699700500e17?Opendocumentزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (« )157ال يجوز أن تخضع ممارسة الحقوق الواردة في العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لمثل ً ً متوافقا وفقا لما يقرره القانون ،وطالما كان ذلك هذه القيود إال مع طبيعة هذه الحقوق ويهدف إلى تعزيز المصلحة العامة في مجتمع ديمقراطي» .المادة 4من العهد الدولي الخاص بالحقوق ً أساسا من هذه االقتصادية واالجتماعية والثقافية .إن «الغرض المادة هو «حماية حقوق األفراد وليس السماح لفرض قيود من قبل الدولة» ،لجنة الحقوق االقتصادية ،التعليق العام :13الحق في التعليم ،UNDoc. E/C.12/1999/10 ،الفقرة http:// ،42 www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/0/ae1a0b126d068e868025 ( 683c003c8b3b?Opendocumentزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ وكذلك العهد الدولي ،التعليق العام :14الحق في أعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه ،الفقرة http://www. ،28 ( unhchr.ch/tbs/doc.nsf/(symbol)/E.C.12.2000.4.Enزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )158حكومة جمهورية جنوب أفريقيا وآخرون ضد إيرين غروتبوم وآخرين ،Case CCT 11/00 ،الفقرة www.saflii.org/za/ ،41 ( cases/ZACC/2000/19.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( ،S. Liebenberg )159ساندرا ليبنبيرغ« ،المطالبة بالحقوق األساسية :ما مدى استجابة ’المراجعة العقالنية‘؟» ،مراجعة الحقوق االقتصادية واالجتماعية ،المجلد ،5رقم ،5ديسمبر/ كانون األول www.communitylawcentre.org.za/ ،2004 projects/socio-economic-rights/Research%20and%20 Publications/ESR%20Review/Volume%205%20No%20
98
( 5%20-%20December%202004.pdf/downloadزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )160حكومة جمهورية جنوب أفريقيا وآخرون ضد إيرين غروتبوم وآخرين. ( )161أثيرت مثل بواعث القلق هذه في سياق مواجهة المد البحري (السونامي) في المحيط الهندي .ولالطالع على بواعث القلق المتعلقة بحقوق اإلنسان في نانغروي آتشيه دار السالم عقب المد البحريُ ،انظر منظمة العفو الدولية ،إندونيسيا :دور حقوق اإلنسان عشية الزلزال والمد البحري (رقم الوثيقةASA : .)21/002/2005 (ُ )162انظر ،على سبيل المثال ،التعليقين العامين )1981( 5 و )2001( 29للجنة حقوق اإلنسان في تفسير الفقرة المتعلقة بتعطيل الحقوق في المادة 4من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةhttp://www1.umn.edu/humanrts/ : ( gencomm/hrc29.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )163اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ،الرسالة رقم ،93/105جدول أعمال حقوق وسائل اإلعالم ومشروع الحقوق الدستورية ضد نيجيرياhttp://www1.umn.edu/humanrts/ ، africa/comcases/105-93_128-94_130-94_152-96.html (زيارة في 17أبريل/نيسان ،)2014تقرير األنشطة الثاني عشر ،2000-1999صفحة .64 (ُ )164انظر ،على سبيل المثال ،التعليق العام 14للجنة الحقوق االقتصادية ،الحق في الصحة،UN Doc. E/C.12/2000/4 ، الفقرة http://www.refworld.org/docid/4538838d0. :45 ( htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )165المادة )1(54من البروتوكول اإلضافي التفاقيات جنيف لعام ( 1949البروتوكول األول ينطبق على النـزاعات الدولية المسلحة على الرغم من أن الكثير من أحكامه تعكس القانون الدولي العرفي ،وهو بالتالي ينطبق على جميع الدول في جميع الظروف ،باستثناء «المعترضين على الخدمة العسكرية بوازع من الضمير»)( http://www.icrc.org/ihl.nsf/INTRO/470 :زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )166المادة ،)2(54من البروتوكول اإلضافي التفاقيات جنيف لعام .1949 ( )167المادة ،17اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية األشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب/أغسطس 1949 (المنطبقة في النزاع المسلح الدولي ،وتتضمن العديد من األحكام المتعلقة بواجبات سلطة االحتالل)http://www.icrc. : org/ihl.nsf/385ec082b509e76c41256739003e636d/67 ( 56482d86146898c125641e004aa3c5زيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )168المادة ،56اتفاقية جنيف الرابعة. ( )169منظمة الصحة العالمية ،إحالة المرضى من قطاع غزة، يوليو/تموز ،2013التقرير الشهريhttp://www.who.int/hac/ : crises/international/wbgs/sitreps/opt_sitrep_july2013. ( pdf?ua=1زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )170مقابالت مندوبي منظمة العفو الدولية التي أعقبت عملية «عمود السحاب» 25 ،نوفمبر/تشرين الثاني .2012
( )171منظمة العفو الدولية ،عملية «الرصاص المصبوب»22 : ً يوما من الموت والدمار( ،رقم الوثيقة)MDE 15/015/2009 : ص .20 ( )172منظمة العفو الدولية ،عملية «الرصاص المصبوب» ،ص .20 ( )173اللجنة الدولية للصليب األحمر« ،غزة :اللجنة الدولية ً سريعا بعد للصليب األحمر تطالب بتسهيل الوصول إلى الجرحى امتناع الجيش اإلسرائيلي عن مساعدة الجرحى الفلسطينيين»،
بيان صحفي ( 8 ،)04/09يناير/كانون الثاني .2009 ( )174منظمة العفو الدولية ،عملية «الرصاص المسكوب»، ص .45 (ُ )175انظر http://www.ynetnews.com/ ( articles/0,7340,L-4304657,00.htmlزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 محدث لمنظمة العفو الدولية بشأن التحقيقات ( )176تقييم ّ اإلسرائيلية والفلسطينية في نزاع غزة ،بيان للتداول العام (رقم الوثيقة 18 )MDE 15/018/2011 :مارس/آذار .2011 ( )177التعليق العام 3للجنة الحقوق االقتصادية« ،طبيعة التزامات الدول األطراف» ،UN Doc. E/1991/23 ،الفقرة ،14 ( http://www.refworld.org/docid/4538838e10.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )178التعليق العام 3للجنة الحقوق االقتصادية ،الفقرة .12 ( )179اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوبPurohit & ، ،Moore v. The Gambiaالرسالة رقم .2000/241تم البت بها في الدورة العادية الثالثة والثالثين للجنة األفريقية (من 15إلى 29مايو/أيار .)2003 (TAC v. Ministers of Health, 2002 (10) BCLR 1033 )180 )http://www.saflii.org/za/cases/ZACC/2002/15.html ,(CC (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )181االتحاد الشعبي للحريات المدنية ضد االتحاد الهندي، http://www.sci.nic.in/outtoday/report_ ،2011/196 ( cvc17092012.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )182منظمة العفو الدولية ،لتكن حقوقنا في صميم القانون: ً ً ملموسا واقعا لتكن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (رقم الوثيقة )ACT 35/002/2010 :ص .4 ( )183أنشئ «البرنامج الوطني للمنافع الصحية» نتيجة أمر صادر عن المحكمة العليا في قضية االتحاد الشعبي للحريات المدنية ضد االتحاد الهندي ،2011/196 ،بتاريخ 20نوفمبر/تشرين الثاني ُ .2007انظر «شبكة قانون حقوق اإلنسان» ،قضية الحق في الغذاء :االتحاد الشعبي للحريات المدنية ضد االتحاد الهندي، – 2011/196األوامر واألحكام الصادرة عن المحكمة العليا للهند، الطبعة الرابعة ( )2009ص .111 (D. Brinks, and V. Gauri, ‘A New Policy )184 Landscape’ in Courting Social Justice: Judicial Enforcement of Social and Economic Rights in the Developing World, Cambridge University Press, 2008, p. 328: http://ebooks.cambridge.org/chapter.jsf?bid=C ( BO9780511511240&cid=CBO9780511511240A016زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
99
صندي أغافا صائد سمك في نيجيريا .وقد كانت مهنة صيد األسماك في جرف بودو توفر له ً ً منتظما للدخل .ونتيجة للتسرب مصدرا وألسرته النفطي الناجم عن عمليات شركة «شل» في ً ً متاحا، خيارا ،2008لم يعد صيد السمك في بودو واضطر إلى أن يقطع مسافة كبيرة لتحصيل قوته. ً ونظرا ألن االنتقال إلى مكان صيده الجديد يستغرق ً ً ً وقتا طويال ،لم يعد قادرا على كسب عيشه من صيد السمك .وعليه اآلن أن يعمل في مجال البناء ً أيضا .ولكنه غير مدرب للقيام بذلك ،وليس هناك الكثير من العمل ليقوم به. © Amnesty International 100
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
101
الفصل الخامس من هو المسؤول؟
102
«من أجل ضمان النظر إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية بصورة أكثر جدية باعتبارها واجبات ،على المنظمات الدولية لحقوق اإلنسان أال تكون مقيدة بال داع في تحديد المستهدفين بأسمائهم ووسائل تخجيلهم». ماري روبنسون ،المفوضة السامية السابقة لألمم المتحدة لحقوق اإلنسان.
()185
ً كثيرا ما ال تقع على عاتق إن المس���ؤولية عن الحرمان من الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ً أيضا على عاتق األفراد والجماعات والمشاريع التجارية. الحكومات فحسب ،وإنما وتقع المس���ؤولية األساس���ية ،وفق القانون الدولي ،على عاتق الدولة التي يعيش فيها الس���كان. ً أيضا باحترام حقوق اإلنسان ومع ذلك ،كما تمت المناقشة في الفصل ،3فإن لدى الدول التزامات وحمايتها وإعمالها خارج حدودها .وهذا يش���مل حاالت من قبيل االحتالل أو النزاع المس���لح الداخلي: حي���ث تمارس الدولة المحتلة أو الجماعة المس���لحة الس���يطرة الفعلية على جزء من الس���كان ،وتكون ()186 ً قانونا عن انتهاكات حقوق اإلنسان داخل هذا اإلقليم. السلطة المسيطرة مسؤولة وأثن���اء النـزاع المس���لح ،ال تقع المس���ؤوليات المتعلقة بالحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية بموجب القانون اإلنس���اني الدولي على الدول وحدها ،وإنما على عاتق الجماعات المس���لحة كذلك. فعلى سبيل المثال ،أصدرت منظمة العفو الدولية عدة رسائل مفتوحة إلى الحزب الشيوعي النيبالي (الم���اوي) ف���ي العام ،2004أعربت فيها عن بواعث قلقها بش���أن تأثير اختطاف أطفال المدارس من أجل التربية السياسية على حقهم في التعليم؛ وبشأن الضرر المحتمل «لحصار» الماويين لكاتماندو ()187 على إمكانية حصول السكان المدنيين على الغذاء والمستلزمات الطبية األساسية. وحيثم���ا تم���ارس إدارة مؤقتة لألمم المتحدة س���يطرة فعلية أو مش���تركة على منطق���ة ما ،فإنها قد تكون مسؤولة عن انتهاكات حقوق اإلنسان .فقد دعت منظمة العفو الدولية البعثة المؤقتة لألمم المتحدة في كوسوفو وسلطات كوسوفو إلى إيجاد مساكن بديلة لجماعات الروما التي تعيش في ()188 مستوطنات ملوثة بشكل خطير.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
103
مسؤولية الشركات في مجال حقوق اإلنسان الحكومات مسؤولة عن حماية حقوق اإلنسان ،وهذا يشمل الحقوق التي تهددها عمليات الشركات. ومع ذلك ،فإن فش���ل الحكومة في حماية حقوق اإلنس���ان ال يعفي الش���ركات من المس���ؤولية من تأثي���رات عملياته���ا على حقوق اإلنس���ان .وثمة توافق متنام في اآلراء حول المس���ؤولية االجتماعية للش���ركات يرى أنه ينبغي على الش���ركات ،كحد أدنى ،احترام حقوق اإلنس���ان كافة .وقد أكد الممثل الخاص لألمين العام لألمم المتحدة المعني بمس���ألة حقوق اإلنسان والشركات عبر الوطنية وغيرها من مؤسس���ات األعمال أن «مس���ؤولية الشركات عن احترام حقوق اإلنس���ان موجودة بصرف النظر ً عالميا لجميع عن واجبات الدول أو القدرات» و«أن حقوق اإلنس���ان تش���كل مسؤولية قابلة للتطبيق ()189 الشركات في جميع الحاالت». ومع ذلك ،فإن التزامات السياسة العامة المتعلقة بحقوق اإلنسان غير كافية؛ إذ يتعين على الشركات أن تس���عى بنش���اط إلى فهم ومنع انتهاكات حقوق اإلنس���ان التي قد تحدث نتيجة لعملياتها .وقد وص���ف الممثل الخاص لألمم المتحدة هذا االلتزام بأنه الحرص الواجب على حقوق اإلنس���ان ،الذي يشمل الخطوات التي يجب على الشركة أن تتخذها حتى تعلم باآلثار السلبية ألنشطتها على حقوق اإلنسان وتمنعها وتتصدى لها. وينظر إلى إجراء الش���ركات تقييمات لتأثير عملياتها على حقوق اإلنس���ان بأهمية متزايدة ،وال سيما ً ووفقا ف���ي الصناع���ات ذات الطبيعة ش���ديدة الخطورة على صحة البش���ر ،مثل اس���تخراج المع���ادن. للممث���ل الخاص لألمم المتحدة ،فإنه «على الرغم من أن هذه التقديرات يمكن أن تكون مرتبطة مع العملي���ات األخ���رى ،مثل تقييم المخاطر أو تقييم األثر البيئ���ي واالجتماعي ،ينبغي أن تتضمن هذه ً ً واستنادا إلى المعلومات التي جرى الكشف دوليا. إشارات صريحة إلى حقوق اإلنسان المعترف بها عنها ،يتعين على الش���ركات تحس���ين خططها لمعالجة وتفادي اآلثار الس���لبية المحتملة على حقوق ()190 اإلنسان بشكل مستمر». وأب���رز الممث���ل الخاص أهمية خفض أو س���د «ثغ���رات الحوكمة التي أوجدتها العولمة ،ألنها تس���مح بحدوث أضرار لحقوق اإلنسان مرتبطة بالشركات قد تحدث حتى دون قصد» )191(.ويعتمد إطاره على ثالث ركائز أساسية:
واجب الدولة في توفير الحماية ضد انتهاكات حقوق اإلنسان من قبل أطراف ثالثة ،بما في ذلك الشركات ،من خالل السياسات المناسبة ،والتنظيم ،والتقاضي؛
مسؤولية الشركات عن احترام حقوق اإلنسان ،مما يعني إيالء االعتبار الواجب والحرص أثناء العمل لتجنب التعدي على حقوق اآلخرين ،ومعالجة اآلثار السلبية التي قد تحدث،
زيادة وصول الضحايا إلى سبل فعالة لالنتصاف القضائي وغير القضائي.
()192
وف���ي ،2011أصدر الممثل الخاص المبادئ التوجيهية التي تح���دد تفاصيل إطار «الحماية واالحترام ()193 واإلنصاف». وللمؤسس���ات المالي���ة الدولي���ة ،كالبنك الدول���ي وصندوق النق���د الدولي ،نفوذ هائ���ل في تحديد السياس���ات االقتصادية واالجتماعية للعديد من الدول .فأحد جوانب أنش���طة البنك الدولي المثيرة ً للج���دل يتمثل في مس���ؤوليته ومس���اءلته دوليا عن تأثي���ر عملياته على حقوق اإلنس���ان )194(.إذ يرى
104
المس���ؤولون في البنك أنه ليس من صالحياته النظر في الجوانب المتعلقة بحقوق اإلنس���ان في اتخاذ القرارات ،وإنما في المعايير االقتصادية فحس���ب .ومع ذلك ،فإن البنك مؤلف من دول على عاتقها مس���ؤوليات في احترام حقوق اإلنس���ان وحمايتها والوفاء بها في جميع األنشطة ،بما فيها اإلجراءات والقرارات التي تُ تخذ من خالل البنك. وق���د أكدت «اللجنة المعني���ة بالحقوق الثقافية واالجتماعية واالقتصادي���ة» على الدوام أن التزامات ال���دول ،بموجب العهد الدولي الخ���اص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،تمتد لتش���مل اإلج���راءات الت���ي تتخذها ال���دول بصفتها أعضاء ف���ي المنظم���ات الحكومية الدولي���ة ،بما في ذلك المؤسس���ات المالي���ة الدولية ،مثل البن���ك الدولي وصندوق النقد الدولي .وأش���ارت إلى أن الدول األطراف ملزمة باتخاذ كل التدابير الممكنة للتأكد من اتس���اق سياس���ات تلك المنظمات وقراراتها مع ()195 التزاماتها بموجب العهد. حي���ث يتعي���ن على البنك الدولي وصن���دوق النقد الدولي ،بصفتهما وكالتي���ن متخصصتين تابعتين لألم���م المتحدة ،العمل باتس���اق مع أحكام ميثاق األمم المتح���دة ،بما في ذلك األحكام التي تتطلب م���ن األمم المتحدة تعزيز االحترام العالمي لحقوق اإلنس���ان ومراعاته���ا )196(.وعالوة على ذلك ،فإن كل المنظم���ات الدولية ملزمة بمبادئ القانون الدولي العرفي المتعلق بحقوق اإلنس���ان ،وبمبادئ ()197 لحقوق اإلنسان مثل عدم التمييز ،التي تشكل المبادئ العامة للقانون الدولي. لقد ساعدت برامج التكييف الهيكلي ،التي ازدهرت تحت رعاية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ف���ي الثمانيني���ات ومطلع التس���عينيات من الق���رن المنصرم ،عل���ى توحيد جماعات حقوق اإلنس���ان وغيره���ا م���ن قطاعات المجتمع المدني ف���ي معارضة تقليص التمويل للخدم���ات االجتماعية العامة ف���ي العديد م���ن البلدان .فبموج���ب العديد من هذه البرامجُ ،فرضت رس���وم عل���ى الرعاية الصحية األساسية والتعليم األساسي (رسوم االنتفاع) )198(.وكان تأثيرها على إمكانية الحصول على التعليم ً األساسي هائال )199(.كما تقلصت قدرة الفقراء على الحصول على هذه الخدمات بصورة ال يستهان بها ،ما حدا بالبنك الدولي ،في نهاية المطاف ،إلى أن يقوم بتعديل سياس���ته .فالبنك الدولي ال ()200 ً حاليا «بدعم رس���وم انتفاع على التعليم األساسي والخدمات الصحية األساسية للفقراء». يقوم ً مزيدا إن إعادة العمل بمبدأ التعليم المجاني للجميع ،وليس للذين يعتبرون فقراء فحسب ،سيتطلب م���ن الموارد لس���د أي���ة فجوة في التمويل .كما إن من ش���أن الدعم الذي يقدم���ه المجتمع للمانحين ً س���ابقا عندما ش���جع الدول على التخلي عن توفير التعليم أن يس���اعد على تعويض الضرر الذي وقع المجاني .وينص القانون الدولي لحقوق اإلنسان بوضوح على أن التعليم األساسي يجب أن يكون ً ()201 ً مجانيا وإلزاميا.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
105
النضال من أجل مساءلة الشركات في قطاع الصناعة االستخراجية أبرزت أبحاث منظمة العفو الدولية بشكل متكرر كيف يمكن للحكومات أن تكون غير راغبة أو غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها القانونية لحماية الناس من انتهاكات حقوق اإلنسان التي ترتكبها الشركات ،وكيف تؤدي عمليات الشركات في كثير من األحيان إلى انتهاكات لحقوق اإلنسان .وقد وصفت كذلك كيف يمكن للشركات االستفادة من األنظمة والتعليمات الضعيفة ،وال سيما في البلدان النامية ،مما يؤدي في كثير من األحيان ً فقرا هم األكثر عرضة لالستغالل من قبل الجهات المؤسسية إلى أن يكون أشد الناس ً غالبا ما يواجهن مستويات مفرطة من التمييز واالعتداء ،وعلى سبيل الفاعلة .فالنساء ً أشكاال مختلفة من العنف الجنسي المثال التهديدات لسالمتهن الشخصية التي تتخذ أو البدني من جانب قوات األمن التي تستخدمها الشركات .وفي شتى أنحاء العالم، ً بدءا من يواجه الناس الذين يعيشون تحت وطأة الفقر عقبات في التماس العدالة، العقبات المالية وانتهاء بصعوبات التنقل إلى المكاتب والمحاكم والخدمات .وتتفاقم هذه الصعوبات جراء نفوذ شركات تمارس سيطرة قوية على مدى توافر المعلومات ذات الصلة. وتعمل منظمة العفو الدولية على: • سد الفجوة التي تحول دون مساءلة الشركات بضمان وجود أطر قانونية أقوى لمحاسبة الشركات (على الصعيدين الوطني والدولي) ،وبإنفاذ القوانين الموجودة؛ • دعم المشاركة النشطة للمجتمعات المحلية ،ال سيما عن طريق ضمان حقها في الحصول على المعلومات؛ • من أجل المزيد من االعتراف بااللتزامات عبر الحدود والمساءلة عنها (حقوق اإلنسان خارج الحدود).
106
هوامش _ الفصل الخامس (« ،M. Robinson )185تعزيز الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية :الطريق إلى األمام» ،فصلية حقوق اإلنسان ،)2004( 26ص https://muse.jhu.edu/ :870 _login?auth=0&type=summary&url=/journals/human ( rights_quarterly/v026/26.4robinson.pdfزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ( )186عندما تمارس سلطة احتالل ما السيطرة الفعلية ،تعتبر المنطقة التي تخضع لسيطرتها ضمن الوالية القضائية لسلطة االحتالل ،لجنة حقوق اإلنسان ،التعليق العام ،31الفقرة :10 http://www1.umn.edu/humanrts/gencomm/hrcom31. ( htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )187منظمة العفو الدولية ،رسالة مفتوحة تدين اختطاف المدنيين وقتلهم و«حصار» كاثماندو من قبل «الحزب الشيوعي النيبالي» (الماوي) (رقم الوثيقة.)ASA 31/157/2004 : ( )188بيان صحفي لمنظمة العفو الدولية« ،صربيا والجبل األسود (كوسوفو/كوسوفا) :وفروا الحماية للحق في الصحة والحياة» (رقم الوثيقة.)EUR 70/011/2005 : ( )189تقرير الممثل الخاص لألمين العام حول مسألة حقوق اإلنسان والشركات العابرة للقوميات وسواها من المشاريع التجارية ،قطاع األعمال وحقوق اإلنسان :خطوات إضافية نحو تفعيل إطار «الحماية واالحترام واإلنصاف»A/HRC/14/27، ، 9أبريل/نيسان ،2010الفقرة http://www2.ohchr.org/ :65 english/issues/trans_corporations/docs/A-HRC-14-27. ( pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )190تقرير الممثل الخاص لألمين العام حول مسألة حقوق اإلنسان والشركات العابرة للقوميات وسواها من المشاريع التجارية ،الحماية واالحترام واإلنصاف :إطار لقطاع األعمال وحقوق اإلنسان A/HRC/8/5/7، 7 ،أبريل/نيسان ،2008 الفقرة http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/ :61 GEN/G08/128/61/PDF/G0812861.pdf?OpenElement (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )191الحماية واالحترام واإلنصاف ،الفقرة .11 ( )192الحماية واالحترام واإلنصاف.
مبادئ ماستريخت المتعلقة بالتزامات الدول خارج حدودها في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية» ()2012 34فصلية حقوق اإلنسان العدد ،1084تعليق على المبدأ 16الفقرة http://www.lse.ac.uk/humanRights/ :1 ( articlesAndTranscripts/2012/HRQMaastricht.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )198دعم البنك الدولي خالل الثمانينات من القرن الماضي «االستخدام الحكيم للرسوم المعتدلة» في التعليم األساسي. البنك الدولي ،التعليم في أفريقيا جنوب الصحراء :سياسات التكييف واإلحياء والتوسع ،1988 ،صفحة http:// :55 documents.worldbank.org/curated/en/1988/01/440255/ education-sub-saharan-africa-policies-adjustment( revitalization-expansionزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ورحب بالعائدات المتأتية من تلك الرسوم حتى التسعينات: َّ البنك الدولي ،التعليم األساسي ،1990 ،الصفحتان ،45-44 ( http://files.eric.ed.gov/fulltext/ED325244.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )199تم تحليل تأثير هذه السياسة على زمبابوي من قبل دائرة تقييم العمليات في التكييف الهيكلي وفقراء زمبابوي ،في البنك نفسهhttp://www-wds.worldbank.org/external/ : default/WDSContentServer/WDSP/IB/2004/05/04/00001 ( 1823_20040504125153/Rendered/PDF/28674.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )200البنك الدولي ،رسوم االستخدام في التعليم األساسي ،يوليو /تموز http://siteresources. ،2004 worldbank.org/EDUCATION/Resourc es/278200-1099079877269/547664-1099079993288/ ( EFAcase_userfees.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )201اتفاقية حقوق الطفل ،المادة ()1(28أ)http://www. ، ( ohchr.org/en/professionalinterest/pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ العهد الدولي ،المادة ()2(13أ)، http://www.ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/ ( CESCR.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،المادة http://www.un.org/ ،)1(26 ( en/documents/udhr/زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )193الحماية واالحترام واإلنصاف.
( ،S. Skogly )194التزامات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تجاه حقوق اإلنسان ،كافنديش ،لندن.2001 ، ( )195التعليق العام :17حق كل فرد في أن يفيد من حماية المصالح المعنوية والمادية المترتبة على أي إنتاج علمي أو أدبي أو فني من تأليفه ( ،UN Doc. E/C.12/GC/17 )2006الفقرة :56 ( http://www.refworld.org/docid/441543594.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014وقد استخدمت هذه الصيغة في معظم المالحظات الختامية للجنة الحقوق االقتصادية التي تشير إلى التزامات الدول المترتبة على عضويتها في المنظمات الدولية ،وعلى سبيل المثال ،لجنة الحقوق االقتصادية، «المالحظات الختامية :أيرلندا» (UN Doc. E/C.12/1/ ،)2002 ،Add.77الفقرة http://tbinternet.ohchr.org/_layouts/ :37 treatybodyexternal/Download.aspx?symbolno=E%2fC ( .12%2f1%2fAdd.77&Lang=enزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )196المادتان 55و 56من ميثاق األمم المتحدةhttp://www. : ( un.org/en/documents/charter/chapter9.shtmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (O. De Schutter, A. Eide, A. Khalfan, M. )197 « ،Orellana, M. Salomon, I. and Seidermanتعليق على
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
107
فتيات يافعات في بيتهن المؤقت في منطقة كارت-أي-باروان من كابل ،بأفغانستان ،التي تؤوي العديد من العائالت النازحة من مناطق أخرى .يونيو/ حزيران (ُ .2011انظر الصفحة )124 © Amnesty International
الفصل السادس جميع الحقوق لجميع البشر
110
تنطبق حقوق اإلنس���ان على جميع البش���ر بسبب أنهم ،ببساطة ،بشر .ومع ذك ،يواجه بعض الناس صعوبات خاصة في س���عيهم إلى التمتع بحقوقهم بس���بب ما خلقوا عليه .فالنس���اء ،على س���بيل المثال ،ال يواجهن فحس���ب التمييز المباش���ر في القانون ،وإنما آثار التمييز الطويل األجل والكامن ً أيض���ا ،و«االختالل التاريخ���ي لميزان القوى ف���ي عالقة الرجل ف���ي النظ���رات االجتماعي���ة المهيمنة ()202 والمرأة» ،اللذين عرقال تحقيق المساواة بين الجنسين. ويواج���ه األش���خاص التمييز لطيف واس���ع من األس���باب ،بما في ذلك نوعه���م االجتماعي وعرقهم وأصلهم اإلثني ووضعهم كمهاجرين ،وميولهم الجنسية ،ووضعهم الصحي (كما هو الحال بالنسبة لم���ن يحملون فيروس نقص المناعة المكتس���بة/األيدز) ،أو بس���بب ما يعانون م���ن فقر أو ابتلوا به من إعاقة .كما يواجه العديد من األش���خاص التمييز على عدة أس���س مجتمعة ،ما يفضي بهم إلى التهميش المتعدد األوجه. وق���د أبرزت الح���ركات االجتماعي���ة التي تعمل م���ن أجل حقوق الم���رأة والطفل والش���عوب األصلية واألقلي���ات ،وغيره���م من الفئ���ات األخرى ،األس���اليب التي يتم به���ا إضعاف وإقصاء ه���ذه الفئات ً ً ً وثقافيا؛ وحددت التدابير الضرورية في القوانين والسياسات لمعالجة هذا األمر. واجتماعيا اقتصاديا كما أن جهودها انعكس���ت في وضع معايير دولية تتعلق بهذه الفئات .حيث تعترف المعايير الدولية ً ً تدريجي���ا كذلك .كما أن ف���ورا ،وإنما بضم���ان القضاء عليه الي���وم لي���س فحس���ب بواجب حظر التمييز التدابي���ر الخاص���ة أو «اإلجراءات التوكيدية» التي تُ تخذ من أج���ل إصالح األوضاع التي تمنع أو تعرقل التمتع بحقوق اإلنسان( ،بما في ذلك تفشي التمييز) ليست محظورة بموجب القانون الدولي ،بل مطلوبة في واقع األمر )203(.بيد أن مثل هذه التدابير يجب أن تكون معقولة وموضوعية وذات هدف ()204 مشروع ،وأن تتوقف عندما يتحقق الهدف. ويلق���ي هذا الفصل نظ���رة على التحديات التي تواجهها بعض الفئات المحرومة بغية إظهار كيف أن الحق���وق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ،مثلها مثل جميع حقوق اإلنس���ان ،تأخذ في الحس���بان الخصائ���ص التي يمتاز بها الش���خص .وهذه بعض األمثلة فحس���ب ،حيث تواجه فئ���ات عديدة أخرى تحديات ال يس���تهان بها في س���عيها إلى التمتع بحقوقها بس���بب هويتها أو وضعها .وتشمل هذه األقليات ،واألشخاص ذوي اإلعاقة ،وأفراد الطبقات االجتماعية غير المهيمنة ،وسكان أحياء الصفيح، والمس���نين والش���باب ،وم���ن ال يحملون جنس���ية البلد ،ومن يعيش���ون تحت س���قف واح���د من غير ()205 المتزوجين ،ومن يولدون نتيجة عالقة خارج نطاق الزواج ،وذوي األمراض العقلية.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
111
األطفال ً وتكرارا». «لو كان لألطفال صوت ،النتقدوا نفاق مجتمع الكبار ،عن حق توماس هامربيرغ ،النائب السابق لرئيس لجنة األمم المتحدة لحقوق الطفل.
()206
لقد اس���تحوذت حقوق الطفل على خيال العالم بطريقة غير مس���بوقة .وصادق على «اتفاقية حقوق الطف���ل» ع���دد أكبر من البلدان وبس���رعة أكث���ر مما ش���هدته أي معاهدة دولية من قب���ل .وهي اآلن صك قانوني ملزم للعالم بأس���ره ،باس���تثناء الصومال والواليات المتحدة األمريكية على الرغم من أن كليهم���ا م���ن الموقعي���ن .وللمرة األول���ى في القانون الدول���ي ،اعترفت االتفاقي���ة بأن األطفال ليسوا ُم ً لكا لوالديهم أو ألي شخص آخر )207(،وإنما هم بشر كاملون ولهم حقوق إنسانية .وتتضمن االتفاقية المبدأ الرئيسي المتمثل في أن جميع القرارات التي تُ تخذ نيابة عن الطفل ،سواء من قبل الدولة أو الوالدين أو الوصي ،أو أي ش���خص آخر ،يجب أن تكون لمصلحته الفضلى .كما أنها تحمي ً وفقا لقدراتهم النامية .ومن المبادئ العامة حق األطفال في التعبير عن آرائهم وأخذها بعين االعتبار في االتفاقية الحق في عدم التعرض للتمييز والحق في البقاء والنماء. ويتمثل أحد المواضيع الرئيس���ية لالتفاقية في حماية األطفال من إس���اءة المعاملة واالس���تغالل. ً ً غالبا ما تكون له دوافع اقتصادية .واالستغالل أشكاال متعددة ،ولكن ومثل هذا االستغالل قد يتخذ االقتص���ادي محظ���ور )208(.ويمث���ل موضوع تش���غيل األطفال أحد المحاور الرئيس���ية لعمل نش���طاء حق���وق الطفل و«لجنة األمم المتح���دة المعنية بحقوق الطفل» ،مع أن اللجنة تعرف أنه «ليس جميع ً المجاالت التي يس���ود فيها عنصر اقتصادي تعتبر بالضرورة اس���تغالال» )209(.فثمة معياران رئيسيان ف���ي هذا المج���ال وضعتهما منظمة الصح���ة العالمية ،وهما :االتفاقية رقم ،182التي تحظر أش���د ً ووفقا أش���كال تش���غيل األطفال خطورة ،واالتفاقية رقم ،138المتعلقة بالحد األدنى لسن العمل. لهاتين االتفاقيتين ،ال يجوز تش���غيل األطفال دون س���ن الثامنة عش���رة في أعمال خطرة ،ويجوز أن ()210 يقوموا «باألعمال الخفيفة» التي ال تعرقل تعليمهم إذا كانوا دون سن الخامسة عشرة.
112
تنظيم تشغيل األطفال :البرتغال يعتبر الميثاق االجتماعي األوروبي معاهدة إقليمية مهمة لحماية الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .فمنذ ،1995مارست المنظمات التي تمثل الضحايا الحق في تقديم شكاوى جماعية تبين االنتهاكات المزعومة للحقوق الواردة في الميثاق .وقد حركتها «اللجنة الدولية لفقهاء القانون» ،في وقت سابق، زعمت إحدى الدعاوى التي َّ أن البرتغال عجزت عن تنظيم ظروف عمل عدد كبير من األطفال بصورة فعالة .وذكرت اللجنة أن:
ً ً صغارا يعملون بال حماية من غبار أوالدا «صناعة الغرانيت في الشمال تستخدم األمرين من هذا العمل ،ألن يقاسون األطفال الغرانيت أثناء قطع األحجار .وورد أن َّ ()211 رئاتهم أصبحت مغطاة بغبار الغرانيت ،كما تتعرض ظهورهم ألذى شديد». ووجدت «اللجنة األوروبية للحقوق االجتماعية» أن ذلك تجاوز «العمل الخفيف» ،وأن كاف، البرتغال لم تقم بتنظيم ممارسات أصحاب العمل في تشغيل األطفال بشكل ٍ ()213 وأنها انتهكت «الميثاق االجتماعي األوروبي»( )212والقانون البرتغالي. ويبدو أن القرار أدى إلى إدخال تحسينات ،من بينها إجراء تعديالت تشريعية وزيادة عدد مفتشي العمل .وتبرز تجربة «اللجنة الدولية لفقهاء القانون (الحقوقيين)» أهمية ()214 المنظمات المحلية الشريكة التي تراقب عملية المتابعة.
وم���ن بين األح���كام المبتكرة لالتفاقية ،تلك الت���ي توفر الحماية لحقوق األطف���ال المعوقين (المادة ً صراحة ،أطفال الس���كان األصليين (المادة .)30كما وتوس���ع نطاق الحقوق الثقافية لتش���مل، ،)23 ِّ تحدد االتفاقية واجب الدولة «في حالة الضرورة لتوفير مساعدات مادية وبرامج دعم [للوالدين] ،وال سيما فيما يتعلق بالمأكل والملبس والمسكن».
المرأة تحظر جميع المعاهدات الدولية واإلقليمية لحقوق اإلنس���ان التمييز على أس���اس الجنس .ومع ذلك فإن المرأة ال تزال تواجه مشكلة انعدام المساواة على نطاق واسع وبشكل منظم في نيل حقوقها االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وقد خلصت منظمة العمل الدولية إلى نتيجة مفادها أن متوسط أجور النساء أقل من متوسط أجور ()216 الرجال في جميع البلدان التي تتوفر لديها بيانات بشأنها. إن الدول األطراف في «اتفاقية القضاء على جميع أش���كال التمييز ضد المرأة» ملزمة «باس���تخدام جميع الوس���ائل المناس���بة ،وبال تأخير ،التباع سياس���ة القض���اء على التمييز ضد الم���رأة» )217(.وهذا ً ً ً غالبا ما يتم تبريرها باإلشارة إلى المواقف كبيرا .إذ أن الممارسات التمييزية ضد المرأة تحديا يشكل منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
113
التقليدية والتاريخية والدينية والثقافية .كما أن عوامل من قبيل الفصل بين الجنس���ين في س���وق العمل واألدوار االجتماعية المتباينة المتعلقة بالمس���ؤوليات األس���رية ،والعنف على أس���اس النوع االجتماعي ،تضع عقبات إضافية أمام إعمال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمرأة على قدم المساواة مع الرجل .فعلى سبيل المثال ،يؤدي الدور التقليدي المنوط بالنساء والفتيات ،وهو دور الراعية الرئيسية في العائلة ،إلى تقييد حرية المرأة في التنقل ،وبالتالي عرقلة إمكانية حصولها عل���ى العم���ل المأجور والتعليم )218(.وعندم���ا تعجز الدول عن إعطاء أولوية كافية للتعليم األساس���ي للجميع ،فإنها تزيد من احتمال أن تقرر العائالت عدم إرسال الفتيات إلى المدرسة .وقد أشار المقرر هباء الخاص لألمم المتحدة المعني بالحق في التعليم إلى أن «س���نوات التعليم المدرس���ي تذهب ً عندما ال تحصل المرأة على العمل و/أو عندما تُ منع من أن تكون ربة عمل بنفسها ،أو عندما ال تكون ()219 أمامها خيارات بشأن الزواج والحمل ،أو عندما تكون فرص التمثيل السياسي أمامها مغلقة».
النضال من أجل حق األمهات في الصحة والحقوق الجنسية واإلنجابية تتعرض النس���اء والفتيات ،في شتى أنحاء العالم ،للتمييز والحرمان من حقوقهن اإلنسانية ،بسبب نوعه���ن االجتماع���ي ،ال لس���بب آخ���ر .ولعل الدمار ال���ذي يلحقه التمييز بحياة النس���اء في المس���ائل ً وضوحا .فهذه حقوق تتعلق باختيار ش���ريكها المتعلقة بالحقوق الجنس���ية واإلنجابية للمرأة هو األكثر ف���ي حياتها الجنس���ية ،ومتى يكون ذلك؛ وفي اختيار ما إذا كان���ت تود الزواج أو الحمل ومتى؛ وفي الحص���ول على المعلوم���ات المتعلقة بالجنس والصحة وتخطيط األس���رة وخدم���ات اإلجهاض اآلمن والقانون���ي؛ وفي التمتع برعاية صحية جيدة المس���توى ،بما في ذلك أثن���اء الحمل والوالدة .وهذه الحقوق تضمن على نحو خاص تمكين األشخاص من ممارسة السيطرة على أجسادهم وحياتهم. وبالنس���بة للفتاة التي ال ِّ ً شيئا حول الجنس اآلمن في المدرسة ،وللمراهقة التي تحمل يعلمها أحد نتيج���ة االغتص���اب وال خيار أمامها س���وف اإلنجاب بس���بب عدم مش���روعية اإلجه���اض حيث تعيش، وللمرأة التي تحتاج إلى موافقة زوجها كي تحصل على وس���ائل منع الحمل ،فإن نتائج التمييز يمكن أن تكون خطيرة – ال بل قاتلة .فكل سنة ،تفارق مئات اآلالف من النساء والفتيات الحياة ،أو يتعرضن إلصاب���ات خطي���رة ،أثناء الحمل ،أو عقب ال���والدة بفترة وجيزة ،جراء عدم تمكنه���ن من الحصول على المعلومات أو الرعاية الصحية أو الدواء الذي يحتجن. إن من حق النساء والفتيات أن يتخذن قرارهن بأنفسهن بشأن حياتهن ،وصحتهن الجنسية واإلنجابية، ً بعي���دا ع���ن التهديد أو التمييز أو اإلك���راه .ومع ذلك ،ففي كل إقليم من أقالي���م العالم ،في البلدان المتطورة كما في البلدان النامية ،تحرم النساء والفتيات من هذا الحق .ومنظمة العفو الدولية تدعو جميع الحكومات إلى أن تضمن للنساء والفتيات ما يلي:
تمكينهن من المطالبة بحقوقهن ،ومدهن بالمعلومات والمعارف والمهارات ومصادر القوة كي يشاركن في تحديد وجهة القوانين والسياسات والممارسات التي تؤثر على حياتهن.
تمكينهن من الحصول على الخدمات والمعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية واإلنجابية دون عراقيل ،وممارسة حقوقهن الجنسية واإلنجابية دون التعرض للتمييز.
تمكينهن من التماس العدالة عندما تنتهك حقوقهن.
114
إن األرض مورد أساسي ،في ظروف عديدة ،للتمتع بالحق في الحصول على الطعام ً غالبا ما ُيحرمن من والعمل وفي مستوى الئق من المعيشة .ومع ذلك ،فإن النساء حقوق األرض والميراث والمسكن ،أو ال يعاملن على قدم المساواة مع الرجل في هذا الشأن ضمن األنظمة المرعية.
«في العديد من أحياء الفقراء ،يعيش معظم المقيمين في أكواخ مهلهلة شديدة االكتظاظ وال ً ً أجورا عالية وكثيرا ما يتقاضى هؤالء المالك يملكونها ،وإنما يستأجرونها من مالك عقاريين. ألكواخهم بالقياس لدخل أغلبية المستأجرين ،وتنطبق هذه المشكلة بصورة خاصة على النساء المعوزات ،الالتي يحصلن على أدنى الدخول في العادة .أضف إلى ذلك حقيقة أن االعتراف بحقوق النساء في أن يكن سيدات بيوتهن أمر نادر ،حيث أن هذه الحقوق تظل ،في الواقع العملي، من نصيب الزوج .وبينما قد ال تملك النساء ناصية القرار بالنسبة للسكن ،إال أن عليهن التعامل تعرض ساكنيه مع جميع المشكالت المترتبة على أوجه الخلل في المسكن ،معظم الوقت ،التي ِّ لتسرب مياه السطح إلى داخله ولمشكالت مريعة في الصرف الصحي ولإلغراق في موسم المطر ً نظرا والندالع الحرائق .والنساء هن أول من يتضرر بسبب هذه المشكالت على نحو غير متناسب، ً وقتا أكثر في البيت والمجتمع المحلي لرعاية أسرهن والعناية ببيوتهن». ألنهن يقضين مركز الحق في المسكن وعمليات اإلخالء والمرأة وأحياء الفقراء والتطوير الحضري ،جنيف2008 ،
الميول الجنسية وهوية النوع االجتماعي أثناء االحتفاء بالذكرى الس���تين لإلعالن العالمي لحقوق اإلنس���ان في ،2008قالت لويز آربور ،التي كانت آنذاك المفوضة السامية لحقوق اإلنسان ،إنه «من غير المعقول» استثناء أشخاص من تدابير الحماية لحقوق اإلنسان بسبب عرقهم أو دينهم أو وضعهم االجتماعي ،ولذا يجب علينا «رفض أي ()220 محاولة ترمي إلى ذلك على أساس الميول الجنسية أو هوية النوع االجتماعي». وم���ع ذل���ك ،ففي العديد من بلدان العالم ،يس���تهدف األفراد بالتمييز واالنتهاكات والعنف بس���بب ميولهم الجنسية وهوية نوعهم االجتماعي. ً تجرم رغم أنها قائمة عل���ى التراضي ،ويتعرض فف���ي 76 بل���دا ،ال تزال العالقات الجنس���ية المثلي���ة َّ ()221 المثلي���ون ،أو م���ن يرى أنه���م كذلك ،للمضايقات أو االعتق���ال أو اإلدانة. وحت���ى عندما ال تطبق القوانين بتش���دد ،يمكن أن تستخدم الدولة وجهات غير حكومية هذا القوانين إلضفاء الشرعية على التمييز في الحصول على الوظيفة أو التعليم أو الس���كن ،أو س���واها من الخدمات ،وقد تس���تخدم ()222 لتقييد أنشطة العاملين في الرعاية الصحية. تجرم العالقات الجنس���ية المثلية ،فق���د تتكفل النظرات وحت���ى في البل���دان التي ال تعتمد قوانين ِّ االجتماعية بش���رعنة التمييز والمضايقة والعنف ضد األفراد م���ن المثليات والمثليين وذوي الميول الجنسية الثنائية والمتحولين إلى الجنس اآلخر وذوي الهوية الجنسية المزدوجة .وقد يتخذ هذا شكل ً جنس���يا ،في العديد من البلدان، التمييز المؤسس���ي :وعلى س���بيل المثال ،ال يستطيع المتحولون الحصول على وثائق رس���مية (ش���هادات الميالد وجوازات الس���فر وبطاقات الهوية الشخصية) التي تق���ر بهوية نوعهم االجتماعي ،ولذا فهؤالء يضطرون إلى الكش���ف عن حقيقة أنهم من المتحولين ً جنس���يا – ويواجهون بالتالي خطر التعرض للمضايقات وحتى العنف – في أية تعامالت مع ممثلي الدولة أو في سعيهم للحصول على الخدمات. منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
115
ً كثيرا ما تعرض للضرب في الحي الذي كان شاب يعيش فيه وتم إخالؤه من بيته بسبب ميوله الجنسية .وسط مدينة ياونديه ،كاميرون ،مايو/أيار © Amnesty International .2013
في تركيا ،ال تغطي المعايير القانونية المحلية التي تحظر التمييز في التجارة ،أو في توفير الخدمات ،التمييز على أساس الميول الجنسية أو هوية النوع االجتماعي .وقد قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق كيف أدى هذا إلى حرمان األشخاص من التمتع ً استنادا إلى ميولهم الجنسية أو هوية نوعهم االجتماعي المتصورتين. بالخدمات العامة ً وأبلغت نساء متحوالت جنسيا ،على وجه الخصوص ،منظمة العفو الدولية بمحاوالت السلطة التي ال تكل إجبارهن على إخالء بيوتهن .كما وصفن حاجتهن إلى شخص من ً جنسيا كي يوقع عنهن عقد اإليجار بسبب رفض معظم أصحاب البيوت غير المتحولين ً ()223 التعامل مباشرة مع أفراد متحولين جنسيا.
وقد يعاني أفراد هذه الفئة من انتهاكات لحقهم في الصحة ،سواء على شكل الحرمان من الخدمات أو اإلخضاع لعالج طبي غير مرغوب فيه.
ً جنسيا عقبات أمام وفي الدول األفريقية جنوب الصحراء ،يواجه الرجال المثليون مساعيهم للحصول على الخدمات الصحية بسبب الوصمة االجتماعية التي ترافق اإلصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة ،والصلة المتصورة بينها وبين المثليين من الرجال. ففي كينيا ،تعرض مرفق طبي يقدم خدمات معالجة اإلصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة للرجال المثليين ،في ،2010للسطو والنهب على أيدي أشخاص من المجتمع ()224 المحلي عقب ادعاء زعماء كنسيين بأنه يقدم «خدمات استشارية للمجرمين».
وف���ي العديد من البل���دان ،يخضع المواليد واألطفال من مزدوجي الهوية الجنس���ية وذوي األعضاء التناس���لية الت���ي ال يمكن تصنيفها بس���هولة على أنها أعضاء ذكرية أم أنثوي���ة لجراحة لهذه األعضاء ً الحقا على أنهم ذك���ور أو إناث .وفي كثير من أو ألنظم���ة عالجي���ة «لتصحيح» أوضاعهم وتصنيفهم األحي���ان ،يخضع ه���ؤالء لعمليات متع���ددة ،يليها عالج بالهرمون���ات «لتثبيت» الطف���ل في حالته أو حالته���ا التي صنف الكتس���ابها .ويمكن لمثل ه���ذا العالج أن يؤدي إلى صدمات عاطفية وجس���دية ً ً وكثيرا ما تجرى ألطفال رضع وصغار غير قادرين على إبداء طبيا، عنيف���ة .وه���ذه اإلجراءات ال لزوم لها موافقتهم المدركة لطبيعة األمور. وق���د يحرم أفراد هذه الفئة كذلك من فرص العمل؛ وفي العديد من البلدان ،يواجهون خطر التمييز ً جنس���يا على التقي���د باللباس ف���ي م���كان العم���ل وحتى الطرد م���ن الوظيفة .وق���د يجبر المتحولون ً عوضا عن نوعهم الذي تم تحديده المطلوب الذي يتوافق مع نوعهم االجتماعي في وقت الوالدة، ً عمليا )225(.وفي العديد من البلدان ،قد ال يجد أفراد هذه الفئة أي عمل إال في مجال صناعة الجنس. ويمكن أن يحرم األفراد من فرص التعليم ،إما عبر الطرد أو من خالل نظام التعليم .ففي الكاميرون، يج���ري ط���رد المثلي���ات من الم���دارس والجامع���ات بس���بب ميولهن الجنس���ية )226( ،وقد ال يس���تطيع ً جنسيا الذين ال يتمكنون من تغيير وثائقهم القانونية ،في أيرلندا ،دخول الجامعة إذا كان المتحولون ()227 المسجل على شهادة التخرج من المدرسة ال يتطابق مع االسم القانوني. 118
ويعترف القانون الدولي لحقوق اإلنس���ان بأن الميول الجنس���ية وهوية النوع االجتماعي جزء ال يتجزأ ً من كرامة وإنس���انية كل ش���خص ،ويجب أن ال تكونا سببا للتمييز واإلساءة )228(.فمن حق كل شخص، مهم���ا كانت ميوله الجنس���ية أو هوية نوع���ه االجتماعي الحقيقيتان أو المتصورت���ان ،التمتع بالطيف الكامل من حقوق اإلنسان دونما خوف من التعرض للتمييز أو االضطهاد أو العنف.
الشعوب األصلية ويقدر مجموع عدد أفرادها تبلغ نس���بة الشعوب األصلية من إجمالي س���كان العالم اآلن قرابة %6؛ ُ بنحو 370مليون نسمة من ذوي االنتماءات الثقافية والتاريخية الهائلة التنوع .وعلى الرغم من عدم وجود تعريف ثابت للش���عوب األصلية في «إعالن األمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب األصلية»، ً اس���تمرارا إال أن التعبي���ر يس���تخدم عادة لإلش���ارة إلى المجتمعات والش���عوب التي «تعتبر نفس���ها ً تاريخيا لمجتمعاتها الس���ابقة على المجتمعات التي تطورت فوق أراضيها عقب غزوها واس���تعمارها، ومتمايزة عن القطاعات األخرى من المجتمعات السائدة اآلن فوق هذه األراضي ،أو على أجزاء منها. وهي تشكل في الوقت الحاضر قطاعات غير مهيمنة من المجتمع ،ولكنها عاقدة العزم على الحفاظ عل���ى أراضي أجداده���ا وهويتها اإلثني���ة ،وتطويرها ونقلها إل���ى أجيالها القادمة ،باعتبارها أس���اس اس���تمرار وجودها كش���عوب» )229(.والتعرف على الذات والتعريف بها م���ن العوامل الحيوية لتحقيق ()230 هذا الغرض. ً ووفقا ويس���عى الس���كان األصليون إلى االعتراف بحقوقهم كأفراد وكأمم أو ش���عوب بش���روطهم لتقاليدهم الخاصة .وثمة اعتراف متزايد بمدى مركزية عالقة الس���كان األصليين باألرض في إحقاق طيف واس���ع من الحقوق )231(.فأس���اليب العيش التقليدية على األرض تعتبر أساس���ية لتوفير الغذاء والدواء والمس���كن للعائالت والمجتمعات من السكان األصليين ،وللحفاظ على العادات التي تغني حياتهم الروحية واالجتماعية .ويسعى السكان األصليون في شتى أنحاء العالم إلى ترسيم رسمي لمناطقه���م ،أي إف���راز أراضيه���م وتبيان حدوده���ا وحمايتها م���ن التدخالت غير المرغ���وب فيها ومن تدمير البيئة. ويؤك���د «إع�ل�ان األمم المتحدة بش���أن حقوق الش���عوب األصلية» على حق الش���عوب األصلية في األراضي واألقاليم والموارد التي امتلكتها بصورة تقليدية ،وأش���غلتها أو اس���تخدمتها أو اكتسبتها، ً ويتطل���ب م���ن الدول أن تعترف قانونيا بهذه األراضي والمناطق والموارد ،وأن تحميها )232(.ويعترف اإلعالن بحق الشعوب األصلية في تقرير مصيرها )233(.كما ينص على أن:
«للشعوب األصلية الحق في امتالك األراضي واألقاليم والموارد التي تحوزها بحكم الملكية التقليدية أو غيرها من أشكال الشغل أو االستخدام التقليدية ،والحق في استخدامها وتنميتها ()234 والسيطرة عليها ،هي واألراضي واألقاليم والموارد التي اكتسبتها بخالف ذلك». وكذلك على أنه،
ً قسرا من أراضيها أو أقاليمها .وال يجوز أن يحدث النقل إلى «ال يجوز ترحيل الشعوب األصلية مكان جديد دون إعراب الشعوب األصلية المعنية عن موافقتها الحرة والمسبقة والمستنيرة وبعد ()235 االتفاق على تعويض منصف وعادل ،واالتفاق ،حيثما أمكن ،على خيار العودة». ويقتضي اإلعالن من الدول «أن تتشاور وتتعاون بحسن نية مع الشعوب األصلية المعنية من خالل المؤسسات التي تمثلها للحصول على موافقتها الحرة والمستنيرة قبل إقرار أي مشروع يؤثر في منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
119
أراضيها أو أقاليمها ومواردها األخرى ،وال سيما فيما يتعلق بتنمية أو استخدام أو استغالل الموارد ()236 المعدنية أو المائية أو الموارد األخرى». كم���ا اعترف���ت هيئات دولية مختلفة لحقوق اإلنس���ان باألهمي���ة المركزية لعالقة الش���عوب األصلية بأراضيه���ا للتمت���ع بحقوقه���م اإلنس���انية األخ���رى التي أكده���ا التزام ال���دول بطلب الموافق���ة الحرة والمستنيرة للشعوب األصلية قبل اتخاذ أي خيار يتعلق بحقوقها ومصالحها.
الحقوق في األرض في البرازيل ونيكاراغوا: نتائج متناقضة «ما الذي يحدث في منطقتي غواراني وكايوا؟ الكثير من سوء التغذية! هذا ما يحدث. فليس لدينا أرض نزرع فيها المحاصيل .ولهذا السبب بالتحديد يسود البؤس والجوع ً قرارا باالنتحار إذا حدث أي إخالء في مناطق النـزاع. في أرضنا ...لقد اتخذنا نحن الهنود ً سنلجأ إلى االنتحار ألننا ال نعني شيئا ألحد». زعيم من السكان األصليين في اجتماع عام مع اللجنة المعنية بشؤون السكان األصليين في مجلس الشيوخ ()238 البرازيلي ،فبراير /شباط 2004
بعد مرور قرون على أعمال العنف التي ارتُ كبت إلخراج السكان األصليين في البرازيل ()239 من أرضهم ،ال يزالون يتعرضون للتهديدات والهجمات والقتل. وقد عجزت الحكومات المتعاقبة عن الوفاء بالتزاماتها الدولية والدستورية باالعتراف ً ً ً ونهائيا .كما كانت اإلدارة الحالية بطيئة في الوفاء كامال اعترافا بحقوقهم في األرض بوعودها المتعلقة بإفراز األراضي والمصادقة عليها .وقد ترك ذلك مجتمعات السكان األصليين عرضة للهجمات واإلخالء القسري ،األمر الذي أدى إلى تفاقم الحرمان ِّ فالمنقبون وأصحاب المزارع الكبيرة االقتصادي واالجتماعي الشديد الذي يعانون. وشركات األخشاب يسعون إلى استغالل الموارد الطبيعية الموجودة في األرض؛ ومالكو األرض يطالبون بحيازتها؛ والجيش يتذرع بمصالح األمن القومي لتقليص سيطرة السكان األصليين على المناطق الحدودية والحد منها .وتستخدم مثل هذه المصالح المتنفذة قوى ضغط اقتصادية وسياسية كبرى لتأخير أو منع االعتراف بحقوق السكان األصليين في األرض .ونتيجة لتقاعس الدولةُ ،يحرم السكان األصليون من الموارد األساسية التي تتيح لهم التمتع بحقوقهم االقتصادية واالجتماعية والثقافية – أي ()240 حقهم في األرض. وفي نيكاراغوا ،كسب شعب «أواس تنغني» ،الذي يعيش على ساحل األطلسي، دعوى لحماية حقوق السكان األصليين في األرض في العام .2001وكان شعب ً التماسا إلى «لجنة البلدان األمريكية لحقوق «أواس تنغني» قد قدم في العام 1995 اإلنسان» لحماية حقوقه التي تتهددها عمليات قطع األخشاب التي تقوم بها شركة أجنبية .ومع أن الدستور النيكاراغوي يعترف بحقوق السكان األصليين على أرضهم 120
المشاع ،فإن أراضي «أواس تنغني» لم تكن مسجلة باسمهم .ووجدت محكمة الدول األمريكية لحقوق اإلنسان في أغسطس/آب 2001أن الحكومة قد تعاملت مع أراضي «أواس تنغني» على أنها ملكية للدولة عندما منحت امتياز مشروع قطع األخشاب من دون موافقة مجتمع السكان األصليين .ورأت أن نيكاراغوا قد انتهكت حقوق شعب «أواس تنغني» في اللجوء إلى اإلجراءات القضائية وفي الملكية بموجب «االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان» .وأمرت الحكومة باالمتناع عن تعريض حقوقهم للخطر وضمان إفراز أراضي المشاع للسكان األصليين وحيازتها )241(.وكان هذا أول قرار ملزم تتخذه محكمة دولية لحقوق اإلنسان وينص صراحة على حقوق الشعوب األصلية في ً جماعيا. أرضها المملوكة
المهاجرون تقدر «إدارة الش���ؤون االقتصادي���ة واالجتماعية» التابعة لألمم المتحدة عدد األش���خاص الذين كانوا يعيش���ون خ���ارج بلدانه���م ،ف���ي ،2013بنح���و 232ملي���ون مغترب ،أي بنس���بة %3.2م���ن إجمالي ً ً مليونا في .1990وتظهر األرقام مليونا في الع���ام ،2000و154 س���كان العال���م ،بالمقارنة مع 175 اإلحصائية كذلك أن عدد المهاجرين على الصعيد الدولي الذين ولدوا في «الجنوب» ويقيمون في ً ً مليونا ،أي بزيادة بمقدار مليونا إلى 82 «الش���مال» ،قد تضاعف ما بين 1990و ،2013وزاد من 40 الضعف على الزيادة في إجمالي عدد س���كان العالم .وعلى مدى الفترة نفس���ها ،ازداد عدد الس���كان المهاجري���ن ذوي األصول «الجنوبية» ممن يعيش���ون في «الجنوب» م���ن 59مليون مهاجر إلى 82 ً مليونا (بزيادة .)%41وشكلت الهجرة من «الجنوب» إلى «الشمال» %54من حجم النمو إلجمالي ع���دد المهاجري���ن على الصعيد الدولي ،بينما تعود %31من الزي���ادة إلى ارتفاع معدالت الهجرة من «الجنوب» إلى «الجنوب». وتق���در منظم���ة العم���ل الدولية أن حوال���ي %90م���ن الهجرة الدولي���ة اليوم تتصل مباش���رة بعمل ً اقتصاديا من أص���ل 214مليون األش���خاص .فف���ي ،2010كان م���ا يقدر بنح���و 105مليون ش���خص شخص كانوا يعيشون خارج البلدان التي ولدوا فيها أو يحملون جنسيتها ممن ينشطون في سوق ()214 العمل. ً ً مهما في تفعيل االقتصاد وإثراء الثقافة في البلدان التي يعملون دورا ويلع���ب العمال المهاجرون ً فيها .ومع ذلك ،فإن األشخاص الذين يغادرون بلدانهم ألسباب اجتماعية واقتصادية كثيرا ما يتعرضون للنيل من سمعتهم .ويعاني العديد منهم من التمييز والعنصرية ورهاب األجانب واالستغالل وغيرها من انتهاكات حقوق اإلنسان ،بما فيها الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. كم���ا أن العدي���د من المهاجرين في أنحاء مختلفة من العالم ليس���ت لهم صفة معترف بها في البلد الذي يعيشون فيه ألنهم ال يتمتعون بالحق في دخوله أو البقاء فيه .ومثل هؤالء األشخاص ُعرضة لالنته���اكات أكثر من غيرهم .وهناك دول مس���تعدة ،بل متحمس���ة ،لغض النظر ع���ن أعداد كبيرة من العمال المهاجرين غير القانونيين الذين يعملون في االقتصاد غير الرسمي. ويعي���ش العدي���د من العمال المهاجرين ويعملون في ظروف مروعة ،حيث ال يحصلون على خدمات ً وكثيرا ما توقع البلدان األصلية للعديد م���ن العمال المهاجرين اتفاقيات أساس���ية كالرعاية الصحي���ة. ً وغالبا ما م���ع البلدان الت���ي يعملون فيها يعامل مواطنوها بموجبها كس���لع أو مجرد وح���دات عمل. منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
121
يكون المهاجرون غير الشرعيين ،الذين يواجهون الطرد من الدولة التي يقيمون فيها ،غير مستعدين للجهر ضد انتهاكات حقوقهم على أيدي الحكومات ووكالء الدولة أو أصحاب العمل ،خشية التعرض ألعمال انتقامية. إن لجمي���ع المهاجري���ن ،بغض النظر عن صفتهم ،الحق في الحص���ول على حماية القوانين والمعايير الدولية لحقوق اإلنسان .وفي الوقت الذي يسمح فيه المبدأ األساسي لعدم التمييز بوجود فروق ً ً مش���روعا ،ويجب أال هدفا معين���ة بي���ن المواطنين وغي���ر المواطنين ،فإن هذه الفروق يجب أن تخدم تكون غير متناس���بة .واألهم من ذلك كله أن مثل هذه الظروف يجب أال تمنع الفرد ،س���واء بش���كل مباش���ر أو غي���ر مباش���ر ،من التمت���ع بحقوقه اإلنس���انية .وقد أوضح���ت «لجنة القضاء عل���ى التمييز العنص���ري» (الت���ي تتولى مراقبة التزام الدول باالتفاقية الدولية للقضاء على جميع أش���كال التمييز العنصري) نطاق الحقوق لغير المواطنين .كما أكدت على أن االتفاقية تتطلب ،بين أمور أخرى« ،إزالة العقب���ات التي تعترض تمتع غي���ر المواطنين بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،ال س���يما ()244 في مجاالت التعليم والسكن والعمل والصحة». وقد اس���تكملت حماية الحقوق اإلنس���انية للمهاجرين بإضافة المعاهدة الدولية الرئيس���ية الس���ابعة لحق���وق اإلنس���ان ،وه���ي «االتفاقي���ة الدولي���ة لحماي���ة حق���وق جمي���ع العم���ال المهاجري���ن وأفراد أسرهم» )245(.وتغطي االتفاقية الحقوق والحماية للعمال المهاجرين في جميع مراحل الهجرة ،وتوفر الحماية الخاصة للمهاجرين غير الش���رعيين وعائالتهم .وتناضل منظمة العفو الدولية من أجل حقوق المهاجرين في طيف واسع من الحاالت في شتى أنحاء العالم.
ً داخليا الالجئون واألشخاص النازحون قدرت مفوضة األمم المتحدة الس���امية لحقوق اإلنس���ان أن قرابة 45.2مليون ش���خص في َّ ،2012 ً قسرا على نطاق العالم بأسره – وهو أعلى مستوى من التهجير في حوالي قد هاجروا من ديارهم ً طلبا للحماية من نزاع مسلح أو سوى 20سنة .وشمل هذا الرقم 15.4مليون الجئ غادروا بلدانهم ذلك من األوضاع التي يمكن أن تعرضهم النتهاكات خطيرة لحقوق اإلنسان؛ و 937,000طالب لجوء؛ ً داخليا – أي أولئك األش���خاص الذي أجبروا عل���ى طلب مالذ آمن لهم داخل حدود و 28.8ملي���ون نازح ()246 بلدانهم. وللتمتع بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية أهمية أساس���ية بالنس���بة لالجئين والمهجرين، قبل وأثناء وبعد فرارهم. إن الحرم���ان م���ن الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية يمكن أن يؤدي ،بح���د ذاته ،إلى النزوح. ومن شأن االنتهاكات الواسعة النطاق للحقوق ،من قبيل الحق في الغذاء ،بسبب الحصار أو التمييز ()247 ً يكره آالف البشر على هجر ديارهم. وأحيانا ُيستهدف أفراد في توزيع المس���اعدات الغذائية ،أن ِ بعينهم :فإذا انتهكت الدولة حقوق أفراد معينين بسبب هويتهم (النوع االجتماعي ،األصل العرقي ً مث�ل�ا) ،أو بس���بب ما يؤمنون ب���ه (الدين أو اآلراء السياس���ية ،بما فيها اآلراء المتعلق���ة بأدوار النوع ً أساس���ا لالعتراف به���م كالجئين .إن اعتم���اد الحقوق بعضها على الجتماع���ي) ،فإن ذلك قد يش���كل ً غالبا ما يرتبط بالحرمان من بع���ض يعني أن الحرمان من الحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية الحقوق المدنية والسياسية. إن النظام الدولي الراهن لحماية الالجئين يقوم على اتفاقية األمم المتحدة الخاصة بوضع الالجئين للع���ام ،1951والبروتوكول الملحق بها للعام ،1967اللذين يهدفان إلى ضمان «ممارس���ة الالجئين 122
على أوسع نطاق ممكن» حقوقهم المعترف بها في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان .وهذا يتطلب أن تكفل الدول العمل والمس���كن والتعليم لالجئين على أراضيها بمس���توى ال يقل عن مس���توى ما تقدم���ه لمواطنيه���ا أو غي���ر مواطنيها .وف���ي بلدان اللجوء ،ب���ات القانون الدولي يحم���ي حقوق غير ()248 المواطنين بوجه عام. ثم���ة حلول ثالثة ممكنة لمحنة الالجئين :اإلدماج المحل���ي الكامل في بلد اللجوء؛ أو إعادة توطينهم ً جميعا تقتضي في بلد ثالث؛ أو اإلعادة الطوعية اآلمنة والكريمة إلى البلد األصلي .والحلول الثالثة أن يتمكن الالجئون من التمتع بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية:
فالالجئون المحرومون من حقوقهم اإلنسانية األساسية ،ومنها الحق في العمل والتعليم، في بلد اللجوء ،ينبغي إعادة توطينهم في بلد آخر يستطيعون فيه التمتع بهذه الحقوق؛
والحرمان من الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية يمكن أن ينجم عنه عجز الالجئين من السكان عن االندماج في المجتمع لعدة أجيال )249(.والالجئون الذين ال يستطيعون التمتع كاف ومياه نظيفة ،أو الحق في العمل بحقوق أساسية من قبيل الحق في الحصول على غذاء ٍ ً طوعا إلى بلد آخر يعتقدون أنهم قادرون أو التعليم ،قد ال يكون أمامهم خيار سوى االنتقال فيه على نيل حقوقهم االقتصادية واالجتماعية و الثقافية.
واإلعادة الطوعية تؤدي إلى تهجير جديد إذا لم يتمكن العائدون من إعادة بناء حياتهم بطريقة مستدامة ،وهذا يعني أنه ينبغي تمكينهم من التمتع بحقوقهم االقتصادية واالجتماعية ()250 والثقافية.
إن أهمي���ة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ال تقتصر على المنظور طويل األجل .فتوفير ً واحدا من التزامات ال���دول بتحقيق الحد الغ���ذاء والمأوى والرعاية الصحية للس���كان المهجري���ن يعتبر ً األدنى من المس���تويات األساس���ية للحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافي���ة .ووفقا للمعايير المتف���ق عليه���ا ،فإن المواجهة اإلنس���انية لح���االت الطوارئ تق���وم على ضرورة تلبية حاجات البش���ر ()251 ً واس���تعادة الكرامة اإلنس���انية. وغالبا ما يقوم المهجرون أنفسهم بتس���ليط الضوء على ضرورة إعمال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .وعلى س���بيل المثال ،قال العديد من األش���خاص م���ن دارفور ،بغرب الس���ودان ،ممن قابلتهم منظمة العفو الدولية كالجئين في ش���رق تش���اد ،في ()252 ،2013إن قلقهم الرئيسي يتمثل في ضرورة حصول أطفالهم على التعليم. ً داخليا ،إال وم���ع أنه ليس ثمة معاهدة دولية محددة تهدف إلى توفير الحماية لألش���خاص المهجرين أنهم محميون باألحكام العامة لجميع معاهدات حقوق اإلنسان .وباإلضافة إلى االلتزامات الموجودة في معاهدات ش���تى ،ف���إن المبادئ التوجيهية لألمم المتحدة المتعلق���ة بالتهجير الداخلي (المبادئ التوجيهي���ة) ،وهي تجميع لمعايير مش���تقة م���ن القانون الدولي لحقوق اإلنس���ان والقانون الدولي ً ()253 اإلنساني والقانون الخاص بالالجئين ،توضح واجبات الدول نحو األشخاص المهجرين داخليا. وتكرر المبادئ التوجيهية أن المسؤولية الرئيسية عن توفير الحماية والمساعدة تقع على عاتق الدولة ً داخليا في التي يجد الس���كان المهجرون أنفس���هم عل���ى أراضيها .وتنص على حق جمي���ع المهجرين كاف ،وفي الحد األدنى من حقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية الحصول على مس���توى معيش���ي ٍ بعينه���ا« ،بغض النظر عن الظروف وبال تمييز» .كما تتضم���ن معايير حول ضرورة تمكين المنظمات اإلنس���انية م���ن الوصول إلى الس���كان المهجري���ن ،كي تتمكن من تس���ليمهم المس���اعدات ،وحول ً داخليا. التزامات المنظمات اإلنسانية باحترام الحقوق اإلنسانية لألشخاص المهجرين
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
123
وق���د أوضحت «اللجن���ة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية» كذلك أنه «ينبغي أال تك���ون ممارس���ة الحقوق المنص���وص عليها في العهد مش���روطة بمكان اإلقامة الحالي أو الس���ابق ً ً مسجال فيها ،أو يعيش في مثال ،إذا كان الشخص يعيش في منطقة حضرية أو ريفية أو للشخص؛ ()254 ً ً داخليا أو يعيش حياة ترحال». مشردا مستوطنة رسمية أو غير رسمية ،أو إذا كان
النازحون داخل أفغانستان – من مطرقة النزاع المسلح إلى سندان البؤس «ال أدري أي مشكلة ينبغي أن أتحدث عنها – المدرسة ،أم البطالة ،أم عدم وجود ما يكفي من السكن والغذاء والصحة – أطفالي يقعون مرضى وعلي أن أدفع أجرة الطبيب ..ثمة مشكلة في كل شيء». فاطمة ،امرأة في العشرينيات من العمر تعيش في حي شامان – أي – بابراك للفقراء
في ،2012 – 2011قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق محنة نصف مليون أفغاني شردتهم الحرب .فبعد أن خذلتهم حكومة بلدهم والمانحون الدوليون ،يكافح هؤالء ً طفال الحياة تحت وطأة من أجل البقاء في مالجئ مؤقته؛ وقد فارق ما ال يقل عن 28 الشتاء القاسي في المخيمات المحيطة بكابل ،حيث يعيش ما يصل إلى 35,000من ()255 النـازحـيـن في ً 30 حيا من األحياء الفقيرة. ويفاقم أزمة اآلالف من األشخاص الذين يعيشون في ظروف من االنجماد واالكتظاظ، وندرة الطعام ،ما تفرضه الحكومة األفغانية من قيود على هيئات األمم المتحدة والمنظمات اإلنسانية التي تقدم العون اإلنساني .وقد فرضت هذه القيود لتجنب أي افتراض بأن هذه المستوطنات قد تصبح أماكن سكن دائمة. ً نسبيا ،في المقابل .ونتيجة فالمساكن في مدن أفغانستان نادرة ،واألجور مرتفعة لذلك .فإن األهالي يبنون أماكن إقامة مؤقتة ،مستخدمين في ذلك الطين واألعمدة الخشبية والفنير وألواح البالستيك والكرتون ،التي ال توفر وقاية تذكر من أنواء الطبيعة. ويظل النازحون المقيمون في المخيمات المؤقتة بشكل دائم عرضة للتهديد باإلخالء القسري ،ويضطرون في كثير من الحاالت إلى التزاحم لتخليص مقتنياتهم قبل أن تسوي الجرافات األماكن التي تؤويهم باألرض. والطعام شحيح في المستوطنات .وأبلغ العديد من عائالت المهجرين منظمة العفو الدولية بأنهم ال يستطيعون توفير أكثر من وجبة واحدة ألطفالهم في اليوم ،معظم أيام األسبوع .وتفاقم األوضاع المكتظة وغياب الصرف الصحي وقلة العيادات الصحية، مجتمعة ،من انتشار األمراض .وتلد معظم النساء أطفالهن في ظروف تفتقر إلى النظافة والخدمات الصحية ،ومن دون رعاية قابالت خبيرات ،ما يزيد من مخاطر وفيات األمهات والمواليد في بلد ما انفكت معدالتها فيه من األعلى على نطاق العالم بأسره.
124
هوامش _ الفصل السادس ( )202األمم المتحدة ،إعالن بشأن القضاء على العنف ضد المرأة ،فقرة الديباجةhttp://www.un.org/documents/ga/ ، ( res/48/a48r104.htmزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )203المادة ،)2(2اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري« ،عندما تقتضي الظروف ذلك»http://www.ohchr. ، ( org/EN/ProfessionalInterest/Pages/CERD.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ المادة ،4سيداوhttp://www. ، un.org/womenwatch/daw/cedaw/text/econvention. ( htmزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )204لجنة حقوق اإلنسان ،التعليق العام ،18عدم التمييز10 ، نوفمبر/تشرين الثاني http://www.refworld.org/ :1989 ( docid/453883fa8.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )205لجنة الحقوق االقتصادية ،التعليق العام رقم ،20 عدم التمييز في الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، ،UN Doc. E/C.12/GC/20الفقرات http://www. :38 – 15 ( refworld.org/docid/4a60961f2.htmlزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )206تقرير لجنة األمم المتحدة المعنية بحقوق الطفل ،يوم نقاش بشأن «االستغالل االقتصادي لألطفال»UN Doc. ، 25 ،CRC/C/20أكتوبر/تشرين األول ،1993ص http:// :6 www.ohchr.org/EN/HRBodies/CRC/Documents/ ( Recommandations/exploit.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )207ثمة إجماع متنام في القانون الدولي على أن الطفل هو أي شخص تحت سن الثامنة عشرة .بيد أن المادة 1من اتفاقية تعرف الطفل بأنه «كل إنسان لم يتجاوز الثامنة حقوق الطفل ِّ عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه». ( )208المادة ،32لجنة حقوق الطفلhttp://www.ohchr. ، ( org/en/professionalinterest/pages/crc.aspxزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ( )209المالحظات االفتتاحية لمارتا سانتوس باييس الموجهة إلى لجنة األمم المتحدة لحقوق الطفل في يوم المناقشة بشأن االستغالل االقتصادي لألطفال ،UN Doc.CRC/C/20 ،ص .4 ً مؤقتا ،وذلك بحسب ( )210يمكن أن تكون هذه السن 14سنة المقتضيات االقتصادية ،اتفاقية منظمة العمل الدولية ،138 http://www.ilo.org/dyn/normlex/en/f?p=NORMLEXPU ( B:12100:0::NO::P12100_ILO_CODE:C138زيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ( )211وردت في مقابلة مع ناتالي بروفيز ،المركز الخاص بحقوق السكن واإلخالء ،المقاضاة بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية :المنجزات والتحديات واالستراتيجيات، ،2004صفحة http://globalinitiative-escr.org/wp- :140 content/uploads/2012/06/Litigating-ESCR-Report.pdf (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )212الميثاق االجتماعي األوروبي ،تنص المادة )1(7على أن سن الحد األدنى المقبول للعمل هو سن 15سنةhttp:// : conventions.coe.int/Treaty/Commun/QueVoulezVous. ( asp?NT=035&CM=1&CL=ENGزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )213اللجنة األوروبية للحقوق االجتماعية ،الشكوى رقم ،1998/1اللجنة الدولية لفقهاء القانون ضد البرتغالhttp:// ، www.gddc.pt/direitos-humanos/portugal-dh/ ( relatorios-ce/cds6.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
( )214المركز الخاص بحقوق السكن واإلخالء .المقاضاة بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،2004 ،صفحة .140 ( )215اتفاقية حقوق الطفل ،المادة http://www. ،)3(27 ( ohchr.org/en/professionalinterest/pages/crc.aspxزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (ُ )216انظر قاعدة البيانات العالمية لألجور لمنظمة العمل الدولية علىwww.ilo.org/global/research/ ، global-reports/global-wage-report/2012/charts/ ( WCMS_193283/lang--en/index.htmزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )217سيداو ،المادة http://www.un.org/womenwatch/ ،2 ( daw/cedaw/text/econvention.htmزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 (ُ )218انظر «مبادئ مونتريال الخاصة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمرأة» التي وضعتها طائفة واسعة من نشطاء المجتمع المدني واألكاديمي ،وهي متاحة على موقع مركز الحقوق االقتصادية واالجتماعيةhttp://cesr.org/node/ ، ( view/697زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (« )219الحق في التعليم» ،التقرير المقدم من قبل المقرر الخاص ،45/2004/UN Doc. E/CN.4 ،الفقرة http:// ،34 daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/G04/103/32/ ( PDF/G0410332.pdf?OpenElementزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )220بيان لويز آربور ،المفوضة السامية لحقوق اإلنسان، الذي ألقته في الفعالية الموازية إلطالق مبادئ بوغياكارتا، واستضافتها بعثات البرازيل واألرجنتين واألوروغواي أثناء اجتماع اللجنة الثالثة للجمعية العامة لألمم المتحدة ،نيويورك 7 ،نوفمبر/ ً أيضا منظمة العفو الدولية ،الحب تشرين الثاني ُ .2007انظر والكراهية والقانون :نزع الصفة الجرمية عن المثلية الجنسية (رقم الوثيقة ،)POL 30/003/2008 :ص .32 (ُ )221انظر المنظمة الدولية للمثليات والمثليين وذوي الميول الجنسية الثنائية والمتحولين إلى الجنس اآلخر والثنائيي الجنس، رهاب المثلية الجنسية الذي ترعاه الدولة :دراسة مسحية عالمية للقوانين :التجريم والحماية واالعتراف بالحب المثليhttp:// ، _old.ilga.org/Statehomophobia/ILGA_State_Sponsored ( Homophobia_2013.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (« ،M. O’Flaherty, and J. Fisher )222الميول الجنسية وهوية النوع االجتماعي والقانون الدولي لحقوق اإلنسان :وضع مبادئ يوغياكارتا في السياق» ،مراجعة قانون حقوق اإلنسان 8:2 ( ،)2008الصفحتان http://hrlr.oxfordjournals. :211 – 210 ( org/content/8/2/207.abstractزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
ً مرضا وال جريمة»: ( )223منظمة العفو الدولية« ،ليس المثليات والمثليون وثنائيو الميول الجنسية والمتحولون إلى الجنس اآلخر يطالبون بالمساواة في تركيا( ،رقم الوثيقةEUR : .)44/001/2011 ( )224منظمة العفو الدولية ،تجريم الحب (رقم الوثيقةAFR : .)01/001/2013 ( )225منظمة العفو الدولية ،تجريم الحب ،ص .55 ( )226منظمة العفو الدولية ،تجريم الحب ،ص .56
( ) 227منظمة العفو الدولية ،الدولة تقرر من أكون :غياب ً جنسيا االعتراف القانون بالنوع االجتماعي لألشخاص المتحولين في أوروبا (رقم الوثيقة ،)EUR 01/001/24 :صص .62-61
125
( )228مبادئ يوغياكارتا :مبادئ تطبيق القانون الدولي لحقوق اإلنسان فيما يتعلق بالميول الجنسية وهوية النوع االجتماعي، مارس/آذار ،2007ص http://www.yogyakartaprinciples. :6 ( org/زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )229خوسية آر مارتينيز كوبو ،دراسة مشكلة التمييز ضد السكان األصليين ،الفقرة 379من الملحق UN Doc. E/CN.4/ ،4 .Sub.2/1986/7 ً معيارا (« )230يعتبر التعريف الذاتي بشعوب أصلية أو قبلية ً أساسيا لتحديد المجموعات التي تنطبق عليها أحكام هذه االتفاقية» .المادة ،)2(1االتفاقية رقم 169بشأن الشعوب األصلية والقبلية في البلدان المستقلةhttp://www.ilo.int/ : indigenous/Conventions/no169/lang--en/index.htm (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (ُ )231انظر ،على سبيل المثال ،لجنة القضاء على التمييز العنصري ،التوصية العامة رقم )51(23فيما يتعلق بالسكان األصليين ،18/UN Doc. A/52 ،الملحق http://www. ،1997 ،5 ( refworld.org/docid/45c30c767.htmlزيارة في 17أبريل/ نيسان )2014؛ وقضية جماعة المايغنا (سومو) من أواس تيغني ضد نيكاراغوا ،محكمة البلدان األمريكية 31 ،أغسطس/آب ،2002 المجموعة ج ،رقم http://www.corteidh.or.cr/docs/ ،79 ( casos/articulos/seriec_79_ing.pdfزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )232إعالن األمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب األصلية، اعتمد ونشر على المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ،295/61المادة http://www.un.org/esa/ :26 ( socdev/unpfii/documents/DRIPS_en.pdfزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 ( )233إعالن األمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب األصلية، الفقرات 3و 20و.32 – 25 ( )234إعالن األمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب األصليةُ .انظر ً أيضا لجنة القضاء على التمييز العنصري ،التوصية العامة رقم :23الشعوب األصلية 18 ،أغسطس/آب ،1997الفقرة ،5حيث دعت اللجنة الدول األطراف إلى «أن تقر وتحمي حقوق الشعوب األصلية في امتالك وتنمية ومراقبة واستخدام أراضيها وأقاليمها ومواردها المشاعة ،وفي حالة ما إذا حرمت ،دون بينة ،من األراضي واألقاليم موافقة منها عن طيب خاطر وعن ِّ ً تقليديا أو تسكنها أو تستخدمها بأي طريقة التي كانت تملكها أخرى ،أن تتخذ خطوات إلعادة تلك األراضي واألقاليم». ( )235إعالن األمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب األصلية، المادة .10 ( )236إعالن األمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب األصلية، المادة .32 ( )237لجنة القضاء على التمييز العنصري ،التوصية العامة رقم :23الشعوب األصلية 18 ،أغسطس/آب ،1997الفقرة ،5حيث دعت اللجنة الدول األطراف إلى «أن تقر وتحمي حقوق الشعوب األصلية في امتالك وتنمية ومراقبة واستخدام أراضيها وأقاليمها ومواردها المشاعة ،وفي حالة ما إذا حرمت ،دون بينة ،من األراضي واألقاليم موافقة منها عن طيب خاطر وعن ِّ ً تقليديا أو تسكنها أو تستخدمها بأي طريقة التي كانت تملكها أخرى ،أن تتخذ خطوات إلعادة تلك األراضي واألقاليم» .لجنة حقوق اإلنسان ،التعليق العام :23حقوق األقليات (المادة ،)27 8أبريل/نيسان ،1994الفقرة http://www.refworld.org/ ،7 ( docid/453883fc0.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 لجنة الحقوق االقتصادية ،التعليق العام رقم :21حق كل فرد في أن يشارك في الحياة الثقافية (المادة (1/15أ)) ،الفقرة ،36 ( http://www.refworld.org/docid/4ed35bae2.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
126
( )238منظمة العفو الدولية ،البرازيل :سالمة السكان األصليين وبقاؤهم في خطر (رقم الوثيقة.)AMR 19/009/2005 : ( )239منظمة العفو الدولية« ،غرباء في بلدنا» :السكان األصليون في البرازيل (.)AMR 19/002/2005 (« )240غرباء في بلدنا» :السكان األصليون في البرازيل.
( )241السيد جيمس أنايا وكلوديو غروسمان ،قضية أواس تينغني ضد نيكاراغوا :خطوة جديدة في القانون الدولي للسكان والمقارن :)2002(1 األصليين 19 ،أريزونا جورنال للقانون الدولي َ http://www.ajicl.org/AJICL2002/vol191/introduction( final.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (ُ )242انظرwww.un.org/en/development/desa/news/ ، population/number-of-international-migrants-rises. ( htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (ُ )243انظرwww.globalmigrationpolicy.org/decent_ ، ( work.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )244لجنة األمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، التوصية العامة ،30التمييز ضد غير المواطنين، :UN Doc.CERD/C/64/Misc.11/rev.3 UN Doc.، 2004 http://www1.umn.edu/humanrts/gencomm/genrec30. ( htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )245االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،السارية المفعول منذ 1يوليو/تموز ،2003 والتي صادقت عليها حتى اآلن 47دولةhttp://www2.ohchr. : ( org/english/bodies/cmw/cmw.htmزيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )246يمكن االطالع على التقرير من الموقع unhcr.org/ ( globaltrendsjune2013زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
(ُ )247انظر منظمة العفو الدولية ،محرومون من الحقوق :حقوق اإلنسان وأزمة الغذاء في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) (.)ASA 24/003/2004 (ُ )248انظر لجنة األمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، التوصية العامة رقم ،30التمييز ضد غير المواطنين، :CERD/C/64/Misc.11/rev.3 UN Doc.، 2004 http://www1.umn.edu/humanrts/gencomm/genrec30. ( htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )249منظمة العفو الدولية ،لبنان :الحقوق االقتصادية واالجتماعية لالجئين الفلسطينيين – تدخل مقدم إلى لجنة القضاء على التمييز العنصري (.)MDE18/017/2003 ( )250منظمة العفو الدولية ،أفغانستان :بعيدون عن العين، بعيدون عن الذهن :مصير العائدين األفغان ،يوليو/تموز ،2003 (.)ASA 11/014/2003 ( )251قام مشروع « ،»sphereعلى سبيل المثال ،بوضع ميثاق إنساني ومعايير دنيا لمواجهة الكوارث ،تبين حقوق األشخاص المتضررين من الكوارث ،وتتضمن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية األساسيةُ .انظرwww.sphereproject. : ( orgزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )252منظمة العفو الدولية ،السودان :ال نستطيع االحتمال أكثر :تأثير العنف األهلي على المدنيين في شرق دارفور(.رقم الوثيقة ،)AFR 54/002/2014 :ص .34 (ُ )253انظر UN Doc. E/CN.4/1998/53/Add.2، 11فبراير/شباط http://www.ohchr.org/EN/ :1998 ( ProfessionalInterest/Pages/CESCR.aspxزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014
( )254لجنة الحقوق االقتصادية ،التعليق العام ،20الفقرة :34 ( http://www.refworld.org/docid/3d4f95e11.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
(ُ )255انظر منظمة العفو الدولية ،يفرون من الحرب إلى ً البؤس :محنة النازحين داخليا في أفغانستان (رقم الوثيقة: .)ASA 11/001/2012
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
127
نساء من مجلس القرية لمجتمع دونغريا كونده للسكان األصليين عقب التصويت ضد مشروع التعدين في منجم البوكسايت التابع لشركة «فيدانتا» في تالل نيامغيري ،بوالية أوريسا، الهند .2013 ،فعقب سنوات من االحتجاجات ضد مشروع منجم البوكسايت ،كسب المجتمع المحلي القضية المتعلقة بملكية التالل ،حيث صوتت 12 من المجالس المحلية ضد المشروع في يوليو/ تموز – أغسطس/آب (ُ .2013انظر الصفحة )138 © Amnesty International
الفصل السابع الدفاع عن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
130
ً نتيجة للنضاالت الش���عبية .فالش���عب ،وليس السياسيين ،هو الذي يتم االعتراف بحقوق اإلنس���ان يطال���ب بالحق���وق ،وجهوده هي التي تؤدي إلى االعتراف الرس���مي بهذه الحق���وق .إن جميع تجارب التقدم الكبرى والمهمة في مجال حماية حقوق اإلنسان انبثقت من النضاالت االجتماعية ،بما فيها نضاالت العمل المنظم ومناهضة االستعمار والحركات النسائية ونضاالت الشعوب األصلية. إن النض���ال من أج���ل الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافي���ة ليس باألمر الجدي���د .فما انفكت المنظم���ات المحلية والوطنية واإلقليمية لحقوق اإلنس���ان تدافع عن ه���ذه الحقوق منذ عقود .وقد نش���أت المنظم���ات الدولية العاملة في مجال ه���ذه الحقوق منذ ثمانينيات الق���رن المنصرم ،ومنها ً «ش���بكة المعلوم���ات والعمل من أجل الغ���ذاء أوال» ،ف���ي 1986؛( )256و«مركز الحق���وق االقتصادية واالجتماعي���ة» ،في )257(،1993و«مركز حقوق الس���كن وعمليات اإلخ�ل�اء» ،في ،1994وغيرها؛ إلى جانب ش���بكة دولية واسعة تعمل في الوقت الراهن من أجل تعزيز الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة ،ومن���ذ )258(.2003وم���ع ذلك ال تزال هناك تحديات بش���أن كيفية النض���ال من أجل ضمان إعمال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وتتمثل التحديات الرئيس���ية أمام النضال من أجل تعزيز الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والمنتهكين وسبل اإلنصاف التي يركز عليها النضال .إذ كيف يمكن في تحديد االنتهاكات والضحايا ِ لنشطاء حقوق اإلنسان أن يسهموا في تحويل دعوات إصالح السياسات إلى أفعال ملموسة تبرز الحاجة إلى التغيير لتحسين حياة األفراد والفئات والمجتمعات؟ ً غالب���ا ما يعني مجابهة إن العم���ل الفعال لزي���ادة احترام الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية اإلخفاقات الهيكلية والعوامل التي تس���مح باس���تمرار االنتهاكات الفردي���ة .ويصدق هذا على جميع ً ً وصريحا كالتعديالت التشريعية ،بينما مباش���را نضاالت حقوق اإلنس���ان .وقد يكون بعض التغييرات ً ش���بيها بمحاولة تغيير أنماط االنتهاكات المس���تحكمة ،حيث تتضمن األس���اليب يك���ون بعضه���ا اآلخر برامج تدريبية في مجال حقوق اإلنسان للشرطة والمدعين العامين والقضاة ،أو للمهنيين الصحيين وموزعي األغذية والمعلمين وصانعي السياسات. ويتمث���ل أحد أس���اليب مناهضة انته���اكات الحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية في فضح أثر السياسات والمشاريع واإلجراءات التي تحرم األفراد والجماعات من القدرة على التمتع بحقوقهم.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
131
العمل من أجل التغيير من خالل الحاالت الفردية ما انفكت منظمة العفو الدولية تعمل منذ ما يربو على 40سنة ،من أجل تعبئة ماليين البشر في س���ائر أنح���اء العالم بهدف مناهضة انتهاكات حقوق اإلنس���ان .وقد تم ذل���ك ،إلى حد كبير ،من خالل س���رد قصص نس���اء ورجال وأطفال حقيقيين ،وإضفاء وجه إنساني على األرقام المتعلقة بالفظائع واإلهمال .إذ يمكن س���رد روايات األفراد الذين تعرض���وا النتهاك حقوقهم االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة بالحرارة نفس���ها إلبراز تأثير أفعال الحكومات أو أوجه تقاعس���ها .وف���ي الوقت الذي تجري المطالب���ة بإيجاد حل���ول منصفة لفرد معين ،أو جماعة معينة معرضة للخط���ر ،فإن هذا يفتح األبواب ً نطاقا. أمام تحدي عوامل منهجية أخرى أوسع
باديا شرق ،نيجيريا «باديا شرق» مستوطنـة عشوائيـة في واليـة الغوس ،بنيجيريـا ،يقطنهـا مـا يربــو على 100,000شخص .وهي جـزء من تجمـع باديا السكاني يضم واحدة من تســع مستوطنـات عشوائية قررت حكومـة واليـة الغوس أن تشملهـا أنشـطـة ترقيـة أحيــاء ممول الصفيح بموجب «مشروع التطوير الحضري والحوكمة لمنطقة الغوس الكبرى»، ٍ من البنك الدولي. وفي 23فبراير/شباط ،2013نفذت حكومة والية الغوس عملية إخالء قسري في باديا شرق .حيث أزيل من الوجود ما ال يقل عن 266مبنى ّ شكلت البيوت التي يقطنها سكان في العشوائية ويعملون فيها ،وذلك بمساندة فرق من الشرطة مدججة باألسلحة .وألحقت عمليات اإلخالء القسري الضرر بما يقدر بنحو 2,237أسرة، ً وطبقا ألقوال شهود عيان ،منع األهالي حتى من إنقاذ وما يقارب 9,000شخص. مقتنياتهم قبل أن يتم هدم بيوتهم؛ بينما قامت الشرطة بالقبض على ثالثة شبان عزّ ل حاولوا مقاومة عمليات الهدم. ويوم االثنين 25 ،فبراير/شباط ،2013أي عقب يومين من اإلخالء القسري ،شارك المئات من أهالي «باديا شرق» في مسيرة إلى مكتب حاكم (محافظ) والية الغوس، ً اعتصاما لنحو خمس ساعات لالحتجاج ولطلب اجتماع مع المحافظ .وحاول حيث نظموا قادة المجتمع المحلي للمستوطنة الدخول إلى مكتب المحافظ لتسجيل احتجاجهم ،ولكن قوات األمن حالت دون ذلك. وعقب بضعة أسابيع من عملية اإلخالء القسري ،زارت الشرطة «باديا شرق» وقامت ً مؤقتا لهم مكان بالتحرش باألهالي الذين كانوا يقيمون في العراء أو أقاموا مأوى بيوتهم ،وطلبوا منهم أن ينتقلوا إلى مكان آخر .واستمرت المضايقات عندما قام موظفون حكوميون بطرد الناس من األماكن التي خيموا فيها وبمطاردتهم إلبعادهم عن الموقع ،وقاموا بتدمير خيمهم. ً كثيرا بمراعاة الضمانات القانونية واإلجرائية قبل تنفيذ عن حكومة والية الغوس ولم تُ َ عمليات اإلخالء .فلم تتح لألشخاص المتضررين فرصة التشاور الحقيقي معهم ،أو يبلغوا بأسباب اإلخالء ،كما لم تُ عر حكومة والية الغوس أي اهتمام إلخطار األهالي قبل وقت كاف بعملية اإلخالء الوشيكة ،أو تقدم لهم أي سكن بديل أو تعويض.
132
وزارت منظمة العفو الدولية «باديا شرق» في مايو/أيار وأغسطس/آب 2013ووجدت أن العديد من األشخاص المتضررين ما زالوا بال مأوى .وتشتتت العديد من األسر، بينما توقف العديد من األطفال عن الذهاب إلى المدرسة ،وظل العديد من األشخاص يعيشون في ظروف حرجة ،معتمدين على األصدقاء وفاعلي الخير في طعامهم وملبسهم .وأشارت حكومة والية الغوس إلى أن عمليات الهدم التي تمت في فبراير/ شباط ليست سوى المرحلة األولى في خطة من ثالث مراحل إلزالة مستوطنة «باديا حاليا خطر اإلخالء القسري إذا ما مضت الحكومة ُق ً ً دما شرق» .ويواجه آالف األشخاص بخططها. وبينما قامت حكومة والية الغوس بوضع خطة عمل إلعادة توطين أهالي المستوطنة، وباشرت عملية تقديم دفعات للتعويض ،فإن هذه الخطة لم توفر لألهالي سبيل يجر التشاور على نحو انتصاف فعال ،كما يقتضي القانون الدولي لحقوق اإلنسان .ولم ِ كاف معهم أثناء وضع خطة عمل إعادة التوطين هذه ،كما إن الخطة لم تقدم التعويض الكافي للضحايا لتمويل إقامتهم في سكن بديل مناسب .ولم ترد أنباء عن عمليات إخالء جديدة حتى أبريل/نيسان .2014 (المعلومات المتعلقة بدراسة الحالة هذه مأخوذة من وثيقة لمنظمة العفو الدولية بعنوان وثيقة مقدمة إلى جلسة االستماع العامة للجنة النيجيرية لحقوق اإلنسان بشأن عمليات اإلخالء والهدم في نيجيريا؛ الغوس ( 2013رقم الوثيقة،)AFR 44/034/2013 : ً حريصا على حياتك ،غادر!» اإلخالء القسري والتقرير الصادر في 2013بعنوان «إذا كنت في باديا شرق ،بوالية الغوس ،نيجيريا (رقم الوثيقة ،)AFR 44/0006/2013 :وبيان التداول العام المعنون ،البنك الدولي يبصم على خطة عمل مجحفة إلعادة توطين أهالي باديا شرق ،مارس/آذار ( 2014رقم الوثيقة.)AFR 44/003/214 :
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
133
ً قسرا تجمع من أهالي باديا شرق تم إخالؤهم ويحتجون ضد عملية إخالئهم أمام مكتب محافظ والية الغوس في إيكيجا ،بنيجيريا 25 ،فبراير/شباط .2013 © Social and Economic Rights Action Center )(SERAC
المواجهـة مع شركات األدوية والحكومة في جنوب أفريقيا ظلت منطقة أفريقيا الجنوبية إحدى أسوأ المناطق التي عصف بها وباء فيروس نقص المناعة المكتسبة /األيدز .ففي جنوب أفريقيا ،قدر عدد الحاملين للفيروس والمرضى ً يوميا بسبب األيدز يقدر عدد من يقضون نحبهم بنحو 6ماليين شخص في ،2012حيث َّ ()259 بنحو 600شخص. وكانت «خطة العمل لحملة المعالجة» (حملة المعالجة) قد ُأطلقت في العام 1998 للنضال من أجل زيادة فرص الحصول على عالج الفيروس ،وذلك برفع مستوى الوعي العام بالقضايا المتعلقة بتوفر عالج فيروس نقص المناعة المكتسبة ،وسبل تيسير تكاليفه ،واستخداماته )260(.ولتحقيق أهدافها ،قامت حملة المعالجة بما يلي: • إقامة تحالفات مهنية مع النشطاء من االقتصاديين واألطباء والمحامين إلجراء أبحاث ً وأخيرا أمام المحاكم؛ وإثارة القضية مع شركات األدوية والحكومات، • االضطالع ببرنامج تربوي لمدة خمس سنوات حول تعليم مبادئ المعالجة للتعويض عن تدني مستوى التدريب لدى المهنيين الصحيين والمرافق التي ال تُ خصص لها موارد كافية. • إقامة تحالفات مع قطاع العمل والقطاع الديني في إطالق حملتها ،في وجه المعارضة األيديولوجية القوية. وفي ،1998رفعت مجموعة من شركات األدوية دعوى قضائية على حكومة جنوب أفريقيا ألن الشركات عارضت مسودة قانون ينص على الترخيص اإلجباري واالستيراد الموازي لألدوية المضادة للفيروس ،مما ِّ يقلص تكاليف األدوية إلى حد كبير ،ويتيح لعدد أكبر من الناس فرصة الحصول على العالج .وقد عمدت حملة المعالجة ،مع تحالف عالمي لمنظمات المجتمع المدني ،إلى «تسمية وتخجيل» شركات األدوية المتورطة في الدعوى القضائية ،وشنت حملة في البلدان األصلية للشركات ،وبالذات سويسرا ً ونتيجة لرد الفعل الدولي المتنامي الذي جوبهت به شركات األدوية والواليات المتحدة. وإمكانية أن تصبح تلك المحاكمة سابقة غير محمودة في المحكمة الدستورية لجنوب أفريقيا ،اضطرت الشركات ،في نهاية المطاف ،إلى سحب دعواها في .2001 ووجدت حملة المعالجة أن ذلك النصر وحده غير كاف .إذ رفضت الحكومة توفير العالج المضاد النتقال الفيروس «نفيرابين» – المستخدم في منع انتقال الفيروس من األم إلى الطفل – لجميع من يحتاجون العالج ،رغم أن العدوى بالفيروس تنتقل إلى 70,000طفل ً ً ً تجريبيا إلى حين استكمال موقعا سنويا .وقررت السلطات تقديم العالج إلى 18 رضيع هذه المواقع دورة العالج الكاملة .وساقت السلطات ذرائع التكاليف وسالمة األدوية وضرورة االستشارات الطبية أثناء المعالجة ،وأوجه القصور في البنية التحتية للخدمات الصحية ،كأسباب للمماطلة في توفير األدوية المضادة للفيروس .وسيقت هذه الذرائع رغم دعم «منظمة الصحة العالمية» و«مجلس الرقابة على الدواء في جنوب أفريقيا» ً مجانا لمدة خمس سنوات. للعالج ،وعرض الشركة المصنعة للدواء تقديم العالج فقامت «خطة عمل حملة المعالجة» بتعبئة واسعة النطاق ،ورفعت القضية إلى المحكمة .وفي ،2002قضت المحكمة الدستورية لجنوب أفريقيا بأنه من غير المنطقي 136
االمتناع عن تقديم عالج «نفيرابين» إلى النساء واألطفال خارج نطاق المواقع التجريبية إلى حين انتهاء الحكومة من تطبيق برنامجها الخاص بها واستكمالها أبحاثها .ولذا ،ألزمت المحكمة الحكومة بالسماح باستخدام عالج «نفيرابين» من جانب األطباء العاملين في المستشفيات والعيادات العامة التي تتوافر فيها التسهيالت الكافية لالختبار وتقديم االستشارات ،وبتيسير ذلك .وألزمت الدولة ،إلى جانب ذلك ،باتخاذ تدابير معقولة ()261 لتيسير وتسريع وتيرة استخدام «نفيرابين» في مختلف وحدات القطاع الصحي العام. وساعد القرار على إضعاف معارضة الحكومة لمسألة تقديم العالج المضاد النتقال الفيروس على نطاق واسع .كما عزز إلى حد كبير قدرة حملة المعالجة على كسب التأييد لتقديم العالج على نطاق أوسع .وفي ،2003تبنى مجلس الوزراء في جنوب أفريقيا خطة تشغيلية لمكافحة اإليدز ،تضمنت المعالجة المضادة النتقال الفيروس كمكون ()262 أساسي من مكوناتها. وفي حينه ،تلقت الشركات المصنِّ عة ألكثر من نصف األدوية المضادة للفيروس (غالكسو سميث كالين ،وبويهرنغر إنغلهايم) تعويضات من حكومة جنوب أفريقيا مقابل السماح بإنتاج نسخ طبق األصل من األدوية في جنوب أفريقيا .وتحقق هذا بعد أن قدمت حملة المعالجة شكوى إلى «لجنة المنافسات لجنوب أفريقيا» .ولو نظرت هيئة المنافسات في الشكوىُ ، لطلب من الشركات الكشف عن الكلف الحقيقية ألبحاث ()263 وتطوير هذه األدوية.
توثيق االنتهاكات ف���ي الوق���ت الذي يعتبر وضع مؤش���رات للتق���دم أو التراجع في عملية إعمال الحق���وق االقتصادية ً ً مس���تمرا لمجتمع حقوق اإلنسان ،فإن األبحاث في مجال انتهاكات هذه تحديا واالجتماعية والثقافية الحقوق شبيهة ،في حاالت عدة ،باألبحاث في مجال انتهاكات الحقوق المدنية والسياسية. ويمكن أن تستند استراتيجيات الحمالت إلى توثيق انتهاكات الحكومات لواجباتها تجاه احترام الحقوق أو حمايته���ا – من قبيل اإلخالء القس���ري وتلويث مصادر المياه من قبل الش���ركات الخاصة أو تدمير المحاصيل .كما يمكن أن تُ بنى على تحديد األشخاص المتضررين والحلول المطلوبة ،من قبيل وقف االنته���اك وتقديم التعويض المناس���ب؛ وعلى تحديد مجموعة الفاعلين المس���ؤولين – كالش���ركات التي تس���بب التلوث والدولة التي تعجز عن تنظيم أنش���طة الشركات ،س���واء داخل البالد أو خارجها. ً ً مهما في مثل هذه الحاالت. نجاحا ويمكن أن تحرز األساليب النضالية ،مثل كتابة الرسائل والنشر، إن المه���ارات في مجال توثيق الحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية تتطور ويتم تبادلها على نحو متزايد على المس���توى الدولي ،وذلك من خالل ورشات العمل وشبكات العمل الدولية واألدلة الت���ي تصدره���ا المنظمات غير الحكومية )264(،وتبادل المهارات في مجال أس���اليب العمل ،من تحليل الميزانية إلى استخدام الدساتير الوطنية إلحداث التغيير .ولم يحدث أن كانت الروابط بين المنظمات العاملة في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في شتى بقاع العالم أقوى مما هي علي���ه الي���وم .ويتمثل أحد َمواطن القوة للجمع بين الحمالت الوطنية والتضامن األممي في القدرة عل���ى إبراز األبعاد الدولي���ة اللتزامات الدول تجاه الحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ،وكيف منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
137
تؤث���ر األفعال في الخارج ،س���واء كانت على أيدي الدولة أو ممثليه���ا (ومنها بنوك التنمية المتعددة األطراف) ،أو الشركات ،على إعمال الحقوق اإلنسانية. ً وغالبا ما يظهر عدم قابلية جميع حقوق اإلنسان للتجزئة عندما تقوم منظمات حقوق اإلنسان بتوثيق أنماط انتهاكات حقوق اإلنس���ان .فس���جن األش���خاص الذين يناضلون من أج���ل االعتراف بحقوقهم في األرض؛ واس���تخدام القوة غير المتناس���بة لمجابهة مظاهرات االحتجاج على آثار خصخصة المياه؛ ً جميعا استجابة شمولية من زاوية حقوق وانعدام االستقالل القضائي في حاالت اإلخالء ،تقتضي اإلنسان.
الحق في المعلومات في الهند في ،2005أقرت الهند «قانون الحق في المعلومات» .وجاء هذا عقب حملة عامة ناجحة قادتها منظمة للناشطين باسم «مازدور كيشان شاكتي سانغاثان» ،حيث سلطت هذه المنظمة الضوء على الدور الذي يلعبه حجب المعلومات فيما يعانيه الفقراء في ً أيضا في تفشي الفساد في أوساط المناطق الريفية من حرمان ،وكيف أسهم هذا العاملين في اإلغاثة من الجوع )265(.ويغطي القانون الحكومة المركزية وحكومات الواليات ،وكذلك مؤسسات التسيير الذاتي والهيئات المحلية والجهات المتلقية للمنح الحكومية .إن السلطات العامة ملزمة بتوفير قنوات االطالع على المعلومات عند طلبها ،وثمة أحكام عقابية لمحاسبة السلطات التي ترفض تقديم المعلومات عند طلبها أو ال تفرج عنها في الوقت المطلوب. ومع أن القانون ظل يخلو من بعض القيود ،إال أنه خطوة كبيرة نحو شفافية ومساءلة أكبر في الهند .ومنذ نفاذه ،رفعت عدة دعاوى مكن «قانون الحق في المعلومات» المشتكين فيها من مكافحة الفساد في الخدمات والسلطات العامة )266(.وأتاح القانون للناس الحصول على المعلومات المتعلقة بالخدمات والبرامج التي تؤثر على حياتهم، ً وانتهاء بالقرارات بدءا بتسليم بطاقات اإلعاشة وجوازات السفر وعائدات الضرائب، ً العامة الكبرى مثل إصالح السياسات المائية في دلهي ،كما عزز قدراتهم على المشاركة في العمليات التي تؤثر على حياتهم ،وعلى محاسبة السلطات العامة المعنية. وأجرت منظمة العفو الدولية تحقيقات في أعمال مصفاة األلومنيوم التابعة لشركة «فيدانتا ألومينيوم ليميتد» وفي تأثيرها على المجتمعات المحلية ،وتقدمت بطلبات بشأن الحق في المعلومات بغية الحصول على بيانات جمعتها «هيئة الدولة للرقابة على التلوث» أثناء مراقبتها لعمل الشركة .وجرى تبادل هذه المعلومات مع المجتمع المحلي وتحليلها في تقارير نشرتها منظمة العفو الدولية حول اآلثار السلبية لعمليات المصفاة على حقوق المجتمعات المحلية التي تعيش في محيط المصفاة في الماء والصحة والمعلومات )267(.وعملت منظمة العفو الدولية مع شركاء على الصعيد المحلي والوطني والدولي الستهداف «فيدانتا للموارد» (الشركة األم) والسلطات الهندية. وأسهمت الضغوط في حرمان «فيدانتا للموارد» من الحصول على تصريح للتنقيب عن البوكسايت في «تالل نيامغيري» ،في األراضي التقليدية للسكان األصليين من جماعات الدونغريا كونده.
138
العمل ضمن شراكة «عن طريق العمل بالتعاون أو الشراكة مع منظمات المجتمع المدني المحلية ،فإن المنظمات الدولية لحقوق اإلنسان تستطيع تعزيز هذه المنظمات ،وتحقيق...شرعية الصوت». ماري روبنسون ،مفوضة األمم المتحدة السامية السابقة لحقوق اإلنسان.
()268
إن ل���دى المنظم���ات الدولي���ة لحقوق اإلنس���ان الحديث���ة العهد بالعمل بش���أن الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الكثير مما يجب أن تتعلمه من منظمات حقوق اإلنس���ان وغيرها من منظمات المجتم���ع المدن���ي المحلي���ة والوطني���ة واإلقليمية والدولية ،الت���ي تتمتع بخبرات أكب���ر في التوثيق والنضال فيما يتعلق بهذه القضايا. ولطالم���ا ناض���ل العديد من المنظمات العامل���ة في مجال المجتمعات المحلية والش���عوب األصلية ومنظمات التنمية ،وس���واها من ممثلي المجتمع المدني ،من أجل العدالة االجتماعية ،التي يمكن تعريفه���ا على أنها من قضايا حقوق اإلنس���ان .إن حركات حقوق اإلنس���ان وغيرها من حركات العدالة ً بعضا. االجتماعية يجب أن تتعلم الكثير من بعضها لقد اس���تخدمت الجماع���ات التي تنادي بالحق���وق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافي���ة مجموعة من المناهج والمبادرات ،وأقامت عالقات ش���راكة واس���عة إلحراز التقدم نحو تحقيق أهدافها .كما عملت مع المشرعين والمحامين لصياغة التشريعات ،ورفعت دعاوى قضائية نيابة عن األفراد أو الجماعات، وعملت على زيادة اهتمام وسائل اإلعالم والرأي العام بالحاالت المهمة .وقامت بتدريب الموظفين المكلفي���ن بإنفاذ القوانين والقضاة وغيرهم في مجال الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وعقدت جماعات أخرى جلس���ات اس���تماع علنية واس���تخدمت الحق في المعلومات لمناهضة الفساد وتحويل وجهة الموارد التي كان يجب أن تُ ستخدم إلعمال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. وبين األس���اليب األخرى :المطالبة باالعتراف بهذه الحقوق في القوانين ،وال س���يما في الدس���تور، والمراقبة طويلة األجل من جانب القواعد الشعبية ،وتحليل الميزانيات.
كسب التأييد لتحقيق ضمانات دستورية «إن الدستور الذي يحتوي على حقوق مدنية وسياسية فقط ،إنما ُيظهر صورة مبتورة ً رمزيا ولكن بشكل وحشيُ ،يقصي الشرائح التي ال يعني لها االستقالل لإلنسانية .فهو، ()269 ً شيئا ُيذكر من دون توفر ضرورات الحياة». إن كسب التأييد إلجراء تعديالت على القوانين والدساتير ،بحيث تعكس جميع التزامات الدولة بحقوق ً ً ناميا من مجاالت الدعوة إلى حقوق اإلنسان ،بما في ذلك ما تقوم به منظمة مجاال اإلنسان ،يعتبر العف���و الدولية )270(.وق���د نص عدد كبير من الدس���اتير على بعض الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافي���ة (م���ن قبي���ل الحق في التعلي���م)( ،)271بي���د أن تضمين الحق���وق االقتصادي���ة واالجتماعية ً ً مهما بعدم قابلية حقوق اإلنس���ان التزاما والثقافي���ة في الدس���تور ال يكفل احترامها ،ولكنه يمث���ل للتجزئة ،وييسر إنفاذ هذه الحقوق من جانب المتضررين. وق���د كفل عدد من الدس���اتير تخصيص الحد األدنى من الموارد من أج���ل إعمال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية .فقد اس���تُ خدمت دساتير كل من البرازيل وكوس���تاريكا وإندونيسيا والفلبين، منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
139
على سبيل المثال ،لالعتراض على الميزانيات المخصصة للتعليم ،وفي المحاكم من خالل الدعاوى القضائي���ة المتعلق���ة بالمصلحة العامة ،وفي الش���وارع من خالل العمل المباش���ر للمطالبة بالتقيد بااللتزامات الدستورية.
كينيا :الضمانات الدستورية صوتت أغلبية كبيرة (تقارب الثلثين) من المقترعين في استفتاء عام بكينيا في أغسطس/آب ،2010 َّ ً طيفا إلى جانب تبني دس���تور جديد .وتكفل «ش���رعة الحقوق» بموجب الدس���تور الجديد (الفصل )4 من الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية؛ ويشمل هذا الحقوق في الغذاء والسكن والصرف الصحي والماء والصحة (بما فيها الرعاية الصحية اإلنجابية) ،والتعليم والضمان االجتماعي ،بصفتها ً حقوقا واجبه التنفيذ .وللمرة األولى ،يس���تطيع الناس في كينيا التماس س���بل قانونية لالنتصاف، وبإمكانهم محاسبة الحكومة على االنتهاكات لهذه الحقوق. وكان ق���د ج���رى تضمين الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في مس���ودة الدس���تور منذ بدء عملي���ة المراجع���ة الدس���تورية في .2002ومع ذل���كّ ، لفت الش���كوك في لحظة ما احتم���االت إنجاز م���ا ضمنه الدس���تور .وفي يناير/كان���ون الثاني ،2010ش���طبت «اللجنة البرلماني���ة المختارة المعنية ً حقوقا واجبة بالدس���تور» الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية من مس���ودة الدستور بصفتها ً كلي���ا .ووجهت منظمات المجتمع النف���اذ ،وإما عاملتها على أنها مبادئ توجيهية ،أو قامت بش���طبها المدن���ي «هاكيجاميي»( )272و«ائتالف ش���رق أفريقي���ا للحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية» و«كيتي���و تش���ا ش���يراي»( )273ومنظمة العفو الدولي���ة ،انتقادات علنية ش���ديدة اللهجة له���ذا التغيير. كما قامت بجهود لكس���ب تأييد «لجنة الخبراء» المس���تقلة ،المكلفة بمهمة تنقيح مس���ودة الدستور عق���ب التغييرات التي أحدثتها اللجن���ة البرلمانية المختارة .وقررت «لجنة الخبراء» الحفاظ على الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في الدس���تور كحقوق واجبة النفاذ ،ولم يعد أي من المش���رعين إلى محاولة حذفها. وف���ي فبراير/ش���باط ،2011أتخ���ذت المحكمة العلي���ا الكيني���ة أول قراراتها بموجب «ش���رعة الحقوق ً أمرا بوقف التنفيذ للحيلولة دون اإلخالء القس���ري لسكان مستوطنة وثوروا الدس���تورية» ،فأصدرت ً ً من منازلهم .وفي 30أغس���طس/آب ،2013انتهت هذه القضية بحكم ش���كل منعطفا تاريخيا ،حيث دع���ا الحكوم���ة إلى اتباع اإلجراءات الواجبة عند القيام بعمليات اإلخالء ،وإلى وضع مس���ودة تش���ريع ً فورا .وقررت المحكمة العليا فيما ال يقل ومبادئ توجيهية لعمليات اإلخالء القسري وإعادة التوطين عن قضيتين أخريين أن الحق الدستوري في السكن المناسب يتضمن حظر عمليات اإلخالء القسري.
140
فحص الميزانيات «يمكن لتحليل الميزانيات أن يشير بدقة إلى النواقص في النفقات وسوء توجيه األموال أو عدم مالءمة النفقات من زاوية التزامات الحكومة بحقوق اإلنسان – وال سيما فيما يتعلق بااللتزامات اإليجابية ( أي اتخاذ إجراء) أكثر منه فيما يتعلق بالتزاماتها «السلبية» (أي االمتناع ()274 عن اتخاذ اإلجراء الالزم). إن تحلي���ل الميزانية أخذ بالظهور بس���رعة كأس���لوب رئيس���ي للضغ���ط على الحكوم���ات لحملها على الوف���اء بالتزامات حقوق اإلنس���ان .وفيما يتعل���ق بالحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافية على وجه الخصوص ،يس���اعد هذا األس���لوب نشطاء حقوق اإلنس���ان على قياس الخطوات التي تتخذها الحكومة من أجل الوفاء بالتزاماتها .وكعملية موازية لتوثيق االنتهاكات واإلساءات ،يمكن أن يشكل ()275 َّ المطرد للحقوق. تحليل الميـزانية أداة مهمة لمراقبة وتشجيع اإلعمال وتتعاض���د منظمة «الش���راكة الدولية للموازن���ات»( )276مع المجتمع المدني في ش���تى أنحاء العالم وتؤثر على الميزانيات العامة من أجل تقليص الفقر وتحسين مستوى جودة الحكم .وتعمل «الشراكة الدولية للموازنات» في مجاالت خمسة:
بناء المهارات في مجال تحليل الميزانيات والعمل الدعوي من خالل التدريب والمساعدة الفنية؛
قياس الشفافية والمساءلة ومشاركة الجمهور في عملية وضع الميزانيات ،وتطويرها؛
اإلسهام في إقامة منظمات قوية وقابلة لالستدامة بتقديم العون المالي لعمل المجتمع المدني بشأن الميزانيات؛
تعزيز التبادل المعرفي بين جماعات المجتمع المدني المعنية بالميزانيات وسواها من المعنيين بالشؤون المالية العامة عن طريق القيام بدور المحور الذي تتجمع فيه المعلومات لفائدة عمل المجتمع المدني بشأن الميزانيات.
ً ً دعويا عمال وتعترف «الش���راكة الدولية للموازنات» بأن األمر ،برغم أهمية تحليل الميزانيات ،يتطلب لتحقيق التغيير الفعلي والمس���تدام .وال بد من ربط نتائج تحليل الميزانية بمبادرات من قبيل تقديم المدخالت إلى مناقشات الميزانية ،واقتراح سياسات بديلة ،وإبالغ الجمهور وبناء دائرة من األنصار، ومساءلة الحكومة عن تحقيق أهدافها. والحق في المعلومات أساس���ي لتحقيق الشفافية في عملية تخصيص الميزانيات ،ولذا فقد تحتاج ً أوال إلى تنظيم الحمالت من أج���ل إحداث تغييرات المنظم���ات غي���ر الحكومية والمجتمعات المحلي���ة في القانون والسياسة المتعلقين بالحصول على المعلومات ،حتى تكون قادرة على القيام بتحليل فعال وعمل دعوي مؤثر.
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
141
استخالص :حان وقت العمل ً ممكنا الس���كوت على انتهاكات ل���م يع���د هناك من أي مبرر للتقاعس عن مباش���رة التح���رك .فما عاد الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للبش���ر .ويتعين أن ال يعامل الجوع والتش���رد واألمراض الت���ي يمكن الوقاية منها وكأنها مش���كالت اجتماعية يصعب تعقبه���ا أو مجرد نتاج لكوارث طبيعية – فهي فضيحة لحقوق اإلنسان بكل معنى الكلمة.
قائمة مهام للناشطين حدد دعاة لحقوق اإلنسان تجمعوا في منتصف تسعينيات القرن الماضي المهام التالية بصفتها ال غنى عنها لتوثيق الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والنضال من ()277 أجلها: ً إلحاحا بالنسبة للبالد أو المجتمع المحلي؛ • تحديد القضايا المتعلقة بالحقوق األشد • رصد عملية تطوير الدولة للظروف الالزمة لضمان الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وعلى وجه الخصوص تنفيذها للسياسات والخطط والتشريعات ذات الصلة؛ • مراقبة وتوثيق اإلجراءات الحكومية للوفاء بااللتزامات ،وتلك التي تنتهكها ،واإلبالغ عنها؛ • مراقبة مدى تقيد الحكومة بالتوصيات التي تقدمها الهيئات الدولية لحقوق اإلنسان. ويشمل هذا جمع الوقائع واألدلة من مصادر مختلفة بصورة مباشرة؛ • التأكد من توافر سبل لالنتصاف القانوني ،وتحديد مدى إمكانية تطبيقها بموجب القوانين الوطنية .ومن شأن هذا أن يشمل إجراء أبحاث حول القوانين ذات الصلة، وتحليل قرارات المحاكم المتعلقة بالمطالبات ذات الصلة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية؛ • الرد على الشكاوى الفردية أو المجتمعية ضد االنتهاكات؛ • تثقيف أفراد الجمهور بحقوقهم االقتصادية واالجتماعية والثقافية؛ • تعبئة المجتمعات المحلية ومنظمات الدعاوى المعنية بحقوق اإلنسان والتعاون ()278 معها.
142
ً أيضا ،وعلى الدوام، وم���ن غير الممكن أن نعزو الحرمان من الحقوق إلى ش���ح الموارد – فه���و ينجم ً أيضا ع���ن غياب اإلرادة السياس���ية ،وعن التمييز .وفي الدول األكثر غنى ،تعاني الفئات المهمش���ة ً ً كثيرا أن يعاني ماليين البش���ر من يعن المجتمع الدولي فقرا ،لم م���ن الفقر والظلم .وفي األش���د ِ أقصى درجات الفقر. وفي العديد من البلدان ،تختبئ الحكومات وراء عذر شح الموارد لتخذل شعوبها وتحرمهم من السبل والوس���ائل للتمتع بحقوقهم ،بينما تسمح للشركات وس���واها بالتغول كما تشاء ،حتى عندما يعني هذا تعريض حياة وصحة البشر لألخطار. ولل���رد على ذلك ،دأب المدافعون عن حقوق اإلنس���ان على توثيق االنته���اكات والخروقات ،ونظموا حمالت ال تخلو من اإلبداع لتغيير السياس���ات والممارس���ات .وسعوا إلى تحسين حياة الجميع وإلى الدف���اع ع���ن حقهم في العيش الكري���م .فالحقوق االقتصادي���ة واالجتماعية والثقافية ليس���ت مجرد ً أهدافا يمكن تأجيلها للمستقبل .وهي راسخة في القانون الدولي وتتكفل تطلعات .وهي ليس���ت ً اس���تنادا إلى مخ���زون متزايد باطراد من قان���ون الدعوى .وهي بإنفاذه���ا المحاك���م الدولية والوطنية تستدعي االحترام الفوري. ويتعي���ن أن تمتن���ع الحكوم���ات عن تقويض الجهود الت���ي يبذلها الناس إلعم���ال حقوقهم .ويجب أن تتوق���ف ع���ن التمييز ضد الفئات المهمش���ة ،كم���ا ينبغي أن تخضع الش���ركات الكب���رى والجهات غير الحكومية األخرى لألنظمة التي تكفل االحترام لحقوق اإلنسان .وهذه االلتزامات عابرة لحدود الدول. وتمتد مقتضياتها بشأن أفعال الدول إلى خارج حدود واليتها ،سواء فيما يتعلق بما تقترفه بمفردها أو عبر المؤسسات المالية الدولية. وقد ش���هد العقدان األخيران تحقيق خطوات هائلة إلى األم���ام من حيث تطوير الحقوق االقتصادية واالجتماعي���ة والثقافي���ة ،بما انتهى ،في ،2014إلى إنفاذ صالحيات آلية دولية للش���كاوى مكرس���ة له���ذا الغرض .ولم يعد باس���تطاعة المتش���ككين أن يجادل���وا على نحو مقنع بأن ه���ذه الحقوق تفتقر إل���ى الموثوقية القانوني���ة التي تتمتع بها مثيالته���ا من الحقوق المدنية والسياس���ية .واألهم من هذا ،فقد أصبح بين يدي ضحايا انتهاكات الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية سبيل إضافي ً نطاقا في بلدانهم .ومن األهمية لالنتصاف ،وبما يمكن أن يس���هم في إصالحات سياس���ية أوسع الحاس���مة أن تس���تخدم منظمات المجتمع المدني هذه اآللية ،التي قامت بدور مهم في إنش���ائها، وأن تعم���ل عل���ى تعزيزها .وينبغي أن تك���ون النتيجة صدور قرارات طليعية جديدة يمكن أن تس���اعد عل���ى تحقيق المزيد من التفاصيل لمحتوى الحقوق ولمفاهيم من قبيل «الحد األقصى من الموارد المتاحة» و«التزامات الحد األدنى األساسية». بي���د أن���ه ثم���ة تحديات ما زالت قائم���ة وال بد من مواجهته���ا – وتتمثل في التنفي���ذ الفعال للقرارات القانونية؛ وإقناع الحكومات وقطاع األعمال بأن إدماج حقوق اإلنس���ان في سياس���اتها وممارس���اتها ً فعليا إلى محصالت أفضل؛ إضافة إلى تصدر حقوق اإلنسان جدول أعمال التنمية يمكن أن يفضي يبين م���دى ما يمكن أن يتحق���ق عبر العمل الدع���وي والنضال المدخل ه���ذا ولكن – لم���ا بع���د 2015 ِّ االستراتيجيين المثابرين. ً جزءا ال يتجزأ من جدول فأكث���ر من أي وقت مضى ،غدت الحق���وق االقتصادية واالجتماعية والثقافية أعمال حقوق اإلنسان .وينبغي للدفاع عن تعزيز الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية أن يغدو ً أيضا للمجتمع الدولي وحركة حقوق اإلنس���ان أولوي���ة ملحة ،ليس فق���ط للحكومات منفردة ،وإنم���ا ً موردا كبير والمجتم���ع المدني بأس���رها .وكلنا أمل ف���ي أن ال تقتصر جدوى هذا المدخل عل���ى كونه النفع للناشطين ،وإنما عتبة صلبة كذلك لالنتقال إلى آفاق رحبة للعمل في الميدان. منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
143
هوامش _ الفصل السابع (( www.fian.ogr/ )256زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (( www.cesr.org/ )257زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (( www.escr-net.org/ )258زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (http://www.unaids.org/en/regionscountries/ )259 ( countries/southafrica/زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (( www.tac.org.za )260زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )261وزير الصحة ضد الحملة من أجل العالج(225) 5 SA 721 ، ) ،(CCالفقرتان http://www.saflii.org/za/cases/ :61 – 60 ( ZACC/2002/15.htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (« ،J. Berger )262المقاضاة من أجل العدالة االجتماعية في جنوب أفريقيا ما بعد الفصل العنصري» في دي برينك وفي غاوري ،نقل العدالة االجتماعية إلى المحاكم :اإلنفاذ القضاء للحقوق االجتماعية واالقتصادية في العالم النامي ،كيمبريدج يونيفرسيتي برس ،2008 ،ص http://assets.cambridge. :84 _org/97805218/73765/frontmatter/9780521873765 ( frontmatter.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )263محاضرة فاطمة حسن من حملة المعالجة إلى منظمة العفو الدولية ،يونيو /حزيران ،2004سانجاي باسو« ،استخدام الدعاوى القضائية من أجل الدعوة إلى الصحة العامة :دروس من قضية لجنة المنافسة الجنوب – أفريقية» ،ديسمبر /كانون األول http://zcomm.org/znetarticle/the-use-of-anti- ،2003 trust-litigation-for-public-health-advocacy-lessonsfrom-the-south-african-competition-commission-case( by-sanjay-basu/زيارة في 17أبريل/نيسان )2014؛ حملة المعالجة( www.tac.org.za ،زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ً حديثا بشأن الحق في (ُ )264انظر سلسلة األدلة التي صدرت الصحة والحق في الغذاء وحقوق العمل والحق في الماء ،التي نشرها «مركز توثيق حقوق اإلنسان» و«الجمعية األمريكية للتقدم العلمي» ،على سبيل المثالwww.aaas.org/sites/ ، ( default/files/migrate/uploads/RT_Health.pdfزيارة في ً أيضا مجتمع القانون السريالنكي 17أبريل/نيسان ُ .)2014انظر ومركز الحقوق االقتصادية واالجتماعية ،دليل النشطاء بشأن العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،من إعداد جيف كينغwww.cesr.org/downloads/ ، ( CESR_s%20Activists%20Manual.pdfزيارة في 17أبريل/ نيسان )2014وغيرها. ( )265هارش ماندير وأبها جوشي« ،الحركة من أجل الحق في المعلومات في الهند» ،موقع مازدور كيشان شكتي سانغاثان اإللكتروني ،يمكن االطالع عليه منwww.rtigateway.org. ، in/Documents/References/English/Reports/12.%20 An%20article%20on%20RTI%20by%20Harsh%20 ( Mander.pdfزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )266الحملة الوطنية لحق األشخاص في المعلومات، ،The Informerرسالة إخبارية إلكترونية ،علىhttp:// ، ( timesofindia.indiatimes.com/topic/The-Informerزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )267منظمة العفو الدولية ،ال تخرجونا من الوجود بتعدينكم: منجم البوكسايت والمصفاة يدمران الحياة في الهند (رقم الوثيقة.)ASA 20/001/2010 : ( )268ماري روبنسون« ،تعزيز الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية :المضي ُق ً دما» ،فصلية حقوق اإلنسان رقم 26 ( ،)2004صفحة http://www.aihr-resourcescenter. :871 org/administrator/upload/documents/robinson.pdf (زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
144
( )269كريغ سكوت وباتريك ماكلين« ،حبال دستورية من الرمال أم ضمانات قابلة للمقاضاة؟ الحقوق االجتماعية في الدستور الجديد لجنوب أفريقيا»،148-U. Pa. L. Rev. 1 ،144 ، http://papers.ssrn.com/sol3/papers. :)1992( 29 – 28 ( cfm?abstract_id=1162216زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )270دأبت منظمة العفو الدولية على العمل الدعوي من أجل إقرار أحكام دستورية بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في كل من غانا وأيرلندا وكينيا ونيوزيلندا وجنوب السودان وزمبابويُ .انظر على سبيل المثال ،منظمة العفو الدولية و«جمعية المديرين الطبيين لنظم المعلومات» (أمديس) ،مذكرة للنظر من قبل لجنة مراجعة الدستور بشأن مراجعة األحكام المتعلقة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في دستور 2011المؤقت لجنوب السودان( ،رقم الوثيقة.)AFR 54/009/2011 : ً ً دستورا: حاليا في نحو 142 ( )271الحق في التعليم معترف به ( www.right-to-education.orgزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (( www.hakijamii.com/ )272زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 (( http://kituochasheria.or.ke/?lang=en )273زيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014 (،Fundar – Centro de Análisis e Investigación )274 مشروع الموازنة الدولية ،برنامج التدريب الدولي على حقوق اإلنسان ،للكرامة حساب :دليل استخدام تحليالت الموازنة في إحراز التقدم لحقوق اإلنسانwww. ،2004 ، ( internationalbudget.org/themes/ESC/زيارة في 17أبريل/ نيسان .)2014 ( )275لمزيد من المعلوماتُ ،انظر ماريا سوكورو آي ديوكنو، منهج في تحليل الميـزانيات قائم على الحقوق.1999 ، ( )276لمزيد من المعلومات حول «الشراكة الدولية للميزانيات»، ُانظر ( http://internationalbudget.org/who-we-are/زيارة في 17أبريل/نيسان .)2014
( )277برنامج التدريب الدولي على حقوق اإلنسان ،أمواج في ماء راكد :تأمالت النشطاء حول العمل على المستويين الوطني والمحلي بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،مركز موارد حقوق اإلنسان التابع لجامعة مينيسوتاhttp:// ،1997 ، www1.umn.edu/humanrts/edumat/IHRIP/ripple/toc. ( htmlزيارة في 17أبريل/نيسان .)2014 ( )278ملخص على اإلنترنت حول حقوق اإلنسان« ،التطبيق المحلي للحقوق اإلنسانية الدولية :المقاضاة بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية» ( www.hri.caزيارة في 17 أبريل/نيسان .)2014
منظمة العفو الدولية حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان
145
في بلدان شتى ،وفي مختلف أقاليم العالم ،وبرغم اختالف مستويات التطور في هذه البلدان ،يعيش ماليين النساء والرجال واألطفال دونما فرصة للتمتع حتى بالحد األدنى من الغذاء والماء وخدمات الصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية والسكن .وهذه ليست بين حقائق الحياة الحتمية .وإنما هي فضيحة لحقوق اإلنسان. ترسم وثيقة «حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان» بعض أهم المالمح البارزة للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية. ويمثل هذا المدخل إلى معرفة هذه الحقوق إطاللة على أبعادها، كما يحدد آفاقها ومحتواها ،ويعطي أمثلة على االنتهاكات التي تستهدفها ،وما يمكن القيام به للتصدي لها .وتسلط الوثيقة الضوء على واجبات الحكومات ومسؤولية األطراف األخرى عن حقوق اإلنسان ،بما فيها المنظمات الدولية والشركات الكبرى. والمحدثة الثانية من المدخل إلى الحقوق وتعكس الطبعة المنقحة ّ االقتصادية واالجتماعية والثقافية التطورات الهامة التي شهدها العقد المنصرم في تحقيق التقدم نحو إعمال هذه الحقوق؛ وفي قلب كل ذلك تجارب الناشطين والجماعات ممن يعلون صوتهم ويطالبون بحقوقهم بدأب في مختلف أنحاء العالم .فقصصهم تبين األسباب التي تجعل من هذه الحقوق أولوية ملحة بالنسبة ِّ للحكومات والمجتمع الدولي ،ولحركة حقوق اإلنسان ككل .وفوق ً قدما تبين كيف أنه يمكن للنضال المثابر أن يمضي كل شيءِّ ، من أجل ضمان تمكين كل إنسان من أن يعيش ً حرا وبكرامة ،وأن يتمتع بحقوقه على قدم المساواة مع اآلخرين.
حقوق اإلنسان من أجل كرامة اإلنسان مدخل إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية